الحافظ ابن حجر
ومنهجه في تقريب التهذيب
إعداد
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده، ونستعين ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71].
أما بعد :
فإنَّ علم الجرح والتعديل هو أحد أنواع العلوم المتعلقة بالرواة: وهذا العلم يعدُّ من الأهمية بمكان؛ ذلك أن الغرض من معرفته حفظُ سنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم.
فمن أهميته: إجماع أهل العلم على أنه لا يقبل إلا خبرُ العدل، كما أنه لا تقبل إلا شهادة العدل؛ لذلك كان السؤال عن المخبِر من أهل العلم والمعرفة واجباً محتماً.
وإذا كان معرفة أحوال الرواة من أوجب الواجبات لحفظ سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فإن بيان حال من عُرف بالضعف أو الكذب، وكذا من عُرف الضبط والعدالة من ذلك الواجب أيضاً؛ ليعرف الناس حقيقة أمر من نقل حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الأمة.(1)
قال عبد الله بن المبارك: " الإِسْنَادُ مِنَ الدِّينِ وَلَوْلاَ الإِسْنَادُ لَقَالَ مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ"(2).
- وقال عَبْدَانُ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ : " الْإِسْنَادُ مِنَ الدِّينِ ، وَلَوْلَا الْإِسْنَادُ لَقَالَ : مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ " قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : فَلَوْلَا الْإِسْنَادُ وَطَلَبُ هَذِهِ الطَّائِفَةِ لَهُ وَكَثْرَةُ مُوَاظَبَتِهِمْ عَلَى حِفْظِهِ لَدَرَسَ مَنَارُ الْإِسْلَامِ ، وَلَتَمَكَّنَ أَهْلُ الْإِلْحَادِ وَالْبِدَعِ فِيهِ بِوَضْعِ الْأَحَادِيثِ ، وَقَلْبِ الْأَسَانِيدِ ، فَإِنَّ الْأَخْبَارَ إِذَا تَعَرَّتْ عَنْ وُجُودِ الْأَسَانِيدِ فِيهَا كَانَتْ بُتْرًا "(3)
وقال الْقَاسِمَ بْنَ بُنْدَارٍ: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ الرَّازِيَّ ، يَقُولُ : " لَمْ يَكُنْ فِي أُمَّةٍ مِنَ الْأُمَمِ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ أُمَنَاءُ يَحْفَظُونَ آثَارَ الرُّسُلِ إِلَّا فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ " فَقَالَ : لَهُ رَجُلٌ : يَا أَبَا حَاتِمٍ رُبَّمَا رَوَوْا حَدِيثًا لَا أَصْلَ لَهُ وَلَا يَصِحُّ ؟ فَقَالَ : " عُلَمَاؤُهُمْ يَعْرِفُونَ الصَّحِيحَ مِنَ السَّقِيمِ ، فَرِوَايَتُهُمْ ذَلِكَ لِلْمَعْرِفَةِ لِيَتَبَيَّنَ لِمَنْ بَعْدِهِمْ أَنَّهُمْ مَيَّزُوا الْآثَارَ وَحَفَظُوهَا ، ثُمَّ قَالَ : " رَحِمَ اللَّهُ أَبَا زُرْعَةَ ، كَانَ وَاللَّهِ مُجْتَهِدًا فِي حِفْظِ آثَارِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - "(4)
ولم يخلُ عصرٌ من العصور من إمام يقوم بواجب هذه الصنعة ، إلا أن المنهج اختلف من المتقدمين إلى المتأخرين ، فبعد أن كان عند المتقدمين قائماً على الاجتهاد والأصالة والسبر والاستقراء أصبح عند المتأخرين قائماً على الترتيب والجمع والتصنيف، ومن خلال التطور الزمني للتصنيف في علم الجرح والتعديل ، كان ( الكمال في أسماء الرجال) للحافظ عبد الغني المقدسي أحد خلقات تطوره ، والذي نال من الاهتمام ما لاينكره عاقل ، ومن ثم تكاثرت فروعه ، فكان أحد تلك الفروع كتاب ( تقريب التهذيب ) لحافظ عصره بلا مدافع ، وإمام وقته بلا منازع أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني- رحمه الله- .
وقد برزت في هذا الكتاب - كما في غيره من كتبه- شخصية الحافظ الناقد الخبير البصير بمواضع الكلام ، ومراتب الرواة ، وعلل أحاديثهم ، فكان خير تعبير عن علم جمٍّ وافرٍ ، وذوق ماهرٍ ، فلقيَ من القبول ما لم يكد يلقه كتاب آخر في موضوعه ، ولم يجرأ أحد من الناس على ردِّ أحكام الحافظ - بل : غاية ما كان استدراكات لا يخلو عمل بشريٌّ من العوز لها- منذ تأليفه في النصف الأول من القرن التاسع الهجري حتى وقت قريب .(5)
لقد كانت صلتي بهذا الكتاب منذ بداية اشتغالي بالسنَّة النبوية ، وكنت أرجع إليه كثيرا ، وبعد قيامي بتخريج أحاديث الجامع الكبير للسيوطي - قسم الأقوال- تبين لدي أن هناك بعض العبارات التي فيها غموض ، وكذلك بعض المصطلحات التي اصطلحها الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابي ، فكنت أسجل ملاحظاتي على النسخة التي حققها الشيخ محمد عوامة - حفظه الله - وكلُّ ذلك كان عرضاً وليس قصدا، كما أم الشيخ نفسه - (عوامة) قد أبدى تحفظاً كبيرا إزاء المرتبة السداسة في التقريب ( مقبول).
وقد وقع كثير من المشتغلين بالسنَّة النبوية من المعاصرين في فهم مصطلحات الحافظ ابن حجر فهما فهما مغلوطاً ، مما أدى لتضعيف مئآت الأحاديث بغير حق ، وذلك لأنهم لم يرجعوا إلى الكتب الكبيرة الأساسية في الجرح والتعديل ولو للتهذيب أصل التقريب ، بل فهموا أحكامه فهما أصمّاً مما جعل البعض من هؤلاء من يتهم الحافظ ابن حجر بالتناقض ، وبالتساهل أحياناً أخرى .
وأول دراسة جادة في حلِّ هذه الإشكالات العديدة هي للدكتور وليد العاني - رحمه الله - في كتابه الرائع منهج دراسة الأسانيد والحكم عليها ، فقد تصدى لها ، وحاول فك ألغازها ورموزها ، وانتقد الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في فهمه لها ، وتكلم على المراتب ( الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة) وهي التي أحدثت هذه الإشكالات، وقد استطاع الوصول إلى فهم كلام الحافظ ابن حجر إلى حدٍّ بعيد ، ولكنه أخفق في بعض الجوانب ، وقد كثرت الردود عليه ما بين مؤيد ومعارض ، ومتحفظ أيضاً .
فرايت لزاماً عليَّ أن أقوم بدراسة منهج الحافظ ابن حجر في هذا الكتاب الفريد ، وكان قد تجمَّع لدي الكثير منها سابقاً.
وكانت طريقة عملي فيه على الشكل التالي :
أولا- نقل كلامه على هذه المراتب كاملا .
ثانيا- تكلمت على كل مرتبة على حدى من خلال التطبيق العلمي لها عند الحافظ ابن حجر في التقريب أو كتبه الأخرى ، ولا سيما التهذيب ، واردفت ذكل بنقل كلام الحافظ الذهبي رحمه الله ولا سيما في كتابه الكاشف ، لتتضح الصورة بشكل أكثر دقة .
ثالثا- قد استفضت في ذكر الأمثلة التطبيقية ، وذلك بغية الوصول إلى مراد الحافظ ابن حجر رحمه الله .
رابعا- ذكرت كلام العاني رحمه الله على المراتب التي تكلم عنها وحاولت تاييد كلامه بغير الأدلة التي استدلَّ بها
رابعاً - التعقيب على كلامه موافقة بشكل يطول ويقصر حسب الحال.
خامسا- التعقيب على كلام الحافظ ابن حجر - رحمه الله - موافقة - وهو الأكثر- أو مخالفة -وهو الأقل- ولا يضيره ذلك ،فلسنا بمعصومين عن الخطأ ، فالمصيب له أجران والمخطأ له أجرٌ واحدٌ.
سادساً- حاولت ضبط كثير من القواعد أو المصطلحات غير المنضبطة والوصول بها إلى النتائج الدقيقة -إن شاء الله تعالى -
سادسا-ناقشت ما قيل عن منهجه من قبل العلماء المعاصرين وبينت وجه الصواب ممن الخطأ فيه .
سابعاً- ذببت كثيرا من التهم التي نسبت للحافظ ابن حجر رحمه الله ، وناقشت كلام المخالفين بروية ودون مغالاة .
هذا وقد قسمته لتمهيد ترجمة فيه للحافظ ابن حجر رحمه الله، للمباحث التالية :
المبحث الأول ... -نشأة علم الجرح والتعديل وأهميته
المبحثُ الثاني ... -مراتب الجرح والتعديل ...
المبحث الثالث- التعريف بكتاب تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر ...
المبحث الرابع-التعريف بكتاب تقريب التهذيب
المبحث الخامس-مقدمة تقريب التهذيب ...
المبحث السادس-الكلام على مراتب الرواة عند الحافظ ابن حجر بالتفصيل وهو أكبر هذه المباحث ...
المبحث السابع-دفاع الحافظ ابن حجر عن كثير من الرواة
الخاتمة - وتتضمن المطالب التالية :
المطلب الأول - محاسن النقد عند الحافظ ابن حجر رحمه الله
المطلب الثاني- المآخذ التي قيلت على الحافظ ابن حجر رحمه الله
المطلب الثالث- خلاصة هذه الدراسة
ذكر أهم المصادر والمراجع
فإن أصبت فمن توفيق الله وفضله ، وإن أخطأت فمن تقصيري ، واستغفر الله ، قال تعالى على لسان النبي شعيب عليه السلام : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} (88) سورة هود
وكتبه
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
في السادس والعشرين من جمادى الأولى لعام 1429 هـ الموافق ل : 31/5/2008 م
ترجمة الحافظ ابن حجر(6)
نسبه ومولده:
هو شهاب الدين، أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي ابن محمود بن أحمد بن حجر الكناني، العسقلاني، الشافعي، المصري المولد والمنشأ والدار، والوفاة، القاهري.
اختلفت المصادر في اسم جدّه الرابع، فتارة ذكر محمود، وتارة أحمد، والراجح أحمد كما في الترجمة التي كتبها هو لنفسه، كما أن السخاوي أثبت النسب المذكور وقال: هذا هو المعتمد في نسبه، ثم إن السّخاوي أشار إلى الاختلاف في نسبه فقال: "لا أذكر أدناه... إلا ما قرأته بخط أصحابنا بل وبخط المقريزي، وكان عمدته بعد أحمد أحمديل فإنني لا أعلمه، ثم رأيته بخط صاحب الترجمة نفسه في أجزاء من نسخة من صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - كما وجد نسبه بخط قريبه الزين شعبان بإثبات أحمديل وإسقاط محمود.
وينسب إليه القول: "إن نسبه يقرأ طرداً وعكساً ولا يتهيأ إلا بتأخير محمود عن أحمد وبإسقاطه".
فإن كان قال ذلك فهو على سبيل التندر لما هو معلوم بأن مفهوم النسب لا يعني سبعة أسماء أو ثمانية لكي يقال: إنه يقرأ طرداً وعكساً.
وفي "الدررِ الكامنة" ذكر عم والده، فقال: عثمان بن محمد بن علي بن أحمد بن محمود، وكذلك في كتابه "رفع الإصر" وفى أول كتابه "إنباء الغمر" بزيادة أحمد بعد محمود بحيث صار محمود بين أحمدين، لكنه خالف ذلك في كتابه "تبصير المنتبه بتحرير المشتبه" وكذلك في ترجمة والده في القسم الثاني من معجم شيوخه، فإنه قال: علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن حجر العسقلاني.
وكان يلقب "شهاب الدين" ويكنى "أبا الفضل" وكناه شيخه العراقي والعلاء بن المحلّى "أبا العباس"، كما كني أبا جعفر، غير أن كنيته الأولى "أبو الفضل"- وهي التي كناه بها والده- هي التي ثبتت وصار معروفاً بها.
نسبتاه:
1- الكناني: نقل السخاوي عن خط ابن حجر أنه كناني الأصل، نسبه إلى قبيلة "كِنَانة".
وقال الحافظ ابن حجر عن والده: "رأيت بخطه أنه كِنَاني النسب وكان أصلهم من عسقلان".
2- العسقلاني: نسبة إلى "عسقلان" وهي مدينة بساحل الشام من فلسطين، والظاهر أن القبيلة التي ينتمي إليها الحافظ ابن حجر كانت قد استقرت في عسقلان، وما جاورها إلى أن نقلهم "صلاح الدين الأيوبي" عندما خربها ما بين "580- 583 هـ" على أثر الحروب الصّليبية.
اشتهاره بابن حجر:
لقد اشتهر بـ "ابن حجر" واختلفت المصادر في اعتباره اسماً أو لقباً، وإذا كان لقباً هل هو لقب أحد أجداده فطغى على الحائلة كلها؟ أم أنه لقب أو مهنة أو صناعة؟.
قال السخاوي: هو لقب لبعض آبائه، وفي موضع آخر قال: هو لقب لأحمد الأعلى في نسبه، وقيل: بل هو اسم لوالد أحمد المشار إليه. إن هذا الرأي يستند إلى الاستدعاء الذي كتبه الحافظ ابن حجر بهيئة شعره السابق، وعلى الرغم من الغموض الذي يكتنفه فهو الراجح. وذهب بعضهم إلى القول بأنه نسبة إلى آل حجر وهم قوم يسكنون الجنوب الآخر على بلاد الجريد وأرضهم قابس وفي شرح ابن سلطان القاري على "توضيح النّخبة" أن ابن حجر هو لقب وإن كان بصيغة الكنية(7).
مولده:
كان مولده في شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة على شاطىء النيل بمصر القديمة
وكان المنزل الذي ولد فيه يقع بالقرب من دار النحاس ولبث فيه إلى أن تزوج بأم أولاده، فسكن بقاعة جدها منكوتمر المجاورة لمدرسته "المنكوتمرية" داخل باب القنطرة بالقرب من حارة بهاء الدين واستمر بها حتى مات.
وبينا نجده لا يشير إلى تاريخ يوم ولادته، نلاحظ اختلافاً بين مترجميه في تحديدهم لتاريخ ذلك اليوم فذكره البقاعي والسيوطي في الثاني عشر من شعبان، وذكر ابن فهد وابن طولون: في الثالث عشر من شعبان كما ذكره ابن تغري بردي والسخاوي في الثاني والعشرين من شعبان على أن الشوكاني اعتبر مولده في الثاني من شعبان وهذا بعيد الاحتمال بسبب كونه متأخراً أخذ عن الذين سبقوه وفي هذه الحالة لا يؤمن التحريف.
ويظهر مما فات أن يوم مولد ابن حجر ينحصر ما بين الثاني عشر والثاني والعشرين من شعبان سنّة 773هـ أي بين الثامن عشر من شباط والثامن والعشرين منه من سنّة 1372م.
نشأته وأسرته:
نشأ الحافظ ابن حجر يتيماً- كما عبر هو عن نفسه- إذ مات أبوه في رجب سنة سبع وسبعين وسبعمائة، وماتت أمه قبل ذلك وهو طفل.
وقال: "تركني ولم أكمل أربع سنين، وأنا الآن أعقله كالذي يتخيل الشيء ولا يتحققه، وأحفظ عنه أنه قال: كنية ولدي أحمد أبو الفضل"، ولم يكن من يكفله، وكان والده قد أوصى قبل وفاته بولده اثنين من الّذين كانت بينه وبينهم مودّة ويبدو أن علياً كان حفيّاً بولده أحمد، فهو الذي كناه واصطحبه عندما حج وزار بيت المقدس وجاور، ويظن الحافظ ابن حجر أن أباه أحضره في مجاورته مجالس الحديث وسمع شيئاً ما، غير أن المنية اخترمته ولم يسعد بولده الذي صار له فيما بعد شأن عظيم.
وأصبح اليتيم في وصاية زكي الدين أبي بكر بن نور الدين علي الخروبي،ّ وكان تاجراً كبيراً بمصر، وورث مالاً كثيراً وأصبح رئيساً للتجار، كما أوصى به والده العلامة شمس الدين بن القطان الذي كان له بوالده اختصاصاً لكنه لم ينصح له في تحفيظه الكتب وإرشاده إلى المشايخ والاشتغال حتى أنه كان يرسل بعض أولاده إلى كبار الشيوخ... ولا يعلمه بشيء من ذلك.
وقال عن ابن حجر: وكان له اختصاص بأبي فأسند إليه وصيته فلم يحمد تصرفه.
وتشير المصادر إلى أن نشأة الحافظ ابن حجر كانت برغم ذلك- في غاية العفة والصيانة والرياسة، وأن الخروبيّ المذكور لم يأل جهداً في رعايته والعناية بتعليمه فكان يستصحبه معه عند مجاورته في مكة، وظل يرعاه إلى أن مات سنّة 787هـ وكان الحافظ ابن حجر قد راهق ولم تعرف له صبوة ولم تضبط له زلّة.
ولم يدخل الكُتّاب حتى أكمل خمس سنين فأكمل حفظ القرآن الكريم وله تسع سنين ومن الذين قرأ عليهم في المكتب شمس الدين بن العلاف الذي ولي حسبة مصر وقتاً وغيره.
وأكمل حفظه للقرآن على صدر الدين محمد بن محمد بن عبد الرزاق السفطي، وكان الاتجاه الثقافي السائد آنذاك يقتضي من الذي يستظهر القرآن أن يصلي بالناس إماماً في صلاة التراويح في ليالي شهر رمضان، غير أن هذه الفرصة لم تتهيأ لابن حجر الصّبي النّابه الذي حفظ القرآن ولم يزل في التاسعة من عمره، وهذه في الحقيقة مسألة شرعية حيث لا تجزىء صلاة المؤتمين إن لم يكن إمامهم بالغاً، ومع الاختلاف النسبي في تحديد سن البلوغ، فإن السنّة الثانية عشرة من عمر الصبي كانت تتيح له على ما يظهر أن يصلي إماماً بالمسلمين إن هو حفظ القرآن الكريم، فكان عليه أن ينتظر بلوغ هذه السن.
وفي أوّل سنة 783 اشتغل بالإعادة، وفي سنّة 785 أكمل الحافظ ابن حجر اثنتي عشرة سنة من عمره، ومن حسن حظه أن يكون متواجداً حينئذ مع وصية الزكي الخرّوبي في مكة في تلك السنة فصلى التراويح هناك.
ويمكن تصور بوادر نبوغه وشجاعته، فبقدر ما كانت مفخرة له كصبي يتقدّم إماماً بالمسلمين في بيت الله الحرام فإنها كانت لحظة حاسمة وحرجة اجتازها بثبات وحسن أداء، فكانت الخيرة له في ذلك كما قال، وكان الحج يومئذ يوم الجمعة فحج وجاور في الحرم الشريف ثم صلّى بعد ذلك بالقدس.
ويظهر من استقراء تراجم الذين عاشوا في عصر الحافظ ابن حجر أن تقليداً ثقافياً كان يسود بين أوساط التلاميذ الذين يدخلون بالكتّاب وذلك بإلزام التلاميذ بالتدرج في حفظ بعض مختصرات العلوم والكتب وسماع بعضها الآخر، وهي التي اتفق العلماء آنذاك اعتبارها أساساً في بناء ثقافة طلاب العلم، وكان حفظها أو سماعها يتم بإشراف أساتذة كفاة بارزين في حقول اختصاصهم أو ما يقرب منها.
وإذا كانت ثقافة الحافظ ابن حجر تقليدية في أسلوبها فهي ليست كذلك في مكوّناتها، نظراً لقائمة الكتب المهمة التي كوّنت ثقافته بادىء ذي بدء.
وبعد أن حفظ القرآن الكريم ظهرت مخايل الذكاء الفطري جلية عليه ما لبث أن استكملها بالتتبع والتحصيل حتى صار حافظ عصره وشيخ الإسلام.
وحفظ بعد رجوعه مع الخروبي إلى مصر سنّة 786 "عمدة الأحكام" للمقدسي، و"الحاوي الصّغير" للقزويني و"مختصر ابن الحاجب" الأصلي في الأصول، و"ملحة الإعراب" للهروي، و"منهج الأصول" للبيضاوي وألفيّة العراقي وألفيّة ابن مالك، والتنبيه في فروع الشافعية للشيرازي وتميز بين أقرانه بسرعة الحفظ فأشار مترجموه إلى أنه حفظ سورة مريم في يوم واحد، وكان يحفظ الصحيفة من الحاوي الصغير في ثلاث مرات يصححها ويقرؤها على نفسه ثم يقرؤها أخرى ثم يعرضها حفظاً، وكانت له طريقته الخاصة في الحفظ، حدث عنها تلامذته فهو لم يكن يحفظ بالدرس، وإنما بالتأمّل، وصرف همته نحو ما يروم حفظه، وقد وصف السّخاوي هذه الطريقة بأنها طريقة الأذكياء.
وسمع "صحيح البخاري" سنة 785 على مسند الحجاز عفيف الدين عبد الله النشاوري، وكأنه نسي تفاصيل سماعه منه، لكنه كان يتذكر أنه لم يسمع جميع الصحيح، وإنما له فيه إجازة شاملة وقد بين ذلك ابن حجر بقوله: "والاعتماد في ذلك على الشيخ نجم الدين المرجاني فإنه أعلمني بعد دهرٍ طويل بصورة الحال فاعتمدت عليه وثوقاً به".
وقرأ بحثاً في عمدة الأحكام على الحافظ الجمال بين ظهيرة عالم الحجاز سنة 785هـ، وكان عمره اثنتي عشرة سنة.
واجتهد في طلب العلم فاهتم بالأدب والتاريخ وهو ما يزال في المكتب فنظر في التواريخ وأيام الناس، واستقر في ذهنه شيء من أحوال الرواة، وكان ذلك بتوجيه رجل من أهل الخير سماه ابن حجر للسخاوي إلا أن السخاوي نسيه.
وسمع في فتوته من المُسنِد نجم الدين أبي محمد عبد الرحيم بن رزين بن غالب "صحيح البخاري" بقراءة الجمال بن ظهيرة سنة ست وثمانين وسبعمائة بمصر، وفاته شيء يسير، كما سمع الصحيح أيضاً من أبي الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن المبارك الغزي وغيرهما.
وبلغ به الحرص على تحصيل العلم مبلغاً جعله يستأجر أحياناً بعض الكتب، ويطلب إعارتها له، يبرز في هذا المجال من بين شيوخه بدر الدين البشتكي الشاعر المشهور الذي أعاره جملة من الكتب منها كتاب "الأغاني" لأبي الفرج الأصبهاني وغيره.
ويبدو من خلال الاستقراء أن فتوراً حصل في نشاطه الثقافي استمر إلى أول سنة تسعين وسبعمائة، اشتغل في هذه المدة بالتجارة فنشأ في وسط تجاري لأن جده وأعمامه كانوا تجاراً، وكان وصيه الخروبيّ رئيساً للتجار في مصر.
ولعل لموت الخرّوبي سنة 787هـ أثراً في فتور ابن حجر واشتغاله بالتجارة حيث فقد من كان يحثه على الاشتغال بالعلم، وهو في مرحلة يحتاج فيها إلى ذلك، كما ترتب عليه أن يكفل نفسه وينهض بأعباء الحياة، وقد يتضح ذلك من قول السخاوي، ولو وجد من يعتني به في صغره لأدرك خلقاً ممن أخذ عن أصحابهم.
في سنة 790 هـ أكمل السّابعة عشرة من عمره، وحفظ فيها القرآن الكريم وكتباً من مختصرات العلوم، وقرأ القراءات تجويداً على الشهاب أحمد الخيوطي، وسمع صحيح البخاري على بعض المشايخ كما سمع من علماء عصره البارزين واهتم بالأدب والتاريخ.
وقد لازم حينئذ أحد أوصيائه العلامة شمس الدين محمد بن القطان المصري، وحضر دروسه في الفقه والعربية والحساب وغيرها، وقرأ عليه شيئاً من الحاوي الصغير فأجاز له ثم درس ما جرت العادة على دراسته من أصل وفرع ولغة ونحوها وطاف على شيوخ الدراية.
ولما بلغ التاسعة عشرة من عمره نظر في فنون الأدب، ففاق أقرانه فيها حتى لا يكاد يسمع شعراً إلا ويستحضر من أين أخذ ناظمه، وطارح الأدباء.
وقال الشعر الرّائق والنثر الفائق، ونظم المدائح النبوية والمقاطيع.
وتمثل سنة 793 منعطفاً ثقافياً في حياة ابن حجر، فمن هذه الثقافة العامة والسعة، واجتهاده في الفنون التي بلغ فيها الغاية القصوى أحس بميل إلى التخصص فحبّب الله إليه علم الحديث النبوي فأقبل عليه بكليته.
وأوضحت المصادر أن بداية طلبه الحديث كان في سنة 793 هـ وغير أنه لم يكثر إلا في سنة 796هـ وكتب بخطه: ".... رفع الحجاب، وفتح الباب، وأقبل العزم المصمم على التحصيل، ووفق للهداية إلى سواء السبيل" فكان أن تتلمذ على خيرة علماء عصره.
__________
(1) - انظر: الكفاية(ص34) مع تصرف وزيادات.
(2) - مسلم برقم(32)
(3) - معرفة علوم الحديث ( 8 )
(4) - الكفاية في علوم الرواية ( 76 )
(5) - انظر كشف الإيهام لما تضمنه تحرير التقريب من الأوهام ( للفحل) ص 7
(6) - استفدنا أكثر هذه الترجمة من الدراسة التي قدمها الدكتور شاكر محمود عبد المنعم عن الحافظ ابن حجر فلتنظر وجزاه الله خيراً، وانظر "رفع الإصر عن قضاة مصر" "73"، و"معجم المؤلفين" 2/20،"الرسالة المستطرفة "121"، طبقات الحفاظ 547، حسن المحاضرة، 1/363 "ذيل تذكرة الحفاظ" 326، "شذرات الذهب" 7/270، "الضوء اللامع" 2/36، "ذيل طبقات الحفاظ" 380، "نظم العقيان" "45"، "التاريخ المكلل" 362، "طبقات الحفاظ" 547، "مقدمة كتاب أبناء الغمر" "7"، "معجم طبقات الحفاظ" 55، 321، "فهرس الفهارس" 11/120، "الجامع في الرجال" 136، "الكنى والألقاب" 1/261، "البدر الطالع" 1/87، "القلائد الجوهرية" 331، "مفتاح السعادة" 1/209، "المؤرخين في مصر" 17، "عقود الجوهر" 188، "كشف الظنون" 7، 8، 12،.... "إيضاح المكنون" 1/13، "الأعلام" 1/179، "هدية العارفين" 1/128. و التلخيص الحبير (ج 1 / ص 77) دار الكتب العلمية
(7) - ابن حجر دراسة ص 63 وما بعدها.(1/1)
وكان شيخه في الحديث زين الدين العراقي الذي لازمه عشر سنوات، وحمل عنه جملة نافعة من علم الحديث سنداً ومتناً وعللاً واصطلاحاً، فقرأ عليه ألفيته وشرحها فنون الحديث وانتهى منهما في رمضان سنة 798هـ بمنزل شيخه المذكور بجزيرة الفيل على شاطىء النيل، كما قرأ عليه نكته على ابن الصلاح في مجالس آخرها سنة 799هـ، وبعض الكتب الكبار والأجزاء القصار، وحمل جملة مستكثرة من "أماليه" واستملى عليه بعضها وهو أول من أذن له بالتدريس في علوم الحديث عام 797هـ.
وقرأ على مُسْنِدي القاهرة ومصر الكثير في مدة قصيرة فوقع له سماع متصل عال لبعض الأحاديث.
أسرته:
كانت أسرة الحافظ ابن حجر تجمع بين الاشتغال بالتجارة والاهتمام بالعلم، فكان عم والده فخر الدين عثمان بن محمد بن علي الذي عرف بابن البزاز وبـ "ابن حجر" قد سكن ثغر الإسكندرية وانتهت إليه رئاسة الإفتاء هناك على مذهب الإمام الشافعي وتفقه به جماعة منهم الدّمنهوري، وابن الكويك، وكان له ولدان هما ناصر الدين أحمد، وزين الدين محمد، وكانا من الفقهاء.
أما جده قطب الدين محمد بن محمد بن علي فلقد كان بارعاً رئيساً تاجراً، حصل على إجازات من العلماء، وأنجب أولاداً منهم كمال الدين، ومجد الدين، وتقيّ الدين وأصغرهم وليّ الدين ثم نور الدين علي، وهو والد ابن حجر الذي انصرف من بينهم لطلب العلم أما إخوته فكانوا تُجاراً.
ويبدو من خلال سيرة نور الدين على أنه مع اشتغاله بالتجارة عكف على الدرس وتحصيل العلوم فتفقه على مذهب الإمام الشافعيّ وحفظ الحاوي الصغير، وأخذ الفقه عن محمد بن عقيل وأجازه، وسمع من أبي الفتح بن سيد الناس وطبقته وله استدراك على الأذكار للنووي فيه مباحث حسنة، وعدّة دواوين شعر منها ديوان الحرم فيها مدائح نبوية، وكان معنياً بالنظم ذا حظ جيّد في الأدب.
وقال ابن حجر عن أبيه: "لم يكن له بالحديث إلمام ونظمه كثير سائر" ووصفته المصادر بالعقل والدّيانة والأمانة ومكارم الأخلاق، وصحبة الصّالحين، ونوّهت بثناء ابن القطان وابن عقيل والوليّ العراقي عليه، وناب في القضاء، وأكثر من الحج والمجاورة وصنف، وأجيز بالإفتاء والتدريس والقراءات السبع وتطارح مع ابن نباتة المصري والقيراطي، وتبادل معهما المدائح.
كان مولده في حدود سنة 820 هـ في رجب سنة 777 هـ.
أما والدته فهي تجار ابنة الفخر أبى بكر بن شمس محمد بن إبراهيم الزفتاوي، أخت صلاح الدّين أحمد الزفتاوي الكارمي صاحب القاعة الكائنة بمصر تجاه المقياس.
وكانت له أخت، ترجم لها في "إنباء الغمر" و"المجمع المؤسس" وهي ست الركب بنت علي بن محمد بن محمد بن حجر، وكانت قارئة كاتبة أعجوبة في الذكاء، أثنى عليها وقال: "كانت أمي بعد أمي، أصبت بها في جمادى الآخرة من هذه السنّة" أي سنة 798هـ.
وذكر السّخاوي تحصيلها الثقافي وإجازتها، وزواجها، وأولادها كما ذكر الحافظ ابن حجر شيوخها وإجازتها من مكة ودمشق وبعلبك ومصر وقال: "وتعلّمت الخط وحفظت الكثير من القرآن، وأكثرت من مطالعة الكتب فمهرت في ذلك جدّاً... وكانت بي برة رفيقة محسنة، وقد رثاها أخوها الحافظ ابن حجر في قصيدة، وكان له أخ من أمه اسمه عبد الرحمن بن الشهاب أحمد بن محمد البكري، ترجم له في إنبائه وقال: إنه مهر وحصّل مالاً أصله من قبل أمه- وهي والدتي- فقدر اللَّه موته فورثه أبوه.
تزوّج الحافظ ابن حجر عند ما بلغ عمره خمساً وعشرين سنة، وذلك في سنّة 798 من أنس ابنة القاضي كريم الدين عبد الكريم بن عبد العزيز ناظر الجيش، وتنتمي أنس إلى أسرة معروفة بالرئاسة والحشمة والعلم.
وكان ابن حجر حريصاً على نشر الثقافة والعلم بين أهل بيته وأقاربه كحرصه على نشر العلم بين الناس، وسيتضح ذلك في دراسة جهوده في التدريس وعقده لمجالس الإملاء.
فأسمع زوجته من شيخه حافظ العصر عبد الرحيم العراقي الحديث المسلسل بالأولية، وكذا أسمعها إياه من لفظ العلامة الشرف ابن الكويك، وأجاز لها باستدعاء عدد من الحفاظ فيهم أبو الخير بن الحافظ العلائي، وأبو هريرة عبد الرحمن بن الحافظ الذهبي، ولم تكن الاستدعاءات بالإجازة لها لتقتصر على المصريين بل من الشاميين والمكيين واليمنيين، وكان الحافظ ابن حجر في حالة الاستدعاء لها بدون أسماء من ولدن من بناتها اللاتي ولدن تباعاً.
وحجت صحبة زوجها في سنة 815 هـ كما حجت وجاورت بعد ذلك وحدثت بحضور زوجها، وقرأ عليها الفضلاء، وكانت تحتفل بذلك وتكرم الحاضرين، وقد خرج لها السخاوي أربعين حديثاً عن أربعين شيخاً، وقرأها عليها بحضور زوجها، وكان الحافظ ابن حجر قد أسلف لها بالإعلام بذلك على سبيل المداعبة بقوله: قد صرت شيخة إلى غير ذلك، وكانت كثيرة الإمداد للعلامة إبراهيم بن خضر بن أحمد العثماني العلامة المنفس الذي كان يقرأ لها "صحيح البخاري" في رجب وشعبان من كل سنة، وتحتفل يوم الختم بأنواع من الحلوى والفاكهة، ويهرع الكبار والصغار لحضور ذلك اليوم قبيل رمضان بين يدي زوجها الحافظ، ولما مات الحافظ ابن خضر قرأ لها سبطها يوسف بن شاهين، ولم تضبط لها هفوة ولا زلّة.. وكان زوجها يكن لها الاحترام الكبير كما كانت هي عظيمة الرعاية له. فولدت له عدة بنات زين خاتون وفرحة، وعالية، ورابعة، وفاطمة، ولم تأت منه بذكر، وكانت كلّما حملت ذكراً ولد قبل أوانه ميتاً.
وتمر السنوات ثقيلة متباطئة، وتتدافع في نفسه أمور متنافرة يحترم أم أولاده ويرعاها، غير أنه شاء الله لها أن لا تلد إلا إناثاً، أما الذكور فيموتون، بيد أنه أحب أن يكون له ولد، فاختار التسري، وكانت لزوجته جارية يقال إن اسمها خاص نزل، فأظهر غيظاً بسبب تقصيرها، وأقسم بأن لا تقيم بمنزله فبادرت أنس لبيعها، فأرسل شمس الدين بن الضياء الحنبلي فاشتراها له بطريق الوكالة وتزوّجها في مكان بعيد عن منزله، فحملت بولده الوحيد بدر الدين بن المعالي محمد المولود في الثامن عشر من صفر سنة 815 هـ وكانت العقيقة في منزل أنس، ولم تشعر بذلك إلى قبل انفصال الولد عن الرضاع، فلما علمت أنس ذهبت هي وأمها إلى مكان وجود الولد وأمه وأحضرتها معها إلى منزلها وأخفت أمرهما. ولما حضر الحافظ ابن حجر استجوبته زوجته أنس فما اعترف ولا أنكر بل روى بما يفهم منه الإنكار، ثم قامت فأخرجت الولد وأمه فأسقط في يده.
وعاتبته عتاباً مرّاً، فاعتذر بميله للأولاد الذكور، ودعت عليه أن لا يرزق ولداً عالماً، فتألم لذلك وخشي من دعائها، وقال لها: أحرقت قلبي أو شيئاً من هذا القبيل؛ لأنها كانت مجابة الدّعاء.
وبعد وفاة الحافظ ابن حجر أرسل لها علم الدين البلقيني على يد ولده أبي البقاء يطلب الزواج منها، وقيل: إنها لم تكن تأبى ذلك لكن عصم الله- كما قال السخاوي: ببركة شيخنا- فلم تتزوّجه.
كما تزوج الحافظ ابن حجر أرملة الزين أبي بكر الأمثساطي بعد وفاته، وذلك عند مجاورة أم أولاده سنة 834هـ ورزق منها في رجب سنة 835 ابنة سماها آمنة، لم تعش طويلاً حيث ماتت في شوال 836هـ، وبموتها طلقت أمها لأنه علّق طلاقها عند سفره إلى آمد على موتها.
كما تزوج الحافظ ابن حجر من ليلى ابنة محمود بن طوعان الحلبية عندما سافر مع الأشرف سنة 836هـ إلى آمد. وكان زواجه منها في حلب، واستمرت معه إلى أن سافر من حلب ففارقها دون أن يعلمها بالطلاق، لكن أسرّه إلى بعض خواصه، والتمس منه ألا يعلمها بذلك، وكان يريد أن يختبر ولاءها، ولأنها قد لا تطيق أن تترك حلب وتسافر معه إلى مصر، ثم راسل بعض أصدقائه الحلبيين في تجهيزها إن اختارت ويعلمها بأن الذي يحمله على الطلاق هو الرفق بها لئلا تختار الإقامة بحلب أو يحصل لها نصيبها فلا تتضرّر، وجاء في الكتاب الذي قرأه السخاوي بخطه وصفه لها بأنها نعم المرأة عقلاً وحسن خلق وخُلق ويعدها بكل جميل وأنها إن قدمت ينزلها أحسن المنازل... فامتثلت إشارته وتجهزت حتى قدمت عليه إلى مصر... واستمرت معه حتى مات، وكان قد أسكنها في بيت خاص.. ويأتي إليها في يومي الثلاثاء والجمعة من كل أسبوع، ولم يرزق منها أولاداً، وكان شديد الميل إليها حتى قال فيها شعراً.
أما أولاده فهم خمس بنات وولد واحد، وهم: زين خاتون، وفرحة، وعالية، ورابعة وفاطمة وبدر الدين محمد.
فكانت "زين خاتون" هي البكر، ومولدها في ربيع الآخر سنة 802، فاعتنى بها واستجاز لها في سنة ولادتها وما بعدها خلقاً وأسمعها على شيوخه كالعراقي والهيثمي وأحضرها على ابن خطيب داريا، ثم تزوّجها الأمير شاهي العلائي الكركي الذي صار داوداراً عند المؤيد مدة، فولدت له عدة أولاد ماتوا كلهم في حياة أمهم، ولم يتأخر من أولادها إلاَّ أبو المحاسن يوسف بن شاهين المعروف كسبط ابن حجر، وكانت قد تعلمت القراءة والكتابة وماتت- وهي حامل- بالطاعون سنة 833 هـ.
وأما "فرحة" فكان مولدها في رجب سنة 804، واستجيز لها مع أمها، وتزوجها شيخ الشيوخ محب الدين بن الأشقر الذي ولي نظر الجيش وكتابة السّر، وكان أحد الأعيان في الديار المصرية فولدت له ولداً مات صغيراً في حياة أمه التي كانت وفاتها سنّة 828 هـ بعد أن رجعت من الحج مع زوجها موعوكة.
وأما "عالية" فكان مولدها سنة 807هـ واستجيز لها جماعة وماتت هي وأختها فاطمة في الطّاعون سنة 819 مع من مات من أفراد أسرة أبويهما.
وأما "رابعة" فكان مولدها سنة 811 وأسمعها والدها علي المراغي بمكة سنة 815هـ وأجاز لها جمع من الشاميين والمصريين وتزوجها الشهاب أحمد بن محمد بن مكنون، واستولدها بنتاً سماها "عالية" ماتت في حياتيهما، ومات عنها زوجها سنّة 830 هـ فتزوجها المحب بن الأشقر حتى ماتت عنه في سنة 832هـ، وعمل صداقها في أرجوزة.
أما ولده الوحيد بدر الدين أبو المعالي محمد فكان والده حريصاً على تعليمه وتهذيبه، فحفظ القرآن وصلّى بالناس كما كانت العادة جارية في سنة 826، وأسمعه الحديث على الواسطي وجماعة وأجاز له باستدعاء والده منذ مولده سنة 815هـ فما بعد عدد من كبار المسندين ذكرهم والده في معجم شيوخه.
وبلغ من حرصه واهتمامه به بعد أن صنف كتابه: "بلوغ المرام من أدلة الأحكام" لأجله، لكنه لم يحفظ إلا اليسير منه وكتب عن والده كثيراً من مجالس الإملاء وسمع عليه شيئاً كثيراً واشتغل بأمر القضاء والأوقاف مساعداً لوالده، حتى صارت له خبرة بالمباشرة والحساب... واشتدت محبة والده له.
وولي في حياة أبيه عدة وظائف أجلها مشيخة البيبرسية وتدريس الحديث بالحسنية ناب عنه فيهما والده، والإمامة بجامع طولون وغير ذلك.
وفد وصفه ابن تغري بردي بالجهل، وسوء السيرة، ولم يرض ذلك السخاوي فرد عليه مُفيداً بأنه كان حسن الشكالة متكرّماً على عياله قل أن يكون في معناه، لكن السخاوي أشار في موضوع آخر إلى محنة الحافظ ابن حجر بسبب ولده وما نسب إليه من التصرف في أموال الجامع الطولوني بالاشتراك مع آخرين، واحتجز رهن التحقيق، وكان والده في ضيق صدر زائد وألم شديد بسببه وتأوّه كثيراً وكل يوم يسمع من الأخبار ما لم يسمعه بالأمس، وكان يتوجه إليه في يوم الجمعة يوماً أو أكثر إلى المكان الذي يكون فيه فيرجع.. وهو مسرور لما يرى من ثبات ولده وقوة قلبه وشجاعته وانتظام كلامه ومهارته، إلى أن تبين أن ما أشيع عنه مجرد اتهام، ولذلك عمل الحافظ ابن حجر جزءاً سماه "ردع المجرم عن سب المسلم" ويبدو أن القاضي ولي الدين السفطي كان له دور مهم في محنة الحافظ ابن حجر بسبب ما كان بينهما من المنافسة على القضاء فكانت هذه الحادثة سبباً في زهد الحافظ ابن حجر في القضاء(1).
ابن حجر المحدث وخطيب الأزهر:
تولى ابن حجر الخطابة في عدة مساجد من أكبر المساجد بالقاهرة مثل الجامع الأزهر وجامع عمرو وغيرهما من المساجد الكبرى بالقاهرة فقد كان متبحراً في العديد من العلوم،وكان يفد إليه طلاب العلم وأهل الفضل من سائر الأنحاء، وكان يتسم بالحلم والتواضع والصبر كثير الصيام والقيام.
وكان مرجعاً في الحديث النبوي، حتى لقب بلقب "أمير المؤمنين" في الحديث وهذا اللقب لا يظفر به إلا أكبر المحدثين الأفذاذ وقد حبب إلى ابن حجر الحديث وأقبل عليه بكليته وطلبه من سنة ثلاث وتسعين ولكنه لم يلزم الطلب إلا من سنة ست وتسعين فعكف على الزين العراقي وتخرج به وانتفع بملازمته، وتحول إلى القاهرة فسكنها قبيل القرن وارتحل إلى البلاد الشامية والمصرية والحجازية وأخذ عن الشيوخ والأقران وأذن له جل هؤلاء في الإفتاء والتدريس.
وتصدر لنشر الحديث وقصر نفسه عليه مطالعة وقراءة وإقراء وتصنيفاً وإفتاء وزادت تصانيفه التي معظمها في فنون الحديث وفيها من فنون الأدب والفقه -على مائة وخمسين تصنيفاً وقد عرف ابن حجر بالحفظ وكثرة الاطلاع والسماع وبرع في الحديث وتقدم في جميع فنونه وأثنى عليه شيوخه في هذا الشأن وقد سبق أنه ولي تدريس الفقه بالمدرسة الشيخونية وتدريس الحديث بالمدرسة الجمالية الجديدة ثم تدريس الشافعية بالمؤيدة الجديدة ومشيخة البيبرسية في دولة المؤيد وتدريس الفقه بالمدرسة الصلاحية المجاورة للإمام الشافعي، كما تولى الخطابة بالجامع الأزهر وبين التدريس والإفتاء ولي منصب القضاء، وكانت أول ولايته القضاء في السابع والعشرين من المحرم سنة سبع وعشرين وثمانمائة بعد أن امتنع أولاً لأنه كان لا يؤثر على الاشتغال بالتأليف والتصنيف شيئاً غير أن ابن حجر كما يقول السخاوي قد ندم على قبوله وظيفة القضاء ويقول ابن حجر: إن من آفة التلبس بالقضاء أن بعضهم ارتحل إلى لقائي وأنه بلغه تلبسي بوظيفة القضاء فرجع، وعزل عن القضاء وأعيد إليه مرات وكان آخر ولايته القضاء إذ عزل نفسه في الخامس والعشرين من جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة.
شيوخه:
بلغ عدد شيوخه بالسّماع وبالإجازة وبالإفادة على ما بين بخطه نحو أربعمائة وخمسين نفساً، وإذا استثنينا الشيوخ الذين أجازوا عموماً فقد ترجم في "المجمع المؤسس" لأكثر من ستمائة شيخ، وذكر بعضهم أن عدد شيوخه بلغ ستمائة نفس سوى من سمع منه من الأقران.
واجتمع له من الشيوخ الذين يشار إليهم ويعول في حل المشكلات عليهم ما لم يجتمع لأحد من أهل عصره؛ لأن كل واحد منهم كان متبحراً ورأساً في فنه الذي اشتهر به "فالبلقيني في سعة الحفظ وكثرة الاطلاع وابن الملقن في كثرة التصانيف والعراقي في معرفة علوم الحديث، ومتعلقاته، والهيثمي في حفظ المتون، واستحضارها والمجد الشيرازي في حفظ اللغة وإطلاعه عليها، والغماري في معرفة العربية ومتعلقاتها، وكذا المحب ابن هشام كان حسن التصرف فيها لوفور ذكائه، وكان الغماري فائقاً في حفظها، والإيناس في حسن تعليمه وجودة تفهيمه، والعز بن جماعة في تفننه في علوم كثيرة بحيث كان يقول: أنا أقرأ في خمسة عشر علماً لا يعرف علماء عصري أسماءها والتنوخي في معرفة القراءات وعلو سنده فيها(2).
شيوخ القراءات:
1- إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد المؤمن التنوخي الشيخ برهان الدين الشامي "709هـ- 800هـ" بلغ عدد شيوخه ستمائة شيخ بالسماع وبالإجازة يجمعهم معجمه الذي خرّجه له الحافظ ابن حجر ونزل أهل مصر بموته درجة، قرأ عليه الحافظ ابن حجر من أول القرآن "الفاتحة" إلى قوله "المفلحون" من سورة البقرة جامعاً للقراءات السبع ثم قرأ عليه الشاطبية تامة بسماعه لها على القاضي بدر الدين بن جماعة كما قرأ عليه الخلاصة للألفية من العربية نظم ابن عبد الله، فضلاً عن قراءته عليه "صحيح البخاري"، وبعض المسانيد، والكتب والأجزاء، وخرج له المائة العشرية، ثم الأربعين التالية لها، وأذن له بالإقراء سنة 796هـ.
2- محمد بن محمد بن محمد الدمشقي الجزري "751- 833" شيخ القراءات وأجاز له ولوالده محمد وحثه على الرّحلة إلى دمشق، حدث بكتابه "الحصن الحصين" في البلاد اليمنية، ومهر الجزري في الفقه إلا أن فنّه القراءات.
شيوخ الحديث:
1- عبد الله بن محمد بن محمد بن سليمان النيسابوري المعروف بالنشاوري "705- 790هـ" وهو أول شيخ سمع عليه الحديث المسند فيما اتصل بعلمه، سمع عليه "صحيح البخاري" مع فوت بقراءة شمس الدين السلاّوي سنّة 785هـ بالمسجد الحرام بسماعه على الرضي الطبري على أنه شك في إجازته منه، وترك التخريج والرواية بتلك الإجازة وقال: "وفي المصرح به غني عن المظنون والله المستعان".
2- محمد بن عبد الله بن ظهيرة المخزوميّ المكيّ جمال الدين "751- 817 هـ" وهو أول من بحث عليه في فقه الحديث وذلك في مجاورته مع الخرّوبي بمكة سنة 785 وهو ابن اثنتي عشرة سنة، حيث قرأ عليه بحثاً في عمدة الأحكام للحافظ عبد الغني المقدسي، ثم كان أول من سمع بقراءته الحديث بمصر سنة 786، وسمع عليه كتباً أخرى.
3- عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن العراقي أبو الفضل زين الدين الحافظ الكبير "725-806هـ" وأول ما اجتمع به سنة 786 فقرأ عليه ثم فتر عزمه، كما وضح فيما فات، ثم لازمه عشر سنوات وتخرج به وهو أوّل من أذن له بالتدريس في علوم الحديث في سنّة 797هـ، وحضر مجالس إملائه، وقرأ عليه كتابه "الأربعين العشارية "من جمعه واستملى عليه الحافظ ابن حجر في غياب ولده أبي زرعة، وحمل عنه جملة مستكثرة من أماليه، وأذن له في تدريس ألفيته من الحديث، وشرحها، والنكت على ابن الصلاح، وسائر كتب الحديث وعلومه، ولقبه بالحافظ وعظمه ونوّه بذكره.
وللحافظ ابن حجر مع شيخه مراجعات كثيرة.
4- علي بن أبي بكر بن سليمان أبو الحسن الهيثمي "735- 807" لازم العراقي أشد ملازمة وهو صهره، خرج زوائد مسند البزار ثم مسند أبي يعلى الموصلي، ثم الطبرانيات، وجمع الجميع في كتاب واحد محذوف الأسانيد، ورتب الثقات لابن حبان على حروف المعجم، و"حلية الأولياء" على الأبواب، اقتصر منها على الأحاديث المسندة، ومات وهو مسودة فكمل ابن حجر ربعه، وصار الهيثمي لشدة ممارسته أكثر استحضاراً للمتون من شيخه العراقي حتى يظن من لا خبرة له أنه أحفظ منه، وليس كذلك؛ لأن الحفظ المعرفة. قال ابن حجر: كان يودني كثيراً وبلغه أنني تتبعت أوهامه في "مجمع الزوائد" فعاتبني فتركت ذلك "قرأ عليه قريناً لشيخه العراقي ومنفرداً.
شيوخ الفقه:
1- إبراهيم بن موسى بن أيوب برهان الدين الأنباسي الورع الزاهد "725- 802 هـ" سمع من الوادي آشي وأبي الفتح الميدومي ومسند عصره ابن أميلة وطبقتهم، قال عنه ابن حجر: "سمعت منه كثيراً وقرأت عليه الفقه" وقال: "اجتمعت به قديماً وكان صديق أبي ولازمته بعد التسعين، وبحثت عليه في المنهاج وقرأت عليه قطعة كبيرة من أول الجامع للترمذي بسماعه على... ابن أميلة" وله مصنفات، يألفه الصّالحون ويحبه الأكابر وفضله معروف.
2- عمر بن عليّ بن أحمد بن الملقن "723- 804هـ" كان أكثر أهل عصره تصنيفاً فشرح المنهاج عدة شروح، وخرّج أحاديث الرافعي في ست مجلّدات، وشرح "صحيح البخاري" في عشرين مجلدة انتقده ابن حجر عليه وعلى أشياء أخرى. قرأ عليه قطعة من شرحه الكبير على المنهاج.
3- عمر بن رسلان بن نصير بن صالح البلقيني نزيل القاهرة أبو حفص، شيخ الإسلام علم الأعلام مفتي الأنام "724- 805 هـ" أقدمه أبوه القاهرة وله اثنتا عشرة سنة فبهرهم بذكائه وكثرة محفوظه وسرعة إدراكه وعرض عليه محافظيه ورجع، غير أنه لم يرزق ملكة في التصنيف قد لازمه الحافظ ابن حجر مدة، وقرأ عليه الكثير من الروضة، ومن كلامه على حواشيها، وسمع عليه بقراءة البرماوي مختصر المزني، وكتب له خطه بالإذن بالإعادة وهو أول من أذن له في التدريس والإفتاء، وتبعه غيره.
4- محمد بن علي بن عبد الله القطان الفقيه "737- 813هـ" مهر في فنون كثيرة، وتفقه عليه الحافظ ابن حجر، وقال عنه:
قرأت عليه وأجاز لي وذكر لي أنه قرأ الأصول على الشيخ نور الدين الأسنائي وكان ماهراً في القراءات والعربية والحساب ولازمه في الفقه، وقرأ عليه قسماً كبيراً من "الحاوي" وغيره.
5- عليّ بن أحمد بن أبي الآدمي الشيخ نور الدين، قال ابن حجر: قرأت عليه في الفقه والعربية، وكان على طريقة مثلى من الدين والعبادة والخير والانجماع ولازمه كثيراً.
شيوخ العربية:
1- محمد بن محمد بن علي بن عبد الرزاق الغماري المصري المالكي "720- 802هـ" وكان كثير الاستحضار واللغة مع مشاركة في الأصول والفروع، ودرس القراءات في الشيخونية وهو خاتمة من كان يشار إليه في القراءات العربية، سمع عليه الحافظ ابن حجر القصيدة المعروفة بالبردة بسماعه لها على أبي حيان بسماعه من ناظمها، وأجاز له غير مرّة كما أجازه مروياته عن غيره، وكان عارفاً بالعربيّة كثير الحفظ للشعر لا سيما الشواهد قوي المشاركة في فنون الأدب.
2- محمد بن إبراهيم بن محمد الدمشقي الأصل بدر الدين البشتكي الأديب الفاضل المشهور "748- 830 هـ".
حفظ كتاباً في فقه الحنفية ثم تحوّل شافعيّاً، ثم نظر في كتب ابن حزم، واشتغل في فنون كثيرة، وعني الأدبيات فمهر فيها، لازمه ابن حجر بضع سنين، وانتفع بفوائده وكتبه وأدبياته وطارحه بأبيات وسمع منه الكثير من نظمه وأجاز له ولأولاده، وسبقت الإشارة إلى أنه كان يعيره بعض الكتب الأدبية، وقرأ عليه مجلساً واحداً من مقدمة لطيفة في علم العروض استفاد منه لمعرفة الفن بكماله، كما قرأ عليه البشتكى بعد ذلك في الحديث فهو شيخه، وتلميذه في آن واحد.
3- محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر الشيرازي الشيخ العلامة مجد الدين أبو طاهر الفيروزأبادي "729- 817 هـ" نظر في اللغة فكانت جل قصده في التحصيل فمهر فيها إلى أن فاق أقرانه، اجتمع به في زبيد، وفي وادي الخصيب وناوله جل "القاموس المحيط" وأذن له مع المناولة بروايته عنه وقرأ عليه من حديثه عدة أجزاء، وسمع منه المسلسل بالأولية بسماعه عن السبكي، وكتب له تقريضاً على بعض تخريجاته أبلغ فيه شيخه في أغلب العلوم.
هو محمد بن أبي بكر بن عبد العزيز بن جماعة الحموي الأصل ثم المصري الشيخ عز الدين بن المسند شرف الدين "759- 819".
أتقن فنون المعقول إلى أن صار هو المشار إليه في الدّيار المصرية في هذا الفن.. ولم يقرأ عليه كتاب من الكتب المشهورة إلا ويكتب عليه نكتاً وتعقيبات واعتراضات بحسب ما يفتح له أخذ عنه في "شرح منهاج الأصول"، و"جمع الجوامع"، و"مختصر ابن الحاجب" وفي "المطول" لسعد الدين وأجاز له غير مرة ولأولاده، وقال البقاعي: وأجل من أخذ عنه المعقول والأدبيات علامة الدنيا الشيخ عز الدين بن جماعة، ولازمه طويلاً، وأخذ عنه علماً جزيلاً.
__________
(1) - ابن حجر دراسة ص 74 وما بعدها.
(2) - ابن حجر دراسة ص 145، 146.(1/2)
وقال السخاوي: إن ابن جماعة كان يقول: "أنا أقرأ في خمسة عشر علماً لا يحرف علماء عصري أسماءها".
ولازمه الحافظ ابن حجر في غالب العلوم التي كان يقرؤها من سنة 790 هـ إلى أن مات سنة 819هـ ولم يخلف بعده مثله كما قال في "إنباء الغمر".
مصنفاته:
قال الشمس السخاوي تلميذ الحافظ ابن حجر:
"وزادت تصانيفه التي معظمها في فنون الحديث وفيها من فنون الأدب والفقه، والأصلين وغير ذلك على مائة وخمسين تصنيفاً رزق فيها من السعد والقبول خصوصاً "فتح الباري بشرح البخاري" الذي لم يسبق نطره أمراً عجباً"(1).
بلغت مصنفاته أكثر من اثنين وثلاثين ومائة تصنيف، وها هي مرتبة على حروف المعجم.
1- الآيات النيرات للخوارق المعجزات.
2- اتباع الأثر في رحلة ابن حجر.
3- إتحاف المهرة بأطراف العشرة.
4- الإتقان في فضائل القرآن.
5- الأجوبة المشرقة على الأسئلة المفرقة.
6- الأحكام لبيان ما في القرآن من إبهام.
7- أربعون حديثاً متباينة الأسانيد بشرط السّماع.
8- أسباب النزول.
9- الأسئلة الفائقة بالأجوبة اللائقة.
10- الاستبصار على الطّاعن المُعثار.
11- الاستدراك على الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء.
12- الاستدراك على الكاف الشاف.
93- الإصابة على تمييز الصحابة.
14- أطراف المختارة.
95- أطراف الصحيحين.
16- أطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي.
17- الإعجاب ببيان الأسباب.
18- الإعلام بمن ذكر في البخاري من الأعلام.
19- الإعلام لمن ولي مصر في الإسلام.
20- الإفصاح بتكميل النكت على آبن الصلاح.
21- الإفنان في رواية القرآن.
22- إقامة الدلائل على معرفة الأوائل.
23- الألقاب.
24- أمالي ابن حجر.
25- الإمتاع بالأربعين المتباينة بشرط السماع.
26- الإنارة في الزيارة.
27- إنباء الغمر بأنباء العمر.
28- الانتفاع بترتيب الدار قطني.
29- انتقاض الاعتراض.
30- الأنوار بخصائص المختار.
31- الإيناس بمناقب العبّاس.
32- البداية والنهاية.
33- بذل الماعون بفضل الطّاعون.
34- البَسْط المبثوث في خبر البرغوث.
35- بلوغ المرام بأدلّة الأحكام.
36- بيان الفصل بما رجح فيه الإرسال على الوصل.
37- تبصير المنتبه بتحرير المشتبه.
38- تبيين العجب بما ورد في فضل رجب.
39- تجريد التفسير.
40- تحرير الميزان.
41- تحفة أهل التحديث عن شيوخ الحديث.
42- تحفة الظراف بأوهام الأطراف.
43- تخريج أحاديث الأذكار للنووي.
44- تخرج أحاديث الأربعين للنووي.
45- تخريج أحاديث مختصر ابن الحاجب.
46- تخريج الأربعين النووية بالأسانيد العليّة.
47- التعريج على التدريج.
48- ترجمة النووي.
49- تسديد القوس في مختصر مسند الفردوس.
50- التشويق إلى وصل المهم من التعليق.
51- تصحيح الروضة.
52- تعجيل المنفعة برواية رجال الأئمة الأربعة.
53- التعريف الأوحد بأوهام من جمع رجال المسند.
54- تعريف أولي التقدير بمراتب الموصوفين بالتدليس.
55- تعريف الفئة بمن عاش مئة.
56- تعقبات على الموضوعات.
57- تعليق التعليق.
58- تقريب التقريب.
59- تقريب التهذيب.
60- تقريب المنهج بترتيب المدرج.
61- تقويم السّناد بمدرج الإسناد.
62- التمييز في تخريج أحاديث الوجيز.
63- تهذيب التهذيب
64- تهذيب المدرج.
65- توالي التأسيس بمعالي ابن إدريس.
66- توضيح المشتبه للأزدي في الأنساب.
67- التوفيق بتعليق التعليق.
68- الجواب الجليل عن حكم بلد الخليل.
69- الجواب الشافي عن السؤال الخافي.
70- الخصال المكفرة للذنوب المقدّمة والمؤخرة.
71- الخصال الواردة بحسن الاتصال.
72- الدراية في منتخب تخريج أحاديث الهداية.
73- الدرر.
74- الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة.
75- ديوان شعر.
76- ديوان منظور الدرر.
77- ذيل الدرر الكامنة.
78- رد المحرم عن المسلم.
79- الرسالة العزية في الحساب.
80- رفع الإصر عن قضاة مصر.
81 - الزهر المطلول في بيان الحديث المعلول.
82- الزهر النضر في أنباء الخضر.
83- السبعة النيرات في سبعة أسئلة عن السيد الشريف في مباحث الموضوع.
84- سلوت ثبت كلوت: التقطها من ثبت أبي الفتح القاهري.
85- شرح الأربعين النووية.
86- شرح سنن الترمذي.
87- شرح مناسك المنهاج.
88- شرح منهاج النووي.
89- شفاء الغلل في بيان العلل.
90- الشمس المثيرة في معرفة الكبيرة.
91- طبقات الحفاظ.
92- عرائس الأساس في مختصر الأساس للزمخشري.
93- عشاريات الأشياخ.
94- عشرة أحاديث عشارية الإسناد.
95- عشرة العاشر.
96- فتح الباري بشرح البخاري.
97- فضائل شهر رجب.
98- فهرست مروياته.
99- فوائد الاحتفال في بيان أحوال الرجال، لرجال البخاري.
100- الفوائد الجمة فيمن يجدد الدين لهذه الأمة.
101- قذى العين من نظم غريب البين.
102- القصارى في الحديث.
103- القول المسدد في الذب عن المسند.
104- الكاف الشاف في تحرير أحاديث الكشاف.
105- كشف السحر عن حكم الصلاة بعد الوتر.
106- لذة العيش بجمع طرق الحديث "لأئمة من قريش".
107-لسان الميزان.
108- المجمع المؤسس في المعجم المفهرس.
109- مختصر البداية والنهاية لابن كثير.
110- مختصر تهذيب الكمال.
111- المرجمة الغيثية عن الترجمة الليثية.
112- مزيد النفع بما رجح فيه الوقف على الرفع.
113- المسلسل بالأولية بطرق علية.
114- المسند المعتلى بأطراف الحنبلي.
115- المشتبه.
116- المطالب العالية من رواية المسانيد الثمانية.
117- المطالب العالية في زوائد الثمانية.
118- المقترب في بيان المضطرب.
119- المقصد الأحمد فيمن كنيته أبو الفضل واسمه أحمد.
120- الممتع في منسك المتمتع.
121- المنحة فيما علق به الشافعي القول على الصحة.
122- منسك الحج.
123- النبأ الأنبه في بناء الكعبة.
124- نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر.
125- نزهة الألباب في الأنساب.
126- نزهة القلوب في معرفة المبدل عن المقلوب.
127- نزهة النظر بتوضيح نخبة الفكر.
128- النكت الحديثية على كتاب ابن الصلاح.
129- نهاية التقريب وتكميل التهذيب بالتذهيب.
130- النيرات السبعة، ديوان ابن حجر.
131- هداية الرواة إلى تخريج المصابيح والمشكاة.
132- هدي السّاري لمقدمة فتح الباري.
مرضه ووفاته:
بدأ المرض بحافظ الدنيا ابن جر طيب الله مثواه في ذي الحجة سنة 852هـ، وفي الحادي عشر منه حضر مجلس الإملاء كما أملى في يوم الثلاثاء الخامس عشر من الشهر المذكور مجلساً وهو متوعّك، ثم تغير مزاجه وأصبح ضعيف الحركة.
وخشي الأطباء أن يناولوه مسهلاً لأجل سنّه فأشير "بلبن الحليب" فتناوله فلانت الطبيعة قليلاً وأدى ذلك إلى نشاط.. وصار مسروراً بذلك، ولكنه لم يشف من مرضه تماماً... ثم عاد إلى الكتمان وتزايد الألم بالمعدة وكان يقول هذا بقايا الغبن من سنة تسع وأربعين وتوابعها، ولم يستطع أن يؤدي صلاة الأضحى الذي صادف يوم الثلاثاء، وهو الذي لم يترك صلاة جمعة ولا جماعة، وصلى الجمعة التي تلي العيد، ثم توجه إلى زوجته الحلبية، وكأنه أحس بدنو أجله، فاعتذر عن انقطاعه عنها واسترضاها وكان ينشد [البسيط]:
ثاء الثلاثين قد أوهت قوى بدني ... فكيف حالي وثاء الثمانينا(2)
وتردد إليه الأطباء، وهرع الناس من الأمراء والقضاة والمباشرين لعيادته، وقبل منتصف شهر ذي الحجة من سنّة 852 هـ أشيع أن شيخ الإسلام قد توعك فأنشأ يقول [من المجتث]:
أشكو إلى الله ما بي ... وما حوته ضلوعي
قد طال السقم(3)جسمي ... بنزلة وضلوعي
وكان مرضه قد دام أكثر من شهر، حيث أصيب بإسهال ورمي دم "ديسانتري"، غير أن السخاوي يقول: "ولا أستبعد أنه أكرم بالشهادة فقد كان طاعون قد ظهر".
ثم أسلم الروح إلى بارئها في أواخر شهر ذي الحجة من سنّة اثنتين وخمسين وثمانمائة. واختلف مترجموه في تحديد تاريخ يوم وفاته، كما اختلفوا في تحديد يوم ولادته، على أنهم يتفقون جميعاً تقريباً على أنها- وفاته- كانت في ليلة السبت من ذي الحجة، والاختلاف ينحصر في تحديدهم لأي سبت منه، وهذا يرجع إلى أن الأرقام عرضة للتحريف أكثر من غيرها فجلعها بعضهم في الثامن والعشرين من ذي الحجة، وجعلها آخرون في التاسع عشر منه، على حين ذكرها فريق ثالث في ثامن عشر من ذي الحجة سنّة 852 هـ.
وترك وصيته التي نقل السخاوي نصها، مستقاة من سبطه يوسف بن شاهين، ومما ورد فيها أنه أوصى لطلبة الحديث النبوي والمواظبين على حضور مجالس الإملاء بجزء من تركته.
وفي أواخر أيامه عاده قاضي القضاة سعد الدين بن الديري الحنفي فسأله عن حاله فأنشده أربعة أبيات من قصيدة لأبي القاسم الزمخشري هي [من الكامل]:
قرب الرحيل إلى ديار الآخرة ..... فاجعل إلهي خير عصري آخره
وارحم مبيتي في القبور ووحدتي ... وارحم عظامي حين تبقى ناخرة
فأنا المسيكين الذي أيامه ................ ولت بأوزار غدت متواترة
فلئن رحمت فأنت أكرم راحم ........ فبحار جودك يا إلهي زاخرة
وصلي عليه بمصلاة بكتمر المؤمن، حيث أمر السلطان جقمق بأن يحضر إلى هناك ليصلي عليه، وتقدم في الصلاة عليه الخليفة بإذن من السلطان.
وحضر الشيوخ وأرباب الدولة وجمع غفير من الناس، وازدحموا في الصلاة عليه حتى حزر أحد الأذكياء من مشى في جنازته بأنهم نحو الخمسين ألف إنسان.
وكان يوم موته عظيماً على المسلمين وحتى على أهل الذمة، وشيعته القاهرة إلى مدفنه في القرافة الصغرى، وتزاحم الأمراء الأكابر على حمل نعشه، ومشى إلى تربته من لم يمش نصف مسافتها قط، فدفن تجاه تربة الديلمي بتربة بني الخروبي بين مقام الشافعي ومقام سيدي مسلم السّلمي، وكانت وصيته خلاف ذلك.
ذكر من رثاه :
وما أحقه بقول ابن دريد في قصيدة طويلة [من البسيط](4):
إِنَّ المَنِيَّة َ لَمْ تُتْلِفْ بِهِ رَجُلاً بَلْ أَتْلَفَتْ عَلَماً لِلدِّينِ مَنْصُوبَا
كانَ الزَّمانُ بهِ تصفو مشاربهُ فالآنَ أصبحَ بالتَّكديرِ مقطوبا
كَلاَّ وأَيَّامُهُ الغُرُّ الَّتِي جَعَلَتْ للعلمِ نوراً وللتَّقوى محاريبا
وممن رثاه الفاضل أبو هريرة عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن عثمان بن النقاش الأصم [من البسيط]:
قفا نبك بالقاموس(5)الغامض الزجر ... والمرسلات بماء الغيث والمطر
مذكراً لك بالأذكار ذا أسف ... على المعاهد والروضات والأثر
على ديار إذا صح الحديث ولي ... في الحسن معتقد والضعف للغير
على رباع خلا درس الحديث بها ... والربع عاف ومحتاج إلى الحجر
وقل لذي عذل في عبيرة سمحت ... دعها سماوية تجري على قدر
وقل لعيني التي بالدمع قد نزحت ... يا عين، جودي ولا تبقي ولا تذري
وابكي بموج وما المقياس يحصره ... قاضي القضاة أمير المؤمنين في الأثر
قاضي القضاة أمير المؤمنين سمي ... بأحمد بن علي ذي الرحلة الحجر
أكرم بها مدحة ما حازها أحد ... في عصرنا غير نزر قل في العصر
وع الكتابة واحفظها وسق سندا ... وخل عنك سواد الطرس بالحبر
ياموت، ذكرتني موت النبي به ... الهاشمي المصطفى المبعوث من مضر
ذكرتني العمرين(6)الصاحبين أبا ... بكر الصديق مع الفاروق من عمر!
يا خنس، لو نظرت عيناك لمته ... وما حوت من فخار العلم والخفر
يا خنس، لو سمعت أذناك منطقه ... من ثغر مبسمه المنظوم بالدرر
يا خنس، قد قلت في صخر مراثيه ... فحول الحزن بالإسناد للحجر
مصيبة عمت الدنيا بأجمعها ... رمي بها زحل بالقوس والوتر
بالبحر والنهر والبحرين إذ جمعا ... أبكيه من عبرة تجري بلا ضجر
إن ذكرتني بوقت صخرها غسقا ... أو نكرتني بوقت الصيف في السحر
فكل أوقاتي الغرا مسبلة ... جاها وعلماً وما يزرى من البدر
شبهته جالساً في الدرس في فئة ... هم النجوم ووجه الشيخ بالقمر
وهم طباق وهم يهدى السبيل بهم ... من حوله أنجم كالأنجم الزهر
هم الرجال ولكن شيخهم رجل ... رجاله سند في مسند الحبر
ساد الرجال وكم قد ساد من رجل ... يشوقه بعد تحويل من السطر
يملي الحديث ببيبرس حوى سندا ... عال إلى سيد الكونين والبشر
تالله، لو سمعت حذاق شرعتنا ... شوق الأسانيد في إملائه الجهر
ولو رأوا يده في فرع روضته ... أو فسرت آية في محكم السور
أو ما يوصله في الدين معتقدا ... أو رتبت سنداً من نخبة الفكر
أو أظهرت حكمة للشافعي خفت ... يستخرج الكل من خرم من الإبر
أثنوا عليه ومن أضحى يخالفه ... بمنزل دحض كقشعم الحجر
أبكى عليه وقد شالوا جنازته ... وقنطت مرنة من نسمة السحر
أنقى من الثلج إشراقا وريحتها ... أذكى من المسك والندا الذي العطر
وبشرت برضا الرحمن خالقه ... والحور قد زينت بالحلى في السرر
وعدته قائلاً للقلب منه عسى ... وهل يفيد "عسى" مع سابق القدر
ياقلب قد كنت تخشى الموت ذا حذر ... وليس ذو حذر ينجو من القدر
وأنت للعالم النقاش منتسب ... وكم معان خفت تأتيك في الصور
خفت المنون وما قد كنت تحسبه ... قد جاء منتقشا كالنقش في الحجر
إن غاب شخصك يا مولاي عن نظري ... وغيبوا وجهك المحبوب في القبر
وفي أساريرك الحسناء مشرقة ... سبط من الحسنيين الخلق والبشر
يا من مراحمه للخلق واسعة ... عمت نجيا ومن في دينه الخطر
إجعل على متن هذا القبر سابغة ... من لؤلؤ رطب عذب ذكي عطر
والسامعين ومن يعزى لمذهبهم ... تحدوا على سنة الهادي النبي المصري
وقل لمن سمع الأبيات يسترها ... فالله يستره في الورد والصدر
قدمتها سلعة مزجا وناظمها ... يعدها خجلا من أعظم الكبر
وأذن بسحب صلاة منك ثم رضا ... على نبي الهدى والبشر والبشر
وآله وجميع الصحب قاطبة ... بهم هديت أمم في البدو والحضر
ما غردت ورقه في الأيك آصرة ... بزورة المصطفى والبيت والحجر
موت الإمام شهاب الدين قد جزعت ... له العلوم وما يروى من الأثر
وقال ربع علوم الشرع مكتئبا ... به درست فما تلقون من أثر
[من الوافر]:
لعمرك ما الرزية هدم دار ... ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية موت شخص ... يموت بموته علم كبير
- - - - - - - - - - - - - -
المبحث الأول
التعريف بعلم الجرح والتعديل وأهميته
أولا- تعريف الجرح والتعديل :
تعريفُ الجرح:
الجرح في اللغة مشتق من جرحه يجرحه جرحا، بمعنى أثر فيه بالسلاح، والجراحة اسم الضربة أو الطعنة.، ويقال: جرح الحاكم الشاهد إذا عثر منه على ما تسقط به عدالته، من كذب وغيره.(7)
وهو في اصطلاح المحدثين: الطعن في رواة الحديث بما يسلب عدالتهم،أو ضبطهم.(8)وقيل: هو وصف متى التحق بالراوي، والشاهد سقط الاعتبار بقوله، وبطل العمل به.(9)
= تعريف التعديل:
التعديلُ: مصدر عدل، فهو: عدل، قال في اللسان: العدالة ما قام في النفوس أنه مستقيم وهو ضد الجور، والعدل من الناس المرضي.
والعدالة في اصطلاح المحدثين: وصف متى التحق بالراوي والشاهد اعتبر قولهما وأخذ به.
وهي عبارة عن خمسة أمور، واعتبرها البعض شروطا، متى تحققت في الرجل كان عدلا، أو يقال: لابد من تحققها في العدل، وهي:
1- الإسلام.
2- البلوغ.
3- العقل.
4- التقوى، وهي:اجتناب الكبائر،وترك الإصرار على الصغائر.
5- الاتصاف بالمروءة
قال الحاكم:أصل عدالة المحدث أن يكون مسلماً لا يدعو إلى بدعة ولا يعلن من أنواع المعاصي ما تسقط عدالته، فإن كان مع ذلك حافظاً لحديثه فهي أرفع درجات المحدثين.
وقال الغزالي: العدالة في الرواية والشهادة عبارة عن استقامة السيرة في الدين، ويرجع حاصلها إلى هيئة راسخة في النفس على ملازمة التقوى والمروءة جميعا، حتى تحصل ثقة النفوس بصدقه.(10)
أما علم الجرح والتعديل ،فهو: علم يبحث فيه عن جرح الرواة وتعديلهم بألفاظ مخصوصة وعن مراتب تلك الألفاظ.(11)
================
ثانيا- أهمية علم الجرح والتعديل(12)
علم الجرح والتعديل هو أحد أنواع العلوم المتعلقة بالرواة: وهذا العلم يعدُّ من الأهمية بمكان؛ ذلك أن الغرض من معرفته حفظُ سنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم.
فمن أهميته: إجماع أهل العلم على أنه لا يقبل إلا خبرُ العدل، كما أنه لا تقبل إلا شهادة العدل؛ لذلك كان السؤال عن المخبِر من أهل العلم والمعرفة واجباً محتماً.
وإذا كان معرفة أحوال الرواة من أوجب الواجبات لحفظ سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فإن بيان حال من عُرف بالضعف أو الكذب، وكذا من عُرف الضبط والعدالة من ذلك الواجب أيضاً؛ ليعرف الناس حقيقة أمر من نقل حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الأمة.(13)
وهذا الاهتمام بالرواة، وهو ما يعرف بالاهتمام بالإسناد، وهو ما يتردد على ألسنة كثير من المحدِّثين بقولهم: الإسناد، وفضائل الإسناد، وأهمية الإسناد، والإسناد من خصائص الأمة المحمدية، ونحو ذلك.
والإسناد من خصائص هذه الأمة، ليست لغيرها من الأمم. قال ابن حزم: ((نقل الثقة عن الثقة يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الاتصال، خصَّ الله به المسلمين دون سائر الملل، وأما مع الإرسال والإعضال فيوجد في كثير من اليهود ولكن لا يقربون فيه من موسى قربنا من محمد صلى الله عليه وسلم، بل يقفون بحيث يكون بينهم وبين موسى أكثر من ثلاثين عصراً، وإنما يبلغون إلى شمعون ونحوه)).(14)
قال: ((وأما النصارى فليس عندهم من صفة هذا النقل إلا تحريم الطلاق فقط، وأما النقل بالطريق المشتملة على كذاب، أو مجهول العين، فكثير في نقل اليهود والنصارى)).
قال: ((وأما أقوال الصحابة والتابعين فلا يمكن لليهود أن يبلغوا إلى صاحب نبي أصلاً، ولا إلى تابع له، ولا يمكن للنصارى أن يصلوا إلى أعلى من شمعون وبولص)).(15)
من دلائل اهتمام هذه الأمة بالإسناد، ورجال الإسناد، ما يلي:
= قال عبد الله بن المبارك: " الإِسْنَادُ مِنَ الدِّينِ وَلَوْلاَ الإِسْنَادُ لَقَالَ مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ"(16).
- وقال عبدان قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ : " الْإِسْنَادُ مِنَ الدِّينِ ، وَلَوْلَا الْإِسْنَادُ لَقَالَ : مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ " قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : فَلَوْلَا الْإِسْنَادُ وَطَلَبُ هَذِهِ الطَّائِفَةِ لَهُ وَكَثْرَةُ مُوَاظَبَتِهِمْ عَلَى حِفْظِهِ لَدَرَسَ مَنَارُ الْإِسْلَامِ ، وَلَتَمَكَّنَ أَهْلُ الْإِلْحَادِ وَالْبِدَعِ فِيهِ بِوَضْعِ الْأَحَادِيثِ ، وَقَلْبِ الْأَسَانِيدِ ، فَإِنَّ الْأَخْبَارَ إِذَا تَعَرَّتْ عَنْ وُجُودِ الْأَسَانِيدِ فِيهَا كَانَتْ بُتْرًا "(17)
-وقال عبدان ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ ، يَقُولُ : " الْإِسْنَادُ عِنْدِي مِنَ الدِّينِ وَلَوْلَا الْإِسْنَادُ لَقَالَ : مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ " .(18)
- و قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ : " مَثَلُ الَّذِي يَطْلُبُ أَمْرَ دِينِهِ بِلَا إِسْنَادٍ كَمَثَلِ الَّذِي يَرْتَقِي السَّطْحَ بِلَا سُلَّمٍ "(19)
- وقال مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ الْجَوْهَرُي سَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ عَنْ إِسْنَادِ ، حَدِيثٍ سَقَطَ عَلَيَّ ، فَقَالَ : تَدْرِي مَا قَالَ : أَبُو سَعِيدٍ الْحَدَّادُ ؟ قَالَ : " الْإِسْنَادُ مِثْلُ الدَّرَجِ وَمِثْلُ الْمَرَاقِي . فَإِذَا زَلَّتْ رِجْلُكَ عَنِ الْمَرْقَاةِ سَقَطَتْ ، وَالرَّأْيُ مِثْلُ الْمَرْجِ "(20)
= روى مسلم أيضا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: " إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ. ْ".(21)
= وعَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: " لَمْ يَكُونُوا يَسْأَلُونَ عَنِ الإِسْنَادِ فَلَمَّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ قَالُوا سَمُّوا لَنَا رِجَالَكُمْ فَيُنْظَرُ إِلَى أَهْلِ السُّنَّةِ فَيُؤْخَذُ حَدِيثُهُمْ وَيُنْظَرُ إِلَى أَهْلِ الْبِدَعِ فَلاَ يُؤْخَذُ حَدِيثُهُمْ".(22)
= وعَنِ ابْنِ أَبِى الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : "أَدْرَكْتُ بِالْمَدِينَةِ مِائَةً كُلُّهُمْ مَأْمُونٌ. مَا يُؤْخَذُ عَنْهُمُ الْحَدِيثُ يُقَالُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِهِ".(23)
= وعن عبد الله بن المبارك قالَ: " بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْقَوَائِمُ. يَعْنِى الإِسْنَادَ".(24)
- وقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حسان ، سَمِعْتُ سفيان الثَّوْرِيَّ ، يَقُولُ : " الْإِسْنَادُ سِلَاحُ الْمُؤْمِنِ فَإِذَا لَمْ يَكُنْ مَعَهُ سِلَاحٌ ، فَبِأَيِّ شَيْءٍ يُقَاتِلُ "(25)
- وقال الْقَاسِمَ بْنَ بُنْدَارٍ: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ الرَّازِيَّ ، يَقُولُ : " لَمْ يَكُنْ فِي أُمَّةٍ مِنَ الْأُمَمِ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ أُمَنَاءُ يَحْفَظُونَ آثَارَ الرُّسُلِ إِلَّا فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ " فَقَالَ : لَهُ رَجُلٌ : يَا أَبَا حَاتِمٍ رُبَّمَا رَوَوْا حَدِيثًا لَا أَصْلَ لَهُ وَلَا يَصِحُّ ؟ فَقَالَ : " عُلَمَاؤُهُمْ يَعْرِفُونَ الصَّحِيحَ مِنَ السَّقِيمِ ، فَرِوَايَتُهُمْ ذَلِكَ لِلْمَعْرِفَةِ لِيَتَبَيَّنَ لِمَنْ بَعْدِهِمْ أَنَّهُمْ مَيَّزُوا الْآثَارَ وَحَفَظُوهَا ، ثُمَّ قَالَ : " رَحِمَ اللَّهُ أَبَا زُرْعَةَ ، كَانَ وَاللَّهِ مُجْتَهِدًا فِي حِفْظِ آثَارِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - "(26)
= وقال صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ يَقُولُ : " بَلَغَنِي أَنَّ اللَّهَ ، خَصَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ ، لَمْ يُعْطِهَا مَنْ قَبْلَهَا الْإِسْنَادِ وَالْأَنْسَابِ وَالْإِعْرَابِ " ".(27)
__________
(1) - "الضوء اللامع" 2/38.
(2) - تقطع الهمزة للضرورة.
(3) - تقطع الهمزة للضرورة.
(4) - تراجم شعراء موقع أدب (ج 17 / ص 63)
(5) - تهمز الألف للضرورة.
(6) - يقال العمرين يعني أبا بكر وعمر
(7) - انظر: لسان العرب(1: 432).
(8) - انظر : المنهج الحديث في علوم الحديث للشيخ السماحي رحمه الله (ص: 82)
(9) - جامع الأصول(1: 126).
(10) - انظر: جامع الأصول(1: 126) ومعرفة علوم الحديث (ص: 53) والمستصفى للغزالي(1: 157) ودراسات في الجرح والتعديل، مع التصرف في النص، والزيادة والنقص، والدمج بين بعض النصوص.
(11) - أبجد العلوم(2:211).
(12) - انظر:مقدمة كتاب علم الرجال وأهميته للمعلمي .
(13) - انظر: الكفاية(ص34) مع تصرف وزيادات.
(14) - الفصل في الملل والنحل لابن حزم.(2: 69-70 ) وانظر: تدريب الراوي( 2: 143).
(15) - الفصل في الملل والنحل لابن حزم.(2: 69-70 ) وانظر: تدريب الراوي( 2: 143).
(16) - مسلم برقم(32)
(17) - معرفة علوم الحديث ( 8 )
(18) - الكفاية في علوم الرواية ( 72 )
(19) - الكفاية في علوم الرواية ( 73 )
(20) - نفسه (74)
(21) - برقم(26)
(22) - صحيح مسلم(27 )
(23) - صحيح مسلم(30 )
(24) - صحيح مسلم (33 )
(25) - الكفاية في علوم الرواية ( 75 )
(26) - الكفاية في علوم الرواية ( 76 )
(27) - شرف أصحاب الحديث (ص: 40) رقم(69)(1/3)
= وعن شعبة بن الحجاج، قال: كل حديث ليس فيه حدثنا، أو أخبرنا، فهو مثل الرجل بفلاة، معه البعير ليس لها خطام.(1)
=================
__________
(1) - انظر: مقدمة المجروحين(1: 27)،(1/4)
ثالثا- الجرح والتعديل من الدين :
قال الترمذي: فصل في الجرح والتعديل، والتفتيش عن الأسانيد، وأن ذلك من الدين.
ثم قال: (( وَقَدْ عَابَ بَعْضُ مَنْ لاَ يَفْهَمُ عَلَى أَهْلِ الْحَدِيثِ الْكَلاَمَ فِى الرِّجَالِ وَقَدْ وَجَدْنَا غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الأَئِمَّةِ مِنَ التَّابِعِينَ قَدْ تَكَلَّمُوا فِى الرِّجَالِ مِنْهُمُ الْحَسَنُ الْبَصْرِىُّ وَطَاوُسٌ تَكَلَّمَا فِى مَعْبَدٍ الْجُهَنِىِّ وَتَكَلَّمَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فِى طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ وَتَكَلَّمَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِىُّ وَعَامِرٌ الشَّعْبِىُّ فِى الْحَارِثِ الأَعْوَرِ وَهَكَذَا رُوِىَ عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِىِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِىِّ وَشُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَالأَوْزَاعِىِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ وَوَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِىٍّ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُمْ تَكَلَّمُوا فِى الرِّجَالِ وَضَعَّفُوا. وَإِنَّمَا حَمَلَهُمْ عَلَى ذَلِكَ عِنْدَنَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ النَّصِيحَةُ لِلْمُسْلِمِينَ لاَ يُظَنُّ بِهِمْ أَنَّهُمْ أَرَادُوا الطَّعْنَ عَلَى النَّاسِ أَوِ الْغِيبَةَ إِنَّمَا أَرَادُوا عِنْدَنَا أَنْ يُبَيِّنُوا ضَعْفَ هَؤُلاَءِ لِكَىْ يُعْرَفُوا لأَنَّ بَعْضَ الَّذِينَ ضُعِّفُوا كَانَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ وَبَعْضَهُمْ كَانَ مُتَّهَمًا فِى الْحَدِيثِ وَبَعْضَهُمْ كَانُوا أَصْحَابَ غَفْلَةٍ وَكَثْرَةِ خَطَإٍ فَأَرَادَ هَؤُلاَءِ الأَئِمَّةُ أَنْ يُبَيِّنُوا أَحْوَالَهُمْ شَفَقَةً عَلَى الدِّينِ وَتَثَبُّتًا لأَنَّ الشَّهَادَةَ فِى الدِّينِ أَحَقُّ أَنْ يُتَثَبَّتَ فِيهَا مِنَ الشَّهَادَةِ فِى الْحُقُوقِ وَالأَمْوَالِ.)).(1)
قال ابن رجب في شرحه على كلام الترمذي هذا: ((مقصود الترمذي - رحمه الله - أن يبين أن الكلام في الجرح والتعديل جائز، قد أجمع عليه سلف الأمة وأئمتها لما فيه من تمييز ما يجب قبوله من السنن مما لا يجوز قبوله))(2)
وفي الموطأ (1761 ) وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ عُلَمَائِهِمْ ، أَنَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ جَاءَ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَاسْتَأْذَنَ ثَلَاثًا ثُمَّ رَجَعَ ، فَأَرْسَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي أَثَرِهِ ، فَقَالَ : مَا لَكَ لَمْ تَدْخُلْ ؟ فَقَالَ أَبُو مُوسَى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " الِاسْتِئْذَانُ ثَلَاثٌ ، فَإِنْ أُذِنَ لَكَ فَادْخُلْ ، وَإِلَّا فَارْجِعْ " فَقَالَ عُمَرُ : وَمَنْ يَعْلَمُ هَذَا لَئِنْ لَمْ تَأْتِنِي بِمَنْ يَعْلَمُ ذَلِكَ لَأَفْعَلَنَّ بِكَ كَذَا وَكَذَا ، فَخَرَجَ أَبُو مُوسَى حَتَّى جَاءَ مَجْلِسًا فِي الْمَسْجِدِ يُقَالُ لَهُ مَجْلِسُ الْأَنْصَارِ ، فَقَالَ إِنِّي أَخْبَرْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " الِاسْتِئْذَانُ ثَلَاثٌ ، فَإِنْ أُذِنَ لَكَ فَادْخُلْ ، وَإِلَّا فَارْجِعْ " ، فَقَالَ : لَئِنْ لَمْ تَأْتِنِي بِمَنْ يَعْلَمُ هَذَا لَأَفْعَلَنَّ بِكَ كَذَا وَكَذَا ، فَإِنْ كَانَ سَمِعَ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْكُمْ فَلْيَقُمْ مَعِي ، فَقَالُوا لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ : قُمْ مَعَهُ ، وَكَانَ أَبُو سَعِيدٍ أَصْغَرَهُمْ ، فَقَامَ مَعَهُ فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِأَبِي مُوسَى : أَمَا إِنِّي لَمْ أَتَّهِمْكَ ، وَلَكِنْ خَشِيتُ أَنْ يَتَقَوَّلَ النَّاسُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - .
وعَنْ طَاوُسٍ ، قَالَ : جَاءَ هَذَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ - يَعْنِي بُشَيْرَ بْنَ كَعْبٍ - فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ : عُدْ لِحَدِيثِ كَذَا وَكَذَا ، فَعَادَ لَهُ ، ثُمَّ حَدَّثَهُ ، فَقَالَ لَهُ : عُدْ لِحَدِيثِ كَذَا وَكَذَا ، فَعَادَ لَهُ ، فَقَالَ لَهُ : مَا أَدْرِي أَعَرَفْتَ حَدِيثِي كُلَّهُ ، وَأَنْكَرْتَ هَذَا ؟ أَمْ أَنْكَرْتَ حَدِيثِي كُلَّهُ ، وَعَرَفْتَ هَذَا ؟ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ : " إِنَّا كُنَّا نُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ لَمْ يَكُنْ يُكْذَبُ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا رَكِبَ النَّاسُ الصَّعْبَ وَالذَّلُولَ ، تَرَكْنَا الْحَدِيثَ عَنْهُ ".(3)
فهذا الاهتمام البالغ من هؤلاء الصحابة، لم يكن ذلك منهم طعناً في الصحابيين الكريمين، المغيرة بن شعبة، وأبي موسى الأشعري، ولم يكن موقف ابن عباس من بشير بن كعب طعناً فيه واتهاماً له، وإنما كان الغرض تعليم الناس الاحتياط لحديث رسول الله صلى الله عليه، وسلم؛ لذلك جاءت رواية أخرى صحيحة عن عمر بن الخطاب لأبي موسى: أما إني لم أتهمك.
ثم جاء عصر أتباع التابعين، فمن بعدهم فكثر الضعفاء والمغفلون، والكذابون، والزنادقة، فكثر اهتمامهم وأشد، في تتبع الكذابين والضعفاء، وذلك بحسب الحاجة.
فلما رأى أهل العلم ذلك نهضوا لتبيين أحوال الرجال، والذب عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما من مصر من الأمصار إلا وفيه جماعة يمتحنون الرواة، ويعرفون أحوالهم، ويقارنون مروياتهم ويتحققون من سماعاتهم.
قال الخطيب(4): " قَالَ مَحْمُدُ بْنُ غَيْلَانَ: " سَمِعْتُ الْمُؤَمَّلَ , ذُكِرَ عِنْدَهُ الْحَدِيثُ الَّذِي يُرْوَى عَنْ أُبَيٍّ , عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي فَضْلِ الْقُرْآنِ , قَالَ : لَقَدْ حَدَّثَنِي رَجُلٌ ثِقَةٌ , سَمَّاهُ , قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ ثِقَةٌ سَمَّاهُ , قَالَ : أَتَيْتُ الْمَدَائِنَ فَلَقِيتُ الرَّجُلَ الَّذِي يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ , فَقُلْتُ لَهُ : حَدِّثْنِي فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ آتِيَ الْبَصْرَةَ , فَقَالَ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ : هُوَ بِوَاسِطٍ فِي أَصْحَابِ الْقَصَبِ , قَالَ : فَأَتَيْتُ وَاسِطًا فَلَقِيتُ الشَّيْخَ فَقُلْتُ : إِنِّي كُنْتُ بِالْمَدَائِنِ فَدَلَّنِي عَلَيْكَ الشَّيْخُ , وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ آتِيَ الْبَصْرَةَ , قَالَ : إِنَّ هَذَا الَّذِي سَمِعْتُ مِنْهُ هُوَ بِالْكَلَّاءِ , فَأَتَيْتُ الْبَصْرَةَ فَلَقِيتُ الشَّيْخَ بِالْكَلَّاءِ , فَقُلْتُ لَهُ : حَدِّثْنِي فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ آتِيَ عَبَّادَانَ , فَقَالَ : إِنَّ الشَّيْخَ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ هُوَ بِعَبَّادَانَ , فَأَتَيْتُ عَبَّادَانَ فَلَقِيتُ الشَّيْخَ فَقُلْتُ لَهُ : اتَّقِ اللَّهَ مَا حَالُ هَذَا الْحَدِيثِ ؟ أَتَيْتُ الْمَدَائِنَ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ وَاسِطًا ثُمَّ الْبَصْرَةَ فَدُلِلْتُ عَلَيْكَ , وَمَا ظَنَنْتُ إِلَّا أَنَّ هَؤُلَاءِ كُلَّهُمْ قَدْ مَاتُوا , فَأَخْبِرْنِي بِقِصَّةِ هَذَا الْحَدِيثِ , فَقَالَ : أَنَا اجْتَمَعْنَا هُنَا , فَرَأَيْنَا النَّاسَ قَدْ رَغِبُوا عَنِ الْقُرْآنِ وَزَهِدُوا فِيهِ , وَأَخَذُوا فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ , فَقَعَدْنَا فَوَضَعْنَا لَهُمْ هَذِهِ الْفَضَائِلَ حَتَّى يَرْغَبُوا فِيهِ " وَاسْتَدَلَّ مَنْ أَوْجَبَ قَبُولَ الْمَرَاسِيلِ وَالْعَمَلَ بِهَا , بِأَنَّهُ لَوْ لَمْ يَجِبْ ذَلِكَ فِيهَا لَمْ يَكُنْ لِرِوَايَتِهَا وَجْهٌ , وَهَذَا خَطَأٌ ظَاهِرٌ , لِأَنَّهُ قَدْ يُرْوَى مِنَ الْأَخْبَارِ , وَيُسْمَعُ مَا قَدْ لَا يُعْمَلُ بِهِ عِنْدَ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ , وَيُعْمَلُ بِهِ عِنْدَ غَيْرِهِ , وَيُكْتَبُ أَيْضًا مَا الْعَمَلُ عِنْدَ الْكُلِّ عَلَى خِلَافِهِ , لِلْمَعْرِفَةِ بِهِ , وَقَدْ يُرْوَى عَنِ الضُّعَفَاءِ وَالْمَتْرُوكِينَ الَّذِينَ لَا يَصِحُّ الِاحْتِجَاجُ بِأَحَادِيثِهِمْ , فَالتَّعَلُّقُ بِمَا ذَكَرَ الْمُخَالِفُ لَا وَجْهَ لَهُ " .
وقد استعملوا عدة طرق للتحقق من حفظ الراوي وصدقه، وأهليته، ومن ذلك:
النظر في حال الراوي في المحافظة على الطاعة، واجتناب المعاصي، وسؤال أهل العلم به.
قَالَ شَاذَانُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ صَالِحٍ , يَقُولُ : " كُنَّا إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَكْتُبَ عَنِ الرَّجُلِ سَأَلْنَا عَنْهُ , حَتَّى يُقَالَ لَنَا : أَتُرِيدُونَ أَنْ تُزَوِّجُوهُ "(5)
وعَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ , قَالَ : " كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ يَلِيقُ بِهِ الْقَضَاءُ , فَقِيلَ لَهُ : يَا أَبَا زَكَرِيَّا فَالْحَدِيثُ ؟ فَقَالَ :
لِلْحَرْبِ أَقْوَامٌ لَهَا خُلِقُوا وَلِلدَّوَاوِينِ كُتَّابٌ وَحُسَّابُ
" قُلْتُ : مَا يُعْرَفُ بِهِ صِفَةُ الْمُحَدِّثِ الْعَدْلِ الَّذِي يَلْزَمُ قَبُولُ خَبَرِهِ عَلَى ضَرْبَيْنِ ؛ فَضَرْبٌ مِنْهُ يَشْتَرِكُ فِي مَعْرِفَتِهِ الْخَاصَّةُ وَالْعَامَّةُ , وَهُوَ الصِّحَّةُ فِي بَيْعِهِ وَشِرَائِهِ , وَأَمَانَتِهِ , وَرَدِّ الْوَدَائِعِ , وَإِقَامَةِ الْفَرَائِضِ , وَتَجَنُّبِ الْمَآثِمِ , فَهَذَا وَنَحْوُهُ يَشْتَرِكُ النَّاسُ فِي عِلْمِهِ , وَالضَّرْبُ الْآخَرُ : هُوَ الْعِلْمُ بِمَا يَجِبُ كَوْنُهُ عَلَيْهِ مِنَ الضَّبْطِ وَالتَّيَقُّظِ , وَالْمَعْرِفَةِ بِأَدَاءِ الْحَدِيثِ وَشَرَائِطِهِ , وَالتَّحَرُّزِ مِنْ أَنْ يُدْخِلَ عَلَيْهِ مَا لَمْ يَسْمَعْهُ , وَوُجُوهِ التَّحَرُّزِ فِي الرِّوَايَةِ , وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا لَا يَعْرِفُهُ إِلَّا أَهْلُ الْعِلْمِ بِهَذَا الشَّأْنِ , فَلَا يَجُوزُ الرُّجُوعُ فِيهِ إِلَى قَوْلِ الْعَامَّةِ , بَلِ التَّعْوِيلُ فِيهِ عَلَى مَذَاهِبِ النُّقَّادِ لِلرِّجَالِ , فَمَنْ عَدَّلُوهُ وَذَكَرُوا أَنَّهُ يُعْتَمَدُ عَلَى مَا يَرْوِيهِ جَازَ حَدِيثُهُ , وَمَنْ قَالُوا فِيهِ خِلَافَ ذَلِكَ وَجَبَ التَّوَقُّفُ عَنْهُ."(6)
عرض حديث الراوي الذي حدث به عن شيخه على حديث الثقات الآخرين عن ذلك الشيخ.
وبناء على ذلك يصدر أحكاما حول هذا الراوي، فيقول مثلا: ينفرد عن الثقات، في حديثه نكارة، يخطئ ويخالف، ونحو ذلك، وقد يقول: أثبت الناس في فلان، أو أكثر الناس عنه.
اختبار حديث الراوي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ ، قَالَ : لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَكْثَرَ حَدِيثًا عَنْهُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَأَنَّ مَرْوَانَ بَعَثَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ وَأَرَادَ حَدِيثَهُ ، فَقَالَ : ارْوِ كَمَا رَوَيْنَا ، فَلَمَّا أَبَى عَلَيْهِ تَغَفَّلَهُ ، فَأَقْعَدَ لَهُ كَاتِبًا فَجَعَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ وَيَكْتُبُ الْكَاتِبُ حَتَّى اسْتَفْرَغَ حَدِيثَهُ أَجْمَعَ ، فَقَالَ مَرْوَانُ : تَعْلَمُ أَنَّا قَدْ كَتَبْنَا حَدِيثَكَ أَجْمَعَ ؟ قَالَ : " أَوَ قَدْ فَعَلْتُمْ ، وَإِنْ تُطِيعْنِي تَمْحُهُ ؟ " قَالَ : فَمَحَاهُ .(7)
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّهُ مَرَّ بِأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ يُحَدِّثُ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ تَبِعَ جِنَازَةً فَلَهُ قِيرَاطٌ ، فَإِنْ شَهِدَ دَفْنَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ " فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، انْظُرْ مَا تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو هُرَيْرَةَ حَتَّى انْطَلَقَ إِلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، فَقَالَ لَهَا : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، أَنْشُدُكَ اللَّهَ أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَنْ تَبِعَ جِنَازَةً فَصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ ، وَإِنْ شَهِدَ دَفْنَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ " ؟ فَقَالَتِ : اللَّهُمَّ نَعَمْ ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَشْغَلُنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عُرْسٌ ، وَلَا صَفْقٌ بِالْأَسْوَاقِ ، إِنَّمَا كُنْتُ أَطْلُبُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَلِمَةً يُعَلِّمُنِيهَا أَوْ أَكْلَةً يُطْعِمُنِيهَا . فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ كُنْتَ أَلْزَمَنَا لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَعْلَمَنَا بِحَدِيثِهِ "(8)
وقد تصدَّى لهذا العلم جمع من أهل الحديث، وبرزوا في ذلك حتى كأنهم خلقوا له، منهم:
شعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس، وعبد الله بن المبارك، ويحيى ابن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، وغيرهم، رحمهم الله.
وقد تناول المحدثون هذا النوع من العلوم بالبيان والشرح والتأليف، واختلفت مقاصدهم في ذلك:
فألف البعض في الثقات(9)، وألف بعضهم في الضعاف(10)، وألف بعضهم في الثقات والضعفاء معا(11)
كما أن بعضهم اهتم بطبقات الرواة، وأنسابهم، وأوطانهم، ووفياتهم،(12)واهتم البعض بنوع خاص من الثقات(13)، واهتم البعض بنوع خاص من الضعفاء,(14)والله أعلم.
================
رابعا- مشروعية الجرح، والتعديل:
الكلام في الرجال من أجل الاحتياط للدين مشروع بالكتاب والسنة. قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)) [الحجرات:6](15)،وقال تعالى: (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى) [البقرة:282].
وقال تعالى: (وَأَشْهِدُوا ذَوَي عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ) [الطلاق:2] وقال تعالى: ((يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ)) [المائدة:95].
ففي الآية الأولى يأمر الله تعالى بالتثبت في الأخبار، وفي الآيات الأخرى يطلب الله تعالى العدل والرضى في الشهود.
ومعلوم أن الأمر بالتثبت في الأخبار في الآية الأولى عام، فالأخبار التي تنقل عن الله ورسوله تدخل فيها دخولاً أولياً.
وطلب الرضى والعدل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، الذي هو دين للأمة وتشريع لها، وهو المصدر الثاني في التشريع، أولى من أن يطلب في الشهادة.
__________
(1) - شرح علل الترمذي( 1: 43) وشرح علل الترمذي لابن رجب (ج 1 / ص 121)الشاملة 2
(2) - نفسه
(3) - صحيح مسلم (19 )الذلول : السهل
(4) - وفي الكفاية (1241 )
(5) - الكفاية(ص: 93)(243)
(6) - الكفاية (244 )
(7) - المستدرك للحاكم (6167) و جامع الحديث (6220 ) والخبر قوي الإسناد
(8) - رواه الحاكم في المستدرك(6167) وصححه، ووافقه الذهبي.
(9) - مثل: ابن حبان، فقد ألف كتاباً خاصا بالثقات عنده. وهو مطبوع في تسع مجلدات.
(10) - مثل: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم البستي، وهو مطبوع في تسع مجلدات.
(11) - مثل: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم البستي، وهو مطبوع في تسع مجلدات.
(12) - مثل: الطبقات لابن سعد الكاتب، والطبقات لخليفة بن خياط العصفري، وكتاب ابن سعد يقع في تسع مجلدات، وكتاب خليفة يقع في مجلد واحد.
(13) - مثل: تسمية من أخرج لهم البخاري ومسلم للحاكم، وهو مطبوع في مجلد واحد.
(14) - مثل: الإلزامات والتتبع للدارقطني؛ حيث تكلم فيه عن رجال الصحيحين، ومثل كلام أهل العلم عن الثقات الذين ضعفوا في بعض شيوخهم،أو الثقات الذين ضعفوا في بلد دون آخر، وأكثر من أبرز هذا الموضوع هو ابن رجب في شرح علل الترمذي. وقد جمع أحد طلاب العلم في رسالة ماجستير الرواة الذين وثقوا في بعض شيوخهم، وهو الأخ: صالح بن حامد الرفاعي: مطبوعات الجامعة الإسلامية يقع في مجلد .
(15) - وفي هَذِهِ الآيةِ يَأمُرُ اللهُ تَعَالى المُؤْمِنينَ بأنْ لاَ يَتَعجَّلُوا في حَسْمِ الأمُورِ وَتَصْدِيقِ الأخْبَارِ التي يَأتِيهِمْ بها أناسٌ فَسَقَةٌ ، غَيْرُ مأمُونينَ في خُلُقِهِمْ وَدِينِهِمْ وَرِوَايَتِهِمْ ، لأنَّ مَنْ لا يُبَالي بالفِسْقِ فَهُوَ أجْدَرُ بأنْ لا يُبَالي بالكَذِبِ ، ولا يَتَحَامَاهُ ، وَقَدْ يُؤدِّي التَّعْجِيلُ في تَصْدِيقِ الأنباءِ التِي يَنْقُلُها الفُسَّاقُ إلى إصَابةِ أناسٍ أبْرياءَ بأذًى ، والمُؤْمِنُونَ يَجْهَلُونَ حَالَهم ، فَيَكُونُ ذَلِكَ الإِيذاءُ سَبَباً لِنَدامَتِهِمْ عَلَى مَا فَرَطَ مِنْهُمْ(1/5)
وقيل: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - هو أول من جرح وعدل،روى الخطيب البغدادي(1)عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ , سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ , يَقُولُ : حَدَّثَتْنَا عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، أَنَّ رَجُلًا , اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : " ائْذَنُوا لَهُ , فَبِئْسَ رَجُلُ الْعَشِيرِ , أَوْ بِئْسَ رَجُلُ الْعَشِيرَةِ " فَلَمَّا دَخَلَ أَلَانَ لَهُ الْقَوْلَ , قَالَتْ عَائِشَةُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , قُلْتَ لَهُ الَّذِي قُلْتَ فَلَمَّا دَخَلَ أَلَنْتَ لَهُ الْقَوْلَ قَالَ : " يَا عَائِشَةُ , إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ وَدَعَهُ أَوْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ " فَفِي قَوْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لِلرَّجُلِ " بِئْسَ رَجُلُ الْعَشِيرَةِ " دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ إِخْبَارَ الْمُخْبِرِ بِمَا يَكُونُ فِي الرَّجُلِ مِنَ الْعَيْبِ عَلَى مَا يُوجِبُهُ الْعِلْمُ وَالدِّينُ مِنَ النَّصِيحَةِ لِلسَّائِلِ لَيْسَ بِغِيبَةٍ , إِذْ لَوْ كَانَ ذَلِكَ غِيبَةً لَمَا أَطْلَقَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - , وَإِنَّمَا أَرَادَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِمَا ذَكَرَ فِيهِ , وَاللَّهُ أَعْلَمُ , أَنَّ يُبَيِّنَ لِلنَّاسِ الْحَالَةَ الْمَذْمُومَةَ مِنْهُ وَهِيَ الْفُحْشُ فَيَجْتَنِبُوهَا , لَا أَنَّهُ أَرَادَ الطَّعْنَ عَلَيْهِ وَالثَّلْبَ لَهُ , وَكَذَلِكَ أَئِمَّتُنَا فِي الْعِلْمِ بِهَذِهِ الصِّنَاعَةِ , إِنَّمَا أَطْلَقُوا الْجَرْحَ فِيمَنْ لَيْسَ بِعَدْلٍ لِئَلَّا يَتَغَطَّى أَمْرُهُ عَلَى مَنْ لَا يَخْبُرُهُ , فَيَظُنُّهُ مِنْ أَهْلِ الْعَدَالَةِ فَيَحْتَجُّ بِخَبَرِهِ , وَالْإِخْبَارُ عَنْ حَقِيقَةِ الْأَمْرِ إِذَا كَانَ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ لَا يَكُونُ غِيبَةً وَمِمَّا يُؤَيِّدُ ذَلِكَ حَدِيثُ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ الَّذِي ( 73 )أَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحُرْبيُّ , أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ , عَنْ مَالِكٍ , ح , وَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْقَاضِي , حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ , ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى الْأَسْوَدِ بْنِ سفيان , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ , أَنَّ أَبَا عَمْرِو بْنِ حَفْصٍ , طَلَّقَهَا الْبَتَّةَ وَهُوَ غَائِبٌ بِالشَّامِ , فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا وَكِيلُهُ بِشَعِيرٍ فَتَسَخَّطَتْهُ , فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا لَكِ عَلَيْنَا مِنْ شَيْءٍ , فَجَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ , فَقَالَ : " لَيْسَ لَكِ عَلَيْهِ نَفَقَةٌ " وَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ فِي بَيْتِ أُمِّ شَرِيكٍ , ثُمَّ قَالَ : " تلك امْرَأَةٌ يَغْشَاهَا أَصْحَابِي اعْتَدِّي عِنْدَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ فَإِنَّهُ رَجُلٌ أَعْمَى تَضَعِينَ ثِيَابَكِ , فَإِذَا حَلَلْتِ فَآذِنِينِي " قَالَتْ : فَلَمَّا حَلَلْتُ ذَكَرْتُ لَهُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سفيان وَأَبَا جَهْمٍ خَطَبَانِي , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَلَا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ , وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لَا مَالَ لَهُ , انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ " قَالَتْ : فَكَرِهْتُهُ , ثُمَّ قَالَ : " انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ " فَنَكَحْتُهُ , فَجَعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا وَاغْتَبَطْتُ بِهِ " فِي هَذَا الْخَبَرِ دِلَالَةٌ عَلَى أَنَّ إِجَازَةَ الْجَرْحِ لِلضُّعَفَاءِ مِنْ جِهَةِ النَّصِيحَةِ لِتُجْتَنَبَ الرِّوَايَةُ عَنْهُمْ , وَلِيُعْدَلَ عَنِ الِاحْتِجَاجِ بِأَخْبَارِهِمْ , لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا ذَكَرَ فِي أَبِي جَهْمٍ " أَنَّهُ لَا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ وَأَخْبَرَ عَنْ مُعَاوِيَةَ أَنَّهُ صُعْلُوكٌ لَا مَالَ لَهُ , عِنْدَ مَشُورَةٍ اسْتُشِيرَ فِيهَا , لَا تَتَعَدَّى الْمُسْتَشِيرَ : كَانَ ذِكْرُ الْعُيُوبِ الْكَامِنَةِ فِي بَعْضِ نَقَلَةِ السُّنَنِ الَّتِي يُؤَدِّي السُّكُوتُ عَنْ إِظْهَارِهَا عَنْهُمْ وَكَشْفِهَا عَلَيْهِمْ إِلَى تَحْرِيمِ الْحَلَالِ وَتَحْلِيلِ الْحَرَامِ , وَإِلَى الْفَسَادِ فِي شَرِيعَةِ الْإِسْلَامِ , أَوْلَى بِالْجَوَازِ وَأَحَقَّ بِالْإِظْهَارِ , وَأَمَّا الْغِيبَةُ الَّتِي نَهَى اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا بِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَزَجَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْهَا بِقَوْلِهِ : " يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ , لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ " - فَهِيَ ذِكْرُ الرَّجُلِ عُيُوبَ أَخِيهِ يَقْصِدُ بِهَا الْوَضْعَ مِنْهُ وَالتَّنْقِيصَ لَهُ وَالْإِزْرَاءَ بِهِ فِيمَا لَا يَعُودُ إِلَى حُكْمِ النَّصِيحَةِ , وَإِيجَابِ الدِّيَانَةِ مِنَ التَّحْذِيرِ عَنِ ائْتِمَانِ الْخَائِنِ وَقَبُولِ خَبَرِ الْفَاسِقِ وَاسْتِمَاعِ شَهَادَةِ الْكَاذِبِ .
قال ابن رجب: وكذلك يجوز ذكر العيب إذا كان فيه مصلحة خاصة كمن يستشير في نكاح أو معاملة.(2)
ووجه الدلالة من الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نصح لفاطمة، فأعلمها بعيب أبي جهم أنه لا يضع عصاه عن عاتقه(3)، وعيب معاوية أنه صعلوك لا مال له، وذلك لما فيه من المصلحة الخاصة، فمصلحة الدين أولى.
وقد فهم أهل العلم من النصوص المتقدمة، أنه لا حرج عليهم أن يتكلموا في شخص جارحين، أو ناهين عن الرواية عنه، لما رأوا فيه من عدم الأهلية، وحث الناس على الرواية عن فلان؛ لما رأوا من الأهلية عنده ما يوجب قبولهم لروايته.
قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ سفيان: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الرَّبِيعِ , قَالَ : قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ : الْمُعَلَّى بْنُ هِلَالٍ هُوَ إِلَّا أَنَّهُ إِذَا جَاءَ الْحَدِيثُ يَكْذِبُ , قَالَ : فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الصُّوفِيَّةِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ تَغْتَابُ قَالَ : اسْكُتْ , إِذَا لَمْ نُبَيِّنْ كَيْفَ يُعْرَفُ الْحَقُّ مِنَ الْبَاطِلِ ؟ أَوْ نَحْوَ هَذَا مِنَ الْكَلَامِ "(4)
عَنْ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ , ثنا عَفَّانُ , قَالَ : كُنَّا عِنْدَ إِسْمَاعِيلَ ابْنِ عُلَيَّةَ جُلُوسًا ، فَحَدَّثَ رَجُلٌ عَنْ رَجُلٍ , فَقُلْتُ : إِنَّ هَذَا لَيْسَ بِثَبَتٍ , فَقَالَ الرَّجُلُ : اغْتَبْتَهُ , قَالَ إِسْمَاعِيلُ : " مَا اغْتَابَهُ وَلَكِنَّهُ حَكَمَ أَنَّهُ لَيْسَ بِثَبَتٍ "(5)
وقال مسلم في مقدمة صحيحه : " بَابُ الْكَشْفِ عَنْ مَعَايِبِ رُوَاةِ الْحَدِيثِ وَنَقَلَةِ الْأَخْبَارِ وَقَوْلُ الْأَئِمَّةِ فِي ذَلِكَ ، ثم نقل كلاماً كثيراً ، وختمه بقوله :" وَإِنَّمَا أَلْزَمُوا أَنْفُسَهُمُ الْكَشْفَ عَنْ مَعَايِبِ رُوَاةِ الْحَدِيثِ ، وَنَاقِلِي الْأَخْبَارِ ، وَأَفْتَوْا بِذَلِكَ حِينَ سُئِلُوا لِمَا فِيهِ مِنْ عَظِيمِ الْخَطَرِ ، إِذِ الْأَخْبَارُ فِي أَمْرِ الدِّينِ إِنَّمَا تَأْتِي بِتَحْلِيلٍ ، أَوْ تَحْرِيمٍ ، أَوْ أَمْرٍ ، أَوْ نَهْيٍ ، أَوْ تَرْغِيبٍ ، أَوْ تَرْهِيبٍ ، فَإِذَا كَانَ الرَّاوِي لَهَا لَيْسَ بِمَعْدِنٍ لِلصِّدْقِ وَالْأَمَانَةِ ، ثُمَّ أَقْدَمَ عَلَى الرِّوَايَةِ عَنْهُ مَنْ قَدْ عَرَفَهُ ، وَلَمْ يُبَيِّنْ مَا فِيهِ لِغَيْرِهِ مِمَّنْ جَهِلَ مَعْرِفَتَهُ كَانَ آثِمًا بِفِعْلِهِ ذَلِكَ ، غَاشًّا لِعَوَامِّ الْمُسْلِمِينَ ، إِذْ لَا يُؤْمَنُ عَلَى بَعْضِ مَنْ سَمِعَ تِلْكَ الْأَخْبَارَ أَنْ يَسْتَعْمِلَهَا ، أَوْ يَسْتَعْمِلَ بَعْضَهَا وَلَعَلَّهَا ، أَوْ أَكْثَرَهَا أَكَاذِيبُ لَا أَصْلَ لَهَا ، مَعَ أَنَّ الْأَخْبَارَ الصِّحَاحَ مِنْ رِوَايَةِ الثِّقَاتِ وَأَهْلِ الْقَنَاعَةِ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُضْطَرَّ إِلَى نَقْلِ مَنْ لَيْسَ بِثِقَةٍ وَلَا مَقْنَعٍ ، وَلَا أَحْسِبُ كَثِيرًا مِمَّنْ يُعَرِّجُ مِنَ النَّاسِ عَلَى مَا وَصَفْنَا مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ الضِّعَافِ ، وَالْأَسَانِيدِ الْمَجْهُولَةِ وَيَعْتَدُّ بِرِوَايَتِهَا بَعْدَ مَعْرِفَتِهِ بِمَا فِيهَا مِنَ التَّوَهُّنِ وَالضَّعْفِ ، إِلَّا أَنَّ الَّذِي يَحْمِلُهُ عَلَى رِوَايَتِهَا وَالِاعْتِدَادِ بِهَا إِرَادَةُ التَّكَثُّرِ بِذَلِكَ عِنْدَ الْعَوَامِّ ، وَلِأَنْ يُقَالَ : مَا أَكْثَرَ مَا جَمَعَ فُلَانٌ مِنَ الْحَدِيثِ ، وَأَلَّفَ مِنَ الْعَدَدِ ، وَمَنْ ذَهَبَ فِي الْعِلْمِ هَذَا الْمَذْهَبَ ، وَسَلَكَ هَذَا الطَّرِيقَ فَلَا نَصِيبَ لَهُ فِيهِ ، وَكَانَ بِأَنْ يُسَمَّى جَاهِلًا أَوْلَى مِنْ أَنْ يُنْسَبَ إِلَى عِلْمٍ ".
وقال أبو حاتم بن حبان: فهؤلاء الأئمة المسلمون، وأهل الورع في الدين، أباحوا القدح في المحدثين، وبينوا الضعفاء والمتروكين، وبينوا أن السكوت عنه ليس مما يحل، وأن إبداءه أفضل من الإغضاء عنه، وقدمهم فيه أئمة قبلهم، ذكروا بعضه وحثوا على أخذ العلم من أهله.(6)
=================
__________
(1) - الكفاية ( 72 ) والحديث أخرجه البخاري (4: 70) في كتاب الأدب باب المداراة مع الناس. والإمام مسلم (4: 2002) كتاب البر والصلة، باب مداراة من يتقى فحشه.
(2) - شرح علل الترمذي (1: 43).
(3) - قيل: معنى ذلك أنه كثير السفر، وقيل: يضرب النساء، والأول أقرب.
(4) - الكفاية (92)
(5) - الكفاية (82 )
(6) - مقدمة المجروحين(ص: 21)(1/6)
خامسا - متى تباح الغيبة(1)
الأَْصْل فِي الْغِيبَةِ التَّحْرِيمُ لِلأَْدِلَّةِ الثَّابِتَةِ فِي ذَلِكَ ، وَمَعَ هَذَا فَقَدْ ذَكَرَ النَّوَوِيُّ وَغَيْرُهُ مِنَ الْعُلَمَاءِ أُمُورًا سِتَّةً تُبَاحُ فِيهَا الْغِيبَةُ لِمَا فِيهَا مِنْ الْمَصْلَحَةِ ؛ وَلأَِنَّ الْمُجَوِّزَ فِي ذَلِكَ غَرَضٌ شَرْعِيٌّ لاَ يُمْكِنُ الْوُصُول إِلَيْهِ إِلاَّ بِهَا وَتِلْكَ الأُْمُورُ هِيَ :
الأَْوَّل : التَّظَلُّمُ . يَجُوزُ لِلْمَظْلُومِ أَنْ يَتَظَلَّمَ إِلَى السُّلْطَانِ وَالْقَاضِي وَغَيْرِهِمَا مِمَّنْ لَهُ وِلاَيَةٌ أَوْ لَهُ قُدْرَةٌ عَلَى إِنْصَافِهِ مِنْ ظَالِمِهِ ، فَيَذْكُرُ أَنَّ فُلاَنًا ظَلَمَنِي وَفَعَل بِي كَذَا وَأَخَذَ لِي كَذَا وَنَحْوُ ذَلِكَ .(2)
الثَّانِي : الاِسْتِعَانَةُ عَلَى تَغْيِيرِ الْمُنْكَرِ وَرَدِّ الْعَاصِي إِلَى الصَّوَابِ . وَبيانهُ أَنْ يَقُول لِمَنْ يَرْجُو قُدْرَتَهُ عَلَى إِزَالَةِ الْمُنْكَرِ : فُلاَنٌ يَعْمَل كَذَا فَازْجُرْهُ عَنْهُ وَنَحْوُ ذَلِكَ ، وَيَكُونُ مَقْصُودُهُ إِزَالَةَ الْمُنْكَرِ ، فَإِنْ لَمْ يَقْصِدْ ذَلِكَ كَانَ حَرَامًا .(3)
الثَّالِثُ : الاِسْتِفْتَاءُ : وَبيانهُ أَنْ يَقُول لِلْمُفْتِي : ظَلَمَنِي أَبِي أَوْ أَخِي أَوْ فُلاَنٌ بِكَذَا . فَهَل لَهُ ذَلِكَ أَمْ لاَ ؟ وَمَا طَرِيقِي فِي الْخَلاَصِ مِنْهُ وَتَحْصِيل حَقِّي وَدَفْعِ الظُّلْمِ عَنِّي ؟ وَنَحْوُ ذَلِكَ ، فَهَذَا جَائِزٌ لِلْحَاجَةِ ، وَلَكِنَّ الأَْحْوَطَ أَنْ يَقُول : مَا تَقُول فِي رَجُلٍ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ كَذَا ، أَوْ فِي زَوْجٍ أَوْ زَوْجَةٍ تَفْعَل كَذَا وَنَحْوُ ذَلِكَ ، فَإِنَّهُ يَحْصُل لَهُ الْغَرَضُ مِنْ غَيْرِ تَعْيِينٍ وَمَعَ ذَلِكَ فَالتَّعْيِينُ جَائِزٌ ،(4)لِحَدِيثِ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ هِنْدٌ أُمُّ مُعَاوِيَةَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِنَّ أَبَا سفيان رَجُلٌ شَحِيحٌ ، فَهَلْ عَلَىَّ جُنَاحٌ أَنْ آخُذَ مِنْ مَالِهِ سِرًّا قَالَ « خُذِى أَنْتِ وَبَنُوكِ مَا يَكْفِيكِ بِالْمَعْرُوفِ »(5). . وَلَمْ يَنْهَهَا رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - .
الرَّابِعُ : تَحْذِيرُ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الشَّرِّ ، وَذَلِكَ مِنْ وُجُوهٍ خَمْسَةٍ كَمَا ذَكَرَ النَّوَوِيُّ .
أَوَّلاً : جَرْحُ الْمَجْرُوحِينَ مِنَ الرُّوَاةِ وَالشُّهُودِ ، وَذَلِكَ جَائِزٌ بِالإِْجْمَاعِ ، بَل وَاجِبٌ صَوْنًا لِلشَّرِيعَةِ .
ثَانِيًا . الإِْخْبَارُ بِغِيبَةٍ عِنْدَ الْمُشَاوَرَةِ فِي مُصَاهَرَةٍ وَنَحْوِهَا .
ثَالِثًا : إِذَا رَأَيْت مَنْ يَشْتَرِي شَيْئًا مَعِيبًا أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ ، تَذْكُرُ لِلْمُشْتَرِي إِذَا لَمْ يُعْلِمْهُ نَصِيحَةً لَهُ ، لاَ لِقَصْدِ الإِْيذَاءِ وَالإِْفْسَادِ .
رَابِعًا : إِذَا رَأَيْت مُتَفَقِّهًا يَتَرَدَّدُ إِلَى فَاسِقٍ أَوْ مُبْتَدِعٍ يَأْخُذُ عَنْهُ عِلْمًا . وَخِفْت عَلَيْهِ ضَرَرَهُ ، فَعَلَيْك نَصِيحَتُهُ بِبيان حَالِهِ قَاصِدًا النَّصِيحَةَ .
خَامِسًا : أَنْ يَكُونَ لَهُ وِلاَيَةٌ لاَ يَقُومُ لَهَا عَلَى وَجْهِهَا لِعَدَمِ أَهْلِيَّتِهِ أَوْ لِفِسْقِهِ ، فَيَذْكُرُهُ لِمَنْ لَهُ عَلَيْهِ وِلاَيَةٌ لِيَسْتَبْدِل بِهِ غَيْرَهُ أَوْ يَعْرِفَ . فَلاَ يَغْتَرَّ بِهِ وَيُلْزِمُهُ الاِسْتِقَامَةَ(6)
الْخَامِسُ : أَنْ يَكُونَ مُجَاهِرًا بِفِسْقِهِ أَوْ بِدْعَتِهِ . فَيَجُوزُ ذِكْرُهُ بِمَا يُجَاهِرُ بِهِ ، وَيَحْرُمُ ذِكْرُهُ بِغَيْرِهِ مِنَ الْعُيُوبِ ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ لِجَوَازِهِ سَبَبٌ آخَرُ(7).
السَّادِسُ : التَّعْرِيفُ . . فَإِذَا كَانَ مَعْرُوفًا بِلَقَبٍ كَالأَْعْمَشِ وَالأَْعْرَجِ وَالأَْزْرَقِ وَالْقَصِيرِ وَالأَْعْمَى وَالأَْقْطَعِ وَنَحْوِهَا جَازَ تَعْرِيفُهُ بِهِ ، وَيَحْرُمُ ذِكْرُهُ بِهِ تَنَقُّصًا ، وَلَوْ أَمْكَنَ التَّعْرِيفُ بِغَيْرِهِ كَانَ أَوْلَى .(8)
=================
__________
(1) - الموسوعة الفقهية الكويتية (ج 31 / ص 335) وشرح النووي على مسلم (ج 8 / ص 400) وفتح الباري لابن حجر (ج 17 / ص 212)
(2) - الأذكار للنووي 303 ط الكتاب العربي ، والجامع لأحكام القرآن 16 / 339 ط الكتب المصرية ، وفتح الباري 10 / 472 ط الرياض ، ومختصر منهاج القاصدين 173 نشر دار البيان .
(3) - شرح صحيح مسلم للنووي 16 / 142 ط المصرية ، والأذكار للنووي 303 ط الكتاب العربي ، ورفع الريبة للشوكاني ص13 ط السلفية ، والجامع لأحكام القرآن 16 / 339 ط الكتب المصرية ، وفتح الباري 10 / 472 ط الرياض ، ومختصر منهاج القاصدين 173 نشر دار البيان .
(4) - الأذكار للنووي 303 ط الكتب المصرية ، رفع الريبة 13 ط السلفية ، فتح الباري 10 / 472 ط الرياض ، شرح صحيح مسلم 16 / 142 ط المصرية .
(5) - صحيح البخاري (2211 ) ومسلم (4574 )
(6) - رفع الريبة ص13 ، 14 ط السلفية ، والأذكار للنووي 303 ط الكتاب العربي ، وشرح مسلم للنووي 16 / 142 ، 143 ط المصرية .
(7) - الأذكار للنووي 303 ط الكتب المصرية ، وشرح صحيح مسلم للنووي 16 / 143 ط المصرية ، وفتح الباري 10 / 472 ط الرياض ، ورفع الريبة 14 ط السلفية ، والآداب الشرعية لابن مفلح 1 / 276 ط الرياض
(8) - شرح صحيح مسلم للنووي 16 / 143 ط المصرية ، والأذكار للنووي ص304 ط الكتاب العربي ، ورفع الريبة ص 14ط السلفية ، وفتح الباري 10 / 472 ط الرياض .(1/7)
سادسا - نشأةُ علم الجرح والتعديل :
نشأ علم الجرح والتعديل مع نشأة الرواية، وبناءاً على الحديث السابق، فإن النبي صلى الله عليه وسلم، هو أول من جرح وعدَّل، وعلى ذلك المنهج سار المحدثون، فطلبوا الإسناد وقوَّموا الرواة، وعدَّلوا في ذلك كل العدل، فأعطوا كل راو ما يستحقه من أوصاف الضبط والعدالة دون محاباة، وضربوا في ذلك أروع الأمثلة في الاحتساب والتجرد.
فقد أثنى بعض الصحابة على بعض التابعين، وورد آثار عنهم في ذم بعضهم أيضاً؛ فقد يكون أبو بكر رضي الله تعالى عنه، هو أول من تثبت في الأخبار، فقد ثبت عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ ، أَنَّهُ قَالَ : جَاءَتِ الْجَدَّةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا ؟ فَقَالَ : مَا لَكِ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى شَيْءٌ ، وَمَا عَلِمْتُ لَكِ فِي سُنَّةِ نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا ، فَارْجِعِي حَتَّى أَسْأَلَ النَّاسَ ، فَسَأَلَ النَّاسَ ، فَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ ، " حَضَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَعْطَاهَا السُّدُسَ " ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : هَلْ مَعَكَ غَيْرُكَ ؟ فَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ ، فَقَالَ : مِثْلَ مَا قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ ، فَأَنْفَذَهُ لَهَا أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ جَاءَتِ الْجَدَّةُ الْأُخْرَى إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا ، فَقَالَ : " مَا لَكِ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى شَيْءٌ ، وَمَا كَانَ الْقَضَاءُ الَّذِي قُضِيَ بِهِ إِلَّا لِغَيْرِكِ ، وَمَا أَنَا بِزَائِدٍ فِي الْفَرَائِضِ ، وَلَكِنْ هُوَ ذَلِكَ السُّدُسُ ، فَإِنِ اجْتَمَعْتُمَا فِيهِ فَهُوَ بَيْنَكُمَا ، وَأَيَّتُكُمَا خَلَتْ بِهِ فَهُوَ لَهَا "(1).
والغرض من هذا الحديث، هو الدلالة على التثبت من قبل أبي بكر رضي الله عنه في الأخبار، ولم يكتفي براو واحد.
وكذلك فعل عمر رضي الله عنه، فقد أخرج البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ ، قَالَ : كُنْتُ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الأَنْصَارِ ، إِذْ جَاءَ أَبُو مُوسَى كَأَنَّهُ مَذْعُورٌ ، فَقَالَ : اسْتَأْذَنْتُ عَلَى عُمَرَ ثَلاَثًا ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي فَرَجَعْتُ ، فَقَالَ : مَا مَنَعَكَ ؟ قُلْتُ : اسْتَأْذَنْتُ ثَلاَثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي فَرَجَعْتُ ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدُكُمْ ثَلاَثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَلْيَرْجِعْ " فَقَالَ : وَاللَّهِ لَتُقِيمَنَّ عَلَيْهِ بِبَيِّنَةٍ ، أَمِنْكُمْ أَحَدٌ سَمِعَهُ مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ؟ فَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ : وَاللَّهِ لاَ يَقُومُ مَعَكَ إِلَّا أَصْغَرُ القَوْمِ ، فَكُنْتُ أَصْغَرَ القَوْمِ فَقُمْتُ مَعَهُ ، فَأَخْبَرْتُ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ ذَلِكَ "(2)
قال ابن حبان:" وتبع عمر على ذلك التثبت علي رضي الله عنه باستحلاف من يحدثه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وإن كانوا ثقات مأمونين ليعلمهم توقي الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال:
وأخرج مسلم في مقدمة صحيحه (19) عَنْ طَاوُسٍ ، قَالَ : جَاءَ هَذَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ - يَعْنِي بُشَيْرَ بْنَ كَعْبٍ - فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ : عُدْ لِحَدِيثِ كَذَا وَكَذَا ، فَعَادَ لَهُ ، ثُمَّ حَدَّثَهُ ، فَقَالَ لَهُ : عُدْ لِحَدِيثِ كَذَا وَكَذَا ، فَعَادَ لَهُ ، فَقَالَ لَهُ : مَا أَدْرِي أَعَرَفْتَ حَدِيثِي كُلَّهُ ، وَأَنْكَرْتَ هَذَا ؟ أَمْ أَنْكَرْتَ حَدِيثِي كُلَّهُ ، وَعَرَفْتَ هَذَا ؟ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ : " إِنَّا كُنَّا نُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ لَمْ يَكُنْ يُكْذَبُ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا رَكِبَ النَّاسُ الصَّعْبَ وَالذَّلُولَ ، تَرَكْنَا الْحَدِيثَ عَنْهُ " .
وعَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : جَاءَ بُشَيْرٌ الْعَدَوِيُّ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُ ، وَيَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَجَعَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَا يَأْذَنُ لِحَدِيثِهِ ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، مَالِي لَا أَرَاكَ تَسْمَعُ لِحَدِيثِي ، أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَلَا تَسْمَعُ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : " إِنَّا كُنَّا مَرَّةً إِذَا سَمِعْنَا رَجُلًا يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، ابْتَدَرَتْهُ أَبْصَارُنَا ، وَأَصْغَيْنَا إِلَيْهِ بِآذَانِنَا ، فَلَمَّا رَكِبَ النَّاسُ الصَّعْبَ ، وَالذَّلُولَ ، لَمْ نَأْخُذْ مِنَ النَّاسِ إِلَّا مَا نَعْرِفُ "(3).
وهذا الذي ذكر من احتياط بعض الصحابة في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وتثبتهم من الرواة، لم يكن كثيراً، ولا صريحاً بالاتهام؛ لعدم كثرة دواعيه، ولما سبق من قول عمر لأبي موسى أما إني لم أتهمك.
ثم تكلَّم التابعون في الجرح، وكان كلامهم في ذلك قليلاً أيضاً؛ لقرب العهد بمنبع الوحي، رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وعامة من تكلم فيه آنذاك إنما كان للمذهب، كالخوارج، أو لسوء الحفظ، أو الجهالة؛ فإنهم لم يكونوا يعرفوا الكذب.
قال علي بن المديني: محمد بن سيرين أول من فتش عن الإسناد، لا نعلم أحدا أول منه.(4)
وروى الأعمش عن إبراهيم النخعي قال: إنما سئل عن الإسناد أيام المختار.(5)
أخرج مسلم بسنده عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : " لَمْ يَكُونُوا يَسْأَلُونَ عَنِ الْإِسْنَادِ ، فَلَمَّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ ، قَالُوا : سَمُّوا لَنَا رِجَالَكُمْ ، فَيُنْظَرُ إِلَى أَهْلِ السُّنَّةِ فَيُؤْخَذُ حَدِيثُهُمْ ، وَيُنْظَرُ إِلَى أَهْلِ الْبِدَعِ فَلَا يُؤْخَذُ حَدِيثُهُمْ "(6)
وروى ابن أبي حاتم بسنده إلى خالد بن نزار قال: سمعت مالكا يقول: أول من أسند الحديث ابن شهاب الزهري.(7)
وقال يحيى بن سعيد القطان: الشعبي أول من فتش عن الإسناد.(8)
وقال يعقوب بن شيبة: سمعت علي بن المديني يقول: كان ابن سيرين ممن ينظر في الحديث ويفتش عن الإسناد، لا نعلم أحدا أول منه، ثم كان أيوب، وابن عون، ثم كان شعبة، ثم كان ثم كان يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي.
قال يعقوب: قلت لعلي: فمالك بن أنس؟ فقال: أخبرني سفيان ابن عيينة قال: ما كان أشد انتقاء مالك للرجال.(9)
قال الذهبي: "فأول من زكى وجرح عند انقضاء عصر الصحابة: الشعبي، وابن سيرين، ونحوهما، وحفظ عنهم توثيق أناس وتضعيف آخرين...... فلما كان عند انقراض عامة التابعين في حدود الخمسين ومائة، تكلم طائفة من الجهابذة في التوثيق والتضعيف، كالأعمش، وشعبة بن الحجاج، ومالك بن أنس".(10)
فالنقولات التي سبقت عن أهل العلم في ذكرهم أول من بدأ بالتفتيش أقوال متقاربة، وذكروا علماء متعاصرين، لذلك فإن بداياتهم كانت متقاربة، أو كل واحد في بلده، أو كان
================
سابعا - أنواع المصنفات في الجرح والتعديل :
بما أن الحكم على الحديث صحة وضعفاً مبنيٌّ على أمور منها عدالة الرواة وضبطهم ، أو الطعن في عدالتهم وضبطهم ، لذلك قام العلماء بتصنيف الكتب التي فيها بيان عدالة الرواة وضبطهم منقولة عن الأئمة المُعَدِّلين الموثوقين ، وهذا ما يسمى بـ " التعديل " كما أن في تلك الكتب بيان الطعون الموجهة إلى عدالة بعض الرواة أو إلى ضبطهم وحفظهم كذلك منقولة عن الأئمة غير المتعصبين وهذا ما يسمَّى بـ " الجَرْح " ومن هنا أُطلق على تلك الكتب " كتب الجرح والتعديل "
وهذا الكتب كثيرة ومتنوعة ، فمنها المُفْرَدَة لبيان الرواة الثقات ، ومنها المفردة لبيان الضعفاء والمجروحين ، ومنها كتب لبيان الرواة الثقات والضعفاء ، ومن جهة أخرى فإن بعض هذه الكتب عام لذكر رواة الحديث بغض النظر عن رجال كتاب أو كتب خاصة من كتب الحديث، ومنها ما هو خاص بتراجم رواة كتاب خاص أو كتب معينة من كتب الحديث .
هذا ويعتبر عمل علماء الجرح والتعديل في تصنيف هذه الكتب عملا رائعا مهما جبارا ، إذ قاموا بمسح دقيق لتراجم جميع رواة الحديث ، وبيان الجرح أو التعديل الموجه إليهم أولاً ثم بيان من أخذوا عنه ومن أخذ عنهم ، وأين رحلوا ، ومتى التقوا ببعض الشيوخ ، وما إلى ذلك من تحديد زمنهم الذي عاشوا فيه بشكل لم يُسْبَقوا إليه ، بل ولم تصل الأمم المتحضرة في هذا العصر إلى القريب مما صنفه علماء الحديث من وضع هذه الموسوعات الضخمة في تراجم الرجال ورواة الحديث ، فحفظوا على مدى الأيام التعريف الكامل برواة الحديث ونقلته فجزاهم الله عنا خيراً وإليك بعض الأسماء لهذه الكتب :
وهي: ثلاثة أقسام:
القسم الأول: كتب جمعت بين الثقات والضعفاء،جرحا وتعديلا، فيأتي أحد التلاميذ فيذكر كلام شيخه في الرواة ، أو يأتي مؤلف فيذكر كلام المتقدمين في الرواة جرحاً وتعديلا، فمن أوائل وأشهر ما ألف في هذا القسم:
1- "العلل ومعرفة الشيوخ" لمحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، المتوفى سنة 242)هـ، وصف بأنه كتاب كبير، رواه عنه : الحسين بن إدريس الهروي أحد تلاميذه، وهو كتاب مفقود.
2- "من كلام أبي زكريا يحيى بن معين في الرجال" رواية أبي خالد الدقاق، يزيد بن الهيثم بن طهمان، وهو مطبوع في مجلد صغير ، تحقيق: الدكتور أحمد نور يوسيف، وهو من منشورات دار المأمون للتراث.
3- "من كلام أبي عبد الله الإمام أحمد بن حنبل في علل الأحاديث ومعرفة الرجال" مما رواه عنه أبو بكر أحمد بن محمد المروذي، وأبو الحسن عبد الحميد الميموني، أبو الفضل صالح بن أحمد عن أبيه، وهو كتاب مطبوع في مجلد واحد صغير، تحقيق: صبحي البدري السامرائي، وهو من منشورات مكتبة المعارف بالرياض، الطبعة الأولى، سنة(1409)هـ.
4- "الجرح والتعديل" لأبي عبد الرحمن محمد بن إدريس الحنظلي الرازي، المتوفى سنة(327)هـ، وهو كتاب مطبوع في ثمان مجلدات، وهو من منشورات مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد، الهند، الطبعة الأولى ، ثم صورت عنه دار الكتب العلمية بيروت.
5- "الكمال في أسماء الرجال" للحافظ عبد الغني المقدسي، المتوفى سنة (600)هـ.
6- "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" لجمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي، المتوفى سنة (742)هـ، وهو تهذيب للكتاب الذي قبله، وليس اختصاراً له، بل زاد عليه في أشياء عدة، وهو كتاب مطبوع في سبع مجلدات كبار، من منشورات مؤسسة الرسالة الطبعة الأولى سنة (1418)هـ.
7- "تهذيب التهذيب" لأحمد بن علي بن حجر، المتوفى سنة (852)هـ، وهو كتاب مطبوع في ست مجلدات، تحقيق: خليل مأمون شيحا، وجماعة معه، وهو من منشورات دار المعرفة، توزيع دار المؤيد، الطبعة الأولى سنة (1417)هـ.
8- "تقريب التهذيب" له أيضا، وهو كتاب مطبوع في مجلد واحد، تحقيق: عادل مرشد، الطبعة الأولى سنة (1416)هـ. وسوف أفرده ببحث لبيان منهجه في الجرح والتعديل .
--------
القسم الثاني: كتب ألفت في الضعفاء فقط، وهي كثيرة، ومتنوعة، يختص بعضها بالرواة فقط، ويذكر البعض الآخر أحاديث ثم التنبيه على سبب ضعف تلك الأحاديث، وأنه ضعف بسبب فلان، ومن أشهر تلك الأنواع كلها:
1- "الضعفاء الصغير" للإمام محمد بن إسماعيل البخاري، المتوفى سنة (256) هـ. وهو كتاب مطبوع في مجلد واحد صغير تحقيق: محمود إبراهيم زايد، وهو من منشورات دار المعرفة بيروت.
2- "الضعفاء والمتروكين"، لأبي عبد الرحمن أحمد بن علي بن شعيب النسائي، المتوفى سنة(303)هـ. وهو مطبوع مع كتاب البخاري المتقدم في مجلد احد.
3- "كتاب الضعفاء" لأبي جعفر محمد بن عمرو العقيلي، المتوفى سنة(322)هـ. وهو كتاب مطبوع في أربع مجلدات ، تحقيق: حمدي بن عبد المجيد السلفي، من منشورات دار الصميعي، الطبعة الأولى سنة (1420)هـ.
4- "كتاب المجروحين" لمحمد بن حبان ابن أحمد أبي حاتم البستي، المتوفى سنة(354)هـ.وهو كتاب مطبوع في ثلاث مجلدات، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، وهو من منشورات دار عباس الباز في مكة المكرمة.
5- "الكامل في ضعفاء الرجال" لأبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني، المتوفى سنة (365)هـ. وهو كتاب مطبوع في تسع مجلدات، تحقيق: مجموعة من الباحثين: عبد الفتاح أبو سنة، وهو من منشورات دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى سنة (1418)هـ.
قال الحافظ ابن كثير : له كتاب الكامل في الجرح والتعديل ، لم يسبق إلى مثله ولم يلحق في شكله البداية 11/283
6- "الضعفاء والمتروكين" لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، المتوفى سنة (385)هـ.، وهو مطبوع في مجلد واحد، تحقيق: موفق بن عبد الله بن عبد القادر، من منشورات دار المعارف بالرياض. الطبعة الأولى سنة (1404)هـ.
7- "تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين" لأبي حفص عمر بن أحمد بن شاهين، المتوفى سنة (385) هـ. وهو مطبوع في مجلد لطيف، تحقيق: الدكتور عبد الرحيم القشقري، الطبعة الأولى سنة (1409)هـ.
8- ميزان الاعتدال في نقد الرجال للإمام الذهبي (748هـ)
وهو من أهم كتب الجرح والتعديل ، ذكر فيه كل راوٍ تُكُلّم فيه ، ولو بغير حق انظر الأرقام التالية : (2 و8 و10 و20 و54 و61 و...) ، وفيه (11053) أحد عشر ألفاً وثلاث وخمسون ترجمة وقد رتبه على حروف المعجم ، ويذكر المترجم له ، ثم يبين أهم من أخذ عنهم الحديث ، ثم يذكر من روى عنه ، ثم يذكر بعض مروياته أو أخباره ، ثم يذكر رأي علماء الجرح والتعديل فيه ، وقد يرجح رأياً من الآراء انظر الأرقام (1 و2 و35 ...) ، ويأتي برأي جديد انظر الأرقام (8 و10 و17 و20 و22 و32 و53) .ويغلب عليه الاعتدال والانصاف ، ولايخلو من تشدد أحياناً
9- لسان الميزان للحافظ ابن حجر العسقلاني (852هـ)
وهو متابع للذهبي في ميزان الاعتدال ،فينقل فوله في كل ترجمة لم ترد في تهذيب التهذيب ، ثم يعقب عليه بما تحصل له في هذا الراوي ، وثد يوافقه في الحكم عليه ، وقد يخالفه ، وهو آخر كتاب الرواة المتكلم فيهم بحق أو بغير حق ، وهو من أنفس كتبه ، وله طبعات عديدة بعضها محقق وغالبها غير محقق .
---------------
القسم الثالث: كتب يذكر فيها الثقات فقط، فهم يذكرون تعديل الرواة، فلا يذكر فيها إلا الثقات في نظر المؤلف، ومن أشهر تلك الكتب هي:
1- "معرفة الثقات" لأبي الحسن أحمد بن عبد الله بن بن صالح العجلي الكوفي، نزيل طرابس الغرب، المتوفى سنة (261)هـ.
2- "كتاب الثقات" لمحمد بن حبان ابن أحمد بن أبي حاتم التميمي البستي، المتوفى سنة (354)هـ.
3- "تاريخ أسماء الثقات" لأبي حفص عمر بن أحمد بن شاهين، المتوفى سنة (385) هـ. وهو مطبوع في مجلد واحد، تحقيق: الدكتور عبد المعطي قلعجي، وهو من منشورات دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى سنة 01406)هـ.
4- "تذكرة الحفاظ" لشمس الدين محمد بن أحمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، المتوفى سنة (748)هـ. وهو مطبوع في ثلاث مجلدات مع ذيله وهو من مطبوعات دائرة المعارف العثمانية، صحح عن النسخة القديمة المحفوظة في مكتبة الحرم المكي، وصورته دار إحياء التراث العربي.
5- "معرفة التابعين الثقات"، لابن حبان، تلخيص شمس الدين محمد بن عثمان الذهبي، المتوفى سنة ( 337)هـ.وهو كتاب مطبوع بتحقيق عطا الله بن عبد الغفار، أبو مطيع السندي، الناشر: أضواء السلف، وقد سبق في قسم الطبقات.
================
ثامناً -صفة من يقبل منه الجرح والتعديل :
- أن يكون المتكلم عارفاً بمراتب الرجال، وأحوالهم في الانحراف والاعتدال، ومراتبهم من الأقوال والأفعال(11):
- أن يكون من أهل الورع والتقوى:
ذلك أن الورع، والتقوى يمنعانه من القول في الرجال بغير علم، ويمنعه الورع والتقوى من الجور والحيف في القول فيمن يتكلم فيه، فلا يقول فيه إلا الحق والصدق.
كما أن الورع والتقوى يجعله لا يخاف في الله لومة لائم، ويحمله على أن لا يحابي أحدا في هذا المجال، بل يقدِّم الاحتياط لسنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على من يحبُّه أو يقرِّبه.
- أن يكون مجانباً للعصبية والهوى.
إن صاحب الهوى يحمله هواه أن يجرح الثقة، أو يوثق الضعيف، وصاحب الهوى غالبا ما يسوقه هواه إلى الضلال. قال الله تعالى: {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (50) سورة القصص، أي: لا أحد أضلَّ ممن اتبع هواه بغير هدى.
ومن الهوى الذي يمكن أن يسوق الإنسان إلى أن يقول في أخيه ما لا يقتضيه حاله ما يقع بين الفرق من اتهام كل منها الفرقة الأخرى.
- أن يكون المعدِّلُ والمجرِّحُ خالياً من التساهل والتشدُّدِ:
ذلك أن تساهل المجرح يقتضي أن يوثق الضعيف، وقد يؤدي به تساهله إلى أن يحسن الظن بكل أحد، ومن ثم يوثقه، وهذا ينافي كمال الاحتياط لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكذلك فإن التشدد في جرح الرواة يؤدي إلى إهدار كثير من السنة النبوية ، كما فعله الكثيرون اليوم ، فردوا كثيرا من الأحاديث المقبولة لاتباعهم منهج المتشددين في الجرح والتعديل .
- أن يكون عارياً عن غرض النفس بالتحامل:
وهذا التحامل للغرض النفسي، يحصل غالباً بين الأقران من العلماء، وليس كل العلماء بل بعضهم، ذلك أن العصمة لله ثم لرسله - عليهم الصلاة والسلام-.
- أن يكون المجرِّح أو المعدِّل عدلاً في نفسه:
فإن المجروح في نفسه لا يقوِّم غيره، وقد يكون أوثق منه، وهذا عابه المحدثون على أبي الفتح الأزدي(12)، لما كثر طعنه في الرواة، وعابوا على أناس آخرين لكونهم ضعفاء، فضعفوا غيرهم أو وثقوهم، وفاقدُ الشيء لا يعطيه كما قالوا.
قال ابن حجر في ترجمة خثيم بن عراك بن مالك الغفاري: وثقه النسائي وابن حبان والعقيلي، وشذ الأزدي، فقال: منكر الحديث، وغفل أبو محمد بن حزم فاتبع الأزدي وأفرط، فقال: لا تجوز الرواية عنه، وما درى أن الأزدي ضعيف، فكيف يقبل منه تضعيف الثقات(13).
- أن يكون المعدِّل أو المجرِّح عارفاً بهذا الشأن:
أي: يكون من يتصدى للتضعيف والتوثيق، من أهل الحديث البارعين فيه العارفين بمخارج الحديث، وطرق الرواية، وأنواع التحمل وكيفية الأداء، ونحو ذلك، ولو كان غير متخصص في هذا العلم فإنه لا يمكنه الطعن في الرواة أو توثيقهم بما لا يقتضيه حالهم.
- أن يكون المعدِّل أو المجرِّح عارفاً بالأسباب التي يجرح من أجلها الإنسان:
إذا كان المجرِّح أو المعدِّل لا يعرف أسباب الجرح، والتعديل، فإنه قد يجرح أو يعدِّل بغير أسبابهما.
فهناك أمور لا يستدلُّ بها على التعديل، كما توجد أسباب لا يجرح بها. قال أحمد بن يونس عن عبد الله بن عمر بن حفص العمري: لو رأيت هيئته لعرفت أنه ثقة.قال أهل العلم عن قوله هذا لا عبرة به؛ لأنه استدلَّ بهيئة عبد الله على توثيقه، والهيئة لا يستدلُّ بها على التوثيق.
فقد يأتي العامي في لباس العلماء وهيئتهم وهو عامي لا يعرف من العلم شيئاً كما أن أكثر العلماء يتحلون بالزهد والورع، فيلبسون الثياب الرثة البالية حتى لا يخطر في البال أنه من العلماء، فإذا تكلم عرف علمه وفقهه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
المبحثُ الثاني
مراتب الجرح والتعديل(14)
لقد عني العلماءُ وأئمة الجرح والتعديل بذكر ألفاظ الجرح والتعديل ، وبيان مراتبهاودرجاتها ، وقد رتبها ابن أبي حاتم في مقدمة كتابه الجرح والتعديل ، فجعلها أربع مراتب فأحسن وأجاد ، وتبعه في ذلك الإمامان ابن الصلاح في كتابه علوم الحديث ، والنووي في مختصره المسمى بالتقريب ، والذي شرحه الإمام السيوطي بكتابه الجامع تدريب الراوي ، ثم جعلها الإمامان الذهبي و العراقي خمس مراتب .
ثم جاء الحافظ ابن حجر فجعلها ست مراتب .
- التقسيم المختار(15):
1- ألفاظ التعديل :
"المرتبة الأولى : الوصفُ بما يدلُّ على المبالغة ، وهو الوصف بأفعل ، مثل فلان أوثق الناس ، وأعدل الناس ، وإليه المنتهى في التثبت ، ومثله قول الشافعي في ابن مهدي(16): (لا أعرف له نظيرا في الدنيا) ، ومثله أيضاً قول هشام بن حسان في ابن سيرين : " حَدَّثَنِي أَصْدَقُ مَنْ أَدْرَكْتُ مِنَ الْبَشَرِ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ "(17)
__________
(1) - الموطأ (1080 ) صحيح
(2) - البخاري (6245 )
(3) - أخرجه مسلم (21)
(4) - شرح علل الترمذي( 1: 52).
(5) - علل الإمام أحمد رواية عبد الله (3: 380).
(6) - برقم( 25)
(7) - تقدمة الجرح والتعديل(1: 20).
(8) - المحدث الفاصل(ص: 208).، وانظر: التمهيد لابن عبد البر(1: 55).
(9) - ندوة علوم الحديث علوم وآفاق (ج 1 / ص 28) و شرح علل الترمذي لابن رجب (1/52).
(10) - ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل(ص: 159- 162).بتصرف.
(11) - انظر: هذه الفقرات كلها في مقدمة الرد الوافر لابن ناصر الدين).
(12) - أَبُو الفَتْحِ الأَزْدِيُّ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ ،الحَافِظُ، البَارعُ، أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بُرَيْدَةَ الأَزْدِيُّ المَوْصِلِيُّ، صَاحبُ كِتَابِ (الضُّعَفَاءِ)وَهُوَ مُجَلَّدٌ كَبِيْرٌ،قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ:كَانَ حَافِظاً،صَنَّفَ فِي عُلُومِ الحَدِيْثِ، وَسَأَلتُ البَرْقَانِيَّ عَنْهُ فَضَعَّفَهُ، وَحَدَّثَنِي أَبُو النَّجِيْبِ عَبْدُ الغفَّارِ الأُرْمَوِيُّ، قَالَ:رَأَيْتُ أَهْلَ المَوْصِلِ يوهِّنُوْنَ أَبَا الفَتْحِ وَلاَ يعدُّوْنَهُ شَيْئاً،قَالَ الخَطِيْبُ:فِي حَدِيْثِهِ مَنَاكِيرُ،قُلْتُ:وَعَلَيْهِ فِي كِتَابِهِ فِي (الضُّعَفَاءِ)مُؤَاخذَاتٌ، فَإِنَّهُ ضَعَّفَ جَمَاعَةً بِلاَ دليلٍ، بَلْ قَدْ يَكُونُ غَيْرُهُ قَدْ وَثَّقَهُمْ،مَاتَ:فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.سير أعلام النبلاء (16/348-350)(250 )
(13) - هدي الساري(ص: 400).
(14) - نزهة النظر (ج 1 / ص 174) وشرح التبصرة والتذكرة (ج 1 / ص 121) ومقدمة ابن الصلاح (ج 1 / ص 23) وتدريب الراوي في شرح تقريب النواوي (ج 1 / ص 270)
(15) - انظر الوسيط في أصول الحديث د- محمد محمد أبو شهبة ص 408 وما بعدها
(16) - فتح المغيث بشرح ألفية الحديث (ج 1 / ص 350) وجرح الرواة وتعديلهم (ج 11 / ص 25)
(17) - الكفاية(1261 )(1/8)
ومنه: لا أحد أثبت منه, ومن مثل فُلان, وفُلان لا يُسأل عنه, ولم أر من ذكر هذه الثَّلاثة, وهي في ألفاظهم.(1)
ويضاف لهذه المرتبة ، ثقة ما أثبت حديثه ، أو ما أقول إن أحدا أثبت منه في الحديث ، أو ما خلفت ببغداد مثل فلاناً ، فلان ركن من أركان الحديث ،فلان مجمع على ثقته في الحديث ، متفق على ثقته وأمانته والاحتجاج به ،حدثنا فلان وهو التثبت كالأسطوانة ، فلان أوثق من أساطين مسجد الجامع ،فلان ثقة مسنِدٌ عديمُ النظير ، ثقة كبير الشأن ، ثقة عدل ، ثقة نظيف الإسناد ،ثقة حلو الحديث ، إليه المنتهى في الثقة ، إذا وافقني فلان فلا ابالي من خالفني ، لو خالفني فلان وأنا أحفظ سماعي لتركت حفظي لحفظه ،إذا خالفني صرت إليه ،فلان أحد الأعلام الأثبات ،فلان ثقة وزيادة ، فلان ثقة من أهل المعرفة ،فلان حجة ، فلان حجة بلا نزاع ،حجة وفاقاً ، حجة فيما يرويه محصل لما يمليه ، حجة الله على عباده ، حجة بين الله وبين عباده في الأرض ، حديثه حجة أحج ما يكون ، من حجج الله تعالى على خلقه بعد التابعين ،فلان رجل صالح يتقن حديثه لا يزيد ولا ينقص ، فلان قنطرة ، بل قفز من الجانب الشرقي إلى الجانب الغربي ،هو ثقة الحديث جدًّا ، فلان ريحانة المحدثين ، أو سيد المحدثين ، فلان متين ، فلان فوق الثقة جبل ،فلان جبل من الجبال ، أو من الجبال الرواسي ،فلان ثقة يفصل بالألفاظ ، ثقة يفصل بين الوا والفاء أو بين الياء والتاء ، ما بين لا بتيها أوثق من فلان ، أوثق من برأ الله في الحديث هو فلان ، ليس على بسيط الأرض أوثق من فلان ، ما رأيت أسود الرأس أوثق من فلان ، أوثق من بال على التراب ، فلان أجلُّ من أن يقال فيه ثقة ، ما إذا سئل أحدهم عن راو أهو ثقة " فقال : وزاد ، ثقة كفاية ، فلان شكه يقين ، فلان شكه كيقين غيره ، شكه أحسن أو أحبُّ إليَّ من يقين غيره ،هو ممن حفظ العلم على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ،فلان مصحَفٌ ،كان أمة وحده في هذا الشأن ، هو فارس في الحديث خذوا عنه ،أمير المؤمنين في الحديث ،ما حعلت بينك وبين الرجال مثل فلان ،قبان المحدثين ، فلان ثقة مبرِّزٌ ،فلان صحيح الحديث يفصل السماع من العرض والحديث من الحديث ،ما كتبنا عن أحد أجلَّ من فلان ، لم أرو عن أجلِّ منه في عيني ، فلان أمثل من يكتبون عنه ،فلان ثبَّتوه جدًّا، فلان ميزان لا يرد على مثله ،فلان لا يختلف في حديثه ،فلان هو الطبيب ،كأن الله خلف فلاناً لهذا الشأن ، كأنه لم يخلق إلا للحديث ، فلان صدوق صدوق ،صدوق مأمون ،كان فلان ثقة من أهل العلم بالحديث ،إذا اختلف الناس في شيء فزعوا إلى فلان ،حدثنا فلان الأسد ،فلان بصير بالحديث متقن يشبه الناس ، فلان هو الإمام المقبول عند الكلِّ ،فلان مُثِّلَ بجبل نفخ فيه االروح،اسمعوا من فلان فإنه الأمين المأمون ،فلان هو العقدة ،فلان ممن انتهى الإسناد إليهم ، ممن دار الإسناد عليهم أو ممن دار حديث الثقات عليهم ، حدثنا فلان الكبش النطاح ، هذا الغلام يناطح الكباش ، فلان هو التقي النقي الذي لم أر مثله ،لو كتب فلان عن مالك مثلاً لأثبته في الطبقة الأولى من أصحابه ،فلان من الطبقة العليا ،فلان الثقة الحافظ الناقد ، فلان درة في الحديث أو ريحانة في الحديث أو ياقوتة في الحديث ،فلان يملأ حديثه الصدر والنحر ، فلان قرة عين في الحديث ،فلان ثقة ثقة لو رأيته لقرت عينك به ، إذا حدثك فلان فاختم عليه ، إذا جاءك الحديث عنه فاستمسك به ، فلان كبير من أهل الصناعة ، العرض على فلان أحبُّ إليَّ من السماع من غيره ،فلان كبير المتثبتين ، ما عندي آمن على الحديث من فلان ، ما خلفت بعدي آمن على الحديث من فلان ، أحاديث فلان كأنها الدنانير ،إذا جاءت المذاكرة جئنا بكلِّ ، وإذا جاء التحصيل جئنا بفلان ، إذا حدثك عن فلان ثقة فقد ملأت يديك ولا تريد غيره ،كأن حديثه القدح لا يختلف فيه أحد ،فلان العدل ، الرضى الأمين عدل نفسي عندي ، هو أوثق عندي من نفسي ،فلان إمام الجرح والتعديل ، أو ما خلق الله تعالى أحدا أعرف بالحديث منه ، فلان أس المحدثين في الصدق وكان ثبتاً ،فلان من ثقات الثقات ،كان فلان مليًّا ، فلان ثقة صاحب حديث ، فلان ثقة صاحب حديث ومعرفة ،فلان من البزَّل الكمَّل في هذا الشأن ،فلان أهل ألا ندع له شيئاً ، فلان ينبغي أن تكتبوا حديثه كله ، خذوا من حديثه ما استطعتم ،فلان محِّثُ العرب ،فلان غاية في الإسناد ليس بعده شيء ، فلان حديثه كالأخذ باليد ،حدثنا فلان وكان فلان دعامة ،هو كثير العلم صحيح الحديث ، إن حدثكم فلان فلا عليكم ألا تكتبوا عن غيره ، فلان فطن صحيح كيِّسٌ ، فلان من حكماء أصحاب الحديث ، فلان ثقة نقيُّ الحديث ،فلان صحيح الدين صحيح الرواية ، فلان مقدَّمٌ في الصنعة ،فلان ثقة مأمون ، ثقة من أهل الأمانة ، فلان ثقة فوق الثقة بدرجة ،فلان الحافظ الصدوق ، كان فلان ينظِّر بفلان الإمام ،كان فلان في مسلاخ شعبة ،فلان ثقة يصلح للحديث ،ما ينبغي لأحد أن يفوق فلانا في الحديث أو يفضله في الحديث ،فلان عزيز العلم ثقة عالم ، فلان لا يختلف فيه أحد ، وغير ذلك من عبارات كثيرة استخدمت للدلالة على هذه المرتبة .(2)
وفائدة هذه الرتبة أن حديثهم في أعلى درجات الصحة ، وكذلك إذا حدث تعارض أو اختلاف في الرواية رجحت طبقة هؤلاء .
المرتبة الثانية ُ : ثقة، أو ثبْت(3)، أو حجة ،أو إمام، أو حافظ، أو متقن ، أو عدل ، إلى نحو ذلك .
وأما قولهم (ثقة ) فمعناه أنه عدل ضابط ، ولا يلزم من هذا أنه لا يخطئ ، فما من ثقة بل وما من إمام مشهور إلا وقد أخطأ، لكن الراوي إذا كان صدوقاً في دينه وكان خطؤه قليلاً نادراً ينغمر في سعة ما روى ، أو لم يظهر ذلك في حديثه فهو ثقة يعمل بروايته إلا أن يتضح لنا أنه أخطأ في حديث بعينه ، فيترك خطؤه ويقبل صوابه ، والرجل إذا كثرت حسناته على سيئاته ، وصوابه على خطئه نجا وسلم ، والماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث كما قال الحافظ الذهبي رحمه الله ، وليس من شرط الثقة أن يتابع في كل ما يقول ، بل من شرطه ألا ينفرد بالمناكير عن المشاهير ، ويكثر منه ذلك .
فها هو حماد بن زيد والإمام مالك وسفيان الثوري وشعبة ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم من سادات الحفاظ الذين بلغوا في الحفظ غاية كبيرة، قد ثبت أنهم أخطئوا في بعض الأحاديث، وهذا لا يعني إذا أخطأ الراوي في حديثٍ ما أن نبطل جميع أحاديثه أو أن نقضي عليه بأنه ضعيف، ولكن يريدون أن الراوي إذا كانت غالب أحاديثه صحيحه مستقيمة فإنهم يحكمون عليه بأنه ضابط، وأن حديثه الأصل فيه إذا ورد أن يكون صحيحا، والموضع الذي أخطأ فيه يكون حديثه فيه ضعيفا.(4)
قولهم ( فلان ثقة له أوهام ، أوله أفراد أو يغرب ) فهذا اللفظ وإن كان دون قولهم ثقة إلا أنه لا ينزل عن هذه المرتبة ، وحديث من هذا حاله محمول على الصحة حتى يثبت أن هذا الحديث من أوهامه أو أخطائه فيترك ، نعم إذا عارضه ثقة فحديث الثقة مقدَّمٌ عليه ، وقال ابن حبان في ترجمة أبي بكر بن عياش(5):"كان أبو بكر بن عياش من الحفاظ المتقنين يروي عن ربيعة بن أبى عبد الرحمن ويحيى بن سعيد الأنصاري وقد روى عنه ابن المبارك وأهل العراق وكان يحيى القطان وعلي بن المديني يسيئان الرأي فيه وذلك أنه لما كبر سنُّه ساء حفظه فكان يهم إذا روى، والخطأ والوهم شيئان لا ينفك عنهما البشر فلو كثر خطؤه حتى كان الغالبَ على صوابه يستحق مجانبة رواياته، فأما عند الوهم يهم أو الخطأ يخطىء لا يستحقُّ ترك حديثه بعد تقدم عدالته وصحة سماعه ....والصواب في أمره مجانبة ما علم أنه أخطأ فيه والاحتجاج بما يرويه سواء وافق الثقات أو خالفهم، لأنه داخل في جملة أهل العدالة، ومن صحت عدالته لم يستحقَّ القدح ولا الجرح إلا بعد زوال العدالة عنه بأحد أسباب الجرح وهكذا حكم كل محدِّث ثقة صحت عدالته وتبين خطؤه ".
وقال في ترجمة داود بن أبي هند(6): " وكان داود من خيار أهل البصرة من المتقنين في الروايات إلا أنه كان يهم إذا حدَّث من حفظه ولا يستحقُّ الإنسان التركَ بالخطأ اليسير يخطىء والوهم القليل يهم حتى يفحش ذلك منه ؛لأن هذا مما لا ينفك منه البشر ولو كنا سلكناه المسلك للزمنا ترك جماعة من الثقات الأئمة؛ لأنهم لم يكونوا معصومين من الخطأ ،بل الصواب في هذا ترك من فحش ذلك منه والاحتجاج بمن كان منه ما لا ينفكُ منه البشر "
وقال في ترجمة عبد الملك بن أبى سليمان : ميسرة العرزمي :(7)
" كان عبد الملك من خيار أهل الكوفة وحفاظهم والغالب على من يحفظ ويحدث من حفظه أن يهم، وليس من الإنصاف ترك حديث شيخ ثبت صحة عدالته بأوهام يهم في روايته ،ولو سلكنا هذا المسلك للزمنا ترك حديث الزهري وابن جريج والثوري وشعبة؛ لأنهم أهل حفظ وإتقان وكانوا يحدِّثون من حفظهم ولم يكونوا معصومين حتى لا يهموا في الروايات ؛بل الاحتياط والأولى في مثل هذا قبول ما يروي الثبتُ من الروايات وترك ما صحَّ أنه وهم فيها ما لم يفحش ذلك منه حتى يغلب على صوابه فإن كان كذلك استحقَّ الترك حينئذ ".
ومن العبارات التي ترادف هذه المرتبة : فلان صدوق صاحب حديث ، اكتبوا عن فلان ، اكتب عن فلان حتى تجف يدك ،فلان مستقيم الحديث ، أو مستقيم الأمر بالحديث أو في الرواية ،فلان ثقة وليس بمحل أن يقال له حجة ،أو ليس بالحجة ،فلان إذا روى عن ثقة أو روى عنه ثقة فهو صحيح الحديث أو مستقيم الحديث ،فلان ممن يرضى به في الحديث ، فلان صحيح الكتاب ،فلان صدوق صاحب كتاب ، فلان أكثر الناس عنه ،أكثر عنه الأئمة ،فلان أحاديثه يحتجُّ بها ، أو فلان يحتجُّ به ، فلان عمدة أو معتمد أو يعتمد عليه ، فلان ثقة لم يذكر إلا بخير ، فلان كان معتبراً ،فلان مقبول القول ، وقد يطلقون المقبول على من يقبل حديثه ولا يترك ، فيدخل في ذلك من يصلح في الشواهد والمتابعات ، وإن لم يحتجَّ به بمفرده ، والعبرةُ حينئذ بالقرينة ،فلان ثقة يخطئ كما يخطئ الناس ،فلان القلب إلى أنه ثقة أميلُ ،فلان مضبوط الحديث ، فلان صدوق له حفظ أو يصدق ويحفظ ،فلان صدوق نقيُّ الحديث ، ثقة لو قيل له اكذب لم يحسن ، أو لم يعرف أن يكذب ، فلان كان معدَّلاً عند أهل بلده ،هو ممن تقوم به الحجة إذا روى عنه الثقات ، ثقة فيما تفرد به وشورك فيه ،كان جميل الأمر في الحديث ثقة ، ثقة ورأيت أحمد يكتب حديثه أو أحاديثه بنزول ،فلان صحيح الحديث وقوي الحديث ،فلان مستوي الحديث ،كان فلان مكينا عند فلان ،فلان ثقة لا شك فيه ، فلان استقامته في الحديث استقامة الأثبات ، فلان أحدُ منْ ثبت حديثه ، أو من ثقات المسلمين ، أو ثقة بلا ثنيا أو ثقة بلا تردد ، فلان يجزئ ، وقد يعني لا بأس به ، والله أعلم .(8)
المرتبة الثالثة ُ : من قصر عن درجة الثانية قليلاً وإليه الإشارة بقولهم : صدوق ، أو محله الصدق ، أو لا بأس به ،قال ابن أبي حاتم : فهو ممن يكتب حديثه ، وينظر فيه ، وهي المنزلة الثانية - يعني على حسب تقسيمه - ، وزاد الحافظ العراقيُّ أو مأمون ، أو خيار ، أو ليس به بأس ولكنها قد تدلُّ على أن المقصود بها ثقة كما هي عند ابن معين وبعض أهل العلم ، ولكن لا تعرف إلا بالقرينة ، فالأصل أنها في هذه المرتبة .
ومن العلماء من فرَّق بين صدوقٍ ، وبين محلَّه الصدق ، وهو الذهبي ، وتبعه العراقيُّ فجعل صدوق من هذه ، ومحله الصدق ما بعدها ، لأن صدوقاً صيغة مبالغة ، بخلاف محلُّه الصدق ، فإنه دالٌّ على أن صاحبها محلَّه ، ومترتبه مطلق الصدق ، وقد روى ابن أبي حاتم بسنده عن عبد الرحمن بن مهدي قال ثنا أَبُو خَلْدَةَ , قَالَ . فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا أَبَا سَعِيدٍ أَكَانَ ثِقَةً ؟ . قَالَ : " كَانَ صَدُوقًا , وَكَانَ مَأْمُونًا , وَكَانَ خَيِّرًا - وَقَالَ الْقَاسِمُ : وَكَانَ خِيَارًا ـ الثِّقَةُ : شُعْبَةُ وَسفيان "(9)
وهذا يدلُّ على تفرقتهم بين ثقة ، وبين صدوق ونحوه .
ومن ألفاظ هذه المرتبة : فلان صادق ، ما به بأس المسكين ليس له بخت ، ما هو من أهل الكذب ولكن ليس له بخت ،فلان ممن يصدق في الروايات ،فلان ثقة إن شاء الله ، لم أر في حديث فلان ما في القلب منه ، لم أر في حديث فلان مكروهاً ،فلان لم يكذب في الحديث ، فلان ما أصلح حديثه ،فلان ثقة ولكن ليس ممن يوصف بالضبط ، فلان عدلٌ في الشهادة أو مقبولُ الشهادة عند الحكام ،فلان ما أقرب حديثه ، فلان صدوقٌ مسلمٌ ، والله أعلم .(10)
المرتبة الرابعة: من قصُر عن درجة الثالثة قليلا ، وقد مثَّل لها ابن أبي حاتم بقوله : شيخ ، وقال : يكتب حديثه وينظر فيه ، إلا أنه دون الثانية - يعني على حسب تقسيمه - وزاد العراقيُّ في هذه المرتبة مع قولهم : محله الصدق ، إلى الصدق ما هو، شيخ ، وسط ، جيد الحديث ، حسن الحديث ، وزاد الحافظ ابن حجر قولهم : صدوق سيء الحفظ ، أو صدوق يهم ، أو صدوق يخطئ ، أو تغير بأخَرَةٍ .(11)
واعلم أن هذه المرتبة والتي تليها يجد الباحث أكثر ألفاظهما تتداخل ، ولذا نجد بعض هذه الألفاظ ذكرها بعض الأئمة هنا ، وذكرها بعضهم في المرتبة الخامسة ، وهما متقاربان ، والأمر سهل فإنهما من مراتب الشواهد .
ويلحق بها من العبارات : فلان إلى الصدق ما هو،فلان جيد الحديث ، ،فلان لا بأس به إن شاء الله ، أو صدوق إن شاء الله ، حمل الناس عنه ، هو بصورة أهل الصدق ، فلان متوسط الحال ، أو متوسط الأمر، أو كأنه صدوق ،فلان محله العدالة أو محله الصدق والستر ، فلان ثقة وليس كل أحد يحتجُّ به ،فلان سداد من عيش ،فلان يقع في قلبي أنه صدوق ،أرجو أن يكون صدوقاً ، فلان حديثه يشبه حديث الثقات ، أو حديث الأثبات ،فلان مقارب الحال أو حاله مقارب أو لم يزل حديثه مقارباً أو قريب الأمر ، فلان صدوق في حفظه ضعف ،فلان عندي في جملة من ينسب إلى الصدق ، رجلٌ صالحٌ الحديثُ يغلبه ،والله أعلم .(12)
قال الحافظ ابن حجر : ويلحق بذلك من رُمي بنوع بدعة: كالتَّشيع(13), والقَدَر(14), والنَّصْب(15), والإرْجَاء(16), والتجهُّم(17)، مع بيان الداعية من غيره.
المرتبة الخامسة : صالح الحديث ونحو ذلك ، قال ابن أبي حاتم : من قيل فيه ذلك يكتب حديثه ، وينظر فيه ، يعني يكتب حديثه للإعتبار . وعند العراقي : فلان روى عنه الناس ، وفلان وسط ، وفلان مقارب الحديث ، وما أعلم به بأساً ، وزاد السيوطي صدوق إن شاء الله ، وأرجو أن لا بأس به ، وصويلح ، وزاد السخاوي ، يعتبر حديثه ، ويكتب حديثه وما أقرب حديثه ، وعند الحافظ ابن جر مقبول أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث ( وسوف أتكلم عنها من خلال كلامي عن منهج الحافظ ابن حجر في التقريب ) .
ومن ألفاظ هذه المرتبة : فلان يعتبر به وفلان شيخ ، وفلان حديثه من أقسام الحسن ،فلان ليس ببعيد من الصواب ،فلان يستدلُّ به .
ما ينبغي أن يعلم أن بعض الكلمات قد يعتبرها بعض العلماء من مرتبة ، والآخر يعتبرها من مرتبة أخرى فلا يشكلنَّ عليك الأمر ، وإنما هو يرجع إلى اختلاف الاعتبار والأنظار .(18)
2- ألفاظ التجريح ومراتبها:
وسنرتبها من الأدنى إلى الأعلى .
المرتبة الأولى : عند ابن أبي حاتم وابن الصلاح لين الحديث ، وعند العراقي ، ليس بذاك ، وليس بذاك القوي ، وفيه ضعف ، وفي حديثه ضعف ، وفيه مقال ، وتعرف وتنكر ، وليس بالمتين ، وليس بحجة ، وليس بعمدة ، وليس بالمرضي ، وللضعف ما هو ، وسيء الحفظ ، وفيه خلف ، وتكلموا فيه ، وزاد السيوطي : فيه لين ، وضعِّف ، وعند الذهبي صدوق لكنه مبتدع ، وعند السيوطي ما أعلم به بأساً ، وكثير من ألفاظ هذه المرتبة والتي تليها تحتمل نفي الجلالة فقط(الضبط) ، وإن كان الراوي ثقة في الجملة ، لكن الأصل في هذه الألفاظ أنها عبارات تليين إلا إذا قامت قرينة تفيد نفي الجلالة دون أصل القوة ، فيعمل بها ، والله أعلم .
ومن جملة ألفاظ هذه المرتبة : فلان ضعِّف قليلاً ، وفلان غير حجة ، وليس هو ممن يتكل عليه ، ويخالف في بعض حديثه ، وليِّن ويليَّن ، وما ذا بحجة ، وله أفراد وغرائب ، وله أوهام ، وله أشياء لا يتابع عليها ، ويعرف بغير حديث لا يرويه غيره ، وله مناكير ، وإلى التليين ما هو ، ويهمز في الشيء بعد الشيء ، أو يهم في الشيء بعد الشيء ، وليس بالثبت ، أو ليس بثبت ،فلان في حديثه بعض الإنكار ، أو في أحاديثه ما ينكر عليه ،يستضعفُ ، ليس بذاك ،لم يكن من النقد الجيد ،لم يكن بالصافي ، وليس كأقوى ما يكون ، وليس بأقوى ما يكون ، فلان ليس هناك ،ليس بالقوي عندهم ، أو لم يكن بالأستاذ ، فلان ليس بالحافظ ، أو ليس ممن يلزم بزيادة حجة ، فلان لم يكن بالماهر ،فلان ليس من أهل الحفظ والإتقان ، أو ليس بالمتقن ، أو ليس ممن يوصف بالضبط للحديث ، أو ليس بذاك الحافظ ،فلان لم يكن بالسِّكَّة ،فلان لم يبلغ درجة الصحيح ،فلان ليس محله محل المسمعين ، أو المتسعين في الحديث ، فلان ليس من البابة ،أي ليس بذاك ،فلان ليس من جمال المحامل أو ليس من أهل المحامل أو ليس من الإبل التي تحمل المحامل أو ليس من أهل القباب ، أو ليس من إبل القباب ،فلان ليس من أحلاس الحديث ، فلان ليس بمحكم الحديث ،فلان ليس ممن تريد أي ليس بالثبت ،فلان ليس من أكابر أصحاب الزهري مثلا ،فلان لم يكن بجيد العقدة ، فلان لا يجئ بحديثه كما ينبغي ، والله أعلم .(19)
المرتبةُ الثانية : فلان لا يحتجُّ به ، أو ضعفوه ، أو منكر الحديث ، ونحوها .
عند ابن أبي حاتم وابن الصلاح ليس بقوي ، وعند الحافظ ابن حجر : مستور أو مجهول الحال ،وهو عنده من روى عنه أكثر من واحد ولم يوثق , وعند السخاوي : فيه مقال ، وأدنى مقال ، وضُعِّفَ ، وفلان فيه ضعف ، وليس من إبل القباب ، وليس بمأمون ، وليس من إبل المحامل ، وليس من جمازات المحامل ، وليس يحمدونه ، وليس بالحافظ ، وغيره أوثق منه ، وفي حديثه شيء ، وتكلموا فيه ، وسكتوا عنه وفيه نظر - إذا كانا من غير الإمام البخاي - ونزكوه ، ومجهول عند أبي حاتم إن كان بمعنى مجهول الحال ، وفيه جهالة ، ولا أدري ما هو .
وأنت تلاحظ أن أهل هذه المرتبة من جهة سبب الضعف ينقسمون إلى قسمين : قسم من قبل حفظه ، وقسم من قبل جهالة حاله ، إما في الظاهر والباطن ,إما في الباطن فقط .
ومن ألفاظ هذه المرتبة :
__________
(1) - تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي (ج 1 / ص 271)
(2) - انظر شفاء العليل بألفاظ وقواعد الجرح والتعديل ص 27- 87
(3) - ثَبَتَ الشيء ( يَثْبُتُ ثُبُوتًا ) دام واستقرّ فهو ( ثَابِتٌ ) وبه سمي و ( ثَبَتَ ) الأمر صحّ ويتعدى بالهمزة والتضعيف فيقال ( أَثْبَتَهُ وَثَبَّتَهُ ) والاسم ( الثَّبَاتُ ) و ( أَثْبَتَ ) الكاتب الاسم كتبه عنده و ( أَثْبَتَ ) فلانا لازمه فلا يكاد يفارقه ورجل ( ثَبْتٌ ) ساكن الباء ( مُتَثَبِّتٌ ) في أموره و ( ثَبْتُ ) الجنان أي ( ثَابِتُ القَلْبِ ) و ( ثَبُتَ ) في الحرب فهو ( ثَبِيتٌ ) مثال قرب فهو قريب والاسم ( ثَبْتٌ ) بفتحتين ومنه قيل للحجة ( ثَبْتٌ ) ورجل ( ثَبَتٌ ) بفتحتين أيضا إذا كان عدلا ضابطا و الجمع ( أَثْبَاتٌ ) مثل سبب وأسباب ، المصباح المنير[ج1 - ص80]
(4) - انظر التذكرة في علوم الحديث (ج 1 / ص 2) والتنكيل لليماني (ج 2 / ص 181)
(5) - الثقات لابن حبان[ج7 - ص669 ]
(6) - الثقات لابن حبان[ج6 - ص278 ]
(7) - الثقات لابن حبان[ج7 - ص97 ]
(8) - انظر شفاء العليل بالفاظ الجرح والتعديل ص 122- 131
(9) - الكفاية ( 32 ) وفي الكنى والأسماء للدولابي (ج 3 / ص 374)100104 - قَالَ وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ قَالَ : أَنْبَأَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ : أَنْبَأَ خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ أَبُو خَلْدَةُ قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ : " كانَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا كَانَ الْحَرُّ أَبْرَدَ بِالصَّلَاةِ وَإِذَا كَانَ الْبَرْدُ عَجَّلَ " قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ : حَدَّثْنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ : حَدَّثْنَا أَبُو خَلْدَةَ خَالِدُ بْنُ دِينارٍ فَقَالَ رَجُلٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ : كَانَ ثِقَةً ؟ قَالَ : كَانَ ثِقَةً خَيَّارًا ، الثِّقَةُ : سَفْيَانُ ، وَشُعْبَةُ
(10) - انظر شفاء العليل بالفاظ الجرح والتعديل ص 132- 138
(11) - بأخرَة : بهمزة وخاء ، وراء مفتوحات ، تاء مثناة مربوطة ، ويجوز كسر الخاء أي اختلَّ ضبطه في آخر عمره ، وآخر أمره ، ويقال أيضاً : بآخره بمدِّ الهمزة وكسر الخاء ، وبالتاء المربوطة ، ويقال أيضاً بالهاء ضمير الغائب .
(12) - انظر شفاء العليل بالفاظ الجرح والتعديل ص 139- 145
(13) - التشيع : يطلق على الانتصار لسيدنا علي رضي الله عنه ، من غير انتقاص الشيخين أو عثمان رضي الله عنهم .
(14) - القدرية : هم الذين يقولون : بأن العبد يخلق أفعال نفسه الاختيارية ، أما القدرية الذين كانوا يقولون إن الأمر أُنف ، وأن الله لا يعلم الأشياء قبل وقوعها ن فقد انقرضوا ، وانقرض مذهبهم .
(15) - النصْبُ : بفتح النون وسكون الصاد : هو الانحراف عن علي رضي اله عنه ، والنيل منه .
(16) - الإرجاءُ : نوعان : الأول أن الإيمان إقرار باللسان فقط ، ولو مع عدم الإيمان بالقلب ، وأن الكبيرة لا تضرُّ مع الإيمان ، وهذا ضلال ، والاتصاف به جرح شديد .
والثاني : اعتقاد أن الأعمال ليست جزءا من الإيمان ، وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص ، وأن أمر المؤمنين يرجأ إلى الله تعالى : فلا نحكم لهم بجنة ولا نار ، وهذا يطبق عليه ما قلناه في رواية المبتدع .
(17) - الجَهْمِيَّةُ : نسبةٌ إلى جهْم بن صفوان أبو محرز السمرقندي الضال المبتدع رأس الجهمية ، يَقُولون : إِنَّ اللّه لا يتَكَلَّم ويقُولون القرآنُ مَخْلُوقٌ " لسان العرب[ج1 - ص351 ]
(18) - انظر شفاء العليل بالفاظ الجرح والتعديل ص 146-150
(19) - انظر شفاء العليل بالفاظ الجرح والتعديل ص 151- 158(1/9)
قولهم : قلما يحتاج إلى فلان في الحديث الذي يحتجُّ به ،فلان فيه شيء ، أو في القلب منه شيء ، أو في القلب منه هاجس ، فلان رديء الحفظ أو سيء الحفظ أو ذو مناكير أو صاحب مناكير ،فلان ليس بمنكر الحديث ولا يحتج به ،ليس بمنكر الحديث يكتب حديثه ، لم يكن البائس ممن يكذب ،فلان لا يستهويه فلان ، أو لا أستحلي حديثه أو كان فلان قليل الميل إليه ، فلان لا ينبسط لحديثه أو لا أنشط لحديثه ، وفلان لا تشبث بحديثه ،لم يشته الناس حديثه ، فلان فيه بعض النظر ، فلان حديثه ليس حديث حافظ ، وفلان ليس بالحافظ يغلط على الثقات ، فلان ينبغي أن يتثبت في أمره ، فلان مجهول في الرواية معروف في النسب ،فلان ليس حديثه بالقائم ، فلان لا يقوى حديثه ، وفلان مختلف عنه في الأسانيد ،فلان لا يقطع به في حديث إذا اختلف أو انفرد ،فلان لم نأخذ منه إلا ما لا نجده عند غيره ،فلان لم يقوِّ أمرَ فلان ، أو ليس لفلان فيه كبير أو رأي ،فلان يوصل الحديث أي يسند المراسيل ، أو يرفع الموقوفات ، فلان محله محل الأعراب ،فلان في حديثه صنعة ،يعني أنه يتصرف فيه ولا يأتي به على وجهه ،فلان في حديثه مناكير ، ويحيل على ما لا يحتمل ، فلان صبي أو طفل اي لم ترسخ قدمه في هذا الشأن ،فلان لا يضبط الإسناد أو لا يقيم الإسناد ،فلان لم يكن يحفظ أو لم يكن له حفظ ،فلان مستضعف أو كان مستضعفا ، سكتوا عنه ،أي من لم يتكلم فيه بجرح ولا تعديل ، خلا كلام البخاري في هذا المصطلح الخاص به ،فلان لا يستقيم حديثه ولا يحتج به ، فلان ليس حديثه نيِّراً ولا يحتج به ، ليس حديثه بالمضيء ،فلان ليس لحديثه رونق ولا ضوء ،فلان ليس ممن يكذَّب بمرة هو وسط ،فلان ليس حديثه بذاك الجائز ، نفق فلان أو نفق حديث فلان ،أي أن الناس أخذوا حديثه وراج بينهم وليس هو بهذه المنزلة ،فلان متماسك أو متماسك الحديث أي ليس بالقوي ولا بالساقط ، بل يكتب حديثه ولا يحتج به ،فلان ثقة شبه الضعيف ، والله أعلم .
المرتبة الثالثة : عند ابن أبي حاتم وابن الصلاح ضعيف الحديث ، وعند العراقي : ضعيف ومنكر الحديث ، ومضطرب الحديث ، وواهٍ ، وضعفوه ، وعند الحافظ ابن حجر ضعيف ، وعند السخاوي : منكر الحديث ، وحديثه منكر ، وله ما ينكر ، وله مناكير ، وواهٍ ، ومضطرب الحديث ، وضعفوه ، وعند السيوطي مضطرب الحديث ولا يحتجُّ به ومجهول ، وفي كلام السخاوي نظر.
ومن ألفاظ هذه المرتبة :
قولهم : فلان لا يترك حديثه ، أو لم يهدر ، أو لا يستحق الترك ، أو ليس حديثه بالمتروك ، أو لا أقدم على تركه ، أو لا أعلم أحدا كفَّ عنه ،فلان يكتب حديثه ولا يحتج به ، فلان يخبط في الإسناد ،فلان ليس بالقوي ، ولا بالمتروك ، أو ليس بالقوي ولا بالساقط ، أو ليس بذاك الساقط ، وإلى الضعف ما هو ، فلان يحتمل حديثه ، أو محتمل حديثه أو يُحمَل حديثه أو تحتمل رواياته أو مافي حديثه إلا ما يحتمل ، أو لم أر في حديثه إلا ما يحتمل ،فلان في حديثه خلل كثير أو كثير الخطأ أو كثير الوهم ،فلان قليل الضبط للحديث يهم وهماً ، فلان لا يجوز الاحتجاج به إلا عند الوفاق أي إذا توبع وإلا فهو ضعيف ،فلان مكنز الحديث يهم كثيرا ، أو منكر الحديث مظلم الرواية.
هذا وإن الكثير من أهل العلم على أن من قيل فيه ( منكر الحديث ) فهو ممن يصلح للشواهد والمتابعات ،كما في قول الذهبي والعراقي والسخاوي والسيوطي ، وقد يطلقون النكارة على مجرد التفرد في الأغلب وهذا عند المتقدمين ، وقد تطلق على الجرح ، والقرائن هي التي تحدد قصدهم .
فلان حديثه ليس بالمعروف ،فلان في حديثه وهاء أو في حديثه وهيٌ ، فلان لا تقوم بمثله الحجة ولكن يكتب حديثه ،فلان ضعيف لا يكذب ، وفلان ضعيف أرجو أنه لا يكذب ، فلان ضعيف ما أعلم أنه يكذب ،فلان يهم ولا يعلم ، أو يخطئ ولا يفهم ، فلان لا يعوَّل عليه ، أولا يعتمد عليه أو لا يتكل عليه ، أو ممن لا يحتج بنقله ،فلان يكتب من حديثه الرقاق أو لابأس به في أحاديث الرقاق ، أو يكتب عنه في الفضائل والرقاق ، أو ليس بحجة في الأحكام ، أو ليس بحجة في الأحكام والسنن ، أو اسمعوا منه ماكان في ثواب ، ولا تسمعوا منه ما كان في سنة ، فلان لم يكن نافقاً ، فلان يحدث عنه من لا ينظر في الرجال أو من لا يبصر في الرجال ،فلان ثقيل ، وهذا لضعفه ،فلان أحاديثه ليست نقية ، فلان يكتب حديثه زحفاً أو لا يكتب حديثه إلا زحفاً ، فلان أحاديثه لا تشبه أحاديث الناس ،فلان كأن أحاديثه نسيان أي لكثرة الوهم والمخالفة والاضطراب ،فلان لا يحتج بحديثه ولا يتدين به ،فلان لم يكن من القريتين بعظيم أي ليس بالقوي ،فلان ليس حديثه بمستقيم أي مضطرب ، فلان حديثه أو روايته تدلُّ على ضعفه أو تدلُّ على أنه ضعيف ، فلان ضعيف لم يدفع ، ليس فلان مثل غيره في الضعف ،فلان كان رفاعاً أو كان من الرفاعين يعني يرفع الموقوفات أو يسند المرسلات ،فلان لم يقنع الناس بحديثه ،فلان كتب عنه بعض أصحابنا ،فلان يؤخذ من حديثه المعروف ،فلان ليس به بأس إذا جاءك بشيء تعرفه ،فلان يحمل أحاديثه بعضها بعضاً ،فلان ليس من أهل التثبت في الرواية ولا يحتج به ،فلان من حمالة الحطب يعني ضعيف ، فلان يكتب حديثه على المجاز ،فلان صحفي ، يعني يأخذ حديثه من الصحف ،ونحو ذلك كثير ، والله أعلم .
تنبيه : اعلم أن هذه المرتبة آخر مراتب الشواهد والمتابعات(1)
المرتبة الرابعة : وهي عند الحافظ ابن حجر : مجهول ، هناك خلاف حول المجهول ، وحكم العمل بروايته ، ومتى ترتفع جهالته ؟ ، وعند العراقي : لا شيء ، ضعيف جدا ،واهٍ بمرةٍ ، لايساوي شيئاً ، مطرَّح ، طرح حديثه ، ارمِ به ، ردَّ حديثهُ ، ردُّوا حديثه، مردود الحديث ، مطرح الحديث ، ليس بشيء ، وزاد السخاوي : واهٍ ، تالفٌ ، لا يكتب حديثه ، لا تحلُّ الرواية عنه ،لا يحلُّ كتابة حديثه ، والرواية عنه حرام ، لا يساوي فلساً ، .
فلان مجهول في النسب والرواية ،فلان لين جدا ، أو ضعيف الأمر جدا ، أو نكرة ، أو لا يدرَى من هو ، أو لا يدرَى من ذا ، أو لا يدرَى ما هو ، أو لا يعرف البتة ، أو مجهول جدا ،فلان لا يشتغل بحديثه ، أو لا يشتغل به ، فلان شيخ عامي لا يفهم ولا يقيم الهجاء ،فلان لا وجود له ،فلان قاص أو كان قاصًّا ، أو كان صاحب قصص أو صاحب سمر ،فلان لم يكن أهلاً للحديث ، أو للحديث عنه أو لم يكن في موضع أن يحدَّث عنه ، أو لا نروي عنه شيئاً ، أو مانقدر أن نحدث عنه ، أو منعنا أبو زرعة مثلاً من قراءة حديثه ، أو أهل ألا يروَى عنه ، أو ليس ممن يروَى عنه ، أو نهيَ عن حديثه ، أو صاحب سمر ما ظننت أن أحداً يحدِّثُ عنه ، أو لا ينبغي أن يروَى عنه ، أو لم يكن شيوخنا يحدثون عنه ، أو لايروَى عنه ، لكن قد تقال هذه العبارة لغيرة ذلك ،فلان لا يقيم شيئا من الحديث ، ليس له حديث قائم ،الغالب على حديثه الوهم ، فلان منكر الحديث جدًّا ،فلان ينبغي مجانبة حديثه ، فلان لا شيء خفيف الدماغ ، أو لا يعي ما يخرج من رأسه ،فلان كان يلعب به الصبيان ،فلان أسانيده مثل الريح ، أو هو والريح سواء ، فلان لا يساوي شيئاً ، أو فلس خير منه ، أو لا يساوي فلساً ، أو لا يساوي بعرة ، أو لا يساوي تمرة ، أو لا يساوي نواة في الحديث ، أو ليس يساوي قليلاً ولا كثيراً ، أو لا يساوي دستجة بقل ( حزمة بقل) أو لا يساوي كعباً ، فلان اختلط لا يكاد يقوم ، أو اختلط حتى كان لا يدري ما يقول ، فلان دعنا منه ، أو دعه دعه أو دعه أي ارم به ،فلان لا يدري ما الحديث أو لا يحسن الحديث ،فلان لا أعرف له حديثاً مستقيما ، أو لا أعرف له حديثا صحيحاً ، فلان لا تعجبني الرواية عنه ،فلان طيرغريب ،فلان منكر الحديث شبه المتروك ، أو ليس بشيء شبه ، أو شبيه بالمتروك ،فلان يرفع كثيرا مما لا يرفعه الناس ليس بشيء ، رأيتهم يهابون حديث فلان ٍ،فلان ليس أحد يروي عن ذاك ، فلان لا أرضاه في شيء ،فلان يتلقن كل حديثه ، أو ليس في الحديث شيئاً ، أو كتبت عنه وليس أحدِّثُ عنه ، جفا فلان الحديث لاشتغاله بالعبادة ، فلان ما له وللحديث ،فلان ضعيف الحديث لا يوقف منه على شيء ، فلان ليس في وزن من يشتغل بخطئه ،فلان مظلم الحديث جدًّا ، أو مظلم الرواية بمرة ، فلان لم يقبل الناس حديثه ، أو غير مقبول الحديث ، أو غير مقبول ، فلان ماكان يدري ما هذا الشأن ، ولا كان شأنه ،فلان لا يتابعه إلا من هو مثله أو دونه ، لا يتابعه إلا من هو مثله ، أو قريب منه ، فلان إنما يحدث عنه مجنون أو أحمق ، فلان شغله القرآن أو الغزو عن الحديث ، أو فلان مسلم صاحب غزو ، ولكن لا بد من قرينة توضح مثل هذه العبارة ،فلان أحاديه تشبه أحاديث القصاص ليس لها أصل ،فلان لا يحسن يتكلم أي ليس بشيء ،فلان لا يحفظ وليس عنده كتب ،فلان أحاديثه عامتها أو كلها ضعيفة ، أو ضعيف في كل ما يرويه ، أو كلها أو عامتها فيها نظر ، أو مقلوبة ، أو لا يتابع عليها أو مناكير ، أو غير محفوظة ، ونحو ذلك كثير في كتب الجرح والتعديل ، والله أعلم .(2)
المرتبة الخامسة : عند ابن أبي حاتم : متروك الحديث ، أو ذاهب الحديث ، أو كذاب ، وعند العراقي : متهم بالكذب وهالك ، وليس بثقة ، ولا يعتبر به ، وفيه نظر وسكتوا عنه ، (للبخاري) ومتروك وتركوه ، وذاهب الحديث ، وساقط ، ولا يعتبر بحديثه ، وليس بالثقة ، وليس بثقة ولا مأمون ، متهم بالوضع ، وعند الحافظ ابن حجر : متروك ، متروك الحديث ، وواهي الحديث ، وساقط ، وعند السخاوي : يسرق الحديث ، ومجمع على تركه ، وعلى يدي عدل أي قريب من الهلاك، وقولهم : ليس بثقة فالمتبادر أنها جرح شديد لكن إذا كان هناك ما يشعر بأنها استعملت في المعنى الآخر حملت عليه ،فلان متروك متروك أو متهم بوضع الحديث وتوليد الأخبار ،اأو ليس بثقة في النقل أو لم يكن يوثق به أو لم يكن موثوقاً به في الرواية ، أو ليس بثقة ولا أمين ، أو لم يكن موثوقاً به ،فلان هالك من الهلكى ، أو هالك من الهالكين ، فلان قد تركوا حديثه منذ دهر ، أو قد فرغَ منه منذ دهر، فلان سيء السيرة بمرةٍ ، أو لم تكن سيرته محمودة ،فلان أستجير الله أستجير الله اضرب على حديثه ، فلان قد تخلَّى الله منه أو برئ الله منه ، فلان ذاهب الحديث أو ذهب حديثه أو ضعيف ذاهب ،فلان يشبه أن يكون ممن يضع الحديث ، لا يشبه حديثه حديث أهل الصدق ،فلان سخيف سفلة أي ساقط ، ورجل سخيف نزق خفيف العقل ، فلان لا يجوز الاحتجاج به أو لست أستجيز الرواية عنه ،فلان لم يكن له عندي قيمة ، فلان لم يقنع الناس بحديثه ،أي لم يثقوا به ،فلان اتهم في اللقاء أي حدَّث على أقوام لم يلقهم وادعى السماع منهم ، فلان لم تكن له أصول يعوَّل عليها أو مارأيت له أصلاً يفرح به ،فلان كان طفيليا ،فلان متهم بالكذب في لهجته ، فلان يكذب في كلام الناس أ ويكذب في غير الرواية ،فلان استقر الإجماع على وهنه ،أتى بخبر باطل فاتهم به ،فلان أحاديثه مناكير بأسانيد واضحة ،فلان ما أحسن تفسيره لو كان ثقة ،فلان ليس بثقة ولا أمين أو ولا مأمون أو ليس عندنا من أهل الثقة ،فلان لا يحتج به بحال أو يجب مجانبة حديثه على الأحوال ،فلان ليس بحجة لا في الأحكام ولا في غيرها ،فلان نبذوا حديثه ،فلان مهجور أي متروك ،فلان يستحق التنكب عن رواياته أو يستحق الترك أو سبيله سبيل الترك ،فلان الضعف على حديثه بيِّنٌ أو بيِّنُ الأمر في الضعفاء أو بيِّنُ الأمر بالضعف أو بيِّنُ جدًّا في الضعف أو الضعف لا ئح على حديثه ،ضعيف الحديث بيِّنُ الضعف ،فلان كان أضعفنا طلبا وأكثرنا غرائب ،هذا رجل قد كفانا مؤنته أو كفانا مؤنته ومؤنة البحث عن حاله ، فلان حديثه يدلُّكَ عليه أي لكثرة تخاليطه ومناكيره ،تركَ حديثُ فلان فلا ينبعث ،أجر على حديث فلان أو اضرب على حديث فلان بستة أقلام ،فلان ما فيه خير ، ونحو ذلك كثير . والله أعلم(3).
المرتبة السادسة : وهذه المرتبة أردأ مراتب التجريح وأهلها لا خير فيهم والعياذ بالله ، فعند الحافظ العراقي : وضاع ودجال ويضع ، وعند الحافظ ابن حجر : أكذب الناس وإليه المنتهى في الوضع ، وركن من أركان الكذب ، وعند السيوطي : يكذب ووضع حديثاً ويضع .
وهناك ألفاظ من هذا القبيل : فلان كذبه أحمد مثلاً فلا يفرح به ، فلان أفاك ،فلان من إفكه كذا ، فلان وضع على الأثبات ما لا يحصى ، وفلان كان يضع أحاديث من عند نفسه ، وفلان مشهور بالوضع ، وفلان أكذب البرية ،فلان كذوب أو كذاب خبيث أو كان عامة الليل يضع الحديث ، او كذابو زماننا أربعة مثلاً منهم فلان ، أو يضرب المثل بكذبه أو كذاب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، أو ما رأيت أكذب من ذي شفتين منه ،فلان معدن الكذب أو من معادن الكذب أو منبع الكذب أو كذاب مكذَبٌ ، أو كذاب والع بالوضع ، أو كذاب له طامات ،هذه سلسلة الكذب ، أو فلان يركب الأسانيد ، أو يقلب الأسانيد عمدا أو ملحد كذاب ،فلان كذاب عدو لله رجل سوء خبيث ، وكل عبارة تدلُّ على الكذب أو الوضع أو الاختلاق ونحو ذلك ، وهي كثيرة جدًّا ، وهذه المرتبة واضحة منضبطة تماما ، والله أعلم
ومن روى شيئاً منها من غير بيان فهو داخل تحت قوله - صلى الله عليه وسلم - : « مَنْ حَدَّثَ عَنِّى بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ »(4)
=================
__________
(1) - انظر شفاء العليل بالفاظ الجرح والتعديل ص 170- 187
(2) - انظر شفاء العليل بالفاظ الجرح والتعديل ص 188- 212
(3) - انظر شفاء العليل بالفاظ الجرح والتعديل ص 213- 259
(4) - مسلم (1)(1/10)
رابعا- أيُّ المراتب يُحتَجَُّ بهِا ؟
أما المرتبة الأولى من مراتب التعديل : فأحاديث أهلها من أعلى درجات الصحيح ، والألفاظ الملحقة بها كذلك،وأما الألفاظ المحتملة والألفاظ التي تدلُّ على الحفظ والفهم أو الاجتهاد في الطلب ، وكثرة الروايات أو الفقه وتمام العقل أو العبادة أو غير ذلك ، فتحتاج إلى بيان ، ومعرفة المقصود بها ، ليصار إلى الحكم عليها .
وأما المرتبة الثانية : فأحاديث أهلها على الصحَّة أيضاً ، لكن إذا خالفوا أهل المرتبة الأولى فالقول قول أصحاب المرتبة الأولى .
وأما المرتبة الثالثة :فحكم أهلها أن حديثهم حسن لذاته يحتجُّ به بمفرده ، بلا خلاف.
وأما المرتبة الرابعة : فالراجح عندي أنهم كالثالثة ،حديثهم حسن لذاته كذلك ، ويحتجُّ بهم ، ولكن عند المعارضة بالطبقة التي قبلهم نرجِّح التي قبلها ، وهذا هو الذي جرى عليه العمل عند أئمة الجرح والتعديل .
وأما المرتبة الخامسة : فكذلك يحتجُّ بها إذا لم يوجد في الباب ما هو أقوى من حديثهم ، أو لم يخالفوا ، وسنزيد هذا بحثا في كلامنا على مصطلحات التقريب .
قلت : الصحيح أنه يحتجُّ بكل هذه المراتب ، وحديثهم يكون بين الصحيح والحسن ، وليس ضعيفاً كما يفهم من قول الكثيرين ، وإنما الذي يسبر حديثه من قيل فيه صدوق يهم - صدوق يخطئ ، صدوق اختلط ، صدوق سيء الحفظ ونحوهم ، حيث نستبعد ما أخطؤوا فيه إذا لم نجد له عاضداً ليس إلا ،والباقي فحديثهم حسن على الصحيح الذي جرى عليه العمل في علم الجرح والتعديل وتطبيقاته ، وسنذكر أدلة ذلك عند الكلام عن التقريب في المتربة الخامسة والسادسة.
وأما أحاديث المرتبة الأولى والثانية والثالثة من مراتب التجريح : فإنها تصلح للشواهد والمتابعات ، ولا يقوم بأهلها حجَّة بمفردهم .
قلتُ : قد احتجَّ كثير من الأئمة بالحديث الضعيف ضعفاً يسيراً - في الأحكام-، والذي لا يوجد في الباب أقوى منه كالحنفية والحنابلة ، وقد احتج به جمهور أهل العلم من السلف والخلف، بفضائل الأعمال والترغيب والترهيب إذا لم يكن شديد الضعف ولا يعارض ما هو أقوى منه وأن يندرج تحت أصل عام ، وقد فصلت القول فيه في كتابي (( الخلاصة في أحكام الحديث الضعيف)) .
مع العلم أن كل مرتبة من هذه المراتب أعلى من أختها على حسب هذا الترتيب ، والفرق يتضح عند الترجيح فيقدَّم قول الأعلى على الأدنى .
وأما المرتبة الرابعة من مراتب التجريح : فحديث أهلها مرود لا لكذب فيهم ، ولكن لكثرة أوهامهم وغفلتهم وفحش تخليطهم في الروايات .
وأما المستور ففيه خلاف كبير، والراجح قبول خبره بشروط ذكرتها في بحث المستور عند الحافظ ابن حجر ،
وأما المرتبة الخامسة من مراتب التجريح : فحديث أهلها متروك وهم على أقسام ، فمنهم من فحش خطؤه ، ومنهم من فحشت مقالته وبدعته ، وكان من الداعين إليها ، ومنهم من عرف بالفسق والفجور كشرب الخمر وقتل النفوس وقذف المحصنات والكذب في حديث الناس ، ومنهم من اتهم بسرقة الحديث النبوي .
وأما المرتبة السادسة : فهي أفحش هذه المراتب جرحاً وأهلها أهل الكذب والدجل والوضع والافتراء .
ـــــــــــــــــــــ
المبحث الثالث
التعريف بكتاب تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر
جاء الحافظ ابن حجر فعمل على اختصار وتهذيب كتاب "تهذيب الكمال" للمزي في كتاب سماه "تهذيب التهذيب"، وقد كان اختصاره للكتاب وتهذيبه له على الوجه التالي:
الأول: اقتصر على ما يُفيد الجرح والتعديل.
لأن الحافظ المزيَّ -رحمه الله تعالى- في "تهذيب الكمال" يُورد في الراوي كلاما كثيرا من التراجم المنقبية. والتراجم منها تراجمُ معرفية تُمَيِّزُ الراوي من غيره، وهناك تراجم منقبية تذكر عبادة الراوي، وحسن خلقه، وتواضعه، وأدبه مع شيوخه ومع تلاميذه، وعبادته وصدقه، وتصدقه وجوده، وجهاده في سبيل الله إلى غير ذلك من هذه الأشياء التي تُبين مناقب الراوي، ولذلك قلنا ترجمة منقبية.
جاء الحافظ ابن حجر وهو يختصر الكتاب رفع كل هذا ما يتعلق بأخلاق الراوي، وعبادته، والقصص والحكايات التي داخل الترجمة حذف هذا الكلام، وأبقى الكلام في الجرح والتعديل؛ لأنه الْمُعَوَّلُ عليه.
الثاني: حذف ما أطال الكتاب من الأحاديث التي يخرجها المزي في مروياته العالية وهو حوالي ثلث حجم الكتاب
الثالث: حذف كثيرًا من شيوخ صاحب الترجمة وتلاميذه الذين قصد المزيُّ استيعابهم، واقتصر على الأشهر والأحفظ والمعروف منهم إذا كان الراوي مُكْثرًا
الرابع: لم يحذف شيئا من التراجم القصيرة في الغالب.
الخامس: لم يرتب شيوخ وتلاميذ صاحب الترجمة على الحروف، وإنما رتبهم على التقدم في الِّسنِّ، والحفظ، والإسناد، والقرابة، وما إلى ذلك.
فالحافظ ابن حجر لما اختصر لم يرتب؛ لأنه لم يذكر إلا ستة أو سبعة من الشيوخ فقراءتهم أمرٌ سهلٌ، فذكر الأحفظ، الأكثر ملازمة للراوي، الأقرب من حيث النسب وغير ذلك من الاعتبارات .
السادس: حذف كلاما كثيرًا أثناء بعض التراجم؛ لأنه لا يدلُّ على توثيق ولا تجريح.
السابع: زاد في الترجمة ما ظفر به من أقوال الأئمة في التجريح والتوثيق من خارج الكتاب، ولا سيما عن علماء المغرب والأندلس.
الثامن: أورد في بعض المواطن بعض كلام الأصل بالمعنى مع استيفاء المقاصد، وقد يزيد بعض الألفاظ اليسيرة للمصلحة.
التاسع: حذف كثيرًا من الخلاف في وفاة الرجل إلا في مواضعَ تقتضي المصلحةُ عدمَ حذف ذلك.
العاشر: لم يحذف من تراجم "تهذيب الكمال" أحدا.
الحادي عشر: زاد بعض التراجم التي رأى أنها على شرطه، وميز التراجم التي زادها على الأصل بأن كتب اسم صاحب الترجمة، واسم أبيه بالأحمر.
الثاني عشر: زاد في أثناء بعض التراجم كلاما ليس في الأصل لكن صدره بقوله: قلت؛ فليتنبه القارئ إلى أنَّ جميعَ ما بعد كلمة "قلت"؛ فهو من زيادة الحافظ ابن حجر إلى آخر الترجمة.
الثالث عشر: التزم الرموز الذي ذكرها المزي لكنه حذف منها ثلاثة وهي: "مق" و"سي" و"ص". كما التزم إيراد التراجم في الكتاب على الترتيب ذاته الذي التزامه المزيُّ في تهذيبه.
الرابع عشر: حذف الفصول الثلاثة التي ذكرها المزيُّ في أول كتابه، وهي ما يتعلق بشروط الأئمة الستة، والحث على الرواية عن الثقات، والترجمة النبوية؛ أي السيرة النبوية.
الخامس عشر: زاد بعض الزيادات التي التقطها من كتاب "تذهيب التهذيب" للذهبي، وكتاب "إكمال تهذيب الكمال" لعلاء الدين مغلطاي.
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - مبينا سبب تأليفه للكتاب وطريقته فيه :
" أما بعد فإن كتاب الكمال في أسماء الرجال الذي ألفه الحافظ الكبير أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن سرور المقدسي وهذبه الحافظ الشهير أبو الحجاج يوسف بن الزكي المزي من أجل المصنفات في معرفة حملة الآثار وضعا ، وأعظم المؤلفات في بصائر ذوي الألباب وقعا ولا سيما التهذيب فهو الذي وفق بين اسم الكتاب ومسماه وألف بين لفظه ومعناه، بيد أنه أطال وأطاب ووجد مكان القول ذا سعة فقال وأصاب، ولكن قصرت الهمم عن تحصيله لطوله فاقتصر بعض الناس على الكشف عن الكاشف الذي اختصره منه الحافظ أبو عبد الله الذهبي ولما نظرت في هذه الكتب وجدت تراجم الكاشف إنما هي كالعنوان تتشوق النفوس إلى الاطلاع على ما وراءه، ثم رأيت للذهبي كتابا سماه تذهيب التهذيب أطال فيه العبارة ولم يعدُ ما في التهذيب غالبا وإن زاد ففي بعض الأحايين وفيات بالظن والتخمين أو مناقب لبعض المترجمين، مع إهمال كثير من التوثيق والتجريح الذين عليهما مدار التضعيف والتصحيح ،هذا وفي التهذيب عدد من الأسماء لم يعرف الشيخ بشيء من أحوالهم بل لا يزيد على قوله روى عن فلان روى عنه فلان أخرج له فلان ،وهذا لا يروي الغلَّة ولا يشفي العلَّة فاستخرت الله تعالى في اختصار التهذيب على طريقة أرجو الله أن تكون مستقيمة وهو أنني اقتصر على مايفيد الجرح والتعديل خاصة وأحذف منه ما أطال به الكتاب من الأحاديث التي يخرجها من مروياته العالية من الموافقات والأبدال وغير ذلك من أنواع العلو فإن ذلك بالمعاجم والمشيخات أشبه منه بموضوع الكتاب، وإن كان لا يلحق المؤلف من ذلك عاب حاشا وكلا ؛ بل هو والله العديم النظير المطلع النحرير، لكن العمر يسير والزمان قصير ، فحذفت هذا جملة وهو نحو ثلث الكتاب ثم إن الشيخ رحمه الله قصد استيعاب شيوخ صاحب الترجمة واستيعاب الرواة عنه ورتب ذلك على حروف المعجم في كل ترجمة وحصل من ذلك على الأكثر لكنه شيء لا سبيل إلى استيعابه ولاحصره ، وسببه انتشار الروايات وكثرتها وتشعبها وسعتها فوجد المتعنت بذلك سبيلا إلى الاستدراك على الشيخ بما لا فائدة فيه جليلة ولا طائلة فإن أجل فائدة في ذلك هو في شيء واحد وهو إذا اشتهر أن الرجل لم يرو عنه إلا واحد فإذا ظفر المفيد له براو آخر أفاد رفع جهالة عين ذلك الرجل برواية راويين عنه ،فتتبع مثل ذلك والتنقيب عليه مهمٌّ ، وأما إذا جئنا إلى مثل سفيان الثوري وأبي داود الطيالسي ومحمد بن إسماعيل وأبي زرعة الرازي ويعقوب بن سفيان وغير هؤلاء ممن زاد عدد شيوخهم على الألف فأردنا استيعاب ذلك تعذر علينا غاية التعذر فإن اقتصرنا على الأكثر والأشهر بطل ادعاء الاستيعاب ولا سيما إذا نظرنا إلى ما روى لنا عن من لا يدفع قوله أن يحيى بن سعيد الأنصاري راوي حديث الأعمال(1)حدث به عنه سبعمائة نفس ،وهذه الحكاية ممكنة عقلا ونقلا لكن لو أردنا أن نتبع من روى عن يحيى بن سعيد فضلا عن من روى هذا الحديث الخاص عنه لما وجدنا هذا القدر ،ولاما يقاربه فاقتصرت من شيوخ الرجل ومن الرواة عنه إذا كان مكثرا على الأشهر والأحفظ والمعروف ، فإن كانت الترجمة قصيرة لم أحذف منها شيئا في الغالب، وإن كانت متوسطة اقتصرت على ذكر الشيوخ والرواة الذين عليهم رقم في الغالب وإن كانت طويلة اقتصرت على من عليه رقم الشيخين مع ذكر جماعة غيرهم ،ولا أعدل من ذلك إلا لمصلحة مثل أن يكون الرجل قد عرف من حاله أنه لا يروي إلا عن ثقة فإنني أذكر جميع شيوخه أو أكثرهم كشعبة ومالك وغيرهما ولم ألتزم سياق الشيخ والرواة في الترجمة الواحدة على حروف المعجم لأنه لزم من ذلك تقديم الصغير على الكبير فأحرص على أن أذكر في أول الترجمة أكثر شيوخ الرجل وأسندهم وأحفظهم إن تيسر معرفة ذلك إلا أن يكون للرجل ابنٌ أوقريب فإنني أقدمه في الذكر غالبا وأحرص على أن أختم الرواة عنه بمن وصف بأنه آخر من روى عن صاحب الترجمة ، وربما صرحت بذلك وأحذف كثيرا من أثناء الترجمة إذا كان الكلام المحذوف لا يدلُّ على توثيق ولا تجريح ومهما ظفرت به بعد ذلك من تجريح وتوثيق ألحقته ، وفائدة إيراد كل ما قيل في الرجل من جرح وتوثيق يظهر عند المعارضة وربما أوردت بعض كلام الأصل بالمعنى مع استيفاء المقاصد ، وربما زدت ألفاظا يسيرة في أثناء كلامه لمصلحة في ذلك وأحذف كثيرا من الخلاف في وفاة الرجل إلا لمصلحة تقتضي عدم الاختصار ولا أحذف من رجال التهذيب أحدا بل ربما زدت فيهم من هو على شرطه فما كان من ترجمة زائدة مستقلة فإنني أكتب اسم صاحبها واسم أبيه بأحمر ومازدته في أثناء التراجم قلت في أوله قلت فجميع ما بعد قلت فهو من زيادتي إلى آخر الترجمة .
فصل- وقد ذكر المؤلف الرقوم فقال للستة ع وللأربعة 4 وللبخاري خ ولمسلم م ولأبي داود د وللترمذي ت وللنسائي س ولابن ماجة ق وللبخاري في التعاليق خت وفي الأدب المفرد بخ وفي جزء رفع اليدين ي وفي خلق افعال العباد عخ وفي جزء القراءة خلف الإمام ز ولمسلم في مقدمة كتابه مق ولأبي داود في المراسيل مد وفي القدر قد وفي الناسخ والمنسوخ خد وفي كتاب التفرد ف وفي فضائل الأنصار صد وفي المسائل ل وفي مسند مالك كد و للترمذي في الشمائل تم وللنسائي في اليوم والليلة سي وفي مسند مالك كن وفي خصائص علي ص وفي مسند علي عس ولابن ماجة في التفسير فق هذا الذي ذكره المؤلف من تآليفهم وذكر أنه ترك تصانيفهم في التواريخ عمدا لأن الأحاديث التي تورد فيها غير مقصودة بالاحتجاج وبقي عليه من تصانيفهم التي على الأبواب عدة كتب منها بر الوالدين للبخاري و كتاب الانتفاع بأهب السباع لمسلم و كتاب الزهد و دلائل النبوة و الدعاء و ابتداء الوحي و أخبارالخوارج من تصانيف أبي داود وكأنه لم يقف عليها والله الموفق، وأافرد عمل اليوم والليلة للنسائي على السنن وهو من جملة كتاب السنن في رواية بن الأحمر وابن سيار وكذلك أفرد خصائص علي وهو من جملة المناقب في رواية بن سيار ولم يفرد التفسير وهو من رواية حمزة وحده ولا كتاب الملائكة والاستعاذة و الطب وغير ذلك وقد تفرَّد بذلك راو دون راو عن النسائي فما تبين لي وجه إفراده الخصائص وعمل اليوم والليلة والله الموفق ، ثم ذكر المؤلف الفائدة في خلطه الصحابة بمن بعدهم خلافا لصاحب الكمال وذلك أن للصحابي رواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - الله عليه وآله وسلم وعن غيره فإذا رأى من لاخبرة له رواية الصحابي عن الصحابي ظن الأول تابعا فيكشفه في التابعين فلا يجده فكان سياقهم كلهم مساقا واحدا على الحروف أولي ،قال: وما في كتابنا هذا مما لم نذكر له إسنادا فما كان بصيغة الجزم فهو مما لا نعلم بإسناده إلى قائله المحكي عنه بأسا وما كان بصيغة التمريض فربما كان في إسناده نظر ،ثم قال : وابتدأت في حرف الهمزة بمن اسمه أحمد وفي حرف الميم بمن اسمه محمد فإن كان في أصحاب الكنى من اسمه معروف من غير خلاف فيه ذكرناه في الأسماء ثم نبهنا عليه في الكنى وإن كان فيهم من لا يعرف اسمه أو اختلف فيه ذكرناه في الكنى ونبهنا على ما في اسمه من الاختلاف ثم النساء كذلك، وربما كان بعض الأسماء يدخل في ترجمتين فأكثر فنذكره في أولى التراجم به ثم ننبه عليه في الترجمة الأخرى وبعد ذلك فصول فيمن اشتهر بالنسبة إلى أبيه أو جده أو أمة أو عمه ونحو ذلك وفيمن اشتهر بالنسبة إلى قبيلة أو بلدة أو صناعة وفيمن اشتهر بلقب أو نحوه وفيمن أبهم مثل فلان عن أبيه أو عن جده أو أمه أو عمه أو خاله أو عن رجل أو امرأة ونحو ذلك مع التنبيه على اسم من عرف اسمه منهم والنساء كذلك ، هذا المتعلق بديباجة الكتاب ، ثم ذكر المؤلف بعد ذلك ثلاثة فصول أحدها في شروط الأئمة الستة والثاني في الحث على الرواية عن الثقات والثالث في الترجمة النبوية فأما الفصلان الأولان فإن الكلام عليهما مستوفى في علوم الحديث، وأما الترجمة النبوية فلم يعدِ المؤلف ما في كتاب ابن عبد البر ، وقد صنف الأئمة قديما وحديثا في السيرة النبوية عدة مؤلفات مبسوطات ومختصرات فهي أشهر من أن تذكر وأوضح من أن تشهر، ولها محل غير هذا نستوفي الكلام عليها فيه إن شاء الله تعالى، وقد ألحقت في هذا المختصر ما التقطتة من تذهيب التهذيب للحافظ الذهبي فإنه زاد قليلا فرأيت أن أضم زياداته لكمال الفائدة، ثم وجدت صاحب التهذيب حذف عدة تراجم من أصل الكمال ممن ترجم لهم بناء على أن بعض الستة أخرج لهم فمن لم يقف المزي على روايته في شيء من هذه الكتب حذفه، فرأيت أن أثبتهم وأنبه على ما في تراجمهم من عوز و ذكرهم على الاحتمال أفيد من حذفهم، وقد نبهت على من وقفت على روايته منهم في شيء من الكتب المذكورة وزدت تراجم كثيرة أيضا التقطتها من الكتب الستة مما ترجم المزي لنظيرهم تكملة للفائدة أيضا ،وقد انتفعت في هذا الكتاب المختصر بالكتاب الذي جمعه الإمام العلامة علاء الدين مغلطاي على تهذيب الكمال مع عدم تقليدي له في شيء مما ينقله وإنما استعنت به في العاجل وكشفت الأصول التي عزا النقل إليها في الآجل فما وافق أثبته وما باين أهملته فلو لم يكن في هذا المختصر إلا الجمع بين هذين الكتابين الكبيرين في حجم لطيف لكان معنى مقصودا هذا مع الزيادات التي لم تقع لهما والعلم مواهب والله الموفق" .
أمثلة من الكتاب :
ذكر من اسمه أحمد
1 - د فق أبي داود وابن ماجة في التفسير أحمد بن إبراهيم بن خالد أبو علي الموصلي نزيل بغداد روى عن محمد بن ثابت العبدي وفرج بن فضالة وحماد بن زيد وعبد الله بن جعفر المديني ويزيد بن زريع وأبي عوانة وإبراهيم بن سعد وغيرهم روى عنه أبو داود حديثا واحدا وروى بن ماجة في التفسير عن ابن أبي الدنيا عنه وأبو زرعة الرازي ومحمد بن عبد الله الحضرمي وموسى بن هارون وأبو يعلى الموصلي وأبو القاسم البغوي وآخرون وكتب عنه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وقال لا بأس به وقال صاحب تاريخ الموصل كان ظاهر الصلاح والفضل قال موسى بن هارون مات ليلة السبت لثمان مضين من ربيع الأول سنة 236، قلت : وذكره ابن حبان في الثقات وقال إبراهيم بن الجنيد عن ابن معين ثقة صدوق.
وفي تذهيب التهذيب للذهبي :
(1)- د فق : أحمد بن إبراهيم بن خالد أبو علي الموصلي ، نزيل بغداد .
عن : إبراهيم بن سعد ، وحماد بن زيد ، وشريك ، وعبثر بن القاسم ، وأبي الأحوص ، وخلق .
وعنه : (د) فرد حديث ، وأبو زرعة الرازي ، وتمتام ، وعبد الله بن أحمد ، وأبو يعلى الموصلي ، والبغوي ، وخلق ، وكتب عنه يحيى بن معين وقال : ليس به بأس.
قال موسى بن هارون : مات في ثامن ربيع الأول سنة ست وثلاثين ومائتين .
وفي تهذيب التهذيب:
2 - كن مسند مالك أحمد بن إبراهيم بن فيل الأسدي أبو الحسن البالسي نزيل أنطاكية والد القاضي أبي طاهر روى عن أحمد بن أبي شعيب الحراني وأبي جعفر النفيلي وأبي النضر الفراديسي ودحيم وأبي مصعب الزهري في آخرين وسمع أبا توبة وعنه النسائي ثلاثة أحاديث من حديث مالك وأبو عوانة الإسفرائيني وأبو سعيد بن الأعرابي وخيثمة بن سليمان وأبو القاسم الطبراني وآخرون مات سنة 284 قال ابن عساكر كان ثقة وقال في التاريخ روى عنه النسائي ولم يذكره في الشيوخ النبل ،قلت: وروى عنه محمد بن الحسن الهمداني وقال إنه صالح وذكره ابن حبان في الثقات وقال النسائي في أسامي شيوخه رواية حمزة لا بأس به وذكر من عفته وورعه وثقته.
وفي تذهيب التهذيب للذهبي :
(2)- كن : أحمد بن إبراهيم بن فيل أبو الحسن الأسدي البالسي ، نزيل أنطاكية .
عن : أحمد بن عبد الله بن يونس ، وأبي جعفر النفيلي ، وعبد الوهاب بن نجدة ، وأبي مصعب ، وطبقتهم .
وعنه : (كن) وأبو عوانة الإسقراييني، وحفيده أبو بكر محمد بن أبي الطاهر الحسن بن أحمد ، وأبو سعيد بن الأعرابي ، وخيثمة الأطرابلسي ، وسيمان الطبراني ، وجماعة .
وثقه ابن عساكر ، ومات سنة أربع وثمانين ومئتين . وهو والد ( صاحب حر) بن فيل .( والصواب والد أبي الطاهر الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل السير 14/536-527 )
وتستطيع المقارنة بينهما بسهولة .
ويلاحظ على تهذيب التهذيب أنه ينقل كلام علماء الجرح والتعديل ، ولكنه لا يذكر رأيه فيه بتاتاُ ، فلا بد من الرجوع لكتابه التقريب له ، لنعرف رأيه في الراوي ولا سيما المختلف فيه .
والحقيقة التي لا مِرْيَةَ فيها أن كتاب "تهذيب التهذيب" للحافظ ابن حجر كتاب قَيِّمٌ مُحَرَّرٌ مفيدٌ، وقد بذل الحافظ ابن حجر فيه جهدا كبيرا واضحا، وقد اختصرَ ما يستحق الاختصار، وزاد ما يستحق الزيادة ،وحَرَّر وهَذَّبَ واستعان -مع اطلاعه الواسع- بعددٍ من المصنفاتِ في إخراج هذا الكتاب بشكل مرضيٍّ؛ فجزاه الله خيرا على صنيعه هذا، وأجزل مثوبته!!
وهو أجودُ الكتبِ وأدقُّها بين الكتب التي عَملت على اختصار وتهذيب كتاب الحافظ المزي، وعلى وجه الخصوص هو أجود من كتاب "تذهيب التهذيب" للذهبي؛ للميزات الكثيرة التي تُميزه عنه التي أشار إليها ابن حجر في مقدمة كتابه "تهذيب التهذيب".
وما قاله الحافظ عن كتاب "الكاشف"؛ ففيه نظر وسوف نقارن بينهما أثناء الكلام على مرتاب التقريب، وأما ما يقوله البعض في هذه الأيام من أن الحافظ ابن حجر قد اختصر كتاب المزيِّ فأخلَّ بكثير من مقاصده بل ربما بالغ بعضهم؛ فقال: لقد نَسَخَ ابنُ حجر كتابَ المزيّ وأفسده محتجين بأن الحافظ ابن حجر قد حذف كثيرًا من شيوخ وتلاميذ كثيرٍ من المترجَمين وأنَّ ذِكْرَ هؤلاء الشيوخ والتلاميذ له فائدة كبيرة لا تخفى على المشتغلين بالحديث وعلم الرجال.
فالجواب: أننا لا ننكر فائدة ذكر هؤلاء الشيوخ والتلاميذ، لكن يقال: إن موضوع الاختصار والتهذيب هوهذا وليس كل مراجع يستفيد من معرفة كل هؤلاء الشيوخ والتلاميذ، ومن أراد التوسع أو احتاج إلى معرفة بعضهم؛ فليرجع إلى الأصل؛ إذ من المعروف أنه لا تغني المختصرات عن أصولها في كل شيء.
ومن جهة ثانية؛ فليس في الكتاب ما يُنْتَقَدُ إلا هذا، مع أن في اختصار كثير من الشيوخ والتلاميذ لبعض المترجمين وجهةَ نظر وليست خطأً وقع فيه ابن حجر.
وأخيراً؛ فلو أنصف المرء فذكر حسنات الكتاب الكثيرة لا سيما حذفه كثيرًا من الأحاديث العوالي التي أوردها المزي من روايته؛ لأَقَرَّ بأن عمل الحافظ ابن حجر في هذا الكتاب عملٌ نافعٌ مشكورٌ، وأن الكتاب من خيرة الكتب في معرفة تراجم رجال الكتب الستة والله أعلم.
إن "تهذيب التهذيب" على جلالة قدر مصنفه، وفائدة الكتاب العظيمة في تحرير بعض الوفيات، وزيادات في الجرح والتعديل ونحو ذلك إلا أن الطالب الذي يبحث عن تعيين راوٍ لا يمكن له أبداً استخدام "تهذيب التهذيب"، ولو استخدمه؛ سيضل ولا يصل إلى الحقيقة بحال من الأحوال ، فلا بد أن يرجع للأصل وهو تهذيب الكمال للمزي رحمه الله .
ـــــــــــــــــــــ
المبحث الرابع
التعريف بكتاب تقريب التهذيب
هو اختصار لكتابه القيم تهذيب التهذيب : وهو بنفس ترتيبه ، وفيه اسم صاحب الترجمة ، والحكم عليه جرحاً وتعديلاً ، وذكر طبقته ، ومتى توفي .
__________
(1) - قال البخاري (1 ) حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِىُّ قَالَ أَخْبَرَنِى مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِىُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِىَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضى الله عنه - عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ » . أطرافه 54 ، 2529 ، 3898 ، 5070 ، 6689 ، 6953 تحفة 10612 - 2/1(1/11)
ومن المعلوم أن الحافظ ابن حجر - رحمه الله - من أهل الاستقراء التام في علم الحديث ، على وجه الخصوص علم الرجال ، لأن هذا العلم هو أول العلوم الحديثية التي قرأها ودرسها ،إذ عانها وهو لا يزال في المكتب ، وعلى وجه التحديد سنة (786 هـ) وعمره لم يتجاوز الثلاثة عشر عاماً .
قال السخاوي عن شيخه الحافظ ابن حجر : " إنه حبب إليه النظر في التواريخ وأيام الناس ، حتى إنه كان يستأجرها ممن هي عنده ، فعلق بذهنه الصافي الرائق شيء كثير من أحوال الرواة ، وكان ذلك بإشارة من أهل الخير . "(1)
ولقد كان للتقريب مكانة خاصة عند ابن حجر ، إذ بقي الكتاب بين يديه طيلة (23) عاماً ، يضيف إليه ، ويحذف منه ، ويعدِّلُ فيه ، ويعيد ضبط ما ضبطه قبل أو بضبط ما لم يضبطه ...
وهكذا نرى أن ( التقريب ) هو خلاصة ما توصل إليه الحافظ ابن حجر من أحكام على رواة الكتب الستة وما ألحق بها ، وعصارة فكر متواصل البحث والدراسة والتحقيق والتحرير مدة زادت على الستين عاماً من حياة عالم موسوعيٍّ ويقظٍ ذكيٍّ .
ـــــــــــــــــــــ
المبحث الخامس
مقدمة تقريب التهذيب
المطلب الأول
نقل نص المقدمة
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في مقدمة التقريب:
"الحمد لله الذي رفع بعض خلقه على بعض درجات، وميز بين الخبيث والطيب بالدلائل [المحكمات] والسمات، وتفرد بالملك فإليه منتهى الطلبات والرغبات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الأسماء الحسنى والصفات، الناقد البصير لأخفى الخفيات، الحكم العدل، فلا يظلم مثقال ذرة، ولا يخفى عنه مقدار ذلك في الأرض والسموات.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث بالآيات البينات، والحجج النيرات، الآمر بتنزيل الناس ما يليق بهم من المنازل والمقامات، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه السادة الأنجاب الكرماء الثقات.
أما بعد: فإنني لما فرغت من تهذيب (تهذيب الكمال) في أسماء الرجال، الذي جمعت فيه مقصود (التهذيب) لحافظ عصره أبي الحجاج المزي، من تمييز أحوال الرواة المذكورين فيه، وضممت إليه مقصود (إكماله) للعلامة علاء الدين مغلطاي، مقتصراً منه على ما اعتبرته عليه، وصححته من مظانه، من بيان أحوالهم أيضاً، وزدت عليهما في كثير من التراجم ما يتعجب من كثرته لديهما، ويستغرب خفاؤه عليهما: وقع الكتاب المذكور من طلبة الفن موقعاً حسناً عند المميز البصير، إلا أنه طال إلى أن جاوز ثلث الأصل، (والثلث كثير).
فالتمس مني بعض الإخوان أن أجرد له الأسماء خاصة، فلم أوثر ذلك، لقلة جدواه على طالبي هذا الفن، ثم رأيت أن أجيبه إلى مسألته، وأسعفه بطلبته، على وجه يحصل مقصوده بالإفادة، ويتضمن الحسنى التي أشار إليها وزيادة، وهي:
أنني أحكم على كل شخص منهم بحكم يشمل أصح ما قيل فيه، وأعدل ما وصف به، بألخص عبارة، وأخلص إشارة، بحيث لا تزيد كل ترجمة على سطر واحد غالباً، يجمع اسم الرجل واسم أبيه وجده، ومنتهى أشهر نسبته ونسبه، وكنيته ولقبه، مع ضبط ما يشكل من ذلك بالحروف، ثم صفته التي يختص بها من جرح أو تعديل، ثم التعريف بعصر كل راوٍ منهم، بحيث يكون قائماً مقام ما حذفته من ذكر شيوخه والرواة عنه، إلا من لا يؤمن لبسه.
وباعتبار ما ذكرت انحصر لي الكلام على أحوالهم في اثنتي عشرة مرتبة، وحصر طبقاتهم في اثنتي عشرة طبقة
فأما المراتب:
فأولها : الصحابة: فأصرح بذلك لشرفهم.
الثانية : من أُكد مدحه : إما : بأفعل : كأوثق الناس، أو بتكرير الصفة لفظاً: كثقة ثقة، أو معنى : كثقة حافظ .
الثالثة: من أفرد بصفة، كثقة، أو متقن، أو ثَبْت، أو عدل.
الرابعة: من قصر عن درجة الثالثة قليلاً، وإليه الإشارة: بصدوق، أو لا بأس به، أو ليس به بأس.
الخامسة: من قصر عن الرابعة قليلاً، وإليه الإشارة بصدوق سيء الحفظ، أو صدوق يهم، أو له أوهام، أو يخطئ، أو تغير بأخرة ويلتحق بذلك من رمي بنوع من البدعة، كالتشيع والقدر، والنصب، والإرجاء، والتجهم، مع بيان الداعية من غيره.
السادسة: من ليس له من الحديث إلا القليل، ولم يثبت فيه ما يترك حديثه من أجله، وإليه الإشارة بلفظ: مقبول، حيث يتابع، وإلا فلين الحديث.
السابعة : من روى عنه أكثر من واحد ولم يوثق، وإليه الإشارة بلفظ: مستور، أو مجهول الحال.
الثامنة: من لم يوجد فيه توثيق لمعتبر، ووجد فيه إطلاق الضعف، ولو لم يفسر، وإليه الإشارة بلفظ: ضعيف.
التاسعة: من لم يرو عنه غير واحد، ولم يوثق، وإليه الإشارة بلفظ: مجهول.
العاشرة: من لم يوثق البتة، وضعف مع ذلك بقادح، وإليه الإشارة: بمتروك، أو متروك الحديث، أو واهي الحديث، أو ساقط.
الحادية عشرة: من اتهم بالكذب.
الثانية عشرة: من أطلق عليه اسم الكذب، والوضع.
وأما الطبقات:
فالأولى : الصحابة، على اختلاف مراتبهم، وتمييز من ليس له منهم إلا مجرد الرؤية من غيره.
الثانية: طبقة كبار التابعين، كابن المسيب، فإن كان مخضرماً صرحت بذلك.
الثالثة: الطبقة الوسطى من التابعين، كالحسن وابن سيرين.
الرابعة: طبقة تليها: جُلُّ روايتهم عن كبار التابعين، كالزهري وقتادة.
الخامسة : الطبعة الصغرى منهم، الذين رأوا الواحد والاثنين، ولم يثبت لبعضهم السَّماع من الصحابة، كالأعمش.
السادسة: طبقة عاصروا الخامسة، لكن لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة، كابن جريج.
السابعة: طبقة كبار أتباع التابعين، كمالك والثوري.
الثامنة: الطبقة الوسطى منهم، كابن عيينة وابن علية.
التاسعة: الطبقة الصغرى من أتباع التابعين: كيزيد بن هارون، والشافعي، وأبي داود الطيالسي، وعبد الرزاق.
العاشرة: كبار الآخذين عن تبع الأتباع، ممن لم يلق التباعين، كأحمد بن حنبل.
الحادية عشرة: الطبقة الوسطى من ذلك، كالذهلي والبخاري.
الطبقة الثانية عشرة: صغار الآخذين عن تبع الأتباع، كالترمذي، وألحقت بها باقي شيوخ الأئمة الستة، الذين تأخرت وفاتهم قليلاً، كبعض شيوخ النسائي.
وذكرت وفاة من عرفت سنة وفاته منهم، فإن كان من الأولى والثانية: فهم قبل المائة، وإن كان من الثالثة إلى آخر الثامنة: فهم بعد المائة، وإن كان من التاسعة إلى آخر الطبقات: فهم بعد المائتين، ومن ندر عن ذلك بينته.
وقد اكتفيت بالرقم على أول اسم كل راوٍ، إشارة إلى من أخرج حديثه من الأئمة.
فالبخاري في صحيحه (خ) ، فإن كان حديثه عنده معلقاً (خت) ، وللبخاري في الأدب المفرد (بخ) ، وفي خلق أفعال العباد (عخ) ، وفي جزء القراءة (ر) ، وفي رفع اليدين(ي) ،ولمسلم(م) .[ولمقدمة صحيحه مق]،ولأبي داود (د) ، وفي المراسيل له (مد) ، وفي فضائل الأنصار (صد) ، وفي الناسخ (خد) ، وفي القدر (قد) ، وفي التفرد (ف) ، وفي المسائل (ل) ، وفي مسند مالك(كد) ،وللترمذي (ت) ، وفي الشمائل له(تم) ،وللنسائي (س) ، وفي مسند علي له (عس) ، وفي مسند مالك(كن) .[ وفي كتاب العمل اليوم والليلة(سي)، وفي خصائص علي (ص)]،ولابن ماجه (ق) ، وفي التفسير له(فق) .
فإن كان حديث الرجل في أحد الأصول الستة، أكتفي برقمه، ولو أخرج له في غيرها.
وإذا اجتمعت فالرقم (ع) ، وأما علامة (4) فهي لهم سوى الشيخين.
ومن ليست له عندهم رواية مرقوم عليه: (تمييز) ، إشارة إلى أنه ذكر ليتميز عن غيره.
ومن ليست عليه علامة نبه عليه، وترجم قبل أو بعد وسميته (تقريب التهذيب)
والله سبحانه وتعالى أسأل أن ينفع به قارئه وكاتبه والناظر فيه، وأن يبلغنا من فضله وإحسانه ما نؤمله ونرتجيه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، لا إله إلا هو، عليه توكلت وإليه أنيب.اهـ(2).
والحافظ ابن حجر رحمه الله من المعتدلين في الجرح والتعديل بشكل عام ، وخاتمة الحفاظ ـ فغدا كتابه هذا مرجعاً لكلِّ من جاء بعده .
ومعلومٌ أن الجرح والتعديل من أدقِّ علوم الحديث ، وهناك اختلاف كبير فيه ، وغالبه قائم على الاجتهاد وغلبة الظنِّ ، وليس على القطع واليقين ، والحافظ ابن حجر رحمه الله له باع طويل في الجرح والتعديل ، وقد كتب في كل الرجال تقريبا ، كما في التقريب والتعجيل واللسان . ونلاحظ على هذه العبارات الاختصار الشديد ، كما أنه لم يذكر شيوخ الراوي أو طلابه ، ولكنه استغنى عن ذلك بذكر طبقته ، ومع هذا فلا تغني الطبقة عن ذكر أهم مشايخه وطلابه في كثير من الأحيان ، بسبب الاشتباه في الأسماء أو الطبقات.
وقد التزم الحافظ ابن حجر ( رحمه الله ) بهذه التفاصيل التي ذكرها من حيث المبدأ.
================
المطلب الثاني
تعليق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله حول هذه المراتب
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على هذه المراتب : فما كان من الثانية والثالثة ، فحديثه صحيح ، من الدرجة الأولى ، وغالبه في الصحيحين ، وما كان من الدرجة الرابعة فحديثه صحيح من الدرجة الثانية ، وهو الذي يحسنه الترمذي ويسكت عليه أبو داود ،
وما بعدها فمن المردود إلا إذا تعددت طرقه ، فما كان من الدرجة الخامسة والسادسة فيتقوى بذلك ويصير حسنا لغيره .
وما كان من السابعة إلى آخرها فضعيف على اختلاف درجات الضعف ، من المنكر إلى الموضوع "(3)
=================
__________
(1) - انظر منهج دراسة الأسانيد والحكم عليها د- وليد العاني رحمه الله ص 22
(2) - انظر التقريب 1/73-76 طبعة دار الرشيد بحلب الطبعة الأولى 1406هـ تحقيق محمد عوامة
(3) - الباعث الحثيث ص 101(1/12)
المطلب الثالث
مناقشة الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في بعض ما ذهب إليه
قلت : وفي كلامه نظر حول الدرجة الرابعة ، وهي مرتبة صدوق ، فقال فيها صحيح ولكن من الدرجة الثانية ، لم يذكر الحسن لذاته ، وفي قوله وهو الذي يحسنه الترمذي ويسكت عليه أبو داود ، فهل صحيح أن الترمذي يحسِّن ( للصدوق ) عند ابن حجر ؟ هذا أولا .
وثانيا - فهل صحيح أن حديث الصدوق عند ابن حجر هو الذي يسكت عليه أبو داود ؟ .
أمَّا الحسن عند الترمذي ، فقد أفصح الترمذي نفسه عنه ، وبين مراده من قوله ( حديث حسن) ولا أدلَّ ولا أفصح من تفسير صاحب المصطلح لما اصطلح عليه .
فقال رحمه الله : " وَمَا ذَكَرْنَا فِى هَذَا الْكِتَابِ حَدِيثٌ حَسَنٌ فَإِنَّمَا أَرَدْنَا بِهِ حُسْنَ إِسْنَادِهِ عِنْدَنَا. كُلُّ حَدِيثٍ يُرْوَى لاَ يَكُونُ فِى إِسْنَادِهِ مَنْ يُتَّهَمُ بِالْكَذِبِ وَلاَ يَكُونُ الْحَدِيثُ شَاذًّا وَيُرْوَى مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ نَحْوَ ذَلِكَ فَهُوَ عِنْدَنَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. "(1)
فالحسنُ عنده هو الحديث الذي يرويه الضعيف ، ولكن لا تصل درجة ضعفه إلى الاتهام بالكذب ، ثم يروى هذا الحديث من وجه آخر لفظاً أو معنى ، ولا يكون الإسناد شاذا .
هذا ما يفهم من المراد بالحسن عند الترمذي.
وقد أوضح الحافظ ابن حجر ذلك فقال يبين الحسن عند الترمذي(2): " وليس هو في التحقيق عند الترمذي مقصورا على رواية المستور، بل يشترك معه الضعيف بسبب سوء الحفظ والموصوف بالغلط والخطأ وحديث المختلط بعد اختلاطه والمدلِّس إذا عنعن وما في إسناده انقطاع خفيف، فكلُّ ذلك عنده من قبيل الحسن بالشروط الثلاثة وهي:
1- أن لا يكون فيهم من يتهم بالكذب.
2- ولا يكون الإسناد شاذا.
3- وأن يروى مثل ذلك الحديث أو نحوه من وجه آخر فصاعدا وليس كلها في المرتبة على حد السواء بل بعضها أقوى من بعض.
ومما يقوي هذا ويعضده أنه لم يتعرض لمشروطية اتصال الإسناد أصلا، بل أطلق ذلك فلهذا وصف كثيرا من الأحاديث المنقطعة بكونها حسانا.
[أمثلة لما يحسنه الترمذي:]
ولنذكر لكل نوع من ذلك مثلا من كلامه، يؤيد ما قلناه. فأما أمثلة ما وصفه بالحسن وهو من رواية المستور فكثير لا نحتاج إلى الإطالة بها، وإنما نذكر أمثلة لما زدناه على ما عند المصنف - رحمه الله -.
1- فمن أمثلة ما وصف بالحسن وهو من رواية الضعيف السيئ الحفظ ما رواه (1137) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالُوا حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ بَنِى فَزَارَةَ تَزَوَّجَتْ عَلَى نَعْلَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« أَرَضِيتِ مِنْ نَفْسِكِ وَمَالِكِ بِنَعْلَيْنِ ». قَالَتْ نَعَمْ. قَالَ فَأَجَازَهُ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عُمَرَ وَأَبِى هُرَيْرَةَ وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَأَبِى سَعِيدٍ وَأَنَسٍ وَعَائِشَةَ وَجَابِرٍ وَأَبِى حَدْرَدٍ الأَسْلَمِىِّ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وعاصم بن عبيد الله ضعفه الجمهور ووصفوه بسوء الحفظ وعاب ابن عيينة على شعبة الرواية عنه.
وقد حسن الترمذي حديثه هذا لمجيئه من غير وجه كما شرط والله أعلم.
2- ومن أمثلة ما وصفه بالحسن وهو من رواية الضعيف الموصوف بالغلط والخطأ ما أخرجه( 1310 ) حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ خَشْرَمٍ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ مُجَالِدٍ عَنْ أَبِى الْوَدَّاكِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ قَالَ كَانَ عِنْدَنَا خَمْرٌ لِيَتِيمٍ فَلَمَّا نَزَلَتِ الْمَائِدَةُ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْهُ وَقُلْتُ إِنَّهُ لِيَتِيمٍ.
فَقَالَ أَهْرِيقُوهُ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى سَعِيدٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ وَقَدْ رُوِىَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- نَحْوُ هَذَا:
قلت: ومجالد ضعفه جماعة ووصفوه بالغلط والخطأ وإنما وصفه بالحسن لمجيئه من غير وجه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث أنس وغيره رضي الله عنهم.وأشد من هذا ما رواه (1563 ) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« لَوْلاَ أَنَّ الْكِلاَبَ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ لأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا كُلِّهَا فَاقْتُلُوا مِنْهَا كُلَّ أَسْوَدَ بَهِيمٍ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَجَابِرٍ وَأَبِى رَافِعٍ وَأَبِى أَيُّوبَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
قلت: "وإسماعيل اتفقوا على تضعيفه ووصفوه بالغلط وكثرة الخطأ لكنه عضده بأن قال: "روي هذا الحديث من غير وجه عن الحسن مثله".يعني لمتابعة إسماعيل بن مسلم عن الحسن.
ومثله ما رواه (792 ) حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ عُبَيْدَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كُنَّا نَحِيضُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ نَطْهُرُ فَيَأْمُرُنَا بِقَضَاءِ الصِّيَامِ وَلاَ يَأْمُرُنَا بِقَضَاءِ الصَّلاَةِ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَقَدْ رُوِىَ عَنْ مُعَاذَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَيْضًا.
قلت: "وعبيدة ضعيف جدا قد اتفق أئمة النقل على تضعيفه إلا أنهم لم يتهموه بالكذب".
ولحديثه أصل من حديث معاذة، عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - مخرج في الصحيح، فلهذا وصفه بالحسن.
ويؤيد هذا ما رويناه عن أبي زرعة الرازي أنه سئل عن أبي صالح كاتب الليث، فقال: "لم يكن ممن يتعمد الكذب، ولكنه كان يغلط وهو عندي حسن الحديث" .
3- ومن أمثلة ما وصفه بالحسن وهو من رواية من سمع من مختلط بعد اختلاطه، ( 366 ) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنِ الْمَسْعُودِىِّ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ قَالَ صَلَّى بِنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فَلَمَّا صَلَّى رَكْعَتَيْنِ قَامَ وَلَمْ يَجْلِسْ فَسَبَّحَ بِهِ مَنْ خَلْفَهُ فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنْ قُومُوا فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلاَتِهِ سَلَّمَ وَسَجَدَ سَجْدَتَىِ السَّهْوِ وَسَلَّمَ وَقَالَ هَكَذَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-.
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ رُوِىَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-.
قلت: "والمسعودي اسمه: عبد الرحمن وهو ممن وصف بالاختلاط وكان سماع يزيد منه بعد أن اختلط.
وإنما وصفه بالحسن لمجيئه من أوجه أخر بعضها عند المصنف أيضا - رحمة الله تعالى عليه - والله أعلم.".
4- ومن أمثلة ما وصفه بالحسن وهو من رواية مدلس قد عنعن( 998 ) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« الْمُؤْمِنُ يَمُوتُ بِعَرَقِ الْجَبِينِ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَقَدْ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ لا نَعْرِفُ لِقَتَادَةَ سَمَاعًا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ.
قلت: وهو عصريه وبلديُّه كلاهما من أهل البصرة ولو صح أنه سمع منه فقتادة مدلس معروف بالتدليس وقد روى هذا بصيغة العنعنة، وإنما وصفه بالحسن لأن له شواهد من حديث عبد الله بن مسعود وغيره - رضي الله عنهم -.
ومن ذلك ما رواه( 531 ) حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ الْحَسَنِ الْكُوفِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِىُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« حَقٌّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَغْتَسِلُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلْيَمَسَّ أَحَدُهُمْ مِنْ طِيبِ أَهْلِهِ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَالْمَاءُ لَهُ طِيبٌ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ وَشَيْخٍ مِنَ الأَنْصَارِ.
(532 ) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى زِيَادٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ نَحْوَهُ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ الْبَرَاءِ حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَرِوَايَةُ هُشَيْمٍ أَحْسَنُ مِنْ رِوَايَةِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِىِّ. وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِىُّ يُضَعَّفُ فِى الْحَدِيثِ. أَبْوَابُ الْعِيدَيْنِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-.
قلت: "وهشيم موصوف بالتدليس، لكن تابعه عنده أبو يحيى التيمي".
وللمتن شواهد من حديث أبي سعيد الخدري وغيره - رضي الله تعالى عنهم -.
5- ومن أمثلة ما وصفه بالحسن وهو منقطع الإسناد( 4127 ) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِىُّ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنِى أَبِى قَالَ سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِى الْبَخْتَرِىِّ عَنْ عَلِىٍّ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لِعُمَرَ فِى الْعَبَّاسِ « إِنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ ». وَكَانَ عُمَرُ كَلَّمَهُ فِى صَدَقَتِهِ. قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، قلت: "أبو البختري: اسمه سعيد بن فيروز ولم يسمع من علي - رضي الله تعالى عنه -".
فالإسناد منقطع ووصفه بالحسن لأن له شواهد مشهورة من حديث أبي هريرة وغيره وأمثلة ذلك عنده كثيرة،وقد صرح هو ببعضها،فمن ذلك( 174 ) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى هِلاَلٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ مَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- صَلاَةً لِوَقْتِهَا الآخِرِ مَرَّتَيْنِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ"قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وَلَيْسَ إِسْنَادُهُ بِمُتَّصِلٍ.
وإنما وصفه بالحسن لما عضده من الشواهد من حديث أبي برزة الأسلمي وغيره.
وقد حسَّن عدة أحاديث من رواية أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه وهو لم يسمع منه عند الجمهور.
ورأيت لأبي عبد الرحمن النسائي نحو ذلك، فإنه روى حديثا من رواية أبي عبيدة عن أبيه، ثم قال: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه إلا أن هذا الحديث جيد(3).
وفي السنن الكبرى للإمام النسائي الرسالة (958) أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ رَأَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاَةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى تَكَادَ إِبْهَامَاهُ تُحَاذِى شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ..قَالَ أبو عبد الرَّحْمَن : عبد الجبار بن وائل لم يسمع من أَبِيهِ , والحديث في نفسه صحيح.
وقال الترمذي (2820 ) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ الْبَغْدَادِىُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« إِنَّ مِنْ أَكْمَلِ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَأَلْطَفُهُمْ بِأَهْلِهِ ». وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَلاَ نَعْرِفُ لأَبِى قِلاَبَةَ سَمَاعًا مِنْ عَائِشَةَ. وَقَدْ رَوَى أَبُو قِلاَبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ رَضِيعٌ لِعَائِشَةَ عَنْ عَائِشَةَ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ وَأَبُو قِلاَبَةَ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الْجَرْمِىُّ. حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سفيان ابن عُيَيْنَةَ قَالَ ذَكَرَ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِىُّ أَبَا قِلاَبَةَ فَقَالَ كَانَ وَاللَّهِ مِنَ الْفُقَهَاءِ ذَوِى الأَلْبَابِ.
إلى غير ذلك من الأمثلة.
وذلك مصير منهم إلى أن الصورة الاجتماعية لها تأثير في التقوية.
وإذا تقرر ذلك كان من رأيه - أي الترمذي - أن جميع ذلك إذا اعتضد لمجيئه من وجه آخر أو أكثر نزِّلَ منزلة الحسَن احتمل ألا يوافقه غيره على هذا الرأي أو يبادر للإنكار عليه إذا وصف حديث الراوي الضعيف أو ما إسناده منقطع بكونه حسناً فاحتاج إلى التنبيه على اجتهاده في ذلك وأفصح عن مقصده فيه ولهذا أطلق الحسن لما عرف به فلم يقيده بغرابة ولا غيرها،ونسبه إلى نفسه ،ومن يرى رأيه فقال: " كُلُّ حَدِيثٍ يُرْوَى لاَ يَكُونُ فِى إِسْنَادِهِ مَنْ يُتَّهَمُ بِالْكَذِبِ وَلاَ يَكُونُ الْحَدِيثُ شَاذًّا وَيُرْوَى مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ نَحْوَ ذَلِكَ فَهُوَ عِنْدَنَا حَدِيثٌ حَسَنٌ " .
ومن تتبع ما حكم به على هذه المرتبة أثناء تحقيقه لسنن الترمذي نجد مجموعة من الأحاديث قد حسنها ، وفيها من الرواة من هم دون المرتبة الرابعة بكثير ، انظر الأحاديث رقم (123و155و233و238و320و528و460و536و589و171و252و301و244و324و357و379و614).
وبعد هذا يبدوا واضحاً أن من يحسِّن لهم الترمذي ليسو من الدرجة الرابعة عند ابن حجر ، بل إن هؤلاء - أعني أصحاب المرتبة الرابعة - صحح لهم - وهم كثر ، وكذا صحح لمن بعدهم من أصحاب الدرجة الخامسة .
وأمَّا تحسينه فقد نزل إلى أصحاب الدرجة السادسة والسابعة والثامنة كما رأينا .
والترمذي رحمه الله لا يحسِّن لأمثال هؤلاء دائما ، بل حسب القرائن .
وما قاله الشيخ أحمد شاكر في الباعث الحثيث عن الترمذي فيه نظر .
=================
__________
(1) - نزهة النظر (ج 1 / ص 81) وتدريب الراوي في شرح تقريب النواوي (ج 1 / ص 108) وشرح علل الترمذيّ، لابن رجب الحنبلي، 736-795هـ، بتحقيق نور الدين عتر، 1/340. توجيه النظر إلى أصول الأثر - (ج 1 / ص 356) وعلوم الحديث في ضوء تطبيقات المحدثين النقاد (ج 1 / ص 86)
(2) - النكت على ابن الصلاح (ج 1 / ص 387) فما بعد
(3) - سنن النسائي(5414) وانظر الحديث (1415 ) في سنن النسائي(1/13)
المطلب الرابع
شرط أبي داود في السُّنن
وأمَّا ما سكت عليه أبو داود فهذا جوابه،
قال الحافظ ابن حجر- رحمه الله- في النكت على مقدمة ابن الصلاح حول شرط أبي داود(1):
"وفي قول أبي داود: (وما كان فيه وهن شديد بينته)،ما يفهم أن الذي يكون فيه وهن غير شديد؛ أنه لا يبينه،ومن هنا يتبين أن جميع ما سكت عليه أبو داود لا يكون من قبيل الحسن الاصطلاحي،بل هو على أقسام:
1- منه ما هو على شرط الصحيحين أو على شرط الصحة.
2- ومنه ما هو من قبيل الحسن لذاته.
3- ومنه ما هو من قبيل الحسن إذا اعتضد.
وهذان القسمان كثير في كتابه جدًّا.
4- ومنه ما هو ضعيف،لكنه من رواية من لم يجمع على تركه غالباً.
وكلُّ هذه الأقسام عنده تصلح للاحتجاج بها.
كما نقل ابن منده عنه: أنه يخرج الحديث الضعيف إذا لم يجد في الباب غيره،وأنه أقوى عنده من رأي الرجال.
وكذلك قال ابن عبد البر: كلُّ ما سكت عليه أبو داود؛ فهو صحيح عنده،لا سيما إن كان لم يذكر في الباب غيره.
ونحو هذا ما روينا عن الإمام أحمد بن حنبل فيما نقله ابن المنذر عنه: أنه كان يحتج بعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده إذا لم يكن في الباب غيره.
وأصرح من هذا ما روينا عنه فيما حكاه أبو العز بن كادش(2)أنه قال لابنه: لو أردت أن أقتصر على ما صح عندي؛ لم أرو من هذا المسند إلا الشيء بعد الشيء،ولكنك يا بني تعرف طريقتي في الحديث: أني لا أخالف ما يُضَعَّف إلا إذا كان في الباب شيء يدفعه.(3)
ومن هذا ما روينا من طريق عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل بالإسناد الصحيح إليه؛ قَالَ: سَمِعْت أَبِي يقول: لَا تَكَادُ تَرَى أَحَدًا نَظَرَ فِي الرَّأْيِ إلَّا وَفِي قَلْبِهِ دَغَلٌ ..(4)
وقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: سَأَلْت أَبِي عَنْ الرَّجُلِ يَكُونُ بِبَلَدٍ لَا يَجِدُ فِيهِ إلَّا صَاحِبَ حَدِيثٍ لَا يَعْرِفُ صَحِيحَهُ مِنْ سَقِيمِهِ وَأَصْحَابَ رَأْيٍ،فَتَنْزِلُ بِهِ النَّازِلَةُ،فَقَالَ أَبِي: يَسْأَلُ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ،وَلَا يَسْأَلُ أَصْحَابَ الرَّأْيِ،ضَعِيفُ الْحَدِيثِ أَقْوَى مِنْ الرَّأْيِ(5).
فهذا نحو مما حكي عن أبي داود،ولا عجبَ؛ فإنه كان من تلامذة الإمام أحمد،فغير مستنكر أن يقول: قوله"(6).
قلتُ: بل إن ابن تيمية يرى أن شرط أحمد في مسنده أجود من شرط أبي داود قال في التوسل والوسيلة(7):"وَلِهَذَا نَزَّهَ أَحْمَدُ مُسْنَدَهُ عَنْ أَحَادِيثِ جَمَاعَةٍ يَرْوِي عَنْهُمْ أَهْلُ السُّنَنِ كَأَبِي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيِّ مِثْلِ مَشْيَخَةِ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ المزني عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ وَإِنْ كَانَ أَبُو دَاوُد يَرْوِي فِي سُنَنِهِ مِنْهَا فَشَرْطُ أَحْمَدَ فِي مُسْنَدِهِ أَجْوَدُ مِنْ شَرْطِ أَبِي دَاوُد فِي سُنَنِهِ".(8)
وقال ابن حجر متابعاً كلامه(9):"ومن هنا يظهر ضعف طريقة من يحتجُّ بكل ما سكت عليه أبو داود،فإنه يخرج أحاديث جماعة من الضعفاء في الاحتجاج ويسكت عنها؛ مثل: ابن لهيعة،وصالح مولى التوأمة،وعبد الله بن محمد بن عقيل،وموسى بن وردان،وسلمة بن الفضل،ودلهم بن صالح،وغيرهم.
فلا ينبغي للناقد أن يقلِّده في السكوت على أحاديثهم،ويتابعه في الاحتجاج بهم،بل طريقه أن ينظر: هل لذلك الحديث متابع،فيعتضد به؟ أو هو غريب،فيتوقف فيه؟ لا سيما إن كان مخالفاً لرواية من هو أوثق منه؛ فإنه ينحطًّ إلى قبيل المنكر.
وقد يخرج لمن هو أضعفُ من هؤلاء بكثير؛ كالحارث بن وجيه،وصدقة الدقيقي،وعثمان بن واقد العمري،ومحمد بن عبد الرحمن البيلماني،وأبي جناب الكلبي،وسليمان بن أرقم،وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة،وأمثالهم من المتروكين.
وكذلك مافيه من الأسانيد المنقطعة،وأحاديث المدلِّسين بالعنعنة،والأسانيد التي فيها من أبهمت أسماؤهم.
فلا يتجهُ الحكم لأحاديث هؤلاء بالحسن من أجل سكوت أبي داود؛ لأن سكوته: تارة يكون اكتفاء بما تقدم له من الكلام في ذلك الراوي في نفس كتابه،وتارة يكون لذهول منه،وتارة يكون لشدة وضوح ضعف ذلك الراوي واتفاق الأئمة على طرح روايته كأبي الحويرث ويحيى بن العلاء وغيرهما،وتارة يكون من اختلاف الرواة عنه -وهو الأكثر-؛ فإن في رواية أبي الحسن بن العبد عنه من الكلام على جماعة من الرواة والأسانيد ما ليس في رواية اللؤلؤي وإن كانت روايته أشهر.
ومن أمثلة ذلك: ما رواه من طريق الْحَارِثِ بْنِ وَجِيهٍ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :« إِنَّ تَحْتَ كُلِّ شَعْرَةٍ جَنَابَةً فَاغْسِلُوا الشَّعْرَ وَأَنْقُوا الْبَشَرَ ». فإنه تكلم عليه في بعض الروايات،فقال: « الْحَارِثُ بْنُ وَجِيهٍ حَدِيثُهُ مُنْكَرٌ وَهُوَ ضَعِيفٌ.؛ »،(10)وفي بعضها اقتصر على بعض هذا،وفي بعضها لم يتكلم فيه.
وقد يتكلم على الحديث بالتضعيف البالغ خارج «السنن»،ويسكت عنه فيها،ومن أمثلته ما رواه في «السنن» من طريق مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ الْعَبْدِىِّ أَخْبَرَنَا نَافِعٌ قَالَ:انْطَلَقْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِى حَاجَةٍ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَضَى ابْنُ عُمَرَ حَاجَتَهُ فَكَانَ مِنْ حَدِيثِهِ يَوْمَئِذٍ أَنْ قَالَ:مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِى سِكَّةٍ مِنَ السِّكَكِ وَقَدْ خَرَجَ مِنْ غَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ حَتَّى إِذَا كَادَ الرَّجُلُ أَنْ يَتَوَارَى فِى السِّكَّةِ ضَرَبَ بِيَدَيْهِ عَلَى الْحَائِطِ وَمَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ ثُمَّ ضَرَبَ ضَرْبَةً أُخْرَى فَمَسَحَ ذِرَاعَيْهِ ثُمَّ رَدَّ عَلَى الرَّجُلِ السَّلاَمَ وَقَالَ:« إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِى أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ السَّلاَمَ إِلاَّ أَنِّى لَمْ أَكُنْ عَلَى طُهْرٍ ».(11)؛ لم يتكلم عليه في «السنن»،ولما ذكره في«كتاب التفرد»؛ قال: «لم يتابع أحد محمد بن ثابت على هذا»،ثم حكى عن أحمد بن حنبل أنه قال: «هو حديث منكر».
وأما الأحاديث التي في إسنادها انقطاع أو إبهام؛ ففي الكتاب من ذلك أحاديث كثيرة؛ منها-وهو ثالث حديث في كتابه-: سنن أبى داود(3 ) حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ أَخْبَرَنَا أَبُو التَّيَّاحِ حَدَّثَنِى شَيْخٌ قَالَ:لَمَّا قَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ الْبَصْرَةَ فَكَانَ يُحَدَّثُ عَنْ أَبِى مُوسَى فَكَتَبَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى أَبِى مُوسَى يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاءَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو مُوسَى إِنِّى كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ فَأَرَادَ أَنْ يَبُولَ فَأَتَى دَمِثًا فِى أَصْلِ جِدَارٍ فَبَالَ ثُمَّ قَالَ: - صلى الله عليه وسلم - :« إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَبُولَ فَلْيَرْتَدْ لِبَوْلِهِ مَوْضِعًا ».(12)؛ لم يتكلم عليه في جميع الروايات،وفيه هذا الشيخ المبهم.
إلى غير ذلك من الأحاديث التي يمنع من الاحتجاج بها ما فيها من العلل.
فالصوابُ: عدمُ الاعتماد على مجرد سكوته،لما وصفنا أنه يحتجُّ بالأحاديث الضعيفة،ويقدِّمها على القياس،إن ثبت ذلك عنه.
والمعتمد على مجرد سكوته لا يرى الاحتجاج بذلك،فكيف يقلِّده فيه؟ !
وهذا جميعه إن حملنا قوله: « وما لم أقل فيه شيئاً؛ فهو صالح» على أن مراده: أنه صالح للحجة،وهو الظاهر،وإن حملناه على ما هو أعم من ذلك -وهو الصلاحية: للحجة،أو للاستشهاد،أو للمتابعة-؛ فلا يلزم منه أنه يحتج بالضعيف،ويحتاج إلى تأمل تلك المواضع التي يسكت عليها وهي ضعيفة؛ هل فيها أفراد أم لا؟ إن وجد فيها أفراد؛ تعين الحمل على الأول،وإلا حمل على الثاني،وعلى كل تقدير؛ فلا يصلح ما سكت عليه للاحتجاج مطلقاً،وقد نبه على ذلك الشيخ محيي الدين النووي فقال: في «سنن أبي داود» أحاديث ظاهرة الضعف لم يبيِّنها،مع أنّه متفق على ضعفها؛ فلا بدّ من تأويل كلامه،ثم قال: والحق أن ما وجدناه في «سننه» مما لم يبينه ولم ينص على صحته أو حسنه أحد ممن يعتمد؛ فهو حسن،وإن نص على ضعفه من يعتمد،أو رأى العارف في سنده ما يقتضي الضعف ولا جابر له؛ حكم بضعفه،ولم يلتفت إلى سكوت أبي داود.(13)
قلت: وهذا هو التحقيق،لكنه خالف في مواضع من «شرح المهذب» وغيره من تصانيفه،فاحتجَّ بأحاديث كثيرة من أجل سكوت أبي داود عليها،فلا يغتر بذلك،والله أعلم» ا.هـ. كلام الحافظ ابن حجر بطوله(14).
قلتُ: وهذا مثال لتصرف الإمام النووي،قال في شرح المهذب:"وَدَلِيلُنَا عَلَى اسْتِحْبَابِهِ حَدِيثُ عَنِ الْمُسَوَّرِ بْنِ يَزِيدَ الْأَسَدِيِّ الْمَالِكِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ يَحْيَى وَرُبَّمَا قَالَ : شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَأُ فِي الصَّلَاةِ فَتَرَكَ شَيْئًا لَمْ يَقْرَأْهُ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، تَرَكْتَ آيَةَ كَذَا وَكَذَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " هَلَّا أَذْكَرْتَنِيهَا " ، قَالَ سُلَيْمَانُ فِي حَدِيثِهِ : قَالَ : " كُنْتُ أُرَاهَا نُسِخَتْ "(15)، رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ , وَلَمْ يُضَعِّفْهُ , وَمَذْهَبُهُ أَنَّ مَا لَمْ يُضَعِّفْهُ فَهُوَ حَسَنٌ عِنْدَهُ "(16).
علما أن الشيخ أحمد شاكر لم يلتزم ذلك في تحقيقه لسنن الترمذي أو مسند أحمد ، بل صحح وحسن من الدرجة الخامسة حتى التاسعة انظر الأحاديث في تحقيقه لمسند أحمد رقم (6و26 و45 و67 و79 و85 و87 و90 و93 و97 و119 و133 و135 و143 و146 و149 و150و156 و187 و206 و211 و226 و261 و286 و293 342 و386 و402 و403 و410 و416 و426 و430 و440 و442 و444و451 و453 و456 و509)
=================
__________
(1) - انظر : النكت على ابن الصلاح (ج 1 / ص 435) وتوضيح الأفكار[ ج1 - ص205 -210] وفتح المغيث[ج1 - ص80 ] وتوجيه النظر إلى أصول الأثر[ ج1 - ص368 ]
(2) - هو أحمد بن عبيد الله بن كادش (أبو العز) محدث من شيوخ ابن عساكر خرج وألّف توفي سنة 556. لسان الميزان (1/218)، معجم المؤلفين (1/308)
(3) - حكى أبو موسى المديني المتوفى سنة 581 هذه الرواية في خصائص المسند (ص27) من الجزء الأول من مسند أحمد تحقيق أحمد محمد شاكر ثم ردها ثم قال: "فلعله كان أولا ثم أخرج منه ما ضعف".
(4) - انظر جامع بيان العلم (2/170).
(5) - الأحكام لابن حزم (ج 6 / ص 792) وإعلام الموقعين (ج 1 / ص 76) وإيقاظ همم أولي الأبصار (ج 1 / ص 119)
(6) - قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث (ج 1 / ص 13) وفتح المغيث بشرح ألفية الحديث (ج 1 / ص 76) والنكت على ابن الصلاح (ج 1 / ص 437)
(7) ص82) طبعة دار العروبة ومجموع الفتاوى (ج 1 / ص 250)
(8) - هذا وقد نقل الصنعاني هذه الأقوال قول ابن منده وابن عبد البر وأبي العز ابن كادش والنجم الطوفي. انظر توضيح الأفكار (1/197- 198). وتحرير علوم الحديث لعبد الله الجديع (ج 3 / ص 145)
(9) - النكت على ابن الصلاح (ج 1 / ص 146)
(10) - سنن أبى داود(248 )
(11) - قلت : بل تكلم عليه فقال : قَالَ أَبُو دَاوُدَ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ حَدِيثًا مُنْكَرًا فِى التَّيَمُّمِ، قَالَ ابْنُ دَاسَةَ قَالَ أَبُو دَاوُدَ لَمْ يُتَابَعْ مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ فِى هَذِهِ الْقِصَّةِ عَلَى ضَرْبَتَيْنِ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - وَرَوَوْهُ فِعْلَ ابْنِ عُمَرَ.سنن أبى داود(330 )
(12) - الدمث : الأرض السهلة الرخوة = يرتاد : يطلب مكانا لينا لئلا يرجع عليه رشاش بوله
(13) - فتح المغيث بشرح ألفية الحديث (ج 1 / ص 72) والنكت على ابن الصلاح (ج 1 / ص 444) وتوضيح الأفكار (ج 1 / ص 199)
(14) - النكت على ابن الصلاح (ج 1 / ص 445) وتوضيح الأفكار (ج 1 / ص 199) وقواعد في علوم الحديث للتهانوي - تحقيق الشيخ عبد الفتاح أبي غدة رحمه الله ص 85
(15) - سنن أبى داود(907 ) حسن
(16) - المجموع 4/138، والحديث في د 2- كتاب الصلاة 163- باب الفتح على الإمام في الصلاة حديث 907 وسكت عنه أبو داود، وفي إسناده يحيى بن كثير الكاهلي، قال الحافظ فيه لين الحديث. تقريب 2/356.
وانظر الأماكن التالية المجموع شرح المهذب (ج 2 / ص 77) و(ج 4 / ص 99) و(ج 5 / ص 8) و(ج 6 / ص 48) و(ج 8 / ص 56) لم يضعف أبو داود هذا الحديث فهو حسن عنده(1/14)
المطلب الخامس
أمثلة من كتاب التقريب
وهذه أمثلة من كتابه ( التقريب ) حسب ما ورد في ترقيم الكتاب :
(1) أحمد بن إبراهيم بن خالد الموصلي أبو علي ، نزيل بغداد ، صدوق ، من العاشرة مات سنة 36 اهـ أي 236 ، دفق .
(3) أحمد بن إبراهيم بن كثير بن زيد الدّورقي النُّكري : البغدادي ، ثقة حافظ ، من العاشرة ، مات سنة (246) م د ت ق .
(5) أحمد بن الأزهر بن منيع أبو الأزهر العبدي النيسابوري ، صدوق كان يحفظ ، ثم كبر فصار كتابه أثبت من حفظه ، من الحادية عشرة مات سنة (263) س ق.
6- أحمد بن إسحاق ابن الحصين ابن جابر السلمي أبو إسحاق السرماري بضم المهملة وبفتحها وحكي كسرها وإسكان الراء صدوق من الحادية عشرة مات سنة اثنتين وأربعين خ
7- أحمد بن إسحاق ابن زيد ابن عبدالله ابن أبي إسحاق الحضرمي أبو إسحاق البصري ثقة كان يحفظ من التاسعة مات سنة إحدى عشرة م د ت س
8- أحمد بن إسحاق ابن عيسى الأهوازي البزاز صاحب السلعة أبو إسحاق صدوق من الحادية عشرة مات سنة خمسين د
9- أحمد بن إسماعيل ابن محمد السهمي أبو حذافة سماعه للموطأ صحيح وخلط في غيره من العاشرة مات سنة تسع وخمسين ق
10- أحمد بن إشكاب الحضرمي أبو عبد الله الصفار واسم إشكاب مجمع وهو بكسر الهمزة بعدها معجمة ثقة حافظ من الحادية عشرة مات سنة سبع عشرة أو بعدها خ
11- أحمد بن أيوب ابن راشد الضبي الشعيري بفتح المعجمة أبو الحسن مقبول من العاشرة بخ
12- أحمد بن بديل بن قريش أبو جعفر اليامي بالتحتانية قاضي الكوفة صدوق له أوهام من العاشرة مات سنة ثمان وخمسين ت ق
ونلاحظ عليها جميعاً الإيجاز ، والدقة .
فقد ذكر اسم الراوي كاملاً ، وبلده ، وصفته التي تميزه عن غيره ،وحكمه فيه جرحاً وتعديلاً ، و طبقته ، ومتى توفي ، ومن أخرج له من أصحاب الكتب الستة .
وقال الذهبي عنهم في الكاشف :
1- أحمد بن إبراهيم الموصلي أبو علي عن شريك وحماد بن زيد وطبقتهما وعنه أبو داود والبغوي وأبو يعلى وخلق وثق مات 236 د
2- أحمد بن إبراهيم البغدادي الدورقي الحافظ عن هشيم ويزيد بن زريع والناس وعنه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة وحاجب بن أركين وخلق وله تصانيف توفي 246 م د ت ق
3- أحمد بن إبراهيم أبو عبدالملك البسري الدمشقي عن أبي الجماهر ومحمد بن عائذ وخلق وعنه النسائي وابن أبي العقب والطبراني وطائفة صدوق توفي 289 س
4- أحمد بن الأزهر بن منيع أبو الأزهر العبدي مولاهم النيسابوري الحافظ عن ابن نمير وأبي ضمرة و عبد الرزاق وخلق وعنه النسائي وابن ماجة وابن خزيمة وابنا الشرقي وخلق صدوق قاله أبو حاتم وجزرة مات 261 س ق
5- أحمد بن إسحاق السلمي السرماري البخاري من يضرب بشجاعته المثل قتل ألفا من الترك سمع يعلى بن عبيد وطبقته وعنه البخاري وأهل بلده توفي 242 خ
6- أحمد بن إسحاق الحضرمي البصري أخو يعقوب ثقة سمع عكرمة بن عمار وهماما وعنه أبو خيثمة وعبد والصاغاني وآخرون توفي 211 م د ت س
7- أحمد بن إسحاق الأهوازي البزاز عن أبي أحمد الزبيري وعدة وعنه أبو داود وابن جرير وطائفة صدوق مات 25 د
8- أحمد بن إسماعيل أبو حذافة السهمي المدني، آخر أصحاب مالك وسمع الزنجي وإبراهيم بن سعد وطبقتهم وعنه ابن ماجة والمحاملي وابن مخلد، ضعِّف توفي 259 ق
9- أحمد بن إشكاب الكوفي الصفار نزل مصر عن شريك وطائفة وعنه البخاري والصاغاني وبكر بن سهل وكان حجة مكثرا مات 217 أو في 218 خ
10- أحمد بن بديل أبو جعفر اليامي قاضي الكوفة ثم همذان سمع أبا بكر ابن عياش وحفص بن غياث وعدة وعنه الترمذي وابن ماجة وابن صاعد وابن عيسى الوزير وخلق قال النسائي لا بأس به ولينه بن عدي والدارقطني وكان عابدا توفي 258 ت ق
فالذهبي يذكر اسم الراوي كاملا ، وكنيته ، وصفته ، وبلده ، ويذكر أهم من سمع منهم ، وأهم من روى عنه، وقد يذكر رأيه صريحاً في الراوي جرحا وتعديلاً ، وقد يذكر رأي غيره ، ويسكت عليه دةن ترجيح، وقد يذكر رأيه في الراوي ، ثم يبين أن فيه خلافاً ، فيذكر بعض من ضعَّفه ،وقد لا يذكر فيه شيئاً من الجرح والتعديل، ويذكر بعض صفاته الخاصة ، ومتى توفي ، ومن أخرج له من الأئمة الستة .
ـــــــــــــــــــــ
المبحث السادس
الكلام على مراتب الرواة عند الحافظ ابن حجر
المرتبة الأولى
الصحابة رضي الله عنهم
المطلب الأول
تعريف الصحابي وبم يعرف
الصحابة رضوان الله عليهم هم خلفاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نشر الدعوة وحمل أعبائها، ومن ثم لم يقع خلاف "بين العلماء أن الوقوف على معرفة أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من أوكد علم الخاصة، وأرفع علم الخبر، وبه ساد أهل السير(1)
1 - تعريف الصحابي:
أ ) لغة: الصحابة لغة مصدر بمعنى " الصحبة " ومنه " الصحابي " و " الصاحب ويجمع على أصحاب وصَحْب ، وكثر استعمال " الصحابة " بمعنى "الأصحاب" . وأصل الصحبة في اللغة يطلق على مجرد الصحبة، دون اشتراط استمرارها طويلا، وعلى ذلك درج المحدثون.
ب) اصطلاحاً: من لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - مسلماً ومات على الإسلام ، ولو تخللت ذلك ردة على الأصح .
قال العراقي(2): " وقد اخْتُلِفَ في حدِّ الصحابيِّ مَنْ هو ؟ على أقوالٍ :
أحدُها : وهو المعروفُ المشهورُ بينَ أهلِ الحديثِ أنَّهُ مَنْ رأى النبيَّ ( - صلى الله عليه وسلم - ) في حالِ إسلامهِ .
هكذا أطلقهُ كثيرٌ من أهلِ الحديثِ ومرادُهُم بذلكَ مَعَ زوالِ المانعِ منَ الرؤيةِ ، كالعمى ، وإلاَّ فمَنْ صحبَهُ ( - صلى الله عليه وسلم - ) ولم يرَهُ لعارضٍ بنظرهِ كابن أُمِّ مكتومٍ ونحوهِ معدودٌ في الصحابةِ بلا خلافٍ . قالَ أحمدُ بنُ حنبلٍ(3): مَنْ صحبَهُ سنةً ، أو شهراً ، أو يوماً ، أو ساعةً ، أو رآهُ؛ فهو من الصحابةِ . وقالَ البخاريُّ في صحيحهِ(4): مَنْ صَحِبَ النبيَّ ( - صلى الله عليه وسلم - ) ، أو رآهُ من المسلمينَ فهوَ من أصحابهِ .
وفي دخولِ الأعمى الذي جاءَ إلى النبيِّ ( - صلى الله عليه وسلم - ) مسلماً ، ولم يصحبْهُ ، ولم يجالسْهُ ؛ في عبارةِ البخاريِّ نظَرٌ .
فالعبارةُ السالمةُ مِنَ الاعتراضِ أنْ يقالَ : الصحابيُّ مَنْ لقيَ النبيَّ ( - صلى الله عليه وسلم - ) مسلماً ثمَّ ماتَ على الإسلامِ ؛ ليخرجَ مَنِ ارتدَّ وماتَ كافراً ، كابنِ خَطَلٍ ، وربيعةَ بنِ أميةَ ، ومِقْيَسِ بنِ صُبَابَةَ ، ونحوهم . وفي دخولِ مَنْ لقيهُ مسلماً ثمَّ ارتدَّ ثمَّ أسلمَ بعدَ وفاةِ النبيِّ ( - صلى الله عليه وسلم - ) في الصحابة نظرٌ كبيرٌ ، فإنَّ الرِّدَّةَ مُحبِطةٌ للعملِ عندَ أبي حنيفةَ ، ونصَّ عليهِ الشافعيُّ في " الأمِّ " ، وإنْ كانَ الرافعيُّ قدْ حكى عنهُ : أنَّها إنَّما تُحْبَطُ بشرطِ اتصالها بالموتِ ، وحينئذٍ فالظاهرُ أنَّها محبطةٌ للصُّحْبَةِ المتقدمةِ ، كقُرَّةَ بنِ هُبَيْرةَ ، وكالأشعثِ بنِ قيسٍ .
أما مَنْ رَجَعَ إلى الإسلامِ في حياتِهِ ،كعبدِ اللهِ بنِ أبي سَرْحٍ، فلا مانعَ من دخولِهِ في الصُّحبةِ بدخولهِ الثاني في الإسلامِ ، واللهُ أعلمُ .
والمرادُ برؤية النبيِّ ( - صلى الله عليه وسلم - ) ، رؤيتُهُ في حالِ حياتِهِ ، وإلاَّ فلو رآهُ بعدَ موتِهِ قبلَ الدفنِ ، أو بعدهُ ، فليسَ بصحابيٍّ على المشهورِ ، بلْ إنْ كانَ عاصَرَهُ ففيهِ الخلافُ الآتي ذِكْرُهُ . وإنْ كانَ وُلِدَ بعدَ موتِهِ فليستْ لهُ صحبةٌ بلا خلافٍ .
واحترزتُ بقولي : ( مسلماً ) عمَّا لو رآهُ وهوَ كافرٌ ثم أسلمَ بعدَ وفاتِهِ ( - صلى الله عليه وسلم - ) ، فإنهُ ليسَ بصحابيٍّ على المشهورِ ، كرسولِ قيصرَ ، وقدْ خَرَّجَهُ أحمدُ في " المسندِ(5)" ، وكعبدِ اللهِ بنِ صَيَّادٍ ، إنْ لَمْ يكنْ هو الدَّجالُ.(6)وقد عدَّهُ في الصحابةِ ، كذلكَ أبو بكرِ بنُ فتحونَ في ذيلِهِ على " الاستيعابِ ". وحُكيَ: أنَّ الطبريَّ، وغيرهُ ترجمَ بهِ هكذا.(7)
وقولهم : مَنْ رأى النبيَّ ( - صلى الله عليه وسلم - ) ، هلْ المرادُ رآهُ في حالِ نبوَّتِهِ ، أو أعمُّ مِنْ ذلكَ ؟ حتَّى يدخلَ مَنْ رآهُ قبلَ النبوةِ ، وماتَ قبلَ النبوةِ على دينِ الحنيفية كزيدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ . فقد قالَ النبيُّ ( - صلى الله عليه وسلم - ) : " إنَّهُ يُبْعَثُ أمَّةً وحدَهُ "(8). وقد ذكرَهُ في الصحابةِ أبو عبدِ اللهِ بنُ منده .
وكذلكَ لو رآهُ قبلَ النبوَّةِ ثمَّ غابَ عنهُ ، وعاشَ إلى بعدِ زمنِ البعثةِ ، وأسلمَ ثمَّ ماتَ ، ولمْ يرهُ . ولمْ أرَ مَنْ تَعرَّضَ لذلكَ ، ويدلُّ على أنَّ المرادَ : مَنْ رآهُ بَعْدَ نبوَّتِهِ أنَّهم ترجموا في الصحابةِ لمنْ وُلِدَ للنبيِّ ( - صلى الله عليه وسلم - ) بعدَ النبوةِ ، كإبراهيمَ ، وعبد اللهِ ، ولم يترجموا لمنْ ولِدَ قبلَ النبوةِ وماتَ قبلها كالقاسمِ . وكذلكَ أيضاً ما المرادُ بقولهم : مَنْ رآهُ ؟ هلِ المرادُ رؤيتُهُ لهُ معَ تمييزهِ ، وعقلهِ ؟ حتى لا يدخلَ الأطفالُ الذينَ حَنَّكَهُمْ ولمْ يروهُ بعدَ التمييزِ ، ولا مَنْ رآهُ وهو لا يعقلُ ، أو المرادُ أعمُّ مِنْ ذلكَ ؟
ويدلُّ على اعتبارِ التمييزِ معَ الرؤيةِ ما قالَهُ شيخُنا الحافظُ أبو سعيدٍ بنُ العلائي في كتابِ " المراسيل " في ترجمةِ عبدِ اللهِ بنِ الحارثِ بنِ نوفلٍ : حنَّكهُ النبيُّ ( - صلى الله عليه وسلم - ) ودعا لهُ(9). ولا صحبةَ لهُ بلْ ولا رؤيةَ أيضاً ، وحديثهُ مرسلٌ قطعاً .
والقول الثاني : أنَّهُ مَنْ طالتْ صحبتُهُ لهُ ، وكثرتْ مجالستُهُ على طريقِ التَّبَعِ لهُ والأخذِ عنهُ .
حكاهُ أبو المُظَفَّرِ السَّمْعَانيُّ ، عنِ الأصوليينَ ، وقالَ : إنَّ اسمَ الصحابيِّ يقعُ على ذلكَ مِنْ حيثُ اللغةُ والظاهرُ ، قال : وأصحابُ الحديثِ يطلِقونَ اسمَ الصحبةِ على كلِّ مَنْ روى عنهُ حديثاً ، أو كلمةً ، ويتوسَّعُونَ حتَّى يَعدُّونَ مَنْ رآهُ رؤيةً مِنَ الصحابةِ ، قال : وهذا لِشَرَفِ منزلةِ النبيِّ ( - صلى الله عليه وسلم - ) ، أَعطوا كلَّ مَنْ رآهُ حكمَ الصحبةِ .
هكذا حكاهُ أبو المُظَفَّرِ السَّمْعَانيُّ عن الأصوليينَ، وهوَ قولٌ لبعضهمْ ، حكاهُ الآمديُّ وابنُ الحاجبِ ، وغيرُهما . وبه جزمَ ابنُ الصبَّاغِ في " العدَّةِ " فقالَ : الصحابيُّ هوَ الذي لقِيَ النبيَّ ( - صلى الله عليه وسلم - ) ، وأقامَ عندَهُ ، واتَّبَعَهُ ، فأمَّا مَنْ وَفِدَ عليهِ وانصرفَ عنهُ منْ غيرِ مصاحبةٍ ، ومتابعةٍ ، فلا ينصرفُ إليهِ هذا الاسمُ . وقالَ القاضي أبو بكرِ بنُ الطيبِ الباقلانيُّ : لا خلافَ بينَ أهلِ اللغةِ أنَّ الصحابيَّ مشتقٌ منَ الصحبةِ ، وأنَّهُ ليسَ بمشتقٍ مِن قدرٍ منها مخصوصٍ ، بلْ هوَ جارٍ على كلِّ مَنْ صَحِبَ غيرَهُ قليلاً كانَ ، أو كثيراً ، يقالُ : صحِبْتُ فلاناً حولاً ودهراً وسنةً وشهراً ويوماً وساعةً ، قالَ : وذلكَ يوجبُ في حكمِ اللغةِ إجراءها على مَنْ صحِبَ النبيَّ ( - صلى الله عليه وسلم - ) ساعةً مِن نهارٍ . هذا هوَ الأصلُ في اشتقاقِ الاسمِ . ومعَ ذلكَ فقد تقررَ للأئمةِ عرفٌ في أنَّهُمْ لا يستعملونَ هذهِ التسميةَ إلاَّ فيمَنْ كَثُرَتْ صحبتُهُ ، واتَّصَلَ لقاؤُهُ . ولا يُجْرُونَ ذلكَ على مَنْ لقِيَ المرءَ ساعةً ،
ومشى معهُ خُطًى وسمعَ منهُ حديثاً . فوجبَ لذلكَ ألاَّ يجريَ هذا الاسمُ في عرفِ الاستعمالِ إلا على مَنْ هذهِ حالهُ .
وقالَ الآمديُّ : الأشبهُ أنَّ الصحابيَّ مَنْ رآهُ وحكاهُ عنْ أحمدَ بنِ حنبلٍ ، وأكثرِ أصحابنا ، واختارهُ ابنُ الحاجبِ أيضاً ؛ لأنَّ الصحبةَ تعمُّ القليلَ والكثيرَ ، نَعَم .. في كلامِ أبي زُرْعَةَ الرازيِّ ، وأبي داودَ ما يقتضي : أنَّ الصحبةَ أخصُّ منَ الرؤيةِ ، فإنهما قالا في طارقِ بنِ شهابٍ : لهُ رؤيةٌ ، وليستْ لهُ صحبةٌ(10). وكذلك ما رويناه عن عاصمٍ الأحولِ قال : قدْ رأى عبدُ اللهِ بنُ سَرْجِسَ رسولَ اللهِ ( - صلى الله عليه وسلم - ) غيرَ أنَّهُ لم تكنْ لهُ صحبةٌ(11)، ويدلُّ على ذلكَ أيضاً ما رواهُ محمدُ بنُ سعدٍ في " الطبقاتِ " عن عليِّ بنِ محمدٍ عن شعبةَ ، عن موسى السيلانيِّ ، قال : أتيتُ أنسَ بنَ مالكٍ ، فقلتُ : أنتَ آخرُ مَنْ بقيَ من أصحابِ رسولِ اللهِ ( - صلى الله عليه وسلم - ) ؟ قالَ : قدْ بقيَ قومٌ مِنَ الأعرابِ ، فأمَّا مِنْ أصحابهِ فأنا آخرُ مَنْ بقيَ انتهى(12).
قال ابنُ الصلاحِ(13): إسنادُهُ جيِّدٌ حدَّثَ بهِ مسلمٌ بحضرةِ أبي زُرْعَةَ .
والجوابُ عن ذلكَ : أنَّهُ أرادَ إثباتَ صحبةٍ خاصةٍ ليستْ لتلكَ الأعرابِ، وكذا أرادَ أبو زُرْعَةَ وأبو داودَ نفيَ الصحبةِ الخاصةِ دونَ العامةِ .
وليسَ هو الثبتُ الذي عليهِ العملُ عندَ أهلِ الحديثِ والأصولِ .
والقولُ الثالثُ : وهوَ ما رويَ عن سعيدِ بنِ المسيِّبِ أنَّهُ كانَ لا يعدُّ الصحابيَّ إلاَّ مَنْ أقامَ مع رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - سنةً أو سنتينِ ، وغزا معهُ غَزْوةً أو غزوتينِ .
قالَ ابنُ الصلاحِ(14): " وكأنَّ المرادَ بهذا إنْ صحَّ عنهُ راجعٌ إلى المحكيِّ عنِ الأصوليينَ ؛ ولكنْ في عبارتِهِ ضيقٌ يوجبُ ألاَّ يُعَدَّ مِنَ الصحابةِ جريرُ بنُ عبدِ اللهِ البَجَليُّ ومَنْ شارَكَهُ في فَقْدِ ظاهرِ ما اشترَطَهُ فيهم ، ممَّنْ لا نعلمُ خلافاً في عدِّهِ من الصحابةِ ".
قلتُ : ولا يصحُّ هذا عن ابن المسيِّبِ . ففي الإسنادِ إليهِ محمدُ بنُ عمرَ الواقديُّ ضعيفٌ في الحديثِ .
والقولُ الرابعُ : أنَّهُ يُشترطُ مع طولِ الصحبةِ الأخذُ عنهُ .
حكاهُ الآمديُّ عن عمرِو بنِ يحيى ، فقال(15): ذهبَ إلى أنَّ هذا الاسم إنَّما يسمى بهِ مَنْ طالتْ صحبتُهُ للنبيِّ ( - صلى الله عليه وسلم - ) وأخذَ عنهُ العلمَ . وحكاهُ ابنُ الحاجبِ أيضاً قولاً ، ولم يعزهُ لعمرِو بنِ يحيى ؛ ولكنْ أبدلَ الروايةَ بالأخذِ عنهُ ، وبينهما فرقٌ .
وعمرٌو هذا الظاهِرُ أنَّهُ الجاحظُ ، فقدْ ذكرَ الشيخُ أبو إسحاقَ في "اللمع": أنّ أباهُ اسمُهُ يحيى ، وذلكَ وهمٌ ، وإنَّما هو عمرُو بنُ بحرٍ أبو عثمان الجاحظُ من أئمةِ المعتزلةِ ، قالَ فيهِ ثعلبٌ: إنَّهُ غيرُ ثقةٍ ، ولا مأمونٍ(16)،ولم أرَ هذا القولَ لغيرِ عمرٍو هذا. وكأنَّ ابنَ الحاجبِ أخذَ هذا القولَ مِن كلامِ الآمديِّ، ولذلكَ أسقطتُهُ منَ الخلافِ في حدِّ الصحابيِّ تبعاً لابنِ الصلاحِ .
والقولُ الخامسُ: أنَّهُ مَنْ رآهُ مسلماً بالغاً عاقلاً .
حكاهُ الواقديُّ عن أهلِ العلمِ فقالَ: رأيتُ أهلَ العلمِ يقولونَ : كلُّ مَنْ رأى رسولَ اللهِ ( - صلى الله عليه وسلم - ) ، وقدْ أدركَ الحلمَ ، فأسلمَ ، وعقلَ أمرَ الدينِ ورضيهُ فهوَ عندنا ممَّنْ صحبَ النبيَّ ( - صلى الله عليه وسلم - ) ولوْ ساعةً من نهارٍ ، انتهى . والتقييدُ بالبلوغِ شاذٌّ .
والقول السادس : أنَّه مَنْ أدركَ زمنَهُ ( - صلى الله عليه وسلم - ) ، وهو مسلمٌ ، وإنْ لم يرَهُ .
وهو قولُ يحيى بنِ عثمان ابن صالحٍ المصريِّ فإنَّهُ قال : وممَّنْ دُفِنَ ، أي : بمصرَ من أصحابِ رسولِ اللهِ ( - صلى الله عليه وسلم - ) ممَّن أدركهُ ولمْ يسمعْ منهُ أبو تميمٍ الجيشانيُّ ، واسمهُ عبدُ اللهِ بنُ مالكٍ(17)انتهى.
وإنَّما هاجرَ أبو تميمٍ إلى المدينةِ في خلافَةِ عمرَ باتفاقِ أهلِ السِّيَرِ. وممَّنْ حكى هذا القولَ منَ الأصوليينَ القرافيُّ في " شرح التنقيح " وكذلكَ إن كانَ صغيراً محكوماً بإسلامهِ تبعاً لأحدِ أبويهِ ، وعلى هذا عملَ ابنُ عبدِ البرِّ في " الاستيعاب " وابنُ منده في " معرفةِ الصحابةِ " ، وقدْ بيَّنَ ابنُ عبدِ البرِّ في ترجمةِ الأحنفِ بنِ قيسٍ : أنَّ ذلكَ شرطُهُ .
وقالَ ابنُ عبدِ البرِّ في مقدمةِ كتابهِ : وبهذا كلِّهِ يستكملُ القَرْنُ الذي أشارَ إليهِ رسولُ اللهِ ( - صلى الله عليه وسلم - ) على ما قالهُ عبدُ اللهِ بنُ أبي أوفى صاحبُ رسولِ اللهِ ( - صلى الله عليه وسلم - ). يريدُ بذلِكَ تفسيرَ القَرْنِ .
قلتُ : وإنَّما هوَ قولُ زُرَارةَ بنِ أوفى من التابعينَ : القَرْنُ مائةٌ وعشرونَ سنةً ، وهكذا رواهُ هوَ قبلَ ذلكَ بأربعِ ورقاتٍ، كلُّ ذلكَ في مقدمةِ " الاستيعابِ ". وقد اختلفَ أهلُ اللغةِ في مُدَّةِ القَرْنِ ، فقالَ الجوهريُّ : هوَ ثمانونَ سنةً ، قالَ: ويقالُ ثلاثونَ . وحكى صاحبُ "المحكمِ" فيهِ ستةَ أقوالٍ : قيلَ : عشرُ سنينَ ، وقيلَ : عشرونَ ، وقيلَ : ثلاثونَ ، وقيلَ : ستونَ ، وقيلَ : سبعونَ ، وقيلَ : أربعونَ ، قالَ : وهوَ مقدارُ أهلِ التوسطِ في أعمارِ أهلِ الزمانِ ، فالقرنُ في كلِّ قومٍ على مقدارِ أعمارهم .
فعلى هذا يكونُ ما بينَ الستينَ والسبعينَ ، كما رواهُ الترمذيُّ (3896 ) عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« أَعْمَارُ أُمَّتِى مَا بَيْنَ سِتِّينَ إِلَى سَبْعِينَ وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَقَدْ رُوِىَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ.
وأما ابتداءُ قرنِهِ ( - صلى الله عليه وسلم - ) فالظاهرُ أنَّهُ من حينِ البعثةِ ، أو من حينِ فُشُوِّ الإسلامِ . فعلى قولِ زرارةَ بنِ أوفى قد استوعبَ القرنُ جميعَ مَن رآهُ ، وقد روى ابنُ مَنْدَهْ في " الصحابةِ " من حديثِ عبدِ اللهِ بنِ بُسْرٍ مرفوعاً : " القرنُ مائةُ سنةٍ " .
__________
(1) - الاستيعاب في أسماء الأصحاب: 1: 8.
(2) - شرح التبصرة والتذكرة (ج 1 / ص 204)
(3) - الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي (109)
(4) - صحيح البخارى 1 - باب فَضَائِلِ أَصْحَابِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - . ( 29 ) وَمَنْ صَحِبَ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - أَوْ رَآهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَهْوَ مِنْ أَصْحَابِهِ .
(5) - مسند أحمد ( 17148و17149) وحديثه حسن
(6) - قلت قطعاً ليس هو الدجال ، ففي صحيح مسلم( 7534 ) عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ خَرَجْنَا حُجَّاجًا أَوْ عُمَّارًا وَمَعَنَا ابْنُ صَائِدٍ - قَالَ - فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً فَتَفَرَّقَ النَّاسُ وَبَقِيتُ أَنَا وَهُوَ فَاسْتَوْحَشْتُ مِنْهُ وَحْشَةً شَدِيدَةً مِمَّا يُقَالُ عَلَيْهِ - قَالَ - وَجَاءَ بِمَتَاعِهِ فَوَضَعَهُ مَعَ مَتَاعِى. فَقُلْتُ إِنَّ الْحَرَّ شَدِيدٌ فَلَوْ وَضَعْتَهُ تَحْتَ تِلْكَ الشَّجَرَةِ - قَالَ - فَفَعَلَ - قَالَ - فَرُفِعَتْ لَنَا غَنَمٌ فَانْطَلَقَ فَجَاءَ بِعُسٍّ فَقَالَ اشْرَبْ أَبَا سَعِيدٍ. فَقُلْتُ إِنَّ الْحَرَّ شَدِيدٌ وَاللَّبَنُ حَارٌّ. مَا بِى إِلاَّ أَنِّى أَكْرَهُ أَنْ أَشْرَبَ عَنْ يَدِهِ - أَوْ قَالَ آخُذَ عَنْ يَدِهِ - فَقَالَ أَبَا سَعِيدٍ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آخُذَ حَبْلاً فَأُعَلِّقَهُ بِشَجَرَةٍ ثُمَّ أَخْتَنِقَ مِمَّا يَقُولُ لِىَ النَّاسُ يَا أَبَا سَعِيدٍ مَنْ خَفِىَ عَلَيْهِ حَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَا خَفِىَ عَلَيْكُمْ مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَلَسْتَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَلَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « هُوَ كَافِرٌ ». وَأَنَا مُسْلِمٌ أَوَلَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « هُوَ عَقِيمٌ لاَ يُولَدُ لَهُ ». وَقَدْ تَرَكْتُ وَلَدِى بِالْمَدِينَةِ أَوَ لَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ وَلاَ مَكَّةَ ». وَقَدْ أَقْبَلْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَنَا أُرِيدُ مَكَّةَ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِىُّ حَتَّى كِدْتُ أَنْ أَعْذِرَهُ.ثُمَّ قَالَ أَمَا وَاللَّهِ إِنِّى لأَعْرِفُهُ وَأَعْرِفُ مَوْلِدَهُ وَأَيْنَ هُوَ الآنَ. قَالَ قُلْتُ لَهُ تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ.
(7) - انظر الإصابة( 6614 )
(8) - هو في مسند البزار( 1331) مطولا وسنده حسن
(9) - انظر ترجمته في الإصابة (6173 )
(10) - وفي التقريب( 3000 ) طارق بن شهاب بن عبد شمس البجلي الأحمسي أبو عبد الله الكوفي قال أبو داود رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه مات سنة اثنتين أو ثلاث وثمانين ع
(11) - وفي التقريب( 3345 ) عبد الله بن سرجس بفتح المهملة وسكون الراء وكسر الجيم بعدها مهملة المزني حليف بني مخزوم صحابي سكن البصرة م 4
(12) - تهذيب الكمال للمزي (ج 3 / ص 376) والبداية والنهاية لابن كثير مدقق (ج 10 / ص 190)
(13) - مقدمة ابن الصلاح (ج 1 / ص 64) والشذا الفياح من علوم ابن الصلاح (ج 2 / ص 484)
(14) - مقدمة ابن الصلاح (ج 1 / ص 64) والشذا الفياح من علوم ابن الصلاح (ج 2 / ص 484) والتقييد والإيضاح للحافظ العراقي (ج 1 / ص 52)
(15) - الإحكام في أصول الأحكام (ج 1 / ص 336) والتقرير والتحبير (ج 4 / ص 167) وقواطع الأدلة فى الأصول / للسمعانى (ج 3 / ص 24)
(16) - وفي سير أعلام النبلاء (11/527) (149) الجَاحِظُ أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بنُ بَحْرٍ العَلاَّمَةُ، المُتَبَحِّرُ، ذُوْ الفُنُوْنَ، أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بنُ بَحْرِ بنِ مَحْبُوْبٍ البَصْرِيُّ، المُعْتَزِلِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. وقال بنهاية ترجمته :قُلْتُ: كَفَانَا الجَاحِظُ المَؤُونَةَ، فَمَا رَوَى مِنَ الحَدِيْثِ إِلاَّ النَّزْرَ اليَسِيْرَ، وَلاَ هُوَ بِمُتَّهَمٍ فِي الحَدِيْثِ، بَلَى فِي النَّفْسِ مِنْ حِكَايَاتِهِ وَلَهْجَتِهِ، فَرُبَّمَا جَازَفَ، وَتَلَطُّخُهُ بِغَيْرِ بِدْعَةٍ أَمْرٌ وَاضِحٌ، وَلَكِنَّهُ أَخْبَارِيٌّ عَلاَّمَةٌ، صَاحِبُ فُنُوْنٍ وَأَدَبٍ بَاهِرٍ، وَذَكَاءٍ بَيِّنٍ - عَفَا اللهُ عَنْهُ -. وانظر تاريخ الإسلام للذهبي (ج 4 / ص 431) ت 344
(17) - انظر الإصابة (9642 ) وفي الثقات للعجلي( 2104 ) أبو تميم الجيشاني مصرى تابعي ثقة(1/15)
وقال الحافظ ابن حجر(1): " وَالْقَرْن أَهْل زَمَان وَاحِد مُتَقَارِب اِشْتَرَكُوا فِي أَمْر مِنْ الْأُمُور الْمَقْصُودَة ، وَيُقَال إِنَّ ذَلِكَ مَخْصُوص بِمَا إِذَا اِجْتَمَعُوا فِي زَمَن نَبِيّ أَوْ رَئِيس يَجْمَعهُمْ عَلَى مِلَّة أَوْ مَذْهَب أَوْ عَمَل ، وَيُطْلَق الْقَرْن عَلَى مُدَّة مِنْ الزَّمَان ، وَاخْتَلَفُوا فِي تَحْدِيدهَا مِنْ عَشَرَة أَعْوَام إِلَى مِائَة وَعِشْرِينَ لَكِنْ لَمْ أَرَ مَنْ صَرَّحَ بِالسَّبْعِينَ وَلَا بِمِائَةٍ وَعَشَرَة ، وَمَا عَدَا ذَلِكَ فَقَدْ قَالَ بِهِ قَائِل . وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيّ بَيْن الثَّلَاثِينَ وَالثَّمَانِينَ ، وَقَدْ وَقَعَ فِي حَدِيث عَبْد اللَّه بْن بُسْر عِنْد مُسْلِم مَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ الْقَرْن مِائَة وَهُوَ الْمَشْهُور ، وَقَالَ صَاحِب الْمَطَالِع : الْقَرْن أُمَّة هَلَكَتْ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَد ، وَثَبَتَتْ الْمِائَة فِي حَدِيث عَبْد اللَّه بْن بُسْر وَهِيَ مَا عِنْد أَكْثَر أَهْل الْعِرَاق ، وَلَمْ يَذْكُر صَاحِب " الْمُحْكَم " الْخَمْسِينَ وَذَكَرَ مِنْ عَشْر إِلَى سَبْعِينَ ثُمَّ قَالَ : هَذَا هُوَ الْقَدْر الْمُتَوَسِّط مِنْ أَعْمَار أَهْل كُلّ زَمَن ، وَهَذَا أَعْدَل الْأَقْوَال وَبِهِ صَرَّحَ اِبْن الْأَعْرَابِيّ وَقَالَ : إِنَّهُ مَأْخُوذ مِنْ الْأَقْرَان ، وَيُمْكِن أَنْ يُحْمَل عَلَيْهِ الْمُخْتَلَف مِنْ الْأَقْوَال الْمُتَقَدِّمَة مِمَّنْ قَالَ إِنَّ الْقَرْن أَرْبَعُونَ فَصَاعِدًا ، أَمَّا مَنْ قَالَ إِنَّهُ دُون ذَلِكَ فَلَا يَلْتَئِم عَلَى هَذَا الْقَوْل وَاللَّهُ أَعْلَمُ . اهـ
================
2- بم تعرف صحبة الصحابي ؟
تعرف الصحبة بما يلي :
= إمَّا بالتواترِ ، كأبي بكرٍ ، وعمرَ ، وبقيةِ العشرةِ في خَلْقٍ منهم ،
= وإمَّا بالاستفاضةِ والشهرةِ القاصرةِ عنِ التواترِ ، كعُكَاشَةَ بنِ مِحْصنٍ ، وضِمَامِ بنِ ثعلبةَ ، وغيرِهما .
=وإمَّا بإخبارِ بعضِ الصحابةِ عنهُ أَنَّهُ صحابيٌّ ، كحُمَمَةَ بنِ أبي حُمَمَةَ الدَّوسِيِّ ، الذي ماتَ بأصبهانَ مبطوناً ، فشهدَ لهُ أبو موسى الأشعريُّ أنَّهُ سمِعَ النبيَّ ( - صلى الله عليه وسلم - ) ، وحكمَ لهُ بالشهادةِ ذكرَ ذلكَ أبو نُعَيْمٍ في "تاريخِ أصبهان"(2).
وروينا قصتَهُ في مسندِ أبي داودَ الطيالسيِّ ، ومعجمِ الطبرانيِّ . على أنَّهُ يجوزُ أنْ يكونَ أبو موسى إنَّما أرادَ بذلكَ شهادةَ النبيِّ ( - صلى الله عليه وسلم - ) لِمَنْ قتلهُ بطنُهُ وفي عمومِهِم حممةٌ ، لا أنَّهُ سمَّاهُ باسمِهِ ، واللهُ أعلمُ(3).
= وإمَّا بإخبارهِ عنْ نفسهِ أَنَّهُ صحابيٌّ بعدَ ثُبوتِ عدالتِهِ قبلَ إخبارهِ بذلكَ . هكذا أطلقَ ابنُ الصلاحِ تَبَعَاً للخطيبِ ، فإنهُ قالَ في " الكفايةِ "(4): وقد يُحكمُ بأنَّهُ صحابيٌّ إذا كانَ ثقةً أميناً مقبولَ القولِ ، إذا قالَ صحبتُ النبيَّ ( - صلى الله عليه وسلم - ) وكَثُرَ لقائي لهُ، فيحكم بأنَّهُ صحابيٌّ في الظاهرِ ، لموضعِ عدالَتِهِ ، وقبولِ خبرِهِ ، وإنْ لمْ يقطعْ بذلكَ كمَا يعملُ بروايتِهِ . هكذا ذكرهُ في آخرِ كلامِ القاضي أبي بكرٍ، والظاهرُ أنَّ هذا كلامُ القاضي.
قلت : ولا بدَّ من تقييدِ ما أطلِقَ منْ ذلكَ بأنْ يكونَ ادِّعاؤهُ لذلكَ يقتضيهِ الظاهرُ . أما لو ادَّعاهُ بعدَ مضيِّ مائةِ سنةٍ من حينِ وفاتهِ ( - صلى الله عليه وسلم - ) ، فإنهُ لا يُقبلُ وإنْ كانتْ قدْ ثبَتَتْ عدالتُهُ قبلَ ذلكَ ، لقولهِ ( - صلى الله عليه وسلم - ) في الحديثِ الصحيحِ : « أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ ، فَإِنَّ رَأْسَ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا لاَ يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ »(5).، يريدُ انخرامَ ذلكَ القرنِ . قالَ: ذلكَ في سنةِ وفاتِهِ ( - صلى الله عليه وسلم - ) ، وهذا واضحٌ جليٌّ . وقد اشترطَ الأصوليونَ في قبولِ ذلكَ منهُ أن يكونَ قدْ عُرِفَتْ معاصرَتُهُ للنبيِّ ( - صلى الله عليه وسلم - ) ، قالَ الآمديُّ(6): فلوْ قالَ مَنْ عاصرَهُ أنا صحابيٌّ معَ إسلامهِ ، وعدالتِهِ ، فالظاهرُ صدقُهُ ، وحكاهما ابنُ الحاجبِ احتمالينِ من غيرِ ترجيحٍ ، قالَ : ويحتملُ أن لا يُصَدَّقَ لكونهِ متَّهماً بدعوى رتبةٍ يثبتها لنفسِهِ .(7)
=================
__________
(1) - فتح الباري لابن حجر (ج 10 / ص 445) وانظر غمز عيون البصائر في شرح الأشباه والنظائر (ج 4 / ص 385)
(2) - معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني (2113)
(3) - مصنف ابن أبي شيبة (ج 13 / ص 13) (34489) وأحمد(20187 ) وشعب الإيمان للبيهقي (4144 ) والطيالسي( 507 ) والإصابة في معرفة الصحابة (ج 1 / ص 243) كلهم عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيَّ ؛ أَنَّ رَجُلاً كَانَ يُقَالَ لَهُ : حُمَمَةُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم , خَرَجَ إِلَى أَصْبَهَانَ غَازِيًا فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّ حُمَمَةَ يَزْعُمُ أَنَّهُ يُحِبُّ لِقَاءَك , فَإِنْ كَانَ حُمَمَةُ صَادِقًا فَاعْزِمْ لَهُ بِصِدْقِهِ ، وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا فَاعْزِمْ لَهُ عَلَيْهِ ، وَإِنْ كَرِهَ , اللَّهُمَّ لاَ تَرُدُّ حُمَمَةَ مِنْ سَفَرِهِ هَذَا ، قَالَ : فَأَخَذَهُ الْمَوْتُ , فَمَاتَ بِأَصْبَهَانَ ، قَالَ : فَقَامَ أَبُو مُوسَى ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ , أَلاَ إِنَّا وَاللهِ مَا سَمِعْنَا فِيمَا سَمِعْنَا مِنْ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم ، وَمَا بَلَغَ عِلْمُنَا إِلاَّ أَنَّ حُمَمَةَ شَهِيدٌ. 0 وهو حديث حسن)
(4) - الكفاية في علم الرواية (ج 1 / ص 51)
(5) - صحيح البخارى ( 116 ) وصحيح مسلم (6642 ) عَنِ الزُّهْرِىِّ أَخْبَرَنِى سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ لَيْلَةٍ صَلاَةَ الْعِشَاءِ فِى آخِرِ حَيَاتِهِ فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ فَقَالَ « أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ فَإِنَّ عَلَى رَأْسِ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا لاَ يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ ». قَالَ ابْنُ عُمَرَ فَوَهَلَ النَّاسُ فِى مَقَالَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- تِلْكَ فِيمَا يَتَحَدَّثُونَ مِنْ هَذِهِ الأَحَادِيثِ عَنْ مِائَةِ سَنَةٍ وَإِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لاَ يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ. أَحَدٌ يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يَنْخَرِمَ ذَلِكَ الْقَرْنُ.
ينخرم : ينقطع وينقضى = وهل : ذهب وهمه إلى غير الصواب وقيل غلط ونسى
(6) - الإحكام في أصول الأحكام (ج 1 / ص 337)
(7) - شرح التبصرة والتذكرة (ج 1 / ص 207)(1/16)
المطلب الثاني
الأدلة على عدالة الصحابة
1. خيرية الأمة الإسلامية:
منذ أن أهبط آدم عليه السلام إلى الأرض، ثم حمل نوح أتباعه المؤمنين في السفينة، انتشر بنو آدم وأولادهم وأحفادهم في البلاد، وصاروا أمما، جعل الله تبارك وتعالى لكل أمة شرعة ومنهاجا، وادخر أمة محمد النبي الخاتم ليكونوا الآخرين السابقين، فهم آخر الأمم بعثا في الدنيا، وأول الأمم حسابا يوم القيامة، وقد وصف الحق تبارك وتعالى هذه الأمة بقوله: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ } (110) سورة آل عمران.
2. أفضليةُ الصحابة:
ما بعث الله نبيا إلا كان أصحابه وحواريوه أقرب الناس إلى الله تعالى، فمن آمن مع نوح، وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف والأسباط، ومن بعدهم أتباع داود وسليمان وموسى وعيسى عليهم جميعا السلام، ويكفيك وصف القرآن للحواريين، ولما كان محمد - صلى الله عليه وسلم - سيد ولد آدم، فلا بد أن يكون أتباعه والمؤمنون برسالته في أعلى عليين.
3. الله يرضى عن المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان:
أثنى الله تبارك وتعالى على الصحابة عامة، وعلى السابقين من المهاجرين والأنصار خاصة يقول سبحانه: { وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحسان رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (100) سورة التوبة
ولا يخفى أن السابقين من المهاجرين كانوا من المستضعفين في مكة، وقد تعرضوا لصور متعددة من العذاب، كما تحملوا ضغوطا شديدة من صناديد قريش، وما زادهم ذلك إلا تمسكا بدينهم، وإخلاصا في اتباع أوامره واجتناب نواهيه، ولما اشتد عليهم العذاب، أمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالهجرة إلى الحبشة، قائلا لهم: "إن فيها ملكا لا يظلم عنده أحد"، فتركوا الأموال والديار والأهل والأوطان، وهاجروا بدينهم، وكان على رأس المهاجرين عثمان ابن عفان وزوجته رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم، وقد زكى النبي - صلى الله عليه وسلم - هجرتهم قَالَ أَبُو حَمْزَةَ يَعْنِي أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ : خَرَجَ عثمان ابن عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُهَاجِرًا إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَمَعَهُ ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَاحْتَبَسَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - خَبَرُهُمْ فَكَانَ يَخْرُجُ يَتَوَكَّفُ عَنْهُمُ الْخَبَرُ فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ فَأَخْبَرَتْ أَنَّهَا رَأَتْهَا فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : " صَحِبَهُمَا اللَّهُ ، إِنَّ عثمان أَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ بِأَهْلِهِ بَعْدَ لُوطٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ " ،(1)فهاجر جماعة في الهجرة الثانية إلى الحبشة، ثم أذن الله تبارك وتعالى للمسلمين في الهجرة إلى المدينة، وهنا يبرز دور الأنصار، فقد نالوا شرف حماية الدعوة الإسلامية، واحتضانها على أرض المدينة، فقد سعت الأنصار إلى بيعة النبي صلى الله عليه وسلم، وعاهدوه على نصرة دينه، وحماية المهاجرين، فاشتروا بذلك الآخرة، وكما وفوا بما عاهدوا الله عليه، فقد وفى الله تبارك وتعالى لهم كما وعدهم نبي الله عز وجل، فكانت الجنة مثوى لهم، فالآية القرآنية الكريمة تمتدح المهاجرين، والأنصار، بالإضافة إلى التابعين الذين ساروا على دربهم، واتبعوهم بإحسان، فنالوا الدنيا والآخرة، وذلك في قوله تعالى : [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ، وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً، ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ]
ويفصل القرآن الكريم سبب المكانة العالية للمهاجرين والأنصار بقوله: { لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10) [الحشر/8-10] } ..هذه ثلاث آيات من سورة الحشر الأولى منها في المهاجرين، والثانية في الأنصار، والثالثة في الذين يجيئون بعد المهاجرين والأنصار مستغفرين لهم سائلين الله تعالى أن لا يجعل في قلوبهم غلا لهم وليس وراء هذه الأصناف الثلاثة إلا الخذلان والوقوع في حبائل الشيطان، فعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَتْ لِى عَائِشَةُ يَا ابْنَ أُخْتِى أُمِرُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لأَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَسَبُّوهُمْ.(2).
كما أثنى الحق تبارك وتعالى على من جاء من بعد الصحابة مقرا لهم بالفضل والسبق، داعيا لهم ومستغفرا بأنهم على الخير.
4. فضل الصحابة قبل الفتح وبعده :
يقدم الله تبارك وتعالى السابقين للإسلام عن غيرهم ممن أسلم بعد فتح مكة، وسبب التفضيل بديهي ومعروف، فمن آمن ودولة الكفر غالبة، فقد تعرض للإيذاء والبطش والعذاب والتنكيل، وكان جهاده في نصرة دينه توطئة لكل من جاء بعدهم، أما من أسلم ودولة الإسلام هي الغالبة، فقد دخل في حصن الإسلام واحتمى فيه، وشتان بين من يشيد قلعة الإسلام، وبين من يحتمي فيها، قال الله تعالى: { لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (10) سورة الحديد، ومن كرم الله تعالى أن فضَّل من أنفق قبل الفتح وقاتل على من دخل الإسلام، ودولته غالبة، هذا الفضل ثابت بدرجة أعظم عند الله تعالى، وكلا وعد الله الحسنى.
5. ثناء الله على الصحابة كلهم بدون استثناء أحد منهم:
يقول عز من قائل: { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (29) سورة الفتح .
وقال النووي في شرحه بعد ذكر آية الحشر: " وَبِهَذَا اِحْتَجَّ مَالِك فِي أَنَّهُ لَا حَقّ فِي الْفَيْء لِمَنْ سَبَّ الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ ، لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى إِنَّمَا جَعَلَهُ لِمَنْ جَاءَ بَعْدهمْ مِمَّنْ يَسْتَغْفِر لَهُمْ . وَاللَّهُ أَعْلَم(3).
وهناك العديد من الآيات التي تمدح الصحابة وتثني عليهم، وإثبات عدالتهم، منها: { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} (18) سورة الفتح "، وقوله تعالى: :{ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12)} [الواقعة/10-12]
6. مكانة الصحابة في السنَّة المطهرة :
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - - قَالَ: « بُعِثْتُ مِنْ خَيْرِ قُرُونِ بَنِى آدَمَ قَرْنًا فَقَرْنًا ، حَتَّى كُنْتُ مِنَ الْقَرْنِ الَّذِى كُنْتُ فِيهِ »(4).
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِى ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ يَجِىءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ »(5).
وعَنْ عمران ابن حُصَيْنٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِى ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَأْتِى مِنْ بَعْدِهِمْ قَوْمٌ يَتَسَمَّنُونَ وَيُحِبُّونَ السِّمَنَ يُعْطُونَ الشَّهَادَةَ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلُوهَا ».(6)
وعَنْ عَمْرٍو قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنهما - يَقُولُ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِىُّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « يَأْتِى عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ ، فَيَقُولُونَ فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَيَقُولُونَ نَعَمْ . فَيُفْتَحُ لَهُمْ . ثُمَّ يَأْتِى عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ ، فَيُقَالُ هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَيَقُولُونَ نَعَمْ . فَيُفْتَحُ لَهُمْ ، ثُمَّ يَأْتِى عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ ، فَيُقَالُ هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ مَنْ صَاحَبَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَيَقُولُونَ نَعَمْ . فَيُفْتَحُ لَهُمْ »(7). .
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « اللَّهَ اللَّهَ فِى أَصْحَابِى اللَّهَ اللَّهَ فِى أَصْحَابِى لاَ تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِى فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّى أَحَبَّهُمْ وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِى أَبْغَضَهُمْ وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِى وَمَنْ آذَانِى فَقَدْ آذَى اللَّهَ وَمَنْ آذَى اللَّهَ فَيُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ ».(8).
وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - :« لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِى ، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ »(9).
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِى لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِى فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ »(10).
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّا نُسَبُّ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ سَبَّ أَصْحَابِي فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ , لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا "(11)
وعَنْ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " مَنْ سَبَّ أَصْحَابِي فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ لَهُ صَرْفًا ، وَلَا عَدْلًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(12)
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:مَنْ سَبَّ أَصْحَابِي فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ , وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ.(13)
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى ، قَالَ : شَكَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : يَا خَالِدُ ، لِمَ تُؤْذِي رَجُلاً مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ ؟ لَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا لَمْ تُدْرِكْ عَمَلَهُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، يَقَعُونَ فِيَّ ، فَأَرُدُّ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : لاَ تُؤْذُوا خَالِدًا ، فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ صَبَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ.(14)
وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ قَالَ كَانَ بَيْنَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَبَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ شَىْءٌ فَسَبَّهُ خَالِدٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَسُبُّوا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِى فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ »(15).
فإذا كان سيف الله خالد بن الوليد وغيره ممن أسلم بعد الحديبية لا يساوي العمل الكثير منهم القليل من عبد الرحمن بن عوف وغيره ممن تقدم إسلامه مع أن الكل تشرف بصحبته - صلى الله عليه وسلم - فكيف بمن لم يحصل له شرف الصحبة بالنسبة إلى أولئك الأخيار، إن البون لشاسع وإن الشقة لبعيدة فما أبعد الثرى عن الثريا، بل وما أبعد الأرض السابعة عن السماء السابعة ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
وعنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ قَالَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- فَلَمَقَامُ أَحَدِهِمْ سَاعَةً خَيْرٌ مِنْ عَمَلِ أَحَدِكُمْ عُمْرَهُ.(16).
وعن رِيَاحَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ فُلاَنٍ فِى مَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَعِنْدَهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ فَجَاءَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ فَرَحَّبَ بِهِ وَحَيَّاهُ وَأَقْعَدَهُ عِنْدَ رِجْلِهِ عَلَى السَّرِيرِ فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يُقَالُ لَهُ قَيْسُ بْنُ عَلْقَمَةَ فَاسْتَقْبَلَهُ فَسَبَّ وَسَبَّ فَقَالَ سَعِيدٌ مَنْ يَسُبُّ هَذَا الرَّجُلُ قَالَ يَسُبُّ عَلِيًّا. قَالَ أَلاَ أَرَى أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُسَبُّونَ عِنْدَكَ ثُمَّ لاَ تُنْكِرُ وَلاَ تُغَيِّرُ أَنَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ وَإِنِّى لَغَنِىٌّ أَنْ أَقُولَ عَلَيْهِ مَا لَمْ يَقُلْ فَيَسْأَلُنِى عَنْهُ غَدًا إِذَا لَقِيتُهُ « أَبُو بَكْرٍ فِى الْجَنَّةِ وَعُمَرُ فِى الْجَنَّةِ ». وَسَاقَ مَعْنَاهُ ثُمَّ قَالَ لَمَشْهَدُ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَغْبَرُّ فِيهِ وَجْهُهُ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِ أَحَدِكُمْ عُمْرَهُ وَلَوْ عُمِّرَ عُمْرَ نُوحٍ.(17)
فمن هذه الأحاديث وغيرها نصل إلى يقين لا يلابسه شك أن من أكرمه الله بصحبة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وهو فوق الشبهات فهو مرضي ومأمون على سنة المصطفى إذ أن الله قد أختارهم لصحبة نبيه - صلى الله عليه وسلم - كما أختار الله أنبياءه لحمل رسالاته إلى الناس.(18)
7. مكانةُ الصحابة عند سلف الأمة :
ظهرت مكانة الصحابة رضوان الله عليهم واضحة جلية في القرآن والسنة ودلت على فضل أولئك الأخيار، فصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلهم عدول بتعديل الله تعالى لهم وثنائه عليهم وثناء رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن ثم استفاض علماء السلف في بيان مكانتهم وعدالتهم، وإليك بعض هذه الأقوال:-
قال النووي في التقريب الذي شرحه السيوطي في تدريب الراوي: " الصَّحَابةُ كلُّهم عُدولٌ, من لابسَ الفِتنَ وغيرهُم, بإجْمَاعِ من يُعتدُّ بهِ. "(19).
وقال إمام الحرمين: والسَّبب في عدم الفحص عن عدالتهم, أنَّهم حملةُ الشَّريعة, فلو ثبت توقف في روايتهم, لانحصرت الشَّريعة على عصره - صلى الله عليه وسلم - , ولما استرسلت على سائر الأعصار.(20)
وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة: "اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة" انتهى(21).
ولهذا لا تضر جهالة الصحابي فإذا قال التابعي: "عن رجل صحب النبي صلى الله عليه وسلم" لم يؤثر ذلك في المروي لأن الجهالة في الصحابة لا تضر لأنهم كلهم عدول.
وقال الخطيب في الكفاية : بَابُ مَا جَاءَ فِي تَعْدِيلِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِلصَّحَابَةِ , وَأَنَّهُ لَا يُحْتَاجُ لِلسُّؤَالِ عَنْهُمْ , وَإِنَّمَا يَجِبُ ذَلِكَ فِيمَنْ دُونَهُمْ كُلُّ حَدِيثٍ اتَّصَلَ إِسْنَادُهُ بَيْنَ مَنْ رَوَاهُ وَبَيْنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , لَمْ يَلْزَمِ الْعَمَلُ بِهِ إِلَّا بَعْدَ ثُبُوتِ عَدَالَةِ رِجَالِهِ , وَيَجِبُ النَّظَرُ فِي أَحْوَالِهِمْ , سِوَى الصَّحَابِيِّ الَّذِي رَفَعَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , لِأَنَّ عَدَالَةَ الصَّحَابَةِ ثَابِتَةٌ مَعْلُومَةٌ بِتَعْدِيلِ اللَّهِ لَهُمْ وَإِخْبَارِهِ عَنْ طَهَارَتِهِمْ , وَاخْتِيَارِهِ لَهُمْ فِي نَصِّ الْقُرْآنِ , فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ , وَقَوْلُهُ : وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا , وَهَذَا اللَّفْظُ وَإِنْ كَانَ عَامًّا فَالْمُرَادُ بِهِ الْخَاصُّ , وَقِيلَ : وَهُوَ وَارِدٌ فِي الصَّحَابَةِ دُونَ غَيْرِهِمْ , وَقَوْلُهُ : لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا , وَقَوْلُهُ تَعَالَى : وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحسان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ , وَقَوْلُهُ تَعَالَى وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ , وَقَوْلُهُ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ , وَقَوْلُهُ تَعَالَى لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قِبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ , فِي آيَاتٍ يَكْثُرُ إِيرَادُهَا وَيَطُولُ تَعْدَادُهَا , وَوَصَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الصَّحَابَةَ مِثْلَ ذَلِكَ , وَأَطْنَبَ فِي تَعْظِيمِهِمْ , وَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ عَلَيْهِمْ , فَمِنَ الْأَخْبَارِ الْمُسْتَفِيضَةِ عَنْهُ فِي هَذَا الْمَعْنَى "
ومذهب أهل السنة والجماعة فيهم وسط بين طرفيها الإفراط والتفريط، وسط بين المفرطين الغالين، الذين يرفعون من يعظمون منهم إلى ما لا يليق إلا بالله أو برسله، وبين المفرِّطين الجافين الذين ينقصونهم ويسبونهم، فهم وسط بين الغلاة والجفاة، يحبونهم جميعا وينزلونهم منازلهم التي يستحقونها بالعدل والإنصاف، فألسنتهم رطبة بذكرهم بالجميل اللائق بهم وقلوبهم عامرة بحبهم وما صح فيما جرى بينهم من خلاف فهم فيه مجتهدون إما مصيبون فلهم أجر الاجتهاد والإصابة، وإما مخطئون ولهم أجر الاجتهاد وخطؤهم مغفور، وليسوا معصومين بل هم بشر يصيبون ويخطئون ولكن ما أكثر صوابهم بالنسبة لصواب غيرهم وما أقل خطأهم إذا نسب إلى خطأ غيرهم ولهم من الله المغفرة والرضوان، وكتب أهل السنة مملوءة ببيان هذه العقيدة الصافية النقية في حق هؤلاء الصفوة المختارة من البشر لصحبة خير البشر - صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنهم أجمعين .
7-حبُّ أهل السنَّة للصحابة :
تواترت أقوال علماء أهل السنة واعتقادهم حبِّ الصحابة رضي الله عنهم؛ فمن ذلك:
قال الطحاوي في عقيدة أهل السنة: " وَنُحِبُّ أَصْحَابَ رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَلاَ نُفْرِطُ في حُبِّ أَحَدٍ مِنْهُم؛ وَلاَ نَتَبَرَّأُ مِنْ أَحَدٍ مِنْهُم، وَنُبْغِضُ مَنْ يُبْغِضُهُم، وَبِغَيْرِ الخَيْرِ يَذْكُرُهُم، ولا نُذْكُرُهُم إِلاَّ بِخَيْرٍ, وَحُبُّهُم دِينٌ وإيمَانٌ وإحسان، وَبُغْضُهُم كُفْرٌ ونِفَاقٌ وطُغْيَانٌ. "(22).
__________
(1) - الْآحَادُ وَالْمَثَانِي لِابْنِ أَبِي عَاصِمٍ (2643 ) حسن
(2) - صحيح مسلم(7724 )
(3) - شرح النووي على مسلم (ج 9 / ص 399)
(4) - صحيح البخارى (3557 )
(5) - صحيح البخارى (2652 )
(6) - سنن الترمذى (2383 ) صحيح
(7) - صحيح البخارى (3649 ) - الفئام : الجماعة الكثيرة
(8) - سنن الترمذى (4236 ) صحيح لغيره
(9) - صحيح البخارى (3673 ) -النَّصيف : النصف
(10) - صحيح مسلم (6651 )
(11) - الشَّرِيعَةُ لِلْآجُرِّيِّ (1922 ) صحيح لغيره
(12) - السُّنَّةُ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ الْخَلَّالِ (836) صحيح لغيره
(13) - المعجم الكبير للطبراني (12541 ) وعاصم 2/483 وجرجان 275 وعدى 5/1855 ودعاطب (2108 ) وصحيح الجامع ( 6285 ) وهو حديث صحيح لغيره
(14) - صحيح ابن حبان (ج 15 / ص 565) (7091) صحيح
(15) - صحيح مسلم (6652 ) = النَّصيف : النصف
(16) - سنن ابن ماجه(167 ) صحيح
(17) - سنن أبى داود(4652 ) صحيح
(18) - جرح الرواة وتعديلهم (ج 6 / ص 39)
(19) - التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير في أصول الحديث (ج 1 / ص 21) وقواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث (ج 1 / ص 167) وتدريب الراوي في شرح تقريب النواوي (ج 2 / ص 109)
(20) - تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي (ج 2 / ص 109)
(21) - توضيح الأفكار (ج 2 / ص 434)
(22) - قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر (ج 1 / ص 74) وشرح الطحاوية في العقيدة السلفية (ج 3 / ص 128) وشروح الطحاوية (ج 3 / ص 307) و شروح الطحاوية (ج 5 / ص 623)(1/17)
وقال ابن أبي زيد القيرواني المالكي في مقدمة رسالته المشهورة: " ، وَأَفْضَلُ الصَّحَابَةِ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِيُّونَ : أَبُو بَكْرٍ ، ثُمَّ عُمَرُ ، ثُمَّ عثمان ثُمَّ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ وَأَنْ لَا يُذْكَرَ أَحَدٌ مِنْ صَحَابَةِ الرَّسُولِ إلَّا بِأَحْسَنِ ذِكْرٍ ، وَالْإِمْسَاكُ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَهُمْ وَأَنَّهُمْ أَحَقُّ النَّاسِ أَنْ يُلْتَمَسَ لَهُمْ أَحْسَنُ الْمَخَارِجِ ، وَيُظَنَّ بِهِمْ أَحْسَنُ الْمَذَاهِبِ ..(1)
وقال الإمام أحمد بن حنبل في كتاب السنة: "ومن السنة ذكر محاسن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلهم أجمعين والكف عن الذي جرى بينهم فمن سب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو واحدا منهم فهو مبتدع رافضي، حبهم سنة والدعاء لهم قربة والاقتداء بهم وسيلة والأخذ بآثارهم فضيلة". وقال: "لا يجوز لأحد أن يذكر شيئا من مساويهم ولا يطعن على أحد منهم فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته ليس له أن يعفو عنه بل يعاقبه ثم يستتيبه فإن تاب قبل منه وإن لم يتب أعاد عليه العقوبة وخلَّده في الحبس حتى يتوب ويرجع"(2).
وقال الإمام أبو عثمان الصابوني في كتاب عقيدة السلف وأصحاب الحديث: "ويرون الكف عما شجر بين أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتطهير الألسنة عن ذكر ما يتضمن عيباً لهم ونقصاً فيهم، ويرون الترحم على جميعهم، والموالاة لكافتهم، وكذلك يرون تعظيم قدر أزواجه رضي الله عنهن والدعاء لهن، ومعرفة فضلهن، والإقرار بأنهن أمهات المؤمنين. ".(3)
وقال ابن تيمية في كتابه العقيدة الواسطية: " وَمِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ سَلَامَةُ قُلُوبِهِمْ وَأَلْسِنَتِهِمْ لِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، كَمَا وَصَفَهُمُ اللَّهُ بِهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } ، وَطَاعَةُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي قَوْلِهِ : « لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ » .
وَيَقْبَلُونَ مَا جَاءَ بِهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَالْإِجْمَاعُ مِنْ فَضَائِلِهِمْ وَمَرَاتِبِهِمْ . مِنْ فَضَائِلِهِمْ وَمَرَاتِبِهِمْ . فَيُفَضِّلُونَ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ - وَهُوَ صُلْحُ الْحُدَيْبِيَةِ - وَقَاتَلَ عَلَى مَنْ أَنْفَقَ مِنْ بَعْدِهِ وَقَاتَلَ وَيُقَدِّمُونَ الْمُهَاجِرِينَ عَلَى الْأَنْصَارِ وَيُؤْمِنُونَ بِأَنَّ { اللَّهَ قَالَ لِأَهْلِ بَدْرٍ - وَكَانُوا ثَلَاثَمِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ - : اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْت لَكُمْ } وَبِأَنَّهُ لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ كَمَا أَخْبَرَ بِهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَلْ قَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَكَانُوا أَكْثَرَ مِنْ أَلْفٍ وَأَرْبَعِمِائَةٍ . وَيَشْهَدُونَ بِالْجَنَّةِ لِمَنْ شَهِدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْجَنَّةِ كَالْعَشَرَةِ وَكَثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ وَغَيْرِهِمْ مِنْ الصَّحَابَةِ . وَيُقِرُّونَ بِمَا تَوَاتَرَ بِهِ النَّقْلُ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَعَنْ غَيْرِهِ مِنْ أَنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ وَيُثَلِّثُونَ بِعثمان وَيُرَبِّعُونَ بِعَلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ كَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ الْآثَارُ وَكَمَا أَجْمَعَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ عَلَى تَقْدِيمِ عثمان فِي الْبَيْعَةِ مَعَ أَنَّ بَعْضَ أَهْلِ السُّنَّةِ كَانُوا قَدْ اخْتَلَفُوا فِي عثمان وَعَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بَعْدَ اتِّفَاقِهِمْ عَلَى تَقْدِيمِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - أَيُّهُمَا أَفْضَلُ فَقَدَّمَ قَوْمٌ عثمان وَسَكَتُوا أَوْ رَبَّعُوا بِعَلِيِّ وَقَدَّمَ قَوْمٌ عَلِيًّا وَقَوْمٌ تَوَقَّفُوا ؛ لَكِنْ اسْتَقَرَّ أَمْرُ أَهْلِ السُّنَّةِ عَلَى تَقْدِيمِ عثمان وَإِنْ كَانَتْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ - مَسْأَلَةُ عثمان وَعَلِيٍّ - لَيْسَتْ مِنْ الْأُصُولِ الَّتِي يُضَلَّلُ الْمُخَالِفُ فِيهَا عِنْدَ جُمْهُورِ أَهْلِ السُّنَّة لَكِنَّ الْمَسْأَلَةَ الَّتِي يُضَلَّلُ الْمُخَالِفُ فِيهَا هِيَ " مَسْأَلَةُ الْخِلَافَةِ " وَذَلِكَ أَنَّهُمْ يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ الْخَلِيفَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ عثمان ثُمَّ عَلِيٌّ وَمَنْ طَعَنَ فِي خِلَافَةِ أَحَدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةِ فَهُوَ أَضَلُّ مِنْ حِمَارِ أَهْلِهِ .وَيُحِبُّونَ أَهْلَ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ويتولونهم وَيَحْفَظُونَ فِيهِمْ وَصِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَيْثُ قَالَ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ : { أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي } وَقَالَ أَيْضًا لِلْعَبَّاسِ عَمِّهِ - وَقَدْ اشْتَكَى إلَيْهِ أَنَّ بَعْضَ قُرَيْشٍ يَجْفُو بَنِي هَاشِمٍ - فَقَالَ : { وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحِبُّوكُمْ لِلَّهِ وَلِقَرَابَتِي } وَقَالَ : { إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى بَنِي إسْمَاعِيلَ وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي إسْمَاعِيلَ كِنَانَةَ وَاصْطَفَى مِنْ كِنَانَةَ قُرَيْشًا وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ } .
وَيَتَوَلَّوْنَ أَزْوَاجَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَيُؤْمِنُونَ بِأَنَّهُنَّ أَزْوَاجُهُ فِي الْآخِرَةِ خُصُوصًا خَدِيجَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أُمُّ أَكْثَرِ أَوْلَادِهِ وَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ وَعَاضَدَهُ عَلَى أَمْرِهِ وَكَانَ لَهَا مِنْهُ الْمَنْزِلَةُ الْعَالِيَةُ وَالصِّدِّيقَةُ بِنْتُ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا الَّتِي قَالَ فِيهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - " { فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ } .
وَيَتَبَرَّءُونَ مِنْ طَرِيقَةِ الرَّوَافِضِ الَّذِينَ يُبْغِضُونَ الصَّحَابَةَ وَيَسُبُّونَهُمْ . وَمِنْ طَرِيقَةِ النَّوَاصِبِ الَّذِينَ يُؤْذُونَ أَهْلَ الْبَيْتِ بِقَوْلِ أَوْ عَمَلٍ وَيُمْسِكُونَ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ "(4).
وقال أبو زُرْعَةَ : " إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يَنْتَقِصُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَاعْلَمْ أَنَّهُ زِنْدِيقٌ , وَذَلِكَ أَنَّ الرَّسُولَ - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَنَا حَقٌّ , وَالْقُرْآنَ حَقٌّ , وَإِنَّمَا أَدَّى إِلَيْنَا هَذَا الْقُرْآنَ وَالسُّنَنَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَإِنَّمَا يُرِيدُونَ أَنْ يُجَرِّحُوا شُهُودَنَا لِيُبْطِلُوا الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ , وَالْجَرْحُ بِهِمْ أَوْلَى وَهُمْ زَنَادِقَةٌ "(5)".
وقال أبو نعيم الأصبهاني رحمه الله في مقدمة كتاب تَثْبِيتُ الْإِمَامَةِ وَتَرْتِيبُ الْخِلَافَةِ عن الصحابة: "سَمَحَتْ نُفُوسُهُمْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ بِالنَّفْسِ وَالْمَالِ وَالْوَلَدِ وَالْأَهْلِ وَالدَّارِ ، فَفَارَقُوا الْأَوْطَانَ ، وَهَاجَرُوا الإخوان ، وَقَتَلُوا الْآبَاءَ وَالْإِخْوَانَ ، وَبَذَلُوا النُّفُوسَ صَابِرِينَ ، وَأَنْفَقُوا الْأَمْوَالَ مُحْتَسِبِينَ ، وَنَاصَبُوا مَنْ نَاوَأَهُمْ مُتَوَكِّلِينَ ، فَآثَرُوا رِضَاء الله عَلَى الْغِنَاء ، وَالذُّلَ عَلَى الْعِزِّ ، وَالْغُرْبَةَ عَلَى الْوَطَنِ . هُمُ الْمُهَاجِرُونَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، أولئك هُمُ الصَّادِقُونَ حقاً ، ثُمَّ إِخْوَانُهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ ، أَهْلِ الْمُوَاسَاةِ والإيثار ، أَعَزُّ قَبَائِلِ الْعَرَبِ جَارًا ، وَاتَّخَذَ الرَّسُولُ عَلَيْهِ السَّلَامُ دَارَهُمْ أَمْنًا وَقَرَارًا ، الْأَعِفَّاءُ الصُّبْرُ وَالْأَصْدِقَاءُ الزُّهْرُ والَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا ، وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ فَمَنِ انْطَوَتْ سَرِيرَتُهُ عَلَى مَحَبَّتِهِمْ وَدَانَ اللَّهَ تَعَالَى بتِفَضْيلِهِمْ وَمَوَدَّتِهِمْ ، وَتَبَرَّأَ مِمَّنْ أَضْمَرَ بغضهم ، فَهُوَ الْفَائِزُ بِالْمَدْحِ الَّذِي مَدَحَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ فَقَالَ : وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ . . الْآيَةَ .
فَالصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ هُمُ الَّذِينَ تَوَلَّى اللَّهُ شَرْحَ صُدُورِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَى قُلُوبِهِمْ ، وَبَشَّرَهُمْ بِرِضْوَانِهِ وَرَحْمَتِهِ ، فَقَالَ : يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ جَعَلَهُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ، يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، فَجَعَلَهُمْ مَثَلًا لِلْكِتَابِيِّينَ ، لِأَهْلِ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ، خَيْرُ الْأُمَمِ أمته وخير الْقُرُونِ قَرْنه ، يَرْفَعُ اللَّهُ مِنْ أَقْدَارِهِمْ ، إِذْ أُمِرَ الرَّسُولُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِمُشَاوَرَتِهِمْ لِمَا عَلِمَ مِنْ صِدْقِهِمْ وَصِحَّةِ إِيمَانِهِمْ وَخَالِصِ مودَتِهِمْ ، وَوُفُورِ عَقْلِهِمْ ، وَنَبَالَةِ رَأْيِهِمْ ، وَكَمَالِ نَصِيحَتِهِمْ ، وَتبِين ِ أَمَانَتِهِمْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم أَجْمَعِينَ".
هذه نماذج من أقوال علماء أهل الحديث فيما يجب اعتقاده في حق خيار الخلق بعد الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم وسلامه ورضي الله عن الصحابة أجمعين. ومما ينبغي التفطن له أن القدح في هؤلاء الصفوة المختارة رضي الله عنهم قدح في الدين لأنه لم يصل إلى من بعدهم إلا بواسطتهم ويؤكد ذلك كلام أبي زرعة - رحمه الله - حين يقول: "وإنما أدَّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة" والطعن في الصحابة رضوان الله عليهم، إنما هو طعن في الإسلام، لأنهم نَقَلةُ هذا الدين إلينا، وشهوده عندنا، ولم يتلقه غيرهم، وهم مصدر معرفتنا بالدين وكتابه وسنته وسائر أحكامه والقدح فيهم لا ولن يضرهم شيئا بل يفيدهم كما في حديث المفلس ولا يضر القادح إلا نفسه فمن وجد في قلبه محبة لهم وسلامة من الغل لهم وصان لسانه عن التعرض لهم إلا بخير فليحمد الله على هذه النعمة وليسأل الله الثبات على هذا الهدى ومن كان في قلبه غلٌّ لهم وأطلق لسانه بذكرهم بما لا يليق بهم فليتق الله في نفسه وليقلع عن هذه الجرائم وليتب إلى الله ما دام باب التوبة مفتوحا أمامه قبل أن يندم حيث لا ينفعه الندم. {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} (8) سورة آل عمران ، { رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (10) سورة الحشر.
قلت : " فالطعن في الصحابة رضي الله عنهم طعن في مقام النبوة والرسالة، فإن كل مسلم يجب أن يعتقد بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أدى الأمانة وبلغ الرسالة، وقام بما أمره الله به، ومن ذلك أنه بلغ أصحابه العلم وزكاهم ورباهم على عينه. قال عز وجل: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ [الجمعة:2]، والحكم بعدالتهم من الدين، ومن الشهادة بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قام بما أمره الله به، والطعن فيهم يعني الطعن بإمامهم ومربيهم ومعلمهم صلى الله عليه وسلم، كما أن الطعن فيهم مدخل للطعن في القرآن الكريم، فأين التواتر في تبليغه؟ وكيف نقطع بذلك إذا كانت عدالة حملته ونقلته مشكوكاً فيها؟!
ونحن حينما نصف صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما هم له أهل، فإنما نريد صحابته المخلصين الذين أخلصوا دينهم، وثبتوا على إيمانهم، ولم يغمطوا بكذب أو نفاق، فالمنافقون الذين كشف الله سترهم، ووقف المسلمون على حقيقة أمرهم، والمرتدون الذين ارتدوا في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - أو بعده، ولم يتوبوا أو يرجعوا إلى الإسلام، وماتوا على ردتهم؛ هؤلاء وأولئك لا يدخلون في هذا الوصف إطلاقًا، ولا تنطبق عليهم هذه الشروط أبدًا، وهم بمعزل عن شرف الصحبة، وبالتالي هم بمعزل عن أن يكونوا من المرادين بقول العلماء والأئمة: "إنهم عدول". وفي تعريف العلماء للصحابي ما يبين ذلك بجلاء، حيث عرفوه بأنه من لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - مؤمنًا به ومات على ذلك.
فالخلاصة أن تعديل الصحابة رضي الله عنهم أمر متفق عليه بين المسلمين، ولا يطعن فيهم إلاَّ من غُمص في دينه وعقيدته، ورضي بأن يسلم عقله وفكره لأعدائه، معرضًا عن كلام الله وكلام رسوله وإجماع أئمة الإسلام. "(6)
=================
__________
(1) - مجمل اعتقاد أئمة السلف (ج 1 / ص 64) ورسالة القيرواني (ج 1 / ص 23) والفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني (ج 1 / ص 388)
(2) - السنة ص419 والدرر السنية كاملة (ج 1 / ص 235) وفتاوى يسألونك (ج 7 / ص 245)
(3) - اعتقاد أهل السنة شرح أصحاب الحديث (ج 1 / ص 124) وعقيدة السلف أصحاب الحديث (ج 1 / ص 32)
(4) - شرح العقيدة الواسطية (ج 1 / ص 323) ومجموع الفتاوى (ج 3 / ص 152)
(5) - الْكِفَايَةُ فِي عِلْمِ الرِّوَايَةِ لِلْخَطِيبِ الْبَغْدَادِيِّ ( 104 )
(6) - انظر فتاوى الشبكة الإسلامية معدلة (ج 7 / ص 411) رقم الفتوى 47533 عدالة الصحابة محل إجماع تاريخ الفتوى : 29 صفر 1425(1/18)
المطلب الثالث
أمثلة مما ورد في التقريب عن هذه المرتبة
لقد ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله الصحابة الذين ورد ذكرهم في الكتب الستة ، ولكنهم أقسام :
قسم متفق على صحبته
وقسم مختلف في صحبته
وقسم مخضرمين
وقسم ذكروا في الصحابة خطأ
وسوف نذكر أمثلة عن كل قسم ، وما يتعلق به
أولا- المتفق على صحبته :
(131) آبِي اللَّحْمِ بالمد بلفظ اسم الفاعل من الإباء صحابي غفاري يقال إن اسمه خلف وقيل غير ذلك استشهد بحنين ت س
الكاشف (232) آبة اللحم الغفاري له صحبة وعنه مولاه عمير في الاستسقاء قتل يوم حنين ت س
(282) أُبَيِّ بنِ عُمَارَةَ بكسر العين على الأصح مدني سكن مصر له صحبة وفي إسناد حديثه اضطراب د ق
الكاشف(230) أبي بن عمارة له صحبة وله حديث في المسح وعنه عبادة بن نسي وأيوب بن قطن د ق
( 283) أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي أبو المنذر سيد القراء ويكنى أبا الطفيل أيضا من فضلاء الصحابة اختلف في سنة موته اختلافا كثيرا قيل سنة تسع عشرة وقيل سنة اثنتين وثلاثين وقيل غير ذلك ع
الكاشف(231) أبي بن كعب بدرسيد القراء عنه أنس وسهل بن سعد وأبو العالية وخلق في موته أقوال ع
( 284) أبيض بن حمال بالمهملة وتشديد الميم المأربي بسكون الهمزة وكسر الراء بعدها موحدة له صحبة وأحاديث 4
الكاشف(233 ) أبيض بن حمال المأربي السبائي له صحبة وعنه شمير د ت ق
(287) أحمر بن جزء بفتح الجيم بعدها زاي ساكنة ثم همز صحابي تفرد الحسن بالرواية عنه د ق
الكاشف(236) أحمر بن جزء السدوسي صحابي عنه الحسن د ق
( 565) أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خدمه عشر سنين مشهور مات سنة اثنتين وقيل ثلاث وتسعين وقد جاوز المائة ع
الكاشف(477) أنس بن مالك الصحابي وله عن عدة من الصحابة وعنه خلق جاوز المائة مات 93 ع
(566) أنس بن مالك القشيري الكعبي أبو أمية وقيل أبو أميمة أو أبو مية صحابي نزل البصرة 4
الكاشف(478 )أنس بن مالك الكعبي أبو أمية له صحبة نزل البصرة وعنه أبو قلابة وآخر 4
نلاحظ أن التراجم مختصرة عند الحافظين وتكاد أن تكون متشابهة، وهي تعريف بالراوي ، وكنيته ، والنص على صحبته ،وإن كان مقلًّا من روى عنه ، وربما ذكر حديثه إن لم يكن له إلا حديث واحد ، وذكر وفاته ومكانها ، وذكر بعض خصائص هذا الصحابي التي اشتهر بها مثل سيد القراء أو خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وهناك ملاحظة هامة ، فمن كانت صحبته ثابتة بلا ريب قالا عنه ( صحابي ) ، وإنما كانت غير مشهورة ، قالا عنه ( له صحبة )
وهناك بعض الصحابة تكلم فيهم بعض أئمة الجرح والتعديل ، ومع ذلك لم يعوِّل الحافظان على كلامهم فيهم ، مثل بسر بن أبي أرطأة
ففي التقريب( 663) بسر بن أرطاة ويقال ابن أبي أرطاة واسمه عمر [عمير] ابن عويمر ابن عمران القرشي العامري نزيل الشام من صغار الصحابة مات سنة ست وثمانين د ت س
الكاشف(558) بسر بن أرطاة أو ابن أبي أرطاة العامري صحابي له حديثان عنه جنادة بن أبي أمية
فقد تكلم فيه ابن معين ، وذلك لأنه نسب له أعمال سيئة في اليمن وفي المدينة المنورة أثناء الفتنة, والصواب أن هذه الأعمال لم يثبت منها شيء ، ومن حدث بها إما من لم يلقه ، أو ساقط الرواية ، ولا يجوز الاتهام بلا برهان واضح ، والصواب أنه من الصحابة المفترى عليهم ، وقد أجمعوا على عدالة الصحابة من لازم الفتنة ومن لم يلازمها .
وما فعله الحافظان الجليلان هنا هو الصواب الذي لا محيد عنه .
===============
ثانيا-المختلف في صحبته :
(590) إياس بن عبد الله بن أبي ذباب بضم المعجمة وموحدتين الدوسي نزيل مكة مختلف في صحبته وذكره ابن حبان في ثقات التابعين د س ق
الكاشف(500) إياس بن عبدالله بن أبي ذباب الدوسي مختلف في صحبته عنه ولد لابن عمر د س ق
(840) ثعلبة بن زهدم الحنظلي حديثه في الكوفيين مختلف في صحبته وقال العجلي تابعي ثقة د س
الكاشف(705) ثعلبة بن زهدم مختلف في صحبته عنه الأسود بن هلال د س
(842) ثعلبة بن صعير أو ابن أبي صعير بمهملتين مصغر العذري بضم المهملة وسكون المعجمة ويقال ثعلبة ابن عبدالله ابن صعير ويقال عبدالله ابن ثعلبة ابن صعير مختلف في صحبته د
الكاشف(707) ثعلبة بن صعير أو بن أبي صعير له صحبة عنه ابنه عبد الله د
(845) ثعلبة بن أبي مالك القرظي حليف الأنصار أبو مالك ويقال أبو يحيى المدني مختلف في صحبته وقال العجلي تابعي ثقة خ د ق
الكاشف (711) ثعلبة بن أبي مالك القرظي له رؤية وسمع عمر وعنه ابناه منظور وأبو مالك والزهري خ د ق
(973) جُنَادة بضم أوله ثم نون ابن أبي أمية الأزدي أبو عبدالله الشامي يقال اسم أبيه كبير مختلف في صحبته فقال العجلي تابعي ثقة والحق أنهما اثنان صحابي وتابعي متفقان في الاسم
الكاشف (815) جنادة بن أبي أمية الأزدي مختلف في صحبته وله عن عمر ومعاذ وعنه بسر بن سعيد وعلي بن رباح توفي عام ثمانين ع
نلاحظ أنهم اتفقوا في أكثرهم ، والحافظ ابن حجر ينقل توثيقه عن العجلي وابن حبان لأنهما نصَّا على أنه تابعي ، ولم يذكر ذلك الذهبي .
وكل من اختلفوا في صحبته ، فهو ثقة لا يسأل عنه ،ففي المستدرك للحاكم (6893) عَنْ أَبِي بَقَّالٍ الْمُرِّيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَبَاحَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، يَقُولُ : حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي أَسْمَاءُ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، يَقُولُ : لاَ صَلاةَ لِمَنْ لاَ وُضُوءَ لَهُ ، وَلا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ ، وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِي ، وَلا يُحِبُّ الأَنْصَارَ" .
وفي السنن الكبرى للبيهقي (ج 1 / ص 43)(197)عَنْ رَبَاحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى سُفْيَانَ بْنِ حُوَيْطِبٍ قَالَ حَدَّثَتْنِى جَدَّتِى عَنْ أَبِيهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لاَ وُضُوءَ لَهُ ، وَلاَ وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ ، وَلاَ يُؤْمِنُ بِى مَنْ لاَ يُحِبَّ الأَنْصَارَ ». أَبُو ثِفَالٍ الْمُرِّىِّ يُقَالَ اسْمُهُ ثُمَامَةُ بْنُ وَائِلٍ ، وَقِيلَ ثُمَامَةُ بْنُ حُصَيْنٍ ، وَجَدَّةُ رَبَاحٍ هِىَ أَسْمَاءُ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ.
قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير معلقا :" قال ابْنُ الْقَطَّانِ : إنَّ جَدَّةَ رَبَاحٍ أَيْضًا لَا يُعْرَفُ اسْمُهَا ، وَلَا حَالُهَا "كَذَا قَالَ ،فَأَمَّا هِيَ فَقَدْ عُرِفَ اسْمُهَا مِنْ رِوَايَةِ الْحَاكِمِ ، وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ أَيْضًا مُصَرِّحًا بِاسْمِهَا ،وَأَمَّا حَالُهَا فَقَدْ ذُكِرَتْ فِي الصَّحَابَةِ ، وَإِنْ لَمْ يَثْبُتْ لَهَا صُحْبَةٌ فَمِثْلُهَا لَا يُسْأَلُ عَنْ حَالِهَا "(1).
ولكنهم اختلفوا في ثعلبة بن صعير فقد قال الحافظ ابن حجر : مختلف في صحبته ، بينما قال الذهبي له صحبة .
قلت : قال يحيى بن معين : ثعلبة بن عبدالله بن أبي صعير وثعلبة ابن أبي مالك جميعا قد رأيا النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وقال الحافظ ابن حجر معقباً : قلت:وقال الدارقطني الصواب فيه عبد الله بن ثعلبة بن أبي صعير لثعلبة صحبة ولعبد الله رؤية والله أعلم"(2).
قلت : الصواب أنه مختلف في صحبته كما في الإصابة ، وقد فصل القول فيه الزيلعي في نصب الراية(3).
وله حديث واحد في سنن أبى داود(1622 ) عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَوْ قَالَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِىُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ بَكْرٍ الْكُوفِىِّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى هُوَ بَكْرُ بْنُ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ أَنَّ الزُّهْرِىَّ حَدَّثَهُمْ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَطِيبًا فَأَمَرَ بِصَدَقَةِ الْفِطْرِ صَاعِ تَمْرٍ أَوْ صَاعِ شَعِيرٍ عَنْ كُلِّ رَأْسٍ زَادَ عَلِىٌّ فِى حَدِيثِهِ أَوْ صَاعِ بُرٍّ أَوْ قَمْحٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ - ثُمَّ اتَّفَقَا - عَنِ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ وَالْحُرِّ وَالْعَبْدِ(4).
=================
__________
(1) - التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير (ج 1 / ص 133)
(2) - تهذيب التهذيب (ج 2 / ص 21)(35)
(3) - نصب الراية (ج 2 / ص 408) فما بعدها
(4) - والمعجم الكبير للطبراني(1373) وسنن الدارقطنى(2132) وصحيح ابن خزيمة(2215 ) ومشكل الآثار للطحاوي (2889) ومعرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني(1302 ) والسلسلة الصحيحة (1177 ) وهو صحيح لغيره(1/19)
ثالثاً- المخضرمون :
قال النووي في التقريب : "ومن التابعين المخضرمون، واحدهم مخضرم " بفتح الراء " وهو الذي أدرك الجاهلية وزمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره وأسلم بعده، وعدهم مسلم عشرين نفساً، وهم أكثر"(1).
زاد السيوطي في تدريب الراوي: (ولا صحبة له) ؛ ثم قال : (هذا مُصطلح أهل الحديث فيه, لأنَّه مُتردد بين طبقتين لا يُدرى من أيهما هو, من قولهم: لحم مُخضرم لا يُدرى من ذكر هو أو أُنثى, كما في «المُحكم» و«الصِّحَاح» .
وطعامٌ مُخضرم, ليس بحلو ولا مُر, حكاه ابن الأعرابي.
وقيلَ: من الخضرمة, بمعنى القطع, من خَضْرموا آذان الإبل, قطعوها, لأنَّه اقتطع عن الصَّحابة, وإن عاصر لعدم الرؤية.
أو من قولهم: رجلٌ مُخضرم ناقص الحسب, وقيلَ: ليس بكريم النَّسب, وقيلَ: دعيٌّ, وقيلَ: لا يُعرف أبَوَاه, وقيلَ: ولدتهُ السَّراري, لكونه ناقص الرُّتبة عن الصَّحَابة, لعدم الرؤية مع إمكانه.
وسواء أدركَ في الجَاهلية نصف عُمره أم لا, والمُراد بإدراكها, قال المُصنِّف في «شرح مسلم» : ما قبل البعثة، قال العِرَاقي: وفيه نظر.
والظَّاهر إدراك قومه, أو غيرهم على الكُفر قبل فتح مَكَّة, فإنَّ العرب بعدهُ بادروا إلى الإسْلام, وزال أمر الجَاهلية, وخَطَب - صلى الله عليه وسلم - في الفتح بإبطال أمرها.
أمَّا المُخضرم في اصطلاح أهل اللغة, فهو الَّذي عاش نصف عُمره في الجاهلية, ونصفه في الإسْلام, سواء أدرك الصَّحَابة أم لا.
فبين الاصْطلاحين عمومٌ وخُصُوص من وجه, فحكيم بن حِزَام مُخضرم باصطلاح أهل اللغة, لا الحديث.(2)
وهذه أمثلة منهم :
(286)- أحزاب بن أسيد بفتح أوله على المشهور يكنى أبا رهم بضم الراء السمعي بفتح المهملة والميم مختلف في صحبته والصحيح أنه مخضرم ثقة د س ق
الكاشف (235) أحزاب أبورهم السماعي والسمعي بفتحتين والسمعي بالكسر والسكون مختلف في صحبته وله عن أبي أيوب والعرباض وعنه أبو الخير مرثد وجماعة د س ق
(288) الأحنف بن قيس بن معاوية بن حصين التميمي السعدي أبو بحر اسمه الضحاك وقيل صخر مخضرم ثقة [من الثانية] قيل مات سنة سبع وستين وقيل اثنتين وسبعين ع
الكاشف (237) الأحنف بن قيس أبو بحر التميمي عن عمر وعثمان وعلي وعنه الحسن وحميد بن هلال وجماعة وكان سيدا نبيلا توفي سنة 67 وقيل 72 ع
(406) أسلم العدوي مولى عمر ثقة مخضرم [من الثانية] مات سنة ثمانين وقيل بعد سنة ستين وهو ابن أربع عشرة ومائة سنة ع
الكاشف (341) أسلم عن مولاه عمر وأبي بكر ومعاذ وعنه ابنه زيد ونافع مات سنة ثمانين ع
(508) الأسود بن هلال المحاربي أبو سلام الكوفي مخضرم ثقة جليل من الثانية مات سنة أربع وثمانين خ م د س
الكاشف (426) الأسود بن هلال المحاربي عن عمر ومعاذ وابن مسعود وعنه إبراهيم وأبو حصين وعدة ثقة توفي 84 خ م دس
(509) الأسود بن يزيد بن قيس النخعي أبو عمرو أو أبو عبدالرحمن مخضرم ثقة مكثر فقيه من الثانية مات سنة أربع أو خمس وسبعين ع
الكاشف (427) الأسود بن يزيد النخعي عن عمر وعلي ومعاذ وعنه ابن أخته إبراهيم ومحارب بن دثار وأبو إسحاق له ثمانون حجة وعمرة وكان يصوم حتى يخضر ويختم في ليلتين مات 74 ع
(549) أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري أبو عبدالرحمن وقيل أبو كثير مخضرم ثقة من الثانية مات سنة ثلاث وستين م
الكاشف (464) أفلح عن مولاه أبي أيوب وزيد وعنه ابن سيرين وجماعة قتل بالحرة م
(550) أقرع مؤذن عمر بن الخطاب مخضرم ثقة من الثانية د
الكاشف (465) أقرع مؤذن عمر عنه عبدالله بن شقيق د
قلت : نلاحظ أن الحافظ ابن حجر قد ضبط هذه المرتبة ضبطاً محكما ، فقد نصَّ على أنهم مخضرمون، ونص على ثقتهم ، والذهبي لم يذكر شيئا من ذلك سوى النص على ثقة واحد منهم ، وهنا يتميز التقريب على الكاشف .
=================
__________
(1) - التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير في أصول الحديث (ج 1 / ص 22)
(2) - تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي (ج 2 / ص 129) ومعجم لسان المحدثين (ج 5 / ص 23)(1/20)
رابعا- الذين ذكروا في الصحابة خطأ :
وهناك رواة أخطأ بعض من كتب في الصحابة ، فعدهم في الصحابة ، فنبه الحافظ ابن حجر رحمه الله ذلك ، وهذه بعض الأمثلة مع المقارنة :
(1022) الحارث بن زياد الشامي لين الحديث من الرابعة وأخطأ من زعم أن له صحبة د س
الكاشف (853) الحارث بن زياد عن أبي رهم السماعي وعنه يوسف بن سيف د س
(1073) حبان بن زيد الشرعبي بفتح المعجمة ثم راء ساكنة ثم مهملة مفتوحة ثم موحدة أبو خداش بكسر المعجمة وآخره معجمة ثقة من الثالثة أخطأ من زعم أن له صحبة بخ
الكاشف (895) حبان بن زيد الشرعبي عن عبد الله بن عمرو وعنه حريز بن عثمان شيخ د
(1081) حبة بفتح أوله ثم موحدة ثقيلة ابن جوين بجيم مصغر العرني بضم المهملة وفتح الراء بعدها نون أبو قدامة الكوفي صدوق له أغلاط وكان غاليا في التشيع من الثانية وأخطأ من زعم أن له صحبة مات سنة ست وقيل تسع وسبعين س
لم يذكره الذهبي لأنه ليس على شرطه .
(1093) حبيب بن أبي سُبَيْعة أو ابن سُبَيْعة بمهملة وموحدة مصغرا وقيل سبيعة ابن حبيب الضبعي تابعي ثقة أخطأ من زعم أن له صحبة من الثالثة س
لم يذكره الذهبي لأنه ليس على شرطه.
(1602)حية بن حابس بمهملتين وقبل السين موحدة مقبول من الثالثة ووهم من زعم أن له صحبة بخ ت
الكاشف (1293) حية بن حابس التميمي عن أبيه وعنه يحيى بن أبي كثير ت
نلاحظ أن الحافظ ابن حجر قد ضبط هذا النوع ضبطا دقيقاً ، بعكس الحافظ الذهبي ، وقد نص الحافظ ابن حجر على حكمهم جميعاً ، بينما الذهبي سكت على الأكثر ، وقال عن حبان بن زيد ( شيخ) وهي لفظة تعديل ولكنها في آخر السلَّم ، بينما قال عنه الحافظ ابن حجر ( ثقة) وشتان ما بين العبارتين والمرتبتين .
وفي تهذيب التهذيب، قلت: وذكره ابن حبان في الثقات وقد تقدم أن أبا داود قال:" شيوخ حريز كلهم ثقات"(1).
قلت : ولهذا السبب حكم الحافظ ابن حجر بثقته .
وهذا يبين أيضاً أن قاعدة لا ترتفع جهالة الراوي إلا برواية ثقتين عنه مختلف فيها ، وكذلك مختلف في حكم مجهول العين ، فهذا الراوي لم يرو عنه سوى حريز ، فهو على قاعدتهم مجهول العين ، ومع هذا رفعت جهالته ، بل ووثقه الحافظ ابن حجر ، وذلك لأن الراوي عنه حريز لا يروي إلا عن الثقات ، ومن ثم فروايته عنه أغنت عن الراوي الثاني وعن الحكم عليه.
وله حديثان فقط ، الأول في سنن أبى داود(3479 ) حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ الْجَعْدِ اللُّؤْلُؤِىُّ أَخْبَرَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ حَبَّانَ بْنِ زَيْدٍ الشَّرْعَبِىِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَرْنٍ ح وَحَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا أَبُو خِدَاشٍ - وَهَذَا لَفْظُ عَلِىٍّ - عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ غَزَوْتُ مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- ثَلاَثًا أَسْمَعُهُ يَقُولُ :« الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِى ثَلاَثٍ فِى الْكَلإِ وَالْمَاءِ وَالنَّارِ ». وصححه الألباني ( وهو صحيح)
والثاني في مسند أحمد (7238) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ حَدَّثَنَا حَرِيزٌ - يَعْنِى ابْنَ عُثْمَانَ الرَّحَبِىَّ - عَنْ حِبَّانَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِى أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى مِنْبَرِهِ يَقُولُ « ارْحَمُوا تُرْحَمُوا وَاغْفِرُوا يَغْفِرِ اللَّهُ لَكُمْ وَيْلٌ لأَقْمَاعِ الْقَوْلِ وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ». وحسنه الشيخ شعيب(2)، وصححه الألباني في وصحيح الجامع (897) ( وهو صحيح)(3)
ـــــــــــــــــــــ
المرتبة الثانية
من أُكد مدحه بأكثر من عبارة
وهي قول الحافظ رحمه الله :" من أُكد مدحه : إما : بأفعل : كأوثق الناس، أو بتكرير الصفة لفظاً: كثقة ثقة، أو معنى : كثقة حافظ" .
وهي أعلى مرتبة من مراتب التعديل بلا خلاف ، وعدد من قيل فيهم كذلك ليس بالكثير ، وأحاديثهم هي أصح الأحاديث كذلك .
أمثلة لهذه المرتبة مع المقارنة بالتهذيب أصل الكتاب :
أما عبارة ( أوثق الناس ) فلم أجد راويا في التقريب قيل عنه ذلك، والذين ذكروا في تهذيب التهذيب هم :
إبراهيم بن ميسرة :
وفي التهذيب : " قال البخاري عن علي له نحو ستين حديثا وأكثر، وقال الحميدي عن سفيان أخبرني إبراهيم بن ميسرة من لم تر عيناك والله مثله ،وقال حامد البلخي عن سفيان كان من أوثق الناس وأصدقهم، وقال أحمد ويحيى والعجلي والنسائي ثقة وقال ابن سعد مات في خلافة مروأن ابن محمد، وقال البخاري مات قريبا من سنة 132 قلت : بقية كلام ابن سعد وكان ثقة كثير الحديث، وقال ابن المديني قلت لسفيان أين كان حفظ إبراهيم بن طاوس من حفظ ابن طاوس، قال: لو شئت أن أقول لك إني أقدِّمُ إبراهيم عليه في الحفظ لقلت، وقال أبو حاتم: صالح، وذكره ابن حبان في الثقات."(4).
وفي تقريب التهذيب (260) إبراهيم بن ميسرة الطائفي نزيل مكة ثبت حافظ من الخامسة مات سنة اثنتين وثلاثين ع
وفي الكاشف (212) إبراهيم بن ميسرة المكي عن أنس وابن المسيب وخلق وعنه شعبة والسفيانان له ستون حديثا قال الحميدي قال لي سفيان: لم تر عيناك مثله ع
جابر بن يزيد بن الأسود السوائي:
قال يحيى بن أبي بكير، عن شعبة: كان جابر إذا قال: حدثنا ، وسمعت ، فهو من أوثق الناس(5).
وفي تهذيب التهذيب -د ت س أبي داود والترمذي والنسائي جابر بن يزيد بن الأسود السوائي ويقال الخزاعي عن أبيه وله صحبة وعنه يعلى بن عطاء قال ابن المديني لم يرو عنه غيره، وقال النسائي: ثقة،قلت: وذكره ابن حبان في الثقات، وخرج حديثه في صحيحه.(6)
وفي تقريب التهذيب(877) جابر بن يزيد بن الأسود السوائي ويقال الخزاعي صدوق من الثالثة ولأبيه صحبة د ت س
وفي الكاشف (738 ) جابر بن يزيد بن الأسود عن أبيه وله صحبة وعنه يعلى بن عطاء وثقه النسائي د ت س
قلت : الصواب أن يقال فيه على الأقل ثقة ، وكذلك لم يرو عنه غير يعلى بن عطاء ،وهذا يبين أن اشتراط رواية عدلين عن الراوي حتى ترتفع جهالته غير متفق عليه كما في هذا المثال وغيره .
الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب :
وفي تهذيب التهذيب : " الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي أبو محمد المدني وأبوه يعرف بابن الحنفية روى عن أبيه وابن عباس وسلمة بن الأكوع وأبي هريرة وأبي سعيد وعائشة وجابر بن عبد الله وغيرهم.
وعنه عمرو بن دينار وعاصم بن عمر بن قتادة والزهري وأبان ابن صالح وقيس بن مسلم وعبد الواحد بن أيمن وجماعة.
قال مصعب الزبيري ومغيرة بن مقسم وعثمان ابن إبراهيم الحاطبي: هو أول من تكلم في الإرجاء وتوفي في خلافة عمر بن عبد العزيز وليس له عقب، وقال ابن سعد كان من ظرفاء بني هاشم وأهل الفضل منهم وكان يقدَّم على أخيه أبي هاشم في الفضل والهيئة ،وهو أول من تكلم في الإرجاء ،وقال الزهري ثنا الحسن وعبد الله ابنا محمد وكان الحسن أرضاهما في أنفسنا ،وفي رواية وكان الحسن أوثقهما، وقال محمد بن إسماعيل الجعفري حدثنا عبد الله بن سلمة بن أسلم عن أبيه عن حسن بن محمد قال: وكان من أوثق الناس عند الناس، وقال سفيان عن عمرو بن دينار: ما كان الزهري إلا من غلمان الحسن بن محمد، وقال ابن حبان: كان من علماء الناس بالاختلاف، وقال سلام بن أبي مطيع عن أيوب :أنا أتبرأ من الإرجاء إنَّ أول من تكلم فيه رجل من أهل المدينة يقال له الحسن بن محمد، وقال عطاء بن السائب عن زاذان وميسرة إنهما دخلا على الحسن بن محمد فلاماه على الكتاب الذي وضع في الإرجاء فقال لزاذان: يا أبا عمرو لوددت أني كنت مت ولم أكتبه، وقال خليفة مات سنة 99 أو مائة وقيل غير ذلك في وفاته، قلت: المراد بالإرجاء الذي تكلم الحسن بن محمد فيه غير الإرجاء الذي يعيبه أهل السنة المتعلق بالإيمان، وذلك أني وقفت على كتاب الحسن بن محمد المذكور أخرجه ابن أبي عمر العدني في كتاب الإيمان، له، في آخره، قال: حدثنا إبراهيم بن عيينة، عن عبد الواحد بن أيمن، قال: كان الحسن بن محمد يأمرني أن أقرأ هذا الكتاب على الناس: أما بعد، فإنا نوصيكم بتقوى الله - فذكر كلاما كثيرا في الموعظة والوصية لكتاب الله واتباع ما فيه، وذكر اعتقاده، ثم قال في آخره -: " ونوالي أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ونجاهد فيهما لأنهما لم تقتتل عليهما الأمة ولم تشك في أمرهما، ونرجئ من بعدهما ممن دخل في الفتنة فنكل أمرهم إلى الله "، إلى آخر الكلام، فمعنى الذي تكلم فيه الحسن أنه كان يرى عدم القطع على إحدى الطائفتين المقتتلتين في الفتنة بكونه مخطئا أو مصيبا، وكان يرى أنه يرجئ الأمر فيهما.
وأما الإرجاء الذي يتعلق بالإيمان فلم يعرج عليه، فلا يلحقه بذلك عاب(7). " .
وفي تقريب التهذيب (1284 ) الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي أبو محمد المدني وأبوه بن الحنفية ثقة فقيه يقال إنه أول من تكلم في الإرجاء من الثالثة مات سنة مائة أو قبلها بسنة ع .
روح بن الفرج القطان أبوالزنباع المصري:
وفي التهذيب :" روح بن الفرج قطان أبو الزنباع المصري روى عن يوسف بن عدي وعمرو بن خالد الحراني وسعيد بن عفير وأبي صالح كاتب الليث عبد الله بن صالح ويحيى بن بكير وغيرهم.
وعنه المحاملي والطحاوي وعلي بن محمد المصري وعبد الله بن إسحاق وأبو العباس الأصم والطبراني، وكان من الثقات ،وقال ابن يونس توفي في ذي القعدة سنة 282 وكان مولده في سنة 204 ،قلت : قال الكندي في الموالي كان من أوثق الناس وقال ابن قديد ذاك رجل نفسه رفعه الله بالعلم والصدق وقال الخطيب: كان ثقة"(8).
وفي تقريب التهذيب(1967 ) روح بن الفرج القطان أبو الزنباع بكسر الزاي وسكون النون بعدها موحدة المصري ثقة من الحادية عشرة مات سنة اثنتين وثمانين وله أربع وثمانون تمييز .
عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي:
وفي التهذيب: "عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي أبو الحارث المدني وأمه حنتمة بنت عبد الرحمن بن هشام .
روى عن أبيه وخاله أبي بكر بن عبد الرحمن وأنس وعمرو بن سليم الزرقي وعوف بن الحارث رضيع عائشة وصالح بن خوات بن جبير.
وعنه أخوه عمر وابن أخيه مصعب بن ثابت وابن بن عمه عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير ووبرة بن عبد الرحمن ويحيى بن سعيد الأنصاري وعبد الله بن سعيد بن أبي هند وابن جريج وأبو صخرة جامع بن شداد وسعيد بن مسلم بن باتك وأبو حازم سلمة بن دينار وعثمان ابن حكيم وعثمان ابن أبي سليمان وعمرو بن دينار ومحمد بن عجلان والزبيدي ومخرمة بن بكير ومالك بن أنس وأبو العميس وغيرهم. قال عبد الله بن أحمد عن أبيه ثقة من أوثق الناس وقال ابن معين والنسائي ثقة وقال أبو حاتم ثقة صالح ،وقال مالك كان يغتسل كل يوم ويواصل صوم سبع عشرة يومين وليلة، أخرج له ت في الأمر بتحية المسجد(9)، قال الواقدي مات قبل هشام أو بعده بقليل قال: ومات هشام سنة أربع وعشرين ومائة، قلت بل سنة 5، وقال العجلي: مدني تابعي ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان عالما فاضلا مات سنة 121 ،وقال ابن سعد: كان عابدا فاضلا وكان ثقة مأمونا وله أحاديث يسيرة ،وقال الخليلي: أحاديثه كلُّها يحتجُّ بها"(10).
وفي التقريب (3099 ) عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي أبو الحارث المدني ثقة عابد من الرابعة مات سنة إحدى وعشرين ع.
وفي الكاشف (2538 ) عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام عابد كبير القدر سمع أباه وجماعة وعنه مالك وفليح قال ابن عيينة اشترى نفسه من الله ست مرات مات بعد 120 ع.
عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبى الحارثي:
قال في التهذيب : " قال ابن معين أوثق الناس في الموطأ القعنبي ثم عبد الله بن يوسف وقال مرة ما بقي على أديم الأرض أوثق في الموطأ من عبد الله بن يوسف".(11)
وفي تقريب التهذيب (3620 ) عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي الحارثي أبو عبد الرحمن البصري أصله من المدينة وسكنها مدة ثقة عابد كان ابن معين وابن المديني لا يقدمان عليه في الموطأ أحدا من صغار التاسعة مات في سنة إحدى وعشرين بمكة خ م د ت س
وفي الكاشف (2985 ) عبد الله بن مسلمة بن قعنب أبو عبد الرحمن الحارثي القعنبي أحد الأعلام عن أفلح بن حميد وابن أبي ذئب وعنه البخاري ومسلم وأبو داود وابن الضريس وأبو خليفة قال أبو حاتم ثقة حجة لم أر أخشع منه وقال أبو زرعة ما كتبت عن أحد أجلَّ في عيني منه مات في المحرم 221 خ م د ت س.
محمد بن كثير بن أبي عطاء الثقفي مولاهم أبو أيوب الصنعاني:
وفي التهذيب : " محمد بن كثير بن أبي عطاء الثقفي مولاهم أبو أيوب الصنعاني نزيل المصيصة يقال هو من صنعاء دمشق..
قال البخاري ضعفه أحمد وقال: بعث إلى اليمن فأتى بكتاب فرواه ،وقال عبد الله بن أحمد ذكر أبي بن كثير فضعفه جدا وضعف حديثه عن معمر جدا ،وقال هو منكر الحديث، وقال: يروي أشياء منكرة ،وقال صالح بن أحمد عن أبيه لم يكن عندي ثقة بلغني أنه قيل له كيف سمعت من معمر قال سمعت منه باليمن بعث بها إلى إنسان من اليمن، وقال حاتم بن الليث عن أحمد ليس بشيء يحدث بأحاديث مناكير ليس لها أصل، وقال يونس بن حبيب قلت لابن المديني :إن محمد بن كثير حدث عَنْ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ : " هَذَانِ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ إِلَّا النَّبِيِّينَ وَالمُرْسَلِينَ "(12)،فقال علي: كنت أشتهي أن أرى هذا الشيخ فلان لا أحب أن أراه، وقال الآجري عن أبي داود: لم يكن يفهم الحديث ،وقال أبو حاتم: كان رجلا صالحا سكن المصيصة وأصله من صنعاء اليمن، وفي حديثه بعض الإنكار ،وقال أبو حاتم أيضا :دفع إليَّ محمد بن كثير كتابا من حديثه عن الأوزاعي ،فكان يقول في كل حديث منها: ثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي وهو محمد بن كثير، وقال صالح بن محمد: صدوق كثير الخطأ، وقال البخاري: ليِّنٌ جدًّا ،وقال إبراهيم بن الجنيد عن ابن معين: كان صدوقا ،وقال عبيد بن محمد الكشوري عن ابن معين ثقة، وقال أبو حاتم سمعت الحسن بن الربيع يقول: محمد بن كثير اليوم أوثق الناس وينبغي لمن يطلب الحديث لله تعالى أن يخرج إليه كان يكتب عنه وإسحاق الفزاري حيٌّ ،وكان يعرف بالخير مذ كان، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطئ ويغرب، وقال ابن سعد كان من صنعاء ونشأ بالشام ونزل المصيصة، وكان ثقة ،ويذكرون أنه اختلط في أواخر عمره ،ومات سنة ست عشرة ومائتين ،وفيها أرَّخه البخاري، وزاد في ذي الحجة ،وقال ابن أبي عاصم: مات سنة سبع عشرة ،وقال أبو داود سنة ثمان عشرة أو تسع عشرة، قلت: وقال النسائي: ليس بالقوي كثير الخطأ، ومن أوهامه أنه روى عن الثوري عن إسماعيل عن قيس عن جرير أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن أربعمائة فقلنا أطعمنا فقال لعمر قم فأطعمهم الحديث وإنما رواه الثوري بهذا الإسناد عن دكين بن سعد بدل جرير وكذا حدث به الثقات عن الثوري وقال الساجي صدوق كثير الغلط(13)،وقال أبو أحمد الحاكم :ليس بالقوي عندهم، وقال ابن عدي له أحاديث لا يتابعه عليها أحد."(14).
وفي التقريب (6251 ) محمد بن كثير بن أبي عطاء الثقفي الصنعاني أبو يوسف نزيل المصيصة صدوق كثير الغلط من صغار التاسعة مات سنة بضع عشرة د ت س.
وفي الكاشف(5126) محمد بن كثير الصنعاني ثم المصيصي عن معمر وابن شوذب وعنه الدارمي ومحمد بن عوف مختلف فيه صدوق اختلط بآخره توفي 216 د ت س.
يوسف بن يزيد بن كامل بن حكيم القرشي:
وفي تهذيب التهذيب: " يوسف بن يزيد بن كامل بن حكيم القرشي مولى بني أمية أبو يزيد القراطيسي المصري حضر جنازة ابن وهب ورأى الشافعي.
روى عن أسد بن موسى وحجاج بن إبراهيم الأزرق وأبي صالح عبد الله بن صالح والمعلى بن الوليد القعقاعي والوليد بن صالح النحاس ويعقوب بن إسحاق القزمي. روى عنه النسائي فيما ذكر صاحب الكمال ،قال المزِّي: لم أقف على روايته عنه في السنن، وعبد الله بن جعفر بن الورد بن زنجويه وعلي بن محمد السكري وأبو علي بن هارون بن شعيب والحسين بن محمد القزمي وأبو القاسم الطبراني، قال ابن يونس بلغت سنة مائة سنة إلا أربعة أشهر، وكان ثقة صدوقا ،ويقال إنه ولد في آخر سنة أربع وثمانين ومائة وتوفي سنة سبع وثمانين ومائتين، قلت: وقال مسلمة: توفي في ربيع الأول ،أخبرنا عنه غير واحد ،وقال أحمد بن سعيد الصدفي سمعت أحمد بن خالد يقول: يوسف بن يزيد القراطيسي من أوثق الناس ولم أر مثله ولا لقيت أحدا إلا وقد ليِّن أو تكلَّم فيه إلا يوسف بن يزيد ويحيى بن أيوب العلَّاف ورفع من شأن يوسف" .(15)
وأما الذين قال عنهم ثقة ثقة فهم :
تقريب التهذيب (2066) زياد بن حسان ابن قرة الباهلي المعروف بالأعلم ثقة ثقة قاله أحمد من الخامسة خ د س
تقريب التهذيب (2608) سليمان ابن أبي مسلم المكي الأحول خال ابن أبي نجيح قيل اسم أبيه عبدالله ثقة ثقة قاله أحمد من الخامسة ع
تقريب التهذيب (2865) صالح بن صالح بن حي ويقال بين ابن صالح وحي مسلم ويقال حيان وحي لقب حيان وقد ينسب إلى جد أبيه فيقال صالح ابن حي وصالح ابن حيان قال أحمد ثقة ثقة من السادسة مات سنة ثلاث وخمسين ووثقه العجلي وضعف صالح بن حيان القرشي الذي تقدم ذكره هذا تحريره ع
تقريب التهذيب (2904) صخر بن جويرية أبو نافع مولى بني تميم أو بني هلال قال أحمد ثقة ثقة وقال القطان: ذهب كتابه ثم وجده فتكلم فيه لذلك من السابعة خ م د ت س
تقريب التهذيب (5148)عمران ابن حدير بمهملات مصغر السدوسي أبو عبيدة بالضم البصري ثقة ثقة من السادسة مات سنة تسع وأربعين م د ت س
وفي قوله ثقة حافظ ،فقد ذكر في هذه المرتبة (126) مائة وستة وعشرين راوياً .
أمثلة :
(3) أحمد بن إبراهيم ابن كثير بن زيد الدورقي النكري بضم النون البغدادي ثقة حافظ من العاشرة مات سنة ست وأربعين م د ت ق
(10) أحمد بن إشكاب الحضرمي أبو عبدالله الصفار واسم إشكاب مجمع وهو بكسر الهمزة بعدها معجمة ثقة حافظ من الحادية عشرة مات سنة سبع عشرة أو بعدها خ
(25) أحمد بن الحسن بن جنيدب بالجيم والنون مصغر الترمذي أبو الحسن ثقة حافظ من الحادية عشرة مات سنة خمسين تقريبا خ ت
( 29) أحمد بن حميد الطريثيثي بضم أوله وراء ومثلثتين مصغرا يكنى أبا الحسن ويعرف بدار أم سلمة ثقة حافظ من العاشرة مات سنة عشرين وقيل بعدها خ س
(37) أحمد بن سعيد ابن إبراهيم الرباطي المروزي أبو عبدالله الأشقر ثقة حافظ من الحادية عشرة مات سنة ست وأربعين خ م د ت س
__________
(1) - تهذيب التهذيب (ج 2 / ص 150)
(2) - انظر طرقه في المسند الجامع (ج 11 / ص 331) (8582) -الأقماع : جمع قمع وهو الإناء الذى يترك فى رءوس الظروف لتملأ بالمائعات
(3) - وفي الترغيب والترهيب للمنذري(3413 ) رواه أحمد بإسناد جيد
(4) - تهذيب التهذيب (ج 1 / ص 150)(313)
(5) - تهذيب الكمال للمزي (ج 4 / ص 467) وتهذيب التهذيب (ج 2 / ص 41)
(6) - تهذيب التهذيب (ج 1 / ص 150)(313 ) وحديثه في صحيح ابن حبان (ج 4 / ص 431)(1564 و1565) وقد حكموا على حديثه بالصحة
(7) - تهذيب الكمال للمزي (ج 6 / ص 319) وتهذيب التهذيب (ج 2 / ص 277)
(8) - تهذيب التهذيب (ج 3 / ص 256) وتهذيب الكمال للمزي (ج 9 / ص 250)
(9) - قلت : أخرجه مسلم في صحيحه (1687 ) عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِىِّ عَنْ أَبِى قَتَادَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ ».
(10) - تهذيب التهذيب (ج 5 / ص 64) وتهذيب الكمال للمزي (ج 14 / ص 58)
(11) - تهذيب التهذيب (ج 6 / ص 79)
(12) - سنن الترمذى(4026 ) وقال :هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ
(13) - ففي الْمُعْجَمُ الْكَبِيرُ لِلطَّبَرَانِيِّ (4094 ) حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، ثنا الْحُمَيْدِيُّ ، ثنا سُفْيَانُ ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ قَيْسًا ، يَقُولُ : حَدَّثَنِي دُكَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي أَرْبَعِمِئَةِ رَاكِبٍ نَسْأَلُهُ الطَّعَامَ ، فَقَالَ : " يَا عُمَرُ اذْهَبْ فَأَطْعِمْهُمْ وأَعْطِهِمْ " فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عِنْدِي إِلَّا آصُعٌ مِنْ تَمْرٍ مَا يَقْتَاتُهُنَّ عِيَالِي ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : اسْمَعْ وَأَطِعْ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : سَمْعٌ وَطَاعَةٌ ، فَانْطَلَقَ عُمَرُ حَتَّى أَتَى عُلَيَّةَ فَأَخْرَجَ مِفْتَاحًا مِنْ حُجْزَتِهِ فَفَتَحَهَا ، فَقَالَ لِلْقَوْمِ : ادْخُلُوا ، فَدَخَلُوا وَكُنْتُ آخِرَ الْقَوْمِ دُخُولًا فَأَخَّرْتُ ثُمَّ الْتَفَتُّ فَإِذَا مِثْلُ الْفَصِيلِ مِنَ التَّمْرِ . حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نُمَيْرٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ دُكَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ الْمُزَنِيِّ ، قَالَ : جِئْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ن َسْأَلُهُ الطَّعَامَ وَنَحْنُ أَرْبَعُمِائَةِ رَاكِبٍ ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ . حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِقَالٍ الْحَرَّانِيِّ ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ دُكَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ الْمُزَنِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - نَحْوَهُ . ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ ، ثنا أَبِي ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ دُكَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَهُ ".
(14) - تهذيب التهذيب (ج 9 / ص 370) وتهذيب الكمال للمزي (ج 26 / ص 332)
(15) - تهذيب التهذيب (ج 11 / ص 378)(1/21)
(39) أحمد بن سعيدابن صخر الدارمي أبو جعفر السرخسي ثقة حافظ من الحادية عشرة مات سنة ثلاث وخمسين أيضا خ م د ت ق
(43) أحمد بن سليمان ابن عبدالملك أبو الحسين الرهاوي ثقة حافظ من الحادية عشرة مات سنة إحدى وستين س
(44) أحمد بن سنان ابن أسد ابن حبان بكسر المهملة بعدها موحدة أبو جعفر القطان الواسطي ثقة حافظ من الحادية عشرة مات سنة تسع وخمسين وقيل قبلها خ د م س ق
(45) أحمد بن سيار ابن أيوب أبو الحسن المروزي الفقيه ثقة حافظ من الحادية عشرة مات سنة ثمان وستين وله سبعون سنة س
(48) أحمد بن صالح المصري أبو جعفر ابن الطبري ثقة حافظ من العاشرة تكلم فيه النسائي بسبب أوهام له قليلة ونقل عن ابن معين تكذيبه وجزم ابن حبان بأنه إنما تكلم في أحمد بن صالح الشمومي فظن النسائي أنه عنى ابن الطبري مات سنة ثمان وأربعين وله ثمان وسبعون سنة خ د
(50) أحمد بن الصباح النهشلي أبو جعفر ابن أبي سريج الرازي المقرئ ثقة حافظ له غرائب من العاشرة مات بعد سنة أربعين خ د س.
وقوله ثقة ثبت في (137) راوياً، وهذه أمثلة منهم :
( 182) إبراهيم بن سليمان الأفطس الدمشقي ثقة ثبت إلا أنه يرسل من الثامنة ت ق
( 384) إسحاق بن منصور بن بهرام الكوسج أبو يعقوب التميمي المروزي ثقة ثبت من الحادية عشرة مات سنة إحدى وخمسين خ م ت س ق
( 425) إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد ابن العاص ابن سعيد ابن العاص ابن أمية الأموي ثقة ثبت من السادسة مات سنة أربع وأربعين وقيل قبلها ع
( 431) إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري الزرقي أبو إسحاق القارىء ثقة ثبت من الثامنة مات سنة ثمانين ع
( 438) إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي مولاهم البجلي ثقة ثبت من الرابعة مات سنة ست وأربعين ع
قلت : وهؤلاء الرواة قد اتفق العلماء على عدالتهم ، فقد بلغوا الذروة العليا في التعديل.
وهناك عبارات أخرى في هذه المرتبة استخدمها الحافظ ابن حجر لبعض الرواة ، وهذه أهمها :
أعلى عبارة وردت للحافظ ابن حجر رحمه الله في التزكية عن الإمام البخاري رحمه الله :
ففي التقريب ( 5727) محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي أبو عبد الله البخاري جبل الحفظ وإمام الدنيا في فقه الحديث من الحادية عشرة مات سنة ست وخمسين في شوال وله اثنتان وستون سنة ت س
وقال عن الإمام مالك (6425) مالك بن أنس ابن مالك بن أبي عامر ابن عمرو الأصبحي أبو عبد الله المدني الفقيه إمام دار الهجرة رأس المتقنين وكبير المتثبتين حتى قال البخاري أصح الأسانيد كلها مالك عن نافع عن ابن عمر من السابعة مات سنة تسع وسبعين وكان مولده سنة ثلاث وتسعين وقال الواقدي بلغ تسعين سنة ع
وقال عن الإمام الشافعي (5717) محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان ابن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب المطلبي أبو عبد الله الشافعي المكي نزيل مصر رأس الطبقة التاسعة وهو المجدد لأمر الدين على رأس المائتين مات سنة أربع ومائتين وله أربع وخمسون سنة خت 4
وقال عن أبي حاتم الرازي (5718) محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي أبو حاتم الرازي أحد الحفاط من الحادية عشرة مات سنة سبع وسبعين [خ] د س فق
وقال عن أبي زرعة الرازي (4316) عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد ابن فروخ أبو زرعة الرازي إمام حافظ ثقة مشهور من الحادية عشرة مات سنة أربع وستين وله أربع وستون م ت س ق
وعن أبي حنيفة (7153) النعمان بن ثابت الكوفي أبو حنيفة الإمام يقال أصلهم من فارس ويقال مولى بني تيم فقيه مشهور من السادسة مات سنة خمسين [ومائة] على الصحيح وله سبعون سنة ت س
وقال عن الإمام أحمد (96) أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني المروزي نزيل بغداد أبو عبد الله أحد الأئمة ثقة حافظ فقيه حجة وهو رأس الطبقة العاشرة مات سنة إحدى وأربعين وله سبع وسبعون سنة ع
وقال عن الزهري (6296) محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب ابن عبد الله بن الحارث ابن زهرة بن كلاب القرشي الزهري [وكنيته] أبو بكر الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه [وثبته] وهو من رؤوس الطبقة الرابعة مات سنة خمس وعشرين وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين ع
وقال عن سفيان الثوري (2445) سفيان ابن سعيد بن مسروق الثوري أبو عبد الله الكوفي ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة من رؤوس الطبقة السابعة وكان ربما دلس مات سنة إحدى وستين وله أربع وستون ع
وقال عن سفيان ابن عيينة (2451) سفيان ابن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي أبو محمد الكوفي ثم المكي ثقة حافظ فقيه إمام حجة إلا أنه تغير حفظه بأخرة وكان ربما دلس لكن عن الثقات من رؤوس الطبقة الثامنة وكان أثبت الناس في عمرو بن دينار مات في رجب سنة ثمان وتسعين وله إحدى وتسعون سنة ع
وقال عن شعبة بن الحجاج (2790) شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي مولاهم أبو بسطام الواسطي ثم البصري ثقة حافظ متقن كان الثوري يقول هو أمير المؤمنين في الحديث وهو أول من فتش بالعراق عن الرجال وذب عن السنة وكان عابدا من السابعة مات سنة ستين ع
وقال عن عبد الرحمن بن مهدي (4018) عبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري مولاهم أبو سعيد البصري ثقة ثبت حافظ عارف بالرجال والحديث قال ابن المديني ما رأيت أعلم منه من التاسعة مات سنة ثمان وتسعين [ومائة] وهو ابن ثلاث وسبعين سنة ع
وقال عن ابن المديني (4760) علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي مولاهم أبو الحسن ابن المديني بصري ثقة ثبت إمام أعلم أهل عصره بالحديث وعلله حتى قال البخاري : ما استصغرت نفسي إلا عند علي بن المديني ،وقال فيه شيخه ابن عيينة :كنت أتعلم منه أكثر مما يتعلم مني، وقال النسائي :كأن الله خلقه للحديث عابوا عليه إجابته في المحنة لكنه تنصل وتاب واعتذر بأنه كان خاف على نفسه من العاشرة مات سنة أربع وثلاثين على الصحيح خ ت س فق
وقال عن الأوزاعي (3967) عبد الرحمن بن عمرو ابن أبي عمرو الأوزاعي أبو عمرو الفقيه ثقة جليل من السابعة مات سنة سبع وخمسين ع
وقال عن الليث بن سعد (5684) الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي أبو الحارث المصري ثقة ثبت فقيه إمام مشهور من السابعة مات في شعبان سنة خمس وسبعين ع
وقال عن ابن وهب (3694) عبدالله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم أبو محمد المصري الفقيه ثقة حافظ عابد من التاسعة مات سنة سبع وتسعين [ومائة] وله اثنتان وسبعون سنة ع
وقال عن الترمذي (6206) محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك السلمي الترمذي أبو عيسى صاحب الجامع أحد الأئمة [ثقة حافظ] من الثانية عشرة مات سنة تسع وسبعين
وقال عن أبي داود (2533) سليمان ابن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد الأزدي السجستاني أبو داود ثقة حافظ مصنف السنن وغيرها من كبار العلماء من الحادية عشرة مات سنة خمس وسبعين ت س
وقال عن ابن ماجة (6409) محمد بن يزيد الربعي بفتح الراء والموحدة القزويني أبو عبد الله ابن ماجة بتخفيف الجيم صاحب السنن أحد الأئمة حافظ صنف السنن والتفسير والتاريخ ومات سنة ثلاث وسبعين وله أربع وستون
وقال عن النسائي (47) أحمد بن شعيب بن علي بن سنأن ابن بحر بن دينار أبو عبد الرحمن النسائي الحافظ صاحب السنن مات سنة ثلاث وثلاثمائة وله ثمان وثمانون سنة
وقال عن الأعمش ( 2615) سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي أبو محمد الكوفي الأعمش ثقة حافظ عارف بالقراءات ورع لكنه يدلس من الخامسة مات سنة سبع وأربعين أو ثمان وكان مولده أول سنة إحدى وستين ع
وقال عن الدارمي (3434) عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام السمرقندي أبو محمد الدارمي الحافظ صاحب المسند ثقة فاضل متقن من الحادية عشرة مات سنة خمس وخمسين وله أربع وسبعون م د ت
وقال عن سليمان بن حرب (2545) سليمان ابن حرب الأزدي الواشحي بمعجمة ثم مهملة البصري قاضي مكة ثقة إمام حافظ من التاسعة مات سنة أربع وعشرين وله ثمانون سنة ع
وقال عن الطيالسي (2550) سليمان بن داود بن الجارود أبو داود الطيالسي البصري ثقة حافظ غلط في أحاديث من التاسعة مات سنة أربع ومائتين خت م
وقال عن دحيم (3793) عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو العثماني مولاهم الدمشقي أبو سعيد لقبه دحيم بمهملتين مصغر ابن اليتيم ثقة حافظ متقن من العاشرة مات سنة خمس وأربعين وله خمس وسبعون خ د س ق
وقال عن القطان (7557) يحيى بن سعيد بن فروخ بفتح الفاء وتشديد الراء المضمومة وسكون الواو ثم معجمة التميمي أبو سعيد القطان البصري ثقة متقن حافظ إمام قدوة من كبار التاسعة مات سنة ثمان وتسعين [ومائة] وله ثمان وسبعون ع 4
وقال عن أيوب بن أبي تيمية (605) أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني بفتح المهملة بعدها معجمة ثم مثناة ثم تحتانية وبعد الألف نون أبو بكر البصري ثقة ثبت حجة من كبار الفقهاء العباد من الخامسة مات سنة إحدى وثلاثين ومائة وله خمس وستون ع
وهناك ألفاظ أخرى كثيرة لهذه المرتبة ذكرها علماء الجرح والتعديل ، أشرنا إليها عند كلامنا عن الجرح والتعديل
ملاحظة هامة :
لقد ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله ضمن هذه المرتبة وغيرها وصف بعض الرواة بأنه يدلس ،كالحسن البصري والأعمش وغيرهما من كبار الأئمة الثقات .
قال في ترجمة الحسن البصري :
(1227) الحسن بن أبي الحسن البصري واسم أبيه يسار بالتحتانية والمهملة الأنصاري مولاهم ثقة فقيه فاضل مشهور وكان يرسل كثيرا ويدلِّس قال البزار كان يروي عن جماعة لم يسمع منهم فيتجوز ويقول حدثنا وخطبنا يعني قومه الذين حُدِّثوا وخُطبوا بالبصرة هو رأس أهل الطبقة الثالثة مات سنة عشر ومائة وقد قارب التسعين ع
أحكام التدليس:
ولا بد من الكلام عن هذه العلة ، ليكون طالب العلم على بينة من معناها .
التدليسُ : هو أن يروي الراوي عن شيخ سمع منه قليلا بصيغة العنعنة ، موهما للسماع ، أو يدلِّس اسم شيخه كي لا يعرف إذا كان ضعيفاً .
فمن كان من هؤلاء وخرَّج له أصحاب الصحيح فتحمل روايته على الاتصال ، ولو كانت في الصحيحين بصيغة العنعنة كالأعمش والثوري والحسن البصري ونحوهم.
وهناك أمر لا بد من التنبيه عليه وهو أن الراوي الذي يروي عن شيخ أدركه وسمع منه كثيرا أو كان من أهل بلده ، فالصحيحُ أن روايته عنه محمولة على الاتصال ، ولو كانت بصيغة العنعنة ، لأنه ليس بحاجة لأن يدلِّس عليه ، ومنهم الوليد بن مسلم وبقية بن الوليد الذي اتهم بتدليس التسوية ، قال ابن عدي بعد ترجمته المطولة : "إذا روى عن الشاميين فهو ثبت ، وإذا روى عن المجهولين فالعهدة منهم لامنه ، وإذا روى عن غير الشاميين فربما وهم عليهم ، وربما كان الوهم من الراوي عنه ، وبقية صاحب حديث ، ومن علامة صاحب الحديث أنه يروي عن الكبار والصغار ، ويروي عنه الكبار من الناس وهذه صورة بقية"(1).
هذا وقد فصلت القول في هذا الموضوع في كتابي فتح المغيث بتيسير مصطلح الحديث .
حكم رواية من رمي بالاختلاط:
وهناك بعض الرواة قد خلطوا في آخر عمرهم ، بسبب كبر السِّنِّ أو حادث ألمَّ بهم ، فهؤلاء إن كانوا ثقات فحديثهم صحيح ، وإن كانوا صدوقين فحديثهم حسن ، هذا هو الأصل ،إلا إذا ثبت أنهم قد رووا هذا الحديث بعينه بعد الاختلاط ، ولم نجد له عاضداً . وليس الأصل التوقف في حديثهم ، فهذا غير صحيح ، ومخالف للقواعد والضوابط .
وهناك رواة اختلطوا فميَّز العلماء بين من روى عنهم قبل الاختلاط ، وبين من روى عنهم بعد الاختلاط ، فقبلوا حديثهم الأول ، وتوقفوا في قبول حديثهم بعد الاختلاط إلا إذا عضد من وجه آخر ، وهكذا .
ـــــــــــــــــــــ
المرتبة الثالثة
من أفرد بصفة تعديل كثقة ..
وهي قوله ": من أفرد بصفة، كثقة، أو متقن، أو ثَبْت، أو عدل. "
أقول : إن الرواة الثقات الذين لا يختلف في عدالتهم قد كفانا الحافظ مؤنتهم وأعطانا عبارة دقيقة في التعديل تدلُّنا على ثقتهم ، وتغنينا عن مراجعة ما قاله الأقدمون فيهم .
وهذه أمثلة لهذه المرتبة :
من قال فيه (ثقة)
(7) أحمد بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي أبو إسحاق البصري ، ثقة كان يحفظ من التاسعة ...
ولو رجعنا إلى التهذيب لوجدنا أنهم اتفقوا على ثقته . فقد قال أحمد : كان عندي إن شاء الله صدوقاً ... ووثقه أبو زرعة وأبو حاتم والنسائي ومحمد بن سعد وابن منجوية وابن حبان(2).
(21) أحمد بن جواس بفتح الجيم وتشديد الواو وآخره مهملة الحنفي أبو عاصم الكوفي ثقة من العاشرة مات سنة ثمان وثلاثين م د
(23) أحمد بن الحجاج البكري المروزي ثقة من العاشرة مات سنة اثنتين وعشرين خ
(31) أحمد بن خالد الخلال بالمعجمة أبو جعفر البغدادي الفقيه ثقة من العاشرة مات سنة سبع وأربعين ت س
(32) أحمد بن الخليل البغدادي نزيل نيسابور أبو علي التاجر ثقة من الحادية عشرة مات سنة ثمان وأربعين س
(49) أحمد بن صالح البغدادي ثقة من الحادية عشرة وليس هو محمد ابن صالح الملقب كيلجة [مات سنة خمس وأربعين] س
وأما من قال فيه (متقن) فلم أجدها مفردة وإنما جاءت مسبوقة بثقة في الغالب كقوله :
(386) إسحاق بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن يزيد الخطمي [الأنصاري] أبو موسى المدني قاضي نيسابور ثقة متقن من العاشرة مات سنة أربع وأربعين م ت س ق
(1817) داود بن أبي هند القشيري مولاهم أبو بكر أو أبو محمد البصري ثقة متقن كان يهم بأخرة من الخامسة مات سنة أربعين وقيل قبلها خ ت م 4
وقوله (ثبت) لم يفردها وحدها بل جاءت مع صيغ المبالغة في التوثيق نحو :
(182) إبراهيم بن سليمان الأفطس الدمشقي ثقة ثبت إلا أنه يرسل من الثامنة ت ق
(260) إبراهيم بن ميسرة الطائفي نزيل مكة ثبت حافظ من الخامسة مات سنة اثنتين وثلاثين ع
(384) إسحاق بن منصور ابن بهرام الكوسج أبو يعقوب التميمي المروزي ثقة ثبت من الحادية عشرة مات سنة إحدى وخمسين خ م ت س ق
وأما كلمة (عدل) فلم يصف بها أحدا من الرواة بهذا الوصف .
وهكذا جميع الرواة المتفق على عدالتهم انظر الأرقام التالية من التقريب مع مقارنتها بالتهذيب (3) و(7) و(10) و(21) و(23) و(25) و(29) و(31) و(32) و(37) و(39) و(43) و(44) و(49) و(55) و(56) ...
وهذا يشمل كل من قال عنه : ثقة حافظ ، ثقة ثبْت ، ثقة متقن ... وكل من قال فيه ثقة أو حافظ أو ثبْت ... وعددهم كثير ، وحديثهم جميعاً صحيح لذاته.
وهناك عبارات أخرى من هذه المرتبة لم ينص الحافظ ابن حجر رحمه الله عليها ، وقد استخدمها بقلة ، منها (ثقة له أفراد) :
(143) أبان بن يزيد العطار البصري أبو يزيد ثقة له أفراد من السابعة مات في حدود الستين خ م د ت س
وفي الكاشف (111 ) أبان بن يزيد العطار البصري عن الحسن وأبي عمران الجوني وعدة وعنه القطان وعفان وهدبة قال أحمد ثبت في كل المشايخ مات خ م د ت س
قلت : وفي تاريخ الإسلام للإمام الذهبي:(أبان بن يزيد العطّار أبو يزيد البصريّ.) الحافظ أحد الأعلام. روى عن: الحسن، وعمرو بن دينار، وأبي عمران الجونيّ، وقتادة، ويحيى اليماميّ، وبديل بن ميسرة. وعنه: أبو داود، ومسلم بن إبراهيم، وحبّان بن هلال، وسهل بن بكّار، وهدبة، وشيبان، وعفان، وأبو سلمة التَّبوذكيّ، وخلق. قال أحمد بن حنبل: كان ثبتاً في كلّ مشايخه.) وقال ابن معين، والنسائي: ثقة. وقال أحمد العجليّ: ثقة، ترك القدر ولا يتكلم فيه. وقال أحمد بن زهير: سئل ابن معين عن أبان وهمام فقال: كان يحيى القطان يروي عن أبا، وكان أحب إليه من همام، وأنا فهمام أحب إلي. قلت: فهذا يرد على ما نقل الواهي محمد بن يونس الكديميّ، عن عليّ، عن القطان تليينه أباناً، وقوله: لا أحدّث عنه، وقال أيضاً عباس الدُّوري: حدّثنا ابن معين قال: مات يحيى بن سعيد وهو يروي عن أبان بن يزيد. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال ابن عديّ، وذكر أبان بن يزيد في كامله فأساء بذكره وهو متماسك، وكتب حديثه. لم أظفر بوفاته، وكأنّها قبل السبعين ومائة.(3)
وفي سير أعلام النبلاء (7/433)(162) أَبَانُ بنُ يَزِيْدَ العَطَّارُ أَبُو يَزِيْدَ (خ، م، د، س) الحَافِظُ، الإِمَامُ، أَبُو يَزِيْدَ البَصْرِيُّ، مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ الحَدِيْثِ.
رَوَى عَنِ: الحَسَنِ البَصْرِيِّ، وَأَبِي عِمْرَانَ الجَوْنِيِّ، وَعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وَقَتَادَةَ، وَيَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وَبُدَيْلِ بنِ مَيْسَرَةَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَمُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَحَبَّانُ بنُ هِلاَلٍ، وَسَهْلُ بنُ بَكَّارٍ، وَعَفَّانُ بنُ مُسْلِمٍ، وَمُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ التَّبُوْذَكِيُّ، وَشَيْبَانُ بنُ فَرُّوْخٍ، وَهُدْبَةُ بنُ خَالِدٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ ثَبْتاً فِي كُلِّ مَشَايِخِه،وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَأَحْمَدُ العِجْلِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ: كَانَ ثِقَةً،زَادَ العِجْلِيُّ: يَرَى القَدَرَ،وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ: سُئِلَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ عَنْ أَبَانٍ وَهَمَّامٍ، فَقَالَ: كَانَ يَحْيَى القَطَّانُ يَرْوِي عَنْ أَبَانٍ، وَكَانَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ هَمَّامٍ، وَأَنَا فَهَمَّامٌ أَحَبُّ إِلَيَّ،وَأَمَّا مُحَمَّدُ بنُ يُوْنُسَ الكُدَيْمِيُّ، فَرَوَى عَنْ: عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ: أَنَّهُ لَيَّنَ أَبَاناً، وَقَالَ: لاَ أُحَدِّثُ عَنْهُ،فَإِنْ صَحَّ هَذَا، فَقَدْ كَانَ لاَ يَرْوِي عَنْهُ، ثُمَّ رَوَى عَنْهُ، وَتَغَيَّرَ اجْتِهَادُهُ،فَقَدْ رَوَى: عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: مَاتَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، وَهُوَ يَرْوِي عَنْ أَبَانِ بنِ يَزِيْدَ،وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الحَدِيْثِ،وَذَكَرَهُ: أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، فَقَالَ: هُوَ مُتَمَاسِكٌ، يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ.
قُلْتُ: الرَّجُلُ ثِقَةٌ، حُجَّةٌ، قَدِ احْتَجَّ بِهِ صَاحِبَا (الصَّحِيْحِ)، وَلَمْ أَقَعْ بِتَارِيْخِ مَوْتِهِ، وَهُوَ قَرِيْبٌ مِنْ مَوْتِ رَفِيْقِهِ هَمَّامِ بنِ يَحْيَى.".
والراجح عندي أنه ثقة بإطلاق كما قال الذهبي
(2118) زيد بن أبي أنيسة الجزري أبو أسامة أصله من الكوفة ثم سكن الرها ثقة له أفراد من السادسة مات سنة تسع عشرة وقيل سنة أربع وعشرين وله ست وثلاثون سنة ع
وفي الكاشف (1723 ) زيد بن أبي أنيسة أبو أسامة الرهاوي شيخ الجزيرة عن شهر وعطاء والحكم وعنه مالك وعبيد الله بن عمرو حافظ إمام ثقة توفي 124 ع
وفي تهذيب التهذيب: " الستة زيد بن أبي أنيسة واسمه زيد الجزري أبو أسامة الرهاوي كوفي الأصل غنوي مولاهم روى عن أبي إسحاق السبيعي وعطاء بن أبي رباح وعطاء بن السائب وأبي الزبير وأبي الزناد والحكم بن عتيبة وسعيد بن أبي بردة وطلحة بن مصرف وأبي زيد عبد الملك بن ميسرة الزراد وعدي بن ثابت وعمرو بن مرة والمنهال بن عمرو ويحيى بن الحصين ويونس بن خباب والزهري وغيرهم وعنه مالك ومسعر ومعقل بن عبيد الله وأبو عبد الرحيم الحراني وعبيد الله بن عمرو الرقي وهو راويته وغيرهم وروى عنه مجالد بن سعيد وهو في عداد شيوخه قال بن معين ثقة وقال النسائي ليس به بأس وقال عمرو بن عبد الله الأودي ثنا وكيع وجعفر بن برقان عن زيد بن أبي أنيسة وكان ثقة وقال بن سعد كان يسكن الرها ومات بها وكان ثقة كثير الحديث فقيها راوية للعلم وقال عبد الله بن عمرو أتيت الأعمش فحدثني عشرة أحاديث فاستزدته فأبى فقيل له أنه صاحب زيد بن أبي أنيسة قال فحدثني بنحو خمسين حديثا قال بن سعد سمعت رجلا من أهل حران يقول مات سنة تسع عشرة ومائة وقال محمد بن عمر مات سنة خمس وعشرين ومائة وقال غيره سنة أربع وعشرين ومائة وذكر بن زبر أنه ولد سنة إحدى وتسعين قلت وقال العجلي ثقة وذكره بن حبان في الثقات وقال مات سنة 125 وهو بن 36 سنة وكان فقيها ورعا وقال الآجري عن أبي داود ثقة وقال يعقوب بن سفيان ثقة وحكى العقيلي عن أحمد أنه قال حديثه حسن مقارب وأن فيها لبعض النكرة وهو على ذلك حسن الحديث ،وقال المروزي سألته عنه فحرك يده وقال: صالح وليس هو بذاك وذكر ابن خلفون أن الذهلي وابن نمير والبرقي وثقوه" .(4)
وفي سير أعلام النبلاء (6/88)(22 ) زَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ أَبُو أُسَامَةَ الجَزَرِيُّ (ع)
الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثَّبْتُ، أَبُو أُسَامَةَ الجَزَرِيُّ، الرُّهَاوِيُّ، الغَنَوِيُّ، مَوْلَى آلِ غَنِيِّ بنِ أَعْصُرَ،كَانَ عَالِمَ الجَزِيْرَةِ فِي زَمَانِهِ، وَهُوَ مِنْ طَبَقَةِ شُعْبَةَ وَمَالِكٍ، لَكِنَّهُ قَدِيْمُ المَوْتِ،تُوُفِّيَ: كَهْلاً، فِي أَيَّامِ بَنِي أُمَيَّةَ.
وَثَّقَهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ،وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ،قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، فَقِيْهاً، رَاويَةً لِلْعِلْمِ، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ."
وفي تاريخ الإسلام : (زيد بن أبي أنيسة، أبو أسامة الجزري الرهاوي الغنوي مولى آل غنى بن أعصر.) كان أحد الأعلام. وثقه ابن معين وغيره. وقال النسائي: ليس به بأس. قال ابن سعد: كان ثقة فقيهاً راوية للعلم كثير الحديث.(5)
قلت : وهذه أقوال الإمام أحمد رحمه الله فيه :
قال المروذي : سألته (يعني أبا عبد الله) , عن زيد بن أبي أنيسة ، كيف هو ؟ فحرك يده . وقال : صالح , وليس هو بذاك. (سؤالاته) (118).
وقال أبو داود : سمعت أحمد . قال : زيد بن أبي أنيسة , ليس به بأس. (سؤالاته) (324).
وقال أحمد بن محمد بن هانىء : قلت لأبي عبد الله : زيد بن أبي أنيسة كيف هو عندك ؟ فقال : إن حديثه لحسن مقارب , وإن فيها لبعض النكارة ، وهو على ذلك حسن الحديث. (ضعفاء العقيلي) (519).(6)
قلت : ولم يزد العقيلي شيئا على هذه الجملة الأخيرة الواردة عن الإمام أحمد ، ولم يأت له بحديث واحد ، فالصحيح أن مقصود الإمام أحمد هنا بالنكارة التفرد ليس إلا ، ومن ثم فقول الحافظ ابن حجر رحمه الله فيه ( ثقة له أفراد ) فيه نظر ، فليس عنده أفراد،وفي تذكرة الحفاظ (131 ) ع زيد بن أبي أنيسة الحافظ الإمام أبو أسامة الرهاوي أحد الأثبات ...
(3977) عبد الرحمن بن غزوان بمعجمة مفتوحة وزاي ساكنة الضبي أبو نوح المعروف بقراد بضم القاف وتخفيف الراء ثقة له أفراد من التاسعة مات سنة سبع وثمانين [ومائة] خ د ت س
__________
(1) - الكامل في ضعفاء الرجال 2/72 - 80
(2) - التهذيب 1/14
(3) - تاريخ الإسلام للإمام الذهبي (ج 10 / ص 41)( 4)
(4) - تهذيب التهذيب [ ج3 - ص343 ](729 )
(5) - تاريخ الإسلام للإمام الذهبي (ج 8 / ص 108) 4
(6) - موسوعة أقوال الإمام أحمد في الجرح والتعديل (ج 2 / ص 485)
المطلب الأولُ
تعريف الصدوق لغة واصطلاحاَ(1/22)
وفي الكاشف (3287 ) عبد الرحمن بن غزوان أبو نوح قراد بغدادي يحفظ وله ما ينكر سمع عوفا ويونس بن أبي إسحاق وعنه أحمد وابن معين والحارث بن أبي أسامة وثقه علي مات 207 خ د ت س
(5569) قيس بن حفص التميمي الدارمي أبو محمد البصري ثقة له أفراد من العاشرة مات سنة سبع وعشرين خ صد
وفي تاريخ الإسلام : (قيس بن حفص الدّارميّ خ.) مولاهم البصريّ، أبو محمد. عن: أبي الأشهب، وحمّاد بن زيد، وأبي عوانة، وجماعة. وعنه: خ.، وأحمد بن سعيد الدّارميّ، وحرب الكرمانيّ، ومحمد بن أيّوب بن الضّريس،) وآخرون. وكان ثقة. توفّي سنة سبعٍ وعشرين.(1)
(5691) محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد التيمي أبو عبد الله المدني ثقة له أفراد من الرابعة مات سنة عشرين على الصحيح ع
وفي الكاشف (4695 ) محمد بن إبراهيم التيمي المدني أبو عبد الله الفقيه عن عائشة وأبي سعيد وعنه يحيى بن سعيد والأوزاعي وخلق وثقوه وقال أحمد روى مناكير مات 12 ع
(7148) النضر بن محمد بن موسى الجرشي بالجيم المضمومة والشين معجمة أبو محمد اليمامي مولى بني أمية ثقة له أفراد من التاسعة خ م د ت ق
وفي الكاشف (5840 ) النضر بن محمد الجرشي اليمامي عن عكرمة بن عمار وشعبة وعنه أحمد العجلي ومؤمل بن يهاب ثقة ع غير س
قلت : والراجح أنه ثقة بإطلاق كما قال الإمام الذهبي، فلم يتكلم فيه سوى ابن حبان فقال في الثقات (11340 )" النضر بن محمد الجرشي أبو محمد اليمامي من أهل اليمامة يروى عن عكرمة بن عمار وعكرمة سمع الهرماس بن زياد روى عنه عبد الله بن الرومي والناس ربما تفرد" .
وسكت عليه البخاري وأبو حاتم ووثقه العجلي وهو من شيوخه ، فكلمة ابن حبان ربما تفرد ، لا تضيره طالما أنه ثقة ، فما من ثقة إلا وقد تفرد بأحاديث لم يروها غيره ، فإذا لم يكن هناك مخالفة لمن هو أوثق منه ، فلا يضرُّ تفرده .
وقال عن بعض الرواة ثقة يغرب في أحد عشر راويا وهم :
( 183) إبراهيم بن سويد بن حيان بمهملة وتحتانية مدني ثقة يغرب من الثامنة خ د
وفي تاريخ الإسلام للإمام الذهبي - (ج 11 / ص 29)( 4 )(إبراهيم بن سويد المدني)عن: أنيس بن أبي يحيى الأسلمي، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وعمرو بن أبي عمرو، ويزيد بن أبي عبيد وعنه: ابن وهب، وسعيد بن أبي مريم. وثقه ابن معين.
(189) إبراهيم بن طهمان الخراساني أبو سعيد سكن نيسابور ثم مكة ثقة يغرب وتكلم فيه للإرجاء ويقال رجع عنه من السابعة مات سنة ثمان وستين ع
وفي الكاشف (148) إبراهيم بن طهمان أبو سعيد الخراساني من أئمة الإسلام وفيه إرجاء عن سماك بن حرب ومحمد بن زياد وثابت وخلق وعنه معن ويحيى بن أبي بكير ومحمد بن سنان العوقي وخلق وثقه أحمد وأبو حاتم مات سنة بضع وستين ومائة ع
(468) إسماعيل بن عبيد بن عمر بن أبي كريمة الأموي مولاهم الحراني أبو أحمد ثقة يغرب من الحادية عشرة مات سنة أربعين س ق
وفي الكاشف (396 )إسماعيل بن عبيد أبي كريمة الحراني عن عتاب ومحمد بن سلمة وعنه النسائي وابن ماجة والفريابي ثقة مات 24 س ق
(677) بشر بن بكر التنيسي أبو عبدالله البجلي دمشقي الأصل ثقة يغرب من التاسعة مات سنة خمس ومائتين وقيل سنة مائتين خ د س ق
وفي الكاشف(571 ) بشر بن بكر التنيسي عن الأوزاعي وحريز وعنه الشافعي والربيع وابن عبد الحكم ثقة توفي 205 خ د س ق
(684) بشر بن خالد العسكري أبو محمد الفرائضي نزيل البصرة ثقة يغرب من العاشرة مات سنة ثلاث أو خمس وخمسين خ م د س
وفي تاريخ الإسلام للإمام الذهبي - (ج 19 / ص 92) بشر بن خالد العسكري الفرائضي خ. م. د. ن. نزيل البصرة. عن: غندر، وأبي أسامة، وشبابة. وعنه: خ. م. د. ن.، وابن خزيمة، وأبو بكر بن أبي داود. وكان ثقة مأموناً. توفي سنة ثلاث وخمسين. قال ابن أبي حاتم: حافظ لحديث الثوري.
(715) بشير بن سلمان الكندي أبو إسماعيل الكوفي والد الحكم ثقة يغرب من السادسة بخ م 4
وفي الكاشف(603) بشير بن سلمان الكندي عن أبي حازم الأشجعي ومجاهد وعنه أبو نعيم والفريابي ثقة م 4
(1210) الحسن بن أحمد بن أبي شعيب أبو مسلم الحراني نزيل بغداد ثقة يغرب من الحادية عشرة مات سنة خمسين أو بعدها م مد ت
وفي الكاشف(1009 ) الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني عن جده ومحمد بن سلمة وعنه مسلم والترمذي وابنه أبو شعيب والمحاملي ثقة توفي 25 م ت
(4721) علي بن الحكم بن ظبيان بفتح المعجمة وسكون الموحدة بعدها تحتانية الأنصاري المروزي المؤدب ثقة يغرب من صغار التاسعة مات سنة ست وعشرين وقيل عشرين خ س
وفي الكاشف(3906 ) علي بن الحكم بن ظبيان المروزي عن مبارك بن فضالة وجرير بن حازم وجمع وعنه البخاري وأحمد بن سيار وعدة مات 226 خ س
وفي تاريخ الإسلام للإمام الذهبي - (ج 8 / ص 498) قال أحمد: ليس به بأس.
(5286) عيسى بن أحمد بن عيسى ابن وردان العسقلاني من عسقلان بلخ بفتح الموحدة وسكون اللام بعدها معجمة ثقة يغرب من الحادية عشرة مات سنة ثمان وستين وقد قارب التسعين ت س
وفي الكاشف(4366 )عيسى بن أحمد العسقلاني البلخي عن بقية وابن وهب وعنه الترمذي والنسائي وأبو عوانة والهيثم بن كليب وثقه النسائي مات 268 ت س
(6072) محمد بن عبد الرحمن بن حكيم ابن سهم الأنطاكي ثقة يغرب من العاشرة مات سنة ثلاث وأربعين م
وفي تاريخ الإسلام للإمام الذهبي - (ج 18 / ص 448) محمد بن عبد الرحمن بن حكيم بن سهم الأنطاكي م. عن: معتمر بن سليمان، وأبي إسحاق الفزاري، وابن المبارك، وعيسى بن يونس، وبقية بن الوليد. وعنه: م.، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي، وموسى بن هارون، وأبو القاسم البغوي، وخلق سواهم. وثقه أبو بكر الخطيب. وتوفي سنة ثلاث وأربعين.
(6977) موسى بن طارق اليماني أبو قرة بضم القاف الزبيدي بفتح الزاي القاضي ثقة يغرب من التاسعة س
وفي سير أعلام النبلاء (9/346)(112 ) أَبُو قُرَّةَ مُوْسَى بنُ طَارِقٍ الزَّبِيْدِيُّ (س)المُحَدِّثُ، الإِمَامُ، الحُجَّةُ، أَبُو قُرَّةَ مُوْسَى بنُ طَارِقٍ الزَّبِيْدِيُّ، قَاضِي زَبِيْدٍ.ارْتَحَلَ، وَكَتَبَ عَنْ: مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَعِدَّةٍ،وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو حُمَةَ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الزَّبِيْدِيُّ،وَأَلَّفَ (سُنَناً)،رَوَى لَهُ: النَّسَائِيُّ وَحْدَهُ، وَمَا عَلِمتُهُ إِلاَّ ثِقَةً،قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ، قُلْتُ: أَبُو قُرَّةَ لاَ يَقُوْلُ: أَخْبَرَنَا أَبَداً، يَقُوْلُ: ذَكَرَ فُلاَنٌ، أَيشٍ العِلَّةُ فِيْهِ؟ فَقَالَ: هُوَ سَمَاعٌ لَهُ كُلُّهُ، وَقَدْ كَانَ أَصَابَ كُتُبَهُ آفَةٌ، فَتَوَرَّعَ فِيْهِ، فَكَانَ يَقُوْلُ: ذَكَرَ فُلاَنٌ.
والظاهر أن قول الذهبي في بعضهم هو الأرجح، والله أعلم .
وقال عن ثلاثة ( ثقة يهم ) وهم :
(162) إبراهيم بن الحجاج بن زيد السامي بالمهملة أبو إسحاق البصري ثقة يهم قليلا من العاشرة مات سنة إحدى وثلاثين أو بعدها س
وفي الكاشف(127 ) إبراهيم بن الحجاج السامي البصري لا النيلي عن الحمادين وأبان بن يزيد وخلق وعنه عثمان بن خرزاذ وأبو يعلى وخلق وثقه ابن حبان مات 231 س
(2218) سريج بن النعمان بن مروان الجوهري أبو الحسن [ويقال أبو الحسين] البغدادي أصله من خراسان ثقة يهم قليلا من كبار العاشرة مات يوم الأضحى سنة سبع عشرة خ 4
وفي الكاشف (1809) سريج بن النعمان البغدادي اللؤلؤي أبو الحسين ثقة عالم عن ابن الماجشون وفليح وعنه البخاري وإبراهيم الحربي ثقة مات 217 خ 4
(6056) محمد بن عبد الله الرزي براء مضمومة ثم زاي ثقيلة أبو جعفر البغدادي ثقة يهم من العاشرة مات سنة إحدى وثلاثين م
وفي تاريخ الإسلام للإمام الذهبي - (ج 17 / ص 331) 4 (محمد بن عبد الله) أبو جعفر البصري الرزي. عن عاصم بن هلال، ومعتمر بن سليمان. وعنه: مسلم، وأبو داوود، وعباس الدوري، وعبد الله أحمد بن حنبل. كان صدوقاً. توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
وقال عن رواة (ثقة ربما وهم ) وهم عشرة رواة وهم :
(1320) الحسين بن ذكوان المعلم المكتب العوذي بفتح المهملة وسكون الواو بعدها معجمة البصري ثقة ربما وهم من السادسة مات سنة خمس وأربعين ع
وفي الكاشف(1087 ) الحسين بن ذكوان المعلم البصري الثقة عن ابن بريدة وعطاء وعمرو بن شعيب وعنه القطان وغندر ويزيد ع
(1433) حفص بن ميسرة العقيلي بالضم أبو عمر الصنعاني نزيل عسقلان ثقة ربما وهم من الثامنة مات سنة إحدى وثمانين خ م مد س ق
وفي الكاشف (1167 ) حفص بن ميسرة الصنعاني أبو عمر العقيلي عن زيد بن أسلم والعلاء بن عبد الرحمن وعنه آدم وسعيد بن منصور وثقه أحمد وقال أبو حاتم صالح الحديث توفي 181 خ م س ق
(1446) الحكم بن عبد الله بن إسحاق ابن الأعرج البصري ثقة ربما وهم من الثالثة م د ت س
وفي الكاشف (1178 ) الحكم بن عبد الله الأعرج بصري عن عمران بن حصين وابن عباس وعنه بن أخيه أبو خشينة حاجب بن عمر وخالد الحذاء صدوق وثقه أحمد م د ت س
(2651) سهل بن بكار بن بشر الدارمي البصري أبو بشر المكفوف ثقة ربما وهم من العاشرة مات سنة سبع أو ثمان وعشرين خ د س
وفي تاريخ الإسلام للإمام الذهبي - (ج 16 / ص 192) 4 (سهل بن بكّار خ. د. ن.) أبو بشر البصريّ. عن: شعبة، وجرير بن حازم، ويزيد بن إبراهيم، والسّريّ بن يحيى، وأبان بن يزيد، وجويرية بن أسماء، وطائفة.) وعنه: خ.، ود، وأبو زرعة، وأبو حاتم ووثّقه، ومحمد بن محمد التّمّار، وأبو مسلم الكجّيّ، وآخرون. توفّي سنة سبعٍ، أو ثمانٍ وعشرين. وروى ن.، عن رجلٍ عنه.
(2950) الصلت بن مسعود بن طريف الجحدري أبو بكر أو أبو محمد البصري القاضي ثقة ربما وهم من العاشرة مات سنة أربعين أو قبلها بسنة م
وفي الكاشف(2413) الصلت بن مسعود الجحدري قاضي سامرا عن حماد بن زيد وديلم بن غزوان وعنه مسلم وأبو يعلى والبغوي وثق مات 239 م
وفي تاريخ الإسلام للإمام الذهبي - (ج 17 / ص 203) قال صالح جزرة: ثقة
(3132) عباد بن عباد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي [المهلبي] أبو معاوية البصري ثقة ربما وهم من السابعة مات سنة تسع وسبعين أو بعدها بسنة ع
وفي الكاشف(2566 )عباد بن عباد بن حبيب بن المهلب المهلبي أبو معاوية من علماء البصرة عن أبي عمران الجوني ويونس بن خباب وعدة وعنه أحمد ومسدد وابن عرفة ثقة وقال أبو حاتم لا يحتج به مات 181 ع
وفي تاريخ الإسلام للإمام الذهبي - (ج 12 / ص 199) قال عنه : كان شريفاً، جليلاً، ثقة، نبيلاً من عقلاء الأشراف وعلمائهم. وقد تعنت أبو حاتم كعادته وقال: لا يحتج به. وقال ابن سعد: لم يكن بالقوي في الحديث. قلت: حديثه في الكتب كلها.
قلت : وفي الجرح والتعديل[ج6 -ص82 ](423 ) قال عبد الرحمن :سألت أبي رحمه الله عن عباد بن عباد المهلبي فقال : صدوق لا بأس به، قيل له يحتج بحديثه؟ قال: لا ".
ففي نقل الحافظ الذهبي خلل ، فأبو حاتم قد وثقه ، ثم قال العبارة الأخيرة ، وكلُّ راو يقول عنه ذلك ، ويوثقه غيره بإطلاق فهو ثقة وحديثه صحيح .
(4880) عمر بن حفص بن غياث بكسر المعجمة وآخره مثلثة ابن طلق بفتح الطاء وسكون اللام الكوفي ثقة ربما وهم من العاشرة مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين خ م د ت س
وفي تاريخ الإسلام للإمام الذهبي - (ج 16 / ص 295) 4 (عمر بن حفص بن غياث النخعيّ الكوفيّ خ. م. د. ت. ن.) أبو حفص. عن: أبيه، وأبي بكر بن عيّاش، وعبد الله بن إدريس الأوديّ. وعنه: خ. م. ود. ت. ن، عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن إبراهيم الدّورقيّ، وأحمد بن يوسف السّلميّ، وأحمد بن ملاعب، وإسماعيل سمويه، والدّارميّ، والذّهليّ، وأبو حاتم، ويعقوب الفسويّ، وطائفة. قال أبو حاتم: ثقة. وقال أبو داود: تبعته إلى منزله، ولم أسمع منه، يعني لم يتّفق له الأخذعنه. قال البخاري: توفي سنة اثنتين وعشرين. قلت: لم يخرجوا له شيئاً عن غير أبيه.
(5083) عمرو بن أبي عمرو ميسرة مولى المطلب المدني أبو عثمان ثقة ربما وهم من الخامسة مات بعد الخمسين ع
وفي الكاشف(4202 ) عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن أنس وعكرمة وعنه مالك والداروردي وعدة صدوق قال أحمد ليس به بأس وقال ابن معين وأبو داود ليس بالقوي ع
(5258) العلاء بن المسيب بن رافع الكاهلي ويقال التغلبي [الثعلبي] الكوفي ثقة ربما وهم من السادسة خ م د س ق
وفي الكاشف(4344 )العلاء بن المسيب بن رافع الأسدي عن أبيه وإبراهيم وخيثمة بن عبد الرحمن وعنه جرير وابن فضيل وعدة وثق قال أبو حاتم صالح الحديث خ م د س ق
وفي تاريخ الإسلام للإمام الذهبي - (ج 9 / ص 226)( 4 )(العلاء بن المسيب بن رافع الأسدي الكوفي، ع.) عن خثيمة بن عبد الرحمن وإبراهيم النخعي وعطاء بن أبي رباح وجماعة. وعنه جرير بن عبد الحميد. وعبيد بن القاسم وحفص بن غياث ومروان بن معاوية وابن فضيل. قال ابن معين: ثقة مأمون.
(7319) همام بن يحيى بن دينار العوذي بفتح المهملة وسكون الواو وكسر المعجمة [المحلمي مولاهم] أبو عبد الله أو أبو بكر البصري ثقة ربما وهم من السابعة مات سنة أربع أو خمس وستين ع
وفي الكاشف(5986 ) همام بن يحيى العوذي الحافظ عن الحسن وقتادة وعطاء وعنه بن مهدي وهدبة وشيبان قال أحمد هو ثبت في كل المشايخ مات 163 ع
وفي تاريخ الإسلام للإمام الذهبي - (ج 10 / ص 497) أثنى عليه غير واحد، وكان أحد أركان الحديث بالبصرة. قال أحمد بن حنبل: هو ثبت في كلّ مشايخه. وأمّا يحيى القطّان، فكان لا يرضى حفظه.قال أحمد: كان يحيى بن سعيد يتسخف بهمّام، ما رأيت يحيى أسوأ رأياً في أحد منه في حجّاج بن أرطأة، ومحمد بن إسحاق، وهمّام بن يحيى، لا يستطيع أحد أن يراجعه فيه. قلت: أمّا همّام فاحتجّ به أرباب الصّحاح بلا نزاع بينهم، وأمّا الآخران فبخلافه. قال أبو حاتم: همّام ثقة، في حفظه شيء. وقال أحمد بن عليّ الأبار: ثنا محمد بن المنهال، سمعت سفيان الرأس يقول: سئل يزيد بن زريع، ما تقول في همّام فقال: كتابه صالح،، وحفظه لا يسوى شيئاً. وقال الفلاّس: كان عبد الرحمن يقول: إذا حدث همّام من كتابه فهو صحيح، وكان يحيى لا يرضى كتابه ولا حفظه، ولا يحدّث عنه.، وقد سمعت إبراهيم بن عرعرة يقول ليحيى: ثنا عفّان، عن همّام. قال: أسكت، ويلك. وقال عبد الله بن أحمد، سمعت أبي يقول: كان يحيى ينكر على همّام أنّه يزيد في الإسناد، فلّما) قدم معاذ وافقه على بعض تلك الأحاديث. عفّان: كان همّام لا يكاد يرجع إلى كتابه، ولا ينظر فيه، وكان يخالف فيه فلا يرجع، قال: ثم رجع فنظر في كتبه فقال: يا عفّان، كنّا نخطي كثيراً فنستغفر الله تعالى. وقال موسى بن إسماعيل، سمعت همّاماً يقول: ما من أعمال البّر إلاّ وأنا كنت أرجو أن أريد به الله، إلاّ هذا الحديث. وقال أحمد بن سعيد: سمعت يحيى بن معين يقول: همّام في قتادة أحبّ إليّ من أبي عوانة. ثم قال أحمد: وسئل ابن معين، عن أبان بن يزيد، وهمّام، أيّهما أحبّ إليك قال: كان يحيى القطّان يروي عن أبان، وكان أحبّ إليه، وأنا همّام أحبّ إليّ، وأبان ثقة.
وقال عن بعض الرواة (ثقة ربما أخطأ) في راو واحد :
(2415) سعيد بن يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص الأموي أبو عثمان البغدادي ثقة ربما أخطأ من العاشرة مات سنة تسع وأربعين خ م د ت س
وفي الكاشف (1974) سعيد بن يحيى بن سعيد بن أبان الأموي عن أبيه وابن المبارك وعنه من عدا بن ماجة وابن صاعد والمحاملي ثقة توفي 249 خ م د ت س
وقال عن بعض الرواة (ثقة ربما خالف) في راويين :
(2464) سلم بن جنادة بن سلم السوائي بضم المهملة أبو السائب الكوفي ثقة ربما خالف من العاشرة مات سنة أربع وخمسين وله ثمانون سنة ت ق
وفي الكاشف(2010 ) سلم بن جنادة أبو السائب السوائي الكوفي عن أبيه وابن إدريس وأبي معاوية وعنه الترمذي وابن ماجة والمحاملي وابن مخلد ثقة مات 254 ت ق
(3336) عبدالله بن سالم أو ابن محمد ابن سالم الزبيدي بالضم أبو محمد الكوفي القزاز المفلوج ثقة ربما خالف من كبار الحادية عشرة مات سنة خمس وثلاثين د عس ق
وفي الكاشف (2737 ) عبد الله بن سالم الزبيدي الكوفي القزاز المفلوج عن وكيع وطبقته وعنه أبو داود وابن ماجة وأبو يعلى الموصلي ثقة عابد توفي 235 د ق
وقال عن بعض الرواة ( ثقة يرسل) وعددهم ثمانية وهم :
(1570) حميري بن بشير أبو عبدالله الجسري بالجيم المفتوحة بعدها مهملة معروف بكنيته أيضا وهو ثقة يرسل من الثالثة بخ م ت س
وفي الكاشف(1268 ) حميري بن بشير أبو عبد الله الحميري الجسري عن جندب ومعقل بن يسار وعنه قتادة والجريري ثقة ففي الكتب عن الجريري عن أبي عبد الله العنزي عن عبد الله بن الصامت م ت
(1625) خالد بن دريك بالمهملة والراء والكاف وزن كليب ثقة يرسل من الثالثة 4
وفي الكاشف(1313 ) خالد بن دريك عن ابن محيريز وأرسل عن عائشة وعنه أيوب وابن عون والأوزاعي ثقة قيل لحقه هقل 4
(1680) خالد بن مهران أبو المنازل بفتح الميم وقيل بضمها وكسر الزاي البصري الحذاء بفتح المهملة وتشديد الذال المعجمة قيل له ذلك لأنه كان يجلس عندهم وقيل لأنه كان يقول أحذ على هذا النحو وهو ثقة يرسل من الخامسة [وقد] أشار حماد بن زيد إلى أن حفظه تغير لما قدم من الشام وعاب عليه بعضهم دخوله في عمل السلطان ع
وفي الكاشف(1356 ) خالد بن مهران البصري أبو المنازل الحذاء الحافظ عن أبي عثمان النهدي ويزيد بن الشخير وعنه شعبة وابن علية ثقة إمام توفي 141 ع
(1837) دينار أبو عبدالله القراط بظاء معجمة الخزاعي مولاهم المدني ثقة يرسل من الثالثة م س
وفي الكاشف(1485 ) دينار أبو عبد الله القراظ عن سعد وأبي هريرة وعنه زيد بن أسلم وأسامة الليثي وأبو معشر ثقة زاهد مهيب م س
( 2069) زياد بن الحصين بن قيس الحنظلي أو الرياحي أبو جهمة البصري ثقة يرسل من الرابعة م س ق
وفي الكاشف(1683 ) زياد بن الحصين الحنظلي أبو جهمة بصري عن بن عباس وابن عمر وعنه عوف وفطر ثقة يقال حديثه عن بن عباس وابن عمر وعنه عوف وفطر ثقة يقال حديثه عن ابن عباس مرسل م س ق
(2756) شداد بن عبدالله القرشي أبو عمار الدمشقي ثقة يرسل من الرابعة بخ م 4
وفي الكاشف(2250) شداد بن عبد الله أبو عمار مولى معاوية عن أبي هريرة وعوف بن مالك وعنه الأوزاعي وعكرمة بن عمار ثقة يرسل كثيرا م 4
(6879) ممطور الأسود الحبشي أبو سلام ثقة يرسل من الثالثة بخ م 4
وفي الكاشف(5623 ) ممطور أبو سلام الأسود عن ثوبان وحذيفة والنعمان بن بشير وعنه ابنه سلام وحفيده زيد والأوزاعي وما أراه لقيه قال أبو مسهر سمع من عبادة قلت غالب رواياته مرسلة ولذا ما أخرج له البخاري م 4
(7170) نعيم بن زياد الأنماري بفتح أوله وسكون النون أبو طلحة الشامي ثقة يرسل من الثالثة ف س
وفي الكاشف (5860 ) نعيم بن زياد الأنماري عن بلال وأبي هريرة وعنه مكحول ومعاوية بن صالح ثقة س
قلت : فهؤلاء كلهم ثقات وحديثهم صحيح ، وأما من أخطأ في رواية بعينها ، ولم نجد لها عاضداً فنردُّ هذا الحديث فقط .
وأما من أرسل ، فحديثه الموصول صحيح ، والمرسل إن وجدنا ما يعضده لفظاً أو معنى قويناه ، وإلا كان من الصحيح المرسل ، وهو حجَّةٌ عند كثبر من أهل العلم ما لم يعارضه ما هو أقوى منه ، وقدِّم على رأي الرجال.
وأمَّا الخلافُ بين الحافظين في الحكم ، فلا بد من البحث في حال هذا الراوي الذي اختلفا فيه في الكتب الأساسية في الجرح والتعديل ، ثم الموازنة بينها ، ثم الترجيح ، فقد نرجح رأي الحافظ ابن حجر ، وقد نرجح رأي الحافظ الذهبي ، وأما ما اتفقا في الحكم عليه فعضَّ عليه بالنواجذ .
ـــــــــــــــــــــ
المرتبة الرابعة
من قال عنه صدوق أو ليس به بأس أو لا بأس به
لقد أكثر الحافظ ابن حجر رحمه الله من هذه المرتبة ، فقد ذكر كلمة (صدوق) أكثر من ألف وثمانمائة مرة ، وكلمة( لا بأس به ) حوالي مائة وثمانية عشر مرة ، وكلمة (ليس به بأس) حوالي ثمانية عشر مرة .
وقد اختلف العلماء الذين جاءوا من بعده بمقصد الحافظ ابن حجر رحمه الله بذلك ، وذلك تبعاً لاختلاف السلف والخلف في هذه الألفاظ، فقد ذهب بعض المعاصرين إلى أنها لا تدلُّ على حسن حديث من قيلت فيه ، وذهب البعض الآخر إلى أنها وكلمة (ثقة) تماماً لا فرق بينهما إلا بالاسم فقط ومن ثمَّ فقد صححوا جميع أحاديث هذه المرتبة، وذهب الأكثرون إلى أنها تدلُّ على حسن الحديث إذا تفرد به من هذه صفته فقط ، وعلى صحته إذا اعتضد .
ولهذا السبب سوف نتكلم عن هذا الموضوع ضمن المطالب التالية :
المطلب الأول - تعريف الصدوق لغةً واصطلاحاً
المطلب الثاني ... - مفهوم الصدوق عند الحافظ ابن حجر
المطلب الثالث- أدلة من ذهب إلى تصحيح أحاديث مرتبة الصدوق عند ابن حجر
المطلب الرابع- الرد على من ذهب إلى تصحيح أحاديث الصَّدوق
المطلب الأول - تعريف الصدوق لغةً واصطلاحاً
إن لفظة الصدوق مشتقة من الصدق ، والصدقُ نقيض الكذب ، وصدوق صيغة مبالغة ، قال في اللسان: رجل صدوق أبلغ من الصادق(2).
وقد أطلق القرآن الكريم اسم الصدق على كتاب الله فقال تعالى : {وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} (33) سورة الزمر
كما أطلق لفظة صدِّيق على غير واحد من الأنبياء ، قال تعالى : {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا} (41) سورة مريم .
والمتتبع لاستعمالات هذه اللفظة الصدق وما اشتقَّ منها في القرآن الكريم يجدُ حشداً ليس بالقليل من استعمالات شتى لهذه الألفاظ غالبها يقْصَد به الخبرُ المطابق للواقع .
ويقابل الصدوق الكذوب ، لا فرق بين الصَّدوق والثقة ، والدليل على ذلك : "أنني لا أعلم واحدا من علماء الأمة الذين يعوَّلُ عليهم ، توقف في قبول خبر الصدوق ، إنما جرَّهم البحث والتمحيص ووضع الاصطلاحات الضابطة لفنِّ أصول الحديث إلى التفرقة بين الصَّدوق وبين الثقة .هذه التفرقة ليست بين شيئين مختلفين أو متضادين ، إنما هي نوع من التفرقة بين الفاضل والمفضول ، والأفضل منه ، أو بين الراجح والأرجح منه.
وهذه التفرقة - في نظري - لم يجمع عليها المتقدمون من علماء الحديث ، فغالبهم لم يكن يفرِّقُ بين الثقة والصدوق ، لأن مؤداهما واحد عندهم ، والتفرقة إنما جاءت من بعض المتأخرين ، واستقرَّ عليها وضعهم"(3).
__________
(1) - تاريخ الإسلام للإمام الذهبي (ج 16 / ص 339) ( 4 )
(2) - اللسان :10/193
(3) - منهج دراسة الأسانيد والحكم عليها للعاني - رحمه الله - ص 127- 128
قلت : بما أنه قد استقرَّ عليها المتأخرون دون استثناء- ولا مشاحة في الاصطلاح- فانتهى الأمر إذن ، ولكن العاني سوف يذكر الأدلة على التساوي بين العبارتين ، وسوف أزيد ذلك أمثلة من كلام المتقدمين أكثر من الأمثلة التي ساقها ، ثم أناقشه .(1/23)
ويمكن أن نستدلَّ بأكثر من دليل على ذلك ، وإليك هذه الأدلة :
الدليل الأول - فهذا عبد الله بن المبارك - رحمه الله - كان إذا حدث عن جرير ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن ابن مسعود ، قال : حدثني الصدوق عن الصدوق عن الصدوق عن الصدوق عن الصادق المصدوق اهـ(1)
وجرير بن عبد الحميد ، ومنصور بن المعتمر ، وإبراهيم النخعي ، وعلقمة بن قيس النخعي - كلهم - أئمة ثقات أثبات ، بل إن غير واحد من العلماء جعل هذه السلسلة هي أصح الأسانيد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وكادوا يجمعون على أنها أصح أسانيد عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .
يلاحظ هنا أن ابن المبارك - رحمه الله- أطلق لفظة الصدوق على الصحابي الإمام عبد الله بن مسعود .
وهذا مذهب منه إلى عدم التفرقة بين الثقة وبين الصدوق ، ولو كان يفرق بينهما لما ساغ له أن يطلق لفظة صدوق على ابن مسعود ، وفي قاموسه ما هو أجلُّ منها وأعلى .
الدليل الثاني - من صحيح البخاري حيث ترجم لأول باب من كتاب أخبار الآحاد فقال :1 - باب مَا جَاءَ فِى إِجَازَةِ خَبَرِ الْوَاحِدِ الصَّدُوقِ فِى الأَذَانِ وَالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ وَالْفَرَائِضِ وَالأَحْكَامِ ، ثم استدلَّ لهذه الترجمة بأربعة عشر حديثاً سردها تحتها .
ولو كان البخاري يفرِّقُ بين الثقة والصدوق ، لقال : باب إجازة خبر الثقة في الأذان والصلاة ... إلخ ، إذ إن الأحاديث التي ساقها تحت هذه الترجمة إنما هي لحوادث وأفعال قام بها الصحابة أنفسهم ، وصدَّقهم فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون من بعده .
وفي هذا ما يشير إلى أن البخاري أيضاً قد أطلق لفظة الصدوق على الصحابي نفسه.
الدليل الثالث- من موطأ الإمام مالك( 413 ) وَحَدَّثَنِى عَنْ مَالِكٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَمْ يَرَ بِهِ بَأْسًا أَنَّهُ سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَأُصَلِّى فِى عَطَنِ الإِبِلِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ لاَ ،وَلَكِنْ صَلِّ فِى مُرَاحِ الْغَنَمِ".
فعروة بن الزبير لم ير بأساً بصحابي من المهاجرين .
إذن لا بأس به المساوية لصدوق كانت تطلق أيضاً على الصحابة المهاجرين .
الدليل الرابع - أكثر تصريحاً من سابقه في الموطأ( 484 ) وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ : كَانَ رَجُلاَنِ أَخَوَانِ، فَهَلَكَ أَحَدُهُمَا قَبْلَ صَاحِبِهِ، بِأَرْبَعِينَ لَيْلَةً, فَذُكِرَتْ فَضِيلَةُ الأَوَّلِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : « أَلَمْ يَكُنِ الآخَرُ مُسْلِماً ؟ ». قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَانَ لاَ بَأْسَ بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : « وَمَا يُدْرِيكُمْ مَا بَلَغَتْ بِهِ صَلاَتُهُ، إِنَّمَا مَثَلُ الصَّلاَةِ، كَمَثَلِ نَهْرٍ غَمْرٍ عَذْبٍ بِبَابِ أَحَدِكُمْ، يَقْتَحِمُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، فَمَا تَرَوْنَ ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ، فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْرُونَ مَا بَلَغَتْ بِهِ صَلاَتُهُ » .
الدليل الخامس - جاء في الكفاية للخطيب البغدادي ( 34 ) قالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ ,: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ : إِنَّكَ تَقُولُ : فُلَانٌ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ , وَفُلَانٌ ضَعِيفٌ ؟ , قَالَ : " إِذَا قُلْتُ لَكَ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ فَهُوَ ثِقَةٌ(2), وَإِذَا قُلْتُ لَكَ : هُوَ ضَعِيفٌ , فَلَيْسَ هُوَ بِثِقَةٍ , لَا تَكْتُبْ حَدِيثَهُ ".
وهذا واضح جدًّا ، كما أنه مشهور عن ابن معين أنه لم يكن يفرِّقُ بين لا بأس به ، وبين الثقة ، قالَ ابنُ الصلاحِ : "ليسَ في هذا حكايةُ ذلكَ عن غيرِهِ مِنْ أهلِ الحديثِ ، فإِنَّهُ نَسَبَهُ إلى نفسِهِ خاصَّةً ، بخلافِ ما ذكرَهُ ابنُ أبي حاتِمٍ"(3).
قال العراقي :" قلتُ : ولمْ يَقُلِ ابنُ معينٍ : إنَّ قولي : ليسَ بهِ بأْسٌ ، كقولي : ثقةٌ ، حَتَّى يلزمَ منه التساوي بينَ اللَّفظَيْنِ ، إنَّمَا قالَ : إنَّ مَنْ قالَ فيهِ هذا فهو ثقةٌ ، وللثقةِ مراتبُ . فالتعبيرُ عنهُ بقولهِم : ثقةٌ ، أرفعُ منَ التعبيرِ عنهُ بأَنَّهُ لا بأْسَ بِهِ ، وإنِ اشتركا في مُطلقِ الثقةِ ، واللهُ أعلمُ .
وفي كلامِ دُحَيْم ما يوافقُ كلامَ ابنِ معينٍ ، فإنَّ أبا زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيَّ قالَ : قلتُ لعبدِ الرحمنِ بنِ إبراهيمَ : ما تقولُ في عليِّ بنِ حَوْشَبٍ الفَزَاريِّ ؟ قالَ : لا بأْسَ به . قالَ : قُلْتُ : ولِمَ لا تقولُ : ثقةٌ ، ولا نعلمُ إلا خيراً ؟ قالَ : قدْ قلتُ لك : إِنَّهُ ثقةٌ(4).
ويدلُ على أَنَّ التعبيرَ بثقةٍ أرفعُ ؛ ما ورد في الكفاية( 32 ) قالَ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ , ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيِّ ، ثنا أَبُو خَلْدَةَ , قَالَ . فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا أَبَا سَعِيدٍ أَكَانَ ثِقَةً ؟ . قَالَ : " كَانَ صَدُوقًا , وَكَانَ مَأْمُونًا , وَكَانَ خَيِّرًا - وَقَالَ الْقَاسِمُ : وَكَانَ خِيَارًا ـ الثِّقَةُ : شُعْبَةُ وَسفيان "
فانظرْ كيفَ وصفَ أبا خَلْدةَ بما يقتضي القبولَ، ثمَّ ذكرَ أَنَّ هذا اللفظَ يُقالُ لِمِثْلِ شُعبةَ وسفيان . ونحوُهُ ما حكاهُ الْمَرُّوْذِيُّ قالَ : سألتُ أبا عبدِ اللهِ - يعني : أحمدَ بنَ حنبلٍ - عبدُ الوهابِ بنُ عطاء ثقةٌ ؟ قالَ : تدري ما الثِّقَةُ ؟! إِنمّا الثِّقَةُ يَحْيَى بنُ سعيدٍ القطانُ .(5)
قال العاني : " قلت : نعم إن ابن معين لم ينسبه لغيره ، ولكن غيره فعل ما فعل هو ، كما عرفنا من صنيع ابن المبارك ، وقبله عروة بن الزبير ، وقبله صحابة بحضرة النبي - صلى الله عليه وسلم - .
ولكن وردت حكايات عن بعض النقاد ، استفاد منها بعضهم التفرقة بين الثقة وبين الصدوق ، نورد بعضها هنا -غير الذي ذكره الحافظ العراقي :
1-قال المروذي: وسئل أبو عبد الله، عن شعيب. فقال: ما فيهم إلا ثقة، وجعل يقول: تدري من الثقة؟ إنما الثقة يحيى القطان. (سؤالاته) (45)(6).
2-وقال المروذي: وسئل أبو عبد الله، عن شعيب، فقال: ما فيهم إلا ثقة، وجعل يقول: تدري من الثقة؟ إنما الثقة يحيى القطان، تدري من الحجَّة؟ شعبة، وسفيان حجة، ومالك حجة. قلت: ويحيى؟ قال: يحيى، وعبد الرحمن، وأبو نعيم الحجة الثبت، كان أبو نعيم ثبتًا. (سؤالاته) (45).(7)
3- قال عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول عبد ربه بن سعيد لا بأس به، قلت يحتجُّ بحديثه ؟ قال هو حسن الحديث ثقة.(8)،ثم قال :الحجة سفيان وشعبة"(9).
4- قال ابن أبي حاتم :سَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ ؛ رَوَاهُ شُعْبَةُ ، وَاللَّيْثُ ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ ، وَاخْتَلَفَا ، كيف اختلافهما ؟
فقال أبي اتفقا في عبد ربه بن سعيد ، واختلفا ، فقال الليث عَنْ عمران ابن أَبِي أَنَسٍ ، وَقَالَ شُعْبَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ أَبِي أَنَسٍ ، وَاخْتَلَفَا ، فَقَالَ اللَّيْثُ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ ، وَقَالَ شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ ، وَاخْتَلَفَا ، فقال الليث عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، وَقَالَ شُعْبَةُ عَنِ الْمُطَّلِبِ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ " الصَّلَاةُ مَثْنَى مَثْنَى ، تَشَهَّدُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ ، وَتَضَرَّعُ ، وَتَخَشَّعُ ، وَتَسَاكَنُ ، ثُمَّ تُقْنِعُ يَدَيْكَ - يَقُولُ : تَرْفَعُهُمَا - إِلَى رَبِّكَ مُسْتَقْبِلًا بِبُطُونِهِمَا وَجْهَكَ ، وَتَقُولُ : يَا رَبِّ ، يَا رَبِّ - ثَلَاثًا - فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَهِيَ خِدَاجٌ "(10)
وَقَالَ أَبِي : مَا يَقُولُ اللَّيْثُ أَصَحُّ ، لأَنَّهُ قَدْ تَابَعَ اللَّيْثَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، وَابْنُ لَهِيعَةَ ، وَعَمْرٌو ، وَاللَّيْثُ كَانَا يَكْتُبَانِ ، وَشُعْبَةُ صَاحِبُ حِفْظٍ
قُلْتُ لأَبِي : هَذَا الإِسْنَادُ عِنْدَكَ صَحِيحٌ ،قَالَ : حَسَنٌ،قُلْتُ لأَبِي : مِنْ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ
قَالَ : هُوَ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ،قُلْتُ : سَمِعَ مِنَ الْفَضْلِ،قَالَ : أَدْرَكَهُ
قُلْتُ : يُحْتَجُّ بِحَدِيثِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ ،قَالَ : حَسَنٌ ،فَكَرَّرْتُ عَلَيْهِ مِرَارًا فَلَمْ يَزِدْنِي عَلَى قَوْلِهِ : حَسَنٌ، ثُمَّ قَالَ : الْحُجَّةُ ، سفيان ، وَشُعْبَةُ ،قُلْتُ : فَعَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ،قَالَ : لا بَأْسَ بِهِ،قُلْتُ : يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ،قَالَ : هُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ،وَقَالَ أَبِي : وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ هَذَا الْكَلامَ فِي صَلاةِ التَّطَوِّعِ أَوْ السُّنَنِ ، وَلَيْسَ هَذَا الْكَلامُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْحَدِيثِ"(11).
5-وقال في ( محبوب بن محرز القواريري ) : " يكتب حديثه " ، فقيل له : يحتج بحديثه ؟ فقال : " يحتجُّ بحديث سفيان وشعبة "(12).
من هذه الحكايات استدلَّ بعض العلماء أن هؤلاء المسؤولين كانوا يفرِّقون بين الثقة وبين الصدوق .
قال العاني - رحمه الله - : "قلت : والذي أفهمه من ظاهر هذه الحكايات شيء آخر،ففيما يتعلق بخبر أبي خلدة ، فلقد جهدت في الوقوف على روايته المقصودة هنا فلم أوفق إليها(13)، ثم إن أبا خلدة هذا اسمه خالد بن دينار السعدي ، قال فيه ابن معين ويزيد بن زريع وابن سعد والنسائي والعجلي والترمذي والدارقطني : ثقة ، وقال ابن حبان في الثقات :" كان ابن مهدي يحسن الثناء عليه" ، وقال ابن عبد البر : هو ثقة عند جميعهم ، وكلام ابن مهدي صدوق ، وقال ابن معين في رواية : صالح"(14).
فلو لم يكن ثقة عند ابن مهدي لما حدَّث عنه ، لكن إذا وزن أبو خلدة بشعبة وسفيان فالثقة شعبة وسفيان .
فالأمر إذن نسبيٌّ ، إذا أتيت بمئات الثقات ، ووزنتهم بشعبة وسفيان ، فالكِفَّةُ الراجحة هي كفة شعبة وسفيان .
وعلى ذلك يتخرَّج كلام الإمام أحمد ، إنه نفسه قال عن عقيل بن خالد ويونس وشعيب : ما فيهم إلا ثقة ، لكن هل وثاقتهم كوثاقة شعبة وسفيان ؟ الأمر واضح ، فالتوثيق هنا نسبيٌّ .
وإذا تأملنا في حكاية أبي حاتم الثانية لو جدناه يفرق بين من قال فيه يكتب حديثه - وهو من ألفاظ الجرح عند بعضهم 0 وبين شعبة وسفيان ، والحكاية الأولى عنه يفرق فيها بين الثقة وبين الحجة ، وفرَّق غير واحد بين الحجَّة وبين من دونه ، وجعل بعضهم الحجَّة من أعلى مراتب التعديل .
فهؤلاء إذن لم يفرِّقوا بين الثقة وبين الصدوق ، بل فرَّقوا بين الحجَّة وبين مَن دونه ، سواء أكان ثقة أو صدوقاً أو لا بأس به أو ممن يكتب حديثه"(15).
=================
__________
(1) - الجرح والتعديل 2/25
(2) - قلت : هذا في الغالب ، وإلا فليست مطردة ، لأن لفظة (ثقة) لا خلاف عليها ، بعكس لفظة ( ليس به بأس)
(3) - منهج دراسة الأسانيد ص 130 ، ومقدمة ابن الصلاح (ج 1 / ص 24) وتدريب الراوي في شرح تقريب النواوي (ج 1 / ص 272)
(4) - الشذا الفياح من علوم ابن الصلاح (ج 1 / ص 268) وشرح التبصرة والتذكرة (ج 1 / ص 123)
(5) - شرح التبصرة والتذكرة (ج 1 / ص 123)
(6) - موسوعة أقوال الإمام أحمد في الجرح والتعديل (ج 3 / ص 353)
(7) - موسوعة أقوال الإمام أحمد في الجرح والتعديل (ج 9 / ص 241)
(8) - الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (ج 6 / ص 41)
(9) - فتح المغيث بشرح ألفية الحديث (ج 1 / ص 63)
(10) - مسند أحمد(1827)
(11) - علل الحديث لابن أبي حاتم(365)
(12) - الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (ج 8 / ص 388)
(13) - قلت : هذا هو خبره كما في سنن الترمذى(1924 ) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ أَبِى خَلْدَةَ عَنْ أَبِى الْعَالِيَةِ قَالَ :"الثُّومُ مِنْ طَيِّبَاتِ الرِّزْقِ". وَأَبُو خَلْدَةَ اسْمُهُ خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ وَهُوَ ثِقَةٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ، وَقَدْ أَدْرَكَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَسَمِعَ مِنْهُ وَأَبُو الْعَالِيَةِ اسْمُهُ رُفَيْعٌ هُوَ الرِّيَاحِىُّ ،قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ :كَانَ أَبُو خَلْدَةَ خِيَارًا مُسْلِمًا.
(14) - اظر تهذيب الكمال[ ج8 - ص56 ] ( 1606 ) وقال ابن حجر : صدوق ، التقريب (1627 ) وقال الذهبي : وثقوه الكاشف ( 1315 )
(15) - منهج دراسة الأسانيد ص 131-133(1/24)
الترادف بين كلمة ثقة وصدوق عند أئمة الجرح والتعديل
قلتُ: وقد ورد في كلام أئمة الجرح والتعديل ترادف الكلمتين بكثرة :
بلفظ ( ثقةً صدوقاً )
=قال أبو داود: سمعت أحمد قال: كان ابن أبي ذئب، ثقة صدوقًا، أفضل من مالك بن أنس، إلا أن مالكًا أشدُّ تنقية للرجال منه، ابن أبي ذئب لا يبالي عمن يحدث، سمعت أحمد قال: مالك ما أصح حديثه عن كلٍّ. (سؤالاته) (192)(1).
= أحمد بن سنان الواسطي أبو جعفر روى عن أبي معاوية ووكيع وعبد الرحمن بن مهدي، قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: أدركته ولم أكتب عنه، سمعت أبي يقول كتبت عنه وكان ثقه صدوقا(2).
= إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ القُرَشِيُّ الزُّهْرِيُّ ابْنِ صَاحِبِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، الكَبِيْرُ، أَبُو إِسْحَاقَ القُرَشِيُّ، الزُّهْرِيُّ، العَوْفِيُّ، المَدَنِيُّ.وَكَانَ ثِقَةً صَدُوقاً، صَاحِبَ حَدِيْثٍ(3).
= يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرِ بنِ وَاصِلٍ الكُوْفِيُّ (خت، 4، م) الإِمَامُ، الحَافِظُ، الصَّدُوْقُ، صَاحِبُ المَغَازِي وَالسِّيَرِ.وَرَوَى: إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الجُنَيْدِ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: كَانَ ثِقَةً، صَدُوْقاً.(4)
=الطَّنَافِسِيُّ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ (ق) الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُتْقِنُ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ ثِقَةً، صَدُوْقاً، هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ فِي الفَضْلِ وَالصَّلاَحِ، وَأَبُو بَكْرٍ أَكْثَرُ مِنْهُ حَدِيْثاً، وَأَفْهَمُ.(5)
= عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عِصَامٍ أَبُو عَبْدِ اللهِ الجُرْجَانِيُّ الإِمَامُ، الحَافِظُ، الصَّادِقُ، قَالَ صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ: كَانَ أَحَدَ العُلَمَاءِ وَالفُقَهَاءِ، ثِقَةً، صَدُوْقاً.(6)
= يُوْسُف بنُ سَعِيْدِ بنِ مُسَلَّم أَبُو يَعْقُوْبَ المِصِّيْصِيُّ (س) الإِمَامُ، الحَافِظُ، الحُجَّةُ، المُصَنِّفُ ،وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَانَ ثِقَةً صَدُوْقاً.(7)
= أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَمْرٍو (د) الشَّيْخُ، الإِمَامُ، الصَّادِقُ، مُحَدِّثُ الشَّامِ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَانَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ رَفِيْقَ أَبِي، وَكَتَبْتُ عَنْهُ أَنَا، وَأَبِي، وَكَانَ ثِقَةً صَدُوْقاً.(8)
= عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ يُوْسُفَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حيان الإِمَامُ، الحَافِظُ، البَارِعُ، أَبُو مُحَمَّدٍ الهَاشِمِيُّ، الجَعْفَرِيُّ مَوْلاَهُمُ، الهَمَذَانِيُّ، أَحَدُ الأَعلاَم، إِمَامُ جَامِعِ هَمَذَان.ذكره صَالِح بنُ أَحْمَدَ فَقَالَ:رَوَى عَنْهُ الكِبَار، وَحضَرْتُ مَجْلِسَه، وَلَمْ أَعتدَّ بِذَلِكَ، وَكَانَ ثِقَةً صَدُوْقاً حَافِظاً فَاضِلاً وَرِعاً، يُحسِن هَذَا الشَّأْن.(9)
= الدَّارَكِيُّ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ الإِمَامُ الكَبِيْرُ، شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ بِالعِرَاقِ ، وَكَانَ ثِقَةً صَدُوْقاً.(10)
= ابْنُ بِيْرِي أَبُو بَكْرٍ بنُ عُبَيْدِ بنِ الفَضْلِ الوَاسِطِيُّ المُحَدِّثُ، المُعَمَّرُ، الصَّدُوْقُ، شَيْخُ وَاسِط،حَتَّى إِن خَمِيس بن عَلِيٍّ الحَوْزِي زَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَبِي القَاسِمِ البَغَوِيّ، وَابنِ أَبِي دَاوُدَ، وَهَذَا غَلَطٌ. قَالَ:وَكَانَ ثِقَةً صَدُوْقاً، كُفَّ بَصَره بِأَخَرَةٍ.(11)
= ابْنُ رَزْقُوَيْه مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ ،الإِمَامُ، المُحَدِّثُ المُتْقِنُ، المُعَمَّرُ، شَيْخُ بَغْدَاد ،قَالَ الخَطِيْبُ:كَانَ ثِقَةً، صَدُوْقاً، كَثِيْرَ السَّمَاعِ وَالكِتَابَةِ، حَسَنَ الاعْتِقَادِ، مُدِيْماً لِلْتِّلاَوَة،(12)
= ابْنُ فنجويه الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ الشَّيْخُ، الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، المُفِيْدُ، بَقِيَّةُ المَشَايِخ، قَالَ شِيْرَوَيْه فِي(تَارِيْخِهِ):كَانَ ثِقَةً صَدُوْقاً، كَثِيْرَ الرِّوَايَةِ لِلْمَنَاكِير، حسنَ الخَطِّ، كَثِيْرَ التَّصَانِيْفِ،(13)
= ابْنُ غَزْوٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ غَزْوِ بنِ مُحَمَّدٍ النُّهَاوَنْدِيُّ الشَّيْخُ، العَالِم، الثِّقَة،قَالَ شِيْرَوَيْه:كَانَ ثِقَةً صَدُوْقاً، سَمِعَ مِنْهُ الكِبَار.(14)
= ابْنُ المَأْمُوْنِ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الهَاشِمِيُّ الشَّيْخُ، الإِمَامُ، الثِّقَةُ، الجَلِيْلُ، المُعَمَّرُ،قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ:كَانَ ثِقَةً، صَدُوْقاً، نبيلاً، مَهِيْباً، كَثِيْرَ الصَّمْت، تَعلُوْهُ سَكِيْنَة وَوَقَار، وَكَانَ رَئِيْسَ آل المَأْمُوْن وَزَعِيْمَهُم.(15)
= ابْنُ السِّمْنَانِيِّ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الحَنَفِيُّ القَاضِي، العَلاَّمَة،وَكَانَ ثِقَةً صَدُوْقاً، حسن الأَخلاَقِ، كَبِيْرَ القَدْرِ، وَافِرَ الجَلاَلَة.(16)
=الفُضَيْلِيُّ الفُضَيْلُ بنُ يَحْيَى بنِ الفُضَيْلِ الشَّيْخُ، الفَقِيْهُ، الإِمَامُ، المُسْنِدُ،قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ:كَانَ فَقِيْهاً مُزَكِّياً، ثِقَة، صَدُوْقاً، عُمِّر وَحُمِلَ عَنْهُ الكَثِيْر.(17)
= ابْنُ الجَرَّاحِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ هَارُوْنَ البَغْدَادِيُّ الإِمَامُ، الكَبِيْرُ، المُقْرِئُ،وَكَانَ شَافعيّاً ثِقَةً صَدُوْقاً عَالِماً.(18)
= ابْنُ بَرَّجَانَ، عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ اللَّخْمِيُّ العَلاَّمَةُ، لُغوِي العصر ،قَالَ الأَبَّارُ: كَانَ مِنْ أَحْفَظِ أَهْلِ زَمَانِهِ لِلُّغَةِ، مُسَلَّماً ذَلِكَ لَهُ، ثِقَةً، صَدُوْقاً، لَهُ ردّ عَلَى ابْنِ سيده، وَكَانَ صَالِحاً، مُقْبِلاً عَلَى شَأْنه.(19)
= أحمد بن خالد الخلال ،حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي رحمه الله يقول نا أحمد بن خالد الخلال وكان خيرا فاضلا عدلا ثقة صدوقا رضا.(20)
= أحمد بن سنان الواسطي أبو جعفر ، سمعت أبي يقول كتبت عنه وكان ثقة صدوقا(21)
= إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر مولى بني مخزوم ، حدثنا عبد الرحمن نا أبى نا عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل نا أبو سلمة قال كان سعيد بن عبد العزيز إذا حدث عن إسماعيل بن عبيد الله قال: وكان ثقة صدوقا.(22)
= عمار بن خالد الواسطي التمار أبو الفضل ، كتبت عنه مع أبي بواسط وكان ثقة صدوقا، نا عبد الرحمن قال سئل أبي عنه فقال صدوق.(23)
= محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس ، كتبنا عنه وكان ثقة صدوقا.(24)
= محمود بن آدم المروزي ،قال أبو محمد كتب إلى أبي وأبي زرعة وكان ثقة صدوقا.(25)
وقد استخدمه ابن سعد في الطبقات كثيرا كما في الأمثلة التالية :
= أبو بكر بن عياش ، وكان أبو بكر ثقة صدوقا عارفا بالحديث والعلم إلا أنه كثير الغلط.(26)
= محمد بن الفضيل بن غزوان الضبي ، وكان ثقة صدوقا كثير الحديث متشيعا وبعضهم لا يحتج به.(27)
= أسباط بن محمد ، وكان ثقة صدوقا إلا أن فيه بعض الضعف، وقد حدثوا عنه(28).
= محاضر بن المورع ، وكان ثقة صدوقا ممتنعا بالحديث ثم حدث بعد ذلك(29).
= عبيد الله بن موسى ، وكان ثقة صدوقا إن شاء الله كثير الحديث حسن الهيئة، وكان يتشيع ويروي أحاديث في التشيع منكرة فضعف بذلك عند كثير من الناس، وكان صاحب قرآن.(30)
= قبيصة بن عقبة ، وكان ثقة صدوقا كثير الحديث عن سفيان الثوري(31).
وذكرت في التهذيب واللسان وهذه أمثلة لذلك :
= محمد بن سهل عسكر بن عمارة بن دويد ،قلت: وقال مسلمة كان ثقة صدوقا(32).
= إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي ، وكان فقيها عالما بمذهب داود رأسا فيه وكان مسندا في الحديث ثقة صدوقا لا يتعلق عليه بشيء مما رواه(33).
= عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزار أكثر عن يحيى بن بكير وطبقته وحدث وكان ثقة صدوقا ،(34)
وقد وردت بلفظ (ثقةٌ صدوقٌ) كما في الأمثلة التالية :
= قال أبو حاتم في ابْنِ جُحَادَةَ :كُوفِيٌّ ، ثِقَةٌ ، صَدُوقٌ ،(35)
= وقال صالح بن أحمد بن حنبل : قال أبي : إبراهيم بن محمد بن المنتشر ، ثقة صدوق.(36)
= وقال محمد بن إسماعيل البخاري : أحمد بن صالح أبو جعفر المصري ، ثقة صدوق ، ما رأيت أحدا يتكلم فيه بحجة ، كان أحمد بن حنبل ، وعلي ، وابن نمير ، وغيرهم ، يثبتون أحمد بن صالح ، كان يحيى يقول : سلوا أحمد فإنه أثبت.(37)
= قال عبد الله بن أحمد: سئل يحيى، وأنا أسمع، عن سلم بن قتيبة. فقال: ثقة صدوق، ليس به بأس.(38).
= وقال أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي: سألت أحمد بن حنبل عن أبي داود ( الطيالسي). فقال: ثقة صدوق. فقلت: إنه يخطئ؟ فقال: يحتمل له.(39)
=وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: سألت أحمد بن حنبل، عن عباد بن راشد. فقال: شيخ ثقة، صدوق صالح..(40)
=قال صالح بن أحمد بن حنبل: سمعتُ أَبي يقول: عبثر، ثقة صدوق(41).
=وقال عبد الملك الميموني: حدثنا ابن حنبل، حدثنا علي بن ثابت، قال: حدثني جعفر، قال ابن حنبل: علي بن ثابت، ثقة صدوق.(42)
= قال الميموني: قال أبو عبد الله: الفرات بن سلمان، ثقة صدوق. (سؤالاته) (354).
= أُوَيْسٌ القَرَنِيُّ أَبُو عَمْرٍو بنُ عَامِرِ بنِ جَزْءِ بنِ مَالِكٍ المُرَادِيُّ، هُوَ القُدْوَةُ، الزَّاهِدُ، سَيِّدُ التَّابِعِيْنَ فِي زَمَانِهِ.قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ فِي (الكَامِلِ): أُوَيْسٌ ثِقَةٌ، صَدُوْقٌ، وَمَالِكٌ يُنْكِرُ أُوَيْساً، ثُمَّ قَالَ: وَلاَ يَجُوْزُ أَنَّ يُشَكَّ فِيْهِ.(43)
= القَاسِمُ بنُ مُخَيْمِرَةَ الهَمْدَانِيُّ (خت، م، 4) الإِمَامُ، القُدْوَةُ، الحَافِظُ، أَبُو عُرْوَةَ الهَمْدَانِيُّ ،وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ، صَدُوْقٌ، كُوْفِيٌّ، كَانَ مُعَلِّماً بِالكُوْفَةِ، ثُمَّ سَكَنَ الشَّامَ.(44)=عَبْدُ المَلِكِ بنُ أَبِي سليمان العَرْزَمِيُّ (خت، م 4) الإِمَامُ، الحَافِظُ، أَبُو مُحَمَّدٍ.وَسُئِلَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ عَنْ حَدِيْثِ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الشُّفْعَةِ، فَقَالَ: لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ إِلاَّ عَبْدُ المَلِكِ، وَقَدْ أَنْكَرهُ عَلَيْهِ النَّاسُ، وَلَكِنَّ عَبْدَ المَلِكِ ثِقَةٌ، صَدُوْقٌ، لاَ يُردُّ عَلَى مِثْلِهِ.(45)
= حُمَيْدُ بنُ أَبِي حُمَيْدٍ الطَّوِيْلُ البَصْرِيُّ (ع) الإِمَامُ، الحَافِظُ، وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: ثِقَةٌ، صَدُوْقٌ،(46)
= أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ سليمان ابن أَبِي سليمان (ع) فَيْرُوْزَ، وَيُقَالُ: خَاقَانَ، وَقِيْلَ: عَمْرٍو.الإِمَامُ، الحَافِظُ، الحُجَّةُ ،وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ، صَدُوْقٌ، صَالِحُ الحَدِيْثِ.(47)
=جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ القُرَشِيُّ الهَاشِمِيُّ (ع) الإِمَامُ، الصَّادِقُ، شَيْخُ بَنِي هَاشِمٍ، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ، الهَاشِمِيُّ، العَلَوِيُّ، النَّبَوِيُّ، المَدَنِيُّ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ. قُلْتُ: جَعْفَرٌ: ثِقَةٌ، صَدُوْقٌ، مَا هُوَ فِي الثَّبْتِ كَشُعْبَةَ، وَهُوَ أَوْثَقُ مِنْ سُهَيْلٍ، وَابْنِ إِسْحَاقَ،وَهُوَ فِي وَزْنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَنَحْوِه.(48)
= مُوْسَى الكَاظِمُ، أَبُو الحَسَنِ العَلَوِيُّ (ت، ق) الإِمَامُ، القُدْوَةُ، السَّيِّدُ، أَبُو الحَسَنِ العَلَوِيُّ ، ذَكَرهُ: أَبُو حَاتِمٍ، فَقَالَ: ثِقَةٌ، صَدُوْقٌ، إِمَامٌ مِنْ أَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ.(49)
= عُقَيْلُ بنُ خَالِدٍ أَبُو خَالِدٍ الأَيْلِيُّ (ع) ابن عَقِيلٍ،الحَافِظُ، الإِمَامُ، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ، صَدُوْقٌ.(50)
= هَمَّامُ بنُ يَحْيَى بنِ دِيْنَارٍ العَوْذِيُّ المُحَلِّمِيُّ (ع) الإِمَامُ، الحَافِظُ، الصَّدُوْقُ، الحُجَّةُ،وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سُئِلَ أَبِي عَنْ هَمَّامٍ، وَأبان، قَالَ: هَمَّامٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مَا حدَّثَ مِنْ كِتَابِهِ، وَإِذَا حَدَّثَ مِنْ حِفْظِه، تَقَارَبَا فِي الحِفْظِ وَالغَلَطِ.
وَقَالَ أَيْضاً: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ هَمَّامٍ، فَقَالَ: ثِقَةٌ، صَدُوْقٌ، فِي حِفْظِه شَيْءٌ، وَهُوَ فِي قَتَادَةَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، وَأبان.(51)
= أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ عِيْسَى بنُ مَاهَانَ (4) عَالِمُ الرَّيِّ.وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ، صَدُوْقٌ.(52)
وفي السير أكثر من خمسين راويا قيل فيهم ذلك .
= إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن الزبير بن العوام،وهو ثقة صدوق في الحديث.(53)
= سعيد بن عمرو من ولد الأشعث بن قيس الكندي، ويكنى أبا عثمان. سمع من أبي عوانة وعبثر وغيرهما وهو ثقة صدوق مأمون.(54)
= حاتم بن حريث [ د، س، ق ] الطائى.قال ابن معين: لا أعرفه.وقال عثمان الدارمي: هو ثقة صدوق.(55)
=داود بن فراهيج.قال أبو حاتم: تغير حين كبر، وهو ثقة صدوق.(56)
= سماك بن حرب [ م، عو ]، أبو المغيرة الهذلي الكوفي.صدوق صالح، من أوعية العلم، مشهور،وقال أبو حاتم: ثقة صدوق.(57)
= عبيد بن أبي قرة.وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صدوق.(58)
= علي بن ثابت [ د، ت ] الجزرى، أبو أحمد.قال أحمد: ثقة صدوق.(59)
= عمر بن نافع [ خ، م، د، س، ق ] مولى ابن عمر.عن أبيه.ثقة صدوق مخرج في الصحاح.(60)
= محمد بن إسماعيل [ ت، س ]، أبو إسماعيل السلمي الترمذي ثم البغدادي.
صدوق حافظ. وقال الدارقطني: ثقة صدوق.(61)
= محمد بن بشار [ ع ] البصري الحافظ، بندار.ثقة صدوق.(62)
= نعيم بن حماد الخزاعى [ خ مقرونا، د، ت، ق ] أحد الأئمة الإعلام على لين في حديثه.كنيته أبو عبد الله الفرضي الأعور الحافظ.وقال أحمد العجلي: ثقة صدوق.(63)
= هلال بن فياض [ د، س ] اليشكرى البصري. قال أبو حاتم: ثقة صدوق(64).
=[ صح ] الوليد بن كثير [ ع ] المخزومي. ثقة صدوق.حديثه في الصحاح.(65)
= يحيى بن عباد [ خ، م، ت، س ] الضبعي.عن شعبة.ثقة صدوق(66).
وقد ذكره ابن أبي حاتم عن نفسه أو عن أبيه وغيره في كتابه الجرح والتعديل سبعين مرة وهذه أمثلة لذلك :
= أحمد بن عاصم بن عبد المجيد بن كثير بن أبي عمرة الأنصاري، قال أبو محمد كتبنا عنه وهو ثقة صدوق ،(67)
= إبراهيم بن محمد بن المنتشر الهمداني الكوفي ، حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل قال قال أبي: إبراهيم بن محمد بن المنتشر ثقة صدوق، سمعت أبي يقول: إبراهيم بن محمد بن المنتشر ثقة صالح.(68)
= إبراهيم بن مرزوق البصري أبو إسحاق نزيل مصر ، كتبت عنه وهو ثقة صدوق.(69)
= إبراهيم بن هانئ النيسابوري أبو إسحاق نزيل بغداد ، سمعت منه ببغداد في الرحلة الثانية وهو ثقة صدوق.(70)
= حماد بن سلمة بن دينار الإمام أبو سلمة أحد الأعلام ، قلت هو ثقة صدوق يغلط وليس في قوة مالك .(71)
= أحمد بن إبراهيم بن خالد أبو علي الموصلي.نزيل بغداد. وقال إبراهيم بن الجنيد عن ابن معين ثقة صدوق.(72)
= أحمد بن صالح المصري ، وقال البخاري ثقة صدوق ما رأيت أحدا يتكلم فيه بحجة،(73)
= أسباط بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن ميسرة القرشي مولاهم أبو محمد، وقال يعقوب بن شيبة كوفي ثقة صدوق .(74)
=إسحاق بن أبي إسرائيل واسمه إبراهيم بن كامجرا ،قال ابن معين ثقة وقال أيضا من ثقات المسلمين ما كتب حديثا قط عن أحد من الناس إلا ما خطه هو في الواحة أو كتابه وقال أيضا ثقة مأمون أثبت من القواريري وأكيس ، والقواريري ثقة صدوق وليس هو مثل إسحاق.(75)
= إسحاق بن منصور بن بهرام الكوسج ، قال عثمان ابن أبي شيبة ثقة صدوق وكان غيره أثبت منه.(76)
= إسماعيل بن أبي الحارث أسد بن شاهين البغدادي أبو إسحاق.وقال الدارقطني ثقة صدوق ورع فاضل.(77)وكثير غيرها
= جعفر بن الحارث أبو الأشهب الكوفي نزيل واسط ،قال يزيد بن هارون عنه أنه ثقة صدوق .(78)
= عبيد بن أبي قرة عن الليث بن سعد قال البخاري لا يتابع في حديثه في قصة العباس وقال ابن معين ما به بأس وقال يعقوب بن شيبة ثقة صدوق(79).
= محمد بن بشر بن بطريق البكري المصري، وهو عندي ثقة صدوق إن شاء الله تعالى ,(80)
=عبد الله بن شوذب البلخي أبو عبد الرحمن سكن البصرة ثم الشام ثقة صدوق(81).
وكذلك ورد بلفظ (صدوق ثقة) عن عدد من علماء الجرح والتعديل كما في الأمثلة التالية :
= المَاجَشُوْنُ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ اللهِ التَّيْمِيُّ (ع) ابْنِ أَبِي سَلَمَةَ مَيْمُوْنٍ - وَقِيْلَ: دِيْنَارٍ - الإِمَامُ، المُفْتِي الكَبِيْرُ ، وَكَانَ صَدُوقاً، ثِقَةً -يَعْنِي: لَمْ يَكُنْ مِنْ فُرْسَانِ الحَدِيْثِ، كَمَا كَانَ شُعْبَةُ وَمَالِكٌ ،(82)
= إِسْحَاقُ بنُ سَيَّارِ بنِ مُحَمَّدٍ أَبُو يَعْقُوْبَ النَّصِيْبِيُّ ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثَّبْتُ،وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَتَبَ إِلَيَّ إِسْحَاقُ بنُ سَيَّارٍ بِبَعْضِ حَدِيْثِهِ، وَكَانَ صَدُوْقاً ثِقَةً.(83)
= مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ عَبدِ العَزِيْزِ بنِ الصَّبَّاحِ الهَمَذَانِيُّ ، الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الرَّئِيْسُ الأَوْحَدُ، شَيْخُ هَمَذَان ،قَالَ شِيْرَوَيْه فِي(تَارِيْخِهِ): وَكَانَ صَدُوْقاً ثِقَةً، وَكَانَ مُتَوَاضِعاً(84)، = قال ابن خلكان في ترجمة ابن سعد : " كان صدوقاً ثقة "(85)
= عتاب بن بشير ، ويكنى أبا الحسن، مولى لبني أمية، وكان يسكن حران، وكان صدوقا ثقة إن شاء الله راوية لخصيف وليس هو بذاك في الحديث، ومات بحران سنة تسعين ومائة في خلافة هارون.(86)
= محمد بن سلمة ، ويكنى أبا عبد الله، مولى لباهلة، وكان يسكن حران، وكان صدوقا ثقة إن شاء الله، وكان له فضل ورواية وفتوى، مات في آخر سنة إحدى وتسعين ومائة في خلافة هارون.(87)
= إسحاق بن سيار بن محمد بن مسلم النصيبي أبو يعقوب، أدركناه وكتب إلي ببعض حديثه وكان صدوقاً ثقة.(88)
= جعفر بن علي بن أدك الخواري الرازي ، وكان صدوقا ثقة.(89)
= زياد بن علي الرازي السري خال ولد محمد بن مسلم ورفيقه بمصر روى عن أحمد بن صالح سمعت منه بالري وكان صدوقا ثقة.(90)
= عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل .. وكان صدوقا ثقة(91).
وقد ذكر ذلك مرات عديدة
__________
(1) - موسوعة أقوال الإمام أحمد في الجرح والتعديل (ج 7 / ص 15)
(2) - الجرح والتعديل( 2/53)
(3) - سير أعلام النبلاء(8/304)(81)
(4) - سير أعلام النبلاء (9/246)(71)
(5) - سير أعلام النبلاء (11/460)
(6) - سير أعلام النبلاء (12/181)
(7) - سير أعلام النبلاء (12/622)
(8) - سير أعلام النبلاء (13/313)
(9) - سير أعلام النبلاء (15/94)
(10) - سير أعلام النبلاء (16/405)
(11) - سير أعلام النبلاء (17/198)
(12) - سير أعلام النبلاء (17/259)
(13) - سير أعلام النبلاء (17/384)
(14) - سير أعلام النبلاء (18/96)
(15) - سير أعلام النبلاء (18/221)
(16) - سير أعلام النبلاء (18/304)
(17) - سير أعلام النبلاء (18/397)
(18) - سير أعلام النبلاء (19/173)
(19) - سير أعلام النبلاء (22/334)
(20) - الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (ج 2 / ص 49)
(21) - الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (ج 2 / ص 53)
(22) - الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (ج 2 / ص 183)
(23) - الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (ج 6 / ص 395)
(24) - الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (ج 7 / ص 198)
(25) - الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (ج 8 / ص 291)
(26) - الطبقات الكبرى لابن سعد (ج 6 / ص 386)
(27) - الطبقات الكبرى لابن سعد (ج 6 / ص 389)
(28) - الطبقات الكبرى لابن سعد (ج 6 / ص 393)
(29) - الطبقات الكبرى لابن سعد (ج 6 / ص 398)
(30) - الطبقات الكبرى لابن سعد (ج 6 / ص 400)
(31) - الطبقات الكبرى لابن سعد (ج 6 / ص 403)
(32) - تهذيب التهذيب (ج 9 / ص 184)
(33) - لسان الميزان للحافظ ابن حجر (ج 1 / ص 34) [ 327 ]
(34) - لسان الميزان للحافظ ابن حجر (ج 4 / ص 38) [ 255 ]
(35) - علل الحديث(33)
(36) - الجرح والتعديل(2/383).
(37) - تاريخ بغداد( 4/201)
(38) - العلل له (3977)
(39) - تهذيب الكمال [ ج1 - ص422 ] (88)
(40) - الجرح والتعديل [ ج6 - ص79 ] (407)
(41) - الجرح والتعديل [ ج7 - ص43 ] (244)
(42) - تاريخ بغداد 11/357
(43) - سير أعلام النبلاء (4/328-32)
(44) - سير أعلام النبلاء (5/202)
(45) - سير أعلام النبلاء (6/108)
(46) - سير أعلام النبلاء (6/165)
(47) - .سير أعلام النبلاء (6/194)
(48) - سير أعلام النبلاء (6/257)
(49) - سير أعلام النبلاء (6/270)
(50) - سير أعلام النبلاء (6/302)
(51) - سير أعلام النبلاء (7/300)
(52) - سير أعلام النبلاء (7/347)
(53) - الطبقات الكبرى لابن سعد (ج 5 / ص 442)
(54) - الطبقات الكبرى لابن سعد (ج 6 / ص 415)
(55) - ميزان الاعتدال (ج 1 / ص 428)
(56) - ميزان الاعتدال (ج 2 / ص 19)
(57) - ميزان الاعتدال (ج 2 / ص 233)
(58) - ميزان الاعتدال (ج 3 / ص 22)
(59) - ميزان الاعتدال (ج 3 / ص 116)
(60) - ميزان الاعتدال (ج 3 / ص 226)
(61) - ميزان الاعتدال (ج 3 / ص 484)
(62) - ميزان الاعتدال (ج 3 / ص 490)
(63) - ميزان الاعتدال (ج 4 / ص 268)
(64) - ميزان الاعتدال (ج 4 / ص 316)
(65) - ميزان الاعتدال (ج 4 / ص 345)
(66) - ميزان الاعتدال (ج 4 / ص 387)
(67) - الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (ج 2 / ص 67)
(68) - الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (ج 2 / ص 124)
(69) - الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (ج 2 / ص 137)
(70) - الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (ج 2 / ص 144)
(71) - الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة (ج 1 / ص 349)
(72) - تهذيب التهذيب (ج 1 / ص 8)
(73) - تهذيب التهذيب (ج 1 / ص 35)
(74) - تهذيب التهذيب (ج 1 / ص 185)
(75) - تهذيب التهذيب (ج 1 / ص 196)
(76) - تهذيب التهذيب (ج 1 / ص 219)
(77) - تهذيب التهذيب (ج 1 / ص 247)
(78) - لسان الميزان للحافظ ابن حجر (ج 2 / ص 33)
(79) - لسان الميزان للحافظ ابن حجر (ج 4 / ص 39)
(80) - لسان الميزان للحافظ ابن حجر (ج 5 / ص 29)
(81) - لسان الميزان للحافظ ابن حجر (ج 7 / ص 56)
(82) - سير أعلام النبلاء (7/310)
(83) - سير أعلام النبلاء (13/195)
(84) - سير أعلام النبلاء (17/563)
(85) - مقدمة الطبقات الكبرى لابن سعد (ج 1 / ص 3)
(86) - الطبقات الكبرى لابن سعد (ج 7 / ص 485)
(87) - الطبقات الكبرى لابن سعد (ج 7 / ص 485)
(88) - الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (ج 2 / ص 223)
(89) - الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (ج 2 / ص 484)
(90) - الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (ج 3 / ص 541)
(91) - الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (ج 5 / ص 7)(1/25)
= (ابن ماجة) محمد بن زيد. وقال يعقوب بن شيبة كان شيخا صدوقا ثقة وليس ممن يوصف بالضبط للحديث .(1)
=مستلم بن سعيد الثقفي الواسطي العابد، ..حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا المستمر بن الريان وكان صدوقا ثقة .(2)
= ق- أبو عاصم العباداني المرائي البصري، وقال عمرو بن علي: كان صدوقا ثقة(3).
قلت : من خلال هذه الأمثلة الكثيرة تبين لدينا أنَّ كلا اللفظين استخدم بدلاً من الآخر ومرادفاً له ، ولكنها لو وردت بحقِّ واحدٍ فلا شكَّ أن حديثه صحيحٌ ، لأن هذه العبارات تعتبر من صيغ المبالغة في التوثيق، وهي من أعلى درجات التوثيق، ولكن لو قيل عن راو منهم (صدوق فقط ) فهل يصحح حديثه إذا تفرَّد به ؟.
الصواب لا ، إلا إذا كان من طبيعته الدمج بين العبارتين كالحاكم وابن خزيمة وابن حبان ومن ألف في الصحيح غير أصحاب الصحيحين .
قال العاني : " قال ابن حبان في الثقات : " فكلُّ من أذكر في هذا الكتاب فهو صدوق يجوز الاحتجاج بخبره إذا تعرَّى عن خصال خمس .."
هكذا سمَّى من يذكره في كتابه صدوقاً مع أنه سماه الثقات ، وبهذا الاسم اشتهر من زمن تصنيفه إلى يومنا هذا "(4).
قلتُ : لكنَّ غير هؤلاء ميزوا بين الثقة والصدوق أو ذكروهما على سبيل المبالغة ، فلا يرد هذا الكلام بحقهم ، ولا سيما وقد استقرَّ مفهوم الصدوق عند المتأخرين ، وضبط بشكل دقيق . فلا يحتجُّ عليهم بكلام المتقدمين الذين جعلوا الثقة والصدوق في مرتبة واحدة ، وابن أبي حاتم رحمه الله لما ذكر مراتب التعديل ميَّز بين الثقة وبين الصدوق ومن ليس به بأس ، فقال : " وإذا قيل للواحد إنه ثقة أو متقن ثبت فهو ممن يحتج بحديثه، وإذا قيل له إنه صدوق أو محلُّه الصِّدق أولا بأس به فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه وهي المنزلة الثانية..(5)"َّ وميز بينهما الإمام الترمذي ومشايخه وطلابه(6).
=================
__________
(1) - تهذيب التهذيب (ج 9 / ص 154)
(2) - تهذيب التهذيب (ج 10 / ص 96)
(3) - تهذيب التهذيب (ج 12 / ص 128)
(4) - منهج دراسة الأسانيد والحكم عليها للعاني ص 135
(5) - الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (ج 2 / ص 37)
(6) - انظر كتابي الخلاصة في أحكام الحديث الضعيف - فقرة الردُّ على يزعم أن القدامى لم يفرِّقوا بين الحسن والضعيف ص 83(1/26)
المطلب الثاني
مفهوم الصدوق عند الحافظ ابن حجر
من خلال دراسة هذه المرتبة في التقريب ، ظهر أن ابن حجر سار على نهج مدروس عنده ، قد وضع له ضوابط معينة .
لقد تعارف أهل الاصطلاح أن من كثر مزكُّوه ، وقلَّ ناقدوه ، قدِّم رأي الأغلبية على الأقلية ، خاصة إذا كانت القلة غير معتبرة أساساً ، أو أن جرحها لا يلتفت إليه ، حيث تبين بالبحث والدراسة أن قول الأقلية مرجوح ، أو أنه إنما قيل لسبب من الأسباب غير المعتبرة عند النقاد .
لكن ابن حجر - كما علمنا سابقا- اشترط أن يكون حكمه على الراوي شاملاً وعادلاً ، والشمول يقتضي الإحاطة بكل ما قيل في الرجل من جرح معتبر أو غير معتبر ، وتعديل معتبر أو غير معتبر .
هذه الشمولية هي أساس العدل في الحكم على الراوي ابتداء ، وهذه الشمولية هي القاعدة الأساس التي انطلق منها ابن حجر ، وهو يقضي بأحكامه على الرواة ، دون تعصبٍ أو هوى، فجاءت أحكامه - رحمه الله - غاية ما يتمناه الدارسُ لهذا العلم الشائك الدقيق .
قال العاني رحمه الله :" لقد تبين لي من خلال دراسة رجال هذه المرتبة أن رجلا ما يوثقه جماعة من النقاد المعتدلين منهم والمتشددين ، ثم يظهر للباحث أن واحدا من النقاد يخالف الجمهور ، وقال فيه قولاً يجرحه فيه ، فالباحث العادي يمضي ولا يلتفت إلى القول المخالف للجمهور ، لكن ابن حجر يتوقف عند قول المخالف ويدرسه ، هل له وجه معتبر أم لا ..؟
فإن كان له وجه معتبر جعل هذا الراوي من المختلف فيه ، ووضعه في المرتبة الخامسة ، وإن لم يكن له وجه معتبر ، وخرجه ابن حجر على وجه يبرئ فيه ساحة هذا الراوي ، جعل هذا الراوي في المرتبة الرابعة ، وأعطاه لقب صدوق ، أو لا بأس به ، ولم يرفعه إلى درجة ثقة أو ثبت ، وذلك للقول المخالف الذي قيل فيه .
هذا منهج ابن حجر العام في هذه المرتبة ، يوثق الراوي جماعة من الأئمة ، ويخالفهم واحد أو اثنان ، أو أكثر ، لكنهم قلة بالنظر إلى المزكين ، وهذه المخالفة لا تقنع ابن حجر بأن ينزل بالراوي إلى المرتبة الخامسة ، أي أن الجرح لا يقابل التعديل وحده ، بل هو جرح غير معتبر ، لكن لا بد من وضعه في الحسبان حين الحكم ، عند ذلك يضعه ابن حجر في المرتبة الرابعة .
أما إذا كان الجرح غير معتبر بالكلية ، ويرى ابن حجر أنه يجب أن يطرح بالمرة ، ولا ينظر فيه أساساً ، عند ذلك يرفعه ابن حجر إلى المرتبة الثالثة ، فيقول فيه ثقة أو تبث أو حافظ ، إلى آخر ألقاب هذه المرتبة .
نماذج من تراجم من قال فيهم ابن حجر (صدوق ) أو ( لا بأس به) :
1- حميد بن قيس المكي الأعرج ، قال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث وكان قارئ أهل مكة ،وقال أبو طالب سألت أحمد عنه فقال هو ثقة هو أخو سندل، وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه ليس هو بالقوي في الحديث، وقال المفضل الغلابي عن ابن معين ثبت روى عنه مالك وأخوه سندل ليس بثقة ، وقال الدوري وغيره عن ابن معين حميد بن قيس الأعرج ثقة وحميد الذي روى عنه خلف بن خليفة ليس بشيء ،وقال أبو زرعة حميد الأعرج ثقة ،وقال أبو حاتم مكي ليس به بأس وابن أبي نجيح أحب إليَّ منه ، وقال أبو زرعة الدمشقي حميد بن قيس من الثقات ، وقال أبو داود ثقة ،وقال النسائي ليس به بأس وقال ابن خراش ثقة صدوق وقال ابن عدي لا بأس بحديثه وإنما يؤتى مما يقع في حديثه من الإنكار من جهة من يروي عنه ، وقال العجلي مكي ثقة وقال الترمذي في العلل الكبير قال البخاري هو ثقة وكذا قال يعقوب بن سفيان .(1)
قلت : فهذا وثقه ثلاثة عشر إماماً من أئمة النقد ، وليس من السهل اجتماع مثل هذا العدد في توثيق راوٍ ، إلا ويقال له ثقة ، لكن ابن حجر قال : لا بأس به .
وسبب ذلك أنه أعمل الرواية الأخرى عن حميد عن أحمد في هذا الراوي ، مع أن مدلولها التليين اليسير ، وقد برأ ابن عدي ساحة حميد من نكارة حديثه ، وألقى باللوم على من يروي عنه ، وكل ذلك لم يجعل ابن حجر يقول فيه ثقة فماذا نسمي هذا ؟
(قال علي) : لكن قال الذهبي في الكاشف (1255 ) حميد بن قيس المكي الأعرج القارئ عن مجاهد وعكرمة وعنه مالك والسفيانان ثقة توفي زمن السفاح قال أحمد ليس بقوي ع
2- سعيد بن أبي هلال الليثي ،قال أبو حاتم لا بأس به وقال ابن يونس ولد بمصر سنة 7 ونشأ بالمدينة ثم رجع إلى مصر في خلافة هشام قال ويقال توفي سنة خمس وثلاثين ومائة وقال غيره مات سنة 33 وقال ابن حبان في الثقات مات سنة 149 قلت وحديثه عن جابر أورده البخاري معلقا متابعة ووصله الترمذي وقال هذا مرسل سعيد بن أبي هلال لم يدرك جابرا وقال خلف في الأطراف لم يسمع من جابر وقال ابن سعد كان ثقة إن شاء الله وقال الساجي صدوق كان أحمد يقول ما أدري أي شيء يخلط في الأحاديث وقال العجلي بصري ثقة ووثقه ابن خزيمة والدارقطني والبيهقي والخطيب وابن عبد البر وغيرهم وقال ابن أبي حاتم أبي يقول لم يسمع سعيد من أبي سلمة بن عبد الرحمن وقال ابن حزم ليس بالقوي ولعله اعتمد على قول الإمام أحمد فيه .(2)
وقال في التقريب (2410 ) سعيد بن أبي هلال الليثي مولاهم أبو العلاء المصري قيل مدني الأصل وقال ابن يونس بل نشأ بها صدوق لم أر لابن حزم في تضعيفه سلفا إلا أن الساجي حكى عن أحمد أنه اختلط من السادسة مات بعد الثلاثين وقيل قبلها وقيل قبل الخمسين بسنة ع
فإذا لم يقتنع ابن حجر بتضعيف ابن حزم ، ولا بشذوذ الساجي في تضعيفه ، ترى لماذا لم يقل فيه ثقة تبعاً لمن وثقه من الأئمة ؟ "(3).
(قال علي ): وفي لسان الميزان للحافظ ابن حجر : سعيد بن أبي هلال الليثي مولاهم أبو العلاء المصري نزيل المدينة أحد المكثرين عن جابر مرسلا ثقة ثبت ضعفه ابن حزم وحده !!!(4)
وفي سير أعلام النبلاء (6/305) سَعِيْدُ بنُ أَبِي هِلاَلٍ اللَّيْثِيُّ (ع)الإِمَامُ، الحَافِظُ، الفَقِيْهُ، أَبُو العَلاَءِ اللَّيْثِيُّ مَوْلاَهُم، المِصْرِيُّ، أَحَدُ الثِّقَاتِ.
فتسقط الشبهة التي تعلَّق بها حول هذا الراوي ، والصواب أنه ثقة بإطلاق.
3- شبيب بن سعيد الحبطي ،قال ابن المديني ثقة كان يختلف في تجارة إلى مصر وكتابه كتاب صحيح وقال أبو زرعة لا بأس به وقال أبو حاتم كان عنده كتب يونس بن زيد وهو صالح الحديث لا بأس به وقال النسائي ليس به بأس وقال ابن عدي ولشبيب نسخة الزهري عنده عن يونس عن الزهري أحاديث مستقيمة وحدث عنه ابن وهب بأحاديث مناكير وذكره ابن حبان في الثقات، قلت: وقال ابن يونس في تاريخ الغرباء مات بالبصرة سنة ست وثمانين ومائة فيما ذكره البخاري وقال الدارقطني ثقة ونقل ابن خلفون توثيقه عن الذهلي ولما ذكره ابن عدي وقال الكلام المتقدم قال بعده ولعل شبيبا لما قدم مصر في تجارته كتب عنه ابن وهب من حفظه فغلط ووهم وأرجو أن لا يتعمد الكذب وإذا حدث عنه ابنه أحمد فكأنه شبيب آخر يعني يجوِّد وقال الطبراني في الأوسط ثقة.(5)
وفي التقريب( 2739 ) شبيب بن سعيد التميمي الحبطي بفتح المهملة والموحدة البصري أبو سعيد لا بأس بحديثه من رواية ابنه أحمد عنه لا من رواية ابن وهب من صغار الثامنة مات سنة ست وثمانين خ خد س
وفي الكاشف( 2235 ) شبيب بن سعيد الحبطي عن أبان ابن تغلب ويونس بن يزيد وعنه ابنه أحمد وابن وهب صدوق خ س
وفي ميزان الاعتدال،صدوق يغرب.(6)
قال العاني : "قلت : فتأمل حال شبيب هذا ، وثقه هؤلاء الأئمة ، وعندما استقرأ ابن عدي حديثه كأنه صرف توثيقهم لرواية ابنه أحمد عنه ، فلماذا نزل إلى درجة لا بأس به حتى في رواية ابنه عنه ، وقد اعتمدها البخاري في الصحيح ؟" .(7)
(قال علي) : السبب أنهم لم يتفقوا جميعاً على أنه ثقة ، كما هو واضح في ترجمته ، وقول الإمام الذهبي كذلك فيه ، فمثل هذا لا يستحقُّ أكثر من ذلك ، وأما إخراج البخاري له من رواية ابنه ، فالبخاري رحمه الله ينتقي له أصح ما ورد عنه بعكس غيره ، فلا يقاس عليه ، وقد أخرج له البخاري من رواية ابنه أحمد ستة أحاديث ( 1325 م ،1404 ،2389 ،3696 ،4661 ،6585 ) وابنه من مشايخ البخاري المباشرين، فهو أدرى بهم من غيره ، وقد روى عن شبيب ابنه وغيره .
4- غالب بن خطاف القطان البصري صدوق ،قال عبد الله بن أحمد عن أبيه ثقة ثقة وقال ابن معين والنسائي ثقة وقال أبو حاتم صدوق صالح وقال عمار بن عمر بن المختار عن أبيه حدثنا غالب القطان وكان والله من أخيار الناس وذكره ابن حبان في الثقات ، قلت: وقال ابن سعد كان ثقة وقال ابن عدي بعد أن ساق له أحاديث الضعف على أحاديثه بيِّن وفي حديثه النكرة ثم أورد له حديثا منكرا الحمل فيه على الراوي عنه عمر بن المختار ،وقال الذهبي لعل الذي ضعفه ابن عدي آخر.(8)
وفي الكاشف( 4414 ) غالب القطان عن سعيد بن جبير والحسن وعنه شعبة وابن علية وطائفة ثقة ع
وفي ميزان الاعتدال :غالب بن خطاف القطان البصري. صدوق مشهور(9)
5- يزيد بن أبي مريم الدمشقي ،قال عثمان الدارمي عن ابن معين ودحيم ثقة وقال أبو زرعة لا بأس به وقال أبو حاتم من ثقات أهل دمشق وذكره ابن حبان في الثقات وقال الدارقطني ليس بذاك .(10)
وفي التقريب( 7775 ) يزيد بن أبي مريم يقال اسم أبيه ثابت الأنصاري أبو عبد الله الدمشقي إمام الجامع لا بأس به من السادسة مات سنة أربعين أو بعدها خ 4
وقال ابن حجر في مقدمة الفتح :قال الدارقطني ليس بذاك، قلت هذا جرح غير مفسر فهو مردود(11).
وفي الكاشف( 6356 ) يزيد بن أبي مريم الدمشقي إمام الجامع زمن الوليد عن أبي إدريس وقزعة وعنه يحيى بن حمزة والوليد ثقة مات 144 خ 4
6- يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية ،وثقه أحمد وابن معين والعجلي وأبو داود والنسائي وذكره ابن عدي في الكامل وأورد له أحاديث وقال بعض حديثه لا يتابع عليه ويكتب حديثه ،قلت لم يضعفه أحد ولم يخرج له البخاري سوى حديث واحد(12).
وفي التقريب(7598 ) يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية بفتح المعجمة وكسر النون وتشديد التحتانية الخزاعي الكوفي أصله من أصبهان صدوق له أفراد من كبار التاسعة مات سنة بضع وثمانين خ م مد ت س ق
وفي الكاشف 6206 ) يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية الخزاعي الكوفي عن أبيه وهشام بن عروة وعنه أحمد وابن معين والأشج ثقة وقور صالح مات 188 قرنه البخاري بآخر خ م ت س ق .
(قال علي): له حديثان في البخاري الأول غير مقرون (7101 ) ورواه من غير طريقه في موضعين(7100 و3772 ) والثاني مقرونا ( 7337 ) فالمحصِّلة أن الإمام البخاري لم يعتمد عليه وحده بتاتاَ ، فالصوابُ قول الذهبي في الكاشف .
7- مبشِّر بن إسماعيل الحلبي ، قال ابن سعد كان ثقة مأمونا وقال النسائي لا بأس به ذكره صاحب الميزان فقال: تكلم فيه بلا حجة كذا قال ولم يذكر من تكلم فيه ولم أر فيه كلاما لأحد من كثرة الجرح والتعديل، لكن قال ابن قانع في الوفيات أنه ضعيف وابن قانع ليس بمعتمد وليس له في البخاري سوى حديث واحد(13).
وفي التقريب (6465 ) مبشر بكسر المعجمة الثقيلة بن إسماعيل الحلبي أبو إسماعيل الكلبي مولاهم صدوق من التاسعة مات سنة مائتين ع
وفي الكاشف( 5275 ) مبشر بن إسماعيل الحلبي عن جعفر بن برقان والأوزاعي وعنه أحمد ودحيم ثقة توفي 2 ع
قلت : روى له البخاري حديثاً واحدا مقرونا بغيره ( 1152)
8- عبد الرحمن بن خالد بن مسافر الفهمي ، صاحب الزهري، وثقه العجلي والنسائي والذهلي والدارقطني وقرنه النسائي بابن أبي ذئب من أصحاب الزهري وقال أبو حاتم صالح وقال زكريا الساجي صدوق عندهم وله مناكير، قلت احتجَّ به الجماعة إلا الترمذي .(14)
وفي التقريب( 3849 ) عبد الرحمن بن خالد بن مسافر الفهمي أمير مصر صدوق من السابعة مات سنة سبع وعشرين خ م مد ت س
قلت : روى له البخاري تسعة عشر حديثا بعضها مقرون وله في مسلم حديثان الأول (4517) مقرونا، والثاني مقرونا(6643)
9- عبد العزيز بن أبي حازم المدني ، وثقه النسائي وابن معين والعجلي وقال أحمد بن حنبل لم يكن يعرف بطلب الحديث إلا كتب أبيه فإنهم يقولون إنه سمعها ويقال أن كتب سليمان ابن بلال وقعت إليه ولم يسمعها وقال ابن أبي خيثمة عن مصعب الزبيري كان قد سمع من سليمان فلما مات سليمان أوصى إليه بكتبه وقال أبو حاتم صالح الحديث ويقال لم يكن بالمدينة بعد مالك أفقه منه قلت احتج به الجماعة(15).
وفي التقريب (4088 ) عبد العزيز بن أبي حازم سلمة بن دينار المدني صدوق فقيه من الثامنة مات سنة أربع وثمانين وقيل قبل ذلك ع
وفي سير أعلام النبلاء (8/363) عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي حَازِمٍ سَلَمَةَ بنِ دِيْنَارٍ المَدَنِيُّ (ع) الإِمَامُ الفَقِيْهُ، أَبُو تَمَّامٍ المَدَنِيُّ.بَلْ هُوَ حُجَّةٌ فِي أَبِيْهِ، وَغَيْرِهِ. قُلْتُ: حَدِيْثُهُ فِي الصِّحَاحِ".
وفي تذكرة الحفاظ - (ج 1 / ص 268) وثقه غير واحد واحتج به أرباب الصحاح.
وقد قال أحمد بن أبي خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول: ابن أبي حازم ليس بثقة في حديث أبيه ، قلت: بل هو ثقة حجة في أبيه وقد يكون غيره أقوى وأثبت .. اهـ
(قال علي) : الصواب أنه ثقة كما قال الذهبي .
10- أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي ،وثقه أبو حاتم الرازي وقال ابن عدي وثقة أهل العراق وكتب عنه علي بن المديني، وقال أبو الفتح الأزدي منكر الحديث غير مرضي ولا عبرة بقول الأزدي لأنه هو ضعيف فكيف يعتمد في تضعيف الثقات وسيأتي في ترجمة أبيه ثناء ابن عدي على أحاديثه وقد روى له النسائي وأبو داود في كتاب الناسخ والمنسوخ .(16)
وفي التقريب( 46 ) أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي بفتح المهملة والموحدة أبو عبد الله البصري صدوق من العاشرة مات سنة تسع وعشرين خ خد س
وفي ميزان الاعتدال : "أحمد بن شبيب بن سعيد.صدوق، سمع أباه [ وله عن عبد الله بن رجاء المكى، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: الحلال بين والحرام بين.] قال الأزدي: منكر الحديث غير مرضي.قلت: قد وثقه أبو حاتم".(17)11- بيان بن عمرو البخاري ،العابد شيخ البخاري أثنى عليه ابن المديني ووثقه ابن حبان وابن عدي وقال أبو حاتم مجهول والحديث الذي رواه عن سالم بن نوح باطل قلت ليس بمجهول من روى عنه البخاري وأبو زرعة وعبيد الله بن واصل ووثقه من ذكرنا وأما الحديث فالعهدة فيه على غيره لأنه لم ينفرد به كما قال الدارقطني في المؤتلف والمختلف .(18)
وفي التقريب( 791 ) بيان ابن عمرو البخاري أبو محمد العابد صدوق جليل من الحادية عشرة مات سنة اثنتين وعشرين خ
وفي ميزان الاعتدال : [ صح ] بيان بن عمرو البخاري العابد [ خ ]. عن يحيى القطان وطبقته.وعنه البخاري وأبو زرعة وجماعة.قال ابن عدى: عالم جليل، له غرائب،وقال ابن أبى حاتم: مجهول. والحديث الذي رواه عن سالم بن نوح باطل.قلت: الآفة من غيره، وإلا فهو صدوق.(19)
(قال علي): الحديث هو في التاريخ الكبير للبخاري : بيان بن عمرو أبو محمد بخاري سمع القطان وابن مهدي مات سنة ثنتين وعشرين ومائتين حَدَّثَنِي بيان ، قَالَ : ثنا سَالِمُ بْنُ نُوحٍ ، قَالَ : ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " الصَّابِرُ الصَّابِرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى "(20)
وفي التقريب (2185 ) سالم بن نوح بن أبي عطاء البصري أبو سعيد العطار صدوق له أوهام من التاسعة مات بعد المائتين بخ م د ت س
وأصل الحديث في صحيح البخارى(1283 )حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضى الله عنه - قَالَ مَرَّ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - بِامْرَأَةٍ تَبْكِى عِنْدَ قَبْرٍ فَقَالَ « اتَّقِى اللَّهَ وَاصْبِرِى » . قَالَتْ إِلَيْكَ عَنِّى ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِى ، وَلَمْ تَعْرِفْهُ . فَقِيلَ لَهَا إِنَّهُ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - . فَأَتَتْ بَابَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ فَقَالَتْ لَمْ أَعْرِفْكَ . فَقَالَ « إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى » .
ومسلم (2178 ) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ الْعَبْدِىُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِى ابْنَ جَعْفَرٍ - حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى ».
قلت : فكيف يكون باطلاً ، فالصوابُ أنه صحيح لغيره ولا سيما وأن الإمام البخاري رحمه الله عندما رواه في التاريخ لم يعقِّب عليه بشيء. وسالم غير متهم فكيف يقال في حديثه إنه موضوع !!
12- ثابت بن عجلان الأنصاري ،وثقه ابن معين ودحيم وقال أبو حاتم والنسائي لا بأس به وقال عبد الله بن أحمد سألت أبي فقلت أهو ثقة فسكت وكأنه مرض أمره وفي الميزان قال أحمد أنا متوقف فيه واستغرب ابن عدي من حديثه ثلاثة أحاديث وقال العقيلي لا يتابع في حديثه وتعقب ذلك أبو الحسن بن القطان بأن ذلك لا يضره إلا إذا كثر منه رواية المناكير ومخالفة الثقات وهو كما قال له في البخاري حديث واحد في الذبائح .(21)
وفي التقريب( 822 ) ثابت بن عجلان الأنصاري أبو عبد الله الحمصي نزل إرمينية صدوق من الخامسة خ د س ق
وفي الكاشف( 690 ) ثابت بن عجلان الأنصاري الحمصي عن أنس وابن المسيب وعنه بقية ومحمد بن حمير صالح الحديث خ د س ق
وفي ميزان الاعتدال: [ صح ] ثابت بن عجلان [ خ، د، س، ق ] شامي. حدث عنه بقية، ومحمد بن حمير.وثقة ابن معين.وقال أحمد بن حنبل: أنا متوقف فيه.وقال أبو حاتم: صالح.وذكره ابن عدى، وساق له ثلاثة أحاديث غريبة.وذكره العقيلى في كتاب الضعفاء، وقال: لا يتابع في حديثه. مما أنكر عليه: حديث عَتَّابَ يَعْنِي ابْن بَشِيرٍ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَجْلَانَ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، قَالَتْ : كُنْتُ أَلْبَسُ أَوْضَاحًا مِنْ ذَهَبٍ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَكَنْزٌ هُوَ ؟ فَقَالَ : " مَا بَلَغَ أَنْ تُؤَدَّى زَكَاتُهُ ، فَزُكِّيَ فَلَيْسَ بِكَنْزٍ ".(22)
قال الحافظ عبد الحق: ثابت لا يحتج به، فناقشه على قوله أبو الحسن بن القطان.
وقال: قول العقيلى أيضا فيه تحامل عليه، وقال: إنما يمسُّ بهذا من لا يعرف بالثقة مطلقا ، أمَّا من عرف بها فانفراده لا يضره، إلا أن يكثر ذلك منه".
قلت: أمَّا من عُرف بالثقة فنعم، وأما من وثق ومثل أحمد الإمام يتوقف فيه.ومثل أبي حاتم يقول: صالح الحديث، فلا نرقيِّه إلى رتبة الثقة، فتفرُّد هذا يعدُّ منكرا، فرجح قول العقيلى وعبد الحق.
وهذا شيخ حمصي ليس بالمكثر، رأى أنسا، وسمع من مجاهد، وعطاء، وجماعة، ووقع إلى باب الأبواب غازيا،قال دحيم: ليس به بأس،وقال النسائي: ثقة،وسئل عنه أحمد بن حنبل مرة: أكان ثقة ؟ فسكت."(23)
__________
(1) - تهذيب التهذيب[ ج3 -ص 41 ] وهدي الساري (399-400)
(2) - تهذيب التهذيب[ ج4 -ص 83 ]
(3) - منهج دراسة الأسانيد والحكم عليها للعاني ص 135- 137
(4) - لسان الميزان(ج 7 / ص 50) [ 3141 ]
(5) - تهذيب التهذيب (ج 4 / ص 269)
(6) - ميزان الاعتدال (ج 2 / ص 262)(3658 )
(7) - منهج دراسة الأسانيد والحكم عليها للعاني ص 138
(8) - تهذيب التهذيب (ج 8 / ص 217)
(9) - ميزان الاعتدال (ج 3 / ص 330)( 6642 )
(10) - تهذيب التهذيب (ج 11 / ص 315)
(11) - مقدمة الفتح (ج 1 / ص 453)
(12) - مقدمة الفتح (ج 1 / ص 452)
(13) - مقدمة الفتح (ج 1 / ص 442) وتهذيب التهذيب[ ج10 - ص29 ] (51)
(14) - مقدمة الفتح (ج 1 / ص 415)
(15) - مقدمة الفتح (ج 1 / ص 418)
(16) - مقدمة الفتح (ج 1 / ص 383)
(17) - ميزان الاعتدال (ج 1 / ص 103)( 404)
(18) - مقدمة الفتح (ج 1 / ص 391)
(19) - ميزان الاعتدال (ج 1 / ص 356)(1334)
(20) - التاريخ الكبير للبخاري [ ج2 - ص134 ](1949 )
(21) - مقدمة الفتح (ج 1 / ص 391)
(22) - قلت : هو في سنن أبى داود (1566 ) وحسنه الألباني وفي السنن الكبرى للبيهقي (ج 4 / ص 140)(7800) وقال عقبه : وَهَذَا يَتَفَرَّدُ بِهِ ثَابِتُ بْنُ عَجْلاَنَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.، وفصل القول فيه الألباني في السلسلة الصحيحة( 559 ) وصحيح الجامع (5582) وقواه لغيره
(23) - ميزان الاعتدال (ج 1 / ص 364)( 1367 )(1/27)
وقال الزيلعي في نصب الراية عقب رواية الحديث : " ، قَالَ فِي "تَنْقِيحِ التَّحْقِيقِ": وَهَذَا لَا يَضُرُّ، فَإِنَّ ثَابِتَ بْنَ عَجْلَانَ رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ، وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَقَالَ ابْنُ الْقَطَّانِ فِي "كِتَابِهِ": رَوَى عَنِ الْقُدَمَاءِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعَطَاءٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَرَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ النَّسَائِيّ فِيهِ ثِقَةٌ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ، وَقَوْلُ عَبْدِ الْحَقِّ فِيهِ: لَا يُحْتَجُّ بِهِ، قَوْلٌ لَمْ يَقُلْهُ غَيْرُهُ، انْتَهَى كَلَامُهُ. قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي "التَّحْقِيقِ": مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ، قَالَ ابْنُ حبان: يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى الثِّقَاتِ، قَالَ فِي "التَّنْقِيحِ": وَهَذَا وَهْمٌ قَبِيحٌ، فَإِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مُهَاجِرٍ الْكَذَّابَ لَيْسَ هُوَ هَذَا، فَهَذَا الَّذِي يَرْوِي عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَجْلَانَ ثِقَةٌ شَامِيٌّ، أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ فِي "صَحِيحِهِ"، وَوَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَدُحَيْمٌ، وَأَبُو دَاوُد، وَغَيْرُهُمْ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حبان فِي الثِّقَاتِ، وَقَالَ: كَانَ مُتْقِنًا، وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ الْكَذَّابُ، فَإِنَّهُ مُتَأَخِّرٌ فِي زَمَانِ ابْنِ مَعِينٍ. وَعَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ وَثَّقَهُ ابْنُ معين، وَرَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ مُتَابَعَةً، انْتَهَى كَلَامُهُ. قَالَ الشَّيْخُ رحمه الله فِي "الْإِمَامِ": وَقَوْلُ الْعُقَيْلِيِّ فِي ثَابِتِ بْنِ عَجْلَانَ: لَا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ تَحَامُلٌ مِنْهُ، إذْ لَا يَمَسُّ بِهَذَا إلَّا مَنْ لَيْسَ مَعْرُوفًا بِالثِّقَةِ. فَأَمَّا مَنْ عُرِفَ بالثقة فانفراده لا يضرُّه، وَكَذَلِكَ مَا نُقِلَ عَنِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ رضي الله عنه أَنَّهُ سُئِلَ عَنْهُ، أَكَانَ ثِقَةً؟ فَسَكَتَ، إذْ لَا يَدُلُّ السُّكُوتُ عَلَى شَيْءٍ، وَقَدْ يَكُونُ سُكُوتُهُ لكونه لم يعرف حاله، وَمَنْ عَرَفَ حُجَّةٌ عَلَى مَنْ لَمْ يَعْرِفْ، أَوْ لِأَنَّهُ لَا يَسْتَحِقُّ اسْمَ الثِّقَةِ عِنْدَهُ، فَيَكُونُ إمَّا صَدُوقًا، أَوْ صَالِحًا، أَوْ لَا بَأْسَ بِهِ، أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ مِنْ مُصْطَلَحَاتِهِمْ، وَلِمَا ذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ في "كتابه" لم يمسَّه بِشَيْءٍ، وَقَوْلُ عَبْدِ الْحَقِّ أَيْضًا: لَا يُحْتَجُّ بِهِ. تَحَامُلٌ أَيْضًا، وَكَمْ مِنْ رَجُلٍ قَدْ قَبِلَ رِوَايَتَهُ لَيْسُ مِثْلَهُ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ، انْتَهَى "(1).
وقال ابن الملقن عقبه: " صَحِيح عَلَى شَرط البُخَارِيّ ،وَأما ابْن حزم فَقَالَ فِيهِ عتاب بن بشير وَهُوَ مَجْهُول، قلت: لَا ،قد روى عَن جمَاعَة وَعنهُ جمَاعَة وَوَثَّقَهُ يَحْيَى بن معِين وَاحْتج بِهِ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه وَقد تَابعه مُحَمَّد بن مهَاجر كَمَا رَوَاهُ الْحَاكِم من طَرِيقه "(2).
(قال علي) : فانظر يا رعاك الله على اختلاف وجهات النظر، فالذهبي رجَّح قول العقيلي وعبد الحق ، وابن حجر رجَّح قول ابن القطان وكذا الزيلعي وابن الملقن .
13- ثمامة بن عبد الله بن أنس،وثقه أحمد والنسائي والعجلي وقال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به وروى عن أبي يعلى أن ابن معين أشار إلى لينه، قلت: قد بيَّن غيره السبب في ذلك وهو من أجل حديث أنس في الصدقات الذي قدمناه في الفصل الذي قبل هذا لكون ثمامة قيل إنه لم يأخذه عن أنس سماعا(3)،وقد بينا أن ذلك لا يقدح في صحته احتج به الجماعة(4).
وفي التقريب( 853 ) ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري البصري قاضيها صدوق من الرابعة عزل سنة عشر ومات بعد ذلك بمدة ع
وفي الكاشف( 716 ) ثمامة بن عبد الله بن أنس قاضي البصرة عن جده والبراء وعنه عبد الله بن المثنى ومعمر وعدة ثقة ع
(قال علي) : الصواب قول الذهبي وهو ثقة .
14- حبيب المعلم البصري،أبو محمد البصري وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة وقال النسائي ليس بالقوي ،قلت له عند البخاري في الحج حديث واحد عن عطاء عن ابن عباس وآخر عن عطاء عن جابر وعلق له في بدء الخلق آخر عن عطاء عن جابر الأحاديث الثلاثة بمتابعة ابن جريج له عن عطاء هذا جميع ما له عنده(5)وروى له الجماعة .(6)
وفي التقريب( 1115) حبيب المعلم أبو محمد البصري مولى معقل ابن يسار اختلف في اسم أبيه فقيل زائدة وقيل زيد صدوق من السادسة مات سنة ثلاثين ع
وفي الكاشف( 924) حبيب المعلم أبو محمد عن الحسن وعطاء وعنه يزيد بن زريع وعبد الوارث صدوق ع
وفي تاريخ الإسلام للذهبي : حبيب المعلم ع، أبو محمد. مولى معقل بن يسار، من ثقات البصريين، واسم أبيه أبو قريبة دينار. روى عن الحسن وعطاء وعمرو بن شعيب.(7)
وفي سير أعلام النبلاء: حَبِيْبٌ المُعَلِّمُ بنُ أَبِي قَرِيْبَةَ دِيْنَارٍ البَصْرِيُّ (ع) مِنْ مَوَالِي مَعْقِلِ بنِ يَسَارٍ،وَهُوَ ابْنُ أَبِي قَرِيْبَةَ دِيْنَارٍ،يُكْنَى: أَبَا مُحَمَّدٍ، مِنْ ثِقَاتِ البَصْرِيِّينَ.،قِيْلَ: كَانَ يَحْيَى القَطَّانُ لاَ يَرْوِي عَنْهُ،وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ،وَأَمَّا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، فَقَالَ: مَا أَصَحَّ حَدِيْثَه!(8)
(قال علي) : الراجح أنه ثقة.
15- الحسن بن مدرك السدوسي ، أبو علي الطحان قال النسائي في أسماء شيوخه لا بأس به وقال ابن عدي كان من حفاظ أهل البصرة وقال أبو عبيد الآجري عن أبي داود كان كذابا يأخذ أحاديث فهد بن عوف فيقلبها على يحيى بن حماد، قلت : إن كان مستند أبي داود في تكذيبه هذا الفعل فهو لا يوجب كذبا لأن يحيى بن حماد وفهد بن عوف جميعا من أصحاب أبي عوانة فإذا سأل الطالب شيخه عن حديث رفيقه ليعرف إن كان من جملة مسموعه فحدثه به أولا فيكف يكون بذلك كذابا وقد كتب عنه أبو زرعة وأبو حاتم ولم يذكرا فيه جرحا وهما ما هما في النقد ،وقد أخرج عنه البخاري أحاديث يسيرة من روايته عن يحيى بن حماد مع أنه شاركه في الحمل عن يحيى بن حماد وفي غيره من شيوخه وروى عنه النسائي وابن ماجة .(9)
وفي التقريب( 1285 ) الحسن بن مدرك بن بشير السدوسي أبو علي البصري الطحان لا بأس به ونسبه أبو داود إلى تلقين المشايخ من الحادية عشرة خ س ق
وفي الكاشف( 1066) الحسن بن مدرك الطحان أبو علي البصري الحافظ عن يحيى بن حماد وعبد العزيز الأويسي وعنه البخاري والنسائي وابن ماجة وابن صاعد وثق وقال أبو داود كذاب خ س ق
(قال علي) : نلاحظ أن الحافظ ابن حجر رد تهمة الكذب عنه ، بعكس الذهبي ، فالحكم على الرجال قائمُ في الأغلب على غلبة الظنِّ ، ومن ثم اختلفت فهوم القوم وأنظارهم .
16 - خثيم بن عراك بن مالك الغفاري وثقه النسائي وابن حبان والعقيلي وشذ الأزدي فقال منكر الحديث وغفل أبو محمد بن حزم فاتبع الأزدي وأفرط فقال لا تجوز الرواية عنه وما درى أن الأزدي ضعيف فكيف يقبل منه تضعيف الثقات ؟ ومع ذلك فما روى له البخاري سوى حديث واحد عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - - قَالَ: « لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِ صَدَقَةٌ فِى عَبْدِهِ وَلاَ فَرَسِهِ » أخرجه في الزكاة بمتابعة سليمان بن يسار له عن عراك(10)وروى له مسلم والنسائي(11).
وفي التقريب( 1703 ) خثيم بمثلثة مصغر بن عراك بن مالك الغفاري المدني لا بأس به من السادسة خ م س
وفي ميزان الاعتدال: [ صح ] خثيم بن عراك [ خ، م ] بن مالك. عن أبيه، وسليمان ابن يسار. وعنه ابنه إبراهيم، ويحيى القطان، وحماد بن زيد، وطائفة.وثقه النسائي وغيره. وقال الأزدي وحده: منكر الحديث، كذا قال(12).
وفي الكاشف( 1378) خثيم بن عراك بن مالك عن أبيه وسليمان بن يسار وعنه حاتم بن إسماعيل والقطان ثقة خ م س
17- عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي أبو علي مشهور بكنيته وهو من نبلاء المحدثين قال ابن معين وأبو حاتم لا بأس به ووثقه العجلي والدارقطني وغير واحد وأخرجه العقيلي في الضعفاء وأورد له حديثا تفرد به ليس بمنكر ، واحتجَّ به الجماعة(13).
(قال علي) : أما الحديث الذي أنكره العقيلي فها نصه : ففي ضعفاء العقيلي (ج 3 / ص 123)(1105) وَمِنْ حَدِيثِهِ : مَا حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَوَّامِ الْقَطَّانُ قَالَ : حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، وَأَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ ، كِلَاهُمَا عَنْ خُلَيْدٍ الْعَصَرِيُّ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " خَمْسٌ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ إِيمَانٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ : مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ عَلَى وُضُوئِهِنَّ وَرُكُوعِهِنَّ وَسُجُودِهِنَّ وَمَوَاقِيتِهِنَّ ، وَأَعْطَى الزَّكَاةَ مِنْ مَالِهِ طَيِّبَ النَّفْسِ بِهَا " . قَالَ : وَكَانَ يَقُولُ : " وَايْمُ اللَّهِ لَا يَفْعَلُ ذَلِكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ ، وَصَامَ رَمَضَانَ ، وَحَجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ، وَأَدَّى الْأَمَانَةَ " قَالُوا : يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ : وَمَا أَدَاءُ الْأَمَانَةِ ؟ قَالَ : الْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَأْتَمِنِ ابْنَ آدَمَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ دِينِهِ غَيْرَهَا . وَلَا يُتَابَعُ عَلَيْهِ ، وَإِنَّمَا رَوَى النَّاسُ عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ خُلَيْدٍ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ إِلَّا بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ " .
وفي الْإِبَانَةُ الْكُبْرَى لِابْنِ بَطَّةَ (896 ) حَدَّثَنَا الْقَاضِي الْمَحَامِلِيُّ , قَالَ : نا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ , قَالَ : نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، به ، وفي صلَاَةُ الْوِتْرِ لِمُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيِّ (14 ) حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ ، به، وفي جَامِعُ الْبَيَانِ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ لِلطَّبَرِيِّ (26338 ) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلَانِيُّ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ ، به
وفي الْأَرْبَعُونَ حَدِيثًا لِلْآجُرِّيّ(18 ) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْآجُرِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْجَوْزِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيِّ قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، به ، وهؤلاء الراوون عنه كلهم ثقات ، وفي شُعَبُ الْإِيمَانِ لِلْبَيْهَقِيِّ (2632 ) أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنِ خليد ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ ، كَانَ يَقُولُ : " خَمْسٌ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ إِيمَانٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ ، مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ ، عَلَى وُضُوئِهَا ، وَمَوَاقِيتِهَا ، وَرُكُوعِهَا ، وَسُجُودِهَا ، وَأَعْطَى الزَّكَاةَ طَّيِّبَةً نَفْسُهُ بِهَا " ، ثُمَّ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : " وَأَيْمُ اللَّهِ لَا يَفْعَلُ ذَلِكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ ، وَحَجُّ الْبَيْتِ إِن اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ، وَأَدَى الْأَمَانَةِ " ، قَالُوا : وَمَا أَدَاءُ الْأَمَانَةِ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : " اغْتِسَالٌ مِنَ الْجَنَابَةِ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَأْمَنِ ابْنَ آدَمَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ دِينِهِ غَيْرِهَا " ( وهذا إسناد صحيح موقوف ) ومثله لا يقال بالرأي فله حكم المرفوع ، وما المانع من أن يحدث به أبو الدرداء موقوفا ومرفوعاً ؟ .
وفي التقريب( 4317 ) عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي أبو علي البصري صدوق لم يثبت أن يحيى بن معين ضعفه من التاسعة مات سنة تسع ومائتين ع
وفي الكاشف( 3569 ) عبيد الله بن عبد المجيد أبو علي الحنفي البصري عن هشام الدستوائي وعكرمة بن عمار وخلق وعنه الدارمي وعبد وعدد ثقة توفي 209 ع
قال العاني معلقاً :
" نكتفي بهذه النماذج ، ولقد حرصت أن ألتقطهم من هدي الساري ، وذلك لأن الذين درسهم ابن حجر في الهدي نالوا قدرا أكبر من عنايته ، لأنه في معرض الدفاع عنهم ، وإبداء الحجة للبخاري في إخراجهم في الصحيح ، ومع ذلك فقد اكتفى أن يضعهم في المرتبة الرابعة من التقريب .
إن المتأمل لفعل ابن حجر ومسلكه في هذه المرتبة ، قد ينسبه إلى التشدد ،ذلك أنه يقف في الراوي على توثيق جماعة معتبرة ، ثم يضعف هذا الراوي واحد أو اثنان أو أكثر - لكنهم لا يخرجون عن حدِّ القلة بالنسبة للموثقين - ويضاف إلى هذا أن القلة المضعِّفة لا يقدح جرحها في الراوي ، إما لأن الجارح غير معتبر ، أو أن جرحه غير معتبر ، وابن حجر نفسه لم يقتنع بهذا الجرح ، فلماذا يعمِلُ في الراوي قول القلة الذي لا يعتبر ؟ أليس هذا هو مسلك المتشددين ؟
والجواب : أن ابن حجر لم يسلك مسلك المتشددين ولا أصحاب الهوى والتحامل ، وخاصة في التقريب ، بل ربما رأيته أدقَّ من حرر التراجم وأعدل من حكم فيها(14)، وذلك ، لأنه تيسر له الوقوف على أقوال المعدِّلين وأقوال المجرحين في الراوي الواحد ، فتبين له من أحوال الراوي ما لم يتبين لمن سبقه ، ولذلك جاء حكما عادلاً وشاملاً ، وليس متشدداً.(15)
لكن قد يعجب طالب الحديث لإنزال رتبة الذين يوثقهم المعتبرون من الأئمة ، ويخالفهم من لا يعتبر به إلى مرتبة صدوق وعدم رفعهم إلى مرتبة ثقة .
وهذا العجب مصدره - فيما أحسب - هو ما استقرَّ في أذهان البعض أن حكم حديث الصدوق هو حسن ، وحكم حديث الثقة هو صحيح ، فإذا ما نزل الراوي من رتبة الثقات إلى رتبة الصدوقين ، فكأنه أنزل حديثه من رتبة الصَّحة إلى رتبة الحُسن ، عند ذلك ينسبُ ابن حجر إلى التشدد أو إلى عدم المنهجية في التصنيف .
إن هذا العجب ، وهذا الاتهام يزولان إذا عرفنا ما هو حكم حديث الصدوق عند ابن حجر .
وقبل أن نسوق أدلتنا على حكم حديث الصدوق لا بد من توضيح الأمر الآتي :
وهو أن الصدوق ليس من المختلف فيه ، ولو كان لأدخله ابن حجر في المرتبة الخامسة ، إنما هو شبهُ المتَّفق على توثيقه ، أي أجمع أهل النقد على توثيقه ، وخالفهم واحد أو اثنان مخالفة لا يمكن إلغاؤها بالمرة ، بل لا بد من وضعها في الميزان ,وإعمالها ولو شيئاً قليلاً .
فالمخالفة إذن يسيرة ، لكن لا بدَّ من اعتبارها ، لأنه لا يستوي من وثق مطلقاً بمن تكلِّم فيه ولو بعض كلام ،ومن كان هذا حاله تبوَّأ عند ابن حجر المرتبة الرابعة .
أما إذا كانت المخالفة لاغية ، ولا يجب أن توضع في الميزان ، بل تردُّ على صاحبها ، ولا يجوز إعمالها بوجه من الوجوه ، فعند ذلك يقول ابن حجر في هذا الراوي (ثقة) أو (ثبت) ويدخله في المرتبة الثالثة ، وربما ألغى القول الساقط هذا بالكلية دون الإشارة إليه ، وربما أشار إليه تنبيهاً للقارئ أنه وقف على القول ولم يعتبره بالمرة .
فعند ذلك يقول : فلان ثقة ضعفه الأزدي بلا حجة ، أو يقول : فلان ثقة تكلم فيه بلا حجة ، أو فلان ثقة ضعفه الساجي بلا دليل ، والأمثلة على ذلك كثيرة ومتوافرة .
أمَّا إذا كان الراوي إماما ، متفقاً على إمامته ، فهؤلاء بوأهم المرتبة الثانية ، وأضفى عليهم من الألقاب ما يستحقون، ولا اعتبار عندي لأي كلام فيهم كائنا من كان قائله .
وهكذا تتسلسل المراتب عند ابن حجر في التقريب الأولى مقدمة على التي تليها ، في رتابة مدروسة منسَّقة ، تحيطها عناية عالم خبير ، وجهبذ نحرير .
فالثانية للأئمة ، والثالثة للثقات المجمع على توثيقهم ، ولا عتبار لمن جرحهم ، والرابعة لشبه المتفق على توثيقه ، والمخالفة فيه يسيرة ، والخامسة لمن اختلف فيه ، وتقابل فيه التعديل مع التجريح وجهاً لوجهٍ ، وقوةً بقوةٍ .
وهكذا تتبين لنا الدقة عند هذا الإمام ، وكيف قدم لنا ثمرة يانعة غضة سهلة ، كانت متعسرة على من سبقه من طلبة هذا الشأن ، على أننا لا ندَّعي العصمة لهذا الإمام ، ففي كتابه بعض ما يناقش فيه ، لكنه قدَّم ما لم يقدمه الآخرون .(16)
أما ما هي أدلتنا على صحة حديث الصَّدوق ، فما قدمناه في مبحث المرتبة الخامسة - مرتبة المختلف فيهم(17)- وسردنا الأدلة على أن تلك المرتبة هي مرتبة الحسن الذاتي ، ومن لم يقف على تلك الأدلة ، لا يستطيع أن يهضم بسهولة ما نقوله هنا .
على أنا خصصنا أدلة أخرى على صحة حديث الصدوق نسوقها في المطلب التالي(18).
=================
__________
(1) - وفي نصب الراية (ج 2 / ص 372)
(2) - تحفة المحتاج إلى أدلة المنهاج لابن الملقن (ج 2 / ص 58)(929 )
(3) - انظره في سنن أبى داود (1569) ومسند أحمد(73) وهو صحيح وصححه الألباني والشيخ شعيب
(4) - مقدمة الفتح (ج 1 / ص 392)
(5) - صحيح البخارى(1651 و1785 و1863)
(6) - مقدمة الفتح (ج 1 / ص 393)
(7) - تاريخ الإسلام للذهبي (ج 3 / ص 56)
(8) - سير أعلام النبلاء(6/254)(116)
(9) - مقدمة الفتح (ج 1 / ص 395)
(10) - صحيح البخارى(1464 ) ومتابعة سليمان (1463 )
(11) - مقدمة الفتح (ج 1 / ص 398)
(12) - ميزان الاعتدال (ج 1 / ص 650)( 2493)
(13) - مقدمة الفتح (ج 1 / ص 422)
(14) - قلت : في هذا الحكم نظر ، فقد سبقه إلى ذلك الإمام الذهبي رحمه الله ، فمن جمع كتبه وجده أكثر دقة في الحكم على الراوي بشكل عام ، وقد نقلت أقواله في هؤلاء الرواة الذين استدلَّ بهم المؤلف ، فوجدت أن قوله في أكثرهم أدق من قول الحافظ ابن حجر رحمه الله .
(15) - قلت : تبين لدي أنه في التقريب كان متشددا بعكس كتبه الأخرى.
(16) - قلت : الإمام الذهبي رحمه الله هو مرجع هذا الفنِّ بلا منازع ، وقد استفاد منه الحافظ ابن حجر فائدة ما بعدها فائدة .
(17) - انظر منهج دراسة الأسانيد والحكم عليها للعاني ص85- 95
(18) - انظر منهج دراسة الأسانيد والحكم عليها للعاني ص142- 145(1/28)
المطلب الثالث
أدلة من ذهب إلى تصحيح أحاديث مرتبة الصدوق عند ابن حجر
الدليل الأول - أن كثيرا ممن جعلهم ابن حجر في هذه المرتبة ، جعلهم غيره من النقاد في المرتبة الأعلى ، وهي مرتبة ثقة .
وفيما يلي قائمة تقارن بين أحكام الحافظ ابن حجر في التقريب ، وبين أحكام الحافظ الذهبي في الكاشف ، ممن هم في المرتبة الرابعة عند ابن حجر ، هذه القائمة لم أتجاوز فيها حرف الهمزة ، وذلك كاف في التدليل على أن الصدوق عند ابن حجر هو الثقة عند غيره من الدارسين ، ممن لم يقسِّموا الرواة إلى اثنتي عشرة مرتبة .
الرقم ... اسم الراوي ... حكمه في الكاشف ... حكمه في التقريب
1 ... أحمد بن حماد بن مسلم المصري ... ثقة مأمون ... صدوق
2 ... أحمد بن الخليل بن ثابت البغدادي ... ثقة ... صدوق
3 ... أحمد بن عبد الواحد بن واقد التميمي ... ثقة ... صدوق
4 ... أحمد بن عمر الحميري -حمدان ... ثقة ... صدوق
5 ... أحمد بن محمد بن عبيد الله التغري ... ثقة ... صدوق
6 ... إبراهيم بن حمزة الرملي البزار ... ثقة ... صدوق
7 ... أحمد بن أبي بكر بن أبي شيبة ... ثقة ... صدوق
8 ... أحمد بن محمد بن خازم الكوفي ... ثقة ... صدوق ضعفه الأزدي بلا حجة
9 ... أحمد بن محمد بن العباس الشافعي ... ثقة ... صدوق
10 ... أحمد بن مروان ابن محمد الطاطري ... ثقة ... صدوق
11 ... إسحاق بن إبراهيم بن يزيد أبو النضر الدمشقي ... ثقة ... صدوق ضعف بلا مستند
12 ... إبراهيم بن أبي إسرائيل السبيعي ... ثقة ... صدوق
13 ... إسحاق بن بكر بن مضر المصري ... ثقة مفتٍ ... صدوق فقيه
14 ... إسحاق بن حازم ، أ وابن أبي حازم ... ثقة ... صدوق
15 ... إسحاق بن عثمان الكلابي المصري ... ثقة ... صدوق
16 ... إسحاق بن عمر بن سليط البصري ... ثقة ... صدوق
17 ... إسحاق بن عيسى بن الطباع البغدادي ... ثقة ... صدوق
18 ... إسحاق بن الفرات التجيبي المصري ... ثقة يغرب ... صدوق فقيه
19 ... إسماعيل بن أسد أو ابن الحارث البغدادي ... ثقة جليل ... صدوق
20 ... إسماعيل بن بشر بن منصور السليمي ... ثقة ... صدوق تكلم فيه للقدر
21 ... إسماعيل بن بهرام الهمداني ... ثقة ... صدوق
22 ... إسماعيل بن سميع الحنفي ... ثقة فيه بدعة ... صدوق تكلم فيه لبدعة الخوارج
23 ... إسماعيل بن صبيح اليشكري ... ثقة ... صدوق
24 ... إسماعيل بن عبد الله بن الحارث البصري ... ثقة ... صدوق
25 ... أشعث بن عبد الله الحُدّاَئي ... ثقة ... صدوق
26 ... أمية بن بسطام العيشي ... ثقة ... صدوق
27 ... أمية بن خالد البصري ... ثقة ... صدوق
28 ... أوفى بن دلهم العدوي ... ثقة ... صدوق
من خلال النظر في الجدول السابق يتبين لنا بوضوح أن كثيرا ممن قال عنهم الحافظ ابن حجر صدوق هم ثقات عند غيره ، وخاصة ممن تقدمه من النقاد ممن حاولوا قبله أن يجملوا أحكامهم على الرواة كما أجمل ، ولكن ابن حجر حاول أن يعمِل في الراوي جميع ما قيل فيه ليكون حكمه أشملُ وأدقُّ وأعدلُ(1).
ونستطيع النظر من خلال الكتابين أموراً كثيرة منها أن كثيرا ممن جعلهم ابن حجر في المرتبة الخامسة (صدوق سيء الحفظ) أو صدوق يخطئ أو صدوق له أوهام ، وما يتبع ذلك ، قال فيه الذهبي : صدوق أو لا بأس به من غير أن يلحق بها شيئاً من الاستدراك ، وهذا كثير جدًّا في الكاشف ، وهذا يعطينا إشارة إلى أن من كانوا في الدرجة الخامسة عند ابن حجر هم - غالباً- في عداد الصدوقين عند غيره .
بل يمكن ملاحظة شيء آخر يختصُّ بالتقريب ، وهو أن هناك جماعة أدخلهم ابن حجر في المرتبة الرابعة صدوق ، لكنه عندما تكلم عنهم في غير التقريب جعلهم ثقات -أو صحح حديثهم في بعض كتبه - ، منهم : أفلح بن سعيد الأنصاري القبائي ، قال في التقريب : صدوق ، وقال في القول المسدد : ثقة مشهور ، مما يفيد أن هذه المرتبة في التقريب ، تساوي مرتبة ثقة في غيره من كتب ابن حجر وغير ابن حجر.
وإزاء هذا الاختلاف في هذا الكم الكثير من الرواة بين ابن حجر والذهبي(2)ترى بقول من نأخذ على مذهب من يحسِّن للصدوق ،أو يوثقه ؟
فإذا أخذنا بقول ابن حجر حسنَّا ، وإن أخذنا بقول الذهبي صححنا ، فلأيهما نميل ؟ وما هي المرجحات ؟
إن من يقول ب (حُسْنِ) حديث الصدوق سيجد نفسه في حيرة ترجعه إلى الوراء للبحث من جديد عن أحوال الرواة ، ويتعب نفسه ويضيع وقته بلا طائل ، لأن نتيجة دراسة هؤلاء الرواة وضعها إمامان جهبذان بين يديه ، لكن الحيرة تحول بينه وبين ما يريد ، ولو أنه أدرك ما يريد ابن حجر من الصدوق ، لكان التوفيق بين قول الذهبي وابن حجر سهلاً لا مناقضة فيه ولا اختلاف .
فالذهبي أجمل أحوال الثقات ، وابن حجر فصَّلها فجعلها على ثلاث مراتب ، آخرها الصدوق .
فحديث الصدوق عند ابن حجر صحيح ، كما أن حديث الثقة عند الذهبي صحيح ، والله أعلم .(3)
===============
الدليل الثاني - وجود عدد كبير من رواة هذه المرتبة روى لهم البخاري ومسلم في صحيحيهما
فقد أحصيت (247) راوياً من هذه المرتبة أخرج له البخاري ومسلم متفقين ومفترقين ، ومعلوم حال من أخرج له أصحاب الصحاح على سبيل الاحتجاج لا على سبيل الاعتبار والاستشهاد .
إن أغلب هؤلاء - إن لم يكونوا جميعهم - روى لهم صاحبا الصحيح على سبيل الاحتجاج ، وقد صرح بذلك غير واحد من العلماء .
وهذه نماذج منهم :
1- أحمد بن المقدام العجلي - صدوق صاحب حديث ، وثقه أبو حاتم وصالح جزرة والنسائي وقال أبو داود لا أحدث عنه لأنه كان يعلم المجان المجون كان مجان بالبصرة يصرون صرر دراهم فيطرحونها على الطريق ويجلسون ناحية فإذا مر مار بصرة وأراد أن يأخذها صاحوا ضعها ضعها ليخجل الرجل فعلم أبو الأشعث المارة فقال لهم هيؤا صرر زجاج كصرر الدراهم فإذا مررتم بصررهم فأردتم أخذها فصاحوا بكم فاطرحوا صرر الزجاج وخذوا صرر الدراهم التي لهم ففعلوا ذلك وتعقب بن عدي كلام أبي داود هذا فقال لا يؤثر ذلك فيه لأنه من أهل الصدق، قلت ووجه عدم تأثيره فيه أنه لم يعلم المجان كما قال أبو داود وإنما علم المارة الذين كان قصد المجان أن يخجلوهم،وكأنه كان يذهب مذهب من يؤدب بالمال ..والله أعلم وقد احتجَّ به البخاري والترمذي والنسائي وابن خزيمة في صحيحه وغيرهم .(4)
2-إبراهيم بن المنذر الحزامي - صدوق تكلم فيه أحمد لأجل القرآن -
أحد الأئمة وثقه ابن معين وابن وضاح والنسائي وأبو حاتم والدارقطني وتكلم فيه أحمد من أجل كوبه قد دخل إلى ابن أبي داود وقال الساجي عنده مناكير وتعقب ذلك الخطيب قلت اعتمده البخاري وانتقى من حديثه وروى له الترمذي والنسائي(5).
3- سعيد بن أبي هلال ، صدوق ,وثقه ابن سعد والعجلي وأبو حاتم وابن خزيمة والدارقطني وابن حبان وآخرون وشذ الساجي فذكره في الضعفاء ونقل عن أحمد بن
حنبل أنه قال ما أدري أي شيء حديثه يخلط في الأحاديث وتبع أبو محمد ابن حزم الساجي فضعف سعيد بن أبي هلال مطلقا ولم يصب في ذلك والله أعلم احتج به الجماعة .(6)
4- غالب بن خطاف القطان ، صدوق ، قال أحمد بن حنبل ثقة ثقة ووثقه ابن معين والنسائي وأبو حاتم وابن سعد وغيرهم وأما بن عدي فذكره في الضعفاء وأورد له أحاديث الحمل فيها على الراوي عنه عمر بن مختار البصري وهو من عجيب ما وقع لابن عدي والكمال لله وقد احتج به الجماعة .(7)
5- عبد الرحمن بن خالد بن مسافر ، صدوق ، وثقه العجلي والنسائي والذهلي والدارقطني وقرنه النسائي بابن أبي ذئب من أصحاب الزهري وقال أبو حاتم صالح وقال زكريا الساجي صدوق عندهم وله مناكير قلت احتج به الجماعة إلا الترمذي(8).
6- ثمامة بن عبد الله بن أنس ، صدوق ،وثقه أحمد والنسائي والعجلي وقال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به وروى عن أبي يعلى أن ابن معين أشار إلى لينه، قلت قد بين غيره السبب في ذلك وهو من أجل حديث أنس في الصدقات الذي قدمناه في الفصل الذي قبل هذا لكون ثمامة قيل إنه لم يأخذه عن أنس سماعا وقد بينا أن ذلك لا يقدح في صحته احتج به الجماعة .(9)
7- حميد بن قيس الأعرج ، صدوق ، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه ليس بالقوي ووثقه أحمد في رواية أبي طالب عنه وكذا بن معين وابن سعد وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وأبو داود والنسائي وابن خراش والعجلي ويعقوب بن سفيان وقال الترمذي في العلل سمعت محمدا يقول هو ثقة وقال أبو زرعة الدمشقي هو من الثقات وقال ابن عدي إنما يجئ الإنكار من جهة من يرويه عنه احتج به الجماعة(10).
8- عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي ، صدوق ،قال ابن معين وأبو حاتم لا بأس به ووثقه العجلي والدارقطني وغير واحد وأخرجه العقيلي في الضعفاء وأورد له حديثا تفرد به ليس بمنكر واحتج به الجماعة .(11)
9- سهيل بن أبي صالح ،صدوق تغير حفظه بأخرة ، أحد الأئمة المشهورين المكثرين وثقه النسائي والدارقطني وغيرهما وقال أبو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به وقال ابن معين صويلح وقال البخاري كان له أخ فمات فوجد عليه فساء حفظه، قلت له في البخاري حديث واحد في الجهاد مقرون بيحيى بن سعيد الأنصاري كلاهما عن النعمان ابن أبي عياش عن أبي سعيد وذكر له حديثين آخرين متابعة في الدعوات واحتج به الباقون .(12)
10- طلحة بن نافع الواسطي ،صدوق ، قال أحمد والنسائي ليس به بأس وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين ليس بشئ وقال أبو حاتم أبو الزبير أحب إليَّ منه وقال ابن عدي أحاديث الأعمش عنه مستقيمة وقال ابن عيينة حديثه عن جابر صحيفة وقال شعبة لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث وكذا قال ابن المديني في العلل عن معلَّى بن منصور عن ابن أبي زائدة مثله، قلت ما أخرج له البخاري عن جابر غير أربعة أحاديث وهو مقرون فيها عنده بغيره منها حديثان في الأشربة وثالث في الفضائل قرنه فيها بمعبد صالح ومنها حديث في تفسير سورة الجمعة قرنه فيه بسالم بن أبي الجعد واحتج به الباقون .(13)
11-حرملة بن يحيى التجيبي ،صدوق ، قال أبو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به وقال الدوري عن يحيى شيخ لمصر يقال له حرملة كان أعلم الناس بابن وهب وقال ابن عدي سألت عبد الله بن محمد بن إبراهيم الفرهاذاني أن يملي عليَّ شيئا من حديث حرملة فقال يا بني ما تصنع بحرملة صعب وقال أحمد بن صالح صنف ابن وهب مائة ألف حديث وعشرين ألف حديث عند بعض الناس النصف يعني نفسه وعند بعض الناس منها الكل يعني حرملة، قال ابن عدي وقد تبحرت حديث حرملة وفتشته الكثير فلم أجد فيه ما يجب أن يضعف من أجله ورجل يكون حديث بن وهب كله عنده فليس ببعيد أن يغرب على غيره كتبا ونسخا ،وأما حمل أحمد بن صالح عليه فإن أحمد سمع في كتب حرملة من ابن وهب فأعطاه نصف سماعه ومنعه النصف فتولد بينهما العداوة من هذا وكان من يبدأ بحرملة إذا دخل مصر لم يحدثه أحمد بن صالح وما رأينا أحدا جمع بينهما كذا قال، وقد جمع بينهما أحمد بن رشدين شيخ الطبراني لكن يحمل قول ابن عدي على الغرباء مات حرملة سنة 244 كذا قال ابن يونس ولد سنة 166 وتوفي لتسع بقين من شوال سنة 43، قلت وبقية كلام ابن يونس وكان من أملأ الناس بما روى ابن وهب ونقل أبو عمر الكندي أن سبب كثرة سماعه من ابن وهب أن ابن وهب استخفى عندهم لما طلب للقضاء قال ونظر إليه أشهب فقال هذا خير أهل المسجد وقال العقيلي كان أعلم الناس بابن وهب وهو ثقة إن شاء الله تعالى وذكره ابن حبان في الثقات(14)
وفي الكاشف( 977)حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران التجيبي الفقيه تلميذ الشافعي وراوية ابن وهب عنه مسلم وحفيده أحمد بن طاهر وابن قتيبة العسقلاني والحسن بن سفيان صدوق من أوعية العلم وقال أبو حاتم لا يحتج به مات 243 وعاش 77 م س ق
12-أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم القرشى المصرى،صدوق تغير بأخرة ،روى عنه مسلم أحاديث كثيرة ، واحتج بها في المسند الصحيح(15).
وفي السير : " بَحْشَلٌ أَبُو عُبَيْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (م) الحَافِظُ العَالِمُ المُحَدِّثُ، أَبُو عُبَيْدِ اللهِ، أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ وَهْبِ بنِ مُسْلِمٍ القُرَشِيُّ مَوْلاَهُمُ المِصْرِيُّ، وَيُعْرَفُ بـ: بَحْشَل، ابْنُ أَخِي عَالِمِ مِصْرَ عَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ.
أَكْثَرَ عَنْ: عَمِّهِ جِدّاً، وَعَنِ: الشَّافِعِيِّ، وَبِشْرِ بنِ بَكْرٍ التِّنِّيْسِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ مُحْتَجّاً بِهِ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ الطَّبرِيُّ، وَالطَّحَاوِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ زِيَادٍ، وَعبدان، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنَ المشَارقَةِ وَالمغَارِبَةِ.
قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: رَأَيْتُ شُيُوْخَ مِصْرَ مُجمعِين عَلَى ضَعْفِهِ، وَالغُرَبَاءُ لاَ يَمْتَنِعُونَ مِنَ الأَخَذِ عَنْهُ: أَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، فَمَنْ دُونهمَا. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كُلُّ مَا أَنْكَروهُ عَلَيْهِ فيُحْتَمَلُ، وَإِنْ لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُهُ، لَعَلَّ عَمَّهُ خَصَّهُ بِهِ.
قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ -رَحِمَهُ اللهُ- وَقَدْ رَوَى أُلُوْفاً مِنَ الحَدِيْثِ عَلَى الصِّحَّةِ، فَخمسَةُ أَحَادِيْثَ مُنْكَرَةٌ فِي جنبِ ذَلِكَ لَيْسَتْ بِمُوجِبَةٍ لِترْكه، نعم، وَلاَ هُوَ فِي القُّوَّةِ كيُوْنُسَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى وَبُنْدَارٍ. "(16)
13- موسى بن نافع الأسدي ، صدوق ، موسى بن نافع أبو شهاب الحناط أثنى عليه أبو نعيم وقال إسحاق بن منصور عن ابن معين ثقة وقال أحمد بن حنبل موسى بن نافع منكر الحديث وقال علي بن المديني عن يحيى القطان أفسدوه علينا، قلت ماله في الصحيحين سوى حديثه عن عطاء عن جابر في متعة الحج بمتابعة ابن جريج وغيره عن عطاء(17)وروى له النسائي حديثا آخر(18)،قال الحاكم : قد أخرجاه واحتجا به .(19)
وفي ميزان الاعتدال: موسى بن نافع [ خ، م، س ]، أبو شهاب الحناط الكبير.كوفى صدوق.(20)
================
الدليل الثالث- تصحيح العلماء لحديث الصدوق :
هذه نماذج من تصحيح النقاد المعتبرين لحديث من أدخلهم ابن حجر في هذه المرتبة :
1- حبيب بن سالم الأنصاري ، لا بأس به ، صحح له البخاري ، وأدخل حديثه في الجامع الصحيح .(21)
2- عمرو بن شعيب عن أبيه ، صدوقان ، صحح لهما البخاري ، وابن المديني(22).
3- يزيد بن أبي مريم ، لا بأس به ، صحح له البخاري(23).
4- يوسف بن موسى ، صدوق ، صحح له الدارقطني(24).
5- حسين بن الحارث الجدلي ، صدوق ، وصحح له الدارقطني(25).
6- الحسن بن يحيى بن الجعد ، صدوق ، وصحح له الدارقطني(26).
7- سلمة بن رجاء ، صدوق يغرب ،وصحح له الدارقطني(27).
8- يزيد بن أبي حكيم ، صدوق ، وصحح له الدارقطني(28).
9- حسين بن مهدي البصري ، صدوق ، وصحح له البخاري(29).
10- عبد العزيز بن أبي حازم ، صدوق فقيه ، وصحح له البخاري(30).
11- الوليد بن رباح المدني ، صدوق ، وصحح له البخاري(31).
12- سلم بن عبد الرحمن الغافقي ، صدوق ، وصحح له البخاري(32).
===============
الدليل الرابع- تصحيح ابن حجر نفسه لأحاديث هذه المرتبة :
1- عمران بن خالد بن يزيد القرشي ، صدوق ، وصحح له في التلخيص الحبير 1/52
وفي الكاشف(4263) عمران بن خالد الدمشقي عن شهاب بن خراش وعبد العزيز بن محمد وعنه النسائي والباغندي وعدة ثقة مات 244 س
2- مسلم بن سالم أبو فروة الجهني ، صدوق ، وصحح له في التلخيص 1/80(33)
وفي ميزان الاعتدال : مسلم بن سالم [ خ، م، د، ت، س ] النهدي الكوفى المعروف بالجهنى لأنه نزل فيهم، يروي عن عبدالله بن عكيم، وابن أبى ليلى.وعنه ابن عيينة، وعدة - فوثقه ابن معين(34)
3- محمد بن عبد الملك القرشي ، صدوق ، وصحح له في التلخيص 1/217(35)
وفي سير أعلام النبلاء : ابْنُ أَبِي الشَّوَارِبِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ القُرَشِيُّ (م، س، ت، ق) الإِمَامُ، الثِّقَةُ، المُحَدِّثُ، الفَقِيْهُ، الشَّرِيْفُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ ابْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي عثمان بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدِ بنِ أَسِيْدِ بنِ أَبِي العِيْصِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ القُرَشِيُّ، الأُمَوِيُّ، البَصْرِيُّ.(36)
4- يعقوب بن أبي سلمة الماجشون ، صدوق ، وصحح له في التلخيص 1/217
وفي سير أعلام النبلاء: يُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ المَاجَشُوْن (خ، م، ت، س، ق) الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، المُعَمَّرُ، أَبُو سَلَمَةَ، التَّيْمِيُّ، المُنْكَدِرِيُّ مَوْلاَهُم، المَدَنِيُّ.وَعَنْهُ: عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَأَبُو مُصْعَبٍ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ، وَسُرَيْجُ بنُ يُوْنُسَ، وَعَلِيُّ بنُ مُسْلِمٍ الطُّوْسِيُّ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ، وَثَّقَهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَأَبُو دَاوُدَ.(37)
5- خالد بن أبي عمران التجيبي ، فقيه صدوق ، وصحح له في النكت(38)
وفي سير أعلام النبلاء:خَالِدُ بنُ أَبِي عِمْرَانَ التُّجِيْبِيُّ (م، د، ت، س) مَوْلَى عَمْرِو بنِ حَارِثَةَ، الإِمَامُ، القُدْوَةُ، قَاضِي أَفْرِيْقِيَةَ، أَبُو عُمَرَ - وَقِيْلَ: أَبُو مُحَمَّدٍ - التُّوْنُسِيُّ،وَكَانَ فَقِيْهَ أَهْلِ المَغْرِبِ، ثِقَةً، ثَبْتاً، صَالِحاً، رَبَّانِيّاً ،يُقَالُ: كَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ.(39)
6- عبد الصمد بن عبد الوهاب الحضرمي ، صدوق ، وصحح له في النكت(40)
7- يحيى بن صالح الوحاظي ، صدوق من أهل الرأي ، وصحح له في النكت(41)
وفي الكاشف(6183 ) يحيى بن صالح الوحاظي الحمصي الحافظ الفقيه عن سعيد بن عبد العزيز وفليح وعنه البخاري وإبراهيم بن ديزيل وثقه ابن معين وقال العقيلي جهمي مات 222 خ م د ت ق
8- محمود بن آدم المروزي ، صدوق ، وصحح له في التغليق(42)
9- يزيد بن خُمَير الرحبي ، صدوق ، وصحح له في التغليق(43)
وفي الكاشف(6297 ) يزيد بن خمير الرحبي الهمداني الحمصي عن أبي أمامة وعبد الله بن بسر وعنه شعبة وأبو عوانة ثقة سكن الكوفة م 4
10- حفص بن عمر الدوري المقرئ ، لا بأس به ، وصحح له في التغليق(44)
وفي الكاشف(1155 ) حفص بن عمر بن عبد العزيز الدوري الضرير عن إسماعيل بن جعفر وإسماعيل بن عياش وعنه ابن ماجة وأبو حاتم وقال صدوق وكتب عنه أحمد مات 246 وكان مقرئ العراق ق
11- بهز بن حكيم القشيري، صدوق ، وصحح له في النكت 1/329
وفي الكاشف ( 651 ) بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة أبو عبد الملك عن أبيه وزرارة بن أوفى وعنه القطان ومكي وثقه جماعة قال ابن عدي لم أر له حديثا منكرا
12- أحمد بن حفص النيسابوري ، صدوق ، وصحح له في النكت 1/327
13- حفص النيسابوري ، والد السابق ، صدوق ، وصحح له في النكت 1/327
14- عبيد بن عقيل الهلالي ، صدوق ، وصحح له في فتح الباري 8/246
15- إسماعيل بن عياش ، صدوق عن أهل بلده ، وصحح له في القول المسدد(45)
وفي الكاشف (400 ) إسماعيل بن عياش أبو عتبة العنسي عالم الشاميين عن شرحبيل بن مسلم ومحمد بن زياد الألهاني وأمم وعنه علي بن حجر وهناد وابن عرفة قال يزيد بن هارون ما رأيت أحفظ منه وقال دحيم هو في الشاميين غاية وخلط عن المدنيين وقال البخاري إذا حدث عن أهل حمص فصحيح وقال أبو حاتم لين مات في ربيع الأول
16- فطر بن خليفة ، صدوق رمي بالتشيع ، وصحح له في القول المسدد (ص 33)(46)
وفي الكاشف(4494 ) فطر بن خليفة المخزومي مولاهم الحناط عن أبي الطفيل وعطاء الشيبي ومولاه عمرو بن حريث الصحابي وعن مجاهد والشعبي وعنه القطان ويحيى بن آدم وخلق شيعي جلد وثقه أحمد وابن معين مات 153 4 خ قرنه
17 - عطاء بن السائب ، صدوق اختلط ، وصحح له في التلخيص 1/142(47)
وفي الكاشف(3798 ) عطاء بن السائب الثقفي الكوفي أحد الأعلام على لين فيه عن أبيه وابن أبي أوفى وأبي عبد الرحمن السلمي وعنه شعبة والحمادان والسفيانان وعلي بن عاصم وأمم ثقة ساء حفظه بآخره قال أبو حاتم سمع منه حماد بن زيد قبل أن يتغير وقال أحمد ثقة رجل صالح يختم القرآن كل ليلة مات 136 4 خ تبع
__________
(1) - قلت : أحياناً تكون أحكامه توفيقية لا تحقيقية على الصحيح ، وذلك لأن الحافظ الذهبي نظر في ذلك الانتقاد ولم يعتدَّ به ، ومن ثم أهمله ، ولم يعوِّلْ عليه ، بينما عوَّل عليه الحافظ ابن حجر ، وأنزل الراوي مرتبة بسببه .
(2) - قلت : هناك اختلاف بينهما في الحكم على الرواة بأكثر من ألفي راوٍ والراجح عندي قول الذهبي فيهم
(3) - قلت : هذه النتيجة غير مطردة ، وذلك لأنه لم يقارن بين حكميهما بشكل دقيق ، فقد يكون الذهبي قد قال عنه صدوق كذلك أو لا بأس به أو تكلم فيه بجرح ، كما سيمر معنا في تعقيبي على كلامه .
(4) - مقدمة الفتح (ج 1 / ص 384)
(5) - مقدمة الفتح (ج 1 / ص 386)
(6) - مقدمة الفتح (ج 1 / ص 404)
(7) - مقدمة الفتح (ج 1 / ص 433)
(8) - مقدمة الفتح (ج 1 / ص 415)
(9) - مقدمة الفتح (ج 1 / ص 392)
(10) - مقدمة الفتح (ج 1 / ص 397)
(11) - مقدمة الفتح (ج 1 / ص 422)
(12) - مقدمة الفتح (ج 1 / ص 406)
(13) - مقدمة الفتح (ج 1 / ص 409)
(14) - تهذيب التهذيب[ ج2 - ص201 ]
(15) - المدخل إلى الصحيحين ص 577
(16) - سير أعلام النبلاء(12/318) (122)
(17) - صحيح مسلم (3004 ) والنسائي (4601 و4605)
(18) - مقدمة الفتح (ج 1 / ص 447)
(19) - المدخل (411)
(20) - ميزان الاعتدال (ج 4 / ص 224)(8932)
(21) - تصحيح البخاري في علل الترمذي 1/285-286 , وحديثه في الصحيح 2/958
(22) - تصحيح البخاري في علل الترمذي 1/161،288 وتصحيح ابن المديني في التلخيص الحبير 2/84
(23) - صحح له البخاري في علل الترمذي 1/702-703
(24) - سنن الدارقطنى (494 و1799 و2216)
(25) - سنن الدارقطني (2216 )
(26) - نفسه (427 )
(27) - نفسه(156 )
(28) - نفسه (533 و538 )
(29) - علل الترمذي 2/579
(30) - علل الترمذي 2/587
(31) - نفسه 2/587
(32) - نفسه 2/719-720
(33) - التلخيص الحبير (ج 2 / ص 569) الشاملة 2
(34) - ميزان الاعتدال (ج 4 / ص 104)(: 8489 )
(35) - قلت : هو من شيوخ مسلم وروى عنه(2339 و3356 و7019)
(36) - سير أعلام النبلاء (11/104)(32 )
(37) - سير أعلام النبلاء (8/373) (110)
(38) - النكت على ابن الصلاح 2/733
(39) - سير أعلام النبلاء (5/379) (172)
(40) - النكت على ابن الصلاح (ج 2 / ص 741) وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب [ ج6 - ص292 ](633)
(41) - النكت على ابن الصلاح (ج 2 / ص 740)
(42) - التغليق 2/172 وتغليق التعليق (ج 1 / ص 137) الشاملة 2
(43) - التغليق 2/376 وتغليق التعليق (ج 1 / ص 288) الشاملة 2
(44) - التغليق 5/49 وتغليق التعليق (ج 3 / ص 243) الشاملة 2
(45) ص 33) وروايته هنا عن شيخ شامي ، وانظر ذيل القول المسدد (ج 1 / ص 67)
(46) - وروايته هنا بعيدة عن بدعته
(47) - والتلخيص الحبير (ج 1 / ص 382) دار الكتب العلمية من رواية حماد بن سلمة عنه(1/29)
18- سهيل بن أبي صالح ، صدوق تغير حفظه بأخرة ، وصحح له في التلخيص 1/137
وفي الكاشف( 2183) سهيل بن أبي صالح السمان أبو يزيد عن أبيه وابن المسيب وعنه شعبة والحمادان وعلي بن عاصم قال بن معين هو مثل العلاء وليسا بحجة وقال أبو حاتم لا يحتج به ووثقه ناس توفي 14 خ مقرونا م 4
وفي ميزان الاعتدال:سهيل بن أبى صالح [ م، عو ] ذكوان السمان، أحد العلماء الثقات، وغيره أقوى منه.(1)
19- محمد بن مسلم بن تدرس ، أبو الزبير المكي ، صدوق يدلس ، وصحح له في الفتح 3/216(2)
وفي الكاشف(5149) محمد بن مسلم بن تدرس أبو الزبير مولى حكيم بن حزام المكي عن عائشة وابن عباس وابن عمر حديثه عنهم في مسلم وعنه مالك والسفيانان حافظ ثقة قال أبو حاتم لا يحتج به توفي 128 وكان مدلسا واسع العلم ع خ قرنه
(قال علي) : الصواب أنه غير مدلس ، بل ثقة بإطلاق
20- الحسن بن يحيى بن الجعد ، صدوق ، وصحح له في الفتح 9/505
وفي الكاشف(1071 ) الحسن بن أبي الربيع يحيى الجرجاني أبو علي محدث صدوق سمع يزيد وعبد الرزاق وعنه بن ماجة والمحاملي وابن عياش توفي 263 ق
21- حميد بن مسعدة ، صدوق ، وصحح له في التغليق 5/49
وفي الكاشف(1257) حميد بن مسعدة الباهلي عن حماد بن زيد وعبد الوارث وعنه مسلم والأربعة وابن جرير توفي 244 صدوق م 4
قال العاني : "نكتفي بهذه النماذج ، ولا يخفى أمرها على المتتبع ، إذ أمثالها كثير جدا ، نثرها ابن حجر في مصنفاته ، والذي يجب التنبيه إليه هنا هو أنني من خلال تتبعي للأحكام التي حكم بها ابن حجر على أحاديث هذه المرتبة لم أجد راوياً من هذه المرتبة حسَّن له ، سوى راوٍ واحدٍ ، حسَّن له مرة وصحح له مرة وهو بهز بن حكيم ، فقد صحح له كما تقدم ، وحسَّن له في هدي الساري (ص 18) ، وكلا الحكمين لا غبار عليه ، لأن العلماء اختلفوا في سماع بهز من أبيه عن جده ، فمنهم من أثبته ، ومنهم من نفاه ، فمن أثبته صحح هذا الإسناد ، ومن نفاه ضعفه ، ومن اجتهد وحاول التوفيق بين النافين والمثبتين حسنه ، وهذا حكم ما اختلف فيه من الرواة والأسانيد .
وعليه فتحسين ابن حجر لهذا الصدوق ليس لأنه صدوق ، وإنما للخلاف في سماع هذا الصدوق من أبيه . والله أعلم .اهـ(3)
=================
__________
(1) - ميزان الاعتدال (ج 2 / ص 243)(3604)
(2) - رواية أمن فيها التدليس - إن كان مدلساً -
(3) - انظر منهج دراسة الأسانيد ص 130-154(1/30)
المطلب الرابع
الردُّ على من ذهب إلى تصحيح أحاديث الصَّدوق عند ابن حجر
قلت: في وصوله إلى النتيجة التي ذكرها -وهو أن الصدوق يساوي الثقة عند ابن حجر دائما -كلامٌ فيه نظر، وعليه ملاحظتان :
الملاحظة الأولى -عدم استقرائه لمن قال فيه صدوق ومقارنته بغيره
فقد ركز في أمثلته السابقة على من أخرج له الشيخان أو أحدهما ، وقد رددت عليه أثناء استدلاله في غالب الأمثلة التي استدلَّ بها ، وذلك من خلال نقلي لكلام الحافظ الذهبي خاصة ، وأنهم في الغالب ثقات ، ومن أخرج له الشيخان فقد قفز القنطرة ، ومع ذلك فسوف أسوق أمثلة أبدؤها من الأول دون إهمال واحد منها حتى الرقم (99) ،مع ذكر قول الحافظ الذهبي فيه ، لنرى النتيجة بعدها ، والرقم الأول للحافظ ابن حجر في التقريب ، والثاني للحافظ الذهبي في الكاشف، وقد أنقل من كتب الذهبي الأخرى لأبين الحكم في الراوي إذا لم يحكم عليه في الكاشف ، وأبين ذلك:
1 - أحمد بن إبراهيم بن خالد الموصلي أبو علي نزيل بغداد صدوق من العاشرة مات سنة ست وثلاثين د فق
1 - أحمد بن إبراهيم الموصلي أبو علي عن شريك وحماد بن زيد وطبقتهما وعنه أبو داود والبغوي وأبو يعلى وخلق وثق مات 236 د
2 - أحمد بن إبراهيم بن فيل باسم الحيوان المعروف أبو الحسن البالسي نزيل أنطاكية صدوق من الثانية عشرة مات سنة أربع وثمانين كن
وفي سير أعلام النبلاء :ابْنُ فِيْلٍ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البَالِسِيُّ الشَّيْخُ، الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الرَّحَّالُ، وَمَا عَلِمتُ فِيْهِ جَرْحاً، وَلَهُ جُزْءٌ مَشْهُوْرٌ، فِيْهِ غَرَائِبُ.(1)
5 - أحمد بن الأزهر بن منيع أبو الأزهر العبدي النيسابوري صدوق كان يحفظ ثم كبر فصار كتابه أثبت من حفظه من الحادية عشرة مات سنة ثلاث وستين س ق
4 - أحمد بن الأزهر بن منيع أبو الأزهر العبدي مولاهم النيسابوري الحافظ عن ابن نمير وأبي ضمرة وعبد الرزاق وخلق وعنه النسائي وابن ماجة وابن خزيمة وابنا الشرقي وخلق صدوق قاله أبو حاتم وجزرة مات 261 س ق
6 - أحمد بن إسحاق بن الحصين بن جابر السلمي أبو إسحاق السرماري بضم المهملة وبفتحها وحكي كسرها وإسكان الراء صدوق من الحادية عشرة مات سنة اثنتين وأربعين خ
وفي تاريخ الإسلام للذهبي : وكان ثقة زاهدا مجاهدا فارسا مشهورا، يضرب بشجاعته المثل.(2)
8 - أحمد بن إسحاق بن عيسى الأهوازي البزاز صاحب السلعة أبو إسحاق صدوق من الحادية عشرة مات سنة خمسين د
7 - أحمد بن إسحاق الأهوازي البزاز عن أبي أحمد الزبيري وعدة وعنه أبو داود وابن جرير وطائفة صدوق مات 25 د
15 - أحمد بن بكار بن أبي ميمونة الأموي مولاهم أبو عبد الرحمن الحراني صدوق كان له حفظ من العاشرة مات سنة أربع وأربعين س
12 - أحمد بن بكار الحراني عن أبي معاوية ومخلد بن يزيد والطبقة وعنه النسائي وأبو عروبة وعدة وثق مات 244 س
17 - أحمد بن أبي بكر بن الحارث بن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف أبو مصعب الزهري المدني الفقيه صدوق عابه أبو خيثمة للفتوى بالرأي من العاشرة مات سنة اثنتين وأربعين وقد نيف على التسعين ع
(13)أحمد بن أبي بكر أبو مصعب الزهري العوفي قاضي المدينة وعالمها سمع مالكا وطائفة وعنه الجماعة لكن النسائي بواسطة ومطين وأبو إسحاق الهاشمي وخلق مات في رمضان 242 وكان مولده سنة خمسين ومائة ع
وفي سير أعلام النبلاء:أَبُو مُصْعَبٍ أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ بنِ الحَارِثِ الزُّهْرِيُّ الإِمَامُ، الثِّقَةُ(3)...
18 - أحمد بن ثابت الجحدري أبو بكر البصري صدوق من العاشرة مات بعد الخمسين ق
14 - أحمد بن ثابت الجحدري عن ابن عيينة وغندر وعنه بن ماجة وابن خزيمة وعدة ق
20 - أحمد بن جناب بفتح الجيم وتخفيف النون بن المغيرة المصيصي أبو الوليد صدوق من العاشرة مات سنة ثلاثين م د س
16 - أحمد بن جناب أبو الوليد المصيصي عن عيسى بن يونس وعدة وعنه مسلم وأبو داود والنسائي بواسطة وأبو يعلى وأحمد بن الحسن الصوفي صدوق توفي 23 م د س
24 - أحمد بن حرب بن محمد بن علي بن حيان بن مازن الطائي الموصلي صدوق من العاشرة مات سنة ثلاث وستين وله تسعون س
19 - أحمد بن حرب الطائي أخو علي سمع بن عيينة والمحاربي وطبقتهما وعنه النسائي وابن أبي داود وخلق صدوق مات 263 س
26 - أحمد بن الحسن بن خراش البغدادي أبو جعفر صدوق من الحادية عشرة مات سنة اثنتين وأربعين وله ستون م ت
21 - أحمد بن الحسن بن خراش خراساني نزل بغداد عن ابن مهدي والعقدي وطبقتهما وعنه مسلم والترمذي وابن المجدر والسراج مات 242 م ت
وفي سير أعلام النبلاء : وَكَانَ ثِقَةً.(4)
27 - أحمد بن حفص بن عبد الله بن راشد السلمي النيسابوري أبو علي بن أبي عمرو صدوق من الحادية عشرة مات سنة ثمان وخمسين خ س
22 - أحمد بن حفص بن عبد الله السلمي النيسابوري أبو علي قاضي نيسابور عن أبيه وعدة وعنه البخاري وأبو داود والنسائي وابنا الشرقي وأبو عوانة وخلق توفي 258 خ د س
وفي سير أعلام النبلاء :الإِمَامُ الثِّقَةُ(5)
28 - أحمد بن حماد بن مسلم أبو جعفر المصري صدوق من الحادية عشرة مات سنة ست وتسعين س
23 - أحمد بن حماد أبو جعفر التجيبي زغبة أخو عيسى زغبة عن سعيد بن أبي مريم وطبقته وعنه النسائي والطبراني وابن رشيق ثقة مأمون عاش أربعا وتسعين ومات 296
30 - أحمد بن خالد بن موسى الوهبي الكندي أبو سعيد صدوق من التاسعة مات سنة أربع عشرة ر 4
25 - أحمد بن خالد أبو سعيد الوهبي الحمصي أخو محمد عن ابن إسحاق وجماعة وعنه الذهلي والبخاري ومحمد بن عوف وطائفة وثقه ابن معين مات 214 4
36 - أحمد بن سعد بن الحكم بن محمد بن سالم الجمحي المصري أبو جعفر بن أبي مريم صدوق من الحادية عشرة مات سنة ثلاث وخمسين د س
29 - أحمد بن سعد بن أبي مريم المصري عن عمه سعيد وأبي اليمان وعنه أبو داود والنسائي وقال لا بأس به وعلان وعمر البجيري توفي 253 د س
38 - أحمد بن سعيد بن بشير الهمداني أبو جعفر المصري صدوق من الحادية عشرة مات سنة ثلاث وخمسين د
31 - أحمد بن سعيد الهمداني أبو جعفر المصري عن ابن وهب وطائفة وعنه أبو داود وابن أبي داود وعدة قال النسائي ليس بالقوي مات 253 د
41 - أحمد بن سعيد بن يعقوب الكندي أبو العباس الحمصي صدوق من العاشرة س
33 - أحمد بن سعيد الكندي الحمصي عن بقية وعثمان ابن سعيد وعنه النسائي وسعيد البرذعي وثق س
42 - أحمد بن سفيان أبو سفيان النسائي صدوق مصنف من الحادية عشرة س
34 - أحمد بن سفيان النسائي عن عبد الرزاق والفريابي وعنه النسائي ووثقه ومحمد الأرغياني س
46 - أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي بفتح المهملة والموحدة أبو عبد الله البصري صدوق من العاشرة مات سنة تسع وعشرين خ خد س
38 - أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي البصري نزل مكة عن أبيه ويزيد بن زريع وعنه البخاري والذهلي ومحمد بن علي الصائغ مات 229 خ س
وفي سير أعلام النبلاء:قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ، صَدُوْقٌ.(6)
52 - أحمد بن أبي طيبة عيسى بن سليمان ابن دينار الدارمي أبو محمد الجرجاني صدوق له أفراد من العاشرة مات سنة ثلاث ومائتين س
44 - أحمد بن أبي طيبة عيسى الدارمي الجرجاني عن أبيه وعمر بن ذر وطبقتهما وعنه حسين بن عيسى الدامغاني وعدة صالح الحديث توفي 203 س
53 - أحمد بن عاصم بن عنبسة العباداني أبو صالح نزيل بغداد صدوق من الحادية عشرة ق
45 - أحمد بن عاصم العباداني عن سعيد الضبعي وعدة وعنه بن ماجة وجماعة ق
58 - أحمد بن عبد الله بن علي بن سويد بن منجوف بنون ساكنة ثم جيم وآخره فاء أبو بكر السدوسي صدوق من الحادية عشرة مات سنة اثنتين وخمسين خ د س
49 - أحمد بن عبد الله بن منجوف أبو بكر السدوسي عن القطان وابن مهدي وعنه البخاري وأبو داود والنسائي وقال صالح وابن خزيمة ومحمد بن إسماعيل البصلاني توفي 252 خ د س
وفي تاريخ الإسلام للذهبي :وكان ثقة.(7)
65 - أحمد بن عبد الرحمن بن بكار بن عبد الملك بن الوليد بن بسر بضم الموحدة وسكون المهملة يكنى أبا الوليد البسري صدوق تكلم فيه بلا حجة من العاشرة مات سنة ثمان وأربعين ت ق
54 - أحمد بن عبد الرحمن بن بكار أبو الوليد البسري الدمشقي نزيل بغداد عن الوليد بن مسلم وطبقته وعنه الترمذي والنسائي وابن ماجة وأبو يعلى والبغوي صدقه أبو حاتم مات 248 ت ق
66 - أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد بن عثمان الدشتكي بفتح أوله وسكون المعجمة وفتح المثناة الفوقانية مقرئ لقبه حمدون صدوق من العاشرة د
55 - أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي الرازي عن أبيه وجماعة وعنه أبو داود وابن الضريس وابن الجنيد صدوق د
70 - أحمد بن عبد الواحد بن واقد التميمي المعروف بابن عبود الدمشقي صدوق من الحادية عشرة مات سنة أربع وخمسين د س
59 - أحمد بن عبد الواحد التميمي الدمشقي بن عبود عن الفريابي وأبي مسهر وعنه أبو داود والنسائي وابن جوصا وأبو الدحداح وعدة ثقة مات 254 د س
73 - أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي بفتح الحاء المهملة وسكون الواو بعدها مهملة يكنى أبا عبد الله صدوق من الحادية عشرة مات سنة تسع وسبعين س
وسكت عليه الذهبي(8)
75 - أحمد بن عبدة الآملي بالمد وضم الميم يكنى أبا جعفر صدوق من الحادية عشرة د ت
61 - أحمد بن عبدة الآملي عن علي بن الحسن بن شقيق وطبقته وعنه أبو داود والترمذي صدوق د ت
76 - أحمد بن عبيد الله بن سهيل بن صخر الغداني بضم المعجمة والتخفيف بصري يكنى أبا عبد الله صدوق من العاشرة مات سنة أربع وعشرين وقيل بعد ذلك خ د
62 - أحمد بن عبيد الله الغداني عن منصور بن أبي الأسود وطائفة وعنه البخاري وأبو داود وأبو زرعة وخلق مات 224 وقيل 227 خ د
وفي تاريخ الإسلام للذهبي : قال أبو حاتم: صدوق.(9)
82 - أحمد بن علي النميري إمام مسجد سلمية صدوق ضعفه الأزدي بلا حجة من التاسعة د
67 - أحمد بن علي إمام سلمية عن ثور وجماعة وعنه محمود بن خالد الدمشقي فقط جيد الحديث د
84 - أحمد بن عمر الحميري أبو جعفر البغدادي المخرمي بضم الميم وفتح المعجمة وتشديد الراء يعرف بحمدان صدوق من الحادية عشرة مات سنة ثمان وخمسين خ
69 - أحمد بن عمر السمسار حمدان عن روح بن عبادة ونحوه وعنه البخاري مقرونا والمحاملي وطائفة ثقة مات 258 خ
86 - أحمد بن عيسى بن حسان المصري يعرف بابن التستري صدوق تكلم في بعض سماعاته قال الخطيب بلا حجة من العاشرة مات سنة ثلاث وأربعين خ م س ق
71 - أحمد بن عيسى المصري التستري لكونه يتجر إليها عن ضمام بن إسماعيل ومفضل بن فضالة وعدة وعنه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة والفريابي والبغوي تكلم فيه بلا حجة توفي 243 خ م س ق
وفي سير أعلام النبلاء: أَحْمَدُ بنُ عِيْسَى بنِ حسان، ابْنُ التُّسْتَرِيِّ (خ، م، د، س، ق) الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الصَّدُوْقُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ المِصْرِيُّ، المَعْرُوْفُ: بِابْنِ التُّسْتَرِيِّ.قُلْتُ: العَمَلُ عَلَى الاحْتِجَاجِ بِهِ، فَأَيْنَ مَا انْفَرَدَ بِهِ حَتَّى نُلَيِّنَهُ بِهِ؟!(10)
90 - أحمد بن محمد بن إبراهيم الأبلي بضم الهمزة والموحدة وتشديد اللام يكنى أبا بكر العطار صدوق من الحادية عشرة مات سنة ثمان وسبعين د
74 - أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو بكر الأبلي العطار عن القعنبي وأبي الوليد وعنه أبو داود وأبو عوانة وفاروق الخطابي د
93 - أحمد بن محمد بن أيوب صاحب المغازي يكنى أبا جعفر صدوق كانت فيه غفلة لم يدفع بحجة قاله أحمد من العاشرة مات سنة ثمان وعشرين د
75 - أحمد بن محمد بن أيوب الناسخ كتب المغازي للبرامكة وسمعها من إبراهيم بن سعد وعنه أبو داود وأبو يعلى وعدة وثق مات 228 د
95 - أحمد بن محمد بن جعفر الطرسوسي صدوق من الثانية عشرة وقال ابن عساكر إنما هو محمد بن أحمد بن جعفر ولم يذكر بن يونس غيره س
77 - أحمد بن محمد بن جعفر الطرسوسي عن ابن معين وعنه النسائي وهم من قال إنه الوكيعي س
97 - أحمد بن محمد بن عبيد الله بن أبي رجاء الثغري بالمثلثة بعدها معجمة ساكنة يكنى أبا جعفر النجار الطرسوسي صدوق من الحادية عشرة س
79 - أحمد بن محمد بن عبيد الله بن أبي رجاء المصيصي أبو جعفر النجار عن وكيع وجماعة وعنه النسائي وأبو عوانة وأبو بكر بن زياد وغيرهم ثقة س
99 - أحمد بن محمد بن المغيرة بن سنان الأزدي الحمصي صدوق من الحادية عشرة مات سنة أربع وستين س
80 - أحمد بن محمد بن المغيرة أبو حميد العوهي الحمصي عن أبي المغيرة وطبقته وعنه النسائي وابن أبي حاتم وعدة وثقوه س
قلت : فمن خلال هذه المقارنة نلاحظ أن الذين وثقهم الذهبي قلة ، والغالبُ يدور حكمه بين الصدوق ووثق ، وليَّنَ واحدا منهم ، وسكت عن البعض ، فلا يمكن أن نعتبر الجميع في حكم واحد ، بل حديثهم يدور بين الحسن والصحيح ،والحسن هو الأكثر .
ومن ثم لا بد من مقارنة كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله بكلام غيره عند الاختلاف حتى نصل إلى الحكم الدقيق على الراوي .
================
الملاحظة الثانية - قوله :"لم أجد راوياً من هذه المرتبة حسَّن له ، سوى راوٍ واحدٍ ، حسن له مرة وصحح له مرة وهو بهز بن حكيم ".
وفي قوله نظر كذلك ، فهذه بعض الأمثلة من كتب الحافظ ابن حجر رحمه الله :
ففي بلوغ المرام من أدلة الأحكام ( 625)(11)وَعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ جَدِّهِ; - أَنَّ اَلنَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ -فِي كَنْزٍ وَجَدَهُ رَجُلٌ فِي خَرِبَةٍ-: "إِنْ وَجَدْتَهُ فِي قَرْيَةٍ مَسْكُونَةٍ, فَعَرِّفْهُ, وَإِنْ وَجَدْتَهُ فِي قَرْيَةٍ غَيْرِ مَسْكُونَةٍ, فَفِيهِ وَفِي اَلرِّكَازِ: اَلْخُمُسُ ". - أَخْرَجَهُ اِبْنُ مَاجَهْ بِإِسْنَادٍ حَسَن ٍ .
قلت ورجاله ثقات عدا عمرو بن شعيب ، وفي تقريب التهذيب(5050 )عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص صدوق من الخامسة مات سنة ثماني عشرة ومائة ر 4
وفي التلخيص الحبير - (ج 1 / ص 203)(43) رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ نَحْوَ حَدِيثِ الْبَابِ الْأَوَّلِ وَزَادَ فِي آخِرِهِ بَعْدَ قَوْلِهِ: "إنَّمَا حَرُمَ أَكْلُهَا أو ليس فِي الْمَاءِ وَالْقَرَظِ مَا يُطَهِّرُهَا؟" أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ
قلت : يحيى بن أيوب صدوق عند الحافظين(12).
وفي التلخيص الحبير - (ج 3 / ص 211)(1380) حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ أَوْصَى فَكَتَبَ وَصِيَّتِي هَذِهِ إلَى اللَّهِ تَعَالَى وَإِلَى الزُّبَيْرِ وَابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ عَنْهُ بِهَذَا وزيادة، قلت : ففي السنن الكبرى للبيهقي( 13035) وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ َخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ أَبِى عُمَيْسٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ : أَوْصَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فَكَتَبَ إِنَّ وَصِيَّتِى إِلَى اللَّهِ وَإِلَى الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَإِلَى ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَإِنَّهُمَا فِى حِلٍّ وَبِلٍّ فِيمَا وَلِيَا وَقَضَيَا فِى تَرِكَتِى وَإِنَّهُ لاَ تُزَوَّجُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنَاتِى إِلاَّ بِإِذْنِهِمَا لاَ تُحْضَنُ عَنْ ذَلِكَ زَيْنَبُ، قلت ورجاله ثقات سوى إبراهيم بن المنذر فهو صدوق عند الحافظين(13)
وفي التلخيص الحبير - (ج 4 / ص 249)(1831) وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: "كُنَّا إذَا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَتَفْرُقُ بَيْنَنَا شَجَرَةٌ، فَإِذَا الْتَقَيْنَا سَلَّمَ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ"، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ
وفي المعجم الأوسط للطبراني (8218 ) حَدَّثَتَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ ، ثَنَا سَهْلُ بْنُ صَالِحٍ الْأَنْطَاكِيُّ قَالَ : رَأَيْتُ يَزِيدَ بْنَ أَبِي مَنْصُورٍ ، فَقَالَ : ثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ : " كُنَّا إِذَا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَتُفَرِّقَ بَيْنَنَا الشَّجَرَةُ ، فَإِذَا الْتَقَيْنَا يُسَلِّمُ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ " " لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَنَسٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ "
قلت : سهل بن صالح بن حكيم الأنطاكى صدوق(14)
ويزيد بن أبى منصور الأزدى ، أبو روح البصرى لا بأس به(15)والباقي ثقات ، فلم يصحح حديثه ، بل حسنه .
وفي الدراية في تخريج أحاديث الهداية - (ج 1 / ص 189)(214) وَعَن أبي سعيد رَفعه إِن الله عَزَّ وَجَلَّ زادكم صَلَاة وَهِي الْوتر أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي مُسْند الشاميين بِإِسْنَاد حسن .
وفي مسند الشاميين (2848) حَدَّثَنَا عبدان بن أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الْخَلاَّلُ الدِّمَشْقِيُّ ، حَدَّثَنَا مَرْوَأن ابن مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلاَّمٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ اللَّهَ قَدْ زَادَكُمْ صَلاَةً ، وَهِيَ الْوِتْرُ.
قلت: ورجاله ثقات سوى عباس بن الوليد بن صبح الخلال السلمي صدوق(16)وعند الذهبي صويلح(17)
وفي فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 455)(281) رَوَى الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ عَنْ عَائِشَة أَنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا أَجْنَبَ فَأَرَادَ أَنْ يَنَامَ تَوَضَّأَ أَوْ تَيَمَّمَ
وفي السنن الكبرى للبيهقي ( 1004) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ الْكَلْبِىُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا عَثَّامٌ يَعْنِى ابْنَ عَلِىٍّ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا أَجْنَبَ فَأَرَادَ أَنْ يَنَامَ تَوَضَّأَ أَوْ تَيَمَّمَ.
قلت : عثام بن علي العامري صدوق(18)، والباقي ثقات
والأمثلة على ذلك كثيرة ..
والصواب من القول أن الحافظ ابن حجر رحمه الله قد استعمل هذه المرتبة في الأكثر لصاحب الحديث الحسن ، وبعضها لصاحب الحديث الصحيح ، وقد اضطرب في هذه المرتبة اضطراباً كثيراً ، لأنه قد دمج الثقة بالصدوق .
فلو قارنا بين التقريب والتهذيب في كثير ممن قال فيهم صدوق لوجدنا أنهم ثقات ، والأكثر أنهم بالمعنى الاصطلاحي للصدوق.
ولذا أرى أن الحافظ الذهبي رحمه الله قد ضبط هذه المرتبة بشكل أدقَّ، ولم يوقع من جاء بعده بحيرة كما حصل مع الحافظ ابن حجر رحمه الله .
ـــــــــــــــــــــ
المرتبة الخامسة
من قال فيه صدوق سيء الحفظ أو يهم أو يخطئ ...
( الراوي المختلف فيه )
الخامسة عند الحافظ ابن حجر:" من قصر عن الرابعة قليلاً، وإليه الإشارة بصدوق سيء الحفظ، أو صدوق يهم، أو له أوهام، أو يخطئ، أو تغير بأخرة ويلتحق بذلك من رمي بنوع من البدعة، كالتشيع والقدر، والنصب، والإرجاء، والتجهم، مع بيان الداعية من غيره."
لقد أوقع الحافظ ابن حجر رحمه الله من جاء بعده في حيرة شديدة إزاء هذه المرتبة ، حيث اعتبرها بعض العلماء أنها من مراتب الردِّ، فأيُّ حديثٍ فيه راو من هذه المرتبة لم يتابع ردُّوا حديثه كائناً من كان .
ومنهم من يقبلها أحيانا ويردها أحياناً دون قواعد ولا ضوابط ، ومنهم من لا يعوِّل على كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله .
ولا أدلَّ على هذا الاضطراب من تناقض العلماء المعاصرين في أحكامهم على رواة هذه المرتبة ، فتجد مثلا للشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله أقوالا متناقضة فيهم ، فأحياناً يصحح لهم ، وأحيانا يحسن لهم ، وفي أحيان أخرى يضعف حديثهم ، وكل ذلك في الصحيحة والضعيفة، ومثله شيحنا الشيخ شعيب الأرناؤوط ولا سيما في تعليقه على مسند أحمد ، فنفس السند يصححه ويحسنه ويضعفه !!!
فكيف بغيرهم ممن لم يبلغ مرتبتهم ؟!!
وسيكون بحثنا لهذه المرتبة ضمن المطالب التالية :
المطلب الأول-نماذج من هذه المرتبة
المطلب الثاني ... -أسباب اختلاف الجرح والتعديل ...
المطلب الثالث-أمثلة كثيرة لأصحاب هذه المرتبة تبين حالهم ...
المطلب الرابع-وجود رواة من هذه المرتبة في الصحيحين ...
المطلب الخامس-تحسين العلماء لأحاديث هذه المرتبة
المطلب السادس-تحسينُ الحافظ ابن حجرَ لأحاديث الرواة من هذه المرتبة
المطلب السابع-بعض الدراسات الحديثة حول هذه المرتبة
المطلب الثامن- القول فيمن رمي ببدعة
المطلب الثاسع - ملاحظات على أقوال الحافظ ابن حجر على هذه المرتبة
المطلب الأول
نماذج من هذه المرتبة
وهذه بعض الأمثلة من هذه الطبقة لكل الأصناف الذين ذكرهم الحافظ ابن حجر فيها ،مقارنة بتهذيب التهذيب لبعضهم وبقول الإمام الذهبي ولا سيما في الكاشف، لتتميز نقاط الاتفاق والاختلاف بينهما :
12 - أحمد بن بديل بن قريش أبو جعفر اليامي بالتحتانية قاضي الكوفة صدوق له أوهام من العاشرة مات سنة ثمان وخمسين ت ق.
__________
(1) - سير أعلام النبلاء .(14/527)( 299 )
(2) - تاريخ الإسلام للذهبي (ج 4 / ص 354)
(3) - سير أعلام النبلاء (11/437)
(4) - سير أعلام النبلاء (12/158)
(5) - ،سير أعلام النبلاء (12/384)
(6) - سير أعلام النبلاء (10/653)
(7) - تاريخ الإسلام للذهبي (ج 4 / ص 475)
(8) - تاريخ الإسلام للإمام الذهبي (ج 20 / ص 262) وسير أعلام النبلاء (13/153)
(9) - تاريخ الإسلام للذهبي (ج 4 / ص 181)
(10) - سير أعلام النبلاء (12/71)(16 ) وتاريخ الإسلام للإمام الذهبي (ج 18 / ص 60)
(11) - بلوغ المرام من أدلة الأحكام (ج 1 / ص 227)( 625)
(12) - تقريب التهذيب[ ج1 - ص588 ](7511) والكاشف[ ج2 - ص362 ](6137 )
(13) - تقريب التهذيب[ ج1 - ص94 ] (253) وفي الكاشف[ ج1 - ص225 ] (208)
(14) - تقريب التهذيب[ ج1 - ص258 ](2659)
(15) - تقريب التهذيب [ ج1 - ص605 ] (7783)
(16) - تقريب التهذيب[ ج1 - ص294 ] (3191)
(17) - الكاشف[ ج1 - ص536 ](2611)
(18) - تقريب التهذيب [ ج1 - ص382 ](4448)(1/31)
وفي التهذيب(1): "قال النسائي لا بأس به وقال ابن أبي حاتم محله الصدق وقال ابن عقدة رأيت إبراهيم بن إسحاق الصواف ومحمد بن عبد الله بن سليمان وداود بن يحيى لا يرضونه وقال ابن عدي حدث عن حفص بن غياث وغيره أحاديث أنكرت عليه وهو ممن يكتب حديثه على ضعفه وقال الدارقطني لين وقال صالح جزرة كان يسمَّى راهب الكوفة فلما تقلد القضاء، قال خذلت على كبر السن، وقال النضر قاضي همدان ثنا أَحْمَدُ بْنُ بُدَيْلٍ الْيَامِيُّ ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ(2)فذكرته لأبي زرعة فقال: من حدثك قلت ابن بديل قال :شرٌّ له قال الدارقطني تفرد به أحمد عن حفص قال مطين مات 258 قلت ذكره النسائي في أسماء شيوخه وذكره ابن حبان في الثقات وقال مستقيم الحديث ."
وفي الكاشف"أحمد بن بديل أبو جعفر اليامي قاضي الكوفة ثم همذان سمع أبا بكر بن عياش وحفص بن غياث وعدة وعنه الترمذي وابن ماجة وابن صاعد وابن عيسى الوزير وخلق قال: النسائي لا بأس به ،ولينه ابن عدي والدارقطني وكان عابدا توفي 258 ت ق(3)
227 - إبراهيم بن عيينة بن أبي عمران الهلالي مولاهم الكوفي أبو إسحاق أخو سفيان صدوقٌ يهِمُ من الثامنة مات قبل المائتين د س ق
وفي التهذيب(4): " قال ابن معين كان مسلما صدوقا لم يكن من أصحاب الحديث، وقال أبو حاتم: شيخ يأتي بمناكير، وقال النسائي: ليس بالقوي،وقال الحضرمي مات سنة 197 وقال ابن أبي عاصم سنة تسع يعني بتقديم التاء، قلت وقال العجلي: صدوق وذكره ابن حبان في الثقات ،وقال أبو داود في بني عيينة: كلهم صالح "
وفي الكاشف"إبراهيم بن عيينة الهلالي عن أبي حيان التيمي وجماعة وعنه ابن معين والفلاس وابن عفان العامري حسن قال النسائي: ليس بالقوي توفي 199 د س ق(5).
274 - إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي صدوق يهم من السابعة مات سنة ثمان وتسعين خ م د س ق
وفي التهذيب(6): " قال عباس الدوري عن يحيى بن معين: ليس بشيء ،وقال النسائي: ليس بالقوي ،وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم :حسن الحديث يكتب حديثه، وقال أبو أحمد بن عدي له: أحاديث صالحة وليس بمنكر الحديث يكتب حديثه، قال أبو نصر الكلاباذي مات سنة ثمان وتسعين ومئة، روى له الجماعة سوى بن ماجة ، قلت: قرأت بخط الذهبي إبراهيم لم يدرك جده أبا إسحاق، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الدارقطني: ثقة ،وقال ابن المديني: ليس كأقوى ما يكون، وقال الآجري سألت أبا داود عنه فقال: ضعيف ".
وفي الكاشف"إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن الشيخ أبي إسحاق السبيعي عن أبيه وجده وعنه أبو كريب وجماعة فيه لين مات 198 خ م د ت س(7).
289 - الأحوص بن جواب بفتح الجيم وتشديد الواو الضبي يكنى أبا الجواب كوفي صدوق ربما وهم من التاسعة مات سنة إحدى عشرة م د ت س
وفي التهذيب(8): " قال ابن معين ثقة، وقال مرة: ليس بذاك القوي، وقال أبو حاتم: صدوق ،وقال مطين مات سنة 211 ،قلت: وقال ابن حبان في الثقات: كان متقنا ربما وهم "(9).
وفي الكاشف " أحوص بن جواب أبو الجواب عن ابن أبي ليلى ويونس بن أبي إسحاق وعدة وعنه حجاج بن الشاعر وعباس الدوري وجمع صدوق توفي 211 م د ت س(10)
1542 - حميد بن الأسود بن الأشقر البصري أبو الأسود الكرابيسي صدوق يهم قليلا من الثامنة خ 4
وفي التهذيب(11):" قال القواريري كان صدوقا، وقال أبو حاتم ثقة، وقال غيره كان عفان يحمل عليه، وذكره ابن حبان في الثقات، روى له البخاري مقرونا بغيره والباقون سوى مسلم، قلت: وقال الأثرم عن أحمد :سبحان الله ما أنكر ما يجيء به، وقال العقيلي في الضعفاء: كان عفان يحمل عليه، لأنه روى حديثنا منكرا ،وقال الساجي والأزدي صدوق عنده مناكير، وقال الحاكم عن الدارقطني ليس به بأس "
وفي الكاشف "حميد بن الأسود الكرابيسي بصري عن سهيل وحبيب بن الشهيد وعنه مسدد وعلي ثقة خ 4(12).
1903 - الربيع بن يحيى بن مقسم الأشناني بضم الألف وسكون المعجمة أبو الفضل البصري صدوق له أوهام من كبار العاشرة مات سنة أربع وعشرين خ د
وفي التهذيب(13):" قال أبو حاتم ثقة ثبت وذكره ابن حبان في الثقات(14)، قال ابن قانع مات سنة 224 ،قلت :وقال ابن قانع إنه ضعيف، وقال الدارقطني ضعيف ليس بالقوي يخطىء كثيرا حدث عن الثوري عن ابن المنكدر عن جابر جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الصلاتين وهذا حديث ليس لابن المنكدر فيه ناقة ولا جمل وهذا يسقط مائة ألف حديث، وقال أبو حاتم في العلل: هذا باطل عن الثوري "(15)
وفي الكاشف" الربيع بن يحيى الأشناني عن مالك بن مغول وشعبة وعنه البخاري وأبو داود والكجي قال أبو حاتم ثقة ثبت توفي 224 خ د(16)
وفي ميزان الاعتدال " الربيع بن يحيى الاشنانى [ خ، د ]عن شعبة وغيره،صدوق،روى عنه البخاري،وقد قال أبو حاتم مع تعنته: ثقة، ثبت: وأما الدارقطني فقال: ضعيف يخطئ كثيرا، قد أتى عن الثوري بخبر منكر، عن محمد بن المنكدر، عن جابر في الجمع بين الصلاتين،قال بعض الحفاظ: هذا يسقط كذا كذا ألف حديث،مات سنة أربع وعشرين ومائتين.(17)
3358 - عبد الله بن سعيد بن أبي هند الفزاري مولاهم أبو بكر المدني صدوق ربما وهم من السادسة مات سنة بضع وأربعين ع
وفي التهذيب(18):" قال أبو طالب عن أحمد بن حنبل ثقة ثقة ،وقال غيره عن أحمد ثقة مأمون، وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين ثقة، وقال أبو حاتم ضعيف الحديث، وقال أبو بكر بن خلاد الباهلي سألت يحيى بن سعيد عنه فقال كان صالحا تعرف وتنكر، وقال زيد بن أخرم عن عبد الله بن داود رأيت عبد الله بن سعيد وما يبكي ثم رأيته يبكي ،وقال أبو عبيد الآجري سئل أبو داود عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند فقال ثقة يحيى روى عنه ولم يرفعه كما رفعه غيره ،روى عنه يحيى نعمتان مغبوط فيهما كثير من الناس لم يسنده ،وروى عنه مالك كلاما ،وقال النسائي ليس به بأس ،وذكره ابن حبان في كتاب الثقات وقال يخطئ ،قال البخاري عن مكي بن إبراهيم سمعت منه سنة أربع وأربعين ومئة، وقال أحمد بن حنبل عن مكي سمعت منه سنة سبع وأربعين ومئة روى له الجماعة،وقال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث مات سنة ست أو سبع وأربعين وكذا أخره ابن أبي خيثمة ،قال فيما بلغني وقال العجلي ويعقوب وسفيان مدني ثقة ،وقال ابن خلفون وثقه ابن المديني وابن البرقي "
وفي الكاشف "عبد الله بن سعيد بن أبي هند أبو بكر الفزاري عن أبيه وسعيد بن المسيب وعنه يحيى القطان وابن المبارك ومكي صدوق ع(19)
210- إبراهيم بن عبدالعزيز بن عبد الملك ابن أبي محذورة الجمحي المكي يكنى أبا إسماعيل صدوق يخطىء من السابعة عخ ت س
(169) إبراهيم بن عبد العزيز بن عبدالملك بن أبي محذورة عن جده وأبيه وعنه الشافعي والحميدي ت س
243- إبراهيم ابن محمد الزهري الحلبي نزيل البصرة صدوق يخطىء من الحادية عشرة ق
وفي الكاشف (199) إبراهيم بن محمد الحلبي ثم البصري عن الخريبي وعدة وعنه بن ماجة وابن ناجية وأبو عروبة صدوق ق
362- إسحاق بن الضيف بضاد معجمة وقيل ابن إبراهيم ابن الضيف الباهلي أبو يعقوب العسكري بصري نزل مصر صدوق يخطىء من الحادية عشرة د
وفي الكاشف (302) إسحاق بن الضيف عن النضر بن شميل وطبقته وعنه أبو داود فيما قيل
وفي تاريخ الإسلام للإمام الذهبي - (ج 19 / ص 81) وعنه: أبو حاتم وقال: صدوق وعمر البجيري، وأحمد بن وكيل أبي صخرة، ومحد بن نيروز الأنماطي، وآخرون. وكان يجالس بشراً الحافي. قال أبو زرعة: صدوق.
476 - إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني أبو عمر الكوفي نزيل بغداد صدوق يخطىء من الثامنة خ ت عس
وفي تهذيب التهذيب(20): "قال مهنا بن يحيى عن أحمد بن حنبل :كان ها هنا ببغداد قلت أدركته قال نعم قلت سمعت منه قال لا قلت من أين هو قال كوفي، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه: ما أراه إلا صدوقا ،وعن يحيى بن معين ليس به بأس ،وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين ثقة وقال البخاري صدوق، وقال أبو داود: هو أثبت من أبيه ،وقال النسائي: ليس بالقوي وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني غير محمود، وقال أبو زرعة ليس ممن يكذب بمرة هو وسط ،وقال أبو حاتم :كان يكون ببغداد وهو كما شاء الله ،روى له البخاري والترمذي والنسائي في مسند علي.
" قال عبد الله بن أحمد عن أبيه ما أراه الا صدوقا وعن يحيى بن معين ليس به بأس وقال الدوري عنه ثقة وقال البخاري صدوق وقال أبو داود هو أثبت من أبيه وقال النسائي ليس بالقوي وقال الجوزجاني غير محمود وقال أبو زرعة ليس ممن يكذب بمرة هو وسط وقال أبو حاتم كان يكون ببغداد وهو كما شاء الله، قلت: وروى الحاكم عن الدارقطني ليس فيه شك أنه ضعيف، ولما ذكره ابن شاهين في الثقات حكى عن عثمان ابن أبي شيبة أنه قال: كان ثقة وصدوقا ،وليتني كنت كتبت عنه كان يحدث عن أبي إسحاق وسماك وبيان وليس به بأس، وقال أبو الفتح الأزدي غير حجة وروى الهيثم عن الإمام أحمد صالح وقال العجلي : ليس بالقوي ،وقال ابن عدي هو خير من أبيه، ويكتب حديثه ،وقال في ترجمة ابنه عمر عنده عن أبيه غرائب، وقال ابن حبان في الثقات: يخطىء، وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه واستنكر له حديثه عن إبراهيم بن زياد عن هلال الوزان عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِحسان : " اهْجُهُمْ فَإِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ سَيُعِينُكَ(21)"
وفي الكاشف" إسماعيل بن مجالد عن أبيه وأبي إسحاق وعنه بن معين وأبو عبيد صدوق خ ت(22)
7045 - ميمون بن سِياه البصري أبو بحر صدوق عابد يخطىء من الرابعة خ س
وفي التهذيب(23): " قال الدوري عن يحيى بن معين ضعيف وقال أبو حاتم ثقة وقال أبو داود ليس بذاك، وقال مسلم بن إبراهيم عن سلام بن مسكين ميمون بن سياه سيد القراء ،وقال الحسن بن سفيان يقال أنه سيد القراء، وقال سعيد بن عامر عن حزم القطعي كان لا يغتاب أحدا ولا يدع أحدا يغتاب عنده ،وذكره ابن حبان في الثقات، قلت وقال يخطئ ويخالف، ثم أعاد ذكره في الضعفاء فقال ينفرد بالمناكير عن المشاهير لا يحتج به إذا انفرد ،وقال يعقوب بن سفيان ضعيف ،وقال حمزة عن الدارقطني يحتج به "
وفي الكاشف "ميمون بن سياه أبو بحر عن جندب وأنس وعنه سلام بن مسكين وحزم القطعي ورع تقي صدوق وقد ضعفه ابن معين خ س(24).
440- إسماعيل بن خليفة العبسي بالموحدة أبو إسرائيل الملائي الكوفي معروف بكنيته وقيل اسمه عبدالعزيز صدوق سيء الحفظ نسب إلى الغلو في التشيع من السابعة مات سنة تسع وستين وله أكثر من ثمانين سنة ت ق
وفي الكاشف (370)إسماعيل بن خليفة أبو إسرائيل الملائي عن الحكم وطلحة بن مصرف وعنه أبو نعيم وأسيد الجمال وعدة ضعف توفي 169 ت ق
1450- الحكم بن عبدالرحمن بن أبي نعم بضم النون وسكون المهملة الكوفي البجلي صدوق سيء الحفظ من السابعة س
وفي الكاشف (1182)الحكم بن عبدالرحمن بن أبي نعم البجلي الكوفي عن أبيه وفاطمة بنت علي وعنه الخريبي وأبو نعيم ضعفه ابن معين وقال أبو حاتم صالح الحديث س
1718- خُصيف بن عبد الرحمن الجزري أبو عون صدوق سيء الحفظ خلط بأخرة ورمي بالإرجاء من الخامسة مات سنة سبع وثلاثين وقيل غير ذلك 4
وفي الكاشف (1389) خصيف بن عبد الرحمن الجزري أبو عون مولى بني أمية عن سعيد بن جبير ومجاهد وعنه سفيان وابن فضيل صدوق سئ الحفظ ضعفه أحمد توفي 4 136
1895- الربيع بن صبيح بفتح المهملة السعدي البصري صدوق سيء الحفظ وكان عابدا مجاهدا قال الرامهرمزي هو أول من صنف الكتب بالبصرة من السابعة مات سنة ستين خت ت ق
وفي الكاشف (1535) الربيع بن صبيح السعدي عن الحسن وعطاء وعنه بن مهدي وعلي بن الجعد وكان صدوقا غزاء عابدا ضعفه النسائي توفي 16 بالسند ت ق
2054- زياد ويقال يزيد بن إسماعيل المخزومي أبو السهمي المكي صدوق سيء الحفظ من السادسة عخ م ت ق
وفي الكاشف (1669) زياد بن إسماعيل مكي عن محمد بن عباد بن جعفر وعنه بن جريج والثوري لين وقال النسائي ليس به بأس م ت ق
67- أحمد بن عبدالرحمن بن وهب ابن مسلم المصري [الوهبي] لقبه بحشل بفتح الموحدة وسكون المهملة بعدها شين معجمة يكنى أبا عبيد الله صدوق تغير بأخرة من الحادية عشرة مات سنة أربع وستين م
وفي الكاشف (56) أحمد بن عبد الرحمن بن وهب أبو عبيد الله المصري عن عمه وجماعة وعنه مسلم وابن خزيمة وأبو بكر بن زياد قال أبو حاتم خلط ثم رجع وقال ابن عدي رأيت شيوخ المصريين مجمعين على ضعفه وكل ما أنكروا عليه فمحتمل لعل عمه خصه به توفي 264 م
3623- عبدالله بن مطر [السعدي] أبو ريحانة البصري مشهور بكنيته صدوق تغير بأخرة من الثالثة ويقال اسمه زياد م د ت
وفي الكاشف (2988) عبدالله بن مطر أبو ريحانة البصري عن سفينة وابن عباس وعنه بشر بن المفضل وابن علية قال ابن معين وغيره صالح م د ت ق
5543- قريش بن أنس الأنصاري ويقال الأموي أبو أنس البصري صدوق تغير بأخرة [بآخره] قدر ست سنين من التاسعة مات سنة ثمان ومائتين خ م د ت س
وفي الكاشف (4574) قريش بن أنس عن حميد والتيمي وعنه بندار والكديمي وأبو قلابة ثقة تغير قبيل موته مات 208 من عدا ق
7334- هلال بن خباب بمعجمة وموحدتين العبدي مولاهم أبو العلاء البصري نزيل المدائن صدوق تغير بأخرة من الخامسة مات سنة أربع وأربعين ع
وفي الكاشف (5995) هلال بن خباب أبو العلاء عن سعيد بن جبير ومجاهد وعنه هشيم وعباد بن العوام ثقة 4
940- جعفر بن زياد الأحمر الكوفي صدوق يتشيع من السابعة مات سنة سبع وستين ل ت س
وفي الكاشف (790) جعفر بن زيد الكوفي الأحمر عن بيان بن بشر وعطاء بن السائب وعنه بن مهدي ويحيى بن بشر الحريري صدوق شيعي توفي 167 ت
1644- خالد بن طهمان الكوفي وهو خالد ابن أبي خالد وهو أبو العلاء الخفاف مشهور بكنيته صدوق رمي بالتشيع ثم اختلط من الخامسة ت
وفي الكاشف (1330) خالد بن طهمان أبو العلاء الكوفي الخفاف عن أنس وعدة وعنه الفريابي وأحمد بن يونس صدوق شيعي ضعفه ابن معين ت
1677- خالد بن مخلد القطواني بفتح القاف والطاء أبو الهيثم البجلي مولاهم الكوفي صدوق يتشيع وله أفراد من كبار العاشرة مات سنة ثلاث عشرة وقيل بعدها خ م كد ت س ق
وفي الكاشف (1353) خالد بن مخلد القطواني الكوفي أبو الهيثم عن أبي الغصن ثابت وسليمان بن بلال ومالك وعنه البخاري والدوري وابن كرامة قال أبو داود صدوق يتشيع وقال أحمد وغيره له مناكير توفي 213 خ م ت س ق
3259- عبدالله بن الجهم الرازي أبو عبدالرحمن صدوق فيه تشيع من العاشرة د
وفي الكاشف (2671) عبدالله بن الجهم الرازي عن ابن المبارك وجرير وعمرو بن أبي قيس وعنه يوسف بن موسى وجماعة صدوق د
3384- عبدالله بن شريك العامري الكوفي صدوق يتشيع أفرط الجوزجاني فكذبه من الثالثة س
وفي ميزان الاعتدال(4379 ) عبدالله بن شريك [ س ] العامري.حدث عن ابن عمر، وجماعة.وكان في أوائل أمره من أصحاب المختار، ولكنه تاب.وثقه أحمد، وابن معين، وغيرهما، ولينه النسائي.وقال الجوزجانى: كذاب.
653- برد بن سنان أبو العلاء الدمشقي نزيل البصرة مولى قريش صدوق رمي بالقدر من الخامسة بخ 4
وفي الكاشف (550) برد بن سنان عن مكحول وعطاء وعنه الحمادان وعلي بن عاصم وثقه جماعة وضعفه علي توفي 135 ع
1168- حرب بن ميمون الأكبر أبو الخطاب الأنصاري مولاهم البصري صدوق رمي بالقدر من السابعة مات في حدود الستين م ت فق
وفي الكاشف (972) حرب بن ميمون أبو الخطاب عن مولاه النضر بن أنس وعطاء وأيوب وعنه بدل وعبد الله بن رجاء ثقة مات في حدود الستين ومائة م ت
275- إبراهيم بن يوسف بن ميمون الباهلي البلخي الماكياني بكسر الكاف بعدها تحتانية صدوق نقموا عليه الإرجاء من العاشرة مات سنة أربعين أو قبلها س
وفي الكاشف (226) إبراهيم بن يوسف بن ميمون الباهلي البلخي الفقيه عن مالك وحماد بن زيد وعنه النسائي ومحمد بن المنذر شكر وأمم وثقه النسائي مات 239 س
701- بشر بن محمد السختياني أبو محمد المروزي صدوق رمي بالإرجاء من العاشرة مات سنة أربع وعشرين خ
وفي الكاشف (592) بشر بن محمد المروزي عن ابن المبارك والسيناني وعنه البخاري والفريابي خ
وفي ميزان الاعتدال(1221 ) بشر بن محمد بن أبان الواسطي السكرى، أبو أحمد،عن شعبة، وورقاء.وعنه أبو حاتم، وإبراهيم الحربى، وجماعة.صدوق إن شاء الله
456- إسماعيل بن عبدالله ابن خالد ابن يزيد العبدري أبو عبدالله أو أبو الحسن الرقي السكري قاضي دمشق صدوق نسب لرأي جهم من العاشرة مات بعد الأربعين ق
وفي الكاشف (386) إسماعيل بن عبد الله بن خالد العبدري الرقي السكري قاضي دمشق عن أبي المليح وطبقته وعنه ابن ماجة وأبو يعلى والباغندي صدَّقه أبو حاتم مات بعد 24 وهم ابن عساكر فذكر بدله إسماعيل بن عبدالله بن زرارة الرقي وذا قديم الموت ق
2584- سليمان بن عبد الحميد ابن رافع البهراني أبو أيوب الحمصي صدوق رمي بالنصب وأفحش النسائي القول فيه من الحادية عشرة مات سنة أربع وسبعين د
وفي الكاشف (2108) سليمان بن عبدالحميد البهراني حمصي عن أبي اليمان وعلي بن عياش وعنه أبو داود وابن أبي حاتم وخيثمة ضعف د
5681- لمازة بن زباد بفتح الزاي وتثقيل الموحدة وآخره راء الأزدي الجهضمي أبو لبيد البصري صدوق ناصبي من الثالثة د ت ق
وفي الكاشف (4689)- لمازة بن زبار أبو لبيد الجهضمي عن عمر وعلي وعنه جرير بن حازم وجماعة فيه نصب وثق د ت ق
وقد ذكرنا أمثلة أصحاب هذه المرتبة ، ونقلنا رأي الحافظ الذهبي كذلك لاشتراكهما في الموضوع نفسه ، ونلاحظ أن الاختلاف بينهما في الحكم على الراوي واضحٌّ جليٌّ ، سواء بالمرتبة أو بالتهمة التي نسبت إليه ، وهذا الاختلاف يؤدي بدوره إلى الاختلاف في الحكم على حديث الراوي ، بين عملاقي الجرح والتعديل ،ومن ثم لزم التفصيل والبيان في أصحاب هذه المرتبة .
=================
__________
(1) - تهذيب التهذيب [ج 1 -ص15 ] وانظر تهذيب الكمال[ج1 -ص 270 ](13)
(2) - فَضَائِلُ سُورَةِ الْإِخْلَاصِ لِلْحَسَنِ الْخَلَّالِ(34 )
(3) - الكاشف [ ج1 - ص190 ](10 )
(4) - تهذيب التهذيب [ ج1 - ص131 ] و تهذيب الكمال [ ج2 - ص163 ](223 )
(5) - الكاشف [ ج1 - ص220 ] (184 )
(6) - تهذيب التهذيب[ج1 - ص160 ] وتهذيب الكمال[ ج2 - ص249 ](269)
(7) - الكاشف [ ج1 - ص227 ](225 )
(8) - تهذيب التهذيب[ج1 - ص167 ]
(9) - الثقات لابن حبان[ ج6 - ص89 ](6850)
(10) - الكاشف[ ج1 - ص229 ] (238 )
(11) - تهذيب التهذيب[ج3 - ص32 ] وتهذيب الكمال[ ج7 - ص350 ] (1523 )
(12) - الكاشف [ ج1 - ص352 ](1246 )
(13) - تهذيب التهذيب[ج3 - ص218 ]
(14) - وفي الثقات لابن حبان[ ج8 - ص240 ] (13218 ) الربيع بن يحيى أبو الفضل الأشناني من أهل البصرة يروى عن شعبة وزائدة روى عنه يعقوب بن سفيان والعراقيون يخطىء.
(15) - وفي علل الحديث (313) وَسَمِعْتُ أَبِي ، وقيل لَهُ : حَدِيث مُحَمَّد بْن المنكدر ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الجمع بين الصلاتين فَقَالَ : حَدَّثَنَا الربيع بْن يَحْيَى ، عَنِ الثَّوْرِيِّ ، غير أَنَّهُ باطل عِنْدِي هَذَا خَطَأٌ لم أدخله فِي التصنيف أَرَادَ : أبا الزبير ، عَنْ جَابِرٍ ، أو : أبا الزبير ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، والخطأ من الربيع
(16) - الكاشف[ ج1 - ص392 ] (1542 )
(17) - ميزان الاعتدال (ج 2 / ص 43) ( 2747)
(18) - تهذيب التهذيب[ج5 - ص210 ] و تهذيب الكمال[ ج15 - ص37 ] (3307)
(19) - الكاشف [ ج1 - ص558 ](2754)
(20) - تهذيب التهذيب[ج1 - ص285 ] وتهذيب الكمال[ ج3 - ص184 ](475 )
(21) - وفي الضُّعَفَاءُ الْكَبِيرِ لِلْعُقَيْلِيِّ (164 ) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ سَبَلَانَ , قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ قَالَ : سَمِعْتُ هِلَالَ الْوَزَّانَ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِحَسَّانَ : " اهْجُهُمْ فَإِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ سَيُعِينُكَ " وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ , قَالَ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ يَعْقُوبَ الْجُوزَجَانِيَّ يَقُولُ : إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ مَذْمُومٌ , وَهَذَا الْحَدِيثُ يُعْرَفُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ نَحْوَهُ ،قلت : فالمتن صحيح
(22) - الكاشف[ ج1 - ص249 ](403 )
(23) - تهذيب التهذيب[ج10 - ص347 ] و تهذيب الكمال [ ج29 - ص204 ] (6334)
(24) - الكاشف[ ج2 - ص311 ](5760)(1/32)
المطلب الثاني
أسباب اختلاف العلماء في الجرح والتعديل
هناك ثلاثة اتجاهات في الجرح والتعديل:
الاتجاه المتشدد ، وهو الذي يردُّ حديث الراوي لأدنى جرح فيه ، وبالتالي يردُّ كثرا من سنَّة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، كما فعل الإمام ابن الجوزي في الموضوعات ، وكثير من المعاصرين بحجَّة حماية السنَّة النبوية .
والاتجاهُ المتساهل الذي لا يعوِّلُ على كثير مما جرح به الراوي ، فيصحح أو يحسن كثيرا من الأحاديث التي لا تستحقّ ُذلك، كما في فعل الإمام السيوطي رحمه الله في الجامع الصغير وغيره من كتبه .
والاتجاهُ الثالث ، المعتدل ، الذي يصحح أو يحسن أحاديث الرواة المختلف فيهم ، ما لم يثبت أنهم أخطؤوا في حديث بعينه ، ولم يقوَى بوجه من الوجوه المعتبرة .
وغالبية أهل الجرح والتعديل- بحمد لله تعالى- من هذا القبيل .
قال الترمذي(1): " وَقَدِ اخْتَلَفَ الأَئِمَّةُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِى تَضْعِيفِ الرِّجَالِ كَمَا اخْتَلَفُوا فِى سِوَى ذَلِكَ مِنَ الْعِلْمِ ذُكِرَ عَنْ شُعْبَةَ أَنَّهُ ضَعَّفَ أَبَا الزُّبَيْرِ الْمَكِّىَّ وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ أَبِى سليمان وَحَكِيمَ بْنَ جُبَيْرٍ وَتَرَكَ الرِّوَايَةَ عَنْهُمْ ثُمَّ حَدَّثَ شُعْبَةُ عَمَّنْ هُوَ دُونَ هَؤُلاَءِ فِى الْحِفْظِ وَالْعَدَالَةِ حَدَّثَ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِىِّ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مُسْلِمٍ الْهَجَرِىِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِىِّ وَغَيْرِ وَاحِدٍ مِمَّنْ يُضَعَّفُونَ فِى الْحَدِيثِ ".
وقال ابن تيمية رحمه الله مبينا أسباب اختلاف الفقهاء(2):
" السَّبَبُ الثَّالِثُ : اعْتِقَادُ ضَعْفِ الْحَدِيثِ بِاجْتِهَادِ قَدْ خَالَفَهُ فِيهِ غَيْرُهُ مَعَ قَطْعِ النَّظَرِ عَنْ طَرِيقٍ آخَرَ سَوَاءٌ كَانَ الصَّوَابُ مَعَهُ أَوْ مَعَ غَيْرِهِ أَوْ مَعَهُمَا عِنْدَ مَنْ يَقُولُ : كُلُّ مُجْتَهِدٍ مُصِيبٌ .
وَلِذَلِكَ أَسْبَابٌ :
مِنْهَا : أَنْ يَكُونَ الْمُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ يَعْتَقِدُهُ أَحَدُهُمَا ضَعِيفًا ؛ وَيَعْتَقِدُهُ الْآخَرُ ثِقَةً .
وَمَعْرِفَةُ الرِّجَالِ عِلْمٌ وَاسِعٌ(3)؛ ثُمَّ قَدْ يَكُونُ الْمُصِيبُ مَنْ يَعْتَقِدُ ضَعْفَهُ ؛ لِاطِّلَاعِهِ عَلَى سَبَبٍ جَارِحٍ وَقَدْ يَكُونُ الصَّوَابُ مَعَ الْآخَرِ لِمَعْرِفَتِهِ أَنَّ ذَلِكَ السَّبَبَ غَيْرُ جَارِحٍ ؛ إمَّا لِأَنَّ جِنْسَهُ غَيْرُ جَارِحٍ ؛ أَوْ لِأَنَّهُ كَانَ لَهُ فِيهِ عُذْرٌ يَمْنَعُ الْجَرْحَ .
وَهَذَا بَابٌ وَاسِعٌ وَلِلْعُلَمَاءِ بِالرِّجَالِ وَأَحْوَالِهِمْ فِي ذَلِكَ مِنَ الْإِجْمَاعِ وَالِاخْتِلَافِ مِثْلُ مَا لِغَيْرِهِمْ مِنْ سَائِر أَهْلِ الْعِلْمِ فِي عُلُومِهِمْ(4).
وَمِنْهَا : أَلَّا يَعْتَقِدَ أَنَّ الْمُحَدِّثَ سَمِعَ الْحَدِيثَ مِمَّنْ حَدَّثَ عَنْهُ(5)وَغَيْرُهُ يَعْتَقِدُ أَنَّهُ سَمِعَهُ لِأَسْبَابِ تُوجِبُ ذَلِكَ مَعْرُوفَةٍ(6).
وَمِنْهَا : أَنْ يَكُونَ لِلْمُحَدِّثِ حَالَانِ :
حَالُ اسْتِقَامَةٍ وَحَالُ اضْطِرَابٍ مِثْلَ أَنْ يَخْتَلِطَ(7)أَوْ تَحْتَرِقَ كُتُبُهُ(8)،فَمَا حَدَّثَ بِهِ فِي حَالِ الِاسْتِقَامَةِ صَحِيحٌ وَمَا حَدَّثَ بِهِ فِي حَالِ الِاضْطِرَابِ ضَعِيفٌ فَلَا يَدْرِي ذَلِكَ الْحَدِيثَ مِنْ أَيِّ النَّوْعَيْنِ ؟ وَقَدْ عَلِمَ غَيْرُهُ أَنَّهُ مِمَّا حَدَّثَ بِهِ فِي حَالِ الِاسْتِقَامَةِ(9).
وَمِنْهَا : أَنْ يَكُونَ الْمُحَدِّثُ قَدْ نَسِيَ ذَلِكَ الْحَدِيثَ،فَلَمْ يَذْكُرْهُ فِيمَا بَعْدُ أَوْ أَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ حَدَّثَهُ مُعْتَقِدًا أَنَّ هَذَا عِلَّةٌ تُوجِبُ تَرْكَ الْحَدِيثِ . وَيَرَى غَيْرُهُ أَنَّ هَذَا مِمَّا يَصِحُّ الِاسْتِدْلَالُ بِهِ . وَالْمَسْأَلَةُ مَعْرُوفَةٌ(10).
وَمِنْهَا : أَنَّ كَثِيرًا مِنْ الْحِجَازِيِّينَ يَرَوْنَ أَلَّا يُحْتَجَّ بِحَدِيثِ عِرَاقِيٍّ أَوْ شَامِيٍّ إنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ بِالْحِجَازِ،حَتَّى قَالَ قَائِلُهُمْ : نَزِّلُوا أَحَادِيثَ أَهْلِ الْعِرَاقِ بِمَنْزِلَةِ أَحَادِيثِ أَهْلِ الْكِتَابِ لَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ(11)،وَقِيلَ لِآخَرَ : سفيان عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ حُجَّةٌ ؟ قَالَ : إنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ بِالْحِجَازِ فَلَا(12)، وَهَذَا لِاعْتِقَادِهِمْ أَنَّ أَهْلَ الْحِجَازِ ضَبَطُوا السُّنَّةَ فَلَمْ يَشِذَّ عَنْهُمْ مِنْهَا شَيْءٌ، وَأَنَّ أَحَادِيثَ الْعِرَاقِيِّينَ وَقَعَ فِيهَا اضْطِرَابٌ أَوْجَبَ التَّوَقُّفَ فِيهَا(13). وَبَعْضُ الْعِرَاقِيِّينَ يَرَى أَلَّا يُحْتَجَّ بِحَدِيثِ الشَّامِيِّينَ(14).
وَإِنْ كَانَ أَكْثَرُ النَّاسِ عَلَى تَرْكِ التَّضْعِيفِ بِهَذَا، فَمَتَى كَانَ الْإِسْنَادُ جَيِّدًا كَانَ الْحَدِيثُ حُجَّةً سَوَاءٌ كَانَ الْحَدِيثُ حِجَازِيًّا أَوْ عِرَاقِيًّا أَوْ شَامِيًّا أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ .
وَقَدْ صَنَّفَ أَبُو داود السجستاني كِتَابًا فِي مفاريد أَهْلِ الْأَمْصَارِ مِنَ السُّنَنِ يُبَيِّنُ مَا اخْتَصَّ بِهِ أَهْلُ كُلِّ مِصْرٍ مِنْ الْأَمْصَارِ مِنَ السُّنَنِ الَّتِي لَا تُوجَدُ مُسْنَدَةً عِنْدَ غَيْرِهِمْ مِثْلَ الْمَدِينَةِ ؛ وَمَكَّةَ ؛ وَالطَّائِفِ ؛ وَدِمَشْقَ وَحِمْصَ وَالْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ وَغَيْرِهَا . إلَى أَسْبَابٍ أُخَرَ غَيْرِ هَذِهِ ".
وقال الذهبي(15): "هذه تذكرة بأسماء معدلي حملة العلم النبوي ومن يرجع إلى اجتهادهم في التوثيق والتضعيف، والتصحيح والتزييف وبالله أعتصم وعليه أعتمد وإليه أنيب."
وقال النووي: " عاب عائبون مسلما بروايته في صحيحه عن جماعة من الضعفاء، ولا عيب عليه في ذلك ،وجوابه من أوجه ذكرها ابن الصلاح أحدهما أن يكون ذلك في ضعيف عند غيره ثقة عنده ،ولا يقال الجرح مقدم على التعديل لأن ذلك فيما إذا كان الجرح ثابتا مفسر السبب وإلا فلا يقبل الجرح إذا لم يكن كذا "(16)
=================
__________
(1) - سنن الترمذى (ج 14 / ص 199) وشرح علل الترمذي لابن رجب (ج 1 / ص 201)
(2) - مجموع الفتاوى (ج 20 / ص 240)
(3) - قلت : نصف السنَّة النبوية قائم على رجال مختلف فيهم ، فمنهم من وثقه قوم ، ومنهم من ضعفه قوم ، والعلماء في الجرح والتعديل ثلاثة أصنافٍ :متشددون في الجرح ، يجرحون الراوي لأدنى شبهة ويردون حديثه، والنوع الثاني متساهلون في الجرح والتعديل، والنوع الثالث معتدلون في الجرح والتعديل ، وعلى ضوء ذلك يختلف الحكم على الحديث ، فمن أخذ بقول المتشددين في الحديث ترك كثيرا من الأحاديث لعدم صحتها عنده , ومن أخذ بقول المتساهلين يكون قد صحح أو حسَّن أحاديث واحتج بها وهي لا تستحقُّ ذلك على الصحيح، ومن أخذ بقول المعتدلين كان وسطا بين الطرفين ، وهم الغالبية العظمى من علماء الجرح والتعديل أمثال البخاري وأحمد وابن سعد والترمذي وأبو داود والنسائ وابن خزيمة وابن حبان والدارقطني وابن عدي والمنذري والبيهقي والحافظ العراقي والحافظ ابن حجر العسقلا ني والسخاوي والشوكاني.
(4) - انظر مقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم
(5) - يعني فيكون الحديث منقطعا، لأنه روى عمن لم يره أولم يلقه.
(6) - وذلك للاختلاف في سنِّه مثلا كالاختلاف في سنة ولادته ، أو سنة موته ، وكذلك كون الراوي عنه مدلِّسا أم غير مدلس ، فإن كان الأول فلا يقبل حديثه إلا إذا صرح فيه بالتحديث إذا كان يروي عن ثقات وغير ثقات ، وأما إذا كان لا يروي إلا عن ثقات فيقبل حديثه ، أو كان الذي يروي عنه من أهل بلده الذين لازمهم كثيرا أوعن شيوخه الكبار ، فروايته عن هؤلاء بالعنعنة لا تضرُّ ، وتحمل روايته على السماع .. وإذا لم يكن مدلِّساً فتقبل عنعنته مطلقا إذا أمكن اللقاء بينه وبين شيخه، ومثل هذا كثير في الرواة.
(7) - مثال على ذلك عطاء بن السائب ، فقد وثقه أكثر المحدثين ، ولكن قد اختلط قبل موته ، ومن ثم فقد اختلفوا في حديثه ،فمن روى عنه قبل الاختلاط فحديثه حديث الثقات يحتجُّ به ، ومن روى بعد الاختلاط يتوقف فيه ، فإن كان له شاهدٌ أو متابع قبلناه وإلا فلا .
وقد اختلفوا في رواية حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب : قَالَ العقيلي : سمع حماد من عطاء بعد اختلاطه --والصحيح أَنه سمع منه قبل الاختلاط وهومَا ذكره ابن الجارود فِى الضعفاء فقَالَ : حديث سفيان وشعبة وحماد بن سلمة عنه جيد --وقال يعقوب بن سفيان : هو ثقة حجَّة وما روى عنه سفيان وشعبة وحماد بن سلمة سماع هؤلاء قديم ---التهذيب للحافظ ابن حجر 7/206-207 وهو مَا رجحه ابن حجر فِى الفتح وغيره والهيثمى وأحمد شاكر وهو الحقُّ ،والذين رووا عن عطاء بن السائب قبل الاختلاط هم : سفيان الثورى وشعبة وزهير وزائدة وحماد بن سلمة ، حماد بن زيد ، أيوب وسفيان ابن عينية --وحديثهم صحيح فهو ثقة اختلط بآخره ، وما رواه بعد الاختلاط يتوقف فيه.
(8) - ومثاله عبد الله بن لهيعة المصري ، فقد احترقت كتبه بآخر عمره سنة 169 أو170 هـ ومات سنة 174 هـ فخلط بعدها، وقد اختلفوا فيه، وخلاصة الأمر فيه ما قاله ابن عدي : وحديثه أحاديث حسان ، وما قد ضعفه السلف هو حسن الحديث يكتب حديثه ، وقد حدث عنه الثقات : الثوري وشعبة ومالك وعمرو بن الحارث والليث ابن سعد "قلت : وقالوا رواية عبد الله بن وهب عنه وابن المبارك وعبد الله بن يزيد المقري وقتيبة بن سعيد أعدل من غيرها عنه ، وينبغي أن يضاف لهؤلاء ما رواه عنه أبو الأسود والحسن بن موسى وقد روى الإمام أحمد في مسنده أحاديث ابن لهيعة من طريق الحسن بن موسى وأبي الأسود غالباً .،راجع تهذيب الكمال [ ج15 - ص487 ] برقم(3513 ) ، وتهذيب التهذيب [ ج5 - ص327 ] برقم(648 ) ،والجرح والتعديل [ ج5 - ص145 ] برقم(682)،والكامل في الضعفاء [ ج4 - ص144 ] برقم (977 ) وتذكرة الحفاظ [ ج1 - ص237 ] برقم (224)،وتاريخ دمشق [ ج32 - ص136 ] برقم(3474)
(9) - ومثله سعيد بن أبي عروبة مهران اليشكري ،ففي تقريب التهذيب (2365 ) سعيد بن أبي عروبة مهران اليشكري مولاهم أبو النضر البصري ثقة حافظ له تصانيف [لكنه] كثير التدليس واختلط وكان من أثبت الناس في قتادة من السادسة مات سنة ست وقيل سبع وخمسين ع.
وقال ابن عدي في آخر ترجمته : "وسعيد بن أبي عروبة من ثقات الناس وله أصناف كثيرة وقد حدث عنه الأئمة ومن سمع منه قبل الاختلاط فإن ذلك صحيح حجة ومن سمع بعد الاختلاط فذلك ما لا يعتمد عليه وحدث بأصنافه عنه أرواهم عنه عبد الأعلى السامي والبعض منها شعيب بن إسحاق وعبدة بن سليمان وعبد الوهاب الخفاف وهو مقدم في أصحاب قتادة ومن أثبت الناس رواية عنه وثبتا عن كل من روى عنه إلا من جلس عنهم وهم الذين ذكرتهم ممن لم يسمع منهم وأثبت الناس عنه يزيد بن زريع وخالد بن الحارث ويحيى بن سعيد ونظراؤهم قبل اختلاطه وروى الأصناف كلها سعيد بن أبي عروبة عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف .الكامل في الضعفاء [ ج3 - ص396 ]
(10) - انظر البحر المحيط (ج 5 / ص 379) مَسْأَلَةٌ [ إنْكَارُ الشَّيْخِ مَا حَدَّثَ بِهِ ]
(11) - قلت : هذه المقولة باطلة ، ولا أساس لها من الصحة ، بل وجد في الكوفة والبصرة وبغداد فيما بعد آلاف المحدثين الثقات الأثبات ،فكيف يقال هذا الكلام الباطل بحقهم ؟؟!!!
(12) - قلت : هذا من أصح الأسانيد ، فكيف يقال هذا بحقه ، فقد أخرج البخاري حديثا بهذا السند في صحيح البخارى برقم(4886 ) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُوتَشِمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ ..
بل هذا أصح أسانيد الكوفيين، وقد روى سائر أئمة الحديث بهذا السند أحاديث كثيرة، وفي الكفاية :قال إبراهيم بن محمد الشافعي سمعت الفضيل بن عياض يقول منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله مثل هذه السارية ،قواطع الأدلة فى الأصول / للسمعانى (ج 1 / ص 404) و المحدث الفاصل بين الراوي والواعي للرامهرمزي (ج 1 / ص 238) والكفاية في علم الرواية (ج 1 / ص 386) وتدريب الراوي في شرح تقريب النواوي (ج 2 / ص 71)
(13) - قلت : وهذا فيه نظر فكل إقليم فيه علماء أفذاذ ضبطوا السنَّة ونقَّوها مما علق بها ، وميزوا صحيحها من منخولها ، وهناك علماء آخرون لم يضبطوا ذلك ، فكيف يتهم أصحاب إقليم ما بهذه التهمة الموجودة عند الجميع بما فيهم الحجازيين ؟؟!!.
(14) - قلت : هذا من التعصب المذموم للإقليم أو الشخص أو المذهب، فالحديث متى استوفى شروط الصحة وجب العمل به سواء رواه أهل الحجاز أو أهل الشام أو أهل العراق ، أو غيرها من بلدان المسلمين ، وذلك لأن الصحابة رضي الله عنهم قد تفرقوا في أمصار المسلمين فاتحين وبعدها يعلمون الناس أصول دينهم ، فما وصل لأهل هذا الإقليم لم يصل إلى غيرهم ، وحصر الأحاديث في إقليم واحد يدلُّ على جهل قائله ، فأكثر من ثمانين بالمائة من الصحابة لم يموتوا في مكة أو المدينة بل خارجهما ، بل حتى أصحاب الإقليم الواحد لم يحصوا أحاديث إقليمهم كلها ، ولا أقاويلهم كالإمام مالك رحمه الله ، الذي يقدِّم عمل أهل المدينة على حديث الآحاد مثلا ، فقد رد عليه الشافعي وغيره ، وبينوا له أن المسائل التي يقول بها إنها عمل أهل المدينة أن بعض علماء أهل المدينة قد خالفوها فكيف بغيرهم من الأمصار الأخرى؟! .
(15) - تذكرة الحفاظ (ج 1 / ص 1)
(16) - شرح مسلم 1/24 والرفع والتكميل في الجرح والتعديل (ج 1 / ص 6) وتدريب الراوي في شرح تقريب النواوي (ج 1 / ص 54) وتوجيه النظر إلى أصول الأثر (ج 3 / ص 8) وتوضيح الأفكار (ج 1 / ص 132)(1/33)
المطلب الثالث
أمثلة كثيرة عن أصحاب هذه المرتبة تبين حالهم
قال المنذري رحمه الله : " فأقول إذا كان رواة إسناد الحديث ثقات ، وفيهم من اختلف فيه : إسناده حسن ، أو مستقيم أو لا بأس به "(1).
وقال أيضاً في حكم ما يرويه محمد بن إسحاق بن يسار: " وبالجملة فهو ممن اختلف فيه ، وهو حسن الحديث لا بأس به "(2).
وقال ابن دقيق العيد: " وَسِنَأن ابن رَبِيعَةَ أَخْرَجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ، وَهُوَ وَإِنْ كَانَ قَدْ لُيِّنَ فَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، فَالْحَدِيثُ عِنْدَنَا حَسَنٌ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ، "(3).
وقال الحافظ ابن حجر في سنان هذا : صدوق فيه لين(4)، وقال الذهبي : صدوق(5).
وقال ابن القطان الفاسي:" والحديثُ مختلفٌ فيه، فيبغي أَنْ يُقَالَ فِيهِ: حَسَنٌ، وَلَا يُحْكَمُ بِصِحَّتِهِ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ" "(6).
وقال ابن الصلاح : " فمحمد بن عمرو بن علقمة: من المشهورين بالصدق والصيانة، لكنه لم يكن من أهل الإتقان، حتى ضعفه بعضهم من جهة سوء حفظه، ووثقه بعضهم لصدقه وجلالته، فحديثه من هذه الجهة حسن.. "(7).
وقال الحافظ ابن حجر عنه : صدوق له أوهام(8)
وكذلك عبدالله بن صالح بن محمد بن مسلم الجهني أبو صالح المصري كاتب الليث مختلف فيه،وقال ابن القطان: "هو صدوق، ولم يثبت عليه ما يسقط له حديثه إلا أنه مختلف فيه، فحديثه حسن".(9)
وفي التقريب : صدوق كثير الغلط ثبت في كتابه وكانت فيه غفلة(10)
وترجمه الذهبي في تذكرة الحفاظ ورى حديثا من طريقه وقال عقبه :" هذا حديث حسن الإسناد "(11).
وقال في السير عنه : " وَبِكُلِّ حَالٍ، فَكَانَ صَدُوْقاً فِي نَفْسِهِ، مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، أَصَابَهُ دَاءُ شَيْخِهِ ابْنِ لَهِيْعَةَ، وَتَهَاوَنَ بِنَفْسِهِ حَتَّى ضَعُفَ حَدِيْثُهُ، وَلَمْ يُتْرَكْ بِحَمْدِ اللهِ، وَالأَحَادِيْثُ الَّتِي نَقَمُوهَا عَلَيْهِ مَعْدُوْدَةٌ فِي سَعَةِ مَا رَوَى. "(12).
وقال الحافظ ابن حجر : " هشام بن سعد قد ضعف من قبل حفظه وأخرج له مسلم فحديثه في رتبة الحسن(13)"
وفي التقريب : صدوق له أوهام(14)، وقال الذهبي بعد أن نقل الاختلاف فيه : " قلت حسن الحديث "(15).
وقال الحافظ في التلخيص تعليقه على حَدِيثِ الْحَكَمِ بْنِ حَزْنٍ الْكُلَفِيِّ فِي حَدِيثٍ أَوَّلُهُ وَفَدْتُ إلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَابِعَ سَبْعَةٍ أَوْ تَاسِعَ تِسْعَةٍ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ زُرْنَاك فَادْعُ الله لَنَا بِخَيْرٍ فَأَمَرَ لَنَا بِشَيْءٍ مِنَ التَّمْرِ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ شَهِدْنَا الْجُمُعَةَ مَعَهُ فَقَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَى عَصًى أَوْ قَوْسٍ فَحَمِدَ اللَّهُ وَأَثْنَى عَلَيْهِ كَلِمَاتٍ خَفِيفَاتٍ وَلَيْسَ لِلْحَاكِمِ غَيْرُهُ ،وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ، فِيهِ شِهَابُ بْنُ خراش وقد اختلف فهي وَالْأَكْثَرُ وَثَّقُوهُ وَقَدْ صَحَّحَهُ ابْنُ السَّكَنِ وَابْنُ خُزَيْمَةَ "(16).
وقال عنه في التقريب: " صدوق يخطئ "(17)، وفي ميزان [ صح ] شهاب بن خراش [ د ].صدوق مشهور، له ما يستنكر، وهو أبو الصلت ابن أخي العوام بن حوشب.(18)
وقال ابن الملقن في تعليقه على حديث ورد من طريقه(19): " رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي «سنَنه» وَلم يُضعفهُ فَهُوَ حسن عِنْده ، وَأخرجه ابْن السكن فِي «سنَنه الصِّحَاح المأثورة» لَكِن فِي سَنَده شهَاب بن خرَاش وَهُوَ من الْمُخْتَلف (فيهم) ، وَوَثَّقَهُ ابْن الْمُبَارك وَغير وَاحِد كَأبي زرْعَة وَأبي حَاتِم وَأحمد وَيَحْيَى بن معِين ، وَقَالَ ابْن عدي : فِي بعض رواياته مَا يُنكر . وَلم (أر) للْمُتَقَدِّمين فِيهِ كلَاما ، وَقَالَ ابْن حبان : يُخطئ كثيرا . وَاقْتصر ابْن الْجَوْزِيّ فِي «ضُعَفَائِهِ» عَلَى هَذِه القولة فِيهِ .
وَأما الذَّهَبِيّ فَقَالَ فِي «الْمُغنِي» : لم يُضعفهُ أَحْمد قطّ . وَرَأَيْت بِخَط ابْن عَسَاكِر فِي «تَخْرِيجه لأحاديث الْمُهَذّب» إِثْر (سياقته لَهُ بِإِسْنَادِهِ) : هَذَا حَدِيث غَرِيب وَإِسْنَاده لَيْسَ بِالْقَوِيّ . "
وقال الذهبي في ترجمة عبد الله بن أبي صالح السمان عن أبيه وسعيد بن جبير وعنه بن أبي ذئب وهشيم مختلف في توثيقه وحديثه حسن م د ت ق(20)
وقال الحافظ ابن حجر في ترجمة إسماعيل بن زكريا الخلقاني أبو زياد لقبه شقوصا اختلف فيه قول أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وقال النسائي أرجو أنه لا بأس به ووثقه أبو داود وقال أبو حاتم صالح ،وقال ابن عدي هو حسن الحديث يكتب حديث.(21)
وقال الذهبي : " ،صدوق شيعي، لقبه شقوصا. "(22)، وفي التقريب :صدوق يخطئ قليلاً(23).
وقال الحافظ في الفتح: " عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزِّنَاد قَدْ قَالَ فِيهِ اِبْن مَعِين " لَيْسَ مِمَّنْ يَحْتَجّ بِهِ أَصْحَاب الْحَدِيث ، لَيْسَ بِشَيْءٍ " وَفِي رِوَايَة عَنْهُ " ضَعِيف " وَعَنْهُ " هُوَ دُونَ الدَّرَاوَرْدِيِّ " وَقَالَ يَعْقُوب بْن شَبَّة " صَدُوق وَفِي حَدِيثه ضَعْف " سَمِعْت عَلِيّ بْن الْمَدِينِيّ يَقُول " حَدِيثه بِالْمَدِينَةِ مُقَارِب وَبِالْعِرَاقِ مُضْطَرِب " وَقَالَ صَالِح بْن أَحْمَد عَنْ أَبِيهِ " مُضْطَرِب الْحَدِيث " وَقَالَ عَمْرو بْن عَلِيّ نَحْو قَوْل عَلِيّ ، وَقَالَا " كَانَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْدِيّ يَحُطّ عَلَى حَدِيثه " وَقَالَ أَبُو حَاتِم وَالنَّسَائِيُّ " لَا يُحْتَجّ بِحَدِيثِهِ " وَوَثَّقَهُ جَمَاعَة غَيْرهمْ كَالْعِجْلِيِّ وَالتِّرْمِذِيّ فَيَكُون غَايَة أَمْره أَنَّهُ " مُخْتَلَف فِيهِ " فَلَا يَتَّجِه الْحُكْم بِصِحَّةِ مَا يَنْفَرِد بِهِ بَلْ غَايَته أَنْ يَكُون حَسَنًا ، وَكُنْت سَأَلْت شَيْخَيَّ الْإِمَامَيْنِ الْعِرَاقِيّ وَالْبُلْقِينِيّ عَنْ هَذَا الْمَوْضِع فَكَتَبَ لِي كُلّ مِنْهُمَا بِأَنَّهُمَا " لَا يَعْرِفَانِ لَهُ مُتَابِعًا " وَعَوَّلَا جَمِيعًا عَلَى أَنَّهُ عِنْد الْبُخَارِيّ " ثِقَة " فَاعْتَمَدَهُ وَزَادَ شَيْخنَا الْعِرَاقِيّ أَنَّ صِحَّة مَا يَجْزِم بِهِ الْبُخَارِيّ لَا يَتَوَقَّف أَنْ يَكُون عَلَى شَرْطه وَهُوَ تَنْقِيب جَيِّد ، ثُمَّ ظَفِرْت بَعْد ذَلِكَ بِالْمُتَابِعِ الَّذِي ذَكَرْته فَانْتَفَى الِاعْتِرَاض مِنْ أَصْله وَلِلَّهِ الْحَمْد "(24).
وفي التقريب: " صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد وكان فقيها "(25).
وقال الذهبي في ترجمته : " وقد روى أرباب السُّنن الأربعة له، وهو إن شاء الله حسن الحال في الرواية"(26).
وقال في فُلَيْحِ بن سليمان(27):" وَهُوَ مُضَعَّفٌ عِنْدَ اِبْنِ مَعِينٍ وَالنَّسَائِيِّ وَأَبِي دَاوُدَ وَوَثَّقَهُ آخَرُونَ فَحَدِيثه مِنْ قَبِيل الْحَسَن ".
وقال في التقريب: "صدوقُ كثير الخطأ "(28)، وقال الدارقطني: "يختلفون فيه، ولا بأس به"(29).
وقال في القول المسدد(30): " وأمَّا قزعة بن سويد فهو باهلي بصري يكنى أبا محمد روى أيضا عن جماعة من التابعين وحدث عنه جماعة من الأئمة واختلف فيه كلام يحيى بن معين فقال عباس الدوري عنه ضعيف ،وقال عثمان الدارمي عنه ثقة، وقال أبو حاتم محله الصدق وليس بالمتين يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال ابن عدي له أحاديث مستقيمة وأرجو أنه لا بأس به، وقال البزار لم يكن بالقوي وقد حدث عنه أهل العلم ،وقال العجلي لا بأس به وفيه ضعف، فالحاصل من كلام هؤلاء الأئمة فيه أن حديثه في مرتبة الحسن والله أعلم "
وفي الفتح(31): "فَفِي حَدِيث الطَّبَرَانِيّ أَيْضًا مِنْ طَرِيق قَزَعَة بْن سُوَيْدٍ الْبَاهِلِيّ " حَدَّثَنِي أَبِي سُوَيْدُ بْنُ حُجَيْرٍ ، حَدَّثَنِي خَالِي ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ وَخَالُهُ : صَخْرُ بْنُ الْقَعْقَاعِ قَالَ : لَقِيتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ عَرَفَةَ وَالْمُزْدَلِفَةِ ، فَأَخَذْتُ بِخِطَامِ نَاقَتِهِ ، فَقُلْتُ : مَا يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ ؟ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ ؟ فَقَالَ : " أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ كُنْتَ أَوْجَزْتَ الْمَسْأَلَةَ ، لَقَدْ عَظُمَتْ وَأَطْوَلَّتْ أَقِمِ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ ، وَأَدِّ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ ، وَحُجَّ الْبَيْتَ ، وَمَا أَحْبَبْتَ أَنْ يَفْعَلَهُ النَّاسُ بِكَ ، فَافْعَلْهُ بِهِمْ ، وَمَا كَرِهْتَ أَنْ يَفْعَلَهُ النَّاسَ بِكَ فَدَعِ النَّاسَ مِنْهُ ، خَلِّ خِطَامَ النَّاقَةِ "(32)وَإِسْنَاده حَسَن ."
وفي السير : " قَزَعَةُ بنُ سُوَيْدِ بنِ حُجَيْرٍ البَاهِلِيُّ (ت، ق) شَيْخٌ، عَالِمٌ، بَصْرِيٌّ، صَالِحُ الحَالِ"(33).
وفي ميزان الاعتدال [ محمد بن قيس الأسدي [ م، د، س ].عن سلمة بن كهيل،مختلف فيه،وروى أيضا عن الشعبى وأبى الضحى،وعنه شعبة، وأبو نعيم،وثق، وهو إلى الاحتجاج أقرب،حديثه حسن"(34). وفي الكاشف صدوق(35)
وفي مصباح الزجاجة (418) هذا إسناد حسن. يزيد بن أبي زياد مختلف فيه
وفي تقريب التهذيب(7717 ) يزيد بن أبي زياد الهاشمي مولاهم الكوفي ضعيف كبر فتغير وصار يتلقن وكان شيعيا من الخامسة مات سنة ست وثلاثين خت م 4 .
وفي الكاشف (6305) "شيعي عالم فهم صدوق رديء الحفظ لم يترك .." .
وفي مصباح الزجاجة (535) هذا إسناد حسن أبو حريز اسمه عبد الله بن حسين مختلف فيه.
وفي تقريب التهذيب (3276 )عبد الله بن حسين الأزدي أبو حريز بفتح المهملة وكسر الراء وآخره زاي البصري قاضي سجستان صدوق يخطىء من السادسة خت 4.
وفي الكاشف (2686 ) "مختلف فيه وقد وثق "(36)
وقال الشيخ شعيب في تعليقه على صحيح ابن حبان - (ج 7 / ص 422) إسناده حسن من أجل أبي حريز -واسمه عبد الله بن حسين- فإنه مختلف فيه.، ومثله في (ج 11 / ص 418و ص 507)( 5107)
وفي مصباح الزجاجة(549) هذا إسناد حسن يعقوب بن حميد مختلف فيه ، وفي (582) هذا إسناد حسن يعقوب بن حميد مختلف فيه" .
وفي تقريب التهذيب (7815 ) يعقوب بن حميد بن كاسب المدني نزيل مكة وقد ينسب لجده صدوق ربما وهم من العاشرة مات سنة أربعين أو إحدى وأربعين عخ ق
وفي مصباح الزجاجة (852) هذا إسناد فيه مقال مطر الوراق مختلف فيه، ومحمد بن ثعلبة بن سواء قال فيه أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه انتهى. ولم أر لغيره من الأئمة فيه كلاماً وباقي رجال الإسناد ثقات، رواه الطبراني في معجمه الكبير من هذا الوجه وقال الحافظ المنذري: هذا إسناد حسن".
وفي تقريب التهذيب (6699) مطر بن طهمان الوراق أبو رجاء السلمي مولاهم الخراساني سكن البصرة صدوق كثير الخطأ وحديثه عن عطاء ضعيف من السادسة مات سنة خمس وعشرين ويقال سنة تسع خت م 4
وفي ميزان الاعتدال (8587 ) "مطر من رجال مسلم، حسن الحديث".
وفي مصباح الزجاجة (1084) هذا إسناد حسن محمد بن عثمان العثماني مختلف فيه"
وفي تقريب التهذيب (6128 ) محمد بن عثمان ابن خالد الأموي أبو مروان العثماني المدني نزيل مكة صدوق يخطىء من العاشرة مات سنة إحدى وأربعين س ق
وفي الكاشف (5040 ) وثقه أبو حاتم، ووثقه في ميزان الاعتدال (7928 )
وقال الألباني في الصحيحة عن سند فيه محمد هذا ( 1379) فالحديث حسن على أقل الدرجات " .
وفي مصباح الزجاجة (1089)" هذا إسناد حسن عبد الله بن محمد بن عقيل مختلف فيه" .
وفي تقريب التهذيب (3592 ) " صدوق في حديثه لين ويقال تغير بأخرة " .
وفي سير أعلام النبلاء. (6/205): "قُلْتُ: لاَ يَرتَقِي خَبَرُه إِلَى دَرَجَةِ الصِّحَّةِ وَالاحْتِجَاجِ".
وفي مصباح الزجاجة (1182)"هذا إسناد حسن أيوب بن هانىء مختلف فيه تفرد ابن جريج بالرواية عنه".
وفي تقريب التهذيب (628 ) أيوب بن هانئ الكوفي صدوق فيه لين من السادسة ق.
وفي الكاشف (530 ) أيوب بن هانئ عن مسروق وعنه ابن جريج صدوق ق
وفي مصباح الزجاجة(1202) "هذا إسناد حسن بكر بن يونس مختلف فيه وباقي رجال الإسناد ثقات".
وفي تقريب التهذيب (754 ) بكر بن يونس بن بكير الشيباني الكوفي ضعيف من التاسعة ت ق.
وفي الكاشف (639 ) بكر بن يونس بن بكير عن الليث وموسى بن علي وعنه ابن نمير وابن أبي غرزة ضعفوه ت ق(37)
وفي مصباح الزجاجة (1372)" هذا إسناد صحيح صدقة بن أبي عمران مختلف فيه"
وفي تقريب التهذيب (2916 ) صدقة بن أبي عمران الكوفي قاضي الأهواز صدوق من السابعة خت م ق.
وفي الكاشف (2385 ) صدقة بن أبي عمران عن قيس بن مسلم وإياد بن لقيط وعنه أبو أسامة ومحمد بن بكر ليِّن م ق.
وفي ميزان الاعتدال (3873 ) [ صح ] صدقة بن أبى عمران [ م، ق ] الكوفى، قاضى الأهواز. صدوق.
وفي تعليقات الشيخ شعيب على مسند أحمد ( 506) عبد الحميد بن جعفر - وهو الأنصاري - مختلف فيه حسن الحديث" .
قلت: وله اثنتان وأربعون رواية في مسند أحمد .
وفي تقريب التهذيب (3756 ) عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع الأنصاري صدوق رمي بالقدر وربما وهم من السادسة مات سنة ثلاث وخمسين خت م 4.
وفي الكاشف (3098 ) عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله الأنصاري الأوسي المدني عن عم أبيه عمر بن الحكم ونافع وعنه القطان وابن وهب ثقة غمزه الثوري للقدر مات 153 م 4.
وفي تعليقات الشيخ شعيب على مسند أحمد (16285 و16286 و16287...) حديث صحيح لغيره وهذا إسناد حسن من أجل قيس بن طلق فقد اختلف فيه"
قلت : وله أحد عشر رواية عنده .
وفي ميزان الاعتدال (6916 ) قيس بن طلق [ عو ] بن على الحنفي،عن أبيه،ضعفه أحمد، ويحيى في إحدى الروايتين عنه،وفي رواية عثمان ابن سعيد، عنه: ثقة،ووثقه العجلى،وقال ابن أبي حاتم: سألت أبى وأبا زرعة عنه، فقالا: ليس ممن تقوم به حجة،قال ابن القطان: يقتضي أن يكون خبره حسنا لا صحيحا" .
وفي تقريب التهذيب (5580 ) قيس بن طلق بن علي الحنفي اليمامي صدوق من الثالثة وهم من عده من الصحابة 4
وفي تعليقات الشيخ شعيب على مسند أحمد (8742 4) وهذا إسناد حسن عباد بن راشد : هو البصري مختلف فيه حسن الحديث" .
قلت : وله سبعة روايات في المسند .
وفي تقريب التهذيب (3126 ) عباد بن راشد التميمي مولاهم البصري البزار آخره راء قريب داود بن أبي هند صدوق له أوهام من السابعة خ د س ق.
وفي ميزان الاعتدال (4113 ) عباد بن راشد [ خ، د، س، ق ] البصري،صدوق.
وفي تعليقات الشيخ شعيب على مسند أحمد (37) عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب مختلف فيه حسن الحديث" .
قلت : وله في المسند أربعة وأربعون حديثاً.
وفي تقريب التهذيب (5083 ) عمرو بن أبي عمرو ميسرة مولى المطلب المدني أبو عثمان ثقة ربما وهم من الخامسة مات بعد الخمسين ع
وفي الكاشف (4202) عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن أنس وعكرمة وعنه مالك والداروردي وعدة صدوق قال أحمد ليس به بأس وقال ابن معين وأبو داود ليس بالقوي ع.
وفي ميزان الاعتدال (6414 ) عمرو بن أبي عمرو [ ع ]، مولى المطلب،صدوق،حديثه مخرج في الصحيحين في الأصول.
وفي تعليقات الشيخ شعيب على مسند أحمد (14855 و25967) أسامة بن زيد الليثي مختلف فيه حسن الحديث " ,
ورى له أحمد في المسند كثيراً .
وفي تقريب التهذيب (317 ) أسامة بن زيد الليثي مولاهم أبو زيد المدني صدوق يهم من السابعة ...خت م 4
وفي سير أعلام النبلاء (6/343)(145) أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، أَبُو زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ (4، م، تَبَعاً)
الإِمَامُ، العَالِمُ، الصَّدُوْقُ، أَبُو زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ مَوْلاَهُم، المَدَنِيُّ، وَقَدْ يَرتَقِي حَدِيْثُه إِلَى رُتْبَةِ الحَسَنِ، اسْتَشْهَدَ بِهِ البُخَارِيُّ، وَأَخْرَج لَهُ مُسْلِمٌ فِي المُتَابَعَاتِ".
وفي تعليقات الشيخ شعيب على مسند أحمد (14162) إسناده حسن من أجل محمد بن مسلم وهوالطائفي " .
وفي تقريب التهذيب (6293 ) محمد بن مسلم الطائفي واسم جده سوس وقيل سوسن بزيادة نون في آخره وقيل بتحتانية بدل الواو فيهما وقيل مثل حنين صدوق يخطىء من حفظه من الثامنة مات قبل التسعين خت م 4
وفي الكاشف (5151 ) محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو بن دينار وابن أبي يحيى وعنه ابن مهدي ويحيى بن يحيى فيه لين وقد وثق له في مسلم حديث واحد توفي 177 م 4
وفي تعليقات الشيخ شعيب على مسند أحمد (1069) هذا إسناد حسن معاوبة بن هشام : وهو القصار مختلف فيه وهو حسن الحديث" .
قلت : وله أربعة وعشرون حديثا في المسند وهو أحد شيوخ الإمام أحمد .
وفي تقريب التهذيب (6771 ) معاوية بن هشام القصار أبو الحسن الكوفي مولى بني أسد ويقال له معاوية بن أبي العباس صدوق له أوهام من صغار التاسعة مات سنة أربع ومائتين بخ م 4.
وفي الكاشف (5535) معاوية بن هشام القصار كوفي ثقة عن حمزة والثوري وعنه أحمد والحسن بن علي بن عفان وكان بصيرا بعلم شريك قال ابن معين صالح وليس بذاك توفي 205 م 4 .
وفي تعليقات الشيخ شعيب على مسند أحمد (1672) هذا إسناد حسن من أجل سليمان ابن موسى" .
قلت : وروى له كثيرا .
وفي تقريب التهذيب (2616 ) سليمان ابن موسى الأموي مولاهم الدمشقي الأشدق صدوق فقيه في حديثه بعض لين وخولط قبل موته بقليل من الخامسة م 4
وفي ميزان الاعتدال - (ج 2 / ص 226) قلت: كان سليمان فقيه أهل الشام في وقته قبل الأوزاعي، وهذه الغرائب التي تستنكر له يجوز أن يكون حفظها.
وفي سير أعلام النبلاء (5/436) وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ فَقِيْهٌ، رَاوٍ، حَدَّثَ عَنْهُ الثِّقَاتُ، وَهُوَ أَحَدُ العُلَمَاءِ،رَوَى أَحَادِيْثَ يَنْفَرِدُ بِهَا، لاَ يَروِيهَا غَيْرُه، وَهُوَ عِنْدِي ثَبْتٌ، صَدُوْقٌ.
وفي مسند البزار(58(م)) ـ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الأَرُزِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سليمان ابن حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : تَمَثَّلْتُ فِي أَبِي :
وَأَبْيَضُ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ رَبِيعُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلأَرَامِلِ
فَقَالَ : ذَاكَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -
وَهَذَا الْحَدِيثُ يَدْخُلُ فِي صِفَةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ وَلاَ نَعْلَمُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ زَيْدٍ أَسْنَدَ عَنِ الْقَاسِمِ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ ، وَلاَ رَوَى هَذِهِ الصِّفَةَ غَيْرُ أَبِي بَكْرٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
وفي تقريب التهذيب (4734 ) علي بن زيد بن عبد الله بن زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي البصري أصله حجازي وهو المعروف بعلي بن زيد بن جدعان ينسب أبوه إلى جد جده ضعيف من الرابعة مات سنة إحدى وثلاثين وقيل قبلها بخ م 4
وفي الكاشف (3916 ) علي بن زيد بن جدعان التيمي البصري الضرير أحد الحفاظ وليس بالثبت سمع سعيد بن المسيب وجماعة وعنه شعبة وزائدة وابن علية وخلق قال الدارقطني لا يزال عندي فيه لين قال منصور بن زاذان لما مات الحسن قلنا لابن جدعان اجلس مجلسه مات 131 م 4
وقال ابن عدي في الكامل في الضعفاء [ جزء 5 - صفحة 200 ] بنهاية ترجمته : "
ولعلي بن زيد غير ما ذكرت من الحديث أحاديث صالحة ولم أر أحدا من البصريين وغيرهم امتنعوا من الرواية عنه وكان يغالي في التشيع في جملة أهل البصرة ومع ضعفه يكتب حديثه" .
عتبة بن أبي حكيم ،ففي تقريب التهذيب (4427 ) عتبة بن أبي حكيم الهمداني بسكون الميم أبو العباس الأردني بضم الهمزة والدال بينهما راء ساكنة وتشديد النون صدوق يخطىء كثيرا من السادسة مات بصور بعد الأربعين عخ 4
وفي الكاشف (3661 ) عتبة بن أبي حكيم عن مكحول وعبادة بن نسي وطائفة وعنه يحيى بن حمزة وابن شابور وابن المبارك مختلف في توثيقه وقال أبو حاتم صالح الحديث مات بصور 147 4
وفي ميزان الاعتدال ( 5469 ) وهو متوسط حسن الحديث.
صالح بن رستم المزني ، ففي تقريب التهذيب (2861) صالح بن رستم المزني مولاهم أبو عامر الخزاز بمعجمات البصري صدوق كثير الخطأ من السادسة مات سنة اثنتين وخمسين خت م 4
وفي الكاشف (2338 ) صالح بن رستم أبو عامر الخزاز عن أبي قلابة والحسن وعنه القطان والأنصاري لينه بن معين وغيره ووثقه أبو داود خت 4 م تبعا
وفي ميزان الاعتدال (3791 ) [ صح ] صالح بن رستم [ م، عو ]، أبو عامر الخزاز، وهو كما قال أحمد بن حنبل: صالح الحديث.
وقال الشيخ شعيب في تعليقه على صحيح ابن حبان - (ج 4 / ص 593)(1695) إسناده حسن؛ حيي بن عبد الله مختلف فيه" .
وفي الكاشف (1296 ) حيي بن عبد الله المعافري المصري عن أبي عبد الرحمن الحبلي وغيره وعنه الليث وابن وهب قال ابن معين ليس به بأس وقال البخاري فيه نظر 4
__________
(1) - الترغيب والترهيب 1/4
(2) - الترغيب والترهيب 6/456
(3) - نصب الراية (ج 1 / ص 18)
(4) - تقريب التهذيب[ج1 - ص256 ] 2639
(5) - الكاشف[ ج1 - ص467 ] (2154 )
(6) - نصب الراية (ج 1 / ص 62)
(7) - مقدمة ابن الصلاح (ج 1 / ص 5) وتدريب الراوي في شرح تقريب النواوي (ج 1 / ص 117) وشرح التبصرة والتذكرة (ج 1 / ص 52)
(8) - تقريب التهذيب[ج1 - ص499 ](6188)
(9) - تهذيب الكمال للمزي (ج 15 / ص 108) وتهذيب التهذيب (ج 5 / ص 228)
(10) - تقريب التهذيب[ج1 - ص308 ] 3388 -
(11) - تذكرة الحفاظ[ ج1 - ص389 ]
(12) - سير أعلام النبلاء (10/405)
(13) - النكت على ابن الصلاح (ج 1 / ص 464) وتوضيح الأفكار (ج 1 / ص 190)
(14) - تقريب التهذيب[ج1 - ص572 ] 7294
(15) - الكاشف[ ج2 - ص336 ] (5964 )
(16) - التلخيص الحبير (ج 2 / ص 158)
(17) - تقريب التهذيب[ج1 - ص269 ]2825
(18) - ميزان الاعتدال (ج 2 / ص 281)[ 3750 ]
(19) - البدر المنير (ج 4 / ص 633)
(20) - الكاشف[ج1 - ص562 ]2782
(21) - مقدمة الفتح (ج 1 / ص 388)
(22) - ميزان الاعتدال (ج 1 / ص 228)878
(23) - تقريب التهذيب[ج1 - ص107 ]445
(24) - 13/187 و فتح الباري لابن حجر (ج 20 / ص 233) الشاملة 2
(25) - تقريب التهذيب[ج1 - ص340 ] 3861
(26) - ميزان الاعتدال (ج 2 / ص 576)(4908 )
(27) - فتح الباري لابن حجر (ج 3 / ص 416)
(28) - تقريب التهذيب [ ج1 - ص448 ] 5443)
(29) - ميزان الاعتدال (ج 3 / ص 366)
(30) - القول المسدد (ج 1 / ص 30)
(31) - فتح الباري لابن حجر (ج 4 / ص 483)
(32) - مَعْرِفَةُ الصِّحَابَةِ لِأَبِي نُعَيْمٍ الْأَصْبَهَانِيِّ (3408 ) والمعجم الكبير للطبراني (ج 7 / ص 16)(7131) وذكرت الحديث بطوله
(33) - سير أعلام النبلاء (8/196)(34 )
(34) - ميزان الاعتدال (ج 4 / ص 16)(8089 )
(35) - الكاشف[ ج2 - ص212 ] (5123 )
(36) - وانظر الجرح والتعديل[ ج5 - ص34 ](153)
(37) - وانظر تهذيب التهذيب[ ج1 -ص 429 ] (902)(1/34)
وفي التقريب( 1605) حيي بضم أوله ويائين من تحت الأولى مفتوحة ابن عبدالله ابن شريح المعافري المصري صدوق يهم من السادسة مات سنة ثمان وأربعين 4
وقال الشيخ شعيب في تعليقه على صحيح ابن حبان (ج 5 / ص 209)(1888 )
إسناده حسن. عبد الحميد بن أبي العشرين: هو عبد الحميد بن حبيب، وهو كاتب الأوزاعي، ولم يرو عن غيره، مختلف فيه، وقال الحافظ في التقريب: صدوق ربما أخطأ، فمثله يكون حسن الحديث. وباقي رجاله ثقات.
وفي تقريب التهذيب (3757 ) عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين الدمشقي أبو سعيد كاتب الأوزاعي ولم يرو عن غيره صدوق ربما أخط قال أبو حاتم كان كاتب ديوان ولم يكن صاحب حديث من التاسعة خت ت ق
وفي الكاشف (3099 ) عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين كاتب الأوزاعي عنه وعنه أبو الجماهر وهشام بن عمار وثقه أحمد وضعفه دحيم خت ت ق
وقال الشيخ شعيب في تعليقه على صحيح ابن حبان - (ج 7 / ص 191)(2929 ) إسناده حسن. إبراهيم السكسكي - وهو ابن عبد الرحمن بن إسماعيل-: مختلف فيه
وفي تقريب التهذيب (204 ) إبراهيم بن عبد الرحمن السكسكي أبو إسماعيل الكوفي مولى صخير بالمهملة ثم المعجمة مصغرا صدوق ضعيف الحفظ من الخامسة خ د س
وفي الكاشف (163) إبراهيم بن عبد الرحمن السكسكي عن ابن أبي أوفى وأبي وائل وعنه مسعر والمسعودي وعدة ضعفه أحمد خ د س
وفي ميزان الاعتدال (135 ) إبراهيم بن عبدالرحمن [ خ، د، س ] السكسكى،عن عبدالله بن أبى أوفى.،كوفي صدوق.
وقال الشيخ شعيب في تعليقه على صحيح ابن حبان - (ج 11 / ص 467)(5076 ) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمربن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فقد روى له أصحاب السنن، وهو مختلف فيه، وهو حسن الحديث" .
وفي تقريب التهذيب (4910 ) عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري قاضي المدينة صدوق يخطىء من السادسة قتل بالشام سنة اثنتين وثلاثين مع بني أمية خت 4
وفي الكاشف (4065 ) عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه وعنه أبو عوانة وهشيم قال أبو حاتم صدوق لا يحتج به ووثقه غيره 4
وفي ميزان الاعتدال - (ج 3 / ص 201) وقد صحح له الترمذي حديث: لعن زوارات القبور، فناقشه عبد الحق، وقال: عمر ضعيف عندهم، فأسرف عبد الحق.
وقال الشيخ شعيب في تعليقه على صحيح ابن حبان - (ج 11 / ص 488)(5091)
إسناده حسن. كثير بن زيد: هو الأسلمي، مختلف فيه، وهو حسن الحديث لابأس به".
وفي تقريب التهذيب (5611 ) كثير بن زيد الأسلمي أبو محمد المدني بن مافنه بفتح الفاء وتشديد النون صدوق يخطىء من السابعة مات في آخر خلافة المنصور ر د ت ق.
وفي الكاشف ( 4631 ) كثير بن زيد الأسلمي أبو محمد المدني عن المقبري وطائفة وعنه بن أبي فديك وآخرون قال أبو زرعة صدوق فيه لين د ت ق
وقال الشيخ شعيب في تعليقه على صحيح ابن حبان - (ج 12 / ص 240)هذا سند حسن, فإن أبا مرحوم مختلف فيه, وحديثه في الشواهد حسن" .
وفي تقريب التهذيب (4059 ) عبد الرحيم بن ميمون المدني أبو مرحوم نزيل مصر صدوق زاهد من السادسة مات سنة ثلاث وأربعين وقيل اسمه يحيى 4
وفي الكاشف (3359 ) عبد الرحيم بن ميمون أبو مرحوم المعافري عن علي بن رباح وسهل بن معاذ وعنه نافع بن يزيد وابن لهيعة فيه لين توفي 143 د ت ق
وقال الشيخ شعيب في تعليقه على صحيح ابن حبان - (ج 13 / ص 121) (5805) داود بن فراهيج، وهو مختلف فيه، ويرجح أن يكون حسن الحديث " .
وفي تعجيل المنفعة (282 ) ا داود بن فراهيج المدني مولى قيس بن الحارث روى عن أبي هريرة وأبي سعيد وعنه شعبة وعبد الرحمن بن إسحاق وأبو غسان محمد بن مطرف وجماعة قال ابن المديني عن يحيى القطان ثقة وقال أبو حاتم تغير حين كبر وهو ثقة صدوق وضعفه ابن معين والنسائي وقال ابن سعد هو قديم الموت وله أحاديث وذكره ابن حبان في الثقات وقال أصله من البصرة وذريته بها، قلت وقال ابن سعد أيضا أحسبه مولى بني مخزوم ونقل ابن عدي بسنده عن يحيى القطان قال وثقه شعبة وسفيان وجاء عن يحيى القطان أن شعبة ضعفه وقال الساجي كان أحمد يضعفه وقال ابن الجارود ضعيف الحديث وقال العجلي لا بأس به وقال ابن عدي لا أرى بمقدار ما يرويه بأسا وقال حنبل بن إسحاق عن أحمد مديني صالح الحديث" .
وفي اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة - (ج 2 / ص 8)(974)هذا إسناد حسن، داود بن فراهيج مختلف فيه.(1)
وقال الشيخ شعيب في تعليقه على صحيح ابن حبان - (ج 13 / ص 400)(6037) إسناده حسن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش: مختلف فيه" .
وفي تقريب التهذيب (3831 ) عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بتحتانية ثقيلة ومعجمة بن أبي ربيعة المخزومي أبو الحارث المدني صدوق له أوهام من السابعة مات سنة ثلاث وأربعين وله ثلاث وستون سنة بخ 4
وفي الكاشف (3168 ) عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش المخزومي عن طاوس والحسن وعنه الدراوردي وابن وهب قال النسائي ليس بالقوي 4(2)
وقال الشيخ شعيب في تعليقه على صحيح ابن حبان - (ج 15 / ص 34)[6657] إسناده حسن، سعيد بن جمهان مختلف فيه ".
وفي تقريب التهذيب (2279 ) سعيد بن جمهان بضم الجيم وإسكان الميم الأسلمي أبو حفص البصري صدوق له أفراد من الرابعة مات سنة ست وثلاثين 4
وفي الكاشف (1861 )- سعيد بن جمهان الأسلمي بصري عن سفينة وابن أبي أوفى وعنه حماد بن سلمة وعبد الوارث صدوق وسط قال أبو حاتم لا يحتج به توفي 136 4(3)
وقال الشيخ شعيب في تعليقه على صحيح ابن حبان - (ج 16 / ص 158)(7188) إسناده حسن. عمارة بن زاذان مختلف فيه " .
وفي تقريب التهذيب (4847 ) عمارة بن زاذان الصيدلاني أبو سلمة البصري صدوق كثير الخطأ من السابعة بخ د ت ق .
وفي الكاشف (4008 ) عمارة بن زاذان عن الحسن ومكحول البصري وعنه عارم وحبان وشيبان قال أبو داود وغيره ليس بذاك د ت ق.(4)
وقال الشيخ شعيب في تعليقه على صحيح ابن حبان - (ج 16 / ص 417)(7404) رجاله ثقات رجال الشيخين غير عامر -وهو ابن عبد الواحد الأحول- فمن رجال مسلم، وهو مختلف فيه، وحديثه يحتمل التحسين" .
وقال في تعليقه على مسند أحمد (6996 ) " إسناده حسن " أي جزم بحسن إسناده.
وفي تقريب التهذيب (3103 ) عامر بن عبد الواحد الأحول البصري صدوق يخطىء من السادسة وهو عامر الأحول الذي يروي عن عائذ بن عمرو المزني الصحابي ولم يدركه ر م 4
وفي الكاشف (2542 ) عامر بن عبد الواحد الأحول عن شهر وأبي الصديق الناجي وعنه شعبة وهمام وعبد الوارث لينه أحمد ووثقه أبو حاتم م(5)4
وفي اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة - (ج 1 / ص 65)[390] قال مسدد: ثنا خالد، ثنا الهجري، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ مَثَلَ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ ، كَمَثَلِ كَنْزٍ لَا يُنْفَقُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ "(6).
هذا إسناد حسن، وأبو عياض هو عمرو بن الأسود العنسي، والهجري هو إبراهيم بن مسلم، مختلف فيه.
وفي تقريب التهذيب (252 ) إبراهيم بن مسلم العبدي أبو إسحاق الهجري بفتح الهاء والجيم يذكر بكنيته لين الحديث رفع موقوفات من الخامسة ق
وفي الكاشف (206 ) إبراهيم بن مسلم الهجري الكوفي عن ابن أبي أوفى وغيره وعنه شعبة وجعفر بن عون وعدة ضعِّف ق.
وفي اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة - (ج 1 / ص 130)[860/3]
هذا إسناد حسن، المهلب بن أبي صفرة ذكره ابن حبان في الثقات وسماك ( بن حرب) مختلف فيه،
وفي اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة - (ج 5 / ص 166)[4980/2] هذا إسناد حسن، أبو غالب مختلف فيه.
وفي تقريب التهذيب (8298 ) أبو غالب صاحب أبي أمامة بصري نزل أصبهان قيل اسمه حزور وقيل سعيد بن الحزور وقيل نافع صدوق يخطىء من الخامسة بخ 4
وفي الكاشف (6776 ) أبو غالب البصري عن أبي أمامة قيل حزور وقيل سعيد مولى خالد بن عبد الله بخلف وله عن أم الدرداء وأنس وعنه حماد بن سلمة وابن عيينة صالح الحديث صحح له الترمذي د ت ق
وفي اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة - (ج 6 / ص 145)[6150/5]
قال الحافظ المنذري: وإسناده متصل حسن، ورواته ثقات أثبات، وفي أزهر بن سنان القرشي. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به" .
وفي تقريب التهذيب (309 ) أزهر بن سنان البصري أبو خالد القرشي ضعيف من السابعة ت.
وفي الكاشف (256 ) أزهر بن سنان بصري عن محمد بن واسع وغيره وعنه يزيد بن هارون وسعدويه ضعِّف ت.
وفي اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة - (ج 6 / ص 165)[6271] قال أبو يعلى الموصلي: (3485)حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْجِيزِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُؤَمَّلِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ فِي دُعَائِهِ : اللَّهُمَّ أَقْبِلْ بِقَلْبِي إِلَى دِينِكَ ، وَاحْفَظْ مَنْ وَرَاءَنَا بِرَحْمَتِكَ" .(7)هذا إسناد حسن؛ يعقوب بن إسحاق مختلف فيه.
وفي الثقات لابن حبان (16467) يعقوب بن إسحاق أبو يوسف الجيزي يروى عن مؤمل بن إسماعيل والعراقيين حدثنا عنه المواصلة" .
عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، قال عنه الألباني في الصحيحة (115) : "وهو مختلف فيه ، والمتقرر أنه حسن الحديث إذا لم يخالف".(8)
وفي تقريب التهذيب (3820 ) عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي بالنون الدمشقي الزاهد صدوق يخطىء ورمي بالقدر وتغير بأخرة من السابعة مات سنة خمس وستين وهو بن تسعين سنة بخ 4
وفي الكاشف (3158 ) عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي الزاهد عن خالد بن معدان وشهر وعنه بقية والفريابي وعلي بن الجعد قال دحيم وغيره ثقة رمي بالقدر ولينه بعضهم عاش تسعين عاما توفي 165 د ت ق
الضحاك بن عثمان، قال الألباني في الصحيحة (116) (وهذا سند حسن ، و هو على شرط مسلم ، رجاله كلهم من رجاله الذين احتج بهم في " صحيحه " ، لكن الضحاك وهو ابن عثمان الأسدي الحزامي قد تكلم فيه بعض الأئمة من قبل حفظه ، لكن ذلك لا ينزل حديثه من رتبة الحسن إن شاء الله تعالى .) "(9)
وفي تقريب التهذيب (2972) الضحاك بن عثمان ابن عبد الله بن خالد بن حزام الأسدي الحزامي بكسر أوله وبالزاي أبو عثمان المدني صدوق يهم من السابعة م 4
وفي الكاشف (2433 ) الضحاك بن عثمان الحزامي المدني عن شرحبيل بن سعد ونافع والمقبري وعنه ابنه محمد وابن وهب وثقه ابن معين وقال أبو زرعة ليس بقوي مات 153 وسمع منه حفيده الضحاك بن عثمان م
وقال الألباني قال في الصحيحة (688) عن سند فيه هشام بن عمار ما نصه : ( قلت: وهذا إسناد حسن ، رجاله كلهم ثقات وفي هشام بن عمار وإبراهيم الأفطس كلام لا ينزل الحديث عما ذكرنا ) "(10)
وفي تقريب التهذيب (7303 ) هشام بن عمار بن نصير بنون مصغر السلمي الدمشقي الخطيب صدوق مقرئ كبر فصار يتلقن فحديثه القديم أصح من كبار العاشرة وقد سمع من معروف الخياط لكن معروف ليس بثقة مات سنة خمس وأربعين على الصحيح وله اثنتان وتسعون سنة خ 4
وفي ميزان الاعتدال (9234 ) [ صح ] هشام بن عمار [ خ، عو ] السلمى الامام، أبو الوليد،خطيب دمشق ومقرئها ومحدثها وعالمها،صدوق مكثر، له ما ينكر.
وقال الألباني في الصحيحة (406) ما نصه : (قلت : بلى قد تابعه الوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني ، وهو ثقة حسن الحديث إذا لم يخالف ) اه(11).
وفي تقريب التهذيب ( 7447 ) الوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني الكوفي صدوق يخطىء من الثامنة مات سنة ثلاث وثمانين ت س ق
وفي الكاشف (6085 ) الوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني الخبذعي الكوفي عن الأعمش وأبي حيان التيمي وعنه عبد والرمادي وثقه أحمد وضعفه يحيى ت ق
وقال الألباني في إرواء الغليل (5 / 9) : (قلت : وهذا إسناد جيد ، وابن كاسب هو يعقوب بن حميد وعبد الله بن صالح هو أبو صالح العجلي ، وكلاهما ثقة. .) اه(12)
وفي تقريب التهذيب (7815 ) يعقوب بن حميد بن كاسب المدني نزيل مكة وقد ينسب لجده صدوق ربما وهم من العاشرة مات سنة أربعين أو إحدى وأربعين عخ ق
وفي الكاشف (6387) يعقوب بن حميد بن كاسب المدني الحافظ عن إبراهيم بن سعد ومعتمر وعنه بن ماجة وابن أبي عاصم والبخاري في الصلح حدثنا يعقوب حدثنا إبراهيم بن سعد فهو هو ولا يجوز أن يكون يعقوب بن محمد الزهري ولا يعقوب الدورقي قال أبو حاتم ضعيف وقال غيره صاحب مناكير وقال البخاري لم تر إلا خيرا هو في الأصل صدوق مات 241 خ ق
وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (1789 ) " قلت : وهذا إسناد جيد ، رجاله كلهم ثقات من رجال الشيخين عدا أبا بكر وهو ابن عياش ، فإنه من رجال البخاري وحده ، و فيه كلام لا ينزل به حديثه عن رتبة الحسن "(13)
وفي تقريب التهذيب (7985 ) أبو بكر بن عياش بتحتانية ومعجمة بن سالم الأسدي الكوفي المقرىء الحناط بمهملة ونون مشهور بكنيته والأصح أنها اسمه وقيل اسمه محمد أو عبد الله أو سالم أو شعبة أو رؤبة أو مسلم أو خداش أو مطرف أو حماد أو حبيب عشرة أقوال ثقة عابد إلا أنه لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح من السابعة مات سنة أربع وتسعين وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين وقد قارب المائة وروايته في مقدمة مسلم ع
وفي الكاشف (6535 ) أبو بكر بن عياش الأسدي الكوفي الحناط المقرىء أحد الأعلام عن حبيب بن أبي ثابت وعاصم وأبي إسحاق وعنه علي وأحمد وإسحاق وابن معين والعطاردي قال أحمد صدوق ثقة ربما غلط وقال أبو حاتم هو وشريك في الحفظ سواء مات 193 في جمادى الأولى عن ست وتسعين سنة خ 4
وفي ميزان الاعتدال (10016) أبو بكر بن عياش [ خ، عو ] الكوفى المقرئ،أحد الائمة الاعلام،صدوق ثبت في القراءة، لكنه في الحديث يغلط ويهم،وقد أخرج له البخاري، وهو صالح الحديث "
وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (2449)عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : فذكره .قلت : وهذا إسناد حسن "
وفي تقريب التهذيب (5611) كثير بن زيد الأسلمي أبو محمد المدني بن مافنه بفتح الفاء وتشديد النون صدوق يخطىء من السابعة مات في آخر خلافة المنصور ر د ت ق
وفي الكاشف (4631) كثير بن زيد الأسلمي أبو محمد المدني عن المقبري وطائفة وعنه بن أبي فديك وآخرون قال أبو زرعة صدوق فيه لين د ت ق
وقال الألباني في الصحيحة (1048) : (وهذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أبي أويس وهو عبد الله بن عبد الله بن أويس قال في " التقريب " : " صدوق يهم ") اه
وفي تقريب التهذيب (3412 ) عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي أبو أويس المدني قريب مالك وصهره صدوق يهم من السابعة مات سنة سبع وستين م 4
وفي الكاشف ( 2803) عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي أبو أويس عن شرحبيل بن سعد وضمرة بن سعيد والزهري وعنه ابناه أبو بكر وإسماعيل ومنصور بن أبي مزاحم قال ابن معين وغيره صالح وليس بذاك توفي 167 م 4
وقال الألباني في الصحيحة (1766 ) : (قلت : وهذا إسناد حسن ، رجاله ثقات وفي عكرمة بن عمار كلام و بخاصة في روايته عن يحيى بن أبي كثير ) اه
وفي تقريب التهذيب (4672 ) عكرمة بن عمار العجلي أبو عمار اليمامي أصله من البصرة صدوق يغلط وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب ولم يكن له كتاب من الخامسة مات قبيل الستين خت م
وفي الكاشف (3866 ) عكرمة بن عمار الحنفي اليمامي عن الهرماس وله صحبة وعن طاوس وجماعة وعنه شعبة والقطان وعبد الرزاق ثقة إلا في يحيى بن أبي كثير فمضطرب وكان مجاب الدعوة مات 159 م 4
وقال الألباني في الصحيحة (288 ) (إسناده حسن عندي ، رجاله ثقات رجال الشيخين ، سوى إبراهيم بن مهاجر ، فإنه من رجال مسلم وحده ،و فيه ضعف يسير)
وفي تقريب التهذيب (254 ) إبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي الكوفي صدوق لين الحفظ من الخامسة م 4
وفي الكاشف (209 ) إبراهيم بن مهاجر البجلي الكوفي عن إبراهيم النخعي وطارق بن شهاب وخلق وعنه شعبة وزائدة وعدة قال القطان والنسائي ليس بالقوي وقال أحمد لا بأس به م
وقال الألباني في الصحيحة (943 ) عن إسناد فيه حريث بن السائب الأسدي قال :حدثنا الحسن قال : حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره .قلت : وهذا إسناد مرسل حسن الإسناد الحسن هو البصري وحريث قال الحافظ : " صدوق يخطىء من السابعة " .
وفي تقريب التهذيب (1180 ) حريث بن السائب التميمي وقيل الهلالي البصري المؤذن صدوق يخطىء من السابعة بخ مد ت
وفي الكاشف (982 ) حريث بن السائب عن الحسن وأبي نضرة وعنه بن مهدي ومسلم ثقة قال أبو حاتم ما به بأس ت
وقال الألباني في الصحيحة (1344) :(وهذا إسناد جيد ، رجاله رجال الصحيح ، وفي عباد بن راشد كلام لا يضر) اه
وفي تقريب التهذيب (3126 ) عباد بن راشد التميمي مولاهم البصري البزار آخره راء قريب داود بن أبي هند صدوق له أوهام من السابعة خ د س ق
وفي الكاشف (2561 ) عباد بن راشد البزاز عن الحسن وقتادة وعنه وكيع ومسلم وعفان تركه القطان وضعفه أبو داود وقواه أحمد خ د س ق
وقال الألباني في الصحيحة عن فليح بن سليمان ( 59)(والراجح عندنا أنه صدوق في نفسه، وأنه يخطىء أحيان ا، فمثله حسن الحديث إن شاء الله تعالى، إذا لم يتبين خطؤه ) اه
وفي تقريب التهذيب (5443 ) فليح بن سليمان ابن أبي المغيرة الخزاعي أو الأسلمى أبو يحيى المدني ويقال فليح لقب واسمه عبد الملك صدوق كثير الخطأ من السابعة مات سنة ثمان وستين ومائة ع .
وفي الكاشف (4496) فليح بن سليمان العدوي مولاهم المدني عن سعيد بن الحارث وضمرة بن سعيد ونافع وعنه ابنه محمد وأبو الربيع الزهراني وخلق قال ابن معين وأبو حاتم والنسائي ليس بالقوي مات 168 ع.
وقال الألباني في إرواء الغليل - (ج 7 / ص 51)" (قلت : ويترجح عندي أنه حسن فقط كما قال الترمذي لأن أبا بلج هذا تكلم فيه بعضهم ) اه .
وفي تقريب التهذيب (8003 ) أبو بلج بفتح أوله وسكون اللام بعدها جيم الفزاري الكوفي ثم الواسطي الكبير اسمه يحيى بن سليم أو بن أبي سليم أو ابن أبي الأسود صدوق ربما أخطأ من الخامسة 4
وقال الألباني في "السلسلة الصحيحة(667 )" هذا إسناد حسن ، رجاله ثقات ، وفي أبي عبد الرحمن واسمه القاسم بن عبد الرحمن كلام لا ينزل حديثه من رتبة الحسن ، وكذلك الجراح بن مليح " .
وفي تقريب التهذيب (5470 ) القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي أبو عبد الرحمن صاحب أبي أمامة صدوق يغرب كثيرا من الثالثة مات سنة اثنتي عشرة بخ 4.
وفي الكاشف (4517 ) القاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الدمشقي مولى بني أمية عن علي وسلمان مرسلا وعن معاوية وعمرو بن عبسة وقيل لم يسمع من صحابي سوى أبي أمامة وعنه ثابت بن عجلان وثور ومعاوية بن صالح قال يحيى الذماري عنه لقيت مائة صحابي صدوق مات 112 4.
وقال الألباني في " السلسلة الصحيحة(1001 )"قلت : وهذا سند حسن.رجاله كلهم ثقات ، وفي أبي قبيل - واسمه حيي بن هانئ - كلام يسير لا ينزل به حديثه عن رتبة الحسن ".
وفي تقريب التهذيب (1606 ) حيي بن هانئ بن ناضر بنون ومعجمة أبو قبيل بفتح القاف وكسر الموحدة بعدها تحتانية ساكنة المعافري المصري صدوق يهم من الثالثة مات سنة ثمان وعشرين بالبرلس عخ قد ت س .
__________
(1) - وانظر ميزان الاعتدال (ج 2 / ص 19)(2641 ) وتاريخ الإسلام للإمام الذهبي (ج 8 / ص 89)
(2) - وانظر ميزان الاعتدال (ج 2 / ص 554)(4840 )
(3) - وانظر ميزان الاعتدال (ج 2 / ص 131)(3149 )
(4) - وانظر ميزان الاعتدال (ج 3 / ص 176)(6024 )
(5) - وانظر ميزان الاعتدال (ج 2 / ص 362)(4089 )
(6) - وأخرجه أحمد في مسنده( 10751)
(7) - والضياء 5/62(1682) وحسن إسناده
(8) - وحسن له في تعليقه على سنن أبى داود( 4296 ) وصحح له الترمذي (43 و2881) وحسن له (2492و3880 ) وفي مصباح الزجاجة (1237) هذا إسناد حسن ابن ثوبان اسمه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان مختلف فيه " وصحح له الحاكم (533 و1213 و1955 و2416 و...) ووافقه الذهبي في أكثرها ، وقال حسين سليم أسد : إسناده حسن ، مسند أبي يعلى الأسد(572 ) وصحح له ابن حبان عدد من الأحاديث (ج 1 / ص 447)(214 و627 و628 و1486 و2968 و7446 ) وقال الشيخ شعيب :إسناده حسن ، وصحح له ابن خزيمة حديثا (1888) وفي مسند أحمد(22737) قال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح وهذا إسناد حسن من أجل ابن ثوبان
(9) - وحسن له في التعليق على سنن أبى داود( 16 و3761 و4020 ) وصحح له الترمذي (90 ) وحسن له (1198)، وصحح له ، وحسن له الشيخ شعيب سائر أحاديثه في تعليقه على مسند أحمد (5585) وهي عشرون حديثاً
(10) - وحسن له وصحح في تعليقه على سنن أبى داود ( 472 و634 و1322 و1644 ,...)
(11) - وحسن له الشيخ شعيب في التعليق على مسند أحمد (6879)
(12) - وفي مصباح الزجاجة (192) قال عن إسناد فيه يعقوب بن حميد بن كاسب :هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات" .، وصحح هل الحاكم في المستدرك ( 2205 و3106 و4888) ووافقه الذهبي في الأول ، وأخرج أبو عوانة في مسنده حديثا من طريقه (2005 ) وأخرج الدارقطني في السنن حديثا من طريقه وقال عنه : إسناده صحيح (156 ) وصحح له ابن حبان في صحيحه (ج 7 / ص 248)(2982 و3637و3770 و7308 ) وتناقض الشيخ شعيب في الحكم عليه ، فقال في التعليق على الأول : "يعقوب بن حميد بن كاسب مختلف فيه، وقال ابن عدي: لا بأس به، وهو كثير الحديث، كثير الغرائب " ، وفي التعليق على الثاني : إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن كاسب-وهو يعقوب بن حميد بن كاسب- فروى له أصحاب السنن، وهو صدوق،" وفي التعليق على الثالث :إسناده حسن. يعقوب بن حميد بن كاسب : صدوق ربما وهم " وفي التعليق على الرابع : إسناده صحيح. يعقوب بن حميد بن كاسب صدوق روى له ابن ماجة والبخاري تعليقاً،.." وقال الألباني السلسلة الصحيحة (263و364 و903 و1086 و2483 و2878 ) قلت : و هذا سند جيد ، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير يعقوب بن حميد .قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق ربما وهم .
(13) - وذكره في السلسلة الصحيحة (320 و 485 و1375 و2824 ) وصححه في موضعين وحسنه في آخر وقال في التعليق على الحديث ( 2034 ) "قلت : أبو بكر بن عياش فيه كلام من قبل حفظه،فهو حسن الحديث ." وقال في التعليق على الحديث ( 2197) قلت : وهو ثقة من رجال البخاري " وقال في التعليق على حديث ( 2874 ) قلت : وإسناده جيد ، وقال في التعليق على حديث ( 2937) سوى أبي بكر بن عياش، فمن رجال البخاري .(1/35)
وفي الكاشف (1297) حيي بن هانئ أبو قبيل المعافري وقيل حي عن عقبة وعبد الله بن عمرو وعنه يحيى بن أيوب والليث وبكر بن مضر وثقه جماعة وقال أبو حاتم صالح الحديث توفي 128 ت س .
وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (1740) " وهذا إسناد حسن رجاله ثقات و في أبي هلال - واسمه محمد بن سليم الراسبي - كلام لا ينزل به حديثه عن رتبة الحسن ".
وفي تقريب التهذيب (5923) محمد بن سليم أبو هلال الراسبي بمهملة ثم موحدة البصري قيل كان مكفوفا وهو صدوق فيه لين من السادسة مات في آخر سنة سبع وستين وقيل قبل ذلك خت 4.
وفي الكاشف (4881) محمد بن سليم أبو هلال عن الحسن ومحمد وقتادة وعنه بن مهدي وطالوت وشيبان وثقه أبو داود وقال ابن معين صدوق وقال النسائي ليس بالقوي مات 167 4.
وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (1894) "وفي محمد بن جعفر المدائني كلام لا ينزل به حديثه عن رتبة الحسن إن شاء الله".
وفي تقريب التهذيب (5788 ) محمد بن جعفر البزاز أبو جعفر المدائني صدوق فيه لين من التاسعة مات سنة ست ومائتين م ت.
وفي الكاشف (4772 ) محمد بن جعفر المدائني عن ورقاء وجماعة وعنه الدوري والصغاني وخلق قال أبو داود ليس به بأس ولينه غيره مات 206 م ت .
وقال الألباني في "السلسلة الصحيحة(226)" وهذا سند جيد ، رجاله كلهم ثقات من رجال الشيخين غير شداد بن سعيد ، فمن رجال مسلم وحده ، وفيه كلام يسير لا ينزل به حديثه عن رتبة الحسن".
وفي تقريب التهذيب (2755 ) شداد بن سعيد أبو طلحة الراسبي البصري صدوق يخطىء من الثامنة م صد ت س
وفي الكاشف (2249) شداد بن سعيد الراسبي أبو طلحة عن يزيد بن الشخير ومعاوية بن قرة وعنه مسلم وأبو الوليد وثقه أحمد وغيره وضعفه من لا يعلم م ت س
وفي ميزان الاعتدال (3673 ) [ صح ] شداد بن سعيد [ م، س، ت ] الراسبى،أبو طلحة البصري،صالح الحديث."
وفي التلخيص الحبير - (ج 3 / ص 449) "وَقَالَ الْحَاكِمُ صَحِيحٌ وَأَقَرَّهُ صَاحِبُ الْإِلْمَامِ وَهُوَ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَرْدَكَ وَهُوَ مُخْتَلَفٌ فِيهِ قَالَ النَّسَائِيُّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ وَوَثَّقَهُ غَيْرُهُ فَهُوَ عَلَى هَذَا حَسَنٌ" .
وفي تقريب التهذيب (3836 )عبد الرحمن بن حبيب بن أردك المدني المخزومي مولاهم ويقال حبيب بن عبد الرحمن ليِّن الحديث من السادسة د ت ق .
وفي الكاشف (3172 ) عبد الرحمن بن حبيب بن أردك عن علي بن الحسين وعطاء وعنه حاتم بن إسماعيل والداروردي فيه لين د ت ق.
وفي ميزان الاعتدال (4846) عبدالرحمن بن حبيب [ د، ت، ق ] بن أردك،عن عطاء،صدوق، وله ما ينكر."
وفي التلخيص الحبير - (ج 4 / ص 429) "وَلِلْحَدِيثِ طَرِيقٌ أُخْرَى رَوَاهُ أَبُو دَاوُد مِنْ حَدِيثِ كُرَيْبٍ،عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ، فِيهِ طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، وَهُوَ مُخْتَلَفٌ فِيهِ".
وفي تقريب التهذيب (3036 ) طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي المدني نزيل الكوفة ،صدوق يخطىء من السادسة، مات سنة ثمان وأربعين م 4 .
وفي الكاشف (2482 ) طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله عن أبيه وأعمامه ومجاهد وعنه القطان وأبو نعيم وخلق وثقه جماعة وقال البخاري منكر الحديث وقال أبو زرعة صالح توفي 148 م 4
وفي نصب الراية - (ج 1 / ص 62) "وَقَدْ حَكَى الدَّارَقُطْنِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنْ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَاهُ. وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ هَذَا الحديث، فقالا: قَيْسُ بْنُ طَلْقٍ لَيْسَ مِمَّنْ يَقُومُ بِهِ حُجَّةٌ، وَوَهَّنَاهُ وَلَمْ يُثْبِتَاهُ،قَالَ: والحديث مختلف فيه، فيبغي أَنْ يُقَالَ فِيهِ: حَسَنٌ، وَلَا يُحْكَمُ بِصِحَّتِهِ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ، انْتَهَى.
وفي تقريب التهذيب (5580 ) قيس بن طلق بن علي الحنفي اليمامي صدوق من الثالثة وهم من عده من الصحابة 4 .
وفي الكاشف (4606 ) قيس بن طلق بن علي الحنفي عن أبيه وعنه محمد بن جابر وأهل اليمامة وثقه العجلي 4.
وفي ميزان الاعتدال (6916 ) قيس بن طلق [ عو ] بن على الحنفي، قال ابن القطان: يقتضي أن يكون خبره حسنا لا صحيحا" .
وفي نصب الراية - (ج 4 / ص 121) "قَالَ ابْنُ الْقَطَّانِ فِي كِتَابِهِ: وَأَبُو مَعْشَرٍ هَذَا مُخْتَلَفٌ فِيهِ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُضَعِّفُهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُوَثِّقُهُ، فَالْحَدِيثُ مِنْ أَجْلِهِ حَسَنٌ، انْتَهَى
وفي تقريب التهذيب (7100 ) نجيح بن عبد الرحمن السندي بكسر المهملة وسكون النون المدني أبو معشر مولى بني هاشم مشهور بكنيته ضعيف من السادسة أسنَّ واختلط مات سنة سبعين ومائة ويقال كان اسمه عبد الرحمن بن الوليد بن هلال 4.
وفي الكاشف (5802 ) نجيح بن عبد الرحمن أبو معشر السندي مولى بني هاشم عن المقبري والقرظي ونافع وعنه ابن مهدي وسعيد بن منصور قال أحمد صدوق لا يقيم الإسناد وقال ابن معين ليس بالقوي وقال ابن عدي يكتب حديثه مع ضعفه مات 17 4
وفي البدر المنير لابن الملقن - (ج 3 / ص 266) " قَالَ ابْن الْقطَّان فِي «الْوَهم وَالْإِيهَام» : (فَإِن) سعد بن سعيد مُخْتَلف فِيهِ . وَقد قَالَ فِيهِ أَحْمد بن حَنْبَل : ضَعِيف . وَقَالَ أَبُو حَاتِم : مؤد . قَالَ : وَقد اخْتلف فِي ضبط هَذِه اللَّفْظَة ؛ فَمنهمْ من خففها - أَي : هَالك - وَمِنْهُم من شددها ؛ أَي : حسن الْأَدَاء . قَالَ : والْحَدِيث من أَصله مُخْتَلف فِيهِ ، لَا يُقَال فِيهِ : صَحِيح ؛ بل حسن . هَذَا كَلَامه " .
وفي تقريب التهذيب (2237 ) سعد بن سعيد بن قيس بن عمرو الأنصاري أخو يحيى صدوق سيء الحفظ من الرابعة مات سنة إحدى وأربعين خت م4 .
وفي الكاشف (1827) سعد بن سعيد الأنصاري أخو يحيى عن أنس والسائب بن يزيد وعنه شعبة وابن المبارك صدوق قال النسائي ليس بالقوي خت م 4
وفي البدر المنير لابن الملقن - (ج 5 / ص 724) " عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم الْقَاص ، وَقد أنكرهُ عَلَيْهِ أَبُو حَاتِم ووثق وَضعف . قَالَ ابْن الْقطَّان : كَذَا قَالَ ، وَهُوَ يروي عَنهُ أَحَادِيث ، وَلم يبين أَبُو حَاتِم أَن الَّذِي أَنْكَرُوا عَلَيْهِ هَذَا الحَدِيث بِعَيْنِه ،وَلَعَلَّه حَدِيث آخر . قَالَ ابْن أبي حَاتِم : سُئِلَ أبي عَنهُ فَقَالَ : لَيْسَ بِالْقَوِيّ ،رَوَى حَدِيثا (مُنْكرا)عَن الْعَلَاء . قَالَ أَحْمد : لَا بَأْس بِهِ . قَالَ ابْن الْقطَّان : وَرِجَاله لَا بَأْس بهم ، وَلَيْسَ فيهم من يوضع النّظر فِيهِ إِلَّا هَذَا (الْقَاص) ، وَهُوَ لَا بَأْس بِهِ ، وَمَا جَاءَ من ضعفه بِحجَّة . قَالَ: وَإِذا وجدت عَن يَحْيَى بن معِين أَنه قَالَ : لَيْسَ بِشَيْء . فَإِنَّمَا مَعْنَاهُ قَلِيل الرِّوَايَات ، وَقد يُفَسر ذَلِك عَنهُ فِي رجال هَكَذَا ، وَإِلَّا فَهَذَا توثيقه إِيَّاه ،نَقله عَنهُ الدوري . قَالَ ابْن الْقطَّان : وَالْمَقْصُود أَن يعلم أَنه مُخْتَلف فِيهِ ،والْحَدِيث من رِوَايَته حسن ".
وفي تعجيل المنفعة (611 ) ا عبد الرحمن بن إبراهيم القاص المدني نزيل كرمان قيل أصله بصري عن محمد بن المنكدر والعلاء بن عبد الرحمن وغيرهما روى عنه ابنه عبد الله وزيد بن الحباب وعفان وغيرهم قال ابن أبي حاتم عن الدوري عن ابن معين مدني كان ينزل كرمان وهو ثقة وقال العجلي ثقة وقال النسائي ليس بالقوي وقال أبو زرعة لا بأس أحاديثه مستقيمة وقال أبو حاتم ليس بقوي روى عن العلاء بن عبد الرحمن حديثا منكرا وقال أبو داود هو عندي منكر الحديث وعفان يمسك برمقه وعن ابن معين ليس بشيء وقال العقيلي منكر الحديث ثم ساق من طريقه َنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حسان الْوُجُوهِ وقال فَلَيْسَ لَهُ طَرِيقٌ يَثْبُتُ(1)،ومن غرائبه عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ كَانَ عَلَيْهِ صَوْمُ رَمَضَانَ فَلْيَسْرُدْهُ وَلَا يُقَطِّعْهُ "(2)أخرجه الدارقطني وضعفه به، وقال ابن حبان: منكر الحديث يروي ما لا يتابع عليه ،وليس بالمشهور في العدالة،على أن التنكب عن أخباره أولى "(3).
وفي البدر المنير لابن الملقن - (ج 4 / ص 147) "قَالَ التِّرْمِذِيّ عَلَى مَا نَقله الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين فِي «الإِمَام» : هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب . قلت : وَأَبُو يَحْيَى هَذَا اسْمه : زَاذَان ، أَو يزِيد ، أَو دِينَار ، أَو عبد الرَّحْمَن بن دِينَار ، أَو مُسلم أَقْوَال لَيْسَ بِالْقَوِيّ عِنْدهم كَمَا قَالَ أَبُو عمر ، وَقَالَ ابْن الْقطَّان : ضَعِيف عِنْدهم ، وَأَحْسَنهمْ فِيهِ رَأيا الْبَزَّار ؛ فَإِنَّهُ قَالَ : مَا نعلم بِهِ بَأْسا ، فقد رَوَى عَنهُ جمَاعَة من أهل الْعلم وَاحْتَملُوا حَدِيثه وَهُوَ كُوفِي مَعْرُوف ، وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ : ضعفه شريك وَيَحْيَى ، وَوَثَّقَهُ يَحْيَى فِي رِوَايَة ، وَقَالَ أَحْمد : رويت عَنهُ أَحَادِيث مَنَاكِير جدًّا ، وَقَالَ النَّسَائِيّ : لَيْسَ بِالْقَوِيّ ، وَقَالَ ابْن حبان : فحش خَطؤُهُ ، وَكثر (وهمه) ، حَتَّى سلك غير مَسْلَك (الْعُدُول) فِي الرِّوَايَات ".
وفي تقريب التهذيب (8444 ) أبو يحيى القتات بقاف ومثناة مثقلة وآخره مثناة أيضا الكوفي اسمه زاذان وقيل دينار وقيل مسلم وقيل يزيد وقيل زبان وقيل عبد الرحمن لين الحديث من السادسة بخ د ت ق(4)
وفي البدر المنير لابن الملقن - (ج 4 / ص 286)أن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : «رحم الله امْرأ صَلَّى قبل الْعَصْر أَرْبعا» قال : هَذَا الحَدِيث حسن ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ من حَدِيث أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ ، نَا مُحَمَّد بن مُسلم بن مهْرَان سمع جده ، عَن ابْن عمر مَرْفُوعا بِهِ ،وَقَالَ أَبُو دَاوُد : نَا ابْن مهْرَان ، حَدثنِي جدي أَبُو الْمثنى ... فَذكر كنيته ،قَالَ التِّرْمِذِيّ : هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب . وَقَالَ ابْن الْقطَّان فِي «علله» : هَذَا الحَدِيث سكت عَنهُ عبد الْحق متسامحًا - فِيمَا أرَى - لكَونه من فَضَائِل الْأَعْمَال ، وَهُوَ حَدِيث يرويهِ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ ، عَن مُحَمَّد بن مهْرَان ، عَن (أبي) الْمثنى ، عَن ابْن عمر .وَمُحَمّد بن مهْرَان يكنى - أَيْضا - أَبَا الْمثنى وَهُوَ مُحَمَّد بن مهْرَأن ابن مُسلم بن مهْرَان . كَذَا يَقُول ابْن معِين ، وَغَيره يَقُول : مُحَمَّد بن مهْرَأن ابن (مُسلم) بن الْمثنى ، وَابْن أبي حَاتِم و أَبُو أَحْمد يَقُولَانِ : مُحَمَّد بن مُسلم بن مهْرَأن ابن مُسلم بن الْمثنى ، وَمُسلم بن الْمثنى هُوَ جده يكنى أَبَا الْمثنى ، وَهُوَ مُؤذن مَسْجِد الْكُوفَة ، وَهُوَ ثِقَة ، فَأَما حفيده مُحَمَّد بن مهْرَان فَقَالَ أَبُو زرْعَة : واهي الحَدِيث . وَقَالَ عَمْرو بن عَلّي : رَوَى عَنهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ أَحَادِيث مُنكرَة . وَلم يرضه يَحْيَى الْقطَّان ،وَهَذَا الحَدِيث - كَمَا ترَى - هُوَ من رِوَايَة أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ عَنهُ ، وَقد ذكره أَبُو أَحْمد فِي جملَة مَا أورد مِمَّا أنكر عَلَيْهِ ، وَقَالَ فِي بَابه : إِن حَدِيثه يسير لَا يتَبَيَّن بِهِ صدقه من كذبه ،قلت : وَأما ابْن حبان فَخَالف ؛ فَذكر مُحَمَّد بن مهْرَان فِي (ثقاته) ، وَأخرج الحَدِيث فِي «صَحِيحه» من حَدِيث أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِي ، عَن أبي دَاوُد عَنهُ ، عَن جده ، عَن ابْن عمر مَرْفُوعا بِاللَّفْظِ السالف ، ثمَّ قَالَ : أَبُو الْمثنى هَذَا اسْمه مُسلم بن الْمثنى ، من ثِقَات أهل الْكُوفَة ،قَالَ : وَقَوله عَلَيْهِ السَّلَام : «أَرْبعا» أَرَادَ بتسليمتين ؛ لِأَن فِي خبر يعْلى بن عَطاء ، عَن عَلّي بن عبد الله الْأَزْدِيّ ، عَن (ابْن عمر) رَفعه : «صَلَاة اللَّيْل وَالنَّهَار مثنى» ،وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم : سَمِعت أبي يَقُول : سَأَلت أَبَا الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ عَن حَدِيث : مُحَمَّد بن مُسلم بن الْمثنى ، عَن أَبِيه ، عَن ابْن عمر ، عَن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - : «(رحم الله من صَلَّى قبل الْعَصْر أَرْبعا» فَقَالَ : دع ذَا - فَقلت : إِن أَبَا دَاوُد رَوَاهُ . فَقَالَ أَبُو الْوَلِيد : كَانَ ابْن عمر يَقُول : «حفظت عَن رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - ) عشر رَكْعَات فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة ...» فَلَو كَانَ هَذَا لعده ، قَالَ أبي [ يَعْنِي ] كَانَ يَقُول : «حفظت عَن رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - ثِنْتَيْ عشرَة رَكْعَة ...» انْتَهَى كَلَامه .
وَلَك أَن تَقول : هَذَا لَيْسَ بعلة (فَإِن ابْن عمر أخبر فِي ذَلِك عَمَّا حفظه من فعله عَلَيْهِ السَّلَام ، وَهَذَا عَمَّا حث عَلَيْهِ) فَلَا تنَافِي بَينهمَا " .
وفي تقريب التهذيب (5701 ) محمد بن إبراهيم بن مسلم بن مهرأن ابن المثنى المؤذن الكوفي وقد ينسب لجده ولجد أبيه ولجد جده صدوق يخطىء من السابعة د ت س.
وفي الكاشف (4702 ) محمد بن إبراهيم بن مسلم بن مهران وهو محمد بن مسلم ومحمد بن مهران ومحمد بن أبي المثنى سمع سلمة بن كهيل وجماعة وعنه الطيالسيان وجماعة لم يضعف د ت س
وقال في البدر المنير - (ج 4 / ص 317)عن حديث من طريق قيس بن طلق بن علي "هَذَا الحَدِيث حسن" ثم نقل اختلاف العلماء فيه "
وفي البدر المنير - (ج 5 / ص 345) قَالَ التِّرْمِذِيّ : هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح . قلت : وَعمر بن أبي سلمة هَذَا قَالَ أَبُو حَاتِم : صَدُوق ، وَلَا يحْتَج بِهِ . وَقَالَ ابْن خُزَيْمَة : لَا يحْتَج بِهِ . وَوَثَّقَهُ غَيرهمَا ، وَصَححهُ ابْن حبان .
وقال ابن الملقن في البدر المنير - (ج 6 / ص 552)عند حديث «الْمُؤْمِنُونَ عِنْد شروطهم» .هَذَا الحَدِيث مَرْوِيّ من طرق أَحدهَا : عَن أبي هُرَيْرَة رَضي اللهُ عَنهُ قَالَ : قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - : «الْمُسلمُونَ عِنْد شروطهم» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد من حَدِيث كثير بن زيد ، عَن الْوَلِيد بن رَبَاح ، عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا بِهِ ، وَكثير هَذَا هُوَ مولَى الأسلميين ، وَفِيه مقَال . قَالَ أَبُو زرْعَة : صَدُوق فِيهِ لين . وَاخْتلف قَول يَحْيَى بن معِين فِيهِ فضعفّه مرّة وَوَثَّقَهُ أُخْرَى ، وَضَعفه النَّسَائِيّ ، وَوَثَّقَهُ ابْن حبان ، وَأخرج لَهُ فِي «صَحِيحه» كَمَا ستعلمه فِي كتاب الصُّلْح ، وتحامل عَلَيْهِ ابْن حزم فوهاه ، ...قَالَ ابْن الْقطَّان : وَيَنْبَغِي أَن يُقَال فِيهِ : حسن لما بِكَثِير بن زيد من الضعْف وَلَو كَانَ صَدُوقًا ".
وفي تقريب التهذيب (5611 ) كثير بن زيد الأسلمي أبو محمد المدني بن مافنه بفتح الفاء وتشديد النون صدوق يخطىء من السابعة مات في آخر خلافة المنصور ر د ت ق
وفي الكاشف (4631 ) كثير بن زيد الأسلمي أبو محمد المدني عن المقبري وطائفة وعنه بن أبي فديك وآخرون قال أبو زرعة صدوق فيه لين د ت ق .
وقال ابن الملقن في البدر المنير - (ج 1 / ص 594) في تعليقه على حديث جَابر بن عبد الله رَضِي اللهُ عَنْهُ أَن رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : «لَا يُنْتفع (من الْميتَة) بِشَيْء» ،لَا أعلم بِإِسْنَادِهِ بَأْسا ، وَاسْتدلَّ بِهِ ابْن الْجَوْزِيّ فِي «تَحْقِيقه» ، بعد أَن عزاهُ إِلَى رِوَايَة الدَّارَقُطْنِيّ ، وَلَفظه : «لَا تنتفعوا» بدل : «لَا ينْتَفع» ، وَفِي نُسْخَة مِنْهُ : رَوَاهُ أَصْحَابنَا .وَقَالَ صَاحب «الْمُغنِي» : رَوَاهُ أَبُو بكر الشَّافِعِي ، بِإِسْنَادِهِ ، عَن أبي الزبير ، عَن جَابر ، وَإِسْنَاده حسن ،وَقد رَوَاهُ ابْن وهب فِي «مُسْنده» ، عَن زَمعَة بن صَالح ، عَن أبي الزبير بِهِ . وَزَمعَة مُخْتَلف فِيهِ ."
قلت :هو من طريق زمعة بن صالح عن ابي الزبير عن جابر(5)
وفي تقريب التهذيب (2035 ) زمعة بن صالح بسكون الميم الجندي بفتح الجيم والنون اليماني نزيل مكة أبو وهب ضعيف وحديثه عند مسلم مقرون من السادسة م مد ت س ق
وفي الكاشف (1653) زمعة بن صالح الجندي بمكة عن عبد الله بن كثير والزهري وعنه بن مهدي وأبو نعيم ضعفه أحمد قرنه مسلم بآخر م قرنه ت س ق
وفي الكامل في الضعفاء [ ج3 -ص 231 ] قال ابن عدي: ولزمعة أحاديث غير ما ذكرت عن الزهري وزياد بن سعد وسلمة بن وهرام وأبو الزبير ويعقوب بن عطا عنه إفرادات وحديثه كله كأنه فوائد وربما يهم في بعض ما يرويه وأرجو أن حديثه صالح لا بأس به" .
وقال ابن الملقن في البدر المنير - (ج 3 / ص 292) في التعليق على هذا السند عَن مُحَمَّد بن الْحصين ، عَن أبي عَلْقَمَة مولَى ابْن عَبَّاس ، عَن يسَار ، مولَى ابْن عمر ، عَن ابْن عمر،وَأما قَوْله مَجْهُول الْحَال فَكَذَا نقل عَن الدَّارَقُطْنِيّ (أَيْضا) أَنه مَجْهُول لَكِن ذكره أَبُو حَاتِم بن حبان فِي «ثقاته» فِي أَتبَاع التَّابِعين فَقَالَ : مُحَمَّد بن حُصَيْن يروي عَن أبي عَلْقَمَة مولَى ابْن عَبَّاس ، وَكَانَ (أَبُو) عَلْقَمَة قَاضِيا بإفريقية (رَوَى) عَنهُ قدامَة بن مُوسَى .
قلت : وَسليمان ابن بِلَال والدراوردي أَيْضا ، وَأعله ابْن حزم بِوَجْه آخر ؛ فَقَالَ : يسَار مولَى ابْن عمر مَجْهُول . وَلَيْسَ كَمَا ذكر ؛ فقد قَالَ فِي حَقه أَبُو زرْعَة : ثِقَة . وَقَالَ : النَّوَوِيّ فِي «شرح الْمُهَذّب» : هَذَا الحَدِيث إِسْنَاده حسن ، إِلَّا أَن فِي إِسْنَاده رجلا مَسْتُورا وَالظَّاهِر أَنه عَنى بالمستور مُحَمَّد بن الْحصين ، وَقد عرفت عينه وحاله " .
قلت : وفي تقريب التهذيب (5823 ) محمد بن الحصين التميمي وسماه بعضهم أيوب د وكنية أبيه أبو أيوب مجهول من السادسة ت ق
وفي الكاشف (4802) محمد بن الحصين وقيل أيوب بن الحصين د عن أبي علقمة وعنه سليمان ابن بلال والداروردي وثق ت ق.
ومما تقدم يتبين لنا بجلاء أن حديث المختلف فيه حكم عليه سائر الأئمة ومنهم الحافظ ابن حجر بالحسن الذاتي ، الذي لا يفتقر إلى عاضدٍ والله أعلم ، وإذا وجد له عاضد صحَّ ، ومن ثم نقول : كل راو اختلف فيه جرحا وتعديلاً ، فحديثه إذا انفرد به من قبيل الحسن لذاته ، هذا إذا لم ينكر عليه هذا الحديث بعينه ، ولم نجد له ما يعضده لفظاً ولا معنى .
قال ابن حجر في النكت(6):" قال البيهقي - في رسالته إلى أبي محمد الجويني -: "الأحاديث المروية ثلاثة أنواع:
1- نوع اتفق أهل العلم على صحته.
2- ونوع اتفقوا على ضعفه.
3- ونوع اختلفوا في ثبوته، فبعضهم صححه وبعضهم يضعفه لعلة تظهر له بها إما أن يكون خفيت العلة على من صححه، وإما أن يكون لا يراها معتبرة قادحة".
قلت: وأبو الحسن ابن القطان في الوهم والإيهام يقصر نوع الحسن على هذا كما سيأتي البحث فيه في قول المصنف أن الحسن يحتجُّ به."
وقال أيضاً(7): " وقد رأيت لبعض المتأخرين في الحسن كلاما يقتضي أنه الحديث الذي في رواته مقال، لكن لم يظهر فيه مقتضى الردّ فيحكم على حديثه بالضعف ولا يسلم من غوائل الطعن، فيحكم لحديثه بالصحة".
وقال ابن دحية: "الحديث الحسن هو: ما دون الصحيح مما فيه ضعف قريب محتمل عن راو لا ينتهي إلى درجة العدالة ولا ينحطُّ إلى درجة الفسق".
قلت: "وهو جيد بالنسبة إلى النظر في الراوي لكن صحة الحديث وحسنه ليس تابعا لحال الراوي فقط، بل لأمور تنضمُّ إلى ذلك من المتابعات والشواهد وعدم الشذوذ والنكارة، فإذا اعتبر في مثل هذا سلامة راويه الموصوف بذلك من الشذوذ والإنكار كان من أحسن ما عرف به الحديث الحسن الذاتي لا المجبور على رأي الترمذي - والله أعلم. "
قلت : من خلال هذه التعريفات للحسن ، نفهم أن بعض المحدِّثين يقصر الحسن على الحديث الذي يرويه الراوي الذي تجاذبته أطراف التوثيق وأطراف التضعيف ، فلم يترجح إلحاقه بمن فوقه ، ولا إلحاقه بمن هو دونه ، ولذا اختصَّ بمرتبة بين الصحة وبين الضعف ، وهي الحسن ، وتكاد تستقرُّ فحوى هذه التعريفات للحديث الحسن عند المحققين من علماء الحديث ، ولكن بتفصيل أكثر ، فيطلقون اسم الحسن لذاته على الحديث الذي يرويه الصدوق الضابط المتقن ، لكنه غير تام الضبط والإتقان ، وعبارة السخاوي توضح هذا تمام الوضوح ، عندما يعرف الحديث الحسن في فتح المغيث فيقول(8): " مطلق الحسن هو الذي اتصل سنده بالصدوق الضابط المتقن -غير تامهما- أو بالضعيف بما عدا الكذب ، إذا اعتضد ، مع خلوهما عن الشذوذ والعلة ".
فالصدوق التام الضبط والإتقان هو الذي جعله ابن حجر في المرتبة الرابعة فأطلق عليه لفظة ( صدوق) دون أي إضافة أخرى ، وليس هذا داخلاً في التعريف .
أمَّا الحسن لغيره : فهو رواية الضعيف بما عدا الكذب إذا اعتضد ، وهو الذي أراده السخاوي بالشق الثاني من تعريفه .
وبإمكاننا أن نعضد هذه النتائج بأدلة أخرى نسوقها فيما يلي :
ذكر الأدلة الأخرى على أن حديث المختلف فيه حديث حسن لذاته :
__________
(1) - الضُّعَفَاءُ الْكَبِيرِ لِلْعُقَيْلِيِّ (1039 ) وله طرق كثيرة تحسنه لغيره
(2) - السُّنَنُ الْكُبْرَى لِلْبَيْهقِيِّ (7760) وقَالَ عَلِيٌّ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ضَعِيفٌ قَالَ الشَّيْخُ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ مَدَنِيٌّ قَدْ ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ ، وَالدَّارَقُطْنِي.
(3) - وانظر ميزان الاعتدال (ج 2 / ص 545)(4803)
(4) - وانظر ميزان الاعتدال (ج 4 / ص 586)(10729)
(5) - تهذيب الآثار للطبري (2417 ) حدثني محمد بن مروان البصري ، قال : حدثنا الضحاك بن مخلد ، عن زمعة ، قال : أخبرني أبو الزبير ، أنه سمع جابر بن عبد الله الأنصاري به مطولا .
(6) - النكت على ابن الصلاح (ج 1 / ص 386)
(7) - النكت على ابن الصلاح (ج 1 / ص 404)
(8) - 1/70(1/36)
الدليل الأول : صنَّف الذهبي كتابا سماه ( معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الردَّ) خصصه للمختلف فيهم من الرواة ، كما قال في مقدمته(1): " فهذا فصل نافع، في معرفة ثقات الرواة الذين تَكَلَّمَ "فيهم" بعض الأئمة بما لا يوجب رد أخبارهم، أو فيهم بعض اللين، وغيرهم أتقن منهم وأحفظ، فهؤلاء حديثهم إن لم يكن في أعلى مراتب الصحيح فلا ينزل عن رتبة الحسن، اللهم إلا أن يكون للرجل منهم أحاديث تستنكر عليه، وهي التي تُكُلِّمَ فيه من أجلها، فينبغي التوقف في تلك الأحاديث، والله الموفق للحق بمنه." اهـ .
وأنا سوف أختار نماذج ممن ذكرهم الذهبي في هذا الكتاب ، وصرح تصريحاً أن حديثهم (حسن) أو (صالح) أو ما في معنى الحسن ، وإن كان كل من ذكر في هذا الكتاب صالح لما ندلل هنا ، وسوف أذكر اسم الرجل ، ثم حكم الذهبي على حديثه ، وأتبعه بقول ابن حجر فيه .
(6)"خ د س" إبراهيم بن عبد الرحمن السكسكي:لينه شعبة، وضعفه أحمد، "حديثه حسن".(2)
وفي تقريب التهذيب (204 ) إبراهيم بن عبد الرحمن السكسكي أبو إسماعيل الكوفي مولى صخير بالمهملة ثم المعجمة مصغرا صدوق ضعيف الحفظ من الخامسة خ د س
وفي الكاشف (163) إبراهيم بن عبد الرحمن السكسكي عن ابن أبي أوفى وأبي وائل وعنه مسعر والمسعودي وعدة ضعفه أحمد خ د س
وفي ميزان الاعتدال (135 ) إبراهيم بن عبدالرحمن [ خ، د، س ] السكسكى،عن عبدالله بن أبى أوفى،كوفى صدوق.
وقال (7)"ت س" إبراهيم بن عبدالملك أبوإسماعيل القناد عن قتادة ونحوه: قيل: له أوهام "وقد قال النسائي:لا بأس به.(3)
وفي تقريب التهذيب (212 ) إبراهيم بن عبد الملك البصري أبو إسماعيل القناد بالقاف والنون صدوق في حفظه شيء من السابعة ت س
وفي الكاشف (171 ) إبراهيم بن عبد الملك البصري أبو إسماعيل القناد عن قتادة وابن أبي كثير وعنه لوين وإسحاق بن أبي إسرائيل وعدة قال النسائي لا بأس به ت س .
وفي ميزان الاعتدال (143 ) إبراهيم بن عبدالملك [ صح، ت، س ] أبو إسماعيل القناد، روى عن قتادة وغيره. قال العقيلى: يهم في الحديث،وقال النسائي: لا بأس به،وضعفه زكريا الساجى بلا مستند."
وقال (9) "م عه" إبراهيم بن مهاجر البجلي الكوفي صدوق، قال القطان: لم يكن بالقوي وكذا قال النسائي،خرج له مسلم أحاديث شواهد.(4)
وفي تقريب التهذيب (254 ) إبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي الكوفي صدوق لين الحفظ من الخامسة م 4
وفي الكاشف (209 ) إبراهيم بن مهاجر البجلي الكوفي عن إبراهيم النخعي وطارق بن شهاب وخلق وعنه شعبة وزائدة وعدة قال القطان والنسائي ليس بالقوي وقال أحمد لا بأس به م
وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (288 ) " وإسناده حسن عندي ، رجاله ثقات رجال الشيخين ، سوى ابن مهاجر فإنه من رجال مسلم وحده ،و فيه ضعف يسير "
وقال (11) "خ م" إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق السبيعي، قليل الحديث، لا بأس به"، وضعفه أبو داود، وقال النسائي: ليس بالقوي، وله في الصحيحين أحاديث، ووثقه الدَّارَقُطْنِيّ.(5)
وفي تقريب التهذيب (274) إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي صدوق يهم من السابعة مات سنة ثمان وتسعين خ م د س ق
وفي الكاشف (225 ) إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن الشيخ أبي إسحاق السبيعي عن أبيه وجده وعنه أبو كريب وجماعة فيه لين مات 198 خ م د ت س
وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (878 ) في حديث له : "قلت : وهذا إسناد جيد ، رجاله ثقات رجال الشيخين .." .
وقال (12) "خ" أُبيّ بن عباس بن سهل بن سعد "قليل الرواية وغيره أمتن منه ضعفه ابن معين وغيره، وقال أحمد: منكر الحديث وقواه الدَّارَقُطْنِيّ(6)
وفي الكاشف (229) أبي بن عباس بن سهل عن أبيه وأبي بكر بن حزم وعنه معن وابن أبي فديك وعدة ضعفوه قال أحمد منكر الحديث وقال يحيى بن معين ضعيف وقد احتج البخاري به خ ت ق
وفي ميزان الاعتدال (273) قلت: أبي، وإن لم يكن بالثبت فهو حسن الحديث، وأخوه عبدالمهيمن واه. "
قلتُ : وهكذا بقية الرواة الذين ذكرهم في الكتاب .
وهذه أمثلة أخرى مختصرة :
122- "م د ت س" سالم بن نوح العطار :حسن الحديث"
رتبته عند ابن حجر : صدوق له أوهام
113- "م س" رباح بن أبي معروف عن عطاء، ضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم: "صالح الحديث ".وقال النسائي: "ليس بالقوي "
رتبته عند ابن حجر : صدوق له أوهام
325- " مرجى بن رجاء":جائز الحديث
رتبته عند ابن حجر : صدوق ربما وهم
338- "م د س" معقل بن عبيد الله الجزري :صالح الحديث
رتبته عند ابن حجر : صدوق يخطىء
350- "عه" موسى بن يعقوب الزمعي":صالح الحديث
رتبته عند ابن حجر : صدوق سىء الحفظ
354- "م تبعاً عه" النعمان ابن راشد الجزري":حسن الحديث
رتبته عند ابن حجر : صدوق سىء الحفظ
358- "م س عه"" هشام بن سعد المدني":حسن الحديث
رتبته عند ابن حجر : صدوق له أوهام ، و رمى بالتشيع
383- "م عه" يحيى بن يمان العجلي":صالح الحديث(7)
رتبته عند ابن حجر : صدوق عابد يخطىء كثيرا و قد تغير
389- "عه" يعقوب بن عبد الله القمي": صالح الحديث
رتبته عند ابن حجر : صدوق يهم
398- "م س" أبو بكر النهشلي":صالح الحديث"
وفي سير أعلام النبلاء (7/333)117 - أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ الكُوْفِيُّ (م، ت، س، ق) مِنْ عُلَمَاءِ الكُوْفَةِ.وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيْهِ ابْنُ حبان، فَقَالَ: كَانَ شَيْخاً صَالِحاً، فَاضِلاً، غَلَبَ عَلَيْهِ التَّقَشُّفُ، حَتَّى صَارَ يَهِمُ وَلاَ يَعْلَمُ، وَيُخطِئُ وَلاَ يَفهَمُ، فَبَطَلَ الاحْتِجَاجُ بِهِ.قُلْتُ: بَلْ هُوَ صَدُوْقٌ، احْتجَّ بِهِ: مُسْلِمٌ، وَغَيْرُهُ.
رتبته عند ابن حجر : صدوق رمى بالإرجاء
ومن هذه النماذج يتبين لنا أن من جعله ابن حجر في المرتبة الخامسة فحديثه حسن لذاته أو صالح عند الذهبي .
=================
__________
(1) ص 51) ومن تكلم فيه وهو موثق أو صالح الحديث (ج 1 / ص 10) الشاملة 2
(2) - من تكلم فيه وهو موثق أو صالح الحديث (ج 1 / ص 12)
(3) - من تكلم فيه وهو موثق أو صالح الحديث (ج 1 / ص 13)
(4) - من تكلم فيه وهو موثق أو صالح الحديث (ج 1 / ص 13)
(5) - من تكلم فيه وهو موثق أو صالح الحديث للذهبي (ج 1 / ص 13)
(6) - من تكلم فيه وهو موثق أو صالح الحديث (ج 1 / ص 14)
(7) - وفي سير أعلام النبلاء (8/357)100 - يَحْيَى بنُ يَمَانٍ أَبُو زَكَرِيَّا العِجْلِيُّ (م، 4)الإِمَامُ، الحَافِظُ، الصَّادِقُ(1/37)
المطلب الرابع
وجود رواة من هذه المرتبة في الصحيحين
قال العاني - رحمه الله - : لقد أحصيت وجود (244) راوياً ممن هم في هذه المرتبة أخرج لهم صاحبا الصحيحين اتفاقاً أو انفراداً .
ورواة الصحيحين أجمل الذهبي حالهم في الموقظة فقال(1):
" من أَخرَج له الشيخان على قسمين :
أحدُهما : ما احتَجَّا به في الأصول . وثانيهما : من خرَّجا له متابعةً وشَهادَةً واعتباراً.
فمن احتَجَّا به أو أحدُهما ، ولم يُوثَّق ، ولا غُمِزَ ، فهو ثقة ، حديُثُه قوي .
ومن احتَجَّا به أو أحدُهما ، وتُكلِّم فيه :
فتارةً يكون الكلامُ فيه تعنُّتاً ، والجمهورُ على توثيقِه ، فهذا حديثُهُ قويّ أيضاً .
وتارةً يكون الكلامُ في تليينِهِ وحِفظِهِ له اعتبار . فهذا حديثهُ لا يَنحطُّ عن مرتبة الحسَن ، التي قد نُسمِّيها : من أدنى درجات الصحيح فما في الكتابين بحمد الله رجلٌ احتَجَّ به البخاريُّ أو مسلمٌ في الأصولِ ، ورواياتُه ضعيفة ، بل حَسَنةٌ أو صحيحة .
ومن خَرَّجَ له البخاريُّ أو مسلمٌ في الشواهد والمتابَعات ، ففيهم من في حِفظِه شيء ، وفي توثيِقه تردُّد . فكلُّ من خُرِّجَ له في الصحيحين ، فقد قَفَزَ القَنْطَرة ، فلا مَعْدِلَ عنه إلا ببرهانٍ بَيِّن .
نعم ، الصحيحُ مراتب ، والثقاتُ طَبَقات ، فليس مَنْ وُثِّق مطلقاً كمن تُكلِّمَ فيه ، وليس من تُكلِّم في سُوءِ حفظِه واجتهادِه في الطَّلَب ،كمن ضعَّفوه ولا من ضعَّفوه ورَوَوْا له كمن تركوه ، ولا من تركوه كمن اتَّهموه وكذَّبوه .فالترجيحُ يَدخُلُ عند تعارُضِ الروايات . وحَصْرُ الثقاتِ في مصنَّفٍ ،كالمتعذِّر . وضَبْطُ عَدَدِ المجهولين مستحيل "
وفي شرح الموقظة(2):
" ذكرنا أن الراوي إذا عدله أئمة ووثقه آخرون، وضعفه آخرون، ولم يكن ثمة مرجح، فإن هذا قد يكون حديثه حسنًا.."
ولعل هذا الكلام كلام الذهبي يضاف إلى ما سبق، فهو وإن لم يكن صريحًا، لكن فيه دلالة؛ لأنه يقول: أقلُّ أحواله أن يكون الحديث حسنًا، وأيضًا لو كان الراوي وثقه أئمة، وتكلم فيه آخرون، وهذا الكلام الذي ذكره ليس فيه تعنت، لكنه لا يدلُّ على التضعيف المطلق، أو لا يقتضي التضعيف المطلق، إما بنفسه أو بمقارنته مع كلام الأئمة، فهذا أقلُّ أحواله أن يكون هذا الراوي ممن يحسن حديثه إذا كان البخاري ومسلم قد احتجا به، وهذا مثل خالد بن مخلد القطواني هذا خرج له الشيخان ووثقه جماعة من العلماء، وطعن فيه جماعة لوقوع النكارة في بعض حديثه، فمثل هذا لا يقلُّ حديثه أن يكون حسنًا -لذاته- إذا وجدنا لهذا الراوي حديثًا خارج الصحيح، وهذا خالد بن مخلد في إسناده، فإننا نقول: أقل ما نقول في هذا الحديث: إنه حسن؛ لأن خالد بن مخلد هذا حسن الحديث أو نصحح حديثه إذا ملنا إلى تصحيح حديثه، لقيام القرائن الدالة على التصحيح .
ومثله سهيل بن أبي صالح احتجَّ به الإمام مسلم، وخرج له البخاري متابعة، مثل هذا إذا جاءنا في إسناد، فبعض العلماء يصحح حديثه كالذهبي، وبعض العلماء يحسن حديثه كالحافظ ابن حجر، فأقلُّ أحواله أن يكون حديثه حسنًا؛ لأنه قد احتجَّ به الإمام مسلم، وقد قواه جماعة من العلماء، وضعفه آخرون، لكن هذا التضعيف مع احتجاج مسلم به يجعل هذا التضعيف ليس شديدًا.
فما في الكتابين بحمد الله رجل احتج به البخاري أو مسلم في الأصول ورواياته ضعيفة، بل حسنة أو صحيحة.
إذًا إذا جاءنا راوٍ احتج به البخاري أو مسلم، فأقلُّ أحواله أن يكون حديثه حسنًا، لكن هذا الاحتجاج يكون في الأصول لا في الشواهد والمتابعات .
ومن خرج له البخاري أو مسلم في الشواهد والمتابعات ففيهم من في حفظه شيء وفي توثيقه تردد .
يعني: هذا مثل هشام بن سعد خرَّج له مسلم متابعة، والبخاري تعليقًا، وهذا جمهور العلماء على تضعيفه، فهذا في حفظه شيء، وإن خرج له مسلم، فهو رجل إذا جاءنا في إسناد، وحكمنا عليه بأنه ضعيف هذا يعتبر حكما يعني: لا مذمة فيه، كذلك مثل عبد الملك بن أعين هذا ، خرج له الشيخان متابعة، وهو قد تكلم فيه، فمثل هذا جعله الحافظ ابن حجر والذهبي ممن يحسن حديثه في مرتبة صدوق، وهو الذي يحسن حديثه فهذا فيه العلماء مترددون، منهم من يصحح حديثه، ومنهم يضعف حديثه، واختار الحافظان التوسط في شأنه .
ومثله أيضًا أبي بن عباس بن سهل بن سعد، هذا فيه ضعف من جهة حفظه، خرج له البخاري متابعة، فمثل هذا لو جاءنا بسند خارج الصحيح حكمنا على السند بأنه ضعيف، فهذا لوجود أبي بن سعد بن عباس بن سعد فيه، هذا لا غضاضة فيه، لا يقال هذا من رجال الشيخين، لأن يقال: هذا موجود في الصحيح، موجود في صحيح البخاري، وله رواية واحدة، ولكن لا على سبيل الاحتجاج، لكن من احتجَّ به ينبغي التثبت في أمره، نعم.
فكل من خرج له في الصحيحين فقد قفز القنطرة،يعني: على سبيل الاحتجاج لا على سبيل الاعتبار والشواهد، هذا ينبغي تقييده، فكلمة " كلُّ " عامة لكن هذه عامة المراد بها شيء خاص، وهو من خرج لهم الشيخان أو أحدهما على سبيل الاحتجاج وسياق كلام المؤلف، والسياق يقتضي هذا التخصيص، نعم .
فلا نعدل عنه إلا ببرهان بين،يعني: فلا نعدل عمن احتج بهم الشيخان أو أحدهما إلا ببرهان، يعني: لا ينقلون من المرتبة التي وضعت لهما وخرج بناء عليها احتجاجًا لهما إلا ببرهان بين واضح لا التباس به ولا غموض .
والصحيح مراتب، والثقات طبقات، فليس من توثق مطلقا كمن تكلم فيه ...
يعني: هناك من وثقوا مطلقًا ما أحد تكلم فيهم بجرح نهائيًا، فمثل هؤلاء أعلى حالًا ممن تكلم فيهم بكلام له وجاهته ...
وليس من تكلم فيه بسبب سوء حفظه واجتهاده في الطلب كمن ضعفوه، ولا من ضعفوه ورووا له كمن تركوه، ولا من تركوه كمن اتهموه وكذبوه، فالترجيح يدخل عند تعارض الروايات وحصر الثقات في مصنف كالمتعذر.
يعني: كما سبق لنا كثيرًا في الكلام على الصحيح والحسن والضعيف والمطروح قلنا: إن هذه رواتهم طبقات، فالصحيح كما أن رواته طبقات، هو كذلك في نفسه طبقات، وكذلك الحسن وكذلك الضعيف وكذلك المطروح، فليست على حد سواء، وإن كان يشملهم لفظ الثقة أو لفظ الصحيح أو لفظ الحسن ولفظ الصدوق أو لفظ الضعيف وهكذا، ويشملهم لفظ عام، لكن هم متفاوتون في هذا اللفظ .
كما يقال: إنسان وهم متفاوتون في الطول والقصر وغيرها من الأوصاف، كلهم يسمى إنسانا، لكنهم متفاوتون فيما بينهم . "
إذا فأما من تكلم فيه من رواة الصحيحين على سبيل التعنت ، فهؤلاء لم يلتفت إلى تعنت من تعنت ، وهؤلاء لا يدخلون في هذه المرتبة ( الخامسة) بل هم فوقها ، وأما من تكلم فيه والكلام لنقاد معتبر، فهذا لم يهمله الحافظ ابن حجر ، بل أعمله ، واعتبر إخراج البخاري لحديثه بمثابة التوثيق له(3)، وهو بهذا التوثيق يقابل تليين أو تضعيف من ضعفه ، ولهذا الاختلاف أدخلهم في هذه المرتبة ( الخامسة) ، وهم الذين قال فيهم الذهبي : فهذا لا ينحطُّ حديثه عن مرتبة الحسن ، التي قد نسميها من أدنى درجات الصحيح "
ومعنى قوله ( من أدنى درجات الصحيح) أي الحسن الذاتي الذي لا يفتقر إلى جابر يقويه .
ومما يجب التنبيه إليه هنا : أن جماعة كثيرة ممن أخرج لهم الشيخان في الصحيحين أو في أحدهما - من هذه المرتبة - أخرج لهم في الأصول ، وعلى سبيل الاحتجاج ، لا في المتابعات والشواهد فقط ، وهذه بعض النماذج :
- علي بن عبد الله البارقي احتج به مسلم ، قال ابن الملقن(4): " وَقَالَ ابْن عبد الْبر فِي «تمهيده» : زَاد الْأَزْدِيّ عَلّي بن عبد الله الْبَارِقي - أحد رجال مُسلم - ذكر «النَّهَار» ، وَلم يقلهُ أحد عَن ابْن عمر غَيره ، وأنكروه عَلَيْهِ .
وَكَانَ ابْن معِين يضعف حَدِيث الْأَزْدِيّ وَلَا يحْتَجُّ بِهِ وَيَقُول : إِن نَافِعًا وَعبد الله بن دِينَار وَجَمَاعَة رَوَوْهُ عَن ابْن عمر ، وَلم يذكرُوا فِيهِ «النَّهَار» ثمَّ (ذكر سَنَده) عَن ابْن معِين أَنه قَالَ : «صَلَاة النَّهَار أَربع لَا يفصل بَينهُنَّ» . (فَقيل) لَهُ : ابْن حَنْبَل يَقُول : صَلَاة اللَّيْل وَالنَّهَار مثنى (مثنى) فَقَالَ : بِأَيّ حَدِيث ؟ فَقيل لَهُ بِحَدِيث الْأَزْدِيّ عَن ابْن عمر . (قَالَ) : وَمن الْأَزْدِيّ حَتَّى أقبل (هَذَا مِنْهُ) وأدع يَحْيَى بن سعيد الْأنْصَارِيّ ، عَن نَافِع ، عَن ابْن عمر «أَنه كَانَ يتَطَوَّع بِالنَّهَارِ أَرْبعا ، لَا يفصل بَينهُنَّ» ؟ إِن كَانَ حَدِيث الْأَزْدِيّ صَحِيحا لم يُخَالِفهُ ابْن عمر .
وَقَالَ الشَّافِعِي : هَكَذَا جَاءَ الْخَبَر (عَن) النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - الثَّابِت فِي صَلَاة اللَّيْل ، وَقد يرْوَى عَنهُ خبر يثبت أهل الحَدِيث مثله فِي صَلَاة النَّهَار . وَذكر حَدِيث ابْن عمر هَذَا.
وَذكر الْبَيْهَقِيّ (بِإِسْنَادِهِ) عَن مُحَمَّد بن سليمان ابن فَارس قَالَ : سُئِلَ (أَبُو) عبد الله - (يَعْنِي :) البُخَارِيّ - عَن حَدِيث يعْلى أصحيح (هُوَ) ؟ قَالَ : نعم ، ويعلى هُوَ (رَاوِيه) عَن عَلّي بن عبد الله الْأَزْدِيّ .
وَذكر (البُخَارِيّ) فِي «صَحِيحه» عَن يَحْيَى بن سعيد الْأنْصَارِيّ أَنه قَالَ : مَا أدْركْت فُقَهَاء [ أَرْضنَا ] إِلَّا يسلمُونَ فِي كل اثْنَتَيْنِ من النَّهَار . وَذكر فِي الْبَاب أَحَادِيث تدل عَلَى ذَلِك ، وَحَكَى ذَلِك عَن جمَاعَة من الصَّحَابَة (وَالتَّابِعِينَ) .
وَقَالَ الْخطابِيّ : رَوَى هَذَا عَن ابْن عمر : نَافِع وَطَاوُس وَعبد الله بن دِينَار (و) لم يذكر فِيهَا أحد صَلَاة النَّهَار ، وَإِنَّمَا هُوَ : «صَلَاة اللَّيْل مثنى مثنى» إِلَّا أَن سَبِيل الزِّيَادَات أَن تقبل .
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي «خلافياته» : هَذِه الزِّيَادَة الَّتِي فِيهَا ذكر النَّهَار عَن أبي عَمْرو ، عَن شُعْبَة (عَن) يعْلى ، عَن الْبَارِقي ، عَن ابْن عمر مَرْفُوعا . قَالَ : وَهَكَذَا رَوَاهُ (غنْدر) وَهُوَ الحكم بَين أَصْحَاب شُعْبَة ، ومعاذ الْعَنْبَري وَدَاوُد بن إِبْرَاهِيم وَغَيرهم عَن شُعْبَة . قَالَ : وَهَذَا حَدِيث صَحِيح رُوَاته ثِقَات (فقد) احْتج مُسلم (بعلي) الْبَارِقي الْأَزْدِيّ ، وَالزِّيَادَة من الثِّقَة مَقْبُولَة ، وَقد صَححهُ البُخَارِيّ لما سُئِلَ عَنهُ . قَالَ : وَرَوَاهُ مُحَمَّد بن سِيرِين ، عَن ابْن عمر مَرْفُوعا : «صَلَاة اللَّيْل (وَالنَّهَار) مثنى مثنى ، وَالْوتر رَكْعَة من آخر اللَّيْل» .
قَالَ الْحَاكِم : هَذَا حَدِيث غَرِيب بِهَذَا الْإِسْنَاد (وَرُوَاته) كلهم ثِقَات ، وَلَا أعرف لَهُ عِلّة
قَالَ الْبَيْهَقِيّ : وَرُوِيَ مثله من رِوَايَة عَلّي مَرْفُوعا ، وَنَحْوه عَن الْفضل بن الْعَبَّاس مَرْفُوعا "
وفي التقريب ( 4762 ) علي بن عبد الله البارقي الأزدي أبو عبد الله بن أبي الوليد صدوق ربما أخطأ من الثالثة م 4
-إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق السبيعي ، قال ابن حجر : صدوق يهم .
قلت : أفاد ابن حجر في هدي الساري (ص 389) أن الشيخين احتجا به .
- سلم بن زرير أبو يونس البصري ، قال ابن حجر : وثقه أبو حاتم ، وقال النسائي : ليس بالقوي اهـ ولم يحكم فيه ، وحقه أن يكون صدوقاً ربما وهم ، لأنه مختلف فيه ، قال الحاكم : أخرج له البخاري في الأصول اهـ(5)
- عبد الرحمن بن سليمان ابن عبد الله بن حنظلة المعروف ابن الغسيل ، قال ابن حجر : صدوق فيه لين ، وقال في هدي الساري (417ص) : احتجَّ به الجماعة سوى النسائي .
-طارق بن عبد الرحمن البجلي ، قال ابن حجر : صدوق له أوهام ، قال الحاكم(6): احتجَّ به البخاري ،وأفاد ابن حجر في هدي الساري (ص 411) أن مسلما وأصحاب السنن احتجوا به .
- فليح بن سليمان الخزاعي ، قال ابن حجر صدوق كثير الخطأ ، وقال ابن عدي في الكامل : ويروي عن سائر الشيوخ من أهل المدينة مثل أبي النضر وغيره أحاديث مستقيمة وغرائب وقد اعتمده البخاري في صحيحه وروى عنه الكثير وقد روى عنه زيد بن أبي أنيسة وهو عندي لا بأس به اهـ(7)
وقال ابن حجر(8): احتج به البخاري ومسلم وأصحاب السنن اهـ
- شجاع بن الوليد السكوني ، قال ابن حجر : صدوق له أوهام ، وقال المنذري : احتج به البخاري ومسلم في صحيحيهما ،وجماعة من المصنفين اهـ(9)
-شريك بن عبد الله بن أبي نمر ، قال ابن حجر : صدوق يخطئ ، وقال في هدي الساري (ص 410) : احتجَّ به الجماعة .
- عبد الله بن سعيد بن أبي هند الفزاري ، قال ابن حجر : صدوق ربما وهم ، وقال في هدي الساري (ص 413) : احتج به الجماعة اهـ .
- عبد ربه بن نافع الكناني ، قال ابن حجر : صدوق يهم ، وقال في الهدي (ص417) : احتج به الجماعة سوى الترمذي اهـ .
-عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار العدوي ، قال ابن حجر : صدوق يخطئ ، وقال في الهدي (ص 417) : احتجَّ به البخاري .
-عبد الله بن عمر النميري ، قال ابن حجر : صدوق ربما أخطأ ، وقال الدارقطني : "محتجٌّ به في كتاب البخاري "(10)
- عيسى بن موسى التيمي البخاري (غنجار ) قال ابن حجر : صدوق ربما أخطأ ، وربما دلس ، مكثر من التحديث عن المتروكين .
وقال الحاكم : قد احتج به محمد بن إسماعيل البخاري في الجامع الصحيح اهـ(11)
- حاتم بن إسماعيل المدني ، قال ابن حجر : صدوق يهم ، وقال أيضا : احتج به الجماعة اهـ(12)
- عبد الله بن عطاء الطائفي ، قال ابن حجر : صدوق يخطئ ، وقال الحاكم : روى له مسلم في غير شيء في الشواهد والأصول اهـ(13)
-محمد بن سليمان النميري ، قال ابن حجر: صدوق له خطأ كثير ، وقال الحاكم : احتجا به اهـ(14)
- محمد بن طلحة بن مصرف ، قال ابن حجر : صدوق له أوهام ، وقال الحاكم : خرجا له جميعاً في الأصول والشواهد اهـ .(15)
وقال الذهبي : قد احتجا به في الصحيحين أصلاً اهـ(16)
- محمد بن عبد الله بن مسلم - ابن أخي ابن شهاب الزهري - قال ابن حجر : صدوق له أوهام ، وقال الحاكم : أخرجا له جميعاً البخاري ومسلم في الأصول ومسلم في الشواهد اهـ(17)
- يحيى بن سليم الطائفي ، قال ابن حجر : صدوق سيء الحافظ ، وقال الحاكم : أخرج له البخاري في الأصول اهـ(18)
- إسماعيل بن أبي أويس المدني ، قال ابن حجر : صدوق أخطأ في أحاديث من حفظه ، وقال الحاكم : احتجا به جميعاً اهـ(19)
- إسماعيل بن زكريا بن مرة الخلفاني ، قال ابن حجر : صدوق يخطئ قليلا ، وقال الحاكم : قد احتجا به جميعاً اهـ(20)
- خالد بن مخلد القطواني ، قال ابن حجر : صدوق يتشيع وله أفراد ، وقال الحاكم : قد احتجا به جميعاً اهـ(21)
- زياد بن عبد الله البكائي ، قال ابن حجر : صدوق ثبت فى المغازى ، و فى حديثه عن غير ابن إسحاق لين ، و لم يثبت أن وكيعا كذبه، وقال الحاكم : قد احتجا به جميعاً اهـ(22)
- طلحة بن يحيى الزرقي ، قال ابن حجر : صدوق يهم ، وقال الحاكم : قد احتجا به جميعاً اهـ(23)
- إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمذاني ، قال ابن حجر : صدوق يهم ، وقال الحاكم : أخرج عنه البخاري في كتاب المناقب محتجًّا به اهـ(24)
-إسحاق بن محمد الفروي ، قال ابن حجر : صدوق كفَّ بصرهُ فساء حفظه ، وقال الحاكم : حدَّث عنه البخاري على الإنفراد محتجًّا به اهـ(25)
- أيمن بن نابل، قال ابن حجر : صدوق يهم ، وقال الحاكم(26): احتج به البخاري "
- حسان ابن إبراهيم الكرماني ، قال ابن حجر : صدوق يخطئ ، وقال الحاكم : احتج به البخاري اهـ(27)
- سليمان ابن عبد الرحمن التميمي - ابن بنت شرحبيل - قال ابن حجر : صدوق يخطئ ، وقال الحاكم : حدث عنه البخاري محتجا به اهـ(28)
- سلمة بن رجاء ، قال ابن حجر : صدوق يغرب ، وقال الحاكم : حدث عنه البخاري محتجا به "(29)
- كثير بن شنظير المازني ، قال ابن حجر : صدوق يخطئ ، وقال ابن حجر أيضاً احتج به الجماعة سوى النسائي"(30)
هذه نماذج مما وقفنا عليه من هذه المرتبة ، ممن أخرج لهم البخاري ومسلم وغيرهما احتجاجا ، ولا يصعب على الباحث أن يأتي بغيرهم ، فقد عقد ابن حجر فصلاً خاصًّا في هدي الساري ذكر فيه من أخرج له البخاري(31)، وقد مُسَّ بنوع من الجرح ، فمن أراد الوقوف على أسماء أخرى لمثل هذا النوع من الرواة فليرجع إليه.
على أننا يجب أن ننبه على أمر هام لمن اراد أن يطالع هذا الفصل ، وهو وجوب التفرقة بين جوابين من أجوبة ابن حجر في الدفاع عن الراوي المخرَّج له في الصحيح ، فربما قال : فلان أخرج له البخاري في المتابعات أو في الشواهد ، وربما قال : فلان أخرج له البخاري حديثاً له متابعات أو له شواهد .
فالأول معناه أن البخاري لم يخرِّج له في الأصول ، والثاني معناه أن البخاري خرَّج له في الأصول .
والفرق بين الجوابين واسع ، إذ الأول معناه أن البخاري لم يحتج به ، بخلاف الثاني ، كثيرون من القسم الثاني، وأدخلهم ابن حجر في المرتبة الخامسة ، كما رأينا كالنماذج السابقة .
أما من كان من هذه المرتبة وأخرج له أصحاب الصحيحين متابعة واعتباراً ، فلا ينزل حديثه عن رتبة الحسن الذاتي أيضاً ، فالغالبُ على متابعات وشواهد الصحيحين الحسن الذاتي ، كما قرره أهل التحقيق .
قال ابن حجر:" وقد عقد الحاكم في كتاب المدخل بابا مستقلا ذكر فيه من أخرج له الشيخان في المتابعات وعدد ما أخرجا من ذلك، ثم أنه مع هذا الاطلاع يخرج أحاديث هؤلاء في المستدرك زاعما أنها على شرطهما.
ولا شك في نزول أحاديثه عن درجة الصحيح، بل ربما كان فيها الشاذ والضعيف، لكن أكثرها لا ينزل عن درجة الحسن .
والحاكم وإن كان ممن لا يفرِّق بين الصحيح والحسن بل يجعل الجميع صحيحا تبعا لمشايخه كما قدمناه عن ابن خزيمة وابن حبان، فإنما يناقش في دعواه أن حديث هؤلاء على شرط الشيخين أو أحدهما. وهذا القسم هو عمدة الكتاب. اهـ(32)
قلتُ : الشاذُّ ليس بالضرورة أن يكون من الضعيف ، بل قد يكون الشَّاذُ من الثقة وغيره ، وهذا يسقط من حساب القلة هذه .
أما الضعيف فلا نسلِّم أنها أحاديث هذه المرتبة ، ولا التي تليها ، إنما هي أحاديث مَنْ دون المرتبة السادسة ، وقد أحصيت الضعفاء ونحوهم في رواة الصحيحين، فبلغوا (27) راوياً .
وعليه فالمتابعات الضعيفة إنما هي روايات هؤلاء الضعفاء ، لا تنسب إلى رواة هذه المرتبة الخامسة .
ومن المفيد جدًّا هنا أن ننقل كلام ابن دقيق العيد في الاقتراح فيمن أخرج له في الصحيح ، قال رحمه الله:
" ولمعرفة كون الراوي ثقةً ، طرُقٌ منها :
إيراد أصحاب التواريخ ألفاظ المزكِّين في الكتب التي صُنِّفَت على أسماء الرجال ككتاب تاريخ البخاري ، وابن أبي حاتم ، وغيرهما .
ومنها : تخريج الشيخين أو أحدهما في الصحيح ( للراوي ) ، محتجين به .
وهذه درجة عالية ، لما فيها من الزيادة على الأول ، وهو إطباق جمهور الأُمَّةُ أو كلهم على تسمية الكتابين بالصحيحين ، والرجوع إلى حكم الشيخين بالصحة .
وهذا معنى لم يحصل لغير من خُرِّج عنه في الصحيح فهو بمثابة إطباق الأمة أو أكثرهم على تعديل من ذكر فيهما وقد وجد فيهما هؤلاء الرجال المخرج عنهم في الصحيح من تكلَّم فيه بعضهم .
وكان شيخ شيوخنا الحافظ أبو الحسن المَقْدِسي يقول في الرجل الذي يُخَرَّج عنه في الصحيح : هذا جَاز القَنْطَرَةَ . يعني بذلك أنه لا يُلتفتُ إلى ما قيل فيه ، وهكذا نعتقد به ونقول ، ولا نخرج عنه إلاَّ ببيان ( شافٍ ) وحجَّة ظاهرة ، تزيد في غلبة الظنِّ على المعنى الذي قدَّمناه ، من اتفاق الناس بعد الشيخين على تسمية كتابيهما بالصحيحين ، ومن لوازم ذلك تعديل رواتهما .
نعم ، يمكن أن يكون للترجيح مدخل عند تعارض الروايات فيكون من لم يتكلم فيه أصلاً راجحاً على من قد تُكلِّم فيه ، وإن كانا جميعاً من رجال الصحيح . وهذا عند وقوع التعارض .
ومنها : تخريج من خرَّج الصحيح بعد الشيخين ، ومن خرَّج على كتابيهما فيُستفاد من ذلك جملة كثيرة من الثقات إذا كان المُخَرِّج قد سمَّى كتابه بالصحيح ، أو ذكر لفظاً يدلُّ على اشتراطه لذلك ، فلينتبه لذلك ويعتنى بألفاظ هؤلاء المخرِّجين التي تدلّ على شروطهم فيما خرَّجوه .
ومنها : أن ( تتبع رواية ) من روى عن شخص ، فزكَّاه في روايته بأن يقول : حدثنا فلان وكان ثقة مثلاً .
وهذا يوجد منه ملتقطات ، يُستفاد بها ما لا يُستفاد في الطرق التي قدَّمناها ، ويحتاج إلى غاية وتتبُّع .
والوجوه التي ذكرناها كلُّها راجعة إلى ما ذكرناه من وجوه التَّزكية ، لكنَّها طرق مختلفة في ومعرفة التَّزكية التي يُستفاد بالتنبيه عليها تيسير معرفة الثقات ، والسبيل إلى حصرهم وجمعهم . والله سبحانه أعلم "(33)
وخلاصة هذا الدليل : أن أحاديث هذه المرتبة يحكم بحسنها الذاتي ، وهي من مراتب الاحتجاج ، إلا إذا تبين بالسَّبر أن هذا الحديث بعينه هو مما أخطأ فيه راوي هذه المرتبة ، ولم نجد له عاضداً ، والله أعلم .
=================
__________
(1) - الموقظة في علم مصطلح الحديث (ج 1 / ص 18)
(2) - شرح الموقطة للذهبي (ج 1 / ص 320)
(3) - انظر هدي الساري ص 384
(4) - البدر المنير (ج 4 / ص 359) والتلخيص الحبير (ج 2 / ص 55) فما بعد
(5) - هدي الساري ص 408 وانظر المدخل ص 592
(6) - المدخل ص 646
(7) - الكامل في الضعفاء[ج6 - ص30 ]
(8) - هدي الساري ص 435
(9) - رسالة في الجرح والتعديل - (ج 1 / ص 45)
(10) - سؤالات الحاكم للدارقطني ص 231 ترجمة (371)
(11) - معرفة علوم الحديث ص 106
(12) - هدي الساري ص 395
(13) - المدخل إلى الصحيحين ص 595
(14) - المصدر السابق ص 601
(15) - المصدر السابق ص 605
(16) - المغني في الضعفاء 2/595
(17) - المدخل إلى الصحيح ص 606
(18) - المصدر السابق ص 620
(19) - المصدر السابق ص 624
(20) - المدخل ص 625
(21) - المدخل ص 629
(22) - المدخل ص 630
(23) - المدخل ص 632
(24) - المدخل ص 637
(25) - المدخل ص 639
(26) - نفسه ص 641
(27) - نفسه ص 642
(28) - نفسه ص 644
(29) - نفسه ص 644
(30) - هدي الساري ص 436 وانظر تهذيب التهذيب 8/419
(31) - هو الفصل التاسع
(32) - النكت على ابن الصلاح 1/316
(33) - الاقتراح في فن الاصطلاح للحافظ ابن دقيق العيد (ج 1 / ص 29) فما بعدها(1/38)
المطلب الخامس
تحسين العلماء لأحاديث هذه المرتبة
قد ذكرت أمثلة كثيرة على ذلك من قبل فلتراجع في المبحث الثالث.
وهناك جماعة من رواة هذه المرتبة وقفت على تحسين جماعة من النقاد لأحاديثهم ،غير التي ذكرتها من قبل ، وسوف أختار نماذج من تحسين النقاد لأحاديث هؤلاء .
وقبل أن أبدأ بذكر النماذج أنبه إلى أنني سوف لا أخرِّجُ أحاديثهم وذلك خشية الإطالة ، بل أكتفي بذكر الحكم وموضعه إلا عند الضرورة ، كما يجب التنبيه على أن الذي أذكره ليس بالضرورة أن يكون مذكورا في الموضع الذي أذكره ، فربما وقعت الإشارة إليه فقط دون التصريح باسمه ، مثال ذلك أن يقول الحافظ ابن حجر في فتح الباري : هذا الحديث رواه أبو داود بإسناد حسن ، وبالرجوع إلى سنن أبي داود وتتبع رجال الإسناد نقف على النموذج المذكور هنا ، وهلم جرا.
نماذج من تحسين بعض النقاد لأحاديث الراوة لهذه المرتبة :
1- عبد الله بن محمد بن عقيل الهاشمي ، وهو صدوق في حديثه لين و يقال تغير بأخرة ،قلت : حسن له البخاري ، وقال : رأيت أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم ، والحميدي يحتجون بحديثه .. اهـ(1)وصحح له أحمد(2)
وقال عنه الذهبي : حديثه في مرتبة الحسن(3).
وكذا حسن له البوصيري كما في حاشية ابن ماجة(4).
وكذا حسن له السيوطي في الجامع الصغير(5)، وحَّسن له ابن حجر نفسه ، كما سيأتي. وحسن له الألباني كثيرا(6)، وحسن له الشيخ شعيب في التعليق على المسند(7)
2- محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص لليثي ،قال ابن حجر : صدوق له أوهام .
قلت : وحسن له البخاري(8)، وصحح له في موضع آخر(9)
وحسَّن حديثه ابن الصلاح في المقدمة(10)وجعله هو والسخاوي من أمثلة الحسن لذاته(11)، وحسن له الألباني(12)، وحسن له الشيخ شعيب في التعليق على مسند أحمد(13)
وهذا النموذج وحده كاف لإقامة الحجَّة على أن حديث هذه المرتبة (حسن لذاته ) إذ إن علماء المصطلح جعلوه مثالا للحسن الذاتي .
3- عبد الرحمن بن حرملة بن عمرو بن سنة السلمي ، قال ابن حجر : صدوق ربما أخطأ ، قلت : وحسن له البخاري(14).
4- فليح بن سليمان الخزاعي أو الأسلمي المدني ، قال ابن حجر : صدوق كثير الخطأ ، وحسن له البخاري(15)، واعتمده في صحيحه ، ورى عنه كثيراً(16)، وكذا حسَّن له ابن حجر نفسه كما سيأتي في الدليل الرابع ،و حسن له الألباني حديثا(17)، وصحح له وحسن الشيخ شعيب في التعليق على مسند أحمد(18)
5- داود بن عمرو الأودي ، قال ابن حجر :صدوق يخطئ ، قلت : حسَّن له البخاري(19). وحسن له الشيخ شعيب في التعليق على مسند أحمد(20)
6- القاسم بن مالك المزني ، قال ابن حجر : صدوق فيه لين ، قلت : حسَّن له البخاري(21). وصحح له الألباني حديثا(22)، وجود له وصحح الشيخ شعيب في التعليق على مسند أحمد(23)
7- سليمان بن حيان الأحرم ، أبو خالد ، قال ابن حجر : صدوق يخطئ ، وقد حسن له البخاري كذلك(24). وصحح له الألباني حديثا(25)، وصحح له الشيخ شعيب في التعليق على مسند أحمد(26)
8- عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس الثقفي ، قال ابن حجر : صدوق له أوهام ، قلت : حسن له البخاري(27)، وصحح له الزيلعي في نصب الراية(28)، وحسن له الشيخ شعيب في التعليق على مسند أحمد(29)
9- عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ، قال ابن حجر : صدوق ربما أخطأ ، وحسن له البخاري(30). وصحح له وحسن الألباني(31)، وحسن له وصحح الشيخ شعيب في التعليق على مسند أحمد(32)
10- معاوية بن صالح بن حدير ، قال ابن حجر : صدوق له أوهام ، وحسن له الدارقطني في السنن(33).، وصحح وحسن له الألباني(34)، وصحح الشيخ شعيب في التعليق على مسند أحمد(35)
11- إسحاق بن إبراهيم الثقفي أبو أيوب ، قال ابن حجر : وثقه ابن حبان وفيه ضعف ، قلت : حسَّن له البخاري(36). وحسن له الترمذي(1781 ) وصحح له الألباني في تعليقه على سنن أبى داود (2593 )، وصحح الشيخ شعيب في التعليق على مسند أحمد(37)
12- عبد الله بن لهيعة(38)، قال ابن حجر : صدوق خلَّط بعد احتراق كتبه ، قلت : وحسن له الدارقطني(39)
وقال ابن الملقن بعد أن ذكر مضعفيه : " (وَقَالَ ابْن وهب : كَانَ صَادِقا) وَقَالَ ابْن عدي : حدث عَنهُ الثِّقَات : الثَّوْريّ وَشعْبَة وَمَالك وَعَمْرو بن الْحَارِث وَاللَّيْث بن سعد قَالَ : وَأَحَادِيثه حسان ، وَمَا قد ضعفه السّلف ، وَهُوَ حسن الحَدِيث يكْتب حَدِيثه ، وَقد حدث عَنهُ الثِّقَات كَمَا مر ، وَحَدِيثه حسن كَأَنَّهُ يستأن عَمَّن رَوَى عَنهُ ، وَهُوَ مِمَّن يكْتب حَدِيثه . قَالَ السُّهيْلي : وَكَانَ مَالك يحسن القَوْل فِيهِ ، وَيُقَال : إِنَّه الَّذِي رَوَى عَنهُ حَدِيث العربان فِي «الْمُوَطَّأ» عَن الثِّقَة عِنْده عَن عَمْرو بن شُعَيْب ، عَن أَبِيه ، عَن جده . وَقَالَ أَبُو دَاوُد : أنكر ابْن أبي مَرْيَم احتراق كتبه ، وَقَالَ : لم يَحْتَرِق لَهُ وَلَا كتاب ، إِنَّمَا أَرَادوا أَن (يرفقوا) عَلَيْهِ أَمِير مصر فَأرْسل إِلَيْهِ (خَمْسمِائَة) دِينَار . قَالَ أَبُو دَاوُد : وَسمعت (أَحْمد) يَقُول : من كَانَ مثل ابْن لَهِيعَة بِمصْر فِي كَثْرَة حَدِيثه وَضَبطه وإتقانه ؟ ! وَحدث عَنهُ أَحْمد بِحَدِيث كثير . وَرَوَى الْفضل بن زِيَاد عَن أَحْمد قَالَ : من سمع مِنْهُ قَدِيما فسماعه صَحِيح . وَقَالَ سفيان الثَّوْريّ : عِنْد ابْن لَهِيعَة الْأُصُول وَعِنْدنَا الْفُرُوع . وَقَالَ : حججْت حجًّا لألقى ابْن لَهِيعَة . وَقَالَ روح بن صَلَاح : لَقِي ابْن لَهِيعَة اثْنَيْنِ وَسبعين تابعيًّا .
قلت : فتحصلنا فِي أمره عَلَى ثَلَاثَة مَذَاهِب : الْقبُول ، وَالرَّدّ ، وَالتَّفْصِيل بَين أول أمره وَآخره . "
قلت : وقالوا رواية عبد الله بن وهب عنه وابن المبارك وعبد الله بن يزيد المقري وقتيبة بن سعيد أعدل من غيرها ، وينبغي أن يضاف لهؤلاء مارواه عنه أبو الأسود والحسن بن موسى وقد روى الإمام أحمد في مسنده أحاديث ابن لهيعة من طريق الحسن بن موسى وأبي الأسود غالباً .(40)
وحسَّن له الشيخ شعيب في التعليق على مسند أحمد(41)، وصحح له الألباني من رواية العبادلة وحسن له من رواية غيرهم(42)
13-محمد بن إسحاق بن يسار، قال ابن حجر : صدوق يدلس ، و رمى بالتشيع و القدر ، وحسن له الدارقطني(43).
قلت : وتهمة ابن إسحاق التدليس ، فالصواب أن ابن اسحاق غير مدلس لأن الطبقة الأولى والثانية من علماء الجرح والتعديل لم ترمه به(44).
وحسَّن له وصحح الشيخ شعيب في التعليق على مسند أحمد(45)، وحسن له الألباني في الصحيحة(46)
نكتفي بإيراد هذه النماذج ، وينبغي أن أذكر نماذج أخرى من هذه المرتبة (الخامسة) صحح لهم بعض الأئمة ، ليعلم أن بعض الكلام في هؤلاء المختلف فيهم لا يكون مؤثراً دوماً ، وقد تقدمت الإشارة إلى بعضهم في النماذج السابقة ، منهم : عبد الله بن محمد بن عقيل ، ومحمد بن عمرو بن علقمة ، وعثمان بن محمد بن المغيرة .
وهذه أسماء جماعة أخرين :
1- محمد بن إسحاق بن يسار ، قال ابن حجر : إمام في المغازي ، صدوق يدلس ، ورمي بالتشيع والقدر .
قلت : صحح له البخاري(47)، والترمذي(48)، وغيرهما .
2- العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي ، قال ابن حجر : صدوق ربما وهم.
قلت : صحح له أبو زرعة الرازي ، كما نقله عنه الترمذي(49).، وصحح الشيخ شعيب في التعليق على مسند أحمد(50)، وصحح له الألباني في الصحيحة(51)
3- عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي ، قال عنه ابن حجر : صدوق يخطئ ويهم .
قلت : صحح له ابن المديني كما في التلخيص الحبير(52)، وصحح له البخاري أيضاً(53).، وصحح وحسن الشيخ شعيب في التعليق على مسند أحمد(54)
4- عبد الرحمن بن أبي الزناد ، قال ابن حجر : صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد ، وكان فقيهاً .
قلت : صحح له البخاري(55)، وكذا صحح له ابن حجر نفسه كما سيأتي في الدليل الرابع . وحسن الشيخ شعيب في التعليق على مسند أحمد(56)، وحسن له الألباني في الصحيحة(57)
5- خالد بن سلمة بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي الفأفاء ، قال ابن حجر : صدوق رمي بالإرجاء والنصب .
قلت : صحح له البخاري(58)، وحديثه الذي صححه في صحيح مسلم(59). وصحح له الشيخ شعيب في التعليق على مسند أحمد(60)، وصحح له الألباني في الصحيحة(61)
6- عبد الله بن البهي ، مولى مصعب بن الزبير ، قال ابن حجر : صدوق يخطئ.
قلت : صحح له البخاري(62). وصحح له الشيخ شعيب في التعليق على مسند أحمد(63)
7- طارق بن عبد الرحمن البجلي ، قال ابن حجر : صدوق له أوهام .
قلت : صحح له السخاوي في المقاصد(64)، وقوَّى له الشيخ شعيب في التعليق على مسند أحمد(65)، وحسن له الألباني في الصحيحة(66)
8- سلمة بن رجاء ، قال ابن حجر : صدوق يغرب .
قلت : صحح له الدارقطني(67). وأخرج له البخاري حديثا (3824)، وصحح له الترمذي (2901)
9- يعقوب بن حميد بن كاسب ، قال ابن حجر : صدوق ربما وهم .
قلت : صحح له الدارقطني(68). و حسن له الألباني في الصحيحة(69)، وحسن له وصحح البوصيري في مصباح الزجاجة(70)
10- الحسن بن الفرات القزاز ، قال ابن حجر : صدوق يهم .
قلت: صحح له الدارقطني(71). وقال البرقاني سمعت أبا الحسن الدارقطني ، رحمه الله يقول زياد بن الحسن بن فرات القزاز ، لا بأس به ، ولا يحتج به ، كوفي ، وأبوه وجده ثقتان.(163)(72)
11- معاذ بن هشام الدستوائي ، قال ابن حجر : صدوق ربما وهم .
قلت : صحح له الدارقطني(73).، وصحح له الشيخ شعيب في التعليق على مسند أحمد(74)، وصحح له الألباني في الصحيحة(75)
12- عاصم بن كليب بن شهاب بن المجنون الجرمي الكوفي، قال ابن حجر : صدوق رمي بالإرجاء .
قلت : صحح له الدارقطني(76). وصحح له الشيخ شعيب في التعليق على مسند أحمد(77)، وصحح له الألباني في الصحيحة(78)
13- محمد بن مسلم بن تدرس(79)( أبو الزبير المكي ) قال ابن حجر : صدوق يدلس(80).
قلت: صحح له الدارقطني(81). وصحح له الشيخ شعيب في التعليق على مسند أحمد(82)، وصحح له الألباني في الصحيحة(83)
قلت : الصواب أنه ثقة والتدليس غير صحيح ، فحديثه صحيح مطلقاً
14- حاجب بن سليمان ، قال ابن حجر : صدوق يهم . وصحح له الدارقطني(84).
وفي الكاشف(840 ) حاجب بن سليمان المنبجي عن وكيع وأبي ضمرة وعنه النسائي وابن زياد النيسابوري ثقة س
فالصواب أنه ثقة
15- محمد بن فضيل بن غزوان ، قال ابن حجر : صدوق عارف ، ورمي بالتشيع .
قلت : وصحح له ابن معين(85)، والدارقطني(86). وصحح له الشيخ شعيب في التعليق على مسند أحمد(87)، وصحح له الألباني في الصحيحة(88)
16- سليمان بن حيان الأحمر ، قال ابن حجر : صدوق يخطئ .
قلت : وصحح له الدارقطني(89). وصحح له الشيخ شعيب في التعليق على مسند أحمد(90)، وصحح له الألباني في الصحيحة(91)
17- محمد بن عمرو بن علقمة ، قال ابن حجر : صدوق له أوهام .
قلت : وصحح له الدارقطني(92). وحسَّن له الشيخ شعيب في التعليق على مسند أحمد(93)، وحسن له الألباني في الصحيحة(94)
18- محمد بن زنبور ، قال ابن حجر : صدوق له أوهام .
قلت : صحح له الدارقطني(95). وحسَّن له الألباني في الصحيحة(96)
19- سليمان بن قرم بن معاذ الضبي البصري ، قال ابن حجر : سيئ الحفظ يتشيع .
قلت : صحح له الدارقطني(97). وحسن له الشيخ شعيب في التعليق على مسند أحمد(98)، وحسَّن له الألباني في الصحيحة(99)
20- جعفر بن سليمان الضبعي ، قال ابن حجر : صدوق زاهد يتشيع .
قلت : وصحح له الدارقطني(100). وصحح له الشيخ شعيب في التعليق على مسند أحمد(101)، وحسن وصحح له الألباني في الصحيحة(102)
21- ورقاء بن عمر اليشكري ، قال ابن حجر : صدوق في حديثه عن منصور لين
قلت : وصحح له الدارقطني(103).
وفي الكاشف (6046 ) ورقاء بن عمر أبو بشر اليشكري الحافظ عن عمرو بن دينار وابن المنكدر وعنه الفريابي ويحيى بن آدم صدوق صالح ع
وصحح له الشيخ شعيب في التعليق على مسند أحمد(104)
22- هشام بن سعد المدائني ، قال ابن حجر : صدوق له أوهام ، ورمي بالتشيع.
قلت : وصحح له الدارقطني(105). قلت : أخرج له مسلم فبلغ القنطرة(106)
وقال الذهبي في أخر ترجمته في سير أعلام النبلاء (7/346) قُلْتُ: احْتجَّ بِهِ: مُسْلِمٌ، وَاسْتَشْهَدَ بِهِ: البُخَارِيُّ.(107)
ونكتفي بهؤلاء ، ومن هذا شأنه كثير منثور في كتب الحديث ، لا يخفى أمرهم على طالب الحديث المتتبع ، وقد ذكرت أمثلة كثيرة قبل ذلك .
=================
__________
(1) - علل الترمذي 1/187 و251
(2) - المرجع السابق 1/188
(3) - ميزان الاعتدال 2/485
(4) - 1/379 حديث (1210)
(5) - 5/527 من فيض القدير .
(6) - السلسلة الصحيحة (44و197 و409 و815 و954 و1185 و1471 و1677 و1768 و1877 و1916 و2053 و2067 و2281 ,....)
(7) - مسند أحمد (684 و1006 و1072 و1361 و1370 و5713 و5714 و...)
(8) - علل الترمذي 1/203
(9) - نفسه 2/105
(10) ص 109)
(11) - كما في فتح المغيث (1/74)
(12) - السلسلة الصحيحة (67 و742 و751 و888 و2666 )
(13) - مسند أحمد (8626 و8633 و10418 و10520 و10992 و15890 و14546 و15890 و8602 و8626 و8633 و...)
(14) - علل الترمذي 1/109-110
(15) - العلل 1/122
(16) -قاله ابن عدي كما في الدليل السابق .
(17) - السلسلة الصحيحة (2419 )
(18) - مسند أحمد(6622 و8394 و8403 و8710 و12537 و12630 و13407 و13408 و14741 ،.)
(19) - العلل 1/177
(20) - مسند أحمد(17823 و17823 و18099 و24041 )
(21) - المصدر السابق 1/331
(22) - السلسلة الصحيحة (595)
(23) - مسند أحمد( 1378و2177 و4261 و19711)
(24) - المصدر السابق 1/340-341
(25) - السلسلة الصحيحة (2042)
(26) - مسند أحمد(2051 و4370 و6071 و6072 و6074 و6075 و12277 و13420 و13421 و14874 و14875 ،.)
(27) - المصدر السابق 2/437
(28) - 3/240
(29) - مسند أحمد(8269 و8270 و8762)
(30) - العلل 1/531
(31) - السلسلة الصحيحة (326 و852 و1344 و2666 و2700 و2788 )
(32) - مسند أحمد (79 و2685 و3945 و5102 و5825 و6125 و6877 و6878 ،...)
(33) - 1/50 حديث (4)
(34) - السلسلة الصحيحة (90 و333 و441 و592 و611 و640 و671 و867 ،.... )
(35) - مسند أحمد (5724 و7855 و8746 و8935 و10905 و16051 و16058 و16956 و17008 و17189 و17232 ،)
(36) - العلل 2/713
(37) - مسند أحمد (12496 و27543 )
(38) -.البدر المنير (ج 2 / ص 231) فما بعدها
(39) - سنن الدارقطنى (1347 ) هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ. وَابْنُ لَهِيعَةَ لَيْسَ بِالْقَوِىِّ.
(40) - راجع الكامل 4/144 - 154 والتهذيب 5/373 - 379
(41) - مسند أحمد (7066 و7067 و8243 و8928 و..)
(42) - الصحيحة (42و129 و155 و183 و204 و204 و298 و304 و310 و327 و334 و362 و392 و413 و417 و522،....)
(43) - سنن الدارقطنى (1226 ) هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ. 1/319 وبرقم(1289 ) هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ. 1/336 و(1355 ) هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ مُتَّصِلٌ. 1/355
(44) - راجع التهذيب 9/38 - 46 والكامل 6/102 - 112 وديوان الضعفاء (3589) والكاشف (4789)
(45) - مسند أحمد (225 و306 و607 و625 و710 و750 و1333 و1526 ،...)
(46) - الصحيحة (99 و113 و118 و210 و299 و315 و529 و894، ..)
(47) - علل الترمذي 2/106
(48) - في السنن (23 و115 و154و189 و309 و400 و.......)
(49) - في العلل 1/235 والترمذي في سننه (214 و371 و487 و743 و1363 و ....)
(50) - مسند أحمد (7211 و7229 و 7289 و7291 و7400 ،،...)
(51) - الصحيحة (206 و410 و526 و710 و744 و758 ،...)
(52) - 2/84
(53) - العلل 1/288
(54) - مسند أحمد (19482 و6688 )
(55) - المصدر السابق 2/668
(56) - مسند أحمد (469 و2212 و2604 و2609 و2915 و6216 ،... )
(57) - الصحيحة(187 و500 و780 و1479 ..)
(58) - المصدر السابق 2/904-905
(59) - كتاب الحيض 1/282 باب ذكر الله تعالى في حال الجنابة وغيرها (852 )
(60) - مسند أحمد (1714 و24455 و24664 و25241 و26419 )
(61) - الصحيحة(291 و406 و1592 و1862 )
(62) - العلل 2/904-905
(63) - مسند أحمد (25272 )
(64) - ص 33 وصحح له الترمذى (4285)
(65) - مسند أحمد (9206 )
(66) - الصحيحة (1715)
(67) - سنن الدارقطني 1/56 (156) والترمذى (2901 ) ونصب الراية (ج 1 / ص 220) والبدر المنير (ج 9 / ص 106) وقال : إِسْنَاده جيد وَلَا يضر كَلَام بَعضهم فِي سَلمَة بن رَجَاء فقد احْتج بِهِ البُخَارِيّ وَوَثَّقَهُ آخَرُونَ .
(68) - سنن الدارقطني 1/56 (156)
(69) - الصحيحة (263 و364 و903 و2483 و2878)
(70) - مصباح الزجاجة (53 و192 و262 و549 و582،...)
(71) - نصب الراية (ج 1 / ص 220)
(72) -.موسوعة أقوال الدارقطني (ج 11 / ص 150) (163)
(73) - أخرج له مسلم (157 و383 و435 و462 و497 و709 و...) ستة وخمسين حديثاً وصحح له الترمذى ( 180و1259 و1739 و1762 و1825 و.... ) وسنن الدارقطنى ( 196 ) والتلخيص الحبير (ج 1 / ص 187)
(74) - مسند أحمد (757 و1148 و2149 و2671،... )
(75) - الصحيحة (202 و365 و371 ،... )
(76) - سنن الترمذى (293و1898 ) وسنن الدارقطنى(1297) وقال : هَذَا إِسْنَادٌ ثَابِتٌ صَحِيحٌ والتلخيص الحبير (ج 2 / ص 296) ونصب الراية (ج 1 / ص 406) والبدر المنير (ج 5 / ص 296)
(77) - مسند أحمد (85 و586 و664 و863 و1019 ،...)
(78) - الصحيحة (169 و754 و871 و1260 و2247 و2729)
(79) - انظر شرح علل الترمذي لابن رجب (ج 1 / ص 208)
(80) - الصواب انه غير مدلس
(81) - سنن الدارقطني برقم(1341 ) سنن الترمذى ( 284و1705 و1853 و2829و4219 و4309 ) والبدر المنير (ج 3 / ص 435) و (ج 4 / ص 21) و(ج 6 / ص 529) و (ج 8 / ص 661و662)
(82) - مسند أحمد (153 و201 و1794 و1821 و2672،...)
(83) - الصحيحة (63 و347 و383 و391 و409 و424 ،.. )
(84) - سنن الدارقطنى 2/186 (2308) وانظر نصب الراية (ج 1 / ص 75) والدراية في تخريج أحاديث الهداية (ج 1 / ص 45)
(85) - تاريخه رواية الدوري 1/214
(86) - سنن الترمذى ( 1953و2301 و2369 و2418 و2909 و3686 ) والمستدرك للحاكم (273و575 و749 و1198 و1416 و.....) وسنن الدارقطنى (2232) والتلخيص الحبير (ج 1 / ص 446)
(87) - مسند أحمد (14 و548 و580 و583 و584 و585 و586 و920 ...)
(88) - الصحيحة (548 و959 و966 و1002،.. ) وجوَّده في نصب الراية (ج 1 / ص 73) والبدر المنير (ج 2 / ص 621) و(ج 3 / ص 161)
(89) - سنن الترمذى (721) والمستدرك للحاكم (3082و 7282 ) وسنن الدارقطنى (2174)
(90) مسند أحمد (858 و2051 و4370 و6071 و6072 ...)
(91) - الصحيحة (2042)
(92) - سنن الترمذى (3544) والمستدرك للحاكم (136 و2465 و2704 و3136 و ....) ونصب الراية (ج 4 / ص 20) والبدر المنير (ج 6 / ص 496) وَقَالَ الْمُنْذِرِيّ : فِي إِسْنَاده مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَلْقَمَة ، وَقد تكلم فِيهِ غير وَاحِد ، قلت : والشيخان أخرجَا لَهُ مَقْرُونا ، وَقدمه ابْن معِين عَلَى ابْن إِسْحَاق ، وَقَالَ : هُوَ فَوق سُهَيْل (بن) أبي صَالح ، وَقَالَ ابْن عدي : أَرْجُو أَنه لَا بَأْس بِهِ . وَقَالَ أَبُو حَاتِم : صَالح الحَدِيث يكْتب حَدِيثه .
(93) - مسند أحمد (8626 و8633 و 10520 و10992 ،...)
(94) - الصحيحة (67 و742 و888 و2666 )
(95) - سنن الدارقطنى (2212) والمستدرك للحاكم (1724)
(96) - الصحيحة (263 و2431 )
(97) - المستدرك للحاكم (7146 و7226 ) والبدر المنير (ج 5 / ص 658) وسنن الدارقطنى (2256) وتحفة المحتاج (ج 2 / ص 81) والسنن الكبرى للبيهقي (ج 4 / ص 275)(8603)
(98) - مسند أحمد (22567 )
(99) - الصحيحة (2392 )
(100) - سنن الترمذى ( 1670 و2147 و2704 , ....) والمستدرك للحاكم ( 419 و1576 و2388 و ....) وسنن الدارقطنى (2301) والبدر المنير (ج 1 / ص 502) وجعفر بن) سُلَيْمَان أخرج لَهُ مُسلم ، وَهُوَ ثِقَة ، وَفِيه شَيْء والبدر المنير (ج 5 / ص 698)
(101) - مسند أحمد (2519 و12388 و12569 و12609 و12698 ،... )
(102) - الصحيحة (840 و854 و1051 و1278 و1520 و1604 و1716،... )
(103) - سنن الدارقطني 2/205 والتلخيص الحبير (ج 3 / ص 97) قَالَ ابْنُ حَزْمِ هَذَا سَنَدٌ حَسَنٌ
(104) - مسند أحمد (3023و5356 و5550 و6422و6476و7520و8361 ) ومن رواية منصور(718 ) وقال إسناده قوي ، و(4134) وقال صحيح و(15286) وصححه ، وصصح له حديثا ابن حبان من طريق منصور صحيح ابن حبان (6556) وصحح له أبو عوانة حديثا من طريقه مسند أبي عوانة (3421 و6081 و6086)
(105) - في سننه 1/37 ونقل ابن حجر تصحيحه في تغليق التعليق 2/129 والفتح 1/299 وأقرَّهُ و سنن الترمذى(369و770 و1751 و2052 و3293 و3356 و ...) ونصب الراية (ج 2 / ص 91) والبدر المنير (ج 4 / ص 567) وقال : وَفِي إسنادها هِشَام بن سعد وَقد استضعف ، وَكَانَ يَحْيَى (بن سعيد) لَا يحدث عَنهُ ، وأعلها ابْن حزم فِي «محلاه» (بِهِ) ، لَكِن احْتج بِهِ مُسلم وَاسْتشْهدَ بِهِ البُخَارِيّ ، وَقَالَ الْعجلِيّ : جَائِز الحَدِيث حسن الحَدِيث . وَقَالَ أَبُو زرْعَة : شيخ مَحَله الصدْق . وَقَالَ عبد الْحق : لم أر فِيهِ أحسن من قَول أبي بكر الْبَزَّار : لم أر أحدا توقف عَن حَدِيث هِشَام بن سعد وَلَا (اعتل) عَلَيْهِ (بعلة) بعد توجب التَّوَقُّف عَنهُ".
(106) - صحيح مسلم (474و2338 و2392 و2687 و4006 و4901 و5947 و6777 )
(107) - ومثله في تاريخ الإسلام للذهبي (ج 3 / ص 175)(1/39)
المطلب السادس
تحسينُ الحافظ ابن حجرَ لأحاديث الرواة من هذه المرتبة
لقد وقفت على جماعة كثيرة من هذه المرتبة حسَّن لهم الحافظ ابن حجر ، في غير كتاب من كتبه ، ولم أقف على واحد من هؤلاء ذكره وضعف حديثه بسببه ، وهذه نماذج من هؤلاء :
1- محمد بن إسحاق بن يسار ، صدوق يدلس ، ورمي بالتشيع والقدر ، وقد حسَّن له في القول المسدد(1)، وضربه مثلاً للحسن الذاتي في نزهة النظر(2)، وقال في فتح الباري(3): وَحَاله مَعْرُوفَة وَحَدِيثه فِي دَرَجَة الْحَسَنِ اهـ
وقال فيه أيضاً(4): " مَا يَنْفَرِد بِهِ - وَإِنْ لَمْ يَبْلُغ دَرَجَة الصَّحِيح - فَهُوَ فِي دَرَجَة الْحَسَن إِذَا صَرَّحَ بِالتَّحْدِيثِ وَهُوَ هُنَا كَذَلِكَ ، وَإِنَّمَا يُصَحِّحُ لَهُ مَنْ لَا يُفَرِّقُ بَيْن الصَّحِيح وَالْحَسَن وَيَجْعَل كُلّ مَا يَصْلُحُ لِلْحُجَّةِ صَحِيحًا وَهَذِهِ طَرِيقَة اِبْن حبان وَمَنْ ذُكِرَ مَعَهُ"
قلت :
وَابْن إِسْحَاق هَذَا هُوَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن يسَار (أَبُو) بكر ، وَيُقَال : أَبُو عبد الله المطلبي ، مَوْلَاهُم الْمدنِي الإِمَام صَاحب الْمَغَازِي ، رَأَى أنسا ، وَرَوَى عَن عَطاء وطبقته ، وَعنهُ الْأَئِمَّة وَكَانَ مِمَّن يحوز (الْعلم) وَله غرائب فِي سَعَة مَا (رَوَى) وَهُوَ صَدُوق ، وَحَدِيثه فَوق الْحسن ، وَقد صَححهُ جمَاعَة . قَالَ أَحْمد : حسن الحَدِيث . وَفِي رِوَايَة عَنهُ : كثير التَّدْلِيس . وَقَالَ ابْن (الْمَدِينِيّ : حَدِيث) حسن صَحِيح . وَأَثْنَى عَلَيْهِ أَيْضا مُحَمَّد بن (شهَاب) وَشعْبَة وَابْن عُيَيْنَة وَأَبُو زرْعَة وَالْبُخَارِيّ ، ووثقة الْعجلِيّ وَابْن سعد . وَقَالَ يَعْقُوب بن شيبَة : حَدِيثه صَحِيح . وَقَالَ ابْن معِين فِي رِوَايَة الدوري والساجي : ثِقَة . وَأخرج لَهُ البُخَارِيّ تَعْلِيقا وَاسْتشْهدَ بِهِ مُسلم فِي خَمْسَة أَحَادِيث .
قَالَ عَلّي بن الْحُسَيْن بن وَاقد : دخلت عَلَى ابْن الْمُبَارك وَإِذا هُوَ وَحده ، فَقلت : يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن ، كنت أشتهي أَن أَلْقَاك عَلَى هَذِه الْحَالة . قَالَ : هَات . قلت : مَا تَقول فِي مُحَمَّد بن إِسْحَاق ؟ قَالَ : أما إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَدُوقًا - ثَلَاث مَرَّات ،وَقَالَ يَحْيَى بن معِين : كَانَ (مُحَمَّد) بن إِسْحَاق ثبتًا فِي الحَدِيث . قَالَ ابْن حبَان : لم يكن أحد بِالْمَدِينَةِ يُقَارب ابْن إِسْحَاق فِي علمه وَلَا يوازيه فِي جمعه . وَكَانَ شُعْبَة وسُفْيَانُ يَقُولَانِ : مُحَمَّد بن إِسْحَاق أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي الحَدِيث ، وَهُوَ من أحسن النَّاس سياقًا للْأَخْبَار ، وَأَحْسَنهمْ حفظا لمتونها ، وَإِنَّمَا أُذي ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يُدَلس عَلَى الضُّعَفَاء ؛ فَوَقع الْمَنَاكِير فِي رِوَايَته من قبل أُولَئِكَ ، فَأَما إِذا بَين السماع فِيمَا يرويهِ فَهُوَ ثَبت يحْتَج بروايته .
قَالَ عَلّي بن الْمَدِينِيّ : مُحَمَّد بن إِسْحَاق صَدُوق ، وَالدَّلِيل عَلَى صدقه أَنه مَا رَوَى عَن أحد من الجلة إِلَّا وَرَوَى عَن رجل عَنهُ ؛ فَهَذَا يدل عَلَى صدقه . وَفِي رِوَايَة أَن عَلّي بن الْمَدِينِيّ سُئِلَ عَنهُ أَيْضا ، فَقَالَ : ثِقَة قد أدْرك نَافِعًا (وَرَوَى) عَنهُ وَرَوَى (عَن رجل) عَنهُ ، وَعَن رجل (عَن رجل) عَنهُ هَل يدل (ذَلِك) إِلَّا عَلَى الصدْق .
قَالَ ابْن حبَان : كَانَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق يكْتب عَن من فَوْقه وَمثله ودونه لرغبته فِي الْعلم وحرصه عَلَيْهِ (فَرُبمَا) يروي عَن رجل قد رَآهُ ، ويروي عَن آخر عَنهُ فِي مَوضِع آخر ، ويروي عَن رجل ، عَن رجل عَنهُ ، فَلَو كَانَ مِمَّن يسْتَحل الْكَذِب لم يحْتَج إِلَى الْإِنْزَال ؛ بل كَانَ يحدث عَمَّن يرَاهُ ويقتصر عَلَيْهِ ، فَهَذَا مِمَّا يدلك عَلَى صدقه وشهرة عَدَالَته فِي الرِّوَايَات . قَالَ يَحْيَى بن يَحْيَى وَذكر (عِنْده) مُحَمَّد بن إِسْحَاق : فوثقه . هَذَا آخر كَلَام ابْن حبَان ، وَقد أوضح تَرْجَمته وأجاد ،وَقَالَ أَبُو الْحسن بن الْقطَّان - وَهُوَ المدقق فِي النّظر - : (المتحصل) من أَمر ابْن إِسْحَاق الثِّقَة وَالْحِفْظ ، وَلَا سِيمَا السّير (وَلم) يَصح عَلَيْهِ قَادِح .(5)
قلت : والصواب قول ابن القطان ، فهو ثقة بإطلاق ، وليس مدلساً كما زعموا.
2- الجراح بن مليح الرؤاسي - والد وكيع - قال عنه : صدوق يهم ، وقوَّى حديثه في القول المسدد(6).
3- عاصم بن أبي النجود ، صدوق له أوهام ، وحسَّن له في الإصابة في ترجمة عمير بن أبي وقاص(7)
4- أسامة بن زيد الليثي ، صدوق يهم ، وحسن له في فتح الباري(8)
5- فليح بن سليمان الخزاعي ، صدوق كثير الخطأ ، وحسن له في التلخيص الحبير(9)، وقال في فتح الباري(10): مضعف عند ابن معين والنسائي ، وأبي داود ، ووثقه آخرون ، فحديثه من قبيل الحسن اهـ
6- محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي ، صدوق له أوهام ، وحسن له في التلخيص الحبير(11)،وقال في أجوبته عن بعض أحاديث المصابيح للبغوي(12): صدوق في حفظه شيء ، وحديثه في مرتبة الحسن ، لا ينحطُّ إلى الضعف اهـ
7- عبد الرحمن بن أبي الزناد ، صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد ، وكان فقيهاً ، وحسن له في تغليق التعليق(13)، وقال في الفتح(14): "فَيَكُون غَايَة أَمْره أَنَّهُ " مُخْتَلَف فِيهِ " فَلَا يَتَّجِه الْحُكْم بِصِحَّةِ مَا يَنْفَرِد بِهِ بَلْ غَايَته أَنْ يَكُون حَسَنًا ، وَكُنْت سَأَلْت شَيْخَيَّ الْإِمَامَيْنِ الْعِرَاقِيّ وَالْبُلْقِينِيّ عَنْ هَذَا الْمَوْضِع فَكَتَبَ لِي كُلّ مِنْهُمَا بِأَنَّهُمَا " لَا يَعْرِفَانِ لَهُ مُتَابِعًا " وَعَوَّلَا جَمِيعًا عَلَى أَنَّهُ عِنْد الْبُخَارِيّ " ثِقَة " فَاعْتَمَدَهُ وَزَادَ شَيْخنَا الْعِرَاقِيّ أَنَّ صِحَّة مَا يَجْزِم بِهِ الْبُخَارِيّ لَا يَتَوَقَّف أَنْ يَكُون عَلَى شَرْطه وَهُوَ تَنْقِيب جَيِّد "(15)
8- عبد الله بن شريك العامري الكوفي ، صدوق يتشيع ، أفرط الجوزجاني فكذبه ، وحسن له في تغليق التعليق(16)، وروى حديثا من طريقه في الفتح وقال عنه "وَهَذَا سَنَد حَسَن "(17)
9- أبو جعفر الرازي - عيسى بن أبي عيسى - صدوق سيئ الحفظ ، وحسن له في تغليق التعليق(18)، وحديثه الذي حسنه رواه ابن خزيمة في صحيحه(19)وكذا حسن له في التلخيص(20).
10- محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري ، صدوق سيئ الحفظ جدًّا ، وذكر له حديثاً في تغليق التعليق(21)، وقال : إسناده صالح .
قلت : تأمل عدوله من قوله إسناده حسن إلى قوله إسناده صالح ، وما ذاك إلا للفظة (جدًّا) في سوء حفظه .
11- خالد بن خداش البصري ، صدوق يخطئ ، وحسَّن له في تغليق التعليق(22).
12- عبد الله بن زيد بن أسلم ، صدوق فيه لين ، وحسن له في التغليق(23).
13- عبد الله بن محمد بن عقيل الهاشمي ، صدوق فيه لين ، وحسن له في التغليق(24)، وفي التلخيص الحبير(25)
وقال موضحاً حاله في موضع آخر من التلخيص الحبير(26): " وَابْنُ عَقِيلٍ سيء الْحِفْظِ يَصْلُحُ حَدِيثُهُ لِلْمُتَابَعَاتِ فَأَمَّا إذَا انْفَرَدَ فَيَحْسُنُ وَأَمَّا إذَا خَالَفَ فَلَا يُقْبَلُ " .
قلت : وهذا يفيد أن أن من كان صدوقاً سيء الحفظ ، فحديثه حسن إذا انفرد .
أما إن حديث عبد الله بن محمد هذا فلا يصلح إلا للمتابعات ، ففي هذا القول نظر ، بل هو يصلح للاحتجاج ، وقد احتجَّ به أحمد ، وإسحاق بن راهويه ، وأبو بكر الحميدي ، كما تقدم ، وصحح له أحمد ، وقد احتجَّ ابن حجر نفسه بمن هو دون ابن عقيل ، بل احتجوا بالمستور إذا اعتضد حديثه كما سيمر في مبحث المستور .
14- شريك بن عبد الله بن أبي نمر ، صدوق يخطئ ، وحسن له في التغليق(27).
قلت : قد روى له البخاري ، فالصواب أن حديثه صحيح إلا ما أخطأ فيه.
15- شهر بن حوشب الأشعري الشامي ، صدوق كثير الإرسال والأوهام ، وحسن له في التعليق وقال :"هذا حديث حسن وقد قوى الإمام أحمد حديث شهر بن حوشب إذا كان من رواية عبدالحميد بن بهرام عنه وحسن الترمذي حديثا غير هذا تفرد به عبد الحميد عن شهر عن ابن عباس"(28)وقال في الفتح: " وَشَهْرٌ حَسَنُ اَلْحَدِيثِ وَإِنْ كَانَ فِيهِ بَعْض اَلضَّعْفِ"(29). وحسن له في الفتح أيضا(30)
قلت : فالأرجح أنه حسن الحديث كما قال الذهبي، وأما عن الإرسال : قال أبو زرعة : لا بأس به ولم يلق عمرو بن عبسة ، ولم يسمع من معاذ،وقال الذهبي في السير :" قُلْتُ: الرَّجُلُ غَيْرُ مَدْفُوْعٍ عَنْ صِدْقٍ وَعِلْمٍ، وَالاحْتِجَاجُ بِهِ مُتَرَجِّحٌ."(31)
16- معقل بن عبيد الله الجزري ، صدوق يخطئ ، وحسن له في التلخيص(32)
17- شهاب بن خراش الشيباني ، صدوق يخطئ ، وحسن له في التلخيص(33)
18- موسى بن وردان ، قال فيه : صدوق ربما أخطأ ، وحسن له في أجوبته عن المصابيح(34).
19- دراج بن سمعان ، أبو السمح المصري ، صدوق في حديثه عن أبي الهيثم ضعف .
قلت : وحسن له حديثه عن أبي الهيثم في أجوبته عن المصابيح(35).
والصواب أن حديثه عنه حسن كما هو رأي الإمام يحيى بن معين وابن شاهين ، وابن عدي ، وقد صحح حديثه عن أبي الهيثم الترمذي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وغيرهم(36)
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح : " قَوْله : ( وَيْل ) جَازَ الِابْتِدَاء بِالنَّكِرَةِ لِأَنَّهُ دُعَاء وَاخْتُلِفَ فِي مَعْنَاهُ عَلَى أَقْوَال : أَظْهَرهَا مَا رَوَاهُ اِبْن حبان فِي صَحِيحه مِنْ حَدِيث أَبِي سَعِيد مَرْفُوعًا " وَيْل وَادٍ فِي جَهَنَّم "(37)
قلت : وقد روي هذا الحديث من طريق دَرَّاجَ عَنْ أَبِى الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ :« وَيْلٌ وَادٍ فِى جَهَنَّمَ يَهْوِى فِيهِ الْكَافِرُ أَرْبَعِينَ خَرِيفاً قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ قَعْرَهُ وَالصَّعُودُ جَبَلٌ مِنْ نَارٍ يَصْعَدُ فِيهِ سَبْعِينَ خَرِيفاً يَهْوِى بِهِ كَذَلِكَ فِيهِ أَبَداً ».(38)
20- شريك بن عبد الله النخعي ، صدوق عابد يخطئ كثيراً تغير حفظه ، حسن له في الفتح(39).
21- حماد بن يحيى الأربح البصري ، صدوق يخطئ ، وقال في الفتح : " وَاحْتَجَّ اِبْن عَبْد الْبَرّ بِحَدِيثِ " مَثَل أُمَّتِي مَثَل الْمَطَر لَا يُدْرَى أَوَّله خَيْر أَمْ آخِره " وَهُوَ حَدِيث حَسَن لَهُ طُرُق قَدْ يَرْتَقِي بِهَا إِلَى الصِّحَّة "(40).
22- عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، صدوق يخطئ ، وقال في الفتح(41): " وَابْنِ أَبِي مَسْلَمَة ، اِسْمه عُمَر فِيهِ مَقَال وَلَكِنَّ حَدِيثه حَسَن ".، وقال أيضاً : " "وَالْمُرَاد بِالْمُوبِقَةِ هُنَا الْكَبِيرَة كَمَا ثَبَتَ فِي حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة مِنْ وَجْه آخَر أَخْرَجَهُ الْبَزَّار وَابْن الْمُنْذِر مِنْ طَرِيق عُمَر بْن أَبِي سَلَمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَفَعَهُ " الْكَبَائِر الشِّرْك بِاَللَّهِ وَقَتْل النَّفْس"(42).
فهؤلاء الرواة وأمثالهم قد حسَّن الحافظ ابن حجر حديثهم، وقد أدخلهم هو في المرتبة الخامسة .
وهذه بعض النماذج لمن صحح لهم في غير موضع من مصنفاته وهم من هذه المرتبة ، وهذه بعض الأمثلة :
1- معاوية بن هشام الدستوائي ، صدوق ربما وهم ،وقال في التلخيص الحبير" ، وَأَمَّا الْمَوْقُوفُ فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْخِلَافِيَّاتِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ وَصَحَّحَهُ ، وَهُوَ عِنْدَ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ ، عَنْ سفيان ، عَنْ أَبِي يَحْيَى ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ الْحَكَمُ بْنُ مِينَاءَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : " أَدْنَى مَا يَكُونُ فِي النِّكَاحِ أَرْبَعَةٌ : الَّذِي يُزَوِّجُ ، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ ، وَشَاهِدَانِ "(43)، أي سكت على تصحيح البيهقي وهو من طريق معاوية بن هشام .
2- فطر بن خليفة المخزومي ، صدوق رمي بالتشيع ، و في التلخيص" " وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، عَنْ عَلِيٍّ ، وَعَمَّارٍ ، وَقَالَ : هُوَ صَحِيحٌ "."(44)وسكت عليه .
3- محمد بن بكر بن عثمان البُرساني ، صدوق قد يخطئ ، و وفي التلخيص: "وَأَخْرَجَهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهْوَيْهِ فِي مُسْنَدِهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيِّ ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ .وَهَذَا إسْنَادٌ صَحِيحٌ "(45).
4- سهيل بن أبي صالح السمان ، صدوق تغير حفظه بأخرة ، و في التلخيص: "وَقَالَ ابْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ فِي الْإِلْمَامِ : حَاصِلُ مَا يَعْتَلُّ بِهِ وَجْهَانِ ، أَحَدُهُمَا : مِنْ جِهَةِ الرِّجَالِ ، وَلَا يَخْلُو إسْنَادٌ مِنْهَا مِنْ مُتَكَلَّمٍ فِيهِ ، ثُمَّ ذَكَرَ مَا مَعْنَاهُ أَنَّ أَحْسَنَهَا رِوَايَةُ سُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهِيَ مَعْلُولَةٌ ، وَإِنْ صَحَّحَهَا ابْنُ حبان وَابْنُ حَزْمٍ ، فَقَدْ رَوَاهُ سفيان ، عَنْ سُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِسْحَاقَ مَوْلَى زَائِدَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قُلْت : إِسْحَاقُ مَوْلَى زَائِدَةَ أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ ، فَيَنْبَغِي أَنْ يُصَحَّحَ الْحَدِيثُ "(46).
5- عطاء بن السائب الكوفي ، صدوق اختلط ، وفي التخليص الحبير: "وَعَنْ عَلِيٍّ مَرْفُوعًا : « مَنْ تَرَكَ مَوْضِعَ شَعْرَةٍ مِنْ جَنَابَةٍ لَمْ يَغْسِلْهَا فُعِلَ بِهِ كَذَا وَكَذَا مِنَ النَّارِ »(47). ، وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ ، فَإِنَّهُ مِنْ رِوَايَةِ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَبْلَ الِاخْتِلَاطِ "(48).
وقال أيضاً : "قُلْت : أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ ؛ لِأَنَّهُ مِنْ رِوَايَةِ شُعْبَةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ وَقَدْ سُمِعَ مِنْهُ قَبْلَ الِاخْتِلَاطِ ".(49)
وقال أيضاً : "وَلِأَبِي دَاوُد وَالنَّسَائِيِّ وَابْنِ مَاجَهْ" جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ : جِئْتُ أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَتَرَكْتُ أَبَوَىَّ يَبْكِيَانِ. فَقَالَ : « ارْجِعْ عَلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا »(50). وَاسْتَدْرَكَهُ الْحَاكِمُ بِهَذَا اللَّفْظِ ، وَهُوَ مِنْ حَدِيثِ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، لَكِنَّهُ عِنْدَ أَبِي دَاوُد وَالنَّسَائِيِّ مِنْ رِوَايَةِ الثَّوْرِيِّ ، وَعِنْدَ الْحَاكِمِ مِنْ رِوَايَةِ شُعْبَةَ عَنْهُ ، وَقَدْ سَمِعَا مِنْهُ قَبْلَ الِاخْتِلَاطِ ،".(51)
وقال أيضاً : "وَرَوَاهُ أَحْمَدُ وَالطَّبَرَانِيُّ ،وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، وَقِيلَ : عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، وَادَّعَى الذَّهَبِيُّ فِي الْمِيزَانِ أَنَّهُ لَا يَصِحُّ بِوَجْهٍ مِنْ الْوُجُوهِ ، وَلَا شَكَّ أَنَّ طَرِيقَ أَحْمَدَ مَا بِهَا بَأْسٌ ، وَشَاهِدُهَا حَدِيثُ بُرَيْدَةَ ، فَالْحَدِيثُ حَسَنٌ ".(52)
وقال في الكلام على حديث : " حَدِيثُ : رُوِيَ أَنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ صَلاَةٌ فَأَقِلُّوا مِنَ الْكَلاَمِ ».التِّرْمِذِيُّ ، وَالْحَاكِمُ وَالدَّارَقُطْنِيّ ، مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ السَّكَنِ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَابْنُ حبان ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : رُوِيَ مَرْفُوعًا وَمَوْقُوفًا ، وَلَا نَعْرِفُهُ مَرْفُوعًا إلَّا مِنْ حَدِيثِ عَطَاءٍ ، وَمَدَارُهُ عَلَى عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ طَاوُسٍ ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَاخْتُلِفَ فِي رَفْعِهِ وَوَقْفِهِ .
وَرَجَّحَ الْمَوْقُوفَ النَّسَائِيُّ ، وَالْبَيْهَقِيُّ ، وَابْنُ الصَّلَاحِ وَالْمُنْذِرِيُّ ، وَالنَّوَوِيُّ ، وَزَادَ : إنَّ رِوَايَةَ الرَّفْعِ ضَعِيفَةٌ ، وَفِي إطْلَاقِ ذَلِكَ نَظَرٌ ، فَإِنَّ عَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ صَدُوقٌ ، وَإِذَا رُوِيَ عَنْهُ الْحَدِيثُ مَرْفُوعًا تَارَةً ، وَمَوْقُوفًا أُخْرَى ، فَالْحُكْمُ عِنْدَ هَؤُلَاءِ الْجَمَاعَةِ لِلرَّفْعِ ، وَالنَّوَوِيُّ مِمَّنْ يَعْتَمِدُ ذَلِكَ وَيُكْثِرُ مِنْهُ وَلَا يَلْتَفِتُ إلَى تَعْلِيلِ الْحَدِيثِ بِهِ إذَا كَانَ الرَّافِعُ ثِقَةً ، فَيَجِيءُ عَلَى طَرِيقَتِهِ أَنَّ الْمَرْفُوعَ صَحِيحٌ ، فَإِنْ اعْتَلَّ عَلَيْهِ بِأَنَّ عَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ اخْتَلَطَ ، وَلَا تُقْبَلُ إلَّا رِوَايَةُ مَنْ رَوَاهُ عَنْهُ قَبْلَ اخْتِلَاطِهِ ، أُجِيبَ بِأَنَّ الْحَاكِمَ أَخْرَجَهُ مِنْ رِوَايَةِ سفيان الثَّوْرِيِّ عَنْهُ ، وَالثَّوْرِيُّ مِمَّنْ سَمِعَ قَبْلَ اخْتِلَاطِهِ بِاتِّفَاقٍ .
__________
(1) ص 51)
(2) ص 21) وفتح الباري لابن حجر (ج 1 / ص 61) الشاملة 2 وفتح الباري (13/353) ونزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر (ج 1 / ص 10) ومن تكلم فيه وهو موثق أو صالح الحديث (ج 1 / ص 102) "حسن الحديث" وقسم الحديث والمصطلح (ج 45 / ص 4)
(3) 13/353)
(4) 11/163)
(5) - البدر المنير (ج 3 / ص 298) فما بعد
(6) - القول المسدد (ج 1 / ص 25)
(7) - الإصابة في معرفة الصحابة (ج 2 / ص 320)
(8) - 1/67-68 وانظر فتح الباري لابن حجر (ج 2 /285) و(ج 8 / ص 372) و(ج 10 / ص 168)
(9) - 1/84
(10) - 2/472 و فتح الباري لابن حجر (ج 3 / ص 416) الشاملة 2
(11) - 1/37و73 والتلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير (ج 1 / ص 326) الشاملة 2
(12) - رسالة ألحقت بمشكاة المصابيح 3/1784 بتعليق الألباني .
(13) - 2/43 ط المكتب الإسلامي - دار عمار و تغليق التعليق (ج 1 / ص 36) الشاملة 2
(14) - 13/187
(15) - فتح الباري لابن حجر (ج 20 / ص 233)
(16) - 2/231، تغليق التعليق (ج 1 / ص 180) الشاملة 2
(17) - فتح الباري لابن حجر (ج 19 / ص 379)
(18) - 5/425 و تغليق التعليق (ج 1 / ص 327) الشاملة 2
(19) - 2/99 حديث رقم (298)
(20) - 2/19 حديث رقم(533) .
(21) - 3/253 وتغليق التعليق (ج 2 / ص 94) الشاملة 2 ، والحديث في سنن ابن ماجه (3879) من طريق ابْنِ أَبِى لَيْلَى عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا اسْتَشَارَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُشِرْ عَلَيْهِ "
(22) - 4/372 و تغليق التعليق (ج 3 / ص 79) الشاملة 2
(23) - 4/372 و تغليق التعليق (ج 3 / ص 79) الشاملة 2
(24) - 4/461 و تغليق التعليق (ج 3 / ص 155) الشاملة 2
(25) - 2/17 والتلخيص الحبير (ج 2 / ص 255)(745) الشاملة 2
(26) - 2/108 و التلخيص الحبير (ج 2 / ص 255) دار الكتب العلمية
(27) - 4/461 و تغليق التعليق (ج 3 / ص 155) وسكت عليه في فتح الباري لابن حجر (ج 15 / ص 102) الشاملة 2
(28) - 4/4و490 وتغليق التعليق (ج 3 / ص 173) الشاملة 2
(29) - 3/65 وفتح الباري لابن حجر (ج 4 / ص 190) الشاملة2
(30) - فتح الباري لابن حجر (ج 12 / ص 233) و(ج 15 / ص 228) و(ج 18 / ص 215)
(31) - راجع التهذيب 4/369 - 372 والميزان : 2/284 والجامع في الجرح والتعديل (1838) وديوان الضعفاء (1903) والكاشف (2336) وسير أعلام النبلاء (4/378)
(32) - 2/24 حديث (550)
(33) - 2/65 حديث(648)
(34) - مشكاة المصابيح 3/1791
(35) - المصدر 3/1786 و1791 ، وأفاد أن ما يرويه دراج عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري ، نسخة ، صحح إسنادها ابن حبان ، وأدخل كثيرا منها في صحيحه .
(36) - انظر التهذيب 3/208-209 والكامل 3/112-115 .
(37) - فتح الباري لابن حجر (ج 1 / ص 264)
(38) - مسند أحمد (12031) وصحيح ابن حبان (ج 16 / ص 508)( 7467) والحاكم (8764) وصححه ووافقه الذهبي وهو حديث حسن.
(39) - 8/295
(40) - 7/6 و فتح الباري لابن حجر (ج 10 / ص 445) الشاملة 2 وحسن له الترمذي (3109 ) والشيخ شعيب في تعليقه على مسند احمد بن حنبل (983 و12349 و12483) وصحح له ابن حبان في صحيحه (6751) وحسن له الألباني في السلسلة الصحيحة (1574 و2286 ) وهو حديث صحيح لغيره
(41) - 13/327 وفتح الباري لابن حجر (ج 20 / ص 418) الشاملة 2
(42) - فتح الباري لابن حجر (ج 19 / ص 290) الشاملة 2
(43) - 1/38 والتلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير (ج 4 / ص 293) الشاملة 2 ومَعْرِفَةُ السُّنَنِ وَالْآثَارِ لِلْبَيْهَقِيِّ (4355 ) ومصنف ابن أبي شيبة(ج 4 / ص 131) (16187) وقال البيهقي: وَله شَاهد بِإِسْنَاد صَحِيح عَن قَتَادَة ، عَن ابْن عَبَّاس" - يعني هذا الحديث ،قلت : لكنه مُنْقَطع ؛ قَتَادَة لم يدْرك ابْن عَبَّاس . البدر المنير (ج 7 / ص 582)
(44) - 1/80 والتلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير (ج 2 / ص 283)(696 ) الشاملة 2
(45) - 1/124 والتلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير (ج 1 / ص 229) الشاملة 2
(46) - 1/137 والتلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير (ج 1 / ص 252) الشاملة 2
(47) - انظر المسند الجامع (ج 13 / ص 268)(9995)
(48) - 1/142 والتلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير (ج 1 / ص 263) الشاملة 2
(49) - التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير (ج 2 / ص 290) الشاملة 2
(50) - سنن أبى داود (2530 ) والنسائي (4180 ) و ان ماجة (2888) وانظر المسند الجامع (ج 11 / ص 344) (8591) وهو حديث صحيح
(51) - التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير (ج 3 / ص 322) وفي التلخيص الحبير (ج 1 / ص 382) وقال : وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ فَإِنَّهُ مِنْ رِوَايَةِ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَبْلَ الِاخْتِلَاطِ ، و (ج 2 / ص 217) وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ لِأَنَّهُ مِنْ رِوَايَةِ شُعْبَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ وَقَدْ سُمِعَ مِنْهُ قَبْلَ الِاخْتِلَاطِ
(52) - التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير (ج 5 / ص 317)(1/40)
وَإِنْ كَانَ الثَّوْرِيُّ قَدْ اخْتَلَفَ عَلَيْهِ فِي وَقْفِهِ وَرَفْعِهِ ، فَعَلَى طَرِيقَتِهِمْ تُقَدَّمُ رِوَايَةُ الرَّفْعِ أَيْضًا ، وَالْحَقُّ أَنَّهُ مِنْ رِوَايَةِ سفيان مَوْقُوفٌ ، وَوَهَمَ عَلَيْهِ مَنْ رَفَعَهُ .، وقال بعدها :وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ صَحِيحَةٌ ، وَهِيَ تُعَضِّدُ رِوَايَةَ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، وَتُرَجِّحُ الرِّوَايَةَ الْمَرْفُوعَةَ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُبْهَمَ فِيهَا هُوَ ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَعَلَى تَقْدِيرِ أَنْ يَكُونَ غَيْرُهُ ، فَلَا يَضُرُّ ، إبْهَامَ الصَّحَابَةِ ."(1)
وصحح له في تغليق التعليق: " وله طريق أخرى من رواية عطاء بن السائب عن سالم بن أبي الجعد عن أبن عباس رواه الدارمي وغيره وقد صححه غير واحد والله أعلم".(2)
وفيه "عن سفيان عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن قال مر سلمان بقوم يقرأون السجدة قالوا اسجد قال ليس لها غدونا وهكذا رواه عبد الرزاق عن الثوري وهوإسناد صحيح لأن الثوري سمع من عطاء قبل الاختلاط ".(3)
وقال في حديث رواه عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو..."رواه الترمذي في الشمائل عن قتيبة عن جرير فوقع لنا بدلا له عاليا وهكذا رواه شعبة وحماد بن سلمة وسفيان الثوري وزائدة وغيرهم عن عطاء وعطاء بن السائب ثقة ضعف من قبل اختلاطه فممن سمع منه من قبل الاختلاط شعبة قيل وحماد بن سلمة فالحديث على هذا قوي وقد وثق السائب العجلي وابن حبان".(4)
وفيه أيضاً "وحديث حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب قبل الإختلاط وكذا رواه زائدة بن قدامة عن عطاء بن السائب وهو ممن سمع منه قبل الإختلاط ورجاله كلهم ثقات".(5)
وصحح له في فتح الباري(6)
6- عبد الرحمن بن أبي الزناد ، صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد ، وكان فقيهاً ، وصحح له في تغليق التعليق(7)، من رواية من حدَّث عنه قبل التغير ، وهذا يدلل لما قدمنا قبل قليل .(8)
7- أبو الزبير المكي : محمد بن مسلم بن تدرس ، صدوق يدلس ، وصحح له في التغليق(9)، وفي فتح الباري ما صرح فيه بالتحديث(10).
وقال أيضاً :" وَرَوَى أَحْمَد بِإِسْنَادٍ حَسَن عَنْ أَبِي الزُّبَيْر عَنْ جَابِر قَالَ " كُنَّا نَطُوف فَنَمْسَح الرُّكْن الْفَاتِحَة وَالْخَاتِمَة ، وَلَمْ نَكُنْ نَطُوف بَعْدَ الصُّبْح حَتَّى تَطْلُع الشَّمْس وَلَا بَعْدَ الْعَصْر حَتَّى تَغْرُب الشَّمْس "(11)
قلت : والحديث في مسند أحمد(15623) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا حَسَنٌ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ سَأَلْتُ جَابِراً عَنِ الطَّوَافِ بِالْكَعْبَةِ فَقَالَ كُنَّا نَطُوفُ فَنَمْسَحُ الرُّكْنَ الْفَاتِحَةَ وَالْخَاتِمَةَ وَلَمْ نَكُنْ نَطُوفُ بَعْدَ صَلاَةِ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَلاَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ وَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « تَطْلُعُ الشَّمْسُ فِى قَرْنَىْ شَيْطَانٍ ». ، وهذا يدل على تحسين أحاديث ابن لهيعة من غير العبادلة .
قلت: قد وثقه ابن معين والنسائي، وقال ابن المديني: "ثقة ثبت"، ووثقه غيرهم، وقال ابن عدي: روى مالك عن أبي الزبير أحاديث، وكفى بأبي الزبير صدقاً أن يحدث عنه مالك؛ فإن مالكاً لا يروي إلا عن ثقة، ولا أعلم أحداً من الثقات تخلف عن أبي الزبير إلا قد كتب عنه، وهو في نفسه ثقة، إلا أن يروي عنه بعض الضعفاء فيكون ذلك من جهة الضعيف"، الكامل: 6/125.
والحاصل أنه ثقة، لم يثبت لديّ أنه كان يدلس، وشعبة تشدد فيه، ونهى عن الرواية عنه، ومع ذلك جاء أنه روى عنه، انظر الميزان: 4/38، وقد وثق، وروى عنه الناس، قال الحاكم: "وليس عند شعبة فيما يقول حجة أكثر من أنه لبس السواد، وتسفه بحضرته على رجل من أهل العلم..."، المدخل: ق 56.
،قال الزيلعي :" وَقَدْ رَوَاهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - نَحْوُهُ، انْتَهَى. وَسَكَتَ عَنْهُ عَبْدُ الْحَقِّ فِي "أَحْكَامِهِ"، وَابْنُ الْقَطَّانِ بَعْدَهُ، فَهُوَ صَحِيحٌ عِنْدَهُمَا،(12)
8- ورقاء بن عمر اليشكري ، صدوق في حديثه عن منصور لين ، وصحح له في التغليق(13)حديثاً رواه عن ابن أبي نجيح(14).
9 موسى بن مسعود النهدي ، صدوق سيء الحفظ ، وكان يصحِّف ، وحديثه عند البخاري في المتابعات ، قلت : وصحح له في التغليق(15)، وفي التلخيص الحبير(16)
قلت : هو من شيوخ البخاري فلا يقبل الكلام فيه(17)
10 يحيى بن سليمان الجعفي الكوفي ، نزيل مصر ، صدوق يخطئ ، وصحح له في التغليق(18)
11- قبيصة بن عقبة السوائي ، صدوق ربما خالف ، وصحح له في التغليق(19)
قلت : قبيصة هذا من شيوخ البخاري ، روى عنه في صحيحه (49) حديثاً .
وقد روى له بقية الجماعة محتجين به . وفي الكاشف( 4546 ) قبيصة بن عقبة أبو عامر السوائي عن فطر ومسعر وعنه البخاري وأحمد وعبد والحارث بن أبي أسامة حافظ عابد مات 215 ع
وفي السير :" قَبِيْصَةُ بنُ عُقْبَةَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سفيان السُّوَائِيُّ (ع) ابْنِ عُقْبَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ جُنَيْدِبِ بنِ رَبَابِ بنِ حَبِيْبِ بنِ سُوَاءةَ بنِ عَامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ، الحَافِظُ، الإِمَامُ، الثِّقَةُ، العَابِدُ، أَبُو عَامِرٍ السُّوَائِيُّ، الكُوْفِيُّ.قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، مِنْ طَرِيْقِ أَحْمَدَ بنِ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْهُ: قَبِيْصَةُ: ثِقَةٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ، إِلاَّ فِي حَدِيْثِ سفيان، فَلَيْسَ بِذَاكَ القَوِيِّ، فَإِنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ وَهُوَ صَغِيْرٌ.
قُلْتُ: الرَّجُلُ ثِقَةٌ، وَمَا هُوَ فِي سفيان كَابْنِ مَهْدِيٍّ، وَوَكِيْعٍ، وَقَدِ احْتَجَّ بِهِ الجَمَاعَةُ فِي سفيان وَغَيْرِهِ، وَكَانَ مِنَ العَابِدِيْنَ".
12- خالد بن عبد الرحمن المسلي ، صدوق يخطئ ، وصحح له في التغليق(20)
13- موسى بن عُليٍّ اللخمي المصري ، صدوق ربما أخطأ ، وصحح له في التغليق(21).
وفي الكاشف (5719 ) موسى بن علي بن رباح أبو عبد الرحمن اللخمي ولي نيابة مصر للمنصور ست سنين عن أبيه والزهري وعنه بن المبارك وابن وهب والمقرئ ثبت صالح ولد بإفريقية عام تسعين ومات 163 م
وفي السير :" مُوْسَى بنُ عُلَيِّ بنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيُّ مَوْلاَهُم (م، 4) الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثِّقَةُ، الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ العَادلُ، نَائِبُ الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ لأَبِي جَعْفَرٍ المَنْصُوْرِ سَنَوَاتٍ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ اللَّخْمِيُّ مَوْلاَهُم، المِصْرِيُّ.وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: كَانَ رَجُلاً صَالِحاً، يُتقِنُ حَدِيْثَه، لاَ يَزِيْدُ وَلاَ يَنْقصُ، صَالِحُ الحَدِيْثِ، كَانَ مِنْ ثِقَاتِ المِصْرِيِّينَ."(22)
14- سماك بن حرب الذهلي الكوفي ، صدوق ، وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة ، وقد تغير بأخرة ، فكان ربما تلقن ، وصحح له في التغليق(23)
15- خالد بن سلمة بن العاص بن هشام المخزومي الفأفاء ، صدوق رمي بالإرجاء والنصب ، وصحح له في هدي الساري(24)
16- شريك بن عبد الله النخعي ، صدوق عابد يخطئ كثيراً ، وقد تغير ، وصحح له في الفتح(25)
17- المنهال بن عمرو ، صدوق ربما وهم ، وصحح له في الفتح(26)
ونكتفي بهذه النماذج التي تعطينا أيضاحاً بيِّنا أن هناك من أصحاب هذه المرتبة من صحح له ابن حجر نفسه ، مما يدلُّ على أن أصحاب هذه المرتبة قد يرتقي حديثهم إلى الصحيح أيضاً ، إذا قوي جانب التوثيق وخفَّ جانب التضعيف ، وبهذا نفسر تصحيح حديثهم مرة ، وتحسينه مرة أخرى ، فمن صحح حديثه من هؤلاء لم ينظر الناقد إلى ما قيل فيه من تليين ، لعدم ثبوته عنده ، أو ثبت ولكن لم يره مؤثراً ، ومن حسَّنَ منهم حديثه فرأى أن يعمِلَ هذا التليين ، حتى إذا ما قابله بجانب التوثيق خرج بنتيجة (تحسين) حديثه كما رأينا .
ومما يلقي الضوء على ذلك - أعني تجاذب هذه المرتبة مرة نحو الصحيح ، ومرة نحو الحسن - أن ابن حجر عندما عدد مراتب الحديث الصحيح في شرح النخبة جعلها ثلاث مراتب ، وذكر للمرتبة الثالثة مثالين هما :
ودُونَها في الرُّتْبَةِ : كسُهَيْلِ بنِ أَبي صالحٍ عَنْ أَبيهِ عن أَبي هُريرةَ .وكالعَلاءِ بنِ عبدِ الرحمن عن أَبيهِ عن أَبي هُريرةَ ،فإِنَّ الجَميعَ يشمَلُهُم اسمُ العَدالَةِ والضَّبْطِ ؛ إِلاَّ أَنَّ للمَرْتَبَةِ الأولى فيهم مِن الصِّفاتِ المُرَجِّحَةِ ما يقتَضي تقديمَ روايتِهِم على الَّتي تَليها ، وفي الَّتي تليها مِنْ قوَّةِ الضَّبْطِ ما يقتَضي تقديمَها على الثَّالِثَةِ ، وهِي مُقدَّمةٌ على رِوايةِ مَن يُعَدُّ مَا يَنْفَرِدُ بِهِ حَسناً(27)؛ كمحمَّد بنِ إِسحاقَ عن عاصمِ بنِ عُمرَ بن قتادة عن جابرٍ ، وعن عمروِ بنِ شُعَيْبٍ عنْ أَبيهِ عَنْ جَدِّهِ ،وقِسْ على هذهِ المراتِبِ ما يُشبِهُها .(28)
وقد قال ابن حجر عن سهيل : صدوق تغير حفظه بأخرة ، وقال عن العلاء : صدوق ربما وهم ، وكلاهما - كما ترى - أدخلهما في المرتبة الخامسة من مراتب التقريب ، فإذا صحح رواية واحد من هذين الرجلين ، فباعتبار أن مرتبته من أدنى مراتب الصحيح .
وإذا حسَّن روايته فباعتبار أنه أعلى مراتب الحسن ، إذ إنَّ أدنى مراتب الصحيح هي في حقيقة الحال أعلى مراتب الحسن .
وفي النكت على ابن الصلاح حكى فيها الحافظ تعقبين للعراقي والعلائي على ابن سيد الناس، ففضل فيه تعقب العلائي على تعقب العراقي وأضاف فوائد أخرى. وذلك أن ابن سيد الناس زعم أن شرط أبي داود كشرط مسلم إلا في الأحاديث التي بين أبو داود ضعفها.
فأجابه العراقي: "بأن مسلما شرط الصحيح فليس لنا أن نحكم على حديث في كتابه أنه حسن، وأبو داود إنما قال: "وما سكت عنه فهو صالح ،والصالح يجوز أن يكون صحيحا وأن يكون حسنا فالاحتياط أن يحكم عليه بالحسن".
قال الحافظ ابن حجر: "فأجابه العلائي بجواب أمتن من هذا فقال ما نصه: "هذا الذي قاله ضعيف وقول ابن الصلاح أقوى، لأن درجات الصحيح إذا تفاوتت، فلا نعني بالحسن إلا الدرجة الدنيا منها والدرجة الدنيا لم يخرج مسلم منها شيئا في الأصول. وإنما يخرجها في المتابعات والشواهد".
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : "وهو تعقب صحيح وهو مبنيٌّ على أمر اختلف نظر الأئمة فيه ...(29)
وقد أشار الذهبي إلى ذلك إشارة واضحة في الموقظة، فبعد أن ذكر مراتب الحسن ومثَّل لأعلى مراتبه بعدة أمثلة قال : " وهو قِسمُ مُتجاذَبٌ بين الصحةِ والحُسن ، فإنَّ عِدَّةً من الحُفَّاظ يصححون هذه الطرق ، وينعتونها بأنها من أدنى مراتب الصحيح، ثم بعدِ ذلك أمثلةُ كثيرة يُتَنازَعُ فيها ، بعضُهم يُحسَّنونها ، وآخَرُون يُضعِّفونها ، كحديث الحارثِ بن عبدالله ، وعاصم بن ضَمْرة ، وحَجَّاج بن أَرْطَاة ، وخُصَيْف ، ودَرَّاجٍ أبي السَّمْح ، وخلقٍ سِواهم ".(30)
قلتُ : وبذلك نعلم أن من صحح لرواة هذه المرتبة لم يبعِدْ ، كما أن من حسَّن لهم لم يبعد أيضاً ، لكن البعيد عن الصواب - في نظري - هو من ضعَّف أحاديث رواة هذه المرتبة إذا تفردوا، وإذا اعتضد عنده الراوي من هذه المرتبة رفع حديثه لدرجة الحسن لغيره !
وقد جرى على ذلك كثير من العلماء المعاصرين !!
وهذا فيه عدم هضم لمراد الحافظ ابن حجر من مراتب الرواة في كتاب التقريب.
ومما تقدم نعلم ضعف هذا المذهب ، وأننا لو أعملناه لاقتضانا ذلك تضعيف مئات الأحاديث التي رواها البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه المرتبة ، ولاقتضانا أيضاً تضعيف بضع مئات أخرى من الأحاديث التي رواها أصحاب السنن لهذه المرتبة .
وقد تبين لنا بالأدلة البينة والناصعة أن أحاديث هذه المرتبة متجاذبة بين الصحة والحسن ، وليس بين الحسن والضعف .
إن أحاديث هذه المرتبة لا يمكن الحكم عليها بالضعف إلا في حالة واحدة ، وهي إذا كان هذا الحديث الذي رواه مما أخطأ فيه هذا الصدوق ، ولم نجد له عاضداً بلفظه أو بمعناه .
فإذا قلنا : صدوق يخطئ فحديثه حسن لذاته إذا انفرد ، أما إذا توبع فيرتقي إلى درجة الصحيح لغيره .
أما إذا روى هذا الراوي حديثاً ، وتبين لنا أنه مما أخطأ فيه ، ولم نجد له عاضداً ، أو خالفه جماعة ممن هم في مرتبته أو واحد ممن هو أعلى منه مرتبة ، فعند ذلك فقط يسوغ لنا أن نحكم على حديثه بالضعف / اليسير / .
وهذا القدر يشترك فيه الصدوق الذي يخطئ ، والصدوق ، والثقة ، والحافظ ، وغيرهم على السواء ، فإذا روى الثقة حديثاً وأخطأ فيه ، وتبين لنا هذا الخطأ من مخالفة جماعة ممن هم في مرتبته أو واحد أوثق منه ، يسوغ لنا أيضاً الحكم على حديثه بالضعف بسبب الخطأ الذي وقع فيه هذا الراوي ، مهما كانت مرتبته ، ومن هو المعصوم من الخطأ سوى الأنبياء ؟!! .
وخلاصة القول : ينبغي عدم الاغترار بنسبة الخطأ والوهم إلى صاحب هذه المرتبة ، فيُحكم على حديثه بالضعف على الاطراد ، فالثقة يهم ، ويخطئ ، ويغلط ، ومع ذلك يصحح حديثه .
قال الحافظ البغدادي في الكفاية (412) أَنْبَأَنِي رَوْحُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ , أَنَّ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْقَصَّارَ , أَخْبَرَهُمْ ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، ثنا أَبِي ، أَخْبَرَنِي سليمان ابن أَحْمَدَ الدِّمَشْقِيُّ , قَالَ : " قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ : أَكْتُبُ عَمَّنْ يَغْلَطُ فِي عَشَرَةٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ , قِيلَ لَهُ : يَغْلَطُ فِي عِشْرِينَ ؟ قَالَ : نَعَمْ , قُلْتُ : فَثَلَاثِينَ ؟ قَالَ : نَعَمْ , قُلْتُ : فَخَمْسِينَ ؟ قَالَ : نَعَمْ "
وفي الْجَامِعُ لِأَخْلَاقِ الرَّاوِي وَآدَابِ السَّامِعِ لِلْخَطِيِبِ الْبَغْدَادِيِّ (1278 )أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيُّ ، نا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ : قَالَ لِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ : إِنَّكَ تُحَدِّثُ عَنْ كُلِّ أَحَدٍ قُلْتُ : يَا أَبَا سَعِيدٍ هُمْ يَقُولُونَ إِنَّكَ تُحَدِّثُ عَنْ كُلِّ أَحَدٍ قَالَ : عَمَّنْ أُحَدِّثُ ؟ قَالَ : فَذَكَرْتُ لَهُ مُحَمَّدَ بْنَ رَاشِدٍ الْمَكْحُولِيَّ فَقَالَ لِي : احْفَظْ عَنِّي : " النَّاسُ ثَلَاثَةٌ : رَجُلٌ حَافِظٌ مُتْقِنٌ فَهَذَا لَا يُخْتَلَفُ فِيهِ ، وَآخَرُ يَهِمُ وَالْغَالِبُ عَلَى حَدِيثِهِ الصِّحَّةُ فَهَذَا لَا يُتْرَكُ حَدِيثُهُ لَوْ تُرِكَ حَدِيثُ مِثْلِ هَذَا لَذَهَبَ حَدِيثُ النَّاسِ ، وَآخَرُ يَهِمُ وَالْغَالِبُ عَلَى حَدِيثِهِ الْوَهْمُ فَهَذَا يُتْرَكُ حَدِيثُهُ " .
قلت : صدق والله هذا الإمام ، إذ لو تركنا حديث هذه المرتبة ، لذهب حديث الناس .
وقال البغوي: " أكثر الأحكام ثبوتها بطريق حسن "(31)
وهذا يدلُّ على أننا لو توقفنا في قبول حديث هذه المرتبة أو المرتبة التي تليها ، لألغينا كمًّا هائلاً من الأحاديث الحسان التي احتجَّ بها جمع من الفقهاء ، وأقاموا عليها كثيرا من أحكام الشريعة .
وختاماً لهذا المبحث نطرح هذا السؤال : هل يحتاج أصحاب هذه المرتبة إلى متابعة حتى يحسن حديثهم ؟
والجواب وجدناه عند ابن سيد الناس وابن دقيق العيد ، فقد نقل الحافظ العراقي في التقييد والإيضاح(32)عنه من كتابه شرح الترمذي أنه قال عند شرحه لحديث ( 7 ) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ كَانَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلاَءِ قَالَ « غُفْرَانَكَ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ إِسْرَائِيلَ عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَبِى بُرْدَةَ. وَأَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِى مُوسَى اسْمُهُ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الأَشْعَرِىُّ. وَلاَ نَعْرِفُ فِى هَذَا الْبَابِ إِلاَّ حَدِيثَ عَائِشَةَ رضى الله عنها عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-.
__________
(1) - التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير (ج 1 / ص 240)(174)
(2) - تغليق التعليق (ج 1 / ص 60)
(3) - تغليق التعليق (ج 1 / ص 316)
(4) - تغليق التعليق (ج 1 / ص 344)
(5) - تغليق التعليق (ج 2 / ص 268) وفي البدر المنير (ج 2 / ص 496) :وَقد قَالَ فِي «شَرحه لمُسلم» فِي الْكَلَام عَلَى الْخطْبَة : عَطاء بن السَّائِب تَابِعِيّ ثِقَة ، اخْتَلَط فِي آخر عمره ، قَالَ أَئِمَّة هَذَا الْفَنّ : فَمن سمع مِنْهُ قَدِيما فَهُوَ صَحِيح السماع ، وَمن سمع مِنْهُ مُتَأَخِّرًا فَهُوَ مُضْطَرب الحَدِيث ؛ فَمن السامعين أَولا : سُفْيَان الثَّوْريّ ، وَشعْبَة ، وَمن السامعين آخرا : جرير ، وخَالِد بن عبد الله ، وَإِسْمَاعِيل ، وَعلي بن عَاصِم ، كَذَا قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل ، وَقَالَ يَحْيَى بن معِين : سمع مِنْهُ أَبُو عوَانَة فِي الْحَالين ، فَلَا يحْتَج بحَديثه .
قلت : فَيلْزمهُ عَلَى هَذَا تَصْحِيح هَذَا الحَدِيث من طَرِيق سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عَطاء ، كَمَا صَححهُ الْحَاكِم وَالشَّيْخ تَقِيّ الدَّين ، وفي تحفة المحتاج (ج 1 / ص 351) وَهُوَ من رِوَايَة عَطاء بن السَّائِب وَهُوَ من الثِّقَات كَمَا قَالَه أَحْمد وَغَيره وَإِن لين لكنه اخْتَلَط بأخره فَمن سمع مِنْهُ قَدِيما فَهُوَ صَحِيح كَمَا قَالَه أَحْمد وَغَيره"
(6) - قال في فتح الباري لابن حجر (ج 1 / ص 282) وَسُفْيَان سَمِعَ مِنْ عَطَاء قَبْل اِخْتِلَاطه فَالْإِسْنَاد صَحِيح .،و(ج 4 / ص 3) وَالثَّوْرِيُّ سَمِعَ مِنْ عَطَاء قَبْل الِاخْتِلَاط فَالْحَدِيث صَحِيح و(ج 13 / ص 428) وَإِسْنَاده صَحِيح لِأَنَّ سَمَاع الثَّوْرِيّ مِنْ عَطَاء بْن السَّائِبو (ج 18 / ص 424) أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ بِسَنَدٍ صَحِيح مِنْ طَرِيق مُحَمَّد بْن فُضَيْلٍ عَنْ عَطَاء بْن السَّائِب ".
(7) - 5/331 وتغليق التعليق (ج 3 / ص 488) الشاملة 2 وحسن له أيضاً تغليق التعليق (ج 1 / ص 36)
(8) - وفي البدر المنير (ج 8 / ص 40) وَفِي إِسْنَاده «عبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد» : (وَقد) تكلم فِيهِ غير وَاحِد ، وَوَثَّقَهُ مَالك ، وَاسْتشْهدَ بِهِ البُخَارِيّ ، لَا جرم أخرجه الْحَاكِم فِي «مُسْتَدْركه» بقريبٍ من لفظ أبي دَاوُد ، ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد وفتح الباري لابن حجر (ج 20 / ص 233) ونصب الراية (ج 1 / ص 412)
(9) - 5/332 و تغليق التعليق (ج 3 / ص 489) الشاملة 2
(10) - 3/216 وانظر فتح الباري لابن حجر (ج 15 / ص 103و104) الشاملة 2
(11) - فتح الباري لابن حجر (ج 5 / ص 296)
(12) - نصب الراية (ج 3 / ص 364) وفي البدر المنير (ج 8 / ص 662) قَالَ : أَخْبرنِي أَبُو الزبير ... فَذكره ، وَهَذَا سَنَد صَحِيح
(13) - 2/24 وتغليق التعليق (ج 1 / ص 18) الشاملة 2
(14) - ورقاء بن عمر اليشكري أبو بشر، الحافظ الكوفي، روى عنه الجماعة. ثقة، لينه يحيى القطان وحده ، وهو ثبت في أبي الزناد.اهفالحاصل أنه ثقة، واحتج به الأئمة، وتكلم بعضهم في حديثه عن منصور بن المعتمر، وليس له من روايته عنه شيء في الصحيحين، وغلطه قليل بدليل توثيق الأئمة له. انظر كتاب من تكلم فيه وهو موثق أو صالح الحديث (ج 1 / ص 122) 5- ع -و تاريخ الإسلام للإمام الذهبي (ج 10 / ص 501)
(15) - 2/25 وتغليق التعليق (ج 1 / ص 19) الشاملة 2
(16) - 1/33 وفي البدر المنير (ج 3 / ص 469) قَالَ الْبَيْهَقِيّ : هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو حُذَيْفَة مُوسَى بن مَسْعُود النَّهْدِيّ ، عَن إِبْرَاهِيم بن طهْمَان ، وَتَابعه زِيَاد بن سوقة . قَالَ : وَهَذَا حَدِيث صَحِيح رُوَاته عَن آخِرهم ثِقَات ..
(17) - وقد روى عنه في الصحيح ( 2519 و2700 و6488 و6604 )
(18) - 2/72 وتغليق التعليق (ج 1 / ص 61) الشاملة2 ، وفي التلخيص الحبير (ج 2 / ص 146) وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ و في فتح الباري لابن حجر (ج 20 / ص 131) وَقَدْ ذَكَرَ يَحْيَى بْن سُلَيْمَان الْجُعْفِيُّ أَحَد شُيُوخ الْبُخَارِيّ فِي " كِتَاب صِفِّينَ " فِي تَأْلِيفه بِسَنَدٍ جَيِّد.
(19) - 2/128 وتغليق التعليق (ج 1 / ص 107) الشاملة 2
(20) - 2/353 وتغليق التعليق (ج 1 / ص 268) الشاملة 2
(21) - 2/385 ونصب الراية (ج 1 / ص 179) وحديثه الذي صححه هنا تفرد به ، رواه مسلم (2604 ) وأبو داود في الصوم (2345) والترمذي (713 ) وقال : حسن صحيح وابن خزيمة (2100) والحاكم 1/434 كلهم من طريق موسى بن علَيٍّ هذا .
(22) - سير أعلام النبلاء (7/412) (153 )
(23) - 3/276 و4/362 وتغليق التعليق (ج 2 / ص 104) و (ج 3 / ص 71) الشاملة 2
(24) ص 17-18) وحديثه الذي صححه عند مسلم برقم (852) كتاب الحيض باب ذكر الله تعالى في حال الجنابة وغيرها .
(25) - 2/372 وشريك بن عبد الله النخعي، القاضي : وثقه ابن معين وغيره، وقال النسائي: "لا بأس به ، وقال الدَّارَقُطْنِيّ وغيره: "ليس بالقوي . من تكلم فيه وهو موثق أو صالح الحديث (ج 1 / ص 58)160- خ م متابعة عه ، وانظر ميزان الاعتدال (ج 2 / ص 270)(3697 )
(26) - 7/80 وسنن الترمذى (2201و 3970) والمستدرك للحاكم( 414 و1177 و1268 و1269و ....) وصحيح ابن حبان (1757 و2978 و6074 و6960) ومقدمة الفتح (ج 1 / ص 446)
(27) - وهذا واضح لأنه إذا خف الضبط انتقل من درجة الصحيح إلا درجة الحسن .
(28) - نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر (ج 1 / ص 9) ونزهة النظر (ج 1 / ص 72) الشاملة والتعليقات البازية على نزهة النظر شرح نخبة الفكر (ج 1 / ص 8)
(29) - النكت على ابن الصلاح (ج 1 / ص 145)
(30) - الموقظة في علم مصطلح الحديث (ج 1 / ص 4)
(31) - فتح المغيث بشرح ألفية الحديث (ج 1 / ص 63)
(32) - ص 21 و تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي (ج 1 / ص 101) والشذا الفياح من علوم ابن الصلاح (ج 1 / ص 110) وشرح التبصرة والتذكرة (ج 1 / ص 48) وتوضيح الأفكار (ج 1 / ص 161)(1/41)
قال العِرَاقيُّ: إنَّه حسَّن أحاديث لا تُروى إلاَّ من وجه واحد, كحديث إسرائيل, عن يوسف بن أبي بُرْدة, عن أبيه, عن عائشة: كان رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خرجَ من الخَلاء قال: «غُفْرانكَ» ،فإنَّه قال فيه: حديث حسن غريب, لا نعرفه إلاَّ من هذا الوجه, ولا نعرف في الباب إلاَّ حديث عائشة.
قال: وأجابَ ابن سيِّد النَّاس عن هذا الحديث, بأنَّ الَّذي يحتاج إلى مَجِيئه عن غير وجه ما كانَ راويه في درجة المَسْتور, ومن لم تثبت عدالته.(1)
وقد قال الحافظ ابن حجر عن يوسف هذا مقبول(2).
وكلام ابن دقيق العبد إذا انضمَّ إلى ما ذكرناه في مبحث الدرجة السابعة (وهي مرتبة المستور ) فُهِمَ المراد منه بما لا يبقي مجالا للتردد : أن حديث من فوق المستور من مقبول أو صدوق يخطئ لا يحتاج إلى متابعة إلا في حالة واحدة ، وهي أن يكون الحديث من أخطاء هذا الراوي ، والله أعلم .
وخلاصة القول : أن أحاديث المرتبة الخامسة عند الحافظ ابن حجر يُحكَمُ بتحسينها تحسيناً ذاتيًّا، وإذا جاء ما يعضدها يحكم له بالصحَّة المنجبرة ،إلا إذا تبين لدينا أن هذا الرواي قد أخطأ في هذه الرواية بعينها ، ولم نجد ما يعضدها لفظا ولا معنى ، والله أعلم .
=================
__________
(1) - تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي (ج 1 / ص 101) والتقييد والإيضاح للحافظ العراقي (ج 1 / ص 14)
(2) - سيمر معنا بحث مفصل على المقبول(1/42)
المطلب السابع
بعض الدراسات الحديثة حول هذه المرتبة
هناك بعض الدراسات حول هذا الأمر وهذه خلاصتها(1):
" فأصحاب المرتبة الرابعة هم ممن يحسن حديثهم عند ابن حجر .
ولاشك أننا حينما نقول في الحديث الصحيح إن منه درجة عالية ومنه درجة دنيا ، فكذلك في الحديث الحسن فإن منه ما يكون في أعلاه ، ومنه ما يكون في أدنى درجاته .
ولهذا بعدما بين الحافظ الذهبي تعريف الحديث الحسن في كتابه الموقظة ، وأراد أن يبين أمثلة له ، قال : ( فأعلى مراتب الحسن : ... الخ ).
ولما عرف السخاوي الحديث الحسن في كتابه فتح المغيث قال : ( وأما مطلق الحسن فهو الذي اتصل سنده بالصدوق الضابط المتقن غير تامهما ..الخ ) .
فهذا يدلُّ على أن الحسن قد يقيد بأنه في درجة أعلى أو في درجة أدنى .
فأراد الحافظ ابن حجر أن يبين أن أصحاب هذه المرتبة الخامسة هم ممن يحسن حديثهم إلا أنهم أقل من سابقيهم ، فهم قصروا عن سابقيهم قليلاً .
فهل من يقول إن أصحاب المرتبة الخامسة يضعف حديثهم يكون قصورهم عن المرتبة الرابعة قليلاً أو كثيراً ؟!
- ومما يبين لك بوضوح ويؤكد أن مراد ابن حجر هو نزول أصحاب هذه المرتبة قليلاً عن سابقيهم ، وأنهم ما زالوا في درجة الاحتجاج :
هو تفسير ابن حجر نفسه لألفاظ ( سيء الحفظ وله أوهام .. ) وأن هذه الألفاظ تعني عنده قلة الغلط لا كثرته !!
فإنه قد بين هذا المعنى في كتابه ( هدي الساري ) في موطن لم أقف على من نبه عليه ! ، والحمد لله على فضله ، قال الحافظ :( وأما الغلط فتارة يكثر من الراوي ، وتارة يقل ..فحيث يوصف بقلة الغلط كما يقال : سيئ الحفظ ، أو له أوهام ، أو له مناكير ، وغير ذلك .. ).
- أن المتأمل في تراجم أصحاب هذه المرتبة يجد أنهم ممن اختلف المحدثون فيهم بين التوثيق والتضعيف .
ومن قرائن الترجيح عند بعض الأئمة في حال أمثال هؤلاء الرواة هو تحسين حديث من اختلف فيه ، لأن راوي الحسن عندهم هو الراوي الذي اختلف فيه .
ومن أمثلة ذلك من كلام ابن حجر :
-قال في الفتح (13/187) لما بين خلاف الأئمة في حال عبدالرحمن بن أبي الزناد : ( فيكون غاية أمره أنه ( مختلف فيه ) فلا يتجه الحكم بصحة ما ينفرد به ، بل غايته أن يكون حسناً ).
-وقال في النكت (1/464) : ( ورواته ثقات إلا أن هشام بن سعد قد ضعف من قبل حفظه ، وأخرج له مسلم ، فحديثه في رتبة الحسن .. ).
فانظر كيف جعل حديثه حسناً لما تعارض عنده تضعيف بعض الأئمة له مع إخراج مسلم له في صحيحه .
وقد قال عن هشام بن سعد في التقريب ( صدوق له أوهام ).
- أن الاستقراء لأصحاب هذه التراجم يدلُّ على أنهم في مرتبة من يحسن حديثهم.
وقد قام باستقراء أحوال هؤلاء الرواة فضيلة الدكتور عبدالعزيز التخيفي ، وخلص إلى نفس النتيجة ، ومما قاله بخصوص هذه المسألة :
( وقد تبين لي من خلال دراسة أحوال الرواة الذين وصفهم ابن حجر بذلك أن معظمهم محتجٌّ بحديثهم .
وقد سمعت فضيلة .. الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله- وقد سئل عمن قال عنه ابن حجر : ( صدوق له أوهام ) أو ( صدوق يهم ) فذكر ما حاصله أن حديث هؤلاء محتج به .
أقول : لذلك فالظاهر لديَّ أن القيد في قوله ( صدوق له أوهام ) أو ( صدوق يهم ) قيد يستعمله ابن حجر في مواضيع كثيرة لبيان الواقع ، وهو أنه ما من راو موثق إلا وله بعض الأوهام .
وقد يستفاد من وصف الراوي الصدوق بأنه ( يهم ) أن له أوهاماً متعددة ، كما تشعر بذلك صيغة الفعل المضارع ( يهم ) ، لكن هذه الأوهام ليست غالبة على حديثه وإلا لانحطَّ الراوي إلى رتبة دون هذه مثل ضعيف أو سيء الحفظ ).
وممن رأيته قرر هذا الفهم الذي ذكرته : الدكتور وليد بن حسن العاني رحمه الله في كتابه ( منهج دراسة الأسانيد والحكم عليها )(2).
وهو كتاب فيه فوائد ، إلا أن له بعض الآراء لم يسبق إليها !
وقال الشيخ المحقق ( الشريف : حاتم العوني ) - وفقه الله - بما يلي :
في معرض حديث له عن مراتب أحوال الرواة عند ابن حجر ، قال :
المرتبة الرابعة ظاهرة أن المراد بها من يحسن حديثه ..والتي وقع فيها إشكال طويل عريض هي المرتبة الخامسة .. فمنهم من يعتبرها مرتبة رد ومنهم من يعتبر بعضها مراتب رد وبعضها مرتبة قبول، فإذا قال صدوق له أوهام قالوا : مقبول ، وإذا قال : سيءالحفظ قالوا : مردود ، فليجؤون إلى دلالة العبارة هل تدلُّ على كثرة الخطأ أو قلته .... وقسم يقول : هي كلها مراتب قبول ، والذي أراه هوالثالث الأخير أنها جميعا ألفاظ قبول ، يدل على ذلك أمور :
1- أن ابن حجر قسَّم من يصح حديثه إلى طبقتين ، فهذا يشير إلى أن الحسن سوف يكون بنفس الطريقة ..
2- أنه لما ابتدأ الخامسة قال : وينقص عن ذلك قليلا ، والرابعة من يحسن حديثه يقينا .
3- أن المرتبة السادسة هي أول مراتب الردَّ ، بدليل أن في هذه المرتبة أول ما ينص على الرد ، ومتى ؟ .
إذا لم يتابع .. فتنصيصه على الرد وبهذه الدرجة من الخفة في هذه المرتبة يدل على أن ما قبلها مراتب قبول(3).. .
4- تصرفات للحافظ صريحة فمثلا : شريك بن عبدالله وصفه بـ صدوق يخطئ كثيرا ، ثم ذكره في تعريف أهل التقديس في المرتبة الثالثة .. فإذا قال حدثنا فهو عند ابن حجر يكون مقبولا ، ولم يذكره في الخامسة : من ضعف بأمر آخر سوى التدليس
أمَّا من فرق بين العبارات فنقول له : ابن حجر ذكر هذه العبارات كلها في مرتبة واحدة وهو في سياق ذكر مراتب الجرح والتعديل وأول ما ساق ( صدوق سيء الحفظ ) مما يدل على أن كلها بمعنى واحد .. ويمكن أن يقال : هذه الألفاظ هي مراتب دقيقة ضمن مرتبة واحدة كـ صدوق سيء الحفظ في أقل مراتب الحسن وأعلى منه صدوق له أوهام ..
[ ثم أجاب على مداخلة لطالب لم تتضح ولعل الطالب قال : ألا يكون معناها لا يقبل ما وهم فيه ، أو قال : يكتب حديثه وينظر فيه ]
قال الشيخ : الراوي - حتى الثقة - لا نقبل ما ظهرت الدلالة على أنه وهم فيه بمخالفته لمن هو أولى منه ، أمر ثاني : لو قيل يكتب حديثه وينظر فيه ، بمعنى الموافقة ؟؟ يعني هل ووفق أو لا ؟؟ ، فمثله الصدوق يكتب وينظر هل ووفق أولا .. وقد نص في المقبول بأنه هو الذي يحتاج إلى متابعة .. حتى الصدوق لا يقبل قبولا تاما فهو إذا انفرد بأصل فحديثه منكر ، وإذا خالف من هو أولى منه فحديثه مردود ، وكذلك صدوق سيء الحفظ تماما ، مثل الثقة والثقة الثبت هما مرتبتان من مراتب التصحيح وتلك مرتبتان من مراتب التحسين ، فيقدم حديث الصدوق على الصدوق سيء الحفظ ، لكن لو أنه لم يخالف ولا انفرد بأصل ، وروى حديثا غريبا ولم يتفرد بأصل فحديثه مقبول .
وفي الأسئلة : سئل عن عبارة (سيء الحفظ ) هل هي جرح مفسر ؟ فقال :
سيء الحفظ جرح مفسر إذا انفردت دون وصف صدوق ، فإذا وصف بكونه صدوقا سيء الحفظ فيختلف المعنى ويكون حينها : سوء حفظه أنزله إلى درجة الصدوق . لأن كلمة سيء الحفظ وصف نسبي يختلف باختلاف الأشخاص وباختلاف من قرنوا بهم ، كما تقول : كثير الخطأ وصف نسبي .(4)
وقال الشيخ : طارق عوض الله - وفقه الله - عن عبارات ابن حجر التي من المرتبة الخامسة -" وقد تتبعت هذه التراجم فتبين لي أن الحافظ ابن حجر - عليه رحمة الله - إذا قال : "صدوق" وقرنها بما يدلُّ على الضعف ، لا يقصد -حينئذ- من "صدوق" أكثر من إثبات عدالة الراوي ، وأنه ليس ممن يتعمد الكذب ، أو أنه بريء من البدعة التي اتهم بها ، أو أنه - على ما فيه من بدعة - صدوق لا يكذب انتصارا لبدعته .
وقد أودعت نتيجة هذا التتبع في كتابي "ردع الجاني(5)."
قلت : وكلامهم - بشكل عام- يؤيد ما ذهبنا إليه ، ولكنا قد أتينا بالأدلة الدامغة على صحة ذلك، ففيها الكفاية ، والفضل والمنة لله وحده.
=================
__________
(1) - المصدر: (النقد البناء لحديث أسماء ، ص 195 ) ttp://islamport.com/w/amm/Web/2569/8755.htm
(2) - منهج دراسة الأسانيد والحكم عليها ( 87-125)
(3) - قلت : قوله عن المرتبة السادسة أنها أول مراتب الرد فيه نظر كبير ، ستجد الجواب الشافي عليه 0 بإذن الله - في كلامنا على مرتبة المقبول
(4) - المصدر : أشرطة بعنوان [ دروس في علوم الحديث ] ( عام 1418 هـ ) وعددها : أربعة . والمنقول هنا من آخر الشريط الثالث ،
(5) - ص : 324 - 326" فليرجع إليه من شاء ."(1/43)
المطلب الثامن
القولُ فيمن رمي ببدعةٍ
1- تعريفها:
أ) لغة: هي مصدر من " بَدَعَ " بمعنى " أَنْشَأَ " كابتداع(1).
والمبتدع اسم فاعل من الابتداع والابتداع في أصل اللغة الاختراع على غير مثل . ومنه (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ [البقرة/117]) أي مبدعهما ومنشئهما على غير مثال سابق.
ب) اصطلاحاً : البدعةُ الحدث في الدين بعد الإكمال(2). وقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - : « أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ »(3).
قال النووي :"قَالَ الْعُلَمَاءُ : الْبِدْعَة خَمْسَة أَقْسَام : وَاجِبَةٌ ، وَمَنْدُوبَة وَمُحَرَّمَة ، وَمَكْرُوهَة ، وَمُبَاحَة . فَمِنَ الْوَاجِبَة : نَظْم أَدِلَّة الْمُتَكَلِّمِينَ لِلرَّدِّ عَلَى الْمَلَاحِدَة وَالْمُبْتَدِعِينَ وَشِبْه ذَلِكَ . وَمِنَ الْمَنْدُوبَة : تَصْنِيف كُتُب الْعِلْم ، وَبِنَاء الْمَدَارِس وَالرُّبُط وَغَيْر ذَلِكَ . وَمِنَ الْمُبَاح : التَّبَسُّط فِي أَلْوَان الْأَطْعِمَة وَغَيْر ذَلِكَ . وَالْحَرَام وَالْمَكْرُوه ظَاهِرَانِ . وَقَدْ أَوْضَحْت الْمَسْأَلَة بِأَدِلَّتِهَا الْمَبْسُوطَة فِي تَهْذِيب الْأَسْمَاء وَاللُّغَات ، فَإِذَا عُرِفَ مَا ذَكَرْته عُلِمَ أَنَّ الْحَدِيث مِنَ الْعَامّ الْمَخْصُوص . وَكَذَا مَا أَشْبَهَهُ مِنَ الْأَحَادِيث الْوَارِدَة ، وَيُؤَيِّد مَا قُلْنَاهُ قَوْل عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فِي التَّرَاوِيح : نِعْمَتِ الْبِدْعَة ، وَلَا يَمْنَع مِنْ كَوْن الْحَدِيث عَامًّا مَخْصُوصًا(4).
وعَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : « مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ »(5).
"وَهَذَا الْحَدِيث مَعْدُود مِنْ أُصُول الْإِسْلَام وَقَاعِدَة مِنْ قَوَاعِده ، فَإِنَّ مَعْنَاهُ : مَنِ اِخْتَرَعَ فِي الدِّين مَا لَا يَشْهَد لَهُ أَصْل مِنْ أُصُوله فَلَا يُلْتَفَتُ إِلَيْهِ ،قَالَ النَّوَوِيّ : هَذَا الْحَدِيث مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُعْتَنَى بِحِفْظِهِ وَاسْتِعْمَاله فِي إِبْطَال الْمُنْكَرَات وَإِشَاعَة الِاسْتِدْلَال بِهِ كَذَلِكَ"(6)
وبالنظر في معنى هذا الحديث فإن الردَّ لا يتناول كل أمر محدث وإنما مختص بما ليس في دين الله تبارك وتعالى .
ولذا يقول ابن الأثير الجزري(7): " البِدْعةُ بدْعتان بدعةُ هُدى وبدْعة ضلال فما كان في خلاف ما أَمر الله به ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فهو في حَيِزّ الذّمِّ والإِنكار، وما كان واقعاً تحت عُموم ما ندَب اللهُ إِليه وحَضّ عليه أَو رسولُه فهو في حيِّز المدح ، وما لم يكن له مِثال موجود كنَوْع من الجُود والسّخاء وفِعْل المعروف فهو من الأَفعال المحمودة، ولا يجوز أَن يكون ذلك في خلاف ما ورد الشرع به؛ لأَن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد جعل له في ذلك ثواباً فقال : « مَنْ سَنَّ فِى الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلاَ يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَىْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِى الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلاَ يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَىْءٌ »(8). وذلك إِذا كان في خلاف ما أَمر الله به ورسوله قال ومن هذا النوع ما روي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِىِّ أَنَّهُ قَالَ خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِى رَمَضَانَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِذَا النَّاسُ أَوْزَاعٌ مُتَفَرِّقُونَ يُصَلِّى الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ وَيُصَلِّى الرَّجُلُ فَيُصَلِّى بِصَلاَتِهِ الرَّهْطُ فَقَالَ عُمَرُ وَاللَّهِ إِنِّى لأَرَانِى لَوْ جَمَعْتُ هَؤُلاَءِ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ لَكَانَ أَمْثَلَ،فَجَمَعَهُمْ عَلَى أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ - قَالَ - ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُ لَيْلَةً أُخْرَى وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاَةِ قَارِئِهِمْ فَقَالَ عُمَرُ نِعْمَتِ الْبِدْعَةُ هَذِهِ وَالَّتِى تَنَامُونَ عَنْهَا أَفْضَلُ مِنَ الَّتِى تَقُومُونَ. يَعْنِى آخِرَ اللَّيْلِ وَكَانَ النَّاسُ يَقُومُونَ أَوَّلَهُ."(9)لمّا كانت من أَفعال الخير وداخلة في حيّز المدح سَمّاها بدعة ومدَحَها ، لأَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يَسُنَّها لهم ،وإِنما صلاَّها لَيالِيَ ثم تركها ولم يحافظ عليها ولا جمع الناس لها ولا كانت في زمن أَبي بكر وإِنما عمر رضي الله عنهما جمع الناسَ عليها وندَبهم إِليها، فبهذا سماها بدعة وهي على الحقيقة سنَّة لقوله - صلى الله عليه وسلم - : "فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِى وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ "(10). وقوله - صلى الله عليه وسلم - : « اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِى أَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ »(11). وعلى هذا التأْويل يُحمل الحديث الآخَر" كلُّ مُحْدَثةٍ بدعة "إِنما يريد ما خالَف أُصولَ الشريعة ولم يوافق السنة وأَكثر ما يستعمل المُبْتَدِعُ عُرْفاً في الذمِّ اهـ
هذا بالنسبة إلى عموم اللغة أمَّا المحدِّثون والفقهاء فإنهم حينما يقولون فلان مبتدع فإنما يراد به الذم وما خالف ما عليه الشريعة .
2- أنواعها:
البدعةُ نوعان :
القسم الأول: بدع يكفر بها صاحبها:
، ولا بد أن يكون ذلك التكفير متفقاً عليه في قواعد جميع الأئمة كما في غلاة الرفض من دعوى بعضهم حلول الإلهية في علي أو غيره أو الإيمان برجوعه إلى الدنيا قبل يوم القيامة(12)فهؤلاء لا خلاف بين العلماء انهم لا تجوز الرواية عنهم تحت أي ظرف من الظروف لأن الإسلام شرط في ثبوت العدالة .
أما إذا لم يكن التكفير متفقاً عليه فلا إجماع على رد روايته يقول ابن حجر: "والتحقيق : أنه لا يُرَدُّ كُلُّ مُكفَّرٍ ببدعَتِه ؛ لأَنَّ كلَّ طائفةٍ تدَّعي أَنَّ مخالِفيها مبتَدِعةٌ ، وقد تُبالِغُ فتُكفِّرُ مخالِفها ، فلو أُخِذَ ذلك على الإِطلاقِ ؛ لاسْتَلْزَمَ تكفيرَ جميعِ الطَّوائفِ ، فالمُعْتَمَدُ أَنَّ الَّذي تُرَدُّ روايتُهُ مَنْ أَنْكَرَ أَمراً مُتواتِراً مِنَ الشَّرعِ ، معلوماً مِن الدِّينِ بالضَّرورةِ ، وكذا مَن اعتقدَ عكسَهُ "(13)
والمقصود من هذا أن يكون المكفِّر قام عليه الدليل ليس بمجرد التعصب والتقليد ،بل قام الدليل على كفره بأن يكون أتى شيئاً يوجب تكفيره بالأدلة الشرعية، أما كونه يكفر لهواه أو لمخالفة نحلته فلا ،المهم أن تكون البدعة المكفِّرة من جهة الدليل .(14)
القسم الثاني: بدعٌ يفسق بها صاحبها:
كبدع الخوارج والروافض الذين لا يغلون ذلك الغلو ، وغير هؤلاء من الطوائف المخالفين لأصول السنَّة خلافاً ظاهراً لكنه مستندٌ إلى تأويل ظاهره سائع.(15)
وفي قبول رواية من كان على هذه الشاكلة، إن كان معروفاً في التحرز من الكذب مشهورا بالسلامة من خوارم المروءة موصوفا بالديانة والعبادة .
3- حكمُ رواية المبتدع :
لقد تضاربت فيه مذاهب أهل الحديث ، بين قبول حديث الموصوف به وردِّه ، أو قبوله في حال وردِّه في حال .
وإنما دخل الإشكال على من ذهب إلى القدح بذلك أن البدعة خللٌ في الدين ، وذلك موجب للقدح في العدالة .
قال سلام بن أبي مطيع : بلغ أيوب ( يعني السختياني ) أني آتي عمراً ( يعني ابن عبيد )(16)، فَأَقْبَلَ عَلَىَّ يَوْمًا فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلاً لاَ تَأْمَنُهُ عَلَى دِينِهِ كَيْفَ تَأْمَنُهُ عَلَى الْحَدِيثِ "(17).
وقال ابن حبان : " "وأما المنتحلون المذاهب من الرواة، مثل الإرجاء والترفض وما أشبههما، فإنا نحتجُّ بأخبارهم إذا كانوا ثقات، على الشرط الذي وصفناه، ونَكِلُ مذاهبهم وما تقلدوه فيما بينهم وبين خالقهم إلى الله -جل وعلا- إلا أن يكونوا دعاة إلى ما انتحلوا، فإن الداعي إلى مذهبه، والذابَّ عنه حتى يصير إماماً فيه -وإن كان ثقة- ثم روينا عنه، جعلنا للاتباع لمذهبه طريقاً، وسوَّغنا للمتعلم الاعتماد عليه وعلى قوله. فالاحتياطُ ترك رواية الأئمة الدعاة منهم، والاحتجاج بالثقات الرواة منهم، على حسب ما وصفنا، ولو عمدنا إلى ترك حديث الأعمش، وأبي إسحاق، وعبد الملك بن عمير، وأضرابهم، لِمَا انتحلوا، وإلى قتادة، وسعيد بن أبي عروبة، وابن أبي ذئب وأشباههم، لِمَا تقلَّدوا، وإلى عمر بن ذر، وإبراهيم التيمي، ومسعر بن كدام، وأقرانهم، لِمَا اختاروا، فتركنا حديثهم لمذاهبهم، لكان ذلك ذريعة إلى ترك السُّنَن كلها، حتى لا يحصل في أيدينا من السُّنَن إلا الشيء اليسير"(18).
مذاهب أهل العلم في ردِّ حديث أهل البدع أو قبوله :
هي محصورة في أربعة مذاهب :
المذهب الأول : ترك حديثهم مطلقاً ، أي : البدعة جِرحة مسقطٌةٌ للعدالة .
ذهب طائفة من العلماء منهم محمد بن سيرين ، والإمام مالك وسفيان الثوري وعبد الرحمن بن مهدي إلى رد رواية المبتدع مطلقا ،وقد قال عبد الرحمن: " ثَلَاثَةٌ لَا يُحْمَلُ عَنْهُمُ , الرَّجُلُ الْمُتَّهَمُ بِالْكَذِبِ , وَالرَّجُلُ كَثِيرُ الْوَهْمِ وَالْغَلَطِ , وَرَجُلٌ صَاحِبُ هَوًى يَدْعُو إِلَى بِدْعَةٍ "(19)
وعن محمد بن سيرين قال : " كَانَ فِى الزَّمَنِ الأَوَّلِ لاَ يَسْأَلُونَ عَنِ الإِسْنَادِ فَلَمَّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ سَأَلُوا عَنِ الإِسْنَادِ لِكَىْ يَأْخُذُوا حَدِيثَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَيَدَعُوا حَدِيثَ أَهْلِ الْبِدَعِ. "(20)
وعن مالك بن أنس ، قال : " لقد تركت جماعة من أهل المدينة ما أخذت عنهم من العلم شيئاً ، وإنهم لممن يؤخذ عنهم العلم ، وكانوا أصنافاً : فمنهم من كان كذاباً في غير علمه ، تركته لكذبه ، ومنهم من كان جاهلاً بما عنده ، فلم يكن عندي موضعاً للأخذ عنه لجهله ، ومنهم من كان يدين برأي سوء "(21).
وحجَّةُ هؤلاء تكمن فيما يلي:-
أولاً: ما أخرجه الخطيب بسنده عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ اللَّخْمِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ ثَلاثَةً: إِحْدَاهُنَّ أَنْ يَلْتَمِسَ الْعِلْمَ عِنْدَ الأَصَاغِرِ..(22)
والأصاغر في الحديث هم أهل البدع كما نصَّ على ذلك ابن المبارك فيما أخرجه عنه الخطيب البغدادي عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ مَحْمُودَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ مَحْبُوبَ بْنَ مُوسَى ، " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ ، فِي أَشْرَاطِ السَّاعَةِ : " أَنْ يُلْتَمَسَ الْعِلْمُ عِنْدَ الْأَصَاغِرِ " قَالَ أَبُو صَالِحٍ : فَسَأَلْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ : مَنِ الْأَصَاغِرُ ؟ قَالَ : " أَهْلُ الْبِدَعِ "(23).
ثانياً: إن المبتدع فاسقٌ ببدعته ، وكما استوى في الكفر المتأول وغير المتأول ، يستوي في الفسق المتأول وغير المتأول(24).
ثالثاً: إن البدعة والهوى لا يؤمن معهما الكذب ، فعن أبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئِ , قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ لَهِيعَةَ , يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ رَجَعَ عَنْ بِدْعَتِهِ , فَجَعَلَ يَقُولُ : " انْظُرُوا هَذَا الْحَدِيثَ عَمَّنْ تَأْخُذُونَهُ , فَإِنَّا كُنَّا إِذَا رَأَيْنَا رَأْيًا جَعَلْنَاهُ حَدِيثًا "(25)
وعَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ , قَالَ : سَمِعْتُ شَيْخًا , مِنَ الْخَوَارِجِ وَهُوَ يَقُولُ : " إِنَّ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ دِينٌ , فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ , فَإِنَّا كُنَّا إِذَا هَوِينَا أَمْرًا صَيَّرْنَاهُ حَدِيثًا "(26)
وعن حماد بن سلمة حَدَّثَنِي شَيْخٌ ، لَهُمْ - يَعْنِي الرَّافِضَةَ - تَابَ قَالَ : " كُنَّا إِذَا اجْتَمَعْنَا وَاسْتَحْسَنَّا شَيْئًا جَعَلْنَاهُ حَدِيثًا "(27).
رابعا: إن في عدم قبول روايته إخماداً لبدعته وفي قبولها ترويج لأمره وتنويه بذكره . ولذا فإن كثيراً من العلماء قال: إن كان الحديث يروى من طريق أخرى غير طريق صاحب البدعة فإنه يضرَبُ الصفح عن روايته إخمادا لبدعته وإماتة لشأنه(28).
المذهب الثاني : التفريقُ بحسب شدة البدعة وخفتها في نفسها ، وبحسب الغلو فيها أو عدمه بالنسبة إلى صاحبها .
قال الإمام أحمد بن حنبل : " احتملوا المرجئة في الحديث "(29).
وقال إبراهيم الحربي : حدثنا أحمد يوماً عن أبي قطن ( يعني عمرو بن الهيثم ) ، فقال له رجل : إن هذا بعدما رجع من عندكم إلى البصرة تكلم بالقدر وناظر عليه ، فقال أحمد : " نحن نحدِّثُ عن القدرية(30)، لو فتشت أهل البصرة وجدت ثلثهم قدرية "(31).
وأحمد شدد في حديث الجهمية(32)لغلظ بدعتهم ، وتوسط في القدرية ، فقبل من لم يكن داعية ، وسهل في المرجئة(33)، قال ابن رجب الحنبلي : " فيخرج من هذا : أن البدع الغليظة كالتجهم يردُّ بها الرواية مطلقاً ، والمتوسطة كالقدر إنما يردُّ رواية الداعي إليها ، والخفيفة كالإرجاء ، هل يقبل معها الرواية مطلقاً ، أو يردُّ عن الداعية ؟ على روايتين "(34).
وقال مسلم بن الحجاج : " اعْلَمْ - وَفَّقَكَ اللَّهُ تَعَالَى - أَنَّ الْوَاجِبَ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ عَرَفَ التَّمْيِيزَ بَيْنَ صَحِيحِ الرِّوَايَاتِ وَسَقِيمِهَا وَثِقَاتِ النَّاقِلِينَ لَهَا مِنَ الْمُتَّهَمِينَ أَنْ لاَ يَرْوِىَ مِنْهَا إِلاَّ مَا عَرَفَ صِحَّةَ مَخَارِجِهِ. وَالسِّتَارَةَ فِى نَاقِلِيهِ. وَأَنْ يَتَّقِىَ مِنْهَا مَا كَانَ مِنْهَا عَنْ أَهْلِ التُّهَمِ وَالْمُعَانِدِينَ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ "(35).
المذهب الثالث : التفريقُ بين الداعي إلى بدعته ، وغير الداعي ، فيردُّ الأول ، ويقبلُ الثاني .
قال الحاكم : " يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فِي صَاحِبِ الْحَدِيثِ غَيْرُ خَصْلَةٍ يَنْبَغِي لِصَاحِبِ الْحَدِيثِ أَنْ يَكُونَ ثَبْتَ الْأَخْذِ ، وَيَفْهَمُ مَا يُقَالُ لَهُ , وَيُبْصِرُ الرِّجَالَ ، ثُمَّ يَتَعَهَّدُ ذَلِكَ " قَالَ الْحَاكِمُ : وَمِمَّا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ طَالِبُ الْحَدِيثِ فِي زَمَانِنَا هَذَا أَنْ يَبْحَثَ عَنْ أَحْوَالِ الْمُحَدِّثِ أَوَّلًا ، هَلْ يَعْتَقِدُ الشَّرِيعَةَ فِي التَّوْحِيدِ وَهَلْ يُلْزِمُ نَفْسَهُ طَاعَةَ الْأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيْهِمْ ، وَوَضَعُوا مِنَ الشَّرْعِ ، ثُمَّ يَتَأَمَّلُ حَالَهُ ، هَلْ هُوَ صَاحِبُ هَوًى يَدْعُو النَّاسَ إِلَى هَوَاهُ ، فَإِنَّ الدَّاعِيَ إِلَى الْبِدْعَةِ لَا يُكْتَبُ عَنْهُ وَلَا كَرَامَةَ , لِإِجْمَاعِ جَمَاعَةٍ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ عَلَى تَرْكِهِ ثُمَّ يَتَعَرَّفُ سِنَّهُ هَلْ يَحْتَمِلُ سَمَاعَهُ مِنْ شُيُوخِهِ الَّذِينَ يُحَدِّثُ عَنْهُمْ ، فَقَدْ رَأَيْنَا مِنَ الْمَشَايِخِ جَمَاعَةً أَخْبَرُونَا بِسِنٍّ يَقْصُرُ عَنْ لِقَاءِ شُيُوخٍ ، حَدَّثُوا عَنْهُمْ ، ثُمَّ يَتَأَمَّلُ أُصُولَهُ أَعَتِيقَةٌ هِيَ أَمْ جَدِيدَةٌ ؟ فَقَدْ نَبَغَ فِي عَصْرِنَا هَذَا جَمَاعَةٌ يَشْتَرُونَ الْكُتُبَ فَيُحَدِّثُونَ بِهَا ، وَجَمَاعَةٌ يَكْتُبُونَ سَمَاعَاتِهِمْ بِخُطُوطِهِمْ فِي كُتُبٍ عَتِيقَةٍ فِي الْوَقْتِ فَيُحَدِّثُونَ بِهَا ، فَمَنْ يَسْمَعُ مِنْهُمْ مِنْ غَيْرِ أَهْلَ الصَّنْعَةِ فَمَعْذُورٌ بِجَهْلِهِ ، فَأَمَّا أَهْلُ الصَّنْعَةِ إِذَا سَمِعُوا مِنْ أَمْثَالِ هَؤُلَاءِ بَعْدَ الْخِبْرَةِ ، فَفِيهِ جَرْحُهُمْ وَإِسْقَاطُهُمْ إِلَى أَنْ تَظْهَرَ تَوْبَتُهُمْ عَلَى أَنَّ الْجَاهِلَ بِالصَّنْعَةِ لَا يُعْذَرُ ، فَإِنَّهُ يَلْزَمُهُ السُّؤَالُ عَمَّا لَا يَعْرِفُهُ وَعَلَى ذَلِكَ كَانَ السَّلَفُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِين "(36).
هذا منقول عن عبد الله بن المبارك ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين(37).
وقال نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ , يَقُولُ- وَقِيلَ لَهُ تَرَكْتَ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ وَتُحَدِّثُ عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ وَسَعِيدٍ وَفُلَانٍ , وَهُمْ كَانُوا فِي عِدَادِهِ ؟ قَالَ : " إِنَّ عَمْرًا كَانَ يَدْعُو "(38).
__________
(1) - تاج العروس (ج 1 / ص 5092) ولسان العرب (ج 8 / ص 6)
(2) -مختار الصحاح/ مادة (ب ر ع) .
(3) - صحيح مسلم (2042 )
(4) - شرح النووي على مسلم (ج 3 / ص 247)
(5) - صحيح البخارى (2697 ) ومسلم (4589 )
(6) - .فتح الباري لابن حجر (ج 8 / ص 229)
(7) - لسان العرب (ج 8 / ص 6) والنهاية في غريب الأثر (ج 1 / ص 267)
(8) - صحيح مسلم (6975 )
(9) - موطأ مالك (249 ) وهو صحيح
(10) - سنن أبى داود (4609 ) مطولا وهو صحيح
(11) - سنن الترمذى (4023 ) وهو حديث حسن لغيره
(12) - مقدمة فتح الباري 385 .
(13) انظر نخبة الفكر ذيل سبل السلام 4/230) . ونزهة النظر (ج 1 / ص 26)
(14) - التعليقات البازية على نزهة النظر شرح نخبة الفكر (ج 1 / ص 21)
(15) - انظر مقدمة فتح الباري/ 385
" فأما الخوارج فبدعتهم أول البدع في الإسلام ، وذلك حينَ شقوا عصا الطاعة وخرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه . والقدرية ، هُم القائلون بنفي القدر ، أي : أن الشر من خلق العبْد لا من خلق الله ، ومنه من يقول : لا يعلمه الله من المخلوق حتى يفعله . والرافضة : مبْغضو أبي بكر وعُمر وعثمان ، أو مكفروهم ، والغلاة في علي بن أبي طالب وأهل بيته ، والشيعة لقَبٌ يَشملهم ، لكن يدْخل فيه : مُجرد تقديم علي على أبي بكر وعُمر دونَ البُغض . والناصبة : من قابلوا الرافضة في بُغض علي وأهْل بيته . والمرجئة : من ذهب إلى أن الإيمان مُجرَّد اعتقادِ القلب وإقرار اللسان ، وأنَّ الأعمال ليست من الإيمان ، وعليه فهو لا يزيد ولا ينقص ، ومنهم من غلا فقال : لا يضرُّ مع الإيمان معصية . والجهمية : أتباع جهم بن صَفوان في نفي صِفات الباري تعالى ، واعتقاد خلق القرآن . والواقفة : هم من توقَّف في القرآن حين ظهرت المقالة فيه فقالوا : لا نقول هو مخلوق ، ولا غير مخلوق ". تحرير علوم الحديث لعبدالله الجديع (ج 1 / ص 480)
(16) - وهوَ من رءوس القدرية .
(17) - مقدمة صحيح مسلم ( 1 / 23 ) بإسناد صحيح .
(18) - الإحسان في تقريب صحيح ابنِ حبان ( 1 / 160 ) ومن تكلم فيه وهو موثق أو صالح الحديث (ج 1 / ص 8)
(19) - الضعفاء/ العقيلي 1/3 وانظر مقدمة ابن الصلاح/ 228 ومقدمة فتح الباري 385 ، والجامع لأخلاق الراوي 1/137 .
(20) - أثرٌ صحيح . أخرجه مُسلم في " مُقدمة صحيحه " ( 1 / 15 ) والترمذي في ( العلل ) آخر كتاب " الجامع " ( 6 / 231 ) والجوزجاني في " أحوال الرجال " ( ص : 35 _ 36 ) وعبد الله بن أحمد في " العلل " ( النص : 3640 ) وابنُ أبي حاتم في " الجرح والتعديل " ( 1 / 1 / 28 ) والرامهرمزي في " المحدث الفاصل " ( ص : 208 - 209 ) والعُقيلي في " الضعفاء " ( 1 / 10 ) وابنُ عدي في " الكامل " ( 1 / 214 ) وابنُ حبان في " المجروحين " ( 1 / 82 ) والخطيب في " الكفاية " ( ص : 197 ) من طريق إسماعيل بن زكريا الخُلقانيِّ ، عن عاصم الأحوال ، عن ابن سيرين ، به . وإسناده جيد .
(21) - أخرجه ابنُ عبد البرِّ في " التمهيد " ( 1 / 65 ) بإسناد صحيح .
(22) - الجامع لأخلاق الراوي 1/137 وجامع بيان العلم 1/157 والصحيحة (695) وصحيح الجامع (2207) وهو صحيح
(23) - الْجَامِعُ لِأَخْلَاقِ الرَّاوِي وَآدَابِ السَّامِعِ لِلْخَطِيِبِ الْبَغْدَادِيِّ (161)
(24) -مقدمة ابن الصلاح 228 و الشذا الفياح من علوم ابن الصلاح (ج 1 / ص 253) وجرح الرواة وتعديلهم (ج 7 / ص 49)
(25) - الكفاية (316 )
(26) - السابق (317 )
(27) - الْجَامِعُ لِأَخْلَاقِ الرَّاوِي وَآدَابِ السَّامِعِ لِلْخَطِيِبِ الْبَغْدَادِيِّ (163 )
(28) -انظر مقدمة فتح الباري/ 385 .
(29) - سؤالات أبي داود ( النص : 136 ) .
(30) َالْقَدَرِيَّةُ ) بِفَتْحِ الدَّالِ وَتُسَكَّنُ وَهُمْ الْمُنْكِرُونَ لِلْقَدَرِ ، الْقَائِلُونَ بِأَنَّ أَفْعَالَ الْعِبَادِ مَخْلُوقَةٌ بِقُدْرَتِهِمْ وَدَوَاعِيهِمْ لَا بِقُدْرَةِ اللَّهِ وَإِرَادَتِهِ ، إِنَّمَا نُسِبَتْ هَذِهِ الطَّائِفَةُ إِلَى الْقَدَرِ لِأَنَّهُمْ يَبْحَثُونَ فِي الْقَدَرِ كَثِيرًا .تحفة الأحوذي (ج 5 / ص 439)
(31) - أخرجه الخطيب في " تاريخه " ( 12 / 200 ) وإسناده حَسنٌ .
(32) - هُمُ الطَّائِفَة مِنَ الْمُبْتَدِعَة يُخَالِفُونَ أَهْل السُّنَّة فِي كَثِير مِنَ الْأُصُول كَمَسْأَلَةِ الرُّؤْيَة وَإِثْبَات الصِّفَات يُنْسَبُونَ إِلَى جَهْم بِفَتْحِ فَسُكُون هُوَ جَهْم بْنُ صَفْوَان مِنْ أَهْل الْكُوفَة .حاشية السندي على ابن ماجه (ج 1 / ص 162)
(33) - َقَالَ الطِّيبِيُّ : قِيلَ هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ الْإِيمَانُ قَوْلٌ بِلَا عَمَلٍ فَيُؤَخِّرُونَ الْعَمَلَ عَنِ الْقَوْلِ ، وَهَذَا غَلَطٌ ، بَلِ الْحَقُّ أَنَّ الْمُرْجِئَةَ هُمْ الْجَبْرِيَّةُ الْقَائِلُونَ بِأَنَّ إِضَافَةَ الْفِعْلِ إِلَى الْعَبْدِ كَإِضَافَتِهِ إِلَى الْجَمَادَاتِ ، سُمُّوا بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ يُؤَخِّرُونَ أَمْرَ اللَّهِ وَنَهْيَهُ عَنِ الِاعْتِدَادِ بِهِمَا وَيَرْتَكِبُونَ الْكَبَائِرَ . فَهُمْ عَلَى الْإِفْرَاطِ وَالْقَدَرِيَّةُ عَلَى التَّفْرِيطِ وَالْحَقُّ مَا بَيْنَهُمَا اِنْتَهَى .تحفة الأحوذي (ج 5 / ص 439)
(34) - شرح علل الترمذي ( 1 / 56 ) ، والرواية الأولى عن أحمد في المرجئة في القبول مُطلقاً هي التي ذكرْت ، وأما الثانية فتأتي في المذهب الثالث .
(35) - مُقدمة صحيح مُسلم ( ص : 8 ) .
(36) - مَعرفة علوم الحديث ( ص : 16 ) .رقم(21)
(37) - الكفاية ، للخطيب ( ص : 203 - 205 ) .
(38) - الضعفاء ، للعقيلي ( 3 / 277 ) ومن طريقه : الخطيب في " الكفاية " ( ص : 203 - 204 ) (331) بإسناد صالح(1/44)
وعن عبد الله بن المبارك قال : " يُكْتَبُ الْحَدِيثُ إِلَّا عَنْ أَرْبَعَةٍ , غَلَّاطٍ لَا يَرْجِعُ , وَكَذَّابٍ , وَصَاحِبِ هَوًى يَدْعُو إِلَى بِدْعَتِهِ , وَرَجُلٍ لَا يَحْفَظُ فَيُحَدِّثُ مِنْ حِفْظِهِ "(1).
كما روى نعيم ، قال : قلت لا بن المبارك : لأي شيء تركوا عمرو بن عبيد ؟ قال : " إن عمراً كان يدعو " يعني إلى القدر(2).
وقال عبد الرحمن بن مهدي : " مَنْ رَأَى رَأْيًا وَلَمْ يَدْعُ إِلَيْهِ احْتُمِلَ , وَمَنْ رَأَى رَأْيًا وَدَعَا إِلَيْهِ فَقَدِ اسْتَحَقَّ التَّرْكَ "(3).
وقال عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: " ثَلَاثَةٌ لَا يُحْمَلُ عَنْهُمُ , الرَّجُلُ الْمُتَّهَمُ بِالْكَذِبِ , وَالرَّجُلُ كَثِيرُ الْوَهْمِ وَالْغَلَطِ , وَرَجُلٌ صَاحِبُ هَوًى يَدْعُو إِلَى بِدْعَةٍ "(4).
وقال أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ , قَالَ : قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ : يُكْتَبُ عَنِ الْقَدَرِيِّ ؟ قَالَ : " إِذَا لَمْ يَكُنْ دَاعِيًا " .
قَالَ الْخَطِيبُ : إِنَّمَا مَنَعُوا أَنْ يُكْتَبَ عَنِ الدُّعَاةِ , خَوْفًا أَنْ تَحْمِلَهُمُ الدَّعْوَةُ إِلَى الْبِدْعَةِ وَالتَّرْغِيبُ فِيهَا عَلَى وَضْعِ مَا يُحَسِّنُهَا , كَمَا حَكَيْنَا فِي الْبَابِ الَّذِي قَبْلَ هَذَا عَنِ الْخَارِجِيِّ التَّائِبِ قَوْلَهُ : كُنَّا إِذَا هَوِينَا أَمْرًا صَيَّرْنَاهُ حَدِيثًا "(5).
وقال أبو بكر المروذي : " كان أبو عبد الله ( يعني أحمد ) يحدِّثُ عن المرجئ إذا لم يكن داعية أو مخاصماً "(6).
وقال جعفر بن محمد بن أبان الحراني : قلت لأحمد بن حنبل : فنكتب عن المرجئ والقدري وغيرهما من أهل الأهواء ؟ قال :" نعم ، إذا لم يكن يدعو إليه ويكثر الكلام فيه ، فأما إذا كان داعياً فلا "(7).
وعن مَعْنَ بْنِ عِيسَى , قَالَ : كَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ يَقُولُ : " لَا تَأْخُذِ الْعِلْمَ مِنْ أَرْبَعَةٍ , وَخُذْ مِمَّنْ سِوَى ذَلِكَ , لَا تَأْخُذْ مِنْ سَفِيهٍ مُعْلِنٍ بِالسَّفَهِ وَإِنْ كَانَ أَرْوَى النَّاسِ , وَلَا تَأْخُذْ مِنْ كَذَّابٍ يَكْذِبُ فِي أَحَادِيثِ النَّاسِ , إِذَا جُرِّبَ ذَلِكَ عَلَيْهِ , وَإِنْ كَانَ لَا يُتَّهَمُ أَنْ يَكْذِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَلَا مِنْ صَاحِبِ هَوًى يَدْعُو النَّاسَ إِلَى هَوَاهُ , وَلَا مِنْ شَيْخٍ لَهُ فَضْلٌ وَعِبَادَةٌ إِذَا كَانَ لَا يَعْرِفُ مَا يُحَدِّثُ " قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ : فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيِّ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , فَقَالَ : مَا أَدْرِي مَا هَذَا , وَلَكِنْ أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ : لَقَدْ أَدْرَكْتُ بِهَذَا الْبَلَدِ يَعْنِي الْمَدِينَةَ مَشْيَخَةً لَهُمْ فَضْلٌ وَصَلَاحٌ وَعِبَادَةٌ يُحَدِّثُونَ , مَا سَمِعْتُ مِنْ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حَدِيثًا قَطُّ , قِيلَ : وَلِمَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ؟ قَالَ : لَمْ يَكُونُوا يَعْرِفُونَ مَا يُحَدِّثُونَ(8)"
وقال أَبُوعَبْدِ الرَّحْمَنِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْحَلَبِيُّ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ مُحَدِّثٍ كَذَبَ فِي حَدِيثٍ وَاحِدٍ ثُمَّ تَابَ وَرَجَعَ , قَالَ : " تَوْبَتُهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى , وَلَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ أَبَدًا ".(9)
قلت : عبارات أحمد في ذلك جاءت بالتشديد في أمر الداعية ، في الكتابة عنه ، وليس في تخريج حديثه مطلقاً ، والفرق بين الصورتين : أنه عرف من منهج أحمد التشديد على المخالفين في الأصول ، والكتابة عن أحدهم تحسين لأمره عند من لا يعرفه ، وتغرير للناس به ، فكان يشدد في أمر هؤلاء تنفيراً للناس عنهم ، وهذا إنما يؤثر في حقِّ الأحياء يقصد الراوي أن يحمل عن أحدهم الحديث ، أمَّا الأموات الذين لم يعرف الناس من أمرهم إلا ما خلَّفوه من علم أو رواية ، فهؤلاء خرَّج أحمد من حديثهم الكثير في كتبه ، من شتى طوائف أهل القبلة ، وفيهم من كان غالياً ، ولا يبعد أن يكون داعية .
ولذا قَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ : قِيلَ لِأَحْمَدَ يَعْنِي ابْنَ حَنْبَلٍ : فِي حَدِيثِكَ أَسْمَاءُ قَوْمٍ مِنَ الْقَدَرِيَّةِ ؟ فَقَالَ : " نَحْنُ هُوَ ذَا نُحَدِّثُ عَنِ الْقَدَرِيَّةِ " قِيلَ لِإِبْرَاهِيمَ : أَكَانَ يُحَدِّثُ عَنِ الْقَدَرِيَّةِ ؟ فَقَالَ : لَا أَعْلَمُهُ كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ قَوْمٍ عَنْهُمْ "(10).
وقال يحيى بن معين : " مَا كَتَبْتُ عَنْ عَبَّادِ بْنِ صُهَيْبٍ , وَقَدْ سَمِعَ عَبَّادٌ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ قَدَرِيٌّ يَرْوِي عَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ . قُلْتُ لِيَحْيَى : هَكَذَا تَقُولُ فِي كُلِّ دَاعِيَةٍ , لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ إِنْ كَانَ قَدَرِيًّا أَوْ رَافِضِيًّا , أَوْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الْأَهْوَاءِ , مِمَّنْ هُوَ دَاعِيَةٌ ؟ قَالَ : لَا يُكْتَبُ عَنْهُمْ إِلَّا أَنْ يَكُونُوا مِمَّنْ يُظَنُّ بِهِ ذَلِكَ , وَلَا يَدْعُو إِلَيْهِ كَهِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ وَغَيْرِهِ , مِمَّنْ يَرَى الْقَدَرَ وَلَا يَدْعُو إِلَيْهِ "(11)
وقال ابن حبان : " والدعاة يجب مجانبة رواياتهم على الأحوال ، فمن انتحل نحلة بدعة ولم يدع إليها ، وكان متقناً ، كان جائز الشهادة ، محتجاً بروايته "(12).
وقال أيضاً: " الاحتياط تركُ رواية الأئمة الداعين منهم ، والاحتجاجُ بالرواة الثقات منهم "(13).
ويبين الحافظ الخطيب السبب في هذا المذهب ، فيقول :" إِنَّمَا مَنَعُوا أَنْ يُكْتَبَ عَنِ الدُّعَاةِ , خَوْفًا أَنْ تَحْمِلَهُمُ الدَّعْوَةُ إِلَى الْبِدْعَةِ وَالتَّرْغِيبُ فِيهَا عَلَى وَضْعِ مَا يُحَسِّنُهَا , كَمَا حَكَيْنَا فِي الْبَابِ الَّذِي قَبْلَ هَذَا عَنِ الْخَارِجِيِّ التَّائِبِ قَوْلَهُ : كُنَّا إِذَا هَوِينَا أَمْرًا صَيَّرْنَاهُ حَدِيثًا "(14).
قلت : وهذا تعليل معتبر في حلِّ راو لم يعرف بالصدق ، أما من ثبت صدقه وعرفت أمانته ، وكان يذهب إلى شيء من تلك المذاهب بتأويل ، وكان ينتصر إلى مذهبه ذلك ، فهذا مراد كذلك في قول هؤلاء الأئمة ، لكن لا يتنزلُ عليه تعليل الخطيب .
والذي يتحررُ من إمعان النظر في هذا المذهب أنه مذهب نظري اليوم في شأن رواة الحديث ، وذلك أن أمر الدعوة إلى البدعة مما لا يمكن حصره وضبطه ، والكلام في رواة الحديث فد فرغ منه ، وصارت العمدة في معرفة أحوال الرواة على ما بلغنا من أخبارهم ، والمتأملُ يجد في تلك الأخبار وصف عدد غير قليل من الرواة بالبدعة ، لكن يندر فيهم من يمكن القول : إنه كان داعية ، نعم ؛ وصف طائفة بالغلوِّ ، إلا أنه لا يعني بالضرورة كون الموصوف بذلك داعية إليها.
المذهب الرابع : عدم اعتبار البدعة جرحاً مسقطاً لحديث الراوي ، لما تقوم عليه من التأويل ، وإنما العبرة بالحفظ والإتقان والصدق ، والسلامة من الفسق والكذب .
وعلى هذا في التحقيق يتنزلُ مذهب من ذهب من كبار الأئمة إلى أن البدعة لا تمنع قبول حديثهم ، إلا من كان يستحلُّ الكذب .
وهذا هو منقول من مذهب أبي حنيفة وصاحبه أبي يوسف وسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، والشافعي(15).
قال سفيان بن عيينة : " حدثنا عبد الملك بن أعين ، وكان شيعياً ، وكان عندنا رافضياً صاحب رأي "(16).
وقال ابن دقيق العيد : " والذي تقرر عندنا : أنه لا تعتبر المذاهب في الرواية ، إذ لا نكفِّرُ أحداً من أهل القبلة إلا بإنكار متواتر من الشريعة ، فإذا اعتقدنا ذلك ، وانضمَّ إليه التقوى والورع والضبط والخوف من الله تعالى ، فقد حصل معتمد الرواية "(17).
وهو قول يحيى بن سعيد القطان ، وعلي بن المديني ، ومحمد بن عمار الموصلي ، وإليه مال الخطيب البغدادي(18).
قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: قُلْتُ لِيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَقُوْلُ: اترُكْ مَنْ كَانَ رَأْساً فِي بِدعَةٍ يَدْعُو إِلَيْهَا،قَالَ: فَكَيْفَ يُصْنَعُ بِقَتَادَةَ، وَابْنِ أَبِي رَوَّادٍ، وَعُمَرَ بنِ ذَرٍّ...، وَذَكَرَ قَوْماً،ثُمَّ قَالَ يَحْيَى: إِنْ تَرَكَ هَذَا الضَّربَ، تَرَكَ نَاساً كَثِيْراً. "(19). قلت : يردُّ يحيى مذهب ابن مهدي ، بل مقتضى قوله أن يكون من سماهم ممن يندرج تحت رأي ابن مهدي ، وهو يحلُّ الاستشكال الذي نراه : ما هو حدُّ الداعية من غيره ؟ فهذا يحيى القطان يرى قتادة ومن ذكره معه من الدعاة ، وإلا لما صح له الاستدراك على ابن مهدي بذكرهم ، وهم من ثقات الناس ومتقنيهم وعليهم مدارُ كثير من الحديث .
يقابله ما نقله محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : قلت لعلي بن عبد الله المديني : يا أبا الحسن ، إن يحيى بن معين ذكر لنا : أن مشايخ من البصريين كانوا يمرمون بالقدر، إلا أنهم لا يدعون إليه ، ولا يأتون في حديثهم بشيء منكر ، منهم : قتادة ، وهشام صاحب الدستوائي ، وسعيد بن أبي عروبة ، وأبو هلال ، وعبد الوارث ، وسلام(20)، كانوا ثقات ، يكتب حديثهم ، فماتوا وهم يرون القدر ، ولم يرجعوا عنه ، فقال لي علي ، رحمه الله : " أبو زكريا كذا كان يقول عندنا ، إلا أن أصحابنا ذكروا أن هشام الدستوائي رجع قبل موته ، ولم يصح ذلك عندنا "(21).
قلت : ففي هذا نفي أن يكون قتادة داعية إلى بدعته ، لكن فيه تثبيت أن جميع هؤلاء كانوا يذكرون بالبدعة ، ويحيى اعتبر في ثقتهم أمرين : عدم الدعوة إلى البدعة ، مع الحفظ والإتقان .
وهذا عبد الرحمن بن مهدي قد ترك بعض الرواة لأجل البدعة ، ثم حدَّث عنهم قبل موته ،فقد قال ابن أخته الحافظ أبو بكر بن أبي الأسود : كان خالي عبد الرحمن بن مهدي يترك الحديث عن الحسن بن أبي جعفر الجفري وعثمان بن صهيب وغيرهما من أهل القدر ؛ للمذهب ، والضعف ، فلما كان بأخرة حدَّث عنهم ، وخرَّجهم في تصانيفه ، فقلت : يا خال ، أليس قد كنت أمسكت عن الرواية عن هؤلاء ؟ فقال : " نعم ، لكن خفت أن يخاصموني بين يدي ربي فيقولون : يا رب ، سل عبد الرحمن : لم أسقط عدالتنا ؟ "(22).
وقال الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ : وَسَأَلْتُهُ , يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ الْمَوْصِلِيَّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ غُرَابٍ , فَقَالَ : " كَانَ صَاحِبَ حَدِيثٍ , بَصِيرًا بِهِ , قُلْتُ : أَلَيْسَ هُوَ ضَعِيفٌ ؟ قَالَ : إِنَّهُ كَانَ يَتَشَيَّعُ , وَلَسْتُ أَنَا بِتَارِكِ الرِّوَايَةِ عَنْ رَجُلٍ صَاحِبِ حَدِيثٍ يُبْصِرُ الْحَدِيثَ , بَعْدَ أَلَّا يَكُونَ كَذُوبًا , لِلتَّشَيُّعِ أَوِ الْقَدَرِ , وَلَسْتُ بِرَاو عَنْ رَجُلٍ لَا يُبْصِرُ الْحَدِيثَ وَلَا يَعْقِلُهُ , وَلَوْ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ فَتْحٍ يَعْنِي الْمَوْصِلِيَّ "(23).
وسئل الحافظ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الأخرم " عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيِّ , فَقَالَ : صَدُوقٌ فِي الرِّوَايَةِ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْغَالْينَ فِي التَّشَيُّعِ , قِيلَ لَهُ : فَقَدْ حَدَّثْتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحِ ,فَقَالَ : لِأَنَّ كِتَابَ أُسْتَاذِي مَلْآنٌ مِنْ حَدِيثِ الشِّيعَةِ يَعْنِي مُسْلِمَ بْنَ الْحَجَّاجِ "(24)
وفي " صحيح البخاري " عن جمع كبير من المنسوبين إلى البدع ،فهؤلاء الأعيان قدوة الناس في هذا الفن ، وممن إليهم المرجع فيه .
وقال ابن حزم : " من أقدم على ما يعتقده حلالاً ، فما لم يقم عليه في تحريمه حجة ، فهو معذور مأجور وإن كان مخطئاً ، وأهل الأهواء معتزليهم ومرجئيهم وزيديهم وإباضيهم بهذه الصفة ، إلا من أخرجه هواه عن الإسلام إلى كفر متفق على أنه كفر ، أو من قامت عليه حجَّةٌ من نصٍّ أو إجماعٍ فتمادى ولم يرجع فهو فاسق "(25).
قلتُ : ومن أمثلة ما يتنزل عليه هذا المذهب وهم ثقات محتج بهم :
1 - عبد الله بن أبي نجيح ،قال علي بن المديني : " أمَّا الحديث فهو فيه ثقة ، وأما الرأي فكان قدرياً معتزلياً "(26)،وقال يحيى بن معين : " كان ابن أبي نجيح من رؤساء الدعاة "(27).
2 - خالد بن مخلد ،قال الجوزجاني : " كان شتاماً معلناً بسوء مذهبه "(28).
3 - سالم بن عجلان الأفطس ،قال الجوزجاني : " كان يخاصم في الإرجاء ، داعية ، وهو متماسك "(29).
4 - عبد الرحمن بن صالح الأزدي ،قال يعقوب بن يوسف المطوعي ( وكان ثقة ) : كان عبد الرحمن بن صالح الأزدي رافضياً ، وكان يغشى أحمد بن حنبل ، فيقرِّبه ويدنيه ، فقيل له : يا أبا عبد الله ،عبد الرحمن رافضي، فقال: " سبحان الله ! رجلٌ أحبَّ قوما من أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - نقول له :لا تحبهم ؟ ! هو ثقة "(30)، وكان يحيى بن معين يعلم تشيعه ، بل نعته بذلك ، ومع فقد كتب حديثه وروى عنه ، ووثقه ، وكذلك وثقه غيره"(31)،مع أن أبا داود السجستاني قال : " لم أر أن أكتب عنه ، وضع كتاباً مثالب في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "(32).
5 - عمران بن حطان ،قال أبو داود السجستاني : " ليس في أهل الأهواء أصحُّ حديثاً من الخوارج " ثم ذكر عمران بن حطان ، وأبا حسان الأعرج(33).
6 -عباد بن يعقوب الرواجني ،وشأنه في الغلو في الرفض والدعوة إليه مشهور ، ومن أبينه ما حكاه الثقة المتقن القاسم بن زكريا المطرز ، قال : " وَرَدَتُ الْكُوفَةَ , فَكَتَبْتُ عَنْ شُيُوخِهَا كُلِّهِمْ غَيْرَ عَبَّادِ بْنِ يَعْقُوبَ , فَلَمَّا فَرَغْتُ مِمَّنْ سِوَاهُ دَخَلْتُ عَلَيْهِ , وَكَانَ يَمْتَحِنُ مَنْ يَسْمَعُ مِنْهُ , فَقَالَ لِي : مَنْ حَفَرَ الْبَحْرَ ؟ فَقُلْتُ : اللَّهُ خَلَقَ الْبَحْرَ , فَقَالَ : هُوَ كَذَلِكَ , وَلَكِنْ مَنْ حَفَرَهُ ؟ فَقُلْتُ : يَذْكُرُ الشَّيْخُ , فَقَالَ : حَفَرَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , ثُمَّ قَالَ : مَنْ أَجْرَاهُ ؟ فَقُلْتُ : اللَّهُ مُجْرِي الْأَنْهَارِ , وَمُنْبِعُ الْعُيُونِ , فَقَالَ : هُوَ كَذَلِكَ , وَلَكِنْ مَنْ أَجْرَى الْبَحْرَ ؟ فَقُلْتُ : يُفِيدُنِي الشَّيْخُ , فَقَالَ : أَجْرَاهُ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ , قَالَ : وَكَانَ عَبَّادٌ مَكْفُوفًا , وَرَأَيْتُ فِيَ دَارِهِ سَيْفًا مُعَلَّقًا وَحَجَفَةً , فَقُلْتُ : أَيُّهَا الشَّيْخُ , لِمَنْ هَذَا السَّيْفُ ؟ فَقَالَ : هَذَا لِي , أَعْدَدْتُهُ لِأُقَاتِلَ بِهِ مَعَ الْمَهْدِيِّ , قَالَ : فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ سَمَاعِ مَا أَرَدْتُ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْهُ , وَعَزَمْتُ عَلَى الْخُرُوجِ مِنَ الْبَلَدِ دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَسَأَلَنِي كَمَا كَانَ يَسْأَلُنِي , وَقَالَ : مَنْ حَفَرَ الْبَحْرَ ؟ فَقُلْتُ : حَفَرَهُ مُعَاوِيَةُ , وَأَجْرَاهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ , ثُمَّ وَثَبْتُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ , وَجَعَلْتُ أَعْدُو , وَجَعَلَ يَصِيحُ : أَدْرِكُوا الْفَاسِقَ عَدُوَّ اللَّهِ فَاقْتُلُوهُ أَوْ كَمَا قَالَ "(34).
وجاء أنه كان يشتم عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، وقال ابن حبان : " كان رافضياً داعية إلى الرفض "(35).
قلت : ومع ذلك فخرَّج حديثه البخاري في الصحيح ، وحكم بثقته غير واحد .
7 - الحسين بن الحسن الأشقر ، قال إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ الْخُتُلِّيُّ ,: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ , ذَكَرَ حُسَيْنًا الْأَشْقَرَ فَقَالَ : " كَانَ مِنَ الشِّيعَةِ الْمُغَالِيَةِ الْكِبَارِ , قُلْتُ : وَكَيْفَ حَدِيثُهُ ؟ قَالَ : لَا بَأْسَ بِهِ , قُلْتُ : صَدُوقٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ , كَتَبْتُ عَنْهُ عَنْ أَبِي كُدَيْنَةَ وَيَعْقُوبَ الْقُمِّيِّ " .(36)
قلت : فهذه المناهج لهؤلاء الأعلام من أئمة الحديث صريحة في عدم الاعتداد بالبدعة قادحاً في العدالة ، ومن أجل هذا جرت ألفاظهم بالتعديل لهؤلاء الرواة مع ما عرفوا به من البدعة .
والتأويل بالبدع أوسع منه في المعاصي ؛ لأن وجه المخالفة بها للشرع خفيٌّ ، فإذا كنا عذرنا بالمخالفة تأويلاً في المنهيات الصريحة في الشرع كقتل المسلم ، كالذي حصل بين الصحابة ، فالعذر فيما كان وجه المخالفة فيه خفيًّا أولى ، وإنما تكون العبرة بالصدق والإتقان ، فإذا ثبت فحديثه مقبولٌ .
قال ابن جرير الطبري : " لو كان كل من ادُّعيَ عليه مذهب من المذاهب الرديئة ثبت عليه ما ادعي به ، وسقطت عدالته وبطلت شهادته بذلك ؛ للزم ترك أكثر محدثي الأمصار ؛ لأنه ما منهم إلا وقد نسبهُ قوم إلى ما يرغب به عنه "(37).
قلت : وإنما يخرَّجُ من هذا التأصيل : من كان من الرواة طعنٌ عليه لبدعته وحديثه جميعاً ، فهذا مجروح من أجل حديثه ، وذلك مثل : جابر الجعفي ، وعمرو بن عبيد البصري .
قال سفيان : كَانَ النَّاسُ يَحْمِلُونَ عَنْ جَابِرٍ قَبْلَ أَنْ يُظْهِرَ مَا أَظْهَرَ فَلَمَّا أَظْهَرَ مَا أَظْهَرَ اتَّهَمَهُ النَّاسُ فِى حَدِيثِهِ وَتَرَكَهُ بَعْضُ النَّاسِ ،فَقِيلَ لَهُ :وَمَا أَظْهَرَ؟ قَالَ: الإِيمَانَ بِالرَّجْعَةِ..(38)
قلت : فكأنَّ سفيان جعل اتهامه في حديثه من أجل بدعته ، والواقع أنه لا تلازم بينهما ، لجواز أن يكون صاحب بدعة صدوقاً ، كما تقدمت له أمثلة ، وإنما المعنى أنه بعدما ظهرت منه هذه العقيدة ظهر منه في روايته ما اتهم فيه .
وكذلك القول في عمرو بن عبيد ، مع ظهور الفسق وضعف التأويل في بعض ما جاء عنه ، فقد تكلَّم بما لا يحتمل(39).
ولا ريب أن كثيراً من أهل البدع نصروا مذاهبهم برواية المنكرات إسناداً ومتناً ، وجماعاتٌ منهم عُرِفوا بوضع الحديث لأجل ذلك ،وهو المعنى الذي خافه من شدد فردَّ أحاديث أهل البدع .
لكنْ مادامت الخشيةُ محصورةً في كون صاحب البدعة قد تدفعه بدعته إلى المجيء بالمنكرات من الروايات نصرة لتلك البدعة ، فالأمر إذاً عائد إلى القول في روايته ، فإذا تحرر لنا صدقه ، وسلامة روايته من النكارة ، فقد ذهب المحذور .
فمن قال من المتأخرين : إذا روى صاحب البدعة ما تعتضد به بدعته رُدَّ ، وإن روى غير ذلك قُبِل .
__________
(1) - الخطيب في " الكفاية " ( ص 227 )(397)
(2) - أخرجه ابن أبي حاتم في " التقدمة " ( ص : 273 ) وإسناده صالح .
(3) - أخرجه الخطيب في " الكفاية " ( ص : 203 ) رقم(329) وإسناده صحيح .
(4) - أخرجه عبد الله بن أحمد في " العلل " ( النص : 4947 ) وعنه : العُقيلي ( 1 / 8 ) وإسناده صحيح .
(5) - أخرجه الخطيب في " الكفاية " ( ص : 204 - 205 ) رقم(335) .
(6) - العلل رواية المروذي ( النص : 213 ) .
(7) - أخرجه ابنُ حبان في " المجروحين " ( 1 / 82 ) وإسناده صحيح .
(8) - الكفاية (294 )
(9) - الكفاية (295 ) وإسناده صحيح
(10) - الكفاية (340 )
(11) - الكفابة (332 )
(12) - الثقات ( 6 / 284 ) .
(13) - الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان ( 1 / 160 ) .
(14) - الكفاية ( ص : 205 ) رقم(335)
(15) - انظر : الكفاية للخطيب ( ص : 202 - 203 ) ، كشْف الأسرار عن أصول البَزدوي ( 3 / 26 - 27 ) ، وحكى الخطيب ( ص : 194 ) عن الشافعي أنه قال : " وتُقبل شهادةُ أهْل الأهواء ، إلا الخطابية من الرافضة ؛ لأنهم يروْنَ الشهادة بالزور لموافقهم " ، وأسند البيهقي في " السنن " ( 10 / 208 - 209 ) معناه .
(16) - أخرجه الخطيب في " الكفاية " ( ص : 151 ) وإسناده صحيح .
(17) - الاقتراح في بيان الاصْطلاح ( ص : 333 - 334 ) وابنُ دقيق وإن صار إلى ترك الرواية عن المبتدع الداعية ، إلا أنه جعل ذلك من أجل الإهانة له والإخماد لبدعته ، وإن لم نَجد ما رَوى موجوداً من غير طريقه قبلْناه تقديماً لمصْلحة حفظ الحديث .
(18) - الكفاية ( ص : 200 - 201 ) .
(19) - أخرجه أبو القاسم البَغوي في " الجعديات " ( رقم : 1093 ) والعُقيلي في " الضعفاء " ( ق : 1 / ب ) وإسناده صحيح . و سير أعلام النبلاء (5/278)
(20) - أبو هلال اسمُه مُحمد بن سُليم الراسبي ، وعبْد الوارث هوَ ابنُ سعيد ، وسلاَّم هوَ ابنُ مسكين .
(21) - سؤالات ابن أبي شيبة ( ص : 45 - 46 ) .
(22) - سؤالات السلمي للدارقطني ( النص : 241 ) بإسناد صحيح .
(23) - أخرجه الخطيب في " الكفاية " ( ص : 207 )(344) وإسناده صحيح .
(24) - أخرجه الخطيب في " الكفاية " ( ص : 208 )(349) وإسناده صحيح .
(25) - الإحكام في أصول الأحكام ( 1 /149 ) .
(26) - سؤالات ابن أبي شيبة ( النص : 99 ) .
(27) - نقله عنه ابن أبي خيثمة في " تاريخه " ( ص : 335 _ تاريخ المكيين ) .
(28) - أحوال الرجال ( النص : 108 ) قلت : ولا يصحُّ أن يُقبل جرح الجوزجاني فيمن فيه تشيُّع ؛ لِما اتُّهم به من النصب .
(29) - أحوال الرجال ( النص : 327 ) .
(30) - أخرجه الخطيب في " تاريخه " ( 10 / 262 ) وإسناده صحيح .
(31) - انظر ترجمته في : تاريخ بغداد ( 10 / 261- 263 ) وتهذيب الكمال ( 17 / 177 - 182 ) .
(32) - سؤالات الآجري ( النص : 1922 ) ، وعن الحافظ موسى بن هارون الحمَّال بمعنى هذا ، قال : " كانَ يحدث بمثالبِ أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه " ( تاريخ بغداد 10 / 263 )
(33) - سؤالات الآجري ( النص : 1296 ) ومن طريقه : الخطيب في " الكفاية " ( ص : 207 ) .
(34) - أخرجها الخطيب في " الكفاية " ( ص : 209 )(351) بإسناد جيد .
(35) - المجروحين ( 2 / 172 ) .
(36) - سؤالات ابن الجنيد ( النص : 674 ) ومن طريقه : الخطيب في " الكفاية " ( ص : 208 ) (347).
(37) - هدي الساري ، للحافظ ابن حجر ( ص : 428 ) .
(38) - أخرجه مُسلمٌ في " مُقدمته " ( ص : 20 ) رقم(61) والعُقيلي في " الضعفاء " ( 1 / 194 ) وإسناده صحيح . وأما تفسير الرجْعة ، فأحسن شيء يُبيَّن ذلك ما حكاه سُفيان بنُ عيينة نفسُه قال : " إن الرافضة تقول : إنَّ علياًّ في السحاب ، فلا نَخرج مع مَن خرج من ولده حتى يُنادي مُنادٍ من السماء : اخرجوا معَ فلانٍ " ، وحكى عن جابر الجُعفي في قوله تعالى { فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي } [ يوسف : 80 ] قال : لم يجئ تأويلها . قال سُفيان : كذب . أخرجه مسلم في " مُقدمته " ( ص : 21 ) وابنُ عدي ( 2 / 331 ) بإسناد صحيح إلى سُفيان .
(39) - عمرو بن عبيد بن باب بموحدتين التميمي مولاهم أبو عثمان البصري المعتزلي المشهور كان داعية إلى بدعته اتهمه جماعة مع أنه كان عابدا من السابعة مات سنة ثلاث وأربعين أو قبلها قد فق . تقريب التهذيب [ج 1 -ص 424 ] (5071 )(1/45)
فهذا مذهب -وإن تداولته كتب علوم الحديث- فليس صواباً ؛ لأن قبول روايته حيث قبلناها ، فإنما حصل لأجل كونه بريئاً من الكذب معروفاً بالصدق والأمانة ، فإذا صرنا إلى ردِّ حديثه عند روايته ما تعتضد به بدعته فقد اتهمناه ، وهذا تناقض ، مع ملاحظة أن من ذهب مذهباً كان أحرص من غيره على حفظ ما يقوي مذهبه ، فينبغي أن يقال : حفظ وأتقن ؛ لأن داعية الإتقان متوفرة فيه ، فيكون هذا مرجِّحاً لقبول تلك الرواية ما دام موصوفاً بالصدق .
وعلى مظنة أن تدعو البدعة إلى الكذب في الرواية من معروف بالصدق ، فهذا لا ينحصر في البدعة ، فإن الهوى يكون في غيرها أيضاً .
وأمَّا إطلاق القول بتكذيب طائفة من أهل البدع على التعيين ، كقول يزيد بن هارون : " لا يكتب عن الرافضة ؛ فإنهم يكذبون "(1)، فهذا مما يجري على غالب من أدرك يزيد ورأى من هؤلاء ، وأن يكون أراد غلاتهم ، غير أن واقع الأمر أن طائفة من الرواة وصفوا من قبل بعض النقاد بالرفض ، كانوا من أهل الصِّدق ، روى الأئمة عنهم الحديث وأثنوا عليهم ، كما مثلت هنا بجماعة منهم .
وخلاصة الفصل في هذا :
أن ما قيل من مجانبة حديث المبتدع ، ففيه اعتبار الزمان الذي كانت الرواية فيه قائمة ، ومرجع الناس إلى نقلة الأخبار في الأمصار ، وما كان قد حصر يومئذ بيان أحوال الرواة ، أما بعد أن أقام الله بأهل هذا الشأن القسطاس المستقيم (علم الجرح والتعديل) فميَّزوا أهل الصدق من غيرهم ، وفضح الله بهذا العلم خلائق من أهل الأهواء والبدع وافتضحوا بالكذب في الحديث ، فأسقطهم الله ، كما أصاب الهوى بعض متعصبة السنَّة ، فوقعوا في الكذب في الحديث كذلك ، وهو وإن كانوا أقل عدداً من أصحاب البدع ، إلا أنهم شاركوهم في داعية الهوى والعصبية ، ومقابل هؤلاء وأولئك من ثبت له وصف الصِّدق من الفريقين ، فأثبت أئمة الشأن له ذلك ، فلا يكون في التحقيق وصفُ من وصفوه بالصِّدق إلا من أجل ما روى .اهـ(2)
قلتُ : وعلى هذا، فالعبرةُ عند المتقدمين في باب الرواية عن أهل البدع هو اعتبارُ أحوالهم في قوة الدِّين وظهور الصِّدق، ولذلك لم يترددوا في قبول رواية الدعاة من الخوارج، وهذا البخاريُّ قد أخرج لعمران بن حطان ثلاثة أحاديث في صحيحه، بعضها في الأصول، رغم أنّه كان داعية إلى بدعته، بل كان رأساً من رؤوس الخوارج.
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: "العبرةُ في الرواية بصدق الراوي وأمانته والثقة بدينه وخلقه، كما أنّ المتتبع لأحوال الرواة يرى كثيرا من أهل البدع موضعا للثقة والاطمئنان، وإن رووا ما يوافق رأيهم، ويرى كثيرا منهم لا يُوثَق بأيّ شيء يرويه"(3).
وحتى هذا الصدق وهذه الأمانة لا يكونان مبرِّراً لقبول روايته مطلقا، وإنّما يضافُ إلى ذلك عند بعضهم إذا كان ما عنده من الحديث ممّا تشتدّ الحاجة إلى أخذه ومعرفته. ولذلك نقل الذهبي عن بعض العلماء أنّ المبتدع الداعية إذا كان صادقا، وعنده سنّةٌ تفرّد بها، فإنّه لا يسوغ ترك تلك السنّة(4).
فأنت ترى في النهاية أنّ الاعتبار يعود إلى ملاحظة جملة القرائن والأحوال في الراوي والرواية، ومن هنا فإنّنا قد لا نعدّ ما ورد عن المتقدّمين من الأقوال المتباينة اختلافا في القواعد، وإنّما هو في غالبه اختلاف في التطبيق بحسب ما يترجّح من خلال القرائن والملاحظات، ومبلغ علم كلّ واحد منهم بأحوال الرواية والرواة.
قال الشيخ محمد بن محمد أبو شهبة رحمه الله: " إذا وجدنا بعض الأئمّة الكبار من أمثال البخاري ومسلم لم يتقيّد فيمن أخرج لهم في كتابه ببعض القواعد، فذلك لاعتبارات ظهرت لهم رجّحت جانبَ الصدق على الكذب والبراءةَ على التهمة. وإذا تعارض كلامُ الناقد وكلامُ صاحبي الصحيحين فيمن أخرج لهم الشيخان من أهل البدع، قُدّم كلامُهما واعتبارُهما للراوي على كلام غيرهما، لأنّهما أعرفُ بالرجال من غيرهما"(5).
وقال الحافظ ابن حجر عن التشيع عند المتقدمين: "التشيع في عرف المتقدمين هو اعتقاد تفضيل علي على عثمان وأن عليا كان مصيبا في حروبه وأن مخالفه مخطئ مع تقديم الشيخين وتفضيلهما، وربما اعتقد بعضهم أن عليا أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا كان معتقد ذلك ورعا دينا صادقا مجتهدا فلا تردُّ روايته بهذا، لا سيما إن كان غير داعية، وأما التشيُّع في عرف المتأخرين فهو الرفضُ المحضُ، فلا تقبل رواية الرافضي الغالي ولا كرامة"(6)
فالتشيع على هذا فيه مجال للاجتهاد وإعمال الرأي، سواء في طبيعة البدعة وحقيقتها، أو في صحّتها وثبوتها في راو من الرواة، فإذا كان الأمر كذلك، وكان الراوي مع ذلك ورعا ديّنا، صادقا، مجتهدا، فما المانع من قبول روايته والاحتجاج بحديثه؟
وأمّا من زاد على ذلك، كمن يتكلّم في عثمان وطلحة والزبير وعائشة وغيرهم من أفاضل الصحابة، ويطعن فيهم ويسبّهم، فهذا هو الذي لا يقبل المتقدّمون حديثه غالباً، وهؤلاء هم الرافضة الذين ورد عن الإمام الشافعي أنّه لا تقبل شهادتهم. اهـ(7)
ومن المُلْحق بالمُبْتدع من دأبه الاشْتغال بعلوم الأوائل, كالفَلْسفة والمَنْطق, صرَّح بذلك السَّلفي في معجم السفر, والحافظ أبو عبد الله بن رشيد في رحلته.
فإن انضمَّ إلى ذلك اعتقاده, بما في عِلْم الفَلْسفة, من قِدَم العالم ونحوه فكافر, أو لما فيها مِمَّا ورد الشَّرع بخلافه, وأقامَ الدَّليل الفاسد على طريقتهم, فلا نأمن ميله إليهم.
وقد صرَّح بالحطِّ على من ذكر, وعدم قَبُول روايتهم وأقوالهم, ابن الصَّلاح في فتاويه, والمُصنِّف في «طبقاته» وخلائق من الشَّافعية, وابن عبد البر, وغيره من المالكية, خُصوصًا أهل المغرب, والحافظ سراج الدين القزويني, وغيره من الحَنفية, وابن تيمية, وغيره من الحنابلة, والذَّهبي لهجَ بذلك في جميع تصانيفه. "(8)
=================
__________
(1) - أخرجه ابنُ أبي حاتم في " الجرح والتعديل " ( 1 / 1 / 28 ) وإسناده صحيح .
(2) - انظر تحرير علوم الحديث لعبدالله الجديع (ج 1 / ص 258-269)
(3) - الباعث الحثيث، أحمد شاكر، 84 .
(4) - انظر: سير أعلام النبلاء، الذهبي، 7/153 ـ 154 .
(5) - الوسيط في علوم ومصطلح الحديث، 396 .
(6) - تهذيب التهذيب، ابن حجر، 1/94 .
(7) - ندوة علوم الحديث علوم وآفاق (ج 10 / ص 23)
(8) - تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي (ج 1 / ص 258)(1/46)
المطلب التاسع
ملاحظات على أقوال الحافظ ابن حجر على هذه المرتبة
لقد كان الحافظ ابن حجر رحمه الله دقيقاً على حدٍّ بعيد في حكمه على رواة هذه المرتبة ، ولكن مما يؤخذ عليه ما يلي :
الملاحظة الأولى- لو قمنا بمقارنة بين التقريب وبين أصله التهذيب ، لوجدنا أن عديدا من رواة هذه المرتبة لم يضبطها الحافظ ابن حجر رحمه الله بشكل دقيق ، وغلب على أحكامه التوفيق بين الأقوال المختلفة ، دون التحقيق العميق فيها، لأنه ليست كل تهمة توجَّه للراوي تكون صحيحة ، وكان ينبغي على الحافظ رحمه الله أن يحقق في هذه التهمة ، حتى لا يغترَّ بها من جاء بعده ، فيردُّ حديث الراوي من أجلها.
مثال على ذلك أول ترجمة في التقريب :
1- أحمد بن إبراهيم بن خالد الموصلي أبو علي نزيل بغداد صدوق من العاشرة مات سنة ست وثلاثين د فق
وفي تهذيب التهذيب [ج 1 -ص 8 ] (1) د فق أبي داود وابن ماجة في التفسير أحمد بن إبراهيم بن خالد أبو علي الموصلي نزيل بغداد روى عن محمد بن ثابت العبدي وفرج بن فضالة وحماد بن زيد وعبد الله بن جعفر المديني ويزيد بن زريع وأبي عوانة وإبراهيم بن سعد وغيرهم.
روى عنه أبو داود حديثا واحدا وروى ابن ماجة في التفسير عن ابن أبي الدنيا عنه وأبو زرعة الرازي ومحمد بن عبد الله الحضرمي وموسى بن هارون وأبو يعلى الموصلي وأبو القاسم البغوي وآخرون ،وكتب عنه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وقال :لا بأس به، وقال صاحب تاريخ الموصل :كان ظاهر الصلاح والفضل، قال موسى بن هارون مات ليلة السبت لثمان مضين من ربيع الأول سنة 236 ،قلت: وذكره ابن حبان في الثقات ،وقال إبراهيم بن الجنيد عن ابن معين: ثقة صدوق."
قلت: فهذا الراوي يروي عن جماعة من الثقات ، ويروي عنه أئمة الحديث المعتبرين.
ويقول عنه الإمام يحيى بن معين (لا بأس به) وهي تساوي عنده ثقة كما مرّعنه في تفسيرها ، ويذكره ابن حبان في الثقات، ويقول عنه يحيى بن معين أيضاً : ثقة صدوق ، وهي على الصحيح من صيغ المبالغة ، وليس المقصود بها التردد في الحكم على الراوي ، فلماذا لا نقول عنه : (ثقة) ؟!!
وهل الثقة يحتاج لأكثر من هذا التعديل ؟!
وفي سير أعلام النبلاء(11/35)(15) أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ خَالِدٍ المَوْصِلِيُّ (د) الإِمَامُ، الثِّقَةُ، أَبُو عَلِيٍّ المَوْصِلِيُّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ،عَنْ: إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَأَبِي الأَحْوَصِ، وَشَرِيْكٍ، وَأَبِي عَوَانَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ ثَابِتٍ، وَطَائِفَةٍ،حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ بِحَدِيْثٍ وَاحِدٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الدُّنْيَا، وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ، وَأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، وَمُطَيَّنٌ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ، وَآخَرُوْنَ.
وَثَّقَهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ،وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
فالصواب من القول أن يقول عنه ثقة ، وعنئذ يكون حديثه صحيحاً لذاته ، وليس حسناً لذاته .
وقال في الراوي الثاني (2 ) أحمد بن إبراهيم بن فيل باسم الحيوان المعروف أبو الحسن البالسي نزيل أنطاكية صدوق من الثانية عشرة مات سنة أربع وثمانين كن
وفي تهذيب التهذيب[ج 1 -ص8 ] (2 ) كن مسند مالك أحمد بن إبراهيم بن فيل الأسدي أبو الحسن البالسي نزيل أنطاكية والد القاضي أبي طاهر.
روى عن أحمد بن أبي شعيب الحراني وأبي جعفر النفيلي وأبي النضر الفراديسي ودحيم وأبي مصعب الزهري في آخرين وسمع أبا توبة .
وعنه النسائي ثلاثة أحاديث من حديث مالك وأبو عوانة الإسفرائيني وأبو سعيد بن الأعرابي وخيثمة بن سليمان وأبو القاسم الطبراني وآخرون مات سنة 284.
قال ابن عساكر: كان ثقة ،وقال في التاريخ :روى عنه النسائي ولم يذكره في الشيوخ النبل ،قلت: وروى عنه محمد بن الحسن الهمداني ،وقال: إنه صالح ،وذكره ابن حبان في الثقات، وقال النسائي في أسامي شيوخه رواية حمزة :لا بأس به، وذكر من عفته وورعه وثقته ".
قلت : ومثل هذا أيضاً حقُّه أن يقال عنه ثقةٌ ، فيكون حديثه صحيحاً ، وليس حسناً .
ومثل ذلك غير قليل ، ولا سيَّما أن الحافظ نفسه لم يلتزم بهذه الأحكام ، فقد صحح حديث كثير من أحاديث هذه المرتبة ، مما جعل بعض المعاصرين ، يتهمه بالتناقض، فيكون يقول عنه صدوقاً ، ويصحح حديثه ؟!!.
ولذلك أرى الأخذ بتطيقاته العملية لهؤلاء الرواة ، وهو المحكُّ الواقعي لهم .
الملاحظة الثانية - في بعض من وصفهم في هذه المرتبة (صدوق يهم ، يخطئ ، سيء الحفظ، يدلس، يرسل، اتهم بكذا ..) فيه نظر ، وهذه بعض الأمثلة على ذلك :
قوله مثلا في دراج أبي السمح.
(1824 ) دراج بتثقيل الراء وآخره جيم بن سمعان أبو السمح بمهملتين الأولى مفتوحة والميم ساكنة قيل اسمه عبد الرحمن ودراج لقب السهمي مولاهم المصري القاص صدوق في حديثه عن أبي الهيثم ضعف من الرابعة مات سنة ست وعشرين بخ 4
والصواب أن حديثه عنه حسن كما هو رأي الإمام يحيى بن معين وابن شاهين ، وابن عدي ، وقد صحح حديثه عن أبي الهيثم الترمذي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وغيرهم ...(1)
وفي الضُّعَفَاءُ الْكَبِيرِ لِلْعُقَيْلِيِّ " دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ مصْرِيٌّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ أَحَادِيثُهُ مَنَاكِيرُ
(560 ) حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ دَرَّاجٍ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : " الشِّيَاعُ حَرَامٌ " يَعْنِي الْمُفَاخَرَةَ بِالْجِمَاعِ " لَا يُعْرَفُ إِلَّا بِهِ بِدَرَّاجٍ " .
قلت : أولا كلام الإمام أحمد عليه هل يعني بالنكارة ، هي ما اصطلح عليه علماء الجرح والتعديل ؟ أم أنه يعني التفرد ليس إلا ، وهذا كثير عند الأقدمين.
ثانيا- هذا الحديث الذي ذكره العقيلي وبين تفرد دراج به ، أقول كل أحاديث دراج عن أبي الهيثم تفرد بها ، ولم يتابع عليها، ولكنه بالمقابل لم يخالف الثقات ، فما يضيره هذا التفرد ، لأنه ما من عالم إلا وتفرد بأحاديث لم يروها غيره ، ولم يسقط ذلك عدالته .
الثالث - هل خالف دراج الثقات في رواية هذا الحديث؟ هل نص الثقات أنه يجوز التفاخر بالجماع ؟ أم أن ذلك حرام ؟
رابعاً - لقد روى هذا الحديث أحمد في مسنده (11539) وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الشِّيَاعُ حَرَامٌ ». قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ يَعْنِى بِهِ الَّذِى يَفْتَخِرُ بِالْجِمَاعِ. ، بل روى له جميع أحاديثه عن أبي الهيثم وسكت عليها ، فإذا كانت منكرة فلم يروها ويسكت عليها ؟ أليس في ذلك تلبيس على الناس ؟
خامسا- ويشهد لمعنى الحديث ما في مسند أحمد{6/457}(28350)حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ حَدَّثَنَا حَفْصٌ السَّرَّاجُ قَالَ سَمِعْتُ شَهْراً يَقُولُ حَدَّثَتْنِى أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَالرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ قُعُودٌ عِنْدَهُ فَقَالَ :« لَعَلَّ رَجُلاً يَقُولُ مَا يَفْعَلُ بِأَهْلِهِ وَلَعَلَّ امْرَأَةً تُخْبِرُ بِمَا فَعَلَتْ مَعَ زَوْجِهَا ». فَأَرَمَّ الْقَوْمُ فَقُلْتُ إِى وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُنَّ لَيَقُلْنَ وَإِنَّهُمْ لَيَفْعَلُونَ. قَالَ :« فَلاَ تَفْعَلُوا فَإِنَّمَا مِثْلُ ذَلِكَ مِثْلُ الشَّيْطَانِ لَقِىَ شَيْطَانَةً فِى طَرِيقٍ فَغَشِيَهَا وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ ». وهو حديث حسن ، وقد وردت روايات أخرى بنحوه .
سادسا- من الأحاديث التي أنكرها ابن عدي على دراج في روايته عن أبي الهيثم - على فرض أنها منكرة - حديث (وَيْلٌ وَادٍ فِى جَهَنَّمَ يَهْوِى فِيهِ الْكَافِرُ أَرْبَعِينَ خَرِيفاً...) وقد احتج به الحافظ ابن حجر في الفتح ، فقال : " قَوْله : ( وَيْل ) جَازَ الِابْتِدَاء بِالنَّكِرَةِ لِأَنَّهُ دُعَاء وَاخْتُلِفَ فِي مَعْنَاهُ عَلَى أَقْوَال : أَظْهَرهَا مَا رَوَاهُ اِبْن حبان فِي صَحِيحه مِنْ حَدِيث أَبِي سَعِيد مَرْفُوعًا " وَيْل وَادٍ فِي جَهَنَّم ".(2)
قلت : وقد أخرج هذا الحديث أحمد في مسنده (12031) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا حَسَنٌ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ عَنْ أَبِى الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ :« وَيْلٌ وَادٍ فِى جَهَنَّمَ يَهْوِى فِيهِ الْكَافِرُ أَرْبَعِينَ خَرِيفاً قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ قَعْرَهُ وَالصَّعُودُ جَبَلٌ مِنْ نَارٍ يَصْعَدُ فِيهِ سَبْعِينَ خَرِيفاً يَهْوِى بِهِ كَذَلِكَ فِيهِ أَبَداً ». وصححه الحاكم في المستدرك(3873) ووافقه الذهبي وصححه ابن حبان (7467)
والصواب من القول هو قول إمام الجرح والتعديل ( يحيى بن معين) الذي قال ما ورد بهذا الإسناد إسناده جيد .، ومن ثم لزم أن يقال : دراج أبو السمح ( صدوق ) بإطلاق دون تقييد .
وكقوله في ترجمة أحمد بن أبي الطيب صدوق حافظ له أغلاط ضعفه بسببها أبو حاتم (51)
أقول : الصواب أنه ثقة(3).
وقوله عن أحمد بن أبي طيبة ... صدوق له أفراد (52) .
أقول : الصواب أنه صالح الحديث(4)
وقوله في ترجمة أحمد بن عبد الله بن أبي السفر (60) صدوق يهم وفي الكاشف (49) صدوق(5)
الملاحظة الثالثة - أحيانا نجد في قوله في مبالغة في غير محلها ، كقوله في ترجمة (2830 ) شهر بن حوشب الأشعري الشامي مولى أسماء بنت يزيد بن السكن صدوق كثير الإرسال والأوهام من الثالثة مات سنة اثنتي عشرة بخ م 4
قلت : الصواب أنه صدوق يرسل وأما الأوهام المزعومة ، فأكثرها غير صحيح ، والموجود منها ، ليس بوهم على الصحيح ،(6)
وفي السير" شَهْرُ بنُ حَوْشَبٍ أَبُو سَعِيْدٍ الأَشْعرِيُّ (4، م مَقْرُوْناً)الشَّامِيُّ، مَوْلَى الصَّحَابِيَّةِ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيْدَ الأَنْصَارِيَّةِ، كَانَ مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ التَّابِعِيْنَ. وبعد أن استفاض في ترجمته قال قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ سفيان: شَهْرٌ وَإِنْ تَكَلَّمَ فِيْهِ ابْنُ عَوْنٍ، فَهُوَ ثِقَةٌ،قُلْتُ: الرَّجُلُ غَيْرُ مَدْفُوْعٍ عَنْ صِدْقٍ وَعِلْمٍ، وَالاحْتِجَاجُ بِهِ مُتَرَجِّحٌ".(7)
وكقوله في (6291 ) محمد بن مسلم بن تدرس بفتح المثناة وسكون الدال المهملة وضم الراء الأسدي مولاهم أبو الزبير المكي صدوق إلا أنه يدلس من الرابعة مات سنة ست وعشرين ع
أقول : بعد الرجوع لترجمته تبين لدىَّ أن رميه بالتدليس ليس صحيحا . وغاية ما تمسك به متهموه ، أن الليث بن سعد لقيه، وكان عنده كتاب عن جابر فقال له : هذا كله سمعته من جابر ؟ قال : لا ، قلت : فأعلم لي على ماسمعت ، قال : فاعلم لي على هذا الذي كتبته عنه .
أقول : ما الدليل على أن الأحاديث التي لم يسمعها من جابر ، كان يرويها عن جابر مباشرة ؟ وكذلك ممن سمع هذه الأحاديث؟ ولم يظهر لنا إلى الآن بالروايات المعنعنة عن جابر أن هناك واسطة بينهما ولا في رواية واحدة . علما أن طلاب جابر كانوا يقدمون أبا الزبير ليحفظ لهم أحاديث جابر ، فقد شهدوا له أنه أحفظهم لأحاديث جابر ، وقد لازمه مدة طويلة. كما أن الجماعة عدا البخاري أخرجوا لأبي الزبير عن جابر بالعنعنة ولم يعلوها بالإنقطاع ، علما أن ابن حبان اشترط في مقدمة صحيحه أن لايخرج لمدلس إلا إذا صرح بالتحديث وأخرج لأبي الزبير عن جابر بالعنعنة أحاديث فدلَّ على أن تهمة التدليس ليست ثابتة في حقِّه(8).
ـــــــــــــــــــــ
المرتبة السادسة
من قال فيه مقبول عند المتابعة وإلا فلين
تمهيد :
هذا مصطلح جديد لم يسبق إليه الحافظ ابن حجر رحمه الله ، ومن ثم فقد أوقع من جاء بعده بحيرة شديدة ، وغموض !
وقد احتار من جاء بعده ماذا يقصد بهذه المرتبة التي أسرف في استعمالها وعدد الرواة الذين وصفهم بهذا الوصف ناف على (1588) راوياً .
وقد حاول الدكتور العاني - رحمه الله - حل هذا اللغز ، فلنحاول أن نذكر رأيه ثم نعقَّب عليه .
قال العاني رحمه الله :
" هذه المرتبة أكثر ابن حجر من استعمالها في كتابه تقريب التهذيب ، ولم تكن قبله ظاهرة هذا الظهور ، ولم يستعملها سابقوه من النقاد ، ولا لاحقوه إلا قليلا - وقد استعلمها الإمام الذهبي في الكاشف في ثلاثة مواضع(9)
إلا أن اجتهاد ابن حجر وتحريره أدياه إلى اعتماد هذه المرتبة بين مراتب التعديل ، وقد قسم المرتبة السادسة إلى قسمين :
الأولى - المقبول .
والثانية - لين الحديث ،وسوف نخصص القسم الأول لدراسة المسألة الأولى من المرتبة السادسة ، ونفرد قسماً ثانيا لدراسة المسالة الثانية :
القسم الأول من المرتبة السادسة ( المقبول )
المطلب الأول
التعريف بالمقبول عند ابن حجر
قال رحمه الله :" من ليس له من الحديث إلا القيل ، ولم يثبت فيه ما يترك حديثه من أجله "
وهذا المصطلح يقوم على ركنين : الأول- قلة الحديث ، والثاني - عدم ثبوت ما يقتضي ضعفه وترك حديثه .
وقد التزم رحمه الله بهذا أيما التزام .
ولقد تتبعت كثيرا من هؤلاء المقبولين ، فرأيت غالبهم ممن له الحديث الواحد ، أو الحديثين ، وقلَّ منهم من يتناول الثلاثة ، أما فوقها فهو نادر ، وقد وجدت أكثر راوٍ أدخله ابن حجر في هذه المرتبة راوياً عنده ستة أحاديث .
أما الركن الثاني - فإن أمثال هؤلاء المقلين قلما يرد فيهم الجرح ، لقلة حديثهم ، وبالتالي قلة خطئهم ، بل العكس هو الصحيح ، فغالباً ما يوثقون ، ويوثقهم أئمة ، ولو كانوا من أصحاب الأحاديث الكثيرة ، لوضعهم ابن حجر في مرتبة ثقة أو صدوق ، لكن قلة حديثهم مع ورود التوثيق جعلهم ابن حجر في هذه المرتبة .
والملاحظ أن الركن الأساسي عند ابن حجر لهذه المرتبة هو قلة الحديث ، ومن كان عنده الحديث أو الحديثان أو الثلاثة ، ففي الغالب يكون ضبطه لها وتعداده إياها أكثر من ضبط صاحب الأحاديث الكثيرة ، ولذلك ترى الخلاف واسعاً بين العلماء في المرتبة الأعلى من هذه المرتبة ، وهي الخامسة بينما يكاد لا يظهر في هذه المرتبة.
وغالب الكلام الوارد في أصحاب هذه المرتبة يقوم أساساً على التجهيل ، لأن هذا الراوي الذي لا يرو إلا حديثاً واحدا ، ففي الغالب يكون الراوي عنه واحداً أيضاً .
وتفرد الراوي عن شيخ يضع ذلك الشيخ في عداد المجاهيل ، فغالب المقبولين في الأصل مجاهيل .
ولكن لورود التوثيق في هذا الراوي من إمام معتبر أو أكثر ، هو الذي يرفع من شأنه ، ويكون هذا التوثيق بمثابة رفع الجهالة ، أي يقوم مقام الراوي الآخر عنه ، بل يخرجه من هذه المرتبة ( مجهول الحال) إلى مرتبة أعلى ، وهي المقبولة عند ابن حجر .
ومن كان هذا حاله - أي قلة الحديث ، وورود التوثيق - ما المانع من قبول حديثه والاحتجاج به ؟ .
إنه لا مانع من ذلك ، سوى ما استقرَّ في أذهان البعض أن مصطلح ( مقبول) من مراتب الضعف عند ابن حجر ، وهو على التحقيق ليس كذلك .
وهذا ما يفسر وجود عشرات الرواة من هذه المرتبة في الصحيحين ، أما غير الصحيحين - ممن التزم الصحة - فشيء يفوق ذلك بكثير .
وإذا شئت التدليل على ما قدمنا من أن المقبول عند ابن حجر يقوم على ركن أساسي وهو قلة الحديث ، فإليك هذه النماذج :
1- بور بن أصرم المروزي مقبول (خ)
روى عن ابن المبارك وعنه البخاري حديثا واحدا في الجهاد وعبيد الله بن واصل البخاري وقال الإدريسي روى عنه أيضا إسحاق بن إسماعيل السمرقندي ومحمد بن المتوكل الاستيخي وغيرهم وحكى أبو الوليد الباجي في رجال البخاري أن ابن عدي قال لا يعرف .(10)
قلت : فهذا له حديث واحد ، ورى عنه البخاري(11)وغيره ، وقال ابن عدي لا يعرف ، وهذا القول مردود ، إذ عرفه البخاري وروى عنه في الصحيح .
2- جابر بن إسماعيل الحضرمي المصري ، مقبول (تخ م د س ق )
روى عن عقيل وحيي بن عبدالله المعافري.وعنه ابن وهب. ذكره ابن حبان في الثقات.
(قال علي): وأخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه (147 ) مقرونا بابن لهيعة وقال : ابن لهيعة لا أحتجُّ به، وإنما أخرجت هذا الحديث لأن فيه جابر بن إسماعيل.(12)
فهذا لم يرو عنه إلا واحد ، ولم يوثقه إلا ابن حبان ، وليس له إلا حديث واحد ، واحتجَّ به واحد من أصحاب الصحاح
قلت : أخرج حديثه مسلم (1661) وَحَدَّثَنِى أَبُو الطَّاهِرِ وَعَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ قَالاَ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِى جَابِرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا عَجِلَ عَلَيْهِ السَّفَرُ يُؤَخِّرُ الظُّهْرَ إِلَى أَوَّلِ وَقْتِ الْعَصْرِ فَيَجْمَعُ بَيْنَهُمَا وَيُؤَخِّرُ الْمَغْرِبَ حَتَّى يَجْمَعَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْعِشَاءِ حِينَ يَغِيبُ الشَّفَقُ.
وله حديث آخر في المعجم الكبير للطبراني ( 5895) حَدَّثَنَا مُوسَى بن سَهْلٍ أَبُو عمران الْجَوْنِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بن عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا جَابِرُ بن إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى سَهْلِ بن سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ فِي بَيْتِهِ، فَقَالَ:"لَوْ أَنِّي أَسْقِيكُمْ مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ لَكَرِهْتُمْ، وَقَدْ وَاللَّهِ سَقَيْتُ مِنْهَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِي" . ( قلت : وحديثه حسن )
قلت: فهشام بن عمار راو آخر ، وروى عنه يونس بن عبد الأعلى الصدفي كما في صحيح ابن خزيمة (921) أيضاً .
وهذا حديث آخر(52 ) حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ ، قَالَ : ثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ ، قَالَ : ثنا ابْنُ وَهْبٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عُقَيْلٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ " أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ النَّوْمِ أَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ ثَلَاثًا "(13)(وهو حديث صحيح)
قلت : ففي قول العاني - رحمه الله- نظر
3- حبيب الأعور المدني ، مولى عروة بن الزبير ( مقبول من الثالثة م د س)
روى عنه وعن أمه أسماء بنت أبي بكر وندبة مولاة ميمونة وعنه الزهري وعبد الواحد بن ميمون مولى عروة وأبو الأسود يتيم عروة وعبيد الله بن عروة والضحاك بن عثمان قال ابن سعد مات قديما في آخر سلطان بني أمية، وكان قليل الحديث روى له مسلم حديثا واحدا أي العمل أفضل(14)، قلت : وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطىء قال :وإن لم يكن هو ابن هند بن أسماء فلا أدري من هو؟(15)
وفي تاريخ الإسلام للذهبي"عن مولاه عروة وأم عروة أسماء بنت أبي بكر وندبة مولاة ميمونة.وعنه الزهري، ومات قبله، والضحاك بن عثمان الحزامي وأبو الأسود يتيم عروة.(16)
وسكت عليه أبو حاتم والبخاري(17)
4- حماد بن حميد الخراساني ( مقبول خ)
عن عبيد الله بن معاذ بحديث في الاعتصام رواه عنه البخاري(7355 ) ولم يعرف إلا في هذا الحديث ووجد بعض النسخ العتيقة من الجامع قال أبو عبد الله : حماد بن حميد صاحب لنا حدثنا هذا الحديث وكان عبيد الله في الأحياء حينئذ.
قلت: وقال ابن مندة هو من أهل خراسان وقال ابن عدي:لا يعرف ، وذكر ابن أبي حاتم حماد بن حميد نزيل عسقلان.
روى عن أبي ضمرة وبشر بن بكر وأيوب بن سويد، سمع منه أبو حاتم وقال شيخ.
قال أبو الوليد الباجي في رجال البخاري يشبه عندي أن يكون هو هذا.
قلت: وهو كلام فارغ لما سلف من قول البخاري وابن مندة وابن عدى وهم أعرف به.(18)
وفي ميزان الاعتدال : حماد بن حميد.محدث لا يدرى من هو.روى عنه البخاري في صحيحه، عن عبيدالله بن معاذ، فهو أصغر من البخاري.(19)
5- خالد بن غلاق القيسي ( مقبول بخ م )
ويقال العيشي أبو حسان البصري،روى عن أبي هريرة حديث الدعاميص(20)، وعنه سعيد الجريري وأبو السليل ضريب بن نقير، وذكره ابن حبان في الثقات.
قلت: وقال ابن سعد كان ثقة قليل الحديث، وقال ابن ماكولا في علاق يقال فيه بالعين المهملة والأول أكثر.(21)، (قال علي): وسكت عليه البخاري وأبو حاتم
6- رفاعة بن الهيثم بن الحكم الواسطي ، ( مقبول م )
روى عن خالد بن عبدالله الواسطي وهشيم، وعنه مسلم وأسلم بن سهل وعبد الله بن محمد بن شيرويه وابراهيم بن محمد الصيدلاني،قلت: ذكر بعضهم أن مسلما روى عنه ثلاثة أحاديث.(22)
__________
(1) - انظر تهذيب التهذيب [ ج3 - ص180 ](397 ) والكامل 3/112-115 .
(2) - فتح الباري لابن حجر (ج 1 / ص 264)
(3) - وانظر تهذيب الكمال للمزي (ج 1 / ص 359)(52 ) التهذيب 1/45 والكاشف (42)
(4) - كما في الكاشف (43) تهذيب التهذيب [ ج1 - ص39 ] (74 ) وتهذيب الكمال للمزي (ج 1 / ص 359)(53 )
(5) - وانظر تهذيب التهذيب[ ج1 - ص42 ] (83 )
(6) - الكاشف (2336) وديوان الضعفاء (1903) وانظر الجامع في الجرح والتعديل (1838) والميزان : 2/284 والجرح والتعديل [ ج4 - ص382 ] (1668) والثقات للعجلي [ ج1 - ص461 ] (741) والتاريخ الكبير[ ج4 - ص258 ] (2730) وتهذيب الكمال[ ج12 - ص578 ] (2781) وتهذيب التهذيب[ ج4 - ص324 ] (635 )
(7) - سير أعلام النبلاء (4/372)(151 ) فما بعد
(8) - وقد تولَّى بالرد على من اتهمه بالتدليس صاحب كتاب تنبيه المسلم إلى تعدي الشيخ ناصر الدين الألباني -رحمه الله- على صحيح مسلم فأفاد وأجاد
(9) - انظر الأرقام (292 و310 و395 )
(10) - تهذيب التهذيب 1/438 (926 )
(11) - 4/77(3029)
(12) - تهذيب التهذيب (ج 2 / ص 33)
(13) - شرح معاني الآثار (ج 1 / ص 22)
(14) - عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ حَبِيبٍ مَوْلَى عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِى مُرَاوِحٍ عَنْ أَبِى ذَرٍّ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- بِنَحْوِهِ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: « فَتُعِينُ الصَّانِعَ أَوْ تَصْنَعُ لأَخْرَقَ ».صحيح مسلم (261) =الأخرق : الجاهل بما يجب أن يعمله ولم يكن فى يديه صنعة يكتسب بها
(15) - تهذيب التهذيب (ج 2 / ص 169)(357)
(16) - تاريخ الإسلام للذهبي (ج 2 / ص 416)
(17) - الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (ج 3 / ص 113)(524) والبخاري في تاريخ البخاري (ج 1 / ص 400)[ 2588 ]
(18) - تهذيب التهذيب (ج 3 / ص 7)
(19) - ميزان الاعتدال (ج 1 / ص 589) (2243 )
(20) - مسلم برقم(6870 )
(21) - تهذيب التهذيب (ج 3 / ص 96)
(22) - تهذيب التهذيب (ج 3 / ص 244)(1/47)
(قال علي) : بل خمسة أحاديث بعضها وحده وبعضها مقرون(1)
7- سالم بن أبي سالم الجيشاني المصري ، مقبول ( م د س)
واسم أبي سالم سفيان ابن هانئ،روى عن أبيه وعبد الله بن عمرو ومعاوية بن معتب،وعنه ابنه عبد الله وعبد الله بن أبي جعفر ويزيد بن أبي حبيب والحارث بن يعقوب،وذكره ابن حبان في الثقات، له عندهم حديث واحد :« يَا أَبَا ذَرٍّ إِنِّى أَرَاكَ ضَعِيفًا وَإِنِّى أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِى لاَ تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ وَلاَ تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتِيمٍ »(2).
وفي الكاشف ( 1770) سالم بن أبي سالم الجيشاني عن أبيه و عبدالله بن عمرو وعنه عبيد الله بن أبي جعفر ويزيد بن أبي حبيب ثقة م د س
(قال علي) : وله حديث في مسند أحمد (8291) والحاكم (233 ) وفي تاريخ البخاري (ج 2 / ص 187) [ 2138 ] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا هَاشِمٌ وَالْخُزَاعِىُّ - يَعْنِى أَبَا سَلَمَةَ - قَالاَ حَدَّثَنَا لَيْثٌ حَدَّثَنِى يَزِيدُ بْنُ أَبِى حَبِيبٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِى سَالِمٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ مُغِيثٍ الْهُذَلِىِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَاذَا رَدَّ إِلَيْكَ رَبُّكَ فِى الشَّفَاعَةِ فَقَالَ :« وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَوَّلُ مَنْ يَسْأَلُنِى عَنْ ذَلِكَ مِنْ أُمَّتِى لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْعِلْمِ وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَمَا يَهُمُّنِى مِنِ انْقِصَافِهِمْ عَلَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ أَهَمُّ عِنْدِى مِنْ تَمَامِ شَفَاعَتِى وَشَفَاعَتِى لِمَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُخْلِصاً يُصَدِّقُ قَلْبُهُ لِسَانَهُ وَلِسَانُهُ قَلْبَهُ ».وهوحديث حسن
وآخر كما في مشكل الآثار للطحاوي ( 2941 ) حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِهَابٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ الْجَيَشَانِيِّ , عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : " مَاتَ أَخٌ لِي وَتَرَكَ امْرَأَتَهُ , فَخَطَبَ إِلَيَّ أَخٌ لَهُ لِأُمِّهِ , فَأَتَيْتُهَا فَقُلْتُ : لَا تَزَوَّجِي فُلَانًا , فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - , فَمَرَّ بِي فَقَالَ : " يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ , يَا ابْنَ مَاءِ السَّمَاءِ , طَفَّ الصَّاعُ "
8- شجاع بن الوليد البخاري مقبول ، (خ)
روى عن النضر بن محمد اليمامي وعبد الرزاق وأبي عبدالرحمن المقرئ وعبيدالله بن موسى وأبي نعيم وعنه البخاري وأحمد بن عبدة الآملي وسهل بن شاذويه البخاري،قلت: ليس له في الصحيح سوى حديث واحد في المغازي(4186)(3).
9- طلق بن معاوية النخعي ، مقبول ( بخ م س)
روى عن شريح القاضي وأبي زرعة بن عمرو بن جرير،وعنه حفيده حفص بن غياث وسفيان الثوري وشريك القاضي ومحمد بن جابر السحيمي ذكره ابن حبان في الثقات،له عندهم حديث واحد عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بِصَبِيٍّ لَهَا ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ ، ادْعُ اللهَ لَهُ ، فَقَدْ دَفَنْتُ ثَلاَثَةً ، فَقَالَ : لَقَدِ احْتَظَرْتِ بِحِظَارٍ شَدِيدٍ مِنَ النَّارِ.(4)
وفي الكاشف ( 2489) طلق بن معاوية جد الذي قبله عن شريح القاضي وأبي زرعة وعنه حفيده حفص وجرير وشريك ثقة مقل م س
(قال علي ) : وله أحاديث أخر في كتب السنَّة .
10-هشام بن عمرو الفزاري ( مقبول )
قلت : وقد أخطأ بعض محققي التقريب بوضع علامة (ع) بدلا من الأربعة لتقاربهما في الشكل .روى عن عبد الرحمن بن الحارث ، ورى عنه حماد بن سلمة حديثاً ، وهو كما في سنن أبي داود(1429) حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمْرٍو الْفَزَارِىِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ فِى آخِرِ وِتْرِهِ :« اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لاَ أُحْصِى ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ »(5)
قال ابن معين لم يروه غيره وهو ثقة، وقال أبو حاتم: ثقة شيخ قديم ،وقال أبو داود
هو أقدم شيخ لحماد، وقال أبو طالب عن أحمد من الثقات،وذكره ابن حبان في الثقات(6).
وفي الكاشف (5974) هشام بن عمرو الفزاري عن عبد الرحمن بن الحارث عن علي في الوتر وعنه حماد بن سلمة وثقوه 4
وله حديث آخر في مسند الطيالسي (36) وفيه جهالة.
وأنت ترى أن هذا الرجل تفرد عنه حماد بن سلمة ، وليس له إلا حديث واحد أخرجه أصحاب السنن وآخر فيه ضعف ، ولكن توثيق هؤلاء أخرجه من دائرة ( مجهول ) وألحقه بمرتبة مقبول عند ابن حجر .(7)
(قال علي): الصواب أنه ثقة كما قال الذهبي وحديثه صحيح .
=================
__________
(1) - انظرها في صحيح مسلم ( 2036 و4809 و4920 و5712 و6558 )
(2) - مسلم برقم(4824 ) وتهذيب التهذيب (ج 3 / ص 376)
(3) - تهذيب التهذيب (ج 4 / ص 276)
(4) - مسلم (6871 ) والنسائي (1888 ) والمسند الجامع (14266 ) وتهذيب التهذيب (ج 5 / ص 30)
(5) - أبو داود (1429) والترمذي (3914) وحسنه والنسائي (1758 ) وابن ماجة (1235 ) وهو صحيح
(6) - تهذيب التهذيب (ج 11 / ص 49)
(7) - انظر منهج دراسة الأسانيد والحكم عليها للعاني ص(52-56)(1/48)
المطلب الثاني
الأدلة على تحسين حديث المقبول
اعلم أن المقبول يقابل المردود عند أهل اللغة ، وعند أهل الحديث على السواء ، قال في نزهة النظر : "المَقْبولُ وهو : ما يَجِبُ العَمَلُ بِهِ عِنْدَ الجُمْهورِ . "
وقال ابن حجر ايضاً : " وقد وجدنا في عبارة جماعة من أهل الحديث ألفاظا يوردونها في مقام القبول ينبغي الكلام عليها وهي: الثابت والجيد والقوي والمقبول والصالح ..." .(1)
فالحديث المقبول مصنف ضمن هذه المجموعة من أوصاف الأحاديث .
ومعلوم أن المقبول يطلق على الصحيح والحسن ، ولكنه لا يطلق على الضعيف ، إلا أن العالم من أهل الحديث لا يعدل عن لفظة صحيح إلى (مقبول) أو جيد أو قوي أو صالح إلا لنكتة صارفةٍ .
هذا فيما يتعلق بتقسم الحديث إلى مقبول ومردود ، ففي أي مراتب القبول يقع حديث الراوي المقبول عند ابن حجر ؟ .
والجواب : إن المقبول ليس مرتبة من مراتب الصحة عند ابن حجر ، كما أنها ليست من مراتب الضعف ، لكنها مرتبة من مراتب الحسن كما سيأتي إن شاء الله.
================
الأدلة على أن الراوي المقبول حديثه حسن
الدليل الأول
تخريج أصحاب الصحاح للمقبول
فمن يذكره ابن حبان في الثقات ، وكان قد سكت عنه الأئمة ، وخاصة فيمن تقادم بهم العهد من التابعين ، هم من شرط الصحيح عند ابن حبان ، إذا عري عن التدليس وكان الراوي عنه ثقة ، وكذا هو من شرط الصحيح عند ابن خزيمة ، ومن باب أولى عند الحاكم ، وكذلك هو على شرط الصحيح عند الضياء المقدسي في المختارة .
فكم عند هؤلاء من راوٍ سكت عنه السابقون من الأئمة أدخله ابن حبان في ثقاته ، واحتجَّ بهم في صحيحه ، وأدخلوا حديثهم في صحاحهم ، وقد علم هذا بالاستقراء من فعلهم .
وأكثر الكتب إخراجاً لهؤلاء المقبولين هو كتاب الأحاديث المختارة للضياء المقدسي ، الذي هو بإجماع النقاد أعلى مزية من كتاب المستدرك ، يوازي تصحيحه ابن حبان والترمذي ، كما ذكر ذلك غير واحد من العلماء .
قال السخاوي:" من مظان الصحيح المختارة مما ليس في الصحيحين أو أحدهما "(2)
وقال السيوطي : " ومنهم -أي : ممن صنفوا في الصحيح - الحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي ، جمع كتابا سماه الأحاديث المختارة "(3)
وقال الذهبي : "وهي الأحاديث التي تصلح أن يحتج بها سوى ما في الصحيحين، خرجها من مسموعاته. "(4)
(قال علي) : كتاب " الأحاديث المختارة " ، للحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي ( المتوفى سنة : 643 ) ، كتاب متأخر التصنيف لتأخر وفاة مؤلفه ، عمدته فيما خرَّجه فيه على تخريج الحديث بأسانيده إلى أصحاب المصنفات ، كـ( مسند أبي يعلى ) و( معاجم الطبراني ) وغيرها ، وخطته فيه بينها في صدره بقوله : " هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم ، إلا أنني ربما ذكرت بعض ما أورده البخاري تعليقاً ، وربما ذكرنا أحاديث بأسانيد جياد لها علة ، فنذكر بيان علتها حتى يعرف ذلك "(5). .
وهذا الكتاب يغلبُ عليه الحديث الصحيح ، لكن فيه ما هو معلل بما يذكره الضياء نفسه في تعليله ، كما أشار هنا ، وفيه ما يسكت عنه ولا يصحُّ ، لكن حرصه على أن يكون منتقى من أجود الحديث ظاهرٌ فيه .
ولا يصلح أن يطلق عليه وصف الصحَّة ، إنما فيه الصحيح الغالب ، كما يوجد الصحيح الغالب في كتب السنن المعروفة ، غير أنه يمتاز بكون ما فيه من الصحيح فهو مما يزيد على البخاري ومسلم .
وهو فيه أشد احتياطاً من الحاكم ، ولذا قدمَّه طائفة من متأخري العلماء على " المستدرك " للحاكم .
قال ابن تيمية : " الَّذِي هُوَ أَصَحُّ مِنْ " صَحِيحِ الْحَاكِمِ "(6)
وقال تلميذه ابن عبد الهادي المقدسي : " اختاره من الأحاديث الجياد الزائدة على ما في الصحيحين ، وهو أعلى مرتبة من تصحيح الحاكم ، وهو قريب من تصحيح الترمذي وأبي حاتم البستي ، ونحوهما ، فإن الغلط في هذا قليل ، ليس هو مثل صحيح الحاكم ، فإن فيه أحاديث كثيرة يظهر أنها كذب موضوعة ، فلهذا انحطت درجته عن درجة غيره "(7).
وقال السخاوي : " هي أحسن من المستدرك "(8).
قال العاني - رحمه الله -: فهو إذن من كتب الصحة ، وتجنب صاحبه أن يدخل فيه ما أدخل الحاكم في المستدرك من الضعيف ، ولذا رجحوه عليه ، وسلموا له ما صحح من أحاديث سوى أحاديث قليلة .
ولقد طالعت أجزاء عديدة من هذا الكتاب ، ورأيته يدخل في كتابه هذا جملة من الرواة ممن هم من هذه المرتبة ، الذين قال فيهم ابن حجر مقبول ، وهو في الغالب يعقب على الحديث بتعليقات مفيدة لمبحثنا هذا ، منه : أنه يقول مثلاً : فلان ذكره البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقد تكررت منه هذه العبارة مرات عدديدة ، وهؤلاء غالب المقبولين عند ابن حجر .
وهذه أمثلة لمن روى لهم في كتابه هذا ممن هم من هذه المرتبة :
1- عبد الملك بن الحارث بن هشام ، صاحب أبي هريرة ، قال فيه ابن حجر ( مقبول) وساق له حديثاً من طريقه في مسند أبي بكر ، ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ الْحَارِثِ السَّهْمِيَّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ ، رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ ، عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - هَذَا الْيَوْمَ عَامَ أَوَّلٍ يَقُولُ ، ثُمَّ اسْتَعْبَرَ أَبُو بَكْرٍ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ فَبَكَى ، ثُمَّ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، يَقُولُ : لَنْ تُؤْتَوْا شَيْئًا بَعْدَ كَلِمَةِ الإِخْلاَصِ مِثْلَ الْعَافِيَةِ ، فَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ.( إسناده صحيح )(9)
( قال علي ): لكنه لم ينفرد به فقد تابعه غيره من الثقات عليه كما ذكره الضياء بعده مباشرة .!!
2- أبو خالد المجوِّز ، واسمه : ثابت بن سعد الطائي ، قال ابن حجر : مقبول ، وروى الضياء من طريقه حديثا لأبي بكر ، من طريق عَمْرُو بْنِ عُثْمَانَ ، ثنا أَبِي ، ثنا أَبُو خَالِدٍ الْمُجَوِّزُ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ سَعْدٍ الطَّائِيِّ ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ : قَامَ فِينَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ إِلَى جَانِبِ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَبَكَى ثُمَّ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَامَ فِي مَقَامِي هَذَا عَامَ أَوَّلَ فَقَالَ : " أَيُّهَا النَّاسُ سَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ - ثَلَاثًا - فَإِنَّهُ لَمْ يُؤْتَ أَحَدٌ مِثْلَ الْعَافِيَةِ بَعْدَ يَقِينٍ " ( إسناده حسن )(10)
(قال علي) : لكن ثابت بن سعد لم ينفرد به ، فالتمثيلُ به فيه نظر .
3- عبد الرحمن المسلي الكوفي ، قال ابن حجر : مقبول ، وروى الضياء من طريقه حديثاً في مسند عمر،عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَوْدِىِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُسْلِىِّ عَنِ الأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« لاَ يُسْأَلُ الرَّجُلُ فِيمَا ضَرَبَ امْرَأَتَهُ ». رواه أبو داود عن زهير بن حرب ( إسناده حسن )(11)
5- عبد الله بن خليفة الهمداني ، قال ابن حجر : مقبول ، وروى له الضياء من طريقه حديثاً عن عمر، من طريق أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَلِيفَةَ ، عَنْ عُمَرَ ، أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَتِ : ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ ، فَعَظَّمَ الرَّبَّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، فَقَالَ : إِنَّ كُرْسِيَّهُ وَسِعَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ، وَإِنَّ لَهُ لأَطِيطًا كَأَطِيطِ الرَّحْلِ الْجَدِيدِ إِذَا رُكِبَ مِنْ ثِقَلِهِ. ( إسناده حسن )(12)
6- وكذا روى لعبد الله بن يسار الأعرج وهو مقبول عند ابن جر حديث
وفي الكاشف( 3067 )عبد الله بن يسار المكي عن سهل بن سعد وسالم وعنه عمر بن محمد وسليمان بن بلال وثق حب س
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ الْأَعْرَجِ ، أَنَّهُ سَمِعَ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " ثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ : الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ ، وَالدَّيُّوثُ ، وَرَجُلَةُ النِّسَاءِ "(13).
قال العاني - رحمه الله- : ولو استرسلت في ذكر أحاديث المقبولين التي أدخلها الضياء في المختارة ، مما ليس في الصحيحين أو أحدهما لطال بنا البحث ، لكن هذه إشارات لبعض هؤلاء المقبولين :
7- الجهم بن الجارود ،عَنْ أَبِى عَبْدِ الرَّحِيمِ عَنِ الْجَهْمِ بْنِ الْجَارُودِ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَهْدَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بُخْتِيَّةً أُعْطِىَ بِهَا ثَلاَثَمِائَةِ دِينَارٍ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أُهْدَيْتُ بُخْتِيَّةً لِى أُعْطِيتُ بِهَا ثَلاَثَمِائَةِ دِينَارٍ فَأَنْحَرُهَا أَوْ أَشْتَرِى بِثَمَنِهَا بُدْناً قَالَ: « لاَ وَلَكِنِ انْحَرْهَا إِيَّاهَا »(14).
8- ميمون الكردي ، ذكره في مكانين وحسن الأول وصحح الثاني ، دَيْلَمُ بْنُ غزوان عَبْدِىٌّ حَدَّثَنَا مَيْمُونٌ الْكُرْدِىُّ حَدَّثَنِى أَبُو عثمان النَّهْدِىُّ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِى كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمُ اللِّسَانِ ».(15)وهو حديث صحيح
9-عبد الله بن عمر القرشى ،وحسنه يَحْيَى بْنُ أَبِى بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقُرَشِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ ، يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ ، يَوْمَ الْمَرْجِ يَقُولُ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ : لَوْلَا أَنَّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِنَّ اللَّهَ سَيَمْنَعُ هَذَا الدِّينَ بِنَصَارَى مِنْ رَبِيعَةَ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ " مَا تَرَكْتُ عَرَبِيًّا إِلَا قَتَلْتُهُ أَوْ يُسْلِمُ ..(16)
10- أبو يحيى المكي ،الْهَيْثَمُ بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنِى أَبُو يَحْيَى الْمَكِّىُّ عَنْ فَرُّوخَ مَوْلَى عثمان ابن عَفَّانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَنِ احْتَكَرَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ طَعَامَهُمْ ضَرَبَهُ اللَّهُ بِالْجُذَامِ وَالإِفْلاَسِ »(17).
11- إسماعيل بن عبد الرحمن بن عطية ، إِسْحَاقُ بْنُ عُثْمَانَ ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ عَطِيَّةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، جَمَعَ نِسَاءَ الْأَنْصَارِ فِي بَيْتٍ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، فَقَامَ عَلَى الْبَابِ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا ، فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ السَّلَامَ ، ثُمَّ قَالَ : " أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْكُنَّ ، وَأَمَرَنَا بِالْعِيدَيْنِ أَنْ نُخْرِجَ فِيهِمَا الْحُيَّضَ ، وَالْعُتَّقَ ، وَلَا جُمُعَةَ عَلَيْنَا وَنَهَانَا عَنِ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ ".(18)
12- نعيم بن دجاجة(19)
13- نعيم بن ربيعة(20)
14-هرم بن أبي نسيب أبو العجفاء السلمي(21)
15- يزيد بن الحوتكية(22)
وغير هؤلاء كثير ممن قال فيهم ابن حجر مقبول ،كما روى لأناس سكت عنهم البخاري وابن أبي حاتم وذكرهم ابن حبان في الثقات ، وهم ليسوا من رواة الكتب الستة ، فهم من هذه الدرجة ، نذكر منهم :
1- محمد بن سليمان ابن معاذ القرشي(23)
2- الرديني بن أبي مجلز السدوسي(24)
3-حماد بن يزيد بن مسلم المنقري(25)
مما سبق يمكننا أن نقول : إن حديث المقبول عند ابن حجر ، قد أدخله أصحاب الصحاح في صحاحهم جميعاً ، ولا أستثني واحدا ممن صنَّف في الصحيح ، فالبخاري روى لـ (36) مقبولا في صحيحه ، ومسلم خرج لـ (68) مقبولاً في صحيحه ، وابن حبان أخرج لـ (149) مقبولا في صحيحه ، ولا يقل حال صحيح ابن خزيمة ولا مستدرك الحاكم عن هذه الكتب ، وأمَّا المختارة فقد عرفنا شيئاً من حاله قبل قليل .(26)
وقد قال ابن حجر عن رواة الصحيحين : "ورواتهما قد حصل الاتفاق على القول بتعديلهم بطريق اللزوم ، فهم متقدِّمون على غيرهم في رواياتهم ، وهذا أصل لا يخرج عنه إلا بدليل " اهـ
وقد يتعلل البعض أن هؤلاء المقبولين لم يرويا لهم في الأصول ، بل في المتابعات والشواهد .
والجواب : لقد احتجا بالمقبول ، كما رويا له متابعة واستشهاداً ، ومن أمثلة الاحتجاج بالمقبول :
جعفر بن أبى ثور السوائي ، قال ابن حجر : مقبول .
أبو ثور الكوفي روى عن جده جابر بن سمرة في الوضوء من لحوم الإبل وغير ذلك وهو جده من قبل أمه وقيل من قبل أبيه، روى عنه أشعث بن أبي الشعثاء وسماك بن حرب وعثمان بن عبد الله بن موهب ومحمد بن قيس الأسدي ، قال أبو حاتم بن حبان : جعفر بن أبي ثور وهو أبو ثور بن عكرمة فمن لم يحكم صناعة الحديث توهم أنهما رجلان مجهولان ، قلت هكذا قال ابن حبان في الثقات ، وقال عبد الله بن علي بن المديني عن أبيه مجهول، وقال الترمذي في العلل جعفر مشهور، وقال الحاكم أبو أحمد هو من مشائخ الكوفيين الذين اشتهرت روايتهم عن جابر وليس ذكر عكرمة في نسبه بمحفوظ وكذا من قال جعفر بن ثور من غير تكنيته، وصحح حديثه في لحوم الإبل مسلم وابن خزيمة وابن حبان وأبو عبد الله بن مندة والبيهقي وغير واحد وذكر البخاري في التاريخ الاختلاف في نسبته إلى جابر بن سمرة وصدر كلامه بقوله قال سفيان وزكرياء وزائدة عن سماك عن جعفر بن أبي ثور بن جابر عن جابر بن سمرة فكأنه عنده أرجح والله أعلم(27).
(قال علي) : روى له مسلم حديثان الأول (828 ) حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ فُضَيْلُ بْنُ حُسَيْنٍ الْجَحْدَرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَأَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ ؟ قَالَ : " إِنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ ، وَإِنْ شِئْتَ فَلَا تَوَضَّأْ " قَالَ أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ ؟ قَالَ : " نَعَمْ فَتَوَضَّأْ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ " قَالَ : أُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ ؟ قَالَ : " نَعَمْ " قَالَ : أُصَلِّي فِي مَبَارِكِ الْإِبِلِ ؟ قَالَ : " لَا "
والثاني (2708 ) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأْمُرُنَا بِصِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ ، وَيَحُثُّنَا عَلَيْهِ ، وَيَتَعَاهَدُنَا عِنْدَهُ ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ ، لَمْ يَأْمُرْنَا ، وَلَمْ يَنْهَنَا وَلَمْ يَتَعَاهَدْنَا عِنْدَهُ "
ثم إن ما يخرجه البخاري ومسلم متابعة أو استشهادا غالبه من قبيل الحسن الذاتي ، وقليل منه ما هو ضعيف ، ومعلومٌ أنهما أخرجا لمن دون المقبول على سبيل المتابعة ، لكنه قليل ، والغالبُ على ذلك الحسن لذاته ، كما صرح بذلك ابن حجر(28).
وقد تقدم البحث في أن كثيرا من علماء الحديث - ومنهم أصحاب الصحيح- لم يكونوا يفرِّقون بين الحسن والصحيح ، ولذلك أدخلوا حديث المقبول في صحاحهم.
فهل يحقُّ لنا الآن أن نصحح حديث المقبول تأسيا بمن سبق من أصحاب الصحيح؟
والجواب : كلا ، لا يسوغ لنا ذلك الآن ، لأن الاصطلاحات قد استقرت في ضوابط ما يطلق عليه اسم الصحيح ، وفي ضوابط ما يطلق عليه اسم الحسن .
ولهذا اقتضانا استقرار هذه الاصطلاحات إفراد من حديثه حسن ، وإن كان من رواة كتب الصحة المجمع عليها ، وهذا لا يقدح في شأن واحد من هذه الكتب ، بل هذا ما اقتضته مناهج أهل الحديث في تصنيف الحديث إلى صحيح وحسن ، والعلم عند الله تعالى "(29).
(قال علي): وفي كلامه الأخير نظر ، بل نصحح ونحسن لحديث المقبول حسب مقتضى الحال ، كما سيمرٌّ معنا أثنا مناقشته فيما ذهب إليه .
وهذا مثال واحد للرد عليه الآن ،ففي التقريب( 11 ) أحمد بن أيوب بن راشد الضبي الشعيري بفتح المعجمة أبو الحسن مقبول من العاشرة بخ
وفي تهذيب الكمال : " بخ أحمد بن أيوب بن راشد الضبي الشعيري البصري روى عن سفيان بن حبيب وسهل بن أسلم وشبابة بن سوار بخ وعبد الأعلى بن عبد الأعلى وعبد الوارث بن سعيد وعوبد بن أبي عمران الجوني ومسلمة بن علقمة المازني روى عنه البخاري في الأدب وأحمد بن عمار بن خالد الواسطي وأحمد بن محمد بن عاصم الرازي والحسن بن علي بن شبيب المعمري وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي وعبيد الله بن عبد الكريم أبو زرعة الرازي وعلي بن الحسين بن الجنيد الرازي"(30). وزاد في تهذيب التهذيب :" قلت وروى عنه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند وذكره ابن حبان في الثقات فقال ربما أغرب وكناه أبا الحسن"(31)، وقال الذهبي : " أحمد بن أيوب بن راشد ابو الحسن الضبي البصري. عن مسلمة بن علقمة، وعبد الوارث بن سعيد، ومحمد بن أبي عدي. وكان ثقة. روى عنه: البخاري في كتاب الأدب له، وأبو زرعة، وأبو يعلى، وغيرهم "(32).
فهذا وأمثاله نصحح حديثهم بلا ريب .
=================
__________
(1) - النكت على ابن الصلاح (ج 1 / ص 490)
(2) - فتح المغيث 1/37 و فتح المغيث بشرح ألفية الحديث (ج 1 / ص 31) وتوجيه النظر إلى أصول الأثر (ج 2 / ص 14) الشاملة 2
(3) - تدريب الراوي 1/144 وانظر شرح اختصار علوم الحديث (ج 1 / ص 42)
(4) - تاريخ الإسلام للذهبي (ج 10 / ص 333)
(5) - الأحاديث المختارة ( 1 / 69 - 70 )
(6) - الفتاوى الكبرى ( 3 / 48 ) وكذلك جاء عن الزركشي .الرسالة المستطرفة ، للكتاني ( ص : 24 )
(7) - الصارم المنكي ( ص : 99 )
(8) - فتح المغيث ( 1 / 38 ) وانظر تحرير علوم الحديث لعبدالله الجديع (ج 3 / ص 132)
(9) - الأحاديث المختارة للضياء (ج 1 / ص 22) وأخرجه ابن حبان من طريقه صحيح ابن حبان (ج 3 / ص 231) (950)
(10) - الأحاديث المختارة للضياء (ج 1 / ص 53) والْفَوَائِدِ الشَّهِيرُ بِالْغَيْلَانِيَّاتِ لِأَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ(102 ) ومُسْنَدُ أَبِي بَكْرٍ الصَّدِّيقِ لِأَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيِّ (91 ) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ , عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ , عَنْ أَوْسَطَ قَالَ : خَطَبَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ به .
(11) - الأحاديث المختارة للضياء (ج 1 / ص 67) وسكت عنه الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (1722) وقال عنه في غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (ج 3 / ص 446): وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ .وصححه الحافظ ابن حجر في تنبيه الأخبار .. الأذكار (977)
(12) - الأحاديث المختارة للضياء (ج 1 / ص 104)
قلت :عبد الله بن خليفة الهمدانى روى عن عمر وجابر وعنه أبو إسحاق السبيعى وابنه يونس بن أبي إسحاق ووثقه ابن حبان التهذيب 5/198 وصححه الضياء !!
وقال الهيثمي : ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن خليفة وهو ثقة 10/159!! وذكره ابن سعد فى الطبقات 6/174 وقال : روى عن عمر وعبد الله ، وروى له حديثا موقوفا عليهما وآخر عن عمر لوحده . وفى الطريق الآخر شعبة . ولم يجرحه بشئ فهو حسن الحديث، قال الذهبى : الأطيط الواقع بذات العرش من جنس الأطيط الحاصل فى الرحل ، فذاك صفة للرّحل وللعرش ، ومعاذ الله أن نعدَّه صفة لله تعالى ، ثم لفظ الأطيط لم يأت به نص ثابت .".
(13) - الأحاديث المختارة للضياء (ج 1 / ص 133)(198 ) وأخرجه الحاكم في المستدرك (244) والتوحيد لابن خزيمة (532 و534 ) وصحيح الجامع ( 3063 ) والصحيحة (674 ) والبزار (6050 و6051) وهو صحيح لغيره
(14) - الأحاديث المختارة للضياء (ج 1 / ص 139)(208)
(15) - الأحاديث المختارة للضياء (ج 1 / ص 154) (235 و236)
(16) - الأحاديث المختارة للضياء (ج 1 / ص 165) ( 253و254) وأخرجه النَّسَائِي ، في "الكبرى"8717 قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقُرَشِيُّ هَذَا لَا أَعْرِفُهُ.
(17) - الأحاديث المختارة للضياء (ج 1 / ص 171) ( 263) وفي مصباح الزجاجة (769) هذا إسناد صحيح وهو حسن
(18) - الأحاديث المختارة للضياء (ج 1 / ص 181) ( 285) وصححه الألباني في التعليق على سنن أبي داود
(19) - الأحاديث المختارة للضياء (ج 1 / ص 183) (288 و760 و761 )
(20) - الأحاديث المختارة للضياء (ج 1 / ص 183) ( 289و290)
(21) - الأحاديث المختارة للضياء (ج 1 / ص 186) (291)
(22) - الأحاديث المختارة للضياء (ج 1 / ص 192) (299 و300)
(23) - الأحاديث المختارة للضياء (ج 1 / ص 130) ( 194)
(24) - الأحاديث المختارة للضياء (ج 1 / ص 142) (215 )
(25) الأحاديث المختارة للضياء (ج 1 / ص 176) (271)
(26) - إحصاء قام به الأستاذ عذاب الحمش في كتابه رواة الحديث الذين سكت عليهم أئمة الجرح والتعديل ص 202
(27) - تهذيب التهذيب (ج 2 / ص 74)
(28) - في النكت 1/316
(29) - انظر منهج دراسة الأسانيد والحكم عليها للعاني ص(58-63)
(30) تهذيب الكمال [ ج1 - ص269 ] (12 )
(31) - تهذيب التهذيب[ ج1 - ص14 ] (13)
(32) - تاريخ الإسلام للإمام الذهبي (ج 17 / ص 33)(1/49)
الدليل الثاني
أن المقبول عند ابن حجر في التقريب يقابل الثقة عند غيره من علماء النقد
قال الذهبي في الموقظة : " من أَخرَج له الشيخان على قسمين :
أحدُهما : ما احتَجَّا به في الأصول .
وثانيهما : من خرَّجا له متابعةً وشَهادَةً واعتباراً .
فمن احتَجَّا به أو أحدُهما ، ولم يُوثَّق ، ولا غُمِزَ ، فهو ثقة ، حديُثُه قوي .
ومن احتَجَّا به أو أحدُهما ، وتُكلِّم فيه :
فتارةً يكون الكلامُ فيه تعنُّتاً ، والجمهورُ على توثيقِه ، فهذا حديثُهُ قويّ أيضاً .
وتارةً يكون الكلامُ في تليينِهِ وحِفظِهِ له اعتبار . فهذا حديثهُ لا يَنحطُّ عن مرتبة الحسَن ، التي قد نُسمِّيها : من أدنى درجات ( الصحيح ) فما في الكتابين بحمد الله رجلٌ احتَجَّ به البخاريُّ أو مسلمٌ في الأصولِ ، ورواياتُه ضعيفة ، بل حَسَنةٌ أو صحيحة ،ومن خَرَّجَ له البخاريُّ أو مسلمٌ في الشواهد والمتابَعات ، ففيهم من في حِفظِه شيء ، وفي توثيِقه تردُّدٌ . فكلُّ منْ خُرِّجَ له في الصحيحين ، فقد قَفَزَ القَنْطَرة ، فلا مَعْدِلَ عنه إلا ببرهانٍ بَيِّن .
نعم ، الصحيحُ مراتب ، والثقاتُ طَبَقات ، فليس مَنْ وُثِّق مطلقاً كمن تُكلِّمَ فيه ، وليس من تُكلِّم في سُوءِ حفظِه واجتهادِه في الطَّلَب ، كمن ضعَّفوه ولا من ضعَّفوه ورَوَوْا له كمن تركوه ، ولا من تركوه كمن اتَّهموه وكذَّبوه ." اهـ(1)
قلت : فالذي يعنيه الذهبي بقوله لم يوثق ولا غمز ممن روي له في الصحيحين يقابل المقبول عند ابن حجر ، وأنت ترى أن الذهبي نصَّ على أن من كان هذا حاله فهو ثقة وحديثه قوي .
وقال الذهبي في الميزان في ترجمة حفص بن بغيل :" قال ابن القطان: لا يعرف له حال ولا يعرف،قلت: لم أذكر هذا النوع في كتابي هذا، فإن ابن القطان يتكلم في كل من لم يقل فيه إمام عاصر ذاك الرجل أو أخذ عمن عاصره ما يدلُّ على عدالته.
وهذا شئ كثير، ففى الصحيحين من هذا النمط خلق كثير مستورون، ما ضعفهم أحد ولا هم بمجاهيل."(2)
فقوله : خلق كثير مستورون ما ضعفهم أحد ولا هم بمجاهيل ، هم الذين عناهم ابن حجر بمرتبة مقبول .
وقال الذهبي في موضع آخر من الميزان في ترجمة مالك بن الخير الزبادي المصري : " محله الصدق،يروى عن أبي قبيل، عن عبادة - مرفوعا: « لَيْسَ مِنْ أُمَّتِى مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرَفْ لِعَالِمِنَا »(3).
روى عنه حيوة بن شريح، وهو من طبقته، وابن وهب، وزيد بن الحباب، ورشدين.
قال ابن القطان: هو ممن لم تثبت عدالته - يريد أنه ما نصَّ أحد على أنه ثقة.
وفي رواة الصحيحين عدد كثير ما علمنا أن أحدا نص على توثيقهم.
والجمهور على أن من كان من المشايخ قد روى عنه جماعة ولم يأت بما ينكر عليه أن حديثه صحيح "(4).
قلت : وهذا يوضح ما تقدم ، وهؤلاء الذين روى عنهم الجماعة ، ولم ينص أحد على توثيقهم ولم يأتوا بما ينكر عليهم هم المقبولون عند ابن حجر ، والذهبي نصَّ على توثيقهم ، فيصحح حديثهم ، لكن ابن حجر جعلهم مقبولين ، فحسَّن حديثهم كما سيأتي.
فهذه ثلاثة نصوص من الذهبي في من هو مسكوت عنهم ، وروى لهم البخاري ومسلم في صحيحيهما .
الأول - من احتجا به ولم يوثق ولا غمز .
والثاني : في الصحيحين من هذا النمط خلق كثير مستورون ، ما ضعفهم أحد ولا هم بمجاهيل .
والثالث : في رواة الصحيحين عدد كثير ما علمنا أحد نصَّ على توثيقهم ، هؤلاء الخلق وأمثالهم في كتب السنن هم السبب الذي دعى ابن حجر لابتكار مرتبة جديدة يضيفها إلى مراتب التعديل ، وهي مرتبة مقبول .فالذهبي في النصِّ الأول جعلهم ثقات ، والثاني مستورون ، وفي الثالث حديثهم صحيح ، وهذا - كما ترى - اضطراب في الحكم من إمام كبير من أئمة النقد ، هذا الاضطراب جعل ابن حجر يفكر في ضبط هذا الأمر بابتكار هذه المرتبة وإدراج هؤلاء وأمثالهم فيها ، ونعم ما فعل .(5)
ومن هنا نقول : إن المنهجية والتنظيم العلمي عند ابن حجر فاقت ما كان عند سابقيه من النقاد ، وضبطت ما كان سائباً من الاصطلاحات ، والذي بقي علينا هو معرفة أحكام هذه الاصطلاحات عنده ، وضبطها قدر الإمكان من خلال ما حكم به النقاد على أحاديث رجال هذه المرتبة ، ومن خلال ما حكم به ابن حجر نفسه على أحاديث هؤلاء ، وهذه خطوة في هذا الطريق ، نسأل الله السداد والتوفيق .(6)
(قال علي): لو ضبط الحافظ ابن حجر رحمه الله هذه المصطلحات بشكل دقيق ، لما حار من جاء بعده بفهم هذه الألغاز ، ولا سيما هذه المرتبة التي لم يسبق إليها ، فإذا كنا منصفين نجد الاضطراب في هذه المرتبة جليٌّ جدًّا ،أكثر من اضطراب الذهبي ، والله أعلم .
=================
__________
(1) - الموقظة في علم مصطلح الحديث (ج 1 / ص 18)
(2) - ميزان الاعتدال (ج 1 / ص 556)
(3) - مسند أحمد(23425) والمستدرك للحاكم (421) وقال :وَمَالِكُ بْنُ خَيْرٍ الزِّيَادِيُّ مِصْرِيٌّ ثِقَةٌ ، وَأَبُو قَبِيلٍ تَابِعِيٌّ كَبِيرٌ ، ومجمع الزوائد( 532 ) حسن إسناده والأحاديث المختارة للضياء (ج 4 / ص 34)(445) وحسنه والترغيب والترهيب للمنذري (169) وحسنه
(4) - ميزان الاعتدال (ج 3 / ص 426)
قال الحافظ ابن حجر معقباً : "وهذا الذي نسبه للجمهور لم يصرِّح به أحدٌ من أئمة النقد، إلا ابن حبان ، نعم هو حقٌّ في حقِّ من كان مشهوراً بطلب الحديث والانتساب إليه ، كما هو مقرر في علوم الحديث ، وهذا الرجل قد ذكره ابن حبان في الثقات في تاريخ الثقات ، فهو ثقة عنده ، وكذا نصَّ الحاكم في مستدركه على أنه ثقة ٌ .
ثم إنَّ قول الشيخ : إن في رواة الصحيح عددا كبيرا ...إلى آخره مما ينازع فيه ، بل ليس كذلك ، بل هذا شيء نادرٌ ، لأنَّ غالبهم معروفون بالثقة إلا من خرَّجا له في الاستشهاد ، والله أعلم ."اللسان 6/439(6267) ت عبد الفتاح أبو غدة.
قلت : لكن اعتراض الحافظ ابن حجر فيه نظر كذلك ، بدليل أنه قد أورد في التقريب رواة من رواة الصحيحين، فذكرهم بجرح أو بمرتبة مقبول ، وقد أخرجا لهم في الأصول والفروع ، والحافظ الذهبي قد دافع عن رواة الصحيحين دفاعاً رائعاً جدَّا، وبين أنهم قد قفزوا القنطرة .
(5) - قلت : بل اضطرب ابن حجر رحمه الله في هذه المرتبة أكثر من الذهبي بكثير ، وكلام الذهبي على رواة الصحيحين فقط ، وكلام ابن حجر عليهم وعلى غيرهم .
(6) - انظر منهج دراسة الأسانيد والحكم عليها للعاني ص(63-65)(1/50)
الدليل الثالث
تحسين العلماء لحديث المقبول
إن كثيرا من المقبولين عند ابن حجر حسن لهم غير واحد من ائمة النقد ، وسوف أختار واحدا من هؤلاء الأئمة الكبار المعتدلين ، وهو الإمام البخاري ، فقد حكم على غير حديث لغير واحد من المقبولين بالحسن .
ولكن مما يجب التنبيه إليه هنا أن البخاري عندما يحسن حديثاً بعينه فمراده بالتحسين سند الحديث ، وليس أصله ، فهو قد يسأل عن حديث واحد ، وله أسانيد عدة ، فتراه يحسِّن سندا ويضعف آخر ، مما يدلُّ على أن تحسينه منصرف إلى إسناد بعينه لا إلى متن الحديث ، ولا بأس من توضيح ذلك بهذا المثال :
قال الترمذي - رحمه الله - في العلل الكبير(19) حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ , عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ تَوَضَّأَ عِنْدَ عَائِشَةَ ، فَقَالَتْ : يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَسْبِغِ الْوُضُوءَ , فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ " . حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ , حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ , عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى دَوْسٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ , تَقُولُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ نَحْوَهُ . , وَقَالَ أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ مُعَيْقِيبٍ , عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - نَحْوَهُ , فَسَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ , فَقَالَ : حَدِيثُ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ عَائِشَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ , وَحَدِيثُ سَالِمٍ مَوْلَى دَوْسٍ عَنْ عَائِشَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ , وَحَدِيثُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ مُعَيْقِيبٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ , كَانَ أَيُّوبُ لَا يُعْرَفُ صَحِيحُ حَدِيثِهِ مِنْ سَقِيمِهِ , فَلَا أُحَدِّثُ عَنْهُ , وَضَعَّفَ أَيُّوبَ بْنَ عُتْبَةَ جِدًّا . قَالَ مُحَمَّدٌ : وَحَدِيثُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِيِّ : " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ " هُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ".
قلت : فهذا حديث واحد ، روي بثلاثة أسانيد ، حسَّن البخاري منها اثنين ، وضعف واحداً ، والحديث هوالحديث ، فتحسين البخاري فيما ننقله في هذه المباحث ، وكذا حكم غيره من العلماء إنما هو منصرف للإسناد دون المتن ، فيجب التنبه لذلك حتى لا يعترض علينا معترض فيقول : إنما حسَّن البخاري هذا الحديث باعتبار المجموعية لا باعتبار السند ، أو حسنَّه باعتبار الباب لا باعتبار سند بحاله .
والمسألة واضحة لمن له مسيس علم بهذا الفنِّ ، ولا تحتمل أكثر من هذا التنبيه ، ولو شئنا لأتينا بعشرات الأمثلة التي تبين أن أحكام الأئمة على الأحاديث إنما هي باعتبار أسانيدها ، وليس باعتبار أصولها ، إلا ما يحسِّنه الترمذي - رحمه الله - فتحسينه يكون باعتبار المجموعية على ما قرره غير واحد من العلماء .
والآن إليك أمثلة من تحسين البخاري لأحاديث من أدخلهم ابن حجر في مرتبة المقبول :
1- قال البخاري : " وحديث أبي عبد الله الأشعري : " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ "هو حديث حسن "(1)
قلت : هذا الحديث رواه ابن ماجة (491 ) حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ ، وَعُثْمَانُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الدِّمَشْقِيَّانِ ، قَالَا : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا شَيْبَةُ بْنُ الْأَحْنَفِ ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ الْأَسْوَدِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، وَشُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ كُلُّ هَؤُلَاءِ ، سَمِعُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " أَتِمُّوا الْوُضُوءَ ، وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ "
وفي هذا الحديث : شيبة بن الأحنف وهو مقبول ، وأبو صالح الأشعري وهو مقبول أيضاً .
وقد حسَّن هذا الحديث البوصيري في الزوائد فقال : " إسناده حسن ما علمت في رجاله ضعفاً "(2)
2- وفي العلل الكبير للترمذي (44 ) حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ دِينَارٍ , حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , حَدَّثَنَا ذُؤَادُ بْنُ عُلْبَةَ , عَنْ مُطَرِّفٍ , عَنِ الشَّعْبِيِّ , عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ , عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ , عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ : " ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ لِلْمُسَافِرِ , وَيَوْمٌ لِلْمُقِيمِ " . سَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ : إِنَّمَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ ذُؤَادُ بْنُ عُلْبَةَ , عَنْ مُطَرِّفٍ , عَنِ الشَّعْبِيِّ , وَلَا أَرَى هَذَا الْحَدِيثَ مَحْفُوظًا وَلَمْ يَعْرِفْهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ , وَسَأَلْتُ مُحَمَّدًا فَقُلْتُ : أَيُّ الْحَدِيثِ عِنْدَكَ أَصَحُّ فِي التَّوْقِيتِ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ ؟ قَالَ : حَدِيثُ صفوان ابن عَسَّالٍ , وَحَدِيثُ أَبِي بَكْرَةَ حَسَنٌ . وَسَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيثِ هُشَيْمٍ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ , عَنْ عَوْفٍ : أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْمَسْحِ . الْحَدِيثُ , فَقَالَ : هُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ , قُلْتُ : حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ رَوَى عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ أَبِي قِلَابَةَ , عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ , عَنْ بِلَالٍ , قَالَ : أَخْطَأَ فِيهِ ابْنُ سَلَمَةَ , أَصْحَابُ أَبِي قِلَابَةَ رَوَوْا عَنْ أَبِي قِلَابَةَ , عَنْ بِلَالٍ , وَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ "
وهذا الحديث في إسناده المهاجر بن مخلد مولى البكرات ،قال فيه ابن حجر مقبول ، وصححه الشافعي والخطابي(3)
3- وفي علل الترمذي ( 218 ) حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ , حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ زَيْدِ بْنِ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - غَفَرَ اللَّهُ لِرَجُلٍ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانَ سَهْلًا إِذَا بَاعَ , سَهْلًا إِذَا اشْتَرَى , سَهْلًا إِذَا اقْتَضَى " . سَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ : هُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ .
قلت : في إسناده زيد بن عطاء بن السائب مقبول .
4- وفي علل الترمذي (312 ) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ , قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ : بَعَثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ إِلَى الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَسْأَلُهُ عَنْ رَايَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : كَانَتْ سَوْدَاءَ مُرَبَّعَةً مِنْ نَمِرَةٍ " . سَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ : هُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ , وَأَبُو يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ اسْمُهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكُوفِيُّ , رَوَى عَنْهُ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ , وَالْحَسَنُ بْنُ ثَابِتٍ , وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى .
قلت : في إسناده يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ مقبول
5- وفي العلل للترمذي (426 )حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ صَخْرٍ الْأَيْلِيِّ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ أَحَبِّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ جَدِيدًا غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَسْمَعْهُ مِنَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ " فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ انْقَلَبَ عُمَرُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ يَسْتَمِعُ قِرَاءَتَهُ فَوَجَدَ أَبَا بَكْرٍ قَدْ سَبَقَهُ فَاسْتَمَعَا فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ قِرَاءَةً مُفَسَّرَةً حَرْفًا حَرْفًا سَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ : هُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ حَدَّثَنَا بِهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْأُوَيْسِيُّ.
قلت : أبو عبيدة بن محمد بن عمار وأبوه كلاهما مقبول
ونكتفي بهذه الأمثلة التي توضح تحسين الإمام البخاري لحديث من أدخلهم ابن حجر في هذه المرتبة .
ويمكن أن نقول : إن بعض الأئمة صححوا حديث المقبول ، ومثالنا على ذلك جعفر بن أبي ثور أبو ثور وهو مقبول ، قال ابن حجر : " صحح حديثه في لحوم الإبل مسلم وابن خزيمة وابن حبان وأبو عبد الله بن مندة والبيهقي وغير واحد "(4)
وهذه نماذج من أحكام بعض الأئمة على أحاديث من أدخلهم ابن حجر هذه المرتبة :
(6)- محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر أبو الثور ، أو أبو السوار ، قال ابن حجر مقبول ، وصحح له البوصيري في الزوائد(5)
قال ابن ماجة (3177 ) حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ عثمان ابن الأَسْوَدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى بَكْرٍ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ جَالِسًا فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ مِنْ أَيْنَ جِئْتَ قَالَ مِنْ زَمْزَمَ. قَالَ فَشَرِبْتَ مِنْهَا كَمَا يَنْبَغِى قَالَ وَكَيْفَ قَالَ إِذَا شَرِبْتَ مِنْهَا فَاسْتَقْبِلِ الْكَعْبَةَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ وَتَنَفَّسْ ثَلاَثًا وَتَضَلَّعْ مِنْهَا فَإِذَا فَرَغْتَ فَاحْمَدِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ آيَةَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ أَنَّهُمْ لاَ يَتَضَلَّعُونَ مِنْ زَمْزَمَ ».
(7)- محمد بن عبد الجبار الأنصاري ، قال ابن حجر : مقبول ، وقد أخرج له ابن حبان في صحيحه 1/235 (442) أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : الرَّحِمُ شِجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ ، مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ ، تَقُولُ : يَا رَبِّ ، إِنِّي قُطِعْتُ ، إِنِّي أُسِيءَ إِلَيَّ ، فَيُجِيبُهَا رَبُّهَا : أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ ، وَأَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ.(6)
(8)- سعيد بن عبد الله الجهني ، مقبول ، وحسن له الترمذي (171 ) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِىِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لَهُ « يَا عَلِىُّ ثَلاَثٌ لاَ تُؤَخِّرْهَا الصَّلاَةُ إِذَا آنَتْ وَالْجَنَازَةُ إِذَا حَضَرَتْ وَالأَيِّمُ إِذَا وَجَدْتَ لَهَا كُفْؤًا ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ حَسَنٌ.(7)
(9)- حبيب بن سليم العبسي ، قال ابن حجر : مقبول ، وروى له الترمذي حديثا من طريقه (1002 ) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ سُلَيْمٍ الْعَبْسِىُّ عَنْ بِلاَلِ بْنِ يَحْيَى الْعَبْسِىِّ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ إِذَا مِتُّ فَلاَ تُؤْذِنُوا بِى أَحَدًا إِنِّى أَخَافُ أَنْ يَكُونَ نَعْيًا فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَنْهَى عَنِ النَّعْىِ. هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.(8)
(10)- هشام بن يونس الصنعاني ، مقبول ، وصحح له الحاكم (2520) ووافقه الذهبي .أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَغْدَادِيُّ ، ثنا هِشَامُ بْنُ يُونُسَ الْقَصَّارُ ، بِمِصْرَ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ مُسَافِرٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، أَنَّ مَالِكَ بْنَ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ ، كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، خَرَجَ فِي مَجْلِسٍ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُمْ يَذْكُرُونَ سَرِيَّةً مِنَ السَّرَايَا ، هَلَكَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَيَقُولُ قَائِلٌ مِنْهُمْ : هُمْ عُمَّالُ اللَّهِ هَلَكُوا فِي سَبِيلِهِ ، وَقَدْ وَجَبَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عَلَيْهِ . وَيَقُولُ قَائِلٌ : اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِمْ لَهُمْ مَا احْتَسَبُوا ، فَلَمَّا رَأَوْا عُمَرَ مُقْبِلًا مُتَوَكِّئًا عَلَى عَصَاهُ ، سَكَتُوا فَأَقْبَلَ عُمَرُ حَتَّى سَلَّمَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ : مَا كُنْتُمْ تَتَحَدَّثُونَ ؟ قَالُوا : كُنَّا نَذْكُرُ هَذِهِ السَّرِيَّةَ الَّتِي هَلَكَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَقُولُ قَائِلٌ مِنَّا : هُمْ عُمَّالُ اللَّهِ هَلَكُوا فِي سَبِيلِهِ وَقَدْ وَجَبَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عَلَيْهِ وَيَقُولُ قَائِلٌ : اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِمْ لَهُمْ مَا احْتَسَبُوا ، فَقَالَ عُمَرُ : " اللَّهُ أَعْلَمُ إِنَّ مِنَ النَّاسِ نَاسًا يُقَاتِلُونَ وَإِنَّ هَمَّهُمُ الْقِتَالُ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ نَاسًا يُقَاتِلُونَ رِيَاءً وَسُمْعَةً ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ نَاسًا يُقَاتِلُونَ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ فَأُولَئِكَ الشُّهَدَاءُ ، وَكُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يُبْعَثُ عَلَى الَّذِي يَمُوتُ عَلَيْهِ ، وَاللَّهِ مَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا مَفْعُولٌ بِهَا ، لَيْسَ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي قَدْ بَيَّنَ لَنَا أَنَّهُ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ - صلى الله عليه وسلم - " " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ " " إِنَّمَا اتَّفَقَا مِنْ هَذَا الْبَابِ عَلَى حَدِيثِ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " .
(11)- محمد بن مسلم بن عائذ المدني ، مقبول ، وصحح له الحاكم ( 2402) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عَائِذٍ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى الصَّلاةِ وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي بِنَا ، فَقَالَ حِينَ انْتَهَى إِلَى الصَّفِّ : اللَّهُمَّ آتِنِي أَفْضَلَ مَا تُؤْتِي عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - الصَّلاةَ ، قَالَ : مَنِ الْمُتَكَلِّمُ آنِفًا ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : إِذًا يُعْقَرُ جَوَادُكَ ، وَتُسْتَشْهَدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ووافقه الذهبي .(9)
(12)- موسى بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة المخزومي ، مقبول ، روى له في صحيح ابن حبان (2294) أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي أَكُونُ فِي الصَّيْدِ فَأُصَلِّي وَلَيْسَ عَلَيَّ إِلاَّ قَمِيصٌ وَاحِدٌ ، قَالَ : فَازْرُرْهُ وَلَوْ بِشَوْكَةٍ. وحسنه الشيخ شعيب.
والحاكم( 913) أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا جَدِّي ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ ، يَقُولُ : سَأَلْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقُلْتُ : أَكُونُ فِي الصَّيْدِ وَلَيْسَ عَلَيَّ إِلاَّ قَمِيصٌ وَاحِدٌ ، أَوْ جُبَّةٌ وَاحِدَةٌ فَأَشُدُّهُ ؟ أَوْ قَالَ : فَأَزُرُّهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَلَوْ بِشَوْكَةٍ هَذَا حَدِيثٌ مَدِينِيٌّ صَحِيحٌ ، فَإِنَّ مُوسَى هَذَا هُوَ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ ووافقه الذهبي(10)
(13)- محمد بن عمر بن سعد أو سعيد وهو ابن أبي كبشة الأنماري ، مقبول ، وحسن له ابن كثير في البداية والنهاية 5/15 الحديث الذي رواه أحمد 4/231 ( 18516) حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَوْسَطَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ ، تَسَارَعَ النَّاسُ إِلَى أَهْلِ الْحِجْرِ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَنَادَى فِي النَّاسِ : الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ ، قَالَ : فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ مُمْسِكٌ بَعِيرَهُ ، وَهُوَ يَقُولُ : " مَا تَدْخُلُونَ عَلَى قَوْمٍ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ؟ " فَنَادَاهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ : نَعْجَبُ مِنْهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : " أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ ؟ رَجُلٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ يُنْبِئُكُمْ بِمَا كَانَ قَبْلَكُمْ ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ ، فَاسْتَقِيمُوا وَسَدِّدُوا ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَعْبَأُ بِعَذَابِكُمْ شَيْئًا ، وَسَيَأْتِي قَوْمٌ لَا يَدْفَعُونَ عَنْ أَنْفُسِهِمْ بِشَيْءٍ " حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي كَبْشَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ ، تَسَارَعَ قَوْمٌ إِلَى أَهْلِ الْحِجْرِ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ "(11).
(14)- حصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ الأشهلي ، مقبول ، ففي
المعجم الكبير للطبراني ( 567) حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بن الْعَبَّاسِ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا بَشَّارُ بن مُوسَى الْخَفَّافُ . ح وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بن عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مَسْرُوقُ بن الْمَرْزُبَانِ ، قَالا : حَدَّثَنَا يَحْيَى بن زَكَرِيَّا بن أَبِي زَائِدَةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن إِسْحَاقَ ، عَنْ حُصَيْنِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عَمْرِو بن سَعْدِ بن مُعَاذٍ ، عَنْ مَحْمُودِ بن لَبِيدٍ ، عَنِ ابْنِ شَفِيعٍ ، وَكَانَ طَبِيبًا ، قَالَ : قَطَعْتُ مِنْ أُسَيْدِ بن حُضَيْرٍ عِرْقَ النَّسَا ، فَحَدَّثَنِي حَدِيثَيْنِ ، قَالَ : أَتَانِي أَهْلُ بَيْتَيْنِ مِنْ قَوْمِي ، فَقَالُوا : كَلِّمْ لَنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، يَقْسِمُ لَنَا مِنْ هَذَا التَّمْرِ ، فَأَتَيْتُهُ فَكَلَّمَتْهُ ، فَقَالَ : نَعَمْ نَقْسِمُ لِكُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ شَطْرًا ، وَإِنْ عَادَ اللَّهُ عَلَيْنَا عُدْنَا عَلَيْهِمْ ، فَقُلْتُ : جَزَاكَ اللَّهُ عَنَّا خَيْرًا ، قَالَ : وَأَنْتُمْ فَجَزَاكُمُ اللَّهُ عَنِّي مَعَاشِرَ الأَنْصَارِ خَيْرًا ، فَإِنَّكُمْ مَا عَلِمْتُ أَعِفَّةٌ صُبُرٌ ، أَمَا إِنَّكُمِ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً ، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي.(12)
__________
(1) - علل الترمذي الكبير (ج 1 / ص 35)
(2) - مصباح الزجاجة(185) وقد صححه لغيره الألباني رحمه الله في الصحيحة (872 )
(3) - كما في التلخيص الحبير 1/157 والبدر المنير (ج 3 / ص 36)
(4) - التهذيب 2/87
(5) - مصباح الزجاجة (1068)
(6) - والحاكم في المستدرك 4/162 (7287) وصحح له ووافقه الذهبي .
(7) - وصحح له الحاكم 1/162 (2686 ) ووافقه الذهبي .
(8) - بلوغ المرام من أدلة الأحكام (557) وتحفة المحتاج (ج 2 / ص 14)(856 ) وفتح الباري لابن حجر (ج 4 / ص 270) حسث قال : أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ بِإِسْنَادٍ حَسَن
(9) - وصحيح ابن حبان (ج 10 / ص 497) (4640) والأحاديث المختارة للضياء (ج 2 / ص 37) (978 و979) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 10 / ص 184)(9525 ) رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ بِإِسْنَادَيْنِ وَأَحَدُ إِسْنَادَيِ الْبَزَّارِ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ ، خَلَا مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمِ بْنِ عَائِذٍ وَهُوَ ثِقَةٌ .
(10) - وابن خزيمة 1/381(755 )
(11) - والطبراني 22/340 . فقال :إسناده حسن ولم يخرِّجوه.
(12) - والأحاديث المختارة للضياء (ج 2 / ص 277)( 1467)(1/51)
(15)- أمية بن هند المزني ، مقبول ، وصحح له الحاكم ووافقه الذهبي (7499) حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ هِنْدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ نَفْسِهِ وَأَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ ، فَلْيَدْعُ بِالْبَرَكَةِ ، فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ" هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِذِكْرِ الْبَرَكَةِ.
(7500) أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو النَّضْرُ الْجُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، أَنْبَأَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ بْنِ مَلِيحٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ هِنْدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، قَالَ : خَرَجَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ ، وَمَعَهُ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ يُرِيدَانِ الْغُسْلَ ، فَانْتَهَيَا إِلَى غَدِيرٍ ، فَخَرَجَ سَهْلُ يُرِيدُ الْخَمْرَ ، قَالَ وَكِيعٌ : يَعْنِي بِهِ السِّتْرَ ، حَتَّى إِذَا رَأَى أَنَّهُ قَدْ نَزَعَ جُبَّةً عَلَيْهِ مِنْ صُوفٍ ، فَوَضَعَهَا ثُمَّ دَخَلَ الْمَاءَ ، قَالَ : فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ ، فَأَصَبْتُهُ بِعَيْنَي ، فَسَمِعْتُ لَهُ قَرْقَفَةً فِي الْمَاءِ ، فَأَتَيْتُهُ فَنَادَيْتُهُ ثَلاثًا ، فَلَمْ يُجِبْنِي ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَأَخْبَرْتُهُ ، فَجَاءَ يَمْشِي ، فَخَاضَ الْمَاءَ حَتَّى كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ سَاقَيْهِ ، فَضَرَبَ صَدْرَهِ ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ حَرِّهَا ، وَبَرْدَهَا ، وَوَصَبَهَا ، فَقَامَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ نَفْسِهِ ، أَوْ مَالِهِ ، أَوْ أَخِيهِ مَا يُحِبُّ ، فلْيُبَرِّكْ ، فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ ،هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
(16)- جسرة بنت دجاجة ، مقبولة ، قال ابن حجر في التلخيص عن حديثها :" وَقَدْ صَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ وَحَسَّنَهُ ابْنُ الْقَطَّانِ(1).
وفي المستدرك (879) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا قُدَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَامِرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَتْنَا جَسْرَةُ بِنْتُ دَجَاجَةَ ، قَالَتْ : سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ ، يَقُولُ : قَامَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِآيَةٍ حَتَّى أَصْبَحَ يُرَدِّدُهَا وَالآيَةُ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ، وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ،هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، تعليق الحافظ الذهبي في التلخيص : صحيح(2)
(17)- بكير بن فيروز الرهاوى، مقبول ، وصحح له الحاكم ووافقه الذهبي (.7851) أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ الثَّقَفِيُّ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ ، حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ فَيْرُوزَ ، يَقُولُ : سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ خَافَ أَدْلَجَ ، وَمَنْ أَدْلَجَ فَقَدْ بَلَغَ الْمَنْزِلَ ، أَلا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ ، أَلا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ،هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، تعليق الحافظ الذهبي في التلخيص : صحيح.
وقال الترمذي (2638 ) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى النَّضْرِ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ الثَّقَفِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو فَرْوَةَ يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ التَّمِيمِىُّ حَدَّثَنِى بُكَيْرُ بْنُ فَيْرُوزَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« مَنْ خَافَ أَدْلَجَ وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ أَبِى النَّضْرِ.
(18)- عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي الكوفي ، مقبول ، قال الإمام أحمد عنه وعن أخيه سعيد : كلاهما عندي حسن الحديث(3)،.
وفي سنن أبى داود (3983 ) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ الأَجْلَحِ حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُبَىٍّ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَرَأَ (بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا تَجْمَعُونَ ). وقال الألباني : حسن صحيح
وفي المستدرك (2946) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنِ الأَجْلَحِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَأُ : قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ،هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، تعليق الحافظ الذهبي في التلخيص : صحيح.
(19)- عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي ، أبو سلمة الحمصي ، مقبول ، وصحح له البوصيري هامش سنن ابن ماجة 2/903 (477 ) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عثمان عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيكَرِبَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- تَوَضَّأَ فَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ ظَاهِرَهُمَا وَبَاطِنَهُمَا.
وفي سنن أبى داود (121 ) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا حَرِيزٌ حَدَّثَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ الْحَضْرَمِىُّ سَمِعْتُ الْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِيكَرِبَ الْكِنْدِىَّ قَالَ أُتِىَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلاَثًا ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثَلاَثًا وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثًا ثُمَّ غَسَلَ ذِرَاعَيْهِ ثَلاَثًا ثَلاَثًا ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ ظَاهِرِهِمَا وَبَاطِنِهِمَا. وصححه الألباني(4)
(20)- أبو صالح مولى عثمان بن عفان ، مقبول ، وصحح له الترمذي (1768 ) حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ الْخَلاَّلُ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنِى أَبُو عَقِيلٍ زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ عَنْ أَبِى صَالِحٍ مَوْلَى عثمان ابن عَفَّانَ قَالَ سَمِعْتُ عثمان وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ إِنِّى كَتَمْتُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَرَاهِيَةَ تَفَرُّقِكُمْ عَنِّى ثُمَّ بَدَا لِى أَنْ أُحَدِّثَكُمُوهُ لِيَخْتَارَ امْرُؤٌ لِنَفْسِهِ مَا بَدَا لَهُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « رِبَاطُ يَوْمٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ يَوْمٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَنَازِلِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو صَالِحٍ مَوْلَى عثمان اسْمُهُ تُرْكَانُ.(5)
(21)- يحيى بن الوليد بن عبادة بن الصامت ، مقبول ، خرج له ابن حبان في الصحيح (4638) أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : مَنْ غَزَا وَلاَ يَنْوِي فِي غَزَاتِهِ إِلاَّ عِقَالاً فَلَهُ مَا نَوَى ،(6)
(22)- عبد الملك أبو جعفر البصرى ، مقبول ، وصحح له البوصيري هامش السنن 2/813( 2527 ) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ أَخْبَرَنِى عَبْدُ الْمَلِكِ أَبُو جَعْفَرٍ عَنْ أَبِى نَضْرَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ الأَطْوَلِ أَنَّ أَخَاهُ مَاتَ وَتَرَكَ ثَلاَثَمِائَةِ دِرْهَمٍ وَتَرَكَ عِيَالاً فَأَرَدْتُ أَنْ أُنْفِقَهَا عَلَى عِيَالِهِ فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-: « إِنَّ أَخَاكَ مُحْتَبَسٌ بِدَيْنِهِ فَاقْضِ عَنْهُ ». فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ أَدَّيْتُ عَنْهُ إِلاَّ دِينَارَيْنِ ادَّعَتْهُمَا امْرَأَةٌ وَلَيْسَ لَهَا بَيِّنَةٌ. قَالَ « فَأَعْطِهَا فَإِنَّهَا مُحِقَّةٌ ».
(23)- المغيرة بن سعد الطائي ، مقبول ، حسَّن له الترمذي (2498 ) حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا سفيان عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الأَخْرَمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« لاَ تَتَّخِذُوا الضَّيْعَةَ فَتَرْغَبُوا فِى الدُّنْيَا ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ(7).
(24)- شَيْبَةُ بْنُ الأَحْنَفِ الأوزاعي ، مقبول ، أخرج له ابن خزيمة (645 )(8)
(25)- صهيب مولى العتواريين المدني ، مقبول ، أخرج له ابن حبان في صحيحه (1748) أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ ، بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، أَنَّ ابْنَ أَبِي هِلاَلٍ ، حَدَّثَهُ عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرٍ ، أَنَّ صُهَيْبًا مَوْلَى الْعُتْوَارِيِّيِّنَ ، حَدَّثَهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، وَأَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ ، يُخْبِرَانِ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، ثُمَّ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ سَكَتَ ، فَأَكَبَّ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا يَبْكِي حُزْنًا لِيَمِينِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، ثُمَّ قَالَ : مَا مِنْ عَبْدٍ يُؤَدِّي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ ، وَيَصُومُ رَمَضَانَ ، وَيَجْتَنِبُ الْكَبَائِرَ السَّبْعَ ، إِلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى إِنَّهَا لَتَصْطَفِقُ ، ثُمَّ تَلاَ {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [النساء].(9)
================
الدليل الرابع
تحسين ابن حجر نفسه لحديث المقبول
وهذا من أقوى ما يستدلُّ به على حسن حديث المقبول ، وهذه أمثلة من ذلك :
1- قال ابن حجر : وقال الإمام أحمد ( 18431) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا وَبْرُ بْنُ أَبِى دُلَيْلَةَ - شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مُسَيْكَةَ - وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْراً - عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« لَىُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ وَعُقُوبَتَهُ ». قَالَ وَكِيعٌ عِرْضُهُ شِكَايَتُهُ وَعُقُوبَتُهُ حَبْسُهُ.ثم قال ابن حجر عقب هذا الحديث : وهو إسناد حسن(10)
قلت : وفيه محمد بن ميمون بن أبي مسيكة ، مقبول ، وقال في فتح الباري بعد ذكر هذا الحديث والحكم على إسناده بالحسن أيضاً : "وذكر الطبراني أنه لا يروى إلا بهذا الإسناد " اهـ(11)
قلت : فالحديث من أفراد محمد بن ميمون ، وهو مقبول ، وحسَّن له ابن حجر من غير متابعة .
2- قال ابن حجر : في تعليقه على هذا الحديث، قال ابن أبي شيبة (3440) حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ حَمَاسٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ النَّضْرِيِّ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ؛ أَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَأَتَى سَارِيَةً فَصَلَّى عِنْدَهَا رَكْعَتَيْنِ. قال : والإسناد حسن اهـ(12)
قلت : فيه أبو عمرو بن حماس وقد قال فيه ابن حجر : مقبول
3- وفي مصنف ابن أبي شيبة ( 3129) حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ عَبْدِ السَّلاَمِ بْنِ شَدَّادٍ ، عَنْ غزوان ابن جَرِيرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ عَلِيًّا كَانَ إذَا سَلَّمَ لاَ يُبَالِي انْصَرَفَ عَلَى يَمِينِهِ ، أَوْ عَلَى شِمَالِهِ.(3961) حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ شَدَّادٍ الْجُرَيري أَبُو طَالُوتَ ، عَنْ غزوان ابن جَرِيرٍ الضَّبِّيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ عَلِيٌّ إذَا قَامَ فِي الصَّلاَةِ وَضَعَ يَمِينَهُ عَلَى رُسْغِهِ ، فَلاَ يُزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَرْكَعَ مَتَى مَا رَكَعَ ، أَوْ يَحُكَّ جَسَدَهُ."
قال ابن حجر معلقاً : وهو إسناد حسن ، وغزوان بن جرير هو والد فضيل بن غزان ، وأبوه جرير ما علمت له راويا غير ابنه اهـ(13)
قلت : غزوان وأبوه جرير - كلاهما- مقبول عند ابن حجر . والذي يلفت النظر إليه هو أن هذا الحديث تفرد به جرير ، وتفرد به غزوان أيضاً .
4- قال ابن حجر في شرحه لحديث النعي من كتاب الجنائز : "وَقَدْ كَانَ بَعْض السَّلَف يُشَدِّد فِي ذَلِكَ حَتَّى " كَانَ حُذَيْفَة إِذَا مَاتَ لَهُ الْمَيِّت يَقُول إِذَا مِتُّ فَلاَ تُؤْذِنُوا بِى أَحَدًا إِنِّى أَخَافُ أَنْ يَكُونَ نَعْيًا فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَنْهَى عَنِ النَّعْىِ. " أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ بِإِسْنَادٍ حَسَن "(14)،وحبيب بن سليم، مقبول
5- قال ابن حجر : وهو يوضح حكم ما رواه البخاري في صحيحه تعليقاً بصيغة التمريض مما لم يورده في موضع آخر من الصحيح : ومنه ما هو ضعيف ... ثم قال : ومثال الحسن قوله في البيوع : وَيُذْكَرُ عَنْ عثمان - رضى الله عنه - أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهُ: « إِذَا بِعْتَ فَكِلْ ، وَإِذَا ابْتَعْتَ فَاكْتَلْ »(15).
وهذا الحديث رواه الدارقطني( 2855 ) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِىُّ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِى يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ - وهو صدوق- عَنْ مُنْقِذٍ مَوْلَى سُرَاقَةَ عَنْ عثمان ابن عَفَّانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لِعثمان « إِذَا ابْتَعْتَ فَاكْتَلْ وَإِذَا بِعْتَ فَكِلْ ».اهـ وقال في التهذيب : أخرجه الضياء في المختارة ومقتضاه أن يكون عبيد الله عنده ثقة "(16)قلت : وعبيد الله بن المغيرة بن أبي بردة الكناني ، قال فيه ابن حجر : مقبول ، وهنا قال فيه صدوق .
وفيه أيضاً منقذ مولى عثمان ، قال فيه ابن حجر : مقبول ولكنه قال في التغليق :ومنقذ مجهول الحال ، وقد ذكره ابن حبان في الثقات اهـ(17)
وقال ابن الملقن : "و(عبيد الله) بن الْمُغيرَة (وَثَّقَهُ) أَبُو حَاتِم ، ومنقذ ذكره ابْن حبان فِي ثقاته ،وَقَالَ عبد الْحق : منقذ لَيْسَ بِمَشْهُور وَقَبله من لَا يحْتَج بِهِ".(18)
(قال علي): وللحديث متابعة تامة كما في مسند أحمد (452) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِى هَاشِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ وَرْدَانَ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ سَمِعْتُ عثمان يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ كُنْتُ أَبْتَاعُ التَّمْرَ مِنْ بَطْنٍ مِنَ الْيَهُودِ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو قَيْنُقَاعَ فَأَبِيعُهُ بِرِبْحٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: « يَا عثمان إِذَا اشْتَرَيْتَ فَاكْتَلْ وَإِذَا بِعْتَ فَكِلْ ». وحسنه الشيخ شعيب.
6- في النكت: " فمن ذلك: ما ذكر الترمذي في العلل الكبير أنه سأل البخاري عن أحاديث التوقيت في المسح على الخفين، فقال: "حديث صفوان بن عسال صحيح، وحديث أبي بكرة - رضي الله عنه - حسن وحديث صفوان الذي أشار إليه موجود في شرائط الصحة.
وحديث أبي بكرة الذي أشار إليه - رواه ابن ماجة (599) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَبِشْرُ بْنُ هِلَالٍ الصَّوَّافُ ، قَالَا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُهَاجِرُ أَبُو مَخْلَدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ " رَخَّصَ لِلْمُسَافِرِ إِذَا تَوَضَّأَ وَلَبِسَ خُفَّيْهِ ، ثُمَّ أَحْدَثَ وُضُوءًا ، أَنْ يَمْسَحَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمًا وَلَيْلَةً " والمهاجر قال وهيب: إنه كان غير حافظ. وقال ابن معين: "صالح". وقال الساجي: "صدوق"وقال أبو حاتم: "لين الحديث يكتب حديثه". فهذا على شرط الحسن لذاته. كما تقرر.اهـ(19)
قلت : ومهاجر بن مخلد مقبول عند ابن حجر ، وهنا حكم على حديثه بالحسن الذاتي ، بعد أن أورد أقوال العلماء فيه .
وفي الكاشف( 5659 ) مهاجر بن مخلد عن أبي العالية وغيره وعنه حماد بن زيد والثقفي قال ابن معين صالح ت س ق
وهذا المثال من تحسينات ابن حجر للمقبول ، اعتبره كالنصِّ في مورد النزاع ، والله أعلم .
7- عبد الحميد بن عبد الواحد البصري الغنوي ، مقبول ، قال ابن حجر في الإصابة في ترجمة أسمر بن مضرس الطائي وأخرج حديثه أبو داود بإسناد حسن قال أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فبايعته فقال من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو له.(20)
قلت : هو عند أبي داود (3073 ) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنِى عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ حَدَّثَتْنِى أُمُّ جَنُوبٍ بِنْتُ نُمَيْلَةَ عَنْ أُمِّهَا سُوَيْدَةَ بِنْتِ جَابِرٍ عَنْ أُمِّهَا عَقِيلَةَ بِنْتِ أَسْمَرَ بْنِ مُضَرِّسٍ عَنْ أَبِيهَا أَسْمَرَ بْنِ مُضَرِّسٍ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَبَايَعْتُهُ فَقَالَ « مَنْ سَبَقَ إِلَى مَاءٍ لَمْ يَسْبِقْهُ إِلَيْهِ مُسْلِمٌ فَهُوَ لَهُ ». قَالَ فَخَرَجَ النَّاسُ يَتَعَادَوْنَ يَتَخَاطُّونَ.(21)
8- عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي أبو سلمة الحمصي ، مقبول ، وحسن له في الإصابة(22)،قلت : لم أجده قد حسن حديثه ، فالله أعلم(23).
وفي الكاشف( 3327 ) عبد الرحمن بن ميسرة أبو سلمة حمصي عن أبي أمامة والعرباض وعنه ثور وحريز ثقة د ق
__________
(1) - التلخيص الحبير (ج 1 / ص 376)
(2) - وقال الهيثمي في حديث من طريقها : رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبَزَّارُ ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ .مجمع الزوائد (ج 4 / ص 110) وصحح لها حديثا ابن خزيمة ( 1263) وقال البوصيري في حديث من طريقها : هذا إسناد رجاله ثقات. اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (ج 4 / ص 121)[3777]
(3) - تهذيب التهذيب 5/290
(4) - وأخرج له أحمد عددا من الأحاديث وحسن بعضها الشيخ شعيب وصحح له الحاكم ووافقه الذهبي (2551 و3855 و5487 و7914 و8707)
(5) - وابن حبان (4609 ) والحاكم 2/68 (2381 ) ووافقه الذهبي . وحسن حديثه الشيخ شعيب في تعليقه على المسند والأحاديث المختارة للضياء (ج 1 / ص 207)(325)
(6) - وصحح له الحاكم 3/209 (2522) ووافقه الذهبي . والأحاديث المختارة للضياء (ج 4 / ص 31)435 والترغيب والترهيب للمنذري (ج 4 / ص 19)(2077 ) بصيغة الجزم
(7) - وأخرج له ابن حبان (ج 2 / ص 487)(710 ) وصحح له الحاكم 4/322 (7910 ) ووافقه الذهبي .
(8) - وسكت عليه الحافط ابن حجر في الفتح محتجا به 4/5 وصححه الألباني في صحيح الجامع (7214)
(9) - وصحح له الحاكم 2/240 (719 و2943 ) ووافقه الذهبي وابن خزيمة (316 )
(10) - تغليق التعليق 3/319
(11) - فتح الباري لابن حجر (ج 7 / ص 280) وحسنه الألباني في التعليق على سنن أبي داود (3630 ) وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده محتمل للتحسين وصححه الحاكم (7065 ) ووافقه الذهبي وصحيح ابن حبان (ج 11 / ص 486) (5089 ) وحسنه الشيخ شعيب وفي البدر المنير (ج 6 / ص 656) قال عنه : هَذَا الحَدِيث صَحِيح
(12) - تغليق التعليق 2/436
(13) - تغليق التعليق 3/4420443 وسكت عليه في فتح الباري (ج 4 / ص 203)
(14) - فتح الباري لابن حجر (ج 4 / ص 270) وسنن الترمذى(1002 ) وقال هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ وحسنه الألباني في صحيح الترغيب( 3531)
(15) - هدي الساري ( ص 81)
(16) - تهذيب التهذيب [ ج7 - ص45 ](94)
(17) - التغليق 3/229
(18) - البدر المنير (ج 6 / ص 572)
(19) - النكت على ابن الصلاح 1/426-428
(20) - الإصابة في معرفة الصحابة (ج 1 / ص 21)
(21) وضعفه الألباني) وفي الأحاديث المختارة للضياء (ج 2 / ص 264)( 1434) وفي التلخيص الحبير (ج 3 / ص 150) قَالَ الْبَغَوِيّ لَا أَعْلَمُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ وَصَحَّحَهُ الضِّيَاءُ فِي الْمُخْتَارَةِ "
(22) - الإصابة 1/153
(23) - الإصابة [ 10336 ](1/52)
وقال ابن الملقن عقب حديث له :عَن الْمِقْدَام بن معدي كرب - رَضي اللهُ عَنهُ - قَالَ : «رَأَيْت رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - تَوَضَّأ ، فَلَمَّا بلغ مسح رَأسه وضع كفيه عَلَى مقدم رَأسه فأمَرَّهُما حَتَّى بلغ الْقَفَا ، ثمَّ ردهما إِلَى الْمَكَان الَّذِي بَدَأَ مِنْهُ ، وَمسح بأذنيه ظاهرهما وباطنهما ، وَأدْخل أَصَابِعه فِي صماخ أُذُنَيْهِ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن مَحْمُود بن خَالِد ، وَيَعْقُوب بن كَعْب الْأَنْطَاكِي قَالَا : ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم عَن حَريز - بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وبالزاي فِي آخِره - بن عثمان ، عَن عبد الرَّحْمَن بن ميسرَة ، عَن الْمِقْدَام بِهِ ، وَهَذَا حَدِيث سكت (عَلَيْهِ) أَبُو دَاوُد وَعبد الحقّ فَيكون محتجًا بِهِ عِنْدهمَا ، إِمَّا صَحِيحا أَو حسنا عِنْد أبي دَاوُد ، وإمَّا صَحِيحا عِنْد عبد الحقّ .
وَاعْترض ابْن الْقطَّان عَلَى عبد الْحق حَيْثُ سكت عَلَى هَذَا الحَدِيث بِوَجْهَيْنِ :
أَحدهمَا : أَن عبد الرَّحْمَن بن ميسرَة الرَّاوِي عَن الْمِقْدَام مَجْهُول الْحَال لَا يعرف رَوَى عَنهُ إِلَّا حريز بن عثمان ، وَإِلَى ذَلِكَ ؛ فَإِن حريز بن عثمان كَانَ لَهُ - فِيمَا زَعَمُوا - رَأْي سوء فِي الصَّحَابَة .
الثَّانِي : أَن فِيهِ الْوَلِيد بن مُسلم ، وَكَانَ يُدَلس وَيُسَوِّي ، وَلم يقل فِي هَذَا الحَدِيث «أَنا» وَلَا «ثَنَا» وَلَا «سَمِعت» وَلَا ذكر عَن حريز أنَّه قَالَ ذَلِكَ ، فَمن حَيْثُ هُوَ مُدَلّس يُمكن أَن يكون قد أسقط بَينه وَبَين حريز وَاسِطَة ، وَمن حَيْثُ هُوَ مسوٍّ يُمكن أَن يكون قد أسقط بَين حريز وَبَين عبد الرَّحْمَن بن ميسرَة وَاسِطَة ، وَلَقَد زعم الدَّارَقُطْنِيّ أنَّه كَانَ يفعل هَذَا فِي أَحَادِيث الْأَوْزَاعِيّ ، يعمد إِلَى أَحَادِيث رَوَاهَا الْأَوْزَاعِيّ ، عَن أَشْيَاخ لَهُ ضعفاء ، عَن أشيخ لَهُ ثِقَات ، فَيسْقط الضُّعَفَاء من الْوسط ويرويها عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن أشياخه الثِّقَات كَأَنَّهُ سَمعهَا مِنْهُم " قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين فِي «الإِمَام» : وَيُمكن أَن يُقَال بِسُقُوط وصمة التَّدْلِيس والتسوية جَمِيعًا . فقد قَالَ فِيهِ أَبُو دَاوُد : من رِوَايَة مَحْمُود بن خَالِد ، نَا الْوَلِيد ، أَخْبرنِي حريز - ثمَّ أحَال أَبُو دَاوُد فِيمَا بعد عَلَيْهِ . وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّحَاوِيّ عَن مُحَمَّد بن مَيْمُون الْبَغْدَادِيّ ، نَا الْوَلِيد بن مُسلم ، ثَنَا حريز بن عثمان - وَرَوَاهُ أَبُو الْمُغيرَة ، عَن حريز ، حَدَّثَني عبد الرَّحْمَن بن ميسرَة الْحَضْرَمِيّ ، قَالَ : سَمِعت الْمِقْدَام ... فَذكره ، فَالْحَدِيث إِسْنَاده وَاحِد اخْتلف فِي بعض أَلْفَاظه وَفِي اختصاره وإكماله ،فَإِذا كَانَ كَذَلِك فبرواية مَحْمُود عَن الْوَلِيد - وَكَذَلِكَ رِوَايَة مُحَمَّد بن عبد الله الْبَغْدَادِيّ (عَنهُ) - يَزُول التَّدْلِيس ، وبرواية أبي الْمُغيرَة عَن حريز تَزُول التَّسْوِيَة ،قلت : وَكَذَلِكَ رِوَايَة هِشَام بن عمار عَن الْوَلِيد الْمُتَقَدّمَة عَن ابْن مَاجَه مِمَّا يزِيل التَّدْلِيس ، وَلم يجب الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين - رَحِمَهُ اللَّهُ - إِلَّا عَن الْوَجْه الثَّانِي من اعْتِرَاض ابْن الْقطَّان ، وأمَّا الْوَجْه الأوَّل : فَالْجَوَاب عَنهُ أنَّ عبد الرَّحْمَن بن ميسرَة لَيْسَ بِمَجْهُول ؛ بل هُوَ مَعْرُوف ثِقَة ، ذكره أَبُو حَاتِم ابن حبان فِي «ثقاته» وَقَوله : «إنَّه لَا يعرف رَوَى عَنهُ إِلَّا حريز» لَيْسَ كَذَلِك ؛ فقد رَوَى عَنهُ ثَوْر بن يزِيد ، ذكره الْحَافِظ جمال الدَّين الْمزي فِي «تهذيبه» فقد ارْتَفَعت عَنهُ جَهَالَة عينه وحاله ، فَإِذا الحَدِيث حسن ،لَا جرم أَن الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين ابن الصّلاح قَالَ فِي «كَلَامه عَلَى الْمُهَذّب» : إنَّه حَدِيث حسن (وَتَبعهُ عَلَى ذَلِكَ النَّوَوِيّ فِي «شرح المهذَّب») ،وَقَالَ (النَّوَوِيّ) فِي «الْخُلَاصَة» : رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد صَحِيح "(1)
9- حذيفة البارقي ، ويقال الأزدي ، مقبول ، وصحح له في الفتح(2)
قلت حديثه عند أحمد (28457) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى حَبِيبٍ عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِىِّ عَنْ حُذَيْفَةَ الأَزْدِىِّ عَنْ جُنَادَةَ الأَزْدِىِّ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى يَوْمِ جُمُعَةٍ فِى سَبْعَةٍ مِنَ الأَزْدِ أَنَا ثَامِنُهُمْ وَهُوَ يَتَغَدَّى فَقَالَ :« هَلُمُّوا إِلَى الْغَدَاءِ ».
قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا صِيَامٌ . قَالَ « أَصُمْتُمْ أَمْسِ ». قَالَ قُلْنَا لاَ. قَالَ « فَأَفْطِرُوا ». قَالَ فَأَكَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ فَلَمَّا خَرَجَ وَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ دَعَا بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ فَشَرِبَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ يُرِيهِمْ أَنَّهُ لاَ يَصُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ.(3)
10- عبد الله بن حسان التميمي أبو الجنبد العنبري لقبه ( عتريس) مقبول ، وحسن له في الإصابة(4)
وفي الكاشف( 2683 )عبد الله بن حسان التميمي العنبري عن حبان ابن عاصم العنبري وجدتيه صفية ودحيبة وعنه عفان والحوضي ثقة د ت
وفي تاريخ الإسلام للذهبي - (ج 3 / ص 234) 196 - عبد الله بن حسان، أبو الجنيد، العنبريّ، البصريّ، الملَّقب: عتريس. د.ت - يروي عن جدَّيته: صفيّة ودحيبة، وعن حبان بن عاصم. وعنه: عفّان، وأبو عمر الحوضيّ، وأبو عمر الضَّرير، وعبيد الله بن عائشة، والمقريء، وعبد الله بن سوَّار بن عبد الله العنبريّ.لم أر به بأساً.
11- حبان بن عاصم التميمي العنبري ، مقبول ، وفي الإصابة، وقال أبو حاتم: له صحبة وروى عنه ابنه عليبة وقال ابن حبان: حرملة بن إياس له صحبة عداده في أهل البصرة وحديثه في الأدب المفرد للبخاري ومسند أبي داود الطيالسي وغيرهما بإسناد حسن.(5)
قلت : هو في الأدب المفرد للبخاري (225 ) حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حسان الْعَنْبَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا حبان بن عَاصِمٍ - وَكَانَ حَرْمَلَةُ أَبَا أُمِّهِ - فَحَدَّثَتْنِي صَفِيَّةُ ابْنَةُ عُلَيْبَةَ ، وَدُحَيْبَةُ ابْنَةُ عُلَيْبَةَ - وَكَانَ جَدَّهُمَا حَرْمَلَةُ أَبَا أَبِيهِمَا - أَنَّهُ أَخْبَرَهُمْ ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّهُ خَرَجَ حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَكَانَ عِنْدَهُ حَتَّى عَرَفَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَلَمَّا ارْتَحَلَ قُلْتُ فِي نَفْسِي : وَاللَّهِ لَآتِيَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى أَزْدَادَ مِنَ الْعِلْمِ ، فَجِئْتُ أَمْشِي حَتَّى قُمْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقُلْتُ مَا تَأْمُرُنِي أَعْمَلُ ؟ قَالَ : " يَا حَرْمَلَةُ ، ائْتِ الْمَعْرُوفَ ، وَاجْتَنَبِ الْمُنْكَرَ " ، ثُمَّ رَجَعْتُ ، حَتَّى جِئْتُ الرَّاحِلَةَ ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ حَتَّى قُمْتُ مَقَامِي قَرِيبًا مِنْهُ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا تَأْمُرُنِي أَعْمَلُ ؟ قَالَ : " يَا حَرْمَلَةُ ، ائْتِ الْمَعْرُوفَ ، وَاجْتَنَبِ الْمُنْكَرَ ، وَانْظُرْ مَا يُعْجِبُ أُذُنَكَ أَنْ يَقُولَ لَكَ الْقَوْمُ إِذَا قُمْتَ مِنْ عِنْدِهِمْ فَأْتِهِ ، وَانْظُرِ الَّذِي تَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ لَكَ الْقَوْمُ إِذَا قُمْتَ مِنْ عِنْدِهِمْ فَاجْتَنِبْهُ " ، فَلَمَّا رَجَعْتُ تَفَكَّرْتُ ، فَإِذَا هُمَا لَمْ يَدَعَا شَيْئًا .
12- صَفِيَّةُ ابْنَةُ عُلَيْبَةَ ، وَدُحَيْبَةُ ابْنَةُ عُلَيْبَةَ كلاهما مقبول ، وحسن حديثهما الآنف الذكر
13- زياد بن ضميرة ، مقبول ، وحسن له في الإصابة .(6)
(قال علي): ذكره في الإصابة ولم أر تحسينا ولا تصحيحاً(7)،وحديثه عند أبي داود( 4505 ) حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَحَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ ضُمَيْرَةَ الضَّمْرِىَّ ح وَحَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بيان وَأَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِىُّ قَالاَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِى الزِّنَادِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّهُ سَمِعَ زِيَادَ بْنَ سَعْدِ بْنِ ضُمَيْرَةَ السُّلَمِىَّ - وَهَذَا حَدِيثُ وَهْبٍ وَهُوَ أَتَمُّ - يُحَدِّثُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ - قَالَ مُوسَى - وَجَدِّهِ وَكَانَا شَهِدَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حُنَيْنًا - ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى حَدِيثِ وَهْبٍ - أَنَّ مُحَلِّمَ بْنَ جَثَّامَةَ اللَّيْثِىَّ قَتَلَ رَجُلاً مِنْ أَشْجَعَ فِى الإِسْلاَمِ وَذَلِكَ أَوَّلُ غِيَرٍ قَضَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَتَكَلَّمَ عُيَيْنَةُ فِى قَتْلِ الأَشْجَعِىِّ لأَنَّهُ مِنْ غَطَفَانَ وَتَكَلَّمَ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ دُونَ مُحَلِّمٍ لأَنَّهُ مِنْ خِنْدِفَ فَارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ وَكَثُرَتِ الْخُصُومَةُ وَاللَّغَطُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « يَا عُيَيْنَةُ أَلاَ تَقْبَلُ الْغِيَرَ ». فَقَالَ عُيَيْنَةُ لاَ وَاللَّهِ حَتَّى أُدْخِلَ عَلَى نِسَائِهِ مِنَ الْحَرْبِ وَالْحَزَنِ مَا أَدْخَلَ عَلَى نِسَائِى. قَالَ ثُمَّ ارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ وَكَثُرَتِ الْخُصُومَةُ وَاللَّغَطُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « يَا عُيَيْنَةُ أَلاَ تَقْبَلُ الْغِيَرَ ». فَقَالَ عُيَيْنَةُ مِثْلَ ذَلِكَ أَيْضًا إِلَى أَنْ قَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِى لَيْثٍ يُقَالُ لَهُ مُكَيْتِلٌ عَلَيْهِ شِكَّةٌ وَفِى يَدِهِ دَرَقَةٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى لَمْ أَجِدْ لِمَا فَعَلَ هَذَا فِى غُرَّةِ الإِسْلاَمِ مَثَلاً إِلاَّ غَنَمًا وَرَدَتْ فَرُمِىَ أَوَّلُهَا فَنَفَرَ آخِرُهَا اسْنُنِ الْيَوْمَ وَغَيِّرْ غَدًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « خَمْسُونَ فِى فَوْرِنَا هَذَا وَخَمْسُونَ إِذَا رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ ». وَذَلِكَ فِى بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَمُحَلِّمٌ رَجُلٌ طَوِيلٌ آدَمُ وَهُوَ فِى طَرَفِ النَّاسِ فَلَمْ يَزَالُوا حَتَّى تَخَلَّصَ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَىْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَعَيْنَاهُ تَدْمَعَانِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى قَدْ فَعَلْتُ الَّذِى بَلَغَكَ وَإِنِّى أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لِى يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَقَتَلْتَهُ بِسِلاَحِكَ فِى غُرَّةِ الإِسْلاَمِ اللَّهُمَّ لاَ تَغْفِرْ لِمُحَلِّمٍ ». بِصَوْتٍ عَالٍ زَادَ أَبُو سَلَمَةَ فَقَامَ وَإِنَّهُ لَيَتَلَقَّى دُمُوعَهُ بِطَرَفِ رِدَائِهِ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَزَعَمَ قَوْمُهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- اسْتَغْفَرَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ قَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ الْغِيَرُ الدِّيَةُ.(8)
قلت : من خلال هذه الأمثلة لنا واضحاً أن الحافظ ابن حجر رحمه الله ، قد حسَّن حديث المقبول تحسيناً ذاتيًّا ، وكلامه التطبيقي العملي هو أكبر تفسير لمعنى المقبول عنده.
=================
__________
(1) - البدر المنير (ج 2 / ص 207) وحسن له الألباني في السلسلة الصحيحة (ج 3 / ص 173)1099 وصحح له (1143 )
(2) - الفتح 4/234
(3) - وصححه الحاكم (6557 ) ووافقه الذهبي
(4) - الإصابة في معرفة الصحابة (ج 1 / ص 218) وحسن حديثه الألباني في الصحيحة (2124 )
(5) - الإصابة في معرفة الصحابة (ج 1 / ص 218)
(6) - انظر منهج دراسة الأسانيد والحكم عليها للعاني ص(72-76)
(7) - الإصابة في معرفة الصحابة (ج 2 / ص 58)
(8) - وهو في المنتقى من السنن المسندة لابن الجارود(777)،الآدم : أسمر اللون = الدرقة : الترس من جلود ليس فيه خشب ولا عصب =الشكة : السلاح =الغير : الدية(1/53)
المطلب الثالث
هل تشترطُ المتابعة لتحسين حديث المقبول ؟
إن المطالبة بالمتابعة إنما تكون لتقوبة سند ما ، فيه ضعف ما ، وليست حكماً عاما في الراوي ، فلا تشترط المتابعة إلا لسدِّ خلل ما في رواية بعينها ، وهذا الخلل قد يكون من الثقة ، وحتى من الحافظ الثبت ، ومن باب أولى من الصدوق أو الصدوق الذي يهم .
فالحافظ الثبت إذا اختلط اشترطت المتابعة له إذا وقعت الرواية عنه ممن روى عنه بعد الاختلاط ، وكذلك الثقة المدلس إذا عنعن ، وكذلك الثقة إذا وهم أو أخطأ , ، وكذلك الثقة صاحب البدعة إذا روى ما ينصر بدعته .
وهكذا ، فإن المتابعة تشترط لعلاج خلل طارئ على السند في رواية خاصة ٍ ، وليست حكما عاما في الراوي .
وقد تقدم من أمثلة هذا المبحث أن ابن حجر وغيره حسَّنوا أحاديث بعض المقبولين من غير المطالبة بالمتابعة .
فقد حسَّن البخاري حديث البراء بن عازب في صفة راية النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقد تفرد به يونس بن عبيد ، وهو مقبول .(1)
وحسَّن ابن حجر حديث عمرو بن الشريد عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :« لَىُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ وَعُقُوبَتَهُ ». وقد تفرد به محمد بن ميمون وهو مقبول(2)
وحسَّن ابن حجر حديث علي في صفة الصلاة ، وقد تفرد به غزوان بن جرير عن أبيه ، وكلاهما مقبول .(3)
ولا بأس أن نختم هذا المبحث بالمثال وهو حديث علي كما في المعجم الكبير للطبراني ( 181) حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ ، ثنا يُونُسُ بْنُ رَاشِدٍ ، عَنْ عَوْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " عَلَيْكُمْ بِالْإِثْمِدِ فَإِنَّهُ مُنْبِتَةٌ للشِّعْرِ مُذْهِبَةٌ لِلْقِذَا ، مُصْفَاةٌ لِلْبَصَرِ " . وعون هذا ذكره ابن أبي حاتم وقال: ورى عن أبيه عن جده ، روى عنه يونس بن راشد ومحمد بن موسى وعبد الملك بن أبي عياش ..اهـ(4)ولم يذكر فيه جرحاً ، وذكره ابن حبان في الثقات وسكت عنه(5)، وقال الهيثمي في مجمع ( 8353 ) عقب هذا الحديث : ، وَفِيهِ عَوْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَرَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ ، وَلَمْ يَجْرَحْهُ أَحَدٌ ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ "
قلت: فهذا ليس له من الحديث إلا القليل ، ولم يثبت فيه ما يترك حديثه من أجله ، وهذا شرط المقبول عند ابن حجر ، وهذا الحديث الذي رواه عن أبيه عن جده تفرد به ، ولم يشاركه فيه أحد .
وقال الطبراني: " لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَلِيٍّ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ ، تَفَرَّدَ بِهِ : النُّفَيْلِيُّ "
وقال أبو نعيم :" هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، لَمْ يَرْوِهِ عَنْهُ إِلَّا ابْنُهُ عَوْنٌ ، وَلَا عَنْهُ إِلَّا يُونُسُ "(6)
وبعد كلِّ هذا نقول : إن هذا الحديث حسَّنه المنذري في الترغيب والترهيب(7)، وحسَّنه ابن حجر في فتح الباري(8)،وقال الحافظ العراقي في شرح الترمذي :" إسناده جيد ".
قلتُ : فأين شرط المتابعة التي بها حسَّن ابن حجر هذا الحديث ؟ .
وبهذا نخلصُ إلى أن حديث المقبول حسنٌ لذاته ، سواء توبع أو لم يتابع ، والله أعلم"(9).
(قال علي) : وهذا المثال برأيي غير سديد ، وذلك لأن عوناً روى عنه جماعة ، وسكت عنه البخاري وأبو حاتم ، وذكره ابن حبان في الثقات ، ولم يطعن به أحد ، وحديثه هذا لم ينفرد به إلا من جهة أبيه ، وإلا فالحديث قد ورد من طرق أخرى صحيحة وحسنة ، وهو في سنن الترمذى (1862) عن ابن عباس وَقَدْ رُوِىَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ: « عَلَيْكُمْ بِالإِثْمِدِ فَإِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ جَابِرٍ وَابْنِ عُمَرَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ لاَ نَعْرِفُهُ عَلَى هَذَا اللَّفْظِ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ.
وفي سنن ابن ماجه(3624 ) حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ حَدَّثَنِى عثمان ابن عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« عَلَيْكُمْ بِالإِثْمِدِ فَإِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشَّعَرَ »(10).
(3625) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سليمان عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « عَلَيْكُمْ بِالإِثْمِدِ عِنْدَ النَّوْمِ فَإِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشَّعَرَ ».
وفي مصنف ابن أبي شيبة (23951) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سليمان ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : عَلَيْكُمْ بِالإِثْمِدِ عِنْدَ النَّوْمِ ، فَإِنَّهُ يَشُدَّ الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ.
(23952) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا سفيان ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عثمان ابن خُثَيْمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : خَيْرُ أَكْحَالِكُمَ الإِثْمِدُ ، يَجْلُو الْبَصَرَ ، وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ.
(26146) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سليمان ، عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : عَلَيْكُمْ بِالإثْمدِ عِنْدَ النَّوْمِ فَإِنَّهُ يَشُدُّ الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ.(11)
قلت: ولك أن تقول : صحيح إنه متابع ، ولكن الحافظ المنذري حسَّن إسناده وحده ، وحسنه الحافظ ابن حجر لذاته ، ولم يقل إنه حسنٌ لغيره ، حتى يكون هذا الاعتراض قي محلِّه .
(قال علي) : هذا الاعتراض صحيح من حيث المبدأ ، ولكن الحافظ ابن حجر رحمه الله ذكره ضمن عدة أحاديث في الموضوع نفسه ، بعضها صحيح وبعضها حسن ، وبعضها ضعيف ، لا سيَّما وأن الحافظ ابن حجر ، قد بين من حيث الجملة مقصده بهذه المرتبة أنه قليل الحديث ، لم يرو منكرات ، توبع ، فما هو المقصود بالمتابعة ؟
لا شك أن المقصود بها أن يروى الحديث من طرق أخرى سواء باللفظ أو بالمعنى.
وهذا الحديث انطبق تعريف المقبول عنده ، والمشكلة الأساسية هنا، أنه نصَّ في المرتبة السادسة على المقبول حيث توبع وإلا فهو ليُّن الحديث ،والحافظ ابن حجر رحمه الله حكم على الراوي بأنه (مقبول) ، وحكم على رواة آخرين باللين، ولم يفرد ليَّن الحديث بمرتبة خاصة ضمن المراتب الاثني عشر .
فما معنى ذلك ؟ .
لقد فهم من عبارة الحافظ ابن حجر كثير من علماء العصر أن من قال عنه مقبول يجب أن نبحث عن طرق وشواهد ومتابعات له ، فإن وجدنا حكمنا بحسنه ، وإلا حكمنا عليه بالضعف .
ولو دققنا مليًّا في كلام هؤلاء العلماء لوجدنا أنهم قد اتَّهموا الحافظ ابن حجر رحمه الله بالجهل - شعروا أم يشعروا - والسببُ في ذلك أننا أمام ثلاثة احتمالات :
الأول- أن الحافظ ابن حجر قد أفرد هؤلاء ( المقبولين ) بهذه المرتبة من مراتب التعديل، وهو يعلم أنهم توبعوا فحكم عليهم بهذا الحكم الخاص الذي تفرد به ، ومن ثمَّ فحديثهم حسَنٌ ، وذلك لأنه كان من أعلم علماء عصره بالجرح والتعديل ، وكتب في الرواة كلهم تقريباً ، وكانت السنَّة النبوية بين يديه أكثر مما هي بين أيدينا اليوم ، فميَّز بين الراوي المتابع وبين الراوي غير المتابع ، وكفانا مؤتة البحث عن هؤلاء ، ويقوِّي هذا الرأي أنه قد حكم على رواة آخرين باللين نصًّا .
الاحتمال الثاني - أنه لم يبحث عن أحوالهم ووضع هذه القواعد للبحث عنهم لمن يأتي بعده من العلماء اللاحقين .
ويعترضُ على هذا الاحتمال وصف الحافظ ابن حجر بالجهل ، إذ كيف يسوغ له أن يقول عن راو بأنه ( مقبول ) وهو لا يعلم أنه يستحقُّ هذه المرتبة أم لا ؟!!
أليس في هذا تلبيساً على من جاء بعده ؟!!
إذ لا بدَّ من البحث في كل راو قال عنه ذلك ، وعددهم كثير جدا.
الاحتمال الثالث- أن هذا الشرط الأخير وهو المتابعة بالمعنى الاصطلاحي يعتبر قيدا في حكم اللاغي تماماً ، وذلك لأن أحاديثهم قليلة في الأصل لا تتجاوز رؤوس الأصابع ، لاسيَّما وأننا لو نظرنا في أحوال هؤلاء الرواة بشكل عام نجد أن الإمام البخاري قد سكت عليهم ، وكذلك أبو حاتم الرازي وأبو زرعة ، وذكرهم ابن حبان في الثقات ، وحسَّن لهم أو صحَّح الترمذي وابن حبان وابن خزيمة والحاكم والمنذري والعراقي والهيثمي وابن الملقن والبوصيري وسواهم ممن سبق الحافظ ابن حجر، وهم الذين يقول الحافظ الذهبي في الكاشف عن عديد منهم (وثِّقَ).
والاحتمال الثاني هو أبعد هذه الاحتمالات واأضعفها ، على التحقيق ، ونحن نربأ بالحافظ ابن حجر - رحمه الله- أن ينزل إلى هذا المستوى بتاتاً .
وسوف نرى القول الفصل فيهم في المباحث التالية بعون الله تعالى .
=================
__________
(1) - انظر الفقرة (5) من الدليل الثالث من هذا المبحث
(2) - انظر الفقرة (1) من الدليل الرابع من هذا المبحث
(3) - انظر الفقرة (3) من الدليل الرابع من هذا المبحث
(4) - الجرح والتعديل[ ج6 - ص386 ] (2147)
(5) - الثقات 7/279 (10062)
(6) - الحلية (3802 )
(7) - الترغيب والترهيب للمنذري(3198)
(8) - فتح الباري لابن حجر (ج 16 / ص 223)
(9) - انظر منهج دراسة الأسانيد والحكم عليها للعاني ص(78-79)
(10) - وصححه الحاكم من حديثه(7462)
(11) - وانظر الصحيحة برقم( 665 و724 و2642 ) وقد ذكر الحافظ ابن حجر هذه الطرق في فتح الباري لابن حجر (ج 16 / ص 223) عند حديث علي(1/54)
المطلب الرابع
الملاحظات على كلام العاني رحمه الله
إن العاني - رحمه الله - هو أول من قام بدراسة بعض مصطلحات الحافظ ابن حجر في التقريب ، ولاسيما هذه المرتبة والتي دونها ،وردَّ كثيرا من الأخطاء الشائعة حولهما ، وهوعمل جليل ونادر،نسأل الله تعالى أن يثيبه عليه خير الجزاء .
ولا شك أنه قد بذل جهدا كبيرا في تبيان معنى المقبول عند الحافظ ابن حجر ، ووصل إلى نتائج طيبة بلا ريب ، ولا سيَّما فيما يتعلقُ برجال الصحيحين .
فأما ما نوافقه عليه فهو من قال عنه الحافظ ابن حجر من رجال الصحيحين: ( مقبول) فلا شكَّ أن حديثهم يدور بين الصحَّة والحسن ، وذلك لإجماع الأمة على صحة أحاديث الصحيحين ، ولكلام العلماء كالذهبي وغيره عن هؤلاء المقلِّين ، ففي الصحيحين من هذا النمط خلقٌ عديدٌ مستورون ، ماضعفهم أحدٌ ، ولاهم بمجاهيل .
فكلام العاني عنهم في غاية الروعة والدقةِ ، وفي هذا ردٌّ على من يعتمدون على كتاب التقريب وحده ويضعِّفون أحاديث في الصحيحين بحجة أن ابن حجر ذكر فيهم كلاما أو قال عنهم ( مقبولون) ونحو ذلك ، فلم يقصد الحافظ ابن حجر تضعيف روايتهم في الصحيحين ، بل دافع عن رجال الصحيحين دفاعاً رائعاً ولا سيما في مقدمة فتح الباري-هدي الساري- والفتح وغيرهما من كتبه النفيسة والمحررة .
والملاحظات الهامة على كلام العاني فعديدة منها :
أولا- ما سوى رجال الصحيحين وعددهم كثير جدًّا بالنسبة لمن قيل فيه مقبول ، فهؤلاء يختلف الأمر فيهم ، ولا يمكن قياسهم على رجال الصحيحين بتاتاً.
ثانيا- العمل الذي قام به - وإن كنا لا نقلل منه بتاتا- إلا أنه قائم على الانتقائية ، وليس على الاستقراء ، ولا يمكن الأخذ من هذه العينة الصغيرة حكماً عامًّا ، وذلك لكثرة من قال عنهم الحافظ ابن حجر (مقبول) ، فالجزم بأن مرتبة مقبول تعني الحسن الذاتي دون استقراء أمرٌ يصعب الجزم به.
ثالثاً - سوف أقوم بمقارنة بين من قال فيهم مقبول من البداية فقط ، وحتى الرقم مائة ، بقول غيره من علماء الجرح والتعديل ولا سيما الذهبي ، وسوف ننظر هل يمكن تصحيح حديثهم أم تحسينه كما ذهب إليها العاني، أم أن حديثهم ضعيف كما ذهب إليه كثير من علماء العصر، أم أن الأمر خاضع لاعتبارات عديدة ؟ .
[ 11 ] أحمد بن أيوب بن راشد الضبي الشعيري بفتح المعجمة أبو الحسن مقبول من العاشرة بخ
وفي التهذيب : روى عن عبد الوارث بن سعيد وشبابة وعنه البخاري في كتاب الأدب وأبو زرعة والحسن بن علي المعمري وأبو يعلى وغيرهم قلت وروى عنه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند وذكره ابن حبان في الثقات(12070) فقال: ربما أغرب وكناه أبا الحسن.(1)
وفي تاريخ الإسلام للذهبي : أحمد بن أيوب بن راشد ابو الحسن الضبي البصري. عن مسلمة بن علقمة، وعبد الوارث بن سعيد، ومحمد بن أبي عدي. وكان ثقة. روى عنه: البخاري في كتاب الأدب له، وأبو زرعة، وأبو يعلي، وغيرهم.(2)
قلت : فالصواب أنه ثقة وحديثه صحيح(3)
[ 19 ] أحمد بن جعفر المعقري بفتح الميم وكسر القاف نزيل مكة مقبول من الحادية عشرة مات سنة خمس وخمسين م
وفي التهذيب :ومعقر ناحية من اليمن روى عن النضر بن محمد وإسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبه وعنه مسلم والمفضل بن محمد الجندي ومحمد بن إسحاق بن العباس الفاكهي المكي كان حيا سنة 255 وذكر عبد الغني في ترجمته أنه روى عن سعيد بن بشير وقيس بن الربيع وهو وهم فإنه لم يدركهما ،قلت إنما روى عن النضر عنهما وقال اللالكائي يكنى أبا أحمد.(4)
وفي الكاشف( 15 )أحمد بن جعفر المعقري اليمني البزاز بمكة عن النضر بن محمد وعنه مسلم والمفضل بن محمد م .
وفي تاريخ الإسلام للذهبي : أحمد بن جعفر.أبو الحسن المعقري اليمني.حدث في سنة خمس وخمسين عن: إسماعيل بن عبد الكريم، والنضر بن محمد الحرثي.وعنه: م.، والمفضل الجندي، ومحمد بن أحمد بن زهير الطوسي. وكان بزازاً بمكة.(5)
وله في صحيح مسلم حديثان (907 و1967 ) الأول في الأصول ،فالصواب أنه ثقة
[ 22 ] أحمد بن جواس الإستوائي أبو جعفر مقبول من الحادية عشرة تمييز
وفي التهذيب :روى عن يحيى بن يحيى وإسماعيل بن أبي أويس وغيرهما وعنه أبو محمد بن الشرقي وموسى بن العباس الجويني ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور ذكر للتمييز(6)
قلت : ولم أجد تفصيلا لترجمته ولا رواية له .
[ 40 ] أحمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري قيل إن مسلما روى عنه وهو مقبول من الحادية عشرة م
وفي تهذيب التهذيب : (مسلم) أحمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري.عن روح بن عبادة وعنه مسلم كذا في الكمال والصواب أحمد بن سعيد بن إبراهيم وهو الرباطي وقد تقدم.(7)
قلت :حديثه في صحيح مسلم (4053 ) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ إِسْحَاقَ أَخْبَرَنِى عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ دَخَلَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى أُمِّ مَعْبَدٍ حَائِطًا فَقَالَ « يَا أُمَّ مَعْبَدٍ مَنْ غَرَسَ هَذَا النَّخْلَ أَمُسْلِمٌ أَمْ كَافِرٌ ». فَقَالَتْ بَلْ مُسْلِمٌ. قَالَ :« فَلاَ يَغْرِسُ الْمُسْلِمُ غَرْسًا فَيَأْكُلَ مِنْهُ إِنْسَانٌ وَلاَ دَابَّةٌ وَلاَ طَيْرٌ إِلاَّ كَانَ لَهُ صَدَقَةً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ».
[ 196 ] إبراهيم بن عبد الله بن عبد بلا إضافة القاري بتشديد ياء النسب أرسل عن علي مقبول من الثالثة س
وفي التهذيب : روى عن ابن عباس وأرسل عن علي وعنه الجعيد بن عبد الرحمن ويزيد بن عبد الله بن خصيف على اختلاف فيه، قلت وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يروي عن رجل من الصحابة(8)
وفي الكاشف( 155 ) إبراهيم بن عبد الله بن عبد القارى مدني عن علي مرسلا وعن ابن عباس وعنه الجعيد وغيره س
وسكت عنه البخاري في تاريخه وأبو حاتم وذكره ابن حبان في الثقات (1618)
واخرج له النسائي هذا الحديث في السنن الكبرى للإمام النسائي ما يقول إذا فرغ من صلاته وتبوأ مضجعه (10661)أخبرنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل ، عن يزيد عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِّيِّ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ: بِتُّ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ ، إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاَتِهِ ، وَتَبَوَّأَ مَضْجَعَهُ ، يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ ، وَأَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ ، اللَّهُمَّ لاَ أَسْتَطِيعُ ثَنَاءً عَلَيْكَ ، وَلَوْ حَرَصْتُ ، وَلَكِنْ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ..[التحفة : 10023].
(10662)أخبرنا محمد بن عبد الرحيم البرقي ، قال : حدثنا يحيى بن حسان ، قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر ، قال : حدثنا يزيد بن خصيفة عن عبد الله بن عبد القاري عن علي ... نحوه .[التحفة : 10023].
ورواه الطبراني في الأوسط (2066 ) وقال عقبه :« لم يرو هذا الحديث عن إبراهيم بن عبد الله بن عبد القاري إلا يزيد بن خصيفة ، تفرد به إسماعيل بن جعفر»
وفي مجمع الزوائد( 17053 ) رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْقَارِئِ ، وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ حبان .
قلت: فهذا ينطيق عليه تعريف المقبول ، فقد توبع فالحديث رواه عن علي رضي الله عنه موصولا غيره، ففي سنن الترمذي (3914) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمْرٍو الْفَزَارِىِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ فِى وِتْرِهِ :« اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لاَ أُحْصِى ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ ». قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِىٍّ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ.
وروي نحوه عن عائشة كما في صحيح مسلم (1118 ) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنِى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حبان عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَيْلَةً مِنَ الْفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ فَوَقَعَتْ يَدِى عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِى الْمَسْجِدِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ يَقُولُ :« اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لاَ أُحْصِى ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ ».
[ 205 ] إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي مقبول من الثالثة خ س ق
وفي تهذيب الكمال : وأمه أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق روى عن جابر بن عبد الله خ والحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي وجده عبد الله بن أبي ربيعة س ق وأبي حبيش الغفاري وخالته عائشة أم المؤمنين وأمه أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق روى عنه ابنه إسماعيل بن إبراهيم س ق وسعيد بن سلمة بن أبي الحسام وأبو حازم سلمة بن دينار المدني خ والضحاك بن عثمان الحزامي وفائد مولى عبادل ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري وابنه موسى بن إبراهيم روى له البخاري والنسائي وبن ماجة(9)
وترجم له مطولا البخاري في التاريخ (950 ) وذكره ابن حبان في الثقات (6482 ) وسكت عنه أبو حاتم
وفي مقدمة الفتح : خ س ق إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي المدني قال ابن القطان الفاسي لا يعرف حاله، قلت وروى عنه جماعة ووثقه ابن حبان وله في الصحيح حديث واحد في كتاب الأطعمة في دعائه - صلى الله عليه وسلم - في تمر جابر بالبركة حتى أوفى دينه وهو حديث مشهور له طرق كثيرة عن جابر وروى له النسائي وابن ماجة(10)
وأخرج حديثه البخاري (5443 ) حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِى مَرْيَمَ حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ حَدَّثَنِى أَبُو حَازِمٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى رَبِيعَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنهما قَالَ كَانَ بِالْمَدِينَةِ يَهُودِىٌّ وَكَانَ يُسْلِفُنِى فِى تَمْرِى إِلَى الْجِدَادِ ، وَكَانَتْ لِجَابِرٍ الأَرْضُ الَّتِى بِطَرِيقِ رُومَةَ فَجَلَسَتْ ، فَخَلاَ عَامًا فَجَاءَنِى الْيَهُودِىُّ عِنْدَ الْجَدَادِ ، وَلَمْ أَجُدَّ مِنْهَا شَيْئًا ، فَجَعَلْتُ أَسْتَنْظِرُهُ إِلَى قَابِلٍ فَيَأْبَى ، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ لأَصْحَابِهِ « امْشُوا نَسْتَنْظِرْ لِجَابِرٍ مِنَ الْيَهُودِىِّ » . فَجَاءُونِى فِى نَخْلِى فَجَعَلَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - يُكَلِّمُ الْيَهُودِىَّ فَيَقُولُ أَبَا الْقَاسِمِ لاَ أُنْظِرُهُ . فَلَمَّا رَأَى النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - قَامَ فَطَافَ فِى النَّخْلِ ، ثُمَّ جَاءَهُ فَكَلَّمَهُ فَأَبَى فَقُمْتُ فَجِئْتُ بِقَلِيلِ رُطَبٍ فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَىِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَكَلَ ثُمَّ قَالَ « أَيْنَ عَرِيشُكَ يَا جَابِرُ » . فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ « افْرُشْ لِى فِيهِ » . فَفَرَشْتُهُ فَدَخَلَ فَرَقَدَ ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَجِئْتُهُ بِقَبْضَةٍ أُخْرَى فَأَكَلَ مِنْهَا ، ثُمَّ قَامَ فَكَلَّمَ الْيَهُودِىَّ فَأَبَى عَلَيْهِ فَقَامَ فِى الرِّطَابِ فِى النَّخْلِ الثَّانِيَةَ ثُمَّ قَالَ « يَا جَابِرُ جُدَّ وَاقْضِ » . فَوَقَفَ فِى الْجَدَادِ فَجَدَدْتُ مِنْهَا مَا قَضَيْتُهُ وَفَضَلَ مِنْهُ فَخَرَجْتُ حَتَّى جِئْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - فَبَشَّرْتُهُ فَقَالَ « أَشْهَدُ أَنِّى رَسُولُ اللَّهِ »(11).
قلت : الصواب أنه ثقة
[ 229 ] إبراهيم بن الفضل بن أبي سويد الذارع البصري وأكثر ما يجيء منسوبا إلى جده مقبول من التاسعة تمييز
قال الذهبي : " (إبراهيم بن أبي سويد الذّراع الحافظ.) هو إبراهيم بن الفضل بن أبي سويد البصريّ. سمع: حمّاد بن سلمة، وأبا عوانة، وعبد الواحد بن زياد، وعمارة بن زاذان، وجماعة. روى عنه: محمد بن بشّار، ومحمد بن يحيى، وأبو زرعة الرازيّ، وأبو حاتم، وخلق كثير. ذكر ليحيى بن معين فقال: كثير التصحيف. وقال أبو حاتم: ثقة رضيّ. قلت: توفّي سنة أربعٍ وعشرين ومائتين، ولا رواية له في كتب الأئمّة السّتّة.)"(12)
وفي لسان الميزان:إبراهيم بن الفضل بن أبي سويد عن حماد بن سلمة صدوق قيل كان كثير التصحيف، وأما أبو حاتم فقال: كان من ثقات المسلمين رضي انتهى والقائل فيه كان كثير التصحيف هو يحيى بن معين ،وقد روى إبراهيم أيضا عن عمارة بن زاذان وأبي عوانة وعبد الواحد بن زياد وعنه بندار وأبو حاتم وأبو زرعة(13)
قلت : الصواب أنه صدوق كما ذكر في اللسان
[ 247 ] إبراهيم بن مرزوق الثقفي مقبول من التاسعة بخ
وفي تهذيب الكمال : مولى الحجاج بن يوسف روى له البخاري في الأدب (1006 ) حدثنا عبد الله بن أبي الأسود قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق الثقفي قال : حدثني أبي - وكان لعبد الله بن الزبير فأخذه الحجاج منه - قال : كان عبد الله بن الزبير بعثني إلى أمه أسماء بنت أبي بكر ، فأخبرها بما يعاملهم حجاج ، وتدعو لي ، وتمسح رأسي ، وأنا يومئذ وصيف)
وروى عن موسى بن أنس بن مالك روى عنه سعيد بن عون القدسي البصري وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الأسود بخ ومحمد بن سعيد الخزاعي قال أبو حاتم شيخ يكتب حديثه(14)
وزاد في تهذيب التهذيب : قلت وذكر البخاري في تاريخه أن يحيى بن معين روى عنه وذكره ابن حبان في الثقات وقد خلطه الجياني في شيوخ بن الجارود بالذي قبله والصواب التفريق بينهما فإن هذا في طبقة شيوخ الذي قبله(15)
قلت : الصواب أنه ثقة وحديثه صحيح
[ 256 ] إبراهيم بن مهدي المصيصي بغدادي الأصل مقبول من العاشرة مات سنة أربع وقيل خمس وعشرين د
وفي تهذيب الكمال (251 ) د إبراهيم بن مهدي المصيصي بغدادي الأصل سكن المصيصة وذكر البخاري أنه من الأبناء روى عن إبراهيم بن سعد وأبي إسماعيل إبراهيم بن سليمان المؤدب وإسماعيل بن علية وحسان ابن إبراهيم الكرماني وأبي المليح الحسن بن عمر الرقي د والحسن بن محمد البجلي وحفص بن غياث وحماد بن زيد وحماد بن يحيى الأبح وربعي بن علية وزكريا بن عبد الله بن يزيد الصهباني وسفيان بن عيينة وشبيب بن سليم البصري وشريك بن عبد الله النخعي د وصالح بن عمر الواسطي وعباد بن العوام وعبد الله بن إدريس د وأبي شيخ عبد الله بن مروان الحراني وعبيد بن يعيش وهو من أقرانه وعلي بن مسهر د وعمر بن رديح وأبي حفص عمر بن عبد الرحمن الأبار وعنبسة بن عبد الواحد القرشي والفرج بن فضالة والمسيب بن شريك ومعتمر بن سليمان وأبي المغيرة النضر بن إسماعيل وهشيم بن بشير وأبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري ويحيي بن زكريا بن أبي زائدة ويوسف بن يعقوب الماجشون.
روى عنه أبو داود وإبراهيم بن سعيد الجوهري وإبراهيم بن عبد الرحيم بن دنوقا وإبراهيم بن الهيثم البلدي وأحمد بن إبراهيم بن فيل البالسي وأحمد بن إبراهيم الدورقي وأحمد بن خليد الكندي الحلبي وأحمد بن محمد بن حنبل وأحمد بن محمد بن عبد الله بن عمر بن علي بن محمد بن حاطب الحاطبى وإسحاق بن سيار س النصيبي وجعفر بن محمد بن بكر البالسي والحسن بن علي بن الوليد الفارسي والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني وزهير بن محمد بن قمير المروزي وعباس بن أحمد بن الأزهر المستملي وعباس بن محمد الدوري وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي وأبو أسامة عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبي وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا وعبد الله بن أبي مسلم الطرسوسي وعبد الكريم بن الهيثم الدير عاقولي وأبو الوليد محمد بن أحمد بن الوليد بن برد الأنطاكي وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ومحمد بن الحسين البرجلاني ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة ومحمد بن الفضل بن جابر السقطي ويعقوب بن إبراهيم الدورقي ويعقوب بن شيبة السدوسي ويوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي قال عبد الخالق بن منصور سئل يحيى بن معين عن إبراهيم بن مهدي الطرسوسي فقال كان رجلا مسلما فقيل له أهو ثقة فقال ما أراه يكذب وقال أبو حاتم ثقة قال عبد الباقي بن قانع مات سنة خمس وعشرين ومئتين.
وزاد في تهذيب التهذيب : قلت: وفي كتاب العقيلي عن ابن معين جاء بمناكير وقال الأزدي له عن علي بن مسهر أحاديث لا يتابع عليها وذكره ابن حبان في الثقات وقال الآجري عن أبي داود كان أحمد يحدثنا عنه وقال ابن قانع ثقة(16)" .
وفي الكاشف( 210 ) إبراهيم بن مهدي المصيصي عن شريك وأبي عوانة وعنه أبو داود والدوري وعبد الله بن أحمد الدورقي وخلق وثقه أبو حاتم توفي 225 د
وقال الذهبي في السير (10/556) : صَاحِبُ حَدِيْثٍ، مُرَابِطٌ.وَثَّقَهُ: أَبُو حَاتِمٍ(17).
والصواب أنه ثقة وإدراجه في مرتبة المقبول لا ينطبق عليه أي وصف منها
[ 323 ] أسباط بن اليسع بن أنس بن معمر الذهلي أبو طاهر البصري نزيل بخارى مقبول من الثانية عشرة تمييز
وفي التهذيب : روى عن محمد بن سلام البيكندي ويوسف بن زهير وأبي سعيد الوليد بن محمد السلمي صاحب شعبة روى عنه حامد بن بلال المؤدب ومحمد بن عمرو بن سليمان النيسابوري بالمعروف بابن عمرويه وعدة قيل مات سنة سنة ثلاث وستين ومئتين(18)
قلت : لم أجد تفصيلا لترجمته .
[ 351 ] إسحاق بن راشد آخر مقبول من الثالثة تمييز
وفي التهذيب : شيخ يروي عن أسماء بنت يزيد وعنه إسماعيل بن أبي خالد وذكره ابن حبان في الثقات(1675) وهو أقدم طبقة من الجزري ذكرته للتمييز(19)
قلت : له عند أحمد وغيره حديث واحد ولم يذكره في التعجيل ، ولا من سبقه ، ففي مسند أحمد (28348) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِى ابْنَ أَبِى خَالِدٍ - عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ عَنِ امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ سَكَنٍ قَالَتْ لَمَّا تُوُفِّىَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ صَاحَتْ أُمُّهُ فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- : « أَلاَ يَرْقَأُ دَمْعُكِ وَيَذْهَبُ حُزْنُكِ فَإِنَّ ابْنَكِ أَوَّلُ مَنْ ضَحِكَ اللَّهُ لَهُ وَاهْتَزَّ لَهُ الْعَرْشُ ».(20)
[ 353 ] إسحاق بن الربيع العصفري الكوفي أبو إسماعيل مقبول من الثامنة وهو متأخر عن الذي قبله تمييز
وفي تهذيب التهذيب : روى عن الأعمش وداود بن أبي هند ومسعر وغيرهم.وعنه أحمد بن بديل اليامي ومجمد بن إسماعيل الاحمسي ومحمد بن عمر بن الوليد الكندي ذكر للتمييز.قلت: ذكره ابن عدي في الضعفاء وقرأت بخط الذهبي هو صدوق إن شاء الله تعالى.اهـ(21)
وفي ميزان الاعتدال(755) إسحاق بن الربيع العصفرى الكوفى،يروي عن العلاء بن المسيب وطبقته، ذكره ابن عدى، وساق له حديثين غريبين، متن الواحد: كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ ، رواه عنه أحمد بن بديل، وإسحاق صدوق إن شاء الله.اهـ
وفي تاريخ الإسلام للذهبي : إسحاق بن الربيع العصفري الكوفي. عن: الأعمش، وداوود بن أبي هند، ومسعر، وأبي مالك النخعي،وعنه: محمد بن عمر بن الوليد الكندي، وأحمد بن بديل، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، وغيرهما.ولا جرح فيه.
قلت : الصواب أنه صدوق حسن الحديث(22)
[ 360 ] إسحاق بن الصباح الكندي الأشعثي الكوفي نزيل مصر مقبول من الحادية عشرة مات سنة سبع وسبعين د
وفي تهذيب الكمال : روى عن الحسن بن علي الخلال د وسريج بن يونس وسعيد بن الحكم بن أبي مريم المصري روى عنه أبو داود ومات قبله وحماد بن عنبسة الوراق قال أبو سعيد بن يونس مات بمصر في رمضان سنة سبع وسبعين ومئتين(23)
وفي الكاشف( 301 ) إسحاق بن الصباح الأشعثي عن سعيد بن أبي مريم وجماعة وعنه أبو داود وغيره توفي 277 د
وفي تاريخ الإسلام للذهبي :إسحاق بن الصبّاح الكنديّ الأشعثّي. من أولاد الأشعث ين قيس.سمع: سعيد بن أبي مريم، وسريج بن يونس وغيرهما.وعنه)د) وحمّاد بن الحسن بن عنبسة، وغيرهما.توفّي بمصر في سنة سبعٍ وسبعين.(24)
__________
(1) - تهذيب التهذيب[ ج1 - ص14 ] (13 )
(2) - تاريخ الإسلام للذهبي (ج 4 / ص 263)
(3) - وله في مسند أحمد حديث (21769 ) وحسنه الشيخ شعيب
(4) - تهذيب التهذيب[ ج1 - ص18 ](24)
(5) - تاريخ الإسلام للذهبي (ج 4 / ص 474)( 10 )
(6) - تهذيب الكمال [ ج1 - ص286 ] (22) وتهذيب التهذيب[ ج1 - ص19 ] (27 )
(7) - تهذيب التهذيب (ج 1 / ص 28)( 55 )
(8) - تهذيب التهذيب[ ج1 - ص116 ] (238)
(9) - تهذيب الكمال [ ج2 - ص133 ](202)
(10) - مقدمة الفتح (ج 1 / ص 386)
(11) - وصحح له الحاكم (3310) وأخرج له في الأحاديث المختارة للضياء (ج 2 / ص 298)( 1513)
(12) - تاريخ الإسلام للإمام الذهبي (ج 16 / ص 79)(4)
(13) - لسان الميزان للحافظ ابن حجر (ج 1 / ص 28) [ 258 ]
(14) - تهذيب الكمال [ ج2 - ص199 ]( 243)ر
(15) - تهذيب التهذيب[ ج1 - ص142 ](291) وسكت عنه اليخاري في التاريخ(1038 ) وذكره ابن حبان في الثقات (6553 )
(16) - تهذيب التهذيب[ ج1 - ص147 ] (304)
(17) - وكذا في تاريخ الإسلام للذهبي (ج 4 / ص 184) وثّقة أبو حاتم.
(18) - تهذيب التهذيب [ ج1 - ص186 ] (398)
(19) - تهذيب التهذيب [ ج1 - ص203 ] (429)
(20) - وصححه الحاكم (4925) ووافقه الذهبي ،وقال الهثيمي في مجمع الزوائد ( 15696 ): وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ !!!.
(21) - تهذيب الكمال[ ج2 - ص425 ] (352 ) وتهذيب التهذيب[ ج1 - ص203 ] (431)
(22) - تاريخ الإسلام للذهبي (ج 3 / ص 448) ووافقه الألباني في "السلسلة الصحيحة" 6 / 104 ( 2548)
(23) - تهذيب الكمال [ ج2 - ص436 ] (359 )
(24) - تاريخ الإسلام للذهبي (ج 5 / ص 114)( 294 )(1/55)
وحديثه عند أبي داود (4886 ) حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِى يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ أَنَّهُ سَمِعَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبَا طَلْحَةَ بْنَ سَهْلٍ الأَنْصَارِىَّ يَقُولاَنِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِى مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلاَّ خَذَلَهُ اللَّهُ فِى مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ وَمَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِى مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلاَّ نَصَرَهُ اللَّهُ فِى مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ ». قَالَ يَحْيَى وَحَدَّثَنِيهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَعُقْبَةُ بْنُ شَدَّادٍ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ هَذَا هُوَ ابْنُ زَيْدٍ مَوْلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ بَشِيرٍ مَوْلَى بَنِى مَغَالَةَ وَقَدْ قِيلَ عُتْبَةُ بْنُ شَدَّادٍ مَوْضِعَ عُقْبَةَ.(1)
[ 363 ] إسحاق بن طلحة بن عبيد الله التيمي مقبول من الثالثة مات سنة ست وخمسين ت ق
وفي تهذيب التهذيب : وروى عن أبيه وعائشة وابن عباس وعنه ابنه وابنا أخيه إسحاق وطلحة ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل المدينة وولاه معاوية خراج خراسان في سنة 56 على ما ذكره الطبري وفيها أرخ خليفة وفاته وذكر الزبير بن بكار أنه بقي إلى زمن معاوية ،قلت وذكره ابن حبان في الثقات (1662)(2)
[ 370 ] إسحاق بن عبيد الله بن أبي مليكة التيمي مجهول الحال من السادسة وعندي أن الذي أخرج له بن ماجة هو إسحاق بن عبيد الله بن أبي المهاجر وهو مقبول ق
وفي تاريخ الإسلام:إسحاق بن عبيد الله بن أبي مليكة. يروي عن: قريبه ابن أبي مليكة،وعنه: الوليد بن مسلم، وأسيد بن موسى، ويعقوب بن محمد الزُّهريّ. خرّج له ابن ماجة حديثاً في دعاء الصائم.(3)
وحديثه عند ابن ماجة (1825 ) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَدَنِىُّ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِى مُلَيْكَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُرَدُّ ». قَالَ ابْنُ أَبِى مُلَيْكَةَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ إِذَا أَفْطَرَ اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍ أَنْ تَغْفِرَ لِى.
وهو متابع بروايات نحوه ، فهذا يحسن حديثه وينطبق عليه لفظ المقبول عند ابن حجر .
[ 413 ] إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي المدني مقبول من السادسة س ق
وفي التهذيب : روى عن أبيه ومحمد بن كعب القرظي وعنه الثوري وفضيل بن سليمان النميري ووكيع وغيرهم قال أبو حاتم شيخ ،قلت وقال أبو داود ثقة وذكره ابن حبان في الثقات في التابعين ثم أعاده في أتباع التابعين وقال مات في آخر ولاية المهدي سنة 169(4)
وفي الكاشف( 347 ) إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرحمن المخزومي عن أبيه والقرظي وعنه وكيع وعدة شيخ س ق
وفي تاريخ الإسلام : إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي المدنيّ أخو موسى. عن: أبيه، وعنه سعيد بن أبي هلال، والثَّوريّ، وحاتم بن إسماعيل. شيخ صدوق. توفّي سنة 169.(5)
قلت: الصواب أنه صدوق وليس مقبول
[ 462 ] إسماعيل بن عبد الرحمن بن عطية مقبول من الثالثة د
وفي التهذيب : عن جدته أم عطية جاءنا عمر فقال إني رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليكن الحديث وعنه إسحاق بن عثمان الكلابي روى له أبو داود هذا الحديث الواحد، قلت : وأخرجه بن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما(6)
وحديثه عند أبي داود (1141 ) حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ - يَعْنِى الطَّيَالِسِىَّ - وَمُسْلِمٌ قَالاَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عثمان حَدَّثَنِى إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ عَطِيَّةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ جَمَعَ نِسَاءَ الأَنْصَارِ فِى بَيْتٍ فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَامَ عَلَى الْبَابِ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ السَّلاَمَ ثُمَّ قَالَ أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَيْكُنَّ. وَأَمَرَنَا بِالْعِيدَيْنِ أَنْ نُخْرِجَ فِيهِمَا الْحُيَّضَ وَالْعُتَّقَ وَلاَ جُمُعَةَ عَلَيْنَا وَنَهَانَا عَنِ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ. وصححه الألباني
وفي صحيح ابن حبان (3041 ) أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عثمان ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ عَطِيَّةَ ، قَالَتْ : لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ ، جَمَعَ نِسَاءَ الأَنْصَارِ فِي بَيْتٍ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، فَقَامَ عَلَى الْبَابِ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا ، فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ السَّلاَمَ ، ثُمَّ قَالَ : أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْكُنَّ ، قَالَتْ : فَقُلْنَا مَرْحَبًا بِرَسُولِ اللهِ ، وَبِرَسُولِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : تُبَايِعْنَنِي عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا ، وَلاَ تَزْنِينَ ، وَلاَ تَسْرِقْنَ ، الآيَةُ ؟ قَالَتْ : فَقُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَتْ : فَمَدَّ يَدَهُ مِنْ خَارِجِ الْبَيْتِ ، وَمَدَدْنَا أَيْدِيَنَا مِنْ دَاخِلِ الْبَيْتِ ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اشْهَدْ ، قَالَتْ : وَأَمَرَنَا بِالْعِيدِ ، وَأَنْ نُخْرِجَ فِيهِ الْحُيَّضَ وَالْعُتَّقَ ، وَلاَ جُمُعَةَ عَلَيْنَا ، وَنَهَانَا عَنِ اتِّبَاعِ الْجَنَازَةِ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ : فَسَأَلْتُ جَدَّتِي عَنْ قَوْلِهِ : {وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} [الممتحنة] قَالَتْ : نَهَانَا عَنِ النِّيَاحَةِ.(7)
قلت : الصواب أنه حديث حسن بطوله
[ 467 ] إسماعيل بن عبيد الله بن رفاعة بن رافع العجلاني ويقال ابن عبيد بلا إضافة مقبول من السادسة بخ ت ق
وفي تهذيب الكمال : وجده رافع بن مالك أحد النقباء ولم يشهد بدرا وشهدها ابناه رفاعة وخلاد روى عن أبيه بخ ت ق عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى الْمُصَلَّى فَرَأَى النَّاسَ يَتَبَايَعُونَ فَقَالَ « يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ ». فَاسْتَجَابُوا لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَرَفَعُوا أَعْنَاقَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ إِلَيْهِ فَقَالَ « إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارًا إِلاَّ مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وَبَرَّ وَصَدَقَ ». وحديثا آخر روى عنه عبد الله بن عثمان ابن خثيم بخ ت ق روى له البخاري في الأدب والترمذي وبن ماجة هذا الحديث الواحد(8)
وفي الكاشف (395) : مقبول لم يترك ، وفي هامش التحقيق ذكروا له الحديث الذي رواه ، وقالوا عقبه : فهو صدوق ، وقول المصنف فيه مقبول ليس له اصطلاح خاص فيه كاصطلاح ابن حجر في تقريبه .
وهو عند الترمذي( 1254 ) حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عثمان ابن خُثَيْمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى الْمُصَلَّى فَرَأَى النَّاسَ يَتَبَايَعُونَ فَقَالَ « يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ ». فَاسْتَجَابُوا لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَرَفَعُوا أَعْنَاقَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ إِلَيْهِ فَقَالَ « إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارًا إِلاَّ مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وَبَرَّ وَصَدَقَ ».قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَيُقَالُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ رِفَاعَةَ أَيْضًا.(9)
وروي من طريق آخر في تهذيب الآثار للطبري( 1342 ) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَتَى جَمَاعَةً مِنَ التُّجَّارِ فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ فَاسْتَجَابُوا لَهُ وَمَدُّوا أَعْنَاقَهُمْ ، فَقَالَ : " إنَّ اللَّهَ بِاعِثُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارًا ، إِلَّا مَنْ صَدَقَ ، وَوَصَلَ ، وَأَدَّى الْأَمَانَةَ " ( وفيه ضعف)(10)
فالصواب أن حديثه حسن
[ 470 ] إسماعيل بن عمر كأنه القطربلي مقبول من الثانية عشرة د
وفي تهذيب التهذيب:د (أبو داود) إسماعيل بن عمر غير منسوب عن إبراهيم بن موسى،روى عنه أبو داود حديثا واحدا من طريق الشعبي عن عامر بن شهر قال كنت عند النجاشي الحديث قال ابن عساكر أظنه القطربلي وقد ذكر الخطيب القطربلى بروايته عن الحسين بن إشكاب وخالد بن عمرو الأموي وأن محمد بن الحسين المعروف والده بعبيد العجل،روى عنه.عن خالد بن عمرو وساق الحديث لم يزد على ذلك، قلت: وروى أبو قريش محمد بن جمعة عن إسماعيل بن عمر عن محمد بن يونس الفريابي حديثا آخر.(11)
ففي سنن أبى داود (4738) حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِى زَائِدَةَ عَنْ مُجَالِدٍ عَنْ عَامِرٍ - يَعْنِى الشَّعْبِىَّ - عَنْ عَامِرِ بْنِ شَهْرٍ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ النَّجَاشِىِّ فَقَرَأَ ابْنٌ لَهُ آيَةً مِنَ الإِنْجِيلِ فَضَحِكْتُ فَقَالَ : أَتَضْحَكُ مِنْ كَلاَمِ اللَّهِ" وصححه الألباني .
قلت : لأنه قد توبع على حديثه(12)،فهذا ينطبق عليه لفظ المقبول عند ابن حجر
[ 472 ] إسماعيل بن عون بن علي بن عبيد الله بن أبي رافع الهاشمي مولاهم وقد ينسب لجده مقبول من السابعة سي
وفي تهذيب التهذيب ( 583 ) سى النسائي في اليوم والليلة إسماعيل بن عون بن علي بن عبيد الله بن أبي رافع الهاشمي مولاهم روى عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب في ذكر وقعة بدر وعنه عبد الله بن عبد الرحمن بن موهب روى له النسائي هذا الحديث الواحد وقال المزي ربما ينسب عون إلى جده عبيد الله وهو بالتصغير وإسماعيل عزيز الحديث قلت وأخرج له الحاكم في المستدرك.
وحديثه في المستدرك (809) ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَوْنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ قَاتَلْتُ شَيْئًا مِنْ قِتَالٍ ثُمَّ جِئْتُ مُسْرِعًا لِأَنْظُرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا فَعَلَ فَجِئْتُ فَأَجِدُهُ وَهُوَ سَاجِدٌ يَقُولُ : " يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ " لَا يَزِيدُ عَلَيْهَا ، فَرَجَعْتُ إِلَى الْقِتَالِ ، ثُمَّ جِئْتُ وَهُوَ سَاجِدٌ ، يَقُولُ ذَلِكَ ، ثُمَّ ذَهَبْتُ إِلَى الْقِتَالِ ثُمَّ جِئْتُ وَهُوَ سَاجِدٌ يَقُولُ ذَلِكَ ، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ ذَلِكَ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ . " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، وَلَيْسَ فِي إِسْنَادِهِ مَذْكُورٌ بِجَرْحٍ " ،تعليق الحافظ الذهبي في التلخيص : القزاز كذبه أبو داود وأما ابن موهب فاختلف قولهم فيه وإسماعيل فيه جهالة.(13)
وهو عند البزار ليس فيه القزاز (662) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مَوْهَبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَوْنٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ قَاتَلْتُ شَيْئًا مِنْ قِتَالٍ ، ثُمَّ جِئْتُ مُسْرِعًا لأَنْظُرَ مَا فَعَلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَجِئْتُ فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ ، يَقُولُ : يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ لاَ يَزِيدُ عَلَيْهِمَا ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى الْقِتَالِ ، ثُمَّ جِئْتُ وَهُوَ سَاجِدٌ يَقُولُ ذَلِكَ ، ثُمَّ ذَهَبْتُ إِلَى الْقِتَالِ ، ثُمَّ رَجَعْتُ ، وَهُوَ يَقُولُ ذَلِكَ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ"وَهَذَا الْحَدِيثُ لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ.(14)
قلت : من هذا الاستقراء المبدئي نلاحظ أنَّ غالب هؤلاء يدور حديثهم بين الصحة والحسن ، وقد توبعوا إلا نادراً.
وهذا فيه تأكيد لقول العاني رحمه الله ، ولكن الأمر يحتاج لتفصيل كامل حول كلِّ راو ، لأن حديث الثقة غير حديث الصدوق ، فما قاله العاني من عدم تصحيح الحديث إذا تفردوا به فيه نظر كبير ، كما رأينا .
ويمكن أن نقيس عليهم بقية الرواة الذين قال فيهم ذلك .والله أعلم
يعني أن حديثهم على حديثهم على الأقل حسناً لذاته ، ليس ضعيفاً .
إن مقصود الحافظ ابن حجر أنهم مقبولون استوفوا الشروط التي وضعها في التعريف بهم ، ومن ثمَّ فتضعيف الحديث الذي يرد من طريقهم عند عدم التابعة فيه نظر .
=================
__________
(1) - وحسنه الشيخ شعيب بالتعليق على تهذيب الكمال للمزي (ج 3 / ص 51) قلت: وأعل الحديث بجهالة يحيى بن سليم بن زيد وقد ذكره البخاري في التاريخ ( 2993) وسكت عنه ، وسكت عنه أبو حاتم (648)
(2) - تهذيب التهذيب[ ج1 - ص208 ] (444) وسكت عنه البخاري (1253) وابن أبي حاتم (784 )
(3) - تاريخ الإسلام للذهبي (ج 3 / ص 197)( 19 )
(4) - تهذيب التهذيب[ ج1 - ص238 ] (509)
(5) - تاريخ الإسلام للذهبي (ج 3 / ص 199)( 23 )
(6) - تهذيب التهذيب[ ج1 - ص273 ] (571)
(7) - وسكت عنه البخاري (1144 ) وذكره ابن حبان في الثقات (1646 ) وفي خلاصة الأحكام (ج 2 / ص 761) رَوَاهُ أَبُو دَاوُد ، وَلم يُضعفهُ ، وَفِيه رجل سكتوا عَنهُ . وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه "3/122" رقم "1722". وفي الأحاديث المختارة للضياء (ج 1 / ص 181) (285) وفي مجمع الزوائد 9864 رَوَاهُ أَحْمَدُ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَالْبَزَّارُ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ .
(8) - تهذيب الكمال للمزي (ج 3 / ص 151)(466)
(9) - وصححه الحاكم (2144 ) ووافقه الذهبي ، وصحيح ابن حبان (ج 11 / ص 276) 4910 وفي الترغيب والترهيب للمنذري (ج 5 / ص 26) 2749 وسكت على تصحيحهم
(10) - وحسنه الألباني لغيره في الصحيحة (994 )
(11) - تهذيب التهذيب (ج 1 / ص 279)( 580)
(12) - انظر المسند الجامع (ج 8 / ص 25)( 5497)
(13) - واستغربه الذهبي في تاريخ الإسلام(ج 1 / ص 180)
(14) - وفي مجمع الزوائد( 17197) رَوَاهُ الْبَزَّارُ ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ . وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِنَحْوِهِ كَذَلِكَ ، وفي الأحاديث المختارة للضياء (ج 1 / ص 420)(738 ) وأخرجه النَّسَائِي ، في "عمل اليوم والليلة"611 والكبرى(10372 )(1/56)
المطلب الخامس
آراء أخرى حول تفسير معنى المقبول عند ابن حجر
قال الشيخ محمد خلف سلامة - بعد دراسة أجراها حول مرتبة المقبول- :
"وأهم خلاصات هذا البحث: هو أن قول ابن حجر (السادسة: من ليس له من الحديث إلا القليل، ولم يثبت فيه ما يترك حديثه من أجله، وإليه الإشارة بلفظ (مقبول) حيث يتابع، وإلا فلين الحديث) تقديره، بل معناه هو: المرتبة السادسة: مرتبة من ليس له من الحديث إلا القليل، ولم يأت فيه توثيق معتبر، أو لم يرد فيه توثيق أصلاً، ولم يرد في أحاديثه أو في كلام النقاد عليه ما يترك من أجله، وإليه الإشارة بلفظ (مقبول)، ومعنى هذه اللفظة، أن حديثه الذي يتابع عليه متابعة معتبرة يكون مقبولاً أي ثابتاً، وحديثه الذي لم يتابع عليه يكون ليناً أي مردوداً، ولكن ذلك الحديث في أعلى درجات الضعف، أي أقربها إلى درجات القوة والثبوت.والله أعلم "(1).
قلت : لا شكَّ أنه بحث - على وجازته- طيب ، ولكنه لم يجهز على الموضوع ، فبقي الأمر غامضاً ، وكلام العاني - مع تحفظنا على بعض ما يقول - أقرب لفهم كلام الحافظ ابن حجر ، وذلك لأنني قد سقت أمثلة كثيرة تدحض هذا الاحتمال الذي ذهب إليه - محمد خلف- .
================
وقال الشيخ أبو محمد الألفي(2)
" أعْلَمُ عَنْ يَقِينٍ وَاسْتِقْرَاءٍ تَامٍّ لِتَحْقِيقَاتِ الْكَثِيرِينَ مِنْ رُفَعَاءِ وَقْتِنَا : أَنَّهُ اسْتَقَرَّ فِي أَذْهَانِ الْكَثِيرِينَ مِنْهُمْ مَا أَوْدَعُوهُ مُصَنَّفَاتِهِمْ ، وَتَابَعَهُمْ عَلَيْه أَكْثَرُ طَلَبَةِ الْعِلْمِ : أَنَّ حَدِيثَ الْمَقْبُولِ ضَعِيفٌ إِذَا تَفَرَّدَ وَلَمْ يُتَابَعْ ، كَذَا زَعَمُوا ، وَذَلِكَ لِتَقْرِيرَاتٍ أَخْطَأَ وَاضِعُوهَا فِي فَهْمِ مُرَادِ الْحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ مِنْ مُصْطَلَحِهِ ذَا .
وَلَمْ أَزَلْ أَقُولُ : إِنَّ الْحَافِظَ ابْنَ حَجَرٍ هُوَ أَعْرَفُ النَّاسِ قَاطِبَةً بِمُرَادِهِ وَمَقْصُودِهِ . فَمَنْ أَرَادَ الْوُقُوفَ عَلَى الصَّحِيحِ مِنْ مَعْنَى هَذَا الْمُصْطَلَحِ ، فَلْيَأْخُذُهُ مِنْ كِلامِ الْحَافِظِ نَفْسَهُ وَتَقْرِيرَاتِهِ وَتَطْبِيقَاتِهِ ، لا مِمَّنْ حَمَلَ مُصْطَلَحَهُ عَلَى غَيْرِ مُرَادِهِ وَمَقْصُودِهِ .
وَإِنْ شِئْتُ ذَكَرْتُ هَاهُنَا عَشَرَاتِ الأَمْثَلَةِ مِنْ تَقْرِيرَاتِ ابْنِ حَجَرٍ بِبيان مَعْنَى مُصْطَلَحِهِ ذَا . وَلِنَقْتَصِرَ تَذْكِيرَاً وَتَبْصِيرَاً عَلَى هَذِهِ الْعُشَارِيَّةِ ، وَقَدْ ذَكَرْتُ أَضْعَافَهَا فِي كِتَابِيَ الْكَبِيْرِ الْمَوْسُومِ بـ « التَّعْلِيقُ الْمَأْمُولْ عَلَى مَعْنَى قَوْلِ ابْنِ حَجَرٍ مَقْبُولْ » :
[ الأَوَّلُ ] قَالَ الْحَافِظُ فِي « تَغْلِيقِ التَّعْلِيقِ »(3/319) : « قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ (4/388) ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا وَبْرُ بْنُ أَبِي دُلَيْلَةَ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مُسَيْكَةَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرَاً عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « لَيُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ وَعُقُوبَتَهُ » . قَالَ وَكِيعٌ : عِرْضُهُ شِكَايَتُهُ ، وَعُقُوبَتُهُ حَبْسُهُ .(3)
ثُمَّ قال الْحَافِظُ : « وَهَذَا إسْنَادٌ حَسَنٌ »،مَعَ قَوْلِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مُسَيْكَةَ الطَّائِفِيِّ فِي « التَّقْرِيبِ »(1/490) : « مَقْبُولٌ مِنَ السَّادِسَةِ » .
وَفِي « فَتْحِ الْبَارِي »(5/62) شَرْحَاً لقَوْلَ أبِي عَبْدِ اللهِ الْبُخَارِيُّ : وَيُذْكَرُ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - « لَيُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ وَعُقُوبَتَهُ » .
قَالَ الْحَافِظُ : « الْحَدِيثُ الْمَذْكُورُ وَصَلَهُ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ فِي مُسْنَدَيْهِمَا وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ عَمْرو بْن الشَّرِيدِ بْن أَوْس الثَّقَفِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - « لَيُّ الْوَاجِد ... » الْحَدِيثَ . وَإِسْنَاده حَسَنٌ ، وَذَكَرَ الطَّبَرَانِيُّ : أَنَّهُ لا يُرْوَى إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ » .
قُلْتُ : هَذَا مِنْ أَوْضَحِ شَيْءٍ وَأَبْيَنِهِ عَلَى مُرَادِ الْحَافِظِ وَمَقْصِدِهِ مِنْ مُصْطَلَحِهِ ، فَقَدْ :
(1) حَسَّنَ حَدِيثَ الرَّاوِي الْمَقْبُولِ ، (2) مَعَ تَفَرُّدِهِ ، وَعَدَمِ الْمُتَابِعِ لَهُ .
[ الثَّانِي ] قَالَ فِي « الإِصَابَةِ فِي مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ »(3/64) : « سَعْدُ بْنُ ضُمَيْرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ سفيان بن مَالِكِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ زعب بْنِ مَالِكِ بْنِ خُفَافِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ بَهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ السُّلَمِيُّ ، وَقِيلَ الأَسْلَمِيُّ ، وَقِيلِ الضَّمْرِيُّ . حِجَازِيٌّ شَهِدَ حُنَيْنَاً ، سَاقَ نَسَبَهُ ابْنُ قَانِعٍ . لَهُ عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ حَدِيثٌ فِي قِصَّةِ مُحَلِّمِ بْنِ جَثَّامَةَ اللَّيْثِيِّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ »
وَقَالَ عَنْ أَبِيهِ « الإِصَابَةِ »(3/490) : « ضُمَيْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ السُّلَمِيُّ ، وَقِيلَ ابْنُ سَعْدٍ وَهُوَ الأَشْهَرُ . قَالَ الْبُخَارِيُّ وَابْنُ السَّكَنِ : لَهُ صُحْبَةٌ . وَقَالَ الْبَغَوِيُّ : سَكَنَ الْمَدِينَةَ . وَقَالَ ابْنُ مَنْدَهْ : لَهُ وَلابْنِهِ سَعْدٍ صُحْبَةٌ .
قُلْتُ : وَحَدِيثُهُ عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ وَالْبَغَوِيِّ وَغَيْرِهِمَا مِنْ رِوَايَةِ زِيَادِ بْنِ ضُمَيْرَةَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ . قَالَ الْبَغَوِيُّ : لا أَعْلَمُ لَهُ غَيْرَهُ . وَسَيَأْتِي فِي تَرْجَمَةِ مُكَيْتِلٍ ، وَفِيهِ أَنَّ ضُمَيْرَةَ وْابْنَهُ سَعْدَاً شَهِدَا مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حُنَيْنَاً » اهـ .
قُلْتُ : يَعْنِي مَا أَخْرَجَهُ أبُو دَاوُدَ (4503) : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا حَمَّادٌ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ : سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ ضُمَيْرَةَ الضُّمَرِيَّ (ح ) وَأَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ بيان وَأَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالا : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّهُ سَمِعَ زِيَادَ بْنَ سَعْدِ بْنِ ضُمَيْرَةَ السُّلَمِيَّ يُحَدِّثُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ وَجَدِّهِ وَكَانَا شَهِدَا مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حُنَيْنَاً : أَنْ مُحَلِّمَ بْنَ جَثَّامَةَ اللَّيْثِيَّ قَتَلَ رَجُلاً مِنْ أَشْجَعَ فِي الإِسْلامِ ، وَذَلِكَ أَوَّلُ غِيَرٍ قَضَى بِهِ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَتَكَلَّمَ عُيَيْنَةُ فِي قَتْلِ الأَشْجَعِيِّ ، لأَنَّهُ مِنْ غَطَفَانَ ، وَتَكَلَّمَ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ دُونَ مُحَلِّمٍ لأَنَّهُ مِنْ خِنْدِفَ ، فَارْتَفَعَتْ الأَصْوَاتُ ، وَكَثُرَتْ الْخُصُومَةُ وَاللَّغَطُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « يَا عُيَيْنَةُ ؛ أَلا تَقْبَلُ الْغِيَرَ » ، فَقَالَ عُيَيْنَةُ : لا وَاللهِ ؛ حَتَّى أُدْخِلَ عَلَى نِسَائِهِ مِنْ الْحَرْبِ وَالْحُزْنِ مَا أَدْخَلَ عَلَى نِسَائِي ، قَالَ : ثُمَّ ارْتَفَعَتْ الأَصْوَاتُ ، وَكَثُرَتْ الْخُصُومَةُ وَاللَّغَطُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « يَا عُيَيْنَةُ ؛ أَلا تَقْبَلُ الْغِيَرَ » ، فَقَالَ عُيَيْنَةُ مِثْلَ ذَلِكَ أَيْضَاً إِلَى أَنْ قَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ ، يُقَالُ لَهُ مُكَيْتِلٌ عَلَيْهِ شِكَّةٌ وَفِي يَدِهِ دَرِقَةٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ؛ إِنِّي لَمْ أَجِدْ لِمَا فَعَلَ هَذَا فِي غُرَّةِ الإِسْلامِ مَثَلاً إِلاَّ غَنَمَاً وَرَدَتْ فَرُمِيَ أَوَّلُهَا فَنَفَرَ آخِرُهَا ، اسْنُنْ الْيَوْمَ وَغَيِّرْ غَدَاً ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « خَمْسُونَ فِي فَوْرِنَا هَذَا ، وَخَمْسُونَ إِذَا رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ » ، وَذَلِكَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ ، وَمُحَلِّمٌ رَجُلٌ طَوِيلٌ آدَمُ ، وَهُوَ فِي طَرَفِ النَّاسِ ، فَلَمْ يَزَالُوا حَتَّى تَخَلَّصَ ، فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَعَيْنَاهُ تَدْمَعَانِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ؛ إِنِّي قَدْ فَعَلْتُ الَّذِي بَلَغَكَ ، وَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، فَاسْتَغْفِرْ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لِي يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « أَقَتَلْتَهُ بِسِلاحِكَ فِي غُرَّةِ الإِسْلامِ ، اللَّهُمَّ لا تَغْفِرْ لِمُحَلِّمٍ » ، قَالَهَا بِصَوْتٍ عَالٍ ،زَادَ أَبُو سَلَمَةَ : فَقَامَ ، وَإِنَّهُ لَيَتَلَقَّى دُمُوعَهُ بِطَرَفِ رِدَائِهِ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : فَزَعَمَ قَوْمُهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - اسْتَغْفَرَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ .
قُلْتُ : هَكَذَا حَسَّنَهُ الْحَافِظُ ، وَفِي إِسْنَادِهِ زِيَادُ بْنُ سَعْدِ بْنِ ضُمَيْرَةَ السُّلَمِيُّ ، وَقَدْ تَفَرَّدَ وَلَمْ يُتَابَعْ ، وَلَيْسَ لَهُ حَدِيثٌ سِوَاهُ ،مَعَ قَوْلِهِ عَنْهُ فِي « التَّقْرِيبِ »(1/219) : « مَقْبُولٌ مِنَ الرَّابِعَةِ » .
قُلْتُ : وَهَذَا كَسَابِقِهِ فِي تَحْسِينِ حَدِيثِ الْمَقْبُولِ ، مَعَ التَّفَرُّدِ وَعَدَمِ الْمُتَابِعِ .
[ الثَّالِثُ ] فِي ثَنَايَا شَرْحِهِ لِحَدِيثِ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ، الَّذِي أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ « كِتَابُ الصَّوْمِ »(1986) قَالَ : حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ : أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَهِيَ صَائِمَةٌ ، فَقَالَ : أَصُمْتِ أَمْسِ ؟ ، قَالَتْ : لا ، قَالَ : تُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِي غَدَاً ، قَالَتْ : لا ، قَالَ : « فَأَفْطِرِي » .
قَالَ الْحَافِظُ « فَتْحُ الْبَارِي »(4/234) : « وَلَيْسَ لِجُوَيْرِيَةَ زَوْج النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْبُخَارِيِّ مِنْ رِوَايَتهَا سِوَى هَذَا الْحَدِيث ، وَلَهُ شَاهِد مِنْ حَدِيث جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمِّيَّة عِنْد النَّسَائِيِّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ بِمَعْنَى حَدِيث جُوَيْرِيَةَ » .
قُلْتُ : يَعْنِي مَا أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ « الْكُبْرَى »(2/145/2773) قَالَ : أَنْبَأَ الرَّبِيعُ بْنُ سليمان ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَذَكَرَ آخَرَ قَبْلَهُ يَعْنِي ابْنَ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنِ أَبِي الْخَيْرِ عَنْ حُذَيْفَةَ الْبَارِقِيِّ عَنْ جُنَادَةَ الأَزْدِيِّ : أنَّهُمْ دَخَلُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَمَانِيَةُ نَفَرٍ وَهُوَ ثَامِنُهُمْ ، فَقَرَّبَ إِلَيْهِمْ رسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - طَعَامَاً يَوْمَ جُمُعَةٍ ، فَقَالَ : كُلُوا ، قَالُوا : صِيَامٌ ، قَالَ : صُمْتُمْ أَمْسِ ، قَالُوا : لا ، قَالَ : فَصَائِمُونَ غَدَاً ، قَالُوا : لا ، قَالَ : « فَأَفْطِرُوا » .
قُلْتُ : هَكَذَا صَحَّحَهُ الْحَافِظُ ، وَفِي إِسْنَادِهِ حُذَيْفَةُ الْبَارِقِيُّ ، وَقَدْ تَفَرَّدَ عَنْ جُنَادَةَ الأَزْدِيِّ وَلَمْ يُتَابَعْ ،مَعَ قَوْلِهِ عَنْهُ فِي « التَّقْرِيبِ »(1/154) : « مَقْبُولٌ مِنَ الرَّابِعَةِ » .
قُلْتُ : وَهَذَا كَسَابِقَيْهِ ، بَلْ أعلَى مِنْهُمَا ، فَقَدْ صَحَّحَ الْحَافِظُ حَدِيثَ الْمَقْبُولِ ، مَعَ التَّفَرُّدِ وَعَدَمِ الْمُتَابِعِ .
وَفِيهِ بيان شَافٍ كَافٍ أَنَّ حَدِيثَ الْمَقْبُولِ عِنْدَ الْحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ دَائِرٌ بَيْنَ الصَّحِيحِ وَالْحَسَنِ ، لا يَتَجَاوَزُهُمَا إِلاَّ فِي أَفْرَادٍ مَعْدُودَةٍ ، سَيَأْتِي ذِكْرُهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى .
وَقَدْ كَانَتْ هَذِهِ الثُّلاثِيَّةُ كَافِيَةً لِلدِّلالَةِ عَلَى مَا أَوْرَدْنَاهَا لِبيانهِ ، وَالتَّنْبِيهِ عَلَى خَطَأ مُخَالِفِهِ ، لَوْلا أَنَّنَا اشْتَرَطْنَا ذِكْرَ عُشَارِيَّةٍ تَامَّةٍ مُنْتَقَاةٍ مِمَّا زَبَرْنَاهُ فِي الْكِتَابِ الْكَبِيْرِ .
[ الرَّابِعُ ] فِي بيانهِ لِحُكْمِ مَا ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ تَعْلِيقَاً بِصِيغَةِ التَّمْرِيضِ ، قَالَ فِي « هَدْي السَّارِي »(1/18) : « فَمِنْهُ مَا هُوَ صَحِيحٌ وَلَيْسَ عَلَى شَرْطِهِ ، وَمِنْهُ مَا هُوَ حَسَنٌ ، وَمِنْهُ مَا هُوَ ضَعِيفٌ بِنَوْعَيْهِ مُنْجَبِرٍ وَلا جَابِرَ لَهُ » .
ثُمَّ قَالَ الْحَافِظُ : « وَمِثَالُ الْحَسَنِ قَوْلُهُ فِي الْبُيُوعِ : وَيُذْكَرُ عَنْ عثمان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : أَنَّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهُ : « إِذَا بِعْت فَكِلْ ، وَإِذَا اِبْتَعْت فَاكْتَلْ » . وَهَذَا الْحَدِيثُ قَدْ رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ (3/8/23) مِنْ طَرِيقِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَهُوَ صَدُوقٌ عَنْ مُنْقِذٍ مَوْلَى سُرَاقَةَ وَقَدْ وُثِّقَ عَنْ عثمان ابن عَفَّانَ بِهِ » اهـ(4).
قُلْتُ : قَدْ جَعَلَ الْحَافِظُ حَدِيثَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ مثالاً لِلْحَسَنِ مِنَ الأَحَادِيثِ الْمُعَلَّقَةِ فِي « صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ » ،مَعَ قَوْلِهِ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ الْكِنَانِيِّ فِي « التَّقْرِيبِ »(1/374) : « مَقْبُولٌ مِنَ الرَّابِعَةِ » .
[ الْخَامِسُ ] قَالَ الْحَافِظُ فِي « تَغْلِيقِ التَّعْلِيقِ »(2/436) : « قَالَ ابن أبي شيبة (3440) حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ حَمَاسٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ النَّضْرِيِّ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ؛ أَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَأَتَى سَارِيَةً فَصَلَّى عِنْدَهَا رَكْعَتَيْنِ. ، ثُمَّ عَقَّبَ بِقَوْلِهِ : « وَالإِسْنَادُ حَسَنٌ » .
مَعَ قَوْلِهِ عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ حِمَاسٍ اللَّيْثِيِّ فِي « التَّقْرِيبِ » : « مَقْبُولٌ مِنَ السَّادِسَةِ .
[ السَّادِسُ ] وَقَالَ فِي « الإِصَابَةِ فِي مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ »(2/14) : « حَبَّةُ بْنُ خَالِدٍ الْخُزَاعِيُّ ، وَقِيلَ الْعَامِرِيُّ أخُو سَوَاءِ بْنِ خَالِدٍ ، صَحَابِيٌّ نَزَلَ الْكُوفَةَ . رَوَى حَدِيثَهُ ابْنُ مَاجَهْ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ مِنْ طَرِيقِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي شُرَحْبِيلٍ عَنْ حَبَّةَ وَسَوَاءٍ ابْنَيْ خَالِدٍ قَالا : دَخَلْنَا عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَهُوَ يُعَالِجُ شَيْئَاً .... الْحَدِيثَ » .
قُلْتُ : يَعْنِي مَا أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ( 4304 )- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ سَلاَّمِ بْنِ شُرَحْبِيلَ أَبِى شُرَحْبِيلَ عَنْ حَبَّةَ وَسَوَاءٍ ابْنَىْ خَالِدٍ قَالاَ دَخَلْنَا عَلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يُعَالِجُ شَيْئًا فَأَعَنَّاهُ عَلَيْهِ فَقَالَ « لاَ تَيْأَسَا مِنَ الرِّزْقِ مَا تَهَزَّزَتْ رُءُوسُكُمَا فَإِنَّ الإِنْسَانَ تَلِدُهُ أُمُّهُ أَحْمَرَ لَيْسَ عَلَيْهِ قِشْرٌ ثُمَّ يَرْزُقُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ».(5)
قُلْتُ : وَهُوَ حَدِيثٌ فَرْدٌ غَرِيبٌ لَمْ يَرْوِه عَنْ حَبَّةَ وَسَوَاءٍ ابْنَيْ خَالِدٍ إلاَّ سَلاَّمُ بْنُ شُرَحْبِيلَ أَبُو شُرَحْبِيلَ ، وَتَفَرَّدَ عَنْهُ الأَعْمَشِ ،وَقَدْ حَسَّنَهُ الْحَافِظُ مَعَ التَّفَرُّدِ وَعَدَمِ الْمُتَابِعِ ،مَعَ قَوْلِهِ عَنْ سَلاَّمِ بْنِ شُرَحْبِيلَ أَبِي شُرَحْبِيلَ فِي « التَّقْرِيبِ »(1/261) : « مَقْبُولٌ مِنَ الرَّابِعَةِ » .
[ السَّابِعُ ] وَقَالَ الْحَافِظُ « فَتْحُ الْبَارِي »(4/234) : « وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ بِإِسْنَادٍ حَسَن عَنْ أَنَسٍ : أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - شَرِبَ لَبَنَاً ، فَلَمْ يَتَمَضْمَضْ ، وَلَمْ يَتَوَضَّأ ».
قُلْتُ : والْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ أَبُو داوُدَ قَالَ ( 197 ) حَدَّثَنَا عثمان ابن أَبِى شَيْبَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ عَنْ مُطِيعِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِىِّ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- شَرِبَ لَبَنًا فَلَمْ يُمَضْمِضْ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ وَصَلَّى.قَالَ زَيْدٌ دَلَّنِى شُعْبَةُ عَلَى هَذَا الشَّيْخِ..(6)
قًلْتُ : وَهَذَا كَسَابِقِهِ قَدْ حَسَّنَهُ الْحَافِظُ مَعَ التَّفَرُّدِ وَعَدَمِ الْمُتَابِعِ ،مَعَ قَوْلِهِ عَنْ مُطِيعِ بْنِ رَاشِدٍ الْبَصْرِيِّ فِي « التَّقْرِيبِ »(1/535) : « مَقْبُولٌ مِنَ السَّابِعَةِ » .
[ الثَّامِنُ ] وَقَالَ « فَتْحُ الْبَارِي »(4/234) فِي بيان حُكْمِ النَّعْي : « كَانَ بَعْض السَّلَف يُشَدِّد فِي ذَلِكَ ، حَتَّى كَانَ حُذَيْفَة إِذَا مَاتَ لَهُ الْمَيِّت يَقُول : لا تُؤْذِنُوا بِهِ أَحَدَاً ، إِنِّي أَخَاف أَنْ يَكُون نَعْيَاً ، « إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَنْهَى عَنْ النَّعْيِ » . أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ بِإِسْنَادٍ حَسَنٌ » .
قُلْتُ : والْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ (986) عَنْ عَبْدِ الْقُدُّوسِ بْنِ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ ، وَابْنُ مَاجَهْ (1476) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ ، كِلاهُمَا عَنْ حَبِيبِ بْنِ سُلَيْمٍ الْعَبْسِيِّ عَنْ بِلالِ بْنِ يَحْيَى الْعَبْسِيِّ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ : إِذَا مِتُّ فَلا تُؤْذِنُوا بِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ نَعْيَاً ، « فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَنْهَى عَنْ النَّعْيِ » ، اللَّفْظُ لِلتِّرْمِذِيِّ . وَقَالَ ابْنُ مَاجَهْ : بِأُذُنَيَّ هَاتَيْنِ يَنْهَى عَنْ النَّعْيِ .(7)
__________
(1) - انظر معنى لفظة مقبول عند ابن حجر في كتابه تقريب التهذيب لمحمد خلف سلامة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778556
(2) - انظر شَذَرَاتٌ مِنَ الْمَنْهَجِ الْمَأْمُولِ بِبَيَانِ مَعْنَى قَوْلِ ابْنِ حَجَرٍ مَقْبُولْ / أبو محمد الألفي/
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778556
(3) - وَرَوَاهُ أبُو دَاوُدَ (3628) ، وَالنَّسَائِيُّ (7/316) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ وَبْرِ بْنِ أَبِي دُلَيْلَةَ ،وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ (7/316) ، وَابْنُ مَاجَهْ (2427) مِنْ حَدِيثِ وَكِيعٍ .
(4) - وَالْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ كَذَلِكَ الْبَيْهَقِيُّ « الْكُبْرَى »(5/315) مِنْ طَرِيقِ الدَّارَقُطْنِيِّ (3/8/23) وَلَمْ يَتَفَرَّدْ بِهِ مُنْقِذٌ عَنْ عثمان ابن عَفَّانَ ، فَقَدْ تَابَعَهُ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ،قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ (1/62) : حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ ثَنَا مُوسَى بْنُ وَرْدَانَ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ : سَمِعْتُ عثمان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ : كُنْتُ أَبْتَاعُ التَّمْرَ مِنْ بَطْنٍ مِنْ الْيَهُودِ ، يُقَالُ لَهُمْ بَنُو قَيْنُقَاعَ ، فَأَبِيعُهُ بِرِبْحٍ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : « يَا عثمان ؛ إِذَا اشْتَرَيْتَ فَاكْتَلْ ، وَإِذَا بِعْتَ فَكِلْ » ،و« شَرْحُ الْمَعَانِي »(4/16) أَخْرَجَهُ كَذَلِكَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ (52) عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ ، وَابْنُ مَاجَهْ (2230) عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئِ ، والْبَزَّارُ (379) عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى ، وَالْبَيْهَقِيُّ « الْكُبْرَى »(5/315) عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، جَمِيعَاً عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ ثَنَا مُوسَى بْنُ وَرْدَانَ بِنَحْوِهِ قُلْتُ : وَهَذَا مِنْ صِحَاحِ أَحَادِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ مِنْ رِوَايَةِ الْعَبَادِلَةِ الثَّلاثَةِ الْكُبَرَاءِ : ابْنِ الْمُبَارَكِ ، وَابْنِ وَهْبٍ ، وَالْمُقْرِئِ .
(5) - وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ أَحْمَدُ (3/469) ، وَهَنَّادٌ « الزُّهْدُ »(789) ، وَابْنُ سَعْدٍ « الطَّبَقَاتُ الْكُبْرَى »(6/33) ، وَالْبُخَارِيُّ « الأَدَبُ الْمُفْرَدُ »(453) مُخْتَصَرَاً ، وَابْنُ أَبِي عَاصِمٍ «الآحَادُ وَالْمَثَانِي »(3/138) ، وَالطَّبَرَانِيُّ « الْكَبِيْرُ »(4/7/3480،3479 و7/137/6611،6610) ، وَالْبَيْهَقِيُّ « شُعُبُ الإِيْمَانِ »(2/119/1349) و« الآدَابُ »(776) ، وَالْمِزِّيُّ « تَهْذِيبُ الْكَمَالِ » (5/356،355) مِنْ طُرُقٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ سَلاَّمِ بْنِ شُرَحْبِيلَ أَبِي شُرَحْبِيلَ عَنْ حَبَّةَ وَسَوَاءٍ ابْنَيْ خَالِدٍ بِهِ .
(6) - وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ ابْنُ شَاهِينَ « النَّاسِخُ وَالْمَنْسُوخُ »(93) ، وَالْبَيْهَقِيُّ « الْكُبْرَى»(1/160) ، وَالضِّيَاءُ « الأَحَادِيثُ الْمُخْتَارَةُ »(1582) مِنْ طُرُقٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ عَنْ مُطِيعِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ عَنْ أَنَسٍ بِهِ . وحسنه الألباني في التعليق على سنن ابي داود
(7) - وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ أَحْمَدُ (5/406،385) عَنْ وَكِيعٍِ وَيَحْيَى بْنِ آدَمَ ، وَالْبَيْهَقِيُّ « الْكُبْرَى »(4/74) عنْ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ ، وَالْمِزِّيُّ « تَهْذِيبُ الْكَمَالِ »(5/376) عنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ ، جَمِيعَاً عَنْ حَبِيبِ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ بِلالِ بْنِ يَحْيَى الْعَبْسِيِّ عَنْ حُذَيْفَةَ بِنَحْوِهِ . وقال أَبُو عيسَى : « هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ » .(1/57)
قًلْتُ : وَهَذَا كَسَابِقَيْهِ قَدْ حَسَّنَهُ الْحَافِظُ مَعَ التَّفَرُّدِ وَعَدَمِ الْمُتَابِعِ ،مَعَ قَوْلِهِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ سُلَيْمٍ الْعَبْسِيِّ فِي « التَّقْرِيبِ »(1/151) : « مَقْبُولٌ مِنَ السَّابِعَةِ » .
[ التَّاسِعُ ] قَالَ فِي « الإِصَابَةِ فِي مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ »(2/3) : « حَازِمُ بْنُ حَرْمَلَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الْغِفَارِيُّ . لَهُ حَدِيثٌ فِي الإِكْثَارِ مِنَ الْحَوْقَلَةِ . رَوَى عَنْهُ أبُو زَيْنَبَ مَوْلاهُ . أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ وَابْنُ أَبِي عَاصِمٍ الْوُحْدَانُ وَالطَّبَرَانِيُّ وَغَيْرُهُمْ كُلُّهُمْ فِي الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ » اهـ .
قُلْتُ : يَعْنِي مَا أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ (3826) قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمَدَنِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ ثَنَا خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي زَيْنَبَ مَوْلَى حَازِمِ بْنِ حَرْمَلَةَ عَنْ حَازِمِ بْنِ حَرْمَلَةَ قَالَ : مَرَرْتُ بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ لِي : « يَا حَازِمُ ؛ أَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ ، فَإِنَّهَا مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ »(1).
قُلْتُ : وَهَذَا حَدِيثٌ مَدَنِيٌّ غَرِيبٌ لَمْ يَرْوِه عَنْ حَازِمِ بْنِ حَرْمَلَةَ إلاَّ أَبُو زَيْنَبَ مَوْلاهُ ، تَفَرَّدَ عَنْهُ خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ مَوْلَى ابْنِ جُدْعَانَ .
وَقَدْ حَسَّنَهُ الْحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ مَعَ :
(1) التَّفَرُّدِ وَعَدَمِ الْمُتَابِعِ .
(2) قَوْلِهِ عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ فِي « التَّقْرِيبِ »(1/188) : « مَقْبُولٌ مِنَ الرَّابِعَةِ » .
(3) قَوْلِهِ عَنْ أَبِي زَيْنَبَ الْغِفَارِيِّ مَوْلَى حَازِمِ بْنِ حَرْمَلَةَ فِي « التَّقْرِيبِ »(1/642) : « مَجْهُولٌ » .
[الْعَاشِرُ ] وَقَالَ فِي « الإِصَابَةِ فِي مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ »(1/291) : « بُسْرُ بْنُ جَحَّاشٍ قُرَشِيٌّ نَزَلَ حِمْصَ . قَالَ ابْنُ مَنْدَهْ : أَهْلُ الْعِرَاقِ يَقُولُونَهُ بُسْرٌ بِالْمُهْمَلَةِ ، وَأَهْلُ الشَّامِ يَقُولُونَهُ بِالْمُعْجَمَةِ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَابْنُ زَبْرٍ : لا يَصِحُّ بِالْمُعْجَمَةِ ، وَكَذَا ضَبَطَهُ بِالْمُهْمَلَةِ أبُو عَلِيٍّ الْهَجَرِيُّ فِي نَوَادِرِهِ ،وَقَالَ مُسْلِمٌ وَابْنُ السَّكَنِ وَغَيْرُهُمَا : لَمْ يَرْوِ عنهُ غَيْرُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ . وَحَدِيثُهُ عَنْدَ أَحْمَدَ وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ طَرِيقِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْهُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ » .
قُلْتُ : والْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ الإمَامُ أَحْمَدُ (4/210) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ثَنَا حَرِيزُ بْنُ عثمان عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ الْقُرَشِيِّ : أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بَصَقَ يَوْمَاً فِي كَفِّهِ ، فَوَضَعَ عَلَيْهَا أُصْبُعَهُ ، ثُمَّ قَالَ : « قَالَ اللهُ تَعَالَى : ابْنَ آدَمَ ؛ أَنَّى تُعْجِزُنِي وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ ، حَتَّى إِذَا سَوَّيْتُكَ وَعَدَلْتُكَ ، مَشَيْتَ بَيْنَ بُرْدَيْنِ وَلِلأَرْضِ مِنْكَ وَئِيدٌ ، فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ قُلْتَ : أَتَصَدَّقُ ، وَأَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ » .
وَحَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى ثَنَا حَرِيزٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ الْقُرَشِيِّ قَالَ : بَزَقَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى كَفِّهِ ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ(2)
قُلْتُ : وَهَذَا حَدِيثٌ شَامِيٌّ غَرِيبٌ لَمْ يَرْوِه عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ غَيْرُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، تَفَرَّدَ عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ الْحِمْصِيُّ ،وَهُوَ أعلَى مِنَ الأَحَادِيثِ السَّابِقَةِ كُلِّهَا ، فَقَدْ صَحَّحَهُ الْحَافِظُ ، مَعَ التَّفَرُّدِ وَعَدَمِ الْمُتَابِعِ ،مَعَ قَوْلِهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ أَبِي سَلَمَةَ الْحِمْصِيِّ فِي « التَّقْرِيبِ »(1/351) : « مَقْبُولٌ مِنَ الرَّابِعَةِ » .
قلت : عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ أَبُو سَلَمَةَ تَابِعِيٌّ شَامِيٌّ ثِقَةٌ مَشْهُورٌ كَثِيْرُ الرِّوَايَةِ . سَمِعَ مِنَ الصَّحَابَةِ : أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ ، وَالْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي كَرِبٍ . وَرَوَى عنْ : تَمِيمٍ الدَّارِيِّ ، وثَوْبَانَ ، وَالْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ . وَرَوَى عَنْهُ : ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ ، وَحَرِيزُ بْنُ عثمان الرَّحَبِيُّ ، وَصفوان ابن عَمْرٍو . وَتَّقَهُ أبُو دَاوُدَ وَالْعِجْلِيُّ وَابْنُ حبان وَالذَّهَبِيُّ .(3)
ثُمَّ هَذَا الْبيان السَّابِقُ أَوْضَحُ دَلِيلٍ عَلَى تَوْثِيقِ ابْنِ حَجَرٍ لَهُ" .
قلت : وفي كلام الألفي دقةٌ بالغة ، فقد تابع العاني فيما قاله، ولكنه وصل إلى النتيجة نفسها التي وصلت إليها، وهي أن أحاديث المقبول تدور بين الصحة والحسن ، وبالنادر الضعف ، وهذا هو الصواب في هذه المسالة الجلل ، والله أعلم
وهذا مثال أخير يدلُّ على تصحيح حديث المقبول أحياناً عند الحافظ ابن حجر ، وغيره ، وهو حديث من طريق نبهان مولى أم سلمة رضي الله عنها ، وقد تفرد به ولم يتابع .
وهو في سنن أبى داود(4114 ) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ حَدَّثَنِى نَبْهَانُ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَعِنْدَهُ مَيْمُونَةُ فَأَقْبَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ أُمِرْنَا بِالْحِجَابِ فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « احْتَجِبَا مِنْهُ ». فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَيْسَ أَعْمَى لاَ يُبْصِرُنَا وَلاَ يَعْرِفُنَا فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا أَلَسْتُمَا تُبْصِرَانِهِ ». قَالَ أَبُو دَاوُدَ هَذَا لأَزْوَاجِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - خَاصَّةً أَلاَ تَرَى إِلَى اعْتِدَادِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ عِنْدَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ قَدْ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - لِفَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ « اعْتَدِّى عِنْدَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ فَإِنَّهُ رَجُلٌ أَعْمَى تَضَعِينَ ثِيَابَكِ عِنْدَهُ ».
وفي سنن الترمذى (3005 ) حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ نَبْهَانَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَيْمُونَةُ قَالَتْ فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ أَقْبَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَذَلِكَ بَعْدَ مَا أُمِرْنَا بِالْحِجَابِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « احْتَجِبَا مِنْهُ ». فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَيْسَ هُوَ أَعْمَى لاَ يُبْصِرُنَا وَلاَ يَعْرِفُنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا أَلَسْتُمَا تُبْصِرَانِهِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.(4)
وقال النووي :" وَهَذَا الْحَدِيث حَدِيث حَسَن رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيّ وَغَيْرهمَا قَالَ التِّرْمِذِيّ هُوَ حَدِيث حَسَن وَلَا يُلْتَفَت إِلَى قَدَح مِنْ قَدَح فِيهِ بِغَيْرِ حُجَّة مُعْتَمَدَة"(5).
قلت : أما نبهان فالصواب أنه صدوق(6)
ورجال إسناده ثقات مشاهير كلهم ؛ غير نبهان مولى أم سلمة وقد وثق،وكفاه في توثيقه وعدالته أمران :
( أولهما ) تابعيته وكونه مولىً لأم المؤمنين أم سلمة زوج النَّبىِّ - صلى الله عليه وسلم - ،ولهذا ذكره ابن حبان في الثقات قال : " نبهان أبو يحيى مولى أم سلمة . يروى عن أم سلمة . روى عنه الزهرى . وكانت أم سلمة قد كاتبته،وأدى كتابته فعتق"(7). وقال الحافظ ابن حجر في التقريب: " مقبول من الثالثة "(8)،يعنى من أوساط التابعين الذين يتلقَّى حديثهم بالقبول تبعاً لقاعدة الحافظ الذهبي - رحمه الله- حيث قال في ديوان الضعفاء : " وأما المجهولون من الرواة،فإن كان من كبار التابعين أو أوساطهم ؛ احتمل حديثه وتلقي بحسن الظنِّ ؛ إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ " .
ولهذا صرَّح الذهبي بتوثيقه من غير تورية،فقال في الكاشف:" نبهان . عن مولاته أم سلمة . وعنه : الزهري،ومحمد بن عبد الرحمن . ثقة "(9). وفى هذا التصريح بتوثيقه وتعديله ؛ ردٌّ على من زعم أن ذكر الذهبي في ذيل الضعفاء تجهيل ابن حزم إيَّاه إقرار منه بأنَّه مجهول !! .
وهاهنا ينبغي تنبيه الناظر في بعض كتب الحافظ الذهبي،وبخاصةٍ ميزان الاعتدال،أنَّه ربما ذكر كلَّ ما يقال عن الراوي من تضعيف أو تجهيل،وينسبه لقائله من غير تعقيب أو نفيٍ لجهالةٍ،فيظنُّ من لا يعلمُ خطَّة الذهبي وشرطه في المذكورين أن ذلك إقرارٌ منه بالضعف أو التجهيل،وهذا بخلاف مقصد الذهبي وغايته من صنيعه هذا ! .
قال أبو الحسنات اللكنوي في الرفع والتكميل فى الجرح والتعديل : " قد أكثر علماء عصرنا من نقل جروح الرواة من ميزان الاعتدال ؛ مع عدم اطلاعهم على أنَّه ملخَّص من الكامل لابن عدي،وعدم وقوفهم على شرطهما فيه في ذكر أحوال الرجال،فوقعوا به في الزلل،وأوقعوا النَّاس في الجدل،فإنَّ كثيراً ممن ذكر فيه ألفاظ الجرح : معدود في الثقات ؛ سالم من الجرح،فليتبصر العاقل،وليتنبه الغافل،وليجتنب المبادرة إلى جرح الرواة بمجرد وجود أالفاظ الجرح في حقِّه في الميزان،فإنه خسران أيُّ خسران . قال الذهبي في ديباجة ميزانه: "وفيه من تُكلم فيه مع ثقته وجلالته بأدنَى لينٍ،وبأقلِّ جرحٍ،فلولا أن ابن عدي وغيره من مؤلفي كتب الجرح ذكروه لما ذكرته لثقته،ولم أر أن أحذف اسم واحدٍ ممن له ذكرٌ بتليينٍ في كتب الأئمة المذكورين،خوفاً من أن يُتعقب عليَّ،لا أني ذكرته لضعفٍ فيه عندي "(10)بتمامه .
( ثانيهما ) رواية الزهري عنه،ولا يضرُّه تفرده،فقد تفرَّد الزهري عن جماعة من تابعي المدنيين ؛ لم يرو عنهم غيره،ووثقهم أئمة التزكية والتعديل .
ولهذا قال الحافظ ابن حجر: "وَهُوَ حَدِيث أَخْرَجَهُ أَصْحَاب السُّنَن مِنْ رِوَايَة الزُّهْرِيِّ عَنْ نَبْهَان مَوْلَى أُمّ سَلَمَة عَنْهَا وَإِسْنَاده قَوِيّ،وَأَكْثَر مَا عَلَّلَ بِهِ اِنْفِرَاد الزُّهْرِيِّ بِالرِّوَايَةِ عَنْ نَبْهَان وَلَيْسَتْ بِعِلَّةٍ قَادِحَة،فَإِنَّ مَنْ يَعْرِفهُ الزُّهْرِيُّ وَيَصِفهُ بِأَنَّهُ مُكَاتَب أُمّ سَلَمَة وَلَمْ يُجَرِّحهُ أَحَد لَا تُرَدّ رِوَايَته"(11)
قلت : وهذا أحد المواضع التي تبين معنى قول ابن حجر عن الراوي : " مقبول" بأنَّه- ثقةٌ أو صدوقٌ-عنده ؛ خلافاً للمفهوم الخاطئ لدى المتأخرين،فليتنبه لمثله !! .
=================
__________
(1) - وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ الْبُخَارِيُّ « التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ »(3/109/370) ، وَابْنُ أَبِي عَاصِمٍ « الآحَادُ وَالْمَثَانِي »(4/357) ، وَالطَّبَرَانِيُّ « الْكَبِيْرُ » (4/32/3565) ، وَأَبُو أَحْمَدَ الْعَسْكَرِيُّ « تَصْحِيفَاتُ الْمُحَدِّثِينَ »(2/536) ، وَأَبُو نُعَيْمٍ « مَعْرِفَةُ الصَّحَابَةِ »(2055) ، وَالْمِزِّيُّ « تَهْذِيبُ الْكَمَالِ »(5/319) مِنْ طُرُقٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَعن ابن نَضْلَةَ الْغِفَارِيِّ عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي زَيْنَبَ مَوْلَى حَازِمِ بْنِ حَرْمَلَةَ عَنْ حَازِمِ بْنِ حَرْمَلَةَ بِهِ .
(2) - وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ ابنُ مَاجَهْ (2707) ، وَابْنُ سَعْدٍ « الطَّبَقَاتُ »(7/427) ، وَابْنُ أَبِي عَاصِمٍ «الآحَادُ وَالْمَثَانِي »(2/150،149) ، وَالطَّبَرَانِيُّ « الْكَبِيْرُ »(2/32/1194،1193) و« مُسْنَدُ الشَّاميِّينَ »(469) ، وَابْنُ قَانِعٍ « مُعْجَمُ الصَّحَابَةِ »(1/76) ، وَالْحَاكِمُ (2/545) ، وَأَبُو نُعَيْمٍ مَعْرِفَةُ الصَّحَابَةِ »(1146،1145) ، وَالْبَيْهَقِيُّ « شُعُبُ الإِيْمَانِ »(3/256/3472) ، وَالْمِزِّيُّ « تَهْذِيبُ الْكَمَالِ »(4/72) مِنْ طُرُقٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ بِنَحْوِهِ .
(3) - تهذيب التهذيب[ ج6 - ص254 ] (556 ) والكاشف [ ج1 - ص646 ] (3327) والثقات لابن حبان [ ج5 - ص109 ] (4088) والثقات للعجلي[ ج2 - ص88 ] (1081)
(4) - وانظر طريقه في المسند الجامع (ج 20 / ص 1061) (17622) وسنن البيهقي 7/92 والفتح 1/550 و12/37 وشرح السنة 9/24 والإتحاف 6/491 والخطيب في التاريخ 3/16 و8/339 وموارد الظمآن (1968) والإحسان(5575) والنسائي في الكبرى(9241) وإسحاق في مسنده(34) وأبو يعلى (6922) والتمهيد لابن عبد البر 19/154و156وابن سعد 8/175و178 وعشرة النساء للنسائي(341-7997 بتحقيقي) ،وقال ابن الملقن في البدر المنير (ج 7 / ص 512) هَذَا الحَدِيث صَحِيح.
(5) - شرح النووي على مسلم (ج 5 / ص 240) وفتاوى الشبكة الإسلامية معدلة (ج 10 / ص 2426) رقم الفتوى 72743 تعليل اعتداد فاطمة بنت قيس في بيت ابن أم مكتوم
(6) - انظر تقريب التهذيب[ ج 1 -ص 559 ](7092 ) وقال : مكاتب أم سلمة مقبول من الثالثة وفي الكاشف[ ج 2 -ص 316 ](5795 ) ثقة، وسكت عليه البخاري في التاريخ الكبير [ ج 8 -ص 135 ] (2466 ) والثقات لابن حبان [ ج 5 -ص 486 ](5854) وسكت عليه في الجرح والتعديل [ ج 8 -ص 502 ] ( 2300 )
(7) - الثقات (5/486/
(8) - التقريب (1/559/ 7092 )
(9) - الكاشف (2/316/5759)
(10) - الرفع والتكميل فى الجرح والتعديل ( ص142)
(11) - فتح الباري (ج 15 / ص 48)(1/58)
القسم الثاني من المرتبة السادسة عند ابن حجر لين الحديث
المطلب الأول
التعريف بلين الحديث عند ابن حجر
إن لفظة ( لين الحديث ) عندما يطلقها أهل النقد من المحدثين في الراوي ، تفيد ضعفاً يسيراً لا يسقط حديثه بسبب هذا اللين .
إلا أن ابن حجر أراد شيئاً آخر بهذا الاصطلاح غير ما أراده سابقوه ، وهو كما يظهر من تعريفه لهذه المرتبة :" تفرُّد راوٍ معينٍ من مرتبة معينةٍ بحديثٍ ما".
فمن المعلوم أنه ليس كل من تفرد بحديث يقبل تفرده ، كما أنه ليس كل من تفرد بحديث يردُّ تفرده .
فأهل الثقة لا يضيرهم التفرد عند عدم المخالف ،لكن أهل الضعف يردُّ تفردهم حتى عند أمن المخالفة .
بيد أن هناك من الرواة من لم يصل إلى درجات الثقة أو الصدوق فيقبل مما تفرد به ، ولم يهبط إلى درجات الضعف فيسقط حديثه ، ترى ماذا نسمي الحديث الذي ينفرد به مَنْ هذا شأنُه؟
لقد اصطلح ابن حجر في التقريب أن يطلق على مَن هذا شأنه (لين الحديث) ولا مشاحة في الاصطلاح .
إذن هذا هو لين الحديث عند ابن حجر ، ولا يقابل لين الحديث عند غيره ، فهو اصطلاحٌ خاصٌّ بكتابه التقريب ، ولم أقف على من سبقه في هذا الاصطلاح .
وإن الاجتهاد والتحرير والتدقيق هو الذي أدَّى ابن حجر لهذا الاصطلاح .
ذلك أنه أضاف إلى مراتب التعديل مرتبة جديدة ، وهي مقبول ، بين المستور ، وبين من اختلف فيه ، فكان لا بدَّ من اصطلاح جديدٍ يبين لنا حكم ما تفرد به هذا المقبول من الأحاديث ، لأن تفرد المقبول ليس كتفرد من فوقه من الثقات ، أو من تحته من الضعفاء . وهكذا يتبين لنا أن المرتبة السادسة بقسميها أدخلها ابن حجر إلى مراتب التعديل ، ولم تكن كذلك عند السابقين ، بل ولا حتى عند اللاحقين .(1)
================
المطلب الثاني
حكم رواية لين الحديث عند ابن حجر
قال العاني - رحمه الله- :"إن إدخال ( لين الحديث ) في مرتبة المقبول أعني المرتبة السادسة وهي من المراتب التي تدور بين الحسن والصحيح في الغالب - والنادر لا حكم له - تعني أن ما ينفرد به هو فوق ما ينفرد به المستور ، وعلمنا أن المستور إذا لم يعتضد حديثه يتوقف في الحكم على إسناده ، فهل نتوقف في الحكم على رواية ( لين الحديث) إذا انفرد كحال المستور إذا انفرد ولم يعضد ؟
والجواب : كلا ، وسأسوق بعض النماذج التي حكم فيها على رواية لين الحديث في حالة التفرد وفي حالة الاعتضاد بالشاهد .
النموذج الأول- عامر بن شقيق بن جمرة الأسدي ، قال ابن حجر : لين الحديث
وعامر هذا روى لنا حديثاً عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عثمان ابن عَفَّانَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ .(2)
وروى حديثاً في صفة وضوء النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنْ عَامِرِ بْنِ شَقِيقِ بْنِ جَمْرَةَ عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ رَأَيْتُ عثمان ابن عَفَّانَ غَسَلَ ذِرَاعَيْهِ ثَلاَثًا ثَلاَثًا وَمَسَحَ رَأْسَهُ ثَلاَثًا ثُمَّ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَعَلَ هَذَا. قَالَ أَبُو دَاوُدَ رَوَاهُ وَكِيعٌ عَنْ إِسْرَائِيلَ قَالَ تَوَضَّأَ ثَلاَثًا فَقَطْ.
وقد روي عنه من وجوه كثيرة صحيحة رواها من هو أوثق وأجل من عامر ، وليس في شيء منها تخليل اللحية ، وهذه الزيادة تفرد بها عامر بن شقيق هذا ، وهو لين الحديث كما علمت ، فما حكم حديثه هذا ؟
الجواب نجده عند البخاري وغيره ، قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَعِيلَ أَصَحُّ شَيْءٍ فِي هَذَا الْبَابِ حَدِيثُ عَامِرِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عثمان قَالَ أَبُو عِيسَى وقَالَ بِهَذَا أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَمَنْ بَعْدَهُمْ رَأَوْا تَخْلِيلَ اللِّحْيَةِ وَبِهِ يَقُولُ الشَّافِعِيُّ و قَالَ أَحْمَدُ إِنْ سَهَا عَنْ تَخْلِيلِ اللِّحْيَةِ فَهُوَ جَائِزٌ وقَالَ إِسْحَقُ إِنْ تَرَكَهُ نَاسِيًا أَوْ مُتَأَوِّلًا أَجْزَأَهُ وَإِنْ تَرَكَهُ عَامِدًا أَعَاد(3)
وقال ابن حجر في النكت على ابن الصلاح:" تفرد به عامر بن شقيق، وقد قواه البخاري والنسائي وابن حبان ولينه ابن معين وأبو حاتم وحكم البخاري فيما حكاه الترمذي في العلل بأن حديثه هذا حسن ، وكذا قال أحمد فيما حكاه عنه أبو داود: أحسن شيء في هذا الباب حديث عثمان - رضي الله تعالى عنه -.
وصححه مطلقا الترمذي والدارقطني وابن خزيمة والحاكم وغيرهم.
وذلك لما عضده من الشواهد، كحديث أبي المليح الرقي عن الوليد بن زوران عن أنس - رضي الله عنه أخرجه أبو داود وإسناده حسن، لأن الوليد وثقه ابن حبان ولم يضعفه أحد وتابعه عليه ثابت البناني عن أنس - رضي الله عنه -.
أخرجه الطبراني في الكبيرمن رواية عمر بن إبراهيم العبدي عنه، وعمر لا بأس به.
ورواه الذهلي في الزهريات من طريق الزبيدي عن الزهري عن أنس - رضي الله عنه - إلا أن له علة غير قادحة، كما قال ابن القطان.
ورواه الترمذي والحاكم من طريق قتادة عن حسان بن بلال عن عمار بن ياسر وهو معلول وله شواهد أخرى دون ما ذكر في المرتبة، وبمجموع ذلك حكموا على أصل الحديث بالصحة، وكل طريق منها بمفردها لا يبلغ درجة الصحيح - والله أعلم"(4)
وكما علمت فقد أدخله ابن خزيمة وابن حبان والحاكم والضياء في صحاحهم .
ومما يجب التنبيه إليه هنا أن حديث عامر بن شقيق هذا جعله السخاوي في فتح المغيث مثالاً للحسن الذاتي ، فإذا تعددت شواهده ارتفع إلى الصحيح لغيره كذا أفاد السخاوي"(5).
قال العاني :" وهذا يدلُّ دلالة واضحة على أن ليَّن الحديث إذا انفرد فحديثه حسن لذاته ، وبالشواهد يرتفع إلى الصحيح لغيره عند السخاوي ، كذا عند شيخه ابن حجر
وبهذا سوَّغ ابن حجر حكم الترمذي على هذا الحديث بالصحة ، وبهذا أيضاً سوَّغ إدخال هذا الحديث في كتب أصحاب الصحيح غير الشيخين ، حيث وضَّح ذلك في نكته على ابن الصلاح ، ونقله عنه تلميذه السخاوي في فتح المغيث .اهـ(6)
(قال علي): وقال ابن الملقن عن حديث التخليل(7):
" فَكيف لَا يكون صَحِيحا وَالْأَئِمَّة قد صححوه : التِّرْمِذِيّ فِي جَامعه» وَإِمَام الْأَئِمَّة مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة و(أَبُو حَاتِم) بن حبان فِي «صَحِيحَيْهِمَا» وَالدَّارَقُطْنِيّ كَمَا تقدم عَنهُ ، وَالْحَاكِم أَبُو عبد الله فِي «مُسْتَدْركه» وَالشَّيْخ تَقِيّ الدَّين بن الصّلاح ، وَشهد لَهُ إِمَام هَذَا الْفَنّ أَبُو عبد الله البُخَارِيّ بأنَّه حَدِيث حسن وبأنَّه أصحّ (حَدِيث) فِي الْبَاب ، فلعلَّ مَا نَقله ابْن أبي حَاتِم عَن أَبِيه من قَوْله : إنَّه لَا يثبت عَن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - فِي تَخْلِيل اللِّحْيَة حَدِيث . وَمن قَول الإِمام أَحْمد حَيْثُ سَأَلَهُ ابْنه : لَا يَصح عَن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - فِي تَخْلِيل اللِّحْيَة شَيْء (أَن يكون) المُرَاد بذلك غير حَدِيث عثمان .
وَقد قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين فِي «الإِمام» : ذكر عَن أبي دَاوُد أنَّه قَالَ : قَالَ أَحْمد : تَخْلِيل اللِّحْيَة قد رُوِيَ فِيهِ أَحَادِيث لَيْسَ يثبت فِيهِ حَدِيث وَأحسن شَيْء فِيهِ حَدِيث شَقِيق عَن عثمان «أنَّ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - تَوَضَّأ فخلل لحيته» وَقد قَالَ ابْن الْقطَّان - وَهُوَ الإِمام المدقق فِي النّظر فِي علل الحَدِيث - : إِسْنَاد حَدِيث أنس عِنْدِي صَحِيح . ثمَّ أوضح ذَلِكَ ، وَفِي كل هَذَا رد عَلَى مَا قَالَه ابْن حزم فِي «الْمُحَلَّى» : أنَّ حَدِيث عثمان هَذَا رَوَاهُ إِسْرَائِيل ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ عَن عَامر بن شَقِيق ، وَلَيْسَ مَشْهُورا بِقُوَّة النَّقْل . وَقَالَ فِي مَوضِع آخر مِنْهُ : عَامر (بن شَقِيق) ضَعِيف .
قَالَ ابْن عبد الحقّ فِي الرَّد عَلَى المحلَّى : هَذَا من أعجب مَا يسمع ؛ يُقَال فِي إِسْرَائِيل بن يُونُس : لَيْسَ بِالْقَوِيّ . وَقد خرج عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم .
وَقَالَ فِيهِ أَحْمد بن حَنْبَل : شيخ ثِقَة . وَعجب من حفظه ، وفَضَّله عَلَى شريك وَعَلَى يُونُس فِي أبي إِسْحَاق ، وَوَثَّقَهُ ابْن معِين ، وَقَالَ أَبُو حَاتِم : ثِقَة متقن من أتقن أَصْحَاب أبي إِسْحَاق . وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل أَيْضا : مَا أثبت حَدِيث إِسْرَائِيل وأصحَّه .
وَوَثَّقَهُ ابْن نمير وَغَيره ، قَالَ : وَلَا يحفظ عَن أحد فِيهِ تجريح إِلَّا مَا ذكر عَن يَحْيَى بن سعيد ، وَلم يعرج عَلَيْهِ أحد !
قلت : وعامر بن شَقِيق وَثَّقَهُ ابْن حبان وَالْحَاكِم كَمَا تقدم قَرِيبا ، وَقَالَ النَّسَائِيّ : لَيْسَ بِهِ بَأْس . وَعَن ابْن معِين تَضْعِيفه ." اهـ
وقال عن حديث الوضوء ثلاثا ثلاثاً(8):
" عَن عَامر بن شَقِيق بن جَمْرَة - بِالْجِيم ، وَالرَّاء الْمُهْملَة - عَن شَقِيق بن سَلمَة قَالَ : «رَأَيْت عثمان ابن عَفَّان - رَضي اللهُ عَنهُ - غسل ذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا وَمسح بِرَأْسِهِ ثَلَاثًا ثمَّ قَالَ : رَأَيْت رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل هَذَا» .
وَرَوَاهُ أَيْضا كَذَلِك الدَّارَقُطْنِيّ إِسْنَادًا ومتنًا ، وَهَذَا إِسْنَاد كلّ رِجَاله فِي «الصَّحِيحَيْنِ» إِلَّا هَارُون ، فَفِي مُسلم ، وَإِلَّا عَامر بن شَقِيق ؛ فَهُوَ صَدُوق ، وَوَثَّقَهُ أَبُو حَاتِم بن حبان ، وَإِن كَانَ أَبُو حَاتِم قَالَ : لَيْسَ بقويّ . وَابْن معِين قَالَ : ضَعِيف . فَلم يبيِّن سَبَب ضعفه ، وَلَا يقبل (إِلَّا) مُفَسرًا ، لَا جرم قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي «خلافياته» بعد ذكر هَذِه الطَّرِيق : قَالَ الْحَاكِم أَبُو عبد الله : لَا أعلم فِي عَامر طَعنا بِوَجْه من الْوُجُوه (ثمَّ) قَالَ الْبَيْهَقِيّ : وَإِسْنَاده قد احتجا - يَعْنِي : البُخَارِيّ وَمُسلم - بِجَمِيعِ رُوَاته غير عَامر بن شَقِيق .
وَعَلَى الْبَيْهَقِيّ اعْتِرَاض فِي قَوْله أنَّهما احتجا بِجَمِيعِ رُوَاته . فهارون بن عبد الله لم يخرج لَهُ البُخَارِيّ رَأْسا ، لكنَّه حَافظ ، وَهُوَ الْمَعْرُوف بالحَمَّال - بِالْحَاء الْمُهْملَة .
وَأخرج هَذَا الحَدِيث إِمَام الْأَئِمَّة أَبُو بكر بن خُزَيْمَة (فِي «صَحِيحه») من طَرِيق أبي دَاوُد بِزِيَادَة فِيهِ ، وَهَذَا (سِيَاق) مَتنه : عَن إِسْرَائِيل ، عَن عَامر بن شَقِيق (عَن شَقِيق) بن سَلمَة ، عَن عثمان «أنَّه تَوَضَّأ فَغسل وَجهه ثَلَاثًا ، واستنشق ثَلَاثًا ، ومضمض ثَلَاثًا ، وَمسح بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ ظاهرهما وباطنهما وَرجلَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا وخلل لحيته وأصابع الرجلَيْن ، وَقَالَ : هَكَذَا رَأَيْت رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - يتَوَضَّأ) ثمَّ قَالَ : عَامر هَذَا هُوَ عَامر بن شَقِيق بن جَمْرَة الْأَسدي ، لَيْسَ شَقِيق بن سَلمَة . انْتَهَى .
وَهَذَانِ الطريقان هما أَجود طرق هَذَا الحَدِيث ، اهـ
قلت : وبهذا يتبين لدينا أن هذا الشاهد الذي استشهد به العاني لا يصلح دليلاً لما ذهب إليه كما رأيت .
قال العاني :
النموذج الثاني -يبين حكم رواية لين الحديث أيضاً ، وهذا النموذج يصلح شاهدا لحديث عثمان في تخليل اللحية .
وهذا الحديث رواه الوليد بن زوران عن أنس ، وهو كما في سنن أبي داود( 145 ) حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ - يَعْنِى الرَّبِيعَ بْنَ نَافِعٍ - حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ زَوْرَانَ عَنْ أَنَسٍ يَعْنِى ابْنَ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ أَخَذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَأَدْخَلَهُ تَحْتَ حَنَكِهِ فَخَلَّلَ بِهِ لِحْيَتَهُ وَقَالَ « هَكَذَا أَمَرَنِى رَبِّى عَزَّ وَجَلَّ ». قَالَ أَبُو دَاوُدَ ابْنُ زَوْرَانَ رَوَى عَنْهُ حَجَّاجُ بْنُ حَجَّاجٍ وَأَبُو الْمَلِيحِ الرَّقِّىُّ.( قلت وصححه الألباني)
والوليد بن زوران قال فيه ابن حجر : لين الحديث ، وقال في النكت بعد ذكره لحديث الوليد : أخرجه أبو داود وإسناده حسن ، لأن الوليد وثقه ابن حبان ، ولم يضعفه أحد اهـ(9)
ثم أفاد ابن حجر أن الوليد توبع في هذا الحديث ، تابعه ثابت بن أسلم والزهري .
والذي يهمنا هنا هو حكم ابن حجر على إسناد أبي داود الذي فيه راوٍ لين الحديث ، وأما المتابعات والشواهد فترفع الحديث إلى مرتبة أعلى ".(10)
(قال علي) : وتناقض الحافظ ابن حجر فقال في التلخيص(11): "وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَفِي إسْنَادِهِ الْوَلِيدُ بْنُ زَرْوَانَ وَهُوَ مَجْهُولُ الْحَالِ وَلَفْظُهُ: كَانَ إذَا تَوَضَّأَ أَخَذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَأَدْخَلَهُ تَحْتَ حَنَكِهِ فَخَلَّلَ بِهِ لِحْيَتَهُ وَقَالَ "هَكَذَا أَمَرَنِي رَبِّي"
وفي الكاشف للذهبي ( 6064) الوليد بن زوران الرقي عن أنس وعنه جعفر بن برقان وأبو المليح ثقة د
والصواب هو ما قاله في النكت على ابن الصلاح ، لأنه يعتبر محررا أكثر من التلخيص الحبير ، والله أعلم .
قال العاني :
النموذج الثالث - وقاء بن إياس الأسدي ، أبو يزيد الكوفي ، قال فيه ابن حجر : لين الحديث ، وذكر له حديثا في تغليق التعليق من طريق عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنِ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ وِقَاءِ بْنِ إِيَاسٍ الْأَسَدِيِّ قَالَ : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ رَبِيعَةَ الْأَسَدِيُّ قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ عَلِيٍّ وَنَحْنُ نَنْظُرُ إِلَى الْكُوفَةِ ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَجَعَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى الْقَرْيَةِ ، فَقُلْنَا لَهُ : أَلَا تُصَلِّي أَرْبَعًا ؟ قَالَ : " حَتَّى نَدْخُلَهَا ".، ثم قال ابن حجر : هكذا أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (4322) عن الثوري به ، وإسناده صحيح"(12)
هكذا صحح إسناده ، وقد علَّقه البخاري في صحيحه جازما به ، ولم يذكر ابن حجر متابعاً لوقاء في حديثه هذا ، أما شواهده فكثيرة ، ولذلك حكم بصحته "(13)
( قال علي ) : وقاء بن إياس [ س ] الأسدي.عن سعيد بن جبير، ومجاهد،وعنه مالك، ويحيى القطان، وجماعة،قال أبو حاتم: صالح الحديث.وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم.وقال يحيى بن سعيد: ما هو بالذى يعتمد عليه، وقال آخر: صدوق، وقال النسائي: ليس بالقوى،وقال قبيصة بن عقبة: حدثنا سفيان الثوري عن وقاء بن إياس، وكان لا بأس به،وقال عبدالله بن أحمد بن حنبل عن أبيه: وقاء بن إياس كذا وكذا، ثم قال: ضعفه يحيى بن سعيد،وقال أبو أحمد بن عدي : حديثه ليس بالكثير، وأرجو أنه لا بأس به(14)
وقال يعقوب بن سفيان: كوفي لا بأس به(15)
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات 7 / 565(16)
فهو راو مخلتف فيه ، وحديثه لا ينزل عن الحسن إلا إذا تفرد بحديث خالف فيه الثقات أو أخطأ فيه ولم يعضد، وقد ذكرنا كلاما كثيرا عن أصحاب هذه المرتبة عند الكلام على أصحاب المرتبة الخامسة .
قال العاني : " وكذلك صحح ابن حجر لعبد العزيز بن جريج - والد عبد الملك - في التلخيص الحبير 1/235 وكان قد قال فيه : لين .(17)
ومن خلال هذه النماذج نقول : إن حكم حديث لين الحديث عند ابن حجر ، لا يقلُّ مرتبة عن رتبة حديث المقبول ، وإنما فرَّق بينهما في الاصطلاح لما قدمناه ، ولما يترتب على ذلك عند التعارض .
فحديث ليِّن الحديث عند ابن حجر حسن لذاته ، أمَّا إذا اعتضد بالشواهد ارتفع إلى الصحيح لغيره ، كما علمنا من صنيع ابن حجر ، ومن تصريح السخاوي ، والله أعلم"(18).
(قال علي): وسوف نردُّ عليه في المطلب الرابع بعون الله وندحض ما وصل إليه من نتيجة .
=================
__________
(1) - انظر منهج دراسة الأسانيد والحكم عليها للعاني ص(80 -81)
(2) - أخرجه الترمذي "1/46" كتاب الطهارة: باب ما جاء في تخليل اللحية حديث "31" وابن ماجة "1/148" كتاب الطهارة: باب ما جاء في تخليل اللحية حديث "430" وابن أبي شيبة "1/13" وعبد الرزاق "1/14" رقم "125" والدارمي "1/178- 179" كتاب الطهارة: باب في تخليل اللحية وابن خزيمة "1/78- 79" رقم "151، 152" وابن حبان "154- موارد" والدار قطني "1/86" كتاب الطهارة حديث "12" والطحاوي في "شرح معاني الآثار" "1/32" كتاب الطهارة: باب حكم الأذنين في وضوء الصلاة، والحاكم "1/49" كتاب الطهارة، البيهقي "1/54" كتاب الطهارة: باب تخليل اللحية، كلهم من طريق عامر بن شقيق الأسدي عن أبي وائل عن عثمان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخلل لحيته".قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقال محمد بن إسماعيل: أصح شيء في هذا الباب حديث عامر بن شقيق عن أبي وائل عن عثمان ا. هـ.وعامر قد صحح له ابن حبان وابن خزيمة والحاكم والترمذي فهو ثقة عندهم.وحسن له البخاري والبيهقي.
(3) - سنن الترمذي(29 )
(4) - النكت على ابن الصلاح 1/422
(5) - فتح المغيث 1/74-75
(6) - انظر منهج دراسة الأسانيد والحكم عليها للعاني ص(82)
(7) - البدر المنير (ج 2 / ص 192) فما بعد
(8) - البدر المنير (ج 2 / ص 173) فما بعدها
(9) - النكت على ابن الصلاح 1/423
(10) - انظر منهج دراسة الأسانيد والحكم عليها للعاني ص(83)
(11) - التلخيص الحبير (ج 1 / ص 274)
(12) - تغليق التعليق 2/420-421
(13) - انظر منهج دراسة الأسانيد والحكم عليها للعاني ص(83)
(14) - الكامل: 3 / الورقة 194.
(15) المعرفة: 3 / 108، 231)
(16) - انظر ميزان الاعتدال (ج 4 / ص 335) (9354 ) وتهذيب الكمال للمزي (ج 30 / ص 457) و(تهذيب ابن حجر: 11 / 122).
(17) - وفي الكاشف 3379 - عبد العزيز بن جريج المكي والد الفقيه عبد الملك عن ابن عباس وعائشة وعنه ابنه وخصيف قال البخاري لا يتابع على حديثه وحسن الترمذي له 4
(18) - انظر منهج دراسة الأسانيد والحكم عليها للعاني ص(83-84)(1/59)
المطلب الثالث
هل يوجد رواة من هذه المرتبة في الصحيحين ؟
والجواب نعم ، وقد وجدت ثلاثة ممن قال فيهم ابن حجر لين الحديث وقد أخرج لهم مسلم في صحيحه وهم :
1- عبد الله بن أبي صالح السمان روى له مسلم حديثا (4373 ) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَعَمْرٌو النَّاقِدُ - قَالَ يَحْيَى أَخْبَرَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى صَالِحٍ وَقَالَ عَمْرٌو حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِى صَالِحٍ - عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « يَمِينُكَ عَلَى مَا يُصَدِّقُكَ عَلَيْهِ صَاحِبُكَ ». وَقَالَ عَمْرٌو « يُصَدِّقُكَ بِهِ صَاحِبُكَ ».
وليس لعبد الله هذا سوى هذا الحديث ، ولم يورد مسلم في هذا الباب غير هذا الحديث مما يدلُّ على أنه روى حديثه محتجًّا به .
والحديث سكت عليه أبو داود (3257 ) وصححه الألباني ، وقَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي :هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ هُشَيْمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى صَالِحٍ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِى صَالِحٍ هُوَ أَخُو سُهَيْلِ بْنِ أَبِى صَالِحٍ.
وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَبِهِ يَقُولُ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ. وَرُوِىَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِىِّ أَنَّهُ قَالَ إِذَا كَانَ الْمُسْتَحْلِفُ ظَالِمًا فَالنِّيَّةُ نِيَّةُ الْحَالِفِ وَإِذَا كَانَ الْمُسْتَحْلِفُ مَظْلُومًا فَالنِّيَّةُ نِيَّةُ الَّذِى اسْتَحْلَفَ.اهـ
قلت : وقد أفاد النووي أن ما أفاده هذا الحديث موضع إجماع بين العلماء والله أعلم"(1)
(قال علي): هو راو مختلف فيه كما في تهذيب التهذيب(2). وفي ميزان (4121 ) صالح الحديث، وقال العجلي( 907 )عبد الله بن أبي صالح السمان أخو سهيل ثقة
وفي الكاشف(2782 ) عبد الله بن أبي صالح السمان عن أبيه وسعيد بن جبير وعنه بن أبي ذئب وهشيم مختلف في توثيقه وحديثه حسن م د ت ق.
فقول الذهبي رحمه الله هو العمدة فيه ، وكلام الحافظ ابن حجر رحمه الله فيه نظر.
قال العاني :
2- الوليد بن أبي الوليد - مولى عثمان بن عفان - وقيل : مولى ابن عمر - قال فيه ابن حجر : لين الحديث ، وذكر هو والمزي أن مسلما وأصحاب السنن الأربعة والبخاري في الأدب المفرد - رووا عنه .(3)
(قال علي) : وفي التهذيب (262 ) بخ م 4 البخاري في الأدب المفرد ومسلم والأربعة الوليد بن أبي الوليد عثمان القرشي مولى عمر وقيل مولى عثمان أبو عثمان المدني وقيل الوليد بن الوليد وهو وهم روى عن جابر بن عبد الله وسعيد بن المسيب وعقبة بن مسلم التجيبي والعلاء بن أبي حكيم وابن المنكدر وعمران بن أبي يونس وعبد الله بن دينار وسليمان بن خارجة بن زيد بن ثابت وغيرهم، وعنه يزيد بن الهاد وأبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر ذكره ابن حبان في الثقات، وقال :ربما خالف على قلة روايته، قلت : وفرَّق بين أبي الوليد مولى ابن عمر روى عن وعنه حيوة والليث ولم يقل فيه شيئا وبين الوليد بن أبي الوليد مولى عثمان المدني روى عن عبد الله بن دينار وعنه حيوة بن شريح وقال فيه الكلام المحكي عنه هنا ".
وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - (ج 9 / ص 19)( 83 ) الوليد بن أبي الوليد مولى عبد الله بن عمر أبو عثمان المدني، ويقال مولى لآل عثمان بن عفان روى عن ابن عمر وعثمان بن عبد الله بن سراقة وعبد الله بن دينار وعقبة بن مسلم روى عنه بكير بن الأشج وابن الهاد والليث بن سعد وحيوة بن شريح سمعت أبي يقول ذلك،نا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عنه فقال: ثقة،قال أبو محمد جعله البخاري اسمين فسمعت أبي يقول :هو واحد".
وفي معرفة الثقات (1949) الوليد بن أبي الوليد مصري تابعي ثقة
وفي تاريخ الإسلام للذهبي : الوليد بن أبي الوليد القرشي - م 4 - مولاهم المدني. عن سعيد بن المسيب وأبان بن عثمان وعروة. ورأى ابن عمر وجابراً يخضبان.وعنه يزيد بن الهاد وحيوة بن شريح والليث بن سعد وابن لهيعة وآخرون. وثقه أبو زرعة.(4)
قلت : الصواب أنه ثقة كما في الكاشف( 6099 ) الوليد بن أبي الوليد عثمان عن ابن عمر وجابر وعنه يحيى بن أيوب والليث ثقة مصري م 4
وتليين الحافظ ابن حجر رحمه الله له لا معنى له .
قال العاني :
3- مصعب بن شيبة بن جبير بن سيبة بن عثمان العبدري المكي الحجبي ، قال فيه ابن حجر ليَّن الحديث ، وذكر أن مسلماً روى له ، وكذا أصحاب السنن الأربعة ، وكذا أفاد المزي في ترجمته من تهذيب الكمال(5).
(قال علي) : أخرج له مسلم الأحاديث التالية :
( 627 ) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالُوا حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِى زَائِدَةَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ قَصُّ الشَّارِبِ وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ وَالسِّوَاكُ وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ وَقَصُّ الأَظْفَارِ وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ وَنَتْفُ الإِبْطِ وَحَلْقُ الْعَانَةِ وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ ». قَالَ زَكَرِيَّاءُ قَالَ مُصْعَبٌ وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ. زَادَ قُتَيْبَةُ قَالَ وَكِيعٌ انْتِقَاصُ الْمَاءِ يَعْنِى الاِسْتِنْجَاءَ.
(741 ) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِىُّ وَسَهْلُ بْنُ عثمان وَأَبُو كُرَيْبٍ - وَاللَّفْظُ لأَبِى كُرَيْبٍ - قَالَ سَهْلٌ حَدَّثَنَا وَقَالَ الآخَرَانِ أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِى زَائِدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ عَنْ مُسَافِعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- هَلْ تَغْتَسِلُ الْمَرْأَةُ إِذَا احْتَلَمَتْ وَأَبْصَرَتِ الْمَاءَ فَقَالَ « نَعَمْ ». فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ تَرِبَتْ يَدَاكِ وَأُلَّتْ. قَالَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « دَعِيهَا وَهَلْ يَكُونُ الشَّبَهُ إِلاَّ مِنْ قِبَلِ ذَلِكِ إِذَا عَلاَ مَاؤُهَا مَاءَ الرَّجُلِ أَشْبَهَ الْوَلَدُ أَخْوَالَهُ وَإِذَا عَلاَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَهَا أَشْبَهَ أَعْمَامَهُ».
(5566 ) وَحَدَّثَنِى سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِى زَائِدَةَ عَنْ أَبِيهِ ح وَحَدَّثَنِى إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى زَائِدَةَ ح وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ أَخْبَرَنِى أَبِى عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ خَرَجَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ غَدَاةٍ وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ مِنْ شَعَرٍ أَسْوَدَ.
(6414 ) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ - وَاللَّفْظُ لأَبِى بَكْرٍ - قَالاَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ عَنْ زَكَرِيَّاءَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ قَالَتْ قَالَتْ عَائِشَةُ خَرَجَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- غَدَاةً وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ فَدَخَلَ مَعَهُ ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَدْخَلَهَا ثُمَّ جَاءَ عَلِىٌّ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ قَالَ (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)
وفي تهذيب التهذيب : (مسلم والأربعة) مصعب بن شيبة بن جبير بن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة بن عبدالعزى بن عثمان بن عبد الدار العبدري المكي الحجبي.
روى عن أبيه وعمة أبيه صفية بنت شيبة وقريبه مسافع وطلق بن حبيب وعبيد بن محمد بن الحارث وأبي حبيب يعلى بن منية.
وعنه ابنه زرارة وحفيده عبدالله بن زرارة وقريبه عبد الله بن مسافع بن شيبة وابن جريج ومسعر وزكرياء بن أبي زائدة وعبد الله بن أبي السفر وغيرهم.
قال الأثرم عن أحمد روى أحاديث مناكير، وقال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين ثقة وقال أبو حاتم :لا يحمدونه وليس بقوي، وقال ابن سعد كان قليل الحديث وقال النسائي منكر الحديث، وقال في موضع آخر في حديثه شيء، قلت: وقال الدارقطني :ليس بالقوي ولا بالحافظ، وروى عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , " أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِالْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ , وَالْحِجَامَةِ , وَمِنْ غُسْلِ الْمَيِّتِ , وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ. ،قال أبو داود بعد تخريجه ضعيف وقال ابن عدي تكلموا في حفظه وقال العجلي ثقة.(6)
وقال ابن الملقن : "قَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي «علله» : سَأَلت أَبَا زرْعَة عَن الْغسْل من الْحجامَة فَقلت : يرْوَى مَرْفُوعا «الْغسْل من أَربع ...» فَقَالَ : لَا يَصح هَذَا ، رَوَاهُ مُصعب بن شيبَة ، وَلَيْسَ بِقَوي . فَقلت لَهُ : لم (يرو عَن) عَائِشَة من غير حَدِيث مُصعب ؟ قَالَ : لَا . وَحَكَى الْبَيْهَقِيّ فِي «الْمعرفَة» تَضْعِيفه عَن أَحْمد أَيْضا ، وَعَن التِّرْمِذِيّ أَنه نقل عَن البُخَارِيّ أَنه قَالَ : لَيْسَ بِذَاكَ . وَقَالَ فِي «سنَنه» : مَا أرَى مُسلما تَركه إِلَّا لطعن بعض الْحفاظ فِيهِ . وَجزم بضعفه من الْمُتَأَخِّرين : النَّوَوِيّ فِي «شرح الْمُهَذّب» فَقَالَ : إِسْنَاده ضَعِيف .
وَالْجَوَاب عَن الْعلَّة الأولَى أَن مُصعب بن شيبَة أخرج لَهُ مُسلم فِي «صَحِيحه» محتجًّا بِهِ ، وَكَذَا بَاقِي السّنَن الْأَرْبَعَة ، وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي «خلافياته» : رُوَاة هَذَا الحَدِيث كلهم ثِقَات ؛ فَإِن طلق بن حبيب وَمصْعَب بن شيبَة قد أخرج مُسلم بن الْحجَّاج وَجَمَاعَة حَدِيثهمَا فِي الصَّحِيح ، وَرُوِيَ عَن (أبي كريب ، عَن يَحْيَى بن زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة) عَن أَبِيه بِهَذَا الْإِسْنَاد بِعَيْنِه حَدِيث «عشر من الْفطْرَة» وَسَائِر رُوَاته مُتَّفق عَلَيْهِم . قَالَ : وَشَاهده حَدِيث أبي هُرَيْرَة ... فَذكره من حَدِيث إِسْحَاق مولَى زَائِدَة ، وَعَمْرو بن عُمَيْر (عَنهُ) . وَقَالَ الْحَاكِم فِي «مُسْتَدْركه» : إِنَّه حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط البُخَارِيّ وَمُسلم . وَجزم الْمجد فِي «أَحْكَامه» بِأَنَّهُ عَلَى شَرط مُسلم ، وَكَذَا الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين فِي «اقتراحه» أَي : لِأَن مصعبًا وطلقًا انْفَرد بِالْإِخْرَاجِ عَنْهُمَا مُسلم ، وَرَوَاهُ إِمَام الْأَئِمَّة ابْن خُزَيْمَة فِي «صَحِيحه» (عَن عَبدة) عَن عبد الله الْخُزَاعِيّ ، عَن مُحَمَّد بن بشر ، عَن زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة عَن مُصعب بِهِ ....(7).
قلت : فقد انتقى له مسلم أصحَّ أحاديثه ، ولم يرو له ما أنكر عليه ، وفي الضُّعَفَاءُ الْكَبِيرِ لِلْعُقَيْلِيِّ (1960 ) قال : الْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ , وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ يُرْوَى بِأَسَانِيدَ جِيَادٍ , وَالْفِطْرَةُ يُرْوَى بِإِسْنَادٍ صَالِحٍ مِنْ هَذَا الْإِسْنَادِ , وَدُونَ الْعَدَدِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ , وَالْمِرْطُ الْمُرَجَّلُ لَا يُعْرَفُ إِلَّا بِهِ .
وقد وجدت راوين آخرين روى لهما مسلم وقيل فيهما (ليِّن)
4- أيوب بن خالد بن صفوان:
وفي تقريب التهذيب ( 610) أيوب بن خالد بن صفوان بن أوس ابن جابر الأنصاري المدني نزيل برقة ويعرف بأيوب بن خالد ابن أبي أيوب الأنصاري وأبو أيوب جده لأمه عمرة فيه لين من الرابعة م ت س.
وفي التهذيب( 739 ) مسلم والترمذي والنسائي أيوب بن خالد بن صفوان بن أوس بن جابر الأنصاري كان ينزل برقة روى عن أبيه وعبد الله بن رافع مولى أم سلمة وميمونة بنت سعد وجابر وزيد بن خالد الجهني وعنه إسماعيل بن أمية وموسى بن عبيدة الربذي ويزيد بن أبي حبيب وغيرهم فرق أبو زرعة وأبو حاتم بين أيوب بن خالد بن أبي أيوب الأنصاري يروي عن أبيه عن جده وبين أيوب بن خالد بن صفوان وجعلهما بن يونس واحدا ، قلت وسبب ذلك أن خالد بن صفوان والد أيوب وأمه عمرة بنت أبي أيوب الأنصاري فهو جده لأمه فالأشبه قول ابن يونس فقد سبقه إليه البخاري وذكره ابن حبان في الثقات ورجحه الخطيب وقال الأزدي في ترجمة إسحاق بن مالك التنيسي بعد أن روى من طريقه هذا حديثا عن جابر: أيوب بن خالد ليس حديثه بذاك تكلم فيه أهل العلم بالحديث، وكان يحيى بن سعيد ونظراؤه لا يكتبون حديثه".
وفي تاريخ الإسلام للذهبي - (ج 2 / ص 237) أيوب بن خالد بن صفوان بن أوس الأنصاري النجاري المدني، نزيل برقة.عن: أبيه، وجابر، وزيد بن خالد الجهني، وعبد الله بن رافع مولى أم سلمة،وعنه: عمر مولى عفرة، وإسماعيل بن أمية، وموسى بن عبيدة، ويزيد بن أبي حبيب،وهو راوي حديث: " خلق الله التربة يوم السبت " الذي رواه مسلم.
قلت : له حديث واحد في صحيح مسلم( 7231 ) حَدَّثَنِى سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالاَ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِى إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِيَدِى فَقَالَ: « خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ وَخَلَقَ فِيهَا الْجِبَالَ يَوْمَ الأَحَدِ وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلاَثَاءِ وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ وَخَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فِى آخِرِ الْخَلْقِ وَفِى آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ ».
وقد اختلف العلماء قديما وحديثا في رفعه ووقفه والأغلب على وقفه(8)
5- عياض بن عبدالله بن عبدالرحمن :
وفي تقريب التهذيب( 5278) عياض بن عبدالله بن عبدالرحمن الفهري المدني نزيل مصر فيه لين من السابعة م د س ق
وفي الكاشف (4359) عياض بن عبد الله الفهري عن الزهري وأبي الزبير وعنه الليث وابن وهب وثق وقال أبو حاتم ليس بقوي م د س ق
وفي تاريخ الإسلام للذهبي - (ج 3 / ص 154)عياض بن عبد الله القرشي الفهري. م د ن ق. عن الزهري وأبي الزبير وإبراهيم بن عبيد بن رفاعة. وعنه الليث وابن لهيعة وابن وهب،قال أبو حاتم: ليس بالقوي. وذكره ابن حبان في الثقات.
قلت : روى له مسلم حديثان صحيحان :
(813 ) حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ وَهَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيْلِىُّ قَالاَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى عِيَاضُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ إِنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الرَّجُلِ يُجَامِعُ أَهْلَهُ ثُمَّ يُكْسِلُ هَلْ عَلَيْهِمَا الْغُسْلُ وَعَائِشَةُ جَالِسَةٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« إِنِّى لأَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا وَهَذِهِ ثُمَّ نَغْتَسِلُ ».
(2318 ) حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ وَهَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيْلِىُّ قَالاَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى عِيَاضُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ :« لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ مِنَ الْوَرِقِ صَدَقَةٌ وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ مِنَ الإِبِلِ صَدَقَةٌ وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ مِنَ التَّمْرِ صَدَقَةٌ ».
قال العاني - رحمه الله - : " والخلاصة : أن ليَّن الحديث عند ابن حجر اصطلاح خاصٌّ به لا يقابل ليِّن الحديث عند غيره من النقاد ، بل يعني تفرد المقبول برواية ما ، وإن ليَّن الحديث عند ابن حجر حسَّن لأصحابها غير واحد من العلماء ، وجعلها السخاوي مثالاً للحسن الذاتي ، واحتجَّ أصحاب الصحيح سوى البخاري بها"(9).
=================
__________
(1) - انظر منهج دراسة الأسانيد والحكم عليها للعاني ص(84)
(2) - تهذيب التهذيب (ج 5 / ص 231)(450 )
(3) - انظر منهج دراسة الأسانيد والحكم عليها للعاني ص(84)
(4) - تاريخ الإسلام للذهبي (ج 2 / ص 463)
(5) - تهذيب الكمال[ ج28 - ص31 ] (5985)
(6) - تهذيب التهذيب (ج 10 / ص 147)(309 )
(7) - البدر المنير (ج 2 / ص 538)
(8) - وقال ابن كثير في تفسيره 1/99: هذا الحديث من غرائب (صحيح مسلم) وقد تكلم عليه ابن المديني والبخاري غير واحد من الحفاظ، وجعلوه من كلام كعب، وأن أبا هريرة إنما سمعه من كلام كعب الأحبار، وإنما اشتبه عَلى بعض الرواة، فجعله مرفوعاً. وفي فتاوى ابن تيمة بنحوه 17/236 وقال القاسمي في الفضل المبين432: هذا الحديث طعن فيه من هو أعلم من مسلم مثل يحيى بن معين ومثل البخاري وغيرهما ... وقد ثبت بالتواتر أن الله خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وثبت أن آخر الخلق كان يوم الجمعة، فيلزم أن يكون أول الخلق يوم الأحد، وهكذا عند أهل الكتاب، وعَلى ذلك تدل أسماء الأيام، وهذا المنقول الثابت في أحاديث وآثار آخر، ولو كان أول الخلق يوم السبت وآخره يوم الجمعة لكان قد خلق في الأيام السبعة، وهو خلاف ما أخبر به القرآن.
(9) - انظر منهج دراسة الأسانيد والحكم عليها للعاني ص(85)(1/60)
المطلب الرابع
مناقشة العاني فيما وصل إليه حول ليِّن الحديث
من خلال الأمور التالية نستطيع مناقشة ما وصل إليه العاني غير الذي تعقبناه عليه في حينه :
الأمر الأول -العاني رحمه الله لم يعرِّف هذا المصطلح بشكل دقيق ، فلزم البيان هنا ، حتى لا نخرج عن القواعد والضوابط التي وضعت في هذا العلم الجليل .
يستعمل العلماء هذه اللفظة في التضعيف الخفيف للراوي ، ومُن تقال فيه هذه الكلمة فهو صالح للاستشهاد ، أي أن حديثه يتقوى إذا تابعه عليه من هو مثله ولم يكن منكراً أو شاذاً ولم تقم قرينة على أن أحدهما - أو كليهما - قد وهم فيه ، فإن توبع على الصورة المذكورة وإلا كان ذلك الحديث مردوداً غير مقبول .
وقال الخطيب في الكفاية ( 35 ) حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ الدِّينَوَرِيُّ , قَالَ : سَمِعْتُ حَمْزَةَ بْنَ يُوسُفَ السَّهْمِيَّ , يَقُولُ : سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيَّ قُلْتُ لَهُ : إِذَا قُلْتَ : فُلَانٌ لَيِّنٌ , إِيشْ تُرِيدُ بِهِ ؟ , قَالَ : " لَا يَكُونُ سَاقِطًا مَتْرُوكَ الْحَدِيثِ , وَلَكِنْ مَجْرُوحًا بِشَيْءٍ لَا يُسْقِطُ عَنِ الْعَدَالَةِ "(1)
وهذا التفسير من الإمام الدارقطني لهذه الكلمة يصلح لتفسيرها عند سائر المحدثين ، إلا من يقوم الدليل على أنه كان يستعملها استعمالاً شاذّاً، فيُستثنى ؛ ولكن اللكنوي فهم من هذه العبارة أن معناها عند الدارقطني يختلف عنه عند الجمهور ؛ فلم يُصب في ذلك الفهم ؛ والله أعلم .(2)
وأما قول الدكتور وليد العاني: «إن لفظة (لين الحديث) عندما يطلقها أهل النقد من المحدثين في الراوي تفيد ضعفاً يسيراً لا يسقط حديثه بسبب هذا اللين ؛ إلا أن ابن حجر أراد شيئاً آخر بهذا الاصطلاح غير ما أراده سابقوه ---- ؛ هناك من الرواة من لم يصل إلى درجات الثقة أو الصدق فيقبل ما تفرد به، ولم يهبط إلى درجات الضعف فيسقط حديثه ---- ؛ لقد اصطلح ابن حجر في (تقريبه) أن يطلق على من هذا شأنه (لين الحديث)، ولا مشاحة في الاصطلاح»(3).
قلت : هذا الكلام - مع عدم وضوحه - فيه نظر ؛ فلا يظهر من كلامه اختلاف في مرتبة الراوي اللين بين ابن حجر والجمهور ، فهو عند الطرفين غير هابط إلى دركة السقوط ، وهو عند ابن حجر غير مرتق إلى درجة الاحتجاج ، ويظهر أنه كذلك عند الجمهور.
ثم هل أراد بالسقوط السقوط عن رتبة الحجَّة أم السقوط عن رتبة الاستشهاد ؟ وفي الحالتين يستدرَك عليها أمورٌ لا داعي للإطالة بها.
الأمر الثاني -لا يحسن وصف الحديث الواحد بأنه ليِّن ، لأن هذه كلمة ترددٍ ، فالأولى أن يوصف بما يكون أصرح في قبوله أو ردِّه ، ولا يُعترَض على هذا المنع أو عدم الاستحسان بأن الراوي يوصف بأنه لين أو لين الأحاديث ، وهل معنى ذلك أن أحاديثه لينة؟! فإن جواب هذا الاعتراض أن وصف أحاديث الراوي إجمالاً يصلح فيه ما لا يصلح في وصف حديث واحد منها معين ؛ فمثلاً : يجوز أن يوصف الراوي بأنه يصيب ويخطئ ولكن لا يجوز وصف أحد أحاديثه بأنه صواب وخطأ ، وأيضاً يقال في الراوي : (تعرف وتنكر) ولكن لا يقال في واحد من أحاديثه : (تعرف وتنكر) ، فكذلك الأمر هنا ، والله وأعلم.
وبهذا يتوجه شيء من النقد لعبارة الحافظ ابن حجر رحمه الله إذ قال في مقدمة (تقريب التهذيب) وهو يبين مراتب رجاله واصطلاحاته في كل مرتبة : (السادسة : من ليس له من الحديث إلا القليل ، ولم يثبت فيه ما يُترك حديثُه من أجله ؛ وإليه الإشارة بلفظ (مقبول) ، حيث يتابع ؛ وإلا فلين الحديث) ، فكان الأولى أن يقول : (وإلا فضعيف الحديث).(4)
قلت : وهناك بعض الرواة صفهم الحافظ ابن حجر بهذا الوصف ( ليِّن الحديث) وهو أعلى من هذه المرتبة ، وقد ذكرنا في المطلب السابق أن بعض من وصفهم بذلك هم ليسوا كذلك .
الأمر الثالث- إن ما ذهب إليه العاني رحمه الله يجعل كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله في حكمه على الراوي بأنه ليِّن الحديث عبثاً لا قيمة له بتاتاً ، صحيح أنه لم ينص على مرتبة من هذا القبيل كما ذكرت من قبل ، ولكنه نصَّ على رواة بأنهم ( مقبولون ) ورواة بأنهم ( ليِّنو الحديث ، أو فيهم لين ) فلا يمكن اعتبارهما شيئاً واحدا حسب تقسيمه هو، فلمَّا فرَّق بينهما ، فلا يجوز اعتبارهما شيئاً واحداَ ، ولا سيما أن هذا مخالف لقواعد الاصطلاح واللغة والمنطق السليم .
وفي الحقيقة هذا تقويل له ما لم يقل ، لأنه بيَّن لنا الراوي المقبول من الراوي لين الحديث صراحة لا ضمنا ، فلماذا هذا التعسُّف في فهم كلامه ، وهو واضح هنا لا لبس فيه .؟!!.
ومن ثمَّ فلا نستطيع الجزم بهذه النتيجة من خلال هذه الأمثلة القليلة التي ساقها العاني رحمه الله ، وسوف أورد ما قاله عن هذه المرتبة وما قاله غيره لنرى بعدها النتيجة سلباأم إيجاباً .
الأمر الرابع- هناك رواة قال عنهم صدوق لين الحديث أو صدوق فيه لين ، فهؤلاء بعد التتبع والاستقراء غالبهم أحاديثهم حسان ، ولهم أخطاء قليلة جدا ، ولو قلنا بأن حديثهم يحسن لذاته بالمقارنة مع أحكام غير الحافظ ابن حجر عليهم ، لكان قولنا سديداً، سوى الأحاديث التي أخطئوا فيها ولم نجد لها عاضداً .
انظر هذه الأمثلة من التقريب مع مقارنتها بالكاشف وغيره :
(254) إبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي الكوفي صدوق لين الحفظ من الخامسة م 4
وفي الكاشف (209)- إبراهيم بن مهاجر البجلي الكوفي عن إبراهيم النخعي وطارق بن شهاب وخلق وعنه شعبة وزائدة وعدة قال القطان والنسائي ليس بالقوي وقال أحمد لا بأس به م 4
(276 )إبراهيم بن يوسف الحضرمي الكوفي الصيرفي صدوق فيه لين من العاشرة أيضا مات سنة تسع وأربعين أو بعدها س
وفي ميزان الاعتدال (260 ) إبراهيم بن يوسف الحضرمي الكندى الكوفى الصيرفى.،عن ابن المبارك، وعبيدالله الاشجعى،وعنه النسائي في اليوم والليلة، ويحيى بن صاعد، وعمر بن بحير. قال مطين وغيره: صدوق،وقال النسائي: ليس بالقوى.
(382 ) إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن المسيب بن أبي السائب المخزومي أبو محمد صدوق فيه لين ورمي بالقدر مات سنة ست ومائتين من التاسعة د
وفي تاريخ الإسلام للإمام الذهبي - (ج 14 / ص 53) إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن المسيب د.. أبو محمد المسيبي المدني المقريء. صاحب نافع بن أبي نعيم. قرأ عليه: ولده محمد بن إسحاق، وخلف بن هشام، ومحمد بن سعدان، وأبو حمدون الطبيب. وكان إماماً في القراءة مقبولاً. توفي سنة ست ومائتين. وقد روى عن: ابن أبي ذئب، ونافع بن عمر. روى له: أبو داود.
ولنذكر أحاديث إبراهيم بن يوسف الحضرمي شيخ النسائي وهذه أحاديثه عند النسائي :
الحديث الأول-(9186) أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ الْبَلْخِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : " نَهَى نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ تُبَاشِرَ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ أَجَلْ أَنْ تَصِفَهَا لِزَوْجِهَا "
وأخرجه أحمد(15217) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِى الْعَبَّاسِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِى الزِّنَادِ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ :« لاَ يُبَاشِرِ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِى الثَّوْبِ الْوَاحِدِ ولا تُبَاشِرِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ فِى الثَّوْبِ الْوَاحِدِ ». فالحديث صحيح
الحديث الثاني - (10352)أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُقَيْلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَجُلًا ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - تَغَيَّبَ عَنْهُ لَيْلَةً فَسَأَلَ عَنْهُ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : " مَا حَبَسَكَ ؟ " قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَدَغَتْنِي عَقْرَبٌ ، قَالَ : " لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ يَضُرُّكَ"
وهو في موطأ مالك (1743) وَحَدَّثَنِى مَالِكٌ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِى صَالِحٍ ومسلم (7055 ) قَالَ يَعْقُوبُ وَقَالَ الْقَعْقَاعُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ ذَكْوَانَ أَبِى صَالِحٍ وأبو داود (3900 ) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِى صَالِحٍ به ( فالحديث صحيح).
الحديث الثالث- (10353)أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ الْكُوفِيُّ ، - وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ - قَالَ : حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ سُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : لَدَغَتْ رَجُلًا عَقْرَبٌ ، فَجَاءَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ : " أَمَا إِنَّكَ لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ يَضُرَّكَ شَيْءٌ " هَذَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ الْكُوفِيُّ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ فِي الْحَدِيثِ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ الْبَلْخِيُّ ثِقَةٌ أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حَبَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، عَنْ سُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ رَجُلٍ ، مِنْ أَسْلَمَ ، نَحْوَهُ أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، عَنْ سُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ رَجُلٍ ، مِنْ أَسْلَمَ قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ : لُدِغْتُ الْبَارِحَةَ ، نَحْوَهُ أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ سُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ رَجُلٍ ، مِنْ أَسْلَمَ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ نَحْوَهُ ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ : " إِنْ شَاءَ اللَّهُ " أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سُهَيْلٍ ، وَأَخِيهِ ، عَنْ أَبِيهِمَا ، عَنْ رَجُلٍ ، مِنْ أَسْلَمَ أَنَّهُ لُدِغَ ، فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَحْوَهُ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، مُرْسَلٌ ( وهذا الحديث صحيح أيضاً رغم إعلاله )
الحديث الرابع - (10521) أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْأَشْجَعِيُّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ الْأَيْمَنِ ثُمَّ قَالَ : " اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ "
قلت : هو في مسند أحمد(19056) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِىُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ كَانَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا نَامَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى خَدِّهِ ثُمَّ قَالَ: « اللَّهُمَّ قِنِى عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ ».
(19170) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ أَنْبَأَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الأَنْصَارِىِّ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا نَامَ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ وَقَالَ :« اللَّهُمَّ قِنِى عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ ».
(19182) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْبَرَاءِ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ وَقَالَ :« اللَّهُمَّ قِنِى عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ » أَوْ « تَجْمَعُ عِبَادَكَ ».
(19207) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَضَعُ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ عِنْدَ مَنَامِهِ وَيَقُولُ :« اللَّهُمَّ قِنِى عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ ».
وقد روي من طرق أخرى ، والحديث صحيح مشهور .
الأمر الخامس -أمَّا من قال فيهم ليِّن أو ليِّن الحديث أو فيه لين فهذا أمثلة عنهم تبين أحوالهم مرتبة من البداية:
(78 ) أحمد بن عبيد بن ناصح أبو جعفر النحوي يعرف بأبي عصيدة قيل إن أبا داود حكى عنه وهو لين الحديث وهو من الحادية عشرة مات بعد السبعين د
وفي التهذيب : أبي داود أحمد بن عبيد بن ناصح بلنجر البغدادي أبو جعفر النحوي المعروف بأبي عصيدة روى عن أبي عامر العقدي وأبي داود الطيالسي والواقدي وغيرهم وعنه عبد الله بن إسحاق الخراساني وأبو بكر محمد بن جعفر الآدمي والقاسم بن محمد الأنباري وغيرهم قال ابن عدي حدث عن الأصمعي ومحمد بن مصعب بمناكير وقال الحاكم أبو أحمد لا يتابع في جل حديثه مات بعد السبعين ومائتين روى أبو داود في السنن عن أحمد بن عبيد عن محمد بن سعد كلاما فقيل هو هذا قلت وقال الحاكم أبو عبد الله هو إمام في النحو وقد سكت مشائخنا عن الرواية عنه وقال ابن حبان في الثقات ربما خالف وقال ابن عدي هو عندي من أهل الصدق وقال النديم كان مؤدب المنتصر وأورد الذهبي عنه في ترجمة الأصمعي حديثا منكرا وقال أحمد بن عبيد ليس بعمدة(5)
قلت: فمن كانت هذه حاله، فهل يكون حديثه دائما حسناً لذاته، عند الحافظ ابن حجر؟
(252 ) إبراهيم بن مسلم العبدي أبو إسحاق الهجري بفتح الهاء والجيم يذكر بكنيته لين الحديث رفع موقوفات من الخامسة ق
وفي الكاشف ( 206) إبراهيم بن مسلم الهجري الكوفي عن ابن أبي أوفى وغيره وعنه شعبة وجعفر بن عون وعدة ضعف ق
قلت: فمن كانت هذه حاله فهل يكون حديثه دائما حسناً لذاته عند الحافظ ابن حجر ؟!
(326 ) إسحاق بن إبراهيم بن سعيد الصراف المدني مولى مزينة لين الحديث من الثامنة ق
وفي الكاشف( 272 ) إسحاق بن إبراهيم الصواف عن صفوان ابن سليم وعدة وعنه إبراهيم بن المنذر وغيره ضعف ق
قلت: فمن كانت هذه حاله فهل يكون حديثه دائما حسناً لذاته عند الحافظ ابن حجر ؟!!
(398 ) أسد بن عبد الله بن يزيد بن أسد البجلي أخو خالد القسري بفتح القاف وسكون المهملة كان أمير خراسان في حديثه لين من الخامسة مات سنة عشرين س
وفي لسان الميزان للحافظ ابن حجر - (ج 7 / ص 39) [ 2295 ] أسد بن عبد الله بن يزيد البجلي القسري قال البخاري لا يتابع على حديثه.(6)
قلت : وله حديث واحد قال العقيلي في الضُّعَفَاءُ الْكَبِيرِ : أَسَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ كُوفِيٌّ حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ مُوسَى قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ قَالَ : أَسَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ سَمِعَ مِنَ يَحْيَى بْنِ عَفِيفٍ عَنْ جَدِّهِ ، وَلَمْ يُتَابَعْ فِي حَدِيثِهِ ، كَانَ عَلَى خُرَاسَانَ
والحديث أخرجه النسائي في الكبرى (8337) والعقيلي(54 ) كلاهما من طريق سَعِيدَ بْنِ خُثَيْمٍ الْهِلَالِيِّ عَنْ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَفِيفٍ عَنْ جَدِّهِ قَالَ : " جِئْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِلَى مَكَّةَ فَنَزَلْتُ عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهُ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْكَعْبَةِ وَقَدْ تَحَلَّقَتِ الشَّمْسُ , وَارْتَفَعَتْ , إِذْ جَاءَ شَابٌّ حَتَّى دَنَا مِنَ الْكَعْبَةِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَانْتَصَبَ قَائِمًا مُسْتَقْبِلَهَا , إِذْ جَاءَ غُلَامٌ حَتَّى قَامَ عَنْ يَمِينِهِ ، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى جَاءَتِ امْرَأَةٌ فَقَامَتْ خَلْفَهُمَا , ثُمَّ رَكَعَ الشَّابُ وَرَكَعَ الْغُلَامُ وَرَكَعَتِ الْمَرْأَةُ ، ثُمَّ رَفَعَ الشَّابُّ رَأْسَهُ , وَرَفَعَ الْغُلَامُ , وَرَفَعَتِ الْمَرْأَةُ رَأْسَهَا , ثُمَّ خَرَّ الشَّابُّ سَاجِدًا , وَخَرَّ الْغُلَامُ , وَخَرَّتِ الْمَرْأَةُ , فَقَالَ الْعَبَّاسُ : تَدْرِي مَنْ هَذَا ؟ قُلْتُ : لَا , فَقَالَ : هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ أَخِي وَهَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ , وَهَذِهِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ زَوْجَةُ ابْنِ أَخِي هَذَا , إِنَّ ابْنَ أَخِي هَذَا حَدَّثَنَا أَنَّ رَبَّهُ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَمَرَهُ بِهَذَا الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ , فَهُوَ عَلَيْهِ ، وَلَا وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَدًا عَلَى هَذَا الدِّينِ غَيْرَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ , قَالَ عَفِيفٌ : فَتَمَنَّيْتُ بَعْدُ أَنْ أَكُونَ رَابِعَهُمْ "
وهذا الحديث لا يصح فسعيد وأسد ويحيى كلهم فيهم كلام .
(420 ) إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي أبو إبراهيم البصري صاحب القوهي بضم القاف لين الحديث من الثامنة مات سنة أربع وتسعين ق
وفي الكاشف ( 354) إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي عن ابن عون وعنه الربالي وجماعة ثقة توفي 194 ق(7)
قلت : فهذا يحسن حديثه بلا ريب ، بل يمكن أن يصحح ،وله حديث واحد في سنن ابن ماجه (278) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَفْصِ بْنِ هِشَامِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَرَابِيسِىُّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: « مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ يَعْلَمُهُ فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ ».
وهو مروي من طرق كثيرة فالحديث صحيح بلا ريب
(606 ) أيوب بن ثابت المكي لين الحديث من السابعة بخ
وفي التهذيب (734 ) بخ البخاري في الأدب المفرد أيوب بن ثابت المكي روى عن خالد بن كيسان وابن أبي مليكة وعطاء وعنه أبو عامر العقدي وأبو داود الطيالسي وأبو حذيفة الهذلي وغيرهم قال أبو حاتم لا يحمد حديثه ،قلت وذكره ابن حبان في الثقات وقال مولى بني شيبة"
وفي ميزان الاعتدال(1067 ) أيوب بن ثابت.عن عطاء وغيره.قال أبو حاتم: لا يحمد حديثه.روى عنه أبو عامر العقدى.
الأمر السادس- في بعض من وصفهم الحافظ ابن حجر بهذا الوصف- كما رأينا قبل قليل - نظرٌ
والخلاصة أننا لا نستطيع الجزم بما جزم به العاني رحمه الله من تحسين مرتبة لين الحديث دائما ، وإلا كانت لا قيمة لها أصلا ، فلماذا أفردها الحافظ ابن حجر بكلام مفصول عن مرتبة المقبول ؟!!!
لا يمكن أن تكون مرادفة لها لا لغة ولا اصطلاحا ولا واقعاً .
فالصواب من القول أنه استخدمها كما استخدمها غيره من علماء الجرح والتعديل.
ـــــــــــــــــــــ
المرتبة السابعة
من قال فيه مجهول الحال أو مستور
السابعة : من روى عنه أكثر من واحد ولم يوثق، وإليه الإشارة بلفظ: مستور، أو مجهول الحال.
وسوف أقسمه إلى ثلاثة مطالب
المطلب الأول- التعريف بالمجهول وأحكامه
المطلب الثاني -من قال فيه مجهول الحال
المطلب الثالث- حكم رواية المستور
المطلب الأول
معنى المجهول وأحواله
1- تعريفُها:
أ) لغة: مصدر " جَهِلَ " ضد " عَلِمَ " والجهالة بالراوي تعني عدم معرفته.
ب) اصطلاحاً: عدم معرفة عَيْنِ الراوي أو حاله.
يمكن لنا أن نقول ان المراد بجهالة الراوي: هو أن لا يعرف فيه تعديل ولا تجريح من قبل أهل الجرح والتعديل . وبهذا المعنى فان جهالة الراوي يندرج تحتها ثلاثة أمور هي:(8)
أولا: جهالة اسم الراوي .
ثانيا: جهالة عين الراوي .
ثالثاً: جهالة حال الراوي .
أما من هو المجهول ؟
فقد اختلف فيه العلماء على مذاهب تبعاً لاختلافهم في وسائل إثبات العدالة ، إذ أن كل من ثبتت عدالته ارتفعت عنه الجهالة .
ويمكن إجمال مذاهب علماء الحديث في المجهول فيما يأتي:-
__________
(1) - قلت : لا يريد بعدم سقوطه عن العدالة أنه صالح للحجة ، ولكنه يريد أنه صالح للاعتبار.
(2) - انظر معجم لسان المحدثين (ج 4 / ص 142)
(3) - منهج دراسة الأسانيد (ص80)
(4) - انظر معجم لسان المحدثين (ج 4 / ص 142)
(5) - تهذيب التهذيب[ ج1 - ص52 ](103)
(6) - وانظر الكامل في الضعفاء[ ج1 - ص399 ](215)
(7) - ومثله في في تاريخ الإسلام للإمام الذهبي (ج 13 / ص 103) ( 4 )
(8) -انظر نزهة النظر/ابن حجر/44 .(1/61)
أولا: يرى الخطيب البغدادي أن المجهول عند المحدثين هو (هُوَ كُلُّ مَنْ لَمْ يُشْتَهَرُ بِطَلَبِ الْعِلْمِ فِي نَفْسِهِ , وَلَا عَرَفَهُ الْعُلَمَاءُ بِهِ , وَمَنْ لَمْ يُعْرَفْ حَدِيثُهُ إِلَّا مِنْ جِهَةِ رَاو وَاحِدٍ , مِثْلُ عَمْرٍو ذِي مُرٍّ وَجَبَّارٍ الطَّائِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَغَرَّ الْهَمْدَانِيِّ وَالْهَيْثَمِ بْنِ حَنَشٍ وَمَالِكِ بْنِ أَغَرَّ وَسَعِيدِ بْنِ ذِي جُدَّانَ وَقَيْسِ بْنِ كُرْكُمٍ وَخَمِرِ بْنِ مَالِكٍ , وَهَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ لَمْ يَرْوِ عَنْهُمْ غَيْرُ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ , وَمِثْلُ سَمْعَأن ابن مُشَنَّجٍ وَالْهِزْهَازِ بْنِ مِيزَنٍ لَا يُعْرَفُ عَنْهُمَا رَاوٍ إِلَّا الشَّعْبِيُّ , وَمِثْلُ بَكْرِ بْنِ قِرْوَاشٍ وَحَلَامِ بْنِ جَزْلٍ لَمْ يَرْوِ عَنْهُمَا إِلَّا أَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ , وَمِثْلُ يَزِيدَ بْنِ سُحَيْمٍ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ إِلَّا خِلَاسُ بْنُ عَمْرٍو , وَمِثْلُ جُرَيِّ بْنِ كُلَيْبٍ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ إِلَّا قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ , وَمِثْلُ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ سِوَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ , وَغَيْرُ مَنْ ذَكَرْنَا خَلْقٌ كَثِيرٌ تَتَّسِعُ أَسْمَاؤُهُمْ , وَأَقَلُّ مَا تَرْتَفِعُ بِهِ الْجَهَالَةُ أَنْ يَرْوِيَ عَنِ الرَّجُلِ اثْنَانِ فَصَاعِدًا مِنَ الْمَشْهُورِينَ بِالْعِلْمِ كَذَلِكَ)(1)
ثانياً: بينما يرى ابن الصلاح الشهرزوري أن المجهول من الرواة على ثلاثة أصناف وهم:
مجهول العدالة من حيث الظاهر والباطن جميعاً .
المجهول الذي جهلت عدالته الباطنة وهو عدل في الظاهر وهو المستور . ثم عرف المستور بقوله: قال بعض أئمتنا المستور من يكون عدلاً في الظاهر ولا تعرف عدالته الباطنة .
المجهول العين . وقد أقر في حده ما ذكره الخطيب(2).
ثالثاً: يذهب ابن حجر العسقلاني إلى أن المجهول من الرواة صنفان:
مجهول العين:- وهو من لم يرو عنه غير واحد ولم يوثق.
مجهول الحال:- وهو من روى عنه اثنان فأكثر ولم يوثق.(3)
رابعاً: بينما يذهب ابن حبان إلى أن الجهالة منحصرة في عين الراوي فمن انتفت عنه جهالة عينه فهو على العدالة إلى أن يثبت عكس ذلك . وكلامه هذا مبني على مذهبه في إثبات العدالة .
يقول ابن حبان :( فكل من ذكرته في كتابي هذا إذا تعرى خبره عن الخصال الخمس(4)أن يكون فوق الشيخ الذي ذكره رجل ضعيف لا يحتج بخبره .
أو يكون دونه رجل واهٍ لا يجوز الاحتجاج بروايته .
أو يكون مرسلاً فلا يلزم به حجة .
أو يكون منقطعاً .
أو يكون في الإسناد رجل مدلس .(5).
التي ذكرتها فهو عدل يجوز الاحتجاج بخبره لان العدل من لم يعرف منه الجرح ... فمن لم يعلم بجرح فهو عدل إذا لم يتبين ضده )(6)
غير أن العلماء لم يرتضوا منهج ابن حبان هذا يقول ابن حجر : ( وهذا الذي ذهب إليه ابن حبان من أن الرجل إذا انتفت جهالة عينه كان على العدالة إلى أن يتبين جرحه مذهب عجيب والجمهور على خلافه )(7)
والذي يبدو والله أعلم - أن أقرب هذا الأقوال إلى الواقع هو ما ذكره ابن حجر . لأن ما ذكره الخطيب في حدِّه للمجهول بقوله :( هو كل من لم يشتهر بطلب العلم في نفسه ولا عرفه العلماء به) أمر فيه نوع من المرونة فإنه ليس كل من تصدَّى للحديث كان مشتهراً ، ثم ما هو الحد الذي إذا وصل إليه المحدِّث كان مشتهراً وإذا قصر عنه لم ينعت بالاشتهار .
أما ابن الصلاح فانه حينما صنف من كان مجهول العدالة إلى صنفين الأول مجهول العدالة ظاهراً وباطنا والثاني مجهول العدالة في الباطن دون الظاهر . وهو ما سماه بالمستور . فإني أرى أن هذا زيادة في التقسيمات والتعريفات . لأن جمهور العلماء قالوا: إن العدالة إنما تثبت بأشياء زائدة على الظاهر . وإنه يجب التحري ومحاولة سبر أغوار نفوس الرواة قبل الحكم على عدالتهم وعدم الاكتفاء بما يظهر من صلاحهم لخطورة ما يتعلق بهذا الحكم .
أما ابن حبان فان مذهبه هذا مخالف لما عليه الجمهور تبعاً لرأيه في إثبات العدالة وقد: صرح ابن حجر بأنه عجيب وإنه مخالف لجمهور المحدثين كما نقلنا عنه ذلك قبل قليل .
إذن فالمجهول أما أن يكون مجهول العين وأما أن يكون مجهول الحال أي العدالة . ولكل نوع من هاتين الجهالتين منهج للعلماء في التعامل معه .(8)
2-هل تقبل رواية المجهول ؟
قال الحافظ العراقي رحمه الله(9):
"اختلفَ العلماءُ في قَبولِ روايةِ المجهولِ ، وهو على ثلاثةِ أقسامٍ : مجهولِ العينِ ، ومجهولِ الحالِ ظاهراً وباطناً ، ومجهولِ الحال باطناً .
القسمُ الأولُ : مجهولُ العَيْنِ ، وهو مَنْ لم يروِ عنه إلا راوٍ واحدٌ . وفيه أقوالٌ :
الصحيحُ الذي عليه أكثرُ العلماءِ من أهلِ الحديثِ ، وغيرِهم ، أنّهُ لا يقبلُ .
والثاني: يقبلُ مطلقاً.وهذا قولُ مَنْ لم يشترطْ في الراوي مزيداً على الإسلامِ.
والثالثُ : إن كان المنفردُ بالروايةِ عنه لا يروي إلا عَنْ عَدْلٍ ، كابنِ مهديٍّ ، ويحيى بنِ سعيدٍ ، ومَنْ ذُكرَ معهُما ، واكتفينا في التعديلِ بواحدٍ قُبلَ ، وإلاّ فلا .
والرابعُ : إنْ كان مشهوراً في غيرِ العلمِ بالزُّهْدِ ، أو النَّجْدةِ قُبلَ ، وإلاّ فلا . وهو قولُ ابنِ عبدِ البرِّ ، وسيأتي نقلهُ عنه .
والخامسُ : إنْ زَكَّاه أحدٌ من أئمةِ الجرحِ والتعديلِ مع روايةِ واحدٍ عنهُ قُبل ، وإلاّ فلا . وهو اختيارُ أبي الحسنِ بنِ القطّانِ في كتابِ " بيان الوهمِ والإيهامِ " .
والقسمُ الثاني : مجهولُ الحالِ في العدالةِ في الظاهرِ والباطنِ ، مع كونِهِ معروفَ العَيْنِ بروايةِ عدلينِ عنه . وفيه أقوالٌ :
أحدُها : وهو قولُ الجماهيرِ ، كما حكاهُ ابنُ الصلاحِ أنَّ روايتَهُ غيرُ مقبولةٍ.
والثاني : تقبلُ مطلقاً ، وإنْ لم تقبلْ روايةُ القسمِ الأولِ . قال ابنُ الصلاحِ : وقد يَقبلُ روايةَ المجهولِ العدالةِ مَنْ لا يَقبلُ روايةَ المجهولِ العينِ .
والثالثُ : إنْ كانَ الراويانِ ، أو الرواةُ عنه فيهم مَنْ لا يَروِي عن غيرِ عَدْلٍ قُبِلَ ، وإلاَّ فلاَ .
والقسمُ الثالثُ : مجهولُ العدالةِ الباطنةِ ، وهو عدلٌ في الظاهرِ ، فهذا يحتَجُّ به بعضُ مَنْ رَدَّ القسمَينِ الأولَينِ ، وبهِ قطعَ الإمامُ سُلَيمُ بنُ أيوبَ الرازيُّ ، قال : لأنَّ الإخبارَ مَبنيٌّ على حُسْنِ الظَّنِّ بالراوي ؛ لأنَّ روايةَ الأخبارِ تكونُ عندَ مَنْ تَتَعذَّرُ عليه معرفةُ العدالةِ في الباطنِ ، فاقتُصِرَ فيها على معرفةِ ذلك في الظاهرِ . وتُفَارِقُ الشهادَةَ ، فإنَّها تكونُ عند الحُكَّامِ،ولا يتعذّرُ عليهم ذلكَ ، فاعتُبِرَ فيها العدالةُ في الظاهرِ والباطنِ.
قالَ ابنُ الصّلاحِ : ويشبهُ أنْ يكونَ العملُ على هذا الرأي في كثيرٍ من كتبِ الحديثِ المشهورةِ في غيرِ واحدٍ من الرُّواةِ الذين تقادَمَ العهدُ بهم ، وتعذَّرَتِ الخِبْرةُ الباطنةُ بهم ، واللهُ أعلمُ ."
وقال البزدوي(10):
"وَهَذَا أَيْ كَوْنُ الْمَسْتُورِ كَالْفَاسِقِ ثَابِتٌ بِلَا خِلَافٍ فِي بَابِ الْحَدِيثِ احْتِيَاطًا ؛ لِأَنَّ أَمْرَ الدِّينِ أَهَمُّ فَلَا يَكُونُ رِوَايَةُ الْمَسْتُورِ حُجَّةً بِاتِّفَاقِ الرِّوَايَاتِ إنَّمَا اخْتِلَافُ الرِّوَايَةِ فِي إخْبَارِهِ عَنْ نَجَاسَةِ الْمَاءِ لَا غَيْرُ إلَّا فِي الصَّدْرِ الْأَوَّلِ أَيْ فِي الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ ؛ فَإِنَّ رِوَايَةَ الْمَسْتُورِ مِنْهُمْ مَقْبُولَةٌ لِكَوْنِ الْعَدَالَةِ أَصْلًا فِيهِمْ عَلَى مَا قُلْنَا فِي الْمَجْهُولِ بَيْنَهُمْ فِي الْبَابِ الْمُتَقَدِّمِ "
وقال الإمام النووي رحمه الله(11):
" وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْفَاسِقُ وَالْمُغَفَّلُ فَلَا يُقْبَلُ قَوْلُهُمْ فِيهِ بِلَا خِلَافٍ , وَلَا خِلَافَ فِي اشْتِرَاطِ الْعَدَالَةِ الظَّاهِرَةِ فِيمَنْ نَقْبَلُهُ .
وَأَمَّا الْعَدَالَةُ الْبَاطِنَةُ , فَإِنْ قُلْنَا : يُشْتَرَطُ عَدْلَانِ اُشْتُرِطَتْ , وَإِلَّا فَوَجْهَانِ حَكَاهُمَا إمَامُ الْحَرَمَيْنِ وَآخَرُونَ , قَالُوا : وَهُمَا جَارِيَانِ فِي رِوَايَةِ الْمَسْتُورِ , الْحَدِيثَ ( وَالْأَصَحُّ ) قَبُولُ رِوَايَةِ الْمَسْتُورِ , وَكَذَا الْأَصَحُّ قَبُولُ قَوْلِهِ هُنَا وَالصِّيَامُ بِهِ , وَبِهَذَا قَطَعَ صَاحِبُ الْأبانةِ وَالْعُدَّةِ وَالْمُتَوَلِّي "
وقال الآمدي رحمه الله(12):
"المسألة الأولى مذهب الشافعي وأحمد بن حنبل وأكثر أهل العلم أن مجهول الحال غير مقبول الرواية ،بل لا بد من خبرة باطنة بحاله ومعرفة سيرته وكشف سريرته أو تزكية من عرفت عدالته وتعديله له.
وقال أبو حنيفة وأتباعه: يكتفَى في قبول الرواية بظهور الإسلام والسلامة عن الفسق ظاهراً.
وقد احتج النافون بحجج الأولى: أن الدليل بنفي قبول خبر الفاسق وهو قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (6) سورة الحجرات ،غير أنا خالفناه فيمن ظهرت عدالته بالاختبار بمعنى لا وجود له في محل النزاع ، وهو ما اختص به من زيادة ظهور الثقة بقوله فوجب أن لا يقبل ، ولقائل أن يقول: الآية إنما دلت على امتناع قبول خبر الفاسق ومن ظهر إسلامه وسلم من الفسق ظاهراً لا نسلِّم أنه فاسق حتى يندرج تحت عموم الآية واحتمال وجود الفسق فيه لا يوجب كونه فاسقاً بدليل العدل المتفق على عدالته.
الحجة الثانية: أنه مجهول الحال فلا يقبل إخباره في الرواية دفعاً لاحتمال مفسدة الكذب كالشهادة في العقوبات ، ولقائل أن يقول: وإن كان احتمال الكذب قائماً ظاهراً غير أن احتمال الصدق مع ظهور الإسلام والسلامة من الفسق ظاهراً أظهر من احتمال الكذب ، ومع ذلك فاحتمال القبول يكون أولى من احتمال الرد ولا يمكن القياس على الشهادة ، لأن الاحتياط في باب الشهادة أتم منه في باب الرواية ولهذا كان العدد والحرية مشترطاً في الشهادة دون الرواية ومتعبداً فيها بألفاظ خاصة غير معتبرة في الرواية ، حتى إنه لو قال أعلم بدل قوله أشهد لم يكن مقبولاً ، وعلى هذا فلا يلزم من اشتراط ظهور العدالة في الشهادة بالخبرة الباطنة اشتراط ذلك في الرواية.
الحجة الثالثة قالوا: أجمعنا على أن العدالة شرطٌ في قبول الرواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وعلى أن بلوغ رتبة الاجتهاد في الفقه شرط في قبول الفتوى ، فإذا لم يظهر حال الراوي بالاختبار فلا تقبل أخباره دفعاً للمفسدة اللازمة من فوات الشرط كما إذا لم يظهر بالاختبار بلوغ المفتي رتبة الاجتهاد فإنه لا يجب على المقلِّد اتباعه إجماعاً.
ولقائل أن يقول: المجمعُ على اشتراطه في الرواية العدالة بمعنى ظهور الإسلام والسلامة من الفسق ظاهراً أو بمعنى آخر، والأول مسلم غير أن ما هو الشرط متحقق فيما نحن فيه ، والثاني ممنوع كيف وإن ما ذكرتموه من الوصف الجامع غير مناسب لما سبق في الحجة المتقدمة ، وبتقدير ظهور مناسبة الوصف الجامع فالاعتبار بالمفتي غير ممكن، وذلك لأن بلوغ رتبة الاجتهاد أبعد في الحصول من حصول صفة العدالة ، ولهذا كانت العدالة أغلب وقوعاً من رتبة الاجتهاد في الأحكام الشرعية ، وعند ذلك فاحتمال عدم صفة الاجتهاد يكون أغلب من عدم صفة العدالة فلا يلزم من عدم قبول قول المفتي مع الجهل بحاله القول بعدم قبول الراوي مع الجهل بحاله.
الحجة الرابعة: أن عدم الفسق شرط في قبول الرواية فاعتبر فيه الخبرة الباطنية مبالغة في دفع الضرر كما في عدم الصبي والرق والكفر في قبول الشهادة.
ولقائل أن يقول : ما ذكرتموه من الوصف الجامع غير مناسب لما سبق تقريره في الحجة الثانية ، وبتقدير مناسبته فالقياس على الشهادة غير ممكن لما تقدم.
الحجة الخامسة قالوا: ردَّ عمر رواية فاطمة بنت قيس لما كانت مجهولة الحال وعلي عليه السلام رد قول الأشجعي في المفوضة واشتهر ذلك فيما بين الصحابة ولم ينكره منكر فكان إجماعاً.
ولقائل أن يقول: أمَّا ردُّ عمر لخبر فاطمة إنما كان لأنه لم يظهر صدقها ولهذا قال: كيف نقبل قول امرأة لا ندري أصدقت أم كذبت ، وما نحن فيه ليس كذلك فإن من ظهر إسلامه وسلامته من الفسق ظاهراً فاحتمال صدقه لا محالة أظهر من احتمال كذبه ، وأما ردُّ علي عليه السلام لخبر الأشجعي فإنما كان أيضاً لعدم ظهور صدقه عنده ولهذا وصفه بكونه بوالاً على عقبيه أي غير محترز في أمور دينه ، ويجب أن يكون كذلك وإلا كان مخالفاً لقوله صلى الله عليه وسلم. «إِنَّمَا نحكم بِالظَّاهِرِ ، وَالله يتَوَلَّى السرائر»(13)
والمعتمد في المسألة أنا نقول: القول بوجوب قبول رواية مجهول الحال يستدعي دليلاً ، والأصل عدم ذلك الدليل ، والمسألة اجتهادية ظنية فكان ذلك كافياً فيها .
فإن قيل بيان وجود الدليل من جهة النص والإجماع والمعقول: أما النص فمن جهة الكتاب والسنة: أما الكتاب فقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (6) سورة الحجرات ، أمر بالتثبت مشروطاً بالفسق فما لم يظهر الفسق لا يجب التثبت فيه.
وأما السنة فمن وجهين: الأول قوله عليه السلام: "إنما أحكم بالظاهر والله يتولى السرائر"(14)وما نحن فيه فالظاهر من حاله الصدق فكان داخلاً تحت عموم الخبر الثاني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما جاءه الأعرابي وقال أشهد أن لا إله إلا الله وشهد برؤية الهلال عنده(15)قبل شهادته وأمر بالنداء بالصوم لما ثبت عنده إسلامه ولم يعلم منه ما يوجب فسقاً فالرواية أولى.
وأما الإجماع فهو أن الصحابة كانوا متفقين على قبول أقوال العبيد والنسوان والأعراب المجاهيل لما ظهر إسلامهم وسلامتهم من الفسق ظاهراً.
وأما المعقول فمن وجهين: الأول أن الراوي مسلم لم يظهر منه فسق فكان خبره مقبولاً كإخباره بكون اللحم لحم مذكَّى ، وكون الماء طاهراً أو نجساً وكون الجارية المبيعة رقيقة ، وكونه متطهراً عن الحدثين حتى يصح الاقتداء به ونحوه والثاني أنه لو أسلم كافر وروى عقيب إسلامه خبراً من غير مهلة فمع ظهور إسلامه وعدم وجود ما يوجب فسقه بعد إسلامه يمتنع رد روايته ، وإذا قبلت روايته حال إسلامه فطول مدته في الإسلام أولى أن لا توجب رده.
والجواب عن الآية أن العمل بموجبها نفياً وإثباتاً متوقف على معرفة كونه فاسقاً أو ليس فاسقاً لا على عدم علمنا بفسقه ، وذلك لا يتم دون البحث والكشف عن حاله ،وعن الخبر الأول من ثلاثة أوجه:
الأول أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أضاف الحكم بالظاهر إلى نفسه ولا يلزم مثله في حق غيره إلا بطريق القياس عليه لا بنفس النص المذكور ، والقياس عليه ممتنع لأن ما للنبي - صلى الله عليه وسلم - من الاطلاع والمعرفة بأحوال المخبر لصفاء جوهر نفسه واختصاصه عن الخلق بمعرفة ما لا يعرفه أحد منهم من الأمور الغيبية غير متحقق في حق غيره.
الثاني أنه رتب الحكم على الظاهر وذلك وإن كان يدل على كونه علة لقبوله والعمل به فتخلف الحكم عنه في الشهادة على العقوبات والفتوى يدل على أنه ليس بعلة.
الثالث المعارضة بقوله تعالى: { إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} (36) سورة يونس ، وليس العمل بعموم أحد النصين وتأويل الآخر أولى من الآخر بل العمل بالآية أولى لأنها متواترة وما ذكروه آحاد.
وعن الخبر الثاني: لا نسلِّم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يعلم من حال الأعرابي سوى الإسلام.
وعن الإجماع لا نسلِّم أن الصحابة قبلوا رواية أحد من المجاهيل فيما يتعلق بأخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولهذا ردوا رواية من جهلوه كرد عمر شهادة فاطمة بنت قيس ورد علي شهادة الأعرابي.
وعن الوجه الأول من المعقول بالفرق بين صور الاستشهاد ومحل النزاع ؛ وذلك من وجهين:
الأول أن الرواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعلى رتبة وأشرف منصباً من الإخبار فيما ذكروه من الصور ، فلا يلزم من القبول مع الجهل بحال الراوي فيما هو أدنى الرتبتين قبوله في أعلاهما .
الثاني أن الإخبار فيما ذكروه من الصور مقبول مع ظهور الفسق ولا كذلك فيما نحن فيه.
وعن الوجه الثاني من المعقول بمنع قبول روايته دون الخبرة بحاله ، لاحتمال أن يكون كذوباً وهو باق على طبعه .
وإن قبلنا روايته في مبدأ إسلامه فلا يلزم ذلك في حالة دوامه، لما بين ابتداء الإسلام ودوامه من رقة القلب وشدة الأخذ بموجباته والحرص على امتثال مأموراته واجتناب منهياته على ما يشهد به العرف والعادة في حق كل من دخل في أمر محبوب والتزمه ، فإن غرامه به في الابتداء يكون أشد منه في دوامه."
3- ما ترتفع به الجهالة:
بعد أن عرفنا الجهالة وأنواعها وأسباب ورودها بقي علينا أن نتعرف على منهج علماء الحديث فيما ترتفع فيه الجهالة عن الراوي . أو بعبارة أخرى ما هي الأمور التي إذا توفرت في الراوي زالت جهالته واشتهرت حاله .
وللجواب على هذا التساؤل نقول: ان لعلماء الحديث منهجاً في رفع الجهالة عن الراوي تبعاً لنوع الجهالة المتعلقة بالراوي . فما ترتفع به جهالة العين هو غير ما ترتفع به جهالة الحال وهما غير ما ترتفع به جهالة من أبهم اسمه وعينه
ويمكن إجمال مناهج العلماء في ذلك فيما يأتي:
أولا: ما ترتفع به جهالة العين:
والمقصود بجهالة العين أن الراوي لم يروِ عنه إلا واحد .
قال ابن حجر في ترجمة يحيى بن حرب المديني (قلت: قال ابن المديني: مجهول ما روى عنه غير موسى )(16)
وقال ابن عدي (ولا أعلم أحدا يروي عنه غير مروان الفزاري وإذا روى عنه رجل واحد فهو شبه المجهول )(17)
إذن فلا فرق عند العلماء بين مجهول العين أو شبه المجهول لأن كليهما لم يروِ عنهما إلا راويا واحدا .
ومن كان هذا حاله فان للعلماء فيما ترتفع به الجهالة عنه أقوالا:
ذهب الخطيب البغدادي إلى أن (أَقَلُّ مَا تَرْتَفِعُ بِهِ الْجَهَالَةُ أَنْ يَرْوِيَ عَنِ الرَّجُلِ اثْنَانِ فَصَاعِدًا مِنَ الْمَشْهُورِينَ بِالْعِلْمِ كَذَلِكَ)(18).
قال صاحب كتاب نصب الراية موافقا الخطيب فيما ذهب إليه: (وَإِنَّمَا يرتفع جَهَالَةُ الْمَجْهُولِ إذَا رَوَى عَنْهُ ثِقَتَانِ مَشْهُورَانِ، فَأَمَّا إذَا رَوَى عَنْهُ مَنْ لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ الْحَدِيثُ حُجَّةً، وَلَا ارْتَفَعَتْ جَهَالَتُهُ، انْتَهَى.)(19).
بينما ذهب فريق من العلماء كيحيى بن معين والذهبي وابن حجر في ،حد رأييه وغيرهم إلى أن جهالة العين ترتفع بأن يروي عنه اثنان فصاعداً دون أن يشترط فيهما أن يكونا مشهورين في أهل العلم .
أخرج الخطيب البغدادي في الكفاية( 227 )أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ , أنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ , أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَارِئُ , نا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى , قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي , يَقُولُ : إِذَا رَوَى عَنِ الْمُحَدِّثِ رَجُلَانِ ارْتَفَعَ عَنْهُ اسْمُ الْجَهَالَةِ قَالَ الْخَطِيبُ : إِلَّا أَنَّهُ لَا يَثْبُتُ لَهُ حُكْمُ الْعَدَالَةِ بِرِوَايَتِهِمَا عَنْهُ : فَقَدْ زَعَمَ قَوْمٌ أَنَّ عَدَالَتَهَ تَثْبُتُ بِذَلِكَ , وَنَحْنُ نَذْكُرُ فَسَادَ قَوْلِهِمْ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَتَوْفِيقِهِ )(20).
وجاء في تعجيل المنفعة في ترجمة بركة بن يعلى التميمي (واستفدنا منهما أن لبركة راويين فارتفعت جهالة عينه والله المستعان )(21).
وجاء في تلخيص الحبير في ترجمة عبد الله بن بصير: (وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَصِيرٍ قِيلَ لَا يُعْرَفُ لِأَنَّهُ مَا رَوَى عَنْهُ غَيْرُ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ لَكِنْ أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ رِوَايَةِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ عَنْهُ فَارْتَفَعَتْ جَهَالَةُ عَيْنِهِ)(22).
وذهب ابن حجر في رأيه الآخر إلى أن الراوي مجهول العين-وهو من لم يرو عنه إلا واحد-ينظر إلى ذلك الواحد الذي يروي عن ذلك المجهول . فإن كان من أئمة الحديث وحفاظهم عدَّ ذلك تعريفاً بعين ذلك الراوي:
__________
(1) - الكفاية بَابُ ذِكْرِ الْمَجْهُولِ وَمَا بِهِ تَرْتَفِعُ عَنْهُ الْجَهَالَةُ الْمَجْهُولُ عِنْدَ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ
(2) -مقدمة ابن الصلاح/225-226 .
(3) -نزهة النظر/ابن حجر/50 .
(4) -يعني بالخصال الخمس ما يلي:
(5) - انظر الثقات لابن حبان( 1/11)
(6) -الثقات لابن حبان(1/13 )
(7) -لسان الميزان/ابن حجر/1/14 . قلت : ولكن من الناحية العملية قوله هو الذي جرى عليه العمل في الأعم الأغلب ، فلم الإنكار عليه ؟!
(8) - جرح الرواة وتعديلهم (ج 7 / ص 1)
(9) - شرح التبصرة والتذكرة (ج 1 / ص 114)
(10) - كشف الأسرار (ج 5 / ص 26)
(11) - المجموع شرح المهذب (ج 6 / ص 277)
(12) - الأحكام للآمدي (ج 2 / ص 78) والإحكام في أصول الأحكام (ج 1 / ص 324) فما بعد الشاملة 2
(13) - هَذَا الحَدِيث غَرِيب لَا أعلم من خرجه من أَصْحَاب الْكتب الْمُعْتَمدَة وَلَا غَيرهَا ، وَسُئِلَ عَنهُ حَافظ زَمَاننَا جمال الدَّين الْمزي فَقَالَ : لَا أعرفهُ . وَقَالَ النَّسَائِيّ فِي «سنَنه» بَاب الحكم بِالظَّاهِرِ . ثمَّ أورد حَدِيث «إِنَّمَا أَنا بشر ...» وَقد أوردهُ الرَّافِعِيّ قبل هَذَا .البدر المنير (ج 9 / ص 590)
(14) - لا أصل له في المرفوع
(15) - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ جَاءَ أَعْرَابِىٌّ إِلَى النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ إِنِّى رَأَيْتُ الْهِلاَلَ -يَعْنِى رَمَضَانَ - فَقَالَ « أَتَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ». قَالَ نَعَمْ. قَالَ « أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ». قَالَ نَعَمْ. قَالَ « يَا بِلاَلُ أَذِّنْ فِى النَّاسِ فَلْيَصُومُوا غَدًا ».سنن أبى داود(2342) وصحح جمع إرساله
(16) -تهذيب التهذيب/ابن حجر 11/173 .
(17) -الكامل في ضعفاء الرجال/ابن عدي/3/389 .
(18) -الكفاية/ 111 .
(19) - نصب الراية (ج 2 / ص 39)
(20) - الكفاية - بَابُ ذِكْرِ الْمَجْهُولِ وَمَا بِهِ تَرْتَفِعُ عَنْهُ الْجَهَالَةُ
(21) -تعجيل المنفعة برجال الأئمة الأربعة/ابن حجر 1/50 .
(22) -تلخيص الحبير في أحاديث الرافعي الكبير/ابن حجر/2/26 . وانظر البدر المنير (ج 9 / ص 282)(1/62)
جاء في تهذيب التهذيب (وقال الذهبي في الطبقات: أحمد بن يحيى بن محمد لا يعرف . قلت: بل يكفي في رفع جهالة عينه رواية النسائي عنه وفي التعريف بحاله توثيقه له.)(1).
4.وذهب ابن خزيمة وابن حبان من بعده إلى أن مجهول العين ترتفع جهالته برواية واحدٍ مشهور .
جاء في لسان الميزان: (وكأن عند ابن حبان أن جهالة العين ترتفع برواية واحدٍ مشهور وهو مذهب شيخه ابن خزيمة ولكن جهالة حاله باقية عند غيره . وقد أفصح ابن حبان بقاعدته فقال: العدلُ من لم يعرف فيه الجرح ، إذ التجريح ضد التعديل ، فمن لم يجرح فهو عدل حتى يتبين جرحه )(2).
ثانيا: ما ترتفع به جهالة الحال:
والمقصود من جهالة الحال أن لا يعرف الراوي بجرح ولا تعديل . وترتفع جهالة حاله بأمور وضوابط وضعها علماء الحديث ، وهم مختلفون فيها كما يأتي:
أجمع علماء أهل السنة وأغلب الفرق الإسلامية على أن من ثبتت صحبته لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ارتفعت جهالة حاله واستغني عن البحث عن عدالته . لأن الصحابة - رضي الله عنهم - عدول بتعديل الله تعالى لهم وتعديل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
قال الذهبي: (وأما الصحابة - رضي الله عنهم - فبساطهم مطوي وإن جرى ما جرى وإن غلطوا كما غلط غيرهم من الثقات ، فما يكاد يسلم أحد من الغلط ، لكنه غلط نادر لا يضرُّ أبدا ، إذ على عدالتهم وقبول ما نقلوه العمل وبه ندين الله تعالى )(3).
وذهب جمهور المحدثين إلى أن من وردت روايته في كتب الصحيح ارتفعت جهالة حاله . يوضح ذلك قول ابن حجر في مقدمة فتح الباري: (فأما جهالة الحال فمندفعة عن جميع من أخرج لهم في الصحيح لأن شرط الصحيح أن يكون راويه معروفا بالعدالة ، فمن زعم أن أحدا منهم مجهول فكأنه نازع المصنِّف في دعواه أنه معروف ،ولا شكَّ أن المدعي لمعرفته مقدَّم على من يدَّعي عدم معرفته لما مع المثبت من زيادة العلم ومع ذلك فلا تجد في رجال الصحيح أحدا ممن يسوغ إطلاق اسم الجهالة عليه أصلا)(4).
وجاء في نصب الراية قول ابن دقيق العيد( رحمه الله): (قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ فِي الْإِمَامِ: وَمِنَ العجب كون الْقَطَّانِ لَمْ يَكْتَفِ بِتَصْحِيحِ التِّرْمِذِيِّ فِي مَعْرِفَةِ حَالِ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ، مَعَ تَفَرُّدِهِ بِالْحَدِيثِ، وَهُوَ قَدْ تقل كَلَامَهُ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَأَيُّ فَرْقٍ بَيْنَ أَنْ يَقُولَ: هُوَ ثِقَةٌ، أَوْ يُصَحَّحَ لَهُ حَدِيثٌ انْفَرَدَ بِهِ؟ وَإِنْ كَانَ تَوَقَّفَ عَنْ ذَلِكَ لِكَوْنِهِ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ إلَّا أَبُو قِلَابَةَ، فَلَيْسَ هَذَا: بِمُقْتَضَى مَذْهَبِهِ، فَإِنَّهُ لَا يَلْتَفِتُ إلَى كَثْرَةِ الرُّوَاةِ فِي نَفْيِ جَهَالَةِ الْحَالِ، فَكَذَلِكَ لَا يُوجِبُ جَهَالَةَ الْحَالِ بِانْفِرَادِ رَاوٍ وَاحِدٍ عَنْهُ بَعْدَ وُجُودِ مَا يَقْتَضِي تَعْدِيلَهُ، وَهُوَ تَصْحِيحُ التِّرْمِذِيِّ، وَأَمَّا الِاخْتِلَافُ الَّذِي ذَكَرَهُ مِنْ كِتَابِ الدَّارَقُطْنِيِّ فَيَنْبَغِي عَلَى طَرِيقَتِهِ. وَطَرِيقَةُ الْفِقْهِ أَنْ يُنْظَرَ فِي ذَلِكَ، إذْ لَا تَعَارُضَ بَيْنَ قَوْلِنَا: عَنْ رَجُلٍ، وَبَيْنَ قَوْلِنَا: عَنْ رَجُلٍ من بين عَامِرٍ، وَبَيْنَ قَوْلِنَا عَنْ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ، وَأَمَّا مَنْ أَسْقَطَ ذِكْرَ هَذَا الرَّجُلِ فَيَأْخُذُ بِالزِّيَادَةِ، وَيَحْكُمُ به، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، فَإِنْ كَانَ كُنْيَةً لِعَمْرٍو فَلَا اخْتِلَافَ، وَإِلَّا فَهِيَ رِوَايَةٌ وَاحِدَةٌ مُخَالِفَةٌ احْتِمَالًا لَا يَقِينًا، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: إنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي قُشَيْرٍ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَهِيَ مُخَالِفَةٌ، فَكَانَ يَجِبُ أَنْ يَنْظُرَ فِي إسْنَادِهَا عَلَى طَرِيقَتِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ ثَابِتًا لَمْ يُعَلِّلْ بِهَا، انْتَهَى كَلَامُهُ.)(5).
وذهب الدارقطني فيما نقله عنه السخاوي أن: ( من روى عنه ثقتان فقد ارتفعت جهالته وثبتت عدالته )(6).
وذكر البلقيني أن هذا هو مذهب ابن حبان كذلك فقال: ( اكتفى ابن حبان بمجرد رواية عدلين في التعديل وهو بعيد )(7).
والصحيح أن ابن حبان يختلف عن الدارقطني فيما ترتفع به جهالة الحال عن الراوي . وله مذهب خاص به وهو الآتي:
4 .ذهب ابن حبان إلى أن كلَّ من روى عنه راو مشهور قد ارتفعت جهالة عينه وكل من ارتفعت جهالة عينه ولم يعرف فيه جرح فهو عدل ، أي أن جهالة الحال ترتفع مع جهالة العين إذا لم يعرف فيه جرحٌ للعلماء .
وقد نصَّ ابن حجر على مذهب ابن حبان هذا في لسان الميزان فقال: (وهذا الذي ذهب إليه ابن حبان من أن الرجل إذا انتفت جهالة عينه كان على العدالة إلى أن يتبين جرحه مذهب عجيب ، والجمهور على خلافه)(8).
إذن فما ذهب إليه البلقيني من أن ابن حبان يشترط رواية عدلين في إثبات عدالة الراوي يخالف المشهور من مذهب ابن حبان الذي قدمناه آنفاً .
وذهب ابن عبد البر إلى أن مجهول الحال يمكن أن ترتفع جهالته إذا اشتهر ـ في غير حمل العلم ـ بمكارم الأخلاق من زهد أو كرم أو نجدة . وقد نقل السخاوي قوله في فتح المغيث وهو (قبول روايته إن كان مشهوراً كأن يشتهر بالزهد أو النجدة أو الكرم فان اشتهر بالعلم فقبوله من باب أولى )(9).
قال ابن الصلاح: " ثم بلغني عن أبي عمر بن عبد البر الأندلسي وجادة قال: كل من لم يرو عنه إلا رجل واحد فهو عندهم مجهول إلا أن يكون رجلاً مشهورا في غير حمل العلم كاشتهار (مالك بن دينار) بالزهد و (عمرو بن معدي كرب)(10)بالنجدة"(11).
وذهب أبو الحسن علي بن عبد الله القطان إلى رفع جهالة الحال عن الراوي بتوثيق أحد أئمة الجرح له . أي أن مجهول العين الذي لم يرو له إلا واحد إذا وثق ذلك الراوي من قبل أحد أئمة الجرح والتعديل كان ذلك التوثيق كافياً عنده في التعريف بحاله(12). وهو نفس ما ذهب إليه ابن حجر فقال بقبول رواية مجهول العين إذا وثقه من ينفرد عنه إن كان متأهلاً لذلك(13).
وعلى هذا الأساس بنى توثيقة لأحمد بن يحيى بن محمد في تهذيب التهذيب فاسمع إليه وهو يقول: قال الذهبي : (أحمد بن يحيى بن محمد لا يعرف ، قلت: بل يكفي في رفع جهالة عينه رواية النسائي عنه ، وفي التعريف بحاله توثيقه له)(14).
فمع أن أحمد بن يحيى هذا غير معروف عند العلماء لأنه لم يرو عنه سوى النسائي . فقد عدَّه ابن حجر معروفاً ومعدَّلاً برواية النسائي وتعديله إياه .
وحكى الفيروزآبادي الشيرازي في كتابه التبصرة عن بعض الشافعية أنهم يعدِّلون من روى عنه الثقة مطلقاً فقال:(إذا روى الثقة عن المجهول لم يدلَّ على عدالته، ومن أصحابنا من قال يدلُّ على عدالته)(15).
وذهب الغزالي إلى أن الثقة إذا روى عن المجهول وكان هذا الثقة لا يروي إلا عن العدول ولا يستجيز نقل الأحاديث الضعيفة عدَّ ذلك تعديلاً منه لمن روى عنه وإلا فلا فقال: (إذا روى المستجمعُ لخلال التعديل عن شخص واقتصر عليه فهل يجعل ذلك تعديلاً؟! والمختار أن ذلك كالتعديل من مالك ومن كل محدِّث لا يستجيز نقل الأحاديث الضعيفة وإلا فلا)(16).
وذهب بعض العلماء إلى تعديل من عمل الثقة بموجب حديثه . قال الغزالي وهو يتحدث عما يعد توثيقا للراوي: (أن يعمل بموجب حديث لم ينقله إلا رجل واحد هل يجعل ذلك تعديلاً ؟ فيه خلاف. والمختار أنه إن أمكن حمل عمله على الاحتياط فلا ، وإن لم يمكن حمله فهو كالتعديل لأنه محصِّلٌ للثقة)(17).
ثالثاً: ما ترتفع به جهالة المبهم:
والمقصود بالمبهم من الرواة من لم يسمّ اسمه كنحو (حدثني رجل) أو (فلان) أو (حدثني الثقة) أو (من لا أتهم) إلى غيرها من الألفاظ التي لا تكشف عن اسم الراوي.
وللعلماء في رفع الجهالة الناتجة عن الإبهام طريقتان:
الأولى: طريقة التنصيص:
وهي أن ما ذكر مبهماً في مكان ذكر صراحة في موضع آخر . وقد ذكر هذه الطريقة ابن حجر في نزهة النظر فذكر أنه يُستَدَلُّ على معرفَةِ اسمِ المُبْهَمِ بوُرودِه مِن طريقٍ أُخرى [ مسمّىً [ فيها ](18).
الثانية: طريقة استقراء منهج الراوي:
ومعناها أن يعرف من خلال الاستقراء أن الراوي الفلاني إذا قال حدثني الثقة مثلاً فإنما يعني به شخصا بعينه . مثاله إذا قال الشافعي: (حدثني الثقة عن الليث بن سعد فالثقة يحيى بن حسان التنيسي البكري)(19).
وإذا قال: (حدثني الثقة عن ابن جريج فمراده بالثقة مسلم بن خالد المخزومي مولاهم)(20)
ويعدُ هذا النوع من أصعب أنواع الاستكشاف للرواة لأن كل عالم له منهجه وطريقته الخاصة في إيراد ذكر شيوخه .
والأسباب التي تؤدي إلى وقوع الإبهام في الرواة هي:
أن الراوي يهمل ذكر اسم شيخه اختصارا ، إذا كان قد ذكره صريحاً في موضع آخر
إن الراوي قد يهمل اسم شيخه تدلسياً(21)
4- اعتباراتٌ هامةٌ في حكم رواية المجهول:
الاعتبار الأول - حكم رواية المجهول باعتبار نوع الجهالة المتعلقة به:
ويمكن معرفة هذه الأحكام من خلال معرفتنا لأنواع الجهالة التي تلحق الراوي . وهي:
1- جهالة العين:
وللعلماء في حكم الراوي الذي جهلت عينه مذاهب وهي:
أولا: ذهب جمهور العلماء إلى عدم قبول رواية مجهول العين مطلقاً وحجتهم أن العدالة شرط في صحة الرواية فمن جهلت عينه جهلت عدالته من باب أولى.
يقول ابن كثير: (فأما المبهم الذي لم يسمّ اسمه أو من سمي ولا تعرف عينه فهذا من لا يقبل روايته أحد علمناه)(22)
وصرح ابن حجر بهذا فقال في اللسان: (إذ المجهول غير محتج به)(23)
ثانيا: ذهب الحنيفة ومن معهم إلى قبول روايته مطلقا لأنهم لم يشترطوا في الرواة مزيداً على الإسلام .
يقول الدكتور فاروق حمادة (وقد قبل هذا النوع مطلقاً من العلماء من لم يشترط في الراوي مزيداً على الإسلام ، وعزاه ابن المواق للحنفية حيث قال: إنهم لم يفصلوا بين من روى عنهم واحد وبين من روى عنه أكثر من واحد ، بل قبلوا رواية المجهول على الإطلاق)(24).
ثالثا: إذا تفرد بالرواية عنه من لا يروي إلا عن ثقة كعبد الرحمن بن مهدي قبلت روايته وإلا فلا:
قال الخطيب: ( إِذَا قَالَ الْعَالِمُ : كُلُّ مَنْ أَرْوِي لَكُمْ عَنْهُ وَأُسَمِّيهِ فَهُوَ عَدْلٌ رِضًا مَقْبُولُ الْحَدِيثِ , كَانَ هَذَا الْقَوْلُ تَعْدِيلًا مِنْهُ لِكُلِّ مَنْ رَوَى عَنْهُ وَسَمَّاهُ , وَقَدْ كَانَ مِمَّنْ سَلَكَ هَذِهِ الطَّرِيقَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ)(25).
رابعا: ذهب علي بن عبد الله بن القطان إلى أن مجهول العين إذا زكاه مع راويه الواحد أحد أئمة الجرح والتعديل قبلت روايته . وإلا فلا(26).
خامسا: ذهب ابن عبد البر إلى قبول رواية مجهول العين إذا كان مشهوراً بشيء من مكارم الأخلاق من نجدة أو كرم أو ما إلى ذلك من غير العلم . وإلا فلا .(27)قال ابن الصلاح: بلغني عن أبي عمر ابن عبد البر وجادة قال: (كل من لم يرو عنه إلا رجل واحد فهو عندهم مجهول إلا أمور يكون رجلاً مشهوراً في غير حمل العلم واشتهار مالك بن دينار بالزهد وعمرو بن معد مكرب بالنجدة)(28).
2- جهالة الباطن:
وهي أن يكون الراوي عدلاً في ظاهره ، مجهول العدالة من حيث الباطن . وهو ما يسمى بالمستور عند المحدثين .
وللعلماء في قبول رواية المستور مذاهب يمكن إجمالها فيما يلي:-
أولا: ذهب الجمهور إلى عدم قبول روايته ما لم تثبت عدالته . وهو قول الشافعي . ومبناه أن أمور رواية الراوين عنه تعريف به لا توثيق له وأن قبول الرواية مبني على التوثيق لا على التعريف .(29).
ثانيا: ذهب أبو حنيفة وبعض الشافعية إلى قبول روايته ما لم يعلم الجرح فيه .
قال السيوطي(30): (وروايةُ المَسْتُور, وهو عدل الظَّاهر, خفيُّ البَاطن أي: مجهول العَدَالة باطنًا يحتجُّ بها بعض من ردَّ الأوَّل, وهو قول بعض الشَّافعيين كسليم الرَّازي.
قال: لأنَّ الإخبار مَبْنيٌّ على حُسْن الظَّن بالرَّاوي, ولأنَّ رِوَاية الأخبار تَكُون عند من يتعذَّر عليه معرفة العَدَالة في الباطن, فاقتصر فيها على مَعْرفة ذلك في الظاهر, بخلاف الشَّهادة, فإنَّها تَكُون عند الحُكَّام, فلا يتعذَّر عليهم ذلك.
قال الشَّيخ ابن الصَّلاح(31): ويشبهُ أن يَكُون العمل على هذا الرأي في كثير من كُتب الحديث المشهورة في جَمَاعة من الرُّواة تقادم العهد بهم, وتعذَّرت خبرتهم باطنًا وكذا صحَّحه المُصنِّف في «شرح المُهذَّب».) .
قلت : قال النووي في شرح المهذب(32):
" وَلَا خِلَافَ فِي اشْتِرَاطِ الْعَدَالَةِ الظَّاهِرَةِ فِيمَنْ نَقْبَلُهُ . وَأَمَّا الْعَدَالَةُ الْبَاطِنَةُ , فَإِنْ قُلْنَا : يُشْتَرَطُ عَدْلَانِ اُشْتُرِطَتْ , وَإِلَّا فَوَجْهَانِ حَكَاهُمَا إمَامُ الْحَرَمَيْنِ وَآخَرُونَ , قَالُوا : وَهُمَا جَارِيَانِ فِي رِوَايَةِ الْمَسْتُورِ , الْحَدِيثَ ( وَالْأَصَحُّ ) قَبُولُ رِوَايَةِ الْمَسْتُورِ , وَكَذَا الْأَصَحُّ قَبُولُ قَوْلِهِ هُنَا وَالصِّيَامُ بِهِ , وَبِهَذَا قَطَعَ صَاحِبُ الْأبانةِ وَالْعُدَّةِ وَالْمُتَوَلِّي , "
ثالثا: وذهب إمام الحرمين إلى القول بالتوقف في رواية المستور حتى يتبين حاله فقد قال:(لا نطلق رد رواية المستور ولا قبولها بل يقال رواية العدل مقبولة ورواية الفاسق مردودة ورواية المستور موقوفة على استبانة حالته)(33).
وقد اختار الحافظ ابن حجر هذا القول وتبناه حينما قال: (والتحقيق أن رواية المستور ونحوه مما فيه الاحتمال لا يطلق القول بردها ولا بقبولها بل هي موقوفة على استبانة حاله)(34).
والخلاصة أن مجهول الحال له صورتان :
الأولى : كون الراوي معروفاً برواية أكثر من واحد عنه .
والثانية : روى عنه واحد ، لكن انضمت إليه قرينة زادت من قدر العلم به ، كمجيء ذكره في خبر لا في إسناد ، أو أن يكون العلم به وبحديثه جاءنا من رواية ثقة عنه لم يعرف بالرواية عن المجروحين ، كإبراهيم النخعي ، وسفيان بن عيينة ، ووكيع بن الجراح .
لكنه مع العلم بوجوده وارتفاع جهالة عينه فإنه لم تثبت أهليته في الحديث .
نعم ، تثبت له العدالة الدينية بذلك ... .
ويطلق على هذا النوع من الرواة وصف : ( مجهول الحال ) ، وربما أطلق بعض علماء الجرح والتعديل وصف : ( مجهول ) ويعنون هذا المعنى ، كما يقع من أبي حاتم الرازي .
ويوصف هذا أيضاً بـ( المستور ) .
وزوال الراوي بجهالة الحال إنما يكون باختبار حديثه وتبين حفظه وإتقانه بذلك ، وهو الطريق الذي سلكه أئمة الحديث للحكم على الرواة ، فإن ثبت حفظه فهو ثقة أو صدوق ، وإن تبين سوء حفظه نزل على ما يناسبه من الأصاف .
وقد لا يتهيأ للناقد تبين حال الراوي إذا كان لم يرو إلا القليل من الحديث ، فيثبت له الوصف بالجهالة الموجبة لرد حديثه ، حتى تندفع عنه شبهة الضعف بالمتابعة.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه : سألته عن عطاء العطار ؟ فقال : " روى عنه حماد بن سلمة ، وهشام بن حسان " فقلت : كيف حديثه ؟ فقال : " كم روى ؟ ! شيئاً يسيراً "(35).
وقال ابن عدي في ( عمران بن عبد الله البصري ) : " غير معروف ، وأنكر عليه البخاري الحديث الواحد في التسبيح ، وإذا كان الرجل غير معروف بالروايات ؛ فإنه يقع في حديثه المناكير "(36).
وقال البخاري في ( قيس أبي عمارة الفارسي ) : " فيه نظر "(37)، فقال ابن عدي : " هذا الذي أشار إليه البخاري إنما هو حديث واحد ، وليس الذي يبين من الضعف في الرجل وصدقه إذا كان له حديث واحد "(38).
وقال ابن عدي في ( سلم العلوي ) : " قليل الحديث جداً ، ولا أعلم له جميع ما يروي إلا دون خمسة أو فوقها قليلاً ، وبهذا المقدار لا يعتبر فيه حديثه أنه صدوق أو ضعيف ، ولا سيما إذا لم يكن في مقدار ما يروي متن منكر "(39).
الاعتبار الثاني: موقف العلماء من رواية المجهول بالنظر إلى طبقته :
ومن العلماء من تعامل مع المجاهيل ومروياتهم من جهة قربهم أو بعدهم عن عصر الرسالة .
وبهذا الاعتبار فأنهم صنفوا المجاهيل إلى أربع طبقات ، كل طبقة لها حكمها الخاص بها . وهذه الطبقات هي:-
1-المجاهيل من الصحابة:
والمقصود بالمجهول من الصحابة هو من جهل اسمه أو جهل اشتهاره بالعلم . والعلماء مجمعون على أن الجهالة مرفوعة عن الصحابة لأن عدالتهم ثابتة بتعديل الله تبارك وتعالى لهم.
2-المجاهيل من كبار التابعين وأوساطهم:-
وهم الذين تتلمذوا على أيدي الصحابة الكرام فأمثال هؤلاء يقبل حديثهم إذا سلم من المخالفة . قال الذهبي: (وأما المجهولون من الرواة فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم احتمل حديثه وتلقِّي بحسن الظنِّ إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ)(40).
3.إذا كان من صغار التابعين:-
وأما إذا كان الراوي من صغار التابعين فإن العلماء قالوا في روايته ما يلي:- (وأما إن كان الرجل منهم - أي من المجاهيل - من صغار التابعين فسائغ رواية خبره ويختلف ذلك باختلاف جلالة الراوي وتحريه)(41).
4.إذا كان من تابع التابعين فما بعدهم:-
وأما أن كان الراوي من تابع التابعين فمن بعدهم فهو أضعف لخبره سيما إذا انفرد به(42)، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - شهد للقرون الثلاثة الأول بالخيرية على سائر الأجيال . فعَنْ أَبِى جَمْرَةَ سَمِعْتُ زَهْدَمَ بْنَ مُضَرِّبٍ سَمِعْتُ عمران ابن حُصَيْنٍ - رضى الله عنهما - يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :« خَيْرُ أُمَّتِى قَرْنِى ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ » . قَالَ عمران فَلاَ أَدْرِى أَذَكَرَ بَعْدَ قَرْنِهِ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا :« ثُمَّ إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَشْهَدُونَ وَلاَ يُسْتَشْهَدُونَ ، وَيَخُونُونَ وَلاَ يُؤْتَمَنُونَ ، وَيَنْذُرُونَ وَلاَ يَفُونَ ، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ »(43)ْْ.
الاعتبار الثالث: حكم رواية المجهول بالنظر إلى وثاقة من يروي عنهم:-
ومن العلماء من كان ينظر إلى المجاهيل وحكم مروياتهم من خلال النظر إلى مرتبة من يروي عن أولئك المجاهيل . من حيث الوثاقة والاعتبار . ومن هذا المنظار فان رواية المجاهيل يمكن تصنيفها كالأتي:-
1-حكم رواية المجهول إذا روى عنه الضعفاء:-
فهؤلاء لم أجد من العلماء من ذهب إلى اعتبار روايته سواء المتشددون منهم أو المتساهلون ، فهذا ابن حبان على الرغم من تساهله في التوثيق فإنه يقول: (وأما المجاهيل الذين لم يروِ عنهم إلا الضعفاء فإنهم متروكون على الأحوال كلها)(44)،لأن الضعف قد انتاب روايتهم من طرفين الأول جهالة الراوي والثاني ضعف الناقلين لتلك الرواية .
2-حكم رواية المجهول إذا روى عنه المشهورون:-
أما إذا روى عن المجهول أناس عدول أو مشهورون فإن للعلماء في قبول روايته مذاهب قدمناها آنفاً عند حديثنا على رواية مجهول الحال .
3. حكم رواية المجهول إذا روى الأثبات عنه:-
أما إذا انفرد الثقات الأثبات بالرواية عن ذلك المجهول فإن حكم روايته عند العلماء كما يلي:-
1.ذهب جمهور العلماء إلى عدم قبول روايته حتى تثبت عدالته لجواز أن يروي الثقة عمن ليس بثقة ظناً منه أنه ثقة . وهو مبني على أن رواية الثقة عن غيره ليست توثيقاً له(45).
2.مذهب من يرى أن رواية الثقة عن غيره تعديل له إن من روى عن المجهول وهو ثقة قبلت روايته عنه .
يقول الدكتور فاروق حمادة (وهذا في الحقيقة لازم لكل من ذهب إلى أن رواية العدل بمجردها تعديل له ، بل عزاه النووي في مقدمة شرحه على مسلم لكثير من المحققين وكذلك محمد بن إسحق بن خزيمة ذهب إلى أن جهالة العين ترتفع براو واحد مشهور وإليه يومئ قول ابن حبان: العدل من لم يعرف فيه جرح فمن لم يجرح فهو عدل حتى يثبت جرحه)(46).
وصرح ابن حبان بهذا وهو يتكلم عن منهجه في ثبوت العدالة فقال: (إذا لم يكن في الراوي جرح ولا تعديل وكان كل من شيخه والراوي عنه ثقة ولم يأت بحديث منكر فهو ثقة)(47).
=================
__________
(1) - تهذيب التهذيب (ج 1 / ص 77)
(2) -لسان الميزان/ابن حجر 1/14 وانظر تفصيل كلام ابن حبان في كتابه الثقات 1/11-13 .
(3) -معرفة الرواة المتكلم فيه بما لا يوجب الرد/ الذهبي 46 . وقواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث (ج 1 / ص 149)
(4) -مقدمة فتح الباري/ 384 .
(5) - نصب الراية (ج 1 / ص 149)
(6) -فتح المغيث/ السخاوي 1/320 .
(7) -محاسن الإصلاح/ البلقيني 227 هامش مقدمة ابن الصلاح .
(8) -لسان الميزان/ 1/14 .
(9) -فتح المغيث/السخاوي 1/316 .
(10) -لا يصح التمثيل هنا بعمرو بن معدي كرب . لأنه صحابي وترجمته في الإصابة (4 /691 ). ومعلوم أن الصحابي لا يضر إبهامه فكيف إذا عرف اسمه ؟!
(11) -مقدمة ابن الصلاح/ 496 .
(12) -فتح المغيث/ 1/317 .
(13) -نزهة النظر/ 50 وجرح الرواة وتعديلهم (ج 7 / ص 14)
(14) -تهذيب التهذيب 1/77 .
(15) -التبصرة/ الفيروز آبادي الشيرازي/ 339 .
(16) -المنخول/ الغزالي 264 .
(17) -المنخول/ 264 .
(18) -نزهة النظر/ 49 .
(19) - تقريب التهذيب/ابن حجر/ 589 .
(20) - المصدر السابق/ 529 .
(21) - انظر جرح الرواة وتعديلهم (ج 7 / ص 17)
(22) -اختصار علوم الحديث/ابن كثير 81 وانظر الموجز 157 والجرح والتعديل (بحث في الرسالة الإسلامية/ د. حارث سليمان الضاري 83-84 .
(23) - لسان الميزان لابن حجر 1/4 .
(24) -المنهج الإسلامي في الجرح والتعديل/ فاروق حمادة ص 306 .
(25) -الغاية/ 115 .
(26) -نزهة النظر/ 50 .
(27) - فتح المغيث 1/316 .
(28) -مقدمة ابن الصلاح/ 496 .
(29) -مقدمة ابن الصلاح/ 225 ، وتدريب الراوي 1/316-317 .
(30) - تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي (ج 1 / ص 247)
(31) -مقدمة ابن الصلاح/ 225 .
(32) - المجموع شرح المهذب (ج 6 / ص 277)
(33) -البرهان في أصول الفقه/ الجويني 1/615 .
(34) -نزهة النظر/ ابن حجر 50 .
(35) - العلل ومعرفة الرجال ، لأحمد بن حنبل ( النص : 786 ) .
(36) - الكامل ( 6 / 173 ) .
(37) - التاريخ الأوسط ( 2 / 108 ) .
(38) - الكامل ( 7 / 171 ) .
(39) - الكامل ( 4 / 352 ) .
(40) -ديوان الضعفاء والمتروكين/ الذهبي 374 .
(41) -المصدر السابق 374 .
(42) -المغني في الضعفاء/ المقدمة 1/ك .
(43) - صحيح البخارى(3650 )
(44) -لسان الميزان 1/14 .
(45) -الكفاية/ 112 .
(46) -المنهج الإسلامي في الجرح والتعديل/ د. فاروق حمادة/ 306 .
(47) -الصحيح/ لابن حبان 1/115 .(1/63)
المطلب الثاني
من قال فيه مجهول الحال
والخامس : من قال عنه مجهول الحال (62) راوياً، فهو كما قال
كقوله في ترجمة أبان ابن طارق بصري مجهول الحال من السادسة د (139)
وفي التهذيب أبان بن طارق البصري،روى عن نافع وكثير بن شنظير وعنه خالد بن الحارث ودرست بن زياد قال أبو زرعة مجهول، وقال أبو أحمد ابن عدي لا يعرف إلا بهذا الحديث: « مَنْ دُعِىَ فَلَمْ يُجِبْ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ دَخَلَ عَلَى غَيْرِ دَعْوَةٍ دَخَلَ سَارِقًا وَخَرَجَ مُغِيرًا »(1). وليس له أنكر منه ،وله غيره حديثان أو ثلاثة. (أبو داود)(2)
قلتُ : ومما يؤخذ عليه على سبيل المثال ،كقوله في ترجمة إبراهيم بن إسماعيل اليشكري مجهول الحال (152)
أقول : روى عنه: أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني (ق)، ومعمر بن سهل الأهوازي.وروى أبو بكر عبد الرحمن بن عبدالملك بن شيبة الحزامي، عن إبراهيم بن إسماعيل بن نصر التبان، عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة فيحتمل أن يكونا واحدا، والله أعلم ..(3)
أو كقوله في ترجمة إبراهيم بن سعيد أبو إسحاق المدني مجهول الحال (180)
أقول : روى عنه: زكريا بن يحيى زحمويه الواسطي، وقتيبة بن سعيد (د). ، وقال أبو داود : شيخ من أهل المدينة ، ليس له كبير حديث ، وقال ابن عدي : ليس بالمعروف ، قلت : له عنده حديث واحد في الحج(4)، قال ابن عدي أيضاً : رفع حديثاً لا يتابع على رفعه(5)، وقال صاحب الميزان : منكر الحديث "(6)
قلت : وفي نقل الحافظ ابن حجر عن الميزان نظر ، ففي الميزان إبراهيم بن سعيد المدني [ د ]، عن نافع، منكر الحديث، غير معروف،وله أيضا عن أبي عبد الحميد.
قلت: وله حديث واحد في الإحرام، أخرجه أبو داود، وسكت عنه، فهو مقارب الحال.اهـ(7)
فالكلام الأول ينقله الذهبي عن الكامل لابن عدي ، ولكنه عقب عليه بقوله،وقال عنه: فهو مقارب الحال ،والصواب أنه معروف وحسن الحديث .
والحديث الذي قال ابن عدي رفعه (لا تَنْتَقِبُ الْمَرْأَةُ الْمُحْرِمَةُ) ورواه جماعة عن نافع عن ابن عمر من قوله .
قلت: الصواب الرفع وقد تابعه ثقات أثبات على رفعه(8)
وكقوله في ترجمة إسحاق بن سالم مولى بني نوفل بن عدي مجهول الحال (354).
ففي تهذيب التهذيب [ ج1 -ص 203 ](432 ) د أبي داود إسحاق بن سالم مولى بني نوفل بن عدي روى عن بكر بن مبشر وسالم أبي الغيث وعامر بن سعد وغيرهم وعنه أنيس بن أبي يحيى وعبد الله بن محمد بن عمر بن علي ومحمد بن أبي يحيى الأسلمي ،قال البخاري هو إسحاق مولى المغيرة عن المغيرة بن نوفل وعنه الزهري وسمع بكر بن مبشر وعن أبي هريرة روى عنه أنيس بن أبي يحيى حديثه في أهل المدينة ،وذكر عبد الغني بن سعيد المصري أن البخاري لم يصنع شيئا في جعلهما واحدا وأن إسحاق بن سالم غير إسحاق مولى المغيرة ،قلت : وقد تبع بن أبي حاتم البخاري في جعلهما واحدا ،وفرق بينهما ابن حبان في الثقات ،وذكر بن القطان الفاسي وتبعه الذهبي أن إسحاق بن سالم وبكر بن مبشر لا يعرفان في غير هذا الحديث، وروى عن إسحاق غير أنيس يعني الذي أخرجه لهما أبو داود في الغدو إلى العيد وقد أخرجه الحاكم في المستدرك من هذا الوجه وصححه وكذا صححه بن السكن وقد روى عنه غير أنيس تقدم .
أقول : الصواب أنه ليس مجهولاً، فقد روى عنه جماعة وسكت عليه البخاري وابن أبي حاتم ، ووثقه ابن حبان ، وصحح حديثه الحاكم(9)وابن السكن(10).
وقال الشيخ محمد عوامة في تعليقه على الكاشف (296)، فمثله يبعد عنه ما في التقريب (مجهول الحال) والله أعلم .
وكقوله في ترجمة إسحاق بن عبيد الله بن أبي مليكة التيمي مجهول الحال (370)
قلت: ففي تهذيب التهذيب[ ج1 -ص 212 ](452 ) ق ابن ماجة إسحاق بن عبيد الله بن أبي مليكة القرشي التيمي روى عن عبد الله بن أبي مليكة عن عبد الله بن عمرو حديث :« إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُرَدُّ ». قَالَ ابْنُ أَبِى مُلَيْكَةَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ إِذَا أَفْطَرَ اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍ أَنْ تَغْفِرَ لِى.(11)،وعن يزيد بن رومان مرسلا، وعنه الوليد بن مسلم وأسد بن موسى وعبد الملك بن محمد الحزامي ويعقوب بن محمد الزهري ،روى له بن ماجة هذا الحديث الواحد ،قلت الذي رأيته في عدة نسخ من ابن ماجة حدثنا إسحاق بن عبد الله المدني عن عبد الله بن أبي مليكة وسأوضح خبره في الترجمة التي بعد هذه .
وقال في تهذيب التهذيب[ ج1 -ص 213 ](453) إسحاق بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي مولاهم أخو إسماعيل قال ابن عساكر في تاريخه سمع سعيد بن المسيب وعبد الله بن أبي ملكية وعنه الوليد بن مسلم روى عن ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ دَعْوَةً ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي "(12)وذكره ابن سميع في الطبقة الرابعة وذكره ابن حبان في الثقات، قلت فهو الذي أخرج له بن ماجة والله أعلم.
والصواب أنه ليس بمجهول فقد روى عنه ثقتان(13)، وقال عنه الذهبي في الكاشف (309) مقبول ، وصحح حديثه البوصيري(14)
وكقوله في ترجمة إسحاق بن كعب بن عجرة مجهول الحال (380) .
قلت : روى عنه ابنه سعد بن إسحاق ، ووثقه ابن حبان وقال ابن القطان : مجهول الحال ما روى عنه غير ابنه سعد التهذيب(15).
أقول : وروى عنه أبو معشر كما في مسند أحمد4/29 (16795) وبهذا تزول جهالته . وصحح البوصيري إسنادا من طريقه(16)
وفي ميزان الاعتدال (781 ) إسحاق بن كعب [ د، ت، س ] بن عجرة.تابعي مستور.
وسكت عليه أبو حاتم وأبو زرعة والبخاري(17)
وقد قال الحافظ الذهبي في ديوان الضعفاء: (وأما المجهولون من الرواة ، فإن كان من كبار التابعين أو أوساطهم ؛ احتمل حديثُه وتلقِّيَ بحسن الظنِّ ؛ إذا سلِم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ) " .
قلت : وهؤلاء ينطبق عليهم كلام الحافظ الذهبي ، وأوردهم الحافظ ابن حجر في التقريب ، وقال عنهم ( مجهول الحال)
وهاهم جميعاً :
(152) إبراهيم بن إسماعيل ويقال إسماعيل بن إبراهيم الحجازي مجهول الحال من الثالثة د ق
وفي الثقات للعجلي(20 ) إبراهيم بن إسماعيل حجازي لا بأس به
وفي الثقات لابن حبان(1620 ) إبراهيم بن إسماعيل شيخ يروي عن أبى هريرة وعائشة يروى عنه الحجاج بن عبيد.
وفي الكاشف( 119 ) إبراهيم بن إسماعيل ويقال إسماعيل بن إبراهيم حجازي عن أبي هريرة وعائشة وعنه حجاج بن عبيد وعمرو بن دينار قال أبو حاتم يجهل د ق ، وصحح حديثه الألباني في التعليق على سنن أبى داود(1008) !!
(836) ثابت الأنصاري والد عديّ قيل هو ابن قيس بن الخطيم وهو جدّ عديّ لا أبوه وقيل اسم أبيه دينار وقيل عمرو بن أخطب وقيل عبيد بن عازب وهو مجهول الحال من الثالثة د س ق
وسكت عليه في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - (ج 2 / ص 460)(1859) وصحح حديثه الألباني في سنن أبى داود(297 ) وقال البوصيري عن سند فيه هذا إسناد رجاله ثقات مصباح الزجاجة(410)
(1047) الحارث بن مخلد بتشديد اللام الزرقي الأنصاري مجهول الحال من الثالثة أخطأ من زعم أنه صحابي د س ق
وفي الكاشف( 872) الحارث بن مخلد الزرقي عن عمر وأبي هريرة وعنه بسر بن سعيد وسهيل صدوق د س ق ، وسكت عليه البخاري في التاريخ الكبير[ ج2 -ص 281 ] (2467) وذكره ابن حبان في الثقات (2152)،وحسن له الألباني سنن أبى داود(2164) وقال البوصيري عن إسناد فيه هذا إسناد صحيح رجاله ثقات مصباح الزجاجة (690) وتناقض شيخنا الشيخ شعيب فاعتبره مجهولا في تعليقه على مسند أحمد(7899 ) عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُخَلَّدٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: « إِنَّ الَّذِى يَأْتِى امْرَأَتَهُ فِى دُبُرِهَا لاَ يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ ».
وعاد فقال عقب هذا الحديث في مسند أحمد (9984) عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَخْلَدٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« مَلْعُونٌ مَنْ أَتَى امْرَأَتَهُ فِى دُبُرِهَا ». حسن رجاله ثقات رجال الصحيح غير الحارث بن مخلد ، والسند لهما واحد .
قلت: ويكفيه أن أخرج حديثه أبو عوانة في مسنده (3480)
(2573) سليمان بن أبي صالح الهاشمي مولاهم أرسل حديثا [مجهول الحال] من الثالثة مد(18)
وسكت عليه في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - (ج 4 / ص 124)(538 )
وسكت عليه البخاري في التاريخ الكبير[ ج4 -ص 20 ](1825) وذكره ابن حبان في الثقات (3069)
(3697) عبد الله بن يامين بتحتانية وميم خفيفة الطائفي مجهول الحال من الثالثة ق
وسكت عليه في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - (ج 5 / ص 205) (957) وفي التاريخ الكبير للبخاري [ ج5 -ص 233 ] (765 )
وهذا حديثه في سنن ابن ماجه (2516 ) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الصَّبَّاحِ الْقَيْسِىُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَبَّبٍ الْقُرَشِىُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ السَّائِبِ الطَّائِفِىُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَامِينَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لِصَاحِبِ الْحَقِّ :« خُذْ حَقَّكَ فِى عَفَافٍ وَافٍ أَوْ غَيْرِ وَافٍ ».
وتناقض الألبابي فضعفه في ضعيف الجامع (2817) وصححه في صحيح ابن ماجة (1966) ، وحسن حديثه العراقي في فيض القدير( 3888 ) وحسن إسناده السخاوي في المقاصد الحسنة للسخاوي - (ج 1 / ص 429)، والحديث له شواهد ، ولكن هنا حسنوا سنده .
(3829) عبد الرحمن بن جرهد الأسلمي ويقال عبد الله مجهول الحال من الثالثة د كن
وسكت عليه في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - (ج 5 / ص 220) ( 1037)
قلت : له حديث في سنن أبى داود (4016) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِى النَّضْرِ عَنْ زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَرْهَدٍ عَنْ أَبِيهِ - قَالَ كَانَ جَرْهَدٌ هَذَا مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ - قَالَ جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عِنْدَنَا وَفَخِذِى مُنْكَشِفَةٌ فَقَالَ: « أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْفَخِذَ عَوْرَةٌ ». وصححه الألباني
وفي البدر المنير - (ج 4 / ص 153)" وَأما وَالِده عبد الله بن جرهد فَذكره ابْن حبان أَيْضا فِي «ثقاته» وَقَالَ : رَوَى عَنهُ ابْن عقيل إِن كَانَ (حفظه) . وَقد حسن التِّرْمِذِيّ حَدِيثه كَمَا مر ، (و) عبد الرَّحْمَن بن جرهد رَوَى عَنهُ مَعَ ابْنه ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ الإِمَام ، وَأخرج الحَدِيث من جِهَة مَالك فِي الْمُوَطَّأ ، (و) قد علم شدَّة تحريه فِي الرِّجَال ".
(3990) عبد الرحمن بن أبي كريمة والد إسماعيل السدي مجهول الحال من الثالثة د ت
وفي تهذيب التهذيب[ ج6 -ص 232 ] (514 ) د ت أبي داود والترمذي عبد الرحمن بن أبي كريمة والد إسماعيل السدي مولى قيس بن مخرمة قيل اسم أبي كريمة نهشل وقيل أن أبا كريمة كنيته عبد الرحمن بن نهشل روى عن أبي هريرة وعنه ابنه إسماعيل السدي له عند أبي داود حديث الإيمان قيد الفتك وعند الترمذي آخر، قلت :وذكره ابن حبان في الثقات وأخرج له في صحيحه أحاديث من رواية ابنه عنه عن أبي هريرة" .
وسكت عليه في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - (ج 5 / ص 304) ( 1444)
وفي سنن أبى داود(2771 ) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُزَابَةَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ - يَعْنِى ابْنَ مَنْصُورٍ - حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ الْهَمْدَانِىُّ عَنِ السُّدِّىِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« الإِيمَانُ قَيَّدَ الْفَتْكَ لاَ يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ ». وصححه الألباني ، وحسن له الترمذي حديثا سنن الترمذى (3429 ) وصحح له الحاكم عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ في المستدرك (2955 و8037 ) ووافقه الذهبي ، قلت : لم يخرج له مسلم ، وإنما أخرج لابنه إسماعيل الراوي عنه ، وحسن له حسين سليم أسد في مسند أبي يعلى (6144 ) وصحح له ابن حبان في صحيح ابن حبان (3118 ) وذكر تصحيح ابن حبان في الفتح وسكت عليه، فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 401).
(4439) عتبة بن غزوان الرقاشي مجهول الحال من الثالثة تمييز
قلت : له حديث موقوف واحد هو في حِلْيَةُ الْأَوْلِيَاءِ (912 ) وتهذيب الكمال[ ج19 -ص 318](3782 ) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ ، ثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ رَيَابٍ ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ غزوان الرَّقَاشِيِّ ، قَالَ : قَالَ لِي أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ : " مَا لِي أَرَى عَيْنَكَ نَافِرَةً ؟ فَقُلْتُ : إِنِّي الْتَفَتُّ الْتِفَاتَةً فَرَأَيْتُ جَارِيَةً لِبَعْضِ الْجَيْشِ فَلَحَظْتُهَا لَحْظَةً فَصَكَكْتُهَا صَكَّةً فَنَفَرَتْ فَصَارَتْ إِلَى مَا تَرَى ، فَقَالَ : " اسْتَغْفِرْ رَبَّكَ ظَلَمْتَ عَيْنَكَ ، إِنَّ لَهَا أَوَّلَ نَظْرَةٍ ، وَعَلَيْكَ مَا بَعْدَهَا "
قلت : ومضمونه متابع عليه وبنحوه عن علي مرفوعا كما في سنن أبى داود(2151) وهو حديث حسن ، وقد ذكر ابن كثير قصصا مشابهة في تفسيره عند قوله تعالى : { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)} [هود/114](19)
(5162) عمران بن عصام العنزي بفتح المهملة والنون بعدها زاي البصري الشاعر مجهول الحال من الثالثة عاش بعد الذي قبله زمانا ووهم من خلطهما تمييز
قلت : هذا ليس له رواية أصلاً ، فما فائدة ذكره ؟!
(6715) مطير بالتصغير بن سليم الوادي مجهول الحال من الثالثة د
وفي تهذيب التهذيب [ ج10 -ص 163 ]( 339 ) د أبي داود مطير بن سليم الوادي روى عن ذي الزوائد وقيل عن رجل عن ذي الزوائد وهو الصواب وعن ذي اليدين وأبي الشموس البلوي وعنه ابناه سليم وشعيب روى له أبو داود حديثا عن ذي الزوائد قال البخاري: لم يثبت حديثه" قلت: لكنه فرق بين مطير والد شعيب الوادعي عن ذي اليدين وبين مطير الوادي الراوي عن ذي الزوائد وعنه ابنه سليم وقال أبو حاتم هما واحد وقد صرح في رواية أبي داود بسماعه من ذي الزوائد وفي الأخرى أدخل بينهما بواسطة فيحتمل أنه سمعه بواسطة ثم سمعه من ذي الزوائد وقد قال البخاري سمع ذا الزوائد والله تعالى أعلم، ووقع ذكره في سند حديث أبي الشموس وقد ذكره في ترجمته في الكنى وذكره ابن حبان في الثقات"
وسكت عليه في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - (ج 8 / ص 393) (1804)
قلت : وله حديث واحد في سنن أبى داود (2961 ) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ مُطَيْرٍ - مِنْ أَهْلِ وَادِى الْقُرَى - عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ قَالَ سَمِعْتُ رَجُلاً يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَأَمَرَ النَّاسَ وَنَهَاهُمْ ثُمَّ قَالَ « اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ ». قَالُوا اللَّهُمَّ نَعَمْ. ثُمَّ قَالَ « إِذَا تَجَاحَفَتْ(20)قُرَيْشٌ عَلَى الْمُلْكِ فِيمَا بَيْنَهَا وَعَادَ الْعَطَاءُ أَوْ كَانَ رُشًا فَدَعُوهُ ». فَقِيلَ مَنْ هَذَا قَالُوا هَذَا ذُو الزَّوَائِدِ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
قلت: وله شاهد بنحوه عن معاذ(21)، فيحسن الحديث لغيره .
(7744) يزيد بن عبد الله المكي مجهول الحال من الثالثة ويقال اسمه زيد ق
وسكت عليه في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - (ج 9 / ص 276) (1160)
قلت : وله حديث في سنن ابن ماجة(2711 ) حكموا عليه بالوضع ، وليست العلة به
(7752) يزيد بن عبد بغير إضافة المزني الحجازي مجهول الحال من الثالثة ووهم من ذكره في الصحابة وإنما روى عن أبيه ق
وفي الكاشف( 6339) يزيد بن عبد المزني من أبناء الصحابة عنه أيوب بن موسى وثق حب ق
وفي تهذيب التهذيب[ ج11 -ص 304 ](-568 ) ق بن ماجة يزيد بن عبد المزني حجازي روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الغلام يعق عنه وقيل عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو الصواب روى عنه أيوب بن موسى القرشي قال البخاري يزيد بن عبد الله عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل وعنه أيوب وكذا قال أبو حاتم ،وذكره ابن حبان في الثقات.
قلت : وحديثه في سنن ابن ماجه(3286 ) حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِى عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ عَبْدٍ الْمُزَنِىَّ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« يُعَقُّ عَنِ الْغُلاَمِ وَلاَ يُمَسُّ رَأْسُهُ بِدَمٍ ».(22)
وصححه لغيره الألباني في السلسلة الصحيحة (2452 ) وصحيح الجامع (4236) وصحيح الجامع (8108) وذكره الحافظ ابن حجر في الفتح(ج 15 / ص 397) وأعله بالإرسال فقط ،وفي مجمع الزوائد( 6196 ) قال : وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وفي التيسير بشرح الجامع الصغير ـ للمناوى - (ج 2 / ص 338) وقال : إسناده صحيح.
(8007) أبو ثمامة الحناط بمهملة ونون حجازي مجهول الحال من الثالثة د
وفي الكاشف( 6552) أبو ثمامة الحناط القماح عن كعب بن عجرة وعنه المقبري وسعد بن إسحاق وثق د
وسكت عليه في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - (ج 9 / ص 351)( 1574) وسكت عليه البخاري في الكنى [ ج1 -ص 17 ] (133) وذكر في الثقات لابن حبان[ ج5 -ص 566 ] (6271).
قلت: وحديثه في سنن أبى داود(562) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سليمان الأَنْبَارِىُّ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عَمْرٍو حَدَّثَهُمْ عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ حَدَّثَنِى سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْمَقْبُرِىِّ حَدَّثَنِى أَبُو ثُمَامَةَ الْحَنَّاطُ أَنَّ كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ أَدْرَكَهُ وَهُوَ يُرِيدُ الْمَسْجِدَ أَدْرَكَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ قَالَ فَوَجَدَنِى وَأَنَا مُشَبِّكٌ بِيَدَىَّ فَنَهَانِى عَنْ ذَلِكَ وَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ خَرَجَ عَامِدًا إِلَى الْمَسْجِدِ فَلاَ يُشَبِّكَنَّ يَدَيْهِ فَإِنَّهُ فِى صَلاَةٍ ».
، وصحح حديثه الألباني وأخرج له ابن حبان في صحيحه (2036 ) وفي فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 230)" أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد وَصَحَّحَهُ اِبْن خُزَيْمَة وَابْنُ حبان ، وَفِي إِسْنَادِهِ اِخْتِلَاف ضَعَّفَهُ بَعْضهمْ بِسَبَبِهِ .
(8424) أبو هاشم الدوسي ابن عم أبي هريرة مجهول الحال من الثالثة د
وسكت عليه في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - (ج 9 / ص 453) (2309)
وفي الثقات للعجلي (2274 ) أبو هاشم الدوسي تابعي ثقة ليس يروى عنه إلا حديث واحد.
__________
(1) - وقال ابو داود عقبه (3743):أَبَانُ بْنُ طَارِقٍ مَجْهُولٌ.، قلت : قد وردت شواهد للحديث تحسنه
(2) - تهذيب التهذيب (ج 1 / ص 83)(170 )
(3) - تهذيب الكمال للمزي (ج 2 / ص 50)(151 ) وراجع التهذيب 1/107 (186)
(4) - ففي سنن أبى داود(1828 ) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَدِينِىُّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :« الْمُحْرِمَةُ لاَ تَنْتَقِبُ وَلاَ تَلْبَسُ الْقُفَّازَيْنِ ». والحديث صحيح
(5) - تهذيب الكمال للمزي (ج 2 / ص 98) (177 ) قلت : الصواب رفع الحديث
(6) - تهذيب التهذيب (ج 1 / ص 108) (219)
(7) - ميزان الاعتدال (ج 1 / ص 35) (98 )
(8) - انظر صحيح ابن خزيمة (2599 و2600) وأبو داود في المناسك ب 32 وأحمد 2/199 والبخاري 3/19 (1838) والبيهقي 5/47 (9307) والفتح 4/52 وموطأ مالك (724 )
(9) - المستدرك للحاكم(1100) وحسن حديثه الشيخ شعيب في التعليق على مسند أحمد (1457)
(10) - تهذيب التهذيب (ج 1 / ص 203)(432)
(11) - سنن ابن ماجه (1825 ) وصحح سنده البوصيري
(12) - المستدرك للحاكم (1535) وسنن ابن ماجه (1825 ) وصحح سنده البوصيري
(13) - تهذيب التهذيب (ج 1 / ص 212)(452 )
(14) - مصباح الزجاجة (636)
(15) - تهذيب التهذيب (ج 1 / ص 217) (465)
(16) - اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (ج 3 / ص 29)[2292] و وقد حسن له الألباني بعض أحاديثه في تعليقه على سنن أبي داود برقم (1302 ) ولكن لغيره ،وصحح له الحاكم بعض أحاديثه (2406 و7256 ) ووافقه الذهبي في الثاني وأعلَّ الأول بغيره ، وصحح له حديثا ابن خزيمة (1137) وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/116: رجاله ثقات.
(17) - ميزان الاعتدال (ج 1 / ص 196)781 و الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (ج 2 / ص 232) والتاريخ الكبير [ ج1 - ص400] (1275)
(18) - تهذيب الكمال[ ج11 - ص454 ](2530)
(19) - تفسير ابن كثير (ج 4 / ص 357)
(20) - تجاحف : تخاصم
(21) - في المعجم الكبير للطبراني (ج 14 / ص 499) (16599 ) ومسند الشاميين(658) واتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (ج 8 / ص 34)[7571]
(22) - العَقِيقة : الذبيحةُ التي تُذْبح عن الموْلود. وأصْل العَق : الشَّقُّ والقَطْع. وقيل للذبيحة عَقيقَة، لأنَّها يُشَق حَلْقُها.(1/64)
وهو في سنن أبى داود(4930 ) حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ أَنَّ أَبَا أُسَامَةَ أَخْبَرَهُمْ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ يُونُسَ عَنِ الأَوْزَاعِىِّ عَنْ أَبِى يَسَارٍ الْقُرَشِىِّ عَنْ أَبِى هَاشِمٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- أُتِىَ بِمُخَنَّثٍ قَدْ خَضَبَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ بِالْحِنَّاءِ فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- :« مَا بَالُ هَذَا ». فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَتَشَبَّهُ بِالنِّسَاءِ. فَأُمِرَ بِهِ فَنُفِىَ إِلَى النَّقِيعِ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ نَقْتُلُهُ فَقَالَ « إِنِّى نُهِيتُ عَنْ قَتْلِ الْمُصَلِّينَ ». قَالَ أَبُو أُسَامَةَ وَالنَّقِيعُ نَاحِيَةٌ عَنِ الْمَدِينَةِ وَلَيْسَ بِالْبَقِيعِ. وصححه الألباني والصحيحة (2379 ) وسكت عليه في فتح الباري (ج 15 / ص 47) و(ج 19 / ص 262) ، وله شاهد عن أبي سعيد بنحوه في تعظيم قدر الصلاة لمحمد بن نصر المروزي (842 ) فالحديث صحيح لغيره
فهؤلاء وأمثالهم الصواب قبول حديثهم ،لأنهم من أوساط التابعين الذين تعذرت الخبرة بباطنهم .(1)
=================
__________
(1) - انظر الإكليل ببيان احتجاج الأئمة بروايات المجاهيل لأبي محمد الألفي(1/65)
المطلب الثالث
من قال فيه مستور
والسادس : من قال عنه مستور
" لقد قسّم العلماء المجهول إلى أقسام ، أشهرها تقسيم ابن الصلاح إلى ثلاثة أقسام:
1- المستور : وهو من روى عنه عدلان ، أو روى عنه إمام حافظ -نصّ على هذه الإضافة ابن رجب ، في شرح العلل- . فالمستور عُلمت عدالته الظاهرة ، وجُهلت عدالته الباطنة .
2- مجهول الحال : مَنْ جُهلت عدالته الظاهرة والباطنة ، لكن عُرفت عينه . وهو من لم يرو عنه إلا رجل واحد ليس من النقاد .
3- مجهول العين : مَنْ جُهلت عدالته الظاهرة والباطنة ، ولم تعرف عينه ، وهو كالمبهم .
أما حكم مستور الحال : فمن ناحية العدالة يُكتفى بالعدالة الظاهرة ، مع الرواة الذين تعذرت الخبرة الباطنة بأحوالهم ؛ لتقادم العهد بهم . وأيضاً نكتفي بالعدالة الظاهرة للرواة المتأخرين ، وهم رواة النسخ ، أما سوى ذلك فلا يكتفي العلماء بالعدالة الظاهرة .
أما مجهول الحال والعين : فنتوقف عن قبول حديثهم ، ومآل هذا التوقف عدم العمل بالحديث ، لذلك تجد العلماء يقولون : حديث ضعيف ، فيه فلان وهو مجهول ، مع أن الأدق أن يقال : حديثه تُوُقِّفَ فيه ؛ لأن فيه فلاناً وهو مجهول ، لكن لما كان التوقف مآله عدم العمل ، أصبح هو والتضعيف متقاربان ، فأطلق العلماء الضعف عليه تجوّزاً ، وهو في محلِّه ، وليس خطأ تضعيفه .
لكن الأمر الدقيق : ما هي مرتبة ضعف حديث المجهول ؟ هل هو في مرتبة الاعتبار به ، ويتقوى حديثه بالمتابعات والشواهد ، أم لا يتقوَّى بنفسه ، ولا يُقوّي غيره ؟ فهل هو شديد الضعف أو خفيف الضعف ؟
فالجواب : أننا لا نستطيع أن نحكم بحكم عام على جميع المجهولين حالاً أو عيناً ، بل نقول هؤلاء حكمهم يختص بالحديث الذي يروونه ، فإذا رووا حديثاً شديد النكارة ، فهذا لا يتقوَّى أبداً ، كأن تظهر فيه علامات الوضع وغيرها ، ومجهول الحال أخفُّ حالاً من مجهول العين .
تنبيه : حكمُ الإمام على راوٍ بالجهالة لا يعتبر تعارضاً مع حكم إمامٍ آخر بالتوثيق لنفس الراوي ؛ وذلك لأن الإمام الذي وصفه بالجهالة وصفه بذلك لأنه لا يعرفه وهو مجهول عنده ، أما الإمام الآخر فإنه يعرفه ويحكم عليه. فهذه المسألة لا تعتبر من مسائل تعارض الجرح والتعديل ، وللأسف أنّا نجد من يُقدّم الحكم بالجهالة على التعديل ، وهذا خطأ ؛ لأن الحكم بالجهالة هو إعلام من الناقد بعدم علمه بهذا الراوي ، أما الحكم بالتوثيق فإخبارٌ من الإمام أنه يعرف هذا الراوي وأنه ثقة . فلا تعارض بين الحكم بالجهالة والحكم بالتعديل أو بالتجريح ، ولا يُشَكُ في تقديم حكم المُعدّل أو المُجرّح على مَنْ حكم بالجهالة . "(1)
القول في رواية المستور :
قال الزركشيُّ رحمه الله:"الثَّانِي : الْمَجْهُولُ بَاطِنًا وَهُوَ عَدْلٌ فِي الظَّاهِرِ ، وَهُوَ الْمَسْتُورُ ، فَعِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ يُقْبَلُ مَا لَمْ يُعْلَمْ الْجَرْحُ ، وَعِنْدَ الشَّافِعِيِّ لَا يُقْبَلُ مَا لَمْ تُعْلَمْ الْعَدَالَةُ كَالشَّهَادَةِ ، وَكَذَا قَالَ الْمَاوَرْدِيُّ وَالرُّويَانِيُّ وَغَيْرُهُمَا ، وَمِمَّنْ نَقَلَهُ عَنْ جَزْمِ الشَّافِعِيُّ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْقَطَّانِ ، وَنَقَلَهُ إلْكِيَا عَنِ الْأَكْثَرِينَ ، وَنَقَلَهُ شَمْسُ الْأَئِمَّةِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ وَقَالَ : نُصَّ فِي كِتَابِ الِاسْتِحسان عَلَى أَنَّ خَبَرَ الْمَسْتُورِ كَخَبَرِ الْفَاسِقِ .
وَرُوِيَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ أَنَّهُ كَالْعَدْلِ ، وَهُوَ قِيَاسُ قَوْلِهِ فِي الشَّهَادَةِ .
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ السُّهَيْلِيُّ فِي أَدَبِ الْجَدَلِ " : وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ عَلَى قَوْلِهِ : لَا يُحْتَجُّ بِهِ ، وَإِنْ قُبِلَتْ شَهَادَتُهُ عَلَى جَهَالَةِ الْحَالِ ، وَالْفَرْقُ أَنَّ فِي الشَّهَادَةِ خَصْمًا يُطَالِبُ بِالْعَدَالَةِ ، فَجَازَ لِلْقَاضِي الْقَضَاءُ بِشَهَادَتِهِ إذَا تَرَكَ الْخَصْمُ حَقَّهُ ، بِخِلَافِ الرِّوَايَةِ كَمَا قُلْنَا بِالِاتِّفَاقِ فِي الشَّهَادَةِ بِالْحُدُودِ .
وَوَافَقَ الْحَنَفِيَّةَ مِنَّا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ ، كَمَا رَأَيْت ، نَقَلَهُ الْمَاوَرْدِيُّ فِي كِتَابِهِ ، وَكَذَا وَافَقَهُمْ سُلَيْمٌ الرَّازِيَّ فِي كِتَابِ " التَّقْرِيبِ " ، وَعَلَّلَهُ بِأَنَّ الْإِخْبَارَ مَبْنِيٌّ عَلَى حُسْنِ الظَّنِّ بِالرَّاوِي ، وَلِأَنَّ رِوَايَةَ الْأَخْبَارِ تَكُونُ عِنْدَ مَنْ يَتَعَذَّرُ عَلَيْهِ مَعْرِفَةُ الْعَدَالَةِ فِي الْبَاطِنِ ، فَاقْتُصِرَ فِيهِ عَلَى مَعْرِفَةِ ذَلِكَ فِي الظَّاهِرِ ، وَيُفَارِقُ الشَّهَادَةَ ، فَإِنَّهَا تَكُونُ عِنْدَ الْحُكَّامِ ، وَلَا يَتَعَذَّرُ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ ، فَاعْتُبِرَ فِيهَا الْعَدَالَةُ فِي الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ.
قَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ : وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ الْعَمَلُ عَلَى هَذَا الرَّأْيِ فِي كَثِيرٍ مِنْ كُتُبِ الْحَدِيثِ الْمَشْهُورَةِ فِي غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ الرُّوَاةِ الَّذِينَ تَقَادَمَ الْعَهْدُ بِهِمْ ، وَتَعَذَّرَتِ الْخِبْرَةُ الْبَاطِنَةُ بِهِمْ ،وَإِلَى نَحْوِهِ مَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِيمَنْ عُرِفَ بِحَمْلِ الْعِلْمِ ، وَسَنَذْكُرُهُ .
قُلْتُ : وَذَكَرَ الْأَصْفَهَانِيُّ أَنَّ الْمُتَأَخِّرِينَ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ قَيَّدُوا مَا سَبَقَ عَنْهُمْ بِصَدْرِ الْإِسْلَامِ ، حَيْثُ الْغَالِبُ عَلَى النَّاسِ الْعَدَالَةُ ، وَأَمَّا الْمَسْتُورُ فِي زَمَانِنَا فَلَا يُقْبَلُ لِكَثْرَةِ الْفَسَادِ وَقِلَّةِ الرَّشَادِ ، وَإِنَّمَا كَانَ يُقْبَلُ فِي زَمَنِ السَّلَفِ الصَّالِحِ .
وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ الدَّبُوسِيُّ فِي " التَّقْوِيمِ " : الْمَجْهُولُ خَبَرُهُ حُجَّةٌ إنْ نَقَلَ عَنْهُ السَّلَفُ ، وَعَمِلُوا بِهِ أَوْ سَكَتُوا عَنْ رَدِّهِ ، فَإِنْ لَمْ يَظْهَرْ فَيُعْمَلْ بِهِ مَا لَمْ يُخَالِفْ الْقِيَاسَ اهـ.
وَهَذَا تَفْصِيلٌ فِي الْمَسْأَلَةِ ، وَقَدْ جَرَتْ عَادَةُ ابْنِ حبان فِي كِتَابِ " الثِّقَاتِ " أَنْ يُوَثِّقَ مَنْ كَانَ فِي الطَّبَقَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ مِنْ التَّابِعِينَ .
قَالَ بَعْضُ الْأَئِمَّةِ : اسْتَقْرَيْت ذَلِكَ مِنْهُ لِغَلَبَةِ السَّلَامَةِ عَلَى ذَلِكَ الْعَصْرِ ، مَعَ عَدَمِ ظُهُورِ مَا يَقْتَضِي التَّضْعِيفَ ، وَقَالَ إمَامُ الْحَرَمَيْنِ : يُوقَفُ ، وَيَجِبُ الِانْكِفَافُ إذَا رُوِيَ التَّحْرِيمُ إلَى الظُّهُورِ فَتَحَصَّلْنَا عَلَى أَرْبَعَةِ مَذَاهِبَ .
وَأَطْلَقَ النَّوَوِيُّ فِي " شَرْحِ الْمُهَذَّبِ " تَصْحِيحَ قَبُولِ رِوَايَةِ الْمَسْتُورِ ، وَرُبَّمَا أَيَّدَهُ بَعْضُهُمْ بِأَنَّ الشَّافِعِيَّ نَصَّ عَلَى انْعِقَادِ النِّكَاحِ بِمَسْتُورِي الْعَدَالَةِ ، فَالرِّوَايَةُ أَوْلَى ، وَأَنْكَرَهُ بَعْضُ الْأَصْحَابِ ، وَقَالَ : قَبُولُ رِوَايَةِ الْمَسْتُورِ إنَّمَا تَنْزِلُ مَنْزِلَةَ الْقَضَاءِ بِالنِّكَاحِ ، لَا مَنْزِلَةَ انْعِقَادِ النِّكَاحِ ، وَالنِّكَاحُ لَا يُقْضَى فِيهِ عِنْدَ التَّجَاحُدِ بِشَهَادَةِ مَسْتُورٍ ، فَكَذَلِكَ لَا تُقْبَلُ رِوَايَةُ الْمَسْتُورِ .
وَقَالَ الْقَاضِي فِي " التَّقْرِيبِ " : إنْ كَانَ الشَّافِعِيُّ قَدْ اعْتَقَدَ أَنَّ شُهُودَ النِّكَاحِ عُدُولٌ فِي ظَاهِرِ الْإِسْلَامِ فَقَدْ نَاقَضَ مَا قَالَهُ فِي حَدِّ الْعَدَالَةِ ، وَلَعَلَّهُ أَرَادَ بِذَلِكَ أَنَّ الْإِسْلَامَ أَصْلُ الْعَدَالَةِ وَمُعْظَمُهَا ، وَأَمَّا أَنْ يَكُونَ وَحْدَهُ عَدَالَةً فَذَلِكَ بَعِيدٌ مِنْ قَوْلِهِ .انْتَهَى .
وَجَوَابُهُ مَا ذُكِرَ ، وَأَطْلَقَ الشَّافِعِيُّ كَلَامَهُ فِي اخْتِلَافِ الْحَدِيثِ " أَنَّهُ لَا يَصِحُّ الْمَجْهُولُ ، وَهُوَ الَّذِي نَقَلَهُ عَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ ، وَالْمَاوَرْدِيُّ ، وَالرُّويَانِيُّ وَغَيْرُهُمْ ...
الثَّالِثُ : مَجْهُولُ الْعَيْنِ ، وَهُوَ مَنْ لَمْ يَشْتَهِرْ ، وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ إلَّا رَاوٍ وَاحِدٌ ، فَالصَّحِيحُ لَا يُقْبَلُ ، وَقِيلَ : يُقْبَلُ مُطْلَقًا ، وَهُوَ قَوْلُ مَنْ لَمْ يَشْتَرِطْ فِي الرَّاوِي مَزِيدًا عَلَى الْإِسْلَامِ
وَقِيلَ : إنْ كَانَ الْمُنْفَرِدُ بِالرِّوَايَةِ عَنْهُ لَا يَرْوِي إلَّا عَنْ عَدْلٍ كَابْنِ مَهْدِيٍّ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، فَاكْتَفَيْنَا فِي التَّعْدِيلِ بِوَاحِدٍ قُبِلَ وَإِلَّا فَلَا ، وَقِيلَ : إنْ كَانَ مَشْهُورًا فِي غَيْرِ الْعِلْمِ بِالزُّهْدِ وَالنَّجْدَةِ قُبِلَ وَإِلَّا فَلَا ، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ .
وَقِيلَ : إنْ زَكَّاهُ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ مَعَ رِوَايَتِهِ وَأَخَذَهُ عَنْهُ قُبِلَ وَإِلَّا فَلَا .
وَهُوَ اخْتِيَارُ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ الْقَطَّانِ الْمُحَدِّثِ ، صَاحِبِ كِتَابِ " الْوَهْمِ وَالْإِيهَامِ " .
قَالَ الْخَطِيبُ : وَأَقَلُّ مَا تَرْتَفِعُ بِهِ الْجَهَالَةُ أَنْ يَرْوِيَ عَنْهُ اثْنَانِ فَصَاعِدًا مِنَ الْمَشْهُورِينَ بِالْعِلْمِ ، إلَّا أَنَّهُ لَمْ يَثْبُتْ لَهُ حُكْمُ الْعَدَالَةِ بِرِوَايَتِهِمَا عَنْهُ ، وَقَدْ رَوَيْنَا ذَلِكَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ وَغَيْرِهِ .
قُلْتُ : وَظَاهِرُ تَصَرُّفِ ابْنِ حبان فِي ثِقَاتِهِ وَصَحِيحِهِ : " " ارْتِفَاعُ الْجَهَالَةِ بِرِوَايَةِ عَدْلٍ وَاحِدٍ ، وَحُكِيَ ذَلِكَ عَنِ النَّسَائِيّ أَيْضًا ، وَقَالَ أَبُو الْوَلِيدِ الْبَاجِيُّ : ذَهَبَ جُمْهُورُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ إلَى أَنَّ الرَّاوِيَ إذَا رَوَى عَنْهُ وَاحِدٌ فَقَطْ فَهُوَ مَجْهُولٌ ، وَإِذَا رَوَى عَنْهُ اثْنَانِ فَصَاعِدًا فَهُوَ مَعْلُومٌ انْتَفَتْ عَنْهُ الْجَهَالَةُ .
قَالَ : وَهَذَا لَيْسَ بِصَحِيحٍ عِنْدَ الْمُحَقِّقِينَ مِنْ أَصْحَابِ الْأُصُولِ ، لِأَنَّهُ قَدْ يَرْوِي الْجَمَاعَةُ عَنِ الرَّجُلِ لَا يَعْرِفُونَ ، وَلَا يُخْبِرُونَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِهِ ، وَيُحَدِّثُونَ بِمَا رَوَوْا عَنْهُ ، وَلَا تُخْرِجُهُ رِوَايَتُهُمْ عَنْهُ عَنِ الْجَهَالَةِ إذَا لَمْ يَعْرِفُوا عَدَالَتَهُ .
قُلْت : مُرَادُ الْمُحَدِّثِينَ ارْتِفَاعُ جَهَالَةِ الْعَيْنِ لَا الْحَالِ ، وَعُمْدَتُهُمْ أَنَّ رِوَايَةَ الِاثْنَيْنِ بِمَنْزِلَةِ التَّرْجَمَةِ فِي الشَّهَادَةِ "(2).
قلتُ : ورواية مستور الحال يحتجُّ بها لدى طائفةٍ معتبرةٍ من العلماء ، قال الحافظ السيوطي في تدريب الراوي(3):
"وروايةُ المَسْتُور, وهو عدل الظَّاهر, خفيُّ البَاطن أي: مجهول العَدَالة باطنًا يحتجُّ بها بعض من ردَّ الأوَّل, وهو قول بعض الشَّافعيين كسليم الرَّازي،قال: لأنَّ الإخبار مَبْنيٌّ على حُسْن الظَّن بالرَّاوي, ولأنَّ رِوَاية الأخبار تَكُون عند من يتعذَّر عليه معرفة العَدَالة في الباطن, فاقتصر فيها على مَعْرفة ذلك في الظاهر, بخلاف الشَّهادة, فإنَّها تَكُون عند الحُكَّام, فلا يتعذَّر عليهم ذلك،قال الشَّيخ ابن الصَّلاح(4): ويشبهُ أن يَكُون العمل على هذا الرأي في كثير من كُتب الحديث المشهورة في جَمَاعة من الرُّواة تقادم العهد بهم, وتعذَّرت خبرتهم باطنًا وكذا صحَّحه المُصنِّف في «شرح المُهذَّب».
وقال الحافظ ابن حجر في تعليقه على حديث(5): " كَانَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ إِذَا سَمِعَ أَحَدَنَا يَقْرَأُ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يَقُولُ : " صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَخَلْفَ أَبِي بَكْرٍ وَخَلْفَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهِ عَنْهُمَا فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ قَرَأَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"(6).
وهو حديث حسن، لأن رواته ثقات ولم يصب من ضعفه بأن ابن عبد الله بن مغفل مجهول لم يسم ، فقد ذكره البخاري في "تأريخه" فسماه: يزيد ولم يذكر فيه هو ولا ابن أبي حاتم جرحا، فهو مستور اعتضد حديثه، وقد احتجَّ أصحابنا وغيرهم بما هو دون ذلك."
ثم ساق ابن حجر بعض ما يعضد هذا الحديث من شواهد ، والذي يهمنا من هذا المثال أمور :
1- المراد بالمستور عند ابن حجر 2- التوقف في رواية المستور حتى يعتضد ، فيقبل 3- إذا اعتضد حديث المستور صار حديثا حسناً لغيره 4- أن الحديث الحسن لغيره احتج به الشافعية وغيرهم .
ولذا فالمستور عند هؤلاء إذا اعتضد فهو في رتبة الحديث الحسن لغيره ، وقال ابنُ الصلاحِ(7): وقد أمعنْتُ النَظَرَ في ذلك ، والبحثَ ، جامعاً بين أطرافِ كلامِهِم ، ملاحظاً مواقعَ استعمالِهِم ، فتنقحَ لي واتضَحَ أنَّ الحديثَ الحسنَ قسمانِ :
أحدُهما : الحديثُ الذي لا يخلو رجالُ إسنادهِ من مستورٍ لم تتحققْ أهليتُهُ، غيرَ أنَّهُ ليس مغفلاً ، كثيرَ الخطأ فيما يرويه ، ولا هو متهمٌ بالكذبِ في الحديثِ ، أي: لم يظهرْ منه تعمُّدُ الكذبِ في الحديثِ ، ولا سببٌ آخرُ مفسِّقٌ ويكونُ متنُ الحديثِ مع ذلك قد عُرِفَ ، بأنْ رُوِي مثلُهُ أو نحوُهُ من وجهٍ آخرَ ، أو أكثر ، حتى اعتضدَ بمتابعةِ مَنْ تابعَ راويهِ على مثلِهِ ، أو بما لَهُ مِنْ شاهدٍ ، وهو ورودُ حديثٍ آخرَ نحوه ، فيخرجُ بذلك عن أنْ يكونَ شاذاً ، أو منكراً . وكلامُ الترمذيِّ على هذا القسمِ يتنزلُ
وقال الحافظ ابن حجر : "وهُو الَّذي (قد) يكونُ حُسْنُهُ بسببِ الاعْتِضادِ ، نحوُ حديثِ المَسْتُورِ إِذا تعَدَّدَتْ طُرُقُه . "(8)
وقد اعتبر الحافظ ابن حجر المستور في آخر مراتب التعديل ، فهو مقبول بشرط الاعتضاد ، وهذا يعني رجحان تعديله ، كما أنه إذا لم يعضد يردُّ ، لا لضعفه ، بل لأنه لم يتبين حاله ، قال الحافظ ابن حجر في النزهة(9): " إِنْ وُجِدَتْ قرينَةٌ تُلْحِقُهُ بأَحَدِ القِسْمَيْنِ الْتَحَقَ ، وإِلاَّ فَيُتَوَقَّفُ فيهِ ، وإِذا تُوُقِّفَ عَنِ العَمَلِ بهِ صارَ كالمَرْدودِ ، لا لِثُبوتِ صِفَةِ الرَّدِّ ، بل لكَوْنِه لمْ تُوجَدْ به فيهِ صفةٌ توجِبُ القَبولَ ، واللهُ أعلمُ ."
فالحدُّ الفاصل بين مراتب التوثيق وبين مراتب التضعيف عند ابن حجر هو هذه المرتبة ( مستور)أو مجهول الحال ، وبالسبر يمكن أن يلتحق صاحب هذه المرتبة بمن فوقه فيكون من المقبولين ، أو يلتحق بمن دونه ، فيكون من الضعفاء من حيث ردُّ حديثه .
قال العاني - رحمه الله - إذا كان حديث المستور إذا اعتضد عند ابن حجر حسنا لغيره ، فحديث المقبول عند ابن حجر حسن لذاته .
وقد صحح بعض أهل العلم حديث المستور ، كما في مسند البزار(740) حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ ، عَنْ عَلِيٍّ ، أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : ائْذَنُوا لِلطَّيِّبِ الْمُطَيَّبِ مُلِئَ إِيمَانًا إِلَى مُشَاشِهِ وَهَذَا الْحَدِيثُ لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى إِلاَّ عَنْ عَلِيٍّ ، وَهَانِئُ بْنُ هَانِئٍ لاَ نَعْلَمُ رَوَى عَنْهُ إِلاَّ أَبُو إِسْحَاقَ.
وفي تقريب التهذيب (7264 ) هانئ بن هانئ الهمداني بالسكون الكوفي مستور من الثالثة بخ 4
وفي الكاشف ( 5938 ) هانئ بن هانئ الهمداني عن علي وعنه أبو إسحاق قال النسائي ليس به بأس د ت ق
وفي تهذيب الكمال ( 6548 ) بخ د ت ص ق هانئ بن هانئ الهمداني الكوفي روى عن علي بن أبي طالب بخ د ت ص ق روى عنه أبو إسحاق السبيعي بخ د ت ص ق ولم يرو عنه غيره قال النسائي ليس به بأس وذكره ابن حبان في كتاب الثقات ،روى له البخاري في الأدب والنسائي في خصائص علي وفي مسنده والباقون سوى مسلم."
فهو في الحقيقة مجهول العين ، لأنه لم يرو عنه إلا واحد ، لكن ورد توثيقه من معتبر ، فرتفع إلى مجهول الحال أو مستور.(10)،والراجح أنَّ حديثه حسن .
ومن الأمثلة على ذلك : عبد الرحمن بن كيسان مولى خالد بن أسيد قال عنه في التقريب ( مستور ) وقال في الإصابة في ترجمة والده كيسان روى عنه عبد الرحمن حديثاً أخرجه ابن ماجة بسند حسن(11)
قلت : هو في مسند أحمد(15843و15844) وسنن ابن ماجه(1103 ) من طريق عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ سَأَلْتُ أَبِى كَيْسَانَ مَا أَدْرَكْتَ مِنَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-. قَالَ رَأَيْتُهُ يُصَلِّى عِنْدَ الْبِئْرِ الْعُلْيَا بِبِئْرِ بَنِى مُطِيعٍ مُلَبَّباً فِى ثَوْبٍ الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرَ فَصَلاَّهَا رَكْعَتَيْنِ. وقال الشيخ شعيب : إسناده محتمل للتحسين، وحسنه الألباني في التعليق على سنن ابن ماجة.
وقال الذهبي في السير(12):
"عَدِيّ بن عميرَة الكِنْدِيّ خَرَّجَ لَهُ مُسْلِم، مَا رَوَى عَنْهُ غَيْر قيس بن أَبِي حَازِمٍ(13).
وَخَرجَ مُسْلِم لقطبَة بن مَالِك، وَمَا حَدَّثَ عَنْهُ سِوَى زِيَاد بن عِلاَقَةَ.(14)
وَخَرَجَ مُسْلِم لطَارِق بن أَشيم، وَمَا رَوَى عَنْهُ سِوَى وَلده أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ.
وَخَرَّجَ لنبيشَة الخَيْر، وَمَا رَوَى عَنْهُ إِلاَّ أَبُو المَلِيْحِ الهُذَلِيّ(15).
ذكرنَا هَؤُلاَءِ نقضاً عَلَى مَا ادَعَاهُ الحَاكِم مِنْ أَنَّ الشَيْخين مَا خرجَا إِلاَّ لِمَنْ رَوَى عَنْهُ اثْنَانِ فصَاعِدَا. "
وهذا يبين أن المسألة موضع خلاف
وقال الذهبي في ميزان الاعتدال(2109) حفص بن بغيل[ د ].عن زائدة وجماعة.وعنه أبو كريب، وأحمد بن بديل،قال ابن القطان: لا يعرف له حال ولا يعرف.
قلت: لم أذكر هذا النوع في كتابي هذا، فإن ابن القطان يتكلم في كل من لم يقل فيه إمام عاصر ذاك الرجل أو أخذ عمن عاصره ما يدل على عدالته.
وهذا شئ كثير، ففى الصحيحين من هذا النمط خلق كثير مستورون، ما ضعفهم أحد ولا هم بمجاهيل."(16)
قلت : ومع ذلك لم تضبط هذه المرتبة بشكل دقيق عند الحافظ رحمه الله
كقوله في ترجمة إبراهيم بن أبي بكر المكي الأخنسي مستور (157)
ففي تهذيب التهذيب[ ج1 -ص 96 ](193 ) س النسائي إبراهيم بن أبي بكر المكي الأخنسي سمع طاوسا وعنه ابن أبي نجيح وابن جريج، قلت اسم جده أبو أمية كذا ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: روى عنه إسماعيل بن أمية فقال عن إبراهيم بن بكر بن أبي أمية الأخنسي عن كعب ،وقال الخطيب حجازي سمع مجاهدا وزاد في الرواة عنه منصور بن المعتمر ،وقرأت بخط الذهبي" محله الصدق".
وحديثه في السنن الكبرى للإمام النسائي(8958) أخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، سَمِعَ طَاوُسًا يَسْأَلُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ : إِنَّ هَذَا لَيَسْأَلُنِي عَنِ الْكُفْرِ ؟ "
وسكت عليه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل[ ج2 - صفحة 90 ](229) والبخاري في التاريخ الكبير[ ج1 -ص 276 ](887) وذكره ابن حبان في الثقات [ ج6 -ص 14 ](6523 ) فالصواب أنه صدوق .
وكقوله في ترجمة أيوب بن بشير بن كعب العدوي البصري مستور (604) وفي التهذيب روى عنه خالد بن ذكوان وقتادة وحميد بن هلال ، قال ابن خراش مجهول ، ووثقه ابن حبان ، وكان قاضي أهل فلسطين 1/397 .
قلت : وصحح له الألباني حديثا في تعليقه على سنن أبى داود (5216)
وسكت عليه أبو حاتم وأبو زرعة الجرح والتعديل (ج 2 / ص 242)(859 ) والبخاري في التاريخ الكبير [ ج1 -ص 409 ] (1306) وذكره ابن حبان في الثقات [ ج6 -ص 56 ](6703)
وفي ميزان الاعتدال(1066 ) وأيوب بن بشير - بالضم / بن كعب العدوي.ويروي عن التابعين.صدوق، خرج له أبو داود.
أقول : من كان بهذه الصفة ينبغي أن يوثق .
وقوله في ترجمة ثعلبة بن مسلم الخثعمي الشامي مستور (846) .
__________
(1) - التخريج ودراسة الأسانيد حاتم العوني(ج 1 / ص 100)
(2) - البحر المحيط في أصول الفقه (ج 3 / ص 339) فما بعدها
(3) - تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي (ج 1 / ص 247)
(4) - مقدمة ابن الصلاح (ج 1 / ص 21)
(5) - النكت على ابن الصلاح (ج 2 / ص 768)
(6) - سنن النسائى(916) ومسند أحمد(21100) حسن
(7) - شرح التبصرة والتذكرة (ج 1 / ص 48) ومقدمة ابن الصلاح (ج 1 / ص 4)
(8) - نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر (ج 1 / ص 12) و التعليقات البازية على نزهة النظر شرح نخبة الفكر (ج 1 / ص 9)
(9) - نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر (ج 1 / ص 6)
(10) - ورواه الترمذي(4167) وقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وفي المستدرك للحاكم (5662) وقال : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ووافقه الذهبي،وفي صحيح ابن حبان (7075 ) وقال الشيخ شعيب :إسناده حسن.. وفي الأحاديث المختارة للضياء (ج 1 / ص 437)( 775) إسناده لا بأس به ، وفي فتح الباري لابن حجر (ج 17 / ص 373):" وَأَخْرَجَ فِيهِ أَيْضًا مِنْ حَدِيث عَلِيّ " اِسْتَأْذَنَ عَمَّار بْن يَاسِر عَلَى النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : مَرْحَبًا بِالطَّيِّبِ الْمُطَيَّب " وَهُوَ عِنْدَ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ وَالْمُصَنِّف فِي " الْأَدَب الْمُفْرَد " وَصَحَّحَهُ اِبْن حبان وَالْحَاكِم " .
(11) - الإصابة في معرفة الصحابة (ج 3 / ص 12)
(12) - سير أعلام النبلاء (12/578)
(13) - صحيح مسلم(4848 و4850) قلت : بل روى عنه غيره انظر تهذيب الكمال [ ج19 - ص536 ](3888 ) وتهذيب التهذيب[ ج7 - ص153 ] (335 )
(14) - صحيح مسلم( 1052و1053) قلت : لكنه صحابي ، وذكر له في تهذيب الكمال راو آخر (4882) وآخر في تهذيب التهذيب [ ج8 - ص339 ](675)
(15) - بل روى عنه غيره انظر الإصابة في تمييز الصحابة[ ج6 - ص421 ](8686)
(16) - ميزان الاعتدال (ج 1 / ص 556)2109(1/66)
أقول : قد روى عنه جماعة ،(1)،وفي الكاشف (719) وثق ،وفي تحفة المحتاج إلى أدلة المنهاج (847 ) وَعَن أبي الدَّرْدَاء رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ إِن الله تَعَالَى أنزل الدَّاء والدواء وَجعل لكل دَاء دَوَاء فَتَدَاوَوْا وَلَا تداووا بالحرام رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد صَحِيح وَهُوَ من رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش عَن ثَعْلَبَة بن مُسلم وَهُوَ شَامي ذكره ابْن حبان فِي ثقاته،و سكت عليه أبو حاتم الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - (ج 2 / ص 464)(1883) والبخاري في التاريخ الكبير[ج 2 -ص175 ] (2108) وذكره ابن حبان في الثقات[ج 8 -ص157 ] (12732)
قلت : لا بد من التفصيل في المستور ، فلا يمكن اعتبار مستور القرن الثاني والثالث ، كمستور القرن الأول ، لأن مساتير القرن الأول تعذرت الخبرة بباطنهم ، والصواب قبول حديثهم ، فعندنا مساتير من الطبقة الثالثة وعددهم واحد وعشرون راويا أخرج لواحد منهم مسلم في صحيحه ، وهذه أسماؤهم :
292- الأخنس بن خليفة الضبي مستور من الثالثة فق
364- إسحاق بن عبدالله ابن جعفر الهاشمي مستور من الثالثة ق
562- أنس بن حكيم الضبي البصري مستور من الثالثة د ق
617- أيوب بن عبدالله بن مكرز العامري القرشي الخطيب مستور من الثالثة ولم يثبت أن أبا داود روى له د
1511- حمان بكسر أوله ويقال بفتحه وبضمه وآخره نون ويقال بالجيم وآخره نون أو زاي ويقال حمران ويقال بصيغة الكنية في الجميع وهو أخو أبي شيخ الهنائي بضم الهاء وتخفيف النون بعدها مدة مستور من الثالثة س
2306- سعيد بن زرعة الحمصي الجرار بالجيم ومهملتين الخزاف بمعجمة وزاي مستور من الثالثة ت
3175- عباس بن عبدالرحمن مولى بني هاشم مستور من الثالثة مد
3485- عبدالله بن علي بن السائب بن عبيد المطلبي مستور من الثالثة د س
3504- عبدالله بن عمرو ابن الفغواء بفتح الفاء وسكون المعجمة وقيل عبدالله ابن علقمة ابن الفغواء وقال ابن حبان عبدالله ابن عمرو ابن علقمة ابن الفغواء الخزاعي مستور من الثالثة د
3795- عبدالرحمن ابن الأخنس الكوفي مستور من الثالثة د ت
3992- عبدالرحمن بن كيسان مولى خالد بن أسيد بفتح الهمزة مستور من الثالثة ق
6142- محمد بن عقبة بن أبي مالك القرظي مستور من الثالثة ق
6472- المثنى بن عبد الرحمن الخزاعي مستور من الثالثة د س
6900- منصور بن سعيد أو ابن زيد ابن الأصبغ الكلبي المصري مستور من الثالثة د
7082- نافع بن محمود بن الربيع ويقال اسم جده ربيعة الأنصاري المدني نزيل بيت المقدس مستور من الثالثة ر د س
7087- نافع مولى عامر بن سعد مستور من الثالثة م
7264- هانئ بن هانئ الهمداني بالسكون الكوفي مستور من الثالثة [الثانية] بخ 4
7482- وهب بن عقبة العامري البكائي بالموحدة والكاف الثقيلة والمد كوفي مستور من الثالثة د
7971- أبو بكر ابن عبدالله بن الزبير ابن العوام مستور من الثالثة مات شابا ق
8032- أبو حازم ابن صخر بن العيلة بالمهملة المفتوحة بعدها تحتانية ساكنة مستور من الثالثة ويقال إن أباه أيضا يكنى أبا حازم د
8059- أبو الحكم البجلي مستور من الثالثة وقيل هو الذي قبله ت
ومن الطبقة الرابعة اثناعشر راوياً ، ومن الطبقة الخامسة عشرة رواة ، ومن الطبقة السادسة وعددهم واحد وثلاثون راوياً.
قلت : ومن كان من هذا القبيل،وتعذرت معرفته فالصواب من القول قبول حديثه،وتحسينه إذا لم يخالف ،لأن الكذب كان عند هؤلاء نادرا جدّا،والنادر لا حكم له، وهذا ما أكده ابن الصلاح بقوله : " ويشبهُ أنْ يكونَ العملُ على هذا الرأي في كثيرٍ من كتبِ الحديثِ المشهورةِ في غيرِ واحدٍ من الرُّواةِ الذين تقادَمَ العهدُ بهم،وتعذَّرَتِ الخِبْرةُ الباطنةُ بهم،واللهُ أعلمُ"(2).
ـــــــــــــــــــــ
القول الفصل في الرواة المسكوت عنهم
أقول : لقد تبين لديَّ بالاستقراء أنَّ كلَّ راوٍ سكتَ عليه الإمامُ البخاري في التاريخ وآبو حاتم الرازي في الجرح والتعديل،وقال عنه الإمام الذهبي وُثِّقَ أو الحافظ ابن حجر (مقبول ) أو كانوا من الطبقة الثالثة حتى السادسة ممن قيل فيه مجهول الحال أو مستور ، فحديثه حسنٌ إن شاءَ اللهُ تعالى إذا لم يخالف أو ينكر عليه.
وهو الذي يحِّسنُ له عادة الإمام الترمذي أو يصحح له ابن حبان أو ابن خزيمة أو الحاكم في المستدرك،ويحسِّنُ له الإمام المنذري في الترغيب والترهيب أو الإمام الهيثمي في مجمع الزوائد أو الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء،وهو عادة يكون من الرواة المقلين،فليس له سوى حديث أو حديثين،وغالب هؤلاء في التابعين .
وقد غفل عن هذه القاعدة أكثر الباحثين اليوم،فتراهم من كان بهذه الشاكلة يضعفون حديثه،فكم من حديث حسنه أو صححه الأقدمون بناء على هذه القاعدة فجاء المعاصرون فضعَّفوه،وذلك لعدم فهمهم هذه القاعدة،التي جرى عليها العمل في الجرح والتعديل .
قال الشيخ العلامة عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله في تعليقه على كتاب الرفع والتكميل في الجرح والتعديل للكنوي رحمه الله :
"وعلى هذا، فيكون اعتبار السكوت من باب التعديل أولى من اعتباره من باب التجهيل،وهو الذي مشى عليه جمهور كبار الجهابذة المتأخرين .
وفي كتاب الجرح والتعديل ":باب في رواية الثقة عن غير المطعون عليه أنها تقويه،وعن المطعون عليه أنها لا تقويه حدثنا عبد الرحمن قال سألت أبي عن رواية الثقات عن رجل غير ثقة مما يقويه ؟ قال إذا كان معروفاً بالضعف لم تقوه روايته عنه وإذا كان مجهولا نفعه رواية الثقة عنه.
حدثنا عبد الرحمن قال سألت أبا زرعة عن رواية الثقات عن رجل مما يقوي حديثه ؟ قال أي لعمري،قلت: الكلبي روى عنه الثوري،قال إنما ذلك إذا لم يتكلم فيه العلماء،وكان الكلبي يُتكلَّمُ فيه،والتعجب فتعلقوا عنه روايته(3).
فهذا نصٌّ في أن الثقة إذا روى عن رجلٍ لم يضعَّف،نفعه ذلك،فسكوت البخاري ِّ وابن أبي حاتم وغيرهما يدلُّ على تقوية الرجل إذا روى عنه الثقة،ولذلك يقول ابن حجر مراراً : إنَّ البخاريَّ أو ابن أبي حاتمَ ذكره وسكت عليه،أو لم يذكر فيه جرحاً .
وخالف الجمهور في ذلك : الحافظُ ابن القطان أبو الحسن علي بن محمد الفاسي المغربي،المشهور بابن القطان المتوفى سنة 628 هـ رحمه الله،فاعتبر سكوت أحد هؤلاء الحفاظ النقاد عن الراوي تجهيلاً لهُ !!
وابن القطان هذا معروف بتعنته وتشدده في الرجال،كما ذكر ذلك الإمام الذهبي في مواضع من كتبه،منها في ترجمته في تذكرة الحفاظ 4/1407،ومنها في ترجمته في تاريخ الإسلام كما نقله الدكتور عواد بشار معروف في كتابه الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام ص 173،ومنها في الميزان 4/301 في ترجمة (هشام بن عروة ) ونكَّتَ عليه فيه،وعاب تشدده وخلْطهُ الأئمة الأثبات بالضعفاء والمخلِّطين
وفي نصب الراية : "حَدِيثٌ فِي النَّهْيِ عَنْ الِاسْتِنْجَاءِ بِالْجِلْدِ : أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي " سُنَنِهِ " عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِى إِسْحَاقَ الأَنْصَارِىِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الأَنْصَارِ أَخْبَرَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ نَهَى أَنْ يَسْتَطِيبَ أَحَدٌ بِعَظْمٍ أَوْ رَوْثٍ أَوْ جِلْدٍ..اهـ(4)
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : لَا يَصِحُّ ذِكْرُ الْجِلْدِ انْتَهَى .
قَالَ ابْنُ الْقَطَّانِ فِي " كِتَابِهِ " وَعِلَّتُهُ الْجَهْلُ بِحَالِ مُوسَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ،قَالَ : وَذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ،وَلَمْ يُعَرِّفْ مِنْ أَمْرِهِ بِشَيْءٍ،فَهُوَ عِنْدَهُ مَجْهُولٌ،وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَيْضًا مَجْهُولٌ،قَالَ : وَهُوَ أَيْضًا مُرْسَلٌ ؛ لِأَنَّهُ عَمَّنْ لَمْ يُسَمِّ مِمَّنْ يَذْكُرُ عَنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ رَأَى أَوْ سَمِعَ،وَإِنْ لَمْ يَشْهَدْ لِأَحَدِهِمْ التَّابِعِيُّ الرَّاوِي عَنْهُ بِالصُّحْبَةِ انْتَهَى كَلَامُهُ(5).
وفي نصب الراية : "قَالَ ابْنُ الْقَطَّانِ فِي " كِتَابِهِ " : كُلُّ مَنْ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ مَعْرُوفٌ إلَّا مُحَمَّدَ بْنَ الْحُصَيْنِ فَإِنَّهُ مُخْتَلَفٌ فِيهِ،وَمَجْهُولُ الْحَالِ،وَكَانَ عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ .
والدراوردي يَقُولَانِ : عَنْ قُدَامَةَ بْنِ مُوسَى عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُصَيْنِ وَقَالَ عثمان ابن عُمَرَ أَنْبَأَ قُدَامَةُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي حَنْظَلَةَ،وَذَكَرَ هَذَا الِاخْتِلَافَ الْبُخَارِيُّ،وَلَمْ يُعْرَفْ هُوَ،وَلَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ حَالِهِ بِشَيْءٍ،فَهُوَ عِنْدَهُمَا مَجْهُولٌ انْتَهَى كَلَامُهُ(6).
وقد حمَّل ابنُ القطان البخاريُّ وابن أبي حاتم ما لم يقولاه،أما البخاري فإنه ما نصَّ على شيء في حكم سكوته عن الراوي،فمن أين أضاف إليه :( فهو عنده مجهول )؟
والعلماء الحفاظُ الجهابذة مثلُ المجد ابن تيمية والمنذري والذهبي وابن القيم وابن عبد الهادي والزيلعي وابن كثير والزركشي والهيثمي وابن حجر وغيرهم ... فهموا من تتبع صنيع البخاري وعادته ودراسة أحكامه في الرجال : أن من سكت عنه لا يعدُّ مجروحاً،ولا مجهولاً،فقول ابن القطان بأنَّ من سكت عنه البخاري (فهو مجهول ) تقويلٌ وتحميلٌ غير سائغٍ .
وأما ابن أبي حاتم فإنه قال : على أنا قد ذكرنا أسامي كثيرة مهملة من الجرح والتعديل كتبناها ليشتمل الكتابُ على كلِّ من رويَ عنه العلمُ،رجاءَ وجودِ الجرحِ والتعديل فيهم،فنحن ملحقوها بهم إن شاءَ اللهُ تعالى) اهـ(7)
والجهالة جرحٌ بلا ريبٍ،فلا يصحُّ لابن القطان رحمه الله أن يضيفه إلى ابن أبي حاتم فيقول : ( فهو عنده مجهول )،فإن ابن أبي حاتم قال : ( رجاء وجود الجرح فيهم ) فابن أبي حاتم لم يجعل توقفه فيمن توقف فيه ( جرحاً) له،فجعل ابن القطان هذا التوقف ( جرحاً ) عند ابن أبي حاتم : تقويلٌ له ما لم يقلْه.
يضافُ إلى ذلك أن ابن أبي حاتم أو والده،حين يصرح أحدهما في حكمه على الراوي بقوله ( مجهول) فقد جزمَ بجهالته عنده،وأما حين يسكت عن الراوي فإنه لم يجزم بجهالته،فكيف يجعلُ ابنُ القطان سكوتَ أحدهما عن الراوي مثل تصريحه،ولا نصَّ عنهما في ذلك ؟ فهذا منه رحمه الله تعالى تقويلٌ لهما ما لم يقولاهُ .واضطرب فيها مسلك الإمام ابن دقيق العيد رحمه الله في هذه المسألة،فمشى مرةً على نحو مسلك ابن القطان،ومرةَ على مسلك الجمهور :
قال الزيلعي رحمه الله :" أَخْرَجَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي " الْكَامِلِ " عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ { أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَمَرَ بِلَالًا أَنْ يُدْخِلَ إصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ،وَقَالَ : إنَّهُ أَرْفَعُ لِصَوْتِك،وَأَنَّ أَذَانَ بِلَالٍ كَانَ مَثْنَى مَثْنَى،وَإِقَامَتَهُ مُفْرَدَةٌ،قَدْ قَامَتْ الصَّلَاةُ مَرَّةً وَاحِدَةً }(8)،قَالَ ( يعني ابن دقيق العيد) فِي " الْإِمَامِ " : وَلَمْ يَذْكُرْ ابْنُ عَدِيٍّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ هَذَا بِجَرْحٍ وَلَا تَعْدِيلٍ،فَهُوَ مَجْهُولٌ عِنْدَهُ،وَأَمَّا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فَذَكَرَ تَضْعِيفَهُ،وَقَالَ ابْنُ الْقَطَّانِ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ هَذَا وَأَبُوهُ وَجَدُّهُ كُلُّهُمْ لَا يُعْرَفُ لَهُمْ حَالٌ،انْتَهَى .(9)
ويقال في الردِّ عليه ما قيل على ابن القطان .
وقال أيضا كما في نصب الراية : "قَالَ الشَّيْخُ فِي " الْإِمَامِ " : وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ حَدَّثَ عَنْهُ أَحْمَدُ وَقَالَ : كَانَ ثِقَةً،وَوَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ أَيْضًا،وَذَكَرَهُ ابْنُ حبان فِي " الثِّقَاتِ " أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ،وَرَوَى لَهُ فِي " صَحِيحِهِ "،وَيُوسُفُ بْنُ الزُّبَيْرِ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ غَيْرِ جَرْحٍ وَلَا تَعْدِيلٍ،وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ."(10)
وهذا الحديث نفسه أورده الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 3/282 وقال : رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله ثقات اهـ
وهذا يدلُّ على أن سكوت ابن أبي حاتم ليس جرحاً ولا جهالة عند الحافظ الهيمثي،فلذا قال في هذا الحديث (ورجاله ثقات) فمن سكت عليه ابنُ أبي حاتم - ومثله البخاري ...- يعدُّ ثقةً عند الحافظ الهيثمي رحمه الله .
ولكن ابن دقيق العيد رحمه الله له أقوال تدلُّ على أخذه بمذهب الجمهور،فقد ذهب إلى أن خلوَّ كتب الضعفاء - ومنها الكامل لابن عديٍّ -عن ذكر الراوي المذكور بالرواية : يقتضي توثيقه،فقد جاء في نصب الراية :"{ حَدِيثٌ آخَرُ } : أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي " مُسْتَدْرَكِهِ " عَنْ تَلِيدٍ الرُّعَيْنِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، وَثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ وَلَبِسَ خُفَّيْهِ فَلْيُصَلِّ فِيهِمَا ، وَلْيَمْسَحْ عَلَيْهَا ، ثُمَّ لاَ يَخْلَعْهُمَا إِنْ شَاءَ إِلاَّ مِنْ جَنَابَةٍ".
قَالَ الْحَاكِمُ : هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَعَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ ثِقَةٌ غَيْرَ أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ عَنْ حَمَّادٍ انْتَهَى(11).
وَأَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي " سُنَنِهِ " سنن الدارقطنى(793 ) حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ زُيَيْدِ بْنِ الصَّلْتِ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ رضى الله عنه يَقُولُ إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ وَلَبِسَ خُفَّيْهِ فَلْيَمْسَحْ عَلَيْهِمَا وَلْيُصَلِّ فِيهِمَا وَلاَ يَخْلَعْهُمَا إِنْ شَاءَ إِلاَّ مِنْ جَنَابَةٍ. ،قَالَ صَاحِبُ " التَّنْقِيحِ " : إسْنَادُهُ قَوِيٌّ،وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى صَدُوقٌ،وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَغَيْرُهُ انْتَهَى .
وَلَمْ يُعِلَّهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي " التَّحْقِيقِ " بِشَيْءٍ،وَإِنَّمَا قَالَ : هُوَ مَحْمُولٌ عَلَى مُدَّةِ الثَّلَاثِ،قَالَ الشَّيْخُ فِي" الْإِمَامِ " قَالَ ابْنُ حَزْمٍ : هَذَا مِمَّنْ انْفَرَدَ بِهِ أَسَدُ بْنُ مُوسَى عَنْ حَمَّادٍ،وَأَسَدُ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ لَا يُحْتَجُّ بِهِ،قَالَ الشَّيْخُ : وَهَذَا مَدْخُولٌ مِنْ وَجْهَيْنِ : أَحَدُهُمَا : عَدَمُ تَفَرُّدِ أَسَدٍ بِهِ،كَمَا أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ ثَنَا حَمَّادٌ .
الثَّانِي : أَنَّ أَسَدًا ثِقَةٌ،وَلَمْ يُرَ فِي شَيْءٍ مِنْ كُتُبِ الضُّعَفَاءِ لَهُ ذِكْرٌ،وَقَدْ شَرَطَ ابْنُ عَدِيٍّ أَنْ يَذْكُرَ فِي " كِتَابِهِ "كُلَّ مَنْ تُكُلِّمَ فِيهِ،وَذَكَرَ فِيهِ جَمَاعَةً مِنْ الْأَكَابِرِ وَالْحُفَّاظِ،وَلَمْ يَذْكُرْ أَسَدًا،وَهَذَا يَقْتَضِي تَوْثِيقَهُ،وَنَقَلَ ابْنُ الْقَطَّانِ تَوْثِيقَهُ عَنْ الْبَزَّارِ،وَعَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْكُوفِيِّ "(12)
ومثل ذلك قول الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره حيث قال عقب روايته لقصة هاروت وماروت - والتي لا يصح رفعها بحال- قال: " وَهَذَا حَدِيث غَرِيب مِنْ هَذَا الْوَجْه وَرِجَاله كُلّهمْ ثِقَات مِنْ رِجَال الصَّحِيحَيْنِ إِلَّا مُوسَى بْن جُبَيْر هَذَا وَهُوَ الْأَنْصَارِيّ السُّلَمِيّ مَوْلَاهُمْ الْمَدِينِيّ الْحَذَّاء وَرُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَأَبِي أُمَامَة بْن سَهْل بْن حُنَيْف وَنَافِع وَعَبْد اللَّه بْن كَعْب بْن مَالِك وَرَوَى عَنْهُ اِبْنه عَبْد السَّلَام وَبَكْر بْن مُضَر وَزُهَيْر بْن مُحَمَّد وَسَعِيد بْن سَلَمَة وَعَبْد اللَّه بْن لَهِيعَة وَعَمْرو بْن الْحَرْث وَيَحْيَى بْن أَيُّوب وَرَوَى لَهُ أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَهْ وَذَكَرَهُ اِبْن أَبِي حَاتِم فِي كِتَاب الْجَرْح وَالتَّعْدِيل وَلَمْ يَحْكِ شَيْئًا مِنْ هَذَا وَلَا هَذَا فَهُوَ مَسْتُور الْحَال "(13)
وتابعه على هذا المسلك - وهو اعتبار المسكوت عليه مستور الحال- تلميذه الإمام بدر الدين الزركشي في كتابه الدرر المنثورة في الأحاديث المشهورة - مخطوط- فقال في الباب السابع في القصص والأخبار في كلامه على هذا الحديث : أخرجه أحمد في مسنده من جهة موسى بن جبير عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً،وموسى بن جبير ذكره ابن أبي حاتم في كتابه ( الجرح والتعديل ) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً،فهو مستور الحال "
والشاهد من هذا النصِّ عن الإمام ابن كثير خصوصُ حكمه في قوله ( ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل،ولم يحكِ فيه شيئاً،فهو مستور الحال) بصرف النظر عما حول الحديث وراويه مما أشرت إليه آنفاً .
ورواية مستور الحال يحتجُّ بها لدى طائفةٍ معتبرةٍ من العلماء،قال الحافظ العراقي(14): " مجهولُ العدالةِ الباطنةِ،وهو عدلٌ في الظاهرِ،فهذا يحتَجُّ به بعضُ مَنْ رَدَّ القسمَينِ الأولَينِ،وبهِ قطعَ الإمامُ سُلَيمُ بنُ أيوبَ الرازيُّ،قال : لأنَّ الإخبارَ مَبنيٌّ على حُسْنِ الظَّنِّ بالراوي ؛ لأنَّ روايةَ الأخبارِ تكونُ عندَ مَنْ تَتَعذَّرُ عليه معرفةُ العدالةِ في الباطنِ،فاقتُصِرَ فيها على معرفةِ ذلك في الظاهرِ . وتُفَارِقُ الشهادَةَ،فإنَّها تكونُ عند الحُكَّامِ،ولا يتعذّرُ عليهم ذلكَ،فاعتُبِرَ فيها العدالةُ في الظاهرِ والباطنِ. قالَ ابنُ الصّلاحِ(15): ويشبهُ أنْ يكونَ العملُ على هذا الرأي في كثيرٍ من كتبِ الحديثِ المشهورةِ في غيرِ واحدٍ من الرُّواةِ الذين تقادَمَ العهدُ بهم،وتعذَّرَتِ الخِبْرةُ الباطنةُ بهم،واللهُ أعلمُ . وأطلقَ الشافعيُّ كلامَهُ في اختلافِ الحديثِ أنَّهُ لا يحتجُّ بالمجهولِ،وحكى البيهقيُّ في " المدخلِ " : أنَّ الشافعيَّ لا يحتجُّ بأحاديثِ المجهولينَ . ولما ذكرَ ابنُ الصلاحِ هذا القسمَ الأخيرَ،قال : وهو المستورُ،فقد قال بعضُ أئمتِنا : المَسْتُورُ مَنْ يكونُ عَدْلاً في الظَّاهرِ،ولا تُعْرَفُ عدالتُهُ باطناً . انتهى كلامُه . وهذا الذي نَقَلَ كلامَهُ آخراً،ولم يسمِّهِ،هو البغويُّ،فهذا لفظُهُ بحروفِهِ في " التهذيبِ "،وتَبِعهُ عليه الرافعيُّ. وحكى الرافعيُّ في الصومِ وجهين في قبولِ روايةِ المستورِ من غيرِ ترجيحٍ. وقالَ النوويُّ في " شرحِ المهذّبِ " : (إنَّ الأصحَّ قبولُ روايتِهِ)"
قلتُ : قال الإمام النووي رحمه الله: " وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْفَاسِقُ وَالْمُغَفَّلُ فَلَا يُقْبَلُ قَوْلُهُمْ فِيهِ بِلَا خِلَافٍ , وَلَا خِلَافَ فِي اشْتِرَاطِ الْعَدَالَةِ الظَّاهِرَةِ فِيمَنْ نَقْبَلُهُ .
وَأَمَّا الْعَدَالَةُ الْبَاطِنَةُ , فَإِنْ قُلْنَا : يُشْتَرَطُ عَدْلَانِ اُشْتُرِطَتْ , وَإِلَّا فَوَجْهَانِ حَكَاهُمَا إمَامُ الْحَرَمَيْنِ وَآخَرُونَ , قَالُوا : وَهُمَا جَارِيَانِ فِي رِوَايَةِ الْمَسْتُورِ , الْحَدِيثَ ( وَالْأَصَحُّ ) قَبُولُ رِوَايَةِ الْمَسْتُورِ , وَكَذَا الْأَصَحُّ قَبُولُ قَوْلِهِ هُنَا وَالصِّيَامُ بِهِ , وَبِهَذَا قَطَعَ صَاحِبُ الْأبانةِ وَالْعُدَّةِ وَالْمُتَوَلِّي "(16).
وأقدم من تكلم بهذا الأمر وهو اعتبار سكوت النقاد عن الراوي يعدُّ من باب التعديل،هو الإمام مجد الدين أبو البركات عبد السلام بن تيمية الجدُّ المتوفى سنة 656 هجرية رحمه الله تعالى،وهذا نصُّ عبارته كما في زاد المعاد: " التّأْوِيلُ السّادِسُ أَنّهُ كَانَ قَدْ تَأَهّلَ بِمِنًى وَالْمُسَافِرُ إذَا أَقَامَ فِي مَوْضِعٍ وَتَزَوّجَ فِيهِ أَوْ كَانَ لَهُ بِهِ زَوْجَةٌ أَتَمّ وَيُرْوَى فِي ذَلِكَ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ عَنْ النّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - . فَرَوَى عِكْرِمَةُ بْنُ إبْرَاهِيمَ الْأَزْدِيّ عَنْ ابْنِ أَبِي ذُبَابٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ صَلّى عثمان بِأَهْلِ مِنًى أَرْبَعًا وَقَالَ يَا أَيّهَا النّاسُ لَمّا قَدِمْتُ تَأَهّلْت بِهَا وَإِنّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ إذَا تَأَهّلَ الرّجُلُ بِبَلْدَةٍ فَإِنّهُ يُصَلّي بِهَا صَلَاةَ مُقِيم رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللّهُ فِي " مُسْنَدِهِ " وَعَبْدُ اللّهِ بْنُ الزّبَيْرِ الْحُمَيْدِيّ فِي " مُسْنَدِهِ " أَيْضًا وَقَدْ أَعَلّهُ الْبَيْهَقِيّ بِانْقِطَاعِهِ وَتَضْعِيفِهِ عِكْرِمَةَ بْنِ إبْرَاهِيمَ . قَالَ أَبُو الْبَرَكَاتِ بْنُ تَيْمِيّةَ : وَيُمْكِنُ الْمُطَالَبَةُ بِسَبَبِ الضّعْفِ فَإِنّ الْبُخَارِيّ ذَكَرَهُ فِي " تَارِيخِهِ " وَلَمْ يَطْعَنْ فِيهِ وَعَادَتُهُ ذِكْرُ الْجَرْحِ وَالْمَجْرُوحِينَ "(17).
__________
(1) - تهذيب التهذيب [ ج2 - ص23 ](41)
(2) - مقدمة ابن الصلاح (ج 1 / ص 21) والتقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير في أصول الحديث (ج 1 / ص 7) وتدريب الراوي في شرح تقريب النواوي (ج 1 / ص 248) وشرح شرح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر (ج 1 / ص 519) والشذا الفياح من علوم ابن الصلاح (ج 1 / ص 247) وشرح التبصرة والتذكرة (ج 1 / ص 114) وتوضيح الأفكار (ج 2 / ص 192)
(3) - الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (ج 2 / ص 36)
(4) - سنن الدارقطني (155)
(5) - نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية (ج 1 / ص 491)
(6) - نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية (ج 2 / ص 65)
(7) - الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (ج 1 / ص 13) والجرح و (ج 2 / ص 38)
(8) - سنن ابن ماجه (759 )
(9) - نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية (ج 2 / ص 102)
(10) - نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية (ج 5 / ص 441)
(11) - المستدرك(643) وسنن الدارقطنى( 795 ) ، تعليق الحافظ الذهبي في التلخيص : على شرط مسلم تفرد به عبدالغفار وهو ثقة والحديث شاذ
(12) - نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية (ج 1 / ص 376)
(13) - تفسير ابن كثير (ج 1 / ص 353)
(14) - شرح التبصرة والتذكرة (ج 1 / ص 114) وتدريب الراوي في شرح تقريب النواوي (ج 1 / ص 247)
(15) - مقدمة ابن الصلاح (ج 1 / ص 21) والشذا الفياح من علوم ابن الصلاح (ج 1 / ص 247)
(16) - المجموع شرح المهذب (ج 6 / ص 277)
(17) - زاد المعاد (ج 1 / ص 444) ونيل الأوطار (ج 5 / ص 237)(1/67)
وقد أقرَّا كلام أبي البركات بن تيمية كما رأيت،ومشى على هذا المسلك أيضاً : الحافظ المنذريُّ المتوفَّى سنة 656هجرية رحمه الله تعالى،فقال في كتابه الترغيب والترهيب في كتاب الصوم باب الترغيب في صيام رمضان احتساباً فقال عند الحديث رقم(32) الحديث رقمه العام(1502 ) وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : لَمَّا أَقْبَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " سُبْحَانَ اللَّهِ ، مَاذَا تَسْتَقْبِلُونَ ؟ مَاذَا يَسْتَقْبِلُكُمْ ؟ " فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَحْيٌ نَزَلَ أَوْ عَدُوٌّ حَضَرَ ؟ قَالَ : " لَا وَلَكِنْ شَهْرُ رَمَضَانَ ، يَغْفِرُ اللَّهُ تَعَالَى فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ لِكُلِّ أَهْلِ هَذِهِ الْقِبْلَةِ " قَالَ : وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ يَهُزُّ رَأْسَهُ فَيَقُولُ : بَخٍ بَخٍ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : " كَأَنَّهُ ضَاقَ صَدْرُكَ بِمَا سَمِعْتَ ؟ " قَالَ : لَا وَاللَّهِ لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَكِنْ ذَكَرْتُ الْمُنَافِقَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : " الْمُنَافِقُ كَافِرٌ وَلَيْسَ لِلْكَافِرِ فِي ذَا شَيْءٌ " "(1)
قلت : وهو في صحيح ابن خزيمة باب ذكر تفضل الله عز وجل على عبادة المؤمنين في أول ليلة من شهر رمضان بمغفرته إياهم كرما وجودا (1778) ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ،ثنا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ،حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ حَمْزَةَ الْقَيْسِيُّ،ثنا خَلَفٌ أَبُو الرَّبِيعِ،إِمَامُ مَسْجِدِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ،ثنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَسْتَقْبِلُكُمْ وَتَسْتَقْبِلُونَ " - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ،وَحْيٌ نَزَلَ ؟ قَالَ : " لَا " قَالَ : عَدُوٌّ حَضَرَ ؟ قَالَ : " لَا " قَالَ : فَمَاذَا ؟ قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْفِرُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ لِكُلِّ أَهْلِ هَذِهِ الْقِبْلَةِ "،وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَيْهَا،فَجَعَلَ رَجُلٌ يَهُزُّ رَأْسَهُ وَيَقُولُ : بَخٍ بَخٍ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا فُلَانُ،ضَاقَ بِهِ صَدْرُكَ ؟ " قَالَ : لَا،وَلَكِنْ ذَكَرْتُ الْمُنَافِقَ،فَقَالَ : " إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْكَافِرُونَ،وَلَيْسَ لِكَافِرٍ مِنْ ذَلِكِ شَيْءٌ "
وهذا الحديث عند المنذري صحيح أو حسن أو قريب منه،لأنه أورده بلفظة (عن أنس) ولم يورده بلفظة (رويَ عن أنس) كما هو مصطلحه في الأحاديث الصحاح والحسان،والأحاديث الضعاف،كما ذكر ذلك في مقدمة الترغيب والترهيب حيث قال : " فإذا كان إسناد الحديث صحيحاً أو حسناً أو ما قاربهما صدَّرتُهُ بلفظة (عن) وكذلك أصدِّرهُ بلفظة( عن) وإذا كان ... ثم أشيرُ إلى إرساله وانقطاعه ... وإذا كان في الإسناد من قيل فيه كذاب أو وضاع أو متهم أو مجمع على تركه أو ضعفه أو ذاهب الحديث أو هالك أو ساقطٌ أو ليس بشيء أو ضعيف جدا أو ضعيفٌ فقط،أو لم أر فيه توثيقاً بحيث لا يتطرق إليه احتمال التحسين،صدَّرتهُ بلفظة (رويَ ) ولا أذكر ذلك الراوي،ولا ما قيل فيه البتة،فيكون للإسناد الضعيف دلالتانِ : تصديره بلفظة (رُويَ) وإهمالُ الكلام عليه في آخره " اهـ باختصار.
وهذه أمثلة من كتابه المذكور :
(2049 ) وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " حَجَّةٌ خَيْرٌ مِنْ أَرْبَعِينَ غَزْوَةٍ وَغَزْوَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَرْبَعِينَ حَجَّةٍ " . يَقُولُ : إِذَا حَجَّ الرَّجُلُ حَجَّةَ الْإِسْلَامِ فَغَزْوَةٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعِينَ حَجَّةً،وَحَجَّةُ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ مِنْ أَرْبَعِينَ غَزْوَةٍ . "
رواه البزار ورواته ثقات معروفون،وعنبسة بن هبيرة وثقه ابن حبان ولم أقف فيه على جرح.
(2086 ) عَنْ اِبْن عُمَر قَالَ : صَعِدَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - الْمِنْبَر فَقَالَ " لَا أُقْسِم لَا أُقْسِم " ثُمَّ نَزَلَ فَقَالَ : " أَبْشِرُوا أَبْشِرُوا مَنْ صَلَّى الصَّلَوَات الْخَمْس وَاجْتَنَبَ الْكَبَائِر السَّبْع نُودِيَ مِنْ أَبْوَاب الْجَنَّة اُدْخُلْ " قَالَ عَبْد الْعَزِيز : لَا أَعْلَمهُ قَالَ إِلَّا " بِسَلَامٍ " وَقَالَ الْمُطَّلِب : سَمِعْت مَنْ سَأَلَ عَبْد اللَّه بْن عُمَر سَمِعْت رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يَذْكُرهُنَّ ؟ قَالَ : نَعَمْ " عُقُوق الْوَالِدَيْنِ وَإِشْرَاك بِاَللَّهِ وَقَتْل النَّفْس وَقَذْف الْمُحْصَنَات وَأَكْل مَال الْيَتِيم وَالْفِرَار مِنْ الزَّحْف وَأَكْل الرِّبَا " . "رواه الطبراني وفي إسناده مسلم بن الوليد بن العباس لا يحضرني فيه جرح ولا عدالة.
(163 ) وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ،أَيُّ جُلَسَائِنَا خَيْرٌ ؟ قَالَ : " مَنْ ذَكَّرَكُمُ اللَّهَ رُؤْيَتُهُ،وَزَادَ فِي عَمَلِكُمْ مَنْطِقُهُ،وَذَكَّرَكُمْ فِي الْآخِرَةِ عَمَلُهُ "
رواه أبو يعلى ورواته رواة الصحيح إلا مبارك بن حسان.
وقال في آخر كتابه 6/357 في باب ذكر الرواة المختلف فيهم : مبارك بن حسان قال الأزدي : يرمَى بالكذب،وقال أبو داود : منكر الحديث،وذكره البخاري ولم يجرحه،و قال النسائي : ليس بقوي،وقال ابن معين : ثقةٌ اهـ
وكل ذلك يدلُّ على التعديل وليس على الجرح .
وقد تلاه على هذا المسلك الحافظ ابن عبد الهادي في التنقيح في كلامه على ( عثمان ابن محمد الأنماطي)(2):
وَأَمَّا حَدِيثُ جَابِرٍ،فَرَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي " الْمُسْتَدْرَكِ " أَيْضًا،وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي " السُّنَنِ " مِنْ حَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْمَاطِىِّ حَدَّثَنَا حَرَمِىُّ بْنُ عُمَارَةَ عَنْ عَزْرَةَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « التَّيَمُّمُ ضَرْبَةٌ لِلْوَجْهِ وَضَرْبَةٌ لِلذِّرَاعَيْنِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ». قَالَ الْحَاكِمُ : صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ،وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : رِجَالُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ وَالصَّوَابُ مَوْقُوفٌ انْتَهَى(3).
وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي " التَّحْقِيقِ " : وَعثمان بن مُحَمَّدٍ مُتَكَلَّمٌ فِيهِ،وَتَعَقَّبَهُ صَاحِبُ " التَّنْقِيحِ " تَابِعًا لِلشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّينِ فِي " الْإِمَامِ " وَقَالَ مَا مَعْنَاهُ : إنَّ هَذَا الْكَلَامَ لَا يُقْبَلُ مِنْهُ،لِأَنَّهُ لَمْ يُبَيِّنْ مَنْ تَكَلَّمَ فِيهِ،وَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَبُو دَاوُد ،وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ .وَغَيْرُهُمَا،ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي " كِتَابِهِ " وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ جَرْحًا .وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .
ومشى على هذا المسلك أيضاً شيخ الزيلعيِّ الحافظُ الذهبيُّ في ميزان الاعتدال في ترجمة مبارك بن حسان [ ت ].عن عطاء.قال الأازدي: يرمى بالكذب. وقال ابن معين: ثقة،وذكره البخاري فما ذكر فيه جرحا. وقال أبو داود: منكر الحديث.وقال النسائي: ليس بالقوى."(4)
وقال الحافظ الذهبي أيضاً في رسالته (الموقظة) في المصطلح ما يمكن اعتباره نصًّا صريحاً في الموضوع،حيث قال رحمه الله تعالى:"وقد اشتَهَر عند طوائف من المتأخرين،إطلاقُ اسم ( الثقة ) على من لم يُجْرَح،مع ارتفاع الجهالةِ عنه . وهذا يُسمَّى : مستوراً،ويُسمىَّ :محلهُّ الصدق،ويقال فيه : شيخ "(5).
ومشى على هذا المسلك أيضاً الحافظ ابن حجر رحمه الله في مواضع كثيرة من كتبه،مثل (هدي الساري ) حيث قال في ترجمة أحد رجال صحيح البخاري :خ س ق -الحسن بن مدرك السدوسي أبو علي الطحان قال النسائي في أسماء شيوخه لا بأس به وقال ابن عدي كان من حفاظ أهل البصرة وقال أبو عبيد الآجري عن أبي داود كان كذابا يأخذ أحاديث فهد بن عوف فيقلبها على يحيى بن حماد " قلت : إن كان مستند أبي داود في تكذيبه هذا الفعل فهو لا يوجب كذبا لأن يحيى بن حماد وفهد بن عوف جميعا من أصحاب أبي عوانة،فإذا سأل الطالب شيخه عن حديث رفيقه ليعرف إن كان من جملة مسموعه فحدثه به أولا فيكف يكون بذلك كذابا ؟ وقد كتب عنه أبو زرعة وأبو حاتم ولم يذكرا فيه جرحا وهما ما هما في النقد،وقد أخرج عنه البخاري أحاديث يسيرة من روايته عن يحيى بن حماد مع أنه شاركه في الحمل عن يحيى بن حماد وفي غيره من شيوخه وروى عنه النسائي وابن ماجة " اهـ(6).
وفي (88) موضعاً من كتابه ( تعجيل المنفعة برجال الأئمة الأربعة ) ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحاً،قرن بينهما في أكثر المواضع،وأفرد أحدهما في بعضها،ولكنه في أغلب تلك المواطن ذكر سكوتهما عن الجرح من باب التوثيق والتعديل،وردَّ به على من زعم جهالة ذلك الراوي،أو ضعفه،بل توسَّع في الاستدلال بالسكوت على وثاقة الراوي،فاستدل بسكوت ابن يونس المصري،وأبي أحمد الحاكم النيسابوري،وابن حبان البستي،وابن النجار البغدادي،وغيرهم .
وسأورد جملة ملتقطة من كتابه المذكور لصلتها بكلامه في الكتاب،ثم أورد بعدها طائفة من عبارته في الكتاب،كنماذج في الموضع لما قدمته،وأشير إلى باقي المواضع فيه بأرقام الترجمات التي تضمنت عبارته المشار إليها،قال رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه تعجيل المنفعة(7):
"(أما بعد) فقد وقفت على مصنف للحافظ أبى عبد الله محمد بن على بن حمزة الحسينى الدمشقي سماه (التذكرة برجال العشرة) ضم إلى من في (تهذيب الكمال) لشيخه المزى من في الكتب الأربعة وهى (الموطأ) و (مسند الشافعي) و (مسند أحمد) و(المسند الذى خرجه الحسين بن محمد بن خسرو) من حديث الإمام أبى حنيفة،وحذا حذو الذهبي في الكاشف في الاقتصار على من في الكتب الستة دون من أخرج لهم في تصانيف لمصنفيها خارجة عن ذلك كالأدب المفرد) للبخاري و (المراسيل) لأبي داود و (الشمائل) للترمذي،فلزم من ذلك أن ينسب ما خرج له الترمذي أو النسائي مثلا إلى من أخرج له في بعض المسانيد المذكورة وهو صنيع سواه أولى منه،فإنَّ النفوس تركنُ إلى من أخرج له بعض الأئمة الستة أكثر من غيرهم،لجلالتهم في النفوس،وشهرتهم،ولأن أصل وضع التصنيف للحديث على الأبواب أن يقتصر فيه على ما يصلح للاحتجاج أو الاستشهاد،بخلاف من رتب على المسانيد فإن أصل وضعه مطلق الجمع،..ثم عثرت في أثناء كلامه على أوهام صعبة فتعقبتها * ثم وقفت على تصنيف له أفرد فيه رجال أحمد سماه (الإكمال عن من في مسند أحمد من الرجال) ممن ليس في (تهذيب الكمال) فتتبعت ما فيه من فائدة زائدة على التذكرة *
ثم وقفت على جزء لشيخنا الحافظ نور الدين الهيثمى استدرك فيه ما فات الحسينى من رجال أحمد لقطه من المسند لما كان يكتب زوائد أحاديثه على الكتب الستة وهو جزء لطيف جدا وعثرت فيه مع ذلك على أوهام وقد جعلت على من تفرد به (هب)
ثم وقفت على تصنيف للإمام أبى زرعة ابن شيخنا حافظ العصر أبى الفضل ابن الحسين العراقى سماه (ذيل الكاشف) تتبع الأسماء التى في (تهذيب الكمال) ممن أهمله الكاشف،وضم إليه من ذكره الحسينى من رجال أحمد وبعض من استدركه الهيثمى وصير ذلك كتابا واحدا واختصر التراجم فيه على طريقة الذهبي فاختبرته فوجدته قلد الحسينى والهيثمي في أوهامهما وأضاف إلى أوهامهما من قبِله أوهاماً أخرى * وقد تعقبت جميع ذلك مبينا محررا مع أني لا أدعي العصمة من الخطأ والسهو،بل أوضحت ما ظهر لى فليوضح من يقف على كلامي ما ظهر له فما القصد إلا بيان الصواب طلبا للثواب "
وقال أيضاً :"فأقول عقب كل ترجمة عثرت فيها على شئ من ذلك (قلت) فما بعد قلت فهو كلامي وكذا أصنع فيما أزيده من الفوائد من جرح أو تعديل أو ما يتعلق بترجمة ذلك الشخص غالبا وبالله أستعين فيما قصدت وعليه أتوكل فيما اعتمدت .."(8)
إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب ..وقد ذكره ابن أبى حاتم فلم يذكر فيه جرحا،وذكره الذهبي في المغني في الضعفاء ولم يذكر لذكره فيه مستندا.
((فع ا) إبراهيم بن أبي خداش.عن عتبة بن أبي لهب.وعنه ابن عيينة مجهول كذا قرأت بخط الحسينى . وصحح اسمه وقال :والدليل على صحة ما قلته أن ابن أبي حاتم قال إبراهيم بن أبى خداش بن عتبة بن أبي لهب الهاشمي اللهبى روى عن ابن عباس روى عنه ابن جريح وابن عيينة ولم يذكر فيه جرحا،وقال : وإذا عرف ذلك كيف يسوغ لمن يروي عنه ابن جريح وابن عيينة ونسبه بهذه الشهرة أن يقال في حقه مجهول ؟!!(9)
[ 15 ] ا إبراهيم بن عبد الرحمن بن رافع الحضرمي عن أبيه وعنه فرج بن فضالة مجهول قلت لم يذكره ابن أبي حاتم وحديثه بهذا السند في تحريم الخمر والميسر والمزر الحديث عن عبد الله بن عمرو وقد ذكره ابن يونس فقال أحسبه إبراهيم بن عبد الرحمن بن فروخ التنوخي ولم يذكر له راويا غير فرج ولم يذكر فيه جرحا
[ 30 ] ا أخشن السدوسي عن أنس وعنه أبو عبيدة عبد المؤمن بن عبيد الله السدوسي ذكره ابن حبان في الثقات زاد في الإكمال وهو مجهول قلت لم يذكر البخاري ولا ابن أبي حاتم فيه جرحا وصرح في روايته سماعه من أنس
[ 33 ] ا أسامة بن سلمان النخعي شامي روى عن أبي ذر وابن مسعود وعنه عمر بن نعيم العنسي وغيره ذكره ابن حبان في الثقات قلت لم يذكر البخاري ولا بن أبي حاتم فيه جرحا ولم يذكروا له راويا غير عمر
[ 41 ] ا إسحاق بن أبي الكهلة ويقال ابن أبي الكهتلة كوفي روى عن ابن مسعود وأبي هريرة وعنه الوليد بن قيس وسعد بن إسحاق قال البخاري حديثه في الكوفيين ولم يذكر فيه جرحا وتبعه بن أبي حاتم وذكره ابن حبان في الثقات
[ 63 ] ا أمية بن شبل يماني روى عن عثمان ابن بوذويه وعروة بن محمد بن عطية والحكم بن أبان وعنه إبراهيم بن خالد وهشام بن يوسف وغيرهما قال ابن المديني ما بحديثه بأس قلت لم يذكر البخاري ولا ابن أبي حاتم فيه جرحا وذكره ابن حبان في الثقات
[ 75 ] ا أيمن بن مالك الأشعري عن أبي أمامة وأبي هريرة وعنه قتادة وثقه ابن حبان قلت وأخرج حديثه في صحيحه وذكره ابن أبي حاتم فلم يذكر فيه جرحا
[ 87 ] ا بسطام بن النضر أبو النضر الكوفي عن أعرابي لأبيه صحبة وعنه عمر بن فروخ ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا وذكره ابن حبان في الطبقة الثالثة من الثقات
[ 95 ] ا بشير بن أبي صالح عن أبي هريرة ..وفي تاريخ البخاري جبير أبو صالح عن أبي هريرة روى عنه يزيد بن أبي زياد ولم يذكر فيه جرحا
[ 106 ] فه بلال بن أبي بلال عن أبيه وعنه أبو حنيفة لا يعرف قلت كذا أفرده ...وقد ذكر البخاري في التاريخ أن بلال بن مرداس فزاري يروى عن خيثمة البصري وشهر بن حوشب ويروى عنه عبد الأعلى الثعلبي وليث بن أبي سليم والسدي ولم يذكر فيه جرحا وتبعه بن أبي حاتم
[ 200 ] ا حزام بكسر أوله وبالزاى المعجمة المنقوطة بن إسماعيل العامري كوفي روى عن أبي إسحاق الشيباني والأعمش ومغيرة وعاصم الأحول روى عنه أبو معاوية والحسن بن ثابت وأبو النضر بن هاشم بن القاسم وعطاء بن مسلم قاله الدارقطني وضبطه بالزاي المنقوطة وقال وكذا ذكره البخاري وابن أبي حاتم فيمن اسمه حزام بالزاي ولم يذكرا فيه جرحا
[ 207 ] ا الحسن بن يحيى المروزي عن ابن المبارك والنضر بن شميل وغيرهما وعنه أحمد وغيره فيه نظر قلت روايته عند أحمد مقرونة بعلي بن إسحاق كلاهما عن ابن المبارك وعلاها عبد الله بن أحمد عن أحمد بن جميل عن ابن المبارك وذكره ابن النجار في تاريخ بغداد وذكر أنه يروي عنه أيضا يزيد بن يحيى الزهري ولم يذكر فيه جرحا ووقع في الطبقة الثالثة من الثقات لابن حبان الحسن بن يحيى المروزي عن كثير بن زياد وعنه بن المبارك فما أدري أهو هو انقلب أو هو آخر غيره
[ 210 ] هب حصين بن حرملة المهري عن أبي مصبح عن جابر في فضل الخيل وعنه عتبة بن أبي حكيم استدركه شيخنا الهيثمي على الحسيني وقال ذكره ابن حبان في الثقات وله في المسند حديثان من طريق عبد الله بن المبارك أحدهما عن حصين غير منسوب والآخر نسب فيه حصينا فقال عن عتبة عن حصين بن حرملة وقد ذكره البخاري فقال يعد في الشاميين ولم يذكر فيه جرحا وتبعه ابن أبي حاتم
[ 237 ] ا حميد بن علي أبو عكرشه العقيلي عن الضحاك بن مزاحم يقال مرسلا وعنه مروأن ابن معاوية قال الدارقطني لا يستقيم حديثه ولا يحتج به وقال أبو زرعه كوفي لا باس به قلت لم يذكر البخاري فيه جرحا وذكره ابن حبان في الطبقة الرابعة من الثقات
وذكر ذلك في الأرقام التالية (242 و303 و327 و330 و332 و338 و394 و434 و470 و491 و497 و499 و503 و531 و534 و 537 و544 و553 و555 و562 و602 و604 و608 و640 و667 و675 و723 و755 و762 و772 و782 و787 و789 و800 و805 و816 و835 و838 و 846 و857 و862 و867 و874 و879 و886 و910 و939 و940 و963 و973 و975 و984 و1046 و 1049 و1084 و 1113 و 1116 و 1137 و1152 و1153 و 1155 و 1170 و 1193 و 1210 و1259 و1263 و 1343 و 1380 و1381 و 1382 و 1418 )
وقد أعقب الحافظ ابن حجر في بعض التراجم قوله : لم يذكر ....فيه جرحا،بقوله وذكره ابن حبان في الثقات،وهذا منه ليس للتعقب على ما قبله،بل هو من باب استيفاء ما ذكرَ في الراوي،لأن الحافظ قد نقد طريقة ابن حبان في كتابه ( الثقات) في مقدمة كتابه ( لسان الميزان )(10)
وسلك الحافظ ابن حجر أيضاً هذا المسلك في كتابه (لسان الميزان ) وأكتفي بالإشارة إلى بعض ما جاء من ذلك في الجزء الأول منه فقط،انظر التراجم ذوات الأرقام التالية : (50و71 و 106 و107 و137 و145 و189 و351و381 و390 و461و563و674 و756 و770 و1005و1044 و1057و1095و1208و1233و1244و1267و1310و1384 و1398و1399و1415و1438و1452و1456 و1466و1495و1505و1516)
وأما قول الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب(11)721 - عس (مسند علي).إياس بن نذير الضبي الكوفي والد رفاعة،روى حديثه حسين بن حسن الأشقر عن رفاعة بن إياس بن نذير الضبي عن أبيه عن جده قال كنت مع علي يوم الجمل فبعث إلي طلحة أن القني الحديث هكذا رواه النسائي وقال ابن أبي حاتم إياس بن نذير روى عن شبرمة بن الطفيل عن علي روى عنه أبو حيان التيمي. يعد في الكوفيين.
قلت:وذكره ابن حبان في الثقات وذكره ابن أبي حاتم وبيض فهو مجهول.
ففيه أولاً : أن المزي قد نقل ترجمة ( إياس ) هذا عن ابن أبي حاتم،وهي في كتابه الجرح والتعديل(12)،ولم ينتبه الحافظ إلى هذا،فقال : (قلت : وذكره ابن أبي حاتم ...)
وثانياً : قال الحافظ ابن حجر: ( وبيَّضَ فهو مجهول ) والذي في الجرح والتعديل ليس فيه تبييض،وقد ذكره الحافظ تبعاً للذهبي في الميزان(13)،لكن عبارة الذهبي في الميزان هكذا : وذكره ابن أبي حاتم،وبيَّضَ،مجهول )اهـ وليس فيها تفريع الجهالة على التبييض كما هي عبارة ابن حجر،فانتفى أن يكون هذا النص شاهداً على اعتبار ابن حجر ما سكت عنه ابن أبي حاتم مجهولاً .
وثالثاً :أن لفظ ( مجهول ) في كلام الذهبي،إنما هو من حكمه وإنشائه،إذ لم يذكر ذلك أبو حاتم ولا ابنه في كتابه .
وقال الحافظ السخاوي في كتابه الغاية فى شرح الهداية فى علم الرواية - وهو شرح له على منظومة ( الهداية في علم الرواية ) لابن الجزري المقرئ -(14):
( ثالثها ) مجهول الحال فى العدالة باطنا لا ظاهرا لكونه علم عدم الفسق فيه ولم تعلم عدالته لفقدان التصريح بتزكيته،فهذا معنى إثبات العدالة الظاهرة ونفي العدالة الباطنة،لأن المراد بالباطنة ما في نفس الأمر،وهذا هو المستور والمختار قبولُه وبه قطع سليمُ الرازيُّ،قال ابنُ الصلاح :ويشبه أن يكون عليه العمل في كثير من كتب الحديث المشهورة فيمن تقادم العهد بهم وتعذرت الخبرة الباطنة انتهى.
قلتُ : وعلى هذا يترجح العمل بالرأي القائل بقبول (رواية ) المستور على مقابله،لأنه قد تعذرت الخبرة في كثير من رجال القرن الأول والثاني والثالث،ولم يعلم عنهم مفسِّقٌ،ولا تعرف في روايتهم نكارة،فلو رددنا أحاديثهم أبطلنا سنناً كثيرة،وقد أخذت الأمة بأحاديثهم،كما أشار إليه الحافظ ابن الصلاح في كلمته الآنفة الذكر .
وعليه جرى عملُ الإمامين البخاريُّ ومسلمٌ في كتابيهما ( الصحيحين ) كما قال ذلك الحافظ الذهبي رحمه الله في الميزان في ترجمة حفص بن بُغيل [ د ].عن زائدة وجماعة.وعنه أبو كريب،وأحمد بن بديل.قال ابن القطان: لا يعرف له حال ولا يعرف.
قلتُ: لم أذكر هذا النوع في كتابي هذا،فإن ابن القطان يتكلم في كل من لم يقل فيه إمام عاصر ذاك الرجل أو أخذ عمن عاصره ما يدلُّ على عدالته.
وهذا شئ كثير،ففي الصحيحين من هذا النمط خلق كثير مستورون،ما ضعفهم أحد ولا هم بمجاهيل.".(15)
وقال في ميزان الاعتدال -مالك بن الخير الزبادى .مصرى.محله الصدق،يروى عن أبي قبيل،عن عبادة - مرفوعا: ليس منا من لم يبجل كبيرنا،روى عنه حيوة بن شريح،وهو من طبقته،وابن وهب،وزيد بن الحباب،ورشدين،قال ابن القطان:هو ممن لم تثبت عدالته - يريدُ أنه ما نصَّ أحدٌ على أنه ثقة،وفي رواة الصحيحين عددٌ كثيرٌ ما علمنا أن أحدا نصَّ على توثيقهم،والجمهور على أنَّ منْ كان منَ المشايخ قد روى عنه جماعةٌ ولم يأت بما ينكر ُعليه أنَّ حديثَهُ صحيحٌ ."(16)
وهذا الذي ذكره الحافظ الذهبي رحمه الله من مسلك الشيخين قد مشَى عليه الإمامُ أبو حنيفة ومن وافقه من أتباعه وغيرهم،قال المحقق الآمديُّ الشافعيُّ في كتابه الإحكام في أصول الأحكام(17):
المسألة الأولى- مذهب الشافعي وأحمد بن حنبل وأكثر أهل العلم أن مجهول الحال غير مقبول الرواية،بل لا بد من خبرة باطنة بحاله ومعرفة سيرته وكشف سريرته أو تزكية من عرفت عدالته وتعديله له.
__________
(1) - الترغيب والترهيب للمنري (ج 2 / ص 64) وهو في فَضَائِلُ الْأَوْقَاتِ لِلْبَيْهَقِيِّ (50 ) والْكُنَى وَالْأَسْمَاءُ لِلدُّولَابِيِّ(100036 )
(2) - نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية (ج 1 / ص 151)
(3) - سنن الدارقطنى(704) 1/182
(4) - ميزان الاعتدال3/430 [ 7038] وانظر تاريخ الإسلام للإمام الذهبي (ج 9 / ص 584)
(5) - الموقظة في علم مصطلح الحديث (ج 1 / ص 18)
(6) - 2/123
(7) - ص 2-4
(8) - في ص 8
(9) - تعجيل المنفعة لابن حجر (ج 1 / ص 5)
(10) - 1/14-15
(11) ج 1 / ص 342)
(12) - الجرح والتعديل[ ج2 - ص282 ] 1019
(13) - 1/283
(14) ج 1 / ص 60)
(15) - الميزان1/556 (2109 )
(16) - ميزان الاعتدال (ج 3 / ص 426)(7015 )
(17) ج 1 / ص 324)(1/68)
وقال أبو حنيفة وأتباعه: يكتفَى في قبول الرواية بظهور الإسلام والسلامة عن الفسق ظاهراً. اهـ
وقال به لفيف من أهل العلم ومنهم العلامة عبد الغني البحراني الشافعي في كتابه قرة العين:" لا يقبل مجهول الحال،وهو على ثلاثة أقسامٍ :
أحدها : مجهول العدالة ظاهرا وباطناً،فلا يقبل عند الجمهور .
ثانيها: مجهول العادلة باطناً لا ظاهراً،وهو المستور،والمختار قبوله،وقطع به سليم الرازي- أحد أئمة الشافعية وشيخ الحافظ الخطيب البغدادي- وعليه العملُ في أكثر كتب الحديث المشهورة،فيمن تقادم عهدهم وتعذَرتْ معرفتهم ) اهـ(1)
وقال العلامة المحقق البارع محمد حسن السنبهلي الهندي في مقدمة كتابه النفيس ( تنسيق النظام في مسند الإمام )- أي الإمام أبي حنيفة -ص 68: ( قال القسطلاني في إرشاد الساري: وقبلَ المستورُ قومٌ ورجحه ابن الصلاح )(2)وقال ابن حجر في شرح النخبة : وقبلَ روايتهَ جماعةٌ بغير قيدٍ )اهـ كلام السنبهلي .
وقال العلامة علي القاري في شرح شرح النخبة(3):
"(وقد قبل روايته) أي المستور،(جماعة) منهم أبو حنيفة رضي الله تعالى عنه،(بغير قيد) يعني بعصر دون عصر ذكره السخاوي. وقيل: أي بغير قيد التوثيق وعدمه،وفيه أنه إذا وثق خرج عن كونه مستورا،فلا يتجه قوله: بغير قيد. واختار هذا القول،ابن حبان تبعا للإمام الأعظم ؛ إذ العدل عنده: من لا يعرف فيه الجرح،قال: والناس في أحوالهم على الصلاح والعدالة حتى يتبين منهم ما يوجب القدح،ولم يكلف الناس ما غاب عنهم،وإنما كلفوا الحكم للظاهر،قال تعالى: : {{ولا تجسسوا}} ولأن أمر الأخبار مبني على الظن،و(إن بعض الظن إثم)،ولأنه يكون غالبا عند من يتعذر عليه معرفة العدالة في الباطن،فاقتصر فيها على معرفة ذلك في الظاهر،وتفارق الشهادة،فإنها تكون عند الحكام ولا يتعذر عليهم ذلك فاعتبر فيها العدالة في الظاهر والباطن. قال ابن الصلاح: يشبه أن يكون العمل على هذا الرأي،في كثير من كتب الحديث المشهورة،في غير واحد من الرواة الذين تقادم العهد بهم،وتعذرت الخبرة الباطنة بهم،فاكتفي بظاهرهم،وقيل: إنما قبل أبو حنيفة رحمه الله في صدر الإسلام حيث كان الغالب على الناس العدالة،فأما اليوم فلا بد من التركيز لغلبة الفسق،وبه قال صاحباه أبو يوسف،ومحمد.وحاصل الخلاف:أن المستور من الصحابة،والتابعين وأتباعهم،يقبل بشهادته صلى الله تعالى عليه وسلم لهم بقوله: " خير القرون قرني،ثم الذين يلونهم " وغيرهم لا يقبل إلا بتوثيق،وهو تفصيل حسن." ..اهـ
والأخذ بهذا المذهب فيمن سكتوا عنه وجيهٌ للغاية جدًّا،وأما من كان بعد خير القرون الثلاثة بعد فشوِّ الكذب وقيام الحفاظ بالرحلة وتأليف الكتب في الرجال والرواة،فينبغي أن لا يقبلَ إلا من ثبتتْ عدالتهُ وتحققت فيه شروطُ قبول الرواية التي رسمها المتأخرون .
فإذا علمَ هذا كله،اتضحت وجاهةُ ما أثبتُّه من أنَّ مثلَ البخاري،أو أبي حاتم،أو ابن أبي حاتم،أو أبي زرعة،أو ابن يونس المصري،أو ابن حبان،أو ابن عديٍّ،أو الحاكم الكبير أبي أحمدَ،أو ابن النجار البغدادي،أو غيرهم ممن تكلم في الرجال،إذا سكتوا عن الراوي الذي لم يجرح،ولم يأتِ بمتنٍ منكرٍ : يعدُّ سكوتهُم عنه من باب التوثيق والتعديل،ولا يعدُّ من باب التجريحِ والتجهيل ِ،ويكون حديثه لا ينزلُ عن مرتبة الحسَنِ،إذا سلِمَ من المغامز،والله تعالى أعلم .
وقد سار على هذا المسلك العلامة أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على مسند الإمام أحمد(4)وفي تعليقه على مختصره لتفسير ابن كثير الذي سماه عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير(5)،وكذلك الشيخ العلامة ظفر أحمد التهانوي في كتابه قواعد في علوم الحديث(6)وحبيب الرحمن الأعظمي في كتبه وتعليقاته الكثيرة .(7)
ـــــــــــــــــــــ
المرتبة الثامنة
من قال عنه ضعيف
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " الثامنة: من لم يوجد فيه توثيق لمعتبر، ووجد فيه إطلاق الضعف، ولو لم يفسر، وإليه الإشارة بلفظ: ضعيف"
قلت : أما من قال فيه ضعيف (399) راوياً، ففي أكثره قد أصاب .
وهذه أمثلة عشرة من التقريب بحسب ورودها به ممع مقارنتها بكلام الذهبي :
(64) أحمد بن عبدالجبار بن محمد العطاردي أبو عمر الكوفي ضعيف وسماعه للسيرة صحيح من العاشرة لم يثبت أن أبا داود أخرج له مات سنة اثنتين وسبعين وله خمس وتسعون سنة د
وفي ميزان الاعتدال(443 ) أحمد بن عبد الجبار العطاردي.روى عن أبى بكر بن عياش وطبقته.ضعفه غير واحد.
(146) إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأنصاري [وقد ينسب إلى جده] الأشهلي مولاهم أبو إسماعيل المدني ضعيف من السابعة مات سنة خمس وستين وهو ابن اثنتين وثمانين سنة ت س
وفي الكاشف (114 ) إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي عن موسى بن عقبة وجماعة وعنه القعنبي وجماعة قوام صوام قال الدارقطني وغيره متروك توفي 165 ت ق
(148) إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري أبو إسحاق المدني ضعيف من السابعة أيضا خت ق
وفي الكاشف [ 116 ] إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري عن محمد بن كعب وسالم وعنه أبو نعيم وعبيد الله بن موسى وعدة ضعفوه ق
(149) إبراهيم بن سماعيل بن يحيى ابن سلمة ابن كهيل الحضرمي أبو إسحاق الكوفي ضعيف من الحادية عشرة مات سنة ثمان وخمسين ت
وفي الكاشف [ 117 ] إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه وعنه الترمذي وعبد الله بن أحمد والسراج اتهمه أبو زرعة توفي 258 ت
(154) إبراهيم بن أعين الشيباني العجلي البصري نزيل مصر ضعيف من التاسعة ق
وفي الكاشف [ 121 ] إبراهيم بن أعين بصري نزل مصر عن عكرمة بن عمار وشعبة وخلق وعنه أبو سعيد الأشج وخلق ضعفه أبو حاتم ق
(166) إبراهيم بن الحكم بن أبان العدني ضعيف وصل مراسيل من التاسعة فق
وفي ميزان الاعتدال (72 )إبراهيم بن الحكم [ فق ] بن أبان، تركوه وقل من مشاه.
روى عن أبيه مرسلات فوصلها.
(209) إبراهيم بن عبدالسلام بن عبدالله ابن باباه بفتح الموحدتين بغير همز المخزومي المكي ضعيف من الثامنة ق
وفي الكاشف [ 168 ] إبراهيم بن عبد السلام المخزومي عن ابن أبي ذئب وجماعة وعنه سليمان بن عمر الأقطع والرقي وجماعة قيل إنه يسرق الحديث ق
(219) إبراهيم بن علي بن حسن بن أبي رافع المدني نزيل بغداد ضعيف من التاسعة ق
وفي الكاشف [ 178 ] إبراهيم بن علي الرافعي عن أبيه وجماعة وعنه أحمد الدورقي وعدة ضعفه الدارقطني ق
(255) إبراهيم بن مهاجر بن مسمار ضعيف من الثامنة تمييز
ومثله في ميزان الاعتدال (224 )
(290) الأحوص بن حكيم بن عمير العنسي بالنون أو الهمداني الحمصي ضعيف الحفظ من الخامسة وكان عابدا ق
وفي الكاشف [ 239 ] أحوص بن حكيم حمصي رأى أنسا وسمع خالد بن معدان وطاوسا وعنه بقية ومحمد بن حرب وعدة ضعف ق
قلت : نلاحظ من خلال هذه الأمثلة أن الحافظين قد اتفقا على ضعف هؤلاء الرواة ، وربما كان حكم الحافظ الذهبي أشدَّ ، كما رأينا في بعضها.
وقد كان الحافظ ابن حجر شديد التحرِّي في الحكم على هؤلاء الضعفاء ، وكثيرا مانجد حكمه على راو ضعيف بالضعف فقط دون أية إضافة بينما غيره قد يحكم عليه بأنه متروك أو سلقط الرواية أو منكر الحديث أو ضعيف جدا ، وهذا يفيدنا في تقوية حديثه إذا ورد من طرق أخرى ولو كانت ضعيفة ، فإذا كان الحكم عليه بالضعف فقط يقوى حديثه وإن كان بالضعف الشديد فلا يقوى ، وهذه لفتة نادرة من الحافظ ابن حجر رحمه الله ، وسأذكر بعض الأمثلة للتوضيح :
كقوله في ترجمة( 878 ) جابر بن يزيد بن الحارث الجعفي أبو عبد الله الكوفي ضعيف رافضي من الخامسة مات سنة سبع وعشرين ومائة وقيل سنة اثنتين وثلاثين د ت ق
وفي الكاشف [ 739 ] جابر بن يزيد الجعفي عن أبي الطفيل والشعبي وعنه شعبة والسفيانان من أكبر علماء الشيعة وثقه شعبة فشذ وتركه الحفاظ قال أبو داود ليس في كتابي له شيء سوى حديث السهو مات 128 د ت ق
وفي التقريب (146 ) إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأنصاري الأشهلي مولاهم أبو إسماعيل المدني ضعيف من السابعة مات سنة خمس وستين وهو ابن اثنتين وثمانين سنة ت س
وفي الكاشف [ 114 ] إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي عن موسى بن عقبة وجماعة وعنه القعنبي وجماعة قوام صوام قال الدارقطني وغيره متروك توفي 165 ت ق
وفي التقريب (149 ) إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل الحضرمي أبو إسحاق الكوفي ضعيف من الحادية عشرة مات سنة ثمان وخمسين ت
وفي الكاشف [ 117 ] إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه وعنه الترمذي وعبد الله بن أحمد والسراج اتهمه أبو زرعة توفي 258 ت
وفي التقريب (512 ) أسيد بن زيد بن نجيح الجمال بالجيم الهاشمي مولاهم الكوفي ضعيف أفرط بن معين فكذبه وما له في البخاري سوى حديث واحد مقرون بغيره من العاشرة مات قبل العشرين خ
وفي الكاشف [ 430 ] أسيد بن زيد الجمال عن زهير بن معاوية والحسن بن حي وجماعة وعنه البخاري مقرونا وسمويه وعدة قال النسائي متروك وقال ابن عدي عامة ما يرويه لا يتابع عليه خ
وفي التقريب (637 ) بحر بفتح أوله وسكون المهملة بن كنيز بنون وزاي السقاء أبو الفضل البصري ضعيف من السابعة مات سنة ستين ق
وفي الكاشف [ 537 ] بحر بن كنيز السقاء أبو الفضل عن الحسن والزهري وعثمان بن ساج وعنه مسلم وعلي بن الجعد وعدة وهوه قال الدارقطني متروك توفي 16 ق
فهؤلاء حديثهم يقوى عند الحافظ ابن حجر لو ورد من طريق آخر ولو كان ضعيفا ، بينما لا يقوى عند الإمام الذهبي .
- وأما من اختلف فيه ورجح الحافظ ضعفه ، ففي بعضها نظر:
ففي التقريب (524 ) أشعث بن سوار الكندي النجار الأفرق الأثرم صاحب التوابيت قاضي الأهواز ضعيف من السادسة مات سنة ست وثلاثين بخ م ت س ق
وفي الكاشف [ 440 ] أشعث بن سوار الكندي عن الشعبي وطائفة وعنه هشيم وابن نمير وخلق صدوق لينه أبو زرعة توفي 136 م ت س ق
وفي ميزان الاعتدال(996 ) قال ابن عدى: لم أجد لأشعث متنا منكرا، إنما يغلط في الأحايين في الأسانيد، ويخالف.
قلت : وقد صحح له الترمذي (3239)
وقوله في التقريب (674 ) بشار بن موسى الخفاف شيباني عجلي بصري نزل بغداد ضعيف كثير الغلط كثير الحديث من العاشرة فق
وفي ميزان الاعتدال(1180 ) قال أثناء ترجمته :"ولم أر في حديثه شيئا منكرا.وقول من وثقه أقرب."
وقوله في التقريب ( 685) بشر بن رافع الحارثي أبو الأسباط النجراني بالنون والجيم فقيه ضعيف الحديث من السابعة بخ د ت ق
وفي الكاشف [ 577 ] بشر بن رافع أبو الأسباط عن يحيى بن أبي كثير وجماعة وعنه عبد الرزاق وجماعة ضعفه أحمد وقواه بن معين د ت ق
ونحو ذلك فالراجح فيهم قول الإمام الذهبي .
ـــــــــــــــــــــ
المرتبة التاسعة
حكمُ من قال عنه مجهول
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : "والرابع : من قال عنه مجهول حوالي(422) راوياً فهو كما قال،وهذه أمثلة عشرة مع المقارنة بكلام الذهبي :
(147)-إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الملك ابن أبي محذورة مجهول وضعفه الأزدي من السابعة د
وفي الكاشف [ 115 ] إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الملك بن أبي محذورة عن جده وعنه أبو جعفر النفيلي د
( 208)-إبراهيم بن عبد الرحمن ابن يزيد ابن أمية المدني مجهول من السابعة ت
وفي الكاشف(167 ) إبراهيم بن عبد الرحمن عن نافع وعنه سلم بن قتيبة لا يدري من ذا ت
( 225)- إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري المدني مجهول من الثامنة ت
وفي الكاشف (182 ) إبراهيم بن أبي عمرو عن أبي بكر بن المنكدر وعنه عبد الله بن إبراهيم الغفاري ت
( 278)- إبراهيم عن كعب ابن عجرة مجهول من الثالثة وليس هو النخعي ت
وفي الكاشف [ 228 ] إبراهيم عن كعب بن عجرة لا يدري من ذا فلعله النخعي أرسل وعنه زبيد اليامي ت
( 280)- إبراهيم عن يحيى مجهول من السابعة عس
( 295)- إدريس بن صبيح الأودي مجهول من السابعة ويقال هو ابن يزيد ق
وفي الكاشف [ 242 ] إدريس بن صبيح عن بن المسيب مجهول وعنه حماد بن عبد الرحمن الكلبي ق
(300)- أزداد ويقال يزداد ابن فساءة بفتح الفاء والمهملة وبعد الألف همزة فارسي يماني مختلف في صحبته وقال أبو حاتم مجهول مد ق
وفي الكاشف ( 250 ) أزداد الفارسي اليماني عنه ابنه في نثر الذكر للاستبراء لم يصح ق
( 304)- أزهر بن راشد البصري مجهول من الخامسة س
وفي الكاشف [ 253 ] أزهر بن راشد عن أنس وعنه العوام بن حوشب مجهول س
( 329)- إسحاق بن إبراهيم بن عمير المسعودي مولاهم الكوفي مجهول من السابعة ق
وفي ميزان الاعتدال(714 ) إسحاق بن إبراهيم بن عمران المسعودي.قال البخاري: رفع حديثا لا يتابع عليه.وعنه المطلب بن زياد.قلت: المتن: من أعتق مملوكه فليس للمملوك من ماله شئ.أورده ابن عدى.يروى عنه القاسم بن عبدالرحمن.
( 378) إسحاق بن أبي الفرات بكر المدني مجهول من السابعة ق
وفي الكاشف [ 316 ] إسحاق بن أبي الفرات عن المقبري عنه عبد الملك بن قدامة يجهل ق
فنلاحظ من خلال المقارنة اتفاقاً تاماً بينهما .
- وهناك بعض من قال عنهم مجهول فيه نظر مثل إبراهيم بن طريف الشامي ، مجهول تفرد عنه الأوزاعي وقد وثّق (188) .
قلت : وقد روى عنه أيضا سفيان بن عيينة كما في أخبار مكة للأزرقي (322) والسنن الكبرى للبيهقي (9483) ، وقد وثقه ابن حبان وأحمد بن صالح المصري وابن شاهين(8).وقد سكت عليه البخاري وأبو حاتم ،والأوزاعي إمام ثقة حجة .
ولذا فإن من يروي عنه أمثال الأوزاعي والزهري وغيرهما من التابعين ، الذين تعذرت الخبرة بباطنهم وسكت عليهم أئمة الجرخ والتعديل ، ووثقهم ابن حبان إذا كانوا من التابعين من الطبقة الثالثة حتى السادسة ، فحديثهم مقبول ولولم يرو عنهم إلا واحد، ويمكن تحسينه ما لم يثبت أنه أنكر عليهم ، ولم نجد له عاضداً .
وقوله عن إبراهيم بن صبيح الأودي مجهول ، ويقال هو ابن يزيد (295) .
أقول : ورجحه في التهذيب 1/165 وإبراهيم بن يزيد الأودي ثقة التقريب (296)
ـــــــــــــــــــــ
المرتبة العاشرة
من قال فيه متروك أو واهي أو ساقط الحديث
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " العاشرة: من لم يوثق البتة، وضعف مع ذلك بقادح، وإليه الإشارة: بمتروك، أو متروك الحديث، أو واهي الحديث، أو ساقط.
وعدد الذين قال عنهم متروك (146) راويا منهم ثلاثة عشر راويا قال عنهم ( متروك الحديث)
وواهي الحديث لم أجد أحدا قال عنه ذلك ، وساقط الحديث لم أجد راويا قال عنه ذلك ، واكتفى بمتروك ، وهي مرتبة الضعيف جدا . والذي لا يحتج بحديثه .
أمثلة مقارنة :
( 14)- أحمد بن بشير البغدادي آخر متروك خلطه عثمان الدارمي بالذي قبله وفرق بينهما الخطيب فأصاب من العاشرة تمييز
وفي ميزان الاعتدال ( 307) أحمد بن بشير، بغدادي.عن عطاء بن المبارك.أشار الخطيب إلى تضعيفه وإلى تقوية الكوفى سميه
( 142)- أبان بن أبي عياش فيروز البصري أبو إسماعيل العبدي متروك من الخامسة مات في حدود الأربعين د
وفي الكاشف [ 110 ] أبان بن أبي عياش العبدي مولاهم البصري عن أنس وأبي العالية وجمع وعنه فضيل ويزيد بن هارون وسعيد بن عامر وخلق قال أحمد متروك وقرنه أبو داود بآخر د
(215)- إبراهيم بن عثمان العبسي بالموحدة أبو شيبة الكوفي قاضي واسط مشهور بكنيته متروك الحديث من السابعة مات سنة تسع وستين ت ق
وفي الكاشف [ 174 ] إبراهيم بن عثمان أبو شيبة العبسي الكوفي قاضي واسط عن خاله الحكم بن عتيبة وسلمة بن كهيل وعنه علي بن الجعد وجبارة بن المغلس وخلق ترك حديثه وقال البخاري سكتوا عنه وقال يزيد بن هارون وكان كاتبه ما قضى على الناس في زمانه أعدل منه توفي 169 ت ق
( 228)- إبراهيم بن الفضل المخزومي المدني أبو إسحاق ويقال إبراهيم ابن إسحاق متروك من الثامنة ت ق
وفي الكاشف [ 185 ] إبراهيم بن الفضل المخزومي عن المقبري وغيره وعنه وكيع وابن نمير ضعفوه ت ق
( 241)- إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي [وقيل له: إبراهيم بن محمد بن أبي عطاء أيضاً] أبو إسحاق المدني متروك من السابعة مات سنة أربع وثمانين وقيل إحدى وتسعين ق
وفي الكاشف [ 197 ] إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى سمعان ودلسه بن جريج فقال إبراهيم بن محمد بن أبي عطاء المدني مولى الأسلميين عن الزهري وصالح مولى التوأمة وطائفة وعنه الشافعي وكان حسن الرأي فيه ويحيى بن آدم وابن عرفة وروى عنه من شيوخه يزيد بن الهاد قال البخاري جهمي تركه بن المبارك والناس وقال أحمد قدري معتزلي جهمي كل بلاء فيه وقال يحيى القطان كذاب مات 184 ق
( 272)- إبراهيم بن يزيد الخوزي بضم المعجمة وبالزاي أبو إسماعيل المكي مولى بني أمية متروك الحديث من السابعة مات سنة إحدى وخمسين ت ق
وفي الكاشف [ 223 ] إبراهيم بن يزيد الخوزي مكي واه عن طاوس وطائفة وعنه وكيع وعبد الرزاق قال البخاري سكتوا عنه وقال أحمد متروك مات 151 ت ق
(368)- إسحاق بن عبدالله بن أبي فروة الأموي مولاهم المدني متروك من الرابعة مات سنة أربع وأربعين د ت ق
وفي الكاشف [ 308 ] إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة أدرك معاوية عن مجاهد ونافع وعنه الوليد بن مسلم وخلق تركوه توفي 144 د ت ق
( 411)- إسماعيل بن أبان الغنوي الخياط الكوفي أبو إسحاق متروك رمي بالوضع مات سنة عشر ومائتين من التاسعة تمييز
وفي الميزان ( 824 ) إسماعيل بن أبان الغنوى [ الكوفى ] الخياط .كذبه يحيى بن معين...
( 493)- إسماعيل بن يحيى بن سلمة ابن كهيل الحضرمي الكوفي متروك من العاشرة ت د
وفي الكاشف [ 412 ] إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه وعنه ابنه إبراهيم وغيره واه ت
وفي ميزان الاعتدال(968 ) إسماعيل بن يحيى [ ت ] بن سلمة بن كهيل.عن أبيه وعمه - وعنه إبراهيم.قال الدارقطني: متروك.
( 523)- أشعث بن سعيد البصري أبو الربيع السمان متروك من السادسة ت ق
وفي الكاشف 523- أشعث ابن سعيد البصري أبو الربيع السمان متروك من السادسة ت ق
قلت : نلاحظ اتفاقا تاما بين هذين العملاقين في هذه المرتبة .
=================
__________
(1) - قرة العين في ضبط رجال الصحيحين ص 8
(2) - إرشاد الساري 1/16
(3) - شرح شرح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر (ج 1 / ص 518)
(4) - انظر الجزء السابع الحديث رقم(5544)
(5) - انظر منه 1/60 و88 و165 و168
(6) - ص 358 و404
(7) - انظر الرفع والتكميل في الجرح والتعديل للكنوي بتعليق العلامة الشيخ عبد الفتاح أبي غدة رحمه الله من ص 230 فما بعدها الهامش بحث (( سكوت المتكلمين في الرجال عن الراوي الذي لم يجرح ، ولم يأت بمتنٍ منكر : يعدُّ تعديلاً ) وقد اقتبست منه كثيرا وزدت عليه زيادات كثيرة .
(8) - تهذيب التهذيب 1/128(1/69)
المرتبة الحادية عشرة
من اتهم بالكذب
الحادية عشرة: من اتهم بالكذب.
وعدد هؤلاء قليل ، وهذه أمثلة مقارنة لهم :
(494)- إسماعيل بن يحيى الشيباني ويقال له الشعيري متهم بالكذب من الثامنة ق
وفي الكاشف [ 413 ] إسماعيل بن يحيى الشيباني عن أبي سنان ضرار وعنه إبراهيم بن أعين وغيره متهم ق
(1660)- خالد بن عمرو بن محمد بن عبدالله ابن سعيد ابن العاص الأموي أبو سعيد الكوفي رماه ابن معين بالكذب ونسبه صالح جزرة وغيره إلى الوضع من التاسعة د ق
وفي الكاشف [ 1343 ] خالد بن عمرو الأموي السعيدي عن هشام الدستوائي ويونس بن أبي إسحاق وعنه الرمادي وأحمد بن أبي الخناجر تركوه د ق
( 3326) عبدالله بن زياد بن سليمان بن سمعان المخزومي [وقد ينسب إلى جده] أبو عبدالرحمن المدني قاضيها متروك اتهمه بالكذب أبو داود وغيره من السابعة مد ق
وفي الكاشف [ 2727 ] عبد الله بن زياد بن سمعان المدني الفقيه أحد المتروكين في الحديث عن مجاهد والأعرج وعنه بن وهب وعبد الرزاق وعدة كذبه مالك ق
( 5021)- عمرو بن خالد القرشي مولاهم أبو خالد كوفي نزل واسط متروك ورماه وكيع بالكذب من السابعة مات بعد سنة عشرين ومائة ق
وفي الكاشف [ 4150 ] عمرو بن خالد القرشي الكوفي نزل واسط عن الباقر وحبيب بن أبي ثابت وعنه إسرائيل ويوسف بن أسباط وعدة كذبوه ق
قلت : نلاحظ اتفاقا تاماً بينهما على هذه المرتبة .
ـــــــــــــــــــــ
المرتبة الثانية عشرة
من أطلق عليه اسم الكذب أو الوضع
الثانية عشرة: من أطلق عليه اسم الكذب، والوضع.
قلت : الرواة المتفق على ضعفهم ، قد أعطانا عبارة مختصرة دقيقة جدا تبين حالهم ، وقد أصاب المحِّزَ إلى حدٍّ بعيد ولاسيما من قال فيه متروك ، أو متهم ، أو كذاب ، أو كان يضع .
متهم ،(8) رواة ، أو كذاب (56) راويا ، أو كان يضع (2) راويان.
كقوله في ترجمة إسماعيل بن يحيى الشيباني ويقال له الشعيري متهم بالكذب من الثامنة ق (494) وانظر الأرقام (706 و725و1519 و2907و5901 و6284 و6805 )
وكقوله في ترجمة أحمد بن الخليل ابن حرب القومسي نسبه أبو حاتم إلى الكذب من الحادية عشرة تمييز (34)
انظر الأرقام التالية (257 و388 و446 و 494 و 1087 و 1088 و1660 و 1785 و2101 و2726 و3139 و3186 و3326 و3737 و3750 و3989 و4055 و4083 و4131 و4257 و4263 و4389 و4493 و4594 و4896 و4922 و5021 و5239 و5320 و5468 و5815 و 5866 و 5890 و5901 و5907 و6019 و6090 و6217 و6225 و6229 و6268 و6284 و6310 و6868 و6997 و7059 و7181 و7198 و7210 و7761 و7835 و7862 و7874 و 7915 و8083 و8145 ) وهذا جميعهم
أو كقوله - طلحة بن زيد القرشي أبو مسكين أو أبو محمد الرقي أصله دمشقي متروك قال أحمد وعلي وأبو داود كان يضع الحديث من الثامنة ق (3020)
والثاني نوح ابن أبي مريم أبو عصمة المروزي القرشي مولاهم مشهور بكنيته ويعرف بالجامع لجمعه العلوم لكن كذبوه في الحديث وقال ابن المبارك كان يضع من السابعة مات سنة ثلاث وسبعين ت فق(7210)
وانظر الأرقام (411 و1519 و2241 و2333 و2662 و3601 و4389 و5206 و5254 و5256 و6467 و6570 و6805 و7599 و7618 و7973) وهؤلاء أيضا رموا بالوضع
والذهبي قد وافقه في كل أصحاب هذه المرتبة .
ـــــــــــــــــــــ
المبحث السابع
الرواة الذين لم ينص صراحة على توثيقهم
هناك عدد من الرواة لم ينصَّ الحافظ ابن حجر على توثيقهم ، وهو قد قال في المقدمة :(إنني أحكم على كل شخص منهم بحكم يشملُ أصحَّ ما قيل فيه، وأعدل ما وصف به، بألخص عبارة، وأخلص إشارة ).
فهل هو خالف هذه القاعدة أم أن هناك اعتبارات أخرى ؟.
المطلب الأول
ذكرهم جميعاً
أولا- من قال فيه وثقه ابن معين :
2086- زياد بن عبدالله بن علاثة بضم المهملة وبالمثلثة العقيلي بضم المهملة أبو سهيل [سهل] الحراني ناب في القضاء عن أخيه بها وثقه ابن معين من الثامنة ق
وفي الكاشف 1697- زياد بن عبدالله بن علاثة الحراني أبو سهل العقيلي نائب أخيه محمد على القضاء عن عبد الكريم الجزري وغيره وعنه هاشم بن القاسم أبو النضر ومظفر بن مدرك ثقة ق
2855- صالح بن درهم الباهلي أبو الأزهر البصري وثقه ابن معين من الرابعة د
وفي الكاشف 2333- صالح بن درهم الباهلي عن أبي هريرة وسمرة وعنه شعبة ويحيى القطان ثقة د
2873- صالح بن عبدالله بن أبي فروة أبو عروة الأموي مولاهم المدني وثقه ابن معين من السادسة ق
وفي الكاشف2350- صالح بن عبدالله بن أبي فروة عن عامر بن سعد وعنه الزهري وثق ق
3104- عامر بن عبدة بفتح الموحدة وبسكونها البجلي أبو إياس الكوفي وثقه ابن معين من الثالثة م قد
وفي الكاشف 2543- عامر بن عبدة البجلي عن ابن مسعود وعنه المسيب بن رافع مق
3222- عبدالله بن بحير بفتح الموحدة وكسر المهملة ابن ريسان بفتح الراء وسكون التحتانية بعدها مهملة أبو وائل القاص الصنعاني وثقه ابن معين واضطرب فيه كلام ابن حبان [من الثامنة] د ت ق [ ] عبدالله ابن بحينة هو ابن مالك يأتي
وفي الكاشف2640- عبدالله بن بحير بن ريسان المرادي الصنعاني كنيته أبو وائل عن هانئ مولى عثمان وعدة وعنه هشام بن يوسف و عبد الرزاق وثق وليس بذاك د ت ق
4068- عبد السلام بن حفص أبو مصعب ويقال ابن مصعب الليثي أو السلمي المدني وثقه ابن معين من السابعة د ت س
وفي الكاشف3366- عبد السلام بن حفص أو بن مصعب عن زيد بن أسلم والزهري وعنه بن وهب وخالد بن مخلد ثقة مدني د ت س
4161- عبدالمجيد بن أبي يزيد وهب العقيلي البصري وثقه ابن معين من الرابعة 4
وفي الكاشف3436- عبدالمجيد بن وهب العامري بصري عن العداء بن خالد وغيره وعنه وكيع وعثمان بن عمر مقل صالح الحديث 4
4449- عثمان بن إسحاق ابن خرشة بمعجمتين بينهما راء مفتوحات القرشي العامري المدني وثقه ابن معين في رواية الدوري من الخامسة 4
وفي الكاشف 3678- عثمان بن إسحاق عن قبيصة بن ذؤيب في ميراث الجدة وعنه الزهري وحده 4
5095- عمرو بن قتادة اليمامي حجازي وثقه ابن معين من السادسة س
وفي الكاشف 4213- عمرو بن قتادة عن طاوس وعطاء وعنه محمد بن مسلم ويحيى بن سليم س
6397- محمد بن يزيد بن ركانة عن أبيه عن جده [وثقه ابن معين] قال البخاري إسناد مجهول من السادسة د
7934- أبو إسحاق الكوفي آخر اسمه هارون روى عنه حماد ابن زيد [وثقه ابن معين من السادسة] [ ]
===============
ثانيا- من قال فيه وثقه العجلي :
2099- زياد بن أبي مريم الجزري وثقه العجلي من السادسة ولم يثبت سماعه من أبي موسى وجزم أهل بلده بأنه غير ابن الجراح ق
وفي الكاشف 1708- زياد بن أبي مريم الجزري عن عبدالله بن معقل وعنه عبد الكريم بن مالك ثقة ق
2289- سعيد بن حيان التيمي الكوفي والد يحيى وثقه العجلي من الثالثة د ت
وفي الكاشف 1871- سعيد بن حيان التيمي أبويحيى الكوفي عن علي وأبي هريرة وعنه ابنه أبو حيان ثقة د ت
2729- سيف الشامي وثقه العجلي من الثالثة د س
وفي الكاشف 2227- سيف عن عوف بن مالك وعنه خالد بن معدان وثق حب د
2854- صالح بن خيوان بفتح المعجمة ويقال بالمهملة السبئي بفتح المهملة والموحدة مقصورا ويقال الخولاني وثقه العجلي من الرابعة د
وفي الكاشف 2332- صالح بن خيوان السبائي عن عقبة بن عامر وجماعة وعنه بكر بن سوادة وثق د
2994- ضمضم أبو المثنى الأملوكي الحمصي وثقه العجلي من الرابعة د ق
وفي الكاشف 2448 - ضمضم أبو المثنى الاملوكي عن عتبة بن عبد وغيره وعنه هلال بن يساف وصفوان بن عمرو وثق د ق
3062- عاصم بن شميخ بمعجمتين مصغرا أبو الفرجل بفتح الفاء والراء وتشديد الجيم اليمامي وثقه العجلي من الرابعة د
3233- عبدالله بن أبي بصير العبدي الكوفي وثقه العجلي من الثالثة د س ق
وفي الكاشف 2649- عبدالله بن أبي بصير العبدي عن أبيه عن أبي وعن أبي أيضا وعنه أبو إسحاق يجهل وقد وثق د س ق
3343- عبدالله بن سراقة الأزدي البصري وثقه العجلي وقال البخاري لا يعرف له سماع من أبي عبيدة من الثالثة د ت
وفي الكاشف 2743- عبدالله بن سراقة عن أبي عبيدة بن الجراح وعنه عبدالله بن شقيق حسن له الترمذي يقال له صحبة د ت
3396- عبدالله بن ضمرة السلولي وثقه العجلي من الثالثة د س ق
وفي الكاشف 2788- عبدالله بن ضمرة السلولي عن أبي الدرداء وأبي هريرة وعنه مجاهد وأبو الزبير ت ق
3629- عبدالله بن معانق أبو معانق بضم أوله ونون الشامي وثقه العجلي من الثالثة ق
وفي الكاشف 2993- عبدالله بن معانق الاشعري عن أبي مالك الاشعري و عبدالرحمن بن غنم وعنه يحيى بن أبي كثير وبسر بن عبيد الله وثق حب ق
3677- عبدالله بن هانئ أبو الزعراء الأكبر [الأزدي] الكوفي وثقه العجلي من الثانية ت
وفي الكاشف 3032- عبدالله بن هانئ أبوالزعراء الكندي الكوفي عن عمر وابن مسعود وعنه بن أخته سلمة بن كهيل ت س
3708- عبدالله بن يزيد رضيع عائشة بصري وثقه العجلي من الثالثة م 4
وفي الكاشف 3058- عبدالله بن يزيد رضيع عائشة عنها وعنه أبو قلابة فقط م 4
3905- عبدالرحمن بن طرفة بفتح المهملة والراء وبالفاء [وبعدها هاء التأنيث] ابن عرفجة بفتح المهملة والفاء بينهما راء ساكنة ثم جيم ابن أسعد التميمي وثقه العجلي من الرابعة د ت س
وفي الكاشف 3228- عبدالرحمن بن طرفة بن عرفجة التميمي عن جده أنه أصيب أنفه وعنه أبو الأشهب وسلم بن زرير د ت س
4178- عبدالملك بن الربيع بن سبرة ابن معبدالجهني وثقه العجلي من السابعة م د ت ق
وفي الكاشف 3450- عبدالملك بن الربيع بن سبرة الجهني عن أبيه وعنه بن أخيه حرملة بن عبد العزيز وزيد بن الحباب ثقة وضعفه ابن معين م د ت ق
4404- عبيد سنوطا بفتح المهملة وضم النون ويقال ابن سنوطا أبو الوليد المدني وثقه العجلي من الثالثة ت
وفي الكاشف 3641- عبيد سنوطا عن خولة بنت قيس وعنه المقبري وعمر بن كثير وثق ت
------------------
ثالثاً- من قال فيه وثقه ابن حبان :
3127- عباد بن زياد أخو عبيد الله يكنى أبا حرب [من الرابعة] وثقه ابن حبان وكان والي سجستان سنة ثلاث وخمسين ومات سنة مائة م د س
وفي الكاشف 2562- عباد بن زياد بن أبيه أخو عبيد الله عن عروة بن المغيرة وعنه مكحول والزهري وثق مات سنة مائة م د س
4134- عبدالعزيز أخو حذيفة ويقال ابن أخيه وثقه ابن حبان من الثانية وذكره بعضهم في الصحابة د
وفي الكاشف 3416- عبد العزيز عن حذيفة وعنه حميد بن زياد ومحمد بن عبدالله وثق د
156- إبراهيم بن بشار الخراساني صاحب إبراهيم ابن أدهم وثقه ابن حبان من العاشرة أيضا [مات في حدود الأربعين] تمييز
336- إسحاق بن إبراهيم الثقفي أبو يعقوب الكوفي وثقه ابن حبان وفيه ضعف من الثامنة د ت س
وفي الكاشف 281- إسحاق بن إبراهيم الثقفي عبن المنكدر ونحوه وعنه أبو نعيم وجماعة ضعف د ت ق
580- أويس بن أبي أويس [عديد بني تميم] عن أنس لعله ابن مالك عم مالك ابن أنس الفقيه وثقه ابن حبان من الثالثة س
وفي الكاشف 492- أويس بن أبي أويس عن أنس وعنه الزهري وقيل صوابه بن أبي أنس س
1870- رافع أبو الجعد الغطفاني الكوفي والد سالم مخضرم وثقه ابن حبان وقيل له صحبة م
وفي الكاشف 1512- رافع أبو الجعد الاشجعي عن بن مسعود وعنه ابنه سالم والشعبي م
رابعاً- من قال فيه لم يوثقه غير ابن حبان :
3110- عامر بن مصعب شيخ لابن جريج لا يعرف قرنه بعمرو ابن دينار وقد وثقه ابن حبان على عادته من الثالثة خ س
وفي الكاشف 2547- عامر بن مصعب أرسل عن عائشة وله عن طاوس وعنه بن جريج وغيره خ س
--------------------
خامسا- من قال فيه وثقه النسائي :
395- إسحاق بن يعقوب بن محمد البغدادي سكن الشام وثقه النسائي من الحادية عشرة س
وفي الكاشف- إسحاق بن يعقوب عن عفان وعنه النسائي ووثقه س
1714- خشف بن مالك الطائي وثقه النسائي من الثانية
وفي الكاشف- 1387- خشف بن مالك الطائي عن أبيه وعمر وعنه زيد بن جبير وثق 4 4
2015- زرعة بن عبد الرحمن ابن جرهد [ويقال: زرعة بن مسلم بن جرهد] الأسلمي المدني وثقه النسائي من الثالثة د كن
وفي الكاشف1636- زرعة بن عبدالرحمن بن جرهد عن أبيه وجده وعنه سالم أبو النضر وأبو الزناد وثقه النسائي د
2059- زياد ويقال زيد أبو يزيد بن جارية بالجيم التميمي الدمشقي يقال له صحبة وقد وثقه النسائي قتل في زمن الوليد ابن عبدالملك لكونه أنكر تأخير الجمعة إلى العصر د
وفي الكاشف 1673- زياد بن جارية نزل دمشق قيل له صحبة عن حبيب بن مسلمة وعنه مكحول وعطية بن قيس أنكر تأخير الجمعة إلى العصر فأدخل إلى الخضراء فذبح وذلك زمن الوليد د
2299- سعيد بن ذؤيب المروزي وثقه النسائي من الحادية عشرة س
وفي الكاشف 1880- سعيد بن ذؤيب المروزي عن بن عيينة وأبي أسامة وعنه عبيد الله بن واصل والحسن بن سفيان وثق وقد روى عنه النسائي لكن في السنن بواسطة توفي 237 س
2327- سعيد بن سلمة المخزومي من آل ابن الأزرق وثقه النسائي من السادسة 4
وفي الكاشف 1901- سعيد بن سلمة المخزومي عن المغيرة بن أبي بردة وعنه صفوان بن سليم والجلاح وثقه النسائي 4
3038- طلحة بن يزيد الأيلي بفتح الهمزة وسكون الياء أبو حمزة مولى الأنصار نزل الكوفة وثقه النسائي من الثالثة خ 4
وفي الكاشف 2484- طلحة بن يزيد أبو حمزة عن حذيفة مرسلا وعن زيد بن أرقم وعنه عمرو بن مرة فقط خ 4
3083- عاصم العدوي الكوفي عن كعب ابن عجرة وثقه النسائي من الثالثة ت س
وفي الكاشف 2524- عاصم العدوي عن كعب بن عجرة وعنه الشعبي وأبو إسحاق وثق ت س
3338- عبدالله بن السائب ابن يزيد الكندي أبو محمد المدني ابن أخت نمر وثقه النسائي من الرابعة مات سنة ست وعشرين بخ د ت
وفي الكاشف 2739- عبدالله بن السائب بن يزيد الكندي عن أبيه وعنه بن أبي ذئب ثقة توفي 126 د ت
3360- عبدالله بن سفيان ابن عبدالله الثقفي الطائفي وثقه النسائي من الثالثة س
وفي الكاشف 2756- عبدالله بن سفيان بن عبدالله الطائفي عن أبيه وعنه يعلى بن عطاء س
3665- عبدالله بن نسطاس بكسر النون ومهملة ساكنة المدني مولى كندة وثقه النسائي من الرابعة د س ق
وفي الكاشف 3022- عبدالله بن نسطاس عن جابر وعنه هاشم بن هاشم د س ق
3669- عبدالله ابن أبي نهيك بفتح النون المخزومي المدني ويقال عبيد الله مصغر وثقه النسائي من الثالثة د
وفي الكاشف 3025- عبدالله بن أبي نهيك المخزومي عن سعد وعنه بن أبي مليكة وثق حب د
3876- عبدالرحمن بن سعد الأعرج أبو حميد المدني المقعد مولى بني مخزوم وثقه النسائي من الثالثة م
وفي الكاشف 3206- عبدالرحمن بن سعد الاعرج عن أبي هريرة وحذيفة بن أسيد وعنه الزهري وابن أبي ذئب أراه الذي قبله م
3877- عبدالرحمن بن سعد القرشي مولى ابن عمر كوفي وثقه النسائي من الثالثة بخ
3995- عبدالرحمن بن مالك ابن مالك ابن جعشم بضم الجيم والشين المعجمة بينهما مهملة ساكنة وثقه النسائي من الثالثة خ ق
وفي الكاشف 3302- عبدالرحمن بن مالك عن عمه سراقة وعنه الزهري وثقه النسائي خ ق
4001- عبدالرحمن بن محمد عن جدته عن أم سلمة وعنه داود ابن أبي عبدالله مولى بني هاشم كذا وقع في رواية البخاري وبين في التاريخ أنه عبدالرحمن ابن محمد ابن زيد ابن جدعان وعند الترمذي عن ابن جدعان فنسبه إلى جد أبيه وثقه النسائي من الرابعة بخ ت
وفي الكاشف 3290 - عبدالرحمن بن محمد بن أبي بكر عن عمته عائشة وعنه القاسم والصواب بن القاسم عن أبيه ت
4541- عدي بن دينار المدني مولى أم قيس بنت محصن وثقه النسائي من الرابعة د س ق
وفي الكاشف 3760- عدي بن دينار عن مولاته أم قيس بنت محصن وعنه أبو المقدام ثابت وصالح مولى التوأمة وثق د س ق
6829- المغيرة بن أبي بردة ويقال ابن عبد الله ابن أبي بردة وقلبه بعضهم وثقه النسائي وقد ولي إمرة الغزو بالمغرب من الثالثة مات بعد المائة 4
وفي الكاشف 1901- سعيد بن سلمة المخزومي عن المغيرة بن أبي بردة وعنه صفوان بن سليم والجلاح وثقه النسائي 4
------------------
سادسا- من قال وثقه غير هؤلاء :
1915- ربيعة بن عمرو ويقال بن الحارث الدمشقي وهو ربيعة ابن الغاز بمعجمة وزاي أبو الغاز الجرشي بضم الجيم وفتح الراء بعدها معجمة مختلف في صحبته قتل يوم مرج راهط سنة أربع وستين وكان فقيها وثقه الدارقطني وغيره 4
وفي الكاشف 1554- ربيعة الجرشي الدمشقي مختلف في صحبته وله عن عائشة وسعد وعنه ابنه أبو هشام الغاز وعطية بن قيس قال أبو المتوكل الناجي سألته وكان فقيه الناس في زمن معاوية قتل يوم مرج راهط 64.4
2384- سعيد بن أبي كرب الهمداني وثقه أبو زرعة من الرابعة ق
وفي الكاشف 1949- سعيد بن أبي كرب الهمداني عن جابر وعنه سليمان بن كيسان وأبو إسحاق وثق ق
2443- سفيان بن زياد البغدادي الرصافي المخرمي وثقه الخطيب من العاشرة تمييز
2466- سلم بن زرير بفتح الزاي وراءين العطاردي أبو بشر البصري وثقه أبو حاتم وقال النسائي ليس بالقوي من السادسة مات في حدود الستين خ م س
وفي الكاشف 2012- سلم بن زرير أبو يونس العطاردي عن أبي رجاء وبريد بن أبي مريم وعنه حبان وأبو الوليد له عشرة أحاديث وثقه أبو حاتم وضعفه ابن معين خ م س
3004- طارق بن عمرو المكي الأموي مولاهم أمير المدينة لعبدالملك وثقه أبو زرعة في الحديث والمشهور أنه كان من أمراء الجور من الثالثة [دون المائة] مات في حدود الثمانين م
وفي الكاشف 2456- طارق بن عمرو المكي القاضي عن جابر وعنه سليمان بن يسار وحميد بن قيس وثقه أبو زرعة م د
3087- عامر بن جشيب بفتح الجيم وكسر المعجمة وآخره موحدة أبو خالد الحمصي وثقه الدارقطني وقال لم يسمع من أبي الدرداء من الخامسة مد س
وفي الكاشف 2527- عامر بن جشيب حمصي عن خالد بن معدان وغيره وعنه الزبيدي ومعاوية بن صالح وثق س
3306- عبدالله بن رافع الحضرمي أبو سلمة المصري وثقه أبو زرعة من الرابعة مات في خلافة هشام بخ
3492- عبدالله بن عمر بن غانم الرعيني بمهملتين مصغرا أبو عبدالرحمن قاضي إفريقية وثقه ابن يونس وغيره ولم يعرفه أبو حاتم وأفرط ابن حبان في تضعيفه من التاسعة مات سنة تسعين [ومائة] وهو ابن أربع وستين د
وفي الكاشف 2873- عبدالله بن عمر بن غانم أبو عبدالرحمن الرعيني قاضي إفريقية عن داود بن قيس وابن أنعم وعنه القعنبي مستقيم الحديث د
3643- عبدالله بن منين بنونين [بنون] مصغر اليحصبي بفتح التحتانية وسكون المهملة المصري وثقه يعقوب ابن سفيان من الثالثة د ق
وفي الكاشف 3005- عبدالله بن منين مصري عن عبدالله بن عمرو وعنه الحارث بن سعيد د ق
6156- محمد بن علي بن شافع المطلبي المكي وثقه الشافعي من السابعة د س
وفي الكاشف 5062- محمد بن علي بن شافع المطلبي عن بن عم أبيه عبد الله بن علي بن السائب والزهري وعنه سبطه إبراهيم بن محمد والشافعي ووثقه ويونس بن محمد د س
6242- محمد بن قيس بن مخرمة ابن المطلب المطلبي يقال له رؤية وقد وثقه أبو داود وغيره م مد ت س
وفي الكاشف 5122- محمد بن قيس بن مخرمة المطلبي أرسل وله عن أبي هريرة وعائشة وعنه ابنه حكيم وابن جريج وابن إسحاق وثق م ت س.
=================(1/70)
المطلب الثاني
نتيجة المقارنة مع الكاشف والتهذيب
من خلال نقلنا ما قيل فيهم عند الإمام الذهبي نلاحظ أنه قد حكم على بعضهم بأنه ثقةٌ ، وبعضهم وثِّق ، وبعضهم نقل كلام غيره وسكت عليه، وبعضهم لم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
ولا يلام هو ولا الحافظ ابن حجر إذا لم يجزموا بالحكم على جميع الرواة ، فهذا أمر عَسِرٌ جدًّا .
ولا يعتبر مخالفاً للقاعدة التي ذكرها الحافظ ابن حجر رحمه الله .
ولكن لا بد أن نعرف سبب عدوله عن توثيقهم .
ولنرجع إلى ترجمة بعض هؤلاء من التهذيب لنرى السبب :
ففي تهذيب التهذيب [ج3 -ص325 ] (686 ) ق بن ماجة زياد بن عبد الله بن علاثة العقيلي أبو سهل الحراني كان خليفة أخيه محمد على القضاء روى عن أبيه وعبد الكريم الجزري وموسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي وغيرهم وعنه أخوه محمد وأبو النضر وأبو كامل مظفر بن مدرك وأبو سلمة الخزاعي قال ابن معين ثقة له في ابن ماجة حديث واحد في الدعاء على الجراد، قلت: وقفت له في مسند أحمد على حديث خلط في إسناده رواه عن العلاء بن رافع عن الفرزدق بن حنان عن عبد الله بن عمرو وقد أخرج النسائي بعضه من طريق أخيه محمد بن عبد الله بن علاثة فقال عن العلاء بن عبد الله بن رافع وهو الصواب ،وقال أيضا عن حنان بن خارجة بدل الفرزدق بن حنان وهو الصواب، وقد أخرج أبو داود بعضه من طريق محمد بن مسلم بن أبي الوضاح عن حنان بن خارجة عن عبد الله بن عمرو .
قلت : فهذا روى عنه جماعة ووثقه ابن معين ، فينبغي أن يكون ثقة ، وهذا ما فعله الذهبي في الكاشف، وهكذا كل من روى عنه جماعة ، ولم يضعفه أحد ، وورد فيه توثيق معتبر ، فالصواب أنه ثقة .
المثال الثاني توثيق العجلي :
2099- زياد بن أبي مريم الجزري وثقه العجلي من السادسة ولم يثبت سماعه من أبي موسى وجزم أهل بلده بأنه غير ابن الجراح ق
وفي الكاشف 1708- زياد بن أبي مريم الجزري عن عبدالله بن معقل وعنه عبد الكريم بن مالك ثقة ق
وفي تهذيب التهذيب [ج 3 -ص 330 ](701 ) ق ابن ماجة زياد بن أبي مريم الجزري عن عبد الله بن معقل بن مقرن عن بن مسعود بحديث الندم توبة وعنه عبد الكريم الجزري قال العجلي تابعي ثقة وذكره بن حبان في الثقات رواه عن عبد الكريم السفيانان هكذا وكذا قال عبد الله بن جعفر عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم ورواه خصيف عن زياد بن أبي مريم أيضا ورواه معمر بن سليمان وشريك والنصر بن عزيز عن عبد الكريم عن زياد بن الجراح عن عبد الله بن معقل في المشهور عنه وهكذا قال لوين وغيره عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم ورواه زهير بن معاوية عن عبد الكريم عن زياد وليس بابن أبي مريم عن عبد الله بن معقل ورواه عن أبي الجعد عن الثوري وشريك عن عبد الكريم عن زياد بن أبي مريم وكأنه حمل حديث شريك على حديث سفيان ،وقال عبد الرحمن بن عون بن حبيب الحراني كان زياد بن الجراح رجلا من أهل الحجاز من موالي عثمان وكان زياد بن أبي مريم رجلا من أهل الكوفة قدم حران فنزلها وكان يتوكل لزياد بن الجراح وقال ابن أبي حاتم عن أبيه زياد بن أبي مريم روى عن أبي موسى الأشعري وعنه عاصم الأحول وميمون بن مهران وقال في موضع آخر زياد بن الجراح روى عن عبد الله بن معقل وعمرو بن ميمون وعنه جعفر بن برقان وعبد الكريم الجزري، وقال أبو حاتم سمعت مصعب بن سعيد الحراني يقول قال لي عبيد الله بن عمرو قال سفيان عن عبد الكريم عن زياد بن أبي مريم في الندم توبة ،قلت له إنما هو ابن الجراح قال عبيد الله وقد رأيت أنا زياد بن الجراح وزياد بن أبي مريم قلت: وقال الدارقطني زياد بن أبي مريم ثقة ،وأما البخاري فجعل اسم أبي مريم الجراح واختار أنهما رجل واحد وتبعه على ذلك ابن حبان في الثقات ،والأظهر أنهما اثنان ويحرر من كلام أهل حران أن راوي حديث الندم توبة هو زياد بن الجراح بخلاف ما جاء في رواية السفيانين والله أعلم.
قلت : الاختلاف في اسمه منعه من الجزم بتوثيقه ، كما أنه لم يرو عنه إلا واحد ، فهو بخلاف القاعدة ، فجعل له حكما خاصًّا ، بينما جزم الذهبي بتوثيقه .
-------------------
3127- عباد بن زياد أخو عبيد الله يكنى أبا حرب [من الرابعة] وثقه ابن حبان وكان والي سجستان سنة ثلاث وخمسين ومات سنة مائة م د س
وفي الكاشف 2562- عباد بن زياد بن أبيه أخو عبيد الله عن عروة بن المغيرة وعنه مكحول والزهري وثق مات سنة مائة م د س
وفي تهذيب التهذيب[ج 5 -ص 81 ] (155 ) م د س مسلم وأبي داود والنسائي عباد بن زياد بن أبيه المعروف أبوه بزياد بن أبي سفيان أخو عبيد الله بن زياد يكنى أبا حرب روى عن عروة وحمزة ابني المغيرة بن شعبة وعنه الزهري ومكحول قال مصعب الزبيري في حديث مالك عن الزهري عن عباد بن زياد من ولد المغيرة عن المغيرة بن شعبة في المسح على الخفين وغير ذلك ليس له عندهم غيره أخطأ فيه مالك خطأ قبيحا، والصواب عن عباد بن زياد عن رجل من ولد المغيرة وقال ابن المديني روى الزهري عن عباد بن زياد وهو رجل مجهول لم يرو عنه غير الزهري وذكره ابن حبان في الثقات ،وقال خليفة ولاه معاوية سجستان سنة ثلاث وخمسين ،وقال أبو حسان الزيادي وابن أبي عاصم مات سنة مائة، قلت الذي حكاه مصعب من رواية مالك هو المشهور ولكن قد ذكر الدارقطني أن روح بن عبادة رواه عن مالك على الصواب وذكر أحمد بن خالد الأندلسي أن يحيى بن يحيى الليثي قال فيه عن مالك عن ابن شهاب عن عباد عن أبيه المغيرة ووهم فيه يحيى والصواب إسقاط لفظة عن أبيه وهو كما قال والأصل إنما هو عن الزهري عن عباد بن زياد عن بن المغيرة عن أبيه المغيرة وذكر البخاري أن بعضهم رواه عن مالك كذلك وكلام ابن المديني يشعر بأن زيادا والد عباد وليس هو زيادا الأمير لأن عباد بن زياد الأمير مشهورا ليس بمجهول وقد وقع في رواية يونس بن يزيد وعمرو بن الحارث عن الزهري عن عباد بن زياد من ولد المغيرة والله أعلم.
قلت : وهذا الاختلاف فيه جعل الحافظ ابن حجر لا يجزم بتوثيقه ولا الذهبي .
-------------
3110- عامر بن مصعب شيخ لابن جريج لا يعرف قرنه بعمرو بن دينار وقد وثقه ابن حبان على عادته من الثالثة خ س
وفي الكاشف 2547- عامر بن مصعب أرسل عن عائشة وله عن طاوس وعنه بن جريج وغيره خ س
وسيمر الكلام عليه أثناء الرد على صاحبي تحرير التقريب
-----------------
395- إسحاق بن يعقوب بن محمد البغدادي سكن الشام وثقه النسائي من الحادية عشرة س
وفي الكاشف- إسحاق بن يعقوب عن عفان وعنه النسائي ووثقه س
وفي تهذيب التهذيب [ج1 -ص225 ](485) س النسائي إسحاق بن يعقوب بن إسحاق البغدادي أبو محمد سكن الشام روى عن عفان ومعاوية بن عمرو الأزدي وعنه النسائي وقال ثقة.
قلت : هذا لم يرو عنه سوى النسائي ووثقه ، فهو بخلاف القاعدة العامة التي تحتاج لراويين ، ومن ثم لم يجزما بتوثيقه .
---------------
1915- ربيعة بن عمرو ويقال بن الحارث الدمشقي وهو ربيعة ابن الغاز بمعجمة وزاي أبو الغاز الجرشي بضم الجيم وفتح الراء بعدها معجمة مختلف في صحبته قتل يوم مرج راهط سنة أربع وستين وكان فقيها وثقه الدارقطني وغيره 4
وفي الكاشف 1554- ربيعة الجرشي الدمشقي مختلف في صحبته وله عن عائشة وسعد وعنه ابنه أبو هشام الغاز وعطية بن قيس قال أبو المتوكل الناجي سألته وكان فقيه الناس في زمن معاوية قتل يوم مرج راهط 64.4
قلت : وهذا راو قد اختلفوا في صحبته(1)
وكل راو مختلف في صحبته فهو ثقة بلا خلاف(2)
ويلاحظ على هؤلاء بشكل عام قلة الأحاديث ، وقلة الرواة عنهم ، فغالبُهم لم يرو عنهم سوى راو واحد ،ووجد فيهم توثيق معتبر .
=================
__________
(1) - انظر الإصابة في تمييز الصحابة[ج2 -ص471 ] (2620 )
(2) - انظر الكلام عن المرتبة الأولى - الصحابة -ثانيا-المختلف في صحبته(1/71)
المطلب الثالث
درجة حديث هؤلاء
أمَّا ما كان من رجال الصحيحين أو أحدهما فلا شكَّ في صحة حديثه . مثاله :
ففي الصحيحين راو واحد وهو سلم بن زرير :
ففي صحيح البخارى (3241و 6449) حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ زَرِيرٍ حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: « اطَّلَعْتُ فِى الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ ، وَاطَّلَعْتُ فِى النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ » .
وفي صحيح البخارى(3571 ) حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ زَرِيرٍ سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ قَالَ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فِى مَسِيرٍ ، فَأَدْلَجُوا لَيْلَتَهُمْ حَتَّى إِذَا كَانَ وَجْهُ الصُّبْحِ عَرَّسُوا فَغَلَبَتْهُمْ أَعْيُنُهُمْ حَتَّى ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنِ اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ أَبُو بَكْرٍ ، وَكَانَ لاَ يُوقَظُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ مَنَامِهِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ ، فَاسْتَيْقَظَ عُمَرُ فَقَعَدَ أَبُو بَكْرٍ عِنْدَ رَأْسِهِ فَجَعَلَ يُكَبِّرُ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ ، حَتَّى اسْتَيْقَظَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - فَنَزَلَ وَصَلَّى بِنَا الْغَدَاةَ ، فَاعْتَزَلَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ لَمْ يُصَلِّ مَعَنَا فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ « يَا فُلاَنُ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُصَلِّىَ مَعَنَا » . قَالَ أَصَابَتْنِى جَنَابَةٌ . فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَيَمَّمَ بِالصَّعِيدِ ، ثُمَّ صَلَّى وَجَعَلَنِى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِى رَكُوبٍ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَقَدْ عَطِشْنَا عَطَشًا شَدِيدًا فَبَيْنَمَا نَحْنُ نَسِيرُ إِذَا نَحْنُ بِامْرَأَةٍ سَادِلَةٍ رِجْلَيْهَا بَيْنَ مَزَادَتَيْنِ ، فَقُلْنَا لَهَا أَيْنَ الْمَاءُ فَقَالَتْ إِنَّهُ لاَ مَاءَ . فَقُلْنَا كَمْ بَيْنَ أَهْلِكِ وَبَيْنَ الْمَاءِ قَالَتْ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ . فَقُلْنَا انْطَلِقِى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - . قَالَتْ وَمَا رَسُولُ اللَّهِ فَلَمْ نُمَلِّكْهَا مِنْ أَمْرِهَا حَتَّى اسْتَقْبَلْنَا بِهَا النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَحَدَّثَتْهُ بِمِثْلِ الَّذِى حَدَّثَتْنَا غَيْرَ أَنَّهَا حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا مُؤْتِمَةٌ ، فَأَمَرَ بِمَزَادَتَيْهَا فَمَسَحَ فِى الْعَزْلاَوَيْنِ ، فَشَرِبْنَا عِطَاشًا أَرْبَعِينَ رَجُلاً حَتَّى رَوِينَا ، فَمَلأْنَا كُلَّ قِرْبَةٍ مَعَنَا وَإِدَاوَةٍ ، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ نَسْقِ بَعِيرًا وَهْىَ تَكَادُ تَنِضُّ مِنَ الْمِلْءِ ثُمَّ قَالَ « هَاتُوا مَا عِنْدَكُمْ » . فَجُمِعَ لَهَا مِنَ الْكِسَرِ وَالتَّمْرِ ، حَتَّى أَتَتْ أَهْلَهَا قَالَتْ لَقِيتُ أَسْحَرَ النَّاسِ ، أَوْ هُوَ نَبِىٌّ كَمَا زَعَمُوا ، فَهَدَى اللَّهُ ذَاكَ الصِّرْمَ بِتِلْكَ الْمَرْأَةِ فَأَسْلَمَتْ وَأَسْلَمُوا(1). وأخرجه مسلم (1595 ) وَحَدَّثَنِى أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ صَخْرٍ الدَّارِمِىُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ زَرِيرٍ الْعُطَارِدِىُّ به
وفي صحيح البخارى(6172 ) حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ زَرِيرٍ سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لاِبْنِ صَائِدٍ « قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا فَمَا هُوَ » . قَالَ الدُّخُّ . قَالَ « اخْسَأْ » .
فهذا عدة ما له عندهما .
وقد تفرد البخاري بالرواية عن عامر بن مصعب و طلحة بن يزيد الأيلي و عبدالرحمن بن مالك، وأخرج مسلم لعبدالله بن يزيد رضيع عائشة و عبدالملك بن الربيع بن سبرة و عباد بن زياد أخو عبيد الله ورافع أبو الجعد الغطفاني و عبدالرحمن بن سعد الأعرج و طارق بن عمرو المكي الأموي و محمد بن قيس بن مخرمة .
فهؤلاء حديثهم صحيحٌ بلا ريب .
وأمَّا غيرهم ، فحديثهم حسن إذا تفردوا به ما لم يكن فيه علة أخرى، وإذا توبعوا فصحيح لغيره .
أمثلة لكل نوع :
2086- زياد بن عبدالله بن علاثة بضم المهملة وبالمثلثة العقيلي بضم المهملة أبو سهيل [سهل] الحراني ناب في القضاء عن أخيه بها وثقه ابن معين من الثامنة ق
وفي الكاشف 1697- زياد بن عبدالله بن علاثة الحراني أبو سهل العقيلي نائب أخيه محمد على القضاء عن عبد الكريم الجزري وغيره وعنه هاشم بن القاسم أبو النضر ومظفر بن مدرك ثقة ق
ففي مسند أحمد (7069) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلاَثَةَ الْقَاضِى أَبُو سَهْلٍ حَدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ رَافِعٍ عَنِ الْفَرَزْدَقِ بْنِ حَنَانٍ الْقَاصِّ قَالَ أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثاً سَمِعَتْهُ أُذُنَاىَ وَوَعَاهُ قَلْبِى لَمْ أَنْسَهُ بَعْدُ خَرَجْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ حَيْدَةَ فِى طَرِيقِ الشَّامِ فَمَرَرْنَا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِى فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَقَالَ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِكُمَا أَعْرَابِىٌّ جَافٍ جَرِىءٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ الْهِجْرَةُ إِلَيْكَ حَيْثُمَا كُنْتَ أَمْ إِلَى أَرْضٍ مَعْلُومَةٍ أَوْ لِقَوْمٍ خَاصَّةً أَمْ إِذَا مُتَّ انْقَطَعَتْ قَالَ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- سَاعَةً ثُمَّ قَالَ « أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ الْهِجْرَةِ ». قَالَ هَا أَنَا ذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « إِذَا أَقَمْتَ الصَّلاَةَ وآتَيْتَ الزَّكَاةَ فَأَنْتَ مُهَاجِرٌ وَإِنْ مُتَّ بِالْحَضْرَمَةِ ». قَالَ يَعْنِى أَرْضاً بِالْيَمَامَةِ. قَالَ ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ ثِيَابَ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَتُنْسَجُ نَسْجاً أَمْ تُشَقَّقُ عَنْهُ ثَمَرُ الْجَنَّةِ قَالَ فَكَأَنَّ الْقَوْمَ تَعَجَّبُوا مِنْ مَسْأَلَةِ الأَعْرَابِىِّ فَقَالَ مَا تَعْجَبُونَ مِنْ جَاهِلٍ يَسْأَلُ عَالِماً قَالَ فَسَكَتَ هُنَيَّةً ثُمَّ قَالَ « أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ ». قَالَ أَنَا. قَالَ « لاَ بَلْ تُشَقَّقُ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ ». وحسن إسناده الهيثمي في مجمع الزوائد( 9288)
وهو متابع ففي مسند الطيالسي (2391) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ ، عَنْ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ حَنَانَ بْنِ خَارِجَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : جَاءَ أَعْرَابِيٌّ عُلْوِيٌّ جَرِيءٌ جَافٍ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَخْبِرْنَا عَنِ الْهِجْرَةِ ، أَهِيَ إِلَيْكَ حَيْثُ كُنْتَ ؟ أَمْ إِلَى أَرْضٍ مَعْرُوفَةٍ ؟ أَمْ لِقَوْمٍ خَاصَّةً ؟ أَمْ إِذَا مِتَّ انْقَطَعَتْ ؟ قَالَ : فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، ثُمَّ قَالَ : أَيْنَ السَّائِلُ ؟ قَالَ : هَا أَنَا ذَا يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : الْهِجْرَةُ أَنْ تَهْجُرَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، ثُمَّ أَنْتَ مُهَاجِرٌ وَإِنْ مِتَّ فِي الْحَضَرِ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو : فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَخْبِرْنَا عَنْ ثِيَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، أَخَلْقٌ تُخْلَقُ ، أَمْ نَسْجٌ تُنْسَجُ ؟ ، فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَضَحِكَ بَعْضُ الْقَوْمِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مِمَّ تَضْحَكُونَ ؟ أَمِنْ جَاهِلٍ يَسْأَلُ عَالِمًا ؟ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَيْنَ السَّائِلُ ؟ قَالَ : هَا أَنَا ذَا يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : بَلْ تَتَشَقَّقُ عَنْهَا ثَمَرُ الْجَنَّةِ ، بَلْ تَتَشَقَّقُ عَنْهَا ثَمَرُ الْجَنَّةِ مَرَّتَيْنِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا تَقُولُ فِي الْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ ؟ فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللهِ ، ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَاغْزُهَا ، وَابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَجَاهِدْهَا ، فَإِنَّكَ إِنْ قُتِلْتَ فَارًّا بَعَثَكَ اللَّهُ فَارًّا ، وَإِنْ قُتِلْتَ مُرَائِيًا بَعَثَكَ اللَّهُ مُرَائِيًا ، وَإِنْ قُتِلْتَ صَابِرًا مُحْتَسِبًا بَعَثَكَ اللَّهُ صَابِرًا مُحْتَسِبًا.
والصواب أنه حديث حسن ، وغالبه متابع عليه .
---------------
2099- زياد بن أبي مريم الجزري وثقه العجلي من السادسة ولم يثبت سماعه من أبي موسى وجزم أهل بلده بأنه غير ابن الجراح ق
وفي الكاشف 1708- زياد بن أبي مريم الجزري عن عبدالله بن معقل وعنه عبد الكريم بن مالك ثقة ق
فهذا له أحاديث قليلة وغالبها صحيح أشهرها حديث الندم توبة ففي مسند الحميدى (111) حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِىُّ عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِى مَرْيَمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ قَالَ : دَخَلْتُ مَعَ أَبِى عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ لَهُ أَبِى : أَأَنْتَ سَمِعْتَ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ :« النَّدَمُ تَوْبَةٌ ». فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : نَعَمْ ، أَنَا سَمِعْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ :« النَّدَمُ تَوْبَةٌ ». وقد صححوه(2)
------------------
4134- عبدالعزيز أخو حذيفة ويقال ابن أخيه وثقه ابن حبان من الثانية وذكره بعضهم في الصحابة د
وفي الكاشف 3416- عبد العزيز عن حذيفة وعنه حميد بن زياد ومحمد بن عبدالله وثق د
قلت : له حديث واحد في قصة غزوة الخندق ، وقد أخرجه أبو عوانة في مسنده (5482 ) حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ مُوسَى بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ أَبِي قُدَامَةَ الْحَنَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنِ أَخِي حُذَيْفَةَ، قَالَ: ذَكَرَ حُذَيْفَةُ مَشَاهِدَهُمْ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ جُلَسَاؤُهُ: أَمَا وَاللَّهِ لَو كُنَّا شَهِدْنَا لَفَعَلْنَا وَلَفَعَلْنَا، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: لا تَمَنَّوْا ذَلِكَ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا لَيْلَةَ الأَحْزَابِ، وَنَحْنُ صَافُّونَ قُعُودًا أَبُو سُفْيَانَ، وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الأَحْزَابِ فَوْقَنَا، وَقُرَيْظَةُ الْيَهُودِ أَسْفَلُ مِنَّا، نَخَافُهُمْ عَلَى ذَرَارِينَا، وَمَا أَتَتْ عَلَيْنَا لَيْلَةٌ أَشَدُّ ظُلْمَةً، وَلا أَشَدُّ رِيحًا مِنْهَا فِي أَصْوَاتِ رِيحِهَا أَمْثَالُ الصَّوَاعِقِ، وَهِيَ مُظْلِمَةٌ مَا يَرَى أَحَدُنَا إِصْبَعَهُ، وَجَعَلَ الْمُنَافِقُونَ يَسْتَأْذِنُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَيَقُولُونَ: بُيوتُنَا عَوْرَةٌ، وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ، فَمَا يَسْتَأْذِنُهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلا أَذِنَ لَهُ فَيَأْذَنَ لَهُمْ فَيَنْسَلُّونَ، وَنَحْنُ ثَلاثُمِائَةٍ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، إِذِ اسْتَقْبَلَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلا رَجُلا، فَقَالَ: مَنْ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ اللَّيْلَةَ جَعَلَهُ اللَّهُ رَفِيقًا لِمُحَمَّدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟، قَالَ: فَمَا مِنْهُمْ رَجُلٌ يَقُومُ، قَالَ: فَمَا زَالَ يَسْتَقْبِلُهُمْ رَجُلا رَجُلا حَتَّى مَرَّ عَلَيَّ، وَمَا عَلَيَّ جُنَّةٌ مِنَ الْعَدُوِّ، وَلا مِنَ الْبَرْدِ إِلا مِرْطٌ لا يُجَاوِزُ رُكْبَتِي، قَالَ: فَأَتَانِي وَأَنَا جَاثِي عَلَى رُكْبَتِي، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: قَالَ: حُذَيْفَةُ؟، فَتَقَاصَرْتُ بِالأَرْضِ، فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَرَاهِيَةَ أَنْ أَقُومَ، فَقَالَ: قُمْ، فَقُمْتُ، فَقَالَ: إِنَّهُ كَائِنٌ فِي الْقَوْمِ خَبَرٌ فَأْتِنِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ، قَالَ: وَأَنَا مِنْ أَشَدِّ الرِّجَالِ فَزَعًا وَأَشَدُّهُمْ قُرًّا، فَخَرَجْتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : اللَّهُمَّ احْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، وَمِنْ خَلْفِهِ، وَعَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ، وَمِنْ فَوْقِهِ، وَمِنْ تَحْتِهِ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَزَعًا وَلا قُرًّا أَجِدُهُ فِي جَوْفِي إِلا خَرَجَ مِنْ جَوْفِي حَتَّى إِذَا دَنَوْتُ مِنْ عَسْكَرِ الْقَوْمِ نَظَرْتُ فِي ضَوْءِ نَارٍ لَهُمْ تُوقَدُ، وَإِذَا رَجُلٌ ضَخْمٌ آدَمٌ يَقُولُ بِيَدَيْهِ عَلَى النَّارِ وَيُسَخِّنُ خَاصِرَتَهُ، وَيَقُولُ: الرَّحِيلَ، وَلَمْ أَكُنْ أَعْرِفُ أَبَا سُفْيَانَ قَبْلَ ذَلِكَ، فَانْتَزَعْتُ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي أَبْيَضَ الرِّيشِ فَأَضَعُهُ عَلَى كَبِدِ قَوْسِي لأَرْمِي بِهِ فِي ضَوْءِ النَّارِ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : لا تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِي، فَأَمْسَكْتُ وَرَدَدْتُ سَهْمِي، ثُمَّ إِنِّي شَجَّعْتُ نَفْسِي حَتَّى دَخَلْتُ الْعَسْكَرَ، فَإِذَا أَدْنَى النَّاسِ بَنِي عَامِرٍ، وَيَقُولُونَ: يَا آلَ عَامِرٍ، الرَّحِيلَ، لا مُقَامَ لَكُمْ، وَإِنَّ الرِّيحَ فِي عَسْكَرِهِمْ مَا تُجَاوِزُ عَسْكَرَهُمْ شِبْرًا، قَدْ دَفَنَتْ رِحَالَهُمْ وَطَنَافِسَهُمْ، يَسْتَتِرُونَ بِهَا مِنَ التُّرَابِ، فَجَلَسْتُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، فَلَمَّا اسْتَوَيْتُ بَيْنَهُمَا قَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ: اللَّيْلَةُ لَيْلَةُ طَلائِعٍ، فَلْيَسْأَلْ كُلُّ رَجُلٍ جَلِيسَهُ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَسْمَعُ صَوْتَ الْحِجَارَةِ فِي رِحَالِهِمْ وَفُرُشِهِمْ، الرِّيحُ تَضْرِبُهُمْ بِهَا فَقُلْتُ لِلَّذِي عَنْ يَمِينِي: مَنْ أَنْتَ؟ وَقُلْتُ لِلَّذِي عَنْ شِمَالِي مَنْ أَنْتَ؟ ثُمَّ خَرَجْتُ نَحْوَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَلَمَّا انْتَصَفَ بِيَ الطَّرِيقُ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ إِذَا أَنَا بِنَحْوٍ مِنْ عِشْرِينَ فَارِسًا مُعْتَمِّينَ، فَقَالُوا لِي: أَخْبِرْ صَاحِبَكَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَاهُ الْقَوْمَ، فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَهُوَ مُشْتَمِلٌ بِشَمْلَةٍ يُصَلِّي، فَوَاللَّهِ مَا عَدَا أَنْ رَجَعْتُ رَجَعَ إِلَيَّ الْقُرُّ رَجَعْتُ أُقَرْقِفُ، فَأَوْمَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيَّ بِيَدِهِ، وَهُوَ يُصَلِّي فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَأَسْبَلَ عَلَيَّ شَمْلَتَهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى فَأُخْبِرَ خَبَرَ الْقَوْمِ، وَأُخْبِرَ أَنَّهُمْ يَتَرَحَّلُونَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا}[سورة الأحزاب آية 9 ]، إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
ومنه في سنن أبى داود(1321 ) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدُّؤَلِىِّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَخِى حُذَيْفَةَ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : كَانَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى. وصححه الألباني
وفي فتح الباري لابن حجر - (ج 3 / ص 172) وعن حذيفة قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى" أخرجه أبو داود بإسناد حسن أيضا
------------------
395- إسحاق بن يعقوب بن محمد البغدادي سكن الشام وثقه النسائي من الحادية عشرة س
وفي الكاشف- إسحاق بن يعقوب عن عفان وعنه النسائي ووثقه س
له حديث في سنن النسائى(3882 ) أَخْبَرَنِى إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ حَدَّثَنِى أُسَيْدُ بْنُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ قَالَ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ نَهَاكُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ أَمْرٍ كَانَ لَنَا نَافِعًا وَطَاعَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْفَعُ لَنَا قَالَ:« مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَزْرَعْهَا فَإِنْ عَجَزَ عَنْهَا فَلْيُزْرِعْهَا أَخَاهُ ». خَالَفَهُ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مَالِكٍ. وهو متابع عليه فالحديث صحيح .
-----------------
2384- سعيد بن أبي كرب الهمداني وثقه أبو زرعة من الرابعة ق
وفي الكاشف 1949- سعيد بن أبي كرب الهمداني عن جابر وعنه سليمان بن كيسان وأبو إسحاق وثق ق
قلت : وله حديثان كلاهما متابع عليه وصحيح
الأول - عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي كَرِبٍ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ مَرْثَدٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ.(3)
والثاني - عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي كَرِبَ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ إِلَى خَشَبَةٍ ، فَلَمَّا جُعِلَ مِنْبَرٌ ، حَنَّتْ حَنِينَ النَّاقَةِ إِلَى وَلَدِهَا ، فَأَتَاهَا فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا ، فَسَكَنَتْ.- وفي رواية : حَنَّتِ الْخَشَبَةُ ، حَنِينَ النَّاقَةِ الْخَلُوجِ.(4)
وهكذا فكلُّ حديث هؤلاء يدور بين الصحة والحسن .
ـــــــــــــــــــــ
المبحث الثامن
دفاع الحافظ ابن حجر عن كثير من الرواة
هناك ميزة هامة جدًّا للحافظ ابن حجر في التقريب أنه قد دافع عن كثير من الرواة الذين ثبت أن الطعن فيهم في غير محله، فليس كل تهمة يتهم بها المرء تكون صحيحة ، فبعضها قائم على الحسد والغيرة ، والخلاف في المذهب ، أو الخلاف في الرأي ونحو ذلك ، ومنه ما هو جرح أقران .
أمثلة لهذا :
(88)- أحمد بن الفرات ابن خالد الضبي أبو مسعود الرازي نزيل أصبهان ثقة حافظ تكلم فيه بلا مستند من الحادية عشرة مات سنة ثمان وخمسين د
(135)- أبان بن إسحاق الأسدي النحوي كوفي ثقة تكلم فيه الأزدي بلا حجة من السادسة ت
(103 )- أبان بن إسحاق الكوفي النحوي عن الصباح بن محمد وعنه محمد ويعلى ابنا عبيد فيه لين ت
( 136)- أبان بن تغلب بفتح المثناة وسكون المعجمة وكسر اللام أبو سعد الكوفي ثقة تكلم فيه للتشيع من السابعة مات سنة أربعين م 4
(137)- أبان بن صالح بن عمير ابن عبيد القرشي مولاهم وثقه الأئمة ووهم ابن حزم فجهله وابن عبدالبر فضعفه من الخامسة مات سنة بضع عشرة وهو ابن خمس وخمسين خت 4
(177)- إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبدالرحمن ابن عوف الزهري أبو إسحاق المدني نزيل بغداد ثقة حجة تُكُلِّم فيه بلا قادح من الثامنة مات سنة خمس وثمانين ع
(179)- إبراهيم بن سعيد الجوهري أبو إسحاق الطبري نزيل بغداد ثقة حافظ تُكُلِّم فيه بلا حجة من العاشرة مات في حدود الخمسين م 4
( 314)- أسامة بن حفص المدني صدوق ضعفه الأزدي بلا حجة من الثامنة خ
( 334)- إسحاق بن إبراهيم بن يزيد أبو النضر الدمشقي الفراديسي [وقد ينسب إلى جده]مولى عمر ابن عبدالعزيز صدوق ضعف بلا مستند مات سنة سبع وعشرين وله ست وثمانون سنة من العاشرة خ د س
وفي الكاشف [ 279 ] إسحاق بن إبراهيم بن يزيد أبو النضر الفراديسي عن إسماعيل بن عياش وابن أبي حازم وعنه البخاري وأبو داود وأحمد البسري وعدة ثقة بكاء توفي 227 خ د س
( 401)- إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الهمداني أبو يوسف الكوفي ثقة تُكلم فيه بلا حجة من السابعة مات سنة ستين وقيل بعدها ع
(414)- إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة الأسدي مولاهم أبو إسحاق المدني ثقة تكلم فيه بلا حجة من السابعة مات في خلافة المهدي خ تم س
(613)- أيوب بن سليمان ابن بلال القرشي المدني أبو يحيى ثقة لينه [الأزدي و] الساجي بلا دليل من التاسعة مات سنة أربع وعشرين خ د ت س
(2694)- سويد بن عمرو الكلبي أبو الوليد الكوفي العابد ثقة من كبار العاشرة مات سنة أربع أو ثلاث ومائتين أفحش ابن حبان القول فيه ولم يأت بدليل م ت س ق
(5450)- القاسم بن أمية الحذاء بالمهملة والذال المعجمة الثقيلة [المثقلة] بصري صدوق من كبار العاشرة ضعفه ابن حبان بلا مستند ووقع في بعض نسخ الترمذي أمية ابن القاسم وهو خطأ ت
انظر الأرقام التالية (443 و457 و512 و613 و688 و739 و808و970 ..)
وهناك رواة ضعفهم الذهبي في الكاشف وغيره فقوَّى أمرهم الحافظ ابن حجر لعدم اقتناعه بجرحهم ، وقد مرَّ بعض الأمثلة العرضية سابقاً ، وهذه أمثلة أخرى :
الرقم الأول للكاشف والثاني للتقريب :
[ 1 ] أحمد بن إبراهيم الموصلي أبو علي عن شريك وحماد بن زيد وطبقتهما وعنه أبو داود والبغوي وأبو يعلى وخلق وثق مات 236 د
(1)- أحمد بن إبراهيم بن خالد الموصلي أبو علي نزيل بغداد صدوق من العاشرة مات سنة ست وثلاثين د فق
[ 6 ] أحمد بن إسحاق الحضرمي البصري أخو يعقوب ثقة سمع عكرمة بن عمار وهماما وعنه أبو خيثمة وعبد والصاغاني وآخرون توفي 211 م د ت س
(7)- أحمد ابن إسحاق ابن زيد ابن عبدالله ابن أبي إسحاق الحضرمي أبو إسحاق البصري ثقة كان يحفظ من التاسعة مات سنة إحدى عشرة م د ت س
[ 8 ] أحمد بن إسماعيل أبو حذافة السهمي المدني آخر أصحاب مالك وسمع الزنجي وإبراهيم بن سعد وطبقتهم وعنه بن ماجة والمحاملي وابن مخلد ضعف توفي 259 ق
(9)-أحمد ابن إسماعيل ابن محمد السهمي أبو حذافة سماعه للموطأ صحيح وخلط في غيره من العاشرة مات سنة تسع وخمسين ق
[ 31 ] أحمد بن سعيد الهمداني أبو جعفر المصري عن بن وهب وطائفة وعنه أبو داود وابن أبي داود وعدة قال النسائي ليس بالقوي مات 253 د
__________
(1) - أدلج : سار ليلا - المزادة : وعاء كبير من الجلد -السادلة : المدلية -العزلاوان : مثنى عزلاء وهو فم القربة الأسفل-المؤتمة : المرأة ذات الأيتام
(2) - انظر تخريجه في المسند الجامع - (ج 12 / ص 136)(9246)
(3) - انظر تخريجه في المسند الجامع - (ج 3 / ص 845)(2184)
(4) - انظر تخريجه في المسند الجامع - (ج 3 / ص 976)(2291)(1/72)
(38)- أحمد ابن سعيد ابن بشير [بشر] الهمداني أبو جعفر المصري صدوق من الحادية عشرة مات سنة ثلاث وخمسين د
[ 33 ] أحمد بن سعيد الكندي الحمصي عن بقية وعثمان بن سعيد وعنه النسائي وسعيد البرذعي وثق س
(41)- أحمد ابن سعيد ابن يعقوب الكندي أبو العباس الحمصي صدوق من العاشرة س
[ 43 ] أحمد بن أبي الطيب سليمان المروزي ثم البغدادي عن إبراهيم بن سعد وهشيم وعنه البخاري وأبو زرعة وعدة وثق وضعفه أبو حاتم وحده خ ت
(51)- أحمد ابن أبي الطيب سليمان البغدادي أبو سليمان المعروف بالمروزي صدوق حافظ له أغلاط ضعفه بسببها أبو حاتم وما له في البخاري سوى حديث واحد متابعة وهو من العاشرة مات في حدود الثلاثين خ ت
[ 54 ] أحمد بن عبد الرحمن بن بكار أبو الوليد البسري الدمشقي نزيل بغداد عن الوليد بن مسلم وطبقته وعنه الترمذي والنسائي وابن ماجة وأبو يعلى والبغوي صدقه أبو حاتم مات 248 ت ق
(65)- أحمد ابن عبدالرحمن ابن بكار ابن عبدالملك ابن الوليد ابن بسر بضم الموحدة وسكون المهملة [وقد ينسب إلى جده] يكنى أبا الوليد البسري [الدمشقي] صدوق تكلم فيه بلا حجة من العاشرة مات سنة ثمان وأربعين ت ق
[ 56 ] أحمد بن عبد الرحمن بن وهب أبو عبيد الله المصري عن عمه وجماعة وعنه مسلم وابن خزيمة وأبو بكر بن زياد قال أبو حاتم خلط ثم رجع وقال ابن عدي رأيت شيوخ المصريين مجمعين على ضعفه وكل ما أنكروا عليه فمحتمل لعل عمه خصه به توفي 264 م
(67)- أحمد بن عبدالرحمن بن وهب ابن مسلم المصري [الوهبي] لقبه بحشل بفتح الموحدة وسكون المهملة بعدها شين معجمة يكنى أبا عبيد الله صدوق تغير بأخرة من الحادية عشرة مات سنة أربع وستين م
- - - - - - - - - - - - - - -
الخاتمة
وتتضمن المطالب التالية :
المطلب الأول - محاسن النقد عند الحافظ ابن حجر رحمه الله
المطلب الثاني- المآخذ التي قيلت على الحافظ ابن حجر رحمه الله
المطلب الثالث- خلاصة هذه الدراسة
المطلب الأول
محاسن النقد عند الحافظ ابن حجر رحمه الله
يتحلَّى الحافظ ابن حجر في نقده الأحاديث ورجالها بطائفة كثيرة من الخصال الحسان التي أهلته للإمامة في فن النقد الحديثي من عصره إلى هذا اليوم؛ وفيما يلي بين لذكر أهم تلك الخصال.
الخصلة الأولى: تمكن ابن حجر من علم المصطلح، وهذه الخصلة غنية عن البرهان، فقد علم من ترجمته أنه طالع ما كان متداولاً في زمنه من كتب هذا الفن، وأنه درسه دراسة مستفيضة على شيخه العراقي وغيره، وأنه ألف فيه كتابين شهيرين أولهما النكت على ابن الصلاح والعراقي والثاني شرح نخبة الفكر والنخبة من تأليفه أيضاً؛ وأنه استدرك على ابن الصلاح والعرقي وغيرهما استدراكات مهمة.
الخصلة الثانية: سعة حفظ ابن حجر، وهذه - كالتي قبلها - أشهر من أن يبرهن عليها أو من أن نحرص على أن نسوق لإثباتها شهادات العلماء له بها.
ولا شك أن الحفظ الواسع المتين يعين صاحبه عند ما يريد تخريج الحديث ونقده على استحضار طرقه وأقوال العلماء فيه وفيها، أوعلى استحضار كثير من ذلك أوعلى استحضار مظانه من كتب العلماء.
وكذلك شأن الحافظ المتقن عند إرادته نقد راو من الرواة، فإن حفظه ييسر عليه استحضار مرويات ذلك الراوي وطرق تلك المرويات من شواهد ومتابعات وما بينها من اتفاق واختلاف، واستحضار ما قاله العلماء في ذلك الراوي وفي الأحاديث التي رواها وفي رجال تلك الأحاديث؛ أواستحضار كثير من ذلك مع استحضار مظان وروده من كتب العلماء.
ولعل هذا الأمر الأخير هو الأقرب، فلا شك أن الحفظ - ولا سيما عند المتأخرين - لا يسع كل هذه الأبواب ولا يفي باستقراء كل تلك المطالب ولكنه يسهل على العالم الخوض في فنه واستقراء مباحثه ويكون مفتاحاً للرجوع السريع الى الكتب واتمام البحث فيها، ويكون مانعاً من الوقوع في ما لا يليق بالعلماء من قبيح الزلات وفاحش الأخطاء.
ولعل من ادعى أن ابن حجر أمير حفاظ الحديث من وقته إلى وقتنا كان مدعياً أمراً واضحاً لا ينبغي أن يطالب عليه ببرهان ولا يخالفه فيه منصف عارف بتاريخ المتأخرين من علماء هذا الشان.
الخصلة الثالثة: سعة اطلاع ابن حجر على كتب الرواية والنقد وتراجم العلماء والرواة، وأنه توفر لديه من الكتب في ذلك ما لعله لم يتوفر لأحد من معاصريه إلا ما ندر.
وقد أعان ابن حجر على ذلك أمور منها أنه كان قد ظهر نبوغه واجتهاده في علوم الحديث واشتهر بذلك، فلهذا أعانه في طلبه وبحثه وتصنيفه كثير من مشايخه وكبار أقرانه وغيرهم؛ حتى أن بعضهم أوصى له بكتبه من بعده، وعني به بعض مشايخه كالحافظ العراقي عناية تامة واضحة.
وأعانه على ذلك أيضاً أنه كان أحد أغنياء العصر، وكان أحد كبار قضاة الدولة ونال من الشهرة بالعلم في عصره أمراً عجيباً، فكلُّ ذلك سهَّل عليه شراء الكتب أو استعارتها أو عمل نسخ منها.
وأعانه على ذلك أيضاً أنه أسند إليه مهمة خزن الكتب بالمدرسة المحمودية، وكانت حينئذ تضمُّ أنفس الكتب الموجودة في القاهرة والتي كان قَيْد جمعها البرهان ابن جماعة (ت 790) طول عمره؛ وكان ابن حجر قد عمل لها فهرستاً على الحروف في أسماء التصانيف، وآخر على الفنون وكان يقيم بها - على الأغلب - يوماً واحداً من كل أسبوع؛ وكان يكتب في مدة الأسبوع قائمة بما يحتاجه من المراجعة ليتذكره في يوم حلوله بها.
الخصلة الرابعة: كثرة اشتغال ابن حجر في علوم الحديث، حتى أنه كاد فيها يتخصص ولها يتفرغ، وقد علم ذلك من سيرته وما ترجمه به تلامذته ومعاصروه، ودلَّ عليه أكمل دلالة كثرة مؤلفاته في هذا العلم، فإن من وقف على أسمائها وصفاتها انبهر من كثرتها مع تنوع أبوابها، وتملكه العجب من علو همته ووفور نشاطه؛ رحمه الله.
لقد كان ابن حجر من النقاد المكثرين جداً، وحسبك دليلاً على هذا أنه قد تكلم في مجموع كتبه على جلِّ الأحاديث وجلِّ رواتها.
الخصلة الخامسة: حسنُ مشاركة أو اطلاع ابن حجر على العلوم الأخرى؛ وكثير منها - كما هو بين لا يخفى - تكون ممارسته سبباً في تهذيب طريقة الناقد في النقد وزيادة تمكنه منه، ومن تلك العلوم شرح الحديث، وأصول الفقه، واللغة والتفسير وفقه السلف والسيرة والتاريخ.
الخصلة السادسة: التثبت في النقل والنقد.
يتصف ابن حجر بقدر طيب من التثبت والتروي فيما ينقله ويحكم به على المسائل والأحاديث والرجال، فهو معروف بالتثبت فيما يحكيه من أقوال العلماء في النقد، وبأنه لا يجزم فيما ينقله من ذلك وغيره إلا بما صحَّ عنده، وهذا معروف لمن طالع كتبه ولاحظ صنيعه في المنقولات.
وابن حجر كما كان متثبتاً في روايته أقوال غيره كان متثبتاً في أحكامه لا يهجم على الحكم ولا يتسرع في إصداره وهو متثبت في اختياره ما يختاره أو يرجحه من أقوال النقاد حسن النظر في مواضع الخلاف.
وهو القائل في كتابه (نزهة النظر) (ص113): (ليحذر المتكلم في هذا الفن من التساهل في الجرح والتعديل، فإنه إن عدّل بغير تثبت كان كالمثبت حكماً ليس بثابت فيخشى عليه أن يدخل في زمرة من روى حديثاً وهو يظن أنه كذب؛ وإن جرّح بغير تحرز أقدم على الطعن في مسلم بريء من ذلك ووسمه بميسم سوء يبقى عليه عاره أبداً).
وقال ابن حجر في (اللسان) (4/270) بعد أن ذكر وهماً من أوهام الذهبي:« فينبغي التثبت في الذين يضعفهم المؤلف [يعني الذهبي في الميزان] من قبله ».
الخصلة السابعة: الدقة والبراعة في نقل عبارات العلماء، وعدم التصرف الكثير فيها من غير حاجة وبيان، وأما إذا اختصر العبارة التي ينقلها أو تصرف فيها فهو متحفظ محتاط؛ ومع ذلك لم يسلم في بعض المواضع من إخلال في اختصار العبارة أو تقصير في التعبير عن معناها.
الخصلة الثامنة: كثرة انتفاعه من جهود من سبقوه، وما أكثرهم.
قال الشيخ العلامة محمد عوامة في مقدمته على (التقريب): (إن التقريب هو خلاصة جهود أئمة حفاظ: عبد الغني المقدسي، والمزي، والذهبي، ومغلطاي، وابن حجر في مرحلتين: التهذيب، ثم التقريب. وهؤلاء أئمة متأخرون، جمعوا ما عند سابقيهم باستيفاء، ولم يأت بعدهم من يدانيهم، وبهم ختمت مرحلة تجميع الأقوال في الرجال، فلا جديد بعدئذ).
ومما لا ريب فيه أن الحافظ ابن حجر كثير الانتفاع في هذا الكتاب بجهود من سبقوه، والمجتهد لا يلزم من كونه مجتهداً الاستغناء عن علم من تقدمه أو عاصره من العلماء والباحثين، وهذا أمر ظاهر معلوم لا يخالف فيه أحد من أهل العلم.
بل إن المجتهد - أو من يشترط على نفسه الاجتهاد - كثيراً ما يقع في التقليد بسبب تساهله أو حاجته أو اضطراره، والاجتهاد المطلق التام في كل أصول المسائل وفروعها شيء خارج عن مقدور الناس متعذر على طبائعهم، ولعل هذا مما لا يخفى على أحد من طلبة العلم.
الخصلة التاسعة: إن ابن حجر كان الغالب عليه أنه إذا أراد أن يحكم على راو أو حديث فإنه لا يهمل شيئاً من الأقوال من غير أن يعتبره وينظر في مقتضاه إلا قولاً ليس له عنده حظٌّ من النظر.
الخصلة العاشرة: أنه كثير الاجتهاد في أحكامه.
الخصلة الحادية عشرة: أنه بينُ العبارة فيما يكتبه واضح الإشارة إلى ما يقصده، حسن الترتيب للنقول، بارع في تقسيم الكلام وتفصيله؛ فهو مؤلف بارع متقن لفن التأليف، حسن الطريقة في النقل عن العلماء، وتام البراعة في ترتيب أقوالهم وتحريرها.(1)
=================
__________
(1) - انظر التقريب لمعالم منهج ابن حجر في تقريب التهذيب (محمد خلف سلامة )
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40673(1/73)
المطلب الثاني
المآخذ التي قيلت على الحافظ ابن حجر رحمه الله ومناقشتها
مهما بلغ المرء من علم ودراية ، لا بد وأن يقع في بعض الأوهام ، أو الأخطاء ، وذلك لأنه بشرٌ معرَّض لما يتعرض له غيره من غلظ ، ونسيان ، ووهم ونحو ذلك ، وهو أمر طبيعي في الناس ، ولذلك رحم الله الإمام مالك عندما قال : ( ما من أحدِ إلا ردَّ ورُدَّ عليهِ إلا صاحب هذا القبر ) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وهذه المؤآخذ التي قيلت في الحافظ ابن حجر رحمه الله بعضها صحيح ، وبعضها فيه شطط ، وبعضها الآخر غير صحيح .
وهذه أهم المؤآخذ التي قيلت فيه :
المأخذ الأول -اختلاف أحكامه على الراوي الواحد :
لو قمنا بمقارنة دقيقة بين كلامه في تقريب التهذيب على الراوي وبين كلامه عليه في كتبه الأخرى كمقدمة الفتح أو الفتح أو التلخيص الحبير ، لظهر لنا بشكل جليٍّ اختلاف في أحكامه ، فهل يعدُّ هذا من التناقض ؟ هذا ما صرح به كثير من العلماء المعاصرين ، فقد اتهموه بالتناقض .
وقال مؤلفا (تحرير التقريب) (1/15): « ولم نتبين أن ابن حجر يتناقض في أحكامه تناقضاً عجيباً [كذا قالا] فهو يوثق الرجل هنا أو يضعفه، ويضعفه أو يوثقه في كتاب آخر ... ».
أقول: ينبغي أن يفرق في هذا المقام بين نوعين من التناقض والاختلاف عند الحافظ ابن حجر:
النوع الأول: تناقضه واختلافه في كتبه التي ألَّفها في الجرح والتعديل؛ والحقُّ أن هذه الكتب إن لم تكن خالية من التناقض فهي تكاد تخلو منه، وإن وقع فيها شيء من اختلاف، فاختلاف قريب محتمل له وجهه، وله أسبابه ودواعيه، وشأن ابن حجر فيه كشأن سائر أهل العلم في علمهم.
النوع الثاني: تناقضه واختلافه في كتبه عامة؛ فإنه يَرِدُ في بعض كتبه في التخريج كـ(التلخيص الحبير) أو في الشرح كـ(الفتح) أحكام على بعض الرواة أو الأحاديث مخالفة لما في كتبه في الرجال، وبعض تلك الأحكام يكون لابن حجر فيها عذر قريب محتمل وبعضها لا يقبل منه(1).
والغالب على ابن حجر عندما كان يتكلم على الراوي في كتاب من كتب التخريج أو الشروح أو الأجزاء الحديثية التي ألفها أنه كان في كثير من تلك الأحكام مائلاً في حكمه على ذلك الراوي إلى حاله في حديثه المعين الذي هو بصدد الكلام عليه نقداً أو شرحاً، أو مائلاً إلى ما يقتضيه المقام أو يأذن به من تشدد أو تساهل بسبب ما وقع فيه من المقارنات أو لوحظ فيه من الأحوال أو حفَّه من الأمور والقرائن؛ وهذا بخلاف شأنه في كتبه المختصة بنقد الرواة فيكاد كلامه فيها يكون مقصوراً على النظر في حال الراوي في الجملة دون الالتفات إلى ما قد يؤثر في ذلك الحكم من موازنة براو آخر أو ملاحظة بعض أحاديث المترجم أو غير ذلك.
وينبغي أن يكون الضابط في هذا الباب هو أنه إذا اختلف كلام ابن حجر في الرجال في مواضع من كتبه، فإن أمكن الجمع الصحيح بين كلماته فهو المخرج، وإلا فالمعتمد هو قوله في كتبه المختصة بالرجال، دون قوله في غيرها من كتبه، ككتب التخريج وغيرها، هذا هو الأصل ولا مانع من الخروج عنه في بعض المواضع لدليل يقتضي ذلك الخروج.
والملاحظ على الحافظ ابن حجر اختصار العبارة وضغطها في كتابه التقريب ، وإذا اقتضى المقام التفصيل والإسهاب في حال هذا الراوي- كما فعل في مقدمة الفتح أو الفتح أو النكت على ابن الصلاح - فهذا بلا ريب يعطينا توضيحيا دقيقاً من الحافظ ابن حجر فيما يقصده في ذلك الراوي الذي أوجز القول فيه .
المأخذ الثاني - اضطرابه تجاه توثيق ابن حبان والعجلي وابن سعد وأضرابهم:
قال مؤلفا (تحرير التقريب) (1/31): « وقد اضطرب الحافظ ابن حجر اضطراباً شديداً في التقريب في موقفه من توثيق ابن حبان، أو ذكره لشخص ما في كتابه (الثقات)، فهو تارة يعتد به، ولا يعتد به تارة أخرى. فقد حكم بجهالة عدد ممن تفرد بالرواية عنهم واحد ووثقهم ابن حبان، وحكم بجهالة حال من روى عنه اثنان ووثقه ابن حبان، في حين أطلق على مثل هذا في مواضع أخرى لفظ (مستور). وتوسع في إطلاق لفظ (مقبول) على من روى عنه واحد ووثقه ابن حبان، لكنه أطلق اللفظة عينها على من روى عنه اثنان ووثقه ابن حبان ومن روى عنه ثلاثة ووثقه ابن حبان، ومن روى عنه أربعة أو خمسة أو ستة أو حتى أربعة عشر راوياً وروى عنه أبو داود، وهو لا يروي إلا عن ثقة. وفي الوقت نفسه أطلق لفظ (ثقة) على من روى عنه واحد فقط ووثقه ابن حبان، أو روى عنه اثنان ووثقه ابن حبان، أو أكثر من ذلك ووثقه ابن حبان وحده.
ويشعر القارئ مع كل هذا في بعض الأحيان أن ابن حجر لا يقيم وزناً البتة لتوثيق ابن حبان، فقد قال في ترجمة عامر بن مصعب من التقريب: (شيخ لابن جريج لا يعرف ... وقد وثقه ابن حبان على عادته). وعامر هذا أخرج له البخاري في (الصحيح) مقروناً، فلماذا لم يتبع هذه القاعدة في كتابه؟ ..." .
الرد على صاحبي تحرير التقريب :
قلت : وفي هذا الكلام شطط كبير ، والسبب فيما أرى هو عدم فهم المحررين لكلام الحافظ ابن حجر رحمه الله في التقريب ، ومن ثم أطلقا هذه العبارات العائمة الخالية من التحقيق العلمي ، فالحافظ ابن حجر رحمه الله ، يعتدُّ بكل ما قيل في الراوي من جرح وتعديل حتى لو كان غير صحيح .
وهو يعتمد على توثيق ابن حبان والعجلي وابن سعد وغيرهم من أئمة الجرح والتعديل ، ولكنه يعمل المقارنة عندما تختلف الأحكام بين علماء الجرح والتعديل .
ولولا اعتداده بتوثيق ابن حبان ما كان قد استدركه في التهذيب على من سبقه ، ونص عليه في كل ترجمة لم يذكره المزي فيها ،ومن راجع تهذيب التهذيب يجد هذا جليًّا واضحاً ، لكن يظهر أن صاحبي التحرير ادعيا ادعاء أكبر منهما بكثير ، وراحا ينتقصان من الحافظ ابن حجر رحمه الله تصريحا وتلميحاً ، يتنزه عنه طالب العلم المبتدئ .
وسأناقش آخر كلمة قالاها وهي قولهم (ويشعر القارئ مع كل هذا في بعض الأحيان أن ابن حجر لا يقيم وزناً البتة لتوثيق ابن حبان، فقد قال في ترجمة عامر بن مصعب من التقريب: (شيخ لابن جريج لا يعرف ... وقد وثقه ابن حبان على عادته). وعامر هذا أخرج له البخاري في (الصحيح) مقروناً، فلماذا لم يتبع هذه القاعدة في كتابه؟ ..." .)
قلت : هذا الكلام ليس صحيحا بحق الحافظ ابن حجر بتاتاً ، وأدلُّ على ذلك المثال الذي ساقاه ، وهذا تفصيله :
ففي تقريب التهذيب (3110) عامر بن مصعب شيخ لابن جريج لا يعرف قرنه بعمرو بن دينار وقد وثقه ابن حبان على عادته من الثالثة خ س
وفي تهذيب التهذيب [ج 5 -ص71 ] (134 ) خ سي البخاري والنسائي في اليوم والليلة عامر بن مصعب ويقال مصعب بن عامر روى عن عائشة وأبي المنهال عبد الرحمن بن مطعم وطاووس وعنه ابن جريج وإبراهيم بن مهاجر الكوفي ذكره ابن حبان في الثقات روى له البخاري والنسائي حديثا واحدا مقرونا بعمرو بن دينار في الصرف"
قلتُ: أخشى أن يكون الذي روى عنه ابن جريج غير الذي روى عنه إبراهيم فقد قال ابن حبان في ثقات التابعين عامر بن مصعب يروي عن عائشة لا أعلم له راويا إلا إبراهيم بن مهاجر، وربما قال: مصعب بن عامر لا يعجبني الاعتبار بحديثه من رواية إبراهيم، وقال الدارقطني :عامر بن مصعب ليس بالقوي".
وفي الكاشف(2547 ) عامر بن مصعب أرسل عن عائشة وله عن طاوس وعنه ابن جريج وغيره خ س
وفي الثقات لابن حبان (4509 ) عامر بن مصعب يروي عن عائشة لم أعلم له راويا إلا إبراهيم بن المهاجر ،وربما قال: مصعب بن عامر، لا يعجبني الاعتبار بحديث إبراهيم بن المهاجر".
وفي الثقات لابن حبان (9923 ) عامر بن مصعب يروى عن طاوس روى عنه ابن جريج".
وفي الجرح والتعديل[ج 6 -ص 328 ] (1826 ) عامر بن مصعب ويقال مصعب بن عامر روى عن عائشة وطاوس روى عنه إبراهيم بن مهاجر سمعت أبي يقول ذلك" .
وقال الحاكم قلتُ للدَّارَقُطْنِيِّ عامر بن مصعب ؟ قال ليس بالقوي. (435)(2).
وفي ميزان الاعتدال(4093 ) عامر بن مصعب.قال الدار قطني: ليس بالقوى.
وفي مغاني الأخيار - (ج 6 / ص 36)(244 ) عامر بن مصعب: شيخ لابن جريح لا يعرف، ووثقه ابن حبان على عادته.
وفي المغني في الضعفاء للذهبي (3013 )عامر بن مصعب قال الدارقطني ليس بالقوي.
قلت : هذا كلُّ ما قيل في الرجل ،أولا لم يرو عنه غير إبراهيم بن مهاجر بدليل كلام ابن حبان نفسه ، والثاني أن الدارقطني ضعفه ، والثالث أن ابن حبان نفسه قال لا تعجبتي رواية إبراهيم بن مهاجر يعني عنه ، فهل سيقول عنه الحافظ ابن حجر وثقه ابن حبان ؟!
وابن حبان نفسه ضعف روايته في الثقات ، فهل أهملنا قوله ؟ لا ، ومتى يرد هذا الاعتراض على الحافظ ابن حجر رحمه الله عندما يكون ابن حبان ذكر راويا ولم يطعن به ولا بروايته ، وسكت غيره عن ذلك الراوي ، فعندئذ يعتدُّ بكلامه كما هو واضح .
لكن يظهر أن محرري التقريب يحتاج تحريرهما إلى تحرير التحرير ، فهذا المثال الذي ذكراه يبين بجلاء أنهما لم يفهما مقصد الحافظ ابن حجر رحمه الله من قوله هذا في هذا الراوي.
ومن أكبر الردود عليهما من كلام الحافظ ابن حجر نفسه ، وهذه أدلة تدحض قولهم في إهمال الحافظ ابن حجر لتوثيق ابن حبان :
ففي التقريب( 156) إبراهيم بن بشار الخراساني صاحب إبراهيم بن أدهم وثقه ابن حبان من العاشرة أيضا [مات في حدود الأربعين] تمييز
(336)إسحاق بن إبراهيم الثقفي أبو يعقوب الكوفي وثقه ابن حبان وفيه ضعف من الثامنة د ت س
(580) أويس بالتصغير بن أبي أويس [عديد بني تميم] عن أنس لعله ابن مالك عم مالك ابن أنس الفقيه وثقه ابن حبان من الثالثة س
(1870) رافع أبو الجعد الغطفاني الكوفي والد سالم مخضرم وثقه ابن حبان وقيل له صحبة م
(3127) عباد بن زياد أخو عبيد الله يكنى أبا حرب [من الرابعة] وثقه ابن حبان وكان والي سجستان سنة ثلاث وخمسين ومات سنة مائة م د س
(4134) عبدالعزيز أخو حذيفة ويقال ابن أخيه وثقه ابن حبان من الثانية وذكره بعضهم في الصحابة د
فهل بهد هذا يقال : إن الحافظ ابن حجر ، يعتدُّ بابن حبان مرة ولا يعتدُّ به أخرى ، أو يهمله ؟ !
وسنذكر مثالا آخر من تخبطهما ، قالا أيضا في المقدمة :" وتدبر بعد ذلك إهماله لتوثيق ابن حبان في عدد من التراجم، حينما صرَّح بتوثيق واحد من الأئمة حسب، فقال في ترجمة عامر بن عبدة العجلي: (وثقه ابن معين)، ولم يقل (ثقة) مع أن العجلي وابن حبان قد وثقاه أيضاً.".
قلت :
أولا- هل نص الحافظ ابن حجر أن يذكر جميع أسماء من وثق الراوي حتى يرد عليه هذا الاعتراض ؟ والجواب كلا لم ينص على ذلك ، فبطل هذا الاعتراض من أصله .
ثانيا- هل في ذكره لتوثيق ابن معين وترك كلام ابن حبان والعجلي تأثير في الحكم على هذا الراوي ؟ .
نعم له تأثير في اختلاف أئمة الجرح والتعديل في هذا الراوي بعينه جرحا وتعديلا ، فلا بد من ذكر جميع أقوالهم والموازنة بينها ، ولكن الحافظ ابن حجر في كتابه التقريب يقول على الاختصار الدقيق للعبارة ، فهل نلزمه بما لم يلزم نفسه به ؟
والحافظ ابن حجر قد حكم على جلِّ الرواة في التقريب ، إلا في مواضع قليلة ، لم يحكم فيها عليه ، فنقل كلام غيره .
ولو قارنا بينه وبين الكاشف لوجدنا أن الحافظ الذهبي قد فعل هذا بكثير من الرواة ، فقد نقل حكم غيره فيهم فقط ، دون أن يبدي رأيه .
ثالثا- لنرجع إلى هذا الراوي لنرى سبب ذلك :
ففي تقريب التهذيب (3104 ) عامر بن عبدة بفتح الموحدة وبسكونها البجلي أبو إياس الكوفي وثقه ابن معين من الثالثة م قد
وفي الكاشف(2543) عامر بن عبدة البجلي عن ابن مسعود وعنه المسيب بن رافع مق
وفي تهذيب التهذيب[ جزء 5 - صفحة 68 ] (125 ) ص قد النسائي في خصائص علي وأبي داود في القدر عامر بن عبدة بفتح الباء وقيل بسكونها البجلي أبو إياس الكوفي روى عن ابن مسعود وعنه المسيب بن رافع، قال النسائي في الكنى أبو إياس عامر بن عبد الله ويقال بن عبدة ،وذكره ابن حبان في الثقات "
قلت: ذكر ابن ماكولا أنه روى عنه أيضا أبو إسحاق السبيعي وحكى ابن أبي حاتم عن ابن معين توثيقه قال أبو بشر الدولابي سمعت العباس بن محمد قال قال ابن معين عامر بن عبدة يعني بالتحريك وقال ابن عبد البر في كتاب الاستغناء في الكنى أبو إياس عامر بن عبدة تابعي ثقة ثم غفل فذكره في الصحابة ،وقال روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر حديثا هو في مقدمة صحيح مسلم من طريق عامر بن عبدة عن عبد الله بن مسعود".
وفي الثقات لابن حبان (4498 ) عامر بن عبدة أبو إياس البجلي من أهل الكوفة يروي عن ابن مسعود روى عنه المسيب بن رافع".
وفي الثقات للعجلي(828 ) عامر بن عبدة البجلي من أصحاب عبد الله ثقة
وفي الجرح والتعديل [ج 6 -ص 327 ](1818 ) عامر بن عبدة أبو إياس البجلي سمع ابن مسعود روى عنه المسيب بن رافع سمعت أبي يقول ذلك نا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال أبو إياس ثقة" .
قلت : يظهر من ترجمته ما يلي :
المشهور أنه لم يرو عنه سوى المسيب بن رافع .
وكذلك فقد صرح ابن معين بتوثقه ،وأما عدم ابن ذكر ابن حبان في كلام الحافظ ابن حجر وهو يعلمه ، وذلك لأن ابن حبان ذكره في الثقات على قاعدته ، ولم يذكر فيه توثيقاً صريحاً ، بينما نصَّ يحيى بن معين على توثيقه ، وفرقٌ كبير بين الأمرين ، ويلاحظ على هذه الترجمة أمران :
الأول- أن الحافظ ابن حجر لم يشر إلى توثيق العجلي في التهذيب ولا في الإصابة في ترجمته ، مما يدلُّ على عدم اطلاعه عليه ، والله أعلم .
الثاني - أنه نقل عن ابن ماكولا أن لهذا الراوي راو آخر وهو أبو إسحاق السبيعي ، والظاهر أن الحافظ ابن حجر رحمه الله لم يظفر به ، وبما أنه لم يظفر به لم ينص على توثيقه ،بل اكتفى بذكر كلام إمام الجرح والتعديل ( يحيى بن معين)
ولقد بحثت عن هذه الرواية والتي فيها هذا الراوي الآخر فوجدتها بحمد الله تعالى،ففي أخبار مكة للفاكهي(959) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ : ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ : أَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدَةَ قَالَ : " قُمْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ خَلْفَ الْمَقَامِ ، فَإِذَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ ، وَرَجُلٌ يَفْتَحُ عَلَيْهِ إِذَا أَخْطَأَ ، فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ : ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ سَعِيدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِنَحْوِهِ ( وهذا إسناد صحيح )
وعلى ضوء ذلك فينبغي أن يقال عن هذا الراوي (ثقة ) باطلاق.
قلت : وهذا مثال آخر على تناقضهما ، قالا في معرض نقدهما للحافظ ابن حجر رحمه الله :" وقال في ترجمة عبد الله بن أبي نهيك وثقه النسائي)، ولم يطلق توثيقه، مع كون العجلي وابن حبان قد وثقاه " .
قلت :
ففي التقريب ( 3669 ) عبد الله بن أبي نهيك بفتح النون المخزومي المدني ويقال عبيد الله مصغر وثقه النسائي من الثالثة د
وفي الكاشف (3025 ) عبد الله بن أبي نهيك المخزومي عن سعد وعنه ابن أبي مليكة وثق حب د
وفي ميزان الاعتدال(5402 ) عبيد الله بن أبي نهيك [ د ].عن سعد بن أبي وقاص.لا يعرف.
وفي الثقات لابن حبان(3921 )عبيد الله بن أبي نهيك يروى عن سعد بن أبي وقاص روى عنه ابن أبي مليكة.
وفي الثقات للعجلي(1172) عبيد الله بن أبي نهيك ثقة
وفي تهذيب التهذيب[ج 6 -ص53 ] (111 ) د أبي داود عبد الله بن أبي نهيك المخزومي حجازي ويقال عبيد الله، قال أبو حاتم عبيد الله بن أبي نهيك القاسم بن محمد ،روى عن سعد بن أبي وقاص وعنه ابن أبي مليكة ذكره ابن حبان في الثقات قلت: لكنه ذكره في عبيد الله مصغرا وكذا ذكره جماعة وقال النسائي والعجلي عبيد الله بن أبي نهيك ثقة".
قلت : فتحصل لنا أنه لم يرو عنه غير ابن أبي مليكة .
وكذلك تبين لنا تناقض كلام الذهبي ، فقد قال في الكاشف وثقه ابن حبان ، وفي الميزان لا يعرف ، وبعد رجوعي لتذهيب تهذيب الكمال له لم أجده زاد حرفاً عما في تهذيب الكمال، بينما نجد الحافظ ابن حجر رحمه الله أنه زاد (وقال النسائي والعجلي عبيد الله بن أبي نهيك ثقة".) يعني أنه بحث عمن تكلم في هذا الراوي فوجد أن النسائي والعجلي قد وثقاه .
ولكن لماذا لم يذكر توثيق العجلي في التقريب ؟
قلت: اكتفى بتوفيق النسائي لأنه أعلى من العجلي ، فمن يوثقه النسائي - وهو متشدد في الرجال- أقوى بكثير ممن يوثقه العجلي .
كما أنه لم يقصد ذكر أسماء كل من وثقه حتى يؤخذ هذا عليه .
ولكن لماذا لم يوثق الحافظ ابن حجر من كان على شاكلة هذا الراوي كالذي قبله كذلك ؟.
السبب لأنه لم يروعنه سوى راوٍ واحد فقط ، ولو روى عنه راو آخر لنصَّ على توثيقه صراحة ، ولم أظفر له براوٍ آخر .
والأهم من ذلك أن الذي يتهم الحافظ ابن حجر بالتناقض أو القصور في الحكم ، قد وقع في نفس التهمة ، فهذا الراوي ليس له إلا حديث واحد ، وقد أخرجه ابن حبان في صحيحه (120) أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَهِيكٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ."
قال الشيخ شعيب في تعليقه على الحديث : " إسناده صحيح، يزيد بن موهب: هو يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب، ثقة، عابد، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة، وعبيد الله بن أبي نهيك ذكره في "التقريب" في عبد الله، وقال: ويقال: عبيد الله مصغراً. وثقه النسائي."
ويظهر أنه لم يرجع لتهذيب التهذيب بتاتاً !!
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (1476 ) حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ حَسَّانَ الْمَخْزُومِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَهِيكٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ" .
(1549 ) حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَهِيكٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ" .
وقال محققه الشيخ شعيب : " صحيح لغيره ، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله - ويقال : عبيد الله - بن أبي نهيك ، فقد أخرج له أبو داود، وهو لم يرو عنه غير عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وذكر ابن حجر في التهذيب أن النسائي والعجلي وثقاه أيضا ، وقال الذهبي في الميزان 3/16 : لا يعرف ."
وهذا تناقض جليٌّ ، مع أن مسند أحمد قد حقق بعد صحيح ابن حبان بزمان !!
وبعد هذه التخبطات العجيبة وصلا إلى النتيجة المضحكة التالية حيث قالا : " وهذا الموقف المضطرب من توثيق ابن حبان والعجلي وابن سعد وأضرابهم، والذي يمكن تقديم عشرات الأمثلة عليه، لا يمكن إحالته على سبب من الأسباب سوى الإبتعاد عن المنهج وخلو الكتاب منه، ومثله مثل مئات التراجم التي لم يحررها تحريراً جيداً" .
قلت : وايم الله هما أحقُّ بهذا الوصف البعيد عن المنهج العلمي السليم .
هذا وقد رد عليهما الكثيرون ومن أهمهم الدكتور ماهر الفحل في كتاب القيم (كشف الإيهام لما تضمنه تحرير التقريب من الأوهام) ، والأمثلة التي سقتها من مقدمتهم لم يتعرض لها ، يقول في خلاصة دراسته لتحرير التقريب : " يمكن أن أصف منهج المحررين في كتابهم التحرير من خلال الدراسة التي قدمتها بعدة أمور من أهمها :
1- عدم التحرير ، وذكر أرقاماً كثيرة تدل على ذلك ( وهي أرقام خاصة بتعليقاته ) أذكر منها عشرة (8،12،29،40،48،50،54،55،60،61، .... )
2- عدم الدقة ، راجع الأرقام (5،9،23،37،40،42،94،51،52،...)
3- الاعتماد على تهذيب الكمال فحسب ، انظر الأرقام (67،76،79،98،104،...)
4- الوهم الشديد، انظر الأرقام (67،583) .
5- عدم المنهجية ، انظر الأرقام (2،20،22،26،29،32،49،51،..)
6- الذهول عن بدهيات الأمور ، انظر الأرقام (25،42،48،50،51،59،60،61،63،...)
7- نقلهما أقوالاً لا أصل لها في كتب العلم ، انظر الأرقام (4،65،66،67،83،94،...)
8- الرواة الذين ذكرا إخراج صاحبي الصحيحين لهم أصولاً وهم في المتابعة ، انظر الأرقام (9،19،50،64،107،...)
9- الرواة الذين ذكرا أن صاحبي الصحيحين أخرجا لهم متابعة وهم في الأصول (185،471،486)
10- إطلاقهما بعض الأقوال من غير تثبت ، كقولهما: لم نجد أحدا وثقه أو قال فيه صدوق ، أو لا نعلم فيه جرحاً ، أو لم يوثقه إلا فلان ، أو لم يضعفه إلا فلان ، وما كان على هذه الشاكلة انظر الأرقام (24،38،64،76،79،137،139،149،152،160،161،...)
11- القول بلا برهان يسعف، انظر الأرقام (5،26،50،69،73،74،108 ،145،292،...)
12- المجازفة،انظر الأرقام (4،23،27،29،38،48،63،65،67،75،..)
13- الخروج عن اللياقة مع الحافظ ابن حجر، انظر الأرقام (39،73) .
14- الإسهاب الممل بلا فائدة ، والاستدراك بلا معنى ، انظر الأرقام (5،6،22،25،26،30،41،42،48،54،58،60،...)
15- التهافت، انظر الأرقام ( 1،536،545،567،568،583)
16- عدم استيعاب الأقوال ، انظر الأرقام (8،10،13،15،17،18،27،33،36،37،38،...)
17- تغيير النصوص ، انظر الأرقام (7،33،42،5،64،65،66،67،73،74،،75،...)
18- التناقض ، انظر الأرقام (3،5،8،12،22،26،27،33،34،35،41،48،49،59،..)
19- الرواة الذين اضطربت أقوالهم فيهم في بقية كتبهم ، انظر الأرقام (185،199،20،210،217،220،260،292،..)
20- التدليس ، انظر الأرقام (4،19،21،26،42،50،64،65،73،80،...)
21- متابعة طبعة الشيخ محمد عوامة من غير بحث ولا تدقيق ، انظر الأرقام (6،1،21،32،40،42،44،45،46،47،52،...)
وتعقيبه عليهما دقيق ، ولكن هناك بعض التعقيبات أو أشياء سكت عنها وقعا فيها سببها عدم فهم منهج الحافظ ابن حجر رحمه الله في التقريب بشكل دقيق .
__________
(1) - إن اختلاف كلمات الناقد في راو معين واقع عند كثير من الأئمة، فإن مبنى هذا العلم الاجتهاد ومداره على النظر والاستقراء.
(2) - موسوعة أقوال الدارقطني (ج 23 / ص 24)(1/74)
المأخذ الثالث- أن الحافظ ابن حجرمتناقض في الجرح والتعديل والحكم على الرواة:
قال أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل في (إتحاف النبيل بأجوبة أسئلة المصطلح والجرح والتعديل) (1/45-46): « وأما ابن حجر من جهة تصحيح الأحاديث والكلام عليها، فهو إلى التساهل أقرب، وقد بان لي هذا جلياً عند تحقيقي للفتح، فكم من حديث يضعف صاحبه في التقريب، ومع ذلك يحكم على سند الحديث - وهو من طريقه - بأنه حسن أو صحيح 0000
والحافظ ابن حجر رحمه الله على سعة اطلاعه وكثرة استفادة طلبة العلم منه ومن كتبه، يتساهل، وقد يحكم على الرجل في (التقريب) مثلاً بأنه صدوق، ويحكم عليه في (التلخيص الحبير) بأنه ضعيف جداً أو ضعيف أو 0000
فلو جمعنا بين كلامه في (التلخيص) وفي (الدراية) وفي (الفتح)، وجدناه يخالف كلامه في (التقريب) في مواضع كثيرة ».
قلت : والكلام على هذه الملاحظة من وجوه :
الوجه الأول- لا شك أن من لم يعرف منهج الحافظ ابن حجر في التقريب بشكل دقيق ، يتهمه بالتناقض ، وقد ذكرنا أمثلة كثيرة عند كلامنا عن المرتبة الخامسة والسادسة خاصة .
ولكننا إذا دققنا مليًّا وجدنا في الأغلب أنه ليس هناك تناقض عنده ، وقد اتهمه بهذه التهمة كثير من المعاصرين !! .
الوجه الثاني- الادعاء بأن الحافظ ابن حجر رحمه الله من المتساهلين في الحكم على الحديث ، غير صحيح ، ولكن إذا نظرنا إلى أحكامه في التقريب ومقارنتها مع غيرها نلاحظ لأول وهلة أنه من المتشددين لحدٍّ بعيد ، وذلك لأنه لا يهمل قولا في الجرح قيل في الراوي ، ولو قارنا بين التقريب والكاشف -وقد قارنت بينهما في كل التراجم المستدل بها في هذا الكتاب - لوجدنا أن الحافظ الذهبي متساهل , والحافظ ابن حجر متشدد ، بعكس ما فهم هؤلاء ، وهذا مثال مهم جدا يبين هذا :
ففي الكاشف(23)-أحمد بن حماد أبو جعفر التجيبي زغبة أخو عيسى زغبة عن سعيد بن أبي مريم وطبقته وعنه النسائي والطبراني وابن رشيق ثقة مأمون عاش أربعا وتسعين ومات 296
وفي تقريب التهذيب(28 )- أحمد بن حماد بن مسلم أبو جعفر المصري صدوق من الحادية عشرة مات سنة ست وتسعين س
فلو أخذنا بكلام الحافظ ابن حجر في التقريب فحديثه حسن ، ولو أخذنا بكلام الحافظ الذهبي لحكما على حديثه بأعلى دراجت الصحة ، والفارق بينهما كبير جدًّا.
الوجه الثالث- إذا فهمنا معنى أحكامه التي عليها خلاف بشكل دقيق بان لنا أنه ليس بمتناقض ولا سيما كلامه عن أصحاب المرتبة الخامسة والسادسة ، وكذلك بان أنه من المعتدلين في الجرح والتعديل بشكل عام ، ولا سيما في التطبيق العملي ، فقد سار على ما سار عليه أهل العلم من قبله .
الوجه الرابع- قوله "وقد يحكم على الرجل في (التقريب) مثلاً بأنه صدوق، ويحكم عليه في (التلخيص الحبير) بأنه ضعيف جداً أو ضعيف أو " .
قلت : في هذا الكلام نظر ، فنحن نحتاج إلى الأمثلة للتدليل على صحة مثل هذه الدعوى ، ولم أجد شيئا من هذا القبيل ، بل قد يحكم على راو بأنه صدوق سيء الحفظ أو مقبول أو مستور ويحسن له في كتبه الأخرى ، وقد ذكرنا أمثلة لذلك كثيرة ، فهذا يوضح مقصده في الحكم على الراوي ، أو أنه حكم عليه بهذا الحكم بسبب وجود متابعات له . وهناك انفكاك كبير بين الحكم على الراوي أو على سند بعينه ، وبين الحكم على متن الحديث الذي يرويه ، فقد يكون الراوي ضعيفاً ومع هذا يكون الحديث حسنا أو صحيحاً .
نعم قد نجد أنه يحكم على الراوي بالضعف في التقريب ، ويحكم على سند ورد فيه بالضعف الشديد .،كما في التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير - (ج 1 / ص 290) نَعَمْ رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ ، وَالْبَيْهَقِيُّ بِنَحْوِ اللَّفْظِ الَّذِي ذَكَرَهُ الْمُصَنِّفُ ، مِنْ رِوَايَةِ حَفْصِ بْنِ أَبِي الْعَطَّافِ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ , عَنِ الْأَعْرَجِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَوَقْتُهَا إِذَا ذَكَرَهَا " وَحَفْصٌ ضَعِيفٌ جِدًّا .
وفي تقريب التهذيب(1418 ) حفص بن عمر بن أبي العطاف السهمي مولاهم المدني ضعيف من الثامنة مات بعد الثمانين ق
فهل هناك تناقض بين الحكمين ؟
والجواب لا ، ففي السنن الكبرى للبيهقي (ج 2 / ص 219) (3308) أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ الْقَاضِى وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ : مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبُرُلُّسِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو ثَابِتٍ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ أَبِى الْعَطَّافِ عَنْ أَبِى الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« مَنْ نَسِىَ صَلاَةً فَوَقْتُهَا إِذَا ذَكَرَهَا ». كَذَا رَوَاهُ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِى الْعَطَّافِ ، وَقَدْ قِيلَ عَنْهُ عَنْ أَبِى الزِّنَادِ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ أَوْ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ.
{ج} وَهُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. قَالَ الْبُخَارِىُّ وَغَيْرُهُ وَالصَّحِيحُ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ وَغَيْرِهِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مَا ذَكْرَنَا لَيْسَ فِيهِ « فَوَقْتُهَا إِذَا ذَكَرَهَا ».
فهذا الحديث فيه عدة علل : مخالفة الثقات ، والاضطراب في السند ، وضعف الراوي ، فهو قد حكم على الراوي هنا من هذه الحيثية ، ولا يشترط أن يكون حكماً عاما ، ففي التقريب حكم عام ،و هنا حكم خاص ، فلا تناقض إن شاء الله .
وفي الجملة فإن منزلة الحافظ ابن حجر في هذا العلم تؤهله لأن يلاحظ من القرائن بعض ما هو خاف على من ليس مثله، وتيسر عليه أن يراعي من الاعتبارات بعض ما لا يقدر على مراعاته من هو دونه،بلا ريب .
المأخذ الرابع - عدم بيانه الدقيق لمعاني مصطلحاته النقدية وأحكامها بدقة :
ويقصد بها أنه لم يحدد بشكل دقيق مقاصده في المرتبة الخامسة والسادسة خاصة ( المقبول ) فأوقع من جاء بعده بحيرة شديدة إزاء هذه المصطلحات الجديدة، وبما أنهم قد عجزوا عن فهمها كما أراد الحافظ ابن حجر ،فلم يكن أمامهم سوى كيل التهم الجاهزة له ، وفي الحقيقة فإن أكثر الكلام الذي قيل في هذه الملاحظة قد انصبَّ على مرتبة المقبول بالدرجة الأولى ، ولكننا بفضل الله تعالى قد بينا في هذا الكتاب ما يحلُّ هذه الألغاز والحجى بشكل واضح ومفصل من خلال كلام الحافظ ابن حجر نفسه في كتبه الأخرى ، ومن خلال مقارنة كلامه بكلام أئمة الجرح والتعديل .
وأخيراً أقول: مما يخفف اللوم على الحافظ ابن حجر في هذه القضية أننا لا نعلم أحداً سبقه إلى بيان اصطلاحاته في النقد بدقة كاملة شاملة وتحديدها بوضوح تام مع بيان أحكام أحاديث أصحاب تلك المراتب عنده، لنطالبه هو بذلك، ثم إن كثيراً من مراتب كتابه بينة في أنفسها واضحة معانيها معلومة أحكام أحاديثها، نعم هو لم يبين حكم كل مرتبة من مراتب كتابه ولا ذكر ما يقوم مقام ذلك البيان من بيان الشروط ونحوها، وكان عليه أن يفعل.
المأخذ الخامس - اعتباره ما ورد في الرجل من الكلام الذي ينبغي أن لا يلتفت إليه:
قال محمد خلف سلامة : " إن ابن حجر ألزم نفسه في أحيان كثيرة باعتبار جميع ما قيل في الراوي من نقد، ومحاولة الجمع أو التوسط أو التوفيق بين كل تلك الأقوال ولو كان بعضها مما لا يستحق الإلتفات إليه ولا يساوي ذكره.
لقد أنزل ابن حجر كثيراً من الثقات الذين حقهم التوثيق التام إلى رتبة أدنى من ذلك بسبب كلمة قالها بعض النقاد الواهمين فيها، أو بعض المتسرعين الذين عادتهم المجازفة، أو بعض الضعفاء الذين لا يلتفت إلى كلامهم إذا خالفوا فيه بعض الأئمة فضلاً عن كلامهم الذي يخالفون فيه كثيراً منهم. ومن راجع (تحرير التقريب) وجد على ابن حجر كثيراً من التعقبات التي تدخل في هذا الباب، وقد استغنيت بما هناك عن ذكر أمثلة لهذه المسألة."
قلت : وفي كلامه نظر ، فلئن سلَّمنا بوجود شيء قليل جدا في حكم الحافظ ابن حجر رحمه الله على الرواة ، يكون حكمه توفيقيا لا تحقيقيا ، كما قلت في بعض الأحيان ،إلا أن المأخذ على هذا الكلام مردود من وجهين :
الوجه الأول- أن الحافظ ابن حجر لم يأخذ بكل ما قيل في الراوي ، سواء صح فيه أم لا كما زعم من قال ذلك ، بدليل أنه ردَّ على كثير من الأوهام والأخطاء التي قيلت بغير حق في حق المترجم له ، وقد ذكرت كثيرا من هذا في باب مضى ، وأذكر بعض الأمثلة للتدليل على سقوط هذه الشبهة :
ففي تقريب التهذيب(88) أحمد بن الفرات بن خالد الضبي أبو مسعود الرازي نزيل أصبهان ثقة حافظ تكلم فيه بلا مستند من الحادية عشرة مات سنة ثمان وخمسين د
(334) إسحاق بن إبراهيم بن يزيد أبو النضر الدمشقي الفراديسي [وقد ينسب إلى جده]مولى عمر ابن عبدالعزيز صدوق ضعف بلا مستند مات سنة سبع وعشرين وله ست وثمانون سنة من العاشرة خ د س
(613) أيوب بن سليمان بن بلال القرشي المدني أبو يحيى ثقة لينه [الأزدي و] الساجي بلا دليل من التاسعة مات سنة أربع وعشرين خ د ت س
(5450) القاسم بن أمية الحذاء بالمهملة والذال المعجمة الثقيلة [المثقلة] بصري صدوق من كبار العاشرة ضعفه ابن حبان بلا مستند ووقع في بعض نسخ الترمذي أمية بن القاسم وهو خطأ ت
(69) أحمد بن عبدالملك بن واقد الحراني أبو يحيى الأسدي ثقة تكلم فيه بلا حجة من العاشرة مات سنة إحدى وعشرين خ س ق
(82) أحمد بن علي النميري إمام مسجد سلمية صدوق ضعفه الأزدي بلا حجة من التاسعة د
(232) إبراهيم بن محمد بن خازم بمعجمتين أبو إسحاق ابن أبي معاوية الضرير الكوفي صدوق ضعفه الأزدي بلا حجة مات سنة ست وثلاثين من العاشرة د
ومن عادة الحافظ ابن حجر أنه يدقق في كلِّ كلمة ينقلها عن غيره ، فليس هو حاطب ليل ، كما يزعم مجددو العصر !!!
الوجه الثاني - كان عمدته في كلامه ليس من خلال بحثه هو ، ولكن اعتمد على كلام صاحبي التحرير - وكأن كلامهما كلام منزل - دون أن يتأكد بنفسه من صحة هذا الكلام أم لا ، وهكذا فليكن طالب العلم ، فأيهما أولى بهذه التهمة ناقل هذه الكلام أم الذين قالوه قبله ، أم الجميع ؟ .
المأخذ السادس-عدم وقوفه على جملة من أحكام النقاد في بعض رجال (التقريب) أو عدم استحضاره لها وقت كتابة تلك التراجم:
قال المحرران : "فات ابن حجر في (تهذيب التهذيب)، وهو أصل (التقريب) جملة من أحكام النقاد على الرواة، وهذه الأحكام ليست كثيرة، ثم إنها على قسمين: قسم منها ليس بالمهم لأن ابن حجر قد ذكر من أقوال النقاد في ذلك الراوي ما يغني عما فاته من أقوال النقاد فيه أو عما وقف عليه منها ولم يذكره، وقسم آخر منها مهم وله شأن في اختيار الحكم على ذلك الراوي.
ولكن هذا المأخذ مما ينبغي أن يتسامح فيه وأن يلتمس فيه العذر لابن حجر لأن الإحاطة بأقوال النقاد المبثوثة في الكتب عزيزة أو متعذرة والكمال في التأليف مستحيل أو متعسر ."
قال الشيخ خلف : " كذا قالا، والحقُّ أن في الكتاب قصوراً إلا أنه ليس شديداً ولا غريباً، وهذا من التهويل الذي ينبغي أن يجتنب."
قلت : قال المحرران في التعقيب على ترجمة( 622) أيوب بن أبي مسكين التميمي أبو العلاء القصاب الواسطي صدوق له أوهام من السابعة مات سنة أربعين د ت س
قالا : " بل صدوق حسن الحديث ، فإنما أنزل إلى هذه المرتبة بسبب الأوهام التي تقع له ، وإلا لكان ثقة ، فقد وثقه أحمد بن حنبل ومسلم ، والنسائي ، وابن سعد ، وقال أبو حاتم : لا بأس به ، شيخ صالح يكتب حديثه ولا يحتج به ، وقال الدارقطني : يعتبر به ، وإنما قال أبو حاتم والدارقطني ذلك خوفاً من أوهامه ، فيكون حديثه من الحسن إلا عند المخالفة فيضعف ، وهذا هو حال الصدوق عندنا " .
أقول : لا منافاة بين الحكمين ، فالرجل صدوق لكن له أوهام ، وإنما قرن الحافظ لفظة له أوهام ، ونبه عليها ، كي يحذر الطالب الفطن من أوهامه ولا يتسرع في الأحكام ، وذكر الأوهام ينفعنا عند التعارض ، فمن لا أوهام له مقدم على من له أوهام .
ومع هذا سننقل ما قال الحافظ ابن حجر فيه في التهذيب لنبين عدم أمانة المحررين ، وتغييرهما نص الكلام ،
ففي تهذيب التهذيب[ج 1 -ص359 ] (754 ) د ت س أبي داود والترمذي والنسائي أيوب بن أبي مسكين ويقال مسكين التميمي أبو العلاء القصاب الواسطي روى عن قتادة وسعيد المقبري وأبي سفيان وغيرهم وعنه إسحاق بن يوسف الأزرق وخلف بن خليفة وهشيم ويزيد بن هارون وغيرهم،
قال أحمد لا بأس به وقال مرة رجل صالح ثقة ،وقال الفضل بن زياد عن أحمد كان مفتي أهل واسط وقال إسحاق الأزرق ما كان الثوري بأورع منه وما كان أبو حنيفة بأفقه منه وقال ابن سعد والنسائي ثقة وقال أبو حاتم لا بأس به شيخ صالح يكتب حديثه ولا يحتج به وقال الدارقطني يعتبر به وقال ابن عدي في حديثه بعض الاضطراب ولم أجد في سائر أحاديثه شيئا منكرا وهو ممن يكتب حديثه، قال تميم بن المنتصر عن يزيد بن هارون مات سنة 14 ،قلت وقال ابن حبان في الثقات كان يخطىء ،وقال أبو داود كان يتفقه ولم يكن يجيد الحفظ للإسناد ،وقال الحاكم أبو أحمد في حديثه بعض الاضطراب" .
وفي الكاشف(525 ) أيوب بن مسكين أبو العلاء التميمي الواسطي القصاب عن المقبري وقتادة وعنه يزيد بن هارون وخلق وثقه جماعة وقد لين مات 14 د ت س
وفي ميزان الاعتدال (1101 ) أيوب بن مسكين [ د، ت، س ]ويقال ابن أبي مسكين، أبو العلاء القصاب التميمي الواسطي.عن قتادة، والمقبرى.
وعنه يزيد، وإسحاق بن يوسف، ومحمد بن يزيد الواسطيون.
وثقه أحمد، وقال: كان مفتي أهل واسط،وقال إسحاق: ما كان الثوري بأورع منه.
وقال أبو حاتم: لا بأس به، ولا يحتج به،وقال الدارقطني: يعتبر به،وقال ابن عدى: في حديثه بعض الاضطراب،وقال أيضا: لم أجد له حديثا منكرا.
وفي تاريخ الإسلام للذهبي - (ج 2 / ص 489)أيوب بن أبي مسكين أبو العلاء القصاب - د ت ن - الفقيه مفتي أهل واسط وعالمهم في زمانه. روى عن سعيد المقبري وقتادة وابن شبرمة وغيرهم.وعنه هشيم وإسحاق الأزرق ويزيد بن هارون.
قال أبو حاتم: لا بأس به.وقال غيره: صالح الحديث.
قلت : ومع إمامة الإمام الذهبي في علم الرجال ، فقد فاته بعض ما قيل في الرجل من أقوال ، وقد ذكرها الحافظ ابن حجر جميعاَ في التهذيب .
ومع هذا فحكمه على هذا الراوي نفس حكم الحافظ ابن حجر .
ولذا فإننا نلاحظ على المحررين عدم الدقة في النقل ، وعدم استيعاب ما قيل في الراوي ، وهذا ما عاباه على الحافظ ابن حجر على حدِّ زعهما .
المأخذ السابع- اضطرابه في الذين وصفهم النقاد بالإغراب :
ذكر هذا المأخذ مؤلفا (تحرير التقريب) (1/47) فقالا:« واتخذنا قاعدة في أن من وصفه أحد الأئمة بالإغراب ثبتنا ذلك وإن لم يقل بها سوى ناقد واحد، فإن المؤلف قد اضطرب في ذلك، لا سيما في أقوال ابن حبان، وهو من أكثر المعنيين بتثبيت حالة الإغراب، على أننا لم نعتدَّ بكل ما قال فيه ابن حبان - وتابعه المؤلف عليه -: (ربما أغرب)، لأن (ربما) تفيد التقليل، وكل ثقة أو صدوق لا يعرى عن ذلك».
قلت :
لا ينبغي أن يهدر قول ابن حبان أو غيره من النقاد في الراوي الذي يوثقه: (ربما أغرب)، لأن ذلك الناقد يعلم أن كل الثقات أو أكثرهم ربما يغربون أو يهمون، فما كان ليخص بعضهم عند توثيقه له بهذه الزيادة (ربما أغرب) إلا لفائدة وهي على ما يظهر الإشعار بأنه ليس من ذوي الإتقان الفائق وأنه إذا خالفه ثقة من الذين لم يقل فيهم هذه الزيادة فالأصل تقديم رواية الموثَّق توثيقاً مطلقاً سالماً من هذه الزيادة، على روايته.
لقد بالغ مؤلفا (التحرير) بإلغاء أكثر ما قاله ابن حبان وغيره من العبارات التي يشيرون بها إلى اتصاف راو ثقة أو صدوق بالإغراب أو الوهم أو المخالفة أو الخطأ، وكانا يبطلان أثر هذه الإشارات والاستثناءات بنحو قولهما (الثقة يخطئ) أو (كل أحد يهم) أو (الخطأ النادر لا يضر) أو (ليس الثقة بمعصوم) أو (هذا تعنت) أو (هذا لا يمنع إطلاق توثيقه) أو نحو هذه العبارات، التي تدل على توسعهم وعدم تحريهم في الحكم ، وليس هذا الصنيع منهما بسديد.
قال ابن حجر في (النكت) (2/678) في بعض الرواة: « وأما ذكر ابن حبان له في (الثقات)، فإنه قال فيه مع ذلك:(كان يخطئ)، وذلك مما يتوقف به عن قبول أفراده ».
وقال في (مقدمة الفتح) (ص621) في مقدم بن محمد: « وثقه أبو بكر البزار والدارقطني وابن حبان، لكن لما ذكره في (الثقات) قال: (يغرب ويخالف)، فهذا إن كثر منه حكم على حديثه بالشذوذ ».
وقال في (نتائج الأفكار) (1/59) ـ طبعة بغداد: « لم أقف في موسى على تجريح ولا تعديل، إلا أن ابن حبان ذكره في (الثقات) وقال: يخطئ، وهذا عجيب منه لأن موسى مقل فإذا كان يخطئ مع قلة روايته فكيف يوثق ويصحح حديثه؟ فلعل من صححه أو حسنه تسامح لكون الحديث من فضائل الأعمال ».
وقال المعلمي في (التنكيل) (ص712): « وقد قدمنا في ترجمة ابن حبان أن توثيقه لمن عرفه من أثبت التوثيق، وقوله (ربما أخطأ) لا ينافي التوثيق، وإنما يظهر أثر ذلك إذا خالف من هو أثبت منه ».
المأخذ الثامن - تشدده في أحكامه:
هذا الأمر ذكره الشيخ محمد عوامة في فهارس (الكاشف) (2/555) فقال: « أحكام ابن حجر في التقريب تميل إلى الشدة».
وهذا تلخيص منه لما ذكره في تعليقه على ترجمة مروان بن جناح الدمشقي من الكاشف، حيث قال: « ووثق مروان أربعة من الأئمة، فاعتمد قولهم المصنف [يعني الذهبي] وقال الدارقطني في سؤالات البرقاني (515): (لا بأس به) فاعتمده في (التقريب) (6566)، وهذا المثال - وأمثلة أخرى كثيرة - تلقي الضوء على ميل الحافظ إلى التشدد في مراتب من كتابه (التقريب) »(1).
قلت: الحافظ ابن حجر بريء من التشدد إلا في مسألة إطلاق التوثيق؛ فهو لا يخلو من تعنت فيها، فإنه اقتصر في جماعة حقهم التوثيق المطلق على الحكم لهم بكلمة (صدوق)؛ لأنه وجد بعض العلماء قد قال في ذلك الراوي: "صدوق" .
لكن الذي ينبغي في هذا المقام، أي انقسام الأئمة في الراوي إلى قائل صدوق وقائل ثقة، هو تحقيق النظر والتدقيق والموازنة وملاحظة القرائن ودراسة المرويات، فإن ترجح أحد القولين فهو الحُكم، وإلا أُخذ بأدناهما وهو التصديق لأن ذلك هو الأحوط، ولأنه يشبه أن يكون من جنس - أو من نظائر- تقديم الجرح على التعديل عند عدم القرينة المرجحة لأحدهما على الآخر؛ فيقاس عليه.
مما خالف فيه مؤلفا (تحرير التقريب) الحافظ ابن حجر وقد يظنُّ أن ابن حجر كان متشدداً في ذلك وأنهما كانا فيه معتدلين، والتحقيق أن ابن حجر كان معتدلاً فيه وكانا فيه متساهلين، كما في اعتمادهما ما ورد في بعض الروايات من توثيق الرواة لشيوخهم مع أن أولئك الرواة ليسوا من أهل النقد أو أنهم لم يعرفوا به، فلا تعلم صفاتهم في نقدهم ولا معاني مصطلحاتهم فيه؛ وكثير ممن شارك في النقد من غير الأئمة المعروفين يكثر منهم أن يريدوا بالتوثيق مطلق القبول والقوة، وأحياناً مجرد العدالة وعدم الكذب المتعمد، غير ناظرين في تلك الأحكام إلى ضبط الراوي وحفظه؛ ومسلك ابن حجر في هذا الباب أعدل وهو به أعلم.(2)
ـــــــــــــــــــــ
المطلب الثالث
خلاصة هذه الدراسة
1. القرآن الكريم قد تكفَّل الله تعالى بحفظه ،بقوله تعالى :" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " [الحجر/9] ، وأمَّا السنَّة النبوية فقد أناط الله حفظها لهذه الأمة الخاتمة ، الشاهدة على الناس ، قال تعالى :" وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا " [البقرة/143] ، ولا نكون شهداء على الناس إلا إذا كنا عدولا مؤتمنين على هذه الرسالة ، محافظين عليها أشد المحافظة ، ناشرين لها في الخافقين ، ذابين عنها في كل حين .
2. علمُ الجرح والتعديل علمٌ تفرد به المسلمون ، لا يعرفه غيرهم من الأمم السابقة ، وهو من أصعب العلوم وأدقها ، ومن هنا فقد قيل : "الإِسْنَادُ مِنَ الدِّينِ وَلَوْلاَ الإِسْنَادُ لَقَالَ مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ."(3)
3. وهو بحرٌ خضَمٌ لا ساحل له ، وكثير ممن ولجه غرق في لجَّته.
4. الجرح والتعديل قائم على غلبة الظنِّ ، ومن ثم فالاختلاف فيه كثير ، وهذا الاختلاف يؤدي بدوره إلى الاختلاف في الحكم على الراوي وعلى روايته.
5. لا يوجد راو من رواة الآثار ، إلا وتكلم عليه علماء الجرح والتعديل جرحاً وتعديلا ، ليحافظوا على السنَّة النبوية من أي دخيل أو وهم ، ونحوه ،مما أدى لحفظها ،ووصولها إلينا غضَّة نضرةً.
6. كلَّ إمام من أئمة الجرح والتعديل يعتبرُ أمةً وحده في أحكامه على الرواة ، وفي مصطلحاته.
7. علماء الجرح والتعديل ما بين متشدد ومتساهل ومعتدل ، والواجب علينا الأخذ بمنهج المعتدلين ، وهو الذي جرى عليه العمل خلال القرون المتطاولة .
8. كان عمل المتأخرين في الجرح والتعديل ، جمع ما قاله الأقدمون ، وضبط قواعدهم ، ضبطا محكماً .
9. لقد خدمت الكتب الستة ( البخاري ، المسلم، واأبو داود ، الترمذي ، النسائي ، ابن ماجة ) خدمة عظيمة جدًّا ، سواء من حيث الكلام على رجالهما ، أو شروحهما ، وبيان معانيها ، أو شروطهما في قبول الأخبار وردّها .
__________
(1) - "ومروان هذا مثلا قال أبو حاتم كما في (الجرح والتعديل) لابنه (8/125) فيه وفي أخيه روح: (مروان أحبُّ إلي، وهما شيخان يكتب حديثهما ولا يحتج بهما)، وأورده الذهبي في (المغني) (2/651) وقال فيه: (قال أبو حاتم: لا يحتج به).
وأما الأربعة الذين عناهم فهم دحيم وأبو داود وأبو علي الحسين بن علي النيسابوري وابن حبان، أما دحيم فمتساهل في توثيق الشاميين كما نبه عليه مؤلفا (تحرير التقريب)، وأما أبو علي النيسابوري فهو من علماء الحديث وكبار حفاظه ولكن لا يظهر أنه من أئمة النقد، وإن كان يدخل في جملة النقاد، وأما ابن حبان فاقتصر على ذكره في (ثقاته)، وتساهُلُ ابن حبان في (الثقات) أشهر من أن ينبه عليه في كل مرة؛ وبهذا يتبين اعتدال الحافظ في هذا الراوي، وهذا شأنه الغالب عليه في نقد الرواة في مصنفاته في الجرح والتعديل إلا أنه يعتري ذلك أحياناً شيء من تساهل." محمد خلف المصدر السابق
(2) - انظر التقريب لمعالم منهج ابن حجر في تقريب التهذيب (محمد خلف سلامة )
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40673
(3) - صحيح مسلم(32 ) المقدمة(1/75)
10. كتاب تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر رحمه الله هو عصارة جهود مضنية ، وقرون عديدة لخدمة السنَّة النبوية والدفاع عنها .
11. يعتبر كتاب التقريب أهم كتاب في الجرح والتعديل في الكلام على رجال الكتب الستة ، فلم يؤلف كتاباً بعده في هذا الفنِّ ، يبلغ شأوه، فصار عمدة المتأخرين ، لسهولة عبارته ودقتها.
12. هناك مصطلحات ومراتب ذكرها الحافظ ابن حجر احتار كثير من العلماء في حل ألغازها ، وفك حجاها ، ولا سيما المرتبة الخامسة ( المختلف فيهم جرحاً وتعديلاً ) والمرتبة السادسة ( المقبول) .
13. عدم فهم مقاصد الحافظ ابن حجر رحمه الله في هذا الكتاب أوقع العلماء المعاصرين في أخطاء كثيرة في الحكم على الرواة ، فضعفوا مئات الأحاديث اعتمادا على كتاب التقريب .
14. لا يمكن معرفة مقصاد الحافظ ابن حجر في كتابه هذا - والذي بقي ينقح فيه حتى قبيل وفاته- إلا بعد الرجوع لكلامه في مصطلح الحديث ، وكلامه على الرواة في كتبه الأخرى سواء التي ألفها في الجرح والتعديل أو مقدمة فتح الباري ، أو الفتح ، وكذلك من خلال التطبيق العملي لهؤلاء الرواة عنده ولا سيما في كتبه فتح الباري وتغليق التعليق والتخليص الحبير وبلوغ المرام ونحوها ، ومقارنة كلامه بكلام الأئمة السابقين ، ولا سيما الإمام الذهبي .
15. لا يجوز الحكم على الرواة المختلف فيهم إلا بالرجوع لأقوال علماء الجرح والتعديل السابقين، ومن كتبهم مباشرة ، وليس بالرجوع إلى هذه المختصرات .
16. كان الحافظ ابن حجر رحمه الله معتدلا في أحكامه، دقيقاً مجتهدا نحريرا.
17. ما قاله الحافظ ابن حجر عن المرتبة الأولى وهم الصحابة رضي الله عنهم لا خلاف فيه بين علماء الأمة الإسلامية .
18. وما قاله عن المرتبة الثانية والثالثة مما لا خلاف فيه كذلك .
19. وما قاله عمن اتفق العلماء على جرحهم ، فقد كفانا مؤونة البحث فيهم بعبارة موجزة دقيقة .
20. وما قاله عن أصحاب المرتبة الرابعة ( الصدوق ) فكذلك مما خلاف فيه ، وقد أصاب المحز ، وإنما قصَّر في بعض المواضع التي يستحق أصحابها المرتبة الثالثة (ثقة) لا الرابعة(صدوق) .
21. وما قاله عن أصحاب المرتبة الخامسة ، قد تبين لدينا أن حديثهم حسن ، ولكنهم وقعوا في بعض الأخطاء أو الأوهام ، فتجتنب ليس إلا ، ولذا فكلُّ راو اختلف فيه العلماء جرحاً وتعديلاً فالراجح أن حديثه حسن ، ما لم يثبت أنه أخطأ في حديث بعينه ولم نجد له عاضداً .
22. وما قاله عن أصحاب المرتبة السادسة ( المقبول ) وهي أصعب هذ المراتب وأشقها فهما وضبطاً ، تبين لدينا من خلال دراستنا أنهم جميعاً إلا ما ندر قد انطبقت عليهم الشروط التي ذكرها الحافظ ابن حجر لهم ، وحديثهم يدور بين الحسن في الأغلب والصحيح أحياناً .
23. دافع الحافظ ابن حجر عن رجال الصحيحين دفاعاً نادراً ، وردَّ كثيرا من التهم التي قيلت بغير حقٍّ في رواة الأخبار .
24. حاولنا ضبط مصطلح المستور أو مجهول الحال ، وبينا أن مساتير التابعين في الأغلب حديثهم مقبول ، ومحتج به عند عدم المخالفة ، لتعذر معرفة أحوالهم ، وهو الذي جرى عليه العمل عند السلف والخلف .
25. الرواة المسكوت عنهم عند السلف من أئمة الجرح والتعديل ، وحسَّن لهم الترمذي أو صحح لهم ابن حبان أو ابن خزيمة أو الحاكم أو المنذري في الترغيب أو الصياء المقدسي في المختارة أوالحافظ العراقي أو الهيثمي أو ابن الملقن أو ابن كثير أو الذهبي أو البوصيري أو ابن حجر أو السخاوي فحديثهم حسن على الراجح ، إذا لم يخالفوا الثقات ، أو ينكر عليهم هذا الحديث بعينه .
26. غالب الذين انتقدوا الحافظ ابن حجر رحمه الله من المعاصرين ، كان سبب انتقادهم هو عدم فهمهم لمنهجه في كتابه هذا .
27. وبعضهم انتقده انتقادات في غير محلِّها بتاتاً .
28. ما فعله محققا كتاب تحرير التقريب ، يحتاج إلى تحرير التحرير ، فلئن أخطأ الحافظ ابن حجر رحمه الله في الحكم على بعض الرواة - وهذا يقع فيه أي عالم مهما بلغ شأوه من العلم - فقد وقعا في أخطاء كثيرة فاحشة جدًّا ،سواء من حيث الحكم على الرواة أو من حيث تطبيق هذا الحكم .
29. هناك علماءء يتَّهمون الحافظ ابن حجر رحمه الله بالتناقض أو بالتساهل ونحو ذلك ، وقد تصدينا لشبهاتهم ورددنا عليها ،وهؤلاء قد وقعوا أثناء التطبيق العلمي في أخطاء أشد فحشاً لو كانوا يعلمون.
قال المتنبي - رحمه الله -(1):
وكمْ من عائِبٍ قوْلاً صَحيحاً وآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السّقيمِ
ولكِنْ تأخُذُ الآذانُ مِنْهُ على قَدَرِ القَرائحِ والعُلُومِ
30. وهناك بعض العلماء لهم مؤآخذ على الحافظ ابن حجر رحمه الله ، لكن غالبها بسبب الاختلاف المذهبي والعصبية المقيتة ، وليست قائمة على أساس علمي محايد .
قال بعض الشعراء(2):
وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من العلماء المنصفين ، البعيدين عن ضيق الأفق ، والانتصار للرأي والهوى .
قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا } (135) سورة النساء.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
- - - - - - - - - - - - - - -
أهم المصادر والمراجع
1. تفسير الطبري (جَامِعُ الْبَيَانِ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ) الشاملة 2 + موقع التفاسير
2. تفسير ابن كثير الشاملة 2 + موقع التفاسير
3. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي الشاملة 2 + موقع التفاسير
4. تفسير الألوسي الشاملة 2 + موقع التفاسير
5. الوسيط للواحدي الشاملة 2 + موقع التفاسير
6. أيسر التفاسير لأسعد حومد الشاملة 2 + موقع التفاسير
7. التفسير الميسر الشاملة 2 + موقع التفاسير
8. تفسير السعدي الشاملة 2 + موقع التفاسير
9. تفسير ابن أبي حاتم الشاملة 2 + موقع التفاسير
10. في ظلال القرآن الشاملة 2 + موقع التفاسير
11. الوسيط لسيد طنطاوي الشاملة 2 + موقع التفاسير
12. اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم ابن تيمية الشاملة 2 = دار عالم الكتب
13. تحفة المريد على جوهرة التوحيد
14. شرح العقيدة الواسطية الشاملة 2
15. شرح الطحاوية في العقيدة السلفية= الشاملة 2
16. اعتقاد أهل السنة شرح أصحاب الحديث الشاملة 2
17. عقيدة السلف أصحاب الحديث الشاملة 2
18. شروح الطحاوية الشاملة 2
19. الصارم المسلول ابن تيمية= الشاملة 2= دار ابن حزم - بيروت
20. مجمل اعتقاد أئمة السلف ابن تيمية الشاملة 2
21. رسالة القيرواني
22. منهاج السنة النبوية ابن تيمية= الشاملة 2 = محمد رشاد سالم
23. درء التعارض بين العقل والنقل ابن تيمية= الشاملة 2= دار الكنوز الأدبية الرياض
24. المنتقى - شرح الموطأ للباجي الشاملة 2+ موقع الإسلام
25. موطأ مالك المكنز
26. صحيح البخارى المكنز
27. صحيح مسلم المكنز
28. مختصر صحيح المسلم للمنذري الشاملة 3 + ت الألباني
29. سنن أبى داود المطنز
30. سنن الترمذى المكنز
31. سنن النسائى المكنز
32. سنن ابن ماجه الكننز
33. مصنف عبد الرزاق المكتب الإسلامي + الشاملة 2
34. مصنف ابن أبي شيبة عوامة + الشاملة 2
35. مسند أحمد الكنز
36. مسند الشاشي جامع الحديث النبوي
37. مسند أحمد بن حنبل ( بأحكام شعيب الأرنؤوط) دار صادر
38. أخبار مكة للأزرقي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
39. الإبانة الكبرى لابن بطة الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
40. الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
41. لترغيب والترهيب للمنذري الشاملة 2
42. الجهاد في سبيل الله له الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
43. السنن الكبرى للإمام النسائي الرسالة +الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
44. المستدرك للحاكم دار المعرفة + الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
45. المعجم الكبير للطبراني الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
46. المعجم الأوسط للطبراني الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
47. المعجم الصغير للطبراني الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
48. تفسير ابن أبي حاتم الشمالة 2 + موقع التفاسير + جامع الحديث النبوي
49. تهذيب الآثار للطبري الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
50. دلائل النبوة للبيهقي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
51. السنن الكبرى للبيهقي المكنز + الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
52. شعب الإيمان للبيهقي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
53. سنن الدارمى المكنز + الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
54. علل الترمذي الشاملة 2
55. شرح علل الترمذي لابن رجب الشاملة 2
56. مسند أبي عوانة الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
57. مسند إسحاق بن راهويه الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
58. مسند البزار 1-14كاملا الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
59. مسند أبي يعلى الموصلي ت حسين الأسد دار المأمون + الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
60. مسند الحميدى المكنز + الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
61. مسند الروياني الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
62. مسند السراج الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
63. سنن الدارقطنى المكنز + الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
64. صحيح ابن حبان مؤسسة الرسالة + الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
65. موارد الظمآن في زوائد ابن حبان الهيثمي الشاملة 2
66. صحيح ابن خزيمة الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
67. مسند الشاميين للطبراني الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
68. مسند الشهاب القضاعي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
69. مسند الطيالسي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
70. مسند عبد الله بن المبارك الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
71. مسند عبد بن حميد الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
72. مسند الشافعي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
73. شرح معاني الآثار الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي+ موقع الإسلام
74. مشكل الآثار للطحاوي ، مؤسسة الرسالة + الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
75. معرفة السنن والآثار للبيهقي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
76. السنن الصغرى للبيهقي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
77. المنتقى من السنن المسندة لابن الجارود الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
78. معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
79. موسوعة السنة النبوية - للمؤلف مخطوط
80. الأحاديث المختارة للضياء +الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
81. الْأَرْبَعُونَ حَدِيثًا لِلْآجُرِّيّ الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
82. شرح السنة ـ للإمام البغوى متنا وشرحا مؤسسة الرسالة + الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
83. مجمع الزوائد + دار المعرفة + الشاملة 2
84. اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
85. المسند الجامع مؤسسة الرسالة + الشاملة 2
86. جامع الأصول لابن الأثير ت - عبد القادر الأرناؤوط + الشاملة 2
87. عمل اليوم والليلة للنسائي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
88. عمل اليوم والليلة لابن السني الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
89. عشرة النساء للنسائي بتحقيقي
90. مصباح الزجاجة في زائد ابن ماجة البوصيري الشاملة 2
91. المسند المستخرج على صحيح الإمام مسلم الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
92. الترغيب والترهيب للمنري+ الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
93. حديث خيثمة الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
94. أخبار أصبهان الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
95. أخلاق النبي لأبي الشيخ الأصبهاني الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
96. أمالي ابن بشران الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
97. أمالي المحاملي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
98. أمثال الحديث لأبي الشيخ الأصبهاني الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
99. اقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
100. الآداب للبيهقي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
101. الأدب المفرد للبخاري الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
102. الأسماء والصفات للبيهقي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
103. الأمثال للرامهرمزي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
104. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأبي بكر بن الخلال الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
105. الأموال للقاسم بن سلام الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
106. الأموال لابن زنجويه الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
107. الاعتقاد للبيهقي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
108. الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك لابن شاهين الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
109. التوحيد لابن خزيمة الشاملة 2
110. الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
111. الدعاء للطبراني الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
112. الدعاء للمحاملي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
113. الدعاء لمحمد بن فضيل الضبي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
114. الدعوات الكبير للبيهقي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
115. الرحلة في طلب الحديث للخطيب البغدادي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
116. الرخصة في تقبيل اليد لمحمد بن إبراهيم المقرئ الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
117. الزهد الكبير للبيهقي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
118. الزهد لأبي حاتم الرازي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
119. الزهد لأحمد بن حنبل الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
120. الزهد لابن أبي عاصم الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
121. الزهد لهناد بن السري الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
122. الزهد والرقائق لابن المبارك الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
123. الزهد وصفة الزاهدين لأحمد بن بشر الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
124. السنة لأبي بكر بن الخلال الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
125. السنة لابن أبي عاصم الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
126. السنة لعبد الله بن أحمد الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
127. السنة لمحمد بن نصر المروزي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
128. السنن الواردة في الفتن للداني الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
129. الفصل للوصل المدرج للخطيب الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
130. الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
131. الفوائد الشهير بالغيلانيات لأبي بكر الشافعي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
132. القبل والمعانقة والمصافحة لابن الأعرابي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
133. القراءة عند القبور لأبي بكر بن الخلال الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
134. الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
135. الكنى والأسماء للدولابي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
136. المحدث الفاصل بين الراوي والواعي للرامهرمزي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
137. المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
138. المدخل إلى الصحيح للحاكم + الشاملة 2
139. الناسخ والمنسوخ لابن شاهين الشاملة 2
140. تالي تلخيص المتشابه للخطيب الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
141. بحر الفوائد المسمى بمعاني الأخيار للكلاباذي الشاملة2
142. تعظيم قدر الصلاة لمحمد بن نصر المروزي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
143. جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
144. خَلْقُ أَفْعَالِ الْعِبَادِ لِلْبُخَارِيِّ الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
145. طبقات المحدثين بأصبهان لأبي الشيخ الأصبهاني الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
146. طبقات الحنابلة لأبي يعلى+ الشاملة 2
147. رفع الريبة للشوكاني ط السلفية
148. فضائل الأوقات للبيهقي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
149. فضائل الصحابة لأحمد الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
150. فضائل القرآن للفريابي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
151. ندوة علوم الحديث علوم وآفاق الشاملة 2
152. ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل للذهبي
153. الوسيط في أصول الحديث د- محمد محمد أبو شهبة
154. شفاء العليل بألفاظ وقواعد الجرح والتعديل - مصطفى بن إسماعيل -مكتبة ابن تيمية
155. فضائل القرآن للقاسم بن سلام الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
156. فضائل القرآن لمحمد بن الضريس الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
157. فوائد تمام الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
158. قرة العين في ضبط رجال الصحيحين + الشاملة 2
159. مجلس إملاء في رؤية الله تبارك وتعالى للدارقطني الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
160. مختصر قيام الليل لمحمد بن نصر المروزي الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
161. مسند المقلين لتمام الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
162. الإكمال لابن ماكولا الشاملة 2
163. معجم الصحابة لابن قانع الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
164. قصر الأمل لابن أبي الدنيا الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
165. القول المسدد في الذب عن مسند أحمد الشاملة 2
166. المقاصد الحسنة للسخاوي الشاملة 2
167. كشف الخفاء للعجلوني الشاملة 2
168. من تكلم فيه وهو موثق أو صالح الحديث للذهبي الشاملة 2
169. نظم المتناثر للكتاني الشاملة 2
170. نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية للزيلعي الشاملة 2 + موقع الإسلام
171. الدراية في تخريج أحأديث الهداية لابن حجر الشاملة 2
172. التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير لابن حجر الشاملة 2 + موقع الإسلام
173. روضة المحدثين الشاملة 2
174. تخريج أحاديث الإحياء للعراقي الشاملة 2
175. صيانة صحيح مسلم الشاملة 2
176. هدي الساري (مقدمة الفتح ) لابن حجر الشاملة 2
177. تغليق التعليق لابن حجر الشاملة 2 + المطبوع
178. ذيل القول المسدد الشاملة 2
179. إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل للألباني الشاملة 2
180. الفتاوى الحديثية للحويني الشاملة 2
181. اللآلي المصنوعة للسيوطي الشاملة 2
182. تنزيه الشريعة المرفوعة لابن عراق الشاملة 2
183. الموضوعات لابن الجوزي الشاملة 2
184. إتحاف السادة المتقين للزبيدي دار الفكر
185. الحطة في ذكر الصحاح الستة الشاملة 2
186. تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق لابن عبد الهادي الشاملة 2
187. تراجعات العلامة الألباني في التصحيح والتضعيف الشاملة 2
188. تنبيه الهاجد إلى ما وقع من النظر فى كتب الأماجد الشاملة 2
189. علل الحديث لابن أبي حاتم الشاملة 2
190. التحقيق في أحاديث الخلاف الشاملة 2
191. الضعفاء والمتروكين للنسائي الشاملة 2
192. الضُّعَفَاءُ الْكَبِيرِ لِلْعُقَيْلِيِّ الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
193. العلل المتناهية لابن الجوزي الشاملة 2
194. تاريخ ابن معين رواية الدوري الشاملة 2
195. تاريخ معرفة الثقات لابن شاهين الشاملة 2
196. جرح الرواة وتعديلهم محمود عيدان أحمد الدليمي الشاملة 2
197. مشاهير علماء الأمصار ابن حبان الشاملة 2
198. تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي الشاملة 2
199. قسم الحديث والمصطلح الشاملة 2
200. تحفة الطالب دار حراء - مكة المكرمة
201. تحفة المحتاج في تخريج أحاديث المنهاج لابن الملقن + الشاملة 2
202. البدر المنير لابن الملقن + الشاملة 2
203. خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام للإمام النووي + الشاملة 2
204. تذكرة المحتاج إلى أحاديث المنهاج + الشاملة 2
205. السلسلة الضعيفة للألباني + الشاملة 2 + المكتب الإسلامي
206. السلسلة الصحيحة للألباني+ الشاملة 2 + المكتب الإسلامي
207. رياض الصالحين ت الألباني+ الشاملة 2 + المكتب الإسلامي
208. مشكاة المصابيح ت الألباني + الشاملة 2 + المكتب الإسلامي
209. صحيح الترغيب والترهيب + الشاملة 2 + المكتب الإسلامي
210. صحيح وضعيف سنن أبي داود الشاملة 2 + المكتب الإسلامي
211. صحيح وضعيف سنن الترمذي الشاملة 2 + المكتب الإسلامي
212. صحيح وضعيف سنن النسائي الشاملة 2 + المكتب الإسلامي
213. صحيح وضعيف سنن ابن ماجة الشاملة 2 + المكتب الإسلامي
214. صحيح وضعيف الجامع الصغير الشاملة 2 + المكتب الإسلامي
215. الجامع الصغير وزيادته الشاملة 2 + المكتب الإسلامي
216. علل الحديث لابن أبي حاتم الشاملة 2
217. علل الدارقطني الشاملة 2
218. تاريخ جرجان للسهمي الشاملة 2
219. النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة للحويني الشاملة 2
220. التحقيق في أحاديث الخلاف لابن الجوزي الشاملة 2
221. تنبيه الهاجد إلى ما وقع من النظر فى كتب الأماجد الشاملة 2
222. موسوعة أقوال الإمام أحمد في الجرح والتعديل الشاملة 2
223. موسوعة أقوال الدارقطني الشاملة 2
224. التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد لابن عبد البر الشاملة 2
225. فتح الباري لابن حجر الشاملة 2 + موقع الإسلام
226. فتح الباري لابن رجب الشاملة 2
227. عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني الشاملة 2
228. شرح البخاري ابن بطال الشاملة 2
229. شرح النووي على مسلم الشاملة 2 + موقع الإسلام
230. عون المعبود للآبادي الشاملة 2 + موقع الإسلام
231. تحفة الأحوذي المباركفوي الشاملة 2 + موقع الإسلام
232. تأويل مختلف الحديث ابن قتيبة الشاملة 2
233. الشَّرِيعَةُ لِلْآجُرِّيِّ الشاملة 2 + جامع الحديث النبوي
234. شُكْرُ اللَّهِ عَلَى نِعَمِهِ لِلْخَرَائِطِيِّ الشاملة 2
235. إرشاد الساري للقسطلاني
236. شرف أصحاب الحديث جامع الحديث النبوي = الشاملة 2
237. شرح الأربعين النووية في الأحاديث الصحيحة النبوية الشاملة 2
238. فيض القدير،شرح الجامع الصغير الشاملة 2
239. التيسير بشرح الجامع الصغير ـ للمناوى الشاملة 2
240. جامع العلوم والحكم الشاملة 2 + تحقيق الفحل
241. نتائج الأفكار لابن حجر
242. حاشية ابن القيم على سنن أبي داود الشاملة 2+ موقع الإسلام
243. تيسير العلام شرح عمدة الحكام- للبسام الشاملة 2
244. مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح الشاملة 2
245. فيض الباري شرح صحيح البخاري الشاملة 2 + موقع الإسلام
246. دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين الشاملة 2
247. بلوغ المرام من أدلة الأحكام الشاملة 2
248. مختصر منهاج القاصدين نشر دار البيان
249. شرح بلوغ المرام للشيخ عطية محمد سالم الشاملة 2
__________
(1) - تراجم شعراء موقع أدب (ج 49 / ص 113)
(2) - تراجم شعراء موقع أدب (ج 10 / ص 379)(1/76)