الْجُزْءُ الثَّانِي مِنْ نُسْخَةِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ أَبِي عَدِيٍّ الْكُوفِيِّ الْهَمْدَانِيِّ.
رِوَايَةُ أَبِي الْفَضْلِ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ الْمُتَوَكِّلِ , عَنِ ابْنِ عُفَيْرٍ , عَنِ الْحَجَّاجِ , عَنْ بِشْرٍ , عَنْهُ.
رِوَايَةُ أَبِي الْفَتْحِ هِلالِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارِ , عَنْ أَبِي الْفَضْلِ ابْنِ الْمُتَوَكِّلِ.
رِوَايَةُ أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِينَةَ , عَنْ هِلالٍ.
رِوَايَةُ الشَّيْخِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمَقْرِئُ , عَنِ ابْنِ زِينَةَ.
رِوَايَةُ الشَّيْخِ الْإِمَامِ الْعَالِمِ الْعَلامَةِ تَاجِ الدِّينِ أَبِي الْيَمَنِ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ الْكِنْدِيِّ، عَنْهُ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ(1/1)
1 - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ الأَوْحَدُ الصَّدْرُ الْكَبِيرُ تَاجُ الدِّينِ أَبُو الْيَمَنِ زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ الْكِنْدِيُّ , أَبْقَاهُ اللَّهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ , أنبا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِينَةَ , أَنَبا أَبُو الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ , قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْفَضْلِ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللَّهِ , قَالَ: أنبا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُفَيْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ الْأَنْصَارِيُّ , ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ قُتَيْبَةَ الأَصْبَهَانِيُّ , ثنا بِشْرُ بْنُ الْحُسَيْنِ , ثنا الزُّبَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيِّ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلاثًا مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ كُتِبَ مُنَافِقًا فِي كِتَابِ اللَّهِ لا يَمْحُو أَوْ لا يُبَدَّلُ»(1/2)
2 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: «مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ»(1/3)
3 - وَبِإِسْنَادِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ بِمِرْآةٍ فِيهَا نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ , فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذِهِ الْجُمُعَةُ فُضِّلْتُ بِهَا أَنْتَ وَقَوْمُكَ , وَاسْمُهَا عِنْدَ رَبِّكَ يَوْمُ الْمَزِيدِ , قَالَ: فَقُلْتُ: فَمَا هَذِهِ النُّكْتَةُ؟ قَالَ: تَقُومُ فِيهَا السَّاعَةُ , قُلْتُ: فَمَا يَوْمُ الْمَزِيدِ؟ قَالَ: إِنَّ رَبَّكَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى اتَّخَذَ فِي الْجَنَّةِ وَادِيًا أَفْيَحَ فِيهِ كُثُبٌ مِنْ مِسْكٍ , فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ نَزَلَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى , وَحَفَّ مَجْلِسَهُ بِمَنَابِرَ مِنْ نُورٍ , فَجَلَسَ عَلَيْهَا النَّبِيُّونَ , وَحُفَّتْ تِلْكَ الْمَنَابِرُ بِمَنَابِرَ مِنْ ذَهَبٍ مُكَّلَلَةٍ بِالْيَاقُوتِ وَالزَّبَرْجَدِ , فَجَلَسَ عَلَيْهَا الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ , وَنَزَلَ أَهْلُ جَنَّاتِ عَدْنٍ , فَكَانُوا عَلَى ذَلِكَ , فَيَقُولُ اللَّهُ: أَنَا رَبُّكُمْ قَدْ صَدَقْتُكُمْ وَعْدِى , فَاسْأَلُونِي أُعْطِكُمْ.
فَيَقُولُونَ: نَسْأَلُكَ رِضْوَانَكَ.
فَيَقُولُ: قَدْ رَضِيتُ عَنْكُمْ وَلَدَيَّ مَزِيدٌ.
وَلا يَوْمَ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ "(1/4)
4 - وَبِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ: «إِنَّ أَغْبَطَ النَّاسِ عِنْدِي لَرَجُلٌ ذُو حَظٍّ مِنْ صَلاةٍ غَامِضٌ فِي النَّاسِ , لا يُشَارُ إِلَيْهِ بِالأَصَابِعِ، وَيَمُوتُ إِذَا مَاتَ قَلِيلَ الْمِيرَاثِ وَالْبَوَاكِي، فَذَلِكَ صِفَةُ الْمُؤْمِنِ»(1/5)
5 - وَبِهِ قَالَ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَيْرٌ مَشْوِيٌّ , فَلَمَّا وُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ: «اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ يَأْكُلُ مَعِيَ مِنَ الطَّيْرِ» .
قَالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ , قَالَ: فَجَاءَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ , فَقَرَعَ الْبَابَ قَرْعًا خَفِيًّا , فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: عَلِيٌّ.
فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَاجَةٍ , فَانْصَرَفَ , قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَهُوَ يَقُولُ الثَّانِيَةَ: «اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ يَأْكُلُ مَعِيَ مِنْ هَذَا الطَّيْرِ» .
فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ , قَالَ: فَجَاءَ عَلِيٌّ , فَقَرَعَ الْبَابَ , فَقُلْتُ: أَلَمْ أُخْبِرْكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَاجَةٍ , انْصَرَفَ , فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَهُوَ يَقُولُ الثَّالِثَةُ: «اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ يَأْكُلُ مَعِيَ مِنْ هَذَا الطَّيْرِ» .
قَالَ: فَجَاءَ عَلِيٌّ فَضَرَبَ الْبَابَ ضَرْبًا شَدِيدًا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «افْتَحْ افْتَحْ افْتَحْ» .
قَالَ: فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ: «اللَّهُمَّ وَالِ , اللَّهُمُّ وَالِ , اللَّهُمَّ وَالِ» .
فَجَلَسَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ مَعَهُ الطَّيْرَ(1/6)
6 - وَبِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ: «تَسَحَّرُوا؛ فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً»(1/7)
7 - وَبِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَتَلَ عَبْدَهُ قَتَلْنَاهُ , وَمَنْ جَدَعَ عَبْدَهُ جَدَعْنَاهُ»(1/8)
8 - وَبِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ: «مَنْ حَوَّلَ خَاتَمَهُ أَوْ عِمَامَتَهُ أَوْ عَلَّقَ خَيْطًا فِي إِصْبَعِهِ لِيُذَكِّرَهُ حَاجَتَهُ فَقَدْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ , إِنَّ اللَّهَ هُوَ يُذَكِّرُ الْحَاجَاتِ»(1/9)
9 - وَبِهِ حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ , عَنْ أَنَسٍ , أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , كَانَ إِذَا رَأَى فِي أَهْلِهِ مُنْكَرًا , قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ» .
وَإِذَا رَأَى مَا يُحِبُّ , قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمُنْعِمِ الْمُتَفَضِّلِ، اللَّهُمَّ بِنِعْمَتِكَ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ»(1/10)
10 - حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ , عَنْ أَنَسٍ , أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قُدِّمَ إِلَيْهِ الطَّعَامُ , قَالَ: «سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ مَا أَكْثَرَ مَا تُعْطِينَا , سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ مَا أَعْظَمَ مَا تُعَافِينَا , سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ مَا أَحْسَنَ مَا تُبْلِينَا , فَأَتْمِمْ عَلَيْنَا نِعْمَتَكَ , وَوَسِّعْ عَلَيْنَا وَعَلَى فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ» .
قَالَ: وَكَانَ إِذَا تَنَاوَلَ الطَّعَامَ يَقُولُ: «بِسْمِ اللَّهِ فِي أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ» .
وَكَانَ يَحْمَدُ اللَّهَ بَيْنَ كُلِّ لُقْمَتَيْنِ , وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ اللَّهَ بَيْنَ كُلِّ خُطْوَتَيْنِ , وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَفَعَ يَدَهُ مِنَ الطَّعَامِ يَقُولُ: «أَطْعَمْتَ رَبِّي وَأَشْبَعْتَ , لَكَ الْحَمْدُ فَهَنِّهِ , أَكْثَرْتَ رَبِّي مِنَ الطَّيِّبِ , لَكَ الْحَمْدُ فَزِدْ»(1/11)
11 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا انْفَتَلَ مِنْ صَلاتِهِ مَسَحَ وَجْهَهُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى , ثُمَّ قَالَ: «بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنِّي الْهَمَّ وَالْحَزَنَ»(1/12)
12 - وَبِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكْتَالَ لَهُ بِالْقَفِيزِ الأَوْفَى , فَلْيَقُلْ: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ {17} وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ {18} يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ {19} } [الروم: 17-19] .
{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ {180} وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ {181} وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {182} } [الصافات: 180-182] "(1/13)
13 - وَبِهِ عَنِ الزُّبَيْرِ , عَنْ أَنَسٍ , أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ: «قَرْضُ مَرَّتَيْنِ فِي عَفَافٍ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ مَرَّةً»(1/14)
14 - وَبِهِ قَالَ: كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ اسْتَوَى قَائِمًا حَتَّى يُقِيمَ صُلْبَهُ ثُمَّ يَخِرُّ سَاجِدًا(1/15)
15 - وَبِهِ قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ عَنِ الصَّوْمِ فِي السَّفَرِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ تَرْكُهُ؟ قَالَ: «أَنْ أَصُومَ أَحَبُّ إِلَيَّ»(1/16)
16 - وَبِهِ عَنْ أَنَسٍ , أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ: «غُسْلُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ إِلا امْرَأَةً حَائِضًا أَوْ مَرِيضًا»(1/17)
17 - وَبِهِ أَيْضًا، نا بِشْرٌ , قَالَ: وَحَدَّثَ أَبُو سَعِيدٍ السِّجِسْتَانِيُّ , عَنِ الْقَاسِمِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , مِثْلَ ذَلِكَ.
يَعْنِي مِثْلَ حَدِيثِ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ: «غُسْلُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ»(1/18)
18 - وَبِهِ نا الزُّبَيْرُ , قَالَ: كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ , يَقُولُ: «أَبَى اللَّهُ لِصَاحِبِ الْخُلُقِ الْمُسِيء بِالتَّوْبَةِ» .
قِيلَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ؟ قَالَ: «لأَنَّهُ لا يَتُوبُ مِنْ ذَنْبٍ إِلا وَقَعَ فِي ذَنْبٍ أَعْظَمَ مِنَ الَّذِي قَدْ تَابَ مِنْهُ»(1/19)
19 - نا الزُّبَيْرُ , أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ , قَالَ: " يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَقَدْ خَرَجَ الْإِمَامُ إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِلنَّاسِ: أَنْصِتُوا , فَقَدْ لَغَا عَلَى نَفْسِه "(1/20)
20 - وَبِهِ نا الزُّبَيْرُ , أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدُعَاءِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ»
سَمِعْتُ الزُّبَيْرُ , يَقُولُ: أَدْرَكْتُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ مِنْهُمْ رَجُلٌ يَبْتَاعُ لَحْمًا بِدِرْهَمٍ.(1/21)
21 - وَبِهِ حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ , عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ , قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ صَلاةَ الْغَدَاةِ فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْقِرَاءَةِ كَبَّرَ وَقَنَتَ بِهَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ فِي قِرَاءَةِ أُبَيٍّ , ثُمَّ كَبَّرَ وَرَكَعَ(1/22)
22 - وَبِهِ عَنِ الزُّبَيْرِ , عَنِ الضَّحَّاكِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} [النحل: 90] .
قَالَ: الْعَدْلُ صَلاةُ الْفَرِيضَةِ , وَالإِحْسَانُ: قَوْلُهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ "(1/23)
23 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , " فِي قَوْلِهِ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا} [النمل: 89] .
{وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} [النمل: 90] .
قَالَ: يَعْنِي بِالْحَسَنَةِ: التَّوْحِيدُ قَوْلُ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ , وَيَعْنِي بِخَيْرٍ مِنْهَا: يَقُولُ لَهُ مِنْهَا الْجَنَّةُ , قَالَ: وَيَعْنِي بِالسَّيِّئَةِ الشِّرْكَ , يَقُولُ: {فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} [النمل: 90] "(1/24)
24 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [الأعراف: 156] .
فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ الشِّرْكَ "(1/25)
25 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا} [الجن: 17] .
قَالَ: جَبَلٌ فِي النَّارِ زَلِقٌ كُلَّمَا صَعَدَ الْفَاجِرُ زَلِقَ فَيَهْوِي فِي النَّارِ "(1/26)
26 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ} [الفرقان: 27] .
قَالَ: هُوَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ , وَأُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ "(1/27)
27 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} [طه: 40] ابْتَلَيْنَاكَ ابْتِلاءً "(1/28)
28 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [سبأ: 31] .
قَالَ: يَعْنِي الْمُشْرِكِينَ "(1/29)
29 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ} [الإنسان: 2] .
يَعْنِي الْوَلَدَ مِنْ صُلْبِ أَبِيهِ وَصَرْفِ الأُمِّ , خُلِقَ مِنْ سِتٍّ، ثَلاثٍ مِنْ قِبَلِ الأَبِّ: الْعَظْمُ وَالْعِرْقُ وَاللَّحْمُ , وَثَلاثٍ مِنْ قِبَلِ الأُمِّ: الدَّمُ وَالشَّعَرُ وَالظُّفُرُ "(1/30)
30 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} [القيامة: 4] .
قَالَ: يَعْنِي تُرَدُّ أَصَابِعُهُ فِي كَفِّهِ حَتَّى يَصِيرَ مِثْلَ حَافِرِ الْحِمَارِ "(1/31)
31 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ} [الشعراء: 153] .
قَالَ: مِنَ الْمَخْلُوقِينَ "(1/32)
32 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {أَزِفَتِ الآزِفَةُ} [النجم: 57] .
قَامَتِ الْقِيَامَةُ "(1/33)
33 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ} [القلم: 10] .
قَالَ: هُوَ أَبُو جَهْلٍ "(1/34)
34 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} [النحل: 38] .
قَالَ: يَعْنِي أَبَا جَهْلٍ وَأُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ "(1/35)
35 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ} [التوبة: 100] .
قَالَ: أَبُو بَكْرٍ , وَعُمَرُ , وَعُثْمَانُ , وَعَلِيٌّ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ , وَعَمَّارٌ , وَسَلْمَانُ وَبِلالٌ , وَصُهَيْبٌ "(1/36)
36 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} [المدثر: 11] .
قَالَ: يَعْنِي الْوَلِيدَ بْنَ الْمُغِيرَةِ , قَالَ: وَكَانَ لَهُ أَرْبَعَةُ آلافِ دِرْهَمٍ , وَعَشْرُ بَنِينَ , ذَلِكَ قَوْلُهُ: {وَجَعَلْتُ لَهُ مَالا مَمْدُودًا {12} وَبَنِينَ شُهُودًا {13} } [المدثر: 12-13] "(1/37)
37 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ: قِيلَ لَهُ: " مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ؟ قَالَ: جَلِيسِي "(1/38)
38 - وَبِهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ , فَقَالَ: إِنِّي لا أَزَالُ أَسْأَلُ: أَمُؤْمِنٌ أَنْتَ؟ فَكَيْفَ أَقُولُ؟ قَالَ: " هَلْ أَذْنَبْتَ مُنْذُ آمَنْتَ؟ قَالَ: لا.
قَالَ: فَأَنْتَ مُؤْمِنٌ , ثُمَّ تَلا: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} [الحجرات: 15] "(1/39)
39 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} [الملك: 30] .
قَالَ: يَعْنِي مَاءَ زَمْزَمَ "(1/40)
40 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ {219} فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} [البقرة: 219-220] .
قَالَ: يَتَفَكَّرُونَ فِي الدُّنْيَا , فَيَقُولُونَ: هِيَ دَارُ بَلاءٍ , ثُمَّ هِيَ دَارُ شَقَاءٍ , ثُمَّ هِيَ دَارُ زَوَالٍ , وَيَتَفَكَّرُونَ فِي الآخِرَةِ , فَيَقُولُونَ: هِيَ دَارُ جَزَاءٍ , ثُمَّ هِيَ دَارُ نَعِيمٍ , ثُمَّ هِيَ دَارُ بَقَاءٍ , فَيَعْمَلُونَ لِلآخِرَةِ , وَيَدَعُونَ الدُّنْيَا "(1/41)
41 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6] .
قَالَ: يَكُونُ الْعَبْدُ الصَّالِحُ فِي أَهْلِ بَيْتٍ فَيَعْمَلُ تِلْكَ الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ , يُصَلِّي فَيُصَلُّونَ , وَيَصُومُ فَيَصُومُونَ , وَيَتَصَدَّقُ فَيَتَصَدَّقُونَ , فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6] "(1/42)
42 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لأَنْفُسِكُمْ} [التغابن: 16] .
يَعْنِي أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْتُكُمْ حَيْثُ أَمَرْتُكُمْ فِي الصِّلَةِ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ , يَعْنِي: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ} [التغابن: 16] .
قَالَ: مَنْ أَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ فَقَدْ وُقِيَ شُحَّ نَفْسِهِ "(1/43)
43 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 8] .
قَالَ: الأَمْنُ وَصِحَّةُ الْجِسْمِ "(1/44)
44 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ} [الحج: 61] .
قَالَ: هُوَ أَخَذَ اللَّيْلَ مِنَ النَّهَارِ , وَأَخَذَ النَّهَارَ مِنَ اللَّيْلِ "(1/45)
45 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} [يونس: 31] .
قَالَ: يَعْنِي النُّطْفَةَ , يُخْرِجُهُ اللَّهُ مِنَ الْحَيِّ وَهِيَ مَيْتَةٌ , ثُمَّ يُخْرِجُهُ اللَّهُ "(1/46)
46 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , " {أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [الحج: 28] .
قَالَ: هِيَ أَيَّامُ الْعَشْرِ أَوَّلَ ذِي الْحِجَّةِ "(1/47)
47 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} [البقرة: 184] .
قَالَ: هُنَّ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ "(1/48)
48 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ} [البقرة: 196] .
قَالَ: قَبْلَ التَّرْوِيَةِ بِيَوْمٍ , وَيَوْمَ التَّرْوِيَةِ , وَيَوْمَ عَرَفَةَ "(1/49)
49 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ} [فصلت: 16] .
قَالَ: آخِرُ شَوَّالٍ مِنَ الأَرْبَعَاءِ إِلَى الأَرْبَعَاءِ , وَذَلِكَ قَوْلُهُ: {سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا} [الحاقة: 7] "(1/50)
50 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ فَقِيهٌ غَيْرُ رَشِيدٍ»(1/51)
51 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} [يونس: 58] .
قَالَ: يَعْنِي بِفَضْلِ اللَّهِ: الْقُرْآنُ , وَبِرَحْمَتِهِ فَلْيَفْرَحُوا يَعْنِي: مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
" ثُمَّ تَلا {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107](1/52)
52 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفرقان: 59] .
يَعْنِي: سَلْ بِهِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ "(1/53)
53 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4] .
مَنْ هَؤُلاءِ.
قَالَ: حَمْزَةُ أَسَدُ اللَّهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ , وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ , وَعُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ , وَالْمِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ "(1/54)
54 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا} [الجن: 4] .
قَالَ: هُوَ إِبْلِيسُ "(1/55)
55 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {مَذْمُومًا مَدْحُورًا} [الإسراء: 18] .
قَالَ: الْمَذْمُومُ: هُوَ الْمَلْعُونُ , وَالْمَدْحُورُ: الْمَنْفِيُّ الْمَطْرُودُ "(1/56)
56 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} [هود: 106] .
قَالَ: الزَّفِيرُ أَنِينُ أَهْلِ النَّارِ , وَالشَّهِيقُ النَّفَسُ الْعَالِي "(1/57)
57 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الأَحْقَافِ , قَالَ: «جِبَالٌ فِي الشَّامِ مِنْ رِمَالٍ , يُقَالُ لَهُ» .
فَسَكَتَ(1/58)
58 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ} [الجاثية: 14] .
قَالَ: كَانَ بَيْنَ يَهُودِيٍّ وَبَيْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ كَلامٌ فِي التَّوْحِيدِ , فَأَغْلَظَ لَهُ عُمَرُ "(1/59)
59 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ} [الرحمن: 31] .
قَالَ: الثَّقَلانِ: الْجِنُّ وَالإِنْسُ.
وَقَوْلُهُ {سَنَفْرُغُ لَكُمْ} [الرحمن: 31] .
وَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ "(1/60)
60 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ {34} الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ {35} } [الحج: 34-35] .
قَالَ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعَلِيٌّ وَسَلْمَانُ "(1/61)
61 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: " {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا} [الكهف: 28] .
قَالَ: يَعْنِي أَبَا جَهْلٍ "(1/62)
62 - وَبِهِ أنبا الْحَجَّاجُ , ثنا النُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ , ثنا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ , قِيلَ لَهُ: أَلا تُجَاهِدُ؟ فَسَكَتَ , فَسَأَلَهُ , فَسَكَتَ , قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " بُنِيَ الْإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: عَلَى شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ , وَإِقَامِ الصَّلاةِ , وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ , وَحِجِّ الْبَيْتِ , وَصَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ "(1/63)
63 - وَبِهِ ثنا الْحَجَّاجُ , ثنا النُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ , ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ , عَنْ أَبِي حَبِيبٍ الطَّائِيِّ , قَالَ: مَاتَ أَخٌ لِي فَأَوْصَى إِلَيَّ , وَأَوْصَى بِبَعْضِ مَالِهِ , قَالَ: فَأَتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ , أَسْأَلُهُ أَنْ أَجْعَلَ فِي الْمَسَاكِينِ وَالْفُقَرَاءِ , قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَمَا لَوْ كُنْتُ أَنَا لَجَعَلْتُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الَّذِي يَعْتِقُ عِنْدَ الْمَوْتِ كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي بَعْدَ مَا شَبِعَ» .
وَالصَّوَابُ عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ الطَّائِيِّ , وَلَكِنْ كَذَا قَالَ الشَّيْخُ.
يَعْنِي الْحَجَّاجَ(1/64)
64 - وَبِهِ ثنا الْحَجَّاجُ , ثنا النُّعْمَانُ , عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَلُوا اللَّهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ , لا يَسْأَلُهَا لِي مُؤْمِنٌ فِي الدُّنْيَا إِلا كُنْتُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا أَوْ شَهِيدًا»
وَبِهِ ثنا النُّعْمَانُ , عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ , عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ , قَالَ: رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ صَلَّى فِي مَرَضِهِ عَلَى جَنْبِهِ الأَيْمَنِ.
وَبِهِ ثنا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ الأَصْبَهَانِيُّ , أَنَّهُ رَأَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ يُسِرُّ رَجُلا يَدْعُو قَائِمًا بَعْدَ مَا انْفَتَلَ مِنَ الصَّلاةِ.(1/65)
65 - وَبِهِ ثنا النُّعْمَانُ , ثنا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ , عَنْ عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ , عَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيِّ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ , قَالَ: أَتَانَا مُصَدِّقُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ وَقَرَأْتُ فِي عَهْدِهِ: «أَنْ لا تَجْمَعَ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ، وَلا تُفَرِّقَ بَيْنَ الْمُجْتَمِعِ» .
وَأَتَاهُ رَجُلٌ بِنَاقَةٍ عَظِيمَةٍ مُلَمْلَمَةٍ , فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا , ثُمَّ أَتَاهُ بِدُونِهَا فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا , ثُمَّ أَتَاهُ بِدُونِهَا فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا , ثُمَّ أَتَاهُ بِدُونِهَا فَأَخَذَهَا , ثُمَّ قَالَ: أَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي , وَأَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي , إِنْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَخَذْتُ خِيَارَ إِبِلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ(1/66)
66 - حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ , ثنا بِشْرٌ , ثنا الزُّبَيْرُ , قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: «عَجِبْتُ لِلتَّاجِرِ كَيْفَ يَسْلَمُ إِذَا بَاعَ أَطْرَى وَإِذَا اشْتَرَى ذَمَّ , مَا رَجُلٌ أَكْسَبُ مِنْ رَجُلٍ , وَلا عَامٌ بِأَكْثَرَ مَطَرًا مِنْ عَامٍ , وَلَكِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ , وَيَصْرِفُ الْمَطَرَ حَيْثُ يَشَاءُ»(1/67)
67 - وَبِهِ عَنِ الزُّبَيْرِ , عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ , قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «أَتَقْرَأُ الْقُرْآنَ إِذَا نَهَاكَ , وَإِذَا لَمْ يَنْهَكَ فَلَسْتَ تَقْرَؤُهُ»(1/68)
68 - وَبِهِ عَنِ الزُّبَيْرِ , قَالَ: سُئِلَ حُذَيْفَةُ عَنِ النِّفَاقِ , فَقَالَ: «مَنْ تَوَضَّأَ فِي مَكَانٍ لا يَرَاهُ أَحَدٌ إِلا اللَّهُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ النِّفَاقِ» .
ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ الْمُنَافِقَ مَنْ إِذَا خَلا لا يُصَلِّي , وَكَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ: {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ} [البقرة: 14] "(1/69)
69 - وَعَنِ الزُّبَيْرِ , قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: «إِنَّا أُوتِينَا الإِيمَانَ , ثُمَّ أُوتِينَا الْقُرْآنَ , وَسَيَجِيءُ بَعْدَكُمْ أَقْوَامٌ يُؤْتَوْنَ الْقُرْآنَ وَلا يُؤْتَوْنَ الإِيمَانَ»(1/70)
70 - وَبِهِ ثنا الزُّبَيْرُ , عَنِ الْمَعْرُورِ , عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ , وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ , وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ , وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ , وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ , وَالزَّبِيبُ بِالزَّبِيبِ , وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ , مِثْلا بِمِثْلٍ، يَدًا بِيَدٍ , فَمَنْ زَادَ أَوِ اسْتَزَادَ فَقَدْ أَرْبَى»(1/71)
71 - وَبِهِ عَنِ الزُّبَيْرِ , عَنِ الْحَارِثِ الأَعْوَرِ الْهَمْدَانِيِّ , قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ: " ثَلاثٌ بَعْدَهُنَّ ثَلاثٌ: وَأْدُ الْبَنَاتِ , وَعُقُوقُ الْوَالِدَاتِ , وَمَنْعُ وَهَاتِ.
وَبَعْدَهُنَّ ثَلاثٌ: إِضَاعَةُ الْمَالِ , وَإِلْحَافُ السُّؤَالِ , وَقِيلَ وَقَالَ "(1/72)
72 - وَبِهِ عَنْ عَلِيٍّ , قَالَ: " ثَلاثٌ مِنْ رَأْسِ التَّوَاضُعِ: أَنْ تَبْدَأَ بِالسَّلامِ مَنْ لَقِيتَ , وَتَرْضَى بِالدُّونِ مِنْ شَرَفِ الْمَجْلِسِ , وَتَكْرَهُ الرِّيَاءَ وَالسُّمْعَةَ بِالْبِرِّ "(1/73)
73 - وَبِهِ قَالَ: خَرَجَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ ذَاتَ لَيْلَةٍ إِلَى الرَّحْبَةِ , وَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ خَمْسٌ احْفَظُوهُنَّ عَنِّي , فَلَوْ رَكِبْتُمُ الْمَطِيَّ لأَنْضَيْتُمُوهَا قَبْلَ أَنْ لا تَجِدُوا مَنْ يُخْبِرُكُمْ بِهِنَّ: أَلا لا يَخَافَنَّ الْعَبْدُ إِلا ذَنْبَهُ , وَلا يَرْجُوَنَّ إِلا رَبَّهُ , أَلا فَلا يَسْتَحِيَنَّ الْعَبْدُ إِذَا لَمْ يَعْلَمْ أَنْ يَتَعَلَّمَ , وَلا يَسْتَحِيَنَّ إِذَا سُئِلَ عَمَّا لا يَعْلَمُ أَنْ يَقُولَ: اللَّهُ أَعْلَمُ؛ فَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ تَقُولَ لِمَا لا تَعْلَمُ: اللَّهُ أَعْلَمُ , أَلا وَاعْلَمُوا أَنَّ الصَّبْرَ مِنَ الإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ , فَإِذَا قُطِعَ الرَّأْسُ ذَهَبَ الْجَسَدُ , وَلا إِيمَانَ لِمَنْ لا صَبْرَ لَهُ "(1/74)
74 - قَالَ الزُّبَيْرُ: وَكَانَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ , يَقُولُ: «لَطَلَبُ الْمَالِ وَالْمُرُوءَةِ أَسْرَعُ فِي خَرَابِ دِينِ الرَّجُلِ مِنْ ذِئْبَيْنِ ضَارِيَيْنِ بَاتَا فِي حَظِيرَةِ غَنَمٍ , فَمَاذَا أَبْقَيَا حِينَ أَصْبَحَا؟»(1/75)
75 - وَبِهِ عَنِ الْحَارِثِ , قَالَ: أَتَيْتُ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلامُ , فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , مَا الإِيمَانُ؟ فَسِّرْهُ لِي , قَالَ: فَقَالَ: " يَا حَارِثُ إِنَّ الإِيمَانَ شَيْءٌ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ: عَلَى الصَّبْرِ , وَالْيَقِينِ , وَالْعَدْلِ , وَالْجِهَادِ , قَالَ: قُلْتُ: فَعَلامَ بُنِيَ الصَّبْرُ؟ قَالَ: بُنِيَ الصَّبْرُ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ: عَلَى الشَّوْقِ , وَالشَّفَقِ , وَالزُّهْدِ , وَالتَّرَقُّبِ , فَمَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَلا عَنِ الشَّهَوَاتِ , وَمَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ رَجَعَ عَنِ الْحُرُمَاتِ , وَمَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا تَهَاوَنَ بِالْمُصِيبَاتِ , وَمَنْ رَاقَبَ الْمَوْتَ سَارَعَ إِلَى الْخَيْرَاتِ.
قَالَ: قُلْتُ: فَعَلامَ بُنِيَ الْيَقِينُ؟ قَالَ: عَلَى أَرْبَعٍ شُعَبٍ: عَلَى تَبْصِرَةِ الْفِطْنَةِ , وَتِلاوَةِ الْحِكْمَةِ , وَمَوْعِظَةِ الْعِبْرَةِ , وَسُنَّةِ الأَوَّلِينَ , قَالَ: فَمَنْ أَبْصَرَ الْفِطْنَةَ تَلا الْحِكْمَةَ , وَمَنْ تَلا الْحِكْمَةَ عَرَفَ الْعِبْرَةَ , وَمَنْ عَرَفَ الْعِبْرَةَ فَكَأَنَّمَا كَانَ فِي الأَوَّلِينَ , قَالَ: قُلْتُ: فَعَلامَ بُنِيَ الْعَدْلُ؟ قَالَ: بُنِيَ الْعَدْلُ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ: عَلَى غَايَةِ الْفَهْمِ , وَرَوْضَةِ الْحِلْمِ , وَزَهْرَةِ الْعِلْمِ , وَشَرَائِعِ الْحِكْمَةِ , فَمَنْ فَهِمَ فَسَّرَ الْعِلْمَ , وَمَنْ فَسَّرَ الْعِلْمَ عَرَفَ شَرَائِعَ الْحِكْمَةِ , وَمَنْ عَرَفَ شَرَائِعَ الْحِكْمَةِ حَلُمَ , وَمَنْ حَلُمَ أَبْصَرَ أَمْرَهُ وَعَاشَ فِي الدُّنْيَا حَمِيدًا " قَالَ: فَقُلْتُ: فَعَلامَ بُنِيَ الْجِهَادُ؟ قَالَ: بَخٍ بَخٍ , سَيِّدُ أَعْمَالِكُمْ وَأَسَاسُ دِينِكُمْ وَقَوَامُ أُمُورِكُمْ , فَالْجِهَادُ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ: لَيْسَ عَلَى ضَرْبٍ بِالسَّيْفِ وَحْدَهُ , وَلَكِنْ أَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ , وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ , وَالصَّبْرُ فِي الْمَوَاطِنِ , وَشَنَآنُ الْفَاسِقِينَ.
قَالَ: فَمَنْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ شَدَّ ظَهْرَ الْمُؤْمِنِ , وَمَنْ نَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ رَغِمَ أَنْفُ الْمُنَافِقِ , وَمَنْ صَبَرَ فِي الْمَوَاطِنِ قَضَى الَّذِي عَلَيْهِ , وَمَنْ غَضِبَ لِلَّهِ وَشَنَأَ الْفَاسِقِينَ غَضِبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ "(1/76)
76 - وَبِهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ , عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ , قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَتَوَضَّأُ لِلصَّلاةِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ.
وَبِهِ نا الْحَجَّاجُ , نا بِشْرٌ , عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النُّجُودِ , عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ , عَنْ عُمَرَ , مِثْلَ ذَلِكَ(1/77)
77 - وَبِهِ نا بِشْرٌ , عَنِ الزُّبَيْرِ , قَالَ: بَلَغَنِي، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ عِنْدَ مَوْتِهِ , فَقَالَ: " أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ , فَقَالَ عُمَرُ: مَهْ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَلَى , أَسْلَمْتَ حِينَ كَفَرُوا , وَجَاهَدْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَذَلُوهُ , وَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ "
نا بِشْرٌ , قَالَ: تَلا الزُّبَيْرُ هَذِهِ الآيَةَ: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْءَانُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام: 19] .
مَنْ بَلَغَهُ الْقُرْآنُ , فَكَأَنَّمَا هُوَ قَدْ عَايَنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّبِيِّينَ قَبْلَهُ , ثُمَّ تَلا: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْءَانُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام: 19]
حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ , قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، قَالَ: أَرَأَيْتَ الْإِمَامَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَيَخْطُبُ جَالِسًا أَوْ قَائِمًا؟ فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ تَقْرَأُ فِي كِتَابِ اللَّهِ: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ} [الجمعة: 11] .
قَائِمًا أَوْ قَاعِدًا؟ قَالَ: بَلْ أَقْرَؤُهَا: {قَائِمًا} [الجمعة: 11] .
قَالَ: فَهُوَ ذَلِكَ.
عَنِ الزُّبَيْرِ , قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ , فَقَالَ: إِنَّ أُمِّي إِذَا أَرَادَتِ الْوُضُوءَ أَخَذَتِ الْمَاءَ بِيَدِهَا , ثُمَّ صَبَّتْهُ , ثُمَّ مَسَحَتْ وَجْهَهَا بِكَفَّيْهَا , قَالَ: فَأَعْرَضَ عَنْهُ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ , ثُمّ أَعَادَ عَلَيْهِ الثَّانِيَةِ , فَأَعْرَضَ عَنْهُ , ثُمَّ أَعَادَ الثَّالِثَةَ , فَأَعْرَضَ عَنْهُ إِبْرَاهِيمُ , ثُمَّ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَهَلِ الْوُضُوءُ إِلا هَكَذَا؟ مَا عَهِدْنَاهُمْ يَلْطِمُونَ وُجُوهَهُمْ بِالْمَاءِ.(1/78)
78 - حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ , عَنْ مَسْرُوقٍ , قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ , فَقَالَ: " إِنِّي رَاعٍ إِبِلَ أَهْلِي , فَأَعْزُبُ عَنْهُمُ اللَّيْلَتَيْنِ وَالثَّلاثَ , فَيَمُرُّ بِي الْمَارُّ فَيَسْتَسْقِي , أَفَأَسْقِيهِ؟ قَالَ: لا.
قَالَ: قَدْ ذَهَبَ الأَعْرَابِيُّ , فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: رُدَّهُ , فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ قُلْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي رَاعٍ إِبِلَ أَهْلِي فَأَعْزُبُ عَنْهُمُ اللَّيْلَتَيْنِ وَالثَّلاثَ , فَيَمُرُّ بِي الْمَارُّ فَيَسْتَسْقِي , أَفَأَسْقِيهِ؟ قَالَ: نَعَمْ , قَدْرَ مَا يُبَلِّغُهُ إِلَيَّ غَيْرُكَ , ثُمَّ اسْتَأْذِنْ مَوَالِيكَ "(1/79)
79 - حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ , قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقُولُ: «دِيَةُ الْيَهُودِيِّ وَالنَّصْرَانِيِّ أَرْبَعَةُ آلافٍ , وَالْمَجُوسِيِّ ثَمَانُمِائَةِ دِرْهَمٍ»(1/80)