دراسات في الجرح والتعديل
إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي الهمداني الكوفي
ترجمته وأقوال أئمة الجرح والتعديل فيه
- دراسة تحليليّة -
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد، فإن المرحلة الجامعية بكلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية تُيسّر للطالب معرفة المصادر الأصلية لتراجم الرواة وجرحهم وتعديلهم، وتبسط له القول في كيفية الرجوع إليها والإفادة منها وتهيئ له الاطلاع على قواعد الجرح والتعديل وضوابط تعارضهما، وتُبيّن له الأسلوب الأمثل في تطبيقها.
ولذا فإن الطالب الجامعي بحاجة إلى نموذج يحتذي منهجه ويسلك سبيله في كيفية الإفادة من المصادر، وتنظيم المعلومات والموازنة بينها واستخلاص نتائجها، فرأيت أن الإسهام باليسير من الجهد لتحقيق هذا الغرض يفي ببعض المقصود ويلبي شيئاً من الهدف المنشود، فأعددت هذه الدراسة بعنوان:
"إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي الهمداني الكوفي. ترجمته وأقوال أئمة الجرح والتعديل فيه. دراسة تحليليّة" وقسّمتها إلى فصلين:
الفصل الأول: الترجمة (عرض ودراسة)
وفيه ثمانية مباحث هي:
المبحث الأول: اسمه ونسبه ونسبته وكنيتُه.
المبحث الثاني: مولده (تاريخه ومكانه).
المبحث الثالث: شيوخه.
المبحث الرابع: طبقته.
المبحث الخامس: من يُحكم على روايته عنهم بالانقطاع.
المبحث السادس: الرواة عنه.
المبحث السابع: وفاته.
المبحث الثامن: مَنْ أخرج له من أصحاب الكتب الستة.
الفصل الثاني: أقوال أئمة الجرح والتعديل (عرض وتحليل).
وفيه ستة مباحث هي:
المبحث الأول: أقوال الأئمة المتشددين.
المبحث الثاني: أقوال الأئمة المعتدلين.
المبحث الثالث: أقوال الأئمة المتساهلين.
المبحث الرابع: أقوال الأئمة الآخرين (من لم تُدرس مناهجهم
في الجرح والتعديل)
المبحث الخامس: ثناء آباء إسرائيل عليه.
المبحث السادس: أقوال الأئمة المتأخرين.(1/1)
يلي ذلك خاتمة الدراسة وفهرسان لمصادرها وموضوعاتها.
فآمل أن يجد طالب علم الحديث الشريف في هذه الدراسة منهجاً يرتضيه وأثراً يقتفيه، وأن تجد هذه الدراسة من رجال العلم مايُقَوِّمُ خطأها ويَسُدُّ خللها.
وما توفيقي إلّا بالله عليه توكّلتُ وإليه أنيب.
... المدينة النبوية
... الخميس 21/ ربيع الثاني/ 1414هـ
... د. عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم العبداللطيف
- -
الترجمة
ــ عرض ودراسة ــ
المبحث الأول: اسمه ونسبه ونسبته وكنيته.
إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق(1) ـ عمرو بن عبد الله(2)ـ السَّبِيعي(3) الهمداني(4) الكوفي(5) يُكنى أبا يوسف(6).
المبحث الثاني: مولده (تاريخه ومكانه)
__________
(1) انظر: الطبقات الكبرى 6/374، وطبقات خليفة بن خياط ص168، وتاريخه ص437.
(2) انظر: الطبقات الكبرى 6/313، وطبقات خليفة بن خياط ص162.
(3) السَّبيعي: بفتح السين المهملة وكسر الباء. نسبة إلى سَبيع بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك
ابن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان. انظر: الأنساب 7/35.
(4) طبقات خليفة بن خياط ص168، والتاريخ الكبير 2/56.
(5) انظر: الطبقات الكبرى 6/374، وطبقات خليفة بن خياط ص168، والتاريخ الكبير 2/56، ومعرفة الثقات 1/222.
(6) الطبقات الكبرى 6/374، وسؤالات ابن الجنيد لابن معين ص77، وطبقات خليفة بن خياط ص168، والجرح والتعديل 2/330.(1/2)
قال أبو عبد الله البخاري: قال لي أحمد بن أبي الطَيِّب(1) عن وكيع(2): ((وُلد إسرائيل سنة مائة)) (3).
وقال أيضاً: ((حدثني أحمد بن سليمان قال: سمعت وكيعاً يقول: وُلدَ إسرائيل والحسن بن صالح مقتل قتيبة(4) بخراسان(5))).
وهذا السياق الأخير معارض لما ورد في السياق الأول لأن مقتل قتيبة
ابن مسلم سنة 96هـ(6) والظاهر أن الوهم قد حصل في تحديد سنة مقتل قتيبة، حيث ظن الراوي أنّه سنة مائة، ولم يقع في تاريخ مولد إسرائيل والحسن
ابن صالح، لأن البخاري -رحمه الله- ساق الإسناد نفسه في ترجمة الحسن
ابن صالح فقال: ((قال لي أحمد بن أبي الطيِّب عن وكيع: ولد سنة مائة)) (7).
__________
(1) هو أحمد بن أبي الطيِّب سليمان البغدادي، المعروف بـ (المروزي)، صدوق حافظ، ضعّفه أبو حاتم وقد أدركه ولم يكتب عنه، وكتب عنه أبو زرعة الرازي لكونه حافظاً صدوقاً، من الطبقة العاشرة، مات سنة 230هـ انظر: الجرح والتعديل 2/52، وتهذيب الكمال وتحقيقه 1/357-359، وتقريب التهذيب ص80.
(2) هو ابن الجرّاح، الإمام المشهور. انظر: تهذيب الكمال 1/358.
(3) التاريخ الكبير 2/56. وإسناده حسن.
(4) هو ابن مسلم الباهلي القائد المشهور.
(5) التاريخ الصغير 2/126. بالإسناد المذكور آنفاً.
(6) انظر: تاريخ خليفة بن خياط ص313، وتاريخ الرسل والملوك 6/506.
(7) التاريخ الكبير 2/295.ويوافق ذلك مارواه الخطيب بإسناده إلى هارون بن حاتم عن دُبيْس بن حميد قال: "وُلِدَ إسرائيل بن يونس سنة مائة..." تاريخ بغداد 7/24. وانظر: تهذيب الكمال 2/524. لكن دُبيس بن حميد قد قال فيه أبو حاتم: "ضعيف الحديث". الجرح والتعديل 3/446. وانظر: ميزان الاعتدال 2/23 والراوي عنه هارون بن حاتم أضعف منه قد كتب عنه أبو زرعة وأبو حاتم ثم تركا الرواية عنه، ولما سئل عنه أبو حاتم قال: "أسأل الله السلامة". الجرح والتعديل 9/88. وانظر: ميزان الاعتدال 4/282.(1/3)
وروى أبو عبيد الآجُري عن أبي داود ما يوافق الجزء السالم من الوهم فقال: ((قال أبو داود: وُلِدَ إسرائيل بخُراسان)) (1).
المبحث الثالث: شيوخه
روى إسرائيل بن يونس عن تسعة وستين شيخاً، يمكن تصنيفهم على ثمان مراتب. هي:
أولاً: مرتبة (ثقة) وما فوقها
1- إبراهيم بن عبدالأعلى الجعفي مولاهم الكوفي.
2- أشعث بن أبي الشعثاء المحاربي الكوفي.
3- الرُّكَيْن بن الربيع بن عَميلة الفزاري الكوفي.
4- زياد بن عِلاقة الثعلبي الكوفي(2)، رُمي بالنصب.
5- زيد بن جبير الطائي الكوفي.
6- سعيد بن مسروق الثوري الكوفي.
7- سليمان بن مِهْران الأسدي الكاهلي مولاهم الكوفي الأعمش(3).
8- ضرار بن مُرَّة الشيباني الكوفي.
9- عاصم بن سليمان الأحول(4) البصري.
10- عبدالعزيز بن رُفَيْع الأسدي المكي، نزيل الكوفة.
11- عبدالكريم بن مالك الجزري الحرّاني.
12- عبدالملك بن عُمير(5) اللخمي الكوفي، تغيّر حفظه.
13- عثمان بن عاصم الأسدي(6) الكوفي.
14- عثمان بن عبد الله بن مَوْهب التيمي مولاهم المدني.
15- عثمان بن المغيرة الثقفي مولاهم الكوفي.
16- علي بن بَذيمة الجزري الحرّاني، رُمي بالتشيّع.
17- عمرو بن عبد الله السَّبيعي أبو إسحاق(7) –جد إسرائيل- تغيّر بأخرة(8)، ويُقال: اختلط(9).
18- فرات بن أبي عبد الرحمن القزّاز(10) الكوفي.
19- مَجْزأة بن زاهر(11) الأسلمي الكوفي.
20- محمد بن جُحادة الأودي الكوفي.
21- مُخارق بن خليفة الأحمسِي الكوفي.
__________
(1) سؤالات الآجري أبا داود 3/160-161.
(2) انظر: رجال صحيح مسلم 1/74.
(3) انظر: رجال صحيح البخاري 1/95.
(4) انظر: المصدر السابق في الموضع المذكور.
(5) انظر: رجال صحيح مسلم 1/74.
(6) هو أبو حصين. انظر: رجال صحيح البخاري 1/95.
(7) انظر: التاريخ الكبير 2/56.
(8) انظر: ميزان الاعتدال 3/270.
(9) انظر: تقريب التهذيب ص423.
(10) انظر: رجال صحيح مسلم 1/74.
(11) انظر: التاريخ الكبير 2/56.(1/4)
22- مسلم بن عمران البطين الكوفي.
23- المغيرة بن مِقْسَم(1) الضبي مولاهم الكوفي.
24- المقدام بن شُريح(2) الحارثي الكوفي.
25- منصور بن المعتمر(3) السُّلَمي الكوفي.
26- موسى بن أبي عائشة الهمداني مولاهم الكوفي.
27- هشام بن عروة بن الزبير المدني.
28- هلال بن أبي حُميد الجهني مولاهم الوزّان الكوفي.
29- الوليد بن العَيْزار العبدي الكوفي.
30- يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السَّبيعي.
31- أبو الجويرية الجرمي الكوفي.
32- أبو العنبس الكوفي الأصغر.
33- أبو يعفور العبدي الكوفي.
ثانياً: مرتبة (صدوق) و (لا بأس به)
1- آدم بن سليمان القرشي مولاهم الكوفي.
2- آدم بن علي العجلي الكوفي.
3- إسماعيل بن سُميع الحنفي الكوفي، تُكُلِّم فيه لبدعة الخوارج.
4- حجاج بن دينار الأشجعي مولاهم الواسطي.
5- سعد أبو مجاهد الطائي الكوفي.
6- سِماك بن حرب(4) الذهلي البكري الكوفي، تغيّر بأخرة.
7- عَبّاد بن منصور الناجي البصري، رُمي بالقدر ... تغيّر بأخرة.
8- عبد الله بن شريك العامري الكوفي، يتشيّع.
9- عبد الله بن المختار البصري.
10- عثمان الشحَّام العدوي البصري.
11- عمار بن معاوية الدهني البجلي مولاهم الكوفي، يتشيّع.
12- ميسرة بن حبيب النهدي الكوفي.
ثالثاً: مرتبة (صدوق سيء الحفظ) أو (صدوق لَيِّن الحفظ) أو (... رُبَّما وهم) أو (...يَهِم) أو (... له أوهام) أو (... يُخطئ) أو (... كثير الخطأ)
1- إبراهيم بن مهاجر(5) البجلي الكوفي.
2- إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدِّي(6) القرشي مولاهم الكوفي، رُمي بالتشيّع.
3- شبيب بن بشر البجلي الكوفي.
4- صالح بن رستم المزني مولاهم البصري.
5- طارق بن عبد الرحمن البجلي الكوفي.
__________
(1) انظر: رجال صحيح مسلم 1/74.
(2) انظر: رجال صحيح مسلم 1/75.
(3) انظر: رجال صحيح البخاري 1/95.
(4) انظر: التاريخ الكبير 2/56.
(5) انظر: تاريخ بغداد 7/20.
(6) انظر: رجال صحيح مسلم 1/74.(1/5)
6- عاصم بن بهدلة الأسدي مولاهم الكوفي.
7- عبد الله بن عُصْم الحنفي اليمامي نزيل الكوفة.
8- عبدالأعلى بن عامر الثعلبي الكوفي.
9- عيسى بن أبي عزّة الكوفي.
10- معاوية بن إسحاق بن طلحة التيمي الكوفي.
رابعاً: مرتبة (مقبول) وهم المقلّون من الرواية.
1- حَمّاد بن عبد الرحمن الأنصاري الكوفي.
2- زيد بن عطاء بن السائب الثقفي الكوفي.
3- يوسف بن أبي بُردة بن أبي موسى الأشعري الكوفي.
خامساً: مرتبة (مجهول)
1- قَرَظة. (غير منسوب).
2- أبو حومل(1) العامري.
سادساً: مرتبة (ليّن الحديث)
1- عامر بن شقيق بن جمرة الأسدي الكوفي.
2- أبو يحيى القتّات الكوفي.
سابعاً: مرتبة (ضعيف الحديث)
1- إسماعيل بن سلمان الأزرق(2) التميمي الكوفي.
2- ثوير بن أبي فاختة الكوفي، رمي بالرفض.
3- جابر بن يزيد الجعفي الكوفي. رافضي.
4- عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مليكة التيمي المدني.
5- علي بن سالم بن شوّال.
6- عمر بن عبد الله بن يعلى(2) الثقفي الكوفي.
ثامناً: مرتبة (متروك)
عمرو بن خالد القرشي مولاهم الكوفي الواسطي(3).
بيان عدد شيوخ إسرائيل بن يونس بالنسبة إلى مراتبهم وبلدانهم
كوفيون ... بصريون ... مدنيون ... حرانيون ... واسطيون ... غير منسوبين ... المجموع
ثقة ... 28 ... 1 ... 2 ... 2 ... 33
صدوق ... 8 ... 3 ... 1 ... 12
صدوق سيء الحفظ ... 9 ... 1 ... 10
مقبول ... 3 ... 3
مجهول ... 2 ... 2
ليّن الحديث ... 2 ... 2
ضعيف الحديث ... 4 ... 1 ... 1 ... 6
متروك ... 1 ... 1
المجموع ... 54 ... 5 ... 3 ... 2 ... 2 ... 3 ... 69
خلاصة الجدول:
__________
(1) ، (2) انظر: التاريخ- رواية عباس الدوري عن ابن معين -2/28.
(2) انظر: التاريخ- رواية عباس الدوري عن ابن معين -2/28.
(3) انظر تراجم هؤلاء الشيوخ في (الطبقات الكبرى) و (تهذيب الكمال) و (تقريب التهذيب).(1/6)
1ـ عدد شيوخ إسرائيل من الكوفيين (54) وممن سواهم (15) وذلك يُفسِّر سكوت المصادر التي ترجمت له عن ذكر رحلاته وقت الطلب والتحمّل، فكأن إسرائيل قد اكتفى بالأخذ عن شيوخ بلده الكوفة وما جاورها كالبصرة والوافدين إليهما وعمّن لقيهم في رحلته لأداء فريضة الحج.
2ـ عدد من يُحتجُّ بحديثه (45) ومَنْ يحتمل الاحتجاج أو الاعتبار (13) ومَنْ يصلح للاعتبار فقط (10) ومَنْ لا يصلح للاعتبار (1) وهذا ينبئ عن حُسْنِ انتقاء إسرائيل لشيوخه.
المبحث الرابع: طبقته
تنوّعت آراء الأئمة في تحديد طبقة إسرائيل بن يونس بحسب مصطلح كل إمام في تقسيمه الطبقي(1).
فقد عَدّه محمد بن سعد في الطبقة السادسة من طبقات الكوفيين بعد
الصحابة - رضي الله عنهم -(2).
وذكره خليفة بن خيّاط في الطبقة السابعة من أهل الكوفة(3).
وذكره ابن حبان في طبقة أتباع التابعين(4).
وكذلك الشأن عند الحافظ الذهبي فقد تنوع اجتهاده في ذلك بحسب مصطلحه في كل كتاب من كتبه التي صنَّفها على التقسيم الطبقي، فقد ذكره في الطبقة السابعة عشرة في تاريخ الإسلام(5)، وفي الطبقة الخامسة من الحُفَّاظ(6)، وفي الطبقة السابعة من الأعلام النبلاء(7)، وفي الطبقة الخامسة من المحدثين(8) (طبقة معمر والثوري).
ويجمع هذا التنوّعَ قدرٌ مشتركٌ من الاتفاق وهو كون إسرائيل من أتباع التابعين كما صَرّح به ابن حبَان وزاد الأمرَ وضوحاً تصنيفُ الحافظ ابن حجر حيث قال: ((من السابعة))(9) وهم كبار أتباع التابعين(10).
__________
(1) انظر دراسة مُفصّلة وافية للتنظيم على الطبقات في (بحوث في تاريخ السُّنَّة المشرّفة).
(2) الطبقات الكبرى 6/374.
(3) الطبقات ص168.
(4) الثقات 6/79، ومشاهير علماء الأمصار ص169.
(5) تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 161-170هـ) ص74.
(6) تذكرة الحفاظ 1/214.
(7) سير أعلام النبلاء 7/355.
(8) المعين في طبقات المحدثين ص59.
(9) تقريب التهذيب ص104.
(10) المصدر السابق ص75.(1/7)
المبحث الخامس: مَنْ يُحكم على روايته عنهم ـ إن وجدت ـ بالانقطاع.
قال أبو حاتم: ((إسرائيل لم يسمع من حبيب بن أبي ثابت، ولا من سلمة
ابن كُهيل، ولا من زُبيد ولا من طلحة بن مُصَرِّف)) (1).
وهؤلاء الأربعة كوفيون قد أدركهم إسرائيل، فإن مولده سنة 100هـ، ووفاة طلحة بن مُصَرِّف سنة 112 أو سنة 113هـ، ووفاة حبيب بن أبي ثابت سنة 119هـ، ووفاة زُبيد بن الحارث وسلمة بن كُهيل سنة 122هـ(2). وجَزْمُ
أبي حاتم بعدم سماع إسرائيل منهم يقتضي الحكم على ما قد يوجد من روايته عنهم بالانقطاع من قبيل الإرسال الخفي.
المبحث السادس: الرواة عنه.
عدد الرواة عن إسرائيل بن يونس خمسة وخمسون راوياً، يمكن تصنيفهم على خمس مراتب فيما يلي:
أولاً: مرتبة (ثقة) وما فوقها
1- أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي الكوفي.
2- آدم بن أبي إياس العسقلاني، أصله خراساني، نشأ ببغداد.
3- إسماعيل بن جعفر(3) الأنصاري الزُّرقي مولاهم المدني.
4- الأسود بن عامر الشامي (شاذان)(3) نزيل بغداد.
5- حَجّاج بن محمد المِصِّيصي، ترمذي الأصل، سكن بغداد، ثم تحوّل إلى المِصِّيصة.
6- الحسين بن محمد التميمي المروذي، سكن بغداد.
7- سليمان بن داود الطيالسي البصري.
8- شبابة بن سَوَّار(4) الفزاري مولاهم المدائني. رُمي بالإرجاء.
9- شعيب بن حرب المدائني. نزيل مكة.
10- عبد الله بن صالح العجلي(5) الكوفي، نزل بغداد، وحدّث بها.
11- عبد الرحمن بن مهدي(6) العنبري مولاهم، البصري.
12- عبدالرزاق بن همّام الحميري مولاهم، الصنعاني، عمي في آخر عمره فتغيّر، وكان يتشيّع.
13- عبدالعزيز بن أبي رِزْمة اليشكري مولاهم المروزي.
__________
(1) المراسيل ص14.
(2) انظر: الطبقات الكبرى 6/309-310، 316، 320. وطبقات خليفة بن خياط ص159-162-163.
(3) ، (3) انظر: تاريخ بغداد 7/20.
(4) انظر: رجال صحيح البخاري 1/95.
(5) انظر: تاريخ بغداد 7/20.
(6) انظر: المصدر السابق في الموضع المذكور.(1/8)
14- عبدالملك بن عمرو العقدي البصري.
15- عبدالواحد بن واصل السدوسي مولاهم، البصري، نزيل بغداد.
16- عبيدالله بن موسى(1) العبسي مولاهم الكوفي، كان يتشيّع.
17- عثمان بن عمر(2) بن فارس، البصري، أصله من بُخارى.
18- علي بن الجعد الجوهري البغدادي، رُمي بالتشيّع.
19- عمرو بن محمد العنقزي الكوفي.
20- عيسى بن يونس بن أبي إسحاق. أخو إسرائيل.
21- الفضل بن دُكين(3) التيمي مولاهم، الكوفي.
22- القاسم بن يزيد الجرمي الموصلي.
23- مالك بن إسماعيل(4) النهدي مولاهم الكوفي.
24- محمد بن عبد الله بن الزبير(5) الأسدي مولاهم الكوفي.
25- محمد بن كثير العبدي البصري.
26- محمد بن مُحَبَّب القرشي الدلال البصري.
27- محمد بن يوسف الضبي مولاهم الفريابي(6)، نزيل قيسارية.
28- المعافى بن عمران الأزدي الفهمي الموصلي.
29- معاوية بن عمرو الأزدي البغدادي، كوفي الأصل.
30- موسى بن إسماعيل المنقري مولاهم التبوذكي البصري.
31- النضر بن شُميل(7) المازني البصري، نزيل مرو.
32- هشام بن عبدالملك الباهلي مولاهم الطيالسي البصري.
33- وكيع بن الجرّاح(8) الرؤاسي الكوفي.
34- يحيى بن آدم(9) الأموي مولاهم الكوفي.
35- يحيى بن أبي بكير العبدي الكرماني، كوفي الأصل، سكن بغداد.
36- يحيى بن زكريا بن أبي زائدة(10) الهمداني مولاهم الكوفي.
37- يزيد بن زريع العيشي البصري.
ثانياً: مرتبة (صدوق)
1- أحمد بن خالد الوهْبي الحمصي.
__________
(1) انظر: رجال صحيح البخاري 1/95.
(2) انظر: رجال صحيح مسلم 1/75.
(3) انظر: الجرح والتعديل 2/330.
(4) هو أبو غَسّان. انظر: المصدر السابق في الموضع المذكور.
(5) هو أبو أحمد الزبيري. انظر: رجال صحيح مسلم 1/75.
(6) انظر: رجال صحيح البخاري 1/95.
(7) انظر: رجال صحيح البخاري 1/95.
(8) انظر: الجرح والتعديل 2/330.
(9) انظر: رجال صحيح البخاري 1/95.
(10) انظر: رجال صحيح مسلم 1/75.(1/9)
2- إسحاق بن منصور(1) السَّلولي مولاهم الكوفي. تُكُلّم فيه للتشيّع.
3- أسد بن موسى الأموى المصري. فيه نصب.
4- خلف بن تميم التميمي الكوفي. نزيل المِصِّيصة.
5- سلم بن قتيبة الشعيري الخراساني، نزيل البصرة.
6- عبيد الله بن عبدالمجيد الحنفي البصري.
7- محمد بن سابق(2) التميمي مولاهم الكوفي، نزيل بغداد.
ثالثاً: مرتبة (صدوق يهم) أو ( ...له أوهام) أو (... كثير الأوهام)
1- خالد بن عبد الرحمن الخراساني، نزيل ساحل دمشق.
2- خالد بن يزيد الأسدي الكاهلي الكوفي.
3- زافر بن سليمان الإيادي، سكن الري ثم بغداد.
4- عبد الله بن رجاء الغُداني، البصري.
5- عبدالوهاب بن عطاء الخفّاف العجلي مولاهم البصري، نزيل بغداد.
6- قَبيصة بن عُقبة(3) السُّوائي الكوفي.
7- مَخْلد بن يزيد القرشي الحراني.
8- مُصعب بن المقدام(4) الخثعمي مولاهم الكوفي.
رابعاً: مرتبة (مقبول) وهم المُقِلُّون من الرواية.
- عبد الرحمن بن مصعب الأزدي القطّان الكوفي.
خامساً: مرتبة (ضعيف)
1- حَمّاد بن واقد العيشي البصري.
2- عبد الرحمن بن عثمان الثقفي البكراوي البصري(5).
بيان عدد الرواة عن إسرائيل بن يونس بالنسبة إلى مراتبهم وبُلدانهم
ثقة ... صدوق ... صدوق له أوهام ... مقبول ... ضعيف ... المجموع
مكة ... 1 ... 1
المدينة ... 1 ... 1
البصرة ... 9 ... 2 ... 1 ... 2 ... 14
بغداد ... 8 ... 1 ... 2 ... 11
حَرَّان ... 1 ... 1
حمص ... 1 ... 1
ساحل دمشق ... 1 ... 1
صنعاء ... 1 ... 1
قيساريّة ... 1 ... 1
الكوفة ... 11 ... 1 ... 3 ... 1 ... 16
المدائن ... 1 ... 1
مرو ... 2 ... 2
مصر ... 1 ... 1
المصيصة ... 1 ... 1
الموصل ... 2 ... 2
__________
(1) انظر: المصدر السابق في الموضع المذكور.
(2) انظر: تاريخ بغداد 7/20.
(3) انظر: الجرح والتعديل 2/330.
(4) انظر: رجال صحيح مسلم 1/75.
(5) انظر تراجمهم في (تهذيب الكمال) و(تقريب التهذيب).(1/10)
المجموع ... 37 ... 7 ... 8 ... 1 ... 2 ... 55
خلاصة الجدول
1- استأثرت مدن العراق بالرواية عن إسرائيل بن يونس، فالرواة عنه من
بلده الكوفة (16) راوياً، ومن البصرة (14) راوياً، ومن بغداد (11) راوياً،
ومن الموصل (2) راويان. فهؤلاء ثلاثة وأربعون راوياً.
ولذلك قال ابن حبان: ((يروي عنه أهل العراق))(1) وما ذلك إلّا لتقارب المدينتين (الكوفة والبصرة) ولكون إسرائيل قد دخل بغداد وحدّث بها(2). وأما الرواة عنه من سائر أقطار الإسلام فهم (12) راوياً.
2 – عدد الرواة الذين في درجة الاحتجاج (44) راوياً، ومَنْ يحتمل الاحتجاج أو الاعتبار (9) رواة ومَنْ يصلح للاعتبار فقط (2) راويان.
المبحث السابع: وفاته
ورد في تحديد سنة وفاة إسرائيل ثلاثة أقوال:
أحدها: ما نقله ابن سعد والبخاري ويعقوب بن سفيان عن شيخهم
أبي نُعيم الفضل بن دُكين قال: ((مات إسرائيل سنة ستين ومائة))(3). وورد ذلك أيضاً من قول عثمان بن محمد بن أبي شيبة(4).
الثاني: قول محمد بن سعد وخليفة بن خياط: ((توفي بالكوفة سنة اثنتين وستين ومائة))(5).
الثالث: ما رواه الخطيب قال: ((أخبرنا ابن الفضل(6) حدثنا جعفر
__________
(1) الثقات 6/79.
(2) تاريخ بغداد 7/20.
(3) الطبقات الكبرى 6/374، والتاريخ الكبير 2/56، والتاريخ الصغير 2/125، والمعرفة والتاريخ 1/147.
(4) انظر: رجال صحيح البخاري 1/96، والتعديل والتجريح 1/403. ويوافق ذلك قول قعنب
ابن المحرر فيما رواه الخطيب بإسناده إليه. انظر: تاريخ بغداد 7/24، وتهذيب الكمال 2/524.
(5) الطبقات الكبرى 6/374، وتاريخ خليفة ص437.
(6) هو محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل الأزرق القطَّان. قال الخطيب: "كتبنا عنه وكان ثقة ... توفي سنة خمس عشرة وأربعمائة". انظر: تاريخ بغداد 2/249-250.(1/11)
ابن محمد بن نصير الخُلدي(1) حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي(2) قال: مات إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق سنة إحدى وستين، ويقال: اثنتين وستين ومائة)) (3).
وقد رجّح الحافظ الذهبي القول الثاني(4)، فكأنه نظر لاتفاق المؤرخَينِ محمد
ابن سعد وخليفة بن خياط.
وأما الحافظ ابن حجر فقال: ((مات سنة ستين (ومائة) وقيل: بعدها(5))) وهذا ترجيح للقول الأول لأن قائله أبا نعيم أحد تلامذة إسرائيل من أهل بلده الكوفة، وقد كانت وفاة إسرائيل فيها.
المبحث الثامن: من أخرج له من أصحاب الكتب السّتّة
أخرج الأئمة الستة كلهم لإسرائيل بن يونس في كتبهم الأمّهات(6)، وقد اتفق الشيخان على الإخراج له عن ثلاثة من شيوخه هم:
1-جَدُّه أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السَّبيعي الكوفي، تغيّر بأخرة.
2- المغيرة بن مِقْسَم الضبّي مولاهم الكوفي.
3- منصور بن المعتمر السُّلَمي الكوفي.
وانفرد البخاري عن مسلم بالإخراج له عن اثني عشر هم:
__________
(1) ورد في الإسناد بلفظ (الخالدي) والتصويب من ترجمته في تاريخ بغداد 7/226-231. فقد ذكر الخطيب أنه شيخ الصوفية، وأنه كان ثقة صادقاً ديّنا فاضلاً، ثم ساق من حكاياته في التصوّف ما يناقض ثناءه عليه. توفي سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
(2) هو محدث الكوفة الحافظ المعروف بـ (مُطيَّن) توفي سنة سبع وتسعين ومائتين.
(3) تاريخ بغداد 7/24. وفي هذا الموضع نقل الخطيب هذا القول عن دُبيس بن حميد أيضاً. انظر ما تقدم ص 234.
(4) انظر: تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 161-170هـ) ص77، وتذكرة الحفّاظ 1/214، والكاشف 1/116، وميزان الاعتدال 1/209.
(5) تقريب التهذيب ص104.
(6) انظر: ذكر أسماء التابعين ومن بعدهم 1/70، ورجال صحيح البخاري 1/95، وتسمية من أخرجهم البخاري ومسلم ص78، ورجال صحيح مسلم 1/74، والتعديل والتجريح لمن خرّج له البخاري في الجامع الصحيح 1/402، والجمع بين رجال الصحيحين 1/42، وتهذيب الكمال 2/515، 524.(1/12)
1ـ سعد أبو مجاهد الطائي الكوفي.
2ـ سليمان بن مِهْران الأسدي الكاهلي مولاهم الكوفي.
3ـ عاصم بن سليمان الأحول البصري.
4ـ عثمان بن عاصم الأسدي الكوفي.
5ـ عثمان بن عبد الله بن مَوْهَب التيمي مولاهم المدني.
6ـ عثمان بن المغيرة الثقفي مولاهم الكوفي.
7ـ مَجْزأة بن زاهر الأسلمي الكوفي.
8ـ مُخارِق بن خليفة الأحمسي الكوفي.
9ـ موسى بن أبي عائشة الهمداني مولاهم الكوفي.
10ـ هشام بن عروة بن الزبير المدني.
11ـ أبو الجويرية الجرمي الكوفي.
12ـ أبو يعفور العبدي الكوفي.
وانفرد مسلم عن البخاري بالإخراج له عن ستة هم:
1ـ إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدِّي القرشي مولاهم الكوفي.
2ـ زياد بن عِلاقة الثعلبي الكوفي.
3ـ سِماك بن حرب الذهلي البكري الكوفي، تغيّر بأخرة.
4ـ عبدالملك بن عمير اللخمي الكوفي، تغيّر حفظه.
5ـ فرات بن أبي عبد الرحمن القزّاز الكوفي.
6ـ المقدام بن شُريح الحارثي الكوفي(1).
- -
أقوال أئمة الجرح والتعديل
ــ عرض وتحليل ــ
المبحث الأول: أقوال الأئمة المتشددين
1 - شعبة بن الحجّاج (ت 160هـ)
أولاً: توثيقه لإسرائيل في روايته عن جده أبي إسحاق
قال ابن عدي: ((حدثنا محمد بن محمد النفّاح، ثنا عبد الرحمن بن خالد، ثنا حجّاج(2)
__________
(1) انظر: تهذيب الكمال 2/515-517، وتراجمَ هؤلاء الشيوخ في الكتاب نفسه.
(2) إسنادٌ حسن، رجاله هم:
ـ محمد بن محمد النفّاح الباهلي. قال ابن يونس: "كان صاحب حديث، ثقة ثبتاً متقلّلاً، من أهل الصيانة" توفي في ربيع الآخر سنة أربع عشرة وثلاثمائة. انظر: تاريخ بغداد 3/214.
ـ عبد الرحمن بن خالد هو القطان، صدوق، توفي سنة إحدى وخمسين ومائتين.
انظر: تقريب التهذيب ص339، وتهذيب التهذيب 6/166.
ـ حجّاج هو ابن محمد المِصِّيصي، ثقة ثبت، لكنه اختلط في آخر عمره لما قدم بغداد قبل موته، توفي سنة ست ومائتين. انظر: تقريب التهذيب ص153، وتهذيب الكمال 5/451-456.(1/13)
، قلنا لشعبة: حدِّثْنا حديث أبي إسحاق. قال: سلوا عنها إسرائيل، فإنه أثبت فيها مني))(1).
هذه الرواية إقرار صريح من شعبة بأن إسرائيل أثبت منه في حديث
أبي إسحاق، وذلك توثيق نِسبيٌّ مقيد، يتجلّى سببه بما رواه ابن أبي حاتم من قول إسرائيل: ((كنت أحفظ حديث أبي إسحاق كما أحفظ السورة من القرآن))(2).
ولذا قال الحافظ الذهبي: ((نعم، شعبة أثبت منه إلّا في أبي إسحاق))(3).
ثانياً: اعتماده على خط إسرائيل
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: ((نا صالح بن أحمد بن حنبل، ثنا علي
-يعني ابن المديني- قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي(4) قال إسرائيل: كتب إليّ شعبة: أكتبْ إليّ بحديث إبراهيم بن عبدالأعلى بخطّك، فبعثتُ إليه بها)) (5).
2- يحيى بن سعيد القطّان (ت198هـ)
أولاً: تضعيفه لإسرائيل
قال العقيلي: ((حدثنا زكريا بن يحيى قال: حدثنا محمد بن المثنى(6) قال: ما سمعت يحيى بن سعيد حَدّث عن إسرائيل وكان عبدالرحمن يحدّث عنه))(7).
ورواه ابن عدي بالإسناد نفسه بلفظ: ((ما سمعت يحيى بن سعيد يحدّث عن إسرائيل ولا شريك وكان عبد الرحمن يحدّث عنهما)) (8).
__________
(1) الكامل في ضعفاء الرجال 1/413.
(2) الجرح والتعديل 2/330، وانظر: تهذيب الكمال 2/518-519.
(3) ميزان الاعتدال 1/209، وسيأتي ما انتهى إليه اجتهاد الحافظ الذهبي في ذلك ص 316.
(4) إسنادٌ صحيح.
ـ صالح بن أحمد بن حنبل صدوق ثقة كما قاله عبد الرحمن بن أبي حاتم. الجرح والتعديل 4/394.
ـ وباقي رجال الإسناد أئمة مشهورون.
(5) الجرح والتعديل 2/112.
(6) إسنادٌ صحيح، رجاله هم:
ـ زكريا بن يحيى الساجي، ثقة فقيه، توفي سنة سبع وثلاثمائة. انظر: تقريب التهذيب ص216،
وسير أعلام النبلاء 14/197.
ـ محمد بن المثنى العنزي الزّمن، ثقة ثبت، توفي سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
انظر: تقريب التهذيب ص505، وتهذيب التهذيب 9/425.
(7) الضعفاء 1/131.
(8) الكامل في ضعفاء الرجال 1/411.(1/14)
وهذا اللفظ ((ما سمعت يحيى حَدّث –أو يُحدّث- عن إسرائيل)) ليس صريحاً في التضعيف، وأوضح منه ما رواه العقيلي قال: ((حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا عمرو بن علي(1) قال: كان يحيى لا يحدث عن إسرائيل ولا عن شريك، وكان عبد الرحمن يحدّث عنهما)) (2).
وذلك أن لفظ (كان لا يحدث عن فلان) يفيد العدول عن الرواية والتحديث قصداً بخلاف لفظ (ما سمعتهُ يحدّث عن فلان) فإنه لا يلزم من عدم سماع التلميذ قصدُ الإمام ترك التحديث عن الرواي وورد التفسير الصريح من أئمة آخرين ببيان قصد القطّان ترك التحديث عن إسرائيل وذلك فيما يلي:
أ- ما رواه العقيلي عن محمد بن عيسى، ورواه ابن عدي عن الدولابي، كلاهما عن العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين(3) قال: ((كان يحيى بن سعيد لا يروي عن إسرائيل ولا عن شريك، وكان يستضعف عاصم الأحول، وكان يروي عن من دونهم مُجالد بن سعيد))(4).
وقد تابعهما على جزء من الرواية عبد الرحمن بن أبي بكر الرازي فيما رواه
__________
(1) في هذا الإسناد محمد بن عيسى وهو الهاشمي كما صَرّح العقيلي بهذه النسبة في (الضعفاء 1/280) قال الخطيب: كان ثقة. وقال الحافظ ابن حجر: مقبول. مات سنة أربع وتسعين ومائتين.
تاريخ بغداد 2/401، و تقريب التهذيب ص501.
وأما عمرو بن علي فهو الفلّاس الصيرفي الباهلي الحافظ المشهور، توفي سنة تسع وأربعين ومائتين انظر: تقريب التهذيب ص424، وتذكرة الحفّاظ 2/487 ولهذه الرواية شواهد من طريق الدوري عن ابن معين.
(2) الضعفاء 1/131.
(3) في إسناد العقيلي محمد بن عيسى وهو الهاشمي المذكور آنفاً.
وفي إسناد ابن عدي شيخه محمد بن أحمد بن حماد الدولابي الإمام الحافظ. قال فيه الدارقطني: "يتكلّمون فيه، وماتبيّن من أمره إلّا خير" وقال ابن يونس: "كان أبو بشر من أهل الصنعة، وكان يُضعّف" انظر: سير أعلام النبلاء 14/310.
(4) الضعفاء 1/131، والكامل 1/411-412.(1/15)
ابن عدي، وكذلك أحمد بن سعيد السوسي فيما رواه الخطيب. كلاهما عن عباس
ابن محمد الدوري قال: ((سمعت يحيى بن معين يقول: ...كان يحيى القطّان لا يُحدّث عن إسرائيل ولا عن شريك)) (1).
فقول ابن معين: ((وكان يروي عن من دونهم مجالد بن سعيد)) انتقادٌ منه لموقف القطّان من إسرائيل وشريك مع روايته عن مجالد بن سعيد فأفاد ذلك أن القطّان قد ترك الرواية عن إسرائيل قصداً.
ب- ما رواه ابن عدي قال: (( أخبرنا أحمد بن الحسين الصوفي، ثنا ابن عمار الموصلي:(2) كان يحيى بن سعيد لا يعبأ بإسرائيل)) (3).
ثانياً: موازنته بين إسرائيل وأبي بكر بن عيّاش
__________
(1) الكامل 1/411، وتاريخ بغداد 7/21. وانظر: تهذيب الكمال 2/520.
(2) إسناد صحيح، رجاله هم:
ـ أحمد بن الحسين الصوفي الصغير. قال فيه الذهبي: "ثقة إن شاء الله، ليّنه بعضهم"، توفي في آخر سنة اثنتين وثلاثمائة. انظر: تاريخ بغداد 4/98-99، وميزان الاعتدال 1/92-93، وسير أعلام النبلاء 14/153-154.
ـ والموصلي هو محمد بن عبد الله بن عمّار، ثقة حافظ، توفي سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
انظر: تقريب التهذيب ص489، وتهذيب الكمال 25/509 -513.
(3) الكامل 1/412.
ويوافق ذلك ما رواه الخطيب قال: أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: "إسرائيل، كان يحيى -يعني ابن سعيد القطّان –لا يرضاه، وكان ابن مهدي يرضاه" تاريخ بغداد 7/21.
في إسناده محمد بن محمد بن داود الكرجي لم يتبيّن لي من حاله سوى أنّه حدّث بطوس ونزل طرسوس، انظر: الأنساب 10/379، وتبصير المنتبه 3/1209.
وعبدالرحمن بن يوسف بن خراش حافظ رافضي. انظر: تاريخ بغداد 10/280، وتذكرة الحفّاظ 1/684، وسير أعلام النبلاء 13/508.(1/16)
روى العقيلي وابن أبي حاتم وابن عدي من طريق صالح بن أحمد بن حنبل وروى الخطيب البغدادي من طريق حنبل بن إسحاق كلاهما: عن علي ابن المديني قال: ((سمعت يحيى بن سعيد يقول: إسرائيل فوق أبي بكر بن عيّاش))(1) فهذا توثيق نسبي يُقارن بما قاله القطّان نفسه في أبي بكر بن عيّاش، ففيما رواه الخطيب البغدادي:
- قال: (( أخبرنا أبو نُعيم الحافظ، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن الصوّاف، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا علي بن المديني(2) قال: قال يحيى بن سعيد: لو كان أبو بكر بن عياش بين يدي ما سألته عن شيء))(3).
- وقال: (( أخبرنا عبد الله بن أحمد السوذرجاني –بأصبهان- أخبرنا أبو بكر
ابن المقرئ، حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، حدثنا أبو حفص عمرو
ابن علي(4)
__________
(1) الضعفاء للعقيلي 1/131، والجرح والتعديل 2/330، والكامل 1/412، وتاريخ بغداد 7/22. وانظر: تهذيب الكمال 2/519.
(2) رجال هذا الإسناد هم:
-أبو نعيم هو الإصبهاني الحافظ المشهور، توفي سنة ثلاثين وأربعمائة.
-الصوّاف، أثنى عليه الدارقطني فقال: "ما رأت عيناي مثل أبي علي الصوّاف ورجل آخر بمصر"، وقال محمد بن أبي الفوارس: "كان ثقة مأموناً، من أهل التحرّز، ما رأيت مثله في التحرّز" توفي سنة تسع وخمسين وثلاثمائة. انظر: تاريخ بغداد 1/289، وسير أعلام النبلاء 16/184.
-ابن أبي شيبة، حافظ متكلَّم فيه، أنصفه ابن عدي، توفي سنة سبع وتسعين ومائتين.
قال الحافظ السخاوي: "ضعيف لكنه من أئمة هذا الشأن".
انظر: الكامل 6/2297، وتاريخ بغداد 3/42، والمتكلمون في الرجال ص 100.
(3) تاريخ بغداد 14/378.
(4) في هذا الإسناد: أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني ـ كما صرح الخطيب باسمه تامًّا في تاريخ بغداد 9/284. ولم أقف له على ترجمة.
وكذلك محمد بن الحسن بن علي بن بحر، لم أجد فيه توثيقاً سوى قول تلميذه أبي بكر بن المقريء: "الشيخ الصالح". انظر: المعجم 1/280.
وروايتا الخطيب هاتان -وإن كانتا ضعيفتي الإسناد-تعتضدان من جهة المعنى.(1/17)
قال: كان يحيى بن سعيد إذا ذُكِرَ عنده أبو بكر بن عيّاش كَلُحَ(1) وجهه))(2).
وبهاتين الروايتين يتبيّن تضعيف القطّان لأبي بكر بن عيّاش تضعيفاً شديداً بما ورد في الرواية الأولى من اللفظ وبما ورد في الرواية الثانية من حركة الانفعال (كَلُحَ وجهه).
فليس ضعف إسرائيل عنده بالضعف الشديد وإن ترك الرواية عنه لتشدّده، فإن الفرق ظاهر بين حال من يكتفي الإمام المتشدّد بترك الرواية عنه ويقول في شأنه: ((هو فوق فلان)) وبين حال من يكلُح وجهه عند ذكره، ويقول في شأنه:
((لو كان بين يدي ما سألته عن شيء))(3).
ومع ذلك فقد عَلّق الحافظ الذهبي على موقف القطّان بقوله: ((ولم يصنع يحيى بن سعيد شيئاً في تركه الرواية عنه وروايته عن مجالد)) (4).
ثالثاً: سبب عدوله عن الرواية عن إسرائيل
ورد في بيان سبب عدول القطّان عن الرواية عن إسرائيل روايتان:
الرواية الأولى: ما روى الخطيب من طريق أبي داود قال: ((قلت لأحمد بن حنبل: إسرائيل إذا تفرّد بحديث يحتجّ به؟ قال: إسرائيل ثبت الحديث كان يحيى يحمل عليه في حال أبي يحيى القتّات . قال: روى عنه مناكير، قال أحمد: ما حّدث عنه يحيى
بشيء ))(5).
وقد نصّ المِزّي على أن المراد هنا يحيى القطّان، حيث قال: ((... كان يحيى
-يعني القطّان- يحمل عليه)) (6).
فكأن عدول يحيى عن إسرائيل لروايته مناكير عن أبي يحيى القتات، ومثل هذا السبب لا يقتضي تضعيف الراوي أو ترك الرواية عنه مطلقاً، لاسيما مع ورود التصريح من يحيى نفسه بأن الحمل ليس على إسرائيل وحده وذلك فيما رواه
__________
(1) الكُلُوح: تكشَّرٌ في عبوس. انظر: لسان العرب 2/574 مادة (كلح).
(2) تاريخ بغداد 14/378.
(3) قال الحافظ ابن حجر: "أبو بكر بن عيّاش ... ثقة عابد، إلّا أنّه لما كبر ساء حفظه، وكتابه صحيح". تقريب التهذيب ص624.
(4) سير أعلام النبلاء 7/358.
(5) تاريخ بغداد 7/23. وانظر: تهذيب الكمال 2/519-520.
(6) المصدر السابق 2/520.(1/18)
عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: ((نا صالح بن أحمد بن حنبل قال: قال علي –يعني
ابن المديني- قيل ليحيى بن سعيد القطّان: روى إسرائيل عن أبي يحيى القتّات ثلاثمائة. فقال: لم يؤت منه، أتي منهما جميعاً)) (1).
وفَسَّر الشيخ عبد الرحمن المعلمي –رحمه الله تعالى- ذلك بقوله: ((أراد القطّان أن النكارة جاءت من جهة الرجلين معاً فأبو يحيى لضعفه خلّط فيها، ثم زادها إسرائيل تخليطاً لأنه لم يتقن حفظها عن أبي يحيى))(2).
لكن وردت الرواية من الطريق نفسه بلفظ آخر وذلك فيما رواه ابن عدي من طريق صالح بن أحمد بن حنبل، حدثني علي بن المديني قال: ((... وقيل ليحيى: إن إسرائيل روى عن إبراهيم بن مهاجر ثلاثمائة، وعن القتّات ثلاثمائة، قال: لم يُؤت منه أُتي منهما جميعاً))(3).
قال الحافظ الذهبي: ((يُشير إلى لين ابن مهاجر والقتّات)) (4).
وقال الحافظ ابن حجر مُعلِّقاً على قوله ((أُتي منهما جميعاً)) ((يعني من أبي يحيى ومن إبراهيم، فقد لاح لك أن القطّان ليس في كلامه هذا ما يوهن إسرائيل)) (5).
وعلى هذا الوجه من الرواية برئت ساحة إسرائيل من تلك المناكير لضعف شيخيه اللذين رواها عنهما وأورد الحافظ ابن حجر هذه الرواية في ترجمة إسرائيل من كلام يحيى بن معين في موضعين:
__________
(1) الجرح والتعديل 3/432.
(2) انظر: تعليق المعلمي على (الجرح والتعديل 3/433).
(3) الكامل 1/412. وانظر: تهذيب الكمال 34/402-403. واللفظ فيه (وقال علي ابن المديني: "قيل ليحيى بن سعيد القطّان: روى إسرائيل عن أبي يحيى القتّات ثلاثمائة، قال: لم يؤت منه، أُتي منهما جميعاً". وقد تعقبه الحافظ ابن حجر بأنّه لم يُوردْ الرواية بسياقها التام. انظر: تهذيب التهذيب 12/278.
(4) سير أعلام النبلاء 7/360.
(5) تهذيب التهذيب 12/278.(1/19)
1 - قال في تهذيب التهذيب: ((قال ابن أبي خيثمة: قيل ليحيى –يعني ابن معين- روى عن إبراهيم بن المهاجر ثلاثمائة، وعن أبي يحيى القتّات ثلاثمائة. فقال: لم يؤت منه أُتي منهما جميعاً)) (1).
ثم قال الحافظ: ((فهذا ردّ لتضعيف القطّان له بذلك)) (2).
2 – وقال في هدي الساري مبيناً وجه حمل القطّان عليه: ((وقد بحثتُ عن ذلك فوجدتُ الإمام أبا بكر بن أبي خثيمة قد كشف علة ذلك وأبانها بما فيه الشفاء لمن أنصف، قال ابن أبي خيثمة في تاريخه: قيل ليحيى بن معين: إن إسرائيل روى عن أبي يحيى القتات ثلاثمائة، وعن إبراهيم بن مهاجر ثلاثمائة –يعني مناكير- قال: ((لم يُؤتَ منه أُتي منهما جميعاً)) قلت: وهو كما قال ابن معين، فتوجّه أن كلام يحيى القطّان محمول على أنّه أنكر الأحاديث التي حدّثه بها إسرائيل عن أبي يحيى فظن أن النكارة من قِبَله، وإنما هي من قِبَل أبي يحيى كما قال ابن معين، وأبو يحيى ضعّفه الأئمة النقّاد فالحمل عليه أولى من الحمل على مَنْ وثّقوه، والله أعلم))(3).
والذي يظهر لي أن الكلام للقطّان، وذلك لما يلي:
أ – ورود الرواية بسياقها التام عن القطّان عند ابن عدي بالإسناد الذي روى به ابن أبي حاتم القصّة نفسها ناقصة السياق.
ب – أن المقارنة بين نقلي الحافظ ابن حجر حيث قال: ((قال ابن أبي خيثمة في تاريخه: "قيل ليحيى بن معين:...."، وقال: ((قال ابن أبي خيثمة: "قيل ليحيى
__________
(1) 1/263.
(2) تهذيب التهذيب 1/263.
(3) هدي الساري ص390.(1/20)
–يعني ابن معين-: ... " توحي بأن أصل العبارة في التاريخ ((قيل ليحيى)) فقط. فسلك بها الحافظ ابن حجر الجادّة عند حكايته للرواية لكون ابن أبي خيثمة إنما يروي عن ابن معين، وأما روايته عن القطّان فمنقطعة، فمرّةً أدرجه فقال: "... قيل ليحيى بن معين: ... " ومَرّةً فَصَله فقال: "... قيل ليحيى – يعني ابن معين -: ... "))(1).
والرواية الثانية: ما روى الخطيب - أيضاً – من طريق محمد بن موسى
ابن مُشَيش عن الإمام أحمد قال: ((... وما روى يحيى عن إسرائيل شيئاً، فقيل: لِمَ؟ فقال: لا أدري، أُخبرك، إلّا أنهم يقولون مِنْ قِبَلِ أبي إسحاق لأنّه خَلّط))(2).
فهذا سبب آخر، لكنه خاصّ بعدم رواية القطّان عن إسرائيل شيئاً من روايته عن جده أبي إسحاق.
3 - أبو نُعيم الفضل بن دُكين (ت218هـ)
روى الخطيب بإسناده إلى محمد بن الحسين بن أبي الحنين قال: ((سمعت أبا نُعيم
ـ وسئل عن إسرائيل وأبي عوانة ـ فقال: إسرائيل أثبت من أبي عوانة))(3).
وهذا توثيق نسبي في التثبّت، يوضحه ما يلي:
أ – ما رواه ابن أبي حاتم بإسناده عن الإمام أحمد أنه سُئِل: ((أبو عوانة أثبت أم شريك؟ قال: إذا حدّث أبو عوانة من كتابه فهو أثبت، وإذا حدّث من غير كتابه فربّما وهم، قال عفان: كان أبو عوانة صحيح الكتاب كثير العَجْم والنَّقط، كان ثبتاً ...))(4).
__________
(1) رجّح الشيخ عبد الرحمن المعلّمي ـرحمه الله تعالى أن الرواية الناقصة (رواية ابن أبي حاتم) من كلام يحيى بن سعيد القطان، وأن الرواية التامة (رواية ابن أبي خيثمة) من كلام يحيى بن معين. انظر تعليقه على الجرح والتعديل 3/433. ولكن يَرِدُ على هذا مجيء الرواية تامة السياق عند ابن عدي
عن القطان بإسناد ابن أبي حاتم.
(2) تاريخ بغداد 7/23، وانظر: تهذيب الكمال 2/520.
(3) تاريخ بغداد 7/22، وانظر: تهذيب الكمال 2/522.
(4) الجرح والتعديل 9/40، وانظر: تهذيب الكمال 30/446.(1/21)
ب – قول أبي زرعة الرازي لَمّا سئل عن أبي عوانة: ((بصري ثقة إذا حدّث من كتابه))(1).
ج - قول أبي حاتم لَمّا سأله ابنه عبد الرحمن عن أبي عوانة: ((كتبه صحيحة، وإذا حدّث من حفظه غلط كثيراً، وهو صدوق ثقة...))(2).
وعلى هذا فلا تعارض بين قول أبي نُعيم وما ورد في رواية ابن مُحرز من قول
ابن معين: (( أبو عوانة أحبّ إليّ منه وأثبت))(3) بل يُحمل كل واحدٍ منهما على الوجه المناسب له، فإسرائيل أثبت من أبي عوانة إن حدّث أبو عوانة من حفظه، وأبو عوانة أثبت منه إن حدّث من كتابه.
4 - يحيى بن معين (ت 233هـ)
أولاً: توثيقه لإسرائيل توثيقاً مطلقاً
روى ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي خيثمة، كما روى ابن عدي من طريق أحمد ابن سعد بن أبي مريم كلاهما عن يحيى بن معين قال: ((إسرائيل ثقة))(4).
ثانياً: بيان حال إسرائيل في مبتدأ أمره، وحاله بعد ذلك.
قال عباس الدُّوري: ((سئل يحيى عن إسرائيل فقال: قال يحيى بن آدم: كُنَّا نكتب عنده من حفظه. قال يحيى: كان إسرائيل لا يحفظ، ثم حفظ بَعْدُ))(5).
وفَسَّر الحافظ الذهبي قول يحيى: ((ثم حفظ بَعْدُ)) بقوله: ((يعني أنه درس كتابه))(6).
ثالثاً: موازنته بين إسرائيل وبين أبيه يونس
قال عثمان بن سعيد الدارمي: ((قلت: فيونس بن أبي إسحاق أحب إليك أو إسرائيل؟ فقال: كلٌ ثقة))(7).
وفي هذا القول تسوية بين الأب وابنه في مرتبة التوثيق المطلق.
رابعاً: موازنته بين إسرائيل وبين شريك بن عبد الله
قال عباس الدوري: ((سمعت يحيى يقول: إسرائيل أثبت حديثاً من
شريك))(8).
__________
(1) الجرح والتعديل 9/41.
(2) المصدر السابق في الموضع المذكور.
(3) معرفة الرجال، رواية ابن محرز 1/117.
(4) الجرح والتعديل 2/331، والكامل 1/413. وانظر: تهذيب الكمال 2/521.
(5) التاريخ 2/29.
(6) سير أعلام النبلاء 7/357.
(7) تاريخ الدارمي ص 72، 235.
(8) التاريخ 2/29.(1/22)
وقال ابن الجنيد: ((قلت ليحيى: أيما أثبت شريك أو إسرائيل؟ قال: إسرائيل أقرب حديثاً، وشريك أحفظ))(1).
وهاتان الروايتان متفقتان على كون إسرائيل أثبت، وذلك من جهة الإتقان، ولكن شريكاً أحفظ كما نصّت عليه رواية ابن الجنيد.
ويظهر أثر هذا التوثيق بمعرفة أقوال ابن معين في شريك وهي:
أ – رواية إسحاق بن منصور الكوسج عن ابن معين قال: ((شريك ثقة، من يسأل عنه؟))(2).
ب – رواية معاوية بن صالح عن ابن معين قال: ((شريك صدوق ثقة، إلّا أنّه إذا خالف فغيره أحب إلينا منه))(3).
ج ــ رواية يزيد بن الهيثم قلت ليحيى: ((يروي يحيى بن سعيد القطّان عن شريك؟ فقال: لم يكن شريك عند يحيى بشيء، وهو ثقة))(4).
د ـ رواية أبي يعلى الموصلي عن ابن معين قال: ((شريك ثقة إلّا أنه كان لا يتقن، ويغلط ويذهب بنفسه على سفيان وشعبة))(5).
فهذه الروايات تفيد أن شريكاً وإن كان ثقة عند ابن معين فإنه لا يراه في الدرجة العليا من الإتقان، ولذلك قال: ((إسرائيل أثبت حديثاً من شريك)) هذا في حال الإطلاق، وأما عند التقييد بالرواية عن أبي إسحاق فقد قال الدارمي في ذكره لأصحاب أبي إسحاق السبيعي: ((سألت يحيى بن معين عن أصحاب أبي إسحاق السَّبيعي قلت: ... فشريك أحب إليك أو إسرائيل؟ فقال: ((شريك أحبّ إليّ وهو أقدم، وإسرائيل صدوق))(6).
خامساً: موازنته بين إسرائيل وبين شيبان في روايتهما عن أبي إسحاق
__________
(1) سؤالات ابن الجنيد ص78.
(2) الجرح والتعديل 4/367. وإسناده صحيح فقد رواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن إسحاق...
(3) الكامل 4/1323. وانظر: تهذيب الكمال 12/469.
(4) من كلام أبي زكريا يحيى بن معين، رواية ابن الهيثم ص36.
(5) الكامل 4/1323-1324. وانظر: تهذيب الكمال 12/468.
(6) تاريخ الدارمي ص 59.(1/23)
قال عباس الدوري: ((سمعت يحيى يقول: إسرائيل أثبت في أبي إسحاق من شيبان))(1) ولم يذكر الحافظ المِزِّي في الرواة عن أبي إسحاق من اسمه (شيبان)(2) كما أنه لم يذكر أبا إسحاق فيمن روى عنهم شيبان بن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي(3)، ولكن أبا إسحاق كوفي من الطبقة الثالثة وهي الوسطى من التابعين توفي سنة 129هـ(4)، وشيبان بن عبد الرحمن من الطبقة السابعة وهي كبار أتباع التابعين توفي سنة 164هـ(5)، وقد قال المِزِّي: ((شيبان بن عبد الرحمن ... سكن الكوفة زماناً ثم انتقل إلى بغداد))(6) فهذا يُرجّح أنه المقصود بالقول في رواية عباس عن يحيى
ابن معين.
وقد قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: ((أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إليَّ قال: سمعت يحيى بن معين يقول: شيبان بن عبد الرحمن ثقة، كان صاحب كتاب، رجل صالح ... وهو أحفظ من إسرائيل))(7).
وتقديم ابن معين لشيبان على إسرائيل في هذه الرواية في مطلق الحفظ، وليس في التثبت في الرواية عن أبي إسحاق، ولهذا فلا تعارض بين ذلك وبين رواية عباس عن ابن معين.
سادساً: موازنته بين إسرائيل ومُجالد بن سعيد
قال عباس الدوري: ((سمعت يحيى يقول: إسرائيل وشريك أحبّ إليّ من مجالد))(8).
وهذا التوثيق النسبي إنما يتبيّن أثره بمعرفة أقوال ابن معين في مجالد وبالوقوف على السبب الذي ورد لأجله هذا القول.
فأما أقوال ابن معين في مجالد بن سعيد فهي:
أ – رواية لعباس الدوري قال: ((سمعت يحيى يقول: مجالد بن سعيد ثقة))(9).
__________
(1) التاريخ 2/28.
(2) انظر ترجمة أبي إسحاق في (تهذيب الكمال 22/109).
(3) انظر ترجمة شيبان في المصدر السابق 12/593.
(4) انظر: تقريب التهذيب ص423.
(5) انظر: المصدر السابق ص269.
(6) تهذيب الكمال 12/593.
(7) الجرح والتعديل 4/356، وانظره 3/589. وإسناده صحيح كما هو ظاهر.
(8) التاريخ 2/29.
(9) التاريخ 3/270.(1/24)
وهذه الرواية قد أهملتها المصادر الناقلة لأقوال ابن معين من طريق الدوري(1)، ولعل ذلك الإهمال لمعارضتها للرواية التالية من طريق عباس الدوري نفسه، ولشذوذها عن الروايات الأخرى الآتية.
ب – رواية أخرى لعباس الدوري قال: ((سمعت يحيى يقول: مُجالد وحَجَّاج لا يُحتَجُّ بحديثهما))(2).
ج - رواية ابن أبي خيثمة: ((سمعت يحيى يقول: مجالد ضعيف واهي الحديث))(3).
د – رواية الدارمي قال: ((قلت ليحيى: فمجالد بن سعيد كيف حديثه؟ فقال: صالح كَأنّه))(4).
وفسّر الشيخ الدكتور أحمد محمد نور سيف هذا اللفظ بأنه مصطلحٌ يُشبه قولهم: (صويلح)(5).
فظهر بالرواية الثانية عند عباس الدوري ورواية ابن أبي خيثمة تضعيف
ابن معين لمجالد، وظهر برواية الدارمي أن مُجالداً إن ارتقى إلى مراتب التوثيق لم يتجاوز أدناها، وهي مرتبة (صويلح) فمثل هذا لا يليق ذكره على سبيل المفاضلة بينه وبين إسرائيل الثقة عند ابن معين.
ولكن الداعي لهذه المفاضلة يبيِّنه سياق الرواية المتقدّم فيما رواه العقيلي
وابن عدي من طريق عباس الدوري نفسه عن ابن معين قال: ((كان يحيى بن سعيد لا يروي عن إسرائيل ولا عن شريك، وكان يستضعف عاصم الأحول، وكان يروي عن من دونهم مُجالد بن سعيد))(6).
__________
(1) انظر: تحقيق د. أحمد محمد نور سيف للتاريخ من رواية عباس 3/270.
(2) التاريخ 4/60.
(3) الجرح والتعديل 8/361-362. وانظر: تهذيب الكمال 27/223.
(4) تاريخ الدارمي ص217.
(5) انظر: تحقيق د. أحمد محمد نور سيف لتاريخ الدارمي ص217.
(6) انظر: ص (257-258).(1/25)
ورواه ابن عدي –أيضاً – عن عبد الرحمن بن أبي بكر الرازي حدثنا عباس قال: ((سمعت يحيى يقول: إسرائيل وشريك أحبُّ إليَّ من مُجالد، وهو أثبت حديثاً من شريك، وكان يحيى بن القطّان لا يحدّث عن إسرائيل ولا عن شريك))(1). فظهر بهذا أن مفاضلة ابن معين بين إسرائيل ومُجالد إنما وقعت في سياق انتقاده للقطان على تجنّبه الرواية عن إسرائيل وشريك مع روايته عن من دونهم مُجالد بن سعيد.
سابعاً: موازنته بين إسرائيل وأبي عوانة
قال أحمد بن محمد بن القاسم بن مُحرز: ((... وسمعت يحيى بن معين وقيل له:
أبو عوانة أحب إليك أم إسرائيل؟ قال: أبو عوانة أحب إليَّ منه وأثبت))(2). وذلك محمول على رواية أبي عوانة من كتابه كما تقدم(3).
ثامناً: موازنته بين إسرائيل وبين رواة آخرين من جهة زمن التلقّي عن
أبي إسحاق
قال عباس الدوري: ((سمعت يحيى يقول: زكريا بن أبي زائدة، وزهير
ابن معاوية، وإسرائيل حديثهم عن أبي إسحاق قريب من السَّوَاء، وإنما أصحاب أبي إسحاق سفيان وشعبة))(4).
وكذلك روى عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: ((قرئ على العباس بن محمد قال: قيل ليحيى بن معين: زهير وإسرائيل أيهما أثبت في أبي إسحاق؟ قال: كلاهما قريب))(5).
ويوضح المراد سياق الرواية الأولى فيما أورده الحافظ ابن رجب إذ قال: ((ونقل الدُّوري عنه قال: زكريا وزهير وإسرائيل حديثهم عن أبي إسحاق قريب من السَّواء، سمعوا منه بأخرة، إنما صحب أبا إسحاق سفيان وشعبة))(6).
وقال أبو خالد الدقاق: ((قلت ليحيى بن معين: مَنْ أكبر في أبي إسحاق شريك أو سفيان؟ قال: سفيان. قلت: وشريك أو شعبة؟ قال: شعبة. قلت: فشعبة أو سفيان؟ قال: جميعاً واحد)).
__________
(1) الكامل 1/412، وإنما ورد تصريح ابن عدي بأن شيخه عبد الرحمن بن أبي بكر رازيٌ في الكامل 1/109، 123.
(2) معرفة الرجال، رواية ابن محرز 1/117.
(3) انظر: ص (266).
(4) التاريخ 2/173.
(5) الجرح والتعديل 3/589.
(6) شرح علل الترمذي 2/711.(1/26)
ثم قال: ((زهير وإسرائيل وشريك وأبو عوانة، هؤلاء الأربعة في أبي إسحاق واحد، وإسرائيل أقدم من عيسى، ليس به بأس))(1).
وقول يحيى في رواية عباس: ((حديثهم عن أبي إسحاق قريب من السواء)) لا يعارض قوله في رواية الدقاق: ((هؤلاء الأربعة في أبي إسحاق واحد)) لأن التسوية بينهم في الحكم لا تنافي التفاوت اليسير، لاسيما وقد روى عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: ((أنا ابن أبي خيثمة فيما كتب إليّ قال: سمعت يحيى بن معين يقول: زهير
ابن معاوية ثقة، وزهير وشيبان أحفظ من إسرائيل))(2).
كما أن قوله في رواية الدقاق ((ليس به بأس)) لا يُنافي ما تقدم في روايتي ابن أبي خيثمة وابن أبي مريم من قوله: ((ثقه)) فقد قال ابن معين: ((إذا قلت: ليس به بأس فهو ثقة))(3).
وأما قوله: ((زهير وإسرائيل وشريك وأبو عوانة هؤلاء الأربعة في أبي إسحاق واحد)) فمخالف لقوله المتقدم في رواية الدارمي لمّا سأله عن أصحاب أبي إسحاق السبيعي: ((شريك أحب إليك أو إسرائيل؟: شريك أحب إليّ وهو أقدم، وإسرائيل صدوق)) حيث سوّى بين إسرائيل وشريك مَرّة، وقدم شريكاً عليه مرة أخرى، لكن سيأتي ما يرجّح رواية الدارمي من قول الإمام أحمد: ((إسرائيل هو أصح حديثاً من شريك إلّا في أبي إسحاق فإن شريكاً أضبط عن أبي إسحاق))(4).
__________
(1) من كلام أبي زكريا يحيى بن معين، رواية أبي خالد الدّقاق ص55.
(2) الجرح والتعديل 3/589.
(3) علوم الحديث ص238. وانظر: لسان الميزان 1/13.
(4) انظر: ص (291-292).(1/27)
وكذلك مساواته بين إسرائيل وأبي عوانة في الرواية عن أبي إسحاق لا تنافي تقديمه لأبي عوانة على إسرائيل في الرواية عن غيره، لأن المساواة بينهما إنما هي في شأن السماع من أبي إسحاق بأخرة، وإلّا فإن أبا عوانة إذا حدّث من كتابه فهو أثبت من إسرائيل(1).
5 - أبو حاتم الرازي (ت 277هـ)
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: ((سمعت أبي يقول: إسرائيل ثقة متقن، من أتقن أصحاب أبي إسحاق))(2).
__________
(1) ثمّة رواية عن ابن معين في إسنادها ضعف. وهي: ما رواه ابن عدي (الكامل 1/413) قال: "حدثنا أحمد بن علي المدائني ثنا الليث بن عبدة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: إسرائيل قريب من جرير".
ووجه الضعف أن المدائني شيخ ابن عدي، قد قال فيه ابن يونس "لم يكن بذاك، كان ذا دُعابة،
وكان جواداً كريماً حسن الحفظ" وقال مسلمة بن قاسم: "كان عيّاراً من الشُطَّار كثير المجون،
ولا نحب أن يُكتب [ عن ] مثله شيء". وقد أخرج له ابن حبان في صحيحه، وهذا يقتضي توثيقه له. انظر: ميزان الاعتدال 1/122. ولسان الميزان 1/226-227، ولو صحت هذه الرواية،
وكان المراد جرير بن حازم الأزدي ـ أحد الرواة عن أبي إسحاق السبيعي ـ فقد روى الدوري
عن ابن معين قوله "كان يحيى بن سعيد القطان يقول: جرير بن حازم ثقة، وكان يرضاه" التاريخ 2/80. وقال الدارمي ليحيى بن معين: "كيف بحديث جرير بن حازم؟ فقال: ثقة"
تاريخه ص88.
(2) الجرح والتعديل 2/331. وبهذا اللفظ ساقه الباجي في (التعديل والتجريح 1/403) وقد ورد في (تهذيب الكمال 2/521) و(سير أعلام النبلاء 7/357) و (تهذيب التهذيب 1/262) بلفظ "ثقة صدوق، من أتقن أصحاب أبي إسحاق" وفي (ميزان الاعتدال 1/209): "صدوق، من أتقن أصحاب أبي إسحاق" وفي (الكاشف 1/116): "هو من أتقن أصحاب أبي إسحاق" وهذا كله من ورود ألفاظ الأئمة المتقدمين مختصرة أو محكيّة بالمعنى في كتب الأئمة المتأخرين.(1/28)
وهذا التوثيق مشتمل على جملتين: إحداهما توثيق مطلق وهي ((ثقة متقن)) والأخرى مزيد توثيق مقيّد وهي ((من أتقن أصحاب أبي إسحاق)) وليس بأتقنهم.
وقال عبد الرحمن –أيضاً-: ((سمعت أبي يقول: زهير أحب إلينا من إسرائيل في كل شيء إلّا في حديث أبي إسحاق ... وزهير متقن، صاحب سُنَّة، غير أنه تأخّر سماعه من أبي إسحاق))(1).
وفي هذا تقديم لزهير بن معاوية على إسرائيل فيما عدا رواية إسرائيل عن
جده، وبيان لسبب تقديمه على زهير في الرواية عن أبي إسحاق وذلك لتأخر سماع زهير منه، كما قال أبو زرعة الرازي: ((ثقة إلّا أنه سمع من أبي إسحاق بعد الاختلاط))(3).
وقال عبد الرحمن: ((سمعت أبي يقول: كان زكريا بن أبي زائدة ليّن الحديث، كان يُدلّس، وإسرائيل أحبّ إليّ منه، يُقال: إن المسائل التي يرويها زكريا لم يسمعها من عامر(2) إنما أخذها من أبي حريز))(3).
وهذه المفاضلة بين الراويين ((إسرائيل أحبّ إليّ منه)) إنما هي بالنظر إلى سلامة إسرائيل من التدليس، وإلّا فلا مقارنة بين إسرائيل وهو (ثقة متقن) في المرتبة الأولى من التوثيق حسب تصنيف عبد الرحمن بن أبي حاتم(4) وبين زكريا وهو عنده
(ليّن الحديث) وهي المرتبة الأولى من التضعيف(5)، وسياق الكلام مُشْعِرٌ بالمقصود من المفاضلة حيث وردت محفوفة بغمز زكريا بالتدليس.
6 - النسائي (ت 303هـ)
قال أبو عبد الرحمن النسائي: ((ليس به بأس))(6).
خُلاصة أقوال الأئمة المتشددين
قدّمه شُعبة على نفسه في الرواية عن أبي إسحاق لأنه أثبت في الرواية عنه، واعتمد على خَطّه في حديث إبراهيم بن عبدالأعلى.
تجنّب القطّان الرواية عنه لمناكير رواها عن أبي يحيى القتات وإبراهيم
__________
(1) ، (3) الجرح والتعديل 3/589.
(2) هو ابن شراحيل الشعبي. انظر: تهذيب الكمال 9/362.
(3) الجرح والتعديل 3/594.
(4) انظر: المصدر السابق 2/37.
(5) انظر: المصدر السابق 2/37.
(6) تهذيب الكمال 2/523.(1/29)
ابن المهاجر، ولكون أبي إسحاق قد خلّط في حديثه. وهو أقوى عنده من أبي بكر
ابن عياش لضعفه عنده ضعفاً شديداً.
قدّمه أبو نعيم في التثبت على أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري مولاهم، وذلك محمول على حال تحديث أبي عوانة من حفظه فقط.
وثقه ابن معين، وساواه بأبيه في درجة (ثقة)، وهو أثبت عنده من شريك مطلقاً، ومن شيبان في الرواية عن أبي إسحاق، وهما أحفظ منه، وشريك أحب إليه في الرواية عن أبي إسحاق لتقدم سماعه منه، واعتبر سماعه وسماع زهير بن معاوية وزكريا بن أبي زائدة وأبي عوانة من أبي إسحاق سماعاً متقارباً، لكن أبا عوانة أثبت عنده من إسرائيل مطلقاً، وذلك محمول على حال تحديث أبي عوانة من كتابه.
تنوعت عبارة أبي حاتم فحكم له مطلقاً بالإتقان التام (ثقة متقن) وقال في التنظير بينه وبين الرواة عن أبي إسحاق: ((من أتقن أصحاب أبي إسحاق)) وقدّمه على زهير بن معاوية في الرواية عن أبي إسحاق وقدم زهيراً عليه فيمن عداه ولبراءة إسرائيل من وصمة التدليس فهو أحبّ إليه من زكريا بن أبي زائدة.
وثقه النسائي توثيقاً متوسطاً.
المبحث الثاني: أقوال الأئمة المعتدلين.
1- سفيان الثوري (ت 161هـ)
قال الإمام أحمد: ((حدثنا حسين بن محمد، حدثنا إسرائيل عن عبدالأعلى عن
أبي عبد الرحمن عن علي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((? وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ ?
يقول: شكركم. ? أَنَّكُمْ تُكَذِبُونَ ? تقولون: مُطرنا بنوء كذا وكذا، بنجم
كذا وكذا)) (1).
حدثنا مُؤمَّل، حدثنا إسرائيل، حدثنا عبدالأعلى عن أبي عبدالرحمن عن علي: ? وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ ? قال مُؤمَّل: قلت لسفيان: إن إسرائيل رفعه، قال: صِبْيان، صِبْيان!!))(2).
__________
(1) المسند 2/154.
(2) المسند 2/155.(1/30)
هذا الحديث قد رواه سفيان الثوري وإسرائيل بن يونس كلاهما عن عبدالأعلى ابن عامر الثعلبي عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي عن علي - رضي الله عنه - . فأما إسرائيل فرفعه(1)، وأما سفيان فوقفه على علي(2) - رضي الله عنه - .
قال الترمذي: ((هذا حديث حسن غريب صحيح لا نعرفه مرفوعاً إلّا من حديث إسرائيل، ورواه سفيان الثوري عن عبدالأعلى عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي عن علي نحوه ولم يرفعه))(3).
فكأن سفيان أراد احتقار إسرائيل لرفعه ما قد حفظ وقفه عن شيخهما معاً عبدالأعلى بن عامر الثعلبي، ولذلك قال: ((صِبيان، صِبيان)) أي: كلام صبيان، أو حديث صِبيان.
بل ورد فيما حكاه ابن عدي من طريق مُؤمَّل أن سفيان قال: ((صبيان. فمَدَّ بها صوته))(4) لكن عبدالأعلى بن عامر الثعلبي متكلّم في حفظه(5)، وقد قال أبو زرعة الرازي: ((ضعيف الحديث، رُبَّما رفع الحديث، ورُبَّما وقفه))(6)، فلا تبعة إذن على إسرائيل في رفعه للحديث، فلعل عبدالأعلى حدّثه به مرفوعاً، وحَدّث به سفيان موقوفاً فأدّى كلٌ منهما ما حفظ على الوجه الذي سمع.
ولا أثر حينئذٍ لكلمة سفيان في شأن إسرائيل لروايته الحديث مرفوعاً.
__________
(1) أخرج روايته من طرق عنه:
- الإمام أحمد (المسند 2/77، 154، 155، 245).
- الترمذي (السنن 5/401).
- ابن جرير الطبري (جامع البيان 27/207-208).
(2) أخرج روايته ابن جرير الطبري (جامع البيان 27/207).
(3) السنن 5/402.
(4) الكامل 1/412.
(5) انظر: تهذيب التهذيب 6/94-95.
(6) الجرح والتعديل 6/26.(1/31)
وقال أبو حفص عمر بن شاهين: ((وقال عبد الرحمن بن مهدي: قلت لسفيان الثوري: أكتبُ عن إسرائيل؟ قال: "نعم، اكتبْ عنه، فإنه صدوق أحمق"، حدثنا بذلك عثمان بن جعفر حدثنا محمد بن مهران أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الصيرفي قال: قال عبد الرحمن بن مهدي(1)، وذكره(2))).
__________
(1) في هذا الإسناد (عثمان بن جعفر) وهو السَّبيعي الكوفي، ذكره الخطيب في تاريخه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. (تاريخ بغداد 11/296).
وأما محمد بن مهران فهو الجمَّال، أبو جعفر الرازي، ثقة حافظ، توفي سنة تسع وثلاثين ومائتين. انظر: تقريب التهذيب ص509، وتهذيب التهذيب 9/478.
ومحمد بن عبد الرحمن الصيرفي، قال فيه الدارقطني: "ثقة"، وقال الخطيب: "كان ممن يوصف بالعقل والدين والعلم"، ولد سنة خمس وسبعين ومائة، وتوفي سنة خمس وستين ومائتين. انظر: تاريخ بغداد 2/312-313.
(2) تاريخ أسماء الثقات (رسالة ص29).(1/32)
وهذه الرواية –إن ثبتت- مشتملة على توثيق صريح متوسط (صدوق) وعلى طعن في الخُلُق (أحمق) لكن وصف سفيان لإسرائيل بهذا الوصف قد يُحمل على كلام الأقران لكونهما قرينين(1)، وقد يُحمل على تبرُّمه من مخالفته له أحياناً فيما تتحقق فيه المخالفة أو يظنها سفيان كذلك –كما تقدم آنفاً- وقد يظهر من الروايات ما يُبيّن سبب وروده(2).
2- عبد الرحمن بن مهدي (ت 198هـ)
أولاً: تقديمه لإسرائيل على سفيان الثوري في الرواية عن أبي إسحاق.
قال الترمذي: ((سمعت أبا موسى محمد بن المثنى يقول: سمعت عبد الرحمن
ابن مهدي يقول: ما فاتني الذي فاتني من حديث سفيان الثوري عن أبي إسحاق إلّا لمّا اتكلتُ به على إسرائيل لأنه كان يأتي به أتم(3))).
__________
(1) انظر: المعين في طبقات المحدثين ص59. وقد عدّهما الحافظ ابن حجر من الطبقة السابعة (كبار أتباع التابعين) انظر: تقريب التهذيب ص 104، 244.
(2) قال أبو بكر الخطيب: أخبرنا الحسين بن محمد بن عبدالواحد بن علي البزّار، أخبرنا عمر بن محمد بن سيف، حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي داود السجستاني قال: سمعت أبي أو غيره يقول: "لمَّا حدّث إسرائيل ـ وكان منزله في السَّبيع- فبلغ سفيان الثوري أنه قد حدّث، فقال سفيان: قد نبعت عينٌ في السَّبيع إلّا أنها مالحة، فبلغ ذلك عيسى بن يونس فأتى سفيان فسأله أن يَكُفَّ عنه، وكان لا يحفظ من القرآن كثير شيء، وعيسى أخو إسرائيل" تاريخ بغداد 7/21. وقول محمد بن عبد الله بن أبي داود: "سمعت أبي أو غيره" من قبيل جهالة التعيين، وقد أُبْهِمَ أحد الراويين فلا حُجَّة بذلك. ولو صحّت الرواية فإن قوله: "قد نبعت عينٌ في السَّبيع إلّا أنها مالحة" كناية عن التضعيف ولكنه لا يريد التضعيف الشديد، لأن العين المالحة وإن لم يُنتفع بها في الشُّرب فلها منافع أخرى، ويؤيِّد ذلك قوله المتقدّم: "أُكتُبْ عنه".
(3) السُّنن 1/27، 3/409. وانظر: علل الترمذي الكبير 1/101.(1/33)
ورواه ابن عدي من طريق الساجي عن ابن المثنى عن عبد الرحمن بلفظ ((...لأنه كان يجيء بها تامّة(1))).
وهذا توثيق نسبي مقيّد مشتمل على بيان السبب بقوله: ((لأنه كان يأتي به أتم)) أو ((يجيء بها تامّة)) فلذا آثر ابن مهدي الاعتماد على إسرائيل في الرواية عن جده
أبي إسحاق ففاته حديث سفيان عنه وإن كان من متقدمي أصحابه(2).
وثمَّة رواية عن طريق ابن مهدي تُبين سبب مجيء إسرائيل بالرواية عن جدّه تامّة، فقد قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: ((نا صالح بن أحمد بن حنبل، نا علي
ابن المديني قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي قال: قال لي عيسى بن يونس: قال لي إسرائيل: كنت أحفظ حديث أبي إسحاق كما أحفظ السورة من القرآن)) (3)
__________
(1) الكامل 1/413.
(2) ورد تقديم ابن مهدي -أيضاً- لإسرائيل على سفيان وشُعبة. وذلك فيما رواه أبو أحمد بن عدي قال: "أخبرنا عبد الله بن أبي سفيان، ثنا محمد بن مخلد، سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: إسرائيل في أبي إسحاق أثبت من شعبة والثوري". الكامل 1/413.
لكن في إسناده سقطاً فإن محمد بن مخلد هو الدوري العطّار الحافظ الثقة المتوفى سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة. انظر: تاريخ بغداد 3/310، وطبقات الحنابلة 2/73.
وهو يروي عن ابن مهدي بواسطتين كما في تاريخ بغداد 7/21: "حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل حدثنا علي -يعني ابن المديني- قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي...".
(3) الجرح والتعديل 2/330. وإسناده ظاهر الصِّحَّة. ومن هذا الطريق رواه الخطيب باللفظ المذكور (تاريخ بغداد 7/21) ورواه ابن عدي (الكامل 1/413) من الطريق المذكور بلفظ "كنت حفظت حديث أبي اسحاق...".
وقال ابن حبان: "سمعت ابن خزيمة يقول: سمعت الدورقي يقول: سمعت ابن مهدي يقول: قال عيسى بن يونس: قال إسرائيل: كنت أحفظ حديث أبي يونس بن أبي إسحاق كما أحفظ السورة من القرآن" الثقات 6/79. وانظر: حاشيته في الموضع المذكور. وهذا اللفظ ـ إن سَلِمَ من اضطراب النُّسَخ ـ فهو مرجوح بأن رواية الإمام علي بن عبد الله بن المديني عن ابن مهدي مُقدّمة على رواية يعقوب بن إبراهيم الدورقي عنه.(1/34)
.
وفَسَّر عبد الرحمن بن مهدي مراد إسرائيل بالسورة، كما جاء فيما رواه الحاكم قال: ((سمعت أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى يقول: سمعت صالح بن محمد ابن حبيب الحافظ يقول: سمعت علي بن عبد الله بن المديني(1) يقول: سمعت عبد الرحمن ابن مهدي يقول: كان إسرائيل يحفظ حديث أبي إسحاق كما يحفظ الحَمْد))(2).
ثانياً: ثناؤه على إسرائيل بالحرص على تحصيل الحديث.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: ((حدثني أبو بكر بن أبي شيبة قال: سمعت عبدالرحمن ابن مهدي يقول: كان إسرائيل في الحديث لِصّاً. قال ابن أبي شيبة: لم يُردْ أن يَذُمَّه))(3).
وفسّر عبد الرحمن بن أبي حاتم قول ابن مهدي بقوله: ((يعني أنّه يَتَلَقَّفُ العلم تَلَقُّفاً))(4).
ويوضّح هذا المعنى ما يلي:
ما رواه الخطيب بإسناده عن أبي إسحاق السبيعي –جد إسرائيل- من قوله: ((ما ترك لنا إسرائيل كَوَّة(5) ولا سَفَطاً(6) إلّا دَحَسَها(7) كُتباً))(8).
__________
(1) إسناده صحيح، رجاله هم:
ـ أحمد بن سهل الفقيه، وثقه الخليلي، فقال: "ثقة متفق عليه، روى عنه حُفّاظ بُخارى، وحدثنا عنه الحاكم أبو عبد الله وأثنى عليه". (الإرشاد 3/974).
ـ صالح بن أحمد هو الحافظ المعروف بـ (صالح جزرة) توفي سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
(2) المستدرك على الصحيحين 2/170.
(3) العلل ومعرفة الرجال 3/366.
(4) الجرح والتعديل 2/330.
(5) الكوّة: الخرق في الحائط، والثقب في البيت ونحوه. (لسان العرب مادة "ك و ى" 15/236).
(6) قال ابن منظور: "السَّفَط: الذي يُعبأ فيه الطيب، وما أشبهه من أدوات النساء، والسَّفط معروف قال ابن سيده: السَّفط كالجوالق" (لسان العرب مادة "س ف ط" 7/315).
(7) دَحَسَها: ملأها. انظر: لسان العرب مادة "د ح س" 6/77.
(8) تاريخ بغداد 7/22. وانظر: تهذيب الكمال 2/522.(1/35)
قول عبد الله بن أحمد بعد سياقه لكلام ابن مهدي: ((كان الثوري يحدّث عن الرَّجل عشرة أو نحوها، ويُحدّثُ عنه(1) إسرائيل عشرين، ثلاثين، وكان إسرائيل صاحب كتاب، والثوري يحفظ))(2).
وقد وردت الرواية عن ابن مهدي في تهذيب التهذيب بلفظ آخر مغاير للمعنى المتقدم فقد قال الحافظ ابن حجر: ((وقال عثمان بن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن مهدي: إسرائيل لِصٌّ يسرق الحديث))(3).
لكن قال الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي – رحمه الله تعالى – : ((...كلمة "يسرق الحديث" إنما هي من قول عثمان فَسَّر بها كلمة "لِصّ"))(4).
وهذا التفسير من عثمان معارضٌ بما يلي:
أ – ما تقدم من توثيق ابن مهدي لإسرائيل(5)، لاسيما وأن كلمة ((يسرق الحديث)) في المرتبة الرابعة من مراتب التجريح وهي مرتبة (متهم بالكذب)(6).
ب – قول أخيه أبي بكر بن أبي شيبة: ((لم يُرِدْ أن يُذمَّه))(7).
ولا شبهة فيما رواه الخطيب بإسناده إلى أبي إسحاق قال: ((ما ترك لنا إسرائيل كَوَّة، ولا سَفَطاً، إلّا دحسها كتباً))(8) لأن سرقة الحديث لا تتحقق إلّا بادعاء الراوي سماع ما لم يسمع(9)، وأما اقتناؤه الكتب وتحديثه على سبيل الرواية بما سمع منها، وذكره لما وجد فيها على سبيل الحكاية فليس من سرقة الحديث، فالأمر إذن دائرٌ على سَماعٍ يُروى أو وجادةٍ تُحكى.
3- محمد بن سعد (ت 230هـ)
قال محمد بن سعد: ((كان ثقة، حدث عنه الناس حديثاً كثيراً، ومنهم من يَسْتَضْعِفُه))(10).
__________
(1) في (العلل ومعرفة الرجال 3/366): عن.
(2) العلل ومعرفة الرجال 3/366.
(3) تهذيب التهذيب 1/263.
(4) تحقيق المعلمي لكتاب الجرح والتعديل 2/331.
(5) انظر: ص(281) وتحقيق المصدر السابق 2/330.
(6) انظر: فتح المغيث 2/121.
(7) انظر: تحقيق كتاب "العلل ومعرفة الرجال" 3/366 هامش (3).
(8) تاريخ بغداد 7/22. وانظر: تهذيب الكمال 2/522.
(9) انظر: فتح المغيث 2/121.
(10) الطبقات الكبرى 6/374.(1/36)
في هذا القول توثيق مطلق، وإشارة إلى سعة روايته، وأمّا قوله ((ومنهم من يستضعفه)) فكأنه يُشير إلى ما رُوي عن سفيان الثوري (ت 161هـ) وما جاء عن يحيى القطّان (ت 198هـ) مما تقدم ذكره عنهما، وما يأتي من كلام علي بن عبد الله بن المديني.
4- علي بن المديني (ت 234هـ)
قال ابن المديني: (( إسرائيل ضعيف))(1).
وهذا تضعيف مطلق، بيَّن الحافظ الذهبي أساسه بقوله: ((مشى عليٌ خلف أستاذه يحيى بن سعيد))(2).
5- الإمام أحمد بن حنبل (ت 241هـ)
__________
(1) العلل ص 93.
(2) سير أعلام النبلاء 7/358.
وثمة روايات أخرى عن ابن المديني في أسانيدها ضعف وهي:
أ ـ قال أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم: "حدثني محمد بن صالح بن هانئ ثنا محمد
ابن المنذر بن سعيد ثنا إسحاق بن إبراهيم بن جبلة قال: سمعت علي بن المديني يقول: حديث إسرائيل صحيح في "لا نكاح إلى بولي" المستدرك على الصحيحين 2/170، ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/108.
ووجه الضعف في إسناده أن إسحاق بن إبراهيم بن جبلة هو السمرقندي ثم النابلسي الواعظ، ذكره الحافظ ابن حجر في (لسان الميزان 1/347) فقال: "... قال أبو سعد الإدريسي: يقع في أحاديثه المناكير، وأرجو أن أن يكون من جهة مشايخه فإنه كان من الفضل والزهد بمكان لا يُظن به ذلك ... مات في رمضان سنة تسع وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى".
ولو صح الإسناد بهذا القول لم يكن معارضاً لقوله (ضعيف) فقد يريد بقوله: "حديث إسرائيل صحيح ..." أي : ثابت. ومطلق الثبوت يتم بحصول المتابعة.
ب ـ قال الخطيب: "أخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة الزهري -الخطيب بالدينور- أخبرنا علي ابن أحمد بن علي بن راشد أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال: قال علي بن المديني: شريك أعلم من إسرائيل، وإسرائيل أقلّ خطأً منه" تاريخ بغداد 9/283.
لكن لم أجد تراجم رجال هذا الإسناد. فإن صح هذا القول عن ابن المديني ففيه تفرقة بين سعة العلم والإتقان.(1/37)
أولاً: توثيقه لإسرائيل توثيقاً مطلقاً
ورد ذلك عن الإمام أحمد في أربع روايات هي:
أ – ما رواه ابن أبي حاتم، أخبرنا حرب بن إسماعيل الكرماني فيما كتب إليّ قال: ((قال أحمد بن حنبل: إسرائيل كان شيخاً ثقة، وجعل يعجب من حفظه))(1).
فهذا توثيق تام سيما مع تعجّبه من حفظه.
ب – ما رواه الخطيب من طريق أبي داود قال: ((قلت لأحمد بن حنبل: إسرائيل إذا تفرّد بحديث يحتج به؟ قال: إسرائيل ثبت الحديث))(2).
وهذا التوثيق مبني على حفظه من كتابه، ويوضّح ذلك ما في سياق الرواية التالية.
ج- ما رواه الخطيب من طريق أبي داود -أيضاً- قال: ((قلت لأحمد: إسرائيل أحبّ إليك أو شريك؟ قال: إسرائيل إذا حدّث من كتابه لا يُغَادر ويحفظ من كتابه))(3).
وذلك موافق لما تقدّم من قول يحيى بن معين: ((كان لا يحفظ، ثم حفظ بَعْدُ))(4) أي: من كتابه كما فسّره الحافظ الذهبي(5).
د- ما رواه عبدالملك بن عبدالحميد الميموني قال: ((سمعت أحمد بن حنبل قال: إسرائيل صالح الحديث))(6).
وهذا التوثيق أدنى مما ورد في الروايات السابقة، لأن لفظ ((صالح الحديث)) في أدنى مراتب التوثيق وهي مرتبة (محلّه الصدق) بخلاف قوله ((ثقة، ثبت الحديث، إذا حدّث من كتابه لا يُغادر)) فإن هذه الألفاظ توثيق تام. لكن يمكن حمل قوله: ((صالح الحديث)) على رواية إسرائيل من حفظه فقط.
ثانياً: موازنته بين إسرائيل وبين أبيه في الرواية عن أبي إسحاق
__________
(1) الجرح والتعديل 2/331. وانظر: تهذيب الكمال - مخطوط - 1/92. وقد ورد في المطبوع 2/519: "كان شيخنا ثقة..." وهو وهم في النقل.
(2) تاريخ بغداد 7/23. وانظر: تهذيب الكمال 2/519-520.
(3) تاريخ بغداد 7/23. وانظر: تهذيب الكمال 2/519-520.
(4) ، (4) انظر: ص(266).
(6) العلل، رواية المروذي وغيره ص 206. وانظر: الضعفاء للعقيلي 1/132.(1/38)
أ – قال يعقوب بن سفيان: ((حدثني الفضل [ ابن زياد] ... وقال [ يعني الإمام أحمد]: ... يونس بن أبي إسحاق حديثه فيه زيادة على الناس، قلت له: يقولون: إنما سمعوا من أبي إسحاق حفظاً، ويونس ابنه سمع في الكتب فهي أتم. قال: من أين؟ قد سمع إسرائيل ابنه من أبي إسحاق وكتب وهو وحده فلم تكن فيه زيادة مثل يونس. قلت: من أحب إليك يونس أو إسرائيل في أبي إسحاق؟ قال: إسرائيل. قلت: إسرائيل أحب إليك من يونس؟ قال: نعم، إسرائيل صاحب كتاب))(1).
ب – وروى ابن أبي حاتم من طريق أبي طالب: ((قلت: من أحبّ إليك يونس أو إسرائيل في أبي إسحاق؟ قال: إسرائيل لأنه صحاب كتاب))(2).
ففي هذا تفضيل لإسرائيل على أبيه في الرواية عن أبي إسحاق مع بيان السبب بقوله ((لأنه صاحب كتاب)) وذلك التفضيل يؤيده ما قد أَقرَّ به يونس نفسُه فيما رواه ابن أبي حاتم والخطيب.
ـ روى ابن أبي حاتم بإسناده عن شَبابة بن سَوَّار قال: ((قلت ليونس بن أبي إسحاق: أَمِلَّ عليَّ حديث أبيك. قال: أكتبه عن إسرائيل، فإن أبي أملاه عليه))(3).
__________
(1) المعرفة والتاريخ 2/173-174. وقد نُقِلتْ الرواية في (سير أعلام النبلاء 7/356) بلفظ: "وقال الفضل بن زياد: قلت لأبي عبد الله: من أحب إليك يونس أو إسرائيل في أبي إسحاق؟ قال: يونس". وهذا سبق قلم لأن الرواية في مصدرها الأصيل صريحة في تقديم إسرائيل، لاسيما مع تكرار الفضل للسؤال وحصول الجواب من الإمام مُفَسِّراً السبب.
(2) الجرح والتعديل 2/331. وانظر: تهذيب الكمال 2/519.
(3) الجرح والتعديل 2/330. وانظر: تهذيب الكمال 2/522 وفيه "فإن أبي أَمَلَّه عليه".(1/39)
ـ وروى الخطيب بإسناده عن عيسى بن يونس قال: ((كان أصحابنا سفيان وشريك -وعَدَّ قوماً- إذا اختلفوا في حديث أبي إسحاق يجيئون إلى أبي. فيقول: اذهبوا إلى ابني إسرائيل، فهو أروى عنه مني، وأتقن لها مني، وهو كان قائد جده))(1).
ثالثاً: موازنته بين إسرائيل وأخيه عيسى.
قال عبد الله بن أحمد: ((سألت أبي: أيّما أصحُّ حديثاً عيسى أو أبوه يونس؟ قال: لا، عيسى أصحّ حديثاً، قيل له: عيسى أو أخوه إسرائيل؟ فقال: ما أقربهما. وفي حديث إسرائيل اختلاف عن أبي إسحاق أحسب ذاك من أبي إسحاق))(2).
وقوله -رحمه الله تعالى- ((ما أقربهما)) أي في الرواية عن غير جدهما أبي إسحاق. وذلك لأن عيسى ((حدّث عن أبيه وأخيه، ولم يدرك السماع من جدّه، كان صبياً في زمانه))(3).
وقوله: ((وفي حديث إسرائيل اختلاف عن أبي إسحاق، أحسب ذاك من
أبي إسحاق)) كلام مستأنف يختص بإسرائيل لا مفهوم له بالنسبة لأخيه عيسى.
رابعاً: موازنته بين إسرائيل وبين شريك بن عبد الله
فرّق الإمام أحمد في هذه الموازنة بين حال إسرائيل في الرواية عن جده
أبي إسحاق، وحاله في الرواية عمّن سواه. فقدّم إسرائيل على شريك في الرواية عن غير أبي إسحاق كما نصّت على ذلك الروايات التالية:
أ- ما رواه يعقوب بن سفيان عن الفضل بن زياد عن الإمام أحمد ((... قيل: فشريك أو إسرائيل؟ قال: إسرائيل كان يؤدّي على ما سمع، كان أثبت من شريك، ليس على شريك قياس كان يحدّث الحديث بالتوهم)) (4).
ب - ما رواه يعقوب بن سفيان عن الفضل بن زياد –أيضاً- قال: ((وسئل
__________
(1) تاريخ بغداد 7/21-22. وانظر: تهذيب الكمال 2/521-522.
(2) العلل ومعرفة الرجال 1/559-560.
(3) سير أعلام النبلاء 8/490.
(4) المعرفة والتاريخ 2/168.(1/40)
[يعني الإمام أحمد] عن شريك وإسرائيل عن أبي إسحاق أيهما أحب إليك؟ فقال: شريك أحبُّ إليَّ لأن شريكاً أقدم سماعاً من أبي إسحاق وأما المشايخ فإسرائيل)) (1) أي: وأما في الرواية عن المشايخ فإسرائيل أحبّ إليّ.
جـ- ما رواه العقيلي قال: ((حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا معاوية بن صالح(2) قال: ((سألت أحمد بن حنبل عن شريك، فقال: كان عاقلاً صدوقاً محدّثا عندي، وكان شديداً على أهل الريب والبدع، قديم السماع من أبي إسحاق، قبل زهير وقبل إسرائيل، فقلت له: إسرائيل أثبت منه؟ قال: نعم. قلت: يُحتجّ به؟ قال: لا تسلني عن رأي في هذا. قلت: إسرائيل يُحتجّ به؟ قال: إي لعمري يُحتج بحديثه))(3).
د- ما رواه ابن أبي حاتم من طريق أبي طالب قال: ((سئل أحمد عن شريك وإسرائيل قال: إسرائيل كان يؤدّي ما سمع، كان أثبت من شريك)) (4).
هـ- ما رواه الخطيب من طريق محمد بن موسى بن مُشَيْش: ((سئل أحمد
ابن حنبل فقيل: أيما أحبّ إليك شريك أو إسرائيل؟ فقال: إسرائيل هو أصحّ حديثاً من شريك إلّا في أبي إسحاق ...))(5).
و- ما رواه الخطيب –أيضاً- من طريق أبي داود قال: ((قلت لأحمد بن حنبل: إسرائيل أحبّ إليك أو شريك؟ قال: إسرائيل إذا حدّث من كتابه لا يُغادر، ويحفظ من كتابه)) (6).
وقدَّم الإمام أحمد شريكاً على إسرائيل في الرواية عن أبي إسحاق كما في الروايات التالية:
__________
(1) المصدر السابق.
(2) في الإسناد ضعف يسير، فإن محمد بن أحمد هو الدولابي. (انظر: ص 257)، وأمّا معاوية بن صالح فهو أبو عبيدالله الأشعري الدمشقي، صدوق، توفي سنة ثلاث وستين ومائتين. انظر: طبقات الحنابلة 1/389، وتقريب التهذيب ص 538، وتهذيب التهذيب 10/212.
(3) الضعفاء 2/194.
(4) الجرح والتعديل 2/331. وانظر: تهذيب الكمال 2/519.
(5) تاريخ بغداد 7/23. وانظر: تهذيب الكمال 2/520.
(6) تاريخ بغداد 7/23. وانظر: تهذيب الكمال 2/519-520.(1/41)
أ- ما تقدم فيما رواه يعقوب بن سفيان عن الفضل بن زياد عن الإمام أحمد قال: ((شريك أحبّ إليّ لأن شريكاً أقدم سماعاً من أبي إسحاق))(1).
ب- ما رواه يعقوب بن سفيان عن أبي طالب عن الإمام أحمد قال: ((شريك أقدم من إسرائيل وزهير، وذلك أنّه أَسَنُّهم)) (2).
جـ- ما تقدم -آنفاً- فيما رواه العقيلي من طريق معاوية بن صالح عن الإمام أحمد من قوله في شريك: ((قديم السماع من أبي إسحاق قبل زهير وقبل إسرائيل))(3).
د- ما رواه ابن أبي حاتم قال: ((أخبرنا صالح بن أحمد بن حنبل قال: قال أبي: سمع شريك من أبي إسحاق قديماً، وشريك في أبي إسحاق أثبت من زهير وإسرائيل وزكريا))(4).
هـ- ما تقدم فيما رواه الخطيب من طريق محمد بن موسى بن مشيش عن الإمام أحمد: ((إسرائيل هو أصح حديثاً من شريك إلّا في أبي إسحاق، فإن شريكاً أضبط عن أبي إسحاق))(5).
وهذه الروايات تبيّن أن تقديم الإمام أحمد لشريك على إسرائيل في الرواية عن أبي إسحاق لأن شريكاً أَسنُّ من إسرائيل وأقدم سماعاً من أبي إسحاق فهو أضبط عنه وأثبت.
فأمّا السِّن فإن شريكاً قد وُلِدَ سنة خمس وتسعين كما قاله الإمام أحمد(6)، وولد إسرائيل سنة مائة كما قاله وكيع(7).
وأما قِدمُ السماع فإن وفاة أبي إسحاق سنة سبع وعشرين ومائة كما رجّحه الحافظ الذهبي(8). فعمر شريك عند وفاة أبي إسحاق اثنتان وثلاثون سنة، وعمر إسرائيل سبع وعشرون سنة، وكون شريك أكبر سناً وأقدم سماعاً لا يعني تأخّر سماع إسرائيل من جدّه إلى حين التغيّر فقد قال أبو زرعة الدمشقي: ((حدثني عبد الله ابن جعفر عن عبيدالله بن عمرو(9)
__________
(1) انظر: ص (290).
(2) المعرفة والتاريخ 2/176.
(3) انظر: ص (290).
(4) الجرح والتعديل 4/366.
(5) انظر: ص (291).
(6) روى ذلك يعقوب بن سفيان عن الفضل بن زياد عنه. (المعرفة والتاريخ 1/168).
(7) انظر: ص (233).
(8) انظر: سير أعلام النبلاء 5/399-400.
(9) إسنادٌ صحيح، رجاله هم:
ـ عبد الله بن جعفر هو الرقّي القرشي مولاهم، ثقة، لكنه تغيّر بأخرة فلم يفحش اختلاطه، مات سنة عشرين ومائتين. انظر: تقريب التهذيب ص298، وتهذيب التهذيب 5/173.
ـ عبيدالله بن عمرو هو أبو وهب الأسدي مولاهم الرقّي، ثقة فقيه ربّما وهم، مات سنة ثمانين ومائة انظر: تقريب التهذيب ص 373، وتهذيب التهذيب 7/42.(1/42)
قال: جئت محمد بن سوقة معي شفيعاً عند
أبي إسحاق، فقلت لإسرائيل استأذن لنا الشيخ. فقال: صَلّى بنا الشيخ البارحة فاختلط. قال: فدخلنا عليه وسلّمنا وخرجنا))(1).
فهذا صريح في إدراك إسرائيل لجدّه قبل تغيّره بزمن، إذ كان في عمر مَنْ يستأذن للناس عليه ومَنْ يعتني بتحديد الزمن لاختلاط الراوي، والمستأذِن هنا عبيدالله بن عمرو وهو أصغر من إسرائيل بعام فإن مولده سنة إحدى ومائة(2).
ولاشكّ أن من تقدّم سماعه وأدرك من حال صحة شيخه زمناً طويلاً فروايته عنه أضبط وأثبت ممن لم يدرك من زمن الصحّة إلّا اليسير.
خامساً: موازنته بين إسرائيل وزكريا بن أبي زائدة في الرواية عن أبي إسحاق
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: ((نا صالح بن أحمد بن حنبل قال: قال أبي: إذا اختلف زكريا وإسرائيل، فإن زكريا أحب إليّ في أبي إسحاق من إسرائيل. ثم قال: ما أقربهما. وحديثهما عن أبي إسحاق ليّن، سمعا بأخرة))(3).
المفاضلة في هذا السياق مقيّدة بالرواية عن أبي إسحاق، وذلك بالنسبة لزمن السماع إذ يوحي سياق الكلام بتقدُّمِ زكريا وإن اشترك الراويان في تأخر سماعهما.
لكن قوله ((حديثهما عن أبي إسحاق ليّن)) معارض بما سيأتي قريباً من رواية
عبد الرحمن بن أبي حاتم عن صالح بن أحمد عن أبيه قال: ((إسرائيل عن أبي إسحاق فيه لين، سمع منه بأخرة))، فإن قوله: ((فيه ليْن)) أيسرُ تضعيفاً من ((ليِّن)).
سادساً: حكمه على رواية إسرائيل عن جده أبي إسحاق
تقدم في رواية عبد الله بن أحمد عن أبيه قوله: ((في حديث إسرائيل اختلاف عن أبي إسحاق أحسب ذاك من أبي إسحاق)) (4).
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: ((أخبرنا صالح بن أحمد بن حنبل قال: قال أبي: إسرائيل عن أبي إسحاق فيه لين سمع منه بأخرة)) (5).
__________
(1) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1/469.
(2) انظر: تهذيب الكمال 19/139.
(3) الجرح والتعديل 3/594.
(4) انظر: ص (289).
(5) الجرح والتعديل 2/331.(1/43)
قوله –رحمه الله تعالى-: ((فيه اختلاف)) و((فيه لين)) عبارتان دقيقتا المعنى؛ لأن إسرائيل سمع من جده بأخرة –كما صرّح الإمام بذلك –وقد أدرك زماناً من صحته وإن لم يكن بالطويل لكنه قد أملى عليه، كما قال أبوه يونس لماّ سُئل أن يملي حديث أبي إسحاق ((أكتبه عن إسرائيل فإن أبي أملاه عليه))(1).
وتتجلى دقة العبارتين في سلامتهما من معارضة أحكامه الأخرى فيما يخصّ رواية إسرائيل عن جده، فإن الإمام – مع نصّه على أن سماع إسرائيل من جده كان بأخرة- قد رجّح روايته عنه على رواية أبيه يونس، وذلك لأن في رواية يونس زيادة ليست في رواية إسرائيل لكونه صاحب كتاب، فترجيحه لرواية إسرائيل ـ هنا ـ مبني على حصول الإملاء، وهو أعلى وجهي السماع من لفظ الشيخ(2)، كما أن الأداء من الكتاب أضبط وجهي الأداء.
وفي ترجيح الإمام أحمد لرواية إسرائيل عن جده على رواية أبيه يونس عنه وكذلك قوله في رواية عبد الله: ((في حديث إسرائيل اختلاف عن أبي إسحاق...)) ما يرجح أحد الوجهين من رواية صالح بن أحمد عن أبيه وهو قوله: ((فيه ليْن، سمع منه بأخرة))
على الوجه الآخر وهو قوله: ((حديثهما -يعني إسرائيل وزكريا بن أبي زائدة- عن أبي إسحاق لَيِّن، سمعا منه بأخرة)).
ثم إن الإمام رجّح رواية شريك عن أبي إسحاق على رواية حفيده إسرائيل عنه لأن شريكاً أَسَنُّ منه وأقدم سماعاً، فترجيحه لرواية شريك لأنه أدرك من حال صحة أبي إسحاق زمناً طويلاً لم يحظ إسرائيل بمثله.
سابعاً: حكمه على رواية إسرائيل عن أبي يحيى القتات.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم : ((أنا علي بن أبي طاهر القزويني فيما كتب إليّ قال: نا الأثرم قال: قلت لأبي عبد الله –يعني أحمد بن حنبل-: أبو يحيى القتّات؟ قال: روى عنه إسرائيل أحاديث كثيرة مناكير جداً))(3).
__________
(1) انظر: ص (288-289).
(2) انظر: فتح المغيث 2/152-153، وتدريب الراوي 2/8.
(3) الجرح والتعديل 3/433. وانظر: تهذيب الكمال 34/402.(1/44)
وساق الحافظ ابن حجر الرواية بتمامها فقال: ((... قال الأثرم عن أحمد: "روى إسرائيل عن أبي يحيى القتات أحاديث مناكير جداً كثيرة، وأما حديث سفيان عنه فمقارب. فقلت لأحمد: فهذا من قبيل إسرائيل؟ قال: أي شيء أقدر أقول لإسرائيل، مسكين من أين يجيء بهذه هو؟ وحديثه عن غيره" أي: أنه قد روى عن غير أبي يحيى فلم يجيء بمناكير))(1).
وهذه التتمة تفيد أن سفيان الثوري كان ينتقي من حديث أبي يحيى القتات، ولذا جاء حديثه عنه مُقارباً، وأما إسرائيل فلم ينتق حديثه عنه بل روى عنه أحاديث كثيرة مناكير جداً، الضعف فيها من قِبَلِ أبي يحيى، فإنه إذا روى عن غيره لم يأت بمناكير.
وهذا الحكم بشأن روايته عن أبي يحيى نظير ما تقدم من كلام يحيى
ابن سعيد القطّان(2).
ويزيده وضوحاً قول عبد الله بن أحمد بن حنبل: ((كان الثوري يُحدّث عن الرجل عشرة أو نحوها، ويُحدّث عنه إسرائيل عشرين، ثلاثين، وكان صاحب كتاب، والثوري يحفظ)) (3).
6- أبو عبد الله البخاري (ت256هـ)
قال الحافظ البيهقي: ((أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثني محمد بن صالح
__________
(1) تهذيب التهذيب 12/278.
(2) انظر: ص (261).
(3) العلل ومعرفة الرجال 3/366.
ـ ثمة رواية عن الإمام أحمد فيها موازنة بين إسرائيل وسفيان الثوري
قال ابن عدي: حدثنا ابن أبي عصمة حدثنا الفضل بن زياد سمعت أحمد بن حنبل يقول: "إسرائيل وزهير أضعف من سفيان". الكامل 1/412.
شيخ ابن عدي عبدالوهاب بن أبي عصمة أبو صالح العكبري، كما صرّح به في (الكامل 1/122)
له ترجمة في (تاريخ بغداد 11/28) لم تشتمل على تعديل ولا جرح.
وظاهر هذه الرواية التضعيف النسبي المطلق، لكن جمع هؤلاء الثلاثة في سياق واحد يُوحي بأن المراد التضعيف النسبي المقيّد بالرواية عن أبي إسحاق. كما قال ابن معين: "زكريا وزهير وإسرائيل حديثهم عن أبي إسحاق قريبٌ من السواء، إنما أصحاب أبي إسحاق سفيان وشعبة".(1/45)
ابن هانيء، ثنا محمد بن المنذر قال(1): وسمعت(2) أبا إسحاق إبراهيم بن محمد
ابن يحيى يقول: سمعت محمد بن هارون المسْكي(2)
__________
(1) يظهر لي أن القائل هو أبو عبد الله الحاكم، وأن الصواب ما أثبتُّه لأن محمد بن صالح بن هانيء
وأبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى كلاهما من شيوخ الحاكم. انظر: المستدرك على الصحيحين 2/7، 12، 31، وتاريخ بغداد 6/169، وسير أعلام النبلاء 16/164. وهذا بخلاف ما في (السنن الكبرى 7/108) بلفظ: "قال: سمعت" حيث يوهم أن قائله محمد بن المنذر.
(2) رجال الإسناد الأول هم:
ـ ابن هانيء هو الورّاق النيسابوري، أثنى عليه أبو عبد الله بن الأخرم فقال: إنه صاحبه من سنة سبعين ومائتين إلى وفاته فما رآه أتى شيئاً لا يرضاه الله - عز وجل - ، ولا سمع منه شيئاً يُسأل عنه. توفي سنة أربعين وثلاثمائة. انظر: طبقات الشافعية الكبرى 3/174.
ـ محمد بن المنذر هو الحافظ المتقن المعروف بـ(شَكَّر) كان واسع الرواية جيد التصنيف، توفي سنة ثلاث وثلاثمائة. انظر: سير أعلام النبلاء 14/221.
ورجال الإسناد الآخر هم:
ـ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المُزَكّي النيسابوري، قال الخطيب: كان ثقة ثبتاً مكثراً مواصلاً للحج، توفي سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، انظر: تاريخ بغداد 6/168، والأنساب 12/222، وسير أعلام النبلاء 16/163-164.
ـ محمد بن هارون المسْكي هو أبو سعيد النيسابوري، قال السمعاني: من أعيان أصحاب الحديث، توفي سنة سبع عشرة وثلاثمائة. انظر: الأنساب 12/256.
والإسنادان صحيحان، فإن آخر مَنْ حَدَّث بالجامع الصحيح عن أبي عبد الله البخاري منصور بن محمد البزدوي النسفي، ووفاته سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. انظر: الإكمال 7/243، وهدي الساري ص491.(1/46)
يقول: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري -وسئل عن حديث إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي بُردة عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا نكاح إلّا بوليّ)) فقال: ((الزيادة من الثقة مقبولة، وإسرائيل
ابن يونس ثقة، وإن كان شعبة والثوري أرسلاه فإن ذلك لا يَضُرُّ الحديث))(1).
ورواه أبو بكر الخطيب البغدادي فقال: ((أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال: أنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى يقول: سمعت محمد بن هارون المسكي يقول: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري- وسئل ...-))(2) به.
7- أبو زُرعة الرازي (ت264هـ)
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: ((سمعت أبا زُرعة يقول: أثبت أصحاب
أبي إسحاق: الثوري وشعبة وإسرائيل ومن بينهم الثوري أحبّ إليّ، كان الثوري أحفظ من شعبة في إسناد الحديث وفي متنه))(3).
هذه الجملة توثيق نسبي مقيّد لتقديمه هؤلاء الثلاثة على مَنْ سواهم في الرواية عن أبي إسحاق ومفهومها أن إسرائيل في الدرجة الثالثة مِنْ بينهم؛ لأن الثوري أحبّ إليه وقد قدّمه على شعبة لكونه أحفظ منه للإسناد والمتن.
8- أبو داود (ت275هـ)
روى الخطيب من طريق أبي عبيد الآجُري قال: ((سمعتُ أبا داود يقول: إسرائيل أصحّ حديثاً من شريك))(4).
وذلك توثيق نسبي مطلق، يخالف في إطلاقه ما رواه أبو داود نفسه عن شيخه الإمام أحمد أنه استثنى في ذلك بقوله ((إلّا في أبي إسحاق فإن شريكاً أضبط عن أبي إسحاق))(5).
9- ابن عدي (ت365هـ)
__________
(1) السنن الكبرى 7/108.
(2) الكفاية ص582. وفيها: محمد بن هارون المكي. والصواب (المِسْكي) انظر: الأنساب 12/256.
(3) تقدمة الجرح والتعديل ص66.
(4) تاريخ بغداد 7/23. وانظر: تهذيب الكمال 2/522.
(5) انظر: ص (291).
- نقل المباركفوري من رواية الآجري قال: "سألت أبا داود عن زهير وإسرائيل في أبي إسحاق. فقال: زهير فوق إسرائيل بكثير" تُحفة الأحوذي 1/86.(1/47)
قال أبو أحمد بن عدي: ((كثير الحديث، مستقيم الحديث في حديث أبي إسحاق وغيره، وقد حدّث عنه الأئمة، ولم يتخلّف أحد في الرواية عنه، وهذه الأحاديث التي ذكرتها مِن أنكر أحاديث رواها، وكلّ ذلك محتمل))(1).
وقال في كلامه على حديث ((لا نكاح إلّا بولي)): ((هو معروف بإسرائيل لا يوصله غيره، ومِن الأئمة مَنْ لم يثبت في هذا الباب إلّا حديث إسرائيل هذا لحفظه لحديث أبي إسحاق، وسائر ما ذكرت من حديثه وما لم أذكره كُلُّها محتملة، وحديثه عامتها مستقيمة، وهو من أهل الصدق والحفظ)) (2).
وقال –أيضاً-: ((ولإسرائيل أخبار كثيرة غير ما ذكرته، وأضعافها عن الشيوخ الذين يروي عنهم، وحديثه الغالب عليه الاستقامة، وهو ممن يُكتب حديثه ويُحتجّ به))(3).
ولم يذكر ابن عدي شيئاً من مرويات إسرائيل عن أبي يحيى القتات وإبراهيم بن المهاجر، بل ذكر بعض رواياته عن جدّه أبي إسحاق وأشعث بن أبي الشعثاء وهشام ابن عروة وإبراهيم بن عبدالأعلى وأبي العنبس وسِمَاك بن حرب(4) وأشار إلى هذه الروايات بقوله المتقدم –آنفاً-: ((وهذه الأحاديث التي ذكرتها من أنكر أحاديث رواها وكل ذلك محتمل)).
وقد اشتمل كلام ابن عدي على ما يلي:
أ- كثرة حديث إسرائيل.
ب- كون الغالب على حديثه الاستقامة فيما رواه عن جده وعن غيره.
جـ- اتفاق الأئمة على الرواية والتحديث عنه. وهذا ينبغي أن يُستثنى منه يحيى ابن سعيد القطّان.
د- كونه من أهل الصدق والحفظ الذين يكتب حديثهم ويُحتج به.
هـ- الأحاديث التي ذكرها مِنْ أنكر أحاديث رواها إسرائيل وهي محتملة.
ولعل عدوله عن ذكر شيء من مرويات إسرائيل عن القتّات وابن المهاجر؛ لأن نكارتها ليست من قِبَلِ إسرائيل بل من قِبَلِهما.
__________
(1) الكامل 1/416.
(2) المصدر السابق 1/416.
(3) المصدر السابق 1/417.
(4) انظر: الكامل 1/413-416.(1/48)
ولم يُصرّح ابن عدي بكلمة (ثقة) أو (صدوق) بل ذكر: ((إن حديثه يُكْتبُ للاحتجاج به)) لكن يمكن أن يُؤخذ التوثيق من قوله: ((وحديثه عامتها مستقيمة، وهو من أهل الصدق والحفظ))، وقوله: ((وحديثه الغالب عليه الاستقامة)).
10 – الدارقطني (ت385هـ)
قال الدارقطني –في سياق ترجيحه لرواية إسرائيل في حديث ((لا نكاح إلّا بولي)): ((وإسرائيل من الحُفَّاظ عن أبي إسحاق))، قال عبد الرحمن بن مهدي: "كان إسرائيل يحفظ حديث أبي إسحاق كما يحفظ سورة الحمد"، ويُشبه أن يكون القول قوله، وأن أبا إسحاق كان رُبّما أرسله فإذا سئل عنه وصله))(1).
خلاصة أقوال الأئمة المعتدلين
1- أنكر عليه سفيان الثوري رفعه لحديث قد حفظ سفيان وقفه عن شيخهما عبدالأعلى بن عامر الثعلبي، ومع ذلك فقد أمر سائله بالكتابة عنه مُعلِّلاً ذلك بقوله: ((فإنه صدوق)) ثم وصفه بأنه (أحمق).
2- اعتمد عليه عبد الرحمن بن مهدي في الرواية عن أبي إسحاق؛ لأنّه كان يحفظ حديثه كما يحفظ سورة الحمد، وقدّمه في ذلك على سفيان الثوري وإن كان من متقدمي أصحاب أبي إسحاق. وأثنى عليه بالحرص على تحصيل الحديث.
3- وثقه ابن سعد توثيقاً صريحاً ولم يرتضِ قول مَن ضعّفه.
4- ضعّفه عليّ بن المديني تضعيفاً مطلقاً.
5- كلام الإمام أحمد في توثيقه محمول على وجهي الأداء فإن أَدّى من كتابه فهو ثقة، ثبت الحديث، لأنه لا يُغادر وإن أدّى من حفظه فقط فهو صالح الحديث.
واعتبر روايته عن جده أبي إسحاق فيها لِيْن واختلاف لَعلَّه من أبي إسحاق وإلّا فإن إسرائيل أحبُّ إليه في الرواية عن جدّه من رواية أبيه يونس عنه؛ لأن إسرائيل صاحب كتاب.
لكن قدّم عليه شريكاً في الرواية عن أبي إسحاق لتقدم سماعه منه، وكاد أن يُقدم عليه في ذلك زكريا بن أبي زائدة ثم قال: ((ما أقربهما ....)).
__________
(1) العلل الواردة في الأحاديث النبوية 7/211.(1/49)
وأما في الرواية عن غير أبي إسحاق فإسرائيل وأخوه عيسى متقاربان، وإسرائيل أحبّ إليه من شريك.
وصرَّح بأن المناكير الكثيرة في روايته عن أبي يحيى القتات ليست من قِبَلِ إسرائيل.
6- وثقه أبو عبد الله البخاري.
7- عدّه أبو زرعة الرازي من الأثبات في الرواية عن أبي إسحاق، ومفهوم كلامه أنه يستحق المرتبة الثالثة من بين أثبت أصحاب أبي إسحاق (الثوري، شعبة، إسرائيل).
8- أطلق أبو داود الحكم بتقديم حديثه على حديث شريك.
9- رجّح ابن عدي أنّه مستقيم الحديث بل الغالب على حديثه الاستقامة.
10- رجّح الدارقطني رواية إسرائيل عن جده أبي إسحاق حديث ((لا نكاح إلّا بولي)) مرفوعاً.
المبحث الثالث: أقوال الأئمة المتساهلين
1- العجلي (ت261هـ)
قال العجلي: ((كوفيٌ ثقةٌ)). وقال مَرَّةً: ((جائز الحديث))(1).
هذان اللفظان وإن اشتركا في التوثيق فهما مختلفا المرتبة؛ لأن الثقة هو العدل الضابط (تامُّ الضبط) ولفظ (جائز الحديث) يُشْعِرُ بأنه في أدنى مراتب التوثيق.
وكأن الحافظ ابن حجر أراد الجمع بين مدلولي اللفظين كليهما فقال: ((قال العجلي: ثقة صدوق متوسط))(2).
وقال العجلي -أيضاً- في ترجمة زكريا بن أبي زائدة: ((...من أصحاب الشعبي إلّا أن سماعه من أبي إسحاق السَّبيعي بأخَرة بعدما كبر أبو إسحاق، وروايته ورواية زهير بن معاوية وإسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق قريبٌ من السَّواء...))(3).
وهذا نظير ما تقدم في رواية عباس الدوري عن ابن معين(4).
2- الترمذي (ت279هـ)
قال أبو عيسى في كلامه على حديث الاستنجاء بالحجرين: ((وأصح شيء في هذا عندي حديث إسرائيل وقيس [ يعني ابن الربيع ] عن أبي إسحاق عن
__________
(1) معرفة الثقات 1/222. وقد اقتصر المزّي على الجزم بقوله: "كوفي ثقة" تهذيب الكمال 2/521.
(2) هدي الساري ص390.
(3) معرفة الثقات 1/370.
(4) انظر: ص (272).(1/50)
أبي عبيدة عن عبد الله، لأن إسرائيل أثبت وأحفظ لحديث أبي إسحاق من هؤلاء وتابعه على ذلك قيس بن الربيع))(1).
قوله ((إسرائيل أثبت وأحفظ لحديث أبي إسحاق من هؤلاء)) يريد معمر
ابن راشد وعمّار بن زريق وزهير بن معاوية وزكريا بن أبي زائدة(2).
وقال في كلامه على حديث ((لا نكاح إلّا بولي)): ((... وإسرائيل هو ثقة ثبت في أبي إسحاق)) (3).
وقال في موضع آخر من الكلام على هذا الحديث: ((... وشريك وإسرائيل هما من أثبت أصحاب أبي إسحاق بعد شعبة والثوري))(4).
وكلام الترمذي –رحمه الله تعالى- مُقيّد بالرواية عن أبي إسحاق وهو في غاية الإتقان من جهة اختيار اللفظ المناسب للمقام، وذلك أنه لمّا كانت الموازنة بين إسرائيل وبين معمر وعمار وزهير وزكريا جاء توثيق إسرائيل بصيغة التفضيل ((إسرائيل أثبت وأحفظ لحديث أبي إسحاق من هؤلاء)).
ولمَّا كان الكلام على حديث ((لا نكاح إلّا بولي)) ومخالفو إسرائيل فيه شعبة والثوري عَدَل عن التفضيل إلى التوثيق باللفظ المركَّب ((وإسرائيل ثقة ثبت في أبي إسحاق)) ولم يقل: هو أوثق وأثبت منهما في أبي إسحاق مثلاً، ويُجلِّي ذلك بوضوح ما يلي:
أ – تصريحه بمرتبة إسرائيل بالنسبة لشعبة والثوري في قوله: ((وشريك وإسرائيل هما من أثبت أصحاب أبي إسحاق بعد شعبة والثوري)).
ب – نصّه على سبب ترجيحه للرفع في حديث ((لا نكاح إلّا بولي)) بقوله: ((ورواية هؤلاء الذين رووا عن أبي إسحاق عن أبي بُردة عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ((لا نكاح إلّا بوليّ)) عندي أصحّ؛ لأن سماعهم من أبي إسحاق في أوقات مختلفة، وإن كان شعبة والثوري أحفظ وأثبت من جميع هؤلاء الذين رووا عن أبي إسحاق هذا الحديث، فإن رواية هؤلاء عندي أشبه، لأن شعبة والثوري سمعا هذا الحديث من
__________
(1) السنن 1/27. وانظر: علل الترمذي الكبير 1/101.
(2) انظر: السنن 1/26.
(3) السنن 3/409.
(4) العلل الكبير 1/430.(1/51)
أبي إسحاق في مجلس واحد))(1) فترجيحه لرواية إسرائيل وغيره من مخالفي شعبة والثوري لتعدد مجالس سماعهم لهذا الحديث، واتحاد مجلس سماعهما له، وإلّا فإن إسرائيل وإن كان ثقة ثبتاً في أبي إسحاق فمخالفاه وهما شعبة والثوري أحفظ منه وأثبت.
3- ابن حِبَّان (ت354هـ)
ذكر ابن حبان إسرائيل في كتابه (الثقات) (2).
ووصفه في كتابه (مشاهير علماء الأمصار) بقوله: ((من المتقنين))(3).
4- ابن شاهين (ت385هـ)
اكتفى ابن شاهين بقول ابن معين: ((ثقة)). وقول سفيان الثوري: ((اكتبْ عنه، فإنه صدوق أحمق))(4).
5- أبو عبد الله الحاكم (ت405هـ)
قال في كلامه على حديث ((لا نكاح إلّا بولي)): ((فأما إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق الثقة الحُجَّة في حديث جدّه أبي إسحاق فلم يُختلَفْ عنه في وصل هذا الحديث))(5).
وقال في كلامه على حديث ((نعم، تداووا عباد الله...)): ((هذا حديث صحيح الإسناد فقد رواه عشرة من أئمة المسلمين وثقاتهم عن زياد بن علاقة فمنهم مِسْعَرُ ابن كِدام ومنهم .... إسرائيل بن يونس السَّبيعي))(6).
وكلامه نصٌّ في أن إسرائيل ثقة مطلقاً، وأنّه في حديث جَدِّه ثقة حُجّة.
خلاصة أقوال الأئمة المتساهلين
1- وثّقه العجلي توثيقاً متوسطاً، ونصَّ على أن روايته ورواية زكريا بن أبي زائدة وزهير بن معاوية عن أبي إسحاق قريب من السواء.
2- دار كلام الترمذي على روايته عن جدّه أبي إسحاق فهو عنده ثقة ثبت في الرواية عنه من أثبت أصحاب أبي إسحاق بعد شُعبة والثوري. وهو أوثق من معمر بن راشد وعمّار بن زُريق وزهير بن معاوية وزكريا بن أبي زائدة.
3- وثّقه ابن حبان ووصفه بالإتقان.
4- يُستفاد توثيق ابن شاهين له من ذكره في (تاريخ أسماء الثقات) واقتصاره على قولي ابن معين والثوري.
__________
(1) السنن 3/409.
(2) 6/79.
(3) ص169
(4) تاريخ أسماء الثقات (رسالة ص29).
(5) المستدرك على الصحيحين 2/170.
(6) المصدر السابق 4/399-400.(1/52)
5- يرى الحاكم أنّه ثقة مطلقاً وثقة حُجّة في حديث جده أبي إسحاق.
المبحث الرابع: أقوال الأئمة الآخرين
(من لم تُدرس مناهجهم في الجرح والتعديل)
1- يحيى بن آدم القرشي الأموي مولاهم (ت203هـ)
قال عباس الدوري: ((سئل يحيى عن إسرائيل فقال: قال يحيى بن آدم: كنّا نكتب عنده من حفظه قال يحيى: كان إسرائيل لا يحفظ ثم حفظ بَعْدُ))(1) يعني أنه درس كتابه(2).
2- حُجين بن المثنى اليمامي (ت205هـ)
قال عباس الدوري: ((حدثنا حُجين قال: قَدِمَ علينا إسرائيل بغداد، فقعد فوق بيت، وقام رجل والناس قد اجتمعوا، فأخذ دفتره، فجعل يسأله من الدفتر حتى أتى عليه، أو على عامته، والناس قُعود لا ينظرون فيه فقام الشيخ، فقعد الناس فكتبوه))(3).
قال الحافظ الذهبي: ((هذا يدل على ضعف سماع أولئك على هذه الصورة، لا على ضعف إسرائيل في نفسه))(4).
3- محمد بن عبد الله بن نمير (ت234هـ)
نقل الحافظ ابن حجر قوله: ((ثقة))(5).
4- يعقوب بن شيبة السدوسي (ت262هـ)
روى الخطيب البغدادي من طريق محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: ((حدثنا جدّي قال: إسرائيل بن يونس صالح الحديث وفي حديثه لين)). وقال في موضع آخر: ((إسرائيل ثقة صدوق، وليس بالقوي في الحديث ولا بالساقط)) (6).
ولا تناقض بين قوليه إذا حُمِلَ قولُه: ((ثقة صدوق)) على العدالة وما عداه على الضبط، وعندئذٍ فهو في أدنى مراتب التوثيق.
5- عبد الله بن الإمام أحمد (ت290هـ)
قال عبد الله: ((كان الثوري يحدّث عن الرجل عشرة أو نحوها، ويحدّث عنه إسرائيل عشرين، ثلاثين، وكان إسرائيل صاحب كتاب، والثوري يحفظ))(7).
__________
(1) التاريخ 2/29.
(2) سير أعلام النبلاء 7/357.
(3) التاريخ 2/28.
(4) ميزان الاعتدال 1/210.
(5) تهذيب التهذيب 1/263.
(6) تاريخ بغداد 7/24. وانظر: تهذيب الكمال 2/521.
(7) العلل ومعرفة الرجال 3/366. وانظر ما تقدم ص (283) هامش (7)، وص (284) هامش (1).(1/53)
كأن عبدالله أراد بهذا الكلام تفسير قول ابن مهدي: ((كان إسرائيل في الحديث لِصًّا)) حيث ذكره بعده فوضّح بذلك عناية إسرائيل بالأخذ عن المشايخ ثم الرواية عنهم ضِعْفَ ما يحدّث به سفيان من الأحاديث أو ثلاثة أمثاله، ولعل ذلك راجع إلى انتقاء سفيان لما يُحدّث به، وتسامح إسرائيل.
6- صالح بن محمد "جزرة" (ت293هـ)
قال صالح بن محمد: ((إسرائيل أتقن في أبي إسحاق خاصة))(1).
7- العقيلي (ت322هـ)
قال العقيلي: ((مختلف فيه))(2).
8- ابن حزم (ت456هـ)
قال ابن حزم: ((ليس بالقوي))(3). وقال ـ أيضاً ـ : ((ضعيف))(4).
وقد ناقشه الحافظان الذهبي وابن حجر في هذا الحكم، وفي تضعيفه لأحاديثه.
فقال الحافظ الذهبي:
أ– ((ضعّفه ابن حزم، وردّ أحاديثه، مع كونها في الصحاح))(5).
ب– وقال: ((إسرائيل اعتمده البخاري ومسلم في الأصول، وهو في الثبت كالاسطوانة، فلا يُلتفت إلى تضعيف مَنْ ضعّفه، نعم، شعبة أثبت منه إلّا في
أبي إسحاق))(6).
جـ- وقال: ((مشى علي [يعني ابن المديني في تضعيفه لإسرائيل] خلف أستاذه يحيى بن سعيد، وقفى أثرهما أبو محمد بن حزم، وقال: ((ضعيف))، وعَمِدَ إلى أحاديثه التي في الصحيحين فردّها، ولم يحتجّ بها، فلا يُلتفتْ إلى ذلك، بل هو ثقة، نعم ليس هو في التثبت كسفيان وشعبة))(7).
وقال الحافظ ابن حجر:
أ – ((أطلق ابن حزم ضعف إسرائيل، وردّ به أحاديث من حديثه، فما صنع شيئاً))(8).
__________
(1) سنن الدارقطني 3/220.
(2) الضعفاء 1/131.
(3) المُحَلَّى 2/36.
(4) المصدر السابق 6/208.
(5) معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد ص 67.
(6) ميزان الاعتدال 1/209.
(7) سير أعلام النبلاء 7/358.
(8) تهذيب التهذيب 1/263.(1/54)
ب – وقال ـ بعد ذكره لأقوال الأئمة في الثناء على إسرائيل ـ: ((وبعد ثبوت ذلك، واحتجاج الشيخين به لا يَجْمُلُ من متأخرٍ لا خبرة له بحقيقة حال مَنْ تقدّمه أن يُطلق على إسرائيل الضعف، ويرد الأحاديث الصحيحة التي يرويها دائماً لاستناده إلى كون القطّان كان يحمل عليه من غير أن يعرف وجه ذلك الحمل ...))(1).
ثم بيّن وجه حمل القطّان عليه بما تقدّمت مناقشته(2)، وخَلُصَ منه إلى كون إسرائيل قد روى مناكير عن أبي يحيى القتّات ثم قال: ((وأبو يحيى ضعّفه الأئمة النُقّاد فالحمل عليه أولى من الحمل على من وثّقوه))(3).
جـ- وقال: ((ثقة، تُكلّم فيه بلا حُجّة))(4).
خلاصة أقوال هؤلاء الأئمة
1- وثقة محمد بن عبد الله بن نُمير.
2- كلام يعقوب بن شيبة يقتضي أنه في أدنى مراتب التوثيق.
3- وصفه عبد الله بن أحمد بكثرة روايته عمّن أخذ عنهم مقارنة بسفيان الثوري.
4- قدّمه صالح جزرة في الرواية عن أبي إسحاق على غيره لأنه أتقن فيه خاصة.
5- ضعّفه ابن حزم بلفظين مختلفي المرتبة (ليس بالقوي – ضعيف) ولم يحتج بأحاديثه التي في الصحيحين.
المبحث الخامس: ثناء آباء إسرائيل عليه
ورد عن أبي إسحاق السَّبيعي وابنه يونس أقوال تفيد عناية إسرائيل بطلب العلم وحرصه عليه كما تفيد إتقانه لحديث جدّه أبي إسحاق.
فمما يدل على حرصه على العلم ما تقدم من قول أبي إسحاق: ((ما ترك لنا إسرائيل كَوَّةً ولا سَفَطاً إلَّا دَحَسَها كُتُباً))(5) يعني: ملأها.
ومما يدل على إتقانه لحديث جده:
أ – ما تقدم من قول أبيه يونس لشبابة بن سَوَّار لمّا سأله أن يُمْلِيَ عليه حديث أبي إسحاق: ((اكتبه عن إسرائيل فإن أبي أملاه عليه))(6).
__________
(1) هدي الساري ص 390.
(2) انظر: ص (263-264).
(3) هدي الساري ص390.
(4) تقريب التهذيب ص 104.
(5) انظر: ص(283).
(6) انظر: ص (288-289).(1/55)
ب – وما تقدم من رواية عيسى بن يونس أخي إسرائيل: ((كان أصحابنا سفيان وشريك – وعَدَّ قوماً – إذا اختلفوا في حديث أبي إسحاق يجيئون إلى أبي. فيقول: اذهبوا إلى ابني إسرائيل فهو أروى عنه مني، وأتقن لها مني، وهو كان قائد
جده))(1).
ويتجلّى أثر ذلك بوضوح في قول إسرائيل: ((كنت أحفظ حديث أبي إسحاق كما أحفظ السورة من القرآن))(2).
المبحث السادس: أقوال الأئمة المتأخرين
1- الحافظ الذهبي (ت748هـ)
أولاً: أقواله في توثيقه مطلقاً:
أ - وصفه بـ (الحافظ)(3).
ب – وقال: ((الحافظ الإمام الحجّة))(4).
جـ – وقال: ((أحد الأعلام))(5).
د – وقال: ((أحد الثقات الأعلام))(6).
هـ – وقال: ((ثقة إمام))(7).
و – وقال: ((قد احتج به أرباب الكتب الصِّحاح، وكان ثقة حافظاً صالحاً خاشعاً من أوعية الحديث))(8).
ز – وقال: ((كان حافظاً حُجّة صالحاً خاشعاً من أوعية العلم، ولا عبرة بقول مَنْ ليّنه فقد احتج به الشيخان))(9).
حـ – وقال: ((اعتمده البخاري ومسلم في الأصول، وهو في الثبت كالاسطوانة فلا يُلتفت إلى تضعيف منْ ضَعّفه))(10).
ط – وقال: ((كان من أوعية الحديث، ومن مشايخ الإسلام كأبيه وجده وأخيه عيسى))(11).
ي – وقال: ((قد أثنى على إسرائيل الجمهورُ، واحتج به الشيخان، وكان حافظاً، وصاحب كتاب ومعرفة))(12).
__________
(1) انظر: ص (289).
(2) انظر: ص (255، 282).
(3) تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 161-170هـ) ص75، وتذكرة الحفّاظ 1/214، وسير أعلام النبلاء 7/355.
(4) سير أعلام النبلاء 7/355، وتذكرة الحفاظ 1/214.
(5) ميزان الاعتدال 1/208.
(6) المغني في الضعفاء 1/77.
(7) معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد ص66.
(8) تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 161-170هـ) ص 77.
(9) تذكرة الحُفّاظ 1/214.
(10) ميزان الاعتدال 1/209.
(11) سير أعلام النبلاء 7/356.
(12) المصدر السابق 7/358.(1/56)
ك – وقال: ((كان مع علمه وحفظه ذا صلاح وخشوع – رحمه الله – وأخوه عيسى أتقن منه وأعلم وأعبد رضي الله عنهما)) (1).
ل – وقال: ((كان إسرائيل مع حفظه وعلمه صالحاً خاشعاً لله كبير القَدْر))(2).
ثانياً: أقواله في رواية إسرائيل عن جده أبي إسحاق
أ – قال: ((أكثر عن جدّه وهو ثبت فيه))(3).
ب– وقال: ((سمع جده وجوّد حديثه وأتقنه))(4).
جـ - وقال: ((نعم، شعبة أثبت منه إلّا في أبي إسحاق))(5).
د – وقال: ((هو ثقة، نعم، ليس هو في التثّبت كسفيان وشعبة، ولعله يُقاربهما في حديث جدّه فإنه لازمه صباحاً ومساءً عشرة أعوام))(6).
هـ – وقال في تعليقه على ما رُوِيَ عن عبد الرحمن بن مهدي من قوله ((إسرائيل في أبي إسحاق أثبت من شعبة والثوري))(7): ((هذا أنا إليه أَمْيلُ مما تقدم فإن إسرائيل كان عُكّاز جَدِّه))(8).
ثالثاً: أجوبته عن أقوال مضعّفي إسرائيل تقدّم ذكرها في مواضعها
2- أبو زُرعة ابن الحافظ العراقي (ت 826 هـ)
قال أبو زرعة ابن العراقي : ((أحد الأعلام)).
وأجاب عن الكلام في إسرائيل من ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه غير مُفَسَّر.
والثاني: أنه لا يوجب السقوط.
والثالث: أن توثيقه أكثر وأحفظ(9).
وفي إطلاقه –رحمه الله تعالى – الوجه الأول بقوله: ((أنه غير مُفَسَّر)) تَوَسُّعٌ فقد ورد تفسير ترك القطّان الرواية عنه لكنه تفسير لا يوجب السّقوط كما ورد في الوجه الثاني لأن الضعف مِنْ قِبَل بعض شيوخ إسرائيل وليس من قِبَلِه. ولو صَحّ حملُ ذلك على إسرائيل للزم تقييد الضعف بروايته عن أولئك الشيوخ.
3- الحافظ ابن حجر (ت 852 هـ)
أولاً: أقواله في توثيقه مطلقاً
__________
(1) المصدر السابق 7/359.
(2) ميزان الاعتدال 1/210.
(3) تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 161-170هـ) ص 75.
(4) تذكرة الحفاظ 1/214.
(5) ميزان الاعتدال 1/209.
(6) سير أعلام النبلاء 7/358.
(7) انظر: ص (281) هامش (3).
(8) سير أعلام النبلاء 7/359.
(9) البيان والتوضيح ص49-50.(1/57)
أ – قال: ((أحد الأثبات))(1).
ب – وقال: ((ثقة تُكُلِّمَ فيه بلا حُجَّة))(2).
ثانياً: أقواله في رواية إسرائيل عن جَدّه أبي إسحاق
أ – قال: ((سماع إسرائيل من أبي إسحاق في غاية الإتقان للزومه إياه لأنه جده، وكان خصيصاً به))(3).
ب – وقال: ((هو من أثبت الناس فيه))(4).
جـ – وقال: ((هو من أثبت الناس في حديث جده))(5).
وإنما قال الحافظ: ((هو من أثبت الناس فيه)) لأن كون سماعه من جَدّه في غاية الإتقان لا يلزم منه أن يكون هو أثبت الناس فيه وذلك موافق لقول الحافظ أبي الحجاج المِزِّي لَمّا ساق أسماء الرواة عن أبي إسحاق ((... وسفيان الثوري وهو أثبت الناس فيه ...))(6).
ثالثاً: أجوبته عن أقوال مُضَعّفي إسرائيل تقدم ذكرها في مواضعها
خلاصة أقوال الأئمة المتأخرين
1 – أثنى الحافظ الذهبي على إسرائيل في علمه وورعه وخشوعه ووصفه بالثبت التام مطلقاً فقال: ((هو في الثبت كالاسطوانة))، ووصفه بالإتقان في روايته عن جده لكنه تردّد -في بادئ الأمر- في الموازنة بينه وبين شعبة وسفيان في الرواية عن أبي إسحاق فقال: ((ولعلّه يقاربهما في حديث جَدّه))، ثم مال إلى تقديمه عليهما، وأما في الرواية عن غير جده فقال: ((ليس هو في التثبُّت كسفيان وشعبة)) بل قال: ((أخوه عيسى أتقن منه)).
2 – وصفه الحافظ ابن حجر بأنّه أحد الأثبات وأن حديثه عن جده أبي إسحاق في غاية الإتقان ومع ذلك فإنه مِنْ أثبت الناس فيه، ومفهوم ذلك أنّه ليس بأثبت الناس فيه.
3 – لم يلتفت هؤلاء الأئمة الثلاثة (الذهبي وابن العراقي وابن حجر) إلى قول من ضعّفه بل ردّوه رداً يختلف بحسب حال مضعّفي إسرائيل:
__________
(1) هدي الساري ص 390.
(2) تقريب التهذيب ص104.
(3) فتح الباري 1/351.
(4) فتح الباري 11/115.
(5) المصدر السابق 11/197.
(6) تهذيب الكمال 22/109.(1/58)
أ – كلام القطّان صريح في أن نكارة المرويات عن القتات وابن المهاجر ليست من قِبَل إسرائيل وهذا لا يقتضي ترك الرواية عنه مطلقاً.
ب – وكلام ابن المديني تبعٌ لموقف شيخه يحيى بن سعيد القطّان.
جـ– وموقف ابن حزم فيه جرأة حيث ردّ بتضعيفه لإسرائيل أحاديثه التي في الصحيحين.
الخاتمة
إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الهمداني الكوفي، أبو يوسف.
أولاً: خلاصة الترجمة
وُلِدَ بخراسان سنة 100هـ.
روى عن (69) شيخاً، منهم (54) كوفيون.
من أشهر شيوخه سليمان بن مهران الأعمش الكوفي، وجَدُّه أبو إسحاق، وهشام بن عروة بن الزبير.
من كبار أتباع التابعين.
يُحكم على روايته بالانقطاع –لحصول الإرسال الخفي – عن: حبيب
ابن أبي ثابت، وسلمة بن كُهيل، وزُبيد بن الحارث، وطلحة بن مُصَرِّف.
روى عنه (55) راوياً، منهم (43) من أهل العراق.
من أشهر الرواة عنه: عبد الرحمن بن مهدي، وعبدالرزاق بن همّام،
وأبو نُعيم الفضل بن دُكين.
توفي بالكوفة، سنة 160هـ.
أخرج له الأئمة الستة في كتبهم الأمهات.
عدد شيوخه في الصحيحين (22) شيخاً.
ثانياً: خلاصة أقوال أئمة الجرح والتعديل
وثّقه الجمهور، وتشدّد يحيى بن سعيد القطّان فترك الرواية عنه لروايته مناكير عن أبي يحيى القتّات، وإبراهيم بن المهاجر، وضعّفه تلميذه علي
ابن المديني تبعاً لشيخه القطّان، وتعنّت ابن حزم فضعّفه وردّ أحاديثه التي في الصحيحين.
ما ورد من توثيقه بهذه الألفاظ (ثقة متقن، ثقة، ثبت، هو في الثبت كالاسطوانة، أحد الأثبات) فمحمول على روايته من كتابه كما قال الإمام أحمد: ((إذا حَدّث من كتابه لا يُغادر)).
وما ورد من توثيقه بهذه الألفاظ (صدوق، لابأس به، صالح الحديث، جائز الحديث، مستقيم الحديث). فمحمول على روايته من حفظه.
(ثقة متقن) في روايته عن جده أبي إسحاق، وهو من أثبت الناس فيه، ولو كان أداؤه من حفظه.(1/59)
شعبة وسفيان أثبت منه في الرواية عن غير أبي إسحاق، وأما في الرواية عن أبي إسحاق فقد قدّمه شعبة على نفسه، وقدّمه ابن مهدي على سفيان. واختلف اجتهاد الذهبي فتردد في بادئ الأمر فقال: ((لَعَلَّه يُقاربهُما في حديث جده))، ثم آل اجتهاده إلى أنه أثبت في أبي إسحاق من شعبة والثوري فقال: ((هذا أنا إليه أَمْيلُ مما تقدّم فإن إسرائيل كان عُكّاز جَدّه)).
رواية إسرائيل عن جده أرجح من رواية أبيه يونس، وشيبان بن عبد الرحمن
-وإن كان أحفظ منه على الإطلاق- ومعمر بن راشد وعمار بن زُريق، وزهير بن معاوية، وزكريا بن أبي زائدة.
رواية إسرائيل عن غير أبي إسحاق أرجح من رواية شريك، وشريك أرجح منه في الرواية عن أبي إسحاق.
رواية زهير بن معاوية عن غير أبي إسحاق أرجح من رواية إسرائيل.
رواية يونس بن أبي إسحاق ورواية ابنه إسرائيل عن غير أبي إسحاق سواء.
رواية إسرائيل ورواية أخيه عيسى متقاربتان، لكن عيسى أتقن منه.
إسرائيل أثبت من أبي عوانة إن حدث أبو عوانة من حفظه فإن حَدّث من كتابه فهو أثبت.
قول الإمام أحمد إن رواية إسرائيل عن جده ((فيها اختلاف))، ((فيه لين)) محمول على تأخر سماعه منه بالنسبة لشريك.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الفهارس
فهرس المصادر والمراجع
فهرس الموضوعات
فهرس المصادر والمراجع
1ـ القرآن الكريم.
ـ ابن الأثير: المبارك بن محمد الجزري.
2ـ ((النهاية في غريب الحديث والأثر))، تحقيق: محمود محمد الطناحي وطاهر أحمد الزاوي، ط 1/1383هـ.
3ـ ((جامع الأصول في أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -))، تحقيق: عبد القادر الأرنؤوط، 1389هـ.
ـ الإمام أحمد بن محمد بن حنبل
4 ـ ((المسند)) تحقيق: أحمد محمد شاكر، نشر دار المعرفة بمصر، ط3/ 1374هـ.
ـ أحمد محمد شاكر.
5ـ ((الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث))، دار التراث، ط3/1399هـ.
ـ د. أكرم ضياء العمري.(1/60)
6ـ ((بحوث في تاريخ السنة المشرّفة))، ط4/1405هـ.
7ـ ((المجتمع المدني في عهد النبوة، خصائصه وتنظيماته الأولى))، نشر المجلس العلمي بالجامعة الإِسلامية بالمدينة، ط1/1403هـ.
ـ الآمدي: علي بن أبي علي محمد.
8ـ ((الإِحكام في أصول الأحكام))، بتعليق عبد الرزاق عفيفي ط1/1387هـ.
ـ الباجي: سليمان بن خلف
9ـ ((التعديل والتجريح لمن أخرج له البخاري في الجامع الصحيح)) تحقيق: د. أبو لبابة حسين، ط1/ 1406هـ.
ـ البخاري: عبد العزيز بن أحمد.
10ـ ((كشف الأسرار عن أصول البزدوي))، نشر دار الكتاب العربي ط بالأوفست 1394هـ.
ـ البخاري: الإمام محمد بن إسماعيل.
11ـ ((التاريخ الصغير))، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، نشر دار المعرفة، ط/ 1406هـ.
12ـ ((التاريخ الكبير))، طبعة جمعية دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن، ط1/1362هـ.
13ـ ((الجامع الصحيح))، مع شرحه فتح الباري، ترقيم محمد فؤاد عبدالباقي، المطبعة السلفية.
ـ البقاعي: إبراهيم بن عمر بن حسن.
14ـ ((النكت الوفية بما في شرح الألفية))، نسخة مصورة في مكتبة د. عبد الصمد بكر عابد.
ـ البلقيني: عمر بن رسلان.
15ـ ((محاسن الاصطلاح وتضمين كتاب ابن الصلاح))، تحقيق: د. عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)، مطبعة دار الكتب 1974م.
ـ البيهقي: أحمد بن الحسين بن علي.
16ـ ((السنن الكبرى))، طبعة جمعية دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن، ط1/1352هـ.
ـ الترمذي: محمد بن عيسى بن سورة
17ـ ((السنن))، تحقيق: أحمد محمد شاكر، محمد فؤاد عبد الباقي، إبراهيم عطوة عوض، نشر المكتبة الإِسلامية.
18ـ ((العلل الكبير))، ترتيب أبي طالب القاضي، تحقيق: حمزة ديب مصطفى، ط1/1406هـ.
ـ التهانوي: ظفر أحمد العثماني.
19ـ ((قواعد في علوم الحديث))، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدّه، ط5 /1404هـ.
ـ ابن تيمية: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام.
20ـ ((قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة))، تصحيح طه محمد الزيني، ط1/1373هـ.(1/61)
21ـ ((مجموع الفتاوى))، جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، مصور عن ط1/1398هـ.
ـ ابن الجارود: عبد الله بن علي النيسابوري.
22ـ ((المنتقى من السنن المسندة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ))، بتعليق عبد الله هاشم اليماني، 1382هـ.
ـ ابن الجُنيد: إبراهيم بن عبد الله الخُتّلي.
23ـ ((سؤالات ابن الجنيد لأبي زكريا يحيى بن معين))، تحقيق: د. أحمد محمد نور سيف، ط1/1408هـ.
ـ الجوزجاني: إبراهيم بن يعقوب.
24ـ ((أحوال الرجال))، تحقيق: صبحي السامرائي، نشر مؤسسة الرسالة، ط1/1405هـ.
ـ الجوهري: إسماعيل بن حماد.
25ـ ((تاج اللغة وصحاح العربية))، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، ط2/1399هـ.
ـ الجويني: عبد الملك بن عبد الله.
26ـ ((البرهان في أصول الفقه))، تحقيق: د. عبد العظيم الديب، ط2/1400هـ.
ـ ابن أبي حاتم: عبد الرحمن.
27ـ ((الجرح والتعديل))، طبعة جمعية دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن، ط1/1371هـ.
28ـ ((المراسيل))، تحقيق: شكر الله نعمة الله قوجاني، ط1/1397هـ.
ـ ابن الحاجب: عثمان بن عمر بن أبي بكر.
29ـ ((منتهى السؤل والأمل في علمي الأصول والجدل))، نشر دار الكتب العلمية بيروت، ط1/1405هـ.
ـ الحاكم النيسابوري: محمد بن عبد الله.
30ـ ((تسمية مَنْ أخرجهم البخاري ومسلم وما انفرد به كل واحد منهما))، تحقيق: كمال يوسف الحوت، ط1/ 1407هـ.
31ـ ((سؤالات الحاكم النيسابوري للدارقطني في الجرح والتعديل))، تحقيق: موفق بن عبدالله ابن عبد القادر، ط1/1404هـ.
32ـ ((المستدرك على الصحيحين))، نشر مكتبة ومطابع النصر الحديثة بالرياض.
ـ ابن حِبَّان:محمد بن حبان البُسْتي.
33ـ ((الثقات))، طبعة جمعية دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن، ط1/1393هـ-1403هـ.
34ـ ((الصحيح))، بترتيب علي بن بلبان الفارسي ((الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان))، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وحسين أسد، نشر مؤسسة الرسالة، ط1 /1404هـ.(1/62)
35ـ ((معرفة المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين))، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، ط1/1396هـ.
36ـ ((مشاهير علماء الأمصار))، تحقيق: م. فلايشمهر. تصوير دار الكتب العلمية.
ـ ابن حجر العسقلاني: أحمد بن علي بن محمد.
37ـ ((الإصابة في تمييز الصحابة))، تحقيق: طه محمد الزيني، ط1/1388هـ.
38ـ ((تبصير المنتبه بتحرير المشتبه))، تحقيق: علي محمد البجاوي ومحمد علي النجار،
ط1/ 1383هـ.
39ـ ((تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس))، تحقيق: د. عاصم بن عبد الله القريوتي، نشر مكتبة المنار بالأردن، ط1.
40ـ ((تقريب التهذيب))، تحقيق: د. محمد عوّامة، ط1/1406هـ.
41ـ ((تهذيب التهذيب))، طبعة جمعية دائرة المعارف النظامية بحيدر آباد الدكن، ط1/1325هـ.
42ـ ((فتح الباري شرح صحيح البخاري))، إخراج محبّ الدين الخطيب، المطبعة السلفية ط/1380هـ.
43 ـ ((لسان الميزان))، حيث ورد النص بـ (مخطوطة) فالمراد المصورة عن مخطوطة (مكتبة أحمد الثالث) المحفوظة فيها برقم (2944).
وحيث أطلق فالمراد طبعة جمعية دائرة المعارف النظامية بحيدر آباد الدكن، ط1/1329هـ.
44ـ ((نزهة النظر شرح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر))، نشر المكتبة العلمية بالمدينة، ط3.
45ـ ((النكت على كتاب ابن الصلاح))، تحقيق: د. ربيع بن هادي مدخلي، نشر المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية، ط1/1404هـ.
46ـ ((هدي الساري مقدّمة فتح الباري))، إخراج محب الدين الخطيب، المطبعة السلفية.
ـ ابن حزم: علي بن أحمد بن سعيد.
47ـ ((المُحَلَّى))، تحقيق: أحمد محمد شاكر، ط1/1347هـ.
ـ الشيخ حماد بن محمد الأنصاري.
48ـ ((إتحاف ذوي الرسوخ بمن رمي بالتدليس من الشيوخ))، ط1/1406هـ.
ـ ابن خزيمة: الإمام محمد بن إسحاق.
49ـ ((الصحيح))، تحقيق: د. محمد مصطفى الأعظمي، ط1/1395هـ.
ـ الخطيب: أحمد بن علي بن ثابت البغدادي.
50ـ ((تاريخ بغداد))، نشر دار الكتاب العربي.(1/63)
51ـ ((شرف أصحاب الحديث))، تحقيق: د. محمد سعيد خطيب أوغلي، نشر دار إحياء السنة النبوية.
52ـ ((الكفاية في علم الرواية))، بمراجعة عبد الحليم محمد عبدالحليم وعبدالرحمن حسن محمود، ط1.
ـ خليفة بن خياط العُصْفُري.
53ـ ((التاريخ))، تحقيق: د. أكرم ضياء العمري، ط2/1397هـ.
54ـ ((الطبقات))، تحقيق: د. أكرم ضياء العمري، ط2/1402هـ.
ـ الخليلي: الخليل بن عبد الله بن أحمد القزويني.
55ـ ((الإرشاد في معرفة علماء الحديث)) تحقيق: د. محمد سعيد بن عمر إدريس، ط1/1409هـ.
ـ الدارقطني: علي بن عمر الحافظ.
56ـ ((ذكر أسماء التابعين ومن بعدهم ممن صحّت روايته عن الثقات عند البخاري ومسلم))، تحقيق: بوران الضناوي وكمال يوسف الحوت، ط1/1406هـ.
57ـ ((السنن))، بتعليق عبد الله هاشم اليماني، 1386هـ.
58ـ ((العلل الواردة في الأحاديث النبوية))، تحقيق: د. محفوظ الرحمن زين الله السلفي، ط1/1405هـ.
ـ الدارمي: عبد الله بن عبد الرحمن.
59ـ ((السنن))، بتعليق عبد الله هاشم اليماني، 1386هـ.
ـ الدارمي: عثمان بن سعيد.
60ـ ((تاريخ عثمان بن سعيد الدارمي عن أبي زكريا يحيى بن معين في تجريح الرواة وتعديلهم))، تحقيق: د. أحمد محمد نور سيف، نشر مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإِسلامي بجامعة الملك عبد العزيز.
ـ ابن دقيق العيد: محمد بن علي القشيري.
61ـ ((الاقتراح في بيان الاصطلاح))، تحقيق: قحطان عبدالرحمن الدوري، نشر وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالعراق، 1402هـ.
ـ أبو داود: سليمان بن الأشعث السجستاني.
62ـ ((سؤالات أبي عبيد الآجري له))، تحقيق: محمد علي قاسم العمري، نشر المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ط1/1403هـ.
63ـ ((السنن))، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، نشر دار الفكر.
ـ الدقاق: أبو خالد يزيد بن الهيثم.(1/64)
64ـ ((من كلام أبي زكريا يحيى بن معين في الرجال))، تحقيق: د. أحمد محمد نور سيف، نشر مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بجامعة الملك عبدالعزيز.
ـ الدوري: عباس بن محمد.
65ـ ((التاريخ))، روايته عن ابن معين تحقيق: د. أحمد محمد نور سيف، نشر مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بجامعة الملك عبدالعزيز ط1/1399هـ.
ـ الذهبي: محمد بن أحمد بن عثمان.
66ـ ((تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام))، تحقيق: د. عمر عبدالسلام تدمري ط1/1411هـ.
67ـ ((تذكرة الحفّاظ))، تحقيق: عبد الرحمن بن يحيى المعلمي، نشر دار إحياء التراث العربي.
68ـ ((ديوان الضعفاء والمتروكين))، تحقيق: الشيخ حماد بن محمد الأنصاري، مطبعة النهضة الحديثة بمكة، 1387هـ.
69ـ ((ذكر أسماء من تكلم فيه وهو موثّق))، ((معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد))، تحقيق: إبراهيم سعيداي إدريس، ط1/1406هـ.
70ـ ((ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل))، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدّة، ط5/1404هـ.
71ـ ((سير أعلام النبلاء))، نشر مؤسسة الرسالة، ط2/1402هـ.
72ـ ((الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة))، تحقيق: عزت علي عيد عطية وموسى محمد علي الموشي، ط1/1392هـ.
73ـ ((المعين في طبقات المحدثين))، تحقيق: د. همام عبدالرحيم سعيد، ط1/1404هـ.
74ـ ((المغني في الضعفاء))، تحقيق: نور الدين عتر، ط1/1391هـ.
75ـ ((الموقظة في علم مصطلح الحديث))، تحقيق: عبد الفتاح أو غدّة، ط1/1382هـ.
76ـ ((ميزان الاعتدال في نقد الرجال))، تحقيق: علي محمد البجاوي، ط1/1382هـ.
ـ ابن رجب: عبد الرحمن بن أحمد الحنبلي.
77ـ ((شرح علل الترمذي))، تحقيق: د. همام عبد الرحيم سعيد، ط1/1407هـ.
ـ الزبيدي: محمد مرتضى.
78ـ ((تاج العروس من جواهر القاموس))، المطبعة الخيرية بمصر، ط1/1306هـ.
ـ أبو زرعة الدمشقي: عبد الرحمن بن عمرو.
79ـ ((التاريخ))، تحقيق: شكر الله بن نعمة الله القوجاني.(1/65)
ـ أبو زرعة الرازي: عبيد الله بن عبد الكريم.
80ـ ((الضعفاء))، تحقيق: د.سعدي الهاشمي، نشر المجلس العلمي بالجامعة الإِسلامية، ط1/1402هـ.
81ـ ((أجوبة أبي زرعة الرازي على أسئلة البرذعي))، تحقيق: د. سعدي الهاشمي،
نشر المجلس العلمي بالجامعة الإِسلامية، ط1/1402هـ.
ـ أبو زرعة ابن العراقي: أحمد بن عبدالرحيم.
82ـ ((البيان والتوضيح لمن أخرج له في الصحيح ومُسَّ بضربٍ من التجريح))، تحقيق: كمال يوسف الحوت، ط1/1410هـ.
ـ الزيلعي: عبد الله بن يوسف الحنفي.
83ـ ((نصب الراية لأحاديث الهداية))، نشر المكتبة الإِسلامية، ط2/1393هـ.
ـ سبط ابن العجمي: إبراهيم بن محمد بن خليل الحلبي.
84ـ ((الاغتباط بمعرفة من رمي بالاختلاط))، نشر مكتبة المعارف بالطائف في (مجموعة الرسائل الكمالية في الحديث).
85ـ ((التبيين لأسماء المدلسين))، نشر مكتبة المعارف بالطائف في (مجموعة الرسائل الكمالية في الحديث).
ـ السبكي: عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي.
86ـ ((طبقات الشافعية الكبرى))، تحقيق: عبد الفتاح محمد الحلو ومحمود محمد الطناحي، ط1/1383هـ.
87ـ ((قاعدة في الجرح والتعديل))، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدّة ط5/1404هـ، وهذه القاعدة مُسْتَلَّة من الكتاب السابق.
ـ السّخاوي: محمد بن عبد الرحمن.
88ـ ((فتح المغيث بشرح ألفية الحديث))، حيث ورد النص (مخطوط)، فالمراد صورة نسخة مكتبة استانبول المحفوظة في مكتبة المخطوطات بالجامعة الإِسلامية برقم (337 مصورات).
وحيث ورد النص بـ (السلفية) فالمراد طبعة المكتبة السلفية بالمدينة بتحقيق: عبدالرحمن محمد عثمان، وحيث أطلق فالمراد المجلد الأول من تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، نشر المكتبة العلمية بالمدينة.
وفي ترجمة إسرائيل بن يونس، المراد تحقيق: الشيخ علي حسن علي، ط1/1407هـ.
89ـ ((المتكلمون في الرجال))، فصل مُسْتَلٌّ من كتاب ((الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التوريخ)) تحقيق: عبد الفتاح أبو غدّه، ط5/1404هـ.(1/66)
ـ السرخسي: محمد بن أحمد بن أبي سهل.
90ـ ((أصول السرخسي))، تحقيق: أبي الوفاء الأفغاني، نشر دار المعرفة، 1393هـ.
ـ ابن سعد: محمد بن سعد بن منيع.
91ـ ((الطبقات الكبرى))، نشر دار صادر بيروت.
ـ سَعْدي الهاشمي.
92ـ ((شرح ألفاظ التجريح النادرة أو قليلة الاستعمال))، المطبعة السلفية ومكتبتها بالقاهرة.
ـ السمعاني: عبدالكريم بن محمد التميمي.
93ـ ((الأنساب))، الجزء السابع تحقيق: محمد عوّامة، ط1/ 1396هـ.
ـ السهمي: حمزة بن يوسف.
94ـ ((سؤالات حمزة بن يوسف السهمي للدارقطني وغيره من المشايخ في الجرح والتعديل))، تحقيق: موفق بن عبد الله بن عبد القادر، ط1/1404هـ.
ـ ابن سيد الناس: محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله اليعمري.
95ـ ((عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير))، نشر دار المعرفة بيروت.
ـ السيوطي: عبد الرحمن بن أبي بكر.
96ـ ((تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي))، تحقيق: عبدالوهاب عبداللطيف، ط2/1392هـ.
ـ الإمام الشافعي: محمد بن إدريس.
97 ـ ((الرسالة))، تحقيق: أحمد محمد شاكر.
ـ ابن شاهين: عمر بن أحمد.
98 ـ ((تاريخ أسماء الثقات ممن نُقل عنهم العلم))، تحقيق: صالح بن عبد الله المحطب،
في رسالة ماجستير على الآلة الكاتبة / 1402هـ.
ـ أبوشهبة: د. محمد بن محمد أبو شهبة.
99 ـ ((الوسيط في علوم ومصطلح الحديث))، ط1/1403هـ.
ـ الشوكاني: محمد بن علي.
100 ـ ((رفع الريبة عما يجوز وما لا يجوز من الغيبة))، تحقيق: محمد إبراهيم الشيباني، ط2/1402هـ.
101 ـ ((نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار))، مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر.
ـ ابن أبي شيبة: عبد الله بن محمد الكوفي.
102 ـ ((الكتاب المصنّف في الأحاديث والآثار))، تحقيق: عامر العمري الأعظمي،
نشر الدار السلفية بالهند.
ـ ابن الصلاح: عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري.
103 ـ ((علوم الحديث))، تحقيق: د. عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)، مطبعة دار الكتب، 1974م.(1/67)
ـ الصنعاني: محمد بن إسماعيل الكحلاني.
104 ـ ((توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار))، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، ط1/1366هـ.
ـ ابن طاهر: محمد بن طاهر المقدسي.
105 ـ ((الجمع بين رجال الصحيحين))، نشر دار الكتب العلمية، مصورة عن ط1/1323هـ.
ـ الطبراني: الحافظ سليمان بن أحمد.
106 ـ ((المعجم الكبير))، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، ط1/1400هـ.
ـ الطبري: محمد بن جرير.
107 ـ ((تاريخ الرسل والملوك))، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، ط4/ دار المعارف.
108 ـ ((جامع البيان عن تأويل آي القرآن))، نشر مكتبة مصطفى البابي الحلبي، ط3/1388هـ.
ـ العباد: الشيخ عبد المحسن بن حمد.
109ـ ((اجتناء الثمر في مصطلح أهل الأثر))، نشر دار الثقافة الإِسلامية بالرياض.
110ـ ((دراسة حديث: نضر الله امرءا سمع مقالتي... رواية ودراية))، ط1/1401هـ.
ـ عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل.
111ـ ((العلل ومعرفة الرجال))، تحقيق: وصي الله عباس ط1/1408هـ.
ـ ابن عبد البر: يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري.
112ـ ((الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى))، تحقيق: د. عبد الله مرحول السوالمة، ط1/1405هـ.
113ـ ((التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد))، نشر وزارة الأوقاف والشؤون الإِسلامية بالمغرب، ط2/1402هـ.
ـ عبد الرزاق بن همام الصنعاني.
114ـ ((المصنّف))، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، ط1/1391هـ.
ـ عبد الوهاب عبد اللطيف.
115ـ ((المختصر في علم رجال الأثر))، ط8/1386هـ.
ـ ابن عثيمين: الشيخ محمد بن صالح.
116ـ ((القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى))، مطابع السفراء بالرياض، 1406هـ.
ـ العجلي: أحمد بن عبد الله بن صالح.
117ـ ((معرفة الثقات))، بترتيب الهيثمي والسبكي، تحقيق: عبد العليم البستوي، ط1/1405هـ.
ـ ابن عدي: عبد الله بن عدي بن عبد الله الجرجاني.(1/68)
118ـ ((الكامل في ضعفاء الرجال))، حيث ورد النص بـ (مخطوط) فالمراد المصورة عن مخطوطة مكتبة أحمد الثالث المحفوظة في مكتبة المخطوطات بالجامعة الإِسلامية برقم (267)
وحيث أطلق فالمراد ط1/1404هـ، نشر دار الفكر.
ـ العراقي: عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن.
119ـ ((التقييد والإيضاح لما أطلق وأغلق من كتاب ابن الصلاح))، تحقيق: عبد الرحمن محمد عثمان، ط1/1389هـ.
120ـ ((شرح التبصرة والتذكرة))، ((فتح المغيث)) بتصحيح وتعليق محمد بن الحسين العراقي الحسيني، المطبعة الجديدة بفاس المغرب، 1354هـ.
ـ ابن عساكر: علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي.
121ـ ((تاريخ دمشق))، صورة عن مخطوطة المكتبة الظاهرية محفوظة بمكتبة المخطوطات بالجامعة الإِسلامية رقم (1329 مصورات).
ـ العقيلي: محمد بن عمرو بن موسى.
122ـ ((الضعفاء))، حيث ورد النص بـ (مخطوط) فالمراد مخطوطة المكتبة الظاهرية المحفوظة صورتها بمكتبة المخطوطات بالجامعة الإِسلامية رقم (276 مصورات).
وحيث أطلق فالمراد تحقيق: د. عبد المعطي أمين قلعجي، ط1/1404هـ.
ـ العلائي: خليل بن كيكلدي.
123ـ ((جامع التحصيل في أحكام المراسيل))، تحقيق: حمدي عبدالمجيد السلفي، ط2/1407هـ.
ـ القاضي عياض بن موسى اليحصبي.
124ـ ((الإلماع إلى أصول الرواية وتقييد السماع))، تحقيق: السيد أحمد صقر، ط1/1389هـ.
ـ ابن فارس: أحمد بن فارس بن زكريا.
125ـ ((مجمل اللغة))، تحقيق: زهير عبد المحسن سلطان، ط1/1404هـ.
ـ الفسوي: يعقوب بن سفيان.
126ـ ((المعرفة والتاريخ))، تحقيق: د. أكرم ضياء العمري، ط2/1401هـ.
ـ الفيومي: أحمد بن محمد بن علي المقرئ.
127ـ ((المصباح المنير في غريب الشرح الكبير))، بتصحيح مصطفى السقا،
مطبعة مصطفى البابي الحلبي.
ـ القاري: علي بن سلطان محمد الهروي.
128ـ ((شرح نخبة الفِكر))، نشر دار الكتب العلمية، 1398هـ
ـ ابن قدامة: عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي.(1/69)
129ـ ((روضة الناظر وجنة المناظر))، مع شرحها ((نزهة الخاطر))، ط2/1404هـ.
ـ القرطبي: محمد بن أحمد الأنصاري.
130ـ ((الجامع لأحكام القرآن))، مصورة عن طبعة دار الكتب، نشر دار الكتاب العربي، 1387هـ.
ـ ابن كثير: إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي.
131ـ ((اختصار علوم الحديث))، مع شرحه ((الباعث الحثيث))، ط3/1399هـ.
132ـ ((البداية والنهاية))، طبع مطبعة السعادة بمصر.
133ـ ((تفسير القرآن العظيم))، طبعة دار إحياء الكتب العربية.
ـ الكلاباذي: أحمد بن محمد بن الحسين البخاري.
134ـ ((الهداية والإرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد الذين أخرج لهم البخاري في جامعه))، وهو المعروف بـ(رجال صحيح البخاري) تحقيق: عبدالله الليثي، ط1/1407هـ.
ـ ابن الكيال: محمد بن أحمد.
135ـ ((الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات))، تحقيق: عبد القيوم
عبد رب النبي، نشر مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإِسلامي بجامعة
أم القرى، ط1/1401هـ.
ـ اللكنوى: محمد بن عبد الحي الهندي.
136ـ ((الرفع والتكميل في الجرح والتعديل))، تحقيق: عبد الفتاح أبوغدّة، ط3/1407هـ.
ـ ابن ماجة: محمد بن يزيد القزويني.
137ـ ((السنن))، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، 1395هـ.
ـ ابن مأكولا: الأمير علي بن هبة الله بن علي.
138ـ ((الإكمال في رفع الإرتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب))، تصحيح: الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلّمي اليماني.
ـ الماوردي: علي بن محمد بن حبيب الشافعي.
139ـ ((أدب القاضي))، تحقيق: محيي هلال السرحان، نشر رئاسة ديوان الأوقاف بالعراق، 1391هـ.
ـ المباركفوري: محمد عبدالرحمن.
140ـ ((تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي))، مراجعة: عبد الرحمن محمد عثمان،
نشر المكتبة السلفية بالمدينة المنورة، ط2/1384هـ.
ـ المتقي: علي بن حسام الدين الهندي البرهان فوري.(1/70)
141ـ ((كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال))، ضبط الشيخ بكري حياني، وتصحيح الشيخ صفوة السقا، ط5/1401هـ.
ـ ابن محرز: أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز.
142ـ ((معرفة الرجال))، رواية ابن محرز عن ابن معين، تحقيق: محمد كامل القصار، ومحمد مطيع الحافظ، وغزوة بدير، نشر مجمع اللغة العربية بدمشق، 1405هـ.
ـ محمد بن الحسن الشيباني.
143ـ ((الأصل))، وهو المعروف بـ ((المبسوط))، تحقيق: أبي الوفاء الأفغاني، نشر إدارة القرآن والعلوم الإِسلامية بكراتشي.
ـ ابن المديني: الإمام علي بن عبد الله.
144ـ ((العلل))، تحقيق: د. مصطفى الأعظمي/1392هـ.
ـ المروذي: أحمد بن محمد بن الحجاج.
145ـ ((العلل ومعرفة الرجال))، روايته عن الإمام أحمد، تحقيق: د. وصي الله محمد عباس. ط1/1408هـ.
ـ ابن المقرئ: أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي.
146ـ ((المعجم))، تحقيق: د. محمد الفلاح رسالة دكتوراه على الآلة الكاتبة/
1404هـ ـ 1405هـ.
ـ المِزِّي: أبو الحجّاج يوسف.
147ـ ((تهذيب الكمال في أسماء الرجال))، حيث ورد النص بـ (مخطوط) فالمراد صورة نسخة دار الكتب المصرية، نشر دار المأمون للتراث.
وحيث أطلق فالمراد تحقيق: د. بشّار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، ط1/1400هـ.
ـ الإِمام مسلم بن الحجاج النيسابوري.
148ـ ((الصحيح))، مع شرح النووي، طبع المطبعة المصرية ومكتبتها.
ـ المعلمي: عبد الرحمن بن يحيى
149ـ ((الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السنة من الزلل والتضليل والمجازفة))، نشر المكتب الإِسلامي، ط2/1405هـ.
150ـ ((التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل))، تحقيق: محمد ناصرالدين الألباني، بباكستان، ط1/1401هـ.
151ـ ((طليعة التنكيل))، تحقيق: محمد ناصرالدين الألباني، بباكستان، ط1/1401هـ.
ـ ابن معين.
152ـ ((التاريخ))، رواية عباس الدروي عنه، تحقيق: د. أحمد محمد نور سيف، نشر مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى، ط1/1399هـ.(1/71)
ـ ابن منجوية: أحمد بن علي بن منجوية الإصبهاني.
153ـ ((رجال صحيح مسلم))، تحقيق: عبد الله الليثي، ط1/1407هـ.
ـ ابن منظور: جمال الدين محمد بن مكرم.
154ـ ((لسان العرب))، نشر دار صادر بيروت.
ـ النسائي: أحمد بن شعيب.
155ـ ((السنن))، نشر دار إحياء التراث العربي.
ـ أبو نعيم: أحمد بن عبد الله الأصبهاني.
156ـ ((معرفة الصحابة))، صورة من مخطوطة مكتبة أحمد الثالث محفوظة بمكتبة المخطوطات بالجامعة الإِسلامية برقم (2758 مصورات).
ـ النووي: يحيى بن شرف.
157 ـ ((رياض الصالحين))، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، ط1/1402هـ.
158 ـ ((شرح صحيح مسلم))، طبع المطبعة المصرية ومكتبتها.
ـ الهيثمي: علي بن أبي بكر.
159 ـ ((كشف الأستار عن زوائد البزار))، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، مؤسسة الرسالة، ط1/1399هـ.
160 ـ ((مجمع الزوائد ومنبع الفوائد))، نشر دار الكتاب، ط2/1967م.
ـ ابن الوزير: محمد بن إبراهيم.
161 ـ ((تنقيح الأنظار))، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، ط1/1366هـ.
162 ـ ((الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم - ))، نشر دار الطباعة المنيرية.
ـ ابن أبي يعلى: القاضي محمد بن أبي يعلى.
163 ـ ((طبقات الحنابلة))، نشر دار المعرفة.
فهرس الموضوعات
الموضوع ... الصفحة
ضوابط الجرح والتعديل ... ... 1
مقدمة الطبعة الثانية ... ... 5
مقدمة الطبعة الأولى ... ... 7
ترجمة المؤلف -رحمه الله- ... ... 11
الباب الأول: حقيقة الجرح والتعديل وضوابط تعارضهما ... ... 17
الفصل الأول: حقيقة الجرح والتعديل: ... ... 19
ـ تعريف الجرح في اللغة ... ... 21
ـ تعريف الجرح في الاصطلاح ... ... 21
ـ تعريف التعديل في اللغة ... ... 22
ـ تعريف التعديل في الاصطلاح ... ... 22
ـ استعمال كلمة (التعديل) في الاصطلاح بمعنى (التوثيق) ... ... 23
ـ المراد بالعدالة ... ... 23
ـ المراد بالعدل ... ... 23
ـ المراد بالضبط ... ... 24(1/72)
ـ ما يخرج بتعريف العدل واشتراط الضبط ... ... 25
ـ ما ينتقد على الرواة في غير العدالة والضبط ... ... 27
ـ الأصل الشرعي لاعتبار العدالة والضبط في الرواة ... ... 27
ـ هل يشترط في الراوي غير العدالة والضبط؟ ... ... 31
ـ ما تثبت به العدالة ... ... 35
ـ إذا روى العدل عن رجل وسمّاه. فهل تُعتبر روابته عنه تعديلا منه له ؟ ... ... 49
ـ إذا عمل العالم أو أفتى على وفق حديث فهل يُعتبر ذلك تصحيحاً له وتعديلاً لراويه؟ ... ... 51
ـ إذا كان عمل العالم مخالفاً للحديث الذي يرويه. فهل يُعتبر ذلك قدحاً في صحته أو جرحاً في راويه؟ ... ... 53
ـ ما يعرف به ضبط الراوي ... ... 54
ـ شروط المُعَدِّلِ والجارح ... ... 56
ـ قبول الجرح والتعديل مفسرين أومبهمين ... ... 56
ـ الضابط لطلب تفسير الجرح ... ... 60
ـ جواب ابن الصلاح عمّا تضمّنته كتب الجرح والتعديل من الجروح المبهمة ... ... 61
الفصل الثاني: تعارض الجرح والتعديل: ... ... 63
ـ تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمامين فأكثر ... ... 65
ـ تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام واحد ... ... 67
ـ من ضوابط تعارض الجرح والتعديل: ... ... 69
1 ـ اعتبار مناهج الأئمة في جرحهم وتعديلهم ... ... 69
2 ـ كل طبقة من طبقات النقّاد لا تخلو من متشدد ومتوسط ... ... 72
3 ـ يُتوقّف في قبول الجرح إذا خُشِيَ أن يكون باعثه الاختلاف في الاعتقاد أو المنافسة بين الأقران ... ... 73
4 ـ لا يقبل الجرح في حق من استفاضت عدالته واشتهرت إمامته ... ... 75
5 ـ لا عبرة بجرح ولا بتعديل لم يصح إسناده إلى الإِمام المحكي عنه ... ... 76
6 ـ لا يُلتفت إلى الجرح الصادر من المجروح إلّا إذاكان إماما ... ... 77
7 ـ لا يلتفت إلى جرح يغلب على الظن أن مصدره ضعيف ... ... 78
8 ـ يُتأنى في الأخذ بجرح الإِمام المتأخر إذا عارض توثيق الأئمة المتقدمين ما لم يفسّره بما يجرح الراوي مطلقاً ... ... 79(1/73)
9 ـ قد يقع الجرح بسبب الخطأ في النقل من الكتب ... ... 80
10 ـ من عُرِفَ من حاله بأنه لا يروي إلّا عن ثقة وُصِفَ من روى عنه بأنه ثقة عنده في الغالب ... ... 81
11 ـ الرواة الذين أخرج لهم الشيخان على قسمين ... ... 81
12 ـ تراعى اصطلاحات الأئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل، وكذلك مصطلحاتهم في الكتب ... ... 83
13 ـ قد تختلف دلالة اللفظ جرحاً وتعديلاً باختلاف ضبطه ... ... 83
14 ـ قد يرد التوثيق والتضعيف من الأئمة مقيّدين فلا يحكم بواحد منهما على الراوي باطلاق: ... ... 83
أ ـ توثيق الراوي فيما حدّث به في بلد دون آخر ... ... 84
ب ـ توثيق الراوي فيما حدّث به عن أهل إقليم دون آخر ... ... 84
جـ ـ توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر ... ... 85
د ـ تضعيف ما حدّث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه ... ... 85
هـ ـ تضعيف رواية الراوي إذا جمع في الإِسناد عدداً من شيوخه دون ما إذا أفردهم ... ... 85
و ـ توثيق حديث الراوي في وقت دون آخر ... ... 86
ز ـ تضعيف رواية الراوي من حفظه وتوثيق روايته من كتابه ... ... 89
15 ـ يراعى سياق الكلام الذي ترد أثناءه ألفاظ الجرح والتعديل وقرائن الأحوال التي اقتضت ورودها كورود التوثيق والتضعيف نسبيين فيكون ذلك مورداً للجمع بين الأقوال وللترجيح بين الرواة ... ... 89
16 ـ قد يرد إطلاق التوثيق عند المتقدمين أكثر شمولاً منه عند المتأخرين
ـ أحياناً ـ وهو عند المتأخرين أكثر تحديداً لدرجة الراوي ... ... 90
17 ـ قد يتخصص الراوي في فن من فنون الرواية ... ... ... 91
18 ـ قد ترد ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرة أو محكية بالمعنى في كتب المتأخرين فيؤثر ذلك في أحكامهم على الرواة ... ... 92
19 ـ يتأثر الجرح والتعديل الصادران من الأئمة المتأخرين بقدر اطلاعهم على أقوال المتقدمين في الحكم على الراوي ... ... 94(1/74)
20 ـ لا يشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من الضبط والإتقان ... ... 95
الباب الثاني: وجوه الطعن في الراوي ... ... 99
الفصل الأول: ما يتعلق بجهالة الراوي: ... ... 103
ـ المراد بجهالة الراوي ... ... 105
ـ ما يدخل تحت الجهالة ... ... 105
ـ أسباب الجهالة ... ... 105
ـ المراد بالمبهم، وحكم روايته ... ... 106
ـ الإِبهام بلفظ التوثيق: (حدثني الثقة) ... ... 106
ـ من ضوابط هذه المسألة ... ... 107
أ ـ أن الراوي الموثق بتلك الصيغة قد يُعْرَف بالنصّ عليه أو بالاستقراء من عمل الإِمام ... ... 107
ب ـ ثمة فرق بين: (حدثني الثقة) و(حدثني من لا أتهم) ... ... 108
ـ المراد بالمجهول. وآراء العلماء فيه ... ... 109
ـ الاحتجاج بالمجهول. وآراء العلماء في ذلك: ... ... 113
1 ـ مجهول العين ... ... 114
2 ـ مجهول الحال ... ... 115
ـ هل تتقوّى رواية المجهول بالمتابعة؟ ... ... 117
ـ من ضوابط موضوع الجهالة: ... ... 117
1 ـ الخلاف في قبول رواية المجهول إنما هو في حق من دون الصحابة رضي الله عنهم ... 117
2 ـ رواية المجهولين على درجات: ... ... 118
3 ـ الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما يكتسبون التوثيق الضمني بذلك ... ... 119
4 ـ لا يلزم من حكم بعض الأئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهولا ... ... 120
5 ـ قد يقع التجهيل من إمام في حق أئمة مشهورين فلا يضرهم ذلك شيئا ... ... 122
6 ـ قول أبي حاتم في الراوي (مجهول) لا يريد به أنه لم يرو عنه سوى واحد ... ... 122
7 ـ من عادة الأئمة ألّا يطلقوا كلمة (مجهول) إلّا في حق من يغلب على الظن كونه مجهولا لا يعرف مطلقا ... ... 123
8 ـ جميع من ضُعِّفَ من النساء إنّما ضُعِّفنَ للجهالة ... ... 123
9 ـ لا يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه توثيقاً له ولا جرحاً فيه ... ... 124
10 ـ جهالة التعيين ... ... 125(1/75)
الفصل الثاني: ما يختص بالعدالة: ... ... 127
الوجه الأول: انخرام المروءة: ... ... 129
ـ المراد بالمروءة ... ... 129
ـ متى يُجرح الراوي بالقدح في مروءته؟ ... ... 129
ـ أخذ الأجرة على التحديث ... ... 130
الوجه الثاني: الابتداع: ... ... 132
ـ المراد بالابتداع ... ... 132
ـ قسما المبتدعة ... ... 132
ـ آراء العلماء في رواية من لا يُكَفَّر ببدعته ... ... 132
ـ أوجه إخراج الشيخين لبعض المبتدعة ... ... 139
ـ حكم رواية من يُكَفَّر ببدعته ... ... 143
الوجه الثالث: الفسق ... ... 144
ـ المراد بالفاسق ... ... 144
ـ بم يسمى حديث الفاسق؟ ... ... 144
الوجه الرابع: التهمة بالكذب: ... ... 145
ـ متى يتجه الاتهام بالكذب إلى الراوي؟ ... ... 145
ـ بم يسمى حديث المتهم بالكذب؟ ... ... 145
الوجه الخامس: الكذب: ... ... 145
ـ المراد بالكذب في الحديث النبوي ... ... 145
ـ من هو الكذاب؟ ... ... 145
ـ بم يسمى حديث الكذاب؟ ... ... 145
ـ حكم رواية التائب من الكذب متعمدا في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... ... 146
الفصل الثالث: ما يختص بالضبط: ... ... 149
ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب ... ... 151
ـ التساهل في التحمل والأداء ... ... 151
ـ من ضوابط هذا الوجه: ... ... 151
1ـ لا يضر في كل من التحمل والأداء النعاس الخفيف الذي لا يختل معه فهم الكلام ... ... 151
2ـ قد يوجد في طِباق السماع التنبيه على نعاس السامع أو المُسْمِع ... ... 151
ما يختص بضبط الصدر: ... ... 151
الوجه الأول: سوء الحفظ: ... ... 152
ـ المراد به ... ... 152
ـ سوء الحفظ قسمان: ... ... 152
1 ـ ملازم للراوي ... ... 152
2 ـ طارئ على الراوي (الاختلاط) ... ... 152
ـ من ضوابط الاختلاط ... ... 153
1ـ إخراج صاحبي الصحيحين عن المختلطين على سبيل الانتقاء ... ... 153
2ـ قد يعرف كون المختلط أو الذي تغيّر حفظه لم يحدّث حال الاختلاط ... ... 154(1/76)
ـ من الكتب المختصّة بأسماء المختلطين ... ... 155
الوجه الثاني: كثرة المخالفة: ... ... 155
ـ المراد بالمخالفة ... ... 155
ـ ما يحكم به على الرواية التي وقعت فيها المخالفة ... ... 155
الوجه الثالث: كثرة الوهم: ... ... 156
ـ المراد به ... ... 156
ـ كيف يُعرف حصول الوهم في الرواية؟ ... ... 156
ـ بم يسمى الحديث الذي وقع فيه الوهم؟ ... ... 156
الوجه الرابع: شدة الغفلة: ... ... 157
ـ المراد بالغفلة: ... ... 157
ـ الفرق بين الوهم والغفلة ... ... 157
ـ بم يسمّى حديث من كثرت غفلته؟ ... ... 157
الوجه الخامس: فحش الغلط: ... ... 157
ـ المراد به ... ... 157
ـ بم يسمّى حديث فاحش الغلط؟ ... ... 157
ما يختص بضبط الكتاب ... ... 158
ـ التساهل برواية الحديث من فرع لم يقابل بالأصل ... ... 158
الفصل الرابع: ما لا يتعلق بالعدالة ولا بالضبط غالبا: ... ... 159
الوجه الأول: التدليس: ... ... 161
ـ أنواع التدليس ... ... 161
ـ آثارها في الحكم على الأحاديث ... ... 162
ـ من ضوابط التدليس: ... ... 163
1 ـ المدلسون على خمس مراتب ... ... 163
2 ـ يحكم لرواية المدلس بالاتصال وإن وردت معنعنة في حالين ... ... 164
3 ـ ما يُراعى في أحاديث المدلسين المعنعنة في الصحيحين ... ... 166
ـ أهم الكتب في معرف المدلسين ... ... 167
الوجه الثاني: كثرة الإِرسال: ... ... 168
ـ قسما الإِرسال ... ... 168
ـ هل يجوز تعمد الإِرسال ... ... 168
ـ أسباب الإِرسال ... ... 169
ـ مراتب المراسيل من حيث قوتها ... ... 170
ـ أهم الكتب في معرفة ذوي الإِرسال ... ... 170
الوجه الثالث: كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين: ... ... 171
ـ ما يتقوى من الروايات الضعيفة ... ... 171
شروط تقوية رواية الضعيف في ضبطه ... ... 172
الباب الثالث: من عبارات الجرح والتعديل: ... ... 173
الفصل الأول: معاني بعض عبارات الجرح والتعديل ... ... 175(1/77)
أولا: الألفاظ ... ... 179
أ ـ الألفاظ المتداولة بكثرة: ... ... 179
ـ من المصطلحات العامة في التوثيق بالألفاظ: ... ... 179
1 ـ ثقة ... ... 179
2 ـ ثقة ثقة ... ... 181
3 ـ كأنه مُصْحَف ... ... 181
4 ـ حافظ ـ ضابط ... ... 182
5 ـ حجّة ... ... 182
6 ـ صدوق ... ... 183
7 ـ محله الصدق ... ... 183
8 ـ مقارب الحديث ... ... 183
9 ـ ثبت ... ... 184
10 ـ لا بأس به ـ ليس به بأس ... ... 184
11 ـ ما أعلم به بأساً ـ أرجو أنه لا بأس به ... ... 185
12 ـ صالح ـ صالح الحديث ... ... 185
13 ـ إلى الصدق ما هو ... ... 185
14 ـ شيخ ... ... 185
ـ من المصطلحات الخاصة ببعض الأئمة في التوثيق بالألفاظ ... ... 186
1 ـ قول ابن مهدي: (رجل صالح الحديث) ... ... 186
2 ـ قول ابن معين: (ليس به بأس) ... ... 186
3 ـ قول الإمام مسلم: (أكتب عنه) ... ... 187
ـ من المصطلحات العامة في الجرح بالألفاظ ... ... 187
1 ـ ليس بقوي ـ ليس بالقوي ... ... 187
2 ـ للضعف ما هو ... ... 188
3 ـ تغيّر بأخرة ... ... 188
4 ـ تعرف وتنكر ... ... 188
5 ـ نزكوه ... ... 188
6 ـ روى مناكير ... ... 188
7 ـ واه بمرّة ... ... 189
8 ـ ليس بثقة ولا مأمون ـ ليس بثقة ... ... 189
9 ـ يسرق الحديث ... ... 190
10 ـ متروك ... ... 190
11 ـ متهم بالكذب ... ... 191
12 ـ كذاب ... ... 192
13 ـ التضعيف النسبي ... ... 192
ـ من المصطلحات الخاصة ببعض الأئمة في الجرح بالألفاظ: ... ... 193
1 ـ قول الشافعي: (حديثه ليس بشيء) ... ... 193
2 ـ قول الإمام أحمد: (كذا وكذا) ... ... 193
3 ـ قولهم: (منكر الحديث): ... ... 193
أ ـ عند الإمام أحمد ... ... 193
ب ـ عند البخاري ... ... 194
جـ ، د ـ عند غيرهما ... ... 194
4 ـ من اصطلاحات ابن معين: ... ... 194
أ ـ ضعيف ... ... 194
ب ـ يكتب حديثه ... ... 194
جـ ـ ليس بشيء ... ... 194
5 ـ من اصطلاحات البخاري: ... ... 195(1/78)
أ ـ ليس بالقوي ... ... 195
ب ـ منكر الحديث ... ... 195
جـ ـ سكتوا عنه ... ... 195
د ـ فيه نظر ... ... 196
هـ ـ في حديثه نظر ... ... 198
6 ـ من اصطلاحات أبي حاتم: ... ... 198
أ ـ فلان لا يحتج به ... ... 198
ب ـ يكتب حديثه ... ... 199
7 ـ من اصطلاحات الدارقطني ... ... 199
أ ـ فلان لَيِّن ... ... 199
ب ـ فلان أعور بين عميان ... ... 199
جـ ـ يعتبر به ـ لا يعتبر به ... ... 199
ب ـ من الألفاظ قليلة الاستعمال أو نادرة الورود: ... ... 200
1 ـ الميزان ... ... 200
2 ـ سِداد من عيش ... ... 200
3 ـ كان فَسْلاً ... ... 200
4 ـ ليس من جِمال المحامل ... ... 200
5 ـ لا يكتب عنه إلّا زحفا ... ... 201
6 ـ مُوْد ـ مُؤَد ... ... 201
7 ـ هو على يدي عدل ... ... 201
8 ـ يزرف في الحديث ... ... 202
9 ـ يثبج الحديث ... ... 202
10 ـ حاطب ليل ... ... 202
ثانياً: الحركات: ... ... 202
1 ـ تحريك الأيدي ... ... 203
2 ـ تحريك الرأس ... ... 203
3 ـ تحميض الوجه ... ... 203
4 ـ تكلّح الوجه ... ... 204
5 ـ الإِشارة إلى اللسان ... ... 204
الفصل الثاني: مراتب ألفاظ الجرح والتعديل: ... ... 205
ـ مراتب الجرح والتعديل عند ابن أبي حاتم ... ... 207
أ ـ التقسيم المجمل لمراتب الرواة ... ... 207
ب ـ التقسيم المفصل لمراتب ألفاظ الجرح والتعديل ... ... 208
ـ ما زاده ابن الصلاح من ألفاظ الجرح والتعديل ... ... 211
ـ مراتب الجرح والتعديل عند الحافظ الذهبي ... ... 212
ـ ما زاده العراقي على تقسيم الذهبي وما خالفه فيه ... ... 214
ـ مراتب الجرح والتعديل عند الحافظ ابن حجر ... ... 216
ـ مراتب ألفاظ الجرح والتعديل عند السخاوي ... ... 217
أ ـ مراتب التعديل ... ... 217
ب ـ مراتب الجرح ... ... 218
ـ الحكم في مراتب التعديل عند السخاوي ... ... 219
ـ الحكم في مراتب الجرح عند السخاوي ... ... 221
ـ جدول مراتب ألفاظ التعديل ... ... 223(1/79)
ـ جدول مراتب ألفاظ الجرح ... ... 225
دراسات في الجرح والتعديل -ترجمة إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي- ... ... 227
المقدمة ... ... 229
الفصل الأول: الترجمة (عرض ودراسة) ... ... 231
المبحث الأول: اسمه ونسبه ونسبته وكنيته ... ... 233
المبحث الثاني: مولده (تاريخه ومكانه) ... ... 233
المبحث الثالث: شيوخه ... ... 235
المبحث الرابع: طبقته ... ... 241
المبحث الخامس: مَنْ يُحكم على روايته عنهم بالانقطاع ... ... 242
المبحث السادس: الرواة عنه ... ... 243
المبحث السابع: وفاته ... ... 249
المبحث الثامن: مَنْ أخرج له من أصحاب الكتب الستة ... ... 251
الفصل الثاني: أقوال أئمة الجرح والتعديل (عرض وتحليل) ... ... 253
المبحث الأول: أقوال الأئمة المتشددين ... ... 255
1ـ شعبة بن الحجاج (ت160هـ) ... ... 255
أ ـ توثيقه لإسرائيل في روايته عن جده أبي إسحاق ... ... 255
ب ـ اعتماده على خط إسرائيل ... ... 256
2ـ يحيى بن سعيد القطّان (ت 198هـ) ... ... 256
أ ـ تضعيفه لإسرائيل ... ... 256
ب ـ موازنته بين إسرائيل وأبي بكر بن عياش ... ... 259
جـ ـ سبب عدوله عن الرواية عن إسرائيل ... ... 261
3ـ أبو نُعيم الفضل بن دُكين (ت 218هـ) ... ... 265
4ـ يحيى بن معين (ت 233هـ) ... ... 266
أ ـ توثيقه لإسرائيل توثيقاً مطلقاً ... ... 266
ب ـ بيان حال إسرائيل في مبتدأ أمره، وحاله بعد ذلك ... ... 266
جـ ـ موازنته بين إسرائيل وبين أبيه يونس ... ... 266
د ـ موازنته بين إسرائيل وبين شريك بن عبد الله ... ... 267
هـ ـ موازنته بين إسرائيل وشيبان في روايتهما عن أبي إسحاق ... ... 268
و ـ موازنته بين إسرائيل ومُجالد بن سعيد ... ... 269
ز ـ موازنته بين إسرائيل وأبي عوانة ... ... 272
حـ ـ موازنته بين إسرائيل وبين رواة آخرين من جهة زمن التلقي عن أبي إسحاق ... ... 272
5ـ أبو حاتم الرازي (ت 277هـ) ... ... 275(1/80)
أ ـ توثيقه لإسرائيل ... ... 275
ب ـ موازنته بين إسرائيل وزكريا بن أبي زائدة ... ... 276
6ـ النسائي (ت 303هـ) ... ... 276
خلاصة أقوال الأئمة المتشددين ... ... 277
المبحث الثاني: أقوال الأئمة المعتدلين ... ... 278
1ـ سفيان الثوري (ت 161هـ) ... ... 278
2ـ عبد الرحمن بن مهدي (ت 198هـ) ... ... 281
أ ـ تقديمه لإسرائيل على سفيان الثوري في الرواية عن أبي إسحاق ... ... 281
ب ـ ثناؤه على إسرائيل بالحرص على تحصيل الحديث ... ... 283
3ـ محمد بن سعد (ت 230هـ) ... ... 285
4ـ علي بن المديني (ت 234هـ) ... ... 285
5ـ الإمام أحمد بن حنبل (ت 241هـ) ... ... 286
أ ـ توثيقه لإسرائيل توثيقاً مطلقاً ... ... 286
ب ـ موازنته بين إسرائيل وبين أبيه في الرواية عن أبي إسحاق ... ... 288
جـ ـ موازنته بين إسرائيل وأخيه عيسى ... ... 289
د ـ موازنته بين إسرائيل وشريك بن عبد الله ... ... 290
هـ ـ موازنته بين إسرائيل وزكريا بن أبي زائدة في الرواية عن أبي إسحاق ... ... 294
و ـ حكمه على رواية إسرائيل عن جدّه أبي إسحاق ... ... 294
ز ـ حكمه على رواية إسرائيل عن أبي يحيى القتّات ... ... 296
6ـ أبو عبد الله البخاري (ت 256هـ) ... ... 297
7ـ أبو زُرعة الرازي (ت 264هـ) ... ... 299
8ـ أبو داود (ت 275هـ) ... ... 299
9ـ ابن عدي (ت 365هـ) ... ... 300
10ـ الدارقطني (ت 385هـ) ... ... 301
خلاصة أقوال الأئمة المعتدلين ... ... 302
المبحث الثالث: أقوال الأئمة المتساهلين ... ... 304
1ـ العجلي (ت 261هـ) ... ... 304
2ـ الترمذي (ت 279هـ) ... ... 304
3ـ ابن حِبّان (ت 354هـ) ... ... 306
4ـ ابن شاهين (ت 385هـ) ... ... 306
5ـ أبو عبد الله الحاكم (ت 405هـ) ... ... 307
خلاصة أقوال الأئمة المتساهلين ... ... 307
المبحث الرابع: أقوال الأئمة الآخرين (من لم تدرس مناهجهم في الجرح والتعديل) ... ... 308(1/81)
1ـ يحيى بن آدم القرشي الأموي مولاهم (ت 203هـ) ... ... 308
2ـ حُجين بن المثنى اليمامي (ت 205هـ) ... ... 308
3ـ محمد بن عبد الله بن نمير (ت 234هـ) ... ... 308
4ـ يعقوب بن شيبة السدوسي (ت 262هـ) ... ... 309
5ـ عبد الله بن الإمام أحمد (ت 290هـ) ... ... 309
6ـ صالح بن محمد (جزرة) (ت 293هـ) ... ... 309
7ـ العقيلي (ت 322هـ) ... ... 310
8ـ ابن حزم (ت 456هـ) ... ... 310
خلاصة أقوال هؤلاء الأئمة ... ... 312
المبحث الخامس: ثناء آباء إسرائيل عليه ... ... 313
المبحث السادس: أقوال الأئمة المتأخرين ... ... 314
1ـ الذهبي (ت 748هـ) ... ... 314
أ ـ أقواله في توثيقه مطلقاً ... ... 314
ب ـ أقواله في رواية إسرائيل عن جده أبي إسحاق ... ... 315
جـ ـ أجوبته عن أقوال مضعّفي إسرائيل ... ... 316
2ـ أبو زُرعة ابن الحافظ العراقي (ت 826هـ) ... ... 316
3ـ ابن حجر (ت 852هـ) ... ... 317
أ ـ أقواله في توثيقه مطلقاً ... ... 317
ب ـ أقواله في رواية إسرائيل عن جده أبي إسحاق ... ... 317
جـ ـ أجوبته عن أقوال مضعّفي إسرائيل ... ... 317
خلاصة أقوال الأئمة المتأخرين ... ... 318
الخاتمة ... ... 319
الفهارس ... ... 323
فهرس المصادر والمراجع ... ... 325
فهرس الموضوعات ... ... 345(1/82)