الكتاب : أحاديث أبي اليمان الحكم بن نافع - مخطوط
المتوفى : 222 هـ
جزء فيه من أحاديث أبي اليمان الحكم بن نافع
رواية الشيخ الإمام الحاكم أبي منصور عبد الرحيم بن محمد بن أحمد الشيرازي ، حرسه الله ، عن الشيخ أبي بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن الليث الشاهد ، رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
1- أخبرنا الشيخ الإمام الحاكم أبو منصور عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن يحيى الشيرازي ، حرسه الله ، بقراءتي عليه ، في صفر سنة تسع عشرة وخمس مائة ، قال : أخبرنا الشيخ أبو بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن الليث الشاهد الصفار ، قراءة عليه ، في شهر رمضان سنة ست وأربعين وأربع مائة ، قال : أنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن خميرويه الكرابيسي ، نا أبو الحسن علي بن محمد بن عيسى الخزاعي الجكاني ، ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع ، أخبرني شعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري ، حدثني عروة بن الزبير ، أن عائشة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت : كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقاص أن يقبض إليه ابن وليدة زمعة وقال عتبة : إنه ابني فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الفتح أخذ سعد ابن وليدة زمعة فأقبل به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقبل معه عبد بن زمعة ، فقال سعد : يا رسول الله هذا ابن أخي عهد إلي أنه ابنه ، وقال عبد بن زمعة : يا رسول الله هذا أخي ابن زمعة ، وولد على فراشه فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابن وليدة زمعة فإذا هو أشبه الناس بعتبة بن أبي وقاص ، فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هو لك يا عبد بن زمعة من أجل أنه ولد على فراش أبيه " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " احتجبي منه يا سودة بنت زمعة " مما رأى من شبهه بعتبة بن أبي وقاص وسودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم(1/1)
2- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، قال : حدثني عروة بن الزبير ، أن عائشة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الولد للفراش وللعاهر الحجر " وكان أبو هريرة يصيح بذلك
3- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني عروة بن الزبير ، أن هشام بن حكيم بن حزام ، وجد عياض بن غنم وهو على حمص شمس أناسا من نبط في أداء الجزية ، فقال له هشام : ما هذا يا عياض ؟ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " إن الله تعالى يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا "
4- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني عروة بن الزبير ، أن زينب بنت أبي سلمة ، وأمها أم سلمة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، أخبرته أن أم حبيبة بنت أبي سفيان ، أخبرتها ، أنها قالت : قلت : يا رسول الله أنكح أختي ابنة أبي سفيان قالت : فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أوتحبين ذلك ؟ " قالت : فقلت : يا رسول الله نعم ولست لك بمخلية ، وأحب من يشركني في خير أختي ، قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن ذلك لا يحل لي " قالت : فقلت : والله يا رسول الله إنا لنتحدث أنك تريد أن تنكح درة بنت أبي سلمة فقال : " ابنة أم سلمة " قالت : فقلت : نعم فقال : " والله لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي ، إنها لابنة أخي من الرضاعة ، أرضعتني وأبا سلمة ثويبة ، فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن " قال عروة : وثويبة مولاة أبي لهب ، كان أبو لهب أعتقها فأرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله في النوم بشر خيبة ، فقالت له : ماذا لقيت ؟ فقال أبو لهب : لم ألق بعدكم رخاء ، غير أني قد سقيت في هذه مني بعتاقتي ثويبة ، وأشار إلى النقيرة التي بين الإبهام والتي تليها من الأصابع(1/2)
5- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني عروة بن الزبير ، أن عائشة ، قالت : " لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بالحراب في المسجد ، وإنه ليسترني بردائه ، لكي أنظر إلى لعبهم ، ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا الذي أمل فأنصرف ، فأقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو "
6- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني عروة بن الزبير ، أن عائشة ، قالت :" كان أبو بكر نحلني جداد عشرين وسقا من ماله ، فلما حضرته الوفاة جلس فاحتبى ثم شهد ، ثم قال : أما بعد أي بنية فإن أحب الناس إلي غني بعدي لأنت ، وإن أعز الناس علي فقرا بعدي لأنت ، وإني كنت نحلتك جداد عشرين وسقا من مالي فوددت والله أنك كنت حزتية واجتذذتيه ، ولكن إنما هو اليوم مال الوارث وإنما هو أخواك وأختاك قالت : فقلت : أي أبتاه هذه أسماء فمن الأخرى ؟ فقال : ذو بطن ابنه خارجة ، أريها جارية ، قالت : فقلت : لو أعطيتني ما بين كذا إلى كذا لرددته إليك قالت : وقلت : حين نزل به من لا يزال دمعه مقنعا فإنه يوم مدفوق قالت : فقال أبو بكر وهو يجود بنفسه : أي بنية ليس كذلك ، ولكن قولي : { وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد }"
حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، قال : كان عروة بن الزبير ، يقول : يرد من جنف الحي الناحل في حياته ما يرد من جنف الميت في وصيته عند وفاته(1/3)
7- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني عروة بن الزبير ، أنه سأل عائشة ، عن قول الله تعالى : { حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا } أكُذِبُوا أم كُذِّبُوا ؟ قالت : بل كُذِّبُوا قال : فقلت : لقد استيقنوا أن قومهم قد كذبوهم وما هو بالظن فقالت :" أجل لعمري لقد استيقنوا بذلك " قال : فقلت : فلعلها ، وظنوا أنهم قد كُذِبُوا فقالت :" معاذ الله لم تكن الرسل لتظن ذلك بربها " قال : فقلت فما هذه الآية ؟ قالت : هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم طال عليهم البلاء واستؤخر عنهم النصر ، حتى إذا استيأس الرسل من قومهم وظنوا أن أتباعهم الذين آمنوا بهم قد كذبوهم جاءهم نصر الله عند ذلك " رواه البخاري ، عن أبي اليمان ، و رواه مسلم ، عن أبي بكر بن إسحاق ، عن أبي اليمان(1/4)
8- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، قال : كان عروة بن الزبير ، يحدث أنه سأل عائشة ، عن قول الله تعالى : { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم } قالت عائشة ، رضي الله عنها وعن أبيها : هي اليتيمة تكون في حجر وليها فيرغب في جمالها ومالها ويريد أن يتزوجها بأدنى من سنة نسائها ، فنهوا عن نكاحهن إلا أن يقسطوا لهن في إكمال الصداق ، وأمروا بنكاح من سواهن من النساء قالت عائشة : ثم استفتى الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله تعالى : { ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن ) الآية ، قالت عائشة :" فبين الله لهم في هذه الآية أن اليتيمة إذا كانت ذات جمال ومال رغبوا في نكاحها ولم يلحقوها بسنة نسائها في إكمال الصداق ، وإذا كانت مرغوبا عنها من قلة الجمال والمال تركوها والتمسوا غيرها من النساء " قالت عائشة :" فكما تركوها حين يرغبون عنها فليس لهم أن ينكحوها إذا رغبوا فيها إلا أن يقسطوا لها ويعطوها حقها الأوفى من الصداق(1/5)
9- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، حدثني عروة بن الزبير ، أن عائشة ، قالت : استأذن علي أفلح أخو أبي قعيس بعدما أنزل الحجاب ، فقلت له : لا آذن لك ، حتى أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن أخا أبي القعيس ليس هو أرضعني ولكن أرضعتني امرأة أبي القعيس ، قالت : فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله إن أفلح أخا أبي القعيس استأذن علي فأبيت أن آذن له حتى أستأذنك في ذلك فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما يمنعك أن تأذني لعمك ؟ " فقلت : يا رسول الله إن الرجل ليس هو أرضعني ، ولكن أرضعتني امرأته فقالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ائذني له فإنه عمك ، تربت يمينك " قال عروة : فبذلك كانت تقول : حرموا من الرضاعة ما تحرمون من النسب
10- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني عروة بن الزبير ، أن حذيفة بن اليمان ، وهو أحد بني عبس ، قاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو وأبوه اليمان يوم أُحد ، فأخطأ المسلمون يومئذ بأبيه يحسبونه من العدو فتراشقوه بأسيافهم ، فطفق حذيفة يقول : أبي أبي فلم ينههم حتى قتلوه ، فقال حذيفة عند ذلك : { يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين } " فبلغت النبي صلى الله عليه وسلم فزاد حذيفة عنده خيراً(1/6)
11- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني عروة بن الزبير ، عن عائشة ، أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، وكان ممن شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تبنى سالما وزوجه بنت أخيه هند بنت الوليد بن عتبة وهو مولى لامرأة من الأنصار ، كما تبنى النبي صلى الله عليه وسلم زيدا ، وكان من تبنى رجلا في الجاهلية دعاه الناس إليه وورث من ميراثه ، حتى أنزل الله تعالى في ذلك : ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم فردوا إلى آبائهم ، فمن لم يعلم له أب كان مولى وأخا في الدين ، فجاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو القرشي ثم العامري ، وهي امرأة أبي حذيفة ، إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله إنا كنا نرى سالما ولدا وكان يأوي معي ومع أبي حذيفة في بيت واحد ويراني فضلا ، وقد أنزل الله تعالى ما قد علمت ، فكيف ترى يا رسول الله ؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أرضعيه " فأرضعته خمس رضعات ، فكان بمنزلة ولدها من الرضاعة فبذلك كانت عائشة تأمر بنات إخوتها وبنات أخواتها أن يرضعن من أحبت عائشة أن يراها ويدخل عليها وإن كان كبيرا خمس رضعات ثم يدخل عليها وأبت أم سلمة وسائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخلن عليهن بتلك الرضاعة أحدا من الناس حتى يرضع في المهد ، وقلن لعائشة رضي الله عنهن أجمعين : والله ما ندري لعلها رخصة لسالم من رسول الله صلى الله عليه وسلم من دون الناس
12- حثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني عروة بن الزبير ، أن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عنه بها حتى الشوكة يشاكها "(1/7)
13- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، حدثني عروة بن الزبير ، عن عائشة ، قالت : جاءت امرأة رفاعة القرظي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالسة عنده وأبو بكر ، فقالت : يا رسول الله إني كنت تحت رفاعة فطلقني فبت طلاقي ، فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير وإنه ما معه يا رسول الله إلا مثل الهدبة ، وأخذت هدبة من جلبابها ، قالت : فسمع خالد بن سعيد قولها وهو بالباب لم يؤذن له ، قالت : فقال خالد : يا أبا بكر ألا تنهى هذه عما تجهر به عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت : لا والله ما يزيد رسول الله صلى الله عليه وسلم على التبسم قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة ، لا ، حتى يذوق عسيلتك وتذوقي عسيلته " فكانت سنة بعده
14- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني عروة بن الزبير ، أن عائشة ، كانت تقول :" حرموا من الرضاعة ما تحرمون من النسب"
15- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، عن عروة بن الزبير ، أن زينب بنت أبي سلمة ، حدثته أن أم حبيبة بنت أبي سفيان ، حدثتها ، عن زينب بنت جحش ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول : " لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر قد اقترب ، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ، وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها " قالت زينب : فقلت : يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ فقال : " نعم ، إذا كثر الخبث "(1/8)
16- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني عروة بن الزبير ، أن زينب بنت أبي سلمة ، وأمها أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، أخبرته ، أن أمها أم سلمة قالت : سمع النبي صلى الله عليه وسلم جلبة خصام عند بابه فخرج إليهم ، فقال : " إنما أنا بشر ، وإنه يأتيني الخصم ، فلعل بعضهم أن يكون أبلغ من بعض فأقضي له بذلك وأحسب أنه صادق ، فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هو قطعة من نار فليأخذها أو ليدعها "
17- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، قال : قال عروة بن الزبير ، قالت عائشة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صحيح ، يقول : " إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يحيى ، فلما اشتكى وحضره القبض ورأسه على فخذ عائشة غشي عليه ، فلما أفاق شخص بصره نحو سقف البيت ، ثم قال : " اللهم الرفيق الأعلى " قالت عائشة : فقلت : إذا لا يجاورنا ، وعرفت أنه حديثه الذي كان يحدثنا وهو صحيح ، رواه البخاري ، عن أبي اليمان
18- حدثنا أبو اليمان أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني عروة بن الزبير ، أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، أخبرته أن أبا بكر حين حضرته الوفاة قال :" اغسلوا ثوبي هذين اللذين كان يلبس ، فكفنوني فيهما ، فإن الحي هو أفقر إلى الجديد من الميت
19- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، حدثني سعيد بن المسيب ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن أبا هريرة ، كان يحدث ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان يدعو في الصلاة حين يقول : " سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد " ، ثم يقول وهو قائم قبل أن يسجد : " اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة من المؤمنين ، اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها كسني يوسف " ثم يقول : " الله أكبر "(1/9)
20- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني سعيد بن المسيب ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن أبا هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " تفضل صلاة الجمع صلاة أحدكم وحده بخمسة وعشرين جزءا ، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر " ثم يقول أبو هريرة : اقرءوا إن شئتم : {وقرءان الفجر إن قرءان الفجر كان مشهودا }
21- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني سعيد بن المسيب ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أقول : لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت له فقلت له : قد قلت بأبي أنت وأمي ، قال : " فإنك لا تستطيع ذلك ، فصم وأفطر ، ونم ، وصم من الشهر ثلاثة أيام ، فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدهر " قال : فقلت : إني أطيق أفضل من ذلك ، قال : " فصم يوما وأفطر يوما ، وذلك صوم داود ، وهو أعدل الصيام " قال : فقلت : إني أطيق أفضل من ذلك ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا أفضل من ذلك " رواه البخاري عن أبي اليمان في الصوم ورواه مسلم عن أبي الطاهر ، وحرملة ، عن ابن وهب ، عن يونس ، عن الزهري
22- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني سعيد بن المسيب ، أن أبا هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " مثل المجاهد في سبيل الله ، والله أعلم بمن يجاهد في سبيله كمثل الصائم القائم ، وتوكل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه فيدخله الجنة ، أو يرجعه سالما بما نال من أجر أو غنيمة "(1/10)
23- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني سعيد بن المسيب ، أن أبا هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني ولا أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله ، والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ، ثم أقتل ثم أحيا ، ثم أقتل ثم أحيا ، ثم أقتل "
24- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني سعيد بن المسيب ، أن أبا هريرة ، أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قال : لا إله إلا الله ، فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه ، وحسابه على الله تعالى "
25- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، حدثني سعيد بن المسيب ، قال : قال أبو هريرة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " ما من بني آدم من مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان ، غير مريم وابنها " ثم يقول أبو هريرة : اقرءوا إن شئتم : { وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم }
26- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني سعيد بن المسيب ، أن أبا هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة " وذو الخلصة طاغية دوس الذي كانوا يعبدون في الجاهلية
27- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، حدثني سعيد بن المسيب ، أن عبد الله بن عمرو ، قال :" المقسطون في الدنيا على منابر من نور يوم القيامة بين يدي الرحمن لما أقسطوا له في الدنيا(1/11)
28- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني سعيد بن المسيب ، وعطاء بن يزيد الليثي ، أن أبا هريرة ، أخبرهما أن الناس قالوا : " يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله قال : فإنكم ترونه " وذكر الحديث بطوله
29- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني سعيد بن المسيب ، أن أبا هريرة ، قال : شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل ممن معه يدعى بالإسلام : " إن هذا من أهل النار " فلما حضر القتال قاتل الرجل أشد القتال حتى إذا كثر به الجراح فأثبتته ، فجاء رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله أرأيت الرجل الذي ذكرت من أهل النار ، قد والله قاتل في سبيل الله أشد القتال وكثرت به الجراح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما إنه من أهل النار " فكان بعض الناس يرتاب ، فبينا هو على ذلك وجد الرجل ألم الجراح فأهوى يده إلى كنانته فاستخرج منها أسهما فانتحر بها ، فاشتد رجال من المسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : يا رسول الله قد صدق الله حديثك ، قد انتحر فلان فقتل نفسه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا بلال قم فأذن لا يدخل الجنة إلا مؤمن ، إن الله تعالى يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر "(1/12)
30- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني سعيد بن المسيب ، عن أبيه ، أنه قال : لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طالب : " أي عم قل : لا إله إلا الله ، كلمة أحاج لك بها عند الله " قال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ويعاندانه بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم به : على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك " فأنزل الله تعالى : ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم وأنزل الله في أبي طالب فقال لرسوله : { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء } رواه البخاري ، عن أبي اليمان
31- حدثنا أبو اليمان أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني سعيد بن المسيب ، أن أبا هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " يدخل الجنة من أمتي زمرة هي سبعون ألفا ، تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر فقام عكاشة بن محصن الأسدي يرفع نمرة عليه ، فقال : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم اجعله منهم ثم قام رجل من الأنصار فقال : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سبقك بها عكاشة(1/13)
32- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، قال : سمعت سعيد بن المسيب ، يقول : إن البحيرة التي يمنع درها للطواغيت فلا يحتلبها أحد من الناس ، والسائبة التي كانوا يسيبونها لآلهتهم فلا يحمل عليها شيء قال : وقال أبو هريرة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " رأيت عمرا الخزاعي يجر قصبه في النار ، وكان أول من سيب السوائب " وذكر الحديث
حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني سعيد بن المسيب ، أن طعام البحر ما يبس منه فتزود في السفر ، ثم تلا هذه الآية : { أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة ) قال سعيد : صيده ما كان غريضا ، وطعامه ما يتزود السيارة
حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، قال :قال سعيد بن المسيب : نزلت هذه الآية : { ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون } في الذين كانوا يتبنون رجالا غير أبنائهم ويورثونهم ، فأنزل الله عز وجل لهم أن يجعل لهم نصيبا في الوصية ، ورد الله الميراث إلى الموالي في الرحم والعصبة ، وأبي أن يجعل للمدعين ميراثا ممن ادعاهم وتبناهم ، ولكن جعل لهم نصيبا في الوصية مكان ما تعاقدوا عليه في الميراث الذي رد الله عليهم فيه أمرهم(1/14)
حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني سعيد بن المسيب ، وسليمان بن يسار ، أن السنة في هاتين الآيتين اللتين ذكر الله فيهما نشوز المرء وإعراضه عن امرأته في قوله : { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا } إلى تمام الآيتين ، أن المرء إذا نشز عن امرأته وآثر عليها ، قال : من الحق عليه أن يعرض عليها أن يطلقها أو تستقر عنده على ما كانت من أثرة في القسم من نفسه وماله ، فإن استقرت عنده على ذلك وكرهت أن يطلقها فلا حرج عليه فيما آثره عليه به من ذلك ، فإن لم يعرض عليها الطلاق وصالحها على أن يعطيها من ماله ما ترضى به وتقر عنده على الأثرة في القسم من ماله ونفسه صلح له ذلك ، وجاز صلحهما عليه ، وكذلك ذكر سعيد ، وسليمان ، الصلح الذي قال الله تعالى : { فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير ) وذكر الحديث بطوله
33- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني سعيد بن المسيب ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن أبا هريرة ، قال : إنكم تقولون : إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتقولون : ما للمهاجرين لا يحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل حديث أبي هريرة ، فإن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم الصفق في الأسواق ، وكان يشغل إخوتي من الأنصار عمل أموالهم ، وكنت امرأ مسكينا من مساكين الصفة ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء البطن ، فأحضر حين يغيبون وأعي حين ينسون ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث يحدثه يوما : " إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه ثم يجمع إليه ثوبه ، إلا وعى ما أقول " فبسطت نمرة علي حتى إذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته جمعتها إلى صدري ، فما نسيت من مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك من شيء(1/15)
34- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني سعيد بن المسيب ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن أبا هريرة ، قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله عليه : { وأنذر عشيرتك الأقربين } فقال : " يا معشر قريش اشتروا أنفسكم من الله ، لا أغني عنكم من الله شيئا ، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا ، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا ، يا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أغني عنك من الله شيئا ، يا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت لا أغني عنك من الله شيئا "
35- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، حدثني سعيد بن المسيب ، أن أبا هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " جاء أهل اليمن هم أرق أفئدة وأضعف قلوبا ، الإيمان يمان ، والحكمة يمانية ، والسكينة في أهل الغنم ، والفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر قبل مطلع الشمس "
36- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن أبا هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يأتي الشيطان أحدكم في صلاته فيلبس عليه حتى لا يدري كم صلى ، فإذا وجد أحدكم ذلك فليسجد سجدتين وهو جالس " فعلمنا أنهما قبل التسليم بسجود رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سجد في الجلوس قبل أن يسلم
37- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أنه أخبره أبو سفيان بن سعيد بن الأخنس ، عن أم حبيبة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي خالة أبي سفيان بن سعيد ، أنها قالت في سويق شربه عندها يوما : أي ابن أختي توضأ ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " توضئوا مما مسته النار "(1/16)
38- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن أبا هريرة ، قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال ، فقال له رجل من المسلمين : فإنك يا رسول الله تواصل فقال : " وأيكم مثلي ، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني " فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوما ثم يوما ثم رأوا الهلال ، فقال : " لو تأخر لزدتكم " كالتنكيل لهم حين أبوا أن ينتهوا
39- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن أبا هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لكل نبي دعوة ، فأريد إن شاء الله أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة "
40- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أنه سمع حسان بن ثابت الأنصاري ، يستشهد أبا هريرة : أنشدك الله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " يا حسان أجب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، اللهم أيده بروح القدس " قال أبو هريرة : نعم
41- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، وسعيد بن المسيب ، أن أبا هريرة ، قال : استب رجل من المسلمين ورجل من اليهود ، فقال المسلم : والذي اصطفى محمدا على العالمين في قسم يقسم به ، فقال اليهودي : والذي اصطفى موسى على العالمين ، فرفع المسلم عند ذلك يده فلطم اليهودي ، فذهب اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي كان من أمره وأمر المسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تخيروني على موسى ، فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق ، فإذا موسى باطش بجانب العرش فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي ، أم كان ممن استثنى الله تعالى "(1/17)
42- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن أبا هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراد قدوم مكة : " منزلنا غدا إن شاء الله بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر "
43- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا عائشة هذا جبريل عليه السلام وهو يقرأ عليك السلام " فقلت : وعليه السلام ورحمة الله وقالت عائشة : وهو يرى ما لا أرى
44- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن أبا هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " إنما يشد الرحل إلى ثلاثة مساجد : إلى المسجد الحرام ومسجدكم هذا وإيلياء "
45- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، وأبو عبد الله ، صاحب أبي هريرة ، أن أبا هريرة ، أخبرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " ينزل ربنا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر إلى السماء الدنيا فيقول : " من يدعوني فأستجيب له ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ " حتى الفجر
46- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، ثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن أبا هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سيكون فتن القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي ، من تشرف لها تستشرف له ، فمن وجد منها ملجأ أو معاذا فليعذ به "
47- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن أبا هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان دعواهما واحد "(1/18)
48- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن أبا هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع أميري فقد أطاعني ، ومن عصا أميري فقد عصاني "
49- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن أبا هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر ، والسكينة في أهل الغنم ، والإيمان يمان والحكمة يمانية "
50- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن عبد الله بن عدي بن الحمراء الزهري ، أخبره ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول وهو واقف بالحزورة في سوق مكة : " إنك لخير أرض الله ، وأحب أرض الله إلى الله ، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت "(1/19)
51- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، قال : قال أبو سلمة بن عبد الرحمن ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، أنهما يحدثان أنهما سمعا أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مجلس عظيم من المسلمين : " أحدثكم بخير دور الأنصار ؟ قالوا : نعم يا رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بنو عبد الأشهل وهم رهط سعد بن معاذ ، قالوا : ثم من يا رسول الله ؟ قال : ثم بنو النجار قالوا : ثم من يا رسول الله ؟ قال : ثم بنو الحارث بن الخزرج قالوا : ثم من يا رسول الله ؟ قال : ثم بنو ساعدة قالوا : ثم من يا رسول الله ؟ قال : ثم في كل دور الأنصار خير " فقام سعد بن عبادة وكان سيد ساعدة مغضبا ، فقال : سمانا في آخر أربعة أدور ، وأراد كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له رجل من القوم : اجلس ألا ترضى أن يسمي قومك في الأربعة الأدور التي سمى ، فمن ترك فلم يسم أكثر ممن سمى فانتهى سعد بن عبادة عن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قالوا ذلك
52- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أنه سمع أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اشتكت النار إلى ربها تعالى فقالت : يا رب أكل بعضي بعضا ، فأذن لها بنفسين : نفس في الشتاء ونفس في الصيف ، وهو أشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير "
53- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، قال : قال أبو هريرة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " والله إني لأستغفر وأتوب في اليوم أكثر من سبعين مرة "(1/20)
54- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن أبا هريرة ، قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة وقمنا معه ، فقال أعرابي وهو في الصلاة : اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال للأعرابي : " لقد حجرت واسعا " يريد رحمة الله
55- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن أبا هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " بينا راع في غنمه عدا عليه الذئب ، فقال : من لها يوم السبع ، يوم ليس لها راع غيري وبينا رجل يسوق بقرة قد حمل عليها التفتت إليه وكلمته ، فقالت : إني لم أخلق لهذا ، ولكني خلقت للحرث فقال الناس : سبحان الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإني أؤمن بذلك وأبو بكر وعمر "
56- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن أبا مالك الليثي ، أخبره عن عبد الرحمن بن عوف ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : قال الله تعالى : " أنا الرحمن ، وأنا خلقت الرحم وشققت لها من اسمي ، فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته وبتته "
57- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن أبا هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول للشونيز : " عليكم بهذه الحبة السوداء ، فإن فيها شفاء من كل شيء إلا من السام " يعني الموت(1/21)
58- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن عائشة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءها حين أمره الله أن يخير أزواجه ، قالت عائشة : فبدأ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " إني ذاكر لك أمرا فلا عليك ألا تستعجلي حتى تستأمري أبويك " قالت : وقد علم أن أبوي لم يكونا ليأمراني بفراقه قالت : ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى قال : { يأيها النبي صلى الله عليه وسلم قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا } " إلى تمام الآيتين ، قالت : فقلت له : ففي أي هذا أستأمر أبوي ، فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة
59- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن أبا سعيد الخدري ، قال : بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما أتاه ذو الخويصرة ، وهو رجل من بني تميم ، فقال : يا رسول الله اعدل فقال : " ويحك ومن يعدل إذا لم أعدل ، فقد خبت وخسرت إذا لم أعدل " فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله ائذن لي فيه أضرب عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دعه ، فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم ، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ، ثم ينظر إلى نضيه ، وهو قدحه ، فلا يوجد فيه شيء ، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء ، قد سبق الفرث والدم ، آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر ، يخرجون على حين فرقة من الناس " قال أبو سعيد : فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه ، فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتي به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نعته(1/22)
60- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن عائشة ، قالت : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البتع ، وهو نبيذ العسل كان أهل اليمن يشربونه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل شراب أسكر حرام "
61- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، وسعيد بن المسيب ، أن أبا هريرة ، قال : أتى رجل من أسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فناداه ، فقال : يا رسول الله إن الآخر زنا ، يعني نفسه ، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتنحى بشق وجهه الذي أعرض قبله ، فقال : يا رسول الله إن الآخر زنا فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنحى بشق وجهه الذي أعرض قبله ، فقال : يا رسول الله إن الآخر زنا فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتنحى له الرابعة ، فلما شهد على نفسه أربع مرات دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " فهل بك من جنون ؟ " فقال : لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اذهبوا به فارجموه " وكان قد أحصن قال الزهري : فأخبرني من سمع جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : كنت فيمن رجمه ، فرجمناه في المصلى في المدينة ، فلما أذلقته الحجارة جمز حتى أدركناه بالحرة فرجمناه حتى مات
62- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن عائشة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، أخبرته " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفي سجي ببرد حبرة " فصدق ذلك عندي حديث علي بن الحسين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كفن في ثوب حبرة(1/23)
63- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن جابر بن عبد الله ، أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " قضى أنه من أعمر رجلا عمرى له ولعقبه فإنها للذي أعمرها ، قد بتها من صاحبها الذي أعطاها ، وقع من مواريث الله وحقه "
64- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أنا سعيد بن المسيب ، أن أبا هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " جعل الله الرحمة مائة جزء ، فأمسك عنده تسعا وتسعين وأنزل في الأرض جزءا واحدا ، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه "
65- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني سعيد بن المسيب ، أنه سمع أبا هريرة ، يقول : " أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به بإيلياء بقدحين خمر ولبن ، فنظر إليهما ثم أخذ اللبن فقال له جبريل عليه السلام : الحمد لله الذي هداك للفطرة ، لو أخذت الخمر لغوت أمتك "
66- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني عقبة بن سويد الأنصاري ، أنه سمع أباه ، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : قفلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة خيبر ، فلما بدا له أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الله أكبر جبل يحبنا ونحبه "
67- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة ، أن أبا هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " إذا اشتد الحر فأبردوا عن الظهر ، فإن شدة الحر من فيح جهنم "
68- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، قال أبو سلمة : إن أبا هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون ، وائتوها تمشون وعليكم السكينة ، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا "(1/24)
69- حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة ، وأبو عبد الله صاحب أبي هريرة ، أن أبا هريرة ، أخبرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " مثل المهجر إلى الصلاة كمثل الذي يهدي البدنة ، ثم الذي على أثره كالذي يهدي البقرة ، ثم الذي على أثره كالذي يهدي الشاة ، ثم الذي على أثره كالذي يهدي الدجاجة ، ثم الذي على أثره كالذي يهدي البيضة "(1/25)