الكتاب: فضل ثغر الإسكندرية - مخطوط
المؤلف: جلال الدين السيوطي
المتوفى: 911 هـ(1/1)
بسم الله الرحمان الرحيم
وصلي الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين.
قال: أخبرني الشريف أبو إسماعيل إبراهيم بن الحسن المرسي القلومي في كتابه الذي أتى إلينا من مصر وأجاز لي الرواية عنه قال: أخبرني أبو الفتح عبيد الله بن الحسن بن علي بن مطر في العشر الأوسط من جمادى سنة453 ثلاث وخمسين وأربعمائة بثغر الإسكندرية المحروسة حماها الله.
1- قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عمر أبو الحسن بن أبي إسحاق الفقيه ويعرف بابن الصباغ، وأخبرني أيضا القاضي الفقيه أبو // 3 // محمد عبد الله بن الشيخ الأمين الشريف الديباجي أبي الفضل عبد الرحمان بن يحيى العثماني إجازة قال: أخبرني الشيخ أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن عثمان بن محمد سبل، قال: أخبرنا الشيخ أبو بكر عتيق بن إبراهيم بن خلفة بن قنيم الصائغ الإسكندراني بها في شوال سنة اثنتين وستين وأربعمائة، قال: حدثنا محمد بن محمد بن خروف بن الوليد بن كامل المدني بالفسطاط، قال: حدثنا الوليد بن العباس بن ظافر التجيبي، قال: حدثنا أبو صالح كاتب الليث، قال: حدثنا خالد بن حميد بن سعيد بن أبي عروية بن جابر عن سعيد بن جبير عن أبي هريرة أنه سأله ر جل فقال: من أين // 4 // جئت وقد كان لقبه بالشام فقال من الإسكندرية: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن المقيم بها ثلاثة أيام من غير رياء كمن عبد الله سبعين سنة ما بين الروم والعرب.(1/1)
2- وحدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن خروف، قال: حدثنا إسحاق بن جابر، قال: حدثنا هاني بن المتوكل قال: حدثنا عبد السلام بن محمد عن أبيه عن سعيد بن أبي عروبة عن سعيد بن جبير عن أبي هريرة وكان قد لقبه بالشام فقال أبو هريرة: من أين جئت يا سعيد قال من الإسكندرية: قال أبو هريرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المرابط بها ثلاثة أيام من غير رياء كمنزلة من عبد الله سبعين سنة ما بين // 5// الروم والعرب.
3- وحدثنا عبد الرحمان بن عمر بن عثمان بن سعيد قال: حدثنا أبو نصر مطروح بن محمد بن شاكر، قال: حدثنا هانيء بن المتوكل عن عبد السلام عن أبيه عن سعيد بن أبي عروبة عن سعيد بن جبير عن أبي هريرة أنه سأله من أين جئت يا سعيد وكان لقبه بالشام فقال من الإسكندرية: فقال أبو هريرة إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المقيم بالإسكندرية ثلاثة أيام من غير رياء بمنزلة من عبد الله سبعين سنة ما بين الروم والعرب.(1/2)
4- أحمد بن أحمد بن خروف قال: //6 // حدثنا إسحاق بن جابر القطان قال: حدثني هانيء بن المتوكل، قال: حدثنا عبد الله بن محمد عن أبيه عن الحسن بن عبد الرحمان عن أبيه عبد الرحمان بن صالح عن عروة عن الزبير عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الإسكندرية وعسقلان عروسان، والإسكندرية أعظمهما عروسا وإنها لتأتي يوم القيامة تزف بأهلها إلى البيت المقدس ومن رابط بالإسكندرية أربعين يوما كتب الله له براءة من النار، وأمن من العذاب، وخيار أهلها أفضل من خيار غيرها، وشرار أهلها أفضل من شرار غيرها وهي مدينة ذي القرنين يبعث منها سبعون ألف شهيد وجوههم على ضوء // 7 // القمر ليلة البدر يعطى الرجل منهم من النور على الصراط ويشفعون لسبعين ألفا، طوبى لمن رابط بها وهي مدينة ذي القرنين مكتوبة في توراة موسى وزبور داود والفرقان معروفة في الكتب يعرفها أهل العلم تسمى الخضراء واسمها في الزبور البيضاء واسمها في التوراة المذهبة وفي تفسير أهل الإنجيل وفي الفرقان.(1/3)
5 - وحدثنا أبو القاسم عبد الرحمان بن عمر بن عثمان، قال: حدثنا مطروح بن محمد قال: وأخبرنا هانيء بن متوكل قال: حدثني عبد السلام عن أبيه عن الحسن بن عبد الرحمان بن صالح بن عروبة عن الزبير بن سعيد بن أبي وقاص أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: // 8 // أن الإسكندرية وعسقلان عروسا والإسكندرية أفضلهما وإنها لتأتي يوم القيامة تزف بأهلها إلى البيت المقدس فمن رابط بالإيسكندرية أربعين يوما كتب الله له براءة من النار، وأمن من العذاب، وخيار أهلها أفضل من خيار غيرها، وشرار أهلها أفضل من شرار غيرها وهي مدينة ذي القرنين مكتوبة في توراة موسى وزبور داود والإنجيل والفرقان، موصوفة في الكتب يعرفها أهل العلم تسمى الخضراء واسمها في الزبور البيضاء واسمها في التوراة المذهبة وفي الفرقان. مدينة ذي القرنين ويبعث الله منها سبعين ألف شهيد وجوههم على صورة القمر ليلة البدر يعطى لكل لسبعين ألفا، طوبى لمن رابط بها واحد منهم // 9 //من نور على الصراط،ويشفع كل واحد منهم لسبعين ألفا، فطوبى لمن رابط فيها.(1/4)
6- حدثنا عبد الرحمان بن عمرو قال حدثنا مطروح بن محمد قال: حدثنا هانيء بن متوكل قال: حدثنا أبو عبد الله الفريابي عن سليمان الأعمش قال: حدثني مولى لعمر بن عبد العزيز أن رجلا من الأنصار أتى إلى عمر بن عبد العزيز قال: ألا أحدثك بحديث قال: حدثني أبي عن جدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مدينتان من المدائن وإنهما سيفتحان على أمتي إحداهما من مدائن الروم ويقال لها الإسكندرية والأخرى من مدائن الديلم يقال لها قزوين // 10 // فمن رابط إلى إحداهما ليلة واحدة خرج من ذنوبه وخطاياه كيوم ولدته أمه قال: فاستوى عمر جالسا وكان مضجعا وقال: والله لقد حدثك بها أبوك عن جدك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الأنصاري والله لقد حدثني أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حدثتك فبكى عمر حتى كثر بكاؤه ثم قال: اللهم اجعل قبري بالإسكندرية أوبقزوين فوالله لولا أن شغل ما أنا فيه لاتخذت بها دارا أومنزلا.
7- حدثنا هانيء بن متوكل، قال: حدثنا علي بن واقد بن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن قال: أحب الجهاد إلى // 11// الله الإسكندرية. قيل له من البحر قال: ومن البحر.
8- قال: وقال الحسن: لئن رزقني الله الرباط بالإسكندرية أربعين يوما أو أربعا وعشرين يوما أو اثني عشر يوما أو سنة (أو) أيام كان أحب إلي من ستين حجة مبرورة بعد حجة الإسلام ولكان أحب إلي من الدنيا بحذافيرها.
9- قال هاني: وحدثني حميد قال: كان الضحاك بن مزاحم وعطاء يقول: لئن رزقنا الله الرباط بالإسكندرية والمبيت بها كان أحب إلينا من عتق رقبة أو ستين نسمة من ولد إسماعيل.
10- قال: وكان عطاء يقول لي من // 12 // السوق إلى الإسكندرية سوق ما أستطيع صفته.(1/5)
11- وحدثنا عبد الرحمان، قال: حدثنا مطروح قال: حدثنا هانيء قال: حدثنا محمد بن عياض الأنصاري، حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد قال: لقد جاورت ببيت الله الحرام ستين سنة فلو رزقني الله الخروج إلى الإسكندرية مرابطا بها أربعين ليلة كان أحب إلي من مجاورتي ببيت الله ستين سنة.
12- وقال عبد الملك بن جريج لقد حججت ستين جحة فلو قضى الله لي بالإسكندرية فأقيم بها شهرا واحداوأصلي عند ساحلها وأدعو الله لكان أحب إلي من الستين //13// حجة التي حججت بعد حجة الإسلام الواجبة فمن قدر على الخروج إليها فليفعل فإن فيها بابين من أبواب الجنة أحدهما يقال له باب محمد صلى الله عليه وسلم والثاني يقال له باب الرحمة من صلى على أحد البابين كان غدا في جنات عدن مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
13- حدثنا عبد الرحمان، حدثنا مطروح، حدثنا هانيء، قال: أخبرني عبد السلام عن أبيه عن سفيان الثوري عن عبد العزيز بن أبي رواد قال: ما من عبادة أحب إلى الله عز وجل من عبادة الإسكندرية ولا رباط أحب إلى الله من رباطها على سيف البحر فطوبى لمن رابط بها واستشهد //14// فيها وصلى التماس الخير فطوبى لهم ثم طوبى لهم.
14- حدثنا محمد بن أحمد بن خروف، حدثنا جبير بن سعيد، حدثنا محمد بن خلاد الإسكندراني، حدثنا ضمام بن إسماعيل أن زهرة بن سعيد حدثه أنه لقى عمر بن عبد العزيز فقال له: أين تسكن يا زهرة: قال: أسكن مصر يا أمير المؤمنين فقال عمر: أي مصر فقال زهرة فسطاطها، فقال أين أنت عن طيبة؟ فقال يا أمير المؤمنين طيبة هي المدينة فقال: ليس أريد المدينة إنما أريد الإسكندرية لولا ما أنا فيه لأحببت أن يكون منزلي بها حتى يكون قبري بيت تيك المبناوين. //15//(1/6)
15- حدثنا عبد الرحمان، حدثنا أبو بكر بن عجيب، حدثنا أحمد يعني ابن قيس عن الأصبحي عن ضمام بن إسماعيل عن زهرة بن سعيد قال: لقيت عمر بن عبد العزيز وذكر نحوه.
16- حدثنا عبد الرحمان بن عمر، حدثنا مطروح، حدثنا هانيء، حدثنا عبد السلام عن أبيه عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب عن الحسن عن كعب الأحبار أنه قال: إن في كتاب الله المنزل على موسى بن عمران عليه السلام أن بالإسكندرية شهداء يستشهدون ببطحائها هم خيار من مضى وهم الذين يباهي الله بهم شهداء بدر فيالها من وقفة وقفة الإسكندرية.
17- حدثنا عبد الرحمان، حدثنا مطروح، حدثنا هانيء، حدثنا خالد بن حميد عن سليمان // 16 // الأعمش قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عند بعض أزواجه ورأسه في حجرها إذ نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رفع رأسه فتبسم فقالت له أضحك الله سنك يا رسول الله قال: رأيت أناسا من أمتي في أصلاب الرجال تحملهم النساء في أرحامهن يبعثهم الله عز وجل من الإسكندرية محتسبين شهداء.
18- حدثنا عبد الرحمان، حدثنا مطروح، حدثنا هانيء عن خالد بن حميد عن الربيع بن أصبح عن جابر عن سعيد بن جبير قال: إن الله عز وجل يباهي هذه الثلاث أرضين فلسطين وعسقلان والإسكندرية كما يباهي بالملائكة يوم الجمع الأكبر بأهل عرفة. // 17 //(1/7)
19- حدثنا عبد الرحمان، حدثنا مطروح، حدثنا هانيء قال: أخبرني عبد الله بن لهيعة عن يحيى بن أيوب عن خيثمة بن الربيع بن خيثم قدم على علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فقال له: ألا تدخل معنا فيما نحن فيه فقال: ما جئتك لأكون معك ولا عليك ولهن أحب أن تخبرني بأفضل الأعمال فقال له: على الجهاد في سبيل الله تعالى، فقال له الربيع فأي الجهاد أفضل قال علي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الإسكندرية وقزوين بابان من أبواب الجنة من رابط في إحداهما وجبت له الجنة وفي رواية خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فخرج الربيع //18 // على وجهه في جماعة من الناس حتى انتهى إلى إحداهما فرابط بها خمسا فقال الربيع: ليجتهد العباد العابدون على أن يدركوا مثل ما أدركنا.
20- حدثنا عبد الرحمان، حدثنا مطروح، حدثنا هانيء، حدثنا خالد بن حميد عن سليمان الأعمش عن أبي صالح أن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال للربيع بن خيثم ما منعك أن تقاتل معي قال: ما كنت لأقاتلك ولا أقاتل معك فدلني على جهاد أو رباط فقال: عليك بالإسكندرية أو بقزوين فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنهما سيفتحان على أمتي وإنهما بابان من أبواب الجنة // 19 // من رابط فيهما أو إحداهما ليلة واحدة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه
21- حدثنا عبد الرحمان، حدثنا مطروح، حدثنا هانيء عن عبد الله بن المبارك عن جويبر عن الضحاك بن مزاحم عن عبد الله بن عباس قال: لأن أبيت ليلة بالإسكندرية على فراش وطيء وطعام طيب لاتدخل في رجلي شوكة ولا ألقى عدوا حتى أنصرف من الغد سالما أحب إلي من عبادة سبعين ليلة صيامها وقيامها في كل عشر منها ليلة القدر بمقدارها.(1/8)
22- حدثنا محمد بن أحمد بن خروف، حدثنا إسحاق بن جابر، حدثنا هانيء بن متوكل، حدثنا عبد السلام عن أبيه قال: حدثني // 20// مقاتل بن سليمان عن نافع عن ابن عمر قال: رجل أي المواضع أحب إليك أن ترابط فيه؟ قال: الإسكندرية. قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أحب الرباط إلى الله, عز وجل, الإسكندرية إنها تشرف على الخلائق يوم القيامة في صورة مدينة نورها يتلألأ مكللة بالدر والياقوت وذلك لفضل الشهداء بها.
23 - حدثنا عبد الرحمان بن عمر، حدثنا مطروح، حدثنا هانيء، حدثنا محمد بن عياض عن سليمان بن بزيغ عن مقاتل بن سليمان عن الضحاك بن مزاحم وعطاء الخراساني عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: // 21 // قلت يا رسول الله أين يكون الناس يوم القيامة؟ قال: في خير أرض وأحبها إلى الله الساهرة وهي أرض فلسطين وغور الأردن والإسكندرية وهي خير الأرضين وأحبها إلى الله عز وجل المقتولون فيها لايخرجون إلى غيرها فيها قتلوا وفيها يحاسبوا وفيها يبعثوا ومنها يدخلون الجنة. قال: المهاجرون فبماذا يعرفون يا رسول الله قال: يعرفون بأيدهم السيوف كيومهم الذي قتلوا فيه طول أخذهم ثمانون ذراعا يستوفي في الجنة لذي مئة رجل من المقتولين في سبيل الله في غيرها من الأرضين.
24 - حدثنا عبد الرحمان بن عمر، حدثنا مطروح، حدثنا هانيء عن عبد الرحمان بن بزيغ الإسكندراني // 22// المغافري عن قيس بن الحجاج عن بزيغ أنه قال: إن في الإسكندرية مساجد خمسة مقدسة منها في القيسارية التي تباع فيها المواريث ومسجد اللبخات ومسجد عمرو بن العاص.(1/9)
25 - حدثنا عبد الرحمان، حدثنا مطروح، حدثنا هانيء عن ابن لهيعة عن موسى بن أيوب الغافقي وعبد الله بن المسيب العدوي عن الضحاك بن شرحبيل أن أبا هريرة قال: والذي نفسي بيده لرباط ثلاثة أيام بالإسكندرية أفضل عند الله تعالى من عبادة ألف صيام النهار وقيام الليل في غيرها من الأرضين القائم الذي لايفتر.
26 - حدثنا عبد الرحمان، حدثنا مطروح، حدثنا // 23// هانيء عن عبد السلام بن عمر بن خلف المغافري عن أبيه قال: أنبأنا أشياخنا من أهل العلم وذكر عن كعب الأحبار - رضي الله عنه - أنه قال: وددت أن لاأموت حتى أدرك يوم الإسكندرية قيل له يا كعب: قد فتحت الإسكندرية قال: ليس ذلك يومها إنما يومها إذا جاءتها مئة سفينة على أثرها مئة سفينة ومثلها أيضا فذلك ألف وأربع مئة مركب حتى ينزلوا بالإسكندرية فعند ذلك الوقعة العظمى طوبى لمن أدرك ذلك ثم طوبى له والذي نفس كعب بيده ليقتلن بها من الخلق حتى يبلغ الدم أرساغ الخيل فعندها الشهادة // 24// العظمى.
27 - حدثنا عبد الرحمان، حدثنا مطروح، حدثنا // 23// هانيء عن عبد السلام بن عمر بن خلف المغافري عن أبيه عن سعيد عن أبي عروبة عن عمارة عن الحسن بن أبي الحسن البصري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: سيفتح لكم الشام ومصر والإسكندرية ولير أبطن فيها فليبلغ الشاهد منكم الغائب إن الله تعالى قد ضمن لأهل الإسكندرية المقام الأمين حتى القلوب لدى الحناجر كاظمين.
وقال صلى الله عليه وسلم صالحي أمتي إلى يوم الإسكندرية ينزلها بنو الأصفر وهم الروم فتنفر أمتي تسقط// 25// منهم كل خشبة ولبنة وينزل الله في قلوب الخيل الصبر والقوة ويأذن للسيف فيقطع وللسهم فيصيب راميه ويوحي الله تعالى إلى النهار فيطول وإلى الليل فيقصر حتى يفنى ثلثي الفريقين ويبقى الثلاث أولئك الشهداء الحق تلك الشهادة العظمى فيشفع الرجل لسبعين ألفا من أهل بيته فإن لم يكن له ذلك في جيرانه حق على الله أن ينزلهم الجنة وفي رواية الفردوس أولئك حزب الله.(1/10)
28 - حدثنا عبد الرحمان، قال حدثنا مطروح، قال حدثنا هانيء قال قال خالد بن حميد عن سليمان الاعمش قال سئل مقاتل أي الرباط أحب إليك؟ قال الإسكندرية: // 26 // وذلك أنه بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول أحب الرباط إلى الله تعالى الإسكندرية إنها تشرف على الخلائق يوما في صورة مدينة من مدائن الجنة تتلألأ نورا مقللة بالدر والياقوت تتطاول على ساحل البحر لكرامتها على الله تعالى وفضلها على الله هي وأهلها المرابطين بها التماس ما عند الله.
29- حدثنا أبو بكر بن أحمد بن عبد الله بن سواء، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد بن مبشر، قال: حدثني يزيد بن سعيد بن خالد الأصبح عن ضمام بن إسماعيل عن زهرة بن معبد، قال: لقيت عمر بن عبد العزيز فقال لي:يا أبا عقيل أين // 27// تسكن فقلت بمصر فقال: أي مصر فقلت بفسطاطها فقال: أين عن طيبة فقلت يا أمير المؤمنين طيبة بالمدينة قال: ليس أريد المدينة وإنما أردت الإسكندرية ولولا شغل ما أنا فيه لأحببت أن يكون لي بها منزلا حتى يكون قبري بين تلك المينتين.(1/11)
30- حدثنا عبد الرحمان، قال: حدثنا مطروح، قال: حدثنا عبد السلام عن أبيه قال أبو بكر الفضيل: قال: حدثنا طاوس اليماني عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أربع ركعات بالضحى بعسقلان أو بقيسارية فلسطين أو في الإسكندرية كل // 28// يوم إلى أربعين صباحا باعده الله عن جهنم وإن أتى إ ليه إبليس يريد أن يفتنه بعث الله له ملائكة يقولون له أغرب يا ملعون فإن الله تعالى قد حماه وكفاه ورزقه وتقبل منه وينقلب مغفورا له.
31- حدثنا عبد الرحمان، قال: حدثنا مطروح، قال: حدثنا هانيء عن محمد بن عباد الهذلي قال: حدثنا أبو عمر قال: حدثنا أبو بكر عن طاوس عن أبي هريرة - رضي الله عنه - وأبو الدرداء قال: لقي أنس أبا الدرداء وأبا هريرة - رضي الله تعالى عنهما - وابن مسعود مقبلين من سلسلة وسلسلة حصن يكون بساحل دمشق فيه منبر. // 29// قال: فألقمت بالسلسلة وذلك أن جبريل عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلا ذكره سواحل الشام فعرض عليه سلسلة فوجدها مكتوبة كذا في اسكث باب عدن في جنة المأوى.
32- قال عبد الله بن مسعود أقمت بها ثلاثا فقصرت الصلاة والقصر فيها كمن أتم الصلاة سبعين سنة، قال أبو الدرداء فصليت فيها أربع ركعات قرأت في الركعة الأولى الحمد لله وقل هو الله أحد وفي الثانية الحمد لله وإذا جاء نصر الله، وفي الثالثة الحمد لله وقل ياأيها الكافرون، وفي الرابعة الحمد لله وإذا زلزلت، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكره // 30// وجدت ورأيت في كتاب بعض أصحابنا ممن سمعت معه من أحمد بن سليمان الضحاك، حدثنا أحمد بن سلمة، حدثنا عمرو بن أحمد، حدثنا ابن بكير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل ميت على عمله إلا المرابط في سبيل الله تعالى فإنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة ويؤمن من فتان القبر.(1/12)
33- حدثنا عبد الرحمان، حدثنا مطروح، حدثنا أصبغ حدثنا عبد الله قال: وأخبرني الليث بن سعد عن زهرة بن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من مات مرابطا في سبيل الله أجري عليه // 31 // أجر عمله الصالح الذي كان أجري عليه رزقه وأمن من الفتان وبعثه الله يوم القيامة آمنا من الفزع.
34- حدثنا عبد الرحمان، حدثنا مطروح، حدثنا هانيء عن ابن شريح عن عبد الكريم بن الحارث قال: سمعت وهبا بن عبد الله يقول عن من حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: العلم والسكينة في الحجاز والإيمان والفضل في المغرب والجنا والكفر في المشرق.
35- حدثنا عبد الرحمان، حدثنا مطروح، حدثنا هانيء، حدثنا خالد بن حميد عن سفيان الثوري يذكر أن كعب الأحبار قال: ما على الأرض عباد أكرم على الله من عباد يستشهدون // 32// بالإسكندرية ولارباط أحب إلى الله من رباط الإسكندرية فطوبى لمن رابط بها واستشهد وطوبى لمن صلى بها صلاة الخمس التماس فضلها فطوبى لهم ثم طوبى لهم.
36- حدثنا عبد الرحمان، حدثنا مطروح، حدثنا هانيء عن محمد بن إسماعيل الأنصاري قال: قال الأوزاعي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صليت ليلة أسري بي على الشرقي من أبواب الإسكندرية ومعي جبريل عليه السلام في سبعين ألفا من الملائكة فقالت الإسكندرية رب على ظهري خاتم النبيين ورسول رب العالمين وسيد المؤمنين وجبريل في سبعين // 33 // ألفا من الملائكة فطهرني يا رب من الشرك فأجاب الله تبارك وتعالى لأحولن على ظهرك خير خلقي واسكنك خير عبادي واجعلك خير بلادي.
37- حدثنا عبد الرحمان، حدثنا مطروح، حدثنا هانيء عن محمد بن هارون عن حفص بن عمر عن الأوزاعي عن مكحول قال: تكبيرة في سبيل الله تعالى على ساحل البحر تهدم كل ذنب حتى الشرك.(1/13)
38- حدثنا عبد الرحمان، حدثنا مطروح، حدثنا هانيء عن محمد بن هارون عن حفص بن عمر عن الأوزاعي عن عبد الواحد بن قيس عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة طوبى لقوم // 34// من أمتي يموتون على ساحل البحر يخرجون من قبورهم يوم القيامة يشفع كل واحد منهم في سبعين ألفا حتى يردوا العرش. فيقول الله تبارك وتعالى هؤلاء سكان السواحل فيقولون نعم فيقول الله عز وجل لاحساب عليكم انطلقوا فعانقوا الأبكار.
39- حدثنا أبو بكر بن محمد بن أحمد بن خروف الحجازي، حدثنا علي بن سعيد الرازي، حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا عبد الرحمان بن مهدي عن ابن المبارك قال: كان أبو معن الإسكندراني اتجر أربعين سنة فكان متلهفا على ما فات من عمره يقول خدمت الدنيا أربعين سنة.
40- حدثنا عبد الرحمان، حدثنا مطروح، حدثنا // 35 // هانيء عن محمد بن هارون عن الفضيل بن عياض عن ليث بن أبي سليمان عن طاوس اليماني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المرابط في سبيل الله على ساحل البحر له في كل يوم دعوة مستجابة.
41- حدثنا عبد الرحمان، حدثنا مطروح، حدثنا هانيء عن ابن أبي عمر عن سعيد بن أبي عروبة عن جابر عن سعيد بن جبير عن أبي هريرة أنه قال له من أين جئت وقد كان لقبه بالشام قال من الإسكندرية قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المقيم بها ثلاثة أيام من غير رياء كمن عبد الله سبعين ألف سنة فيما بين الروم والعرب.
42- حدثنا عبد الرحمان، حدثنا مطروح، حدثنا // 36 // هانيء عن محمد بن عياض أنه قال: بلغنا والله أعلم أن الإسكندرية فيما يقال المذهبة في التوراة والخضراء في الإنجيل والبيضاء في الزبور وهي الدهماء 43- حدثنا عبد الرحمان، حدثنا مطروح، حدثنا هانيء عن خالد بن حميد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ستكون صالح وخير مصالحكم في المغرب يريد الإسكندرية.(1/14)
44- حدثنا عبد الرحمان، حدثنا مطروح، حدثنا هانيء عن محمد بن عياض قال: بلغنا والله أعلم أن كعبا قال: وددت أني لاأموت حتى أشهد يوم الإسكندرية قيل له يا كعب قد فتحت الإسكندرية قال: ليس ذلك يومها إنما يومها إذا جاءتها مئة سفينة حتى تتم سبع مئة // 37// من ورائها مثلها فذلك يوم الإسكندرية والذي نفس كعب بيده ليقتلن هاحتى يبلغ الدم أرساغ الخيل.
45- حدثنا عبد الرحمان، حدثنا مطروح، حدثنا هانيء عن محمد بن عياض قال: قال كعب: في كتابالله الذي أنزله على موسى بن عمران عليه السلام أن من رابط في سبيل الله والإسكندرية ضحوة جعل الله له تاجا من ذهب فيه لؤلؤة تضيء ما بين المشرق والمغرب باطنها المسك والكافور والذي نفس كعب بيده أنه هكذا مكتوب في التوراة.
46- حدثنا أبو بكر بن محمد بن أحمد بن الحجاج //38// القروي قال حدثني حمزة حدثني محمد بن يزيد عن مالك بن يحيى عن معاوية بن يحيى عن الأوزاعي عن بلال بن سعيد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كبر على شاطيء البحر تكبيرة لايريد بها إلا وجه الله تعالى والدار الآخرة جعل الله له في ميزانه يوم القيامة صخرة أثقل من السماوات السبع والأرضين السبع وما بينهن وما تحتهن.
47- حدثنا أبو بكر بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن سوار البزاز حدثنا الأصبحي عن ضمام عن إسماعيل عن أبي قبيل أن عتبة بن أبي سفيان عقد لعلقمة بن سعيد العطيفي على الإسكندرية وبعث معه اثني عشر ألفا فكتب // 39// علقمة إلى معاوية يشكو إليه عتبة بن أبي سفيان حيث غرربه فوجه إليه معاوية بن أبي سفيان بعشرة آلاف من أهل الشام وخمسة آلاف من أهل الحجاز فكان في سبعة وعشرين ألفا بالإسكندرية.(1/15)
48- حدثنا عبد الرحمان، حدثنا مطروح، حدثنا أصبغ بن الفرج القرشي حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة أن علقمة بن يزيد القطيفي كان على الإسكندرية ومعه اثنا عشر ألفا فكتب إلى معاوية أنك جعلتني بالإسكندرية وليس معي الإثني عشر ألفا يكاد يرى بعضنا بعضا من القلة فكتب إليه أني قد أمددتك بعبد الله ابن مطيع في أربعة آلاف مسكين بأئمة // 40// خيولهم متى ما يبلغهم عنك فزع يغيرون إليك.
49- حدثنا عبد الرحمان، حدثنا مطروح، حدثنا أصبغ، حدثنا ابن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أنه قال: فتح عمرو بن العاص الإسكندرية فسكنها المسلمون في رباطهم ثم غزوا فابتدروا فكان الرجل يأتي المنزل الذي كان فيه صاحبه قبل ذلك فيبتدره فيسكنه فلما غزوا قال عمرو بن العاص إني أخاف أن تخرب هذه المنازل إذا كنتم تفادونها فلما كان عند الكريون قال: سيروا على بركة الله وعونه فمن ركز رمحه فهي له ولبني أبيه فكان الرجل يدخل الدار فيركز رمحه في منزل منها ثم يأتي آخر فيركز رمحه في بعض بيمت الدار // 41// فكانت الدار تكون لقبيلتين وثلاث فكانوا يسكنونها حتى إذا قفلوا سكنها الروم وعليهم برمتها فكان يزيد بن أبي حبيب يقول لايحل لأحد بيعها ولايورث شيء منها إنما كانت لهم يسكنونها. قال: فلما كان قتالهم الآخر قدمها منوريل الخصى فأجابه أهل الإسكندرية وغلقوها وعليها سورها فحلف عمرو بن العاص لئن أظهره الله عليهم ليهدمن بقية سورها حتى تكون مثل الزانية تؤتى من كل ناحية فقاتلوا قتالا شديدا فأظهر الله المسلمين عليهم فهدم عمرو سورها كله. قال يزيد وكان عثمان قد عزل عمرو ابن العاص عن مصر وجعل عبد الله بن // 42// سعد فلما أتت الروم الإسكندرية سأل عثمان أهل مصر أن يبقى عمرو بن العاص عليهم حتى يفرغ من قتال الروم فإن له معرفة في الحرب وهيبة في العدو ففعل حتى هزمهم الله على يد عمرو بن العاص فأراد عمرو أن يكون على(1/16)
الحرب وعبد الله بن سعد على الخراج فقال له عمرو أنا كماسك البقرة بقرنيها وآخر يحلبها فاني عليه عمرو بن العاص فولى عبد الله بن سعد مصر.
50- حدثنا عبد الرحمان، حدثنا مطروح، حدثنا أصبغ، حدثنا ابن وهب قال: أبرني الليث بن سعد عن موسى بن علي عن أبيه عن عمرو بن العاص أنه افتتح //43// الإسكندرية الفتح الأخير عنوة في خلافة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - بعد موت عمر - رضي الله عنه -.
51- حدثنا عبد الرحمان، حدثنا مطروح، حدثنا أصبغ، حدثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن عوف عن خطاب أنه قال: القريات من مصر ضمنهم أم دينار وغيرها وإن عمرو بن العاص يأمره أن يخبرهم فإن دخلوا في الإسلام فذلك وإن كرهوا فارددهم إلى قراهم.(1/17)
52- حدثنا عبد الرحمان، حدثنا مطروح، حدثنا أصبغ، حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب // 44// أن المقوقس الرومي الذي كان ملكا على مصر صالح عمرو بن العاص على أن يسير من الروم من أراد أن يسيره ويقر من أراد الإقامة من الروم على أمر قد سماه وأن يعرض على القبط دينارين عن كل رجل منهم فبلغ ذلك هرقل ملك الروم فسخط أشد السخط ثم أنكر ذلك أشد الإنكار فنفر الجيوش فغلقوا الإسكندرية وآذنوا عمرو بن العاص بالحرب فخرج إليه المقوقس فقال: أسألك ثلاثا قال: وما هن قال: لاتبذل للروم مثل الذي بذلت لي فإني قد نصحت لهم واستفوا نصيحتي ولاتنقض بالقبط فإن النقض لم يأت من قبلهم وأدني من ذين إذا //45// أنا مت فادفني في أبي يحنس فقال: وهذه أهونهن. وكانت قرى مصر قد استبوا منها قرية يقال لها بكر ميت وقرية يقال لها الحنش وقرية يقال لها سلطيس فوقع سباياهم بالمدينة وغيرها فرد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أهل الحنش إلى قراهم وصيرها وجماعة القبط وقاتل عمرو بن العاص - رضي الله عنه الروم حتى فتح الإسكندرية عنوة ... بغير عهد ولا عقد هي كلها صلحا في قول ابن أبي حبيب إلا الإسكندرية.
53- حدثنا عبد الرحمان، حدثنا مطروح، حدثنا أصبغ بن الفرج، حدثنا ابن وهب // 46// قال: أخبرني الليث بن سعد عن زهرة ابن معبد قال: قال لي عمر بن عبد العزيز أين تسكن من مصر قلت أسكن الفسطاط قال لي فأين أنت من الإسكندرية قال: عزمت عليك لتسكن الإسكندرية يا أبا عقيل قال: ما على الأرض بلدة أحب إلي أن يكون قبري بالإسكندرية , قال الليث كنا نعود أبا عقيل وهو شديد المرض ونحن خائفون عليه فأتيناه غداة من ذلك فقال: رأيت الليلة عمر بن عبد العزيز فقال لي أين تسكن يا أبا عقيل فقلت بالإسكندرية منذ عزمت علي فقال: أبشر بما يسرك في دنياك //47 // وآخرتك مرتين فقلت له الحمد لله أما أنت فقد بشرك بأن لك الجنة.(1/18)
54- حدثنا عبد الرحمان، حدثنا مطروح، حدثنا أصبغ، حدثنا الليث بن سعد أن عمارة بن غزية قال: جعلت أذكر له بيعة الإسكندرية وحالها ومحاربها فقلت له فتصلي في المحارس فقال: وما شأن الصلاة في المحارس إنما نبتغي الحرس ينكر الصلاة في الحرس يرى أن الحرس أفضل من الصلاة في معنى ما قال.
55- حدثنا الحسين بن جعفر السعدي حدثنا عمران بن موسى بن حميد، حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا يعقوب الزهري عن حميد الخراط عن محمد بن كعب القرظي // 48// قال: إرم ذات العماد الإسكندرية.
56- حدثنا عثمان بن سفيان القرظي، حدثنا عبد الرحمان بن معاوية، حدثنا أحمد بن عمر، حدثنا يوسف بن يعقوب المدني، حدثنا محمد بن رشيد عن جابر بن سعيد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: وكان قد لقبه بالشام قال: من أين جئت قال: من الإسكندرية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المقيم بها ثلاثة أيام من غير رياء كمنزلة من عبد الله تعالى سبعين ألف سنة ما بين الروم والعرب.
57- حدثنا أحمد بن عبيد، حدثنا محمد بن عبيد الله بن الفضيل، حدثنا محمد بن // 49// المصفى، حدثنا سويد بن عبد العزيز عن ابن وهب عبيد الله بن عبيد عن مكحول عن خالد بن سعدان عن عتبة بن المنذر السلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انتاط عدوكم وكثرت الغرائم واستحلت الغنائم فخير جهادكم الرباط.
58- حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن حامد بن الأزرق، حدثنا محمد بن إبراهيم بن عبد الله الدئلي بمكة، حدثنا محمد بن صالح، حدثنا الحارث بن عمير عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أجر الرباط فقال: من رابط حارسا //50// من وراء المسلمين كان له مثل خلف عن أجر من صام وصلى.(1/19)
59- حدثنا أحمد بن عبيد الحمصي، حدثنا موسى بن عيسى بن المنذر، حدثنا ابن المبارك الصوري، حدثنا يحيى بن حمزة، حدثنا يزيد بن مريم، حدثنا شبابة بن رفاعة بن خديج قال: أخبرني عابد بن رافع بن خديج قال: أخبرني أبو عيسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما إغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسها النار أبدا.
60- حدثنا هارون بم محمد بن هارون الموصلي، حدثنا أبو بكر يعني عبد الرحمان بن القاسم بن الرؤاس، حدثنا هشام // 51// بن عمار، قال: حدثنا أبو عمارة عن ابن عمار عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لايزال الجهاد حلوا خضرا ما أمطرت السماء وأنبتت الأرض وسينشأ إنشاء من قبل المشرق يقول لاجهاد اليوم ولارباط أولئك هم وقود النار. يوم في سبيل الله خير من عتق ألف رقبة ومن صدقة أهل الدنيا جميعا.
61- حدثنا أحمد بن عبيد، حدثنا محمد بن جعفر بن يحيى بن رزين العطار، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا يحيى بن حمزة عن المطعم بن المقدام الصنعاني عن الحسن بن أبي الحسن البصري أن معاوية // 52// ابن الحنظلية حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها ومن ربط فرسا في سبيل الله كانت النفقة عليه كالماد يده بالصدقة لايقبضها.
62 - حدثنا علي بن منصور الطيبي، حدثنا محمد السوسي بسوس الأقصى، حدثنا شجرة بن عيسى عن ابن أبي كريمة عن مسرح عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:كل ميت يختم على عمله إلا المرابط فإنه يجري عليه أجر عمله حتى يبعثه الله. // 53//(1/20)
63 - حدثنا أبو يوسف يعقوب بن المبارك، حدثنا عمر بن أحمد، حدثنا يوسف بن عدي، حدثنا عبد الله بن إدريس عن مصعب بن ثابت عن عبد الله بن الزبير قال: قام عثمان بن عفان - رضي الله عنه - على المنبر فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: حرس ليلة في سبيل الله تعالى أفضل من ألف ليلة يقوم ليلها ويصوم نهارها.
64- حدثنا أبو بكر بن محمد بن أحمد بن خروف، حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن جعفر الإسكافي في منزله بالعسكر، حدثنا زهير بن عباد، حدثنا أبو الصلت عن زياد بن كثير عن // 54 // عنبسة عن مكحول عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رابط اثني عشر يوما في سبيل الله فليجتهد عباد المسجد أن يدركوا أفضل ما أعطاه الله ومن رابط أربعة وعشرين يوما أعطاه الله أجر الشهيد المتشحظ في دمه ومن رابط ثمانية وأربعين يوما سلم وغنم فإن مات حعل الله روحه في حواصل طيور خضر تسرح في الجنة حيث شاءت ونادى إلى قناديل معلقة تحت العرش ولم يدركه بعد ذلك ذنب إلا من خرج من الجماعة أو قتل نفسا مؤمنة فإن الله سبحانه وتعالى حرم الجنة على القاتل والأمرق ومن //55 //إغتاب غازيا في أهله نصب له يوم القيامة الميزان فيقال له خذ من حسناته ما شئت فأظنكم.
65- حدثنا أحمد بن عبيد الحمصي، حدثنا مويى بن عيسى بن المقدر، حدثنا علي بن عياش، حدثنا الليث، قال: حدثني أيوب بن موسى بن سعيد بن العاص عن مكحول الدمشقي عن شرحبيل بن السمط عن سلمان الفارسي أنه وجد شرحبيل مرابطا بحمص فقال له: ما تصنع ههنا يا شرحبيل فقال أرابط في سبيل الله تعالى قال: إن كنت صادقا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: رباط يوم وليلة في سبيل الله تعالى // 56// خير من صيام شهر وقيامه فإن مات جري عليه عمله الذي كان يعمل وأجري عليه رزقه وأمن من الفتان.(1/21)
66 - حدثنا محمد بن علي بن سلامة، حدثنا محمد يعني أبا جعفر بن الحصين بن الوزير، حدثنا إسماعيل يعني ابن عبادة، حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تقلد سيفا ليلة جمعة في سبيل الله مرابطا لايريد بذلك إلا وجه الله تعالى ثم مات بعد سنتين كتبه الله مرابطا.
أنشدنا الشيخ الحسين بن عمر قال: أنشدني عبد الرحمان بن عبيد قال: // 57 // أنشدني مطروح بن محمد بن ساكن شعر
أحبوا الخيل واصطبروا عليها
…فإن العز فيها والجمالا
إذا ما الخيل ضيعها رجال
…ربطناها فشاركت العيالا
نقاسمها المعيشة كل يوم
…ونكسوها البراقع والجلالا
بسم الله الرحمان الرحيم(1/22)
دل الحديث الصحيح بمفهومه أن صلاة المرابط ببلد الرباط بألفين صلاة وخمس وعشرين صلاة وعن محمد بن خزيمة عن أبيه أنه قال: سمعت ذلك فقصدت المرابطة بالمحرم بالإسكندرية من شهور سنة ستين وخمس مئة في زمن // 58 / / ولاية السيد أيوب الكردي - رحمه الله - فأتيت إليها فنظرت بياضها لامعا رأيته من أربعة وعشرين ميلا عند الصباح، فلما وصلت المدينة وجدت الباب الشرقي منها مفتوحا باله صغير مصفح بالحديد يصعد المدينة منه بقنطرة من خشب وعند آخر النهار تشيله البوابون بالآلات فطلبت الدخول للمدينة فمنعت من ذلك إلى ثلاثة أيام فإذا أنا بخندق ملآن بالماء محيط بالمدبنة عرضه عشرة أذرع وبه صيادون يصطادون السمك فقلت للبوابين بالمدينة أريد الدخول فقال كبيرهم ألا نستشير الملك وأوقفت بين يديه فإذا هو رجل كبير السن //59// فسلمت عليه فرد السلام وقال لي ما أسمك فقلت محمد بن عبد الوهاب فقال: وما كنيتك؟ فقلت أبو خزيمة فقال وما هي بلدك فقلت خراسان فقال: في أي شيء جئت فقلت أيها الملك المهاب سمعت أن كل من رابط بالإسكندرية له من الأجر كذا وكذا فطلبت المرابطة بها فتركني واقفا وبيده قرطاس وسألني ثانيا فرددت عليه ذلك وسألني ثالثا فرددت عليه ذلك فناداني رابعا أزعجني بصوته وقال لي تريد المرابطة فقلت نعم فحملني الخدام إلى محل فيه فرش ورتب لي طعاما وشرابا مثل العسكر ولازالوا //60// يمثلوني بين يدي الملك ثلاثة أيام ويسألوني كل يوم أربع مرات فيرد عليه مقالتي الأولى ثم بعد ذلك قال لي أتريد المربطة فقلت له نعم فقال لي إن بالمدينة ثلاث مئة وستين أميرا تحت يد كل أمير ثلاث مئة وستون نفرا وكل أمير له يوم وليلة يحرس حول المدينة فسأل عن أمير النوبة فأحضر بين يديه فسلمني إليه فكتبني في دفتر وسلمني ترسا تساوي في ثمنها مئة دينار وسيفا هنديا ورمحا خطيا فلما أن صلى الأمير العصر جهز الخيل وشد الرحال وسلاحاتها وأسنتها وخرجنا من عند باب(1/23)
الملك لابسين الزرد والخرد وآلة الحرب // 61 // وكتبته يكتبون في العساكر كل أحد بإسمه إلى أن كتبوا ثلاث مئة وستين رجلا كلهم راكبون الخيول فخرجنا ولازلنا بالمدينة دابرين إلى الصباح فضربت طسطخانة الملك فدخلنا فتفدونا وكتبونا ثانيا وفي كل يوم يفعلون بكل أمير كذا على عدد أيام السنة فكان يخص كل أمير في السنة تربة واحدة وكنا نزور الأولياء ونتعاهد المساجد فرأيت بها ثمان مئة مسجد محرابا وذكر لنا أنه كان بالمدينة اثني عشر ألف محراب وبها مئة وتسعون خطبة وفي كل ولي وظيفة في يوم معين وأزقة المدينة مفروشة بالرخام الهيصمي عالية البناء // 62 // شديدة البياض لاتبطل العمارة من أسوارها على الدوام وكل خراج يأتي إلى الملك يأمر بصرف ثلاثة في عمارة السور بها ثلاث مئة وستون قلة مبيضة مرسومة بماء الذهب بإسم الملك وكل وزير للملك قلته مبيضة بالزلط الهيصمي وكانت قلة الملك في الجانب البحري وبها باب يفتح شرقيا وآخر قبليا وعلى الباب القبلي عامودان مربعان من الزلط الأحمر مصور عليها أرهاط وشخوص ملوك كل عامود منها سبعون ذراعا وهما متساويان في طولها بينها فسحة طولها سبعون ذراعا وهما متساويان في طولها بينهما فسحة طولها سبعة عشر ذراعا وعليها شبكة من نحاس.
وذكر لنا بعض الإخوان أنه كان في سابق // 63 // الزمان استخدام الصور المنقوشة على العامودين إذا أتى عدد على المدينة يرى كل صورة يصعد إليها من البحر صورتها فيكثروا الصراخ في جانب البحر فتعرف الناس بذلك وبين العامودين حوض من الزلط الأسود منقوش عليها شخوص وأرهاط ومراكب ودواب وأشكال على صفات مختلفة وهو مغطى مسبوك عليه بالرصاص. وكان إذا أتى المدينة عدو يفور من الحوض ماء وتنظر إلى الحوض فترى كل صورة في الحوض صفتها طالعة إلى البحر.(1/24)
وذكروا أن الحوض كان به مدفونا // 64 // حكيمه الذي احتكمه فلما أخذت المدينة من أهريقل أرسل جاسوسا في صفة راهب بأموال كثيرة ودخل إلى المدينة وتوصل إلى ملكها فقال له: إن بالحوض ذخيرة من ذخائر الحكماء وحسن له فتحه ففتحه الملك فبطل استخدامه.
وذكروا أيضا أن بقرب كرم إيماس وجامع السلسلة بحري طرف الكرم قصر مغلق وعليه غلق كبير فلم أزل أسأل عن ذلك قال بعضهم أنه كان به رصد الأتربة كل من رمى على بابه كناسة يصبح يراها على كرم إيماس فلا يزال الملعون جاسوس أهريقل يحسن للملك فتح ذلك المكان فأمر بفتحه ففتح فوجد به مكنسة من نحاس // 65 // على زلطة سوداء فلما أن فتح بطلت حركة ذلك.
وباب المدينة الشرقي الذي يسمى باب محمد صلى الله عليه وسلم كان سكنى للوزير الكبير فنام ليلة فرأى في منامه أن بالباب شهداء استشهدوا بالوقعة ودفنوا به فشكوا من دوس النعال فلما أصبح الصباح ذكر ذلك للملك فأمر بسده ويفتح باب الأخضر الكبير وكان الملك يعمل به مولدا في كل ليلة جمعة والباب الغربي الذي قتل فيه ابن الملك أهريقل ذكر أن بها من المسلمين ألف وأربع مئة شهيد.
وأما الباب الثاني فهو لوزيره الثاني// 66// فكنا ليلة تكون نوبتنا نسمع مجالس الذكر كضجيج الحج فنظن أن الوقعة بالمدينة. وبها مئة وثمانون مدرسة لطلب العلم حتى كان بالمدينة حطابون تكتب على الفتاوى ولاترى في المدينة ترابا ولاحصوة ولايعلوها دخان.
وفي كل عام تأتي مركب من أهريقل للمدينة بها مئة صبط حاملين الزلط الأسود منكسين الرؤس يرصدونها بداخل الصور ومعهم هدايا وذلك كله لأجل زيارتهم كنيسة ولد أهريقل التي قتل بها وهي بوسط البلد ولها شهرة بعمارتها وبنائها بقرب مسجد يقال له قيلولا في الصف القبلي يصعد إليه بسلم من // 67// هيصم وهو مشهور بكثرة العلماء وبها مسجد بابن عرف به ستون شهيدا دفنوا به.(1/25)
وبها مسجد في الجانب الغربي يسمى بالعمري وآخر لابن عرف وآخر بالباب الشرقي يسمى بالفخرية به ستون من طلبة العلم.
وبالمدينة من الجانب البحري سبع محارس عالية البناء بها رماة ترمى بالقسي يرمي أحدهما على سبعة أميال.
وفي الجانب الغربي باب يسنى بال البركة وباب الخضر عليه السلام يزوره الملك طل يوم جمعة ويتصدق فيه بخير كثير والجامع الكبير يسمى بجامع الغرباء به ثلاث مئة مجاور لطلب العلم وفي ركنه البحري منزل عمرو بن العاص لما //68// رمي بالمنجنيق حين أخذت المدينة.
وبظاهر المدينة مسجد يعرف بجامع السارية بجانبه عمود كبير وآخر صغير.
وذكروا أن العامود إشارة كنز وكان الملك في زمن الشتاء وزمن الزهوريات يأمر بنصب الصيوان تحت العامود الكبير ويخرج الملك وينصب البيارق على الأسوار خضر وبيض وحمر ومفترجات ويأمر الملك في ذلك الوقت بفتح الخليج وتنظيفه حتى يبان قاعه لأنه مرخم بالهيصم.
وفي زمن النيل تجيء المراكب فيه وتطلع الناس للفرجات والبيع والشراء والتنزه إلى أيام عديدة.
وبأبواب مساجدها قناديل معلقة // 69 // حتى إذا كان الليل يحتاج أحد إلى شيء وقع منه يراه.
وظاهر المدينة من الجانب البحري على خمسة أميال منارة في البحر خراب بها سبع عقود أسفلها تعلوها خمسة عقود تعلوها ثلاثة عقود يعلوها عقد واحد طول كل عقد من العقود الأولى يبعة وعشرون ذراعا بذراع العمل وعرضه كذلك، وفي وسطه منارة مربعة الأركان يصعد إليها بتسعة وتسعين سلما كل سلم أربعون ذراعا وعرضه كذلك من النحاس الأصفر منقوش عليه شخوص وأرهاط لكل بال منهم ثلاثة لوالب إذا فرك يسمع لها دوي كالرعد وخلف الأبواب الأربعة مرآة من //70 // هانبذان مزينة بالذهب وفوقها علم من فضة يدور معها أينما دارت.(1/26)
فإذا كانت الشمس شرقا أو غربا تدور بالآلات إلى ناحيتها فيرى من فيها من قابلها من مسيرة ثمانية آلاف ميل مكتوب عليها ذلك ولكن وجدناها معطلة باقية على تلك الصورة.
وذكروا أن سبب تعطيلها أن ولد هرقيل لما أتى إلى الثغر عند الوقعة المعروفة بأهرقيل ومان لما تحول المرآة إلى ناحية فيرى ما يجري في المدينة وكان أهرقيل أوصى لولده وقال له إذا كان القتال دور المرآة نحوي لأرى ما أنت فيه فلما وصل المدينة أعلم الخانذار بذلك فلما وقع الحرب قتل ابن هريقل // 71 // وأسر قومه فبطل الخانذار حركتها وفر هاربا وكنا نتفرج على ذلك وأقمت بها أربعين سنة كأنها أربعين يوما فيالها من مدينة بها حدائق وماء رائق وأهلها للخير فاعلين لاتبطل القراءة منها ولاطلب العلم لاليلا ولانهارا إيمانا ساطعا ونورا لاوعا بها أولياء أسرارهم واضحة وكرامتهم باهرة وأقوالهم صحيحة أعاد الله علينا من بركاتهم ونفعنا بمددهم أجمعين.
تمت فضائل الإسكندرية بحمد الله وعونه وحسن توفيقه والحمد لله وحده.
تم استنساخ هذا الكتاب في يوم السبت //72 // الثالث عشر من شهر ربيع الأول سنة سبع وستين وثلاث مئة وألف هجرية موافق للرابع والعشرين من شهر يناير سنة ثمان وأربعين وتسع مئة وألف ميلادية وذلك بقلم المعتمد على الفرد الصمد محمد قناوي محمد نقلا من النسخة المخطوطة المودعة بالمكتبة الأزهرية برقم 1374 آداب وفضائل.
وصلي الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.(1/27)