التدهور العلمي والدراسي عند كثير من الطلاب
الأثر العاشر: تدهور المستوى العلمي والفشل الدراسي لدى أعداد كبيرة من الطلاب الذين يمارسون هذه اللعبة، وأكثر المتضررين هم من طلاب الجامعة، وإن أردت الدليل ما عليك إلا أن تقوم بزيارة لسكن الطلاب في الجامعات لتجد العجب العجاب في الليالي، فأقول: أكثر المتضررين هم طلاب الجامعات، حيث السهر حتى الصباح، وترك المذاكرة والمحاضرات.
وفي استفتاء مجلة الدعوة قال أحد الطلاب واسمه زايد من جامعة الملك سعود: حاول زملائي إغرائي بلعب البلوت؛ لكني رفضت، فقد شاهدت منذ طفولتي الزمن الهائل الذي يضيعه الكبار في البلوت ساعاتٍ طويلة لا تصدق، وينتهي اللعب دائماً بمعركة أو مشادة كلامية حادة المأساة أنه تقليد في بيوت كثيرة ويسمح به الآباء، ويستهلكون فيه كميات خرافية من المنبهات كالشاي والقهوة، ثم الإفراط بشراهة هذا المرض الخبيث بتدخين الشيشة، وعندما دخلت الجامعة رأيت العجب في سكن الطلاب، فالوقت المفروض للمذاكرة والراحة تحول إلى صخب هائل، وإذا أردت مشاهدة جانب من المسرحية الهزيلة عليك أن تتوجه بعد الثامنة مساء إلى صالات النادي في المدينة الجامعية، ستجد مجموعات ضخمة من الطلاب في دوائر البلوت الجهنمية، وإذا كان لديك وقت فستجدهم يستمرون حتى الصباح، ويتحركون إلى قاعات المحاضرات ليناموا هناك، لا يفقهون شيئاً مما يقال، وربما في أحيان كثيرة يضربون بالمحاضرات والدراسة عرض الحائط ويستمرون في اللعب حتى يسقطوا من الإعياء ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وسئل هذا الطالب فقيل له: ألا تلعب البلوت؟! قال: أعوذ بالله، فأنا لا أكاد أجد الوقت اللازم لآداء ما فرضه الله عليّ، ثم المذاكرة والقيام بالمبادئ الأسرية.(24/22)
التقصير الكبير في صلة الأرحام وبر الوالدين
الأثر الحادي عشر: تدهور العلاقات الاجتماعية من بر بالوالدين، وصلة للأرحام، وزيارة للأصدقاء المخلصين، وفي استفتاء الدعوة اعترف (80%) من لاعبي البلوت بأن علاقاتهم الاجتماعية وصلت إلى حد الصفر، فهم مشغولون دائماً، بعيدون عن البيت والأسرة، وتنحصر صداقاتهم في المجموعة التي تلعب البلوت في أي مكان، لا وقت للأسرة، لا وقت للأقارب، لا وقت لعيادة المرضى، لا وقت حتى للقيام بواجبات العمل والأسرة.
بل إن أحد الشباب -وهو لم يتزوج بعد- يقسم بالله العظيم أنه ما جلس مع أهله على وجبة طعام إلا بعد أن هداه الله عز وجل.(24/23)
اكتساب الأخلاق السيئة من المجالسة للاعبين
الأثر الثاني عشر: اجتماع الأجناس المختلفة، فتجد فروقاً عديدة في أفكار أولئك الذين يلعبون البلوت في مجلس واحدٍ، في أخلاقهم وأفكارهم ومستوياتهم العلمية والثقافية، فيؤثر ويتأثر كل منهم بالآخر، وكذلك اجتماع الصغار بالكبار، والمدخنين بغيرهم، مع كثرة اختلاطهم لا شك يتأثر بذلك من لا يرغب بتلك الأشياء -كالتدخين مثلاً- بحكم جلوسه معهم، ولا شك أنه سيصبح منهم، فإن لم يكن فما أقل من أن يرضى بمثل هذا.
ولا يمكن حصر المجلس على عدد معين أو أفراد بعينهم؛ لأن هذه اللعبة تطلب عدداً معيناً من الأفراد يمارسونها، فإذا نقص منهم أحد فسوف يضطرون إلى إكماله بأي شخص -وفي كثير من الأحيان- مهما كان.(24/24)
الآثار الصحية من طول المكث مع لاعبي البلوت
الأثر الثالث عشر: الآثار الصحية من آلام في الظهر والعمود الفقري من طول الجلسة، والأمراض الصدرية، فالذي يلعب البلوت في معظم الأحيان يكون مع المدخنين، وبسبب أن هذه اللعبة تطلب وقتاً طويلاً، فإن الغرفة التي يكونون فيها تكون ملوثة بيئياً، وكلما زاد عدد اللاعبين -خاصة المدخنين- فإن الضرر يزداد بالإضافة إلى من به علة صحية من ضغط أو سكر أو ربو أو غيرها، فإنه يسبب له أضراراً مضاعفة خطيرة، كما أثبتت التقارير الطبية ذلك.
وقد أجاب جميع الأفراد الذين أقيم عليهم استبيان في مجلة الدعوة عن
السؤال
هل سبق أن أحسست بألم في ظهرك نتيجة استمرارك في هذه اللعبة لمدة طويلة؟ فأجاب الجميع بنعم، وأنهم كلهم حصدوا آلاماً في ظهورهم، وربما نتج عنها أمراض وتشوهات.(24/25)
إهمال القراءة ومطالعة الكتب
الأثر الرابع عشر: عزوف الشباب عن القراءة الجادة، ومطالعة الكتب والنظر فيها، فتجد عند كثير من لاعبي البلوت والمدمنين عليه ضحالة في الفكر، وقصراً في الرؤية، وركاكة في التعبير والكتابة، وهبوطاً في البحث والإبداع واستغلال المواهب والطاقات التي رزقهم الله إياها.
فإذن أين من يقول: إن البلوت ينمي الذهن والفكر؟! وأين هذا الذهن والفكر واستعماله لصالحه واستعماله أيضاً للأمة؟!!(24/26)
ضعف الشعور بالمسئولية
الأثر الخامس عشر: ضعف الشعور بالمسئولية والإحساس بالواجب الملقى على الأكتاف -خاصة الشباب منهم- مما أثر في عدم الانضباط الاجتماعي، وشدة الإقبال على وسائل الترفيه والتسلية من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والرياضة وغيرها من الوسائل التي أصبحت غايات، والتي قذفت بها حضارة الغرب المادية، فأفقدت السلوك الاجتماعي والمهني توازنه لكثير من قطاعات المجتمع، وأضعفت الإنتاج الفكري والعملي والصناعي والعائلي للموظفين والطلاب وأساتذة الجامعة والدارسين في المعاهد وربات البيوت وغير ذلك، فإن من أعظم آثار البلوت أنه ضيع علينا طاقات ومواهب كثيرة.(24/27)
المقامرة المحرمة
الأثر السادس عشر: وصول التحدي والإثارة -في بعض الأحيان- إلى حد المقامرة، وقد ثبت ذلك، واسألوا رجال الهيئات عما يجدونه في كثير من المواقف، وذلك بأن يجعلوا هناك مبلغاً من المال أو وليمة طعام أو غير ذلك.(24/28)
ترك النوافل والطاعات
الأثر السابع عشر: نسيان هؤلاء اللاعبين وإهمالهم لكثير من النوافل في الطاعات والعبادات، من صلاة وصيام وصدقة وعمرة وقراءة للقرآن، فحرموا أنفسهم من خير كثير.(24/29)
الجهل بما يخططه أعداء الإسلام
الأثر الثامن عشر والأخير: الابتعاد عن الواقع الذي تعيشه الأمة، والجهل بما يريده الأعداء ويخططون له ليل نهار، وأرجو ألا يأتي أحد من لاعبي البلوت، فيقول: إنه لا يوجد لنا أعداء، وإن العالم الآن يعيش في مرحلة سلام ووئام بين الجميع.
أيها الأحبة! يا لاعبي البلوت! يا من تلعبون هذه اللعبة! إنكم تحملون عقيدة ومبدأ، فماذا قدمتم لهذه العقيدة؟! حرام أن تبحث الأمة عن شبابها، فتجدهم منتثرين في النوادي والأرصفة والمقاهي والمنازل والاستراحات، الإسلام بحاجة إلى شبابك وإلى فتوتك وإلى نشاطك، فهل فكرت أن تخدم الإسلام؟ لا تقل لي: كيف؟ فالمجال لا يتسع للإجابة، ولكني أقول: ابحث واسأل وستجد إن أردت ذلك.
هل ترضى يا أخي الحبيب أن تعيش على هامش الحياة لا فائدة منك، ولا قيمة لك؟! فكر جاداً بنفسك، وبمستقبلك، وبآخرتك فإنك محاسب، وسُتسأل عن كل كبيرة وصغيرة.(24/30)
أحداث ومواقف وحقائق مذهلة
ولعلي أسردها سريعاً خشية أن يضيق علينا الوقت.
فأقول أولاً: في الاستفتاء الذي عملته الدعوة جاءت النقاط التالية: - (80%) أجابوا بأنهم تعلموا البلوت في سن السابعة عشرة والثامنة عشرة، وقالوا إنهم اضطروا إلى تعلم هذه اللعبة لمجاراة أصدقائهم.
-أيضاً أجاب (10%) تقريباً أو أكثر بأنها لعبة مفيدة، ولما سئلوا عن الفوائد عجزوا عن شرح هذه الفوائد.
-أيضاً أجاب (30%) بأنها لعبة سيئة، وأنهم تورطوا فيها.
-وأجاب أيضاً (51) فرد تقريباً يعني: أكثر من (50%) أجابوا بأنها لعبة تسلية، بينما قال ثلاثة أفراد فقط: بأنها تنمي الذكاء، وأي ذكاء هذا؟! ثانياً: العجيب أن هناك فرقاً معروفة للبلوت على شكل فريق دائم، تقوم هذه الفرق بمباريات ووضع دوري خاص على مستوى المدينة أو المنطقة، فتجده مثلاً الليلة في مدينة الرس، وغداً في عنيزة، وبعد غدٍ في حائل وهكذا.
فهذا الفريق الرياضي للبلوت يتنقل من مدينة إلى أخرى، وقد كنت حذرت عندما أُلقي هذا الموضوع قبل ثلاث سنوات تقريباً، قلت: أخشى أن يوجد هناك فرق رسمية تتبناها الأندية وغير ذلك لتكون هذه اللعبة على مستوى الأندية، وفوجئت بعد ذلك بأحد الإخوة يحضر قصاصة من جريدة الرياضية والعنوان يقول: البلوت تدخل عالم الدورات الرياضية، ويقول المقال: البلوت لعبة الورق الشهيرة تسللت إلى الدورات الرياضية بجانب تنس الطاولة والتنس الأرضي والشطرنج والبلياردو والبولينج، وذلك في دورة نظمها أحد البنوك في المنطقة الشرقية، لعبة البلوت سحبت الأضواء -من خلال هذه الدورة- من الألعاب الرياضية الأخرى، وحظيت منافساتها بالسخونة والإثارة والمتابعة الجيدة من جماهير الدورة.
وهذا في جريدة الرياضية في العدد (1520) تاريخ: (22/5/ 1414هـ) .
وأيضاً سمعنا أن بعض الأندية قد قامت بوضع دورات رياضية في رمضان الماضي على الأرصفة للعبة البلوت.
ثالثاً: بعضهم تظل الورقة مصاحبة له في كل مكان، فهي دائماً في جيبه أو سيارته لا تفارقه لحظة واحدة، حتى إن بعضهم قد يدخل للمسجد ويصلي وهي معه، وهي مليئة بالصور كما تعلمون.
أيضاً إن أصدقاء البلوت هم أصدقاء جلسات البلوت فقط، ولا يمكن أن يزورك أو أن تعتمد عليه في أمر أو في ملمة، ويقول أحد التائبين: كان يجتمع عندي في بيتي أقاربي ثلاث مرات يومياً من أجل لعبة البلوت، فلما التزمت وتركتها انقطعوا، فأصبحت لا أراهم إلا قليلاً مع أنهم أقرب الأقرباء لي، فانظروا الرابط بين هؤلاء؛ إنه هو البلوت، فلما انقطعت انقطعت العلاقات، ولو كانوا أقرباء له من نسبه أو دمه.
أيضاً من هذه الحقائق والأحداث من الفتنة والإدمان عليها، أن بعض اللاعبين يبحث عن لاعبين لهذه اللعبة طوال يومه حتى ولو كان لا يعرفهم ولو كانوا من الفساق أو المدخنين المهم أن يلعب، حتى إن بعضهم وقفوا على الخط السريع لإيقاف سيارة ليكتمل العدد بالنسبة لهم، فلم يجدوا سوى عاملاً مسكيناً فأغروه بالمال حتى أقنعوه فنزل ليلعب معهم ليكمل الفريق.
أيضاً من الحقائق حول هذه اللعبة أن (85%) من اللاعبين يخجلون من الاعتراف بممارستها، ونقول لأولئك كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: (الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس) ونقول أيضاً: (الله أحق أن يستحيا منه) .(24/31)
مواقف طريفة وغريبة حول هذه اللعبة
أيها الأحبة: من المواقف الطريفة حول هذا الأمر: أن هناك إدارياً وصل إلى منصبٍ جيدٍ، وهذا الإداري يحتفظ بورقة الحسابات التي فاز بها بالتركس على أحد زملائه منذ عام (1403هـ) تقريباً، وزميله يعمل إدارياً في مدينة أخرى، فكان الإداري الأول يرسل تلك الورقة كل شهر له بالفاكس.
أيضاً أحد كبار السن والذين ابتلوا بهذه اللعبة يلتقط الورقة من الأرض ثم يرفعها وينظر إليها بإمعان لضعف بصره، ونقول: نسأل الله عز وجل حسن الخاتمة.
وأيضاً من المواقف: مجموعة من كبار السن أيضاً أعمارهم من الخمسين فما فوق، يجلسون من بعد صلاة المغرب إلى الساعة الثانية عشرة يسمعون الأذان ولا يتحركون من أماكنهم، وربما تسمع صراخهم وتتعجب من حركاتهم وقد بلغوا هذا العمر وهم يلعبون هذه اللعبة.
ويقول آخر: ولا يقف الخصام والنزاع لدى الشباب فقط، بل هناك رجال تصل أعمارهم إلى الأربعين والخمسين تجدهم يتجادلون، وقد يصل الأمر إلى التشابك بالأيدي والعصي كما حدث ذلك في إحدى الدوريات.
كبار في السن تصور يتجادلون بالعصي والكلمات والخصام والشتام -والعياذ بالله- من أجل هذه اللعبة.
وأيضاً من المواقف أن أحد كبار السن ممن ابتلوا بهذه اللعبة وعند دخوله للمسجد كان قد نسي الورقة في جيبه الأعلى، فلما سجد إذ بالورقة تنساب من جيبه أمام المصلين، وإذا به يشعر بالخجل فيقوم أمام أعين المصلين وقد وضح الارتباك عليه ليجمع هذه الورقة.
ولا نقول لأولئك الكبار إلا أن نذكرهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه البخاري في صحيحه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغ ستين سنة) .
وأيضاً من المواقف الطريفة: فإن أكثر الشباب خاصة من لاعبي البلوت يحذرون من العليمي يسمونه العليمي أو الغشيم، أو الفطيس وهو اللاعب البدائي الجديد، فإن هذا اللاعب ضحية مسكين لأولئك اللاعبين، فهو دائماً مغضوب عليه من الجميع وعرضة للتوبيخ وللسب والشتام، فإياك أن تكون لاعباً جديداً فقد تكون عليمياً، ثم تنال ما تنال من أولئك.
وأيضاً من الطرائف: أن أحدهم يقول: إننا نحرص أن نُصلي كلنا -أي: كل الفرقة يحرصون أن يصلوا صلاة العشاء- في المسجد الذي بقرب المعزب كما يقول -أي: الذي عنده الجلسة- لأجل التسابق على (السرا) وليس التسابق على الصف الأول.
وأيضاً من الطرائف: أنها تفرقت إحدى الدوريات في حوالي الساعة الواحدة ليلاً -انتهى اللعب وتفرقوا- فلما وصل المهزوم إلى منزله وخلع ثوبه، أخذ يراجع ورقة قيد الحساب للعبة فوجد أن المقيد قد نسي تقييد سر له، وهو يفرق بالعدد ويجعله -بدل أن يكون مهزوماً- فائزاً، فماذا فعل؟! وقد كانت الساعة ما يقرب الثانية ليلاً فقام ولبس ثوبه مرة أخرى ثم شغل سيارته وذهب وطرق على صاحبه في الساعة الثانية ليلاً، ثم أخبره أن تقييد الحساب خطأ، وأنه هو الفائز -نعوذ بالله من مضلات الفتن-.
ومن الطرائف العجيبة أن بعض النساء عندما قرأت هذا العنوان (حكم صن 400) فبدأنا نسمع التحليلات العجيبة الغريبة من بعض النساء، والحمد لله بفضل الله أن كل التحليلات ليست قريبة من لعبة البلوت نهائياً، وهذا لعله من بشائر الخير، ليدل على أن النساء لا يعلمن شيئاً عن هذه اللعبة، ونسأل الله أن يكون ذلك.
أيضاً من الطرائف أن هناك أرجوزة نظمها أحد لاعبي البلوت في بعض فصول اللعبة يقول فيها:
إن البلوت يا صديقي فن فبعضه حكم وبعض صن
فالحكم فيه ولد فالتسعه أكبرها فافهم حديثي وافقه
ثم تليها الإكة المعتبره وبعدها كذاك تأتي العشره
فالملك الكبير ثم الملكه واسمها البلوت فيها البركه
ثم تجيء سبعة ثمانيه لكنها في العد تبقى لاغيه
والصن فيه أكبر الأوارق إكتها فاعلم بلا شقاق
عشرة تتلوه ثم الشائب فالبنت هكذا الكلام الصائب
ثم غلام بعدها فتسعه ثم ثمان بعدها فسبعه
إلى أن قال:
وأول الأوراق في الترتيب إكتها فالشيخ ذو المشيب
فالبنت فالغلام ثم العشره فالتسع فالثمان ثم السبعه
ثلاثة منها على الترتيب هن الصرا على الفتى الأريب
وإن تكن أربعة المتابعه فإنها خمسون لا مراجعه
إلى أن قال:
فالولد الحكم له عشرونا معدودة كذاك علمونا
وقيمة التسعة أربع عشره وقيمة الإكة إحدى عشره
إلى آخر أرجوزته.(24/32)
الحكم الشرعي للعبة البلوت
أخيراً نأتي لحكم هذه اللعبة شرعاً: وهذا الذي نريده من شبابنا، وأقول لشبابنا وإخواننا وأحبائنا لاعبي البلوت: أسأل الله عز وجل أن ينجيكم من هذه اللعبة ومن كل بلاء.
أقول اسمعوا بارك الله فيكم فإننا نستجيب لنداء الله عز وجل.
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله تعالى هذا السؤال الذي يقول: هل يجوز لعب الورق البلوت، وما حكم لعب الشطرنج مع العلم أنهما لا يلهيان عن الصلاة؟ يقول الشيخ حفظه الله تعالى: لا تجوز هاتان اللعبتان وما أشبههما، لكونهما من آلات اللهو، ولما فيهما من الصد عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة وإضاعة الأوقات في غير حق، ولما تفضي إليه من الشحناء والعداوة، هذا إذا كانت هذه اللعبة ليس فيها عوض، أما إن كان فيها عوض مالي فإن التحريم يكون أشد؛ لأنها بذلك تكون من أنواع القمار الذي لا شك في تحريمه ولا خلاف فيه، والله ولي التوفيق.
وسئل أيضاً فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين حفظه الله تعالى هذا السؤال الذي يقول: ما حكم اللعب بالورقة والشطرنج؟ فقال الشيخ حفظه الله تعالى: قد نص أهل العلم -رحمهم الله- أن اللعب بهما حرام كما ذكر ذلك مشايخنا، وذلك لما فيهما من الإلهاء الكثير والصد عن ذكر الله سبحانه وتعالى؛ ولأنهما ربما يؤديان إلى العداوة والبغضاء بين اللاعبين، وكثيراً ما يكون اللعب على عوض، ومعلوم أن العوض لا يجوز بين المتسابقين إلا فيما نص عليه الشرع وهي ثلاثة أشياء: النصل والخف والحافر، ومن تأمل أحوال لاعبي الشطرنج والورقة تبين أنه قد ضاع عليهم أوقات كثيرة يمضونها في غير طاعة الله وفي غير الفائدة التي تعود عليهم في أمر دنياهم، يقول بعض الناس: إن لعب الورقة والشطرنج يفتح الذهن وينمي الذكاء، ولكن الواقع خلاف ما يدعيه هؤلاء، بل إنه يبلد الذهن ويجعل الذهن مقصوراً على هذا النوع من الذكاء بحيث لو أن الإنسان استعمل فكره في غير هذه الطريقة ما وجد شيئاً، وعلى هذا فإن تبليد الفكر وقصره على هذا النوع من الذكاء يوجب للإنسان العاقل أن يبتعد عن فعلهما.
انتهى كلامه حفظه الله تعالى.(24/33)
نداء للدعاء إلى الله
الخاتمة في كلمة للدعوة تقول فيها: أين الدعاة؟! يزعم بعض الشباب أنهم يزاولون البلوت على مرأى ومسمع من مدرسيهم وآبائهم وذويهم، وأن المدارس تسمح بلعب البلوت في المعسكرات والرحلات الترفيهية، وهو أمر صعب التصديق، لكنه واقع للأسف.
الأمر إذاً يحتاج لحملة دعوية مكثفة، علينا أن ننبه أبناءنا إلى خطورة هذه الممارسة الخاطئة، والدور الآن للمعلمين والآباء ووسائل الإعلام في بحث هذه الظاهرة المرضية، نحن نعلم أن الأمة الإسلامية مستهدفة بإمكاناتها وقدراتها وشبابها وثرواتها، وأيضاً في وقتها وهو العامل الحاسم في تقدم الأمم، فهل نتحرك ونمنع هذا الدمار؟ إن المسئولية جسيمة وتستحق وقفة تأمل مع النفس، تستحق أن نوليها وقفة اهتمام، فالإنسان المسلم لا يعاني من الفراغ أياً كان، فالفراغ وقتل الوقت ذو مضامين خطيرة تغزو المجتمع الإسلامي وتدمره، وعلينا أن نتصدى له بقوة فالحياة أغلى من أن نضيعها عبثاً في جلسات سقيمة تعرضنا للتهلكة، والبلوت لعبة غربية صدروها لنا وهم يتفرجون علينا فهل نفيق؟ انتهى كلام المجلة.
وأذكركم أخيراً بهذه الحادثة التي ذكرها أحد الإخوة يقول: رجل عندما كان يلعب لعبة البلوت، وفي عز حماسه انحنى إلى الأرض ليأخذ ورقة اللعب وهو يقول ويردد: صن صن، فكانت الانحناءة الأخيرة له ومات وهو على هذه الحال، والعياذ بالله.
نسأل الله عز وجل أن يحسن لنا ولكم الخاتمة.
يا من بدنياه اشتغل وغره طول الأمل
الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل
فهل يتنبه الشباب وغيرهم إلى هذا الأمر؟! لقد ذكرنا لك أيها الحبيب! المواقف والأحداث، وأشرنا إلى الأدلة العقلية والنقلية، فهل تستجيب لأمر الله عز وجل؟! {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [الأنفال:24] .
فهل من توبة صادقة؟ هل من توبة صادقة؟ فقطار العمر يجري، والموت يفجأ.
اللهم إني بلغت.
اللهم فاشهد! وسبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.
وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.(24/34)