الكتاب : من أحاديث أبي الحسين الكلابي - مخطوط
المتوفى : 396 هـ
جزء فيه من أحاديث أبى الحسين عبد الوهاب بن الحسن الكلابي
رواية أبي العباس أحمد بن محمد بن يوسف بن مردة ، عنه
رواية أبى على الحسن بن أحمد بن الحسن المقرىء الحداد ، عنه
رواية أبى جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني ، حضورا عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم
1- أخبرنا الشيخ أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر بن أبي الفتح الصيدلاني ، بقراءتي عليه ، في شهر جمادى الأولى من سنة تسع وتسعين وخمس مائة ، قلت له : أخبركم أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن المقرئ الحداد ، في ربيع الأول سنة ثمانين وخمس مائة ، وأنت حاضر ، قال : أنبا أبو العباس أحمد بن محمد بن يوسف بن مردة ، أنبا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي ، ثنا أبو العباس عبد الله بن عتاب بن أحمد بن كثير الخزاعي ، ثنا أبو موسى عيسى بن حماد ، أنبا الليث بن سعد ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أخيه عباد بن أبي سعيد ، أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه ، يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " اللهم إني أعوذ بك من الأربع : من علم لا ينفع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن نفس لا تشبع ، ومن دعاء لا يسمع "
مدرج إلى الليث(1/1)
2- أخبرنا الليث بن سعد ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن عطاء ، يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا وهم يسيرون فدعاهم ، فقال لكل رجل منهم : ما معك من القرآن يا فلان ؟ فيقول : كذا وكذا ، حتى أتى على رجل منهم فقال : ما معك من القرآن يا فلان ؟ فقال : معي كذا وكذا وسورة البقرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " معك سورة البقرة ؟ " قال : نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اذهب فأنت أمير عليهم " فقال رجل وهو من أشرافهم : إني لم يمنعني أن أتعلم القرآن إلا خشية أن أرقد ولا أقوم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تعلموا القرآن واقرءوه وارقدوا به فإن مثل من تعلم القرآن ، فقرأه وقام به كمثل الجراب محشو مسكا يفوح ريحه كل مكان ، من تعلمه ورقد به وهو في جوفه كمثل الجراب أوكي على مسك "
3- أخبرنا الليث ، عن سعيد ، عن نافع بن جبير ، قال : خرج على أصحابه وهو بالجحفة وهم جلوس ينتظرونه ، فلما خرج عليهم فجلس معهم قال : " أبشروا ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وتشهدون أني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتشهدون أن هذا القرآن من عند الله ؟ " قالوا : بلى نشهد على هذا قال : " أبشروا فإن هذا القرآن سبب من عند الله طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تهلكوا بعده أبدا "(1/2)
4- أخبرنا الليث ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر ، أنه سمع أنس بن مالك ، يقول : " بينا نحن جلوس دخل رجل على جمل وأناخه في المسجد ، ثم عقله ، ثم قال لهم : أيكم محمد ؟ ورسول الله صلى الله عليه وسلم متكئ بين ظهرانيهم قال : فقلنا : هذا الرجل الأبيض المتكئ ، فقال له الرجل : يا ابن عبد المطلب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قد أجبتك " فقال له الرجل : يا محمد إني سائلك فمتشدد عليك في المسألة فلا تجد علي في نفسك ، فقال : " سل ما بدا لك " ، فقال : أنشدك الله بربك ورب من قبلك آلله أرسلك إلى الناس كلهم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم نعم " ، قال : أنشدك الله آلله أمرك أن تصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم نعم " ، قال : أنشدك الله آلله أمرك أن تصوم هذا الشهر من السنة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم نعم " ، قال : فأنشدك الله آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم نعم " ، قال الرجل : آمنت بما جئت به ، وأنا رسول ممن ورائي من قومي ، وأنا ضمام بن ثعلبة ، أخي بني سعد بن بكر "
5- حدثنا الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن سعد بن سنان ، عن أنس بن مالك ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " إذا أراد الله بعبد خيرا عجل له العقوبة في الدنيا ، وإذا أراد الله بعبده شرا أمسك ذنبه حتى يوافيه يوم القيامة "(1/3)
6- أخبرنا الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخطاب ، عن أبي سعيد الخدري ، أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك خطب الناس وهو على مضيف ظهره إلى نخلة ، فقال : " ألا أخبركم بخير الناس ، وشر الناس ؟ إن من خير الناس رجل عمل في سبيل الله على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره أو على قدميه حتى يأتيه الموت على ذلك ، ومن شر الناس رجل فاجر جرئ يقرأ كتاب الله لا يرعوي إلى شيء منه "
7- أخبرنا الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن سعد بن سنان ، عن أنس بن مالك ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " تقبلوا لي بست أتقبل لكم الجنة " قالوا : وما هن ؟ قال : " إذا حدث أحدكم فلا يكذب ، وإذا وعد فلا يخلف ، وإذا ائتمن فلا يخن ، وغضوا أبصاركم ، وكفوا أيديكم ، واحفظوا فروجكم "
8- أخبرنا الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن الحكم بن عبد الله بن قيس ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، زعم سعد بن أبي وقاص ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من قال حين يسمع المؤذن : وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا ، وبالإسلام دينا ، غفر الله ذنبه "
9- أخبرنا الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عبد الله بن أبي سلمة ، ونافع بن جبير بن مطعم ، عن معاذ بن عبد الرحمن التيمي ، عن حمران ، مولى عثمان ، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه ، أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " من توضأ فأسبغ الوضوء ، ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة ، فصلى مع الإمام غفر له ذنبه "
10- أخبرنا الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن سعد بن سنان ، عن أنس بن مالك ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " يكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ، ويمسي كافرا ويصبح مؤمنا ، ويبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا "(1/4)
11- أخبرنا الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عمر بن الأشج ، أن عمر بن الخطاب رضوان الله عليه ، قال : " سيأتي أناس يجادلونكم بشبهات القرآن فخذوهم بالسنن ، فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله عز وجل "
إلى هنا عن الليث
12- أخبرنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد ، ثنا أبو نصر ، ثنا أبو زرعة ، ثنا محمد بن المبارك ، ثنا الوليد بن مسلم ، عن يزيد بن أبي مريم ، عن أبي إدريس الخولاني ، قال : جلست خلف معاذ وهو يصلي ، فلما انصرف من الصلاة ، قلت : إني لأحبك في الله قال ؟ فأدناني منه قال : إنك لتحبني في الله ؟ قلت : نعم قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " المتحابون في الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله "
13- إحدثنا أبو زرعة ، ثنا سليمان بن عبد الرحمن ، ثنا ابن عياش ، حدثني محمد بن يزيد الرحبي ، عن أبي الأشعث الصنعاني ، عن شداد بن أوس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا شداد إذا رأيت الناس كنزوا الذهب والفضة ، فاكنز هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات في الأمر ، والعزيمة على الرشد ، وأسألك شكر نعمتك ، وحسن عافيتك ، وأسألك قلبا سليما ، ولسانا صادقا ، وأسألك من خير ما تعلم ، وأعوذ بك من شر ما تعلم ، وأستغفرك لما تعلم ، إنك أنت علام الغيوب "
14- حدثنا أبو زرعة ، ثنا عبد الملك بن الأصبغ ، ثنا الوليد ، عن الأوزعي ، قال : كتب إلي قتادة : لأن كانت الدار نائية ، فإن ألفة الإسلام لجامعة
15- حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن صالح ، ثنا موسى بن أعين ، عن ليث ، عن شهر بن حوشب ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " ما من امرئ يرد عن عرض أخيه إلا كان حقيقا على الله أن يرد عنه نار جهنم " ، فتلا هذه الآية : {وكان حقا علينا نصر المؤمنين} "
إلى هنا عن أبي زرعة(1/5)
16- أخبرنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد ، أنبا أحمد بن عمير بن جوصا أبو الحسن ، قراءة عليه وأنا حاضر أسمع ، حدثنا عبد الله بن خبيق ، قال : قال يوسف بن أسباط : عجبت كيف تنام عين مع المخافة ، أو يغفل قلب بعد اليقين بالمحاسبة ، من عرف وجوب حق الله على عباده لم تستحل عيناه أجرا إلا بإعطاء المجهود من نفسه ، خلق الله القلوب مساجد للذكر فصارت مساكنا للشهوات ، والشهوات مفسدة للقلوب ، وتلف للأموال ، لا يمحو الشهوات من القلوب إلا خوف مزعج أو شوق مقلق
مدرج إلى عبد الله
17- حدثنا عبد الله ، ثنا يوسف ، عن سفيان ، عن الغلاء بن خالد ، عن شقيق بن سلمة ، عن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال : " أد ما افترض الله عليك تكن من أعبد الناس ، واجتنب ما حرم عليك تكن من أروع الناس ، وارض بما قسم لك تكن من أغنى الناس "
18- حدثنا عبد الله ، ثنا يوسف ، ثنا إسحاق[الراجح عندي أنه أبي إسحاق السبيعي وتصحفت] ، عن صلة بن زفر ، عن عمار بن ياسر ، قال : " ثلاث من ضيعهن فقد ضيع الإيمان ، ومن جمعهن فقد جمع الإيمان : الإنفاق من الإقتار ، وإنصاف الناس من نفسك ، وبذل الناس للعالِمِ "
19- حدثنا عبد الله ، ثنا يوسف ، عن خارجة بن مصعب ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أدلكم على ما يمحو الله به الذنوب ، ويرفع به الدرجات ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله قال : " إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة "
20- حدثنا عبد الله ، ثنا يوسف ، عن أبي طالب ، عن عبد الوارث ، عن أنس ، في قوله : {ادفع بالتي هي أحسن السيئة} قال : " قول الرجل لأخيه ما ليس فيه فيقول : إن كنت كاذبا فأنا أسأل الله أن يغفر لك ، وإن كنت صادقا فأنا أسأل الله أن يغفر لي "(1/6)
21- حدثنا عبد الله قال: سمعت يوسف ، يقول : سمعت مسعر بن كدام ، يقول : من أبغضني فجعله الله محدثاً ، قال يوسف: ومن أبغضني جعله الله مفتيا
22- حدثنا عبد الله ، ثنا يوسف ، قال : كان سفيان إذا كتب إلى رجل كتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، من سفيان بن سعيد إلى فلان بن فلان ، سلام عليك ، فإني أحمد إليك الله الذي لا اله إلا هو ، وهو للحمد أهل تبارك وتعالى ، له الحمد وهو على كل شيء قدير ، أما بعد ، فاني أوصيك ونفسي بتقوى الله العظيم ، فإنه من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ، جعلنا الله وإياك من المتقين
23- حدثنا عبد الله ، قثنا يوسف ، عن سفيان ، عن حبيب ، عن أبي صالح ، عن أبي ذر رضي الله عنه ، قال : قلت : يا رسول الله الرجل يعمل العمل في البيت فيطلع عليه فيفرح فقال : " له أجران : أجر السر ، وأجر العلانية "
24- حدثنا عبد الله ، ثنا يوسف ، عن سفيان الثوري ، عن عطاء بن أبي مروان ، عن أبيه ، قال : قال موسى بن عمران : يا رب قريب فأناجيك أم بعيد أنت فأناديك ؟ قال : فأوحى الله عز وجل إليه : " يا موسى أنا جليس من ذكرني " قال : يا رب إنا نكون في الحال على الحال ، نجلك أن نذكرك فيها قال : " ما هو يا موسى ؟ " قال : البول والغائط قال : " اذكرني على كل حال "
25- حدثنا عبد الله ، ثنا يوسف ، عن خارجة بن مصعب ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، قال : ما من أحد من الناس إلا وشيطان متبطن فقارة ظهره ، عاطف عنقه على عاتقه ، فاغرٌ فاه على غمره قلبه ، وما من أحد من الناس إلا وله أربعة أعين : عينان لمعشيته وما يصلحه ، وعينان في قلبه ، فإذا أراد الله بعبد خيرا صدقت العينان التي في القلب ، فيصدق العبد الغيب عملا لذلك ، وإذا أراد الله بعبدٍ شرا تركه ، لذلك قوله : {أم على قلوب أقفالها}(1/7)
26- حدثنا عبد الله ، ثنا يوسف ، عن سفيان ، قال :كتب عاملٌ لعمر بن عبد العزيز يسأله عن الأهواء ، فكتب إليه أما بعد: فإني أوصيك بتقوى الله ، واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وترك ما أحدث المحدثون بعده ، فيما جرت به سنته ، وكفوا مؤنته ، فعليك بلزوم السنة ، فإنها لك بإذن الله عصمة
27- حدثنا عبد الله ، ثنا الهيثم ، عن بكر بن خنيس ، عن عثمان بن مرة ، حدثتني أمي ، قالت : سمعت نوح الجن يوم قتل عثمان رضوان الله عليه ، تنوح عليه ،
لبيك على الإسلام من كان باكياً فقد أوشكوا هلكاً وما قدم العهد
وأدبرت الدنيا وأدبر خيرها وقد ملها من كان يوقن بالوعد
28- حدثنا عبد الله ، قال : قال حذيفة : مر سفيان الثوري برجل جالس على بابه ، فقال له : " يا أبا عبد الله لو دخلت فنلت من طعامنا شيئا ، فقال له سفيان : إن سألتك عن شيء تصدقني؟ قال: نعم ، قال: أيما أحب إليك أدخل أو لا أدخل ؟ قال : لا تدخل ، قال سفيان : يا سبحان الله أما استحييت من الله أن تقول بلسانك ما خلافه في قلبك
29- حدثنا عبد الله ، حدثني موسى بن العلاء ، عن حذيفة ، قال : قال لي سفيان الثوري: لأن أخلف عشرة آلاف درهم يحاسبني الله عليها ، أحب إلى من أحتاج إلى الناس
30- حدثنا عبد الله ، حدثني ابن أم الدر داء ، قال : قلت ليوسف : عند حذيفة علم ؟ قال: نعم العلم الأكبر ، خوف الله ، وقال لي أبو يعقوب : قال لي يوسف : حذيفة أستاذ الأستاذين
31- حدثنا عبد الله ، حدثني ميسرة بن أنس ، قال : سمعت عبد الله بن هارون ، يقول: لو أصبت من يبغضني لله على الحقيقة لأوجبت على نفسي حبه لله
32- حدثنا عبد الله ، ثنا عبيد الله بن موسى ، عن الثوري ، عن أبى حصين ، قال : سألت إبراهيم عن مسألة ، فجلس يبكى ، وقال : ما أصبت أحدا تسأله غيري(1/8)
33- حدثنا عبد الله ، قال : سمعت موسى بن طريف ، يقول : قال مخلد بن حسين : كانوا يعملون ولا يتكلمون ، وقد صاروا يتكلمون ولا يعلمون ، و كأنك بهم قد ذهبوا فلم يبق من لا يعمل ولا يتكلم
34- حدثنا عبد الله ، ثنا حجاج بن محمد ، عن حريز بن عثمان ، عن سليمان بن شهر ، عن كثير بن مرة الحضرمي ، قال : لا تحدث بالحكمة عند السفهاء فيكذبوك ، ولا تحدث بالباطل عند العلماء فيمقتوك ، ولا تمنع العلم أهله فتأثم ، ولا تحدث به غير أهله فتجهل ، فإن عليك في علمك حقا كما أن عليك في مالك حقا
حدثنا عبد الله ، ثنا وهيب بن الهذيل ، قال : سمعت يوسف بن أسباط ، يقول : اعمل عمل رجل يرى أنه لا ينجيه إلا عمله ، وتوكل رجل لا يصيبه إلا ما كتب له
35- حدثنا عبد الله ، حدثني عبد الله بن السدى ، قال: قالت أم وهيب لوهيب : كل هذا وسل الله العفو ، قال: يا أمه ما أحب إن آكل شيئا ، أسأل الله منه العفو
36- حدثنا عبد الله ، حدثني عبد الله بن محمد ، قال : أتى سفيان الثوري فشاوره فيمن يصحب في الحج ، فقال له سفيان : لا تصحب من هو أكثر شيء منك ، فإن ساويته في النفقة أضر بك ، وإن يفضل عليك استذلك
حدثنا عبد الله ، قال: قال يوسف : قال سفيان الثوري: ما عالجت شيئا أشد من سر قلبي ، مرة لي ومرة علي
37- حدثنا عبد الله ، حدثني عبد العزيز بن رستم ، قال : قال الأوزاعي : أبى الله أن يملك العباد كتمان ألفتهم إنه ما استتروا به بدعتهم فلن يستتروا به من ألفتهم
38- حدثنا عبد الله ، قال : قال لي موسى بن طريف : قال لي شعيب : أربعين سنة أرد أمرا ما قويت عليه كما قوي يوسف بن أسباط(1/9)
39- حدثنا عبد الله ، حدثني عبد الله بن عبد الرحمن ، قال : حج سفيان الثوري مع شيبان الراعي ، فعرض بهم سبع ، فقال له سفيان الثوري : ما ترى هذا السبع ؟ فقال : لا تخف فلما سمع السبع كلام شيبان تبصبص ، وأخذ شيبان أذنه وفركها فبصبص وحرك ذنبه ، فقال سفيان ما هذه الشهرة ؟ فقال شيبان : لولا مكان الشهرة ما وضعت زادي إلا على ظهره حتى آتى مكة
إلى هنا عن عبد الله بن خبيق
40- أخبرنا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي ، نا أحمد بن الحسين بن طلاب ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، ثنا مروان ، عن يحيى بن حسان ، عن أبي يوسف القاضي ، عن عبد العزيز بن عمر ، عن أبيه عمر بن عبد العزيز ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكثر أهل الجنة البله " قال أحمد : البله عن الشر ، وأعلى عليين لأولي الألباب
مدرج إلى أحمد
41- حدثنا أحمد، ثنا عبد العزيز بن عمر ، قال : أوحي الله إلى داود عليه السلام : " إياك والغموم والهموم ، فإنهما يمصان حلاوة مناجاتي "
42- حدثنا أحمد ، ثنا السري ، قال: جاء عطاء السلمي إلى مالك بن دينار ، فقال : يا أبا يحيي حديث بلغني أنك تحدث فحدثني ، فقال مالك : نعم بلغني أن في الجنة حوراء يقال لها : لعبة يجتمع إليها حور العين فيكشفن عن بعض محاسنها فيقلن لها : يا لعبة طوبى للعالمين لو رأوا مثل الذي نرى قال : فكهل عطاء شوقا إليها أربعين سنة
43- حدثنا أحمد ، ثنا سلام المدائنى ، قال : سمعت المخرمي ، عن سفيان الثوري ، قال : من أحب الدنيا وسرته نزع الآخرة من قلبه
44- حدثنا أحمد ، قال : سمعت إسحاق بن سالم ، يقول : الورع في المنطق أشد منه الذهب والفضة
45- وبإسناده قال: سمعت إسحاق يقول : الزهد في الرئاسة أشد منه في الذهب والفضة لأنه قد يبذلها في طلب الرئاسة
46- حدثنا أحمد ، ثنا الوليد بن جابر ، قال : قال لي مكحول : يجزئك من وضوئك كف من ماء ولو كان غيرك يا طويل ما أخبرته(1/10)
47- حدثنا أحمد ، ثنا أبو عمران الرام ، ثنا عبد الرحمن بن مهدى ، عن قريب لوهب بن منبه ، عن وهب قال : لقي حكيم حكيما ، فقال له : كم آكل ؟ فقال : فوق الجوع ودون الشبع ، قال : فكم ألبس ؟ فقال : بقدر ما لا يزري بك السفهاء ولا يمقتك العلماء ، قال : فكم أضحك ؟ فقال : قدر ما يسفر وجهك ، قال : فكم أبكى من خشية الله ؟ قال : لا تمل أن تبكى من خشية الله عز وجل
48- حدثنا أحمد قال : سمعت أبا سليمان يقول : إن أهل الزهد في الدنيا على طبقتين : فمنهم من قد زهد في الدنيا فقد أيست نفسه من نعيمها ولم يفتح له من روح الآخرة في الدنيا فليس شيء أحب إليه من الموت لما يرجو من روح الآخرة ، ومنهم من قد زهد في الدنيا وفتح له من روح الآخرة فليس شيء أحب إليه من البقاء ليطيع الله في الدنيا
49- حدثنا أحمد قال : سمعت بعض أصحابنا يقول : جزع الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند الموت ، فقال له الحسين أخوه : " يا أخي ما هذا الجزع جدك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبوك على بن أبى طالب ، وأمك فاطمة ، وقد بشرت بالجنة قال : والله يا أخي ما أنا في شك مما تقول ، ولكن إنما يبكيني أنه يشرف بروحي على وجوه من وجوه الملائكة ، وأمر من أمر الآخرة ليس لي بمثله عهد رحمة الله عليهم
50- حدثنا أحمد قال : سمعت أبا سليمان يقول في قول الله عز وجل : {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب} قال : يمحو ما يثبت الحفظة مما ليس هو حسنة ولا سيئة ويثبت الحسنات والسيئات وعنده أم الكتاب لا يزاد فيه شيء وينتقص وما جرى القلم قط بشيء فتغير(1/11)
51- حدثنا أحمد ، ثنا أبو صالح ، عن عبد الله بن المبارك ، عن الأوزاعى ، عن يحيي ، قال: قالت أم سليمان بن داود عليهما السلام لابنها : لا تكثر الجماع فيضعفك حين يحتاج الناس إلى قوتهم ، ولا تكثر النوم فيفقرك يوم يحتاج الناس إلى أعمالهم ، ولا تكثر الضحك فإنه يستخف فؤاد الرجل العليم ، وعليك بخشية الله عز وجل فإنها غلبت كل شيء
إلى هنا عن أحمد بن أبى الحواري
52- أخبرنا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي ، ثنا عبد الله ، حدثني الهيثم الدوري ببغداد ، نا أحمد بن الفرج ، ثنا العوفي ، عن المعافى بن عمران ، قال : قال ميمون بن مهران من رضي من صلة الأخوان بلا شيء فليؤاخ أهل القبور
53- حدثنا زكريا ، أنبا عبد الصمد ، ثنا عبد العزيز يعنى ابن منيب ، ثنا سويد بن نصر ، ثنا ابن عيينة ، عن موسى بن أبى عيسى قال : خرجت مريم تطلب عيسى صلوات الله عليهما فمرت على قوم حوكة فأرشدوها لغير الطريق فقالت : توه الله عقولكم فلا ترى حائكا إلا متوها عقله ، ومرت على قوم خياطين فأرشدوها للطريق فذهبت فوجدته فقالت : بارك الله فيك ودعت له فلا ترى خياطا إلا قد قعد عليه الناس واستأنسوا به
54- حدثنا محمد بن سليمان ، ثنا أحمد ، ثنا العباس ، عن شعبة ، عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة ، قال : سمعت عمي ، يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " من سمع النداء فلم يجب ، ثم سمع النداء فلم يجب ، ثم سمع النداء فلم يجب ، طبع الله على قلبه فجعل قلب منافق "
55- حدثنا عبد الله ، حدثني أبو العباس بن قتيبة ، ثنا أحمد بن يحيي الصوري ، ثنا الهيثم بن جميل ، ثنا عمارة بن زاذان ، عن مكحول قال : قلت للحسن : أريد الحج أوصني ، قال : أن لا تصحب من يكرم عليك فيفسد ما بينك وبينه(1/12)
56- حدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد بن حيدرة القاضي ، ثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي ، بأطرابلس ، قدم علينا ، ثنا يحيى بن معين ، ثنا ابن غياث يعني حفصا ، نا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أقال مسلما بيعته أقاله الله عثرته يوم القيامة "
57- حدثنا الحسين ، ثنا محمد ، ثنا أحمد بن حنبل ، رحمه الله ، ثنا بكر بن عيسى الراسبي ، نا أبو عوانة ، عن أبي مالك الأشجعي ، عن أبيه ، قال : " كان خضابنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الورس والزعفران "
58- حدثنا خيثمة ، ثنا أبو الوليد محمد بن أحمد بن الوليد بن محمد بن برد ، ثنا محمد بن كثير ، عن سفيان الثوري ، عن أبي حازم المدني ، عن سهل بن سعد الساعدي ، قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله أخبرني بعمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس قال : " ازهد في الدنيا يحبك الله ، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس "
59- حدثنا الحسين بن محمد القاضي ، ثنا أبو عقيل أنس بن سلمة الخولاني ، بأطرابلس ، ثنا عبيد بن رزين الألهاني أبو عبيدة ، قال : سمعت إسماعيل بن عياش ، يقول : حدثني محمد بن زياد الألهاني ، عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من علم عبداً آية من كتاب الله عز وجل فهو مولاه لا ينبغي له أن يخذله ولا يستأثر عليه ، فإن هو فعل قصم عروة من عرى الإسلام "
60- حدثنا أبو المغيرة ، ثنا السكوني ، ثنا بقية ، عن عبد الله بن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا دخل أحدكم على أخيه فأراد أن يفطر فليفطر إلا أن يكون صومه ذلك رمضان ، أو قضاء رمضان ، أو نذرا "(1/13)
61- حدثنا خيثمة ، نا محمد بن عيسى ، نا سلام بن سليمان ، عن ورقاء ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو الصادق المصدوق : " أن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه فيكون نطفة أربعين يوما ، ثم يكون علقة أربعين ، ثم يكون مضغة أربعين ، ثم يبعث الله إليه الملك بأربع ، فيقول : اكتب أثره ، وأجله ، ورزقه ، وشقي أو سعيد " فقالوا : يا رسول الله أفلا نتكل ولا نعمل ؟ قال : " بل اعملوا فكل ميسر لما خلق له "
62- حدثنا المغيرة ، ثنا السكوني ، ثنا بقية ، عن حشرج بن نباتة ، عن أبي نصيرة ، عن أبي عسيب ، مولى النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم ، فدعاني ، فخرجت ، ومعه أبو بكر ، وعمر ، رضي الله عنهما ، فدخل حائطا لبعض الأنصار ، وأتي ببسر عذق منه ، فوضع بين يديه ، فأكل هو وأصحابه ، ثم دعا بماء بارد فشرب ، ثم قال : " لتسألن عن هذا يوم القيامة " فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : عن هذا يوم القيامة ؟ قال : " نعم إلا من ثلاث : خرقة يكفي بها عورة ، أو كسرة يسد بها جوعه ، أو جحر يدخل فيه من الحر والقر "(1/14)