|
جمع و ترتيب: عصمت الله عنايت الله
تم استيراده من نسخة : أ/علي عبد الباقي
بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة ابن أبي الدنيا
جمع و ترتيب: عصمت الله عنايت الله
... إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا فَمَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ الا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ مَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ وَمَنْ يَعْصِهِمَا فإنهُ لَا يَضُرُّ الا نَفْسَهُ وَلَا يَضُرُّ اللَّهَ شَيْئًا.
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ الا وإنتُمْ مُسْلِمُونَ(1).
يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالارْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(2).
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عظيمًأ.(3)
... اللهم صل و سلم و بارك على عبدك ورسولك و نبيك محمد و على آله و أصحابه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد!
... فهذه ترجمة موجزة لابن أبي الدنيا كما ذكرها الذهبي نقلت ذلك بتصرف- إضافة عناوين و حذف مع تقديم و تأخير- يسير من سير أعلام النبلاء
اسمه ونسبه
__________
(1) . آل عمران:102
(2) . النساء: 1
(3) . الاحزاب:70-71
(1/1)
... ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، هوعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ بْنِ سُفْيَانَ بنِ قَيْسٍ القُرَشِيُّ مَوْلاَهُمُ، مَولَى بَنِي أُمَيَّةَ؛ البَغْدَادِيُّ، المُؤَدِّبُ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ السَّائِرَةِ،.
مولده ونشاته
وُلِدَ بمدينة بغداد في اوائل القرن الثالث الهجري سَنَةَ ثَمَانٍ وَمائَتَيْنِ.
ويعد القرن الثالث الهجري عصر النهضة الفكرية ففي تلك الحقبة نشطت حركة التراجم والابداع الادبي .
... وكان هذا عامل رئيسي في بلورة فكر ابن ابي الدنيا وتهذيبه .
شيوخه
وَأَقدم شَيْخ لَهُ: سَعِيْد بن سُلَيْمَانَ سعدويه الوَاسِطِيّ.
وَسَمِعَ مِنْ: عَلِيِّ بنِ الجعد، وَخَالِد بن خِداش، وَعَبْد اللهِ بن خَيْرَان، صَاحِب المَسْعُوْدِيّ، وَطَبَقَتِهم.
وَقَدْ جمع شَيْخنَا أَبُو الحجَّاج الحَافِظ أَسْمَاء شُيُوْخه عَلَى المعجم، وَهُم خلق كَثِيْر، فمنهُم:
1. أَحْمَد بن إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيّ،
2. وَأَحْمَد بن جَنَاب،
3. وَأَحْمَد بن حَاتِمٍ الطَّوِيْل،
4. وَأَحْمَد بن عَبْدَة الضَّبِّيّ،
5. وَأَحْمَد بن عِمْرَانَ الأَخنسِي،
6. وَأَحْمَد بن عِيْسَى المِصْرِيّ،
7. وَأَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْب،
8. وَأَحْمَد بن مُحَمَّدٍ البِرتِي،
9. وَأَحْمَد بن مَنِيْعٍ،
10. وَأَحْمَد بن زِيَادٍ سبلان،
11. وَإِبْرَاهِيْم بن سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيّ،
12. وَإِبْرَاهِيْم بن عَبْد اللهِ الهَرَوِيّ،
13. وَإِبْرَاهِيْم بن مُحَمَّدِ بنِ عَرْعَرَة،
14. وَإِبْرَاهِيْم بن أُوْرمَة - وَهُوَ أَصغر مِنْهُ-
15. وَإِسْحَاق بن أَبِي إِسْرَائِيْلَ،
16. وَإِسْمَاعِيْل بن إِبْرَاهِيْمَ التَرْجُمَانِي،
17. وَإِسْمَاعِيْل القَاضِي - وَتَأَخر بَعْدَهُ –
18. وَإِسْمَاعِيْل بن عَبْدِ اللهِ بنِ زُرَارَةَ الرَّقِّيّ،
19. وَإِسْمَاعِيْل بن عُبَيْدٍ بن أَبِي كَرِيْمَة،
20. وَإِسْمَاعِيْل بن عِيْسَى العَطَّار،
(1/2)
21. وَبسَام بن يَزِيْدَ النَّقَّالَ،
22. وَبَشَّار بن مُوْسَى،
23. وَبِشْر بن الوَلِيْدِ الكِنْدِيّ،
24. وَحَاجِب بن الوَلِيْدِ،
25. وَالحَارِث بن سُرَيْج النَّقَّالَ،
26. وَالحَارِث بن أَبِي أُسَامَةَ – رَفِيْقه-
27. وَالحَكَم بن مُوْسَى،
28. وَخَالِد بن خِدَاشٍ،
29. وَخَلَف بن سَالِم المُخَرِّمِيّ،
30. وَخَلَف بن هِشَامٍ البَزَّار،
31. وَدَاوُد بن رُشَيْدٍ،
32. وَدَاوُد بن عَمْرٍو الضَّبِّيّ،
33. وَالرَّبِيْع بن ثَعْلَب،
34. وَزُهَيْر بن حَرْب،
35. وَسُرَيْج بن يُوْنُسَ،
36. وَسَعِيْد بن زُنْبُور الهَمْدَانِيّ،
37. وَسَعِيْد بن سُلَيْمَانَ المُخَرِّمِيّ الأَحْوَل،
38. وَسَعِيْد بن سُلَيْمَانَ سَعْدَويه،
39. وَسَعِيْد بن مُحَمَّدٍ الجَرْمِيّ،
40. وَسُلَيْمَان بن أَيُّوْبَ - صَاحِب البَصْرِيّ-
41. وَسُوَيْد بن سَعِيْدٍ،
42. وَعَبْد اللهِ بن خَيْرَان،
43. وَعَبْد اللهِ بن عَوْنٍ الخرَّاز،
44. وَعَبْد اللهِ بن مُعَاوِيَة الجُمَحِيّ،
45. وَعَبْد الأَعْلَى بن حَمَّادٍ،
46. وَعَبْد الصَّمَدِ بن يَزِيْدَ مَرْدَوَيْه،
47. وَعَبْد العَزِيْزِ بن بَحْر،
48. وَعَبْد المتعَالِي بن طَالب،
49. وَأَبو نَصْر بن عَبْدِ العَزِيْزِ التَّمَّار،
50. وَعُبَيْد اللهِ القَوَارِيْرِيّ،
51. وَعُبَيْد الله العَيْشِيّ،
52. وَعَلِيّ بن الجعد،
53. وَعَمَّار بن نَصْرٍ،
54. وَأَبُو عُبَيْد القَاسِمُ بنُ سَلاَّم - وَهُوَ مِنْ قُدمَاء شُيُوْخه-
55. وَكَامِل بن طَلْحَة،
56. وَمُحَمَّد بن إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي سَمِينَة،
57. وَمُحَمَّد بن بَكَّارٍ بن الرَّيَّان،
58. وَمُحَمَّد بن جَعْفَرٍ المَدَائِنِيّ، عَنْ حَمْزَة الزَّيَّات فِي (اصطنَاع المَعْرُوف)،
59. وَمُحَمَّد بن زِيَادِ بنِ الأَعْرَابِيّ،
60. وَمُحَمَّد بن سَعِيْدٍ الكَاتِب،
61. وَمُحَمَّد بن سَلاَّمٍ الجُمَحِيّ،
(1/3)
62. وَمُحَمَّد بن الصَّبَّاحِ الدُّوْلاَبِيّ،
63. وَمُحَمَّد بن الصَّبَّاح الجَرْجَرَائِيّ،
64. وَمُحَمَّد بن عَاصِم - صَاحِب الخَان - حَدَّثَهُ عَنْ: حَرِيز بن عُثْمَانَ، وَعَنْ كَثِيْر بن سُلَيْم،
65. وَمُحَمَّد بن عَبَّاد المَكِّيّ،
66. وَمُحَمَّد بن عَبْدِ الوَاهِب الحَارِثِيّ،
67. وَمُحَمَّد بن عُبَيْدٍ وَالده،
68. وَمُحَمَّد بن عِمْرَانَ بنِ أَبِي لَيْلَى الأَنْصَارِيّ،
69. وَمُحَمَّد بن يُوْنُسَ الكُدَيْمِيّ،
70. وَمَحْمُوْد بن الحَسَنِ الوَرَّاق - مِنْ نظمه –
71. وَمَحْمُوْد بن مُحَمَّدِ بنِ مَحْمُوْد بن عَدِيّ بنِ ثَابِت بن قَيْس بن الخطيم الظَّفَرِيّ،
72. وَمَنْصُوْر بن أَبِي مُزَاحم،
73. وَمَهْدِيّ بن حَفْص،
74. وَمُوْسَى بن مُحَمَّدِ بنِ حَيَّانَ البَصْرِيّ،
75. وَالنَّضْر بن طَاهِرٍ البَصْرِيّ،
76. وَنُعَيْم بن الهيصم،
77. وَهَارُوْن بن مَعْرُوف،
78. وَالهَيْثَم بن خَارِجَةَ،
79. وَيَحْيَى بن أَيُّوْبَ العَابِد،
80. وَيَحْيَى بن درست القُرَشِيّ،
81. وَيَحْيَى بن عَبْد الحَمِيْد الحِمَّانِيّ،
82. وَيَحْيَى بن عبدويه - صَاحِب شُعبَة-
83. وَيَحْيَى بن يُوْسُفَ الزَّمِّي،
84. وَأَبُو بلاَل الأَشْعَرِيّ مِرْدَاس،
85. وَأَبُو عُبَيْدَة بن فُضَيْل بن عِيَاض.
... ويَرْوِي عَنْ خلق كَثِيْر لاَ يُعرفون، وَعَنْ طَائِفَةٍ مِنَ المُتَأَخِّرين: كـ
86. يَحْيَى بن أَبِي طَالِبٍ،
87. وَأَبِي قِلاَبةَ الرَّقَاشِيّ،
88. وَأَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ،
89. وَمُحَمَّد بن إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيّ،
90. وَعَبَّاس الدُّوْرِيّ؛
و سبب كتابته عن المتأخرين أَنَّهُ كَانَ قَلِيْل الرِّحلَة، فيتعذر عَلَيْهِ رِوَايَة الشَّيْء، فيكتبه نَازلاً وَكَيْفَ اتَّفَقَ.
تلامذته و من روى عنه
حَدَّثَ عَنْهُ:
1. الحَارِث بن أَبِي أُسَامَة، أَحَد شُيُوْخِه،
2. وَابْن أَبِي حَاتِمٍ،
(1/4)
3. وَأَحْمَد بن مُحَمَّدٍ اللُّنبَانِي،
4. وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ سَلْمَان النَّجَّاد،
5. وَالحُسَيْن بن صَفْوَانَ البَرْذَعِيّ،
6. وَأَحْمَد بن خُزَيْمَةَ،
7. وَأَبُو جَعْفَرٍ عَبْد اللهِ بن بُريَة الهَاشِمِيّ،
8. وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْد اللهِ الشَّافِعِيّ،
9. وَعِيْسَى بن مُحَمَّدٍ الطُّومَارِي،
10. وَأَبُو عَلِيٍّ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ الصَّحَّاف،
11. وَأَبُو العَبَّاسِ بن عُقدَة،
12. وَأَبُو سَهْل بن زِيَادٍ،
13. وَأَحْمَد بن مَرْوَانَ الدِّيْنَوَرِيّ،
14. وَعُثْمَان بن مُحَمَّدٍ الذّهبِي
15. وَعَلِيّ بن الفَرَجِ بن أَبِي رَوْح،
16. وَإِبْرَاهِيْم بن مُوْسَى بن جَمِيْل الأَنْدَلُسِيّ،
17. وَإِبْرَاهِيْم بن عُثْمَانَ الخشَّاب، بصرِي،
18. وَإِبْرَاهِيْم بن عَبْدِ اللهِ بنِ الجُنَيْد - وَمَاتَ قَبْلَهُ-
19. وَأَبُو الحُسَيْن أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ الجَوْزِيّ،
20. وَابْن أَبِي حَاتِمٍ،
21. وَعَبْد الرَّحْمَن بن حَمْدَانَ الجَلاَّب،
22. وَمُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَد الأَصْبَهَانِيّ الصَّفَّار،
23. وَأَبُو بشير الدُّوْلاَبِيّ،
24. وَأَبُو جَعْفَرٍ بن البَخْتَرِيّ،
25. وَمُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ خنب البُخَارِيّ،
26. وَابْن المَرْزبَان،
27. وَمُحَمَّد بن خَلَف، وَكِيْع،
28. وَآخَرُوْنَ.
29. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ: ابْنُ مَاجَهْ فِي (تَفْسِيْره).
مكانته العلمية وثناء العلماء عليه
أثنى عليه كثير من العلماء:
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَتَبْتُ عَنْهُ مَعَ أَبِي، وَقَالَ أَبِي: هُوَ صَدُوْقٌ.
وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ يُؤدِّب غَيْر وَاحِدٍ مِنْ أَولاَد الخُلَفَاء.
وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا إِذَا جَالس أَحَداً، إِن شَاءَ أَضحكه، وَإِن شَاءَ أَبكَاهُ فِي آنٍ وَاحِدٍ، لتَوَسُّعِهِ فِي العِلْمِ وَالأَخْبَار.
(1/5)
قَالَ أَحْمَد بن كَامِلٍ: كَانَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا مُؤَدِّب المُعْتَضِد.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ بن شَاذَان البَزَّاز: حَدَّثَنَا أَبُو ذر القَاسِم بن دَاوُد، حَدَّثَنِي ابْن أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: دَخَلَ المكتفِي عَلَى المُوَفَّق وَلَوْحُه بِيَدِه، فَقَالَ مَالِك لَوْحُك بيدك؟
قَالَ: مَاتَ غُلاَمِي وَاسْترَاح مِنَ الكُتَّاب.
قَالَ: لَيْسَ هذا مِنْ كَلاَمك، كَانَ الرَّشِيْد أَمر أَنْ تُعْرَض عَلَيْهِ أَلواح أَولاَدِه، فَعُرضت عَلَيْهِ فَقَالَ لابْنهِ مَا لغُلاَمك لَيْسَ لَوْحك مَعَهُ؟
قَالَ: مَاتَ وَاسْترَاح مِنَ الكُتَّاب.
قَالَ: وَكَأَنَّ المَوْت أَسهل عَلَيْك مِنَ الكتاب؟
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: فدع الكُتَّاب، قَالَ: ثُمَّ جئته.
فَقَالَ: كَيْفَ محبتك لمُؤَدِّبك؟
قُلْتُ: كَيْفَ لاَ أَحَبّه، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ فتق لسَانِي بِذِكْرِ الله، وَهُوَ مَعَ ذَاكَ إِذَا شِئْت أَضحكك، وَإِذَا شِئْت أَبكَاك.
قَالَ: يَا رَاشِد: أَحضر هَذَا.
فَأَحضرنِي، فَابْتدأَت فِي أَخْبَار الخُلَفَاء وَموَاعِظهُم، فَبَكَى بكَاء شَدِيْداً.
قال فجاءني راغب - أو يائس - فقال لي : كم تبكي الامير ؟
فقال : قطع الله يدك ماله وله يا راشد تنح عنه
قال: وابتدأْت، فذكرت نَوَادِر الأَعرَاب، فَضَحِكَ ضحكاً كَثِيْراً، ثُمَّ قَالَ لِي: شَهْرتَنِي شَهْرتَنِي.
قال أبو ذر : فقال لاحمد بن محمد بن الفرات : أجر له خمسة عشر دينارا في كل شهر
قال أبو ذر : فكنت أقبضها لابن أبي الدنيا إلى أ ن مات .
وقال ابن النديك : كان يؤدب المكتفي بالله ، وكان ورعا زاهدا عالما بالاخبار والروايات .
وقال الحافظ ابن كثير : الحافظ المصنف في كل فن المشهور بالتصانيف الكثيرة ، النافعة الشائعة الزائعة في الرقاق وغيرها ، وكان صدوقا حافظا ذا مروءة .
(1/6)
وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ : كان صدوقا أديبا إخباريا ، كثير العلم - حديثه في غاية العلو ، لابن البخاري ، بينه وبينه أربعة أنفس .
وقال جمال الدين أبو المحاسن بن تغري بردي : كان مؤدبا لجماعة من أولاد الخلفاء ، منهم المعهم المعتضد ، وابنه المكتفي ، وكان عالما زاهدا ، ورعا عابدا ، وله التصانيف الحسان والناس بعده عيال عليه في الفنون التي جمعها ، وروي عنه خلق كثير ، واتفقوا على ثقته وصدقه وأمانته .
وقال الزركلي : كان من الوعاظ العارفين بأساليب الكلام ، وما يلائم طبائع الناس .
وقال عنه صاحب المنتظم : كان ابن أبي الدنيا يقصد حديث الزهد والرقائق ، وكان لاجلها يكتب عن البرجلاني ويترك عفان بن مسلم .
مؤلفاته و آثاره العلمية
... كان لنشأة ابن أبي الدنيا بهذه الكيفية الاثر العظيم في تنوع كتاباته ، فعدد مؤلفاته يربوا أو ينيف على الثمانين ومائة كتاب ورسالة قال الذهبي عن مؤلفاته: َتَصَانِيْفه كَثِيْرَةٌ جِدّاً، فِيْهَا مُخَبّآت وَعجَائِب. و إليكم تَرْتِيْب مصنفَاته عَلَى المعجم:
الأَدب
اصطنَاع المَعْرُوف
الأَشرَاف
أَخْبَار ضَيْغم
إِصْلاَح المَال
الأَنوَاء
أَخْبَار المُلُوك
الأَخلاق
الإِخوَان
الانفرَاد
أَخْبَار الثَّوْرِيّ
الأَلويَة
الأَوْلِيَاء
الأَمْر بِالمَعْرُوف
الأَلحَان
الأَحزَان
أَخْبَار أُوَيْس
أَخْبَار مُعَاوِيَة
الأَضحيَة
الإِخلاص
الأَيَّام وَاللَّيَالِي
أَهوَال القِيَامَة
أَعلاَم النُّبُوَّة
إِنزَال الحَاجَة بِاللهِ
أَخْبَار قُرَيْش
أَخْبَار الأَعرَاب
إِعَطَاء السَّائِل
انقلاب الزَّمَان
أَعقَاب السُّرُور وَالأَحزَان وَالبكَاء
التَّوبَة
التهجد
التفكر وَالاعتبَار
التعَازي
تَارِيْخ الخُلَفَاء
التَّارِيْخ
تغيُّر الإخوَان
تغيير الزَّمَان
التَّقْوَى
تعبِير الرُّؤيَا
التَّشمس
التَّوَكُّل
الجوع
الجِهَاد
الجفَاة عِنْد المَوْت
الجيرَان
حسن الظَّنّ
الحذر وَالشَّفقَة
حلم الحكمَاء
الحلم
(1/7)
حلم الأَحْنَف
حروف خلف
الحوائِج
الخُلَفَاء
الخَافقين
الخمُوْل
الخبز الخَاتم
دلاَئِل النُّبُوَّة
الدّين وَالوَفَاء
الدُّعَاء
ذم الدُّنْيَا
ذم الشهوات
ذم المسكر
ذم البغي
ذم الغيبَة
ذم الحسد
ذم الفَقْر
ذم الرَّيَاء
ذم الرِّبَا
ذم الضحك
ذم البُخْل
الذّكر
الرُّهبَان
الرُّخْصَة فِي السَّمَاع
الرَّمْي
الرَّهَائِن
الرِّضَا
الرِّقَّة
الزُّهْد
الزَّفير
السُّنَّة
السَّخَاء
الشُّكر
الشَّيب
شرف الفَقْر
الصَّمت
الصَّدَقَة
صدقَة الفطر
الصبر
صفَة الجَنَّة
صفَة النَّار
صفَة النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الصَّلاَة عَلَى النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وَسلَّم
الطَّبَقَات
الطَّواعِين
العُزلَة
العزَاء
عقوبَة الأَنْبِيَاء
العقل
العوائِد
العقوبَات
العيَال
العبَّاد
العوذ
العيدين
العِلْم
عَاشُورَاء
العفو
عَطَاء السَّائِل
العمر وَالشَّبَاب
فضل العَبَّاس
الفتوَى
الفرج بَعْد الشِدَّة
فضل العشر
فضل رَمَضَان
فضَائِل عليّ
فضل لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله
الفَوَائِد
الفتُوْنَ
فضَائِل القُرْآن
القصّاص
قَضَاء الحوائِج
قصر الأَملِ
قرَى الضَّيف
القُبُوْر
القنَاعَة
كَرَامَاتَ الأَوْلِيَاء
المدَارَة
مَنْ عَاشَ بَعْدَ المَوْتِ
المحتضرين
المرض وَالكفَّارَات
المَوْت
المتمنين
مكَائِد الشَّيْطَان
المَطَر
المَنَامَات
مَقْتَل عليّ
مَقْتَل عُثْمَان
مَقْتَل الحُسَيْن
مَقْتَل طَلْحَة
مَقْتَل الزُّبَيْر
مَقْتَل ابْن الزُّبَيْرِ
مَقْتَل ابْن جُبَيْر
كِتَاب المُروءة
المَجُوْس
معَارض الكلامَ
المملوكين
المَغَازِي
المنتظم
المنَاسك
مكَارم الأَخْلاَق
مجَابِي الدَّعوَة
محَاسبَة النفس
المعيشة
النَّوَادر
النَّوَازع
الهُم وَالحزن
الهدَايَا
الوَرَع
الوصَايَا
الوقف وَالابْتِدَاء
الوجل
اليَقين
ما اقتناه الذهبي من مؤلفات ابن أبي الدنيا
قال الذهبي في السير: وَقَعَ لِي مِنْ تَصَانِيْف ابْن أَبِي الدُّنْيَا:
? القنَاعَة
? قصر الأَمل
(1/8)
? مُجَابِي الدعوَة
? التَّوَكُّل
? الوجل
? ذم الملاَهِي
? الصَّمت
? الفرج بَعْد الشِدَّة
? قِرَى الضَّيف
? مَنْ عَاشَ بَعْدَ المَوْت
? المحتضرين
? المدَارَة) بفَوْت
? محَاسبَة النفس
? ذم المسكر
? اليَقين
? التَّوبَة
? الشكر
? المَوْت
? القُبُوْر
? العزلَة
وَأَشيَاء
وفاته
... قال القاضي أبو الحسن : وبكرت إلى إسماعيل بن إسحاق القاضي يوم مات ابن أبي الدنيا ، فقلت له : أعز الله القاضي مات ابن أبي الدنيا ، فقال رحم الله أبا بكر مات معه علم كثير ، يا غلام امض إلى يوسف حتى يصلي عليه ، فحضر يوسف ابن يعقوب فصلى عليه في الشونيزية ، ودفن فيها سنة ثمانين .
قال الخطيب : هذا وهم . كانت وفاة ابن أبي الدنيا في سنة إحدي وثمانين ومائتين ، كذلك أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، عن أحمد بن كامل القاضي ، قال : سنة إحدي وثمانين ومائتين فيها مات أبو بكر بن أبي الدنيا القرشي مؤدب المعتضد .
وقال الذهبي : مات في جمادى الأولى سنة إحدي وثمانين ومائتين.
مصادر ترجمته
سير أعلام النبلاء 13/397- 404 الترجمة : 192
تاريخ بغداد 10 / 89 ، 91 رقم الترجمة : 5209 ،
تذكرة الحفاظ 2 / 677 - 679 ،
الجرح والتعديل 5 / 163 ،
طبقات الحنابلة 1 / 192 - 195
المنتظم 5 / 148 - 149 ،
العبر 2 / 65 ،
فوات الوفيات 2 / 228 ،
النجوم الزاهرة 3 / 86 ،
البداية والنهاية 11 / 71 ،
تهذيب التهذيب 6 / 12 ،
طبقات الحفاظ 294 ،
خلاصة تهذيب الكمال 213
تم بحمد الله
(1/9)