جزءان من أمالي
أبي مطيع محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز المصري
المتوفى سنة 497
الأول فيه (6) مجالس من أماليه
والثاني فيه (6) مجالس أخرى من أماليه
الأول فيه ستة مجالس من أمالي الشيخ الأديب أبي مطيع محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز المصري رضي الله عنه
رواية القاضي العالم أبي حنيفة محمد بن عبيد الله بن علي الخطيبي ، عنه
رواية أبي عبد الله محمد بن عماد بن محمد الحراني ، عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر برحمتك
1- أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن عماد بن محمد بن الحسين الحراني ، بقراءتي عليه بثغر الإسكندرية ، أنا الشيخ الفقيه الزاهد أبو حنيفة محمد بن قاضي القضاة عبيد الله بن علي بن عبيد الله الخطيبي ، قراءة عليه ، وأنا أسمع ، أنا الشيخ الأديب أبو مطيع محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز المصري ، بقراءة ، أبي نصر اليونارتي ، عليه وأنا أسمع ، في صفر سنة خمس وتسعين وأربعمائة ، نا الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، إملاء سنة عشر وأربعمائة ، نا أحمد بن محمد بن نصير ، نا أحمد بن عصام ، نا معاذ بن هشام ، حدثني أبي ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، أن نبي الله ، قال : " يخرج من النار من قال : لا إله إلا الله ، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة ، ثم يخرج من النار من قال : لا إله إلا الله ، وكان في قلبه من الخير ما يزن برة ، ثم يخرج من النار من قال : لا إله إلا الله ، وكان في قلبه من الخير أكثر ما يزن ذرة "(1/1)
2- نا الشيخ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، رحمه الله ، نا محمد بن علي بن دحيم ، نا أحمد بن حازم بن أبي غرزة ، أنا يعلى بن عبيد ، نا أبان بن إسحاق ، عن الصباح بن محمد ، عن مرة الهمداني ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم ، وإن الله تعالى يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ، ولا يعطي الدين إلا من يحب ، فمن أعطاه الله الدين فقد أدبه ، ولا والذي نفسي بيده لا يسلم أو لا يسلم عبد حتى يسلم أو يسلم قلبه ولسانه ، ولا يؤمن عبد حتى يأمن جاره بوائقه " قالوا : يا رسول الله ، وما بوائقه قال : " غشمه وظلمه ولا يكسب عبد مالا حراما فيتصدق منه فيقبل منه ، ولا ينفق منه فيبارك له فيه ، ولا بركة خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار ، إن الله تعالى لا يمحو السيئ بالسيئ ، ولكن يمحو السيئ بالحسن ، إن الخبيث لا يمحو الخبيث "
3- نا الشيخ أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي النقاش ، رحمه الله ، إملاء سنة عشر وأربعمائة ، أنا أبو محمد عبد الله بن خالد بن محمد بن رستم الرازي ، سنة ثلاث وأربعين ، وفيها مات ، نا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق ، نا محمد بن مرداس الأنصاري ، نا سالم بن نوح ، نا الفضل بن عيسى الرقاشي ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : إن العبد ليدعوه وهو عنه معرض ، ثم يدعوه وهو عنه معرض ، ثم يدعوه وهو عنه معرض ، ثم يدعوه الرابعة ، فيقول : " يا ملائكتي كم يدعوني عبدي وأنا عنه معرض " ، فيقبل الله عليه ، ويقول : " غفرت لك "(1/2)
4- نا أبو سعيد محمد بن علي ، رحمه الله ، نا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، نا جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ ، نا عبد الأعلى بن حماد ، نا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " إن رجلا زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله تعالى على مدرجته ملكا ، فلما أتى الملك قال له : أين تريد ؟ قال : أزور أخا لي في هذه القرية قال : هل له عليك من نعمة ؟ قال : لا ، إلا أني أحببته في الله قال : فإني رسول الله إليك ، إن الله أحبك كما أحببته " قال الشيخ أبو سعيد رحمه الله : صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رواه مسلم بن الحجاج ، عن عبد الأعلى ، ورواه عفان مثله ، وعبيد الله العيسي ، وحجاج بن المنهال ، عن حماد ، وانفرد مسلم برواية حماد بن سلمة دون البخاري
5- نا الشيخ أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن ، رحمه الله ، إملاء سنة خمس عشرة وأربعمائة ، ثنا أبو جعفر أحمد بن جعفر بن معبد ، نا عبيد بن الحسين ، نا موسى بن إسماعيل ، نا الربيع بن مسلم ، عن محمد بن زياد ، عن أبي هريرة ، قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم فخطب الناس ، فقال : " يا أيها الناس إن الله كتب عليكم الحج في مقامي هذا ، فقال رجل : يا رسول الله أفي كل عام أو مرة واحدة ؟ فقال : لو قلت في كل عام لوجبت ، ثم قال : إنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ، فإذا أمرتكم بشيء فخذوا منه ما استطعتم ، وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه " هذا حديث صحيح ثابت أخرجه مسلم ، عن أبي خيثمة ، عن يزيد بن هارون ، عن الربيع بن مسلم(1/3)
6- نا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن ، ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، نا القاسم بن فورك ، نا عبد الله بن أبي زياد ، نا سيار بن حاتم ، نا موسى بن سعيد الراسبي ، نا هلال أبو جبلة ، عن أبي عبد السلام ، عن أبيه ، عن كعب . قال سيار : ونا جعفر ، عن عبد الجليل ، عن أبي عبد السلام ، عن كعب ، قال إن الله عز وجل قال : يا موسى بن عمران إني افترضت الصيام على عبادي , وهو شهر رمضان ، يا موسى بن عمران ، إنه من وافى القيامة وفي صحيفته صيام رمضان فهو من المخبتين , ومن وافى بعشرين فهو من الأبرار , ومن وافى بثلاثين رمضان فهو من أفضل الشهداء عندي , يا موسى في رمضان ، إني أمرت حملة عرشي أن يمسكوا عن العبادة إذا دخل شهر رمضان , وأن كلما دعا صائموا رمضان يقولوا آمين , وإني آليت أن لا أرد دعوة صائمي شهر رمضان ... وذكر الحديث
7- نا الشيخ أبو محمد عبد الله بن محمد بن عقيل الباوردي ، رحمه الله ، قراءة عليه في شهر رمضان ، سنة ست عشرة وأربعمائة ، نا أبو بكر أحمد بن سليمان النجاد الفقيه ، نا محمد بن مسلمة الواسطي ، نا يزيد بن هارون ، نا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "
8- نا القاضي أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن سعيد الرازي ، رحمه الله ، في ذي الحجة سنة ثمان عشرة وأربعمائة ، حدثنا أبو الحسن عبيد بن صالح المري ، نا محمد بن عبد الله ، نا يحيى بن يحيي ، نا الفضيل بن عياض ، عن سليمان ، عن مسلم بن صبيح ، عن مسروق بن الأجدع ، قال : قال أبو بكر الصديق ، : يا رسول الله ما أشد هذه الآية ؟ من يعمل سوءا يجز به ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أبا بكر ، المصائب والأمراض والأحزان في الدنيا جزاء له "(1/4)
9- نا الشيخ الإمام العارف أبو منصور معمر بن أحمد بن محمد بن زياد ، قراءة عليه ، سنة ست عشرة وأربعمائة ، نا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، نا محمد بن داود الصدفي المصري ، نا أحمد بن سعيد الفهري ، نا عبد الله بن إسماعيل المدني ، نا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن جده ، عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما أذنب آدم عليه السلام الذنب الذي أذنبه رفع رأسه إلى العرش ، فقال : أسألك بحق محمد إلا غفرت لي ، فأوحى الله تعالى إليه : " وما محمد ؟ ومن محمد ؟ فقال : تبارك اسمك لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوب : لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعلمت أنه ليس أحد أعظم عندك قدرا ممن جعلت اسمه مع اسمك فأوحى الله تعالى إليه يا آدم إنه آخر النبيين من ذريتك ، وإن أمته آخر الأمم من ذريتك ، ولولاه يا آدم ما خلقتك "
10- نا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن رحمه الله ، نا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد بن أسيد ، نا أبو بكر الأثرم ، نا موسى بن داود ، نا محمد بن خثيم ، عن إسماعيل بن زياد ، قال : مر علي بن أبي طالب على المساجد وفيها القناديل في شهر رمضان ، فقال ك نَوَّرَ الله على عُمَر قبره كما نَوَّرَ علينا مساجدنا .
آخر المجلس الأول(1/5)
11- قال أبو مطيع فيما قرئ عليه وأنا أسمع : حدثنا الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، إملاء سنة عشر وأربعمائة ، نا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم ، نا أبو العباس عبيد بن محمد بن يحيى بن مضاء الجوهري ، نا بكر بن يحيى بن زبان ، نا يعقوب بن مجاهد ، عن أبي الطفيل ، قال : أتيت حذيفة بن أسيد الغفاري ، فقلت له : سمعت اليوم عجبا ، قال : وما هو ؟ قال : سمعت ابن أم عبد ، يقول : الشقي من شقي في بطن أمه ، والسعيد من وعظ بغيره ، فأنكرت ذلك فقال له : وما تنكر من ذلك ؟ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه خمسة وأربعين يوما ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يبعث الله إليه ملكا فيقول : اكتب أجله ، ورزقه ، وعمله ، وشقي ، أو سعيد ثم يختم ذلك الكتاب فلا يزاد فيه ولا ينقص منه شيء إلى يوم القيامة "
12- نا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، نا أحمد بن كامل بن خلف ، نا عبد الله بن روح المدائني ، نا سلام بن سليمان المدائني ، نا سلام الطويل ، عن إسماعيل بن رافع ، عن خالد بن المهاجر ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ابن آدم عندك ما يكفيك ، فلم تطلب ما يطغيك ، لا بقليل تقنع ولا من كثير تشبع ، فإذا أصبحت آمنا في سربك ، معافى في بدنك ، معك قوت يومك فعلى الدنيا العفاء "(1/6)
13- نا الشيخ أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي النقاش ، رحمه الله ، إملاء في شوال سنة عشر وأربعمائة ، نا أبو بكر عمر بن أحمد بن القاسم الفقيه النهاوندي ، نا محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس ، أنا أحمد بن يونس ، نا أبو بكر بن عياش ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله ، قال : خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا ، وخط عن يمين ذلك خطا ، وعن شماله خطا ، ثم قال : " صراط الله المستقيم ، وهذه السبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه " ثم قرأ : " وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله "
14- نا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو ، رحمه الله ، نا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن علي العدل الدينوري ، نا عبد الله بن وهب ، نا محمد بن سعيد بن سلام العطار ، نا أبي ، نا سلمة بن وردان ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ آية الكرسي ، وقل هو الله أحد ، إحدى عشرة مرة في دبر صلاة الصبح لم يسلط الشيطان عليه في ذلك اليوم ، ولم يأت بذنب ، وإن جهد الشيطان "
15- نا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المزكي ، رحمه الله ، إملاء في رمضان سنة خمس عشرة وأربعمائة ، نا أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن يوسف ، نا عبد الله بن محمد بن النعمان ، نا عبد الله بن مسلمة ، نا سلمة بن وردان ، سمعت أنس بن مالك ، يقول : ارتقى النبي صلى الله عليه وسلم المنبر درجة ، فقال : " آمين ، ثم ارتقى درجة ، فقال : آمين ، ثم ارتقى الثالثة ، فقال : آمين ، وجلس فقال أصحابه : علام أمنت ؟ قال : إن جبريل عليه السلام أتاني فقال : رغم أنف من ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت : آمين ورغم أنف امرئ أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخل الجنة فقلت : آمين قال : ورغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له فقلت : آمين "(1/7)
16- نا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن ، رحمه الله ، نا محمد بن أحمد بن الحسين ، نا أحمد بن يحيى بن حمزة ، نا الحسين بن حفص ، نا هشام بن سعد ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة بابا يقال له : الريان ، يدعى له الصائمون ، من كان من الصائمين دخله ، ومن يدخله لم يظمأ أبدا "
17- نا الشيخ أبو محمد عبد الله بن محمد بن عقيل البارودي ، رحمه الله ، قراءةً عليه في شهر رمضان سنة خمسٍ وأربعمائة ، نا أبو بكر أحمد بن سليمان بن الحسن البخاري الفقيه ، ثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة ، ثنا يزيد بن هارون ، ثَنَا سُفْيَانُ بن سعيد ، عن عَاصِمُ ابْنُ أبي النجود ، عن زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ قال : قُلْتُ لِأُبَيٍّ بن كعب : أبا المنذر ، ما تقول في ليلة القدر ؟ فإِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ ، رضي الله عنه يَقُولَ : مَنْ يَقُمِ الْحَوْلَ يُصِبْها , فَقَالَ : يَرْحَمُه اللَّهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , والله إنه ليعلم أها في رمضان ، وَأَنَّهَا في لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ ، لكنه غمي عن الناس لكي لا يَتَّكِلوا ، وهي في الآية التي حدثنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فحَسَبنا وقَدَّرنا أنها لهي ما يستثني ، فقلت لَهُ : وما الآية التي ذكرت ؟ قَالَ : تَطْلُعُ الشَّمْسَ صَبِيحَةَ تلك الليلة وَلاَ شُعَاعَ لَهَا، قال : فكان زر إذا كان صبيحة تلك الليلة صعد المئذنة إذا صلى الغداة فنظر إليها كأنها طست تطلع لا شعاع لها .(1/8)
18- نا الشيخ الإمام العارف أبو منصور معمر بن أحمد بن محمد بن زياد الصوفي ، رحمه الله ، قراءة عليه سنة ست عشرة وأربعمائة ، حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، نا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، قال : حدثنا أبو عبد الله ، صاحب أبي هريرة اللحمي الشامي ، أن أبا هريرة أخبرهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يتجلى ربنا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر إلى السماء الدنيا ، فيقول : " من يدعوني فأستجيب له من يستغفرني فأغفر له من يسألني فأعطيه "
19- نا القاضي أبو عبد الله الحسين بن أحمد الرازي ، رحمه الله ، إملاء في ذي الحجة ، سنة ثمان عشرة وأربعمائة أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي ، نا سعيد بن محمد الجرمي ، نا عبد الله بن مصعب بن منصور بن زيد بن خالد ، عن علي بن الحسن ، عن أبيه ، عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة ، فهو معصوم إلى ثمانية أيام من كل فتنة تكون ، فإن خرج الدجال عصم منه "
20- نا الشيخ أبو الفضل محمد بن أحمد الكوكبي ، رحمه الله ، إملاء سنة عشر وأربعمائة ، نا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، نا أبو مسلم الكجي ، نا محمد بن عبد الله الأنصاري ، نا حميد الطويل ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " انصر أخاك ظالما أو مظلوما ، قلت : هذا أخي مظلوما ، فكيف أنصره ظالما ؟ قال : ترده عن الظلم ، فإن ذلك نصرة منك له "(1/9)
21- قال محمد بن عبد الواحد المقري ، وجدت في كتاب أن في نوادره يروي ، عن أحمد بن منصور بن يوسف العجلي المذكر ، قال : سمعت أبا يعقوب الطبري ، وكان أمينا ، قال : سمعت محمد بن إبراهيم العابد ، قال : سمعت سهل بن عبد الله التستري الحجي ، عن الحسن البصري ، رحمة الله عليه ، قال : سألت حذيفة بن اليمان ، عن الإخلاص ؟ قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإخلاص ؟ فقال : سألت الله عن الإخلاص ما هو ؟ قال : " سر من أسراري أودعه قلب من أشاء من عبادي "
22- قال أبو مطيع فيما قرئ عليه ، نا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، إملاء سنة عشر وأربعمائة ، نا أحمد بن عيسى الخفاف ، نا أحمد بن يونس الضبي ح ونا محمد بن علي بن دحيم ، نا أحمد بن حازم بن أبي غرزة الغفاري ، قالا : نا يعلى بن عبيد ، نا إسماعيل بن أبي خالد ، عن عبد الملك بن عمير ، وزبيد ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنه ليس شيئا يقربكم من الجنة ويباعدكم من النار إلا وقد أمرتكم به ، وإن الروح الأمين نفث في روعي ، أن لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها ، فاتقوا الله تعالى ، وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله ، فإنه لا يدرك ما عند الله إلا بطاعته "(1/10)
23- نا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، رحمه الله ، نا أبو علي أحمد بن الحسين بن أحمد البصري ، نا إبراهيم بن محمد بن الحسن بن شطن ، نا جعفر بن الأسود الأنباري ، نا يحيى بن عنبسة البصري ، نا بكر بن محمد بن سيرين ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قلت : يا رسول الله إنا إذا كنا عندك ، رقت قلوبنا وزهدنا في الدنيا ورغبنا في الآخرة ، فقال : " لو تكونون إذا خرجتم من عندي كما تكونون عندي لزارتكم الملائكة ، ولصافحتكم في الطرق ، ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون حتى تبلغ خطاياهم عنان السماء ، فيستغفرون الله فيغفر لهم على ما كان منهم ولا يبالي "
24- نا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي الحنبلي النقاش ، رحمه الله ، إملاء سنة عشر وأربعمائة ، أنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن جعفر بن حمدان الجنديسابوري ، نا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن شيرويه ، نا إسحاق بن موسي الأنصاري ، ثنا أنس بن عياض ، عن الحارث بن أبي ذباب ، عن يزيد بن هرمز ، وعبد الرحمن الأعرج ، سمعا أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " احتج آدم وموسى ، عليهما السلام ، فقال موسى ، عليه السلام : أنت الذي خلقك الله تعالى بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأسجد لك ملائكته ، وأسكنك جنته ، ثم أهبطت بخطيئتك إلى الأرض ، قال آدم عليه السلام : أنت موسى الذي اصطفاك الله تعالى برسالته وكلامه ، وأعطاك الألواح فيها تبيان كل شيء ، وقربك نجيا ، فبكم وجدت الله تعالى كتب في التوراة قبل أن يخلقني ذلك قال موسى عليه السلام : بأربعين عاما ، قال : فهل وجدت فيها : وعصى آدم ربه فغوى قال : نعم ، قال : أفتلومني على أن عملت عملا كتبه الله علي قبل أن يخلقني بأربعين عاما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فحج آدم موسى عليهما السلام " قال الشيخ أبو سعيد : صحيح رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن موسى(1/11)
25- نا الشيخ أبو سعيد محمد بن علي ، رحمه الله ، نا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن أبي عمرو التاجر ، نا أحمد بن عمرو البزار ، نا محمد بن المثنى ، وعمرو بن علي ، ومحمد بن معمر ، قالوا : نا أبو عتاب الدلال ، نا المختار بن نافع التميمي ، حدثنا يحيى بن سعيد بن حيان ، عن أبيه ، عن علي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رحم الله أبا بكر زوجني ابنته وحملني إلى دار الهجرة وأعتق بلالا من ماله ، ورحم الله عمر يقول الحق ، وإن كان مرا ، تركه الحق وما له من صديق ، رحم الله عثمان تستحييه الملائكة ، رحم الله عليا اللهم أدر الحق معه حيث دار " قال الشيخ أبو سعيد قال أبو بكر : لا نعلمه يروى هذا إلا عن علي ، عن النبي
26- نا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المزكي ، رحمه الله ، قراءة عليه في ذي الحجة من سنة سبع عشرة وأربعمائة ، نا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، نا أحمد بن عصام ، نا أبو عاصم ، عن ابن جريج ، أخبرني عطاء ، عن أبي صالح الزيات ، أنه سمع أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله : " كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به ، والصيام جنة ، فإن كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله أحد ، فليقل إني صائم " فوالذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك ، للصائم فرحتان يفرحهما : إذا فطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح لصومه
27- نا الشيخ أبو بكر بن أبي علي ، رحمه الله ، نا محمد بن علي ، ثنا حامد بن البلخي ، نا سريج بن يونس ، نا إسماعيل بن جعفر ، نا عمرو بن أبي عمرو ، عن المقبري ، عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ، ورب قائم حظه من قيامه السهر "(1/12)
28- نا الشيخ أبو الفضل محمد بن عمر بن أحمد الكوكبي الأديب ، رحمه الله ، إملاء سنة عشر وأربعمائة ، نا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، نا علي بن الجعد ، نا يعلى بن مهدي ، نا عمران بن خالد الخزاعي ، عن ثابت ، عن أنس ، قال : دخل عمر ، على سلمان الفارسي ، فألقى له وسادة ، فقال : ما هذا يا أبا عبد الله ؟ فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " من دخل عليه أخوه المسلم فألقى له وسادة إكراما وإعظاما غفر الله له "
29- نا الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه ، رحمه الله ، قراءة عليه ، أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني اللخمي ، نا علي بن عبد المعز ، نا أبو عبيد القاسم بن سلام ، نا أبو معاوية ، وعمر بن عبد الرحمن الأبار ، كلاهما ، عن ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، رضي الله عنهما ، قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بثوبي أو ببعض جسدي ، ثم قال : " يا عبد الله كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ، وعد نفسك في أهل القبور " قال ابن أبي سليم : قال مجاهد : قال لي ابن عمر : يا مجاهد إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء ، وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح ، خذ من حياتك قبل موتك ، ومن صحتك قبل سقمك ، فإنك يا عبيد لا تدري ما اسمك غدا(1/13)
30- نا الشيخ الإمام العارف أبو منصور معمر بن أحمد بن محمد بن زمل ، رحمه الله ، قراءة عليه ، سنة ست عشرة وأربعمائة ، نا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، نا أبو يزيد القراطيسي ، نا أسد بن موسى ح ونا علي بن عبد العزيز ، نا حجاج بن المنهال ، قالا : نا حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن صهيب ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا دخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، نادى مناد يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه ، فيقولون : ما هو ؟ ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا ، وأدخلنا الجنة ، ونجانا من النار ، فيكشف الحجاب عنه ، فينظرون إلى وجهه ، والذي نفسي بيده ما أعطاهم الله تعالى شيئا أحب إليهم من النظر إليه "
31- أنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن عمر ، عن محمد بن سعيد الرازي ، رحمه الله ، إملاء في ذي الحجة سنة ثمان عشرة وأربعمائة ، أنا أبو القاسم موسى بن محمد بن جعفر بن عرفة السمسار ، ببغداد ، نا أبو عقبة جبير بن محمد بن الواسطي ، نا سعيد بن أيوب ، ثنا أسباط بن محمد ، عن سفيان ، عن يعلى بن عطاء ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا "
32- نا أبو بكر بن أبي علي ، أنا أحمد بن القاسم بن الريان المصري ، نا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط الأشجعي ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
إذا اشتملت على اليأس القلوب فضاق لما به الصدر الرحيب
وأوطأت المكاره واطمأنت وأرست في أماكنها الخطوب
ولم تر لانكشاف الضر وجهاً ولا أغنى بحيلته الأريب
أتاك على قنوط منك غوث يجيء به القريب المستجيب
وكل الحادثات إذا تناهت فموصول بها الفرج القريب
آخر المجلس
مجلس آخر(1/14)
33- قال أبو مطيع فيما قرأت عليه : نا الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، رحمه الله ، إملاء سنة عشر وأربعمائة ، نا إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطيبي ، نا الحارث بن محمد التميمي ، نا عثمان بن عمر بن فارس ، عن يونس بن يزيد ، عن الزهري ، وسالم ، عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله الكتاب فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ، ورجل آتاه الله مالا فهو يتصدق به آناء الليل وآناء النهار "
34- نا الشيخ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، رحمه الله ، نا أبو محمد ميمون بن إسحاق بن الحسن الحنفي ، وأحمد بن محمد بن زبان ، قال : نا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، نَا أَبُو بَكْر بن عياش ، عن عَاصِمٌ ، عَنْ زِرِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عز وجل نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ ، فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ ، فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ ، وَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِه ، فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِه ، فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ ، فَمَا رَأَى الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا ، فَهُوَ عِنْدَ اللهِ حَسَنٌ ، وَمَا رَآه الْمُسْلِمُونَ سَيِّئًا فَهُوَ عِنْدَ اللهِ سَيِّئٌ.(1/15)
35- نا الشيخ أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي النقاش ، رحمه الله ، إملاء سنة عشر وأربعمائة بباب عمرو بن راشد ، نا محمد بن عبد الله الشافعي ، نا أحمد بن زياد بن مهران المعدل ، نا أحمد بن يونس ، نا أبو شهاب ، عن عمرو بن قيس ، عن ابن أبي مليكة ، أن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ائتوني بدواة وكتب حتى أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ، ثم ولانا قفاه ، ثم أقبل إلينا ، فقال : أبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر "
36- نا أبو سعيد محمد بن علي ، رحمه الله ، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ممشاذ بن زيد القارئ ، نا أحمد بن عمرو البزار ، نا سعيد بن يحيى ، نا أبو بكر بن عياش ، عن عاصم ، عن زر بن حبيش ، أن عمر بن الخطاب ، خطب بالجابية ، فقال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كقيامي فيكم ، ثم قال : " أحسنوا إلى أصحابي ، ثم الذين يلونهم ، ومن أحب بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة ، فإن الشيطان مع الواحد ، وهو من الاثنين أبعد ، ومن سرته حسنته ، وساءته سيئته فهو مؤمن "
37- نا الشيخ أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المزني ، قراءة عليه في صفر سنة تسع عشرة وأربعمائة ، نا فاروق بن عبد الكبير ، نا عبد الله بن محمد بن أبي قريش ، نا سهل بن بكار ، نا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن عبد الرحمن بن أبي بكر ، عن أبيه ، قال : قلت : يا رسول الله : من خير الناس ؟ قال : " من طال عمره وحسن عمله قال : قلت : فمن شر الناس ؟ قال : من طال عمره وساء عمله ، ثم تلا هذه الآية ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين "(1/16)
نا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن ، رحمه الله ، نا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، نا أبو العباس أحمد بن يونس الضبي ، نا يعلي بن عبيد ، نا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطاء ، في قوله جل ثناؤه { أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } قال : أولوا العلم والفقه ، وطاعة الرسول الكتاب والسنة .
38- نا الشيخ أبو الفضل محمد بن عمر بن أحمد الكوكبي الأديب ، رحمه الله ، إملاء سنة عشر وأربعمائة ، نا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، نا أبو يزيد القراطيسي ، نا أسد بن موسى ، نا أيوب بن عتبة اليمامي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاث من كن فيه فهو منافق ، وإن صلى وصام ، وزعم أنه مسلم : من إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان "(1/17)
39- نا الإمام العارف أبو منصور معمر بن أحمد بن محمد بن زياد ، قراءة عليه سنة ست عشرة وأربعمائة ، نا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي رحمه الله ، نا ميسر الصنعاني ، نا أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ أَبِي العَالِيَةِ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قال : " جاء الْمُشْرِكونَ إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالوا : يا محمد انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى : {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ} قال : َالصَّمَدُ : الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُولَدُ إِلاَّ سَيَمُوتُ ، وَلَيْسَ شَيْءٌ يَمُوتُ إِلاَّ سَيُورَثُ ، وَإِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى لاَ يَمُوتُ وَلاَ يُورَثُ : {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} قَالَ : لَمْ يَكُنْ لَهُ شَبِهٌ وَلاَ عِدْلٌ وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ " . قال : لا يُروى هذا الحديث عن أبي بن كعب رضي الله عنه إلا بهذا الإسناد ، تفرد به محمد بن ميسرة ، وكان ثقة .
40- نا الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه ، رحمه الله ، نا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، نا علي بن عبد العزيز ، نا أبو عبيد القاسم بن سلام ، نا إسماعيل بن جعفر ، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر ، عن عطاء بن يسار ، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذا ، إلى اليمن ، فقال معاذ ، يا رسول الله ، أوصني قال : " اتق الله ما استطعت ، واذكر الله عند كل شجر وحجر ، وإذا عملت سيئة فأحدث عندها توبة ، السر بالسر ، والعلانية بالعلانية "(1/18)
41- أنا الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي عمر بن قيصر ، قراءة عليه في ربيع الأول سنة سبع عشرة وأربعمائة ، نا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن سنين ، نا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي مطين ، نا ابن نمير ، نا خالد بن مخلد ، عن حمزة الزيات ، عن الأعمش ، عن مصعب ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فضل العلم أحب إلى الله من فضل العبادة ، وخير دينكم الورع "
42- نا أبو بكر بن أبي علي ، رحمه الله ، نا عبد الله بن جعفر ، نا أحمد بن يونس الضبي ، نا أحمد بن عيسى المصري ، نا رشدين بن سعد ، عن أبي الحسن الشامي ، عن أبي حازم ، عن ابن عباس ، رضي الله عنه ، قال : الكنز الذي مر به الخضر لوحٌ من ذهب فيه : بسم الله الرحمن الرحيم ، عجبت لمن يعرف الموت كيف يفرح ، وعجبت لمن يعرف النار كيف يضحك ، وعجبت لمن يعرف الدنيا وتحولها بأهلها كيف يطمئن إليها ، وعجبت لمن يؤمن بالقضاء والقدر ، وينصب في طلب الرزق ، وعجبت لمن يؤمن بالحساب كيف يعمل الخطايا ، لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
آخر المجلس
مجلس آخر
43- أنا الشيخ أبو مطيع ، قراءة عليه وأنا أسمع ، نا الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، إملاء سنة عشر وأربعمائة ، نا عبد الباقي بن قانع بن مرزوق ، نا جنيد بن حكيم ، وصالح بن مقاتل بن صالح ، قالا : نا أحمد بن جناب المصيصي ، نا عيسى بن يونس ، عن سفيان الثوري ، عن زبيد ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم ، وإن الله يعطي المال من يحب ومن لا يحب ، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب فمن ضن منكم المال أن ينفقه ويهاب العدو أن يجاهده ، والليل أن يكابده ، فليكثر من هؤلاء الكلمات : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، لا يضرك بأيهن بدأت "(1/19)
44- نا أبو بكر أحمد بن موسى ، رحمه الله ، نا محمد بن الحسن النقاش المقري ، نا يحيى بن ساسويه المروزي ، نا سويد بن نصر أبو الحسن المروزي ، نا عبد الكبير بن دينار الصانع ، نا أبو إسحاق ، عن الحارث ، عن علي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا عاد مريضا يقول : " أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت ، اللهم إني أسألك شفاء لا يغادر سقما "
45- نا الشيخ أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي النقاش ، رحمه الله ، إملاء سنة عشر وأربعمائة ، أنا أبو عبد الله أحمد بن جعفر بن سالم الفرساني ، سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وفيها مات ، نا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق ، نا محمد بن معمر ، نا المغيرة بن سلمة ، نا عبد الواحد بن زياد ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن زيد بن وهب ، عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة وإن زنى وإن سرق ، قال : وإن زنى وإن سرق ، وإن رغم أنف أبي الدرداء "
46- نا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو ، رحمه الله ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الديبلي ، بمكة في المسجد الحرام ، نا محمد بن علي بن زيد الصائغ ، نا سعيد بن يعقوب ، نا عبد الرحمن بن السفر الدمشقي ، نا الأوزاعي ، عن عطاء ، قال : حدثني ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ينزل الله على أهل المسجد مسجد مكة عشرين ومائة رحمة ستين منها للطائف ، وأربعين للمصلين ، وعشرين للناظرين " قال الشيخ أبو سعيد رحمه الله : لا أعلم أحدا رواه عن الأوزاعي ، عن عبد الرحمن ، وعنه سعيد بن يعقوب(1/20)
47- نا الشيخ الزكي أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المعدل ، رحمه الله ، قراءة عليه سنة ثمان عشرة وأربعمائة ، نا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، نا أبو الحسن هارون بن سليمان ، نا عبد الرحمن بن مهدي ، نا حماد بن زيد ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة ، إن فاطمة بنت أبي حبيش ، قالت : يا رسول الله إني أستحاض فلا أطهر ، أفأدع الصلاة ، قال : " إنما ذلك عرق ، وليس ذلك بالحيضة ، فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة ، وإذا أدبرت فاغسلي عنك أثر الدم وصلي "
48- نا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن ، رحمه الله ، قال : نا عبد الله بن جعفر ، نا أحمد بن عصام ، نا أبو داود ، نا عبد الملك بن ميسرة ، عن عطاء ، عن أبي هريرة ، قال : " أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن إن شاء الله تعالى ، صوم ثلاثة أيام من الشهر وركعتي الضحى ، وأن لا أنام إلا على وتر "
49- نا الشيخ أبو محمد عبد الله بن محمد بن عقيل الباوردي ، رحمه الله ، قراءة عليه في رمضان سنة خمس عشرة وأربعمائة ، نا أبو بكر أحمد بن سليمان بن الحسن النجاد الفقيه ، نا هلال بن العلاء الرقي ، نا أبي ، نا عمر بن حفص العبدي ، عن حوشب ، ومطر ، عن الحسن ، عن عمران بن حصين ، قال : أخذ النبي صلى الله عليه وسلم عمامتي من ورائي ، فقال : " يا عمران إن الله يحب الإنفاق ويبغض الإقتار ، فأنفق وأطعم ولا تصر صرا ، فيعسر عليك الطلب ، واعلم أن الله يحب البصر الناقد عند مجيء الشهوات ، والعقل الكامل عند نزول الشبهات ، ويحب السماحة ولو على تمرات ، ويحب الشجاعة ولو على قتل حية "(1/21)
50- نا الشيخ الإمام العارف أبو منصور معمر بن أحمد بن محمد بن زياد ، رحمه الله ، قراءة عليه ، سنة ست عشرة وأربعمائة ، نا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، نا بشر بن موسى ، نا الحسن بن موسى بن الأشيب ، نا حماد بن سلمة ، عن عطاء بن السائب ، عن مرة الهمداني ، عن عبد الله بن مسعود ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : عجب ربنا من رجلين : قام أحدهما عن وطائه ولحافه من بين حبه وأهله إلى صلاته ، فيقول الله : " انظروا إلى عبدي قام من وطائه ولحافه من بين حبه وأهله رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي " ورجل غزا في سبيل الله فانهزم فعلم ما عليه في الانهزام ، وما له في الرجوع فرجع حتى أهريق دمه ، فيقول الله تعالى : " انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي حتى أهريق دمه "
51- نا القاضي أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن سعيد الرازي ، رحمه الله ، إملاء في ذي الحجة ، سنة ثمان عشرة وأربعمائة ، أنا أبو الحسين طاهر بن محمد بن مهلويه النيسابوري ، بالري ، نا أحمد بن محمد بن الحسن ، نا عبد الرحمن بن بشر ، نا مالك بن سعير بن الخمس ، نا الأعمش ، عن عبد الملك بن عمير ، والمسيب بن رافع ، عن قداد ، قال : أملى علي المغيرة بن شعبة ، كتابا فذكر فيه أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول إذا قضى الصلاة : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد " قال : وسمعت أحمد بن الحسن ، يقول : وسمعت صالحا جزرة ، يقول : قدمت خراسان بسبب هذا الحديث حديث الأعمش عن عبد الملك بن عمير ، والمسيب بن رافع(1/22)
52- نا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه ، رحمه الله ، نا الإمام أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، نا علي بن عبد العزيز ، نا أبو عبيد القاسم بن سلام ، نا سعيد بن أبي مريم ، عن يحيى بن أيوب ، عن عبيد الله بن زحر ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم أبي عبد الرحمن ، عن أبي أمامة ، عن عقبة بن عامر رضي الله عنهما ، قال : لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقلت : ما النجاة ؟ فقال : " يا عقبة أملك عليك لسانك ، وليسعك بيتك ، وابك على خطيئتك "
53- قرئ على أبي مطيع ، رحمه الله ، نا الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، إملاء في داره سنة عشر وأربعمائة ، نا أحمد بن كامل ، نا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي ، نا بشر بن عبيد الدارسي ، نا عمار بن عبد الرحمن ، عن المسعودي ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله أمرني بمداراة الناس كما أمرني بإقامة الفرائض "
54- نا الشيخ أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي النقاش ، رحمه الله ، إملاء في مسجد عمرو بن راشد ، أنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الغازي ، بنيسابور ، نا يوسف بن عاصم الرازي ، نا سويد بن سعيد ، نا الوليد بن مسلم ، عن البختري بن عبيد ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا توضأتم فأشربوا أعينكم الماء في الوضوء ، ولا تنضحوا أيديكم ، فإنها مراوح الشيطان " قال أبو سعيد : لا أعلم أحدا رواه غير البختري ، عن أبيه ، وعنه الوليد(1/23)
55- أنا الشيخ أبو أحمد محمد بن عبيد الله بن هارون الكوكبي ، نا سليمان بن أحمد الطبراني ، نا المقدام بن داود ، ثنا أسد بن موسى ، نا حماد بن سلمة ، عن هشام بن عروة ، عن عروة ، عن الأحنف بن قيس ، عن عمه ، أو غيره ، ذكر جارية بن قدامة ، أنه قال : يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا ينفعني ، وأقلل لعلي أعيه قال : " لا تغضب " فأعادها عليه مرارا ، فيقول : " لا تغضب "
56- أنا أبو سعيد الحسن بن علي بن سهلان القرقوني ، أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ، أنا أبو يعلى الموصلي ، نا أبو الربيع ، نا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فنزل بفناء الكعبة ، وأرسل إلى عثمان بن طلحة ، فأتى بالمفتاح ، ففتح الباب ، ثم دخل النبي صلى الله عليه وسلم وبلال ، وأسامة بن زيد ، وعثمان ، ثم أمر بالباب ، فأغلق ، فلبثوا فيه مليا ، ثم فتح الباب ، قال ابن عمر : فبادرت الناس ، فتلقاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبلال على أثره ، فقلت لبلال : هل صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم قلت : أين ؟ قال : بين العمودين تلقاء وجهه ونسيت أن أسأله كم صلى(1/24)
57- نا الشيخ أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المعدل ، نا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن فورك ، نا ابن أبي عاصم ، نا عياش بن الوليد الدمشقي ، نا سلامة بن بسر العذري ، نا صدقة بن عبد الله ، عن نصر بن علقمة ، عن أخيه ، عن ابن عائذ ، عن المقدام بن معدي كرب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم " أن رجلا من بني إسرائيل قتل تسعة وتسعين نفسا ، ثم بدا له أن يتوب ، فأتى عالما من علماء بني إسرائيل ، فقال : هل لي من توبة ؟ قال : وما عملته ؟ قال : قتلت تسعة وتسعين نفسا ، ثم بدا لي أن أتوب قال : لا أرى لك توبة قال : قال : فوالله لئن لم يكن توبة لأتممن بك المائة قال : فقتله ثم بدا له أن يتوب ، فأتى عالما من علماء بني إسرائيل فقال : هل لي من توبة ؟ قال : وما عملت ؟ قال : قتلت مائة نفس قال : أتيت أمرا عظيما قال : فهل لي من توبة ؟ قال : نعم ، ائت إلى قرية بني فلان ، فإن فيهم قوما يتعبدون ، فتعبد معهم ، حتى تموت فانطلق الرجل حتى إذا كان بالنصف مات فاختصم ملكاه ، فقال صاحب اليمين : تاب ، وقال صاحب الشمال : ليس بتائب ، فبعث الله تعالى ملكا يحكم بينهم قال : قيسوا بين المدينتين ، فخرجوا من عند العالم إلى قرية التوبة ، على أيهما أقرب فهو منها فوجدوه أقرب إلى قرية التوبة بذراع " ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فضلت التوبة بذراع " مرتين ، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على يده(1/25)
58- نا أبو القاسم علي بن أحمد بن مهران المديني الصحاف ، رحمه الله ، قراءة عليه ، أنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب الكشاني ، نا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري ، سنة ست عشرة وثلاثمائة ، نا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، نا أبو اليمان ، أنا شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو إدريس عائذ الله بن عبد الله ، أن عبادة بن الصامت ، وكان سديدا ، ومن أحد النقباء ليلة العقبة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال ، وحوله عصابة من أصحابه : " بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ، ولا تسرقوا ، ولا تزنوا ، ولا تقتلوا أولادكم ، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ، ولا تعصوني في معروف ، فمن وفى منكم فأجره على الله ، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا ، فهو كفارة له ، ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه ، وإن شاء عاقبه " فبايعناه على ذلك
59- نا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم الجمال ، وأبو القاسم الفضل بن عبيد الله التاجر ، قالا : نا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، نا هارون بن سليمان الخزاز ، نا أبو داود ، نا إبراهيم بن سعد ، عن الزهري ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة ، قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنا مستترة بقرام فيه صورة ، فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهتك الستر ، وقال : " إن أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله "
60- قال إبراهيم : فحدثني صالح بن كيسان ، عن الزهري ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أتبسطونه " . قال إبراهيم : وحدثني صالح بن كيسان ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : " فجعلناه وسائد في البيت " .(1/26)
61- وحدثاني أيضاً ، قالا : نا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، نا هارون بن سليمان ، نا أبو عامر ، نا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن البراء رضي الله عنه قال : " نزلت هذه الآية : { لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } فدعا النبي مُكاتب ليكتب ، فجاء ابن أم مكتوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه بصره ، فأُعيد الوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم : { لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } الآية " .
62- أنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن سعيد الرازي ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن صالح المقرئ ، نا محمد بن عبد بن عامر ، نا عاصم بن يوسف ، نا سفيان الثوري ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن شداد بن أوس ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " ثلاث يورثن الفقر " قيل : وما هن يا رسول الله ؟ قال : " إذا أكل الطعام وهو جنب قبل أن يغسل يديه ، وقيامه عريانا بلا مئزر أو سترة ، والمرأة تشتم زوجها في وجهه "(1/27)
63- نا الشيخ أبو منصور معمر بن أحمد بن محمد بن زياد ، رحمه الله ، أنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم ، أنا أبو عبد الله الصالحاني ، أنا أبو عبد الله محمد بن يوسف البنا ، نا سلمة بن شبيب ، نا الوليد بن إسماعيل الحراني ، نا شيبان بن مهران ، عن خالد بن المغيرة بن قيس ، عن أبي مجلز لاحق بن حميد ، عن أبي برزة الأسلمي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رأيت قوما من أمتي ما خلقوا بعد وسيكونون فيما بعد اليوم ، أحبهم ويحبوني ، ويتناصحون ، ويتباذلون ، يمشون بنور الله في الناس في خفية وتقية ، يسلمون من الناس ، ويسلم الناس منهم ، بصبرهم وحلمهم ، قلوبهم بذكر الله راجية ، ومساجدهم بصلاتهم عامرة ، يرحمون صغيرهم ، ويجلون كبيرهم " فقال رجل : يا رسول الله وفي ذلك يرفقون برقيقهم ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلا إنهم لا رقيق لهم هم خدام أنفسهم ، وهم أكرم على الله من أن يوسع عليهم ، لهوان الدنيا على ربها ، ولكرامتهم عليه " ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا حتى ختم الآية ، ثم قرأ : يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله إلى آخر السورة
الثاني من أمالي أبي مطيع المصري
الثاني فيه ستة مجالس من إملاء أبي مطيع محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز المصري ، رضي الله عنه
رواية القاضي أبي حنيفة محمد بن عبيد الله بن علي الخطيبي ، عنه
رواية الشيخ أبي عبد الله محمد بن عماد بن محمد الحراني ، عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
رب أعن برحمتك
أنا الشيخ الأجل أبو عبد الله محمد بن عماد بن محمد الحراني ، قراءةً عليه ، أنا القاضي الأجل أبو حنيفة محمد بن عبيد الله بن علي الخطيبي ، قراءةً عليه ، وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم الشيخ أبو مطيع محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز المصري ، في صفر سنة خمسٍ وسبعين وأربعمائة(1/28)
1- نا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، رحمه الله ، إملاء ، نا أبو أحمد إسحاق بن محمد بن علي بن خالد المقرئ ، ومحمد بن علي بن دحيم الشيباني ، ومحمد بن أحمد بن علي الأسواري ، قالوا : نا إبراهيم بن عبد الله بن عمر بن بكير العبسي ، أنا وكيع بن الجراح ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، أو عن أبي سعيد ، شك الأعمش ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من لقي الله بهما غير شاك لم يحجب عن الجنة "
2- نا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي النقاش ، رحمه الله ، أنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، نا يونس بن حبيب ، نا أبو داود الطيالسي ، نا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، قال : سمعت أبا عبيدة ، يحدث عن أبي موسى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " إن الله تعالى يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، حتى تطلع الشمس من مغربها " صحيح رواه مسلم عن أبي موسى ، ومحمد بن جعفر ، وعن بندار ، عن أبي داود
3- نا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المزكي ، نا أبو جعفر أحمد بن جعفر بن معبد ، نا عبيد الله بن الحسن ، نا محمد بن كثير ، أنا حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، أتاه آت وهو يلعب مع الغلمان ، فأخذه فصرعه فشق صدره فاستخرج القلب فشقه فأخرج منه علقة ، وقال : هذا حظ الشيطان منك ، ثم غسله في طست من ذهب ، ثم لأمه ، فأعاده مكانه .(1/29)
4- نا أبو بكر ، أيضا ذكر ، ثنا أبو القاسم الطبراني ، نا محمد بن داود بن سلم الصدفي ، حدثنا عمرو بن سويد ، نا مؤمل بن عبد الرحمن الثقفي ، عن أبي أمية بن يعلى ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : أوحى الله إلى إبراهيم عليه السلام : " يا خليلي حسن خلقك ولو مع الكفار تدخل مداخل الأبرار ، فإن كلمتي سبقت لمن حسن خلقه أن أظله تحت عرشي ، وأن أسقيه من حظيرة قدسي ، وأن أدنيه من جواري "
5- نا القاضي أبو زرعة روح بن محمد بن السني ، رحمه الله ، نا أبو سهل أحمد بن محمد بن جمان الجواليقي ، نا محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس ، أنا مسدد ، أنا يحيى ، عن مالك بن أنس ، حدثني الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، قال : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المزابنة والمحاقلة " فالمزابنة : اشتراء الثمر بالتمر كيلا ، والمحاقلة : اشتراء الزرع بالحنطة كيلا ، واستئجار الأرض بالحنطة كيلا وسألت سعيد بن المسيب عن كرى الأرض بالذهب والفضة ، قال : لا بأس به
6- نا أبو سعيد الحسن بن علي بن سهلان القرقوني ، رحمه الله ، نا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ، ثنا أبو يعلى الموصلي ، نا زهير بن حرب ، نا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن أبي مسعود الأنصاري ، حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء إلا أنه كان رجلا موسرا ، وكان يخالط الناس فكان يقول لغلمانه : تجاوزوا عن المعسر ، فقال الله لملائكته : " فنحن أحق بذلك منه تجاوزوا عنه "(1/30)
7- أنا الشيخ أبو القاسم عبد الله بن محمد بن أحمد بن ميلة ، رحمه الله ، نا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ، نا علي بن سراج ، نا الحسن بن قتيبة ، نا محمد بن أيوب بن سويد ، نا أبي ، نا إبراهيم بن أبي عبلة ، عن أبي الزاهرية ، عن رافع بن عمير ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ، يقول : قال الله لداود : ابن لي في الأرض بيتا " فبنى داود عليه السلام بيتا لنفسه قبل البيت الذي أمر به فأوحى الله إليه : " يا داود بنيت بيتك قبل بيتي " قال : أي رب هكذا قلت فيما قضيت : من ملك استأثر ثم أخذ في بناء المسجد ، فلما تسور الحائط سقط ثم بناه ، فلما تسور سقط ثلاثا ، فشكا ذلك إلى الله ، فأوحى الله إليه : " أنه لا يصلح أن تبني لي بيتا " قال : أي رب لم ؟ قال : " لما جرت على يديك من الدماء " قال : أي رب أو لم يكن ذلك في موالاتك ومحبتك ؟ قال : " بلى ، ولكنهم عبادي ، وأنا أرحمهم " فشق ذلك عليه فأوحى الله إليه : " لا تحزن فإني سأقضي بناءه على يدي ابنك سليمان " فلما مات داود أخذ سليمان في بنائه فقرب القرابين ، وذبح الذبائح ، وجمع بني إسرائيل ، فأوحى الله إليه : " قد أرى سرورك " قال : أسألك ثلاث خصال : حكما يصادف حكمك ، وملكا لا ينبغي لأحد من بعدي الحديث
8- نا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عقيل الباوردي ، قراءة عليه ، في شهر رمضان سنة خمس عشرة وأربعمائة ، نا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد الفقيه ، قال : قرئ على يحيى بن جعفر ، وأنا أسمع ، نا حماد بن مسعدة ، نا ابن أبي ذئب ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن عبد الله بن وديعة ، عن سلمان الفارسي ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " من اغتسل يوم الجمعة فتطهر بما استطاع من الطهور ، ثم ادهن بالدهن ، ومن طيب بيته " أو " أهله ، ثم راح ولم يفرق بين اثنين ، فإذا خرج الإمام أنصت ، غفر الله له ما بينه وبين الجمعة الأخرى "(1/31)
9- ناه أيضا ، نا أبو بكر أحمد بن سلمان ، قال : قرئ على يحيى بن جعفر ، وأنا أسمع ، نا أبو داود الطيالسي ، نا محمد بن مسلم بن أبي الوضاح ، عن عبد الكريم الجزري ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن السائب ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي قبل الظهر بعد الزوال أربع ركعات ، فيقول : " إن أبواب السماء تفتح فأحب أن أقدم فيها عملا صالحا "
10- نا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن ، نا عبد الله بن أحمد بن بندار بن إسحاق ، نا الحوضي ، نا شعبة ، عن أبي عبد الله ، عن مصعب بن سعد ، عن سعد ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أما يستطيع أحدكم أن يعمل كل يوم ألف حسنة ؟ " قال : قلنا : يا رسول الله ومن يعمل كل يوم ألف حسنة ؟ قال : " يسبح الله مائة تسبيحة "
11- نا أيضا ، نا أحمد بن جعفر بن معبد ، نا يعقوب بن أبي يعقوب ، نا عمرو بن مرزوق ، نا همام ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، أن رجلا دخل والنبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة ، فقال : الحمد لله حمدا كثيرا مباركا فيه فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته ، قال : من القائل كلمة كذا وكذا قال : فأرم القوم فقالها ثلاثا ، فقال الرجل : أنا يا رسول الله قلتها وما أردت إلا الخير فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد ابتدرها اثنا عشر ملكا فما دروا كيف يكتبونها ، حتى سألوا ربهم قال : " اكتبوها كما قال عبدي "
12- نا أبو العلاء شذرة بن محمد بن شذرة الخطيب ، بالمدينة ، قراءة عليه ، نا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم المقرئ ، سمعت حامد بن شعيب البلخي ، يقول : سمعت شريح بن يونس ، يقول : كنت ليلة قائما على مشرعة ، فسمعت صوت ضفدع فأخذت السراج ، فنزلت فإذا ضفدع في فم حية ، فقلت : سألتك بالله ألا خليته فخلاه .
آخر المجلس
مجلس آخر(1/32)
13- قرئ على أبي مطيع ، نا الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، إملاء سنة عشر وأربعمائة ، نا أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي ، نا العباس بن محمد الدوري ، نا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي ، نا زهير ، يعني ابن معاوية ، نا عمرو بن قيس ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن أبي سعيد الخدري ، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : لا يحقرن أحدكم نفسه أن يرى أمرا الله فيه مقال أن يقول فيه ، فيبعثه الله يوم القيامة ، فيقول : " ما منعك إذ رأيت كذا وكذا ألا تقول ؟ " فيقول : أي رب خفت فيقول : " إياي كنت أحق أن تخاف "
14- نا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي النقاش ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي النيسابوري ، نا محمد بن المسيب بن إسحاق الأرغياني ، نا أبو ثوبان مزداد بن جميل ، نا أسد بن عيسى ، المعروف برفغين ، نا أرطاة بن المنذر ، عن داود بن أبي هند ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله جعل البركة في السحور والخيل "(1/33)
15- نا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن محمد الجمال ، نا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، نا يونس بن حبيب ، نا أبو داود الطيالسي ، نا أبو عوانة ، عن عثمان بن المغيرة ، عن علي بن ربيعة ، عن أسماء بن الحكم الفزاري ، قال : سمعت عليا ، يقول : كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله به بما شاء أن ينفعني ، فإذا حدثني غيره استحلفته أنه سمعه منه ، ثم صدقته ، فحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " ما من عبد يذنب ذنبا ثم يتوضأ ويصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له " ، ثم تلا هذه الآية : " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله " والآية الأخرى : " ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما "
16- نا أبو عبد الله ، أيضا ، عبد الله بن جعفر ، نا يونس بن حبيب ، نا أبو داود الطيالسي ، نا حماد بن سلمة ، نا علي بن زيد ، عن انس بن مالك ، قال : قال عمر : " وافقت ربي عز اسمه في أربع : قلت : يا رسول الله لو صلينا خلف المقام ، فنزلت هذه الآية : { وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى } وقلت : يا رسول الله لو ضربت على نسائك الحجاب ، فإنه يدخل عليهن البر والفاجر ، فأنزل الله عز وجل : {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ } ونزلت هذه الآية : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ } الآية ، فلما نزلت قلت أنا : تبارك الله أحسن الخالقين ، فنزلت { فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } ودخلت على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت لهن : لتنتهين أو ليبدلنه الله بأزواج خير منكن ، فنزلت هذه الآية : { عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ } الآية .(1/34)
17- نا الشيخ أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم ، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقرئ ، نا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي ، نا شيبان بن فروخ ، نا مبارك بن فضالة ، نا الحسن ، عن أنس بن مالك ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إلى جنب خشبة مسندا ظهره إليها ، فلما كثر الناس قال : " ابنوا لي منبرا " فبنوا له عتبتين ، فلما قام على المنبر يخطب حنت الخشبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، " فاحتضنها ، فسكنت " قال : فكان الحسن إذا حدث بهذا الحديث بكى ، ثم قال : يا عباد الله الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا إليه بمكانه من الله ، فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه
18- نا أيضا ، نا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ ، نا أبو يعلى الموصلي ، نا إبراهيم الترجماني ، ثنا صالح المري ، سمعت الحسن يحدث عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن ربه ، قال : " أربع خصال : واحدة منهن لي ، وواحدة لك ، وواحدة فيما بيني وبينك ، وواحدة فيما بينك وبين عبادي ، فأما التي لي : فتعبدني لا تشرك بي شيئا ، وأما التي لك علي فما عملت من خير جزيتك به ، وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة ، وأما التي بينك وبين عبادي : فارض لهم ما ترضى لنفسك "(1/35)
19- نا أيضا ، نا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم ، نا أبو يعلي الموصلي ، نا عبد الواحد بن غياث ، وسعيد بن أبي الربيع ، قالا : نا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، رفعه : " إن ثلاثة انطلقوا يرتادون لأهليهم فأخذتهم السماء فألجئوا إلى غار ، فوقع عليهم حجر ، فتحاف حتى ما يرون منه خصاصة ، فقال بعضهم : قد وقع الحجر ، وعفا الأثر ، ولا يعلم بمكانكم إلا الله عز وجل ، فادعوا الله بأوثق أعمالكم قال : فقال رجل منهم : اللهم إنك تعلم أنه كان لي والدان فكنت أحلب لهما في غنائهما ، فإذا وجدتهما راقدين قمت على رؤسهما حتى يستيقظا متى استيقظا كراهية أن أرد وسنتهما في رءوسهما ، اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ، ومخافة عذابك فأفرج عنا قال : فزال ثلث الحجر وقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم أنه أعجبتني امرأة ، وأني جعلت لها مالا ، فلما قدرت عليها وفرت لها جعلها وسلمت لها نفسها ، اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ، ومخافة عذابك ، فأفرج عنا قال : فزال ثلثا الحجر وقال الآخر : اللهم إنك تعلم أني أستأجرت أجيرا على عمل يعمله ، فأتاني يطلب أجرة عمله ، وأنا غضبان فزجرته ، فذهب وترك أجره فجمعته له وقصدته حتى اجتمع جملة من المال فأتاني يطلب أجره فأعطيته ذلك كله ولو شئت لم أعطه إلا أجره الأول ، اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك فأفرج عنا قال : فزال الحجر وخرجوا معانيق يمشون .
20- نا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المعدل ، نا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، نا أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي ، أنا يعلى بن عبيد ، انا أبو حيان التيمي ، عن إياس بن نذير ، عن شبرمة بن طفيل ، عن عبد الله رضي الله عنه ، قال : " إن الرجل ليدخل على ذي السلطان ومعه دينه ، فيخرج وما معه من دينه شيئ يرضيه بما يسخط الله عليه .(1/36)
21- ناه أيضا ، نا عبد الله بن جعفر ، نا أبو مسعود ، نا إبراهيم بن عيسى ، نا روح بن عبادة ، عن مرزوق أبي عبد الله الشامي ، عن سعيد الشامي ، قال سمعت ثوبان ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أصاب أحدكم الحمى ، فإن الحمى قطعة من فيح جهنم فليطفئها عنه بالماء البارد الجاري يستقبل جرية الماء ، فيقول : اشف عبدك ، بعد الفجر قبل طلوع الشمس يغتمس فيه ثلاث غمسات ، فإن لم يبرأ في ثلاث ، ففي خمس ، فإن لم يبرأ في خمس ففي سبع ، فإنها لا تكاد تجاوز السبع " أو قال : " التسع بإذن الله عز وجل "
22- نا أبو بكر ، أيضا ، نا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، نا أحمد بن رشدين ، نا روح بن صلاح ، نا سعيد بن أبي أيوب ، عن صفوان بن سليم ، عن أبي كثير ، مولى محمد بن عبد الله بن جحش ، عن محمد بن عبد الله بن جحش ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم ، يقول : " لو أن رجلا قتل في سبيل الله ثم أحيي ، ثم قتل في سبيل الله ، لم يدخل الجنة حتى يقضى عنه دينه ، ليس ثم ذهب ولا فضة ، إنما هو الحسنات والسيئات "
23- سمعت الشيخ الإمام أبا الوفاء مهدي بن أحمد بن محمد البغدادي ، رحمه الله ، قال : سمعت أبا القاسم عبد الكريم بن هوزان القشيري ، رحمه الله ، قال : حكي لي أن رجلا كان يؤذن لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وكان يخرج من دار على جارية تستقي بالغدرات ، وكان المؤذن يقول لها كل يوم : يا فلانة إني أحبك فشكت ذلك إلى علي يوما ، وقالت : إن المؤذن يقول لي كل يوم : إني أحبك فقال علي : " قولي له وأنا أيضا أحبك فأيش بعد هذا ؟ " فقالت الجارية للمؤذن ذلك فقال المؤذن : إذا نصبر حتى يحكم الله بيننا ، وهو الفتاح العليم فذكرت ذلك لعلي رضي الله عنه ، فدعا بالمؤذن فسأله عن القصة ، فأخبره بالصدق فقال علي : " خذ بيدها واحملها إلى بيتك ، فقد حكم الله بينكما " .
آخر(1/37)
24- قال أبو مطيع فيما قرئ عليه : نا الشيخ أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي الحافظ ، رحمه الله ، إملاء سنة عشر وأربعمائة ، أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ، ببغداد ، نا إسحاق بن الحسن الحربي ، نا أبو نعيم ، نا عمر بن ذر ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام : " ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا ؟ " فنزلت : وما نتنزل إلا بأمر ربك هذا حديث صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله ، في كتابه عن أبي نعيم ، هذا وهو من الأصول التي لم يخرجها مسلم ، وهو من غرائب الصحيح لحال عمر بن ذر
25- أنا القاضي أبو زرعة روح بن محمد بن أحمد السني الرازي ، قدم علينا ، قراءة عليه ، وأنا أسمع ، أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن جمان الجواليقي الرازي ، نا أبو عبد الله محمد بن أيوب ، هو ابن يحيى بن الضريس ، نا مسدد ، نا حماد ، هو ابن زيد ، عن المعلى بن زياد ، عن معاوية بن قرة ، عن معقل بن يسار ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " العبادة في الهرج كهجرة إلي " هذا حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه مسلم بن الحجاج ، رحمه الله ، في كتابه عن يحيى بن يحيى ، وغيره عن حماد ، وهو من الأصول التي لم يخرجها البخاري رحمه الله(1/38)
26- نا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، إملاء ، نا أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي ، نا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ، نا أبو عاصم الضحاك بن مخلد ، نا عزرة بن ثابت الأنصاري ، عن ثمامة بن أنس ، عن أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أتي أحدكم بالطيب فليصب منه " عزيز من حديث عزرة بن ثابت ، وهم إخوة : محمد بن ثابت ، وعزرة بن ثابت ، وعلي بن ثابت ، يجتمع حديثهم في المقلين ، حدثهم أبو زيد الأنصاري ، له صحبة ، ما أعلم كتبته عاليا إلا من حديث أبي عاصم ، عنه ولله الحمد
27- أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عقيل الباوردي ، قراءة عليه ، أنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن الحسن النجاد الفقيه ، قال : قرئ على يحيى بن جعفر ، وأنا أسمع ، نا أبو داود الطيالسي ، أنا شعبة ، قال : سمعت زياد بن فياض ، عن أبي عياض ، قال : سمعت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " صم يوما من الشهر ولك أجر ما بقي " أبو عياض اسمه عمرو بن الأسود ، قاله الإمام أبو عبد الله بن منده
28- نا أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر بن عبدكويه ، إمام الجامع ، إملاء ، أنا أبو محمد عبد الله بن الحسن بن بندار ، نا محمد بن إسماعيل الصائغ ، نا حجاج بن محمد ، قال : قال ابن جريج ، أخبرني إسماعيل بن أمية ، عن أيوب بن خالد ، عن عبد الله بن رافع ، مولى أم سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي ، فقال : " خلق الله التربة يوم السبت ، وخلق الجبال يوم الأحد ، وخلق الشجر يوم الاثنين ، وخلق المكروه يوم الثلاثاء ، وخلق النور يوم الأربعاء ، وبث فيها الدواب يوم الخميس ، وخلق آدم بعد صلاة العصر من يوم الجمعة آخر الخلق في آخر ساعات من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل "(1/39)
29- نا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الحافظ ، إملاء ، نا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد ، ببغداد ، نا محمد بن غالب بن حرب ، نا أبو غسان مالك بن إسماعيل ، نا مسعود بن سعد ، عن محمد بن إسحاق ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبلة المسجد نخامة ، فأخذ حصاة ، فقام فحتها ، ثم قال : " إذا قام أحدكم يصلي فلا يتنخم في قبلته إذا قام يصلي فإنما يناجي ربه "
30- أنا أبو القاسم الفضل بن عبيد الله بن أحمد بن الفضل بن شهريار ، رحمه الله ، قراءة عليه ، أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، نا أبو الحسن هارون بن سليمان ، نا أبو عامر ، هو أبو عبد الملك بن عمرو العقدي ، نا شعبة ، عن أبي إسحاق ، قال : سمعت عمرو بن ميمون ، يحدث عن عبد الله ، قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم في قبة نحوا من أربعين رجلا ، فقال : " أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة ؟ " قالوا : نعم قال : " أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة ؟ " قالوا : نعم قال : " والذي نفسي بيده إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة ، وذاك أنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ، وما أنتم في الشرك إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود ، أو كالشعرة السوداء في الثور الأبيض "
31- أنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن نهشل الجمال ، رحمه الله ، أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد ، نا هارون بن سليمان ، نا أبو عامر ، نا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن البراء ، قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم بناس من الأنصار وهم قعود في الطريق فقال : " إن كنتم لابد فاعلين فأفشوا السلام " أو قال : " فردوا السلام ، وأعينوا المظلوم ، واهدوا السبيل "(1/40)
32- أنا أبو العلاء شذرة بن محمد بن أحمد بن شذرة الخطيب ، بالمدينة ، أنا أبو بكر هو محمد بن إبراهيم بن علي ، سمعت أبا يعلي ، سمعت محمد بن عون ، سمعت جعفر بن سليمان ، سمعت أخي المختار ، يقول : رايت مع مالك بن دينار كلبا فقلت : ما هذا يا أبا يحيى ؟ قال : هذا خير من قرين السوء .
آخر المجلس
مجلس آخر
33- قرئ على أبي مطيع ، رحمه الله ، نا الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، إملاء ، سنة عشر وأربعمائة ، نا أحمد بن هشام بن حميد الحصري ، نا يحيى بن أبي طالب ، أنا علي بن عاصم ، أنا حصين بن عبد الرحمن ، عن عامر ، عن عروة البارقي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الخيل معقود في نواصيها الخير " قيل : وما ذاك ؟ قال : " الأجر والغنيمة " هذا حديث صحيح عال متفق عليه ، أخرجه البخاري ، عن حفص بن عمر ، عن شعبة ، عن حصين ، ومسلم ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن عبد الله بن إدريس ، عنه فعلى هذا كأني سمعته من صاحبهما ، وللحديث طرق في الكتابين غير هذا
34- نا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي النقاش ، رحمه الله ، إملاء ، نا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، نا يونس بن حبيب ، نا أبو داود الطيالسي ، نا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، سمعت أبا عبيدة ، يحدث عن أبي موسى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، حتى تطلع الشمس من مغربها " هذا حديث صحيح انفرد مسلم بن الحجاج القشيري بروايته ، في كتابه ، فرواه عن أبي موسى ، وغيره ، عن أبي داود ، وأبي عبيدة عامر بن عبد الله بن مسعود لم يورد البخاري ، رحمه الله ، في كتابه شيئا(1/41)
35- أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الذكواني ، رحمه الله قراءة عليه ، أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، نا أبو مسعود ، أنا أبو أسامة ، عن مسعر بن كدام ، عن زياد بن علاقة ، عن عمه قطبة بن مالك ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم ، يقول : " اللهم جنبني منكرات الأخلاق ، والأهواء ، والأدواء " حديث كبير فرد يعد في إفراد أبي أسامة ، وهو حماد بن أسامة ، عن مسعر ، ووقع لنا عاليا من حديث أبي مسعود أحمد بن الفرات بن خالد الرازي ، عنه بحمد الله ومنه ، حدث عنه الأئمة الأعلام رحمهم الله ، وهو الذي قال فيه الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل : ما تحت أديم السماء أحفظ من أبي مسعود رحمة الله عليهما
36- أنا أبو الحسين علي بن يحيى بن جعفر بن عبدكويه ، قراءة عليه ، نا أبو الحسن أحمد بن سهل بن عمر العسكري ، بالبصرة ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن حرب العسكري السمسار ، سنة اثنتين ومائتين ، نا يعقوب بن حميد ، نا ابن أبي حازم ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " إذا أصبحتم فقولوا : اللهم بك أصبحنا ، وبك أمسينا ، وبك نحيا وبك نموت ، وإليك المصير "
37- أنا أبو منصور معمر بن أحمد بن محمد بن زياد الصوفي ، قراءة عليه ، وأنا أسمع ، أنا أبو القاسم سليمان الطبراني ، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا عمي أبو بكر ، نا عبدة بن سليمان ، عن محمد بن إسحاق ، عن يعقوب بن عتبة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم أمية بن أبي الصلت في أبيات : رجل وثور تحت رجل يمينه والنسر للأخرى وليث مرصد والشمس تطلع كل آخر ليلة حمراء يصبح لونها يتورد تأبى فما تطلع لنا في رسلها إلا معذبة وإلا تجلد "(1/42)
38- نا أحمد بن عبد الله بن إسحاق ، إملاء ، نا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ، نا بشر بن موسى ، نا الحميدي ، نا سفيان ، نا إسرائيل أبو موسى ، قال : سمعت الحسن ، يقول : سمعت أبا بكرة ، يقول : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن بن علي رضي الله عنهما ، إلى جنبه ، وهو يلتفت إلى الناس مرة ، وإلى الحسن مرة ، ويقول : " إن ابني هذا سيد ، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين "
39- أنا أبو القاسم الفضل بن عبيد الله بن أحمد بن الفضل بن شهريار ، أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، نا أبو الحسن هارون بن سليمان ، نا أبو عامر هو عبد الملك بن عمرو العقدي ، نا شعبة ، عن حفص ، قال : سمعت أبا عبيدة بن حذيفة ، يحدث عن عمته فاطمة ، قالت : عدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة وإذا سقاء معلق ، ماؤه يقطر عليه من شدة حر الحمى فقلنا : يا رسول الله لو دعوت الله فأذهب عنك هذا ؟ قال : " إن أشد الناس بلاء الأنبياء ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم "
40- أنا القاضي أبو زرعة روح بن محمد بن أحمد السني الرازي ، قدم علينا ، قراءة عليه ، نا أبو سهل أحمد بن محمد بن جمان الجواليقي ، نا أبو بكر أحمد بن مردك بن زنجل ، إملاء في مسجد عبد الرحمن بن أبي حاتم ، رحمهم الله ، وبحضرته ، أنا عبد الله بن عمر بن أبان القرشي ، نا ابن إدريس ، نا أبي ، وشعبة ، عن إسماعيل بن رجاء ، عن أوس بن ضمعج ، عن أبي مسعود البدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله عز وجل "
41- نا محمد بن علي بن عمرو النقاش ، إملاء ، نا أبو بكر ، هو محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، إملاء ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا بشار بن موسى ، نا حماد بن زيد ، عن ابن عون ، قال : قال محمد بن سيرين : إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه .
آخر المجلس مجلس آخر(1/43)
42- قرئ على أبي مطيع ، نا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي النقاش الحافظ ، رحمه الله ، إملاء ، نا أبو طاهر أحمد بن حسنويه الفقيه ، نا الحسين بن إدريس بن الهيثم الأنصاري ، نا عثمان بن أبي شيبة ، نا جرير ، عن منصور ، عن أبي وائل ، عن عبد الله ، قال : ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح قال : " ذاك رجل بال الشيطان في أذنه " أو قال : " في أذنيه " هذا حديث صحيح ثابت أخرجه محمد بن إسماعيل ، رحمه الله في كتابه عن عثمان بن أبي شيبة ، هذا
43- أنا القاضي أبو زرعة روح بن محمد بن أحمد السني الرازي ، قدم علينا ، قراءة عليه ، وأنا أسمع ، أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن جمان الجواليقي ، نا أبو عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى الرازي ، أنا مسدد ، نا يحيى بن سعيد عن محمد بن يوسف ، قال : سمعت السائب بن يزيد ، وهو جده ، يحدث عن رافع بن خديج ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " شر الكسب ثمن الكلب ، ومهر البغي ، وكسب الحجام " هذا حديث صحيح ثابت أخرجه مسلم ، رحمه الله ، في كتابه عن يحيى بن محمد النيسابوري ، عن يحيى بن سعيد ، هذا
44- نا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ ، إملاء ، نا أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي ، نا العباس بن محمد الدوري ، نا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي ، نا زهير ، يعني ابن معاوية ، نا عمرو بن قيس ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن أبي سعيد الخدري ، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : لا يحقرن أحدكم يرى أمر الله فيه مقال أن يقول فيه ، فيبعثه الله يوم القيامة ، فيقول : " ما منعك إذ رأيت كذا وكذا ألا تقول ؟ " فيقول : أي رب خفت فيقول : " إياي كنت أحق أن تخاف " هذا حديث عزيز من حديث عمرو بن قيس ، ويجمع حديثه في الكوفة ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، واسمه سعيد بن فيروز ، ولا أعلم كتبته عاليا إلا من حديث زهير بن معاوية عنه(1/44)
45- أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عقيل البارودي ، قراءة عليه ، وأنا أسمع أنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن الحسن النجاد الفقيه ، نا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، نا سليمان بن حرب ، نا حماد بن سلمة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من الأحزاب دخل للغسل فجاءه جبريل صلوات الله عليه ، فقال : يا محمد قد وضعت أسلحتك ، ما وضعنا أسلحتنا بعد ، انهض إلى بني قريظة ، فقالت عائشة : " يا رسول الله قد رأيت رأسه من خلل الباب وقد عصبه التراب "
46- أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن العدل ، رحمه الله ، قراءة عليه ، أنا أبو حفص الفاروق بن عبد الكبير الخطابي ، نا عبد الله بن محمد بن أبي قريش الثقفي ، نا أبو زيد شعيب بن أوس الأنصاري ، نا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هانئ بن هانئ ، عن علي بن أبي طالب ، قال : لما ولد الحسن سميناه حربا ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " أروني ابني ما سميتموه ؟ " قلنا : حربا قال : " بل هو حسن " فلما ولد الحسين سميناه حربا فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : " ما سميتموه ؟ " قالوا : قلنا : حربا قال : " بل هو حسين " ثم ولد محسن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما سميتموه ؟ " قلنا : حربا قال : " بل هو محسن " ثم قال : " إني سميتهم بأسماء ولد هارون : شبر ، وشبير ، ومشبر "
47- أنا أبو منصور معمر بن أحمد بن محمد بن زياد الصوفي ، رحمه الله ، قراءة عليه ، أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، رحمه الله ، نا علي بن عبد العزيز ، ومحمد بن عبد الله الحضرمي ، قالا : نا أحمد بن يونس ، نا سفيان الثوري ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لما خلق الله الخلق كتب في كتاب كتبه وهو موضوع تحت العرش : " إن رحمتي سبقت غضبي "(1/45)
48- نا علي بن يحيى بن جعفر الإمام ، إملاء ، نا أبو بكر محمد بن القاسم بن سياه العسال ، ثنا عبيد بن الحسن الغزال ، نا مسلم بن إبراهيم ، نا حماد بن سلمة ، عن عمرو بن دينار ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة "
49- أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي عمر ، قراءة عليه ، وأنا أسمع ، أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن سليمان ، بالكوفة ، نا سويد بن سعيد ، نا ابن أبي الرجال ، نا ابن أبي رواد ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال في ديننا برأيه فاقتلوه "
50- أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن أحمد بن ميلة ، نا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر الإمام ، نا الحسن بن أحمد المالكي ، ثنا هارون بن محمد بن بكار ، نا أبي ، نا سعيد بن بشير ، عن إدريس الأودي ، عن الأعمش ، عن شهر بن حوشب ، عن عبد الرحمن بن غنم ، عن أبي ذر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : إن الله تعالى يقول : " كلكم يذنب إلا من عافيته ، فاستغفروني أغفر لكم ، ومن علم أني ذو قدرة على المغفرة غفرت له بقدرتي ولا أبالي ، وكلكم ضال إلا من هديته ، فاسألوني الهدى أهدكم ، وكلكم فقير إلا من أغنيته فاسألوني أعطكم ، ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على أشقى قلب عبد منكم لم ينقص من ملكي جناح بعوضة ، ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا فسأل كل إنسان ما بلغت أمنيته لم ينتقص من ملكي إلا كما لو أن أحدكم أتى شفة البحر فغمس فيه إبرة ثم انتزعها ، ذلك بأني جواد ماجد ، أفعل ما أشاء ، عطائي كلام ، وعذابي كلام ، إذا أردت شيئا أقول له كن فيكون "(1/46)
51- قرئ على أبي مطيع ، نا الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، إملاء ، رحمه الله نا أحمد بن محمد بن سليمان المالكي ، نا محمد بن إبراهيم بن مهدي السيرافي ، نا علي بن محمد الكندي الكوفي ، نا هشيم ، عن يزيد بن عبيد ، عن الحسن ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيما مؤمن لقي مؤمنا فصافحه وتبسم في وجهه لم يفترقا إلا عن مغفرة " هذا حديث عزيز حسن من حديث هشيم بن بشير الواسطي ، عن يزيد بن عبيد أخي عمرو بن عبيد البصري ، عن الحسن ، وهو ابن أبي الحسن البصري ، ومن حديث علي بن محمد الكندي ، عنه ، أعز وأغرب
52- نا محمد بن علي بن عمر ، أبو سعيد النقاش الحافظ ، إملاء ، رحمه الله ، أنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، نا محمد بن عيسى بن السكن الواسطي ، نا عبيد الله بن محمد العيشي ، عن مهدي بن ميمون ، عن غيلان بن جرير ، عن مطرف بن عبد الله ، عن أبيه ، قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني عامر ، فقلت : يا رسول الله أنت والدنا وسيدنا ، وأنت أطولنا علينا طولا ، وأنت أفضلنا علينا فضلا ، وأنت الجفنة الغراء قال : " قولوا بقولكم ، ولا يستهوينكم الشيطان " رواه عن عبيد الله هذا غير واحد ، والحديث به يعرف(1/47)
53- أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عقيل الباوردي ، قراءة عليه ، وأنا أسمع ، نا أبو بكر أحمد بن سليمان بن الحسن النجاد الفقيه ، نا إبراهيم بن الهيثم البلدي ، نا محمد بن كثير ، عن الأوزاعي ، عن مرثد بن أبي مرثد ، قال : أتيت أبا ذر فقلت : أخبرني عن ليلة القدر أكانت فرفعت أم هي في كل عام ؟ قال : بل هي في كل عام ، أنا كنت أسأل الناس عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : يا رسول الله أخبرني عن ليلة القدر أكانت فرفعت أم في كل عام ؟ قال : " بل هي في كل عام " قال : قلت : في أي شهر ؟ قال : " في شهر رمضان " قلت : في أية ليلة هي ؟ قال : " لو أن الله أذن لي لأخبرتكم ، لا تسألني بعد مرتك هذه " فسكت عنه
54- نا الشيخ الفقيه أبو بكر بن أبي نصر محمد بن محمد بن سليمان ، إملاء ، والله يرحمه ، نا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب ، إملاء ، سنة أربع وخمسين ، نا يحيى بن عثمان بن صالح المقرئ ، نا نعيم بن حماد المروزي ، نا سفيان بن عيينة ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنتم في زمان من ترك عشر ما أمر به هلك ، وسيأتي عليكم زمان من عمل بعشر ما أمر به نجا "
55- أنا أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر الإمام ، رحمه الله ، أنا أحمد بن سهل بن عثمان ، بالبصرة ، نا إبراهيم بن حرب العسكري ، نا عبد الله بن مسلمة بن قعنب ، نا عبد العزيز بن محمد ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما الإمام ليؤتم به ، فإذا كبر فكبروا ، وإذا ركع فاركعوا ، ولا تخالفوا عليه ، وإذا قال : سمع الله لمن حمده فقولوا : ربنا ولك الحمد ، وإذا سجد فاسجدوا ، ولا ترفعوا قبله "(1/48)
56- أنا أبو منصور معمر بن أحمد بن محمد العارف ، رحمه الله ، قراءة عليه ، وأنا أسمع ، أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، نا علي بن عبد العزيز ، نا حجاج ، هو ابن المنهال ، نا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن عمارة القرشي ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى الأشعري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " يتجلى لنا ربنا يوم القيامة ضاحكا "
57- نا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المعدل ، إملاء ، نا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، وعاش مائة سنة ، نا عبيد الله بن رماحس القيسي ، برمادة الرملة ، سنة أربع وسبعين ومائتين ، نا أبو عمرو زياد بن طارق ، وكان قد أتت عليه عشرون ومائة سنة ، قال : سمعت أبا جرول زهير بن صرد الجشمي ، يقول : لما أسرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين ، يوم هوازن ، وذهب يفرق الغنائم والشاء ، أتيته ، فأنشأت أقول هذا الشعر : امنن علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في كرم فإنك المرء نرجوه وننتظر امنن على بيضة قد عاقها قدر مشتت شملها في دهرها غير أبقت لنا الدهر هتافا على حزن على قلوبهم الغماء والغمر إن لم تداركهم نعماء تنشرها يا أرجح الناس حلما حين يختبر امنن على نسوة قد كنت ترضعها إذ فوك تملؤه من محضها الدرر إذ أنت طفل صغير كنت ترضعها وإذ يريبك ما تأتي وما تذر لا تجعلنا كمن شالت نعامته واستبق منا فإنا معشر زهر إنا لنشكر للنعماء إذ كفرت وعندنا بعد هذا اليوم مدخر فألبس العفو من قد كنت ترضعه من أمهاتك إن العبد مشتهر إنا نؤمل عفوا منك تلبسه هذه البرية إذ تعفو وتنتصر فاعف عفا الله عما أنت راهبه يوم القيامة إذ يهوي لك الظفر قال : فلما سمع هذا الشعر ، قال : " ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم " وقالت قريش : ما كان لنا فهو لله تعالى ولرسوله ، وقالت الأنصار : ما كان لنا فهو لله ولرسوله(1/49)