دراسة حول كتاب الاستقامة لشيخ الإسلام ابن تيمية
علي بن عبدالعزيز الراجحي
المقدمة
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله .
قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (سورة آل عمران آية 102) وقوله تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) ( سورة النساء آية1) وقوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) (سورة الأحزاب آية 71،70)
أما بعد :فإن أصدق الحديث كتاب الله جل وعلا، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :فإن نقد مقالات المبتدعة وأعمالهم ومسالكهم، والرد عليهم، وكشف ما عندهم من باطل، والتحذير من زيفهم، وظيفة العلماء، لا يجوز التساهل فيها، أو التقصير في أدائها، إذ بها تتم حماية الدين ونقاوته من شائبة الباطل، وقد أكمل الله دينه، وأتم نعمته، ورضي الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه و سلم دينًا، قال تعالى : (اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا)(سورة المائدة آية 3)(1/1)
وقال تعالى (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)(سورة الحشر آية 7) قد أقام الله تعالى للعلماء ميزان الحق، الذي يَزِنُون به الأقوال المخالفة، ويصدرون عنه أحكامهم.. أقامه على العلم والعدل : العلم الذي يتبين به الحق من الباطل، وتُقام به الحجة على قائله أو فاعله، قال تعالى : (ولا تَقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)(سورة الإسراء آية 36 ) . والعدل الذي يثبت به لكل ذي حق حقه من مدح أو ذم غير مغموط فيه، ولا متعتع، وبقدر متساوٍ مع الأولياء والأعداء، قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) ( سورة المائدة آية 8) ويُعد شيخ الإسلام ابن تيمية عَلَمًا من أعلام الدين، وإمامًا من أئمة الهدى، نَافَحَ بلسانه وقلمه عن السُّنَّة، وجاهد بنفسه رؤوس الفتنة، ووقف موقف الأبطال من دعاة البدعة، وصبر على ما لاقاه في سبيل إعلاء كلمة الله من العَنَت والمحنة، فلم تَلن له قناة، ولم تهن له عزيمة، حتى أظهر الله بعلمه وجهاده ومواقفه منهج أهل السنة، ونشر على يديه عقيدتهم، بعد أن كانت الغلبة في عصره لعقائد أهل الكلام، والرواج لأقوال أهل الابتداع . واعتمد ابن تيمية في كل ما خاض الناس فيه من أقوال وأعمال في أصول الدين وفروعه، على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم، غير متبع لهوى، أو مقلد لأشخاص، فإن الله ذم في كتابه الذين يتبعون الظن وما تهوى الأنفس، ويتركون اتباع ما جاءهم من ربهم الهدى، قال الله تعالى : (إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى ) (سورة النجم آية 23) .(1/2)
وأقام العدل في حكمه على أقوال الناس وأعمالهم، وإن كانوا من المخالفين له في الأصول، مراعيا ما يسوغ فيه الخلاف، أو ما يقع فيه خطأ بسبب اجتهاد، أو تأول صحيح، أو ما يلائمه التماس العذر للمخالف، فإن ذلك أسلم من الوقوع في الظلم الذي حرمه الله تعالى على عباده، أو القول على الله بغير حق، وذلك أقرب للتقوى. وهذا البحث حول كتاب من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى و هو كتاب الاستقامة دراسة تحليلية .
خطة البحث
قمت بتقسيم البحث على مقدمة وخمسة فصول وقائمة للمراجع وفهرس للموضوعات وذلك على النحو التالي:
المقدمة
الفصل الأول: ترجمة موجزة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللَّه
الفصل الثاني : الوحدة الموضوعية للكتاب
الفصل الثالث : أهم الأفكار
الفصل الرابع : منهج شيخ الإسلام في الكتاب
الفصل الخامس: تقويم الكتاب ( الإيجابيات والسلبيات )
قائمة المراجع
وفي الختام أسأل الله أن يسدد أعمالنا ، ويغفر زلاننا وتقصيرنا ، وأن ينفع بهذا البحث ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
الفصل الأول: ترجمة موجزة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللَّه(1/3)
إن شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه من النفر القليل الذين كانت حياتهم كلها لله، والذين دعوا إلى الله على بصيرة، شاهداً لله سبحانه وتعالى أنه لا إله إلا هو، قائماً بالقسط، فقد كتب وألف عشرات المجلدات بل مئات المجلدات في هذين المعنيين: إثبات وحدانية الله سبحانه وتعالى وتحذير الأمة من الشرك الذي تفشى فيها بعد صدر الإسلام، ثم إثبات عدل الله في تشريعاته وقضائه وقدره، ولقد تعرض شيخ الإسلام في سبيل ذلك إلى تفنيد مزاعم قوى الشر كلها التي انتشرت وسادت المسلمين في عصره في القرن السابع الهجري وأوائل الثامن. فتصدى بالرد على الفلاسفة وأذنابهم والرافضة وأكاذيبهم، والباطنية وخبثهم ونفاقهم، والصوفية وعقائدهم الفاسدة وترهاتهم، وللمتكلمين وخلفائهم وتأويلاتهم الباطلة، وللمقلدين وعبادتهم لشيوخهم وتعصبهم ثم الدمشقي.
مولده ونشأته : ولد رحمه الله يوم الأثنين العاشر لآرائهم المخالفة للكتاب والسنة، والنصارى وضلالهم، واليهود وخبثهم وأفسادهم، وألف في كل ذلك وكتب ودرس وسافر وارتحل وناقش ولم يكتف بهذا أيضاً بل جرد سيفه لقتال التتار فجمع الجموع لملاقاتهم، ووحد صفوف المسلمين لحربهم، وخاض المعارك ونصره الله عليهم.وهو في كل هذا عازف عن الدنيا، لم يتزوج ولم يكتنز مالاً أو يبني داراً ويتخذ عقاراً إلا ما أراده من دار الآخرة.
اسمه وكنيته ونسبه :
هو الإمام العلامة شيخ الإسلام أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبدالله بن محمد الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبدالله بن تيمية الحراني من ربيع الأول ، بحران سنة 661هـ ولما بلغ سبع سنوات من عمره إنتقل مع والده إلى دمشق ، هربا من من وجه الغزاة التتار ( الرد الوافر 1/ 28 )(1/4)
فلقد نشأ في بيت علمٍ وفقه ودين فآباؤه وأجداده وأخوانه كانوا من العلماء الأجلاء ، وقد بدأ رحمه اللَّه بحفظ القرآن الكريم حتى أتمه ثم اتجه إلى السنة النبوية ، واللغة العربية والفقه وأصوله ، وتعلم الحساب. نشا في بيت علم وفقه ودين، فأبوه و أجداده وإخوانه وكثير من أعمامه كانوا من العلماء المشاهير.
وفي هذه البيئة العلمية الصالحة كانت نشأة هذا العالم الجليل الذي بدأ بطلب العلم على والده وعلماء بلاده أولا، فحفظ القرآن وهو صغير، ودرس الحديث والفقه و الأصول والتفسير، وعرف بالذكاء والفطنة وقوة الحفظ والنجابة منذ صغره، ثم توسع في دراسة العلوم وتبحر فيها، وأجتمعت فيه صفات المجتهد وشروط الاجتهاد منذ شبابه، فلم يلبث أن صار إمامًا يعترف له الجهابذة بالعلم والفضل والإمامة ، قبل بلوغ الثلاثين من عمره وأعترف له بذلك الداني والقاصي والقريب والبعيد وعلماء عصره.
عصره : لقد عاش ابن تيمية رحمه الله في عصر كثرت فيه البدع والضلالات ، وسادت كثير من المذاهب الباطلة ، واستفحلت الشبهات وانتشر الجهل والتعصب والتقليد الأعمى ، وغزيت بلاد المسلمين من قبل التتار والصليبيين ونجد صورة عصره جلية واضحة من خلال مؤلفاته التي بين أيدينا؛ لأنه اهتم بأجل أمور المسلمين وأخطرها ، وساهم في علاجها بقلمه ولسانه ويده ، فالمتأمل في مؤلفات الشيخ يجد الصورة التالية لعصره :
(1) كثرة البدع والشركيات خاصة حول القبور والمشاهد والمزارات المزعومة ، والاعتقادات الباطلة في الأحياء والموتى ، وأنهم ينفعون ويضرون ويُدعون من دون الله.
(2) انتشار الفلسفات والإلحاد والجدل.
(3) هيمنة التصوف، والطرق الصوفية الضالة على العامة من الناس ، ومن ثم انتشار المذاهب والآراء الباطنية.
((1/5)
4) توغل الروافض في أمور المسلمين ، ونشرهم للبدع والشركيات وتثبيطهم للناس عن الجهاد، ومساعدتهم للتتار أعداء المسلمين.وأخيرًا نلاحظ تَقَوّي أهل السنة والجماعة بالشيخ وحفزه لعزائمهم مما كان له الأثر الحميد على المسلمين إلى اليوم في التصدي للبدع والمنكرات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصح لأئمة المسلمين وعامتهم.
لقد وقف ابن تيمية رحمه الله في عصره إزاء هذه الانحرافات موقفًا مشهودًا ، آمرًا وناهيًا ، وناصحًا ، ومبينًا ، حتى أصلح الله على يديه الكثير من أوضاع المسلمين ، ونصر به السنة وأهلها ، فرحمه الله رحمة واسعة.(1/6)
خصاله : بالإضافة إلى العلم والفقه في الدين ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قد وهبه الله خصالًا حميدة ، اشتهر بها وشهد له بها الناس ، فكان سخيًا كريمًا يؤثر المحتاجين على نفسه في الطعام واللباس وغيرهما ، وكان كثير العبادة والذكر وقراءة القرآن ، وكان ورعًا زاهدًا لا يكاد يملك شيئًا من متاع الدنيا سوى الضروريات ، وهذا مشهور عنه عند أهل زمانه حتى في عامة الناس ، وكان متواضعًا في هيئته ولباسه ومعاملته مع الآخرين ، فما كان يلبس الفاخر ولا الرديء من اللباس ، ولا يتكلف لأحد يلقاه ، واشتهر أيضًا بالمهابة والقوة في الحق ، فكانت له هيبة عظيمة عند السلاطين والعلماء وعامة الناس ، فكل من رآه أحبه وهابه واحترمه ، إلا من سيطر عليهم الحسد من أصحاب الأهواء ونحوهم.كما عرف بالصبر وقوة الاحتمال علومه : لقد تبحر شيخ الإسلام في علوماً كثيراً منها علم العقيدة، والتفسير والحديث وعلومهما والفقه وأصوله وقد ذكر تلميذ شيخ الإسلام ابن عبد الهادي رحمه اللَّه كلام للذهبي رحمه اللَّه في سعة علوم شيخ الإسلام فقال: (قال الذهبي: وقرأ وحصل وبرع في الحديث والفقه ، وتأهَّل للتدريس والفتوى ، وهو ابن سبع عشرة سنة، وتقدم في علم التفسير والأصول ، وجميع علوم الإسلام أصولها وفروعها.. إلى أن قال: وهو أعظم من أن يصفه كلمي أو ينبه على شأوه قلمي. فإن سيرته وعلومه ومعارفه، ومحنه وتنقلاته تحتمل أن ترصع في مجلدتين..)(العقود الدرية ص23-25 ).
جهاده : جاهد شيخ الإسلام فارس المعقول والمنقول في الله حق جهاده، فقد جاهد بالسيف وحرضّ المسلمين على القتال بالقول و العمل، فقد كان يصول ويجول بسيفه في ساحات الوغى مع الفرسان والشجعان .(1/7)
وكانت كلمته المشهورة: (مايصنع أعدائي بي؟!! أنا جنتي وبستاني في صدري أنّى رحت، فهي معي لا تفارقني، أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة) وكان يقول في سجنه: المحبوس من حبس قلبه عن ربه، والمأسور من أسره هواه.أما جهاده بالقلم واللسان فإنه رحمه الله وقف أمام أعداء الإسلام من أصحاب الملل والنحل والفرق والمذاهب الباطلة والبدع كالطود الشامخ فقد تصدى للفلاسفة، والباطنية، من صوفية، وإسماعيلية ونصيرية وروافض، كما تصدى للملاحدة والجهمية والمعتزلة والأشاعرة ولا تزال بحمد الله ردود الشيخ سلاحا فعالا ضد أعداء هذا الدين العظيم على مر الدوام وذلك لأنها إنما تستند على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهدي السلف الصالح، مع قوة الإستنباط، وقوة الإستدلال و الإحتجاج الشرعي والعقلي، وسعة العلم التي وهبها الله له ولا تزال ردود الشيخ وكتبه هي أقوى سلاح بعد كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم للتصدي لهذه الفرق الضالة والمذاهب الهدامة التي راجت .
لقد تميزت حياة شيخ الإسلام بميزة عظيمة وهي الجهاد في سبيل اللَّه بالسيف والقلم واللسان ، فلقد كان للشيخ مواقف عظيمة في جهاده التتار والرافضة ، والصوفية والباطنية وغيرهم ، وقد فضح هذه الطوائف بقلمه ولسانه وجاهدهم بيده .
قال البزار ( ما رأيت أحداً أثبت جأشاً منه ، ولا أعظم عناءً في جهاد العدو منه ، كان يجاهد في سبيل اللَّه بقلبه ولسانه ويده ، ولا يخاف في اللَّه لومة لائم )( الأعلام العلية ص43) إنتاجه العلمي : لقد ترك الشيخ للأمة تراثًا ضخمًا ثمينًا ، لا يزال العلماء والباحثون ينهلون منه معينًا صافيًا ، توفرت لدى الأمة منه الآن المجلدات الكثيرة ، من المؤلفات والرسائل والفتاوى والمسائل وغيرها ، هذا من المطبوع ، وما بقي مجهولًا ومكنوزًا في عالم المخطوطات فكثير.(1/8)
لم يترك الشيخ مجالاً من مجالات العلم والمعرفة التي تنفع الأمة ، وتخدم الإسلام إلا كتب فيه وأسهم بجدارة وإتقان ، وتلك خصلة قلما توجد إلا عند العباقرة النوادر في التاريخ.
فلقد شهد له أقرانه وأساتذته وتلاميذه وخصومه بسعة الاطلاع ، وغزارة العلم ، فإذا تكلم في علم من العلوم أو فن من الفنون ظن السامع أنه لا يتقن غيره ، وذلك لإحكامه له وتبحره فيه ، وأن المطلع على مؤلفاته وإنتاجه ، والعارف بما كان يعمله في حياته من الجهاد باليد واللسان ، والذب عن الدين ، والعبادة والذكر ، ليعجب كل العجب من بركة وقته ، وقوة تحمله وجلده ، فسبحان من منحه تلك المواهب.
لقد زادت مؤلفاته على ثلاثمائة مؤلف في مختلف العلوم وهذه بعض مؤلفاته رحمه الله:
1 - بيان موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول (طبع في 11 مجلدا).
2 - إثبات المعاد .
3 - ثبوت النبوات عقلا ونقلا .
4 - الرد على الحلولية والإتحادية .
5 - الإستقامة (في مجلدين).
6 - مجموع فتاوى ابن تيمية : جمعها عبدالرحمن بن قاسم وأبنه محمد وتقع في (37) مجلدا.
7 - إصلاح الراعي والرعية.
8 - منهاج السنة .
9 - الإحتجاج بالقدر .
10 - الإيمان.
11 - حقيقة الصيام.
12 - الرسالة التدمرية.
13 - الرسالة الحموية.
14 - شرح حديث النزول.
15 - العبودية.
16 - المظالم المشتركة.
وغيرها الكثير والكثير فلقد ترك الشيخ رحمه اللَّه للأمة تراثاً ضخماً لا يزال العلماء والباحثون ينهلون منه ، طبع كثير من هذه الرسائل والفتاوى والمؤلفات ، وبقي مجهولاً أو مكنوزاً في عالم المخطوطات كثير .
يقول ابن عبد الهادي ( ولا أعلم أحداً من متقدمي الأمة ولا متأخريها جمع مثل ما جمع، ولا صنف نحو ما صنف ، ولا قريباً من ذلك)( العقود الدرية ص26)(1/9)
وفاته : لقد كانت وفاته على أثر مرض ألم به أياماً يسيرة وعمره سبع وستون سنة وذلك في ليلة الاثنين العشرين من ذي القعدة سنة (728هـ) وهو مسجون بسجن القلعة بدمشق لقد كانت جنازته مشهودة ومشهورة رحمه الله وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ( الأعلام العلية للبزارص 8)
الفصل الثاني: الوحدة الموضوعية للكتاب(1/10)
يفتتح المؤلف كتابه بالحديث عن وجوب الاستقامة والاعتدال ومتابعة الكتاب والسنة في باب أسماء الله وتوحيده بالقول والاعتقاد وبيان اشتمال الكتاب والسنة على جميع الهدى وأن التفرق والضلال إنما حصل بترك بعضه والتنبيه على جميع البدع المقابلة في ذلك بالزيادة في النفي والإثبات ومبدأ حدوثها وما وقع في ذلك من الأسماء المجملة والاختلاف والافتراق الذي أوجب تكفير بعض هؤلاء المختلفين بعضهم لبعض وذلك بسبب ترك بعض الحق وأخذ بعض الباطل وكتمان الحق ولبس الحق بالباطل( الاستقامة 1/3) .(1/11)
ثم تحدث عن الرأي المحدث في الأصول وهو الكلام المحدث وفي الفروع وهو الرأي المحدث في الفقه والتعبد المحدث كالتصوف المحدث والسياسة المحدثة ( الاستقامة 1/3) ثم يتحدث بعد ذلك بمباحث تتعلق بأصول الفقه يرد فيه على أهل الكلام الذين يزعمون أن الكتاب والسنة لا يدلان على أصول الدين بحال ، وأن أصول الدين تستفاد بالقياس العقلي والأدلة العقلية ، كما يرد فيه على بعض الفقهاء الذين يقولون : إن القياس يحتاج إليه في معظم الشريعة لقلة النصوص الدالة على الأحكام الشرعية ( الاستقامة 1/6) ،ويرد ابن تيمية على هذه القضية فيقول (إن القياس يحتاج إليه في معظم الشريعة لقلة النصوص الدالة على الأحكام الشرعية) من ثلاثة وجوه ( الاستقامة 1/9 ) ،ثم يبين أن الناس قد كثر اضطرابهم في الأصول والفروع حيث يزعم كل فريق أن طريقه هو السنة وطريق مخالفه هو البدعة ثم إنه يحكم على مخالفه بحكم المبتدع فيقوم من ذلك من الشر ما لا يحصيه إلا الله( الاستقامة 1/13) وبعد ذلك يبين أهم أسباب البدع والاختلاف كالجدل في الدين بغير علم ، والريب والشك ، بما يسميه معقولات وبراهين وأقيسة أو ما يسميه مكاشفات ومواجيد وأذواق من غير أن يأتي على ما يقوله بكتاب منزل فقد جادل في آيات الله بغير سلطان ( الاستقامة 1/22) ثم يعقد المؤلف رحمه الله فصل عن الكلام فيما اختلف فيه المؤمنون من الأقوال والأفعال في الأصول والفروع فإن هذا من أعظم أصول الإسلام الذي هو معرفة الجماعة وحكم الفرقة والتقاتل والتكفير والتلاعن والتباغض وغير ذلك (الاستقامة 1/24) ثم يبين أهم أسباب الاختلاف والتفرق وهو البغي (الاستقامة 1/31) .(1/12)
ثم برد على المتكلمين من المعتزلة و الأشاعرة الذين يعظمون الكلام حتى يجعلون من المسائل القطعية ( الاستقامة 1/48 ) ثم يتحدث على مجموع من مسائل العقيدة كالحركة والعلو والنزول( الاستقامة1/70 ) ثم يبدأ رحمه الله بالرد على أبي القاسم القشيري في كتابه ( الرسالة القشيرية) ويتناولها بالنقد والمناقشة ( الاستقامة 1/81) كموضوع السماع عند الصوفية ( الاستقامة / 216) . ومحبة الجمال عند الصوفية وغير ذلك مما يعتقد به الصوفية ( الاستقامة1/422) ثم يفصل القول في المعنى الصحيح للرضا في الكتاب والسنة ( الاستقامة 1/141) .ثم ينتقل في الكلام في مسألة رؤية الله جل وعلا( الاستقامة 2/ 96) ،ويعقب بعد ذلك بمسألة المحبة (الاستقامة 2/102) ثم يبدأ بعد ذلك بفصل في السكر وأسبابه وأحكامه عند الصوفية ( الاستقامة 2/142) . وبعد ما يرد على القشيري ينتقل لموضوعات مهمة كموضوع الحسنات والسيئات و المعاصى والتوبة( الاستقامة 2/168) و الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ( الاستقامة 2/198) . وذم البخل والجب ( الاستقامة2/264) . وفضل الكرم والشجاعة( الاستقامة2/269 .والصبر وأنواعه ( الاستقامة 2/)271 . والجهاد في سبيل الله ( الاستقامة 2/287) وطاعة أولي الأمر في غير معصية( الاستقامة2/295) . ومسك ختام الكتاب يتحدث عن الإكراه وما يتعلق به .من مسائل تتعلق بالعقود ( الاستقامة 2/311).
الفصل الثالث : أهم الأفكار الوارد في الكتاب
1ـ قاعدة السنة والبدعة أن البدعة هي الدين الذي لم يأمر الله به ورسوله فمن دان دينا لم يأمر الله ورسوله به فهو مبتدع بذلك وهذا معنى قوله تعالى( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) (سورة الشورى آية 21) ( الاستقامة 1/5 )(1/13)
2ـ ظن كثير من الناس الحاجة إلى الرأى المحدث لأنهم يجدون مسائل كثيرة وفروعا عظيمة لا يمكنهم إدخالها تحت النصوص كما يوجد ( الاستقامة81/8) في فروع من ولد الفروع من فقهاء الكوفة ومن أخذ عنهم وجواب هذا من وجوه كما ذكرها الشيخ:
أحدها :أن كثيرا من تلك الفروع المولد المقدرة لا يقع أصلا وما كان كذلك لم يجب أن تدل عليه النصوص ومن تدبر ما فرعه المولدون من الفروع في باب الوصايا والطلاق والأيمان وغير ذلك علم صحة هذا.
الوجه الثاني : أن تكون تلك الفروع والمسائل مبنية على أصول فاسدة فمن عرف السنة بين حكم ذلك الأصل فسقطت تلك الفروع المولدة كلها ( الاستقامة 1/9) الوجه الثالث : أن النصوص دالة على عامة الفروع الواقعة كما يعرفه من يتحرى ذلك ويقصد الإفتاء بموجب الكتاب والسنة ودلالتها وهذا يعرفه من يتأمل كمن يفتى في اليوم بمائة فتيا أو مائتين أو ثلاثمائة وأكثر أو أقل وأنا قد جربت ذلك ومن تدبر ذلك رأى أهل النصوص دائما أقدر على الإفتاء وأنفع للمسلمين في ذلك من أهل الرأى المحدث(الاستقامة1/ 12)
3ـ أن أصل باب الأيمان الرجوع إلى نية الحالف وقصده ثم إلى القرائن الحالية الدالة على قصده كسبب اليمين وما هيجها ثم إلى العرف الذي من عادته التكلم به سواء كان موافقا للغة العربية أو مخالفا لها فإن الأيمان وغيرها من كلام الناس بعضهم لبعض في المعاملات والمراسلات والمصنفات وغيرها تجمعها كلها دلالة اللفظ على قصد المتكلم ومراده وذلك متنوع بتنوع اللغات والعادات( الاستقامة1/10)(1/14)
4ـ أعظم المهم هو تمييز السنة من البدعة إذ السنة ما أمر به الشارع والبدعة ما لم يشرعه من الدين فإن هذا الباب كثر فيه اضطراب الناس في الأصول والفروع حيث يزعم كل فريق أن طريقه هو السنة وطريق مخالفه هو البدعة ثم إنه يحكم على مخالفه بحكم المبتدع فيقوم من ذلك من الشر ما لا يحصيه إلا الله وأول من ضل في ذلك هم الخوارج المارقون حيث حكموا لنفوسهم بأنهم المتمسكون بكتاب الله وسنته وأن عليا ومعاوية والعسكرين هم أهل المعصية والبدعة فاستحلوا ما استحلوه من المسلمين ( الاستقامة 1/ 13)
5 ـ الشافعي من أعظم الناس ذما لأهل الكلام ولأهل التغيير ونهيا عن ذلك( الاستقامة 1/ 15)
6ـ كل علم دين لا يطلب من القرآن فهو ضلال كفاسد كلام الفلاسفة والمتكلمة والمتصوفة والمتفقهة( الاستقامة1 /21)
7 ـ لا يجوز لأحد أن يعارض كتاب الله بغير كتاب فمن عارض كتاب الله وجادل فيه بما يسميه معقولات وبراهين وأقيسة أو ما يسميه مكاشفات و مواجيد وأذواق من غير أن يأتي على ما يقوله بكتاب منزل فقد جادل في آيات الله بغير سلطان هذه حال الكفار الذين قال فيهم ( ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا )(سورة غافر آية4) (الاستقامة1/ 22)
8 ـ للقلوب قدرة في باب العلم والاعتقاد العلمى وفي باب الإرادة والقصد وفي الحركة البدنية أيضا فالخطأ والنسيان هو من باب العلم يكون إما مع تعذر العلم عليه أو تعسره عليه والله قد قال( ما جعل عليكم في الدين من حرج )( سورة الحج1 /78) (الاستقامة1/ 28)
9ـ ما عجز الإنسان عن عمله واعتقاده حتى يعتقد ويقول ضده خطأ أو نسيانا فذلك مغفور له( الاستقامة1 /28 )
10ـ الاجتهاد السائغ لا يبلغ مبلغ الفتنة والفرقة إلامع البغى لا لمجرد الاجتهاد ( الاستقامة1 /28)(1/15)
11ـ أن مجرد وجود البغى من إمام أو طائفة لا يوجب قتالهم بل لا يبيحه بل من الأصول التي دلت عليها النصوص أن الإمام الجائر الظالم يؤمر الناس بالصبر على جوره وظلمه وبغيه ولا يقاتلونه( الاستقامة 1/ 32)
12ـ كل ما أوجب فتنة وفرقة فليس من الدين سواء كان قولا او فعلا ولكن المصيب العادل عليه أن يصبر عن الفتنة ويصبر على جهل الجهول وظلمة إن كان غير متأول وأما إن كان ذاك أيضا متأولا فخطؤه مغفور له وهو فيما يصيب به من أذى بقوله أو فعله له أجر على اجتهاده وخطؤه مغفور له وذلك محنة وابتلاء في حق ذلك المظلوم ( الاستقامة 1/ 37 )
13ـ لا تقع فتنة إلا من ترك ما أمر الله به فإنه سبحانه أمر بالحق وأمر بالصبر فالفتنة إما من ترك الحق وإما من ترك الصبر فالمظلوم المحق الذي لا يقصر في علمه يؤمر بالصبر فإذا لم يصبر فقد ترك المأمور وإن كان مجتهدا في معرفة الحق ولم يصبر فليس هذا بوجه الحق مطلقا لكن هذا وجه نوع حق فيما أصابه فينبغي أن يصبر عليه وإن كان مقصرا في معرفة الحق فصارت ثلاثة ذنوب أنه لم يجتهد في معرفة الحق وأنه لم يصبه وأنه لم يصب ر(الاستقامة 1/39)
14ـ المظلوم وإن كان مأذونا له في دفع الظلم عنه بقوله تعالى( ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل)(سورة الشورى آية41) فذلك مشروط بشرطين:أحدهما القدرة على ذلك، والثاني ألا يعتدى ( الاستقامة1/40)
15ـ يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحسب إظهار السنة والشريعة والنهي عن البدعة والضلالة بحسب الإمكان كما دل على وجوب ذلك الكتاب والسنة وإجماع الأمة وكثير من الناس قد يرى تعارض الشريعة في ذلك فيرى أن الأمر والنهي لا يقوم إلا بفتنة فإما أن يؤمر بهما جميعا أو ينهى عنهما جميعا وليس كذلك بل يؤمر وينهى ويصبر عن الفتنة كما قال تعالى (وأمر بالمعروف وانه عنه المنكر واصبر على ما أصابك ) (سورة لقمان آية 17) ( الاستقامة 1/41 )(1/16)
16ـ البدعة مقرونة بالفرقة كما ان السنة مقرونة بالجماعة فيقال أهل السنة والجماعة كما يقال أهل البدعة والفرقة( الاستقامة1/42)
17ـ تجد أئمة أهل العلم من أهل البدعة والفرقة من أهل الإيمان والنفاق يصنفون لأهل السيف والمال من الملوك والوزراء في ذلك ويتقربون إليهم بالتصنيف فيما يوافقهم ( الاستقامة1/43)
18ـ من المعلوم لمن تدبر الشريعة أن أحكام عامة افعال العباد معلومة لا مظنونة وأن الظن فيها إنما هو قليل جدا في بعض الحوادث لبعض المجتهدين فأما غالب الأفعال مفادها وأحداثها فغالب احكامها معلومة (الاستقامة 1/ 55 )
19ـ المشهور عند أصحاب الإمام أحمد أنهم لا يتأولون الصفات التي من جنس الحركة كالمجئ والإتيان والنزول والهبوط والدنو والتدلى كما لا يتأولون غيرها متابعة للسلف الصالح ( الاستقامة 1/ 76 )
20ـ قال الفضيل بن عياض( إذا قال لك الجهمى أنا أكفر برب يزول عن مكانه فقل أنا أؤمن برب يفعل ما يشاء)( الاستقامة 1/77)
21ــ ما ذكره أبو القاسم في رسالته من اعتقادهم وأخلاقهم وطريقتهم فيه من الخير والحق والدين أشياء كثيرة ولكن فيه نقص عن طريقة أكثر أولياء الله الكاملين وهم نقاوة القرون الثلاثة ومن سلك سبيلهم ولم يذكر في كتابه أئمة المشايخ من القرون الثلاثة ومع ما في كتابه من الفوائد في المقولات والمنقولات ففيه أحاديث وأحاديث ضعيفة بل باطلة وفيه كلمات مجملة تحتمل الحق والباطل رواية ورأيا وفيه كلمات باطلة في الرأي والرواية(الاستقامة1/ 89)
22ـ قال سهل بن عبد الله التستري (كل فعل تفعله بغير اقتداء طاعة أو معصية فهو عيش النفس وكل فعل تفعله بالاقتداء فهو عذاب على النفس)( الاستقامة 1/ 95)(1/17)
وقال أبو سليمان الداراني (ربما يقع في قلبي النكتة من نكت القوم أياما فلا أقبل منه إلا بشاهدين عدلين الكتاب والسنة ). وقال صاحبه أحمد بن أبي الحواري (من عمل بلا اتباع سنة فباطل عمله ). وقال أبو حفص النيسابوري (من لم يزن أفعاله وأقواله كل وقت بالكتاب والسنة ولم يتهم خواطره فلا تعده في ديوان الرجال)( الاستقامة1/ 96 )
23ـ قال الجنيد بن محمد الطرق (كلها مسدودة على الخلق إلا من اقتفى أثر الرسول صلى الله عليه وسلم) وقال ايضاً (من لم يحفظ القرآن ويكتب الحديث لا يقتدى به في هذا الأمر لأن علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة)( الاستقامة1/ 97 )
24ـ قال أبي عثمان النيسابوري (الصحبة مع الله بحسن الأدب ودوام الهيبة والمراقبة والصحبة مع رسول الله ص بأتباع سنته ولزوم ظاهر العلم والصحبة مع أولياء الله تعالى بالاحترام والخدمة والصحبة مع الأهل بحسن الخلق والصحبة مع الإخوان بدوام البشر ما لم يكن أثما والصحبة مع الجهال بالدعاء لهم والرحمة عليهم)( الاستقامة1/ 98)
25ـ قال أبا عمرو بن نجيد ( كل حال لا يكون عن نتيجة علم فإن ضرره أكثر على صاحبه من نفعه وسئل عن التصوف فقال الصبر تحت الأمر والنهى)(الاستقامة1/ 99)
26ـ الإيمان الذي أوجبه الله على العبد من الامور الباطنة او الظاهرة لا يتيقن أنه أتى بها على الوجه الذي أمربه كاملا بل قد يكون أخل ببعضه فيستثنى ذلك(الاستقامة1/150 )
27ـ كل كافر يباح قتله وليس كل من أبيح قتله يكون كافرا( الاستقامة1/166)
28ـ يقول الجنيد (متى يتصل من لاشبيه له ولا نظير بمن له شبيه ونظير هيهات هذا ظن عجيب إلا بما لطف اللطيف من حيث لا درك ولا وهم ولا إحاطة إلا إشارة اليقين وتحقيق الإيمان) ( الاستقامة1/ 184)
29ـ المعروفين بالإيمان من الصحابة لم يكن النبي عليه الصلاة والسلام يقول لأحدهم أين الله وإنما قال ذلك لمن شك في إيمانه كالجارية ( الاستقامة1/192)(1/18)
30ـ الجن فيهم المؤمن والكافر كما دل على ذلك القرآن ويعرف ذلك بحال المصروع ويعرف بأسباب قد يقضي بها أهل المعرفة فإذا عرف ان الجني من أهل الإيمان كان هذا مثل ما قصه الله في القرآن من إيمان الجن بالقرآن(الاستقامة1/ 197)
31 ـ قال عبد الله بن المبارك( رب رجل في الإسلام له قدم حسن وآثار صالحة كانت منه الهفوة والزلة لا يقتدى به في هفوته وزلته)( الاستقامة1/ 219)
32 ـ لا ريب أن البدعة الكلامية والسماعية المخالفة للكتاب والسنة تتضمن الكذب على الله والتكذيب بالحق كالجهمية الذين يصفون الله بخلاف ماوصف به نفسه فيفترون عليه الكذب أو يروون في ذلك آثار مضافة إلى الله أو يضربون مقاييس ويسندونها إلى العلوم الضرورية والمعقول الصحيح الذي هو حق من الله وكل ذلك كذب ويكذبون بالحق لما جاءه وهو ما ورد به الكتاب والسنة من الخبر بالحق والأمثال المضروبة له وكذلك كثير من الأشعار التي يسمعها اهل السماع قد يتضمن من الكذب على الله والتكذيب بالحق أنواعا(الاستقامة 1/225)
33 ـ كان السلف يعدون كل من خرج عن الشريعة في شئ من الدين من أهل الأهواء ويجعلون أهل البدع هم أهل الأهواء ويذمونهم بذلك ويأمرون بألا يغتر بهم ولو أظهروا ما أظهروه من العلم والكلام والحجاج أو العبادة والأحوال مثل المكاشفات وخرق العادات( الاستقامة 1/ 254)
34 ـ قال عبد الله بن مسعود (الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة) ( الاستقامة 1 /255)
35ـ قيل لأبي بكر بن عياش (يا أبا بكر من السنى قال الذي إذا ذكرت الأهواء لم يغضب لشئ منها )( الاستقامة1 /255)
36ـ الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها فهي تحصل أعظم المصلحتين بفوات أدناهما وتدفع أعظم الفسادين بأحتمال أدناهما(الاستقامة1/ 288 )(1/19)
37ـ هنا أصل يجب اعتماده وذلك أن الله سبحانه عصم هذه الأمة أن تجتمع على ضلالة ولم يعصم آحادها من الخطأ لا صديقا ولا غير صديق لكن إذا وقع بعضها في خطأ فلا بد أن يقيم الله فيها من يكون على الصواب في ذلك الخطأ لأن هذه الأمة شهداء على الناس وهم شهداء الله في الارض وهم خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فلا بد أن تأمر بكل معروف وتنهى عن كل منكر فإذا كان فيها من يأمر بمنكر متأولا فلا بد أن يكون فيها من يأمر بذلك المعروف( الاستقامة 1/300)
38ـ رفع الأصوات في الذكر المشروع لا يجوز إلا حيث جاءت به السنة كالأذان والتلبية ونحو ذلك فالسنة للذاكرين والداعين ألا يرفعوا أصواتهم رفعا شديدا( الاستقامة 1/ 322)
39ـ إذا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مستلزما من الفساد أكثر مما فيه من الصلاح لم يكن مشروعاً ( الاستقامة 1/330)
40ـ الحسن الصورة والصوت وسائر من أنعم الله عليه بقوة أو بجمال أو نحو ذلك إذا اتقى الله فيه كان أفضل ممن لم يؤت ما لم يمتحن فيه فإن النعم محن فإن أهل الشهوات من النساء والرجال يميلون إلى ذي الصورة الحسنة ويحبونه ويعشقونه ويرغبونه بأنواع الكرامات ويرهبونه عند الامتناع بأنواع المخوفات كما جرى ليوسف عليه السلام وغيره وكذلك جماله يدعوه إلى أن يطلب ما يهواه لأن جماله قد يكون أعظم من المال المبذول في ذلك( الاستقامة 1/ 372)
41ـ أن ما يصفه به النبي ص من محبة الأجناس المحبوبة من الأعيان والصفات والأفعال وما يبغضه من ذلك هو مثل ما يأمر به من الأفعال وينهى عنه من ذلك فإن الحب والبغض هما أصل الامر والنهى وذلك نظير ما يعده على الاعمال الحسنة من الثواب ويتوعد به على الأعمال السيئة من العقاب(الاستقامة 1/430)
42ـ من الناس من يبتلى بالفاحشة وإن كان ممسكا عن الكلام ومن الناس من يبتلي بالكلام والاعتداء على غيره بلسانه وإن كان عفيفا عن الفاحشة ( الاستقامة 1/ 454 )(1/20)
43ـ المحبة هي أصل كل حركة في العالم ( الاستقامة 1/456)
44ـ ان الأمور المذمومة في الشريعة كما ذكرناه هو ما ترجح فساده على صلاحه كما أن الأمور المحمودة ما ترجح صلاحه على فساده فالحسنات تغلب فيها المصالح والسيئات تغلب فيها المفاسد والحسنات درجات بعضها فوق بعض والسيئات بعضها أكبر من بعض فكما أن أهل الحسنات ينقسمون إلى الأبرار المقتصدين والسابقين المقربين فأهل السيئات ينقسمون إلى :الفجار الظالمين والكفار المكذبين وكل من هؤلاء هم درجات عند الله، ومن المعلوم أن الحسنات كلما كانت أعظم كان صاحبها أفضل فإذا انتقل الرجل من حسنة إلى أحسن منها كان في مزيد التقريب و إن انتقل إلى ما هو دونها كان في التأخر والرجوع وكذلك السيئات كلما كانت أعظم كان صاحبها أولى بالغضب واللعنة والعقاب ( الاستقامة1/462)
45 ـ معلوم أن التوبة هي جماع الرجوع من السيئات إلى الحسنات ولهذا لا يحبط جميع السيئات إلا التوبة والردة هي جماع الرجوع من الحسنات إلى السيئات ولهذا لا يحبط جميع الحسنات إلا الردة عن الإيمان( الاستقامة1/ 463)
46 ـ العدل وضع كل شئ في موضعه كما أن الظلم وضع الشئ في غيرموضعه(الاستقامة1/464)
47 ـ الذنوب مع صحة التوحيد خير من فساد التوحيد مع عدم هذه الذنوب ولهذا نجد الناس يفضلون من كان من الملوك ونحوهم إنما يظلم نفسه بشرب الخمر والزنا أو الفواحش ويتجنب ظلم الرعية ويتحرى العدل فيهم على من كان يتجنب الفواحش والخمر والزنا وينتصب لظلم الناس في نفوسهم وأموالهم وأعراضهم(الاستقامة1/ 466 )
48 ـ الغيرة المحبوبة هي ما وافقت غيرة الله تعالى وهذه الغيرة هي ان تنتهك محارم الله وهي ان تؤتى الفواحش الباطنة والظاهرة لكن غيرة العبد الخاصة هي من ان يشركه الغير في اهله فغيرته من فاحشة اهله ليست كغيرته من زنا الغير لأن هذا يتعلق به وذاك لا يتعلق به الا من جهة بغضه لمبغضة الله ( الاستقامة 2/7 )(1/21)
49ـ الغيرة الواجبة ما يتضمنه النهي عن المخزي والغيرة المستحبة ما اوجبت المستحب من الصيانة واما الغيرة في غير ريبة وهي الغيرة في مباح لا ريبة فيه فهي مما لا يحبه الله بل ينهى عنه اذا كان فيه ترك ما امر الله ( الاستقامة2/ 8)
50 ـ ينقسم بنو آدم في الغيرة إلى أربعة أقسام :
أ ـ قوم لا يغارون على حرمات الله بحال ولا على حرمها مثل الديوث والقواد وغير ذلك ومثل اهل الاباحة الذين لا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق ومنهم من يجعل ذلك سوكا وطريقا .
ب ـ قوم يغارون على ما حرمه الله وعلى ما امر به مما هو من نوع الحب والكره يجعلون ذلك غيرة فيكره احدهم من غيره امورا يحبها الله ورسوله ومنهم من جعل ذلك طريقا ودينا ويجعلون الحسد والصد عن سبيل الله وبغض ما احبه الله ورسوله غيرة .
ج ـ قوم يغارون على ما امر الله به دون ما حرمه فنراهم في الفواحش لا يبغضونها ولا يكرهونها بل يبغضون الصلوات والعبادات كما قال تعالى (فيهم فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا )( سورة مريم آية 59 )
د ـ قوم يغارون مما يكرهه الله ويحبون ما يحبه الله هؤلاء هم أهل الايمان (الاستقامة2/ 10)
51 ـ من الكلام ما يسمى علما وهو جهل مثل كثير من علوم الفلاسفة واهل الكلام والاحاديث الموضوعة والتقليد الفاسد واحكام النجوم ولهذا روى ان من العلم جهلا ومن القول عيا ومن البيان سحرا ومن العلم ما يضر بعض النفوس لاستعانتها به على اغراضها الفاسدة فيكون بمنزلة السلاح للمحارب والمال للفاجر ومنه ما لامنفعة فيه لعموم الخلق مثل معرفة دقائق الفلك وثوابته وتوابعه(الاستقامة 2/160)(1/22)
52 ـ يقول ابن تيمية كنت امر اصحابنا ان لا يمنعوا الخمر عن اعداء المسلمين من التتار والكرج ونحوهم واقول اذا شربوا لم يصدهم ذلك عن ذكر الله وعن الصلاة بل عن الكفر والفساد في الارض ثم انه يوقع بينهم العداوة والبغضاء وذلك مصلحة للمسلمين فصحوهم شر من سكرهم فلا خير في اعانتهم على الصحو بل قد يستحب او يجب دفع شر هؤلاء بما يمكن من سكر وغيره . فهذا في حق الكفار ومن الفساق الظلمة من اذا صحا كان في صحوه من ترك الواجبات واعطاء الناس حقوقهم ومن فعل المحرمات والاعتداء في النفوس والاموال ما هو اعظم من سكره فإنه اذا كان يترك ذكر الله والصلاة في حال سكره ويفعل ما ذكرته في حال صحوه وإذا كان في حال صحوه يفعل حروبا وفتنا لم يكن في شربه ما هو اكثر من ذلك ثم اذا كان في سكره يمتنع عن ظلم الخلق في النفوس والاموال والحريم ويمسح ببذل اموال تؤخذ على وجه فيه نوع من التحريم ينتفع بها الناس كان ذلك اقل عذابا ممن يصحو فيعتدى على الناس في النفوس والاموال والحريم ويمنع الناس الحقوق التي يجب اداؤها ( الاستقامة 2/ 166)
53 ـ اهل السنة والجماعة متفقون على انه لا يكفر المسلم بمجرد الذنب كما يقوله الخوارج ولا انه يخرج من الايمان بالكلية كما يقوله المعتزلة لكن ينقص الايمان ويمنع كماله الواجب وان كانت المرجئة تزعم ان الايمان لا ينقص ايضا فمذهب اهل السنة المتبعون للسلف الصالح ان الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية(الاستقامة 2/186)
54 ـ الفقيه كل الفقيه من لا يؤيس الناس من رحمة الله ولا يجرئهم على معاصي الله واستحلال المحرمات كفر واليأس من رحمة الله كفر(الاستقامة2 /190)
55 ـ الاهتداء انما يتم بأداء الواجب فإذا قام المسلم بما يجب عليه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قام بغيره من الواجبات لم يضره ضلال الضال وذلك يكون تارة بالقلب وتارة باللسان وتارة باليد ( الاستقامة 2/212)(1/23)
56 ـ اتباع الاهواء في الديانات اعظم من اتباع الاهواء في الشهوات فإن الاول حال الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين كما قال تعالى (فإن لم يستجيبوا لك فاعلم انما يتبعون اهواءهم ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ان الله لا يهدي القوم الظالمين ) ( سورة القصص آية 50 ) (الاستقامة2/ 223)
57 ـ كان السلف يعدون من خرج عن موجب الكتاب والسنة من المنسوبين الى العلماء والعباد من أهل الاهواء ( الاستقامة2/ 224)
58 ـ اذا كان الكفر والفسوق والعصيان سبب الشر والعدوان فقد يندب الرجل أو الطائفة ويسكت أخرون عن الامر والنهي فيكون ذلك من ذنوبهم وينكر عليهم اخرون انكارا منهيا عنه فيكون ذلك من ذنوبهم فيحصل التفرق والاختلاف والشر وهذا من اعظم الفتن والشرور قديما وحديثا اذ الانسان ظلوم جهول والظلم والجهل انواع فيكون ظلم الاول وجهله من نوع وظلم كل من الثاني والثالث وجهلهما من نوع اخر ( الاستقامة2/ 241)
59 ـ امور الناس انما تستقيم في الدنيا مع العدل الذي قد يكون فيه الاشتراك في بعض انواع الإثم اكثر مما تستقيم مع الظلم في الحقوق وان لم يشترك في اثم . ولهذا قيل (أن الله يقيم الدولة العادلة و أن كانت كافرة ولا يقيم الظالمة وان كانت مسلمة) ويقال (الدنيا تدوم مع العدل والكفر ولا تدوم مع الظلم والاسلام) (الاستقامة2 /247)
60ـ العدل نظام كل شيء فإذا اقيم امر الدنيا بالعدل قامت وإن لم يكن لصاحبها في الأخرة من خلاق ومتى لم تقم بالعدل لم تقم وان كان لصاحبها من الايمان ما يجزي به في الاخرة فالنفس فيها داعي الظلم لغيرها بالعلو عليه الحسد له والتعدي عليه في حقه وفيها داعي الظلم لنفسها بتناول الشهوات القبيحة كالزنا وأكل الخبائث فهي قد تظلم من لا يظلمها وتؤثر هذه الشهوات وان لم يفعلها غيرها( الاستقامة2/ 248)(1/24)
61ـ كثيرا من اهل المنكر يحبون من يوافقهم على ما هم فيه ويبغضون من لا يوافقهم وهذا ظاهر في الديانات الفاسدة من موالاة كل قوم لموافقيهم ومعاداتهم لمخالفيهم وكذلك في امور الدنيا والشهوات كثيرا ما يختار اهلها ويؤثرون من يشاركهم في امورهم وشهواتهم اما للمعاونة على ذلك كما في المتغلبين من اهل الرياسات وقطاع الطريق ونحو ذلك واما لتلذذهم بالموافقة كما في المجتمعين على شرب الخمر( الاستقامة2/ 256)
62ـ ينقسم الناس في الشجاعة والسماحة إلى أربعة أصناف :
من يعمل لله بشجاعة وبسماحة فهؤلاء هم المؤمنون المستحقون للجنة. ومن يعمل لغير الله بشجاعة ومن وسماحة فهذا ينتفع بذلك في الدنيا وليس له في الاخرة من خلاق.
ومن يعمل لله لكن بلا شجاعة ولا سماحة فهذا فيه من النفاق ونقص الايمان بقدر ذلك.
ومن لا يعمل لله ولا فيه شجاعة ولا سماحة فهذا ليس له دنيا ولا آخرة .
فهذه الأخلاق والأفعال يحتاج اليها المؤمن عموما وخصوصا في أوقات المحن والفتن الشديدة ( الاستقامة2/ 285)
63ـ لما كان في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله من الابتلاء والمحن ما يتعرض به المرء للفتنة صار في الناس من يتعلل لترك ما وجب عليه من ذلك بأنه يطلب السلامة من الفتنة( الاستقامة2/ 287)
64ـ جميع الحسنات لا بد فيها من شيئين: أن يراد بها وجه الله وان تكون موافقة للشريعة فهذا في الاقوال والافعال في الكلم الطيب والعمل الصالح في الامور العلمية والامور العملية العبادية ( الاستقامة2/ 297)
الفصل الرابع : منهج شيخ الإسلام في الكتاب
يقوم منهج ابن تيمية على ما يلي :
1ـ اعتمد ابن تيمية في كل ما خاض الناس فيه من أقوال وأعمال في أصول الدين وفروعه، على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم، غير متبع لهوى، أو مقلد لأشخاص، فإن الله ذم في كتابه الذين يتبعون الظن وما تهوى الأنفس، ويتركون اتباع ما جاءهم من ربهم الهدى.(1/25)
2ـ أقام العدل في حكمه على أقوال الناس وأعمالهم، وإن كانوا من المخالفين له في الأصول، مراعيا ما يسوغ فيه الخلاف، أو ما يقع فيه خطأ بسبب اجتهاد، أو تأول صحيح، أو ما يلائمه التماس العذر للمخالف، فإن ذلك أسلم من الوقوع في الظلم الذي حرمه الله تعالى على عباده، أو القول على الله بغير حق، وذلك أقرب للتقوى.
3ـ كان ابن تيمية قائمًا بميزان الحق، الذي صرَّح بوجوب الوزن به، وأنه الحد الفاصل بين منهج أهل السنة والجماعة، ومنهج أهل البدع والغواية في الكلام على الناس.
4ـ جعل العلم والعدل شرطان في الكلام على الناس عمومًا، وفي الحكم على أقوال المخالفين وأعمالهم وهذا لا يعني المداهنة مع المبتدعة، ولا الدفاع عن باطلهم، ولا تذويب العقيدة أو إضعاف جانبها أمام الضلالة، أو التقصير نحو إظهارها أو إعلائها على غيرها من الأقوال والآراء المخالفة، لكنه المنهج الحق الذي شرعه الله لأنبيائه وعباده.
5 ـ عدم تأثيم مجتهد إذا أخطأ في مسائل أصولية فرعيه ، وأولى من ذلك عدم تكفيره أو تفسيقه .
6ـ عذر المبتدع لا يقتضي إقراره على ما أظهره من بدعة، ولا إباحة اتِّباعه، بل يجب الإنكار عليه فيما يسوغ إنكاره، مع مراعاة الأدب في ذلك .
7ـ عدم الحكم على من وقع في بدعة أنه من أهل الأهواء والبدع، ولا معاداته بسببها، إلا إذا كانت البدعة مشتهرة مغلظة عند أهل العلم بالسنة .
8ـ لا يحكم بالهلاك جزمًا على أحد خالف في الاعتقاد أو غيره، ولا على طائفة معينة بأنها من الفرق الضالة الثنتين والسبعين، إلا إذا كانت المخالفة غليظة .
9ـ التحري في حال الشخص المعين، المرتكب لموجب الكفر أو الفسق، قبل تكفيره أو تفسيقه، بحيث لا يكفر ولا يفسق أحد إلا بعد إقامة الحجة عليه .(1/26)
10ـ الحرص على تأليف القلوب واجتماع الكلمة، وإصلاح ذات البين، والحذر من أن يكون الخلاف في المسائل الفرعية العقدية والعملية، سببًا في نقض عُرى الأخوة والولاء والبراء بين المسلمين .
11ـ الإنصاف في ذكر ما للمبتدعة من محامد ومذام، وقبول ما عندهم من حق، وردّ ما عندهم من باطل، وأن ذلك سبيل الأمة الوسط .
12ـ رعاية شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في الأمر بالسنة والنهي عن البدعة، وتقديم الأهم فالأهم في ذلك .
13ـ نقد مناهج الفلاسفة والمتكلمين وحاربهم بنفس سلاحهم ، وأن ما يسمونه الأدلة البرهانية والعقلية موجودة في الكتاب والسنة.
14ـ نقد الفرق المنحرفة بأداة قوية وبيان ناصع كغلاة الصوفية.
15ـ ناقش القضايا المستجدة الحادثة.
16ـ استطاع أن يُعمِل بأصول السلف ويطبقها على القضايا المستجدة فوسع دائرة المنهج ليستوعب تلك القضايا مع بقائه مربوطاً بأصول منهج السلف الأولى.
17ـ التمسك بالمصطلحات الشرعية في التمييز بين الناس حسب عقيدتهم؛ فهناك المؤمن، والكافر، والمنافق، والفاسق. فهذه المصطلحات من شأنها ترسيخ الأسس والمعايير الإسلامية في العقل المسلم، فلا يتعامل مع الآخر إلا من خلال التمايز العقدي.
18ـ الشمولية في الرد من حيث أظهر النصوص الدالة على الكلام المردود .
19ـ الاستطراد لا سيما عند المسائل العقدية .
20ـ الرد على المخالف من خلال كتبه .
21ـ تأسيس القضية المراد الرد عليها قبل الرد عليها .
22ـ نقله لكثير من الفوائد ولو كانت من المخالفين .
23- لم يلتزم ابن تيمية في كتابه هذا مناقشة موضوعاً واحدة بل ناقش أكثر من موضوع .
24ـ كان مناقشة ابن تيمية للقشيري في كتابه (الرسالة) مجالاً له رحمه الله تعالى للدخول بمعض مسائل العقيدة .
25ـ يربط ابن تيمية في ردوده على الصوفية بالمنهج العقدي .
الفصل الخامس:تقويم الكتاب ( الإيجابيات والسلبيات )
الإيجابيات :(1/27)
1ـ اعتمد ابن تيمية في كل ما خاض الناس فيه من أقوال وأعمال في أصول الدين وفروعه، على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم.
2ـ أقام العدل في حكمه على أقوال الناس وأعمالهم، وإن كانوا من المخالفين له في الأصول.
3ـ جعل العلم والعدل شرطان في الكلام على الناس عمومًا .
4ـ الإنصاف في ذكر ما للمبتدعة من محامد ومذام، وقبول ما عندهم من حق، وردّ ما عندهم من باطل، وأن ذلك سبيل الأمة الوسط .
5ـ رعاية شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في الأمر بالسنة والنهي عن البدعة، وتقديم الأهم فالأهم في ذلك .
6ـ نقد مناهج الفلاسفة والمتكلمين وحاربهم بنفس سلاحهم ، وأن ما يسمونه الأدلة البرهانية والعقلية موجودة في الكتاب والسنة.
7ـ ناقش القضايا المستجدة الحادثة والتقعيد لها.
8ـ استطاع أن يُعمِل بأصول السلف ويطبقها على القضايا المستجدة .
9ـ التمسك بالمصطلحات الشرعية في التمييز بين الناس من خلال التمايز العقدي.
10ـ الشمولية في الرد من حيث أظهر النصوص الدالة على الكلام المردود .
11ـ الرد على المخالف من خلال كتبه .
12ـ تأسيس القضية المراد الرد عليها قبل الرد عليها .
13ـ نقله لكثير من الفوائد ولو كانت من المخالفين .
14ـ كان مناقشة ابن تيمية للقشيري في كتابه (الرسالة) مجالاً له رحمه الله تعالى للدخول بمعض مسائل العقيدة .
15ـ يربط ابن تيمية في ردوده على الصوفية بالمنهج العقدي .
16ـ كثرة الشواهد والنصوص من الكتاب والسنة وأقوال سلف هذه الأمة .
17ـ الدفع عن عقيدة السلف و الألتزام بها .
18ـ التحلي بالأخلاق والآداب الشرعية في الرد على المخالف.
السلبيات:
ولا ينقص من ذلك من علم هذا البحر الذي ليس له ساحل رحمه الله ولا من كتابه هذا 1ـ الاستطراد لا سيما عند المسائل العقدية .
2ـ لم يلتزم ابن تيمية في كتابه هذا مناقشة موضوعاً واحدة بل ناقش أكثر من موضوع .
3ـ تداخل بين الموضوعات المطروحة في الكتاب .
... ...(1/28)
قائمة المراجع
? القرآن الكريم
1ـ الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية، المؤلف : عمر بن علي بن موسى البزار أبو حفص ،دار النشر : المكتب الإسلامي ، بيروت ،سنة النشر : 1400 هـ ، الطبعة:الثالثة ، المحقق : زهير الشاويش .
2ـ الاستقامة: المؤلف شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس ،دار النشر : جامعة الإمام محمد بن سعود ، المدينة المنورة ، سنة النشر : 1403هـ ، الطبعة الأولى، المحقق : د. محمد رشاد سالم .
3ـ الرد الوافر : المؤلف محمد بن أبي بكر بن ناصر الدين الدمشقي،دار النشر : المكتب الإسلامي، بيروت ،سنة النشر : 1393هـ ، الطبعة:الأولى ، المحقق : زهير الشاويش.
4ـ العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية ، المؤلف: محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن قدامة المقدسي أبو عبد الله ،دار النشر : دار الكاتب العربي ، بيروت.(1/29)