جهود الشيخ علي بن محمد الضبَّاع
في علم القراءات
ت 1380هـ
إعداد
د. محمد بن فوزان العُمر
أستاذ الدراسات القرآنية المساعد - كلية المعلمين - الرياض(1/1)
المقدمة
... إن علم القراءات القرآنية اكتسب أهميةً كُبرى بارتباطه الوثيق بكتاب الله - عز وجل - ، إذ إن شرف العلم بشرف المعلوم.
والحديث عن قُرَّاء القرن الرابع عشر ذو أهمية خآصة، إذ برز في ذلك القرن نخبة من علماء القراءات كان لهم أثر واضح في مسيرة هذا العلم ومنهم على سبيل التمثيل لا الحصر: الشيخ رضوان مُخلَّلاتي(1) - ت 1311هـ ، الشيخ محمد بن أحمد المُتولِّي ت - 1313هـ(2)، إمام عصره قراءةً وإقراءً، والشيخ عامر عثمان(3)
__________
(1) هو الشيخ رضوان بن محمد بن سليمان، المُكنَّى بأبي عيدالمعروف بالمُخلَّلاتي، وُلد سنة -1250-هـ-، أخذ عن الإمام المُتولِّي، ومحمد عبده السرسي ، وأخذ عنهُ محمد بن علي البدوي -توفي سنة 1311هـ.
... ينظر ترجمته: الأعلام للزركلي (3/27)، الحلقات المضيئات 01/153).
(2) هو محمد بن أحمد بن الحسن بن سُلِمان الشهير بالمتولِّي -إمام عصره- وُلد سنة 1248هـ - وقيل غير ذلك، أخذ عن احمد الدري التُهامي، ويوسف البرموني، وأخذ عنهُ محمد مكي نصر، وعبدالفتاح هنيدي وغيرهم كثير. توفي سنة 1331هـ.
... ينظر ترجمته: الأعلام للزرلكي (6/21)، هدية العارفين لإسماعيل البغدادي (2/394)، والإمام المتولي وجهوده في علم القراءات ص(81-84).
(3) هو عامر بن السيِّد عثمان الشهير بعامر عثمان، وُلد سنة 1318هـ، مصري، أزهري، إمام في القراءات، انتهت إليه رئاسة القراءات في الديار المصرية أخذ عنهُ القراءات خلق لا يُحصون، من تلاميذه: إبراهيم عطوه، محمد تميم الزَّغبي، وأيمن سويد وغيرهم كثير، توفي سنة 1408هـ.
... ينظر ترجمته: الإمام المتولي وجهوده في علم القراءات أ.د. إبراهيم الدوسري ص(167)، الحلقات المضيئات (1/86).(2/1)
يرحمه الله شيخ عموم المقاريء المصرية في عصره، والشيخ محمود خليل الحصري ت 1401هـ(1) -يرحمه الله-، والشيخ أحمد بن عبدالعزيز الزيَّات(2) يرحمه الله ت 1424هـ، والشيخ إبراهيم السمنُّودي(3) أطال اللهُ عُمَرهُ في طاعته، وغيرهم كثير(4).
ومِمَّن برز في تلك الفترة في هذا العِلم الشيخ العلامة علي بن محمد بن إبراهيم بن حسن الضباع، شيخ القراء والمقاريء في الديار المصرية.
ويرجع أسباب اختياري لهذا الموضوع عدة أُمور من أهمها:-
__________
(1) هو الشيخ محمود خليل الحصري -المقرئ المشهور- وُلد سنة 1335هـ، وكان شيخًا للمقاريء المصرية، لهُ مؤلفات عديدة منها: مع القرآن الكريم، والقراءات العشر، ومعالم الاهتداء إلى معرفة الوقف والابتداء.
... ينظر ترجمته: الإمام المتولي وجهوده في علم القراءات - أ.د. إبراهيم الدوسري ص(175) حاشية (2).
(2) هو أحمد بن عبدالعزيز بن أحمد بن محمد الزيَّات القاهري المصري وُلد سنة 1324هـ، أخذ عن خليل بن محمد الجنايني، وعبدالفتاح هنيدي -وأخذ عنهُ محمد بن إسماعيل الهمداني، وعبدالفتاح المرصفي، وغيرهم كثير، توفي سنة 1424هـ.
... ينظر ترجمته: هداية القارئ ص(634)، والحلقات المضيئات -السيد أحمد عبدالرحيم- (1/145-146).
(3) هو إبراهيم بن علي بن شحاته السمنودي - المولود سنة 1333هـ - من علماء القراءات القرآنية، أخذ القراءات العشر من السيد عبدالعزيز عبدالجواد، والشيخ حنفي السَّقا، لهُ «الآلئ البيان في تجويد القرآن »، «النظم المختص في قصر حفص »، وغيرها ولا يزال على قيد الحياة أطال الله عمرهُ في طاعته.
... ينظر: ترجمته - هداية القاري (2/753-755)، الحلقات المضيئات (1/92-94).
(4) ينظر: تراجم هؤلاء وغيرهم الأعلام في « هداية القاري إلى تجويد كلام الباري » - (2/753) - آخر الكتاب.(2/2)
- مكانةُ الشيخ العلمية بين أقرانه وزملائه؛ فقد تبوأ مكانةً عالية في علم القراءة والإقراء، وكان شيخاً لعموم المقارئ المصرية في زمنه كما تقدم، ومصححاً لمطبعة المصحف الشريف، مما يدلُّ على تمكنه من رسم المصحف وضبطه وفواصله ونحو ذلك.
- كثرةُ مؤلفات الشيخ وتنوعها في مجال القراءات والتجويد والرسم والضبط وعلم العَدِّ وغيرها، فقد زادت على الخمسين عنواناً بين كتاب ورسالة ومقالة.
- عُلُو سنده في القراءات القرآنية، وقُرب عهده من الإمام المتولي خآصة.
- اختيارات الشيخ وتنبيهاته واستدراكاته المهمة، والتي تحتاج إلى وقفةٍ خآصة، وقد كتبتُ أهمها وأفودها.
- لم يسبق لأحدٍ تكلَّم عن هذا العلَم ببحثٍ مُستقلٍ أو مقال منشور فيما أعلم، فأردتُ خوض غمار هذا البحر، علَّ الله يوفقني ويُسدِّدُني.
منهج البحث:
أولاً: عزوتُ الآيات إلى مظانها من كتاب الله - عز وجل - .
ثانيًا: ترجمتُ للأعلام المذكورين في البحث عدا صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
ثالثًا: فسَّرتُ الكلمات الغريبة
رابعًا: قمتُ باستقراء ما وقفتُ عليه من مؤلفات الشيخ واخترتُ منها أهمها وأكثرها تنوُّعاً واستيعاباً للمسائل.
... فمن المؤلفات في أصول القراءة والإقراء: « الإضاءة في بيان أصول القراءة ».
... ومن المؤلفات في القراءات السبع: « إرشاد المريد إلى مقصود القصيد » وهو شرح لمنظومة الإمام الشاطبي، المُسمَّاة بـ « حرز الأماني ووجه التهاني ».
... و « شرح رسالة قالون » وهي فيما خالف فيه قالونُ ورشاً من طريق الشاطبية.
... و « القول الأصدق فيما خالف فيه الأصبهانيُّ الأزرق » والأصبهانيُّ والأزرق هُما رواة لورش كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
... و نظم « ما خالف فيه الكسائيُّ حفصاً »، وهي منظومة طويلة أكثر من مائة وتسعة وثمانين بيتاً، استوعب فيها الشيخ تقريباً مخالفات الكسائي لحفص من طريق الشاطبية في باب الأصول والفرش.(2/3)
... وفي القراءات العشر « المطلوب في بيان الكلمات المختلف فيها عن أبي يعقوب» وهي رسالة مختصرة لكنها مستوعبة لأوجه الاختلافات المذكورة عن أبي يعقوب.
وفي الثلاث المتممة للعشر أيضاً: كتابه الموسوم بـ « البهجة المرضية شرح الدرة المضية»، وهو كتاب مختصر لكنهُ نفيس جداً في بابه.
وفي الرسم والضبط « سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المُبين »، وهو من أحسن ما كُتب في هذا المجال.
وفي التجويد: « رسالة في الغُنَّة » وهي رسالة بديعةٌ في بابها.
وكتابه: « القول المُعتبر في الأوجه التي بين السُّور » كتاب جمع بين التجويد والقراءات من حيث حصر الأوجه التي بين السُّور للقُرَّاء السبعة فقط من طريق الشاطبية.
خامساً: الإشارة إلى شيء من جوانب حياته الشخصية.
سادساًً: رتبتُ مؤلفاته ترتيباً هجائياً، مُقسَّمةً إلى قسمين:
... - قسم الكتب والرسائل والمقالات.
... - قسم التحقيق والتصحيح والمراجعة.
سابعاً: رتَّبتُ أهم مصادره الموجودة في ثنايا كُتبه، ترتيباً تاريخياً على حسب الوفاة مبتدءاً بـ « كتب القراءات السبع » منتهياً بـ « كتب اللُّغة ».
ثامنًا: كتبتُ ما استلخصتُهُ من منهجه في كتبه على قدر المُستطاع.
تاسعًا: تحدثتُ عن عشرة من مؤلفاته بشيء من التفصيل، مرتبةً ترتيباً هجائياً، ذكرتُ فيها منهج الشيخ في كل مؤلَّف، وطريقته فيه مع التمثيل والتوضيح ما أمكن ذلك، مع ذكر شيء من أهم اختياراته وتنبيهاته واستدراكاته في كل مُؤلَّف ما استطعتُ إلى ذلك سبيلاً مع الإشارة إلى بعضها في الهامش، مختتماً كل واحد منها بذكر تاريخ الفراغ من تأليفه إن وُجد، وتصدير كُلَّ مُؤلَّف بذكر الطبعة والناشر إن وُجد.
عاشرًا: الخاتمة وفيها أهم النتائج والتوصيات.
الحادي عشر: فهرس للمصادر والمراجع.
الثاني عشر: فهرس الموضوعات.
خطة البحث:
المقدمة: وفيها أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، ومنهج البحث، وخطَّةُ البحث - صعوبات البحث.(2/4)
التمهيد: لمحة عن تاريخ القراءات القرآنية في مصر.
المبحث الأول: اسمه، ونسبه، وشهرته
المبحث الثاني: مولده ونشأته.
المبحث الثالث: شيوخه وتلاميذه.
المبحث الرابع: صفاته ومكانتُهُ العلمية.
المبحث الخامس: وفاته.
المبحث السادس: مؤلفاته.
المبحث السابع: منهجُهُ في مؤلفاته.
المبحث الثامن: مصادرُه.
المبحث التاسع: عرض تفصيلي لبعض مؤلفاته.
الخاتمة: وفيها أهم النتائج والتوصيات.
فهرس المصادر والمراجع.
فهرس الموضوعات.
صعوبات البحث.
- صعوبة الحصول على مؤلفات الشيخ بسبب قلتها وندرتها في المكتبات العآمة خاصة.
- الرجوعُ إلى مجلَّاتِ صَدرتْ قديماً ثم توقَّفتْ مثل مجلة كنوز الفرقان، مجلة الإسلام.
- مراسلة بعض الإخوة، والمكتبات خارج المملكة العربية السعودية طلباً للإفادة عن مؤلف.
- رداءة الخط وصعوبته في بعض مؤلفاته.
-قلة أو ندرة تراجم بعض القراء المعاصرين.
أسأل الله - عز وجل - القبول والتوفيق والسَّداد آمين(2/5)
- التمهيد -
مما لا شك فيه، أن القراءات القرآنية انتشرت بشكل كبير في مشارق الأرض ومغاربها، وكان للملكة العربية السعودية دور ريادي في هذا الشأن، إذ إن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية (1) له جهود عظيمة يشهد لها الجميع يشاركُه في ذلك حلقات تحفيظ القرآن الكريم في جميع أنحاء بلاد الحرمين الشريفين، ولبلاد مصر أيضًا دور مميَّز في إقراء القراءات القرآنية وتعليمها وافتتاح المعاهد والكليات المتخصصة في ذلك.
لمحة عن تاريخ القراءات القرآنية في مصر:
جاء في ترجمة الإمام أبي القاسم الشاطبي(2) - ت590هـ، أنهُ نظم قصيدتيه اللامية والرائية في القاهرة(3).
... بل إِن الإمام المُحقِّق ابن الجزري ت - 833هـ يرحمُهُ الله عندما دخل القاهرة، ازدحمت عليه الخلقُ فلم يتَّسعُ وقتُه لإقراء الجميع، فكان يقرأ عليهم الآية ثم يُعيدونها دفعة واحدة، فلم يكتفِ بقراءته(4).
__________
(1) افتُتح مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية شهر صفر - سنة 1405هـ - الموافق 30 أكتوبر سنة 1984م.
... ينظر: تطور كتاب المصحف الشريف وطباعته - أ.د. محمد سالم العوفي - ص(72).
(2) هو الإمام القاسم بن خلف بن أحمد أبومحمد الشاطبي الرُّعيني، الضرير، صاحب حرز الأماني، قرأ القراءات على أبي عبدالله محمد بن أبي العاص النفزي، وعلي ابن عاشر وغيرهما، وقرأ عليه الإمام السخاوي، وأبوعبدالله القرطبي، وغيرهم كثير توفي سنة 590هـ.
... ينظر ترجمته: معرفة القراء الكبار (3/1110)، غاية النهاية (2/20-23).
(3) ينظر: غاية النهاية في طبقات القراء - لابن الجزري (2/31-32).
(4) الإتقان في علوم القرآن - للإمام السيوطي (1/131).(3/1)
من هذين النصَّيْن يتبيَّن أن الاهتمام بالقراءات القرآنية وانتشارها في مصر كان قديماً، نظراً لدخول أهم علَمين من أعلام مصر، وهُما الإمام الشاطبي صاحب "حرز الأماني ووجه التهاني"، والإمام المُحقق ابن الجزري(1) صاحب المؤلفات - النشر وتقريبه، وتحبير التيسير وغيرها كثير.
ومن الجهود المباركة في تاريخ الحفاظ على القراءات في مصر.
أولاً: نشر القراءات والحفاظ على أسانيدها.
ثانياً: افتتاح أول معهد للقراءات في البلاد الإسلامية.
ثالثاً: تصحيح المصاحف وتسجيلها(2).
رابعاً: إنشاء مسابقات محلية ودولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره.
خامساً: انتشار المقارئ القرآنية في أنحاء المعمورة من بلاد مصر.
والله - عز وجل - أعلم
__________
(1) هو الإمام المُحقق أبوالخير شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف بن الجزري، الدمشقي، ثم الشيرازي - ولد سنة (751هـ)، قرأ على كثير من علماء عصره منهم عبدالوهاب بن السَّلار، وأحمد بن إبراهيم الطحَّان، لهُ غاية النهاية في طبقات القراء، والتمهيد في علم التجويد وغيرها كثير، توفي سنة 833هـ.
... ينظر: غاية النهاية (2/247-251)، إنباء الغمر بأبناء العمر لابن حجر (3/466).
(2) الإمام المتولي وجهوده في علم القراءات ص(52-53).(3/2)
المبحث الأول
اسمه، نسبه، شهرته
اسمه:
هو الشيخُ العلامة علي بن محمد بن حسن بن إبراهيم المُلقَّب بالضبَّاع شيخ القراء والمقاريء بالديار المصرية، إمام علامة كبير مُقدَّم في علم التجويد والقراءات والرسم والضبط والعد، كان نقياً زاهداً ورعاً تقيِّاً عابداً متواضعاً لين الجانب سمحاً كريم النَّفس(1).
المبحث الثاني
مولدهُ ونشأته
... المصادر المترجمة للشيخ الضباع يرحمه الله تعالى قليلة أو نادرة ويرجعُ ذلك والله أعلم إلى تأخر وفاة الشيخ، إذ توفي على الصحيح كما سيأتي إن شاء الله تعالى سنة 1380هـ.
وُلد الشيخ الضباع في حي القلْعة بمدينة القاهرة - بمنطقة الخليفة في نوفمبر سنة 1886م الموافق سنة 1307هـ(2).
وقد حفظ الشيخ القرآن الكريم في سنِّ مبكرة، ورأى الإمام المتولي نبوغهُ فأهدى إليه مكتبته.
قال الشيخ الضباع: « كنتُ غلاماً لا أزالُ أحفظُ القرآن، وكان المتولي شيخاً للمقارئ، وفي أواخر حياته كانت وصيتُه لابن أُخته -أو صهره- أن اعتنِ بتحفيظ هذا الغلام القرآن وعلِّمُه القراءات، وحوِّل إليه كُتُبي بعد مماتي »(3).
__________
(1) هذه الترجمة أرسلها إليَّ مشكوراً الشيخ / محمود أمين طنطاوي - وكيل مشيخة القراء والمقارئ بالديار المصرية، والذي بدوره أخذ هذه الترجمة مباشرة من ابنة الشيخ ثُريِّا الضباع - وهي وحيدة والديها لم يُخلِّف من الأبناء غيرها.
... وينظر أيضًا: مقدمة كتابه « الفرائد المرتبة على الفوائد المُهذَّبة » -تحقيق- حمد الله الصَّفيّ - ص(6).
(2) ... ينظر حاشية (1) ص(7).
(3) حاشية « فتح المُعطي وغنية المقري » للإمام المتولي - مُلحق ترجمة للشيخ المتولي - في حاشيته تعريف بالشيخ الضباع - للمحقق - ص(169).
... وينظر: الإمام المتولي وجهوده في علم القراءات - د. الدوسري ص(175-176).(4/1)
وقد حوِّلت مكتبة الشيخ الضباع بعد وفاته إلى الشيخ محمود خليل الحصري(1) ومن ثَم حُوِّلت بعد وفاته إلى وزارة الأوقاف، وتوجد بعض مؤلفات الشيخ في مكتبة مسجد الشيخ الحصري - بالقاهرة(2).
المبحث الثالث
شيوخه، تلاميذه
وللشيخ يرحمُهُ الله أقران مُبرِّزون، وهُمُ الشيخ أحمد بن عبدالعزيز الزيَّات - الإمام المقرئ المشهور.
والشيخ محمد بن علي بن خلف الحُسيني الشهير بالحدَّاد(3) شيخ عموم المقارئ المصرية في وقته.
لقد تتلمذ الشيخ على عدد من المقرئين ومن أشهرهم:
العلامة المُحقِّق الشيخ حسن يحيى الكتبي، والأستاذ الكبير عبدالرحمن الخطيب(4). وهُما أخذا عن العلامة محمد بن أحمد الشهير بالمتولي - المتوفى سنة 1313هـ(5).
ومن أشهر تلاميذه:
لقد تتلمذ على الشيخ عدد من المقرئين ومن أبرزهم:
__________
(1) ينظر: الحلقات المُضيئات (1/115-116)، وأخبرني بذلك أيضاً ابنه الدكتور محمد بن محمود خليل الحصري بالهاتف.
(2) هكذا أخبرني ابنه د. محمد وأخبرني بذلك أيضاً المسئول عن مكتبة الجامع.
... وينظر: الإمام المتولي ص(175-176).
(3) هو محمد بن علي بن خلف الحسيني المعروف بالحدَّاد، وُلد سنة 1282هـ، مصر، مقريء فقيه، مالكي، قرأ على عمِّه حسن الحسيني وغيره، وأخذ عنهُ خلق كثير منهم ولده أبوبكر الحداد، وأحمد عبدالرحيم وغيرهم. توفي سنة 1357هـ.
... الأعلام للزركلي (6/304)، هداية القارئ ص(741)، الحلقات المضيئات (1/123-124).
(4) ينظر: شرح رسالة قالون ص(7).
(5) ينظر: الأعلام للزركلي (5/20)، هداية القارئ إلى تجويد كلام الباري للعلامة المرصفي (2/680-683)، والحلقات المضيئات من سلسلة أسانيد القراءات - للسيد بن أحمد بن عبدالرحيم (1/113-114).(4/2)
الشيخ العلامة المُحقِّق عبدالعزيز بن محمد بن علي عيون السُّود الحمصي(1)، شيخ القراء وأمين الإفتاء بحمص بسوريا، وقد أخذ عنهُ القراءات العشر من طريق الشاطبية، والدُّرة وطيبة النشر، والشيخ عبدالقادر العربيلي(2)، والشيخ أحمد بن محمد التيجي(3)، والشيخ المُحقِّق إبراهيم عطوه عوض(4)، والشيخ جودة بن محمد المصري(5)، والشيخ المقرئ محمود خليل الحُصري(6).
المبحث الرابع
صفاتُهُ، مكانتُهُ العلمية
صفاته:
تقدَّم في الحديث عن اسمه ونسبه وشهرته، أنه كان نقياً زاهداً ورعاً تقياً متواضعاً لين الجانب سمحاً كريم النفَّس(7).
وظهرت صفة التواضع والاعتراف بالخطأ في شخصية الشيخ الضباع في ثنايا كُتُبه.
__________
(1) هو الشيخ عبدالعزيز بن محمد علي بن عبدالغني، عيون السُّود، شيخ قراء حمص، وُلد سنة 1335هـ، وأخذ عن الشيخ سليمان الفارس المصري، ومحمد سليم الحلواني وغيرهما، وأخذ عنه عبدالغفار الدروبي، ومحيي الدين الكردي وغيرهما، توفي سنة 1399هـ.
... ينظر: القراءات وكبار القراء في دمشق ص(232)، والحلقات المضيئات (1/135-136).
(2) لم أقف على ترجمته سوى أنه من تلاميذ الضياع هداية القارئ (1/114).
(3) لم أقف على ترجمته سوى أنه من تلاميذ الضياع - هداية القارئ (2/680)، الحلقات المضيئات (1/114).
(4) هو الشيخ إبراهيم بن عطوة بن عوض بن إبراهيم الشرقاوي ثم القاهري، وُلد سنة 1336هـ، أخذ عن الشيخ علي ابن محمد الضباع، وأخذ عنه محمود طنطاوي المصري، توفي سنة 1417هـ.
... ينظر: الحلقات المضيئات (1/91).
(5) هو الشيخ جودة بن محمد بن سليمان المصري - وُلد سنة 1366هـ، أخذ عن الضباع. هذا ما وقفت عليه من ترجمته. الحلقات المضيئات (1/102).
(6) الحلقات المضيئات (1/114).
(7) ص(7).(4/3)
قال ما نصُّه في مقدمة سمير الطالبين: « طلب مِنِي كثير من الإخوان. أصلح اللهُ لي ولهم الحال والشأن أن أجمع لهم من ثمرات هذين الفنَّيْن ما يستعينُ به القارئ على معرفة وجوه القراءات. ويستبين ُ به كاتب المصحف الخطأ من الصواب في رسم الكلمات. فتوقفتُ مدةً من الزمان لعلمي بأني لستُ من رجال ذلك الميدان. فألحُّوا عليَّ المرَّةَ بعد المرَّة، وأعادوا الكَرَّة بعد الكَرَّة. ولما لم أجدْ بُدَّاً من إجابة مطلوبهم. والسعي في تحقيق مرغوبهم. التجأت إلى من بيده أزِمَّةُ التحقيق. ومن فضله تُستمدُّ مواهبُ التوفيق. وطرقتُ أبواب تلك المصنفات الجامعة. وجِلْتُ في رياضها لاقتطاف ثمراتها اليانعة. مُقتصراً على ما تدعوا الحاجة في هذه الأزمنة إليه » اهـ(1).
وقال أيضاً في خاتمة كتابه: « المطلوب في بيان الكلمات المختلف فيها عن أبي يعقوب»: « والمرجوُّ مِمَّن اطَّلع عليه فوجد فيه خطئاً أن يُصلحه، ويلتمس لملخصه عذراً ولا يفضحُهُ فإن الحسنات يُذهبن السيئات، والعذرُ عند خيار الناس مقبولُ، والعفو من شيم السادات مأمولُ. والحمدُ لله على كل حال، والشكرُ لهُ على حُسن الكمال، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأُمِّي وعلى آله وصحبه وسلم » اهـ(2).
من هلال هذين النصَّيَّن يتضح تواضع العلماء وورع أهل القرآن، واعترافهم بالخطأ والنقص وطلب العفو والصفح عند وقوع الزَّللْ.
مكانُتهُ العلمية:
لقد تبوأ الشيخ الضبَّاع مكانة علمية مرموقة وذلك بتعيينه شيخًا لمقرأة مسجد السيدة رقية -رضي الله عنها-، وشيخًا لمقرأة السيدة زينت -رضي الله عنها- ثم شيخًا لعموم المقارئ المصرية سنة 1949، ثم كرَّمهُ الملك فاروق سنة 1950م بمنحه وسام العلوم.
__________
(1) سميرُ الطالبين ص(4)، وينظر مقدمة « إرشاد المُريد » ص(3).
(2) ص(14) وينظر: أيضاً خاتمة كتابه « الإضاءة » ص(141)، خاتمة رسالته « صريح النص » ص(45).(4/4)
وقد كان الشيخ الضبَّاع يقومُ بمفرده بتصحيح المصاحف قبل تكوين لجنةٍ بذلك، إذ كان هذا العمل أهمَّ أعمال شيخ عموم المقارئ.
كما كان الشيخ مديرًا لتحرير مجلة « كنوز الفرقان » الصادرة من الاتحاد العام لجماعة القُرَّاء بمصر سنة 1368هـ(1)(2).
المبحث الخامس
وفاته
توفي الشيخ علي بن محمد الضباع يرحمُهُ الله تعالى سنة 1380هـ على الصحيح، وقد كنتُ أميلُ إلى أنَّ وفاته كانت سنة 1376هـ، بناءً على ما ذكرهُ المرصفي في هداية القارئ(3) إلى أن أرسل إليَّ الشيخ محمود أمين طنطاوي -يحفظه الله- وكيل مشيخة القراء والمقاريء بالديار المصرية أن الشيخ الضباع توفي سنة 1380هـ(4)، بناءً على ما أخبرته به ابنة الشيخ - ثريا الضبَّاع فهي أعرف الناس به وأقربهم إليه. ووجدتُهُ مؤيداً في الأعلام للزركلي(5).
__________
(1) ينظر حاشية رقم (1) ص(7).
(2) ينظر: مجلة "كنوز الفرقان" مجلة علمية دينية ثقافية في علوم القرآن الكريم - العدد الأول - محرم سنة 1368هـ.
(3) 2/683).
(4) سبق الحديث عن هذه الرسالة في المبحث الثاني.
(5) 5/20) وينظر: - الإمام المتولي وجهود في علم القراءات - أ. د/ إبراهيم الدوسري - ص(79).(4/5)
المبحث السادس
مؤلفاتُهُ
... يُعدُّ الشيخ الضباع يرحمُهُ الله من أكبر علماء القراءات القرآنية تأليفاً، وقد ذكر المرصفيُّ في هداية القاري أن للشيخ سبعةًً وعشرين مؤلفاً فقط(1).
وبفضل من الله تعالى فقد تمكنتُ من الوقوف على كتب ورسائل ومقالات وتحقيقات وتصحيحات ومراجعات في أكثر من خمسين عنواناً في علوم شتى ومنها: القراءات والتجويد والرسم والضبط والعدِّ وغيرها.
ويُمكن تقسيمُ تلك المؤلفات إلى قسمين مرتبةً ترتيباً هجائياً:
القسم الأول:
1- الكتب والرسائل والمقالات مرتبة ترتيباً هجائياً -وهي كالآتي:
- الأحرف السبعة - مقال -1، 2- مجلة كنوز الفرقان: مجلة علمية دينية ثقافية، في علوم القرآن الكريم - يصدرها الاتحاد العام لجماعة القراء - القاهرة - العدد الثامن، التاسع، العاشر- شهر شعبان، رمضان، شوال - سنة 1368هـ. (رسالة).
- إرشاد المُريد إلى مقصود القصيد - شرح الشاطبية - تحقيق وتقديم الشيخ/ إبراهيم عطوة عوض - ط1 الحلبي - سنة 1403هـ، ط مكتبة تاج طنطا - داير السيد البدوي - فرغ من تأليفه سنة؟. (كتاب).
- أسرار المطلوب - أشار إليه في كتابه "المطلوب في بيان الكلمات المختلف فيها عن أبي يعقوب "، ص14 الحلبي سنة 1348هـ. (رسالة).
- الإضاءة في بيان أصول القراءة - مراجعة محمد علي خلف الحسيني - المكتبة الأزهرية للتراث - الطبعة الأولى - سنة 1420هـ، فرغ من تأليفه سنة؟. (كتاب).
- البهجةُ المرَضية شرح الدَّرة المُضية - تحقيق وتقديم -إبراهيم عطوه عوض- ط1 الحلبي سنة 1404هـ، فرغ من تأليف وصباح يوم عاشوراء سنة 1331هـ. (كتاب).
- التجويد مصدرُهُ وحقيقة النطق بالضاد - مجلة الإسلام - صحيفة إسلامية أسبوعية جامعة - مصر- العدد - 34 - شعبان سنة 1357هـ. (مقال).
__________
(1) هداية القاري إلى تجويد إلى تجويد كلام الباري (2/680-681).(5/1)
- ترجمة الشيخ المتولي ت1313هـ- مقال ملحق بفتح المُعطي وغُنية المقريء للإمام المتولي -مكتبة القاهرة-سنة 1366هـ. (رسالة).
- تقريبُ النفع في القراءات السبع - ط الحلبي - سنة 1347هـ، فرغ من تأليفه - شهر ربيع الآخر سنة 1347هـ. (كتاب).
- جبريلُ أول معلم للتجويد - مجلة كنوز الفرقان - العدد - الأول - محرم - سنة 1368هـ. (مقال).
- جمعُ القرآن والقراءات المتواترة - مجلة الإسلام - مصر - العدد 33 - شعبان سنة 1357هـ. (مقال).
- جميلُ النَّظم في علمي الابتداء والختم - أشار إليه في كتابه "القول المُعتبر في الأوجه التي بين السُّور" - ص82. (رسالة).
- الجوهر المكنون شرح رواية قالون - ط الحلبي - فرغ من تأليفه سنة؟. (رسالة).
- ذكر التعريف بحفص وأسانيدنا إليه - مجلة كنوز الفرقان - العدد - الثاني - محرم، صفر- سنة 1371هـ. (مقال).
- رسالة في الضاد - مخطوط - ينظر إعلام السادة النجباء أنه لا تشابُه بين الضاد والظاء - ص21- أعدَّهُ ونشره د/ أشرف محمد فؤاد طلعت - مكتبة السنة - ط الأولى سنة 1408هـ. (رسالة).
- رسالة في الغنة - مجلة كنوز الفرقان - العدد 3، 4- ربيع الأول، الآخر سنة 1369هـ. (رسالة).
- سؤالان وجوابُهما - مجلة الإسلام - مصر - العدد 28- رجب - سنة 1357هـ. (مقال).
- سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المُبين - قراءة وتنقيح - محمد علي خلف الحُسيني - المكتبة الأزهرية للتراث - القاهرة - ط الأولى سنة 1420هـ، فرغ من تأليفه مغرب ليلة الاثنين الرابع والعشرين من شهر ذي الحجة سنة 1357هـ. (كتاب).
- شرح تحفة الأطفال والغلمان في تجويد القرآن - ط الحلبي سنة؟. (رسالة).
- شرح مختصر بلوغ الأمنية على نظم تحرير مسائل الشاطبية - للشيخ حسن خلف الحسيني - ط3 - الحلبي - سنة 1373هـ. (كتاب).
- صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص - فرغ من تأليفه في آخر شهر جمادى الأولى سنة 1346هـ - ط الحلبي سنة 1346هـ. (رسالة).(5/2)
- غريب سورة البقرة ومشكلها - مجلة كنوز الفرقان - العدد - 7، 8- رجب، شعبان سنة 1371هـ. (مقال).
- فتح الكريم المنَّان في آداب حملة القرآن - ط الحلبي - القاهرة - مُلحق بكتاب " التبيان في آداب حملة القرآن " - للإمام النووي - فرغ من تأليفه سنة؟. (رسالة).
- الفرائد المُرتَّبة على الفوائد المُهذَّبة - ط الحلبي- سنة 1347هـ - ربيع الآخر، فرغ من تأليفه سنة ؟. (كتاب).
- فضل تلاوة القرآن وما يجبُ على القُراء - مجلة كنوز الفرقان - العدد 3، 4- ربيع الأول، والآخر - سنة 1371هـ. (مقال).
- القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهانيُّ الأزرق - مكتبة ومطبعة المشهد الحسيني - القاهرة - سنة 1355هـ، فرغ من تأليفه 28 صفر سنة 1355هـ. (رسالة).
- القول المُعتبر في الأوجه التي بين السُّور - ط الحلبي - سنة 1354هـ - فرغ من تأليفه سنة؟. (كتاب).
- كيفية استعمال الحروف - باب الصفات - مجلة كنوز الفرقان- العدد 1- 3- محرم - محرم - سنة 1369هـ- 1370. (مقال).
- كيفية استعمال الحروف - باب المخارج - مجلة كنوز الفرقان - العدد 7-8- شعبان سنة 1371هـ. (مقال).
- ما خالف فيه الكسائيُّ حفصاً من طريق الشاطبية - دار التأليف - مصر - سنة 1371هـ، فرغ من تأليفه سنة؟. (رسالة).
- ما خالف فيه قالونُ ورشاً من طريق الشاطبية - ط الحلبي - سنة 1349هـ، فرغ من تأليفه يوم الأحد 8 ربيع الأول سنة 1349هـ. (رسالة).
- مبتدعات القراء في قراءة القرآن الكريم - مجلة كنوز الفرقان - العدد 3 - ربيع الأول سنة 1368هـ. (مقال).
- المطلوب في بيان الكلمات المختلف فيها عن أبي يعقوب - ط الحلبي - سنة 1348هـ، فرغ من تأليفه ليلة الأربعاء 16 رجب سنة 1348هـ. (رسالة).
- النور السَّاطع في قراءة الإمام نافع - أشار إليه في منظومته "ما خالف فيه قالون ورشاً" ص16- سنة 1349هـ. (رسالة).
- هداية المريد إلى رواية أبي سعيد - مكتبة ومطبعة محمد علي صبيح وأولاده - مصر. (كتاب).(5/3)
- وجوب كتابة المصحف بالرسم العثماني - مجلة الإسلام - مصر - العدد 6 - شهر صفر سنة 1355هـ. (مقال).
- الوقف اللازم - مجلة كنوز الفرقان - العدد 4، 6، ربيع الآخر - جمادى الأولى، والآخرة سنة 1368هـ. (مقال).
القسم الثاني: التحقيق والتصحيح والمراجعة:
أولاً: التحقيق:
1- تحقيق ومراجعة - طيبة النشر في القراءات العشر - ط1 الحلبي - سنة 1369هـ.
2- تحقيق فتح المجيد في قراءة حمزة من القصيد - مكتبة ومطبعة محمد على صبيح - ط1 سنة 1374هـ.
ثانيًا: المراجعة والتصحيح:
1- مراجعة وترتيب وتصحيح - إتحاف البررة بالمتون العشرة في القراءات والرسم والآي والتجويد - ط الحلبي - سنة 1354هـ - فرغ من تأليفه سنة؟.
2- مراجعة وتصحيح - حاشية الإمام أحمد بن محمد الصاوي على الجلالين - ط الحلبي سنة 1360هـ.
3- ضبط وتصحيح ومراجعة - حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع - ط الحلبي سنة 1355هـ، فرغ من تأليفه يوم 23/11/1355هـ.
4- تصحيح - الحواشي الأزهرية في حل ألفاظ الجزرية - للشيخ خالد الأزهري - مكتبة ومطبعة محمد علي صبيح.
5- مراجعة - سراج القارئ المبتدئ وتذكار المقرئ المُنتهي - لابن القاصح البغدادي - ط3 الحلبي - سنة 1373هـ.
6- مراجعة - " غيث النفع في القراءات السبع " - للإمام الصفاقسي على هامش " سراج القارئ " لابن القاصح - ط3 الحلبي - سنة 1373هـ.
7- مراجعة نهائية " لفتح المعطي وغنية المقرئ في شرح معرفة ورسم المصري " للإمام المتولِّي- مكتبة القاهرة - سنة 1366هـ.
8- مراجعة - قُرَّة العين من البيضاوي والجلالين في تفسير غريب القرآن - لأبي محمد يوسف بن إسماعيل النبهاني - ط الحلبي - سنة 1360هـ.
9- مراجعة المصحف الشريف - ط الحلبي - سنة 1349هـ.
المبحث السابع
منهج الضباع في مؤلفاته(5/4)
لقد حاولتُ معرفة منهج الشيخ في مؤلفاته، وذلك باستقراء المؤلفات التي وقفتُ عليها، وهي أكثر من خمسين عنواناً بين كتاب ورسالة ومقال؛ فتبين لي ما يلي:
- دقةُ الشيخ في نقل المعلومات والأمانة العلمية.
- النقلُ المباشر غالباً من مصادر أصيلة وهي كثيرة، سواء كانت مخطوطة أو مطبوعة أو نادرة، مما يدلُّ على سعة أُفُقِه واطلاعه الواسع في مجال تخصصه خآصَّةً.
- اعتماد الشيخ في تصويباته وترجيحاته في الكثير الغالب على الإمام المُحقِّق ابن الجزري في النشر. ومُؤيداً ذلك " بإتحاف البرية بتحريرات الشاطبية " و " الوجوه المسفرة في القراءات الثلاث المتممة " كلاهما للإمام محمد بن أحمد الشهير بالمتولي - ت 1313هـ(1)(2).
- توسُّعُ الشيخ في بعض المباحث التجويدية خآصة وإفرادها برسائل ومباحث ومقالات(3).
- خوضُ المؤلف في مباحث دقيقة، مثل: حديثه عن عيوب النطق في مقالات "كيفية استعمال الحروف "(4). وإفراده رسالةً في النطق بالضاد(5).
__________
(1) ينظر: كتاب الدكتور - إبراهيم بن سعيد الدوسري - الإمام المتولي وجهوده في علم القراءات، وقد أفدت من هذا الكتاب الشيء الكثير فجزى الله مؤلفه خيراً، وأحسن إليه.
(2) ينظر: كتاب الضباع خآصة - إرشاد المريد إلى مقصود القصيد و" البهجة المرضية شرح الدُّرة المضية ".
(3) ينظر مثلاً: رسالة في الغُنَّة، مقالات في كيفية استعمال الحروف - باب المخارج، والصفات.
(4) ينظر: مبحث مصادره.
(5) ينظر: مبحث مصادره.(5/5)
- الاهتمام بمصطلحات الُقرَّاء والعناية بها، فقد كتب من مقدمة كتابه " الإضاءة في بيان أصول القراءة " إلى الصفحة السادسة والخمسين، مبتدءاً بتعريف " القارئ والمقرئ " منتهياً بتعريف ياءات الزوائد(1) مع توسُّعه في مبحث الروم والإشمام خآصة(2).
- اهتمام الشيخ بإفراد تنبيهاتٍ مُستقلِّة(3)، وأخرى في ثنايا كُتُبِه(4).
المبحث الثامن
مصادرهُ
... تعدَّدت مصادرُ - الضباع في كتبه، سواء كانت في القراءات السبع، أو العشر أو الأربعة عشر أو التجويد، أو الرسم والضبط والعد، أو مصادره في السُّنة النبوية من الصحيحين والسُّنن، أو كُتب العقائد والشمائل والفضائل واللُّغة، وغيرها.
والمتأمل في كُتُب الشيخ يجد أن طريقته في التعامل مع تلك المصادر تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول:
قسم لا يذكر مصادرهُ في مؤلَّفه وإنما يكتفي بما نقله عن أهل العلم من كتبهم صرَّح بذلك أو لم يُصرِّح، وهي طريقة بعض المُتقدِّمين في عدم ذكر مصادرهم في كتبهم.
وكتاب الشيخ "الفرائد المرتبة على الفوائد المُهذَّبة في بيان خُلف حفص من طريق الطيبة"(5)، نموذج لهذا القسم.
القسم الثاني:
__________
(1) الإضاءة في بيان أصول القراءة - ص(4-56)، وينظر: " إرشاد المُريد " وحديثه عن التفخيم والترقيق ص(111).
(2) المصدر السابق ص(45-52).
(3) انظر مثلاً: الإضاءة ص(74، 85، 89، 116)، وسمير الطالبين ص(61، 105، 108) وينظر: غيرها في كتبه الأُخرى.
(4) ينظر: الإضاءة ص(16، 22، 24، 47، 66، 69) .
... وينظر أيضاً سمير الطالبين ص(69، 97، 104)، والبهجة المرضية ص(52)، وشرح مختصر بلوغ الأمنية ص(73).
(5) طبع بمطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر - ربيع الآخر - سنة 1347هـ، وطُبع بتحقيق حمد الله حافظ الصفتي - مكتبة أولاد الشيخ للتراث - سنة 1425هـ.(5/6)
قسم ذكرهُ الشيخ استقلالاً إما في خاتمة الكتاب، أو في مبحثٍ خاص به، كما هو الحالُ في رسالتيه: " المطلوب في بيان الكلمات المختلف فيها عن أبي يعقوب "، " صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص ".
القسم الثالث:
يذكرُ فيه الشيخ مصادرُه في ثنايا كُتبه، وهذا هو الحال في بقية كتبه ورسائله ومقالاته التي وقفتُ عليها.
ولقد حاولتُ مُستقرئاً مصادر الشيخ في كتبه ما أمكن ذلك، فتبيَّن لي أنه قد اعتمد على كتب مطبوعة وأُخرى مخطوطة بل ونادرة أحياناً مما يعني توسُّع الشيخ في طلب المعلومة وعدم الاكتفاء بما عندهُ من معلومات.
ويُمكن القول أن الشيخ قد استفاد واستوعب كتاب "النشر في القراءات العشر" للإمام المُحقق ابن الجزري، بل إن ترجيحاته وتصويباته جلُّها أو أكثرها اعتماداً على كتاب "النشر "، وحُقَّ لهُ ذلك، إذ هو إمام هذا الفن وعمدتُهُ.
وإليك بيان بأهم ما وقفتُ عليه من مصادره في مؤلفاته مبتدئاً بالقراءات السَّبع - مرتبة ترتيباً تاريخياً-.
أولاً: القراءات السِّت والسبع.
- المُجتبى في القراءات السبع - لأبي القاسم الطرسوسي نزيل مصر - ت 420هـ.
- الهداية في القراءات السبع - للإمام المهدوي - ت 430هـ.
- التبصرة في القراءات السبع - لمكي بن أبي طالب القيسي - ت 437هـ.
- التيسير في القراءات السبع، وجامع البيان في القراءات السبع كلاهما - لأبي عمرو الداني - ت 444هـ.
- العنوان في القراءات السبع - لأبي طاهر إسماعيل بن خلف الأنصاري - ت 455هـ.
- الكافي في القراءات السبع - لابن شُريح الرُّعيني - ت 476هـ.
- الروضة في القراءات السبع - لابن المُعدل - ت 480هـ.
- تلخيص العبارات في القراءات السبع - لابن بَليمة - ت 514هـ.
- التجريد في القراءات السبع - لابن الفحَّام - ت 516هـ.
- الكفاية في القراءت السِّت - لسبط الخياط - ت 541هـ.
- حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع - للإمام الشاطبي - ت 590.(5/7)
- فتح الوصيد في شرح القصيد - للإمام علم الدين السخاوي - ت 643هـ.
- كنز المعاني في شرح حرز الأماني - لأبي عبدالله الموصلي - ت 656هـ.
- إبراز المعاني في شرح حرز الأماني - لأبي شامة المقدسي - ت665هـ.
- المُكرَّر في القراءات السبع - لأبي حفص الأنصاري - من علماء القرن التاسع الهجري.
- غيث النفع في القراءات السبع - للإمام الصفاقسي - ت 1118هـ.
- إتحاف البرية بتحريرات الشاطبية - للإمام المتولي - ت1313هـ.
- النجوم الطوالع شرح الدرر اللوامع - إبراهيم المارغني التونسي - ت بعد 1325هـ.
ثانياً: القراءات الثمان.
- التذكرة في القراءات الثمان - للطاهر بن غَلْبون - ت399هـ.
- التلخيص في القراءات الثمان - لأبي معشر الطبري - ت478هـ.
- الإرشاد في القراءات الثمان - لأبي الطيب بن غَلْبون - ت489هـ.
ثالثاً: القراءات العشر.
- الروضة في القراءات العشر وقراءة الأعمش - لأبي علي المالكي - ت438هـ.
- التذكار في القراءات العشر - لابن شيطا البغدادي - ت445هـ.
- الوجيز في القراءات العشر - للإمام الأهوازي - ت446هـ.
- المُبهج في القراءات العشر - وقراءة الأعمش واختيار خلف واليزيدي - سبط الخياط ت541هـ.
- الجامع في القراءات العشر وقراءة الأعمش - لأبي الحسن الخياط - ت450هـ.
- المستنير في القراءات العشر - لأبي طاهر البغدادي - ت 496هـ.
- الإرشاد والكفاية الكبرى في القراءات العشر - للقلانسي - ت521هـ.
- المصباح الزاهر في القراءات العشر - للشهرزوري - ت550هـ.
- غاية الاختصار في القراءات العشر - لأبي العلاء الهمذاني - ت569هـ.
- النشر في القراءات العشر - للإمام ابن الجزري - ت833هـ.
- الإيضاح على متن الدرة في القراءات الثلاث المتمة للعشر - للإمام الزبيدي - ت848هـ.
- الوجوه المسفرة في القراءات الثلاث المتمة للعشرة - للإمام المتولي - ت1313هـ.
رابعاً: القراءات الأربعة عشر.(5/8)
- الكامل في القراءات العشر والأربع الزائدة عليها - لأبي القاسم الهُذلي - ت465هـ.
- إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - أحمد بن محمد البنا الدمياطي - ت 1117هـ.
خامساً: كتب أصول القراءات.
- الإبانة عن معاني القراءات - لمكي بن أبي طالب القيسي - ت437هـ.
- الأرجوزة المنبهة على أسماء القراء والرواة - لأبي عمرو الداني - ت444هـ.
- مُنجد المقرئين ومُرشد الطالبين - لابن الجزري - ت833هـ.
- لطائف الإشارات لفنون القراءات - للإمام القسطلَّاني - ت923هـ.
سادساً: كتب الرسم والضبط والعد.
- المُقنع، والمُحكم كلاهما- لأبي عمرو الداني - ت444هـ.
- التبيين لهجاء التنزيل - لأبي داود سليمان بن نجاح - ت496هـ.
- عقيلة أتراب القصائد - للإمام الشاطبي - ت590هـ.
- مورد الظمآن في رسم وضبط القرآن - لمحمد بن محمد الشرشي - الشَّهير بالخراز - ت718هـ.
- دليل الحيران شرح مورد الظمآن في رسم وضبط القرآن - لإبراهيم المارغني التونسي - ت بعد 1325هـ.
- تحقيق البيان في عدِّ آي القرآن - للإمام المتولي - ت1313هـ.
سابعاً: كتب الوقف والابتداء.
- إيضاح الوقف والابتداء - لأبي بكر بن الأنباري ت328هـ.
- القطع والائتناف - لأبي جعفر النحاس - ت338هـ.
- المُكتفى في الوقف والابتداء - لأبي عمرو الداني - ت444هـ.
- علل الوقوف - لأبي عبدالله السَّجاوندي- ت560هـ.
- الاقتضاء أو الاقتداء في معرفة الوقف والابتداء - لأبي محمد النكزاوي - ت683هـ.
- المقصد لتلخيص ما في المرشد - لأبي يحيى زكريا الأنصاري - ت926هـ. وغيرها.
- اللؤلؤ المنظوم في ذكر جملة من المرسوم - للإمام المتولي - ت1313هـ.
ثامناً: كتب التجويد.
- التمهيد في علم التجويد، والمقدمة الجزرية كلاهما - للإمام ابن الجزري - ت833هـ.
- المنح الفكرية على المقدمة الجزرية - للمُلا علي قاري - ت1016هـ.
- حاشية المرعشي على جُهد المقل - ت 1150هـ.(5/9)
- فتح الكريم في تحرير أوجه القرآن الكريم - للإمام المتولي - ت1313هـ.
تاسعاً: الدراسات القرآنية.
- معاني القرآن - للفراء - ت207هـ.
- تأيل مشكل القرآن - لابن قتيبة - ت276هـ.
- جمال القراء وكمال الإقراء - للإمام السخاوي - ت643هـ.
- فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن - لأبي يحيى زكريا الأنصاري - ت926هـ.
عاشراً: كتب السُّنة المُشرفة.
- الصحيحان والسُّنن، وفتح الباري لابن حجر العسقلاني - ت852هـ.
الحادي عشر: كتب العقائد والشمائل.
- شعبُ الإيمان - للإمام البيهقي - ت458هـ.
- الشِّفا بتعريف حقوق المصطفى - للقاضي عياض - ت544هـ.
- شرح الشفا - للملا علي قاري - ت1016هـ.
الثاني عشر: كتبُ اللُّغة:
- مختار الصحاح - لمحمد بن أبي بكر الرازي - ت666هـ.
- المصباح المنير - لأبي العباس الفيومي - ت770هـ.
- القاموس المحيط - للمجد الفيروز أبادي - ت817هـ.
- المُزهر في علوم اللغة وأنواعها - للإمام السيوطي - ت911هـ.
المبحث التاسع
عرض تفصيلي لبعض مؤلفاته
1- إرشاد المريد إلى مقصود القصيد
حظيِتْ قصيدة الإمام أبي القاسم الشاطبي المتوفي سنة 590هـ والمسماه بـ " حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع " بقبول واسع وسارت بها الركبانُ وتسابق العلماءُ إلى شرحها واستخراج كنوزها، ومن أهم تلك الشروح:
1- فتح الوصيد في شرح القصيد - لعلم الدين السخاوي - ت643هـ.
2- كنز المعاني في شرح حرز الأماني- لأبي عبدالله محمد بن أحمد الموصلي المعروف بشعلة - ت656هـ.
3- إبراز المعاني من حرز الأماني - لأبي شامة المقدسي - ت665هـ.
4- فرائد المعاني في شرح حرز الأماني - لأبي عبدالله الصنهاجي ابن آجرُّوم - ت723هـ.
5- كنز المعاني في شرح حرز الأماني- لإبراهيم بن عمر الجعبري - ت732هـ.
6- شرح أبي محمد بدر الدين الحسن بن قاسم المعروف بابن قاسم المرادي - ت749هـ.
7- شرح شهاب الدين أحمد بن يوسف الحلبي المعروف بالسَّمين - ت756هـ.(5/10)
8- سراج القاري المبتدئ وتذكار المقري المنتهي - لعلي بن عثمان المعروف بابن القاصح - ت801هـ.
9- شرح جلال الدين السيوطي - ت911هـ.
10- فتح الداني في شرح حرز الأماني - لأبي العباس القسطلَّاني - ت923هـ.
11- الوافي في شرح الشاطبية - للشيخ عبدالفتاح القاضي - ت1403هـ.
... وعوداً على بدء فإن كتاب الشيخ " إرشاد المُريد إلى مقصود القصيد " هو من أجلِّ كتبه وأحسنها تأليفاً إذ جاء المُؤلَّف بأسلوب سهلٍ ميسور لكل مبتدئ طرق باب علم القراءات القرآنية، وقد ابتدأ الشيخُ كتابه بذكر سبب تأليفه إذ قال ما نصُّه: " قد طلب منِّي بعض الإخوان -أصلح الله لي ولهم الحال والشأن- أن أكتب شرحاً مختصراً على متن الشاطبية، وأقتصر فيه على المقصود، وأترك التعليل والأقاويل الأجنبية، فتوقفتُ عن ذلك مدةً من الزمان، لعلمي بأني لستُ من رجال ذلك الميدان، ولما لم أجدْ بُدَّاً من إجابته وتحقيق رغبته، طرقتُ الباب راجياً من الله - سبحانه وتعالى - التوفيق للصواب. اهـ "(1).
ثم ذكر مقدمة مهمة في مبادئ علم القراءات، وتعريف القارئ والمقريء وآدابهما، إذ عرَّف المقرئ بقوله: هو من علِم بالقراءات ورواها مشافهةً عمَّن، شوفه بها، والقارئ: هو مبتدئ إن أفرد إلى ثلاثِ قراءات، ومتوسط إن نقل أربعاً أو خمساً، ومُنتهٍ إن نقل من القراءات أكثرها وأشهرها(2).
وقد التزم المؤلفُ بترتيب الشاطبية من أول الكتاب إلى آخره مبتدئاً من قول الناظم يرحمه الله:
بدأتُ ببسم الله في النظم أولاً ... \ ... تبارك رحماناً رحيماً وموئلا
وثنيَّتُ صلى الله ربي على الرِّضا ... \ ... مُحمدٍ المُهدى إلى الناس مُرسلا
وثلَّثتُ أن الحمد لله دائماً ... \ ... وما ليس مبدُوءاً به أجذمُ العَلا
إلى قول:
وآخرُ دعوانا بتوفيق ربِّنا ... \ ... أن الحمدَ لله الذي وحدَهُ علا
وبعدُ صلاةُ اللهِ ثم سلامُهُ ... \ ... على سيِّد الخلق الرضا مُتَنخِّلا
__________
(1) إرشاد المريد ص(3).
(2) ينظر: إرشاد المريد ص(5-6).(5/11)
محمدٍ المختارٍ للمجد كعبةً ... \ ... صلاةً تباري الريح مِسْكاً ومَنْدلا
وتُبدي على أصحابه نفَحاتِها ... \ ... بغير تناهٍ زرْنَباً وقرنْفُلَا(1)
ولم يذكر المؤلِّفُ المسائل الخلافية تفصيلاً، ولا الطرق والروايات المتباينة إلا قليلاً، وما كان وثيق الصلة بالمسألة(2).
ويُلاحظ على منهج المؤلِّف اعتماده على الإمام المُحقِّق ابن الجزري في النشر، واستشهاده بأبيات من إتحاف البرية للإمام المتولي، والأمثلة على هذا المنهج كثيرة جداً، ومُلفتٌ للنظر.
قال المؤلف يرحمه الله: " بقي ما وقع بعد الراء الممالة وذلك، رواية السوسي في - { "uچtR اللَّهَ } - البقرة (55) وقد اختُلف فيه بين تفخيم اللام لعدم وجود الكسر الخالص قبلها، وترقيقها لعدم وجود الفتح الخالص قبلها، والوجهان مأخوذ بهما، إلا أن الأول اختيار الناظم لما نبَّه عليه في النشر، وإليهما أشار صاحب إتحاف البرية بقوله:
وكل لدى اسم الله من بعد كسرة ... ... يرققها حتى يروق مرتلا(3)
وعن صالح بعد الممال ففخمن ... ... ورقق فهذا حكمه مُتبذلا اهـ
وقال أيضاً: " وما ذكره الناظم من خلاف بن ذكوان في { وَجَبَتْ جُنُوبُهَا } (الحج: 36)- تعقبه المحقق ابن الجزري بأن الإدغام لم يصح من طريقه، وعلى ذلك جرى صاحب إتحاف البرية، وقال:
وفي { وَجَبَتْ } عند ابن ذكوان أظهرا. اهـ(4)(5).
وللمؤلف بعض البيان والتصويب، ومن ذلك قوله عند قول الناظم:
ومستهزءون الحذفُ فيه ونحوهِ ... \ ... وضَمُّ وكسرٌ قبلُ قيلَ وأُخمِلا
يعني أن حمزة ورد عنه أنهُ كان يقف على نحو - { tbrâنح"÷kyJَ،مB } (البقرة: 14)
{
__________
(1) إرشاد المريد ص(7-337).
(2) ينظر مثلاً ص: (25، 43-44، 47-49، 59-60، 69، 71-76، 97-98، 114-115، 118-123).
(3) إرشاد المريد ص(111).
(4) إرشاد المريد ص(84).
(5) ينظر في هذا: إبراز المعاني لأبي شامة المقدسي (1/190)، وإتحاف فضلاء البشر لابن البنَّا (1/133).(5/12)
يُطْفِئُوا } (التوبة: 32)- مما همزتُهُ مضمومة بعد كسر بغير همز مع ضم ما قبلها، وهو صحيح في الأداء والقياس، وأما حذف الهمزة وإبقاء ما قبلها مكسوراً على حاله، فغير صحيح قياساً وروايةً، وهذا هو الوجه المشار إليه بالإخمال في بيت الناظم، فالضمير المستكن في أُخملا للكسر فقط، والألف للإطلاق؛ ولا يصح جعلها للضم مع الكسر لما تقدم من صحة الضم مع الحذف أداءً وقياساً، فلا يُوصف بالإخمال، ولو أراد ذلك لقال: قيلا وأخملا " اهـ(1).
وقد تعددَّت اختياراتُ الشيخ في هذا المؤلَّف في القراءات والتجويد والرسم والعَدِّ. ومن ذلك اختياره مقدار المد ونوعه في واو -سوآت-.
قال ما نصه: " والقول الحق الذي لا يصحُّ الأخذ بخلافه، أن الخلاف في هذه الكلمة دائر بين القصر والتوسط؛ لأن من لهم مد اللين: مُجمعون على استثناء واو - سوءات - ومن يُوسِّط - سوءات - يُوسِّط البدل، فيتأتى فيها أربعة أوجه لا غير، وهي: قصر الواو مع تثليث الهمز ثم توسيطهما، وإلى ذلك أشار صاحب إتحاف البرية بقوله:
ومن مدَّ شيئاً واو سوءات قد قصر ... \ ... فلا مَدَّ فيها عند ورش فتجملا
وللجزري سوءات فأقصر لواوه ... \ ... وثلث لهمز ثم وسطهما كِلا (2)
وفي التجويد اختار الشيخُ الترقيق في راء { فَأَسْرِ } (الحجر:65)، و { أَنْ أَسْرِ } (طه:77) فقال ما نصه:
" وإن أردت أن تقف على قوله { أَنْ أَسْرِ } بالسكون في قراءة من وصل وكسر النون فإن الراء ترقق وأما في قراءة الباقين -وكذا فأسر- في قراءة من قطع أو وصل فالأرجح الترقيق ويجوز التفخيم " اهـ(3).
__________
(1) إرشاد المريد ص(75)، ينظر: بقية الاستدراكات ص(24، 84، 104، 152، 157، 208، 210، 287، 294، 323).
(2) إرشاد المريد ص(51)، وينظر ص(36، 42، 47، 50، 65، 66، 86، 88، 94، 98، 100، 103، 107، 108، 111، 114-115، 117-118، 122، 159، 181، 214، 216، 221).
(3) إرشاد المريد ص(213-214)، وينظر: ص(334).(5/13)
وفي الرسم صوَّب الشيخُ كلامَ المحقِّق ابن الجزري في النشر في آيتي آل عمران
- { أَفَإِنْ مَاتَ } - (آية (144) والأنبياء- { أَفَإِنْ مِتَّ } - آية (34).
قال ما نصه: " وأما - { أَفَإِنْ مَاتَ } - بآل عمران آية (144)- و { أَفَإِنْ مِتَّ } - بالأنبياء آية (34) فرُسمت بياء بعد الألف أيضاً، وصوَّب في النشر كون الياء صورة الهمزة، والألف زائدة. وكتبوا - { هَؤُلَاءِ } - بواو موصولة بهاء التنبيه، فحُذفت ألفه تخفيفاً، كما حُذفت في - { يَا أَيُّهَا } - فتخفيفه القياس كالواو- والرسمي واواً، ولكنه لا يجوز كما نبه عليه في النشر(1)"ا.هـ (2).
وفي العدِّ صوَّب كلام المحقق ابن الجزري، فقال ما نصُّهُ: " واعلم أن كل مميل إنما يعتدُّ بعدد بلده، فحمزة والكسائي يعتبران العدد الكوفي(3)،
__________
(1) النشر لابن الجزري (1/456).
(2) إرشاد المريد ص(213)
(3) العدد الكوفي: هو ما رواهُ حمزةُ بسنده، إلى أبي عبدالرحمن السُّلمي، وأبوعبدالرحمن يُسند بعضه إلى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وعدد الآي فيه 6236 آية.
... ينظر: جمال القراء وكمال الإقراء للإمام السخاوي (1/190)، وسعادة الدارين في بيان عد آي معجز الثقلين - لمحمد بن علي بن خلف الحُسيني ص(9).(5/14)
وأبوعمرو يعتبر العدد البصري(1)، وورش يعتبر المدني الأخير(2)، وذكر الدانيُّ وتبعه الجعبريُّ أن ورشاً وأبا عمرو يعتبران المدني الأول(3)، والذي عليه عملنا هو القول الأول، تبعاً لإمام الفنِّ ابن الجزري"(4) ا.هـ.
قلتُ: ولم يذكر الشيخ سنة تأليفه للكتاب ولا فراغه منه، إلا أن هذا الكتاب جاء مع كتابٍ آخر للشيخ وهو" البهجة المرضية شرح الدرة المضية " وهما في مجلد واحد، فلعلَّهُ فرغ من تأليف هذين الكتابين سنة 1331هـ، صباح يوم عاشوراء، وطُبع هذان الكتابان بمطبعة مصطفى البابي الحلبي - سنة 1408هـ.
وحاصل ما ذُكر أن هذا الكتاب مع اختصاره وسهولة أسلوبه وعرضه يبقى أنه من أفضل ما ألَّفُه الشيخ الضباع يرحمه الله، وما كان من تحقيق الشيخ إبراهيم عطوه عوض -رحمه الله- وتقديمه إلا الشيء اليسير والكتاب بحاجة مآسَّةٍ مع أهميته العلمية إلى خدمة أفضل وأقوى والله أعلم.
__________
(1) العدد البصري: هو ما أُضيف إلى عاصم الجحدري -6204. ينظر: المصدرين السابقين
(2) العدد المدني الأخير: هو ما أضيف إلى إسماعيل بن جعفر عن سليمان بن جمَّاز عن يزيد بن القعقاع وشيبة بن نصاح، وعدد الآي فيه 6214- ينظر: المصدرين السابقين.
(3) العدد المدني الأول: هو ما أُضيف إلى جماعة المدنيين، بدون تعيين، فرواهُ نافع عن أبي جعفر يزيد بن القعقاع وشيبة ابن نصاح وعدد الآي فيه 6217. ينظر: المصدرين السابقين.
(4) إرشاد المريد ص(99-100)، وينظر: ص(117).(5/15)
2- الإضاءة في بيان أصول القراءة
... يُعدُّ هذا الكتاب من أجل كتب الضباع وأحسنها، بل هو أعلاها وأسناها، وهذا الكتاب على غرار كتب أصول القراء، والقراءات، وإن كان جمع بين الحُسنيين أعني أصول القراءة، والقراءات ليست السبع فحسب بل والعشر أيضاً(1).
وكتاب "الإضاءة" الذي نحن بصدده لم يذكر المؤلف سنة تأليفه أو الفراغ منه ولكن يظهر لي والله أعلم أن المؤلف كتبه بعد أن استغلظ واستوى على سوقه في القراءة والإقراء، فكتب حصيلةً من المعلومات المهمة في أصول الإقراء والقراءات لا يُستهان بها، وله اختياراته المهمة والمعتبرة في هذا الكتاب وفي غيره، وقد طبع هذا الكتاب سنة 1420هـ - نشرته المكتبة الأزهرية للتراث - بالقاهرة - راجعهُ الشيخ محمد خلف الحُسيني، وقد رتَّب الشيخُ كتابَه الإضاءة على مقدمة ومقصد وخاتمة.
فأما المقدمة فتكلَّم فيها عن مجموعة مباحث في علم القراءات وهي كالآتي:
- تعريف علم القراءات.
- موضوعه.
- ثمرته.
- فضله.
- نسبته لغيره من العلوم.
- واضعه.
- اسمه.
- استمداده.
- حكم الشارع فيه.
- ومسائله.
... ثم ذكر مباحث أخرى مهمة في أصول الإقراء وهي:
- تعريف القارئ والمقرئ.
- فائدة في حكم حفظ القرآن الكريم، وأنه على فرض الكفاية.
- فائدة في حكم أخذ الأجرة على تعليم كتاب الله - عز وجل - .
- فائدة في حكم تقسيم الخلاف عند القراء وأنه خلاف واجب أو خلاف جائز والقول في كُلٍّ منهما.
__________
(1) ويحسن التنبيه هنا إلى أن هناك كتباً اهتمَّت بذكر أصول القراءات استقلالاً، مثل كتاب:
" القواعد والإشارات في أصول القراءات " للقاضي أحمد بن عُمر الحموي ت791هـ.
و"مرشد القارئ إلى تحقيق معالم المقارئ" - لأبي الأصبغ السُّماتي - ت561هـ - كتاب " الضوابط والإشارات لأجزاء علم القراءات " - لإبراهيم بن عمر الجَعْبري - ت885هـ - وغيرها،(6/1)
- فائدة في الاستعاذة تعريفها لغة وشرعاً ومحلها، والصيغة المختارة عند جميع القراء وهي رواية " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "، وأوجه وصل الاستعاذة بالبسملة عند القراء.
- فائدة في تعريف البسملة لغة وشرعاً والخلاف في قرآنيتها.
- فائدة في أحكام الكلمات القرآنية المختلف فيها وهي على قسمين: مفردة وهي الأصول، ومفردة وهي الفرش.
وأما المقصد فتكلم فيه عن الأصول الدائرة على اختلاف القراءات وهي سبعة وثلاثون أصلاً.
وقد أطنب وتوسَّع في هذا المبحث في ستة وأربعين صفحة، فقال ما نصُّه: "الأصول جمع أصل، وهو في اللغة ما يُبنى عليه غيره.
وفي اصطلاح القراء: عبارة عن الحكم المطرد، أي الحكم الكلي الجاري في كل ما تحققه فيه شرطه كما مرّ(1)َ، والأصول الدائرة على اختلاف القراءات سبعة وثلاثون أصلاً، هي: الإظهار، والإدغام، والإقلاب، والإخفاء، والصلة، والمد، والتوسط، والقصر، والإشباع، والتحقيق، والتسهيل، والإبدال بنوعيه، والإسقاط، والنقل، والتخفيف، والفتح، والإمالة، والتقليل، والترقيق، والتفخيم، والتغليظ، والاختلاس، والإخفاء، والتتميم، والإرسال، والتشديد، والتثقيل، والوقف، والسكت، والقطع، والإسكان، والروم، والإشمام، والحذف، وياءات الإضافة، وياءات الزوائد، وها أنا أذكر معنى كل منها لغةً واصطلاحاً على وجه مختصر مراعاة لحالة المبتدئين اهـ.(2)(3).
وقد جعل أصول قراءة حفص(4)
__________
(1) ينظر: الإضاءة ص(10).
(2) الإضاءة ص(10).
(3) ينظر: مُرشد القارئ إلى تحقيق معالم المقارئ لابن الطحَّان الأندلسي - ص(49)، والقواعد والإرشادات في أصول القراءات للقاضي الحموي ص(42).
(4) هو حفص بن سليمان بن المغيرة بن أبي داود الأسدي الكوفي، أبوعمر، وُلد سنة 90، وأخذ عن عاصم، وقرأ عليه حسين بن محمد المروزي، وعمرو بن الصباح، وغيرهم توفي سنة 180هـ.
... ينظر ترجمته: معرفة القراء الكبار (1/287)، غاية النهاية (1/254-255).(6/2)
أصلاً تترتبُ عليه أصول غيره من القراء.
فقال يرحمه الله: " واعلم أني جعلتُها أصلاً تترتب عليه أصول غيره من رواة القراء العشرة بمعنى: أني سأقتصر عن كل منهم على ذكر أصوله التي خالف فيها أصول رواية حفص وأترك الأصول التي وافقوه عليها اتكالاً على العلم بها منها وطلباً للاختصار. وإذا كان الخُلفُ بين راوييْ قارئ يسيراً عزوتُ إلى القارئ دون راويْيه والله الموفق " اهـ(1).
ولم يتبين لي سبب عدم التزامه في هذا الكتاب بترتيب من سبقه في أصول القراء العشرة، ولو فعل لكان أحسن وأولى كما ذكر هو بنفسه في حرصه على اتباع سنة من تقدَّمه بقوله: " وقد جرتْ عادةُ المُصنِّفيِن بعدم دَرْج هذا النوع [أي: المختلف فيه وقفاً من ياءات الزوائد] في الحصر المذكور تسمحاً مع أنهُ داخل في ضابط الباب، إذ عِلَّة الاتصاف بالزيادة وهي زيادة اللفظ على الخط موجودة فيه كما لا يخفى، وإنما اتبعتُهم على ذلك جرياً على سُنتهم وتبركاً بصنيعهم كي أكون مشمولاً ببركاتهم فنفعنا الله بهم " اهـ(2).
ومما اختاره الشيخ في كتابه الإضاءة:
- إن الأصل في التقليل تغيير السابق للألف والألف تابع لهُ، واحتجَّ بأن الأثر يظهر في السابق أولاً وبعدهُ يُرى في الألِف "(3).
- إن الوقوف على رأس الآي هو السُّنة وإن اتَّصل بما بعده. قال: " وعلى ذلك عملُنا " اهـ(4)(5).
__________
(1) الإضاءة ص(63).
(2) الإضاءة ص(56).
(3) المصدر السابق.
(4) كتاب الإضاءة، ص(43).
(5) ينظر في هذا النشر في القراءات العشر لابن الجزري (1/226-227)، زاد المعاد (1/337).(6/3)
- واستدرك على الإمام الشاطبي يرحمُهُ الله في إمالة { رَأَى uچyJs)ّ9$# } الأنعام -77، ونحوه قال ما نصُّه: " وما ذكره الإمام الشاطبي عنه من إمالة همزه ردَّهُ في النشر بأنهُ ليس من طريق الحرز وأصله فلا ينبغي أن يُقرأَ به منه(1) وإذا وقفتَ عليه لهُ فقِفْ بإمالة حرفيْه معاً " اهـ(2).
3- البهجة المرضية شرح الدُّرَّة المُضيَّة
- الدُّرة المُضيئة: قصيدة لامية في القراءات الثلاث المتممة للقراءات العشر، للإمام المحقق محمد بن محمد بن الجزري ت 833هـ يرحمه الله وعدد أبياتها مائتان وإحدى وأربعون بيتاً.
والقراءات الثلاث المتممة للعشر، هي قراءة أبي جعفر، ويعقوب، وخلف العاشر، وقام بشرحها عدد من القرَّاء منهم:
1- الإمام الزَّبيدي - عفيفُ الدين أبوالتوفيق - ت سنة848، والمُسمَّى بـ " الإيضاح على متن الدّرة "(3).
2- الإمام محمد بن محمد النُّويري - أبوالقاسم - ت سنة 897هـ - المسمى بـ " شرح الدرة المضية في القراءات الثلاث "(4).
3- علي بن محمد الصعيدي الرُّميلي - ت بعد سنة 1130هـ - والمسمى بـ " المنح الإلهية بشرح الدرة المضية في علم القراءات الثلاث "(5).
4- محمد بن حسن السمنُّودي - ت سنة 1199هـ(6).
5- علي بن محمد الضباع - ت 1376هـ - والمسمى بـ " البهجة المرضية شرح الدرة المضية " وهو الذي نحن بصدده.
__________
(1) النشر في القراءات العشر لابن الجزري (2/44-46).
(2) المصدر السابق، ص(63). وينظر أيضاً بقية اختياراته ص (67، 78، 79، 82، 89 وغيرها).
(3) حققه الشيخ عبدالرازق علي إبراهيم - الجامعة الإسلامية - المدينة النبوية - سنة 1411هـ.
(4) حققه الشيخ عبدالرافع رضوان الشرقاوي - الجامعة الإسلامية - المدينة النبوية - سنة 1411هـ.
(5) معجم علوم القرآن - إبراهيم محمد الجَرْمي - ص(149).
(6) المصدر السابق.(6/4)
6- الشيخ عبدالفتاح القاضي - ت 1403هـ- والمسمى بـ " الإيضاح لمتن الدرة "(1).
7- الشيخ عبدالفتاح المرصفي - ت 1409هـ - وسمَّاهُ بـ " شرح الدرة "(2).
وقد ابتدأ الشيخ شرحه هذا بمقدمة في خمسة أسطرٍ فقط، قال فيه: " يقول العبد الفقير إلى الله -رحمه الخبير البصير- علي الضباع ذو العجز والتقصير، هذا شرح لطيف على "الدرة المضية في القراءات الثلاث المرضية"، لحافظ عصره، ووحيد دهره. الإمام المحقق، المقرئ المُدقِّق. شيخ مشايخنا الشيخ محمد بن محمد ابن محمد الجزري حباه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته، جعلتُهُ لاستخراج القراءات منها على وجه مختصر. وفصَّلتُ كُلٍّ على حدتها ليكون ذلك أقضى للوطر وأجمع للنظر " اهـ(3).
ويُعَدُّ هذا الشرح والله أعلم من أخصر الشروح التي وقفتُ عليها، فهو لا يتجاوز التسعين صفحةً، التزم فيه صاحبُهُ الاختصار العلمي القوي، غير مخلِّ بمراد الناظم، مبتعد كل البعد عن التفصيل في الطرق والروايات، بأسلوب سهل ميسور.
ولم تتجاوز مصادر الشيخ في هذا الشرح المبارك الست مصادر وهي:
- الإرشاد في القراءات العشر والكفاية الكبرى كلاهما - لأبي العز القلانسي - ت521هـ.
- تحبير التيسير وطيبة النشر- للإمام المحقق ابن الجزري - ت833هـ.
- شرح الزَّبيدي على الدُّرة، وقد تقدم.
- الوجوه المسفرة في القراءات الثلاث المتممة للعشرة - للإمام المتولي - ت 1313هـ.
... وللشيخ يرحمُه الله بعض الاختيارات والتنبيهات والاستدراكات المهمة منها:
ما ذكره الشيخ عند قول الناظم يرحمه الله:
وعنهُ نَحْوُ علَيْهِنَّهُ إليه رَوى المَلا.
__________
(1) المصدر السابق.
(2) مقدمة كتابه هداية القارئ ص(10).
(3) البهجة المرضية ص(3).(6/5)
... " وأطلق الحكم بعضُهم ولم يُقيِّد بغيبة ولا حضور، والصواب الأول لقول الناظم في النشر وقد أطلقه بعضُهم وأحسب أن الصواب تقييده بما كان بعد هاء كما مثلَّوا ولم أجد أحداً مثَّل بغير ذلك. فإن نصَّ على غيره أحد يُوثق به رجعنا إليه وإلا فالأمر كما ظهر لنا.
وورد عنه أيضاً الوقف بإلحاقها لياء المتكلم المشددة نحو - { يُوحَى إِلَيَّ } -(الكهف: 110) و - { تَعْلُوا عَلَيَّ } - (النمل: 31) و- { †تپخژَاكJخ/ } - (إبراهيم: 22) و- { خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } - (ص: 75) و- { الْقَوْلُ لَدَيَّ } (ق: 29) (1).
وقد نبَّه الشيخ في مؤلّفه هذا إلى بعض التنبيهات المهمة منها شرحُهُ لقول الناظم يرحمه الله:
ولا يخرُجُ اضْمُم واكسِرِ الخُلَف بجِّلا.
قال ما نصُّه: " يعني أن مرموز -باء بجِّلا- وهو ابن وردان قرأ مُنفرداً بخلاف عنه -لا يُخرِج- بضم الياء وكسر الراء، وهو ما انفرد به الشطويُّ عنه، وذكرهُ الشيخُ هنا ولم يُعِّول عليه في الطيبة فليُعلم " اهـ(2).
وفي جانب الاستدراك، قال ما نصُّهُ عند قول الناظم:
أُكلُها الرُّعبُ وخُطُواتِ سُحتٌ شُغلُ رحماً حوى العُلاَ.
: " هذا وكان الأولى للناظم أن يذكر لفظ - { السُّحْتَ } (المائدة: 62)- في الترجمة السابقة لأن يعقوب موافق لأصله فيه، ولعلَّه ذكره هنا لضرورة النظم ولم يُقيِّد لفظ الرُّعب وخُطُوات بأداة العموم اعتماداً على الشهرة أيضاً، وحذف "أل" من لفظ السحت لضرورة النظم " اهـ(3).
وحاصل ما ذُكر أن ما قيل في مؤلَّف الشيخ، " إرشاد المريد " يقال هنا إلا أنه قد اعتمد في هذا الكتاب على النشر وطيبته واستشهادات الإمام المتولي في " الوجوه المسفرة " وكان فراغُ الشيخ من هذا المؤلَّف النفيس صباح يوم عاشوراء سنة 1331هـ.
4- رسالة في الغنة
__________
(1) البهجة المرضية ص(23)، وينظر: ص(19، 25).
(2) البهجة المرضية ص(46)، ينظر ص(52).
(3) البهجة المرضية ص(34).(6/6)
ذكر الشيخ في معنى الغُنَّة أحد عشر مبحثاً وهي:
المبحث الأول: في حدِّها.
المبحث الثاني: في مخرجها.
المبحث الثالث: في حكم إظهارها.
المبحث الرابع ... : في محلها.
المبحث الخامس: في الأصل فيها.
المبحث السادس: في قدرها.
المبحث السابع: في صورها.
المبحث الثامن: في شرط ظهورها.
المبحث التاسع: في مانعها.
المبحث العاشر: في مراتبها.
المبحث الحادي عشر: في صفاتها.
التتمة: في ذكر أحوال موصوفيها(1).
... وتحته: مبحث النون الساكنة والتنوين بأحكامه الأربعة: " الإظهار، والإدغام، والإخفاء، والإقلاب، مُعرِّفاً كل حكم منها: لغة واصطلاحاً ومحله، ووجهه، ومراتبه.
وقد استغرق مبحثُ الغُنَّة كاملاً أكثر من ثمانية عشرة صفحة، كتب الشيخُ تلك المباحث تفصيلاً، وبنفَسٍ طويل، وكان ذلك سنة 1369هـ من شهر ربيع الأول والآخر.
... وقد ابتدأ الشيخُ هذا البحث بتعريف الغنة لغةً واصطلاحاً، فقال ما نصُّه: الغنة تطلق في اللغة على الصوت الخارج من الخيشوم سواء قام بالنون والميم أو قام بنفسه.
... في المصباح: الغُنَّةُ صوت يخرجُ من الخيشوم(2).
... وفي المختار(3): الغُنَّةُ صوتٌ في الخيشوم، وفي القاموس: الغُنُّةُ بالضم جرَيان الكلام في اللَّهاة، واستعملها يزيد بن الأعور في تصويت الحجارة.
... والأغن الذي يتكلم من قِبَل خياشيمه.
... وقيل الأغن من الغزلان، والذي في صوته غنة.
... ومنه قول كعب: إلا أغنُّ غضيضُ الطرف مِكحُولُ(4).
__________
(1) رسالة الشيخ الضباع ص(1-18)- في مجلة كنوز الفرقان - مجلة علمية دينية ثقافية في علوم القرآن الكريم - يصدرها الاتحاد العام لجماعة القراء - وزارة الأوقاف - مصر - العدد 3، 4.
(2) المصباح المنير - ص(173) - غ - ن - ن.
(3) مختار الصحاح - ص(483) - غ - ن - ن.
(4) وصدرُهُ: وما سُعاد غَداةَ البَيْت إذا عرضَتْ، وهي قصيدة مشهورة.
... ينظر: الشعر والشعراء لابن قُتيبة (1/154)، وجمهرة أشعار العرب لأبي زيد القرشي (1/150-151).(6/7)
... وحديث: كان في الحُسين غنةٌ حسَنة(1).
يقال: رجل أغنٌّ وظبي أغن أي: يَخرج صوتُه من خياشيمه.
وواد أغن أي: كثير العُشب لأنهُ إذا كان كذلك ألفَهُ الذُّباب وفي أصواتها غنة.
ويقال: امرأة غناء لمن تتكلم من قبل خياشيمها، وقرية غناء أي: كثيرة الأهل والعُشب أو تمُرُّ الريح فيها غير صافية الصوت لكثافة عُشبها.
وفي القاموس(2): غَن يغَنُّ بالفتح فهو أغنُّ. وغنَّنُه تغنيناً جعله أغنٌ.
وأغن النخلُ أدرك. وأَغَنَّ السِّقاء امتلأ، وأغن الذبابُ صوَّت، وأغنَّ اللهُ غُصَّتَهُ جعلهُ ناضراً.
والغُنَّةُ في اصطلاح أهل الأداء: صوت لذيذ مُركَّب في جسم النون ولو تنويناً والميم.
وقال بعضهم: صوت يُشبه صوت الغزالة إذا ضاع ولدُها. ويختَّصُّ بالنون والميم ولا عمل للسان فيه... إلخ "(3)(4).
ولن أذكر بقية المباحث بنصِّها ولكن أكتفي بأهم ما ذكره، ففي مخرجها الخيشوم وهو أقصى الأنف، ويجيء إظهارُ الغنَّة عند وجود الشرط المقتضي لذلك، ومحلها النون الساكنة والتنوين حالة إدغامهما بغنة أو إخفائهما. والنون والميم المُشددَّتان والميم إذا أُدغمت أو أُخفيت عند الباء.
والأصل فيها: النون، ومقدارُها حركتان والنقص عنهما والزيادة عليهما لحن على التحقيق، وصورها أربعة: قوية أو ضعيفة وعلى كلٍّ ظاهرة أو مستترة.
وشرط ظهورها عند كل من الحروف الثلاثة النون الأصلية ونون التنوين والميم، وقوع كل منها عند ما يُخفى عنده أو ما يُدغم فيه.
__________
(1) ذكرهُ الذهبيُّ في السِّير (3/305)، وابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر (3/390).
(2) القاموس المحيط - فصل الغين - باب النون- (4/249-250).
(3) ينظر: الرعاية لتجويد القراءة لمكي بن أبي طالب ص(280)، ومرشد القارئ لابن الطحّاَن ص(38).
(4) رسالة في الغنة ص(1-2).(6/8)
ومانعها: تباعُدُ المخرج، وفي مراتبها ذكرَ الشيخُ الخلافَ في عددها - منهم من قال ثلاث مراتب ومنهم من أوصلها إلى سبع مراتب، وذهب أكثر المؤلفين كما قال الشيخ إلى أنها سِتُّ مراتب:
1- النون المُخفاة. ... 2- النون المدغمة في مثلها. ... ... 3- الميم المدغمة في الميم.
4- الميم عند الباء.
5- النون المدغمة في الواو والياء، هذه خمس مراتب ونسيَ الشيخ السادسة فلم يذكرها(1).
وأما صفاتُها فهي تابعة في الإخفاء الحرف المخفي عنده ترقيقاً وتفخيماً ويظهر ذلك في النون حالة إخفائها عند الصاد والقاف والطاء والضاد والظاء، وكذا حالة إدغامها في الراء بغنة وتُرقَّقُ فيما عدا ذلك(2).
وقد ذهب الشيخُ إلى أن الغنة مع الميم غنة المدغم من النون والتنوين تغليباً للأصالة لأن النون أو التنوين قد انقلبا إلى لفظ الميم لأن الأول قد ذهب بالقلب فلا فرق بين مِن مَّن وأن مَّن وبين هم مِّن وأم مَّن ولابُدَّ أن تكون الغنةُ في النونين من غيرهما(3).
وقد حذَّر الشيخ في حالة الإقلاب عند التلفظ به من كذِّ(4) الشَّفتين على الميم المقلوبة في اللفظ لئلاَّ يتولَّد من كذِّهما غنةٌ من الخيشوم ممططةً فليُسكِّن الميم بتلطُّفٍ من غير نقلٍ ولا تعسُّف(5).
5- سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين
__________
(1) لعلها: النون المدغمة في الميم.
(2) رسالة في الغنة ص(3-11).
(3) رسالة في الغنة ص(11).
(4) الكذُّ: الكذْ كذَةُ الحُمرة الشديدة، وكذَّ خشُن.
... ينظر: القاموس المحيط - فصل الكاف واللام والميم - باب الذال - (1/355)، ولعل الكَذَّ هنا إطباق الشفتين والمبالغة في ذلك.
(5) رسالة في الغنة ص(15).(6/9)
يُعَدُّ التأليف في رسم وضبط المصحف قليل جداً مقارنة بغيره من العلوم، وإذا نظرنا إلى المطبوع من هذا الفن فضلاً عن المخطوط والمفقود وجدناه أيضاً أقل بكثير من غيره(1) (2).
وألف الشيخ الكتاب بناءً على طلب من كثير من الإخوان، بعد تردد الشيخ وتوقُّفه كثيراً، إلا أنهُ وافق على طلبهم بعد إلحاحهم المرَّة بعد المرّة(3).
__________
(1) ينظر: فهرس آل البيت - قسم المصاحف ورسمها - ص(435-483).
(2) وتحسن الإشارةُ هنا إلى أهم المؤلفات المطبوعة في رسم وضبط المصحف وضبطه وهي كالآتي:
" البديع في هجاء المصاحف " لأبي مُعاذ الجهني - ت 442هـ.
و " المقنع في رسم مصاحف الأمصار "، و " المحكم في نقط المصاحف " كلاهما لأبي عمرو الداني - ت 444هـ.
و " التنزيل في هجاء المصاحف " لأبي داود سليمان بن نجاح - ت 496هـ.
... "عقيلة أتراب القصائد في أسنى المقاصد " - للإمام الشاطبي ت590، " مورد الظمآن في رسم أحرف القرآن " لمحمد بن محمد بن إبراهيم الشريشي، الشهير بالخراز " ت718هـ.
و" عنوان الدليل في مرسوم خط التنزيل " لأبي العباس أحمد بن البناء المراكشي ت -721هـ.
" فتح المنان المروي بمورد الظمآن " لابن عاشر الأنصاري - ت1040هـ.
"دليل الحيران شرح مورد الظمآن في رسم وضبط القرآن " لإبراهيم المارغني التونسي - ت بعد 1325هـ، وغيرها
ينظر: رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية - د. غانم قدوري الحمد - ص(168-185).
(3) سمير الطالبين ص(3-4).(6/10)
وأما منهجه فيه فقال ما نصُّه: "وطرقتُ أبواب تلك المصنفات الجامعة، وجلِتُ في رياضها لاقتطافِ ثمراتها اليانعة، مقتصراً على ما تدعو الحاجةُ في هذه الأزمنة إليه، مما ذُكر في المُقنع والتنزيل والعقيلة إذ ما فيها هو المُعوَّل عليه، وراعيتُ في الغالب ما اختارهُ عنهم الخرَّازُ في مورده وابنُ عاشر في شرحه عليه، وتركتُ التعاليل والنقول الضعيفة ونحوها مما لا داعي إليه، والتزمتُ أني متى أطلقتُ حكماً فهو منسوب للأئمة الثلاثة: أبي عمرو الداني، وأبي داود سليمان بن نجاح، وأبي القاسم الشاطبي، ومتى قلتُ عنهما أو عن الشيخين فالمراد الأولان والنسبة إليهما تستلزم النسبة إلى الثالث، كما أن النسبة إلى الداني تستلزم النسبة إلى الشاطبي إذ لا خُلف بينهما إلا في كلمات يسيرة سيأتي بيانها إن شاء الله تعالى، ومتى نسبتُ حكماً لأحد الشيخين فالثاني إن عكس ذلك الحكم ذكرتُه وإن سكتَ قلتُ: سكتَ عنه ورتبتُه على مقدمة ومقصدين وخاتمة.
فالمقدمة: في فوائد مهمة تدعو الحاجةُ إليها.
والمقصد الأول: في فنِّ الرسم.
والمقصد الثاني: في فنِّ الضبط.
والخاتمة: في آداب كتابة القرآن وما يتعلَّق بذلك". اهـ(1).
وقد قسَّم المؤلفُ المقدمة إلى عشرة مباحث(2):
1- المبحث الأول: أول من وضع الكتابة العربية: ومن أين وصلت إلى العرب.
2- المبحث الثاني: الكتابة العربية وقت الإسلام وبعده.
3- المبحث الثالث: القرآن الكريم - تعريفه - حُفَّاظه.
4- المبحث الرابع: كُتَّابُ الوحي.
5- المبحث الخامس: جمع القرآن في المصحف وسببه.
6- المبحث السادس: نسخ القرآن في المصاحف وسببه.
7- المبحث السابع: حالة المصاحف العثمانية.
8- المبحث الثامن: عدد المصاحف العثمانية وإلى أين أُرسلت.
9- المبحث التاسع: ما يجب على المسلمين إزاء هذه المصاحف.
10- المبحث العاشر: ما يجب على كاتب المصحف.
__________
(1) سمير الطالبين ص(4).
(2) ينظر: سمير الطالبين ص(5-20).(6/11)
وأما المقصد الأول: وهو الرسم.
إذ يُعرف لغة بأنه: الأثر، ويرادفُهُ الخط والكتابة والزُّبر والسَّطْر والرقمُ والرشْمُ بالشين.
وينقسم إلى قسمين:
1- الرسم القياسي. ... ... 2- الرسم الاصطلاحي.
... وقد بوَّب المؤلفُ قواعد الرسم في ستة أبواب مبتدءاً بمقدمة ذكر فيها تعريف الرسم الاصطلاحي(1)، وواضَعُه، اسمَه، استمداده، حكم الشَّارع فيه، ومسائله، وفضله، ونسبته إلى غيره من العلوم، وفائدتُه، وختم المقدمة بذكر: قواعد الرسم المذكورة وهي: الحذف، الزيادة، البدل، الهمز، الفصل والوصل، ما فيه قراءاتان فكُتِب على إحداهما(2).
المقصد الثاني: في فنِّ الضبط، معناه لغة واصطلاحاً وما يرادفُهُ وما يتعلق بذلك. وقد افتتح الشيخُ هذا المقصد بذكر عدة أمور من أهمها:
تعريف الضبط: لغة واصطلاحاً.
وتعريف الشكل والنقط بمعنييه: الإعجام والإهمال.
والحديث عن أصل الحروف العربية وبداية النقط.
والحروف المستعملة في القرآن الكريم: الأصلية والفرعية.
- الخلاف بين المشارقة والمغاربة في ترتيب الحروف مع ذكرها عند المشارقة تفصيلاً.
- تاريخ الضبط والشكل والخلاف في واضعه مع ذكر سبب وضعه وطريقة استعماله في كتاب الله - عز وجل - .
ثم ذكر المؤلِّفُ مبادئ فن الضبط وهو مدخل أو تمهيد للفصول القادمة من كتابه، وفيه: تعريفُهُ، وموضُوعهُ، وواضعُهُ، وفوائدهُ.
وبعد هذا المدخل أو التمهيد عقد فصلاً مستقلاً ذكر فيه الخلاف المشهور بين السَّلف في حكم النقط والشكل والفواصل، والسَّجَدات والأجزاء إلى غير ذلك، مع اختياره العمل على الرخصة في ذلك، دفعاً للالتباس ومنعاً للتحريف والخطأ في كلام ربِّ العالمين.
__________
(1) ينظر: سمير الطالبين ص(22-23).
(2) ينظر سمير الطالبين ص(24-79)، وقد ذكر تحت القاعدة الأخيرة ثلاثة مباحث:
... 1- ما فيه قراءتان ورُسم على إحداهما اقتصاراً، 2- رسم ما فيه قراءتان ورسم واحد صالح لهما.
... 3- ما فيه قراءتان وورد برسمين على حسب كل منهما.(6/12)
وختم الشيخُ هذا الفصل بذكر أحد عشر مبحثاً أو فصلاً وهي كالآتي:
الأول ... : في كيفية وضع الحركات الثلاث وما يتبعها من تنوين وغيره.
الثاني ... : في كيفية ضبط المُختلس والمُشَم والمُمال.
الثالث ... : في بيان علامة السكون وأحكامها.
الرابع ... : في بيان علامة التشديد وأحكامها.
الخامس: في بيان علامة المد وأحكامها.
السادس: في ضبط المظهر والمدغم وما بعدهما من المظهر عندهُ والمدغم فيه.
السابع ... : في أحكام الهمز على اختلاف أنواعه.
الثامن ... : في حكم صلة ألف الوصل والابتداء بها وحكم النقل عند من أخذ به.
التاسع ... : في إلحاق ما حُذف في الرسم.
العاشر: في كيفية ضبط المزيد رسماً.
الحادي عشر: في أحكام اللام ألف.
الخاتمة: في آداب كتابة القرآن وما يتعلق بذلك(1).
وكان الفراغُ منه بعد صلاة مغرب ليلة الاثنين الرابع والعشرين من شهر ذي الحجة سنة 1357هـ.
ومن أهم اختياراته التي وقفتُ عليها في "سمير الطالبين" هي كالآتي:
- إن المرسوم في خط المصاحف هو من إملاء النبي - صلى الله عليه وسلم - على كتبة الوحي من تلقين جبريل - عليه السلام - (2).
- توقُّف الشيخُ في تعيين أول من نقط المصاحف هذا النقط، وما ذُكر عن أبي الأسود الدؤلي(3) من نقط المصاحف فالمراد به النقط بمعنى الشكل(4).
__________
(1) ينظر: سمير الطالبين ص(79) آخر الكتاب.
(2) سمير الطالبين ص(18)، ينظر التفصيل في هذه المسألة -رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية د. غانم قدوري الحمد.
(3) هو قاضي البصرة، ظالم بن عمرو أبوالأسود الدؤلي، قرأ القرآن على عليٍّ وحدَّث عن عُمر، وأُبي بن كعب وابن مسعود. توفي سنة 99هـ.
... ينظر ترجمته: معرفة القراء الكبار (1/154-155)، وغاية النهاية (1/345-346).
(4) سمير الطالبين ص(80).(6/13)
- إنكار الشيخ ما جرى عليه بعضُ نُقَّاط المصحف من المشارقة من تحليتها بالسكون مع وضع علامة الإقلاب على الباء، وقال: "لم أقف على نصٍ يُجيزُهُ فالأولى عدمُ الأخذ به"ا.هـ (1).
6- شرح رسالة قالون(2)
شرح الشيخ رسالة قالون، وهي فيما خالف فيه قالون(3) ورشاً(4)
__________
(1) المصدر السابق، ص(95)، ولهُ في هذا الكتاب اختيارات أُخرى كثيرة.
(2) للشيخ الضباع يرحمُهُ الله نظم " ما خالف فيه قالون ورشاً من طريق الشاطبية " وهو من اثنين وثلاثين بيتاً، ابتدأه بقوله:
لك الحمد يا اللهُ صلِّ على النبي ... ... وءالٍ وأصحابٍ كرامٍ ومن تلا
وبعدُ فقالونٌ يخالفُ ورشَهم ... ... لدى أحرفٍ ها هي من الحِرز تجتلا
... إلى قوله:
وسكِّن وزِدْ همزاً كوَاوٍ أو شهدوا ... ... مع الفصل بالخلف المرادُ تكمَّلا
بحمدِ إلهي مع صلاتي مُسلِّماً ... ... على المصطفى والألِ والصحب والوِلا
... طُبع هذا النظم يوم الأحد - ربيع الأول سنة 1349هـ.
(3) هو عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى مولى بني زهرة، يُكنَّى أبا موسى - ويلقب بقالون لجودة قراءاته، وُلد سنة 120هـ، أخذ عن نافع. توفي سنة 220هـ.
... ينظر ترجمته: معرفة القراء الكبار (1/326)، غاية النهاية (1/615-616).
(4) هو عثمان بن سعيد بن عبدالله بن عمرو المصري مولاهم، المصر المُلقَّب بـ "ورش " شيخ القراء المحققين، وإمام أهل الأداء، انتهت إليه رئاسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه، وُلد سنة 110هـ، عرض القرآن على نافع، وحفص، وعرض عليه أحمد بن صالح ويعقوب الأزرق وغيرهما، توفي سنة 197هـ.
... ينظر: معرفة القراء الكبار (1/330)، غاية النهاية (1/502-503).(6/14)
من طريق الشاطبية، وهي منظومة في ستةٍ وأربعين بيتاً نظمها الشيخ الفاضل " محمد سعودي المقرئ "(1)، افتتحها الناظم بقوله:
يقول راجي رحمةَ الودود ... \ ... فقيُرهُ محمدُ سعودي
الحمدُ لله وصلَّ اللهُ ... \ ... على محمدٍ ومن والاهُ
وبعدُ خُذ نظماً لقالونهم ... \ ... مخالفاً ما جاء عن ورشهم
وذا من الذي بحرز الشاطبيّ ... \ ... واللهُ أستعين وهو مطلبي(2)
وهذا الشرح يقع في خمسة عشر صفحة من الحجم المتوسط، لم يُذكر فيه تاريخ الشرح، ولا سَنة طبعه(3).
وشرع الشيخ في شرح الأصول المختصة بقالون عن نافع(4) من طريق الشاطبية، من قول الناظم في البيت الخامس والسادس:
بسِّمل بين السورتين يا فتى ... \ ... وميم جمع قبل تحريك أتى
فيها خلاف وسِّطنْ ما اتصل ... \ ... وما انفصل كذا أو اقصر يا بطل
إلى قوله:
وقوله أتاني الله قِفْ ... \ ... ... بالحذف والإثبات عنه قد عُرِف
__________
(1) هو محمد بن سعودي بن إبراهيم (كان حياً سنة 1347هـ - مقرئ مصري، شافعي، أزهري، أخذ القراءات عن محمد بيومي، لهُ من المؤلفات - فتح الملك البصير، الكوكب المنير في قراءة ابن كثير - ورسالة قالون، ترجمته من كتاب - الإمام المتولي ص(159) - د. إبراهيم الدوسري.
(2) شرح رسالة قالون ص(2-4).
(3) مكتبة ومطبعة محمد علي صبيح وأولاده - القاهرة.
(4) هو الإمام نافع بن عبدالرحمن بن أبي نُعيد الليثي، مولاهم أبورُويم المقرئ المدني، قرأ على عبدالرحمن الأعرج، وشيبة بن نصاح، وقرأ عليه خالد بن مخلد - وراوياهُ قالون وورش. توفي سنة 169هـ.
... ينظر ترجمته: معرفة القراء الكبار (1/241-247)، غاية النهاية (2/330-334).(6/15)
وأفاد الشيخ في شرح هذه الأبيات أنه إذا اجتمع في آية ميم جمع ومدٍّ مُنفصل، فلا يخلو الحالُ من تقدم أحدهما على الآخر فإن تقدَّمت الميمُ وتأخر المدُّ فيأتي القصرُ والمدُّ على كل من سكون الميم وصلتها، وإن تقدم المدُّ وتأخرت الميمُ فيأتي السكونُ والصلةُ على كُلٍٍّ من القصر والمد. وللشيخ في هذا الشرح من باب الأصول عدة اختيارات من أهمها:
- إنَّ حرف المد الواقع قبل همز مُغيَّر بتسهيل يجوز فيه وجهان القصر اعتداداً بما عرض للهمز من التغيرُّ واعتباراً بما صار إليه اللَّفظُ ثم المد مراعاة للأصل وتنزيلاً للسَّبب المغير منزلة المحقق.
- إن قوله { عَادًا الْأُولَى } (النجم: 50) فيه ثلاثة أوجه أرجحُها ردُّ الكلمة إلى أصلها أي بهمزة الوصل وسكون اللام بعدها همزة مضمومة بعدها واو ساكنة.
- واستدرك الشارحُ على الإمام الشاطبي والناظم إهمالهما ذكر فتح الهاء، والياء من
{ كهيعص (1) } (مريم: 1) من فاتحة مريم، لكونه هو المقروء به ولا ينبغي الأخذ بسواه لأنه من طريق التيسير لأبي عمرو الداني(1).
... وفي باب " فرش الحروف " شرع الشيخُ في شرح قول الناظم:
ها بعد الفاء واو ولام مع ... \ ... ها هي ثم هو اسكنن كما وقع
وأن يُملَّ هو بضمٍ فاثبتِ ... \ ... كما أتى عنه كباقي السبعةِ
إلى قوله:
واللهَ أسأل صلاح الشأن ... \ ... وجنة الخُلد مع الرضوان(2)
__________
(1) هو الإمام العلم أبوعمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الأموي، مولاهم القرطبي، المعروف بأبي عمرو، برع في القراءات والحديث ورجاله، بلغت تصانيفه أكثر من مائة وعشرين مصنفًا، قرأ على إبراهيم بن خاقان، وأبي الفتح أحمد بن فارس وغيرهما. توفي سنة 444هـ.
... ينظر: معرفة القراء الكبار (2/773-781)، غاية النهاية 01/503-505).
(2) شرح رسالة قالون ص(14).(6/16)
وقد استدرك الشارحُ على الإمام الشاطبي في قوله { فَنِعِمَّا هِيَ } بالبقرة، آية (271) { نِعِمَّا يَعِظُكُمْ } في النساء، آية (58)، و { لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ } في النساء، آية (154)، و { أَفَمَنْ ü"د‰÷ku‰ } في يونس، آية (35)، و { وَهُمْ يَخِصِّمُونَ } في يس، آية (49).
... قال ما نصه: " وكذا روي و { وَهُمْ يَخِصِّمُونَ } في يس باختلاس فتحة الخاء وبإسكانها أيضاً كلاهُما مع تشديد الصاد، وقد أهمل الإمام الشاطبي ذكر الإسكان في الكُلِّ مع أنه طريق التيسير ومذكور فيه ولذا ذكرهُ الناظم ولا مبالاة من الجمع بين الساكنين لثبوت القراءة بذلك " اهـ.(1).
7- القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهانيُّ(2) الأزرق(3)
... هذه رسالة مختصرة شرح الشيخ فيها أبياتٍ نظمها شيخه الإمام المتولي -محمد بن أحمد- ت 1313هـ - وعدد أبياتها ستة وستون بيتاً ابتدأها الناظم بقوله(4):
الحمدُ لله فريدِ الذاتِ ... \ ... وواحدِ الأفعال والصفات
ثم صلاةُ الله ذي الجلال ... \ ... على النبيِّ الُمصطفى والآلِ
وهذه الأبيات نظمَها الإمامُ المتولي في بيان ما خالف فيه الأصبهاني عن ورشٍ من طريق الطيبة، الأزرق عن ورش من طريق الشاطبية.
قال الإمام المتولي(5):
وأزرقٌ طريقُهُ المُصدَّرُ ... \ ... به وكُلٌّ منهما لا يُنكَرُ
والأصبهانيُّ الطريقُ الثاني ... \ ... وهو الذي نعنيه بالبيانِ
__________
(1) شرح رسالة قالون ص(12).
(2) هو محمد بن عبدالرحيم بن إبراهيم بن شبيب بن خالد - أبوبكر الأسدي الأصبهاني - صاحب رواية ورش عند العراقيين، إمام ضابط مشهور ثقة، توفي ببغداد سنة ست وتسعين ومائتين، معرفة القراء الكبار (1/459)، غاية النهاية (2/169-170).
(3) هو يوسف بن عمرو بن يسار أبويعقوب المدني المصري المعروف بالأزرق - ثقة حافظ ضابط، صاحب ورش، توفي سنة أربعين ومائتين، معرفة القراء الكبار (1/393)، غاية النهاية (2/402).
(4) القول الأصدق ص(2-3).
(5) القول الأصدق ص(5).(6/17)
قال الشيخ: " يعني أن ما رواه أبويعقوب الأزرق عن ورش هو الطريق المُصدَّر به يعني المبدوء به تعلُّماً وتعليماً في الديار المصرية في هذه الأزمنة فلذلك ذكرها في الشاطبية والآخذون بها أكثر من الآخذين بالطيبة.
وما رواهُ الأصبهانيُّ هو الطريق الثانية عنه يعني ما اختاره الشمس ابن الجزري وكُلٌ من الطريقين ثابت صحيح باتفاق أئمة القراء لم يُنكر ذلك أحد منهم وهذا الطريق الثاني هو المقصود بالبيان والتعريف " اهـ(1).
وقد تبع الشارحُ الناظَم بذكر جميع الأحكام والكلمات التي خالف فيها أبوبكر الأصبهانيُّ مما هو مُدوَّن له في طيبة النشر أبا يعقوب الأزرق دون الأحكام والكلمات التي اتفقا عليها وكانت مذكورةً للأزرق في كتاب "حرز الأماني" فإنه يتركها اتكالاً على ذكرها فيه.
إلا أن للشارح بعض الاستدراكات المهمة شفَّعها بأبياتٍ في مظآنِّها.
ومن أهم مصادره في هذه الرسالة: الكفاية الكبرى لأبي العز القلانسي، المستنير لابن سوَّار، والمصباح الزاهر للشهرزوري، والمُبهج لسِبط الخيَّاط، والتلخيص لأبي معشر، والكامل للهذلي، والتجريد لابن الفحَّام، والغاية لابن مهران، والمفتاح لابن خَيْرون، والروضة للمالكي والمعدل، وغيرها كثير.
ومن أهم اختيارات الشيخ في رسالته هذه:
1- اختار الشيخ في آية الأعراف (167) { وَإِذْ تَأَذَّنَ y7ڑ/u' لَيَبْعَثَنَّ } وفي آية إبراهيم (7) { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ } .
الوجهين: التحقيق على توسط المتصل وعلى مَدِّه مع القصر والغنة، والتسهيل على مد المتصل ثلاثاً وعلى توسط المنفصل عند إشباع المتصل، واستدرك عليه بقوله(2):
تأذَّن الأعرافَ سهِّل ثم في ... \ ... موضع إبراهيم خُلفٌ اقتفى
فسهِّلنه إن تثلث ما اتصل ... \ ... أو إن توسط عند إشباع حَصَل
بدون غَنِّ أو به وحققا ... \ ... لدى توسط اتصال مطلقا
وعند مدِّه بِغنٍّ قاصرا ... \ ... وعند غير ذي فأطلق تُؤجرا
__________
(1) القول الأصدق ص(5-6).
(2) القول الأصدق ص(16).(6/18)
2- واستدرك الشارحُ على الناظم يرحمه الله عند قوله:
وقاصراً إدغامه يلهث ذر ... \ ... وغن مع خلف ولا تكبر
... فقال ما نصه: " يعني إذا قرأت بقصر المنفصل فاترك إدغام { يَلْهَثْ y7د9¨©Œ } (الأعراف: 176) مع جمع ما يترتُّبُ عليه من أوجه المتصل وبين السورتين والغنة وعدمها في النون الساكنة والتنوين عند اللام والراء واقتَصَر على إظهاره مع الأخذ بالغنة وعدمها وترك التكبير.
وهذا ميل منه -رحمه الله- تعالى إلى اعتبار رُتبة المنفصل في غاية أبي العلاء المد ثلاثاً عملاً بظاهر النشر وهو خلاف ما جرى عليه أخيراً في روضه(1) من الأخذ بقصره منها على ما حرَّرهُ الأزميريُّ(2) في بدائعه(3). وعليه فكان الأولى أن يقول بدل هذا البيت:
ويهلث أظهر قاصراً وغَنَّ إن ... \ ... تُشبع بخُلفٍ ثم كبِّر لا بِغَنٍّ
__________
(1) يشير إلى كتاب الإمام المتولي - الروض النضير في أوجه الكتاب المنير.
(2) هو مصطفى بن عدالرحمن بن محمد الأزميري الرومي الحنفي - نزل مصر وتعلَّم بالأزهر، وأقرأ بها القراءات وقرأ على غير واحد من أهل العلم منهم: يوسف أفندي زاده، وعنه محمد المنير السمنُّودي، والسيد هاشم المغربي - توفي سنة 1155هـ.
... ينظر ترجمته: الأعلام للزركلي (7/236)، وهدية العارفين (2/445).
(3) يشير إلى كتاب مصطفى بن عبدالرحمن الأزميري بدائع البرهان على عُمدة العرفان، وهو محفوظ في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية رقم الحفظ (5391).
... ينظر: الإمام المتولي وجهوده في علم القراءات أ.د. إبراهيم الدوسري ص(426).(6/19)
إلى قوله... وحاصلُهُ أنك إذا قرأت بمد المنفصل ثلاثاً فلك مع مد المتصل ثلاثاً: الإظهار فقط بلا غنٍّ ولا تكبير في الأربعة ومع التكبير عند الإظهار وعدم الغُنة. وإذا قرأتَ بمدِّه أربعاً فلك عند توسط المتصل الإظهار مع عدم الغنة والإدغام مع الغنة وعدمها، وعند مده ستاً الإظهار والإدغام مع الغنة وعدمها والتكبير وعدمه؛ وقد أشرتُ إلى ذلك ببيتين بعد بيتي المذكور فقلتُ(1):
ومع ثلاث إن تُثلَّث ثلث أظهرا ... \ ... فقط ومع فأطلق تُؤجرا
لكن مع الثلاث إن تظهر بلا ... \ ... غَنٍّ يجى التكبيرُ يا صلاح اعملا
3- استدرك الشارحُ أيضاً على الناظم عند قوله:
ولم يكن إظهار يس يُرى ... \ ... لمن لهُ كبَّر أو قد قصَّرا
فقال ما نصُّه: " وقد علمت مما مرَّ في باب المدِّ أن مذهب بن مهران في غايته توسط المدَّين عن الأصبهاني على ما حرَّرهُ الأزميري في بدائعه، وعلى ذلك فكان على الناظم أن يبين عدم ورود الإظهار عن أحد من رواة الثلاث أيضاً ولذا قلتُ بدل البيت المذكور:
إن تظهرن يس يا خِلِّي فلا ... \ ... تكبير والمدَّين وسِّط تفضُّلا
وأما الإدغام فيأتي مع جميع أوجه المدين والتكبير وعدمه" اهـ(2).
4- وأخيراً استدرك عليه عند قوله:
وفي ألم نخلقكمُ الإدغامُ ... \ ... لا غيرُ عند قصره يُرامُ
فقال ما نصه: "قد اختلف أهلُ الأداء عن الأصبهاني في { أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ } (المرسلات: 20) في المرسلات، فذهب جمهورهم إلى إدغام القاف في الكاف منهُ إدغاماً محضاً وذهب ابنُ مهران إلى إدغامه فيه مع إبقاء صفة استعلاء القاف ويأتي الأول على جميع أوجه المدَّين ويجوز الثاني على توسطهما معاً.
ولا يخفى أن مقابل القصر عند الناظم هو المدُّ ثلاثاً وأربعاً فكان الأولى أن يقول بدل هذا البيت:
__________
(1) القول الأصدق ص(20-21).
(2) القول الأصدق ص(22).(6/20)
وفي ألم نخلقكم الابقا على ... \ ... توسُّط المدَّينِ لا غير اعملا "اهـ(1) (2)
وكان الفراغ من هذا الشرح المبارك عصر يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من شهر صفر سنة 1355هـ.
8- القول المعتبر في الأوجه التي بين السُّور
يُعدُّ هذا الكتابُ من الكتب الفريدة في هذا الباب وهو من أخصِّ ما أُلِّف في الأوجه التي بين السُّور عند القُراء السبعة من طريق الشاطبية.
قال الشيخ ما نصُّه: " قد كتب في هذا الموضوع كثيرٌ من الأئمة الأعلام: كالحافظ زين الدين عبدالرحيم بن الحسين العراقي، والأستاذ أبي حفص عمر بن قاسم الأنصاري شيخ العلامة القسطلَّاني، والأستاذ أمين الدين بن موسى. والأستاذ أبي بكر المعروف بابن الجندي، وغيرهم من علماء القرون الوسطى.
وتبعهم على ذلك من بعدهم من قُرَّاء الشرق والغرب، حتى أفرده بعضُهم بالتأليف، ومنهم من رتَّب عمله على المراتب الأربع في المدَّين [المتصل والمنفصل] ومنهم من رتَّبها على المرتبتين، ومنهم من سلك الطريقتين، وقد اعتمد أكثرهم في سرد الأوجه على الضرب الحسابي مع ما فيه من التساهل [وحاصل] ما ذكرهُ الحافظ العراقي في رسالته [العددُ المُعتبر من الأوجه بين السُّور] والأستاذ أبوحفص الأنصاري في كتابه [المُكرَّر فيما تواتر من السَّبع وتحرَّر] و [البدور الزهرة في القراءات العشر المتواترة]، والأستاذ موسى في رسالته " اهـ. (3).
وقد ذكر الشيخُ الأوجه التي بين السُّور مبتدءاً بسورة الفاتحة والبقرة ومنتهياً بسورة الناس والفاتحة في أكثر من أربعٍ وثلاثين صفحة(4).
وقد نبَّه الشيخُ إلى أن الضرب الحسابي في بعضها تركيب وخلط للطرق، كما نبَّه إلى ذلك كثير من الأئمة المحققين(5).
__________
(1) القول الأصدق ص(22-23).
(2) ينظر: بقية الاستدراكات القول الأصدق ص(8، 9، 18، 19، 24، 26).
(3) القول المعتبر في الأوجه التي بين السُّور ص(2-3).
(4) المصدر السابق ص(37).
(5) المصدر السابق.(6/21)
قلتُ: والتركيب بين الطرق وخلط بعضها ببعض أمرٌ مُعاب عند كبار القُرَّاءِ جملةً، ومحرَّم ومكروه تفصيلاً، نبَّه إلى ذلك الإمام المحقق ابن الجزري في النشر والقسطلَّاني في لطائف الإشارات(1).
ثم بنى الشيخُ على هذه المسألة أعني مسألة تركيب القراءات والخلط بينها مسألة العلوم المتاح إليها في الإقراء رواية ودراية وهو ما يُسمى بـ " شروط التصدُّر للإقراء " كالتجويد والرسم والوقف، والابتداء والختم وما لا تحلُّ القراءة به وما تحلُّ(2).
وأوقف الشيخ معرفة ما بين السُّور من الأوجه على أمرين:
1- أولهما: ما ورد عن القراءة السبعة بين السورتين.
2- ثانيهما: ما ورد عن أهل الأداء في الوقف على أواخر الكلم(3).
وقد قسَّم الشيخُ العوارض المجتمعة إلى قسمين:
1- عوارض مجتمعة كالمنصوب والمجرور، ومجرور وآخرَ مرفوع، وغير ذلك، فهذا يُسمَّى بالأوجه الأصول.
2- عوارض حال الجمع بين السورتين، كالوقف والوصل والسكت، وهذا يُسمَّى بالأوجه
-الفروع-(4)، وقد أطنب الشيخُ في تفصيل هذه الأوجه حتى ص(78).
وفي خاتمة الكتاب نبَّه الشيخُ إلى أمرين:
1- أولهما: أن الأوجه المذكورة بين السُّور أوجه جائزة على سبيل التخيير، لا ينبغي الأخذ بجميعها في كل موضع (5).
2- مسألة التكبير بين السُّور عند ابن كثير(6) براوييه.
__________
(1) النشر في القراءات العشر (1/17-18)، لطائف الإشارات (1/337-338).
(2) القول المعتبر ص(39).
(3) القولُ المعتبر ص(39-40).
(4) القولُ المعتبر ص(40-45).
(5) القولُ المعتبر ص(78).
(6) هو عبدالله بن كثير بن زاذان أبومعبد الكفافي، المكي المقرئ - قرأ على عبدالله بن السَّائب وابن مجاهد، وقرأ عليه شبل بن عباد وأبوعمرو بن العلاء، توفي سنة 122هـ.
... ينظر: معرفة القراء الكبار (1/197-202)، غاية النهاية (2/443).(6/22)
وللشيخ يرحمُه اللهُ وقفة طويلة في مسألة التكبير وحاصل ما ذكرهُ، صحة التكبير عن أهل مكة وقرائهم وعلمائهم وأئمتهم، واتفقوا على لفظه "اللهُ أكبر" قبل البسملة، والجمهور على تعيين هذا اللفظ بعينه للبَزِّي(1) من غير زيادة ولا نقصان.
... وزاد بعضُهم التهليل لا إله إلا الله والله أكبر، وزاد بعض الآخذين بالتهليل الحمدلة، ولله الحمد.
... وأما قُنبل(2): فجمهور المغاربة على أن لفظة الله أكبر عنده فقط، وزاد التهليل لهُ جمهور المشارقة ولا تحميد لهُ أصلاً.
واختلفوا في محل ابتداءه وانتهائه فمنهم من قال أول { أَلَمْ نَشْرَحْ } (الشرح:1)، ومنهم من قال من أول الضُّحى، وأما انتهاؤُهُ فمنهم من ذهب إلى لأول السورة لم يكُبِّر في آخر الناس سواء كان ابتداء التكبير عندهُ من أول ألم نشرح، أو من أول الضحى، ومن جعل الابتداء من آخر الضحى كبَّر في آخر الناس.
ويأتي على ما ذُكر من كون التكبير من أول السورة أو لآخرها حال وصل السورة بالسورة، ثمانية أوجه.
واختار الشيخ الوجه الثالث، وهو: القطع على آخر السورة وعن البسملة وقطع البسملة عن أول السورة.
__________
(1) البزِّي هو: أحمد بن محمد بن عبدالله بن القاسم بن نافع بن أبي بزَّة، وُلد سنة 170هـ بمكة، قرأ على عكرمة بن سليمان وإسماعيل بن عبدالله القسط، وشبل بن عبَّاد، وقرأ عليه كثيرون، توفي سنة 205هـ.
... ينظر ترجمته: معرفة القراء الكبار (1/365)، غاية النهاية (1/119-120).
(2) هو: محمد بن عبدالرحمن بن خالد بن محمد بن سعيد المخزومي المكي، أبوعمرو، ولقبه قنبل، وُلد سنة 195هـ، وقرأ على أحمد بن النبال، وأحمد البزي، وقرأ عليه الإمام بن مجاهد، ومحمد بن إسحاق وغيرهما، توفي سنة 291هـ.
... ينظر ترجمته: معرفة القراء الكبار (1/452)، غاية النهاية (2/165-166).(6/23)
وأجاز في كلمة التوحيد القصرَ والمدَّ للتعظيم، وكذا الأخذ بالتحميد للبزي وقنبل(1)(2).
9- ما خالف فيه الكسائي حفصاً
هذه قصيدة فيما خالف فيه الكسائي حفصاً، وهي قصيدة من مائة وسبعة وثمانين بيتاً طبعت سنة 1371هـ، في مطبعة دار التأليف - مصر.
ابتدأها الناظم بقوله:
يقولٌ راجي رحمة القدير ... \ ... عليُّ الضباع ذو التقصير
حمداً لرب دائماً مُصلِّيا ... \ ... مُسلِّماً على عظيم الأنبيا
محمدٍ وآله وصحبه ... \ ... وقارئ القرآن مع مُحبِّه
وبعدُ خذ نظماً حوى ما قد نُقل ... \ ... عن الكسائي بحرز يا بطَل
مما رواه الليثُ والدُّوري علا ... \ ... إن خالفوا حفصاً ذكرتُ فاعملا(3)
ثم ذكر الناظمُ ما خالف فيه الكسائيُّ حفصاً من باب " هاء الكناية "، أي: ليس بين الكسائي وحفص فيما تقدم في أبواب الأصول من باب الاستعاذة والبسملة، وأُمِّ القرآن خُلفٌ.
وأسقط الناظمُ أيضاً باب " اتفاقهم في إدغام " إذ -وقد - وتاء التأنيث- وهل - وبل، باب "حروف قُرُبت مخارجُها"، باب "أحكام النون الساكنة والتنوين "، باب " الراءات "، باب " اللَّامات "، باب " الوقف على أواخر الكلم "، باب " الوقف على المقطوع والموصول من الكلم ".
هذا ما أسقطهُ الناظمُ بناءً على أنَّ الكسائي ليس له خُلفٌ مع حفص في هذه الأبواب، وأما في باب فرش الحروف فلم يُسقط الناظم شيئاً، فقد استوعب خلاف الكسائي لحفصٍ من سورة البقرة إلى سورة الناس من البيت الرابع والأربعين وهو قولُهُ:
فاقيل غيض جيء حيل سيق مع ... \ ... سى سيئت اشمم كسرها ضماً لمع
ها هُو بعد الواو وألفا اللام مع ... \ ... ها هي كذا ثم هو سكن تتبع
إلى قوله:
__________
(1) ينظر: القول المعتبر في الأوجه التي بين السُّور ص(89-91)، إرشاد المُريد ص(328-329).، وتقريب النفع ص(197-198).
(2) ينظر في مسألة التكبير: إبراز المعاني لأبي شامة ص(734-740)، النشر لابن الجزري (2/405-440).
(3) ما خالف فيه الكسائيُّ حفصًا ص(1).(6/24)
حمالة ارفعه وذا تمام ما ... \ ... منَّ به اللهُ علينا فاعلما
والحمدُ لله مصلياً على ... \ ... محمدٍ وآله ومَن تلا(1)
10- المطلوبُ في بيانِ الكلمات المختلف فيها عن أبي يعقوب(2)
... هذه رسالة مختصرة في أربع عشرة صفحة، وسبب تأليفه هذه الرسالة هو ما طلبه كثير من الإخوان أن يكتب لهم مُلخَّصاً يبيَّن فيه ما صحَّ في الكلمات المختلف فيها عن أبي يعقوب الأزرق. مما رواه عن ورش من طريق الطيبة.
واعتمد في هذا المختصر على كتاب " النشر في القراءات العشر " للإمام ابن الجزري، وأصول هذا الكتاب وتحريرات الأئمة عليه، مقتصرٍ في مواضع الخلاف على الأوجه التي وصلت إليه بالأسانيد الصحيحة، وترك ما سواها(3).
وقد رتَّب المؤلِّفُ هذه الرسالة على مقدمة ومقصد وخاتمة.
فالمقدمة في بيان طريقي الأزرق المختارين في النشر، وهما طريق إسماعيل النحاس، وطريق عبدالله بن سيف.
وأما المقصد: فهو بيان للكلمات المختلف فيها عن أبي يعقوب، وفيه ستة وأربعون مبحثاً، مبتدءاً بمبحث ما جاء بين السورتين، مختتماً بمبحث التكبير.
وفي الخاتمة ذكر للمصادر التي استعان بها في هذه الرسالة القيمة، وهي خمسة عشر مصدراً أصيلاً، من أمهات كتب القراءات.
مثل: التيسير، وجامع البيان كلاهما لأبي عمرو الداني - ت 444هـ، والتذكرة لابن غَلْبون - ت399هـ، والتجريد لابن الفحَّام - ت516هـ، وكتاب الكامل في القراءات الأربعة عشر للإمام الهُذلي - ت465هـ، وهو من أوسع كتب القراءات رواية، والهداية للإمام المهدوي - ت بعد 430، والتبصرة لمكي بن أبي طالب - ت 437هـ وغيرها.
وكان الفراغ من هذا المختصر ليلة الأربعاء السادس عشر من شهر رجب سنة 1348هـ.
من أهم اختيارات الشيخ في رسالته هذه:
__________
(1) المصدر السابق ص(2).
(2) المطلوب في بيان الكلمات المختلف فيها عن أبي يعقوب ص(2).
(3) ينظر: المصدر السابق ص(14).(6/25)
1- قال الشيخ: " واختلفوا في حرف المد إذا وقع بعد همزة الوصل حالة الابتداء نحو { z`دJè?ّt$# } (البقرة: 283)، { دMّ $# Ab#uنِچà)خ/ } (يونس: 15)، فنصَّ على استثنائه وترك الزيادة في مدِّه الداني وأبومعشر والشاطبيُّ ونصَّ على الوجهين جميعاً من المدِّ، وتركَهُ ابنُ شُريح ومكيِّ، وقال في التبصرة: "وكلا الوجهين حسن وتركُ المدِّ أقيس "(1)، ولم يذكرهُ المهدوي ولا ابن الفحَّام ولا ابن بليمة ولا صاحب العنوان ولا غيرهم من الباقين فيحتملُ مده لدخوله في القاعدة ولا يضرُّ عدمُ التمثيل به ويحتمل تركه وأن يكونوا استغنوا عن ذلك بما مثَّلوا به من غيره وهو الأولى " اهـ(2).
2- إذا وقع بعد الحرف المبدل ساكن في مقداره لالتقاء الساكنين، فإن لم يكن ساكن لم يزدْ على مقدار حرف المد، ويجوز الوجهان في { uن!%y` tA#uن } في الحجر (61)، والقمر (41)، وأجاز بعضهم توسطه وهو ضعيف كما نبَّه عليه في النشر "اهـ (3)(4).
__________
(1) التبصرة في القراءات السبع لمكي بن أبي طالب ص(260).
(2) المطلوب ص(5).
(3) المطلوب ص(7).
(4) ينظر: اختيارات أخرى ص(4، 6، 7).(6/26)
الخاتمة
وفيها أهم النتائج والتوصيات
النتائج:
- الشيخ الضباع شخصية مستقلة في الأسلوب والطريقة والعرض، امتازت بالقوة والجدية.
- اهتمامُ الشيخ بالرجوع إلى مصادر أصيلة كثيرة من مطبوع ومخطوط ونادر أيضاً.
- استفادة الضباع من الإمام المُحقِّق ابن الجزري خآصة في التصويب والترجيح والتعليل أيضاً.
أهم التوصيات:
- إعادة طباعة كتب الشيخ الضباع ورسائله ومقالاته، والاهتمام بها ومراجعتها وتصحيحها وضبطها.
- العناية بمؤلفات علماء القراءات المُتقدِّمين منهم والمعاصرين تحقيقاً ونشراً.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.(7/1)
فهرس المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع -أبوشامة المقدسي- تحقيق إبراهيم عطوه عوض- مصطفى البابي الحلبي - مصر- سنة 1402هـ.
- إتحاف البررة بالمتون العشرة في القراءات والرسم والآي والتجويد - جمع وترتيب وتصحيح - الشيخ علي الضباع - ط الحلبي ن سنة 1354هـ.
- إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر - أحمد بن محمد البنا - تحقيق د. شعبان إسماعيل - عالم الكتب - بيروت - ط(1)- سنة 1407هـ.
- الإتقان في علوم القرآن - للإمام السيوطي -ط(4)- الحلبي - سنة 1398هـ.
- إرشاد المُريد إلى مقصود القصيد - شرح الشاطبية - الشيخ علي الضباع - تحقيق وتقديم الشيخ/ إبراهيم عطوة عوض - ط(1) الحلبي - سنة 1403هـ، ط مكتبة تاج طنطا - داير السيد البدوي.
- الإضاءة في بيان أصول القراءة - الشيخ علي الضباع - مراجعة محمد علي خلف الحسيني - المكتبة الأزهرية للتراث - الطبعة الأولى - سنة 1420هـ.
- الأعلام - خير الدين الزركلي- دار العلم للملايين - بيروت - ط(12)- سنة 1997م.
- إعلام السادة النجباء أنهُ لا تشابه بين الضاد والظاء - أعدَّهُ ونشرهُ د. أشرف محمد فؤاد طلعت - مكتبة السنة القاهرة - ط (1) سنة 1408هـ.
- الإمام المتولي وجهوده في علم القراءات - أ. د. إبراهم ابن سعيد الدوسري - مكتبة الرشد - الطبعة الأولى سنة 1420هـ.
- إنباء العمر بأبناء العمر - ابن حجر العسقلاني - تحقيق حسن حبشي - المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - القاهرة - سنة 1972م.
- البهجةُ المرَضية شرح الدَّرة المضية - الشيخ علي الضباع - تحقيق وتقديم -إبراهيم عطوه عوض- ط(1) الحلبي سنة 1404هـ.
- التبصرة في القراءات السبع - مكي بن أبي طالب القيسي - الدار السلفية - الهند - ط(2)- سنة 1402هـ.(8/1)
- تطور كتاب المصحف الشريف وطباعته وعناية المملكة العربية السعودية بطبعه ونشره وترجمة معانيه - أ. د. محمد سالم العوفي - مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف - سنة 1421هـ.
- تقريبُ النفع في القراءات السبع - الشيخ علي الضباع - ط الحلبي - سنة 1347هـ.
- جمال القراء وكمال الإقراء - علم الدين السَّخاوي - تحقيق- د. علي حسين البواب - مكتبة التراث - مكة المكرمة - ط(1) - سنة 1408هـ.
- جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والإسلام - أبوزيد محمد بن أبي الخطاب القرشي - تحقيق- د. محمد علي الهاشمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - ط(1)- سنة 1399هـ.
- حاشية الإمام أحمد بن محمد الصاوي على الجلالين - مراجعة وتصحيح الشيخ علي الضباع - ط الحلبي - سنة 1360هـ.
- حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع - للإمام أبي القاسم الشاطبي - ضبط وتصحيح ومراجعة الشيخ علي الضباع - ط الحلبي - سنة 1355هـ.
- الحلقات المضيئات من سلسلة أسانيد القراءات - السَّيِّد بن أحمد بن عبدالرحيم - الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم - بيشة - ط (1) - سنة 1423هـ.
- الحواشي الأزهرية في حل ألفاظ الجزرية - الشيخ خالد الأزهري - تصحيح الشيخ علي الضباع - مكتبة ومطبعة محمد علي صبيح.
- رسم المصحف - دراسة لغوية تاريخية - د. غانم قدوري الحمد - الجمهورية العراقية - ط (1) - سنة 1402هـ.
- الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة- مكي بن أبي طالب القيسي - تحقيق- د. أحمد حسن فرحات - دار عمار - الأردن - ط(3) - سنة 1417هـ.
- زاد المعاد في هدي خير العباد - ابن قيِّم الجوزية - تحقيق شعيب وعبدالقادر الأرناؤوط - مؤسسة الرسالة - بيروت - ط(15)- سنة 1407هـ.
- سراج القاري المبتدي وتذكار المقري المُنتهي - لابن القاصح البغدادي - مراجعة الشيخ علي الضباع - ط (3) الحلبي - سنة 1373هـ.(8/2)
- سعادة الدارين في بيان وعد آي معجز الثقلين على ما ثبت عند أئمة الأمصار وجرى عليه العمل في سائر الأقطار - محمد بن علي ابن خلف الحسين - مطبعة المعاهد - ط(1)- سنة 1343هـ.
- سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المُبين - الشيخ علي الضباع - قراءة وتنقيح - محمد علي خلف الحُسيني - المكتبة الأزهرية للتراث - القاهرة - ط الأولى سنة 1420هـ.
- سير أعلام النبلاء- الإمام شمس الدين الذهبي - تحقيق محمد نعيم العرقسوسي- مأمون صاغر جي - مؤسسة الرسالة - بيروت - ط(7)- سنة 1410هـ.
- شرح رسالة قالون - الشيخ علي الضباع - مكتبة محمد علي صبيح وأولاده - القاهرة.
- شرح تحفة الأطفال والغلمان في تجويد القرآن - الشيخ علي الضباع - ط الحلبي.
- شرح مختصر بلوغ الأمنية على نظم تحرير مسائل الشاطبية - للشيخ حسن خلف الحسيني - شرحه الشيخ علي الضباع - ط(3) - الحلبي - سنة 1373هـ.
- الشعر والشعراء- ابن قتيبة الدينوري - تحقيق أحمد شاكر - دار الحديث - القاهرة - ط(1) - سنة 1417هـ.
- صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص - الشيخ علي الضباع - ط (1) الحلبي سنة 1369هـ.
- طيبة النشرة القراءات العشر - للإمام بن الجزري - تحقيق الشيخ علي الضباع - ط(1)- سنة 1369هـ.
- غاية النهاية في طبقات القراء - للإمام بن الجزري - عنى بنشرة - ج. برجشتراسر- دار الكتب العلمية - بيروت - ط (1) سنة 1352هـ.
- غيث النفع في القراءات السبع - للإمام الصفاقسي - مراجعة الشيخ علي الضباع - ط(3) - الحلبي - سنة 1373هـ.
- فتح الكريم المنَّان في آداب حملة القرآن - الشيخ علي الضباع - ط الحلبي - القاهرة - مُلحق بكتاب « التبيان في آداب حملة القرآن » - للإمام النووي.
- فتح المعطي وغنية المقرئ في شرح مقدمة ورش المصري - للإمام المتولي - مراجعة نهائية الشيخ علي الضباع - مكتبة القاهرة - سنة 1366هـ.(8/3)
- فهرس آل البيت - قسم المصاحف ورسمها - مؤسسة آل البيت- الأردن -ط(2)- سنة 1415هـ.
- الفرائد المُرتَّبة على الفوائد المُهذَّبة - ط الحلبي- سنة 1347هـ، ط: مكتبة أولاد الشيخ للتراث - تحقيق حمد الله حافظ الصفتي - تقديم: فضيلة الشيخ محمود أمين طنطاوي - سنة 1425هـ.
- القاموس المحيط - مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي - المطبعة الأميرية - بولاق - سنة 1301هـ.
- القراءات وكبار القراء في دمشق عن القرن الأول الهجري حتى العصر الحاضر - د. محمد مطيع الحافظ - دار الفكر - دمشق - ط(1)- سنة 1424هـ.
- قرة العين من البيضاوي والجلالين في تفسير غريب القرآن - لأبي محمد يوسف ابن إسماعيل النبهاني - مراجعة الشيخ علي الضباع - ط (1) الحلبي - سنة 1360هـ.
- القواعد والإرشادات في أصول القراءات - القاضي الحموي - تحقيق د. عبدالكريم بكار - دار القلم - دمشق - ط(1) - سنة 1406هـ.
- القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق - الشيخ علي الضباع - مكتبة ومطبعة المشهد الحسيني - القاهرة - سنة 1355هـ.
- القول المُعتبر في الأوجه التي بين السُّور - الشيخ علي الضباع - ط الحلبي - سنة 1354هـ.
- كنز المعاني في شرح حرز الأماني ووجه التهاني - للإمام أبي عمر الجعبري - تحقيق الأستاذ/ أحمد اليزيدي المملكة المغربية - وزارة الأوقاف - سنة 1419هـ.
- ما خالف فيه الكسائي حفصاً من طريق الشاطبية - للشيخ علي الضباع - دار التأليف - مصر - سنة 1371هـ.
- ما خالف فيه قالونُ ورشاً من طريق الشاطبية - الشيخ علي الضباع - ط الحلبي - سنة 1349هـ.
- مختار الصحاح - محمد بن أبي بكر الرازي - دار القبلة - سنة 1405هـ.
- مرشد القارئ إلى تحقيق معالم المقارئ - ابن الطحَّان الأندلسي - تحقيق د. حاتم صالح الضامن - دار البشير - عمان - ط(1) - سنة 2002م.
- المصباح المنير - أحمد بن محمد الفيومي - مكتبة لبنان - سنة 1987م.(8/4)
- المطلوب في بيان الكلمات المختلف فيها عن أبي يعقوب - الشيخ علي الضباع - ط الحلبي - سنة 1348هـ.
- معرفة القراءة الكبار على الطبقات والأعصار - للإمام شمس الدين الذهبي - تحقيق د. طيار قولاج - مركز البحوث الإسلامية - استانبول - ط(1) - سنة 1416هـ.
- النشر في القراءات العشر - للإمام ابن الجزري - تصحيح ومراجعة الشيخ علي الضباع - مطبعة مصطفى محمد- مصر.
- النهاية في غريب الحديث والأثر - الإمام مجد الدين ابن الأثير - تحقيق: محمود الطناحي - طاهر الزاوي - دار إحياء التراث العربي - بيروت - سنة 1383هـ.
- هداية القاري إلى تجويد كلام الباري - للشيخ عبدالفتاح المرصفي - دار الفجر الإسلامية - المدينة النبوية - ط (1) سنة 1421هـ - طبع بالسعودية سنة 1402هـ.
- هدية العارفين في أسماء المؤلفين وآثار المصنفين - إسماعيل باشا البغدادي - طبع بعناية وكالة المعارف استانبول - نشر مكتبة المثنى - سنة 1374هـ.
المجلات:
- مجلة الإسلام - صحيفة إسلامية أسبوعية جامعة - مصر - سنة 1355-1357.
- مجلة كنوز الفرقان - مجلة علمية دينية ثقافية في علوم القرآن الكريم - تصدر من الاتحاد العام لجماعة القراء - مصر - سنة 1368هـ - 1373هـ.(8/5)
عرض تفصيلي لبعض مؤلفاته
الفهارس العامة
جهود الشيخ علي بن محمد الضباع في علم القراءات(9/1)
فهرس الموضوعات
الموضوع ... ... ... ... ... الصفحة
المقدمة: أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، منهجي في كتابة البحث، خطة البحث، صعوبات البحث ... 1
التمهيد: لمحة عن تاريخ القراءات القرآنية في مصر ... 5
المبحث الأول: اسمه، نسبه، شهرته ... 7
المبحث الثاني: مولده، نشأته ... 8
المبحث الثالث: شيوخه، تلاميذه ... 9
المبحث الرابع: صفاتُه، مكانته العلمية ... 10
المبحث الخامس: وفاتُه ... 12
المبحث السادس: مؤلفاته ... 13
المبحث السابع: منهجه في مؤلفاته ... 17
المبحث الثامن: مصادره ... 18
المبحث التاسع: عرض تفصيلي لبعض مؤلفاته وهي مرتبة ترتيباً هجائياً ... 22
- إرشاد المُريد إلى مقصود القصيد ... 22
- الإضاءة في بيان أصول القراءة ... 26
- البهجة المرضية شرح الدرة المضية ... 28
- رسالة في الغنة ... 31
- سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين ... 34
- شرح رسالة قالون ... 37
- القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهانيُ الأزرق ... 40
- القول المعتبر في الأوجه التي بين السُّور ... 43
- ما خالف فيه الكسائي حفصًا ... 45
- المطلوب في بيان الكلمات المختلف فيها عن أبي يعقوب ... 47
الخاتمة: وفيها أهم النتائج ... 49
فهرس المصادر والمراجع ... 50
فهرس الموضوعات ... 54(10/1)