الكتاب: من حديث أبي الحسن مشرق بن عبد الله الحنيفي - مخطوط
المؤلف: أبو الحسن مشرق بن عبد الله الفقيه الحنيفي الزاهد
المتوفى: بعد 460 هـ
مصدر المخطوط: برنامج جوامع الكلم
ملاحظة: نص المخطوط وترقيمه موافق لما جاء في برنامج جوامع الكلم
أعد المخطوط للشاملة: مكتبة أحمد الخضري(1/1)
جُزْءٌ فِيهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْحَسَنِ مُشْرِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْفَقِيهِ الْحَنِيفِيِّ الزَّاهِدِ.
رِوَايَةُ أَبِي الْغَنَائِمِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النَّرْسِيِّ الشَّاهِدِ.
رِوَايَةُ الشَّيْخِ الصَّالِحِ أَبِي الْفَرَجِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ سَعْدٍ أَبُو كُلَيْبٍ الْحِمَّانِيُّ، عَنْ أَبِي الْغَنَائِمِ النَّرْسِيِّ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ(1/2)
(1) -[1] أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مُحَمَّدُ بْنِ النَّرْسِيِّ الْكُوفِيُّ الشَّاهِدُ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ مُشْرِقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفَقِيهُ الْحَنِيفِيُّ الزَّاهِدُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِحَلَبَ، فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ خَمْسِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي جَرَادَةَ، نا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الْهُجَيْمِيُّ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْكُوفِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَبُو عُثْمَانَ الأُمَوِيُّ، نا أَبِي، نا أَبُو بُرْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الإِسْلامِ أَفْضَلُ؟، قَالَ: " مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ "(1/3)
(2) -[2] حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، نا أَبُو إِسْحَاقَ الْهُجَيْمِيُّ، نا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ الْعُودِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ أَوْ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، شَكَّ أَبُو الْحَسَنِ الْعُودِيُّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ لأَصْحَابِهِ: جَالِسُوا أَهْلَ الذِّكْرِ، فَإِنْ لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ، فَجَالِسُوا أَهْلَ الْمُرُوءَاتِ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، فَإِنَّهُمْ لا يَرْفُثُونَ فِي مَجَالِسِهِمْ(1/4)
(3) -[3] حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، نا أَبُو إِسْحَاقَ الْهُجَيْمِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ أَبُو مُحَمَّدٍ، سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ الْوَاسِطِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: أَرَاهُ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " صَلاحُ هَذِهِ الأُمَّةِ فِي الزُّهْدِ وَالتُّقَى، وَيَهْلِكُ آخِرُهَا بِالْبُخْلِ وَطُولِ الأَمَلِ ".قَالَ أَبُو الْغَنَائِمِ: قَالَ مُشْرِقٌ: قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْهُجَيْمِيُّ: وَهَذَا الْحَدِيثُ سَمِعَهُ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ مِنْ جَعْفَرٍ الصَّائِغُ، وَأَنَا مَعَهُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْغَنَائِمِ، قَالَ: أنا مُشْرِقٌ، قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: قَالَ الْهُجَيْمِيُّ: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ الْجَنَابِيُّ، وَهُوَ أَجْمَعُ مَنْ جَمَعَ: إِنَّهُ مَا سُمِعَ فِي الزُّهْدِ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ(1/5)
(4) -[4] حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، نا أَبُو الْفَوَارِسِ نما بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الصَبِيحِيُّ، قَالَ الْحَسَنُ بْنُ الطَّيِّبِ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْفَزَارِيُّ السُّدِّيُّ، نا عُمَرُ بْنُ شَاكِرٍ الْبَصْرِيُّ، شَيْخٌ لَقِيتُهُ بِالْمِصِّيصَةِ حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأَصْحَابِهِ: " يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ مِنْهُمْ عَلَى دِينِهِ، لَهُ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ "، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: خَمْسِينَ مِنَّا؟، قَالَ: " خَمْسِينَ مِنْكُمْ ".حَتَّى أَعَادَهَا عَلَيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ(1/6)
(5) -[5] أَخْبَرَنَا أَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّاهِدُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ مُشْرِقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفَقِيهُ الْحَنِيفِيُّ الزَّاهِدُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِحَلَبَ، فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ خَمْسِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي جَرَادَةَ، نا أَبُو الْفَوَارِسِ نما بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الصُّبَيْحِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ الطَّيِّبِ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْفَزَارِيُّ السُّدِّيُّ، نا عُمَرُ بْنُ شَاكِرٍ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ مِنْهُمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ "(1/7)
(6) -[6] حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، نا نما، ثنا الْحَسَنُ، نا جُبَارَةُ، نا كَثِيرٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَجُلٌ ذَرِبُ اللِّسَانِ، وَأَكْثَرُ ذَلِكَ عَلَى أَهْلِي، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " فَأَيْنَ أَنْتَ عَنِ الاسْتِغْفَارِ؟ فَإِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عز وجل فِي كُلِّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ "(1/8)
(7) -[7] حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، نا نما، نا الْحَسَنُ، نا جُبَارَةُ، عَنْ كَثِيرٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ الرُّؤْيَا، تُمْرِضُنِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ مِنَ اللَّهِ عز وجل وَالسِّيَّئَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا رَأَيْتَ رُؤْيَا تَكْرَهُهَا فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وَاتْفُلْ عَنْ يَسَارِكَ ثَلاثًا، فَإِنَّهَا لا تَضُرُّكَ "(1/9)
(8) -[8] حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، نا نما، قَالَ الْحَسَنُ: نا جُبَارَةُ، عَنْ كَثِيرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، وَرَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلا يَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ خَلْفَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَمَا أَرَاكَ تَفْعَلُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا عَدُوَّ اللَّهِ مَا أَسْوَءَ ظَنَّكَ بِرَبِّكَ "، قَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي عَمِلْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَعْمَالا خَبِيثَةً، وَفِي الإِسْلامِ مِثْلَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَمَّا مَا عَمِلْتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَالإِسْلامُ مَحَاهُ، وَمَا عَمِلْتَ فِي الإِسْلامِ فَالصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ تَمْحُوهُ "(1/10)
(9) -[9] حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، نا نما، نا الْحَسَنُ، نا جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ الْقُرَشِيُّ، نا حَدِيجُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، أَخُو زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَعِنْ أَخَاكَ ظَالِمًا، أَوْ مَظْلُومًا، إِنْ كَانَ مَظْلُومًا؛ نَصَرْتَهُ، وَإِنْ كَانَ ظَالِمًا، فَلْتَأْخُذْ عَلَى يَدَيْهِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ "(1/11)
(10) -[10] حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، نا نما، نا الْحَسَنُ، نا قُتَيْبَةُ، نا ابْنُ لَهِيعَةَ، نا مِشْرَحُ بْنُ هَاعَانَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَانَ لَهُ ثَلاثُ بَنَاتٍ فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ، كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ "(1/12)
(11) -[11] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نا نما، نا الْحَسَنُ، نا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " كَبَّرَتِ الْمَلائِكَةُ عَلَى آدَمَ أَرْبَعًا ".قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَكَبَّرَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى فَاطِمَةَ أَرْبَعًا، وَكَبَّرَ عُمَرُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَرْبَعًا، وَكَبَّرَ صُهَيْبٌ عَلَى عُمَرَ أَرْبَعًا "(1/13)
(12) -[12] حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، نا نما، نا الْحَسَنُ، نا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، فِيمَا قُرِئَ عَلَيْهِ، عَنْ أَبِي حَفْصٍ الأَبَّارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِمَامٌ جَائِرٌ " (13) -[13] حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، نا نما، نا الْحَسَنُ، نا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ صُهَيْبٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا بِغَيْرِ حَقِّهِ سَاءَلَهُ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا حَقُّهُ؟، قَالَ: يَذْبَحُهُ ذَبْحًا، وَلا يَأْخُذُ بِعُنُقِهِ فَيَقْطَعُهُ "(1/14)
(14) -[14] حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، نا نما، نا الْحَسَنُ، نا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، نا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَحَقُّ بِصَالِحِ صُحْبَتِي؟ قَالَ: " أُمُّكَ "، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟، قَالَ: " ثُمَّ أُمُّكَ "، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟، قَالَ: " ثُمَّ أُمُّكَ "، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟، قَالَ: " ثُمَّ أَبُوكَ " مِنْ حَدِيثِ حَيْدَرَةَ(1/15)
(15) -[15] أَخْبَرَنَا أَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النَّرْسِيِّ الشَّاهِدُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ مُشْرِقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفَقِيهُ الْحَنِيفِيُّ الزَّاهِدُ، أنا الْقَاضِي ابْنُ حَيْدَرَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، ثنا الْقَاضِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّازِيُّ، نا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: " قَصَّ قَاصٌّ حَتَّى مَلَّ النَّاسُ فَلُعِنَ، وَلُعِنُوا "(1/16)
(16) -[16] أَخْبَرَنَا ابْنُ حَيْدَرَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، نا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: مَا طَالَ مَجْلِسٌ قَطُّ إِلا كَانَ لِلشَّيْطَانِ فِيهِ نَصِيبٌ(1/17)
(17) -[17] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دِيرَوَيْهِ الْخَيَّاطُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ السَّمُرِيُّ، عَنِ الْفَرَّاءِ، قَالَ: " خَطَبَ ابْنُ السَّمَّاكِ يَوْمًا، فَأَطَالَ، فَقَالَ لِجَارِيَةٍ لَهُ عَالِمَةٍ: كَيْفَ رَأَيْتِ مَا رَأَيْتِ؟، قَالَتْ: مَا أَحْسَنَهُ، لَوْلا كَثْرَةُ تِرْدَادِهِ. قَالَ لَهَا: إِلَى أَنْ يَفْهَمَهُ مَنْ لَمْ يَفْهَمْهُ، قَالَتْ لَهُ: إِلَى أَنْ يَفْهَمَهُ، فَقَدْ مَلَّهُ مَنْ يَفْهَمُهُ "(1/18)
(18) -[18] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ، وَالْقَاضِي أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الأَشْيَبُ، بِطَرَسُوسَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ، قَالا: نا هَانِئ بْنُ أَحْمَدَ الْبَغْدَادِيُّ، بِالرَّقَّةِ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ، نا مَنْصُورُ بْنُ شُقَيْرٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، نا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ مِنْ أَهْلِ الصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ ".وَعَدَّدَ أَصْنَافَ الْبِرِّ كُلِّهَا، فَمَا يُعْطَى مِنَ الْجَنَّةِ إِلا بِمِقْدَارِ عَقْلِهِ "(1/19)
(19) -[19] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي، قَالَ: أنا خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْقُرَشِيُّ، نا أَبُو الأَحْوَصِ القَاضِيُّ، بِعُكْبَرَاءَ، قَالَ: أنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُبَارَكٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَوْهَبٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَارِثَةَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَنْعَشَ حَقًّا بِلِسَانِهِ، جَرَى لَهُ أَجْرُهُ، حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُوَفِّيَهُ ثَوَابَهُ "(1/20)
(20) -[20] قُرِئَ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَيُّوبَ الْبَزَّازِ، فِي مَنْزِلِه مِنْ أَصْلِهِ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ غَالِبٍ الْخُوَارَزْمِيُّ، فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَيْثَمِ الأَنْبَارِيُّ الْبُنْدَارُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، ثنا الْمِنْهَالُ بْنُ خَلِيفَةَ أَبُو قُدَامَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ حَدِيثًا مَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ مُنْذُ عَرَفْنَا الإِسْلامَ فَرَحَنَا بِهِ، قَالَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُؤْجَرُ فِي هِدَايَتِهِ السَّبِيلَ، وَإِمَاطَتِهِ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَفِي تَعْبِيرِهِ بِلِسَانِهِ عَنِ الأَعْجَمِ، وَإِنَّهُ يُؤْجَرُ فِي إِتْيَانِهِ أَهْلَهِ، حَتَّى إِنَّهُ لَيُؤْجَرُ فِي السِّلْعَةِ تَكُونُ فِي طَرَفِ ثَوْبِهِ فَيَلْتَمِسُهَا فَتَخُطُّهَا كَفُّهُ فَيَخْفِقُ لَهَا فُؤَادُهُ فَتُرَدُّ عَلَيْهِ فَيُكْتَبُ لَهُ أَجْرُهَا "(1/21)
(21) -[21] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى التَّمِيمِيُّ الْعَلافُ، بِطَرَسُوسَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ الْوَرَّاقُ، نا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الأَسْلَمِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنْ سَرَّكُمْ أَنْ تُقْبَلَ صَلاتُكُمْ، فَلْيَؤُمَّكُمْ خِيَارُكُمْ "(1/22)
(22) -[22] وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُشْرِقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفَقِيهُ الْحَنِيفِيُّ الزَّاهِدُ، نا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُورَسِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السَّبِيعِيُّ، أنا الْمُنْذِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ الْقَابُوسِيُّ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ الْمنقرِيُّ، نا خَالِدٌ أَبُو يَزِيدَ العَتَكِيُّ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ مُخَارِقٍ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَكْرِمُوا الْعُلَمَاءَ، فَإِنَّهُمْ عَبِيدٌ عَلَى اللَّهِ، كُرَمَاءُ غيرُ هُوَنَاءٍ "(1/23)
(23) -[23] حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَوَّلُ مَنْ دَخَلَ الْحَمَّامَ، وَصُنِعَتْ لَهُ النَّوْرَةُ، سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، فَلَمَّا وَجَدَ حَرَّهُ، قَالَ: أُوَّاهُ، أُوَّاهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، أُوَّاهُ، أُوَّاهُ قَبْلَ أَنْ لا يَنْفَعَ، أُوَّاهُ ".قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدُونٍ: هَكَذَا هُوَ فِي كِتَابِ أَبِي الْغَنَائِمِ بِخَطِّهِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ، لَيْسَ بَيْنَ مُحَمَّدٍ وَأَبِي حَفْصٍ أَحَدٌ، وَلا بُدَّ بَيْنَهُمَا مِنْ(1/24)
(24) -[24] حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، نا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، أنا جَابِرُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ هُوَ ابْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيُّ، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَذْنَبَ ذَنْبًا، يَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِنْ شَاءَ أَنْ يُعَذِّبَهُ عَلَيْهِ، وَإِنْ شَاءَ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ "(1/25)
(25) -[25] حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنبا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ، نا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ، وَلا يُقَمِ الرَّجُلُ الرَّجُلَ عَنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ يُجْلَسُ فِيهِ "(1/26)
(26) -[26] قثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يَاسِينَ بْنِ جُبَيْرٍ الْبَغْدَادِيُّ، نا هَاشِمُ بْنُ عَمَّارٍ، نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمُؤْمِنُ مَأْلَفَةٌ، وَلا خَيْرَ فِيمَنْ لا يَأْلَفُ وَلا يُؤْلَفُ "(1/27)
(27) -[27] حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُورَسِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السَّبِيعِيُّ، نا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْجلابةُ، نا أَبُو غَسَّانَ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " اللَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ رَجُلٍ أَضَلَّ رَاحِلَتَهُ بِفَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ، فَالْتَمَسَهَا حَتَّى إِذَا أَعْيَتْهُ تَسَجَّى بِثَوْبِهِ لِلْمَوْتِ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ، إِذْ سَمِعَ وَجْبَةَ الرَّاحِلَةِ حِينَ بَرَكَتْ فَكَشَفَ ثَوْبَهُ عَنْ وَجْهِهِ، فَإِذَا هُوَ بِرَاحِلَتِهِ "(1/28)
(28) -[28] حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَرْمَلِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَصْرٍ الأَصَمُّ، نا حَجَّاجٌ، نا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مِنْ هَوَانِ الدُّنْيَا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، أَنَّ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا قَتَلَتْهُ امْرَأَةٌ "(1/29)
(29) -[29] حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْخَشَّابُ الْمِصْرِيُّ، بِالرَّقَّةِ، نا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ الْكُوفِيُّ، نا مُصْعَبُ بْنُ سَلامٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " تَنَاصَحُوا فِي الْعِلْمِ، فَإِنَّ خِيَانَةَ أَحَدِكُمْ فِي عِلْمِهِ، أَشَدُّ مِنْ خِيَانَتِهِ فِي مَالِهِ، وَإِنَّ اللَّهَ عز وجل مُسَائِلُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1/30)
(30) -[30] حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْخَشَّابُ، نا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ، نا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَلَّ مَا يُحَدِّثُ إِلا لَمَعَ بِعَيْنِهِ إِلَى السَّمَاءِ "(1/31)
(31) -[31] حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ الْوَرَّاقُ، بِبَغْدَادَ، نا أَحْمَدُ بْنُ غَالِبٍ أَبُو الْعَبَّاسِ السُّنِّيُّ، نا أَبُو الْمَلِيحِ الرَّقِّيُّ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، يَتَعَلَّمُونَ فِيهِ الْقُرْآنَ فَيَحْفَظُونَ حُرُوفَهُ، وَيُضَيِّعُونَ حُدُودَهُ، فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا جَمَعُوا، فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا جَمَعُوا، وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا صَنَعُوا، وَإِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِهَذَا الْقُرْآنِ مَنْ رَأَى أَثَرَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ جَمَعَهُ، وَإِنَّ أَشْقَى النَّاسِ بِهَذَا الْقُرْآنِ مَنْ جَمَعَهُ، فَلَمْ يَرَ أَثَرَهُ عَلَيْهِ "(1/32)
(32) -[32] حَدَّثَنَا أَبُو عَلَيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يَاسِينَ، نا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبَانِ بْنِ صَالِحٍ الْقُرَشِيُّ مُشْكَدَانَةُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنِ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ، بِسَخَطِ النَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَرْضَى عَنْهُ النَّاسَ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ عز وجل سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَأَسْخَطَ عَلَيْهِ النَّاسَ "(1/33)
(33) -[33] حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الحسين، أنا أَبُو عِيسَى مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الْخُتُّلِيُّ، بِبَغْدَادَ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ وَصَفَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " كَانَ عَظِيمَ الْهَامَةِ، أَبْيَضَ مُشْرَبًا حُمْرَةً، عَظِيمَ اللِّحْيَةِ، ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ، شَثْنَ الْكَعْبَيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، طَوِيلَ الْمَسْرُبَةِ، كَثِيرَ شَعَرِ الرَّأْسِ رَجِلُهُ، يَتَكَفَّأُ فِي مِشْيَتِهِ، كَأَنَّمَا يَتَحَدَّرُ فِي صَبَبٍ "(1/34)
(34) -[34] أَخْبَرَنا أَبُو الْحَسَنِ مُشْرِقُ عَبْدُ اللَّهِ الْفَقِيهُ الْحَنِيفِيُّ الزَّاهِدُ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الطُّيُورِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَمْدَانِيُّ، سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، نا أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ الْمَرْوَزِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَكِيمٍ الْفِرْيَانَانِيُّ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " رُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ، وَرُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ "(1/35)
(35) -[35] أَخْبَرَنا مُشْرِقٌ، نا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ، أنبا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الصَّابُونِيُّ، نا فَهْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ، نا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ سَلامٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلامٍ، أَنَّ أَبَا سَلامٍ حَدَّثَهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ الأَشْعَرِيُّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُمْ " أَنَّ اللَّهَ عز وجل أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، يَعْمَلُ بِهِنَّ، وَيَأْمُرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ، قَالَ: فَكَانَ يُبْطِئُ بِهِنَّ، فَقَالَ لَهُ عِيسَى: إِنَّكَ أُمِرْتَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ تَعْمَلُ بِهِنَّ، وَتَأْمُرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُونَ بِهِنَّ، فَإِمَّا أَنْ تَأْمُرَهُمْ بِهِنَّ، وَإِمَّا أَنْ أَقُومَ بِأَمْرِهِمْ بِهِنَّ، فَقَالَ يَحْيَى: إِنَّكَ إِنْ تَسْبِقَنِي بِهِنَّ أَخَافُ أَنْ أُعَذَّبَ أَوْ يُخْسَفَ بِي، فَجَمَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي بَيْتِ المَقْدِسِ حَتَّى امْتَلأَ الْمَسْجِدُ، حَتَّى جَلَسَ النَّاسُ عَلَى الشُّرُفَاتِ، فَوَعَظَ النَّاسَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، أَعْمَلُ بِهِنَّ، وَآمُرُكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ، إِنَّ أَوَّلَهُنَّ: أَنْ لا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، فَإِنَّ مَنْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ مَثَلُهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا مِنْ خَالِصِ مَالِهِ بِذَهَبٍ أَوْ وَرِقٍ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: هَذِهِ دَارِي وَعَمَلِي، فَاعْمَلْ، وَأَدِّ لِي عَمَلَكَ، فَجَعَلَ يَعْمَلُ، وَيُؤَدِّي عَمَلَهُ لِغَيْرِ سَيِّدِهِ، فَأَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ لَهُ عَبْدٌ كَذَلِكَ، يُؤَدِّي عَمَلَهُ لِغَيْرِ سَيِّدِه، وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ، فَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ بِالصَّلاةِ، فَإِذَا نَصَبْتُمْ وُجُوهَكُمْ، فَلا تَلْتَفِتُوا، فَإِنَّ اللَّهَ عز وجل يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ، حِينَ يُصَلِّي لَهُ، فَلا يَصْرِفُ وَجْهَهُ عَنْهُ، حَتَّى يَكُونَ الْعَبْدُ هُوَ يَنْصَرِفُ، وَأَمَرَكُمْ بِصِيَامٍ، فَإِنَّ مَثَلَ الصَّائِمِ كَمَثَلِ رَجُلٍ مَعَهُ صُرَّةُ مِسْكٍ، فَهُوَ فِي عِصَابَةٍ لَيْسَ مَعَ أَحَدٍ مِنْهُمْ مِسْكٌ غَيْرُهُ، فَكُلُّهُمْ يَشْتَهِي، يَجِدُ رِيحَهَا، فَإِنَّ فَمَ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَأَمَرَكُمْ بِالصَّدَقَةِ، فَإِنَّ مَثَلَهَا كَمَثَلِ رَجُلٍ أَخَذَهُ الْعَدُوُّ فأسرُوا يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ فَقَدَّمَهُ لِيَضْرِبُوا عُنُقَهُ، فَقَالَ: لا تَقْتُلُونِي، فَإِنِّي أَفْتَدِي مِنْكُمْ نَفْسِي، بِكَذَا وَكَذَا مِنَ الْمَالِ، فَأَرْسَلُوهُ، فَجَعَلَ يَجْمَعُ لَهُمْ حَتَّى فَدَى نَفْسَهُ، كَذَلِكَ الصَّدَقَةُ، وَأَمَرَكُمْ بِكَثْرَةِ ذِكْرِ اللَّهِ، فَإِنَّ مَثَلَ ذِكْرِ اللَّهِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ طَلَبَهُ الْعَدُوُّ، فَانْطَلَقُوا فِي طَلَبِهِ، حَتَّى أَتَى حِصْنًا حَصِينًا، وَأَحْرَزَ نَفْسَهُ، كَذَلِكَ مَثَلُ الشَّيْطَانِ لا يُحَرِّزُ الْعِبَادُ مِنْهُ أَنْفُسَهُمْ إِلا بِذْكِر اللهِ "، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " وَأَنَا آمُرُكْم بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَمَرَنِي اللَّهُ بِهِنَّ، بِالْجَمَاعَةِ، وَالسَّمْعِ، وَالطَّاعَةِ، وَالْهِجْرَةِ، وَالْجِهَادِ، فَمَنْ خَرَجَ مِنَ الإِسْلامِ قِيدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلامِ مِنْ رَأْسِهِ، إِلا أَنْ يُرَاجِعَ، وَمَنْ دَعَا دَعْوَةَ جَاهِلِيَّةٍ، فَإِنَّهُ مِنْ جُثَاءِ جَهَنَّمَ "، فَقَالَ رَجُلٌ: لِرَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى، قَالَ: " نَعَمْ، وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى، ادْعُوا بِدَعْوَةِ اللَّهِ الَّتِي سَمَّاكُمْ بِهَا الْمُسْلِمُونَ الْمُؤْمِنُونَ عِبَادُ اللَّهِ "(1/36)
(36) -[36] أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الدِّمَشْقِيُّ أَبُو الْقَاسِمِ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، أَنَّهُ أَرِقَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ إِذَا قُلْتَهُنَّ نِمْتَ، قُلِ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ، وَمَا أَظْلَلْنَ، وَرَبَّ الأَرَاضِينَ السَّبْعِ، وَمَا أَقْلَلْنَ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ، وَمَا أَضْلَلْنَ، كُنْ لِي جَارًا مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ، أَنْ يَبْغِيَ أَوْ يَفْرُطَ عَلَيَّ، عَزَّ جَارُكَ "(1/37)
(37) -[37] أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ فَتَفَقَّدَ أَصْحَابَهُ، فَقَالَ: " أَيْنَ فُلانُ بْنُ فُلانٍ؟ قَالَ: فَمَا زَالَ يَبْعَثُ إِلَيْهِمْ، وَيَتَفَقَّدُهُمْ حَتَّى اجْتَمَعُوا عِنْدَهُ فِي الْمَسْجِدِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلا وَمِنَ النَّاسِ، اخْتَارَهُمْ لِنَفْسِهِ، وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَصْطَفِيَ مِنْكُمْ مَنِ أصْطَفِي فَأُآخِيَ بَيْنَكُمْ، كَمَا آخَى اللَّهُ بَيْنَ مَلائِكَتِهِ، قُمْ يَا أَبَا بَكْرٍ، فَاجْثُ بَيْنَ يَدَيَّ، فَإِنَّ لَك عِنْدِي يَدًا، اللَّهُ يَجْزِيكَ بِهَا، فَأَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ قَمِيصِي مِنْ جَسَدِي، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلا، لاتَّخَذْتُكَ، قُمْ يَا أَبَا بَكْرٍ، فَتَنَحَّ، ثُمَّ دَعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ: " أَمَا إِنَّكَ قَدْ كُنْتَ شَدِيدَ الثُّبُوتِ عَلَيْنَا، فَدَعَوْتُ اللَّهَ عز وجل أَنْ يُعِزَّ الإِسْلامَ بِأَحَبِّ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْهِ، أَنْتَ أَوْ بِأَبِي جَهْلٍ، فَكُنْتَ أَنْتَ أَحَبَّهُمْ إِلَى اللَّهِ، فَأَنْتَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ مَعِي فِي الْجَنَّةِ، تَنَحَّ يَا أَبَا حَفْصٍ "، وَآخَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ دَعَا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، فَقَالَ: " ادْنُ يَا أَبَا عَمْرٍو " فَدَنَا، ثُمَّ قَالَ: " ادْنُ يَا أَبَا عَمْرٍو " فَدَنَا، ثُمَّ قَالَ: " ادْنُ يَا أَبَا عَمْرٍو "، فَدَنَا، حَتَّى لَصِقَتْ رُكْبَةُ عُثْمَانَ بِرُكْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَتْ أَزْرَارُ عُثْمَانَ مَحْلُولَةً، فَزَرَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا عُثْمَانُ اجْمَعْ لِي عَظْمَ ذِرَاعِكَ إِلَى نَحْرِكَ، فَإِنَّ لَك شَأْنًا فِي السَّمَاءِ، وَأْنَت مِمَّنْ يَرِدُ عَلَى الْحَوْضِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوْدَاجُكَ تَشْخُبُ دَمًا "، فَأَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَنْ فَعَلَ بِكَ هَذَا، فَيُقَالُ: فُلانُ بْنُ فُلانٍ، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَلا إِنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ أَمِينٌ عَلَى كُلِّ مَخْذُولٍ، تَنَحَّ يَا عُثْمَانُ، ثُمَّ دَعَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَقَالَ: " أَنْتَ أَعْظَمُهُمْ أَمَانَةً، تُسَمَّى فِي السَّمَاءِ الأَمِينَ، يُسَلِّطُكَ اللَّهُ عَلَى مَالِكَ تُنْفِقُهُ فِي الْحَقِّ، أَمَا إِنَّ لَكَ عِنْدِي دَعْوَةً، وَعَدْتُكَهَا "، قَالَ: جُدْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: " حَمَّلْتَنِي أَمَانَةً، كَثَّرَ اللَّهُ مَالَكَ، وَجَعَلَكَ مِمَّنْ تُنْفِقُهُ هَكَذَا، وَهَكَذَا، وَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ يَمِينِهِ، وَشِمَالِهِ، أَمَا إِنَّكَ أَوَّلُ الأَغْنِيَاءِ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ، وَمَا كِدْتَ تَدْخُلُهَا إِلا حَبْوًا، تَنَحَّ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ "، وَآخَى بَيْنَهُ، وَبَيْنَ عُثْمَانَ ثُمَّ دَعَا طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ، فَقَالَ: " أَنْتُمَا حَوَارِيِّي كَحَوَارِيِّ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ "، وَآخَى بَيْنَهُمَا، ثُمَّ دَعَا عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، فَدَعَا لَهُ سَاعَةً، ثُمَّ دَعَا سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، فَآخَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمَّارٍ، ثُمَّ دَعَا سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ. فَقَالَ: " يَا سَلْمَانُ أَنْتَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، وَلَقْد أُعْطِيتَ عِلْمَ الْكِتَابِ الأَوَّلِ، وَعِلْمَ الْكِتَابِ الآخِرِ " ثُمَّ دَعَا أَبَا دَّرْدَاءِ عُوَيْمِرَ بْنَ زَيْدٍ، فَقَالَ: " يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، أَمَا إِنَّكَ إِنْ تُنْقِذْهُمْ يُنْقِذُونَكَ، وَإِنْ تَهْرُبْ مِنْهُمْ يُدْرِكُونَكَ، وَإِنْ تَتْرُكْهُمْ لا يَتْرُكُونَكَ، فَأْقَرْضِهْمُ عِرْضَكَ لِيَوْمِ فَقْرِكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْجَزَاءَ أَمَامَكَ "، وَآخَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، ثُمَّ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: " أَبْشِرُوا، فَإِنَّكُمْ مِمَّنْ يَرِدُ عَلَى الْحَوْضِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَنْتُمْ أَصْحَابُ الْغُرَفِ "، ثُمَّ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ مِنَ الضَّلالَةِ، وَيُلْبِسُ الضَّلالَةَ مَنْ أَحَبَّ "، فَقَامَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، انْقَطَعَ ظَهْرِي، وَذَهَبَ رُوحِي، فَعَلْتَ بِأَصْحَابِي، مَا لَمْ تَفْعَلْ بِي، فَإِنْ يَكُ وَجْدًا مِنْكَ عَلَيَّ، فَلَكَ الْعُتْبَى، وَكَرَامَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا أَخَّرْتُكَ إِلا لِنَفْسِي، وَأَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلا إِنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي، وَأَنْتَ أَخِي وَوَارِثِي مَعَ ابْنَتِي فَاطِمَةَ زَوْجَتِكَ، فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ "، قَالَ: وَمَا أَرِثُ مِنْكَ؟، قَالَ: " مَا وَرَّثَتِ الأَنْبِيَاءُ مِنْ قَبْلِي " قَالَ: وَمَا وَرَّثَتِ الأَنْبِيَاءُ مِنْ قَبْلِكَ؟، قَالَ: " كِتَابَ رَبِّهِمْ، وَسُنَّةَ نَبِيِّهِمْ، وَأَنْتَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ "(1/38)
(38) -[38] وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ النَّرْسِيُّ، أنا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِيُّ، َ أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ، قَالا: أنا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَطَاءٍ الشَّيْبَانِيُّ النَّسَوِيُّ، نا ابْنُ زَيْدَانَ، نا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ جُنَيْدِ بْنِ أَبِي دَهْرَةَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَسَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ، هَلْ أَوْصَى النَّبِيُّ؟، قَالَ: " مَا نَعْرِفُ هَذَا عِنْدَنَا مَا يَأْتِينَا هَذَا إِلا مِنْ قِبَلِ الْعِرَاقِ "(1/39)
(39) -[39] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدَانَ، ثنا هَارُونُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ، حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عِمْرَانَ الأَزْرَقِ الْبُرْجُمِيِّ، حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَنَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِعَمَّارٍ: " تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ " (40) -[40] حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدَانَ، نا هَارُونُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ، حَدَّثَنَا نَصْرٌ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عِمْرَانَ، حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، لِعَمْرٍو: " لَوْلا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَنِي بِطَوَاعِيَّتِكَ، مَا سِرْتُ مَعَكَ هَذَا الْمَسِيرَ "(1/40)
(41) -[41] حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدَانَ عَبْدُ اللهِ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ الْوَرَّاقُ، نا أَبُو مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَغَرَّ الْهَمَذَانِيِّ، عَنْ ضَيْفٍ، كَانَ لِمَسْرُوقٍ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ، قَالَ: قَالَتْ صَفِيَّةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ أَحَدٌ إِلا وَلَهُ أَهْلٌ، وَإِنَّكَ أَجْلَيْتَ النَّضِيرَ، فَإِنْ كَانَ كَوْنٌ فَإِلَى مَنْ نَحْنُ؟، قَالَ: " إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ "، قَالَ: فَتَغَيَّرَ وَجْهُ مَسْرُوقٍ(1/41)
(42) -[42] حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدَانَ، نا هَارُونُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ، حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ، يَعْنِي أَخَاهُ، عَنْ يَحْيَى، يَعْنِي ابْنُ يَعْلَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ ضَيْفٍ لِمَسْرُوقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَالَتْ صَفِيَّةُ، ابْنَةُ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ نِسَائِكَ، إِلا لَهَا أَهْلٌ غَيْرِي، إِنَّ أَهْلِي هَلَكُوا عَامَ خَيْبَرَ فَإِنْ كَانَ شَيْءٌ فَإِلَى مَنْ؟ قَالَ: " إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ "(1/42)
(43) -[43] حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، نا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي كُدَيْنَةَ، وَعَنِ الْمُطَرِّفِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ دَجَاجَةَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَلِيٍّ، إِذْ جَاءَهُ أَبُو مَسْعُودٍ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: أَمَا إِنَّكَ تُفْتِي النَّاسَ؟، قَالَ: أَجَلْ، قَالَ: فَأُخْبِرْهُمْ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي، قَالَ: هَلْ سَمِعْتَ مِنْهُ فِي الفِتْنَةِ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " لا يَأْتِي عَلَى النَّاسِ مِائَةُ سَنَةٍ، وَعَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ عَيْنٌ تَطْرِفُ ".فَقَالَ عَلِيٌّ لَهُ: أَخْطَأْتَ فِي كَذَا وَكَذَا، أَوْ دُخِلْتَ فِي أَوَّلِ فُتْيَاكَ، إنَّما قَالَ: ذَلِكَ لِمَنْ عِنْدَ حَضْرَتِهِ يَوْمَئِذٍ، وَهَلِ الرَّجَاءُ إِلا بَعْدَ الْمِائَةِ(1/43)
(44) -[44] حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدَانَ، نا عُثْمَانُ بْنُ يَحْيَى الْقَرْقَسَانِيُّ، نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِبَنِي سَلَمَةَ: " مَنْ سَيِّدُكُمْ؟، قَالُوا: جَدُّ بْنُ قَيْسٍ، وَأَنَّا لَنُبَخِّلُهُ، قَالَ: " فَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَأُ مِنَ الْبُخْلِ؟، بَلْ سَيِّدُكُمُ الأَبْيَضُ الْجَعْدُ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ "(1/44)
(45) -[45] حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدَانَ، نا الْحَسَنُ بْنُ رُزَيْقٍ الطَّهَوِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ يُصَلِّي وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يَصْعَدَانِ عَلَى ظَهْرِهِ، فَأَخَذَ الْمُسْلِمُونَ يُمِيطُونَهُمَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: " ذَرُوهُمَا، فَمَنْ أَحَبَّنِي فَيُحِبَّ ذَيْنِ "(1/45)
(46) -[46] حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هَيَّاجٍ، نا يَحْيَى يَعْنِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ الأَرْحَبِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدَةُ بْنُ الأَسْوَدِ، نا الْقَاسِمُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سِنَانِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُصَرِّفٍ الإِيَامِيِّ، قَالَ: طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَلِمَاتٌ أَسْأَلُكَ عَنْهُنَّ تُعَلِّمَنَّنِي هُنَّ؟، قَالَ: " اجْلِسْ " حَتَّى جَاءَ رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَلِمَاتٌ أَسْأَلُكَ عَنْهُنَّ تُعَلِّمَنَّنِي هُنَّ، فَقَالَ: " سَبَقَكَ الأَنْصَارِيُّ "، فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: إِنَّهُ رَجُلٌ غَرِيبٌ، وَإِنَّ لِلْغَرِيبِ حَقًّا، فَأَبْدَأْ بِهِ، فَأَقْبَلَ عَلَى الثَّقَفِيِّ، فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ، عَمَّا جِئْتَ تَسْأَلُ، وَإِنْ شِئْتَ سَأَلْتَنِي، فَأَخْبَرْتُكَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: بَلْ أَخْبِرْنِي عَمَّا جِئْتُ أَسْأَلُكَ، قَالَ: " جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، وَالصَّلاةِ، وَالصَّوْمِ "، قَالَ: لا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أَخْطَأْتَ، مَا كَانَ فِي نَفْسِي شَيْئًا، قَالَ: " فَإِذَا رَكَعْتَ فَضَعْ رَاحَتَيْكَ، ثُمَّ فَرِّجْ أَصَابِعَكَ، ثُمَّ امْكُثْ حَتَّى يَأْخُذَ كُلُّ عُضْوٍ مَأْخَذَهُ، وَإِذَا سَجَدْتَ، فَمَكِّنْ جَبْهَتَكَ، وَلا تَنْقُرْ نَقْرًا، وَصَلِّ أَوَّلَ اللَّيْلِ، وَآخِرَهُ "، قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَإِنْ أَنَا وَصَلْتُ مَا بَيْنَهُمَا، قَالَ: " فَأَنْتَ إِذًا "، قَالَ: " وَصُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثًا، ثَلاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ، قَالَ: فَقَامَ الثَّقَفِيُّ. فَأَقْبَلَ عَلَى الأَنْصَارِيِّ، فَقَالَ: " إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ بِمَا جِئْتَ تَسْأَلُ، وَإِنْ شِئْتَ سَأَلْتَنِي " فَأُخْبِرُكَ، فَقَالَ: لا بَلْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي عَمَّا جِئْتُ أَسْأَلُكَ، قَالَ: " جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الْحَاجِّ، مَا لَهُ حِينَ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ، وَمَا لَهُ حِينَ يَقِفُ بِعَرَفَاتٍ وَمَا لَهُ حِينَ يَحْلِقُ رَأْسَهُ، وَمَا لَهُ حِينَ يَقْضِي آخِرَ طَوَافِهِ بِالْبَيْتِ، قَالَ: يَا نَبِيُّ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أَخْطَأْتَ مِمَّا كَانَ فِي نَفْسِي شَيْئًا، قَالَ: " فَإنَّ لَهُ حِينَ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ، أَنَّ رَاحِلَتَهُ لا تَخْطُو خُطْوَةً إِلا كُتِبَتْ لَهُ بِهَا حَسَنَةٌ، وَحُطَّتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ، فَإِذَا وَقَفَ بِعَرَفَاتٍ، فَإِنَّ اللَّهَ عز وجل يَنْزِلُ بِالْمَلائِكَةِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي شُعْثًا غُبْرًا، اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ ذُنُوبَهُمْ، وَإِنْ كَانَتْ عَدَدَ قَطْرِ السَّمَاءِ وَرَمْلِ عَالِجٍ وَإِذَا رَمَى الْجِمَارَ، فَإِنَّ أَحَدًا لا يَدْرِي مَا لَهُ حَتَّى يُوَفَّاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ،، وَإِذَا حَلَقَ شَعْرَهُ، فَلَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَقَطَتْ مِنْ رَأْسِهِ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَإِذَا قَضَى آخِرَ طَوَافِهِ بِالْبَيْتِ، خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ "(1/46)
(47) -[47] حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدَانَ، نا حَمْزَةُ بْنُ عَوْنٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، نا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ، وَأَبُو كُدَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " النَّفَقَةُ فِي الْحَجِّ مِثْلُ النَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الدِّرْهَمُ بِمِائَةِ دِرْهَمٍ " (48) -[48] حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَلِيدٍ، نا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، نا قَيْسٌ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سَلِيطِ بْنِ الْعَلاءِ، عَنْ ذُهَيْلِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَإِذَا نَحْنُ بِإِبِلٍ مَصْرُورَةٍ أَذْلاقُهَا، لَيْسَ مَعَها رَاعٍ، فَقَالَ بَعْضُنَا: لَوِ احْتَلَبْنَا، قَالَ بَعْضُنَا: كَيْفَ نَحْتَلِبُ؟، وَمَعَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى نَسْتَأْمِرَهُ، وَقَالَ بَعْضُنَا: قَدْ سَكَتَ، وَسُكُوتُهُ إِذْنٌ، فَقُمْنَا إِلَيْهِ، فَدَعَانَا، فَقَالَ: " أَرَأَيْتُمْ، لَوْ أَنَّ قَوْمًا أَتَوْكُمْ، وَقَدْ قُمْتُمْ فَأَخَذُوا مَا فِي مَزَاوِدِكُمْ، وَقَدْ نِمْتُمْ فَأَخَذُوا مَا فِي مَزَاوِدِكُمْ، قَالَ: وَقَالَ إِنَّ أَخْلافَ هَذِهِ الإِبِلِ، مِثْلُ مَا فِي مَزَاوِدِكُمْ، قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ يَأْكُلُ الرَّجُلُ مِنْ مَالِ أَخِيهِ، إِذَا اضْطُرَّ إِلَيْهِ، قَالَ: " يَأْكُلُ، وَلا يَحْمِلُ، وَيَشْرَبُ، وَلا يَحْمِلُ "(1/47)
(49) -[49] حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مَعْقِلٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الدَّيْلَمِيِّ، أَنَّ أَبَاهُ، أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ كُنَّا أَصْحَابَ كَرْمٍ وَخَمْرٍ، وَقَدْ حُرِّمَتِ الْخَمْرُ، فَمَاذَا نَصْنَعُ بِكَرْمِنَا؟، قَالَ: " تَجْعَلُونَهُ زَبِيبًا "، قَالَ: فَيُصْنَعُ بِهِ مَاذَا؟، قَالَ: " تَنْقِعُونَهُ عِشَاءً، فَتَشْرَبُونَهُ عَلَى غَذَائِكُمْ، وَتَجْعَلُونَهُ عِنْدَ غَذَائِكُمْ، وَتَشْرَبُونَهُ عَلَى عَشَائِكُمْ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنْ أَرَدْنَا أَنْ نَدَّخِرَهُ حَتَّى يَشْتَدَّ، قَالَ: " تَنْقِعُونَهُ فِي الشِّنَانِ، وَلا تَنْقِعُونَهُ فِي الْقِلالِ، وَلا فِي الدُّبَّاءِ، فَإِنَّكُمْ إِذَا أَخَّرْتُمُوهُ بَعْدَ حَصْرِهِ صَارَ خَلًّا "(1/48)
(50) -[50] حَدَّثَنَا أَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النَّرْسِيِّ الْكُوفِيُّ، أنبا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ التَّنُوخِيُّ، وَعَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْقُرَشِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدٍ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ ابْنِ زَيْدَانَ، نا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ ثَوَابٍ، قَالا: نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاحَ فَلَيْسَ مِنَّا ".قَالَ أَبُو الْغَنَائِمِ: أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، وَمُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، وَابْنُ بَرَّادٍ وَلَمْ يَكُنْ ...... (1/49)
(51) -[70] وَبِهِ حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدَانَ، نا أَبُو كُرَيْبٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَسْوَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ، يَقُولُ: لَقَدْ قَدِمْتُ أَنَا وَأَخِي مِنَ الْيَمَنِ. فَمَكَثْنَا حِينًا مَا نَرَى إِلا أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ ابْنُهُ، مِمَّا نَرَى مِنْ دُخُولِهِ، وَدُخُولِ أُمِّهِ عَلَى النَّبِيِّ، قَالَ أَبُو الْغَنَائِمِ: أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَقَالَ فِيهِ: مَا نَرَى عَبْدَ اللَّهِ إِلا مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ(1/50)
(52) -[51] أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقُ، يَعْنِي ابْنُ خُزَيْمَةَ، نا عَلِيُّ، يعني ابْنُ خَشْرَمٍ، أنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ سَعِيدٍ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَكْثَرُ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَقْرَأُ، فِي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، {آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، وَفِي الثَّانِيَةِ {آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} ".قَالَ أَبُو الْغَنَائِمِ: أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ(1/51)
(53) -[52] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ التَّنُوخِيُّ، وَأَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأُمَوِيُّ، قَالا: أنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدٍ النَّسَوِيُّ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ زَيْدَانُ، نا أَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ طَالِبٍ، نا أَبُو زَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى بْنِ أَبِي حَبِيبٍ الصَّنْعَانِيُّ، مُؤَذِّنُ مَسْجِدِ صَنْعَاءَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْحذاقِيُّ، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ، نا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ عَلِيٍّ، لا أَرَاهُ إِلا رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَعَنَ اللَّهُ سُهَيْلا "، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: " كَانَ رَجُلا يَبْخَسُ النَّاسَ بِالظُّلْمِ، فَمَسَخَهُ اللَّهُ شِهَابًا "(1/52)
(54) -[53] حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَمُرَةَ الأَحْمَسِيُّ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ الثَّقَفِيِّ، هَذَا الْحَدِيثَ، وَأَبُو مَرْيَمَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ ميثم، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: قَدِمَ عَلَى عَلِيٍّ قَوْمٌ مِنَ الْخَوَارِجِ، مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ رَئِيسُهُمْ، يُقَالُ لَهُ: الْجَعْدُ بْنُ بَعْجَةَ، فَرَأَى عَلِيًّا، فِي ثِيَابٍ لَيْسَتْ بِذَاكَ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَتلْبِسْ مِنْ هَذِهِ الثِّيَابِ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ أَوْ مَقْتُولٌ قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ: " إِنَّمَا أَلْبَسُ مِنْ هَذِهِ الثِّيَابَ لِتَكُونَ أَبْعَدَ لِي مِنَ الزَّهْوِ، وَأَجْدَرَ أَنْ يَقْتَدِيَ بِيَ الْمُؤْمِنُونَ، وَأَمَّا قَوْلُكَ إِنِّي مَيِّتٌ أَوْ مَقْتُولٌ فَوَجَدِّكَ بَلْ ضَرَبَهُ هَاهُنَا وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى قَرْنِهِ تَخْطُبُ هَذِهِ مِنْ هَذَا، يَعْنِي لِحْيَتَهُ، عَهْدًا مَعْهُودًا. وَقَضَاءً مَقْضِيًّا، وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى "(1/53)
(55) -[54] حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ، نا حَسَنٌ، يَعْنِي ابْنَ حُسَيْنٍ، نا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي الْمَنْصُورِيَّ، عَنْ كَثِيرٍ يَعْنِي النَّوَّاءَ، عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا أُخْرِجَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ، وَتُرِكَ عَلِيٌّ قَالَ النَّاسُ فِي ذَلِكَ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم " مَا أَنَا أَخْرَجْتُكُمْ مِنْ قِبَلِ نَفْسِي، وَلا أَنَا تَرَكْتُهُ، وَلَكِنْ يَعْنِي اللَّهَ، أَخْرَجَكُمْ وَتَرَكَهُ، إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ مَأْمُورٌ مَا أُمِرْتُ بِهِ فَعَلْتُ {إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ} "(1/54)
(56) -[55] أَخْبَرَنَا أَبُو الْغَنَائِمِ بْنُ النَّرْسِيِّ، أنبا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ القَارِي، أنبا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ العَرْزَمَيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ الْمَرْهَبِيُّ الْهَمَذَانِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ، هُوَ ابْنُ الْوَلِيدِ الْبَجَلِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ الْحَرَشِيُّ، نا وَكِيعٌ، نا الأَعْمَشُ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: يَقُولُ اللَّهُ عز وجل: " مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ، فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا أَوْ أَزيِدُ، وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ مِثْلُهَا أَوْ أَغْفِرُ، وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً، وَمَنْ لَقِيَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطِيئَةً، لا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا، لَقِيتُهُ بِمِثْلِهَا مَغْفِرَةً "(1/55)
(57) -[56] حَدَّثَنَا الْمَرْهَبِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ سَابِقٍ، نا أَبُو مَالِكٌ يَعْنِي الْجَنْبِيَّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى نَاجَى مُوسَى بِمِائَةِ أَلْفِ كَلِمَةٍ وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ كَلِمَةٍ فِي ثَلاثَةِ أَيَّامٍ وَصَايَا كُلُّهَا، فَلَمَّا سَمِعَ كَلامَ الآدَمِيِّينَ مَقَتَهُمْ مِمَّا وَقَعَ فِي مَسَامِعِهِ مِنْ كَلامِ الرَّبِّ عز وجل فَكَانَ فِيمَا نَاجَاهُ، أَنْ قَالَ: يَا مُوسَى، إِنَّهُ لَمْ يَتَصَنَّعْ إِلَيَّ الْمُتَصَنِّعُونَ بِمِثْلِ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا، وَلَمْ يَتَقَرَّبْ إِلَيَّ الْمُقَرَّبُونَ بِمِثْلِ الْوَرَعِ، عَمَّا حَرَّمْتُ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَتَعَبَّدْنِي الْعَابِدُونَ، بِمِثْلِ الْبُكَاءِ مِنْ خَشْيَتِي. قَالَ مُوسَى: يَا رَبَّ الْبَرِيَّةِ كُلِّهَا، وَيَا مَالِكَ الدُّنْيَا، يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ، مَاذَا أَعْدَدْتَ لَهُمْ؟، وَمَاذَا جَزَيْتَهُمْ؟، قَالَ: يَا مُوسَى أَمَّا الزَّاهِدُونَ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّهُمْ أَبحتهم جَنَّتِي يَتَبَوَّءُونَ مِنْهَا حَيْثُ شَاءُوا، وَأَمَّا الْوَرِعُونَ عَمَّا حَرَّمْتُ عَلَيْهِمْ، فَإِنِّي لَيْسَ يَلْقَانِي عَبْدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلا نَاقَشْتُهُ الْحِسَابَ، وَفَتَّشْتُهُ عَمَّا كَانَ فِي يَدَيْهِ إِلا مَا كَانَ مِنَ الْوَارِعِينَ، فَإِنِّي أَسْتَحْيِيهِمْ، وَأُجِلُّهُمْ، وَأُكْرِمُهُمْ، وَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَأَمَّا الْبَكَّاءُونَ مِنْ خَشْيَتِي فَلَهُمُ الرَّفِيقُ الأَعْلَى، لا يُشْرَكُونَ فِيهِ "(1/56)