منهج النسائي في الكلام على الرواة
دراسة تطبيقية في سننه الكبرى
د. محمد الطوالبة
ملخص
عرض هذا البحث لمنهج النسائي في الكلام على الرواة في السنن الكبرى بعد استقراء الباحث للألفاظ التي استخدمها النسائي في الجرح والتعديل وفيمن استخدمها وبيان ذلك كثرة أو قلة، وإبراز الملاحظات العلمية والسمات المنهجية في التوثيق والتجريح، مع المقارنة والتعديل.
المقدمة
الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد × المبعوث رحمة للعالمين وبعد:
فإن كتاب السنن الكبرى للإمام النسائي من أمهات كتب الحديث المعللة التي زخرت بالصناعة النقدية الحديثية، ومع ذلك فقد بقيت هذه السنن حبيسة المكتبات الخطية إلى زمن قريب حتى خرجت الطبعة الأولى منها سنة 1991م، باستثناء الجزء الأول الذي أخرجه الشيخ عبد الصمد شرف الدين سنة 1972م، فهي لم تلق من عناية الباحثين واهتمامهم ما يليق بها وبمصنفها.
وكنت قد شغفت بها وعرفت قيمتها الحديثية وما اشتملت عليه من صناعة نقدية قبل أن تكتحل عيناي برؤيتها مطبوعة، وذلك أثناء قراءتي لكتاب تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف للحافظ المزي، الذي كان عمدة الباحثين والدارسين فيما يُعزى للنسائي في سننه الكبرى من طرق وروايات.
فكانت النفس تتوق لرؤيتها وترجو الله أن يسخر لهذا الكتاب الجليل من يخرجه وينشره ليتم النفع به فيسر الله ذلك. وقد عزمت على أن أكون من أوائل من يشارك في بيان الصناعة الحديثية في هذا الكتاب القيم من خلال حديثي عن «منهج النسائي في الكلام على الرواة في سننه الكبرى».
أما عن الدراسات التي تناولت هذا الموضوع فلا أعلم أحداً كتب فيه، وقد يعود ذلك إلى:
أكون الكتاب طبع متأخراً، فقد طبعته دار الكتب العلمية ببيروت سنة 1991، وقام بتحقيقه د. عبد الغفار البندراي وسيد كسروي.(1/1)
ضخامة السنن الكبرى ووفرة أحاديثها فقد اشتملت على 11770 حديثاً ولا بد لمن يكتب في مثل هذا الموضوع من قراءتها كاملة، ليخرج بدراسة استقرائية لألفاظ النسائي.
قلة الكتابة في علم رجال الحديث ركوناً إلى أنه قد نضج واحترق.
منهج البحث
قمت بقراءة السنن الكبرى قراءة فاحصة، وتتبعت ألفاظ النسائي في كلامه على الرواة باستقراء تام، ثم قسمتها إلى ألفاظ التوثيق وألفاظ التجريح، وجعلت كل قسم منها في مجموعات حسب قربها من بعضها خاصة ألفاظ التجريح نظراً لكثرتها، وأبنت عن استعمال النسائي لكل لفظة منها قلة أو كثرة، وفيمن استعملها جرحاً أو تعديلاً، وعنيت بالملحوظات المنهجية في كلام النسائي على الرواة، وأبرزت صناعة النسائي النقدية من خلالها مع المقارنة والاستنباط والتعليل.
المبحث الأول: منهج النسائي في توثيق الرواة وألفاظه فيهم
المطلب الأول: ألفاظ النسائي في توثيق الرواة
تفاوتت عبارات النسائي في توثيق الرواة بالرغم من قلتها - وإن كان عدد الذين وثقهم نيّف على الأربعين راوياً - ويمكن حصرها وجمعها في الألفاظ الآتية:
من أكد مدحه بصيغة أفعل، واستعمله مرة واحدة فقال: عبد ربه بن سعيد، ويحيى بن سعيد، وسعد بن سعيد بن قيس بن فهد الأنصاري، وهم ثلاثة إخوة، ويحيى بن سعيد أجلهم وأنبلهم، وهو أحد الأئمة، وليس بعد الزهري في عصره أجل منه(1).
من أكد مدحه بتكرار صفة التوثيق لفظاً، واستعمله مرة واحدة، فقال: طلحة بن عبد الملك: ثقة ثقة ثقة(2).
من أكد مدحه بتكرار صفة التوثيق معنى، ووجدتها في أربعة مواطن حيث قال:
نافع مولى عبد الله بن عمر: ثقة حافظ(3).
وهيب بن خالد: ثقة مأمون(4).
__________
(1) النسائي، أحمد بن شعيب، السنن الكبرى، ط 2، ج 1، ص 141، ح 316، بيروت، 1992م.
(2) ك، ج 3، ص 134، ح 4750.
(3) ك، ج 2، ص 335، ح 3655.
(4) ك، ج 4، ص 72، ح 6332.(1/2)
أبو صالح، والد سهيل بن أبي صالح، اسمه ذكوان: ثقة مأمون(1).
خالد بن زياد بن جزء خراساني: ثقة مستقيم الحديث(2).
من أفرده بصفة من صفات التوثيق، وهي الصفة الغالبة على منهجه في ألفاظه وعباراته في توثيق الرواة، كقوله:
وابن المبارك أحد الأئمة(3)، واستعمل النسائي هذا اللفظ مرتين في هذا الموطن هكذا مطلقاً من غير إضافة، والمرة الأخرى مع تأكيد المدح بصيغة أفعل، عندما قال عن يحيى بن سعيد القطان: وهو أحد الأئمة، وليس بعد الزهري في عصره أجل منه(4). وكقوله في الراوي: ثقة(5)، وقد يصف الراوي بأنه أحد الثقات، أو أحد الحفاظ كقوله:
أبو سيله(6): هو عم مالك بن أنس، واسمه نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، وهو أ؛د الثقات(7).
أبو الزبير: من الحفاظ(8).
هـ- من ذُكر بصفة لا تشعر بتمام الضبط مثل: «صالح الحديث». «صدوق كثير الخطأ»، «لا بأس به»،«ليس به بأس».
أما لفظة «صالح الحديث»، فأطلقها النسائي على راوٍ واحد فقط هو: أبو معبد، واسمه حفص بن غيلان، وصفه بأنه صالح الحديث(9).
وكذا لفظة صدوق كثير الخطأ استعملها في راوٍ واحد فقط هو: محمد بن كثير المصيصي، وصفه بأنه صدوق كثير الخطأ(10).
وأما لفظة «لا بأس به» فهي عند النسائي مثل «ليس به بأس» كما يتضح ذلك من قوله في المثال التالي الذي وردتا فيه:
__________
(1) ك، ج 2، ص 252، ح 3309.
(2) ك، ج 1، ص 179، ح 474.
(3) ك، ج 1، ص 635، ح 2080.
(4) ك، ج 1، ص 141، ح 316.
(5) هي أكثر لفظة استخدمها في توثيق الرواة فقالها في ثمانية وثلاثين راوياً (انظر أسماءهم في آخر البحث).
(6) الأصل سعيد، وهو تصحيف.
(7) ك، ج 1، ص 140، ح 320.
(8) ج 1، ص 640، ح 2101.
(9) ج 1، ص 171، ح 443.
(10) ك، ج 3، ص 487، ح 5997.(1/3)
سفيان بن حسين لا بأس به في غير الزهري، وليس هو في الزهري بالقوي ونظيره في الزهري سليمان بن كثير وجعفر بن برقان، وليس بهما بأس في غير الزهري(1).
واستعمل النسائي «ليس به بأس» في هذا الموطن مع هذين الراويين فقط، أما لا بأس به فاستعملها زيادة على الموضع السابق في خمسة رواة هم: عثمان (بن أبي شيبة) (2)، وحفص بن ميسرة(3)، وعبد الرحمن بن إسحاق(4)، وأبو حمزة محمد بن ميمون(5)، وأبو هارون العبدي إبراهيم بن العلاء(6).
المطلب الثاني: ملحوظات منهجية في توثيق النسائي للرواة
بعد أن عرضت في المبحث السابق لألفاظ النسائي في توثيق الرواة أتحدث هنا عن ملحوظات منهجية ظهرت لي من خلال توثيق النسائي لهم وأوجزها فيما يلي:
قد يجمع النسائي بين توثيق الراوي وبيان اتجاهه المذهبي كقوله.
-كان القاسم بن معن من الثقات إلا أنه كان مرجئاً(7)، مما يدل على أن النسائي يعتمد الدالة والضبط في راوي الحديث بغض النظر عن المعتقد والاتجاه المذهبي، كما هو رأي الجمهور.
وقد يقتصر على وصف الراوي بالتوثيق دون بيان اتجاهه المذهبي كقوله:
إبراهيم بن يوسف البلخي: ثقة(8)، مع أنهم نقموا عليه الإرجاء(9).
سيف بن سليمان: ثقة(10)، مع أنه يرمى بالقدر(11).
إن بعض الرواة الذين قال فيهم النسائي ثقات نزل بهم ابن حجر عن هذه المرتبة إلى الصدوق أو الصدوق الذي يهم كما في:
__________
(1) ك، ج 2، ص 266، ح 3372.
(2) ك، ج 1، ص 601، ح 1950.
(3) ك، ج 6، ص 140، ح 10378.
(4) ك، ج 6، ص 14، ح 9862.
(5) ك، ج 2، ص 122، ح 2677.
(6) ك، ج 3، ص 284، ح 5386.
(7) ك، ج 1، ص 438، ح 1394.
(8) ك، ج 6، ص 153، ح 10428.
(9) ابن حجر، أحمد بن علي، تقريب التهذيب، ط 3، ص 375، حلب، 1991م.
(10) ك، ج 3، ص 490، ح 6011.
(11) انظر المزي، يوسف بن عبد الرحمن، تهذيب الكمال في أسماء الرجال، ط 2، ج 12، 320، بيروت، 1992.(1/4)
خالد بن زياد، قال فيه النسائي: ثقة(1)، وقال ابن حجر: صدوق(2).
عثمان بن عثمان الغطفاني قال النسائي ثقة(3)، وقال ابن حجر: صدوق ربما وهم(4).
يونس بن نافع، قال النسائي: ثقة(5)، وقال ابن حجر: صدوق يخطئ(6).
وما قدمته في هذه الملحوظة يستدعي النظر والتأمل في فهم مراد النسائي من ألفاظه(7) لا سيما أنه معدود من المتشددين في الجرح والتعديل، فقد قال الحافظ ابن حجر في ترجمة أحمد بن عيسى التستري: عاب أبو زرعة على مسلم تخريج حديثه ولم يبين سبب ذلك، واحتج به النسائي مع تعنته(8).
بعض الرواة الذين اقتصر النسائي على وصفهم بالثقات، وجدت الحافظ ابن حجر قد نقلهم إلى رتبة أعلى حيث كرر فيهم لفظ التوثيق كما في:
اسم الراوي ... قول النسائي ... قول ابن حجر
بحير بن سعد
سيف بن سلمان
عبد الكريم الجزري
أبو بكر بن أبي شيبة ... ثقة(9)
ثقة(10)
ثقة(11)
ثقة(12) ... ثقة ثبت(13)
ثقة ثبت(14)
ثقة متقن(15)
ثقة حافظ(16)
المبحث الثاني: منهج النسائي في تجريح الرواة وألفاظه فيهم
المطلب الأول: ألفاظ النسائي في تجريح الرواة
__________
(1) ك، ج 1، ص 149، ح 474.
(2) التقريب، ح 1632.
(3) ك، ج 1، ص 153، ح 362.
(4) التقريب، ح 4500.
(5) ك، ج 1، ص 153، ح 362.
(6) التقريب، ح 7917.
(7) والله أسأل أن يوفقني للقيام بذلك بعد فراغي من جمع «معجم الجرح والتعديل» للإمام النسائي من كتب الرجال، ومقارنة أقواله بأقوال غيره من النقاد لمعرفة مراد النسائي وموقفه بين أئمة الجرح والتعديل من الاعتدال أو التساهل أو التشدد.
(8) هدي الساري، دار المعرفة بيروت، ص 387.
(9) ك، ج 3، ص 497، ح 6039.
(10) التقريب، ح 640.
(11) ك، ج 3، ص 490، ح 6011.
(12) التقريب، ح 3026.
(13) ك، ج 1، ص 146، ح 331.
(14) التقريب، ح 4154، 3084.
(15) ك، ج 1، ص 601، ح 1950.
(16) التقريب، ح 3575.(1/5)
تفاوتت ألفاظ النسائي في تجريح الرواة إلى درجات كثيرة ومتنوعة ويمكن حصرها وعرضها في الألفاظ التالية:
من وصف بالكذب، وقد وجدته في موطن واحد فيما حكاه عن غيره ولم يعقب عليه مما يدل على أنه يرتضيه ويقول به وهو قوله:
وأبو صالح هذا اسمه باذان، وقيل باذام، وهو الذي يروي عن الكلبي، قال ابن عيينة، عن محمد بن قيس، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: كلنا نسمي أبا صالح: دروغ زَنْ وهو بالفارسية كذاب(1).
من قال فيه: منكر الحديث، أو متروك، أو متروك الحديث، أو ليس بثقة أو ليس بشيء.
أما منكر الحديث فأقل الألفاظ استعمالاً عند النسائي فقد استخدمها مرة واحدة في راوٍ فحسب فقال: وحديث سليمان التيمي وجعفر بن سليمان أشبه بالصواب من حديث مصعب بن شيبة، ومصعب منكر الحديث(2).
وكذا من قال فيه «متروك» فاستعملها مرة واحدة فقال: إبراهيم بن الفضل: متروك(3).
وأما «متروك الحديث»فاستعملها أربع مرات، مرتين في راويين خرّج لهما في سننه وهما: أبو هارون العبدي: متروك الحديث واسمه عمارة بن جوين(4)، وسليمان بن أرقم متروك الحديث(5).
ومرتبين في غير الرواة في سننه وقد ذكرهما وبين حالهما لاشتراكهما مع رجال إسناده في الاسم واسم الأب، فبين حالهم جميعاً وميز بينهم دفعاً للإشكال واللبس المتوهم، فقال: إسماعيل بن مسلم ثلاثة هذا أحدهم (أي الذي في إسناده) وهو لا بأس به، وإسماعيل بن مسلم يروي عن أبي الطفيل لا بأس به، وإسماعيل بن مسلم بروي عن الزهري والحسن، متروك الحديث(6).
__________
(1) ك، ج 2، ص 252، ح 3309.
(2) ك، ج 5، ص 405، ح 9288.
(3) ك، ج 4، ص 443، ح 7863.
(4) ك، ج 3، ص 2848، ح 5386.
(5) ك، ج 4، ص 246، ح 7059.
(6) ك، ج 2، ص 347، ح 3708.(1/6)
حكى عن شعبه قال سألت عمرو بن رمة عن عبد الله بن مسلمة (وهو تابعي) فقال تعرف وتنكر. قال أبو عبد الرحمن: وعبد الله بن سلمة الأقطس (وهو متأخر عن التابعي عبد الله بن مسلمة السابق) متروك الحديث، وقال أبو عبد الرحمن: كان هذا الأفطس يطلب الحديث مع يحيى بن سعيد القطان وكان من أسنانه(1).
وأما لفظ «ليس بثقة»فاستخدمه في ثلاثة مواطن في أربعة رواة هم:
عبد الله بن نافع(2)، والقاسم بن أبي شيبة(3)، وأبو حمزة ثابت بن أبي صفية وأبو حمزة ميمون الأعور(4). وليتنبه القارئ الكريم إلى أن هؤلاء الرواة ليسوا في الأسانيد التي تكلم النسائي في رواتها، وإنما ذكروا عرضاً، عبد الله بن نافع ذكره وأبان عن منزلته عندما تكلم النسائي عن عمرو بن نافع أحد رجال إسناده وذكر أخويه.
وأما القاسم بن أبي شيبة فذكره عندما عرّف بمحمد بن إبراهيم، الراوي في إسناده، وأنه والد أبي بكر بن أبي شيبة وعثمان بن أبي شيبة، والقاسم بن أبي شيبة.
وأما أبو حمزة ميمون الأعور، وأبو حمزة ثابت بن أبي صفية ذكرهما عقب إسناد فيه راو يُكنى أبا حمزة، وهذه الكنية يشترك فيها أكثر من راوٍ، فذكر ثمانية ممن اشتركوا بهذه الكنية، وعرف بهم، وذكر مراتبهم في الجرح أو التعديل.
وأما لفظ «ليس بشيء» فاستعمله مرة واحدة في عبد الكريم البصري(5)، ومثل هذا اللفظ «ليس بشيء في الحديث» قاله النسائي مرة واحدة في يوسف بن محمد بن المنكدر(6)، وليس هو في سند الحديث الذي تكلم النسائي في رواته وإنما ذكره عرضاً عندما عد أبناء محمد بن المنكدر وبين حالهم.
__________
(1) ك، ج 2، ص 307، ح 3541.
(2) ك، ج 2، ص 335، ح 3655.
(3) ك، ج 1، ص 601، ح 1950.
(4) ك، ج 2، ص 122، ح 2677.
(5) ك، ج 1، ص 146، ح 331.
(6) ك، ج 1، ص 151، ح 353.(1/7)
الألفاظ التي تدور على عدم شهرة الراوي، أو عدم معرفته وجهالة حاله، لقلة أحاديثه وقلة من روى عنه، وباستقرائي للسنن الكبرى حصرت هذه الألفاظ فيما يلي: ليس بمشهور، ليس بالمشهور، ليس بالمشهور ولا يحتج بحديثه، ليس بالمشهور ولا نعلم أحداً روى عنه غير فلان، ليس بهذه الشهرة، ليس بذاك المشهور، ليس بمعروف، مجهول، لا أعرف له غير هذا الحديث، لا نعلم أحداً روى عنه غير فلان. وهذا عرض لهذه الألفاظ وللرواة الذين قيلت فيهم مع بيان وجه استعمال النسائي وإطلاقه لها كثرة أو قلة:
أما «ليس بمشهور» فقالها مرة واحدة في عبد الرحمن بن هضهاض(1).
أما «ليس بالمشهور» فقالها مرة واحدة في حسان بن عبد الله الضمري(2).
أما «ليس بالمشهور ولا يحتج به»، فقالها مرة واحدة في عبد الملك بن نافع(3).
أما «ليس بالمشهور لا نعلم أحداً روى عنه غير فلان»، فقالها مرة واحدة في عوسجة، حيث قال: ليس بالمشهور، ولا نعلم أحداً روى عنه غير عمرو بن دينار(4).
وأما «ليس بهذه الشهرة» فقالها في عبد الرحمن بن جابر(5).
وأما «ليس بذاك المشهور» فاستعملها مرتين في يعلى بن مملك(6) وشريك بن شهاب(7).
وأما «ليس بمعروف» فقالها مرة واحدة في سهم بن المعتمر(8).
__________
(1) ك، ج 4، ص 278، ح 7166.
(2) ك، ج 5، ص 216، ح 8708.
(3) ك، ج 3، ص 336، ح 5205.
(4) ك، ج 4، ص 88، ح 6409.
(5) ك، ج 4، ص 320، ح 7332.
(6) ك، ج 1، ص 432، ح 1375.
(7) ، ج 2، ص 313، ح 3566.
(8) ك، ج 5، ص 487، ح 9694.(1/8)
وأما «لا أعرفه» فأطلقها في عشر رواة هم: الحارث بن مالك(1) وعبد الله بن الرقيم(2) ومبارك بن سعيد(3) وسليمان الهاشمي(4) وسيف الشامي(5) والقاسم بن رشدين(6) وإسحاق بن عبد الواحد(7) ومحمد بن حبيب المصري(8) وعلي بن عبد العزيز(9) وموسى(10).
وأما «لا نعرفه» فقالها مرة واحدة في يونس بن سليم(11).
وأما «مجهول» فقالها مرة واحد في حصين بن عاصم(12).
وأما «مجهول لا نعرفه» فقالها في راويين هما: إسماعيل بن عبد الله(13) ويزيد بن فراس(14).
وأما «مجهول لا ندري من هو (هي)» فقالها مرة واحدة في قرصافة الذهلية(15).
وأما «لا أدري ما هو مجهول» فقالها راوٍ واحد فقط هو زائدة بن أبي الرقاد الصيرفي(16).
وأما «لا أعرف له غير هذا الحديث» فقالها في الزبير بن الوليد الشامي(17).
وأما «لا نعلم أحداً روى عنه غير فلان» فقال هذا اللفظ في موطن واحد في راويين: عمير بن إسحاق: لا نعلم أحداً روى عنه غير ابن عون، ونبيح العنزي لا نعلم أحداً روى عنه غير الأسود بن قيس(18).
__________
(1) ك، ج 5، ص 119، ح 8425.
(2) ك، ح 5، ص 119، ح 8425.
(3) ك، ج 4، ص 399، ح 7421.
(4) ك، ج 6، ص 143، ح 10391.
(5) ك، ج 6، ص 160، ح 10462.
(6) ك، ج 4، ص 305، ح 7273.
(7) ك، ج 5، ص 217، ح 8749.
(8) ك، ج 5، ص 217، ح 8711.
(9) ك، ج 4، ص 467، ح 7970.
(10) ك، ج 6، ص 46، ح 9982.
(11) ك، ج 1، 450، ح 1439.
(12) ك، ج 1، ص 37، 9954.
(13) ج 2، ص 221، ح 3154.
(14) ج 6، ص 94، ج 10187.
(15) ك، ج 3، ص 232، ح 5189.
(16) ك، ج 5، ص 319، ح 8996.
(17) ك، ج 6، ص 144، ح 10398.
(18) ك، ج 5، ص 227، ح 8748.(1/9)
الألفاظ والعبارات التي تدل على تليين الراوي وتضعيفه بالنسبة لغيره من الثقات الذين يحتمل تفردهم ويقوون على الرواية بانفرادهم، فتتقوى رواية من وصف بهذه الألفاظ بالمتابعات لأن هذه الألفاظ والعبارات ليس فيها جرح للراوي يسقط عدالته ولكن الجرح في ضبطه فلا يعتمد عليه فيما ينفرد به، وأصحابها يحتج بهم ولكن ليس كغيرهم من الثقات.
وقد تعددت اصطلاحات النسائي في هذا وإن تقاربت في الألفاظ والدلالة، وهذه الألفاظ هي: (ليس بالقوي)، (ليس بالقوي وكان يقبل التلقين)، (ليس بالقوي في الحديث)، (ليس بالقوي في حفظه سوء)، (ليس بالقوي في الحديث في حفظه سيء الحفظ)، (ليس بذاك)، (ليس بذاك في الحديث)، (ليس بذاك القوي)، (ليس بحجة في الحديث)، (ليس ممن يعتمد عليه)، (ليس ممن يعتمد عليه وعنده غير حديث منكر لا يحتج بحديثه)، (لا يحتج بحديثه لسوء حفظه وكثرة خطئه)، (كثير الخطأ، ضعيف)، (ضعيف كثير الخطأ)، (ضعيف في الحديث)، (شيخ ضعيف)، (ضعيف لا يحتج به)، (ضعيف لا تقوم بمثله حجة)، (ضعيف لا يحتج بحديثه)، (ضعيف كان قد اختلط عنده أحاديث مناكير)، (تعرف وتنكر).
وأنا أذكر هذه الألفاظ والعبارات على هذا الترتيب مبيناً استعمال النسائي لها كثرة أو قلة وفيمن استعملها، مكتفياً بذكرهم مع توثيق ذلك من السنن الكبرى بالجزء والصفحة ورقم الحديث، وبعد الفراغ من ذلك انتقل إلى الملحوظات المنهجية على كلام النسائي في جرح الرواة.(1/10)
أما «ليس بالقوي» فاستعمل هذا اللفظ في ثلاثة عشر راوياً هم: إبراهيم بن المهاجر(1)، والأجلح(2)، وحكيم بن جبير(3)، وجعفر بن ميمون(4)، وروح بن عبادة(5)، وسالم بن نوح(6)، وعبد الكريم المعلم(7)، وعتبة(8)، وعثمان بن محمد الأخنسي(9)، وعمرو بن أبي عمر(10)، ومحمد بن كريب(11)، ومحمد بن ميمون(12)، وأبو حمزة عمران بن أبي عطاء(13).
أما «ليس بالقوي وكان يقبل التلقين» فاستعمل هذا اللفظ مرة واحدة في سماك بن حرب(14).
أما لفظ «ليس بالقوي في الحديث» فاستعمله في أحد عشر راوياً هم: إبراهيم بن يوسف الكوفي(15)، وبكر بن بكار(16)، وجعفر بن ميمون(17)، وسليمان بن موسى(18)، وعبد الله بن عطاء(19)، وعمر بن أبي سلمة(20)، وعمران بن أبان(21)، وعمرو بن أبي عمرو(22)، وفليح بن سليمان(23)، ومحمد بن راشد(24)، ومصعب بن ثابت(25).
أما لفظ (ليس بالقوي في حفظه سوء)، فاستعمله مرة واحدة فقط في المنكدر بن محمد بن المنكدر(26).
__________
(1) ك، ج 2، ص 284، ح 3448.
(2) ك، ج 6، ص 158، ح 10452.
(3) ك، ج 2، ص 137، ح 2733.
(4) ك، ج 6، ص 147، ح 10407.
(5) ك، ج 2، ص 168، ح 2884.
(6) ك، ج 4، ص 12، ح 6084.
(7) ك، ج 3، ص 271، ح 5340.
(8) ك، ج 2، ص 164، ح 2886.
(9) ك، ص 462، ح 5924.
(10) ك، ج 4، ص 322، ح 7337.
(11) ك، ج 6، ص 49، ح 9993.
(12) ك، ج 4، ص 235، ح 7007.
(13) ك، ج 1، ص 649، ح 2139، ج 2، ص 122، ح 2177.
(14) ك، ج 3، ص 232، ح 5187.
(15) ك، ج 6، ص 153، ح 10428.
(16) ك، ج 1، ص 143، ح 323.
(17) ك، ج 6، ص 10، ح 9850.
(18) ك، ج 4، ص 234، ح 7004.
(19) ك، ج 5، ص 140، ح 8498.
(20) ك، ج 6، 56، ح 10016.
(21) ك، ج 5، ص 132، ح 8473.
(22) ك، ج 2، ص 372، ح 3810.
(23) ك، ج 1، ص 462، ح 1479.
(24) ك، ج 4، ص 234، ح 7004.
(25) ك، ج 4، ص 349، ح 7471.
(26) ك، ج 1، ص 151، ح 353.(1/11)
وكذا لفظ (ليس بالقوي في الحديث سيء الحفظ) استعمله مرة واحدة فقط في محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى(1).
ولفظ (ليس بذلك) استعمله في راويين ما: جرير بن حازم(2)، وعبد الله بن شريك(3).
أما لفظ (ليس بذلك القوي) فاستعمله في خمسة رواة هم: إبراهيم السكسي(4)، والأجلح(5)، وعبد الكريم المعلم(6)، ومعقل بين عبد الله(7)، وموسى بن يعقوب(8).
أما (ليس بذاك في الحديث) فقال هذا اللفظ في راو واحد فقط هو: الحارث الأعور(9).
وكذا (ليس بحجة في الحديث) في عباد بن منصور(10).
وكذا (ليس ممن يعتمد عليه) في حيي بن عبد الله(11).
وكذا (ليس ممن يعتمد عليه وعنده غير حديث منكر) في يحيى بن أيوب(12).
وكذا (لا يحتج بحديثه) في يزيد بن أبي زياد(13).
وكذا (لا يحتج بحديثه لسوء حفظه وكثرة خطئه) في يحيى بن يمان(14).
أما (كثير الخطأ) فاستعمله في راويين هما: قبيصة(15)، ومؤمل بن إسماعيل(16).
__________
(1) ك، ج 6، ص 62، ح 10041.
(2) ك، ج 4، ص 324، ح 7345.
(3) ك، ج 5، ص 119، ح 8423.
(4) ك، ج 1، ص 321، ح 996.
(5) ك، ج 2، ص 275، ح 3410.
(6) ك، ج 3، ص 370، ح 5659.
(7) ك، ج 1، ص 327، ح 1012.
(8) ك، ج 2، ص 274، ح 3402.
(9) ك، ج 5، ص 115، ح 8415.
(10) ك، ج 2، ص 218، ح 3141.
(11) ك، ج 1، ج 603، ح 1975.
(12) ج 21، ص 252، ح 3309.
(13) ك، ج 2، ص 235، ح 3227.
(14) ك، ج 3، ص 237، ح 5212.
(15) ك، ج 2، ص 235، ح 3229.
(16) ك، ج 3، ص 154، ح 2825.(1/12)
أما لفظ (ضعيف) فاستعمله في اثني عشر راوياً هم: أشعب بن سوار(1)، ورشدين بن كريب(2)، وشهر بن حوشب(3)، وصالح بن أبي الأخضر(4)، وعبد الرحمن بن إسحاق(5)، وعبد الرحمن بن أبي الزناد(6)، ولي بن أبي سليم(7)، ومحمد أبي حفصة(8)، ومحمد سليمان(9)، ومحمد بن ميسرة(10)، وأبو أويس وابنه إسماعيل(11).
أما (ضعيف كثير الخطأ) فقاله مرة واحدة في إسماعيل بن عياش(12).
وكذا (ضعيف في الحديث) في عاصم بن عمر(13).
وكذا (شيخ ضعيف) في سعيد بن سلمة(14).
وكذا (ضعيف لا يحتج به) في الحجاج بن أرطاه(15).
كذا (ضعيف لا تقوم بمثله حجة) في أشعب بن سوار(16).
وكذا (ضعيف لا يحتج بحديثه) فاستعمله في راويين هما: أشعث بن سوار(17)، والحجاج بن أرطاه(18).
أما (ضعيف كان قد اختلط عنده أحاديث مناكير) فقال هذا اللفظ مرة فقط: (أبو معشر المدني اسمه نجيح وهو ضعيف ومع ضعفه أيضاً كان قد اختلط، عنده أحاديث مناكير)(19).
أما (تعرف وتنكر) فليست من قول النسائي، وإنما حكاها عن عمرو بن مرة واستعملها مرة فقط في عبد الله بن سلمة(20).
__________
(1) ك، ج 4، ص 329، ح 7368، ج 5، ص 476، ح 9640.
(2) ك، ج 6، ص 14، ح 9862، ذكره عرضاً للتمييز.
(3) ك، ج 6، ص 37، ح 9954.
(4) ك، ج 2، ص 168، ح 2884.
(5) ك، ج 6، ص 14، 9862، ذكره عرضاً للتمييز.
(6) ك، ج 6، ص 94، ح 178، ج 6، ص 140، ح 10378.
(7) ك، ج 5، ص 123، ح 8442.
(8) ك، ج 2، ص 168، ح 2884، ذكره عرضاً.
(9) ك، ج 1، ص 462، ح 1478.
(10) ك، ج 3، ص 412، ح 5787.
(11) ج4، ص 298، ح 7238.
(12) ك، ج 4، ص 235، ح 7008.
(13) ك، ج 4، ص 323، ح 7341.
(14) ك، ج 4، ص 449، ح 7890.
(15) ك، ج 4، ص 2324، ح 7004.
(16) ك، ج 4، ص 384، ح 7469.
(17) ك، ج 4، ص 348، ح 7469.
(18) ك، ج 4، ص 348، ح 7469.
(19) ك، ج 2، 96، ح 2551 عَرَضاً.
(20) ك، ج 2، ص 307، ح 3541.(1/13)
المطلب الثاني: الملحوظات المنهجية في كلام النسائي في جرح الرواة:
أولاً: قد يجمع النسائي بين جرح الراوي وبيان اتجاه العقدي كقوله:
الأجلح ليس بالقوي، وكان مسرفاً في التشيع(1).
ثانياً: وقد يقتصر على جرح الراوي دون بيان لاتجاهه العقدي، فقد روى للأجلح في موطن سابق وقال فيه: ليس بذاك القوي(2).
ومما يؤكد هذا أنني قمت بتتبع تراجم الرواة الذين تكلم فيهم النسائي في السنن الكبرى - دون بيان لاتجاههم العقدي - في تقريب التهذيب لابن حجر، فوجدت منهم:
حكيم بن جبير رمي بالتشيع(3)، عباد من منصور رمي بالقدر(4)، عبد الله بن شريك يتشبع(5)، عبد الرحمن بن إسحاق رمي بالقدر(6)، علي بن عبد العزيز يتشيع(7)، محمد بن راشد رمي بالقدر(8)، يزيد بن أبي زايد يتشيع(9)، أبو حمزة ثابت بن أبي صفية الرافضي(10)، أبو هارون العبدي عمارة بن جوين شيعي(11).
ثالثاً: تبين لي أن النسائي أخرج لراو كذاب، ولراو منكر الحديث، ولأربعة رواة متروكين، ولعدد من المجاهيل ممن قال فيه مجهول أو لا نعرفه وما في معناهما، ولرواة ضعفاء تكلم هو فيهم وحكم عليهم بهذه الأحكام بغض النظر عن كلام غيره فيهم.
__________
(1) ك، ج 6، ص 158، ح 10452.
(2) ك، ج 2، ص 275، ح 3410.
(3) ح 1468.
(4) ح 3142.
(5) ح 3384.
(6) ح 3800.
(7) ح 4783.
(8) ح 5875.
(9) ح 7717.
(10) ح 818.
(11) ح 4840.(1/14)
وهذا يستدعي التأني والنظر والتمحيص فيما ينقل من عبارات السادة العلماء كقول الحافظ العلائي تعليقاً على حديث: (أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود) (1)، وفي إسناده عبد الملك بن زيد: وعبد الملك بن زيد هذا قال فيه النسائي لا بأس به، ووثقه ابن حبان، فالحديث حسن - إن شاء الله تعالى - لا سيما مع إخراج النسائي له، فإنه لم يخرج في كتابه منكراً ولا واهياً ولا عن رجل متروك(2)، وقول الحافظ ابن السكن والخطيب البغدادي(3) والزنجاني(4)، أنه صحيح وأن له (أي النسائي) شرطاً في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم.
ويظهر بما قدمته صحة قول الحافظ ابن كثير تعليقاً على قول ابن السكن والخطيب:
(فيه نظر، غير مُسلّم فإن فيه (أي سنن النسائي) رجالاً مجهولين، إما عيناً وإما حالاً وفيه المجروح، وفيه أحاديث ضعيفة، ومعللة ومنكرة، كما نبهنا عليه في الأحكام الكبرى(5).
__________
(1) ك، ج 4، ص 310، ح 7294، وسنن أبي داود، ج 4، ص 540، ح 4375.
(2) العظيم أبادي، عون المعبود شرح سنن أبي داود، ج 12، ص 26، ح 4365.
(3) ابن كثير، إسماعيل بن محمد، اختصار علوم الحديث، صبيح، ص 32، ص 1370هـ.
(4) المقدسي محمد بن طاهر، شروط الأئمة الستة، دار الكتب العلمية، بيروت، 1405هـ, ص 26، عن ط القاهرة، 1357هـ.
(5) ابن كثير، اختصار علوم الحديث، ص 32.(1/15)
قلت: وقد أحصيت في السنن الكبرى للإمام النسائي سبعة عشر حديثاً قال فيها حديث منكر، أحيل القارئ الكريم إلى مواضعها مع ذكر أرقامها(1).
رابعاً: ما ذكرته في الملحوظة السابقة لا للطعن في سنن النسائي وإنما لبيان واقع الكتاب، وقد برع النسائي في بيان علل الأحاديث الواردة في سننه الكبرى، وذكر الاختلاف على الرواة في حديث شيخهم ووازن بينهم في الحفظ والضبط ورجح بعضهم على بعض، وبين أحوال كثير من رواة كتابه غالباً مما لا يكاد يخلو منه باب من أبواب الكتاب، وليس هنا مجال بيان هذا، وأسأل الله أن يوفقني لبيان منهج النسائي في التعليل في بحث مستقل إن شاء الله.
ولا مطعن على النسائي في إخراجه لحديث من ذكرنا لبيانه لأحوالهم وعدم السكوت عنهم وبيانه علة أحاديثهم، ولأجل هذا كان يبتعها بالرواية السليمة غالباً. وقد ذكر النسائي بعض أسباب إخراجه لأحاديث بعض من تكلم فيهم أو أعل حديثهم، وكان ذلك:
للزيادة في متن الحديث كقوله: .. سعيد بن سلمة شيخ ضعيف، وإنما أخرجناه للزيادة في الحديث(2).
لزيادة رجل في إسناده كقوله:
أخبرني عبد الله بن عبد الصمد بن إسحاق بن عبد الواحد عن المعافى بن عمران عن عبد الحميد بن جعفر قال حدثني سعيد المقبري، عن عطاء مولى أبي أحمد قال سمعت أبا هريرة يقول: إن رسول الله × بعث بعثاً فدعاهم..
__________
(1) ك، ج 1، ص 450، ح 1439، ك، ج 2، ص 76، ح 2461، ك، ج 2، ص 249، ح 3301، ك، ج 2، ص 307، ح 3541، ك، ج 3، ص 332، ح 5187، ك، ج 4، ص 345، ح 7004، ك، ج 4، ص 304، ح 7270، ك، ج 5، ص 327، ح 9029، ك، ج 5، ص 328، ح 9031، ك، ج 5، ص 440، ح 9465، ك، ج 5، ص 448، ح 9502، ك، ج 5، ص 449، ح 9508، ك، ج 5، ص 464، ح 9581، ك، ج 6، ص 63، ح 10048، ك، ج 6، ص 65، ح 10052، ك، ج 6، ص 86، ح 10143، ك، ج 6، ص 154، ح 10435.
(2) ك، ج 6، ص 449، ح 7890.(1/16)
قال أبو عبد الرحمن: إسحاق بن عبد الواحد لا أعرفه، وعبد الله بن عبد الصمد قد حدثنا عن(1) المعافى بن عمران بغير حديث، وإنما أخرجناه لإدخاله بينه وبين معافى، وقد رواه عبد الحميد بن جعفر فأرسله والمشهور مرسل(2).
قلت: بل يظهر من هذا النقل سبب آخر لإخراجه الحديث من هذا الطريق وهو أنه روي متصلاً والمشهور روايته مرسلاً ثم ساقه من الطريق المرسل.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم قال حدثنا عمرو بن أبي سلمة، عن صدقة بن عبد الله، عن زهير بن محمد، عن عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس، أن رسول الله × قال: (إذا أتى أحدكم أهله..).
قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث منكر، وصدقة بن عبد الله ضعيف، وإنما أخرجته لئلا يجعل عمرو عن زهير(3).
قلت: فأعَلَّ الحديث بالنكارة، وتكلم على الراوي بالضعف، وعلل إخراجه له بأنه حتى لا يسقط الراوي الضعيف (صدقة) من الإسناد فيغتر به.
ونحو هذا قول النسائي: عثمان بن محمد الأخنسي ليس بذاك القوي، وإنما ذكرناه لئلا يخرج عثمان من الوسط، وليس ابن أبي ذئب عن سعيد(4).
لمخالفة الراوي لمن هو أولى منه كقول النسائي عقب حديث.. (أبو إسحاق لم يسمع من الحارث إلا أربعة أحاديث ليس هذا منها، وإنما أخرجناه لمخالفة الحسين ابن واقد لإسرائيل ولعلي بن صالح، والحارث ليس بذاك في الحديث وعاصم وضمرة أصلح منه) (5).
خامساً: لم يقتصر النسائي على الجرح العام للراوي فكثيراً ما يخص هذا الجرح للراوي.
في شيخ بعنيه كقوله:
والنعمان بن راشد كثير الخطأ عن الزهري، ونظيره في الزهري معاوية بن صالح(6).
__________
(1) في الأصل (قدما على) والتصويب من المزي - التهذيب، ج 2، ص 456.
(2) ك، ج 5، ص 228، 8749.
(3) ك، ج 5، 327، ح 9029.
(4) ك، ج 3، ص 462، ح 5924.
(5) ك، ج 5، ص 115، ح 8415.
(6) ك، ج 2، ص 161، ح 2856.(1/17)
وقوله: وأما حديث الزهري الذي أسنده جعفر بن برقان وسفيان بن حسين، فليسا بالقويين في الزهري خاصة(1).
أو في رواية بعينها كقوله:
وحديث بشر بن حسن عندي والله أعلم وهم(2)، أو قوله: صالح هذا هو ابن أبي الأخضر وحديثه هذا خطأ(3).
أو في وقت معين كالاختلاط عموماً أو الاختلاط في أحاديث شيخ معين أو ذهاب البصر كقوله فيمن اختلط عموماً:
أبو النعمان اسمه محمد بن الفضل ولقبه عارم، وكان قد اختلط في آخر عمره، وكان أحد الثقات قبل أن يختلط(4).
حماد بن سلمة في الجريري أثبت من عيسى بن يونس، لأن الجريري كان قد اختلط، وسماع حماد بن سلمه منه قديم قبل أن يختلط.
قال يحيى بن سعيد القطان، قال كهمس: أنكرنا الجريري أيام الطاعون(5).
وكقوله فيمن اختلط عليه أحاديث شيخ بعينه:
وابن عجلان اختلط عليه أحاديث سعيد المقبري، ما رواه سعيد عن أبي هريرة وسعيد عن أخيه عن أبي هريرة، وغيرهما من مشايخ سعيد، فجعلها ابن عجلان كلها عن سعيد بن أبي هريرة، وابن عجلان ثقة والله أعلم(6).
وكقوله فيمن أصابته مصيبة كذهاب البصر فأضربت بحديثه:
أبو حمزة هذا اسمه محمد بن ميمون مروزي لا بأس به إلا أنه كان ذهب بصره في آخر عمره، فمن كتب عنه قبل ذلك فحديثه جيد(7).
سادساً: كان من منهج النسائي في الكلام على الرواة بيان الجرح فيهم إذا تكرر ذكر الراوي في أكثر من موطن كقوله:
الأجلح: ليس بذاك القوي(8)، وفي آخر: ليس بالقوي وكان مسرفاً في التشيع(9).
__________
(1) ك، ج 2، ص 251، ح 3309، ومن أراد الزيادة فلينظر: ك، ج 2، ص 266، ح 3372، ج 2، ص 16 - 17، ح 6107، ج 2، ص 277، ح 3426، ج 4، ص 7467، ج 6، ص 154، ح 10435.
(2) ك، ج 2، ص 230، ح 3197.
(3) ك، ج 2، ص 168، ح 2884.
(4) ك، ج 5، ص 467، ح 9593.
(5) ك، ج 6، ص 85، ح 10142.
(6) ك، ج 6، ص 28، ح 9920.
(7) ك، ج 2، ص 122، ح 2677.
(8) ك، ج 2، ص 275، ح 3410.
(9) ك، ج 6، ص 158، ح 10452.(1/18)
أشعث بن سوار: ضعيف(1)، وفي آخر: ضعيف لا يحتج به(2).
جعفر بن برقان، وسفيان بن حسين، وسليمان بن كثير:
قال في موطن: جعفر بن برقان ليس بالقوي في الزهري خاصة، وفي غيره لا بأس به، وكذلك سفيان بن حسين وسليمان بن كثير(3).
وفي آخر: سفيان بن حسين لا بأس به في غير الزهري، وليس هو في الزهري بالقوي، ونظيره في الزهري سليمان بن كثير وجعفر بن برقان(4).
وفي آخر: وأما جعفر بن برقان وسفيان بن حسين فليسا بالقويين في الزهري خاصة(5).
وفي آخر: جعفر بن برقان في الزهري ضعيف، وفي غيره لا بأس به(6).
وفي آخر: سفيان بن سفيان ليس بالقوي في الزهري خاصة وفي غيره لا بأس به(7).
جعفر بن ميمون: ليس بالقوي في الحديث(8). وفي آخر ليس بالقوي(9).
الحجاج بن أرطأة: ضعيف لا يحتج به(10)، وفي آخر ضعيف ولا يحتج بحديثه(11).
سماك بن حرب: سماك ليس بالقوي كان يقبل التلقين(12). وفي آخر: ليس ممن يعتمد عليه إذا انفرد بالحديث لأنه كان يقبل التلقين(13).
عبد الرحمن بن أبي الزناد: ضعيف، في موطنين(14).
عبد الكريم المعلم: ليس بذاك القوي(15)، وفي آخر: ليس بالقوي(16).
عمرو بن أبي عمرو: ليس بالقوي في الحديث وإن كان مالك بن أنس روى عنه(17). وفي آخر: ليس بالقوي(18).
__________
(1) ك، ج 4، ص 329، ح 7368.
(2) ك، ج 4، ص 348، ح 7469.
(3) ك، ج 4، 16، ح 6107.
(4) ك، ج 2، ص 266، ح 3372.
(5) ك، ج 2، ص 251، ح 3309.
(6) ك، ج 6، ص 61، ح 10038.
(7) ك، ج 1، ص 143، ح 323.
(8) ك، ج 6، ص 10، ح 9850.
(9) ك، ج 6، ص 147، ح 10407.
(10) ك، ج 4، ص 234، ح 7004.
(11) ك، ج 4، ص 350، ح 7475.
(12) ك، ج3، ص 232، ح 5187.
(13) ك، ج 2، ص 252، ح 2309.
(14) ك، ج 6، ص 94، ح 10178، ك، ج 6، ص 140، ح 10378.
(15) ك، ج 3، ص 370، ح 5659.
(16) ك، ج 3، 270، 5340.
(17) ك،ج 2، ص 372، ح 3810.
(18) ك، ج 4، ص 322، ح 73371.(1/19)
فليح بن سليمان: ليس بالقوي في الحديث(1). وفي آخر ليس بالقوي وأخوه عبد الحميد أضعف من فليح(2).
محمد بن مسلم: ليس بذاك القوي(3)، وفي آخر ليس بالقوي(4).
يحيى بن أيوب: ليس ممن يعتمد عليه وعنده غير حديث منكر، وفي آخر عنده أحاديث مناكير(5)، وليس هو بذاك القوي في الحديث(6).
أبو حمزة عمران بن أبي عطاء: ليس بالقوي، يروى عن ابن عباس وفي آخر: يروى عن ابن عباس(7)، روى عنه شعبه وسفيان وأبو عوانة وليس بالقوي(8).
وقد أفادتنا هذه الملحوظات المنهجية في:
بيان مراد النسائي من بعض عباراته وألفاظه في كلامه على الرواة، وخير ما يفسر كلام الرجل بيانه هو عن مراده، خاصة في كتابه نفسه:
ليس بالقوي = ليس بذاك القوي (الأجلح، عبد الكريم المعلم، محمد بن مسلم).
ليس بالقوي = ليس بالقوي في الحديث (عمرو بن أبي عمرو، فليح بن سليمان).
ليس بالقوي = ضعيف (جعفر بن برقان، سفيان بن حسين، سليمان بن كثير).
ليس بالقوي = كان يقبل التلقين(9)، ليس ممن يعتمد عليه إذا انفرد بالحديث كان يقبل التلقين (سماك بن حرب).
ليس ممن يعتمد عليه وعنده غير حديث منكر = عنده أحاديث مناكير وليس هو بذاك القوي في الحديث (يحيى بن أيوب).
ضعيف = ضعيف لا يتحج به.
إذاً ليس بالقوي = ليس بذاك القوي = ليس بالقوي في الحديث = ضعيف = لي ممن يعتمد عليه إذا انفرد = ضعيف لا يحتج به = ضعيف لا يحتج بحديثه.
__________
(1) ك، ج 1، ص 462، ح 9712.
(2) ك، ج 5، ص 490، ح 9712.
(3) ك، ج 5، ص 490، ح 6011.
(4) ك، ج4، ص 235، ح 7007.
(5) ك، ج 2، ص 252، ح 3309.
(6) ك، ج 6، ص 99، ح 10197.
(7) ك، ج 1، ص 649، ح 2139.
(8) ك، ج 2، ص 122، ح 2677.
(9) بإسقاط المشترك من هذه المعادلة ينتج ما يلي: ليس بالقوي ليس ممن يعتمد عليه إذا انفرد بالحديث.(1/20)
فمدار هذه الألفاظ على تضعيف الراوي في ضبطه لا في عدالته، وأنه لا يحتج به، ولا يعتمد على حديثه إذا انفرد ويتقوى بالمتابعات والشواهد.
في معرفة سر كلام النسائي في الرواة إذا تكرر ذكرهم في أكثر من موطن وألخص ذلك بـ:
إعطاء الحكم وبيان سببه، أو بإيضاح حال الرواة باللفظ نفسه، وهو نادر كما في عبد الرحمن بن أبي الزناد أو بمعنى اللفظ والعبارة أو بمرادفها وهو الغالب.
سابعاً: بمقارنة الرواة الذين ضعّفهم النسائي في السنن الكبرى مع ما قاله ابن حجر في التقريب وجدت ما يلي:
أن قلة منهم رفعهم ابن حجر إلى درجة الثقات وهم: النسائي في السنن الكبرى.
جرير بن حازم: ليس بذاك(1).
روح بن عبادة: ليس بالقوي(2).
عمر بن أبي عمرو: ليس بالقوي في الحديث(3).
ابن حجر في التقريب:
ثقة في حديثهم عن قتادة ضعف وله أوهام إذا حديث من حفظه(4).
ثقة فاضل(5).
ثقة ربما وهم(6).
أكثر هؤلاء الرواة وصفهم ابن حجر بـ «صدوق يهم» أو «صدوق يخطئ» أو «صدوق» سيء الحفظ أو «صدوق لين الحفظ» أو «صدوق فيه لين».
قال ابن حجر: «لين الحديث» في راويين هما:
مصعب بن ثابت(7) وقال النسائي «ليس بالقوي في الحديث»(8).
المنكدر بن محمد المنكدر(9)، وقال النسائي: «ليس بالقوي في حفظه سوء»(10).
قال ابن حجر «ضعيف الحديث» في خمسة رواة هم: حكيم بن جبير(11)، محمد بن كريب(12)، يوسف بن محمد بن المنكدر(13)، عبد الكريم المعلم(14)، ابن أخي الزهري(15).
المبحث الثالث: السمات المنهجية لكلام النسائي على الرواة في السنن الكبرى:
__________
(1) ك، ج 4، ص 34، ح 7345.
(2) ك، ج 2، ص 168، ح 2884.
(3) ك، ج 2، ص 272، ح 3810.
(4) ت (991).
(5) ت (1962).
(6) ت (5083).
(7) 866).
(8) ك، ج 4، ص 349، ح 7471.
(9) 6916).
(10) ك، ج 1، ص 151، ح 353.
(11) 1468).
(12) 6256).
(13) 7881).
(14) 4156).
(15) 6049).(1/21)
اتسم كلام النسائي على الرواة في السنن الكبرى بجملة من السمات المنهجية الحديثية القيمة، التي تدل على تمكن النسائي من الصنعة الحديثية وتبحره فيها، وتمد الدارس بالعلم الغزير الوافر في هذا الفن الشريف، وتفتح له الأبواب للولوج إلى بستان السنة النضر وما فيه من علوم ومعارف جمة، ولإبراز هذه السمات جعلتها في عدة مطالب وفق ما سيأتي.
المطلب الأول: التعليل والتجريح المعلل:
كان من منهج النسائي في كلامه على الرواة بيانه لأسباب التعديل أو التجريح أحياناً، فمما قاله في تعليله للجرح:
سماك ليس بالقوي كان يقبل التلقين(1).
سماك ليس ممن يعتمد عليه إذا انفرد بالحديث لأنه كان يقبل التلقين(2).
وابن عجلان اختلطت عليه أحاديث سعيد المقبري، ما رواه سعيد عن أبيه عن أبي هريرة، وسعيد عن أخيه عن أبي هريرة، وغيرهما من مشايخ سعيد، فجعلها ابن عجلان كلها عن سعيد عن أبي هريرة، وابن عجلان ثقة والله أعلم(3).
يحيى بن يمان لا يحتج بحديثه لسوء حفظه وكثرة خطئه(4). وهناك أمثلة أخرى(5).
تعليله لما يرجحه ويقويه:
التعليل بالاختلاط: حماد بن سلمة أثبت من عيسى بن يونس، لأن الجريري كان قد اختلط، وسماع حماد بن سلمة منه قديم قبل أن يختلط(6).
التعليل بخلاف المشهور: عبد الملك بن نافع ليس بالمشهور ولا يحتج بحديثه، والمشهور عن ابن عمر خلاف حكايته(7).
__________
(1) ك، ج 3، ص 233، ح 5187.
(2) ك، ج 2، ص 252، ح 3309.
(3) ك، ج 6، ص 28، ح 9920.
(4) ك، ج 3، ص 273، ح 5212.
(5) مثلاً ك، ج 1، ص 151، ح 353، ك، ج 2، ص 252، ح 3309، ك، ج 4، ص 348، ح 7417، ك، ج 6، ص 62، ح 10041. ك، ج 6، ص 94, ح 10177.
(6) ك، ج 6، ص 85، ح 10142.
(7) ك، ج 3، ص 236، ح 5205.(1/22)
وهؤلاء أهل الثبت والعدالة مشهورون بصحة النقل. ومراد النسائي أن الرواة الثقات الأثبات عن ابن عمر في هذا الحديث وهم زيد بن جبير ومحمد بن سيرين، ونافع مولى ابن عمر، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، رووا عن ابن عمر خلاف حكاية عبد الملك، وقد ساق النسائي قبل هذا أسانيد هؤلاء الرواة وألفاظهم عن ابن عمر ثم ختم بقوله السابق.
وعبد الملك لا يقوم مقام واحد منهم ولو عاضده من أشكاله جماعة، وبالله التوفيق(1).
التعليل بمخالفة الراوي لمن هو أوثق منه: وأما حديث الزهري الذي أسنده جعفر بن برقان وسفيان بن حسين، فليسا بالقويين في الزهري خاصة وقد خالفهما مالك وعبيد الله بن عمرو وسفيان بن عيينة، وهؤلاء أثبت وأحفظ من سفيان بن حسين ومن جعفر بن برقان(2).
المطلب الثاني: المفاضلة والموازنة بين الرواة:
هو أمر مهم في الترجيح عند التعارض وفي معرفة طبقات الرواة عن شيوخهم، وقد تعددت مفاضلة النسائي وموازنته بين الرواة ويمكن أن نقسمها إلى قسمين:
المفاضلة العامة بين الرواة كقوله:
بكير هو ابن عبد الله بن الأشج وهم ثلاثة إخوة: يعقوب، وبكير وعمر، وأجلهم وأكثرهم حديثاً بكير(3).
المفاضلة الخاصة أما بين الرواة عن شيخهم، وإما بين الثقات منهم، وإما بين الضعفاء.
أما المفاضلة بين الرواة عن شيخهم فكقول النسائي:
وابن علية أثبت من حماد بن سلمة، أي في يونس(4).
والزهري أثبت في عروة من هشام وهشام من الحفاظ(5).
قتادة أثبت وأحفظ من أشعث، أي في الحسن(6).
وأما المفاضلة بين الثقات خاصة فمن أمثلة ذلك قول النسائي:
قتادة أحفظ من يحيى بن أبي كثير(7).
__________
(1) ك، ج 3، ص 236، ح 5205.
(2) ك، ج2، ص 251، ح 3309.
(3) ك، ج 1، ص 614، ح 1999، وانظر أمثلة أخرى: ك، ج 1، ص 606، ح 1970، ك، ج 4، ص 324، ح 7345.
(4) ك، ج 5، ص 226، ح 8744.
(5) ك، ج 5، ص 396، ح 9250.
(6) ك، ج 3، ص 263، ح 5322.
(7) ك، ج 5، ص 470، ح 9606.(1/23)
حماد بن زيد أثبت من حماد بن سلمة(1).
وقال يحيى بن سعيد القطان: القعقاع بن حكيم أحب إليّ من سمعي. قال أبو عبد الرحمن وكلاهما عندي - ثقة وسمي أحب إلينا من سهيل بن أبي صالح(2).
وأما المفاضلة بين الضفعاء فمن أمثلتها قول النسائي:
أبو أويس ضعيف وإسماعيل ابنه أضعف منه(3).
رشدين بن كريب ضعيف وأخوه محمد بن كريب ليس بالقوي، إلا أنه أصلح قليلاً(4).
فليح بن سليمان ليس بالقوي وأخوه عبد الحميد أضعف من فليح(5).
الحارث الأعور ليس بذاك في الحديث وعاصم بن ضمرة أصلح منه(6).
المطلب الثالث: العناية ببيوتات العلم
ظهرت عناية النسائي بالبيوتات العلمية من خلال كلامه في الرواة بوضوح وجلاء، فإذا ما كان للراوي في إسناد النسائي إخوة رواة فيذكرهم فقط، وكذا إذا كان المراوي أبناء رواة فيعنى بهم ويذكرهم.
الإخوة والأخوات من الرواة:
كثرت عناية النسائي بذكر الإخوة والأخوات الرواة في سننه الكبرى ولا عجب في ذلك. فقد صنف في هذا الموضوع استقلالاً(7)، وللأسف فإن كتابه لم يصل إلينا ولعل نصوصه التي هنا تلقي الضوء على طبيعة هذا الكتاب:
__________
(1) ك، ج 5، ص 226، ح 8744.
(2) ك، ج 2، ص 98، ح 2561.
(3) ك، ج 4، ص 298, ح 7238.
(4) ك، ج 6، ص 49، ح 9993.
(5) ك، ج5، ص 490، ح 9712.
(6) ك، ج 5، ص 115، ح 8415.
(7) ذكره له غير واحد من العلماء منهم ابن الصلاح، عثمان بن عبد الرحمن، علوم الحديث، ط 3، تحقيق العتر، دار الفكر، دمشق، 1404هـ، ص 279، السخاوي، محمد بن عبد الرحمن، فتح المغيث شرح الغية الحديث، دار الكتب العلمية، بيروت، ج 3، ص 163، 1403هـ، ابن حجر، تهذيب، ج 6، ص 324.(1/24)
فإن كانوا ثقاتاً نص على ذلك أو فاضل بنيهم كقوله: إبراهيم محمد وموسى بنو عقبة كلهم ثقات وأكثرهم حديثا موسى بن عقبة وهم من أهل المدينة(1)، بكير هو ابن عبد الله بن الأشج وهم ثلاثة إخوة يعقوب وبكير وعمر، وأجلهم وأكثرهم حديثاً بكير(2).
وإن كانوا دون ذلك أبان عنهم كقوله: فليح بن سليمان ليس بالقوي وأخوه عبد الحميد أضعف من فليح(3).
وإن تفاوتت درجاتهم في الثقة والضعف نص عليها كقوله: عبد ربه بن سعيد ويحيى بن سعيد وسعد بن سعيد بن قيس بن فهد الأنصاري وهم ثلاثة أخوة ويحيى بن سعيد أجلهم وأنبلهم، وهو أحد الأئمة وليس في عصره بعد الزهري أجل منه، وعبد ربه ثقة، وسعد ضعيف(4). ونقل في موضع آخر قول الإمام أحمد فيهم(5).
وقد يقتصر على بيان مرتبة أحدهم والسكوت من الباقين كقوله:
وقد يقتصر على بيان مرتبة أحدهم والسكوت من الباقين كقوله: أبو حمزة أنس بن سيرين ثقة وهم أربعة أخوة محمد بن سيرين ويحيى بن سيرين ومعبد بن سرين وأنس بن سيرين، وحفصة بنت سيرين، وكريمة بنت سيرين وهم موالي أنس بن مالك الأنصاري(6).
الآباء مع الأبناء، وذلك:
بذكر النسائي الجرح والتعديل في الآباء وأبنائهم كقوله: أبو أويس ضعيف وإسماعيل ابنه أضعف منه(7)، أبو رشدين هو كريب مولى ابن عباس وابنه رشدين بن كريب ضعيف، وأخوه محمد بن كريب ليس بالقوي إلا أنه أصلح قليلاً، وكريب ثقة(8).
بذكر الجرح والتعديل في الآباء دون الأبناء كقوله: أبو العباس الشاعر اسمه السائب بن فروح ثقة، وابنه العلاء بن أبي العباس يروى عنه الحديث(9).
__________
(1) ك، ج 2، ص 327، ح 3629هـ.
(2) ك، ج 1، ص 614، ح 1999.
(3) ك، ج 5، ص 490، ح 9712.
(4) ك، ج 1، ص 141، ح 316.
(5) ك، ج 2، ص 163، ح 2864.
(6) ك، ج 2، ص 123، ح 2677.
(7) ك، ج 4، ص 298، ح 7238.
(8) ك، ج 6، ص 50، ح 9993.
(9) ك، ج 2، ص 126، ح 2691.(1/25)
بتعريف النسائي بالآباء دون ذكر للجرح والتعديل، وذكر ذلك في أبنائهم كقوله: محمد بن إبراهيم هو والد أبي بكر بن أبي شيبة، وعثمان بن أبي شيبة، والقاسم بن أبي شيبة. وهم ثلاثة أخوة، أبو بكر ثقة، وعثمان لا بأس به، والقاسم ليس بثقة(1).
ابن المنكدر اسمه محمد وله ثلاثة بنين: عمرو بن محمد بن المنكدر، والمنكدر بن محمد بن المنكدر ويوسف بن محمد بن المنكدر، فعمرو بن محمد بن المنكدر ثقة، والمنكدر بن محمد بن المنكدر ليس بالقوي في حفظه سوء، ويوسف بن محمد بن المنكدر ليس بشيء في الحديث(2).
المطلب الرابع: أقوال النقاد في الرواة:
عني النسائي بأقوال من سبقه من أئمة النقد كالإمام أحمد بن حنبل ويحيى القطان ومالك بن أنس وابن عون وسفيان الثوري وشعبة، فأورد النسائي بعض أقوالهم وهي قليلة جداً إذا ما قيست بكلامه في الرواة الذين سبق الحديث عنهم، فجاءت هذه الأقوال في ثلاثة عشر موضعاً لعدة أغراض حديثية منها:
للاستئناس والتقوية فيما يذهب إليه من جرح أو تعديل كقوله:
سمي هو مولى لأبي بكر عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المدني، روى عنه مالك وقال يحيى بن سعيد القطان: القعقاع بن حكيم أحب إلينا من سمي.
قال أبو عبد الرحمن: وكلاهما عندي ثقة، وسمي أحب إلينا من سهيل بن أبي صالح(3).
شعبة مولى ابن عباس، ليس في موالي ابن عباس ضعيف إلا شعبة مولى ابن عباس، فإن مالكاً قال: لم يكن يشبه القراء(4).
مصعب بن ثابت: ليس بالقوي في الحديث والله تعالى أعلم ويحيى القطان لم يتركه(5).
موسى بن أبي عائشة ثقة، كان سفيان الثوري يحسن الثناء على موسى بن أبي عائشة وهو كوفي(6).
للاستشهاد به حديث يقتصر عليه ولا يعقبه شيء، كقوله:
__________
(1) ك، ج 1، ص 601، ح 1950.
(2) ك، ج 1، ص 151، ح 353.
(3) ك، ج 2، ص 98، ح 2561.
(4) ك، ج 6، ص 50، ح 9993.
(5) ك، ج 4، ص 341، ح 7471.
(6) ك، ج 1، ص 294، ح 908.(1/26)
سعد بن سعيد ضعيف(1)، كذلك قال أحمد بن حنبل: يحيى بن سعيد بن قيس الثقة المأمون أحد الأئمة، وعبد ربه بن سعيد لا بأس به، وسعد بن سعيد ثالثهم ضعيف(2).
وأبو صالح هذا اسمه باذان وهو مولى أم هانئ وقيل: باذام وهو الذي يروي عنه الكلبي، قال ابن عيينه عن محمد بن قيس عن حبيب بن أبي ثابت قال: كنا نسمي أبا صالح دروغ زَنْ وهو بالفارسية كذاب(3).
لبيان الرأي النقدي المخالف، وإبداء رأيه استقلالاً وإن خالفه غيره من أعلام النقاد كقوله:
شهر بن حوشب ضعيف، سئل ابن عون عن حديث شهر فقال: إن شهراً تركوه وكان شعبة سيء الرأي فيه، وتركه يحيى القطان(4).
أبو الزبير اسمه محمد بن مسلم بن تدرس المكي، كان شعبة سيء الرأي فيه، وأبو الزبير من الحفاظ، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري وأيوب، ومالك بن أنس، فإذا قال سمعت جابراً فهو صحيح وكان يدلس، وهو أحب إلينا في جابر من أبي سفيان، وأبو سفيان هذا اسمه طلحة بن نافع وبالله التوفيق(5).
ومما حكاه من أقوال نقدية لشيوخه وساقه نسقاً مع الإسناد وذلك في موطنين فقط هما:
أنبا محمد بن المثنى قال: حدثنا عثمان بن عثمان الغطفاني وكان ثقة قال: أنبا ابن أبي ذئب(6).
أبنا محمد بن جبلة قال: حدثنا معمر بن مخلد وكان ثقة، قال حدثنا عبيد الله عن زيد(7).
وحكى في موطن قولاً في التوثيق لشيخ شيخه، حكاه نسقاً مع الرواية حيث قال: أنبا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا المعتمر قال: سمعت حسين بن ذكوان المعلم البصري وهو ثقة قال: حدثني عمرو بن شعيب(8).
__________
(1) في موطن سابق كلام سابق للنسائي، فيه زيادة فائدة فانظره: ج 1، ص 141، ح 316.
(2) ك، ج 2، ص 163، ح 2864.
(3) ك، ج 2، ص 252، ح 3309، في الأصل دوزون وهو تصحيف.
(4) ك، ج 6، ص 37، ح 9954.
(5) ك، ج 1، ص 640ـ خ 5101.
(6) ك، ج 1، ص 153، ح 362.
(7) ك، ج 1، ص 163، ح 404.
(8) ك، ج 2، ص 20، ح 2359.(1/27)
ورغم هذه الندرة في نقل النسائي لأقوال المعدلين والمجرحين للرواة إلا أنها تبرز شخصيته العلمية وتؤكد استقلاليته في أحكامه على الرواة.
المطلب الخامس: دفع الإشكال وتمييز ما يقع فيه الاشتباه من الرواة:
عُني النسائي بدفع الإشكال المتوهم عن الرواة، وتمييز ما يقع فيه الاشتباه من الأسماء والكنى والأنساب وبيان ذلك، لأن الأسماء قد تذكر من غير إضافة إلى أب، أو جد أو نسبة، وقد تذكر الإضافة، وفي هذه الحالات قد يقع الاشتباه لاشتراك أكثر من راوٍ فيما يذكر، ومثله فيما يتعلق بالكنى والأنساب والألقاب ونحوها، وهؤلاء تختلف أعيانهم وتتباين أحوالهم، فوجبت العناية بذلك حتى لا يظن الضعيف ثقة أو العكس، وهو ما عمل النسائي على تجليته ومن أمثلة ذلك:
في الأسماء التي ذكرت من غير إضافة:
حيكم، هو ابن جبير ليس بالقوي(1).
سُمي هو مولى لأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المدني، روى عنه مالك وقال يحيى بن سعيد القطان: القعقاع أحب إليّ من سُمي، قال أبو عبد الرحمن: كلاهما عندي ثقة، وسُمي أحب إلينا من سهيل ابن أبي صالح(2).
صالح هذا هو ابن أبي الأخر وحديثه هذا خطأ وهو كثير الخطأ عن الزهري(3).
ومن تمييزه لما اشترك في الاسم واسم الأب قوله:
إسماعيل بن مسلم ثلاثة، هذا أحدهم يروي عن محمد ابن واسع، لا بأس به.
وإسماعيل بن مسلم شيخ يروي عن أبي الطفيل، لا بأس به. وإسماعيل بن مسلم يروي عن الزهري والحسن، متروك الحديث(4).
عبد الرحمن بن إسحاق -أي راوٍ آخر- يروي عن جماعة من أهل الكوفة، وهو ضعيف(5).
ومن أمثلة دفع التوهم في الأسماء المشتركة في الأخذ عن شيخ واحد:
__________
(1) ك، ج2، ص 137، ح 2733.
(2) ك، ج 2، ص 98، ح 2561.
(3) ك، ج 2، ص 168، ح 2884.
(4) ك، ج 2، ص 347، ح 3708.
(5) ك، ج 6، ص 14، ح 9862.(1/28)
عبد الكريم الجزري هو عبد الكريم بن مالك ثقة، وعبد الكريم البصري هو عبد الكريم بن أبي المخارق ليس بشيء يقال له أبو أمية(1).
ومن أمثلة دفعه للإشكال المتوهم في الاسم والنسب قوله:
ليس في موالي ابن عباس ضعيف إلا شعبة مولى ابن عباس فإن مالكاً قال لم يكن يشبه القراء(2).
ومن أمثلة بيانه لمن نسب إلى جد أبيه قوله: ابن الهادي اسمه يزيد بن عبد الله بن أسامة ابن الهادي(3).
ومن أمثلة بيانه لما نسب إلى لقب قوله: اسم البهي عبد الله(4).
ومن أمثلة إيضاحه وبيانه لما أبهم في الإسناد قوله: أخبرنا حميد بن مسعدة قال: حدثنا يزيد -وهو ابن زريع- قال حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة عن رجل من بني عيسى عن حذيفة.
قال أبو عبد الرحمن: وهذا الرجل يشبه أن يكون وصلة بن زفر(5).
__________
(1) ك، ج 1، ص 146، ح 331.
(2) ك، ج 6، ص 50، ح 9993.
(3) ك، ج 1، ص 143، ح 323.
(4) ك، ج 5، ص 53، ح 8182.
(5) ك، ج 1، ص 434، ح 1379.(1/29)
أما بيان النسائي للكنى وتمييزه بين أصحابها وإيضاح أحوالهم فقد اشتدت عنايته بذلك جداً فقد أحصيت واحداً وخمسين رجلاً ممن ذُكروا بكناهم وأبان عن أحوالهم(1)، ولا غرابة في ذلك فهو صاحب كتاب الكنى(2).
وقد يكشف النسائي عن أصحاب الكنى ويعرف بهم بذكر أسمائهم وأسماء آبائهم، دون جرح أو تعديل أو مع ذكر الجرح أو التعديل، فممن ذكر أسماءهم: أبو إياس اسمه معاوية بن قرة(3)، وأبو أيوب اسمه خالد بن يزيد(4).
__________
(1) انظر: ك، ج 1، ص 613، ح 1995، ك، ج 1، ص 455, ح 1456, ك، ج 1، ص 171، ح 443, ك، ج 1، ص 140، ح 320، ك، ج 1، ص 143، ح 323، ك، ج 1، ص 611، ح 1990، ك، ج 1، ص 311، ح 967, ك، ج 1، ص 150، ح 348، ك، ج 1، ص 613، ح 1997, ك، ج 1، ص 601, ح 1950، ك، ج 1، ص 148، ح 343، ك، ج1، ص 434، ح 1379، ك، ج 1، ص 123، ح 2677، ك، ج 2، ص 640، ح 2101، ك، ج2، ص 160، ح 393، ك، ج2، ص 111، ح 2621، ك، ج 2، ص 123، ح 2677، ك، ج 2، ص 252، ج 3309، ك، ج2، ص 126، ح 2691، ك، ج 2، ص 20، ح 2286، ك، ج 2، 229، ح 3196، ك، ج 2، ص 96, ح 2551، ك، ج 2، ص 46، ح 4440، ك، ج 3، ص 232، ح 5187، ك، ج 3، ص 279، ح 5365، ك، ج3، ص 115، ح 4697، ك، ج 3، ص 272، ح 5345، ك، ج 3، ص 462، ح 5924، ك، ج3، ص 284، ح 5386، ك، ج 4، ص 298، ح 7238، ك، ج 4، ص 324، ح 7345، ك، ج 4، ص 259، ح 7001، ك، ج 5، ص 117، ح 4819، ك، ج 5، ص 467، ح 9593، ك، ج 6، ص 50، ح 9993، ك، ص 0، ح 9850.
(2) لم يصل إلينا هذا الكتاب بعد، وذكره له غير واحد من العلماء منهم ابن الصلاح، المقدمة، 296, الذهبي، السير، جا 14، ص 133، التذكرة، ج 2، ص 625، ابن حجر، التهذيب، ج 1، ص 274.
(3) ك، ح 1، ص 613، ح 1997.
(4) ك، ج 2، ص 111، ح 2621.(1/30)
وممن ذكر اسمه ونسبه: أبو حازم سلمان مولى عزة(1)، وأبو عثمان هو النهدي، واسمه عبد الرحمن بن مل(2).
وممن أفاد الاختلاف في اسمه: أبو بكر بن عياش، اختلف في اسمه فقيل: اسمه شعبة، وقيل محمد وقيل اسمه كنيته(3).
وممن ذكر اسمه وما فيه من جرح أو تعديل: أبو حمزة عمران بن أبي عطاء، ليس بالقوي(4)، وأبو معيد: حفص بن غيلان وهو صالح الحديث(5)، وأبو صالح: سهيل بن أبي صالح اسمه ذكوان ثقة مأمون(6)، وأبو هارون العبدي: متروك، واسمه عمارة بن جوين(7).
وممكن ذكر اسمه ولقبه وما فيه من جرح طارئ:
أبو النعمان اسمه محمد بن الفضل ولقبه عارم، وقد اختلط آخر عمره، وكان أحد الثقات قبل أن يختلط(8).
ومن الشواهد القوية التي تدل على تمكنه ومعرفته بأصحاب الكنى والتمييز بينهم وتحديد طبقاتهم وموطنهم ودفع الإشكال عنهم قوله:
أبو حمزة هذا اسمه محمد بن ميمون مروزي لا بأس به إلا أنه كان ذهب بصره في آخر عمره، فمن كتب عنه قبل ذلك فحديثهم جيد.
وأبو حمزة صاحب إبراهيم النخعي اسمه ميمون الأعور وليس بثقة. وأبو حمزة ثابت بن أبي صفية كوفي وليس بثقة، وأبو حمزة عمران بن أبي عطاء يروي عن ابن عباس، روى عنه شعبة وسفيان وليس بالقوي، وأبو حمزة طلحة بن يزيد كوفي ثقة، وأبو حمزة محمد بن كعب القرظي مدني ثقة، وأبو حمزة أنس بن سيرين ثقة وهم أربعة أخوة(9).
وممن اشتركوا في الكنية والنسب وأزال عنهم الإشكال ومايز بينهم:
__________
(1) ك، ج 3، 115, ح 4697, ك، ج 3، ص 272، ح 5340، وزاد هنا نسبته إلى المواطن: كوفي.
(2) ك، ج 1، ص 613، ح 1995.
(3) ك، ج 3، ص 279, ح 5365.
(4) ك، ج 1، ص 649، ح 2139.
(5) ك، ج 1، ص 171، ح 443.
(6) ك، ج 2، ص 252، ح 3309.
(7) ك، ج 3، ص 284، ح 5386.
(8) ك، ج 5، ص 467، ح 9593.
(9) ك، ج 2، ص 122 -123، ح 2677.(1/31)
أبو هارون العبدي، متروك الحديث، واسمه عمارة بن جوين، وأبو هارون العبدي لا بأس به واسمه إبراهيم بن العلاء وكلاهما من أهل البصرة(1).
وممن اقتصر على ذلك الجرح أو التعديل فيهم دون أن يسميهم أو ينسبهم قوله: أبو أويس ضعيف(2)، وأبو عامر العقدي ثقة(3).
وقد يقتصر في موطن على التعريف بمن ذكر بكنيته من الرواة دون جرح أو تعديل وفي موطن آخر يذكر ذلك كقوله:
أبو حمزة عندنا والله أعلم طلحة بن يزيد(4)، وقال في مكان آخر أبو حمزة طلحة بن يزيد كوفي ثقة(5).
المطلب السادس: العناية بتحديد مواطن الرواة:
__________
(1) ك، ج 3، ص 284، ح 5386.
(2) ك، ج 4، ص 298، ح 7238.
(3) ك، ج 6، ص 10، ح 9850.
(4) ك، ج 1، ص 434، ح 1379.
(5) ك، ج 2، ص 123، ح 2677.(1/32)
وهو من المرتكزات الهامة لعلم الطبقات لمعرفة بلد الراوي ومكان إقامته الأطول وأثره العلمي فيه، وقد عني النسائي بتحديد مواطن الرواة من خلال كلامه في الرواة توثيقاً أو تجريحاً أو تعريفاً كقوله: إبراهيم ومحمد وموسى بنو عقبة ثقات كلهم وأكثرهم حديثاً موسى بن عقبة وهم من أهل المدينة(1)، الزبير بن الوليد شامي لا أعرف له غير هذا الحديث(2)، عبد الكريم الجزري هو عبد الكريم بن مالك ثقة وعبد الكريم البصري هو عبد الكريم ابن أبي المخارق ليس بشيء يقال له أبو افيه(3). خالد بن زياد بن جزء خراساني، ثقة مستقيم الحديث(4). إبراهيم بن يوسف الكوفي ليس بالقوي في الحديث، وإبراهيم بن يوسف البلخي ثقة(5).
المطلب السابع: إلقاء الضوء على حياة الراوي العلمية والعائلية:
قد يضيف النسائي إلى الجرح أو التعديل في الراوي ما من شأنه أن يعرف به أو يلقي الضوء على حياته العلمية والعائلية مثل:
ذكر اسم شيخ الراوي واسم تلاميذه، ومن ذلك قوله: أبو معشر هذا اسمه زياد بن كليب ثقة وهو صاحب إبراهيم، روى عنه منصور ومغيرة وشعبة (6).
أبو حمزة عمران بن أبي عطاء يروي عن ابن عباس، روى عنه شعبة وسفيان وأبو عوانة، وليس بالقوي(7).
الاقتصار على ذكر اسم الشيخ أو اسم التلميذ ومن أمثلة ذلك قوله:
__________
(1) ك، ج 2، ص 327، ح 3629.
(2) ك، ج 6، ص 145، ح 10398.
(3) ك، ج1، ص 16، ح 331.
(4) ك، ج 1، ص 179، ح 474.
(5) ك، ج1، ص 1ك، ج 6، ص 153، ح 10428. وانظر مزيداً من الأمثلة في ك، ج 1، ص 623، ك، ج 1، ج 1، ص 640، ح 2101، ك، ج 2، ص96، ح2551، ك، ج 2، ص 98, ح 2561، ك، ج 2، ص 123، ح 2677، ك، ج 3، ص 272، ح 7345، ح، ج 3، ص 487، ح 5997، ك، ج 5، ص 197، ح 8652، ك، ج 5، ص 354، ح 9135، ك، ج 6، 14، ح 9862.
(6) ك، ج 2، ص 96، ح 2551.
(7) ك، ج 2، ص 122، ح 3677.(1/33)
يونس بن نافع يكنى أبا غانم ثقة مروزي روى عنه عبد الله بن المبارك(1).
إسماعيل بن مسلم يروي عن الزهري والحسن، متروك الحديث(2).
ذكر بعض ما ينكر على الراوي كقوله: أبو معشر المدني اسمه نجيح ضعيف، ومع ضعفه أيضاً كان قد اختلط عنده أحاديث مناكير منها.. ومنها... (3).
ذكر والد الراوي ومن أمثلة ذلك قوله:
محمد بن إبراهيم والد أبي بكر بن أبي شيبة وعثمان بن أبي شيبة والقاسم بن أبي شيبة وهم ثلاثة إخوة، أبو بكر ثقة، وعثمان لا بأس به، والقاسم ليس بثقة(4).
أبو العباس الشاعر اسمه السائب بن فروخ ثقة، وابنه العلاء بن أبي العباس يروى عنه الحديث(5).
ذكر إخوان الرواة كقوله:
أبو مالك بشر بن حسن «ثقة» أخو حسن بن حسن(6).
ذكر أعمام الرواة كقوله:
أبو سهيل هو عم مالك بن أنس واسمه نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي وهو أحد الثقات(7).
ذكر الأقران والنظراء من الرواة وأشباههم كقوله:
عبد الله بن سلمة الأفطس متروك الحديث، كان هذا الأفطس يطلب العلم مع يحيى بن سعيد القطان وكان من أسنانه(8).
الاقتصار على بعض ما تقدم دون جرح أو تعديل كقوله:
واسم أبي حازم المديني(9)، وهو ابن دينار وهو والد عبد العزيز بن أبي حازم.
ومحمد بن أبي يوسف قد روى عنه أيضاً مالك بن أنس وابن جريج(10).
__________
(1) ك، ج 1، ص 623، ح 2031.
(2) ك، ج 2، ص 347، ح 3708.
(3) ك، ج 2، ص 96، ح 2551.
(4) ك، ج 1، ص 601، ح 1950.
(5) ك، ج 2، ص 126، ح 2691.
(6) ك، ج 2، ص 229، ح 3196، وانظر أمثلة أخرى في ك، ج 5، ص 490، ح 9712، ج 6، ص 50، ح 9993.
(7) ك، ج1، ص 140، ح 320.
(8) ك، ج2، ص 307، ح 3541، وانظر أمثلة أخرى في ك، ج 2، ص 168، ح 2884، ك، ج 5، ص 115، ح 8415.
(9) هكذا في المطبوعة وسقط منها كلمة سلمة ك، ج 3، ص 272، ح 5345.
(10) ك، ج 3، ص 116، ح 4686.(1/34)
الاكتفاء بذكر اسم الراوي ونسبه أو كنيته وبيان اسمه أو ذكر الاسم وبيان الكنية ومن روى عنه، ومن أمثلة ذلك:
عمرو بن مسلم بن أكيمة وقد اختلف في اسمه فقيل عمر وقيل عمرو(1).
أبو الخليل اسمه صالح بن أبي مريم(2).
مهاجر كنيته أبو الحسن وقد روى عنه شعبة(3).
المطلب الثامن: الجمع بين الجرح والتعديل في الراوي:
أن يضعّف الراوي بشيخ بعينه ويوثق بغيره كقوله:
جعفر بن برقان ليس بالقوي في الزهري خاصة وفي غيره لا بأس به وكذلك سفيان بن حسين وسليمان بن كثير(4).
جعفر بن برقان في الزهري ضعيف وفي غيره لا بأس به(5). وابن عجلان اختلط عليه أحاديث سعيد المقبري، وابن عجلان ثقة والله أعلم(6).
أو يكون الراوي ثقة وحصل له جرح طارئ كالاختلاط أو ذهاب البصر أو قبول التلقين مما أدى إلى تغيير حال الراوي كقوله:
أبو النعمان اسمه عارف بن الفضل وكان قد اختلط في آخر عمره وكان أحد الثقات قبل أن يختلط(7).
أبو حمزة محمد بن ميمون مروزي لا بأس به إلا أنه كان قد ذهب بصره في آخر عمره فمن كتب عنه قبل فحديثه جيد(8).
المطلب التاسع: الجمع بين الرواة في الحكم عليهم جرحاً أو تعديلاً كقوله:
بكير هو ابن عبد الله بن الأشج وهم ثلاثة إخوة يعقوب وبكير وعمر، وأجلهم وأكثرهم حديثاً بكير(9).
لا أعرف عبد الرحمن بن بحر، ولا مبارك (بن سعيد) هذا(10).
سليمان بن موسى ليس بالقوي في الحديث ولا محمد بن راشد(11).
النعمان بن راشد كثير الخطأ في الزهري ونظيره في الزهري معاوية بن صالح(12).
__________
(1) ك، ج 3، ص 52، ح 4452.
(2) ك، ج 4، ص 259، ح 7100.
(3) ك، ج 2، ص 258، ح 3341.
(4) ك، ج 4، ص 16، ح 6107.
(5) ك، ج 6، 61، ح 10038.
(6) ك، ج 6، ص 28، ح 9920.
(7) ك، ج5، ص 467، ح 9593.
(8) ك، ج 2، ص 122، ح 2677.
(9) ك، ج1، 614، ح 1999.
(10) ك، ج4، ص 339، ح 7421.
(11) ك، ج 4، ص 234، ح 7004.
(12) ك، ج 2، ص 161، ح 2856.(1/35)
عبد ربه بن سعيد ويحيى بن سعيد وسعد بن سعيد بن قيس بن فهد الأنصاري وهم ثلاثة إخوة ويحيى بن سعيد أجلهم وأنبلهم، وليس في عصره بعد الزهري أجل منه، وعبد ربه ثقة وسعد ضعيف(1).
وفي ختام هذا البحث أشير إلى بعض الملحوظات العلمية النادرة في منهج النسائي من خلال كلامه على الرواة فمن ذلك:
كان يتكلم على رجال ليسوا في إسناده وإنما ذكرهم عرضاً لأغراض حديثية كدفع الإشكال والتوهم واللبس عند الاشتراك في الاسم أو الكنية أو النسبة ونحوها، كقوله:
إسماعيل بن مسلم ثلاثة: هذا أحدهم يروي عن محمد بن واسع، لا بأس به.
وإسماعيل بن مسلم شيخ يروي عن أبي الطفيل، لا بأس به.
وإسماعيل بن مسلم شيخ يروي عن الزهري والحسن، متروك الحديث(2).
أبو هارون العبدي متروك الحديث واسمه عمارة بن جوين.
وأبو هارون العبدي لا بأس به واسمه إبراهيم بن العلاء، وكلاهما من أهل البصرة(3).
محمد بن إبراهيم هو والد أبي بكر بن أبي شيبة وعثمان بن أبي شيبة والقاسم بن أبي شيبة وهم ثلاثة إخوة أبو بكر ثقة، وعثمان لا بأس به، والقاسم ليس بثقة(4).
قد يذكر النسائي الكلام في الراوي قبل فراغه من حكاية الإسناد والمتن وذلك إذا كان الكلام في الراوي ليس منه وإنما هو من كلام شيخه أو شيخ شيخه فيحكيه نسقاً مع الإسناد كما حُدت به كقوله: أنبأ محمد بن المثنى قال حدثني عثمان الغطفاني -وكان ثقة- قال أنبا ابن أبي ذئب.. (5).
__________
(1) ك، ج 1، ص 141، ح 316، ونحوه ك، ج 2، ص 163، ح 2864.
(2) ك، ج 2، ص 347، ح 3708.
(3) ك، ج 3، ص 284، ح 5386.
(4) ك، ج 1، ص 601، ح 1950.
(5) ك، ج 1، ص 153، ح 362، وهناك مثالان آخران هما ك، ج 6، ص 150، ح 10416. ك، ج 1، ص 163، ح 404، وفي ك، ج 2، ص 98, ح 2561.وأظن أن كلام النسائي في هذا الموطن الأخير - خطأ مطبعي أقحم بين الإسناد والمتن لأنه لا يستق مع منهجه.(1/36)
يندر أن يرفع النسائي في نسب الراوي كقوله: سعد بن سعيد بن قيس بن فهد الأنصاري(1).
أبو سهيل هو عم مالك بن أنس واسمه نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي(2).
قد يؤخر الكلام على الرواة حتى يفرع من سياق أحاديثهم ويجمعهم في الحكم، فبعد أن ساق حديثاً مرفوعاً من طريق عبد الملك بن نافع عن ابن عمر، قال: عبد الملك بن نافع ليس بالمشهور ولا يحتج بحديثه والمشهور عن ابن عمر خلاف حكايته(3)، ساق الحديث من طريق زيد بن جبير، وابن سيرين، ونافع، وسالم وأبي سلمة خمستهم عن ابن عمر. قال النسائي: وهؤلاء أهل الثبت والعدالة مشهورون بصحة النقل، وعبد الملك لا يقوم مقام واحد منهم ولو عاضده من أشكاله جماعة وبالله التوفيق(4).
الخاتمة:
أحمد الله تعالى على ما أنعم وتفضل وأحمده على أن يسر لي إتمام هذا البحث، الذي توصلت من خلاله إلى جملة من النتائج أهمها:
الوقوف على الألفاظ والعبارات التي استخدمها النسائي في كلامه على الرواة جرحاً أو تعديلاً، وكثرة أو قلة.
كتاب السنن الكبرى للنسائي حافل ببيان علل الأحاديث، وهو مصدر هام في بيان أحوال الرواة.
في السنن الكبرى جملة من النصوص من كتب النسائي التي لم تصل إلينا بعد - أعني مطبوعة أو لم نقف عليها في خزائن المخطوطات- ككتاب (الإخوة والأخوات من الرواة) وكتاب (الكنى) وكتاب (الجرح والتعديل) مما يعطينا تصوراً عن طبيعة هذه الكتب ومنهجه فيها.
في السنن الكبرى رواة مجهولون إما عيناً وإما حالاً، وفيهم المجروح، كما أن في السنن، الأحاديث الضعيفة، والمعللة، والمنكرة.
ولا مطعن على النسائي في ذلك لبيانه لأحوال رواته، وكشفه لعلل أحاديثه، وبيانه لمناكيرها، وللأسباب الحاملة له على إخراج حديث من ذكرنا حالهم.
__________
(1) ك، ج 1، ص 141، ح 316.
(2) ك، ج 1، ص 141، ح 319.
(3) ك، ج 3، ص 236، ح 5205.
(4) ك، ج 3، ص 236، ح 5210.(1/37)
إن النسائي يعتمد العدالة والضبط في راوي الحديث بغض النظر عن اتجاهه المذهبي.
لا يرى النسائي رواية الثقة عن الراوي تعدلاً له.
وجوب التأني في فهم مراد النسائي من ألفاظه ومقارنتها مع أقوال غيره من النقاد وأئمة الجرح والتعديل لمعرفة مراده وموقعه بينهم من التساهل أو الاعتدال أو التشدد.
تفرد النسائي من بين النقاد في الكلام في بعض الرواة، فلا يوجد كلام لغيره فيهم، واعتماد الأئمة له ونقله في مصنفاتهم.
بيان مراد النسائي من بعض عباراته وألفاظه في كلامه على الرواة.
الوقوف على السمات المنهجية لكلام النسائي على الرواة في السنن الكبرى، التي تدل على تمكنه من الصنعة الحديثية وتبحره فهيا.
لا يقتصر النسائي على الجرح أو التعديل العام للراوي فكثيراً ما يخصه بشيخ معين أو برواية معينة أو بوقت محدد مع إعطاء الحكم وبيان السبب.
أسماء الرواة الذين وثقهم النسائي، مرتبين على حروف المعجم مع ذكر الجزء والصفحة ورقم الحديث، انظر الهامش رقم (9):
إبراهيم بن عقبة، ج 2، ص 327، ح 3629.
إبراهيم بن يوسف البلخي، ج 6، ص 153، ح 10428.
بحير بن سعد، ج 3، ص 497، ح 6039.
حسين بن ذكوان، ج 2، ص 20، ح 2259.
حسين بن عياش، ج 5، ص 197، ح 8652.
سرار بن مجشر، ج 5، ص 354، ح 9135.
سعيد بن عبيد الطائي، ج 4، ص 212، ح 6921.
سُمي مولى لأبي بكر بن عبد الرحمن، ج 2، ص 98، ح 2561.
سيف بن سليمان، ج 3، ص 490، ح 6011.
عافية بن يزيد، ج 6، ص 143، ح 10391.
عبد الله بن الفضل، ج 2، ص 354، ح 3733.
عبد الكريم الجزري، ج 1، ص 146، ح 331.
عبد ربه بن قيس، ج 1، ص 141، ح 316.
عثمان بن عثمان الغطفاني، ج 1، ص 153، ح 362.
علي بن عياش، ج 5، ص 197، ح 8652.
عمر بن محمد بن المنكدر، ج 1، ص 151، ح 353. ذكر عَرضا.
القعقاع بن حكيم، ج 2، ص 98، ح 2561، ذكر عَرَضا.
قيس بن سعد، ج 3، ص 490، ح 6011.
محمد بن عجلان، ج 6، ص 28، ح 9920.(1/38)
محمد بن عقبة، ج 2، ص 327، ح 3629، ذكر عَرَضا.
معمر بن مخلد، ج 1، ص 163، ح 404.
موسى بن أعين، ج 2، ص 277، ح 3426.
موسى بن أبي عائشة، ج 1، ص 294، ح 908.
موسى بن عقبة، ج 2، ص 327، ح 3629 ذكر عَرضَا.
هارون بن رئاب، ج 3، ص 370، ح 5659.
يونس بن نافع، ج 1، ص 623، ح 2031.
أبو بكر بن أبي شيبة، ج 1، ص 601، ح 1950، ذكر عرضا.
أبو حمزة أنس بن سيري، ج 2، ص 123، ح 2677 ذكر عرضا.
أبو حمزة أنس بن سيرين، ج 2، 123، ح 2677 ذكر عرضا.
أبو حمزة طلحة بن يزيد، ج 2، 123، ح 2677 ذكر عرضا.
أبو حمزة محمد بن كعب، ج 2، 123، ح 2677 ذكر عرضا.
أبو حمزة نصر بن عمران، ج 1، ص 649، ح 2139.
أبو رشدين كريب مولى ابن عباس، ج 6، ص 50، ح 9993.
أبو عامر العقدي، ج 6، ص 10، ح 9850.
أبو العباس الشاعر، ج 2، ص 126، ح 2691.
أبو مالك بشر بن حسن، ج 2، ص 229، ح 3196.
أبو معشر زياد بن كليب، ج 2، ص 96، ح 2551.(1/39)