الكتاب: المجلد الأول من ثبت عمر بن أحمد بن علي الشماع - مخطوط
المؤلف: عمر بن أحمد بن علي الشماع الحلبي
المتوفى: 936 هـ
مصدر المخطوط: برنامج جوامع الكلم
ملاحظة: نص المخطوط وترقيمه موافق لما جاء في برنامج جوامع الكلم
أعد المخطوط للشاملة: مكتبة أحمد الخضري(1/1)
الْمُجَلَّدُ الأَوَّلُ مِنْ ثَبْتِ كَاتِبِهِ الْعَبْدِ الْفَقِيرِ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ الشَّمَّاعِ الشَّافِعِيِّ الأَثَرِيِّ، عَفَا اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَكَفَى، وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى. وَبَعْدُ، فَقَدْ سَمِعْتُ جُمْلَةً مِنَ الأَحَادِيثِ بِبَلْدَتِنَا حَلَبَ بَعْدَ سَنَةِ تِسْعِينَ وَثَمَانِ مِائَةٍ، وَسَمِعْتُ وَقَرَأْتُ أَيْضًا جُمْلَةً بِالْقَاهِرَةِ فِي سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ وَتِسْعِ مِائَةٍ، وَلَمْ أَكُنْ وَقَفْتُ إِذْ ذَاكَ عَلَى الأَثْبَاتِ وَلا عَرَفْتُ طَرِيقَةَ الأَئِمَّةِ الثِّقَاتِ، ثُمَّ بَعْدَ مُجَاوَرَتِي بِمَكَّةَ الْمُشَرَّفَةِ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَتِسْعِ مِائَةٍ وَقَفْتُ عَلَى ثَبْتِ شَيْخِنَا الْحَافِظِ عِزِّ الدِّينِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنِ الْحَافِظِ نَجْمِ الدِّينِ عُمَرَ أَبِي الْحَافِظِ تَقِيِّ الدِّينِ مُحَمَّدٍ أَبِي فَهْدٍ، وَعَلَى ثَبْتِ وَالِدِهِ النَّجْمِ الْمَذْكُورِ، وَعَلَى ثَبْتِ جَدِّهِ التَّقِيِّ الْمَشْهُورِ، فَسَلَكْتُ حِينَئِذٍ عَلَى طَرِيقَتِهِمْ، وَاقْتَدَيْتُ بِهِمْ وَجَرَيْتُ عَلَى أَثَرِهِمْ، وَقَدْ سَنَحَ لِي أَنْ أَفْتَتِحَ بِشَيْخِنَا شَيْخِ الإِسْلامِ زَكَرِيَّا الأَنْصَارِيِّ الْقَاهِرِيِّ، وَإِنْ كُنْتُ سَمِعْتُ وَقَرَأْتُ قَبْلَهُ عَلَى غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الأَعْيَانِ، فَقَدَّمْتُهُ لِجَلالَتِهِ فِي الْعِلْمِ وَالدِّينِ، يَعْرِفُ ذَلِكَ مَنْ وَقَفَ عَلَى تَرْجَمَتِهِ فِي الضَّوْءِ وَنَظْمِ الْعُقْيَانِ. الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نِعَمِهِ. الْمُسَلْسَلُ بِالأَوَّلِيَّةِ(1/2)
(1) -[-10] حَدَّثَنَا سَيِّدُنَا وَمَوْلانَا الشَّيْخُ الإِمَامُ شَيْخُ الإِسْلامِ قَاضِي قُضَاةِ الْمُسْلِمِينَ أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا ابْنُ الْفَقِيرِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى شَمْسِ الدِّينِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا الأَنْصَارِيُّ السُّنَيْكِيُّ، ثُمَّ الْقَاهِرِيُّ الشَّافِعِيُّ، أَدَامَ اللَّهُ بَهْجَتَهُ، وَحَرَسَ لِلأَنَامِ مُهْجَتَهُ، مِنْ لَفْظِهِ وَحِفْظِهِ فِي يَوْمِ السَّبْتِ الْعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَتِسْعِ مِائَةٍ بِالْمَدْرَسَةِ السَّابِقِيَّةِ مِنَ الْقَاهِرَةِ الْمُعِزِّيَّةِ، بِالْحَدِيثِ الْمُسَلْسَلِ بِالأَوَّلِيَّةِ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ لَفْظِهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِ الْمَشَايِخُ الأَئِمَّةُ شَيْخُ الإِسْلامِ أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَجَرٍ الْعَسْقَلانِيُّ، وَمُسْتَمْلِيهِ الْحَافِظُ الْمُفِيدُ أَبُو النَّعِيمِ الْعُقْبِيُّ، رَحِمَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى مِنْ لَفْظِهِمَا وَحِفْظِهِمَا مُفْتَرِقَيْنِ، وَالصَّلاحُ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الجكرِيُّ الصُّوفِيُّ الْخَازِنُ، مِنْ لَفْظِهِ، وَقَرَأْتُهُ عَلَى الْخَطِيبِ الشَّمْسِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّشِيدِيِّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ غَيْرِ الأَخِيرِ وَقَرَأْتُهُ عَلَى الأَخِيرِ، قَالُوا: إِلا الأَخِيرَ، حَدَّثَنَا حَافِظُ الْوَقْتِ الزَّيْنُ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعِرَاقِيُّ، مِنْ لَفْظِهِ وَحِفْظِهِ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْنَاهُ مِنْهُ، وَقَالَ الأَخِيرُ: ثنا الْقَاضِي الْمُجِيدُ أَبُو الْفِدَاءِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنَفِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالا: ثنا الصَّدْرُ أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَيْدُومِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْنَاهُ مِنْهُ، ثنا النَّجِيبُ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ اللَّطِيفِ الْحَرَّانِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: ثنا الْحَافِظُ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: ثنا أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّيْسَابُورِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: ثنا وَالِدِي أَبُو صَالِحٍ الْمُؤَذِّنُ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: ثنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: ثنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلالٍ الْبَزَّازُ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ النَّيْسَابُورِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ سُفْيَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي قَابُوسٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ".
وَأَنْشَدَنَا مِنْ لَفْظِهِ وَحِفْظِهِ فِي مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ، وَهُوَ أَوَّلُ نَظْمٍ سَمِعْتُهُ مِنْ لَفْظِهِ فِي مَعْنَاهُ، قَالَ: أَنْشَدَنَا شَيْخُنَا الأَوَّلُ لِنَفْسِهِ:
إِنَّ مَنْ يَرْحَمْ أَهْلَ الأَرْضِ قَدْ ... آنَ أَنْ يَرْحَمَهُ مَنْ فِي السَّمَاءْ
فَارْحَمِ الْخَلْقَ جَمِيعًا إِنَّمَا ... يَرْحَمُ الرَّحْمَنُ مِنَّا الرُّحَمَاءْ
وَأَنْشَدَنَا أَيْضًا مِنْ لَفْظِهِ وَحِفْظِهِ، قَالَ: أَنْشَدَنَا شَيْخُنَا الثَّانِي لِنَفْسِهِ:
الْحُبُّ فِيكَ مُسَلْسَلٌ بِالأَوَّلِ ... فَاحْنُنْ وَلا تَسْمَعْ مَلامَ الْعُذَّلِ
وَارْحَمْ عِبَادَ اللَّهِ يَا مَنْ قَدْ عَلا ... مَنْ يَرْحَمِ السُّفْلِيَّ يَرْحَمْهُ الْعَلِي
ثُمَّ قَالَ: وَقُلْتُ أَنَا فِي مَعْنَاهُ، فَأَنْشَدَنَا وَهُوَ أَوَّلُ نَظْمٍ سَمِعْنَاهُ مِنْ لَفْظِهِ لِنَفْسِهِ:
مَنْ يَرْحَمْ أَهْلَ السُّفْلِ يَرْحَمْهُ الْعَلِي ... فَارْحَمْ جَمِيعَ الْخَلْقِ يَرْحَمْكَ الْوَلِي
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نِعَمِهِ.(1/3)
(2) -[-10] وَسَمِعْتُ مِنْ لَفْظِ سَيِّدِنَا الشَّيْخِ الإِمَامِ الْعَلامَةِ شِهَابِ الدِّينِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْقَاهِرِيِّ الشَّافِعِيِّ الْمُقْرِئِ الشَّهِيرِ بِالْقَسْطَلانِيِّ، الْحَدِيثَ الْمُسَلْسَلَ بِالأَوَّلِيَّةِ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي بِهِ الْمَشَايِخُ الْحُفَّاظُ الثَّلاثَةُ شَيْخُنَا الْعَلامَةُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُثْمَانَ الْبَغْدَادِيُّ الأَصْلِ الْقَاهِرِيُّ الْمَوْلِدِ وَالدَّارِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَثَمَانِ مِائَةٍ، وَشَيْخُ السُّنَّةِ أَبُو الصَّلاحِ فَخْرُ الدِّينِ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ عُثْمَانَ الأَزْهَرِيُّ، وَمُحَدِّثُ الْحِجَازِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ الْهَاشِمِيُّ، وَالْقَاضِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الأَمْيُوطِيُّ الشَّافِعِيُّونَ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُمْ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شَيْخُ الْحُفَّاظِ شِهَابُ الدِّينِ ابْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْمِصْرِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْنَاهُ مِنْهُ، زَادَ الأَوَّلُ فَقَالَ: وَكَتَبَ أَبِي الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ التَّدْمُرِيُّ الْخَلِيلِيُّ مِنْهَا، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ رَوَيْتُهُ عَنْهُ، وَزَادَ الأَمْيُوطِيُّ فَقَالَ: وَأَخْبَرَنَا شيَخْنُا الْعَلامَةُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَثَرِيُّ السَّلَفِيُّ، بِفَتْحِ السِّينِ وَاللَّامِ وَبِالْفَاءِ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الثَّنَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيفَةَ الْمَنِيحِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْبَغْدَادِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْخُ الشُّيُوخِ شِهَابُ الدِّينِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ السُّهْرَوَرْدِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَتْنَا الشَّيْخَةُ سِتُّ الدَّارِ شُهْدَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ الإِبَرِيِّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهَا، قَالَتْ: أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ الشَّحَّامِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ. ح وَأَخْبَرَنَا قَاضِي الْقُضَاةِ إِمَامُ مَقَامِ الْخَلِيلِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ بِمَكَّةَ أَبُو الْمَعَالِي مُحَمَّدُ بْنُ الإِمَامِ رَضِيِّ الدِّينِ الطَّبَرِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ قَرَأَ عَلَيَّ الْمَتْنَ مِنْ حِفْظِهِ وَسَمِعْتُهُ مِنْهُ، وَالشَّيْخَاتُ الثَّلاثَةُ: أُمُّ الْفَضْلِ عَزِيزَةُ بِنْتُ الْمُحَدِّثِ أَبِي الْفَضْلِ الْمَقْدِسِيِّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهَا، وَالْجَلِيلَةُ أُمُّ حَبِيبَةَ زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي الْعَبَّاسِ الشَّوْبَكِيِّ، وَالأَصِيلَةُ أُمُّ كَمَالٍ كَمَالِيَّةُ ابْنَةُ الْعَلامَةِ نَجْمِ الدِّينِ الْمَرْجَانِيِّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ عَلَيْهَا، قَالُوا: أَخْبَرَنَا الْعَلامَةُ قَاضِي الْقُضَاةِ الزَّيْنُ ابْنُ الْحُسَيْنِ الْمَرَاغِيُّ، قَالَتْ عَزِيزَةُ: وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ عَلَيْهِ، وَقَالَ اللَّتَانِ بَعْدَهَا: وَالإِمَامُ مُحِبُّ الدِّينِ أَبُو الْمَعَالِي، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ رَوَيْنَاهُ عَنْهُ، زَادَ النِّسْوَةُ: وَالشَّيْخُ شِهَابُ الدِّينِ ابْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْحَافِظُ، فَقَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ ابْنُ الْحُسَيْنِ الْعِرَاقِيُّ الْحَافِظُ، قَالَ ابْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْحَافِظُ، وَعَزِيزَةُ: وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْنَاهُ مِنْهُ، وَقَالَتِ الْمَرْأَتَانِ: وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ رَوَيْنَاهُ عَنْهُ، وَزَادَا وَالْحَافِظُ شِهَابُ الدِّينِ فَقَالُوا: وَأَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْهَيْثَمِيُّ، وَشَرَفُ الدِّينِ مُحَمَّدٌ الرَّبَعِيُّ، وَالْقَاضِي بَدْرُ الدِّينِ حَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَكِّيٍّ الْمَقْدِسِيُّ، قَالَ الْحَافِظُ: وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُمْ، وَقَالَتِ الْمَرْأَتَانِ: وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ رَوَيْنَاهُ عَنْهُمْ، وَزَادَ الْحَافِظُ، وَعَزِيزَةُ أَيْضًا فَقَالا: وَأَخْبَرَنَا الْعَلامَةُ سِرَاجُ الدِّينِ عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُلَقِّنِ، وَالْقَاضِي صَدْرُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُنَاوِيُّ، وَقَاضِي الْحَنِيفِيَّةِ الْمَجْدُ أَبُو الْفِدَاءِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَالشَّرِيفُ أَبُو بَكْرٍ ابْنُ الْعِزِّ الْحُمَيْدِيُّ الْكِنَانِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأَذْرَعِيُّ، وأَخُتْهُ أُمُّ عِيسَى مَرْيَمُ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْنَاهُ عَلَيْهِمْ إِلا عَلَى الْمَجْدِ إِسْمَاعِيلَ، فَقَالَتْ عَزِيزَةُ: حُضُورًا فِي الرَّابِعَةِ وَإِلا عَلَى ابْنِ الأَذْرَعِيِّ فَحُضُورًا فِي الْخَامِسَةِ، قَالَ التِّسْعَةُ وَالزَّيْنُ الْعِرَاقِيُّ، وَالتَّدْمُرِيُّ: أنا الْمَيْدُومِيُّ، قَالُوا: وَهَذَا أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْنَاهُ مِنْهُ، إِلا التَّدْمُرِيَّ فَقَالَ: وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ حَضَرْتُهُ عِنْدَهُ، زَادَ ابْنُ الْمُلَقِّنِ فَقَالَ: وَأَنا أَحْمَدُ بْنُ كُشْتَغَدِيٍّ الْعَلائِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْنَاهُ مِنْهُ، وَزَادَ الْعِزُّ الْكِنَانِيُّ فَقَالَ: وَأَنَا بِهِ جَدِّي الْبَدْرُ، حُضُورًا عَلَيْهِ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ رَوَيْتُهُ عَنْهُ، قَالا وَكَذَا الْمَيْدُومِيُّ: أَنا النَّجِيبُ الْحَرَّانِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْنَاهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْجَوْزِيِّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ أَبِي صَالِحٍ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ وَكَذَا الشَّحَّامِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ الْوَزَّانُ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْنَاهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ الْبَزَّازُ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ، وَهَذَا أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي قَابُوسٍ، مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ "(1/4)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
وَالصَّلاةُ وَالتَّسْلِيمُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
وَبَعْدُ، فَهَذِهِ أَرْبَعُونَ حَدِيثًا مُنْتَقَاةٌ مِنْ ثُلاثِيَّاتِ مُسْنَدِ الإِمَامِ الْحَافِظِ الْحُجَّةِ الْمُجْهَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ الشَّيْبَانِيِّ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، انْتِقَاءَ شَيْخِنَا الْعَلامَةِ شِهَابِ الدِّينِ أَحْمَدَ الْقَسْطَلانِيِّ الْقَاهِرِيِّ الشَّافِعِيِّ.
الْحَدِيثُ الأَوَّلُ: (3) -[-10] حَدَّثَنَا ابْنُ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا رَجَاءُ، قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ لِي فِيهِ بِالْبَرَكَةِ فَإِنَّهُ قَدْ تُوُفِّيَ لِي ثَلاثَةٌ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " جُنَّةٌ حَصِينَةٌ ".فَقَالَ لِي رَجُلٌ: اسْمَعِي يَا رَجَاءُ مَا يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم(1/5)
الْحَدِيثُ الثَّانِي: (4) -[-10] حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ أَنْ يَلِيَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ فِي الصَّلاةِ "(1/6)
الْحَدِيثُ الثَّالِثُ: (5) -[-10] حَدَّثَنَا عَفَّانُ، أنا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ،}، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أُعْطِيتُ الْكَوْثَرَ، فَإِذَا هُوَ نَهْرٌ يَجْرِي وَلَمْ يُشَقَّ شَقًّا، فَإِذَا حَافَّتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ، فَضَرَبْتُ بِيَدِي إِلَى تُرْبَتِهِ فَإِذَا مِسْكٌ أَذْفَرُ، وَإِذَا حَصَاهُ اللُّؤْلُؤُ "(1/7)
الْحَدِيثُ الرَّابِعُ: (6) -[-10] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَيَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى قِيَامُ السَّاعَةِ؟ وَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ قَالَ: " أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ؟ قَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ عَمَلٍ صَلاةٍ وَلا صِيَامٍ، إِلا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ ".قَالَ أَنَسٌ: فَمَا رَأَيْتُ الْمُسْلِمِينَ فَرِحُوا بَعْدَ الإِسْلامِ بِشَيْءٍ مَا فَرِحُوا بِهِ(1/8)
الْحَدِيثُ الْخَامِسُ: (7) -[-10] حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَسَهْلُ بْنُ يُوسُفَ الْمُعَنَّى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْعَى فَانْتَهَى وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ، أَوِ انْبَهَرَ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الصَّفِّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلاتَهُ قَالَ: " أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ؟ فَإِنَّهُ قَالَ خَيْرًا وَلَمْ يَقُلْ بَأْسًا ".قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا أَسْرَعْتُ الْمَشْيَ فَانْتَهَيْتُ إِلَى الصَّفِّ فَقُلْتُ الَّذِي قُلْتُ، قَالَ: " لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا ".ثُمَّ قَالَ: " إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَلْيَمْشِ عَلَى هَيْنَتِهِ، فَلْيُصَلِّ مَا أَدْرَكَ، وَلْيَقْضِ مَا سَبَقَهُ "(1/9)
الْحَدِيثُ السَّادِسُ: (8) -[-10] حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " مَا شَمَمْتُ رِيحًا قَطُّ مِسْكًا وَلا عَنْبَرًا أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلا مَسَسْتُ قَطُّ خَزًّا وَلا حَرِيرًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "(1/10)
الْحَدِيثُ السَّابِعُ: (9) -[-10] حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيُعْزِمْ فِي الدُّعَاءِ، وَلا يَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي، فَإِنَّ اللَّهَ لا مُسْتَكْرِهٌ لَهُ "(1/11)
الْحَدِيثُ الثَّامِنُ: (10) -[-10] حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ "(1/12)
الْحَدِيثُ التَّاسِعُ: (11) -[-10] حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، أَخْبَرَنِي هِلالُ بْنُ سُوَيْدٍ أَبُو مُعَلَّى، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاثَةُ طَوَائِرَ، فَأَطْعَمَ خَادِمَهُ طَائِرًا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَتْهُ بِهِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَمْ أَنْهَكِ أَنْ تَرْفَعِي شَيْئًا لِغَدٍ؟ فَإِنَّ اللَّهَ عز وجل يَأْتِي بِرِزْقِ كُلِّ غَدٍ "(1/13)
الْحَدِيثُ الْعَاشِرُ: (12) حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ربيعة، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: " تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً، وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ "(1/14)
الْحَدِيثُ الْحَادِي عَشَرَ: (13) -[-10] حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، ثنا عَمَّارٌ، يَعْنِي: أَبَا هَاشِمٍ صَاحِبَ الزَّعْفَرَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ بِلالا أَبْطَأَ عَنْ صَلاةِ الصُّبْحِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَا حَبَسَكَ "؟ فَقَالَ: مَرَرْتُ بِفَاطِمَةَ وَهِيَ تَطْحَنُ وَالصَّبِيُّ يَبْكِي، فَقُلْتُ لَهَا: إِنْ شِئْتِ كَفَيْتُكِ الرَّحَا وَكَفَيْتِنِي الصَّبِيَّ، وَإِنْ شِئْتِ كَفَيْتُكِ الصَّبِيَّ وَكَفَيْتِنِي الرَّحَا، فَقَالَتْ: أَنَا أَرْفَقُ بِابْنِي مِنْكَ، فَذَاكَ حَبَسَنِي(1/15)
الْحَدِيثُ الثَّانِي عَشَرَ: (14) حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، ثنا عُمَارَةُ، عن زِيَادٍ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ إِذَا لَقِيَ الرَّجُلَ مِنْ أَصْحَابِهِ يَقُولُ: تَعَالَ نُؤْمِنُ بِرَبِّنَا سَاعَةً، فَقَالَ ذَاتَ يَوْمٍ لِرَجُلٍ فَغَضِبَ الرَّجُلُ، فَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا تَرَى إِلَى ابْنِ رَوَاحَةَ يَرْغَبُ عَنْ إِيمَانِكَ إِلَى إِيمَانِ سَاعَةٍ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " يَرْحَمُ اللَّهُ ابْنَ رَوَاحَةَ، إِنَّهُ يُحِبُّ الْمَجَالِسَ الَّتِي تَتَبَاهَى بِهَا الْمَلائِكَةُ "(1/16)
الْحَدِيثُ الثَّالِثَ عَشَرَ: (15) -[-10] حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَطَبَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَى خَشَبَةٍ، فَلَمَّا كَثُرَ النَّاسُ قَالَ: " ابْنُوا لِي مِنْبَرًا ".أَرَادَ أَنْ يُسْمِعَهُمْ، فَبَنَوْا لَهُ عَتَبَتَيْنِ، فَتَحَوَّلَ مِنَ الْخَشَبَةِ إِلَى الْمِنْبَرِ، قَالَ: فَأَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّهُ سَمِعَ الْخَشَبَةَ تَحِنُّ حَنِينَ الْوَالِهِ، قَالَ: فَمَا زَالَتْ تَحِنُّ حَتَّى نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَشَى إِلَيْهَا فَاحْتَضَنَهَا، فَسَكَنَتْ(1/17)
الْحَدِيثُ الرَّابِعَ عَشَرَ: (16) -[-10] حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: " مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا فَقَالَ: لا "(1/18)
الْحَدِيثُ الْخَامِسَ عَشَرَ: (17) -[-10] حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ جَابِرًا، يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " هَلْ نَكَحْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَبِكْرًا، أَمْ ثَيِّبًا؟ قُلْتُ: ثَيِّبًا، قَالَ: فَهَلَّا بِكْرًا تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُتِلَ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ وَتَرَكَ سَبْعَ بَنَاتٍ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَجْمَعَ إِلَيْهِنَّ خَرْقَاءَ مِثْلَهُنَّ، وَلَكِنْ امْرَأَةً تُمَشِّطُهُنَّ وَتُقِومُ عَلَيْهِنَّ، قَالَ: أَصَبْتَ "(1/19)
الْحَدِيثُ السَّادِسَ عَشَرَ: (18) -[-10] حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ جَابِرًا: دَخَلَ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، فَقَالَ لَهُ: " أَصَلَّيْتَ؟ قَالَ: لا، قَالَ: صَلِّ رَكْعَتَيْنِ "(1/20)
الْحَدِيثُ السَّابِعَ عَشَرَ: (19) -[-10] حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، سَمِعَا جَابِرًا، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا قَصْرًا، أَوْ دَارًا، فَسَمِعْتُ فِيهَا صَوْتًا، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: لِعُمَرَ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهَا، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ يَا أَبَا حَفْصٍ ".وَبَكَى عُمَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَعَلَيْكَ يُغَارُ؟؟، قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُهُ مِنَ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَعَمْرٍو، سَمِعًا جَابِرًا(1/21)
الْحَدِيثُ الثَّامِنَ عَشَرَ: (20) -[-10] حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: كُنْتُ آتِي مَعَ سَلَمَةَ الْمَسْجِدَ، فَيُصَلِّي عِنْدَ الْأُسْطُوَانَةِ الَّتِي عِنْدَ الْمُصْحَفِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ، أَرَاكَ تَتَحَرَّى الصَّلاةَ عِنْدَ هَذِهِ الْأُسْطُوَانَةِ، قَالَ: " فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَحَرَّى الصَّلاةَ عِنْدَهَا "(1/22)
الْحَدِيثُ التَّاسِعَ عَشَرَ: (21) -[-10] حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ: " أَذِّنْ فِي قَوْمِكَ، أَوْ فِي النَّاسِ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ: " مَنْ أَكَلَ فَلْيَصُمْ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ أَكَلَ فَلْيَصُمْ "(1/23)
الْحَدِيثُ الْعِشْرُونَ: (22) -[-10] حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: " لَمَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا "(1/24)
الْحَدِيثُ الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ: (23) -[-10] حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، ثنا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، يَقُولُ: أَنَا فِي الْقَوْمِ إِذْ جَاءَتِ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا قَدْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لَكَ، فَرِ فِيهَا رَأْيَكَ، فَقَالَ رَجُلٌ: زَوِّجْنِيهَا، فَلَمْ يُجِبْهُ حَتَّى قَامَتِ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: " هَلْ عِنْدَكَ شَيْءٌ؟ قَالَ: لا، قَالَ: اذْهَبْ فَاطْلُبْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ، قَالَ: مَا وَجَدْتُ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ، قَالَ: هَلْ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا، قَالَ: أَنْكَحْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ "(1/25)
الْحَدِيثُ الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ: (24) -[-10] حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ الْمَازِنِيُّ، قَالَ: بَعَثَنِي أَبِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَدْعُوهُ إِلَى طَعَامٍ فَجَاءَ مَعِي، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنَ الْمَنْزِلِ أَسْرَعْتُ فَأَعْلَمْتُ أَبَوَيَّ، فَخَرَجَا فَلَقِيَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَحَّبَا بِهِ، وَوَضَعْنَا لَهُ قَطِيفَةً فَقَعَدَ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ أَبِي لأُمِّي: هَاتِ طَعَامَكِ، فَجَاءَتْ بِقَصْعَةٍ فِيهَا دَقِيقٌ قَدْ عَصَدَتْهُ بِمَاءٍ وَمِلْحٍ، فَوَضَعَتْهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " خُذُوا بِسْمِ اللَّهِ مِنْ حَوَالَيْهَا، وَذَرُوا ذُرْوَتَهَا، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ فِيهَا ".فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَكَلْنَا مَعَهُ، وَفَضَلَ مِنْهَا فَضْلَةٌ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْهُمْ، وَبَارِكْ عَلَيْهِمْ، وَوَسِّعْ عَلَيْهِمْ فِي أَرْزَاقِهِمْ "(1/26)
الْحَدِيثُ الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ: (25) -[-10] حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " يَأْكُلُ الْقِثَّاءَ بِالرُّطَبِ "(1/27)
الْحَدِيثُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ: (26) -[-10] حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: " بَشَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لا صَخَبَ فِيهِ وَلا نَصَبَ "(1/28)
الْحَدِيثُ الْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ: (27) -[-10] حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، أَوْ يَكُونُ بَيْعَ خِيَارٍ "(1/29)
الْحَدِيثُ السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ: (28) -[-10] حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: " مَنْ جَاءَ مِنْكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ "(1/30)
الْحَدِيثُ السَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ: (29) -[-10] حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، يَعْنِي: ابْنَ دِينَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ نَزَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ فَلا حُجَّةَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَاتَ مُفَارِقًا لِلْجَمَاعَةِ فَقَدْ مَاتَ مِيتَةَ جَاهِلِيَّةٍ "(1/31)
الْحَدِيثُ الثَّامِنُ وَالْعِشْرُونَ: (30) -[-10] حَدَّثَنَا سُفْيَانَ، أنا الْبَارِقِيُّ شَبِيبٌ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ الْبَارِقِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ ".فَرَأَيْتُ فِي دَارِهِ سَبْعِينَ فَرَسًا
الْحَدِيثُ التَّاسِعُ وَالْعِشْرُونَ: (31) -[-10] حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَنْ يَلِجَ النَّارَ رَجُلٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ".فَقِيلَ لِسُفْيَانَ: مِمَّنْ سَمِعَهُ؟ قَالَ: مِنْ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ(1/32)
الْحَدِيثُ الثَّلاثُونَ: (32) -[-10] حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ التَّمْرِ أَنْ يُبَاعَ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُهُ "(1/33)
الْحَدِيثُ الْحَادِي وَالثَّلاثُونَ: (33) -[-10] حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمُ الْيَهُودِيُّ فَإِنَّمَا يَقُولُ: السَّامُ عَلَيْكَ، فَقُلْ: وَعَلَيْكَ ".وَقَالَ مَرَّةً: " إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمُ الْيَهُودِيُّ فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ، فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ: السَّامُ عَلَيْكُمْ "(1/34)
الْحَدِيثُ الثَّانِي وَالثَّلاثُونَ: (34) -[-10] حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَهُوَ إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى، يَقُولُ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الأَحْزَابِ، فَقَالَ: " اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ، هَازِمَ الأَحْزَابِ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ "(1/35)
الْحَدِيثُ الثَّالِثُ وَالثَّلاثُونَ: (35) -[-10] حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ أَبِي أَوْفَى، يَقُولُ: " لَوْ كَانَ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَبِيٌّ مَا مَاتَ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ " صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ(1/36)
الْحَدِيثُ الرَّابِعُ وَالثَّلاثُونَ: (36) -[-10] حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ، قَالَ عَاصِمٌ: وَكَانَ قَدْ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا خَرَجَ إِلَى السَّفَرِ قَالَ: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ، وَدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْمَالِ وَالْأَهْلِ ".وَإِذَا رَجَعَ قَالَ مِثْلَهَا، إِلا أَنَّهُ يَقُولُ: " وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ ".يَبْدَأُ بِالأَهْلِ(1/37)
الْحَدِيثُ الْخَامِسُ وَالثَّلاثُونَ: (37) -[-10] حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ وَقَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى، يَقُولُ: قَدِمْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم " فَطَافَ بِالْبَيْتِ وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، يَعْنِي فِي الْعُمْرَةِ، وَنَحْنُ نَسْتُرُهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُؤذُوهَ بِشَيْءٍ "(1/38)
الْحَدِيثُ السَّادِسُ وَالثَّلاثُونَ: (38) -[-10] حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ يَعْنِي الشَّيْبَانِيَّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ "(1/39)
الْحَدِيثُ السَّابِعُ وَالثَّلاثُونَ: (39) -[-10] حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الْخَوَارِجُ هُمْ كِلابُ النَّارِ "(1/40)
الْحَدِيثُ الثَّامِنُ وَالثَّلاثُونَ: (40) -[-10] حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، سَمِعَ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ، قَالَ: " أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا "(1/41)
الْحَدِيثُ التَّاسِعُ وَالثَّلاثُونَ: (41) -[-10] حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جُحَيْفَةَ، " أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم وَكَانَ أَشْبَهَ النَّاسِ بِهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ "(1/42)
الْحَدِيثُ الأَرْبَعُونَ: (42) -[-10] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: اشْتَكَى ابْنٌ لأَبِي طَلْحَةَ، فَخَرَجَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَتُوُفِّيَ الْغُلامُ، فَهَيَّأَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ الْمَيِّتَ، وَقَالَتْ لأَهْلِهَا: لا يُخْبِرَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ أَبَا طَلْحَةَ بِوَفَاةِ ابْنِهِ، فَرَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ مِنْ أَصْحَابِهِ، قَالَ: مَا فَعَلَ الْغُلامُ؟ قَالَتْ: خَيْرَ مَا كَانَ، فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِمْ عَشَاءَهُمْ فَتَعَشَّوْا وَخَرَجَ الْقَوْمُ، وَقَامَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى مَا تَقُومُ إِلَيْهِ الْمَرْأَةُ، فَلَمَّا كَانَ آخِرَ اللَّيْلِ قَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ، أَلَمْ تَرَ إِلَى آلِ فُلانٍ اسْتَعَارُوا عَارِيَةً فَتَمَتَّعُوا بِهَا فَلَمَّا طُلِبَتْ كَأَنَّهُمْ كَرِهُوا ذَاكَ، قَالَ: مَا أَنْصَفُوا، قَالَتْ: فَإِنَّ ابْنَكَ كَانَ عَارِيَةً مِنَ اللَّهِ وَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَبَضَهُ، فَاسْتَرْجَعَ وَحَمِدَ اللَّهَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: " بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا ".فَحَمَلَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ فَوَلَدَتْهُ لَيْلا وَكَرِهَتْ أَنْ تُحَنِّكَهُ حَتَّى يُحَنِّكَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَحَمَلْتُهُ غُدْوَةً وَمَعِي تَمَرَاتُ عَجْوَةٍ، فَوَجَدْتُهُ يَهْنَأُ أَبَاعِرَ لَهُ، أَوْ يَسِمُهَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ وَلَدَتِ اللَّيْلَةَ وَكَرِهَتْ أَنْ تُحَنِّكَهُ حَتَّى يُحَنِّكَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " أَمَعَكِ شَيْءٌ؟ ".قُلْتُ: نَعَمْ، تَمَرَاتُ عَجْوَةٍ، فَأَخَذَ بَعْضَهُنَّ فَمَضَغَهُنَّ، ثُمَّ جَمَعَ بُزَاقَهُ فَأَوْجَرَهُ إِيَّاهُ، فَجَعَلَ يَتَلَمَّظُ، فَقَالَ: " حِبُّ الْأَنْصَارِ التَّمْرُ ".قَالَ: قُلْتُ: سَمِّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: " هُوَ عَبْدُ اللَّهِ "
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نِعَمِهِ.(1/43)
(43) -[-10] وَسَمِعْتُ عَلَى شَيْخِنَا الْعَلامَةِ شِهَابِ الدِّينِ أَحْمَدَ الْقَسْطَلانِيِّ جَمِيعَ ثُلاثِيَّاتِ الإِمَامِ الْحَافِظِ أَبِي الْقَاسِمِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيِّ، قَالَ: أنا بِهَا سَمَاعًا شَيْخُنَا الْحَافِظُ أَبُو الْخَيْرِ مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ الدِّينِ الْقَاهِرِيُّ الشَّافِعِيُّ، عَنِ الرِّحْلَةِ عِزِّ الدِّينِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقَاضِي، عَنْ شَيْخِ الإِسْلامِ الْعِزِّ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَمَاعَةَ الْحِمْيَرِيِّ، قَالَ: أنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الصُّوفِيُّ، إِذْنًا، عَنْ أَبِي الْفَخْرِ أَسْعَدَ بْنِ سَعِيدٍ، أَنْبَا فَاطِمَةُ الْجُوزْدَانِيَّةُ، سَمَاعًا، قَالَتْ: أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ رِيذَةَ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الْقَصَّاصُ، ثنا دِينَارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى أَنَسٍ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي، وَمَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي، وَمَنْ رَأَى مَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي "(1/44)
(44) -[-10] حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ فَرُّوخَ بْنِ دَيْزَجِ بْنِ بِلالِ بْنِ سَعْدٍ الأَنْصَارِيُّ ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا جَدِّي لأُمِّي عُمَرُ بْنُ أَبَانِ بْنِ مُفَضَّلٍ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: أَرَانِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الْوُضُوءَ، أَخَذَ رَكْوَةً فَوَضَعَهَا عَنْ يَسَارِهِ، وَصَبَّ عَلَى يَدِهِ الْيُمْنَى فَغَسَلَهَا ثَلاثًا، ثُمَّ أَدَارَ الرَّكْوَةَ عَلَى يَدِهِ الْيُمْنَى فَغَسَلَ يَسَارَهُ ثَلاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ ثَلاثًا، وَأَخَذَ مَاءً جَدِيدًا لِصِمَاخَيْهِ، فَمَسَحَ صِمَاخَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا عَمُّ، قَدْ مَسَحْتَ أُذُنَيْكَ، فَقَالَ لِي: يَا غُلامُ، إِنَّهُمَا مِنَ الرَّأْسِ لَيْسَ هُمَا مِنَ الْوَجْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا غُلامُ، هَلْ رَأَيْتَ وَفَهِمْتَ أَوْ أُعِيدُ عَلَيْكَ؟ فَقُلْتُ: قَدْ كَفَانِي وَقَدْ فَهِمْتُ، قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ. لَمْ يَرْوِ عُمَرُ بْنُ أَبَانٍ عَنْ أَنَسٍ حَدِيثًا غَيْرَ هَذَا(1/45)
(45) -[-10] حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ رُمَاحِسَ الْقَيْسِيُّ، بِرَمَادَةِ الرَّمْلَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو زِيَادُ بْنُ طَارِقٍ، وَكَانَ قَدْ أَتَتْ عَلَيْهِ عِشْرُونَ وَمِائَةِ سَنَةٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَرْوَلٍ زُهَيْرَ بْنَ صُرْدٍ الْجُشَمِيَّ، يَقُولُ: لَمَّا أَسَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ يَوْمَ هَوَازِنَ، وَذَهَبَ يُفَرِّقُ السَّبْيَ وَالشَّاءَ، أَتَيْتُهُ وَأَنْشَأْتُ أَقُولُ هَذَا الشِّعْرَ:
امْنُنْ عَلَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ فِي كَرَمٍ ... فَإِنَّكَ الْمَرْءُ نَرْجُوهُ وَنَنْتَظِرُ
امْنُنْ عَلَى بَيْضَةٍ قَدْ عَاقَهَا قَدَرٌ ... مُشَتَّتٌ شَمْلُهَا فِي دَهْرِهَا غِيَرُ
أَبْقَتْ لَنَا الدَّهْرَ هُتَّافًا عَلَى حَزَنٍ ... عَلَى قُلُوبِهِمُ الْغَمَّاءُ وَالْغَمَرُ
إِنْ لَمْ تَدَارَكْهُمُ نَعْمَاءُ تَنْشُرُهَا ... يَا أَرْجَحَ النَّاسِ حِلْمًا حِينَ يُخْتَبَرُ
امْنُنْ عَلَى نِسْوَةٍ قَدْ كُنْتَ تُرْضَعُهَا ... إِذْ فُوكَ تَمْلأُهُ مِنْ مَخْضِهَا الدُّرَرُ
إِذْ أَنْتَ طِفْلٌ صَغِيرٌ كُنْتَ تُرْضَعُهَا ... وَإِذْ يَزِينُكَ مَا تَأْتِي وَمَا تَذَرُ
لا تَجْعَلَنَّا كَمَنْ شَالَتْ نَعَامَتُهُ ... وَاسْتَبْقِ مِنَّا فَإِنَّا مَعْشَرٌ زُهَرُ
إِنَّا لَنَشْكُرُ لِلنَّعْمَاءِ إِذْ كُفِرَتْ ... وَعِنْدَنَا بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ مُدَّخَرُ
فَأَلْبِسِ الْعَفْوَ مَنْ قَدْ كُنْتَ تُرْضَعُهُ ... مِنْ أُمَّهَاتِكَ إِنَّ الْعَفْوَ مُشْتَهَرُ
يَا خَيْرَ مَنْ مَرَحَتْ كُمْتُ الْجِيَادِ لَهُ ... عَنِ الْهَيَاجِ إِذَا مَا اسْتُوقِدَ الشَّرَرُ
إِنَّا نُؤَمَّلُ عَفْوًا مِنْكَ تُلْبِسُهُ ... هَذِي الْبَرِيَّةَ إِذْ تَعْفُو وَتَنْتَصِرُ
فَاعْفُ عَفَا اللَّهُ عَمَّا أَنْتَ رَاهِبُهُ ... يَوْمَ الْقِيَامَةِ إذ يُهْدَى لك الظَّفَرُ(1/46)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(46) -[-10] أَخْبَرَنِي شَيْخُنَا الْعَلامَةُ قَاضِي قُضَاةِ الْمُسْلِمِينَ جَلالُ الدِّينِ مُحَمَّدُ ابْنُ أَقْضَى الْقُضَاةِ زَيْنِ الدِّينِ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الشَّهِيرُ نَسَبُهُ الْكَرِيمُ بِابْنِ النَّصِيبِيِّ الشَّافِعِيُّ، رَحِمَ اللَّهُ سَلَفَهُ وَأَدَامَ النَّفْعَ بِهِ، قَالَ: أنا بِجَمِيعِ الصَّحِيحِ لِلإِمَامِ الْحَافِظِ الْحُجَّةِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، جَمْعٌ جَمٌّ قِرَاءَةً وَسَمَاعًا وَإِجَازَةً مِنْهُمْ وَالِدِي وَجَدِّي قَاضِي قُضَاةِ الْمُسْلِمِينَ شَيْخُ الإِسْلامِ مُحِبِّ الدِّينِ ابْنِ الشِّحْنَةِ الْحَنَفِيُّ، وَالْحَافِظُ تَقِيُّ الدِّينِ ابْنُ فَهْدٍ الْهَاشِمِيُّ الْمَكِّيُّ، وَالشَّيْخُ الْعَلامَةُ زَيْنُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلِيلٍ إِمَامُ جَامِعِ دِمَشْقَ، وَالْمُحَدِّثُ مُوَفَّقُ الدِّينِ أَبُو ذَرٍّ أَحْمَدُ ابْنُ الْحَافِظِ الْكَبِيرِ بُرْهَانِ الدِّينِ إِبْرَاهِيمَ سِبْطِ ابْنِ الْعَجَمِيِّ، سَمَاعًا لِجَمِيعِهِ مِنْ لَفْظِهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَالِدِي الْحَافِظُ بُرْهَانُ الدِّينِ إِبْرَاهِيمُ. وَأَخْبَرَنِي الشَّمْسُ مُحَمَّدٌ النُّشَيْلِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ لِجَمِيعِ الثُّلاثِيَّاتِ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ قَالُوا: أنا الْمُسْنِدُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ الشَّاوِيُّ، سَمَاعًا لَهَا ضِمْنَ الصَّحِيحِ، قَالَ: أَنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْمَجْدِ الدِّمَشْقِيُّ، وَالْبُرْهَانُ التَّنُوخِيُّ، حُضُورًا فِي الْخَامِسِ عَلَى الأَوَّلِ لِجَمِيعِهَا ضِمْنَ الصَّحِيحِ، وَسَمَاعًا عَلَى الثَّانِي لِمَجْلِسِ الْخَتْمِ مِنَ الصَّحِيحِ وَإِجَازَةً لِبَاقِيهِ، قَالا: أنا الْحَجَّارُ بِسَنَدِهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَلِيلٍ سِبْطُ ابْنِ الْعَجَمِيِّ، أنا الشَّيْخُ بَدْرُ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بِشْرٍ الْحَرَّانِيُّ، أنا بِالصَّحِيحِ كُلِّهِ الْمُسْنِدُ الْمُكْثِرُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبِ بْنِ أَبِي النَّعَمِ الْحَجَّارُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَعِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعَالِي الْمُطْعِمُ، قَالُوا: أنا بِهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الزُّبَيْدِيِّ، سَمَاعًا سِوَى الْمُطْعِمِ فَإِنَّهُ قَالَ: سِوَى مِنْ بَابِ تَحْوِيلِ الاسْمِ إِلَى اسْمٍ أَحْسَنَ مِنْهُ إِلَى كِتَابِ الرِّقَاقِ، وَمَنْ بَابَ اسْتِتَابَةِ الْمُرْتَدِّينَ إِلَى قَوْلِهِ: قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اعْدِلْ. قَالَ ابْنُ الزُّبَيْدِيِّ: أنا بِهِ أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى بْنِ شُعَيْبٍ السِّجْزِيُّ الصُّوفِيُّ الْهَرَوِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّاوُدِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمُّوَيْهِ السَّرْخَسِيُّ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مَطَرٍ الْفَرَبْرِيُّ، ثنا الْبُخَارِيُّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ. قَالَ ابْنُ فَهْدٍ: أنا بُرْهَانُ الدِّينِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ صِدِّيقٍ، وَقَالَ الشَّيْخُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أنا عَائِشَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْهَادِي، قَالا: أنا الْحَجَّارُ بِسَنَدِهِ وَهِيَ أَعْلَى مِنَ الأُولَى بِدَرَجَةٍ. قَالَ شَيْخُنَا الْعَلامَةُ: وَكَتَبَ إِلَيَّ بِالإِجَازَةِ شَيْخُ الإِسْلامِ قَاضِي الْقُضَاةِ شِهَابُ الدِّينِ ابْنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيُّ، مُشَافَهَةً، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي الْمَقْدِسِيِّ، عَنِ الْحَافِظِ أَبِي مُوسَى مُحَمَّدِ ابْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمَدِينِيِّ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْحَدَّادُ، أنا الْحَافِظُ أَبُو نُعَيْمٍ الأَصْفَهَانِيُّ، عَنِ الْفَقِيهِ أَبِي زَيْدٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَرْوَزِيِّ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مَطَرٍ الْفَرَبْرِيُّ، أنا الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ "(1/47)
(47) -[-10] حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْمَغْرِبَ إِذَا تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ "(1/48)
(48) -[-10] حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: كُنْتُ آتِي مَعَ سَلَمَةَ بْنُ الأَكْوَعِ فَيُصَلِّي عِنْدَ الأُسْطُوَانَةِ الَّتِي عِنْدَ الْمُصْحَفِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ، أَرَاكَ تَتَحَرَّى الصَّلاةَ عِنْدَ هَذِهِ الأُسْطُوَانَةِ، قَالَ: " فَإِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَحَرَّى الصَّلاةَ عِنْدَهَا "(1/49)
(49) -[-10] حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ، قَالَ: كَانَ جِدَارُ الْمَسْجِدِ عِنْدَ الْمِنْبَرِ مَا كَادَتِ الشَّاةُ تَجُوزُهَا(1/50)
(50) -[-10] حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ رَجُلا يُنَادِي فِي النَّاسِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ: " أَنَّ مَنْ أَكَلَ فَلْيُتِمَّ أَوْ فَلْيَصُمْ، وَمَنْ لَمْ يَأْكُلْ فَلا يَأْكُلْ "(1/51)
(51) -[-10] حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا يَزِيدُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، قَالَ: أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلا مِنْ أَسْلَمَ أَنْ أَذِّنْ فِي النَّاسِ " أَنَّ مَنْ كَانَ أَكَلَ فَلْيَصُمْ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ أَكَلَ فَلْيَصُمْ فَإِنَّ الْيَوْمَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ "(1/52)
(52) -[-10] حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ أُتِيَ بِجَنَازَةٍ، فَقَالُوا: صَلِّ عَلَيْهَا، فَقَالَ: " هَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ؟ " قَالُوا: لا، قَالَ: " فَهَلْ تَرَكَ شَيْئًا؟ " قَالُوا: لا، فَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِجَنَازَةٍ أُخْرَى، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلِّ عَلَيْهَا، قَالَ: هَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ؟ قِيلَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَهَلْ تَرَكَ شَيْئًا؟ " قَالُوا: ثَلاثَةَ دَنَانِيرَ، فَصَلَّى عَلَيْهَا، ثُمَّ أُتِيَ بِالثَّالِثَةِ، فَقَالُوا: صَلِّ عَلَيْهَا، قَالَ: " هَلْ تَرَكَ شَيْئًا ".قَالُوا: لا، قَالَ: " فَهَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ ".قَالُوا: ثَلاثَةُ دَنَانِيرَ، قَالَ: " صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ ".قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: صَلِّ عَلَيْهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَعَلَيَّ دَيْنُهُ، فَصَلَّى عَلَيْهِ(1/53)
(53) -[-10] حَدَّثَنَا أَبُو عاصم، عَن يزيد بْن أبي عبيد، عَن سلمة بْن الأكوع، أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِجِنَازَةٍ لِيُصَلِّيَ عليها، فقَالَ: " هل عليه من دين؟ " قالوا: لا، فصلى عليه، ثم أُتِيَ بِجِنَازَةٍ أخرى، فقَالَ: " هل عليه من دين؟ قالوا: نعم، قَالَ: صلوا عَلَى صاحبكم ".قَالَ أَبُو قتادة: عَلَيَّ دَيْنُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ(1/54)
(54) -[-10] حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى نِيرَانًا تُوقَدُ يَوْمَ خَيْبَرَ، قَالَ: " عَلامَ تُوقَدُ هَذِهِ النِّيرَانُ؟ قَالُوا: عَلَى الْحُمُرِ الإِنْسِيَّةِ، قَالَ: اكْسِرُوهَا وَأهْرِيقُوهَا، قَالُوا: أَلا نُهَرِيقُهَا وَنَغْسِلُهَا، قَالَ: اغْسِلُوهَا "(1/55)
(55) -[-10] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ: أَنَّ الرُّبَيِّعَ وَهِيَ ابْنَةُ النَّضْرِ كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَطَلَبُوا الْأَرْشَ، وَطَلَبُوا الْعَفْوَ، فَأَبَوْا، فَأَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَهُمْ بِالْقِصَاصِ، فَقَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ: أَتُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ لا، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيًّا لا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا، فَقَالَ: " يَا أَنَسُ، كِتَابُ اللَّهِ الْقِصَاصُ ".فَرَضِيَ الْقَوْمُ وَعَفَوْا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأبَرَّهُ "(1/56)
(56) -[-10] حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ، قَالَ: بَايَعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ عَدَلْتُ إِلَى ظِلِّ الشَّجَرَةِ فَلَمَّا خَفَّ النَّاسُ، قَالَ: " يَابْنَ الأَكْوَعِ أَلا تُبَايِعُ؟ قَالَ: قُلْتُ: قَدْ بَايَعْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: وَأَيْضًا ".فَبَايَعْتُهُ الثَّانِيَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ، عَلَى أَيِّ شَيْءٍ كُنْتُمْ تُبَايِعُونَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: عَلَى الْمَوْتِ(1/57)
(57) -[-10] حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ قَالَ: خَرَجْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ ذَاهِبًا نَحْوَ الْغَابَةِ حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِثَنِيَّةِ الْغَابَةِ لَقِيَنِي غُلامٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَقُلْتُ: وَيْحَكَ مَا بِكَ؟ قَالَ: أُخِذَت لِقَاحُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: مَنْ أَخَذَهَا؟ قَالَ: غَطَفَانُ وَفَزَارَةُ، فَصَرَخْتُ ثَلاثَ صَرَخَاتٍ أَسْمَعَتْ مَا بَيْنَ لابَتَيْهَا: يَا صَبَاحَاهْ يَا صَبَاحَاهْ، ثُمَّ انْدَفَعْتُ حَتَّى أَلْقَاهُمْ وَقَدْ أَخَذُوهَا فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ وَأَقُولُ:
أَنَا ابْنُ الأَكْوَعْ ... وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعْ
فَاسْتَنْقَذْتُهَا مِنْهُمْ قَبْلَ أَنْ يَشْرَبُوا، فَأَقْبَلْتُ بِهَا أَسُوقُهَا، فَلَقِيَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْقَوْمَ عِطَاشٌ وَإِنِّي أَعْجَلْتُهُمْ أَنْ يَشْرَبُوا سِقْيَهُمْ فَابْعَثْ فِي أَثَرِهِمْ، فَقَالَ: " يَابْنَ الأَكْوَعِ مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ، إِنَّ الْقَوْمَ يُقْرَوْنَ فِي قَوْمِهِمْ "(1/58)
(58) -[-10] حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، نا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، أَنَّهُ سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ، صَاحِبَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَرَأَيْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ شَيْخًا؟ قَالَ: " كَانَ فِي عَنْفَقَتِهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ "(1/59)
(59) -[-10] حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَثَرَ ضَرْبَةٍ فِي سَاقِ سَلَمَةَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ مَا هَذِهِ الضَّرْبَةُ؟ قَالَ: هَذِهِ ضَرْبَةٌ أَصَابَتْنِي يَوْمَ خَيْبَرَ، فَقَالَ النَّاسُ: أُصِيبَ سَلَمَةُ فَأَتَيْتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم " فَنَفَثَ فِيهِ ثَلاثَ نَفَثَاتٍ فَمَا اشْتَكَيْتُهَا حَتَّى السَّاعَةَ "(1/60)
(60) -[-10] حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ هُوَ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، أنا يَزِيدُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ، وَغَزَوْتُ مَعَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ اسْتَعْمَلَهُ عَلَيْنَا(1/61)
(61) -[-10] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، نا حُمَيْدٌ، أَنَّ أَنَسًا، حَدَّثَهُمْ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " كِتَابُ اللَّهِ الْقِصَاصُ " (62) -[-10] حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، قَالَ: لَمَّا أَمْسَوْا يَوْمَ فَتَحُوا خَيْبَرَ أَوْقَدُوا النِّيرَانَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " عَلامَ أَوْقَدْتُمْ هَذِهِ النِّيرَانَ؟ قَالُوا: لُحُومُ الْحُمُرِ الإِنْسِيَّةِ، قَالَ: أَهَرِقُوا مَا فِيهَا وَاكْسِرُوا قُدُورَهَا. فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقَالَ: نُهَرِيقُ مَا فِيهَا وَنَغْسِلُهَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَوْ ذَاكَ "(1/62)
(63) -[-10] حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ ضَحَّى مِنْكُمْ فَلا يُصْبِحَنَّ بَعْدَ ثَالِثَةٍ وَفِي بَيْتِهِ مِنْهُ شَيْءٌ ".فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَفْعَلُ كَمَا فَعَلْنَا فِي الْعَامِ الْمَاضِي؟ قَالَ: " كُلُوا، وَأَطْعِمُوا، وَادَّخِرُوا، فَإِنَّ ذَلِكَ الْعَامَ كَانَ بِالنَّاسِ جَهْدٌ فَأَرَدْتُ أَنْ تُعِينُوا فِيهَا "(1/63)
(64) -[-10] حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: أَسْمِعْنَا يَا عَامِرُ مِنْ هُنَيْاتِكَ، فَحَدَا بِهِمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَنِ السَّائِقُ؟ قَالُوا: عَامِرٌ، فَقَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ ".فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلا أَمْتَعْتَنَا بِهِ، فَأُصِيبَ صَبِيحَةَ لَيْلَتِهِ، فَقَالَ الْقَوْمُ: حَبِطَ عَمَلُهُ قَتَلَ نَفْسَهُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ وَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ، فَجِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ، فَقَالَ: " كَذَبَ مَنْ قَالَهَا، إِنَّ لَهُ لأَجْرَيْنِ اثْنَيْنِ: إِنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ، وَأَيُّ قَتِيلٍ يَزِيدُ عَلَيْهِ قَتْلُهُ "(1/64)
(65) -[-10] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، نا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ ابْنَةَ النَّضْرِ لَطَمَتْ جَارِيَةً فَكَسَرَتْ ثَنِيَّتَهَا، فَأَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم " فَأَمَرَ بِالْقِصَاصِ "(1/65)
(66) -[-10] حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ، قَالَ: بَايَعْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ الشَّجَرَةِ، فَقَالَ لِي: " يَا سَلَمَةُ، أَلا تُبَايِعُ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ بَايَعْتُ فِي الأَوَّلِ، قَالَ: وَفِي الثَّانِي "(1/66)
(67) -[-10] حَدَّثَنَا خَلادُ بْنُ يَحْيَى، نا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: " نَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ فِي زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَأَطْعَمَ عَلَيْهَا يَوْمَئِذٍ خُبْزًا وَلَحْمًا، وَكَانَتْ تَفْخَرُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَكَانَتْ تَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ أَنْكَحَنِي فِي السَّمَاءِ " تَمَّتِ الثُّلاثِيَّاتُ بِحَمْدِ اللَّهِ عَلَى يَدِ الْعَبْدِ الْفَقِيرِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الشَّمَّاعِ الشَّافِعِيِّ، غَفَرَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ وَلِوَالِدَيْهِ وَلِمَشَايِخِهِ وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
آخِرُ الْجُزْءِ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ(1/67)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(68) -[-10] أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَاجَهْ الْقَزْوِينِيُّ، ثنا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، ثنا كَثِيرُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُكْثِرَ اللَّهُ خَيْرَ بَيْتِهِ فَلْيَتَوَضَّأْ إِذَا حَضَرَ غَدَاؤُهُ وَإِذَا رُفِعَ ".أَخْرَجَهُ فِي الأَطْعِمَةِ (69) -[-10] ثنا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، ثنا كَثِيرُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي بِمَلإٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ، إِلا قَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، مُرْ أُمَّتَكَ بِالْحِجَامَةِ ".أَخْرَجَهُ فِي الطِّبِّ(1/68)
(70) -[-10] ثنا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، ثنا كَثِيرُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " الْخَيْرُ أَسْرَعُ إِلَى الْبَيْتِ الَّذِي يُغْشَى مِنَ الشَّفْرَةِ إِلَى سَنَامِ الْبَعِيرِ ".أَخْرَجَهُ فِي الأَطْعِمَةِ(1/69)
(71) -[-10] ثنا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، ثنا كَثِيرُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ مَرْحُومَةٌ عَذَابُهَا بِأَيْدِيهَا، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دُفِعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَيُقَالُ: هَذَا فِدَاؤُكَ مِنَ النَّارِ ".أَخْرَجَهُ فِي الزُّهْدِ(1/70)
(72) -[-10] ثنا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، ثنا كَثِيرُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: " مَا رُفِعَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَضْلُ شِوَاءٍ قَطُّ، وَلا حُمِلَتْ مَعَهُ طِنْفِسَةٌ ".أَخْرَجَهُ فِي الأَطْعِمَةِ
آخِرُ الثُّلاثِيَّاتِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ
عَلِقَهَا الْعَبْدُ الْفَقِيرُ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الشَّمَّاعُ الْحَلَبِيُّ، بِالْقَاهِرَةِ.
وَذَلِكَ مِنْ خَطِّ شَيْخِنَا الْعَلامَةِ جَلالِ الدِّينِ السُّيُوطِيِّ تَغَمَّدَهُ اللَّهُ بِالرَّحْمَةِ وَالرِّضْوَانِ.(1/71)
الْحَمْدُ لِلَّهِ أَخْبَرَنِي شَيْخُنَا الْعَلامَةُ وَاضِعُ خَطِّهِ الْكَرِيمِ قَبْلَهُ، أَمْتَعَ اللَّهُ الْوُجُودَ بِوُجُودِهِ أَنَّهُ وَرَدَ عَلَيْهِ فِي بَلْدَتِنَا حَلَبَ مَا صُورَتُهُ: فَأَقُولُ سَيِّدُنَا وَمَوْلانَا شَيْخُ مَشَايِخِ الإِسْلامِ بَرَكَةُ الْمُسْلِمِينَ وَالأَنَامِ أَمْتَعَ اللَّهُ بِحَيَاتِهِ الْمُسْلِمِينَ وَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ فِي تَحْرِيكِ الْمُصَلِّي جَمِيعَ بَدَنِهِ هَلْ هُوَ كَتَحْرِيكِ عُضْوِهِ أَوْ لا، وَعَمِلَ أَحَدٌ ذِكْرَ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ أَوْ لا، وَفِي اسْتِحْبَابِ الْكَلامِ عَلَى الطَّعَامِ فَمَا حِكْمَتُهُ؟ هَلْ هِيَ كَمَا قَالَ ابْنُ الْعِمَادِ: الإِينَاسُ لِلضَّيْفِ، وَيَقْتَضِي التَّعْلِيلُ أَنَّ الاسْتِحْبَابَ مُخْتَصٌّ بِصَاحِبِ الطَّعَامِ فَقَطْ وَيَكُونُ مُعَارِضًا لِمُقْتَضَى إِطْلاقِ الْفُقَهَاءِ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ وَيَكُونُ تَعْلِيلُ ابْنِ الْعِمَادِ مَرْدُودًا أَوْ مَحْمُولا، وَفِيمَا إِذَا أَخْبَرَ جَمْعٌ بَلَغَ حَدَّ التَّوَاتُرِ الْمُصَلِّي بِخَلَلٍ فِي صَلاتِهِ وَلَمْ يَتَذَكَّرْ هَلْ يَنْزِلُ مَنْزِلَ تَذْكِرَةٍ وَيَكُونُ مُخَالِفًا لِقَوْلِ الْفُقَهَاءِ وَلَوْ أَخْبَرَهُ جَمْعٌ أَوْ لا، وَيَكُونُ مُخَالِفًا لِقَوْلِ الأُصُولِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ، إِنَّ خَبَرَ التَّوَاتُرِ يُفِيدُ الْعِلْمَ الضَّرُورِيَّ فَنَالَ فَضْلَكُمْ فِي بَيَانِ الْجَمْعِ أَوِ الْفَرْقِ، لازِلْتُمْ مَنْهَلا لِلْوَارِدِينَ بِجَاهِ سَيِّدِ الْعِبَادِ وَرَحِمَ اللَّهُ أَصْلَكُمْ وَفَرْعَكُمْ وَنَفَعَ بِكُمْ وَبِعُلُومِكُمُ الْمُسْلِمِينَ بِجَاهِ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. أَنْهَى صُورَةَ مَا وَرَدَ عَلَيْهِ، وَذَكَرَ لِي أَمْتَعَ اللَّهُ بِحَيَاتِهِ أَنْ كَتَبَ فِي الْجَوَابِ مَا صُورَتُهُ: أَقُولُ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ: نَعَمْ تَحْرِيكُ الْبَدَنِ فِعْلٌ فِعْلٌ فِعْلٌ وَمَا يُنْكِرُهُ إِلا مُعَانِدٌ سُوفِسْطَائِيٌّ مُنْكِرٌ لِلْبَدِيهِيَّاتِ، مَا يُعْلَمُ أَنَّ تَعْرِيفَ الْفِعْلِ صَادِقٌ عَلَيْهِ لأَنَّ التَّحْرِيكَ إِيجَادُ الْحَرَكَةِ وَهِيَ كَوْنَانِ فِي آنَيْنِ فِي مَكَانَيْنِ، وَالْمَكَانُ هُوَ الْبُعْدُ الْمَوْهُومُ أَوِ الْمُجَرَّدُ أَوِ السَّطْحُ الْبَاطِنُ الْحَاوِي لِمَمَاسٍّ لِلسَّطْحِ الظَّاهِرِيِّ الْمَحْوِيِّ، وَيَا سُبْحَانَ اللَّهِ هَلْ أَحَدٌ يَقُولُ بِأَنَّ أَحَدًا ذَكَرَ هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ؟ وَهَلْ أَحَدٌ ذَكَرَ حَرَكَةَ الرَّأْسِ وَالرِّجْلِ وَالْيَدِ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ؟ وَهُمْ إِنَّمَا يَذْكُرُونَ الْقَوَاعِدَ وَأُصُولَ الْمَسَائِلِ وَيَدَعُونَ الْجُزْئِيَّاتِ لِعَدَمِ انْضِبَاطِهَا، وَكُلُّ كَثْرَةٍ لأَنَّهَا فِي جِهَةِ وُجُوهٍ تَضْبِطُهُ، وَهُمْ إِنَّمَا يَعْتَنُونَ بِجِهَةِ الْوِحْدَةِ لانْضِبَاطِهَا فَالْوَاجِبُ مَعْرِفَةُ الْجِهَةِ عَلَى كُلِّ طَالِبِ عِلْمٍ، وَأَمَّا الْحَدِيثُ مَعَ الآكِلِ فَذَلِكَ لِيَشْتَغِلَ كُلُّ أَحَدٍ عَمَّا يَفْعَلُ صَاحِبُهُ، فَإِنَّهُ لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى لُقَمِ صَاحِبِهِ وَلا إِلَى تَحْرِيكِ فَمِهِ، وَلَيْسَ مُخْتَصًّا بِالضَّيْفِ إِنَّمَا هِيَ لِلآكِلِ كَائِنًا مَنْ كَانَ، وَأَمَّا الرُّجُوعُ إِلَى قَوْلِ الْمُخْبِرِينَ الْبَالِغِينَ حَدَّ التَّوَاتُرِ فَذَلِكَ إِذَا لَمْ يُمْكِنْ عِلْمُ السَّامِعِ بِخِلافِهِ، فَإِنَّ الأَصَحَّ أَنَّ الْعُلُومَ تَتَفَاوَتُ وَإِنِ اخْتَارَ السُّبْكِيُّ عَدَمَ التَّفَاوُتِ فَإِنَّهُ لا شَكَّ أَنَّ الْعُلُومَ الضَّرُورِيَّةَ كَالْوِجْدَانِيَّاتِ أَقْوَى مِنَ النَّظَرِيَّاتِ، وَالْعِلْمُ بِمَعْلُومٍ وَاحِدٍ مِنْ أَوْجُهٍ كَالسَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَاللَّمْسِ أَقْوَى مِنَ الْعِلْمِ بِهِ مِنْ جِهَةٍ وَاحِدَةٍ، وَهَذَا مِمَّا اقْتَضَى اسْتِحْبَابَ الْمَضْمَضَةِ وَالاسْتِنْشَاقِ لِيُعْرَفَ أَوْصَافُ الْمَاءِ: اللَّوْنُ وَالطَّعْمُ وَالرِّيحُ بَعْدَ الْعِلْمِ بِأَنَّهُ مَاءٌ، عَلَى أَنَّ اخْتِيَارَ السُّبْكِيِّ لا يُخَالِفُ مَا قُلْنَا فَإِنَّ مُرَادَهُ أَنَّهُ لا يَخْتَلِفُ فِي إِطْلاقِ الاسْمِ عَلَيْهِ لا فِي الْقُوَّةِ وَالشِّدَّةِ، كَمَا أَنَّ الإِيمَانَ الإِجْمَالِيَّ لا يَنْقُصُ عَنِ الإِيمَانِ التَّفْصِيلِيِّ مَعَ أَنَّ الإِيمَانَ التَّفْصِيلِيَّ أَفْضَلُ وَأَقْوَى، وَأَيُّنَا إِيمَانُهُ كَإِيمَانِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَالتَّصَدِّي إِلَى الْعِلْمِ الَّذِي هُوَ إِيقَاعُ النِّسْبَةِ وَإِسْرَاعُهَا فَإِنَّهُ يُقَالُ: اعْلَمْ بِحَقِيقَةِ الْحَالِ وَعِنْدَهُ تَحْقِيقُ كُلِّ مَقَالٍ. وَكَتَبَهُ مُحَمَّدٌ ابْنُ الشَّيْخِ دَاوُدَ الْبَازِلِيِّ، انْتَهَى مَا نَقَلْتُهُ مِنْ خَطِّهِ.(1/72)
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نِعَمِهِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا،
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَعَزَّ الْعِلْمَ فِي الأَعْصَارِ، وَخَصَّ بِالْفَضْلِ رُوَاةَ الأَخْبَارِ، النَّاقِلِينَ عَنِ النَّبِيِّ الْمُخْتَارِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الأَخْيَارِ، مَا تَعَاقَبَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَبَعْدُ، فَقَدْ سَمِعَ مِنْ لَفْظِي صَاحِبُ هَذَا الثَّبْتِ الشَّيْخُ الأَوْحَدُ الْفَاضِلُ الأَمْجَدُ الثِّقَةُ الْبَارِعُ الْمُفِيدُ الْفَارِعُ نُخْبَةُ الْمُحَصِّلِينَ وَعُمْدَةُ الطَّالِبِينَ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ زَيْنُ الدِّينِ ابْنُ الْمَرْحُومِ شِهَابِ الدِّينِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيُّ الشَّافِعِيُّ الشَّهِيرُ بِالشَّمَّاعِ، هُوَ وَسَلَفُهُ أَبْقَاهُ اللَّهُ تَعَالَى وَسَلَّمَهُ سَفَرًا وَحَضَرًا، وَجَمَعَ لَهُ الْخَيْرَاتِ زُمَرًا، الْحَدِيثَ الْمُسَلْسَلَ بِالأَوَّلِيَّةِ بِرِوَايَتِي لَهُ عَنْ جَمْعٍ كَثِيرِينَ مِنْهُمُ الْمَشَايِخُ الْعَشَرَةُ:(1/73)
(73) -[-10] سَيِّدَايَ وَالِدَايَ الإِمَامُ الْحَافِظُ الْعُمْدَةُ نَجْمُ الدِّينِ مُحَمَّدٌ الْمَدْعُوُّ عُمَرَ، وَوَالِدُهُ جَدِّي الْعَلامَةُ الْحَافِظُ الرِّحْلَةُ تَقِيُّ الدِّينِ أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ نَجْمِ الدِّينِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْخَيْرِ مُحَمَّدِ بْنِ فَهْدٍ الْهَاشِمِيَّانِ الْمَكِّيَّانِ تَغَمَّدَهُمَا اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ آمِينَ، سَمَاعًا عَلَيْهِمَا مُنْفَرِدَيْنِ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَقِرَاءَةً عَلَى الأَوَّلِ أَيْضًا، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٌ مُسَلْسَلٍ أَرْوِيهِ عَنْهُمَا، وَالْعَلامَتَانِ قَاضِي الْقُضَاةِ بَهَاءُ الدِّينِ أَبُو الْبَقَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الضِّيَاءِ الْعُمَرِيُّ الْحَنَفِيُّ الْمَكِّيُّ، حُضُورًا عَلَيْهِ فِي الرَّابِعَةِ، وَوَلِيُّ اللَّهِ شَرَفُ الدِّينِ أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدٌ ابْنُ الْقَاضِي زَيْنِ الدِّينِ أَبِي بَكْرِ ابْنِ الْحُسَيْنِ الْعُثْمَانِيُّ الْمَرَاغِيُّ، حُضُورًا عَلَيْهِ فِي الثَّانِيَةِ، ثُمَّ سَمَاعًا، وَالشَّقِيقَانِ قَاضِي الْقُضَاةِ كَمَالُ الدِّينِ أَبُو الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدٌ، وَنُورُ الدِّينِ عَلِيٌّ ابْنَا مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَسَنِ ابْنِ الزَّيْنِ الْقَسْطَلانِيُّ، وَابْنُ خَالِهِمَا الْكَمَالُ أَبُو الْفَضَائِلِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمُرْشِدِيُّ الْمَكِّيُّونَ، حُضُورًا عَلَيْهِمْ فِي الرَّابِعَةِ ثُمَّ سَمَاعًا، وَالْقَاضِي كَمَالُ الدِّينِ أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدٌ ابْنُ نَجْمِ الدِّينِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَكِّيُّ، حُضُورًا عَلَيْهِ فِي الرَّابِعَةِ ثُمَّ قِرَاءَةً وَسَمَاعًا، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ حَضَرْتُهُ عَلَيْهِمْ، وَالشَّيْخُ زَيْنُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَلِيلِ بْنِ سَلامَةَ بْنِ أَحْمَدَ الأَذْرَعِيُّ الْقَابُونِيُّ، سَمَاعًا عَلَيْهِ بِمَكَّةَ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ عَلَيْهِ، وَالشَّيْخُ الإِمَامُ مُحْيِي الدِّينِ أَبُو نَافِعٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمِصْرِيُّ الشَّهِيرُ بِابْنِ الأَزْهَرِيِّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ فِي رِحْلَتِي الأُولَى إِلَيْهَا، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ قَرَأْتُهُ وَسَمِعْتُهُ عَلَيْهِ، قَالَ الأَرْبَعَةُ الأَوَّلُونَ وَالسَّابِعُ: أَخْبَرَنَا بِهِ قَاضِي الْقُضَاةِ زَيْنُ الدِّينِ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَرَاغِيُّ، قَالَ وَالِدِي: وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ مُسَلْسَلٍ حَضَرْتُهُ عَلَيْهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَقَالَ وَلَدُهُ: وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ مُسَلْسَلٍ سَمِعْتُهُ عَلَيْهِ، وَقَالَ الآخَرُونَ: وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْنَاهُ عَلَيْهِ، زَادَ ابْنُ الضِّيَاءِ فَقَالَ هُوَ وَالأَخِيرُ: وَأَخْبَرَنَا بِهِ الشَّرَفُ أَبُو الطَّاهِرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّطِيفِ ابْنِ الْكُوَيْكِ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْنَاهُ عَلَيْهِ، وَقَالَ السَّادِسُ وَالثَّامِنُ هُمَا وَابْنُ الضِّيَاءِ أَيْضًا، وَالْمُرْشِدِيُّ أَيْضًا: أَخْبَرَنَا الْمُقْرِئُ الْمُحَدِّثُ شَمْسُ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ضِرْغَامِ ابْنِ سُكَّرٍ الْبَكْرِيُّ، قَالَ ابْنُ الضِّيَاءِ: وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ عَلَيْهِ، وَقَالَ الآخَرُونَ: وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ حَضَرْنَاهُ عَلَيْهِ، زَادُوا سِوَى ابْنِ الضِّيَاءِ فَقَالُوا هُمْ وَالْخَامِسُ وَجَدِّي أَيْضًا: أَخْبَرَنَا بِهِ الإِمَامُ شِهَابُ الدِّينِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُنْبِتٍ الْمَقْدِسِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْنَاهُ مِنْهُ، وَقَالَ التَّاسِعُ هُوَ وَأَبُو الْفَتْحِ الْمَرَاغِيُّ أَيْضًا: أَخْبَرَنَا بِهِ الْحَافِظُ زَيْنُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعِرَاقِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْنَاهُ عَلَيْهِ، زَادَ التَّاسِعُ فَقَالَ: وَالْحَافِظُ نُورُ الدِّينِ عَلِيُّ ابْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْهَيْثَمِيُّ، وَشَيْخُ الإِسْلامِ سِرَاجُ الدِّينِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ رَسْلانَ الْبَلْقِينِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُمَا، وَزَادَ الْمَرَاغِيُّ أَيْضًا فَقَالَ: وَقَاضِيَا الْقُضَاةِ صَدْرُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْمُنَاوِيُّ، وَمَجْدُ الدِّينِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِنَانِيُّ الْحَنَفِيُّ، وَالْمُسْنِدُ شَمْسُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْمَجْدِ ابْنِ الْحَكَّارِ الْحَلَبِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُمْ، قَالُوا عَشَرَتُهُمْ: أَخْبَرَنَا بِهِ الْخَطِيبُ صَدْرُ الدِّينِ أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَيْدُومِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْنَاهُ مِنْهُ، قَالَ حَدَّثَنَا بِهِ النَّجِيبُ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَرَّانِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْنَاهُ عَلَيْهِ. ح وَكَتَبَ لَنَا عَالِيًا الْعَلامَةُ قَاضِي الْمُسْلِمِينَ عِزُّ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحِيمِ ابْنُ الإِمَامِ الْمُؤَرِّخِ نَاصِرِ الدِّينِ مُحَمَّدِ ابْنِ عِزِّ الدِّينِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ الْفُرَاتِ الْمِصْرِيُّ الْحَنَفِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ أَرْوِيهِ عَنْهُ، قَالَ: أَنْبَأَنَا بِهِ الْمُسْنِدَانِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ الْبَيَانِيُّ، وَأُمُّ مُحَمَّدٍ سِتُّ الْعَرَبِ ابْنَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ ابْنِ الْبُخَارِيِّ الْمَقْدِسِيِّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ رَوَيْتُهُ عَنْهُمَا، قَالا: أَخْبَرَنَا بِهِ رِحْلَةُ الدُّنْيَا فَخْرُ الدِّينِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ ابْنِ الْبُخَارِيِّ الْمَقْدِسِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ حَضَرَاهُ عَلَيْهِ أَوْ حَضَرَهُ أَوَّلُهُمَا وَرَوَتْهُ عَنْهُ ثَانِيَتُهُمَا، قَالَ هُوَ وَالنَّجِيبُ الْحَرَّانِيُّ: أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ الْبَكْرِيُّ، قَالَ النَّجِيبُ: وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، وَقَالَ الآخَرُ: إِذْنًا، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ رَوَيْتُهُ عَنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو سَعِيدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّيْسَابُورِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمُؤَذِّنُ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الإِمَامُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلالٍ الْبَزَّازُ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْنَاهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ الْعَبْدِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي قَابُوسٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ "
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نِعَمِهِ(1/74)
(74) -[-10] قَرَأْتُ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلانَا الأَصِيلِ الْمُعَمَّرِ أَقْضَى الْقُضَاةِ شَرَفِ الدِّينِ وَإِمَامِ الدِّينِ أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْمَدْعُوِّ بِالرَّافِعِيِّ ابْنِ قَاضِي الْمُسْلِمِينَ جَلالِ الدِّينِ أَبِي السَّعَادَاتِ مُحَمَّدِ بْنِ ظَهِيرَةَ الْقُرَشِيِّ الْمَكِّيِّ الشَّافِعِيِّ الْحَدِيثَ الْمُسَلْسَلَ بِالأَوَّلِيَّةِ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ قَرَأْتُهُ عَلَيْهِ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمْ بِهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الشُّيُوخِ مِنْهُمْ وَالِدُكُمْ عَالِمُ الْحِجَازِ قَاضِي الْمُسْلِمِينَ، وَشَيْخُ الإِسْلامِ جَلالُ الدِّينِ أَبُو السَّعَادَاتِ مُحَمَّدٌ الْقُرَشِيُّ، وَالْعَلامَتَانِ الْحَافِظُ تَقِيُّ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَاشِمِيُّ، وَالْعَارِفُ شَرَفُ الدِّينِ أَبُو الْفَتْحِ الْمَرَاغِيُّ الشَّافِعِيُّونَ، سَمَاعًا عَلَيْهِمْ وَإِلا فَإِجَازَةً وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ رَوَيْتُمُوهُ عَنْهُمْ، فَأَقَرَّ بِهِ، قَالُوا: أنا الزَّيْنُ الْمَرَاغِيُّ سَمَاعًا، قَالَ وَلَدُهُ: وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، وَقَالَ الآخَرَانِ: وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْنَاهُ عَلَيْهِ، قَالَ: أنا الصَّدْرُ الْمَيْدُومِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ عَلَيْهِ. ح قُلْتُ لَهُ: وَكَتَبَ لَكُمْ بِعُلُوِّ دَرَجَةٍ قَاضِي الْقُضَاةِ زَيْنُ الدِّينِ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الضِّيَاءِ الْحَلَبِيُّ الشَّهِيرُ بِابْنِ الْعَجَمِيِّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ رَوَيْتُمُوهُ عَنْهُ فَأَقَرَّ بِهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بِهِ مُسْنِدُ الدُّنْيَا الصَّلاحُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عُمَرَ الصَّالِحِيُّ، إِذْنًا إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، قَالَ: أَخْبَرَنَا رِحْلَةُ الدُّنْيَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ ابْنِ الْبُخَارِيِّ الْمَقْدِسِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ رَوَيْتُهُ عَنْهُ، قَالَ هُوَ وَالنَّجِيبُ الْحَرَّانِيُّ: أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ الْبَكْرِيُّ، قَالَ النَّجِيبُ: وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، وَقَالَ الآخَرُ: إِذْنًا وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ رَوَيْتُهُ عَنْهُ، قَالَ: ثنا أَبُو سَعِيدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّيْسَابُورِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: ثنا أَبِي أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمُؤَذِّنُ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: ثنا الإِمَامُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: ثنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلالٍ الْبَزَّازُ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْنَاهُ مِنْهُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ الْعَبْدِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي قَابُوسٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ " وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُمْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْكُمْ: أَنْشَدَنِي نَظْمَ مَعْنَى الْحَدِيثِ الْمُسَلْسَلِ بِالأَوَّلِيَّةِ الْمَذْكُورِ وَالِدِي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، إِذْنًا، وَهُوَ أَوَّلُ شِعْرٍ رَوَيْتُهُ عَنْهُ، قَالَ: أَنْشَدَنَا الْحَافِظُ زَيْنُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ الْحَسَنِ الْعِرَاقِيُّ، كِتَابَةً لِنَفْسِهِ، وَهُوَ أَوَّلُ شِعْرٍ رَوَيْتُهُ لَهُ، وَحَدَّثَنِي بِهِ ابْنُهُ الْحَافِظُ وَلِيُّ الدِّينِ أَبُو زُرْعَةَ أَحْمَدُ، وَهُوَ أَوَّلُ شِعْرٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ لِوَالِدِهِ، قَالَ: وَهُوَ أَوَّلُ شِعْرٍ أَنْشَدْنَاهُ فِي أَمَالِيهِ فَقَالَ:
إِنْ كُنْتَ لا تَرْحَمُ الْمِسْكِينَ إِنْ عَدِمَا ... وَلا الْعَدِيمَ إِذَا يَشْكُو لَكَ الْعَدَمَا
فَكَيْفَ تَرْجُو مِنَ الرَّحْمَنِ رَحْمَتَهُ ... وَإِنَّمَا يَرْحَمُ الرَّحْمَنُ مَنْ رَحِمَا
قُلْتُم: وَأَنْشَدَكُمْ وَالِدُكُمُ الْحَافِظُ وَلِيُّ الدِّينِ الْعِرَاقِيُّ، شَفَاهًا، وَهُوَ أَوَّلُ شِعْرٍ رَوَيْتُمُوهُ لَهُ، قَالَ: أَنْشَدَنِيهِ مِنْ لَفْظِهِ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَهُوَ أَوَّلُ شِعْرٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، فَقَالَ:
إِنْ تُرِدْ رَحْمَةً وَاسِعَهْ ... فِي الدُّنْيَا ثُمَّ فِي الْقَارِعَهْ
فَارْحَمِ الْخَلْقَ طُرًّا تَجِدْ ... رَاحِمًا رَحْمَةً وَاسِعَهْ
قُلْتُمْ: وَأَنْشَدَنَا شَيْخُنَا قَاضِي الْقُضَاةِ زَيْنُ الْحُفَّاظِ شِهَابُ الدِّينِ أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَجَرٍ الْكِنَانِيُّ الشَّافِعِيُّ، مُكَاتَبَةً، وَهُوَ أَوَّلُ شِعْرٍ رَوَيْتُهُ عَنْهُ فِي الْمَعْنَى:
إِنَّ مَنْ يَرْحَمْ أَهْلَ الأَرْضِ قَدْ ... جَاءَنَا يَرْحَمْهُ مَنْ فِي السَّمَاءْ
فَارْحَمِ الْخَلْقَ جَمِيعًا إِنَّمَا ... يَرْحَمُ الرَّحْمَنُ مِنَّا الرُّحَمَاءْ
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نِعَمِهِ وَسَمِعْتُ عَلَى الشَّيْخِ الْعَلامَةِ الْمُسْنِدِ الأَصِيلِ سِرَاجِ الدِّينِ عُمَرَ ابْنِ الْقَاضِي جَمَالِ الدِّينِ أَبِي السُّعُودِ مُحَمَّدٍ ابْنِ قَاضِي الْقُضَاةِ أَبِي الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي السُّعُودِ بْنِ ظَهِيرَةَ الْقُرَشِيِّ الْمَكِّيِّ الشَّافِعِيِّ .... فَسَّحَ اللَّهُ فِي مُدَّتِهِ وَنَفَعَ بِهِ، الْحَدِيثَ الْمُسَلْسَلَ بِالأَوَّلِيَّةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بِهِ الْحَافِظُ تَقِيُّ الدِّينِ ابْنُ فَهْدٍ، سَمَاعًا، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ عَلَيْهِ وَرَوَيْتُهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بِهِ الإِمَامُ الْعَلامَةُ قَاضِي الْقُضَاةِ رَضِيُّ الدِّينِ أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ خَلَفٍ الْمَطَرِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مَرَّتَيْنِ الأُولَى فِي ثَانِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ عَشْرٍ وَثَمَانِ مِائَةٍ، وَالثَّانِيَةُ فِي ثَالِثِ الشَّهْرِ مِنَ السَّنَةِ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ، وَالْحَافِظَانِ زَيْنُ الدِّينِ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ الْحَسَنِ الْعِرَاقِيُّ، وَنُورُ الدِّينِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْهَيْثَمِيُّ، وَالْعَلامَةُ بُرْهَانُ الدِّينِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الأَبْنَاسِيُّ، وَالأَصِيلُ أَبُو الطَّاهِرِ شَرَفُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّطِيفِ ابْنِ الْكُوَيْكِ، وَالإِمَامُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّاصِحِ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ رَوَيْتُهُ عَنْهُمْ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا الْمُسْنِدُ صَدْرُ الدِّينِ أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَيْدُومِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْنَاهُ مِنْهُ. ح وَأَخْبَرَنَاهُ الشَّيْخُ الصَّالِحُ إِمَامُ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ أَمِينُ الدِّينِ أَبُو الْيُمْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الرَّضِيِّ إِبْرَاهِيمَ الطَّبَرِيُّ، سَمَاعًا عَلَيْهِ بِمَنْزِلِهِ بِمَكَّةَ الْمُشَرَّفَةِ مَرَّتَيْنِ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ مُسَلْسَلٍ سَمِعْتُهُ عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَيْدَةَ الشَّافِعِيُّ، وَأَبِي عَبْدُ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقِمَنِيِّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ حُدِّثْتُ بِهِ عَنْهُ، زَادَ فَقَالَ وَأَبُو الْيُمْنِ ابْنُ الْكُوَيْكِ أَيْضًا: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ لُؤْلُؤِ ابْنِ الصَّاحِبِ الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ ابْنُ الْكُوَيْكِ: وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، وَقَالَ أَبُو الْيُمْنِ: وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ رَوَيْتُهُ عَنْهُ وَأَوَّلُ حَدِيثٍ حُدِّثْتُ بِهِ عَنْهُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ نَجِيبُ الدِّينِ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَرَّانِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْنَاهُ مِنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْجَوْزِيِّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ بِسَنَدِهِ الْمَشْهُورِ، وَثَلاثَةَ أَبْيَاتٍ مِنْ نَظْمِ الْحَافِظِ أَبِي الْقَاسِمِ ابْنِ عَسَاكِرَ، بِإِسْنَادِ الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّينِ فِي فَهْرَسَتِهِ بِرِوَايَتِهِ عَنْهُ إِذْنًا مِنْ طُرُقٍ أَعْلاهَا، قَالَ: أَنْشَدَنِي الإِمَامُ أَبُو الْيُمْنِ أَمِينُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الطَّبَرِيُّ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنِ يُوسُفَ بْنِ الْمِصْرِيِّ، قَالَ: أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ ابْنُ بِنْتِ الْجُمَّيْزِيِّ، قَالَ: أَنْشَدَنَا الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَسَاكِرَ، لِنَفْسِهِ، وَهُوَ أَوَّلُ شِعْرٍ رَوَيْتُهُ عَنْهُ، قَالَ:
بَادِرْ إِلَى الْخَيْرِ يَا ذَا اللُّبِّ مُغْتَنِمَا ... وَلا تَكُنْ عَنْ قَلِيلِ الْخَيْرِ مُحْتَشِمًا
وَاشْكُرْ لِمَوْلاكَ مَا أَوْلاكَ مِنْ نِعَمٍ ... فَالشُّكْرُ يَسْتَجْلِبُ الإِفْضَالَ وَالْكَرَمَا
وَارْحَمْ بِقَلْبِكَ خَلْقَ اللَّهِ وَارْعَهُمُ ... فَإِنَّمَا يَرْحَمُ الرَّحْمَنُ مَنْ رَحِمَا
وَبَيْتَيْنِ مِنْ نَظْمِ الْعَلامَةِ بُرْهَانِ الدِّينِ إِبْرَاهِيمَ الْقِيرَاطِيِّ، قَالَ: أَنْشَدَنَاهُمَا الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ ابْنُ فَهْدٍ، إِذْنًا، وَهُوَ أَوَّلُ شِعْرٍ رَوَيْتُهُ عَنْهُ، قَالَ: أَنْشَدَنِي الإِمَامُ نُورُ الدِّينِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَلامَةَ السُّلَمِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَالْعَلامَةُ شَمْسُ الدِّينِ مُحَمَّدٌ أَبُو الْخَيْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَزَرِيِّ، مَرَّاتٍ الأُولَى مِنْ لَفْظِهِ فِي ثَانِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ بِسَطْحِ بِئْرِ زَمْزَمَ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَهُوَ أَوَّلُ شِعْرٍ أَنْشَدَنِيهِ كُلٌّ مِنْهُمَا لِلْقِيرَاطِيِّ، قَالا: أَنْشَدَنَا الْعَلامَةُ بُرْهَانُ الدِّينِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَسْكَرٍ الْقِيرَاطِيُّ الشَّافِعِيُّ، سَمَاعًا، قَالَ ابْنُ سَلامَةَ مِنْ لَفْظِهِ لِنَفْسِهِ سَمَاعًا، وَهُوَ أَوَّلُ كُتُبِهِ وَرَوَيْتُهُ عَنْهُ، وَقَالَ ابْنُ الْجَزَرِيِّ بِدَارِ الْحَدِيثِ الظَّاهِرِيَّةِ دَاخِلَ دِمَشْقَ بَعْدَ سَمَاعِ الْحَدِيثِ الْمُسَلْسَلِ بِالأَوَّلِيَّةِ مِنْهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ، وَلَعَلَّهُ أَوَّلُ شِعْرٍ لَهُ سَمِعْتُهُ مِنْ لَفْظِهِ، قَالَ:
لِي فِيكَ حُبٌّ أَوَّلٌ ... أَرْوِيهِ مِنْ طُرُقٍ عَلِيَّهْ
وَحَدِيثُ حُبِّي فِي هَوَاكَ ... مُسَلْسَلٌ بِالأَوَّلِيَّهْ
وَبَيْتَيْنِ مِنْ نَظْمِ الْحَافِظِ زَيْنِ الدِّينِ الْعِرَاقِيِّ، قَالَ: أَنْشَدَنِيهِمَا الْحَافِظُ تَقِيُّ الدِّينِ ابْنُ فَهْدٍ، إِذْنًا، قَالَ: أَنْشَدَنِي الْعَلامَةُ الْحَافِظُ قَاضِي الْقُضَاةِ وَلِيُّ الدِّينِ أَبُو زُرْعَةَ أَحْمَدُ ابْنُ الْحَافِظِ زَيْنِ الدِّينِ الْعِرَاقِيِّ، مِنْ لَفْظِهِ فِي مُسْتَهَلِّ ذِي الْحَجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَثَمَانِ مِائَةٍ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَهُوَ أَوَّلُ شِعْرٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ لِوَالِدِهِ، قَالَ: أَنْشَدَنِي الإِمَامُ وَالِدِي رَحِمَهُ اللَّهُ لِنَفْسِهِ، وَهُوَ أَوَّلُ شِعْرٍ أَنْشَدَهُ فِي أَمَالِيهِ وَأَرْوِيهِمَا عَنْهُ كِتَابَةً، وَهُوَ أَوَّلُ شِعْرٍ أَرْوِيهِ عَنْهُ، قَالَ:
إِنْ كُنْتَ لا تَرْحَمُ الْمِسْكِينَ إِنْ عَدِمَا ... وَلا الْفَقِيرَ إِذَا يَشْكُو لَكَ الْعَدَمَا
فَكَيْفَ تَرْجُو مِنَ الرَّحْمَنِ رَحْمَتَهُ ... وَإِنَّمَا يَرْحَمُ الرَّحْمَنُ مَنْ رَحِمَا
وَبَيْتَيْنِ مِنْ نَظْمِ الْحَافِظِ زَيْنِ الدِّينِ الْعِرَاقِيِّ، قَالَ: أَنْشَدَنِيهِمَا التَّقِيُّ ابْنُ فَهْدٍ، مُشَافَهَةً، قَالَ: أَنْشَدَنِي قَاضِي الْقُضَاةِ وَلِيُّ الدِّينِ الْعِرَاقِيُّ مِنْ لَفْظِهِ فِي شَهْرِ ذِي الْحَجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَثَمَانِ مِائَةٍ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ لِنَفْسِهِ، وَهُوَ أَوَّلُ شِعْرٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ:
إِنْ تُرِدْ رَحْمَةً وَاسِعَهْ ... فِي الدُّنْيَا ثُمَّ فِي الْقَارِعَهْ
فَارْحَمِ الْخَلْقَ طُرًّا تَجِدْ ... رَاحِمًا رَحْمَةً وَاسِعَهْ
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَأَنْشَدَنِي صَاحِبُنَا جَمَالُ الدِّينِ مُحَمَّدٌ ابْنُ شَيْخِنَا أَبِي كَثِيرٍ الْحَضْرَمِيُّ الْمَكِّيُّ الشَّافِعِيُّ، مِنْ لَفْظِهِ لِوَالِدِهِ الْمَذْكُورِ:
مَنْ كَانَ يَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مُشَاهِدٍ ... فِعْلَ الإِلَهِ فَمَا لَهُ أَنْ يَغْضَبَا
وَأَنْشَدَنِي الْعَلامَةُ الْمُفَنِّنُ عَيْنُ الْمُدَرِّسِينَ الآنَ بِمَكَّةَ الْمُشَرَّفَةِ شِهَابُ الدِّينِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ النُّشَيْلِيُّ الْمَكِّيُّ الشَّافِعِيُّ، مِنْ لَفْظِهِ لِغَيْرِهِ:
لِي سَادَةٌ مِنْ عِزِّهِمْ ... أَقْدَامُهُمْ فَوْقَ الْجِبَاهْ
إِنْ لَمْ أَكُنْ مِنْهُمْ فَلِي ... فِي حُبِّهِمْ عِزٌّ وَجَاهْ
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نِعَمِهِ(1/75)
الْمُسَلْسَلُ بِيَوْمِ الْعِيدِ (75) -[-10] وَسَمِعْتُ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلانَا الإِمَامِ الْعَلامَةِ قَاضِي الْقُضَاةِ شَيْخِ الإِسْلامِ جَلالِ الدِّينِ أَبِي السَّعَادَاتِ مُحَمَّدٍ ابْنِ الْعَلامَةِ قَاضِي الْمُسْلِمِينَ شِهَابِ الدِّينِ أَحْمَدَ ابْنِ قَاضِي الْقُضَاةِ شَيْخِ النُّحَاةِ مُحْيِي الدِّينِ أَبِي الْمَفَاخِرِ عَبْدِ الْقَادِرِ ابْنِ أَبِي الْقَاسِمِ ابْنِ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُعْطِي الأَنْصَارِيِّ الْخَزْرَجِيِّ الْمَكِّيِّ الْمَالِكِيِّ، فَسَّحَ اللَّهُ فِي مُدَّتِهِ وَنَفَعَنَا بَرَكَةَ عُلُومِهِ، الْمُسَلْسَلَ بِيَوْمِ الْعِيدِ، فَقَالَ: أَخْبَرَنَا بِهِ الْحَافِظُ نَجْمُ الدِّينِ عُمَرُ ابْنُ شَيْخِنَا الْحَافِظِ تَقِيِّ الدِّينِ ابْنِ فَهْدٍ الْهَاشِمِيُّ الْمَكِّيُّ، سَمَاعًا عَلَيْهِ بِقِرَاءَةِ أَبِي الْفَضْلِ شِهَابِ الدِّينِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ ابْنِ الإِمَامِ الدِّمَشْقِيِّ الشَّافِعِيِّ، فِي يَوْمِ عِيدِ الْفِطْرِ بَيْنَ الصَّلاةِ وَالْخُطْبَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَثَمَانِ مِائَةٍ بِحِجْرِ إِسْمَاعِيلَ مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بِهِ الْمَشَايِخُ السِّتَّةُ الْمُسْنِدُ الْجَلِيلُ الأَصِيلُ الْخَطِيبُ كَمَالُ الدِّينِ أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدٌ ابْنُ الْعَلامَةِ قَاضِي الْقُضَاةِ شِهَابِ الدِّينِ أَحْمَدَ بْنِ ظَهِيرَةَ الْمَخْزُومِيُّ الْمَكِّيُّ الشَّافِعِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، بِقِرَاءَةِ وَالِدَيَّ تَغَمَّدَهُمَا اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ، فِي يَوْمِ عِيدِ الْفِطْرِ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بَيْنَ الصَّلاةِ وَالْخُطْبَةِ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ وَثَمَانِ مِائَةٍ، وَالْمُسْنِدُ شَمْسُ الدِّينِ أَبُو الْمَعَالِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ الصَّالِحِيُّ الْمَكِّيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِزِيَارَةِ دَارِ النَّدْوَةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بَيْنَ عِيدِ الأَضْحَى وَعِيدِ الْفِطْرِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ، وَالْعَلامَةُ أَصْمَعِيُّ زَمَانِهِ قَاضِي الأَقْضِيَةِ مَجْدُ الدِّينِ أَبُو الطَّاهِرِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَيْرُوزَابَادِيُّ، إِجَازَةً فِيمَا بَيْنَ عِيدِ الْفِطْرِ وَعِيدِ الأَضْحَى سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَثَمَانِ مِائَةٍ، وَالْعَلامَةُ الْحَافِظُ قَاضِي الْقُضَاةِ جَمَالُ الدِّينِ أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ظَهِيرَةَ الْقُرَشِيُّ الْمَكِّيُّ الشَّافِعِيُّ، دَوَّنَهُ الْمُسْنِدُ الْجَلِيلُ ظَهِيرُ الدِّينِ أَبُو بَكْرٍ ظَهِيرَةُ بْنُ حُسَيْنٍ الْقُرَشِيُّ، وَالْعَلامَةُ نُورُ الدِّينِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَلامَةَ السُّلَمِيُّ، إِجَازَةً مِنْهُمْ فِيمَا بَيْنَ الْعِيدَيْنِ، قَالُوا: أنا بِهِ الْفَقِيهُ الْمُسْنِدُ جَمَالُ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُعْطِي الأَنْصَارِيُّ، قَالَ الصَّالِحِيُّ: إِجَازَةً، وَقَالَ الْبَاقُونَ: سَمَاعًا فِي يَوْمِ عِيدِ الْفِطْرِ بَعْدَ الصَّلاةِ وَالْخُطْبَةِ، قَالَ: أنا زَيْنُ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ ابْنِ أَمِينِ الدَّوْلَةِ الْمِصْرِيُّ الْحَنَفِيُّ، فِي يَوْمِ الأَضْحَى بَيْنَ الصَّلاةِ وَالْخُطْبَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَسَبْعِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ ظَافِرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَتُّوحِ بْنِ رَوَّاجٍ الْمِصْرِيُّ، سَمَاعًا فِي يَوْمِ عِيدِ الأَضْحَى بَيْنَ الصَّلاةِ وَالْخُطْبَةِ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، أنا فَخْرُ الدِّينِ عُثْمَانُ التَّوْزَرِيُّ الْمَالِكِيُّ، سَمَاعًا بَعْدَ الصَّلاةِ وَالْخُطْبَةِ مِنْ يَوْمِ عِيدِ فِطْرٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، عُرِفَ بِابْنِ بِنْتِ الْجُمَّيْزِيِّ، سَمَاعًا فِي يَوْمِ عِيدِ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى، قَالَ: أنا الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّلَفِيُّ، سَمَاعًا فِي يَوْمِ عِيدِ الأَضْحَى بَيْنَ الصَّلاةِ وَالْخُطْبَةِ، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ الآبَنُوسِيُّ، بِبَغْدَادَ فِي يَوْمِ عِيدِ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى، قَالَ: أنا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ، فِي يَوْمِ عِيدِ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى بَيْنَ الصَّلاةِ وَالْخُطْبَةِ، قَالَ: أنا ابْنُ الْغِطْرِيفِ، فِي يَوْمِ عِيدِ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ ذَاهِبٍ، فِي يَوْمِ عِيدِ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى بَيْنَ الصَّلاةِ وَالْخُطْبَةِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ فِرَاسٍ الْبَصْرِيُّ، فِي يَوْمِ عِيدِ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى، قَالَ: ثنا بِشْرٌ الْكُوفِيُّ، فِي يَوْمِ عِيدِ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى، قَالَ: ثنا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، فِي يَوْمِ عِيدِ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، فِي يَوْمِ عِيدِ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى، قَالَ: ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، فِي يَوْمِ عِيدِ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى، قَالَ: ثنا عَطَاءُ ابْنُ أَبِي رَبَاحٍ، فِي يَوْمِ عِيدِ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى، قَالَ: ثنا ابْنُ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي يَوْمِ عِيدِ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى، قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عِيدِ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: " يَأَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ أَصَبْتُمْ خَيْرًا فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْصَرِفَ فَلْيَنْصَرِفْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُقِيمَ حَتَّى يَشْهَدَ الْخُطْبَةَ فَلْيَقُمْ ".صَحَّ ذَلِكَ وَثَبَتَ بَعْدَ صَلاةِ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ عِيدِ الْفِطْرِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَتِسْعِ مِائَةٍ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فِي قُرْبِ بَابِ إِبْرَاهِيمَ تِجَاهَ بَيْتِ الْمُلْكِ الْعَلامِ بِقِرَاءَةِ صَاحِبِنَا الْمُحَدِّثِ الْمُفِيدِ جَارِ اللَّهِ وَلَدِ شَيْخِنَا الْحَافِظِ عِزِّ الدِّينِ بْنِ فَهْدٍ الْهَاشِمِيِّ الْمَكِّيِّ، وَسَمِعَ الْقِرَاءَةَ وَلَدُ الْمِسْمَعِ الْعَلامَةُ الْمُفَنِّنُ شَرَفُ الدِّينِ أَبُو الْقَاسِمِ مُحَمَّدٌ، وَالْمُشْتَغِلُ الْمُحَصِّلُ الْجُنَيْدُ بْنُ ..... ، وَأَجَازَ الْمِسْمَعُ فَسَّحَ اللَّهُ فِي مُدَّتِهِ عَوَالِيَ الْقَارِئِ لِمَنْ قَرَأَهُ وَسَمِعَهُ، قَالَ ذَلِكَ وَكَتَبَهُ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيُّ الشَّمَّاعُ الشَّافِعِيُّ، حَامِدًا مُصَلِّيًا مُسَلِّمًا الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نِعَمِهِ(1/76)
الْحَدِيثُ الْمُسَلْسَلُ بِالسَّادَةِ الصُّوفِيَّةِ (76) -[-10] وَقَرَأْتُ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلانَا الْعَالِمِ الصَّالِحِ شَمْسِ الدِّينِ مُحَمَّدٍ الْمَغْرِبِيِّ الطَّرَابُلُسِيِّ الرُّعَيْنِيِّ الْمَالِكِيِّ الصُّوفِيِّ، نَزِيلِ مَكَّةَ الْمُشَرَّفَةِ، وَشَيْخِ رِبَاطِ الْمُوَفَّقِ بِهَا الْمَعْرُوفِ الآنَ بِالْمَغَارِبَةِ، فَسَّحَ اللَّهُ فِي مُدَّتِهِ وَنَفَعَ الْمُسْلِمِينَ بِبَرَكَتِهِ، الْحَدِيثَ الْمُسَلْسَلَ بِالسَّادَةِ الصُّوفِيَّةِ ذِي الأَنْفَاسِ الْعَاطِرَةِ وَالطَّرِيقَةِ الْمَرْضِيَّةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بِهِ الشَّيْخُ الْمُسْنِدُ شَمْسُ الدِّينِ مُحَمَّدٌ ابْنُ الْمُحَدِّثِ نَاصِرِ الدِّينِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمَرَاغِيُّ الْمَدَنِيُّ الشَّهِيرُ بِالْكَنْجِيِّ، شَفَاهًا إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، قَالَ: أَخْبَرَنَا بِهِ عَمِّي الْعَلامَةُ الْعَارِفُ بِاللَّهِ تَعَالَى شَرَفُ الدِّينِ أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَرَاغِيُّ الْمَدَنِيُّ، إِذْنًا، قَالَ: أَخْبَرَنَا الإِمَامَانِ جَمَالُ الدِّينِ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَجَنْدِيُّ الْمَدَنِيُّ الْحَنَفِيُّ، وَكَانَ فِي الدِّينِ وَالْعِلْمِ بِمَكَانٍ تَصَدَّى لِلإِرْشَادِ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَقَاضِي الأَقْضِيَةِ مَجْدُ الدِّينِ أَبُو الطَّاهِرِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْفَيْرُوزَابَادِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِمَا مُفْتَرِقَيْنِ، قَالا: أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ صَلاحُ الدِّينِ أَبُو سَعِيدٍ خَلِيلُ بْنُ كَيْكَلْدِيٍّ الْعَلائِيُّ، شَيْخُ الصَّلاحِيَّةِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَقُدْوَةُ الصُّوفِيَّةِ فِي زَمَانِهِ، قَالَ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الأَسَدِيُّ الْحَلَبِيُّ الصُّوفِيُّ، بِقِرَاءَتِي، قَالَ: أنا أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ مَحْمُودٍ السَّاوِيُّ الصُّوفِيُّ، أنا الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّلَفِيُّ الصُّوفِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَسْوَارِيُّ الصُّوفِيُّ، بِأَصْبَهَانَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ شُجَاعٍ الْمَصْقَلِيُّ الصُّوفِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمُذَكِّرُ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ الْمَزِيدِيُّ الصُّوفِيُّ، قَالَ: حَضَرْتُ مَجْلِسَ الْجُنَيْدِ بِبَغْدَادَ فَسَمِعْتُهُ قَالَ: ثنا السَّرِيُّ بْنُ مُغَلِّسٍ السَّقَطِيُّ، ثنا مَعْرُوفٌ الْكَرْخِيُّ، ثنا مَعْبُد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَابِدُ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ: " طَلَبُ الْحَقِّ فَرِيضَةٌ " الْحَمْدُ لِلَّهِ(1/77)
الْمُسَلْسَلُ بِالْمَالِكِيَّةِ (77) -[-10] وَقَرَأْتُ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلانَا قَاضِي الْقُضَاةِ شَيْخِ الإِسْلامِ جَلالِ الدِّينِ أَبِي السَّعَادَاتِ مُحَمَّدٍ ابْنِ الْعَلامَةِ قَاضِي الْمُسْلِمِينَ شِهَابِ الدِّينِ أَحْمَدَ ابْنِ قَاضِي الْقُضَاةِ شَيْخِ النُّحَاةِ مُحْيِي الدِّينِ أَبِي الْمَفَاخِرِ عَبْدِ الْقَادِرِ ابْنِ أَبِي الْقَاسِمِ ابْنِ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُعْطِي الأَنْصَارِيِّ الْخَزْرَجِيِّ الْمَكِّيِّ الْمَالِكِيِّ، فَسَّحَ اللَّهُ فِي مُدَّتِهِ وَنَفَعَنَا بِبَرَكَةِ عُلُومِهِ، الْحَدِيثَ الْمُسَلْسَلَ بِالسَّادَةِ الْمَالِكِيَّةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بِهِ جَدِّي شَيْخُ النُّحَاةِ قَاضِي الْمَالِكِيَّةِ مُحْيِي الدِّينِ أَبُو الْمَفَاخِرِ ابْنُ أَبِي الْقَاسِمِ ابْنِ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَالِكِيُّ، شَفَاهًا، عَنِ الْحَافِظِ مُؤَرِّخِ مَكَّةَ وَقَاضِيهَا تَقِيِّ الدِّينِ أَبِي الطَّيِّبِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَسَنِيِّ الْفَاسِيِّ الْمَالِكِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ الْحُجَّةُ قَاضِي الْقُضَاةِ بَدْرُ الدِّينِ أَبُو الْبَقَاءِ بَهْرَامُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّمِيرِيُّ ثُمَّ الْقَاهِرِيُّ الْمَالِكِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْخُ الْمَذْهَبِ الْعَلامَةُ ضِيَاءُ الدِّينِ خَلِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى الْقَاهِرِيُّ الْمَالِكِيُّ الضَّرِيرُ الشَّهِيرُ بِالْجُنْدِيِّ، إِذْنًا، عَنِ الإِمَامِ الزَّاهِدِ وَلِيٍّ بِاللَّهِ تَعَالَى أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُنُوفِيِّ الْقَاهِرِيِّ الْمَالِكِيِّ، عَنِ الْعَلامَةِ الزَّاهِدِ الْمُحَقِّقِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ عَائِذٍ الدَّانَرْغِيِّ الْمَالِكِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بِهِ الْعَلامَةُ قَاضِي الْقُضَاةِ زَيْنُ الدِّينِ أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَلْدُونَ الإِشْبِيلِيُّ ثُمَّ الْقَاهِرِيُّ الْمَالِكِيُّ، إِذْنًا، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ الْوَادِيَاشِيُّ الْمَالِكِيُّ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الطَّائِيِّ الْمَالِكِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَاضِي الْجَمَاعَةِ أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بَقِيٍّ الْمَالِكِيُّ. ح قَالَ أَبُو جَابِرٍ: وَأَخْبَرَنَا قَاضِي الْجَمَاعَةِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْغَمَّازِ الْمَالِكِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى الْكَلاعِيُّ الْمَالِكِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ زَرْقُونَ الْمَالِكِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَوْلانِيُّ الْمَالِكِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ اللَّخْمِيُّ الْمَعَافِرِيُّ الْمَالِكِيُّ، قَالَ هُوَ وَابْنُ بَقِيٍّ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ مَوْلَى ابْنِ الطَّلاعِ الْمَالِكِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ يُونُسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغِيثٍ الصَّفَّارُ الْمَالِكِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عِيسَى يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى الْمَالِكِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بِهِ أَبِي عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ جَدِّي الإِمَامِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِمَامُ دَارِ الْهِجْرَةِ الْمُجْتَهِدُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ الأَصْبَحِيُّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ قَالَ: " كُنَّا نُصَلِّي الْعَصْرَ ثُمَّ يَذْهَبُ الذَّاهِبُ إِلَى قُبَاءٍ، فَيَأْتِيهِمْ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ " الْحَمْدُ لِلَّهِ(1/78)
الْحَدِيثُ الْمُسَلْسَلُ بِالْحَنَابِلَةِ (78) -[-10] وَقَرَأْتُ عَلَى الشَّيْخِ الْعَلامَةِ الصَّالِحِ مُفْتِي الْحَنَابِلَةِ وَمُدَرِّسِهِمْ شِهَابِ الدِّينِ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَنْصُورٍ الشُّوَيْكِيِّ ثُمَّ الصَّالِحِيِّ الدِّمَشْقِيِّ الْحَنْبَلِيِّ، نَفَعَ اللَّهُ بِهِ، الْحَدِيثَ الْمُسَلْسَلَ بِالْحَنَابِلَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بِهِ الشَّيْخُ الْعَلامَةُ مُحَدِّثُ الشَّامِ وَمُؤَرِّخُهَا جَمَالُ الدِّينِ يُوسُفُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي الصَّالِحِيُّ الْحَنْبَلِيُّ الشَّهِيرُ بِابْنِ الْمُبَرِّدِ، شَفَاهًا إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، قَالَ: أنا بِهِ الْمَشَايِخُ الثَّلاثَةُ جَدِّي الْعَلامَةُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْهَادِي، وَالْقَاضِي نِظَامُ الدِّينِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُفْلِحٍ، وَالْمُسْنِدُ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ الطَّحَّانِ الصَّالِحِيُّونَ الْحَنْبَلِيُّونَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ الْمُحِبِّ الصَّالِحِيُّ الْحَنْبَلِيُّ، زَادَ الأَوَّلُ وَالأَخِيرُ فَقالا: وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّالِحِيُّ الْحَنْبَلِيُّ، قَالا: أَخْبَرَنَا شَيْخُ الْحَنَابِلَةِ الْعَلامَةُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَلِيمِ ابْنِ تَيْمِيَةَ الْحَنْبَلِيُّ، وَغَيْرُهُ قَالُوا: أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ الْبَكْرِيُّ الْحَنْبَلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ حَنْبَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَرَجِ الرُّصَافِيُّ الْحَنْبَلِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُصَيْنِ الشَّيْبَانِيُّ الْحَنْبَلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ ابْنِ الْقَطِيعِيِّ الْحَنْبَلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ الْحَنْبَلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي إِمَامُ الْفُقَهَاءِ الْحَنَابِلَةِ الْحُجَّةُ الْمُجْتَهِدُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلِ بْنِ هِلالٍ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الإِمَامُ الْمُجْتَهِدُ عَالِمُ قُرَيْشٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِمَامُ دَارِ الْهِجْرَةِ الْحُجَّةُ الْمُجْتَهِدُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ الأَصْبَحِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَقِيهُ نَافِعٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَقِيهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِ فُقَهَاءِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَنَهَى عَنِ النَّجْشِ، وَنَهَى عَنْ حَبَلِ الْحَبَلَةِ، وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الْمُزَابَنَةِ، وَقَالَ: لا تَبِعِ التَّمْرَ بِالتَّمْرِ كَيْلا، وَبِعِ الْكَرْمَ بِالزَّبِيبِ كَيْلا " الْحَمْدُ لِلَّهِ(1/79)
الْمُسَلْسَلُ بِالْحَنَفِيَّةِ (79) -[-10] وَقَرَأْتُ عَلَى الشَّيْخِ الْعَلامَةِ الأَصِيلِ الْقُدْوَةِ الْجَلِيلِ نُورِ الدِّينِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمُرْشِدِيِّ الأَنْصَارِيِّ الْمَكِّيِّ الْحَنَفِيِّ، مَتَّعَ اللَّهُ بِحَيَاتِهِ، الْحَدِيثَ الْمُسَلْسَلَ بِالْفُقَهَاءِ الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بِهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الشُّيُوخِ مِنْهُمُ الْعَلامَةُ الْحُجَّةُ قَاضِي الْقُضَاةِ جَمَالُ الدِّينِ أَبُو الْمُنَجَّا مُحَمَّدُ بْنُ قَاضِي الْقُضَاةِ بَهَاءُ الدِّينِ أَبِي الْبَقَاءِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الضِّيَاءِ الْقُرَشِيُّ الْعُمَرِيُّ الْحَنَفِيُّ، شَفَاهًا، عَنْ قَاضِي الْقُضَاةِ شَيْخِ الْمَذْهَبِ وَطِرَازِ عِلْمِهِ الْمُذْهَبِ سَعْدِ الدِّينِ أَبِي السَّعَادَاتِ سَعْدٍ ابْنِ الْقَاضِي شَمْسِ الدِّينِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ الدَّيْرِيِّ الْمَقْدِسِيِّ ثُمَّ الْقَاهِرِيِّ الْحَنَفِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بِهِ جَمَاعَةٌ مِنْهُمُ الشَّيْخُ الْعَلامَةُ كَرِيمُ الدِّينِ عَبْدُ الْكَرِيمِ ابْنُ الْقَرْمَانِيِّ الرُّومِيُّ، إِجَازَةً، عَنِ الْبُرْهَانِ الْبِلْغَارِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ الْبَحْرُ عِزُّ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْكَارِكِيُّ الْخَبَّازِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ الْبَحْرُ عِزُّ الدِّينِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبُخَارِيُّ شَارِحُ الأخسيكثيِّ، إِذْنًا، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمِّي الإِمَامُ الْمُحَقِّقُ فَخْرُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِلْيَاسَ الْمَايْمَرْغِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَلامَةُ بَدْرُ الأَئِمَّةِ بَدْرُ الدِّينِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْوَرْشَكِيُّ، قَالَ: أنا الإِمَامُ الْحُجَّةُ رُكْنُ الدِّينِ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَمِيرَدُمَهِ الْكِرْمَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا فَخْرُ الْقُضَاةِ شَمْسُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَرْشَانِيْذِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمَادُ الإِسْلامِ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّدِيدِيُّ الزَّوْزَنِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى الدَّبُّوسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ الأُسْتَاذُ الْقَاضِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الأَسْتَرَوْشَنِيُّ السَّمَرْقَنْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَقِيهُ الْعَلامَةُ إِمَامُ عَصْرِهِ أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دُنَيْفٍ النَّسَفِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ الْكَبِيرُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْكُمَارِيُّ، قَالَ: أنا الإِمَامُ الأُسْتَاذُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ السَّيْذَمُونِيُّ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ الْقُدْوَةُ أَبُو حَفْصٍ الصَّغِيرُ مُحَمَّدٌ، وَقِيلَ: عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ أَبِي حَفْصٍ الْكَبِيرُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بِهِ وَالِدِي الإِمَامُ الْمَشْهُورُ وَالْقَلَمُ الْمَنْثُورُ أَبُو حَفْصٍ الْكَبِيرُ أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ الْبُخَارِيُّ ... ، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ الْحُجَّةُ الرَّبَّانِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الإِمَامُ الْمُجْتَهِدُ الْحُجَّةُ أَبُو حَنِيفَةَ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ الْكُوفِيُّ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَنِيفَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: " مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ".قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ، قَالَ: سَارَ سَاعَةً فَعَادَ لِكَلامِهِ، فَقُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ، وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي الدَّرْدَاءِ ".قَالَ: فَكَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ كُلَّ جُمُعَةٍ عِنْدَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَيَضَعُ إِصْبَعَهُ عَلَى أَنْفِهِ وَيَقُولُ: وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي الدَّرْدَاءِ(1/80)
الْحَمْدُ لِلَّهِ
(80) -[-10] وَقَرَأْتُ عَلَى سَيِّدِنَا الشَّيْخِ الْعَلامَةِ الْمُعَمَّرِ سَعْدِ الدِّينِ مُحَمَّدٍ ابْنِ الشَّيْخِ الإِمَامِ الْعَلامَةِ شَمْسِ الدِّينِ مُحَمَّدٍ ابْنِ الشَّيْخِ الصَّالِحِ نُورِ الدِّينِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ جَمَالِ الدِّينِ يُونُسَ الذَّهَبِيِّ الشَّهِيرِ بِابْنِ الْجُنْدِيِّ الْقَاهِرِيِّ الشَّافِعِيِّ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمُ الشَّيْخَانِ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ الشَّيْخِ شِهَابِ الدِّينِ الْقَمْحِيُّ، وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ نَشْوَانُ، سَمَاعًا عَلَيْهَا لِبَعْضِ سُنَنِ الْحَافِظِ الدَّارَقُطْنِيِّ، وَإِجَازَةً للِثَّانِي فَأَقَرَّ بِهِ، قَالَ الأَوَّلُ: أنا الشَّيْخُ الْفَقِيهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْفَوِّيُّ، فَحَقَّ سَمَاعَهُ لِي جَمِيعَهُ .... ، ثُمَّ قِرَاءَةً، قَالَ: أنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْخَلاطِيُّ، سَمَاعًا، قَالَ: أنا الْحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَلَفٍ الدِّمْيَاطِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، وَقَالَتِ الشَّيْخَةُ نَشْوَانُ: أَخْبَرَنَا بِهِ نَاصِرُ الدِّينِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَلارٍ، إِجَازَةً، قَالَ: أنا بِهِ الْحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ خَلَفٍ الدِّمْيَاطِيُّ، إِجَازَةً، قَالا: أنا الْحَافِظُ أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ خَلِيلٍ الدِّمَشْقِيُّ، أنا أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْفَتْحِ الْفَرَبْرِيُّ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ أَحْمَدَ السَّرَّاجُ، أنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ، أنا الدَّارَقُطْنِيُّ. ح وَقَالَ الدِّمْيَاطِيُّ: أنا بِهِ إِجَازَةً ابْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُقَيَّرِ، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ أَحْمَدَ الشَّهْرَزُورِيِّ، عَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ ابْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ، عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ، قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، كِتَابُ الطَّهَارَةِ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ. ح وثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَلاءِ، ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ ابْنُ أَبِي السَّفَرِ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ. ح وثنا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَدْلُ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، بِوَاسِطَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ أَبُو أُسَامَةَ، وثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، ثنا حَاجِبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمَاءِ يَكُونُ بِأَرْضِ فَلاةٍ، وَمَا يَنُوبُهُ مِنَ السِّبَاعِ وَالدَّوَابِّ، فَقَالَ: " إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يُنَجِّسْهُ شَيْءٌ ".وَقَالَ ابْنُ أَبِي السَّفَرِ: " لَمْ يَحْمِلِ الْخَبَثَ ".وَقَالَ ابْنُ عَبَّادٍ مِثْلَهُ(1/81)
جُزْءٌ مِنْ رُبَاعِيَّاتِ مُسْنَدِ أَبِي عَوَانَةَ مِنْ عَوَالِيهِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
هَذَا جُزْءٌ فِيهِ أَحَادِيثُ عَدَدُهَا 17 رُبَاعِيَّاتٌ مِنَ الْمَجْلِسِ التَّاسِعِ مِنْ مُسْنَدِ أَبِي عَوَانَةَ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.
(81) -[-10] أَخْبَرَنِي بِهِ الشَّيْخُ الْعَلامَةُ شَمْسُ الدِّينِ مُحَمَّدٌ الدَّوَاخِلِيُّ ثُمَّ الْقَاهِرِيُّ، نَزِيلُ الْجَامِعِ الْعُمَرِيِّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْجَامِعِ الْمَذْكُورِ، قَالَ: أنا الْمُسْنِدُ الْمُعَمَّرُ الشَّاوِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ التَّنُوخِيِّ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيٍّ الْبَنْدَنِيجِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْخَالِقِ بْنِ الأَنْجَبِ، عَنْ أَبِي الأَسْعَدِ هِبَةِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْقُشَيْرِيِّ، أنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَحِيرِيُّ، أنا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ الإِسْفَرَائِينِيُّ، أنا خَالِي أَبُو عَوَانَةَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الإِسْفَرَائِينِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ مَلاسٍ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، ثنا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: نَادَى رَجُلٌ بِالْبَقِيعِ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَعْنِكَ إِنَّمَا دَعَوْتُ فُلانًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَلا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي "(1/82)
(82) -[-10] حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " نَادَى رَجُلٌ بِالْبَقِيعِ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "، وَحَدَّثَنَا الدَّقِيقِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ بِالْبَقِيعِ، فَنَادَى رَجُلٌ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ الرَّجُلُ: لَمْ أَعْنِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا عَنَيْتُ فُلانًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " سَمُّوا بِاسْمِي، وَلا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي "(1/83)
(83) -[-10] أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَقَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ. ح وَحَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ أَسَدٍ الْمَرْوَزِيُّ، بِبَغْدَادَ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلامٌ فَسَمَّاهُ الْقَاسِمَ، فَقُلْنَا: لا نُكَنِّيكَ أَبَا الْقَاسِمِ وَلا نُنْعِمُكَ عَيْنًا، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " سَمِّ ابْنَكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ "(1/84)
(84) -[-10] حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِشْكَابٍ، ثنا الأَنْصَارِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَبِي طَلْحَةَ وَلَهُ ابْنٌ مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ يُكَنَّى أَبَا عُمَيْرٍ، فَرُبَّمَا مَازَحَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ عَلَيْهِ يَوْمًا فَرَآهُ حَزِينًا، فَقَالَ: " مَا لِي أَرَى أَبَا عُمَيْرٍ حَزِينًا؟ " فَقَالُوا: مَاتَ نُغَيْرُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ الَّذِي كَانَ يَلْعَبُ بِهِ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟ "(1/85)
(85) -[-10] حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَشُعَيْبُ بْنُ عَمْرٍو، قَالا: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: اطَّلَعَ رَجُلٌ فِي جُحْرٍ مِنْ حُجْرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ مِدْرًى يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ، فَقَالَ: " لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْظُرُ لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ النَّظَرِ "(1/86)
(86) -[-10] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ مَلاسٍ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " لَمْ يُشِنْهُ الشَّيْبُ، وَلَكِنْ خَضَبَ أَبُو بَكْرٍ، وَخَضَبَ عُمَرُ بِالْحِنَّاءِ "(1/87)
(87) -[-10] حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ النُّمَيْرِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَالْمُقَدِّمِيُّ يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَلِيٍّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يُشْبِهُهُ "(1/88)
(88) -[-10] حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي جُحَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: رَأَيْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " نَعَمْ، وَالْحَسَنُ يُشْبِهُهُ "(1/89)
(89) -[-10] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَأَبُو الطُّفَيْلِ نَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقَالَ أَبُو الطُّفَيْلِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بَقِيَ أَحَدٌ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قُلْتُ وَرَأَيْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: كَيْفَ كَانَتْ صِفَتُهُ؟ قَالَ: " أَبْيَضَ مَلِيحًا مُقَصَّدًا "(1/90)
(90) -[-10] حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، أنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ رَبِيعَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ، وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ "(1/91)
(91) -[-10] حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: نَدَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرَ، ثُمَّ نَدَبَهُمْ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرَ، ثُمَّ نَدَبَهُمْ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ ".قَالَ لَنَا سُفْيَانُ: الْحَوَارِيُّ: النَّاصِرُ(1/92)
(92) -[-10] حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالا: ثنا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَبَشَّرَ رَسُولُ اللَّهِ خَدِيجَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، " بَشَّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لا صَخَبَ فِيهِ وَلا نَصَبَ "(1/93)
(93) -[-10] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَكَّائِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، قَالا: ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ أَبِي أَوْفَى، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: " بَشَّرَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لا صَخَبَ فِيهِ وَلا نَصَبَ "(1/94)
(94) -[-10] حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَشَّرَ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، " بَشَّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لا صَخَبَ فِيهِ وَلا نَصَبَ "(1/95)
(95) -[-10] حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، أنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الأَنْصَارِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: دُورُ بَنِي النَّجَّارِ، ثُمَّ أُخْبِرُكُمْ بِالَّذِينَ يَلُونَهُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: دُورُ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، ثُمَّ أُخْبِرُكُمْ بِالَّذِينَ يَلُونَهُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: دُورُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ أُخْبِرُكُمْ بِالَّذِينَ يَلُونَهُمْ؟ دُورُ بَنِي سَاعِدَةَ ".قَالَ: ثُمَّ أَشَارَ بِيَدِهِ، وَقَالَ يَزِيدُ: ثُمَّ رَفَعَ صَوْتَهُ وَقَالَ: " وَفِي كُلِّ دُورِ الأَنْصَارِ خَيْرٌ " آخِرُ الْمُنْتَقَى نَقَلَهُ كَمَا شَاهَدَهُ عُمَرُ الشَّمَّاعُ الْحَلَبِيُّ الشَّافِعِيُّ الأَثَرِيُّ.(1/96)
الْحَمْدُ لِلَّهِ هَذِهِ أَرْبَعُونَ حَدِيثًا رُبَاعِيَّةَ الإِسْنَادِ مِنْ عَوَالِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ انْتِقَاءَ كَاتِبِهِ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ الشَّمَّاعِ الشَّافِعِيِّ.
مِنْ كِتَابِ الإِيمَانِ (96) -[-10] حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ قُتَيْبَةُ: ثنا جَرِيرٌ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَا أَوَّلُ النَّاسِ أُشَفَّعُ فِي الْجَنَّةِ، وَأَنَا أَكْثَرُ الأَنْبِيَاءِ تَبَعًا "(1/97)
مِنْ كِتَابِ الْوُضُوءِ (97) -[-10] حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَالَ فِي الْمَسْجِدِ فَقَامَ إِلَيْهِ بَعْضُ الْقَوْمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " دَعُوهُ، لا تُزْرِمُوهُ ".قَالَ: فَلَمَّا فَرَغَ دَعَا بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَيْهِ(1/98)
مِنْ كِتَابِ الصَّلاةِ (98) -[-10] حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الَّذِي تَفُوتُهُ صَلاةُ الْعَصْرِ كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ "(1/99)
مِنْ كِتَابِ الزَّكَاةِ (99) -[-10] حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ يَحْيَى: أَخْبَرَنَا، وَقَالَ الآخَرَانِ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ كَانَ لابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا، وَلا يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ "(1/100)
(100) -[-10] حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، قَالَ يَحْيَى: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَتَشِبُّ مَعَهُ اثْنَتَانِ: الْحِرْصُ عَلَى الْمَالِ، وَالْحِرْصُ عَلَى الْعُمْرِ "(1/101)
مِنْ كِتَابِ الصِّيَامِ (101) -[-10] وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً " (102) -[-10] حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ "(1/102)
مِنْ كِتَابِ الأَشْرِبَةِ (103) -[-10] وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا حُرِمَهَا فِي الآخِرَةِ "(1/103)
(104) -[-10] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، قَالَ: ثنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا حُرِمَهَا فِي الآخِرَةِ فَلَمْ يُسْقَهَا ".قِيلَ لِمَالِكٍ: رَفَعَهُ، قَالَ: نَعَمْ(1/104)
مِنْ كِتَابِ الأَطْعِمَةِ (105) -[-10] حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أنا اللَّيْثُ. وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، قَالَ: أنا لَيْثٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لا تَأْكُلُوا بِالشِّمَالِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِالشِّمَالِ "(1/105)
(106) -[-10] حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِلَبَنٍ قَدْ شِيبَ بِمَاءٍ، وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ، وَعَنْ يَسَارِهِ أَبُو بَكْرٍ، فَشَرِبَ ثُمَّ أَعْطَى الأَعْرَابِيَّ، وَقَالَ: " الأَيْمَنَ فَالأَيْمَنَ "(1/106)
(107) -[-10] وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِلَعْقِ الأَصَابِعِ وَالصَّحْفَةِ، وَقَالَ: " إِنَّكُمْ لا تَدْرُونَ فِي أَيِّهِ الْبَرَكَةُ "(1/107)
مِنْ كِتَابِ اللِّبَاسِ (108) -[-10] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالا: ثنا إِسْمَاعِيلُ وَهُوَ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الآخِرَةِ "(1/108)
(109) -[-10] حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، كُلُّهُمْ يُخْبِرُهُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاءَ "(1/109)
مِنْ كِتَابِ الطِّبِّ (110) -[-10] حَدَّثَنَا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: ثنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ، الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ "(1/110)
(111) -[-10] وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، قَالَ: ثنا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنْ كَانَ، فَفِي الْفَرَسِ وَالْمَرْأَةِ وَالْمَسْكَنِ ".يَعْنِي الشُّؤْمَ(1/111)
مِنْ كِتَابِ الرُّؤْيَا (112) -[-10] حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: نا لَيْثٌ. ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، قَالَ: أنا اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يَكْرَهُهَا فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاثًا، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ثَلاثًا، وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ "(1/112)
(113) -[-10] وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: ثنا لَيْثٌ، وثنا ابْنُ رُمْحٍ، قَالَ: أنا اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ رَآنِي فِي النَّوْمِ فَقَدْ رَآنِي، إِنَّهُ لا يَنْبَغِي لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَمَثَّلَ فِي صُورَتِي ".وَقَالَ: " إِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ فَلا يُخْبِرْ أَحَدًا بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِهِ فِي الْمَنَامِ "(1/113)
بَابُ فَضَائِلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ (114) -[-10] وَحَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْعَتَكِيُّ، قَالَ: ثنا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، قَالَ: ثنا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَعَا بِمَاءٍ فَأُتِيَ بِقَدَحٍ رَحْرَاحٍ، فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَتَوَضَّئُونَ، فَحَزَرْتُ مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى الثَّمَانِينَ، قَالَ: " فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى الْمَاءِ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ "(1/114)
(115) -[-10] وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: ثنا زَائِدَةُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدَبًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ "(1/115)
مِنْ فَضَائِلِ عُمَرَ (116) -[-10] وَحَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَعَمْرٍو، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا دَارًا أَوْ قَصْرًا فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ ".فَبَكَى عُمَرُ وَقَالَ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، أَوَعَلَيْكَ يُغَارُ؟(1/116)
مِنْ فَضَائِلِ خَدِيجَةَ (117) -[-10] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: ثنا أَبِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى: أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَشَّرَ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، " بَشَّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لا صَخَبَ فِيهِ وَلا نَصَبَ "(1/117)
مِنْ فَضَائِلِ عَائِشَةَ (118) -[-10] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ بِلالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى الطَّعَامِ "(1/118)
مِنْ كِتَابِ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ (119) -[-10] حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لا تَبَاغَضُوا، وَلا تَحَاسَدُوا، وَلا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثِ لَيَالٍ "(1/119)
(120) -[-10] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، قَالَ: ثنا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أَعْرَابيًّا قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ قَالَ: حُبَّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، قَالَ: " أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ "(1/120)
مِنْ كِتَابِ النَّذْرِ (121) -[-10] حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِي، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ "(1/121)
مِنْ كِتَابِ الْعِلْمِ (122) -[-10] حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: ثنا أَبُو التَّيَّاحِ، قَالَ: ثنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ وَيَثْبُتَ الْجَهْلُ وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ وَيَظْهَرَ الزِّنَا "(1/122)
مِنْ كِتَابِ الذِّكْرِ وَالدَّعَوَاتِ (123) -[-10] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: ثنا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمْ فِي الدُّعَاءِ، وَلا يَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي، فَإِنَّ اللَّهَ لا مُسْتَكْرِهَ لَهُ "(1/123)
(124) -[-10] حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لا بُدَّ مُتَمَنِيًّا فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَياةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي "(1/124)
(125) -[-10] حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنا أَبُو مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ أَقُولُ حِينَ أَسْأَلُ رَبِّي؟ قَالَ: " قُلِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي، وَيَجْمَعُ أَصَابِعَهُ إِلا الإِبْهَامَ، فَإِنَّ هَؤُلاءِ تَجْمَعُ لَكَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ "(1/125)
(126) -[-10] حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَجَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ جَعْفَرٌ: ثنا، وَقَالَ يَحْيَى: أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادٍ، عَنْ إِيَادٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " كَيْفَ تَقُولُونَ بِفَرَحِ رَجُلٍ انْفَلَتَتْ مِنْهُ رَاحِلَتُهُ تَجُرُّ زِمَامَهَا بِأَرْضٍ قَفْرٍ لَيْسَ بِهَا طَعَامٌ وَلا شَرَابٌ، وَعَلَيْهَا لَهُ طَعَامٌ وَشَرَابٌ، فَطَلَبَهَا حَتَّى شَقَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ مَرَّتْ بِجِذْلِ شَجَرَةٍ، فَتَعَلَّقَ زِمَامُهَا فَوَجَدَهَا مُتَعَلِّقَةً بِهِ؟ " قُلْنَا: شَدِيدًا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَمَا وَاللَّهِ لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنَ الرَّجُلِ بِرَاحِلَتِهِ "(1/126)
(127) -[-10] حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى حَتَّى انْتَفَخَتْ قَدَمَاهُ، فَقِيلَ لَهُ: أَتُكَلَّفُ هَذَا وَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ فَقَالَ: " أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا "(1/127)
مِنْ كِتَابِ صِفَةِ الْقَبْرِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ (128) -[-10] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، وَحُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ "(1/128)
(129) -[-10] حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِي، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنَ الْغُرْفَةَ فِي الْجَنَّةِ كَمَا تَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ فِي السَّمَاءِ ".قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ النُّعْمَانَ ابْنَ أَبِي عَيَّاشٍ فَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: " كَمَا تَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ فِي الأُفُقِ الشَّرْقِيِّ أَوِ الْغَرْبِيِّ "(1/129)
(130) -[-10] حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَسُوقًا يَأْتُونَهَا كُلَّ جُمُعَةٍ، فَتَهُبُّ رِيحُ الشَّمَالِ فَتَحْثُو فِي وُجُوهِهِمْ وَثِيَابِهِمْ، فَيَزْدَادُونَ حُسْنًا وَجَمَالا، فَيَرْجِعُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ وَقَدِ ازْدَادُوا حُسْنًا وَجَمَالا، فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُوهُمْ: وَاللَّهِ لَقَدِ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالا، فَيَقُولُونَ: وَأَنْتُمْ وَاللَّهِ لَقَدِ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالا "(1/130)
(131) -[-10] وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ، إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، يُقَالُ: هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(1/131)
كِتَابُ الْفِتَنِ (132) -[-10] حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: ثنا لَيْثٌ. ح وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، قَالَ: أنا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُسْتَقْبِلٌ الْمَشْرِقَ وَيَقُولُ: " أَلا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا، أَلا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا، مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ "(1/132)
(133) -[-10] حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلا كِسْرَى بَعْدَهُ " (134) -[-10] حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ يَحْيَى: أنا، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: ثنا أَبُو الأَحْوَصِ. ح وَحَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، كِلاهُمَا، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابُونَ ".وَزَادَ فِي حَدِيثِ أَبِي الأَحْوَصِ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: نَعَمْ مِنْ كِتَابِ الزُّهْدِ وَالرَّقَائِقِ(1/133)
(135) -[-10] حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، كِلاهُمَا، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ يَحْيَى: أنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلاثَةٌ، فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى وَاحِدٌ، يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى عَمَلُهُ "
آخِرُ الْجُزْءِ الْمُشْتَمِلِ عَلَى الأَرْبَعِينَ الْعَوَالِي، انْتِقَاءَ كَاتِبِهِ عُمَرَ الشَّمَّاعِ الشَّافِعِيِّ الْحَلَبِيِّ، عَفَا اللَّهُ عَنْهُ.(1/134)
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نِعَمِهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا جُزْءٌ فِيهِ مُنْتَقًى مِنْ كِتَابِ الصَّمْتِ لِلْحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا الْقُرَشِيِّ بِانْتِقَاءِ كَاتِبِهِ. أَخْبَرَنِي بِهِ الشَّيْخَانِ الْمُعَمَّرَانِ الْجَلِيلانِ مَجْدُ الدِّينِ الْقَلْقَشَنْدِيُّ الْقَاهِرِيُّ، وَالْمُحِبُّ الْعَلَوِيُّ خَطِيبُ مَكَّةَ الْمُشَرَّفَةِ، قَالا: أنا الْحَافِظُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَلِيلٍ الْحَلَبِيُّ، أنا قِرَاءَةً الْمُسْنِدُ الرِّحْلَةُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ الْحَرَّاوِيُّ، بِإِجَازَتِهِ، عَنِ الْحَافِظِ شَرَفِ الدِّينِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ خَلَفٍ الدِّمْيَاطِيِّ، أنا بِجَمِيعِ الْكِتَابِ سَمَاعًا عَلَيْهِ الشَّيْخُ الصَّالِحُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ ابْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ الْمُقَيَّرِ الْبَغْدَادِيُّ الْحَنْبَلِيُّ، أنا الشَّيْخَةُ الْكَاتِبَةُ فَخْرُ النِّسَاءِ شُهْدَةُ بِنْتُ أَبِي نَصْرٍ أَحْمَدَ بْنِ الْفَرَجِ الإِبَرِيِّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِا وَأَنَا أَسْمَعُ، وَالْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ السَّلامِيُّ، وَأَبُو الْكَرَمِ الْمُبَارَكُ بْنُ الْحَسَنِ الشَّهْرَزُورِيُّ، وَأَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ السَّلامِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْمُبَارَكُ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ السَّرَّاجُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ التَّعَاوِيذِيِّ، وَالرَّئِيسُ أَبُو مَنْصُورٍ مَسْعُودُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، إِجَازَةً مِنْ كُلٍّ مِنْهُمْ، قَالُوا: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ، قَالَ: أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ الْبَرْذَعِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا:
حِفْظُ اللِّسَانِ وَفَضْلُ الصَّمْتِ (136) -[-10] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، قَالا: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلامِ بِأَمْرٍ لا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ، قَالَ: " قُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ ".قُلْتُ: فَمَا أَتَّقِي؟ قَالَ: فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى لِسَانِهِ(1/135)
(137) -[-10] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، وَسَعْدَوَيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا النَّجَاةُ؟ قَالَ: " أَمْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ "(1/136)
(138) -[-10] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي حَازِمٍ الْمَدَنِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ يَتَوَكَّلْ لِي بِمَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَرِجْلَيْهِ أَتَوَكَّلُ لَهُ بِالْجَنَّةِ "(1/137)
(139) -[-10] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، وَعَمِّي، عَنْ جَدِّي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ، قَالَ: تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ. وَسُئِلَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ، قَالَ: الأَجْوَفَانِ: الْفَمُ وَالْفَرْجُ "(1/138)
(140) -[-10] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْعَسْقَلانِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَسْوَدُ بْنُ أَصْرَمَ الْمُحَارِبِيُّ، قَالَ: قُلْتُ: أَوْصِنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: " أَتَمْلِكُ يَدَكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: فَمَا أَمْلِكُ إِذَا لَمْ أمْلِكْ يَدِي؟ قَالَ: أَتَمْلِكُ لِسَانَكَ؟ قَالَ: فَمَا أَمْلِكُ إِذَا لَمْ أَمْلِكْ لِسَانِي؟ قَالَ: " فَلا تَبْسُطْ يَدَكَ إِلا إِلَى خَيْرٍ، وَلا تَقُلْ بِلِسَانِكَ إِلا مَعْرُوفًا "(1/139)
(141) -[-10] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالا: ثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنُؤَاخَذُ بِمَا نَقُولُ؟ قَالَ: " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَابْنَ جَبَلٍ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟ " وَقَالَ حَبِيبٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: وَهَلْ تَقُولُ شَيْئًا إِلا وَهُوَ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ؟(1/140)
(142) -[-10] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أنا عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَاعِزٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَدِّثْنِي بِأَمْرٍ أَعْتَصِمُ بِهِ؟ قَالَ: " قُلْ: رَبِّيَ اللَّهُ، ثُمَّ اسْتَقِمْ. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَخْوَفُ مَا تَخَافُ عَلَيَّ؟ فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا "(1/141)
(143) -[-10] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ صَمَتَ نَجَا "(1/142)
(144) -[-10] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْقَزَّازُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: أَرَاهُ رَفَعَهُ، قَالَ: " إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ أَصْبَحَتِ الأَعْضَاءُ كُلُّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ، تَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ فِينَا، فَإِنَّكَ إِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا "(1/143)
(145) -[-10] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ: " طُوبَى لِمَنْ بَكَى مِنْ خَطِيئَتِهِ، وَخَزَنَ لِسَانَهُ، وَوَسِعَهُ بَيْتُهُ "(1/144)
(146) -[-10] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا الْفُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَأَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الأَخْنَسِيُّ، قَالُوا: ثنا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ آخِذًا بِطَرْفِ لِسَانِهِ وَهُوَ يَقُولُ: هَذَا أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ(1/145)
(147) -[-10] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الضَّبِّيُّ، أنا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ وَقَاهُ اللَّهُ شَرَّ مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ "(1/146)
(148) -[-10] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ هَمْدانَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: حَدِّثْنِي مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَدَعِ الْكُتُبَ فَإِنِّي لا أَعْبَأُ بِهَا شَيْئًا، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا كَرِهَ رَبُّهُ " حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الأَغَرِّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ فِي حِكْمَةِ آلِ دَاوُدَ: حَقٌّ عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ عَارِفًا بِزَمَانِهِ، حَافِظًا لِلِسَانِهِ، مُقْبِلا عَلَى شَأْنِهِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: الْحِكْمَةُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ، فَتِسْعَةٌ مِنْهَا فِي الصَّمْتِ، وَالْعَاشِرَةُ عُزْلَةُ النَّاسِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: قَالَ بَعْضُهُمْ فِي تَفْسِيرِ الْعُزْلَةِ: هُوَ أَنْ تَكُونَ مَعَ الْقَوْمِ، فَإِنْ خَاضُوا فِي ذِكْرِ اللَّهِ فَخُضْ مَعَهُمْ، وَإِنْ خَاضُوا فِي غَيْرِ ذَلِكَ فَاسْكُتْ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، ثنا سَهْلُ بْنُ هَاشِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ: إِنْ كَانَ الْكَلامُ مِن فِضَّةٍ، فَالصَّمْتُ مِنْ ذَهَبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ أَبِي يَحْيَى السُّلَمِيُّ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَمْرٍو أَبِي عَمْرٍو الْعُمَرِيُّ، عَنْ لَقِيطِ بْنِ بُكَيْرٍ الْمُحَارِبِيِّ، قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: قُلْتُ لِلْهَيْثَمِ بْنِ الأَسْوَدِ النَّخَعِيِّ: أَيُّ الثَّلاثَةِ أَشْعَرُ مِنْكَ، وَمِنَ الأَعْوَرِ الشَّنِّيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ؟ حَيْثُ تَقُولُ أَنْتَ:
وَأَعْلَمُ عِلْمًا لَيْسَ بِالظَّنِّ أَنَّهُ ... إِذَا زَالَ مَالُ الْمَرْءِ فَهُوَ ذَلِيلُ
وَأَنَّ لِسَانَ الْمَرْءِ مَا لَمْ تَكُنْ لَهُ ... حَصَاةٌ عَلَى عَوْرَاتِهِ لَدَلِيلُ
أُمُّ الأَعْوَرِ الشَّنِّيُ حَيْثُ يَقُولُ:
لِسَانُ الْفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُؤَادُهُ ... فَهَلْ بَعْدُ إِلا صُورَةَ اللَّحْمِ وَالدَّمِ
وَكَائِنٍ تَرَى مِنْ سَاكِتٍ لَكَ مُعْجِبٌ ... زِيَادَتُهُ أَوْ نَقْصُهُ فِي التَّكَلُّمِ
أَوْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانٍ حَيْثُ يَقُولُ:
تَرَى الْمَرْءَ مَخْلُوقًا وَلِلْعَيْنِ حَظُّهَا ... وَلَيْسَ بِأَحْنَاءِ الأُمُورِ بِخَابِرِ
وَذَاكَ كَمَاءِ الْبَحْرِ لَسْتُ مُسِيغَهُ ... وَيَعْجَبُ مِنْهُ سَاجِيًا كُلُّ نَاظِرِ
فَقَالَ الْهَيْثَمُ: هَيْهَاتَ، الأَعْوَرُ أَشْعَرُنَا(1/147)
وَمِنْ بَابِ النَّهْيِ عَنْ فُضُولِ الْكَلامِ وَالْخَوْضِ فِي الْبَاطِلِ (149) -[-10] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ خَطَايَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ خَوْضًا فِي الْبَاطِلِ "(1/148)
(150) -[-10] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، أنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لا خَيْرَ فِي فُضُولِ الْكَلامِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ، أنَا عَبْدَانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ، أنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ رَجَاءٍ أَبِي الْمِقْدَامِ، عَنْ نُعَيْمٍ كَاتِبِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنَّهُ لَيَمْنَعُنِي مِنْ كَثِيرٍ مِنَ الْكَلامِ مَخَافَةُ الْمُبَاهَاةِ(1/149)
وَمِنْ بَابِ تَرْكِ مَا لا يَعْنِي (151) -[-10] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، قَالُوا: ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ "(1/150)
وَمِنْ ذَمِّ الْمِزَاحِ (152) -[-10] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لا تُمَارِ أَخَاكَ وَلا تُمَازِحْهُ " حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: الْمِزَاحُ مَسْلَبَةٌ لِلْبَهَاءِ مَقْطَعَةٌ لِلصَّداقَةِ(1/151)
وَمِنْ قِلَّةِ الْكَلامِ وَالتَّحَفُّظِ فِي الْمَنْطِقِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُطَرِّفٍ أَبِي مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا قَطُّ أشَدَّ تَحَفُّظًا فِي مَنْطِقِهِ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ بِسْطَامٍ، قَالَ: قُلْتُ لِجَارٍ لِضَيْغَمٍ: سَمِعْتَ أَبَا مَالِكٍ يَذْكُرُ مِنَ الشِّعْرِ شَيْئًا؟ قَالَ: وَمَا سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ إِلا بَيْتًا وَاحِدًا، قُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَ:
قَدْ يَخْزُنُ الْوَرِعُ التَّقِيُّ لِسَانَهُ ... حَذَرَ الْكَلامِ وَإِنَّهُ لَمُفَوَّهُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ:
اسْتُرِ الْعِيَّ مَا اسْتَطَعْتَ بِصَمْتٍ ... إِنَّ فِي الصَّمْتِ رَاحَةً للِصَّمُوتِ
وَاجْعَلِ الصَّمْتَ إِنْ عَيِيتَ جَوَابًا ... رُبَّ قَوْلٍ جَوَابُهُ فِي السُّكُوتِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ، يَقُولُ: السُّكُوتُ جَوَابٌ
انْتَهَى مَا أَحْبَبْتُ الْتِقَاطَهُ وَمِنْ خَطِّ الْحَافِظِ الدِّمْيَاطِيِّ نَقَلْتُهُ كَتَبَهُ مُلْتَقِطُهُ عُمَرُ الشَّمَّاعُ الْحَلَبِيُّ الشَّافِعِيُّ الأَثَرِيُّ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ(1/152)
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نِعَمِهِ وَسَمِعْتُ مِنْ لَفْظِ الشَّيْخِ الْعَالِمِ الْعَلامَةِ الْمُسْنِدِ شَمْسِ الدِّينِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ النُّشَيْلِيِّ الظَّاهِرِيِّ الشَّافِعِيِّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: أنا بِهِ جَمَاعَةٌ مِنْهُمُ الشَّيْخُ الْمُسْنِدُ الرِّحْلَةُ أَبُو الْخَيْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَقَبِيُّ، سَنَةَ 891، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ قَرَأْتُهُ عَلَيْهِ، وَالشَّيْخُ الْمُسْنِدُ الْمُعَمَّرُ مُحْيِي الدِّينِ عَبْدُ الْقَادِرِ ابْنُ الشَّيْخِ الْمُسْنِدِ زَكِيِّ الدِّينِ أَبِي بَكْرِ بْنِ صَدَقَةَ الْمُنَاوِيُّ الشَّافِعِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ مُطْلَقًا وَذَكَرَهُ سَنَةَ 895، قَالا: أنا خَاتِمَةُ الْمُسْنِدِينَ شِهَابُ الدِّينِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمَقْدِسِيُّ الْوَاسِطِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْنَاهُ مِنْهُ، زَادَ الْعَقَبِيُّ فَقَالَ: وَمُسْنِدُ الأَرْضِ شَرَفُ الدِّينِ أَبُو الطَّاهِرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعِزِّ أَبِي الْيُمْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّطِيفِ بْنِ الْكُوَيْكِ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالا: أنا الْمَيْدُومِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْنَاهُ مِنْهُ، أنا النَّجِيبُ الْحَرَّانِيُّ، بِسَنَدِهِ، قَالَ: وَأَنْشَدَنَا شَيْخُنَا الْعَقَبِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ شِعْرٍ قَرَأْتُهُ عَلَيْهِ، قَالَ: أنا الْحَافِظُ أَبُو زُرْعَةَ، إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، وَهُوَ أَوَّلُ شِعْرٍ أَنْشَدَهُ فِي أَمَالِيهِ، قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّكَنْدَرِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ شِعْرٍ سَمِعْتُهُ عَلَيْهِ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدٌ الْوَاسِطِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ شِعْرٍ عَلَيْهِ، أنا أَبُو الْمُظَفَّرِ مَنْصُورُ بْنُ سُلَيْمٍ الْحَافِظُ، وَهُوَ أَوَّلُ شِعْرٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ شِعْرٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، أنا الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ عَسَاكِرَ، وَهُوَ أَوَّلُ شِعْرٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ:
بَادِرْ إِلَى الْخَيْرِ يَا ذَا اللُّبِّ مُغْتَنِمًا ... وَلا تَكُنْ مِنْ قَلِيلِ الْخَيْرِ مُحْتَشِمًا
وَاشْكُرْ لِمَوْلاكَ مَا أَوْلاكَ مِنْ نِعَمٍ ... فَالشُّكْرُ يَسْتَوْجِبُ الأَفْضَالَ وَالْكَرَمَا
وَارْحَمْ بِقَلْبِكَ خَلْقَ اللَّهِ وَارْعَهُمُ ... فَإِنَّمَا يَرْحَمُ الرَّحْمَنُ مَنْ رَحِمَا
قَالَ: وَأَنْشَدَنَا شَيْخُنَا الْعَقَبِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنِي عَمُّ وَالِدِي الْحَافِظُ أَبُو النُّعَيْمِ رِضْوَانُ، وَهُوَ أَوَّلُ شِعْرٍ رَوَيْتُهُ عَنْهُ هُنَا، قَالَ: أَنْشَدَنَا الإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ السَّلامِيُّ، بِمَكَّةَ، قَالا: أنا أَبُو إِسْحَاقَ الْقِيرَاطِيُّ مِنْ لَفْظِهِ:
لِي فِيكَ حُبٌّ أَوَّلٌ ... أَرْوِيهِ مِنْ طُرُقٍ عَلِيَّهْ
وَحَدِيثُ حُبِّي فِي هَوَاكَ ... مُسَلْسَلٌ بِالأَوَّلِيَّهْ(1/153)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
هَذَا جُزْءٌ فِيهِ مُنْتَقًى مِنْ كِتَابِ الْقَنَاعَةِ لِلْحَافِظِ ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا،
انْتِقَاءَ كَاتِبِهِ عُمَرَ الشَّمَّاعِ الْحَلَبِيِّ الشَّافِعِيِّ.
أَخْبَرَنِي الْمَشَايِخُ شَمْسُ الدِّينِ شَمْسُ الدِّينِ مُحَمَّدٌ الدَّوَاخِلِيُّ الْقَاهِرِيُّ، وَالْمَجْدُ بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الأَعْرَابِيُّ الْمَكِّيُّ، وَالأَصِيلُ أَبُو السُّعُودِ ابْنُ الْحَمَّالِ الْمِصْرِيُّ، إِذْنًا مِنَ الأَوَّلِ وَقِرَاءَةً عَلَى الثَّالِثِ، قَالُوا: أنا الشِّهَابُ السَّاوِيُّ، عَنِ الزَّيْنِ الْعِرَاقِيِّ، عَلَى الصَّدْرِ أَبِي الْفَتْحِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَيْدُومِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ ابْنُ الْمُقَيَّرِ، عَنْ أَبِي الْكَرَمِ الْمُبَارَكِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّهْرَزُورِيِّ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ طَلْحَةَ، أَخْبَرَنَا مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الْعُكْبَرِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ الْفَرَجِ ابْنِ أَبِي رَوْحٍ الْعُكْبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا.
(153) -[-10] حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ يَتَقَبَّلُ لِي بِوَاحِدَةٍ أَتَقَبَّلُ لَهُ بِالْجَنَّةِ. قَالَ ثَوْبَانُ: أَنَا، قَالَ: لا تَسْأَلِ النَّاسَ شَيْئًا ".قَالَ: فَكَانَ ثَوْبَانُ تَسْقُطُ عِلاقَةُ سَوْطِهِ فَلا يَأْمُرُ أَحَدًا يُنَاوِلُهُ وَيَنْزِلُ هُوَ فَيَأْخُذُهَا(1/154)
(154) -[-10] أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا حِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، ثنا أَبُو عُمَرَ الْبَزَّازُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: " أَوْصَانِي خَلِيلِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ لا أَسْأَلَ أَحَدًا شَيْئًا ".فَكَانَ يَقَعُ السَّوْطُ مِنْ يَدِهِ فَيَنْزِلُ فَيَأْخُذُهُ(1/155)
(155) -[-10] أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا أَبُو الْمُغِيرَةِ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " هَلْ لَكَ فِي بَيْعَةٍ وَلَكَ الْجَنَّةُ؟ ".قُلْتُ: نَعَمْ، فَبَسَطْتُ يَدِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَشْتَرِطُ عَلَيَّ: " لا تَسْأَلِ النَّاسَ شَيْئًا، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: وَلا سَوْطَكَ إِنْ سَقَطَ مِنْكَ حَتَّى تَنْزِلَ فَتَأْخُذَهُ "(1/156)
(156) -[-10] أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الأَدَمِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالا: ثنا أَبُو مُسْهِرٍ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تِسْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً أَوْ سَبْعَةً، فَقَالَ: " أَلا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " يُرَدِّدُهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَقَدَّمْنَا أَيْدِيَنَا فَبَايَعْنَاهُ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ بَايَعْنَاكَ، فَعَلامَ؟ قَالَ: " عَلَى أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَالصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَأَسَرَّ كَلِمَةً خَفِيَّةً، لا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا ".قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُهُ فَمَا يَسْأَلُ أَحَدًا يُنَاوِلَهُ إِيَّاهُ(1/157)
(157) -[-10] أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ سَعِيدٍ، ثنا عُتْبَةُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الرَّخْصِ الْحِمْصِيُّ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَمَّا يُدْخِلُ الْجَنَّةَ، قَالَ: " لا تَسْأَلْ أَحَدًا شَيْئًا ".وَكَانَ حَكِيمٌ لا يَسْأَلُ خَادِمَهُ أَنْ يَسْقِيَهُ مَاءً، وَلا يُنَاوِلَهُ مَاءً يَتَوَضَّأُ بِهِ(1/158)
(158) -[-10] أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَسَدِيُّ، ثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَقِي بِهِ وَجْهَهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ رَجُلا أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ "(1/159)
(159) -[-10] أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لأَنْ يَأْخُذَ الرَّجُلُ حَبْلا فَيَأْتِيَ رَأْسَ جَبَلٍ فَيَحْتَطِبَ ثُمَّ يَحْمِلَهُ فَيَبِيعَهُ فَيَسْتَعِفَّ بِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ، وَذَلِكَ بِأَنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى "(1/160)
(160) -[-10] أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أنا شَرِيكٌ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ سَأَلَ النَّاسَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي وَجْهِهِ كُدُوحٌ وَخُمُوشٌ أَوْ خُدُوشٌ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْغِنَى؟ قَالَ: خَمْسُونَ دِرْهَمًا، أَوْ قِيمَتُهَا مِنَ الذَّهَبِ "(1/161)
(161) -[-10] أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا أَبُو هِشَامٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، ثنا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ سَأَلَ النَّاسَ تَكَثُّرًا فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرًا، إِنْ شَاءَ فَلْيُقِلَّ، وَإِنْ شَاءَ فَلْيُكْثِرْ "(1/162)
(162) -[-10] أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالا: ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ كِنَانَةَ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ، قَالَ: تَحَمَّلْتُ حَمَالَةً، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَسْأَلُهُ فِيهَا، فَقَالَ: " نُؤَدِّيهَا عَنْكَ إِذَا جَاءَتْ نَعَمُ الصَّدَقَةِ، يَا قَبِيصَةُ، إِنَّ الْمَسْأَلَةَ حُرِّمَتْ إِلا فِي ثَلاثٍ: رَجُلٌ تَحَمَّلَ حَمَالَةً فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُؤَدِّيَهَا ثُمَّ يُمْسِكُ، وَرَجُلٌ أَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ اجْتَاحَتْ مَالَهُ فَسَأَلَ حَتَّى يُصِيبَ سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ أَوْ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ ثُمَّ يُمْسِكُ، وَرَجُلٌ أَصَابَتْهُ حَاجَةٌ أَوْ فَاقَةٌ حَتَّى يُكَلِّمَ ثَلاثَةً مِنْ ذَوِي الْحِجَى مِنْ قَوْمِهِ فَيَسْأَلَ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ ثُمَّ يُمْسِكَ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ سُحْتٌ "(1/163)
(163) -[-10] أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَدْرٍ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَا فَتَحَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ، فَاسْتَغْنُوا "(1/164)
(164) -[-10] أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ وَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ، قَالَ: مَا أَتَاكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ مِنْ غَيْرِ إِشْرَافٍ وَلا مَسْأَلَةٍ فَكُلْهُ وَتَمَوَّلْهُ أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ فَزَارَةَ، قَالَ: قَالَ لِي أَسْمَاءُ بْنُ خَارِجَةَ: مَا بَذَلَ إِلَيَّ رَجُلٌ قَطُّ وَجْهَهُ فَرَأَيْتُ شَيْئًا فِي الدُّنْيَا وَإِنْ عَظُمَ وَجَسُمَ عِوَضًا لِبَذْلِ وَجْهِهِ إِلَيَّ(1/165)
بَابُ إِنْزَالِ الْحَاجَةِ بِاللَّهِ عز وجل وَالاسْتِعْفَافِ عَنِ الْمَسْأَلَةِ (165) -[-10] أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعِجْلِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، ثنا نُسَيْرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَسَارٍ، عَنْ طَارِقٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ نَزَلَتْ بِهِ حَاجَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِاللَّهِ عز وجل أَوْشَكَ أَنْ يَأْتِيَهُ اللَّهُ بِالْغِنَى إِمَّا عَاجِلا أَوْ آجِلا " أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ السَّمَّاكِ، يَقُولُ: كَتَبْتُ إِلَى أَخٍ لِي، أَوْ كَتَبَ إِلَيَّ أَخٌ لِي: أَمَّا بَعْدُ، فَلا تَكُنْ لأَحَدٍ غَيْرِ اللَّهِ عَبْدًا مَا وَجَدْتَ عَنِ الْعُبُودِيَّةِ بُدًّا أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: أَنَّى أَخَافُ الْفَقْرَ وَلِمَوْلايَ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى؟ أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: قَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا: ضَاعَتْ نَفَقَتِي مَرَّةً وَأَنَا فِي بَعْضِ الثُّغُورِ، فَأَصَابَتْنِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ، فَإِنِّي فِي بَعْضِ أَيَّامِي لَكَذَلِكَ، أُفَكِّرُ فِي جَهْدٍ مَا أَنَا فِيهِ، إِذْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنَ الْمُتَعَبِّدِينَ مِنْ أَحْسَنِ مَنْ رَأَيْتُ وَجْهًا وَهُوَ يَقُولُ:
تَبَارَكَ اللَّهُ وَسُبْحَانَهُ ... مَنْ جَهِلَ اللَّهَ فَذَاكَ الْفَقِيرُ
مَنْ ذَا الَّذِي تَلْزَمُهُ فَاقَةٌ ... وَذُخْرُهُ اللَّهُ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ
قَالَ: فَكَأَنَّمَا مُلِئْتُ غِنًى وَذَهَبَ عَنِّي مَا كُنْتُ أَجِدُ أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ وَازِعٍ، يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا رِزْقًا حَلالا فِي غَيْرِ كَدٍّ وَلا نَكَدٍ، وَلا مَنٍّ مِنْ أَحَدٍ، وَلا عَارٍ فِي الدُّنْيَا، وَلا مَنْقَصَةٍ فِي الآخِرَةِ أنا عَلِيٌّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَنْشَدَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
لَنَقْلُ الصَّخْرِ مِنْ قُلَلِ الْجِبَالِ ... أَخَفُّ عَلَيَّ مِنْ مِنَنِ الرِّجَالِ
يَقُولُ النَّاسُ كَسْبٌ فِيهِ عَارٌ ... فَقُلْتُ: الْعَارُ فِي ذُلِّ السُّؤَالِ
أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ يَزِيدُ الضَّبِّيُّ: إِنِّي لأَسْتَحِي مِنْ رَبِّي أَنْ أَحْزَنَ لِرِزْقِي بَعْدَ ضَمَانِهِ أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ، قَالَ: ثنا ابْنُ شِهَابٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكُونُ نَفْسًا لَيَوْمَ تَقُولُ الْمَرْأَةُ: مَا عِنْدَنَا دِرْهَمٌ وَلا قَفِيزٌ أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ حُيَيٍّ، يَقُولُ: إِنِّي لأُصْبِحُ وَمَا عِنْدِي دِينَارٌ وَلا دِرْهَمٌ وَلا رَغِيفٌ وَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لِيَ الدُّنْيَا أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ، يُحَدِّثُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَجْلانَ، قَالَ: شَكَى رَجُلٌ إِلَى الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ حَاجَةً وَضُرًّا، فَقَالَ الْحَسَنُ: وَاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَاكَ اللَّهُ دُنْيَا لَوْ لَمْ تَشْبَعْ مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ كَانَ قَدْ أَحْسَنَ إِلَيْكَ أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: خَرَجَ فَتًى يَطْلُبُ الدُّنْيَا فَتَعَذَّرَتْ عَلَيْهِ فَكَتَبَ إِلَى أُمِّهِ:
سَأَكْسِبُ مَالا أَوْ أُرَى فِي ضَرِيحِهِ ... مِنَ الأَرْضِ لا تَبْكِي عَلَيَّ سَلُوبُ
وَلا وَالِهٌ حَرَّى عَلَيَّ حَزِينَةٌ ... وَلا أَحَدٌ مِمَّنْ أُحِبُّ قَرِيبُ
سِوَى أَنْ يَرَى قَبْرِي غَرِيبٌ فَرُبَّمَا ... بَكَى أَنْ يَرَى قَبْرَ الْغَرِيبِ غَرِيبُ
فَوَافَى الْكِتَابَ وَقَدْ مَاتَتْ أُمُّهُ فَأَجَابَتْهُ خَالَتُهُ:
تَذَكَّرْتَ أَخْوَالا وَأَذْرَيْتَ عَبْرَةً ... وَهَيَّجْتَ أَحْزَانًا وَذَاكَ عَجِيبُ
فَإِنْ تَكُ مُشْتَاقًا إِلَيْنَا فَإِنَّنَا ... إِلَيْكَ ظِمَاءٌ وَالْحَبِيبُ حَبِيبُ
فَمُنَّ عَلَى أُمٍّ عَلَيْكَ شَفِيقَةٌ ... بِوَجْهِكَ لا يُثْوَى وَأَنْتَ غَرِيبُ
فَإِنَّ الَّذِي يَأْتِيكَ بِالرِّزْقِ دَائِمًا ... يَجِيءُ بِهِ وَالْحَيُّ مِنْكَ قَرِيبُ
آخِرُ الْجُزْءِ انْتِقَاءَ كَاتِبِهِ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ الشَّمَّاعِ الشَّافِعِيِّ(1/166)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا جُزْءٌ فِيهِ مَشْيَخَةُ الشَّيْخِ الصَّالِحِ الْمُعَمَّرِ الْمُسْنِدِ الرِّحْلَةِ شَرَفِ الدِّينِ أَبِي مُحَمَّدٍ وَأَبِي رَوْحٍ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعَالِي بْنِ حَمْدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَقْدِسِيِّ الْمُطْعِمِ الدَّلالِ فِي الْعَقَارِ. أَخْبَرَنِي بِجَمِيعِ هَذِهِ الْمَشْيَخَةِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ الشَّيْخُ الْعَلامَةُ شَمْسُ الدِّينِ مُحَمَّدٌ الدَّوَاخِلِيُّ، مُدَرِّسُ الْجَامِعِ الْعُمَرِيِّ مِنَ الْقَاهِرَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُسْنِدُ شِهَابُ الدِّينِ السَّاوِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْبُرْهَانُ الشَّامِيُّ، أَخْبَرَنَا الْمُسْنِدُ شَرَفُ الدِّينِ أَبُو مُحَمَّدٍ، وَأَبُو رَوْحٍ عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعَالِي بْنِ حَمْدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَطَّافٍ الْمَقْدِسِيُّ الْمُطْعِمُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ.
(166) أخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّبَيْدِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا فِي الْخَامِسَةِ أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى بْنِ سَعِيدٍ السِّجْزِيُّ الصُّوفِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الدَّاوُدِيُّ سَنَةَ 465، بِبُوشَنْجَ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمُّوَيْهِ السَّرْخَسِيُّ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مَطَرٍ الْفَرَبْرِيُّ، ثنا الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: " مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَجْمَعُ أَبَوَيْهِ لأَحَدٍ غَيْرِ سَعْدٍ "(1/167)
الشَّيْخُ الثَّانِي (167) -[-10] أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُسْلِمٍ الإِرْبِلِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ 630 وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعِ سِنِينَ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بُنْدَارٍ الْبَقَّالُ، أنا أَبُو الْفَوَارِس طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدَّلُ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الرَّزَّازُ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: لَمَّا كَانَ الْعَبَّاسُ بِالْمَدِينَةِ فَطَلَبَتِ الأَنْصَارُ ثَوْبًا يَكْسُونَهُ، فَلَمْ يَجِدُوا قَمِيصًا يَصْلُحُ عَلَيْهِ إِلا قَمِيصَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ فَكَسَوْهُ إِيَّاهُ(1/168)
(168) -[-10] وَلَهُ عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ جَابِرًا، يَقُولُ: " أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْرَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ بَعْدَمَا أُدْخِلَ حُفْرَتَهُ، فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ، فَوَضَعَهُ عَلَى رُكْبَتِهِ أَوْ فَخِذِهِ، فَنَفَثَ فِيهِ مِنْ رِيقِهِ، وَأَلْبَسَهُ قَمِيصَهُ "(1/169)
الشَّيْخُ الثَّالِثُ (169) -[-10] أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُنَجَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ اللَّتِّيِّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْفَارِسِيُّ، سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شُرَيْحٍ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ الْعَلاءُ بْنُ مُوسَى، فِي رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ 229، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " لا يُقِمْنَ أَحَدُكُمُ الرَّجُلَ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ ".(1/170)
(170) -[-10] وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " الْخَيْلُ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ".(1/171)
(171) -[-10] وَقَالَ: " لا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ "، وَهَذِهِ أَحَادِيثُ صِحَاحٌ غَايَةٌ فِي الْعُلُوِّ(1/172)
الشَّيْخُ الرَّابِعُ (172) -[-10] أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْبَرَكَاتِ هِبَةِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيُّ الْمِصْرِيُّ، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ، أنا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ السِّلَفِيُّ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الثَّقَفِيُّ، أنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ، إِمْلاءً، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَعْقُوبَ الْكِرْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بَحْرٍ الْكِرْمَانِيُّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ وَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ، رَدَّهُ إِلَى أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " عُرِضَتْ عَلَيَّ أُمَّتِي بِأَعْمَالِهَا حَسَنِهَا وَسَيِّئِهَا، فَرَأَيْتُ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا الأَذَى يُمَاطُ عَنِ الطَّرِيقِ، وَرَأَيْتُ فِي سَيِّئِ أَعْمَالِهَا النُّخَاعَةُ فِي الْمَسْجِدِ لا تُدْفَنُ "(1/173)
الشَّيْخُ الْخَامِسُ (173) -[-10] أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ الْقُدْسِيُّ الْحَافِظُ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّيْدَلانِيُّ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَتْهُمْ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَيْدَةَ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنِ الرَّبَابِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ بِتَمْرٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ بِمَاءٍ، فَإِنَّ الْمَاءَ طَهُورٌ ".أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، وَالرَّبَابُ هِيَ أُمُّ الرَّابِحِ بِنْتُ ضُلَيْعٍ. وَبِهِ إِلَى الطَّبَرَانِيِّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الْمَكِّيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَغَزَوْتُ فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ غُنْدَرٍ.(1/174)
الشَّيْخُ السَّادِسُ (174) -[-10] أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُمَرَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ الْمَقْدِسِيُّ، بِقِرَاءَةِ وَلَدِهِ الشَّيْخِ الْعِزِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي سَنَةِ 634، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُثْمَانِيُّ، بِمِصْرَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، ثنا عُمَرُ بْنُ حَسَنِ بْنِ سُلَيْمٍ الْمُعَلِّمُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ سَنَةَ تِسْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدِ بْنِ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ الْحَاكِمُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثنا أَبُو الأَشْهَبِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى فِي أَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ تَأَخُّرًا، فَقَالَ لَهُمْ: " تَقَدَّمُوا فَأْتَمُّوا بِي، وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ، وَلا يَزَالُ الْقَوْمُ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يَؤَخِّرَهُمُ اللَّهُ "(1/175)
شَيْخَةٌ سَابِعَةٌ (175) -[-10] أَخْبَرَتْنَا أُمُّ الْفَضْلِ كَرِيمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَلِيٍّ الْقُرَشِيَّةُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِا سَنَةَ 639، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الْحَسَنِ الثَّقَفِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْبَاغْبَانِ، قَالا: أنا أَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْدَهْ، أنا أَبِي، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، بِالْقَطَّانَةِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَيَبْقَى اثْنَتَانِ: الْحِرْصُ، وَالأَمَلُ "(1/176)
(176) -[-10] وَبِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدَهْ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ عِيسَى النَّضْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْحَنِيفِيَّةُ، غَيْرُ الْمُشْرِكَةِ، وَلا الْيَهُودِيَّةِ، وَلا النَّصْرَانِيَّةِ، وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَنْ يُكْفَرَهُ "(1/177)
(177) -[-10] وَبِالإِسْنَادِ أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْبُوبٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ خَالِهِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَجُلا دَخَلَ مَعَ امْرَأَةٍ حُشًّا بِالْمَدِينَةِ فَأَصَابَ مِنْهَا مَا دُونَ الْجِمَاعِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَكَأَنَّهُ لَمْ يَقُلْ شَيْئًا، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِلَى: الذَّاكِرِينَ}.وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ وَغَيْرُهُ عَنْ شُعْبَةَ(1/178)
الشَّيْخُ الثَّامِنُ أَخْبَرَنَا أَبِي، رَحِمَهُ اللَّهُ، أنا مَحْمُودُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ التَّمِيمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ الْمُسْلِمِ الْفَقِيهُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي الْجُرَيْرِ، قَالَ: أنا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْخَرَائِطِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ بُدَيْلٍ، ثنا الْمُحَارِبِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ سَأَلَ رَبَّهُ، فَقَالَ: أَيُّ عِبَادِكَ أَغْنَى؟ قَالَ: أَقْنَعُهُمْ بِمَا أَعْطَيْتُهُ، قَالَ: فَأيُّهُمْ أَعْدَلُ؟ قَالَ: مَنْ أَنْصَفَ مِنْ نَفْسِهِ(1/179)
الشَّيْخُ التَّاسِعُ (178) -[-10] أَخْبَرَنَا الْفَقِيهُ أَبُو سَلْمَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَافِظِ عَبْدِ الْغَنِيِّ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَقْدِسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي سَنَةِ 634، أنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ، أنا أَبُو صَادِقٍ مُرْشِدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْقَاسِمِ الْمَدِينِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ حِمَّصَةَ الْحَرَّانِيُّ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، إِمْلاءً فِي سَنَةِ 359، أنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، ثنا أَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَأْخُذُ الْجَبَّارُ سَمَاوَاتِهِ وَأَرْضَهُ بِيَدَيْهِ جَمِيعًا، فَجَعَلَ يَقْبِضُهَا وَيَبْسُطُهَا، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْجَبَّارُ، وَأَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ وَأَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟ " وَيَمِيلُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى الْمِنْبَرِ يَتَحَرَّكُ مِنْ أَسْفَلِ شَيْءٍ مِنْهُ، حَتَّى إِنِّي لأَقُولُ: أَسَاقِطٌ هُوَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ حَمْزَةُ: وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَقَدْ رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَلا أَعْلَمُهُ رَوَاهُ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ غَيْرَ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ(1/180)
الشَّيْخُ الْعَاشِرُ (179) -[-10] أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَافِظِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْغَنِيِّ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَقْدِسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ سَنَةَ 634، قَالَ: أنا أَبُو الْمَجْدِ زَاهِرُ بْنُ أَبِي طَاهِرِ بْنِ أَبِي غَانِمٍ الثَّقَفِيُّ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الْمُؤَيَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الأُخْوَةِ، قَالا: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْخَلالُ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَنْصُورٍ سِبْطُ بَحْرُوَيْهِ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُقْرِئِ، أنا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى الْمَوْصِلِيُّ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ حُمْرَانَ، قَالَ: أَتَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ، قَالَ: إِنَّ نَاسًا يَتَحَدَّثُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ لا أَدْرِي مَا هِيَ، إِلا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ تَوَضَّأَ هَكَذَا ثُمَّ رَاحَ غُفِرَ لَهُ، وَكَانَتْ صَلاتُهُ وَمِشْيَتُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ نَافِلَةً ".رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَةَ، عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ هَذَا آخِرُ مَشْيَخَةِ الشَّيْخِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُطْعِمِ يَرْحَمُهُ اللَّهُ تَعَالَى فَرَغَ مِنْ تَعْلِيقِ هَذَا الْجُزْءِ الْمُبَارَكِ بِالْقَاهِرَةِ الْمَحْرُوسَةِ الْفَقِيرُ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيُّ الشَّمَّاعُ الشَّافِعِيُّ(1/181)
جُزْءٌ مُنْتَقًى مِنَ الْمُنْتَخَبِ مِنْ مُسْنَدِ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ انْتِقَاءَ كَاتِبِهِ عُمَرَ الشَّمَّاعِ الْحَلَبِيِّ الأَثَرِيِّ بِالْقَاهِرَةِ الْحَمْدُ لِلَّهِ هَذَا جُزْءٌ مُنْتَقًى مِنْ كِتَابِ الْمُنْتَخَبِ مِنْ مُسْنَدِ الإِمَامِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ نَصْرٍ الْكَسِّيِّ، انْتِقَاءَ كَاتِبِهِ عُمَرَ الشَّمَّاعِ الشَّافِعِيِّ الْحَلَبِيِّ. أَخْبَرَنِي بِهِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْجَامِعِ الأَزْهَرِ شَيْخُنَا الْعَلامَةُ الْمُحَدِّثُ بَدْرُ الدِّينِ مُحَمَّدٌ ابْنُ الشَّيْخِ الْعَلامَةِ بَهَاءِ الدِّينِ مُحَمَّدٍ الْمَشْهَدِيِّ بِسَمَاعِهِ لِجَمِيعِ الْمُنْتَخَبِ عَلَى الْمُسْنِدَةِ الْمُكْثِرَةِ أُمِّ الْفَضْلِ هَاجَرَ ابْنَةِ الشَّرَفِ الْمَقْدِسِيِّ، قَالَتْ: أنا بِهِ شَيْخُ الْقُرَّاءِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ التَّنُوخِيُّ، حُضُورًا عَلَيْهِ لِجَمِيعِهِ وَأَنَا فِي الرَّابِعَةِ، أنا بِهِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْحَجَّارُ، سَمَاعًا لِجَمِيعِهِ، أنا بِهِ أَبُو الْمُنَجَّا عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ اللَّتِّيِّ، سَمَاعًا لِجَمِيعِهِ خَلا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ إِلَى حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: " مَنْ شَهِدَ إِمْلاكَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ".فَإِجَازَةً، قَالَ: أنا أَبُو الْوَقْتِ، سَمَاعًا، قَالَ: أنا الدَّاوُدِيُّ، سَمَاعًا، قَالَ: أنا السَّرْخَسِيُّ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ الشَّاشِيُّ، سَمَاعًا، قَالَ: أنا الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ.(1/182)
مِنْ مُسْنَدِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ (180) -[-10] أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الآيَةَ: ف يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ، ق، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ "(1/183)
(181) -[-10] أَخْبَرَنِي حِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، ثنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، ثنا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، ثنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، حَدَّثَهُ قَالَ: نَظَرْتُ إِلَى أَقْدَامِ الْمُشْرِكِينَ وَنَحْنُ فِي الْغَارِ وَهُمْ عَلَى رُءُوسِنَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ، فَقَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا! "(1/184)
(182) -[-10] حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَسْلَمَ الْكُوفِيِّ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ اللَّهَ عز وجل حَرَّمَ عَلَى الْجَنَّةِ جَسَدًا غُذِّيَ بِحَرَامٍ "(1/185)
مِنْ مُسْنَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (183) -[-10] حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ عِيسَى الْبَصْرِيُّ، قَالَ: ثنا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " إِذَا مَدَّ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ لَمْ يَرُدَّهُمَا حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ "(1/186)
مِنْ مُسْنَدِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (184) -[-10] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عُمَرَ، وَعَنْ مُخَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ غَشَّ الْعَرَبَ لَمْ يَدْخُلْ فِي شَفَاعَتِي، وَلَمْ تَنَلْهُ مَوَدَّتِي "(1/187)
مِنْ مُسْنَدِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (185) -[-10] أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنِ الصَّعْبَةِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُزَيْنٍ الْغَافِقِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي إِحْدَى يَدَيْهِ ذَهَبٌ، وَفِي الأُخْرَى حَرِيرٌ، فَقَالَ: " هَذَانِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي "(1/188)
مِنْ مُسْنَدِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (186) -[-10] حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَكِيمٍ مَوْلَى الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " ما مِنْ صَبَاحٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ إِلا مُنَادٍ يُنَادِي: سَبِّحُوا الْمَلِكَ الْقُدُّوسَ "(1/189)
مُسْنَدُ طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (187) -[-10] حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنْ بِلالِ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى الْهِلالَ قَالَ: " اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ "(1/190)
مُسْنَدُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (188) -[-10] حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ ظَلَمَ مِنَ الأَرْضِ شِبْرًا طَوَّقَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ "(1/191)
مُسْنَدُ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (189) -[-10] حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ قَالَ عِنْدَ الْمَوْتِ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، مُخْلِصًا دَخَلَ الْجَنَّةَ "(1/192)
مُسْنَدُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (190) -[-10] حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ لَبِيبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ، وَخَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي "(1/193)
مِنْ مُسْنَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (191) -[-10] حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَاصٌ مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " ثَلاثٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنْ كُنْتُ لَحَالِفًا عَلَيْهِنَّ: لا يَنْقُصُ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ، فَتَصَدَّقُوا، وَلا يَعْفُو عَبْدٌ عَنْ مَظْلَمَةٍ يَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى، إِلا رَفَعَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا عِزًّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلا يَفْتَحُ عَبْدٌ عَلَيْهِ بَابَ مَسْأَلَةٍ، إِلا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ "(1/194)
مِنْ حَدِيثِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (192) -[-10] حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ عز وجل: " {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ}، قَالَ: بِنِعَمِ اللَّهِ "(1/195)
وَمِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ (193) -[-10] حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، ثنا عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْجَنَّةُ مِائَةُ دَرَجَةٍ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، الْفِرْدَوْسُ أَعْلَى دَرَجَةٍ، مِنْ فَوْقِهَا يَكُونُ الْفِرْدَوْسُ، مِنْهَا تَنْفَجِرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ الأَرْبَعَةُ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ الْجَنَّةَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ "(1/196)
مِنْ مُسْنَدِ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الأَنْصَارِيِّ (194) -[-10] حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ، فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ " مِنْ هُنَا أَوَّلُ الثُّلاثِيَّاتِ(1/197)
(195) -[-10] أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: أنا أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ، عَنْ قُدَامَةَ الْعَامِرِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " يَرْمِي الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ عَلَى نَاقَةٍ صَهْبَاءَ، لا ضَرْبَ، وَلا طَرْدَ، وَلا إِلَيْكَ إِلَيْكَ "(1/198)
(196) -[-10] أَخْبَرَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم " كَانَ يُصَلِّي الْمَغْرِبَ سَاعَةَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ إِذَا غَابَ حَاجِبُهَا "(1/199)
(197) -[-10] حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدِ، حَدَّثَنِي أَبُو دَاوُدَ السَّبِيعِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحَمْرَاءِ، قَالَ: صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تِسْعَةَ أَشْهُرٍ، فَكَانَ إِذَا أَصْبَحَ أَتَى بَابَ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ، وَهُوَ يَقُولُ: " يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ، {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} "(1/200)
(198) -[-10] أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ الرَّحَبِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ: أَشَيْخًا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " فِي عَنْفَقَتِهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ "(1/201)
(199) -[-10] أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَافَرَ قَالَ: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْنِ، وَدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الأَهْلِ وَالْمَالِ ".قَالَ يَزِيدُ: سَمِعْتُهُ مِنْ عَاصِمٍ، وَثَبَّتَنِي شُعْبَةُ(1/202)
(200) -[-10] أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: قُلْتُ لابْنِ أَبِي أَوْفَى: أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَعَا عَلَى الأَحْزَابِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ، هَازِمَ الأَحْزَابِ، اللَّهُمَّ اهْزِمِ الأَحْزَابَ وَزَلْزِلْهُمْ "(1/203)
(201) -[-10] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، ثنا فَائِدٌ أَبُو الْوَرْقَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى الأَسْلَمِيِّ، قَالَ: خَرَجْتُ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ قُعُودٌ، وَإِذَا غُلامٌ صَغِيرٌ يَبْكِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ: " ضُمَّ الصَّبِيَّ إِلَيْكَ، فَإِنَّهُ ضَالٌّ ".فَضَمَّهُ عُمَرُ إِلَيْهِ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ قُعُودٌ إِذَا امْرَأَةٌ تُوَلْوِلُ، أَظُنُّهُ قَالَ: وَتَقُولُ: وَابُنَيَّاهُ، وَتَبْكِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ: " نَادِ الْمَرْأَةَ، فَإِنَّهَا أُمُّ الصَّبِيِّ ".وَهِيَ كَاشِفَةٌ عَنْ رَأْسِهَا، لَيْسَ عَلَى رَأْسِهَا خِمَارٌ جَزَعًا عَلَى ابْنِهَا، فَجَاءَتْ حَتَّى قَبَضَتِ الصَّبِيَّ مِنْ حِجْرِ عُمَرَ، وَهِيَ تَبْكِي، وَالصَّبِيُّ فِي حِجْرِهَا، فَالْتَفَتَتْ، فَلَمَّا رَأَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: وَاحُزْنَاهُ، أَلا أَرَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ: " أَتَرَوْنَ هَذِهِ رَحِيمَةً بِوَلَدِهَا؟ فَقَالَ أَصْحَابُهُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَفَى بِهَذِهِ رَحْمَةً. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَلَّهُ أَرْحَمُ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا "(1/204)
(202) -[-10] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، ثنا فَائِدٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: رَأَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَصْبَحَ، قَالَ: " أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ، وَالْكِبْرِيَاءُ وَالْعَظَمَةُ وَالْخَلْقُ وَاللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَمَا سَكَنَ فِيهِمَا لِلَّهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ هَذَا النَّهَارَ أَوَّلَهُ صَلاحًا، وَأَوْسَطَهُ فَلاحًا، وَآخِرَهُ نَجَاحًا، وَأَسْأَلُكَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَخَيْرَ الآخِرَةِ "(1/205)
(203) -[-10] حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ هَارُونَ الْوَاسِطِيُّ الْغَسَّانِيُّ، ثنا فَائِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّا لَجُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَهْلَكَنِي الشَّبَقُ وَالْجُوعُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا أَعْرَابِيُّ، الشَّبَقُ وَالْجُوعُ؟ قَالَ: هُوَ ذَاكَ، قَالَ: فَاذْهَبْ، فَأَوَّلُ امْرَأَةٍ تَلْقَاهَا لَيْسَ لَهَا زَوْجٌ فَهِيَ امْرَأَتُكَ ".قَالَ الأَعْرَابِيُّ: فَدَخَلْتُ نَخْلَ بَنِي النَّجَّارِ، وَإِذَا جَارِيَةٌ تَخْتَرِفُ فِي زَبِيلٍ، فَقُلْتُ لَهَا: يَا ذَاتَ الزَّبِيلِ، هَلْ لَكِ زَوْجٌ؟ قَالَتْ: لا، قَالَ: انْزِلِي فَقَدْ زَوَّجَنِيكِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَنَزَلَتْ فَانْطَلَقْتُ مَعَهَا إِلَى مَنْزِلِهَا، فَقَالَتْ لأَبِيهَا: إِنَّ هَذَا الأَعْرَابِيَّ أَتَانَا وَأَنَا أَخْتَرِفُ فِي الزَّبِيلِ، فَسَأَلَنِي: هَلْ لَكِ زَوْجٌ؟ فَقُلْتُ: لا، فَقَالَ: انْزِلِي، فَقَدْ زَوَّجَنِيكِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجَ أَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى الأَعْرَابِيِّ، فَقَالَ لَهُ الأَعْرَابِيُّ: مَا ذَاتُ الزَّبِيلِ مِنْكَ؟ قَالَ: ابْنَتِي، قَالَ: هَلْ لَهَا زَوْجٌ؟ قَالَ: لا، قَالَ: فَقَدْ زَوَّجَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَانْطَلَقَتِ الْجَارِيَةُ وَأَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَاهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " هَلْ لَهَا زَوْجٌ؟ قَالَ: لا، قَالَ: اذْهَبْ، فَأَحْسِنْ جَهَازَهَا ثُمَّ ابْعَثْ بِهَا إِلَيْهِ ".فَانْطَلَقَ أَبُو الْجَارِيَةِ، فَجَهَّزَ ابْنَتَهُ، وَأَحْسَنَ الْقِيَامَ عَلَيْهَا، ثُمَّ بَعَثَ مَعَهَا بِتَمْرٍ وَلَبَنٍ، فَجَاءَتْ بِهِ إِلَى بَيْتِ الأَعْرَابِيِّ، وَانْصَرَفَ الأَعْرَابِيُّ إِلَى بَيْتِهِ، فَرَأَى جَارِيَةً مُصَنَّعَةً، وَرَأَى تَمْرًا وَلَبَنًا، فَقَامَ إِلَى الصَّلاةِ، فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ غَدَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَغَدَا أَبُو الْجَارِيَةِ عَلَى ابْنَتِهِ، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا قَرِبَنَا وَلا قَرِبَ تَمْرَنَا وَلا لَبَنَنَا، قَالَ: فَانْطَلَقَ أَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَدَعَا الأَعْرَابِيَّ فَقَالَ: " يَا أَعْرَابِيُّ، مَا مَنَعَكَ أَنْ تَكُونَ أَلْمَمْتَ بِأَهْلِكَ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، انْصَرَفْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَدَخَلْتُ الْمَنْزِلَ، فَإِذَا جَارِيَةٌ مُصَنَّعَةٌ، وَرَأَيْتُ تَمْرًا وَلَبَنًا، فَكَانَ يَجِبُ لِلَّهِ عز وجل عَلَيَّ أَنْ أُحْيِيَ لَيْلَتِي إِلَى الصُّبْحِ، فَقَالَ: " يَا أَعْرَابِيُّ، اذْهَبْ فَأَلِمَّ بِأَهْلِكَ "(1/206)
(204) -[-10] أَخْبَرَنَا أَبُو جَابِرٍ، قَالَ: ثنا فَائِدٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ مُقْعَدٌ، فقَالَ لأَهْلِهِ: ضَعُونِي عَلَى طَرِيقِ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اخْتَلَفَ إِلَى الْمَسْجِدِ يُسَلِّمُ عَلَى الْمَقْعَدِ، فَجَاءَ أَهْلُ الْمَقْعَدِ لِيَرُدُّوهُ إِلَى أَهْلِهِ فَقَالَ: لا وَاللَّهِ لا أَبْرَحُ فِي هَذَا الْمَكَانِ مَا عَاشَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَابْنُوا لِي خُصًّا، قَالَ: فَبَنَوْا لَهُ خُصًّا، فَكَانَ الْمُقْعَدُ فِيهِ، فَكُلَّمَا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَسْجِدِ دَخَلَ الْخُصَّ وَسَلَّمَ عَلَى الْمُقْعَدِ، وَكُلَّمَا أَصَابَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طُرْفَةً مِنْ طَعَامٍ بَعَثَ بِهِ إِلَى الْمُقْعَدِ، قَالَ فَبَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ أَتَاهُ آتٍ فَنَعَى لَهُ الْمُقْعَدَ، فَنَهَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَهَضْنَا مَعَهُ، حَتَّى إِذَا دَنَا مِنَ الْخُصِّ قَالَ لأَصْحَابِهِ: " لا يَقْرَبَنَّ الْخُصَّ أَحَدٌ غَيْرِي ".فَدَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْخُصِّ، فَإِذَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ قَاعِدٌ عِنْدَ رَأْسِ الْمُقْعَدِ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ لَمْ تَأْتِنَا لَكَفَيْنَاكَ أَمْرَهُ فَأَمَا إِذْ جِئْتَ فَأَنْتَ أَوْلَى بِهِ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَغَسَّلَهُ بِيَدِهِ، وَكَفَّنَهُ، وَصَلَّى عَلَيْهِ، وَأَدْخَلَهُ الْقَبْرَ(1/207)
(205) -[-10] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " خَرَجْتُ لِصَلاةِ الصُّبْحِ فَلَقِيَنِي الشَّيْطَانُ فِي السُّدَّةِ، سُدَّةِ الْمَسْجِدِ، فَزَحِمَنِي حَتَّى إِنِّي لأَجِدُ مَسَّ شَعْرِهِ، فَاسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ فَخَنَقْتُهُ حَتَّى إِنِّي لأَجِدُ بَرْدَ لِسَانِهِ عَلَى يَدِي، فَلَوْلا دَعْوَةُ أَخِي سُلَيْمَانَ لأَصْبَحَ مَقْتُولا تَنْظُرُونَ إِلَيْهِ "(1/208)
(206) -[-10] حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " فَكَانَ إِذَا جَاوَزَ فَرْسَخًا تَجَوَّزَ لِلصَّلاةِ "(1/209)
(207) -[-10] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَلَّمَ مِنَ الصَّلاةِ قَالَ: " سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "(1/210)
(208) -[-10] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ "(1/211)
(209) -[-10] حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْمُزَنِيُّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " يَتَسَوَّكُ مِنَ اللَّيْلِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، كُلَّمَا رَقَدَ وَاسْتَيْقَظَ اسْتَاكَ، وَتَوَضَّأَ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ أَوْ رَكَعَاتٍ "(1/212)
(210) -[-10] حَدَّثَنَا يَعْلَى، ثنا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْمَغْرِبَ وَنَحْنُ نَنْظُرُ إِلَى السَّدَفِ(1/213)
(211) -[-10] حَدَّثَنَا يَعْلَى، ثنا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْعَوَالِي وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجِبْرِيلُ يُصَلِّيَانِ حَيْثُ يُصَلَّى عَلَى الْجَنَائِزِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَذَا الَّذِي رَأَيْتُ مَعَكَ؟ قَالَ: " وَقَدْ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتَ خَيْرًا كَثِيرًا، هَذَا جِبْرِيلُ مَا زَالَ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ "(1/214)
(212) -[-10] حَدَّثَنَا يَعْلَى، ثنا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " يَجْمَعُ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ الأُولَى وَالْعَصْرِ فِي السَّفَرِ "(1/215)
(213) -[-10] حَدَّثَنَا يَعْلَى، ثنا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " الْمَدِينَةُ حَرَامٌ كَحَرَامِ مَكَّةَ، وَالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَلَى أَنْقَابِهَا مَلائِكَةٌ يَحْرُسُونَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ " حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَامَ، ثُمَّ أَمَرَ بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ فَسُحِبَ فَأُلْقِيَ فِي الْقَلِيبِ، ثُمَّ أَمَرَ بِعُتْبَةِ بْنِ رَبِيعَةَ فَسُحِبَ فَأُلْقِيَ فِي الْقَلِيبِ، ثُمَّ أُمِرَ بِشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فَسُحِبَ فَأُلْقِيَ فِي الْقَلِيبِ، ثُمَّ أَمَرَ بِأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ فَسُحِبَ فَأُلْقِيَ فِي الْقَلِيبِ، وَأَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ قَائِمٌ إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَفْطَنْ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى أَبِيهِ يُسْحَبُ حَتَّى أُلْقِيَ فِي الْقَلِيبِ تَغَيَّرَ وَجْهُهُ، وَالْتَفَتَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا رَأَى قَدْ تَغَيَّرَ وَجْهُهُ قَالَ: " يَا أَبَا حُذَيْفَةَ، كَأَنَّهُ سَاءَكَ مَا صَنَعْنَا بِعُتْبَةَ ".قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا بِي أَلا أَكُونَ مُؤْمِنًا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْقَوْمِ أَحَدٌ يُشْبِهُ عُتْبَةَ فِي عَقْلِهِ وَفِي شَرَفِهِ، فَكُنَّا نَرْجُو أَنْ يَهْدِيَهُ اللَّهُ إِلَى الإِسْلامِ، فَلَمَّا رَأَيْتُ مَصْرَعَهُ سَاءَنِي ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْرًا، فَلَمَّا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعَهُ النَّاسُ وَهُوَ يُنَادِي فِي جَوْفِ اللَّيْلِ: " يَا أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ، وَيَا عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَيَا شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَيَا أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ، أَوَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّا فَإِنِّي وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا. فَنَادَاهُ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُنَادِي قَوْمًا قَدْ جَيَّفُوا؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ لا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُجِيبُوا "(1/216)
(214) -[-10] حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا أَبُو ظِلالٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَقَالَ لِي: ادْنُهُ، مَتَى ذَهَبَ بَصَرُكَ؟ قُلْتُ: وَأَنا ابْنُ سَنَتَيْنِ فِيمَا زَعَمَ أَهْلِي، فَقَالَ: أَلا أُبَشِّرُكَ بِمَا تَقَرُّ بِهِ عَيْنُكَ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: مَرَّ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ثُمَّ مَضَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللَّهَ عز وجل يَقُولُ: مَا لِمَنْ أَخَذْتُ كَرِيمَتَيْهِ عِنْدِي جَزَاءً إِلا الْجَنَّةُ "(1/217)
(215) -[-10] أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أنا مُسْلِمٌ الأَعْوَرُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ وَيَوْمَ النَّضِيرِ عَلَى حِمَارٍ عَلَيْهِ إِكَافٌ مَخْطُومٌ بِحَبْلٍ مِنْ لِيفٍ "(1/218)
(216) -[-10] أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أنا مُسْلِمٌ الْمُلائِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الظُّهْرَ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ، وَيُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ، وَيُصَلِّي الْمَغْرِبَ حِينَ تَغْرُبُ، وَيُمْسِي بِالْعِشَاءِ وَيَقُولُ: " احْتَرِسُوا وَلا تَنَامُوا ".وَيُصَلِّي الْفَجْرَ حِينَ يَغْشَى النُّورُ السَّمَاءَ "(1/219)
(217) -[-10] أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلامٍ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَقَالَ: " إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلاثَةِ أَشْيَاءَ لا يَعْلَمُهَا إِلا نَبِيٌّ، قَالَ: سَلْ، قَالَ: مَا أَمْرُ السَّاعَةِ أَوْ أَشْرَاطُ السَّاعَةِ؟ وَمَا أَوَّلُ مَا يَأْكُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ وَمَا يَنْزِعُ الْوَلَدَ إِلَى أَبِيهِ وَالْوَلَدَ إِلَى أُمِّهِ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي بِهِنَّ جِبْرِيلُ آنِفًا، قَالَ: جِبْرِيلُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: ذَاكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنَ الْمَلائِكَةِ، قَالَ: أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْمَشْرِقِ فَتَحْشُرُ النَّاسَ إِلَى الْمَغْرِبِ، وَأَمَّا أَوَّلُ مَا يَأْكُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ الْحُوتِ، وَأَمَّا مَا يَنْزِعُ الْوَلَدَ إِلَى أَبِيهِ وَيَنْزِعُ الْوَلَدَ إِلَى أُمِّهِ، فَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ يَنْزِعُ إِلَى أَبِيهِ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ نَزَعَ إِلَى أُمِّهِ ".قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهْتَةٌ، فَاخْبِئْنِي لَهُمْ، ثُمَّ سَلْهُمْ عَنِّي قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا بِإِسْلامِي، أَيُّ رَجُلٍ أَنَا فِيهِمْ، فَجَاءَ نَفَرٌ مِنْهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ اللَّهِ فِيكُمْ؟ " قَالُوا: خَيْرُنَا، وَابْنُ خَيْرِنَا، وَسَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا، وَأَعْلَمُنَا وَابْنُ أَعْلَمِنَا، قَالَ: " أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ ".قَالُوا: أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالُوا: شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا، وَنَحْوُ ذَلِكَ، قَالَ: يَقُولُ عَبْدُ اللَّهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الَّذِي كُنْتُ أَخَافُ(1/220)
(218) -[-10] أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَآخَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ إِنِّي مِنْ أَكْثَرِ الأَنْصَارِ مَالا وَإِنِّي مُقَاسِمُكَ مَالِي، وَلِي امْرَأَتَانِ وَأَنَا مُطَلِّقٌ إِحْدَاهُمَا فَإِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا فَتَزَوَّجْهَا، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، وَلَكِنْ دُلَّنِي عَلَى السُّوقِ، فَدَلَّهُ فَلَمْ يَرْجِعْ يَوْمَئِذٍ حَتَّى أَصَابَ شَيْئًا مِنْ سَمْنٍ وَأَقْطٍ رَبِحَهُ، فَمَكَثَ أَيَّامًا ثُمَّ مَرَّ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَرَأَى عَلَيْهِ وَضَرَ صُفْرَةٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَهْيَمْ. قَالَ: تَزَوَّجْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: مَنْ؟ قَالَ: امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ: مَا أَصْدَقْتَ؟ قَالَ: نَوَاةً أَوْ وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ "(1/221)
(219) -[-10] أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أَبَا مُوسَى اسْتَحْمَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَوَافَقَ فِيهِ شُغْلا فَحَلَفَ أَنْ لا يَحْمِلَهُ ثُمَّ حَمَلَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ حَلَفْتَ أَنْ لا تَحْمِلَنِي، قَالَ: " وَأَنَا أَحْلِفُ لأَحْمِلَنَّكَ ".فَحَمَلَهُ انْتَهَى.
جُزْءٌ فِيهِ مَجْلِسُ الْبِطَاقَةِ إِمْلاءَ أَبِي الْقَاسِمِ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكِنَانِيِّ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَبِهِ ثِقَتِي أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْعَلامَةُ الأَصِيلُ الْمُسْنِدُ الْمُعَمَّرُ الْجَلِيلُ سِرَاجُ الدِّينِ عُمَرُ ابْنُ الْقَاضِي جَمَالِ الدِّينِ أَبِي السُّعُودِ مُحَمَّدٍ ابْنِ قَاضِي الْقُضَاةِ كَمَالِ الدِّينِ أَبِي الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدِ بْنِ ظَهِيرٍ الْقُرَشِيُّ الشَّافِعِيُّ، أَعَزَّهُ اللَّهُ تَعَالَى، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي يَوْمِ الأَرْبِعَاءِ ثَانِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَتِسْعِ مِائَةٍ بِمَنْزِلِهِ عَلَى جَبَلِ لَعْلَعَ مِنْ مَكَّةَ الْمُشَرَّفَةِ، قَالَ: أنا الشَّيْخَانِ الأَصِيلُ زَيْنُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحِيمِ أَبِي الْجَمَالِ إِبْرَاهِيمَ الأَمْيُوطِيُّ الْمَكِّيُّ، إِذْنًا، وَالْمُسْنِدُ شِهَابُ الدِّينِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَحَلِّيُّ الْمَدَنِيُّ، سَمَاعًا عَلَيْهِ، بِقِرَاءَةِ الْحَافِظِ السَّخَاوِيِّ، فِي ثَانِي عَشَرَ ذِي الْحَجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَثَمَانِ مِائَةٍ عَلَى الْمُعَظَّمِ، قَالا: أنا الْعَلامَةُ جَمَالُ الدِّينِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَمْيُوطِيُّ، سَمَاعًا فِي سَنَةِ 785، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْهَاجِيُّ، وَعَبْدُ الْمُحْسِنِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْمُودِيُّ، وَأُمُّ الْخَيْرِ عَائِشَةُ ابْنَةُ عُثْمَانَ بْنِ عَلاقٍ، سَمَاعًا، قَالُوا: أنا أَبُو عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَلاقٍ، زَادَ الأَوَّلانِ وَقَالا: أنا الْمُعِينُ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يُونُسَ الدِّمَشْقِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْقَوِيِّ بْنِ عَزُّونَ، قَالُوا: أنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْبُوصِيرِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو صَادِقٍ مُرْشِدُ بْنُ يَحْيَى الْمَدِينِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حِمَّصَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْكِنَانِيُّ، إِمْلاءً فِي سَلْخِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، وَفِيهَا مَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ.(1/222)
(220) -[-10] أنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، ثنا أَبُو مُصْعَبٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " يَأْخُذُ الْجَبَّارُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَمَاوَاتِهِ وَأَرَاضِيهِ بِيَدَيْهِ جَمِيعًا، فَجَعَلَ يَقْبِضُهُمَا وَيَبْسُطُهُمَا، ثُمَّ يَقُولُ عز وجل: أَنَا الْجَبَّارُ، وَأَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ وَأَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟ " وَيَمِيلُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى الْمِنْبَرِ يَتَحَرَّكُ مِنْ أَسْفَلِ شَيْءٍ مِنْهُ، حَتَّى إِنِّي لأَقُولُ: أَسَاقِطٌ هُوَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ: وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَقَدْ رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَلا أَعْلَمُهُ رَوَاهُ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ غَيْرَ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ(1/223)
(221) -[-10] أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ حُمَيْدٍ الطَّبِيبُ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُنْشَرُ لَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلا، كُلُّ سِجِلٍّ مِنْهَا مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ فَيَقُولُ: لا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ عز وجل: أَلَكَ عُذْرٌ أَوْ حَسَنَةٌ؟ فَيَهَابُ الرَّجُلُ فَيَقُولُ: لا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ عز وجل: بَلَى، إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَاتٍ وَإِنَّهُ لا ظُلْمَ عَلَيْكَ، فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلاتِ؟ فَيَقُولُ: إِنَّكَ لا تُظْلَمُ، قَالَ: فَتُوضَعُ السِّجِلاتُ فِي كِفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلاتُ، وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ ".قَالَ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ: وَلا أَعْلَمُهُ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ غَيْرَ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ وَهُوَ مِنْ أَحْسَنِ الْحَدِيثِ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. قَالَ الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ: أَنَا حَضَرْتُ رَجُلا فِي الْمَجْلِسِ وَقَدْ زَعِقَ عِنْدَ هَذَا الْحَدِيثِ وَمَاتَ، وَشَهِدْتُ جَنَازَتَهُ وَصَلَّيْتُ عَلَيْهِ(1/224)
(222) -[-10] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: نا ابْنُ أَبِي صَفْوَانَ، نا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيِّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ابْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَافَرَ فَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ، قَالَ بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا، وَقَالَ: " اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ وَالْمَالِ، اللَّهُمَّ أَصْحَبْنَا بِنُصْحٍ وَأَقْبَلْنَا بِذِمَّةٍ، اللَّهُمَّ ازْوِ لَنَا الأَرْضَ وَهَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ ".قَالَ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ: وَلا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ شُعْبَةَ غَيْرَ ابْنِ أَبِي عَدِيٍّ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ(1/225)
(223) -[-10] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ السَّلامِ السَّرَّاجُ، ثنا أَبُو صَالِحٍ يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ وَهُوَ ابْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مُسْتَتِرَةٌ بِقِرَامٍ فِيهِ صُورَةٌ، فَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ، ثُمَّ تَنَاوَلَ السِّتْرَ فَهَتَكَهُ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُشَبِّهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى ".قَالَ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ: وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ الْقَاسِمِ مِثْلَهُ(1/226)
(224) -[-10] أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْحَرَّانِيُّ، ثنا مَخْلَدُ بْنُ مَالِكٍ، نا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ صُدَيْقِ بْنِ مُوسَى، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ، وَأَبِي الْفَضْلِ الْكُوفِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَعْطَى اللَّهُ عز وجل الرَّجُلَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم الْيَهُودِيَّ وَالنَّصْرَانِيَّ، فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجل: افْدِ بِهَذَا نَفْسَكَ ".قَالَ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ: وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، لا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ غَيْرَ حَفْصِ بْنِ مَيْسَرَةَ، وَلا رَوَاهُ عَنْ حَفْصٍ غَيْرَ مَخْلَدِ بْنِ مَالِكٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ(1/227)
(225) -[-10] أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ زِيَادٍ الْعَسْكَرِيُّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُرَيْشِ، نا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ السَّكْسَكِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لا أَسْتَطِيعُ أَنْ آخُذَ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ فَعَلِّمْنِي مَا يُجْزِينِي، فَقَالَ: " قُلْ سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ".نَحْوَ حَدِيثِ مِسْعَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ السَّكْسَكِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَثَبَّتَنِي فِيهِ غَيْرُهُ. قَالَ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ: وَأَبُو خَالِدٍ هَذَا هُوَ أَبُو خَالِدٍ الدَّالانِيُّ، وَاسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ(1/228)
(226) -[-10] أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَسْلَمَ الصَّدَفِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ يُكْنَى أَبَا شَرِيكٍ، ثنا ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَكْثِرُوا مِنْ شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، قَبْلَ أَنْ يُحَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا، وَلَقِّنُوهَا مَوْتَاكُم "(1/229)
(227) -[-10] أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَافِعٍ، ثنا أَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ، نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ غُلامًا أَسْوَدَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مَا أَلْوَانُهَا؟ قَالَ: حُمْرٌ، قَالَ: هَلْ فِيهَا مِنْ أَوْرَقَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَنَّى تَرَى ذَلِكَ؟ قَالَ: نَزْعَةَ عِرْقٍ، قَالَ: وَلَعَلَّ هَذَا نَزْعَةُ عِرْقٍ. قَالَ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ: وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الأَيْلِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلامُ وَكِلاهُمَا مَحْفُوظٌ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ(1/230)
(228) -[-10] أَخْبَرَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ سَهْلٍ السُّكَّرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي خَلَفٍ، نا حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: لَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَتَيْتُهُ لأُبَايِعَهُ، فَقَالَ لِي: " مَا حَاجَتُك يَا جَرِيرُ؟ " قُلْتُ: جِئْتُ لأُسْلِمَ عَلَى يَدَيْكَ، قَالَ: فَأَلْقَى لِي كِسَاءَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: " إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ "(1/231)
(229) -[-10] أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَرِينِيُّ، نا زُهَيْرُ بْنُ عَبَّادٍ، نا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ جَدَّتِهِ حَوَّاءَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " رُدُّوا السَّائِلَ وَلَوْ بِظِلْفٍ مُحْرَقٍ " أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ وَهُوَ السِّمْعِيُّ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " اللَّهُمَّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ وَقِهِ الْعَذَابَ ".رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَعَنْ جَمِيعِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
قَالَ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ: وَقَدْ رَوَى عَنْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، وَأَبُو الطُّفَيْلِ، وَالسَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ، فَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَرَوَاهُ عَنْهُ طَاوُسٌ، وَمُجَاهِدٌ، وَعَطَاءٌ: " أَنَّهُ قَصَّرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِشْقَصٍ ".وَأَمَّا حَدِيثُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، فَرَوَاهُ أَبُو الْمُطَرِّفِ الْمُغِيرَةُ بْنُ مُطَرِّفٍ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ: أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمْ يَكْتُبْ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ. وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَرَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَأَمَّا حَدِيثُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، فَرَوَاهُ الشَّعْبِيُّ، وَعَامِرُ بْنُ سَعْدٍ الْبَجَلِيُّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدٍ الْبَجَلِيِّ، " فِي وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ ".وَأَمَّا حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، فَرَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ الكُلَيْبِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ: أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ؟ لا أَعْلَمُهُ يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ إِلا مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ، وَلا أَحْسَبُ خَالِدَ بْنَ أَبِي الْمُهَاجِرِ هَذَا سَمِعَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَأَمَّا حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ، فَرَوَاهُ يَزِيدُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ. وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ ثَابِتُ الإِسْنَادِ، رَوَاهُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ: جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، وَاللَّهُ وَلِيُّ التَّوْفِيقِ. وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، فَرَوَاهُ مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَطَّارُ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. وَلا أَعْلَمُهُ يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَهُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي الطُّفَيْلِ، فَرَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، رَوَاهُ عَنْ شُعْبَةَ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ يُكْنَى أَبَا عَبَّادٍ، فِي اسْتِلامِ الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ، لا أَحْفَظُهُ إِلا مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَأَمَّا حَدِيثُ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، فَرَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَطَاءِ بْنِ أَبِي الْخُوَارِ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، فِي صَلاةِ الْجُمُعَةِ. فَهَذَا جُمْلَةُ مَا انْتَهَى إِلَيْنَا مِنْ حَدِيثِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ، وَرَوَى عَنْهُ وُجُوهُ التَّابِعِينَ، أَهْلُ الْمَدِينَةِ، وَمَكَّةَ، وَالْكُوفَةِ، وَالْبَصْرَةِ، وَالشَّامِ، وَهَذِهِ مَنْزِلَةٌ عَظِيمَةٌ وَدَرَجَةٌ شَرِيفَةٌ، وَنَسْأَلُ اللَّهَ حُسْنَ التَّوْفِيقِ وَالسَّلامَةَ فِي الدِّينِ، وَبِهِ نَسْتَعِينَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْنٍ الْكُوفِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحُوَارِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْفُضَيْلِ لأَبِيهِ: يَا أَبَةَ، مَا أَحْلَى كَلامُ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يَا بُنَيَّ، وَتَدْرِي لِمَ حَلا؟ قَالَ: لا، قَالَ: لأَنَّهُمْ أَرَادُوا بِهِ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى آخِرُ الْمَجْلِسِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَصَلَوَاتُهُ وَسَلامُهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَكَانَ الْفَرَاغُ مِنْ تَعْلِيقِهِ قُبَيْلَ الظُّهْرِ مِنْ يَوْمِ السَّبْتِ ثَالِثَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ صَفَرِ الْخَيْرِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَتِسْعِ مِائَةٍ بِدَارِ الطُّوسِيَّةِ، وَقَفَ شَيْخُنَا الْعَلامَةُ الْحَافِظُ عِزُّ الدِّينِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ فَهْدٍ الْهَاشِمِيُّ الْمَكِّيُّ وَسَكَنُهُ وَأَسْلافُهُ بِالْقُرْبِ مِنْ بَابِ زِيَادَةِ دَارِ النَّدْوَةِ أَحَدِ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، عَلَى يَدِ الْفَقِيرِ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ الشَّمَّاعِ الشَّافِعِيِّ.(1/232)
جُزْءُ الْغَضَائِرِيِّ تَأْلِيفُ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ.
ذَكَرَهُ الْحَافِظُ نَجْمُ الدِّينِ أَبِي فَهْدٍ فِي فِهْرِسْتِ مَرْوِيَّاتِهِ.
يَقُولُ كَاتِبُهُ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيُّ الشَّمَّاعُ الشَّافِعِيُّ: وَصَاحِبُ هَذَا الْجُزْءِ الْمَذْكُورِ هُوَ غَيْرُ الْغَضَائِرِيِّ الْمَنْسُوبِ إِلَيْهِ جَامِعُ الشُّعَيْبِيَّةِ قَدِيمًا بِبَلْدَتِنَا حَلَبَ الشَّهْبَاءِ، فَذَاكَ رَأَيْتُهُ فِي الأَنْسَابِ لابْنِ الأَثِيرِ هُوَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَقَدْ ذَكَرْتُ تَرْجَمَتَهُ مَبْسُوطَةً فِي الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ آخِرَ هَذَا الْجُزْءِ، فَطَالِعْهَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَبِهِ ثِقَتِي أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْعَلامَةُ الأَصِيلُ الْمُسْنِدُ الْمُعَمَّرُ الْجَلِيلُ سِرَاجُ الدِّينِ عُمَرُ ابْنُ الْقَاضِي جَمَالِ الدِّينِ أَبِي السُّعُودِ مُحَمَّدٍ ابْنِ قَاضِي الْقُضَاةِ كَمَالِ الدِّينِ أَبِي الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدِ بْنِ ظَهِيرَةَ الْقُرَشِيُّ الشَّافِعِيُّ، أَعَزَّهُ اللَّهُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي يَوْمِ الأَرْبِعَاءِ ثَانِي شَهْرِ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَتِسْعِ مِائَةٍ بِمَنْزِلِهِ عَلَى جَبَلِ لَعْلَعَ مِنْ مَكَّةَ الْمُشَرَّفَةِ، قَالَ: أنا بِهِ الشَّيْخُ الْمُسْنِدُ شِهَابُ الدِّينِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَحَلِّيُّ الْمَدَنِيُّ، سَمَاعًا عَلَيْهِ، بِقِرَاءَةِ الْحَافِظِ شَمْسِ الدِّينِ مُحَمَّدٍ السَّخَاوِيِّ، بِمَنْزِلِ خَالِي قَاضِي الْقُضَاةِ مُحْيِي الدِّينِ عَبْدِ الْقَادِرِ ابْنِ أَبِي الْعَبَّاسِ الأَنْصَارِيِّ الْمَالِكِيِّ، فِي يَوْمِ الأَحَدِ ثَانِي عَشَرَ ذِي الْحَجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَثَمَانِ مِائَةٍ بِمِنًى الْمُعَظَّمِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بِهِ الإِمَامُ جَمَالُ الدِّينِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَمْيُوطِيُّ، سَمَاعًا فِي عَاشِرِ شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَحَاسِنِ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الْخُتَنِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو التُّقَى صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُجَاعٍ الْمُدْلِجِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّلَفِيُّ، إِجَازَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الرَّئِيسُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الثَّقَفِيُّ، سَمَاعًا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْغَضَائِرِيُّ.(1/233)
(231) -[-10] ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، إِمْلاءً سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، نا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، نا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ حِينَ وَجَبَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: " هَذِهِ أَصْوَاتُ يَهُودَ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا "(1/234)
(232) -[-10] حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، نا السَّكَنُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ فَرْقَدٍ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَبَّابٍ، أَنَّهُ شَهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَحُثُّ عَلَى جَيْشِ الْعُسْرَةِ، فَقَامَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِائَةُ بَعِيرٍ بِأَحْلاسِهَا وَأَقْتَابِهَا، ثُمَّ حَثَّ عَلَى جَيْشِ الْعُسْرَةِ، فَقَامَ عُثْمَانُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَيَّ مِائَةُ بَعِيرٍ بِأَحْلاسِهَا وَأَقْتَابِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ قَامَ الثَّالِثَةَ فَحَثَّ عَلَى جَيْشِ الْعُسْرَةِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: عَلَيَّ مِائَةُ نَاقَةٍ بِأَقْتَابِهَا وَأَحْلاسِهَا. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَأَنَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ " حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَعْنَبِيَّ، يَقُولُ: قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ لِرَجُلٍ: يَا هَذَا مَا تَلاعَبْتَ بِهِ فَلا تُلاعِبَنَّ بِدِينِكَ. قَالَ الْقَعْنَبِيُّ: فَمَا لَقِيَنِي أَبُو دَاوُدَ إِلا سَأَلَنِي عَنْ هَذَا مِنْ قَوْلِ مَالِكٍ(1/235)
(233) -[-10] حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلَدِيُّ، إِمْلاءً، نا أَبُو بَكْرٍ عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ، نا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ غُلامٌ فَسَمَّيْتُهُ بِاسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ ".قَالَ: فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّ سَيْفٍ امْرَأَةِ قَيْنٍ يُقَالُ لَهُ: أَبُو سَيْفٍ، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَبَقَتْهُ فَأَسْرَعَتِ الْمَشْيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: فَانْتَهَيْتُ إِلَى أَبِي سَيْفٍ وَهُوَ يَنْفُخُ بِكِيرِهِ وَالْبَيْتُ قَدِ امْتَلأَ دُخَانًا، فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَيْفٍ، أَمْسِكْ أَمْسِكْ، قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأمْسَكَ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالصَّبِيِّ وَضَمَّهُ إِلَيْهِ، وَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، قَالَ أَنَسٌ: قَدْ رَأَيْتُهُ بَيْن يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَكيدُ بِنَفْسِهِ، فَدَمِعَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " تَدْمَعُ الْعَيْنُ، وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلا نَقُولُ إِلا مَا يُرْضِي الرَّبَّ، وَإِنَّا بِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ "
حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، نا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، نا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، نا حَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ الْقُطَعِيُّ، قَالَ: قَالَ مَيْمُونُ بْنُ سِيَاهٍ: لا تَمْهَرِ الدُّنْيَا دِينَكَ، فَإِنَّهُ مَنْ أمْهَرَ الدُّنْيَا دِينَهُ زَفَّتْ إِلَيْهِ النَّدَمَ حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، نا جَابِرٌ، نا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، نا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَنْ خَافَ اللَّهَ لَمْ يَشْفِ غَيْظَهُ، وَمَنِ اتَّقَى اللَّهَ لَمْ يَصْنَعْ كُلَّ مَا يُرِيدُ، وَلَوْلا يَوْمُ الْقِيَامَةِ كَانَ غَيْرَ مَا تَرَوْنَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ الْفَقِيهُ، إِمْلاءً، سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، إِمْلاءً مِنْ كِتَابِهِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، نا مَنْصُورٌ أَبُو أُمَيَّةَ خَادِمُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَكَانَ لَهُ سَفَطٌ فِي كَوَّةِ مِفْتَاحِهِ فِي إِزَارِهِ، وَكَانَ يَتَغَفَّلُنِي فَإِذَا نَظَرَ إِلَيَّ قَدْ نِمْتُ فَتَحَ السَّفَطَ وَأَخْرَجَ مِنْهُ جُبَيْبَةَ شَعَرٍ وَرِدَاءَ شَعَرٍ فَصَلَّى فِيهِمَا اللَّيْلَ كُلَّهُ، فَإِذَا نُودِيَ بِالصُّبْحِ نَزَعَهُمَا أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا يَزِيدُ، أنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، أنا زِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْمَدَنِيُّ، مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، أَنَّهُ بَعَثَهُ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي حَوَائِجَ لَهُ، قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ كَاتِبٌ يَكْتُبُ، فَقُلْتُ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ: وَعَلَيْكُمُ السَّلامُ، ثُمَّ انْتَهَيْتُ فَقُلْتُ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَقَالَ: يَابْنَ أَبِي زِيَادٍ، إِنَّا لَسْنَا نُنْكِرُ الأُولَى الَّتِي قُلْتَ، وَالْكَاتِبُ يَقْرَأُ عَلَيْهِ مَظَالِمَ جَاءَتْ مِنَ الْبَصْرَةِ، فَقَالَ لِي: اجْلِسْ، فَجَلَسْتُ عَلَى أَسْكُفَّةِ الْبَابِ، وَهُوَ يَقْرَأُ عَلَيْهِ وَعُمَرُ يَتَنَفَّسُ الصُّعَدَاءَ، فَلَمَّا فَرَغَ أَخْرَجَ مَنْ كَانَ فِي الْبَيْتِ حَتَّى وَصِيفًا كَانَ فِيهِ، ثُمَّ قَامَ يَمْشِي إِلَيَّ حَتَّى جَلَسَ بَيْنَ يَدَيَّ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيَّ، ثُمَّ قَالَ: يَابْنَ أَبِي زِيَادٍ، اسْتَدْفَأْتَ فِي مَدْرَعَتِكَ هَذِهِ، قَالَ: وَعَلَيَّ مَدْرَعَةٌ، وَاسْتَرَحْتَ مِمَّا نَحْنُ فِيهِ، ثُمَّ سَأَلَنِي عَنْ صُلَحَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، رِجَالِهِمْ وَنِسَائِهِمْ فَمَا تَرَكَ مِنْهُمْ أَحَدًا إِلا سَأَلَنِي عَنْهُ، وَسَأَلَنِي عَنْ أُمُورٍ كَانَ أَمَرَ بِهَا بِالْمَدِينَةِ فَأَخْبَرْتُهُ، ثُمَّ قَالَ لِي: يَابْنَ أَبِي زِيَادٍ، أَلا تَرَى مَا وَقَعْتُ فِيهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي لأَرْجُو لَكَ خَيْرًا، قَالَ: هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ، قَالَ: ثُمَّ بَكَى حَتَّى جَعَلْتُ أَرْثِي لَهُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، بَعْضَ مَا تَصْنَعُ فَإِنِّي أَرْجُو لَكَ خَيْرًا، قَالَ: هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ، أَشْتُمُ وَلا أُشْتَمُ، وَأَضْرِبُ وَلا أُضْرَبُ، وَأُؤْذِي وَلا أُؤْذَى، قَالَ: ثُمَّ بَكَى حَتَّى جَعَلْتُ أَرْثِي لَهُ، فَمَا قُمْتُ حَتَّى قَضَى حَوَائِجِي، وَكَتَبَ إِلَى مَوْلايَ يَسْأَلُهُ أَنْ يَبِيعَنِي مِنْهُ، ثُمَّ أَخْرَجَ مِنْ تَحْتِ فِرَاشِهِ عِشْرِينَ دِينَارًا، فَقَالَ: اسْتَعِنْ بِهَذِهِ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ لَكَ فِي الْفَيْءِ حَقٌّ أَعْطَيْنَاكَ حَقَّكَ، إِنَّمَا أَنْتَ عَبْدٌ، فَأَبَيْتُ أَنْ آخُذَهَا، فَقَالَ: إِنَّمَا هِيَ نَفَقَتِي، فَلَمْ يَزَلْ بِي حَتَّى أَخَذْتُهَا، وَكَتَبَ إِلَى مَوْلايَ يَسْأَلُهُ أَنْ يَبِيعَنِي مِنْهُ، فَأَبَى وَأَعْتَقَنِي حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ اللَّهِ، نا أَبِي، ثنا أَبُو مَرَامٍ الرَّقِّيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، وَإِنَّ حُجْزَةَ إِزَارِهِ لَغَائِبَةٌ فِي عُكْنَةِ إِزَارِهِ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ بَعْدَمَا اسْتُخْلِفَ، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَعُدُّ أَضْلاعَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ أَمَسَّهَا لَفَعَلْتُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ اللَّهِ، نا أَبِي، نا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ، نا فُرَاتُ بْنُ سَلْمَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ لَهُ: يَا أَبَةَ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَمْضِيَ لِمَا تُرِيدُ مِنَ الْعَدْلِ، فَوَاللَّهِ مَا كُنْتُ أَدْرِي لَوْ غَلَتْ بِي وَبِكَ الْقُدُورُ، قَالَ: يَا بُنَيَّ، إِنَّمَا أَرُوضُ رِيَاضَةَ الصَّعْبِ، إِنِّي لَمَّا أُرِيدُ أَنْ آتِيَ الأَمْرَ مِنَ الْعَدْلِ فَأُؤَخِّرَ ذَلِكَ حَتَّى أُخْرِجَ مَعَهُ طَمَعًا مِنْ طَمَعِ الدُّنْيَا، فَيَبْعُدُوا مِنْ هَذِهِ وَيَسْكُنُوا هَذِهِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، نا أَبِي، نا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا فُرَاتُ بْنُ سَلْمَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ الرَّقِّيِّ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ ثَلاثَةً فِي بَيْتٍ خَيْرًا مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَابْنِهِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَمَوْلاهُ مُزَاحِمٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا هَارُونُ، نا ضَمْرَةُ، نا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ جَعَلَ يُثْنِي عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ مَسْلَمَةُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَرَأَيْتَ لَوْ بَقِيَ أَكُنْتَ تَعْهَدُ إِلَيْهِ؟ قَالَ: لا، قَالَ: وَلِمَ وَأَنْتَ تُثْنِي عَلَيْهِ هَذَا الثَّنَاءَ؟ قَالَ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ قَدْ زُيِّنَ فِي عَيْنِي مَا يُزَيَّنُ فِي عَيْنِ الْوَالِدِ مِنْ وَلَدِهِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبِي، نا سُفْيَانُ، قَالَ: مَاتَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَيْثُ مَاتَ، وَمَا يَزْدَادُ عَامًا بَعْدَ عَامٍ إِلا فَضْلا، وَقَالَ رَجُلٌ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: جَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ خَيْرًا، قَالَ: بَلْ جَزَى اللَّهُ الإِسْلامَ عَنِّي خَيْرًا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، نا عَوْنُ بْنُ مَعْمَرٍ، قَالَ: كَتَبَ الْحَسَنُ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: سَلامٌ عَلَيْكَ أَمَّا بَعْدُ، فَكَأَنَّكَ بِالدُّنْيَا لَمْ تَكُنْ وَبِالأَرْضِ لَمْ تَزُلْ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، نا عَوْنُ بْنُ مَعْمَرٍ، قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى فَاطِمَةَ، فَقَالَ: يَا فَاطِمَةُ، عِنْدَكِ دِرْهَمٌ نَشْتَرِي بِهِ عِنَبًا، قَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لا تَقْدِرُ عَلَى دِرْهَمٍ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا فَاطِمَةُ، هَذَا أَهْوَنُ عَلَيْنَا مِنْ مُعَالَجَةِ الأَغْلالِ غَدًا فِي النَّارِ. قَالَ: وَقَالَ رَجُلٌ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَوْ تَفَرَّغْتَ لَنَا، فَقَالَ عُمَرُ: وَأَيْنَ الْفَرَاغُ؟ ذَهَبَ الْفَرَاغُ فَلا فَرَاغَ إِلا عِنْدَ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، نا ضَمْرَةُ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي الْخَطَّابِ: قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ: قَالَ لِي رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَكْمَلَ عَقْلا مِنْ أَبِيكَ، سَمَرْتُ عِنْدَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَغَشَى السِّرَاجُ، فَقَالَ لِي: يَا رَجَاءُ، إِنَّ السِّرَاجَ قَدْ غَشَى، قَالَ: وَوَصِيفٌ نَائِمٌ إِلَى جَانِبِنَا، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: فَأَنْبِهِ الْوَصِيفَ، قَالَ: قَدْ نَامَ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: فَأَقُومُ أَنَا فَأُصْلِحُهُ، قَالَ: لَيْسَ مِنْ مُرُوءَةِ الرَّجُلِ اسْتِخْدَامُهُ ضَيْفَهُ، قَالَ: فَقَامَ وَوُضَعَ سَاجَةً وَأَتَى السِّرَاجَ فَفَتَلَهُ، وَأَخَذَ بَطَّةً فَفَتَحَهَا وَصَبَّ فِي السِّرَاجِ مِنْهَا، ثُمَّ رَجَعَ، وَقَالَ: قُمْتُ وَأَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَرَجَعْتُ وَأَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَبِشْرُ بْنُ مُوسَى، قَالا: نا عَفَاَّنُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ، سَمِعْتُهُ مِنْهُ غَيْرَ مَرَّةٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَيْلَةً: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا بَقَاؤُكَ عَلَى مَا أَرَى؟ أَمَّا فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ فَأَنْتَ فِي حَاجَاتِ النَّاسِ، وَأَمَّا وَسْطَ اللَّيْلِ مَعَ جُلَسَائِكَ، وَأَمَّا آخِرَ اللَّيْلَةِ فَاللَّهُ أَعْلَمُ إِلَى مَا تَصِيرُ، قَالَ: فَضَرَبَ عَلَى كَتِفِي، وَقَالَ: وَيْحَكَ يَا مَيْمُونُ، إِنِّي وَجَدْتُ لِقَاءَ الرِّجَالِ يُلَقِّحُ أَلْبَابَهُمْ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نا مَالِكُ بْنُ هَانِئٍ أَبُو عُثْمَانَ، نا هَارُونُ الْبَرْبَرِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: شَكَا إِلَى غَيْلانَ مَوْلاهُ، فَقَالَ: يَا غَيْلانُ، وَاللَّهِ قَدْ ضَجِرْتُ مِنَ الْخِلافَةِ، وَبَرِمْتُ مِنْهَا، وَمَا أَخْلَفَنِي سَأُهْمِلُهَا، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اتَّقِ اللَّهَ وَلا تَفْعَلْ، إِذًا وَاللَّهِ يُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَيُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ تَعَالَى، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ رَأَيْتَنِي فِي حَمْأةٍ إِلَى صَدْرِي كُنْتَ تَأْخُذُ بِيَدِي مِنْهَا، قَالَ: نَعَمْ يَا غَيْلانُ، وَلَكِنِّي أَخَافُ التَّلَطُّخَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، أنا أَبُو كَامِلٍ، نا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، قَالَ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بَكَى، فَقَالَ: يَا أَبَا فُلانٍ هَلْ تَخْشَى عَلَيَّ؟ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: كَيْفَ حُبُّكَ لِلدِّرْهَمِ؟ قَالَ: لا أُحِبُّهُ، قَالَ: لا تَخَفْ، إِنَّ اللَّهَ سَيُعِينُكَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ، نا هَاشِمُ بْنُ الْوَلِيدِ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: قَالَ الْفَرَزْدَقُ لَمَّا مَاتَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ:
كَمْ مِنْ شَرِيعَةِ حَقٍّ قَدْ شَرَعْتَ لَهُمْ ... كَانَتْ أُمِيتَتْ وَأُخْرَى مِنْكَ تُنْتَظَرُ
يَا لَهْفَ نَفْسِي وَلَهْفَ اللَّاهِفِينَ مَعِي ... مَعَ الْعُدُولِ الَّتِي تَبْقَى لَهَا الْحُفَرُ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، نا سُفْيَانُ، أَنَّ رَجُلا قَالَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَبْقَاكَ اللَّهُ، قَالَ: هَذَا قَدْ فُرِغَ مِنْهُ، ادْعُ لِي بِالصَّلاحِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا سُفْيَانُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: مَنْ عَمِلَ بِغَيْرِ عِلْمٍ كَانَ مَا يُفْسِدُ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِحُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ أُنَاسِا يَلْتَمِسُونَ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ، وَأَنَّ مَصِيرَهُمْ وَمَرْجِعَهُمْ إِلَى اللَّهِ، وَأَنَّ أُنَاسًا مِنْ هَؤُلاءِ الْقُصَّاصِ يُصَلُّونَ عَلَى خُلَفَائِهِمْ وَأُمَرَائِهِمْ، فَمُرُوهُمْ فَلْيَدْعُوا لِلْمُؤْمِنِينَ عَامَّةً، وَلْيَتْرُكُوا مَا سِوَى ذَلِكَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، نا عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ حَيَّانَ، نا تَوْبَةُ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: أَرْسَلَنِي صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى سُلَيْمَانَ، قَالَ: فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: هَلْ لَكَ حَاجَةً إِلَى صَالِحٍ؟ فَقَالَ: قُلْ لَهُ: عَلَيْكَ بِالَّذِي يَبْقَى لَكَ عِنْدَ اللَّهِ، فَإِنَّ مَا بَقِيَ عِنْدَ اللَّهِ يَبْقَى عِنْدَ النَّاسِ، وَمَا لَمْ يَبْقَ عِنْدَ اللَّهِ لَمْ يَبْقَ عِنْدَ النَّاسِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَلِيٌّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ، نا وُهَيْبٌ، أَوْ غَيْرُهُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: مَنْ عَدَّ كَلامَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلامُهُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَتْ: اشْتَهَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَسَلا فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا، فَوَجَّهَنَا رَجُلا عَلَى دَابَّةٍ مِنْ دَوَابِّ الْبَرِيدِ إِلَى بَعْلَبَكَّ فَأَتَى بِعَسَلٍ، فَقُلْتُ يَوْمًا: إِنَّكَ ذَكَرْتَ لَنَا عَسَلا، وَعِنْدَنَا عَسَلٌ فَهَلْ لَكَ فِيهِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. فَأَتَيْنَاهُ بِهِ فَشَرِبَهُ، ثُمَّ قَالَ: مِنْ أَيْنَ لَكُمْ هَذَا الْعَسَلُ؟ قُلْتُ: وَجَّهَنَا رَجُلا عَلَى دَابَّةٍ مِنْ دَوَابِّ الْبَرِيدِ بِدِينَارٍ إِلَى بَعْلَبَكَّ فَاشْتَرَى لَنَا عَسَلا، فَأَرْسَلَ إِلَى الرَّجُلِ فَجَاءَ بِهِ، فَقَالَ: انْطَلِقْ بِهَذَا الْعَسَلِ فَبِعْهُ وَارْدُدْ إِلَيْنَا مَالَنَا، وَانْظُرْ إِلَى الْفَضْلِ فَاجْعَلْهُ فِي عَلَفِ دَوَابِّ الْبَرِيدِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ، نا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو: أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ قَرَأْتُ كِتَابَكَ الَّذِي كَتَبْتَ بِهِ إِلَيَّ، وَكُنْتَ الْمُبْتَلَى طَرَبًا بِالنَّظَرِ فِيهِ دُونَهُ، كَتَبْتَ تَسْأَلُهُ أَنْ يُعْطِيَكُمْ مِنَ الشَّمْعِ مِثْلَ الَّذِي كَانَ يُعْطَى لِمَنْ كَانَ قَبْلَكَ، وَتَذْكُرُ أَنَّ الشَّمْعَ الَّذِي قِبَلَكَ قَدْ نَفِذَ، وَلَعَمْرِي لَطَالَ مَا رَأَيْتُكَ تَخْرُجُ مِنْ مَنْزِلِكَ إِلَى مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي اللَّيْلَةِ الْوَحِلَةِ بِغَيْرِ ضِيَاءٍ، وَلَعَمْرِي لأَنْتَ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْ قَبْلِ الْيَوْمِ وَالسَّلامُ أَنَا أَحْمَدُ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، نَا أَبِي، نَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: كَانَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ غُلامٌ يَعْمَلُ عَلَى بَغْلٍ لَهُ يَأْتِيهِ كُلَّ يَوْمٍ بِدِرْهَمٍ، فَجَاءَ يَوْمًا بِدِرْهَمٍ وَنِصْفٍ، فَقَالَ: مَا بَدَا لَكَ؟ فَقَالَ: نَفَقْتُ السُّوقَ، قَالَ: وَلَكِنَّكَ أَتْعَبْتَ الْبَغْلَ، أَجِمَّهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ(1/236)
(234) -[-10] حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ سَلامٍ، نَا عَفَّانُ، نا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَفَعَهُ مَرَّةً وَمَرَّةً لَمْ يَرْفَعْهُ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا لَبِسَ قَمِيصًا بَدَأَ بِمَيَامِنِهِ "(1/237)
(235) -[-10] حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحَرَّانِيُّ، نَا زُهَيْرٌ، نَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا لَبِسْتُمْ وَإِذَا تَوَضَّأْتُمْ فَابْدَءُوا بِمَيَامِنِكُمْ "(1/238)
(236) -[-10] حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ الرِّيَاحِيُّ، نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ الْمَازِنِيِّ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي مَعَ ابْنِ عُمَرَ إِذْ عَرَضَ لَهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنِ النَّجْوَى، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عز وجل يُدْنِي الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَضَعُ كَنَفَهُ عَلَيْهِ فَيَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ، وَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ كَذَا وَكَذَا؟ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا وَكَذَا؟ حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ كُلِّهَا وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ قَدْ هَلَكَ، قَالَ: " فَإِنِّي قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَإِنِّي أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ ".قَالَ: ثُمَّ يُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ، قَالَ: وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُ: {وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}(1/239)
(237) -[-10] حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ جَهْوَرٍ، بِطَرَسُوسَ، نا أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ عَائِذِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ عَمُودَ الإِسْلامِ احْتُمِلَ مِنْ تَحْتِ رَأْسِي، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ مَذْهُوبٌ بِهِ فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي، فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ، أَلا وَإِنَّ الإِيمَانَ حِينَ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ "(1/240)
(238) -[-10] حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يَزِيدُ بْنُ جَهْوَرٍ أَبُو اللَّيْثِ الطَّرَسُوسِيُّ، نَا تَوْبَةُ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلامٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلامٍ، حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ زَيْدٍ الْبِكَالِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ، يَقُولُ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَا حَوْضُكَ هَذَا الَّذِي تُحَدِّثُ عَنْهُ؟ قَالَ: " هُوَ مَا بَيْنَ الْبَيْضَاءِ إِلَى وُسْطَى، ثُمَّ يَمُدُّنِي اللَّهُ فِيهِ بِكُرَاعٍ لا يَدْرِي بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ اللَّهُ أَيْنَ طَرَفَيْهِ ".قَالَ: فَكَبَّرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: أَمَّا الْحَوْضُ، فَقَالَ: يَرِدُ عَلَيْهِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ يُقْتَلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَيَمُوتُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَأَرْجُو أَنْ يُورِدَنِي اللَّهُ الْكُرَاعَ فَأَشْرَبَ مِنْهُ. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ رَبِّي وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ، ثُمَّ يَشْفَعُ كُلُّ سَبْعِينَ لِسَبْعِينَ أَلْفًا ثُمَّ يَحْثِي بِكَفِّهِ ثَلاثَ حَثَيَاتٍ ".فَكَبَّرَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَالَ: إِنَّ السَّبْعِينَ الأَلْفَ الأَوَّلِينَ يُشَفِّعُهُمُ اللَّهُ فِي آبَائِهِمْ وَأَبْنَائِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ، وَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ فِي إِحْدَى الْحَثَيَاتِ الأَوَاخِرِ. فَقَالَ أَعْرَابِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فِيهَا فَاكِهَةٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ، فِيهَا شَجَرَةٌ تُدْعَى طُوبَى تُطَابِقُ الْفِرْدَوْسَ ".قَالَ: أَيُّ شَجَرِ أَرْضِنَا؟ يَعْنِي تُشْبِهُهُ، قَالَ: " لَيْسَتْ شَبِيهَةَ شَيْءٍ مِنْ شَجَرِ أَرْضِنَا، وَلَكِنْ أَتَيْتَ شَجرَ الشَّامِ؟ ".قَالَ: لا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: " فَإِنَّهَا تُشْبِهُ شَجَرَةً بِالشَّامِ تُدْعَى الْجَوْزَةُ، تَنْبُتُ عَلَى سَاقٍ وَاحِدٍ ثُمَّ يَنْتَشِرُ أَعْلاهَا ".قَالَ: مَا أَعْظَمَ أَصْلُهَا، لَوِ ارْتَحَلْتَ عَلَى جَذَعَةٍ مِنْ إِبِلِ أَهْلِكَ مَا أَحَطْتَ بِأَصْلِهَا حَتَّى تَنْكَسِرَ تَرْقُوَتُهَا هَرَمًا
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا عَفَّانُ، نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ، وَسُفْيَانَ، وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، وَسُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، عَنِ الرَّجُلِ يُتَّهَمُ فِي الْحَدِيثِ أَوْ لا يَحْفَظُ، قَالُوا: يُبَيِّنُ أَمْرَهُ لِلنَّاسِ(1/241)
(239) -[-10] حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، ثَنَا حَاتِمٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْجُوعَ، فَخَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ أُمَّ سُلَيْمٍ ".وَهِيَ أُمُّ أَنَسِ بْن مَالِكٍ، كَانَتْ تَحْتَ مَالِكٍ أَبِي أَنَسٍ، وَذَكَرَ حَدِيثَ الطَّعَامِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ، نا عُبَيْدُ بْنُ مَعْبَدِ بْنِ وَاقِدٍ الأَزْدِيُّ، إِمَامُ مَسْجِدِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، نا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، أَخُو حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، نا الصَّقْعَبُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ مَلَكَ مِنَ الْمُلُوكِ رَجُلٌ مِنَ الأَزْدِ، يُقَالَ لَهُ: جُذَيْمَةُ الأَبْرَشُ، فَتَتَابَعَ الْمُلْكُ فِيهِمْ حَتَّى مَلَكَ فِيهِمْ ثَلاثُونَ رَجُلا، يَمْلِكُ هَذَا ثُمَّ يَمْلِكُ هَذَا، فَجَاءَ الإِسْلامُ وَالْمُلْكُ فِي بَنِي كِنْدَةَ ثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ بَرَّةَ، يَقُولُ: لَمَّا خَرَجْتُ إِلَى الصَّعِيدِ يَوْمَ الْعِيدِ فَرَأَيْتُ ضُرُوبَ الْبَلاءِ، أَوَ مَا رَأَيْتُهُمْ يَقْرَعُونَ أَبْوَابَكُمْ تَرْهَقُهُمْ الذِّلَّةُ يَسْتَطْعِمُونَ الْكِسَرَ، وَقَدْ عَلِمْتُ لَوْ أَنَّ رَجُلا أَهْدَى لَكَ بُقَيْلَةً، أَوْ مَجُوسِيًّا بَغَى أُمَّهُ أَوْ أُخْتَهُ، فَشَكَوْتَ إِلَيْهِ قَذًا فِي عَيْنِكَ، فَأَخَذَ مِيلا وَقُطْنَةً وَمَاءً بَارِدًا فَأَخْرَجَهَا مِنْ عَيْنِكَ رَعَيْتَ ذَلِكَ لَهُ، وَأَحْبَبْتَ أَنْ لا يَبْلُغَهُ عَنْكَ شَيْءٌ يَكْرَهُهُ، فَكَيْفَ بِمَنْ لا تَفْقِدُ نِعَمَهُ صَبَاحًا وَمَسَاءً؟ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، نا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، نَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: إِنَّ اللَّهَ عز وجل قَدَّرَ أَجَلا، وَقَدَّرَ مَعَهُ مَرَضًا، وَقَدَّرَ مُعَافَاةً، فَمَنْ كَذَّبَ بِالْقَدَرِ فَقَدْ كَذَّبَ بِالْقُرْآنِ، وَمَنْ كَذَّبَ بِالْقُرْآنِ فَقَدْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ(1/242)
(240) -[-10] حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثنا سُوَيْدٌ، حَدَّثَنِي شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ أَبُو الصَّلْتِ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْجَابِيَةِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ. وَعِنْدَهُ الْجَاثِلِيقُ فَقَبَضَ ثَوْبَهُ مِرَارًا، فَقَالَ عُمَرُ: مَا يَقُولُ؟ قَالُوا: يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ لا يُضِلُّ أَحَدًا، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ، بَلِ اللَّهُ خَلَقَكَ ثُمَّ أَضَلَّكَ ثُمَّ يُدْخِلُكَ النَّارَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَلَوْلا أَنَّ لَكَ عَهْدًا لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ. ثُمَّ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ خَلَقَ أَهْلَ الْجَنَّةِ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ، وَخَلَقَ أَهْلَ النَّارِ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ. وَقَالَ: هَؤُلاءِ لِهَذِهِ وَهَؤُلاءِ لِهَذِهِ كُلٌّ بِقَدَرٍ. قَالَ: فَافْتَرَقَ النَّاسُ وَمَا يَخْتَلِفُونَ فِي الْقَدَرِ(1/243)
(241) -[-10] حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمِّهِ، حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ، أَنَّ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمِنْ صَحَابَتِهِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ وَحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: " تَعَالَوْا بَايِعُوا عَلَى أَنْ لا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا ".فَذَكَرَ الْحَدِيثَ عَلَى نَحْوِ ذَلِكَ، قَالَ: فَبَايَعْنَاهُ عَلَى ذَلِكَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ عَنْ بَعْضِ أَشْيَاخِهِ، أَنَّ لُقْمَانَ قَالَ لابْنِهِ: لا تُرِ النَّاسَ أَنَّكَ تَخْشَى اللَّهَ لِيُكْرِمُوكَ وَقَلْبُكَ فَاجِرٌ(1/244)
(242) -[-10] حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ، نَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لا تَسُبُّوا الشَّيْطَانَ فَإِنَّهُ يَتَغَيَّظُ، وَلَكِنْ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهِ "(1/245)
(243) -[-10] حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، قَالَ: سَمِعْتُ حَمَادَ بْنَ زَيْدٍ، يَقُولُ: قثنَا هُشَيْمٌ، عَن عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي الرَّجُلِ يَدْفَعُ إِلَى الرَّجُلِ الثَّوْبَ فَيَقُولُ: بِعْهُ بِكَذَا وَكَذَا فَمَا ازْدَدْتَ فَهُوَ لَكَ أَوْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، قَالَ: لا بَأْسَ بِهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى: لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ هُشَيْمٍ مَا لا أُحْصِي(1/246)
(244) -[-10] أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَاكِرٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ الْقَاسِمَ يُخْبِرُ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حُجَّاجًا حَتَّى قَدِمْنَا سَرِفَ فَحِضْتُ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ: " مَا لَكِ تَبْكِينَ؟ " قُلْتُ: لَيْتَنِي لَمْ أَحُجَّ الْعَامَ، قَالَ: " مَا لَكِ؟ " قُلْتُ: حِضْتُ، قَالَ: " شَيْءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ، فَاصْنَعِي مَا يَصْنَعُ الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ "(1/247)
(245) -[-10] حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، نَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْبَزَّارُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ. ح قَالَ: وَحَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كَزَالٍ، نا الْفَتْحُ بْنُ هِشَامٍ أَبُو نَصْرٍ، نا الْوَلِيدُ. ح قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَاسِينَ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ، نَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، كَانَتْ تَقُولُ: " إِذَا جَاوَزَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ وَجَبَ الْغُسْلُ ".زَادَ عُبَيْدٌ: " فَعَلْتُهُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاغْتَسَلْنَا "(1/248)
(246) -[-10] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ لِعَائِشَةَ: أَلَمْ تَرَيْ إِلَى فُلانَةَ بِنْتِ الْحَكَمِ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا أَلْبَتَّةَ، فَخَرَجَتْ فَقَالَتْ: بِئْسَمَا صَنَعَتْ، أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى قَوْلِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ؟، فَقَالَتْ: إِنَّ فَاطِمَةَ لا خَيْرَ لَهَا فِي ذِكْرِ هَذَا الْحَدِيثِ
آخِرُ الْجُزْءِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
فَرَغَ مِنْ تَعْلِيقِهِ الْفَقِيرُ إِلَى رَحْمَةِ رَبِّهِ الْمُسْتَغْفِرُ مِنْ ذَنْبِهِ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيُّ الشَّمَّاعُ الشَّافِعِيُّ فِي ضَحْوَةِ يَوْمِ الْخَمِيسِ ثَامِنَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ صَفَرِ الْخَيْرِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَتِسْعِ مِائَةٍ بِمَكَّةَ الْمُشَرَّفَةِ بِسَفْحِ جَبَلِ لَعْلَعَ، حَامِدًا مُصَلِّيًا مُسَلِّمًا.
قَالَ ابْنُ الأَثِيرِ فِي الأَنْسَابِ: الْغَضَائِرِيُّ: بِفَتْحِ الْغَيْنِ وَالضَّادِ الْمُعْجَمَتَيْنِ وَالْيَاءُ تَحْتَهَا نُقْطَتَيْنِ وَفِي آخِرِهَا رَاءٌ، هَذِهِ النِّسْبَةُ إِلَى الْغَضَارِ وَهُوَ الإِنَاءُ الَّذِي يُؤْكَلُ فِيهِ، وَنُسِبَ جَمَاعَةٌ إِلَى عَمَلِهَا أَوْ وَاحِدٌ مِنْ آبَائِهِمْ مِنْهُمْ: أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْغَضَائِرِيُّ الْحَلَبِيُّ، قِيلَ: كَانَ بَغْدَادِيًّا، سَكَنَ حَلَبَ وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ الزُّهَّادِ الثِّقَاتِ، رَوَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيِّ، وَغَيْرِهِمَا، رَوَى عَنْهُ أَبُو أَحْمَدَ ابْنُ عَدِيٍّ الْجُرْجَانِيُّ الْحَافِظُ، وَغَيْرُهُ، وَحَجَّ مِنْ حَلَبَ أَرْبَعِينَ حَجَّةً مَاشِيًا، وَتُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَثَلاثِ مِائَةٍ. انْتَهَى كَلامُهُ بِرُمَّتِهِ. وَلَيْسَ هُوَ صَاحِبَ هَذَا الْجُزْءِ بَلْ صَاحِبُهُ كَمَا ذَكَرَهُ الشَّيْخُ نَجْمُ الدِّينِ فِي فِهْرِسْتِ مَرْوِيَّاتِهِ، فَقَالَ: الْغَضَائِرِيُّ: الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ الْمَخْزُومِيُّ الْبَغْدَادِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَ عَنِ الصُّولِيِّ، وَالصَّفَّارِ، وَالنَّجَّادِ، وَجَمَاعَةٍ، قَالَ الْخَطِيبُ: وَكَتَبْنَا عَنْهُ وَكَانَ ثِقَةً فَاضِلا، مَاتَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ.(1/249)
جُزْءٌ فِيهِ أَحَادِيثُ أَبِي الْجَهْمِ الْعَلاءِ بْنِ مُوسَى بْنِ عَطِيَّةَ الْبَاهِلِيِّ، عَنْ شُيُوخِهِ.
الْحَمْدُ لِلَّهِ مُقَدِّرِ السُّكُونِ وَالْحَرَكَاتِ، اللَّطِيفِ بِعِبَادِهِ فِي تَرَدِّهِمْ فِي الْقِفَارِ وَالْفَلَوَاتِ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَبِهِ ثِقَتِي أَخْبَرَنَا بِجُزْءِ أَبِي الْجَهْمِ الْعَلاءِ بْنِ مُوسَى بْنِ عَطِيَّةَ الْبَاهِلِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى الشَّيْخُ الْعَلامَةُ الْمُسْنِدُ الْمُعَمَّرُ قَاضِي الْمُسْلِمِينَ بَقِيَّةُ السَّلَفِ الصَّالِحِينَ شَرَفُ الدِّينِ أَبُو الْقَاسِمِ مُحَمَّدٌ الْمَدْعُوُّ بِالرَّافِعِيِّ ابْنِ قَاضِي الْقُضَاةِ شَيْخِ الإِسْلامِ جَلالِ الدِّينِ أَبِي السَّعَادَاتِ مُحَمَّدِ بْنِ ظَهِيرَةَ الْقُرَشِيُّ الشَّافِعِيُّ الْمَكِّيُّ، مَتَّعَ اللَّهُ بِحَيَاتِهِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي ضَحْوَةِ يَوْمِ الثُّلاثَاءِ تَاسِعَ عَشَرَ شَهْرِ صَفَرِ الْخَيْرِ سَنَةَ 527 بِمَنْزِلِ الْمِسْمَعِ بِزِيَادَةِ بَابِ إِبْرَاهِيمَ مِنَ الْمَسْجِدِ الشَّرِيفِ الْمَكِّيِّ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمْ بِهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الشُّيُوخِ مِنْهُمْ وَالِدكُمُ قَاضِي الْقُضَاةِ شَيْخُ الإِسْلامِ جَلالُ الدِّينِ أَبُو السَّعَادَاتِ ابْنُ ظَهِيرَةَ الْقُرَشِيُّ الشَّافِعِيُّ، وَرَئِيسُ الْمُؤَذِّنِينَ جَمَالُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْخَيْرِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْكَازَرُونِيُّ، وَالْعَدْلُ الْمُرْتَضَى شِهَابُ الدِّينِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْقَوِيِّ الْيَمَانِيُّ الْمَالِكِيُّ الْمَكِّيُّونَ، بِالْحَرَمِ الشَّرِيفِ رَحِمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى سَمَاعًا عَلَيْهِمْ مُجْتَمِعِينَ، بِقِرَاءَةِ الْحَافِظِ شَمْسِ الدِّينِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّخَاوِيِّ، نَزِيلِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ فِي آخِرِ يَوْمِ الْخَمِيسِ تَاسِعَ عَشَرَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَثَمَانِ مِائَةٍ بِعُلُوِّ جَبَلِ أَبِي قُبَيْسٍ بِمَكَّةَ الْمُشَرَّفَةِ فَأَقَرَّ بِهِ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا بِهِ الْمُسْنِدُ بُرْهَانُ الدِّينِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صِدِّيقٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ الأَخِيرَانِ: إِجَازَةً، وَقَالَ الأَوَّلُ: سَمَاعًا، زَادَ فَقَالَ: وَشَيْخُ الْقُرَّاءِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ التَّنُوخِيُّ الْبَعْلِيُّ، إِذْنًا، قَالا: أَخْبَرَنَا مُسْنِدُ الدُّنْيَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الصَّالِحِيُّ الْحَجَّارُ، سَمَاعًا، قَالَ: أنا أَبُو الْمُنَجَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ اللَّتِّيِّ، سَمَاعًا، قَالَ: أنا أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى بْنِ شُعَيْبٍ السِّجْزِيُّ، سَمَاعًا، قَالَ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْفَارِسِيُّ، سَمَاعًا، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَبِي شُرَيْحٍ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنِ الْمَرْزُبَانِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْجَهْمِ الْعَلاءُ بْنُ مُوسَى الْبَاهِلِيُّ، إِمْلاءً مِنْ كِتَابِهِ فِي مَنْزِلِهِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، قَالَ:(1/250)
(247) -[-10] أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ الْمِصْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لا يَدْخُلُ أَحَدٌ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ النَّارَ "(1/251)
(248) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى أُمِّ مُبَشِّرٍ الأَنْصَارِيَّةِ، فَرَأَى نَخْلا لَهَا، فَقَالَ لَهَا: " يَا أُمَّ مُبَشِّرٍ، مَنْ غَرَسَ هَذَا النَّخْلَ؟ أَمُسْلِمٌ أَمْ كَافِرٌ؟ " قَالَتْ: بَلْ مُسْلِمٌ، قَالَ: " لا يَغْرِسُ مُسْلِمٌ غَرْسًا، وَلا يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلَ مِنْهُ إِنْسَانٌ وَلا دَابَّةٌ، إِلا كَانَ لَهُ صَدَقَةً "(1/252)
(249) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ الأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّهُ لا يَنْبَغِي لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَمَثَّلَ فِي صُورَتِي "(1/253)
(250) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ فَلا يُخْبِرَنَّ النَّاسَ بِتَلاعُبِ الشَّيْطَانِ بِهِ فِي الْمَنَامِ "(1/254)
(251) -[-10] ثَنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لأَعْرَابِيٍّ جَاءَهُ فَقَالَ: إِنَّى حَلَمْتُ أَنَّ رَأْسِي قُطِعَ فَأَنَا أَتْبَعُهُ، فَزَجَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: " لا تُخْبِرِ النَّاسَ بِتَلاعُبِ الشَّيْطَانِ بِكَ فِي الْمَنَامِ "(1/255)
(252) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم " إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يَكْرَهُهَا، فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاثًا، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ثَلاثًا، وَلِيَتَحَوَّلْ عَنْ جَانِبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ "(1/256)
(253) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " أَمَرَ رَجُلا كَانَ يَتَصَدَّقُ بِالنَّبْلِ فِي الْمَسْجِدِ، أَنْ لا يَمُرَّ بِهَا إِلا وَهُوَ آخِذٌ بِنُصُولِهَا "(1/257)
(254) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " ابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَالصَّدَقَةُ عَنْ ظَهْرِ غِنًى "(1/258)
(255) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " جَهْدُ الْمُقِلِّ، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ "(1/259)
(256) -[-10] نَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ خَيْرَ مَا رُكِبَتْ إِلَيْهِ الرَّوَاحِلُ مَسْجِدِي هَذَا، وَالْبَيْتُ الْعَتِيقُ "(1/260)
(257) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ يَومَ الْجُمُعَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَعَدَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَرَكَعْتَ رَكْعَتَيْنِ؟ " قَالَ: لا، قَالَ: " قُمْ فَارْكَعْهُمَا "(1/261)
أَحَادِيثُ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (258) -[-10] ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ الْمِصْرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ " كَانَ يُصَلِّي مَعَهُمْ إِذَا جَمَعُوا بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ لَيلَةَ الْمَطَرِ "(1/262)
(259) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَجَدَ بَرْدًا شَدِيدًا وَهُوَ فِي السَّفَرِ، فَأَمَرَ الْمُؤَذِّنَ فَآذَنَ مَنْ مَعَهُ " أَنْ صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ، فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُ بِذَلِكَ إِذَا كَانَ مِثْلُ هَذَا "(1/263)
(260) -[-10] ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ يَقُولُ: " دُلُوكُ الشَّمْسِ: مَيلُهَا "(1/264)
(261) -[-10] ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ نَافِعٌ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُصَلِّي عَلَى الْبَعِيرِ يُومِئُ بِرَأْسِهِ، وَيُوتِرُ عَلَيْهِ "(1/265)
(262) -[-10] ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ نَافِعٌ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ مَرِيضٌ جَالِسًا لا يَرْفَعُ إِلَى وَجْهِهِ شَيْئًا، وَلَكِنَّهُ يُومِئُ بِرَأْسِهِ، وَذَلِكَ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ، يَسْجُدُ وَهُوَ جَالِسٌ "(1/266)
(263) -[-10] ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، كَانَ يُسْأَلُ عَنْ صَلاةِ الضُّحَى فَلا يَنْهَى عَنْهَا وَلا يَأْمُرُ بِهَا، وَيَقُولُ: " إِنَّمَا أَصْنَعُ كَمَا رَأَيْتُ أَصْحَابِي يَصْنَعُونَ، وَلَكِنْ لا تُصَلُّوا عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَلا عِنْدَ غُرُوبِهَا "(1/267)
(264) -[-10] ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ: " مَنْ صَلَّى مِنَ اللَّيلِ، فَلْيَجْعَلْ آخِرَ صَلاتِهِ وِتْرًا، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْمُرُ بِذَلِكَ "
ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ " كَانَ يَرْكَبُ عَلَى عَهْدِ عَبْدِ اللَّهِ بَالْقَطِيفَةِ الأُرْجُوَانِ "(1/268)
(265) -[-10] ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ: " كَانَ إِذَا صَلَّى عَلَى الْجَنَازَةِ، قَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُ فِيمَا صَارَ إِلَيْهِ، وَاغْفِرْ لَهُ وَصَلِّ عَلَيْهِ، وَأَوْرِدْهُ حَوْضَ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم "(1/269)
(266) -[-10] ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " لَمْ يَكُنْ يُكَبِّرُ بِالصَّلاةِ لِلنَّاسِ حَتَّى تُعَدَّلَ الصُّفُوفُ، وَيُوكِلُ بِذَلِكَ رِجَالا "(1/270)
(267) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ يَقُولُ: " مَنْ أَفْطَرَ مِنْ رَمَضَانَ أَيَّامًا وَهُوَ مَرِيضٌ، ثُمَّ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ، فَلْيُطْعَمْ عَنْهُ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ أَفْطَرَ مِنْ تِلْكَ الأَيَّامِ مِسْكِينًا مُدًّا مِنْ حِنْطَةٍ "(1/271)
(268) -[-10] ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ يَقُولُ: " لا أَعْلَمُ فِي النَّذْرِ إِلا الْوَفَاءَ، فإِنْ نَذَرَ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُوَفِّيَ نَذْرَهُ حَتَّى مَاتَ، فَإِنْ وُجِدَ مَا يُعْتِقُ عَنْهُ أُعْتِقَ، أَوْ يَهْدِي هَدْيًا إِلَى الْبَيْتِ، أَوْ يُتَصَدَّقُ عَنْهُ، أَحَبُّ إِلَيَّ لَوْ كُنْتُ وَلِيَّهُ مِنْ أَنْ أَصُومَ عَنْهُ، وَإِنَّمَا الصِّيَامُ لِمَنْ حَجَّ، وَالْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ لِمَنْ حَجَّ وَاعْتَمَرَ "(1/272)
(269) -[-10] ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ يَقُولُ: " لا يَصُمْ أَحَدٌ عَن أَحَدٍ، وَلا يَحُجَّ أَحَدٌ عَن أَحَدٍ "(1/273)
(270) -[-10] ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ: " مَا كَانَ مِنْ مَالٍ يُؤَدَّى زَكَاتُهُ فَإِنَّهُ لَيْسَ بِكَنْزٍ وَإِنْ كَانَ مَدْفُونًا، وَمَا لَيْسَ مَدْفُونًا لا يُؤَدَّى زَكَاتُهُ، فَإِنَّهُ الْكَنْزُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ "(1/274)
(271) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً وُجِدَتْ فِي بَعْضِ مَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَقْتُولَةً، فَأَنْكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَتْلَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ "(1/275)
(272) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ: " كَانَ إِذَا أَخَذَهُ الرُّعَافُ وَهُوَ فِي الصَّلاةِ انْصَرَفَ، فَغَسَلَ عَنْهُ دَمَهُ، وَتَوَضَّأَ وَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا، ثُمَّ رَجَعَ، فَأَتَمَّ مَا بَقِيَ مِنْ صَلاتِهِ "(1/276)
(273) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى إِذَا كَانَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ أَنْ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ وَاحِدٍ "(1/277)
(274) -[-10] ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ " أَنَّ سَوْدَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ كَانَتْ تَحْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ أَمِيرٌ عَلَى مَكَّةَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ زَوْجُهَا أَنْ تَلْحَقَ بِهِ فَأَمَرَ عَبْدُ اللَّهِ عُبَيدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنْ يَصْحَبَهَا حَتَّى تَقْدُمَ عَلَى زَوْجِهَا "(1/278)
(275) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ نِكَاحِ الرَّجُلِ النَّصْرَانِيَّةَ، أَوِ الْيَهُودِيَّةَ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الْمُشْرِكَاتِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَلا أَعْلَمُ مِنَ الإِشْرَاكِ شَيْئًا أَكْثَرَ مِنْ أَنْ تَقُولَ الْمَرْأَةُ: رَبُّهَا عِيسَى، وَهُوَ عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِ اللَّهِ " (276) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ بَنِينَ لِعَبْدِ اللَّهِ أَفَاضُوا قَبْلَ أَنْ يَحْلِقُوا، فَقَالَ: " لِيَرْجِعُوا فَلِيَحْلِقُوا، ثُمَّ لِيُفِيضُوا إِفَاضَةً أُخْرَى "
ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ وَلِيدَةَ كَانَتْ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ كَانَ لَهَا هَوًى، فَقَالَتْ: لا أَرْضَى حَتَّى تَقْتُلَ فُلانًا، لِسَيِّدِهَا، فَقَتَلَهُ، وَأَعَانَتْهُ عَلَى ذَلِكَ، فَأُخِذَ الرَّجُلُ وَأُخِذَتْ مَعَهُ، فَتَحَابَلَتْ، فَتَرَكُوهَا قَرِيبًا مِنْ ثَلاثَةِ أَشْهُرٍ، فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ لا حَبَلَ بِهَا قَتَلُوهَا(1/279)
(277) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ سَرِيَّةً قِبَلَ نَجْدٍ فِيهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَأَنَّ سَهْمَهُمْ بَلَغَ اثْنَيْ عَشَرَ بَعِيرًا، وَتَنَفَّلُوا سِوَى ذَلِكَ بَعِيرًا بَعِيرًا، فَلَمْ يُغَيِّرْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "(1/280)
(278) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمُ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " كَانَ يَوْمٌ يَصُومُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَصُومَهُ فَلْيَصُمْهُ، وَمَنْ كَرِهَهُ فَلْيَدَعْهُ "(1/281)
(279) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " أَلا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَامْرَأَةُ الرَّجُلِ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ مَسْئُولٌ عَلَى مَالِ سَيِّدهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلا وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ "(1/282)
(280) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ يَقُولُ: " إِذَا كَانَ الْعَبْدُ مُتَزَوِّجًا لأَمَةٍ فَأَصَابَهَا عِتْقٌ وَهِيَ عِنْدَهُ، فَإِنَّهَا تُخَيَّرُ مَا لَمْ يَمْسَسْهَا، إِنْ شَاءَتْ كَانَتْ، وَإِنْ لَمْ تَشَأْ لَمْ تَكُنْ "
ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: كَانَ نَافِعٌ، يَقُولُ: " مَنْ أَذِنَ لِعَبْدِهِ أَنْ يَنْكِحَ فَإِنَّهُ لا يَجُوزُ لِسَيِّدِهِ طَلاقٌ، إِلا أَنْ يُطَلِّقَهَا زَوْجُهَا "(1/283)
(281) -[-10] ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ يَقُولُ: " لِيُطَلِّقَ الْعَبْدُ الْحُرَّةَ تَطْلِيقَتَيْنِ، ثُمَّ تُحَرَّمُ عَلَيْهِ، ثُمَّ تَعْتَدُّ هِيَ عِدَّةَ الْحُرَّةِ، وَيُطَلِّقُ الحُرُّ الأَمَةَ تَطْلِيقَتَيْنِ، ثُمَّ تُحَرَّمُ عَلَيْهِ، وتَعْتَدُّ هِيَ حَيْضَتَيْنِ "(1/284)
(282) -[-10] ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ يَقُولُ: " يُطَلِّقُ الْعَبْدُ الأَمَةَ تَطْلِيقَتَيْنِ وَعِدَّتُهَا حَيْضَتَانِ "(1/285)
(283) -[-10] ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " لِكُلِّ مُطَلَّقَةٍ مُتْعَةٌ، وَالَّتِي تُطَلَّقُ وَاحِدَةً، أَوِ اثْنَتَيْنِ، أَوْ ثَلاثًا، إِلا أَنْ تَكُونَ امْرَأَةً طَلَّقَهَا رَجُلٌ قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهَا وَقَدْ كَانَ فَرَضَ لَهَا فَحَسْبُهَا فَرِيضَتُهَا، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَرَضَ لَهَا فَلَيْسَ لَهَا إِلا الْمُتْعَةُ "(1/286)
(284) -[-10] ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ " أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ طَلَّقَ امْرَأَةً لَهُ وَهِيَ حَائِضٌ تَطْلِيقَةً وَاحِدَةً فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُرَاجِعَهَا، ثُمَّ يُمْسِكَهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضُ عِنْدَهُ حَيْضَةً أُخْرَى، ثُمَّ يُمْهِلَهَا حَتَّى تَطْهُرَ مِنْ حَيْضَتِهَا، فَإِنْ أَرَادَ أَنْ يُطَلِّقَهَا فَلْيُطَلِّقْهَا حِينَ تَطْهُرُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُجَامِعَهَا، فَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ أَنْ تُطَلَّقُ لَهَا النِّسَاءُ "، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، إِذَا سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ قَالَ: " أَمَّا أَنْتَ طَلَّقْتَ امْرَأَتَكَ تَطْلِيقَةً أَوْ تَطْلِيقَتَيْنِ فَإِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَنِي بِهَذَا، فَإِنْ كُنْتَ طَلَّقْتَهَا ثَلاثًا فَقَدْ حُرِّمَتْ عَلَيْكَ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَكَ وَعَصَيْتَ اللَّهَ فِيمَا أَمَرَكَ مِنْ طَلاقِ امْرَأَتِكَ "(1/287)
(285) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ وَهُوَ يُصَلِّي بَيْنَ يَدَيِ النَّاسِ فَنَحَتَهَا، ثُمَّ قَالَ حِينَ انْصَرَفَ مِنَ الصَّلاةِ: " إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ فِي الصَّلاةِ فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ، فَلا يَتَنَخَّمَنَّ أَحَدُكُمْ قِبَلَ وَجْهِهِ فِي الصَّلاةِ "(1/288)
(286) -[-10] ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيَرْقُدُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرْقُدْ "(1/289)
(287) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ُ قَالَ: " سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْلِ الضَّبِّ، فَقَالَ: لا آكُلُهُ وَلا أُحَرِّمُهُ "(1/290)
(288) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَامَ فَقَالَ: " لا يَحْلِبَنَّ أَحَدُكُمْ مَاشِيَةَ أَحَدٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِ، أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تُؤْتَى مَشْرَبَتُهُ فَيُكْسَرُ بَابُ خِزَانَتِهِ، فَيَنْتَقِلُ طَعَامُهُ، وَإِنَّمَا تَخْزُنُ لَهُمْ ضُرُوعُ مَوَاشِيهِمْ أَطْعِمَائِهِمْ، فَلا يَحْلِبَنَّ أَحَدٌ مَاشِيَةَ امْرِئٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِ "(1/291)
(289) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ " (290) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ الَّذِي يَفُوتُهُ الْعَصْرُ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ "(1/292)
(291) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: " لا يَخْطُبُ أَحَدُكُمْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ "(1/293)
(292) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ أَدْرَكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي رَكْبٍ، وَعُمَرُ يَحْلِفُ بِأَبَوَيْهِ، فَنَادَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللَّهَ عز وجل يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، فَمَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ عز وجل وَإِلا فَلْيَصْمُتْ "(1/294)
(293) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " لا يُقِيمَنَّ أَحَدُكُمُ الرَّجُلَ مِنْ مَجْلِسِهِ، ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ "(1/295)
(294) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ "، قَالَ نَافِعٌ: حَسِبْتُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ: " جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ "(1/296)
(295) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَّهُ نَهَى عَنْ حَبَلِ الْحَبَلَةِ "(1/297)
(296) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُسْتَقْبِلُ الْمَشْرِقَ يَقُولُ: " أَلا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَا هُنَا ـ مَرَّتَيْنِ ـ مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ "(1/298)
(297) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "(1/299)
(298) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " أَيُّمَا مَمْلُوكٍ كَانَ بَيْنَ شُرَكَاءَ، فَأَعْتَقَ أَحَدُهُمْ نَصِيبَهُ، فَإِنَّهُ يُقَوَّمُ فِي مَالِ الَّذِي أَعْتَقَ قِيمَةَ عَدْلٍ فَيُعْتَقُ إِنْ بَلَغَ ذَلِكَ مَالُهُ "(1/300)
(299) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ حِينَ تُوُفِّيَ عَنْهَا وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَكَانَتْ تَخْرُجُ بِاللَّيلِ تَزُورُ أَبَاهَا، وَتَمُرُّ بِعَبْدِ اللَّهِ، وَهِيَ مَعَهُ فِي الدَّارِ وَلا يُنْكِرُ ذَلِكَ عَلَيْهَا وَلا تَبِيتُ إِلا فِي بَيْتِهَا "(1/301)
(300) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ صَفِيَّهَ بِنْتَ أَبِي عُبَيْدٍ، أَخْبَرَتْهُ، " أَنَّ عَبْدًا مِنْ رَقِيقِ الإِمَارَةِ وَقَعَ عَلَى وَلِيدَةٍ مِنَ الْخُمُسِ، فَاسْتَكْرَهَهَا حَتَّى افْتَضَّهَا فَجَلَدَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَنَفَاهُ وَلَمْ يَجْلِدِ الْوَلِيدَةَ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ اسْتَكْرَهَهَا "(1/302)
(301) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ،، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " مَنْ أَخَذَ مِنْ غُلامِهِ أَمَتَهُ، أَوْ مِنْ وَلِيدَتِهِ أَمَتَهَا، فَلا بَأْسَ بِهِ فَإِنَّ الأَمَةَ وَالْعَبْدَ لِسَيِّدِهِ "(1/303)
(302) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، " أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَمَرَ بَعْضَ وَلَدِهِ، وَكَانَ ضَرَبَ جَارِيَةً لَهُ ضَرْبًا شَدِيدًا، أَنْ يُعْتِقَهَا، فَفَعَلَ "(1/304)
(303) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ، جَاءَتْهُ مَوْلاتُهُ فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا اخْتَلَعَتْ مِنْ زَوْجِهَا بِكُلِّ شَيْءٍ لَهَا وَكُلِّ ثَوْبٍ عَلَيْهَا إِلا دِرْعِهَا فَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ عَلَيْهَا(1/305)
(304) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا صَلَّى وَحْدَهُ ثُمَّ أَدْرَكَ الإِمَامَ أَعَادَهَا إِلا الْمَغْرِبَ وَالصُّبْحَ(1/306)
(305) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ بَعْضِ مَوَالِي آلِ الْعَبَّاسِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْمُعَصْفَرِ، وَالثِّيَابِ الْقَسِّيَّةِ، وَأَنْ يَقْرَأَ الرَّجُلُ وَهُوَ رَاكِعٌ ".قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُوزَجَانِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا لَيْثٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ بَعْضِ مَوَالِي آلِ الْعَبَّاسِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ. وَحَدَّثَنَاهُ ابْنَ زَنْجُوَيْهِ، ثَنَا أَبُو صَالِحٍ، ثَنَا اللَّيْثُ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ. وَرَوَاهُ الْقَعْنَبِيُّ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ مَوْلَى آلِ الْعَبَّاسِ، عَنْ عَلِيٍّ، مِثْلَهُ(1/307)
(306) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ " أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ أُوقِظَ يَوْمًا وَهُوَ يَسْمَعُ الإِقَامَةَ مِنَ الصُّبْحِ، فَقَامَ فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ، فَأَدْرَكَ الصَّلاةَ "(1/308)
(307) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ " أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ لَمْ يَتْرُكِ الْحَجَّ إِلا عَامًا وَاحِدًا اشْتَكَى، فَأَرْسَلَنِي، فَاشْتَرَيْتُ لَهُ أُضْحِيَّةً، ثُمَّ ذَبَحَهَا فِي الْمُصَلَّى، ثُمَّ جِئْتُ حِينَ صَلَّى النَّاسُ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَحَلَقَ رَأْسَهُ "(1/309)
(308) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ نَهَى أَهْلَهُ أَنْ يَبْكُوا عَلَيْهِ(1/310)
(309) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، سُئِلَ عَمَّا فِي الْبَطْنِ؟ فَقَالَ: " إِذَا نَحَرْتَ أُمَّهُ فَكَانَ قَدْ تَمَّ خَلْقُهُ وَنَبَتَ شَعْرُهُ، فَإِنَّ ذَكَاتَهُ ذَكَاةُ أُمِّهِ "(1/311)
(310) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: " لا يُفَرَّقُ بَيْنَ قَضَاءِ صِيَامِ رَمَضَانَ وَلا يُقْطَعُ بَيْنَهُ "(1/312)
(311) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا نُغَسِّلُ الْمَيِّتَ فَيَتَوَضَّأُ بَعْضُنَا، وَيَغْتَسِلُ بَعْضٌ، ثُمَّ نَعُودُ فَنُكَفِّنُهُ، ثُمَّ نَحْمِلُهُ وَنُصَلِّي عَلَيْهِ وَلا نُعِيدُ الْوُضُوءَ، فَلا يُنْكِرُ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ(1/313)
(312) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: " لا تَلْبَسُ الْمَرْأَةُ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا مِنَ الثِّيَابِ الْمُصَبَّغَةِ شَيْئًا إِلا ثَوْبَ عَصْبٍ، وَلا تَكْتَحِلُ بِكُحْلٍ تُرِيدُ بِهِ زِينَةً، وَلا تَطَيَّبُ، وَلا تَخْتَضِبُ، وَلا تَبِيتُ عَنْ بَيْتِهَا لَيْلا " ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ " أَنَّ بَنَاتِ عَبْدِ اللَّهِ، وَبَنَاتِ أَخِيهِ، كُنَّ يُصْدَقْنَ أَلْفَ دِينَارٍ وَعَشَرَةَ آلافِ دِرْهَمَ، فَيُجْعَلُ لَهُنَّ مِنْهُ قَرِيبًا مِنْ أَرْبَعِ مِائَةِ دِينَارٍ حُلِيًّا "(1/314)
(313) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ " أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، حَنَّطَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، وَحَمَلَهُ فِيمَنْ حَمَلَهُ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ "(1/315)
(314) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رُبَيِّعَ بِنْتَ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ، وَهِيَ تُخْبِرُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، أَنَّهَا اخْتَلَعَتْ مِنْ زَوْجِهَا فِي عَهْدِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَجَاءَ مُعَاذُ بْنُ عَفْرَاءَ، إِلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ: إِنَّ ابْنَةَ مُعَوِّذٍ اخْتَلَعَتْ مِنْ زَوْجِهَا الْيَوْمَ، أَتَنْتَقِلُ؟ فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: لِتَنْتَقِلْ، وَلا مِيرَاثَ بَيْنَهُمَا، وَلا عِدَّةَ عَلَيْهَا، إِلا أَنَّهَا لا تَنْكِحُ حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً خَشْيَةَ أنْ يَكُونَ بِهَا حَبَلٌ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ: عُثْمَانُ خَيْرُنَا وَأَعْلَمُنَا(1/316)
(315) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً اشْتَكَتْ شَكْوَى فَنَذَرَتْ إِنْ شَفَانِي اللَّهُ لأَخْرُجَنَّ وَلأُصَلِّيَنَّ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَبَرِئَتْ، وَصَحَّتْ، وَتَجَهَّزَتْ تُرِيدُ الْخُرُوجَ، فَلَمَّا أَتَتْ مَيْمُونَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تُسَلِّمُ عَلَيْهَا، فَأَخْبَرَتْهَا ذَلِكَ فَقَالَتِ: انْطَلِقِي فَكُلِي مَا صَنَعْتِ، وَصَلِّي فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " صَلاةٌ فِيهِ أَفْضَلُ مِنَ أَلْفِ صَلاةِ فِي سِوَاهُ إِلا مَسْجِدَ الْكَعْبَةِ "(1/317)
(316) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ قَالَ: وَجَدَ النَّاسُ وَهُمْ صَادِرُونَ عَنِ الْحَجِّ امْرَأَةً مَيِّتَةً بِالْبَيْدَاءِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَلا يَرْفَعُونَ بِهَا رَأْسًا حَتَّى مَرَّ بِهَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ يُقَالُ لَهُ: كُلَيْبٌ، مِسْكِينٌ، فَأَلْقَى عَلَيْهَا ثَوْبَهُ، ثُمَّ اسْتَعَانَ عَلَيْهَا حَتَى دَفَنَهَا فَدَعَى عُمَرُ عَبْدَ اللَّهِ، فَقَالَ: مَرَرْتَ بِهَذِهِ الْمَرْأَةِ الْمَيِّتَةِ؟ قَالَ: فَقَالَ: لا، فَقَالَ عُمَرُ: لَوْ أَخْبَرْتَنِي أَنَّكَ مَرَرْتَ بِهَا لَنَكَّلْتُ بِكَ، ثُمَّ قَامَ عُمَرُ بَيْنَ ظَهْرَانِيِّ النَّاسِ، فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِمْ فِيهَا، ثُمَّ قَالَ: لَعَلَّ اللَّهَ عز وجل يُدْخِلُ كُلَيْبًا الْجَنَّةَ بِفِعْلِهِ بِهَا، فَبَيْنَا كُلَيْبٌ يَتَوَضَّأُ عِنْدَ الْمَسْجِدِ إِذْ جَاءَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ قَاتِلُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَبَقَرَ بَطْنَهُ، قَالَ نَافِعٌ: نَعَمْ قَتَلَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ مَعَ عُمَرَ سَبْعَةَ نَفَرٍ(1/318)
(317) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِيَاسَ بْنِ الْبُكَيْرِ، أَتَى عَاصِمَ بْنَ عُمَرَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، فَاسْتَفْتَاهُمَا فِي ابْنٍ لَهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلاثًا قَبْلَ أَنْ يُجَامِعَهَا، فَهَلْ يَصْلُحُ أَنْ يَخْطُبَهَا؟ فَيَزْعُمُونَ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ: اذْهَبْ إِلَى عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَإِنِّي تَرَكْتُ عِنْدَهَا أَبَا هُرَيْرَةَ، وَابْنَ عَبَّاسٍ، فَسَلْهُمْ ثُمَّ ائْتِنَا، فَأَخْبِرْنَا بِمَا أَمَرُوكَ، فَيَزْعُمُونَ أَنَّهُ جَاءَهُمْ، فَسَأَلَهُمْ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لا تَحِلُّ لَهُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لأَبِي هُرَيْرَةَ: أَصَبْتَ الْفُتْيَا، وَقَالَتْ عَائِشَةُ: لا تَحِلُّ لَهُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ(1/319)
(318) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، أَنَّ سُبَيْعَةَ الأَسْلَمِيَّةَ تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا وَهِيَ حُبْلَى، فَلَمْ تَمْكُثْ إِلا لَيَالِيَ حَتَّى وَضَعَتْ، فَلَمَّا حَلَّتْ خُطِبَتْ " فَاسْتَأْذَنَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النِّكَاحِ حِينَ وَضَعَتْ، فَأَذِنَ لَهَا، فَنَكَحَتْ "(1/320)
(319) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " لا تُحَرِّمُ الْمَصَّةُ، وَلا الْمَصَّتَانِ "(1/321)
حَدِيثُ سَوَّارِ بْنِ مُصْعَبٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيُّ (320) ثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، وَمُجَاهِدٍ، عبد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " ذَكَاةُ الْجَنِينِ ذَكَاةُ أُمِّهِ، فَإِذَا خَرَجَ فَاذْبَحْهُ لِيَسِيلَ مَا فِي بَطْنِهِ "(1/322)
(321) -[-10] ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: قَدِمَتْ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ وَمُدَّتِهُمْ إِذْ عَاهَدُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ وَهِيَ رَاغِبَةٌ، فَأَصِلُهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، صِلِي أُمَّكِ "(1/323)
(322) -[-10] ثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الضَّرِيرُ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " تُوشِكُ قُلُوبُ النَّاسِ تَمْتَلِئُ شَرًّا حَتَّى يَجْرِيَ الشَّرُّ فَضْلا بِالنَّاسِ مَا يَجِدُ قَلْبًا يَدْخُلُهُ، وَلا يَزَالُ النَّاسُ يَسْأَلُونَ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى يَقُولُوا: هَذَا اللَّهُ كَانَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، فَمَاذَا كَانَ قَبْلَ اللَّهِ؟ فَإِذَا قَالُوا لَكُمْ ذَلِكَ، فَقُولُوا: هُوَ اللَّهُ الأَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَلَيْسَ قَبْلَهُ شَيْءٌ، وَهُوَ الآخِرُ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ الظَّاهِرُ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، فَلَيْسَ فَوْقَهُ شَيْءٌ، وَهُوَ الْبَاطِنُ دُونَ كُلِّ شَيْءٍ، فَلَيْسَ دُونَهُ شَيْءٌ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ، فَإِنْ هُمْ أَعَادُوا لَكُمُ الْمَسْأَلَةَ، فَابْصُقُوا فِي وُجُوهِهِمْ، فَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا فَاقْتُلُوهُمْ ". ثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ(1/324)
(323) -[-10] ثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا بِغَلَسٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: مَا أَعْدَدْتَ لَهَا عُدَّتَهَا ".فَجَلَسَ حَتَّى أَسْفَرَ وَنَوَّرَ، قَالَ: " مَنِ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ؟ " فَجَثَى لِرُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِذَا هُوَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: " تَبَارَكَ خَالِقُهَا وَرَافِعُهَا وَبَانِيهَا وَطَاوِيهَا كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ "، ثَلاثًا، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الأَرْضِ، فَقَالَ: " تَبَارَكَ خَالِقُهَا وَدَاحِيهَا وَدَامِسُهَا، وَطَاوِيهَا كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ "، ثَلاثًا، فَقَالَ: " ذَاكَ يَا عُمَرُ عِنْدَ حَيْفِ الأَئِمَّةِ، وَتَكْذِيبٍ بِالْقَدَرِ، وَإِيمَانٍ بِالنُّجُومِ، فَهُمْ قَوْمٌ يَتَّخِذُونَ الأَمَانَةَ مَغْنَمًا، وَالصَّدَقَةَ مَغْرَمًا، وَالْخِلافَةَ مُلْكًا، وَالْفَاحِشَةَ زِيَادَةً "(1/325)
(324) -[-10] ثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْجَوْنِ، قَالَ: قَامَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالرَّبَذَةِ، فَقَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَلْحَقَنَا فَلْيَلْحَقْنَا، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَرْجِعَ فَلْيَرْجِعْ مَأْذُونٌ لَهُ غَيْرُ حَرِجٍ. فَقَامَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ: يَا أَبَةَ، وَيَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ كُنْتَ فِي جُحْرٍ وَكَانَ لِلْعَرَبِ فِيكَ حَاجَةٌ لاسْتَخْرَجُوكَ مِنْ جُحْرِكَ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يَبْتَلِي مَنْ يَشَاءُ بِمَا يَشَاءُ، وَيُعَافِي مَنْ يَشَاءُ مِمَّا يَشَاءُ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ ضَرَبْتُ هَذَا الأَمْرَ ظَهْرًا لِبَطْنٍ، أَوْ ذَنَبًا وَرَأْسًا فَوَاللَّهِ إِنْ وَجَدْتُ لَهُ إِلا الْقِتَالَ أَوِ الْكُفْرَ بِاللَّهِ عز وجل يَحْلِفُ بِاللَّهِ عَلَيْهِ، اجْلِسْ يَا بُنَيَّ، وَلا تَحِنَّ عَلَيَّ حَنِينَ الْجَارِيَةِ(1/326)
(325) -[-10] ثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيُّمَا مُسْلِمٍ يُصَافِحُ أَخَاهُ لَيْسَ فِي صَدْرِ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى أَخِيهِ حِنَةٌ، لَمْ تُفَرَّقْ أَيْدِيهِمَا حَتَّى يَغْفِرَ اللَّهُ عز وجل لَهُمَا مَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِمَا، وَمَنْ نَظَرَ إِلَى أَخِيهِ نَظْرَةَ مَوَدَّةٍ لَيْسَ فِي قَلْبِهِ أَوْ فِي صَدْرِهِ حِنَةٌ، لَمْ يَرْجِعْ إِلَيْهِ طَرْفُهُ حَتَّى يَغْفِرَ اللَّهُ عز وجل لَهُمَا مَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِمَا "(1/327)
(326) -[-10] ثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لِي وَزِيرَيْنِ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ، وَوَزِيرَيْنِ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، فَأَمَّا وَزِيرَايَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ فَجِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ، وَوَزِيرَايَ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ فَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا "(1/328)
(327) -[-10] ثُمَّ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا بَكْرٍ عَلَى الْمَوْسِمِ، وَبَعَثَ مَعَهُ بِسُورَةِ بَرَاءَةَ وَأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ إِلَى النَّاسِ، فَلَحِقَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِي الطَّرِيقِ فَأَخَذَ عَلِيٌّ السُّورَةَ وَالْكَلِمَاتِ، وَكَانَ يُبَلِّغُ وَأَبُو بَكْرٍ عَلَى الْمَوْسِمِ، فَإِذَا قَرَأَ السُّورَةَ نَادَى: أَلا لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا نَفْسٌ مَسْلِمَةٌ، وَلا يَقْرَبُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ مُشْرِكٌ بَعْدَ عَامِهِ هَذَا، وَلا يَطُوفَنَّ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ، وَمَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَهْدٌ فَأَجَلُهُ إِلَى مُدَّتِهِ، حَتَّى قَالَ رَجُلٌ: لَوْلا أَنْ نَقْطَعَ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَ ابْنِ عَمِّكَ مِنَ الْحَلِفِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: لَوْلا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَنِي أَلا أُحْدِثَ شَيْئًا حَتَّى آتِيَهُ لَقَتَلْتُكَ، فَلَمَّا رَجَعَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا لِي؟ هَلْ نَزَلَ فِيَّ شَيْءٌ؟ فَقَالَ: " لا، إِلا خَيْرًا ".قَالَ: قَالَ: " وَمَا ذَاكَ؟ " قَالَ: إِنَّ عَلِيًا لَحِقَ بِي، وَأَخَذَ مِنِّي السُّورَةَ وَالْكَلِمَاتِ، فَقَالَ: " أَجَلْ لَمْ يَكُنْ يُبَلِّغُهَا إِلا أَنَا أَوْ رَجُلٌ مِنِّي. ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: " إِنَّ أَهْلَ عِلِّيِّينَ لَيَرَاهُمْ مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْهُمْ كَمَا تَرَوْنَ النَّجْمَ أَوِ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ فِي السَّمَاءِ، وَإِنَّ مِنْهُمْ لأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَأَنْعَمَا "، قَالَ: فَقُلْتُ لأَبِي سَعِيدٍ: وَمَا أَنْعَمَا؟ قَالَ: وَأَهْلُ ذَلِكَ هُمَا(1/329)
(328) -[-10] ثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا أَكَلْتَ لَحْمَهُ فَلا بَأْسَ بِبَوْلِهِ "(1/330)
(329) -[-10] ثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَذَّبَ بِالْقَدَرِ أَوْ خَاصَمَهُمْ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا جِئْتُ بِهِ "(1/331)
(330) -[-10] ثَنَا سَوَّارُ، عَنْ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَصَدَّقُ بِالْكِسْرَةِ، فَتَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ جَبَلِ أُحُدٍ "(1/332)
(331) -[-10] ثَنَا سَوَّارٌ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: الْبَيْعُ يَهْدِمُ الشَّرْطَ(1/333)
(332) -[-10] وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ قَرْضٍ جَرَّ مَنْفَعَةً فَهْوَ رِبًا "(1/334)
(333) -[-10] ثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " قَدْ عَفَوْتُ لَكُمْ عَنْ صَدَقَاتِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ، فَأَدُّوا صَدَقَاتِ الأَمْوَالِ "(1/335)
(334) -[-10] ثَنَا سَوَّارٌ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، وَالرَّصَاصُ بِالرَّصَاصِ "، حَتَّى قَالَ: " وَالنُّحَاسُ بِالنُّحَاسِ، وَالْحَدِيدُ بِالْحَدِيدِ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ "، حَتَّى قَالَ: " وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ، مِثْلٌ بِمِثْلٍ، مَنْ زَادَ أَوِ اسْتَزَادَ فَقَدْ أَرْبَى "(1/336)
(335) -[-10] ثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ آبَائِهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " الْقَلْسُ حَدَثٌ "(1/337)
(336) -[-10] ثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ ثَوْبَانَ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً فَأَخَذَ بِجَوَانِبِ السَّرِيرِ الأَرْبَعِ غُفِرَ لَهُ أَرْبَعِينَ ذَنْبًا كُلُّهَا كَبَائِرُ "(1/338)
(337) -[-10] ثَنَا سَوَّارٌ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " الْخَمْرُ خَمْرَانِ: عَصِيرُ الْعِنَبِ، وَنَقِيعُ التَّمْرِ، وَهُوَ السَّكَرُ "(1/339)
(338) -[-10] ثَنَا سَوَّارٌ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ تَغَيَّرُ الزَّمَانِ، وَزِيغَةُ عَالِمٍ، وَجِدَالُ مُنَافِقٍ بِالْقُرْآنِ، وَأَئِمَّةُ مُضِلُّونَ يُضِلُّونَ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ "(1/340)
(339) -[-10] ثَنَا سَوَّارٌ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللَّهَ عز وجل يُحِبُّ أَنْ تُقْبَلَ رُخَصُهُ كَمَا يُحِبُّ أَنْ يُؤْخَذَ بِعَزَائِمِهِ "(1/341)
(340) -[-10] ثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ زَاذَانَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدْ، وَقَعَدَ وَقَعَدْنَا كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ، فَنَكَّسَ يَنْكُتُ فِي الأَرْضِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُحْمَرَّ الْوَجْهِ، وَهُوَ يَقُولُ: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ "، ثَلاثًا، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا، قَالَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي قُبُلٍ مِنَ الآخِرَةِ، وَانْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا نَزَلَتْ إِلَيْهِ مَلائِكَةٌ وُجُوهُهُمْ كَالشَّمْسِ، مَعَهُمْ أَكْفَانٌ مِنَ ثِيَابِ الْجَنَّةِ، فَقَعَدُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ حَتَّى إِذَا خَرَجَ رُوحُهُ تَلَقَّوْهُ، فَصَلَّى عَلَيْهِ كُلُّ مَلَكٍ فِي السَّمَاءِ وَكُلُّ مَلَكٍ فِي الأَرْضِ، وَفُتِحَ لَهُ كُلُّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ، فَمَا مِنْهَا مِنْ بَابٍ إِلا يُحِبُّ أَنْ يُدْخَلَ بِهِ مِنْهُ، فَيَصْعَدُ بِهِ مَلَكٌ وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا فُلانًا قَدْ تَوَفَّيْنَا نَفْسَهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجل: أَعِيدُوهُ فَإِنَّا قَدْ وَعَدْنَاهُمْ أَنَّ مِنْهَا خَلَقْنَاهُمْ وَفِيهَا نُعِيدُهُمْ فَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ وَهُمْ مُدْبِرُونَ، ثُمَّ يُقَالَ لَهُ: يَا هَذَا، مَنْ رَبُّكَ؟ وَمَا دِينُكَ؟ وَمَنْ نَبِيُّكَ؟ فَيَقُولُ: اللَّهُ رَبِّي، وَدِينِي الإِسْلامُ، وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم فَيُنَادِي بِهِ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ، أَنْ صَدَقَ أَوْ صَدَقْتَهُ، فَافْرِشُوا لَهُ مِنْ فُرُشِ الْجَنَّةِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَأَرُوهُ مَكَانَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، فَيُفْرَشُ لَهُ فُرُشٌ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُرَى مَكَانُهُ مِنَ الْجَنَّةِ، ثُمَّ يَأْتِيهِ آتٍ مِنْ رَبِّهِ عز وجل فَيَقُولُ: يَا هَذَا أَبْشِرْ بِرَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَكَ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ، فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؟ لَكَ الْخَيْرُ، لَوَجْهُكَ لَوَجْهٌ يَأْتِي بِخَيْرٍ، فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ، أَمَا وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُكَ إِلا سَرِيعًا فِي طَاعَةِ اللَّهِ، بَطِيئًا عَن مَعْصِيَةِ اللَّهِ، فَجَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا، فَيَقُولُ: وَإِيَّاكَ، قَالَ: فَإِنَّهُ لَرَافِعٌ يَدَهُ يُنَادِي: اللَّهُمَّ عَجِّلْ قِيَامَ السَّاعَةِ، لِيَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ وَمَا لَهُ فِي الْجَنَّةِ، ثُمَّ تَلا: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ، أَوِ الْفَاجِرَ إِذَا كَانَ فِي قُبُلٍ مِنَ الآخِرَةِ وَانْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا، نَزَلَتْ إِلَيْهِ مَلائِكَةٌ عَلَيْهِمْ سَرَابِيلُ مِنْ قَطِرَانٍ، وَثِيَابٌ مِنْ نَارٍ، فَأَقْعَدُوهُ قَاعِدًا، ثُمَّ انْتَشَطُوا نَفْسَهُ كَمَا يَخْرُجُ السَّفُّودُ الْكَثِيرُ الشِّعْبِ مِنَ الصُّوفِ الْمُبْتَلِّ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَخْرُجُ مَعَهُ الْعَصَبُ وَالعُرُوقُ فَيَلْعَنُهُ كُلُّ مَلَكٍ فِي السَّمَاءِ وَكُلُّ مَلَكٍ فِي الأَرْضِ، وَيُغْلَقُ دُونَهُ كُلُّ بَابٍ فِي السَّمَاءِ وَمَا مِنْهَا مِنْ بَابٍ إِلا يَكْرَهُ أَنْ يَدْخُلَ مِنْهُ، ثُمَّ تَلا: {لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ} عِنْدَ الْمَوْتِ {وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ} يَوْمَ الْقِيَامَةِ {حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، فَيَصْعَدُ الْمَلَكُ ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا فُلانًا قَدْ تَوَفَّيْنَا نَفْسَهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجل: أَعِيدُوهُ فَإِنَّا قَدْ وَعَدْنَاهُمْ أَنَّ مِنْهَا خَلَقْنَاهُمْ وَفِيهَا نُعِيدُهُمْ، فَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ وَهُمْ مُدْبِرُونَ، ثُمَّ يُقَالَ: يَا هَذَا مَنْ رَبُّكَ؟ وَمَا دِينُكَ؟ وَمَنْ نَبِيُّكَ؟ فَيَقُولُ: لا أَدْرِي، فَيُنَادِيهِ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أنْ لا دَرَيْتَ، فَافْرِشُوا لَهُ لَوْحَيْنِ مِنَ النَّارِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ، وَأَرُوهُ مَكَانَهُ مِنَ النَّارِ، فَيُفْرَشُ لَهُ لَوْحَيْنِ مِنَ النَّارِ، وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنَ النَّارِ، وَيَرَى مَكَانَهُ مِنَ النَّارِ، ثُمَّ يُقَيَّضُ لَهُ أَصَمٌّ أَبْكَمٌ أَعْمًى، فَيَضْرِبُهُ ضَرْبَةً يَتَحَوَّلُ مِنْهُ حُمَمَةً، ثُمَّ يُعَادُ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً حَتَّى يُسْمِعَ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الأَرْضِ إِلاَّ الثَّقَلَيْنِ الْجِنَّ وَالإِنْسَ "، فَقُلْتُ لِلْبَرَاءِ: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُقَيَّضُ لَهُ أَصَمٌّ أَبْكَمٌ، أَمَلَكٌ هُوَ أَمْ شَيْطَانٌ؟ قَالَ: كُنَّا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَشَدَّ تَوْقِيرًا مِنْ أَنْ نَسْأَلَهُ أَمَلَكٌ هُوَ أَمْ شَيْطَانٌ؟ " ثُمَّ يَأْتِيهِ آتٍ مِنْ رَبِّهِ عز وجل يُبَشِّرُهُ، فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَعَذَابٍ، فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؟ لَكَ الشَّرُّ، وَوَجْهُكَ وَجْهٌ يُخْبِرُ بِشَرٍّ، فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ السَّيِّئُ، أَمَا وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُكَ إِلا بَطِيئًا فِي طَاعَةِ اللَّهِ سَرِيعًا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، فَجَزَاكَ اللَّهُ شَرًّا، فَيَقُولُ: وَإِيَّاكَ، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} "(1/342)
(341) -[-10] ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الطَّائِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا بِبَعْضِهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا بِبَعْضِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ الْغَسِيلِ، وَبِبَعْضِهِ مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَصُلْبُ الْحَدِيثِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: " تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُومٍ، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا أَبُو هَالَةَ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ حَلِيفُ بَنِي نَوْفَلِ، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "، ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الْعُزَّى، وَعَبْدَ مَنَافٍ، وَالْقَاسِمَ، قَالَ: قُلْتُ لِهِشَامٍ: فَأَيْنَ الطَّيِّبُ وَالطَّاهِرُ؟ فَقَالَ: " هَذَا مَا وَضَعْتُمْ أَنْتُمْ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، أَمَّا أَشْيَاخُنَا، فَقَالُوا: عَبْدُ الْعُزَّى، وَعَبْدُ مَنَافٍ، وَالْقَاسِمُ، وَوَلَدَتْ لَهُ مِنْ النِّسَاءِ: زَيْنَبَ، ورُقَيَّةَ، وَأُمَّ كُلْثُومٍ، وَفَاطِمَةَ، فَهَلَكَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلاثِ سِنِينَ، فَأَتَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمِ بْنِ الأَوْقَصِ السُّلَمِيَّةُ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَرَاكَ قَدْ دَخَلَتْكَ خَلَّةٌ لِفَقْدِ خَدِيجَةَ، فَقَالَ: " أَجَلْ أُمُّ الْعِيَالِ، وَرَبَّةُ الْبَيْتِ "، فَقَالَتْ: أَلا أَخْطُبُ عَلَيْكَ؟، قَالَ: " بَلَى، أَمَا إِنَّكُنَّ مَعْشَرَ النِّسَاءِ أَرْفَقُ بِذَلِكَ "، فَخَطَبَتْ عَلَيْهِ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعةَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍ، وَخَطَبَتْ عَلَيْهِ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، فَبَنَى بِسَوْدَةَ، وَعَائِشَةُ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ حَتَّى بَنَى بِهَا حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، وَتَزَوَّجَ أُمَّ سَلَمَةَ بِنْتَ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ، وَهِيَ هِنْدُ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَكَانَتْ عِنْدَ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الأسَدِ بْنِ هِلالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَتَزَوَّجَ أُمَّ حَبِيبَةَ، وَهِيَ رَمْلَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشِ بْنِ رِئَابٍ الأَسَدِيِّ، فَهَاجَرَتْ مَعَهُ إِلَى الْحَبَشَةِ، فَقُبِضَ هُنَاكَ، وَأَقَامَتْ عَلَى إِسْلامِهَا فَزَوَّجَهَا النَّجَاشِيُّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْدَقَ عَنْهُ أَرْبَعَ مِائَةِ دِينَارٍ، فَقَدِمَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَسِيرَهُ إِلَى حُنَيْنٍ، وَتَزَوَّجَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ بِثَلاثِ سِنِينَ، وَكَانَتْ عِنْدَ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ، فَبَعَثَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى كِسْرَى فَمَاتَ بِالْمَدَائِنِ، وَتَزَوَّجَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ، حِينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ كِنَانَةَ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ، وَتَزَوَّجَ جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ ضِرَارٍ الْمُصْطَلَقِيِّ يَوْمَ الْمُرَيْسِيعِ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ ابْنِ عَمِّهَا صَفْوَانَ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، وَكَانُوا حُلَفَاءَ لأَبِي سُفْيَانَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَكَانَتْ خُزَاعَةُ حُلَفَاءَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَذَلِكَ قَوْلُ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ:
وَحِلْفُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ ... وَحِلْفُ قُرَيْظَةٍ فِيكُمْ سَوَاءٌ.
فَتَزَوَّجَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَجَعَلَ صَدَاقَهَا عِتْقَ جَمَاعَةٍ مِنْ قَوْمِهَا، وَتَزَوَّجَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشِ بْنِ رِئَابٍ الأَسَدِيِّ، بَعْدَ الْهِجْرَةِ بِثَلاثِ سِنِينَ، وَكَانَتْ عِنْدَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ الَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَرَسُولُهُ، وَفِيهَا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ، لأَنَّهَا كَانَتْ وَقَعَتْ فِي نَفْسِهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ عَائِشَةُ، وَقَالَ لَهَا نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ: إِنَّهُ يُقَالُ: إِنَّ عِنْدَكُمْ شَيْئًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ لَمْ تُظْهِرُوهُ، فَقَالَتْ: لَوْ كَتَمَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ، لَكَتَمَ هَذِهِ الآيَةَ: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، وَتَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ ابْنَةَ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنِ بْنِ بُجَيْرٍ الْهِلالِيِّ، حِينَ قَدِمَ مَكَّةَ فِي الْعُمْرَةِ الْوُسْطَى، خَطَبَهَا عَلَيْهِ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَبَنَى بِهَا بِسَرِفٍ يَعْنِي مَنْزِلا "(1/343)
(342) -[-10] ثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ أَرَاهُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " مَنِ اطَّلَعَ فِي كِتَابِ أَخِيهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ فَإِنَّهُ يَطَّلِعُ فِي جَهَنَّمَ ".ثَنَا بِهِ مِنْ كِتَابِهِ، الْعَلاءُ مَرَّةً أُخْرَى، فَقَالَ " لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ "(1/344)
(343) -[-10] ثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ مِنَ الْخُيَلاءِ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ عز وجل إِلَيْهِ "(1/345)
(344) -[-10] ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ، بِإِسْنَادٍ لَهُ لا يَحْفَظُهُ أَبُو الْجَهْمِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا عَائِشَةُ لا يَتَمَسَّكُ بِأَدَاءِ حَقِّكِ بَعْدِي إِلا الصَّابِرُونَ "(1/346)
(345) -[-10] ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أُمَيَّةَ، قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا مَعَ ابْنِي، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ صَبِيٌّ، فَقَالَتْ لَهَا امْرَأَةٌ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ هَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ أُقَيِّدَ جَمَلِي؟ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا. قَالَتْ: لا، فَلَمَّا وَلَّتْ، قَالُوا لَهَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّمَا تَعْنِي زَوْجَهَا، فَقَالَتْ: رُدُّوهَا عَلَيَّ، مُلْحَةٌ فِي النَّارِ، مُلْحَةٌ فِي النَّارِ ـ مَرَّتَيْنِ ـ اغْسِلْوُا عَنِّي أَثَرَهَا بِمَاءٍ وَسِدْرٍ(1/347)
(346) -[-10] ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ، وَلا يَرِثُ الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ "(1/348)
(347) -[-10] ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: انْقَطَعَ شِسْعُ ابْنِ عُمَرَ فَمَشَى فِي نَعْلٍ وَاحِدٍ أَذْرُعًا حَتَّى أَصْلَحَ الأُخْرَى(1/349)
(348) -[-10] ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، سَمِعَ جُنْدُبًا البَجَلِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: شَهِدْتُ الأَضْحَى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: إِنَّ نَاسًا ذَبَحُوا قَبْلَ الصَّلاةِ، فَقَالَ لَهُمْ: " مَنْ كَانَ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلاةِ فَلْيُعِدْ، وَمَنْ لا فَلْيَذْبَحْ عَلَى اسْمِ اللَّهِ ".قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِلأَسْوَدِ: أَنْتَ سَمِعْتَ جُنْدُبًا؟ قَالَ: فِي دَارِنَا هَذِهِ كَانَ يَأْتِي أَبِي(1/350)
(349) -[-10] ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: رَأَيْتُ كَأَنَّ رَأْسِي قُطِعَ، وَكَأَنَّ عُنُقِي ضُرِبَ، قَالَ: " فَلِمَ تُحَدِّثُ بِلَعِبِ الشَّيْطَانِ؟ "(1/351)
(350) -[-10] ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى شُرَيْحٍ، وَعَلَى ابْنِ أَبِي أَوْفَى، عَلَى ذَا بُرْنُسٌ مِنْ خَزٍّ، وَعَلَى ذَا بُرْنُسٌ مِنْ خَزٍّ "(1/352)
(351) -[-10] ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ شَهِدَ مُعَاذًا حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ يَقُولُ: اكْشِفُوا عَنِّي سِجْفَ الْقُبَّةِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أُحَدِّثَكُمُوهُ إِلا مَخَافَةَ أَنْ تَتَّكِلُوا، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُخْلِصًا وَثَبْتًا مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَلَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ " آخِرُ حَدِيثِ أَبِي الْجَهْمِ الْعَلاءِ بْنِ مُوسَى بْنِ عَطِيَّةَ الْبَاهِلِيِّ. نَجَزَ تَعْلِيقَهُ فِي بَعْضِ نَهَارِ الأَرْبِعَاءِ ثَالِثَ عَشَرَ شَهْرِ صَفَرِ الْخَيْرِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَتِسْعِ مِائَةٍ بِمَكَّةَ الْمُشَرَّفَةِ بِسَفْحِ جَبَلِ لَعْلَعَ. وَكَتَبَ الْفَقِيرُ إِلَى رَحْمَةِ رَبِّهِ الْقَدِيرِ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيُّ الشَّمَّاعُ الشَّافِعِيُّ، حَامِدًا مُصَلِّيًا مُسَلِّمًا ........ فِي هَذِهِ الأَوْرَاقِ عَلَى نَقْلِ مَا تَقَدَّمَ مِنَ الْمُوَطَّإِ لأَنِّي قَرَأْتُ هَذِهِ الْقِطْعَةَ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى: يُصَلُّونَ الظُّهْرَ بِعَشِيٍّ، بِمَكَّةَ الْمُشَرَّفَةِ، فِي الْمُجَاوَرَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى قَاضِي الْمَالِكِيَّةِ بِهَا، وَعَلَى الشَّيْخِ الصَّالِحِ شَمْسِ الدِّينِ مُحَمَّدٍ الْخَطَّابِ الْمَالِكِيِّ الصُّوفِيِّ، وَسَمِعَ الْقِرَاءَةَ الْمَذْكُورَةَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ مَذْكُورُونَ فِي الثَّبْتِ، وَقَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ أَلْتَقِطَ مَوَاضِعَ أُخَرَ، أَسْأَلُ اللَّهَ النَّفْعَ بِهَا آمِينَ.(1/353)
مَا جَاءَ فِي السِّوَاكِ (352) -[-10] مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ السَّبَّاقِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي جُمُعَةٍ مِنَ الْجُمَعِ: " يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، إِنَّ هَذَا يَوْمٌ جَعَلَهُ اللَّهُ عِيدًا فَاغْتَسِلُوا، وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ طِيبٌ فَلا يَضُرُّهُ أَنْ يَمَسَّ مِنْهُ، وَعَلَيْكُمْ بِالسِّوَاكِ "(1/354)
(353) -[-10] مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ "(1/355)
(354) -[-10] مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَوْلا أَنْ يَشُقَّ عَلَى أُمَّتِهِ لأَمَرَهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ وُضُوءٍ " مَا جَاءَ فِي الصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:(1/356)
(355) -[-10] مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرْقِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ، أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ فقَالَ: " قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ "(1/357)
(356) -[-10] مَالِكٌ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجَمِّرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَجْلِسِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ لَهُ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ: أَمَرَنَا اللَّهُ أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تَمَنَّيْنَا أَنَّهُ لَمْ يَسْأَلْهُ، ثُمَّ قَالَ: " قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَالسَّلامُ كَمَا قَدْ عُلِّمْتُمْ "(1/358)
مَا جَاءَ فِي الدُّعَاءِ: ذَكَرَ فِيهِ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً أَخَذْتُ مِنْهَا: (357) -[-10] مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو فَيَقُولُ: " اللَّهُمَّ فَالِقَ الإِصْبَاحِ، وَجَاعِلَ اللَّيْلِ سَكَنًا، وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ، وَأَغْنِنِي مِنَ الْفَقْرِ، وَأَمْتِعْنِي بِسَمْعِي وَبَصَرِي وَقُوَّتِي فِي سَبِيلِكَ "(1/359)
فِي حُسْنِ الْخُلُقِ: (358) -[-10] مَالِكٌ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، قَالَ: آخِرُ مَا أَوْصَانِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ وَضَعْتُ رِجْلِي فِي الْغَرْزِ، أَنْ قَالَ: " أَحْسِنْ خُلُقَكَ لِلنَّاسِ يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ ثُمَّ ذَكَرَ غَيْرَ ذَلِكَ.(1/360)
فِي الْحَيَاءِ: (359) -[-10] مَالِكٌ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ سَلَمَةَ الزُّرْقِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ رُكَانَةَ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لِكُلِّ دِينٍ خُلُقٌ، وَخُلُقُ الإِسْلامِ الْحَيَاءُ " ثُمَّ ذَكَرَ غَيْرَ ذَلِكَ(1/361)
فِي الْغَضَبِ: (360) -[-10] مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ رَجُلا أَتَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي كَلِمَاتٍ أَعِيشُ بِهِنَّ، وَلا تُكْثِرْ عَلَيَّ فَأَنْسَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لا تَغْضَبْ "(1/362)
فِي لُبْسِ الثِّيَابِ لِلْجَمَالِ بِهَا: (361) -[-10] مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ بَنِي أَنْمَارٍ، قَالَ جَابِرٌ: فَبَيْنَا أَنَا نَازِلٌ تَحْتَ شَجَرَةٍ إِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلُمَّ إِلَى الظِّلِّ، قَالَ: فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُمْتُ إِلَى غِرَارَةٍ لَنَا فَالْتَمَسْتُ فِيهَا، فَوَجَدْتُ فِيهَا جِرْوَ قِثَّاءٍ فَكَسَرْتُهُ ثُمَّ قَرَّبْتُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " مِنْ أَيْنَ لَكُمْ هَذَا؟ " قَالَ: فَقُلْتُ: خَرَجْنَا بِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنَ الْمَدِينَةِ، قَالَ جَابِرٌ: وَعِنْدَنَا صَاحِبٌ لَنَا نُجَهِّزُهُ يَذْهَبُ يَرْعَى ظَهْرَنَا، قَالَ: فَجَهَّزْتُهُ ثُمَّ أَدْبَرَ يَذْهَبُ فِي الظُّهْرِ وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ لَهُ قَدْ خَلَقَا، قَالَ: فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ فَقَالَ: " أَمَا لَهُ ثَوْبَانِ غَيْرُ هَذَيْنِ؟ " فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَهُ ثَوْبَانِ فِي الْعَيْبَةِ كَسَوْتُهُ إِيَّاهُمَا، قَالَ: " فَادْعُهُ فَمُرْهُ فَلْيَلْبَسْهُمَا ".قَالَ: فَدَعَوْتُهُ فَلَبِسَهُمَا ثُمَّ وَلَّى يَذْهَبُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا لَهُ؟ ضَرَبَ اللَّهُ عُنُقَهُ، أَلَيْسَ هَذَا خَيْرًا لَهُ؟ " قَالَ: فَسَمِعَهُ الرَّجُلُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " فِي سَبِيلِ اللَّهِ ".قَالَ: فَقُتِلَ الرَّجُلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ(1/363)
(362) -[-10] مَالِكٌ، أَنَّهُ بَلَغَهُ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ: " إِنِّي لأُحِبُّ أَنْ أَنْظُرَ إِلَى الْقَارِئِ أَبْيَضَ الثِّيَابِ "(1/364)
(363) -[-10] مَالِكٌ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: " إِذَا أَوْسَعَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَوْسِعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، جَمَعَ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابَهُ "(1/365)
مَا يُكْرَهُ لِلنِّسَاءِ لِبَاسُهُ مِنَ الثِّيَابِ: (364) -[-10] مَالِكٌ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أُمِّهِ، أَنَّهَا قَالَتْ: دَخَلَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَى عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى حَفْصَةَ خِمَارٌ رَقِيقٌ، فَشَقَّتْهُ عَائِشَةُ، وَكَسَتْهَا خِمَارًا كَثِيفًا(1/366)
(365) -[-10] مَالِكٌ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: نِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مَائِلاتٌ مُمِيلاتٌ، لا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَرِيحُهَا يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ(1/367)
(366) -[-10] مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَنَظَرَ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، فَقَالَ: " مَاذَا فُتِحَ اللَّيْلَةَ مِنَ الْخَزَائِنِ؟ وَمَاذَا وَقَعَ مِنَ الْفِتَنِ؟ كَمْ مِنْ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ أَيْقِظُوا صَوَاحِبَ الْحُجَرِ " انْتَهَى هَذَا الْبَابُ، نَقَلْتُهُ جَمِيعَهُ بِحُرُوفِهِ لَمْ أَنْقُصْ مِنْهُ شَيْئًا. مَا جَاءَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ: مَالِكٌ، أَنَّهُ بَلَغَهُ: أَنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيمَ أَوْصَى ابْنَهُ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، جَالِسِ الْعُلَمَاءَ وَزَاحِمْهُمْ بِرُكْبَتَيْكَ، فَإِنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْقُلُوبَ بِنُورِ الْحِكْمَةِ، كَمَا يُحْيِي اللَّهُ الأَرْضَ الْمَيْتَةَ بِوَابِلِ السَّمَاءِ(1/368)
مَا يُتَّقَى مِنْ دَعْوَةِ الْمَظْلُومِ: (367) -[-10] مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ اسْتَعْمَلَ مَوْلًى لَهُ يُدْعَى: هُنَيَّا عَلَى الْحِمَى، فَقَالَ: يَا هُنَيُّ، اضْمُمْ جَنَاحَكَ عَنِ النَّاسِ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ مُجَابَةٌ، وَأَدْخِلْ رَبَّ الصُّرَيْمَةِ وَالْغُنَيْمَةِ، وَإِيَّايَ وَنَعَمَ ابْنِ عَفَّانَ وَابْنِ عَوْفٍ، فَإِنَّهُمَا إِنْ تَهْلِكْ مَاشِيَتُهُمَا يَرْجِعَانِ إِلَى الْمَدِينَةِ إِلَى زَرْعٍ وَنَخْلٍ، وَإِنَّ رَبَّ الصُّرَيْمَةِ وَالْغُنَيْمَةِ إِنَّ مَاشِيَتَهُ يَأْتِينَهُ بِبَنِيهِ فَيَقُولُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَفَتَارِكُهُمْ أَنَا لا أَبَا لَكَ، فَالْمَاءُ وَالْكَلأُ أَيْسَرُ عَلَيَّ مِنَ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَأَيْمُ اللَّهِ، إِنَّهُمْ لَيَرَوْنَ أَنْ قَدْ ظَلَمْتَهُمْ، إِنَّهَا لَبِلادُكَ وَمِيَاهُهُمْ قَاتَلُوا عَلَيْهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَأَسْلَمُوا عَلَيْهَا فِي الإِسْلامِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْلا الْمَالُ الَّذِي أَحْمِلُ عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا حَمَيْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ بِلادِهِمْ شِبْرًا(1/369)
أَسْمَاءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: (368) -[-10] مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءَ: أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِي الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمَيَّ، وَأَنَا الْعَاقِبُ ".صلى الله عليه وسلم هَذَا آخِرُ الْمُوَطَّإِ لِمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ إِمَامِ دَارِ الْهِجْرَةِ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى. فَمِنْ قَوْلِهِ: مَا جَاءَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ، إِلَى: وَأَنَا الْعَاقِبُ، نَقَلْتُهُ عَلَى التَّوَالِي بِحُرُوفِهِ فَلْيُعْلَمْ ذَلِكَ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. الْمُسَلْسَلُ بِالأَوَّلِيَّةِ وَقَرَأْتُ عَلَى الشَّيْخِ الصَّالِحِ الْمُعْتَقِدِ شَمْسِ الدِّينِ أَبِي الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاهِرِيِّ الشَّافِعِيِّ الصُّوفِيِّ الشَّهِيرِ بِالْمُنَيِّرِ، مِنَ الْحَدِيثِ الْمُسَلْسَلِ بِالأَوَّلِيَّةِ مَعَ بَعْضِ سَنَدِهِ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يَرْوِيهِ عَنِ الشَّيْخِ سَيِّدِي مُحَمَّدٍ الضَّبِّيِّ، وَالْحَافِظِ نَاصِرِ الدِّينِ الْمَرَاغِيِّ، وَهُمَا عَنْ خَاتِمَةِ الْحُفَّاظِ شَيْخِ الإِسْلامِ شِهَابِ الدِّينِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْكَتَّانِيِّ الْعَسْقَلانِيِّ الشَّهِيرِ بِابْنِ حَجَرٍ الْقَاهِرِيِّ الشَّافِعِيِّ، وَطَرِيقُهُ إِلَى آخِرِ السَّنَدِ مَعْرُوفٌ، صَحَّ ذَلِكَ وَثَبَتَ فِي يَوْمِ الأَرْبِعَاءِ ثَامِنِ عِشْرِينَ ذِي الْقَعْدَةِ الْحَرَامِ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَتِسْعِ مِائَةٍ بِالْحَرَمِ الشَّرِيفِ الْمَكِّيِّ تِجَاهَ الرُّكْنِ وَالْمُقَامِ، وَأَجَازَ ـ بِسَوَاءٍ ـ لِي وَلِوَلِدِي مُحَمَّدٌ، وَلِقَرِيبِي أَبِي النَّجَا مُحَمَّدٍ، كَتَبَهُ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيُّ الشَّمَّاعُ الشَّافِعِيُّ، الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ. الْمُسَلْسَلُ بِكُلِّ رَاوٍ مِنْ بَلَدٍ ثُمَّ قَرَأْتُ عَلَيْهِ أَيْضًا بِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِنْ وَرَاءِ الْمَقَامِ فِي يَوْمِ الأَحَدِ ثَانِي شَهْرِ ذِي الْحَجَّةِ الْحَرَامِ، الْحَدِيثَ الْمُسَلْسَلَ بِكُلِّ رَاوٍ مِنْ بَلَدٍ.(1/370)
(369) -[-10] قَالَ: أَخْبَرَنَا بِهِ الْحَافِظُ نَاصِرُ الدِّينِ أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدٌ ابْنُ الْعَلامَةِ الْمُسْنِدِ قَاضِي الْقُضَاةِ زَيْنِ الدِّينِ الْعُثْمَانِيِّ الْمَرَاغِيِّ الْمَدَنِيِّ، قَالَ: ثنا الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللَّهِ الشَّهِيرُ بِابْنِ نَاصِرِ الدِّينِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: أنا الْمُسْنِدُ الْمُعَمَّرُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ابْنِ قَوَّامٍ الْبَالِسِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي آخَرِينَ، قَالُوا: أنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الدَّيْرَمَقَرَّنِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْمُنَجَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْحَرِيمِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى السِّجْزِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَيْحٍ الأَنْصَارِيُّ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا الْعَلاءُ بْنُ مُوسَى الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ الْمِصْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لا يَدْخُلُ أَحَدٌ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ النَّارَ " الْحَمْدُ لِلَّهِ(1/371)
الْمُسَلْسَلُ بِالشَّافِعِيَّةِ قَرَأْتُ عَلَى الشَّيْخِ الْعَلامَةِ الْجَلِيلِ الْمُسْنِدِ الأَصِيلِ سِرَاجِ الدِّينِ عُمَرَ ابْنِ الْقَاضِي جَمَالِ الدِّينِ أَبِي السُّعُودِ مُحَمَّدٍ ابْنِ قَاضِي الْقُضَاةِ أَبِي الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدِ ابْنِ ظَهِيرَةَ الْقُرَشِيِّ الْمَكِّيِّ الشَّافِعِيِّ، الْحَدِيثَ الْمُسَلْسَلَ بِالْفُقَهَاءِ الشَّافِعِيَّةِ فِي غَالِبِهِ. (370) -[-10] قَالَ: أَخْبَرَنَا بِهِ الْحَافِظُ الْفَقِيهُ تَقِيُّ الدِّينِ أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ فَهْدٍ الْهَاشِمِيُّ الْمَكِّيُّ الشَّافِعِيُّ، شَفَاهًا، قَالَ: أنا بِهِ الْفَقِيهُ الْحَافِظُ قَاضِي الْقُضَاةِ جَمَالُ الدِّينِ أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ظَهِيرَةَ الْقُرَشِيُّ الْمَكِّيُّ الشَّافِعِيُّ، سَمَاعًا عَلَيْهِ عَوْدًا عَلَى بَدْءٍ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، قَالَ: أنا الْفَقِيهُ الإِمَامُ تَقِيُّ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَرَّامٍ الرَّبَعِيُّ الإِسْكَنْدَرِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِهَا غَيْرَ مَرَّةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَقِيهَانِ الإِمَامَانِ قَاضِي الْقُضَاةِ عَلَمُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عِيسَى السَّعْدِيُّ الإِخْنَائِيُّ، وَشَرَفُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ ابْنِ النَّاصِحِ الأَنْصَارِيُّ، قَالا: أنا بِهِ الْفَقِيهُ الإِمَامُ شَيْخُ الإِسْلامِ تَقِيُّ الدِّينِ أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ وَهْبِ بْنِ دَقِيقٍ الْعَبْدُ الْقُشَيْرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَقِيهُ الْحَافِظُ زَكِيُّ الدِّينِ عَبْدُ الْعَظِيمِ بْنُ عَبْدِ الْقَوِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُنْذِرِيُّ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أنا الْفَقِيهُ الْحَافِظُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُفَضَّلِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَقْدِسِيُّ الشَّافِعِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ غَيْرَ مَرَّةٍ إِحْدَاهُنَّ مِنْ حِفْظِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَقِيهُ الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ السِّلَفِيُّ الأَصْفَهَانِيُّ، مِنْ لَفْظِهِ، قَالَ: ثنا الإِمَامُ إِلْكِيَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الطَّبَرِيُّ الشَّافِعِيُّ، بِبَغْدَادَ مِنْ لَفْظِهِ، قَالَ: أنا إِمَامُ الْحَرَمَيْنِ أَبُو الْمَعَالِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُوَيْنِيُّ الشَّافِعِيُّ، قَالُوا: أنا وَالِدِي الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْجُوَيْنِيُّ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الشَّافِعِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْمُتَبَايِعَانِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا إِلا بَيْعَ الْخِيَارِ " الْحَمْدُ لِلَّهِ(1/372)
الْمُسَلْسَلُ بِالْمَكِّيِّينَ وَقَرَأْتُ أَيْضًا عَلَى الشَّيْخِ الْمَذْكُورِ فِي الْمَكَانِ الْمُعَيَّنِ وَالتَّارِيخِ السَّابِقِ الْحَدِيثَ الْمُسَلْسَلَ بِالْمَكِّيِّينَ. (371) -[-10] قَالَ: أَخْبَرَنَا بِهِ الْحَافِظُ الْعُمْدَةُ نَجْمُ الدِّينِ عُمَرُ بْنُ فَهْدٍ الْهَاشِمِيُّ الْمَكِّيُّ، إِجَازَةً، قَالَ: أنا بِهِ الأَصِيلُ عَفِيفُ الدِّينِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحِ بْنِ أَحْمَدَ الشَّيْبَانِيُّ الْمَكِّيُّ الشَّافِعِيُّ، حُضُورًا فِي الثَّالِثَةِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَثَمَانِ مِائَةٍ بِزِيَادَةِ دَارِ النَّدْوَةِ مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، قَالَ: أنا بِهِ أَحْمَدُ بْنُ الرَّضِيِّ الطَّبَرِيُّ الْمَكِّيُّ، سَمَاعًا، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الطَّبَرِيُّ، وَالْقَاضِي نَجْمُ الدِّينِ مُحَمَّدٌ الطَّبَرِيُّ الْمَكِّيَّانِ، قَالا: أَخْبَرَنَا بِهِ الإِمَامُ عِمَادُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّبَرِيُّ الْمَكِّيُّ، أنا بِهِ الشَّيْخُ زَكِيُّ الدِّينِ الْكَاتِبُ الْمَكِّيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بِهِ الإِمَامُ الْحَافِظُ خَطِيبُ مَكَّةَ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ الْقُرَشِيُّ الْمَكِّيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْمَيَانِشِيِّ، قَالَ: أنا بِهِ رُكْنُ الإِسْلامِ مُحَمَّدٌ الشَّيْبَانِيُّ الطَّبَرِيُّ الْمَكِّيُّ، قَالَ: أنا بِهِ جَدِّي الإِمَامُ الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ الطَّبَرِيُّ الشَّيْبَانِيُّ الْمَكِّيُّ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ خَلَفُ ابْنُ الشَّمَّاخِ الشَّامِيُّ، سَمَاعًا عَلَيْهِ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، قَالَ: ثنا بِهِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَبْقَسِيُّ الْمَكِّيُّ، قَالَ: ثنا بِهِ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ نَافِعٍ الْخُزَاعِيُّ الْمَكِّيُّ، ثنا بِهِ أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْخُزَاعِيُّ الْمَكِّيُّ، قَالَ: أنا بِهِ الإِمَامُ الْمُؤَرِّخُ أَبُو الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي، عَنْ سَعِيدٍ، أَبُو سَالِمٍ الْمَكِّيُّ، وَسَلْمِ بْنِ مُسْلِمٍ هُوَ الْمَكِّيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ هُوَ مُفْتِي مَكَّةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَطَاءٍ هُوَ ابْنُ أَبِي رَبَاحٍ الْمَكِّيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " يُنَزِّلُ اللَّهُ عَلَى هَذَا الْبَيْتِ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ عِشْرِينَ وَمِائَةِ رَحْمَةٍ، سِتُّونَ مِنْهَا لِلطَّائِفِينَ، وَأَرْبَعُونَ لِلْمُصَلِّينَ، وَعِشْرُونَ لِلنَّاظِرِينَ " الْحَمْدُ لِلَّهِ(1/373)
الْمُسَلْسَلُ بِحَرْفِ الْعَيْنِ وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ أَيْضًا فِي الْمَكَانِ وَالتَّارِيخِ الْمَذْكُورَيْنِ، كَانَ اللَّهُ لِي وَأَقَرَّنِي الْجَنَّةَ، لَهُ الْعين، الْحَدِيثَ الْمُسَلْسَلَ بِحَرْفِ الْعَيْنِ. (372) -[-10] أَخْبَرَنَا بِهِ الْحَافِظُ نَجْمُ الدِّينِ عُمَرُ بْنُ فَهْدٍ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: أنا الإِمَامُ الْمُسْنِدُ الْمُعَمَّرُ زَيْنُ الدِّينِ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَبَّانِيُّ، سَمَاعًا بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَزَيْنُ الدِّينِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخرْدفُوشِيِّ الدِّمَشْقِيُّ، سَمَاعًا بِهَا، وَالْقَاضِي جَمَالُ الدِّينِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زُرَيْقٍ الصَّالِحِيُّ، سَمَاعًا بِهَا، قَالَ الأَوَّلُ: أنا وَالِدِي الإِمَامُ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنٍ الْقَبَّانِيُّ، وَقَالَ الآخَرَانِ: أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الذَّهَبِيُّ، إِذْنًا، قَالا: أنا بِهِ أَبُو مُحَمَّدٍ عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعَالِي الْمُطْعِمُ، قَالَ: أنا أَبُو الْمُنَجَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ زَيْدِ ابْنِ اللَّتِّيِّ الْحَرِيمِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى بْنِ شُعَيْبٍ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الدَّاوُدِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمُّوَيْهِ السَّرْخَسِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو عِمْرَانَ عِيسَى بْنُ عُمَرَ بْنِ الْعَبَّاسِ السَّمَرْقَنْدِيُّ، قَالَ: أنا الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ الْحَافِظُ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِمَجْلِسَيْنِ فِي مَسْجِدِهِ، فَقَالَ: " كِلاهُمَا عَلَى خَيْرٍ، وَأَحَدُهُمَا أَفْضَلُ مِنْ صَاحِبِهِ، أَمَّا هَؤُلاءِ فَيَدْعُونَ اللَّهَ وَيَرْغَبُونَ إِلَيْهِ، فَإِنْ شَاءَ أَعْطَاهُمْ وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُمْ، وَأَمَّا هَؤُلاءِ فَيَتَعَلَّمُونَ الْفِقْهَ وَالْعِلْمَ وَيُعَلِّمُونَ الْجَاهِلَ وَهُمْ أَفْضَلُ، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ مُعَلِّمًا ".ثُمَّ جَلَسَ فِيهِمْ(1/374)
(373) -[-10] وَبِهِ، قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ: ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْحَنَفِيُّ هُوَ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَاضِي، عَنِ الْعَلاءِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا كَانَ النِّصْفُ مِنْ شَعْبَانَ فَأَمْسِكُوا عَنِ الصَّوْمِ " الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَمَّا حَضَرَ مَوْلانَا الشَّيْخُ حَسَنُ بْنُ السُّيُوفِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى مَدِينَةِ أَنْطَاكِيَةَ، وَاجْتَمَعُوا فِي الْجَزِيرَةِ، فَقَالَ الشَّيْخُ حَسَنُ بْنُ السُّيُوفِيِّ لِوَالِدِي: يَا شَيْخُ أَحْمَدَ، اقْرَأْ لَنَا شَيْئًا يَكُونُ مُنَاسِبًا لِلْحَالِ. وَالشَّيْخُ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ عَلَى الْفَوْرِ قَرَأَ بَيْتًا مُنَاسِبًا لِلْحَالِ، فَذَكَرَ بَيْتَيْنِ عَلَى الْفَوْرِ مُنَاسِبًا لِلْحَالِ وَلِلْمَقَالِ، فَقَالَ:
جَزِيرَةُ الْعَاصِي بِهَا مَوْقِفٌ ... مَا بَيْنَ تِبْرَيْنِ ذَا دَانِي وَذَا قَاصِي
فَيَا لَهَا نُزْهَةٌ لِلْحُسْنِ قَدْ جَمَعَتْ ... إِذَا رُؤِي طَائِعٌ فِيهَا بَكَى الْعَاصِي
وَأَيْضًا مِنْ نَظْمِ وَالِدِي رَحِمَهُ اللَّهُ وَتَغَمَّدَهُ بِرَحْمَتِهِ:
يَا مَنْ تَلَوَّنَ بِالْوِدَادِ أَمَا تَرَى ... وَرَقَ الْغُصُونِ إِذَا تَلَوَّنَ يَسْقُطُ
وَقَدْ سَمِعَ النَّظْمَ الْمَذْكُورَ مِنْ لَفْظِي الشَّيْخُ زَيْنُ الدِّينِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيُّ الشَّمَّاعُ الشَّافِعِيُّ، وَقَرِيبُهُ الشَّيْخُ أَبُو النَّجَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَلَبِيُّ الشَّافِعِيُّ التَّقِيُّ أَبُو بَكْرٍ الْحَلَبِيُّ، وَآخَرُونَ، صَحَّ ذَلِكَ وَثَبَتَ بِالْجَامِعِ الْكَبِيرِ بِأَنْطَاكِيَةَ الْمَحْرُوسَةِ بِتَارِيخِ يَوْمِ الاثْنَيْنِ سَادِسَ عَشَرَ شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِونَ وَتِسْعِ مِائَةٍ. كَتَبَهُ الْعَبْدُ الْفَقِيرُ إِلَى رَحْمَةِ رَبِّهِ يَحْيَى بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ الْحَنَفِيُّ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَلَهُمْ أَجْمَعِينَ. تَنْبِيهٌ: الشَّرَفِيُّ يَحْيَى الْوَاضِعُ خَطَّهُ أَعْلاهُ مِمَّنْ سَمِعَ مِنِّي وَسَمِعْتُ مِنْهُ، وَهُمْ جَمَاعَةٌ سَأَذْكُرُ جَمِيعَهُمْ أَوْ غَالِبَهُمْ فِيمَا يَأْتِي فِي أَثْنَاءِ هَذَا الثَّبْتِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، كَتَبَهُ عُمَرُ الشَّمَّاعُ الشَّافِعِيُّ، لَطَفَ اللَّهُ بِهِ. الْحَمْدُ لِلَّهِ وَقَرَأْتُ عَلَى الشَّيْخِ الإِمَامِ الْعَلامَةِ عَلاءِ الدِّينِ أَبُو الْفَضْلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي اللُّطْفِ الْمَقْدِسِيِّ ثُمَّ الدِّمَشْقِيِّ الشَّافِعِيِّ، الْحَدِيثَ الْمُسَلْسَلَ بِالأَوَّلِيَّةِ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ قَرَأْتُهُ عَلَيْهِ.(1/375)
(374) -[-10] قَالَ: أنا بِهِ الشَّيْخَانِ الشِّهَابُ الْحِجَازِيُّ، وَالْجَمَّالُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَمَاعَةَ، سَمَاعًا، وَسَمَاعًا عَلَى الثَّانِي، قَالا: أنا الْحَافِظُ زَيْنُ الدِّينِ الْعِرَاقِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْنَاهُ مِنْهُ، وَقِرَاءَةً عَلَى الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّينِ بْنِ عِمْرَانَ، زَادَ عَنْ أَبِي الرَّحَبِيِّ بْنِ الْجَمَّالِ بْنِ جَمَاعَةَ، فَقَالَ: وَشَيْخِ الإِسْلامِ سِرَاجِ الدِّينِ عُمَرَ الْبَلْقِينِيِّ، سَمَاعًا مِنْ لَفْظِهِ وَقَاضِي الْقُضَاةِ صَدْرِ الدِّينِ الْمُنَاوِيِّ، وَالْعَالِمِ شَرَفِ الدِّينِ أَبِي بَكْرٍ ابْنِ قَاضِي الْقُضَاةِ عِزِّ الدِّينِ أَبِي جَمَاعَةَ، وَالشَّيْخِ الضَّرِيرِ شِهَابٍ الْوَرَّاقِ السُّوَيْدَاوِيِّ، سَمَاعًا عَلَيْهِمُ الثَّلاثَةِ، وَالْعِرَاقِيِّ ثُمَّ الْبَلْقِينِيِّ وَالْعِرَاقِيُّ مِنْهُ، وَالآخَرِينَ عَلَيْهِمْ، وَبِسَمَاعِ الْخَامِسِ مِنَ الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّينِ الْبَهْنَسِيِّ، قَالَ الْجَمَّالُ بْنُ جَمَاعَةَ: وأنا بِهِ وَالِدِي أَبُو جَمَاعَةَ نَجْمُ الدِّينِ، بِسَمَاعِهِ عَلَى الْمَيْدُومِيِّ، قَالَ: أنا صَدْرٌ الْبَهْنَسِيُّ، قَالَ: أنا الصَّدْرُ الْمَيْدُومِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، ثنا النَّجِيبُ الْحَرَّانِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْنَاهُ مِنْهُ، أنا الْحَافِظُ أَبُو الْفَرَجِ ابْنُ الْجَوْزِيِّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، ثنا أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، ثنا وَالِدِي أَبُو صَالِحٍ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، ثنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، ثنا أَبُو حَامِدٍ الْبَزَّارُ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْنَاهُ مِنْهُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي قَابُوسٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ "
وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ نَظْمَ الْعَلامَةِ الشِّهَابِ الْحِجَازِيِّ فِي مَعْنَاهُ، وَهُوَ أَوَّلُ شِعْرٍ، قَالَ: أنا شَيْخُنَا الْحِجَازِيُّ لِنَفْسِهِ، وَهُوَ أَوَّلُ شِعْرٍ:
يَا مَنْ غَدَا مِنَ الذُّنُوبِ فِي وَجَلْ ... وَخَائِفًا مِنَ الْخَطَايَا وَالزَّلَلْ
كُنْ رَاحِمًا لِلْخَلْقِ وَارْجُ رَحْمَةً ... فَإِنَّمَا الْجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلْ
وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ مِنْ أَوَّلِ ثُلاثِيَّاتِ الْبُخَارِيِّ إِلَى الْحَدِيثِ الَّذِي بِآخِرِهِ: " لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ ".قَالَ: أَخْبَرَنِي بِالصَّحِيحِ جَمْعٌ مِمَّنْ يَرْوِي عَنْ أَصْحَابِ الْحَجَّارِ مِنْهُمْ عَلاءُ الدِّينِ عَلِيُّ بْنُ عِرَاقٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْهَادِي، عَنِ الْحَجَّارِ بِسَنَدِهِ الْمَشْهُورِ. وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ مَا أَنْشَدَهُ شَيْخُهُ الْحِجَازِيُّ، إِجَازَةً لِنَفْسِهِ فِي مَعْنَى الْحَدِيثِ الأَخِيرِ مِنْ قِرَاءَتِي عَلَيْهِ:
رُبَّ ذِي طِمْرَيْنِ نِضْوٍ ... يَأْمَنُ الْعَالَمُ شَرَّهْ
لا يُرَى إِلا غَنِيًّا ... وَهُوَ لا يَمْلِكُ ذَرَّهْ
ثُمَّ لَوْ أَقْسَمَ فِي شَيْءٍ ... عَلَى اللَّهِ أَبَرَّهْ(1/376)
(375) -[-10] وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ أَيْضًا: أنا الْجَمَّالُ ابْنُ جَمَاعَةَ، عَنِ الْبُرْهَانِ التَّنُوخِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَسَاكِرَ، بِسَنَدِهِ إِلَى أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّكُمْ سَتُجَنِّدُونَ أَجْنَادًا، فَجُنْدًا بِالشَّامِ، وَجُنْدًا بِالْعِرَاقِ، وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ ".فَقَالَ الْحَوَالِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ خِرْ لِي، قَالَ صلى الله عليه وسلم: " عَلَيْكَ بِالشَّامِ ".الْحَدِيثَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نِعَمِهِ(1/377)
(376) -[-10] وَقَرَأْتُ عَلَى الشَّيْخِ رِزْقِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقِ اللَّهِ الصَّالِحِيِّ الْحَنْبَلِيِّ، بِهَا، قَالَ: أنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الشَّرِيفِ الصَّالِحِيُّ، إِذْنًا، قَالَ: أنا الْمَشَايِخُ الثَّلاثَةُ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَرْدَاوِيُّ، وَالْجَمَالُ الْحَرَسْتَانِيُّ، وَأَبُو حَفْصٍ الْبَالِسِيُّ، قَالُوا: أنا الْحَافِظَانِ أَبُو الْحَجَّاجِ الْمِزِّيُّ، وَالْمُحِبُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُحِبِّ الْمَقْدِسِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْهَادِي، قَالُوا: أنا الْفَخْرُ ابْنُ الْبُخَارِيِّ، وَأَبُو الْفَرَجِ ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالا: أنا أَبُو الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ، أنا أَبُو شُجَاعٍ الْبَسْطَامِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلِيلِيُّ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ الْقُزَاعِيُّ، أنا الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ، أنا أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " عَلَيْكُمْ بِالإِثْمِدِ عِنْدَ النَّوْمِ، فَإِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ "
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَأَنْشَدَنِي الشَّيْخُ الصَّالِحُ شَمْسُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَمَانِيُّ الشَّافِعِيُّ مِنْ لَفْظِهِ وَحِفْظِهِ لِنَفْسِهِ:
مَا بَالُ حَظِّي لا يُوَاتِينِي وَمَا ... قَصَّرْتُ فِي سَعْيٍ وَفِي رَأْيٍ سَدِيدْ
وَعَل عَلَتْنِي وَلَيْتَ مَعَ عَسَى ... حَتَّى عَسَوْتُ وَالأَمَانِي مَا تُفِيدْ
وَحَالَ حَالِي مُنْذُ سَادَنِي عُمْرِي ... الْعُمْرَيْنِ عَدًّا فِي حِسَابِي أَوْ يَزِيدْ
عَجِبْتُ لامْرِئٍ صَغَى إِلَى الْحَيَاةِ ... وَالْمَنَايَا عَنْهُ صَاغَهَا مَجِيدْ
وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ ... وَمِنْ تَرَاقِيهِ وَمِنْ حَبْلِ الْوَرِيدْ
يَا نَفْسُ جِدِّي وَاصْبِرِي وَسَاعِدِي ... فَفِي الْمَعَادِ السَّعْدُ وَالْعَيْشُ السَّعِيدْ
دَعِي طِلابَكِ الشَّرِيكَ فَالثَّرَى ... مَثْوَاكِ فَالدُّنْيَا بِمَا فِيهَا تَبِيدْ
مَا كُلُّ مَا أُرِيدُهُ يَكُونُ فَحَسْبُ ... كَلا وَيَأْبَى أَنَّهُ إِلا مَا يُرِيدْ
وَإِنَّ عِلَّتِي عِلَّةٌ وَعَيْلَةٌ ... فَلَيْسَ عَوْنُ اللَّهِ مِنِّي بِالْبَعِيدْ
يَارَبِّ حُلَّ مَا تَرَاهُ حَلَّ بِي ... يَا ذَا الْجَلالِ يَا مُجِيبُ يَا مَجِيدْ
وَعَافِنِي وَاغْفِرْ ذُنُوبِي كُلَّهَا ... فَالْخَيْرُ كُلُّهُ لَدَيْكَ وَالْمَزِيدْ
وَفَرِّجِ اللَّهُمَّ الَّذِي تَظَاهَرَتْ ... أَنْوَاعُهُ عَلَيَّ وَالْكَرْبَ الشَّدِيدْ
مَا لِي سِوَاكَ نَاصِرٌ وَرَاحِمٌ ... وَجَابِرٌ كَسْرِي وَقَلْبِيَ الْعَمِيدْ
يَارَبِّ وَاخْتِمْ لِي بِخَيْرٍ يَا إِلَهِي ... وَاقْضِ بِالنَّجَاةِ لِي يَوْمَ الْوَعِيدْ
وَصَلِّ بِاللَّيْلِ عس وَعَاقِبِ ... الصُّبْحَ الْمِسَاءَ وَمَا طَرَا وَقْتٌ جَدِيدْ
عَلَى النَّبِي وَالآلِ وَالصَّحْبِ الأُلَى ... صَالُوا عَلَى كِسْرَى وَقَيْصَرَ الْعَنِيدْ
الْحَمْدُ لِلَّهِ(1/378)
(377) -[-10] قَرَأْتُ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلانَا الْعَلامَةِ شَيْخِ الإِسْلامِ وَالْفَرْدِ بِدِمَشْقِ الشَّامِ سَيِّدِي أَقْضَى الْقُضَاةِ رَضِيِّ الدِّينِ مُحَمَّدٍ ابْنِ الشَّيْخِ رَضِيِّ الدِّينِ مُحَمَّدٍ ابْنِ الشَّيْخِ رَضِيِّ الدِّينِ مُحَمَّدٍ ابْنِ شَيْخِ الإِسْلامِ صَاحِبِ الْمُؤَلَّفَاتِ فِي الْمَذْهَبِ شِهَابِ الدِّينِ أَحْمَدَ الدِّمَشْقِيِّ الشَّافِعِيِّ الْمُحَدِّثِ الصُّوفِيِّ الشَّهِيرِ بِالْغَرْبِيِّ الْعَامِرِيِّ، فَسَّحَ اللَّهُ تَعَالَى فِي مُدَّتِهِ، وَأَمْتَعَ الْوُجُودَ بِحَيَاتِهِ، وَأَدَامَ النَّفْعَ بِهِ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ قَرَأْتُهُ عَلَيْهِ، أنا بِهِ الْمُسْنِدُ بَدْرُ الدِّينِ حُسَيْن .... ، سَمَاعًا عَلَيْهِ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ عَلَيْهِ، أنا شَيْخُ الْقُرَّاءِ شَمْسُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرِيرِيُّ الشَّافِعِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ رَوَيْتُهُ عَنْهُ بِسَنَدِهِ. ح قَالَ شَيْخُنَا الْمِسْمَعُ: وأنا بِهِ عَالِيًا الْعَلامَةُ بُرْهَانُ الدِّينِ إِبْرَاهِيمُ الْبِقَاعِيُّ، إِجَازَةً وَسَمَاعًا، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ عَلَيْهِ، قَالا: أنا بِهِ شَيْخُ الْحُفَّاظِ الشِّهَابُ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَجَرٍ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ رَوَيْنَاهُ عَنْهُ، قَالَ: أنا بِهِ الْحَافِظُ زَيْنُ الدِّينِ الْعِرَاقِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ عَلَيْهِ، أنا بِهِ الصَّدْرُ الْمَيْدُومِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، ثنا النَّجِيبُ الْحَرَّانِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ عَلَيْهِ، أنا الْحَافِظُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، ثنا أَبُو سَعْدِ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، ثنا وَالِدِي أَبُو صَالِحٍ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، ثنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، ثنا أَبُو حَامِدٍ الْبَزَّارُ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي قَابُوسٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ "
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَقَرَأْتُ عَلَى الشَّيْخِ الْعَالِمِ الْفَاضِلِ أَبِي الرَّكَّابِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَنٍ، الشَّهِيرِ بِابْنِ مُلَيْكَةَ، خَطِيبِ لُدَّ الْقَاطِنِ بِمَدِينَةِ الرَّمْلَةِ الشَّافِعِيِّ الْمُسَلْسَلَ بِالأَوَّلِيَّةِ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ قَرَأْتُهُ عَلَيْهِ، قَالَ: أنا بِهِ الشَّيْخُ كَمَالُ الدِّينِ ابْنُ أَبِي شَرِيفٍ الْمَقْدِسِيُّ الشَّافِعِيُّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، سَمَاعًا مِنْ لَفْظِهِ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْنَاهُ مِنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي بِهِ جَمْعٌ مِنْهُمْ شَيْخُ الإِسْلامِ ابْنُ حَجَرٍ، وَطَرِيقُهُ مَعْرُوفٌ. وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ حَجَرٍ الْحَدِيثَ الأَوَّلَ مِنْ ثُلاثِيَّاتِ الْبُخَارِيِّ مِنْ حِفْظِي، وَقَرَأْتُ أَثَرًا مِنْهُ الرُّمَيْلَةُ الْمَذْكُورُ فِي الصَّفْوَةِ لابْنِ الْجَوْزِيِّ، وَنَظْمُ الشَّيْخِ شِهَابِ الدِّينِ ابْنِ رَسْلانَ وَهُوَ:
عَلَيْكَ بِقَمْعِ النَّفْسِ عَنْ كُلِّ شَهْوَةٍ ... تَعَرَّضْ بِنُورٍ فِي فُؤَادِكَ بَارِقِ
وَإِنْ لَمْ تَجِدْ نُورًا أَلَمَّ النَّفْسَ فَاعْلَمْ ... أَنَّكَ فِي دَعْوَاكَ لَسْتَ بِصَادِقِ
وَمَا دُمْتَ عِنْدَ النَّاسِ تَطْلُبُ رِفْعَةً ... فَلا تَطْمَعَنْ فِي رِفْعَةٍ عِنْدَ خَالِقِ
صَحَّ ذَلِكَ وَثَبَتَ بِجَامِعِ السُّوقِ بِمَدِينَةِ الرَّمْلَةِ الْمَحْرُوسَةِ، كَتَبَهُ عُمَرُ الشَّمَّاعُ الشَّافِعِيُّ الْحَلَبِيُّ، عَفَا اللَّهُ عَنْهُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ. الْحَمْدُ لِلَّهِ(1/379)
(378) -[-10] وَسَمِعْتُ مِنْ لَفْظِ سَيِّدِي الشَّيْخِ الْعَلامَةِ الصَّالِحِ مُحَدِّثِ دِمَشْقَ فِي وَقْتِهِ شَمْسِ الدِّينِ مُحَمَّدِ بْنِ طُولُونَ الدِّمَشْقِيِّ الصَّالِحِيِّ الْحَنَفِيِّ، قَالَ: أنا بِهِ أَبُو الْبَقَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعِمَادِ الْعُمَرِيُّ، سَمَاعًا عَلَيْهِ لِجَمِيعِ السُّنَنِ، أَخْبَرَتْنَا بِهَا أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ عَائِشَةُ ابْنَةُ إِبْرَاهِيمَ الْبَعْلِيَّةُ الشَّهِيرَةُ بِابْنَةِ الشَّرَائِحِيِّ، أنا أَبُو حَفْصِ بْنُ أُمَيْلَةَ، أنا الْفَخْرُ بْنُ الْبُخَارِيِّ، أنا الزَّيْنُ بْنُ طَبَرْزَدَ، أنا أَبُو الْفَتْحِ الرُّومِيُّ، وَأَبُو الْبَدْرِ الْكَرْخِيُّ. ح قَالَ سَيِّدِي الْمِسْمَعُ: وَقَرَأْتُهُ عَالِيًا عَلَى الْحُرَّةِ خَدِيجَةَ ابْنَةِ الْمُوَفَّقِ الصَّالِحِيَّةِ، عَنْ أُمِّ مُحَمَّدٍ بِنْتِ الْمُحْتَسِبِ، قَالَتْ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْبَيَانِيُّ، عَنْ أَبِي الْمُنَجَّا الْحَرِيمِيِّ، وَالأَنْجَبِ الْحَمَامِيِّ، وَعَجِيبَةَ الْبَاقِدَارِيَّةِ، قَالُوا: أنا مَسْعُودُ بْنُ الْحَسَنِ الثَّقَفِيُّ، قَالَ هُوَ وَأَبُو الْبَدْرِ، وَأَبُو الْفَتْحِ: أنا الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ مَسْعُودٌ: إِذْنًا، وَقَالَ الآخَرَانِ: سَمَاعًا، أنا أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ، أنا أَبُو عَلِيٍّ اللُّؤْلُؤِيُّ، أنا الْحَافِظُ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ أَبُو طَالُوتَ، قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا بَرْزَةَ الأَسْلَمِيَّ دَخَلَ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، فَحَدَّثَنِي فُلانٌ، سَمَّاهُ مُسْلِمٌ يَعْنِي شَيْخَ أَبِي دَاوُدَ وَكَانَ فِي السِّمَاطِ، فَلَمَّا رَآهُ عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ: إِنَّ مُحَمَّدِيَّكُمْ هَذَا الدَّحْدَاحُ، فَفَهِمَ الشَّيْخُ يَعْنِي أَبَا بَرْزَةَ، فَقَالَ: مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنْ أَبْقَى فِي قَوْمٍ يُعَيِّرُونِّي بِصُحْبَةِ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ، فَقَالَ لَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ: إِنَّ صُحْبَةَ مُحَمَّدٍ لَكَ زَيْنٌ غَيْرُ شَيْنٍ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا بَعَثْتُ إِلَيْكَ لأَسْأَلَكَ عَنِ الْحَوْضِ، أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ فِيهِ شَيْئًا؟ فَقَالَ أَبُو بَرْزَةَ: نَعَمْ، لا مَرَّةً وَلا مَرَّتَيْنِ وَلا ثَلاثًا وَلا أَرْبَعًا وَلا خَمْسًا فَمَنْ كَذَبَ بِهِ فَلا سَقَاهُ اللَّهُ مِنْهُ، ثُمَّ خَرَجَ مُغْضِبًا. أَخْرَجَهُ فِي بَابِ الْحَوْضِ مِنْ كِتَابِ شَرْحِ السُّنَّةِ هَكَذَا، وَأَبُو طَالُوتَ ثِقَةٌ
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نِعَمِهِ(1/380)
(379) -[-10] وَقَرَأْتُ عَلَى سَيِّدِنَا الإِمَامِ الْعَلامَةِ شَيْخِ الإِسْلامِ وَعَالِمِ إِقْلِيمِ الشَّامِ الْمُحَقِّقِ الْحَسِيبِ النَّسِيبِ السَّيِّدِ كَمَالِ الدِّينِ أَبِي الْبَقَاءِ مُحَمَّدٍ ابْنِ الْعَلامَةِ السَّيِّدِ حَمْزَةَ الْحُسَيْنِيِّ الدِّمَشْقِيِّ الشَّافِعِيِّ، جَمِيعَ ثُلاثِيَّاتِ الإِمَامِ الْحَافِظِ أَبِي الْقَاسِمِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيِّ، قَالَ: أنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْهَادِي، أنا الْمُسْنِدُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَنْبَلِيُّ، أنا الرِّحْلَةُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيٌّ السَّعْدِيُّ، حَدَّثَنَا عَفِيفَةُ بِنْتُ الْفَارْفَانِيَّةِ، أَنْبَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُوزْدَانِيَّةُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ رِيذَةَ، أنا الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ القَصَّاصُ الْبَصْرِيُّ، ثنا دِينَارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى أَنَسٍ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي، وَمَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي، وَمَنْ رَأَى مَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي "(1/381)
(380) -[-10] وبه قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ فَرُّوخَ بْنِ دِيزَجَ بْنِ بِلالِ بْنِ سَعْدٍ الأَنْصَارِيُّ ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا جَدِّي لأُمِّي عُمَرُ بْنُ أَبَانِ بْنِ مُفَضَّلٍ الْمَدِينِيُّ، قَالَ: أَرَانِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الْوُضُوءَ، " أَخَذَ رَكْوَةً فَوَضَعَهَا عَنْ يَسَارِهِ وَصَبَّ عَلَى يَدِهِ الْيُمْنَى فَغَسَلَهَا ثَلاثًا، ثُمَّ أَدَارَ الرِّكْوَةَ عَلَى يَدِهِ الْيُمْنَى فَغَسَلَهَا يَسَارَهُ ثَلاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ ثَلاثًا، وَأَخَذَ مَاءً جَدِيدًا لِصِمَاخَيْهِ فَمَسَحَ صِمَاخَيْهِ "، فَقُلْتُ لَهُ: يَا عَمُّ، قَدْ مَسَحْتَ أُذُنَيْكَ، فَقَالَ لِي: يَا غُلامُ، إِنَّهُمَا مِنَ الرَّأْسِ لَيْسَ هُمَا مِنَ الْوَجْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا غُلامُ، هَلْ رَأَيْتَ وَفَهِمْتَ أَوْ أُعِيدُ عَلَيْكَ؟ فَقُلْتُ: قَدْ كَفَانِي وَقَدْ فَهِمْتُ، قَالَ: " هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ ".لَمْ يَرْوِ عُمَرُ بْنُ أَبَانٍ عَنْ أَنَسٍ حَدِيثًا غَيْرَ هَذَا(1/382)
(381) -[-10] وَبِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ رُمَاحِسَ الْقَيْسِيُّ، بِرَمَادَةِ الرَّمْلَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو زِيَادُ بْنُ طَارِقٍ، وَكَانَ قَدْ أَتَتْ عَلَيْهِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ سَنَةٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَرْوَلَ زُهَيْرَ بْنَ صُرَدٍ الْجُشَمِيَّ، يَقُولُ: لَمَّا أَسَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ يَوْمَ هَوَازِنَ، وَذَهَبَ يُفَرِّقُ السَّبْيَ وَالشَّاءَ أَتَيْتُهُ فَأَنْشَأْتُ أَقُولُ هَذَا الشِّعْرَ:
امْنُنْ عَلَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ فِي كَرَمٍ ... فَإِنَّكَ الْمَرْءُ نَرْجُوهُ وَنَنْتَظِرُ
امْنُنْ عَلَى بَيْضَةٍ قَدْ عَاقَهَا قَدَرٌ ... مُفَرَّقٌ شَمْلُهَا فِي دَهْرِهَا غِيَرُ
أَبْقَتْ لَنَا الْحَرْبُ هَتَّافًا عَلَى حَزَنٍ ... عَلَى قُلُوبِهِمُ الْغَمَّاءُ وَالْغَمَرُ
إِنْ لَمْ تَدَارَكْهُمُ نَعْمَاءُ تَنْشُرُهَا ... يَا أَرْجَحَ النَّاسِ حِلْمًا حِينَ يُخْتَبَرُ
امْنُنْ عَلَى نِسْوَةٍ قَدْ كُنْتَ تُرْضَعُهَا ... إِذْ فُوكَ تَمْلأُهُ مِنْ مَحْضِهَا الدُّرَرُ
إِذْ أَنْتَ طِفْلٌ صَغِيرٌ كُنْتَ تُرْضَعُهَا ... وَإِذْ يَزِينُكَ مَا تَأْتِي وَمَا تَذَرُ
لا تَجْعَلَنَّا كَمَنْ شَالَتْ نَعَامَتُهُ ... وَاسْتَبْقِ مِنَّا فَإِنَّا مَعْشَرٌ زُهْرُ
إِنَّا لَنَشْكُرُ لِلنَّعْمَاءِ إِذْ كُفِرَتْ ... وَعِنْدَنَا بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ مُدَّخَرُ
فَأَلْبِسِ الْعَفْوَ مَنْ قَدْ كُنْتَ تُرْضَعُهُ ... مِنْ أُمَّهَاتِكَ إِنَّ الْعَفْوَ مُشْتَهَرُ
يَا خَيْرَ مَنْ مَرَحَتْ كَمْتُ الْجِيَادِ بِهِ ... عِنْدَ الْهَيَاجِ إِذَا مَا اسْتُوقِدَ الشَّرَرُ
إِنَّا نُؤَمَّلُ عَفْوًا مِنْكَ تُلْبِسُهُ ... هَذِي الْبَرِيَّةَ إِذْ تَعْفُو وَتَنْتَصِرُ
عَفَا اللَّهُ عَمَّا أَنْتَ رَاهِبُهُ ... يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذْ يُهْدَى لَكَ الظَّفَرُ
قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم هَذَا الشِّعْرَ قَالَ صلى الله عليه وسلم: " مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ ".وَقَالَتْ قُرَيْشٌ: مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَقَالَتِ الأَنْصَارُ: مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ. وَبِهِ قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: لَمْ يُرْوَ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ صُرَدَ بِهَذَا التَّمَامِ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ رُمَاحِسَ، انْتَهَى.
قَالَ شَيْخُ الإِسْلامِ ابْنُ حَجَرٍ فِي جُزْءِ الْعَشَرَةِ الْعُشَارِيَّةِ لَهُ مَا مُلَخَّصُهُ: هَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ الْحَافِظُ ضِيَاءُ الدِّينِ الْمَقْدِسِيُّ فِي كِتَابِهِ (الأَحَادِيثِ الْمُخْتَارَةِ مِمَّا لَيْسَ فِي وَاحِدٍ مِنَ الصَّحِيحَيْنِ)، وَلا أَعْلَمُ لِلْحَافِظِ ضِيَاءِ الدِّينِ فِي تَصْحِيحِهِ سَلَفًا لَكِنَّ رُوَاتَهُ لَمْ يُجَرَّحُوا، وَقَدْ جُرِّحَ كُلٌّ مِنْهُمْ بِالسَّمَاعِ مِنْ شَيْخِهِ، فَهُوَ فَرْدٌ غَرِيبٌ لا وَجْهَ لِتَضْعِيفِهِ. وَقَالَ فِي كِتَابِهِ (الإِمْتَاعِ بِالأَرْبَعِينَ الْمُتَبَايِنَةِ الأَحَادِيثِ بِشَرْطِ السَّمَاعِ): وَلِهَذَا الْحَدِيثِ شَاهِدٌ مِنْ رُوَاتِهِ ابْنُ إِسْحَاقَ فِي الْمَغَازِي، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ يَوْمُ هَوَازِنَ فَذَكَرَ الْقِصَّةَ، وَسِيَاقُهُ أَتَمُّ، وَأَخْرَجَهُ الْحَافِظُ ضِيَاءُ الدِّينِ الْمَقْدِسِيُّ فِي الْمُخْتَارَةِ، وَاسْتَشْهَدَ لَهُ بِحَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ فَهُوَ عِنْدَهُ عَلَى شَرْطِ الْحَسَنِ، انْتَهَى. قَالَ بَعْضُ الْعَصْرِيِّينَ بَعْدَ أَنْ نَقَلَ نَحْوَ مَا نَقَلْنَاهُ: فَتَأَمَّلْ مَا بَيْنَ كَلامِ ابْنِ حَجَرٍ مِنَ الْمُخَالَفَةِ، فَإِنَّهُ فَهِمَ تَارَةً مِنْ صَنِيعِ الْحَافِظِ ضِيَاءِ الدِّينِ الْمَقْدِسِيِّ تَصْحِيحَ الْحَدِيثِ وَتَارَةً تَحْسِينَهُ وَالظَّاهِرُ الثَّانِي، انْتَهَى. وَالَّذِي رَأَيْتُهُ بِخَطِّ الْحَافِظِ السَّخَاوِيِّ بَعْدَ سِيَاقِ الْحَدِيثِ: وَهُوَ حَسَنٌ غَرِيبٌ، كَمَا قَالَهُ شَيْخُنَا رَحِمَهُ اللَّهُ، انْتَهَى، وَلَمْ يَذْكُرْ غَيْرَهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نِعَمِهِ(1/383)
(382) -[-10] وَقَرَأْتُ عَلَى شَيْخِنَا شَيْخِ الإِسْلامِ الْمُنَوَّهِ بِذِكْرِهِ، أَمْتَعَ اللَّهُ بِحَيَاتِهِ وَأَدَامَ النَّفْعَ بِهِ، قَالَ: أنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْهَادِي، أنا الْمُسْنِدُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَقْدِسِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ السَّعْدِيُّ، أنا أَبُو حَفْصٍ ابْنُ طَبَرْزَدَ، أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الأَنْصَارِيُّ، أنا وَالِدِي أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الْبَاقِي. ح قَالَ شَيْخُنَا الْمِسْمَعُ وأنا. ح لِي الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ ابْنُ حَجَرٍ، عَنِ الْحَافِظِ قُطْبِ الدِّينِ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَمِينِ الدَّوْلَةِ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ الْكَاشْغَرِيُّ، سَمَاعًا عَلَيْهِ، أنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي ابْنِ الْبَطِّيِّ، أنا مَالِكُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَانِيَاسِيُّ، قَالا: أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَهْوَازِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " الْكَوْثَرُ نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ، حَافَّتَاهُ الذَّهَبُ، مَجْرَاهُ عَلَى اللُّؤْلُؤِ وَالْيَاقُوتِ، تُرْبَتُهُ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ، وَأَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ ".هَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ ت ن، الأَوَّلُ فِي التَّفْسِيرِ عَنْ هَنَّادٍ، وَالثَّانِي فِي الزُّهْدِ عَنْ وَاصِلِ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الأَشَجِّ، وَعَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ الطَّرَائِفِيِّ، أَرْبَعَتُهُمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ بَدَلا عَالِيًا عَلَيْهِمَا بِدَرَجَةٍ كَمَا لَوْ رَوَيْنَاهُ مِنْ طَرِيقِهِمَا، وَقَالَ فِيهِ: حَسَنٌ صَحِيحٌ
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نِعَمِهِ(1/384)
(383) -[-10] وَقَرَأْتُ عَلَى الشَّيْخِ الْعَالِمِ الْمُبَارَكِ الشَّيْخِ بَدْرِ الدِّينِ حَسَنِ ابْنِ الشِّهَابِ أَحْمَدَ بْنِ الشَّمْسِ مُحَمَّدٍ اللُّوبْيَانِيِّ الأَصْلِ مِنْ عَمَلِ صَفَدَ ثُمَّ الدِّمَشْقِيِّ، الْقَاطِنِ بِكَفْرِ سُوسِيَّةَ الشَّافِعِيِّ، أنا الشَّيْخُ الْمُسْنِدُ جَمَالُ الدِّينِ يُوسُفُ بْنُ حَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي الصَّالِحِيُّ الشَّهْرَسْتَانِيُّ الْمُبَرِّدُ، إِذْنًا إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفُولاذِيُّ، أنا التَّاجُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ برْدسَ، أنا أَبُو الْفِدَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْخَبَّازِ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ غُنَيْمَةَ الإِرْبِلِيُّ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ أَحْمَدَ الصَّاعِدِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْجُلُودِيُّ، بِسَنَدِهِ الْمَشْهُورِ إِلَى الإِمَامِ مُسْلِمٍ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، نا أَبِي، عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَحَجُّ الْبَيْتِ " ثُمَّ قَرَأْتُ عَلَيْهِ مِنَ الْحَدِيثِ الثَّانِي مِنَ الأَرْبَعِينَ. الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نِعَمِهِ(1/385)
(384) -[-10] وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ أَيْضًا فِي التَّارِيخِ الْمَذْكُورِ الْحَدِيثَ الْمُسَلْسَلَ بِقَوْلِ: رَحِمَ اللَّهُ فُلانًا كَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ زَمَانَنَا؟ قَالَ: أنا بِهِ الْحَافِظُ شَمْسُ الدِّينِ السَّخَاوِيُّ، سَمَاعًا مِنْ لَفْظِهِ بِالْمَدْرَسَةِ الْبَاسِطِيَّةِ مِنْ مَكَّةَ الْمُشَرَّفَةِ تِجَاهَ الْكَعْبَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَثَمَانِ مِائَةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الشَّيْخَانِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عَلِيٍّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِمَا مُفْتَرِقَيْنِ، قَالَ الأَوَّلُ: أنا الْمحيويُّ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَرَوِيُّ، وَقَالَتِ الأُخْرَى: أنا الْعَفِيفُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ، كِلاهُمَا عَنِ الرَّضِيِّ أَبِي أَحْمَدَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّبَرِيِّ، أنا الْبَهَاءُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ الْفَقِيهُ، عُرِفَ بِابْنِ بِنْتِ الْجُمَّيْزِيِّ، أنا الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْمُبَارَكُ الصَّيْرَفِيُّ، أنا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَحَامِلِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ الْبَزَّازُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْهِيتِيُّ، بِكَسْرِ الْهَاءِ وَالْفَوْقَانِيَّةِ بَيْنَهُمَا تَحْتِيَّةٌ، وَهُوَ ثِقَةٌ، ثنا يَعِيشُ بْنُ الْجَهْمِ يَعْنِي الْحَدِيثِيَّ، عَنْ أَبِي ضَمْرَةَ هُوَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا كَانَتْ تَتَمَثَّلُ بِأَبْيَاتِ لَبِيدِ بْنِ رَبِيعَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ:
ذَهَبَ الَّذِينَ يُعَاشُ فِي أَكْنَافِهِمْ ... وَبَقِيتُ فِي خَلْفٍ كَجِلْدِ الأَجْرَبِ
يَتَحَدَّثُونَ مَخَافَةً وَمَلامَةً ... وَيُعَابُ قَائِلُهُمْ وَإِنْ لَمْ يَشْغَبِ
، قَالَ عُرْوَةُ: رَحِمَ اللَّهُ عَائِشَةَ، كَيْفَ لَوْ أَدْرَكَتْ زَمَانَنَا هَذَا؟ وَقَالَ هِشَامٌ: رَحِمَ اللَّهُ عُرْوَةَ، كَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ زَمَانَنَا هَذَا؟ وَقَالَ أَبُو ضَمْرَةَ: رَحِمَ اللَّهُ هِشَامًا، كَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ زَمَانَنَا هَذَا؟ وَقَالَ الْهِيتِيُّ: رَحِمَ اللَّهُ يَعِيشَ، كَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ زَمَانَنَا هَذَا؟ وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ: رَحِمَ اللَّهُ شَاذَانَ، كَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ زَمَانَنَا هَذَا؟ وَقَالَ الْمُبَارَكُ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَا الْفَتْحِ، كَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ زَمَانَنَا هَذَا؟ وَقَالَ السِّلَفِيُّ: رَحِمَ اللَّهُ الْمُبَارَكَ، كَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ زَمَانَنَا هَذَا؟ وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ: رَحِمَ اللَّهُ السِّلَفِيَّ، كَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ زَمَانَنَا هَذَا؟ وَقَالَ الطَّبَرِيُّ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَا الْحَسَنِ، كَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ زَمَانَنَا هَذَا؟ وَقَالَ كُلٌّ مِنَ الْعَفِيفِ وَالْقَرَوِيِّ: رَحِمَ اللَّهُ الطَّبَرِيَّ، كَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ زَمَانَنَا هَذَا؟ وَقَالَ الْقُرَشِيُّ: رَحِمَ اللَّهُ الْقَرَوِيَّ، كَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ زَمَانَنَا هَذَا؟ وَقَالَتْ مَرْيَمُ: رَحِمَ اللَّهُ الْعَفِيفَ، كَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ زَمَانَنَا هَذَا؟ وَقَالَ السَّخَاوِيُّ: رَحِمَ اللَّهُ كُلا مِنْ شَيْخِنَا، كَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ زَمَانَنَا هَذَا؟ وَقَالَ لَنَا شَيْخُنَا الْمِسْمَعُ أَمْتَعَ اللَّهُ بِحَيَاتِهِ وَلَطَفَ بِهِ: رَحِمَ اللَّهُ شَيْخَنَا السَّخَاوِيَّ، كَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ زَمَانَنَا هَذَا؟(1/386)
(385) -[-10] وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ آنِفًا فِي التَّارِيخِ الْمَذْكُورِ الْحَدِيثَ الْمُسَلْسَلَ بِقَوْلِ: إِنَّ فِي الْعُزْلَةِ سَلامَةً، قَالَ: أنا بِهِ الشَّمْسُ السَّخَاوِيُّ، بِمَكَّةَ فِي التَّارِيخِ الْمُتَقَدِّمِ ذِكْرُهُ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الأُسْتَاذِ أَبِي الْفَضْلِ ابْنِ حَجَرٍ، أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُكَيْرٍ، بِمَكَّةَ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ ابْنُ طَيٍّ، أنا الْخَطِيبُ أَبُو الْفَتْحِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْقَيْسِيُّ، أنا الْحَافِظُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْمُفَضَّلِ. ح قَالَ السَّخَاوِيُّ: قَالَ شَيْخُنَا: وَكَتَبَ لِي بِعُلُوٍّ أَبُو الْعَبَّاسِ ابْنُ الْعِزِّ، أنا التَّقِيُّ أَبُو الْفَضْلِ ابْنُ حَمْزَةَ الْحَنْبَلِيُّ، أنا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالا: أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ هُوَ أَبُو سَعْدٍ السَّمَّانُ، حَدَّثَنِي أَبُو الْفَتْحِ ابْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ الْمُقْرِئُ، لَفْظًا، ثنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّوفِيُّ الْكُوفِيُّ، بِمِصْرَ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَخْبَارِيُّ هُوَ السُّلَمِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيِّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " سَلامَةُ الرَّجُلِ فِي الْفِتْنَةِ أَنْ يَلْزَمَ بَيْتَهُ ".قَالَ أَبُو مُوسَى: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْعُزْلَةُ سَلامَةٌ، فَخَرَجْنَا وَنَدِمْنَا، وَقَالَ عَطَاءٌ: صَدَقَ أَبُو مُوسَى فِي الْعُزْلَةِ سَلامَةٌ، وَكَذَا قَالَ كُلٌّ مِنْ رِجَالِ السَّنَدِ، قَالَ شَيْخُنَا الْمِسْمَعُ: وَأَقُولُ كَذَلِكَ أَيْضًا(1/387)
(386) -[-10] وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ أَيْضًا بِالْمَكَانِ الْمَذْكُورِ فِي التَّارِيخِ الْمَسْطُورِ الْحَدِيثَ الْمُسَلْسَلَ بِالأَخْذِ بِاللِّحْيَةِ، قَالَ: أنا الشَّمْسُ السَّخَاوِيُّ، بِمَكَّةَ فِي التَّارِيخِ الْمُتَقَدِّمِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْمَشَايِخُ الْمُسْنِدُونَ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُؤَذِّنُ، بِصَالِحِيَّةِ دِمَشْقَ، وَالزَّيْنُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ صَدَقَةَ الْحَرَّانِيُّ، بِحَلَبَ، وَأَبُو الْمَعَالِي ابْنُ أَحْمَدَ الذَّهَبِيُّ، بِالْقَاهِرَةِ، قَالَ الأَوَّلُ: أنا الْكَمَالُ أَبُو عَبْدِ بْنُ النَّحَّاسِ، وَقَالَ الثَّالِثُ: أنا أَبُو هُرَيْرَةَ ابْنُ الْحَافِظِ الذَّهَبِيُّ، قَالا: أنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَعْلِيُّ، وَقَالَ الثاني: أنا جَدِّي الشَّرَفُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْحَرَّانِيُّ، وأنا الْعِزُّ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ صَالِحِ ابْنِ الْعَجَمِيِّ، قَالَ هُوَ وَالْبَعْلِيُّ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَرْدَاوِيُّ. ح قَالَ السَّخَاوِيُّ: وَأَنْبَأَنِي عَالِيًا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التَّدْمُرِيُّ، عَنْ أَبِي الْفَتْحِ الْمَيْدُومِيِّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي الْفَرَجِ بْنِ الثَّقَفِيِّ، قَالَ الْمَرْدَاوِيُّ: سَمَاعًا، أنا جَدِّي لأُمِّي أَبُو الْقَاسِمِ التَّيْمِيُّ الْحَافِظُ، أنا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ الشِّيرَازِيُّ، أنا الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الإِسْتَرَابَاذِيُّ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ الأَحَدِ الشَّافِعِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ شُعَيْبٍ الْكَيْسَانِيُّ، ثنا سَعِيدٌ الآدَمُ، ثنا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، سَمِعْتُ يَزِيدَ الرَّقَاشِيَّ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لا يَجِدُ الْعَبْدُ حَلاوَةَ الإِيمَانِ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حُلْوِهِ وَمُرِّهِ ".قَالَ: وَقَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى لِحْيَتِهِ وَقَالَ: " آمَنْتُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حُلْوِهِ وَمُرِّهِ ".قَالَ: وَقَبَضَ أَنَسٌ عَلَى لِحْيَتِهِ وَقَالَ: آمَنْتُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حُلْوِهِ وَمُرِّهِ، قَالَ: وَأَخَذَ يَزِيدُ بِلِحْيَتِهِ وَقَالَ: آمَنْتُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حُلْوِهِ وَمُرِّهِ، قَالَ: وَأَخَذَ شِهَابٌ بِلِحْيَتِهِ وَقَالَ: آمَنْتُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حُلْوِهِ وَمُرِّهِ، وَأَخَذَ سَعِيدٌ بِلِحْيَتِهِ وَقَالَ: آمَنْتُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حُلْوِهِ وَمُرِّهِ، وَأَخَذَ سُلَيْمَانُ بِلِحْيَتِهِ وَقَالَ: آمَنْتُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حُلْوِهِ وَمُرِّهِ، وَأَخَذَ يُوسُفُ بِلِحْيَتِهِ وَقَالَ: آمَنْتُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حُلْوِهِ وَمُرِّهِ، وَأَخَذَ الزُّبَيْرُ بِلِحْيَتِهِ وَقَالَ: آمَنْتُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حُلْوِهِ وَمُرِّهِ، وَأَخَذَ الْحَاكِمُ بِلِحْيَتِهِ وَقَالَ: آمَنْتُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حُلْوِهِ وَمُرِّهِ، وَأَخَذَ ابْنُ خَلَفٍ بِلِحْيَتِهِ وَقَالَ: آمَنْتُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حُلْوِهِ وَمُرِّهِ، وَأَخَذَ التَّيْمِيُّ بِلِحْيَتِهِ وَقَالَ: آمَنْتُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حُلْوِهِ وَمُرِّهِ، وَأَخَذَ الثَّقَفِيُّ بِلِحْيَتِهِ وَقَالَ: آمَنْتُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حُلْوِهِ وَمُرِّهِ، وَأَخَذَ الْمَرْدَاوِيُّ بِلِحْيَتِهِ وَقَالَ: آمَنْتُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حُلْوِهِ وَمُرِّهِ، وَأَخَذَ كُلٌّ مِنَ ابْنِ الْعَجَمِيِّ وَالثَّقَفِيِّ بِلِحْيَتِهِ وَقَالَ: آمَنْتُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حُلْوِهِ وَمُرِّهِ، وَأَخَذَ كُلٌّ مِنَ الشَّرَفِ الْحَرَّانِيِّ وَابْنِ الذَّهَبِيِّ وَابْنِ النَّحَّاسِ بِلِحْيَتِهِ وَقَالَ: آمَنْتُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حُلْوِهِ وَمُرِّهِ، وَأَخَذَ شَيْخُنَا الْمِسْمَعُ بِلِحْيَتِهِ وَقَالَ: آمَنْتُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حُلْوِهِ وَمُرِّهِ(1/388)
(387) -[-10] وَقَرَأْتُ أَيْضًا عَلَى شَيْخِنَا الْمَذْكُورِ، بِمَنْزِلِهِ فِي التَّارِيخِ الْمَسْطُورِ الْحَدِيثَ الْمُسَلْسَلَ بِالْمُصَافَحَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي بِهِ الشَّمْسُ السَّخَاوِيُّ، سَمَاعًا مِنْ لَفْظِهِ بِمَكَّةَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَثَمَانِ مِائَةٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ الْمُؤَذِّنُ بِصَالِحِيَّةِ دِمَشْقَ، وَالزَّيْنُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ صَدَقَةَ الْحَرَّانِيُّ، وَأَبُو الْمَعَالِي بْنُ أَحْمَدَ الذَّهَبِيُّ، بِالْقَاهِرَةِ، قَالَ الأَوَّلُ: أنا الْكَمَالُ ابْنُ النَّحَّاسِ، وَقَالَ الثَّالِثُ: أنا أَبُو هُرَيْرَةَ ابْنُ الْحَافِظِ الذَّهَبِيُّ، قَالا: أنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ الْبَعْلِيُّ، وَقَالَ الثَّانِي: أنا جَدِّي الشَّرَفُ أَبُو بَكْرٍ الْحَرَّانِيُّ، أنا الْعِزُّ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَجَمِيِّ، قَالا: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ خَطِيبُ مَرْدَا. ح قَالَ السَّخَاوِيُّ: وَأَنْبَأَنِي بِعُلُوٍّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التَّدْمُرِيُّ، عَنِ الصَّدْرِ الْمَيْدُومِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي الْفَرَجِ الثَّقَفِيِّ، قَالَ الأَوَّلُ: سَمَاعًا، أنا جَدِّي لأُمِّي أَبُو الْقَاسِمِ الطَّلْحِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْتَغْفِرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّرْخَسِيُّ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدَانُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمَنِيحِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ الْمَنِيحِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ دِهْقَانَ، ثنا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى ابْنِ هُرْمُزَ نَعُودُهُ، فَقَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ نَعُودُهُ، فَقَالَ: " صَافَحْتُ بِكَفِّي هَذِهِ كَفَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا مَسَسْتُ خَزًّا وَلا حَرِيرًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ".قَالَ أَبُو هُرْمُزَ: فَقُلْنَا لأَنَسٍ: صَافِحْنَا بِالْكَفِّ الَّتِي صَافَحْتَ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَافَحَنَا بِهَا، فَمَا مَسَسْتُ خَزًّا وَلا حَرِيرًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّهِ، وَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ. قَالَ خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ: فَقُلْنَا لأَبِي هُرْمُزَ: صَافِحْنَا بِالْكَفِّ الَّتِي صَافَحْتَ بِهَا أَنَسًا، فَصَافَحَنَا، فَمَا مَسَسْتُ خَزًّا وَلا حَرِيرًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّهِ، وَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ. قَالَ عَمْرٌو: فَقُلْنَا لابْنِ دِهْقَانَ: صَافِحْنَا بِالْكَفِّ الَّتِي صَافَحْتَ بِهَا خَلَفًا، فَصَافَحَنَا، فَمَا مَسَسْتُ خَزًّا وَلا حَرِيرًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّهِ، وَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ. قَالَ عَبْدَانُ: فَقُلْنَا لِعَمْرٍو: صَافِحْنَا بِالْكَفِّ الَّتِي صَافَحْتَ بِهَا ابْنَ دِهْقَانٍ، فَصَافَحَنَا، فَمَا مَسَسْتُ خَزًّا وَلا حَرِيرًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّهِ، وَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ. قَالَ السَّرْخَسِيُّ: فَقُلْنَا لِعَبْدَانَ: صَافِحْنَا بِالْكَفِّ الَّتِي صَافَحْتَ بِهَا عَمْرَو بْنَ سَعِيدٍ، فَصَافَحَنَا، فَمَا مَسَسْتُ خَزًّا وَلا حَرِيرًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّهِ، وَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ. قَالَ الْمُسْتَغْفِرِيُّ: فَقُلْنَا لِلسَّرْخَسِيِّ: صَافِحْنَا بِالْكَفِّ الَّتِي صَافَحْتَ بِهَا عَبْدَانَ، فَصَافَحَنَا، فَمَا مَسَسْتُ خَزًّا وَلا حَرِيرًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّهِ، وَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ. قَالَ السَّمَرْقَنْدِيُّ: فَقُلْنَا لِلْمُسْتَغْفِرِيِّ: صَافِحْنَا بِالْكَفِّ الَّتِي صَافَحْتَ بِهَا السَّرْخَسِيَّ، فَصَافَحَنَا، فَمَا مَسَسْتُ خَزًّا وَلا حَرِيرًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّهِ، وَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ. قَالَ التَّيْمِيُّ: فَقُلْنَا لِلسَّمَرْقَنْدِيِّ: صَافِحْنَا بِالْكَفِّ الَّتِي صَافَحْتَ بِهَا الْمُسْتَغْفِرِيَّ، فَصَافَحَنَا، فَمَا مَسَسْتُ خَزًّا وَلا حَرِيرًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّهِ، وَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ. قَالَ الثَّقَفِيُّ: فَقُلْنَا لِلتَّيْمِيِّ: صَافِحْنَا بِالْكَفِّ الَّتِي صَافَحْتَ بِهَا السَّمَرْقَنْدِيَّ، فَصَافَحَنَا، فَمَا مَسَسْتُ خَزًّا وَلا حَرِيرًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّهِ، وَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ. وَقَالَ خَطِيبُ مَرْدَا: فَقُلْنَا لِلثَّقَفِيِّ: صَافِحْنَا بِالْكَفِّ الَّتِي صَافَحْتَ بِهَا التَّيْمِيَّ، فَصَافَحَنَا، فَمَا مَسَسْتُ خَزًّا وَلا حَرِيرًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّهِ، وَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ. وَقَالَ كُلٌّ مِنَ ابْنِ الْعَجَمِيِّ وَالْبَعْلِيِّ: فَقُلْنَا لِخَطِيبِ مَرْدَا: صَافِحْنَا بِالْكَفِّ الَّتِي صَافَحْتَ بِهَا الثَّقَفِيَّ، فَصَافَحَنَا، فَمَا مَسَسْتُ خَزًّا وَلا حَرِيرًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّهِ، وَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ. وَقَالَ الشَّرَفُ الْحَرَّانِيُّ: فَقُلْنَا لِلْعِزِّ ابْنِ الْعَجَمِيِّ: صَافِحْنَا بِالْكَفِّ الَّتِي صَافَحَتْ خَطِيبَ مَرْدَا، فَصَافَحَنَا، فَمَا مَسَسْتُ خَزًّا وَلا حَرِيرًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّهِ، وَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ. وَقَالَ كُلٌّ مِنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْمُؤَذِّنِ وَالزَّيْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ وَأَبِي الْمَعَالِي إِنَّهُ قَالَ لِشَيْخِهِ: صَافِحْنَا بِالْكَفِّ الَّتِي صَافَحْتَ بِهَا شَيْخَكَ، فَصَافَحَهُ، فَمَا مَسَسْتُ خَزًّا وَلا حَرِيرًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّهِ، وَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ. وَقَالَ السَّخَاوِيُّ: وَقُلْتُ لِكُلٍّ مِنَ الثَّلاثَةِ: صَافِحْنَا بِالْكَفِّ الَّتِي صَافَحْتَ بِهَا شَيْخَكَ فُلانًا، فَصَافَحَنَا، فَمَا مَسَسْتُ خَزًّا وَلا حَرِيرًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّهِ، وَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ. وَقَالَ شَيْخُنَا الْمِسْمَعُ: قُلْتُ لِلسَّخَاوِيِّ: صَافِحْنَا بِالْكَفِّ الَّتِي صَافَحْتَ بِهَا مَشَايِخَكَ الثَّلاثَةَ، فَصَافَحَنَا، وَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ. وَقُلْتُ لِشَيْخِنَا الْمِسْمَعِ: صَافِحْنَا بِالْكَفِّ الَّتِي صَافَحْتَ بِهَا السَّخَاوِيَّ، فَصَافَحَنَا بِهَا، وَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ
الْمُسَلْسَلُ بِصِيغَةٍ أَنْشَدَنَا الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نِعَمِهِ وَأَنْشَدَنَا شَيْخُنَا الْمِسْمَعُ أَيْضًا، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَنْشَدَنَا شَيْخُنَا السَّخَاوِيُّ، سَمَاعًا مِنْ لَفْظِهِ، أَنْشَدَنَا الإِمَامُ أَبُو الْفَتْحِ الْمَرَاغِيُّ، أَنْشَدَنَا الإِمَامَانِ أَبُو طَاهِرٍ الْخُجَنْدِيُّ الْحَنَفِيُّ الْمَجْدُ الشِّيرَازِيُّ الشَّافِعِيُّ، قَالا: أَنْشَدَنَا الْحَافِظُ صَلاحُ الدِّينِ الْغَلابِيُّ. ح قَالَ السَّخَاوِيُّ: وَأَنْبَأَنِي عَالِيًا الزَّيْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْقَبَّانِيُّ، عَنِ الْغَلابِيِّ، قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ عَسَاكِرَ، غَيْرَ مَرَّةٍ، أَنْشَدَنَا عَمُّ أَبِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ النَّسَّابَةُ، أَنْشَدَنَا عَمُّ أَبِي الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الدِّمَشْقِيُّ، لِنَفْسِهِ:
وَاظِبْ عَلَى جَمْعِ الْحَدِيثِ وَكَتْبِهِ ... وَاجْهَدْ عَلَى تَصْحِيحِهِ فِي كُتْبِهِ
وَاسْمَعْهُ مِنْ أَرْبَابِهِ نَقْلا كَمَا ... سَمِعُوهُ مِنْ أَشْيَاخِهِمْ تَسْعَدْ بِهِ
وَاعْرِفْ ثِقَاتِ رُوَاتِهِ مِنْ غَيْرِهِمْ ... كَيْمَا تُمَيِّزَ صِدْقَهُ مِنْ كِذْبِهِ
فَهُوَ الْمُفَسِّرُ لِلْكِتَابِ وَإِنَّمَا ... نَطَقَ النَّبِيُّ لَنَا بِهِ عَنْ رَبِّهِ
فَتَفَهَّمِ الأَخْبَارَ تَعْرِفْ حِلَّهُ ... مِنْ حُرْمِهِ مَعَ فَرْضِهِ مِنْ نَدْبِهِ
وَهُوَ الْمُبَيِّنُ لِلْعِبَادِ بِشَرْحِهِ ... سِيَرَ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى مَعَ صَحْبِهِ
وَتَتَبَّعِ الْعَالِي الصَّحِيحَ فَإِنَّهُ ... قُرْبٌ إِلَى الرَّحْمَنِ تَحْظَ بِقُرْبِهِ
وَتَجَنَّبِ التَّصْحِيفَ فِيهِ فَرُبَّمَا ... أَدَّى إِلَى تَحْرِيفِهِ بَلْ قَلْبِهِ
وَاتْرُكْ مَقَالَةَ مَنْ لَحَاكَ بِجَمْعِهِ ... عَنْ كُتْبِهِ أَوْ بِدْعَةً فِي قَلْبِهِ
فَكَفَى الْمُحَدِّثَ رِفْعَةً أَنْ يُرْتَضَى ... وَيُعَدَّ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَحِزْبِهِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نِعَمِهِ(1/389)
(388) -[-10] وَقَرَأْتُ أَيْضًا عَلَى شَيْخِنَا الْمِسْمَعِ الْمُسَلْسَلَ بِتَعْيِينِ نِسْبَةِ الرَّاوِي وَنَحْوِهَا، أَخْبَرَنِي شَيْخُنَا التَّقِيُّ أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدٍ ذَاكَ الْجَيْشِيُّ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمُ الْحَافِظُ شَمْسُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ذَاكَ السَّخَاوِيُّ، سَمَاعًا مِنْ لَفْظِهِ بِمَكَّةَ الْمُشَرَّفَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَثمَانِ مِائَةٍ فَأَقَرَّ بِهِ، قَالَ: أنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ذَاكَ الْمَرَاغِيُّ، وَالْجَمَّالُ يُوسُفُ بْنُ مَنْصُورٍ ذَاكَ الصُّوفِيُّ الْمَقْدِسِيُّ، وَأُمُّ مُحَمَّدٍ ابْنَةُ عَلِيٍّ تِلْكَ ابْنَةُ الْهُورِينِيِّ، قَالَ الأَوَّلُ: أنا أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ذَاكَ الْخُجَنْدِيُّ، وَالْعَلامَةُ الْمَجْدُ أَبُو الطَّاهِرِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ذَاكَ الشِّيرَازِيُّ، وَقَالَ الثَّانِي: أنا الشَّمْسُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ذَاكَ الْقَلْقَشَنْدِيُّ، وَقَالَتِ الثَّالِثَةُ: أنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ ظَهِيرَةَ ذَاكَ الْقُرَشِيُّ الْمَكِّيُّ. ح قَالَ الْحَافِظُ السَّخَاوِيُّ: وَكَتَبَ إِلَيَّ يُعَلِّقُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ ذَاكَ الْقَبَّانِيُّ، قَالَ الْخَمْسَةُ: أنا الْحَافِظُ أَبُو سَعِيدِ بْنُ كَيْكَلْدِيٍّ ذَاكَ الْغَلابِيُّ، سَمَاعًا إِلا الأَضيمُ قَالَ: ثنا، وَقَالَ الثَّلاثَةُ أَيْضًا: أنا الْعَفِيفُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ذَاكَ النُّشَاوِرِيُّ. ح قَالَ السَّخَاوِيُّ أَيْضًا: وأنا الْمُحِبُّ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ذَاكَ الْفَاقُوسِيُّ، أنا المحيوِيُّ عَبْدُ الْوَهَّابِ ذَاكَ الْقَرَوِيُّ، حُضُورًا وَإِجَازَةً، قَالا وَالْغَلابِيُّ: أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ذَاكَ الطَّبَرِيُّ، قَالَ النُّشَاوِرِيُّ: إِذْنًا إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، وَقَالَ الآخَرَانِ: سَمَاعًا، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيٌّ ذَاكَ اللَّخْمِيُّ ابْنُ الْجُمَّيْزِيِّ، أنا الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ ذَاكَ السِّلَفِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ذَاكَ الصَّيْرَفِيُّ، أنا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْكَرِيمِ ذَاكَ الْمَحَامِلِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ذَاكَ ابْنُ شَاذَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ذَاكَ الدَّبَّاغُ، وَأَبُو الْحَسَنِ عُبَيْدُ اللَّهِ الْحَرِيرِيُّ ذَاكَ الْكُوفِيُّ، قَالا: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ ذَاكَ الدَّبَّاغُ، ثنا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ ذَاكَ الرُّؤَاسِيُّ، سُفْيَانُ ذَاكَ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ذَاكَ السُّلَمِيُّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ذَاكَ الْغَطَفَانِيُّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ذَاكَ الأَنْصَارِيُّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كُنَّا إِذَا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا، وَإِذَا هَبَطْنَا سَبَّحْنَا. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَهُوَ وَإِنْ لَمْ يُصَرَّحْ فِيهِ بِالرَّفْعِ فَحُكْمُهُ الرَّفْعُ مَعَ إِنَّهُ وَقَعَ لَنَا صَرِيحًا فِي الدُّعَاءِ لِلْمَحَامِلِيِّ مِنْ حَدِيثِ رَوْحٍ، ثنا أَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " كُنَّا نُسَافِرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا، وَإِذَا هَبَطْنَا سَبَّحْنَا ".وَهَكَذَا أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى مِنْ حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَشْعَثَ(1/390)
(389) -[-10] وَقَرَأْتُ عَلَى شَيْخِنَا الْمُسْنِدِ الْمُعَمَّرِ الْمُنَوَّهِ بِذِكْرِهِ الْمُسَلْسَلَ بِمَنْ زَادَ عَلَى السَّبْعِينَ فِي التَّارِيخِ وَالْمَكَانِ الْمَذْكُورَيْنِ كَانَ اللَّهُ لَهُ وَلَطَفَ بِهِ، أَخْبَرَكُمْ شَيْخُ الإِسْلامِ حَامِلُ لِوَاءِ سُنَّةِ سَيِّدِ الأَنَامِ شِهَابُ الدِّينِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَجَرٍ الْكِنَانِيُّ الْعَسْقَلانِيُّ الْقَاهِرِيُّ الشَّافِعِيُّ، مُكَاتَبَةً فِي شَهْرِ شَوَّالٍ سَنَةَ اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ وَثَمَانِ مِائَةٍ، وَمَوْلِدُهُ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ فَأَقَرَّ بِهِ، قَالَ: أنا الْمُسْنِدُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْقِبَابِيُّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ الْحَنَفِيِّ، قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْوَانِيِّ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَكِّيٍّ الْحَاسِبُ، أنا الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ السِّلَفِيُّ، أنا أَبُو صَادِقٍ مُرْشِدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْقَاسِمِ الْمَدِينِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَمْدَانِيُّ الْكَيْسَانِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي دَارِهِ بِمِصْرَ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ أَبُو الْخَلِيلِ الْمُرَجِّي، بِالْمَوْصِلِ، ثنا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى الْمَوْصِلِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ الْعَبْدِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، هُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ ".قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: وَأَنَا مِنْهُمْ، وَكَذَا قِيلَ لِكُلٍّ مِنْ أَبِي يَعْلَى وَنَصْرٍ: وَأَنْتَ مِنْهُمْ؟ فَقَالَ: وَأَنَا مِنْهُمْ، وَقَالَ السِّلَفِيُّ: وَأَنَا مِنْهُمْ وَأَكْبَرُ وَأَكْبَرُ وَأَكْبَرُ، وَقَالَ الْحَاسِبُ: وَأَنَا مِنْهُمْ، وَقَالَ الْوَانِيُّ: وَأَنَا مِنْهُمْ، وَقَالَ عَبْدُ الْقَادِرِ: وَأَنَا مِنْهُمْ، وَقَالَ الْقَبَّانِيُّ: وَأَنَا مِنْهُمْ، وَقَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ: وَأَنَا مِنْهُمْ، وَقَالَ شَيْخُنَا الْمِسْمَعُ: وَأَنَا مِنْهُمْ
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نِعَمِهِ(1/391)
(390) -[-10] وَقَرَأْتُ عَلَى شَيْخِنَا الْمُسْنِدِ الْمُعَمَّرِ الْمُشَارِ إِلَيْهِ الْمُسَلْسَلِ بِـ أَنِّي أُحِبُّكَ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمُ الْحَافِظُ شَمْسُ الدِّينِ السَّخَاوِيُّ، سَمَاعًا مِنْ لَفْظِهِ، بِمَكَّةَ الْمُشَرَّفَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَثَمَانِ مِائَةٍ فَأَقَرَّ بِهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الشَّيْخَانِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عَلِيٍّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِمَا مُفْتَرِقَيْنِ، قَالَ الأَوَّلُ: أنا الْمحيوِيُّ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَرَوِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا فِي الثَّانِيَةَ عَشَرَ وَإِجَازَةً، وَقَالَتِ الأُخْرَى: أنا الْعَفِيفُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ، سَمَاعًا كِلاهُمَا، عَنِ الرَّضِيِّ أَبِي أَحْمَدَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّبَرِيِّ، قَالَ الأَوَّلُ: سَمَاعًا، وَقَالَ الثَّانِي: مُشَافَهَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، أنا الْبَهَاءُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ الْفَقِيهُ، عُرِفَ بِابْنِ بِنْتِ الْجُمَّيْزِيِّ، أنا الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ أَبُو الْحُسَيْنِ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصَّيْرَفِيُّ، أنا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَحَامِلِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ الْبَزَّازُ، بِقِرَاءَةِ وَالِدِي عَلَيْهِ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَتَّابٍ. ح قَالَ السَّخَاوِيُّ: وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ ابْنُ الشَّرَفِ الأَزْهَرِيُّ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ الْبَعْلِيُّ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الأُرْمَوِيُّ الْقَرَافِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، إِذْنًا، قَالَ الأَوَّلُ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِرْبِلِيُّ، أنا الْكَاتِبَةُ فَخْرُ النِّسَاءِ شُهْدَةُ ابْنَةُ أَحْمَدَ الدِّينَوَرِيِّ، قَالَتْ: أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، وَقَالَ الثَّانِي: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّرَابُلُسِيُّ، أنا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ الْفَقِيهُ، أنا الشَّيْخَانِ أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خُشَيْشٍ، قَالَ أَوَّلُهُمَا هُوَ وَابْنُ يُوسُفَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحُرْفِيُّ، وَقَالَ ثَانِيهِمَا: أنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، قَالا: أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ النَّجَّادُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا الْقُرَشِيُّ، قَالا: ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَرْوِيُّ، زَادَ أَوَّلُهُمَا: إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ، ثنا أَبُو حَفْصٍ التَّفْلِيسِيُّ عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، ثنا أَبُو عَبْدَةَ الْحَكَمُ بْنُ عَبْدَةَ، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، أَخْبَرَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي أُحِبُّكَ، فَقُلِ: اللَّهُمَّ اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ ".قَالَ الصُّنَابِحِيُّ: وَقَالَ لِي مُعَاذٌ: إِنِّي أُحِبُّكَ فَقُلْ، وَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَ لِي الصُّنَابِحِيُّ: إِنِّي أُحِبُّكَ فَقُلْ، وَقَالَ عُقْبَةُ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِنِّي أُحِبُّكَ فَقُلْ، وَقَالَ حَيْوَةُ: قَالَ لِي عُقْبَةُ: إِنِّي أُحِبُّكَ فَقُلْ، وَقَالَ الْحَكَمُ: قَالَ لِي حَيْوَةُ: وَأَنْتَ تَعْلَمُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ فَقُلْ، وَقَالَ أَبُو حَفْصٍ: قَالَ لِي الْحَكَمُ: وَأَنَا أُحِبُّكَ فَقُلْ، وَقَالَ الْجَرْوِيُّ: قَالَ لِي أَبُو حَفْصٍ: وَأَنَا أُحِبُّكَ فَقُلْ، وَقَالَ كُلٌّ مِنَ ابْنِ عَتَّابٍ وَابْنِ أَبِي الدُّنْيَا: قَالَ لِي الْجَرْوِيُّ: وَأَنَا أُحِبُّكَ فَقُلْ، وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ شَاذَانَ: قَالَ لَنَا ابْنُ عَتَّابٍ: وَأَنَا أُحِبُّكُمْ فَقُولُوا، وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ: قَالَ ابْنُ شَاذَانَ: وَأَنَا أُحِبُّكُمْ فَقُولُوا، وَقَالَ الْمُبَارَكُ: قَالَ أَبُو الْفَتْحِ: وَأَنَا أُحِبُّكُمْ فَقُولُوا، وَقَالَ السِّلَفِيُّ: قَالَ لِي الْمُبَارَكُ: وَأَنَا أُحِبُّكَ فَقُلْ، وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ: قَالَ السِّلَفِيُّ: وَأَنَا أُحِبُّكُمْ فَقُولُوا، وَقَالَ الطَّبَرِيُّ: قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَأَنَا أُحِبُّكُمْ فَقُولُوا، وَقَالَ الْقَرَوِيُّ: قَالَ الطَّبَرِيُّ: وَأَنَا أُحِبُّكُمْ فَقُولُوا، وَقَالَ لَنَا الْقُرَشِيُّ: قَالَ الْقَرَوِيُّ: وَأَنَا أُحِبُّكُمْ فَقُولُوا. وَكَذَا قَالَتْ لَنَا مَرْيَمُ: قَالَ لَنَا الْعَفِيفُ الْمَكِّيُّ: وَأَنَا أُحِبُّكُمْ فَقُولُوا، وَقَالَ النَّجَّادُ فِي الطَّرِيقِ الثَّانِي: قَالَ لِي ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: وَأَنَا أُحِبُّكَ فَقُلْ، وَقَالَ كُلٌّ مِنَ الْحُرْفِيِّ وَأَبِي عَلِيِّ بْنِ شَاذَانَ: قَالَ لَنَا النَّجَّادُ: وَأَنَا أُحِبُّكُمْ فَقُولُوا، وَقَالَ كُلٌّ مِنَ ابْنِ يُوسُفَ وَابْنِ عَبْدِ السَّلامِ: قَالَ لَنَا الْحُرْفِيُّ: وَأَنَا أُحِبُّكُمْ فَقُولُوا، وَقَالَ أَبُو طَاهِرٍ: قَالَ لِي كُلٌّ مِنْ شَيْخَيَّ: وَأَنَا أُحِبُّكَ فَقُلْ، وَقَالَتْ شُهْدَةُ: قَالَ لِي ابْنُ يُوسُفَ: وَأَنَا أُحِبُّكِ فَقُولِي، وَقَالَ الطَّرَابُلُسِيُّ: قَالَ لِي أَبُو طَاهِرٍ: وَأَنَا أُحِبُّكَ فَقُلْ، وَقَالَ الإِرْبِلِيُّ: قَالَتْ لَنَا شُهْدَةُ: وَأَنَا أُحِبُّكُمْ فَقُولُوا، وَقَالَ الأُرْمَوِيُّ: قَالَ لَنَا الإِرْبِلِيُّ: وَأَنَا أُحِبُّكُمْ فَقُولُوا، وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ: قَالَ لَنَا الطَّرَابُلُسِيُّ: وَأَنَا أُحِبُّكُمْ فَقُولُوا، وَقَالَ لَنَا أَحْمَدُ الأَزْهَرِيُّ: قَالَ لَنَا شَيْخُنَا: وَأَنَا أُحِبُّكُمْ فَقُولُوا، قَالَ السَّخَاوِيُّ: وَكَذَا قَالَ لِي كُلٌّ مِنَ الْقُرَشِيِّ وَمَرْيَمَ وَالأَزْهَرِيِّ: وَقَالَ شَيْخُنَا الْمِسْمَعُ: قَالَ لَنَا شَيْخُنَا السَّخَاوِيُّ: وَأَنَا أُحِبُّكُمْ فَقُولُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نِعَمِهِ(1/392)
الْمُسَلْسَلُ بِقَوْلِ: مَا كَذَبْتُ (391) -[-10] وَقَرَأْتُ عَلَى شَيْخِنَا الْمُسْنِدِ الْمُعَمَّرِ التَّقِيِّ أَبِي بَكْرٍ الْحَبَشِيِّ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمُ الْحَافِظُ شَمْسُ الدِّينِ السَّخَاوِيُّ، سَمَاعًا مِنْ لَفْظِهِ بِمَكَّةَ الْمُشَرَّفَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَثَمَانِ مِائَةٍ فَأَقَرَّ بِهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الإِمَامُ الْبُرْهَانُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الزَّمْزَمِيُّ، وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عَلِيٍّ، قَالَتْ: أنا الْمُحِبُّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الرَّضِيِّ الطَّبَرِيُّ، سَمَاعًا، وَالْعَفِيفُ النُّشَاوِرِيُّ، إِذْنًا إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، قَالَ الْمُحِبُّ: أنا الْعَفِيفُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَسْعَدَ الْيَافِعِيُّ، قَالَ هُوَ وَالنُّشَاوِرِيُّ: أنا الرَّضِيُّ إِبْرَاهِيمُ الطَّبَرِيُّ، قَالَ النُّشَاوِرِيُّ: إِذْنًا إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، وَقَالَ الآخَرُ: سَمَاعًا، أنا الْمُحِبُّ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ، أنا التَّقِيُّ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الطَّبَرِيُّ، أنا التَّقِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْيَمَانِيُّ، أنا الْحَافِظُ أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ الْمَقْدِسِيُّ. ح وَقَالَ الأَوَّلُ وَهُوَ أَعْلَى: أنا الْمَجْدُ أَبُو الطَّاهِرِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشِّيرَازِيُّ. ح قَالَ السَّخَاوِيُّ: وَأَنْبَأَنِي بِعُلُوٍّ أَبُو هُرَيْرَةَ الْقَبَّانِيُّ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ الْفَارِقِيِّ، قَالَ الأَوَّلُ: سَمَاعًا، أنا الإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْحُسَيْنِيُّ، ثنا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ هُوَ وَابْنُ الْفَضْلِ: أنا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعُثْمَانِيُّ الدِّيبَاجِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الشَّرَفِ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ هُوَ ابْنُ الضَّرَّابِ، ثنا وَالِدِي، ثنا سَلْمٌ هُوَ ابْنُ قُتَيْبَةَ بْنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ سَهْلٍ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ، قَالا: ثنا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، ثنا أَيُّوبُ هُوَ السَّخْتِيَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " اخْتَصَمَتِ النَّارُ وَالْجَنَّةُ، فَقَالَتِ النَّارُ: يَدْخُلُنِي الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ، وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: يَدْخُلُنِي ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسُقَاطُهُمْ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَقَالَ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَنْشَأَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْجَنَّةِ مَنْ شَاءَ ".وَذَكَرَ النَّارَ فَقَالَ: " يُلْقَوْنَ فِي النَّارِ وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ، حَتَّى يَضَعَ فِيهَا قَدَمَهُ فَيَزْوِي بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ وَتَقُولُ: قَطْ قَطْ ".وَبِهِ قَالَ أَيُّوبُ: لَمَّا ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ يُكَذِّبُ بِهِ نَاسٌ، وَقَدْ سَمِعَهُ مِنْ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعَهُ مُحَمَّدٌ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَسَمِعَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا كَذَبَ أَيُّوبُ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَلا كَذَبَ مُحَمَّدٌ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلا كَذَبَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ الطُّفَاوِيُّ: وَلا كَذَبْتُ أَنَا عَلَى أَيُّوبَ، قَالَ الصَّلْتُ: وَلا كَذَبْتُ أَنَا عَلَى الطُّفَاوِيِّ، قَالَ كُلٌّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى: وَلا كَذَبْتُ أَنَا عَلَى الصَّلْتِ، قَالَ أَبُو قُتَيْبَةَ: وَلا كَذَبْتُ أَنَا عَلَى كُلٍّ مِنْ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ، قَالَ الْحَسَنُ: وَلا كَذَبْتُ أَنَا عَلَى أَبِي قُتَيْبَةَ، قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَلا كَذَبْتُ أَنَا عَلَى أَبِي، قَالَ ابْنُ الشَّرَفِ: وَلا كَذَبْتُ أَنَا عَلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ الدِّيبَاجِيُّ: وَلا كَذَبْتُ أَنَا عَلَى ابْنِ الشَّرَفِ، قَالَ كُلٌّ مِنَ ابْنِ الْفَضْلِ وَجَعْفَرٍ: وَلا كَذَبْتُ أَنَا عَلَى الدِّيبَاجِيِّ، وَقَالَ الْحُسَيْنِيُّ: وَلا كَذَبْتُ أَنَا عَلَى جَعْفَرٍ، وَقَالَ الْفَارِقِيُّ: وَلا كَذَبْتُ أَنَا عَلَى الْحُسَيْنِيِّ، وَقَالَ الشِّيرَازِيُّ وَالْقِبَابِيُّ: وَلا كَذَبْنَا عَلَى الْفَارِقِيِّ، وَقَالَ الزَّمْزَمِيُّ: وَلا كَذَبْتُ أَنَا عَلَى الشِّيرَازِيِّ، وَقَالَ الْيَمَانِيُّ: وَلا كَذَبْتُ أَنَا عَلَى ابْنِ الْمُفَضَّلِ، وَقَالَ التَّقِيُّ الطَّبَرِيُّ: وَلا كَذَبْتُ أَنَا عَلَى الْيَمَانِيِّ، وَقَالَ الْمُحِبُّ الطَّبَرِيُّ: وَلا كَذَبْتُ أَنَا عَلَى التَّقِيِّ، وَقَالَ الرَّضِيُّ: وَلا كَذَبْتُ أَنَا عَلَى الْمُحِبِّ، وَقَالَ كُلٌّ مِنَ الْعَفِيفَيْنِ: وَلا كَذَبْتُ عَلَى الرَّضِيِّ، وَقَالَ الْمُحِبُّ: وَلا كَذَبْتُ أَنَا عَلَى الْيَافِعِيِّ، وَقَالَتْ مَرْيَمُ: وَلا كَذَبْتُ أَنَا عَلَى الْمُحِبِّ، وَقَالَ السَّخَاوِيُّ: وَلا كَذَبْتُ أَنَا عَلَى كُلٍّ مِنَ الزَّمْزَمِيِّ وَمَرْيَمَ وَالْقِبَابِيِّ، وَقَالَ لَنَا شَيْخُنَا الْمِسْمَعُ: وَلا كَذَبْتُ أَنَا عَلَى السَّخَاوِيِّ(1/393)
الْمُسَلْسَلُ بِالْمُشَابَكَةِ (392) -[-10] وَقَرَأْتُ عَلَى شَيْخِنَا الْمُسْنِدِ الْمُعَمَّرِ أَبِي بَكْرٍ الْجَيْشِيِّ، وَشَبَّكَ بِيَدَيَّ، قَالَ: انا شَيْخُنَا السَّخَاوِيُّ، سَمَاعًا مِنْ لَفْظِهِ بِمَكَّةَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَثَمَانِ مِائَةٍ، وَشَبَّكَ بِيَدَيَّ، قَالَ: أنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُؤَذِّنُ، بِصَالِحِيَّةِ دِمَشْقَ، وَالزَّيْنُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ صَدَقَةَ الْحَرَّانِيُّ، وَأَبُو الْمَعَالِي بْنُ أَحْمَدَ الذَّهَبِيُّ بِالْقَاهِرَةِ، وَشَبَّكَ كُلٌّ مِنْهُمْ بِيَدَيَّ، قَالَ الأَوَّلُ: أنا الْكَمَالُ بْنُ النَّحَّاسِ، وَشَبَّكَ بِيَدَيَّ، وَقَالَ الثَّالِثُ: أنا أَبُو هُرَيْرَةَ ابْنُ الذَّهَبِيِّ، وَشَبَّكَ بِيَدَيَّ، قَالا: أنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْبَعْلِيُّ، وَشَبَّكَ بِيَدَيَّ، وَقَالَ الثَّانِي: أنا جَدِّي الشَّرَفُ أَبُو بَكْرٍ الْحَرَّانِيُّ، وَشَبَّكَ بِيَدَيَّ، أنا الْعِزُّ أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ الْعَجَمِيِّ، وَشَبَّكَ بِيَدَيَّ، قَالا: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ خَطِيبُ مَرْدَا، وَشَبَّكَ بِيَدَيَّ. ح قَالَ السَّخَاوِيُّ: وَأَنْبَأَنِي عَالِيًا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي الْفَرَجِ الثَّقَفِيِّ، قَالَ الأَوَّلُ: سَمَاعًا، وَشَبَّكَ بِيَدَيَّ، أنا جَدِّي لأُمِّي الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ التَّيْمِيُّ، وَشَبَّكَ بِيَدَيَّ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، وَشَبَّكَ بِيَدَيَّ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعْتَزِّ الْمُسْتَغْفِرِيُّ، وَشَبَّكَ بِيَدَيَّ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَكِّيُّ، وَشَبَّكَ بِيَدَيَّ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ، وَشَبَّكَ بِيَدَيَّ، ثنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ بَكْرٍ الصَّنْعَانِيُّ، وَشَبَّكَ بِيَدَيَّ، قَالَ: شَبَّكَ بِيَدَيَّ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيٌّ شَبَّكَ بِيَدَيَّ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: شَبَّكَ بِيَدَيَّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: شَبَّكَ بِيَدَيَّ صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: شَبَّكَ بِيَدَيَّ أَيُّوبُ بْنُ خَالِدٍ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: شَبَّكَ بِيَدَيَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَافِعٍ، قَالَ: شَبَّكَ بِيَدَيَّ أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: شَبَّكَ بِيَدَيَّ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " خَلَقَ اللَّهُ الأَرْضَ يَوْمَ السَّبْتِ، وَالْجِبَالَ يَوْمَ الأَحَدِ، وَالشَّجَرَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَالْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ، وَالنُّورَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ، وَالدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَآدَمَ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْجُمُعَةِ "(1/394)
الْمُسَلْسَلُ بِوَضْعِ الْيَدِ عَلَى الرَّأْسِ (393) -[-10] أَخْبَرَنِي شَيْخُنَا الْمُعَمَّرُ التَّقِيُّ الْجَيْشِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أنا السَّخَاوِيُّ، سَمَاعًا مِنْ لَفْظِهِ بِمَكَّةَ، قَالَ: أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، وَقَالَتِ الأُخْرَى: أنا عَبْدُ اللَّهِ النُّشَاوِرِيُّ، بِمَكَّةَ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ الطَّبَرِيِّ، أنا الْبَهَاءُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ الْفَقِيهُ، قَالَ: أنا الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصَّيْرَفِيُّ، أنا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَحَامِلِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ الْبَزَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، عَنْ قُرَّةَ بْنِ سَعِيدٍ الزُّهْرِيِّ، ثنا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ يَحْيَى، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُنْجِيهِ عَمَلُهُ مِنَ النَّارِ وَلا يُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ إِلا بِرَحْمَةِ اللَّهِ عز وجل: وَلا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: وَلا أَنَا، إِلا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ وَفَضْلٍ ".وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ. وَوَضَعَ أَبُو غَسَّانَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَوَضَعَ ابْنُ قُرَّةَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَوَضَعَ ابْنُ شَاذَانَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَوَضَعَ الْمَحَامِلِيُّ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَوَضَعَ أَبُو الْحُسَيْنِ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَوَضَعَ السِّلَفِيُّ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَوَضَعَ الْبَهَاءُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَوَضَعَ الطَّبَرِيُّ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَوَضَعَ كُلٌّ مِنَ الْقَرَوِيِّ وَالنُّشَاوِرِيِّ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، قَالَ السَّخَاوِيُّ: وَوَضَعَ كُلٌّ مِنْ شَيْخَيْنَا يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، قَالَ شَيْخُنَا الْمِسْمَعُ: وَوَضَعَ السَّخَاوِيُّ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَوَضَعَ شَيْخُنَا الْمِسْمَعُ لَطَفَ اللَّهُ بِهِ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ(1/395)
الْمُسَلْسَلُ بِوَضْعِ الْيَدِ عَلَى الْعَيْنِ وَالأُذُنِ (394) -[-10] وَأَخْبَرَنِي شَيْخُنَا الْمُسْنِدُ الْمُعَمَّرُ تَقِيُّ الدِّينِ أَبُو بَكْرٍ الْجَيْشِيُّ الْحَلَبِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِمَنْزِلِهِ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَيْنِهِ وَأُذُنِهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْخُنَا الشَّمْسُ السَّخَاوِيُّ، سَمَاعًا مِنْ لَفْظِهِ بِمَكَّةَ الْمُشَرَّفَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَثَمَانِ مِائَةٍ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَيْنِهِ وَأُذُنِهِ، أَخْبَرَنِي أُسْتَاذِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَيْنِهِ وَأُذُنِهِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَكْرِيُّ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَيْنِهِ وَأُذُنِهِ، أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّبَيْرِيُّ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَيْنِهِ وَأُذُنِهِ، أنا عَبْدُ الْهَادِي بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْقَيْسِيُّ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَيْنِهِ وَأُذُنِهِ، أنا عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ الْحَافِظُ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَيْنِهِ وَأُذُنِهِ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَحْيَى الْعُثْمَانِيُّ، وَالْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ، وَوَضَعَ كُلٌّ مِنْهُمَا يَدَهُ عَلَى عَيْنِهِ وَأُذُنِهِ، قَالَ الأَوَّلُ: أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُشْرِفِ بْنِ الْمُسْلِمِ الأَنْمَاطِيُّ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَيْنِهِ وَأُذُنِهِ، وَقَالَ الثَّانِي: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَغْدَادِيُّ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَيْنِهِ وَأُذُنِهِ، قَالا: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الضَّرَّابُ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَيْنِهِ وَأُذُنِهِ، قَالَ: ثنا أَبِي، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَيْنِهِ وَأُذُنِهِ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ يَحْيَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَيْنِهِ وَأُذُنِهِ، ثنا مِقْدَامُ بْنُ دَاوُدَ، وَوَضَعَ إِبْهَامَهُ عَلَى عَيْنِهِ وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى أُذُنِهِ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَيْنِهِ وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى أُذُنِهِ، ثنا اللَّيْثُ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَيْنِهِ وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى أُذُنِهِ، ثنا نَافِعٌ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَيْنِهِ وَأُذُنِهِ، ثنا ابْنُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَيْنِهِ وَأُذُنِهِ، ثنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَيْنِهِ وَأُذُنِهِ، قَالَ: " إِذَا كَانَ فِي الْيَوْمِ الْحَارِّ الشَّدِيدِ حَرُّهُ أَلْقَى اللَّهُ عز وجل سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ، فَيَقُولُ الْقَائِلُ مِنْهُمْ: مَا أَشَدَّ حَرَّ هَذَا الْيَوْمِ، اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ، فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجل: يَا مَلائِكَتِي، اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ أَجَرْتُ عَبْدِي مِمَّا اسْتَجَارَنِي. وَإِذَا كَانَ فِي الْيَوْمِ الْبَارِدِ الشَّدِيدِ بَرْدُهُ أَلْقَى اللَّهُ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ، فَيَقُولُ الْقَائِلُ مِنْهُمْ: مَا أَشَدَّ بَرْدَ هَذَا الْيَوْمِ، اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ زَمْهَرِيرِ جَهَنَّمَ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: يَا مَلائِكَتِي، اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ أَجَرْتُ عَبْدِي مِمَّا اسْتَجَارَنِي "(1/396)
الْمُسَلْسَلُ بِالْوِتْرِ بِثَلاثٍ (395) -[-10] وَقَرَأْتُ عَلَى شَيْخِنَا الْمُسْنِدِ الْمُعَمَّرِ تَقِيِّ الدِّينِ أَبِي بَكْرٍ الْجَيْشِيِّ الْحَلَبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مِنْ لَفْظِ شَيْخِنَا الشَّمْسِ السَّخَاوِيِّ الْقَاهِرِيِّ، بِمَكَّةَ الْمُشَرَّفَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَثَمَانِ مِائَةٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الإِمَامِ التَّقِيِّ أَحْمَدَ بْنِ الْكَمَالِ السَّكَنْدَرِيِّ، وَغَيْرِهِ مُفْتَرِقِينَ، عَنِ الشَّرَفِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّكَنْدَرِيِّ، سَمَاعًا، وَعَلَى أُمِّ الْفَضْلِ ابْنَةِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْبَعْلِيِّ، سَمَاعًا، قَالا: أنا النَّجْمُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدٌ، وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ فَاطِمَةُ، بَنُو مُحَمَّدٍ الْبَكْرِيُّ. ح قَالَ السَّخَاوِيُّ: وَأَنْبَأَنِي عَالِيًا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْخَلِيلُ، عَنْ أَبِي الْفَتْحِ الْمَيْدُومِيِّ، كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي عِيسَى بْنِ عَلاقٍ، سَمَاعًا، أنا أَبُو طَاهِرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ صَالِحِ بْنِ يَاسِينَ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ، قَالَ: أَجَازَ لِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ سَعْدٍ الأَنْصَارِيُّ، مُشَافَهَةً بِمِصْرَ، وأنا عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ عَبْدِ الْوَلِيِّ الأَنْصَارِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ سَعْدٍ الْقَيْسِيُّ، ثنا أَبُو الْفَرَجِ الْحَسَنُ بْنُ الْقَاسِمِ الصَّدَفِيُّ، ثنا فَضْلُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَعَافِرِيُّ، ثنا أَبُو مُسَافِرٍ، ثنا أَبُو يُونُسَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، بِالْمَدِينَةِ، ثنا مُصْعَبٌ، قَالَ: تَقَدَّمَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ يَصِلُ الصُّفُوفَ فَإِذَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضُمَيْرَةَ، فَقَالَ لَهُ مَالِكٌ: حَدِّثْنِي حَدِيثَ أَبِيكَ، عَنْ جَدِّكَ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي وِتْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: نَعَمْ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بِثَلاثٍ، يَقْرَأُ فِي الأُولَى بِالْحَمْدِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَفِي الثَّانِيَةِ بِالْحَمْدِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَفِي الثَّالِثَةِ بِالْحَمْدِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهِ أُحُدٌ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ".فَقَالَ مَالِكٌ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَافَى وِتْرِي وِتْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبُو مُصْعَبٍ: فَمَا تَرَكْتُ ذَلِكَ فِي وِتْرِي مُنْذُ سَمِعْتُهُ مِنْ مَالِكٍ، وَقَالَ أَبُو يُونُسَ: مَا تَرَكْتُ ذَلِكَ فِي وِتْرِي مُنْذُ سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي مُصْعَبٍ، وَقَالَ أَبُو مُسَافِرٍ: مَا تَرَكْتُ ذَلِكَ فِي وِتْرِي مُنْذُ سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي يُونُسَ، وَقَالَ فَضْلٌ: مَا تَرَكْتُ ذَلِكَ فِي وِتْرِي مُنْذُ سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي مُسَافِرٍ، وَقَالَ أَبُو الْفَرَجِ: مَا تَرَكْتُ ذَلِكَ فِي وِتْرِي مُنْذُ سَمِعْتُهُ مِنْ فَضْلٍ، وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: مَا تَرَكْتُ ذَلِكَ فِي وِتْرِي مُنْذُ سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي الْفَرَجِ، وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْوَلِيدِ: مَا تَرَكْتُ ذَلِكَ فِي وِتْرِي مُنْذُ سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي عُمَرَ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ: مَا تَرَكْتُ ذَلِكَ فِي وِتْرِي مُنْذُ سَمِعْتُهُ مِنَ ابْنِ الْوَلِيدِ، وَقَالَ الرَّازِيُّ: مَا تَرَكْتُ ذَلِكَ فِي وِتْرِي مُنْذُ سَمِعْتُهُ مِنَ ابْنِ الْفَرَجِ، وَقَالَ ابْنُ يَاسِينَ: مَا تَرَكْتُ ذَلِكَ فِي وِتْرِي مُنْذُ سَمِعْتُهُ مِنَ الرَّازِيِّ، وَقَالَ ابْنُ عَلاقٍ: مَا تَرَكْتُ ذَلِكَ فِي وِتْرِي مُنْذُ سَمِعْتُهُ مِنَ ابْنِ يَاسِينَ، وَكَذَا قَالَ الأَرْبَعَةُ أَوْ جُلُّهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ: مَا تَرَكْتُ ذَلِكَ فِي وِتْرِنَا مُنْذُ سَمِعْنَاهُ مِنَ ابْنِ عَلاقٍ، وَكَذَا قَالَ السَّكَنْدَرِيُّ وَالْبَعْلِيُّ إِنَّهُمَا فَعَلا ذَلِكَ بَعْدَ سَمَاعِهِمَا لَهُ مِنَ الثَّلاثَةِ، وَقَالَ السَّخَاوِيُّ: وَقَالَ لَنَا شُيُوخُنَا الرِّجَالُ إِنَّهُمَا فَعَلاهُ بَعْدَ سَمَاعِهِ مِنْ شَيْخِهِمَا السَّكَنْدَرِيِّ، قَالَ السَّخَاوِيُّ: وَأَقُولُ إِنِّي فَعَلْتُهُ بَعْدَ سَمَاعِهِ مِنْ شُيُوخِنَا غَيْرَ أَنِّي مُلازِمٌ لِلْمُعْتَمِدِ لِضَعْفِ هَذَا وَعَدَمِ ثُبُوتِهِ، وَقَالَ لَنَا شَيْخُنَا الْمِسْمَعُ لَطَفَ اللَّهُ بِهِ: وَأَنَا فَعَلْتُهُ بَعْدَ سَمَاعِهِ مِنْ شَيْخِنَا(1/397)
الْمُسَلْسَلُ بِصِيغَةِ سَمِعْتُ (396) -[-10] وَسَمِعْتُ شَيْخَنَا الْمُسْنِدَ الْمُعَمَّرَ تَقِيَّ الدِّينِ الْجَيْشِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ شَيْخَنَا الشَّمْسَ السَّخَاوِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ شَيْخَنَا أَبَا الْفَضْلِ بْنَ عَلِيٍّ الْحَافِظَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُكَّرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ الزُّبَيْرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْفَتْحِ الْقَيْسِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ بْنَ الْمُفَضَّلِ الْحَافِظَ، يَقُولُ. ح قَالَ السَّخَاوِيُّ: وَأَخْبَرَتْنِي بِعُلُوٍّ آمِنَةُ ابْنَةُ نَصْرِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ الْعِزِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ سُلَيْمَانَ بْنَ حَمْزَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ جَعْفَرَ بْنَ عَلِيٍّ، قَالَ هُوَ وَأَبُو الْفَضْلِ: سَمِعْتُ أَبَا طَاهِرٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيَّ الْحَافِظَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَسَنَ بْنَ أَحْمَدَ الأَصْبَهَانِيَّ الْمُقْرِئَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعْدٍ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَلِيٍّ الرَّازِيَّ الْحَافِظَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مَكِّيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبَ، بِدِمَشْقَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحُسَيْنَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْفَرَائِضِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ الْمُعَافَى، يَقُولُ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَيُّوبَ بْنِ مَيْسَرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ بُسْرَ بْنَ أَرْطَاةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " اللَّهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتَنَا فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، وَأَجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الآخِرَةِ "(1/398)
الْحَدِيثُ الْمُسَلْسَلُ بِالآخِرِيَّةِ (397) -[-10] أَخْبَرَنَا شَيْخُنَا الْمُسْنِدُ الْمُعَمَّرُ تَقِيُّ الدِّينِ أَبُو بَكْرٍ الْجَيْشِيُّ الْحَلَبِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، وَهُوَ آخِرُ مُسَلْسَلٍ قَرَأْتُهُ عَلَيْهِ بَلْ آخِرُ حَدِيثٍ قَرَأْتُهُ عَلَيْهِ مُطْلَقًا، قَالَ: أَخْبَرَنِي بِهِ شَيْخُنَا الشَّمْسُ مُحَمَّدٌ السَّخَاوِيُّ، سَمَاعًا مِنْ لَفْظِهِ وَأَنَا آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْجَيْشِيِّ، أنا بِهِ الإِمَامَانِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَطِيبُ، وَأَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصُّوفِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِمَا مُفْتَرِقَيْنِ، وَأَنَا آخِرُ النَّاسِ قِرَاءَةً عَلَيْهِمَا قَبْلَ مَوْتِهِمَا. ح قَالَ شَيْخُنَا التَّقِيُّ الْجَيْشِيُّ: وَأَخْبَرَنِي بِعُلُوِّ دَرَجَةٍ شَيْخُ الإِسْلامِ حَامِلُ لِوَاءِ سُنَّةِ سَيِّدِ الأَنَامِ شِهَابُ الدِّينِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَجَرٍ الْكِنَانِيُّ الْعَسْقَلانِيُّ الْقَاهِرِيُّ الشَّافِعِيُّ، وَأَنَا آخِرُ مَنْ يَرْوِي عَنْهُ بِالإِجَازَةِ بِحَلَبَ، ........ ابْن عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ سَعْدِ بْنِ كُلَيْفٍ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ بِالسَّمَاعِ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَيَانٍ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّفَّارُ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ بْنِ يَزِيدَ الْعَبْدِيُّ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ بِجُزْئِهِ الشَّهِيرِ، حَدَّثَنَا عِمَادُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ قُوَيْدٍ الْحَنَفِيِّ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ ـ وَالصَّلْتُ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ ـ: سَمِعْتُ خَلِيلِي يَقُولُ: " لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لا تَنْطَحَ ذَاتُ قَرْنٍ جَمَّاءَ "
هَذَا آخِرُ مُسَلْسَلٍ قَرَأْتُهُ عَلَى شَيْخِنَا الْمِسْمَعِ، صَحَّ ذَلِكَ وَثَبَتَ بِمَنْزِلِهِ الْمُلاصِقِ لِدَارِ الْقُرْآنِ الْعَشَائِرِيَّةِ الْمَعْرُوفَةِ الآنَ بِزَاوِيَةِ الْمِسْمَعِ بِجِوَارِ الْجَامِعِ الْكَبِيرِ الأُمَوِيِّ بِحَلَبَ الْمَحْرُوسَةِ فِي يَوْمِ الْخَمِيسِ 27 رَبِيعٍ الثَّانِي سَنَةَ 930، وَعِدَّةُ الْمُسَلْسَلاتِ الْمَقْرُوءَةِ فِي الْيَوْمِ الْمَذْكُورِ عَشَرَةٌ، أَوَّلُهَا الْمُسَلْسَلُ بِتَعْيِينِ نِسْبَةِ الرَّاوِي وَآخِرُهَا الْمُسَلْسَلُ بِالآخِرِيَّةِ. قَالَ ذَلِكَ وَكَتَبَهُ الْعَبْدُ الْفَقِيرُ خُوَيْدِمُ أَهْلِ الأَثَرِ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيُّ الشَّمَّاعُ الشَّافِعِيُّ حَامِدًا مُصَلِّيًا مُسَلِّمًا.(1/399)