( 5 ) مَنَاقِبُ الصَّحَابَةِ - رضي الله عنهم -
( 1 ) فَضْلُ الصَّحَابَةِ مُطْلَقًا
قَالَ تَعَالَى : { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } (2)
وَقَالَ تَعَالَى : { فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ } (3)
وَقَالَ تَعَالَى : { لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ , وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (4)
وَقَالَ تَعَالَى : { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } (5)
وَقَالَ تَعَالَى : { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ } (6)
------------------
(2) [التوبة : 100]
(3) [آل عمران : 195]
(4) [الحشر/8، 9]
(5) [الفتح : 29]
(6) [آل عمران : 110](4/360)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ , فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا } (1)
( قَالَ : كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَلْفًا وَأَرْبَعَ مِائَةٍ ) (2) كُنَّا أَلْفًا وَخَمْسَ مِائَةٍ (3) ( فَبَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (4) ( تَحْتَ الشَّجَرَةِ - وَهِيَ سَمُرَةٌ - ) (5) ( قَالَ جَابِرٌ : بَايَعْنَاهُ عَلَى أَنْ لَا نَفِرَّ , وَلَمْ نُبَايِعْهُ عَلَى الْمَوْتِ ) (6) ( فَبَايَعْنَاهُ كُلُّنَا إِلَّا الْجَدَّ بْنَ قَيْسٍ , اخْتَبَأَ تَحْتَ بَطْنِ بَعِيرِ , وَنَحَرْنَا يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ مِنْ الْبُدْنِ لِكُلِّ سَبْعَةٍ جَزُورٌ ) (7) ( فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَنْتُمْ الْيَوْمَ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ ) (8) ( وقَالَ جَابِرٌ : لَوْ كُنْتُ أُبْصِرُ لَأَرَيْتُكُمْ مَوْضِعَ الشَّجَرَةِ ) (9) .
__________
(1) [الفتح/18]
(2) ( خ ) 4560 , ( م ) 67 - ( 1856 )
(3) ( م ) 72 - ( 1856 ) , ( خ ) 3922
(4) ( ت ) 1591 , ( س ) 4158 , ( حم ) 14146
(5) ( م ) 67 - ( 1856 ) , ( حم ) 14865
(6) ( م ) 67 - ( 1856 ) , ( ت ) 1591 , ( س ) 4158 , ( حم ) 14146
(7) ( حم ) 15294 , ( م ) 69 - ( 1856 ) , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(8) ( م ) 71 - ( 1856 ) , ( خ ) 3923 , ( حم ) 14352
(9) ( م ) 71 - ( 1856 ) , ( خ ) 3923(4/361)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ : { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ } ، قَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى خَتَمَهَا ، وَقَالَ : النَّاسُ حَيِّزٌ (1) وَأَنَا وَأَصْحَابِي حَيِّزٌ ، وَقَالَ : لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ " ، فَقَالَ مَرْوَانُ لِأَبِي سَعِيدٍ : كَذَبْتَ - وَعِنْدَهُ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ب وَهُمَا قَاعِدَانِ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ - فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ : لَوْ شَاءَ هَذَانِ لَحَدَّثَاكَ ، وَلَكِنْ هَذَا يَخَافُ أَنْ تَنْزِعَهُ عَنْ عِرَافَةِ قَوْمِهِ وَهَذَا يَخْشَى أَنْ تَنْزِعَهُ عَنْ الصَّدَقَةِ ، فَسَكَتَا ، فَرَفَعَ مَرْوَانُ عَلَيْهِ الدِّرَّةَ لِيَضْرِبَهُ ، فَلَمَّا رَأَيَا ذَلِكَ قَالُوا : صَدَقَ . (2)
__________
(1) الحيز : الناحية , والمراد : القسم أو الجانب .
(2) ( حم ) 11183 ، ( ش ) 36929 ، صححه الألباني في الإرواء تحت حديث : 1187(4/362)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي ، لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ (1) " (2)
__________
(1) النَّصِيف : مِكيالٌ دونَ المُدِّ .
(2) ( م ) 221 - ( 2540 ) , ( خ ) 3470 , ( ت ) 3861 , ( حم ) 11094(4/363)
( جة ) , وَعَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ قَالَ :
كَانَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - يَقُولُ : لَا تَسُبُّوا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - , فَلَمُقَامُ أَحَدِهِمْ سَاعَةً خَيْرٌ مِنْ عَمَلِ أَحَدِكُمْ عُمْرَهُ . (1)
__________
(1) ( جة ) 162 , ( ش ) 33082(4/364)
( م ) , وَعَنْ عُرْوَةَ قَالَ :
قَالَتْ لِي عَائِشَةُ - رضي الله عنها - : يَا ابْنَ أُخْتِي ، أُمِرُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِأَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَبُّوهُمْ . (1)
__________
(1) ( م ) 15 - ( 3022 )(4/365)
( حم ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
كَانَ بَيْنَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَبَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ب كَلَامٌ , فَقَالَ خَالِدٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ : تَسْتَطِيلُونَ (1) عَلَيْنَا بِأَيَّامٍ سَبَقْتُمُونَا بِهَا ؟ , فَبَلَغَنَا أَنَّ ذَلِكَ ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : " دَعُوا لِي أَصْحَابِي , فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنْفَقْتُمْ مِثْلَ أُحُدٍ أَوْ مِثْلَ الْجِبَالِ ذَهَبًا , مَا بَلَغْتُمْ أَعْمَالَهُمْ " (2)
__________
(1) أَيْ : تتفضلون .
(2) ( حم ) 13839 , ( الضياء ) : 2046 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 3386 , الصَّحِيحَة : 1923(4/366)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يُدْرِكُ قَوْمٌ بَعْدَكُمْ صَاعَكُمْ وَلَا مُدَّكُمْ " (1)
__________
(1) ( حم ) 11224 ، ( ن ) 8855 ، ( ش ) 25919 , صَحِيح الْجَامِع : 1325 , الصَّحِيحَة : 1547 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .(4/367)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
قِيلَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ ؟ , قَالَ : " أَنَا وَمَنْ مَعِي " ، فَقِيلَ لَهُ : ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " ثُمَّ الَّذِينَ عَلَى الْأَثَرِ " ، فَقِيلَ لَهُ : ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " ثُمَّ الَّذِينَ عَلَى الْأَثَرِ " ، فَقِيلَ لَهُ : ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " فَرَفَضَهُمْ " (1)
__________
(1) ( حم ) 7944 ، انظر الصَّحِيحَة تحت حديث : 1839 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده جيد .(4/368)
( م ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - : أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ ؟ ، قَالَ : " الْقَرْنُ الَّذِي أَنَا فِيهِ ، ثُمَّ الثَّانِي ، ثُمَّ الثَّالِثُ " (1)
__________
(1) ( م ) 216 - ( 2536 ) ، ( حم ) 25272(4/369)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ (1) مِنْ النَّاسِ ، فَيَقُولُونَ : ) (2) ( فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ؟ ) (3) ( فَيَقُولُونَ : نَعَمْ , فَيُفْتَحُ لَهُمْ , ثُمَّ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنْ النَّاسِ ) (4) ( فَيُقَالُ : فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ؟ ) (5) ( فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ ، ثُمَّ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنْ النَّاسِ , فَيُقَالُ : هَلْ فِيكُمْ ) (6) ( مَنْ صَحِبَ صَاحِبَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ؟ ) (7) ( فَيَقُولُونَ : نَعَمْ , فَيُفْتَحُ لَهُمْ ) (8) ( ثُمَّ يَكُونُ الْبَعْثُ الرَّابِعُ , فَيُقَالُ : انْظُرُوا هَلْ تَرَوْنَ فِيهِمْ أَحَدًا رَأَى مَنْ رَأَى أَحَدًا رَأَى أَصْحَابَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَيُوجَدُ الرَّجُلُ , فَيُفْتَحُ لَهُمْ بِهِ " ) (9)
__________
(1) أَيْ : جَمَاعَةٌ . فتح الباري لابن حجر - (ج 9 / ص 47)
(2) ( خ ) 3449 ، ( م ) 208 - ( 2532 )
(3) ( خ ) 2740
(4) ( خ ) 3449 ، ( م ) 209 - ( 2532 )
(5) ( خ ) 2740 ، ( م ) 208 - ( 2532 )
(6) ( خ ) 3449
(7) ( خ ) 2740 ، ( م ) 208 - ( 2532 )
(8) ( خ ) 3449 ، ( حم ) 11056
(9) ( م ) 209 - ( 2532 )(4/370)
( ش ) , وَعَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا دَامَ فِيكُمْ مَنْ رَآنِي وَصَاحَبَنِي ، وَاللَّهِ لَا تَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا دَامَ فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي وَصَاحَبَ مَنْ صَاحَبَنِي ، وَاللَّهِ لَا تَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا دَامَ فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي , وَصَاحَبَ مَنْ صَاحَبَ مَنْ صَاحَبَنِي " (1)
__________
(1) ( ش ) 32417 , ( صم ) 1481 ، انظر الصَّحِيحَة : 3283(4/371)
( ك الضياء ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي ، وَطُوبَى لِمَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي ، وَلِمَنْ رَأَى مَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي ) (1) ( طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآَبٍ " ) (2)
__________
(1) ( ك ) 6994 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 3926 , الصَّحِيحَة : 1254
(2) ( الضياء ) : 87 ، انظر الصَّحِيحَة تحت حديث : 1254(4/372)
( حم ) , وَعَنْ رِفَاعَةَ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( مِنْ مَكَّةَ ) (2) ( حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْكَدِيدِ جَعَلَ رِجَالٌ مِنَّا يَسْتَأْذِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ " فَيَأْذَنُ لَهُمْ , فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : مَا بَالُ رِجَالٍ يَكُونُ شِقُّ الشَّجَرَةِ الَّتِي تَلِي رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَبْغَضَ إِلَيْهِمْ مِنْ الشِّقِّ الْآخَرِ ؟ " فَلَمْ نَرَ عِنْدَ ذَلِكَ مِنْ الْقَوْمِ إِلَّا بَاكِيًا ) (3) ( فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - : إِنَّ الَّذِي يَسْتَأْذِنُكَ بَعْدَ هَذَا لَسَفِيهٌ (4) فِي نَفْسِي " ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - حَمِدَ اللَّهَ وَقَالَ خَيْرًا ثُمَّ قَالَ : أَشْهَدُ عِنْدَ اللَّهِ ) (5) ( لَا يَمُوتُ عَبْدٌ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ ثُمَّ يُسَدِّدُ , إِلَّا سُلِكَ فِي الْجَنَّةِ , وَقَدْ وَعَدَنِي رَبِّي - عز وجل - أَنْ يُدْخِلَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلَا عَذَابَ , وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يَدْخُلُوهَا حَتَّى تَبَوَّءُوا أَنْتُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِكُمْ وَأَزْوَاجِكُمْ وَذُرِّيَّاتِكُمْ مَسَاكِنَ فِي الْجَنَّةِ " ) (6)
__________
(1) ( حم ) 16260 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( حم ) 16261 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( حم ) 16260 ، ( طل ) 1291
(4) السَّفَه : الخفّة والطيشُ ، وسَفِه رأيُه إذا كان مَضْطربا لَا اسِتقامَةَ له ، والسفيه : الجاهلُ .
(5) ( حم ) 16261
(6) ( حم ) 16260 ، ( جة ) 4285 ، ( حب ) 212 ، انظر الصَّحِيحَة : 2405(4/373)
( طب ) , وَعَنْ مَالِكِ الدَّارِ قَالَ :
أَخَذَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - أَرْبَعَ مِائَةِ دِينَارٍ فَجَعَلَهَا فِي صُرَّةٍ , فَقَالَ لِلْغُلامِ : اذْهَبْ بِهِمْ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بن الْجَرَّاحِ , ثُمَّ تَلَهَّ (1) سَاعَةً فِي الْبَيْتِ سَاعَةً حَتَّى تَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ , فَذَهَبَ بِهَا الْغُلامُ إِلَيْهِ , فَقَالَ : يَقُولُ لَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ : اجْعَلْ هَذِهِ فِي بَعْضِ حَاجَتِكَ , فَقَالَ : وَصَلَهُ اللَّهُ وَرَحِمَهُ , ثُمَّ قَالَ : تَعَالِي يَا جَارِيَةُ , اذْهَبِي بِهَذِهِ السَّبْعَةِ إِلَى فُلَانٍ , وَبِهَذِهِ الْخَمْسَةِ إِلَى فُلَانٍ , حَتَّى أَنْفَذَهَا , فَرَجَعَ الْغُلامُ وَأَخْبَرَهُ , فَوَجَدَهُ قَدْ أَعَدَّ مِثْلَهَا إِلَى مُعَاذِ بن جَبَلٍ - رضي الله عنه - , فَقَالَ : اذْهَبْ بِهَذَا إِلَى مُعَاذِ بن جَبَلٍ وَتَلَهَّ فِي الْبَيْتِ حَتَّى تَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ , فَذَهَبَ بِهَا إِلَيْهِ , فَقَالَ : يَقُولُ لَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ : اجْعَلْ هَذَا فِي بَعْضِ حَاجَتِكَ , فَقَالَ : / وَوَصَلَهُ , تَعَالِي يَا جَارِيَةُ , اذْهَبِي إِلَى بَيْتِ فُلَانٍ بِكَذَا , وَاذْهَبِي إِلَى بَيْتِ فُلَانٍ بِكَذَا , فَاطَّلَعَتِ امْرَأَةُ مُعَاذٍ فَقَالَتْ : نَحْنُ وَاللَّهِ مَسَاكِينٌ فَأَعْطِنَا - وَلَمْ يَبْقَ فِي الْخِرْقَةِ إِلَّا دِينَارَانِ - فَدَحَا بِهِمَا إِلَيْهَا , وَرَجَعَ الْغُلامُ إِلَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ , فَسُرَّ بِذَلِكَ وَقَالَ : إِنَّهُمْ إِخْوَةٌ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ . (2)
__________
(1) أَيْ : تشاغَل .
(2) ( طب ) ج20/ص33 ح46 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 926
وقال الحافظ المنذري : رواه الطبراني في الكبير ورواته إلى مالك الدار ثقات مشهورون ومالك الدار لَا أعرفه .(4/374)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ , فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ , فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ فَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ , ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِ مُحَمَّدٍ , فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ , فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ , يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ . (1)
__________
(1) ( حم ) 3600 ، ( طس ) 3602 , حسنه الألباني في تخريج الطحاوية ص530 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .(4/375)
( خ حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنَّا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( نَرَى الْآيَاتِ فِي زَمَانِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بَرَكَاتٍ , وَأَنْتُمْ تَرَوْنَهَا تَخْوِيفًا ) (2) ( وَلَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهُوَ يُؤْكَلُ ) (3) .
__________
(1) ( حم ) 4393 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح .
(2) ( حم ) 3762 ، ( خ ) 3386 ، ( ت ) 3633
(3) ( خ ) 3386 ، ( ت ) 3633 ، ( حم ) 4393(4/376)
( خد ) , وَعَنْ بكر بن عبد الله قال :
كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَتَبَادَحُونَ (1) بالبَّطِيخ ، فإِذَا كَانَتْ الحَقَائِقُ كَانُوا هُمُ الرِّجَالُ . (2)
__________
(1) يتبادحون : يترامون .
(2) ( خد ) 266 ، انظر الصَّحِيحَة : 435 ، صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 201(4/377)
( خد ) , وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ :
لَمْ يَكُنْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مُتَحَزِّقِينَ (1) وَلاَ مُتَمَاوِتِينَ (2) وَكَانُوا يَتَنَاشَدُونَ الشِّعْرَ فِي مَجَالِسِهِمْ ، وَيَذْكُرُونَ أَمْرَ جَاهِلِيَّتِهِمْ ، فَإِذَا أُرِيدَ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ اللهِ ، دَارَتْ حَمَالِيقُ (3) عَيْنَيْهِ كَأَنَّهُ مَجْنُونٌ . (4)
_________
(1) أي متقبضين ومجتمعين , وقيل للجماعة : " حزقة " , لانضمام بعضهم إلى بعض .
(2) يقال : تماوت الرجل , إذا أظهر من نفسه التخافت والتضاعف , من العبادة والزهد والصوم .
(3) جمع حملاق العين , وهو ما يُسَوِّدُه الكحل من باطن أجفانها , وهو كناية عن فتح العينين والنظر بنظر شديد .
(4) ( خد ) 555 ، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 432(4/378)
( 2 ) مَنَاقِبُ الْعَشَرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّة
قَالَ تَعَالَى : { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ، وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [التوبة/100]
( خ م ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أُحُدًا وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ ) (1) ( وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ ) (2) ( وَسَعْدُ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنهم - ) (3) ( فَرَجَفَ بِهِمْ ، " فَضَرَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِرِجْلِهِ وَقَالَ : اثْبُتْ أُحُدُ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ ، أَوْ صِدِّيقٌ ) (4) ( أَوْ شَهِيد " ) (5)
__________
(1) ( خ ) 3496
(2) ( م ) 50 - ( 2417 )
(3) ( م ) 50 - م - ( 2417 )
(4) ( خ ) 3483
(5) ( م ) 50 - ( 2417 ) , ( خ ) 3496 , ( ت ) 3696 , 3697 , ( د ) 4651(4/379)
( ت د حم ) , وَعَنْ رِيَاحِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ :
( كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ ) (1) ( الْمُغِيرَةَ بْنِ شُعْبَةَ - رضي الله عنه - ) (2) ( فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَعِنْدَهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ , فَجَاءَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ - رضي الله عنه - , فَرَحَّبَ بِهِ الْمُغِيرَةُ وَحَيَّاهُ ) (3) ( وَأَجْلَسَهُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ عَلَى السَّرِيرِ , فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ) (4) ( يُقَالُ لَهُ : قَيْسُ بْنُ عَلْقَمَةَ ) (5) ( فَاسْتَقْبَلَ الْمُغِيرَةَ فَسَبَّ وَسَبَّ , فَقَالَ سَعِيدٌ : مَنْ يَسُبُّ هَذَا يَا مُغِيرَةُ ؟ , فَقَالَ : يَسُبُّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ) (6) ( فَقَالَ سَعِيدٌ : أَلَا أَرَى أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُسَبُّونَ عِنْدَكَ ثُمَّ لَا تُنْكِرُ وَلَا تُغَيِّرُ ؟ , لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ - وَإِنِّي لَغَنِيٌّ أَنْ أَقُولَ عَلَيْهِ مَا لَمْ يَقُلْ فَيَسْأَلَنِي عَنْهُ غَدًا إِذَا لَقِيتُهُ - : " ) (7) ( عَشَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ : ) (8) ( أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ , وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ ) (9) ( وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ , وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ , وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ فِي الْجَنَّةِ , وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ ) (10) ( وَأَبُو عُبَيْدَةَ فِي الْجَنَّةِ " , قَالَ : فَعَدَّ هَؤُلَاءِ التِّسْعَةَ وَسَكَتَ عَنْ الْعَاشِرِ ) (11) ( فَضَجَّ أَهْلُ الْمَسْجِدِ يُنَاشِدُونَهُ : يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ ) (12) ( نَنْشُدُكَ اللَّهَ مَنْ الْعَاشِرُ ؟ ، فَقَالَ : نَشَدْتُمُونِي بِاللَّهِ ) (13) ( " سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ ) (14) ( فِي الْجَنَّةِ " ) (15) ( ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ لَمَشْهَدٌ شَهِدَهُ رَجُلٌ ) (16) ( مِنْهُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُغَبِّرُ فِيهِ وَجْهُهُ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِ أَحَدِكُمْ عُمُرَهُ , وَلَوْ عُمِّرَ عُمُرَ نُوحٍ - عليه السلام - ) (17) .
__________
(1) ( د ) 4650
(2) ( حم ) 1629 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( د ) 4650
(4) ( حم ) 1629
(5) ( د ) 4650
(6) ( حم ) 1629
(7) ( د ) 4650
(8) ( د ) 4649 ، ( ت ) 3748
(9) ( د ) 4650 ، ( ت ) 3748
(10) ( د ) 4649 ، ( ت ) 3748 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4010
(11) ( ت ) 3748 ، انظر المشكاة : 6109
(12) ( حم ) 1629
(13) ( ت ) 3748
(14) ( د ) 4649
(15) ( ت ) 3748
(16) ( حم ) 1629
(17) ( د ) 4650 ، ( حم ) 1629(4/380)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ , وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ , وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ , وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ , وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ , وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ , وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الْجَنَّةِ , وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ فِي الْجَنَّةِ , وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 1675 ، ( ت ) 3747 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 50 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده قوي .(4/381)
( خد ت ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو بَكْرٍ ، نِعْمَ الرَّجُلُ عُمَرُ ، نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ، نِعْمَ الرَّجُلُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ ، نِعْمَ الرَّجُلُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ ) (1) ( قَالَ : وَبِئْسَ الرَّجُلُ فُلَانٌ ، وَبِئْسَ الرَّجُلُ فُلَانٌ ، حَتَّى عَدَّ سَبْعَةً " ) (2)
__________
(1) ( ت ) 3795 ، ( خد ) 337 ، ( حم ) 9421 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6770 , الصَّحِيحَة تحت حديث : 875
(2) ( خد ) 337 ، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 275 , وأراد به البخاري جواز المدح في غير الوجه .(4/382)
( 3 ) مَنَاقِبُ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْأَرْبَعَة
( خ م ) , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ :
أَخْبَرَنِي أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ - رضي الله عنه - أَنَّهُ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ خَرَجَ , فَقَالَ : لَأَلْزَمَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَلَأَكُونَنَّ مَعَهُ يَوْمِي هَذَا , قَالَ : فَجَاءَ الْمَسْجِدَ فَسَأَلَ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا : " خَرَجَ وَوَجَّهَ هَاهُنَا (1) " , قَالَ : فَخَرَجْتُ عَلَى إِثْرِهِ أَسْأَلُ عَنْهُ حَتَّى دَخَلْتُ بِئْرَ أَرِيسٍ (2) فَجَلَسْتُ عِنْدَ الْبَابِ - وَبَابُهَا مِنْ جَرِيدٍ (3) - " حَتَّى قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَاجَتَهُ فَتَوَضَّأَ " , فَقُمْتُ إِلَيْهِ " فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى بِئْرِ أَرِيسٍ , وَتَوَسَّطَ قُفَّهَا (4) وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ , عَنْ رُكْبَتَيْهِ (5) وَدَلَّاهُمَا فِي الْبِئْرِ " , فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَجَلَسْتُ عِنْدَ الْبَابِ , فَقُلْتُ : لَأَكُونَنَّ بَوَّابَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْيَوْمَ , فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - فَدَفَعَ الْبَابَ , فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ , فَقَالَ : أَبُو بَكْرٍ , فَقُلْتُ : عَلَى رِسْلِكَ , ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , هَذَا أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ , فَقَالَ : " ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ " ، فَأَقْبَلْتُ حَتَّى قُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ : ادْخُلْ , " وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُبَشِّرُكَ بِالْجَنَّةِ " , فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ ) (6) ( فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ ) (7) ( جَلَسَ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَعَهُ فِي الْقُفِّ , وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ " كَمَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " , وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ , ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ وَقَدْ تَرَكْتُ أَخِي يَتَوَضَّأُ وَيَلْحَقُنِي , فَقُلْتُ : إِنْ يُرِدْ اللَّهُ بِفُلَانٍ خَيْرًا - يُرِيدُ أَخَاهُ - يَأْتِ بِهِ ، فَإِذَا إِنْسَانٌ يُحَرِّكُ الْبَابَ (8) فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا , فَقَالَ : عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , فَقُلْتُ : عَلَى رِسْلِكَ , ثُمَّ جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ : هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَسْتَأْذِنُ , فَقَالَ : " ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ " , فَجِئْتُ فَقُلْتُ : ادْخُلْ , " وَبَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْجَنَّةِ " ) (9) ( فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ ) (10) ( دَخَلَ فَجَلَسَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْقُفِّ عَنْ يَسَارِهِ , وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ , ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ , فَقُلْتُ : إِنْ يُرِدْ اللَّهُ بِفُلَانٍ خَيْرًا يَأْتِ بِهِ , فَجَاءَ إِنْسَانٌ يُحَرِّكُ الْبَابَ , فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ , فَقَالَ : عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ , فَقُلْتُ : عَلَى رِسْلِكَ , فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرْتُهُ ) (11) ( فَقَالَ : " ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى سَتُصِيبُهُ " ) (12) ( فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ : ادْخُلْ , " وَبَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُكَ " ) (13) ( فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ قَالَ : اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ ) (14) ( فَلَمَّا دَخَلَ عُثْمَانُ " غَطَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رُكْبَتَيْهِ " ) (15) ( فَوَجَدَ عُثْمَانُ الْقُفَّ قَدْ مُلِئَ , فَجَلَسَ وِجَاهَهُ مِنْ الشَّقِّ الْآخَرِ , قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ : فَأَوَّلْتُهَا قُبُورَهُمْ ) (16) ( اجْتَمَعَتْ هَا هُنَا وَانْفَرَدَ عُثْمَانُ (17) ) (18) .
__________
(1) أَيْ : تَوَجَّهَ جِهَة كَذَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 469)
(2) هو بُسْتَان بِالْمَدِينَةِ مَعْرُوف ، وَهُوَ بِالْقُرْبِ مِنْ قُبَاء , وَفِي بِئْرهَا سَقَطَ خَاتَم النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ إِصْبَع عُثْمَان - رضي الله عنه - .
فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 469)
(3) الْجَرِيدَةُ : سَعَفَةُ النَّخْلِ سُمِّيَتْ بِهَا لِكَوْنِهَا مُجَرَّدَةً عَنْ الْخُوصِ وَهُوَ وَرَقُ النَّخْلِ . تحفة الأحوذي(ج 4 / ص 80)
(4) هُوَ الدَّاكَّة الَّتِي تُجْعَل حَوْل الْبِئْر . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 469)
(5) ( خ ) 3492
(6) ( خ ) 3471 ، ( م ) 28 - ( 2403 )
(7) ( خ ) 3490
(8) فِيهِ حُسْن الْأَدَب فِي الِاسْتِئْذَان ، قَالَ اِبْن التِّين . وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون هَذَا قَبْل نُزُول قَوْله : ( لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْر بُيُوتكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا ) . قُلْت : وَمَا أَبْعَدَ مَا قَالَ ، فَقَدْ وَقَعَ فِي رِوَايَة عَبْد الرَّحْمَن بْن حَرْمَلَة " فَجَاءَ رَجُل فَاسْتَأْذَنَ " وَسَيَأْتِي فِي آخِر مَنَاقِب عُمَر مِنْ طَرِيق أَبِي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَنْ أَبِي مُوسَى بِلَفْظِ " فَجَاءَ رَجُل فَاسْتَفْتَحَ " , فَعُرِفَ أَنَّ قَوْله : " يُحَرِّك الْبَاب " إِنَّمَا حَرَّكَهُ مُسْتَأْذِنًا لَا دَافِعًا لَهُ لِيَدْخُل بِغَيْرِ إِذْن . فتح الباري(ج 10 / ص 469)
(9) ( خ ) 3471 ، ( م ) 28 - ( 2403 )
(10) ( خ ) 3490
(11) ( خ ) 3471 ، ( م ) 28 - ( 2403 )
(12) ( خ ) 3492 ، ( م ) 28 - ( 2403 ) ، ( ت ) 3710
(13) ( خ ) 3471
(14) ( خ ) 3490
(15) ( خ ) 3492
(16) ( خ ) 3471 ، ( م ) 29 - ( 2403 )
(17) فِيهِ وُقُوع التَّأْوِيل فِي الْيَقِظَة وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى الْفِرَاسَة ، وَالْمُرَاد اِجْتِمَاع الصَّاحِبَيْنِ مَعَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الدَّفْن ، وَانْفِرَاد عُثْمَان عَنْهُمْ فِي الْبَقِيع . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 469)
(18) ( خ ) 6684(4/383)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - فَاسْتَأْذَنَ , فَقَالَ : " ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ " ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ فَاسْتَأْذَنَ , فَقَالَ : " ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ " , ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ فَاسْتَأْذَنَ فَقَالَ : " ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ " , فَقُلْتُ لَهُ : فَأَيْنَ أَنَا ؟ , قَالَ : " أَنْتَ مَعَ أَبِيكَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 6548 ، ( طل ) 2287 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(4/384)
( كر ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " الْقَائِمُ بَعْدِي فِي الْجَنَّةِ ، وَالَّذِي يَقُومُ بَعْدَهُ فِي الْجَنَّةِ ، وَالثَّالِثُ ، وَالرَّابِعُ فِي الْجَنَّةِ " (1)
__________
(1) أخرجه ابن عساكر (39/108) ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 4435 , والصحيحة : 2319(4/385)
( صم ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ : رَأَيْتُ آنِفًا (1) كَأَنِّي أُعْطِيتُ الْمَقَالِيدَ وَالْمَوَازِينَ فَأَمَّا الْمَقَالِيدُ فَهِيَ الْمَفَاتِيحُ ، فَوُضِعْتُ فِي كَفَّةٍ ، وَوُضِعَتْ أُمَّتِي فِي كَفَّةٍ ، فَرَجَحْتُ بِهِمْ ، ثُمَّ جِيءَ بِأَبِي بَكْرٍ فَرَجَحَ بِهِمْ ، ثُمَّ جِيءَ بِعُمَرَ فَرَجَحَ بِهِمْ ، ثُمَّ جِيءَ بِعُثْمَانَ فَرَجَحَ ، ثُمَّ رُفِعَتْ " ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : فَأَيْنَ نَحْنُ ؟ , قَالَ : " أَنْتُمْ حَيْثُ جَعَلْتُمْ أَنْفُسَكُمْ " (2)
__________
(1) أي : قبل قليل .
(2) صححه الألباني في ظلال الجنة : 1138(4/386)
( حم ) , وَعَنْ أَشْعَثَ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ :
كَانَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي يَقُولُ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - : لَا يَمُوتُ عُثْمَانُ - رضي الله عنه - حَتَّى يُسْتَخْلَفَ ، فَقُلْنَا لَهُ : مِنْ أَيْنَ تَعْلَمُ ذَلِكَ ؟ , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ ثَلَاثَةٌ مِنْ أَصْحَابِي وُزِنُوا , فَوُزِنَ أَبُو بَكْرٍ فَوَزَنَ , ثُمَّ وُزِنَ عُمَرُ فَوَزَنَ , ثُمَّ وُزِنَ عُثْمَانُ فَنَقَصَ صَاحِبُنَا وَهُوَ صَالِحٌ " (1)
__________
(1) ( حم ) 16655 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/387)
( ت ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ :
قُلْتُ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها : أَيُّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , قَالَتْ : أَبُو بَكْرٍ ، قُلْتُ : ثُمَّ مَنْ ؟ , قَالَتْ : عُمَرُ , قُلْتُ : ثُمَّ مَنْ ؟ , قَالَتْ : ثُمَّ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ , قُلْتُ : ثُمَّ مَنْ ؟ ، فَسَكَتَتْ (1) . (2)
__________
(1) أَيْ : عَائِشَةُ وَلَمْ تُجِبْ , وَاعْلَمْ أَنَّ الْمَحَبَّةَ تَخْتَلِفُ بِالْأَسْبَابِ وَالْأَشْخَاصِ فَقَدْ يَكُونُ لِلْجُزْئِيَّةِ , وَقَدْ يَكُونُ بِسَبَبِ الْإِحْسَانِ , وَقَدْ يَكُونُ بِسَبَبِ الْحُسْنِ وَالْجَمَالِ , وَأَسْبَابٍ أُخَرَ لَا يُمْكِنُ تَفْصِيلُهَا , وَمَحَبَّتُهُ - صلى الله عليه وسلم - لِفَاطِمَةَ بِسَبَبِ الْجُزْئِيَّةِ وَالزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ ، وَمَحَبَّتُهُ لِعَائِشَةَ بِسَبَبِ الزَّوْجِيَّةِ وَالتَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ , وَمَحَبَّةُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمْرَ وَأَبِي عُبَيْدَةَ بِسَبَبِ الْقِدَمِ فِي الْإِسْلَامِ وَإِعْلَاءِ الدِّينِ وَوُفُورِ الْعِلْمِ , فَإِنَّ الشَّيْخَيْنِ لَا يَخْفَى حَالُهُمَا لِأَحَدٍ مِنْ النَّاسِ ، وَأَمَّا أَبُو عُبَيْدَةَ فَقَدْ فَتَحَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى يَدَيْهِ فُتُوحًا كَثِيرَةً فِي خِلَافَةِ الشَّيْخَيْنِ وَسَمَّاهُ - صلى الله عليه وسلم - أَمِينَ هَذِهِ الْأُمَّةِ , وَالْمُرَادُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَحَبَّتُهُ - صلى الله عليه وسلم - لِهَذَا السَّبَبِ , فَلَا يَضُرُّ مَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيثِ الْأُخَرِ شِدَّةُ مَحَبَّتِهِ - صلى الله عليه وسلم - لِعَائِشَةَ وَفَاطِمَةَ لِأَنَّ تِلْكَ الْمَحَبَّةَ بِسَبَبٍ آخَرَ . تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 68)
(2) ( ت ) 3657 ، ( م ) 9 - ( 2385 ) ، ( جة ) 102(4/388)
( خ يع ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( كُنَّا نُخَيِّرُ بَيْنَ النَّاسِ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَنُخَيِّرُ أَبَا بَكْرٍ - رضي الله عنه - ) (1) ( لَا نَعْدِلُ بِأَبِي بَكْرٍ أَحَدًا ) (2) ( ثُمَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - , ثُمَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - رضي الله عنه - ) (3) ( ثُمَّ نَتْرُكُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لَا نُفَاضِلُ بَيْنَهُمْ ) (4) ( " فَيَبْلُغُ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فلَا يُنْكِرُهُ " ) (5)
__________
(1) ( خ ) 3455 ، ( د ) 4628
(2) ( خ ) 3494
(3) ( خ ) 3455 ، ( ت ) 3707
(4) ( خ ) 3494 ، ( د ) 4627 ، ( حم ) 4626
(5) ( يع ) 5604 ، وصححها الألباني في ظلال الجنة : 1193(4/389)
( د حم ) , وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ :
( قُلْتُ لِأَبِي : أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , فَقَالَ : أَبُو بَكْرٍ , فَقُلْتُ : ثُمَّ مَنْ ؟ , قَالَ : ثُمَّ عُمَرُ , قَالَ : ثُمَّ خَشِيتُ أَنْ أَقُولَ : ثُمَّ مَنْ ؟ ، فَيَقُولَ : عُثْمَانُ , فَقُلْتُ : ثُمَّ أَنْتَ يَا أَبَتِ ؟ , قَالَ : مَا أَنَا إِلَّا رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ) (1) ( وَإِنَّا قَدْ أَحْدَثْنَا بَعْدَهُمْ أَحْدَاثًا يَقْضِي اللَّهُ تَعَالَى فِيهَا مَا شَاءَ ) (2)
__________
(1) ( د ) 4629 ، ( خ ) 3468 ، ( جة ) 106
(2) ( حم ) 926 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/390)
( طب ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عَمْرٍو - رضي الله عنهما - قَالَ :أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أَصَبْتُمْ اسْمُهُ , وَعُمَرُ الْفَارُوقُ قَرْنٌ مِنْ حَدِيدٍ , وَعُثْمَان بْنُ عَفَّانَ ذُو النُّورَيْنِ , قُتِلَ مَظْلُومًا وَأُوتِيَ كِفْلَيْنِ مِنَ الْأَجْرِ . (1)
__________
(1) ( طب ) ج1ص90 ح139 , وصححه الألباني في ظلال الجنة : 1154(4/391)
( 4 ) مَنَاقِبُ الشَّيْخَيْن أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما -
( ت جة حم ) , عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ سَيِّدَا كُهُولِ (1) أَهْلِ الْجَنَّةِ ) (2) ( وَشَبَابِهَا ) (3) ( مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ، إِلَّا النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ ، لَا تُخْبِرْهُمَا يَا عَلِيُّ ) (4) ( مَا دَامَا حَيَّيْنِ " ) (5)
__________
(1) الْكَهْلُ مِنْ الرِّجَالِ مَنْ زَادَ عَلَى ثَلَاثِينَ سَنَةً إِلَى الْأَرْبَعِينَ , وَقِيلَ مِنْ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ إِلَى تَمَامِ الْخَمْسِينَ .تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 75)
(2) ( ت ) 3666
(3) ( حم ) 602 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
(4) ( ت ) 3664
(5) ( جة ) 95 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 51 ، 7005 , الصَّحِيحَة : 824(4/392)
( خ م ت ) , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنَ ) (1) ( أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى ) (2) ( مِنْ فَوْقِهِمْ كَمَا تَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ (3) "الْغَابِرَ (4) ) (5) ( فِي الْأُفُقِ مِنْ الْمَشْرِقِ أَوْ الْمَغْرِبِ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ " , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , تِلْكَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ , قَالَ : " بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , رِجَالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ ) (6) ( وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا (7) ) (8) "
__________
(1) ( م ) 2831 , ( خ ) 3083
(2) ( ت ) 3658
(3) ( الدُّرِّيّ ) : هُوَ النَّجْم الشَّدِيد الْإِضَاءَة ، وَقَالَ الْفَرَّاء : هُوَ النَّجْم الْعَظِيم الْمِقْدَار ، كَأَنَّهُ مَنْسُوب إِلَى الدُّرّ لِبَيَاضِهِ وَضِيَائِهِ .
(4) الْغَابِر : الذَّاهِب . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 40)
(5) ( م ) 2831 , ( خ ) 3083
(6) ( خ ) 3083 , ( م ) 2831
(7) أَيْ : زَادَا وَفَضَلَا , يُقَالُ أَحْسَنْت إِلَيَّ وَأَنْعَمْت أَيْ : زِدْت عَلَى الْإِنْعَامِ . تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 69)
(8) ( ت ) 3658 , ( جة ) 96(4/393)
( ت ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بْنِ حَنْطَبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَالَ : هَذَانِ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ " (1)
__________
(1) ( ت ) 3671 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7004 , الصَّحِيحَة : 814(4/394)
( خط ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنَ هَذَا الدِّينِ , كَمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ مِنَ الْرَأْسِ " (1)
__________
(1) أخرجه الطبراني والخطيب في " تاريخ بغداد " ( 8 / 459 - 460 ) ، انظر الصَّحِيحَة : 815(4/395)
( ت ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : " إِنِّي لَا أَدْرِي مَا قَدْرُ بَقَائِي فِيكُمْ ، فَاقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي - وَأَشَارَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ ، وَمَا حَدَّثَكُمْ ابْنُ مَسْعُودٍ فَصَدِّقُوهُ " (1)
__________
(1) ( ت ) 3799 , ( جة ) 97 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2511 , الصَّحِيحَة : 1233(4/396)
( خ م ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( وُضِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - عَلَى سَرِيرِهِ , فَتَكَنَّفَهُ النَّاسُ يَدْعُونَ وَيُثْنُونَ وَيُصَلُّونَ عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ وَأَنَا فِيهِمْ , قَالَ : فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا بِرَجُلٍ قَدْ أَخَذَ بِمَنْكِبِي (1) مِنْ وَرَائِي , فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - , فَتَرَحَّمَ عَلَى عُمَرَ وَقَالَ : مَا خَلَّفْتُ أَحَدًا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْكَ , وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَ صَاحِبَيْكَ , وَذَاكَ ) (2) ( لِأَنِّي كَثِيرًا مَا كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " ) (3) ( جِئْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، وَدَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ , وَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ " , فَإِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَهُمَا ) (4) .
__________
(1) المنكب : مُجْتَمَع رأس الكتف والعضد .
(2) ( م ) 14 - ( 2389 ) ، ( خ ) 3482
(3) ( خ ) 3474 ، ( م ) 14 - ( 2389 )
(4) ( م ) 14 - ( 2389 ) ، ( خ ) 3482 ، ( جة ) 98 ، ( حم ) 898(4/397)
( صم ) , وَعَنْ علقمة قال :
سمعت عليا - رضي الله عنه - على منبر الكوفة يقول : بلغني أن قوما يفضلوني على أبي بكر وعمر ، ولو كنت قدمت في ذلك لعاقبت فيه , ولكني أكره العقوبة قبل التقدمة , من قال شيئا من هذا فهو مُفْتَرٍ , عليه ما على المفتري , إن خِيرةَ الناس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وبعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر , ثم عمر , وقد أحدثنا أحداثا يقضي الله فيها ما أحب . (1)
__________
(1) حسنه الألباني في ظلال الجنة : 993(4/398)
( صم ) , وَعَنْ عَبْدِ خَيْرٍ قَالَ :
سَمِعْتُ عَلِيًّا - رضي الله عنه - يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ : خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ب، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَ الثَّالِثَ لَسَمَّيْتُهُ . (1)
__________
(1) ( حم ) 1060 ، وصححه الألباني في ظلال الجنة : 1201(4/399)
( ت ) , وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ :
مَا أَظُنُّ رَجُلًا يَنْتَقِصُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يُحِبُّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - . (1)
__________
(1) ( ت ) 3685(4/400)
( 5 ) مَنَاقِبُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه -
( ك ) , عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
لَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى أَصْبَحَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ بِذَلِكَ ، فَارْتَدَّ نَاسٌ مِمَّنْ كَانَ آمَنُوا بِهِ وَصَدَّقُوهُ ، وَسَعَوْا بِذَلِكَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - فَقَالُوا : هَلْ لَكَ إِلَى صَاحِبِكَ ؟ , " يَزْعُمُ أَنَّهُ أُسْرِيَ بِهِ اللَّيْلَةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ " ، قَالَ : أَوَقَالَ ذَلِكَ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : لَئِنْ كَانَ قَالَ ذَلِكَ لَقَدْ صَدَقَ ، قَالُوا : أَوَتُصَدِّقُهُ أَنَّهُ ذَهَبَ اللَّيْلَةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَجَاءَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ ؟ , قَالَ : نَعَمْ ، إِنِّي لَأُصَدِّقُهُ فِيمَا هُوَ أَبْعَدُ مِنْ ذَلِكَ , أُصَدِّقُهُ بِخَبَرِ السَّمَاءِ فِي غُدْوَةٍ أَوْ رَوْحَةٍ ، فَلِذَلِكَ سُمَيَّ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقَ . (1)
__________
(1) ( ك ) 4407 ، انظر الصَّحِيحَة : 306(4/401)
( ت ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : " أَنْتَ عَتِيقُ اللَّهِ مِنْ النَّارِ " ، فَيَوْمَئِذٍ سُمِّيَ عَتِيقًا . (1)
__________
(1) ( ت ) 3679 ، ( ك ) 3557 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 1482 , الصَّحِيحَة : 1574(4/402)
( خ م س حم ) , عَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ مِنْ شَيْءٍ مِنْ الْأَشْيَاءِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) (1) وفي رواية : ( مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُنْفِقُ مِنْ كُلِّ مَالٍ لَهُ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا ) (2) ( دَعَاهُ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ , كُلُّ خَزَنَةِ بَابٍ ) (3) ( يَدْعُوهُ إِلَى مَا عِنْدَهُ : ) (4) ( يَا عَبْدَ اللَّهِ ) (5) ( هَلُمَّ فَادْخُلْ ) (6) ( هَذَا خَيْرٌ لَكَ (7) ) (8) ( فَإِنَّ لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ ) (9) ( وَلِكُلِّ أَهْلِ عَمَلٍ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يُدْعَوْنَ بِذَلِكَ الْعَمَلِ ) (10) ( فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَلَاةِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ (11) وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ " , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - رضي الله عنه - : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (12) ( مَا عَلَى أَحَدٍ مِنْ ضَرُورَةٍ مِنْ أَيِّهَا دُعِيَ (13) ) (14) ( فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا ؟ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " نَعَمْ ) (15) ( وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ يَا أَبَا بَكْرٍ ) (16) "
__________
(1) ( خ ) 3466 , ( م ) 85 - ( 1027 )
(2) ( س ) 3185 , ( حم ) 21379 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( خ ) 2686 , 1798 , 3044
(4) ( س ) 3185 , ( حم ) 21379
(5) ( خ ) 1798 , ( م ) 85 - ( 1027 )
(6) ( س ) 3184 , ( خ ) 2686
(7) ( قال صَعْصَعَةُ بْنُ مُعَاوِيَةَ لأبي ذر - رضي الله عنه - : وَكَيْفَ ذَلِكَ ؟ , قَالَ : إِنْ كَانَتْ رِجَالًا فَرَجُلَيْنِ , وَإِنْ كَانَتْ إِبِلًا فَبَعِيرَيْنِ , وَإِنْ كَانَتْ بَقَرًا فَبَقَرَتَيْنِ ) ( حم ) 21379 ( وَإِنْ كَانَتْ خَيْلًا فَفَرَسَانِ , حَتَّى عَدَّ أَصْنَافَ الْمَالِ كُلِّهِ ) ( حم ) 21451 , انظر الصحيحة تحت حديث : 2681 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(8) ( س ) 2439 , ( خ ) 1798 , ( م ) 85 - ( 1027 )
(9) ( حم ) 19456 , انظر الصحيحة : 2681
(10) ( حم ) 9799 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(11) فِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ الْمُرَاد مَا يُتَطَوَّع بِهِ مِنْ الْأَعْمَال الْمَذْكُورَة لَا وَاجِبَاتهَا , لِكَثْرَةِ مَنْ يَجْتَمِع لَهُ الْعَمَل بِالْوَاجِبَاتِ كُلّهَا ، بِخِلَافِ التَّطَوُّعَات , فَقَلَّ مَنْ يَجْتَمِع لَهُ الْعَمَل بِجَمِيعِ أَنْوَاع التَّطَوُّعَات ، ثُمَّ مَنْ يَجْتَمِع لَهُ ذَلِكَ إِنَّمَا يُدْعَى مِنْ جَمِيع الْأَبْوَاب عَلَى سَبِيل التَّكْرِيم لَهُ ، وَإِلَّا فَدُخُوله إِنَّمَا يَكُون مِنْ بَاب وَاحِد ، وَلَعَلَّهُ بَابُ الْعَمَل الَّذِي يَكُون أَغْلَب عَلَيْهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ , وَأَمَّا مَا أَخْرَجَهُ مُسْلِم عَنْ عُمَر " مَنْ تَوَضَّأَ ثُمَّ قَالَ أَشْهَد أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه " الْحَدِيث وَفِيهِ " فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَاب الْجَنَّة يَدْخُل مِنْ أَيّهَا شَاءَ " فَلَا يُنَافِي مَا تَقَدَّمَ , وَإِنْ كَانَ ظَاهِره أَنَّهُ يُعَارِضهُ ، لِأَنَّهُ يُحْمَل عَلَى أَنَّهَا تُفْتَح لَهُ عَلَى سَبِيل التَّكْرِيم ، ثُمَّ عِنْد دُخُوله لَا يَدْخُل إِلَّا مِنْ بَاب الْعَمَل الَّذِي يَكُون أَغْلَب عَلَيْهِ كَمَا تَقَدَّمَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . فتح الباري(ج10ص464)
(12) ( خ ) 1798
(13) أَيْ : لَيْسَ ضَرُورَةً وَاحْتِيَاجًا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ إِنْ لَمْ يُدْعَ مِنْ سَائِرِهَا لِحُصُولِ الْمَقْصُودِ وَهُوَ دُخُولُ الْجَنَّةِ , وَهَذَا النَّوْعُ تَمْهِيدُ قَاعِدَةِ السُّؤَالِ فِي قَوْلِهِ : ( فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا ) أَيْ : سَأَلْت عَنْ ذَلِكَ بَعْدَ مَعْرِفَتِي بِأَنْ لَا ضَرُورَةَ وَلَا اِحْتِيَاجَ لِمَنْ يُدْعَى مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ إِلَى الدُّعَاءِ مِنْ سَائِرِ الْأَبْوَابِ إِذْ يَحْصُلُ مُرَادُهُ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ . تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 85)
(14) ( حم ) 7621 , ( خ ) 3466 , ( م ) 85 - ( 1027 )
(15) ( خ ) 1798 , ( م ) 85 - ( 1027 )
(16) ( خ ) 3466 , ( م ) 85 - ( 1027 ) , ( ت ) 3674 , ( س ) 2238(4/403)
( حم ) , وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " وَخَرَجَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - , احْتَمَلَ أَبُو بَكْرٍ مَالَهُ كُلَّهُ مَعَهُ خَمْسَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ أَوْ سِتَّةَ آلَافِ دِرْهَمٍ , قَالَتْ : فَدَخَلَ عَلَيْنَا جَدِّي أَبُو قُحَافَةَ وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ , فَقَالَ : وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاهُ قَدْ فَجَعَكُمْ بِمَالِهِ مَعَ نَفْسِهِ , قُلْتُ : كَلَّا يَا أَبَتِ , إِنَّهُ قَدْ تَرَكَ لَنَا خَيْرًا كَثِيرًا , قَالَتْ : فَأَخَذْتُ أَحْجَارًا فَتَرَكْتُهَا , فَوَضَعْتُهَا فِي كُوَّةِ الْبَيْتِ - كَانَ أَبِي يَضَعُ فِيهَا مَالَهُ - ثُمَّ وَضَعْتُ عَلَيْهَا ثَوْبًا , ثُمَّ أَخَذْتُ بِيَدِهِ فَقُلْتُ : يَا أَبَتِ , ضَعْ يَدَكَ عَلَى هَذَا الْمَالِ , قَالَتْ : فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ فَقَالَ : لَا بَأْسَ إِنْ كَانَ قَدْ تَرَكَ لَكُمْ هَذَا فَقَدْ أَحْسَنَ , وَفِي هَذَا لَكُمْ بَلَاغٌ , قَالَتْ : لَا وَاللَّهِ مَا تَرَكَ لَنَا شَيْئًا , وَلَكِنِّي قَدْ أَرَدْتُ أَنْ أُسْكِنَ الشَّيْخَ بِذَلِكَ . (1)
__________
(1) ( حم ) 27002 ، ( ك ) 4267 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(4/404)
( حب ) , وَعَنْ عائشة - رضي الله عنه - قالت :
أنفق أبو بكر - رضي الله عنه - على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعين ألفا . (1)
__________
(1) ( حب ) 6859 ، انظر الصَّحِيحَة تحت حديث : 2718 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/405)
( طس ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا أَحَدٌ أَعْظَمُ عِنْدِي يَدًا مِنْ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - ، وَاسَانِي (1) بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ , وأَنْكَحَنِي ابْنَتَهُ " (2)
__________
(1) الْمُوَاسَاة : أَنَّ يَجْعَل صَاحِب الْمَال يَده وَيَد صَاحِبه فِي مَاله سَوَاء .
(2) ( طس ) 504 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 5517 , والصحيحة : 2214(4/406)
( خ م ت جة حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ ) (1) ( مُتَعَطِّفًا مِلْحَفَةً عَلَى مَنْكِبَيْهِ , قَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ بِعِصَابَةٍ دَسِمَةٍ ) (2) ( فَتَلَقَّتْهُ الْأَنْصَارُ بَيْنَهُمْ , فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنِّي لَأُحِبُّكُمْ ) (3) ( فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ ) (4) ( - وَكَانَ آخِرَ مَجْلِسٍ جَلَسَهُ - فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ إِلَيَّ " , فَثَابُوا إِلَيْهِ ) (5) ( " فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : ) (6) ( إِنَّ اللَّهَ خَيَّرَ عَبْدًا ) (7) ( بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا مَا شَاءَ , وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ ) (8) ( فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ اللَّهِ " , فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - رضي الله عنه - ) (9) ( وَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي , بَلْ نَفْدِيكَ بِأَمْوَالِنَا وَأَنْفُسِنَا وَأَوْلَادِنَا ) (10) ( فَعَجِبْنَا لِبُكَائِهِ ) (11) ( وَقَالَ النَّاسُ : انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ , يُخْبِرُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ عَبْدٍ خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ وَهُوَ يَقُولُ : فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا ) (12) ( " فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - هُوَ الْعَبْدَ ) (13) ( الْمُخَيَّرَ " , وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا ) (14) ( بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (15) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا أَبَا بَكْرٍ لَا تَبْكِ ) (16) ( إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ النَّاسِ أَحَدٌ أَمَنَّ عَلَيَّ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ مِنْ أَبِي بكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ ) (17) وفي رواية : ( مَا لِأَحَدٍ عِنْدَنَا يَدٌ إِلَّا وَقَدْ كَافَيْنَاهُ مَا خَلَا أَبَا بَكْرٍ , فَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا يَدًا يُكَافِئُهُ اللَّهُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَمَا نَفَعَنِي مَالُ أَحَدٍ قَطُّ مَا نَفَعَنِي مَالُ أَبِي بَكْرٍ " ) (18) ( فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ : هَلْ أَنَا وَمَالِي إِلَّا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ) (19) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَلَا إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ خَلِيلٍ مِنْ خِلَّتِهِ , وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا ) (20) ( مِنْ النَّاسِ خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا ) (21) ( وَلَكِنَّهُ أَخِي وَصَاحِبِي , وَقَدْ اتَّخَذَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلًا ) (22) ( لَا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ بَابٌ إِلَّا سُدَّ , إِلَّا بَابَ أَبِي بَكْرٍ " ) (23)
__________
(1) ( حم ) 11881 , ( خ ) 455
(2) ( خ ) 885 , ( حم ) 2074
(3) ( حم ) 12973 , ( حب ) 7271 , انظر الصَّحِيحَة : 916
(4) ( خ ) 455 , ( حم ) 2432
(5) ( خ ) 885
(6) ( خ ) 455 , ( حم ) 2432
(7) ( خ ) 454
(8) ( خ ) 3691
(9) ( خ ) 454
(10) ( حم ) 11881 , ( خ ) 3691 , ( ت ) 3660
(11) ( خ ) 3454
(12) ( خ ) 3691 , ( ت ) 3660
(13) ( خ ) 454
(14) ( خ ) 3454 , ( م ) 2 - ( 2382 )
(15) ( ت ) 3659 , ( حم ) 15964 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : صحيح لغيره .
(16) ( خ ) 454 , ( م ) 2 - ( 2382 )
(17) ( خ ) 455 , ( حم ) 2432
(18) ( ت ) 3661 , ( جة ) 94
(19) ( جة ) 94 , ( حم ) 7439
(20) ( جة ) 93 , ( م ) 7 - ( 2383 ) , ( ت ) 3655
(21) ( خ ) 455 , ( م ) 7 - ( 2383 ) , ( حم ) 2432
(22) ( م ) 3 - ( 2383 ) , ( ت ) 3655 , ( حم ) 4182
(23) ( خ ) 454 , ( م ) 2 - ( 2382 ) , ( ت ) 3660 , ( حم ) 11150(4/407)
( ت ) , وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ :
" أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نَتَصَدَّقَ " , فَوَافَقَ ذَلِكَ عِنْدِي مَالًا , فَقُلْتُ : الْيَوْمَ أَسْبِقُ أَبَا بَكْرٍ - إِنْ سَبَقْتُهُ يَوْمًا - قَالَ : فَجِئْتُ بِنِصْفِ مَالِي , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ ؟ " , فَقُلْتُ : مِثْلَهُ , وَأَتَى أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - بِكُلِّ مَا عِنْدَهُ , فَقَالَ : " يَا أَبَا بَكْرٍ مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ ؟ " , قَالَ : أَبْقَيْتُ لَهُمْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ , فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لَا أَسْبِقُهُ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا " (1)
__________
(1) ( ت ) 3675 ، ( د ) 1678 ، انظر المشكاة : 6021(4/408)
( حم ) , وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ :
مَا اسْتَبَقْنَا خَيْرًا قَطُّ إِلَّا سَبَقَنَا إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ . (1)
__________
(1) ( حم ) 265 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/409)
( خ م ) , وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ :
قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : { الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ } (1) يَا ابْنَ أُخْتِي كَانَ أَبَوَاكَ مِنْهُمْ ، الزُّبَيْرُ وَأَبُو بَكْرٍب ، " لَمَّا أَصَابَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا أَصَابَ يَوْمَ أُحُدٍ ، وَانْصَرَفَ عَنْهُ الْمُشْرِكُونَ ، خَافَ أَنْ يَرْجِعُوا فَقَالَ : مَنْ يَذْهَبُ فِي إِثْرِهِمْ ؟ " , فَانْتَدَبَ (2) مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا , قَالَتْ : كَانَ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَالزُّبَيْرُ . (3)
__________
(1) [آل عمران/172]
(2) أَيْ : تَكَفَّلَ بِالْمَطْلُوبِ .
(3) ( خ ) 3849 ، ( م ) 51 - ( 2418 ) ، ( جة ) 124(4/410)
( خ ) , وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ آخِذًا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ حَتَّى أَبْدَى عَنْ رُكْبَتِهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَمَّا صَاحِبُكُمْ فَقَدْ غَامَرَ (1) " , فَسَلَّمَ وَقَالَ : إِنِّي كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنِ الْخَطَّابِ شَيْءٌ فَأَسْرَعْتُ إِلَيْهِ , ثُمَّ نَدِمْتُ فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَغْفِرَ لِي , فَأَبَى عَلَيَّ ) (2) ( حَتَّى أَغْلَقَ بَابَهُ فِي وَجْهِي ) (3) ( فَأَقْبَلْتُ إِلَيْكَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ , يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ , يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ " , ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ نَدِمَ , فَأَتَى مَنْزِلَ أَبِي بَكْرٍ فَسَأَلَ : أَثَّمَ أَبُو بَكْرٍ ؟ , فَقَالُوا : لَا , فَأَتَى إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَلَّمَ , " فَجَعَلَ وَجْهُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَتَمَعَّرُ (4) " , حَتَّى أَشْفَقَ أَبُو بَكْرٍ فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَاللَّهِ أَنَا كُنْتُ أَظْلَمَ , وَاللَّهِ أَنَا كُنْتُ أَظْلَمَ ) (5) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنِّي قُلْتُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ , إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا , فَقُلْتُمْ : كَذَبْتَ ) (6) ( وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : صَدَقَ , وَوَاسَانِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ , فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُونَ لِي صَاحِبِي ؟ , فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُونَ لِي صَاحِبِي ؟ " , قَالَ : فَمَا أُوذِيَ بَعْدَهَا ) (7) .
__________
(1) قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ : غَامَرَ : سَبَقَ بِالْخَيْرِ .
(2) ( خ ) 3461
(3) ( خ ) 4364
(4) أَيْ : يتغير من الغضب .
(5) ( خ ) 3461
(6) ( خ ) 4364
(7) ( خ ) 3461(4/411)
( حم ) , وَعَنْ رَبِيعَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
كُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ لي : " يَا رَبِيعَةُ أَلَا تَزَوَّجُ ؟ " ، فَقُلْتُ : لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا أُرِيدُ أَنْ أَتَزَوَّجَ ، مَا عِنْدِي مَا يُقِيمُ الْمَرْأَةَ ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ يَشْغَلَنِي عَنْكَ شَيْءٌ ، " فَأَعْرَضَ عَنِّي " ، فَخَدَمْتُهُ مَا خَدَمْتُهُ ، " ثُمَّ قَالَ لِي الثَّانِيَةَ : يَا رَبِيعَةُ أَلَا تَزَوَّجُ ؟ " ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا أُرِيدُ أَنْ أَتَزَوَّجَ ، مَا عِنْدِي مَا يُقِيمُ الْمَرْأَةَ وَمَا أُحِبُّ أَنْ يَشْغَلَنِي عَنْكَ شَيْءٌ ، " فَأَعْرَضَ عَنِّي " ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى نَفْسِي فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَعْلَمُ مِنِّي بِمَا يُصْلِحُنِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَاللَّهِ لَئِنْ قَالَ تَزَوَّجْ لَأَقُولَنَّ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مُرْنِي بِمَا شِئْتَ ، فَقَالَ : " يَا رَبِيعَةُ أَلَا تَزَوَّجُ ؟ " ، فَقُلْتُ : بَلَى ، مُرْنِي بِمَا شِئْتَ ، قَالَ : " انْطَلِقْ إِلَى آلِ فُلَانٍ - حَيٍّ مِنْ الْأَنْصَارِ , وَكَانَ فِيهِمْ تَرَاخٍي عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْ لَهُمْ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُزَوِّجُونِي فُلَانَةَ - لِامْرَأَةٍ مِنْهُمْ - " , فَذَهَبْتُ فَقُلْتُ لَهُمْ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُزَوِّجُونِي فُلَانَةَ ، فَقَالُوا : مَرْحَبًا بِرَسُولِ اللَّهِ ، وَبِرَسُولِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَاللَّهِ لَا يَرْجِعُ رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَّا بِحَاجَتِهِ , فَزَوَّجُونِي وَأَلْطَفُونِي ، وَمَا سَأَلُونِي الْبَيِّنَةَ ، فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَزِينًا ، فَقَالَ لِي : " مَا لَكَ يَا رَبِيعَةُ ؟ " ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَتَيْتُ قَوْمًا كِرَامًا ، فَزَوَّجُونِي وَأَكْرَمُونِي وَأَلْطَفُونِي ، وَمَا سَأَلُونِي بَيِّنَةً ، وَلَيْسَ عِنْدِي صَدَاقٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا بُرَيْدَةُ الْأَسْلَمِيَّ ، اجْمَعُوا لَهُ وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ " ، قَالَ : فَجَمَعُوا لِي وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ ، فَأَخَذْتُ مَا جَمَعُوا لِي فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : " اذْهَبْ بِهَذَا إِلَيْهِمْ ، فَقُلْ : هَذَا صَدَاقُهَا " ، فَأَتَيْتُهُمْ ، فَقُلْتُ : هَذَا صَدَاقُهَا فَرَضُوهُ وَقَبِلُوهُ ، وَقَالُوا : كَثِيرٌ طَيِّبٌ ، قَالَ : ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حَزِينًا ، فَقَالَ : " يَا رَبِيعَةُ مَا لَكَ حَزِينًا " ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا رَأَيْتُ قَوْمًا أَكْرَمَ مِنْهُمْ رَضُوا بِمَا آتَيْتُهُمْ وَأَحْسَنُوا ، وَقَالُوا : كَثِيرًا طَيِّبًا , وَلَيْسَ عِنْدِي مَا أُولِمُ ، قَالَ : " يَا بُرَيْدَةُ ، اجْمَعُوا لَهُ شَاةً " ، قَالَ : فَجَمَعُوا لِي كَبْشًا عَظِيمًا سَمِينًا ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " اذْهَبْ إِلَى عَائِشَةَ فَقُلْ لَهَا فَلْتَبْعَثْ بِالْمِكْتَلِ الَّذِي فِيهِ الطَّعَامُ " قَالَ : فَأَتَيْتُهَا فَقُلْتُ لَهَا مَا أَمَرَنِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَتْ : هَذَا الْمِكْتَلُ فِيهِ تِسْعُ آصُعِ (1) شَعِيرٍ ، لَا وَاللَّهِ إِنْ أَصْبَحَ لَنَا طَعَامٌ غَيْرُهُ ، خُذْهُ ، فَأَخَذْتُهُ فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَخْبَرْتُهُ مَا قَالَتْ عَائِشَةُ ، فَقَالَ : " اذْهَبْ بِهَذَا إِلَيْهِمْ فَقُلْ : لِيُصْبِحْ هَذَا عِنْدَكُمْ خُبْزًا " , فَذَهَبْتُ إِلَيْهِمْ وَذَهَبْتُ بِالْكَبْشِ ، وَمَعِي أُنَاسٌ مِنْ أَسْلَمَ ، فَقُلْتُ : لِيُصْبِحْ هَذَا عِنْدَكُمْ خُبْزًا وَهَذَا طَبِيخًا ، فَقَالُوا : أَمَّا الْخُبْزُ فَسَنَكْفِيكُمُوهُ ، وَأَمَّا الْكَبْشُ فَاكْفُونَا أَنْتُمْ فَأَخَذْنَا الْكَبْشَ أَنَا وَأُنَاسٌ مِنْ أَسْلَمَ ، فَذَبَحْنَاهُ وَسَلَخْنَاهُ وَطَبَخْنَاهُ ، فَأَصْبَحَ عِنْدَنَا خُبْزٌ وَلَحْمٌ ، فَأَوْلَمْتُ وَدَعَوْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَعْطَانِي بعد ذلك أَرْضًا ، وَأَعْطَانِي أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - أَرْضًا , وَجَاءَتْ الدُّنْيَا فَاخْتَلَفْنَا فِي عِذْقِ نَخْلَةٍ فَقُلْتُ أَنَا : هِيَ فِي حَدِّي ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : هِيَ فِي حَدِّي ، فَكَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي بَكْرٍ كَلَامٌ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : كَلِمَةً كَرِهَهَا وَنَدِمَ ، فَقَالَ لِي : يَا رَبِيعَةُ ، رُدَّ عَلَيَّ مِثْلَهَا حَتَّى تَكُونَ قِصَاصًا ، قُلْتُ : لَا أَفْعَلُ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : لَتَقُولَنَّ أَوْ لَأَسْتَعْدِيَنَّ عَلَيْكَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقُلْتُ : مَا أَنَا بِفَاعِلٍ ، قَالَ : وَرَفَضَ الْأَرْضَ ، وَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَانْطَلَقْتُ أَتْلُوهُ ، فَجَاءَ نَاسٌ مِنْ أَسْلَمَ فَقَالُوا لِي : رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ فِي أَيِّ شَيْءٍ يَسْتَعْدِي عَلَيْكَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ قَالَ لَكَ مَا قَالَ ؟ ، فَقُلْتُ : أَتَدْرُونَ مَا هَذَا ؟ , هَذَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ، هَذَا ثَانِيَ اثْنَيْنِ ، وَهَذَا ذُو شَيْبَةِ الْمُسْلِمِينَ ، إِيَّاكُمْ لَا يَلْتَفِتْ فَيَرَاكُمْ تَنْصُرُونِي عَلَيْهِ فَيَغْضَبَ ، فَيَأْتِيَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " فَيَغْضَبَ لِغَضَبِهِ ، فَيَغْضَبَ اللَّهُ - عز وجل - لِغَضَبِهِمَا " فَيَهْلِكُ رَبِيعَةُ ، فَقَالُوا : مَا تَأْمُرُنَا ؟ قُلْتُ : ارْجِعُوا ، قَالَ : فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَتَبِعْتُهُ وَحْدِي حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَحَدَّثَهُ الْحَدِيثَ كَمَا كَانَ ، " فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَيَّ رَأْسَهُ فَقَالَ : يَا رَبِيعَةُ ، مَا لَكَ وَلِلصِّدِّيقِ ؟ " ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَانَ كَذَا كَانَ كَذَا ، وَقَالَ لِي كَلِمَةً كَرِهَهَا ، فَقَالَ لِي : قُلْ كَمَا قُلْتُ حَتَّى يَكُونَ قِصَاصًا ، فَأَبَيْتُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَجَلْ ، فلَا تَرُدَّ عَلَيْهِ ، وَلَكِنْ قُلْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ " ، فَقُلْتُ : غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ، قَالَ الْحَسَنُ : فَوَلَّى أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - وَهُوَ يَبْكِي . (2)
__________
(1) الصاع مكيال يسع أربعة أمداد والمُدُّ قدر مل الكفين .
(2) ( حم ) 16627 ، انظر الصَّحِيحَة : 3145 ، 3258(4/412)
( خد م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا ؟ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - : أَنَا ، قَالَ : " فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً ؟ " ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَنَا ، قَالَ : " فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا ؟ " ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَنَا ، قَالَ : " فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا ؟ " ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَنَا ) (1) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا اجْتَمَعَتْ هَذِهِ الْخِصَالُ فِي رَجُلٍ فِي يَوْمٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ (2) ) (3) "
__________
(1) ( م ) 12 - ( 1028 )
(2) قال ابن خزيمة : هذا الخبر من الجنس الذي بيَّنْتُ في كتاب الإيمان , فلو كان في قوله صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله دخل الجنة دلالة على أن جميع الإيمان قول لا إله إلا الله , لكان في هذا الخبر دلالة على أن جميع الإيمان صوم يوم وإطعام مسكين وشهود جنازة وعيادة المريض , لكن هذه فضائل لهذه الأعمال , لا كما يدعي من لا يفهم العلم ولا يُحسنه .
(3) ( خد ) , 515 ( م ) 12 - ( 1028 ) , ( خز ) 2131 , وصححه الألباني في الصَّحِيحَة : 88 , وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :953 وصحيح الأدب المفرد : 400(4/413)
( خ ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
كَانَ لِأَبِي بَكْرٍ غُلَامٌ يُخْرِجُ لَهُ الْخَرَاجَ (1) وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَأْكُلُ مِنْ خَرَاجِهِ ، فَجَاءَ يَوْمًا بِشَيْءٍ فَأَكَلَ مِنْهُ أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ لَهُ الْغُلَامُ : أَتَدْرِي مَا هَذَا ؟ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : كُنْتُ تَكَهَّنْتُ لِإِنْسَانٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ - وَمَا أُحْسِنُ الْكِهَانَةَ - إِلَّا أَنِّي خَدَعْتُهُ ، فَلَقِيَنِي فَأَعْطَانِي بِذَلِكَ ، فَهَذَا الَّذِي أَكَلْتَ مِنْهُ ، فَأَدْخَلَ أَبُو بَكْرٍ يَدَهُ فَقَاءَ كُلَّ شَيْءٍ فِي بَطْنِهِ . (2)
__________
(1) أَيْ : يَأْتِيه بِمَا يَكْسِبهُ ، وَالْخَرَاج مَا يُقَرِّرهُ السَّيِّد عَلَى عَبْده مِنْ مَال يُحْضِرهُ لَهُ مِنْ كَسْبه .فتح الباري(ج11 ص159)
(2) ( خ ) 3629(4/414)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ , فَنَزَلْنَا رُفَقَاءَ , رُفْقَةٌ مَعَ فُلَانٍ , وَرُفْقَةٌ مَعَ فُلَانٍ ، قَالَ : فَنَزَلْتُ فِي رُفْقَةِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - , وَكَانَ مَعَنَا أَعْرَابِيٌّ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ , فَنَزَلْنَا بِأَهْلِ بَيْتٍ مِنْ الْأَعْرَابِ وَفِيهِمْ امْرَأَةٌ حَامِلٌ , فَقَالَ لَهَا الْأَعْرَابِيُّ : أَيَسُرُّكِ أَنْ تَلِدِي غُلَامًا ؟ , إِنْ أَعْطَيْتِنِي شَاةً وَلَدْتِ غُلَامًا , فَأَعْطَتْهُ شَاةً وَسَجَعَ لَهَا أَسَاجِيعَ , فَذَبَحَ الشَّاةَ , فَلَمَّا جَلَسَ الْقَوْمُ يَأْكُلُونَ قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ الشَّاةُ ؟ , فَأَخْبَرَهُمْ , قَالَ : فَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ مُتَبَرِّيًا مُسْتَنْبِلًا (1) مُتَقَيِّئًا . (2)
__________
(1) ي : مائلا .
(2) ( حم ) 11500 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(4/415)
( خ ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
تَأَيَّمَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - ْنَ الْخَطَّابِ ك مِنْ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ - رضي الله عنه - ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، قَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ ، قَالَ عُمَرُ : فَلَقِيتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - رضي الله عنه - , فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَفْصَةَ ، فَقُلْتُ : إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ ، قَالَ : سَأَنْظُرُ فِي أَمْرِي , فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ [ ثُمَّ لَقِيَنِي ] (1) فَقَالَ : قَدْ بَدَا لِي أَنْ لَا أَتَزَوَّجَ يَوْمِي هَذَا ، قَالَ عُمَرُ : فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ - رضي الله عنه - ، فَقُلْتُ : إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ , فَصَمَتَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا فَكُنْتُ عَلَيْهِ أَوْجَدَ مِنِّي عَلَى عُثْمَانَ - رضي الله عنه - , فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ ، " ثُمَّ خَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " فَأَنْكَحْتُهَا إِيَّاهُ , فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ : لَعَلَّكَ وَجَدْتَ عَلَيَّ حِينَ عَرَضْتَ عَلَيَّ حَفْصَةَ فَلَمْ أَرْجِعْ إِلَيْكَ ؟ ، فَقُلْتُ : نَعَمْ ، فَقَالَ : فَإِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرْجِعَ إِلَيْكَ فِيمَا عَرَضْتَ عَلَيَّ إِلَّا أَنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ ذَكَرَهَا ، فَلَمْ أَكُنْ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَلَوْ تَرَكَهَا لَقَبِلْتُهَا . (2)
__________
(1) ( خ ) 4830
(2) ( خ ) 3783 ، ( س ) 3248 ، ( حم ) 74(4/416)
( خ م د ) , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كَانَ أَصْحَابُ الصُّفَّةِ (1) أُنَاسًا فُقَرَاءَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ فَلْيَذْهَبْ بِثَالِثٍ , وَإِنْ أَرْبَعٌ فَخَامِسٌ أَوْ سَادِسٌ " , فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - بِثَلَاثَةٍ , " وَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِعَشَرَةٍ " ) (2) ( فَقَالَ لِي أَبِي : دُونَكَ أَضْيَافَكَ , فَإِنِّي مُنْطَلِقٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَافْرُغْ مِنْ قِرَاهُمْ قَبْلَ أَنْ أَجِيءَ (3) فَانْطَلَقْتُ فَأَتَيْتُهُمْ بِمَا عِنْدِي , فَقُلْتُ : اطْعَمُوا (4) فَقَالُوا : أَيْنَ رَبُّ مَنْزِلِنَا ؟ , فَقُلْتُ : اطْعَمُوا , فَقَالُوا : مَا نَحْنُ بِآكِلِينَ حَتَّى يَجِيءَ رَبُّ مَنْزِلِنَا ) (5) ( فَيَطْعَمَ مَعَنَا , فَقُلْتُ لَهُمْ : إِنَّهُ رَجُلٌ حَدِيدٌ (6) ) (7) ( وَإِنَّهُ إِنْ جَاءَ وَلَمْ تَطْعَمُوا لَنَلْقَيَنَّ مِنْهُ , فَأَبَوْا فَعَرَفْتُ أَنَّهُ يَجِدُ عَلَيَّ (8) ) (9) ( فَتَعَشَّى أَبُو بَكْرٍ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (10) ( ثُمَّ لَبِثَ حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ , ثُمَّ رَجَعَ فَلَبِثَ حَتَّى تَعَشَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَجَاءَ بَعْدَ مَا مَضَى مِنْ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللَّهُ ) (11) ( فَلَمَّا جَاءَ ) (12) ( ذَهَبْتُ فَاخْتَبَأْتُ ) (13) ( فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ : مَا حَبَسَكَ عَنْ أَضْيَافِكَ ؟ , فَقَالَ : أَوَمَا عَشَّيْتِيهِمْ ؟ ) (14) ( قَالَتْ : أَبَوْا حَتَّى تَجِيءَ , قَدْ عَرَضُوا عَلَيْهِمْ فَغَلَبُوهُمْ ) (15) ( فَقَالَ : يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ , فَسَكَتُّ , ثُمَّ قَالَ : يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ , فَسَكَتُّ , فَقَالَ : يَا غُنْثَرُ (16) أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ إِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ صَوْتِي لَمَا جِئْتَ , فَخَرَجْتُ فَقُلْتُ : ) (17) ( وَاللَّهِ مَا لِي ذَنْبٌ , هَؤُلَاءِ أَضْيَافُكَ فَسَلْهُمْ , قَدْ أَتَيْتُهُمْ بِقِرَاهُمْ فَأَبَوْا أَنْ يَطْعَمُوا حَتَّى تَجِيءَ ) (18) ( فَقَالُوا : صَدَقَ , أَتَانَا بِهِ , قَالَ : فَإِنَّمَا انْتَظَرْتُمُونِي ؟ , وَاللَّهِ لَا أَطْعَمُهُ اللَّيْلَةَ , فَقَالُوا : وَاللَّهِ لَا نَطْعَمُهُ حَتَّى تَطْعَمَهُ , فَقَالَ : لَمْ أَرَ فِي الشَّرِّ كَاللَّيْلَةِ , وَيْلَكُمْ ) (19) ( مَا لَكُمْ ) (20) ( لَا تَقْبَلُونَ عَنَّا قِرَاكُمْ ؟ , هَاتِ طَعَامَكَ , فَجَاءَهُ فَوَضَعَ يَدَهُ فَقَالَ : بِاسْمِ اللَّهِ ) (21) ( أَمَّا الْأُولَى فَمِنْ الشَّيْطَانِ ) (22) ( - يَعْنِي يَمِينَهُ - ) (23) ( فَأَكَلَ وَأَكَلُوا ) (24) ( قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : وَايْمُ اللَّهِ (25) مَا كُنَّا نَأْخُذُ مِنْ لُقْمَةٍ إِلَّا رَبَا مِنْ أَسْفَلِهَا أَكْثَرُ مِنْهَا , حَتَّى شَبِعْنَا وَصَارَتْ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ , فَنَظَرَ إِلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ , فَإِذَا هِيَ كَمَا هِيَ أَوْ أَكْثَرُ مِنْهَا , فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ : مَا هَذَا يَا أُخْتَ بَنِي فِرَاسٍ ؟ , قَالَتْ : لَا وَقُرَّةِ عَيْنِي لَهِيَ الْآنَ أَكْثَرُ مِنْهَا قَبْلَ ذَلِكَ بِثَلَاثِ مَرَّاتٍ ) (26) ( فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو بَكْرٍ ) (27) ( حَمَلَهَا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (28) ( وَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي صَنَعَ وَصَنَعُوا ) (29) ( وَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , بَرُّوا وَحَنِثْتُ , فَقَالَ : " بَلْ أَنْتَ أَبَرُّهُمْ وَأَخْيَرُهُمْ " , قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : وَلَمْ تَبْلُغْنِي كَفَّارَةٌ ) (30) ( وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمٍ عَقْدٌ فَمَضَى الْأَجَلُ , فَعَرَّفْنَا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا (31) مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أُنَاسٌ اللَّهُ أَعْلَمُ كَمْ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ , فَأَكَلُوا مِنْهَا أَجْمَعُونَ ) (32) .
__________
(1) الصُّفَّة : مَكَان فِي مُؤَخَّر الْمَسْجِد النَّبَوِيّ مُظَلَّل أُعِدّ لِنُزُولِ الْغُرَبَاء فِيهِ مِمَّنْ لَا مَأْوَى لَهُ وَلَا أَهْل ، وَكَانُوا يَكْثُرُونَ فِيهِ وَيَقِلُّونَ بِحَسَبِ مَنْ يَتَزَوَّج مِنْهُمْ أَوْ يَمُوت أَوْ يُسَافِر ، وَقَدْ سَرَدَ أَسْمَاءَهُمْ أَبُو نُعَيْم فِي " الْحِلْيَة " فَزَادُوا عَلَى الْمِائَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 386)
(2) ( خ ) 602
(3) هَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ أَبَا بَكْر أَحْضَرَهُمْ إِلَى مَنْزِله وَأَمَرَ أَهْله أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ وَرَجَعَ هُوَ إِلَى النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَيَدُلّ عَلَيْهِ صَرِيح قَوْله فِي حَدِيث الْبَاب " وَإِنَّ أَبَا بَكْر جَاءَ بِثَلَاثَةٍ " فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 386)
(4) أَيْ : كُلوا .
(5) ( خ ) 6140
(6) أَيْ : فِيهِ قُوَّة وَصَلَابَة ، وَيَغْضَب لِانْتِهَاكِ الْحُرُمَات وَالتَّقْصِير فِي حَقّ ضَيْفه وَنَحْو ذَلِكَ .شرح النووي على مسلم - (ج 7 / ص 125)
(7) ( م ) 177 - ( 2057 )
(8) هُوَ مِنْ الْمَوْجِدَة وَهِيَ الْغَضَب . فتح الباري لابن حجر - (ج 17 / ص 331)
(9) ( خ ) 6140
(10) ( خ ) 577
(11) ( خ ) 3581
(12) ( خ ) 6140
(13) ( خ ) 3581
(14) ( خ ) 577
(15) ( خ ) 3581
(16) أَيْ : الثَّقِيل الْوَخِم , وَقِيلَ : الْجَاهِل , وَقِيلَ : السَّفِيه , وَقِيلَ : اللَّئِيم . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 386)
(17) ( خ ) 6140
(18) ( م ) 177 - ( 2057 )
(19) ( خ ) 6140
(20) ( م ) 177 - ( 2057 )
(21) ( خ ) 6140
(22) ( م ) 177 - ( 2057 ) , ( خ ) 6140
(23) ( خ ) 577 , ( م ) 176 - ( 2057 )
(24) ( خ ) 6140 , ( م ) 177 - ( 2057 )
(25) ( وَايْمُ اللَّهِ ) أي : وَاللهِ .
(26) ( خ ) 577
(27) ( م ) 177 - ( 2057 )
(28) ( خ ) 577
(29) ( د ) 3270
(30) ( م ) 177 - ( 2057 ) , ( د ) 3270
(31) أَيْ : جَعَلَهُمْ اِثْنَتَيْ عَشْرَة فِرْقَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 386)
(32) ( خ ) 577 , ( م ) 176 - ( 2057 ) , ( حم ) 1712(4/417)
( ت ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - : أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا وَخَيْرُنَا , وَأَحَبُّنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - . (1)
__________
(1) ( ت ) 3656 ، ( خ ) 3544 ، ( ك ) 4421 ، انظر المشكاة : 6018(4/418)
( 1 ) خِلَافَةُ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه -
( خ م ) , وَعَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
أَتَتْ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَكَلَّمَتْهُ فِي شَيْءٍ , " فَأَمَرَهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ " , فَقَالَتْ : أَرَأَيْتَ إِنْ جِئْتُ وَلَمْ أَجِدْكَ ؟ - كَأَنَّهَا تَعْنِي الْمَوْتَ - فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ " (1)
__________
(1) ( خ ) 3459 ، ( م ) 10 - ( 2386 ) ، ( ت ) 3676(4/419)
( د ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
لَمَّا اسْتُعِزَّ (1) بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا عِنْدَهُ فِي نَفَرٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ , دَعَاهُ بِلَالٌ إِلَى الصَلَاةِ فَقَالَ : " مُرُوا مَنْ يُصَلِّي لِلنَّاسِ " , قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَخَرَجْتُ فَإِذَا عُمَرُ - رضي الله عنه - فِي النَّاسِ , وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - غَائِبًا , فَقُلْتُ : يَا عُمَرُ قُمْ فَصَلِّ بِالنَّاسِ , فَتَقَدَّمَ فَكَبَّرَ , فَلَمَّا سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَوْتَهُ - وَكَانَ عُمَرُ رَجُلًا مُجْهِرًا - قَالَ : " فَأَيْنَ أَبُو بَكْرٍ ؟ , يَأْبَى اللَّهُ ذَلِكَ وَالْمُسْلِمُونَ , يَأْبَى اللَّهُ ذَلِكَ وَالْمُسْلِمُونَ , لِيُصَلِّ لِلنَّاسِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ - يَقُولُ ذَلِكَ مُغْضَبًا - " فَبُعِثَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَجَاءَ بَعْدَ أَنْ صَلَّى عُمَرُ تِلْكَ الصَلَاةَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ . (2)
__________
(1) أَيْ : اِشْتَدَّ بِهِ الْمَرَض . عون المعبود - (ج 10 / ص 177)
(2) ( د ) 4660 , ( حم ) 18926 ، انظر الصَّحِيحَة تحت حديث : 690(4/420)
( خ م ت د جة حم ) , وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ :
( دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها فَقُلْتُ : أَلَا تُحَدِّثِينِي عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , قَالَتْ : بَلَى ) (1) ( " أَوَّلُ مَا اشْتَكَى رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ ك ) (2) ( وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، إِذَا مَرَّ بِبَابِي مِمَّا يُلْقِي الْكَلِمَةَ يَنْفَعُ اللَّهُ - عز وجل - بِهَا ، فَمَرَّ ذَاتَ يَوْمٍ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا ، ثُمَّ مَرَّ أَيْضًا فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا - مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا - " , فَقُلْتُ : يَا جَارِيَةُ ، ضَعِي لِي وِسَادَةً عَلَى الْبَابِ ، وَعَصَبْتُ رَأْسِي ) (3) ( " فَرَجَعَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ جِنَازَةٍ بِالْبَقِيع (4) ) (5) ( فَمَرَّ بِي ) (6) ( فَوَجَدَنِي أَقُولُ : وَارَأْسَاهُ ) (7) ( فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ ، مَا شَأْنُكِ ؟ " ) (8) ( فَقُلْتُ : أَجِدُ صُدَاعًا فِي رَأْسِي ) (9) ( فَقَالَ : " بَلْ أَنَا يَا عَائِشَةُ وَارَأْسَاهُ , ثُمَّ قَالَ : مَا ضَرَّكِ لَوْ مِتِّ قَبْلِي ؟ ، فَقُمْتُ عَلَيْكِ فَغَسَّلْتُكِ وَكَفَّنْتُكِ ، وَصَلَّيْتُ عَلَيْكِ ) (10) ( وَأَسْتَغْفِرَ لَكِ ، وَأَدْعُوَ لَكِ ) (11) ( وَدَفَنْتُكِ ؟ " ) (12) ( فَقُلْتُ لَهُ - غَيْرَى - : ) (13) ( وَاثُكْلِيَاهْ ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَظُنُّكَ تُحِبُّ مَوْتِي ، وَلَوْ ) (14) ( فَعَلْتُ ذَلِكَ لَقَدْ رَجَعْتَ إِلَى بَيْتِي فَأَعْرَسْتَ فِيهِ بِبَعْضِ نِسَائِكَ ، قَالَتْ : " فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ ) (15) ( قَالَ : لَقَدْ هَمَمْتُ أَوْ أَرَدْتُ أَنْ أُرْسِلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَابْنِهِ ) (16) ( حَتَّى أَكْتُبَ كِتَابًا ) (17) ( فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ ، وَيَقُولُ قَائِلٌ : أَنَا أَوْلَى ) (18) ( ثُمَّ قُلْتُ : ) (19) ( يَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَّا أَبَا بَكْرٍ ) (20)
__________
(1) ( خ ) 655 ، ( م ) 90 - ( 418 )
(2) ( م ) 91 - ( 418 )
(3) ( حم ) 25883 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
(4) الْبَقِيع مَقْبَرَة الْمُسْلِمِينَ بالمدينة .
(5) ( حم ) 25950 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث حسن .
(6) ( حم ) 25883
(7) ( جة ) 1465 ، ( خ ) 5342
(8) ( حم ) 25883
(9) ( حم ) 25950
(10) ( جة ) 1465 ، ( خ ) 5342
(11) ( خ ) 5342
(12) ( جة ) 1465
(13) ( حم ) 25156 ، انظر تلخيص أحكام الجنائز : 99
(14) ( خ ) 5342
(15) ( حم ) 25950 ، ( مي ) 80 ، ( خ ) 5342
(16) ( خ ) 5342
(17) ( م ) 11 - ( 2387 ) ، ( خ ) 5342
(18) ( م ) 11 - ( 2387 ) ، ( خ ) 5342
(19) ( خ ) 6791
(20) ( م ) 11 - ( 2387 ) ، ( حم ) 25156(4/421)
( حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ : ائْتِنِي بِكَتِفٍ أَوْ لَوْحٍ حَتَّى أَكْتُبَ لِأَبِي بَكْرٍ كِتَابًا لَا يُخْتَلَفُ عَلَيْهِ " , فَلَمَّا ذَهَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لِيَقُومَ قَالَ : " أَبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ أَنْ يُخْتَلَفَ عَلَيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ " (1)
__________
(1) ( حم ) 24245 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 24 , الصَّحِيحَة : 690(4/422)
( حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" قُبِضَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَلَمْ يَسْتَخْلِفْ أَحَدًا ، وَلَوْ كَانَ مُسْتَخْلِفًا أَحَدًا لَاسْتَخْلَفَ أَبَا بَكْرٍ أَوْ عُمَرَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 24391 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(4/423)
( خ م س حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( كُنْتُ أُقْرِئُ رِجَالًا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ , مِنْهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ - رضي الله عنه - , فَبَيْنَمَا أَنَا فِي مَنْزِلِهِ بِمِنًى - وَهُوَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا (1) - إِذْ رَجَعَ إِلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَالَ : لَوْ رَأَيْتَ رَجُلًا أَتَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْيَوْمَ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , هَلْ لَكَ فِي فُلَانٍ ؟ , يَقُولُ : لَوْ قَدْ مَاتَ عُمَرُ لَقَدْ بَايَعْتُ فُلَانًا (2) فَوَاللَّهِ مَا كَانَتْ بَيْعَةُ أَبِي بَكْرٍ إِلَّا فَلْتَةً (3) فَتَمَّتْ , فَغَضِبَ عُمَرُ ثُمَّ قَالَ : إِنِّي إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَقَائِمٌ الْعَشِيَّةَ فِي النَّاسِ فَمُحَذِّرُهُمْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَغْصِبُوهُمْ أُمُورَهُمْ (4) قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَفْعَلْ , فَإِنَّ الْمَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعَاعَ النَّاسِ وَغَوْغَاءَهُمْ (5) فَإِنَّهُمْ هُمْ الَّذِينَ يَغْلِبُونَ عَلَى قُرْبِكَ حِينَ تَقُومُ فِي النَّاسِ , وَأَنَا أَخْشَى أَنْ تَقُومَ فَتَقُولَ مَقَالَةً يُطَيِّرُهَا عَنْكَ كُلُّ مُطَيِّرٍ (6) وَأَنْ لَا يَعُوهَا وَأَنْ لَا يَضَعُوهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا (7) فَأَمْهِلْ حَتَّى تَقْدَمَ الْمَدِينَةَ , فَإِنَّهَا دَارُ الْهِجْرَةِ وَالسُّنَّةِ , فَتَخْلُصَ بِأَهْلِ الْفِقْهِ وَأَشْرَافِ النَّاسِ , فَتَقُولَ مَا قُلْتَ مُتَمَكِّنًا , فَيَعِي أَهْلُ الْعِلْمِ مَقَالَتَكَ وَيَضَعُونَهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا , فَقَالَ عُمَرُ : أَمَا وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَأَقُومَنَّ بِذَلِكَ أَوَّلَ مَقَامٍ أَقُومُهُ بِالْمَدِينَةِ ) (8) ( فَلَمَّا صَدَرَ عُمَرُ مِنْ مِنًى أَنَاخَ بِالْأَبْطَحِ , ثُمَّ كَوَّمَ كَوْمَةَ بَطْحَاءَ , ثُمَّ طَرَحَ عَلَيْهَا رِدَاءَهُ وَاسْتَلْقَى , ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ : اللَّهُمَّ كَبِرَتْ سِنِّي , وَضَعُفَتْ قُوَّتِي , وَانْتَشَرَتْ رَعِيَّتِي , فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مُضَيِّعٍ وَلَا مُفَرِّطٍ ) (9) ( قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : ثُمَّ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فِي عُقْبِ ذِي الْحَجَّةِ , فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ عَجَّلْتُ الرَّوَاحَ حِينَ زَاغَتْ الشَّمْسُ , فَوَجَدْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ - رضي الله عنه - جَالِسًا إِلَى رُكْنِ الْمِنْبَرِ , فَجَلَسْتُ حَوْلَهُ تَمَسُّ رُكْبَتِي رُكْبَتَهُ , فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , فَلَمَّا رَأَيْتُهُ مُقْبِلًا قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ زَيْدِ : لَيَقُولَنَّ الْعَشِيَّةَ مَقَالَةً لَمْ يَقُلْهَا مُنْذُ اسْتُخْلِفَ , فَأَنْكَرَ عَلَيَّ وَقَالَ : مَا عَسَيْتَ أَنْ يَقُولَ مَا لَمْ يَقُلْ قَبْلَهُ (10) ؟ , فَجَلَسَ عُمَرُ عَلَى الْمِنْبَرِ , فَلَمَّا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُونَ قَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ , ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ , فَإِنِّي قَائِلٌ لَكُمْ مَقَالَةً قَدْ قُدِّرَ لِي أَنْ أَقُولَهَا , فَمَنْ عَقَلَهَا وَوَعَاهَا فَلْيُحَدِّثْ بِهَا حَيْثُ انْتَهَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ , وَمَنْ خَشِيَ أَنْ لَا يَعْقِلَهَا فلَا أُحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَكْذِبَ عَلَيَّ ) (11) ( إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنَّ دِيكًا أَحْمَرَ نَقَرَنِي ثَلَاثَ نَقَرَاتٍ , وَإِنِّي لَا أُرَاهُ إِلَّا حُضُورَ أَجَلِي ) (12) ( فَقَصَصْتُهَا عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ امْرَأَةِ أَبِي بَكْرٍ ب, فَقَالَتْ : يَقْتُلُكَ رَجُلٌ مِنْ الْعَجَمِ ) (13) ( وَإِنَّ أَقْوَامًا يَأْمُرُونَنِي أَنْ أَسْتَخْلِفَ , وَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُنْ لِيُضَيِّعَ دِينَهُ وَلَا خِلَافَتَهُ وَلَا الَّذِي بَعَثَ بِهِ نَبِيَّهُ - صلى الله عليه وسلم - , فَإِنْ عَجِلَ بِي أَمْرٌ فَالْخِلَافَةُ شُورَى بَيْنَ هَؤُلَاءِ السِّتَّةِ (14) الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ ) (15) ( فَمَنْ بَايَعْتُمْ مِنْهُمْ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا ) (16) ( وَإِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَقْوَامًا مِنْكُمْ يَطْعَنُونَ فِي هَذَا الْأَمْرِ ) (17) ( أَنَا قَاتَلْتُهُمْ بِيَدِي هَذِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ ) (18) ( فَإِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ فَأُولَئِكَ أَعْدَاءُ اللَّهِ الْكَفَرَةُ الضُّلَّالُ (19) ) (20) ( فلَا يَغْتَرَّنَّ امْرُؤٌ أَنْ يَقُولَ : إِنَّمَا كَانَتْ بَيْعَةُ أَبِي بَكْرٍ فَلْتَةً وَتَمَّتْ إِلَّا وَإِنَّهَا (21) قَدْ كَانَتْ كَذَلِكَ (22) وَلَكِنَّ اللَّهَ وَقَى شَرَّهَا (23) وَلَيْسَ مِنْكُمْ مَنْ تُقْطَعُ الْأَعْنَاقُ إِلَيْهِ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ (24) مَنْ بَايَعَ رَجُلًا عَنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ , فلَا يُبَايَعُ هُوَ وَلَا الَّذِي بَايَعَهُ تَغِرَّةً أَنْ يُقْتَلَا (25) وَإِنَّهُ قَدْ كَانَ مِنْ خَبَرِنَا حِينَ تَوَفَّى اللَّهُ نَبِيَّه - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ الْأَنْصَارَ خَالَفُونَا (26) وَاجْتَمَعُوا بِأَسْرِهِمْ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ , وَخَالَفَ عَنَّا عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ وَمَنْ مَعَهُمَا (27) وَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ , فَقُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ : يَا أَبَا بَكْرٍ , انْطَلِقْ بِنَا إِلَى إِخْوَانِنَا هَؤُلَاءِ مِنْ الْأَنْصَارِ (28) فَانْطَلَقْنَا نُرِيدُهُمْ (29) فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْهُمْ لَقِيَنَا مِنْهُمْ رَجُلَانِ صَالِحَانِ ) (30) ( شَهِدَا بَدْرًا (31) ) (32) ( فَذَكَرَا مَا تَمَالْأَ (33) عَلَيْهِ الْقَوْمُ , فَقَالَا : أَيْنَ تُرِيدُونَ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ , فَقُلْنَا : نُرِيدُ إِخْوَانَنَا هَؤُلَاءِ مِنْ الْأَنْصَارِ , فَقَالَا : لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَقْرَبُوهُمْ , اقْضُوا أَمْرَكُمْ (34) فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لَنَأْتِيَنَّهُمْ , فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَاهُمْ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ , فَإِذَا رَجُلٌ مُزَمَّلٌ (35) بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ (36) فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ ، فَقَالُوا : هَذَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ , فَقُلْتُ : مَا لَهُ ؟ , قَالُوا : يُوعَكُ , فَلَمَّا جَلَسْنَا قَلِيلًا تَشَهَّدَ خَطِيبُهُمْ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ , ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ , فَنَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ وَكَتِيبَةُ الْإِسْلَامِ (37) وَأَنْتُمْ مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ رَهْطٌ (38) وَقَدْ دَفَّتْ دَافَّةٌ مِنْ قَوْمِكُمْ (39) فَإِذَا هُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْتَزِلُونَا (40) مِنْ أَصْلِنَا (41) وَأَنْ يَحْضُنُونَا (42) مِنْ الْأَمْرِ (43) فَلَمَّا سَكَتَ أَرَدْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ - وَكُنْتُ قَدْ زَوَّرْتُ (44) مَقَالَةً أَعْجَبَتْنِي أُرِيدُ أَنْ أُقَدِّمَهَا بَيْنَ يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ , وَكُنْتُ أُدَارِي مِنْهُ بَعْضَ الْحَدِّ , فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : عَلَى رِسْلِكَ (45) فَكَرِهْتُ أَنْ أُغْضِبَهُ , فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ , فَكَانَ هُوَ أَحْلَمَ مِنِّي وَأَوْقَرَ , وَاللَّهِ مَا تَرَكَ مِنْ كَلِمَةٍ أَعْجَبَتْنِي فِي تَزْوِيرِي إِلَّا قَالَ فِي بَدِيهَتِهِ مِثْلَهَا أَوْ أَفْضَلَ مِنْهَا , حَتَّى سَكَتَ ، فَقَالَ : مَا ذَكَرْتُمْ فِيكُمْ مِنْ خَيْرٍ فَأَنْتُمْ لَهُ أَهْلٌ ) (46) ( فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا أُنْزِلَ فِي الْأَنْصَارِ وَلَا ذَكَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ شَأْنِهِمْ إِلَّا وَذَكَرَهُ , وَقَالَ : وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَتْ الْأَنْصَارُ وَادِيًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ , وَلَقَدْ عَلِمْتَ يَا سَعْدُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ وَأَنْتَ قَاعِدٌ : " قُرَيْشٌ وُلَاةُ هَذَا الْأَمْرِ , فَبَرُّ النَّاسِ تَبَعٌ لِبَرِّهِمْ , وَفَاجِرُهُمْ تَبَعٌ لِفَاجِرِهِمْ " ) (47) ( وَلَنْ يُعْرَفَ هَذَا الْأَمْرُ إِلَّا لِهَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ , هُمْ أَوْسَطُ الْعَرَبِ نَسَبًا وَدَارًا ) (48) ( فَنَحْنُ الْأُمَرَاءُ , وَأَنْتُمْ الْوُزَرَاءُ ) (49) ( فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ : صَدَقْتَ , نَحْنُ الْوُزَرَاءُ وَأَنْتُمْ الْأُمَرَاءُ ) (50) ( قَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَقَدْ رَضِيتُ لَكُمْ أَحَدَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ , فَبَايِعُوا أَيَّهُمَا شِئْتُمْ , فَأَخَذَ بِيَدِي وَبِيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ - وَهُوَ جَالِسٌ بَيْنَنَا - فَلَمْ أَكْرَهْ مِمَّا قَالَ غَيْرَهَا , وَوَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ أَنْ أُقَدَّمَ فَتُضْرَبَ عُنُقِي لَا يُقَرِّبُنِي ذَلِكَ مِنْ إِثْمٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَأَمَّرَ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ , اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ تُسَوِّلَ إِلَيَّ نَفْسِي عِنْدَ الْمَوْتِ شَيْئًا لَا أَجِدُهُ الْآنَ ) (51) ( فَقَالَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ : لَا وَاللَّهِ لَا نَفْعَلُ , مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ ) (52) ( يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ (53) ) (54) ( فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : لَا , وَلَكِنَّا الْأُمَرَاءُ وَأَنْتُمْ الْوُزَرَاءُ , هُمْ أَوْسَطُ الْعَرَبِ دَارًا وَأَعْرَبُهُمْ أَحْسَابًا ) (55) ( فَكَثُرَ اللَّغَطُ وَارْتَفَعَتْ الْأَصْوَاتُ حَتَّى فَرِقْتُ (56) مِنْ الِاخْتِلَافِ ) (57) ( فَتَشَهَّدْتُ فَقُلْتُ : كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَعِيشَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى يَدْبُرَنَا (58)
__________
(1) كَانَ ذَلِكَ سَنَة ثَلَاث وَعِشْرِينَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 257)
(2) هُوَ طَلْحَة بْن عُبَيْد اللَّه . فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 257)
(3) أَيْ : فَجْأَة ، وَجَاءَ عَنْ سَحْنُون عَنْ أَشْهَبَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولهَا بِضَمِّ الْفَاء وَيُفَسِّرهَا بِانْفِلَاتِ الشَّيْء مِنْ الشَّيْء وَيَقُول : إِنَّ الْفَتْح غَلَط وَإِنَّهُ إِنَّمَا يُقَال فِيمَا يُنْدَم عَلَيْهِ ، وَبَيْعَة أَبِي بَكْر مِمَّا لَا يَنْدَم عَلَيْهِ أَحَد ، وَتُعُقِّبَ بِثُبُوتِ الرِّوَايَة بِفَتْحِ الْفَاء وَلَا يَلْزَم مِنْ وُقُوع الشَّيْء بَغْتَة أَنْ يَنْدَم عَلَيْهِ كُلّ أَحَد بَلْ يُمْكِن النَّدَم عَلَيْهِ مِنْ بَعْض دُون بَعْض ، وَإِنَّمَا أَطْلَقُوا عَلَى بَيْعَة أَبِي بَكْر ذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِمَنْ لَمْ يَحْضُرهَا فِي الْحَال الْأَوَّل . فتح الباري (ج 19 / ص 257)
(4) الْمُرَاد أَنَّهُمْ يَثْبُتُونَ عَلَى الْأَمْر بِغَيْرِ عَهْد وَلَا مُشَاوَرَة ، وَقَدْ وَقَعَ ذَلِكَ بَعْد عَلِيّ وِفْق مَا حَذَّرَهُ عُمَر - رضي الله عنه - .فتح الباري
(5) الرَّعَاع بِفَتْحِ الرَّاء : الْجَهَلَة الرُّذَلَاء ، وَالْغَوْغَاء : أَصْله صِغَار الْجَرَاد حِين يَبْدَأ فِي الطَّيَرَان ، وَيُطْلَق عَلَى السِّفْلَة الْمُسْرِعِينَ إِلَى الشَّرّ . فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 257)
(6) أَيْ : ينقلوها عنك .
(7) أَيْ : يَحْمِلُونَهَا عَلَى غَيْر وَجْههَا ، وَلَا يَعْرِفُونَ الْمُرَاد بِهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 257)
(8) ( خ ) 6442
(9) ( ط ) 1506 ، ( ك ) 4513
(10) أَرَادَ اِبْن عَبَّاس أَنْ يُنَبِّه سَعِيدًا مُعْتَمِدًا عَلَى مَا أَخْبَرَهُ بِهِ عَبْد الرَّحْمَن لِيَكُونَ عَلَى يَقَظَة فَيُلْقِيَ بَاله لِمَا يَقُولهُ عُمَر , فَلَمْ يَقَع ذَلِكَ مِنْ سَعِيد مَوْقِعًا بَلْ أَنْكَرَهُ ، لِأَنَّهُ لَمْ يَعْلَم بِمَا سَبَقَ لِعُمَر وَعَلَى بِنَاء أَنَّ الْأُمُور اِسْتَقَرَّتْ .فتح الباري
(11) ( خ ) 6442
(12) ( م ) 78 - ( 567 )
(13) ( حم ) 89 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(14) مَعْنَى ( شُورَى ) أَيْ : يَتَشَاوَرُونَ فِيهِ وَيَتَّفِقُونَ عَلَى وَاحِد مِنْ هَؤُلَاءِ السِّتَّة : عُثْمَان , وَعَلِيّ , وَطَلْحَة , وَالزُّبَيْر وَسَعْد بْن أَبِي وَقَّاص , وَعَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف , وَلَمْ يُدْخِل سَعِيد بْن زَيْد مَعَهُمْ وَإِنْ كَانَ مِنْ الْعَشَرَة ؛ لِأَنَّهُ مِنْ أَقَارِبه ، فَتَوَرَّعَ عَنْ إِدْخَاله كَمَا تَوَرَّعَ عَنْ إِدْخَال اِبْنه عَبْد اللَّه - رضي الله عنهم - . شرح النووي على مسلم - (ج 2 / ص 332)
(15) ( م ) 78 - ( 567 )
(16) ( حم ) 89
(17) ( م ) 78 - ( 567 )
(18) ( حم ) 89 ، ( م ) 78 - ( 567 )
(19) مَعْنَاهُ : إِنْ اِسْتَحَلُّوا ذَلِكَ فَهُمْ كَفَرَة ضُلَّال ، وَإِنْ لَمْ يَسْتَحِلُّوا ذَلِكَ فَفِعْلهمْ فِعْل الْكَفَرَة . شرح النووي
(20) ( م ) 78 - ( 567 ) ، ( حم ) 89
(21) أَيْ : بَيْعَة أَبِي بَكْر . فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 257)
(22) الْفَلْتَة : اللَّيْلَة الَّتِي يُشَكّ فِيهَا هَلْ هِيَ مِنْ رَجَب أَوْ شَعْبَان وَهَلْ مِنْ الْمُحَرَّم أَوْ صَفَر ، كَانَ الْعَرَب لَا يُشْهِرُونَ السِّلَاح فِي الْأَشْهُر الْحُرُم فَكَانَ مَنْ لَهُ ثَأْر تَرَبَّصَ فَإِذَا جَاءَتْ تِلْكَ اللَّيْلَة اِنْتَهَزَ الْفُرْصَة مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَحَقَّق اِنْسِلَاخ الشَّهْر , فَيَتَمَكَّن مِمَّنْ يُرِيد إِيقَاع الشَّرّ بِهِ وَهُوَ آمِنٌ , فَيَتَرَتَّب عَلَى ذَلِكَ الشَّرّ الْكَثِير ، فَشَبَّهَ عُمَر الْحَيَاة النَّبَوِيَّة بِالشَّهْرِ الْحَرَام وَالْفَلْتَة بِبَيْعَةِ أَبِي بَكْر فَكَمَا أنه كَانَ يَنْشَأ عَنْ أَخْذ الثَّأْر الشَّرّ الْكَثِير , فَوَقَى اللَّه الْمُسْلِمِينَ شَرَّ ذَلِكَ فَلَمْ يَنْشَأ عَنْ بَيْعَة أَبِي بَكْر شَرٌّ , بَلْ أَطَاعَهُ النَّاس كُلّهمْ مَنْ حَضَرَ الْبَيْعَة وَمَنْ غَابَ عَنْهَا . فتح الباري (ج 19 / ص 257)
(23) قَوْله : ( وَلَكِنَّ اللَّه وَقَى شَرّهَا ) إِيمَاء إِلَى التَّحْذِير مِنْ الْوُقُوع فِي مِثْل ذَلِكَ , حَيْثُ لَا يُؤْمَن مِنْ الْعَجَلَة غَالِبًا وُقُوع الشَّرّ وَالِاخْتِلَاف ، لِأَنَّ مِنْ الْعَادَة أَنَّ مَنْ لَمْ يَطَّلِع عَلَى الْحِكْمَة فِي الشَّيْء الَّذِي يُفْعَل بَغْتَة لَا يَرْضَاهُ ، وَقَدْ بَيَّنَ عُمَر سَبَب إِسْرَاعهمْ بِبَيْعَةِ أَبِي بَكْر لَمَّا خَشَوْا أَنْ يُبَايِع الْأَنْصَارُ سَعْد بْن عُبَادَةَ ، قَالَ أَبُو عُبَيْدَة : عَاجَلُوا بِبَيْعَةِ أَبِي بَكْر خِيفَة اِنْتِشَار الْأَمْر وَأَنْ يَتَعَلَّق بِهِ مَنْ لَا يَسْتَحِقّهُ فَيَقَعَ الشَّرّ . فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 257)
(24) يُرِيد أَنَّ السَّابِق مِنْكُمْ الَّذِي لَا يُلْحَق فِي الْفَضْل لَا يَصِل إِلَى مَنْزِلَة أَبِي بَكْر ، فَلَا يَطْمَع أَحَد أَنْ يَقَع لَهُ مِثْل مَا وَقَعَ لِأَبِي بَكْر مِنْ الْمُبَايَعَة لَهُ أَوَّلًا فِي الْمَلَأ الْيَسِير ثُمَّ اِجْتِمَاع النَّاس عَلَيْهِ وَعَدَم اِخْتِلَافهمْ عَلَيْهِ لِمَا تَحَقَّقُوا مِنْ اِسْتِحْقَاقه , فَلَمْ يَحْتَاجُوا فِي أَمْره إِلَى نَظَر وَلَا إِلَى مُشَاوَرَة أُخْرَى ، وَلَيْسَ غَيْره فِي ذَلِكَ مِثْله , وَفِيهِ إِشَارَة إِلَى التَّحْذِير مِنْ الْمُسَارَعَة إِلَى مِثْل ذَلِكَ حَيْثُ لَا يَكُون هُنَاكَ مِثْل أَبِي بَكْر لِمَا اِجْتَمَعَ فِيهِ مِنْ الصِّفَات الْمَحْمُودَة مِنْ قِيَامه فِي أَمْر اللَّه ، وَلِين جَانِبه لِلْمُسْلِمِينَ ، وَحُسْن خُلُقه ، وَمَعْرِفَته بِالسِّيَاسَةِ ، وَوَرَعه التَّامّ مِمَّنْ لَا يُوجَد فِيهِ مِثْل صِفَاته لَا يُؤْمَن مِنْ مُبَايَعَته عَنْ غَيْر مَشُورَة الِاخْتِلَافُ الَّذِي يَنْشَأ عَنْهُ الشَّرّ ، وَعَبَّرَ بِقَوْلِهِ " تُقْطَع الْأَعْنَاق " لِكَوْنِ النَّاظِر إِلَى السَّابِق تَمْتَدّ عُنُقُهُ لِيَنْظُر ، فَإِذَا لَمْ يَحْصُل مَقْصُوده مِنْ سَبْق مَنْ يُرِيد سَبْقه قِيلَ اِنْقَطَعَتْ عُنُقه ، أَوْ لِأَنَّ الْمُتَسَابِقَيْنِ تَمْتَدّ إِلَى رُؤْيَتهمَا الْأَعْنَاق حَتَّى يَغِيب السَّابِق عَنْ النَّظَر ، فَعَبَّرَ عَنْ اِمْتِنَاع نَظَره بِانْقِطَاعِ عُنُقه ، وَوَقَعَ فِي رِوَايَة أَبِي مَعْشَر الْمَذْكُورَة : " وَمِنْ أَيْنَ لَنَا مِثْل أَبِي بَكْر تُمَدّ أَعْنَاقُنَا إِلَيْهِ " .فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 257)
(25) أَيْ : حَذَرًا مِنْ الْقَتْل ، وَالْمَعْنَى أَنَّ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ غَرَّرَ بِنَفْسِهِ وَبِصَاحِبِهِ وَعَرَّضَهُمَا لِلْقَتْلِ .فتح الباري
(26) أَيْ : لَمْ يَجْتَمِعُوا مَعَنَا فِي مَنْزِل رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - . فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 257)
(27) فِي رِوَايَة مَالِك وَمَعْمَر " وَأَنَّ عَلِيًّا وَالزُّبَيْر وَمَنْ كَانَ مَعَهُمَا تَخَلَّفُوا فِي بَيْت فَاطِمَة بِنْت رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - . فتح الباري
(28) زَادَ فِي رِوَايَة جُوَيْرِيَةَ عَنْ مَالِك " فَبَيْنَمَا نَحْنُ فِي مَنْزِل رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - إِذَا بِرَجُلٍ يُنَادِي مِنْ وَرَاء الْجِدَار : اُخْرُجْ إِلَيَّ يَا اِبْن الْخَطَّاب ، فَقُلْت إِلَيْك عَنِّي فَإِنِّي مَشْغُول ، قَالَ : اُخْرُجْ إِلَيَّ فَإِنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ ، إِنَّ الْأَنْصَار اِجْتَمَعُوا , فَأَدْرِكُوهُمْ قَبْل أَنْ يُحْدِثُوا أَمْرًا يَكُون بَيْنكُمْ فِيهِ حَرْبٌ ، فَقُلْت لِأَبِي بَكْر : اِنْطَلِقْ " .فتح الباري
(29) زَادَ جُوَيْرِيَةُ " فَلَقِيَنَا أَبُو عُبَيْدَة بْن الْجَرَّاح فَأَخَذَ أَبُو بَكْر بِيَدِهِ يَمْشِي بَيْنِي وَبَيْنه " .فتح الباري
(30) ( خ ) 6442
(31) هُمَا عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ , وَمَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ . ( خ ) 3796
(32) ( خ ) 3796
(33) أَيْ : اِتَّفَقَ ، وَفِي رِوَايَة مَالِك " الَّذِي صَنَعَ الْقَوْم أَيْ مِنْ اِتِّفَاقهمْ عَلَى أَنْ يُبَايِعُوا لِسَعْدِ بْن عُبَادَةَ .فتح الباري
(34) فِي رِوَايَة سُفْيَان " امْهَلُوا حَتَّى تَقْضُوا أَمْركُمْ ) وَيُؤْخَذ مِنْ هَذَا أَنَّ الْأَنْصَار كُلّهَا لَمْ تَجْتَمِع عَلَى سَعْد بْن عُبَادَةَ .فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 257)
(35) أَيْ : مُلَفَّف .
(36) أَيْ : فِي وَسَطهمْ . فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 257)
(37) الْكَتِيبَة : هِيَ الْجَيْش الْمُجْتَمِع الَّذِي لَا يَتَقَشَّر ، وَأَطْلَقَ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ مُبَالَغَة , كَأَنَّهُ قَالَ لَهُمْ أَنْتُمْ مُجْتَمَع الْإِسْلَام .فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 257)
(38) أَيْ : قَلِيل ، وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّهُ يُقَال لِلْعَشَرَةِ فَمَا دُونهَا ، فَإِنَّهُ لَمْ يُرِدْ حَقِيقَة الرَّهْط , وَإِنَّمَا أَطْلَقَهُ عَلَيْهِمْ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ أَيْ أَنْتُمْ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْنَا قَلِيل ، لِأَنَّ عَدَد الْأَنْصَار فِي الْمَوَاطِن النَّبَوِيَّة الَّتِي ضُبِطَتْ كَانُوا دَائِمًا أَكْثَرَ مِنْ عَدَد الْمُهَاجِرِينَ ، وَهُوَ بِنَاء عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالْمُهَاجِرِينَ مَنْ كَانَ مُسْلِمًا قَبْل فَتْح مَكَّة وَهُوَ الْمُعْتَمَد ، وَإِلَّا فَلَوْ أُرِيدَ عُمُوم مَنْ كَانَ مِنْ غَيْر الْأَنْصَار لَكَانُوا أَضْعَاف أَضْعَاف الْأَنْصَار .فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 257)
(39) أَيْ : عَدَد قَلِيل ، وَأَصْله مِنْ الدَّفِّ وَهُوَ السَّيْر الْبَطِيء فِي جَمَاعَة , يُرِيد أَنَّكُمْ قَوْم طُرَأَة غُرَبَاء , أَقْبَلْتُمْ مِنْ مَكَّة إِلَيْنَا , ثُمَّ أَنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْتَأْثِرُوا عَلَيْنَا . فتح الباري
(40) أَيْ : يَقْتَطِعُونَا عَنْ الْأَمْر وَيَنْفَرِدُوا بِهِ دُوننَا . فتح الباري
(41) الْمُرَاد هُنَا بِالْأَصْلِ مَا يَسْتَحِقُّونَهُ مِنْ الْأَمْر . فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 257)
(42) يُقَال حَضَنَهُ وَاحْتَضَنَهُ عَنْ الْأَمْر أَخْرَجَهُ فِي نَاحِيَة عَنْهُ وَاسْتَبَدَّ بِهِ أَوْ حَبَسَهُ عَنْهُ . فتح الباري (ج 19 / ص 257)
(43) حَاصِل مَا تَقَدَّمَ مِنْ كَلَامه أَنَّهُ أَخْبَرَ أَنَّ طَائِفَة مِنْ الْمُهَاجِرِينَ أَرَادُوا أَنْ يَمْنَعُوا الْأَنْصَار مِنْ أَمْر تَعْتَقِد الْأَنْصَار أَنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَهُ , وَإِنَّمَا عَرَّضَ بِذَلِكَ بِأَبِي بَكْر وَعُمَر وَمَنْ حَضَرَ مَعَهُمَا .فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 257)
(44) أَيْ : هَيَّأْت وَحَسَّنْت . فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 257)
(45) أَيْ : عَلَى مَهَلِك بِفَتْحَتَيْنِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 257)
(46) ( خ ) 6442
(47) ( حم ) 18 ، انظر الصَّحِيحَة : 1156
(48) ( خ ) 6442
(49) ( خ ) 3467
(50) ( حم ) 18
(51) ( خ ) 6442
(52) ( خ ) 3467
(53) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْحَامِل لِلْقَائِلِ " مِنَّا أَمِير وَمِنْكُمْ أَمِير " أَنَّ الْعَرَب لَمْ تَكُنْ تَعْرِف السِّيَادَة عَلَى قَوْم إِلَّا لِمَنْ يَكُون مِنْهُمْ ، وَكَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَبْلُغهُ حُكْم الْإِمَارَة فِي الْإِسْلَام وَاخْتِصَاص ذَلِكَ بِقُرَيْشٍ فَلَمَّا بَلَغَهُ أَمْسَكَ عَنْ قَوْله وَبَايَعَ هُوَ وَقَوْمه أَبَا بَكْرٍ . فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 257)
(54) ( خ ) 6442
(55) ( خ ) 3467
(56) أَيْ : خِفْت .
(57) ( خ ) 6442
(58) يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يَكُونَ آخِرَهُمْ ..(4/424)
فَإِنْ يَكُ مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ مَاتَ , فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ جَعَلَ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ نُورًا تَهْتَدُونَ بِهِ كَمَا هَدَى اللَّهُ مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - (1) وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , ثَانِيَ اثْنَيْنِ , فَإِنَّهُ أَوْلَى الْمُسْلِمِينَ بِأُمُورِكُمْ ) (2) ( أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ؟ , فَأَيُّكُمْ تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ ؟ , فَقَالُوا : نَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ نَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ ) (3) ( فَقُلْتُ : فَقُومُوا فَبَايِعُوهُ ) (4) ( ابْسُطْ يَدَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ , فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعْتُهُ , وَبَايَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ , ثُمَّ بَايَعَتْهُ الْأَنْصَارُ , وَنَزَوْنَا (5) عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ , فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ : قَتَلْتُمْ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ , فَقُلْتُ : قَتَلَ اللَّهُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ , قَالَ عُمَرُ : وَإِنَّا وَاللَّهِ مَا وَجَدْنَا فِيمَا حَضَرْنَا مِنْ أَمْرٍ أَقْوَى مِنْ مُبَايَعَةِ أَبِي بَكْرٍ , خَشِينَا إِنْ فَارَقْنَا الْقَوْمَ وَلَمْ تَكُنْ بَيْعَةٌ أَنْ يُبَايِعُوا رَجُلًا مِنْهُمْ بَعْدَنَا , فَإِمَّا بَايَعْنَاهُمْ عَلَى مَا لَا نَرْضَى , وَإِمَّا نُخَالِفُهُمْ فَيَكُونُ فَسَادٌ ) (6) فَتَكُونَ فِتْنَةٌ تَكُونُ بَعْدَهَا رِدَّةٌ (7) وَكَانَتْ بَيْعَةُ الْعَامَّةِ عَلَى الْمِنْبَرِ (8) قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ - رضي الله عنه - : سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ لِأَبِي بَكْرٍ يَوْمَئِذٍ : اصْعَدْ الْمِنْبَرَ ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى صَعِدَ الْمِنْبَرَ ) (9) ( فَتَشَهَّدَ قَبْلَ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ : أَمَّا بَعْدُ , فَاخْتَارَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - الَّذِي عِنْدَهُ عَلَى الَّذِي عِنْدَكُمْ , وَهَذَا الْكِتَابُ الَّذِي هَدَى اللَّهُ بِهِ رَسُولَكُمْ , فَخُذُوا بِهِ تَهْتَدُوا , وَإِنَّمَا هَدَى اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ ) (10) ( فَبَايَعَهُ النَّاسُ عَامَّةً ) (11) ( قَالَ عُمَرُ : فَمَنْ بَايَعَ رَجُلًا عَلَى غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ , فلَا يُتَابَعُ هُوَ وَلَا الَّذِي بَايَعَهُ , تَغِرَّةً أَنْ يُقْتَلَا ) (12) .
__________
(1) يَعْنِي " الْقُرْآن " وَوَقَعَ بَيَانه فِي رِوَايَة مَعْمَر عَنْ الزُّهْرِيّ فِي أَوَائِل الِاعْتِصَام بِلَفْظِ " وَهَذَا الْكِتَاب الَّذِي هَدَى اللَّه بِهِ رَسُولكُمْ فَخُذُوا بِهِ تَهْتَدُوا كَمَا هَدَى اللَّه بِهِ رَسُوله - صلى الله عليه وسلم - " فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 263)
(2) ( خ ) 6793
(3) ( س ) 777 ، ( حم ) 133 ، حسنه الألباني في ظلال الجنة : 1159
(4) ( خ ) 6793
(5) أَيْ : وثبنا .
(6) ( خ ) 6442
(7) هذه الجملة قالها أبو بكر وليس عمر , رواها ( حم ) 42 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده جيد .
(8) أَيْ : فِي الْيَوْم الْمَذْكُور ، وَهُوَ صَبِيحَة الْيَوْم الَّذِي بُويِعَ فِيهِ فِي سَقِيفَة بَنِي سَاعِدَةَ .فتح الباري (ج 20 / ص 263)
(9) ( خ ) 6793
(10) ( خ ) 6841
(11) ( خ ) 6793
(12) ( خ ) 6442(4/425)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - : أَلَسْت أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ ؟ , أَلَسْتُ صَاحِبَ كَذَا ؟ . (1)
__________
(1) ( ت ) 3667 ، ( حب ) 6863 ، صححه الألباني في صحيح السيرة ص120 ، وقال : وقد ثبت في ( صحيح البخاري ) , وَعَنْ أبي الدرداء في حديث ما كان بين أبي بكر وعمربمن الخصومة وفيه : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله بعثني إليكم فقلتم : كذبت . وقال أبو بكر : صدق . وواساني ، بنفسه وماله . فهل أنتم تاركو لي صاحبي ؟ فما أوذي بعدها ، وهذا كالنص على أنه أول من أسلم - رضي الله عنه - ، وثبت في ( صحيح البخاري ) , وَعَنْ عمار بن ياسر قال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما معه إِلَّا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر .أ . هـ(4/426)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَامَ خُطَبَاءُ الْأَنْصَارِ , فَجَعَلَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ , إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا اسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنْكُمْ قَرَنَ مَعَهُ رَجُلًا مِنَّا , فَنَرَى أَنْ يَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ رَجُلَانِ , أَحَدُهُمَا مِنْكُمْ وَالْآخَرُ مِنَّا , قَالَ : فَتَتَابَعَتْ خُطَبَاءُ الْأَنْصَارِ عَلَى ذَلِكَ , فَقَامَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ - رضي الله عنه - فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ , وَإِنَّمَا الْإِمَامُ يَكُونُ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ , وَنَحْنُ أَنْصَارُهُ كَمَا كُنَّا أَنْصَارَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - فَقَالَ : جَزَاكُمْ اللَّهُ خَيْرًا مِنْ حَيٍّ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ وَثَبَّتَ قَائِلَكُمْ , ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ لَوْ فَعَلْتُمْ غَيْرَ ذَلِكَ لَمَا صَالَحْنَاكُمْ . (1)
__________
(1) ( حم ) 21657 ، ( ش ) 37040 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
قلت : والله ما أظن أبا بكر قال هذا الكلام حرصا منه على الإمارة , وإنما تنفيذا لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن " الخلافة لَا تكون إِلَّا في قريش ما كان في الناس اثنان " ,
وكما فعل مع فاطمة عندما طلبت منه ميراث أبيها , فقال لها : لقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : إنا معشر الأنبياء لا نُورَث ,
وكما فعل مع المرتدين حين قال له عمر : كيف تقاتل الناس ..فقال : والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ,
وكما فعل ببعث أسامة حيث قام بإنفاذ البعث , ورفض أن يَحُل لواءً عقده النبي - صلى الله عليه وسلم - ,
مع أنه كان في أشد الحاجة لجيش أسامة من أجل محاربة المرتدين .ع(4/427)
( د ) , وَعَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ قَالَ :
مَنْ زَعَمَ أَنَّ عَلِيًّا كَانَ أَحَقَّ بِالْوِلَايَةِ مِنْهُمَا فَقَدْ خَطَّأَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ ، وَمَا أُرَاهُ يَرْتَفِعُ لَهُ مَعَ هَذَا عَمَلٌ إِلَى السَّمَاءِ . (1)
__________
(1) ( د ) 4630 ، وقال الشيخ الألباني : صحيح الإسناد مقطوع .(4/428)
( خ م حم ) , وَعَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - , وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ ) (1) ( أَرَادَ أَبُو بَكْرٍ قِتَالَهُمْ ) (2) ( فَقَالَ عُمَرُ : يَا أَبَا بَكْرٍ ) (3) ( كَيْفَ تُقَاتِلُ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ وَهُمْ يُصَلُّونَ ) (4) ( وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَمَنْ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ , وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّه (5) ؟ " ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَاللَّهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَلَاةِ وَالزَّكَاةِ (6) فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ (7) وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا (8) عِقَالًا (9) كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا ، قَالَ عُمَرُ : فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ , فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ (10) ) (11)
__________
(1) ( خ ) 6526 , ( م ) 20
(2) ( حم ) 10852 , ( س ) 3975
(3) ( خ ) 6526 , ( م ) 20
(4) ( حم ) 10852 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(5) قَالَ الْخَطَّابِيّ : زَعَمَ الرَّوَافِض أَنَّ حَدِيث الْبَاب مُتَنَاقِضٌ , لِأَنَّ فِي أَوَّله أَنَّهُمْ كَفَرُوا وَفِي آخِره أَنَّهُمْ ثَبَتُوا عَلَى الْإِسْلَام إِلَّا أَنَّهُمْ مَنَعُوا الزَّكَاة ، فَإِنْ كَانُوا مُسْلِمِينَ فَكَيْف اِسْتَحَلَّ قِتَالهمْ وَسَبْيَ ذَرَارِيّهمْ ؟ ، وَإِنْ كَانُوا كُفَّارًا فَكَيْف اِحْتَجَّ عَلَى عُمَر بِالتَّفْرِقَةِ بَيْن الصَّلَاة وَالزَّكَاة ؟ ، فَإِنَّ فِي جَوَابه إِشَارَةً إِلَى أَنَّهُمْ كَانُوا مُقِرِّينَ بِالصَّلَاةِ , قَالَ : وَالْجَوَاب عَنْ ذَلِكَ أَنَّ الَّذِينَ نُسِبُوا إِلَى الرِّدَّة كَانُوا صِنْفَيْنِ ، صِنْفٌ رَجَعُوا إِلَى عِبَادَة الْأَوْثَان ، وَصِنْف مَنَعُوا الزَّكَاة , وَتَأَوَّلُوا قَوْله تَعَالَى ( خُذْ مِنْ أَمْوَالهمْ صَدَقَة تُطَهِّرهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتك سَكَن لَهُمْ ) فَزَعَمُوا أَنَّ دَفْع الزَّكَاة خَاصّ بِهِ - صلى الله عليه وسلم - , لِأَنَّ غَيْره لَا يُطَهِّرهُمْ وَلَا يُصَلِّي عَلَيْهِمْ , فَكَيْف تَكُون صَلَاته سَكَنًا لَهُمْ ؟ ، وَإِنَّمَا أَرَادَ عُمَر بِقَوْلِهِ الصِّنْفَ الثَّانِي , لِأَنَّهُ لَا يَتَرَدَّد فِي جَوَاز قَتْل الصِّنْف الْأَوَّل ، كَمَا أَنَّهُ لَا يَتَرَدَّد فِي قِتَال غَيْرهمْ مِنْ عُبَّاد الْأَوْثَان وَالنِّيرَان وَالْيَهُود وَالنَّصَارَى ، قَالَ : وَكَأَنَّهُ لَمْ يَسْتَحْضِر مِنْ الْحَدِيث إِلَّا الْقَدْر الَّذِي ذَكَرَهُ وَقَدْ حَفِظَ غَيْرُه فِي الصَّلَاة وَالزَّكَاة مَعًا ، وَقَدْ رَوَاهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن يَعْقُوب بِلَفْظٍ يَعُمّ جَمِيع الشَّرِيعَة حَيْثُ قَالَ فِيهَا : " وَيُؤْمِنُوا بِي وَبِمَا جِئْت بِهِ " فَإِنَّ مُقْتَضَى ذَلِكَ أَنَّ مَنْ جَحَدَ شَيْئًا مِمَّا جَاءَ بِهِ - صلى الله عليه وسلم - وَدُعِيَ إِلَيْهِ فَامْتَنَعَ وَنَصَبَ الْقِتَال أَنَّهُ يَجِب قِتَاله , وَقَتْله إِذَا أَصَرَّ ، قَالَ : وَإِنَّمَا عَرَضَتْ الشُّبْهَة لِمَا دَخَلَهُ مِنْ الِاخْتِصَار ، وَكَأَنَّ رَاوِيه لَمْ يَقْصِد سِيَاق الْحَدِيث عَلَى وَجْهه , وَإِنَّمَا أَرَادَ سِيَاق مُنَاظَرَة أَبِي بَكْر وَعُمَر , وَاعْتَمَدَ عَلَى مَعْرِفَة السَّامِعِينَ بِأَصْلِ الْحَدِيث ، اِنْتَهَى , قُلْت : وَفِي هَذَا الْجَوَاب نَظَر ، لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ عِنْد عُمَر فِي الْحَدِيث " حَتَّى يُقِيمُوا الصَّلَاة وَيُؤْتُوا الزَّكَاة " مَا اِسْتَشْكَلَ قِتَالهمْ لِلتَّسْوِيَةِ فِي كَوْن غَايَة الْقِتَال تَرْكَ كُلٍّ مِنْ التَّلَفُّظ بِالشَّهَادَتَيْنِ وَإِقَام الصَّلَاة وَإِيتَاء الزَّكَاة , قَالَ عِيَاض : حَدِيث اِبْن عُمَر نَصٌّ فِي قِتَال مَنْ لَمْ يُصَلِّ وَلَمْ يُزَكِّ كَمَنْ لَمْ يُقِرّ بِالشَّهَادَتَيْنِ ، وَاحْتِجَاج عُمَر عَلَى أَبِي بَكْر وَجَوَاب أَبِي بَكْر دَلَّ عَلَى أَنَّهُمَا لَمْ يَسْمَعَا فِي الْحَدِيث الصَّلَاة وَالزَّكَاة , إِذْ لَوْ سَمِعَهُ عُمَر لَمْ يَحْتَجّ عَلَى أَبِي بَكْر , وَلَوْ سَمِعَهُ أَبُو بَكْر لَرَدَّ بِهِ عَلَى عُمَر , وَلَمْ يَحْتَجْ إِلَى الِاحْتِجَاج بِعُمُومِ قَوْله " إِلَّا بِحَقِّهِ " , قُلْت : إِنْ كَانَ الضَّمِير فِي قَوْله " بِحَقِّهِ " لِلْإِسْلَامِ , فَمَهْمَا ثَبَتَ أَنَّهُ مِنْ حَقّ الْإِسْلَام تَنَاوَلَهُ ، وَلِذَلِكَ اِتَّفَقَ الصَّحَابَة عَلَى قِتَال مَنْ جَحَدَ الزَّكَاة . فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 382)
(6) الْمُرَاد بِالْفَرْقِ مَنْ أَقَرَّ بِالصَّلَاةِ وَأَنْكَرَ الزَّكَاة جَاحِدًا , أَوْ مَانِعًا مَعَ الِاعْتِرَاف ، وَإِنَّمَا أُطْلِقَ فِي أَوَّل الْقِصَّة الْكُفْر لِيَشْمَل الصِّنْفَيْنِ ، فَهُوَ فِي حَقّ مَنْ جَحَدَ حَقِيقَة , وَفِي حَقّ الْآخَرِينَ مَجَازٌ تَغْلِيبًا ، وَإِنَّمَا قَاتَلَهُمْ الصِّدِّيق وَلَمْ يَعْذِرْهُمْ بِالْجَهْلِ لِأَنَّهُمْ نَصَبُوا الْقِتَال , فَجَهَّزَ إِلَيْهِمْ مَنْ دَعَاهُمْ إِلَى الرُّجُوع ، فَلَمَّا أَصَرُّوا قَاتَلَهُمْ , قَالَ الْمَازِرِيّ : ظَاهِر السِّيَاق أَنَّ عُمَر كَانَ مُوَافِقًا عَلَى قِتَال مَنْ جَحَدَ الصَّلَاة , فَأَلْزَمَهُ الصِّدِّيق بِمِثْلِهِ فِي الزَّكَاة , لِوُرُودِهِمَا فِي الْكِتَاب وَالسُّنَّة مَوْرِدًا وَاحِدًا .فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 382)
(7) قوله ( فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ ) يُشِير إِلَى دَلِيل مَنْع التَّفْرِقَة الَّتِي ذَكَرَهَا أَنَّ حَقّ النَّفْس الصَّلَاة , وَحَقّ الْمَال الزَّكَاة ، فَمَنْ صَلَّى عَصَمَ نَفْسه ، وَمَنْ زَكَّى عَصَمَ مَاله ، فَإِنْ لَمْ يُصَلِّ قُوتِلَ عَلَى تَرْك الصَّلَاة ، وَمَنْ لَمْ يُزَكِّ أُخِذَتْ الزَّكَاة مِنْ مَاله قَهْرًا ، وَإِنْ نَصَبَ الْحَرْب لِذَلِكَ قُوتِلَ , وَهَذَا يُوَضِّح أَنَّهُ لَوْ كَانَ سَمِعَ فِي الْحَدِيث " وَيُقِيمُوا الصَّلَاة وَيُؤْتُوا الزَّكَاة " لَمَا احْتَاجَ إِلَى هَذَا الِاسْتِنْبَاط ، لَكِنَّهُ يَحْتَمِل أَنْ يَكُون سَمِعَهُ وَاسْتَظْهَرَ بِهَذَا الدَّلِيل النَّظَرِيّ .فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 382)
(8) العَناق : الأنثى من المعز إذا قويت ما لم تستكمل سنة .
(9) ( خ ) 6855 , ( م ) 20 , والعِقال : الحبل الذي تُربط به الإبل ونحوها .
(10) فِي هذا الحديث أَدَلّ دَلِيل عَلَى شَجَاعَة أَبِي بَكْر ط وَتَقَدُّمه فِي الشَّجَاعَة وَالْعِلْم عَلَى غَيْره , وهُوَ أَكْبَرَ نِعْمَة أَنْعَمَ اللَّه تَعَالَى بِهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ بَعْد رَسُول اللَّه > ، فَإِنَّهُ ثَبَتَ لِلْقِتَالِ فِي هَذَا الْمَوْطِن الْعَظِيم , وَاسْتَنْبَطَ ط مِنْ الْعِلْم بِدَقِيقِ نَظَرِهِ وَرَصَانَة فِكْرِهِ مَا لَمْ يُشَارِكهُ فِي الِابْتِدَاء بِهِ غَيْره , فَلِهَذَا وَغَيْره مِمَّا أَكْرَمَهُ اللَّه تَعَالَى بِهِ أَجْمَع أَهْل الْحَقّ عَلَى أَنَّهُ أَفْضَل أُمَّة رَسُول اللَّه > , وَقَدْ صَنَّفَ الْعُلَمَاء رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ فِي مَعْرِفَة رُجْحَانه أَشْيَاء كَثِيرَة مَشْهُورَة . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 94)
(11) ( خ ) 6526 , ( م ) 20(4/429)
( 6 ) مَنَاقِبُ عُمَرَ - رضي الله عنه -
( حم ) , عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ , بِأَبِي جَهْلٍ أَوْ بِعُمَرَ - رضي الله عنهما - ْنِ الْخَطَّابِ " ، فَكَانَ أَحَبَّهُمَا إِلَى اللَّهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - . (1)
__________
(1) ( حم ) 5696 ، ( ت ) 3681 ، انظر صحيح موارد الظمآن : 1827 ، صحيح السيرة ص193(4/430)
( جة ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ " (1)
__________
(1) ( جة ) 105 ، ( حب ) 6882 ، انظر الصَّحِيحَة : 3225 ، وصحيح موارد الظمآن : 1828(4/431)
( فضائل الصحابة ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
(إنّ إسْلَامَ عُمَرَ - رضي الله عنه - كَانَ فَتْحًا ، وَإِنّ هِجْرَتَهُ كَانَتْ نَصْرًا ، وَإِنّ إمَارَتَهُ كَانَتْ رَحْمَةً ، وَاللَّهِ مَا اسْتَطَعْنَا أَنْ نُصَلِّيَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ ظَاهِرِينَ حَتّى أَسْلَمَ عُمَرُ ) (2) ( فَلَمّا أَسْلَمَ ، قَاتَلَ قُرَيْشًا حَتّى صَلّى عِنْدَ الْكَعْبَةِ ، وَصَلّيْنَا مَعَهُ ) (3) .
-------------
(2) ( ابن حنبل في فضائل الصحابة ) : 482 ، ( ك ) 4487 ، انظر صحيح السيرة ص188
(3) ( ابن حنبل في فضائل الصحابة ) : 370 ، انظر صحيح السيرة ص188(4/432)
( خ ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
مَا زِلْنَا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ (1) . (2)
__________
(1) قال ابن إسحاق : كَانَ إسْلَامُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - َعْدَ خُرُوجِ مَنْ خَرَجَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - إلَى الْحَبَشَةِ .الروض الأنف - (2 / 119)
(2) ( خ ) 3481(4/433)
( ك ) , وَعَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنْ أُمّهِ أُمّ عَبْدِ اللّهِ بِنْتِ أَبِي حَثْمَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
وَاَللّهِ إنّا لَنَتَرَحّلُ إلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ ، وَقَدْ ذَهَبَ عَامِرٌ فِي بَعْضِ حَاجَاتِنَا ، إذْ أَقْبَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ حَتّى وَقَفَ عَلَيّ - وَهُوَ عَلَى شِرْكِهِ ، قَالَتْ : وَكُنّا نَلْقَى مِنْهُ الْبَلَاءَ وَالشَدَّةَ عَلَيْنَا - فَقَالَ : إنّهُ الْإنْطِلَاقُ يَا أُمّ عَبْدِ اللّهِ ؟ ، فَقُلْت : نَعَمْ وَاَللّهِ لَنَخْرُجَنّ فِي أَرْضِ اللّهِ ، آذَيْتُمُونَا وَقَهَرْتُمُونَا ، حَتّى يَجْعَلَ اللّهُ لَنَا مَخْرَجًا ، فَقَالَ : صَحِبَكُمْ اللّهُ ، وَرَأَيْت لَهُ رِقّةً لَمْ أَكُنْ أَرَاهَا ، ثُمّ انْصَرَفَ وَقَدْ أَحْزَنَهُ - فِيمَا أَرَى - خُرُوجُنَا ، قَالَتْ : فَجَاءَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ مِنْ حَاجَتِهِ تِلْكَ ، فَقُلْتُ لَهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ لَوْ رَأَيْت عُمَرَ آنِفًا (1) وَرِقّتَهُ وَحُزْنَهُ عَلَيْنَا ، قَالَ أَفَطَمِعْتِ فِي إسْلَامِهِ ؟ ، قُلْت : نَعَمْ ، قَالَ لَا يُسْلِمُ الّذِي رَأَيْتِ حَتّى يُسْلِمَ حِمَارُ الْخَطّابِ - قَالَتْ : يَأْسًا مِنْهُ لِمَا كَانَ يَرَى مِنْ غِلْظَتِهِ وَقَسْوَتِهِ عَنْ الْإِسْلَامِ - . (2)
__________
(1) أي : قبل قليل .
(2) ( ك ) 6895 ، فضائل الصحابة لابن حنبل : 371 ، انظر صحيح السيرة ص189(4/434)
( حب ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - لَمْ تَعْلَمْ قُرَيْشٌ بِإِسْلاَمِهِ ، فَقَالَ : أَيْ أَهْلُ مَكَّةَ [ أَنْقَلُ ] (1) لِلْحَدِيثِ ؟ ، فَقَالُوا : جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ الْجُمَحِيُّ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ وَأَنَا مَعَهُ أَتْبَعُ أَثَرَهُ ، أَعْقِلُ مَا أَرَى وَأَسْمَعُ ، فَأَتَاهُ فَقَالَ : يَا جَمِيلُ ، إِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ ، قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا رَدَّ عَلَيْهِ كَلِمَةً حَتَّى قَامَ عَامِدًا إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَنَادَى أَنْدِيَةَ قُرَيْشٍ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، إِنَّ ابْنَ الْخَطَّابِ قَدْ صَبَأَ ، فَقَالَ عُمَرُ : كَذَبَ ، وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ وَآمَنْتُ بِاللَّهِ وَصَدَّقْتُ رَسُولَهُ ، فَثَاوَرُوهُ ، فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى رَكَدَتِ الشَّمْسُ عَلَى رُؤُوسِهِمْ ، حَتَّى فَتَرَ عُمَرُ وَجَلَسَ فَقَامُوا عَلَى رَأْسِهِ ، فَقَالَ عُمَرُ : افْعَلُوا مَا بَدَا لَكُمْ ، فَوَاللَّهِ لَوْ كُنَّا ثَلاَثَمِائَةِ رَجُلٍ لَقَدْ تَرَكْتُمُوهَا لَنَا أَوْ تَرَكْنَاهَا لَكُمْ ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ قِيَامٌ عَلَيْهِ ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَيْهِ حُلَّةُ (2) حَرِيرٍ وَقَمِيصٌ قَوْمَسِيٌّ ، فَقَالَ : مَا بَالَكُمْ ؟ فَقَالُوا : إِنَّ ابْنَ الْخَطَّابِ قَدْ صَبَأَ ، قَالَ : فَمَهْ ؟ ، امْرُؤٌ اخْتَارَ دِينًا لِنَفْسِهِ ، أَفَتَظُنُّونَ أَنَّ بَنِي عَدِيٍّ تُسْلِمُ إِلَيْكُمْ صَاحِبَهُمْ ؟ ، قَالَ : فَكَأَنَّمَا كَانُوا ثَوْبًا انْكَشَفَ عَنْهُ ، فَقُلْتُ لَهُ بَعْدُ بِالْمَدِينَةِ : يَا أَبَتِ ، مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي رَدَّ عَنْكَ الْقَوْمَ يَوْمَئِذٍ ؟ ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، ذَاكَ الْعَاصِ بْنُ وَائِلٍ السَّهْمِيّ . (3)
__________
(1) فضائل الصحابة لابن حنبل : 372
(2) الْحُلَّة : إِزَار وَرِدَاء مِنْ جِنْس وَاحِد .( فتح - ح30)
(3) ( حب ) 6879 ، ( ك ) 4493 ، انظر صحيح السيرة ص192 ، قال الألباني : وهو يدل على تأخر إسلام عمر , لأن ابن عمر عرض يوم ( أحد ) وهو ابن أربع عشرة سنة وكانت ( أحد ) في سنة ثلاث من الهجرة وقد كان مميزا يوم أسلم أبوه فيكون إسلامه قبل الهجرة بنحو من أربع سنين وذلك بعد البعثة بنحو تسع سنين . والله أعلم أ . هـ(4/435)
( خ ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ - رضي الله عنه - اجْتَمَعَ النَّاسُ عِنْدَ دَارِهِ وَقَالُوا : صَبَأَ عُمَرُ , وَأَنَا غُلَامٌ فَوْقَ ظَهْرِ بَيْتِي , فَجَاءَ رَجُلٌ عَلَيْهِ حُلَّةُ قَبَاءٌ مِنْ دِيبَاجٍ ) (1) ( فَلَقِيَ النَّاسَ قَدْ سَالَ بِهِمْ الْوَادِي , فَقَالَ : أَيْنَ تُرِيدُونَ ؟ , فَقَالُوا : نُرِيدُ هَذَا ابْنَ الْخَطَّابِ الَّذِي صَبَأَ ) (2) ( فَقَالَ : قَدْ صَبَأَ عُمَرُ , فَمَا ذَاكَ ؟ , فَأَنَا لَهُ جَارٌ , قَالَ : فَرَأَيْتُ النَّاسَ تَصَدَّعُوا عَنْهُ , فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ , قَالُوا : الْعَاصِ بْنُ وَائِلٍ ) (3) ( أَبُو عَمْرٍو ، وَهُوَ مِنْ بَنِي سَهْمٍ ، وَهُمْ حُلَفَاؤُنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ) (4) .
__________
(1) ( خ ) 3652
(2) ( خ ) 3651
(3) ( خ ) 3652
(4) ( خ ) 3651(4/436)
( ت ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ - رضي الله عنهما - ْنَ الْخَطَّابِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 3686 , ( حم ) 17441 ، ( ك ) 4495 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5284 , والصَّحِيحَة : 327(4/437)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ ) (1) ( فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ ) (2) ( ثُمَّ سَمِعْتُ خَشْخَشَةً أَمَامِي فَإِذَا بِلَالٌ ) (3) ( وَأَتَيْتُ عَلَى قَصْرٍ مُرَبَّعٍ مُشْرِفٍ مِنْ ذَهَبٍ ) (4) ( فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ الْقَصْرٍ ، فَقُلْتُ : لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ ؟ ) (5) ( فَقَالُوا : لِرَجُلٍ مِنْ الْعَرَبِ , فَقُلْتُ : أَنَا عَرَبِيٌّ , لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ ؟ , قَالُوا : لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ , قُلْتُ : أَنَا قُرَشِيٌّ , لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ ؟ , قَالُوا : لِرَجُلٍ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ؟ , قُلْتُ : أَنَا مُحَمَّدٌ , لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ ؟ , قَالُوا : لِعُمَرَ - رضي الله عنهما - ْنِ الْخَطَّابِ ) (6) ( فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهُ فَأَنْظُرَ إِلَيْهِ ) (7) ( فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا " ) (8) ( فَبَكَى عُمَرُ - رضي الله عنه - وَهُوَ فِي الْمَجْلِسِ ) (9) ( حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (10) ( وَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَوَعَلَيْكَ أَغَارُ ؟ ) (11) .
__________
(1) ( خ ) 3070
(2) ( خ ) 3476 ، ( م ) 106 - ( 2457 ) ، ( حم ) 15044
(3) ( م ) 106 - ( 2457 ) ، ( خ ) 3476 ، ( حم ) 15044
(4) ( ت ) 3689 ، ( خ ) 6621 ، ( حم ) 23090
(5) ( خ ) 3070
(6) ( ت ) 3689 ، ( حم ) 23046 ، ( خ ) 6620
(7) ( خ ) 3476 ، ( حم ) 15044
(8) ( خ ) 6620
(9) ( خ ) 4929 ، ( م ) 21 - ( 2395 )
(10) ( حم ) 8451 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(11) ( حم ) 15226 ، ( خ ) 3476 ، ( م ) 21 - ( 2395 )(4/438)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ } (1) { مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثُّدِيَّ , وَمِنْهَا مَا دُونَ ذَلِكَ , وَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ " , قَالُوا : فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " الدِّينَ " (2)
__________
(1) جَمْعُ قَمِيص .
(2) ( خ ) 23 , ( م ) 2390(4/439)
( خ م ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ ، فَشَرِبْتُ مِنْهُ (1) حَتَّى إِنِّي لَأَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ مِنْ أَظْفَارِي ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ - رضي الله عنهما - ْنِ الْخَطَّابِ " , قَالُوا : فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : " الْعِلْمَ (2) " (3)
__________
(1) أَيْ : مِنْ ذَلِكَ اللَّبَن .
(2) تَفْسِير اللَّبَن بِالْعِلْمِ لِاشْتِرَاكِهِمَا فِي كَثْرَة النَّفْع بِهِمَا , وفِي الْحَدِيث مَشْرُوعِيَّة قَصّ الْكَبِير رُؤْيَاهُ عَلَى مَنْ دُونه ، وَأَنَّ مِنْ الْأَدَب أَنْ يَرُدّ الطَّالِب عِلْمَ ذَلِكَ إِلَى مُعَلِّمه , وَاَلَّذِي يَظْهَر أَنَّهُ لَمْ يُرِدْ مِنْهُمْ أَنْ يُعَبِّرُوهَا , وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يَسْأَلُوهُ عَنْ تَعْبِيرهَا ، فَفَهِمُوا مُرَاده فَسَأَلُوهُ فَأَفَادَهُمْ ، وَكَذَلِكَ يَنْبَغِي أَنْ يُسْلَك هَذَا الْأَدَبُ فِي جَمِيع الْحَالَات , وَفِيهِ أَنَّ عِلْم النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاللَّهِ لَا يَبْلُغ أَحَدٌ دَرَجَتَهُ فِيهِ ، لِأَنَّهُ شَرِبَ حَتَّى رَأَى الرِّيّ يَخْرُج مِنْ أَطْرَافه ، وَأَمَّا إِعْطَاؤُهُ فَضْلَهُ عُمَرَ فَفِيهِ إِشَارَة إِلَى مَا حَصَلَ لِعُمَر مِنْ الْعِلْم بِاللَّهِ , بِحَيْثُ كَانَ لَا يَأْخُذُهُ فِي اللَّه لَوْمَة لَائِم . فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 485)
(3) ( خ ) 6604 , ( م ) 2391(4/440)
( خ ) , وَعَنْ أَبِي إِسْحَقَ قَالَ :
قَالَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ : ذَهَبَ عُمَرُ - رضي الله عنه - بِثُلُثَيْ الْعِلْمِ , فَذَكَرْتُ ذّلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ : ذَهَبَ عُمَرُ بِتِسْعَةِ أَعْشَارِ الْعِلْمِ . (1)
__________
(1) ( خ ) 3849(4/441)
( خ م حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ ) (1) ( رَأَيْتُ النَّاسَ مُجْتَمِعِينَ فِي صَعِيدٍ (2) ) (3) ( وَرَأَيْتُنِي عَلَى قَلِيبٍ (4) عَلَيْهَا دَلْوٌ ، فَنَزَعْتُ مِنْهَا مَا شَاءَ اللَّهُ ) (5) ( أَسْقِي النَّاسَ فَأَتَانِي أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ الدَّلْوَ مِنْ يَدِي لِيُرِيحَنِي ) (6) ( فَنَزَعَ بِهَا ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ (7) وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ (8) - وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ ضَعْفَهُ - ) (9) ( فَأَتَى ابْنُ الْخَطَّابِ فَأَخَذَهَا مِنْهُ ) (10) ( فَاسْتَحَالَتْ بِيَدِهِ غَرْبًا (11) فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا (12) ) (13) ( مِنْ النَّاسِ يَنْزِعُ ) (14) ( أَحْسَنَ مِنْ نَزْعِ عُمَرَ ) (15) ( فَلَمْ يَزَلْ يَنْزِعُ حَتَّى ) (16) ( رَوِيَ النَّاسُ وَضَرَبُوا بِعَطَنٍ (17) ) (18) ( وَالْحَوْضُ مَلْآنُ يَتَفَجَّرُ " ) (19)
__________
(1) ( خ ) 3464 ، ( م ) 17 - ( 2392 )
(2) الصعيد : الأرض الواسعة المستوية .
(3) ( خ ) 3434
(4) الْقَلِيب : الْبِئْر الَّتِي لَمْ تُطْوَ ، وَإِنَّمَا هِيَ حُفَيْرَة قُلِبَ تُرَابهَا فَسُمِّيَتْ قَلِيبًا .عون المعبود - (ج 6 / ص 116)
(5) ( خ ) 3464 ، ( م ) 17 - ( 2392 )
(6) ( خ ) 6619
(7) هُوَ الدَّلْوُ فِيهَا مَاءٌ ، الْمَلْأَى أَوْ دُونَ الْمَلْأَى . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 75)
(8) قلت : إن كان أبو بكر الصديق ، صاحب الفضل الأول في حرب المرتدين ، حيث كان هو الوحيد الذي رأى حربهم ، وفي زمانه فُتحت الشام وبدأت فتوح العراق ، وجُمع القرآن , ، ومع كل ما فعله يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : وفي نزعه ضعف ، فبالله عليك ، أية مسئولية يحملها من يتولى أمر هذه الأمة..! ع
(9) ( خ ) 3464 ، ( م ) 17 - ( 2392 )
(10) ( خ ) 6619
(11) أَيْ : اِنْقَلَبَتْ الدَّلْوُ الَّتِي كَانَتْ ذَنُوبًا غَرْبًا أَيْ : دَلْوًا عَظِيمَةً . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 75)
(12) أَيْ : رَجُلًا قَوِيًّا . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 75)
(13) ( خ ) 3434 ، ( م ) 17 - ( 2392 )
(14) ( خ ) 3464 ، ( م ) 17 - ( 2392 )
(15) ( حم ) 8794 ، ( خ ) 6618
(16) ( خ ) 6619
(17) أَيْ : حَتَّى رَوِيَتْ الْإِبِلُ فَأَنَاخَتْ .
(18) ( حم ) 4972 ، ( خ ) 3464 ، ( ت ) 2289
(19) ( م ) 18 - ( 2392 ) ، ( خ ) 6619 ، ( حم ) 8222(4/442)
( خ م ) , وَعَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلَاثٍ , قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ اتَّخَذْنَا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى , فَنَزَلَتْ : { وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى } (1) وَآيَةُ الْحِجَابِ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَمَرْتَ نِسَاءَكَ أَنْ يَحْتَجِبْنَ ، فَإِنَّهُ ) (2) ( يَدْخُلُ عَلَيْكَ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ ) (3) ( فَنَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ وَاجْتَمَعَ نِسَاءُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْغَيْرَةِ عَلَيْهِ , فَقُلْتُ لَهُنَّ : { عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ } (4) فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآية ) (5) .
__________
(1) [البقرة/125]
(2) ( خ ) 393 ، ( م ) 24 - ( 2399 ) ، ( ت ) 2959 ، ( جة ) 1009
(3) ( خ ) 4213
(4) [التحريم/5]
(5) ( خ ) 393 ، ( حم ) 160(4/443)
( خ م د حم ) , وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( أَسَرْنَا يَوْمَ بَدْرٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ : الْعَبَّاسَ وعَقِيلًا وَنَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ ) (1) ( " فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - فَقَالَ : مَا تَرَوْنَ فِي هَؤُلَاءِ الْأُسَارَى ؟ " (2) فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ , هُمْ بَنُو الْعَمِّ وَالْعَشِيرَةِ , أَرَى أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُمْ فِدْيَةً ) (3) ( فَيَكُونُ مَا أَخَذْنَا مِنْهُمْ قُوَّةً لَنَا عَلَى الْكُفَّارِ , وَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُمْ لِلْإِسْلامِ فَيَكُونُونَ لَنَا عَضُدًا ) (4) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا تَرَى يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ؟ " , فَقَالَ : لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا أَرَى الَّذِي رَأَى أَبُو بَكْرٍ , وَلَكِنِّي أَرَى أَنْ تُمَكِّنَّا فَنَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ , فَتُمَكِّنَ عَلِيًّا مِنْ عَقِيلٍ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ , وَتُمَكِّنِّي مِنْ فُلَانٍ - نَسِيبًا لِعُمَرَ - فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ ) (5) ( حَتَّى يَعْلَمَ اللَّهُ أَنَّهُ لَيْسَتْ فِي قُلُوبِنَا هَوَادَةٌ لِلْمُشْرِكِينَ , فَإنَّ هَؤُلَاءِ صَنَادِيدُهُمْ وَأَئِمَّتُهُمْ وَقَادَتُهُمْ , " فَهَوِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَلَمْ يَهْوَ مَا قَالَ عُمَرُ فَأَخَذَ مِنْهُمْ الْفِدَاءَ " ) (6) ( قَالَ عُمَرُ : فَلَمَّا كَانَ مِنْ الْغَدِ جِئْتُ , فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ قَاعِدَيْنِ يَبْكِيَانِ , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَخْبِرْنِي مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَبْكِي أَنْتَ وَصَاحِبُكَ ؟ , فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيْتُ , وَإِنْ لَمْ أَجِدْ بُكَاءً تَبَاكَيْتُ لِبُكَائِكُمَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَبْكِي لِلَّذِي عَرَضَ عَلَيَّ أَصْحَابُكَ مِنْ أَخْذِهِمُ الْفِدَاءَ , لَقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ عَذَابُهُمْ أَدْنَى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ - شَجَرَةٍ قَرِيبَةٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (7) ( وَأَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل - : { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ , تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ , لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } (8) أَيْ : مِنْ الْفِدَاءِ ) (9) .
__________
(1) ( حم ) 948
(2) مشورة النبي لأصحابه في الأسرى ذكرها مسلم كما يبدو برواية معلقة , لكن الألباني صححها في فقه السيرة , ص : 236
(3) ( م ) 58 - ( 1763 )
(4) ( حم ) 208 , ( م ) 58 - ( 1763 )
(5) ( م ) 58 - ( 1763 )
(6) ( حم ) 208 , ( م ) 58 - ( 1763 )
(7) ( م ) 58 - ( 1763 )
(8) [الأنفال/67، 68]
(9) ( حم ) 221 , ( م ) 58 - ( 1763 ) , انظر فقه السيرة ص236 ، والإرواء تحت حديث : 1218(4/444)
( ت ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ " , وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : مَا نَزَلَ بِالنَّاسِ أَمْرٌ قَطُّ فَقَالُوا فِيهِ وَقَالَ فِيهِ عُمَرُ ، إِلَّا نَزَلَ فِيهِ الْقُرْآنُ عَلَى نَحْوِ مَا قَالَ عُمَرُ . (1)
__________
(1) ( ت ) 3682 ( حم ) 5697 ، ( حب ) 6856 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 1736 ، المشكاة : 6033(4/445)
( حم ) , وَعَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ :
مَرَرْتُ بِعُمَرَ - رضي الله عنه - وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ , فَأَدْرَكَنِي رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَالَ : يَا فَتَى , ادْعُ اللَّهَ لِي بِخَيْرٍ بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ , فَقُلْتُ : وَمَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ , قَالَ : أَنَا أَبُو ذَرٍّ , فَقُلْتُ لَهُ : يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ , أَنْتَ أَحَقُّ , قَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ : نِعْمَ الْغُلَامُ , وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - وَضَعَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ يَقُولُ بِهِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 21582 ، ( د ) 2962 ، ( جة ) 108 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1834 , هداية الرواة : 5988 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
وفي الحديث تواضع أبي ذر .ع(4/446)
( خ م ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِيمَا مَضَى قَبْلَكُمْ مِنْ الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ (1) ) (2) رِجَالٌ يُكَلَّمُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ (3) ( فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ ) (4) ( فَإِنَّهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ " ) (5)
__________
(1) قَالَ ابْنُ الْقَيِّم : المحدث هو الذي يحدث في سره وقلبه بالشيء فيكون كما يحدث به .
قال شيخنا : والصديق أكمل من المحدث لأنه استغنى بكمال صديقيته ومتابعته عن التحديث والالهام والكشف فإنه قد سلم قلبه كله وسره وظاهره وباطنه للرسول فاستغنى به عما منه .
قال : وكان هذا المحدث يعرض ما يحدث به على ما جاء به الرسول فإن وافقه قبله وإلا رده فعلم أن مرتبة الصديقية فوق مرتبة التحديث .
قال : وأما ما يقوله كثير من أصحاب الخيالات والجهالات حدثني قلبي عن ربي فصحيح أن قلبه حدثه ولكن عمن عن شيطانه أو عن ربه فإذا قال حدثني قلبي عن ربي كان مسندا الحديث إلى من لم يعلم أنه حدثه به وذلك كذب قال ومحدث الأمة لم يكن يقول ذلك ولا تفوه به يوما من الدهر وقد أعاذه الله من أن يقول ذلك بل كتب كاتبه يوما هذا ما أرى الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فقال لا امحه واكتب هذا ما رأى عمر بن الخطاب فإن كان صوابا فمن الله وإن كان خطأ فمن عمر والله ورسوله منه برىء وقال في الكلالة أقول فيها برأيى فإن يكن صوابا فمن الله وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان فهذا قول المحدث بشهادة الرسول وأنت ترى الاتحادي والحلولي والاباحي الشطاح والسماعي مجاهر بالقحة والفرية يقول حدثني قلبي عن ربي .
فانظر إلى ما بين القائلين والمرتبتين والقولين والحالين ، وأعط كل ذي حق حقه ، ولا تجعل الزغل والخالص شيئا واحدا
(2) ( خ ) 3282
(3) ( خ ) 3486
(4) ( خ ) 3486
(5) ( خ ) 3282 , ( م ) 23 - ( 2398 ) , ( ت ) 3693 , ( حم ) 8449(4/447)
( خ ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
مَا سَمِعْتُ عُمَرَ - رضي الله عنه - يَقُولُ لِشَيْءٍ قَطُّ : إِنِّي لَأَظُنُّهُ كَذَا , إِلَّا كَانَ كَمَا يَظُنُّ , فَبَيْنَمَا عُمَرُ جَالِسٌ إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ جَمِيلٌ (1) فَقَالَ : لَقَدْ أَخْطَأَ ظَنِّي أَوْ إِنَّ هَذَا عَلَى دِينِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَوْ لَقَدْ كَانَ كَاهِنَهُمْ , عَلَيَّ الرَّجُلَ (2) فَدُعِيَ لَهُ فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ , فَقَالَ : مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ اسْتُقْبِلَ بِهِ رَجُلٌ مُسْلِمٌ , قَالَ : فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكَ (3) إِلَّا مَا أَخْبَرْتَنِي , قَالَ : كُنْتُ كَاهِنَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ . (4)
__________
(1) قال الألباني في صحيح السيرة ص83 : هذا الرجل هو سواد بن قارب الأزدي ويقال : الدوسي من أهل السراة من جبال ( البلقاء ) له صحبة ووفادة .
(2) أَيْ : أَحْضِرُوهُ إِلَيَّ وَقَرِّبُوهُ مِنِّي .فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 189)
(3) أَيْ : أُلْزِمُك . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 189)
(4) ( خ ) 3653 , ( ك ) 4503(4/448)
( أبو بكر بن خلاد في الفوائد ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
وَجَّهَ عُمَرُ جَيْشًا - رضي الله عنه - ، وَرَأَّسَ عَلَيْهِمْ رَجُلاً يُدْعَى : سَارِيَةَ ، قَال : فَبَيْنَمَا عُمَرُ يَخْطُبُ جَعَل يُنَادِي : يَا سَارِيَةُ الْجَبَل ، يَا سَارِيَةُ الْجَبَل ، يَا سَارِيَةُ الْجَبَل ، ثُمَّ قَدِمَ رَسُول الْجَيْشِ فَسَأَلَهُ عُمَرُ ، فَقَال : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هُزِمْنَا ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعْنَا صَوْتًا يُنَادِي : يَا سَارِيَةُ إِلَى الْجَبَل - ثَلاَثَ مَرَّاتٍ - فَأَسْنَدْنَا ظُهُورَنَا إِلَى الْجَبَل فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى ، وَكَانَتِ الْمَسَافَةُ بَيْنَ الْمَدِينَةِ حَيْثُ كَانَ يَخْطُبُ عُمَرُ وَبَيْنَ مَكَانِ الْجَيْشِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ . (5)
-------------
(5) رواه أبو بكر بن خلاد في " الفوائد " ( 1 / 215 / 2 ) ، وحسنه الألباني في كتاب الآيات البينات ص 112 ، والصَّحِيحَة : 1110
وقال الألباني في الصحيحة : فتبين مما تقدم أنه لَا يصح شيء من هذه الطرق إِلَّا طريق ابن عجلان وليس فيه إِلَّا مناداة عمر " يا سارية الجبل " وسماع الجيش لندائه وانتصاره بسببه .
ومما لَا شك فيه أن النداء المذكور إنما كان إلهاما من الله تعالى لعمر وليس ذلك بغريب عنه ، فإنه " مُحَدَّث " كما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكن ليس فيه أن عمر كشف له حال الجيش ، وأنه رآهم رأي العين ، فاستدلال بعض المتصوفة بذلك على ما يزعمونه من الكشف للأولياء وعلى إمكان اطلاعهم على ما في القلوب من أبطل الباطل ، كيف لَا وذلك من صفات رب العالمين المنفرد بعلم الغيب والاطلاع على ما في الصدور , وليت شعري كيف يزعم هؤلاء ذلك الزعم الباطل و الله ? يقول في كتابه : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا , إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ [الجن/26، 27] } , فهل يعتقدون أن أولئك الأولياء رسل من رسل الله حتى يصح أن يقال إنهم يطلعون على الغيب بإطلاع الله إياهم !! سبحانك هذا بهتان عظيم .
على أنه لو صح تسمية ما وقع لعمر - رضي الله عنه - كشفا ، فهو من الأمور الخارقة للعادة التي قد تقع من الكافر أيضا ، فليس مجرد صدور مثله بالذي يدل على إيمان الذي صدر منه فضلا على أنه يدل على ولايته , ولذلك يقول العلماء : إن الخارق للعادة إن صدر من مسلم فهو كرامة , وإلا فهو استدراج ، ويضربون على هذا مثل الخوارق التي تقع على يد الدجال الأكبر في آخر الزمان كقوله للسماء : أمطري فتمطر وللأرض : أنبتي نباتك فتنبت ، وغير ذلك مما جاءت به الأحاديث الصحيحة .
ومن الأمثلة الحديثة على ذلك ما قرأته اليوم من عدد " أغسطس " من السنة السادسة من مجلة " المختار " تحت عنوان : " هذا العالم المملوء بالألغاز وراء الحواس الخمس " ص23 قصة " فتاة شابة ذهبت إلى جنوب أفريقيا للزواج من خطيبها ، و بعد معارك مريرة معه فسخت خطبتها بعد ثلاثة أسابيع ، وأخذت الفتاة تذرع غرفتها في اضطراب ، وهي تصيح في أعماقها بلا انقطاع : " أواه يا أماه ... ماذا أفعل ؟ " ولكنها قررت أَلَّا تزعج أمها بذكر ما حدث لها ؟ وبعد أربعة أسابيع تلقت منها رسالة جاء فيها : " ماذا حدث ؟ لقد كنت أهبط السلم عندما سمعتك تصيحين قائلة : " أواه يا أماه ... ماذا أفعل ؟ " . وكان تاريخ الرسالة متفقا مع تاريخ اليوم الذي كانت تصيح فيه من أعماقها " , وفي المقال المشار إليه أمثلة أخرى مما يدخل تحت ما يسمونه اليوم بـ " التخاطر " و" الاستشفاف " ، و يعرف باسم " البصيرة الثانية " اكتفينا بالذي أوردناه لأنها أقرب الأمثال مشابهة لقصة عمر - رضي الله عنه - ، التي طالما سمعت من ينكرها من المسلمين لظنه أنها مما لَا يعقل لِلَّهِ أو أنها تتضمن نسبة العلم بالغيب إلى عمر ، بينما نجد غير هؤلاء ممن أشرنا إليهم من المتصوفة يستغلونها لإثبات إمكان اطلاع الأولياء على الغيب ، والكل مخطئ , فالقصة صحيحة ثابتة , وهي كرامة أكرم الله بها عمر ، حيث أنقذ به جيش المسلمين من الأسر أو الفتك به ولكن ليس فيها ما زعمه المتصوفة من الاطلاع على الغيب ، وإنما هو من باب الإلهام ( في عرف الشرع ) أو ( التخاطر ) في عرف العصر الحاضر الذي ليس معصوما ، فقد يصيب كما في هذه الحادثة وقد يخطئ كما هو الغالب على البشر ، ولذلك كان لابد لكل وليٍّ من التقيد بالشرع في كل ما يصدر منه من قول أو فعل خشية الوقوع في المخالفة ، فيخرج بذلك عن الولاية التي وصفها الله تعالى بوصف جامع شامل فقال : { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ , الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [يونس/62، 63] } , ولقد أحسن من قال : إذا رأيت شخصا قد يطير , وفوق ماء البحر قد يسير , ولم يقف على حدود الشرع فإنه مستدرج وبدعي . أ . هـ(4/449)
( يع ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بِخَزِيرَةٍ (1) قَدْ طَبَخْتُهَا لَهُ ، فَقُلْتُ لِسَوْدَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنِي وَبَيْنَهَا : كُلِي ، فَأَبَتْ ، فَقُلْتُ : لَتَأْكُلِنَّ أَوْ لَأُلَطِّخَنَّ وَجْهَكِ ، فَأَبَتْ ، فَوَضَعْتُ يَدِي فِي الْخَزِيرَةِ فَطَلَيْتُ وَجْهَهَا ، " فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَوَضَعَ بِيَدِهِ لَهَا وَقَالَ لَهَا : " الْطَخِي وَجْهَهَا ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَهَا " ، فَمَرَّ عُمَرُ - رضي الله عنه - فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ , يَا عَبْدَ اللَّهِ , " فَظَنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ سَيَدْخُلُ ، فَقَالَ : قُومَا فَاغْسِلَا وُجُوهَكُمَا " ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَمَا زِلْتُ أَهَابُ عُمَرَ لِهَيْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - . (2)
__________
(1) الخَزِيرَة : لَحْمٌ يَقَطَّع صغارا ويُصَبُّ عليه ماءٌ كَثِير , فإذا نَضِج ذُرَّ عليه الدَّقيق , فإن لم يكن فيها لحم فهي عَصِيدَة وقيل : هي حَساء من دقيق ودَسَم , وقيل : إذا كان من دَقيق فهي حَرِيرَة , وإذا كان من نُخَالة فهو خَزِيرَة .النهاية في غريب الأثر - (ج 2 / ص 72)
(2) ( يع ) 4476 , ( ن ) 8917 , انظر الصَّحِيحَة : 3131(4/450)
( خ م حم ) , وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " اسْتَأْذَنَ عُمَرُ - رضي الله عنه - عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَعِنْدَهُ نِسَاءٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُكَلِّمْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَهُ (1) ) (2) ( قَدْ عَلَتْ أَصْوَاتُهُنَّ عَلَى صَوْتِهِ ) (3) ( فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُمَرُ قُمْنَ يَبْتَدِرْنَ الْحِجَابَ ، " فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَضْحَكُ " ، فَقَالَ عُمَرُ : أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " عَجِبْتُ مِنْ هَؤُلَاءِ اللَّاتِي كُنَّ عِنْدِي ، فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ ابْتَدَرْنَ الْحِجَابَ " ، قَالَ عُمَرُ : فَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يَهَبْنَ ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ : أَيْ عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ ، أَتَهَبْنَنِي وَلَا تَهَبْنَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ ، فَقُلْنَ : نَعَمْ ، أَنْتَ أَغْلَظُ وَأَفَظُّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ قَطُّ سَالِكًا فَجًّا (4) إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ " ) (5)
__________
(1) الْمُرَاد أَنَّهُنَّ يَطْلُبْنَ مِنْهُ مِمَّا يُعْطِيهِنَّ . وَزَعَمَ الدَّاوُدِيُّ أَنَّ الْمُرَاد أَنَّهُنَّ يُكْثِرْنَ الْكَلَام عِنْده ، وَهُوَ مَرْدُود بِمَا وَقَعَ التَّصْرِيح بِهِ فِي حَدِيث جَابِر عِنْد مُسْلِم أَنَّهُنَّ يَطْلُبْنَ النَّفَقَة .فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 479)
(2) ( خ ) 3120 ، ( م ) 22 - ( 2396 )
(3) ( حم ) 1624 ، ( خ ) 3120
(4) أَيْ : طَرِيقًا وَاسِعًا . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 479)
(5) ( خ ) 3120 ، ( م ) 22 - ( 2396 ) ، ( حم ) 1472(4/451)
( ت ) , عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" كَانَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَالِسًا ، فَسَمِعْنَا لَغَطًا وَصَوْتَ صِبْيَانٍ ، فَقَامَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَإِذَا حَبَشِيَّةٌ تَزْفِنُ (1) وَالصِّبْيَانُ حَوْلَهَا (2) فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ , تَعَالَيْ فَانْظُرِي " , فَجِئْتُ فَوَضَعْتُ لَحْيَيَّ عَلَى مَنْكِبِ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهَا ، فَقَالَ لِي : " أَمَا شَبِعْتِ ؟ ، أَمَا شَبِعْتِ ؟ " , قَالَتْ : فَجَعَلْتُ أَقُولُ لَا لِأَنْظُرَ مَنْزِلَتِي عِنْدَهُ , إِذْ طَلَعَ عُمَرُ - رضي الله عنه - ، فَانْفَضَّ النَّاسُ عَنْهَا ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ قَدْ فَرُّوا مِنْ عُمَرَ (3) " , قَالَتْ : فَرَجَعْتُ . (4)
__________
(1) أَيْ : تَرْقُصُ وَتَلْعَبُ . تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 102)
(2) أَيْ : يَنْظُرُونَ إِلَيْهَا وَيَتَفَرَّجُونَ عَلَيْهَا . تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 102)
(3) كَأَنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ ذَلِكَ بِاعْتِبَارِ كَوْنِهِ فِي صُورَةِ اللَّهْوِ وَاللَّعِبِ , وَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ فِيهِ شَيْءٌ , وَلَكِنَّهُ لَيْسَ بِحَرَامٍ ,
وَإِلَّا كَيْفَ رَآهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَرَاهُ عَائِشَةَ . تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 102)
(4) ( ت ) 3691 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3468 , آداب الزفاف : 202(4/452)
( ت ) , وَعَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ " , فَلَمَّا انْصَرَفَ جَاءَتْ جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنِّي كُنْتُ نَذَرْتُ إِنْ رَدَّكَ اللَّهُ سَالِمًا أَنْ أَضْرِبَ بَيْنَ يَدَيْكَ بِالدُّفِّ وَأَتَغَنَّى , فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنْ كُنْتِ نَذَرْتِ فَاضْرِبِي , وَإِلَّا فلَا " , فَجَعَلَتْ تَضْرِبُ , فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - وَهِيَ تَضْرِبُ , ثُمَّ دَخَلَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - وَهِيَ تَضْرِبُ ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ - رضي الله عنه - وَهِيَ تَضْرِبُ , ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ - رضي الله عنه - فَأَلْقَتْ الدُّفَّ تَحْتَ اسْتِهَا (1) ثُمَّ قَعَدَتْ عَلَيْهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَخَافُ مِنْكَ يَا عُمَرُ , إِنِّي كُنْتُ جَالِسًا وَهِيَ تَضْرِبُ , فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَهِيَ تَضْرِبُ , ثُمَّ دَخَلَ عَلِيٌّ وَهِيَ تَضْرِبُ , ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ وَهِيَ تَضْرِبُ , فَلَمَّا دَخَلْتَ أَنْتَ يَا عُمَرُ أَلْقَتْ الدُّفَّ " (2)
__________
(1) أَيْ : أَلْيَتِهَا . تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 101)
(2) ( ت ) 3690 , ( حم ) 23039 , صححه الألباني في الإرواء : 2588 ، والصَّحِيحَة : 1609 ، 2261 ،
ثم قال الألباني : قد يُشْكِل هذا الحديث على بعض الناس , لأن الضرب بالدف معصية في غير النكاح والعيد , والمعصية لَا يجوز نذرها وَلَا الوفاء بها , والذي يبدو لي في ذلك أن نذرها لِما كان فرحا منها بقدومه - صلى الله عليه وسلم - صالحا سالما منتصرا اغتفر لها السبب الذي نذرته لإظهار فرحها خصوصية له - صلى الله عليه وسلم - دون الناس جميعا , فلا يؤخذ منه جواز الدف في الأفراح كلها , لأنه ليس هناك من يفرح به كالفرح به - صلى الله عليه وسلم - , ولمنافاة ذلك لعموم الأدلة المحرمة للمعازف والدفوف وغيرها إِلَّا ما استثني كما ذكرنا آنفا , وقال في الصَّحِيحَة ح2261 : ( تنبيه ) : جاء عقب حديث بريدة في " موارد الظمآن " ( 493 - 494 / 2015 ) زيادة : " وقالت : أشرق البدر علينا ، من ثنيات الوداع ، وجب الشكر علينا ، ما دعا لله داع ، وذكر محققه الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة / تعالى في الحاشية أن هذه الزيادة من الهامش ، وبخط يخالف خط الأصل . وكم كنت أتمنى على الشيخ / أن لَا يطبعها في آخر الحديث ، وأن يدعها حيث وجدها : " في الهامش " وأن يكتفي بالتنبيه عليها في التعليق ، خشية أن يغتر بها بعض من لَا علم عنده ، فإنها زيادة باطلة ، لم ترد في شيء من المصادر المتقدمة ومنها " الإحسان " الذي هو " صحيح ابن حبان " مرتبا على الأبواب الفقهية ، بل ليس لها أصل في شيء من الأحاديث الأخرى ، على شهرتها عند كثير من العامة وأشباههم من الخاصة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استُقْبِل بذلك من النساء والصبيان حين دخل المدينة في هجرته من مكة ، ولا يصح ذلك كما كنت بينته في " الضعيفة " ( 2 / 63 / 598 ) ، ونبهت عليه في الرد على المنتصر الكتاني ( ص 48 ) واستندت في ذلك على الحافظ العراقي ، والعلامة ابن قيم الجوزية , وقد يظن بعضهم أن كل ما يروى في كتب التاريخ والسيرة أن ذلك صار جزءا لَا يتجزأ من التاريخ الإسلامي ، لَا يجوز إنكار شيء منه لِلَّهِ , وهذا جهل فاضح ، وتَنَكُّرٌ بالغ للتاريخ الإسلامي الرائع ، الذي يتميز عن تواريخ الأمم الأخرى بأنه هو وحده الذي يملك الوسيلة العلمية لتمييز ما صح منه مما لم يصح ، وهي نفس الوسيلة التي يميز بها الحديث الصحيح من الضعيف ، أَلَا وهو الإسناد الذي قال فيه بعض السلف : لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء . ولذلك لما فقدت الأمم الأخرى هذه الوسيلة العظمى امتلأ تاريخها بالسخافات والخرافات ، ولا نذهب بالقراء بعيدا ، فهذه كتبهم التي يسمونها بالكتب المقدسة ، اختلط فيها الحابل بالنابل ، فلا يستطيعون تمييز الصحيح من الضعيف مما فيها من الشرائع المنزلة على أنبيائهم ، ولا معرفة شيء من تاريخ حياتهم أبد الدهر ، فهم لَا يزالون في ضلالهم يعمهون ، وفي دياجير الظلام يتيهون لِلَّهِ , فهل يريد منا أولئك الناس أن نستسلم لكل ما يقال : إنه من التاريخ الإسلامي ولو أنكره العلماء ؟ ، ولو لم يرد له ذكر إِلَّا في كتب العجائز من الرجال والنساء ؟ لِلَّهِ وأن نكفر بهذه المزية التي هي من أعلى وأغلى ما تميز به تاريخ الإسلام ؟ لِلَّهِ وأنا أعتقد أن بعضهم لَا تخفى عليه المزية , ولا يمكنه أن يكون طالب علم بل عالما دونها ، ولكنه يتجاهلها ويغض النظر عنها سترًا لجهله بما لم يصح منه ، فيتظاهر بالغيرة على التاريخ الإسلامي ، ويبالغ في الإنكار على من يُعَرِّفُ المسلمين ببعض ما لم يصح منه ، بطرا للحق ، وغَمْطًا للناس . والله المستعان .
( فائدة ) : من المعلوم أن ( الدف ) من المعازف المحرمة في الإسلام , والمتفَق على تحريمها عند الأئمة الأعلام ، كالفقهاء الأربعة وغيرهم , وجاء فيها أحاديث صحيحة خرَّجْتُ بعضها في غير مكان ، وتقدم شيء منها في الصحيحة برقم ( 9 و1806 ) ، ولا يحل منها إِلَّا الدُّف وحده في العرس والعيدين ، فإذا كان كذلك ، فكيف أجاز النبي - صلى الله عليه وسلم - لها أن تفي بنذرها ولا نذر في معصية الله تعالى . والجواب - والله أعلم - لما كان نذرها مقرونا بفرحها بقدومه - صلى الله عليه وسلم - من الغزو سالما ، ألحقه - صلى الله عليه وسلم - بالضرب على الدف في العرس والعيد وما لَا شك فيه ، أن الفرح بسلامته - صلى الله عليه وسلم - أعظم - بما لَا يقاس - من الفرح في العرس والعيد ، ولذلك يبقى هذا الحكم خاصا به - صلى الله عليه وسلم - ، لَا يقاس به غيره ، لأنه من باب قياس الحدادين على الملائكة ، كما يقول بعضهم . وقد ذكر نحو هذا الجمع الإمام الخطابي في " معالم السنن " ، والعلامة صديق حسن خان في " الروضة الندية " ( 2 / 177 - 178 ) أ . هـ(4/453)
( خد ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
قَالَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - يَوْمًا : وَاللَّهِ مَا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ رَجُلٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ عُمَرَ ، فَلَمَّا خَرَجَ رَجَعَ فَقَالَ : كَيْفَ حَلَفْتُ أَيْ بُنَيَّةُ ؟ , فَقُلْتُ لَهُ ، فَقَالَ : أَعَزُّ عَلَيَّ ، وَالْوَلَدُ أَلْوَطُ (1) . (2)
__________
(1) أي : ألصق بالقلب .
(2) ( خد ) 84 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 61(4/454)
( حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فَحَيَّهَلَا بعُمَرَ . (1)
__________
(1) ( حم ) 25193 ، انظر الصَّحِيحَة : 3095 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(4/455)
( 2 ) خِلَافَةُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -
( ش طب ) , عَنْ زُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ :
( لَمَّا حَضَرَ أَبَا بَكْرٍ - رضي الله عنه - الْمَوْتُ أَرَادَ أَنَّ يَسْتَخْلِفَ عُمَرَ - رضي الله عنه - ، فَقَالَ النَّاسُ : تَسْتَخْلِفُ عَلَيْنَا فَظًّا غَلِيظًا ؟ , وَلَوْ قَدْ وَلِيَنَا كَانَ أَفَظَّ وَأَغْلَظَ , فَمَا تَقُولُ لِرَبِّك إذَا لَقِيتَهُ وَقَدْ اسْتَخْلَفْتَ عَلَيْنَا عُمَرَ ؟ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَبِرَبِّي تُخَوِّفُونَنِي ؟ ، أَقُولُ : اللَّهُمَّ أسْتَخْلِفُ عَلَيْهِمْ خَيْرَ خَلْقِك ، ثُمَّ أَرْسَلَ إلَى عُمَرَ ) (1) ( فَقَالَ : إِنِّي أَدْعُوكَ إِلَى أَمْرٍ مُتْعِبٍ لِمَنْ وَلِيَهُ , فَاتَّقِ اللَّهَ يَا عُمَرُ بِطَاعَتِهِ , وَأَطِعْهُ بِتَقْوَاهُ , فَإِنَّ الْمُتَّقِيَ آمِنٌ مَحْفُوظٌ , ثُمَّ إِنَّ الأَمْرَ مَعْرُوضٌ لَا يَسْتَوْجِبُهُ إِلَّا مَنْ عَمِلَ بِهِ , فَمَنْ أَمَرَ بِالْحَقِّ وَعَمِلَ بِالْبَاطِلِ ، وَأَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ وَعَمِلَ بِالْمُنْكِرِ ، يُوشِكُ أَنَّ تَنْقَطِعَ أُمْنِيَّتُهُ وَأَنْ يَحْبَطَ عَمَلُهُ , فَإِنْ أَنْتَ وُلِّيتَ عَلَيْهِمْ أَمْرَهُمْ , فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُجِفَّ يَدُكَ مِنْ دِمَائِهِمْ , وَأَنْ تُضْمِرَ بَطْنَكَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ , وَأَنْ تُجِفَّ لِسَانُكَ عَنْ أَعْرَاضِهِمْ فَافْعَلْ ) (2) ( وَإنَّ لِلَّهِ حَقًّا بِالنَّهَارِ لَا يَقْبَلُهُ بِاللَّيْلِ ، وَإِنَّ لِلَّهِ حَقًّا بِاللَّيْلِ لَا يَقْبَلُهُ بِالنَّهَارِ , وَإنَّهُ لَا يَقْبَلُ نَافِلَةً حَتَّى تُؤَدِّيَ الْفَرِيضَةَ , وَإِنَّمَا ثَقُلَتْ مَوَازِينُ مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهِمْ فِي الدُّنْيَا الْحَقَّ وَثِقَلِهِ عَلَيْهِمْ , وَحَقٌّ لِمِيزَانٍ لَا يُوضَعُ فِيهِ إِلَّا الْحَقُّ أَنْ يَكُونَ ثَقِيلاً , وَإِنَّمَا خَفَّتْ مَوَازِينُ مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهِمْ الْبَاطِلَ وَخِفَّتِهِ عَلَيْهِمْ , وَحَقٌّ لِمِيزَانٍ لَا يُوضَعُ فِيهِ إِلَّا الْبَاطِلُ أَنْ يَكُونَ خَفِيفًا ، وَإنَّ اللَّهَ ذَكَرَ أَهْلَ الْجَنَّةِ بِصَالِحِ مَا عَمِلُوا , وَأَنَّهُ تَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ , فَيَقُولُ الْقَائِلُ : أَلَا أُبَلِّغُ هَؤُلَاءِ ؟ , وَذَكَرَ أَهْلَ النَّارِ بِأَسْوَإِ مَا عَمِلُوا , وَرَدَّ عَلَيْهِمْ صَالِحَ مَا عَمِلُوا , فَيَقُولُ قَائِلٌ : أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَؤُلَاءِ , وَذَكَرَ آيَةَ الرَّحْمَةِ وَآيَةَ الْعَذَابِ لِيَكُونَ الْمُؤْمِنُ رَاغِبًا وَرَاهِبًا , لَا يَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ، وَلَا يُلْقِي بِيَدِهِ إلَى التَّهْلُكَةِ ، فَإِنْ أَنْتَ حَفِظْت وَصِيَّتِي لَمْ يَكُنْ غَائِبٌ أَحَبَّ إلَيْك مِنْ الْمَوْتِ , وَإِنْ أَنْتَ ضَيَّعْت وَصِيَّتِي لَمْ يَكُنْ غَائِبٌ أَبْغَضَ إلَيْك مِنْ الْمَوْتِ , وَلَنْ تَعْجِزَهُ ) (3)
__________
(1) ( ش ) 37056
(2) ( طب ) ج1ص60ح37
(3) ( ش ) 37056 ، وقال الألباني في الإرواء 1642 : أثر : أن أبا بكر وصى بالخلافة لعمر " صحيح .(4/456)
( خ د جة حم ) , وَعَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ :
( جَلَسْتُ مَعَ شَيْبَةَ ابْنِ عُثْمَانَ (1) عَلَى الْكُرْسِيِّ فِي الْكَعْبَةِ ، فَقَالَ : لَقَدْ جَلَسَ ) (2) ( عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - فِي مَجْلِسَكَ هَذَا , فَقَالَ : لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لَا أَدَعَ فِي الْكَعْبَةِ صَفْرَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ (3) ) (4) ( إِلَّا قَسَمْتُهُ ) (5) ( فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ ) (6) ( فَقُلْتُ لَهُ : مَا أَنْتَ بِفَاعِلٍ ) (7) ( قَالَ : بَلَى لَأَفْعَلَنَّ ، ، قُلْتُ : مَا أَنْتَ بِفَاعِلٍ ، قَالَ : لِمَ ؟ ، قُلْتُ : لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ رَأَى مَكَانَهُ , وَأَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - , وَهُمَا أَحْوَجُ مِنْكَ إِلَى الْمَالِ فَلَمْ يُخْرِجَاهُ (8) ) (9) ( فَقَالَ : هُمَا الْمَرْءَانِ أَقْتَدِي بِهِمَا ) (10) ( فَقَامَ كَمَا هُوَ فَخَرَجَ ) (11) .
__________
(1) هُوَ شيبة اِبْن عُثْمَان بْن طَلْحَة بْن عَبْد الْعُزَّى بْن عُثْمَان بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الدَّار بْن قُصَيّ الْعَبْدَرِيّ الْحَجَبِيُّ , نِسْبَة إِلَى حَجْبِ الْكَعْبَة , يُكَنَّى أَبَا عُثْمَان . فتح الباري لابن حجر - (ج 5 / ص 250)
(2) ( خ ) 1517
(3) أَيْ : ذَهَبًا وَلَا فِضَّة ، قَالَ الْقُرْطُبِيّ : غَلِطَ مَنْ ظَنَّ أَنَّ الْمُرَاد بِذَلِكَ حِلْيَة الْكَعْبَة ، وَإِنَّمَا أَرَادَ الْكَنْز الَّذِي بِهَا ،
وَهُوَ مَا كَانَ يُهْدَى إِلَيْهَا فَيُدَّخَر مَا يَزِيد عَنْ الْحَاجَة ، وَأَمَّا الْحُلِيّ فَمُحْبَسَة عَلَيْهَا كَالْقَنَادِيلِ , فَلَا يَجُوز صَرْفهَا فِي غَيْرهَا , وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ : كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّة يُهْدُونَ إِلَى الْكَعْبَة الْمَال تَعْظِيمًا لَهَا فَيَجْتَمِع فِيهَا .فتح الباري (ج5 ص250)
(4) ( حم ) 15419 ، ( خ ) 1517
(5) ( خ ) 1517
(6) ( جة ) 3116
(7) ( خ ) 6847
(8) التَّعْلِيل لَيْسَ بِظَاهِرٍ مِنْ الْحَدِيث , بَلْ يَحْتَمِل أَنْ يَكُون تَرَكَهُ - صلى الله عليه وسلم - لِذَلِكَ رِعَايَة لِقُلُوبِ قُرَيْش , كَمَا تَرَكَ بِنَاء الْكَعْبَة عَلَى قَوَاعِد إِبْرَاهِيم ، وَيُؤَيِّدهُ مَا وَقَعَ عِنْدَ مُسْلِم فِي بَعْض طُرُق حَدِيث عَائِشَة فِي بِنَاء الْكَعْبَة " لَأَنْفَقْت كَنْز الْكَعْبَة " وَلَفْظه " لَوْلَا أَنَّ قَوْمك حَدِيثُو عَهْد بِكُفْرٍ لَأَنْفَقْت كَنْز الْكَعْبَة فِي سَبِيل اللَّه ، وَلَجَعَلْت بَابهَا بِالْأَرْضِ " الْحَدِيث ، فَهَذَا التَّعْلِيل هُوَ الْمُعْتَمَد . فتح الباري لابن حجر - (ج 5 / ص 250)
(9) ( د ) 2031 ، ( خ ) 6847
(10) ( خ ) 1517
(11) ( جة ) 3116 ، ( د ) 2031(4/457)
( خ ) , وَعَنْ نَافِعٍ قَالَ :
فَرَضَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - لِلْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ أَرْبَعَةَ آلَافٍ , وَفَرَضَ لِابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - ثَلَاثَةَ آلَافٍ وَخَمْسَ مِائَةٍ , فَقِيلَ لَهُ : هُوَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ , فَلِمَ نَقَصْتَهُ مِنْ أَرْبَعَةِ آلَافٍ ؟ , فَقَالَ : إِنَّمَا هَاجَرَ بِهِ أَبَوَاهُ (1) يَقُولُ : لَيْسَ هُوَ كَمَنْ هَاجَرَ بِنَفْسِهِ . (2)
__________
(1) وَكَانَ لِابْنِ عُمَر حِين الْهِجْرَة إِحْدَى عَشْرَة سَنَة ، لِمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّهُ عُرِضَ يَوْم أُحُد وَهُوَ اِبْن أَرْبَع عَشْرَة وَكَانَتْ أُحُد فِي شَوَّال سَنَة ثَلَاث . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 242)
(2) ( خ ) 3700(4/458)
( خ ) , وَعَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ قَالَ :
قَسَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - مُرُوطًا بَيْنَ نِسَاءٍ مِنْ نِسَاءِ الْمَدِينَةِ , فَبَقِيَ مِرْطٌ جَيِّدٌ , فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , أَعْطِ هَذَا ابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الَّتِي عِنْدَكَ - يُرِيدُونَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عَلِيٍّ (1) - فَقَالَ عُمَرُ : أُمُّ سَلِيطٍ أَحَقُّ بِهِ , فَإِنَّهَا كَانَتْ تَزْفِرُ لَنَا الْقِرَبَ يَوْمَ أُحُدٍ - وَأُمُّ سَلِيطٍ مِنْ نِسَاءِ الْأَنْصَارِ , مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - . (2)
__________
(1) كَانَ عُمَرُ قَدْ تَزَوَّجَ أُمّ كُلْثُوم بِنْت عَلِيّ وَأُمَّهَا فَاطِمَةَ , وَلِهَذَا قَالُوا لَهَا بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَكَانَتْ قَدْ وَلَدَتْ فِي حَيَاتِهِ وَهِيَ أَصْغَرُ بَنَاتِ فَاطِمَة - رضي الله عنه - . فتح الباري لابن حجر - (ج 9 / ص 24)
(2) ( خ ) 2725(4/459)
( خد ) , وَعَنْ عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قَالَ :قَالَ عُمَرَ - رضي الله عنه - عَامَ الرَّمَادَةِ (1) - وَكَانَتْ سَنَةً شَدِيدَةً مُلِمَّةً - بَعْدَمَا اجْتَهَدَ عُمَرُ فِي إِمْدَادِ الأَعْرَابِ بِالإِبِلِ وَالْقَمْحِ وَالزَّيْتِ مِنَ الأَرْيَافِ كُلِّهَا ، حَتَّى بَلَحَتِ (2) الأَرْيَافُ كُلُّهَا مِمَّا جَهَدَهَا ذَلِكَ ، فَقَامَ عُمَرُ يَدْعُو فَقَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَهُمْ عَلَى رُءُوسِ الْجِبَالِ ، فَاسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ وَلِلْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ حِينَ نَزَلَ بِهِ الْغَيْثُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، فَوَاللَّهِ لَوْ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يُفْرِجْهَا مَا تَرَكْتُ بِأَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَهُمْ سَعَةٌ إِلاَّ أَدْخَلْتُ مَعَهُمْ أَعْدَادَهُمْ مِنَ الْفُقَرَاءِ ، فَلَمْ يَكُنِ اثْنَانِ يَهْلِكَانِ مِنَ الطَّعَامِ عَلَى مَا يُقِيمُ وَاحِدًا . (3)
__________
(1) الرَّمَادَة : سُمِّيَ الْعَام بِهَا لِمَا حَصَلَ مِنْ شِدَّة الْجَدْب , فَاغْبَرَّتْ الْأَرْض جِدًّا مِنْ عَدَم الْمَطَر .( فتح )(ج3 ص 443)
(2) بَلَحَتِ البئر : ذهب ماؤُها , وبَلَحَ الماءُ : إِذا ذهب . لسان العرب - (ج 2 / ص 414)
(3) صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 438(4/460)
( خد ) , وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
جَاءَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - يَسْتَأْذِنُ عَلَيَّ يَوْمًا ، فَأَذِنْتُ لَهُ وَرَأْسِي فِي يَدِ جَارِيَةٍ لِي تُرَجِّلُنِي ، فَنَزَعْتُ رَأْسِي ، فَقَالَ لِي عُمَرُ : دَعْهَا تُرَجِّلُكَ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لَوْ أَرْسَلْتَ إِلَيَّ جِئْتُكَ ، فَقَالَ عُمَرُ : إِنَّمَا الْحَاجَةُ لِي . (1)
__________
(1) ( خد ) 1302 ، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 983(4/461)
( ط ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ - رضي الله عنه - , فَدَخَلَ حَائِطًا (1) فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ - وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ جِدَارٌ وَهُوَ فِي جَوْفِ الْحَائِطِ - : عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ , بَخٍ بَخٍ , وَاللَّهِ لَتَتَّقِيَنَّ اللَّهَ , أَوْ لَيُعَذِّبَنَّكَ . (2)
__________
(1) قَالَ صَاحِبُ النِّهَايَةِ : الْحَائِطُ الْبُسْتَانُ مِنْ النَّخْلِ إِذَا كَانَ عَلَيْهِ حَائِطٌ وَهُوَ الْجِدَارُ .
(2) ( ط ) 1800 ، إسناده صحيح : مَالِكٌ عَنْ إِسْحَقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك .(4/462)
( خ ) , وَعَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ :
قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - : هَلْ تَدْرِي مَا قَالَ أَبِي لِأَبِيكَ ؟ , فَقُلْتُ : لَا , قَالَ : فَإِنَّ أَبِي قَالَ لِأَبِيكَ : يَا أَبَا مُوسَى , هَلْ يَسُرُّكَ إِسْلَامُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَهِجْرَتُنَا مَعَهُ , وَجِهَادُنَا مَعَهُ , وَعَمَلُنَا كُلُّهُ مَعَهُ يُرَدُّ لَنَا , وَأَنَّ كُلَّ عَمَلٍ عَمِلْنَاهُ بَعْدَهُ نَجَوْنَا مِنْهُ كَفَافًا رَأْسًا بِرَأْسٍ ؟ , فَقَالَ أَبُو مُوسَى : لَا وَاللَّهِ , قَدْ جَاهَدْنَا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَصَلَّيْنَا , وَصُمْنَا , وَعَمِلْنَا خَيْرًا كَثِيرًا , وَأَسْلَمَ عَلَى أَيْدِينَا بَشَرٌ كَثِيرٌ , وَإِنَّا لَنَرْجُو ذَلِكَ , فَقَالَ أَبِي : لَكِنِّي أَنَا وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - ِيَدِهِ , لَوَدِدْتُ أَنَّ ذَلِكَ يُرَدُّ لَنَا , وَأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ عَمِلْنَاهُ بَعْدُ نَجَوْنَا مِنْهُ كَفَافًا رَأْسًا بِرَأْسٍ , فَقَالَ أَبُو بُرْدَةَ : إِنَّ أَبَاكَ وَاللَّهِ خَيْرٌ مِنْ أَبِي . (1)
__________
(1) ( خ ) 3702(4/463)
( خ ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ , فَنَزَلَ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ الْحُرِّ بْنِ قَيْسٍ , وَكَانَ مِنْ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ - رضي الله عنه - , وَكَانَ الْقُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجَالِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ , كُهُولًا (1) كَانُوا أَوْ شُبَّانًا , فَقَالَ عُيَيْنَةُ لِابْنِ أَخِيهِ : يَا ابْنَ أَخِي , هَلْ لَكَ وَجْهٌ عِنْدَ هَذَا الْأَمِيرِ ؟ , فَاسْتَأْذِنْ لِي عَلَيْهِ فَقَالَ : سَأَسْتَأْذِنُ لَكَ عَلَيْهِ , قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَاسْتَأْذَنَ الْحُرُّ لِعُيَيْنَةَ , فَأَذِنَ لَهُ عُمَرُ , فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ : هِيْ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ , فَوَاللَّهِ مَا تُعْطِينَا الْجَزْلَ (2) وَلَا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ , فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى هَمَّ أَنْ يُوقِعَ بِهِ (3) فَقَالَ لَهُ الْحُرُّ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم - : { خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ } , وَإِنَّ هَذَا مِنْ الْجَاهِلِينَ قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلَاهَا عَلَيْهِ , وَكَانَ - رضي الله عنه - وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ . (4)
__________
(1) الكهل : الشخص الذي جاوز الثلاثين إلى الخمسين , وتم عقله وحِلمه .
(2) أَيْ : الْكَثِير . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 337)
(3) أَيْ : يَضْرِبهُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 337)
(4) ( خ ) 4366 , 6856(4/464)
( ط ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
رَأَيْتُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - ْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ وَقَدْ رَقَعَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ بِرِقَاعٍ ثَلَاثٍ لَبَّدَ بَعْضَهَا فَوْقَ بَعْضٍ . (1)
__________
(1) ( ط ) 1638 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2082 , 3299(4/465)
( ط ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" رَأَيْتُ عُمَرَ - رضي الله عنه - وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ , يُطْرَحُ لَهُ صَاعٌ مِنْ تَمْرٍ , فَيَأْكُلُهُ حَتَّى يَأْكُلَ حَشَفَهَا . (1)
__________
(1) ( ط ) 1668 ، إسناده صحيح : مَالِكٌ عَنْ إِسْحَقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك .(4/466)
( خ م ) , عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُمَرَ - رضي الله عنه - ) (1) ( فَقَالَ : أَيُّكُمْ يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْفِتْنَةِ (2) ؟ , فَقُلْتُ : أَنَا أَحْفَظُهُ ) (3) ( قَالَ : فَهَاتِ , إِنَّكَ لَجَرِيءٌ (4) ) (5) ( فَقُلْتُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ (6) عُودًا عُودًا (7) كَالْحَصِيرِ (8) فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا (9) نُكِتَ (10) فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ , وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا (11) نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ , حَتَّى يَصِيرَ الْقَلْبُ عَلَى قَلْبَيْنِ , عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا (12) لَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ , وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا (13) كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا (14) - وَأَمَالَ كَفَّهُ - لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ " ) (15) ( فَقَالَ عُمَرُ : لَعَلَّكُمْ تَعْنُونَ فِتْنَةَ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ ) (16) ( وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ ؟ , قَالُوا : أَجَلْ , قَالَ : تِلْكَ تُكَفِّرُهَا الصَلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ , وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ (17) لَيْسَ هَذَا أُرِيدُ , إِنَّمَا أُرِيدُ الْفِتْنَةَ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ (18) ) (19) ( فَقُلْتُ : لَيْسَ عَلَيْكَ مِنْهَا بَأْسٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا (20) فَقَالَ عُمَرُ : أَيُكْسَرُ أَمْ يُفْتَحُ ؟ ) (21) ( فَقُلْتُ : لَا , بَلْ يُكْسَرُ , قَالَ : فَإِنَّهُ إِذَا كُسِرَ لَمْ يُغْلَقَ أَبَدًا , فَقُلْتُ : أَجَلْ ) (22) ( قَالَ أَبُو وَائِلٍ : فَقُلْنَا لِحُذَيْفَةَ : أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ الْبَابَ ؟ , قَالَ : نَعَمْ , كَمَا أَنَّ دُونَ الْغَدِ اللَّيْلَةَ , إِنِّي حَدَّثْتُهُ بِحَدِيثٍ لَيْسَ بِالْأَغَالِيطِ (23) قَالَ أَبُو وَائِلٍ : فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَ حُذَيْفَةَ عَنْ الْبَابِ , فَقُلْنَا لِمَسْرُوقٍ (24) : سَلْهُ , فَسَأَلَهُ فَقَالَ : الْبَابُ عُمَرُ (25) ) (26) .
__________
(1) ( خ ) 502
(2) مَعْنَى الْفِتْنَة فِي الْأَصْلِ الِاخْتِبَار وَالِامْتِحَان ، ثُمَّ اِسْتُعْمِلَتْ فِي كُلِّ أَمْرٍ يَكْشِفُهُ الِامْتِحَانُ عَنْ سُوء , وَتُطْلَقُ عَلَى الْكُفْرِ ، وَالْغُلُوِّ فِي التَّأْوِيلِ الْبَعِيدِ ، وَعَلَى الْفَضِيحَةِ وَالْبَلِيَّة , وَالْعَذَابِ , وَالْقِتَالِ , وَالتَّحَوُّلِ مِنْ الْحَسَنِ إِلَى الْقَبِيحِ , وَالْمَيْلِ إِلَى الشَّيْءِ وَالْإِعْجَابِ بِهِ ، وَتَكُونُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرّ كَقَوْلِهِ تَعَالَى ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْر فِتْنَة ) . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 291)
(3) ( خ ) 1368
(4) أَيْ : شَجِيع عَلَى حِفْظه قَوِيّ عَلَيْهِ . ( النووي - ج 1 / ص 268)
(5) ( خ ) 3393
(6) أَيْ : أَنَّهَا تُلْصَق بِعَرْضِ الْقُلُوب , أَيْ جَانِبهَا كَمَا يُلْصَق الْحَصِير بِجَنْبِ النَّائِم ، وَيُؤَثِّر فِيهِ شِدَّة اِلْتِصَاقهَا بِهِ . النووي
(7) أَيْ : تُعَاد وَتُكَرَّر شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ . ( النووي - ج 1 / ص 268)
(8) أَيْ : كَمَا يُنْسَج الْحَصِير عُودًا عُودًا , وَشَظِيَّة بَعْد أُخْرَى , وَذَلِكَ أَنَّ نَاسِج الْحَصِير عِنْد الْعَرَب كُلَّمَا صَنَعَ عُودًا أَخَذَ آخَر وَنَسَجَهُ , فَشَبَّهَ عَرْضَ الْفِتَن عَلَى الْقُلُوب وَاحِدَة بَعْد أُخْرَى بِعَرْضِ قُضْبَان الْحَصِير عَلَى صَانِعهَا وَاحِدًا بَعْد وَاحِد . ( النووي - ج 1 / ص 268)
(9) أَيْ : دَخَلَتْ فِيهِ دُخُولًا تَامًّا وَأُلْزِمَهَا , وَحَلَّتْ مِنْهُ مَحَلّ الشَّرَاب , وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى : { وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبهمْ الْعِجْل } أَيْ : حُبّ الْعِجْل ، وَمِنْهُ قَوْلهمْ : ثَوْبٌ مُشْرَبٌ بِحُمْرَةٍ : أَيْ خَالَطَتْهُ الْحُمْرَة مُخَالَطَة لَا اِنْفِكَاك لَهَا .( النووي ج1ص268) , قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ( وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْعِجْلَ ) أَيْ : أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمْ حُبَّ الْعِجْلِ ، وَمَنْ قَالَ إِنَّ الْعِجْلَ أُحْرِقَ ثُمَّ ذُرِّيَ فِي الْمَاءِ فَشَرِبُوهُ , فَلَمْ يَعْرِفْ كَلَامِ الْعَرَبِ ، لِأَنَّهَا لَا تَقُولُ فِي الْمَاءِ : أُشْرِبَ فُلَانٌ فِي قَلْبِهِ .فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 192)
(10) أَيْ : نُقِطَ نُقْطَة , قَالَ : اِبْن دُرَيْدٍ : كُلّ نُقْطَة فِي شَيْء بِخِلَافِ لَوْنه فَهُوَ نَكْت .( النووي - ج 1 / ص 268)
(11) أَيْ : رَدَّهَا .
(12) الصَّفَا : هُوَ الْحَجْر الْأَمْلَس الَّذِي لَا يَعْلَق بِهِ شَيْء .
(13) الرُّبْدَة : لَوْن أَكْدَر , وَمِنْهُ ( اِرْبَدَّ لَوْنه ) إِذَا تَغَيَّرَ وَدَخَلَهُ سَوَاد . ( النووي - ج 1 / ص 268)
(14) أَيْ : مَائِلًا , قَالَ ابْن سَرَّاج : لَيْسَ قَوْله كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا تَشْبِيهًا لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ سَوَاده , بَلْ هُوَ وَصْف آخَر مِنْ أَوْصَافه بِأَنَّهُ قُلِبَ وَنُكِّسَ حَتَّى لَا يَعْلَق بِهِ خَيْر وَلَا حِكْمَة . ( النووي - ج 1 / ص 268)
(15) ( م ) 144
(16) ( حم ) 23328, وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(17) قَالَ بَعْض الشُّرَّاح : يَحْتَمِل أَنْ يَكُون كُلّ وَاحِدَة مِنْ الصَّلَاة وَمَا مَعَهَا مُكَفِّرَة لِلْمَذْكُورَاتِ كُلّهَا , لَا لِكُلِّ وَاحِدَة مِنْهَا ، وَأَنْ يَكُون مِنْ بَاب اللَّفّ وَالنَّشْر , بِأَنَّ الصَّلَاة مَثَلًا مُكَفِّرَة لِلْفِتْنَةِ فِي الْأَهْل , وَالصَّوْم فِي الْوَلَد إِلَخْ ، وَالْمُرَاد بِالْفِتْنَةِ مَا يَعْرِض لِلْإِنْسَانِ مَعَ مَنْ ذُكِرَ مِنْ الْبَشَر ؛ أَوْ الِالْتِهَاء بِهِمْ , أَوْ أَنْ يَأْتِي لِأَجْلِهِمْ بِمَا لَا يَحِلّ لَهُ , أَوْ يُخِلّ بِمَا يَجِب عَلَيْهِ , وَاسْتَشْكَلَ اِبْن أَبِي جمْرة وُقُوع التَّفْكِير بِالْمَذْكُورَاتِ لِلْوُقُوعِ فِي الْمُحَرَّمَات وَالْإِخْلَال بِالْوَاجِبِ ؛ لِأَنَّ الطَّاعَات لَا تُسْقِط ذَلِكَ ، وَالْجَوَاب اِلْتِزَام الْأَوَّل , وَأَنَّ الْمُمْتَنِع مِنْ تَكْفِير الْحَرَام وَالْوَاجِب مَا كَانَ كَبِيرَة فَهِيَ الَّتِي فِيهَا النِّزَاع ، وَأَمَّا الصَّغَائِر فَلَا نِزَاع أَنَّهَا تُكَفَّر لِقَوْلِهِ تَعَالَى ( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِر مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّر عَنْكُمْ سَيِّئَاتكُمْ ) الْآيَة ، وَقَالَ الزَّيْن بْن الْمُنِير : الْفِتْنَة بِالْأَهْلِ تَقَع بِالْمَيْلِ إِلَيْهِنَّ أَوْ عَلَيْهِنَّ فِي الْقِسْمَة وَالْإِيثَار حَتَّى فِي أَوْلَادهنَّ ، وَمِنْ جِهَة التَّفْرِيط فِي الْحُقُوق الْوَاجِبَة لَهُنَّ ، وَبِالْمَالِ يَقَع الِاشْتِغَال بِهِ عَنْ الْعِبَادَة , أَوْ بِحَبْسِهِ عَنْ إِخْرَاج حَقّ اللَّه ، وَالْفِتْنَة بِالْأَوْلَادِ تَقَع بِالْمَيْلِ الطَّبِيعِيّ إِلَى الْوَلَد وَإِيثَاره عَلَى كُلّ أَحَد ، وَالْفِتْنَة بِالْجَارِ تَقَع بِالْحَسَدِ وَالْمُفَاخَرَة وَالْمُزَاحَمَة فِي الْحُقُوق وَإِهْمَال التَّعَاهُد ، ثُمَّ قَالَ : وَأَسْبَاب الْفِتْنَة بِمَنْ ذُكِرَ غَيْر مُنْحَصِرَة فِيمَا ذَكَرْت مِنْ الْأَمْثِلَة ، وَأَمَّا تَخْصِيص الصَّلَاة وَمَا ذُكِرَ مَعَهَا بِالتَّكْفِيرِ دُون سَائِر الْعِبَادَات فَفِيهِ إِشَارَة إِلَى تَعْظِيم قَدْرهَا لَا نَفْي أَنَّ غَيْرهَا مِنْ الْحَسَنَات لَيْسَ فِيهَا صَلَاحِيَّة التَّكْفِير ، ثُمَّ إِنَّ التَّكْفِير الْمَذْكُور يَحْتَمِل أَنْ يَقَع بِنَفْسِ فِعْل الْحَسَنَات الْمَذْكُورَة ، وَيَحْتَمِل أَنْ يَقَع بِالْمُوَازَنَةِ ، وَالْأَوَّل أَظْهَر ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَقَالَ اِبْن أَبِي جَمْرَة : خُصَّ الرَّجُل بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُ فِي الْغَالِب صَاحِب الْحُكْم فِي دَاره وَأَهْله ، وَإِلَّا فَالنِّسَاء شَقَائِق الرِّجَال فِي الْحُكْم , ثُمَّ أَشَارَ إِلَى أَنَّ التَّكْفِير لَا يَخْتَصّ بِالْأَرْبَعِ الْمَذْكُورَات ، بَلْ نَبَّهَ بِهَا عَلَى مَا عَدَاهَا ، وَالضَّابِط أَنَّ كُلّ مَا يَشْغَل صَاحِبه عَنْ اللَّهِ فَهُوَ فِتْنَة لَهُ ، وَكَذَلِكَ الْمُكَفِّرَات لَا تَخْتَصّ بِمَا ذُكِرَ , بَلْ نَبَّهَ بِهِ عَلَى مَا عَدَاهَا ، فَذَكَرَ مِنْ عِبَادَة الْأَفْعَال الصَّلَاة وَالصِّيَام ، وَمِنْ عِبَادَة الْمَال الصَّدَقَة ، وَمِنْ عِبَادَة الْأَقْوَال الْأَمْر بِالْمَعْرُوفِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 391)
(18) كَنَّى بِذَلِكَ عَنْ شِدَّة الْمُخَاصَمَة وَكَثْرَة الْمُنَازَعَة , وَمَا يَنْشَأ عَنْ ذَلِكَ مِنْ الْمُشَاتَمَة وَالْمُقَاتَلَة .فتح الباري(ج10ص 391)
وانظر إلى حرص أمير المؤمنين على معرفة أوقات الفتن وكيفياتها , ففيه دليل على استحباب معرفة كيفية ظهور الفتن وعلاماتها , خصوصا في زمان كزماننا هذا .ع
(19) ( م ) 144
(20) أَيْ : أَنَّ تِلْكَ الْفِتَن لَا يَخْرُج شَيْء مِنْهَا فِي حَيَاتك . ( النووي - ج 1 / ص 268)
(21) ( خ ) 502
(22) ( خ ) 1368
(23) أَيْ : حَدَّثْته حَدِيثًا صِدْقًا مُحَقَّقًا مِنْ حَدِيث النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - لَا عَنْ اِجْتِهَاد وَلَا رَأْي . فتح الباري (ج 10 / ص 391)
(24) هُوَ اِبْنُ الْأَجْدَعِ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ , وَكَانَ مِنْ أَخِصَّاءِ أَصْحَابِ اِبْنِ مَسْعُودٍ وَحُذَيْفَةَ وَغَيْرِهِمَا مِنْ كِبَارِ الصَّحَابَةِ .
(25) أي ان الحائل بين الفتنة والإسلام , عمر رضي الله عنه , وهو الباب , فما دام حيا لا تدخل فيه الفتن , فإذا مات دخلت , وهذا ما كان .
(26) ( خ ) 502(4/467)
( خ ) , وَعَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَتْ :
سَمِعْتُ عُمَرَ - رضي الله عنه - يَقُولُ : اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شَهَادَةً فِي سَبِيلِكَ , وَاجْعَلْ مَوْتِي فِي بَلَدِ رَسُولِكَ - صلى الله عليه وسلم - . (1)
__________
(1) ( خ ) 1791 ، ( ط ) 989(4/468)
( خ م س حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( كُنْتُ أُقْرِئُ رِجَالًا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ , مِنْهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ - رضي الله عنه - , فَبَيْنَمَا أَنَا فِي مَنْزِلِهِ بِمِنًى - وَهُوَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا (1) - إِذْ رَجَعَ إِلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَالَ : لَوْ رَأَيْتَ رَجُلًا أَتَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْيَوْمَ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , هَلْ لَكَ فِي فُلَانٍ ؟ , يَقُولُ : لَوْ قَدْ مَاتَ عُمَرُ لَقَدْ بَايَعْتُ فُلَانًا (2) فَوَاللَّهِ مَا كَانَتْ بَيْعَةُ أَبِي بَكْرٍ إِلَّا فَلْتَةً (3) فَتَمَّتْ , فَغَضِبَ عُمَرُ ثُمَّ قَالَ : إِنِّي إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَقَائِمٌ الْعَشِيَّةَ فِي النَّاسِ فَمُحَذِّرُهُمْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَغْصِبُوهُمْ أُمُورَهُمْ (4) قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَفْعَلْ , فَإِنَّ الْمَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعَاعَ النَّاسِ وَغَوْغَاءَهُمْ (5) فَإِنَّهُمْ هُمْ الَّذِينَ يَغْلِبُونَ عَلَى قُرْبِكَ حِينَ تَقُومُ فِي النَّاسِ , وَأَنَا أَخْشَى أَنْ تَقُومَ فَتَقُولَ مَقَالَةً يُطَيِّرُهَا عَنْكَ كُلُّ مُطَيِّرٍ (6) وَأَنْ لَا يَعُوهَا وَأَنْ لَا يَضَعُوهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا (7) فَأَمْهِلْ حَتَّى تَقْدَمَ الْمَدِينَةَ , فَإِنَّهَا دَارُ الْهِجْرَةِ وَالسُّنَّةِ , فَتَخْلُصَ بِأَهْلِ الْفِقْهِ وَأَشْرَافِ النَّاسِ , فَتَقُولَ مَا قُلْتَ مُتَمَكِّنًا , فَيَعِي أَهْلُ الْعِلْمِ مَقَالَتَكَ وَيَضَعُونَهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا , فَقَالَ عُمَرُ : أَمَا وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَأَقُومَنَّ بِذَلِكَ أَوَّلَ مَقَامٍ أَقُومُهُ بِالْمَدِينَةِ ) (8) ( فَلَمَّا صَدَرَ عُمَرُ مِنْ مِنًى أَنَاخَ بِالْأَبْطَحِ , ثُمَّ كَوَّمَ كَوْمَةَ بَطْحَاءَ , ثُمَّ طَرَحَ عَلَيْهَا رِدَاءَهُ وَاسْتَلْقَى , ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ : اللَّهُمَّ كَبِرَتْ سِنِّي , وَضَعُفَتْ قُوَّتِي , وَانْتَشَرَتْ رَعِيَّتِي , فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مُضَيِّعٍ وَلَا مُفَرِّطٍ ) (9) ( حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ إِذَا هُوَ بِرَكْبٍ تَحْتَ ظِلِّ سَمُرَةٍ ، فَقَالَ : اذْهَبْ فَانْظُرْ مَنْ هَؤُلَاءِ الرَّكْبُ ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا صُهَيْبٌ ، فَأَخْبَرْتُهُ ) (10) ( فَقَالَ : مُرْهُ فَلْيَلْحَقْ بِنَا ) (11) ( فَرَجَعْتُ إِلَى صُهَيْبٍ فَقُلْتُ : ارْتَحِلْ فَالْحَقْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ) (12) ( قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : ثُمَّ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فِي عُقْبِ ذِي الْحَجَّةِ , فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ عَجَّلْتُ الرَّوَاحَ حِينَ زَاغَتْ الشَّمْسُ , فَوَجَدْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ - رضي الله عنه - جَالِسًا إِلَى رُكْنِ الْمِنْبَرِ , فَجَلَسْتُ حَوْلَهُ تَمَسُّ رُكْبَتِي رُكْبَتَهُ , فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , فَلَمَّا رَأَيْتُهُ مُقْبِلًا قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ زَيْدِ : لَيَقُولَنَّ الْعَشِيَّةَ مَقَالَةً لَمْ يَقُلْهَا مُنْذُ اسْتُخْلِفَ , فَأَنْكَرَ عَلَيَّ وَقَالَ : مَا عَسَيْتَ أَنْ يَقُولَ مَا لَمْ يَقُلْ قَبْلَهُ (13) ؟ , فَجَلَسَ عُمَرُ عَلَى الْمِنْبَرِ , فَلَمَّا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُونَ قَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ , ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ , فَإِنِّي قَائِلٌ لَكُمْ مَقَالَةً قَدْ قُدِّرَ لِي أَنْ أَقُولَهَا , فَمَنْ عَقَلَهَا وَوَعَاهَا فَلْيُحَدِّثْ بِهَا حَيْثُ انْتَهَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ , وَمَنْ خَشِيَ أَنْ لَا يَعْقِلَهَا فلَا أُحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَكْذِبَ عَلَيَّ ) (14) ( إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنَّ دِيكًا أَحْمَرَ نَقَرَنِي ثَلَاثَ نَقَرَاتٍ , وَإِنِّي لَا أُرَاهُ إِلَّا حُضُورَ أَجَلِي ) (15) ( فَقَصَصْتُهَا عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ امْرَأَةِ أَبِي بَكْرٍ ب, فَقَالَتْ : يَقْتُلُكَ رَجُلٌ مِنْ الْعَجَمِ ) (16) ( وَإِنَّ أَقْوَامًا يَأْمُرُونَنِي أَنْ أَسْتَخْلِفَ , وَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُنْ لِيُضَيِّعَ دِينَهُ وَلَا خِلَافَتَهُ وَلَا الَّذِي بَعَثَ بِهِ نَبِيَّهُ - صلى الله عليه وسلم - , فَإِنْ عَجِلَ بِي أَمْرٌ فَالْخِلَافَةُ شُورَى بَيْنَ هَؤُلَاءِ السِّتَّةِ (17) الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ ) (18) ( فَمَنْ بَايَعْتُمْ مِنْهُمْ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا ) (19) ( ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ عَلَى أُمَرَاءِ الْأَمْصَارِ أَنِّي إِنَّمَا بَعَثْتُهُمْ عَلَيْهِمْ لِيَعْدِلُوا عَلَيْهِمْ , وَلِيُعَلِّمُوا النَّاسَ دِينَهُمْ , وَسُنَّةَ نَبِيِّهِمْ - صلى الله عليه وسلم - , وَيَقْسِمُوا فِيهِمْ فَيْئَهُمْ , وَيَرْفَعُوا إِلَيَّ مَا أَشْكَلَ عَلَيْهِمْ مِنْ أَمْرِهِمْ ) (20) .
__________
(1) كَانَ ذَلِكَ سَنَة ثَلَاث وَعِشْرِينَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 257)
(2) هُوَ طَلْحَة بْن عُبَيْد اللَّه . فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 257)
(3) أَيْ : فَجْأَة ، وَجَاءَ عَنْ سَحْنُون عَنْ أَشْهَبَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولهَا بِضَمِّ الْفَاء وَيُفَسِّرهَا بِانْفِلَاتِ الشَّيْء مِنْ الشَّيْء وَيَقُول : إِنَّ الْفَتْح غَلَط وَإِنَّهُ إِنَّمَا يُقَال فِيمَا يُنْدَم عَلَيْهِ ، وَبَيْعَة أَبِي بَكْر مِمَّا لَا يَنْدَم عَلَيْهِ أَحَد ، وَتُعُقِّبَ بِثُبُوتِ الرِّوَايَة بِفَتْحِ الْفَاء وَلَا يَلْزَم مِنْ وُقُوع الشَّيْء بَغْتَة أَنْ يَنْدَم عَلَيْهِ كُلّ أَحَد بَلْ يُمْكِن النَّدَم عَلَيْهِ مِنْ بَعْض دُون بَعْض ، وَإِنَّمَا أَطْلَقُوا عَلَى بَيْعَة أَبِي بَكْر ذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِمَنْ لَمْ يَحْضُرهَا فِي الْحَال الْأَوَّل . فتح الباري (ج 19 / ص 257)
(4) الْمُرَاد أَنَّهُمْ يَثْبُتُونَ عَلَى الْأَمْر بِغَيْرِ عَهْد وَلَا مُشَاوَرَة ، وَقَدْ وَقَعَ ذَلِكَ بَعْد عَلِيّ وِفْق مَا حَذَّرَهُ عُمَر - رضي الله عنه - .فتح الباري
(5) الرَّعَاع بِفَتْحِ الرَّاء : الْجَهَلَة الرُّذَلَاء ، وَالْغَوْغَاء : أَصْله صِغَار الْجَرَاد حِين يَبْدَأ فِي الطَّيَرَان ، وَيُطْلَق عَلَى السِّفْلَة الْمُسْرِعِينَ إِلَى الشَّرّ . فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 257)
(6) أَيْ : ينقلوها عنك .
(7) أَيْ : يَحْمِلُونَهَا عَلَى غَيْر وَجْههَا ، وَلَا يَعْرِفُونَ الْمُرَاد بِهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 257)
(8) ( خ ) 6442
(9) ( ط ) 1506 ، ( ك ) 4513
(10) ( خ ) 1226 , ( م ) 22 - ( 928 )
(11) ( م ) 22 - ( 928 ) , ( خ ) 1226
(12) ( خ ) 1226 , ( م ) 22 - ( 928 )
(13) أَرَادَ اِبْن عَبَّاس أَنْ يُنَبِّه سَعِيدًا مُعْتَمِدًا عَلَى مَا أَخْبَرَهُ بِهِ عَبْد الرَّحْمَن لِيَكُونَ عَلَى يَقَظَة فَيُلْقِيَ بَاله لِمَا يَقُولهُ عُمَر , فَلَمْ يَقَع ذَلِكَ مِنْ سَعِيد مَوْقِعًا بَلْ أَنْكَرَهُ ، لِأَنَّهُ لَمْ يَعْلَم بِمَا سَبَقَ لِعُمَر وَعَلَى بِنَاء أَنَّ الْأُمُور اِسْتَقَرَّتْ .فتح الباري
(14) ( خ ) 6442
(15) ( م ) 78 - ( 567 )
(16) ( حم ) 89 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(17) مَعْنَى ( شُورَى ) أَيْ : يَتَشَاوَرُونَ فِيهِ وَيَتَّفِقُونَ عَلَى وَاحِد مِنْ هَؤُلَاءِ السِّتَّة : عُثْمَان , وَعَلِيّ , وَطَلْحَة , وَالزُّبَيْر وَسَعْد بْن أَبِي وَقَّاص , وَعَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف , وَلَمْ يُدْخِل سَعِيد بْن زَيْد مَعَهُمْ وَإِنْ كَانَ مِنْ الْعَشَرَة ؛ لِأَنَّهُ مِنْ أَقَارِبه ، فَتَوَرَّعَ عَنْ إِدْخَاله كَمَا تَوَرَّعَ عَنْ إِدْخَال اِبْنه عَبْد اللَّه - رضي الله عنهم - . شرح النووي على مسلم - (ج 2 / ص 332)
(18) ( م ) 78 - ( 567 )
(19) ( حم ) 89
(20) ( م ) 78 - ( 567 )(4/469)
( خ م حم حب يع ك ) , وَعَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كَانَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ عَبْدًا لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ - رضي الله عنه - ، وَكَانَ يَصْنَعُ الأَرْحَاءَ (1) وَكَانَ الْمُغِيرَةُ يَسْتَغِلُّهُ كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ ، فَلَقِيَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ عُمَرَ - رضي الله عنه - فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ الْمُغِيرَةَ قَدْ أَثْقَلَ عَلَيَّ غَلَّتِي ، فَكَلِّمْهُ يُخَفِّفْ عَنِّي ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : اتَّقِ اللَّهَ وَأَحْسِنْ إِلَى مَوْلاكَ - قَالَ : وَمِنْ نِيَّةِ عُمَرَ أَنْ يَلْقَ الْمُغِيرَةِ ) (2) ( فَيُكَلِّمُهُ فِي التَّخْفِيفِ عَنْهُ - فَغَضِبَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ ) (3) ( وَقَالَ : وَسِعَ عَدْلُهُ النَّاسَ كُلَّهُمْ غَيْرِي ؟ ، فَأَضْمَرَ عَلَى قَتْلِهِ ) (4) ( فَصَنَعَ خِنْجَرًا لَهُ رَأْسَانِ ، وَشَحِذَهُ وَسَمَّهُ ، ثُمَّ أَتَى بِهِ الْهُرْمُزَانَ فَقَالَ : كَيْفَ تَرَى هَذَا ؟ فَقَالَ : إِنَّكَ لاَ تَضْرِبُ بِهَذَا أَحَدًا إِلاَّ قَتَلْتَهُ ) (5) ( قَالَ : وَتَحَيَّنَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ عُمَرَ ، فَجَاءَهُ فِي صَلاَةِ الْغَدَاةِ (6) حَتَّى قَامَ وَرَاءَ عُمَرَ ) (7) ( وَكَانَ عُمَرُ لَا يُكَبِّرُ إِذَا أُقِيمَتِ الصَلَاةُ حَتَّى يَتَكَلَّمَ وَيَقُولَ : أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ ) (8) ( قَالَ مَعْدَانُ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ : خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ , وَأُصِيبَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ ) (9) ( قَالَ عَمْرُو بْنِ مَيْمُونٍ : إِنِّي لَقَائِمٌ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ غَدَاةَ أُصِيبَ , وَكَانَ إِذَا مَرَّ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ قَالَ : اسْتَوُوا , حَتَّى إِذَا لَمْ يَرَ فِيهِمْ خَلَلًا تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ , وَرُبَّمَا قَرَأَ سُورَةَ يُوسُفَ أَوْ النَّحْلَ , أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى , حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ كَبَّرَ ) (10) ( فَوَجَأَهُ (11) أَبُو لُؤْلُؤَةَ فِي كَتِفِهِ ، وَوَجَأَهُ فِي خَاصِرَتِهِ ، فَسَقَطَ عُمَرُ ) (12) ( فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ حِينَ طَعَنَهُ : قَتَلَنِي الْكَلْبُ , فَطَارَ الْعِلْجُ (13) بِسِكِّينٍ ذَاتِ طَرَفَيْنِ , لَا يَمُرُّ عَلَى أَحَدٍ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا إِلَّا طَعَنَهُ , حَتَّى طَعَنَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا , مَاتَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ , فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ طَرَحَ عَلَيْهِ بُرْنُسًا , فَلَمَّا ظَنَّ الْعِلْجُ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ نَحَرَ نَفْسَهُ , وَتَنَاوَلَ عُمَرُ يَدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَدَّمَهُ , فَمَنْ يَلِي عُمَرَ فَقَدْ رَأَى الَّذِي أَرَى , وَأَمَّا نَوَاحِي الْمَسْجِدِ فَإِنَّهُمْ لَا يَدْرُونَ , غَيْرَ أَنَّهُمْ قَدْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ , وَهُمْ يَقُولُونَ : سُبْحَانَ اللَّهِ , سُبْحَانَ اللَّهِ , فَصَلَّى بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ صَلَاةً خَفِيفَةً , فَلَمَّا انْصَرَفُوا قَالَ : يَا ابْنَ عَبَّاسٍ , انْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي , فَجَالَ سَاعَةً ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ : غُلَامُ الْمُغِيرَةِ , قَالَ : الصَّنِعُ ؟ , قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : قَاتَلَهُ اللَّهُ , لَقَدْ أَمَرْتُ بِهِ مَعْرُوفًا , الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مِيتَتِي بِيَدِ رَجُلٍ يَدَّعِي الْإِسْلَامَ , قَدْ كُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ تُحِبَّانِ أَنْ تَكْثُرَ الْعُلُوجُ بِالْمَدِينَةِ - وَكَانَ الْعَبَّاسُ أَكْثَرَهُمْ رَقِيقًا - فَقَالَ : إِنْ شِئْتَ فَعَلْتُ - أَيْ : إِنْ شِئْتَ قَتَلْنَا - قَالَ : كَذَبْتَ , بَعْدَ مَا تَكَلَّمُوا بِلِسَانِكُمْ , وَصَلَّوْا قِبْلَتَكُمْ , وَحَجُّوا حَجَّكُمْ , فَاحْتُمِلَ إِلَى بَيْتِهِ فَانْطَلَقْنَا مَعَهُ , وَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ تُصِبْهُمْ مُصِيبَةٌ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ , فَقَائِلٌ يَقُولُ : لَا بَأْسَ , وَقَائِلٌ يَقُولُ : أَخَافُ عَلَيْهِ ) (14) ( فَقَالَ عُمَرُ : أَرْسِلُوا إِلَيَّ طَبِيبًا يَنْظُرُ إِلَى جُرْحِي هَذَا , فَأَرْسَلُوا إِلَى طَبِيبٍ مِنْ الْعَرَبِ , فَسَقَى عُمَرَ نَبِيذًا فَشُبِّهَ النَّبِيذُ بِالدَّمِ , حِينَ خَرَجَ مِنْ الطَّعْنَةِ الَّتِي تَحْتَ السُّرَّةِ , قَالَ : فَدَعَوْتُ طَبِيبًا آخَرَ مِنْ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ , فَسَقَاهُ لَبَنًا , فَخَرَجَ اللَّبَنُ مِنْ الطَّعْنَةِ صَلْدًا أَبْيَضَ , فَقَالَ لَهُ الطَّبِيبُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , اعْهَدْ , فَقَالَ عُمَرُ : صَدَقَنِي أَخُو بَنِي مُعَاوِيَةَ , وَلَوْ قُلْتَ غَيْرَ ذَلِكَ كَذَّبْتُكَ , قَالَ : فَبَكَى عَلَيْهِ الْقَوْمُ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ , فَقَالَ : لَا تَبْكُوا عَلَيْنَا , مَنْ كَانَ بَاكِيًا فَلْيَخْرُجْ , أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ ) (15) ( قَالَ : " إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ ) (16) ( عَلَيْهِ ) (17) ( ثُمَّ قَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ , انْظُرْ مَا عَلَيَّ مِنْ الدَّيْنِ , فَحَسَبُوهُ فَوَجَدُوهُ سِتَّةً وَثَمَانِينَ أَلْفًا , فَقَالَ : إِنْ وَفَى لَهُ مَالُ آلِ عُمَرَ فَأَدِّهِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ , وَإِلَّا فَسَلْ فِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ , فَإِنْ لَمْ تَفِ أَمْوَالُهُمْ فَسَلْ فِي قُرَيْشٍ وَلَا تَعْدُهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ , فَأَدِّ عَنِّي هَذَا الْمَالَ ) (18) ( قَالَ عَمْرُو بْنِ مَيْمُونٍ : وَجَاءَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ حَفْصَةُ وَالنِّسَاءُ تَسِيرُ مَعَهَا ، فَلَمَّا رَأَيْنَاهَا قُمْنَا فَوَلَجَتْ عَلَيْهِ فَبَكَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً ، وَاسْتَأْذَنَ الرِّجَالُ فَوَلَجَتْ دَاخِلًا لَهُمْ فَسَمِعْنَا بُكَاءَهَا مِنْ الدَّاخِلِ ) (19) ( فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (20) ( فَوَلَجَ عَلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : احْفَظْ عَنِّي ثَلَاثًا , فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا يُدْرِكَنِي النَّاسُ , أَمَّا أَنَا فَلَمْ أَقْضِ فِي الْكَلَالَةِ قَضَاءً , وَلَمْ أَسْتَخْلِفْ عَلَى النَّاسِ خَلِيفَةً , وَكُلُّ مَمْلُوكٍ لِي عَتِيقٌ ) (21) ( فَجَعَلَ النَّاسُ يُثْنُونَ عَلَيْهِ ، يَقُولُونَ : جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، كُنْتَ وَكُنْتَ ، ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ ، وَيَجِيءُ قَوْمٌ آخَرُونَ فَيُثْنُونَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ عُمَرُ : أَمَا وَاللَّهِ عَلَى مَا تَقُولُونَ ، وَدَدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْهَا كَفَافًا لَا لِي وَلَا عَلَيَّ ، وَأَنَّ صُحْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَلِمَتْ لِي ، فَتَكَلَّمَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -- وَكَانَ عِنْدَ رَأْسِهِ ، وَكَانَ خَلِيطَهُ كَأَنَّهُ مِنْ أَهْلِهِ - فَقَالَ : لَا وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لَا تَخْرُجْ مِنْهَا كَفَافًا ) (22) ( لَقَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ , ثُمَّ فَارَقْتَهُ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ , ثُمَّ صَحِبْتَ أَبَا بَكْرٍ , فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ , ثُمَّ فَارَقْتَهُ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ , ثُمَّ صَحِبْتَ صَحَابَتَهُمْ فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُمْ , وَلَئِنْ فَارَقْتَهُمْ لَتُفَارِقَنَّهُمْ وَهُمْ عَنْكَ رَاضُونَ ) (23) ( قَالَ : فَكَأَنَّ عُمَرَ اسْتَرَاحَ إِلَى كَلامِ ابْنِ عَبَّاسٍ ) (24) ( فَقَالَ : يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، كَرِّرْ عَلَيَّ حَدِيثَكَ ، فَكَرَّرَ عَلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ ) (25) ( فَقَالَ عُمَرُ : أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صُحْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَرِضَاهُ , فَإِنَّمَا ذَاكَ مَنٌّ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى مَنَّ بِهِ عَلَيَّ , وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صُحْبَةِ أَبِي بَكْرٍ وَرِضَاهُ , فَإِنَّمَا ذَاكَ مَنٌّ مِنْ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ مَنَّ بِهِ عَلَيَّ , وَأَمَّا مَا تَرَى مِنْ جَزَعِي , فَهُوَ مِنْ أَجْلِكَ وَأَجْلِ أَصْحَابِكَ , وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ لِي طِلَاعَ الْأَرْضِ ذَهَبًا لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ - عز وجل - قَبْلَ أَنْ أَرَاهُ ) (26) ( ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ) (27) ( وَوَلَجَ عَلَيْهِ شَابٌّ مِنْ الْأَنْصَارِ , فَقَالَ : أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِبُشْرَى اللَّهِ , كَانَ لَكَ مِنْ الْقِدَمِ فِي الْإِسْلَامِ مَا قَدْ عَلِمْتَ , ثُمَّ اسْتُخْلِفْتَ فَعَدَلْتَ , ثُمَّ الشَّهَادَةُ بَعْدَ هَذَا كُلِّهِ , فَقَالَ : لَيْتَنِي يَا ابْنَ أَخِي وَذَلِكَ كَفَافًا , لَا عَلَيَّ وَلَا لِي ) (28) ( فَلَمَّا أَدْبَرَ الشَّابٌّ إِذَا إِزَارُهُ يَمَسُّ الْأَرْضَ , فَقَالَ : رُدُّوا عَلَيَّ الْغُلَامَ , فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي , ارْفَعْ ثَوْبَكَ فَإِنَّهُ أَنْقَى لِثَوْبِكَ , وَأَتْقَى لِرَبِّكَ ) (29) ( ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ أَهْلُ الشَّامِ , ثُمَّ أُذِنَ لِأَهْلِ الْعِرَاقِ , فَدَخَلْتُ فِيمَنْ دَخَلَ , فَكَانَ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهِ قَوْمٌ أَثْنَوْا عَلَيْهِ وَبَكَوْا , فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَيْهِ - وَقَدْ عَصَبَ بَطْنَهُ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ وَالدَّمُ يَسِيلُ - فَقُلْنَا : أَوْصِنَا - وَمَا سَأَلَهُ الْوَصِيَّةَ أَحَدٌ غَيْرُنَا - فَقَالَ : عَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ , فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا مَا اتَّبَعْتُمُوهُ ، فَقُلْنَا : أَوْصِنَا ، فَقَالَ : أُوصِيكُمْ ) (30) ( وَأُوصِي الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِالْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ خَيْرًا , أَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ حَقَّهُمْ , وَأَنْ يَحْفَظَ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ ) (31) ( فَإِنَّ النَّاسَ سَيَكْثُرُونَ , وَيَقِلُّونَ ) (32) ( وَأُوصِيهِ بِالْأَنْصَارِ خَيْرًا ) (33) ( الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُهَاجِرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ) (34) ( فَإِنَّهُمْ شِعْبُ الْإِسْلَامِ الَّذِي لَجِئَ إِلَيْهِ ) (35) ( أَنْ يَقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ , وَيَعْفُوَ عَنْ مُسِيئِهِمْ ، وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الْأَمْصَارِ خَيْرًا , فَإِنَّهُمْ رِدْءُ الْإِسْلَامِ , وَجُبَاةُ الْمَالِ , وَغَيْظُ الْعَدُوِّ , وَأَنْ لَا يُؤْخَذَ مِنْهُمْ إِلَّا فَضْلُهُمْ عَنْ رِضَاهُمْ , وَأُوصِيهِ بِالْأَعْرَابِ خَيْرًا , فَإِنَّهُمْ أَصْلُ الْعَرَبِ , وَمَادَّةُ الْإِسْلَامِ ) (36) ( وَإِخْوَانُكُمْ , وَعَدُوُّ عَدُوِّكُمْ ) (37) ( أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ , وَيُرَدَّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ ، وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللَّهِ تَعَالَى ) (38) ( فَإِنَّهُمْ ذِمَّةُ نَبِيِّكُمْ , وَرِزْقُ عِيَالِكُمْ ) (39) ( أَنْ يُوفَى لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ , وَأَنْ يُقَاتَلَ مِنْ وَرَائِهِمْ ) (40) ( وَأَنْ لَا يُكَلَّفُوا فَوْقَ طَاقَتِهِمْ ) (41) ( قُومُوا عَنِّي , قَالَ : فَمَا زَادَنَا عَلَى هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ ) (42) ( قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ - رضي الله عنه - دَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقَالَتْ : أَعَلِمْتَ أَنَّ أَبَاكَ غَيْرُ مُسْتَخْلِفٍ ؟ ، قُلْتُ : مَا كَانَ لِيَفْعَلَ ، قَالَتْ : إِنَّهُ فَاعِلٌ ، فَحَلَفْتُ أَنِّي أُكَلِّمُهُ فِي ذَلِكَ ، فَسَكَتُّ حَتَّى غَدَوْتُ وَلَمْ أُكَلِّمْهُ ، فَكُنْتُ كَأَنَّمَا أَحْمِلُ بِيَمِينِي جَبَلًا ، حَتَّى رَجَعْتُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ ، فَسَأَلَنِي عَنْ حَالِ النَّاسِ وَأَنَا أُخْبِرُهُ ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ : إِنِّي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ مَقَالَةً , فَآلَيْتُ أَنْ أَقُولَهَا لَكَ , زَعَمُوا أَنَّكَ غَيْرُ مُسْتَخْلِفٍ , وَإِنَّهُ لَوْ كَانَ لَكَ رَاعِي إِبِلٍ أَوْ رَاعِي غَنَمٍ ثُمَّ جَاءَكَ وَتَرَكَهَا رَأَيْتَ أَنْ قَدْ ضَيَّعَ ، فَرِعَايَةُ النَّاسِ أَشَدُّ ، قَالَ : فَوَافَقَهُ قَوْلِي ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ سَاعَةً ثُمَّ رَفَعَهُ إِلَيَّ ) (43) ( فَقَالَ : أَتَحَمَّلُ أَمْرَكُمْ حَيًّا وَمَيِّتًا ؟ , لَوَدِدْتُ أَنَّ حَظِّي مِنْهَا الْكَفَافُ لَا عَلَيَّ وَلَا لِي فَإِنْ أَسْتَخْلِفْ فَقَدْ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي - يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ - وَإِنْ أَتْرُكْكُمْ فَقَدْ تَرَكَكُمْ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي - رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (44) - ) (45) ( وَإِنَّ اللَّهَ - عز وجل - يَحْفَظُ دِينَهُ ) (46) ( وَإِنِّي لَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَحَقَّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ ) (47) ( فَسَمَّى : عُثْمَانَ وَعَلِيًّا وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ , وَقَالَ : يَشْهَدُكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ - كَهَيْئَةِ التَّعْزِيَةِ لَهُ - ) (48) ( وَأَجَّلَهُمْ ثَلَاثًا ) (49) ( فَمَنْ اسْتَخْلَفُوا بَعْدِي فَهُوَ الْخَلِيفَةُ , فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا ) (50) ( فَإِنْ أَصَابَتْ الْإِمْرَةُ سَعْدًا فَهُوَ ذَاكَ , وَإِلَّا فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ أَيُّكُمْ مَا أُمِّرَ , فَإِنِّي لَمْ أَعْزِلْهُ عَنْ عَجْزٍ وَلَا خِيَانَةٍ ) (51) ( وَأَمَرَ عُمَرُ صُهَيْبًا أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ) (52) ( ثُمَّ قَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ , انْطَلِقْ إِلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رضي الله عنها فَقُلْ : يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ السَّلَامَ , وَلَا تَقُلْ : أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ , فَإِنِّي لَسْتُ الْيَوْمَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَمِيرًا , وَقُلْ يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ , فَسَلَّمَ وَاسْتَأْذَنَ , ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهَا فَوَجَدَهَا قَاعِدَةً تَبْكِي , فَقَالَ : يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ السَّلَامَ , وَيَسْتَأْذِنُ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ , فَقَالَتْ : كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي , وَلَأُوثِرَنَّهُ الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي ) (53) ( قَالَ : وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَرْسَلَ إِلَيْهَا مِنْ الصَّحَابَةِ قَالَتْ : لَا وَاللَّهِ لَا أُوثِرُهُمْ بِأَحَدٍ أَبَدًا ) (54) ( فَلَمَّا أَقْبَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قِيلَ : هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَدْ جَاءَ , فَقَالَ : ارْفَعُونِي , فَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ إِلَيْهِ , فَقَالَ : مَا لَدَيْكَ ؟ , قَالَ : الَّذِي تُحِبُّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , أَذِنَتْ , فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ) (55) ( مَا كَانَ شَيْءٌ أَهَمَّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ الْمَضْجَعِ فَإِذَا قُبِضْتُ فَاحْمِلُونِي ) (56) ( ثُمَّ سَلِّمْ فَقُلْ : يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , فَإِنْ أَذِنَتْ لِي فَأَدْخِلُونِي , وَإِنْ رَدَّتْنِي فَرُدُّونِي إِلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ , فَلَمَّا قُبِضَ خَرَجْنَا بِهِ فَانْطَلَقْنَا نَمْشِي , فَسَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، فَقَالَ : يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , فَقَالَتْ : أَدْخِلُوهُ , فَأُدْخِلَ فَوُضِعَ هُنَالِكَ مَعَ صَاحِبَيْهِ , فَلَمَّا فُرِغَ مِنْ دَفْنِهِ اجْتَمَعَ هَؤُلَاءِ الرَّهْطُ , فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ إِلَى ثَلَاثَةٍ مِنْكُمْ , فَقَالَ الزُّبَيْرُ : قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عَلِيٍّ , وَقَالَ طَلْحَةُ : قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عُثْمَانَ , وَقَالَ : سَعْدٌ قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : أَيُّكُمَا تَبَرَّأَ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ فَنَجْعَلُهُ إِلَيْهِ , وَاللَّهُ عَلَيْهِ وَالْإِسْلَامُ لَيَنْظُرَنَّ أَفْضَلَهُمْ فِي نَفْسِهِ , فَأُسْكِتَ الشَّيْخَانِ , فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : أَفَتَجْعَلُونَهُ إِلَيَّ ؟ , وَاللَّهُ عَلَيَّ أَنْ لَا آلُ عَنْ أَفْضَلِكُمْ ؟ , فَقَالَا : نَعَمْ , فَأَخَذَ بِيَدِ أَحَدِهِمَا , فَقَالَ : لَكَ قَرَابَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَالْقَدَمُ فِي الْإِسْلَامِ مَا قَدْ عَلِمْتَ , فَاللَّهُ عَلَيْكَ لَئِنْ أَمَّرْتُكَ لَتَعْدِلَنَّ , وَلَئِنْ أَمَّرْتُ عُثْمَانَ لَتَسْمَعَنَّ وَلَتُطِيعَنَّ ؟ , ثُمَّ خَلَا بِالْآخَرِ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ , فَلَمَّا أَخَذَ الْمِيثَاقَ قَالَ : ارْفَعْ يَدَكَ يَا عُثْمَانُ , فَبَايَعَهُ , وَبَايَعَ لَهُ عَلِيٌّ , وَوَلَجَ أَهْلُ الدَّارِ فَبَايَعُوهُ ) (57) .
__________
(1) هي جمع الرَّحَى : وهي الأداة التي يُطحن بها ، وهي حجران مستديران يوضع أحدهما على الآخر ، ويدور الأعلى على قطب .
(2) ( يع ) 2731 ، ( حب ) 6905 ، انظر صحيح موارد الظمآن : 1835 ، التعليقات الحسان : 6866 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح .
(3) ( ك ) 4512
(4) ( حب ) 6905
(5) ( ك ) 4512
(6) أي : صَلَاةِ الْفجر .
(7) ( حب ) 6905
(8) ( ك ) 4512
(9) ( حم ) 89 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(10) ( خ ) 3497
(11) أَيْ : ضَربَه . لسان العرب - (ج 1 / ص 190)
(12) ( حب ) 6905
(13) يُريد بالعِلْج الرَّجُلَ من كُفار العَجم وغيرهم . النهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 552)
(14) ( خ ) 3497
(15) ( حم ) 294 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(16) ( خ ) 1228 , ( م ) 19 - ( 927 )
(17) ( حم ) 294 , ( ت ) 1002
(18) ( خ ) 3497
(19) ( خ ) 3497
(20) ( حم ) 363 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(21) ( حم ) 322 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(22) ( حب ) 6905
(23) ( خ ) 3489
(24) تاريخ دمشق - (44 / 413) ، ( حب ) 6905
(25) ( حب ) 6905 ، ( يع ) 2731
(26) ( خ ) 3489 ، ( حم ) 322
(27) ( حم ) 363
(28) ( خ ) 1328
(29) ( خ ) 3497
(30) ( حم ) 363
(31) ( خ ) 1328
(32) ( حم ) 363
(33) ( خ ) 3497
(34) ( خ ) 4606
(35) ( حم ) 363
(36) ( خ ) 3497
(37) ( حم ) 363
(38) ( خ ) 3497
(39) ( خ ) 2991
(40) ( خ ) 3497
(41) ( خ ) 1328
(42) ( حم ) 363
(43) ( م ) 12 - ( 1823 ) ، ( حم ) 332
(44) قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن عمر : فَعَرَفْتُ أَنَّهُ حِينَ ذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , أَنَّهُ لَا يَعْدِلُ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَحَدًا , وَأَنَّهُ غَيْرُ مُسْتَخْلِفٍ .( م ) 11 - ( 1823 )
(45) ( م ) 11 - ( 1823 ) ، ( خ ) 6792 ، ( د ) 2939
(46) ( م ) 12 - ( 1823 )
(47) ( خ ) 1328
(48) ( خ ) 3497
(49) ( حب ) 6905
(50) ( خ ) 1328
(51) ( خ ) 3497
(52) ( حب ) 6905
(53) ( خ ) 3497
(54) ( خ ) 6897
(55) ( خ ) 3497
(56) ( خ ) 1328
(57) ( خ ) 3497(4/470)
( خ م ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( وُضِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - عَلَى سَرِيرِهِ , فَتَكَنَّفَهُ النَّاسُ يَدْعُونَ وَيُثْنُونَ وَيُصَلُّونَ عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ وَأَنَا فِيهِمْ , قَالَ : فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا بِرَجُلٍ قَدْ أَخَذَ بِمَنْكِبِي (1) مِنْ وَرَائِي , فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - , فَتَرَحَّمَ عَلَى عُمَرَ وَقَالَ : مَا خَلَّفْتُ أَحَدًا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْكَ , وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَ صَاحِبَيْكَ , وَذَاكَ ) (2) ( لِأَنِّي كَثِيرًا مَا كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " ) (3) ( جِئْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، وَدَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ , وَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ " , فَإِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَهُمَا ) (4) .
__________
(1) المنكب : مُجْتَمَع رأس الكتف والعضد .
(2) ( م ) 14 - ( 2389 ) ، ( خ ) 3482
(3) ( خ ) 3474 ، ( م ) 14 - ( 2389 )
(4) ( م ) 14 - ( 2389 ) ، ( خ ) 3482 ، ( جة ) 98 ، ( حم ) 898(4/471)
( خ ) , وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ :
لَمَّا سَقَطَ عَلَيْهِمْ الْحَائِطُ فِي زَمَانِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , أَخَذُوا فِي بِنَائِهِ , فَبَدَتْ لَهُمْ قَدَمٌ , فَفَزِعُوا وَظَنُّوا أَنَّهَا قَدَمُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَمَا وَجَدُوا أَحَدًا يَعْلَمُ ذَلِكَ حَتَّى قَالَ لَهُمْ عُرْوَةُ : لَا وَاللَّهِ مَا هِيَ قَدَمُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , مَا هِيَ إِلَّا قَدَمُ عُمَرَ - رضي الله عنه - . (1)
__________
(1) ( خ ) 1326(4/472)
( خ ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ :
مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ حِينَ قُبِضَ كَانَ أَجَدَّ وَأَجْوَدَ حَتَّى انْتَهَى مِنْ عُمَرَ - رضي الله عنهما - ْنِ الْخَطَّابِ . (1)
__________
(1) ( خ ) 3484(4/473)
( 7 ) مَنَاقِبُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه -
( ك ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن شَدَّادِ بن الْهَادِ قَالَ :
رَأَيْتُ عُثْمَانَ بن عَفَّانَ - رضي الله عنه - يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى الْمِنْبَرِ , عَلَيْهِ إِزَارٌ عَدَنِيُّ غَلِيظٌ قِيمَتُهُ أَرْبَعَةُ أَوْ خَمْسَةُ دَرَاهِمَ , وَرَيْطَةٌ (1) كُوفِيَّةٌ مُمَشَّقَةٌ (2) ضَرْبُ اللَّحْمِ (3) طَوِيلُ اللِّحْيَةِ , حَسَنُ الْوَجْهِ . (4)
__________
(1) الريطة : تحت كل ملاءة تكون قطعة واحدة ونسجا واحدا ليس لها لفقان .
(2) ممشقة : أي مصبوغة بالمشق , وهو المغرة .
(3) ضرب اللحم : خفيفه .
(4) ( ك ) 4532 ، ( طب ) ج1ص75ح92 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2084 , 3300(4/474)
( حم ) , وَعَنْ أُمِّ مُوسَى - رضي الله عنها - قَالَتْ :
كَانَ عُثْمَانُ - رضي الله عنه - مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ . (1)
__________
(1) ( حم ) 522 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(4/475)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
جَاءَ عُثْمَانُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِأَلْفِ دِينَارٍ فِي ثَوْبِهِ حِينَ جَهَّزَ جَيْشَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - الْعُسْرَةِ , فَصَبَّهَا فِي حِجْرِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , " فَجَعَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يُقَلِّبُهَا بِيَدِهِ وَيَقُولُ : مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ , مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ - مَرَّتَيْنِ - " (1)
__________
(1) ( حم ) 20649 ، ( ت ) 3701 ، انظر المشكاة : 6064(4/476)
( كر ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ ، وَأَحْيَا أُمَّتِي عُثْمَانُ " (1)
__________
(1) رواه ابن عساكر ( 11 / 97 / 1 ) ، انظر الصَّحِيحَة : 1828(4/477)
( حل ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَشَدُّ أُمَّتِي حَيَاءً عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ " (1)
--------------
(1) أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 56 ) ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 1002(4/478)
( م ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِي ) (1) ( عَلَى فِرَاشِهِ لَابِساً مِرْطِي (2) ) (3) ( كَاشِفًا عَنْ فَخِذَيْهِ أَوْ سَاقَيْهِ " , فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - ، " فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ " ، فَتَحَدَّثَ ، " فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ " ثُمَّ انْصَرَفَ ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ - رضي الله عنه - , " فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ، فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ " ثُمَّ انْصَرَفَ ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ - رضي الله عنه - ، " فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَسَوَّى ثِيَابَهُ ) (4) ( وَقَالَ لِعَائِشَةَ : اجْمَعِي عَلَيْكِ ثِيَابَكِ " ) (5) ( فَدَخَلَ عُثْمَانُ فَتَحَدَّثَ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَلَمَّا خَرَجَ قُلْتُ : يَا رَسُول اللَّهِ ، دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ ؟ ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ ؟ ) (6) وفي رواية : ( إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ , وَإِنِّي خَشِيتُ إِنْ أَذِنْتُ لَهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ أَنْ لَا يَبْلُغَ إِلَيَّ فِي حَاجَتِهِ " ) (7)
__________
(1) ( م ) 26 - ( 2401 ) ، ( خد ) 603
(2) الْمِرْطُ : بِكَسْرِ الْمِيم , كِسَاءٌ مِنْ صُوفٍ وَقَدْ يَكُونُ مِنْ غَيْرِهِ .
(3) ( م ) 27 - ( 2402 )
(4) ( م ) 26 - ( 2401 ) ، ( خد ) 603
(5) ( م ) 27 - ( 2402 )
(6) ( م ) 26 - ( 2401 ) ، ( خد ) 603 ، ( حم ) 25257
(7) ( م ) 27 - ( 2402 ) ، ( حم ) 514(4/479)
( حم ) , وَعَنْ الْحَسَنِ وَذَكَرَ عُثْمَانَ - رضي الله عنه - وَشِدَّةَ حَيَائِهِ فَقَالَ : إِنْ كَانَ لَيَكُونُ فِي الْبَيْتِ وَالْبَابُ عَلَيْهِ مُغْلَقٌ , فَمَا يَضَعُ عَنْهُ الثَّوْبَ لِيُفِيضَ عَلَيْهِ الْمَاءَ , يَمْنَعُهُ الْحَيَاءُ أَنْ يُقِيمَ صُلْبَهُ . (1)
__________
(1) ( حم ) 543 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : اسناده حسن .(4/480)
( 3 ) خِلَافَةُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه -
( خ ) , عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ - رضي الله عنهما - قَالَ :اجْتَمَعَ الرَّهْطُ الَّذِينَ وَلَّاهُمْ عُمَرُ (1) فَتَشَاوَرُوا , فَقَالَ لَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : لَسْتُ بِالَّذِي أُنَافِسُكُمْ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ , وَلَكِنَّكُمْ إِنْ شِئْتُمْ اخْتَرْتُ لَكُمْ مِنْكُمْ , فَجَعَلُوا ذَلِكَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ , فَلَمَّا وَلَّوْا عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَمْرَهُمْ مَالَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ , حَتَّى مَا أَرَى أَحَدًا مِنْ النَّاسِ يَتْبَعُ أُولَئِكَ الرَّهْطَ وَلَا يَطَأُ عَقِبَهُ (2) وَمَالَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُشَاوِرُونَهُ تِلْكَ اللَّيَالِي , حَتَّى إِذَا كَانَتْ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَصْبَحْنَا مِنْهَا فَبَايَعْنَا عُثْمَانَ , قَالَ الْمِسْوَرُ : طَرَقَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَعْدَ هَجْعٍ مِنْ اللَّيْلِ (3) فَضَرَبَ الْبَابَ حَتَّى اسْتَيْقَظْتُ , فَقَالَ : أَرَاكَ نَائِمًا , فَوَاللَّهِ مَا اكْتَحَلْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ بِكَبِيرِ نَوْمٍ , انْطَلِقْ فَادْعُ الزُّبَيْرَ وَسَعْدًا , فَدَعَوْتُهُمَا لَهُ فَشَاوَرَهُمَا , ثُمَّ دَعَانِي فَقَالَ : ادْعُ لِي عَلِيًّا فَدَعَوْتُهُ , فَنَاجَاهُ حَتَّى ابْهَارَّ اللَّيْلُ (4) ثُمَّ قَامَ عَلِيٌّ مِنْ عِنْدِهِ وَهُوَ عَلَى طَمَعٍ (5) وَقَدْ كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَخْشَى مِنْ عَلِيٍّ شَيْئًا , ثُمَّ قَالَ : ادْعُ لِي عُثْمَانَ فَدَعَوْتُهُ فَنَاجَاهُ حَتَّى فَرَّقَ بَيْنَهُمَا الْمُؤَذِّنُ بِالصُّبْحِ , فَلَمَّا صَلَّى لِلنَّاسِ الصُّبْحَ وَاجْتَمَعَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ عِنْدَ الْمِنْبَرِ أَرْسَلَ إِلَى مَنْ كَانَ حَاضِرًا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ , وَأَرْسَلَ إِلَى أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ - وَكَانُوا وَافَوْا تِلْكَ الْحَجَّةَ مَعَ عُمَرَ (6) - فَلَمَّا اجْتَمَعُوا تَشَهَّدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ يَا عَلِيُّ , إِنِّي قَدْ نَظَرْتُ فِي أَمْرِ النَّاسِ , فَلَمْ أَرَهُمْ يَعْدِلُونَ بِعُثْمَانَ (7) فلَا تَجْعَلَنَّ عَلَى نَفْسِكَ سَبِيلًا (8) فَقَالَ (9) : أُبَايِعُكَ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْخَلِيفَتَيْنِ مِنْ بَعْدِهِ , فَبَايَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ , وَبَايَعَهُ النَّاسُ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ , وَأُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ وَالْمُسْلِمُونَ . (10)
__________
(1) أَيْ : عَيَّنَهُمْ فَجَعَلَ الْخِلَافَة شُورَى بَيْنَهُمْ , أَيْ : وَلَّاهُمْ التَّشَاوُر فِيمَنْ يُعْقَد لَهُ الْخِلَافَة مِنْهُمْ .فتح الباري(ج20 ص 244)
(2) أَيْ : يَمْشِي خَلْفَهُ .
(3) أَيْ : بَعْد طَائِفَة مِنْ اللَّيْل . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 244)
(4) أَيْ : اِنْتَصَفَ , وَبَهْرَة كُلّ شَيْء وَسَطه . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 244)
(5) أَيْ : أَنْ يُوَلِّيَهُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 244)
(6) أَيْ : قَدِمُوا إِلَى مَكَّة فَحَجُّوا مَعَ عُمَر وَرَافَقُوهُ إِلَى الْمَدِينَة ، وَهُمْ مُعَاوِيَة أَمِير الشَّام ، وَعُمَيْر بْن سَعِيد أَمِير حِمْص وَالْمُغِيرَة بْن شُعْبَة أَمِير الْكُوفَة ، وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ أَمِير الْبَصْرَة ، وَعَمْرو بْن الْعَاصِ أَمِير مِصْرَ .
فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 244)
(7) أَيْ : لَا يَجْعَلُونَ لَهُ مُسَاوِيًا بَلْ يُرَجِّحُونَهُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 244)
(8) أَيْ : مِنْ الْمَلَامَة إِذَا لَمْ تُوَافِق الْجَمَاعَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 244)
(9) أَيْ : " عَبْد الرَّحْمَن " مُخَاطِبًا لِعُثْمَانَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 244)
(10) ( خ ) 6781(4/481)
( حم ) , وَعَنْ شَقِيقٍ بن سلمة قَالَ :
لَقِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ - رضي الله عنه - الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ , فَقَالَ لَهُ الْوَلِيدُ : مَا لِي أَرَاكَ قَدْ جَفَوْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ - رضي الله عنه - ؟ , فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : أَبْلِغْهُ أَنِّي لَمْ أَفِرَّ يَوْمَ أُحُدٍ , وَلَمْ أَتَخَلَّفْ يَوْمَ بَدْرٍ , وَلَمْ أَتْرُكْ سُنَّةَ عُمَرَ - رضي الله عنه - , قَالَ : فَانْطَلَقَ فَخَبَّرَ ذَلِكَ عُثْمَانَ - رضي الله عنه - , فَقَالَ : أَمَّا قَوْلُهُ إِنَّهُ لَمْ يَفِرَّ يَوْمَ أُحُدٍ , فَكَيْفَ يُعَيِّرُنِي بِذَنْبٍ وَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ , فَقَالَ : { إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ , إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمْ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا , وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ } (1) وَأَمَّا قَوْلُهُ إِنِّي تَخَلَّفْتُ يَوْمَ بَدْرٍ , فَإِنِّي كُنْتُ أُمَرِّضُ رُقَيَّةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ مَاتَتْ , وَقَدْ ضَرَبَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِسَهْمِي , وَمَنْ ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِسَهْمِهِ فَقَدْ شَهِدَ , وَأَمَّا قَوْلُهُ إِنِّي لَمْ أَتْرُكْ سُنَّةَ عُمَرَ , فَإِنِّي لَا أُطِيقُهَا وَلَا هُوَ , فَأْتِهِ فَحَدِّثْهُ بِذَلِكَ . (2)
__________
(1) [آل عمران/155]
(2) ( حم ) 490 ، ( طب ) ج1ص89ح135، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(4/482)
( ت س حم ) , وَعَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ :
( لَمَّا حُصِرَ عُثْمَانُ - رضي الله عنه - أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ فَوْقَ دَارِهِ ) (1) ( فَقَالَ : ائْتُونِي بِصَاحِبَيْكُمْ اللَّذَيْنِ أَلَّبَاكُمْ عَلَيَّ , قَالَ : فَجِيءَ بِهِمَا , فَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ عُثْمَانُ فَقَالَ : ) (2) ( أَهَاهُنَا عَلِيٌّ ؟ ، أَهَاهُنَا الزُّبَيْرُ ؟ ، أَهَاهُنَا طَلْحَةُ ؟ ، أَهَاهُنَا سَعْدٌ ؟ ، قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (3) ( " قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ يُسْتَعْذَبُ غَيْرَ بِئْرِ رُومَةَ ) (4) ( وَلَمْ يَكُنْ يَشْرَبُ مِنْهَا أَحَدٌ إِلَّا بِثَمَنٍ ) (5) ( فَقَالَ : " مَنْ يَشْتَرِي بِئْرَ رُومَةَ فَيَجْعَلَ دَلْوَهُ مَعَ دِلَاءِ الْمُسْلِمِينَ , بِخَيْرٍ لَهُ مِنْهَا فِي الْجَنَّةِ ؟ " , فَاشْتَرَيْتُهَا مِنْ صُلْبِ مَالِي ) (6) ( فَجَعَلْتُهَا لِلْغَنِيِّ وَالْفَقِيرِ وَابْنِ السَّبِيلِ ؟ , قَالُوا : اللَّهُمَّ نَعَمْ ) (7) ( قَالَ : فَأَنْتُمْ الْيَوْمَ تَمْنَعُونِي أَنْ أَشْرَبَ حَتَّى أَشْرَبَ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ ، قَالَ : أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ وَالْإِسْلَامِ , هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الْمَسْجِدَ ضَاقَ بِأَهْلِهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ يَشْتَرِي بُقْعَةَ آلِ فُلَانٍ فَيَزِيدَهَا فِي الْمَسْجِدِ ِبِخَيْرٍ مِنْهَا فِي الْجَنَّةِ ؟ " , فَاشْتَرَيْتُهَا مِنْ صُلْبِ مَالِي ؟ , قَالُوا : اللَّهُمَّ نَعَمْ قَالَ : فَأَنْتُمْ الْيَوْمَ تَمْنَعُونِي أَنْ أُصَلِّيَ فِيهَا رَكْعَتَيْنِ ) (8) ( قَالَ : أَنْشُدُ بِاللَّهِ مَنْ شَهِدَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ , إِذْ بَعَثَنِي إِلَى الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ , فَقَالَ : " هَذِهِ يَدِي , وَهَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ , فَبَايَعَ لِي " , فَانْتَشَدَ لَهُ رِجَالٌ ) (9) ( قَالَ : أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ , هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ فِي جَيْشِ الْعُسْرَةِ : " مَنْ يُجَهِّزُ جَيْشَ الْعُسْرَةِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ " ) (10) ( وَالنَّاسُ مُجْهَدُونَ مُعْسِرُونَ , فَجَهَّزْتُ ذَلِكَ الْجَيْشَ ) (11) ( حَتَّى مَا يَفْقِدُونَ عِقَالًا وَلَا خِطَامًا ؟ , قَالُوا : نَعَمْ ) (12) ( قَالَ : أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ , زِنًا بَعْدَ إِحْصَانٍ , أَوْ ارْتِدَادٍ بَعْدَ إِسْلَامٍ , أَوْ قَتْلِ نَفْسٍ بِغَيْرِ حَقٍّ فَقُتِلَ بِهِ " , فَوَاللَّهِ مَا زَنَيْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا فِي إِسْلَامٍ , وَلَا ارْتَدَدْتُ مُنْذُ بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَلَا قَتَلْتُ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ , فَبِمَ تَقْتُلُونَنِي ؟ ) (13) ( ثُمَّ قَالَ : أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ وَالْإِسْلَامِ , هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ عَلَى ثَبِيرِ مَكَّةَ , وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَنَا , فَتَحَرَّكَ الْجَبَلُ حَتَّى تَسَاقَطَتْ حِجَارَتُهُ بِالْحَضِيضِ , " فَرَكَضَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِرِجْلِهِ , وَقَالَ اسْكُنْ ثَبِيرُ , فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ , وَشَهِيدَانِ " , قَالُوا : اللَّهُمَّ نَعَمْ , قَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ , شَهِدُوا لِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ أَنِّي شَهِيدٌ , شَهِدُوا لِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ أَنِّي شَهِيدٌ , شَهِدُوا لِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ أَنِّي شَهِيدٌ ) (14) .
__________
(1) ( ت ) 3699
(2) ( ت ) 3703
(3) ( س ) 3606
(4) ( ت ) 3703
(5) ( ت ) 3699
(6) ( ت ) 3703
(7) ( ت ) 3699 ، ( س ) 3182
(8) ( ت ) 3703 ، ( س ) 3182
(9) ( حم ) 420 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : صحيح .
(10) ( س ) 3606
(11) ( ت ) 3699
(12) ( س ) 3606
(13) ( ت ) 2158 ، ( س ) 4019 ، ( د ) 4502 ، انظر هداية الرواة : 3398
(14) ( ت ) 3703 ، ( س ) 3608 ، حسنه الألباني في الإرواء : 1594(4/483)
( خ ) , وَعَنْ نَافِعٍ قَالَ :
( جَاءَ رَجَلٌ إلَى ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - ) (1) ( فِي فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ ) (2) ( فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ) (3) ( إِنَّ النَّاسَ صَنَعُوا ، وَأَنْتَ ابْنُ عُمَرَ ، وَصَاحِبُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَخْرُجَ ، قَالَ : يَمْنَعُنِي أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ دَمَ أَخِي ) (4) ( فَقَالَ : أَلَا تَسْمَعُ مَا ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ : { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ، فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّه } (5) ) (6) ( فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُقَاتِلَ كَمَا ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ ؟ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ، أَغْتَرُّ بِهَذِهِ الْآية وَلَا أُقَاتِلُ ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَغْتَرَّ بِهَذِهِ الْآية الَّتِي يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا } (7) قَالَ : فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ : { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ } (8) فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : قَدْ فَعَلْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ كَانَ الْإِسْلَامُ قَلِيلًا ، فَكَانَ الرَّجُلُ يُفْتَنُ فِي دِينِهِ ، إِمَّا يَقْتُلُونَهُ ) (9) ( وَإِمَّا يُعَذِّبُونَهُ ، حَتَّى كَثُرَ الْإِسْلَامُ فَلَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ ) (10) ( وَلَيْسَ كَقِتَالِكُمْ عَلَى الْمُلْكِ ) (11) ( فَأَنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تُقَاتِلُوا حَتَّى تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِغَيْرِ اللَّهِ ) (12) ( فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لَا يُوَافِقُهُ فِيمَا يُرِيدُ قَالَ : فَمَا قَوْلُكَ فِي عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ ؟ ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : مَا قَوْلِي فِي عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ ؟ ، أَمَّا عُثْمَانُ فَكَأَنَّ اللَّهَ قَدْ عَفَا عَنْهُ فَكَرِهْتُمْ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُ ) (13) ( فَقَالَ : هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ عُثْمَانَ تَغَيَّبَ عَنْ بَدْرٍ وَلَمْ يَشْهَدْ ؟ ، قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : هَلْ تَعْلَمُ أَنَّهُ فَرَّ يَوْمَ أُحُدٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : هَلْ تَعْلَمُ أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ فَلَمْ يَشْهَدْهَا ؟ ، قَالَ : نَعَمْ قَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : تَعَالَ أُبَيِّنْ لَكَ ، أَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَدْرٍ فَإِنَّهُ كَانَتْ تَحْتَهُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَكَانَتْ مَرِيضَةً - فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ " وَأَمَّا فِرَارُهُ يَوْمَ أُحُدٍ ، فَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَفَا عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ , وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ ، فَلَوْ كَانَ أَحَدٌ أَعَزَّ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ عُثْمَانَ لَبَعَثَهُ مَكَانَهُ " فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عُثْمَانَ " ، وَكَانَتْ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ بَعْدَمَا ذَهَبَ عُثْمَانُ إِلَى مَكَّةَ ، " فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِ الْيُمْنَى : هَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ ، فَضَرَبَ بِهَا عَلَى يَدِهِ " ) (14) ( فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ : اذْهَبْ بِهَذَا الْآنَ مَعَكَ ) (15) ( وَأَمَّا عَلِيٌّ فَابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَخَتَنُهُ (16) وَأَشَارَ بِيَدِهِ فَقَالَ : هَذَا بَيْتُهُ حَيْثُ تَرَوْنَ ) (17) .
__________
(1) ( خ ) 4373
(2) ( خ ) 4243
(3) ( خ ) 4373
(4) ( خ ) 4373
(5) [الحجرات/9]
(6) ( خ ) 4243
(7) [النساء/93]
(8) [البقرة/193]
(9) ( خ ) 4373
(10) ( خ ) 4243
(11) ( خ ) 4374
(12) ( خ ) 4243
(13) ( خ ) 4373
(14) ( خ ) 3495
(15) ( خ ) 3839 ، ( ت ) 3706 ، ( حم ) 5772
(16) أَيْ : زوج ابنته .
(17) ( خ ) 4243(4/484)
( جة حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَرَضِهِ : وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدِي بَعْضَ أَصْحَابِي " , قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَدْعُو لَكَ أَبَا بَكْرٍ ؟ , " فَسَكَتَ " ، فَقُلْنَا : أَلَا نَدْعُو لَكَ عُمَرَ ؟ , " فَسَكَتَ " ، فَقُلْنَا : أَلَا نَدْعُو لَكَ عُثْمَانَ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ " فَجَاءَ عُثْمَانُ - رضي الله عنه - فَخَلَا بِهِ ، " فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُكَلِّمُهُ وَوَجْهُ عُثْمَانَ يَتَغَيَّر ) (1) ( فَكَانَ مِنْ آخِرِ كَلَامٍ كَلَّمَهُ أَنْ ضَرَبَ مَنْكِبَهُ وَقَالَ : يَا عُثْمَانُ ) (2) ( إِنْ وَلَّاكَ اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ يَوْمًا (3) فَأَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تَخْلَعَ قَمِيصَكَ (4) الَّذِي قَمَّصَكَ اللَّهُ (5) فلَا تَخْلَعْهُ (6) ) (7) (حَتَّى تَلْقَانِي ) (8) ( يَقُولُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ " ) (9) ( قَالَ أَبُو سَهْلَةَ مَوْلَى عُثْمَانَ : فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الدَّارِ (10) وَحُصِرَ فِيهَا قُلْنَا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا تُقَاتِلُ ؟ ، قَالَ : لَا ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا وَإِنِّي صَابِرٌ نَفْسِي عَلَيْهِ ) (11) ( قَالَ قَيْسٌ (12) : فَكَانُوا يُرَوْنَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ ) (13) ( قَالَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ - رضي الله عنه - : فَقُلْتُ لِعَائِشَةَ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ فَأَيْنَ كَانَ هَذَا عَنْكِ ) (14) ( مَا مَنَعَكِ أَنْ تُعْلِمِي النَّاسَ بِهَذَا ؟ ) (15) ( قَالَتْ : وَاللَّهِ لَقَدْ أُنْسِيتُهُ ) (16) ( فَمَا ذَكَرْتُهُ , قَالَ النُّعْمَانُ : فَأَخْبَرْتُهُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ - رضي الله عنه - ، فَلَمْ يَرْضَ بِالَّذِي أَخْبَرْتُهُ حَتَّى كَتَبَ إِلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ : أَنْ اكْتُبِي إِلَيَّ بِهِ ، فَكَتَبَتْ إِلَيْهِ بِهِ كِتَابًا ) (17) . (18)
__________
(1) ( جة ) 113
(2) ( حم ) 24610 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) أَيْ : يَجْعَلُك وَالِيًا لِهَذَا الْأَمْر . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 99)
(4) الْمُرَاد بِالْقَمِيصِ : الْخِلَافَة . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 99)
(5) أَيْ : أَلْبَسَكَ اللَّهُ إِيَّاهُ . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 99)
(6) أَيْ : إِنْ قَصَدُوا عَزْلَك عَنْ الْخِلَافَةِ فَلَا تَعْزِلْ نَفْسَك عَنْهَا لِأَجْلِهِمْ , لِكَوْنِك عَلَى الْحَقِّ وَكَوْنِهِمْ عَلَى الْبَاطِلِ .تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 117)
(7) ( جة ) 112 , ( ت ) 3705
(8) ( حم ) 24610
(9) ( جة ) 112
(10) أي : أيام الحصار التي جلس فيها عثمان - رضي الله عنه - في داره لأجل أهل الفتنة .
(11) ( حم ) 24298 , ( ت ) 3711 ، ( جة ) 113 ، انظر المشكاة : 6070
(12) هو : ابن أبي حازم , راوي الحديث عن عائشة .
(13) ( جة ) 113
(14) ( حم ) 24610
(15) ( جة ) 112
(16) ( حم ) 25203قال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث حسن , ( جة ) 112
(17) ( حم ) 24610
(18) المشكاة : 6070 ، صحيح موارد الظمآن : 1842(4/485)
( ت ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِتْنَةً " , فَمَرَّ رَجُلٌ فَقَالَ : " يُقْتَلُ فِيهَا هَذَا يَوْمَئِذٍ مَظْلُومًا " , قَالَ : فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ - رضي الله عنه - . (1)
__________
(1) ( ت ) 3708 , ( حم ) 5953(4/486)
( جة حم ) , وَعَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِتْنَةً فَقَرَّبَهَا (1) وَعَظَّمَهَا ) (2) ( فَمَرَّ رَجُلٌ مُقَنِّعٌ (3) رَأْسَهُ ) (4) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : هَذَا يَوْمَئِذٍ (5) وَمَنْ اتَّبَعَهُ عَلَى الْهُدَى ") (6) ( فَانْطَلَقْتُ مُسْرِعًا فَأَخَذْتُ بِضَبْعَيْهِ (7) ) (8) ( فَحَوَّلْتُ وَجْهَهُ إِلَيْهِ وَكَشَفْتُ عَنْ رَأْسِهِ وَقُلْتُ : هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ " , فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ - رضي الله عنه - ) (9) .
__________
(1) أَيْ : عَدَّهَا قَرِيبَةَ الْوُقُوعِ ، وقَالَ الْأَشْرَفُ : مَعْنَاهُ وَصَفَهَا لِلصَّحَابَةِ وَصْفًا بَلِيغًا ، فَإِنَّ مَنْ وَصَفَ عِنْدَ أَحَدٍ وَصْفًا بَلِيغًا فَكَأَنَّهُ قَرَّبَ ذَلِكَ الشَّيْءَ إِلَيْهِ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 469)
(2) ( حم ) 18143 , ( ت ) 3704
(3) التَّقْنِيع : سَتْر الرَّأْس بِالرِّدَاءِ .
(4) ( جة ) 111
(5) أَيْ : يَوْمَ وُقُوعِ تِلْكَ الْفِتَنِ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 469)
(6) ( حم ) 18092 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(7) الضَّبْع : الْعَضُد . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 98)
(8) ( حم ) 18143 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : صحيح .
(9) ( حم ) 18154 , ( ت ) 3704(4/487)
( حم ) ، وَعَن أَبِي حَبِيبَةَ مولى الزُّبَيْرِ بن العوام قَالَ :
دَخَلْتُ الدَّارَ وَعُثْمَانُ - رضي الله عنه - مَحْصُورٌ فِيهَا ، فَسَمِعَتُ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - يَسْتَأْذِنُ عُثْمَانَ فِي الْكَلَامِ فَأَذِنَ لَهُ ، فَقَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِنَّكُمْ تَلْقَوْنَ بَعْدِي اخْتِلَافًا وَفِتْنَةً " ، فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ مِنْ النَّاسِ : فَمَنْ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " عَلَيْكُمْ بِالْأَمِينِ وَأَصْحَابِهِ - وَهُوَ يُشِيرُ إِلَى عُثْمَانَ بِذَلِكَ - " (1)
__________
(1) ( حم ) 8522 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .(4/488)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ الْأَزْدِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ نَجَا مِنْ ثَلَاثٍ فَقَدْ نَجَا , مَنْ نَجَا مِنْ ثَلَاثٍ فَقَدْ نَجَا , مَنْ نَجَا مِنْ ثَلَاثٍ فَقَدْ نَجَا " , فَقَالُوا : مَاذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " مَوْتِي , وَمِنْ قَتْلِ خَلِيفَةٍ مُصْطَبِرٍ (1) بِالْحَقِّ مُعْطِيهِ , وَالدَّجَّالِ " (2)
__________
(1) المصطبر : الصابر على الحق المتمسك به .
(2) ( حم ) 17014 , وصححه الألباني في ظلال الجنة : 1177(4/489)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ :
كُنَّا بِبَابِ عُثْمَانَ - رضي الله عنه - فِي عَشْرِ الْأَضْحَى , وَقُتِلَ فِي أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ . (1)
__________
(1) ( حم ) 548 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(4/490)
( حم ) , وَعَنْ مطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ (1) قَالَ :
قُلْنَا لِلزُّبَيْرِ - رضي الله عنه - : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا جَاءَ بِكُمْ ؟ , ضَيَّعْتُمْ الْخَلِيفَةَ حَتَّى قُتِلَ , ثُمَّ جِئْتُمْ تَطْلُبُونَ بِدَمِهِ ؟ , فَقَالَ الزُّبَيْرُ : نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ وَنَحْنُ مُتَوَافِرُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : { وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً } (2) فَقَرَأْنَاهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ è , فَجَعَلْنَا نَقُولُ : مَا هَذِهِ الْفِتْنَةُ ؟ , وَمَا نَشْعُرُ أَنَّا أَهْلُهَا حَتَّى وَقَعَتْ مِنَّا حَيْثُ وَقَعَتْ . (3)
__________
(1) هو الامام ، القدوة ، الحجة ، أبو عبد الله الحرشي العامري البصري ، وكان ثقة له فضل وورع وعقل وأدب , وقال العجلي: كان ثقة لم ينج بالبصرة من فتنة ابن الاشعث إِلَّا هو وابن سيرين , ولم ينج منها بالكوفة إِلَّا خيثمة بن عبد الرحمن ، وإبراهيم النخعي , قال مهدي بن ميمون : حدثنا غيلان بن جرير أن مطرفا كان بينه وبين رجل كلام ، فكذب عليه فقال : اللهم إن كان كاذبا فأمِته , فخر ميتا مكانه , قال : فرُفع ذلك إلى زياد بن أبيه فقال له : قتلت الرجل ؟ , فقال مطرف : لا ، ولكنها دعوة وافقت أجلا , وتوفي مطرف سنة خمس وتسعين .سير أعلام النبلاء(ج4 ص 187)
(2) [الأنفال/25]
(3) ( حم ) 1414 , وقال الشيخ أحمد شاكر : إسناده صحيح , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده جيد .(4/491)
( 8 ) مَنَاقِبُ عَلِيِّ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه -
( حم ) , عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ " ، فِيهِمْ رَهْطٌ كُلُّهُمْ يَأْكُلُ الْجَذَعَةَ (1) وَيَشْرَبُ الْفَرَقَ (2) قَالَ : " فَصَنَعَ لَهُمْ مُدًّا مِنْ طَعَامٍ " ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ، وَبَقِيَ الطَّعَامُ كَمَا هُوَ كَأَنَّهُ لَمْ يُمَسَّ ، " ثُمَّ دَعَا بِغُمَرٍ (3) " , فَشَرِبُوا حَتَّى رَوَوْا ، وَبَقِيَ الشَّرَابُ كَأَنَّهُ لَمْ يُمَسَّ ، فَقَالَ : " يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، إِنِّي بُعِثْتُ لَكُمْ خَاصَّةً ، وَإِلَى النَّاسِ بِعَامَّةٍ ، وَقَدْ رَأَيْتُمْ مِنْ هَذِهِ الْآية مَا رَأَيْتُمْ ، فَأَيُّكُمْ يُبَايِعُنِي عَلَى أَنْ يَكُونَ أَخِي وَصَاحِبِي ؟ " ، قَالَ : فَلَمْ يَقُمْ إِلَيْهِ أَحَدٌ ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ - وَكُنْتُ أَصْغَرَ الْقَوْمِ - فَقَالَ : " اجْلِسْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ " ، كُلُّ ذَلِكَ أَقُومُ إِلَيْهِ ، فَيَقُولُ لِي : " اجْلِسْ ، حَتَّى كَانَ فِي الثَّالِثَةِ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى يَدِي " (4)
__________
(1) الجَذَع من أسْنان الدَّوابّ , وهو ما كان منها شابًّا فَتِيًّا فهو من الإبل ما دخل في السَّنَة الخامسة , ومن البَقر والمَعْز ما دخل في السَّنَة الثَّانية , وقيل : البقر في الثالثة , ومن الضأن ما تَمَّت له سَنَةٌ , وقيل أقَل منها . النهاية
(2) الفَرَق : مِكْيَال يسع سِتَّةَ عشر رِطْلا وهي اثنا عشر مُدّاً أو ثلاثة آصُع عند أهْل الحجاز . النهاية (ج 3 / ص 837)
(3) الغُمَر : القَدَح الصَّغير . النهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 722)
(4) ( حم ) 1371 ، ( ن ) 8451 ، صححه الألباني في صحيح السيرة ص136(4/492)
( ت ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
أَوَّلُ مَنْ صَلَّى عَلِيٌّ - رضي الله عنه - (1) . (2)
__________
(1) قال الحاكم : كان أبو بكر كان أول الرجال البالغين إسلاماً ، وعلي بن أبي طالب تقدم إسلامه على البلوغ" .وأقره الذهبي .
قال الألباني في الضعيفة (9 / 151) : وهذا في الرجال ، وإلا ؛ فخديجة رضي الله عنها أسبقهم إسلاماً كما في حديث ابن عباس الطويل في "المسند" (1/ 330-331) ، ومن طريقه الحاكم (3/ 137-139) ، وهو في فضل علي رضي الله عنه . وفيه : "وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة" . أ . هـ
(2) ( ت ) 3734 , ( حم ) 3542 ، انظر صحيح السيرة ص117(4/493)
( س ) , وَعَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
خَطَبَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما فَاطِمَةَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّهَا صَغِيرَةٌ " , فَخَطَبَهَا عَلِيٌّ " فَزَوَّجَهَا مِنْهُ " (1)
__________
(1) ( س ) 3221 ، ( حب ) 6948 ، انظر المشكاة : 6095 ، صحيح موارد الظمآن : 1872(4/494)
( حم ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
لَقَدْ أُوتِيَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - ثَلَاث خِصَالٍ ، لَأَنْ تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ : " زَوَّجَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ابْنَتَهُ وَوَلَدَتْ لَهُ ، وَسَدَّ الْأَبْوَابَ فِي الْمَسْجِدِ إِلَّا بَابَهُ ، وَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ يَوْمَ خَيْبَرَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 4797 ، ( ش ) 32099 , ( ت ) 3732 ، صححه الألباني في ظلال الجنة : 1198 , وفي الثمر المستطاب : ج1 ص490
وقال في الثمر المستطاب (ج 1 / ص 491) وقد أورد ابن الجوزي هذا الحديث في ( الموضوعات ) أخرجه من حديث سعد بن أبي وقاص وزيد بن أرقم وابن عمر مقتصرا على بعض طرقه عنهم وأعله بعض من تكلم فيه من رواته وليس ذلك بقادح لما ذكرت من كثرة الطرق وأعله أيضا بأنه مخالف للأحاديث الصحيحة الثابتة في باب أبي بكر وزعم أنه من وضع الرافضة قابلوا به الحديث الصحيح في باب ابي بكر . انتهى . وأخطأ في ذلك خطأ شنيعا فإنه سلك في ذلك رد الأحاديث الصحيحة بتوهمه المعارضة مع أن الجمع بين القصتين ممكن ) ثم ذكر وجه الجمع بينهما وخلاصته : ( أن باب علي رضي الله عنه كان إلى جهة المسجد ولم يكن لبيته باب غيره فلذلك لم يؤمر بسده وإنهم لما سدوا الأبواب بأمره عليه الصلاة والسلام أحدثوا خوخا يستقربون الدخول إلى المسجد منها فأمروا بعد ذلك بسدها ) . واستحسن الحافظ في هذا الجمع قلت : وفيه نظر بين عندي لأنه على هذا لا منقبة لعلي رضي الله عنه في إبقاء بابه طالما أنه لم يكن له غيره فمن أين يدخل ويخرج ؟ فهو مضطر فإذنه عليه الصلاة والسلام له يكون للضرورة ولا فرق حينئذ بينه رضي الله عنه وبين غيره إذا كان في مثل بيته مع أن الأحاديث المتقدمة تفيد أنها منقبة لعلي رضي الله عنه حتى إن ابن عمر رضي الله عنه تمنى أن تكون له هذه المنقبة كما سبق فالأقرب في الجمع ما ذكره ابن كثير رحمه الله حيث قال بعد أن ساق بعض طرق هذا الحديث : [ 492 ] ( وهذا لا ينافي ما ثبت في ( صيح البخاري ) من أمره عليه الصلاة والسلام في مرض الموت بسد الأبواب الشارعة إلى المسجد إلا باب أبي بكر الصديق لأن نفي هذافي حق علي كان في حال حياته لاحتياج فاطمة إلى المرور من بيتها إلى بيت أبيها فجعل هذا رفقا بها وأما بعد وفاته فزالت هذه العلة فاحتيج إلى فتح باب الصديق لأجل خروجه إلى المسجد ليصلي بالناس إذ كان الخليفة عليهم بعد موته عليه الصلاة والسلام وفيه إشارة إلى خلافته )
هذا والظاهر أن أمره عليه الصلاة والسلام بسد الخوخات والأبواب هو من قبيل سد الذرائع لأن وجودها يؤدي إلى استطراق المسجد وهو منهي عنه كما يأتي في المناهي فقرة ( 12 ) ولذلك قال الحافظ في صدد ذكر ما في الحديث من الفوائد : ( وأن المساجد تصان عن التطرق إليها لغير ضرورة ) . أ . هـ(4/495)
( حم ) , وَعَنْ سَعْدٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
خَرَجَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى جَاءَ ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ وَعَلِيٌّ يَبْكِي ، يَقُولُ : تُخَلِّفُنِي مَعَ الْخَوَالِفِ ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَوَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا النُّبُوَّةَ ؟ " (1)
__________
(1) ( حم ) 1463 ، ( ن ) 8432 ، صححه الألباني في الإرواء : 1188(4/496)
( ت ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِعَلِيٍّ : " أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى , إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي " (1)
__________
(1) ( ت ) 3730 , ( حم ) 27126 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1484 , ظلال الجنة : 1188(4/497)
( طب ) , وَعَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" عَلِيٌّ يَقْضِي دَيْنِي " (1)
__________
(1) أخرجه البزار ( ص 268 ) ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 4092 , الصَّحِيحَة : 1980(4/498)
( حم ) , وَعَنْ حُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" عَلِيٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْ عَلِيٍّ , وَلَا يَقْضِي عَنِّي دَيْنِي إِلَّا أَنَا أَوْ عَلِيٌّ " (1)
__________
(1) ( حم ) 17540 ، ( ت ) 3719 ، ( جة ) 119 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4091 , الصَّحِيحَة تحت حديث : 1980(4/499)
( خ ) , وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ :
سَأَلَ رَجُلٌ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ - رضي الله عنه - وَأَنَا أَسْمَعُ , قَالَ : أَشَهِدَ عَلِيٌّ بَدْرًا ؟ , قَالَ : بَارَزَ وَظَاهَرَ . (1)
__________
(1) ( خ ) 3752(4/500)
( ك ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" دَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الرَّايَةَ إِلَى عَلِيٍّ - رضي الله عنه - يَوْمَ بَدْرٍ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً " (1)
__________
(1) ( ك ) 4583 ، ( هق ) 11945 ، وحسنه الألباني في الإرواء تحت حديث : 2478 ، وقال الذهبي : هذا نص في أنه أسلم وله أقل من عشر سنين ، بل نص في أنه أسلم وهو ابن سبع سنين أو ثمان ، وهو قول عروة أ . هـ(4/501)
( جة حم ) , وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَجَّتِهِ الَّتِي حَجَّ , " فَنَزَلَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ , فَأَمَرَ : الصَلَاةُ جَامِعَةٌ , فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - فَقَالَ : أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ؟ " , قَالُوا : بَلَى , قَالَ : " أَلَسْتُ أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ ؟ " , قَالُوا : بَلَى ) (1) ( قَالَ : " فَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَإِنَّ عَلِيًّا مَوْلَاهُ , اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ , وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ " ) (2)
__________
(1) ( جة ) 116
(2) ( حم ) 950 , ( جة ) 116 , ( ت ) 3713 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 6523 , الصَّحِيحَة : 1750 .(4/502)
( خ م ت جة حم ) , وَعَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ :
( فَقَدِمَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ فِي بَعْضِ حَجَّاتِهِ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدٌ - رضي الله عنه - , فَذَكَرُوا عَلِيًّا فَنَالَ مِنْهُ ) (1) ( فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَسُبَّ أَبَا تُرَابٍ ؟ ) (2) ( فَغَضِبَ سَعْدٌ وَقَالَ : ) (3) ( أَمَّا مَا ذَكَرْتُ ثَلَاثًا قَالَهُنَّ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَأَنْ تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ فَلَنْ أَسُبَّهُ ) (4) ( سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ) (5) ( وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى تَبُوكَ وَاسْتَخْلَفَ عَلِيًّا " , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَتُخَلِّفُنِي فِي الصِّبْيَانِ وَالنِّسَاءِ ؟ , فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ لَهُ : " أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى ، إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي ؟ " ) (6) ( قَالَ : بَلَى رَضِيتُ ) (7) ( وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ : " لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ الْيَوْمَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ , وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ) (8) ( يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ " ) (9) ( فَتَطَاوَلْنَا لَهَا ) (10) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " ادْعُوا لِي عَلِيًّا ، فَأُتِيَ بِهِ أَرْمَدَ ، " فَبَصَقَ فِي عَيْنِهِ وَدَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيْهِ " ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ , وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآية : { فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ , وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ الْآية } (11) " دَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَقَالَ : اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي " ) (12)
__________
(1) ( جة ) 121
(2) ( ت ) 3724 ، ( م ) 32 - ( 2404 )
(3) ( جة ) 121
(4) ( م ) 32 - ( 2404 )
(5) ( جة ) 121
(6) ( خ ) 4154 ، ( م ) 30 - ( 2404 )
(7) ( حم ) 1509 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : صحيح .
(8) ( م ) 32 - ( 2404 )
(9) ( خ ) 2783 ، ( حم ) 22872 ، ( ن ) 8400
(10) ( م ) 32 - ( 2404 ) ، ( ت ) 3724
(11) [آل عمران/61]
(12) ( م ) 32 - ( 2404 ) ، ( ت ) 3724 ، ( حم ) 1608(4/503)
( خ م ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( إِنْ كَانَتْ أَحَبَّ أَسْمَاءِ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - إِلَيْهِ لَأَبُو تُرَابٍ ، وَإِنْ كَانَ لَيَفْرَحُ أَنْ يُدْعَى بِهَا ، " وَمَا سَمَّاهُ أَبُو تُرَابٍ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " ، غَاضَبَ يَوْمًا فَاطِمَةَ ك فَخَرَجَ فَاضْطَجَعَ إِلَى الْجِدَارِ إِلَى الْمَسْجِدِ ) (1) ( " فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْتَ فَاطِمَةَ فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي الْبَيْتِ , فَقَالَ : أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ ؟ " , قَالَتْ : كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ فَغَاضَبَنِي فَخَرَجَ فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي (2) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِإِنْسَانٍ : " انْظُرْ أَيْنَ هُوَ " , فَجَاءَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ فِي الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ , " فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ (3) مُضْطَجِعٌ قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ فَأَصَابَهُ تُرَابٌ - فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، يَمْسَحُهُ عَنْهُ وَيَقُولُ : قُمْ أَبَا تُرَابٍ , قُمْ أَبَا تُرَابٍ " ) (4)
__________
(1) ( خ ) 5851
(2) أَيْ : لم ينم عندي في فترة الظهيرة .
(3) أَيْ : علي .
(4) ( خ ) 5924 , ( م ) 38 - ( 2409 )(4/504)
( ن ) , وَعَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
حَاصَرْنَا خَيْبَرَ , فَأَخَذَ اللِّوَاءَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - , فَانْصَرَفَ وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ ، ثُمَّ أَخَذَهُ مِنْ الْغَدِ عُمَرُ - رضي الله عنه - , فَانْصَرَفَ وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ ، وَأَصَابَ النَّاسَ يَوْمَئِذٍ شِدَّةٌ وَجَهْدٌ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنِّي دَافِعٌ اللِّوَاءَ غَدًا إِلَى رَجُلٍ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ , وَيُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ , لَا يَرْجِعُ حَتَّى يُفْتَحَ لَهُ " , فَبِتْنَا طَيِّبَةٌ أَنْفُسُنَا أَنَّ الْفَتْحَ غَدًا , " فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى الْغَدَاةَ (1) ثُمَّ قَامَ قَائِمًا فَدَعَا بِاللِّوَاءِ - وَالنَّاسُ عَلَى مَصَافِّهِمْ - " فَمَا مِنَّا إِنْسَانٌ لَهُ مَنْزِلَةٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَّا وَهُوَ يَرْجُو أَنْ يَكُونَ صَاحِبَ اللِّوَاءِ ، " فَدَعَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - وَهُوَ أَرْمَدُ , فَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ وَمَسَحَ عَنْهُ , وَدَفَعَ إِلَيْهِ اللِّوَاءَ فَفَتَحَ اللَّهُ لَهُ " (2)
__________
(1) أي : صَلَاةِ الْفجر .
(2) ( ن ) 8402 , ( حم ) 23043 ، الصَّحِيحَة : 3244 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده قوي .(4/505)
( جة حم ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ :
( كَانَ أَبُو لَيْلَى يَسْمُرُ مَعَ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - , فَكَانَ عَلِيٌّ يَلْبَسُ ثِيَابَ الصَّيْفِ فِي الشِّتَاءِ , وَثِيَابَ الشِّتَاءِ فِي الصَّيْفِ , فَقُلْنَا : لَوْ سَأَلْتَهُ , فَقَالَ : " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ إِلَيَّ وَأَنَا أَرْمَدُ الْعَيْنِ يَوْمَ خَيْبَرَ " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنِّي أَرْمَدُ الْعَيْنِ , " فَتَفَلَ فِي عَيْنَيَّ ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ الْحَرَّ وَالْبَرْدَ " ) (1) ( قَالَ : فَمَا رَمِدْتُ مُنْذُ تَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي عَيْنَيَّ ) (2) ( وَمَا وَجَدْتُ حَرًّا وَلَا بَرْدًا بَعْدَ يَوْمِئِذٍ , وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَأَبْعَثَنَّ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ , وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ , لَيْسَ بِفَرَّارٍ " , فَتَشَرَّفَ لَهُ النَّاسُ , فَبَعَثَ إِلَى عَلِيٍّ فَأَعْطَاهَا إِيَّاهُ " ) (3)
__________
(1) ( جة ) 117 , ( حم ) 778
(2) ( حم ) 579 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(3) ( جة ) 117 , ( حم ) 1117(4/506)
( خ حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( مَرَّ بُرَيْدَةُ - رضي الله عنه - عَلَى مَجْلِسٍ وَهُمْ يَتَنَاوَلُونَ مِنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - (1) فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ : إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِي نَفْسِي عَلَى عَلِيٍّ شَيْءٌ وَكَانَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ - رضي الله عنه - كَذَلِكَ ) (2) ( فَبُعِثَ ) (3) ( خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ) (4) ( عَلَى خَيْلٍ ) (5) ( إلَى الْيَمَنِ ) (6) ( فَصَحِبْتُهُ فَأَصَبْنَا سَبْيًا (7) فَكَتَبَ خَالِدٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَنِ ابْعَثْ إِلَيْنَا مَنْ يُخَمِّسُهُ , " فَبَعَثَ إِلَيْنَا عَلِيًّا " - وَفِي السَّبْيِ وَصِيفَةٌ هِيَ أَفْضَلُ مِنْ السَّبْيِ - فَخَمَّسَ عَلِيٌّ وَقَسَمَ ) (8) ( فَأَصْبَحَ عَلِيٌّ ) (9) ( وَقَدْ اغْتَسَلَ ) (10) ( وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ ) (11) ( فَقُلْتُ لِخَالِدٍ : أَلَا تَرَى إِلَى هَذَا ) (12) ( مَا يَصْنَعُ ؟ ) (13) ( فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ : مَا هَذَا يَا أَبَا الْحَسَنِ ؟ , فَقَالَ : أَلَمْ تَرَوْا إِلَى الْوَصِيفَةِ الَّتِي كَانَتْ فِي السَّبْيِ , فَإِنِّي قَسَمْتُ وَخَمَّسْتُ , فَصَارَتْ فِي الْخُمُسِ , ثُمَّ صَارَتْ فِي أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , ثُمَّ صَارَتْ فِي آلِ عَلِيٍّ وَوَقَعْتُ بِهَا , فَكَتَبَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقُلْتُ لِخَالِدٍ : ابْعَثْنِي , فَبَعَثَنِي مُصَدِّقًا ) (14) ( فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ذَكَرْتُ لَهُ عَلِيًّا فَتَنَقَّصْتُهُ ) (15) ( ثُمَّ قُلْتُ : إِنَّ عَلِيًّا أَخَذَ جَارِيَةً مِنْ الْخُمُسِ ) (16) ( وَجَعَلْتُ أَقْرَأُ الْكِتَابَ وَأَقُولُ : صَدَقَ ) (17) ( " فَرَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَغَيَّرُ ) (18) ( فَأَمْسَكَ يَدِي وَالْكِتَابَ ) (19) ( وَقَالَ : يَا بُرَيْدَةُ , أَتُبْغِضُ عَلِيًّا ؟ " , فَقُلْتُ : نَعَمْ , قَالَ : " لَا تُبْغِضْهُ ) (20) ( فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَنَصِيبُ آلِ عَلِيٍّ فِي الْخُمُسِ ) (21) ( أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ ) (22) ( يَا بُرَيْدَةُ , أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ؟ " , فَقُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ , فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ " ) (23) ( قَالَ بُرَيْدَةُ : فَمَا كَانَ مِنْ النَّاسِ أَحَدٌ بَعْدَ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ عَلِيٍّ ) (24) .
__________
(1) أَيْ : يسبُّون عليا .
(2) ( حم ) 23078 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( حم ) 23017 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
(4) ( خ ) 4093
(5) ( حم ) 23017
(6) ( حم ) 22995
(7) السبي : الأسرى من النساء والأطفال .
(8) ( حم ) 23017
(9) ( حم ) 23086
(10) ( خ ) 4093
(11) ( حم ) 23086
(12) ( خ ) 4093
(13) ( حم ) 23086
(14) ( حم ) 23017
(15) ( حم ) 22995 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(16) ( حم ) 23078 , ( خ ) 4093 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(17) ( حم ) 23017
(18) ( حم ) 22995
(19) ( حم ) 23017
(20) ( خ ) 4093
(21) ( حم ) 23017
(22) ( خ ) 4093 ، ( حم ) 23017
(23) ( حم ) 22995
(24) ( حم ) 23017 ، ( خ ) 4093(4/507)
( ت ) , وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَيْشًا وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - " , فَمَضَى فِي السَّرِيَّةِ فَأَصَابَ جَارِيَةً , فَأَنْكَرُوا عَلَيْهِ , وَتَعَاقَدَ أَرْبَعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا : إِذَا لَقِينَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَخْبَرْنَاهُ بِمَا صَنَعَ عَلِيٌّ - وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ إِذَا رَجَعُوا مِنْ السَّفَرِ بَدَءُوا بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ , ثُمَّ انْصَرَفُوا إِلَى رِحَالِهِمْ - فَلَمَّا قَدِمَتْ السَّرِيَّةُ سَلَّمُوا عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَامَ أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَلَمْ تَرَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صَنَعَ كَذَا وَكَذَا , " فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " , ثُمَّ قَامَ الثَّانِي فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ , " فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " , ثُمَّ قَامَ الثَّالِثُ فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ , " فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " , ثُمَّ قَامَ الرَّابِعُ فَقَالَ مِثْلَ مَا قَالُوا , " فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَالْغَضَبُ يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ : مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ ؟ , مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ ؟ , مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ ؟ , إِنَّ عَلِيًّا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ , وَهُوَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي " (1)
__________
(1) ( ت ) 3712 ، ( حب ) 6929 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5598 , الصَّحِيحَة : 2223(4/508)
( حم ) , وَعَنْ عَمْرِو بْنِ شَأْسٍ الْأَسْلَمِيِ - رضي الله عنه - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْحُدَيْبِيَةِ - قَالَ :
خَرَجْتُ مَعَ عَلِيٍّ إِلَى الْيَمَنِ ، فَجَفَانِي فِي سَفَرِي ذَلِكَ حَتَّى وَجَدْتُ فِي نَفْسِي عَلَيْهِ ، فَلَمَّا قَدِمْتُ أَظْهَرْتُ شَكَايَتَهُ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى بَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ ذَاتَ غُدْوَةٍ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، " فَلَمَّا رَآنِي أَبَدَّنِي عَيْنَيْهِ - يَقُولُ : حَدَّدَ إِلَيَّ النَّظَرَ - " حَتَّى إِذَا جَلَسْتُ قَالَ : " يَا عَمْرُو ، وَاللَّهِ لَقَدْ آذَيْتَنِي " ، قُلْتُ : أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أُوذِيَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " بَلَى مَنْ آذَى عَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي " (1)
__________
(1) ( حم ) 16002 ، ( حب ) 6923 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5924 , الصَّحِيحَة : 2295(4/509)
( ابن إسحاق ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
اشْتَكَى النَّاسُ عَلِيًّا , " فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِينَا خَطِيبًا , فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : أَيُّهَا النَّاسُ , لَا تَشْكُوا عَلِيًّا , فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لَأحْسَنُ فِي ذَاتِ اللَّهِ مِنْ أَنْ يُشْكَى " (1)
--------------
(1) أخرجه ابن إسحاق في " السيرة " ( 4 / 250 - ابن هشام ) , ( حم ) 11835 ، ( ك ) 4654 ، انظر الصَّحِيحَة : 2479(4/510)
( حب ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنَّا جُلُوسًا نَنْتَظِرُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , " فَخَرَجَ عَلَيْنَا مِنْ بَعْضِ بُيُوتِ نِسَائِهِ " فَقُمْنَا مَعَهُ " فَانْقَطَعَتْ نَعْلُهُ " , فَتَخَلَّفَ عَلَيْهَا عَلِيٌّ يَخْصِفُهَا (1) " فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " وَمَضَيْنَا مَعَهُ , " ثُمَّ قَامَ يَنْتَظِرُهُ " وَقُمْنَا مَعَهُ , فَقَالَ : " إِنَّ مِنْكُمْ مَنْ يُقَاتِلُ عَلَى تَأْوِيلِ (2) هَذَا الْقُرْآنِ كَمَا قَاتَلْتُ عَلَى تَنْزِيلِهِ " , فَاسْتَشْرَفْنَا - وَفِينَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ب- ) (3) ( فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَنَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " لَا " , فَقَالَ عُمَرُ : أَنَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : " لَا ، وَلَكِنَّهُ خَاصِفُ النَّعْلِ " (4)
__________
(1) أَيْ : يرقعها .
(2) تَأْوِيلِهِ : تفسيره .
(3) ( حم ) 11790 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
(4) ( حب ) 6937 ، ( ن ) 8541 , ( حم ) 11790 ، انظر الصَّحِيحَة : 2487(4/511)
( طب ) , وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ك قَالَ : أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ :
" مَنْ أَحَبَّ عَلِيًّا فَقَدْ أَحَبَّنِي ، وَمَنْ أَحَبَّنِي فَقَدْ أَحَبَّ اللَّهُ ، وَمَنْ أَبْغَضَ عَلِيًّا فَقَدْ أَبْغَضَنِي ، وَمَنْ أَبْغَضَنِي فَقَدْ أَبْغَضَ اللَّهَ " (1)
__________
(1) ( طب ) ج23/ص380 ح901 ، ( ك ) 4648 ، انظر الصَّحِيحَة : 1299(4/512)
( م ) , وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ (1) وَبَرَأَ النَّسَمَةَ (2) إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَيَّ , " أَنَّهُ لَا يُحِبَّنِي إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يُبْغِضَنِي إِلَّا مُنَافِقٌ " (3)
__________
(1) أَيْ : شَقَّهَا بِالنَّبَاتِ . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 169)
(2) أَيْ : خَلَقَ النَّسَمَة , وَهِيَ الْإِنْسَان ، وَحَكَى الْأَزْهَرِيُّ أَنَّ النَّسَمَةَ هِيَ النَّفْس ، وَأَنَّ كُلَّ دَابَّة فِي جَوْفهَا رُوح فَهِيَ نَسَمَة . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 169)
(3) ( م ) 131 - ( 78 ) , ( ت ) 3736(4/513)
( صم ) , وَعَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
لَيُحِبُّنِي قَوْمٌ حَتَّى يُدْخِلَهُمْ حُبِّيَ النَّارَ , وَلَيُبْغِضُنِي قَوْمٌ حَتَّى يُدْخِلَهُمْ بُغْضِيَ النَّارَ . (1)
__________
(1) صححه الألباني في ظلال الجنة : 983(4/514)
( حم ) , وَعَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلَانِ : مُحِبٌّ مُفْرِطٌ , يُقَرِّظُنِي (1) بِمَا لَيْسَ فِيَّ , وَمُبْغِضٌ يَحْمِلُهُ شَنَآنِي عَلَى أَنْ يَبْهَتَنِي . (2)
__________
(1) التَّقْريظ : مَدْح الحَيّ ووَصْفُه . النهاية في غريب الأثر - (ج 4 / ص 69)
(2) ( حم ) 1377 ، حسنه الألباني في ظلال الجنة : 984 , وقال تحت حديث 987: واعلم أن هذا الحديث والأربعة قبله كلها موقوفة على علي - رضي الله عنه - ولكنها في حكم المرفوع , لأنه من الغيب الذي لَا يُعرف بالرأي . أ . هـ(4/515)
( م ) , وَعَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ (1) قَالَ :
كَتَبْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - أَسْأَلُهُ أَنْ يَكْتُبَ لِي كِتَابًا وَيُخْفِي عَنِّي (2) فَقَالَ : وَلَدٌ نَاصِحٌ , أَنَا أَخْتَارُ لَهُ الْأُمُورَ اخْتِيَارًا وَأُخْفِي عَنْهُ , فَدَعَا بِقَضَاءِ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - , فَجَعَلَ يَكْتُبُ مِنْهُ أَشْيَاءَ , وَيَمُرُّ بِهِ الشَّيْءُ فَيَقُولُ : وَاللَّهِ مَا قَضَى بِهَذَا عَلِيٌّ إِلَّا أَنْ يَكُونَ ضَلَّ (3) . (4)
__________
(1) اسْمه : زُهَيْر بْن عَبْد اللَّه بْن جُدْعَان بْن عَمْرو بْن كَعْب بْن سَعْد بْن تَيْم بْن مُرَّة التَّيْمِيُّ الْمَكِّيّ , أَبُو بَكْر ,
تَوَلَّى الْقَضَاء وَالْأَذَان لِابْن الزُّبَيْر ش. شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 16)
(2) مَعْنَى أَحْفِي : أَنْقُصُ , مِنْ إِحْفَاءِ الشَّوَارِب , وَهُوَ جَزُّهَا , أَيْ اِمْسِكْ عَنِّي مِنْ حَدِيثك وَلَا تُكْثِرْ عَلَيَّ ،
أَوْ يَكُون الْإِحْفَاءُ الْإِلْحَاحَ أَوْ الِاسْتِقْصَاءَ ، وَيَكُون عَنِّي بِمَعْنَى عَلَيَّ , أَيْ اسْتَقْصِي مَا تُحَدِّثنِي , هَذَا كَلَام الْقَاضِي عِيَاض / . وَذَكَرَ صَاحِب مَطَالِع الْأَنْوَار قَوْل الْقَاضِي ثُمَّ قَالَ : وَفِي هَذَا نَظَرٌ ، قَالَ : وَعِنْدِي أَنَّهُ بِمَعْنَى الْمُبَالَغَة فِي الْبِرّ بِهِ وَالنَّصِيحَة لَهُ مِنْ قَوْله تَعَالَى : { إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا } أَيْ أُبَالِغ لَهُ وَأَسْتَقْصِي فِي النَّصِيحَة لَهُ وَالِاخْتِيَار فِيمَا أُلْقِي إِلَيْهِ مِنْ صَحِيح الْآثَار . وَقَالَ الشَّيْخ الْإِمَام أَبُو عَمْرو بْن الصَّلَاح - / - : هُمَا بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة أَيْ يَكْتُم عَنِّي أَشْيَاء وَلَا يَكْتُبهَا إِذَا كَانَ عَلَيْهِ فِيهَا مَقَال مِنْ الشِّيَع الْمُخْتَلِفَة وَأَهْل الْفِتَن ، فَإِنَّهُ إِذَا كَتَبَهَا ظَهَرَتْ , وَإِذَا ظَهَرَتْ خُولِفَ فِيهَا , وَحَصَلَ فِيهَا قَالٌ وَقِيلَ , مَعَ أَنَّهَا لَيْسَتْ مِمَّا يَلْزَم بَيَانُهَا لِابْن أَبِي مُلَيْكَةَ ، وَإِنْ لَزِمَ فَهُوَ مُمْكِنٌ بِالْمُشَافَهَةِ دُون الْمُكَاتَبَة . قَالَ : وَقَوْله : ( وَلَد نَاصِح ) مُشْعِرٌ بِمَا ذَكَرْته . وَقَوْله ( أَنَا أَخْتَار لَهُ وَأُخْفِي عَنْهُ إِخْبَارٌ مِنْهُ بِإِجَابَتِهِ إِلَى ذَلِكَ , ثُمَّ حَكَى الشَّيْخ الرِّوَايَة الَّتِي ذَكَرَهَا الْقَاضِي عِيَاضٌ وَرَجَّحَهَا وَقَالَ : هَذَا تَكَلُّفٌ لَيْسَتْ بِهِ رِوَايَة مُتَّصِلَة نُضْطَرُّ إِلَى قَبُولِهِ . هَذَا كَلَام الشَّيْخ أَبِي عَمْرو ، وَهَذَا الَّذِي أَخْتَارُهُ مِنْ الْخَاء الْمُعْجَمَة هُوَ الصَّحِيح وَهُوَ الْمَوْجُود فِي مُعْظَم الْأُصُول الْمَوْجُودَة بِهَذِهِ الْبِلَاد وَاَللَّه أَعْلَمُ . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 16)
(3) مَعْنَاهُ : مَا يَقْضِي بِهَذَا إِلَّا ضَالٌّ وَلَا يَقْضِي بِهِ عَلِيٌّ إِلَّا أَنْ يُعْرَفَ أَنَّهُ ضَلَّ ، وَقَدْ عُلِمَ أَنَّهُ لَمْ يَضِلَّ ,
فَيُعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَقْضِ بِهِ وَاَللَّه أَعْلَمُ . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 16)
(4) ( م ) ج1/ص12 ح7(4/516)
( صم ) , وَعَنْ القاسم بن عوف الشيباني قال :
قال علي بن الحسين : جاءني رجل من أهل البصرة فقال : ما جئت حاجا ولا معتمرا فقلت له : فما جاء بك ؟ , قال : جئت أسألك متى يُبعث علي ؟ , فقلت له : يُبعث يوم القيامة وهَمُّه نَفسُه . (1)
__________
(1) صححه الألباني في ظلال الجنة : 997(4/517)
( خ حم ) , وَعَنْ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ :
( لَوْ كَانَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - ذَاكِرًا عُثْمَانَ - رضي الله عنه - (1) ذَكَرَهُ يَوْمَ جَاءَهُ نَاسٌ فَشَكَوْا سُعَاةَ عُثْمَانَ (2) فَقَالَ لِي عَلِيٌّ : ) (3) ( اذْهَبْ بِهَذَا الْكِتَابِ إِلَى عُثْمَانَ فَقُلْ لَهُ : إِنَّ النَّاسَ قَدْ شَكَوْا سُعَاتَكَ وَهَذَا أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الصَّدَقَةِ , فَمُرْهُمْ فَلْيَأْخُذُوا بِهِ , قَالَ : فَأَتَيْتُ عُثْمَانَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ ) (4) ( فَقَالَ : أَغْنِهَا عَنَّا , فَأَتَيْتُ بِهَا عَلِيًّا فَأَخْبَرْتُهُ , فَقَالَ : ضَعْهَا حَيْثُ أَخَذْتَهَا ) (5) ( قَالَ : فَلَوْ كَانَ عَلِيٌّ ذَاكِرًا عُثْمَانَ بِشَيْءٍ - يَعْنِي بِسُوءٍ - لَذَكَرَهُ يَوْمَئِذٍ ) (6) .
__________
(1) زَادَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ عَنْ قُتَيْبَةَ " ذَاكِرًا عُثْمَانَ بِسُوءٍ " , وَرَوَى اِبْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ مُنْذِرٍ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ اِبْنِ الْحَنَفِيَّةِ فَنَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ مِنْ عُثْمَانَ , فَقَالَ : مَهْ ، فَقُلْنَا لَهُ أَكَانَ أَبُوك يَسُبُّ عُثْمَانَ ؟ , فَقَالَ مَا سَبَّهُ ، وَلَوْ سَبَّهُ يَوْمًا لَسَبَّهُ يَوْمَ جِئْته " فَذَكَرَهُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 9 / ص 367)
(2) السُّعَاةُ : جَمْعُ سَاعٍ , وَهُوَ الْعَامِلُ الَّذِي يَسْعَى فِي اِسْتِخْرَاجِ الصَّدَقَةِ مِمَّنْ تَجِبُ عَلَيْهِ وَيَحْمِلُهَا إِلَى الْإِمَامِ .فتح الباري لابن حجر - (ج 9 / ص 367)
(3) ( خ ) 2944
(4) ( حم ) 1195 , ( خ ) 2944 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(5) ( خ ) 2944
(6) ( حم ) 1195(4/518)
( 4 ) خِلَافَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه -
( خ ) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
خَرَجَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ , فَقَالَ النَّاسُ : يَا أَبَا حَسَنٍ , كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , فَقَالَ : أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللَّهِ بَارِئًا , قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَأَخَذَ بِيَدِهِ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - رضي الله عنه - فَقَالَ لَهُ : أَنْتَ وَاللَّهِ عَبْدُ الْعَصَا بَعْدَ ثَلَاثٍ , وَإِنِّي وَاللَّهِ لَأَرَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَوْفَ يُتَوَفَّى مِنْ وَجَعِهِ هَذَا , فَإِنِّي أَعْرِفُ وُجُوهَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ الْمَوْتِ , فَاذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلْنَسْأَلْهُ فِيمَنْ هَذَا الْأَمْرُ , فَإِنْ كَانَ فِينَا عَلِمْنَا ذَلِكَ , وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا كَلَّمْنَاهُ فَأَوْصَى بِنَا , فَقَالَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - : وَاللَّهِ لَئِنْ سَأَلْنَاهَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَمَنَعَنَاهَا لَا يُعْطِينَاهَا النَّاسُ بَعْدَهُ [ أَبَدًا ] (1) وَإِنِّي لَا أَسْأَلُهَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - . (2)
__________
(1) ( خ ) 4182
(2) ( خ ) 3511 ، ( حم ) 2374(4/519)
( طب ) , وَعَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ قَالَ :
لَمَّا دَنَا عَلِيٌّ - رضي الله عنه - وَأَصْحَابُهُ مِنْ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِب، وَدَنَتِ الصُّفُوفُ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ , خَرَجَ عَلِيٌّ فَنَادَى : ادْعُوا لِي الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ ، فَدُعِيَ لَهُ فَأَقْبَلَ حَتَّى اخْتَلَفَتْ أَعْنَاقُ دَوَابِّهِمَا ، فَقَالَ : يَا زُبَيْرُ ، نَشَدْتُكَ اللَّهَ , أَتَذْكُرُ يَوْمَ مَرَّ بِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ كَذَا وَكَذَا وَقَالَ : " يَا زُبَيْرُ ، أَتُحِبُّ عَلِيًّا ؟ " ، قُلْتُ : أَلَا أُحِبُّ ابْنَ خَالِي وَابْنَ عَمَّتِي وَعَلَى دِينِي ؟ , فَقَالَ : " يَا عَلِيُّ أَتُحِبُّهُ ؟ " ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أُحِبُّ ابْنَ عَمَّتِي وَعَلَى دِينِي ؟ ، فَقَالَ : " يَا زُبَيْرُ , أَمَا وَاللَّهِ لَتُقَاتِلَنَّهُ وَأَنْتَ ظَالِمٌ لَهُ " , قَالَ : بَلَى وَاللَّهِ , لَقَدْ أُنْسِيْتُهُ مُنْذُ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، ثُمَّ ذَكَرْتُهُ الْآنَ ، وَاللَّهِ لَا أُقَاتِلُكَ ، فَرَجَعَ الزُّبَيْرُ عَلَى دَابَّتِهِ يَشُقُّ الصُّفُوفَ . (1)
__________
(1) ( كنز ) 31652 , ( ك ) 5575 , انظر الصَّحِيحَة : 2659(4/520)
( ش ) , وَعَنْ أَبِي رَزِينٍ (1) قَالَ :
لَمَّا وَقَعَ التَّحْكِيمُ بِصِفِّينَ , وَبَايَنَ الْخَوَارِجُ عَلِيًّا - رضي الله عنه - , فَرَجَعُوا مُبَايِنِينَ لَهُ , هُمْ فِي عَسْكَرٍ وَعَلِيٌّ فِي عَسْكَرٍ , حَتَّى دَخَلَ عَلِيٌّ الْكُوفَةَ مَعَ النَّاسِ بِعَسْكَرِهِ , وَمَضَوْا هُمْ إلَى حَرُورَاءَ فِي عَسْكَرِهِمْ , فَبَعَثَ عَلِيٌّ إلَيْهِمْ ابْنَ عَبَّاسٍ فَكَلَّمَهُمْ فَلَمْ يَقَعْ مِنْهُمْ مَوْقِعًا , فَخَرَجَ عَلِيٌّ إلَيْهِمْ فَكَلَّمَهُمْ حَتَّى أَجْمَعُوا هُمْ وَهُوَ عَلَى الرِّضَا , فَرَجَعُوا حَتَّى دَخَلُوا الْكُوفَةَ عَلَى الرِّضَا مِنْهُ وَمِنْهُمْ , فَأَقَامُوا يَوْمَيْنِ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ , قَالَ : فَدَخَلَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ - وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَى عَلِيٍّ - فَقَالَ : إنَّ النَّاسَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّك رَجَعَتْ لَهُمْ عَنْ كُرْهٍ , فَلَمَّا أَنْ كَانَ الْغَدُ الْجُمُعَةُ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , فَخَطَبَ فَذَكَّرَهُمْ وَمُبَايَنَتَهُمْ النَّاسَ وَأَمْرَهُمْ الَّذِي فَارَقُوهُ فِيهِ , فَعَابَهُمْ وَعَابَ أَمْرَهُمْ ; قَالَ : فَلَمَّا نَزَلَ عَنْ الْمِنْبَرِ تَنَادَوْا مِنْ نَوَاحِي الْمَسْجِدِ : لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ , فَقَالَ عَلِيٌّ : حُكْمُ اللَّهِ أَنْتَظِرُ فِيكُمْ , ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا يُسْكِتُهُمْ بِالْإِشَارَةِ - وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ - حَتَّى أَتَى رَجُلٌ مِنْهُمْ وَاضِعًا إصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ : { لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُك وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ } (2) فَقَالَ عَلِيّ : { فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ } (3) . (4)
__________
(1) هو عبد الله بن زرير , وهو ثقة .
(2) [الزمر/65]
(3) [الروم/60]
(4) ( ش ) 37900 ، وصححه الألباني في الإرواء تحت حديث : 2468(4/521)
( خ م حم ) , وَعَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ :
( أَتَيْتُ أَبَا وَائِلٍ فِي مَسْجِدِ أَهْلِهِ أَسْأَلُهُ عَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ عَلِيٌّ بِالنَّهْرَوَانِ (1) فِيمَا اسْتَجَابُوا لَهُ ؟ , وَفِيمَا فَارَقُوهُ ؟ , وَفِيمَا اسْتَحَلَّ قِتَالَهُمْ ؟ , فَقَالَ أَبُو وَائِلٍ : كُنَّا بِصِفِّينَ , فَلَمَّا اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ بِأَهْلِ الشَّامِ اعْتَصَمُوا بِتَلٍّ , فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لِمُعَاوِيَةَ : أَرْسِلْ إِلَى عَلِيٍّ بِمُصْحَفٍ , وَادْعُهُ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ فَإِنَّهُ لَنْ يَأْبَى عَلَيْكَ , فَجَاءَ بِهِ رَجُلٌ فَقَالَ : بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنْ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ , ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ } (2) فَقَالَ عَلِيٌّ : نَعَمْ , أَنَا أَوْلَى بِذَلِكَ , بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ فَجَاءَتْهُ الْخَوَارِجُ وَسُيُوفُهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ - وَنَحْنُ نَدْعُوهُمْ يَوْمَئِذٍ الْقُرَّاءَ - فَقَالُوا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , مَا نَنْتَظِرُ بِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ عَلَى التَّلِّ ؟ , أَلَا نَمْشِي إِلَيْهِمْ بِسُيُوفِنَا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ ؟ ) (3) ( فَقَامَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ - رضي الله عنه - فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ) (4) ( اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ ) (5) ( فَإِنَّا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَلَوْ نَرَى قِتَالًا لَقَاتَلْنَا ) (6) ( وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ وَلَوْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ أَمْرَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لَرَدَدْتُهُ ، وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ) (7) ( فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ ؟ , قَالَ : " بَلَى " , فَقَالَ : أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ ؟ , قَالَ : " بَلَى " , قَالَ : فَعَلَامَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا ؟ , أَنَرْجِعُ وَلَمَّا يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : "يَا ابْنَ الْخَطَّابِ , إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ , وَلَنْ يُضَيِّعَنِي اللَّهُ أَبَدًا " ) (8) ( فَرَجَعَ عُمَرُ مُتَغَيِّظًا فَلَمْ يَصْبِرْ حَتَّى جَاءَ أَبَا بَكْرٍ , فَقَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ ، أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ ؟ ، قَالَ : يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، إِنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ، وَلَنْ يُضَيِّعَهُ اللَّهُ أَبَدًا ) (9) ( فَنَزَلَتْ سُورَةُ الْفَتْحِ ، " فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى عُمَرَ إِلَى آخِرِهَا " , فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَفَتْحٌ هُوَ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ " ) (10) ( فَطَابَتْ نَفْسُهُ وَرَجَعَ ) (11) ( وَوَاللَّهِ مَا وَضَعْنَا سُيُوفَنَا عَلَى عَوَاتِقِنَا ) (12) ( لِأَمْرٍ يُفْظِعُنَا , إِلَّا أَسْهَلْنَ بِنَا إِلَى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ غَيْرِ أَمْرِنَا هَذَا ) (13) ( مَا سَدَدْنَا مِنْهُ خُصْمًا ) (14) ( إِلَّا انْفَجَرَ عَلَيْنَا مِنْهُ خُصْمٌ (15) ) (16) ( مَا نَدْرِي كَيْفَ نَأْتِي لَهُ ) (17) .
__________
(1) النَّهْرَوَان : ثَلَاث قُرَى أَعْلَى وَأَوْسَط وَأَسْفَل وَهُنَّ بَيْن وَاسِط وَبَغْدَاد , وَكَانَ بِهَا وَقْعَة لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيّ - رضي الله عنه - مَعَ الْخَوَارِج .
(2) [آل عمران/23]
(3) ( حم ) 16018 ، ( ن ) 11504 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( خ ) 3182
(5) ( خ ) 7308
(6) ( خ ) 3182
(7) ( خ ) 4189 ، ( م ) 95 - ( 1785 )
(8) ( خ ) 3182 ، ( م ) 94 - ( 1785 )
(9) ( خ ) 4844 ، ( م ) 94 - ( 1785 )
(10) ( خ ) 3182 ، ( م ) 94 - ( 1785 ) ، ( حم ) 16018
(11) ( م ) 94 - ( 1785 )
(12) ( م ) 95 - ( 1785 )
(13) ( خ ) 3181 ، ( م ) 95 - ( 1785 )
(14) ( خ ) 4189
(15) مَعْنَاهُ : مَا أَصْلَحْنَا مِنْ رَأْيكُمْ وَأَمْركُمْ هَذَا نَاحِيَة إِلَّا اِنْفَتَحَتْ أُخْرَى . شرح النووي (ج 6 / ص 244)
(16) ( م ) 96 - ( 1785 )
(17) ( خ ) 4189(4/522)
( خ ) , وَعَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ :
( دَخَلَ أَبُو مُوسَى وَأَبُو مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ ب عَلَى عَمَّارٍ - رضي الله عنه - حَيْثُ بَعَثَهُ عَلِيٌّ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ يَسْتَنْفِرُهُمْ ) (1) ( فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ : مَا مِنْ أَصْحَابِكَ أَحَدٌ إِلَّا لَوْ شِئْتُ لَقُلْتُ فِيهِ غَيْرَكَ , وَمَا رَأَيْتُ مِنْكَ شَيْئًا مُنْذُ صَحِبْتَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَعْيَبَ عِنْدِي مِنْ اسْتِسْرَاعِكَ فِي هَذَا الْأَمْرِ , فَقَالَ عَمَّارٌ : يَا أَبَا مَسْعُودٍ , وَمَا رَأَيْتُ مِنْكَ وَلَا مِنْ صَاحِبِكَ هَذَا شَيْئًا مُنْذُ صَحِبْتُمَا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَعْيَبَ عِنْدِي مِنْ إِبْطَائِكُمَا فِي هَذَا الْأَمْرِ , فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ - وَكَانَ مُوسِرًا - : يَا غُلَامُ هَاتِ حُلَّتَيْنِ ، فَأَعْطَى إِحْدَاهُمَا أَبَا مُوسَى , وَالْأُخْرَى عَمَّارًا , وَقَالَ : رُوحَا فِيهِ إِلَى الْجُمُعَةِ ) (2) .
__________
(1) ( خ ) 6689
(2) ( خ ) 6690(4/523)
( حم يع ك ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ قَالَ :
( قَدِمْتُ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَهَا جُلُوسٌ مَرْجِعُهَا مِنَ الْعِرَاقِ لَيَالِي قُوتِلَ عَلِيٌّ ، إِذْ قَالَتْ : يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادٍ ، هَلْ أَنْتَ صَادِقِي عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ ؟ , حَدِّثْنِي عَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ عَلِيٌّ ، قُلْتُ : وَمَالِي لَا أَصْدُقُكَ ؟ , قَالَتْ : فَحَدِّثْنِي عَنْ قِصَّتِهِمْ ، قُلْتُ : إِنَّ عَلِيًّا لَمَّا كَاتَبَ مُعَاوِيَةَ وَحَكَّمَ الْحَكَمَيْنِ خَرَجَ عَلَيْهِ ثَمَانِيَةُ آلافٍ مِنْ قُرَّاءِ النَّاسِ ، فَنَزَلُوا أَرْضًا مِنْ جَانِبِ الْكُوفَةِ يُقَالُ لَهَا : حَرُورَاءُ ، وَإِنَّهُمْ أَنْكَرُوا عَلَيْهِ ، فَقَالُوا : انْسَلَخْتَ مِنْ قَمِيصٍ أَلْبَسَكَهُ اللَّهُ وَأَسْمَاكَ بِهِ ثُمَّ انْطَلَقْتَ فَحَكَّمْتَ فِي دَيْنِ اللَّهِ وَلَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ ، فَلَمَّا بَلَغَ عَلِيًّا مَا عَتَبُوا عَلَيْهِ وَفَارَقُوهُ أَمَرَ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ لَا يَدْخُلَنَّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَّا رَجُلٌ قَدْ حَمَلَ الْقُرْآنَ ، فَلَمَّا أَنِ امْتَلأَ الدَّارُ مِنَ الْقُرَّاءِ دَعَا بِمُصْحَفٍ عَظِيمٍ فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَطَفِقَ يَصُكُّهُ بِيَدِهِ ، وَيَقُولُ : أَيُّهَا الْمُصْحَفُ ، حَدِّثِ النَّاسَ ، فَنَادَاهُ النَّاسُ فَقَالُوا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا تَسْأَلُهُ عَنْهُ ؟ ، إِنَّمَا هُوَ وَرَقٌ وَمِدَادٌ (1) وَنَحْنُ نَتَكَلَّمُ بِمَا رَأَيْنَا مِنْهُ , فَمَاذَا تُرِيدُ ؟ , قَالَ : أَصْحَابُكُمُ الَّذِينَ خَرَجُوا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ كِتَابُ اللَّهِ ، يَقُولُ اللَّهُ - عز وجل - فِي امْرَأَةٍ وَرَجُلٍ : { وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا } (2) فَأُمَّةُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - أَعْظَمُ حُرْمَةً مِنِ امْرَأَةٍ وَرَجُلٍ ، وَنَقَمُوا أَنْ كَاتَبْتُ مُعَاوِيَةَ , وَقَدْ جَاءَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْحُدَيْبِيَةِ حِينَ صَالَحَ قَوْمَهُ قُرَيْشًا ، فَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " ، فَقَالَ سُهَيْلٌ : لَا تَكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، قَالَ : " فَكَيْفَ أَكْتُبُ ؟ " ، قَالَ : اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " اكْتُبْ " ، ثُمَّ قَالَ : " اكْتُبْ : مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ " ، قَالُوا : لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ لَمْ نُخَالِفْكَ ، فَكَتَبَ : " هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قُرَيْشًا " ، يَقُولُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ } (3) ) (4) ( فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ - رضي الله عنهما -, فَخَرَجْتُ مَعَهُ , حَتَّى إِذَا تَوَسَّطْنَا عَسْكَرَهُمْ قَامَ ابْنُ الْكَوَّاءِ يَخْطُبُ النَّاسَ فَقَالَ : يَا حَمَلَةَ الْقُرْآنِ ، إِنَّ هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ , فَمَنْ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُهُ فَأَنَا أَعْرِفُهُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ، هَذَا مِمَّنْ نَزَلَ فِيهِ وَفِي قَوْمِهِ : { بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ } (5) فَرُدُّوهُ إِلَى صَاحِبِهِ وَلَا تُوَاضِعُوهُ كِتَابَ اللَّهِ ) (6) ( فَقَامَ خُطَبَاؤُهُمْ فَقَالُوا : لَا وَاللَّهِ لَنُوَاضِعَنَّهُ كِتَابَ اللَّهِ ) (7) ( فَإِنْ جَاءَ بِحَقٍّ نَعْرِفُهُ لَنَتَّبِعَنَّهُ ، وَإِنْ جَاءَ بِبَاطِلٍ لَنُبَكِّتَنَّهُ (8) بِبَاطِلِهِ ) (9) ( وَلَنَرُدَّنَّهُ إِلَى صَاحِبِهِ ) (10) ( فَوَاضَعُوهُ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، فَرَجَعَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ آلافٍ كُلُّهُمْ تَائِبٌ بَيْنَهُمُ ابْنُ الْكَوَّاءِ ، حَتَّى أَدْخَلَهُمْ عَلَى عَلِيٍّ , فَبَعَثَ عَلِيٌّ إِلَى بَقِيَّتِهِمْ فَقَالَ : قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِنَا وَأَمْرِ النَّاسِ مَا قَدْ رَأَيْتُمْ , فَقِفُوا حَيْثُ شِئْتُمْ حَتَّى تَجْتَمِعَ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - ، وَتَنْزِلُوا حَيْثُ شِئْتُمْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ نَقِيَكُمْ رِمَاحَنَا مَا لَمْ تَقْطَعُوا سَبِيلا أَوْ تُطِيلُوا دَمًا ، فَإِنَّكُمْ إِنْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ فَقَدْ نَبَذْنَا إِلَيْكُمُ الْحَرْبَ عَلَى سَوَاءٍ ، إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ، فَقَالَتْ لِي عَائِشَةُ - رضي الله عنها - : يَا ابْنَ شَدَّادٍ فَقَدْ قَتَلَهُمْ , فَقُلْتُ : وَاللَّهِ مَا بَعَثَ إِلَيْهِمْ حَتَّى قَطَعُوا السَّبِيلَ ، وَسَفَكُوا الدِّمَاءَ بِغَيْرِ حَقِّ اللَّهِ ، وَقَتَلُوا ابْنَ خَبَّابٍ , وَاسْتَحَلُّوا أَهْلَ الذِّمَّةِ ، فَقَالَتْ : آللَّهِ ؟ , قُلْتُ : آللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ، قَالَتْ : فَمَا شَيْءٌ بَلَغَنِي عَنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ يَتَحَدَّثُونَ بِهِ ، يَقُولُونَ : ذُو الثُّدَيِّ ذُو الثُّدَيِّ ، فَقُلْتُ : قَدْ رَأَيْتُهُ وَوَقَفْتُ عَلَيْهِ مَعَ عَلِيٍّ فِي الْقَتْلَى ، فَدَعَا النَّاسَ فَقَالَ : هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ ، فَكَانَ أَكْثَرُ مَنْ جَاءَ يَقُولُ : قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَسْجِدِ بَنِي فُلَانٍ يُصَلِّي ، وَرَأَيْتُهُ فِي مَسْجِدِ بَنِي فُلَانٍ يُصَلِّي ، فَلَمْ يَأْتِ بِثَبْتٍ يُعْرَفُ إِلَّا ذَلِكَ ، قَالَتْ : فَمَا قَوْلُ عَلِيٍّ حِينَ قَامَ عَلَيْهِ كَمَا يَزْعُمُ أَهْلُ الْعِرَاقِ ؟ ، قُلْتُ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، قَالَتْ : وَهَلْ سَمِعْتَهُ أَنْتَ مِنْهُ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ ؟ , فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ لَا ، فَقَالَتْ : أَجَلْ ، صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ) (11) ( يَرْحَمُ اللَّهُ عَلِيًّا إِنَّهُ كَانَ مِنْ كَلَامِهِ لَا يَرَى شَيْئًا يُعْجِبُهُ إِلَّا قَالَ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَيَذْهَبُ أَهْلُ الْعِرَاقِ يَكْذِبُونَ عَلَيْهِ وَيَزِيدُونَ عَلَيْهِ فِي الْحَدِيثِ ) (12) .
__________
(1) أَيْ : ورق وحبر .
(2) [النساء/35]
(3) [الأحزاب/21]
(4) ( ك ) 2657 ، ( حم ) 656 ، صححه الألباني في الإرواء : 2459
(5) [الزخرف/58]
(6) ( حم ) 656 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
(7) ( ك ) 2657
(8) التبكيت : التقريع والتوبيخ .
(9) ( حم ) 656
(10) ( يع ) 474
(11) ( ك ) 2657
(12) ( حم ) 656(4/524)
( د ) , وَعَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ :
قُلْتُ لِعَلِيٍّ - رضي الله عنه - : أَخْبِرْنَا عَنْ مَسِيرِكَ هَذَا (1) أَعَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيْكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمْ رَأْيٌ رَأَيْتَهُ ؟ فَقَالَ : مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِشَيْءٍ , وَلَكِنَّهُ رَأْيٌ رَأَيْتُهُ . (2)
__________
(1) أَيْ : إِلَى بِلَاد الْعِرَاق لِقِتَالِ مُعَاوِيَة , أَوْ مَسِيرك إِلَى الْبَصْرَة لِقِتَالِ الزُّبَيْر ب ،
وَبَيَانه كَمَا قَالَ اِبْن سَعْد أَنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - بُويِعَ بِالْخِلَافَةِ الْغَدَ مِنْ قَتْل عُثْمَان بِالْمَدِينَةِ , فَبَايَعَهُ جَمِيع مَنْ كَانَ بِهَا مِنْ الصَّحَابَة ، وَيُقَال إِنَّ طَلْحَة وَالزُّبَيْرببَايَعَا كَارِهَيْنِ غَيْر طَائِعَيْنِ , ثُمَّ خَرَجَا إِلَى مَكَّة وَعَائِشَة ك بِهَا , فَأَخَذَاهَا وَخَرَجَا بِهَا إِلَى الْبَصْرَة ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا فَخَرَجَ إِلَى الْعِرَاق , فَلَقِيَ بِالْبَصْرَةِ طَلْحَة وَالزُّبَيْر وَعَائِشَة وَمَنْ مَعَهُمْ وَهِيَ وَقْعَة الْجَمَل وَكَانَتْ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سَنَة سِتّ وَثَلَاثِينَ ، وَقُتِلَ بِهَا طَلْحَة وَالزُّبَيْر وَغَيْرهمَا ، وَبَلَغَتْ الْقَتْلَى ثَلَاثَة عَشَرَ أَلْفًا ، وَقَامَ عَلِيّ بِالْبَصْرَةِ خَمْس عَشْرَة لَيْلَة ، ثُمَّ اِنْصَرَفَ إِلَى الْكُوفَة , ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْهِ مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان وَمَنْ مَعَهُ بِالشَّامِ فَبَلَغَ عَلِيًّا فَسَارَ فَالْتَقَوْا بِصِفِّينَ فِي صَفَر سَنَة سَبْع وَثَلَاثِينَ , وَدَامَ الْقِتَال بِهَا أَيَّامًا , اِنْتَهَى مُخْتَصَرًا مِنْ تَارِيخ الْخُلَفَاء , عون المعبود - (ج 10 / ص 183)
(2) مسند الصحابة في الكتب التسعة_2 - (1 / 40)
( د ) 4666 , ( حم ) 1270 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(4/525)
( ك ) , وَعَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
كُنْتُ أَنَا وَعَلِيٌّ - رضي الله عنه - رَفِيقَيْنِ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ الْعُشَيْرَةِ ، " فَلَمَّا نَزَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَقَامَ بِهَا " رَأَيْنَا أُنَاسًا مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ يَعْمَلُونَ فِي عَيْنٍ لَهُمْ فِي نَخْلٍ فَقَالَ لِي عَلِيٌّ يَا أَبَا الْيَقْظَانِ هَلْ لَكَ أَنْ تَأْتِيَ هَؤُلَاءِ فَنَنْظُرَ كَيْفَ يَعْمَلُونَ فَجِئْنَاهُمْ فَنَظَرْنَا إِلَى عَمَلِهِمْ سَاعَةً ثُمَّ غَشِيَنَا النَّوْمُ فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَعَلِيٌّ فَاضْطَجَعْنَا فِي صَوْرٍ (1) مِنْ النَّخْلِ فِي دَقْعَاءَ (2) مِنْ التُّرَابِ فَنِمْنَا , " فَوَاللَّهِ مَا أَيْقَظَنَا إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُحَرِّكُنَا بِرِجْلِهِ - وَقَدْ تَتَرَّبْنَا مِنْ تِلْكَ الدَّقْعَاءِ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِعَلِيٍّ : يَا أَبَا تُرَابٍ - لِمَا يَرَى عَلَيْهِ مِنَ التُّرَابِ - أَلَا أُحَدِّثُكُمَا بِأَشْقَى النَّاسِ ؟ " , فَقُلْنَا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " رَجُلَيْنِ : أُحَيْمِرُ ثَمُودَ (3) الَّذِي عَقَرَ النَّاقَةَ (4) وَالَّذِي يَضْرِبُكَ يَا عَلِيُّ عَلَى هَذِهِ - يَعْنِي قَرْنَهُ - حَتَّى تَبْتَلَّ هَذِهِ مِنَ الدَّمِ - يَعْنِي لِحْيَتَهُ - " (5)
__________
(1) الصَّوْر : الجماعةُ من النَّخْل ولا واحدَ له من لفظه ويجمعُ على صِيَران .النهاية في غريب الأثر - (3 / 122)
(2) الدقعاء : التراب الدقيق على وجه الأرض .
(3) الأُحَيْمِر : الأُكَيْلِفُ الوجهِ . لسان العرب - (ج 3 / ص 369)
(4) العَقْر : ضرب قوائم البعير أو الشاة بالسيف وهو قائم .
(5) ( ك ) 4679 , ( حم ) 18347 ، ( ن ) 8538 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 2589 , الصَّحِيحَة : 1743(4/526)
( هق ) , وَعَنْ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيَّ قَالَ :
عُدْتُ عَلِيًّا - رضي الله عنه - فِي شَكْوًى لَهُ اشْتَكَاهَا , فَقُلْتُ لَهُ : لَقَدْ تَخَوَّفْنَا عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِى شَكْوَاكَ هَذَا , فَقَالَ : لَكِنِّي وَاللَّهِ مَا تَخَوَّفْتُ عَلَى نَفْسِي مِنْهُ ؛ لِأَنِّي سَمِعْتُ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِنَّكَ سَتُضْرَبُ ضَرْبَةً هَهُنَا وَضَرْبَةً هَهُنَا , - وَأَشَارَ إِلَى صُدْغَيْهِ - فَيَسِيلُ دَمُهَا حَتَّى يَخْضِبَ لِحْيَتَكَ , وَيَكُونَ صَاحِبُهَا أَشْقَاهَا كَمَا كَانَ عَاقِرُ النَّاقَةِ أَشْقَى ثَمُودَ . (1)
__________
(1) ( هق ) 15848 ، ( ك ) 4590 ، ( يع ) 569 ، الصَّحِيحَة : 1088(4/527)
( حم ) , وَعَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ قَالَ :
( خَطَبَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ب بَعْدَ قَتْلِ عَلِيٍّ فَقَالَ : لَقَدْ فَارَقَكُمْ رَجُلٌ بِالْأَمْسِ , مَا سَبَقَهُ الْأَوَّلُونَ بِعِلْمٍ , وَلَا أَدْرَكَهُ الْآخِرُونَ , " إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيَبْعَثُهُ وَيُعْطِيهِ الرَّايَةَ " ) (1) ( جِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِهِ , وَمِيكَائِيلُ عَنْ شِمَالِهِ ) (2) ( فَلَا يَنْصَرِفُ حَتَّى يُفْتَحَ لَهُ , وَمَا تَرَكَ مِنْ صَفْرَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ (3) إِلَّا سَبْعَ مِائَةِ دِرْهَمٍ ) (4) ( فَضَلَتْ مِنْ عَطَائِهِ , أَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَ بِهَا خَادِمًا لِأَهْلِهِ ) (5)
__________
(1) ( حم ) 1720 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حسن .
(2) ( حم ) 1719 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حسن .
(3) أَيْ : ما ترك ذهبا ولا فضة .
(4) ( حم ) 1720
(5) ( حب ) 6936 ، ( حم ) 1720 ، انظر الصَّحِيحَة : 2496(4/528)
( 9 ) مَنَاقِبُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ - رضي الله عنه -
( حب ) , وَعَنْ عُرْوَةَ قَالَ :
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِبلأَبِيهِ : يَا أَبَتِ ، حَدِّثْنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى أُحَدِّثَ عَنْكَ فَإِنَّ كُلَّ أَبْنَاءِ الصَّحَابَةِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : يَا بُنَيَّ ، مَا مِنْ أَحَدٍ صَحِبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِصُحْبَةٍ إِلَّا وَقَدْ صَحِبْتُهُ مِثْلَهَا أَوْ أَفْضَلَ ، وَلَقَدْ عَلِمْتَ يَا بُنَيَّ أَنَّ أُمَّكَ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ كَانَتْ تَحْتِي ، وَلَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ خَالَتُكَ ، وَلَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ أُمِّي صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَأَنَّ أَخْوَالِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَبُو طَالِبٍ وَالْعَبَّاسُ ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ابْنُ خَالِي ، وَلَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ عَمَّتِي خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَكَانَتْ تَحْتَهُ ، وَأَنَّ ابْنَتَهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَلَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ أُمَّهُ - صلى الله عليه وسلم - آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ ، وَأَنَّ أُمَّ صَفِيَّةَ وَحَمْزَةَ هَالَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ ، وَلَقَدْ صَحِبْتُهُ بِأَحْسَنَ صُحْبَةٍ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (1)
__________
(1) ( حب ) 6982 ، انظر صحيح موارد الظمآن : 1857 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح .(4/529)
( خ م ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْأَحْزَابِ : مَنْ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ ؟ " , فَقَالَ الزُّبَيْرُ : أَنَا , ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ ؟ " , فَقَالَ الزُّبَيْرُ : أَنَا , ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ ؟ " , فَقَالَ الزُّبَيْرُ : أَنَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيَّ (1) وَإِنَّ حَوَارِيَّيَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ " (2)
__________
(1) قال سُفْيَانُ الثوري : الْحَوَارِيُّ : النَّاصِرُ .
(2) ( خ ) 3887 ، ( م ) 48 - ( 2415 ) ، ( ت ) 3745 ، ( حم ) 14336(4/530)
( خ م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ - رضي الله عنهما - قَالَ :( كُنْتُ أَنَا وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ مَعَ النِّسْوَةِ فِي أُطُمِ (1) حَسَّانَ , فَكَانَ يُطَأْطِئُ لِي مَرَّةً فَأَنْظُرُ , وَأُطَأْطِئُ لَهُ مَرَّةً فَيَنْظُرُ ) (2) ( فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِالزُّبَيْرِ عَلَى فَرَسِهِ يَخْتَلِفُ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا , فَلَمَّا رَجَعْتُ قُلْتُ : يَا أَبَتِ رَأَيْتُكَ تَخْتَلِفُ ) (3) ( فَقَالَ : وَرَأَيْتَنِي يَا بُنَيَّ ؟ , قُلْتُ : نَعَمْ ) (4) ( قَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : مَنْ يَأْتِ بَنِي قُرَيْظَةَ فَيَأْتِينِي بِخَبَرِهِمْ ؟ " , فَانْطَلَقْتُ , فَلَمَّا رَجَعْتُ جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَبَوَيْهِ فَقَالَ : " فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي " ) (5)
__________
(1) الْأُطُم : البناء المرتفع .
(2) ( م ) 49 - ( 2416 ) ، ( خ ) 3515
(3) ( خ ) 3515
(4) ( م ) 49 - ( 2416 )
(5) ( خ ) 3515 ، ( م ) 49 - ( 2416 ) ، ( ت ) 3743 ، ( حم ) 1409(4/531)
( خ ) , وَعَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ - رضي الله عنه - قَالَ :
لَقِيتُ يَوْمَ بَدْرٍ عُبَيْدَةَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ مُدَجَّجٌ لَا يُرَى مِنْهُ إِلَّا عَيْنَاهُ وَهُوَ يُكْنَى : أَبُو ذَاتِ الْكَرِشِ , فَقَالَ : أَنَا أَبُو ذَاتِ الْكَرِشِ , فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ بِالْعَنَزَةِ فَطَعَنْتُهُ فِي عَيْنِهِ فَمَاتَ , قَالَ الزُّبَيْرُ : لَقَدْ وَضَعْتُ رِجْلِي عَلَيْهِ ثُمَّ تَمَطَّأْتُ , فَكَانَ الْجَهْدَ أَنْ نَزَعْتُهَا وَقَدْ انْثَنَى طَرَفَاهَا , قَالَ عُرْوَةُ : " فَسَأَلَهُ إِيَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " فَأَعْطَاهُ , فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَهَا , ثُمَّ طَلَبَهَا أَبُو بَكْرٍ فَأَعْطَاهُ , فَلَمَّا قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ سَأَلَهَا إِيَّاهُ عُمَرُ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا , فَلَمَّا قُبِضَ عُمَرُ أَخَذَهَا , ثُمَّ طَلَبَهَا عُثْمَانُ مِنْهُ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا , فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ وَقَعَتْ عِنْدَ آلِ عَلِيٍّ , فَطَلَبَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ , فَكَانَتْ عِنْدَهُ حَتَّى قُتِلَ . (1)
__________
(1) ( خ ) 3776(4/532)
( خ ) , وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ :
قَالَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لِلزُّبَيْرِ - رضي الله عنه - يَوْمَ الْيَرْمُوكِ : أَلَا تَشُدُّ فَنَشُدَّ مَعَكَ ؟ , فَقَالَ : إِنِّي إِنْ شَدَدْتُ كَذَبْتُمْ , فَقَالُوا : لَا نَفْعَلُ , فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ حَتَّى شَقَّ صُفُوفَهُمْ فَجَاوَزَهُمْ وَمَا مَعَهُ أَحَدٌ , ثُمَّ رَجَعَ مُقْبِلًا , فَأَخَذُوا بِلِجَامِهِ فَضَرَبُوهُ ضَرْبَتَيْنِ عَلَى عَاتِقِهِ , بَيْنَهُمَا ضَرْبَةٌ ضُرِبَهَا يَوْمَ بَدْرٍ , قَالَ عُرْوَةُ : فَكُنْتُ أُدْخِلُ أَصَابِعِي فِي تِلْكَ الضَّرَبَاتِ أَلْعَبُ وَأَنَا صَغِيرٌ ، قَالَ عُرْوَةُ : وَكَانَ مَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ يَوْمَئِذٍ وَهُوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ ، فَحَمَلَهُ عَلَى فَرَسٍ وَوَكَّلَ بِهِ رَجُلًا . (1)
__________
(1) ( خ ) 3756(4/533)
( خ ) , وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ :
كَانَ فِي الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ - رضي الله عنه - ثَلَاثُ ضَرَبَاتٍ بِالسَّيْفِ إِحْدَاهُنَّ فِي عَاتِقِهِ , قَالَ : إِنْ كُنْتُ لَأُدْخِلُ أَصَابِعِي فِيهَا وَأَنَا صَغِير , قَالَ : ضُرِبَ ثِنْتَيْنِ يَوْمَ بَدْرٍ , وَوَاحِدَةً يَوْمَ الْيَرْمُوكِ , وَقَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ حِينَ قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ : يَا عُرْوَةُ , هَلْ تَعْرِفُ سَيْفَ الزُّبَيْرِ ؟ , قُلْتُ : نَعَمْ , قَالَ : فَمَا فِيهِ ؟ , قُلْتُ : فِيهِ فَلَّةٌ (1) فُلَّهَا يَوْمَ بَدْرٍ , قَالَ : صَدَقْتَ , بِهِنَّ فُلُولٌ مِنْ قِرَاعِ الْكَتَائِبِ (2) ثُمَّ رَدَّهُ عَلَيَّ , قَالَ هِشَامٌ (3) : فَأَقَمْنَاهُ (4) بَيْنَنَا ثَلَاثَةَ آلَافٍ وَأَخَذَهُ بَعْضُنَا , وَلَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ أَخَذْتُهُ , قَالَ هِشَامٌ : وَكَانَ سَيْفُ الزُّبَيْرِ مُحَلًّى بِفِضَّةٍ , وَكَانَ سَيْفُ عُرْوَةَ مُحَلًّى بِفِضَّةٍ . (5)
__________
(1) أَيْ : كُسِرَتْ قِطْعَة مِنْ حَدّه .فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 309)
(2) هَذَا شَطْر مِنْ بَيْت مَشْهُور مِنْ قَصِيدَة مَشْهُورَة لِلنَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيّ وَأَوَّلهَا :
كِلِينِي لِهَمٍّ يَا أُمَيْمَة نَاصِب وَلَيْل أُقَاسِيه بَطِيء الْكَوَاكِب
ويَقُول فِيهَا :
وَلَا عَيْب فِيهِمْ غَيْر أَنَّ سُيُوفهمْ بِهِنَّ فُلُول مِنْ قِرَاع الْكَتَائِب
وَهُوَ مِنْ الْمَدْح فِي مَعْرِض الذَّمّ ، لِأَنَّ الْفَلّ فِي السَّيْف نَقْص حِسِّيّ ،
لَكِنَّهُ لَمَّا كَانَ دَلِيلًا عَلَى قُوَّة سَاعِد صَاحِبه كَانَ مِنْ جُمْلَة كَمَالِهِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 309)
(3) هُوَ اِبْن عُرْوَة .
(4) أَيْ : ذَكَرْنَا قِيمَته ، تَقُول قَوَّمْت الشَّيْء وَأَقَمْته أَيْ ذَكَرْت مَا يَقُوم مَقَامه مِنْ الثَّمَن . فتح الباري (ج11 / ص 309)
(5) ( خ ) 3974(4/534)
( ت ) , وَعَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ - رضي الله عنه - قَالَ :
مَا مِنِّي عُضْوٌ إِلَّا وَقَدْ جُرِحَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , حَتَّى انْتَهَى ذَاكَ إِلَى فَرْجِي . (1)
__________
(1) ( ت ) 3746(4/535)
( خ ) , وَعَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ :
أَصَابَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - رضي الله عنه - رُعَافٌ شَدِيدٌ سَنَةَ الرُّعَافِ حَتَّى حَبَسَهُ عَنْ الْحَجِّ ، وَأَوْصَى ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ : اسْتَخْلِفْ , قَالَ : وَقَالُوهُ ؟ , قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : وَمَنْ ؟ , فَسَكَتَ , فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ , أَحْسِبُهُ الْحَارِثَ , فَقَالَ : اسْتَخْلِفْ , فَقَالَ عُثْمَانُ : وَقَالُوا ؟ , فَقَالَ : نَعَمْ , قَالَ : وَمَنْ هُوَ ؟ فَسَكَتَ , قَالَ : فَلَعَلَّهُمْ قَالُوا : الزُّبَيْرَ ؟ , قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَخَيْرُهُمْ مَا عَلِمْتُ , وَإِنْ كَانَ لَأَحَبَّهُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - . (1)
_________
(1) ( خ ) 3512 ، ( حم ) 455(4/536)
( 10 ) مَنَاقِبُ طَلْحَةِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه -
( ت ) , عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِأَعْرَابِيٍّ جَاهِلٍ : سَلْهُ عَمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ مَنْ هُوَ - وَكَانُوا لَا يَجْتَرِئُونَ عَلَى مَسْأَلَتِهِ , يُوَقِّرُونَهُ وَيَهَابُونَهُ - فَسَأَلَهُ الْأَعْرَابِيُّ , " فَأَعْرَضَ عَنْهُ " , ثُمَّ سَأَلَهُ , " فَأَعْرَضَ عَنْهُ " ثُمَّ سَأَلَهُ , " فَأَعْرَضَ عَنْهُ " , ثُمَّ إِنِّي اطَّلَعْتُ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ وَعَلَيَّ ثِيَابٌ خُضْرٌ , " فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : أَيْنَ السَّائِلُ عَمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ ؟ " , قَالَ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " هَذَا مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ " (1)
__________
(1) ( ت ) 3203 ، ( جة ) 126 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 6998 , الصَّحِيحَة تحت حديث : 125(4/537)
( ت ) , وَعَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ :
دَخَلْتُ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَب, فَقَالَ : أَلَا أُبَشِّرُكَ ؟ , قُلْتُ : بَلَى , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " طَلْحَةُ مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ " (1)
__________
(1) ( ت ) 3202 , ( جة ) 127 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 3916(4/538)
( ت ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى شَهِيدٍ يَمْشِي عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ , فَلْيَنْظُرْ إِلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 3739 ، ( جة ) 125 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5962 , الصَّحِيحَة : 125 ، 126(4/539)
( س ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَوَلَّى النَّاسُ , " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي نَاحِيَةٍ فِي اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ , وَفِيهِمْ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ , فَأَدْرَكَهُمْ الْمُشْرِكُونَ , فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَقَالَ : مَنْ لِلْقَوْمِ ؟ " , فَقَالَ طَلْحَةُ : أَنَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " كَمَا أَنْتَ " , فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَقَالَ : " أَنْتَ " , فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ , " ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا الْمُشْرِكُونَ , فَقَالَ : مَنْ لِلْقَوْمِ ؟ " , فَقَالَ طَلْحَةُ : أَنَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " كَمَا أَنْتَ " , فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ : أَنَا , فَقَالَ : " أَنْتَ " , فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ , " ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَقُولُ ذَلِكَ " وَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَيُقَاتِلُ قِتَالَ مَنْ قَبْلَهُ حَتَّى يُقْتَلَ , حَتَّى بَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ لِلْقَوْمِ ؟ " , فَقَالَ طَلْحَةُ : أَنَا , فَقَاتَلَ طَلْحَةُ قِتَالَ الْأَحَدَ عَشَرَ حَتَّى ضُرِبَتْ يَدُهُ فَقُطِعَتْ أَصَابِعُهُ , فَقَالَ : حَسِّ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَوْ قُلْتَ بِسْمِ اللَّهِ , لَرَفَعَتْكَ الْمَلَائِكَةُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ حَتَّى تَلِجَ بِكَ فِي جَوِّ السَّمَاءِ ، ثُمَّ صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ مُجْتَمِعُونَ , وَرَدَّ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ " (1)
__________
(1) ( س ) 3149 ، انظر الصَّحِيحَة : 2171(4/540)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ :
" لَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَعْضِ تِلْكَ الْأَيَّامِ الَّتِي قَاتَلَ فِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - غَيْرُ طَلْحَةَ وَسَعْدٍ ب عَنْ حَدِيثِهِمَا " (1)
__________
(1) ( خ ) 3723 , ( م ) 47 - ( 2414 )(4/541)
( خ ) , وَعَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ :
رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ - رضي الله عنه - الَّتِي وَقَى بِهَا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - [ يَوْمَ أُحُدٍ ] (1) قَدْ شَلَّتْ . (2)
__________
(1) ( خ ) 4063
(2) ( خ ) 3724 ، ( جة ) 128 ، ( حم ) 1385(4/542)
( ت ) , وَعَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - دِرْعَانِ يَوْمَ أُحُدٍ , فَنَهَضَ إِلَى الصَّخْرَةِ فَلَمْ يَسْتَطِعْ , فَأَقْعَدَ طَلْحَةَ تَحْتَهُ , فَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَيْهِ حَتَّى اسْتَوَى عَلَى الصَّخْرَةِ " , قَالَ الزُّبَيْرُ : فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " أَوْجَبَ طَلْحَةُ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : الْجَنَّةَ كَمَا فِي رِوَايَةٍ ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ أَثْبَتَهَا لِنَفْسِهِ بِعَمَلِهِ هَذَا أَوْ بِمَا فَعَلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ ، فَإِنَّهُ خَاطَرَ بِنَفْسِهِ يَوْمَ أُحُدٍ وَفَدَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَجَعَلَهَا وِقَايَةً لَهُ حَتَّى طُعِنَ بِبَدَنِهِ وَجُرِحَ جَمِيعُ جَسَدِهِ حَتَّى شُلَّتْ يَدُهُ بِبِضْعٍ وَثَمَانِينَ جِرَاحَةً . تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 374)
(2) ( ت ) 1692 ، ( حم ) 1417 ، انظر الصَّحِيحَة : 945 ، مختصر الشمائل : 89(4/543)
( طب ) , وَعَنْ سُعْدَى (1) بنت عوف المرية قَالَتْ :
دَخَلَ عَلَيَّ طَلْحَةُ يَوْمًا فَرَأَيْتُ مِنْهُ ثِقَلًا , فَقُلْتُ : مَا لَكَ ؟ , لَعَلَّ رَابَكَ مِنَّا شَيْءٌ فَنُعْتِبَكَ ، قَالَ : لَا , وَلَنِعْمَ حَلِيلَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ أَنْتِ , وَلَكِنِ اجْتَمَعَ عِنْدِي مَالٌ وَلَا أَدْرِي كَيْفَ أَصْنَعُ بِهِ , قَالَتْ : وَمَا يَغُمُّكَ مِنْهُ ؟ , أُدْعُ قَوْمَكَ فَاقْسِمْهُ بَيْنَهُمْ , فَقَالَ : يَا غُلامُ , عَلَيَّ قَوْمِي , فَسَأَلْتُ الْخَازِنَ : كَمْ قَسَمَ ؟ , قَالَ : أَرْبَعَمِائَةِ أَلْفٍ . (2)
__________
(1) امْرَأةُ طلحة بن عبيد الله .
(2) ( طب ) ج1ص112ح195 ، ( ك ) 5615 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 925(4/544)
( 11 ) مَنَاقِبُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ - رضي الله عنه -
( ت حم ) , عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ :
( بَاعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ - رضي الله عنه - أَرْضًا لَهُ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ ، فَقَسَمَهُ فِي فُقَرَاءِ بَنِي زُهْرَةَ ، وَفِي الْمُهَاجِرِينَ ، وَأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ الْمِسْوَرُ : فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها بِنَصِيبِهَا ، فَقَالَتْ : مَنْ أَرْسَلَ بِهَذَا ؟ , فَقُلْتُ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، قَالَتْ : أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " ) (1) ( إِنَّ أَمْرَكُنَّ مِمَّا يُهِمُّنِي بَعْدِي ، وَلَنْ ) (2) ( وَلَا يَحِنُّ عَلَيْكُنَّ بَعْدِي إِلَّا الصَّابِرُونَ " ) (3) ( ثُمَّ قَالَتْ عَائِشَةُ : فَسَقَى اللَّهُ أَبَاكَ مِنْ سَلْسَبِيلِ الْجَنَّةِ - تُرِيدُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ - ) (4) .
__________
(1) ( حم ) 24768 ، انظر الصحيحة : 1845 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث حسن .
(2) ( ت ) 3749
(3) ( حم ) 25076 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث حسن .
(4) ( ت ) 3749 ، ( حم ) 24529 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 1379 ، الصَّحِيحَة : 1594(4/545)
( خ ) , وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ :
( أُتِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ - رضي الله عنه - يَوْمًا بِطَعَامِهِ ) (1) ( فَقَالَ : قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي ) (2) ( فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مَا يُكَفَّنُ فِيهِ إِلَّا بُرْدَةٌ (3) ) (4) ( إِنْ غُطِّيَ رَأْسُهُ بَدَتْ رِجْلَاهُ , وَإِنْ غُطِّيَ رِجْلَاهُ بَدَا رَأْسُهُ , وَقُتِلَ حَمْزَةُ وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي ) (5) ( فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مَا يُكَفَّنُ فِيهِ إِلَّا بُرْدَةٌ ) (6) ( ثُمَّ بُسِطَ لَنَا مِنْ الدُّنْيَا مَا بُسِطَ ) (7) ( لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ نَكُونَ قَدْ عُجِّلَتْ لَنَا طَيِّبَاتُنَا فِي حَيَاتِنَا الدُّنْيَا , ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي ) (8) ( حَتَّى تَرَكَ الطَّعَامَ ) (9) .
__________
(1) ( خ ) 1274
(2) ( خ ) 1275
(3) البْرُدُ والبُرْدة : الشَّمْلَةُ المخطَّطة ، وقيل كِساء أسود مُرَبَّع فيه صورٌ .
(4) ( خ ) 1274
(5) ( خ ) 1275
(6) ( خ ) 1274
(7) ( خ ) 1275
(8) ( خ ) 1274
(9) ( خ ) 1275(4/546)
( 12 ) مَنَاقِبُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه -
( ت ) , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :أَقْبَلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " هَذَا خَالِي , فَلْيُرِنِي امْرُؤٌ خَالَهُ (1) " (2)
__________
(1) كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ , وَكَانَتْ أُمُّ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ بَنِي زُهْرَةَ , فَلِذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " هَذَا خَالِي "
(2) ( ت ) 3786 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6994 , المشكاة : 6118(4/547)
( خ ) , وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
مَا أَسْلَمَ أَحَدٌ فِي الْيَوْمِ الَّذِي أَسْلَمْتُ فِيهِ , وَلَقَدْ مَكَثْتُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَإِنِّي لَثُلُثُ الْإِسْلَامِ . (1)
__________
(1) ( خ ) 3521 ، ( جة ) 132(4/548)
( خ م حم ) , وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( وَاللَّهِ إِنِّي لَأَوَّلُ رَجُلٍ مِنْ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) (1) ( وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَابِعَ سَبْعَةٍ ) (2) ( مَا لَنَا طَعَامٌ نَأْكُلُهُ إِلَّا وَرَقُ الْحُبْلَةِ وَهَذَا السَّمُرُ (3) حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ (4) كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ ) (5) ( مَا لَهُ خِلْطٌ (6) ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي (7) عَلَى الْإِسْلَامِ , لَقَدْ خِبْتُ إِذًا وَضَلَّ ) (8) ( سَعْيِي ) (9) ( وَكَانُوا وَشَوْا بِهِ إِلَى عُمَرَ - رضي الله عنه - , فَقَالُوا : لَا يُحْسِنُ يُصَلِّي ) (10) .
__________
(1) ( م ) 12 - ( 2966 ) ، ( خ ) 3522 ، ( جة ) 131
(2) ( حم ) 1498 ، ( خ ) 5096
(3) الْمُرَاد بِهِ ثَمَر الْعِضَاه وَثَمَر السَّمَر ، وَهُوَ يُشْبِه اللُّوبِيَا ، وَقِيلَ الْمُرَاد عُرُوق الشَّجَر . فتح الباري (ج15 / ص 301)
(4) كِنَايَة عَنْ الَّذِي يَخْرُج مِنْهُ فِي حَال التَّغَوُّط . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 273)
(5) ( م ) 12 - ( 2966 ) ، ( خ ) 6088
(6) أَيْ : يَصِير بَعْرًا لَا يَخْتَلِط مِنْ شِدَّة الْيُبْس النَّاشِئ عَنْ قَشَف الْعَيْش . فتح الباري (ج 18 / ص 273)
(7) مَعْنَاهُ : تُقَوِّمنِي وَتُعَلِّمنِي ، وَمِنْهُ تَعْزِير السُّلْطَان وَهُوَ التَّقْوِيم بِالتَّأْدِيبِ ،
وَالْمَعْنَى أَنَّ سَعْدًا أَنْكَرَ أَهْلِيَّة بَنِي أَسَد لِتَعْلِيمِهِ الْأَحْكَام مَعَ سَابِقِيَّتِهِ وَقِدَم صُحْبَته . فتح الباري (ج 18 / ص 273)
(8) ( خ ) 3522 ، ( م ) 12 - ( 2966 )
(9) ( خ ) 5096 ، ( ت ) 2365 ، ( حم ) 1498
(10) ( خ ) 3522(4/549)
( خ م حم ) , وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - جَمَعَ أَبَوَيْهِ لِأَحَدٍ إِلَّا لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - , فَإِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ أُحُدٍ ) (1) ( - وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ قَدْ أَحْرَقَ الْمُسْلِمِينَ (2) - ) (3) ( فَنَثَلَ لَهُ (4) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كِنَانَتَهُ ) (5) ( وَقَالَ لَهُ : ارْمِ يَا سَعْدُ , فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي " ) (6) ( قَالَ سَعْدٌ : فَنَزَعْتُ لَهُ بِسَهْمٍ لَيْسَ فِيهِ نَصْلٌ , فَأَصَبْتُ جَنْبَهُ فَسَقَطَ فَانْكَشَفَتْ عَوْرَتُهُ , " فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى نَوَاجِذِهِ (7) " ) (8)
__________
(1) ( خ ) 3833 ، ( ت ) 2828
(2) أَيْ : أَثْخَنَ فِيهِمْ ، وَعَمِلَ فِيهِمْ نَحْو عَمَل النَّار . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 157)
(3) ( م ) 42 - م 2 - ( 2412 )
(4) أَيْ : أخرج له ما بداخلها من السهام .
(5) ( خ ) 3829
(6) ( حم ) 709 ، ( خ ) 2749 ، ( م ) 41 - ( 2411 )
(7) النواجذ : هي أواخُر الأسنان وقيل : التي بعد الأنياب .
(8) ( م ) 42 - م 2 - ( 2412 )(4/550)
( ت ) , وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لِسَعْدٍ إِذَا دَعَاكَ " (1)
__________
(1) ( ت ) 3751 ، ( حب ) 6990 ، انظر المشكاة : 6116 ، صحيح موارد الظمآن : 1858 ، وهداية الرواة : 6070(4/551)
( بز ) , وَعَنْ سَعْدٍ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
" اللَّهُمَّ سُقْ إِلَى هَذَا الطَّعَامِ عَبْدًا تُحِبُّهُ وَيُحِبُّكَ " , فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - . (1)
__________
(1) أخرجه البزار في "البحر الزخار" (4/46/ 1210) ، انظر الصَّحِيحَة : 3317(4/552)
( خ م ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ ) (1) ( أَرِقَ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَقَالَ : لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ " ) (2) ( قَالَتْ : فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ ) (3) ( إِذْ سَمِعْنَا صَوْتَ سِلَاحٍ ، فَقَالَ : " مَنْ هَذَا ؟ " ، قَالَ : أَنَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ) (4) ( يَا رَسُول اللَّهِ ) (5) ( فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا جَاءَ بِكَ ؟ " , قَالَ : وَقَعَ فِي نَفْسِي خَوْفٌ عَلَى رَسُول اللَّهِ ، فَجِئْتُ أَحْرُسُهُ , " فَدَعَا لَهُ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، ثُمَّ نَامَ ) (6) ( حَتَّى سَمِعْنَا غَطِيطَهُ " ) (7)
__________
(1) ( خ ) 2729
(2) ( خ ) 6804
(3) ( م ) 40 - ( 2410 )
(4) ( خ ) 2729
(5) ( خ ) 6804
(6) ( م ) 40 - ( 2410 ) ، ( خ ) 2729 ، ( ت ) 3756
(7) ( خ ) 6804 ، ( حم ) 25136(4/553)
( 13 ) مَنَاقِبُ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ - رضي الله عنه -
( ك ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :( " مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِعَمَّارٍ وَأَهْلِهِ وَهُمْ يُعَذَّبُونَ ) (1) ( فَقَالَ : صَبْرًا آلَ يَاسِرٍ ، فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْجَنَّةُ " ) (2)
__________
(1) ( ك ) 5666
(2) ( ك ) 5646 , ( طس ) 1508 , انظر صحيح السيرة ص154 ، وفقه السيرة ص103(4/554)
( م حم ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ قَالَ :
( حَضَرْنَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ - رضي الله عنه - وَهُوَ فِي سِيَاقَةِ الْمَوْتِ ) (1) ( فَجَزِعَ جَزَعًا شَدِيدًا ) (2) ( وَبَكَى طَوِيلًا , وَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْجِدَارِ ) (3) ( فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ) (4) ( جَعَلَ يُذَكِّرُ أَبَاهُ صُحْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَفُتُوحَهُ الشَّامَ ) (5) ( وَيَقُولُ : يَا أَبَتَاهُ ) (6) ( مَا هَذَا الْجَزَعُ ؟ ) (7) ( أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِكَذَا ؟ , أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِكَذَا ؟ ) (8) ( أَرَأَيْتَ رَجُلًا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يُحِبُّهُ , أَلَيْسَ رَجُلًا صَالِحًا ؟ , قَالَ : بَلَى , قَالَ : " فَقَدْ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يُحِبُّكَ , وَقَدْ اسْتَعْمَلَكَ " ) (9) ( فَأَقْبَلَ عَمْرٌو بِوَجْهِهِ فَقَالَ : ) (10) ( أَيْ بُنَيَّ قَدْ كَانَ ذَلِكَ , وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَدْرِي , أَحُبًّا ذَلِكَ كَانَ , أَمْ يَتَأَلَّفُنِي تَأَلُّفًا ) (11) فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَحُبًّا كَانَ لِي مِنْهُ أَوْ اسْتِعَانَةً بِي (12) ( وَلَكِنِّي أَشْهَدُ عَلَى رَجُلَيْنِ أَنَّهُ قَدْ فَارَقَ الدُّنْيَا وَهُوَ يُحِبُّهُمَا : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ , وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ ) (13) .
__________
(1) ( م ) 192 - ( 121 )
(2) ( حم ) 17816 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( م ) 192 - ( 121 )
(4) ( حم ) 17816
(5) ( حم ) 17815 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(6) ( م ) 192 - ( 121 )
(7) ( حم ) 17816
(8) ( م ) 192 - ( 121 )
(9) ( حم ) 17840 , 17816
(10) ( م ) 192 - ( 121 )
(11) ( حم ) 17816
(12) ( حم ) 17840 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : رجاله ثقات رجال الشيخين , إلا أنه منقطع , فالحسن البصري لم يسمع من عمرو بن العاص .
(13) ( حم ) 17816 , 17840(4/555)
( ت ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ الْجَنَّةَ لَتَشْتَاقُ إِلَى ثَلَاثَةٍ : عَلِيٍّ ، وَعَمَّارٍ ، وَسَلْمَانَ " (1)
__________
(1) ( ت ) 3797 ، ( يع ) 6772 ، ( ك ) 4666 ، صححه الألباني في صَحِيح الْجَامِع : 1598 ، وهداية الرواة : 6186 , وتراجع عن تضعيفه في ( ت ) .(4/556)
( خ م ) , وَعَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ :
( قَدِمْتُ الشَّامَ , فَأَتَيْتُ الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ ) (1) ( ثُمَّ قُلْتُ : اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا , فَأَتَيْتُ قَوْمًا فَجَلَسْتُ إِلَيْهِمْ , فَإِذَا شَيْخٌ قَدْ جَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِي , فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ , قَالُوا : أَبُو الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - , فَقُلْتُ : إِنِّي دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُيَسِّرَ لِي جَلِيسًا صَالِحًا فَيَسَّرَكَ لِي , قَالَ : مِمَّنْ أَنْتَ ؟ , قُلْتُ : مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ) (2) ( قَالَ : أَوَلَيْسَ عِنْدَكُمْ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ صَاحِبُ النَّعْلَيْنِ وَالْوِسَادِ وَالْمِطْهَرَةِ ؟ ، وَفِيكُمْ الَّذِي أَجَارَهُ اللَّهُ مِنْ الشَّيْطَانِ ) (3) ( عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَعْنِي عَمَّارًا - ) (4) ( أَوَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ سِرِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ غَيْرُهُ ؟ ) (5) ( فَقُلْتُ : بَلَى , قَالَ : كَيْفَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقْرَأُ { وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى } ؟ ) (6) ( فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ : { وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى , وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى , وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى } ) (7) ( قَالَ : أَنْتَ سَمِعْتَهَا مِنْ فِي صَاحِبِكَ ؟ , قُلْتُ : نَعَمْ ) (8) ( قَالَ : وَأَنَا وَاللَّهِ هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَؤُهَا ، وَلَكِنْ هَؤُلَاءِ يُرِيدُونَ أَنْ أَقْرَأَ : { وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى } ) (9) ( وَمَا زَالُوا بِي ) (10) ( حَتَّى كَادُوا يُشَكِّكُونِي ) (11) ( فِي شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (12) ( فَوَاللَّهِ لَا أُتَابِعُهُمْ ) (13) .
__________
(1) ( خ ) 5922
(2) ( خ ) 3532
(3) ( خ ) 3532
(4) ( خ ) 3114
(5) ( خ ) 3532 ، ( حم ) 27589
(6) ( خ ) 3533
(7) ( خ ) 3532
(8) ( خ ) 4659
(9) ( م ) 282 - ( 824 ) ، ( خ ) 4660
(10) ( خ ) 3533
(11) ( خ ) 5922
(12) ( خ ) 3533 ، ( حم ) 27589
(13) ( خ ) 4660 ، ( م ) 282 - ( 824 )(4/557)
( ت ) , وَعَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ قَالَ :
أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ ، فَسَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يُيَسِّرَ لِي جَلِيسًا صَالِحًا ، فَيَسَّرَ لِي أَبَا هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ : إِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يُيَسِّرَ لِي جَلِيسًا صَالِحًا فَوُفِّقْتَ لِي ، فَقَالَ لِي : مِمَّنْ أَنْتَ ؟ , قُلْتُ : مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، جِئْتُ أَلْتَمِسُ الْخَيْرَ وَأَطْلُبُهُ ، قَالَ : أَلَيْسَ فِيكُمْ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ مُجَابُ الدَّعْوَةِ ؟ ، وَابْنُ مَسْعُودٍ صَاحِبُ طَهُورِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَنَعْلَيْهِ ؟ ، وَحُذَيْفَةُ صَاحِبُ سِرِّ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ ، وَعَمَّارٌ الَّذِي أَجَارَهُ اللَّهُ مِنْ الشَّيْطَانِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ ؟ ، وَسَلْمَانُ صَاحِبُ الْكِتَابَيْنِ ؟ (1) . (2)
__________
(1) قَالَ قَتَادَةُ : الْكِتَابَانِ الْإِنْجِيلُ وَالْفُرْقَانُ .
(2) ( ت ) 3811 ، انظر المشكاة : 6223(4/558)
( حم ) , وَعَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ - رضي الله عنه - قَالَ :
كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ - رضي الله عنه - كَلَامٌ , فَأَغْلَظْتُ لَهُ فِي الْقَوْلِ , فَانْطَلَقَ عَمَّارٌ يَشْكُونِي إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَجِئْتُ وَهُوَ يَشْكُونِي إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَجَعَلْتُ لَا أَزِيدُ إِلَّا غِلْظَةً , " وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَاكِتٌ لَا يَتَكَلَّمُ " , فَبَكَى عَمَّارٌ وَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَلَا تَرَاهُ ؟ " فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَأْسَهُ وَقَالَ : مَنْ عَادَى عَمَّارًا عَادَاهُ اللَّهُ , وَمَنْ أَبْغَضَ عَمَّارًا أَبْغَضَهُ اللَّهُ " , قَالَ خَالِدٌ : فَخَرَجْتُ , فَمَا كَانَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ رِضَا عَمَّارٍ , فَلَقِيتُهُ فَرَضِيَ . (1)
__________
(1) ( حم ) 16860 ، ( حب ) 7081 ، ( ن ) 8269 ، ( ش ) 32252 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 6386 ، وهداية الرواة : 6208 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/559)
( س ) , وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مُلِئَ عَمَّارٌ إِيمَانًا إِلَى مُشَاشِهِ (1) " (2)
__________
(1) هي ما أَشرفَ من عظْم المنكِب . لسان العرب - (ج 6 / ص 346)
(2) ( س ) 5007 , ( جة ) 147 ، ( حب ) 7076 ، انظر الصَّحِيحَة : 807(4/560)
( ت ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا خُيِّرَ عَمَّارٌ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا اخْتَارَ أَرْشَدَهُمَا " (1)
__________
(1) ( ت ) 3799 ، ( حم ) 24864 ، ( ك ) 5665 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5619 , الصَّحِيحَة : 835(4/561)
( بز ) , وَعَنْ بِلَالِ بْنِ يَحْيَى قَالَ :
لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ - رضي الله عنه - ، أُتِيَ حُذَيْفَةُ - رضي الله عنه - فَقِيلَ : " يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، قُتِلَ هَذَا الرَّجُلُ وَاخْتَلَفَ النَّاسُ فَمَا تَقُولُ ؟ ، فَقَالَ : أَسْنِدُونِي , فَأَسْنَدُوهُ إِلَى صَدْرِ رَجُلٍ ، فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : أَبُو الْيَقْظَانِ (1) عَلَى الْفِطْرَةِ , أَبُو الْيَقْظَانِ عَلَى الْفِطْرَةِ لَا يَدَعُهَا حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يَمَسَّهُ الْهَرَمُ " (2)
__________
(1) أَيْ : عمار بن ياسر .
(2) أخرجه البزار (7/348 ، رقم 2945) ، وابن سعد (3/263) ، وابن عدي (5/205 ترجمة 1358 علي بن غراب ، أبو الحسن الفزاري ) ، انظر الصَّحِيحَة : 3216(4/562)
( ك ) , وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ :
سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ بِصِفِّينَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ وَهو يُنَادِي : أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ ، وَزُوِّجَتِ الْحُورُ الْعَيْنُ ، الْيَوْمَ نَلْقَى حَبِيبَنَا مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - , عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّ آخِرَ زَادَكَ مِنَ الدُّنْيَا ضَيْحٌ (1) مِنْ لَبَنٍ " (2)
__________
(1) الضَّيْح : هو اللبن الخاثر , يُمزج بالماء حتى يصبح رقيقاً .
(2) ( ك ) 5668 ، ( طس ) 6471 ، انظر الصَّحِيحَة : 3217(4/563)
( حم ) , وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ حَزْمٍ قَالَ :
لَمَّا قُتِلَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍبدَخَلَ عَمْرُو بْنُ حَزْمٍ عَلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنه - فَقَالَ : قُتِلَ عَمَّارٌ , وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ " , فَقَامَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَزِعًا يُرَجِّعُ (1) حَتَّى دَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ - رضي الله عنه - , فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ : مَا شَأْنُكَ ؟ , قَالَ : قُتِلَ عَمَّارٌ , فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : قَدْ قُتِلَ عَمَّارٌ فَمَاذَا ؟ فَقَالَ عَمْرٌو : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ " , فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ : لَا تَزَالُ تَأْتِينَا بِهَنَةٍ (2) أَوَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ ؟ , إِنَّمَا قَتَلَهُ عَلِيٌّ وَأَصْحَابُهُ , جَاءُوا بِهِ حَتَّى أَلْقَوْهُ بَيْنَ رِمَاحِنَا . (3)
__________
(1) أي : يقول : إنا لِلَّهِ وإنا إليه راجعون .
(2) الْهَنَة : الشُّرُور وَالفَسَاد ، يُقَال : فِي فُلَان هَنَات أَيْ : خِصَال شَرٍّ , وَلَا يُقَال فِي الْخَيْر .النهاية (ج 5 / ص 651)
(3) ( حم ) 6499 , 17813 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(4/564)
( حم ) , وَعَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ الْعَنْزِيِّ قَالَ :
بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ - رضي الله عنه - , إِذْ جَاءَهُ رَجُلَانِ يَخْتَصِمَانِ فِي رَأْسِ عَمَّارٍ - رضي الله عنه - , يَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا : أَنَا قَتَلْتُهُ , فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عمروب: لِيَطِبْ بِهِ أَحَدُكُمَا نَفْسًا لِصَاحِبِهِ , فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ " , فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ : فَمَا بَالُكَ مَعَنَا ؟ , فَقَالَ : إِنَّ أَبِي شَكَانِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ لِي : " أَطِعْ أَبَاكَ مَا دَامَ حَيًّا وَلَا تَعْصِهِ " , فَأَنَا مَعَكُمْ وَلَسْتُ أُقَاتِلُ . (1)
__________
(1) ( حم ) 6538 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .(4/565)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي الْغَادِيَةَ - رضي الله عنه - (1) قَالَ :
قُتِلَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ - رضي الله عنه - , فَأُخْبِرَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ - رضي الله عنه - , فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِنَّ قَاتِلَهُ وَسَالِبَهُ فِي النَّارِ " , فَقِيلَ لِعَمْرٍو : فَإِنَّكَ هُوَ ذَا تُقَاتِلُهُ , قَالَ : إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " قَاتِلَهُ وَسَالِبَهُ " (2)
__________
(1) أبو الغادية صحابي من مزينة , وقيل : من جهينة , من وجوه العرب وفرسان أهل الشام , يقال: شهد الحديبية , روى له الامام أحمد في " المسند " , وقال البخاري وغيره : له صحبة . سير أعلام النبلاء
(2) ( حم ) 17811 , ( طس ) 9252 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4294 , الصَّحِيحَة : 2008(4/566)
( 14 ) مَنَاقِبُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ - رضي الله عنه -
( خ ) , وَعَنْ قَيْسٍ قَالَ :
( سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ - رضي الله عنه - فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ يَقُولُ : وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - لَمُوثِقِي عَلَى الْإِسْلَامِ ) (1) ( أَنَا وَأُخْتُهُ ) (2) ( قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ ) (3) .
__________
(1) ( خ ) 3862
(2) ( خ ) 3867
(3) ( خ ) 3862(4/567)
( ت د حم ) , وَعَنْ رِيَاحِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ :
( كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ ) (1) ( الْمُغِيرَةَ بْنِ شُعْبَةَ - رضي الله عنه - ) (2) ( فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَعِنْدَهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ , فَجَاءَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ - رضي الله عنه - , فَرَحَّبَ بِهِ الْمُغِيرَةُ وَحَيَّاهُ ) (3) ( وَأَجْلَسَهُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ عَلَى السَّرِيرِ , فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ) (4) ( يُقَالُ لَهُ : قَيْسُ بْنُ عَلْقَمَةَ ) (5) ( فَاسْتَقْبَلَ الْمُغِيرَةَ فَسَبَّ وَسَبَّ , فَقَالَ سَعِيدٌ : مَنْ يَسُبُّ هَذَا يَا مُغِيرَةُ ؟ , فَقَالَ : يَسُبُّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ) (6) ( فَقَالَ سَعِيدٌ : أَلَا أَرَى أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُسَبُّونَ عِنْدَكَ ثُمَّ لَا تُنْكِرُ وَلَا تُغَيِّرُ ؟ , لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ - وَإِنِّي لَغَنِيٌّ أَنْ أَقُولَ عَلَيْهِ مَا لَمْ يَقُلْ فَيَسْأَلَنِي عَنْهُ غَدًا إِذَا لَقِيتُهُ - : " ) (7) ( عَشَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ : ) (8) ( أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ , وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ ) (9) ( وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ , وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ , وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ فِي الْجَنَّةِ , وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ ) (10) ( وَأَبُو عُبَيْدَةَ فِي الْجَنَّةِ " , قَالَ : فَعَدَّ هَؤُلَاءِ التِّسْعَةَ وَسَكَتَ عَنْ الْعَاشِرِ ) (11) ( فَضَجَّ أَهْلُ الْمَسْجِدِ يُنَاشِدُونَهُ : يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ ) (12) ( نَنْشُدُكَ اللَّهَ مَنْ الْعَاشِرُ ؟ ، فَقَالَ : نَشَدْتُمُونِي بِاللَّهِ ) (13) ( " سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ ) (14) ( فِي الْجَنَّةِ " ) (15)
__________
(1) ( د ) 4650
(2) ( حم ) 1629 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( د ) 4650
(4) ( حم ) 1629
(5) ( د ) 4650
(6) ( حم ) 1629
(7) ( د ) 4650
(8) ( د ) 4649 ، ( ت ) 3748
(9) ( د ) 4650 ، ( ت ) 3748
(10) ( د ) 4649 ، ( ت ) 3748 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4010
(11) ( ت ) 3748 ، انظر المشكاة : 6109
(12) ( حم ) 1629
(13) ( ت ) 3748
(14) ( د ) 4649
(15) ( ت ) 3748(4/568)
( 15 ) مَنَاقِبُ بِلَالِ بْنِ رَبَاحٍ - رضي الله عنه -
( جة ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلامَهُ سَبْعَةٌ : رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَأَبُو بَكْرٍ ، وَعَمَّارٌ ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ وَصُهَيْبٌ ، وَبِلَالٌ ، وَالْمِقْدَادُ ، فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِقَوْمِهِ ، وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمُ الْمُشْرِكُونَ وَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ وَصَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ ، فَمَا مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وَاتَاهُمْ (1) عَلَى مَا أَرَادُوا ، إِلَّا بِلَالٌ - رضي الله عنه - ، فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللَّهِ ، وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ ، فَأَخَذُوهُ فَأَعْطَوْهُ الْوِلْدَانَ , فَجَعَلُوا يَطُوفُونَ بِهِ فِي شِعَابِ مَكَّةَ وَهُوَ يَقُولُ : أَحَدٌ أَحَدٌ . (2)
__________
(1) أَيْ : أطاعهم .
(2) ( جة ) 150 , ( حم ) 3832 , ( حب ) 7083 , انظر صحيح السيرة ص122(4/569)
( خ م ت ) , عَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِبِلَالٍ - رضي الله عنه - عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ (1) : " يَا بِلَالُ , حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ عِنْدَكَ مَنْفَعَةً فِي الْإِسْلَامِ ، فَإِنِّي قَدْ سَمِعْتُ اللَّيْلَةَ ) (2) ( دَفَّ نَعْلَيْكَ (3) بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ (4) " ) (5) ( قَالَ بِلَالٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا عَمِلْتُ عَمَلًا فِي الْإِسْلَامِ أَرْجَى عِنْدِي مَنْفَعَةً مِنْ أَنِّي لَا أَتَطَهَّرْ طُهُورًا (6) فِي سَاعَةِ مِنْ لَيْلٍ وَلَا نَهَارٍ إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كَتَبَ اللَّهُ لِي أَنْ أُصَلِّيَ ) (7) " وفي رواية (8) : مَا أَذَّنْتُ قَطُّ إِلَّا صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ , وَمَا أَصَابَنِي حَدَثٌ قَطُّ إِلَّا تَوَضَّأْتُ عِنْدَهَا , وَرَأَيْتُ أَنَّ لِلَّهِ عَلَيَّ رَكْعَتَيْنِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " بِهِمَا (9) "
__________
(1) فِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ ذَلِكَ وَقَعَ فِي الْمَنَام , لِأَنَّ عَادَته > أَنَّهُ كَانَ يَقُصّ مَا رَآهُ وَيُعَبِّر مَا رَآهُ أَصْحَابه - كَمَا سَيَأْتِي فِي كِتَاب التَّعْبِير - بَعْد صَلَاة الْفَجْر . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 139)
(2) ( م ) 2458 , ( خ ) 1098
(3) الدَّفّ : الْحَرَكَة الْخَفِيفَة , وَالسَّيْر اللَّيِّن . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 139)
(4) السِّيَاق مُشْعِرٌ بِإِثْبَاتِ فَضِيلَة بِلَال لِكَوْنِهِ جَعَلَ السَّبَب الَّذِي بَلَّغَهُ إِلَى ذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ مِنْ مُلَازَمَة التَّطَهُّر وَالصَّلَاة ، وَثَبَتَتْ الْفَضِيلَة بِذَلِكَ لِبِلَالٍ لِأَنَّ رُؤْيَا الْأَنْبِيَاء وَحْي ، وَلِذَلِكَ جَزَمَ النَّبِيّ > لَهُ بِذَلِكَ , وَمَشْيه بَيْن يَدَيْ النَّبِيّ > كَانَ مِنْ عَادَته فِي الْيَقِظَة فَاتَّفَقَ مِثْله فِي الْمَنَام ، وَلَا يَلْزَم مِنْ ذَلِكَ دُخُول بِلَال الْجَنَّة قَبْلَ النَّبِيّ > لِأَنَّهُ فِي مَقَام التَّابِع ، وَكَأَنَّهُ أَشَارَ > إِلَى بَقَاء بِلَال عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ فِي حَال حَيَاته وَاسْتِمْرَاره عَلَى قُرْب مَنْزِلَته ، وَفِيهِ مَنْقَبَة عَظِيمَة لِبِلَالٍ . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 139)
(5) ( خ ) 1098 , ( م ) 2458
(6) أَيْ : وضوءًا .
(7) ( م ) 2458 , ( خ ) 1098
(8) عند ( ت ) المناقب ( 3689) , ( حم ) 23090 من حديث بُريدة الأسلمي .
(9) وَلَا مُعَارَضَة بَيْنه وَبَيْن قَوْله > " لَا يُدْخِل أَحَدكُمْ الْجَنَّة عَمَله " , لِأَنَّ أَحَد الْأَجْوِبَة الْمَشْهُورَة بِالْجَمْعِ بَيْنه وَبَيْن قَوْله تَعَالَى ( اُدْخُلُوا الْجَنَّة بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) أَنَّ أَصْل الدُّخُول إِنَّمَا يَقَع بِرَحْمَةِ اللَّه ، وَاقْتِسَام الدَّرَجَات بِحَسَبِ الْأَعْمَال , فَيَأْتِي مِثْله فِي هَذَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 139)(4/570)
( خ ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
كَانَ عُمَرُ - رضي الله عنه - يَقُولُ : أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا - يَعْنِي بِلَالًا - رضي الله عنه - . (1)
__________
(1) ( خ ) 3544 ، ( ش ) 31966(4/571)
( خ ) , وَعَنْ قَيْسٍ , أَنَّ بِلَالًا - رضي الله عنه - قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - :
إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي لِنَفْسِكَ فَأَمْسِكْنِي , وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي لِلَّهِ , فَدَعْنِي وَعَمَلَ اللَّهِ . (1)
__________
(1) ( خ ) 3755(4/572)
( 16 ) مَنَاقِبُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ - رضي الله عنه -
( خد س حم ابن سعد ) , وَعَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ - رضي الله عنه - (1) قَالَ :
( لَمَّا أُصِيبَ أَكْحَلُ (2) سَعْدٍ - رضي الله عنه - يَوْمَ الْخَنْدَقِ فَثَقُلَ , حَوَّلُوهُ عِنْدَ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا : رُفَيْدَةُ , وَكَانَتْ تُدَاوِي الْجَرْحَى ، " فَكَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا مَرَّ بِهِ يَقُولُ : كَيْفَ أَمْسَيْتَ ؟ ، وَإِذَا أَصْبَحَ قَالَ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ ؟ " ، فَيُخْبِرُهُ ) (3) ( حَتَّى كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي ثَقُلَ فِيهَا , فَاحْتَمَلَهُ قَوْمُهُ إِلَى بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ إِلَى مَنَازِلِهِمْ , " وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَسْأَلُ عَنْهُ كَمَا كَانَ يَسْأَلُ " , فَقَالُوا : قَدِ انْطَلَقُوا بِهِ ، " فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَخَرَجْنَا مَعَهُ ، فَأَسْرَعَ الْمَشْي حَتَّى تَقَطَّعَتْ شُسُوعُ (4) نِعَالِنَا وَسَقَطَتْ أَرْدِيَتُنَا (5) عَنْ أَعْنَاقِنَا " ، فَشَكَا أَصْحَابُهُ ذَلِكَ إِلَيْهِ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتْعَبْتَنَا فِي الْمَشْيِ ، فَقَالَ : " إِنِّي أَخْشَى أَنْ تَسْبِقَنَا الْمَلَائِكَةُ إِلَيْهِ فَتَغْسِلُهُ كَمَا غَسَلَتْ حَنْظَلَةَ , فَانْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْبَيْتِ وَهو يُغْسَّلُ " ، وَأُمُّهُ تَبْكِيهِ وَهِيَ تَقُولُ : وَيْلُ أُمِّ سَعْدٍ سَعْدَا , بَرَاعَةً وَجِدَّا , بَعْدَ أَيَادٍ لَهُ وَمَجْدًا ، مُقَدَّمٌ سُدَّ بِهِ مَسَدًّا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " كُلُّ نَائِحَةٍ تَكْذِبُ إِلَّا أُمَّ سَعْدٍ ) (6) ( فَلَمَّا أَخْرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جِنَازَةَ سَعْدٍ " قَالَ نَاسٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ : مَا أَخَفَّ سَرِيرَ سَعْدٍ أَوْ جِنَازَةَ سَعْدٍ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَقَدْ نَزَلَ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ شَهِدُوا جِنَازَةَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ , مَا وَطِئُوا الْأَرْضَ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ ) (7) ( فَلَمَّا صَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَوُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَسُوِّيَ عَلَيْهِ , سَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " فَسَبَّحْنَا طَوِيلًا , " ثُمَّ كَبَّرَ " فَكَبَّرْنَا , فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ سَبَّحْتَ ثُمَّ كَبَّرْتَ ؟ , فَقَالَ : " هَذَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ ) (8) ( الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ , وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ , وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ ) (9) ( لَقَدْ تَضَايَقَ عَلَيْهِ قَبْرُهُ , ثُمَّ فَرَّجَهُ اللَّهُ - عز وجل - عَنْهُ ) (10) لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ (11) ( فَلَوْ كَانَ أَحَدٌ يَنْفَلِتُ مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ , لَانْفَلَتَ مِنْهَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ ) (12) "
__________
(1) هو : محمود بن لبيد بن عقبة بن رافع الأنصارى الأوسي الأشهلي الطبقة : 1 صحابي , الوفاة : , 96 هـ
وقيل 97 هـ , بالمدينة روى له : ( البخاري في الأدب المفرد - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )
(2) ( الْأَكْحَل ) : عِرْقٌ فِي وَسَطِ الذِّرَاعِ ، قَالَ الْخَلِيل : هُوَ عِرْق الْحَيَاة , وَيُقَال إِنْ فِي كُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ شُعْبَةٌ ,
فَهُوَ فِي الْيَدِ الْأَكْحَلِ , وَفِي الظَّهْرِ الْأَبْهَرِ , وَفِي الْفَخِذِ النَّسَا , إِذَا قُطِعَ لَمْ يَرْقَأْ الدَّمُ .
(3) ( خد ) 1129 , انظر صحيح الأدب المفرد : 863
(4) ( الشِّسْع ) : أَحَد سُيُور النِّعَال ، وَهُوَ الَّذِي يَدْخُل بَيْن الْأُصْبُعَيْنِ ، وَيَدْخُل طَرَفه فِي النَّقْب الَّذِي فِي صَدْر النَّعْل الْمَشْدُود فِي الزِّمَام , وَجَمَعَهُ شُسُوع , وَالزِّمَام : هُوَ السَّيْر الَّذِي يُعْقَد فِيهِ الشِّسْع . ( النووي - ج 7 / ص 195)
(5) الأردية : جمع رداء , وهو ما يلبس فوق الثياب كالجُبَّة والعباءة ، أو ما يستر الجزء الأعلى من الجسم .
(6) ابن سعد ( 3 / 427 - 428 ) , انظر الصحيحة : 1158
(7) فضائل الصحابة : 1491 , ( ش ) 36797 , انظر الصَّحِيحَة : 3345
(8) ( حم ) 14916 , انظر الصحيحة : 3348 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(9) ( س ) 2055 , ( حب ) 7033 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6987
(10) ( حم ) 14916 , انظر الصحيحة : 3348
(11) ( س ) 2055 , انظر الصحيحة : 3345
(12) البزار (3/256/2698- كشف الأستار) , انظر الصحيحة : 3345(4/573)
( خ م ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :( سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ) (1) ( مِنْ فَرَحِ الرَّبِّ - عز وجل - " ) (2)
__________
(1) ( م ) 124 - ( 2466 ) ، ( خ ) 3592 ، ( جة ) 158 ، ( حم ) 14440
(2) تمام في " الفوائد " ( 3 / 2 ) ، انظر الصَّحِيحَة : 1288(4/574)
( م ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَجَنَازَةُ سَعْدٍ بْنِ مُعَاذٍ - رضي الله عنه - مَوْضُوعَةٌ : اهْتَزَّ لَهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ " (1)
__________
(1) ( م ) 125 - ( 2467 ) ، 123 - ( 2466 ) ، ( حم ) 14186(4/575)
( ت حب ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( لَمَّا حُمِلَتْ جَنَازَةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ - رضي الله عنه - قَالَ الْمُنَافِقُونَ : مَا أَخَفَّ جَنَازَتَهُ , وَذَلِكَ لِحُكْمِهِ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ , فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : ) (1) ( " إِنَّمَا كَانَتْ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ مَعَهُمْ ) (2) "
__________
(1) ( ت ) 3849
(2) ( حب ) 7032 , ( ت ) 3849 , انظر الصَّحِيحَة : 3347(4/576)
( خ م ت س حم حب ) , وَعَنْ وَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ :
( دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ) (1) ( فَقَالَ لِي : مَنْ أَنْتَ ؟ ، قُلْتُ : أَنَا وَاقِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ) (2) ( قَالَ : إِنَّكَ بِسَعْدٍ لَشَبِيهٌ ، ثُمَّ بَكَى فَأَكْثَرَ الْبُكَاءَ ، قَالَ : رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى سَعْدٍ ، كَانَ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ وَأَطْوَلِهِمْ ، ثُمَّ قَالَ : " بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَيْشًا إِلَى أُكَيْدِرِ دُومَةَ " ، فَأَرْسَلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِجُبَّةِ دِيبَاجٍ مَنْسُوجٌ فِيهَا الذَّهَبُ " فَلَبِسَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (3) ( قَبْلَ أَنْ يَنْهَى عَنْ الْحَرِيرِ ) (4) ( فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَامَ أَوْ قَعَدَ " ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْمِسُونَهَا ، فَقَالُوا : مَا رَأَيْنَا كَالْيَوْمِ ثَوْبًا قَطُّ ) (5) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَتَعْجَبُونَ مِنْهَا ؟ " ، قَالُوا : مَا رَأَيْنَا ثَوْبًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِمَّا تَرَوْنَ " ) (6)
__________
(1) ( س ) 5302
(2) ( ت ) 1723 ، انظر الصَّحِيحَة تحت حديث : 3346
(3) ( حب ) 7037 ، ( ت ) 1723 ، ( س ) 5302
(4) ( حم ) 13171 ، ( هق ) 5901 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(5) ( ت ) 1723 ، ( خ ) 2473 ، ( م ) 127 - ( 2469 )
(6) ( حم ) 12245 ، ( خ ) 2473 ، ( م ) 127 - ( 2469 ) ، ( ت ) 1723 ، انظر الصَّحِيحَة : 3346(4/577)
( 17 ) مَنَاقِبُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ - رضي الله عنه -
قَالَ تَعَالَى : { وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا , قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ } [الرعد : 43]
( حم ) , وَعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا وَأَنَا مَعَهُ حَتَّى دَخَلْنَا كَنِيسَةَ الْيَهُودِ بِالْمَدِينَةِ يَوْمَ عِيدٍ لَهُمْ " فَكَرِهُوا دُخُولَنَا عَلَيْهِمْ , فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ , أَرُونِي اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا يَشْهَدُونَ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ , يُحْبِطْ اللَّهُ عَنْ كُلِّ يَهُودِيٍّ تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ الْغَضَبَ الَّذِي غَضِبَ عَلَيْهِ " , قَالَ : فَأَسْكَتُوا مَا أَجَابَهُ مِنْهُمْ أَحَدٌ , " ثُمَّ رَدَّ عَلَيْهِمْ " , فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ , " ثُمَّ ثَلَّثَ " , فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ , فَقَالَ : " أَبَيْتُمْ ؟ , فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَنَا الْحَاشِرُ , وَأَنَا الْعَاقِبُ , وَأَنَا النَّبِيُّ الْمُصْطَفَى , آمَنْتُمْ أَوْ كَذَّبْتُمْ , ثُمَّ انْصَرَفَ وَأَنَا مَعَهُ " , حَتَّى إِذَا كِدْنَا أَنْ نَخْرُجَ نَادَى رَجُلٌ مِنْ خَلْفِنَا : كَمَا أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ , " فَأَقْبَلَ " , فَقَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ : أَيَّ رَجُلٍ تَعْلَمُونَ أَنِّي فِيكُمْ يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ ؟ , فَقَالُوا : وَاللَّهِ مَا نَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ فِينَا رَجُلٌ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنْكَ , وَلَا أَفْقَهُ مِنْكَ وَلَا مِنْ أَبِيكَ قَبْلَكَ , وَلَا مِنْ جَدِّكَ قَبْلَ أَبِيكَ , قَالَ : فَإِنِّي أَشْهَدُ لَهُ بِاللَّهِ أَنَّهُ نَبِيُّ اللَّهِ الَّذِي تَجِدُونَهُ فِي التَّوْرَاةِ , فَقَالُوا : كَذَبْتَ , ثُمَّ رَدُّوا عَلَيْهِ قَوْلَهُ وَقَالُوا فِيهِ شَرًّا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " كَذَبْتُمْ , لَنْ يُقْبَلَ قَوْلُكُمْ , أَمَّا آنِفًا (1) فَتُثْنُونَ عَلَيْهِ مِنْ الْخَيْرِ مَا أَثْنَيْتُمْ , وَلَمَّا آمَنَ كَذَّبْتُمُوهُ وَقُلْتُمْ فِيهِ مَا قُلْتُمْ ؟ , فَلَنْ يُقْبَلَ قَوْلُكُمْ " , قَالَ : فَخَرَجْنَا وَنَحْنُ ثَلَاثَةٌ : رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَأَنَا , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ , وَأَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل - فِيهِ : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ , وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ , إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } (2) . (3)
__________
(1) أي : قبل قليل .
(2) [الأحقاف/10]
(3) ( حم ) 24030 , ( حب ) 7162 , ( ك ) 5756 , صححه الألباني في صحيح السيرة ص81 ، صحيح موارد الظمآن : 1763 ،
وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في ( حم ) : إسناده صحيح .
وقال الألباني في صحيح الموارد عقب الحديث : استبعدَ ابنُ كثير نزولها في عبد الله بن سلام لأنها مكية وابن سلام أسلم في المدينة لِلَّهِ , قلت : لَا وجه لهذا الاستبعاد وذلك لوجوه :
الأول : مخالفته لهذا الحديث الصحيح , وله شاهد عن سعد ابن ابي وقاص قال : " مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، يَقُولُ لِأَحَدٍ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَّا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ " ، قَالَ : وَفِيهِ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة { وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ } الْآيَةَ , أخرجه البخاري ( 3812 ) ومسلم ( 2483 ) .
الثاني : أنه ليس هناك نص صريح على أن الْآية مكية ، فيمكن أن تكون مدنية في سورة مكية . أ . هـ(4/578)
( خ م حم ) , عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ لِأَحَدٍ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ : إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ , إِلَّا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ - رضي الله عنه - ) (1) ( أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِقَصْعَةٍ فَأَكَلَ مِنْهَا , فَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : يَجِيءُ رَجُلٌ مِنْ هَذَا الْفَجِّ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَأْكُلُ هَذِهِ الْفَضْلَةَ " قَالَ سَعْدٌ : وَكُنْتُ تَرَكْتُ أَخِي عُمَيْرًا يَتَوَضَّأُ , فَقُلْتُ : هُوَ عُمَيْرٌ , فَجَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ فَأَكَلَهَا ) (2) ( قَالَ : وَفِيهِ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآية : { وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ } (3) ) (4) .
__________
(1) ( خ ) 3601 ، ( م ) 147 - ( 2483 ) ، ( حم ) 1453
(2) ( حم ) 1458 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(3) [الأحقاف/10]
(4) ( خ ) 3601(4/579)
( ت ) , وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَيْرَةَ قَالَ :
لَمَّا حَضَرَ الْمَوْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ - رضي الله عنه - الْمَوْتُ قِيلَ لَهُ : أَوْصِنَا يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , قَالَ : أَجْلِسُونِي , ثُمَّ قَالَ : إِنَّ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مَكَانَهُمَا , مَنْ ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا , إِنَّ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مَكَانَهُمَا , مَنْ ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا , إِنَّ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مَكَانَهُمَا , مَنْ ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا , وَالْتَمِسُوا الْعِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةِ رَهْطٍ : عِنْدَ عُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ , وَعِنْدَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ , وَعِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , وَعِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ , الَّذِي كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ , فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِنَّهُ عَاشِرُ عَشَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 3804 ، ( حم ) 22157 ، ( ن ) 8253 ، انظر المشكاة : 6231 ، صحيح موارد الظمآن : 1904(4/580)
( خ م ) , وَعَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ } (1) { قَالَ :
( كُنْتُ جَالِسًا فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ ) (2) ( فِي حَلَقَةٍ فِيهَا سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ } (3) { وَابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - فَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ - رضي الله عنه - ) (4) ( رَجُلٌ عَلَى وَجْهِهِ أَثَرُ الْخُشُوعِ , فَقَالُوا : هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ , فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ تَجَوَّزَ فِيهِمَا ثُمَّ خَرَجَ , فَتَبِعْتُهُ فَقُلْتُ : إِنَّكَ حِينَ دَخَلْتَ الْمَسْجِدَ قَالُوا : هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ) (5) ( فَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ , مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ مَا لَا يَعْلَمُ } (6) { وَسَأُحَدِّثُكَ لِمَ ذَاكَ , رَأَيْتُ رُؤْيَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ , رَأَيْتُ كَأَنِّي فِي رَوْضَةٍ , فَذَكَرَ مِنْ سَعَتِهَا وَخُضْرَتِهَا , وَسَطُهَا عَمُودٌ مِنْ حَدِيدٍ أَسْفَلُهُ فِي الْأَرْضِ وَأَعْلَاهُ فِي السَّمَاءِ , فِي أَعْلَاهُ عُرْوَةٌ , فَقِيلَ لِي : اصْعَدْ عَلَيْهِ فَقُلْتُ : لَا أَسْتَطِيعُ , فَأَتَانِي وَصِيفٌ } (7) { فَرَفَعَ ثِيَابِي مِنْ خَلْفِي فَقَالَ : اصْعَدْ عَلَيْهِ , فَصَعِدْتُ حَتَّى أَخَذْتُ بِالْعُرْوَةِ ) (8) ( فَكُنْتُ فِي أَعْلَاهَا , فَقِيلَ لِي : اسْتَمْسِكْ , فَاسْتَيْقَظْتُ وَإِنَّهَا لَفِي يَدِي , فَقَصَصْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : " تِلْكَ الرَّوْضَةُ الْإِسْلَامُ , وَذَلِكَ الْعَمُودُ عَمُودُ الْإِسْلَامِ , وَتِلْكَ الْعُرْوَةُ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى , فَأَنْتَ عَلَى الْإِسْلَامِ حَتَّى تَمُوتَ ) (9) "
__________
(1) هُوَ بَصْرِيّ تَابِعِيّ ثِقَة كَبِيرٌ لَهُ إِدْرَاك ، قَدِمَ الْمَدِينَة فِي خِلَافَة عُمَر ، وَوَهِمَ مَنْ عَدَّهُ فِي الصَّحَابَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 493)
(2) ( خ ) 3813
(3) أَيْ : سعد بْن أَبِي وَقَّاص . فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 493)
(4) ( خ ) 7010
(5) ( خ ) 3813 , ( م ) 2484
(6) أَنْكَرَ عَلَيْهِمْ الْجَزْم , وَلَمْ يُنْكِر أَصْل الْإِخْبَار بِأَنَّهُ مِنْ أَهْل الْجَنَّة ، وَهَذَا شَأْن الْمُرَاقِب الْخَائِف الْمُتَوَاضِع . فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 493)
(7) أَيْ : خادم .
(8) ( حم ) 23838 , ( خ ) 3813
(9) ( خ ) 3813 , ( م ) 2484(4/581)
( 18 ) مَنَاقِبُ أُمَّهَاتِ الْمُؤمِنِين
( 1 ) مَنَاقِبُ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رضي الله عنها
( طس ) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" سَيِّداتُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ بَعْدَ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ : فَاطِمَةُ ، وَخَدِيجَةُ ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ " (1)
__________
(1) ( طس ) 1107 ، انظر الصَّحِيحَة : 1424(4/582)
( حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ وَقَالَ : تَدْرُونَ مَا هَذَا ؟ " , فَقَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ : خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ , وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ , وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ , وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 2668 ، ( ك ) 4754 ، انظر الصَّحِيحَة : 1508 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/583)
( ت ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ : مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ " (1)
__________
(1) ( ت ) 3878 ، ( حم ) 12414 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3143 , المشكاة : 6181(4/584)
( خ م ) , وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ " (1)
__________
(1) ( خ ) 3249 ، ( م ) 69 - ( 2430 ) ، ( ت ) 3877(4/585)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْكَ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِنْ رَبِّهَا - عز وجل - وَمِنِّي ، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ (1) لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ (2) " (3)
__________
(1) إِنَّمَا يَعْنِي بِهِ قَصَبَ اللُّؤْلُؤِ .
(2) النصب التعب .
(3) ( خ ) 3610 , ( م ) 71 - ( 2432 ) ، ( حم ) 7156(4/586)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( " مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - كَمَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ ك ) (1) ( وَمَا رَأَيْتُهَا قَطُّ ) (2) ( هَلَكَتْ قَبْلَ أَنْ يَتَزَوَّجَنِي ) (3) ( بِثَلَاثِ سِنِينَ ) (4) ( " وَلَكِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُكْثِرُ ذِكْرَهَا ) (5) ( وَيُكْثِرُ الثَّنَاءَ عَلَيْهَا ) (6) ( وَلَمْ يَتَزَوَّجْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَيْها حَتَّى مَاتَتْ ) (7) ( وَلَقَدْ أَمَرَهُ رَبُّهُ - عز وجل - أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ ) (8) ( لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ ) (9) ( وَرُبَّمَا ذَبَحَ الشَّاةَ ثُمَّ يُقَطِّعُهَا أَعْضَاءً ، ثُمَّ يَبْعَثُهَا فِي صَدَائِقِ خَدِيجَةَ ) (10) ( فَيَقُولُ : اذْهَبُوا بِهِ إِلَى فُلَانَةٍ ، فَإِنَّهَا كَانَتْ صَدِيقَةَ خَدِيجَةَ ، اذْهَبُوا بِهِ إِلَى بَيْتِ فُلَانَةٍ ، فَإِنَّهَا كَانَتْ تُحِبُّ خَدِيجَةَ " ) (11) ( وَاسْتَأْذَنَتْ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أُخْتُ خَدِيجَةَ عَلَى رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَعَرَفَ اسْتِئْذَانَ خَدِيجَةَ فَارْتَاحَ لِذَلِكَ فَقَالَ : اللَّهُمَّ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ " ) (12) ( قَالَتْ : فَأَدْرَكَنِي مَا يُدْرِكُ النِّسَاءَ مِنْ الْغَيْرَةِ ) (13) ( فَأَغْضَبْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ : خَدِيجَةَ ..) (14) ( كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إِلَّا خَدِيجَةُ لِلَّهِ ) (15) ( مَا تَذْكُرُ مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجَائِزِ قُرَيْشٍ حَمْرَاءِ الشِّدْقَيْنِ (16) هَلَكَتْ فِي الدَّهْرِ فَأَبْدَلَكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا ؟ ) (17) ( قَالَتْ : " فَتَمَعَّرَ وَجْهُهُ (18) تَمَعُّرًا مَا كُنْتُ أَرَاهُ إِلَّا عِنْدَ نُزُولِ الْوَحْيِ ، أَوْ عِنْدَ الْمَخِيلَةِ (19) حَتَّى يَنْظُرَ أَرَحْمَةٌ أَمْ عَذَابٌ ) (20) ( فَقَالَ : إِنِّي قَدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا ) (21) ( إِنَّهَا كَانَتْ وَكَانَتْ ، وَكَانَ لِي مِنْهَا وَلَدٌ " ) (22)
__________
(1) ( خ ) 3605
(2) ( م ) 76 - ( 2435 )
(3) ( خ ) 3605
(4) ( خ ) 3606
(5) ( خ ) 3607
(6) ( خ ) 4931
(7) ( م ) 77 - ( 2436 )
(8) ( خ ) 5658 ، ( م ) 74 - ( 2436 )
(9) ( ت ) 3876
(10) ( خ ) 3607 ، ( م ) 74 - ( 2435 ) ، ( ت ) 2017
(11) ( خد ) 232 ، ( ك ) 7339 ، انظر الصَّحِيحَة : 2818
(12) ( م ) 78 - ( 2437 ) ، ( خ ) 3610
(13) ( حم ) 25251 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(14) ( م ) 75 - ( 2435 )
(15) ( خ ) 3607
(16) أَيْ : ليس في فمها أسنان .
(17) ( م ) 78 - ( 2437 )
(18) أَيْ : تغيّر .
(19) المَخِيلة : السحابة الخليقةُ بالمَطَر . النهاية - ج 2 / ص 195
(20) ( حم ) 25212 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(21) ( م ) 75 - ( 2435 )
(22) ( خ ) 3607(4/587)
( د حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( " لَمَّا بَعَثَ أَهْلُ مَكَّةَ فِي فِدَاءِ أَسْرَاهُمْ ، بَعَثَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي فِدَاءِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ (1) بِمَالٍ , وَبَعَثَتْ فِيهِ بِقِلَادَةٍ لَهَا كَانَتْ لِخَدِيجَةَ ك ، أَدْخَلَتْهَا بِهَا عَلَى أَبِي الْعَاصِ حِينَ بَنَى عَلَيْهَا (2) " فَلَمَّا رَآهَا رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، رَقَّ لَهَا رِقَّةً شَدِيدَةً (3) وَقَالَ : إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيرَهَا ، وَتَرُدُّوا عَلَيْهَا الَّذِي لَهَا (4) فَافْعَلُوا " , فَقَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُول اللَّهِ ، فَأَطْلَقُوهُ وَرَدُّوا عَلَيْهَا الَّذِي لَهَا ) (5) .
__________
(1) أَيْ : زَوْجهَا . عون المعبود - (ج 6 / ص 129)
(2) أَيْ : دَفَعَتْهَا إِلَيْهَا حِين دَخَلَ عَلَيْهَا أَبُو الْعَاصِ وَزُفَّتْ إِلَيْهِ . عون المعبود - (ج 6 / ص 129)
(3) أَيْ : لِزَيْنَب يَعْنِي لِغُرْبَتِهَا وَوَحْدَتهَا ، وَتَذَكَّرَ عَهْد خَدِيجَة وَصُحْبَتهَا ، فَإِنَّ الْقِلَادَة كَانَتْ لَهَا وَفِي عُنُقهَا .عون المعبود - (ج 6 / ص 129)
(4) أَيْ : مَا أَرْسَلْت . عون المعبود - (ج 6 / ص 129)
(5) ( حم ) 26405 , ( د ) 2692 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(4/588)
( 2 ) مَنَاقِبُ عَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق رضي الله عنها
( خ م ) , عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" كَمُلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ , وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ , وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ , وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ (1) عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ (2) " (3)
__________
(1) الثريد : الطعام الذي يصنع بخلط اللحم والخبز المفتت مع المرق , وأحيانا يكون من غير اللحم .
(2) فيه دليل على فضل الثريد على غيره من الأطعمة .انظر مختصر الشمائل : 148
(3) ( خ ) 3230 ، ( م ) 70 - ( 2431 ) ، ( ت ) 1834 ، ( س ) 3947(4/589)
( خ م ت ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ ) (1) ( قَبْلَ أَنْ أَتَزَوَّجَكِ ) (2) ( ثَلَاثَ لَيَالٍ ، جَاءَنِي بِكِ الْمَلَكُ ) (3) ( يَحْمِلُكِ فِي سَرَقَةِ حَرِيرٍ (4) ) (5) وفي رواية : ( أَنَّ جِبْرِيلَ جَاءَ بِصُورَتِهَا فِي خِرْقَةِ حَرِيرٍ خَضْرَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَيَقُولُ : إِنَّ هَذِهِ زَوْجَتُكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ) (6) ( فَاكْشِفْ عَنْهَا ، فَإِذَا هِيَ أَنْتِ ) (7) فَأَكْشِفُ عَنْ وَجْهِكِ فَإِذَا أَنْتِ هِيَ (8) ( فَأَقُولُ : إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ " ) (9)
__________
(1) ( خ ) 3682
(2) ( خ ) 6610
(3) ( م ) 79 - ( 2438 )
(4) أَيْ : في قِطْعة من جَيِّد الحرير , أَيْ : يُرِيه صُورَتهَا . فتح الباري لابن حجر - ج 11 / ص 226
(5) ( خ ) 4790
(6) ( ت ) 3880 ، ( خ ) 4790 ، انظر الصَّحِيحَة تحت حديث : 3987 ، المشكاة : 6182
(7) ( خ ) 3682
(8) ( م ) 79 - ( 2438 )
(9) ( خ ) 3682 ، ( م ) 79 - ( 2438 ) ، ( حم ) 24188(4/590)
( خ ) , وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ :
" خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَائِشَةَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ " , فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ : إِنَّمَا أَنَا أَخُوكَ , فَقَالَ : " أَنْتَ أَخِي فِي دِينِ اللَّهِ وَكِتَابِهِ , وَهِيَ لِي حَلَالٌ " (1)
__________
(1) ( خ ) 5081 ، وقال الألباني في الإرواء 1818: وهو إن كان ظاهره الإرسال فهو في حكم الموصول , لأنه من رواية عروة في قصة وقعت لخالته عائشة وجده لأمه أبي بكر , فالظاهر أنه حمل ذلك عن خالته عائشة عن أمه أسماء بنت أبي بكر . أ . هـ(4/591)
( خ ) , وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ :
تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ رضي الله عنها قَبْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمَدِينَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ , " فَلَبِثَ سَنَتَيْنِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ , وَنَكَحَ عَائِشَةَ رضي الله عنها وَهِيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ , ثُمَّ بَنَى بِهَا وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ , وَمَكَثَتْ عِنْدَهُ تِسْعًا (1) " (2)
__________
(1) قال الحافظ في الفتح : هَذَا صُورَته مُرْسَل ، لَكِنَّهُ لَمَّا كَانَ مِنْ رِوَايَة عُرْوَة مَعَ كَثْرَة خِبْرَته بِأَحْوَالِ عَائِشَة يُحْمَل عَلَى أَنَّهُ حَمَلَهُ عَنْهَا .
(2) ( خ ) 5158(4/592)
( جة ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَائِشَةَ رضي الله عنها وَهِيَ بِنْتُ سَبْعٍ , وَبَنَى بِهَا وَهِيَ بِنْتُ تِسْعٍ , وَتُوُفِّيَ عَنْهَا وَهِيَ بِنْتُ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَةً " (1)
__________
(1) ( جة ) 1877(4/593)
( حم ) , وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( كُنْتُ صَاحِبَةَ عَائِشَةَ الَّتِي هَيَّأَتْهَا وَأَدْخَلَتْهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَعِي نِسْوَةٌ , قَالَتْ : فَوَاللَّهِ مَا وَجَدْنَا عِنْدَهُ قِرًى (1) إِلَّا قَدَحًا مِنْ لَبَنٍ , قَالَتْ : " فَشَرِبَ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ نَاوَلَهُ عَائِشَةَ " , فَاسْتَحْيَتْ الْجَارِيَةُ ) (2) ( فَخَفَضَتْ رَأْسَهَا ) (3) ( فَقُلْنَا لَهَا : لَا تَرُدِّي يَدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , خُذِي مِنْهُ , فَأَخَذَتْهُ عَلَى حَيَاءٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ ) (4) ( شَيْئًا ثُمَّ قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَعْطِي ) (5) ( صَوَاحِبَكِ " , فَقُلْنَا : لَا نَشْتَهِيهِ , فَقَالَ : " لَا تَجْمَعْنَ جُوعًا وَكَذِبًا " ) (6)
__________
(1) القِرى : ما يُقَدَّم للضيف .
(2) ( حم ) 27511
(3) ( حم ) 27632
(4) ( حم ) 27511
(5) ( حم ) 27632
(6) ( حم ) 27511 , ( جة ) 3298 ، صححه الألباني في آداب الزفاف ص18 ، هداية الرواة : 4185(4/594)
( خ م س حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( " لَمَّا هَلَكَتْ خَدِيجَةُ رضي الله عنها ، جَاءَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ فَقَالَتْ : يَا رَسُول اللَّهِ أَلَا تَزَوَّجُ ؟ ، قَالَ : " مَنْ " , قَالَتْ : إِنْ شِئْتَ بِكْرًا وَإِنْ شِئْتَ ثَيِّبًا ، قَالَ : " فَمَنْ الْبِكْرُ ؟ " , قَالَتْ : ابْنَةُ أَحَبِّ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيْكَ ، عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : " وَمَنْ الثَّيِّبُ ؟ " , قَالَتْ : سَوْدَةُ ابْنَةُ زَمْعَةَ ، قَدْ آمَنَتْ بِكَ وَاتَّبَعَتْكَ عَلَى مَا تَقُولُ ، قَالَ : " فَاذْهَبِي فَاذْكُرِيهِمَا عَلَيَّ " , فَدَخَلَتْ بَيْتَ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَتْ : يَا أُمَّ رُومَانَ ، مَاذَا أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ مِنْ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ ؟ ، قَالَتْ : وَمَا ذَاكَ ؟ , قَالَتْ : " أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَخْطُبُ عَلَيْهِ عَائِشَةَ " ، قَالَتْ : انْتَظِرِي أَبَا بَكْرٍ حَتَّى يَأْتِيَ ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَتْ : يَا أَبَا بَكْرٍ ، مَاذَا أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ مِنْ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ ؟ ، قَالَ : وَمَا ذَاكَ ؟ , قَالَتْ : " أَرْسَلَنِي رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَخْطُبُ عَلَيْهِ عَائِشَةَ " قَالَ : وَهَلْ تَصْلُحُ لَهُ ؟ ، إِنَّمَا هِيَ ابْنَةُ أَخِيهِ ، فَرَجَعَتْ إِلَى رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَتْ لَهُ ذَلِكَ ، فَقَالَ : " ارْجِعِي إِلَيْهِ فَقُولِي لَهُ : أَنَا أَخُوكَ ، وَأَنْتَ أَخِي فِي الْإِسْلَامِ ، وَابْنَتُكَ تَصْلُحُ لِي " , فَرَجَعَتْ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : انْتَظِرِي ، وَخَرَجَ ، فَقَالَتْ أُمُّ رُومَانَ : إِنَّ مُطْعِمَ بْنَ عَدِيٍّ قَدْ كَانَ ذَكَرَهَا عَلَى ابْنِهِ ، فَوَاللَّهِ مَا وَعَدَ مَوْعِدًا قَطُّ فَأَخْلَفَهُ لِأَبِي بَكْرٍ ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى مُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ وَعِنْدَهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ الْفَتَى ، فَقَالَتْ : يَا ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ , لَعَلَّكَ مُصْبٍ صَاحِبَنَا (1) مُدْخِلُهُ فِي دِينِكَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ إِنْ تَزَوَّجَ إِلَيْكَ ؟ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِلْمُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ : أَقَوْلَ هَذِهِ تَقُولُ ؟ فَقَالَ : إِنَّهَا تَقُولُ ذَلِكَ ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وَقَدْ أَذْهَبَ اللَّهُ مَا كَانَ فِي نَفْسِهِ مِنْ عِدَتِهِ الَّتِي وَعَدَهُ ، فَرَجَعَ فَقَالَ لِخَوْلَةَ : ادْعِي لِي رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَدَعَتْهُ ، فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ ، وَعَائِشَةُ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ ، ثُمَّ خَرَجَتْ فَدَخَلَتْ عَلَى سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ ك ، فَقَالَتْ : مَاذَا أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَيْكِ مِنْ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ ، قَالَتْ : مَا ذَاكَ ؟ ، قَالَتْ : " أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَخْطُبُكِ عَلَيْهِ " ، قَالَتْ : وَدِدْتُ ، ادْخُلِي إِلَى أَبِي فَاذْكُرِي ذَاكَ لَهُ - وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ أَدْرَكَهُ السِّنُّ وَتَخَلَّفَ عَنْ الْحَجِّ - فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ فَحَيَّتْهُ بِتَحِيَّةِ الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقَالَ : مَنْ هَذِهِ ؟ , فَقَالَتْ : خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ ، قَالَ : فَمَا شَأْنُكِ ؟ ، قَالَتْ : أَرْسَلَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَخْطُبُ عَلَيْهِ سَوْدَةَ ، قَالَ : كُفْءٌ كَرِيمٌ ، مَاذَا تَقُولُ صَاحِبَتُكِ ؟ , قَالَتْ : تُحِبُّ ذَاكَ ، قَالَ : ادْعِهَا لِي ، فَدَعَيْتُهَا ، فَقَالَ : أَيْ بُنَيَّةُ ، إِنَّ هَذِهِ تَزْعُمْ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَدْ أَرْسَلَ يَخْطُبُكِ ، وَهُوَ كُفْءٌ كَرِيمٌ ، أَتُحِبِّينَ أَنْ أُزَوِّجَكِ بِهِ ؟ ، قَالَتْ : نَعَمْ ، قَالَ ادْعِيهِ لِي ، " فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْهِ " فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ ، فَجَاءَهَا أَخُوهَا عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ مِنْ الْحَجِّ ، فَجَعَلَ يَحْثِي فِي رَأْسِهِ التُّرَابَ ، فَقَالَ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ : لَعَمْرُكَ إِنِّي لَسَفِيهٌ (2) يَوْمَ أَحْثِي فِي رَأْسِي التُّرَابَ أَنْ تَزَوَّجَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَنَزَلْنَا فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ فِي السُّنْحِ ) (3) ( فَوُعِكْتُ (4) فَتَمَرَّقَ شَعَرِي (5) فَوَفَى جُمَيْمَةً (6) ) (7) ( قَالَتْ : " فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَدَخَلَ بَيْتَنَا " ، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ مِنْ الْأَنْصَارِ ، فَجَاءَتْنِي أُمِّي أُمُّ رُومَانَ - وَإِنِّي لَفِي أُرْجُوحَةٍ بَيْنَ عِذْقَيْنِ ) (8) ( وَمَعِي صَوَاحِبُ لِي - فَصَرَخَتْ بِي ، فَأَتَيْتُهَا لَا أَدْرِي مَا تُرِيدُ بِي ، فَأَخَذَتْ بِيَدِي حَتَّى أَوْقَفَتْنِي عَلَى بَابِ الدَّارِ ، وَإِنِّي لَأُنْهِجُ (9) حَتَّى سَكَنَ بَعْضُ نَفَسِي ، ثُمَّ أَخَذَتْ شَيْئًا مِنْ مَاءٍ فَمَسَحَتْ بِهِ وَجْهِي وَرَأْسِي ، ثُمَّ أَدْخَلَتْنِي الدَّارَ ، فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فِي الْبَيْتِ ، فَقُلْنَ : عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ ، وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ (10) فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِنَّ ) (11) ( فَغَسَلْنَ رَأْسِي ) (12) ( وَأَصْلَحْنَ مِنْ شَأْنِي ) (13) ( ثُمَّ دَخَلَتْ بِي ، " فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَالِسٌ عَلَى سَرِيرٍ فِي بَيْتِنَا " ، وَعِنْدَهُ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ مِنْ الْأَنْصَارِ ، فَأَجْلَسَتْنِي فِي حِجْرِهِ ثُمَّ قَالَتْ : هَؤُلَاءِ أَهْلُكِ , فَبَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهِمْ ، وَبَارَكَ لَهُمْ فِيكِ ، فَوَثَبَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ فَخَرَجُوا ، " وَبَنَى بِي رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَيْتِنَا " ، مَا نُحِرَتْ عَلَيَّ جَزُورٌ وَلَا ذُبِحَتْ عَلَيَّ شَاةٌ ، حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيْنَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ - رضي الله عنه - بِجَفْنَةٍ كَانَ يُرْسِلُ بِهَا إِلَى رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا دَارَ إِلَى نِسَائِهِ ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ ) (14) ( أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ (15) ) (16) وَزُفَّتْ إِلَيْهِ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ وَلُعَبُهَا مَعَهَا (17) ( وَمَكَثَتُ عِنْدَهُ تِسْعًا ) (18) ( وَمَاتَ عَنِّي وَأَنَا بِنْتُ ثَمَانَ عَشْرَةَ ) (19) .
__________
(1) أَيْ : فاتنه عن دينه .
(2) السَّفَه : الخفّة والطيشُ ، وسَفِه رأيُه إذا كان مَضْطربا لَا اسِتقامَةَ له ، والسفيه : الجاهلُ .
(3) ( حم ) 25810 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(4) أَيْ : أصابتها الحُمّى .
(5) أَيْ : انْتُتِفَ . فتح الباري لابن حجر - ج 11 / ص 225
(6) قَوْلها : فَوَفَى أَي : كَثُرَ ، وَفِي الْكَلَام حَذْف تَقْدِيره " ثُمَّ فَصَلْتُ مِنْ الْوَعْك فَتَرَبَّى شَعْرِي فَكَثُرَ ، وَقَوْلهَا " جُمَيْمَة " : هِيَ مُجْتَمَع شَعْر النَّاصِيَة ، وَيُقَال لِلشَّعْرِ إِذَا سَقَطَ عَنْ الْمَنْكِبَيْنِ جُمَّة ، وَإِذَا كَانَ إِلَى شَحْمَة الْأُذُنَيْنِ وَفْرَة . فتح الباري لابن حجر - ج 11 / ص 225
(7) ( خ ) 3681 ، ( م ) 69 - ( 1422 )
(8) ( حم ) 25810
(9) أَيْ : أَتَنَفَّس تَنَفُّسًا عَالِيًا . فتح الباري لابن حجر - ج 11 / ص 225
(10) أَيْ : عَلَى خَيْر حَظّ وَنَصِيب . فتح الباري لابن حجر - ج 11 / ص 225
(11) ( خ ) 3681 ، ( م ) 69 - ( 1422 ) ، ( د ) 4933
(12) ( م ) 69 - ( 1422 )
(13) ( خ ) 3681
(14) ( حم ) 25810 ، ( خ ) 3681 ، ( م ) 69 - ( 1422 )
(15) أَيْ : اللُّعَب .
(16) ( س ) 3378
(17) ( م ) 71 - ( 1422 )
(18) ( خ ) 4840 ، ( س ) 3257
(19) ( م ) 71 - ( 1422 ) ، ( س ) 3258(4/595)
( خ م ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِيَ يَوْمًا : " يَا عَائِشُ ، هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ " , فَقُلْتُ : وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، تَرَى مَا لَا أَرَى - تُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " (1)
__________
(1) ( خ ) 3557 ، ( م ) 90 - ( 2447 ) ، ( ت ) 2693 ، ( س ) 3953(4/596)
( حب ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَاطِمَةَ ك " ، قَالَتْ : فَتَكَلَّمْتُ أَنَا ، فَقَالُ : " أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي زَوْجَتِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ؟ " ، فَقُلْتُ : بَلَى وَاللَّهِ , قَالَ : " فَأَنْتِ زَوْجَتِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " (1)
__________
(1) ( حب ) 7095 ، ( ك ) 6729 ، انظر الصَّحِيحَة : 2255 ، 3011(4/597)
( خ ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْأَسَدِيُّ قَالَ :
لَمَّا سَارَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَائِشَةُ - رضي الله عنهم - إِلَى الْبَصْرَةِ (1) بَعَثَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّبفَقَدِمَا عَلَيْنَا الْكُوفَةَ (2) فَصَعِدَا الْمِنْبَرَ , فَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَوْقَ الْمِنْبَرِ فِي أَعْلَاهُ , وَقَامَ عَمَّارٌ أَسْفَلَ مِنْ الْحَسَنِ , فَاجْتَمَعْنَا إِلَيْهِ , فَسَمِعْتُ عَمَّارًا يَقُولُ (3) : إِنَّ عَائِشَةَ قَدْ سَارَتْ إِلَى الْبَصْرَةِ , وَوَاللَّهِ إِنَّهَا لَزَوْجَةُ نَبِيِّكُمْ - صلى الله عليه وسلم - فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ , وَلَكِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ابْتَلَاكُمْ لِيَعْلَمَ إِيَّاهُ تُطِيعُونَ أَمْ هِيَ (4) . (5)
__________
(1) أَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق كُلَيْب الْجَرْمِيّ قَالَ : رَأَيْت فِي زَمَن عُثْمَان أَنَّ رَجُلًا أَمِيرًا مَرِضَ وَعِنْدَ رَأْسه اِمْرَأَة وَالنَّاس يُرِيدُونَهُ , فَلَوْ نَهَتْهُمْ الْمَرْأَة لَانْتَهَوْا , وَلَكِنَّهَا لَمْ تَفْعَل فَقَتَلُوهُ , ثُمَّ غَزَوْت تِلْكَ السَّنَة , فَبَلَغَنَا قَتْل عُثْمَان ، فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ غَزَاتنَا وَانْتَهَيْنَا إِلَى الْبَصْرَة قِيلَ لَنَا : هَذَا طَلْحَة وَالزُّبَيْر وَعَائِشَة , فَتَعَجَّبَ النَّاس وَسَأَلُوهُمْ عَنْ سَبَب مَسِيرهمْ , فَذَكَرُوا أَنَّهُمْ خَرَجُوا غَضَبًا لِعُثْمَانَ , وَتَوْبَةً مِمَّا صَنَعُوا مِنْ خِذْلَانه , وَقَالَتْ عَائِشَة : غَضِبْنَا لَكُمْ عَلَى عُثْمَان فِي ثَلَاث : إِمَارَة الْفَتَى , وَضَرْب السَّوْط وَالْعَصَا , فَمَا أَنْصَفْنَاهُ إِنْ لَمْ نَغْضَب لَهُ فِي ثَلَاث : حُرْمَة الدَّم وَالشَّهْر وَالْبَلَد , قَالَ : فَسِرْت أَنَا وَرَجُلَانِ مِنْ قَوْمِي إِلَى عَلِيّ وَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ وَسَأَلْنَاهُ , فَقَالَ : عَدَا النَّاسُ عَلَى هَذَا الرَّجُل فَقَتَلُوهُ وَأَنَا مُعْتَزِل عَنْهُمْ , ثُمَّ وَلَّوْنِي , وَلَوْلَا الْخَشْيَة عَلَى الدِّين لَمْ أُجِبْهُمْ ، ثُمَّ اِسْتَأْذَنَنِي الزُّبَيْر وَطَلْحَة فِي الْعُمْرَة , فَأَخَذْت عَلَيْهِمَا الْعُهُود وَأَذِنْت لَهُمَا , فَعَرَّضَا أُمّ الْمُؤْمِنِينَ لِمَا لَا يَصْلُح لَهَا , فَبَلَغَنِي أَمْرهمْ فَخَشِيت أَنْ يَنْفَتِق فِي الْإِسْلَام فَتْق فَأَتْبَعْتهمْ ، فَقَالَ أَصْحَابه : وَاللَّه مَا نُرِيد قِتَالهمْ إِلَّا أَنْ يُقَاتِلُوا ، وَمَا خَرَجْنَا إِلَّا لِلْإِصْلَاحِ , فَذَكَرَ الْقِصَّة , وَفِيهَا أَنَّ أَوَّل مَا وَقَعَتْ الْحَرْب أَنَّ صِبْيَان الْعَسْكَرَيْنِ تَسَابُّوا ثُمَّ تَرَامَوْا , ثُمَّ تَبِعَهُمْ الْعَبِيد , ثُمَّ السُّفَهَاء , فَنَشِبَتْ الْحَرْب ، وَكَانُوا خَنْدَقُوا عَلَى الْبَصْرَة , فَقُتِلَ قَوْم وَجُرِحَ آخَرُونَ ، وَغَلَبَ أَصْحَاب عَلِيّ , وَنَادَى مُنَادِيه : لَا تَتَّبِعُوا مُدْبِرًا , وَلَا تُجْهِزُوا جَرِيحًا , وَلَا تَدْخُلُوا دَار أَحَد ، ثُمَّ جَمَعَ النَّاس وَبَايَعَهُمْ , وَاسْتَعْمَلَ اِبْن عَبَّاس عَلَى الْبَصْرَة وَرَجَعَ إِلَى الْكُوفَة , وَأَخْرَجَ اِبْن أَبِي شَيْبَة بِسَنَدٍ جَيِّد عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبْزَى قَالَ : اِنْتَهَى عَبْد اللَّه بْن بُدَيْل بْن وَرْقَاء الْخُزَاعِيُّ إِلَى عَائِشَة يَوْمَ الْجَمَل وَهِيَ فِي الْهَوْدَج , فَقَالَ : يَا أُمّ الْمُؤْمِنِينَ , أَتَعْلَمِينَ أَنِّي أَتَيْتُك عِنْدَمَا قُتِلَ عُثْمَان فَقُلْتُ : مَا تَأْمُرِينِي ، فَقُلْتِ اِلْزَمْ عَلِيًّا ؟ , فَسَكَتَتْ , فَقَالَ : اِعْقِرُوا الْجَمَل , فَعَقَرُوهُ ، فَنَزَلْت أَنَا وَأَخُوهَا مُحَمَّد فَاحْتَمَلْنَا هَوْدَجهَا فَوَضَعْنَاهُ بَيْنَ يَدَيْ عَلِيّ ، فَأَمَرَ بِهَا فَأُدْخِلَتْ بَيْتًا , وَأَخْرَجَ أَيْضًا بِسَنَدٍ صَحِيح عَنْ زَيْد بْن وَهْب قَالَ فَكَفَّ يَده حَتَّى بَدَءُوهُ بِالْقِتَالِ , فَقَاتَلَهُمْ بَعْدَ الظُّهْر , فَمَا غَرَبَتْ الشَّمْس وَحَوْلَ الْجَمَل أَحَدٌ ، فَقَالَ عَلِيّ : لَا تُتَمِّمُوا جَرِيحًا وَلَا تَقْتُلُوا مُدْبِرًا وَمَنْ أَغْلَقَ بَابه وَأَلْقَى سِلَاحه فَهُوَ آمِن . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 108)
(2) ذَكَرَ عُمَر بْن شَبَّة وَالطَّبَرِيُّ سَبَب ذَلِكَ بِسَنَدِهِمَا إِلَى اِبْن أَبِي لَيْلَى قَالَ : كَانَ عَلِيّ أَقَرَّ أَبَا مُوسَى عَلَى إِمْرَة الْكُوفَة ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ الْمَدِينَة أَرْسَلَ هَاشِم بْن عُتْبَةَ بْن أَبِي وَقَّاص إِلَيْهِ أَنْ أَنْهِضْ مَنْ قِبَلَك مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَكُنْ مِنْ أَعْوَانِي عَلَى الْحَقّ ، فَاسْتَشَارَ أَبُو مُوسَى السَّائِب بْن مَالِك الْأَشْعَرِيّ , فَقَالَ : اِتَّبِعْ مَا أَمَرَك بِهِ ، قَالَ : إِنِّي لَا أَرَى ذَلِكَ ، وَأَخَذَ فِي تَخْذِيل النَّاس عَنْ النُّهُوض ، فَكَتَبَ هَاشِم إِلَى عَلِيّ بِذَلِكَ , وَبَعَثَ بِكِتَابِهِ مَعَ عَقْل بْن خَلِيفَة الطَّائِيّ ، فَبَعَثَ عَلِيٌّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِر وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيّ يَسْتَنْفِرَانِ النَّاس ، وَأَمَّرَ قَرَظَة بْن كَعْب عَلَى الْكُوفَة ، فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابه عَلَى أَبِي مُوسَى اِعْتَزَلَ , وَدَخَلَ الْحَسَنُ وَعَمَّار الْمَسْجِد , وَأَخْرَجَ اِبْن أَبِي شَيْبَة بِسَنَدٍ صَحِيح عَنْ زَيْد بْن وَهْب قَالَ : أَقْبَلَ طَلْحَة وَالزُّبَيْر حَتَّى نَزَلَا الْبَصْرَة , فَقَبَضَا عَلَى عَامِل عَلِيّ عَلَيْهَا اِبْن حَنِيف ، وَأَقْبَلَ عَلِيّ حَتَّى نَزَلَ بِذِي قَار ، فَأَرْسَلَ عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس إِلَى الْكُوفَة فَأَبْطَأُوا عَلَيْهِ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ عَمَّارًا فَخَرَجُوا إِلَيْهِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 108)
(3) وَفِي رِوَايَة إِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ : " فَقَالَ عَمَّار : إِنَّ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ بَعَثَنَا إِلَيْكُمْ لِنَسْتَنْفِركُمْ ، فَإِنَّ أُمَّنَا قَدْ سَارَتْ إِلَى الْبَصْرَة " , وَعِنْدَ عُمَر بْن شَبَّة : " فَكَانَ عَمَّار يَخْطُب وَالْحَسَن سَاكِت " وَوَقَعَ فِي رِوَايَة اِبْن أَبِي لَيْلَى فِي الْقِصَّة الْمَذْكُورَة : " فَقَالَ الْحَسَن : إِنَّ عَلِيًّا يَقُول إِنِّي أُذَكِّر اللَّه رَجُلًا رَعَى لِلَّهِ حَقًّا إِلَّا نَفَرَ ، فَإِنْ كُنْت مَظْلُومًا أَعَانَنِي وَإِنْ كُنْت ظَالِمًا أَخْذَلَنِي ، وَاَللَّه إِنَّ طَلْحَة وَالزُّبَيْر لَأَوَّل مَنْ بَايَعَنِي ثُمَّ نَكَثَا ، وَلَمْ أَسْتَأْثِر بِمَالٍ وَلَا بَدَّلْت حُكْمًا " قَالَ : فَخَرَجَ إِلَيْهِ اِثْنَا عَشَرَ أَلْف رَجُل . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 108)
(4) وَفِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ : " وَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَقُول لَكُمْ هَذَا , وَوَاللَّهِ إِنَّهَا لَزَوْجَة نَبِيّكُمْ " زَادَ عُمَر بْن شَبَّة فِي رِوَايَته : " وَأَنَّ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ بَعَثَنَا إِلَيْكُمْ وَهُوَ بِذِي قَار " , وَمُرَاد عَمَّار بِذَلِكَ أَنَّ الصَّوَاب فِي تِلْكَ الْقِصَّة كَانَ مَعَ عَلِيّ , وَأَنَّ عَائِشَة مَعَ ذَلِكَ لَمْ تَخْرُج بِذَلِكَ عَنْ الْإِسْلَام , وَلَا أَنْ تَكُون زَوْجَة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَنَّة , فَكَانَ ذَلِكَ يُعَدّ مِنْ إِنْصَاف عَمَّار وَشِدَّة وَرَعه وَتَحَرِّيه قَوْل الْحَقّ , وَقَدْ أَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيح عَنْ أَبِي يَزِيد الْمَدِينِيّ قَالَ : " قَالَ عَمَّار بْن يَاسِر لِعَائِشَةَ لَمَّا فَرَغُوا مِنْ الْجَمَل : مَا أَبْعَدَ هَذَا الْمَسِير مِنْ الْعَهْد الَّذِي عُهِدَ إِلَيْكُمْ " يُشِير إِلَى قَوْله تَعَالَى ( وَقَرْن فِي بُيُوتكُنَّ ) , فَقَالَتْ : أَبُو الْيَقْظَان ؟ , قَالَ : نَعَمْ , قَالَتْ : وَاللَّه إِنَّك مَا عَلِمْتُ لَقَوَّالٌ بِالْحَقِّ , قَالَ : الْحَمْد لِلَّهِ الَّذِي قَضَى لِي عَلَى لِسَانك , وَقَوْله " لِيَعْلَم إِيَّاهُ تُطِيعُونَ أَمْ هِيَ " , الْمُرَاد إِظْهَار الْمَعْلُوم , كَمَا فِي نَظَائِره . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 108)
(5) ( خ ) 6687 , ( ت ) 3889(4/598)
( حب ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" اسْتَعْذَرَ (1) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَبَا بَكْرٍ - رضي الله عنه - مِنِّي ، وَلَمْ يَظُنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَنَالَنِي بِالَّذِي نَالَنِي " ، فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ يَدَهُ فَلَطَمَنِي وَصَكَّ فِي صَدْرِي ، " فَوَجَدَ مِنْ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ ، مَا أَنَا بِمُسْتَعْذِرِكَ مِنْهَا بَعْدَهَا أَبَدًا " (2)
__________
(1) اسْتَعْذَرَ أَيْ : طَلَبَ مَنْ يَعْذِرُهُ مِنْهُ ، أَيْ : يُنْصِفُهُ .فتح الباري لابن حجر - (ج 13 / ص 260)
(2) ( حب ) 4185 ، انظر الصَّحِيحَة : 2900(4/599)
( حم ) , وَعَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ عَالِيًا وَهِيَ تَقُولُ : وَاللَّهِ لَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّ عَلِيًّا أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ أَبِي وَمِنِّي - مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثا - فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ " فَأَذِنَ لَهُ " , فَدَخَلَ فَتَنَاوَلَهَا فَقَالَ : يَا ابْنَةَ أُمِّ رُومَانَ , أَلَا أَسْمَعُكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , " فَحَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا " , فَلَمَّا خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ " جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَرَضَّاهَا يَقُولُ لَهَا : أَلَا تَرَيْنَ أَنِّي قَدْ حُلْتُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَكِ ؟ " قَالَ : ثُمَّ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ "فَأَذِنَ لَهُ , فَدَخَلَ فَوَجَدَهُ يُضَاحِكُهَا " , فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَشْرِكَانِي فِي سِلْمِكُمَا كَمَا أَشْرَكْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا . (1)
__________
(1) ( حم ) 18418 ، انظر الصَّحِيحَة : 2901 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(4/600)
( خ م ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنِّي لَأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى " فَقُلْتُ : مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذَلِكَ ؟ ، فَقَالَ : " أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً فَإِنَّكِ تَقُولِينَ : لَا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ ، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى قُلْتِ : لَا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ " , فَقُلْتُ : أَجَلْ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا أَهْجُرُ إِلَّا اسْمَكَ " (1)
__________
(1) ( خ ) 4930 ، ( م ) 80 - ( 2439 ) ، ( حم ) 24363(4/601)
( خ ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ لَوْ نَزَلْتَ وَادِيًا وَفِيهِ شَجَرَةٌ قَدْ أُكِلَ مِنْهَا ، وَوَجَدْتَ شَجَرَةً لَمْ يُؤْكَلْ مِنْهَا ، فِي أَيِّهَا كُنْتَ تُرْتِعُ بَعِيرَكَ ؟ ، قَالَ : " فِي الَّذِي لَمْ يُرْتَعْ مِنْهَا , تَعْنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَتَزَوَّجْ بِكْرًا غَيْرَهَا " (1)
__________
(1) ( خ ) 4789(4/602)
( خ م ) , عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنه - قَالَ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ , قَالَ : " عَائِشَةُ " , قُلْتُ : فَمِنْ الرِّجَالِ ؟ , قَالَ : " أَبُوهَا " (1)
__________
(1) ( خ ) 4100 , ( م ) 8 - ( 2384 )(4/603)
( خ م س جة ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( إنَّ نِسَاءَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كُنَّ حِزْبَيْنِ : فَحِزْبٌ فِيهِ عَائِشَةُ ، وَحَفْصَةُ ، وَصَفِيَّةُ ، وَسَوْدَةُ ، وَالْحِزْبُ الْآخَرُ : أُمُّ سَلَمَةَ وَسَائِرُ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ قَدْ عَلِمُوا حُبَّ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَائِشَةَ ، فَإِذَا كَانَتْ عِنْدَ أَحَدِهِمْ هَدِيَّةٌ يُرِيدُ أَنْ يُهْدِيَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، أَخَّرَهَا حَتَّى إِذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَيْتِ عَائِشَةَ بَعَثَ صَاحِبُ الْهَدِيَّةِ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَيْتِ عَائِشَةَ ) (1) ( يَبْتَغُونَ بِذَلِكَ مَرْضَاةَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (2) ( قَالَتْ : فَاجْتَمَعَ ) (3) ( حِزْبُ أُمِّ سَلَمَةَ فَقُلْنَ لَهَا : ) (4) ( يَا أُمَّ سَلَمَةَ , وَاللَّهِ إِنَّ النَّاسَ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ ، وَإِنَّا نُرِيدُ الْخَيْرَ كَمَا تُرِيدُهُ عَائِشَةُ ) (5) ( فَكَلِّمِي رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُكَلِّمُ النَّاسَ فَيَقُولُ : " مَنْ أَرَادَ أَنْ يُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - هَدِيَّةً فَلْيُهْدِهِ إِلَيْهِ حَيْثُ كَانَ مِنْ بُيُوتِ نِسَائِهِ " , فَكَلَّمَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِمَا قُلْنَ ، " فَلَمْ يَقُلْ لَهَا شَيْئًا " ، فَسَأَلْنَهَا فَقَالَتْ : مَا قَالَ لِي شَيْئًا ، فَقُلْنَ لَهَا : كَلِّمِيهِ ، قَالَتْ : فَكَلَّمَتْهُ حِينَ دَارَ إِلَيْهَا أَيْضًا ، " فَلَمْ يَقُلْ لَهَا شَيْئًا " ، فَسَأَلْنَهَا فَقَالَتْ : مَا قَالَ لِي شَيْئًا ، فَقُلْنَ لَهَا : كَلِّمِيهِ حَتَّى يُكَلِّمَكِ ، فَدَارَ إِلَيْهَا فَكَلَّمَتْهُ ) (6) ( فَقَالَ لَهَا : " يَا أُمَّ سَلَمَةَ , لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ ، فَإِنَّهُ وَاللَّهِ لَمْ يَنْزِلْ عَلَيَّ الْوَحْيُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا " ) (7) ( فَقَالَتْ : أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مِنْ أَذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَتْ : ثُمَّ إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - دَعَوْنَ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (8) ( فَأَرْسَلْنَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَيْهِ - وَهُوَ مُضْطَجِعٌ مَعِي فِي مِرْطِي (9) - فَأَذِنَ لَهَا ، فَقَالَتْ : يَا رَسُول اللَّهِ ، إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ يَنْشُدْنَكَ اللَّهَ الْعَدْلَ فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ (10) - وَأَنَا سَاكِتَةٌ - فَقَالَ لَهَا رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَيْ بُنَيَّةُ ، أَلَسْتِ تُحِبِّينَ مَا أُحِبُّ ؟ " قَالَتْ : بَلَى ، قَالَ : " فَأَحِبِّي هَذِهِ " , قَالَتْ : فَقَامَتْ فَاطِمَةُ حِينَ سَمِعَتْ ذَلِكَ مِنْ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَرَجَعَتْ إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرَتْهُنَّ بِالَّذِي قَالَتْ وَبِالَّذِي قَالَ لَهَا رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقُلْنَ لَهَا : مَا نُرَاكِ أَغْنَيْتِ عَنَّا مِنْ شَيْءٍ ، فَارْجِعِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُولِي لَهُ : إِنَّ أَزْوَاجَكَ يَنْشُدْنَكَ الْعَدْلَ فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ ) (11) ( فَأَبَتْ فَاطِمَةُ أَنْ تَرْجِعَ ) (12) ( - وَكَانَتْ ابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَقًّا - ) (13) ( فَقَالَتْ : وَاللَّهِ لَا أُكَلِّمُهُ فِيهَا أَبَدًا ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَأَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ ك زَوْجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي (14) مِنْهُنَّ فِي الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَلَمْ أَرَ امْرَأَةً قَطُّ خَيْرًا فِي الدِّينِ مِنْ زَيْنَبَ ، وَأَتْقَى لِلَّهِ وَأَصْدَقَ حَدِيثًا ، وَأَوْصَلَ لِلرَّحِمِ ، وَأَعْظَمَ صَدَقَةً ، وَأَشَدَّ ابْتِذَالًا لِنَفْسِهَا فِي الْعَمَلِ الَّذِي تَصَدَّقُ بِهِ وَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى , مَا عَدَا سَوْرَةً مِنْ حِدَّةٍ كَانَتْ فِيهَا تُسْرِعُ مِنْهَا الْفَيْئَةَ (15) - قَالَتْ : فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، " - وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَعِي فِي مِرْطِي عَلَى الْحَالَةِ الَّتِي دَخَلَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا وَهُوَ بِهَا - فَأَذِنَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " ) (16) قَالَتْ عَائِشَةُ : مَا عَلِمْتُ حَتَّى دَخَلَتْ عَلَيَّ زَيْنَبُ بِغَيْرِ إِذْنٍ وَهِيَ غَضْبَى (17) ( فَأَغْلَظَتْ ، وَقَالَتْ : إِنَّ نِسَاءَكَ يَنْشُدْنَكَ اللَّهَ الْعَدْلَ فِي بِنْتِ ابْنِ أَبِي قُحَافَةَ ، وَرَفَعَتْ صَوْتَهَا وَقَالَتْ : ) (18) ( أَحَسْبُكَ إِذَا قَلَبَتْ بُنَيَّةُ أَبِي بَكْرٍ ذُرَيْعَتَيْهَا (19) ؟ ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيَّ ) (20) ( فَاسْتَطَالَتْ عَلَيَّ ) (21) ( تَشْتِمُنِي ) (22) ( قَالَتْ عَائِشَةُ : فَأَعْرَضْتُ عَنْهَا ) (23) ( وَأَنَا قَاعِدَةٌ أَرْقُبُ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَرْقُبُ طَرْفَهُ هَلْ يَأْذَنُ لِي ) (24) ( أَنْ أَنْتَصِرَ مِنْهَا ؟ ) (25) ( " حَتَّى إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيَنْظُرُ إِلَى عَائِشَةَ هَلْ تَكَلَّمُ ؟ ) (26) ( حَتَّى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : دُونَكِ فَانْتَصِرِي " , قَالَتْ عَائِشَةُ : فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهَا ) (27) ( فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ أَفْحَمْتُهَا ) (28) ( حَتَّى رَأَيْتُهَا وَقَدْ يَبِسَ رِيقُهَا فِي فِيهَا مَا تَرُدُّ عَلَيَّ شَيْئًا (29) قَالَتْ : " فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ " ) (30) ( فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى عَائِشَةَ وَتَبَسَّمَ وَقَالَ : إِنَّهَا بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ (31) " ) (32)
__________
(1) ( خ ) 2442
(2) ( خ ) 2435 ، ( م ) 82 - ( 2441 ) ، ( س ) 3951
(3) ( خ ) 3564
(4) ( خ ) 2442
(5) ( خ ) 3564
(6) ( خ ) 2442
(7) ( خ ) 3564 ، ( ت ) 3879 ، ( س ) 3949
(8) ( خ ) 2442
(9) هِيَ الْمِلْحَفَةُ وَالْإِزَار وَالثَّوْب الْأَخْضَر . شرح سنن النسائي - (ج 5 / ص 366)
(10) مَعْنَاهُ يَسْأَلْنَك التَّسْوِيَة بَيْنَهُنَّ فِي مَحَبَّةِ الْقَلْبِ ، وَكَانَ - صلى الله عليه وسلم - يُسَوِّي بَيْنَهُنَّ فِي الْأَفْعَالِ وَالْمَبِيت وَنَحْوه ، وَأَمَّا مَحَبَّةُ الْقَلْبِ فَكَانَ يُحِبُّ عَائِشَة أَكْثَر مِنْهُنَّ , وَأَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ مَحَبَّتَهُنَّ لَا تَكْلِيفَ فِيهَا ، وَلَا يَلْزَمُهُ التَّسْوِيَةُ فِيهَا ؛ لِأَنَّهُ لَا قُدْرَةَ لِأَحَدٍ عَلَيْهَا إِلَّا اللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى ، وَإِنَّمَا يُؤْمَرُ بِالْعَدْلِ فِي الْأَفْعَال , فَالْمُرَاد بِالْحَدِيثِ طَلَبُ الْمُسَاوَاة فِي مَحَبَّةِ الْقَلْبِ لَا الْعَدْلِ فِي الْأَفْعَالِ ، فَإِنَّهُ كَانَ حَاصِلًا قَطْعًا ، وَلِهَذَا كَانَ يُطَافُ بِهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَرَضِهِ عَلَيْهِنَّ ، حَتَّى ضَعُفَ فَاسْتَأْذَنَهُنَّ فِي أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ ، فَأَذِنَّ لَهُ . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 190)
(11) ( م ) 83 - ( 2442 )
(12) ( خ ) 2442
(13) ( س ) 3946
(14) أَيْ : تُعَادِلُنِي وَتُضَاهِينِي فِي الْحَظْوَة وَالْمَنْزِلَة الرَّفِيعَة ، مَأْخُوذٌ مِنْ السُّمُوِّ ، وَهُوَ الِارْتِفَاع .شرح النووي(ج8 ص 190)
(15) السَّوْرَة : الثَّوَرَان وَعَجَلَة الْغَضَب , وَأَمَّا ( الْحِدَّة ) فَهِيَ شِدَّةُ الْخُلُق وَثَوَرَانُهُ , وَمَعْنَى الْكَلَام أَنَّهَا كَامِلَةُ الْأَوْصَافِ إِلَّا أَنَّ فِيهَا شِدَّة خُلُق وَسُرْعَة غَضَب تُسْرِعُ مِنْهَا ( الْفَيْئَة ) وَهِيَ الرُّجُوع , أَيْ : إِذَا وَقَعَ ذَلِكَ مِنْهَا رَجَعَتْ عَنْهُ سَرِيعًا ، وَلَا تُصِرُّ عَلَيْهِ .شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 190)
(16) ( م ) 83 - ( 2442 ) ، ( حم ) 25215
(17) ( جة ) 1981 , ( حم ) 24664 ، انظر الصَّحِيحَة : 1862
(18) ( خ ) 2442
(19) أَيْ : أَيَكْفِيك فِعْل عَائِشَة حِين تَقْلِب لَك الذِّرَاعَيْنِ , أَيْ : كَأَنَّك لِشِدَّةِ حُبّك لَهَا لَا تَنْظُر إِلَى أَمْر آخَر .حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 4 / ص 228)
(20) ( جة ) 1981
(21) ( م ) 83 - ( 2442 )
(22) ( س ) 3946 ، ( خ ) 2442
(23) ( جة ) 1981 ، ( حم ) 24664
(24) ( م ) 83 - ( 2442 ) ، ( س ) 3944
(25) ( س ) 3946
(26) ( خ ) 2442
(27) ( جة ) 1981 ، ( حم ) 24664
(28) ( س ) 3946 ، ( حم ) 24619 ، ( خ ) 2442
(29) أَيْ : مِمَّا ذَكَرْت لَهَا مِنْ الْكَلَام الشَّدِيد . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 4 / ص 228)
(30) ( جة ) 1981 ، ( حم ) 24664
(31) إِشَارَة إِلَى كَمَالِ فَهْمِهَا وَمَتَانَة عَقْلهَا , حَيْثُ صَبَرَتْ إِلَى أَنْ ثَبَتَ أَنَّ التَّعَدِّيَ مِنْ جَانِب الْخَصْم , ثُمَّ أَجَابَتْ بِجَوَابِ إِلْزَام . شرح سنن النسائي - (ج 5 / ص 366)
(32) ( خ ) 2442 ، ( م ) 83 - ( 2442 ) ، ( س ) 3946 ، ( حم ) 24619(4/604)
( خ م ت د حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ ( حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الْإِفْكِ (1) مَا قَالُوا فَبَرَّأَهَا اللَّهُ مِنْهُ ، قَالَتْ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ ، فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزَاةٍ غَزَاهَا فَخَرَجَ سَهْمِي فَخَرَجْتُ مَعَهُ بَعْدَمَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ ، فَأَنَا أُحْمَلُ فِي هَوْدَجٍ (2) وَأَنْزِلُ فِيهِ ، فَسِرْنَا ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ غَزْوَتِهِ تِلْكَ وَقَفَلَ وَدَنَوْنَا مِنْ الْمَدِينَةِ ، آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ ، فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ ، فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي أَقْبَلْتُ إِلَى الرَّحْلِ فَلَمَسْتُ صَدْرِي ، فَإِذَا عِقْدٌ لِي مِنْ جَزْعِ أَظْفَارٍ قَدْ انْقَطَعَ ، فَرَجَعْتُ فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي فَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ ، فَأَقْبَلَ الَّذِينَ يَرْحَلُونَ لِي فَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي فَرَحَلُوهُ عَلَى بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ أَرْكَبُ وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنِّي فِيهِ - وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يَثْقُلْنَ وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ ، وَإِنَّمَا يَأْكُلْنَ الْعُلْقَةَ (3) مِنْ الطَّعَامِ - فَلَمْ يَسْتَنْكِرْ الْقَوْمُ حِينَ رَفَعُوهُ ثِقَلَ الْهَوْدَجِ فَاحْتَمَلُوهُ ، وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ ، فَبَعَثُوا الْجَمَلَ وَسَارُوا ، فَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَمَا اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ ، فَجِئْتُ مَنْزِلَهُمْ وَلَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ ، فَأَمَمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ بِهِ ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ سَيَفْقِدُونَنِي فَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ ، فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسَةٌ غَلَبَتْنِي عَيْنَايَ فَنِمْتُ - وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ - رضي الله عنه - مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ - فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي ، فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ ، فَأَتَانِي وَكَانَ يَرَانِي قَبْلَ الْحِجَابِ ، فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ ، فَوَطِئَ يَدَهَا (4) فَرَكِبْتُهَا , فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِي الرَّاحِلَةَ حَتَّى أَتَيْنَا الْجَيْشَ بَعْدَمَا نَزَلُوا مُعَرِّسِينَ (5) فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ (6) فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ ، وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى الْإِفْكَ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ ، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَاشْتَكَيْتُ بِهَا شَهْرًا وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ مِنْ قَوْلِ أَصْحَابِ الْإِفْكِ ) (7) ( وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ : { مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا , سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ } ) (8) ( وَيُرِيبُنِي (9) فِي وَجَعِي أَنِّي لَا أَرَى مِنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَمْرَضُ , إِنَّمَا يَدْخُلُ فَيُسَلِّمُ ثُمَّ يَقُولُ : كَيْفَ تِيكُمْ ؟ " ، لَا أَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى نَقِهْتُ (10) فَخَرَجْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ ) (11) ( وَهِيَ ابْنَةُ أَبِي رُهْمٍ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ ، وَأُمُّهَا بِنْتُ صَخْرِ بْنِ عَامِرٍ , خَالَةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، وَابْنُهَا مِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ الْمُطَّلِبِ ، فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ بَيْتِي حِينَ فَرَغْنَا مِنْ شَأْنِنَا ) (12) ( قِبَلَ الْمَنَاصِعِ مُتَبَرَّزُنَا (13) لَا نَخْرُجُ إِلَّا لَيْلًا إِلَى لَيْلٍ ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ نَتَّخِذَ الْكُنُفَ (14) قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا ، وَأَمْرُنَا أَمْرُ الْعَرَبِ الْأُوَلِ فِي الْبَرِّيَّةِ ) (15) ( قِبَلَ الْغَائِطِ ، وَكُنَّا نَتَأَذَّى بِالْكُنُفِ أَنْ نَتَّخِذَهَا عِنْدَ بُيُوتِنَا ، فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ فِي مِرْطِهَا (16) فَقَالَتْ : تَعِسَ مِسْطَحٌ ، فَقُلْتُ لَهَا : بِئْسَ مَا قُلْتِ ، أَتَسُبِّينَ رَجُلًا شَهِدَ بَدْرًا ؟ ، فَقَالَتْ : يَا هَنْتَاهْ (17) أَلَمْ تَسْمَعِي مَا قَالَ ؟ , قُلْتُ : مَا قَالَ ؟ , فَأَخْبَرَتْنِي بِقَوْلِ أَهْلِ الْإِفْكِ ) (18) ( فَقُلْتُ : وَقَدْ كَانَ هَذَا ؟ , قَالَتْ : نَعَمْ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَوَاللَّهِ لَقَدْ رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي وَكَأَنَّ الَّذِي خَرَجْتُ لَهُ لَا أَجِدُ مِنْهُ قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا ) (19) ( فَازْدَدْتُ مَرَضًا عَلَى مَرَضِي ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي ، " دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَسَلَّمَ فَقَالَ : كَيْفَ تِيكُمْ ؟ " فَقُلْتُ : ائْذَنْ لِي إِلَى أَبَوَيَّ ؟ - قَالَتْ : وَأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَنْ أَسْتَيْقِنَ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا - " فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (20) ( وَأَرْسَلَ مَعَيَ الْغُلَامَ " ) (21) ( فَأَتَيْتُ أَبَوَيَّ ) (22) ( فَدَخَلْتُ الدَّارَ ، فَوَجَدْتُ أُمَّ رُومَانَ فِي السُّفْلِ ، وَأَبَا بَكْرٍ - رضي الله عنه - فَوْقَ الْبَيْتِ يَقْرَأُ ، فَقَالَتْ أُمِّي : مَا جَاءَ بِكِ يَا بُنَيَّةُ ؟ ) (23) ( فَقُلْتُ لَهَا : مَا يَتَحَدَّثُ بِهِ النَّاسُ ؟ ) (24) ( وَذَكَرْتُ لَهَا الْحَدِيثَ ، فَإِذَا هُوَ لَمْ يَبْلُغْ مِنْهَا مَا بَلَغَ مِنِّي ) (25) ( فَقَالَتْ : يَا بُنَيَّةُ , هَوِّنِي عَلَى نَفْسِكِ الشَّأْنَ ، فَإِنَّهُ وَاللَّهِ لَقَلَّمَا كَانَتْ امْرَأَةٌ ) (26) ( حَسْنَاءُ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا وَلَهَا ضَرَائِرُ (27) إِلَّا حَسَدْنَهَا ) (28) ( وَأَكْثَرْنَ عَلَيْهَا , فَقُلْتُ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، يَتَحَدَّثُ النَّاسُ بِهَذَا ؟ ) (29) ( ثُمَّ قُلْتُ : وَقَدْ عَلِمَ بِهِ أَبِي ؟ , قَالَتْ : نَعَمْ ، قُلْتُ : وَرَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , قَالَتْ : نَعَمْ , فَاسْتَعْبَرْتُ وَبَكَيْتُ ، فَسَمِعَ أَبُو بَكْرٍ صَوْتِي وَهُوَ فَوْقَ الْبَيْتِ يَقْرَأُ ، فَنَزَلَ فَقَالَ لِأُمِّي : مَا شَأْنُهَا ؟ , قَالَتْ : بَلَغَهَا الَّذِي ذُكِرَ مِنْ شَأْنِهَا ، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ , فَقَالَ : أَقَسَمْتُ عَلَيْكِ يَا بُنَيَّةُ إِلَّا رَجَعْتِ إِلَى بَيْتِكِ ، قَالَتْ : فَرَجَعْتُ ) (30) ( فَبِتُّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ لَا يَرْقَأُ (31) لِي دَمْعٌ وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ ، ثُمَّ أَصْبَحْتُ ، " فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍبحِينَ اسْتَلْبَثَ (32) الْوَحْيُ ، يَسْتَشِيرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ " ، فَأَمَّا أُسَامَةُ فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِالَّذِي يَعْلَمُ فِي نَفْسِهِ مِنْ الْوُدِّ لَهُمْ ، فَقَالَ أُسَامَةُ : أَهْلُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَلَا نَعْلَمُ وَاللَّهِ إِلَّا خَيْرًا ، وَأَمَّا عَلِيُّ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَمْ يُضَيِّقْ اللَّهُ عَلَيْكَ , وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ , وَسَلِ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ ، " فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَرِيرَةَ فَقَالَ : يَا بَرِيرَةُ ، هَلْ رَأَيْتِ فِيهَا شَيْئًا يَرِيبُكِ ؟ " , فَقَالَتْ بَرِيرَةُ : لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنْ رَأَيْتُ مِنْهَا أَمْرًا أَغْمِصُهُ (33) عَلَيْهَا قَطُّ أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ تَنَامُ ) (34) ( عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا ، فَتَأْتِي الدَّاجِنُ (35) فَتَأْكُلُهُ ) (36) ( فَانْتَهَرَهَا بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَقَالَ : اصْدُقِي رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، حَتَّى أَسْقَطُوا لَهَا بِهِ (37) فَقَالَتْ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهَا إِلَّا مَا يَعْلَمُ الصَّائِغُ عَلَى تِبْرِ الذَّهَبِ الْأَحْمَرِ ) (38) ( " وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَأَلَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْش ٍعَنْ أَمْرِي ، فَقَالَ : يَا زَيْنَبُ ، مَا عَلِمْتِ ، مَا رَأَيْتِ ؟ " , فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي ، وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهَا إِلَّا خَيْرًا - قَالَتْ عَائِشَةُ : وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي (39) - فَعَصَمَهَا اللَّهُ بِالْوَرَعِ ) (40) ( وَطَفِقَتْ أُخْتُهَا حَمْنَةُ تُحَارِبُ لَهَا ، فَهَلَكَتْ فِيمَنْ هَلَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْإِفْكِ ) (41) ( وَكَانَ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِهِ : مِسْطَحٌ ، وَحَمْنَةُ , وَحَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ , وَأَمَّا الْمُنَافِقُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ، فَهُوَ الَّذِي كَانَ يَسْتَوْشِيهِ (42) وَيَجْمَعُهُ ، وَهُوَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ (43) ) (44) ( مِنْهُمْ هُوَ وَحَمْنَةُ ) (45) ( قَالَتْ عَائِشَةُ : وَقَدْ بَلَغَ الْأَمْرُ ذَلِكَ الرَّجُلَ الَّذِي قِيلَ لَهُ ، فَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَاللَّهِ مَا كَشَفْتُ عَنْ كَنَفِ أُنْثَى قَطُّ ) (46) ( قَالَتْ عَائِشَةُ : ثُمَّ قُتِلَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) (47) ( " فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ يَوْمِهِ ) (48) ( خَطِيبًا ، فَتَشَهَّدَ وَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ فَأَشِيرُوا عَلَيَّ فِي أُنَاسٍ أَبَنُوا أَهْلِي , وَايْمُ اللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي مِنْ سُوءٍ قَطُّ , وَأَبَنُوهُمْ بِمَنْ وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَطُّ , وَلَا دَخَلَ بَيْتِي قَطُّ إِلَّا وَأَنَا حَاضِرٌ , وَلَا غِبْتُ فِي سَفَرٍ إِلَّا غَابَ مَعِي ) (49) ( فَاسْتَعْذَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ " ) (50) ( فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ - رضي الله عنه - فَقَالَ : أَنَا يَا رَسُول اللَّهِ أَعْذُرُكَ ) (51) ( مِنْهُ , إِنْ كَانَ مِنْ الْأَوْسِ ضَرَبْنَا عُنُقَهُ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنْ الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا فِيهِ أَمْرَكَ ، فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ - رضي الله عنه - وَهُوَ سَيِّدُ الْخَزْرَجِ - وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلًا صَالِحًا ، وَلَكِنْ احْتَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ (52) فَقَالَ : كَذَبْتَ ، لَعَمْرُ اللَّهِ لَا تَقْتُلُهُ وَلَا تَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ ) (53) ( وَلَوْ كَانُوا مِنْ الْأَوْسِ مَا أَحْبَبْتَ أَنْ تَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ ) (54) ( فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ - رضي الله عنه - وَهُوَ ابْنُ عَمِّ سَعْدٍ - فَقَالَ لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ : كَذَبْتَ , لَعَمْرُ اللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ , فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ ، قَالَتْ : فَثَارَ الْحَيَّانِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَقْتَتِلُوا ) (55) ( فِي الْمَسْجِدِ ) (56) ( " وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْمِنْبَرِ ، فَنَزَلَ فَخَفَّضَهُمْ حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ " ، وَبَكَيْتُ يَوْمِي لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ ، فَأَصْبَحَ عِنْدِي أَبَوَايَ قَدْ بَكَيْتُ لَيْلَتَيْنِ وَيَوْمًا ، حَتَّى أَظُنُّ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي ) (57) ( فَلَمْ يَزَالَا عِنْدِي ) (58) ( حَتَّى دَخَلَ عَلَيَّ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ صَلَّى الْعَصْرَ وَقَدْ اكْتَنَفَنِي أَبَوَايَ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي ) (59) ( " فَجَلَسَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي مِنْ يَوْمِ قِيلَ فِيَّ مَا قِيلَ قَبْلَهَا - وَقَدْ مَكَثَ شَهْرًا لَا يُوحَى إِلَيْهِ فِي شَأْنِي شَيْءٌ - فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (60) ( وَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ ) (61) ( فَإِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا ، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، فَإِنَّ التَّوْبَةَ مِنْ الذَّنْبِ النَّدَمُ وَالِاسْتِغْفَارُ (62) " فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَقَالَتَهُ قَلَصَ (63) دَمْعِي حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً ، وَقُلْتُ لِأَبِي : أَجِبْ عَنِّي رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقُلْتُ لِأُمِّي : أَجِيبِي عَنِّي رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا قَالَ ، فَقَالَتْ : وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَتْ : وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لَا أَقْرَأُ كَثِيرًا مِنْ الْقُرْآنِ ) (64) ( قَالَتْ : فَلَمَّا لَمْ يُجِيبَا تَشَهَّدْتُ فَحَمِدْتُ اللَّهَ وَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ، ثُمَّ قُلْتُ : ) (65) ( إِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ سَمِعْتُمْ مَا يَتَحَدَّثُ بِهِ النَّاسُ ، وَوَقَرَ فِي أَنْفُسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ بِهِ ) (66) ( وَاللَّهِ لَئِنْ حَلَفْتُ ) (67) ( أَنِّي بَرِيئَةٌ - وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي لَبَرِيئَةٌ - لَا تُصَدِّقُونِي بِذَلِكَ ، وَلَئِنْ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ لَتُصَدِّقُنِّي ، وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلًا ) (68) ( - قَالَتْ : وَالْتَمَسْتُ اسْمَ يَعْقُوبَ فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَيْهِ - إِلَّا أَبَا يُوسُفَ حِينَ قَالَ : { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ، وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } (69) ) (70) ( قَالَتْ : ثُمَّ تَحَوَّلْتُ وَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي ) (71) ( وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يُبَرِّئَنِي اللَّهُ ، وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا ظَنَنْتُ أَنْ يُنْزِلَ اللَّهُ فِي شَأْنِي وَحْيًا ، وَلَأَنَا أَحْقَرُ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِالْقُرْآنِ فِي أَمْرِي ، وَلَكِنِّي كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِي اللَّهُ ، " فَوَاللَّهِ مَا رَامَ (72) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَجْلِسَهُ وَلَا خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ , فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنِ الْبُرَحَاءِ (73) حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ (74) مِنْ الْعَرَقِ فِي يَوْمٍ شَاتٍ ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (75) ( - وَإِنِّي لَأَتَبَيَّنُ السُّرُورَ فِي وَجْهِهِ وَهُوَ يَمْسَحُ جَبِينَهُ - ) (76) ( فَكَانَ أَوَّلَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا أَنْ قَالَ لِي : يَا عَائِشَةُ احْمَدِي اللَّهَ ، فَقَدْ بَرَّأَكِ اللَّهُ " ) (77) ( فَقَالَ لِي أَبَواي : قُومِي فَقَبِّلِي رَأْسَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (78) ( قَالَتْ - وَكُنْتُ أَشَدَّ مَا كُنْتُ غَضَبًا - ) (79) ( فَقُلْتُ : لَا وَاللَّهِ لَا أَقُومُ إِلَيْهِ وَلَا أَحْمَدُهُ وَلَا أَحْمَدُكُمَا ، وَلَكِنْ أَحْمَدُ اللَّهَ الَّذِي أَنْزَلَ بَرَاءَتِي ، لَقَدْ سَمِعْتُمُوهُ فَمَا أَنْكَرْتُمُوهُ وَلَا غَيَّرْتُمُوهُ ) (80) ( فلَا أَحْمَدُ إِلَّا اللَّهَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : { إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ , لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ , لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ , وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ , إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ , وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ , يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ , وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ , إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ , وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } (81) ) (82) .
__________
(1) الإفك : الكذب والافتراء .
(2) الهودج : خباء يشبه الخيمة يوضع على الجمل لركوب النساء .
(3) قَوْلُهَا : ( إنَّمَا يَأْكُلْنَ الْعُلْقَةَ ) أَيْ : الْقَلِيلُ وَيُقَالُ لَهَا أَيْضًا ( الْبُلْغَةُ ) : قَالَ الْقُرْطُبِيُّ وَكَأَنَّهُ الَّذِي يَمْسِكُ الرَّمَقَ , وَيُعَلِّقُ النَّفْسَ لِلِازْدِيَادِ مِنْهُ , أَيْ يُشَوِّفُهَا إلَيْهِ , . وَفِيهِ مَا كَانَ عَلَيْهِ السَّلَفُ - رضي الله عنهم - مِنْ التَّقَلُّلِ فِي الْعَيْشِ وَتَقْلِيلِ الْأَكْلِ .
(4) وطئ يدها : وضع قدمه على يد الناقة ليسهل الركوب عليها .
(5) التعريس : نزول المسافر آخر الليل للنوم والاستراحة .
(6) نحر الظهيرة : المراد وقت اشتداد الحر وبلوغ الشمس منتهاها في الارتفاع .
(7) ( خ ) 2518
(8) ( خ ) 6936
(9) يريبني : يشككني .
(10) نَقِهْتُ أَيْ : اشتفيت , ونَقِهَ من مرضه : أَفاق وهو في عَقِبِ علَّتِهِ . لسان العرب - (ج 13 / ص 549)
(11) ( خ ) 2518
(12) ( خ ) 3910
(13) المُتَبَرَّز : اسم مكان من البَراز ، وهو الفضاء الواسع ، فكنَّوا به عن قَضاء الغائط كما كَنوا عنه بالخلاء ؛
لأنهم كانوا يتبرَّزُون في الأمكنة الخالية من الناس .
(14) الكنف : جمع كنيف ، وهو المرحاض والحمام .
(15) ( خ ) 2518
(16) المِرط : كساء من صوف أو خز أو كتان .
(17) ( يَا هَنْتَاه ) أَيْ : يَا هَذِهِ .
(18) ( خ ) 3910
(19) ( ت ) 3180 , ( حم ) 24362
(20) ( خ ) 2518
(21) ( خ ) 6936
(22) ( خ ) 2518
(23) ( ت ) 3180 , ( حم ) 24362
(24) ( خ ) 2518
(25) ( ت ) 3180
(26) ( خ ) 2518
(27) الضرائر : جمع ضرة ، وهي الزوجة الأخرى التي تشارك غيرها في زوجها .
(28) ( ت ) 3180 , ( خ ) 2518
(29) ( خ ) 2518
(30) ( ت ) 3180
(31) يرقأ : يسكن ويجف وينقطع بعد جريانه .
(32) استلبث : أبطأ وتأخر .
(33) غمصه : استصغره واحتقره وعابه .
(34) ( خ ) 2518
(35) الداجن : كل ما أَلِف البيوت وأقام بها من حيوان وطير .
(36) ( خ ) 2494
(37) قَوْلُهُ : ( حَتَّى أَسْقَطُوا لَهَا بِهِ ) يُقَال : أَسْقَطَ الرَّجُل فِي الْقَوْل إِذَا أَتَى بِكَلَامٍ سَاقِط ، وَالضَّمِير فِي قَوْله بِهِ لِلْحَدِيثِ وَفِي رِوَايَة عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ " فَقَالَ : لَسْت عَنْ هَذَا أَسْأَلك ، قَالَتْ : فَعَمَّهْ ؟ فَلَمَّا فَطِنَتْ قَالَتْ : سُبْحَان اللَّه " وَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ فِي الرِّوَايَة حَتَّى أَسْقَطُوا لَهَا بِهِ حَتَّى صَرَّحُوا لَهَا بِالْأَمْرِ ، فَلِهَذَا تَعَجَّبَتْ .
وَقَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ : أَسْقَطُوا لَهَا بِهِ أَيْ صَرَّحُوا لَهَا بِالْأَمْرِ ، وَقِيلَ : جَاءُوا فِي خِطَابهَا بِسَقْطٍ مِنْ الْقَوْل .
وَوَقَعَ فِي رِوَايَة الطَّبَرِيِّ مِنْ طَرِيق أَبِي أُسَامَة " قَالَ عُرْوَة : فَعِيبَ ذَلِكَ عَلَى مَنْ قَالَهُ ".فتح الباري(ج 13 / ص 260)
(38) ( م ) 58 - ( 2770 )
(39) سامى : نافس وضاهى
(40) ( خ ) 2518
(41) ( خ ) 4473
(42) يستوشي الحديث وغيره : جمعه واستقصاه مع الكذب والنميمة .
(43) تولى كبره : تحمل معظمه , فبدأ بالخوض فيه وأشاعه .
(44) ( م ) 58 - ( 2770 )
(45) ( ت ) 3180 , ( خ ) 3910 , ( م ) 58 - ( 2770 )
(46) ( م ) 58 - ( 2770 ) , ( ت ) 3180
(47) ( خ ) 3910 , ( م ) 58 - ( 2770 )
(48) ( خ ) 2518
(49) ( م ) 58 - ( 2770 ) , ( خ ) 2518
(50) ( خ ) 2518
(51) ( خ ) 3910
(52) الحمية : الأنفة والغيرة , واحتملته الحمية : أثارته العصبية .
(53) ( خ ) 2518
(54) ( ت ) 3180
(55) ( خ ) 2518
(56) ( ت ) 3180
(57) ( خ ) 2518
(58) ( حم ) 24362 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(59) ( ت ) 3180 , ( خ ) 2518
(60) ( خ ) 2518
(61) ( ت ) 3180
(62) ( حم ) 26322 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 1433 , الصَّحِيحَة : 1208
(63) قلص : جف وذهب .
(64) ( خ ) 2518
(65) ( ت ) 3180
(66) ( خ ) 2518
(67) ( خ ) 3208
(68) ( خ ) 2518
(69) سورة : يوسف آية رقم : 18
(70) ( ت ) 3180
(71) ( خ ) 3910
(72) رام : فارق وبرح .
(73) البُرَحاء : الشدة .
(74) الجمان : اللؤلؤ .
(75) ( خ ) 2518
(76) ( ت ) 3180
(77) ( خ ) 2518
(78) ( د ) 5219 , ( حم ) 24362 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(79) ( ت ) 3180
(80) ( خ ) 2518 , ( د ) 5219
(81) [النور/11-20]
(82) ( خ ) 2518 , 3910 , 4413 , ( م ) 56 - ( 2770 ) , ( حم ) 24362(4/605)
( خ م ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ بَرَاءَتِي قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - رضي الله عنه - وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ ) (1) ( وَفَقْرِهِ - : وَاللَّهِ لَا أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا بَعْدَ الَّذِي قَالَ لِعَائِشَةَ مَا قَالَ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا , أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (2) فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : بَلَى وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي ، فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتِي كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ , وَقَالَ : وَاللَّهِ لَا أَنْزِعُهَا مِنْهُ أَبَدًا ) (3) .
__________
(1) ( خ ) 2518
(2) [النور/22]
(3) ( خ ) 3910 , ( م ) 56 - ( 2770 ) , ( ت ) 3180 , ( حم ) 24362(4/606)
( حب ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
لَمَّا رَأَيْتُ مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - طِيبَ نَفْسٍ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ادْعُ اللَّهَ لِي ، فَقَالَ : " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنَبِهَا وَمَا تَأَخَّرَ ، مَا أَسَرَّتْ وَمَا أَعْلَنَتْ " (1)
__________
(1) ( حب ) 7111 ، ( ك ) 6738 ، انظر الصَّحِيحَة : 2254(4/607)
( م مي ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالْ :
( كَانَ جَارٌ فَارِسِيٌّ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - طَيِّبُ الْمَرَقِ ، فَصَنَعَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، ثُمَّ جَاءَهُ يَدْعُوهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَهَذِهِ ؟ - لِعَائِشَةَ - " ، فَقَالَ : لَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا " ، فَعَادَ يَدْعُوهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَهَذِهِ ؟ " , قَالَ : لَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا " ، ثُمَّ عَادَ يَدْعُوهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَهَذِهِ ؟ " , قَالَ : نَعَمْ - فِي الثَّالِثَةِ - " ) (1) ( فَانْطَلَقَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَعَائِشَةُ فَأَكَلَا مِنْ طَعَامِهِ " ) (2)
__________
(1) ( م ) 139 - ( 2037 ) ، ( حم ) 12265 ، ( س ) 3436
(2) ( مي ) 2067 ، ( م ) 139 - ( 2037 ) ، ( حم ) 12265(4/608)
( خ م ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا خَرَجَ أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ " ، فَطَارَتْ الْقُرْعَةُ عَلَى عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ ، فَخَرَجَتَا مَعَهُ جَمِيعًا ، " وَكَانَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا كَانَ بِاللَّيْلِ سَارَ مَعَ عَائِشَةَ يَتَحَدَّثُ مَعَهَا " ، فَقَالَتْ حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ : أَلَا تَرْكَبِينَ اللَّيْلَةَ بَعِيرِي وَأَرْكَبُ بَعِيرَكِ ؟ , فَتَنْظُرِينَ وَأَنْظُرُ ؟ , قَالَتْ : بَلَى ، فَرَكِبَتْ عَائِشَةُ عَلَى بَعِيرِ حَفْصَةَ ، وَرَكِبَتْ حَفْصَةُ عَلَى بَعِيرِ عَائِشَةَ ، " فَجَاءَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى جَمَلِ عَائِشَةَ وَعَلَيْهِ حَفْصَةُ ، فَسَلَّمَ ثُمَّ سَارَ مَعَهَا حَتَّى نَزَلُوا " ، فَافْتَقَدَتْهُ عَائِشَةُ فَغَارَتْ ، فَلَمَّا نَزَلُوا جَعَلَتْ رِجْلَهَا بَيْنَ الْإِذْخِرِ وَتَقُولُ : يَا رَبِّ سَلِّطْ عَلَيَّ عَقْرَبًا أَوْ حَيَّةً تَلْدَغُنِي ، رَسُولُكَ ، وَلَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقُولَ لَهُ شَيْئًا (1) . (2)
__________
(1) هَذَا الَّذِي فَعَلَتْهُ وَقَالَتْهُ حَمَلَهَا عَلَيْهِ فَرْط الْغَيْرَة عَلَى رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - ، وَقَدْ سَبَقَ أَنَّ أَمْر الْغَيْرَة مَعْفُوّ عَنْهُ .شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 195)
(2) ( م ) 88 - ( 2445 ) ، ( خ ) 4913(4/609)
( خ ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( " لَمَّا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَرَضِهِ جَعَلَ يَدُورُ فِي نِسَائِهِ ) (1) ( وَيَقُولُ : أَيْنَ أَنَا الْيَوْمَ ؟ ، أَيْنَ أَنَا غَدًا ؟ - اسْتِبْطَاءً لِيَوْمِ عَائِشَةَ ) (2) ( وَحِرْصًا عَلَى بَيْتِ عَائِشَةَ - قَالَتْ عَائِشَةُ : فَلَمَّا كَانَ يَوْمِي سَكَنَ ) (3)
__________
(1) ( خ ) 3563
(2) ( خ ) 553
(3) ( خ ) 3563(4/610)
( خ ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَإِنَّهُ لَبَيْنَ حَاقِنَتِي وَذَاقِنَتِي " (1)
__________
(1) ( خ ) 4181(4/611)
( خ ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
إِنَّ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيَّ " أَنَّ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تُوُفِّيَ فِي بَيْتِي ، وَفِي يَوْمِي ، وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي (1) وَأَنَّ اللَّهَ جَمَعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ " (2)
__________
(1) السَّحْر : هُوَ الصَّدْر ، وَهُوَ فِي الْأَصْل الرِّئَة , وَالنَّحْر : الْمُرَاد بِهِ مَوْضِع النَّحْر , وَالْمُرَاد أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاتَ وَرَأْسه بَيْن حَنَكهَا وَصَدْرهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 12 / ص 255)
(2) ( خ ) 4184(4/612)
( مي ) , وَعَنْ مُسْلِمٍ قَالَ :
سَأَلْنَا مَسْرُوقًا : كَانَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها تُحْسِنُ الْفَرَائِضَ ؟ ، قَالَ : وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ لَقَدْ رَأَيْتُ الْأَكَابِرَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - يَسْأَلُونَهَا عَنْ الْفَرَائِضِ . (1)
__________
(1) ( مي ) 2859 ، ( ش ) 31037 , إسناده صحيح .(4/613)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
مَا أَشْكَلَ عَلَيْنَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَدِيثٌ قَطُّ , فَسَأَلْنَا عَائِشَةَ رضي الله عنها إِلَّا وَجَدْنَا عِنْدَهَا مِنْهُ عِلْمًا . (1)
__________
(1) ( ت ) 3883 ، انظر المشكاة : 6185(4/614)
( حم ) , وَعَنْ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ :
كَانَ عُرْوَةُ يَقُولُ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها : يَا أُمَّتَاهُ ، لَا أَعْجَبُ مِنْ فَهْمِكِ ، أَقُولُ زَوْجَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَبِنْتُ أَبِي بَكْرٍ ، وَلَا أَعْجَبُ مِنْ عِلْمِكِ بِالشِّعْرِ وَأَيَّامِ النَّاسِ ، أَقُولُ ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ وَكَانَ وَمِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ ، وَلَكِنْ أَعْجَبُ مِنْ عِلْمِكِ بِالطِّبِّ ، كَيْفَ هُوَ ؟ وَمِنْ أَيْنَ هُوَ ؟ ، قَالَ : فَضَرَبَتْ عَلَى مَنْكِبِهِ وَقَالَتْ : أَيْ عُرَيَّةُ , " إِنَّ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَسْقَمُ فِي آخِرِ عُمْرِهِ ، فَكَانَتْ تَقْدَمُ عَلَيْهِ وُفُودُ الْعَرَبِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ ، فَتَنْعَتُ لَهُ الْأَنْعَاتَ (1) وَكُنْتُ أُعَالِجُهَا لَهُ ، فَمِنْ ثَمَّ " (2)
__________
(1) أَيْ : تصف له الأدوية والعلاجات .
(2) ( حم ) 24425 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : خبر صحيح .(4/615)
( ت ) , وَعَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ :
مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَفْصَحَ مِنْ عَائِشَةَ . (1)
__________
(1) ( ت ) 3884 ، انظر المشكاة : 6186(4/616)
( خد ) , وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ب قَالَ :
مَا رَأَيْتُ امْرَأَتَيْنِ أَجْوَدَ مِنْ عَائِشَةَ وَأَسْمَاءَ ب وَجُودُهُمَا مُخْتَلِفٌ ، أَمَّا عَائِشَةُ فَكَانَتْ تَجْمَعُ الشَّيْءَ إِلَى الشَّيْءِ ، حَتَّى إِذَا كَانَ اجْتَمَعَ عِنْدَهَا قَسَمَتْ ، وَأَمَّا أَسْمَاءُ فَكَانَتْ لاَ تُمْسِكُ شَيْئًا لِغَدٍ . (1)
__________
(1) ( خد ) 280 ، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 214(4/617)
( حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
كُنْتُ أَدْخُلُ بَيْتِيَ الَّذِي دُفِنَ فِيهِ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبِي فَأَضَعُ ثَوْبِي ، فَأَقُولُ : إِنَّمَا هُوَ زَوْجِي وَأَبِي ، فَلَمَّا دُفِنَ عُمَرُ مَعَهُمْ ، فَوَاللَّهِ مَا دَخَلْتُ إِلَّا وَأَنَا مَشْدُودَةٌ عَلَيَّ ثِيَابِي حَيَاءً مِنْ عُمَرَ . (1)
__________
(1) ( حم ) 25701 ، انظر المشكاة : 1771 , وقال شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(4/618)
( خ حم ) , وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ :
( كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ ب أَحَبَّ الْبَشَرِ إِلَى عَائِشَةَ بَعْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبِي بَكْرٍ ، وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِهَا ، وَكَانَتْ لَا تُمْسِكُ شَيْئًا مِمَّا جَاءَهَا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ إِلَّا تَصَدَّقَتْ ، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ : ) (1) ( وَاللَّهِ لَتَنْتَهِيَنَّ عَائِشَةُ أَوْ لَأَحْجُرَنَّ عَلَيْهَا ، فَقَالَتْ : أَهُوَ قَالَ هَذَا ؟ ، قَالُوا : نَعَمْ ) (2) ( فَقَالَتْ : أَيُؤْخَذُ عَلَى يَدَيَّ ؟ ، عَلَيَّ نَذْرٌ ) (3) ( أَنْ لَا أُكَلِّمَ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَبَدًا ، فَاسْتَشْفَعَ إِلَيْهَا حِينَ طَالَتْ الْهِجْرَةُ ) (4) ( بِرِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ ، وَبِأَخْوَالِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَاصَّةً ، فَامْتَنَعَتْ ) (5) ( وَقَالَتْ : لَا وَاللَّهِ لَا أُشَفِّعُ فِيهِ أَبَدًا ، وَلَا أَتَحَنَّثُ إِلَى نَذْرِي ، فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ كَلَّمَ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ , وَهُمَا مِنْ بَنِي زُهْرَةَ ) (6) ( أَخْوَالُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (7) ( وَقَالَ لَهُمَا : أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ لَمَّا أَدْخَلْتُمَانِي عَلَى عَائِشَةَ ، فَإِنَّهَا لَا يَحِلُّ لَهَا أَنْ تَنْذِرَ قَطِيعَتِي ) (8) ( فَقَالَ لَهُ الزُّهْرِيُّونَ : إِذَا اسْتَأْذَنَّا فَاقْتَحِمْ الْحِجَابَ ) (9) ( فَأَقْبَلَ بِهِ الْمِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ مُشْتَمِلَيْنِ بِأَرْدِيَتِهِمَا ، حَتَّى اسْتَأْذَنَا عَلَى عَائِشَةَ ، فَقَالَا : السَّلَامُ عَلَيْكِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، أَنَدْخُلُ ؟ , قَالَتْ عَائِشَةُ : ادْخُلُوا ، قَالُوا : كُلُّنَا ؟ , قَالَتْ : نَعَم ، ادْخُلُوا كُلُّكُمْ - وَلَا تَعْلَمُ أَنَّ مَعَهُمَا ابْنَ الزُّبَيْرِ - فَلَمَّا دَخَلُوا دَخَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الْحِجَابَ فَاعْتَنَقَ عَائِشَةَ وَطَفِقَ يُنَاشِدُهَا وَيَبْكِي ، وَطَفِقَ الْمِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يُنَاشِدَانِهَا ) (10) ( اللَّهَ وَالْقَرَابَةَ ) (11) ( إِلَّا مَا كَلَّمَتْهُ وَقَبِلَتْ مِنْهُ ، وَيَقُولَانِ : إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - " نَهَى عَمَّا قَدْ عَلِمْتِ مِنْ الْهِجْرَةِ ، فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ " , فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَى عَائِشَةَ مِنْ التَّذْكِرَةِ وَالتَّحْرِيجِ ، طَفِقَتْ تُذَكِّرُهُمَا نَذْرَهَا وَتَبْكِي وَتَقُولُ : إِنِّي نَذَرْتُ ، وَالنَّذْرُ شَدِيدٌ ، فَلَمْ يَزَالَا بِهَا حَتَّى كَلَّمَتْ ابْنَ الزُّبَيْرِ ) (12) ( فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا بِعَشْرِ رِقَابٍ فَأَعْتَقَتْهُمْ ، ثُمَّ لَمْ تَزَلْ تُعْتِقُ حَتَّى بَلَغَتْ أَرْبَعِينَ رَقَبَةً ) (13) ( فَكَانَتْ تَذْكُرُ نَذْرَهَا بَعْدَ ذَلِكَ ، فَتَبْكِي حَتَّى تَبُلَّ دُمُوعُهَا خِمَارَهَا ) (14) ( وَتَقُولُ : وَدِدْتُ أَنِّي جَعَلْتُ حِينَ حَلَفْتُ ، عَمَلًا أَعْمَلُهُ فَأَفْرُغُ مِنْهُ ) (15) .
__________
(1) ( خ ) 3314
(2) ( خ ) 5725
(3) ( خ ) 3314
(4) ( خ ) 5725
(5) ( خ ) 3314
(6) ( خ ) 5725
(7) ( خ ) 3314
(8) ( خ ) 5725 ، ( حم ) 18941
(9) ( خ ) 3314
(10) ( خ ) 5725
(11) ( حم ) 18941 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(12) ( خ ) 5725
(13) ( خ ) 3314
(14) ( خ ) 5725
(15) ( خ ) 3314(4/619)
( خ حم حب ) , وَعَنْ ذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَ :
( اسْتَأْذَنْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ تَمُوتُ , وَعِنْدَهَا ابْنُ أَخِيهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، فَقُلْتُ : هَذَا ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكِ وَهُوَ مِنْ خَيْرِ بَنِيكِ ، فَقَالَتْ : دَعْنِي مِنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ) (1) ( أَخَافُ أَنْ يُزَكِّيَنِي ) (2) ( فَأَكَبَّ عَلَيْهَا ابْنُ أَخِيهَا عَبْدُ اللَّهِ ) (3) ( فَقَالَ : يَا أُمَّتَاهُ ) (4) ( ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَمِنْ وُجُوهِ الْمُسْلِمِينَ ) (5) ( جَاءَ لِيُسَلِّمْ عَلَيْكِ وَيُوَدِّعَكِ فَقَالَتْ : ائْذَنْ لَهُ إِنْ شِئْتَ , قَالَ : فَأَدْخَلْتُهُ فَلَمَّا جَلَسَ ) (6) ( قَالَ : كَيْفَ تَجِدِينَكِ ؟ , قَالَتْ : بِخَيْرٍ إِنْ اتَّقَيْتُ , قَالَ : فَأَنْتِ بِخَيْرٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، زَوْجَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَلَمْ يَنْكِحْ بِكْرًا غَيْرَكِ ) (7) ( تَقْدَمِينَ عَلَى فَرَطِ صِدْقٍ , عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَى أَبِي بَكْرٍ ) (8) ( مَا بَيْنَكِ وَبَيْنَ أَنْ تَلْقَيْ الْأَحِبَّةَ إِلَّا أَنْ يُفَارِقَ الرُّوحُ الْجَسَدَ , كُنْتِ أَحَبَّ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْهِ , وَلَمْ يَكُنْ يُحِبُّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَّا طَيِّبًا ) (9) ( وَسَقَطَتْ قِلَادَتُكِ بِالْأَبْوَاءِ ، فَاحْتَبَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَنْزِلِ وَالنَّاسُ مَعَهُ فِي ابْتِغَائِهَا , حَتَّى أَصْبَحَ الْقَوْمُ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل - : { فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا } ) (10) ( فَكَانَ ذَلِكَ بِسَبَبِكِ وَبَرَكَتِكِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ مِنَ الرُّخْصَةِ ) (11) ( وَأَنْزَلَ اللَّهُ بَرَاءَتَكِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ (12) جَاءَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ) (13) ( فَلَيْسَ مَسْجِدٌ مِنْ مَسَاجِدِ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا يُتْلَى فِيهِ عُذْرُكِ آنَاءَ (14) اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ ) (15) ( فَوَاللَّهِ إِنَّكِ لَمُبَارَكَةٌ ) (16) ( فَقَالَتْ : دَعْنِي مِنْ تَزْكِيَتِكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ) (17) ( فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا ) (18) .
__________
(1) ( حم ) 3262 ، ( خ ) 4476
(2) ( حم ) 1905 ، ( خ ) 4476
(3) ( حم ) 2496 ، قال الشيخ شعيب الأرناؤوط :إسناده قوي .
(4) ( حم ) 2496
(5) ( خ ) 4476
(6) ( حم ) 2496
(7) ( خ ) 4476
(8) ( خ ) 3560
(9) ( حم ) 1905 ، ( حب ) 7108 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده قوي .
(10) ( حم ) 3262 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده قوي .
(11) ( حب ) 7108 ، ( حم ) 3262 ، انظر صحيح موارد الظمآن : 1893
(12) فيه دليل على علو الله سبحانه على سماواته .ع
(13) ( حم ) 2496 ، ( حب ) 7108
(14) الآناء : الساعات .
(15) ( حم ) 1905 ، ( حب ) 7108 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده قوي .
(16) ( حم ) 3262
(17) ( حم ) 1905 ، ( حب ) 7108
(18) ( حم ) 2496 ، ( خ ) 4476(4/620)
( خ ) , وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ :
قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ب: ادْفِنِّي مَعَ صَوَاحِبِي [ بِالْبَقِيعِ (1) ] (2) وَلَا تَدْفِنِّي مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْبَيْتِ ، فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُزَكَّى . (3)
__________
(1) الْبَقِيع مَقْبَرَة الْمُسْلِمِينَ بالمدينة .
(2) ( خ ) 557
(3) ( خ ) 6896(4/621)
( 3 ) مَنَاقِبُ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ رضي الله عنها
( د حم ) , عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( " لَمَّا قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَبَايَا بَنِي الْمُصْطَلِقِ " ، وَقَعَتْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ فِي ) (1) ( سَهْمِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ - رضي الله عنه - ، فَكَاتَبَتْ عَلَى نَفْسِهَا - وَكَانَتْ امْرَأَةً حُلْوَةً مَلَّاحَةً (2) - ) (3) ( لَا يَرَاهَا أَحَدٌ إِلَّا أَخَذَتْ بِنَفْسِهِ ) (4) ( قَالَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها - : فَجَاءَتْ تَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي كِتَابَتِهَا ) (5) ( فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُهَا عَلَى بَابِ حُجْرَتِي فَكَرِهْتُهَا ، وَعَرَفْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَيَرَى مِنْهَا مَا رَأَيْتُ ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنَا جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ ، سَيِّدِ قَوْمِهِ ، وَقَدْ أَصَابَنِي مِنْ الْبَلَاءِ ) (6) ( مَا لَا يَخْفَى عَلَيْكَ ، وَإِنِّي وَقَعْتُ فِي سَهْمِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ ، وَإِنِّي كَاتَبْتُهُ عَلَى نَفْسِي ، فَجِئْتُكَ ) (7) ( أَسْتَعِينُكَ عَلَى كِتَابَتِي ) (8) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " هَلْ لَكِ إِلَى مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ ؟ " , قَالَتْ : وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : " أُؤَدِّي عَنْكِ كِتَابَتَكِ وَأَتَزَوَّجُكِ " ) (9) ( قَالَتْ : نَعَمْ يَا رَسُول اللَّهِ ، قَالَ : " قَدْ فَعَلْتُ " ) (10) ( قَالَتْ عَائِشَةُ : فَتَسَامَعَ النَّاسُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ تَزَوَّجَ جُوَيْرِيَةَ ، فَأَرْسَلُوا مَا فِي أَيْدِيهِمْ مِنَ السَّبْيِ (11) فَأَعْتَقُوهُمْ وَقَالُوا : أَصْهَارُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَمَا رَأَيْنَا امْرَأَةً كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً عَلَى قَوْمِهَا مِنْهَا ، أُعْتِقَ فِي سَبَبِهَا مِائَةُ أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ (12) " ) (13)
__________
(1) ( حم ) 26408 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
(2) مَلَّاحَة : مَصْدَر مَلُحَ , أَيْ ذَات بَهْجَة وَحُسْن مَنْظَر . عون المعبود - (ج 8 / ص 459)
(3) ( د ) 3931 ، حسنه صححه الألباني في الإرواء : 1212
(4) ( حم ) 26408
(5) ( د ) 3931
(6) ( حم ) 26408
(7) ( د ) 3931
(8) ( حم ) 26408
(9) ( د ) 3931
(10) ( حم ) 26408
(11) السبي : الأسرى من النساء والأطفال .
(12) قَالَ أَبُو دَاوُد : هَذَا حُجَّةٌ فِي أَنَّ الْوَلِيَّ هُوَ يُزَوِّجُ نَفْسَهُ .( د ) 3931
(13) ( د ) 3931 ، ( حم ) 26408(4/622)
( 4 ) مَنَاقِبُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ رضي الله عنها
( ت ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
بَلَغَ صَفِيَّةَ ك أَنَّ حَفْصَةَ ك قَالَتْ : بِنْتُ يَهُودِيٍّ , فَبَكَتْ ، " فَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهِيَ تَبْكِي فَقَالَ : " مَا يُبْكِيكِ ؟ " , فَقَالَتْ : قَالَتْ لِي حَفْصَةُ : إِنِّي بِنْتُ يَهُودِيٍّ (1) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّكِ لَابْنَةُ نَبِيٍّ ، وَإِنَّ عَمَّكِ لَنَبِيٌّ ، وَإِنَّكِ لَتَحْتَ نَبِيٍّ ، فَفِيمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ ؟ , ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : اتَّقِي اللَّهَ يَا حَفْصَةُ " (2)
__________
(1) هي لم تكذب حين قالت لها أنها بنت يهودي , ولكن ( شرط الجواز عدم قصد التعيير ) .ع
(2) ( ت ) 3894 , ( حم ) 12415 ، انظر صحيح موارد الظمآن : 1895 ، المشكاة : 6183(4/623)
( 5 ) مَنَاقِبُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رضي الله عنها
( خ م ت حم ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( جَاءَ زَيْدٌ بْنُ حَارِثَةَ - رضي الله عنه - يَشْكُو زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ ك حَتَّى هَمَّ بِطَلَاقِهَا (1) فَاسْتَأْمَرَ (2) النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ , فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة : { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ (3) } (4) ) (5) ( فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّةُ زَيْنَبَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِزَيْدٍ : " اذْهَبْ فَاذْكُرْهَا عَلَيَّ (6) " ، فَانْطَلَقَ زَيْدٌ حَتَّى أَتَاهَا وَهِيَ تُخَمِّرُ (7) عَجِينَهَا ، قَالَ : فَلَمَّا رَأَيْتُهَا عَظُمَتْ فِي صَدْرِي حَتَّى مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْهَا ) (8) ( حِينَ عَلِمْتُ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ذَكَرَهَا ) (9) ( فَوَلَّيْتُهَا ظَهْرِي وَنَكَصْتُ (10) عَلَى عَقِبَيَّ (11) ) (12) ( فَقُلْتُ : يَا زَيْنَبُ أَبْشِرِي ، أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَذْكُرُكِ (13) ) (14) ( قَالَتْ : مَا أَنَا بِصَانِعَةٍ شَيْئًا حَتَّى أُآمِرَ (15) رَبِّي - عز وجل - ، فَقَامَتْ إِلَى مَسْجِدِهَا (16) وَنَزَلَ الْقُرْآنَ : ) (17) ( { فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّه مَفْعُولًا } (18) " ) (19) ( فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَدَخَلَ عَلَيْهَا بِغَيْرِ إِذْنٍ (20) " ) (21) ( قَالَ : فَكَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - تَقُولُ : زَوَّجَكُنَّ أَهْلُكُنَّ ، وَزَوَّجَنِي اللَّهُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ ) (22) إِنَّ اللَّهَ أَنْكَحَنِي فِي السَّمَاءِ (23)
__________
(1) أَيْ : أَرَادَ أَنْ يُطَلِّقَهَا . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 55)
(2) أَيْ : اِسْتَشَارَ . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 55)
(3) أَخْرَجَ اِبْن أَبِي حَاتِم هَذِهِ الْقِصَّة فَسَاقَهَا سِيَاقًا وَاضِحًا حَسَنًا وَلَفْظه " بَلَغَنَا أَنَّ هَذِهِ الْآيَة نَزَلَتْ فِي زَيْنَب بِنْت جَحْش ، وَكَانَتْ أُمّهَا أُمَيْمَة بِنْت عَبْد الْمُطَّلِب عَمَّة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ أَنْ يُزَوِّجَهَا زَيْد بْن حَارِثَة مَوْلَاهُ فَكَرِهَتْ ذَلِكَ ، ثُمَّ إِنَّهَا رَضِيَتْ بِمَا صَنَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ ، ثُمَّ أَعْلَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ أَنَّهَا مِنْ أَزْوَاجه , فَكَانَ يَسْتَحِي أَنْ يَأْمُرَهُ بِطَلَاقِهَا ، وَكَانَ لَا يَزَال يَكُون بَيْنَ زَيْد وَزَيْنَب مَا يَكُون مِنْ النَّاس ، فَأَمَرَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُمْسِكَ عَلَيْهِ زَوْجه وَأَنْ يَتَّقِيَ اللَّه ، وَكَانَ يَخْشَى النَّاس أَنْ يَعِيبُوا عَلَيْهِ وَيَقُولُوا تَزَوَّجَ اِمْرَأَة اِبْنه ، وَكَانَ قَدْ تَبَنَّى زَيْدًا " , وَالْحَاصِل أَنَّ الَّذِي كَانَ يُخْفِيه النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ إِخْبَار اللَّه إِيَّاهُ أَنَّهَا سَتَصِيرُ زَوْجَته ، وَاَلَّذِي كَانَ يَحْمِلهُ عَلَى إِخْفَاء ذَلِكَ خَشْيَة قَوْل النَّاس تَزَوَّجَ اِمْرَأَة اِبْنه ، وَأَرَادَ اللَّه إِبْطَال مَا كَانَ أَهْل الْجَاهِلِيَّة عَلَيْهِ مِنْ أَحْكَام التَّبَنِّي بِأَمْرٍ لَا أَبْلَغ فِي الْإِبْطَال مِنْهُ , وَهُوَ تَزَوُّج اِمْرَأَة الَّذِي يُدْعَى اِبْنًا , وَوُقُوع ذَلِكَ مِنْ إِمَام الْمُسْلِمِينَ لِيَكُونَ أَدْعَى لِقَبُولِهِمْ . فتح الباري لابن حجر - (ج 13 / ص 324)
(4) [الأحزاب/37]
(5) ( ت ) 3212 , ( خ ) 4509
(6) أَيْ : اُخْطُبْهَا لِأَجْلِي وَالْتَمِسْ نِكَاحهَا لِي .
(7) تُخمِّر : تُغطي .
(8) ( م ) 1428
(9) ( ن ) 8180 , ( م ) 1428
(10) أَيْ : رَجَعْت .
(11) مَعْنَاهُ أَنَّهُ هَابَهَا وَاسْتَجَلَّهَا مِنْ أَجَل إِرَادَة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوُّجَهَا ، فَعَامَلَهَا مُعَامَلَة مَنْ تَزَوَّجَهَا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْإِعْظَام وَالْإِجْلَال وَالْمَهَابَة ، وَهَذَا قَبْل نُزُول الْحِجَاب ، فَلَمَّا غَلَبَ عَلَيْهِ الْإِجْلَال تَأَخَّرَ وَخَطَبَهَا وَظَهْره إِلَيْهَا لِئَلَّا يَسْبِقهُ النَّظَر إِلَيْهَا . شرح النووي على مسلم - (ج 5 / ص 144)
(12) ( م ) 1428
(13) أَيْ : يَخْطبك .
(14) ( س ) 3251
(15) أَيْ : أَسْتَخِير .
(16) أَيْ : مَوْضِع صَلَاتهَا مِنْ بَيْتهَا , وَفِيهِ اِسْتِحْبَاب صَلَاة الِاسْتِخَارَة لِمَنْ هَمَّ بِأَمْرٍ , سَوَاء كَانَ ذَلِكَ الْأَمْر ظَاهِر الْخَيْر أَمْ لَا ، وَهُوَ مُوَافِق لِحَدِيثِ جَابِر فِي صَحِيح الْبُخَارِيّ قَالَ : كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمنَا الِاسْتِخَارَة فِي الْأُمُور كُلّهَا يَقُول : " إِذَا هَمَّ أَحَدكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْر الْفَرِيضَة إِلَى آخِره " ، وَلَعَلَّهَا اِسْتَخَارَتْ لِخَوْفِهَا مِنْ تَقْصِيرٍ فِي حَقّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . شرح النووي على مسلم - (ج 5 / ص 144)
(17) ( م ) 1428 , ( س ) 3251
(18) [الأحزاب/37]
(19) ( م ) 1428
(20) دَخَلَ عَلَيْهَا بِغَيْرِ إِذْن لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى زَوَّجَهُ إِيَّاهَا بِهَذِهِ الْآيَة . شرح النووي على مسلم - (ج 5 / ص 144)
(21) ( م ) 1428 , ( س ) 3251
(22) ( خ ) 6984 , ( ت ) 3213
(23) ( خ ) : 6985(4/624)
( 6 ) مَنَاقِبُ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ رضي الله عنها
( ابن سعد ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْأَخَوَاتُ الْأَرْبَعُ : مَيْمُونَةُ (1) وَأَمُّ الْفَضْلِ (2) وَسَلْمَى (3) وَأُخْتُهُنَّ لِأُمِّهِنَّ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ (4) مُؤْمِنَاتٌ " (5)
__________
(1) هي زوجة النبي - صلى الله عليه وسلم - .
(2) هي أم الفضل بنت الحارث ، زوجة العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - .
(3) هي سلمى بنت الحارث ، امرأة حمزة - رضي الله عنه - .
(4) هي زوجة أبي بكر - رضي الله عنه - .
(5) أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 8 / 138 ) ، ( ك ) 6801 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 2763 , والصحيحة : 1764(4/625)
( خ م س ) , وَعَنْ عَطَاءٍ قَالَ :
( حَضَرْنَا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما جَنَازَةَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِسَرِفَ (1) ) (2) ( فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : هَذِهِ مَيْمُونَةُ ) (3) ( زَوْجَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَإِذَا إِذَا رَفَعْتُمْ نَعْشَهَا فلَا تُزَعْزِعُوهَا وَلَا تُزَلْزِلُوهَا وَارْفُقُوا , فَإِنَّهُ كَانَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (4) ( تِسْعُ نِسْوَةٍ (5) فَكَانَ يَقْسِمُ لِثَمَانٍ ) (6) ( وَلَا يَقْسِمُ لِوَاحِدَةٍ (7) " ) (8) .
__________
(1) مَكَان مَعْرُوف بِظَاهِرِ مَكَّة . فتح الباري لابن حجر - (ج 14 / ص 297)
(2) ( م ) 51 - ( 1465 ) ، ( خ ) 4780
(3) ( س ) 3196
(4) ( خ ) 4780 ، ( م ) 51 - ( 1465 )
(5) وَهُنَّ سَوْدَة وَعَائِشَة وَحَفْصَة وَأُمّ سَلَمَة وَزَيْنَب بِنْت جَحْش وَأُمّ حَبِيبَة وَجُوَيْرِيَّة وَصَفِيَّة وَمَيْمُونَة . هَذَا تَرْتِيب تَزْوِيجه إِيَّاهُنَّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُنَّ ، وَمَاتَ وَهُنَّ فِي عِصْمَته , وَاخْتُلِفَ فِي رَيْحَانَة هَلْ كَانَتْ زَوْجَة أَوْ سُرِّيَّة ، وَهَلْ مَاتَتْ قَبْله أَوْ لَا ؟ . فتح الباري (ج 14 / ص 297)
(6) ( س ) 3196 ، ( خ ) 4780
(7) الَّتِي لَا يَقْسِمُ لَهَا سَوْدَة , كَمَا تَقَدَّمَ أَنَّهَا وَهَبَتْ يَوْمهَا لِعَائِشَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 14 / ص 297)
(8) ( خ ) 4780 ، ( م ) 51 - ( 1465 )(4/626)
( 7 ) مَنَاقِبُ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ رضي الله عنها
( خ ) , عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( إنَّ بَعْضَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قُلْنَ لِلنَّبِيِّ : أَيُّنَا أَسْرَعُ بِكَ لُحُوقًا ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَطْوَلُكُنَّ يَدًا " ، قَالَتْ : فَأَخَذُوا قَصَبَةً يَذْرَعُونَهَا ، فَكَانَتْ سَوْدَةُ ك أَطْوَلَهُنَّ يَدًا ، فَعَلِمْنَا بَعْدُ أَنَّمَا كَانَتْ طُولَ يَدِهَا الصَّدَقَةُ ، وَكَانَتْ أَسْرَعَنَا لُحُوقًا بِهِ ، وَكَانَتْ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ ) (1) .
__________
(1) ( خ ) 1354 ، ( س ) 2541 ، ( حم ) 24943(4/627)
( 8 ) مَنَاقِبُ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها
( ت ) , وَعَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ :
كَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ ك أَوَّلَ ظَعِينَةٍ (1) قَدِمَتْ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرَةً . (2)
__________
(1) الظَّعِينة : المرأَة في الهودج , سميت به على حَدِّ تسمية الشيء باسم الشيء لقربه منه . لسان العرب .
(2) ( ت ) 3022(4/628)
( ن يع ) , عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا سَلَمَةَ الْوَفَاةُ ، قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : إِلَى مَنْ تَكِلُنِي ؟ , فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ لِأُمِّ سَلَمَةَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ " خَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " ) (1) ( فَقَالَتْ : مَا مِثْلِي تُنْكَحُ , أَمَّا أَنَا فلَا وَلَدَ فِيَّ (2) وَأَنَا غَيُورٌ , وَذَاتُ عِيَالٍ ) (3) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَنَا أَكْبَرُ مِنْكِ سِنًّا ، وَالْعِيَالُ عَلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَأَمَّا الْغَيْرَةُ فَأَرْجُو اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَهَا ، فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا بِرَحَاءَيْنِ وَجَرَّةٍ لِلْمَاءِ " ) (4)
__________
(1) ( يع ) 4161
(2) أَيْ : لا تلد .
(3) ( ن ) 8926
(4) ( يع ) 4161 ، ( حب ) 4065 ، انظر الصَّحِيحَة : 293(4/629)
( 9 ) مَنَاقِبُ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّاب رضي الله عنها
( ك ) , عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" طَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَفْصَةَ ك تَطْلِيقَةً ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ - عليه السلام - فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، طَلَّقْتَ حَفْصَةَ وَهِيَ صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ ، وَهِيَ زَوْجَتُكَ فِي الْجَنَّةِ ؟ ، فَرَاجَعَهَا " (1)
__________
(1) ( ك ) 6754 ، ( طس ) 151 ، انظر الصَّحِيحَة : 4351 , وقال الألباني : ( فائدة ) دل الحديث على جواز تطليق الرجل لزوجته ولو أنها كانت صوامة قوامة , ولا يكون ذلك بطبيعة الحال إِلَّا لعدم تمازجها وتطاوعها معه , وقد يكون هناك أمور داخلية لَا يمكن لغيرهما الاطلاع عليها ولذلك فإن ربْط الطلاق بموافقة القاضي من أسوإ وأسخف ما يُسْمَعُ به في هذا الزمان الذي يلهج به كثير من حكامه وقضاته وخطبائه بحديث : " أبغض الحلال إلى الله الطلاق " , وهو حديث ضعيف كما في إرواء الغليل . أ . هـ(4/630)
( 10 ) خَبَرُ الْجَوْنِيَّة
( خ م س جة حم ) , عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - امْرَأَةٌ مِنْ الْعَرَبِ ) (1) ( يُقَالُ لَهَا ) (2) ( عَمْرَةُ بِنْتُ الْجَوْنِ ) (3) ( الْكِلَابِيَّةَ ) (4) ( " فَأَمَرَ أَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ - رضي الله عنه - أَنْ يُرْسِلَ إِلَيْهَا " , فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا فَقَدِمَتْ , فَنَزَلَتْ فِي أُجُمِ (5) بَنِي سَاعِدَةَ " فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى جَاءَهَا ) (6) ( فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " هَبِي نَفْسَكِ لِي " , قَالَتْ : وَهَلْ تَهَبُ الْمَلِكَةُ نَفْسَهَا لِلسُّوقَةِ (7) ؟ , قَالَ : " فَأَهْوَى بِيَدِهِ يَضَعُ يَدَهُ عَلَيْهَا لِتَسْكُنَ " , فَقَالَتْ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ ) (8) ( فَقَالَ لَهَا : " لَقَدْ عُذْتِ بِعَظِيمٍ ، الْحَقِي بِأَهْلِكِ ) (9) ( فَطَلَّقَهَا ) (10) ( ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ : يَا أَبَا أُسَيْدٍ اكْسُهَا رَازِقِيَّتَيْنِ وَأَلْحِقْهَا بِأَهْلِهَا " ) (11) ( فَقَالُوا : لَهَا أَتَدْرِينَ مَنْ هَذَا ؟ , فَقَالَتْ : لَا , قَالُوا : هَذَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَاءَ لِيَخْطُبَكِ , فَقَالَتْ : كُنْتُ أَنَا أَشْقَى مِنْ ذَلِكَ , فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَئِذٍ , حَتَّى جَلَسَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ , ثُمَّ قَالَ : اسْقِنَا يَا سَهْلُ , فَخَرَجْتُ لَهُمْ بِهَذَا الْقَدَحِ , فَأَسْقَيْتُهُمْ فِيهِ ) (12)
__________
(1) ( خ ) 5314 ، ( م ) 88 - ( 2007 )
(2) ( حم ) 16105 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( جة ) 2037 ، ( طس ) 7742
(4) ( س ) 3417
(5) الأُجُم : البناء المرتفع .
(6) ( خ ) 5314 ، ( م ) 88 - ( 2007 )
(7) السُّوقَة : يُقَال لِلْوَاحِدِ مِنْ الرَّعِيَّة وَالْجَمْع ، قِيلَ لَهُمْ ذَلِكَ لِأَنَّ الْمَلِكَ يَسُوقهُمْ فَيُسَاقُونَ إِلَيْهِ وَيَصْرِفهُمْ عَلَى مُرَاده ، قَالَ اِبْن الْمُنَيِّرِ : هَذَا مِنْ بَقِيَّة مَا كَانَ فِيهَا مِنْ الْجَاهِلِيَّة ، وَالسُّوقَة عِنْدهمْ مَنْ لَيْسَ بِمَلِكٍ كَائِنًا مَنْ كَانَ ، فَكَأَنَّهَا اِسْتَبْعَدَتْ أَنْ يَتَزَوَّجَ الْمَلِكَةَ مَنْ لَيْسَ بِمَلِكٍ ، وَكَانَ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ خُيِّرَ أَنْ يَكُون مَلِكًا نَبِيًّا فَاخْتَارَ أَنْ يَكُون عَبْدًا نَبِيًّا تَوَاضُعًا مِنْهُ - صلى الله عليه وسلم - لِرَبِّهِ . وَلَمْ يُؤَاخِذهَا النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - بِكَلَامِهَا مَعْذِرَةً لَهَا لِقُرْبِ عَهْدهَا بِجَاهِلِيَّتِهَا ، وَقَالَ غَيْره يَحْتَمِل أَنَّهَا لَمْ تَعْرِفهُ - صلى الله عليه وسلم - فَخَاطَبَتْهُ بِذَلِكَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 15 / ص 81)
(8) ( خ ) 5257
(9) ( خ ) 4955 ، ( س ) 3417 ، ( جة ) 2050
(10) ( جة ) 2037
(11) ( خ ) 5257
(12) ( خ ) 5314 ، ( م ) 88 - ( 2007 )(4/631)
( 19 ) مَنَاقِبُ آلِ الْبَيْت
( ت ) , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :( " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَجَّتِهِ يَوْمَ عَرَفَةَ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءِ يَخْطُبُ , فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ , إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ ) (1) ( مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي , أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنْ الْآخَرِ : كِتَابُ اللَّهِ , حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ , وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي , وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ , فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا " ) (2)
__________
(1) ( ت ) 3786
(2) ( ت ) 3788 , ( حم ) 11119 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 2457 , الصَّحِيحَة : 1761(4/632)
( م جة ) , وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ قَالَ :
( انْطَلَقْتُ أَنَا وَحُصَيْنُ بْنُ سَبْرَةَ وَعُمَرُ بْنُ مُسْلِمٍ إِلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ - رضي الله عنه - , فَلَمَّا جَلَسْنَا إِلَيْهِ قَالَ لَهُ حُصَيْنٌ : لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا , رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَسَمِعْتَ حَدِيثَهُ وَغَزَوْتَ مَعَهُ وَصَلَّيْتَ خَلْفَهُ , لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا , حَدِّثْنَا يَا زَيْدُ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي , وَاللَّهِ لَقَدْ كَبُرَتْ سِنِّي , وَقَدُمَ عَهْدِي , وَنَسِيتُ بَعْضَ الَّذِي كُنْتُ أَعِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( وَالْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَدِيدٌ ) (2) ( فَمَا حَدَّثْتُكُمْ فَاقْبَلُوا , وَمَا لَا فلَا تُكَلِّفُونِيهِ , ثُمَّ قَالَ : " قَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا - بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ - فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , وَوَعَظَ وَذَكَّرَ , ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ , أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ , وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ : أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ - عز وجل - ) (3) ( هُوَ حَبْلُ اللَّهِ , مَنْ اتَّبَعَهُ كَانَ عَلَى الْهُدَى , وَمَنْ تَرَكَهُ كَانَ عَلَى ضَلَالَةٍ ) (4) ( فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ , فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ , ثُمَّ قَالَ : وَأَهْلُ بَيْتِي , أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي , أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي , أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي " , فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ : وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا زَيْدُ ؟ , أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ؟ , قَالَ : نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ , وَلَكِنْ أَهْلُ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ , قَالَ : وَمَنْ هُمْ ؟ قَالَ : هُمْ آلُ عَلِيٍّ , وَآلُ عَقِيلٍ , وَآلُ جَعْفَرٍ , وَآلُ عَبَّاسٍ , قَالَ : كُلُّ هَؤُلَاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ ؟ , قَالَ : نَعَمْ ) (5) .
__________
(1) ( م ) 36 - ( 2408 )
(2) ( جة ) 25
(3) ( م ) 36 - ( 2408 )
(4) ( م ) 37 - ( 2408 )
(5) ( م ) 36 - ( 2408 ) , ( حم ) 19285(4/633)
( ت حم ) , وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَيْتِي , فَأَتَتْهُ فَاطِمَةُ ك بِبُرْمَةٍ (1) فِيهَا خَزِيرَةٌ (2) فَدَخَلَتْ بِهَا عَلَيْهِ , فَقَالَ لَهَا : " ادْعِي زَوْجَكِ وَابْنَيْكِ " , قَالَتْ : فَجَاءَ عَلِيٌّ وَالْحُسَيْنُ وَالْحَسَنُ - رضي الله عنهم - فَدَخَلُوا عَلَيْهِ , فَجَلَسُوا يَأْكُلُونَ مِنْ تِلْكَ الْخَزِيرَةِ , قَالَتْ : وَأَنَا أُصَلِّي فِي الْحُجْرَةِ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل - هَذِهِ الْآيَة : { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } (3) ) (4) ( " فَجَلَّلَهُمْ (5) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِكِسَاءٍ ) (6) ( ثُمَّ أَخْرَجَ يَدَهُ فَأَلْوَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي , فَأَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا ، اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي , فَأَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا " , قَالَتْ : فَأَدْخَلْتُ رَأْسِي الْبَيْتَ , فَقُلْتُ : وَأَنَا مَعَكُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ ، إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ " ) (7)
__________
(1) البُرمة : القِدر مطلقا , وهي في الأصل المتخذة من الحجارة .
(2) ( الْخَزِيرَة ) قَالَ اِبْن قُتَيْبَة : تُصْنَع مِنْ لَحْم يُقَطَّع صِغَارًا ثُمَّ يُصَبّ عَلَيْهِ مَاء كَثِير فَإِذَا نَضِجَ ذُرَّ عَلَيْهِ الدَّقِيق ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ لَحْم فَهُوَ عَصِيدَة . ( فتح -ج 2 / ص 145)
(3) [الأحزاب/33]
(4) ( حم ) 26551 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(5) أَيْ : غطَّاهم .
(6) ( ت ) 3871 , ( حم ) 26639
(7) ( حم ) 26551 ، ( ت ) 3871 ، انظر الصَّحِيحَة تحت حديث : 1904(4/634)
( م ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ غَدَاةٍ وَعَلَيْهِ مِرْطٌ (1) مُرَحَّلٌ (2) مِنْ شَعَرٍ أَسْوَدَ ، فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ب فَأَدْخَلَهُ ، ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ فَدَخَلَ مَعَهُ ، ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَدْخَلَهَا ، ثُمَّ جَاءَ عَلِيٌّ فَأَدْخَلَهُ ، ثُمَّ قَالَ : { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } " (3)
__________
(1) ( الْمِرْط ) : كِسَاء يَكُون تَارَة مِنْ صُوف ، وَتَارَة مِنْ شَعْر أَوْ كَتَّان أَوْ خَزّ , قَالَ الْخَطَّابِيُّ : هُوَ كِسَاء يُؤْتَزَرُ بِهِ .
شرح النووي على مسلم - (ج 7 / ص 163)
(2) مَعْنَاهُ عَلَيْهِ صُورَة رِحَال الْإِبِل , وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْمُرَحَّل الَّذِي فِيهِ خُطُوط . شرح النووي (ج 7 / ص 163)
(3) ( م ) 61 - ( 2424 )(4/635)
( حم ) , وَعَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا نَائِمٌ عَلَى الْمَنَامَةِ ، فَاسْتَسْقَى الْحَسَنُ أَوْ الْحُسَيْنُ ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى شَاةٍ لَنَا بَكِيءٍ (1) فَحَلَبَهَا فَدَرَّتْ ، فَجَاءَهُ الْحَسَنُ " فَنَحَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَأَنَّهُ أَحَبُّهُمَا إِلَيْكَ ؟ , قَالَ : " لَا ، وَلَكِنَّهُ اسْتَسْقَى قَبْلَهُ " ، ثُمَّ قَالَ : " إِنِّي وَإِيَّاكِ وَهَذَيْنِ وَهَذَا الرَّاقِدَ ، فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
(1) بَكأَتِ النَّاقة والشاة إذا قلَّ لبَنُها , فهي بَكيءٌ وبَكِيئَة . النهاية في غريب الأثر - (ج 1 / ص 385)
(2) ( حم ) 792 ، انظر الصَّحِيحَة : 3319(4/636)
( يع ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِي مِنْ بَعْدِي " (1)
__________
(1) ( يع ) 5924 ، ( ك ) 5359 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 3315 , الصَّحِيحَة : 1845(4/637)
( خ ) , وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه - قَالَ :
ارْقُبُوا مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - فِي أَهْلِ بَيْتِهِ . (1)
__________
(1) ( خ ) 3509(4/638)
( ك ) , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَبْغَضُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ " (1)
__________
(1) ( ك ) 4717 , ( حب ) 6978 , انظر الصَّحِيحَة : 2488(4/639)
( 1 ) الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ رضي الله عنهما
( ت ) , عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :طَرَقْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي بَعْضِ الْحَاجَةِ ، " فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى شَيْءٍ لَا أَدْرِي مَا هُوَ " ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ حَاجَتِي قُلْتُ : مَا هَذَا الَّذِي أَنْتَ مُشْتَمِلٌ عَلَيْهِ ؟ , قَالَ : " فَكَشَفَهُ فَإِذَا حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ عَلَى وَرِكَيْهِ ، فَقَالَ : هَذَانِ ابْنَايَ ، وَابْنَا ابْنَتِي ، اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا ، وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُمَا " (1)
__________
(1) ( ت ) 3769 ، 3782 ، ( حب ) 6967 , ( حم ) 23182 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7003 , الصَّحِيحَة تحت حديث : 2789(4/640)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَعَهُ حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ , هَذَا عَلَى عَاتِقِهِ وَهَذَا عَلَى عَاتِقِهِ وَهُوَ يَلْثِمُ هَذَا مَرَّةً (1) وَيَلْثِمُ هَذَا مَرَّةً , حَتَّى انْتَهَى إِلَيْنَا " , فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُحِبُّهُمَا , فَقَالَ : " مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي , وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي " (2)
__________
(1) أَيْ : يَضَع فمَه على فَمِه في التقبيل . لسان العرب - (ج 12 / ص 522)
(2) ( حم ) 9671 ، ( جة ) 143 ، انظر الصَّحِيحَة : 2895(4/641)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْعِشَاءَ , " فَإِذَا سَجَدَ وَثَبَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَى ظَهْرِهِ ، فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ أَخَذَهُمَا بِيَدِهِ مِنْ خَلْفِهِ أَخْذًا رَفِيقًا وَيَضَعُهُمَا عَلَى الْأَرْضِ ، فَإِذَا عَادَ عَادَا ، حَتَّى إِذَا قَضَى صَلَاتَهُ أَقْعَدَهُمَا عَلَى فَخِذَيْهِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 10669 ، انظر الصَّحِيحَة : 3325 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(4/642)
( ن ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي ، فَإِذَا سَجَدَ وَثَبَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ ب عَلَى ظَهْرِهِ ، فَإِذَا أَرَادُوا أَنْ يَمْنَعُوهُمَا أَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنْ دَعُوهُمَا ، فَلَمَّا صَلَّى وَضَعَهُمَا فِي حِجْرِهِ ، ثُمَّ قَالَ : مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ هَذَيْنِ " (1)
__________
(1) ( ن ) 8170 ، ( يع ) 5368 ( خز ) 887 ، انظر الصَّحِيحَة : 312 ، 4002 ، صفة الصلاة ص145(4/643)
( م ) , وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ - رضي الله عنه - قَالَ :
" لَقَدْ قُدْتُ بِنَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ بَغْلَتَهُ الشَّهْبَاءَ حَتَّى أَدْخَلْتُهُمْ حُجْرَةَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , هَذَا قُدَّامَهُ وَهَذَا خَلْفَهُ " (1)
__________
(1) ( م ) 60 - ( 2423 ) ، ( ت ) 2775(4/644)
( خ ت ) , وَعَنْ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ (1) قَالَ :
( كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - , فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ ) (2) ( يُصِيبُ الثَّوْبَ ؟ ) (3) ( فَقَالَ : مِمَّنْ أَنْتَ ؟ , قَالَ : مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ , فَقَالَ : انْظُرُوا إِلَى هَذَا , يَسْأَلُنِي عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ رَيْحَانَتَايَ مِنْ الدُّنْيَا (4) ) (5) "
__________
(1) ( ابْن أَبِي نُعْم ) بِضَمِّ النُّون وَسُكُون الْمُهْمَلَة , هُوَ عَبْد الرَّحْمَن ، وَاسْم أَبِيهِ لَا يُعْرَف ، وَهُوَ كُوفِيّ عَابِد اِتَّفَقُوا عَلَى تَوْثِيقه . فتح الباري لابن حجر - (ج 17 / ص 126)
(2) ( خ ) 5648
(3) ( ت ) 3770
(4) الْمَعْنَى أَنَّهُمَا مِمَّا أَكْرَمَنِي اللَّهُ وَحَبَانِي بِهِ ، لِأَنَّ الْأَوْلَاد يُشَمُّونَ وَيُقَبَّلُونَ , فَكَأَنَّهُمْ مِنْ جُمْلَة الرَّيَاحِين , وَقَوْله : " مِنْ الدُّنْيَا " أَيْ : نَصِيبِي مِنْ الرَّيْحَان الدُّنْيَوِيّ , وَاَلَّذِي يَظْهَر أَنَّ اِبْن عُمَر لَمْ يَقْصِد ذَلِكَ الرَّجُل بِعَيْنِهِ أَنَّهُ أَعَان عَلَى قَتْل الْحُسَيْن , بَلْ أَرَادَ التَّنْبِيه عَلَى جَفَاء أَهْل الْعِرَاق وَغَلَبَة الْجَهْلِ عَلَيْهِمْ بِالنِّسْبَةِ لِأَهْلِ الْحِجَاز . فتح الباري لابن حجر . (ج17ص 126)
(5) ( خ ) 5648 , ( ت ) 3770(4/645)
( جة ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ , وَأَبُوهُمَا خَيْرٌ مِنْهُمَا " (1)
__________
(1) ( جة ) 118 ، ( ت ) 3768 ، ( حم ) 11012 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 47 , الصَّحِيحَة : 796(4/646)
( ت حم حب ) , وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( سَأَلَتْنِي أُمِّي : مَتَى عَهْدُكَ بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , فَقُلْتُ : مَا لِي بِهِ عَهْدٌ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا , فَنَالَتْ مِنِّي (1) فَقُلْتُ لَهَا : دَعِينِي آتِي النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأُصَلِّيَ مَعَهُ الْمَغْرِبَ , وَأَسْأَلُهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لِي وَلَكِ , قَالَ : فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ , " فَصَلَّى حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ , ثُمَّ انْفَتَلَ " , فَتَبِعْتُهُ ) (2) ( " فَعَرَضَ لَهُ عَارِضٌ فَنَاجَاهُ ثُمَّ ذَهَبَ " فَاتَّبَعْتُهُ , " فَسَمِعَ صَوْتِي فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ " , فَقُلْتُ : حُذَيْفَةُ ) (3) ( قَالَ : " مَا حَاجَتُكَ ؟ " ) (4) ( فَحَدَّثْتُهُ بِالْأَمْرِ , فَقَالَ : " غَفَرَ اللَّه لَكَ وَلِأُمِّكَ " , ثُمَّ قَالَ : " أَمَا رَأَيْتَ الْعَارِضَ الَّذِي عَرَضَ لِي قُبَيْلُ ؟ " , فَقُلْتُ : بَلَى ) (5) ( قَالَ : " إِنَّ هَذَا مَلَكٌ لَمْ يَنْزِلْ الْأَرْضَ قَطُّ قَبْلَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ , فَاسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ وَيُبَشِّرَنِي بِأَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ , وَأَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ) (6) ( إِلَّا ابْنَيِ الْخَالَةِ : عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ , وَيَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا " ) (7)
__________
(1) ( فَنَالَتْ مِنِّي ) أَيْ : ذَكَرَتْنِي بِسُوءٍ ، زَادَ أَحْمَدُ : وَسَبَّتْنِي . تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 198)
(2) ( ت ) 3781
(3) ( حم ) 23377 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( ت ) 3781
(5) ( حم ) 23377 ، انظر الصَّحِيحَة : 2585
(6) ( ت ) 3781 ، ( حم ) 23377
(7) ( حب ) 6959 ، ( ك ) 4778 ، انظر , صَحِيح الْجَامِع : 3181 , الصَّحِيحَة تحت حديث : 796(4/647)
( خ م جة حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( مَا رَأَيْتُ حَسَنًا قَطُّ إِلَّا فَاضَتْ عَيْنَايَ دُمُوعًا ، " وَذَلِكَ ) (1) ( أَنِّي خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي طَائِفَةٍ مِنْ النَّهَارِ لَا يُكَلِّمُنِي وَلَا أُكَلِّمُهُ ، حَتَّى جَاءَ سُوقَ بَنِي قَيْنُقَاعَ ) (2) ( مُتَّكِئًا عَلَى يَدِي , فَطَافَ فِيهَا ) (3) ( ثُمَّ انْصَرَفَ حَتَّى أَتَى خِبَاءَ (4) فَاطِمَةَ ) (5) ( فَجَلَسَ بِفِنَاءِ بَيْتِهَا ) (6) ( فَاحْتَبَى ) (7) ( فَقَالَ : أَيْنَ لُكَعٌ (8) ؟ ) (9) ( ادْعُ لِي لُكَعًا ) (10) ( - يَعْنِي حَسَنًا - " ) (11) ( فَحَبَسَتْهُ ) (12) ( أُمُّهُ ) (13) ( شَيْئًا ، فَظَنَنْتُ أَنَّهَا ) (14) ( تَحْبِسُهُ لِأَنْ تُغَسِّلَهُ وَتُلْبِسَهُ سِخَابًا (15) فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ يَسْعَى ) (16) ( وَفِي عُنُقِهِ السِّخَابُ , " فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِ هَكَذَا " , فَقَالَ الْحَسَنُ بِيَدِهِ هَكَذَا ) (17) ( " حَتَّى عَانَقَهُ ) (18) ( وَضَمَّهُ إِلَى صَدْرِهِ ) (19) ( وَقَبَّلَهُ ) (20) ( ثُمَّ جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَفْتَحُ فَاهُ ، فَيُدْخِلُ فَاهُ فِي فِيهِ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ ، وَأَحْبِبْ مَنْ يُحِبُّهُ ) (21) ( - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - " ) (22) ( قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَمَا كَانَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ بَعْدَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا قَالَ ) (23)
__________
(1) ( خد ) 1183 , ( حم ) 10904
(2) ( م ) 57 - ( 2421 ) , ( خ ) 2016
(3) ( حم ) 10904 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(4) الخباء : الخيمة , والمقصود هنا بيتها .
(5) ( م ) 57 - ( 2421 )
(6) ( خ ) 2016
(7) ( خد ) 1183
(8) هو لفظ يُطْلق على الصغير , فإنْ أُطْلِق على الكبير أُرِيد به الصَّغيرُ العِلْم والعَقْل . النهاية في غريب الأثر - (ج 4 / ص 546)
(9) ( خ ) 5545
(10) ( خد ) 1183
(11) ( م ) 57 - ( 2421 )
(12) ( خ ) 2016
(13) ( م ) 57 - ( 2421 ) , ( حم ) 8362
(14) ( خ ) 2016
(15) السِّخاَب : خَيطٌ يُنْظم فيه خَرَز ويلْبَسه الصِّبيان والجَوَاري ,
وقيل : هو قِلادَة تُتَّخذ من قَرَنفُل ومَحْلب وَسُكٍ ونحوه وليس فيها من اللُّؤْلؤ والجوهر شيءٌ .النهاية(ج2 /ص884)
وترجم له البخاري فقال : بَاب السِّخَابِ لِلصِّبْيَانِ , وذكر تحته هذا الحديث .
(16) ( م ) 57 - ( 2421 )
(17) ( خ ) 5545
(18) ( خ ) 2016
(19) ( جة ) 142
(20) ( خ ) 2016
(21) ( خد ) 1183 , ( خ ) 2016 , ( م ) 57 - ( 2421 ) , ( حم ) 10904
(22) ( حم ) 8362 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(23) ( خ ) 5545(4/648)
( خ م ) , وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ب عَلَى عَاتِقِهِ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ , فَأَحِبَّهُ " (1)
__________
(1) ( خ ) 3539 ، ( م ) 58 - ( 2422 ) ، ( ت ) 3783 ، ( حم ) 18524(4/649)
( حم ) , وَعَنْ زُهَيْرِ بْنِ الْأَقْمَرِ قَالَ :
بَيْنَمَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ب يَخْطُبُ بَعْدَمَا قُتِلَ عَلِيٌّ , إِذْ قَامَ رَجُلٌ مِنْ الْأَزْدِ آدَمُ طُوَالٌ فَقَالَ : " لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَاضِعَهُ فِي حَبْوَتِهِ يَقُولُ : مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّهُ , فَلْيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ " , وَلَوْلَا عَزْمَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا حَدَّثْتُكُمْ . (1)
__________
(1) ( حم ) 23155 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/650)
( خ حم ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ :
( خَرَجْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه - مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِلَيَالٍ وَعَلِيٌّ - رضي الله عنه - يَمْشِي إِلَى جَنْبِهِ ، فَمَرَّ بِحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ يَلْعَبُ مَعَ غِلْمَانٍ فَاحْتَمَلَهُ عَلَى رَقَبَتِهِ وَهُوَ يَقُولُ : ) (1) ( بِأَبِي شَبِيهٌ بِالنَّبِيِّ لَا شَبِيهٌ بِعَلِيٍّ - وَعَلِيٌّ يَضْحَكُ - ) (2)
__________
(1) ( حم ) 40 ( خ ) 3340
(2) ( خ ) 3349(4/651)
( حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَشْبَهَ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَفَاطِمَةَ - رضي الله عنهم - أَجْمَعِينَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 12696 ، ( خ ) 3542 ، ( ت ) 3776 ، ( حب ) 6973 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/652)
( حم ) , وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَمُصُّ لِسَانَ أَوْ قَالَ شَفَةَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ب " , وَإِنَّهُ لَنْ يُعَذَّبَ لِسَانٌ أَوْ شَفَتَانِ مَصَّهُمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - . (1)
__________
(1) ( حم ) 16894 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/653)
( أبو الشيخ ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُدْلِعُ لِسَانَهُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ " ، فَيَرَى الصَّبِيُّ حُمْرَةَ لِسَانِهِ فَيَبْهَشُ (2) إِلَيْهِ " (3)
--------------
(2) يبهش : يسرع , يقال للإنسان إذا نظر إلى الشيء فأعجبه واشتهاه وأسرع إليه : قد بهش إليه .
(3) رواه أبو الشيخ ابن حبان في " كتاب أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - وآدابه " ( ص 90 ) ، انظر الصَّحِيحَة : 70(4/654)
( س ) , عَنْ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ - رضي الله عنه - قَالَ :
" خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي إِحْدَى صَلَاتَيْ الْعِشَاءِ وَهُوَ حَامِلٌ حَسَنًا أَوْ حُسَيْنًا , فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَوَضَعَهُ ثُمَّ كَبَّرَ لِلصَلَاةِ فَصَلَّى , فَسَجَدَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلَاتِهِ سَجْدَةً أَطَالَهَا " , فَرَفَعْتُ رَأْسِي وَإِذَا الصَّبِيُّ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ سَاجِدٌ , فَرَجَعْتُ إِلَى سُجُودِي , فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الصَّلَاةَ قَالَ النَّاسُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ سَجَدْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلَاتِكَ سَجْدَةً أَطَلْتَهَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ , أَوْ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْكَ , فَقَالَ : " كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ , وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي , فَكَرِهْتُ أَنْ أُعْجِلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ " (1)
__________
(1) ( س ) 1141 ، ( حم ) 16076 ، انظر صفة الصلاة ص 148 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/655)
( خ حم طل ) , وَعَنْ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ :
( اسْتَقْبَلَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ب مُعَاوِيَةَ - رضي الله عنه - بِكَتَائِبَ أَمْثَالِ الْجِبَالِ , فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ - رضي الله عنه - : إِنِّي لَأَرَى كَتَائِبَ لَا تُوَلِّي حَتَّى تَقْتُلَ أَقْرَانَهَا , فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ - وَكَانَ وَاللَّهِ خَيْرَ الرَّجُلَيْنِ - : أَيْ عَمْرُو , إِنْ قَتَلَ هَؤُلَاءِ هَؤُلَاءِ , وَهَؤُلَاءِ هَؤُلَاءِ , مَنْ لِي بِأُمُورِ النَّاسِ ؟ , مَنْ لِي بِنِسَائِهِمْ ؟ , مَنْ لِي بِضَيْعَتِهِمْ ؟ , فَبَعَثَ إِلَيْهِ رَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ : عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ , فَقَالَ : اذْهَبَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَاعْرِضَا عَلَيْهِ , وَقُولَا لَهُ وَاطْلُبَا إِلَيْهِ , فَأَتَيَاهُ فَدَخَلَا عَلَيْهِ فَتَكَلَّمَا , وَقَالَا لَهُ وَطَلَبَا إِلَيْهِ , فَقَالَ لَهُمَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ : إِنَّا بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَدْ أَصَبْنَا مِنْ هَذَا الْمَالِ , وَإِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ قَدْ عَاثَتْ فِي دِمَائِهَا , فَقَالَا : إِنَّهُ يَعْرِضُ عَلَيْكَ كَذَا وَكَذَا , وَيَطْلُبُ إِلَيْكَ وَيَسْأَلُكَ , قَالَ : فَمَنْ لِي بِهَذَا ؟ , قَالَا : نَحْنُ لَكَ بِهِ , فَمَا سَأَلَهُمَا شَيْئًا إِلَّا قَالَا : نَحْنُ لَكَ بِهِ , فَصَالَحَهُ , قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ : وَلَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرَةَ يَقُولُ : ) (1) ( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي بِالنَّاسِ ) (2) ( فَإِذَا سَجَدَ " وَثَبَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ب عَلَى ظَهْرِهِ وَعَلَى عُنُقِهِ , " فَيَرْفَعُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَفْعًا رَفِيقًا لِئَلَّا يُصْرَعَ , قَالَ : فَفَعَلَ ذَلِكَ غَيْرَ مَرَّةٍ , فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ ) (3) ( رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى جَنْبِهِ " ) (4) ( فَضَمَّهُ إلَيْهِ وَقَبَّلَهُ ) (5) ( فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ بالْحَسَنِ شَيْئًا مَا رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَهُ بِأَحَدٍ ) (6) ( " فَقَالَ رَسُولُ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً , وَعَلَيْهِ أُخْرَى - : ) (7) ( إِنَّهُ رَيْحَانَتِي مِنْ الدُّنْيَا , وَإِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ , وَعَسَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ ) (8) ( عَظِيمَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ " ) (9) ( قَالَ الْحَسَنُ : فَوَاللَّهِ بَعْدَ أَنْ وَلِيَ لَمْ يُهْرَقْ فِي خِلَافَتِهِ مِلْءُ مِحْجَمَةٍ مِنْ دَمٍ ) (10) .
__________
(1) ( خ ) 2557
(2) ( حم ) 20466 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
(3) ( حم ) 20535 ، حسنه الألباني في الثمر المستطاب - (1 / 341) , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
(4) ( خ ) 2557
(5) ( طل ) 874 ، انظر الثمر المستطاب - (1 / 757)
(6) ( حم ) 20535
(7) ( خ ) 2557
(8) ( حم ) 20535 ، ( حب ) 6925 ، ( خ ) 2557
(9) ( خ ) 2557 ، ( ت ) 3773 ، ( س ) 1410
(10) ( حم ) 20466 الصَّحِيحَة : 564(4/656)
( د ) , وَعَنْ خَالِدٍ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ :
وَفَدَ الْمِقْدَامِ بْنُ مَعْدِيكَرِبَ - رضي الله عنه - وَعَمْرُو بْنُ الْأَسْوَدِ وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ مِنْ أَهْلِ قِنَّسْرِينَ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ - رضي الله عنه - , فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِلْمِقْدَامِ : أَعَلِمْتَ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ تُوُفِّيَ ؟ , فَرَجَّعَ الْمِقْدَامُ (1) فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : أَتَرَاهَا مُصِيبَةً ؟ , فَقَالَ لَهُ : وَلِمَ لَا أَرَاهَا مُصِيبَةً وَقَدْ وَضَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي حِجْرِهِ فَقَالَ : " هَذَا مِنِّي وَحُسَيْنٌ مِنْ عَلِيٍّ (2) " (3)
__________
(1) أَيْ : قَالَ : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . عون المعبود - (ج 9 / ص 166)
(2) أَيْ : الْحَسَن يُشْبِهنِي وَالْحُسَيْن يُشْبِه عَلِيًّا ، وَكَانَ الْغَالِب عَلَى الْحَسَن الْحِلْم وَالْأَنَاة كَالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , وَعَلَى الْحُسَيْن الشِّدَّة كَعَلِيٍّ .عون المعبود - (ج 9 / ص 166)
(3) ( د ) 4131 , ( حم ) 17228 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3179 , الصحيحة : 811(4/657)
( جة ) , وَعَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
دُعِينَا إِلَى طَعَامٍ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَخَرَجْنَا ، فَإِذَا حُسَيْنٌ يَلْعَبُ فِي الطَّرِيقِ ، " فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمَامَ الْقَوْمِ وَبَسَطَ يَدَيْهِ " ، فَجَعَلَ الْغُلَامُ يَفِرُّ هَهُنَا وَهَهُنَا " وَيُضَاحِكُهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، حَتَّى أَخَذَهُ فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ تَحْتَ ذَقْنِهِ ، وَالْأُخْرَى فِي قَفَى رَأْسِهِ فَقَبَّلَهُ ، وَقَالَ : حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ ، أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا ، حُسَيْنٌ سِبْطٌ (1) مِنَ الأَسْبَاطِ " (2)
__________
(1) أي : أمة من الأمم في الخير , والأسباط في أولاد إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - بمنزلة القبائل في ولد إسماعيل , واحدهم سبط .
(2) ( جة ) 144 ، ( خد ) 364 ، ( ت ) 3775 ، انظر الصَّحِيحَة : 1227 ، صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 279(4/658)
( ك حم ) , وَعَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي رَأَيْتُ حُلْمًا مُنْكَرًا اللَّيْلَةَ ، قَالَ : " مَا هو ؟ " ، قُلْتُ : إِنَّهُ شَدِيدٌ ، قَالَ : " ومَا هو ؟ " ، قُلْتُ : رَأَيْتُ كَأَنَّ قِطْعَةً مِنْ جَسَدِكَ قُطِعَتْ وَوُضِعَتْ فِي حِجْرِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " رَأَيْتِ خَيْرًا ، تَلِدُ فَاطِمَةُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ غُلَامًا فَيَكُونُ فِي حَجْرِكِ " فَوَلَدَتْ فَاطِمَةُ الْحُسَيْنَ , فَكَانَ فِي حَجْرِي كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( فَأَرْضَعَتْهُ بِلَبَنِ قُثْمٍ } (2) { ) (3) فَدَخَلْتُ يَوْمًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَوَضَعْتُهُ فِي حِجْرِهِ ، ثُمَّ حَانَتْ مِنِّي الْتِفَاتَةٌ ، " فَإِذَا عَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تُهْرِيقَانِ مِنَ الدُّمُوعِ " ، فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي مَا لَكَ ؟ , قَالَ : " أَتَانِي جِبْرِيلُ - عليه السلام - فَأَخْبَرَنِي أَنَّ أُمَّتِي سَتَقْتُلُ ابْنِي هَذَا " ، فَقُلْتُ : هَذَا ؟ , فَقَالَ : " نَعَمْ ، وَأَتَانِي بِتُرْبَةٍ مِنْ تُرْبَتِهِ حَمْرَاءَ ) (4) "
__________
(1) ( ك ) 4818 , انظر الصَّحِيحَة : 821
(2) هو قُثْم بن العباس بن عبد المطلب .
(3) ( حم ) 26921 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( ك ) 4818(4/659)
( حب ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
اسْتَأْذَنَ مَلَكُ الْقَطْرِ رَبَّهُ أَنْ يَزُورَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَأَذِنَ لَهُ ، فَكَانَ فِي يَوْمِ أُمِّ سَلَمَةَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " احْفَظِي عَلَيْنَا الْبَابَ ، لَا يَدْخُلُ عَلَيْنَا أَحَدٌ " ، فَبَيْنَمَا هِيَ عَلَى الْبَابِ إِذْ جَاءَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّب، فَطَفِرَ (1) فَاقْتَحَمَ فَفَتَحَ الْبَابَ فَدَخَلَ ، فَجَعَلَ يَتَوَثَّبُ عَلَى ظَهْرِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، " وَجَعَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَتَلَثَّمُهُ وَيُقَبِّلُهُ " ، فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ : أَتُحِبُّهُ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ " ، قَالَ : أَمَا إِنَّ أُمَّتَكَ سَتَقْتُلُهُ ، إِنْ شِئْتَ أَرَيْتُكَ الْمَكَانَ الَّذِي يُقْتَلُ فِيهِ ؟ , قَالَ : نَعَمْ ، فَقَبَضَ قَبْضَةً مِنَ الْمَكَانِ الَّذِي يُقْتَلُ فِيهِ فَأَرَاهُ إِيَّاهُ ، فَجَاءَهُ بِسَهْلَةٍ أَوْ تُرَابٍ أَحْمَرَ " ، فَأَخَذَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ فَجَعَلْتُهُ فِي ثَوْبِهَا ، قَالَ ثَابِتٌ : كُنَّا نَقُولُ إِنَّهَا كَرْبَلاءُ . (2)
__________
(1) الطَّفْر : الوُثُوب . النهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 289)
(2) ( حب ) 6742 , ( حم ) 13820 ، ( يع ) 3402 ، انظر الصَّحِيحَة : 822(4/660)
( حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَقَدْ دَخَلَ عَلَيَّ الْبَيْتَ مَلَكٌ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيَّ قَبْلَهَا ، فَقَالَ لِي : إِنَّ ابْنَكَ هَذَا حُسَيْنٌ مَقْتُولٌ ، وَإِنْ شِئْتَ أَرَيْتُكَ مِنْ تُرْبَةِ الْأَرْضِ الَّتِي يُقْتَلُ بِهَا ، قَالَ : فَأَخْرَجَ تُرْبَةً حَمْرَاءَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 26567 ، الصَّحِيحَة : 822 , وصححه شعيب الأرناءوط بجموع طرقه .(4/661)
( حب ) , وَعَنْ الشَّعْبِيّ قال :
( كَانَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - بِمَالِهِ (1) فَبَلَغَهُ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّبقَدْ تَوَجَّهَ إِلَى الْعِرَاقِ ، فَلَحِقَهُ عَلَى مَسِيرَةِ ثَلَاثَةِ لَيَالٍ فَقَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ ، قَالَ : الْعِرَاقَ ، هَذِهِ كُتُبُهُمْ وَبَيْعَتُهُمْ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ : لَا تَأْتِهِمْ ، فَأَبَى ، قَالَ : إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا : " إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَخَيَّرَهُ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، فَاخْتَارَ الْآخِرَةَ وَلَمْ يُرِدِ الدُّنْيَا " , وَإِنَّكُمْ بِضْعَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (2) ( كَذَلِكَ يُرِيدُ مِنْكُمْ ) (3) ( وَمَا صَرَفَهَا اللَّهُ عَنْكُمْ إِلَّا لِلَّذِي هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ , فَأَبَى أَنْ يَرْجِعَ ، فَاعْتَنَقَهُ ابْنُ عُمَرَ وَبَكَى ) (4) ( وَقَالَ : أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَالسَّلَامَ ) (5) .
__________
(1) أَيْ : بأرضه التي يملكها .
(2) ( معجم ابن الأعرابي ) 2409 , ( حب ) 6968
(3) ( حب ) 6968
(4) ( معجم ابن الأعرابي ) 2409 , ( حب ) 6968
(5) ( حب ) 6968 , ( معجم ابن الأعرابي ) 2409 , , انظر صحيح موارد الظمآن : 1886(4/662)
( حم ) , وَعَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا يَرَى النَّائِمُ بِنِصْفِ النَّهَارِ , وَهُوَ قَائِمٌ أَشْعَثَ أَغْبَرَ , بِيَدِهِ قَارُورَةٌ فِيهَا دَمٌ " , فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا ؟ , قَالَ : " هَذَا دَمُ الْحُسَيْنِ وَأَصْحَابِهِ , لَمْ أَزَلْ أَلْتَقِطُهُ مُنْذُ الْيَوْمِ " , قَالَ عَمَّارٌ : فَأَحْصَيْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ , فَوَجَدْنَاهُ قُتِلَ ذَلِكَ الْيَوْمَ . (1)
__________
(1) ( حم ) 2553 ، وصححه الألباني في المشكاة : 6172 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده قوي .(4/663)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُجَيٍّ عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ سَارَ مَعَ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - , وَكَانَ صَاحِبَ مِطْهَرَتِهِ , فَلَمَّا حَاذَى نِينَوَى وَهو مُنْطَلِقٌ إِلَى صِفِّينَ , نَادَى عَلِيٌّ - رضي الله عنه - بِشَطِّ الْفُرَاتِ : اصْبِرْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , اصْبِرْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , ثُمَّ قَالَ : " دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ وَعَيْنَاهُ تَفِيضَانِ " , فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَغْضَبَكَ أَحَدٌ ؟ , مَا شَأْنُ عَيْنَيْكَ تَفِيضَانِ ؟ , فَقَالَ : " بَلْ قَامَ مِنْ عِنْدِي جِبْرِيلُ قَبْلُ فَحَدَّثَنِي أَنَّ الْحُسَيْنَ يُقْتَلُ بِشَطِّ الْفُرَاتِ , فَقَالَ : هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ أُشِمَّكَ مِنْ تُرْبَتِهِ ؟ , فَقُلْتُ : نَعَمْ , فَمَدَّ يَدَهُ فَقَبَضَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ فَأَعْطَانِيهَا , فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنَيَّ أَنْ فَاضَتَا " (1)
__________
(1) ( حم ) 648 ، انظر الصَّحِيحَة : 1171 , وقال الشيخ الألباني فائدة : ليس في شيء من هذه الأحاديث ما يدل على قداسة كربلاء وفضل السجود على أرضها واستحباب اتخاذ قرص منها للسجود عليه عند الصلاة كما عليه الشيعة اليوم ولو كان ذلك مستحبا لكان أحرى به أن يتخذ من أرض المسجدين الشريفين المكي والمدني , ولكنه من بدع الشيعة وغلوهم في تعظيم أهل البيت وآثارهم ، ومن عجائبهم أنهم يرون أن العقل من مصادر التشريع عندهم , ولذلك فهم يقولون بالتحسين والتقبيح العقليين , ومع ذلك فإنهم يروون في فضل السجود على أرض كربلاء من الأحاديث ما يشهد العقل السليم ببطلانه بداهة ، فقد وقفت على رسالة لبعضهم وهو المدعو السيد عبد الرضا ( لِلَّهِ ) المرعشي الشهرستاني بعنوان " السجود على التربة الحسينية " . ومما جاء فيها ( ص 15 ) : " وورد أن السجود عليها أفضل لشرفها وقداستها وطهارة من دفن فيها , فقد ورد الحديث عن أئمة العترة الطاهرة ‡ أن السجود عليها ينور إلى الأرض السابعة . وآخر : أنه يخرق الحجب السبعة ،
وفي ( آخر ) : يقبل الله صلاة من يسجد عليها ما لم يقبله من غيرها ،
وفي ( آخر ) أن السجود على طين قبر الحسين ينور الأرضين " . ومثل هذه الأحاديث ظاهرة البطلان عندنا ,
وأئمة أهل البيت - رضي الله عنهم - براء منها , وليس لها أسانيد عندهم ليمكن نقدها على نهج علم الحديث وأصوله وإنما هي مراسيل ومعضلات لِلَّهِ ولم يكتف مؤلف الرسالة بتسويدها بمثل هذه النقول المزعومة على أئمة البيت حتى راح يوهم القراء أنها مروية مثلها في كتبنا نحن أهل السنة ، فها هو يقول : ( ص 19 ) : " وليس أحاديث فضل هذه التربة الحسينية وقداستها منحصرة بأحاديث الأئمة ‡ ، إذ أن أمثال هذه الأحاديث لها شهرة وافرة في أمهات كتب بقية الفرق الإسلامية عن طريق علمائهم ورواتهم ، ومنها ما رواه السيوطي في كتابه " الخصائص الكبرى " في " باب إخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - بقتل الحسين × ، وروى فيه ما يناهز العشرين حديثا عن أكابر ثقاتهم كالحاكم والبيهقي وأبي نعيم والطبراني والهيثمي في " المجمع " ( 9 / 191 ) وأمثالهم من مشاهير رواتهم " . فاعلم أيها المسلم أنه ليس عند السيوطي ولَا الهيثمي ولو حديث واحد يدل على فضل التربة الحسينية وقداستها ، وكل ما فيها مما اتفقت عليه مفرداتها إنما هو إخباره - صلى الله عليه وسلم - بقتله فيها ، و قد سُقْت لك آنفا نخبة منها ، فهل ترى فيها ما ادعاه الشيعي في رسالته على السيوطي والهيثمي ؟ لِلَّهِ اللهم لَا ، ولكن الشيعة في سبيل تأييد ضلالاتهم وبدعهم يتعلقون بما هو أوهى من بيت العنكبوت لِلَّهِ . ولم يقف أمره عند هذا التدليس على القراء بل تعداه إلى الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو يقول ( ص 13 ) : " وأول من اتخذ لوحة من الأرض للسجود عليها هو نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - في السنة الثالثة من الهجرة لما وقعت الحرب الهائلة بين المسلمين وقريش في أحد وانهدم فيها أعظم ركن للإسلام وهو حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - نساء المسلمين بالنياحة عليه في كل مأتم ، واتسع الأمر في تكريمه إلى أن صاروا يأخذون من تراب قبره فيتبركون به ويسجدون عليه لله تعالى ، ويعملون المسبحات منه كما جاء في كتاب " الأرض والتربة الحسينية " وعليه أصحابه ، ومنهم الفقيه ... " . والكتاب المذكور هو من كتب الشيعة ، فتأمل أيها القارىء الكريم كيف كذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فادعى أنه أول من اتخذ قرصا للسجود عليه ، ثم لم يسق لدعم دعواه إِلَّا أكذوبة أخرى وهي أمره - صلى الله عليه وسلم - النساء بالنياحة على حمزة في كل مأتم , ومع أنه لَا ارتباط بين هذا لو صح وبين اتخاذ القرص كما هو ظاهر ، فإنه لَا يصح ذلك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , كيف وهو قد صح عنه أنه أخذ على النساء في مبايعته إياهن إِلَّا ينحن كما رواه الشيخان وغيرهما عن أم عطية ( أنظر كتابنا " أحكام الجنائز " ص 28 ) ويبدو لي أنه بنى الأكذوبتين السابقتين على أكذوبة ثالثة وهي قوله في أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - : " واتسع الأمر في تكريمه إلى أن صاروا يأخذون من تراب قبره فيتبركون به ويسجدون عليه لله تعالى ... " ، فهذا كذب على الصحابة - رضي الله عنهم - وحاشاهم من أن يقارفوا مثل هذه الوثنية ، وحسب القارىء دليلا على افتراء هذا الشيعي على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أنه لم يستطع أن يعزو ذلك لمصدر معروف من مصادر المسلمين ، سوى كتاب " الأرض والتربة الحسينية " وهو من كتب بعض متأخريهم , ولمؤلف مغمور منهم ، ولأمر ما لم يجرؤ الشيعي على تسميته والكشف عن هويته حتى لَا يفتضح أمره بذكره إياه مصدرا لأكاذيبه لِلَّهِ ولم يكتف حضرته بما سبق من الكذب على السلف الأول بل تعداه إلى الكذب على من بعدهم ، فاسمع إلى تمام كلامه السابق : " ومنهم الفقيه الكبير المتفق عليه مسروق بن الأجدع المتوفى سنة ( 62 ) تابعي عظيم من رجال الصحاح الست , كان يأخذ في أسفاره لبنة من تربة المدينة المنورة يسجد عليها ( لِلَّهِ ) كما أخرجه شيخ المشايخ الحافظ إمام السنة أبو بكر ابن أبي شيبة في كتابه " المصنف " في المجلد الثاني في " باب من كان يحمل في السفينة شيئا يسجد عليه ، فأخرجه بإسنادين أن مسروقا كان إذا سافر حمل معه في السفينة لبنة من تربة المدينة المنورة يسجد عليها " .
قلت : وفي هذا الكلام عديد من الكذبات : الأولى : قوله : " كان يأخذ في أسفاره " فإنه بإطلاقه يشمل السفر برا وهو خلاف الأثر الذي ذكره !
الثانية : جزمه بأنه كان يفعل ذلك يعطي أنه ثابت عنه وليس كذلك بل ضعيف منقطع كما يأتي بيانه .
الثالثة : قوله " ... بإسنادين " كذب وإنما هو إسناد واحد مداره على محمد بن سيرين ، اختلف عليه فيه ، فرواه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 2 / 43 / 2 ) من طريق يزيد بن إبراهيم عن ابن سيرين قال : " نبئت أن مسروقا كان يحمل معه لبنة في السفينة . يعني يسجد عليها " . ومن طريق ابن عون عن محمد " أن مسروقا كان إذا سافر حمل معه في السفينة لبنة يسجد عليها " . فأنت ترى أن الإسناد الأول من طريق ابن سيرين ، والآخر من طريق محمد وهو ابن سيرين ، فهو في الحقيقة إسناد واحد ولكن يزيد بن إبراهيم قال عنه : نبئت " ، فأثبت أن ابن سيرين أخذ ذلك بالواسطة عن مسروق ولم يثبت ذلك ابن عون وكل منهما ثقة فيما روى إِلَّا أن يزيد ابن إبراهيم قد جاء بزيادة في السند ، فيجب أن تقبل كما هو مقرر في " المصطلح " لأن من حفظ حجة على من لم يحفظ ، وبناء عليه فالإسناد بذلك إلى مسروق ضعيف لَا تقوم به حجة , لأن مداره على راو لم يسم مجهول ، فلا يجوز الجزم بنسبة ذلك إلى مسروق - رضي الله عنه - ورحمه كما صنع الشيعي .
الرابعة : لقد أدخل الشيعي في هذا الأثر زيادة ليس لها أصل في " المصنف " وهي قوله : " من تربة المدينة المنورة " لِلَّهِ فليس لها ذكر في كل من الروايتين عنده كما رأيت . فهل تدري لم أفتعل الشيعي هذه الزيادة في هذا الأثر ؟ , لقد تبين له أنه ليس فيه دليل مطلقا على اتخاذ القرص من الأرض المباركة ( المدينة المنورة ) للسجود عليه إذا ما تركه على ما رواه ابن أبي شيبة ولذلك ألحق به هذه الزيادة ليوهم القراء أن مسروقا / اتخذ القرص من المدينة للسجود عليه تبركا ، فإذا ثبت له ذلك ألحق به جواز اتخاذ القرص من أرض كربلاء بجامع اشتراك الأرضين في القداسة لِلَّهِ لِلَّهِ وإذا علمت أن المقيس عليه باطل لَا أصل له وإنما هو من اختلاف الشيعي عرفت أن المقيس باطل أيضا , لأنه كما قيل : وهل يستقيم الظل والعود أعوج ؟ لِلَّهِ فتأمل أيها القارىء الكريم مبلغ جرأة الشيعة على الكذب حتى على النبي - صلى الله عليه وسلم - في سبيل تأييد ما هم عليه من الضلال ، يتبين لك صدق من وصفهم من الأئمة بقوله : " أكذب الطوائف الرافضة " لِلَّهِ ومن أكاذيبه قوله ( ص 9 ) : " ورد في صحيح البخاري صحيفة ( لِلَّهِ ) ( 331 ج 1 ) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكره الصلاة على شيء دون الأرض " لِلَّهِ وهذا كذب من وجهين :
الأول : أنه ليس في " صحيح البخاري " هذا النص , لَا عنه - صلى الله عليه وسلم - ولا عن غيره من السلف .
الآخر : أنه إنما ذكره الحافظ ابن حجر في " شرحه على البخاري " ( ج 1 / ص 388 -المطبعة البهية ) عَنْ عروة فقال : " وقد روى ابن أبي شيبة عن عروة بن الزبير أنه كان يكره الصلاة على شيء دون الأرض " .
قلت : وأكاذيب الشيعة وتدليسهم على الأمة لَا يكاد يحصر , وإنما أردت بيان بعضها مما وقع في هذه الرسالة بمناسبة تخريج هذا الحديث على سبيل التمثيل , وإلا فالوقت أعز من أن يضيع في تتبعها . أ . هـ(4/664)
( خ ت ) ، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنْتُ عِنْدَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ ، فَجِيءَ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ ) (1) ( فَجُعِلَ فِي طَسْتٍ ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ ) (2) ( بِقَضِيبٍ لَهُ فِي أَنْفِهِ وَيَقُولُ : مَا رَأَيْتُ مِثْلَ هَذَا حُسْنًا ، فَقُلْتُ : أَمَا إِنَّهُ كَانَ ) (3) ( أَشْبَهَهُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَكَانَ مَخْضُوبًا بِالْوَسْمَةِ (4) " ) (5)
__________
(1) ( ت ) 3778 ، ( خ ) 3538
(2) ( خ ) 3538
(3) ( ت ) 3778 ، ( خ ) 3538
(4) هو نَبْت يُخْتَضَبُ بِهِ , يَمِيل إِلَى سَوَاد . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 49)
(5) ( خ ) 3538 ، ( ت ) 3778 ، ( حم ) 13774(4/665)
( حب ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ " (1)
__________
(1) ( حب ) 6966 ، ( يع ) 1874 ، انظر الصَّحِيحَة : 4003(4/666)
( صم ) , وَعَنْ يحيى بن سعيد قال :
سمعت علي بن الحسين يقول : يا أهل العراق , أحبونا لحب الإسلام , فوالله إنه زاد حبكم بنا حتى صار شينا . (1)
__________
(1) قال الألباني في ظلال الجنة ح996 : حديث مقطوع وإسناده صحيح , وعلي بن الحسين هو أبو عبدالله زين العابدين حفيد علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم - أجمعين . أ . هـ(4/667)
( 2 ) فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
( حب ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ : مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ " (1)
__________
(1) ( حب ) 6951 ، ( حم ) 12414 ، انظر , صَحِيح الْجَامِع : 3328 , صحيح موارد الظمآن : 1870(4/668)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( " لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " ) (1) ( كُنَّا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَهُ جَمِيعًا ، لَمْ تُغَادَرْ مِنَّا وَاحِدَةٌ ، فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ ك تَمْشِي ) (2) ( كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (3) ( " فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَحَّبَ فَقَالَ : مَرْحَبًا بِابْنَتِي ، ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ ) (4) ( ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا " فَبَكَتْ ) (5) ( بُكَاءً شَدِيدًا ) (6) ( فَقُلْتُ لَهَا : لِمَ تَبْكِينَ ؟ ) (7) ( " فَلَمَّا رَأَى حُزْنَهَا سَارَّهَا الثَّانِيَةَ " ) (8) ( فَضَحِكَتْ ، فَقُلْتُ : مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ ، فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ فَقَالَتْ : مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (9) ( فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قُلْتُ لَهَا : عَزَمْتُ عَلَيْكِ بِمَا لِي عَلَيْكِ مِنَ الْحَقِّ لَمَا أَخْبَرْتِنِي ، فَقَالَتْ : أَمَّا الْآنَ فَنَعَمْ ، " أَمَّا حِينَ سَارَّنِي فِي الْأَمْرِ الْأَوَّلِ ، فَإِنَّهُ أَخْبَرَنِي أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ الْقُرْآنَ (10) كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً ، وَإِنَّهُ قَدْ عَارِضُهُ بِهِ الْعَامَ مَرَّتَيْنِ ) (11) ( فَقَالَ : وَلَا أُرَاهُ إِلَّا حَضَرَ أَجَلِي ) (12) ( فَاتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي ، فَإِنِّي نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ " , قَالَتْ : فَبَكَيْتُ بُكَائِيَ الَّذِي رَأَيْتِ ، " فَلَمَّا رَأَى جَزَعِي سَارَّنِي الثَّانِيَةَ ) (13) ( فَقَالَ لِي : " إِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لَحَاقًا بِي ) (14) ( وَقَالَ : يَا فَاطِمَةُ ، أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ ) (15) ( أَهْلِ الْجَنَّةِ ) (16) ( إِلَّا مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ ؟ " ) (17) ( فَسُرِرْتُ بِذَلِكَ وَأَعْجَبَنِي ) (18) ( فَضَحِكْتُ ضَحِكِي الَّذِي رَأَيْتِ ) (19) .
__________
(1) ( حم ) 26074 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( خ ) 5928
(3) ( خ ) 3426
(4) ( خ ) 5928 ، ( م ) 98 - ( 2450 )
(5) ( خ ) 3426 ، ( م ) 98 - ( 2450 )
(6) ( خ ) 5928
(7) ( خ ) 3426
(8) ( خ ) 5928
(9) ( خ ) 3426 ، ( م ) 98 - ( 2450 )
(10) أَيْ : كَان يُدَارِسُه جميعَ ما نَزَل من القرآن , مِن المُعَارَضة وهي المُقابلة . النهاية (ج 3 / ص 439)
(11) ( خ ) 5928
(12) ( خ ) 3426 ، ( م ) 97 - ( 2450 )
(13) ( خ ) 5928
(14) ( خ ) 3426 ، 3427 ، ( ت ) 3872
(15) ( خ ) 5928 ، ( م ) 99 - ( 2450 )
(16) ( خ ) 3426 ، ( ت ) 3893
(17) ( ت ) 3893 , صَحِيح الْجَامِع : 3181 , الصَّحِيحَة : 796
(18) ( خد ) 947 ، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 729
(19) ( م ) 98 - ( 2450 ) ، ( خ ) 5928 , ( جة ) 1621 ، ( حم ) 26456(4/669)
( حم ) , وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" لَمَّا زَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَاطِمَةَ , بَعَثَ مَعَهَا بِخَمِيلَةٍ (1) وَوِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفُ , وَرَحَيَيْنِ , وَسِقَاءٍ ، وَجَرَّتَيْنِ " (2)
__________
(1) الخَمِيلة : القَطيفَة , وهي كل ثَوْب له خَمْل من أيّ شيء كان , وقِيل : الخَميلُ الأسْوَد من الثِّيَاب .النهاية(ج2 ص153)
(2) ( حم ) 819 ، ( جة ) 4152 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3301(4/670)
( خ م ) , وَعَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ عَلَى فَاطِمَةَ ك ) (1) ( فَسَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ ك , فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ : يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ , وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحٌ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ , " فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَسَمِعْتُهُ ) (2) ( يَخْطُبُ النَّاسَ فِي ذَلِكَ عَلَى مِنْبَرِهِ هَذَا - وَأَنَا يَوْمَئِذٍ مُحْتَلِمٌ - ) (3) ( فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ يَقُولُ : أَمَّا بَعْدُ ) (4) ( فَإِنَّ بَنِي هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ اسْتَأْذَنُونِي أَنْ يُنْكِحُوا ابْنَتَهُمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَلَا آذَنُ لَهُمْ , ثُمَّ لَا آذَنُ لَهُمْ , ثُمَّ لَا آذَنُ لَهُمْ ) (5) ( إِلَّا أَنْ يُرِيدَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنْ يُطَلِّقَ ابْنَتِي وَيَنْكِحَ ابْنَتَهُمْ , فَإِنَّمَا فَاطِمَةَ بِضْعَةٌ مِنِّي , يُرِيبُنِي مَا أَرَابَهَا (6) وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا ) (7) فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي (8) ( وَإِنِّي أَتَخَوَّفُ أَنْ تُفْتَنَ فِي دِينِهَا (9) ثُمَّ ذَكَرَ صِهْرًا لَهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ (10) فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِي مُصَاهَرَتِهِ إِيَّاهُ فَأَحْسَنَ ) (11) ( قَالَ : أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ ) (12) ( حَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي ، وَوَعَدَنِي (13) فَوَفَى لِي , وَإِنِّي لَسْتُ أُحَرِّمُ حَلَالًا وَلَا أُحِلُّ حَرَامًا , وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ ) (14) ( عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَبَدًا (15) " ، قَالَ : فَتَرَكَ عَلِيٌّ الْخِطْبَةَ ) (16) .
__________
(1) ( خ ) 2943 ، ( م ) 95 - ( 2449 )
(2) ( خ ) 3523
(3) ( خ ) 2943 ، ( م ) 95 - ( 2449 )
(4) ( خ ) 884
(5) ( م ) 93 - ( 2449 ) ، ( خ ) 4974
(6) تَقُول : رَابَنِي فُلَان إِذَا رَأَيْت مِنْهُ مَا يَرِيبك ، وَتَكْرَههُ . عون المعبود - (ج 4 / ص 458)
(7) ( خ ) 4932 ، ( م ) 93 - ( 2449 ) ، ( ت ) 3867
(8) ( خ ) 3510
(9) أَيْ : بِسَبَبِ الْغَيْرَة . عون المعبود - (ج 4 / ص 458)
(10) هُوَ أَبُو الْعَاص بْن الرَّبِيع زَوْج زَيْنَب ك بِنْت رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - ، وَالصِّهْر يُطْلَق عَلَى الزَّوْج وَأَقَارِبه ، وَأَقَارِب الْمَرْأَة ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ صَهَرْت الشَّيْء وَأَصْهَرْته إِذَا قَرَّبْته ، وَالْمُصَاهَرَة مُقَارَبَة بَيْن الْأَجَانِب وَالْمُتَبَاعِدِينَ . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 201)
(11) ( م ) 95 - ( 2449 ) ، ( خ ) 2943
(12) ( خ ) 3523
(13) أَيْ : أَنْ يُرْسِل إِلَى زَيْنَب أَيْ لَمَّا أُسِرَ بِبَدْرٍ مَعَ الْمُشْرِكِينَ وَفُدِيَ وَشَرَطَ عَلَيْهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُرْسِلهَا لَهُ . عون المعبود - (ج 4 / ص 458)
(14) ( م ) 95 - ( 2449 ) ، ( خ ) 2943
(15) فِيهِ إِشَارَة إِلَى إِبَاحَة نِكَاح بِنْت أَبِي جَهْل لِعَلِيٍّ - رضي الله عنه - , وَلَكِنْ نَهَى عَنْ الْجَمْع بَيْنهَا وَبَيْن بِنْته فَاطِمَةب, لِأَنَّ ذَلِكَ يُؤْذِيهَا وَأَذَاهَا يُؤْذِيه - صلى الله عليه وسلم - ، وَخَوْف الْفِتْنَة عَلَيْهَا بِسَبَبِ الْغَيْرَة ، فَيَكُون مِنْ جُمْلَة مُحَرَّمَات النِّكَاح الْجَمْع بَيْن بِنْت نَبِيّ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وَبِنْت عَدُوّ اللَّه . قَالَهُ الْعَلَّامَة الْقَسْطَلَّانِيُّ .عون المعبود - (ج 4 / ص 458)
(16) ( م ) 96 - ( 2449 ) ، ( خ ) 2943 ، ( د ) 2069(4/671)
( حم ) , وَعَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
بَعَثَ إِلَيَّ حَسَنُ بْنُ حَسَنٍ يَخْطُبُ ابْنَتِي ، فَقُلْتُ لِلرَّسُولِ : قُلْ لَهُ : فَلْيَلْقَنِي فِي الْعَتَمَةِ ، قَالَ : فَلَقِيَنِي ، فَحَمِدْتُ اللَّهَ وَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ : أَمَّا بَعْدُ ، وَاللَّهِ مَا مِنْ نَسَبٍ وَلَا سَبَبٍ وَلَا صِهْرٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ سَبَبِكُمْ وَصِهْرِكُمْ ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " فَاطِمَةُ مُضْغَةٌ مِنِّي , يَقْبِضُنِي مَا قَبَضَهَا ، وَيَبْسُطُنِي مَا بَسَطَهَا ، وَإِنَّ الْأَنْسَابَ تَنْقَطِعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غَيْرَ نَسَبِي وَسَبَبِي وَصِهْرِي " ، وَعِنْدَكَ ابْنَتُهَا , وَلَوْ زَوَّجْتُكَ لَقَبَضَهَا ذَلِكَ ، قَالَ : فَانْطَلَقَ عَاذِرًا لِي . (1)
__________
(1) ( حم ) 18927 ، ( ك ) 4747 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 4189 , الصَّحِيحَة : 1995(4/672)
( ك ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ خَرَجَتْ زَيْنَبُ ابْنَتُهُ مِنْ مَكَّةَ مَعَ كِنَانَةَ , فَخَرَجُوا فِي إِثْرِهَا , فَأَدْرَكَهَا هَبَّارُ بْنُ الأَسْوَدِ , فَلَمْ يَزَلْ يَطْعَنُ بَعِيرَهَا بِرُمْحِهِ حَتَّى صَرَعَهَا وَأَلْقَتْ مَا فِي بَطْنِهَا وَأُهْرِيقَتْ دَمًا , فَاشْتَجَرَ فِيهَا بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو أُمَيَّةَ , فَقَالَتْ بَنُو أُمَيَّةَ : نَحْنُ أَحَقُّ بِهَا - وَكَانَتْ تَحْتَ ابْنِ عَمِّهِمْ أَبِي الْعَاصِ - فَكَانَتْ عِنْدَ هِنْد بِنْتِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، فَكَانَتْ تَقُولُ لَهَا هِنْدٌ : هَذَا بِسَبَبِ أَبِيكِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ : " أَلَا تَنْطَلِقُ فَتَجِيئُنِي بِزَيْنَبَ ؟ " قَالَ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " فَخُذْ خَاتَمِي فَأَعْطِهَا إِيَّاهُ " ، فَانْطَلَقَ زَيْدٌ وَبَرَّكَ بَعِيرَهُ ، فَلَمْ يَزَلْ يَتَلَطَّفُ حَتَّى لَقِيَ رَاعِيًا ، فَقَالَ : لِمَنْ تَرْعَى ؟ , قَالَ : لأَبِي الْعَاصِ ، قَالَ : فَلِمَنْ هَذِهِ الأَغْنَامُ ؟ , قَالَ : لِزَيْنَبَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ , فَسَارَ مَعَهُ شَيْئًا ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : هَلْ لَكَ أَنْ أُعْطِيَكَ شَيْئًا تُعْطِيهَا إِيَّاهُ وَلَا تَذْكُرُهُ لأَحَدٍ ؟ , قَالَ : نَعَمْ ، فَأَعْطَاهُ الْخَاتَمُ ، فَانْطَلَقَ الرَّاعِي فَأَدْخَلَ غَنَمَهُ وَأَعْطَاهَا الْخَاتَمَ فَعَرَفَتْهُ ، فَقَالَتْ : مَنْ أَعْطَاكَ هَذَا ؟ , قَالَ : رَجُلٌ ، قَالَتْ : وَأَيْنَ تَرَكْتَهُ ؟ , قَالَ : مَكَانَ كَذَا وَكَذَا , فَسَكَتَتْ حَتَّى إِذَا كَانَ اللَّيْلُ خَرَجَتْ إِلَيْهِ , فَلَمَّا جَاءَتْهُ قَالَ لَهَا زَيْدٌ : ارْكَبِي بَيْنَ يَدَيَّ عَلَى بَعِيرِي ، قَالَتْ : لَا , وَلَكِنِ ارْكَبْ أَنْتَ بَيْنَ يَدَيَّ ، فَرَكِبَ وَرَكِبَتْ وَرَاءَهُ حَتَّى أَتَتِ الْمَدِينَةَ ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " هِيَ أَفْضَلُ بَنَاتِي , أُصِيبَتْ فِيَّ " فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ , فَانْطَلَقَ إِلَى عُرْوَةَ فَقَالَ : مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ تُحَدِّثُهُ تَنْتَقِصُ فِيهِ حَقَّ فَاطِمَةَ ؟ , فَقَالَ عُرْوَةُ : مَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَأَنِّي انْتَقِصُ فَاطِمَةَ حَقًّا هُوَ لَهَا ، وَأَمَّا بَعْدُ فَلَكَ عَلَيَّ أَنْ لَا أُحَدِّثَ بِهِ أَحَدًا " (1)
__________
(1) ( ك ) 2812 ، ( طب ) ج22ص432ح1051 ، انظر الصَّحِيحَة : 3071(4/673)
( 3 ) حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - رضي الله عنه -
( ك ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" دَخَلْتُ الْجَنَّةَ الْبَارِحَةَ , فَنَظَرْتُ فِيهَا فَإِذَا جَعْفَرٌ يَطِيرُ مَعَ الْمَلَائِكَةِ ، وَإِذَا حَمْزَةُ مُتَّكِئٌ عَلَى سَرِيرٍ " (1)
__________
(1) ( ك ) 4890 ، ( ت ) 3763 ، ( طب ) ج3ص146ح2945 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 3363(4/674)
( ك ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَرَجُلٌ قَامَ إِلَى إِمَامٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ فَقَتَلَهُ " (1)
__________
(1) ( ك ) 4884 , ( طس ) 4079 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3675 , الصَّحِيحَة : 374(4/675)
( 4 ) الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - رضي الله عنه -
( حم ) , عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِلْعَبَّاسِ : " هَذَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , أَجْوَدُ قُرَيْشٍ كَفًّا وَأَوْصَلُهَا " (1)
__________
(1) ( حم ) 1610 ، ( حب ) 7052 ، انظر الصَّحِيحَة : 3326 , وقال الشيخ أحمد شاكر : إسناده صحيح .(4/676)
( خ م حم ) , وَعَنْ عُرْوَةَ قَالَ :
( قَالَتْ لِي عَائِشَةُ - رضي الله عنها - : يَا ابْنَ أُخْتِي لَقَدْ رَأَيْتُ مِنْ تَعْظِيمِ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَمَّهُ أَمْرًا عَجِيبًا ، " وَذَلِكَ أَنَّ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَتْ تَأْخُذُهُ الْخَاصِرَةُ ، فَيَشْتَدُّ بِهِ جِدًّا ، فَكُنَّا نَقُولُ : أَخَذَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عِرْقُ الْكُلْيَةِ ، لَا نَهْتَدِي أَنْ نَقُولَ الْخَاصِرَةَ ، ثُمَّ أَخَذَتْ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا فَاشْتَدَّتْ بِهِ جِدًّا حَتَّى أُغْمِيَ عَلَيْهِ ، وَخِفْنَا عَلَيْهِ ، وَفَزِعَ النَّاسُ إِلَيْهِ ، فَظَنَنَّا أَنَّ بِهِ ذَاتَ الْجَنْبِ (1) فَلَدَدْنَاهُ (2) ) (3) ( فَجَعَلَ يُشِيرُ إِلَيْنَا أَنْ لَا تَلُدُّونِي " ، فَقُلْنَا : كَرَاهِيَةُ الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ ، " فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ : " أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ تَلُدُّونِي ؟ " , قُلْنَا : كَرَاهِيَةَ الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ ) (4) ( فَقَالَ : " ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ - عز وجل - سَلَّطَهَا عَلَيَّ ؟ ) (5) ( إِنَّهَا مِنْ الشَّيْطَانِ ، وَلَمْ يَكُنْ اللَّهُ لِيُسَلِّطَهُ عَلَيَّ ) (6) ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ) (7) ( لَا يَبْقَى فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلَّا لُدَّ وَأَنَا أَنْظُرُ ) (8) ( إِلَّا عَمِّي ) (9) ( الْعَبَّاسَ فَإِنَّهُ لَمْ يَشْهَدْكُمْ " ) (10) ( قَالَتْ عَائِشَةُ : فَرَأَيْتُهُمْ يَلُدُّونَهُمْ رَجُلًا رَجُلًا - وَمَنْ فِي الْبَيْتِ يَوْمَئِذٍ ؟ , فَتَذْكُرُ فَضْلَهُمْ - فَلُدَّ الرِّجَالُ أَجْمَعُونَ ، وَبَلَغَ اللَّدُودُ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَلُدِدْنَ امْرَأَةٌ امْرَأَةٌ ، حَتَّى بَلَغَ اللَّدُودُ أُمَّ سَلَمَةَ ك ، فَقَالَتْ : إِنِّي وَاللَّهِ صَائِمَةٌ ، فَقُلْنَا : بِئْسَمَا ظَنَنْتِ أَنْ نَتْرُكَكِ وَقَدْ أَقْسَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَلَدَدْنَاهَا وَاللَّهِ يَا ابْنَ أُخْتِي وَإِنَّهَا لَصَائِمَةٌ ) (11) .
__________
(1) ذَاتُ الجَنْب : هي الدُّبَيْلَة , والدُّمّل الكَبِيرة الَّتي تَظْهر في باطن الْجَنْب وتَنْفَجر إلى دَاخِل وَقلّما يَسْلَم صاحبها .النهاية في غريب الأثر - (ج 1 / ص 819)
(2) أَيْ : جَعَلْنَا فِي جَانِب فَمه دَوَاء بِغَيْرِ اِخْتِيَاره ، وَهَذَا هُوَ اللُّدُود ، فَأَمَّا مَا يُصَبّ فِي الْحَلْق فَيُقَال لَهُ الْوُجُور .فتح الباري لابن حجر - (ج 12 / ص 268)
(3) ( حم ) 24914 ، انظر الصَّحِيحَة : 3339 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(4) ( خ ) 5382 ، ( م ) 85 - ( 2213 )
(5) ( حم ) 24914
(6) ( حم ) 26389 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
(7) ( حم ) 24914
(8) ( خ ) 5382 ، ( م ) 85 - ( 2213 )
(9) ( حم ) 24914
(10) ( خ ) 5382 ، ( م ) 85 - ( 2213 ) ، ( حم ) 24308
(11) ( حم ) 24914(4/677)
( ت ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِلْعَبَّاسِ : " إِذَا كَانَ غَدَاةَ الِاثْنَيْنِ , فَأْتِنِي أَنْتَ وَوَلَدُكَ حَتَّى أَدْعُوَ لَكَ بِدَعْوَةٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا وَوَلَدَكَ " , فَغَدَا وَغَدَوْنَا مَعَهُ , وَأَلْبَسَنَا كِسَاءً , ثُمَّ قَالَ : " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْعَبَّاسِ وَوَلَدِهِ مَغْفِرَةً ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً , لَا تُغَادِرُ ذَنْبًا , اللَّهُمَّ احْفَظْهُ فِي وَلَدِهِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 3762 ، انظر المشكاة : 6149(4/678)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ : قَالَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ , مَنْ آذَى الْعَبَّاسَ فَقَدْ آذَانِي , إِنَّمَا عَمُّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 17551 ، ( ش ) 32211 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 5922 , الصَّحِيحَة : 806(4/679)
( 5 ) جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه -
( حم , دلائل النبوة للبيهقي ) , عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَتْ :
( لَمَّا ضَاقَتْ عَلَيْنَا مَكَّةُ وَأُوذِيَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَفُتِنُوا , وَرَأَوْا مَا يُصِيبُهُمْ مِنَ الْبَلَاءِ وَالْفِتْنَةِ فِي دِينِهِمْ ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَا يَسْتَطِيعُ دَفْعَ ذَلِكَ عَنْهُمْ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَنَعَةٍ (1) مِنْ قَوْمِهِ وَمِنْ عَمِّهِ ، لَا يَصِلُ إِلَيْهِ شَيْءٌ مِمَّا يَكْرَهُ مِمَّا يَنَالُ أَصْحَابُهُ ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ مَلِكًا لَا يُظْلَمُ عِنْدَهُ أَحَدٌ , فَالْحَقُوا بِبِلَادِهِ حَتَّى يَجْعَلَ اللَّهُ لَكُمْ فَرَجًا وَمَخْرَجًا مِمَّا أَنْتُمْ فِيهِ " ، فَخَرَجْنَا إِلَيْهَا أَرْسَالًا (2) حَتَّى اجْتَمَعْنَا ، فَنَزَلْنَا بِخَيْرِ دَارٍ وَإِلَى خَيْرِ جَارٍ ) (3) ( - النَّجَاشِيِّ - ) (4) ( فَآمَنَنَا عَلَى دِينِنَا وَلَمْ نَخْشَ مِنْهُ ظُلْمًا ) (5) ( وَعَبَدْنَا اللَّهَ لَا نُؤْذَى وَلَا نَسْمَعُ شَيْئًا نَكْرَهُهُ ) (6) ( فَلَمَّا رَأَتْ قُرَيْشٌ أَنَّا قَدْ أَصَبْنَا دَارًا وَأَمْنًا ) (7) ( ائْتَمَرُوا أَنْ يَبْعَثُوا إِلَى النَّجَاشِيِّ فِينَا رَجُلَيْنِ جَلْدَيْنِ ) (8) ( فَيُخْرِجَنَا مِنْ بِلَادِهِ وَيَرُدَّنَا عَلَيْهِمْ ) (9) ( وَأَنْ يُهْدُوا لِلنَّجَاشِيِّ هَدَايَا مِمَّا يُسْتَطْرَفُ مِنْ مَتَاعِ مَكَّةَ , وَكَانَ مِنْ أَعْجَبِ مَا يَأْتِيهِ مِنْهَا إِلَيْهِ الْأَدَمُ (10) فَجَمَعُوا لَهُ أَدَمًا كَثِيرًا , وَلَمْ يَتْرُكُوا مِنْ بَطَارِقَتِهِ بِطْرِيقًا (11) إِلَّا أَهْدَوْا لَهُ هَدِيَّةً ) (12) ( عَلَى حِدَةٍ ) (13) ( ثُمَّ بَعَثُوا بِذَلِكَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيِّ , وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيِّ , وَأَمَرُوهُمَا أَمْرَهُمْ , وَقَالُوا لَهُمَا : ادْفَعُوا إِلَى كُلِّ بِطْرِيقٍ هَدِيَّتَهُ قَبْلَ أَنْ تُكَلِّمُوا النَّجَاشِيَّ فِيهِمْ , ثُمَّ قَدِّمُوا لِلنَّجَاشِيِّ هَدَايَاهُ , ثُمَّ سَلُوهُ أَنْ يُسْلِمَهُمْ إِلَيْكُمْ قَبْلَ أَنْ يُكَلِّمَهُمْ , فَخَرَجَا فَقَدِمَا عَلَى النَّجَاشِيِّ وَنَحْنُ عِنْدَهُ بِخَيْرِ دَارٍ وَعِنْدَ خَيْرِ جَارٍ , فَلَمْ يَبْقَ مِنْ بَطَارِقَتِهِ بِطْرِيقٌ إِلَّا دَفَعَا إِلَيْهِ هَدِيَّتَهُ قَبْلَ أَنْ يُكَلِّمَا النَّجَاشِيَّ , ثُمَّ قَالَا لِكُلِّ بِطْرِيقٍ مِنْهُمْ : إِنَّهُ قَدْ صَبَأَ إِلَى بَلَدِ الْمَلِكِ مِنَّا غِلْمَانٌ سُفَهَاءُ (14) فَارَقُوا دِينَ قَوْمِهِمْ , وَلَمْ يَدْخُلُوا فِي دِينِكُمْ , وَجَاءُوا بِدِينٍ مُبْتَدَعٍ لَا نَعْرِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتُمْ , وَقَدْ بَعَثَنَا إِلَى الْمَلِكِ فِيهِمْ أَشْرَافُ قَوْمِهِمْ لِيَرُدَّهُمْ إِلَيْهِمْ , فَإِذَا كَلَّمْنَا الْمَلِكَ فِيهِمْ فَأَشِيرُوا عَلَيْهِ بِأَنْ يُسْلِمَهُمْ إِلَيْنَا وَلَا يُكَلِّمَهُمْ , فَإِنَّ قَوْمَهُمْ أَعَلَى بِهِمْ عَيْنًا , وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عَلَيْهِمْ , فَقَالُوا لَهُمَا : نَعَمْ , ثُمَّ إِنَّهُمَا قَرَّبَا هَدَايَاهُمْ إِلَى النَّجَاشِيِّ فَقَبِلَهَا مِنْهُمَا , ثُمَّ كَلَّمَاهُ فَقَالَا لَهُ : أَيُّهَا الْمَلِكُ , إِنَّهُ قَدْ صَبَأَ إِلَى بَلَدِكَ مِنَّا غِلْمَانٌ سُفَهَاءُ فَارَقُوا دِينَ قَوْمِهِمْ وَلَمْ يَدْخُلُوا فِي دِينِكَ , وَجَاءُوا بِدِينٍ مُبْتَدَعٍ لَا نَعْرِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ , وَقَدْ بَعَثَنَا إِلَيْكَ فِيهِمْ أَشْرَافُ قَوْمِهِمْ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَعْمَامِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ لِتَرُدَّهُمْ إِلَيْهِمْ فَهُمْ أَعَلَى بِهِمْ عَيْنًا , وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عَلَيْهِمْ وَعَاتَبُوهُمْ فِيهِ ) (15) ( فَقَالَتْ بَطَارِقَتُهُ : صَدَقُوا أَيُّهَا الْمَلِكُ ) (16) ( قَوْمُهُمْ أَعَلَى بِهِمْ عَيْنًا , وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عَلَيْهِمْ ) (17) ( وَإِنَّهُمْ لَمْ يَدْخُلُوا فِي دِينِكَ فَتَمْنَعَهُمْ بِذَلِكَ ) (18) ( فَأَسْلِمْهُمْ إِلَيْهِمَا فَلْيَرُدَّاهُمْ إِلَى بِلَادِهِمْ وَقَوْمِهِمْ , فَغَضِبَ النَّجَاشِيُّ ثُمَّ قَالَ : لَا وَاللَّهِ لَا أُسْلِمُ قَوْمًا ) (19) ( لَجَئُوا إِلَى بِلَادِي وَاخْتَارُوا جِوَارِي عَلَى جِوَارِ غَيْرِي (20) ) (21) ( حَتَّى أَدْعُوَهُمْ فَأَسْأَلَهُمْ مَاذَا يَقُولُ هَذَانِ فِي أَمْرِهِمْ , فَإِنْ كَانُوا كَمَا تَقُولُونَ أَسْلَمْتُهُمْ إِلَيْهِمَا وَرَدَدْتُهُمْ إِلَى قَوْمِهِمْ , وَإِنْ كَانُوا عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ مَنَعْتُهُمْ مِنْهُمَا ) (22) ( وَلَمْ أُخَلِّ مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُمْ ) (23) ( وَأَحْسَنْتُ جِوَارَهُمْ مَا جَاوَرُونِي - قَالَتْ : وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ مِنْ أَنْ يَسْمَعَ النَّجَاشِيُّ كَلَامَنَا - فَأَرْسَلَ النَّجَاشِيُّ إِلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَدَعَاهُمْ , فَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولُ النَّجَاشِيِّ اجْتَمَعُوا , ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : مَا تَقُولُونَ لِلرَّجُلِ إِذَا جِئْتُمُوهُ ؟ , قَالُوا : نَقُولُ وَاللَّهِ مَا عَلَّمَنَا وَمَا أَمَرَنَا بِهِ نَبِيُّنَا - صلى الله عليه وسلم - , كَائِنٌ فِي ذَلِكَ مَا هُوَ كَائِنٌ , فَلَمَّا جَاءُوهُ ) (24) ( دَخَلُوا عَلَيْهِ ) (25) ( وَقَدْ دَعَا النَّجَاشِيُّ أَسَاقِفَتَهُ (26) فَنَشَرُوا مَصَاحِفَهُمْ حَوْلَهُ ) (27) ( وكَانَ الَّذِي يكَلِّمُهُ مِنْهُمْ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - ) (28) ( فَسَأَلَهُ النَّجَاشِيُّ فَقَالَ لَهُ : مَا هَذَا الدِّينُ الَّذِي فَارَقْتُمْ فِيهِ قَوْمَكُمْ وَلَمْ تَدْخُلُوا ) (29) ( فِي يَهُودِيَّةٍ وَلَا نَصْرَانِيَّةٍ ) (30) ( وَلَا فِي دِينِ أَحَدٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَمِ ؟ , فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ : أَيُّهَا الْمَلِكُ , كُنَّا قَوْمًا ) (31) ( عَلَى الشِّرْكِ ) (32) ( نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ , وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ ) (33) ( وَنَسْتَحِلُّ الْمَحَارِمَ بَعْضُنَا مِنْ بَعْضٍ فِي سَفْكِ الدِّمَاءِ وغيرها ، لا نحل شيئا ولا نحرمه ) (34) ( وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ , وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ , وَنُسِيءُ الْجِوَارَ , وَيَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ , فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا , نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ , وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ الْحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ , وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ , وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ , وَصِلَةِ الرَّحِمِ , وَحُسْنِ الْجِوَارِ , وَالْكَفِّ عَنْ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ , وَنَهَانَا عَنْ الْفَوَاحِشِ وَقَوْلِ الزُّورِ وَأَكْلِ مَالَ الْيَتِيمِ , وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ , وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا , وَأَمَرَنَا بِالصَلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ - قَالَتْ : فَعَدَّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الْإِسْلَامِ - فَصَدَّقْنَاهُ وَآمَنَّا بِهِ وَاتَّبَعْنَاهُ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ , فَعَبَدْنَا اللَّهَ وَحْدَهُ فَلَمْ نُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا , وَحَرَّمْنَا مَا حَرَّمَ عَلَيْنَا , وَأَحْلَلْنَا مَا أَحَلَّ لَنَا , فَعَدَا عَلَيْنَا قَوْمُنَا فَعَذَّبُونَا وَفَتَنُونَا عَنْ دِينِنَا لِيَرُدُّونَا إِلَى عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ , وَأَنْ نَسْتَحِلَّ مَا كُنَّا نَسْتَحِلُّ مِنْ الْخَبَائِثِ , فَلَمَّا قَهَرُونَا وَظَلَمُونَا وَشَقُّوا عَلَيْنَا , وَحَالُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ دِينِنَا , خَرَجْنَا إِلَى بَلَدِكَ , وَاخْتَرْنَاكَ عَلَى مَنْ سِوَاكَ , وَرَغِبْنَا فِي جِوَارِكَ , وَرَجَوْنَا أَيُّهَا الْمَلِكُ أَنْ لَا نُظْلَمَ عِنْدَكَ فَقَالَ لَهُ النَّجَاشِيُّ : هَلْ مَعَكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ عَنْ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ؟ , فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ : نَعَمْ فَقَالَ لَهُ النَّجَاشِيُّ : اقْرَأْهُ عَلَيَّ , فَقَرَأَ عَلَيْهِ صَدْرًا مِنْ { كهيعص } , قَالَتْ : فَبَكَى وَاللَّهِ النَّجَاشِيُّ حَتَّى أَخْضَلَ لِحْيَتَهُ , وَبَكَتْ أَسَاقِفَتُهُ حَتَّى أَخْضَلُوا مَصَاحِفَهُمْ حِينَ سَمِعُوا مَا تَلَا عَلَيْهِمْ , ثُمَّ قَالَ النَّجَاشِيُّ : إِنَّ هَذَا وَاللَّهِ وَالَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى لَيَخْرُجُ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَةٍ , إِنَّ هَذَا الْكَلامَ لَيَخْرُجُ مِنَ الْمِشْكَاةِ الَّتِي جَاءَ بِهَا عِيسَى (35) انْطَلِقَا فَوَاللَّهِ لَا أُسْلِمُهُمْ إِلَيْكُمْ أَبَدًا ) (36) .
__________
(1) المنعة : القوة .
(2) الأرسال : جمع رَسَل وهي الأفواج والفرق المتقطعة التي يتبع بعضها بعضا .
(3) ( هق ) 17512 , انظر الصَّحِيحَة : 3190
(4) ( حم ) 1740 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(5) ( هق ) 17512
(6) ( حم ) 1740
(7) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(8) ( حم ) 1740
(9) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(10) الأدَم : الجلد المدبوغ .
(11) البِطْرِيق : رئيس رؤساء الأساقفة .
(12) ( حم ) 1740
(13) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(14) السَّفَه : الخفّة والطيشُ ، وسَفِه رأيُه إذا كان مَضْطربا لَا اسِتقامَةَ له ، والسفيه : الجاهلُ .
(15) ( حم ) 1740
(16) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(17) ( حم ) 1740
(18) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(19) ( حم ) 1740
(20) الجوار : الأمان والحماية والمنعة والوقاية .
(21) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(22) ( حم ) 1740
(23) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(24) ( حم ) 1740
(25) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(26) الأساقفة : جمع الأسقف وهو رئيس من رؤساء النصارى فوق القسيس ودون المطْران .
(27) ( حم ) 1740
(28) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(29) ( حم ) 1740
(30) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(31) ( حم ) 1740
(32) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(33) ( حم ) 1740
(34) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(35) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(36) ( حم ) 1740(4/680)
( خ م حم ) , وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَعْتَمِرَ ) (1) ( فِي ذِي الْقَعْدَةِ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ ) (2) ( فَأَرْسَلَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ يَسْتَأْذِنُهُمْ لِيَدْخُلَ مَكَّةَ " ) (3) ( فَأَبَى أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ يَدَعُوهُ يَدْخُلُ مَكَّةَ ) (4) ( وَكُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً - وَالْحُدَيْبِيَةُ بِئْرٌ - فَنَزَحْنَاهَا حَتَّى لَمْ نَتْرُكْ فِيهَا قَطْرَةً , " فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى شَفِيرِ (5) الْبِئْرِ ) (6) ( ثُمَّ قَالَ : ائْتُونِي بِدَلْوٍ مِنْ مَائِهَا " , فَأُتِيَ بِهِ ) (7) ( " فَتَمَضْمَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْهُ ثُمَّ مَجَّهُ فِي الْبِئْرِ وَدَعَا ) (8) ( ثُمَّ قَالَ : دَعُوهَا سَاعَةً " ) (9) ( فَتَرَكْنَاهَا غَيْرَ بَعِيدٍ ) (10) ( ثُمَّ اسْتَقَيْنَا حَتَّى رَوِينَا وَرَوَتْ رَكَائِبُنَا ) (11) ( حَتَّى ارْتَحَلْنَا ) (12) ( " فَلَمَّا أُحْصِرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَ الْبَيْتِ " صَالَحَهُ أَهْلُ مَكَّةَ ) (13) ( عَلَى أَنْ يَجِيءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابُهُ مِنْ الْعَامِ الْمُقْبِلِ , فَيَدْخُلُونَ مَكَّةَ مُعْتَمِرِينَ فَلَا يُقِيمُونَ إِلَّا ثَلَاثًا , وَلَا يُدْخِلُونَ إِلَّا جَلَبَ السِّلَاحِ : السَّيْفِ وَالْقَوْسِ وَنَحْوِهِ ) (14) ( وَلَا يَدْعُوَ مِنْهُمْ أَحَدًا ) (15) ( وَأَنْ لَا يَخْرُجَ مِنْ أَهْلِهَا بِأَحَدٍ إِنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَهُ , وَأَنْ لَا يَمْنَعَ مِنْ أَصْحَابِهِ أَحَدًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُقِيمَ بِهَا ) (16) ( قَالَ : فَأَخَذَ يَكْتُبُ الشَّرْطَ بَيْنهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - , فَكَتَبَ : هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ , فَقَالُوا : لَوْ عَلِمْنَا أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ) (17) ( لَمْ نُقَاتِلْكَ ) (18) ( وَلَبَايَعْنَاكَ , وَلكِنِ اكْتُبْ : هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , فَقَالَ : " أَنَا وَاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , وَأَنَا وَاللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ - قَالَ : وَكَانَ لَا يَكْتُبُ - فَقَالَ لِعَلِيٍّ : امْحَ " رَسُولُ اللَّهِ " , فَقَالَ عَلِيٌّ : وَاللَّهِ لَا أَمْحَاهُ أَبَدًا , قَالَ : " فَأَرِنِيهِ " , فَأَرَاهُ إِيَّاهُ , " فَمَحَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِ ) (19) ( وَكَتَبَ : هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ) (20) ( فَلَمَّا دَخَلَهَا وَمَضَتْ الْأَيَّامُ " أَتَوْا عَلِيًّا فَقَالُوا : قُلْ لِصَاحِبِكَ : اخْرُجْ عَنَّا فَقَدْ مَضَى الْأَجَلُ ) (21) ( فَذَكَرَ ذَلِكَ عَلِيٌّ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ : " نَعَمْ ) (22) ( فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " , فَتَبِعَتْهُمْ ابْنَةُ حَمْزَةَ - رضي الله عنه - تُنَادِي : يَا عَمِّ , يَا عَمِّ , فَتَنَاوَلَهَا عَلِيٌّ فَأَخَذَ بِيَدِهَا , وَقَالَ لِفَاطِمَةَ ك : دُونَكِ ابْنَةَ عَمِّكِ فَحَمَلَتْهَا , فَاخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيٌّ وَزَيْدٌ وَجَعْفَرٌ - رضي الله عنهم - , فَقَالَ عَلِيٌّ : أَنَا أَحَقُّ بِهَا , وَهِيَ ابْنَةُ عَمِّي , وَقَالَ جَعْفَرٌ : ابْنَةُ عَمِّي , وَخَالَتُهَا تَحْتِي , وَقَالَ زَيْدٌ : ابْنَةُ أَخِي , " فَقَضَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِخَالَتِهَا , وَقَالَ : الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الْأُمِّ , وَقَالَ لِعَلِيٍّ : أَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ , وَقَالَ لِجَعْفَرٍ : أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي , وَقَالَ لِزَيْدٍ : أَنْتَ أَخُونَا وَمَوْلَانَا " ) (23)
__________
(1) ( خ ) 3013
(2) ( خ ) 1689 , ( ت ) 938
(3) ( خ ) 3013
(4) ( خ ) 1747
(5) الشفير : الحرف والجانب والناحية .
(6) ( خ ) 3384
(7) ( خ ) 3920
(8) ( حم ) 18586 , ( خ ) 3384
(9) ( خ ) 3920
(10) ( خ ) 3919
(11) ( خ ) 3384
(12) ( خ ) 3920
(13) ( م ) 92 - ( 1783 )
(14) ( حم ) 18705 , ( خ ) 3013 , ( م ) 90 - ( 1783 )
(15) ( خ ) 3013
(16) ( خ ) 2553
(17) ( خ ) 3013
(18) ( خ ) 2551
(19) ( خ ) 3013
(20) ( خ ) 2553
(21) ( خ ) 2553
(22) ( خ ) 3013 , ( م ) 92 - ( 1783 ) , ( حم ) 18658
(23) ( خ ) 2553 , ( حم ) 931 , ( ت ) 3716 , 3765 , ( د ) 2278(4/681)
( ك ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ خَيْبَرَ قَدِمَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - مِنْ الْحَبَشَةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَاللَّهِ مَا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا أَنَا أَفْرَحُ , بِفَتْحِ خَيْبَرَ أَمْ بِقُدُومِ جَعْفَرٍ " (1)
__________
(1) ( ك ) 4941 ، ( طب ) ج2ص 108ح1470 ، ( هق ) 13358 ، صححه الألباني في فقه السيرة ص347(4/682)
( خ ) , عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( " أَمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ - رضي الله عنه - , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنْ قُتِلَ زَيْدٌ فَجَعْفَرٌ , وَإِنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ " , قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : كُنْتُ فِيهِمْ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ , فَالْتَمَسْنَا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَوَجَدْنَاهُ فِي الْقَتْلَى ) (1) ( فَعَدَدْتُ بِهِ خَمْسِينَ بَيْنَ طَعْنَةٍ وَضَرْبَةٍ , لَيْسَ مِنْهَا شَيْءٌ فِي ظَهْرِهِ ) (2) .
__________
(1) ( خ ) 4013
(2) ( خ ) 4012(4/683)
( ت حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :( " بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَيْشَ الْأُمَرَاءِ ) (1) ( وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ - رضي الله عنه - ) (2) ( فَقَالَ : عَلَيْكُمْ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ ) (3) ( فَإِنْ قُتِلَ زَيْدٌ فَأَمِيرُكُمْ جَعْفَرٌ , فَإِنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ فَأَمِيرُكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ " ) (4) ( فَانْطَلَقَ الْجَيْشُ ) (5) ( فَلَقُوا الْعَدُوَّ ، فَأَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ , ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ جَعْفَرٌ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ , ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ , ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ - رضي الله عنه - فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ , " وَأَتَى خَبَرُهُمْ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - , فَخَرَجَ إِلَى النَّاسِ ) (6) ( وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَأَمَرَ أَنْ يُنَادَى : الصَلَاةُ جَامِعَةٌ ) (7) ( فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ : إِنَّ إِخْوَانَكُمْ لَقُوا الْعَدُوَّ , وَإِنَّ زَيْدًا أَخَذَ الرَّايَةَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ) (8) ( شَهِيدًا , فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ " , فَاسْتَغْفَرَ لَهُ النَّاسُ ) (9) ( قَالَ : " ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ بَعْدَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ , فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ) (10) ( شَهِيدًا , أَشْهَدُ لَهُ بِالشَّهَادَةِ , فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ ) (11) ( ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ) (12) ( شَهِيدًا , فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ ) (13) ( ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ , خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ , فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ " ) (14) ( فَيَوْمَئِذٍ سُمِّيَ خَالِدٌ سَيْفَ اللَّهِ , ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " انْفِرُوا فَأَمِدُّوا إِخْوَانَكُمْ , وَلَا يَتَخَلَّفَنَّ أَحَدٌ " , فَنَفَرَ النَّاسُ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ مُشَاةً وَرُكْبَانًا ) (15) ( فَلَمَّا جَاءَ نَعْيُ جَعْفَرٍ ) (16) ( " رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى أَهْلِهِ فَقَالَ : إِنَّ آلَ جَعْفَرٍ قَدْ شُغِلُوا بِشَأْنِ مَيِّتِهِمْ ، فَاصْنَعُوا لَهُمْ طَعَامًا ) (17) اصْنَعُوا لِآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا , فَإِنَّهُ قَدْ جَاءَهُمْ مَا يَشْغَلُهُمْ (18) ( ثُمَّ أَمْهَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - آلَ جَعْفَرٍ ثَلَاثًا أَنْ يَأْتِيَهُمْ , ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَالَ : لَا تَبْكُوا عَلَى أَخِي بَعْدَ الْيَوْمِ (19) ثُمَّ قَالَ : ادْعُوا لِي ابْنَيْ أَخِي " , قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَجِيءَ بِنَا كَأَنَّا أَفْرُخٌ فَقَالَ : " ادْعُوا إِلَيَّ الْحَلَّاقَ , فَجِيءَ بِالْحَلَّاقِ فَحَلَقَ رُءُوسَنَا , ثُمَّ قَالَ : أَمَّا مُحَمَّدٌ فَشَبِيهُ عَمِّنَا أَبِي طَالِبٍ , وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ فَشَبِيهُ خَلْقِي وَخُلُقِي , ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَأَشَالَهَا فَقَالَ : اللَّهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَرًا فِي أَهْلِهِ , وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللَّهِ فِي صَفْقَةِ يَمِينِهِ , اللَّهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَرًا فِي أَهْلِهِ , وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللَّهِ فِي صَفْقَةِ يَمِينِهِ , اللَّهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَرًا فِي أَهْلِهِ , وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللَّهِ فِي صَفْقَةِ يَمِينِهِ - قَالَهَا ثَلَاثَ مِرَارٍ - " , قَالَ : فَجَاءَتْ أُمُّنَا فَذَكَرَتْ لَهُ يُتْمَنَا وَجَعَلَتْ تُفْرِحُ لَهُ (20) فَقَالَ لَهَا : " الْعَيْلَةَ تَخَافِينَ عَلَيْهِمْ وَأَنَا وَلِيُّهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ؟ (21) " ) (22)
__________
(1) ( حم ) 22604 ، ( حب ) 7048 ، انظر الإرواء تحت حديث : 1463 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده جيد .
(2) ( حم ) 1750 ، انظر احكام الجنائز ص166 , فقه السيرة ص370 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( حم ) 22604
(4) ( حم ) 1750
(5) ( حم ) 22604
(6) ( حم ) 1750
(7) ( حم ) 22604
(8) ( حم ) 1750 ، ( خ ) 4014
(9) ( حم ) 22604
(10) ( حم ) 1750 ، ( خ ) 2645
(11) ( حم ) 22604
(12) ( حم ) 1750
(13) ( حم ) 22604
(14) ( حم ) 1750 ، ( خ ) 3547 , 4014
(15) ( حم ) 22604
(16) ( ت ) 998 ، ( د ) 3132 ، ( جة ) 1610 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1015 , احكام الجنائز ص167
(17) ( جة ) 1611 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1518 المشكاة : 1739
(18) ( ت ) 998 ، ( د ) 3132 ، ( جة ) 1610 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1015 , احكام الجنائز ص167
(19) استنبط الألباني منه عدم جواز البكاء على الميت أكثر من ثلاثة أيام , أنظر احكام الجنائز ص21 .
(20) أي : تُغِمُّه وتحزنه , من أفرحه إذا غمه وأزال عنه الفرح ، وأفرحه الدين أثقله .
(21) للحديث متابعة مهمة من كتاب دفاع عن الحديث النبوي ص31
(22) ( حم ) 1750 ، ( س ) 5227 ، ( د ) 4192(4/684)
( ك ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" رَأَيْتُ جَعْفَرًا بْنَ أَبِي طَالِبٍ مَلِكًا يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ مَعَ الْمَلَائِكَةِ بِجَنَاحَيْنِ " (1)
__________
(1) ( ك ) 4935 , ( ت ) 3763 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 3465 , الصَّحِيحَة : 1226(4/685)
( خ ) , وَعَنْ الشَّعْبِيّ قَالَ :
كَانَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - إِذَا سَلَّمَ عَلَى ابْنِ جَعْفَرٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ ذِي الْجَنَاحَيْنِ " (1)
__________
(1) ( خ ) 3506(4/686)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
مَا احْتَذَى النِّعَالَ وَلَا انْتَعَلَ وَلَا رَكِبَ الْمَطَايَا وَلَا رَكِبَ الْكُورَ (1) بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَفْضَلُ مِنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - (2) . (3)
__________
(1) الْكُورُ : الرَّحْلُ
(2) يَعْنِي فِي الْجُودِ وَالْكَرَمِ , ( حم ) 9342
(3) ( ت ) 3764 ، ( حم ) 9342 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/687)
( خ ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
كَانَ أَخْيَرَ النَّاسِ لِلْمِسْكِينِ جَعْفَرُ بْنُ أَبِى طَالِبٍ - رضي الله عنه - ، كَانَ يَنْقَلِبُ بِنَا فَيُطْعِمُنَا مَا كَانَ فِي بَيْتِهِ ، حَتَّى إِنْ كَانَ لَيُخْرِجُ إِلَيْنَا الْعُكَّةَ (1) الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ ، فَنَشُقُّهَا فَنَلْعَقُ مَا فِيهَا . (2)
__________
(1) ( الْعُكَّة ) : ظَرْف السَّمْن . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 8)
(2) ( خ ) 3505(4/688)
( 7 ) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنهما -
( م د ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ اسْتُقْبِلَ ) (1) ( بِصِبْيَانِ أَهْلِ بَيْتِهِ ) (2) ( فَأَيُّنَا اسْتُقْبِلَ أَوَّلًا جَعَلَهُ أَمَامَهُ , فَاسْتُقْبِلَ بِي فَحَمَلَنِي أَمَامَهُ , ثُمَّ اسْتُقْبِلَ بِحَسَنٍ أَوْ حُسَيْنٍ فَجَعَلَهُ خَلْفَهُ , فَدَخَلْنَا الْمَدِينَةَ وَإِنَّا لَكَذَلِكَ " ) (3)
__________
(1) ( د ) 2566 ، ( م ) 66 - ( 2428 )
(2) ( م ) 66 - ( 2428 )
(3) ( د ) 2566 ، ( م ) 66 - ( 2428 ) ، ( جة ) 3773 , ( حم ) 1743(4/689)
( 6 ) عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -
( خ م حم ) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ ك ) (1) ( فَدَخَلَ الْخَلَاءَ " , فَوَضَعْتُ لَهُ وَضُوءًا (2) ) (3) ( مِنْ اللَّيْلِ ) (4) ( فَقَالَ " مَنْ وَضَعَ هَذَا ؟ " ) (5) ( فَقَالَتْ مَيْمُونَةُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَضَعَ لَكَ هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ , فَقَالَ : " اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ , وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ " ) (6)
__________
(1) ( حم ) 3033
(2) أَيْ : مَاء لِيَتَوَضَّأ بِهِ . فتح الباري لابن حجر - ( ح143)
(3) ( خ ) 143 ، ( م ) 138 - ( 2477 )
(4) ( حم ) 3033
(5) ( خ ) 143 ، ( م ) 138 - ( 2477 )
(6) ( حم ) 3033 ، ( خ ) 143 ، ( م ) 138 - ( 2477 ) ، انظر الصَّحِيحَة : 2589(4/690)
( خ جة ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" ضَمَّنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - [ إِلَى صَدْرِهِ ] (1) وَقَالَ : اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْحِكْمَةَ وَتَأْوِيلَ الْكِتَابِ (2) " (3)
__________
(1) ( خ ) 3546
(2) الْمُرَاد بِالْكِتَابِ الْقُرْآن , وَاخْتَلَفَ الشُّرَّاح فِي الْمُرَاد بِالْحِكْمَةِ , هُنَا فَقِيلَ : الْقُرْآن كَمَا تَقَدَّمَ ، وَقِيلَ الْعَمَل بِهِ ، وَقِيلَ السُّنَّة ، وَقِيلَ الْإِصَابَة فِي الْقَوْل ، وَقِيلَ الْخَشْيَة ، وَقِيلَ الْفَهْم عَنْ اللَّه ، وَقِيلَ الْعَقْل ، وَقِيلَ مَا يَشْهَد الْعَقْل بِصِحَّتِهِ ، وَقِيلَ نُور يُفَرَّق بِهِ بَيْن الْإِلْهَام وَالْوَسْوَاس ، وَقِيلَ سُرْعَة الْجَوَاب مَعَ الْإِصَابَة ,
وَبَعْض هَذِهِ الْأَقْوَال ذَكَرَهَا بَعْض أَهْل التَّفْسِير فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَان الْحِكْمَة ) , وَالْأَقْرَب أَنَّ الْمُرَاد بِهَا فِي حَدِيث اِبْن عَبَّاس الْفَهْم فِي الْقُرْآن .فتح الباري لابن حجر - ( ح75)
(3) ( جة ) 166 ، ( خ ) 6842 ، ( ت ) 3824 ، ( حم ) 3379(4/691)
( مي ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
لَمَّا تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ : يَا فُلاَنُ , هَلُمَّ فَلْنَسْأَلْ أَصْحَابَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَإِنَّهُمُ الْيَوْمَ كَثِيرٌ , فَقَالَ : وَاعَجَباً لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ , أَتَرَى النَّاسَ يَحْتَاجُونَ إِلَيْكَ وَفِي النَّاسِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَنْ تَرَى ؟ , فَتَرَكَ ذَلِكَ وَأَقْبَلْتُ عَلَى الْمَسْأَلَةِ , فَإِنْ كَانَ لَيَبْلُغُنِي الْحَدِيثُ عَنِ الرَّجُلِ فَآتِيهِ وَهُوَ قَائِلٌ فَأَتَوَسَّدُ رِدَائِي عَلَى بَابِهِ , فَتَسْفِي الرِّيحُ عَلَى وَجْهِي التُّرَابَ , فَيَخْرُجُ فَيَرَانِي فَيَقُولُ : يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ , مَا جَاءَ بِكَ ؟ , أَلاَ أَرْسَلْتَ إِلَيَّ فَآتِيَكَ ؟ فَأَقُولُ : لاَ , أَنَا أَحَقُّ أَنْ آتِيَكَ , فَأَسْأَلُهُ عَنِ الْحَدِيثِ , قَالَ : فَبَقِىَ الرَّجُلُ حَتَّى رَآنِي وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيَّ فَقَالَ : كَانَ هَذَا الْفَتَى أَعْقَلَ مِنِّي . (1)
__________
(1) ( مي ) 570 , إسناده صحيح .(4/692)
( خ حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - يُدْنِينِي ) (1) ( وَيُدْخِلُنِي مَعَ أَشْيَاخِ بَدْرٍ ) (2) ( فَكَأَنَّ بَعْضَهُمْ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ ) (3) ( فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ - رضي الله عنه - : ) (4) ( لِمَ تُدْخِلُ هَذَا الْفَتَى مَعَنَا وَلَنَا أَبْنَاءٌ مِثْلُهُ ؟ ) (5) ( فَقَالَ عُمَرُ : إِنَّهُ مِنْ حَيْثُ تَعْلَمُ ) (6) ( قَالَ : فَدَعَاهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ وَدَعَانِي مَعَهُمْ , وَمَا رُئِيتُهُ دَعَانِي يَوْمَئِذٍ إِلَّا لِيُرِيَهُمْ مِنِّي , فَقَالَ : مَا تَقُولُونَ فِي : { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ , وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا , حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ } , فَقَالَ بَعْضُهُمْ : أُمِرْنَا أَنْ نَحْمَدَ اللَّهَ وَنَسْتَغْفِرَهُ إِذَا نُصِرْنَا وَفُتِحَ عَلَيْنَا , وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَا نَدْرِي , فَقَالَ لِي : يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَكَذَاكَ تَقُولُ ؟ , قُلْتُ : لَا , قَالَ : فَمَا تَقُولُ ؟ , قُلْتُ : هُوَ أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , أَعْلَمَهُ اللَّهُ لَهُ ) (7) ( وَنُعِيَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ ) (8) ( قَالَ : { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ } وَالْفَتْحُ : فَتْحُ مَكَّةَ , فَذَاكَ عَلَامَةُ أَجَلِكَ , { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ , إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا } ) (9) ( فَقَالَ عُمَرُ : مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَقُولُ ) (10) .
__________
(1) ( خ ) 3428
(2) ( خ ) 4043
(3) ( خ ) 4686
(4) ( خ ) 3428
(5) ( خ ) 4043
(6) ( خ ) 4167 ، ( ت ) 3362
(7) ( خ ) 4043
(8) ( حم ) 3201 ، ( خ ) 4685
(9) ( خ ) 4043
(10) ( خ ) 4686 ، ( ت ) 3362(4/693)
( هق ) , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ :
دَخَلْتُ أَنَا وَزُفَرُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما بَعْدَمَا ذَهَبَ بَصَرُهُ , فَتَذَاكَرْنَا فَرَائِضَ الْمِيرَاثِ , فَقَالَ : تَرَوْنَ الَّذِى أَحْصَى رَمْلَ عَالَجٍ عَدَدًا لَمْ يُحْصِ فِي مَالٍ نِصْفًا وَنِصْفًا وَثُلُثًا ؟ , إِذَا ذَهَبَ نِصْفٌ وَنِصْفٌ , فَأَيْنَ مَوْضِعُ الثُّلُثِ ؟ , فَقَالَ لَهُ زُفَرُ : يَا أَبَا عَبَّاسٍ , مَنْ أَوَّلُ مَنْ أَعَالَ الْفَرَائِضَ (1) ؟ , قَالَ : عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ : وَلِمَ ؟ , قَالَ : لَمَّا تَدَافَعَتْ عَلَيْهِ وَرَكِبَ بَعْضُهَا بَعْضًا , قَالَ : وَاللَّهِ مَا أَدْرِي كَيْفَ أَصْنَعُ بِكُمْ ؟ , وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَيَّكُمْ قَدَّمَ اللَّهُ وَلَا أَيَّكُمْ أَخَّرَ , وَمَا أَجِدُ فِي هَذَا الْمَالِ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْ أَنْ أَقْسِمَهُ عَلَيْكُمْ بِالْحِصَصِ , ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : وَايْمُ اللَّهِ لَوْ قَدَّمَ مَنْ قَدَّمَ اللَّهُ وَأَخَّرَ مَنْ أَخَّرَ اللَّهُ مَا عَالَتْ فَرِيضَةٌ ، فَقَالَ لَهُ زُفَرٌ : وَأَيَّهُمْ قَدَّمَ وَأَيَّهُمْ أَخَّرَ ؟ , قَالَ : كُلُّ فَرِيضَةٍ لَا تَزُولُ إِلَّا إِلَى فَرِيضَةٍ , فَتِلْكَ الَّتِى قَدَّمَ اللَّهُ , وَتِلْكَ فَرِيضَةُ الزَّوْجِ لَهُ النِّصْفُ , فَإِنْ زَالَ فَإِلَى الرُّبُعِ لَا يُنْقَصُ مِنْهُ وَالْمَرْأَةُ لَهَا الرُّبُعُ , فَإِنْ زَالَتْ عَنْهُ صَارَتْ إِلَى الثُّمُنِ لَا تُنْقَصُ مِنْه , وَالأَخَوَاتُ لَهُنَّ الثُّلُثَانِ , وَالْوَاحِدَةُ لَهَا النِّصْفُ , فَإِنْ دَخَلَ عَلَيْهِنَّ الْبَنَاتُ كَانَ لَهُنَّ مَا بَقِيَ ، فَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَخَّرَ اللَّهُ , فَلَوْ أَعْطَى مَنْ قَدَّمَ اللَّهُ فَرِيضَتَهُ كَامِلَةً ، ثُمَّ قَسَّمَ مَا يَبْقَى بَيْنَ مَنْ أَخَّرَ اللَّهُ بِالْحِصَصِ مَا عَالَتْ فَرِيضَةٌ , فَقَالَ لَهُ زُفَرٌ : فَمَا مَنَعَكَ أَنْ تُشِيرَ بِهَذَا الرَّأْيِ عَلَى عُمَرَ ؟ , فَقَالَ : هِبْتُهُ وَاللَّهِ , قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَقَالَ لِي الزُّهْرِيُّ : وَايْمُ اللَّهِ لَوْلَا أَنَّهُ تَقَدَّمَهُ إِمَامُ هُدًى كَانَ أَمْرُهُ عَلَى الْوَرَعِ مَا اخْتَلَفَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ اثْنَانِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ . (2)
__________
(1) يقال : عالَتِ الفَريضةُ : إذا ارْتَفَعت وزادت سِهامُها على أصْل حِسابِها المُوجَب عن عَدَد وَارثيها ,
كَمن ماتَ وخلَّف ابْنَتَين وأَبَوَيْن وزَوْجَة , فللابْنَتين الثُّلثان , وللأبَويْن السُّدُسان - وهُما الثُلث - وللزَّوجة الثُّمن فَمجْموع السِّهام : واحِدٌ وثمُنُ وَاحِدٍ , فأصلُها ثمانية والسِّهام تسعة , وهذه المسألة تُسَمَّى في الفرائض : المِنْبريَّة , لأنَّ عليَّا - رضي الله عنه - سُئِل عنها وهو على المنْبَر فقال من غير رَوِيَّة : صار ثُمُنها تُسْعا . النهاية في غريب الأثر(ج3ص 607)
(2) ( هق ) 12237 ، ( ك ) 7985 ، حسنه الألباني في الإرواء : 1706(4/694)
( خ ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( " لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَكَّةَ اسْتَقْبَلَتْهُ أُغَيْلِمَةُ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , فَحَمَلَ وَاحِدًا بَيْنَ يَدَيْهِ وَآخَرَ خَلْفَهُ ) (1) حَمَلَ قُثَمَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَالْفَضْلَ خَلْفَهُ , أَوْ قُثَمَ خَلْفَهُ وَالْفَضْلَ بَيْنَ يَدَيْهِ (2) "
__________
(1) ( خ ) 1704 ، ( س ) 2894 ، ( حم ) 2259
(2) ( خ ) 5621(4/695)
( حم ) , وَعَنْ خَالِدِ ابْنِ سَارَّةَ قَالَ :
قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ب: لَوْ رَأَيْتَنِي وَقُثَمَ وَعُبَيْدَ اللَّهِ ابْنَيْ عَبَّاسٍ وَنَحْنُ صِبْيَانٌ نَلْعَبُ , " إِذْ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى دَابَّةٍ فَقَالَ : ارْفَعُوا هَذَا إِلَيَّ , فَحَمَلَنِي أَمَامَهُ , وَقَالَ لِقُثَمَ : ارْفَعُوا هَذَا إِلَيَّ , فَجَعَلَهُ وَرَاءَهُ " , وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ أَحَبَّ إِلَى عَبَّاسٍ مِنْ قُثَمَ , " فَمَا اسْتَحَى مِنْ عَمِّهِ أَنْ حَمَلَ قُثَمًا وَتَرَكَهُ , ثُمَّ مَسَحَ عَلَى رَأْسِي ثَلَاثًا وَقَالَ كُلَّمَا مَسَحَ : اللَّهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَرًا فِي وَلَدِهِ " , قَالَ خَالِدٌ : فَقُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ : مَا فَعَلَ قُثَمُ ؟ , قَالَ : اسْتُشْهِدَ , فَقُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ بِالْخَيْرِ , قَالَ : أَجَلْ . (1)
__________
(1) ( حم ) 1760 ، حسنه الألباني في احكام الجنائز ص168 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .(4/696)
( 8 ) إبراهيم بن النبي - صلى الله عليه وسلم -
( حم ) , وَعَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ قَالَ :
سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ - رضي الله عنه - فَقُلْتُ : صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ ؟ , قَالَ : لَا أَدْرِي ، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ، " لَوْ عَاشَ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا " (1)
__________
(1) ( حم ) 14017 ، ( خ ) 5841 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5272 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .(4/697)
( خ م ) , وَعَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - رضي الله عنه - قَالَ :
قُلْتُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : يَا رَسُولَ اللَّهِ , هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ ؟ , فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ (1) وَيَغْضَبُ لَكَ , فَقَالَ : " نَعَمْ , هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ (2) وَلَوْلَا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرَكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ " (3)
__________
(1) مِنْ الْحِيَاطَة , وَهِيَ الْمُرَاعَاة ، وَفِيهِ تَلْمِيح إِلَى مَا ذَكَرَهُ اِبْن إِسْحَاق قَالَ : " ثُمَّ إِنَّ خَدِيجَة وَأَبَا طَالِب هَلَكَا فِي عَام وَاحِد قَبْل الْهِجْرَة بِثَلَاثِ سِنِينَ ، وَكَانَتْ خَدِيجَة لَهُ وَزِيرَة صِدْق عَلَى الْإِسْلَام يَسْكُن إِلَيْهَا ، وَكَانَ أَبُو طَالِب لَهُ عَضُدًا وَنَاصِرًا عَلَى قَوْمه ، فَلَمَّا هَلَكَ أَبُو طَالِب نَالَتْ قُرَيْش مِنْ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - مِنْ الْأَذَى مَا لَمْ تَطْمَع بِهِ فِي حَيَاة أَبِي طَالِب ، حَتَّى اِعْتَرَضَهُ سَفِيهٌ مِنْ سُفَهَاء قُرَيْش فَغَمَرَ عَلَى رَأْسه تُرَابًا , وَحَدَّثَنِي هِشَام بْن عُرْوَة عَنْ أَبِيهِ قَالَ : فَدَخَلَ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - بَيْته يَقُول : مَا نَالَتْ منِي قُرَيْش شَيْئًا أَكْرَهُهُ حَتَّى مَاتَ أَبُو طَالِب "فتح الباري(ج 11 / ص 210)
(2) الضَّحْضَاح مِنْ الْمَاء مَا يَبْلُغ الْكَعْب ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ خُفِّفَ عَنْهُ الْعَذَاب , وَقَدْ ذُكِرَ فِي حَدِيث أَبِي سَعِيد أَنَّهُ " يُجْعَل فِي ضَحْضَاح يَبْلُغ كَعْبَيْهِ يَغْلِي مِنْهُ دِمَاغه " . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 210)
(3) ( خ ) 6208 ، ( م ) 357 - ( 209 ) ، ( حم ) 1768(4/698)
( 20 ) مَنَاقِبُ الْمُهَاجِرِين
قَالَ تَعَالَى : { فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ , فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ } (4)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ , وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا , ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } (5)
وَقَالَ تَعَالَى : { لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } (6)
-------------
(4) [آل عمران/195]
(5) [التوبة/100]
(6) [الحشر/8](4/699)
( حم ) , عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما - قَالَ :
كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَطَلَعَتْ الشَّمْسُ ، فَقَالَ : " يَأْتِي اللَّهَ قَوْمٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نُورُهُمْ كَنُورِ الشَّمْسِ " ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَنَحْنُ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " لَا ، وَلَكُمْ خَيْرٌ كَثِيرٌ ، وَلَكِنَّهُمْ الْفُقَرَاءُ وَالْمُهَاجِرُونَ , الَّذِينَ يُحْشَرُونَ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 7072 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3188(4/700)
( خ ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" رَأَيْتُ سَبْعِينَ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ (1) مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ عَلَيْهِ رِدَاءٌ (2) إِمَّا إِزَارٌ وَإِمَّا كِسَاءٌ (3) قَدْ رَبَطُوا (4) فِي أَعْنَاقِهِمْ فَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ نِصْفَ السَّاقَيْنِ ، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ الْكَعْبَيْنِ ، فَيَجْمَعُهُ بِيَدِهِ كَرَاهِيَةَ أَنْ تُرَى عَوْرَتُهُ " (5)
__________
(1) هَؤُلَاءِ الَّذِينَ رَآهُمْ أَبُو هُرَيْرَة غَيْر السَّبْعِينَ الَّذِينَ بَعَثَهُمْ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَة بِئْر مَعُونَة ، وَكَانُوا مِنْ أَهْل الصُّفَّة أَيْضًا , لَكِنَّهُمْ اُسْتُشْهِدُوا قَبْل إِسْلَام أَبِي هُرَيْرَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 168)
(2) ( الرِّدَاء ) : مَا يَسْتُر أَعَالِي الْبَدَن فَقَطْ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 168)
(3) أَيْ : عَلَى الْهَيْئَة الْمَشْرُوحَة فِي الْمَتْن . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 168)
(4) أَيْ : الْأَكْسِيَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 168)
(5) ( خ ) 431(4/701)
( حب ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إنَّ لِلْمُهَاجِرِينَ مَنَابِرَ مِنْ ذَهَبٍ يَجْلِسُونَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ , قَدْ أَمِنُوا مِنَ الْفَزَعِ " ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ : وَاللَّهِ لَوْ حَبَوْتُ بِهَا أَحَدًا لَحَبَوْتُ بِهَا قَوْمِي (1) . (2)
__________
(1) أَيْ : الانصار .
(2) ( حب ) 7262 ، ( ك ) 6965 ، انظر الصَّحِيحَة : 3584(4/702)
( د ) , وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
" خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - النَّاسَ بِمِنًى , وَنَزَّلَهُمْ مَنَازِلَهُمْ فَقَالَ : لِيَنْزِلْ الْمُهَاجِرُونَ هَاهُنَا - وَأَشَارَ إِلَى مَيْمَنَةِ الْقِبْلَةِ - وَالْأَنْصَارُ هَاهُنَا - وَأَشَارَ إِلَى مَيْسَرَةِ الْقِبْلَةِ - ثُمَّ لِيَنْزِلْ النَّاسُ حَوْلَهُمْ " (1)
__________
(1) ( د ) 1951 , ( حم ) 16638(4/703)
( 1 ) زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ - رضي الله عنه -
( كر ) , عَنْ بُرَيْدَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَاسْتَقْبَلَتْنِي جَارِيَةٌ شَابَّةٌ ، فَقُلْتُ : لِمَنْ أَنْتِ ؟ , قَالَتْ : أَنَا لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ " (1)
__________
(1) أخرجه ابن عساكر (19/371) ، وابن أبي عاصم فى الآحاد والمثاني (1/198 ، رقم 256) ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 3366 , والصحيحة : 1859(4/704)
( حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" مَا بَعَثَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ فِي جَيْشٍ قَطُّ إِلَّا أَمَّرَهُ عَلَيْهِمْ ، وَلَوْ بَقِيَ بَعْدَهُ لَاسْتَخْلَفَهُ " (1)
__________
(1) ( حم ) 25940 , 26217 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(4/705)
( خ م حم ) , وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَعْتَمِرَ ) (1) ( فِي ذِي الْقَعْدَةِ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ ) (2) ( فَأَرْسَلَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ يَسْتَأْذِنُهُمْ لِيَدْخُلَ مَكَّةَ " ) (3) ( فَأَبَى أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ يَدَعُوهُ يَدْخُلُ مَكَّةَ ) (4) ( وَكُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً - وَالْحُدَيْبِيَةُ بِئْرٌ - فَنَزَحْنَاهَا حَتَّى لَمْ نَتْرُكْ فِيهَا قَطْرَةً , " فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى شَفِيرِ (5) الْبِئْرِ ) (6) ( ثُمَّ قَالَ : ائْتُونِي بِدَلْوٍ مِنْ مَائِهَا " , فَأُتِيَ بِهِ ) (7) ( " فَتَمَضْمَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْهُ ثُمَّ مَجَّهُ فِي الْبِئْرِ وَدَعَا ) (8) ( ثُمَّ قَالَ : دَعُوهَا سَاعَةً " ) (9) ( فَتَرَكْنَاهَا غَيْرَ بَعِيدٍ ) (10) ( ثُمَّ اسْتَقَيْنَا حَتَّى رَوِينَا وَرَوَتْ رَكَائِبُنَا ) (11) ( حَتَّى ارْتَحَلْنَا ) (12) ( " فَلَمَّا أُحْصِرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَ الْبَيْتِ " صَالَحَهُ أَهْلُ مَكَّةَ ) (13) ( عَلَى أَنْ يَجِيءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابُهُ مِنْ الْعَامِ الْمُقْبِلِ , فَيَدْخُلُونَ مَكَّةَ مُعْتَمِرِينَ فَلَا يُقِيمُونَ إِلَّا ثَلَاثًا , وَلَا يُدْخِلُونَ إِلَّا جَلَبَ السِّلَاحِ : السَّيْفِ وَالْقَوْسِ وَنَحْوِهِ ) (14) ( وَلَا يَدْعُوَ مِنْهُمْ أَحَدًا ) (15) ( وَأَنْ لَا يَخْرُجَ مِنْ أَهْلِهَا بِأَحَدٍ إِنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَهُ , وَأَنْ لَا يَمْنَعَ مِنْ أَصْحَابِهِ أَحَدًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُقِيمَ بِهَا ) (16) ( قَالَ : فَأَخَذَ يَكْتُبُ الشَّرْطَ بَيْنهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - , فَكَتَبَ : هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ , فَقَالُوا : لَوْ عَلِمْنَا أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ) (17) ( لَمْ نُقَاتِلْكَ ) (18) ( وَلَبَايَعْنَاكَ , وَلكِنِ اكْتُبْ : هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , فَقَالَ : " أَنَا وَاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , وَأَنَا وَاللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ - قَالَ : وَكَانَ لَا يَكْتُبُ - فَقَالَ لِعَلِيٍّ : امْحَ " رَسُولُ اللَّهِ " , فَقَالَ عَلِيٌّ : وَاللَّهِ لَا أَمْحَاهُ أَبَدًا , قَالَ : " فَأَرِنِيهِ " , فَأَرَاهُ إِيَّاهُ , " فَمَحَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِ ) (19) ( وَكَتَبَ : هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ) (20) ( فَلَمَّا دَخَلَهَا وَمَضَتْ الْأَيَّامُ " أَتَوْا عَلِيًّا فَقَالُوا : قُلْ لِصَاحِبِكَ : اخْرُجْ عَنَّا فَقَدْ مَضَى الْأَجَلُ ) (21) ( فَذَكَرَ ذَلِكَ عَلِيٌّ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ : " نَعَمْ ) (22) ( فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " , فَتَبِعَتْهُمْ ابْنَةُ حَمْزَةَ - رضي الله عنه - تُنَادِي : يَا عَمِّ , يَا عَمِّ , فَتَنَاوَلَهَا عَلِيٌّ فَأَخَذَ بِيَدِهَا , وَقَالَ لِفَاطِمَةَ ك : دُونَكِ ابْنَةَ عَمِّكِ فَحَمَلَتْهَا , فَاخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيٌّ وَزَيْدٌ وَجَعْفَرٌ - رضي الله عنهم - , فَقَالَ عَلِيٌّ : أَنَا أَحَقُّ بِهَا , وَهِيَ ابْنَةُ عَمِّي , وَقَالَ جَعْفَرٌ : ابْنَةُ عَمِّي , وَخَالَتُهَا تَحْتِي , وَقَالَ زَيْدٌ : ابْنَةُ أَخِي , " فَقَضَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِخَالَتِهَا , وَقَالَ : الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الْأُمِّ , وَقَالَ لِعَلِيٍّ : أَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ , وَقَالَ لِجَعْفَرٍ : أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي , وَقَالَ لِزَيْدٍ : أَنْتَ أَخُونَا وَمَوْلَانَا " ) (23)
__________
(1) ( خ ) 3013
(2) ( خ ) 1689 , ( ت ) 938
(3) ( خ ) 3013
(4) ( خ ) 1747
(5) الشفير : الحرف والجانب والناحية .
(6) ( خ ) 3384
(7) ( خ ) 3920
(8) ( حم ) 18586 , ( خ ) 3384
(9) ( خ ) 3920
(10) ( خ ) 3919
(11) ( خ ) 3384
(12) ( خ ) 3920
(13) ( م ) 92 - ( 1783 )
(14) ( حم ) 18705 , ( خ ) 3013 , ( م ) 90 - ( 1783 )
(15) ( خ ) 3013
(16) ( خ ) 2553
(17) ( خ ) 3013
(18) ( خ ) 2551
(19) ( خ ) 3013
(20) ( خ ) 2553
(21) ( خ ) 2553
(22) ( خ ) 3013 , ( م ) 92 - ( 1783 ) , ( حم ) 18658
(23) ( خ ) 2553 , ( حم ) 931 , ( ت ) 3716 , 3765 , ( د ) 2278(4/706)
( 2 ) أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ - رضي الله عنهما -
( خ ) , وَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأْخُذُنِي فَيُقْعِدُنِي عَلَى فَخِذِهِ ، وَيُقْعِدُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ب عَلَى فَخِذِهِ الْأُخْرَى ، ثُمَّ يَضُمُّنَا ثُمَّ يَقُولُ : اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمَا فَإِنِّي أَرْحَمُهُمَا ) (1) اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا (2) "
__________
(1) ( خ ) 5657 , ( حم ) 21835
(2) ( خ ) 3537 , ( حم ) 21877(4/707)
( ت ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُنَحِّيَ مُخَاطَ أُسَامَةَ " ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : دَعْنِي حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّذِي أَفْعَلُ ، فَقَالَ : " يَا عَائِشَةُ أَحِبِّيهِ ، فَإِنِّي أُحِبُّهُ " (1)
__________
(1) ( ت ) 3818 ، ( حب ) 7058 ، انظر صحيح موارد الظمآن : 1940 ، المشكاة : 6167(4/708)
( جة ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
عَثَرَ أُسَامَةُ - رضي الله عنه - بِعَتَبَةِ الْبَابِ فَشُجَّ فِي وَجْهِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَمِيطِي عَنْهُ الْأَذَى " , قَالَتْ : فَتَقَذَّرْتُهُ , " فَجَعَلَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَمُصُّ عَنْهُ الدَّمَ ، ثُمَّ يَمُجُّهُ عَنْ وَجْهِهِ ، ثُمَّ قَالَ : لَوْ كَانَ أُسَامَةُ جَارِيَةً لَحَلَّيْتُهُ وَكَسَوْتُهُ حَتَّى أُنَفِّقَهُ " (1)
__________
(1) ( جة ) 1976 ، ( حم ) 25903 ، انظر , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5279 , الصَّحِيحَة : 1019(4/709)
( خ م ) , عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( " دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ مَسْرُورٌ ) (1) ( تَبْرُقُ أَسَارِيرُ وَجْهِهِ ) (2) ( فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ ، أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ مُجَزِّزًا الْمُدْلِجِيَّ دَخَلَ عَلَيَّ فَرَأَى أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَزَيْدًا ) (3) ( مُضْطَجِعَانِ ) (4) ( وَعَلَيْهِمَا قَطِيفَةٌ (5) قَدْ غَطَّيَا رُءُوسَهُمَا وَبَدَتْ أَقْدَامُهُمَا ، فَقَالَ : إِنَّ هَذِهِ الْأَقْدَامَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ (6) " ) (7)
__________
(1) ( خ ) 6389
(2) ( خ ) 3362
(3) ( خ ) 6389
(4) ( خ ) 3525
(5) القطيفة : كساء أو فِراش له أهداب .
(6) كَانَ أُسَامَة أَسْوَد كَانَتْ أُمّه حَبَشِيَّة سَوْدَاء ، اِسْمهَا بَرَكَة , وَكُنْيَتهَا أُمّ أَيْمَن .
قَالَ الْخَطَّابِيّ : فِي هَذَا الْحَدِيث دَلِيل عَلَى ثُبُوت أَمْر الْقَافَة وَصِحَّة الْحُكْم بِقَوْلِهِمْ فِي إِلْحَاق الْوَلَد ، وَذَلِكَ أَنَّ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - لَا يُظْهِر السُّرُور إِلَّا بِمَا هُوَ حَقّ عِنْده ، وَكَانَ النَّاسُ قَدْ اِرْتَابُوا فِي زَيْد بْن حَارِثَة وَابْنه أُسَامَة ، وَكَانَ زَيْد أَبْيَض وَأُسَامَة أَسْوَد ، فَتَمَارَى النَّاس فِي ذَلِكَ وَتَكَلَّمُوا بِقَوْلٍ كَانَ يَسُوء رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - سَمَاعه ، فَلَمَّا سَمِعَ هَذَا الْقَوْل مِنْ مُجَزِّزٍ فَرِحَ بِهِ وَسُرِّيَ عَنْهُ , وَمِمَّنْ أَثْبَتَ الْحُكْم بِالْقَافَةِ عُمَر بْن الْخَطَّاب وَابْن عَبَّاس ، وَبِهِ قَالَ عَطَاء وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الْأَوْزَاعِيُّ وَمَالِك وَالشَّافِعِيّ وَأَحْمَد بْن حَنْبَل ، وَهُوَ قَوْل عَامَّة أَصْحَاب الْحَدِيث .عون المعبود - (ج 5 / ص 142)
قَالَ أَبُو دَاوُد : وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ يَقُولُ : كَانَ زَيْدٌ أَبْيَضَ مِثْلَ الْقُطْنِ , وَكَانَ أُسَامَةُ أَسْوَدَ شَدِيدَ السَّوَادِ مِثْلَ الْقَارِ .
(7) ( خ ) 6389 ، ( م ) 38 - ( 1459 ) ، ( ت ) 2129 ، ( س ) 3494 ، ( حم ) 24570(4/710)
( خ م س د ) , وَعَنْ عَائِشَةَك قَالَتْ :
( إنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ ) (1) ( فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ ) (2) ( وَكَانَتْ تَسْتَعِيرُ الْحُلِيَّ ) (3) ( عَلَى أَلْسِنَةِ جَارَاتِهَا , فَتَجْحَدُهُ ) (4) ( فَبَاعَتْهُ وَأَخَذَتْ ثَمَنَهُ ) (5) ( فَأُتِيَ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَمَرَ بِقَطْعِ يَدِهَا ) (6) ( فَقَالُوا : مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ ، فَقَالُوا : وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ؟ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (7)
__________
(1) ( خ ) 3288
(2) ( خ ) 2505
(3) ( س ) 4890
(4) ( س ) 4888
(5) ( س ) 4898 ( د ) 4396
(6) ( د ) 4396 , ( س ) 4888 , ( حم ) 6383
(7) ( خ ) 3288 , ( م ) 8 - ( 1688 )(4/711)
( حم ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أُسَامَةُ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ , مَا حَاشَا فَاطِمَةَ وَلَا غَيْرَهَا " (1)
__________
(1) ( حم ) 5707 ، ( طل ) 1812 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 924 , الصَّحِيحَة : 745 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/712)
( حم طب ) , وَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :( " لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " هَبَطْتُ ، وَهَبَطَ النَّاسُ مَعِي إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " وَقَدْ أَصْمَتَ فلَا يَتَكَلَّمُ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ يَصُبُّهَا عَلَيَّ ) (1) ( فَعَرَفْتُ أَنَّهُ يَدْعُو لِي " ) (2)
__________
(1) ( حم ) 21803 ، ( ت ) 3817
(2) ( طب ) ج1/ص160 ح377 ، ( ت ) 3817 ، ( حم ) 21803 ، صححه الألباني في فقه السيرة ص464(4/713)
( خ م حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( " بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْثًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ ب ) (1) ( فَبَلَغَهُ أَنَّ النَّاسَ عَابُوا أُسَامَةَ وَطَعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي النَّاسِ فَقَالَ : ) (2) ( قَدْ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ قُلْتُمْ فِي أُسَامَةَ ) (3) ( فِإِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ طَعَنْتُمْ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلِهِ ، وَايْمُ اللَّهِ (4) لَقَدْ كَانَ خَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ ، وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ ) (5) ( وَإِنَّ ابْنَهُ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ ) (6) ( فَاسْتَوْصُوا بِهِ خَيْرًا ) (7) ( فَإِنَّهُ مِنْ صَالِحِيكُمْ " ) (8)
__________
(1) ( خ ) 3524 ، ( م ) 63 - ( 2426 )
(2) ( حم ) 5848 ، ( خ ) 3524 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( خ ) 4198
(4) ( وَايْمُ اللَّهِ ) أي : وَاللهِ .
(5) ( خ ) 4004 ، ( م ) 63 - ( 2426 )
(6) ( حم ) 4701 ، ( خ ) 3524 ، ( م ) 63 - ( 2426 ) ، ( ت ) 3816
(7) ( حم ) 5630 ، ( م ) 64 - ( 2426 )
(8) ( م ) 64 - ( 2426 ) ، ( حم ) 5630(4/714)
( خ ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ :
نَظَرَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - يَوْمًا وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ إِلَى رَجُلٍ يَسْحَبُ ثِيَابَهُ فِي نَاحِيَةٍ مِنْ الْمَسْجِدِ فَقَالَ : انْظُرْ , مَنْ هَذَا ؟ , لَيْتَ هَذَا عِنْدِي , فَقَالَ لَهُ إِنْسَانٌ : أَمَا تَعْرِفُ هَذَا يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ , هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ أُسَامَةَ , قَالَ : فَطَأْطَأَ ابْنُ عُمَرَ رَأْسَهُ وَنَقَرَ بِيَدَيْهِ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ : " لَوْ رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَأَحَبَّهُ " (1)
__________
(1) ( خ ) 3527(4/715)
( خ ) , وَعَنْ حَرْمَلَةَ مَوْلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :بَيْنَمَا أَنَا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - , إِذْ دَخَلَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَيْمَنَ , فَلَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهُ وَلَا سُجُودَهُ , فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ : أَعِدْ , فَلَمَّا وَلَّى قَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ : مَنْ هَذَا ؟ , قُلْتُ : الْحَجَّاجُ بْنُ أَيْمَنَ بْنِ أُمِّ أَيْمَنَ , فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : " لَوْ رَأَى هَذَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَأَحَبَّهُ " , فَذَكَرَ حُبَّهُ وَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّ أَيْمَنَ , وَكَانَتْ حَاضِنَةَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - . (1)
__________
(1) ( خ ) 3529(4/716)
( 3 ) أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاح - رضي الله عنه -
( خ م حم ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( جَاءَ الْعَاقِبُ وَالسَّيِّدُ صَاحِبَا نَجْرَانَ , قَالَ : وَأَرَادَا أَنْ يُلَاعِنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : لَا تُلَاعِنْهُ , فَوَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ نَبِيًّا فَلَاعَنَّا لَا نُفْلِحُ نَحْنُ وَلَا عَقِبُنَا أَبَدًا , فَأَتَيَاهُ فَقَالَا : لَا نُلَاعِنُكَ , وَلَكِنَّا نُعْطِيكَ مَا سَأَلْتَ , فَابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا أَمِينًا ) (1) ( يُعَلِّمْنَا السُّنَّةَ وَالْإِسْلَامَ ) (2) ( وَلَا تَبْعَثْ مَعَنَا إِلَّا أَمِينًا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَأَبْعَثَنَّ مَعَكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ " , قَالَ : فَاسْتَشْرَفَ لَهَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ " , فَلَمَّا قَامَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ (3) " ) (4)
__________
(1) ( حم ) 3930 , ( خ ) 4119
(2) ( م ) 54 - ( 2419 ) ، ( حم ) 14080
(3) قال الألباني في الصَّحِيحَة : 1964 : في الحديث فائدة هامة ، وهي أن خبر الآحاد حجة في العقائد ، كما هو حجة في الأحكام ، لأننا نعلم بالضرورة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يبعث أبا عبيدة إلى أهل اليمن ليعلمهم الأحكام فقط ، بل والعقائد أيضا ، فلو كان خبر الآحاد لَا يفيد العلم الشرعي في العقيدة ، ولا تقوم به الحجة فيها ، لكان إرسال أبي عبيدة وحده إليهم ليعلمهم أشبه شيء بالعبث . وهذا مما يتنزه الشارع عنه , فثبت يقينا إفادته العلم , وهو المقصود ولي في هذه المسألة الهامة رسالتان معروفتان مطبوعتان مرارا ، فليراجعهما من أراد التفصيل فيها . أ . هـ
(4) ( خ ) 4119 ، ( م ) 55 - ( 2420 ) ، ( ت ) 3796 ، ( حم ) 23425(4/717)
( خ م ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ ، وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ " (1)
__________
(1) ( خ ) 4121 ، ( م ) 53 - ( 2419 ) ، ( حم ) 12380(4/718)
( 4 ) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه -
( حب طب ) , عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" لَقَدْ رَأَيْتُنِي سَادِسَ سِتَّةٍ مَا عَلَى الْأَرْضِ مُسْلِمٌ غَيْرُنَا " (1)
__________
(1) ( حب ) 7062 ، ( ك ) 5368 ، انظر صحيح موارد الظمآن : 1901 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/719)
( حم حب ) , وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ابْنَ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - فَصَعِدَ عَلَى شَجَرَةٍ ) (1) ( مِنْ الْأَرَاكِ ) (2) ( فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ مِنْهَا ) (3) ( بِسِوَاك (4) " ) (5) ( فَنَظَرَ أَصْحَابُهُ إِلَى سَاقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ حِينَ صَعِدَ الشَّجَرَةَ , فَضَحِكُوا مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ ) (6) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مِمَّ تَضْحَكُونَ ؟ " , قَالُوا : يَا نَبِيَّ اللَّهِ مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ ، فَقَالَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ " ) (7)
__________
(1) ( حم ) 920 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
(2) ( حم ) 3991 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
(3) ( حم ) 920
(4) استدلوا به على نوع السواك الذي كان يستعمله - صلى الله عليه وسلم - ، أنظر الإرواء : 65
(5) ( حب ) 7069
(6) ( حم ) 920
(7) ( حم ) 3991 ، ( خد ) 237 ، ( حب ) 7069 ، انظر الصَّحِيحَة : 2750 ، 3192 ، وحسنه الألباني في الإرواء تحت حديث : 65(4/720)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قَدِمْتُ أَنَا وَأَخِي مِنْ الْيَمَنِ , فَمَكَثْنَا حِينًا مَا نَرَى ابْنَ مَسْعُودٍ وَأُمَّهُ إلَّا مِنْ أَهْلِ ) (1) ( بَيْتِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , لِمَا نَرَى مِنْ ) (2) ( كَثْرَةِ ) (3) ( دُخُولِهِ وَدُخُولِ أُمِّهِ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (4) ( وَلُزُومِهِمْ لَهُ ) (5) .
__________
(1) ( خ ) 4123
(2) ( خ ) 3552
(3) ( خ ) 4123
(4) ( خ ) 3552
(5) ( خ ) 4123 ، ( م ) 110 - ( 2460 ) ، ( ت ) 3806 ، ( حم ) 19603(4/721)
( م ) , وَعَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ قَالَ :
شَهِدْتُ أَبَا مُوسَى وَأَبَا مَسْعُودٍبحِينَ مَاتَ ابْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - , فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : أَتُرَاهُ تَرَكَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ؟ , فَقَالَ : أَمَا لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ , لَقَدْ كَانَ يَشْهَدُ إِذَا غِبْنَا , وَيُؤْذَنُ لَهُ إِذَا حُجِبْنَا . (1)
__________
(1) ( م ) 112 - ( 2461 )(4/722)
( جة ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِذْنُكَ عَلَيَّ أَنْ تَرْفَعَ الْحِجَابَ ، وَأَنْ تَسْمَعَ سِوَادِي (1) حَتَّى أَنْهَاكَ " (2)
__________
(1) السِّوَاد بِالْكَسْرِ : السِّرَار , كَأَنَّهُ جَوَّزَ لَهُ فِي الدُّخُول عَلَيْهِ حَيْثُ يَسْمَع كَلَام اللَّه وَيَعْلَم مَعَ وُجُوده إِلَّا أَنْ يَنْهَاهُ , وَلَعَلَّ ذَلِكَ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي الدَّار حُرْمَة وَذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ يَخْدُمهُ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْحَالَات كُلّهَا , فَيُهَيِّئُ طَهُوره وَيَحْمِل مَعَهُ الْمَطْهَرَة إِذَا قَامَ إِلَى الْوُضُوء وَيَأْخُذ نَعْله وَيَضَعهَا إِذَا جَلَسَ وَحِين يَنْهَض , فَيَحْتَاج إِلَى كَثْرَة الدُّخُول عَلَيْهِ . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 125)
(2) ( جة ) 139 ، ( م ) 16 - ( 2169 ) ، ( حم ) 3833(4/723)
( طب ) , وَعَنْ زَيْدِ بن وَهْبٍ قَالَ :
إِنَّا لَجُلُوسٌ عِنْدَ عُمَرَ - رضي الله عنه - إِذْ جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - , يَكَادُ الْجُلُوسُ يُوَارُونَهُ مِنْ قِصَرِهِ , فَضَحِكَ عُمَرُ حِينَ رَآهُ , وَجَعَلَ يُكَلِّمُ عُمَرَ وَيُضَاحِكُهُ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَيْهِ , ثُمَّ وَلَّى فَأَتْبَعَهُ عُمَرُ بَصَرَهَ حَتَّى تَوَارَى , فَقَالَ : كَنِيْفٌ مُلِئَ فِقْهًا . (1)
__________
(1) ( طب ) ج9ص 86 ح8477 ، وصححه الألباني في الإرواء تحت حديث : 2224(4/724)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنْتُ أَرْعَى غَنَمًا لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ , " فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - ) (1) ( وَقَدْ فَرَّا مِنْ الْمُشْرِكِينَ , فَقَالَ : يَا غُلَامُ , هَلْ عِنْدَكَ مِنْ لَبَنٍ تَسْقِينَا ؟ " ) (2) ( فَقُلْتُ : نَعَمْ , وَلَكِنِّي مُؤْتَمَنٌ ) (3) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَاةٍ لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الْفَحْلُ (4) ؟ " , قُلْتُ نَعَمْ فَأَتَيْتُهُمَا بِهَا , " فَاعْتَقَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَسَحَ الضَّرْعَ وَدَعَا , فَحَفَلَ الضَّرْعُ (5) ) (6) ( فَحَلَبَهُ فِي إِنَاءٍ , فَشَرِبَ وَسَقَى أَبَا بَكْرٍ ثُمَّ شَرِبْتُ , ثُمَّ قَالَ لِلضَّرْعِ : اقْلِصْ (7) فَقَلَصَ " , قَالَ : ثُمَّ أَتَيْتُهُ بَعْدَ هَذَا فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْقَوْلِ , عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْقُرْآنِ , " فَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَأْسِي ) (8) ( وَقَالَ : إِنَّكَ غُلَامٌ مُعَلَّمٌ " , قَالَ : فَأَخَذْتُ مِنْ فِيهِ سَبْعِينَ سُورَةً لَا يُنَازِعُنِي فِيهَا أَحَدٌ ) (9) . (10)
__________
(1) ( حم ) 3598 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(2) ( حم ) 4412 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(3) ( حم ) 3598
(4) أي : حُمِلَ عليها للنَّسْل , يقال : نَزَوْتُ على الشيء إذا وثَبْتَ عليه , وقد يكون في الأجسام والمعاني . النهاية في غريب الأثر - (ج 5 / ص 106)
(5) أَيْ : اجتمع لبنُه وكَثُرَ .
(6) ( حم ) 4412
(7) أَيْ : انضم وانقبض .
(8) ( حم ) 3598
(9) ( حم ) 4412 , 3599 , ( حب ) 6504
(10) صححه الألباني في صحيح السيرة : 124 ، وصحيح موارد الظمآن : 1804(4/725)
( خ م ) , وَعَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ :
ذُكِرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ب, فَقَالَ : ذَاكَ رَجُلٌ لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ بَعْدَمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " [ خُذُوا ] (1) الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ : مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - فَبَدَأَ بِهِ - وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ , وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ , وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ " (2)
__________
(1) ( خ ) 3597 ، ( م ) 116 - ( 2464 )
(2) ( خ ) 3548 ، ( م ) 116 - ( 2464 ) ، ( ت ) 3810 ، ( حم ) 6786(4/726)
( خ م س حم ) , وَعَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ :
( خَطَبَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - فَقَالَ : ) (1) ( عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ تَأْمُرُونِي أَنْ أَقْرَأَ ؟ ) (2) ( وَاللَّهِ لَقَدْ أَخَذْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً ) (3) ( لَا يُنَازِعُنِي فِيهَا أَحَدٌ ) (4) ( وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ غُلَامٌ لَهُ ذُؤَابَتَانِ يَلْعَبُ ) (5) ( مَعَ الصِّبْيَانِ ) (6) ( وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنِّي مِنْ أَعْلَمِهِمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَمَا أَنَا بِخَيْرِهِمْ ) (7) ( وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ , مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا وَأَنَا أَعْلَمُ أَيْنَ أُنْزِلَتْ , وَلَا أُنْزِلَتْ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا وَأَنَا أَعْلَمُ فِيمَ أُنْزِلَتْ , وَلَوْ أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنِّي بِكِتَابِ اللَّهِ تُبَلِّغُهُ الْإِبِلُ لَرَكِبْتُ إِلَيْهِ ) (8) ( قَالَ شَقِيقٌ : فَجَلَسْتُ فِي حِلَقِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - , فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَرُدُّ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَلَا يَعِيبُهُ ) (9) .
__________
(1) ( حم ) 3906 , ( س ) 5064 ، انظر الصَّحِيحَة : 3027 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( م ) 114 - ( 2462 ) ، ( س ) 5063
(3) ( خ ) 4714 ، ( س ) 5064 ، ( حم ) 3906
(4) ( حم ) 4330 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(5) ( حم ) 3906 , ( س ) 5064
(6) ( س ) 5063
(7) ( خ ) 4714
(8) ( خ ) 4716 ، ( م ) 114 - ( 2462 )
(9) ( م ) 114 - ( 2462 ) ، ( خ ) 4714(4/727)
( جة ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - بَشَّرَانِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ , فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ " (1)
__________
(1) ( جة ) 138 ، ( حم ) 35 ، انظر الصَّحِيحَة : 2301(4/728)
( م حم ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ قَالَ :
( حَضَرْنَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ - رضي الله عنه - وَهُوَ فِي سِيَاقَةِ الْمَوْتِ ) (1) ( فَجَزِعَ جَزَعًا شَدِيدًا ) (2) ( وَبَكَى طَوِيلًا , وَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْجِدَارِ ) (3) ( فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ) (4) ( جَعَلَ يُذَكِّرُ أَبَاهُ صُحْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَفُتُوحَهُ الشَّامَ ) (5) ( وَيَقُولُ : يَا أَبَتَاهُ ) (6) ( مَا هَذَا الْجَزَعُ ؟ ) (7) ( أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِكَذَا ؟ , أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِكَذَا ؟ ) (8) ( أَرَأَيْتَ رَجُلًا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يُحِبُّهُ , أَلَيْسَ رَجُلًا صَالِحًا ؟ , قَالَ : بَلَى , قَالَ : " فَقَدْ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يُحِبُّكَ , وَقَدْ اسْتَعْمَلَكَ " ) (9) ( فَأَقْبَلَ عَمْرٌو بِوَجْهِهِ فَقَالَ : ) (10) ( أَيْ بُنَيَّ قَدْ كَانَ ذَلِكَ , وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَدْرِي , أَحُبًّا ذَلِكَ كَانَ , أَمْ يَتَأَلَّفُنِي تَأَلُّفًا ) (11) فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَحُبًّا كَانَ لِي مِنْهُ أَوْ اسْتِعَانَةً بِي (12) ( وَلَكِنِّي أَشْهَدُ عَلَى رَجُلَيْنِ أَنَّهُ قَدْ فَارَقَ الدُّنْيَا وَهُوَ يُحِبُّهُمَا : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ , وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ ) (13) .
__________
(1) ( م ) 192 - ( 121 )
(2) ( حم ) 17816 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( م ) 192 - ( 121 )
(4) ( حم ) 17816
(5) ( حم ) 17815 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(6) ( م ) 192 - ( 121 )
(7) ( حم ) 17816
(8) ( م ) 192 - ( 121 )
(9) ( حم ) 17840 , 17816
(10) ( م ) 192 - ( 121 )
(11) ( حم ) 17816
(12) ( حم ) 17840 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : رجاله ثقات رجال الشيخين , إلا أنه منقطع , فالحسن البصري لم يسمع من عمرو بن العاص .
(13) ( حم ) 17816 , 17840(4/729)
( جة حم ) , وَعَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ :
( مَا أَخْطَأَنِي ابْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - عَشِيَّةَ خَمِيسٍ إِلَّا أَتَيْتُهُ فِيهِ , قَالَ : فَمَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ بِشَيْءٍ قَطُّ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ عَشِيَّةٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( فَرُعِدَ حَتَّى رُعِدَتْ ثِيَابُهُ ) (2) ( قَالَ : فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ قَائِمٌ , مَحْلُولٌ أَزْرَارُ قَمِيصِهِ ) (3) ( قَدْ اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ , وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ , فَقَالَ : أَوْ دُونَ ذَلِكَ , أَوْ فَوْقَ ذَلِكَ , أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ , أَوْ شَبِيهًا بِذَلِكَ ) (4) .
__________
(1) ( جة ) 23 , ( حم ) 4321
(2) ( حم ) 4015 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( حم ) 4321 , ( جة ) 23
(4) ( جة ) 23 , ( حم ) 4321(4/730)
( خ حم ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ :
( سَأَلْنَا حُذَيْفَةَ - رضي الله عنه - عَنْ رَجُلٍ قَرِيبِ السَّمْتِ وَالْهَدْيِ مِنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى نَأْخُذَ عَنْهُ وَنَسْمَعَ مِنْهُ , فَقَالَ : مَا أَعْرِفُ أَحَدًا أَقْرَبَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلًّا بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ ابْنِ مَسْعُودٍ ) (1) ( مِنْ حِينِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْهِ - لَا أَدْرِي مَا يَصْنَعُ فِي أَهْلِهِ إِذَا خَلَا - ) (2) ( وَلَقَدْ عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ هُوَ مِنْ أَقْرَبِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ وَسِيلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (3) .
__________
(1) ( خ ) 3551 ، ( حم ) 23398
(2) ( خ ) 5746 ، ( حم ) 23389
(3) ( حم ) 23390 , ( ت ) 3807(4/731)
( ك ) , وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" رَضِيتُ لِأُمَتِي مَا رَضِيَ لَهَا ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ " (1)
__________
(1) ( ك ) 5388 ، ( طس ) 6879 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 3509 ، الصَّحِيحَة : 1225(4/732)
( د ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :" لَمَّا اسْتَوَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَالَ : اجْلِسُوا " , فَسَمِعَ ذَلِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - فَجَلَسَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ , " فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : تَعَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ " (1)
__________
(1) ( د ) 1091(4/733)
( م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآية : { لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا , إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا إِلَى آخِرِ الْآية } , قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " قِيلَ لِي : أَنْتَ مِنْهُمْ " (1)
__________
(1) ( م ) 109 - ( 2459 ) ، ( ت ) 3053(4/734)
( 5 ) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما -
( خ ) , عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ :
سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ - رضي الله عنهما - إِذَا قِيلَ لَهُ : هَاجَرَ قَبْلَ أَبِيهِ , يَغْضَبُ وَيَقُولُ : قَدِمْتُ أَنَا وَعُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَوَجَدْنَاهُ قَائِلًا فَرَجَعْنَا إِلَى الْمَنْزِلِ ، فَأَرْسَلَنِي عُمَرُ وَقَالَ : اذْهَبْ فَانْظُرْ هَلْ اسْتَيْقَظَ ، فَأَتَيْتُهُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَبَايَعْتُهُ ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى عُمَرَ فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّهُ قَدْ اسْتَيْقَظَ ، فَانْطَلَقْنَا إِلَيْهِ نُهَرْوِلُ هَرْوَلَةً , حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ فَبَايَعَهُ , ثُمَّ بَايَعْتُهُ " (1)
__________
(1) ( خ ) 3703(4/735)
( خ ) , وَعَنْ نَافِعٍ قَالَ :
إِنَّ النَّاسَ يَتَحَدَّثُونَ : أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَسْلَمَ قَبْلَ عُمَرَ , وَلَيْسَ كَذَلِكَ , وَلَكِنْ عُمَرُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةَ أَرْسَلَ عَبْدَ اللَّهِ إِلَى فَرَسٍ لَهُ عِنْدَ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ يَأْتِي بِهِ لِيُقَاتِلَ عَلَيْهِ , وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُبَايِعُ عِنْدَ الشَّجَرَةِ , وَعُمَرُ لَا يَدْرِي بِذَلِكَ , فَبَايَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى الْفَرَسِ , فَجَاءَ بِهِ إِلَى عُمَرَ وَعُمَرُ يَسْتَلْئِمُ (1) لِلْقِتَالِ , فَأَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُبَايِعُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ , قَالَ : فَانْطَلَقَ فَذَهَبَ مَعَهُ , حَتَّى بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَهِيَ الَّتِي يَتَحَدَّثُ النَّاسُ : أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَسْلَمَ قَبْلَ عُمَرَ . (2)
__________
(1) أَيْ : يلبس الدرع .
(2) ( خ ) 3951(4/736)
( خ م ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( كَانَ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَرَوْنَ الرُّؤْيَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَيَقُصُّونَهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، " فَيَقُولُ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا شَاءَ اللَّهُ " ) (1) ( وَكُنْتُ شَابًّا أَعْزَبَ , وَكُنْتُ أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (2) ( فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : لَوْ كَانَ فِيكَ خَيْرٌ لَرَأَيْتَ مِثْلَ مَا يَرَى هَؤُلَاءِ ، فَلَمَّا اضْطَجَعْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ قُلْتُ : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ فِيَّ خَيْرًا فَأَرِنِي رُؤْيَا ) (3) ( فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ ) (4) ( فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ ) (5) ( فَأَخَذَانِي فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ , وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ كَقَرْنَيْ الْبِئْرِ ، وَإِذَا فِيهَا ) (6) ( رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ عَرَفْتُهُمْ , مُعَلَّقِينَ بِالسَّلَاسِلِ رُءُوسُهُمْ أَسْفَلَهُمْ ) (7) ( فَجَعَلْتُ أَقُولُ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ النَّارِ ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ النَّارِ ) (8) ( فَلَقِيَنَا مَلَكٌ آخَرُ فَقَالَ لِي : لَمْ تُرَعْ (9) ) (10) ( خَلِّيَا عَنْهُ ) (11) ( نِعْمَ الرَّجُلُ أَنْتَ لَوْ كُنْتَ تُكْثِرُ الصَلَاةَ ) (12) ( فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ ك , فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (13) ( فَقَالَ : " إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ , لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ " ) (14) ( قَالَ سَالِمٌ : فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ لَا يَنَامُ مِنْ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا ) (15) .
__________
(1) ( خ ) 6625
(2) ( خ ) 3530
(3) ( خ ) 6625
(4) ( خ ) 3530
(5) ( خ ) 6625
(6) ( خ ) 3530
(7) ( خ ) 6625
(8) ( خ ) 3530
(9) أَيْ : لا تخف .
(10) ( خ ) 1070
(11) ( خ ) 1105
(12) ( خ ) 6625
(13) ( خ ) 1070
(14) ( خ ) 6625
(15) ( خ ) 3530 ، ( م ) 140 - ( 2479 ) ، ( جة ) 3919 ، ( حم ) 6330(4/737)
( ت ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ فِي يَدِي قِطْعَةَ إِسْتَبْرَقٍ , وَلَا أُشِيرُ بِهَا إِلَى مَوْضِعٍ مِنْ الْجَنَّةِ إِلَّا طَارَتْ بِي إِلَيْهِ , قَالَ : فَقَصَصْتُهُ عَلَى حَفْصَةَ , فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ " (1)
__________
(1) ( ت ) 3825 ، ( خ ) 6613 ، ( م ) 139 - ( 2478 )(4/738)
( جة ) , وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الباقر (1) قَالَ :
كَانَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - إِذَا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَدِيثًا لَمْ يَعْدُهُ وَلَمْ يَقْصُرْ دُونَهُ . (2)
__________
(1) هو : محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .
(2) ( جة ) 4 ، ( حب ) 264(4/739)
( حب ) , وَعَنْ نَافِعٍ قَالَ :
" كَانَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - يَتَتَبَّعُ آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَكُلُّ مَنْزِلٍ نَزَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَنْزِلُ فِيهِ ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَحْتَ سَمُرَةٍ ، فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَجِيءُ بِالْمَاءِ فَيَصُبُّهُ فِي أَصْلِ السَّمُرَةِ كَيْ لَا تَيْبَسَ " (1)
__________
(1) ( حب ) 7074 ، ( هق ) 10049 ، انظر صحيح موارد الظمآن : 1899(4/740)
( حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ :
كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - بِعَرَفَاتٍ ، فَلَمَّا كَانَ حِينَ رَاحَ رُحْتُ مَعَهُ حَتَّى أَتَى الْإِمَامَ ، فَصَلَّى مَعَهُ الْأُولَى وَالْعَصْرَ ، ثُمَّ وَقَفْنَا مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى أَفَاضَ ، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الْمَضِيقِ دُونَ الْمَأْزِمَيْنِ ، فَأَنَاخَ وَأَنَخْنَا ، وَنَحْنُ نَحْسَبُ أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُصَلِّيَ ، فَقَالَ غُلَامُهُ الَّذِي يُمْسِكُ رَاحِلَتَهُ : إِنَّهُ لَيْسَ يُرِيدُ الصَلَاةَ ، وَلَكِنَّهُ ذَكَرَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - " عَدَلَ إِلَى هَذَا الشِّعْبِ فَقَضَى حَاجَتَهُ " , فَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَقْضِيَ حَاجَتَهُ . (1)
__________
(1) ( حم ) 6151 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 48 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(4/741)
( حم ) , وَعَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ :
كُنَّا مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي سَفَرٍ , فَمَرَّ بِمَكَانٍ فَحَادَ عَنْهُ , فَسُئِلَ لِمَ فَعَلْتَ ؟ , فَقَالَ : " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَعَلَ هَذَا " فَفَعَلْتُ . (1)
__________
(1) ( حم ) 4870 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 46 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/742)
( خ ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
دَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ ك وَنَوْسَاتُهَا (1) تَنْطُفُ (2) فَقُلْتُ : قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ مَا تَرَيْنَ ، فَلَمْ يُجْعَلْ لِي مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ , فَقَالَتْ : إِلْحَقْ فَإِنَّهُمْ يَنْتَظِرُونَكَ , وَأَخْشَى أَنْ يَكُونَ فِي احْتِبَاسِكَ عَنْهُمْ فُرْقَةٌ , فَلَمْ تَدَعْهُ حَتَّى ذَهَبَ , فَلَمَّا تَفَرَّقَ النَّاسُ خَطَبَ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ : مَنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي هَذَا الْأَمْرِ فَلْيُطْلِعْ لَنَا قَرْنَهُ , فَلَنَحْنُ أَحَقُّ بِهِ مِنْهُ وَمِنْ أَبِيهِ , قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَحَلَلْتُ حُبْوَتِي وَهَمَمْتُ أَنْ أَقُولَ : أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْكَ مَنْ قَاتَلَكَ وَأَبَاكَ عَلَى الْإِسْلَامِ , فَخَشِيتُ أَنْ أَقُولَ كَلِمَةً تُفَرِّقُ بَيْنَ الْجَمْعِ وَتَسْفِكُ الدَّمَ , وَيُحْمَلُ عَنِّي غَيْرُ ذَلِكَ , وَذَكَرْتُ مَا أَعَدَّ اللَّهُ فِي الْجِنَانِ , قَالَ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ : حُفِظْتَ وَعُصِمْتَ . (3)
__________
(1) أَيْ : ذَوَائِبُهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 440)
(2) أَيْ : تَقْطُرُ كَأَنَّهَا قَدْ اِغْتَسَلَتْ . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 440)
(3) ( خ ) 3882(4/743)
( 6 ) سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ - رضي الله عنه -
( خ ) , وَعَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ :
سَمِعْتُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ - رضي الله عنه - يَقُولُ : أَنَا مِنْ رَامَهُرْمُزَ . (1)
__________
(1) ( خ ) 3947(4/744)
( حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
حَدَّثَنِي سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ - رضي الله عنه - حَدِيثَهُ مِنْ فِيهِ , قَالَ : كُنْتُ رَجُلًا فَارِسِيًّا مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ ، مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ مِنْهَا يُقَالُ لَهَا : جَيٌّ , وَكَانَ أَبِي دِهْقَانَ قَرْيَتِهِ (1) وَكُنْتُ أَحَبَّ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيْهِ فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حُبُّهُ إِيَّايَ حَتَّى حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ أُلَازِمُ النَّارَ كَمَا تُحْبَسُ الْجَارِيَةُ , وَأَجْهَدْتُ فِي الْمَجُوسِيَّةِ حَتَّى كُنْتُ قَطَنَ النَّارِ الَّذِي يُوقِدُهَا لَا يَتْرُكُهَا تَخْبُو سَاعَةً وَكَانَتْ لِأَبِي ضَيْعَةٌ عَظِيمَةٌ , فَشُغِلَ فِي بُنْيَانٍ لَهُ يَوْمًا , فَقَالَ لِي : يَا بُنَيَّ , إِنِّي قَدْ شُغِلْتُ فِي بُنْيَانٍ هَذَا الْيَوْمَ عَنْ ضَيْعَتِي , فَاذْهَبْ فَاطَّلِعْهَا , وَأَمَرَنِي فِيهَا بِبَعْضِ مَا يُرِيدُ , فَخَرَجْتُ أُرِيدُ ضَيْعَتَهُ , فَمَرَرْتُ بِكَنِيسَةٍ مِنْ كَنَائِسِ النَّصَارَى , فَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ فِيهَا وَهُمْ يُصَلُّونَ - وَكُنْتُ لَا أَدْرِي مَا أَمْرُ النَّاسِ لِحَبْسِ أَبِي إِيَّايَ فِي بَيْتِهِ - فَلَمَّا مَرَرْتُ بِهِمْ وَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ , دَخَلْتُ عَلَيْهِمْ أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُونَ , فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبَنِي صَلَاتُهُمْ وَرَغِبْتُ فِي أَمْرِهِمْ , فَقُلْتُ : هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ مِنْ الدِّينِ الَّذِي نَحْنُ عَلَيْهِ فَوَاللَّهِ مَا تَرَكْتُهُمْ حَتَّى غَرَبَتْ الشَّمْسُ , وَتَرَكْتُ ضَيْعَةَ أَبِي وَلَمْ آتِهَا , فَقُلْتُ لَهُمْ : أَيْنَ أَصْلُ هَذَا الدِّينِ ؟ , فَقَالُوا : بِالشَّامِ , قَالَ : فَرَجَعْتُ إِلَى أَبِي - وَقَدْ بَعَثَ فِي طَلَبِي وَشَغَلْتُهُ عَنْ عَمَلِهِ كُلِّهِ - فَلَمَّا جِئْتُهُ قَالَ : أَيْ بُنَيَّ , أَيْنَ كُنْتَ ؟ أَلَمْ أَكُنْ عَهِدْتُ إِلَيْكَ مَا عَهِدْتُ ؟ , فَقُلْتُ : يَا أَبَتِ , مَرَرْتُ بِنَاسٍ يُصَلُّونَ فِي كَنِيسَةٍ لَهُمْ , فَأَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ دِينِهِمْ , فَوَاللَّهِ مَازِلْتُ عِنْدَهُمْ حَتَّى غَرَبَتْ الشَّمْسُ , فَقَالَ : أَيْ بُنَيَّ , لَيْسَ فِي ذَلِكَ الدِّينِ خَيْرٌ , دِينُكَ وَدِينُ آبَائِكَ خَيْرٌ مِنْهُ , فَقُلْتُ : كَلَّا وَاللَّهِ , إِنَّهُ خَيْرٌ مِنْ دِينِنَا , فَخَافَنِي , فَجَعَلَ فِي رِجْلَيَّ قَيْدًا ثُمَّ حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ , وَبَعَثْتُ إِلَى النَّصَارَى فَقُلْتُ لَهُمْ : إِذَا قَدِمَ عَلَيْكُمْ رَكْبٌ مِنْ الشَّامِ مِنْ تُجَّارِ النَّصَارَى فَأَخْبِرُونِي بِهِمْ , فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِمْ رَكْبٌ مِنْ الشَّامِ مِنْ تُجَّارِ النَّصَارَى أَخْبَرُونِي بِهِمْ , فَقُلْتُ لَهُمْ : إِذَا قَضَوْا حَوَائِجَهُمْ وَأَرَادُوا الرَّجْعَةَ إِلَى بِلَادِهِمْ فَآذِنُونِي بِهِمْ , فَلَمَّا أَرَادُوا الرَّجْعَةَ إِلَى بِلَادِهِمْ أَخْبَرُونِي بِهِمْ , فَأَلْقَيْتُ الْحَدِيدَ مِنْ رِجْلَيَّ ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ الشَّامَ , فَلَمَّا قَدِمْتُهَا قُلْتُ : مَنْ أَفْضَلُ أَهْلِ هَذَا الدِّينِ ؟ , فَقَالُوا : الْأَسْقُفُّ فِي الْكَنِيسَةِ , فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ : إِنِّي قَدْ رَغِبْتُ فِي هَذَا الدِّينِ , وَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ أَخْدُمُكَ فِي كَنِيسَتِكَ , وَأَتَعَلَّمُ مِنْكَ وَأُصَلِّي مَعَكَ , قَالَ : فَادْخُلْ , فَدَخَلْتُ مَعَهُ , فَكَانَ رَجُلَ سَوْءٍ , يَأْمُرُهُمْ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُهُمْ فِيهَا , فَإِذَا جَمَعُوا إِلَيْهِ مِنْهَا أَشْيَاءَ , اكْتَنَزَهُ لِنَفْسِهِ وَلَمْ يُعْطِهِ الْمَسَاكِينَ , حَتَّى جَمَعَ سَبْعَ قِلَالٍ مِنْ ذَهَبٍ وَوَرِقٍ (2) فَأَبْغَضْتُهُ بُغْضًا شَدِيدًا لِمَا رَأَيْتُهُ يَصْنَعُ , ثُمَّ مَاتَ , فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ النَّصَارَى لِيَدْفِنُوهُ , فَقُلْتُ لَهُمْ : إِنَّ هَذَا كَانَ رَجُلَ سَوْءٍ , يَأْمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُكُمْ فِيهَا , فَإِذَا جِئْتُمُوهُ بِهَا اكْتَنَزَهَا لِنَفْسِهِ وَلَمْ يُعْطِ الْمَسَاكِينَ مِنْهَا شَيْئًا , فَقَالُوا : وَمَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ ؟ , فَقُلْتُ لَهُمْ : أَنَا أَدُلُّكُمْ عَلَى كَنْزِهِ , فَأَرَيْتُهُمْ مَوْضِعَهُ , فَاسْتَخْرَجُوا مِنْهُ سَبْعَ قِلَالٍ مَمْلُوءَةٍ ذَهَبًا وَوَرِقًا , فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا : وَاللَّهِ لَا نَدْفِنُهُ أَبَدًا , فَصَلَبُوهُ ثُمَّ رَجَمُوهُ بِالْحِجَارَةِ , ثُمَّ جَاءُوا بِرَجُلٍ آخَرَ فَجَعَلُوهُ بِمَكَانِهِ , قَالَ سَلْمَانُ : فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا يُصَلِّي الْخَمْسَ أَرَى أَنَّهُ أَفْضَلُ مِنْهُ , وَلَا أَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا وَلَا أَرْغَبُ فِي الْآخِرَةِ , وَلَا أَدْأَبُ لَيْلًا وَنَهَارًا مِنْهُ قَالَ : فَأَحْبَبْتُهُ حُبًّا لَمْ أُحِبَّهُ مَنْ قَبْلَهُ , وَأَقَمْتُ مَعَهُ زَمَانًا , ثُمَّ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ , فَقُلْتُ لَهُ : يَا فُلَانُ , إِنِّي كُنْتُ مَعَكَ , وَأَحْبَبْتُكَ حُبًّا لَمْ أُحِبَّهُ مَنْ قَبْلَكَ , وَقَدْ حَضَرَكَ مَا تَرَى مِنْ أَمْرِ اللَّهِ , فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي ؟ , وَمَا تَأْمُرُنِي ؟ , فَقَالَ : أَيْ بُنَيَّ , وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا الْيَوْمَ عَلَى مَا كُنْتُ عَلَيْهِ , لَقَدْ هَلَكَ النَّاسُ , وَبَدَّلُوا وَتَرَكُوا أَكْثَرَ مَا كَانُوا عَلَيْهِ , إِلَّا فُلَانًا بِالْمَوْصِلِ فَهُوَ عَلَى مَا كُنْتُ عَلَيْهِ , فَالْحَقْ بِهِ , فَلَمَّا مَاتَ وَغُيِّبَ , لَحِقْتُ بِصَاحِبِ الْمَوْصِلِ , فَقُلْتُ لَهُ : يَا فُلَانُ , إِنَّ فُلَانًا أَوْصَانِي عِنْدَ مَوْتِهِ أَنْ أَلْحَقَ بِكَ , وَأَخْبَرَنِي أَنَّكَ عَلَى أَمْرِهِ , فَقَالَ لِي : أَقِمْ عِنْدِي , فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ فَوَجَدْتُهُ خَيْرَ رَجُلٍ , عَلَى أَمْرِ صَاحِبِهِ , فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ , فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قُلْتُ لَهُ : يَا فُلَانُ , إِنَّ فُلَانًا أَوْصَى بِي إِلَيْكَ وَأَمَرَنِي بِاللُّحُوقِ بِكَ , وَقَدْ حَضَرَكَ مِنْ اللَّهِ - عز وجل - مَا تَرَى , فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي ؟ , وَمَا تَأْمُرُنِي ؟ , فَقَالَ : أَيْ بُنَيَّ , وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ رَجُلًا عَلَى مِثْلِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ إِلَّا فُلَانًا بِنَصِيبِينَ (3) فَالْحَقْ بِهِ , فَلَمَّا مَاتَ وَغُيِّبَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ نَصِيبِينَ , فَجِئْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِي وَمَا أَمَرَنِي بِهِ صَاحِبِي , فَقَالَ لِي : أَقِمْ عِنْدِي , فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ , فَوَجَدْتُهُ عَلَى أَمْرِ صَاحِبَيْهِ , فَأَقَمْتُ مَعَ خَيْرِ رَجُلٍ , فَوَاللَّهِ مَا لَبِثَ أَنْ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ , فَلَمَّا حُضِرَ قُلْتُ لَهُ : يَا فُلَانُ , إِنَّ فُلَانًا كَانَ أَوْصَى بِي إِلَى فُلَانٍ , ثُمَّ أَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَيْكَ , فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي ؟ , وَمَا تَأْمُرُنِي ؟ , فَقَالَ : أَيْ بُنَيَّ , وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا بَقِيَ عَلَى أَمْرِنَا آمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَهُ إِلَّا رَجُلًا بِعَمُّورِيَّةَ , فَإِنَّهُ بِمِثْلِ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ , فَإِنْ أَحْبَبْتَ فَأْتِهِ , فَإِنَّهُ عَلَى أَمْرِنَا , قَالَ : فَلَمَّا مَاتَ وَغُيِّبَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ عَمُّورِيَّةَ وَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي , فَقَالَ لِي : أَقِمْ عِنْدِي , فَأَقَمْتُ مَعَ رَجُلٍ عَلَى هَدْيِ أَصْحَابِهِ وَأَمْرِهِمْ , وَاكْتَسَبْتُ حَتَّى كَانَ لِي بَقَرَاتٌ وَغُنَيْمَةٌ , ثُمَّ نَزَلَ بِهِ أَمْرُ اللَّهِ , فَلَمَّا حُضِرَ قُلْتُ لَهُ : يَا فُلَانُ , إِنِّي كُنْتُ مَعَ فُلَانٍ , فَأَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَى فُلَانٍ , وَأَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَى فُلَانٍ , ثُمَّ أَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَيْكَ , فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي ؟ , وَمَا تَأْمُرُنِي ؟ , فَقَالَ : أَيْ بُنَيَّ , وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُهُ أَصْبَحَ عَلَى مَا كُنَّا عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ النَّاسِ آمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَهُ , وَلَكِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكَ زَمَانُ نَبِيٍّ هُوَ مَبْعُوثٌ بِدِينِ إِبْرَاهِيمَ , يَخْرُجُ بِأَرْضِ الْعَرَبِ , مُهَاجِرًا إِلَى أَرْضٍ بَيْنَ حَرَّتَيْنِ بَيْنَهُمَا نَخْلٌ , بِهِ عَلَامَاتٌ لَا تَخْفَى , يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ , وَبَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ , فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَلْحَقَ بِتِلْكَ الْبِلَادِ فَافْعَلْ , قَالَ : فَلَمَّا مَاتَ وَغُيِّبَ , مَكَثْتُ بِعَمُّورِيَّةَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَمْكُثَ ثُمَّ مَرَّ بِي نَفَرٌ مِنْ كَلْبٍ تُجَّارًا , فَقُلْتُ لَهُمْ : تَحْمِلُونِي إِلَى أَرْضِ الْعَرَبِ وَأُعْطِيكُمْ بَقَرَاتِي هَذِهِ وَغُنَيْمَتِي هَذِهِ ؟ , فَقَالُوا : نَعَمْ , فَأَعْطَيْتُهُمُوهَا وَحَمَلُونِي , حَتَّى إِذَا قَدِمُوا بِي وَادِي الْقُرَى ظَلَمُونِي فَبَاعُونِي مِنْ رَجُلٍ مِنْ يَهُودَ عَبْدًا , فَكُنْتُ عِنْدَهُ , وَرَأَيْتُ النَّخْلَ , فَرَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ الْبَلَدَ الَّذِي وَصَفَ لِي صَاحِبِي , فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهُ قَدِمَ عَلَيْهِ ابْنُ عَمٍّ لَهُ مِنْ الْمَدِينَةِ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ , فَابْتَاعَنِي مِنْهُ فَاحْتَمَلَنِي إِلَى الْمَدِينَةِ , فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُهَا فَعَرَفْتُهَا بِصِفَةِ صَاحِبِي , فَأَقَمْتُ بِهَا , وَبَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ , فَأَقَامَ بِمَكَّةَ مَا أَقَامَ , لَا أَسْمَعُ لَهُ بِذِكْرٍ , مَعَ مَا أَنَا فِيهِ مِنْ شُغْلِ الرِّقِّ , ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَوَاللَّهِ إِنِّي لَفِي رَأْسِ عَذْقٍ لِسَيِّدِي أَعْمَلُ فِيهِ بَعْضَ الْعَمَلِ , وَسَيِّدِي جَالِسٌ , إِذْ أَقْبَلَ ابْنُ عَمٍّ لَهُ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ : يَا فُلَانُ , قَاتَلَ اللَّهُ بَنِي قَيْلَةَ (4) وَاللَّهِ إِنَّهُمْ الْآنَ لَمُجْتَمِعُونَ بِقُبَاءَ عَلَى رَجُلٍ قَدِمَ عَلَيْهِمْ مِنْ مَكَّةَ الْيَوْمَ , يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَبِيٌّ قَالَ : فَلَمَّا سَمِعْتُهُ أَخَذَتْنِي الْعُرَوَاءُ (5) حَتَّى ظَنَنْتُ سَأَسْقُطُ عَلَى سَيِّدِي , فَنَزَلْتُ عَنْ النَّخْلَةِ فَجَعَلْتُ أَقُولُ لِابْنِ عَمِّهِ : مَاذَا تَقُولُ ؟ , مَاذَا تَقُولُ ؟ , فَغَضِبَ سَيِّدِي فَلَكَمَنِي لَكْمَةً شَدِيدَةً ثُمَّ قَالَ : مَا لَكَ وَلِهَذَا ؟ , أَقْبِلْ عَلَى عَمَلِكَ , فَقُلْتُ : لَا شَيْءَ , إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَسْتَثْبِتَ عَمَّا قَالَ , فَاسْتَأْذَنْتُ مَوْلَاتِي فَقُلْتُ لَهَا : هَبِي لِي يَوْمًا , فَقَالَتْ : نَعَمْ , فَانْطَلَقْتُ فَاحْتَطَبْتُ حَطَبًا فَبِعْتُهُ فَاشْتَرَيْتُ طَعَامًا , فَلَمَّا أَمْسَيْتُ أَخَذْتُهُ ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ بِقُبَاءَ , فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ رَجُلٌ صَالِحٌ , وَمَعَكَ أَصْحَابٌ لَكَ غُرَبَاءُ ذَوُو حَاجَةٍ , وَهَذَا شَيْءٌ كَانَ عِنْدِي لِلصَّدَقَةِ , فَرَأَيْتُكُمْ أَحَقَّ بِهِ مِنْ غَيْرِكُمْ , فَقَرَّبْتُهُ إِلَيْهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِأَصْحَابِهِ : " كُلُوا , وَأَمْسَكَ هُوَ يَدَهُ فَلَمْ يَأْكُلْ " , فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : هَذِهِ وَاحِدَةٌ , ثُمَّ انْصَرَفْتُ عَنْهُ فَجَمَعْتُ شَيْئًا , " وَتَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمَدِينَةِ " , ثُمَّ جِئْتُ بِهِ فَقُلْتُ : إِنِّي رَأَيْتُكَ لَا تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ , وَهَذِهِ هَدِيَّةٌ أَكْرَمْتُكَ بِهَا , " فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْهَا , وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَأَكَلُوا مَعَهُ " , فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : هَاتَانِ اثْنَتَانِ , ثُمَّ جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ بِبَقِيعِ الْغَرْقَدِ (6) وَقَدْ تَبِعَ جَنَازَةً مِنْ أَصْحَابِهِ , عَلَيْهِ شَمْلَتَانِ لَهُ وَهُوَ جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ , فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ اسْتَدَرْتُ أَنْظُرُ إِلَى ظَهْرِهِ هَلْ أَرَى الْخَاتَمَ الَّذِي وَصَفَ لِي صَاحِبِي , " فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - اسْتَدَرْتُهُ , عَرَفَ أَنِّي أَسْتَثْبِتُ فِي شَيْءٍ وُصِفَ لِي , فَأَلْقَى رِدَاءَهُ عَنْ ظَهْرِهِ " , فَنَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ فَعَرَفْتُهُ , فَانْكَبَبْتُ عَلَيْهِ أُقَبِّلُهُ وَأَبْكِي , فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " تَحَوَّلْ " , فَتَحَوَّلْتُ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ حَدِيثِي كَمَا حَدَّثْتُكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ , " فَأَعْجَبَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَسْمَعَ ذَلِكَ أَصْحَابُهُ " , ثُمَّ شَغَلَ سَلْمَانَ الرِّقُّ حَتَّى فَاتَهُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَدْرٌ وَأُحُدٌ , ثُمَّ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " كَاتِبْ يَا سَلْمَانُ " , فَكَاتَبْتُ صَاحِبِي عَلَى ثَلَاثِ مِائَةِ نَخْلَةٍ أُحْيِيهَا لَهُ بِالْفَقِيرِ (7) وَبِأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِأَصْحَابِهِ : " أَعِينُوا أَخَاكُمْ " , فَأَعَانُونِي بِالنَّخْلِ , الرَّجُلُ بِثَلَاثِينَ وَدِيَّةً (8) وَالرَّجُلُ بِعِشْرِينَ , وَالرَّجُلُ بِخَمْسَ عَشْرَةَ , وَالرَّجُلُ بِعَشْرٍ - يَعْنِي : الرَّجُلُ بِقَدْرِ مَا عِنْدَهُ - حَتَّى اجْتَمَعَتْ لِي ثَلَاثُ مِائَةِ وَدِيَّةٍ , فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " اذْهَبْ يَا سَلْمَانُ فَفَقِّرْ لَهَا , فَإِذَا فَرَغْتَ فَأْتِنِي أَكُونُ أَنَا أَضَعُهَا بِيَدَيَّ " , فَفَقَّرْتُ لَهَا وَأَعَانَنِي أَصْحَابِي , حَتَّى إِذَا فَرَغْتُ مِنْهَا جِئْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ , " فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَعِي إِلَيْهَا , فَجَعَلْنَا نُقَرِّبُ لَهُ الْوَدِيَّ وَيَضَعُهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِ " , فَوَالَّذِي نَفْسُ سَلْمَانَ بِيَدِهِ مَا مَاتَتْ مِنْهَا وَدِيَّةٌ وَاحِدَةٌ , فَأَدَّيْتُ النَّخْلَ وَبَقِيَ عَلَيَّ الْمَالُ , " فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِ بَيْضَةِ الدَّجَاجَةِ مِنْ ذَهَبٍ مِنْ بَعْضِ الْمَغَازِي , فَقَالَ : مَا فَعَلَ الْفَارِسِيُّ الْمُكَاتَبُ ؟ فَدُعِيتُ لَهُ فَقَالَ : يَا سَلْمَانُ , خُذْ هَذِهِ فَأَدِّ بِهَا مَا عَلَيْكَ " , فَقُلْتُ : وَأَيْنَ تَقَعُ هَذِهِ مِنْ الَّذِي عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , فَقَالَ : " خُذْهَا , فَإِنَّ اللَّهَ - عز وجل - سَيُؤَدِّي بِهَا عَنْكَ " , قَالَ : فَأَخَذْتُهَا , فَوَالَّذِي نَفْسُ سَلْمَانَ بِيَدِهِ , لقَدْ وَزَنْتُ لَهُمْ مِنْهَا أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً حتَّى أَوْفَيْتُهُمْ مِنْهَا حَقَّهُمْ كُلَّهُ وَعُتِقْتُ , فَشَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْخَنْدَقَ , ثُمَّ لَمْ يَفُتْنِي مَعَهُ مَشْهَدٌ . (9)
__________
(1) الدّهْقَان بكسر الدال : رئيسُ القَرْية .
(2) أَيْ : فضة .
(3) هي مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام , وفيها وفي قراها على ما يذكر أهلها أربعون ألف بستان , وعليها سور كانت الروم بنته وأتمه أنوشروان الملك عند فتحه إياها . معجم البلدان(ج4 ص231)
(4) يريد الأَوسَ والخزرجَ قبيلتي الأَنصار , وقَيْلة : اسم أُمَ لهم قديمة وهي قَيْلة بنت كاهِل .لسان العرب(ج11 ص 572)
(5) أَيْ : الرِّعْدَة . لسان العرب - (ج 15 / ص 44)
(6) الْبَقِيع : مَقْبَرَة الْمُسْلِمِينَ بالمدينة .
(7) فقير النخلة : حُفْرة تُحْفَر للفَسِيلة إذا حُوّلت لتُغْرَس فيها , ومنه الحديث [ قال لسَلْمان : اذْهب ففَقِّرْ للفَسيل ] أي : احْفِرْ لها موضعاً تُغْرَس فيه واسم تلك الحُفْرة : فُقْرَة وفَقِير . النهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 899)
(8) الوَدِيَّة : مفرد الوَدِيّ ، وهو صغار النخل .
(9) ( حم ) 23788 ، انظر الصَّحِيحَة : 894 ، صحيح السيرة ص62(4/745)
( خ ) , وَعَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ :
سَمِعْتُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ : تَدَاوَلَنِي بِضْعَةَ عَشَرَ , مِنْ رَبٍّ إِلَى رَبٍّ . (1)
__________
(1) ( خ ) 3946(4/746)
( ت ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ الْجَنَّةَ لَتَشْتَاقُ إِلَى ثَلَاثَةٍ : عَلِيٍّ ، وَعَمَّارٍ ، وَسَلْمَانَ " (1)
__________
(1) ( ت ) 3797 ، ( يع ) 6772 ، ( ك ) 4666 ، صححه الألباني في صَحِيح الْجَامِع : 1598 ، وهداية الرواة : 6186 , وتراجع عن تضعيفه في ( ت ) .(4/747)
( م حم ) , وَعَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنه - قَالَ :
( كَانَ سَلْمَانُ وَصُهَيْبٌ وبِلَالٌ ش قُعُودًا فِي أُنَاسٍ , فَمَرَّ بِهِمْ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ ) (1) ( فَقَالُوا : وَاللَّهِ مَا أَخَذَتْ سُيُوفُ اللَّهِ مِنْ عُنُقِ عَدُوِّ اللَّهِ مَأْخَذَهَا , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - : أَتَقُولُونَ هَذَا لِشَيْخِ قُرَيْشٍ ) (2) ( وَسَيِّدِهَا ؟ ) (3) ( فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ : " يَا أَبَا بَكْرٍ , لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُمْ , لَئِنْ كُنْتَ أَغْضَبْتَهُمْ لَقَدْ أَغْضَبْتَ رَبَّكَ " ) (4) ( فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ : ) (5) ( يَا إِخْوَتَاهْ , أَغْضَبْتُكُمْ ؟ ) (6) ( فَقَالُوا : لَا يَا أَبَا بَكْرٍ , يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ ) (7) .
__________
(1) ( حم ) 20659 ، ( م ) 170 - ( 2504 )
(2) ( م ) 170 - ( 2504 ) ، ( حم ) 20659
(3) ( حم ) 20659 ، ( م ) 170 - ( 2504 )
(4) ( م ) 170 - ( 2504 ) ، ( حم ) 20659
(5) ( حم ) 20659 ، ( م ) 170 - ( 2504 )
(6) ( م ) 170 - ( 2504 ) ، ( حم ) 20659
(7) ( حم ) 20659 ، ( م ) 170 - ( 2504 )(4/748)
( جة حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( لَمَّا احْتُضِرَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ - رضي الله عنه - ) (1) ( عَادَهُ سَعْدٌ - رضي الله عنه - , فَرَآهُ يَبْكِي , فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ : مَا يُبْكِيكَ يَا أَخِي ؟ , أَلَيْسَ قَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , أَلَيْسَ أَلَيْسَ ؟ فَقَالَ سَلْمَانُ : مَا أَبْكِي وَاحِدَةً مِنْ اثْنَتَيْنِ , مَا أَبْكِي ضَنًّا لِلدُّنْيَا وَلَا كَرَاهِيَةً لِلْآخِرَةِ ، وَلَكِنْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا فَمَا أَرَانِي إِلَّا قَدْ تَعَدَّيْتُ , فَقَالَ : وَمَا عَهِدَ إِلَيْكَ ؟ , قَالَ : " عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّهُ يَكْفِي أَحَدَكُمْ ) (2) ( مِنْ الدُّنْيَا ) (3) ( مِثْلَ زَادِ الرَّاكِبِ " وَلَا أُرَانِي إِلَّا قَدْ تَعَدَّيْتُ ) (4) ( قَالَ : وَإِنَّمَا حَوْلَهُ إِجَّانَةٌ (5) وَجَفْنَةٌ (6) وَمِطْهَرَةٌ (7) فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , اعْهَدْ إلَيْنَا بِعَهْدٍ نَأْخُذُ بِهِ بَعْدَكَ ، فَقَالَ : يَا سَعْدٌ , اُذْكُرْ اللَّهَ عِنْدَ هَمِّك إذَا هَمَمْت ) (8) ( وَعِنْدَ حُكْمِك إذَا حَكَمْت ، وَعِنْدَ قَسْمِكَ إذَا قَسَمْتَ ) (9)
__________
(1) ( حم ) 23762 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح .
(2) ( جة ) 4104 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3225
(3) ( حم ) 23762
(4) ( جة ) 4104 ، ( حب ) 706
(5) الإجَّانة التي يُغْسَل فيها الثياب . النهاية في غريب الأثر - (ج 2 / ص 633)
(6) الجَفْنة : أَعظمُ ما يكونُ من القِصاع . لسان العرب - (ج 13 / ص 89)
(7) المطهرة : كل إناء يُتطهر منه كالإبريق والسطل والركوة وغيرها . شعب الإيمان للبيهقي(ج 20 / ص 84)
(8) ( ك ) 7891 ، ( ش ) 34312 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3224
(9) ( جة ) 4104 ، ( ك ) 7891 ، انظر الصحيحة : 1716 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3319(4/749)
( 7 ) خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِ - رضي الله عنه -
( جة ) , وَعَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيِّ قَالَ :
جَاءَ خَبَّابٌ - رضي الله عنه - إِلَى عُمَرَ - رضي الله عنه - , فَقَالَ : ادْنُ , فَمَا أَحَدٌ أَحَقَّ بِهَذَا الْمَجْلِسِ مِنْكَ إِلَّا عَمَّارٌ , فَجَعَلَ خَبَّابٌ يُرِيهِ آثَارًا بِظَهْرِهِ مِمَّا عَذَّبَهُ الْمُشْرِكُونَ . (1)
__________
(1) ( جة ) 153 , انظر صحيح السيرة ص157(4/750)
( 8 ) صُهَيبُ بْنُ سِنَانٍ - رضي الله عنه -
( حب ) , عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ :
إِنَّ صُهَيْبًا حِينَ أَرَادَ الْهِجْرَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ قَالَ لَهُ كُفَّارُ قُرَيْشٍ : أَتَيْتَنَا صُعْلُوكًا (1) فَكَثُرَ مَالُكَ عِنْدَنَا ، وَبَلَغْتَ مَا بَلَغْتَ , ثُمَّ تُرِيدُ أَنْ تَخْرُجَ بِنَفْسِكَ وَمَالِكَ ؟ ، وَاللَّهِ لَا يَكُونُ ذَلِكَ , فَقَالَ لَهُمْ : أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَعْطَيْتُكُمْ مَالِي أَتُخَلُّونَ سَبِيلِي ؟ , فَقَالُوا : نَعَمْ ، فَقَالَ : أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ لَكُمْ مَالِي ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : " رَبِحَ صُهَيْبٌ ، رَبِحَ صُهَيْبٌ " (2)
__________
(1) أَيْ : فقيرا .
(2) ( حب ) 7082 ، ( ك ) 5700 ، انظر صححه الألباني في فقه السيرة ص157(4/751)
( 9 ) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَرْقَمِ - رضي الله عنه -
( ك ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كِتَابُ رَجُلٍ ، فَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَرْقَمِ - رضي الله عنه - : " أَجِبْ عَنِّي " , فَكَتَبَ جَوَابَهُ ثُمَّ قَرَأَهُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : " أَصَبْتَ وَأَحْسَنْتَ ، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ " ، فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ كَانَ يُشَاوِرُهُ . (1)
__________
(1) ( ك ) 5441 ، ( هق ) 20190 ، انظر الصَّحِيحَة : 2838(4/752)
( 10 ) أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِي - رضي الله عنه -
( حم ) , عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ قَالَ :
رَأَيْتُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَمَا رَأَيْتُ لِأَبِي ذَرٍّ شَبِيهًا . (1)
__________
(1) ( حم ) 21615 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(4/753)
( جة ش ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما - قَالَ :
( سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ ، وَلَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ مِنْ رَجُلٍ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ أَبِي ذَرٍّ ) (1) ( وَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إلَى تَوَاضُعِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ , فَلْيَنْظُرْ إلَى أَبِي ذَرٍّ " ) (2)
__________
(1) ( جة ) 156 , ( حم ) 7078 ، ( ت ) 3801 ، انظر المشكاة : 6229 ، 6230
(2) ( ش ) 32267 , ( ابن سعد ) ج4ص228 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 6292 ، الصحيحة تحت حديث : 2343(4/754)
( خ م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ :
( قَالَ أَبُو ذَرٍّ - رضي الله عنه - : كُنْتُ رَجُلًا مِنْ غِفَارٍ ) (1) ( وَكَانُوا يُحِلُّونَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ , فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَخِي أُنَيْسٌ وَأُمُّنَا , فَنَزَلْنَا عَلَى خَالٍ لَنَا , فَأَكْرَمَنَا خَالُنَا وَأَحْسَنَ إِلَيْنَا ، قَالَ : وَقَدْ صَلَّيْتُ يَا ابْنَ أَخِي قَبْلَ أَنْ أَلْقَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِثَلَاثِ سِنِينَ , فَقُلْتُ : لِمَنْ ؟ , قَالَ : لِلَّهِ , فَقُلْتُ : فَأَيْنَ تَوَجَّهُ ؟ قَالَ : أَتَوَجَّهُ حَيْثُ يُوَجِّهُنِي رَبِّي , أُصَلِّي عِشَاءً , حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ , أُلْقِيتُ كَأَنِّي خِفَاءٌ (2) حَتَّى تَعْلُوَنِي الشَّمْسُ , فَقَالَ أُنَيْسٌ : إِنَّ لِي حَاجَةً بِمَكَّةَ فَاكْفِنِي , فَانْطَلَقَ أُنَيْسٌ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ , فَرَاثَ عَلَيَّ (3) ثُمَّ جَاءَ , فَقُلْتُ : مَا صَنَعْتَ ؟ , قَالَ : لَقِيتُ رَجُلًا بِمَكَّةَ عَلَى دِينِكَ , يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ , فَقُلْتُ : فَمَا يَقُولُ النَّاسُ ؟ قَالَ : يَقُولُونَ : شَاعِرٌ , كَاهِنٌ , سَاحِرٌ - وَكَانَ أُنَيْسٌ أَحَدَ الشُّعَرَاءِ - قَالَ أُنَيْسٌ : لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ , فَمَا هُوَ بِقَوْلِهِمْ , وَلَقَدْ وَضَعْتُ قَوْلَهُ عَلَى أَقْرَاءِ الشِّعْرِ (4) فَمَا يَلْتَئِمُ عَلَى لِسَانِ أَحَدٍ بَعْدِي أَنَّهُ شِعْرٌ , وَاللَّهِ إِنَّهُ لَصَادِقٌ , وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ، فَقُلْتُ لَهُ : اكْفِنِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأَنْظُرَ ) (5) ( قَالَ : نَعَمْ , وَكُنْ عَلَى حَذَرٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ , فَإِنَّهُمْ قَدْ شَنِفُوا لَهُ (6) وَتَجَهَّمُوا ) (7) ( فَأَخَذْتُ جِرَابًا وَعَصًا , ثُمَّ أَقْبَلْتُ إِلَى مَكَّةَ , فَجَعَلْتُ لَا أَعْرِفُهُ , وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْأَلَ عَنْهُ ) (8) ( فَتَضَعَّفْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ (9) فَقُلْتُ : أَيْنَ هَذَا الَّذِي تَدْعُونَهُ الصَّابِئَ ؟ , فَأَشَارَ إِلَيَّ فَقَالَ : الصَّابِئَ , فَمَالَ عَلَيَّ أَهْلُ الْوَادِي بِكُلٍّ مَدَرَةٍ وَعَظْمٍ , حَتَّى خَرَرْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ , فَارْتَفَعْتُ حِينَ ارْتَفَعْتُ كَأَنِّي نُصُبٌ أَحْمَرُ (10) فَأَتَيْتُ زَمْزَمَ فَغَسَلْتُ عَنِّي الدِّمَاءَ , وَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهَا , وَلَقَدْ لَبِثْتُ يَا ابْنَ أَخِي ثَلَاثِينَ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءُ زَمْزَمَ , فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي (11) وَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ (12) قَالَ : فَبَيْنَمَا أَهْلُ مَكَّةَ فِي لَيْلَةٍ قَمْرَاءَ إِضْحِيَانَ (13) إِذْ ضُرِبَ عَلَى أَسْمِخَتِهِمْ (14) فَمَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ أَحَدٌ , وَامْرَأَتَيْنِ مِنْهُمْ تَدْعُوَانِ إِسَافًا وَنَائِلَةَ , فَأَتَتَا عَلَيَّ فِي طَوَافِهِمَا , فَقُلْتُ : أَنْكِحَا أَحَدَهُمَا الْأُخْرَى , فَمَا تَنَاهَتَا عَنْ قَوْلِهِمَا (15) فَأَتَتَا عَلَيَّ , فَقُلْتُ : هَنٌ مِثْلُ الْخَشَبَةِ , غَيْرَ أَنِّي لَا أَكْنِي (16) فَانْطَلَقَتَا تُوَلْوِلَانِ وَتَقُولَانِ : لَوْ كَانَ هَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ أَنْفَارِنَا , " فَاسْتَقْبَلَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ وَهُمَا هَابِطَانِ , فَقَالَ : مَا لَكُمَا ؟ " , فَقَالَتَا : الصَّابِئُ بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَأَسْتَارِهَا , فَقَالَ : مَا قَالَ لَكُمَا ؟ , قَالَتَا : إِنَّهُ قَالَ لَنَا كَلِمَةً تَمْلَأُ الْفَمَ (17) " فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى اسْتَلَمَ الْحَجَرَ , وَطَافَ بِالْبَيْتِ هُوَ وَصَاحِبُهُ , ثُمَّ صَلَّى , فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ " قَالَ أَبُو ذَرٍّ : فَكُنْتُ أَنَا أَوَّلَ مَنْ حَيَّاهُ بِتَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ , فَقُلْتُ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَقَالَ : " وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ , ثُمَّ قَالَ : مَنْ أَنْتَ ؟ " , فَقُلْتُ : مِنْ غِفَارٍ , " فَأَهْوَى بِيَدِهِ فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ " , فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : كَرِهَ أَنْ انْتَمَيْتُ إِلَى غِفَارٍ , فَذَهَبْتُ آخُذُ بِيَدِهِ , فَقَدَعَنِي صَاحِبُهُ (18) وَكَانَ أَعْلَمَ بِهِ مِنِّي , " ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ : مَتَى كُنْتَ هَاهُنَا ؟ " , فَقُلْتُ : قَدْ كُنْتُ هَاهُنَا مُنْذُ ثَلَاثِينَ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ , قَالَ : " فَمَنْ كَانَ يُطْعِمُكَ ؟ " , فَقُلْتُ : مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءُ زَمْزَمَ , فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي , وَمَا أَجِدُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ , فَقَالَ : " إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ , إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ (19) " , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فِي طَعَامِهِ اللَّيْلَةَ , فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ وَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا , فَفَتَحَ أَبُو بَكْرٍ بَابًا , فَجَعَلَ يَقْبِضُ لَنَا مِنْ زَبِيبِ الطَّائِفِ - وَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ طَعَامٍ أَكَلْتُهُ بِهَا - ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (20) ( فَقُلْتُ لَهُ : اعْرِضْ عَلَيَّ الْإِسْلَامَ , " فَعَرَضَهُ " , فَأَسْلَمْتُ مَكَانِي , فَقَالَ لِي : " يَا أَبَا ذَرٍّ , اكْتُمْ هَذَا الْأَمْرَ وَارْجِعْ إِلَى بَلَدِكَ , فَإِذَا بَلَغَكَ ظُهُورُنَا فَأَقْبِلْ ) (21) ( فَإِنَّهُ قَدْ وُجِّهَتْ لِي أَرْضٌ ذَاتُ نَخْلٍ , لَا أُرَاهَا إِلَّا يَثْرِبَ , فَهَلْ أَنْتَ مُبَلِّغٌ عَنِّي قَوْمَكَ ؟ , عَسَى اللَّهُ أَنْ يَنْفَعَهُمْ بِكَ وَيَأْجُرَكَ فِيهِمْ ) (22) ( فَقُلْتُ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ , لَأَصْرُخَنَّ بِهَا بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ , فَجِئْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ وَقُرَيْشٌ فِيهِ , فَقُلْتُ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ , إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , فَقَالُوا : قُومُوا إِلَى هَذَا الصَّابِئِ , فَقَامُوا , فَضُرِبْتُ لِأَمُوتَ ، فَأَدْرَكَنِي الْعَبَّاسُ , فَأَكَبَّ عَلَيَّ , ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ : وَيْلَكُمْ تَقْتُلُونَ رَجُلًا مِنْ غِفَارَ وَمَتْجَرُكُمْ وَمَمَرُّكُمْ عَلَى غِفَارَ ؟ , فَأَقْلَعُوا عَنِّي , فَلَمَّا أَنْ أَصْبَحْتُ الْغَدَ رَجَعْتُ فَقُلْتُ مِثْلَ مَا قُلْتُ بِالْأَمْسِ , فَقَالُوا : قُومُوا إِلَى هَذَا الصَّابِئِ , فَصُنِعَ بِي مِثْلَ مَا صُنِعَ بِالْأَمْسِ , وَأَدْرَكَنِي الْعَبَّاسُ فَأَكَبَّ عَلَيَّ , وَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ بِالْأَمْسِ ) (23) ( فَأَتَيْتُ أُنَيْسًا , فَقَالَ : مَا صَنَعْتَ ؟ , فَقُلْتُ : صَنَعْتُ أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ , فَقَالَ : مَا بِي رَغْبَةٌ عَنْ دِينِكَ (24) فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ , فَأَتَيْنَا أُمَّنَا ، فَقَالَتْ : مَا بِي رَغْبَةٌ عَنْ دِينِكُمَا , فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ , فَاحْتَمَلْنَا حَتَّى أَتَيْنَا قَوْمَنَا غِفَارًا فَأَسْلَمَ نِصْفُهُمْ , وَكَانَ يَؤُمُّهُمْ أَيْمَاءُ بْنُ رَحَضَةَ الْغِفَارِيُّ , وَكَانَ سَيِّدَهُمْ , وَقَالَ نِصْفُهُمْ : إِذَا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ أَسْلَمْنَا , فَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ فَأَسْلَمَ نِصْفُهُمْ الْبَاقِي , وَجَاءَتْ أَسْلَمُ , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِخْوَتُنَا , نُسْلِمُ عَلَى الَّذِي أَسْلَمُوا عَلَيْهِ , فَأَسْلَمُوا ) (25) ( فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " ائْتِ قَوْمَكَ فَقُلْ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ ، وَغِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا " ) (26)
__________
(1) ( خ ) 3328
(2) الخفاء : الكِساء وكل شيء غَطَّيت به شيئاً فهو خِفاء . النهاية في غريب الأثر - (ج 2 / ص 132)
(3) أَيْ : تأخر .
(4) أَيْ : طُرُقه وَأَنْوَاعه . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 236)
(5) ( م ) 132 - ( 2473 )
(6) أَيْ : أبْغَضُوه . النهاية في غريب الأثر - (ج 2 / ص 1235)
(7) ( م ) 132 - م - ( 2473 )
(8) ( خ ) 3328
(9) يَعْنِي نَظَرْت إِلَى أَضْعَفِهِمْ فَسَأَلْته ، لِأَنَّ الضَّعِيفَ مَأْمُون الْغَائِلَة غَالِبًا . شرح النووي على مسلم(ج 8 / ص 236)
(10) يَعْنِي مِنْ كَثْرَة الدِّمَاء الَّتِي سَالَتْ , وَالنُّصُب : الصَّنَم وَالْحَجَر كَانَتْ الْجَاهِلِيَّة تَنْصِبُهُ وَتَذْبَحُ عِنْده ، فَيَحْمَرُّ بِالدَّمِ ، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى : { وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُب } . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 236)
(11) أَيْ : اِنْثَنَتْ لِكَثْرَةِ السِّمَن وَانْطَوَتْ . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 236)
(12) هِيَ رِقَّةُ الْجُوعِ وَضَعْفه وَهُزَاله . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 236)
(13) ( قَمْرَاء ) : مُقْمِرَةٌ طَالِعٌ قَمَرُهَا ، وَالْإِضْحِيَان : وَهِيَ الْمُضِيئَة . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 236)
(14) الْمُرَاد بِأَصْمِخَتِهِمْ هُنَا آذَانهمْ أَيْ نَامُوا ، قَالَ اللَّه تَعَالَى : { فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ } أَيْ أَنَمْنَاهُمْ .شرح النووي
(15) أَيْ : مَا اِنْتَهَيْنَا عَنْ قَوْلهمَا ، بَلْ دَامَتَا عَلَيْهِ . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 236)
(16) أَيْ : قَالَ لَهُمَا وَمَثَّلَ الْخَشَبَة بِالْفَرْجِ ، وَأَرَادَ بِذَلِكَ سَبَّ إِسَاف وَنَائِلَة وَغَيْظ الْكُفَّار بِذَلِكَ . شرح النووي
(17) أَيْ : عَظِيمَة لَا شَيْء أَقْبَح مِنْهَا . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 236)
(18) أَيْ : كَفَّنِي ومنعني . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 236)
(19) أَيْ : تُشْبِعُ شَارِبهَا كَمَا يُشْبِعُهُ الطَّعَام . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 236)
(20) ( م ) 132 - ( 2473 )
(21) ( خ ) 3328
(22) ( م ) 132 - ( 2473 )
(23) ( خ ) 3328 ، ( م ) 133 - ( 2474 )
(24) أَيْ : لَا أَكْرَههُ بَلْ أَدْخُلُ فِيهِ . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 236)
(25) ( م ) 132 - ( 2473 ) ، ( حم ) 21565
(26) ( م ) 183 - ( 2514 ) ، 132 - ( 2473 ) ، ( حم ) 21565(4/755)
( حم ) , وَعَنْ أُمِّ ذَرٍّ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا ذَرٍّ - رضي الله عنه - الْوَفَاةُ ) (1) ( وَهُوَ بِالرَّبَذَةِ ) (2) ( بَكَيْتُ , فَقَالَ : مَا يُبْكِيكِ ؟ , فَقُلْتُ : وَمَا لِي لَا أَبْكِي وَأَنْتَ تَمُوتُ بِفَلَاةٍ مِنْ الْأَرْضِ , وَلَا يَدَ لِي بِدَفْنِكَ , وَلَيْسَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُكَ فَأُكَفِّنَكَ فِيهِ , قَالَ : فلَا تَبْكِي وَأَبْشِرِي , فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ ) (3) ( ذَاتَ يَوْمٍ وَأَنَا عِنْدَهُ فِي نَفَرٍ : " لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلَاةٍ مِنْ الْأَرْضِ , يَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ " , قَالَ فَكُلُّ مَنْ كَانَ مَعِي فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ مَاتَ ) (4) ( فِي قَرْيَةٍ أَوْ جَمَاعَةٍ ) (5) ( فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ غَيْرِي ، وَقَدْ أَصْبَحْتُ بِالْفَلَاةِ أَمُوتُ ، فَرَاقِبِي الطَّرِيقَ ، فَإِنَّكِ سَوْفَ تَرَيْنَ مَا أَقُولُ ، فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِبْتُ , فَقَالَتْ : وَأَنَّى ذَلِكَ وَقَدْ انْقَطَعَ الْحَاجُّ ؟ , قَالَ : رَاقِبِي الطَّرِيقَ , قَالَ : فَبَيْنَمَا هِيَ كَذَلِكَ إِذَا هِيَ بِالْقَوْمِ تَخُدُّ بِهِمْ رَوَاحِلُهُمْ كَأَنَّهُمْ الرَّخَمُ (6) فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ حَتَّى وَقَفُوا عَلَيْهَا فَقَالُوا : مَا لَكِ ؟ , قَالَتْ : امْرُؤٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ تُكَفِّنُونَهُ وَتُؤْجَرُونَ فِيهِ , قَالُوا : وَمَنْ هُوَ ؟ , قَالَتْ : أَبُو ذَرٍّ ، فَفَدَوْهُ بِآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ ، وَوَضَعُوا سِيَاطَهُمْ فِي نُحُورِهَا يَبْتَدِرُونَهُ ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ : أَبْشِرُوا أَنْتُمْ النَّفَرُ الَّذِينَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيكُمْ مَا قَالَ ، أَبْشِرُوا ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَا مِنْ امْرَأَيْنِ مُسْلِمَيْنِ هَلَكَ بَيْنَهُمَا وَلَدَانِ أَوْ ثَلَاثةٌ فَاحْتَسَبَا وَصَبَرَا فَيَرَيَانِ النَّارَ أَبَدًا " , ثُمَّ قَدْ أَصْبَحْتُ الْيَوْمَ حَيْثُ تَرَوْنَ , وَلَوْ أَنَّ ثَوْبًا مِنْ ثِيَابِي يَسَعُنِي ، لَمْ أُكَفَّنْ إِلَّا فِيهِ ، فَأَنْشُدُكُمْ اللَّهَ أَنْ لَا يُكَفِّنَنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ كَانَ أَمِيرًا أَوْ عَرِيفًا (7) أَوْ بَرِيدًا ، قَالَ : فَكُلُّ الْقَوْمِ كَانَ قَدْ نَالَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا إِلَّا فَتًى مِنْ الْأَنْصَارِ كَانَ مَعَ الْقَوْمِ , قَالَ : أَنَا صَاحِبُكَ ، ثَوْبَانِ فِي عَيْبَتِي مِنْ غَزْلِ أُمِّي ، وَأَحَدُ ثَوْبَيَّ هَذَيْنِ اللَّذَيْنِ عَلَيَّ قَالَ : أَنْتَ صَاحِبِي فَكَفِّنِّي ) (8) .
__________
(1) ( حم ) 21410 ، قال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(2) ( حم ) 21505 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3314
(3) ( حم ) 21410
(4) ( حم ) 21505
(5) ( حم ) 21410
(6) الرَّخَمَةُ طائر أبقع على شكل النَّسْر خِلْقةً إلا أنه مُبَقَّعٌ بسواد وبياض يقال له الأَنْوَقُ .لسان العرب(ج12 ص233)
(7) الْعَرِيف : هُوَ الْقَيِّم بِأُمُورِ الْقَبِيلَة أَوْ الْجَمَاعَة مِنْ النَّاس يَلِي أُمُورهمْ وَيَتَعَرَّف الْأَمِير مِنْهُ أَحْوَالهمْ .
(8) ( حم ) 21505(4/756)
( 11 ) خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ - رضي الله عنه -
( خ ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " نَعَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - زَيْدًا ، وَجَعْفَرًا ، وَابْنَ رَوَاحَةَ لِلنَّاسِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ ، فَقَالَ : أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ ) (1) ( ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ ، ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ ، ثُمَّ أَخَذَهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ) (2) ( سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ ) (3) ( عَنْ غَيْرِ إِمْرَةٍ فَفُتِحَ لَهُ ") (4)
__________
(1) ( خ ) 4014 , 1189 , 2898 , ( س ) 1878 , ( حم ) 12135
(2) ( خ ) 2645 , 1189 , 2898 , ( حم ) 12135
(3) ( خ ) 3547 , 4014
(4) ( خ ) 2645 , 2898 , ( س ) 1878 , ( حم ) 12135(4/757)
( خ ) , وَعَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ - رضي الله عنه - قَالَ :
لَقَدْ انْقَطَعَتْ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ , فَمَا [ صَبَرَتْ ] (1) فِي يَدِي إِلَّا صَفِيحَةٌ يَمَانِيَةٌ . (2)
__________
(1) ( خ ) 4018
(2) ( خ ) 4017 ، ( ش ) 19443(4/758)
( حم ) , وَعَنْ وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبٍ قَالَ :
عَقَدَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ عَلَى قِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ , وَقَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَخُو الْعَشِيرَةِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ , سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ , سَلَّهُ اللَّهُ - عز وجل - عَلَى الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ " (1)
__________
(1) , ( حم ) 43 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 3207 ، الصَّحِيحَة : 1237 ، هداية الرواة : 6209(4/759)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
نَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَنْزِلًا ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَمُرُّونَ ، فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ هَذَا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ؟ " , فَأَقُولُ : فُلَانٌ ، فَيَقُولُ : " نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ هَذَا , وَيَقُولُ : مَنْ هَذَا ؟ " , فَأَقُولُ : فُلَانٌ ، فَيَقُولُ : " بِئْسَ عَبْدُ اللَّهِ هَذَا " , حَتَّى مَرَّ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ - رضي الله عنه - ، فَقَالَ : " مَنْ هَذَا ؟ " , فَقُلْتُ : هَذَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ، فَقَالَ : " نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ، سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 3846 ، ( حم ) 8705 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6776 , هداية الرواة : 6214(4/760)
( 12 ) أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه -
( خ م ) , عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةٍ وَنَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ بَيْنَنَا بَعِيرٌ نَعْتَقِبُهُ (1) فَنَقِبَتْ أَقْدَامُنَا (2) وَنَقِبَتْ قَدَمَايَ وَسَقَطَتْ أَظْفَارِي , فَكُنَّا نَلُفُّ عَلَى أَرْجُلِنَا الْخِرَقَ , فَسُمِّيَتْ غَزْوَةُ ذَاتِ الرِّقَاعِ , لِمَا كُنَّا نَعْصِبُ مِنْ الْخِرَقِ عَلَى أَرْجُلِنَا , قَالَ أَبُو بُرْدَةَ : فَحَدَّثَ أَبُو مُوسَى بِهَذَا الْحَدِيثِ , ثُمَّ كَرِهَ ذَلِكَ فَقَالَ : مَا كُنْتُ أَصْنَعُ بِأَنْ أَذْكُرَهُ ؟ , كَأَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ مِنْ عَمَلِهِ أَفْشَاهُ . (3)
__________
(1) أَيْ : نَرْكَبُهُ عُقْبَةً عُقْبَةً ، وَهُوَ أَنْ يَرْكَبَ هَذَا قَلِيلًا ثُمَّ يَنْزِلُ فَيَرْكَبَ الْآخَرُ بِالنَّوْبَةِ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى سَائِرِهِمْ .فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 459)
(2) أَيْ : رَقَّتْ ، يُقَال نَقِبَ الْبَعِيرُ إِذَا رَقَّ خُفُّهُ .فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 459)
(3) ( خ ) 3899 , ( م ) 1816(4/761)
( خ م حب ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قَالَ لِيَ رَسُولُ - صلى الله عليه وسلم - : " لَوْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا أَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِكَ الْبَارِحَةَ يَا أَبَا مُوسَى , لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ (1) " ) (2) ( فَقُلْتُ : يا رسول الله , لَوْ عَلِمْتُ مكانك لَحَبَّرْتُهُ لَكَ تَحْبِيرًا (3) ) (4) .
__________
(1) فيه دليل على جواز المدح الصادق غير المبالغ فيه .
(2) ( م ) 236 - ( 793 ) ، ( خ ) 4761 ، ( ت ) 3855 ، ( س ) 1021
(3) يريد : تحسين الصوت وتحزينه . يقال : حبَّرت الشيء تحبيراً ؛ إذا حسنته - كما في " النهاية " - . قال الحافظ ابن كثير :
" دل هذا على جواز تعاطي ذلك وتكلفه ، وقد كان أبو موسى - كما قال عليه الصلاة والسلام - قد أُعطي صوتاً حسناً ، مع خشية تامة ، ورقة أهل اليمن ؛ فدل على أن هذا من الأمور الشرعية " ، انظر أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم - (2 / 591)
(4) ( حب ) 7197 ، انظر أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم - (2 / 595) ، التعليقات الحسان : 7153 ، وقال شعيب الأرنؤوط : إسناده على شرط مسلم .(4/762)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" لَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ حُنَيْنٍ , بَعَثَنِي مَعَ أَبِي عَامِرٍ عَلَى جَيْشٍ إِلَى أَوْطَاسٍ " فَلَقِيَ دُرَيْدَ بْنَ الصِّمَّةِ , فَقُتِلَ دُرَيْدٌ وَهَزَمَ اللَّهُ أَصْحَابَهُ , قَالَ أَبُو مُوسَى : فَرُمِيَ أَبُو عَامِرٍ فِي رُكْبَتِهِ , رَمَاهُ جُشَمِيٌّ بِسَهْمٍ فَأَثْبَتَهُ فِي رُكْبَتِهِ , فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ : يَا عَمِّ مَنْ رَمَاكَ ؟ , فَأَشَارَ إِلَيَّ فَقَالَ : ذَاكَ قَاتِلِي الَّذِي رَمَانِي , فَقَصَدْتُ لَهُ فَلَحِقْتُهُ , فَلَمَّا رَآنِي وَلَّى , فَاتَّبَعْتُهُ وَجَعَلْتُ أَقُولُ لَهُ : أَلَا تَسْتَحْيِي ؟ , أَلَا تَثْبُتُ ؟ , فَكَفَّ , فَاخْتَلَفْنَا ضَرْبَتَيْنِ بِالسَّيْفِ فَقَتَلْتُهُ , ثُمَّ قُلْتُ لِأَبِي عَامِرٍ : قَتَلَ اللَّهُ صَاحِبَكَ , قَالَ : فَانْزِعْ هَذَا السَّهْمَ , فَنَزَعْتُهُ فَنَزَا مِنْهُ الْمَاءُ , فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي , أَقْرِئْ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - السَّلَامَ , وَقُلْ لَهُ : اسْتَغْفِرْ لِي , وَاسْتَخْلَفَنِي أَبُو عَامِرٍ عَلَى النَّاسِ , فَمَكَثَ يَسِيرًا ثُمَّ مَاتَ , فَرَجَعْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَيْتِهِ عَلَى سَرِيرٍ مُرْمَلٍ (1) وَعَلَيْهِ فِرَاشٌ قَدْ أَثَّرَ رِمَالُ السَّرِيرِ بِظَهْرِهِ وَجَنْبَيْهِ , فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِنَا وَخَبَرِ أَبِي عَامِرٍ , " فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ , ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ، فَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِرٍ , اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَوْقَ كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِكَ مِنْ النَّاسِ " , فَقُلْتُ : وَلِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَاسْتَغْفِرْ , فَقَالَ : " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ , وَأَدْخِلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُدْخَلًا كَرِيمًا " (2)
__________
(1) أَيْ : مَعْمُول بِالرِّمَالِ ، وَهِيَ حِبَال الْحُصُر الَّتِي تُضَفَّر بِهَا الْأَسِرَّة . فتح الباري لابن حجر - (ج 12 / ص 132)
(2) ( خ ) 4068 ، ( م ) 165 - ( 2498 )(4/763)
( 13 ) أَبُو هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -
( ت ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - : لِمَ كُنِّيتَ أَبَا هُرَيْرَةَ ؟ ، قَالَ : أَمَا تَفْرَقُ مِنِّي (1) ؟ ، قُلْتُ : بَلَى وَاللَّهِ إِنِّي لَأَهَابُكَ ، قَالَ : كُنْتُ أَرْعَى غَنَمَ أَهْلِي وَكَانَتْ لِي هُرَيْرَةٌ صَغِيرَةٌ ، فَكُنْتُ أَضَعُهَا بِاللَّيْلِ فِي شَجَرَةٍ ، فَإِذَا كَانَ النَّهَارُ ذَهَبْتُ بِهَا مَعِي فَلَعِبْتُ بِهَا , فَكَنَّوْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ . ( 2 )
__________
(1) أَيْ : أَلَا تَخَافُ مِنِّي . تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 272)
( 2 ) ( ت ) 3840(4/764)
( خ ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
لَمَّا قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قُلْتُ فِي الطَّرِيقِ : يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وَعَنَائِهَا , عَلَى أَنَّهَا مِنْ دَارَةِ الْكُفْرِ نَجَّتِ , قَالَ : وَأَبَقَ مِنِّي غُلَامٌ لِي فِي الطَّرِيقِ , فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بَايَعْتُهُ , فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهُ إِذْ طَلَعَ الْغُلَامُ , فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ , هَذَا غُلَامُكَ " , فَقُلْتُ : هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ , فَأَعْتَقْتُهُ . (1)
__________
(1) ( خ ) 2394 , ( حم ) 7832(4/765)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مِمَّنْ أَنْتَ ؟ " , قُلْتُ : مِنْ دَوْسٍ ، قَالَ : " مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ فِي دَوْسٍ أَحَدًا فِيهِ خَيْرٌ " (1)
__________
(1) ( ت ) 3838 ، انظر المشكاة : 5988(4/766)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَلَاثَ سِنِينَ , مَا كُنْتُ سَنَوَاتٍ قَطُّ أَعْقَلَ مِنِّي فِيهِنَّ , وَلَا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَعِيَ مَا يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيهِنَّ . (1)
__________
(1) ( حم ) 10155 ، ( خ ) 3396(4/767)
( خ ت حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
( لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أَكْثَرَ حَدِيثاً عن رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنِّي , إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍوب, فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ ) (1) ( بِيَدِهِ وَيَعِيهِ بِقَلْبِهِ , وَكُنْتُ أَعِيهِ بِقَلْبِي ) (2) ( وَلَا أَكْتُبُ ) (3) ( بِيَدِي , وَاسْتَأْذَنَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي الْكِتَابِ عنهُ " فَأَذِنَ لَهُ " ) (4)
__________
(1) ( خ ) 113 , ( ت ) 2668
(2) ( حم ) 9220 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : صحيح وهذا إسناد حسن .
(3) ( خ ) 113 , ( ت ) 2668
(4) ( حم ) 9220(4/768)
( خ م حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( إِنَّكُمْ تَقُولُونَ : إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( وَاللَّهُ الْمَوْعِدُ (2) ) (3) ( وَتَقُولُونَ : مَا بَالُ الْمُهَاجِرِينَ لَا يُحَدِّثُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ ؟ , وَمَا بَالُ الْأَنْصَارِ لَا يُحَدِّثُونَ بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ ؟ ) (4) ( تَقُولُونَ : أَكْثَرْتَ , فَلَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُ مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لَرَمَيْتُمُونِي بِالْقَشْعِ (5) وَمَا نَاظَرْتُمُونِي ) (6) ( حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وِعَاءَيْنِ (7) فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ (8) وَأَمَّا الْآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ (9) ) (10) ( وَلَوْلَا آيَتَانِ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا حَدَّثْتُ حَدِيثًا ، ثُمَّ يَتْلُو : { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } (11) { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } (12) وَإِنَّ إِخْوَانِي مِنَ الْمُهَاجِرِينَ كَانَ يَشْغَلُهُمْ الصَّفْقُ (13) بِالْأَسْوَاقِ وَإِنَّ إِخْوَانِي مِنْ الْأَنْصَارِ ) (14) ( كَانَتْ تَشْغَلُهُمْ أَرْضُوهُمْ وَالْقِيَامُ عَلَيْهَا ) (15) ( وَكُنْتُ امْرَءاً مِسْكِيناً مِنْ مَسَاكِينِ الصُّفَّةِ ) (16) ( مُعْتَكِفًا ) (17) ( لَا آكُلُ الْخَمِيرَ (18) وَلَا أَلْبَسُ الْحَبِيرَ (19) وَلَا يَخْدُمُنِي فُلَانٌ وَلَا فُلَانَةُ ) (20) ( أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (21) ( عَلَى مِلْءِ بَطْنِي , فَأَشْهَدُ إِذَا غَابُوا وَأَحْفَظُ إِذَا نَسُوا ) (22) ( وَكَانَ أَخْيَرَ النَّاسِ لِلْمِسْكِينِ جَعْفَرُ بْنُ أَبِى طَالِبٍ - رضي الله عنه - ، كَانَ يَنْقَلِبُ بِنَا فَيُطْعِمُنَا مَا كَانَ فِي بَيْتِهِ ، حَتَّى إِنْ كَانَ لَيُخْرِجُ إِلَيْنَا الْعُكَّةَ (23) الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ ، فَنَشُقُّهَا فَنَلْعَقُ مَا فِيهَا ) (24) ( وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ، إِنْ كُنْتُ لَأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْجُوعِ ، وَإِنْ كُنْتُ لَأَشُدُّ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنَ الْجُوعِ ) (25) ( وَإِنْ كُنْتُ لَأَسْتَقْرِئُ الرَّجُلَ الْآيَةَ (26) هِيَ مَعِي كَيْ يَنْقَلِبَ بِي فَيُطْعِمَنِي ) (27) ( وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلَى طَرِيقِهِمُ الَّذِي يَخْرُجُونَ مِنْهُ ، فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ - عز وجل - ، مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيَسْتَتْبِعَنِي (28) فَمَرَّ وَلَمْ يَفْعَلْ ، ثُمَّ مَرَّ بِي عُمَرُ - رضي الله عنه - ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ، مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيَسْتَتْبِعَنِي فَمَرَّ وَلَمْ يَفْعَلْ ، " ثُمَّ مَرَّ بِي أَبُو الْقَاسِمِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَتَبَسَّمَ حِينَ رَآنِي وَعَرَفَ مَا فِي نَفْسِي وَمَا فِي وَجْهِي , ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا هِرٍّ " , قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " الْحَقْ " ، فَمَضَى وَتَبِعْتُهُ , " فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَحْلِهِ ، فَدَخَلَ فَاسْتَأْذَنَ ، فَأَذِنَ لِي , فَدَخَلَ فَوَجَدَ لَبَنًا فِي قَدَحٍ ، فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ هَذَا اللَّبَنُ ؟ " , قَالُوا : أَهْدَاهُ لَكَ فُلَانٌ أَوْ فُلَانَةُ ، قَالَ : " يَا أَبَا هِرٍّ " , قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : الْحَقْ إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ ادْعُهُمْ لِي " قَالَ : وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الْإِسْلَامِ , لَا يَأْوُونَ إِلَى أَهْلٍ وَلَا مَالٍ وَلَا عَلَى أَحَدٍ ، إِذَا أَتَتْهُ صَدَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِلَيْهِمْ وَلَمْ يَتَنَاوَلْ مِنْهَا شَيْئًا ، وَإِذَا أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ , وَأَصَابَ مِنْهَا وَأَشْرَكَهُمْ فِيهَا " ، قَالَ : وَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ فَقُلْتُ : وَمَا هَذَا اللَّبَنُ فِي أَهْلِ الصُّفَّةِ ؟ ، وَكُنْتُ أَرْجُو أَنْ أُصِيبَ مِنْ اللَّبَنِ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بِهَا بَقِيَّةَ يَوْمِي وَلَيْلَتِي ، فَإِذَا جَاءَ الْقَوْمُ أَمَرَنِي فَكُنْتُ أَنَا الَّذِي أُعْطِيهِمْ ) (29) ( فَقُلْتُ : مَا يَبْقَى لِي مِنْ هَذَا اللَّبَنِ ؟ ) (30) ( وَلَمْ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - بُدٌّ , فَأَتَيْتُهُمْ فَدَعَوْتُهُمْ ، فَأَقْبَلُوا فَاسْتَأْذَنُوا ، فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ مِنَ الْبَيْتِ ، ثُمَّ قَالَ : " يَا أَبَا هِرٍّ " ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " خُذْ فَأَعْطِهِمْ " ، قَالَ : فَأَخَذْتُ الْقَدَحَ فَجَعَلْتُ أُعْطِيهِ الرَّجُلَ ، فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ فَأُعْطِيهِ الرَّجُلَ ، فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ ، فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ , حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ رَوِيَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ ) (31) ( فَدَفَعْتُ الْقَدَحَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (32) ( " فَأَخَذَ الْقَدَحَ فَوَضَعَهُ فِي يَدِهِ وَبَقِيَ فِيهِ فَضْلَةٌ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَيَّ وَتَبَسَّمَ فَقَالَ : أَبَا هِرٍّ " , قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " بَقِيتُ أَنَا وَأَنْتَ " , فَقُلْتُ : صَدَقْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " فَاقْعُدْ فَاشْرَبْ " قَالَ : فَقَعَدْتُ فَشَرِبْتُ ، فَقَالَ : " اشْرَبْ " ، فَعُدْتُ فَشَرِبْتُ ) (33) ( ثُمَّ قَالَ : " عُدْ يَا أَبَا هِرٍّ " فَعُدْتُ فَشَرِبْتُ حَتَّى اسْتَوَى بَطْنِي (34) فَصَارَ كَالْقِدْحِ (35) " ) (36) ( فَمَا زَالَ يَقُولُ اشْرَبْ " حَتَّى قُلْتُ : لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكًا ) (37) ( قَالَ : " نَاوِلْنِي الْقَدَحَ " ) (38) ( فَأَعْطَيْتُهُ الْقَدَحَ ، " فَحَمِدَ اللَّهَ وَسَمَّى وَشَرِبَ الْفَضْلَةَ " ) (39) ( قَالَ : فَلَقِيتُ عُمَرَ وَذَكَرْتُ لَهُ الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِي ، وَقُلْتُ لَهُ : فَوَلَّى اللَّهُ ذَلِكَ مَنْ كَانَ أَحَقَّ بِهِ مِنْكَ يَا عُمَرُ ، وَاللَّهِ لَقَدْ اسْتَقْرَأْتُكَ الْآية وَلَأَنَا أَقْرَأُ لَهَا مِنْكَ ، قَالَ عُمَرُ : وَاللَّهِ لَأَنْ أَكُونَ أَدْخَلْتُكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي مِثْلُ حُمْرِ النَّعَمِ ) (40) ( قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : يَقُولُ النَّاسُ : أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ (41) فَلَقِيتُ رَجُلًا فَقُلْتُ : بِأَيِّ سُورَةٍ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْبَارِحَةَ فِي الْعَتَمَةِ (42) ؟ , فَقَالَ : لَا أَدْرِي , قُلْتُ أَلَمْ تَشْهَدْهَا ؟ , قَالَ : بَلَى , قُلْتُ : وَلَكِنِّي أَدْرِي , " قَرَأَ سُورَةَ كَذَا وَكَذَا " ) (43) ( وَقُلْتُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ حَدِيثًا كَثِيرًا أَنْسَاهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " ابْسُطْ رِدَاءَكَ " , فَبَسَطْتُهُ ، " فَغَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدَيْهِ (44) ثُمَّ قَالَ : ضُمَّهُ " , فَضَمَمْتُهُ ) (45) ( فَوَاللَّهِ مَا نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (46) ( إِلَى يَوْمِي هَذَا (47) ) (48) "
__________
(1) ( خ ) 1942
(2) فِيهِ حَذْف تَقْدِيره : وَعِنْد اللَّه الْمَوْعِد ، لِأَنَّ الْمَوْعِد إِمَّا مَصْدَر وَإِمَّا ظَرْف زَمَان أَوْ ظَرْف مَكَان , وَكُلّ ذَلِكَ لَا يُخْبَر بِهِ عَنْ اللَّه تَعَالَى ، وَمُرَاده أَنَّ اللَّه تَعَالَى يُحَاسِبنِي إِنْ تَعَمَّدْت كَذِبًا , وَيُحَاسِب مَنْ ظَنَّ بِي ظَنَّ السُّوء . فتح الباري(ج7 ص208)
(3) ( خ ) 2223 , ( م ) 2492
(4) ( خ ) 1942
(5) القَشْع : جمع قَشْعة , وهي ما يُقْشَع عن وجه الأرض من المَدَر والحَجَرِ : أي يُقْلَع . النهاية في غريب الأثر - (ج 4 / ص 103)
(6) ( حم ) 10977 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(7) أَيْ : نَوْعَيْنِ مِنْ الْعِلْم . فتح الباري لابن حجر - ( ح120)
(8) أَيْ : أَذَعْته وَنَشَرْته ، زَادَ الْإِسْمَاعِيلِيّ : فِي النَّاس .
(9) كَنَّى بِذَلِكَ عَنْ الْقَتْل , أَيْ : قَطَعَ أَهْل الْجَوْر رَأْسه إِذَا سَمِعُوا عَيْبه لِفِعْلِهِمْ وَتَضْلِيله لِسَعْيِهِمْ ،
وَيُؤَيِّد ذَلِكَ أَنَّ الْأَحَادِيث الْمَكْتُوبَة لَوْ كَانَتْ مِنْ الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة مَا وَسِعَهُ كِتْمَانهَا لِمَا ذَكَرَهُ فِي الْحَدِيث الْأَوَّل مِنْ الْآية الدَّالَّة عَلَى ذَمّ مَنْ كَتَمَ الْعِلْم , وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون أَرَادَ مَعَ الصِّنْف الْمَذْكُور مَا يَتَعَلَّق بِأَشْرَاطِ السَّاعَة وَتَغَيُّر الْأَحْوَال وَالْمَلَاحِم فِي آخِر الزَّمَان ، فَيُنْكِر ذَلِكَ مَنْ لَمْ يَأْلَفهُ ، وَيَعْتَرِض عَلَيْهِ مَنْ لَا شُعُور لَهُ بِهِ . فتح الباري لابن حجر - ( ح120)
(10) ( خ ) 120
(11) [البقرة/159]
(12) [البقرة/174]
(13) ( الصَّفْق ) : ضَرْب الْيَد عَلَى الْيَد ، وَجَرَتْ بِهِ عَادَتهمْ عِنْد عَقْد الْبَيْع .
(14) ( خ ) 118 , ( م ) 2492
(15) ( حم ) 7691 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين .
(16) ( خ ) 1942
(17) ( حم ) 7691
(18) أَيْ : الخُبز المُخَمَّر .
(19) الْحَبِير مِنْ الْبُرُد : مَا كَانَ مُوَشًّى مُخَطَّطًا ، يُقَال : بُرْد حَبِير وَبُرْد حِبَرَة , بِوَزْنِ عِنَبَة , عَلَى الْوَصْف وَالْإِضَافَة .
فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 8)
(20) ( خ ) 3505
(21) ( م ) 2492
(22) ( خ ) 1942 , ( م ) 2492
(23) ( الْعُكَّة ) : ظَرْف السَّمْن . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 8)
(24) ( خ ) 3505
(25) ( خ ) 6087 , ( حم ) 10690
(26) أَيْ : أَسأَله أَنْ يَقْرَأ عَلَيَّ آيَةً مُعَيَّنَةً مِنْ الْقُرْآن عَلَى طَرِيق الِاسْتِفَادَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 15 / ص 245)
(27) ( خ ) 3505
(28) أَيْ : يَطْلُب مِنِّي أَنْ أَتْبَعهُ لِيُطْعِمنِي . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 272)
(29) ( خ ) 6087 , ( حم ) 10690
(30) ( حم ) 10690
(31) ( خ ) 6087
(32) ( حم ) 10690
(33) ( خ ) 6087
(34) أَيْ : اِسْتَقَامَ مِنْ اِمْتِلَائِهِ مِنْ اللَّبَن . فتح الباري لابن حجر - (ج 15 / ص 245)
(35) هُوَ السَّهْم الَّذِي لَا رِيش لَهُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 15 / ص 245)
(36) ( خ ) 5060
(37) ( خ ) 6087 , ( حم ) 10690
(38) ( حم ) 10690
(39) ( خ ) 6087
(40) ( خ ) 5060
(41) أَيْ مِنْ الْحَدِيث عَنْ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - .فتح الباري
(42) العَتَمَة : الْعَتَمَة وَهِيَ الظُّلْمَة قَالَ النَّوَوِيّ : مَعْنَاهُ أَنَّ الْأَعْرَاب يُسَمُّونَهَا الْعَتَمَة لِكَوْنِهِمْ يُعْتِمُونَ بِحِلَابِ الْإِبِل , أَيْ : يُؤَخِّرُونَهُ إِلَى شِدَّة الظَّلَام , وَإِنَّمَا اِسْمهَا فِي كِتَاب اللَّه الْعِشَاء , فَيَنْبَغِي لَكُمْ أَنْ تُسَمُّوهَا الْعِشَاء , وَقَدْ جَاءَ فِي الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة تَسْمِيَتهَا بِالْعَتَمَةِ وَالْجَوَاب : إِنْ اُسْتُعْمِلَ لِبَيَانِ الْجَوَاز , وَالنَّهْي عَنْ الْعَتَمَة لِلتَّنْزِيهِ . عون المعبود - (ج 11 / ص 21)
(43) ( خ ) 1165 , ( حم ) 10733
(44) لَمْ يَذْكُر الْمَغْرُوف مِنْهُ , وَكَأَنَّهَا كَانَتْ إِشَارَة مَحْضَة . فتح الباري لابن حجر - ( ح119)
(45) ( خ ) 119
(46) ( حم ) 7691
(47) فِيهِ الْحَثّ عَلَى حِفْظ الْعِلْم ، وَفِيهِ أَنَّ التَّقَلُّل مِنْ الدُّنْيَا أَمْكَن لِحِفْظِهِ ,
وَفِيهِ جَوَاز إِخْبَار الْمَرْء بِمَا فِيهِ مِنْ فَضِيلَة إِذْ اُضْطُرَّ إِلَى ذَلِكَ وَأُمِنَ مِنْ الْإِعْجَاب .فتح الباري ( ح119)
(48) ( خ ) 2223(4/769)
( خ م د حم ) , وَعَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ :
( كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - إِذْ طَلَعَ خَبَّابٌ صَاحِبُ الْمَقْصُورَةِ (1) فَقال : يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ، أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ ؟ ، إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : ) (2) ( " مَنِ اتَّبَعَ جِنَازَةَ مُسْلِمٍ ) (3) ( مِنْ بَيْتِهَا ) (4) ( إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا وَكَانَ مَعَهُ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيَفْرُغَ مِنْ دَفْنِهَا , فَإِنَّهُ يَرْجِعُ مِنَ الْأَجْرِ بِقِيرَاطَيْنِ ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أَنْ تُدْفَنَ ، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاطٍ " ) (5)
وفي رواية : ( " مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ وَلَمْ يَتْبَعْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ , فَإِنْ تَبِعَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ ) (6) ( قِيلَ : وَمَا الْقِيرَاطَانِ ؟ , قَالَ : مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ ") (7) ( فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : أَكْثَرَ عَلَيْنَا أَبُو هُرَيْرَةَ ) (8) ( فَأَرْسَلَ ابْنُ عُمَرَ رَسُولًا إِلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها يَسْأَلُهَا عن قَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ فَيُخْبِرُهُ مَا قَالَتْ ، وَأَخَذَ ابْنُ عُمَرَ قَبْضَةً مِنْ حَصَى الْمَسْجِدِ يُقَلِّبُهَا فِي يَدِهِ حَتَّى رَجَعَ إِلَيْهِ الرَّسُولُ ، فَقال : قَالَتْ عَائِشَةُ : صَدَقَ أَبُو هُرَيْرَةَ ) (9) ( وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُصَلِّي عَلَيْهَا ثُمَّ يَنْصَرِفُ , فَلَمَّا بَلَغَهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ ضَرَبَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - ِالْحَصَى الَّذِي كَانَ فِي يَدِهِ الْأَرْضَ ثُمَّ قَالَ : ) (10) ( لَقَدْ فَرَّطْنَا فِي قَرَارِيطَ كَثِيرَةً ) (11) ( فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا كَانَ يَشْغَلُنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - غَرْسُ الْوَدِيِّ (12) وَلا الصَّفْقُ فِي الْأَسْوَاقِ ) (13) ( مَا كَانَ يُهِمُّنِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَّا كَلِمَةً يُعَلِّمُنِيهَا ، أَوْ لُقْمَةً يُطْعِمُنِيهَا ) (14) ( فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ : أَنْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ كُنْتَ أَلْزَمَنَا لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَأَعْلَمَنَا بِحَدِيثِهِ ) (15) . (16)
__________
(1) قَالَ فِي الْإِصَابَة : خَبَّاب مَوْلَى فَاطِمَة بِنْت عُتْبَة بْنِ رَبِيعَة , أَبُو مُسْلِم , أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّة وَاخْتُلِفَ فِي صُحْبَته ، ( صَاحِب الْمَقْصُورَة ) قَالَ فِي تَاج الْعَرُوس : الْمَقْصُورَة الدَّار الْوَاسِعَة الْمُحَصَّنَة بِالْحِيطَانِ , أَوْ هِيَ أَصْغَر مِنْ الدَّار , لَا يَدْخُلهَا إِلَّا صَاحِبهَا . عون المعبود - (ج 7 / ص 153)
(2) ( م ) 945 , ( د ) 3168
(3) ( خ ) 2647
(4) ( م ) 945
(5) ( خ ) 47 , 2647
(6) ( م ) 945
(7) ( خ ) 1261 , ( م ) 945
(8) ( خ ) 1260 , ( م ) 945
(9) ( م ) 945
(10) ( م ) 945
(11) ( خ ) 1260 , ( م ) 945
(12) الوديّ : صغار النخل .
(13) ( حم ) 4453 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم .
(14) ( حم ) 9004 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم .
(15) ( ت ) 3836 , ( حم ) 4453 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم .
(16) صححه الألباني في أحكام الجنائز ص69 .(4/770)
( خ ) , وَعَنْ مُحَمَّدٍ بْن سِيرِينَ قَالَ :
" كُنَّا عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَشَّقَانِ (1) مِنْ كَتَّانٍ , فَتَمَخَّطَ فَقَالَ : بَخٍ بَخٍ (2) أَبُو هُرَيْرَةَ يَتَمَخَّطُ فِي الْكَتَّانِ ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنِّي لَأَخِرُّ (3) فِيمَا بَيْنَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ مَغْشِيًّا عَلَيَّ ، فَيَجِيءُ الْجَائِي فَيَضَعُ رِجْلَهُ عَلَى عُنُقِي وَيَرَى (4) أَنِّي مَجْنُونٌ ، وَمَا بِي مِنْ جُنُونٍ ، مَا بِي إِلَّا الْجُوعُ . (5)
__________
(1) أَيْ : مَصْبُوغَانِ بِالْمِشْقِ ، وَهُوَ الطِّين الْأَحْمَر . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 383)
(2) " بَخٍ بَخٍ " كَلِمَةُ تَعَجُّبٍ وَمَدْح . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 383)
(3) أَيْ : لَأَسْقُطُ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 154)
(4) أَيْ : يُظَنُّ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 154)
(5) ( خ ) 6893 , ( ت ) 2361(4/771)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ ، فَدَعَوْتُهَا يَوْمًا فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا أَكْرَهُ ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا أَبْكِي ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ ، فَتَأْبَى عَلَيَّ ، فَدَعَوْتُهَا الْيَوْمَ فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ " ، فَخَرَجْتُ مُسْتَبْشِرًا بِدَعْوَةِ نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَلَمَّا جِئْتُ فَصِرْتُ إِلَى الْبَابِ ، فَإِذَا هُوَ مُجَافٌ (1) فَسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قَدَمَيَّ فَقَالَتْ : مَكَانَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ - وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ - قَالَ : فَاغْتَسَلَتْ وَلَبِسَتْ دِرْعَهَا وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا فَفَتَحَتْ الْبَابَ ثُمَّ قَالَتْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، قَالَ : فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَتَيْتُهُ وَأَنَا أَبْكِي مِنْ الْفَرَحِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبْشِرْ ، قَدْ اسْتَجَابَ اللَّهُ دَعْوَتَكَ وَهَدَى أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ ، " فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ خَيْرًا " ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي أَنَا وَأُمِّي إِلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَيُحَبِّبَهُمْ إِلَيْنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا وَأُمَّهُ إِلَى عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَحَبِّبْ إِلَيْهِمْ الْمُؤْمِنِينَ " ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَمَا خُلِقَ مُؤْمِنٌ يَسْمَعُ بِي وَلَا يَرَانِي إِلَّا أَحَبَّنِي " (2)
__________
(1) أَيْ : مغلق .
(2) ( م ) 158 - ( 2491 ) ، ( حم ) 8242(4/772)
( 14 ) عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ - رضي الله عنه -
( خ م ت د حم ) , عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( لَمَّا انْصَرَفْنَا مِنْ الْأَحْزَابِ عَنْ الْخَنْدَقِ , جَمَعْتُ رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ كَانُوا يَرَوْنَ مَكَانِي وَيَسْمَعُونَ مِنِّي , فَقُلْتُ لَهُمْ : تَعْلَمُونَ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَى أَمْرَ مُحَمَّدٍ يَعْلُو الْأُمُورَ عُلُوًّا كَبِيرًا مُنْكَرًا , وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَأْيًا فَمَا تَرَوْنَ فِيهِ ؟ , قَالُوا : وَمَا رَأَيْتَ ؟ قَالَ : رَأَيْتُ أَنْ نَلْحَقَ بِالنَّجَاشِيِّ فَنَكُونَ عِنْدَهُ , فَإِنْ ظَهَرَ مُحَمَّدٌ عَلَى قَوْمِنَا كُنَّا عِنْدَ النَّجَاشِيِّ , فَإِنَّا أَنْ نَكُونَ تَحْتَ يَدَيْهِ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ أَنْ نَكُونَ تَحْتَ يَدَيْ مُحَمَّدٍ , وَإِنْ ظَهَرَ قَوْمُنَا فَنَحْنُ مَنْ قَدْ عُرِفَ , فَلَنْ يَأْتِيَنَا مِنْهُمْ إِلَّا خَيْرٌ , فَقَالُوا : إِنَّ هَذَا الرَّأْيُ , فَقُلْتُ لَهُمْ : فَاجْمَعُوا لَهُ مَا نُهْدِي لَهُ - وَكَانَ أَحَبَّ مَا يُهْدَى إِلَيْهِ مِنْ أَرْضِنَا الْأَدَمُ (1) - فَجَمَعْنَا لَهُ أُدْمًا كَثِيرًا , فَخَرَجْنَا حَتَّى قَدِمْنَا عَلَيْهِ , فَوَاللَّهِ إِنَّا لَعِنْدَهُ إِذْ جَاءَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ - رضي الله عنه - وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ بَعَثَهُ إِلَيْهِ فِي شَأْنِ جَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ - فَدَخَلَ عَلَيْهِ ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ , فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي : هَذَا عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ , لَوْ قَدْ دَخَلْتُ عَلَى النَّجَاشِيِّ فَسَأَلْتُهُ إِيَّاهُ فَأَعْطَانِيهِ فَضَرَبْتُ عُنُقَهُ ، فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ رَأَتْ قُرَيْشٌ أَنِّي قَدْ أَجْزَأْتُ عَنْهَا حِينَ قَتَلْتُ رَسُولَ مُحَمَّدٍ , قَالَ : فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَسَجَدْتُ لَهُ كَمَا كُنْتُ أَصْنَعُ , فَقَالَ : مَرْحَبًا بِصَدِيقِي , أَهْدَيْتَ لِي مِنْ بِلَادِكَ شَيْئًا ؟ , فَقُلْتُ : نَعَمْ أَيُّهَا الْمَلِكُ , قَدْ أَهْدَيْتُ لَكَ أُدْمًا كَثِيرًا , ثُمَّ قَدَّمْتُهُ إِلَيْهِ , فَأَعْجَبَهُ وَاشْتَهَاهُ , ثُمَّ قُلْتُ : لَهُ أَيُّهَا الْمَلِكُ , إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا خَرَجَ مِنْ عِنْدِكَ وَهُوَ رَسُولُ رَجُلٍ عَدُوٍّ لَنَا , فَأَعْطِنِيهِ لِأَقْتُلَهُ , فَإِنَّهُ قَدْ أَصَابَ مِنْ أَشْرَافِنَا وَخِيَارِنَا فَغَضِبَ ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ فَضَرَبَ بِهَا أَنْفَهُ ضَرْبَةً ظَنَنْتُ أَنْ قَدْ كَسَرَهُ , فَلَوْ انْشَقَّتْ لِي الْأَرْضُ لَدَخَلْتُ فِيهَا فَرَقًا مِنْهُ , ثُمَّ قُلْتُ : أَيُّهَا الْمَلِكُ , وَاللَّهِ لَوْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ تَكْرَهُ هَذَا مَا سَأَلْتُكَهُ , فَقَالَ لِي : أَتَسْأَلُنِي أَنْ أُعْطِيَكَ رَسُولَ رَجُلٍ يَأْتِيهِ النَّامُوسُ الْأَكْبَرُ الَّذِي كَانَ يَأْتِي مُوسَى لِتَقْتُلَهُ ؟ , فَقُلْتُ : أَيُّهَا الْمَلِكُ , أَكَذَاكَ هُوَ ؟ , فَقَالَ : وَيْحَكَ يَا عَمْرُو , أَطِعْنِي وَاتَّبِعْهُ , فَإِنَّهُ وَاللَّهِ لَعَلَى الْحَقِّ , وَلَيَظْهَرَنَّ عَلَى مَنْ خَالَفَهُ كَمَا ظَهَرَ مُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ وَجُنُودِهِ , فَقُلْتُ : فَبَايِعْنِي لَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ , قَالَ : نَعَمْ , فَبَسَطَ يَدَهُ وَبَايَعْتُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ , ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى أَصْحَابِي وَقَدْ حَالَ رَأْيِي عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ , وَكَتَمْتُ أَصْحَابِي إِسْلَامِي , ثُمَّ خَرَجْتُ عَامِدًا لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِأُسْلِمَ , فَلَقِيتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ - رضي الله عنه - , وَذَلِكَ قُبَيْلَ الْفَتْحِ وَهُوَ مُقْبِلٌ مِنْ مَكَّةَ , فَقُلْتُ : أَيْنَ يَا أَبَا سُلَيْمَانَ ؟ , قَالَ : وَاللَّهِ لَقَدْ اسْتَقَامَ الْمَنْسِمُ (2) وَإِنَّ الرَّجُلَ لَنَبِيٌّ , أَذْهَبُ وَاللَّهِ أُسْلِمُ , فَحَتَّى مَتَى ؟ , فَقُلْتُ : وَاللَّهِ مَا جِئْتُ إِلَّا لِأُسْلِمَ , فَقَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَأَسْلَمَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَبَايَعَ , ثُمَّ دَنَوْتُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنِّي أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ يُغْفِرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا عَمْرُو , بَايِعْ , فَإِنَّ الْإِسْلَامَ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ , وَإِنَّ الْهِجْرَةَ تَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهَا " , قَالَ : فَبَايَعْتُهُ ثُمَّ انْصَرَفْتُ ) (3) ( " ثُمَّ بَعَثَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (4) ( - عَامَ ذَاتِ السَّلَاسِلِ - ) (5) ( فَقَالَ : خُذْ عَلَيْكَ ثِيَابَكَ وَسِلَاحَكَ ثُمَّ ائْتِنِي " , فَأَتَيْتُهُ " وَهُوَ يَتَوَضَّأُ , فَصَعَّدَ فِيَّ النَّظَرَ ثُمَّ طَأْطَأَهُ ) (6) ( ثُمَّ قَالَ : يَا عَمْرُو , إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَبْعَثَكَ عَلَى جَيْشٍ ) (7) ( فَيُسَلِّمَكَ اللَّهُ وَيُغْنِمَكَ , وَأَرْغَبُ لَكَ مِنْ الْمَالِ رَغْبَةً صَالِحَةً (8) " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي مَا أَسْلَمْتُ مِنْ أَجْلِ الْمَالِ , وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ رَغْبَةً فِي الْإِسْلَامِ وَأَنْ أَكُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : " يَا عَمْرُو , نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحُ لِلْمَرْءِ الصَّالِحِ " ) (9) ( قَالَ : فَاحْتَلَمْتُ فِي ) (10) ( غَزْوَةِ ذَاتِ السُّلَاسِلِ ) (11) ( فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ شَدِيدَةِ الْبَرْدِ ، فَأَشْفَقْتُ إِنْ اغْتَسَلْتُ أَنْ أَهْلَكَ , فَتَيَمَّمْتُ ثُمَّ صَلَّيْتُ بِأَصْحَابِي صَلَاةَ الصُّبْحِ , فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (12) ( ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ لِي : " يَا عَمْرُو , صَلَّيْتَ بِأَصْحَابِكَ وَأَنْتَ جُنُبٌ ؟ " ) (13) ( فَقُلْتُ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنِّي احْتَلَمْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ شَدِيدَةِ الْبَرْدِ , فَأَشْفَقْتُ إِنْ اغْتَسَلْتُ أَنْ أَهْلَكَ , وَذَكَرْتُ قَوْلَ اللَّهِ - عز وجل - : { وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا } (14) فَتَيَمَّمْتُ ثُمَّ صَلَّيْتُ , " فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا " ) (15) ( فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ , قَالَ : " عَائِشَةُ " , قُلْتُ : فَمِنْ الرِّجَالِ ؟ , قَالَ : " أَبُوهَا " ) (16) ( قُلْتُ : ثُمَّ مَنْ ؟ , قَالَ : " عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , قَالَ : فَعَدَّ رِجَالًا " ) (17) ( فَسَكَتُّ مَخَافَةَ أَنْ يَجْعَلَنِي فِي آخِرِهِمْ ) (18) .
__________
(1) الأدَم : الجلد المدبوغ .
(2) معناه تَبَيَّن الطريق , والأصل فيه من المَنْسِم وهو خُفُّ البعير يُسْتَبان به على الأرض أثَرُه إذا ضَلَّ .النهاية في غريب الأثر - (ج 5 / ص 119)
(3) ( حم ) 17812 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن في المتابعات والشواهد .
(4) ( حم ) 17789 , ( خد ) 299 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(5) ( حم ) 17845 , ( خ ) 3662 ، ( م ) 8 - ( 2384 ) ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح .
(6) ( حم ) 17789 , ( خد ) 299
(7) ( خد ) 299 ، ( حب ) 3211 ، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 229
(8) أَيْ : أعطيك من المال شيئا لا بأس به .
(9) ( حم ) 17789 , ( خد ) 299
(10) ( حم ) 17845
(11) ( د ) 334
(12) ( حم ) 17845
(13) ( د ) 334
(14) [النساء/29]
(15) ( حم ) 17845 ، ( د ) 334
(16) ( ت ) 3885 ، ( خ ) 3662 ، ( م ) 8 - ( 2384 )
(17) ( خ ) 3662 ، ( م ) 8 - ( 2384 )
(18) ( خ ) 4358(4/773)
( ت ) , وَعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ مِنْ صَالِحِي قُرَيْشٍ " (1)
__________
(1) ( ت ) 3845 , ( حم ) 1382 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 4095 , الصَّحِيحَة : 653 , والحديث ضعيف عند ( ت )(4/774)
( ت ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَسْلَمَ النَّاسُ وَآمَنَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 3844 , ( حم ) 17449 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 971 , الصَّحِيحَة : 155
وقال الألباني في الصحيحة : وفي الحديث منقبة عظيمة لعمرو بن العاص رضي الله عنه ، إذ شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بأنه مؤمن ، فإن هذا يستلزم الشهادة له بالجنة ، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المشهور : " لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة " متفق عليه . وقال تعالى ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار ) . و على هذا فلا يجوز الطعن في عمرو رضي الله عنه - كما يفعل بعض الكتاب
المعاصرين ، وغيرهم من المخالفين - بسبب ما وقع له من الخلاف بل القتال مع علي رضي الله عنه . لأن ذلك لا ينافي الإيمان ، فإنه لا يستلزم العصمة كما لا يخفى ، لاسيما إذا قيل : إن ذلك وقع منه بنوع من الاجتهاد ، وليس اتباعا للهوى . و في الحديث أيضا إشارة إلى أن مسمى الإسلام غير الإيمان ، وقد اختلف العلماء في ذلك اختلافا كثيرا ، والحق ما ذهب إليه جمهور السلف من التفريق بينهما لدلالة الكتاب والسنة على ذلك فقال تعالى : ( قالت الأعراب آمنا ، قل : لم تؤمنوا ، ولكن قولوا أسلمنا ، ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) وحديث جبريل في التفريق بين الإسلام والإيمان معروف مشهور ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتاب " الإيمان " ( ص 305 طبع المكتب الإسلامي ) . " والرد إلى الله ورسوله في مسألة الإسلام والإيمان يوجب أن كلا من الاسمين و إن كان مسماه واجبا ، ولا يستحق أحد الجنة إلا بأن يكون مؤمنا مسلما ، فالحق في ذلك ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل ، فجعل الدين و أهله ثلاث طبقات : أولها الإسلام ، وأوسطها الإيمان ، وأعلاها الإحسان ، ومن وصل إلى العليا ، فقد وصل إلى التي تليها ، فالمحسن مؤمن ، والمؤمن مسلم وأما المسلم فلا يجب أن يكون مؤمنا " . ومن شاء بسط الكلام على هذه المسألة مع التحقيق الدقيق فليرجع إلى الكتاب المذكور ، فإنه خير ما ألف في هذا الموضوع . أ . هـ(4/775)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ ، عَمْرٌو وَهِشَامٌ " (1)
__________
(1) ( حم ) 8029 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 45 , الصَّحِيحَة : 156 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(4/776)
( حم ) , وَعَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنه - قَالَ :
كَانَ فَزَعٌ بِالْمَدِينَةِ , فَأَتَيْتُ عَلَى سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ وَهُوَ مُحْتَبٍ (1) بِحَمَائِلِ سَيْفِهِ فَأَخَذْتُ سَيْفًا فَاحْتَبَيْتُ بِحَمَائِلِهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ , أَلَا كَانَ مَفْزَعُكُمْ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ ؟ , أَلَا فَعَلْتُمْ كَمَا فَعَلَ هَذَانِ الرَّجُلَانِ الْمُؤْمِنَانِ ؟ " (2)
__________
(1) الاحتباء : الجلوس عل القفا وضم الرجلين .
(2) ( حم ) 17843 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/777)
( م حم ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ قَالَ :
( حَضَرْنَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ - رضي الله عنه - وَهُوَ فِي سِيَاقَةِ الْمَوْتِ ) (1) ( فَجَزِعَ جَزَعًا شَدِيدًا ) (2) ( وَبَكَى طَوِيلًا , وَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْجِدَارِ ) (3) ( فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ) (4) ( جَعَلَ يُذَكِّرُ أَبَاهُ صُحْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَفُتُوحَهُ الشَّامَ ) (5) ( وَيَقُولُ : يَا أَبَتَاهُ ) (6) ( مَا هَذَا الْجَزَعُ ؟ ) (7) ( أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِكَذَا ؟ , أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِكَذَا ؟ ) (8) ( أَرَأَيْتَ رَجُلًا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يُحِبُّهُ , أَلَيْسَ رَجُلًا صَالِحًا ؟ , قَالَ : بَلَى , قَالَ : " فَقَدْ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يُحِبُّكَ , وَقَدْ اسْتَعْمَلَكَ " ) (9) ( فَأَقْبَلَ عَمْرٌو بِوَجْهِهِ فَقَالَ : ) (10) ( أَيْ بُنَيَّ قَدْ كَانَ ذَلِكَ , وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَدْرِي , أَحُبًّا ذَلِكَ كَانَ , أَمْ يَتَأَلَّفُنِي تَأَلُّفًا ) (11) فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَحُبًّا كَانَ لِي مِنْهُ أَوْ اسْتِعَانَةً بِي (12) ( وَلَكِنِّي أَشْهَدُ عَلَى رَجُلَيْنِ أَنَّهُ قَدْ فَارَقَ الدُّنْيَا وَهُوَ يُحِبُّهُمَا : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ , وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ ) (13) ( وَإِنَّ أَفْضَلَ مَا نُعِدُّ : شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ , وَإِنِّي كُنْتُ عَلَى أَطْبَاقٍ ثَلَاثٍ ) (14) ( لَيْسَ فِيهَا طَبَقٌ إِلَّا قَدْ عَرَفْتُ نَفْسِي فِيهِ ) (15) ( لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَمَا أَحَدٌ أَشَدَّ بُغْضًا لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنِّي وَلَا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ قَدْ اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ فَقَتَلْتُهُ , فَلَوْ مُتُّ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ لَكُنْتُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ , فَلَمَّا جَعَلَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ فِي قَلْبِي أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ : ابْسُطْ يَمِينَكَ فَلْأُبَايِعْكَ , " فَبَسَطَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَمِينَهُ " , فَقَبَضْتُ يَدِي , فَقَالَ : " مَا لَكَ يَا عَمْرُو ؟ " , فَقُلْتُ : أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ , قَالَ : " تَشْتَرِطُ بِمَاذَا ؟ " , قُلْتُ : أَنْ يُغْفَرَ لِي , قَالَ : " أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ ؟ , وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلِهَا ؟ وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ ؟ " , وَمَا كَانَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَلَا أَجَلَّ فِي عَيْنِي مِنْهُ , وَمَا كُنْتُ أُطِيقُ أَنْ أَمْلَأَ عَيْنَيَّ مِنْهُ إِجْلَالًا لَهُ , وَلَوْ سُئِلْتُ أَنْ أَصِفَهُ مَا أَطَقْتُ , لِأَنِّي لَمْ أَكُنْ أَمْلَأُ عَيْنَيَّ مِنْهُ , وَلَوْ مُتُّ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ لَرَجَوْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ) (16) ( ثُمَّ تَلَبَّسْتُ بَعْدَ ذَلِكَ بِالسُّلْطَانِ وَأَشْيَاءَ , فلَا أَدْرِي أَعَلَيَّ أَمْ لِي ) (17) ( فَإِذَا أَنَا مُتُّ فلَا تَصْحَبْنِي نَائِحَةٌ وَلَا نَارٌ ) (18) ( وَشُدُّوا عَلَيَّ إِزَارِي فَإِنِّي مُخَاصِمٌ ) (19) ( فَإِذَا دَفَنْتُمُونِي فَشُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ شَنًّا (20) ) (21) ( فَإِنَّ جَنْبِيَ الْأَيْمَنَ لَيْسَ بِأَحَقَّ بِالتُّرَابِ مِنْ جَنْبِي الْأَيْسَرِ , وَلَا تَجْعَلُنَّ فِي قَبْرِي خَشَبَةً وَلَا حَجَرًا , فَإِذَا وَارَيْتُمُونِي ) (22) ( فَأَقِيمُوا حَوْلَ قَبْرِي قَدْرَ مَا تُنْحَرُ جَزُورٌ (23) وَيُقْسَمُ لَحْمُهَا حَتَّى أَسْتَأْنِسَ بِكُمْ وَأَنْظُرَ مَاذَا أُرَاجِعُ بِهِ رُسُلَ رَبِّي ) (24) ( ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ مَوْضِعَ الْغِلَالِ مِنْ ذَقْنِهِ وَقَالَ : اللَّهُمَّ أَمَرْتَنَا فَتَرَكْنَا , وَنَهَيْتَنَا فَرَكِبْنَا , وَلَا يَسَعُنَا إِلَّا مَغْفِرَتُكَ , فَكَانَتْ تِلْكَ هِجِّيرَاهُ (25) حَتَّى مَاتَ ) (26) .
__________
(1) ( م ) 192 - ( 121 )
(2) ( حم ) 17816 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( م ) 192 - ( 121 )
(4) ( حم ) 17816
(5) ( حم ) 17815 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(6) ( م ) 192 - ( 121 )
(7) ( حم ) 17816
(8) ( م ) 192 - ( 121 )
(9) ( حم ) 17840 , 17816
(10) ( م ) 192 - ( 121 )
(11) ( حم ) 17816
(12) ( حم ) 17840 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : رجاله ثقات رجال الشيخين , إلا أنه منقطع , فالحسن البصري لم يسمع من عمرو بن العاص .
(13) ( حم ) 17816 , 17840
(14) ( م ) 192 - ( 121 )
(15) ( حم ) 17815
(16) ( م ) 192 - ( 121 ) , ( حم ) 17846
(17) ( حم ) 17815 , ( م ) 192 - ( 121 )
(18) ( م ) 192 - ( 121 )
(19) ( حم ) 17815
(20) قَوْله : ( فَإِذَا دَفَنْتُمُونِي فَسُنُّوا عَلَيَّ التُّرَاب سَنًّا ) ضَبَطْنَاهُ بِالسِّينِ الْمُهْمَلَة وَبِالْمُعْجَمَةِ ، وَكَذَا قَالَ الْقَاضِي : إِنَّهُ بِالْمُعْجَمَةِ وَالْمُهْمَلَة . قَالَ : وَهُوَ الصَّبّ ، وَقِيلَ : بِالْمُهْمَلَةِ الصَّبّ فِي سُهُولَة ، وَبِالْمُعْجَمَةِ التَّفْرِيق . وَفِي قَوْله ( فَشُنُّوا عَلَيَّ التُّرَاب ) اِسْتِحْبَاب صَبّ التُّرَاب فِي الْقَبْر ، وَأَنَّهُ لَا يُقْعَد عَلَى الْقَبْر بِخِلَافِ مَا يُعْمَل فِي بَعْض الْبِلَاد . شرح النووي على مسلم - (1 / 237)
(21) ( م ) 192 - ( 121 ) , ( حم ) 17815
(22) ( حم ) 17815
(23) الجَزُور : البَعِير ذكرا كان أو أنثى . النهاية في غريب الأثر - (ج 1 / ص 742)
(24) ( م ) 192 - ( 121 ) , ( حم ) 17815
(25) الهِجِّيرَى : الدَّأبُ والعَادَةُ والدَّيْدَنُ . النهاية في غريب الأثر - (ج 5 / ص 557)
(26) ( حم ) 17816(4/778)
( 15 ) عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ - رضي الله عنه -
( حم ) , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
مَا مَسِسْتُ فَرْجِي بِيَمِينِي مُنْذُ بَايَعْتُ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - . (1)
__________
(1) ( حم ) 19957 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(4/779)
( م مي ) , وَعَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
( بَعَثَ إِلَيَّ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ - رضي الله عنه - فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَقَالَ : إِنِّي مُحَدِّثَكَ بِأَحَادِيثَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَكَ بِهَا بَعْدِي , فَإِنْ عِشْتُ فَاكْتُمْ عَنِّي , وَإِنْ مُتُّ فَحَدِّثْ بِهَا إِنْ شِئْتَ ) (1) ( قَدْ كَانَ يُسَلَّمُ عَلَيَّ حَتَّى اكْتَوَيْتُ , فَتُرِكْتُ ) (2) ( حَتَّى ذَهَبَ أَثَرُ الْمَكَاوِي ) (3) ( فَعَادَ (4) ) (5) .
__________
(1) ( م ) 168 - ( 1226 )
(2) ( م ) 167 - ( 1226 )
(3) ( مي ) 1813 , ( م ) 167 - ( 1226 )
(4) قَالَ أَبُو دَاوُد : كَانَ يَسْمَعُ تَسْلِيمَ الْمَلَائِكَةِ , فَلَمَّا اكْتَوَى انْقَطَعَ عَنْهُ , فَلَمَّا تَرَكَ رَجَعَ إِلَيْهِ . ( د ) 3865
(5) ( م ) 167 - ( 1226 ) , ( حم ) 19846(4/780)
( 16 ) أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه -
( ك ) , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى قَوْمِي أَدْعُوَهُمْ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَأَعْرِضُ عَلَيْهِمْ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ " ، فَأَتَيْتُهُمْ وَقَدْ سَقُوا إِبِلَهُمْ وَأَحْلَبُوهَا وَشَرِبُوا , فَلَمَّا رَأَوْنِي قَالُوا : مَرْحَبًا بِالصُّدَيِّ بْنِ عَجْلانَ ، ثُمَّ قَالُوا : بَلَغَنَا أَنَّكَ صَبَوْتَ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ ، قُلْتُ : لَا ، وَلَكِنْ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ ، " وَبَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْكُمْ أَعْرِضُ عَلَيْكُمُ الْإِسْلَامَ وَشَرَائِعَهُ " ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ جَاءُوا بِقَصْعَةٍ دَمٍ فَوَضَعُوهَا ، وَاجْتَمَعُوا عَلَيْهَا يَأْكُلُوهَا ، فَقَالُوا : هَلُمَّ يَا صُدَيُّ ، فَقُلْتُ : وَيْحَكُمْ ، إِنَّمَا أَتَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ مَنْ يُحَرِّمُ هَذَا عَلَيْكُمْ بِمَا أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ ، قَالُوا : وَمَا ذَاكَ ؟ , قُلْتُ : " نَزَلَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةُ : { حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ.. إِلَى قَوْلِهِ : إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ } (1) ، فَجَعَلْتُ أَدْعُوَهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَيَأْبُونَ , فَقُلْتُ لَهُمْ : وَيْحَكُمُ ايْتُونِي بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ فَإِنِّي شَدِيدُ الْعَطَشِ " ، قَالُوا : لَا ، وَلَكِنْ نَدَعُكَ تَمُوتُ عَطَشًا , قَالَ : فَاعْتَمَمْتُ ، وَضَرَبْتُ رَأْسِي فِي الْعِمَامَةِ ، وَنِمْتُ فِي الرَّمْضَاءِ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ ، فَأَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي بِقَدَحِ زُجَاجٍ لَمْ يَرَ النَّاسُ أَحْسَنَ مِنْهُ ، وَفِيهِ شَرَابٌ لَمْ يَرَ النَّاسُ أَلَذَّ مِنْهُ ، فَأَمْكَنَنِي مِنْهَا فَشَرِبْتُهَا ، فَحَيْثُ فَرَغْتُ مِنْ شَرَابِي اسْتَيْقَظْتُ ، وَلَا وَاللَّهِ مَا عَطِشْتُ ، وَلَا عَرَفْتُ عَطَشًا بَعْدَ تِلْكَ الشَّرْبَةِ ، فَسَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ : أَتَاكُمْ رَجُلٌ مِنْ سُرَاةِ قَوْمِكُمْ (2) فَلَمْ تَمْجَعُوهُ بِمَذْقَةٍ فَأْتُونِي بِمَذِيقَتِهِمْ ، فَقُلْتُ : " لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا ، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَطْعَمَنِي وَسَقَانِي فَأَرَيْتُهُمْ بَطْنِي فَأَسْلَمُوا عَنْ آخِرِهِمْ " (3)
__________
(1) [المائدة/3]
(2) أَيْ : من أشرافهم .
(3) ( ك ) 6705 ، ( طب ) ج8ص280ح8074 ، انظر الصَّحِيحَة : 2706(4/781)
( 17 ) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ - رضي الله عنه -
( حم حل ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ خَالِدَ بْنَ سُفْيَانَ بْنِ نُبَيْحٍ الهُذَلِي يَجْمَعُ لِي النَّاسَ لِيَغْزُوَنِي وَهُوَ بِعُرَنَةَ , فَأْتِهِ فَاقْتُلْهُ " , فَقُلْتُ : انْعَتْهُ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ حَتَّى أَعْرِفَهُ ) (1) ( قَالَ : " إذَا رَأَيْتَهُ هِبْتَهُ " , فَقُلْتُ : رَسُولَ اللَّهِ لِلَّهِ والذي بعثك بالحق ما هبت شيئا قط ) (2) ( فَخَرَجْتُ مُتَوَشِّحًا بِسَيْفِي حَتَّى وَقَعْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ بِعُرَنَةَ مَعَ ظُعُنٍ يَرْتَادُ لَهُنَّ مَنْزِلًا حِينَ كَانَ وَقْتُ الْعَصْرِ , فَلَمَّا رَأَيْتُهُ ) (3) ( رُعِبتُ منه ، فعرفت حين رُعِبتُ منه أنه ما قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ) (4) ( فَأَقْبَلْتُ نَحْوَهُ وَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ مُحَاوَلَةٌ تَشْغَلُنِي عَنْ الصَّلَاةِ , فَصَلَّيْتُ وَأَنَا أَمْشِي نَحْوَهُ ، أُومِئُ بِرَأْسِيَ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ , فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَيْهِ قَالَ : مَنْ الرَّجُلُ ؟ , فَقُلْتُ : رَجُلٌ مِنْ الْعَرَبِ سَمِعَ بِكَ وَبِجَمْعِكَ لِهَذَا الرَّجُلِ , فَجَاءَكَ لِهَذَا , قَالَ : أَجَلْ , أَنَا فِي ذَلِكَ , قَالَ : فَمَشَيْتُ مَعَهُ شَيْئًا حَتَّى إِذَا أَمْكَنَنِي حَمَلْتُ عَلَيْهِ السَّيْفَ حَتَّى قَتَلْتُهُ , ثُمَّ خَرَجْتُ وَتَرَكْتُ ظَعَائِنَهُ مُكِبَّاتٍ عَلَيْهِ , فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرَآنِي فَقَالَ : " أَفْلَحَ الْوَجْهُ " , فَقُلْتُ : قَتَلْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " صَدَقْتَ , ثُمَّ قَامَ مَعِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَدَخَلَ فِي بَيْتِهِ فَأَعْطَانِي عَصًا , فَقَالَ : أَمْسِكْ هَذِهِ عِنْدَكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُنَيْسٍ " , قَالَ : فَخَرَجْتُ بِهَا عَلَى النَّاسِ فَقَالُوا : مَا هَذِهِ الْعَصَا ؟ , فَقُلْتُ : أَعْطَانِيهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَمَرَنِي أَنْ أَمْسِكَهَا , فَقَالُوا : أَوَلَا تَرْجِعُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَتَسْأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ ؟ , قَالَ : فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , لِمَ أَعْطَيْتَنِي هَذِهِ الْعَصَا ؟ , قَالَ : " آيَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , إِنَّ أَقَلَّ النَّاسِ الْمُتَخَصِّرُونَ يَوْمَئِذٍ " , فَقَرَنَهَا عَبْدُ اللَّهِ بِسَيْفِهِ فَلَمْ تَزَلْ مَعَهُ , حَتَّى إِذَا مَاتَ أَمَرَ بِهَا فَصُبَّتْ مَعَهُ فِي كَفَنِهِ , ثُمَّ دُفِنَا جَمِيعًا ) (5)
__________
(1) ( حم ) 16090
(2) ( حل ) ( 2 / 5 - 6 )
(3) ( حم ) 16090
(4) ( حل ) ( 2 / 5 - 6 )
(5) ( حم ) 16090 ، ( يع ) 905 ، ( هق ) 5820 ، انظر الصَّحِيحَة : 2981 .(4/782)
( 18 ) سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ - رضي الله عنه -
( خ م س حم ) , عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قَدِمْنَا الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً , وَعَلَيْهَا خَمْسُونَ شَاةً لَا تُرْوِيهَا , " فَقَعَدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى جَبَا الرَّكِيَّةِ (1) فَإِمَّا دَعَا وَإِمَّا بَصَقَ فِيهَا " , فَجَاشَتْ , فَسَقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا , " ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - دَعَانَا لِلْبَيْعَةِ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ " فَبَايَعْتُهُ أَوَّلَ النَّاسِ , ثُمَّ بَايَعَ وَبَايَعَ , حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَسَطٍ مِنْ النَّاسِ قَالَ : " بَايِعْ يَا سَلَمَةُ " , فَقُلْتُ : قَدْ بَايَعْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي أَوَّلِ النَّاسِ , قَالَ : " وَأَيْضًا , وَرَآنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَعْزَلًا لَيْسَ مَعِي سِلَاحٌ , فَأَعْطَانِي حَجَفَةً أَوْ دَرَقَةً (2) ثُمَّ بَايَعَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِ النَّاسِ قَالَ : أَلَا تُبَايِعُنِي يَا سَلَمَةُ ؟ " , فَقُلْتُ : قَدْ بَايَعْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي أَوَّلِ النَّاسِ وَفِي أَوْسَطِ النَّاسِ , فَقَالَ : " وَأَيْضًا " , فَبَايَعْتُهُ الثَّالِثَةَ ) (3) ( قَالَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ : فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا مُسْلِمٍ , عَلَى أَيِّ شَيْءٍ كُنْتُمْ تُبَايِعُونَ يَوْمَئِذٍ ؟ , قَالَ : عَلَى الْمَوْتِ ) (4) ( ثُمَّ قَالَ لِي : يَا سَلَمَةُ , أَيْنَ حَجَفَتُكَ الَّتِي أَعْطَيْتُكَ ؟ , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , لَقِيَنِي عَمِّي عَامِرٌ عَزِلًا , فَأَعْطَيْتُهُ إِيَّاهَا , " فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ : إِنَّكَ كَالْأَوَّلِ الَّذِي قَالَ : اللَّهُمَّ أَبْغِنِي حَبِيبًا هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي ) (5) ( فَأَعْطَانِي قَوْسَهُ وَمَجَانَّهُ وَثَلَاثَةَ أَسْهُمٍ مِنْ كِنَانَتِهِ " ) (6) ( ثُمَّ إِنَّ الْمُشْرِكِينَ رَاسَلُونَا الصُّلْحَ حَتَّى مَشَى بَعْضُنَا فِي بَعْضٍ وَاصْطَلَحْنَا , وَكُنْتُ تَبِيعًا (7) لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ , أَسْقِي فَرَسَهُ , وَأَحُسُّهُ (8) وَأَخْدِمُهُ , وَآكُلُ مِنْ طَعَامِهِ , وَتَرَكْتُ أَهْلِي وَمَالِي مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - , قَالَ : فَلَمَّا اصْطَلَحْنَا نَحْنُ وَأَهْلُ مَكَّةَ وَاخْتَلَطَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ أَتَيْتُ شَجَرَةً فَكَسَحْتُ شَوْكَهَا فَاضْطَجَعْتُ فِي أَصْلِهَا , فَأَتَانِي أَرْبَعَةٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ , فَجَعَلُوا يَقَعُونَ فِي رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَبْغَضْتُهُمْ , فَتَحَوَّلْتُ إِلَى شَجَرَةٍ أُخْرَى , وَعَلَّقُوا سِلَاحَهُمْ وَاضْطَجَعُوا , فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنْ أَسْفَلِ الْوَادِي : يَا لِلْمُهَاجِرِينَ , قُتِلَ ابْنُ زُنَيْمٍ , فَاخْتَرَطْتُ سَيْفِي (9) ثُمَّ شَدَدْتُ عَلَى أُولَئِكَ الْأَرْبَعَةِ وَهُمْ رُقُودٌ فَأَخَذْتُ سِلَاحَهُمْ , فَجَعَلْتُهُ ضِغْثًا (10) فِي يَدِي , ثُمَّ قُلْتُ : وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ , لَا يَرْفَعُ أَحَدٌ مِنْكُمْ رَأْسَهُ إِلَّا ضَرَبْتُ الَّذِي فِيهِ عَيْنَاهُ , ثُمَّ جِئْتُ بِهِمْ أَسُوقُهُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَجَاءَ أَخِي عَامِرٌ بِرَجُلٍ مِنْ الْعَبَلَاتِ (11) يُقَالُ لَهُ : مِكْرَزٌ , يَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى فَرَسٍ مُجَفَّفٍ (12) فِي سَبْعِينَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ , " فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : دَعُوهُمْ يَكُنْ لَهُمْ بَدْءُ الْفُجُورِ (13) وَثِنَاهُ (14) فَعَفَا عَنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَأَنْزَلَ اللَّهُ : { وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ , وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ الْآية كُلَّهَا } (15) " , قَالَ : ثُمَّ خَرَجْنَا رَاجِعِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا وَبَيْنَنَا وَبَيْنَ بَنِي لَحْيَانَ جَبَلٌ وَهُمْ مُشْرِكُونَ , " فَاسْتَغْفَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِمَنْ رَقِيَ هَذَا الْجَبَلَ اللَّيْلَةَ كَأَنَّهُ طَلِيعَةٌ (16) لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابِهِ " , فَرَقِيتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا , ثُمَّ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ , " فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِظَهْرِهِ مَعَ رَبَاحٍ - غُلَامِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " , وَخَرَجْتُ مَعَهُ بِفَرَسِ طَلْحَةَ أُنَدِّيهِ (17) مَعَ الظَّهْرِ , فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْفَزَارِيُّ قَدْ أَغَارَ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَاسْتَاقَهُ أَجْمَعَ , وَقَتَلَ رَاعِيَهُ , فَقُلْتُ : يَا رَبَاحُ خُذْ هَذَا الْفَرَسَ فَأَبْلِغْهُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ , وَأَخْبِرْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَدْ أَغَارُوا عَلَى سَرْحِهِ , ثُمَّ قُمْتُ عَلَى أَكَمَةٍ (18) فَاسْتَقْبَلْتُ الْمَدِينَةَ فَنَادَيْتُ : يَا صَبَاحَاهْ (19) يَا صَبَاحَاهْ , يَا صَبَاحَاهْ , ثُمَّ خَرَجْتُ فِي آثَارِ الْقَوْمِ أَرْمِيهِمْ بِالنَّبْلِ , وَأَرْتَجِزُ أَقُولُ : أَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ , وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ , فَأَلْحَقُ رَجُلًا مِنْهُمْ فَأَصُكُّ (20) سَهْمًا فِي رَحْلِهِ , حَتَّى خَلَصَ نَصْلُ السَّهْمِ إِلَى كَتِفِهِ , فَقُلْتُ : خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ , وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ , قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا زِلْتُ أَرْمِيهِمْ وَأَعْقِرُ بِهِمْ , فَإِذَا رَجَعَ إِلَيَّ فَارِسٌ أَتَيْتُ شَجَرَةً فَجَلَسْتُ فِي أَصْلِهَا ثُمَّ رَمَيْتُهُ فَعَقَرْتُ بِهِ , حَتَّى إِذَا تَضَايَقَ الْجَبَلُ دَخَلُوا فِي تَضَايُقِهِ , فَعَلَوْتُ الْجَبَلَ فَجَعَلْتُ أُرَدِّيهِمْ بِالْحِجَارَةِ (21) فَمَا زِلْتُ كَذَلِكَ أَتْبَعُهُمْ حَتَّى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ بَعِيرٍ مِنْ ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَّا خَلَّفْتُهُ وَرَاءَ ظَهْرِي , وَخَلَّوْا بَيْنِي وَبَيْنَهُ , ثُمَّ اتَّبَعْتُهُمْ أَرْمِيهِمْ حَتَّى أَلْقَوْا أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ بُرْدَةً (22) وَثَلَاثِينَ رُمْحًا يَسْتَخِفُّونَ , وَلَا يَطْرَحُونَ شَيْئًا إِلَّا جَعَلْتُ عَلَيْهِ آرَامًا (23) مِنْ الْحِجَارَةِ يَعْرِفُهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابُهُ , حَتَّى أَتَوْا مُتَضَايِقًا مِنْ ثَنِيَّةٍ , فَإِذَا هُمْ قَدْ أَتَاهُمْ فُلَانُ بْنُ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ , فَجَلَسُوا يَتَغَدَّوْنَ , وَجَلَسْتُ عَلَى رَأْسِ قَرْنٍ (24) فَقَالَ الْفَزَارِيُّ : مَا هَذَا الَّذِي أَرَى ؟ , فَقَالُوا : لَقِينَا مِنْ هَذَا الْبَرْحَ , وَاللَّهِ مَا فَارَقَنَا مُنْذُ غَلَسٍ , يَرْمِينَا حَتَّى انْتَزَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي أَيْدِينَا , قَالَ : فَلْيَقُمْ إِلَيْهِ أَرْبَعَةُ نَفَرٍ مِنْكُمْ , فَصَعِدَ إِلَيَّ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ فِي الْجَبَلِ , فَلَمَّا أَمْكَنُونِي مِنْ الْكَلَامِ قُلْتُ : هَلْ تَعْرِفُونِي ؟ , قَالُوا : لَا , وَمَنْ أَنْتَ ؟ , قُلْتُ : أَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ , وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - , لَا أَطْلُبُ رَجُلًا مِنْكُمْ إِلَّا أَدْرَكْتُهُ , وَلَا يَطْلُبُنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ فَيُدْرِكَنِي , فَقَالَ أَحَدُهُمْ : أَنَا أَظُنُّ , قَالَ : فَرَجَعُوا , فَمَا بَرِحْتُ مَكَانِي حَتَّى رَأَيْتُ فَوَارِسَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَخَلَّلُونَ الشَّجَرَ , فَإِذَا أَوَّلُهُمْ الْأَخْرَمُ الْأَسَدِيُّ - رضي الله عنه - , عَلَى إِثْرِهِ أَبُو قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ - رضي الله عنه - , وَعَلَى إِثْرِهِ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْكِنْدِيُّ - رضي الله عنه - , فَأَخَذْتُ بِعِنَانِ الْأَخْرَمِ فَقُلْتُ : يَا أَخْرَمُ , احْذَرْهُمْ لَا يَقْتَطِعُوكَ حَتَّى يَلْحَقَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابُهُ , فَقَالَ : يَا سَلَمَةُ , إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ , وَتَعْلَمُ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَالنَّارَ حَقٌّ , فلَا تَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ الشَّهَادَةِ , فَخَلَّيْتُهُ , فَالْتَقَى هُوَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ , فَعَقَرَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ فَرَسَهُ , وَطَعَنَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَتَلَهُ , وَتَحَوَّلَ عَلَى فَرَسِهِ , وَلَحِقَ أَبُو قَتَادَةَ فَارِسُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ فَطَعَنَهُ فَقَتَلَهُ , فَوَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - , لَتَبِعْتُهُمْ أَعْدُو عَلَى رِجْلَيَّ , حَتَّى مَا أَرَى وَرَائِي مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - وَلَا غُبَارِهِمْ شَيْئًا , حَتَّى عَدَلُوا قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى شِعْبٍ فِيهِ مَاءٌ يُقَالُ لَهُ : ذَو قَرَدٍ لِيَشْرَبُوا مِنْهُ وَهُمْ عِطَاشٌ , فَنَظَرُوا إِلَيَّ أَعْدُو وَرَاءَهُمْ , فَأَجْلَيْتُهُمْ عَنْهُ فَمَا ذَاقُوا مِنْهُ قَطْرَةً , وَخَرَجُوا يَشْتَدُّونَ فِي ثَنِيَّةٍ , فَعَدَوْتُ فَلَحِقْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ فَأَصَبْتُهُ بِسَهْمٍ فِي نُغْضِ كَتِفِهِ , فَقُلْتُ : خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ , وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ , فَقَالَ : يَا ثُكْلَ أُمِّي أَكْوَعِي بُكْرَة (25) ؟ , فَقُلْتُ : نَعَمْ يَا عَدُوَّ نَفْسِهِ , أَكْوَعُكَ بُكْرَةَ , قَالَ : وَأَرْدَوْا فَرَسَيْنِ عَلَى ثَنِيَّةٍ , فَجِئْتُ بِهِمَا أَسُوقُهُمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَلَحِقَنِي عَامِرٌ بِسَطِيحَةٍ (26) فِيهَا مَذْقَةٌ مِنْ لَبَنٍ (27) وَسَطِيحَةٍ فِيهَا مَاءٌ , فَتَوَضَّأْتُ وَشَرِبْتُ , ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ عَلَى الْمَاءِ الَّذِي حَلَّأْتُهُمْ عَنْهُ (28) " فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ أَخَذَ تِلْكَ الْإِبِلَ وَكُلَّ شَيْءٍ اسْتَنْقَذْتُهُ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَكُلَّ رُمْحٍ وَبُرْدَةٍ (29) " , وَإِذَا بِلَالٌ نَحَرَ نَاقَةً مِنْ الْإِبِلِ الَّذِي اسْتَنْقَذْتُ مِنْ الْقَوْمِ , وَإِذَا هُوَ يَشْوِي لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ كَبِدِهَا وَسَنَامِهَا ) (30) ( فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّ الْقَوْمَ عِطَاشٌ , وَإِنِّي أَعْجَلْتُهُمْ أَنْ يَشْرَبُوا سِقْيَهُمْ ) (31) ( فَخَلِّنِي أَنْتَخِبُ مِنْ الْقَوْمِ مِائَةَ رَجُلٍ فَأَتَّبِعَ الْقَوْمَ , فلَا يَبْقَى مِنْهُمْ مُخْبِرٌ إِلَّا قَتَلْتُهُ , " فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ (32) فِي ضَوْءِ النَّارِ , فَقَالَ : يَا سَلَمَةُ , أَتُرَاكَ كُنْتَ فَاعِلًا ؟ " , فَقُلْتُ : نَعَمْ وَالَّذِي أَكْرَمَكَ ) (33) ( فَقَالَ : " يَا ابْنَ الْأَكْوَعِ مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ (34) ) (35) ( إِنَّهُمْ الْآنَ لَيُقْرَوْنَ (36) فِي أَرْضِ غَطَفَانَ , قَالَ : فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ غَطَفَانَ فَقَالَ : نَحَرَ لَهُمْ فُلَانٌ جَزُورًا , فَلَمَّا كَشَفُوا جِلْدَهَا رَأَوْا غُبَارًا فَقَالُوا : أَتَاكُمْ الْقَوْمُ فَخَرَجُوا هَارِبِينَ , فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " كَانَ خَيْرَ فُرْسَانِنَا الْيَوْمَ أَبُو قَتَادَةَ , وَخَيْرَ رَجَّالَتِنَا سَلَمَةُ (37) ثُمَّ أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَهْمَيْنِ , سَهْمَ الْفَارِسِ وَسَهْمَ الرَّاجِلِ , فَجَمَعَهُمَا لِي جَمِيعًا (38) ثُمَّ أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَرَاءَهُ عَلَى الْعَضْبَاءِ رَاجِعِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ , قَالَ : فَبَيْنَمَا نَحْنُ نَسِيرُ - وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ لَا يُسْبَقُ شَدًّا (39) - فَجَعَلَ يَقُولُ : أَلَا مُسَابِقٌ إِلَى الْمَدِينَةِ ؟ هَلْ مِنْ مُسَابِقٍ ؟ , فَجَعَلَ يُعِيدُ ذَلِكَ , فَلَمَّا سَمِعْتُ كَلَامَهُ قُلْتُ : أَمَا تُكْرِمُ كَرِيمًا وَلَا تَهَابُ شَرِيفًا ؟ , قَالَ : لَا , إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , بِأَبِي وَأُمِّي ذَرْنِي فَلْأُسَابِقَ الرَّجُلَ , قَالَ : " إِنْ شِئْتَ " , فَقُلْتُ : اذْهَبْ إِلَيْكَ , وَثَنَيْتُ رِجْلَيَّ , فَطَفَرْتُ (40) فَعَدَوْتُ , فَرَبَطْتُ عَلَيْهِ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ أَسْتَبْقِي نَفَسِي (41) ثُمَّ عَدَوْتُ فِي إِثْرِهِ , فَرَبَطْتُ عَلَيْهِ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ , ثُمَّ إِنِّي رَفَعْتُ حَتَّى أَلْحَقَهُ فَأَصُكُّهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ , فَقُلْتُ : قَدْ سُبِقْتَ وَاللَّهِ , فَقَالَ : أَنَا أَظُنُّ , فَسَبَقْتُهُ إِلَى الْمَدِينَةِ , قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا لَبِثْنَا إِلَّا ثَلَاثَ لَيَالٍ حَتَّى خَرَجْنَا إِلَى خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (42) ( فَسِرْنَا لَيْلًا , فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ لِعَامِرٍ : يَا عَامِرُ , أَلَا تُسْمِعُنَا مِنْ هُنَيْهَاتِكَ - وَكَانَ عَامِرٌ رَجُلًا شَاعِرًا - ) (43) ( فَجَعَلَ عَمِّي عَامِرٌ (44) )
__________
(1) الْجَبَا : هِيَ مَا حَوْل الْبِئْر ، وَأَمَّا الرَّكِيّ : فَهُوَ الْبِئْر ، وَالْمَشْهُور فِي اللُّغَة : رَكِيّ بِغَيْرِ هَاء ، وَوَقَعَ هُنَا الرَّكِيَّة بِالْهَاءِ ، وَهِيَ لُغَة حَكَاهَا الْأَصْمَعِيّ وَغَيْره . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(2) هُمَا شَبِيهَتَانِ بِالتُّرْسِ . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(3) ( م ) 132 - ( 1807 )
(4) ( خ ) 2960 , ( م ) 80 - ( 1860 ) , ( ت ) 1592 , ( س ) 4159
(5) ( م ) 132 - ( 1807 )
(6) ( حم ) 16592 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(7) أَيْ : خَادِمًا أَتْبَعهُ . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(8) أَيْ : أَحُكّ ظَهْره بِالْمِحَسَّةِ لِأُزِيلَ عَنْهُ الْغُبَار وَنَحْوه . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(9) أَيْ : سَلَلْته . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(10) الضِّغْث : الْحُزْمَة . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(11) الْعَبَلَات مِنْ قُرَيْش ، وَهُمْ أُمَيَّة الصُّغْرَى ، وَالنِّسْبَة إِلَيْهِمْ لِأَنَّ اِسْم أُمّهمْ عَبْلَة ، قَالَ الْقَاضِي : أُمَيَّة الْأَصْغَر وَأَخَوَاهُ نَوْفَل وَعَبْد اللَّه بْن شَمْس بْن عَبْد مَنَافٍ نُسِبُوا إِلَى أُمّ لَهُمْ مِنْ بَنِي تَمِيم اِسْمهَا : عَبْلَة بِنْت عُبَيْد . شرح النووي
(12) أَيْ : عَلَيْهِ تِجْفَاف بِكَسْرِ التَّاء ، وَهُوَ ثَوْب يَلْبَسهُ الْفَرَس لِيَقِيَهُ مِنْ السِّلَاح . شرح النووي (ج 6 / ص 267)
(13) أَيْ : اِبْتِدَاؤُهُ . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(14) أَيْ : عَوْدَة ثَانِيَة . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(15) [الفتح/24]
(16) الطَّلِيعَة : مقدمة الجيش أو الذي يَنْظُرُ للقوم لَئلاَّ يَدْهَمَهم عدوٌّ .
(17) مَعْنَاهُ : أَنْ يُورِد الْمَاشِيَة الْمَاء فَتُسْقَى قَلِيلًا ثُمَّ تُرْسَل فِي الْمَرْعَى ، ثُمَّ تَرِد الْمَاء قَلِيلًا ، ثُمَّ تُرَدّ إِلَى الْمَرْعَى ،
قَالَ الْأَزْهَرِيّ : أَنْكَرَ اِبْن قُتَيْبَة عَلَى أَبِي عُبَيْد وَالْأَصْمَعِيّ كَوْنهمَا جَعَلَاهُ بِالنُّونِ ، وَزَعَمَ أَنَّ الصَّوَاب بِالْبَاءِ ، قَالَ الْأَزْهَرِيّ : أَخْطَأَ اِبْن قُتَيْبَة ، وَالصَّوَاب قَوْل الْأَصْمَعِيّ . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(18) هُوَ الْمَوْضِعُ الْمُرْتَفِعُ عَلَى مَا حَوْلَهُ ، وَقِيلَ : هُوَ تَلٌّ مِنْ حَجَرٍ وَاحِدٍ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 236)
(19) هُوَ مُنَادَى مُسْتَغِيث ، وَكَأَنَّهُ نَادَى النَّاس اِسْتِغَاثَة بِهِمْ فِي وَقْت الصَّبَاح , وَكَانَتْ عَادَتهمْ يُغِيرُونَ فِي وَقْت الصَّبَاح ، فَكَأَنَّهُ قَالَ : تَأَهَّبُوا لِمَا دَهَمَكُمْ صَبَاحًا . فتح الباري لابن حجر - (ج 9 / ص 267)
(20) أَيْ : أَضْرِب .
(21) أَيْ : أَرْمِيهِمْ بِالْحِجَارَةِ الَّتِي تُسْقِطهُمْ وَتُنْزِلهُمْ . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(22) البْرُدُ والبُرْدة : الشَّمْلَةُ المخطَّطة ، وقيل كِساء أسود مُرَبَّع فيه صورٌ .
(23) هِيَ حِجَارَة تُجْمَع وَتُنْصَب فِي الْمَفَازَة ، يُهْتَدَى بِهَا ، وَاحِدهَا ( إِرَم ) كَعِنَبٍ وَأَعْنَاب . النووي (ج 6 / ص 267)
(24) هُوَ كُلّ جَبَل صَغِير مُنْقَطِع عَنْ الْجَبَل الْكَبِير . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(25) أَيْ : أَنْتَ الْأَكْوَع الَّذِي كُنْت بُكْرَة هَذَا النَّهَار . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(26) السَّطِيحَة : إِنَاء مِنْ جُلُود سُطِحَ بَعْضهَا عَلَى بَعْض . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(27) الْمَذْقَة : قَلِيل مِنْ لَبَن مَمْزُوج بِمَاءٍ . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(28) أَيْ : طَرَدْتهمْ عَنْهُ . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(29) البْرُدُ والبُرْدة : الشَّمْلَةُ المخطَّطة ، وقيل كِساء أسود مُرَبَّع فيه صورٌ .
(30) ( م ) 132 - ( 1807 )
(31) ( خ ) 3041
(32) النواجذ : هي أواخُر الأسنان وقيل : التي بعد الأنياب .
(33) ( م ) 132 - ( 1807 )
(34) أَيْ : أَحْسِنْ أَوْ اُرْفُقْ . فتح الباري لابن حجر - (ج 9 / ص 267)
(35) ( خ ) 3041 , ( م ) 131 - ( 1806 )
(36) القِرى : ما يُعَدُّ للضيف .
(37) هَذَا فِيهِ اِسْتِحْبَاب الثَّنَاء عَلَى الشُّجْعَان وَسَائِر أَهْل الْفَضَائِل لَا سِيَّمَا عِنْد صَنِيعهمْ الْجَمِيل ، لِمَا فِيهِ مِنْ التَّرْغِيب لَهُمْ وَلِغَيْرِهِمْ فِي الْإِكْثَار مِنْ ذَلِكَ الْجَمِيل ، وَهَذَا كُلّه فِي حَقّ مَنْ يَأْمَن الْفِتْنَة عَلَيْهِ بِإِعْجَابٍ وَنَحْوه .
شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(38) هَذَا مَحْمُول عَلَى أَنَّ الزَّائِد عَلَى سَهْم الرَّاجِل كَانَ نَفْلًا ، وَهُوَ حَقِيق بِاسْتِحْقَاقِ النَّفْل - رضي الله عنه - لِبَدِيعِ صُنْعه فِي هَذِهِ الْغَزْوَة . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(39) أَيْ : عَدْوًا عَلَى الرِّجْلَيْنِ . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(40) أَيْ : وَثَبْت وَقَفَزْت . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(41) مَعْنَى رَبَطْت أَيْ : حَبَسْت نَفْسِي عَنْ الْجَرْي الشَّدِيد ، وَالشَّرَف : مَا اِرْتَفَعَ مِنْ الْأَرْض , وَقَوْله : ( أَسْتَبْقِي نَفَسِي ) أَيْ : لِئَلَّا يَقْطَعنِي الْبَهْر ، وَفِي هَذَا دَلِيل لِجَوَازِ الْمُسَابَقَة عَلَى الْأَقْدَام ، وَهُوَ جَائِز بِلَا خِلَاف إِذَا تَسَابَقَا بِلَا عِوَض ، فَإِنْ تَسَابَقَا عَلَى عِوَض فَفِي صِحَّتهَا خِلَاف ، الْأَصَحّ عِنْد أَصْحَابنَا : لَا تَصِحّ . شرح النووي (ج 6 / ص 267)
(42) ( م ) 132 - ( 1807 ) , ( د ) 2752
(43) ( خ ) 4196
(44) هَكَذَا قَالَ هُنَا ( عَمِّي ) وَقَدْ سَبَقَ فِي حَدِيث أَبِي الطَّاهِر عَنْ اِبْن وَهْب أَنَّهُ قَالَ : ( أَخِي ) ,
فَلَعَلَّهُ كَانَ أَخَاهُ مِنْ الرَّضَاعَة ، وَكَانَ عَمّه مِنْ النَّسَب . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)(4/783)
(1) ( يَحْدُو بِالْقَوْمِ يَقُولُ : اللَّهُمَّ لَوْلَا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا , وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا ) (2) ( وَنَحْنُ عَنْ فَضْلِكَ مَا اسْتَغْنَيْنَا , فَثَبِّتْ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا , وَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا ) (3) ( إِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَتَيْنَا , وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُوا عَلَيْنَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ هَذَا السَّائِقُ ؟ " , فَقَالُوا : عَامِرُ بْنُ الْأَكْوَعِ , فَقَالَ : " يَرْحَمُهُ اللَّهُ " ) (4) ( فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - : ) (5) ( وَجَبَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ , لَوْلَا أَمْتَعْتَنَا بِهِ ) (6) ( - وَمَا اسْتَغْفَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِإِنْسَانٍ يَخُصُّهُ إِلَّا اسْتُشْهِدَ - ) (7) ( فَلَمَّا قَدِمْنَا خَيْبَرَ ) (8) ( حَاصَرْنَاهُمْ حَتَّى أَصَابَتْنَا مَخْمَصَةٌ (9) شَدِيدَةٌ ) (10) ( وَكَانَ عَلِيٌّ قَدْ تَخَلَّفَ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي خَيْبَرَ وَكَانَ بِهِ رَمَدٌ , فَقَالَ : أَنَا أَتَخَلَّفُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , فَخَرَجَ عَلِيٌّ فَلَحِقَ بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَلَمَّا كَانَ مَسَاءُ اللَّيْلَةِ الَّتِي فَتَحَهَا اللَّهُ فِي صَبَاحِهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ) (11) ( " لَأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا ) (12) ( يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ) (13) ( يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ ) (14) ( فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا , فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ؟ " , فَقَالُوا : يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " فَأَرْسِلُوا إِلَيْهِ فَأْتُونِي بِهِ " ) (15) ( فَأَتَيْتُ عَلِيًّا فَجِئْتُ بِهِ أَقُودُهُ وَهُوَ أَرْمَدُ حَتَّى أَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (16) ( " فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ فَبَرَأَ حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ وَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ " , فَقَالَ عَلِيٌّ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا ؟ , فَقَالَ : " انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ , ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ , وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ , فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ ) (17) ( فَلَمَّا تَصَافَّ الْقَوْمُ ) (18) ( خَرَجَ مَلِكُهُمْ مَرْحَبٌ يَخْطِرُ بِسَيْفِهِ (19) وَيَقُولُ : قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ , شَاكِي السِّلَاحِ (20) بَطَلٌ مُجَرَّبُ (21) إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ , فَبَرَزَ لَهُ عَمِّي عَامِرٌ فَقَالَ : قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي عَامِرٌ , شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُغَامِرٌ (22) فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ , فَوَقَعَ سَيْفُ مَرْحَبٍ فِي تُرْسِ عَامِرٍ وَذَهَبَ عَامِرٌ يَسْفُلُ لَهُ (23) فَرَجَعَ سَيْفُهُ عَلَى نَفْسِهِ فَقَطَعَ أَكْحَلَهُ ) (24) ( فَقَتَلَهُ ) (25) ( وَخَرَجَ مَرْحَبٌ فَقَالَ : قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ , شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ , إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ , فَقَالَ عَلِيٌّ : أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ (26) كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرَهْ , أُوفِيهِمُ بِالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ (27) قَالَ : فَضَرَبَ رَأْسَ مَرْحَبٍ فَقَتَلَهُ , ثُمَّ كَانَ الْفَتْحُ عَلَى يَدَيْهِ ) (28) ( فَلَمَّا أَمْسَى النَّاسُ الْيَوْمَ الَّذِي فُتِحَتْ عَلَيْهِمْ أَوْقَدُوا نِيرَانًا كَثِيرَةً , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا هَذِهِ النِّيرَانُ ؟ , عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تُوقِدُونَ ؟ " , فَقَالُوا : عَلَى لَحْمٍ , قَالَ : " عَلَى أَيِّ لَحْمٍ ؟ " , قَالُوا : لَحْمُ حُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ ) (29) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَهْرِيقُوا مَا فِيهَا وَاكْسِرُوا قُدُورَهَا (30) " , فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , نُهَرِيقُ مَا فِيهَا وَنَغْسِلُهَا ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَوْ ذَاكَ " ) (31) ( قَالَ سَلَمَةُ : فَلَمَّا قَفَلْنَا ) (32) ( إِذَا نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُونَ : بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ ) (33) ( رَجُلٌ مَاتَ بِسِلَاحِهِ ) (34) ( قَتَلَ نَفْسَهُ ) (35) ( " فَرَآنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (36) ( وَأَنَا أَبْكِي ) (37) ( فَقَالَ : مَا لَكَ ؟ " , فَقُلْتُ لَهُ : فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي , زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ ) (38) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ قَالَ ذَلِكَ ؟ " , فَقُلْتُ : نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِكَ ) (39) ( يَهَابُونَ الصَلَاةَ عَلَيْهِ (40) يَقُولُونَ : رَجُلٌ مَاتَ بِسِلَاحِهِ ) (41) ( قَالَ : " كَذَبَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ , بَلْ لَهُ لَأَجْرَيْنِ ) (42) ( - وَجَمَعَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ - إِنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ , قَلَّ عَرَبِيٌّ مَشَى بِهَا مِثْلَهُ (43) " ) (44)
__________
(1) ( م ) 132 - ( 1807 )
(2) ( خ ) 4196
(3) ( م ) 132 - ( 1807 )
(4) ( خ ) 4196 , ( م ) 123 - ( 1802 )
(5) ( م ) 132 - ( 1807 )
(6) ( م ) 123 - ( 1802 ) , ( خ ) 6148
(7) ( م ) 132 - ( 1807 )
(8) ( م ) 132 - ( 1807 )
(9) أَيْ : مجاعة .
(10) ( خ ) 4196
(11) ( خ ) 3702 , ( م ) 35 - ( 2407 )
(12) ( خ ) 3973
(13) ( م ) 32 - ( 2404 )
(14) ( خ ) 2783 , ( م ) 35 - ( 2407 )
(15) ( خ ) 3498
(16) ( م ) 132 - ( 1807 )
(17) ( خ ) 3498 , ( م ) 34 - ( 2406 )
(18) ( خ ) 4196 , ( م ) 123 - ( 1802 )
(19) أَيْ : يَرْفَعهُ مَرَّة وَيَضَعهُ أُخْرَى . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(20) أَيْ : تَامّ السِّلَاح . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(21) أَيْ : مُجَرَّب بِالشَّجَاعَةِ وَقَهْر الْفُرْسَان . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(22) أَيْ : يَرْكَب غَمَرَات الْحَرْب وَشَدَائِدهَا وَيُلْقِي نَفْسه فِيهَا . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(23) أَيْ : يَضْرِبهُ مِنْ أَسْفَله . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(24) ( م ) 132 - ( 1807 )
(25) ( م ) 124 - ( 1802 )
(26) حَيْدَرَة اِسْم لِلْأَسَدِ ، وَكَانَ عَلِيّ - ط- قَدْ سُمِّيَ أَسَدًا فِي أَوَّل وِلَادَته , بِاسْمِ جَدّه لِأُمِّهِ أَسَد بْن هِشَام بْن عَبْد مَنَافٍ ، وَكَانَ أَبُو طَالِب غَائِبًا فَلَمَّا قَدِمَ سَمَّاهُ عَلِيًّا. شرح النووي (ج 6 / ص 267)
(27) مَعْنَاهُ : أَقْتُل الْأَعْدَاء قَتْلًا وَاسِعًا ذَرِيعًا ، وَالسَّنْدَرَة : مِكْيَال وَاسِع ، وَقِيلَ : هِيَ الْعَجَلَة ، أَيْ أَقْتُلهُمْ عَاجِلًا ،
وَقِيلَ : مَأْخُوذ مِنْ السَّنْدَرَة ، وَهِيَ شَجَرَة الصَّنَوْبَر . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(28) ( م ) 132 - ( 1807 )
(29) ( خ ) 6148
(30) جملة : ( أَهْرِيقُوا مَا فِيهَا وَاكْسِرُوا قُدُورَهَا ) وردت عند البخاري وغيره .
(31) ( خ ) 5497 , ( م ) 123 - ( 1802 )
(32) ( خ ) 4196
(33) ( م ) 132 - ( 1807 )
(34) ( س ) 3150 , ( د ) 2538
(35) ( خ ) 6891
(36) ( خ ) 4196
(37) ( م ) 132 - ( 1807 )
(38) ( خ ) 4196
(39) ( م ) 132 - ( 1807 )
(40) فيه دليل على استحباب ترك الصلاة على الفجرة .ع
(41) ( م ) 124 - ( 1802 )
(42) ( م ) 132 - ( 1807 ) , ( خ ) 4196
(43) فِي هَذَا الْحَدِيث جواز إِلْقَاء النَّفْس فِي غَمَرَات الْقِتَال ، وَقَدْ اِتَّفَقُوا عَلَى جَوَاز التَّغْرِير بِالنَّفْسِ فِي الْجِهَاد فِي الْمُبَارَزَة وَنَحْوهَا .
وَأَنَّ مَنْ مَاتَ فِي حَرْب الْكُفَّار بِسَبَبِ الْقِتَال يَكُون شَهِيدًا سَوَاء مَاتَ بِسِلَاحِهِمْ أَوْ رَمَتْهُ دَابَّة أَوْ غَيْرهَا ، أَوْ عَادَ عَلَيْهِ سِلَاحه كَمَا جَرَى لِعَامِرٍ . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(44) ( خ ) 4196(4/784)
( م د حم ) , وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( غَزَوْنَا فَزَارَةَ وَعَلَيْنَا أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - , أَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَيْنَا , فَلَمَّا كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمَاءِ سَاعَةٌ , أَمَرَنَا أَبُو بَكْرٍ فَعَرَّسْنَا (1) ) (2) ( حَتَّى إِذَا صَلَّيْنَا الصُّبْحَ , شَنَنَّاهَا عَلَيْهِمْ الْغَارَةً ) (3) ( فَبَيَّتْنَاهُمْ نَقْتُلُهُمْ ، وَكَانَ شِعَارُنَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ : أَمِتْ أَمِتْ (4) قَالَ سَلَمَةُ : فَقَتَلْتُ بِيَدِي تِلْكَ سَبْعَةَ أَهْلِ أَبْيَاتٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ ) (5) ( فَنَظَرْتُ إِلَى عُنُقٍ مِنْ النَّاسِ (6) فِيهِ الذُّرِّيَّةُ وَالنِّسَاءُ ) (7) ( فَخَشِيتُ أَنْ يَسْبِقُونِي إِلَى الْجَبَلِ , فَرَمَيْتُ بِسَهْمٍ بَيْنهُمْ وَبَيْنَ الْجَبَلِ , فَلَمَّا رَأَوْا السَّهْمَ وَقَفُوا , فَجِئْتُ بِهِمْ أَسُوقُهُمْ ) (8) ( إِلَى أَبِي بَكْرٍ , وَفِيهِمْ امْرَأَةٌ مِنْ فَزَارَةَ عَلَيْهَا قِشْعٌ مَنْ أَدَمٍ ، مَعَهَا بِنْتٌ لَهَا مِنْ أَجْمَلِ الْعَرَبِ , فَنَفَّلَنِي أَبُو بَكْرٍ ابْنَتَهَا , فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ ) (9) ( وَمَا كَشَفْتُ لَهَا ثَوْبًا , " فَلَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي السُّوقِ فَقَالَ : يَا سَلَمَةُ , هَبْ لِي الْمَرْأَةَ " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَاللَّهِ لَقَدْ أَعْجَبَتْنِي وَمَا كَشَفْتُ لَهَا ثَوْبًا ) (10) ( " فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَتَرَكَنِي , حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ الْغَدِ لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي السُّوقِ فَقَالَ لِي : يَا سَلَمَةُ , هَبْ لِي الْمَرْأَةَ لِلَّهِ أَبُوكَ " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (11) ( وَاللَّهِ مَا كَشَفْتُ لَهَا ثَوْبًا وَهِيَ لَكَ , " فَبَعَثَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ وَفِي أَيْدِيهِمْ أَسْرَى ) (12) ( مِنْ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا أُسِرُوا بِمَكَّةَ ) (13) ( فَفَدَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِتِلْكَ الْمَرْأَةِ (14) " ) (15)
__________
(1) التَّعْرِيس : النُّزُول آخِر اللَّيْل . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 204 )
(2) ( م ) 46 - ( 1755 )
(3) ( حم ) 16585 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(4) يَعْنِي : اقْتُلْ .
(5) ( د ) 2638 ، ( حم ) 16545 ، ( جة ) 2840
(6) أَيْ : جَمَاعَة .شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 204 )
(7) ( د ) 2697 ، ( م ) 46 - ( 1755 )
(8) ( م ) 46 - ( 1755 )
(9) ( د ) 2697 ، ( م ) 46 - ( 1755 )
(10) ( م ) 46 - ( 1755 ) ، ( د ) 2697
(11) ( حم ) 16549 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(12) ( د ) 2697 ، ( م ) 46 - ( 1755 )
(13) ( م ) 46 - ( 1755 ) ، ( جة ) 2846
(14) فِيهِ جَوَاز التَّفْرِيق بَيْن الْأُمّ وَوَلَدهَا الْبَالِغ ، وَلَا خِلَاف فِي جَوَازه عِنْدَنَا .شرح النووي
(15) ( د ) 2697 ، ( حم ) 16549 ، صححه الألباني في هداية الرواة : 3877(4/785)
( خ م ) , وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ - رضي الله عنه - قَالَ :
غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - سَبْعَ غَزَوَاتٍ , وَخَرَجْتُ فِيمَا يَبْعَثُ مِنْ الْبُعُوثِ تِسْعَ غَزَوَاتٍ مَرَّةً عَلَيْنَا أَبُو بَكْرٍ , وَمَرَّةً عَلَيْنَا أُسَامَةُ . (1)
__________
(1) ( خ ) 4271 , ( م ) 148 - ( 1815 ) , ( حم ) 16591(4/786)
( 19 ) جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيّ - رضي الله عنه -
( خد حم ) , عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( لَمَّا دَنَوْتُ مِنْ الْمَدِينَةِ أَنَخْتُ رَاحِلَتِي , ثُمَّ حَلَلْتُ عَيْبَتِي (1) ثُمَّ لَبِسْتُ حُلَّتِي , ثُمَّ دَخَلْتُ , " فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ " , فَرَمَانِي النَّاسُ بِالْحَدَقِ , فَقُلْتُ لِجَلِيسِي : يَا عَبْدَ اللَّهِ , هَلْ ذَكَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , قَالَ : " نَعَمْ , ذَكَرَكَ آنِفًا (2) بِأَحْسَنِ ذِكْرٍ , فَبَيْنَمَا هُوَ يَخْطُبُ إِذْ عَرَضَ لَكَ فِي خُطْبَتِهِ فَقَالَ : يَدْخُلُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْبَابِ ) (3) ( رَجُلٌ مِنْ خَيْرِ ذِي يَمَنٍ , عَلَى وَجْهِهِ مَسْحَةُ مَلَكٍ (4) " ) (5) ( قَالَ جَرِيرٌ : فَحَمِدْتُ اللَّهَ - عز وجل - عَلَى مَا أَبْلَانِي ) (6) .
__________
(1) العَيْبة : مكان وضع الثياب على الناقة .
(2) أي : قبل قليل .
(3) ( حم ) 19203 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح .
(4) أَيْ : أثَرٌ من الجَمالِ , لأنهم أبداً يصِفُونَ الملائكَةَ بالجَمالِ . النهاية في غريب الأثر - ج 4 / ص 789
(5) ( خد ) 250 ، ( ن ) 8302 ، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 188 ، الصَّحِيحَة : 3193
(6) ( حم ) 19203 ، ( حب ) 7199(4/787)
( خ م ) , وَعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" مَا حَجَبَنِي (1) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُنْذُ أَسْلَمْتُ , وَلَا رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي " ، وَلَقَدْ شَكَوْتُ إِلَيْهِ إِنِّي لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ ، " فَضَرَبَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِي وَقَالَ : اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا " (2)
__________
(1) أَيْ : مَا مَنَعَنِي مِن الدُّخُول إِلَيْهِ إِذَا كَانَ فِي بَيْته فَاسْتَأْذَنْت عَلَيْهِ . فتح الباري لابن حجر - ج 11 / ص 137
(2) ( خ ) 2871 ، ( م ) 135 - ( 2475 ) ، ( جة ) 159 ، ( حم ) 19196(4/788)
( 20 ) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ - رضي الله عنهما -
( خ م ) , عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( حَمَلْتُ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ , فَخَرَجْتُ وَأَنَا مُتِمٌّ (1) فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَنَزَلْتُ بِقُبَاءٍ , فَوَلَدْتُهُ بِقُبَاءٍ , ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ) (2) ( لِيُحَنِّكَهُ ، " فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنِّي فَوَضَعَهُ فِي حَجْرِهِ ثُمَّ دَعَا بِتَمْرَةٍ " قَالَتْ عَائِشَةُ : فَمَكَثْنَا سَاعَةً نَلْتَمِسُهَا قَبْلَ أَنْ نَجِدَهَا , " فَمَضَغَهَا ثُمَّ بَصَقَهَا فِي فِيهِ , فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ دَخَلَ بَطْنَهُ رِيقُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (3) ( ثُمَّ دَعَا لَهُ وَبَرَّكَ عَلَيْهِ ) (4) ( وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ " ) (5) ( وَكَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ , فَفَرِحُوا بِهِ فَرَحًا شَدِيدًا , لِأَنَّهُمْ قِيلَ لَهُمْ : إِنَّ الْيَهُودَ قَدْ سَحَرَتْكُمْ فلَا يُولَدُ لَكُمْ ) (6) ( ثُمَّ جَاءَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ لِيُبَايِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَمَرَهُ بِذَلِكَ الزُّبَيْرُ - " فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ رَآهُ مُقْبِلًا إِلَيْهِ , ثُمَّ بَايَعَهُ " ) (7)
__________
(1) أَيْ : قَدْ أَتْمَمْت مُدَّة الْحَمْل الْغَالِبَة وَهِيَ تِسْعَة أَشْهُر . فتح الباري لابن حجر - ج 11 / ص 239
(2) ( خ ) 3697
(3) ( م ) 25 - ( 2146 )
(4) ( خ ) 3697
(5) ( م ) 25 - ( 2146 )
(6) ( خ ) 5152 ، ( حم ) 26983
(7) ( م ) 25 - ( 2146 )(4/789)
( خ ) , وَعَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ :
( وَقَعَ بَيْنَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَبَيْنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ - رضي الله عنه - ) (1) ( شَيْءٌ , فَغَدَوْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ : أَتُرِيدُ أَنْ تُقَاتِلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ فَتُحِلَّ حَرَمَ اللَّهِ (2) ؟ , فَقَالَ : مَعَاذَ اللَّهِ , إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَبَنِي أُمَيَّةَ مُحِلِّينَ (3) وَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أُحِلُّهُ أَبَدًا (4) ثُمَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : يَقُولُ النَّاسُ : بَايِعْ لِابْنِ الزُّبَيْرِ , فَقُلْتُ : وَأَيْنَ بِهَذَا الْأَمْرِ عَنْهُ (5) أَمَّا أَبُوهُ فَحَوَارِيُّ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يُرِيدُ الزُّبَيْرَ - وَأَمَّا وَأُمُّهُ فَذَاتُ النِّطَاقَينِ - يُرِيدُ أَسْمَاءَ - وَأَمَّا جَدُّهُ فَصَاحِبُ الْغَارِ - يُرِيدُ أَبَا بَكْرٍ - وَأَمَّا جَدَّتُهُ فَعَمَّةُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يُرِيدُ صَفِيَّةَ - وَأَمَّا خَالَتُهُ فَأُمُّ الْمُؤْمِنِينَ - يُرِيدُ عَائِشَةَ - وَأَمَّا عَمَّتُهُ فَزَوْجُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يُرِيدُ خَدِيجَةَ - ثُمَّ عَفِيفٌ فِي الْإِسْلَامِ , قَارِئٌ لِلْقُرْآنِ , وَاللَّهِ إِنْ وَصَلُونِي وَصَلُونِي مِنْ قَرِيبٍ (6) وَإِنْ رَبُّونِي رَبُّونِي أَكْفَاءٌ كِرَامٌ ) (7) ( فَإِذَا هُوَ يَتَعَلَّى عَنِّي (8) وَلَا يُرِيدُ ذَلِكَ (9) ) (10) ( وَآثَرَ التُّوَيْتَاتِ وَالْأُسَامَاتِ وَالْحُمَيْدَاتِ - يُرِيدُ أَبْطُنًا مِنْ بَنِي أَسَدٍ , بَنِي تُوَيْتٍ , وَبَنِي أُسَامَةَ , وَبَنِي أَسَدٍ (11) - وَإِنَّ ابْنَ أَبِي الْعَاصِ بَرَزَ يَمْشِي الْقُدَمِيَّةَ (12) - يَعْنِي عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ - وَإِنَّهُ لَوَّى ذَنَبَهُ (13) - يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ- ) (14) ( فَقُلْتُ : مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنِّي أَعْرِضُ هَذَا مِنْ نَفْسِي فَيَدَعُهُ (15) وَمَا أُرَاهُ يُرِيدُ خَيْرًا (16) وَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ , لَأَنْ يَرُبَّنِي بَنُو عَمِّي (17) أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَرُبَّنِي غَيْرُهُمْ ) (18) .
__________
(1) ( خ ) 4387
(2) أَيْ : مِنْ الْقِتَالِ فِي الْحَرَم . فتح الباري لابن حجر - ج 13 / ص 101
(3) إِنَّمَا نُسِبَ اِبْن الزُّبَيْر إِلَى ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ بَنُو أُمَيَّةَ هُمْ الَّذِينَ اِبْتَدَءُوهُ بِالْقِتَالِ وَحَصَرُوهُ وَإِنَّمَا بَدَأَ مِنْهُ أَوَّلًا دَفْعهمْ عَنْ نَفْسه لِأَنَّهُ بَعْدَ أَنْ رَدَّهُمْ اللَّه عَنْهُ حَصَرَ بَنِي هَاشِم لِيُبَايِعُوهُ ، فَشَرَعَ فِيمَا يُؤْذِن بِإِبَاحَتِهِ الْقِتَال فِي الْحَرَم .فتح الباري
(4) وَهَذَا مَذْهَب ابْن عَبَّاس أَنَّهُ لَا يُقَاتِل فِي الْحَرَم وَلَوْ قُوتِلَ فِيهِ .فتح الباري لابن حجر - ج 13 / ص 101
(5) أَيْ : الْخِلَافَة , أَيْ : لَيْسَتْ بَعِيدَة عَنْهُ لِمَا لَهُ مِنْ الشَّرَف بِأَسْلَافِهِ الَّذِينَ ذَكَرَهُمْ , ثُمَّ صِفَته الَّتِي أَشَارَ إِلَيْهَا بِقَوْلِهِ : عَفِيف فِي الْإِسْلَام , قَارِئ لِلْقُرْآنِ . فتح الباري
(6) أَيْ : بِسَبَبِ الْقَرَابَة .فتح الباري
(7) ( خ ) 4388
(8) أَيْ : يَتَرَفَّعُ عَلَيَّ مُتَنَحِّيًا عَنِّي . فتح الباري
(9) أَيْ : لَا يُرِيد أَنْ أَكُون مِنْ خَاصَّته . فتح الباري
(10) ( خ ) 4389
(11) قَالَ الْأَزْرَقِيّ : كَانَ اِبْن الزُّبَيْر إِذَا دَعَا النَّاس فِي الْإِذْن بَدَأَ بِبَنِي أَسَد عَلَى بَنِي هَاشِم وَبَنِي عَبْد شَمْس وَغَيْرهمْ ، فَهَذَا مَعْنَى قَوْل اِبْن عَبَّاس " فَآثَرَ عَلَى التُّوَيْتَات إِلَخْ " فتح الباري
(12) قَالَ الْخَطَّابِيُّ وَغَيْره : مَعْنَاهَا التَّبَخْتُر ، وَهُوَ مَثَل يُرِيد أَنَّهُ بَرَزَ يَطْلُب التَّقْدِمَة فِي الشَّرَف وَالْفَضْل . فتح الباري
(13) أَيْ : ثَنَاهُ ، وَكَنَّى بِذَلِكَ عَنْ تَأَخُّره وَتَخَلُّفه عَنْ مَعَالِي الْأُمُور ، وَقِيلَ : كَنَّى بِهِ عَنْ الْجُبْن وَإِيثَار الدَّعَة كَمَا تَفْعَل السِّبَاع إِذَا أَرَادَتْ النَّوْم ، وَالْأَوَّل أَوْلَى ، وَفِي مِثْله قَالَ الشَّاعِر : مَشَى اِبْن الزُّبَيْر الْقَهْقَرَى وَتَقَدَّمَتْ أُمَيَّة حَتَّى أَحْرَزُوا الْقَصَبَات , وَقَالَ الدَّاوُدِيُّ : الْمَعْنَى أَنَّهُ وَقَفَ فَلَمْ يَتَقَدَّم وَلَمْ يَتَأَخَّر ، وَلَا وَضَعَ الأمور مَوَاضِعَهَا فَأَدْنَى النَّاصِح وَأَقْصَى الْكَاشِح , وَقَالَ اِبْن التِّين ، مَعْنَى " لَوَّى ذَنَبه " لَمْ يَتِمّ لَهُ مَا أَرَادَهُ , وَفِي رِوَايَة أَبِي مِخْنَفٍ الْمَذْكُورَة " وَأَنَّ اِبْن الزُّبَيْر يَمْشِي الْقَهْقَرَى " وَهُوَ الْمُنَاسِب لِقَوْلِهِ فِي عَبْد الْمَلِك يَمْشِي الْقُدَمِيَّة ، وَكَانَ الْأَمْر كَمَا قَالَ اِبْن عَبَّاس ،
فَإِنَّ عَبْد الْمَلِك لَمْ يزل فِي تَقَدُّم مِنْ أَمْره إِلَى أَنْ اِسْتَنْقَذَ الْعِرَاق مِنْ اِبْن الزُّبَيْر وَقَتَلَ أَخَاهُ عِلْيَة ، ثُمَّ جَهَّزَ الْعَسَاكِر إِلَى اِبْن الزُّبَيْر بِمَكَّة , فَكَانَ مِنْ الْأَمْر مَا كَانَ ، وَلَمْ يَزَلْ أَمْر ابْن الزُّبَيْر فِي تَأَخُّر إِلَى أَنْ قُتِلَ / تَعَالَى .
فتح الباري لابن حجر - ج 13 / ص 101
(14) ( خ ) 4388
(15) أَيْ : أَبْدَؤُهُ بِالْخُضُوعِ لَهُ وَلَا يَرْضَى مِنِّي بِذَلِكَ . فتح الباري
(16) أَيْ : لَا يُرِيد أَنْ يَصْنَع بِي خَيْرًا . فتح الباري
(17) قَوْله" لَأَنْ يُرَبِّنِي " أَيْ : يَكُون عَلَيَّ رَبًّا , أَيْ : أَمِيرًا ، قَالَ التَّيْمِيُّ : مَعْنَاهُ لَأَنْ أَكُون فِي طَاعَة بَنِي أُمَيَّة أَحَبّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُون فِي طَاعَة بَنِي أَسَد ، لِأَنَّ بَنِي أُمَيَّة أَقْرَب إِلَى بَنِي هَاشِم مِنْ بَنِي أَسَد . فتح الباري لابن حجر - ج 13 / ص 102
(18) ( خ ) 4389(4/790)
( خ م حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ :
( قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لِابْنِ جَعْفَرٍ ش : أَتَذْكُرُ ) (1) ( حِينَ اسْتَقْبَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ جَاءَ مِنْ سَفَرٍ ) (2) ( أَنَا وَأَنْتَ وَابْنُ عَبَّاسٍ ؟ , قَالَ : نَعَمْ , " فَحَمَلَنَا وَتَرَكَكَ " ) (3)
__________
(1) ( خ ) 2916
(2) ( حم ) 2146 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( خ ) 2916 ، ( م ) 65 - ( 2427 ) ، ( حم ) 2146(4/791)
( 21 ) عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ الطَّائيّ - رضي الله عنه -
( خ م حم ) , عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
أَتَيْتُ عُمَرَ - رضي الله عنه - فِي أُنَاسٍ مِنْ قَوْمِي , فَجَعَلَ يَفْرِضُ لِلرَّجُلِ مِنْ طَيِّئٍ فِي أَلْفَيْنِ وَيُعْرِضُ عَنِّي , فَاسْتَقْبَلْتُهُ فَأَعْرَضَ عَنِّي , ثُمَّ أَتَيْتُهُ مِنْ حِيَالِ وَجْهِهِ فَأَعْرَضَ عَنِّي , فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , أَمَا تَعْرِفُنِي ؟ , فَضَحِكَ حَتَّى اسْتَلْقَى لِقَفَاهُ ثُمَّ قَالَ : نَعَمْ , وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْرِفُكَ ) (1) ( أَسْلَمْتَ إِذْ كَفَرُوا , وَأَقْبَلْتَ إِذْ أَدْبَرُوا , وَوَفَيْتَ إِذْ غَدَرُوا , وَعَرَفْتَ إِذْ أَنْكَرُوا ) (2) ( وَإِنَّ أَوَّلَ صَدَقَةٍ بَيَّضَتْ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَوُجُوهَ أَصْحَابِهِ صَدَقَةُ طَيِّئٍ , جِئْتَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (3) ( ثُمَّ أَخَذَ يَعْتَذِرُ فَقَالَ : إِنَّمَا فَرَضْتُ لِقَوْمٍ أَجْحَفَتْ بِهِمْ الْفَاقَةُ , وَهُمْ سَادَةُ عَشَائِرِهِمْ , لِمَا يَنُوبُهُمْ مِنْ الْحُقُوقِ ) (4) ( فَقُلْتُ : لَا أُبَالِي إِذًا ) (5) .
__________
(1) ( حم ) 316 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( خ ) 4394
(3) ( م ) 196 - ( 2523 )
(4) ( حم ) 316
(5) ( خ ) 4394(4/792)
( 22 ) سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ - رضي الله عنه -
( جة ) , عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
أَبْطَأْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةً بَعْدَ الْعِشَاءِ ثُمَّ جِئْتُ ، فَقَالَ : " أَيْنَ كُنْتِ ؟ " قُلْتُ : كُنْتُ أَسْتَمِعُ قِرَاءَةَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِكَ ، لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَ قِرَاءَتِهِ وَصَوْتِهِ مِنْ أَحَدٍ قَالَتْ : " فَقَامَ وَقُمْتُ مَعَهُ حَتَّى اسْتَمَعَ لَهُ ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ : هَذَا سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتِي مِثْلَ هَذَا " (1)
__________
(1) ( جة ) 1338 ، ( ك ) 5001 ، انظر الصَّحِيحَة : 3342(4/793)
( خ ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْأَوَّلُونَ الْعُصْبَةَ (1) قَبْلَ مَقْدَمِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , كَانَ يَؤُمُّهُمْ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ ب , وَكَانَ أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا ) (2) ( فِيهِمْ عُمَرُ , وَأَبُو سَلَمَةَ , وَزَيْدٌ , وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ ) (3) .
__________
(1) العُصْبة : مَوْضِعٌ بِقُبَاءٍ ويسمى أيضا الْمُعَصَّب .
(2) ( خ ) 660
(3) ( خ ) 6754 ، ( د ) 588(4/794)
( 23 ) بُرَيْدَةُ الْأَسْلَمِيُّ - رضي الله عنه -
( خ م ) , عَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سِتَّ عَشْرَةَ غَزْوَةً . (1)
__________
(1) ( خ ) 4203 , ( م ) 147 - ( 1814 ) ، ( حم ) 23003(4/795)
( 24 ) عَبْدُ اللَّهِ ذُو الْبِجَادَيْنِ - رضي الله عنه -
( حم ) , وَعَنْ مِحْجَنِ بْنِ الْأَدْرَعِ - رضي الله عنه - قَالَ :
كُنْتُ أَحْرُسُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ لَيْلَةٍ ، " فَخَرَجَ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ ، فَرَآنِي فَأَخَذَ بِيَدِي ، فَانْطَلَقْنَا فَمَرَرْنَا عَلَى رَجُلٍ يُصَلِّي يَجْهَرُ بِالْقُرْآنِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : عَسَى أَنْ يَكُونَ مُرَائِيًا " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ يُصَلِّي يَجْهَرُ بِالْقُرْآنِ ، " فَرَفَضَ (1) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدِي ثُمَّ قَالَ : إِنَّكُمْ لَنْ تَنَالُوا هَذَا الْأَمْرَ بِالْمُغَالَبَةِ " ، قَالَ : ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ لَيْلَةٍ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ وَأَنَا أَحْرُسُهُ ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَمَرَرْنَا عَلَى رَجُلٍ يُصَلِّي بِالْقُرْآنِ " فَقُلْتُ : عَسَى أَنْ يَكُونَ مُرَائِيًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " كَلَّا إِنَّهُ أَوَّابٌ (2) " , قَالَ : فَنَظَرْتُ ، فَإِذَا هو عَبْدُ اللَّهِ ذُو الْبِجَادَيْنِ . (3)
__________
(1) أَيْ : تَرَك .
(2) الأواب : هو الكثير الرجوع إلى اللّه بالتوبة , وقيل : هو المطيع ، وقيل : المُسَبِّحُ .
(3) ( حم ) 18992 , ( هب ) 581 , انظر الصَّحِيحَة : 1709(4/796)
( 25 ) فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ - رضي الله عنه -
( حم ) , عَنْ فُرَاتِ بْنِ حَيَّانَ الْعِجْلِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِأَصْحَابِهِ :
" إِنَّ مِنْكُمْ رِجَالًا لَا أُعْطِيهِمْ شَيْئًا أَكِلُهُمْ إِلَى إِيمَانِهِمْ , مِنْهُمْ فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 23230 ( د ) 2652 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2236 , الصَّحِيحَة : 1701(4/797)
( 26 ) سَفِينَةُ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنهما -
( حم ) , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ قَالَ :
( لَقِيتَ سَفِينَةَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ ك بِبَطْنِ نَخْلٍ فِي زَمَنِ الْحَجَّاجِ , فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ ثَمَانِ لَيَالٍ أَسْأَلُهُ عَنْ أَحَادِيثِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقُلْتُ لَهُ : مَا اسْمُكَ ؟ , قَالَ : مَا أَنَا بِمُخْبِرِكَ " سَمَّانِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَفِينَةَ " , فَقُلْتُ : وَلِمَ سَمَّاكَ سَفِينَةَ ؟ ) (1) ( قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ , فَكُلَّمَا أَعْيَا (2) بَعْضُ الْقَوْمِ أَلْقَى عَلَيَّ سَيْفَهُ وَتُرْسَهُ وَرُمْحَهُ , حَتَّى حَمَلْتُ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا كَثِيرًا , فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَنْتَ سَفِينَةُ " ) (3)
__________
(1) ( حم ) 21978 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
(2) أَيْ : تعب .
(3) ( حم ) 21975 ، انظر الصَّحِيحَة : 2959 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .(4/798)
( ك ) , وَعن سفينة قال :
ركبت البحر في سفينة فانكسرت , فركبت لوحا منها فطرحني في أجمة (1) فيها أسد فلم يرعني إلا به , فقلت : يا أبا الحارث , أنا مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , فطأطأ رأسه وغمز بمنكبه شِقِّي , فما زال يغمزني ويهديني إلى الطريق حتى وضعني على الطريق فلما وضعني هَمْهَمَ , فظننت أنه يُوَدِّعُنِي . (2)
__________
(1) الأَجَمَة : الشجر الكثير الملتفُّ , والجمع أُجْمٌ وأُجُمٌ . لسان العرب - ج 1 / ص 23
(2) ( ك ) 4235 ، انظر هداية الرواة : 5893(4/799)
( 27 ) سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ - رضي الله عنه -
( خ ) , وَعَنْ عَبْد اللَّه بْن مَعْقِل قَالَ :
كَبَّرَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - عَلَى سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ - رضي الله عنه - [ خَمْسًا ] (1) وَقَالَ : إِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا (2) . (3)
__________
(1) كَذَا فِي الْأُصُول لَمْ يَذْكُر عَدَد التَّكْبِير ، وَقَدْ أَوْرَدَهُ أَبُو نُعَيْم فِي " الْمُسْتَخْرَج " مِنْ طَرِيق الْبُخَارِيّ بِهَذَا الْإِسْنَاد فَقَالَ فِيهِ " كَبَّرَ خَمْسًا " ، انظر فتح الباري لابن حجر - ج 11 / ص 336
(2) قَوْل عَلِيّ " لَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا " يُشِير إِلَى أَنَّ لِمَنْ شَهِدَهَا فَضْلًا عَلَى غَيْرهمْ فِي كُلّ شَيْء حَتَّى فِي تَكْبِيرَات الْجِنَازَة ، وَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ مَشْهُورًا عِنْدهمْ أَنَّ التَّكْبِير أَرْبَع ، وَهُوَ قَوْل أَكْثَر الصَّحَابَة . فتح الباري
(3) ( خ ) 3782(4/800)
( 28 ) طَارِقُ بْنُ شِهَابٍ (*) - رضي الله عنه -
( حم ) , عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَغَزَوْتُ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - ِضْعًا وَأَرْبَعِينَ , أَوْ بِضْعًا وَثَلَاثِينَ مِنْ بَيْنِ غَزْوَةٍ وَسَرِيَّةٍ . (1)
__________
(*) هو طارق بن شهاب بن عبد شمس ابن سلمة بن هلال بن عوف بن جشم بن نفر ابن عمرو بن لؤي بن رهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس أبو عبد الله الأحمسي البجلي .
(1) ( حم ) 18849 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/801)
( 29 ) صَفْوَانُ بْنُ عَسَّالٍ - رضي الله عنه -
( حم ) , وَعَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ :
وَفَدْتُ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه - ، وَإِنَّمَا حَمَلَنِي عَلَى الْوِفَادَةِ لُقِيُّ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - رضي الله عنه - وَأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَلَقِيتُ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ - رضي الله عنه - فَقُلْتُ لَهُ : هَلْ رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , فَقَالَ : نَعَمْ , وَغَزَوْتُ مَعَهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ غَزْوَةً . (1)
__________
(1) ( حم ) 18115 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .(4/802)
( 29 ) رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيّ - رضي الله عنه -
( م د حم ) , وَعَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَقُومُ لَهُ فِي حَوَائِجِهِ نَهَارِي أَجْمَعَ , حَتَّى يُصَلِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ , فَأَجْلِسَ بِبَابِهِ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ , أَقُولُ : لَعَلَّهَا أَنْ تَحْدُثَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَاجَةٌ ) (1) ( فَآتِيهِ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ ) (2) ( قَالَ : فَمَا أَزَالُ أَسْمَعُهُ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : سُبْحَانَ اللَّهِ , سُبْحَانَ اللَّهِ , سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ , حَتَّى أَمَلَّ فَأَرْجِعَ , أَوْ تَغْلِبَنِي عَيْنِي فَأَرْقُدَ , فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا لِمَا يَرَى مِنْ خِفَّتِي لَهُ وَخِدْمَتِي إِيَّاهُ : " سَلْنِي يَا رَبِيعَةُ أُعْطِكَ " ) (3) ( فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْظِرْنِي (4) أَنْظُرُ فِي أَمْرِي ) (5) ( ثُمَّ أُعْلِمُكَ بِذَلِكَ ) (6) ( قَالَ : " فَانْظُرْ فِي أَمْرِكَ " ) (7) ( قَالَ : فَفَكَّرْتُ فِي نَفْسِي , فَعَرَفْتُ أَنَّ الدُّنْيَا مُنْقَطِعَةٌ زَائِلَةٌ , وَأَنَّ لِي فِيهَا رِزْقًا سَيَكْفِينِي وَيَأْتِينِي , فَقُلْتُ : أَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِآخِرَتِي , فَإِنَّهُ مِنْ اللَّه - عز وجل - بِالْمَنْزِلِ الَّذِي هُوَ بِهِ , فَجِئْتُهُ فَقَالَ : " مَا فَعَلْتَ يَا رَبِيعَةُ ؟ " فَقُلْتُ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَسْأَلُكَ ) (8) ( مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ , قَالَ : " أَوَغَيْرَ ذَلِكَ ؟ " , فَقُلْتُ : هُوَ ذَاكَ ) (9) ( فَقَالَ : " مَنْ أَمَرَكَ بِهَذَا يَا رَبِيعَةُ ؟ " , فَقُلْتُ : لَا وَاللَّهِ الَّذِي بَعَثَكِ بِالْحَقِّ مَا أَمَرَنِي بِهِ أَحَدٌ , وَلَكِنَّكَ لَمَّا قُلْتَ لِي سَلْنِي أُعْطِكَ , وَكُنْتَ مِنْ اللَّه بِالْمَنْزِلِ الَّذِي أَنْتَ بِهِ , نَظَرْتُ فِي أَمْرِي , وَعَرَفْتُ أَنَّ الدُّنْيَا مُنْقَطِعَةٌ وَزَائِلَةٌ , وَأَنَّ لِي فِيهَا رِزْقًا سَيَأْتِينِي , فَقُلْتُ : أَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِآخِرَتِي , " فَصَمَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - طَوِيلًا ثُمَّ قَالَ لِي : إِنِّي فَاعِلٌ , فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ ) (10) "
__________
(1) ( حم ) 16629 , وحسنه الألباني في الإرواء تحت حديث : 457 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(2) ( د ) 1320 , ( م ) 226 - ( 489 )
(3) ( حم ) 16629 , ( س ) 1618
(4) أَيْ : أمهلني .
(5) ( حم ) 16628 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(6) ( حم ) 16629
(7) ( حم ) 16628
(8) ( حم ) 16629
(9) ( م ) 226 - ( 489 ) , ( س ) 1138 , ( د ) 1320
(10) ( حم ) 16629 , ( م ) 226 - ( 489 ) , ( س ) 1138 , ( د ) 1320 , انظر الصَّحِيحَة : 2102(4/803)
شُرَيْحٌ الْحَضْرَمِيُّ
( حم ) , وَعَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ - رضي الله عنه - قَالَ :
ذُكِرَ شُرَيْحٌ الْحَضْرَمِيُّ - رضي الله عنه - عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " ذَاكَ رَجُلٌ لَا يَتَوَسَّدُ الْقُرْآنَ (1) " (2)
__________
(1) أَرَادَ بِالتَّوَسُّدِ النَّوْمَ , أَيْ : لَا يَنَام اللَّيْل عَنْ الْقُرْآن , فَيَكُون الْقُرْآن مُتَوَسِّدًا مَعَهُ , بَلْ هُوَ يُدَاوِم عَلَى قِرَاءَته وَيُحَافِظ عَلَيْهَا . شرح سنن النسائي - (ج 3 / ص 133)
(2) ( حم ) 15762 , ( س ) 1783 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(4/804)
عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ - رضي الله عنه -
( د حم مي ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( دَخَلَتْ عَلَيَّ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ - رضي الله عنه - ، وَهِيَ بَاذَّةُ الْهَيْئَةِ (1) فَسَأَلْتُهَا مَا شَأْنُكِ ؟ , فَقَالَتْ : زَوْجِي يَقُومُ اللَّيْلَ وَيَصُومُ النَّهَارَ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : " فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ ) (2) ( " فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ " فَجَاءَهُ ، فَقَالَ : " يَا عُثْمَانُ أَرَغِبْتَ عَنْ سُنَّتِي ؟ , قَالَ : لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَلَكِنْ سُنَّتَكَ أَطْلُبُ , قَالَ : " فَإِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ ، وَأَنْكِحُ النِّسَاءَ ) (3) ( أَمَا لَكَ فِيَّ أُسْوَةٌ ؟ ، فَوَاللَّهِ إِنِّي أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ ، وَأَحْفَظُكُمْ لِحُدُودِهِ ) (4) ( فَاتَّقِ اللَّهَ يَا عُثْمَانُ ، فَإِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَإِنَّ لِضَيْفِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَإِنَّ لِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، فَصُمْ وَأَفْطِرْ ، وَصَلِّ وَنَمْ ) (5) ( أَتُؤْمِنُ بِمَا نُؤْمِنُ بِهِ ؟ " , قَالَ : نَعَمْ ، يَا رَسُول اللَّه ، قَالَ : " فَاصْنَعْ كَمَا نَصْنَعُ ) (6) ( فَإِنِّي لَمْ أُومَرْ بِالرَّهْبَانِيَّةِ " , قَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - : فَوَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ أَجْمَعَ رِجَالٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِنْ هُوَ أَقَرَّ عُثْمَانَ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ أَنْ نَخْتَصِيَ فَنَتَبَتَّلَ ) (7) .
__________
(1) أَيْ : تَلبَسُ ثيابًا بَالِية .
(2) ( حم ) 25935 , انظر الإرواء تحت حديث : 2015 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( د ) 1369 , ( حم ) 26351 , انظر صحيح الجامع : 7946 , الإرواء تحت حديث : 2015
(4) ( حم ) 25935
(5) ( د ) 1369 , ( حم ) 26351
(6) ( حم ) 24798 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث حسن .
(7) ( مي ) 2169 , ( حم ) 25935 , ( حب ) 9 , 316 , وصححه الألباني في الإرواء تحت حديث : 2015 ، والصَّحِيحَة : 394(4/805)
( خ ) , وَعَنْ أُمِّ الْعَلَاءِ الْأَنْصَارِيَّةِ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَةَ , اقْتَرَعَتْ الْأَنْصَارُ عَلَى سَكَنِهِمْ , فَطَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ - رضي الله عنه - ) (1) ( فَسَكَنَ عِنْدَنَا ) (2) ( فَوَجِعَ وَجَعَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ , فَلَمَّا تُوُفِّيَ غُسِّلَ وَكُفِّنَ فِي أَثْوَابِهِ (3) ) (4) ( فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قُلْتُ : رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ , فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَكْرَمَهُ ؟ " , فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَمَنْ يُكْرِمُهُ اللَّهُ ؟ , قَالَ : " أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ , وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ , وَاللَّهِ وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِهِ ) (5) وَاللَّهِ مَا أَدْرِي- وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ - مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ (6) "( فَقُلْتُ : فَوَاللَّهِ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ أَبَدًا ) (7) ( وَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ , قَالَتْ : فَنِمْتُ فَأُرِيتُ لِعُثْمَانَ عَيْنًا تَجْرِي , فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرْتُهُ ) (8) ( فَقَالَ : " ذَلِكِ عَمَلُهُ ) (9) ( يَجْرِي لَهُ " ) (10)
__________
(1) ( حم ) 27498 , ( خ ) 2541
(2) ( خ ) 2541
(3) هذه عند ( خ )
(4) ( خ ) 6602
(5) ( خ ) 1186
(6) ( خ ) 6615 , ( حم ) 27498
(7) ( خ ) 1186
(8) ( خ ) 2541
(9) ( خ ) 3714
(10) ( خ ) 6615 , ( حم ) 27497(4/806)
الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَد - رضي الله عنه -
( خ ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( شَهِدْتُ مِنْ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ مَشْهَدًا لَأَنْ أَكُونَ صَاحِبَهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عُدِلَ بِهِ , أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَدْعُو عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ : لَا نَقُولُ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى : { اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَهُنَا قَاعِدُونَ } ) (1) ( وَلَكِنْ امْضِ وَنَحْنُ مَعَكَ ) (2) ( نُقَاتِلُ عَنْ يَمِينِكَ , وَعَنْ شِمَالِكَ , وَبَيْنَ يَدَيْكَ , وَخَلْفَكَ , " فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَشْرَقَ وَجْهُهُ وَسَرَّهُ قَوْلُهُ " ) (3)
__________
(1) ( خ ) 3736
(2) ( خ ) 4333
(3) ( خ ) 3736 , ( حم ) 4070(4/807)
( حم ) , وَعَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
مَا كَانَ فِينَا فَارِسٌ يَوْمَ بَدْرٍ غَيْرَ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ . (1)
__________
(1) ( حم ) 1161, 1023 ( خز ) 899 , ( حب ) 2257 , ( ن ) 823 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 545 , 3330 , أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم - (1 / 120)(4/808)
عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ - رضي الله عنه -
( خ ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
كَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ - رضي الله عنه - غُلَامًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الطُّفَيْلِ بْنِ سَخْبَرَةَ - أَخُو عَائِشَةَ لِأُمِّهَا - وَكَانَتْ لِأَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - مِنْحَةٌ (1) فَكَانَ يَرُوحُ بِهَا وَيَغْدُو (2) عَلَيْهِمْ ، وَيُصْبِحُ فَيَدَّلِجُ إِلَيْهِمَا ثُمَّ يَسْرَحُ ، فلَا يَفْطُنُ بِهِ أَحَدٌ مِنْ الرِّعَاءِ ، فَلَمَّا خَرَجَا خَرَجَ مَعَهُمَا يُعْقِبَانِهِ (3) حَتَّى قَدِمَا الْمَدِينَةَ , فَقُتِلَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ (4) وَأُسِرَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ - رضي الله عنه - , فَقَالَ لَهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ : مَنْ هَذَا ؟ - وَأَشَارَ إِلَى قَتِيلٍ - فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ : هَذَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ ، فَقَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدَ مَا قُتِلَ رُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ ، حَتَّى إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْأَرْضِ ، ثُمَّ وُضِعَ ، فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَبَرُهُمْ فَنَعَاهُمْ ، فَقَالَ : " إِنَّ أَصْحَابَكُمْ قَدْ أُصِيبُوا , وَإِنَّهُمْ قَدْ سَأَلُوا رَبَّهُمْ فَقَالُوا : رَبَّنَا أَخْبِرْ عَنَّا إِخْوَانَنَا بِمَا رَضِينَا عَنْكَ وَرَضِيتَ عَنَّا , فَأَخْبَرَهُمْ عَنْهُمْ " , وَأُصِيبَ يَوْمَئِذٍ فِيهِمْ عُرْوَةُ بْنُ أَسْماءَ بْنِ الصَّلْتِ , فَسُمِّيَ عُرْوَةُ بِهِ , وَمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو , سُمِّيَ بِهِ مُنْذِرًا . (5)
__________
(1) الْمِنْحَة : مَا يَمْنَحُهُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ أَيْ يُعْطِيه مِنْ ذَات دَرٍّ لِيَشْرَبَ لَبَنَهَا . عون المعبود - (ج 8 / ص 63)
(2) الغدو : السير والذهاب أول النهار .
(3) أَيْ : يُرْكِبَانِهِ عُقْبَة ، وَهُوَ أَنْ يَنْزِلَ الرَّاكِبُ وَيَرْكَب رَفِيقُهُ ثُمَّ يَنْزِل الْآخَرُ وَيَرْكَب الْمَاشِي .فتح الباري(ج11 ص 426)
(4) من قوله : من هنا إلى الآخر ( معلق ) .
(5) ( خ ) 3867(4/809)
( 21 ) مَنَاقِبُ الْمُهَاجِرَات
( خ م ) , عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ وَمَا لَهُ فِي الْأَرْضِ مِنْ مَالٍ وَلَا مَمْلُوكٍ وَلَا شَيْءٍ غَيْرَ فَرَسِهِ ) (1) ( وَنَاضِحٍ ) (2) ( فَكُنْتُ أَخْدُمُ الزُّبَيْرَ خِدْمَةَ الْبَيْتِ ) (3) ( فَأَسْتَقِي الْمَاءَ , وَأَخْرِزُ غَرْبَهُ (4) وَأَعْجِنُ , وَلَمْ أَكُنْ أُحْسِنُ أَخْبِزُ , وَكَانَ يَخْبِزُ جَارَاتٌ لِي مِنْ الْأَنْصَارِ , وَكُنَّ نِسْوَةَ صِدْقٍ (5) ) (6) ( وَلَمْ يَكُنْ مِنْ الْخِدْمَةِ شَيْءٌ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ سِيَاسَةِ الْفَرَسِ ) (7) ( أَعْلِفُهُ , وَأَكْفِيهِ مَئُونَتَهُ , وَأَسُوسُهُ , وَأَدُقُّ النَّوَى لِنَاضِحِهِ , وَأَعْلِفُهُ ) (8) ( وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى عَلَى رَأْسِي مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (9) ( مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ ) (10) ( وَهِيَ مِنِّي (11) عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ (12) فَجِئْتُ يَوْمًا وَالنَّوَى عَلَى رَأْسِي , فَلَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ الْأَنْصَارِ , " فَدَعَانِي ثُمَّ قَالَ : إِخْ إِخْ (13) لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ " , فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسِيرَ مَعَ الرِّجَالِ , وَذَكَرْتُ الزُّبَيْرَ وَغَيْرَتَهُ - وَكَانَ أَغْيَرَ النَّاسِ - " فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنِّي قَدْ اسْتَحْيَيْتُ فَمَضَى " , فَجِئْتُ الزُّبَيْرَ فَقُلْتُ : " لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَى رَأْسِي النَّوَى وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ , فَأَنَاخَ لِأَرْكَبَ " , فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ وَعَرَفْتُ غَيْرَتَكَ , فَقَالَ : وَاللَّهِ لَحَمْلُكِ النَّوَى ) (14) ( عَلَى رَأْسِكِ ) (15) ( أَشَدُّ عَلَيَّ مِنْ رُكُوبِكِ مَعَهُ , قَالَتْ : حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - بَعْدَ ذَلِكَ بِخَادِمٍ فَكَفَتْنِي سِيَاسَةَ الْفَرَسِ , فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَنِي ) (16) ( فَجَاءَنِي رَجُلٌ فَقَالَ : يَا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ إنِّي رَجُلٌ فَقِيرٌ أَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَ فِي ظِلِّ دَارِكِ , فَقُلْتُ لَهُ : إِنِّي إِنْ رَخَّصْتُ لَكَ أَبَى ذَاكَ الزُّبَيْرُ , فَتَعَالَ فَاطْلُبْ إِلَيَّ وَالزُّبَيْرُ شَاهِدٌ , فَجَاءَ فَقَالَ : يَا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ ، إِنِّي رَجُلٌ فَقِيرٌ أَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَ فِي ظِلِّ دَارِكِ فَقُلْتُ لَهُ : مَا لَكَ بِالْمَدِينَةِ إِلَّا دَارِي ؟ , فَقَالَ لِيَ الزُّبَيْرُ : لَيْسَ لَكِ أَنْ تَمْنَعِي رَجُلًا فَقِيرًا يَبِيعُ , فَكَانَ يَبِيعُ إِلَى أَنْ كَسَبَ , فَبِعْتُهُ الْجَارِيَةَ , فَدَخَلَ عَلَيَّ الزُّبَيْرُ وَثَمَنُهَا فِي حَجْرِي , فَقَالَ : هَبِيهَا لِي , فَقُلْتُ لَهُ : إِنِّي قَدْ تَصَدَّقْتُ بِهَا ) (17) .
__________
(1) ( م ) 34 - ( 2182 ) ، ( خ ) 4926
(2) ( خ ) 4926
(3) ( م ) 35 - ( 2182 )
(4) الغَرْب : هُوَ الدَّلْو الْكَبِير . شرح النووي على مسلم - ج 7 / ص 319
(5) أَضَافَتْهُنَّ إِلَى الصِّدْق مُبَالَغَة فِي تَلَبُّسهنَّ بِهِ فِي حُسْن الْعِشْرَة وَالْوَفَاء بِالْعَهْدِ . فتح الباري ج 15 / ص 30
(6) ( خ ) 4926
(7) ( م ) 35 - ( 2182 )
(8) ( م ) 34 - ( 2182 ) ، ( حم ) 26982
(9) ( خ ) 4926 ، ( د ) 3069
(10) ( خ ) 2918
(11) أَيْ : مِنْ مَكَان سُكْنَاهَا . فتح الباري لابن حجر - ج 15 / ص 30
(12) ذَكَرَ الْفَرَّاء أَنَّ الْفَرْسَخ فَارِسِيّ مُعَرَّب ، وَهُوَ ثَلَاثَة أَمْيَال ، وَقَالَ النَّوَوِيّ الْمِيل سِتَّة آلَاف ذِرَاع وَالذِّرَاع أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ إِصْبَعًا مُعْتَرِضَة مُعْتَدِلَة وَالْإِصْبَع سِتّ شَعِيرَات مُعْتَرِضَة مُعْتَدِلَة . وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ هُوَ الْأَشْهَر . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 53)
(13) كَلِمَة تُقَال لِلْبَعِيرِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُنِيخهُ . فتح الباري
(14) ( خ ) 4926
(15) ( م ) 34 - ( 2182 )
(16) ( خ ) 4926 ، ( م ) 34 - ( 2182 ) ، ( حم ) 26982
(17) ( م ) 35 - ( 2182 )(4/810)
( خ ) , وَعَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ :
( كَانَ أَهْلُ الشَّامِ يُعَيِّرُونَ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُونَ : يَا ابْنَ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ , فَقَالَتْ لَهُ أَسْمَاءُ : يَا بُنَيَّ , إِنَّهُمْ يُعَيِّرُونَكَ بِالنِّطَاقَيْنِ , هَلْ تَدْرِي مَا كَانَ النِّطَاقَانِ ؟ ) (1) ( صَنَعْتُ سُفْرَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ حِينَ أَرَادَ أَنْ يُهَاجِرَ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَلَمْ نَجِدْ لِسُفْرَتِهِ وَلَا لِسِقَائِهِ مَا نَرْبِطُهُمَا بِهِ , فَقُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ : وَاللَّهِ مَا أَجِدُ شَيْئًا أَرْبِطُ بِهِ إِلَّا نِطَاقِي , قَالَ : فَشُقِّيهِ ) (2) ( نِصْفَيْنِ ) (3) ( فَارْبِطِي بِوَاحِدٍ السِّقَاءَ وَبِالْآخَرِ السُّفْرَةَ , فَفَعَلْتُ فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ ) (4) ( قَالَ : فَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِذَا عَيَّرَهُ أَهْلُ الشَّأْمِ بِالنِّطَاقَيْنِ يَقُولُ : إِيهًا وَالْإِلَهِ تِلْكَ شَكَاةٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُهَا (5) ) (6) .
__________
(1) ( خ ) 5073
(2) ( خ ) 2757
(3) ( خ ) 5073
(4) ( خ ) 2757 ، ( حم ) 26973
(5) قال الألباني في مختصر صحيح البخاري تحت حديث : 1307 هو عجز بيت لأبي ذؤيب تمثل به ابن الزبير , وتمامه :
وعيَّرَني الواشونَ أني أُحِبُها وتلكَ شكاةٌ ظاهرٌ عنكَ عارُها
أَيْ : مرتفع عنك عارها , و( الشَّكاة ) : رفع الصوت بالقول القبيح . أ . هـ
(6) ( خ ) 5073(4/811)
( م حم ) , وَعَنْ أَبِي نَوْفَلٍ قَالَ :
( لَمَّا قَتَلَ الْحَجَّاجُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ صَلَبَهُ مَنْكُوسًا ) (1) ( عَلَى عَقَبَةِ الْمَدِينَةِ , قَالَ : فَجَعَلَتْ قُرَيْشٌ تَمُرُّ عَلَيْهِ وَالنَّاسُ , حَتَّى مَرَّ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - , فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ , السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ , السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ , أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا (2) أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا , أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا , أَمَا وَاللَّهِ إِنْ كُنْتَ مَا عَلِمْتُ صَوَّامًا , قَوَّامًا , وَصُولًا لِلرَّحِمِ , أَمَا وَاللَّهِ لَأُمَّةٌ أَنْتَ أَشَرُّهَا لَأُمَّةٌ خَيْرٌ , ثُمَّ نَفَذَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , فَبَلَغَ الْحَجَّاجَ مَوْقِفُ عَبْدِ اللَّهِ وَقَوْلُهُ , فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَأُنْزِلَ عَنْ جِذْعِهِ , فَأُلْقِيَ فِي قُبُورِ الْيَهُودِ , ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ ك فَأَبَتْ أَنْ تَأْتِيَهُ , فَأَعَادَ عَلَيْهَا الرَّسُولَ : لَتَأْتِيَنِّي أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكِ مَنْ يَسْحَبُكِ بِقُرُونِكِ (3) فَأَبَتْ وَقَالَتْ : وَاللَّهِ لَا آتِيكَ حَتَّى تَبْعَثَ إِلَيَّ مَنْ يَسْحَبُنِي بِقُرُونِي , فَقَالَ الْحَجَّاجُ : أَرُونِي سِبْتَيَّ (4) فَأَخَذَ نَعْلَيْهِ , ثُمَّ انْطَلَقَ يَتَوَذَّفُ (5) حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا , فَقَالَ : كَيْفَ رَأَيْتِنِي صَنَعْتُ بِعَدُوِّ اللَّهِ ؟ , قَالَتْ : رَأَيْتُكَ أَفْسَدْتَ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ , وَأَفْسَدَ عَلَيْكَ آخِرَتَكَ ) (6) ( فَقَالَ : إِنَّ ابْنَكِ أَلْحَدَ فِي هَذَا الْبَيْتِ , وَإِنَّ اللَّهَ أَذَاقَهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ , وَفَعَلَ بِهِ مَا فَعَلَ فَقَالَتْ : كَذَبْتَ , كَانَ بَرًّا بِالْوَالِدَيْنِ , صَوَّامًا قَوَّامًا ) (7) ( بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ لَهُ : يَا ابْنَ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ , وَأَنَا وَاللَّهِ ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ (8) أَمَّا أَحَدُهُمَا : فَكُنْتُ أَرْفَعُ بِهِ طَعَامَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَطَعَامَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ الدَّوَابِّ , وَأَمَّا الْآخَرُ : فَنِطَاقُ الْمَرْأَةِ الَّتِي لَا تَسْتَغْنِي عَنْهُ ) (9) ( وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " يَخْرُجُ كَذَّابَانِ الْآخِرُ مِنْهُمَا أَشَرُّ مِنْ الْأَوَّلِ وَهُوَ مُبِيرٌ (10) " ) (11) ( فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَرَأَيْنَاهُ (12) وَأَمَّا الْمُبِيرُ : فلَا إِخَالُكَ (13) إِلَّا إِيَّاهُ (14) قَالَ : فَقَامَ عَنْهَا وَلَمْ يُرَاجِعْهَا ) (15) .
__________
(1) ( حم ) 27019 ، انظر الصَّحِيحَة تحت حديث : 3538
(2) أَيْ : عَنْ الْمُنَازَعَة الطَّوِيلَة . شرح النووي على مسلم - ج 8 / ص 328
(3) أَيْ : يَجُرّك بِضَفَائِر شَعْرك . شرح النووي
(4) هِيَ النَّعْل الَّتِي لَا شَعْر عَلَيْها . شرح النووي
(5) قَالَ أَبُو عُبَيْد : مَعْنَاهُ يُسْرِع ، وَقَالَ أَبُو عُمَر : مَعْنَاهُ يَتَبَخْتَر . شرح النووي
(6) ( م ) 229 - ( 2545 )
(7) ( حم ) 27012 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(8) قَالَ الْعُلَمَاء : النِّطَاق أَنْ تَلْبَس الْمَرْأَة ثَوْبهَا ، ثُمَّ تَشُدّ وَسَطهَا بِشَيْءٍ ، وَتَرْفَع وَسَط ثَوْبهَا وَتُرْسِلهُ عَلَى الْأَسْفَل ، تَفْعَل ذَلِكَ عِنْد مُعَانَاة الْأَشْغَال لِئَلَّا تَعْثِر فِي ذَيْلهَا . شرح النووي
(9) ( م ) 229 - ( 2545 )
(10) الْمُبِير الْمُهْلِك . شرح النووي
(11) ( حم ) 27019 ، ( م ) 229 - ( 2545 )
(12) تَعْنِي بِهِ الْمُخْتَار بْن أَبِي عُبَيْد الثَّقَفِيّ ، كَانَ شَدِيد الْكَذِب ، وَمِنْ أَقْبَحه اِدَّعَى أَنَّ جِبْرِيل يَأْتِيه . شرح النووي
(13) مَعْنَاهُ : أَظُنّك . شرح النووي
(14) اتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالْكَذَّابِ هُنَا : الْمُخْتَار بْن أَبِي عُبَيْد ، وَبِالْمُبِيرِ الْحَجَّاج بْن يُوسُف . شرح النووي
(15) ( م ) 229 - ( 2545 )(4/812)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( بَلَغَنَا مَخْرَجُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ بِالْيَمَنِ , فَخَرَجْنَا مُهَاجِرِينَ إِلَيْهِ أَنَا وَأَخَوَانِ لِي , أَحَدُهُمَا أَبُو بُرْدَةَ , وَالْآخَرُ أَبُو رُهْمٍ , وَأَنَا أَصْغَرُهُمْ , فِي ثَلَاثَةٍ وَخَمْسِينَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِي فَرَكِبْنَا سَفِينَةً , فَأَلْقَتْنَا سَفِينَتُنَا إِلَى النَّجَاشِيِّ بِالْحَبَشَةِ , فَوَافَقْنَا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - وَأَصْحَابَهُ عِنْدَهُ ، فَقَالَ جَعْفَرٌ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَنَا هَاهُنَا وَأَمَرَنَا بِالْإِقَامَةِ , فَأَقِيمُوا مَعَنَا , فَأَقَمْنَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنَا جَمِيعًا , فَوَافَقْنَا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ , فَأَسْهَمَ لَنَا , وَمَا قَسَمَ لِأَحَدٍ غَابَ عَنْ فَتْحِ خَيْبَرَ مِنْهَا شَيْئًا إِلَّا لِمَنْ شَهِدَ مَعَهُ , إِلَّا أَصْحَابَ سَفِينَتِنَا مَعَ جَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ , قَسَمَ لَهُمْ مَعَهُمْ ) (1) ( وَكَانَ أُنَاسٌ مِنْ النَّاسِ يَقُولُونَ لَنَا - يَعْنِي لِأَهْلِ السَّفِينَةِ - : نَحْنُ سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ , وَدَخَلَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ ك - وَهِيَ مِمَّنْ قَدِمَ مَعَنَا , وَكَانَتْ هَاجَرَتْ إِلَى النَّجَاشِيِّ فِيمَنْ هَاجَرَ - عَلَى حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - زَائِرَةً , فَدَخَلَ عُمَرُ - رضي الله عنه - عَلَى حَفْصَةَ وَأَسْمَاءُ عِنْدَهَا , فَقَالَ عُمَرُ حِينَ رَأَى أَسْمَاءَ : مَنْ هَذِهِ ؟ , قَالَتْ : أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ , فَقَالَ عُمَرُ : الْحَبَشِيَّةُ ؟ , هَذِهِ الْبَحْرِيَّةُ ؟ , هَذِهِ ؟ , فَقَالَتْ أَسْمَاءُ : نَعَمْ , فَقَالَ عُمَرُ : سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ , فَنَحْنُ أَحَقُّ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْكُمْ , فَغَضِبَتْ وَقَالَتْ : كَلَّا وَاللَّهِ , كُنْتُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , يُطْعِمُ جَائِعَكُمْ , وَيَعِظُ جَاهِلَكُمْ , وَكُنَّا نَحْنُ فِي أَرْضِ الْبُعَدَاءِ الْبُغَضَاءِ بِالْحَبَشَةِ ، نُؤْذَى وَنُخَافُ فِي اللَّهِ وَفِي رَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَايْمُ اللَّهِ (2) لَا أَطْعَمُ طَعَامًا وَلَا أَشْرَبُ شَرَابًا حَتَّى أَذْكُرَ مَا قُلْتَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَسْأَلَهُ , وَاللَّهِ لَا أَكْذِبُ وَلَا أَزِيغُ (3) وَلَا أَزِيدُ عَلَيْهِ , " فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " , قَالَتْ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ , إِنَّ عُمَرَ قَالَ كَذَا وَكَذَا , قَالَ : " فَمَا قُلْتِ لَهُ ؟ " قَالَتْ : قُلْتُ لَهُ كَذَا وَكَذَا , قَالَ : " لَيْسَ بِأَحَقَّ بِي مِنْكُمْ , وَلَهُ وَلِأَصْحَابِهِ هِجْرَةٌ وَاحِدَةٌ , وَلَكُمْ أَنْتُمْ أَهْلَ السَّفِينَةِ هِجْرَتَانِ ) (4) ( هِجْرَتُكُمْ إِلَى الْمَدِينَةِ , وَهِجْرَتُكُمْ إِلَى الْحَبَشَةِ " ) (5) ( قَالَتْ أَسْمَاءُ : فَلَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا مُوسَى وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ يَأْتُونِي أَرْسَالًا (6) يَسْأَلُونِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ , مَا مِنْ الدُّنْيَا شَيْءٌ هُمْ بِهِ أَفْرَحُ وَلَا أَعْظَمُ فِي أَنْفُسِهِمْ مِمَّا قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا مُوسَى وَإِنَّهُ لَيَسْتَعِيدُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنِّي ) (7) .
__________
(1) ( خ ) 2967 ، ( م ) 169 - ( 2502 ) ، ( ت ) 1559 ، ( د ) 2725 ، ( حم ) 19652
(2) ( وَايْمُ اللَّهِ ) أي : وَاللهِ .
(3) الزيغ : البعد عن الحق ، والميل عن الاستقامة .
(4) ( خ ) 3990 ، ( م ) 169 - ( 2502 )
(5) ( حم ) 19542 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(6) أَيْ : جماعات متفرقين .
(7) ( خ ) 3990 ، ( م ) 169 - ( 2502 )(4/813)
( 22 ) مَنَاقِبُ الْأَنْصَار
( خ ) , عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ قَالَ :
قُلْتُ لِأَنَسٍ - رضي الله عنه - : أَرَأَيْتَ اسْمَ الْأَنْصَارِ ؟ , أَكُنْتُمْ تُسَمَّوْنَ بِهِ أَمْ سَمَّاكُمْ اللَّهُ ؟ ، قَالَ : بَلْ سَمَّانَا اللَّهُ - عز وجل - . (1)
__________
(1) ( خ ) 3565(4/814)
( ت ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنَ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
إِنْ لَمْ نَكُنْ مِنْ الْأَزْدِ فَلَسْنَا مِنْ النَّاسِ (1) . (2)
__________
(1) الْأَنْصَارُ كُلُّهُمْ مِنْ أَوْلَادِ الْأَزْدِ . تحفة الأحوذي - ج 9 / ص 386
(2) ( ت ) 3938(4/815)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الْأَنْصَارِ ؟ " , قَالُوا : بَلَى ) (1) ( قَالَ : " إِنَّ خَيْرَ دُورِ الْأَنْصَارِ دَارُ بَنِي النَّجَّارِ , ثُمَّ دَارُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ ، ثُمَّ دَارُ بَنِي عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , ثُمَّ دَارُ بَنِي سَاعِدَةَ ) (2) ( ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ - فَقَبَضَ أَصَابِعَهُ ثُمَّ بَسَطَهُنَّ كَالرَّامِي بِيَدِهِ - ثُمَّ قَالَ : وَفِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ " ) (3) ( فَلَحِقَنَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ - رضي الله عنه - ، فَقُلْتُ لَهُ : أَلَمْ تَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَيَّرَ دُورَ الْأَنْصَارِ فَجَعَلَنَا آخِرًا ؟ ، فَأَدْرَكَ سَعْدٌ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , خَيَّرْتَ دُورَ الْأَنْصَارِ فَجَعَلْتَنَا آخِرًا ؟ , فَقَالَ : " أَوَلَيْسَ بِحَسْبِكُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنْ الْخِيَارِ ؟ " ) (4)
__________
(1) ( خ ) 1482 ، ( حم ) 23652
(2) ( م ) 11 - ( 1392 ) ، ( خ ) 3791
(3) ( خ ) 4994 ، ( ت ) 3910
(4) ( م ) 11 - ( 1392 ) ، ( خ ) 3791(4/816)
( خ م ) , وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْأَنْصَارُ لَا يُحِبُّهُمْ إِلَّا مُؤْمِنٌ , وَلَا يُبْغِضُهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ , فَمَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللَّهُ , وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللَّهُ " (1)
__________
(1) ( م ) 129 - ( 75 ) ، ( خ ) 3572 ، ( ت ) 3900 ، ( حم ) 18523(4/817)
( خ م ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" آيَةُ (1) الْإِيمَانِ حُبُّ الْأَنْصَارِ , وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الْأَنْصَارِ (2) " (3)
__________
(1) الْآيَة : الْعَلَامَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 27)
(2) فَإِنْ قِيلَ : هَلْ يَكُون مَنْ أَبْغَضَهُمْ مُنَافِقًا وَإِنْ صَدِّقَ وَأَقَرَّ ؟ , فَالْجَوَاب أَنَّ ظَاهِر اللَّفْظ يَقْتَضِيه ؛ لَكِنَّهُ غَيْر مُرَاد ، فَيُحْمَل عَلَى تَقْيِيد الْبُغْض بِالْجِهَةِ ، فَمَنْ أَبْغَضَهُمْ مِنْ جِهَة هَذِهِ الصِّفَة - وَهِيَ كَوْنهمْ نَصَرُوا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَثَّرَ ذَلِكَ فِي تَصْدِيقه , فَيَصِحّ أَنَّهُ مُنَافِق , و( الْأَنْصَار ) : جَمْع نَاصِر كَأَصْحَاب وَصَاحِب ، أَيْ : أَنْصَار رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالْمُرَاد الْأَوْس وَالْخَزْرَج ، وَكَانُوا قَبْل ذَلِكَ يُعْرَفُونَ بِبَنِي قَيْلَة ، فَسَمَّاهُمْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الْأَنْصَار " , فَصَارَ ذَلِكَ عَلَمًا عَلَيْهِمْ ، وَأُطْلِقَ أَيْضًا عَلَى أَوْلَادهمْ وَحُلَفَائِهِمْ وَمَوَالِيهمْ , وَخُصُّوا بِهَذِهِ الْمَنْقَبَة الْعُظْمَى لِمَا فَازُوا بِهِ دُون غَيْرهمْ مِنْ الْقَبَائِل مِنْ إِيوَاء النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ مَعَهُ , وَالْقِيَام بِأَمْرِهِمْ وَمُوَاسَاتهمْ بِأَنْفُسِهِمْ وَأَمْوَالهمْ , وَإِيثَارهمْ إِيَّاهُمْ فِي كَثِير مِنْ الْأُمُور عَلَى أَنْفُسهمْ ، فَكَانَ صَنِيعهمْ لِذَلِكَ مُوجِبًا لِمُعَادَاتِهِمْ جَمِيع الْفِرَق الْمَوْجُودِينَ مِنْ عَرَب وَعَجَم ، وَالْعَدَاوَة تَجُرّ الْبُغْض ، ثُمَّ كَانَ مَا اِخْتَصُّوا بِهِ مِمَّا ذُكِرَ مُوجِبًا لِلْحَسَدِ ، وَالْحَسَد يَجُرّ الْبُغْض ، فَلِهَذَا جَاءَ التَّحْذِير مِنْ بُغْضهمْ وَالتَّرْغِيب فِي حُبّهمْ , حَتَّى جُعِلَ ذَلِكَ آيَة الْإِيمَان وَالنِّفَاق ، تَنْوِيهًا بِعَظِيمِ فَضْلهمْ ، وَتَنْبِيهًا عَلَى كَرِيم فِعْلهمْ ، وَإِنْ كَانَ مَنْ شَارَكَهُمْ فِي مَعْنَى ذَلِكَ مُشَارِكًا لَهُمْ فِي الْفَضْل الْمَذْكُور , كُلٌّ بِقِسْطِهِ . ( فتح الباري ) ح17
(3) ( خ ) 3573 , ( م ) 74(4/818)
( م ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يُبْغِضُ الْأَنْصَارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ " (1)
__________
(1) ( م ) 130 - ( 76 ) , ( ت ) 3906(4/819)
( حم ) , وَعَنْ الْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ السَّاعِدِيِّ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَهو يُبَايِعُ النَّاسَ عَلَى الْهِجْرَةِ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ بَايِعْ هَذَا , قَالَ : " وَمَنْ هَذَا ؟ " قَالَ : ابْنُ عَمِّي يَزِيدُ بْنُ حَوْطٍ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا أُبَايِعُكَ , إِنَّ النَّاسَ يُهَاجِرُونَ إِلَيْكُمْ وَلَا تُهَاجِرُونَ إِلَيْهِمْ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِ , لَا يُحِبُّ رَجُلٌ الْأَنْصَارَ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ وَهو يُحِبُّهُ , وَلَا يَبْغُضُ رَجُلٌ الْأَنْصَارَ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ وَهو يَبْغُضُهُ " (1)
__________
(1) ( حم ) 15579 ، ( طب ) 3/263 ح3356 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 1979 , والصحيحة : 1672(4/820)
( خ م جة ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِبَعْضِ الْمَدِينَةِ ) (1) ( فَأَبْصَرَ نِسَاءً وَصِبْيَانًا مُقْبِلِينَ مِنْ عُرْسٍ ) (2) ( يَضْرِبْنَ بِدُفِّهِنَّ وَيَتَغَنَّيْنَ وَيَقُلْنَ : نَحْنُ جَوَارٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ , يَا حَبَّذَا مُحَمَّدٌ مِنْ جَارِ ) (3) ( فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُمْتَنًّا فَقَالَ : ) (4) ( اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ ، اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ ، اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ " ) (5) ( - يَعْنِي الْأَنْصَارَ - ) (6) .
__________
(1) ( جة ) 1899 ، انظر الصَّحِيحَة : 3154
(2) ( خ ) 4885 ، ( م ) 174 - ( 2508 )
(3) ( جة ) 1899
(4) ( خ ) 4885 ، ( م ) 174 - ( 2508 )
(5) ( خ ) 3574 ، ( م ) 174 - ( 2508 ) ، ( حم ) 13737
(6) ( م ) 174 - ( 2508 )(4/821)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( افْتَتَحْنَا مَكَّةَ ، ثُمَّ إِنَّا غَزَوْنَا حُنَيْنًا ) (1) ( فَأَقْبَلَتْ هَوَازِنُ وَغَطَفَانُ وَغَيْرُهُمْ ) (2) ( بِالصِّبْيَانِ وَالنِّسَاءِ وَالْإِبِلِ وَالنَّعَمِ فَجَعَلُوهُمْ صُفُوفًا ) (3) ( فَصُفَّتْ الْخَيْلُ ، ثُمَّ صُفَّتْ الْمُقَاتِلَةُ ، ثُمَّ صُفَّتْ النِّسَاءُ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ ، ثُمَّ صُفَّتْ الْغَنَمُ ، ثُمَّ صُفَّتْ النَّعَمُ ) (4) ( يُكَثِّرُونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (5) ( قَالَ : وَنَحْنُ بَشَرٌ كَثِيرٌ قَدْ بَلَغْنَا ) (6) ( عَشَرَةَ آلَافٍ ، وَالطُّلَقَاءُ ) (7) ( وَعَلَى مُجَنِّبَةِ خَيْلِنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ - رضي الله عنه - ) (8) ( فَلَمَّا الْتَقَوْا وَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ كَمَا قَالَ اللَّهُ - عز وجل - ) (9) ( فَجَعَلَتْ خَيْلُنَا تَلْوِي خَلْفَ ظُهُورِنَا ، فَلَمْ نَلْبَثْ أَنْ انْكَشَفَتْ خَيْلُنَا ، وَفَرَّتْ الْأَعْرَابُ وَمَنْ نَعْلَمُ مِنْ النَّاسِ ) (10) ( فَأَدْبَرُوا عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى بَقِيَ وَحْدَهُ ) (11) ( قَالَ : فَنَادَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا لَلْمُهَاجِرِينَ , يَا لَلْمُهَاجِرِينَ " , ثُمَّ قَالَ : " يَا لَلْأَنْصَارِ , يَا لَلْأَنْصَارِ " ) (12) وفي رواية : ( " فَنَادَى يَوْمَئِذٍ نِدَاءَيْنِ لَمْ يَخْلِطْ بَيْنَهُمَا ، الْتَفَتَ عَنْ يَمِينِهِ فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ " , قَالُوا : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبْشِرْ نَحْنُ مَعَكَ ، ثُمَّ الْتَفَتَ عَنْ يَسَارِهِ فَقَالَ : " يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ " , قَالُوا : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَبْشِرْ نَحْنُ مَعَكَ ، وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ بَيْضَاءَ ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ " ) (13) ( قَالَ : فَايْمُ اللَّهِ مَا أَتَيْنَاهُمْ حَتَّى هَزَمَهُمْ اللَّهُ ) (14) ( وَلَمْ يَضْرِبُوا بِسَيْفٍ وَلَمْ يَطْعَنُوا بِرُمْحٍ ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَئِذٍ : " مَنْ قَتَلَ كَافِرًا فَلَهُ سَلَبُهُ ، مَنْ تَفَرَّدَ بِدَمِ رَجُلٍ فَقَتَلَهُ فَلَهُ سَلَبُهُ (15) " فَقَتَلَ أَبُو طَلْحَةَ - رضي الله عنه - يَوْمَئِذٍ عِشْرِينَ رَجُلاً وَأَخَذَ أَسْلَابَهُمْ ، وَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ - رضي الله عنه - : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ضَرَبْتُ رَجُلًا عَلَى حَبْلِ الْعَاتِقِ وَعَلَيْهِ دِرْعٌ [فَأُعْجِلْتُ ] (16) عَنْهُ ، فَانْظُرْ مَنْ أَخَذَهَا ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ : أَنَا أَخَذْتُهَا ، فَأَرْضِهِ مِنْهَا وَأَعْطِنِيهَا ، " - قَالَ : وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَا يُسْأَلُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ أَوْ سَكَتَ - فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " ، فَقَالَ عُمَرُ : لَا وَاللَّهِ لَا يُفِيئُهَا اللَّهُ عَلَى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِهِ وَيُعْطِيكَهَا ، " فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ : صَدَقَ عُمَرُ " , قَالَ : وَكَانَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ مَعَهَا خِنْجَرٌ ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ : مَا هَذَا مَعَكِ قَالَتْ اتَّخَذْتُهُ إِنْ دَنَا مِنِّي بَعْضُ الْمُشْرِكِينَ أَنْ أَبْعَجَ بِهِ بَطْنَهُ ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَسْمَعُ مَا تَقُولُ أُمُّ سُلَيْمٍ ؟ ) (17) ( - يُضْحِكُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ - قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَمْ تَرَ إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ مَعَهَا خِنْجَرٌ ؟ , فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا تَصْنَعِينَ بِهِ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ ؟ " , قَالَتْ : أَرَدْتُ إِنْ دَنَا مِنِّي أَحَدٌ ) (18) ( مِنْ الْمُشْرِكِينَ بَقَرْتُ بِهِ بَطْنَهُ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَضْحَكُ ، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اقْتُلْ مَنْ بَعْدَنَا مِنَ الطُّلَقَاءِ ، انْهَزَمُوا بِكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا أُمَّ سُلَيْمٍ ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَى وَأَحْسَنَ ) (19) ( قَالَ أَنَسٌ : فَأَصَابَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَئِذٍ غَنَائِمَ كَثِيرَةً " ) (20) ( فَقَبَضْنَا ذَلِكَ الْمَالَ ، ثُمَّ انْطَلَقْنَا إِلَى الطَّائِفِ فَحَاصَرْنَاهُمْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى مَكَّةَ فَنَزَلْنَا ) (21) ( فَأَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الطُّلَقَاءَ وَالْمُهَاجِرِينَ ) (22) ( يُعْطِي الرَّجُلَ الْمِائَةَ مِنْ الْإِبِلِ ) (23) ( فَأَعْطَى أَبَا سُفْيَانَ مِائَةً مِنْ الْإِبِلِ ، وَعُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ مِائَةً مِنْ الْإِبِلِ ، وَالْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ مِائَةً مِنْ الْإِبِلِ ، وَسُهَيْلَ بْنَ عَمَرٍو مِائَةً مِنْ الْإِبِلِ ) (24) ( وَلَمْ يُعْطِ الْأَنْصَارَ شَيْئًا ، فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ : إِذَا كَانَتْ شَدِيدَةٌ فَنَحْنُ نُدْعَى , وَيُعْطَى الْغَنِيمَةَ غَيْرُنَا ؟ ) (25) ( يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا ؟ ) (26) ( وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْعَجَبُ ، إِنَّ سُيُوفَنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَاءِ قُرَيْشٍ وَغَنَائِمُنَا تُرَدُّ عَلَيْهِمْ ؟ ) (27) ( فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ هَذَا الْحَيَّ قَدْ وَجَدُوا عَلَيْكَ فِي أَنْفُسِهِمْ لِمَا صَنَعْتَ فِي هَذَا الْفَيْءِ الَّذِي أَصَبْتَ ، قَسَمْتَ فِي قَوْمِكَ وَأَعْطَيْتَ عَطَايَا عِظَامًا فِي قَبَائِلِ الْعَرَبِ ، وَلَمْ يَكُنْ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنْ الْأَنْصَارِ شَيْءٌ ، قَالَ : " فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ يَا سَعْدُ ؟ " ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَنَا إِلَّا امْرُؤٌ مِنْ قَوْمِي ، وَمَا أَنَا ؟ ، قَالَ : " فَاجْمَعْ لِي قَوْمَكَ فِي هَذِهِ الْحَظِيرَةِ " ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا أَتَاهُ سَعْدٌ فَقَالَ : قَدْ اجْتَمَعَ لَكَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ الْأَنْصَارِ ، " فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (28) ( فَقَالَ : هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِكُمْ ؟ " ، قَالُوا : لَا , إِلَّا ابْنُ أُخْتٍ لَنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ ) (29) ( فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِالَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ ثُمَّ قَالَ : يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ، مَا قَالَةٌ بَلَغَتْنِي عَنْكُمْ وَجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا فِي أَنْفُسِكُمْ ؟ " ) (30) ( فَقَالَ فُقَهَاءُ الْأَنْصَارِ ) (31) ( - وَكَانُوا لَا يَكْذِبُونَ - : ) (32) ( أَمَّا رُؤَسَاؤُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَمْ يَقُولُوا شَيْئًا ، وَأَمَّا نَاسٌ مِنَّا حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمْ فَقَالُوا : يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ ؟ ) (33) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ، أَلَمْ تَكُونُوا أَذِلَّةً فَأَعَزَّكُمْ اللَّهُ ؟ " , قَالُوا : صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، قَالَ : " أَلَمْ تَكُونُوا ضُلَّالًا فَهَدَاكُمْ اللَّهُ ) (34) ( بِي ؟ " , قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ ، قَالَ : " وَكُنْتُمْ مُتَفَرِّقِينَ فَأَلَّفَكُمْ اللَّهُ بِي ؟ " , قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ ، قَالَ : " وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمْ اللَّهُ بِي ؟ " ، قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ - كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ - ) (35) ( ثُمَّ قَالَ : " أَلَا تُجِيبُونَنِي يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ؟ , قَالُوا : وَبِمَاذَا نُجِيبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ الْمَنُّ وَالْفَضْلُ ؟ ، قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ فَلَصَدَقْتُمْ وَصُدِّقْتُمْ : أَتَيْتَنَا مُكَذَّبًا فَصَدَّقْنَاكَ ، وَمَخْذُولًا فَنَصَرْنَاكَ ، وَطَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ ، وَعَائِلًا فَأَغْنَيْنَاكَ ؟ " ) (36) ( فَقَالُوا : بَلْ لِلَّهِ الْمَنُّ عَلَيْنَا وَلِرَسُولِهِ ) (37) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ قُرَيْشًا حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بِجَاهِلِيَّةٍ وَمُصِيبَةٍ وَإِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَجْبُرَهُمْ وَأَتَأَلَّفَهُمْ ) (38) ( فَإِنِّي أُعْطِي رِجَالًا لِأَنَّهُمْ حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ أَتَأَلَّفُهُمْ ) (39) ( أَوَجَدْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ فِي لُعَاعَةٍ مِنْ الدُّنْيَا تَأَلَّفْتُ بِهَا قَوْمًا لِيُسْلِمُوا وَوَكَلْتُكُمْ إِلَى إِسْلَامِكُمْ ؟ ، أَفَلَا تَرْضَوْنَ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ) (40) ( أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ ) (41) ( بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ إِلَى بُيُوتِهِمْ ) (42) ( وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى بُيُوتِكُمْ ؟ ) (43) ( فَوَاللَّهِ لَمَا تَنْقَلِبُونَ بِهِ خَيْرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُونَ بِهِ " ) (44) ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ ، وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ ، وَلِأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ ، وَلِنِسَاءِ الْأَنْصَارِ ) (45) ( وَلِمَوَالِي الْأَنْصَارِ ) (46) ( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَتْ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ ، الْأَنْصَارُ كَرِشِي وَعَيْبَتِي (47) وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنْ الْأَنْصَارِ ) (48) ( الْأَنْصَارُ شِعَارِي (49) وَالنَّاسُ دِثَارِي (50) ) (51) ( قَالَ : فَبَكَى الْقَوْمُ حَتَّى أَخْضَلُوا لِحَاهُمْ ، وَقَالُوا : رَضِينَا بِرَسُولِ اللَّهِ قِسْمًا وَحَظًّا ) (52) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً ) (53) ( شَدِيدَةً (54) فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْا اللَّهَ وَرَسُولَهُ - صلى الله عليه وسلم - ، فَإِنِّي عَلَى الْحَوْضِ " ، فَقَالُوا : سَنَصْبِرُ ، قَالَ أَنَسٌ : فَلَمْ نَصْبِرْ ) (55) ( قَالَ هِشَامٌ : فَقُلْتُ : يَا أَبَا حَمْزَةَ , وَأَنْتَ شَاهِدٌ ذَاكَ ، قَالَ : وَأَيْنَ أَغِيبُ عَنْهُ ؟ ) (56) .
__________
(1) ( م ) 136 - ( 1059 )
(2) ( خ ) 4082
(3) ( حم ) 13000 ، ( م ) 136 - ( 1059 )
(4) ( م ) 136 - ( 1059 )
(5) ( حم ) 13000 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(6) ( م ) 136 - ( 1059 )
(7) ( خ ) 4078 ، 4082
(8) ( م ) 136 - ( 1059 )
(9) ( حم ) 13000
(10) ( م ) 136 - ( 1059 )
(11) ( خ ) 4082
(12) ( م ) 136 - ( 1059 )
(13) ( خ ) 4082 , ( م ) 135 - ( 1059 )
(14) ( م ) 136 - ( 1059 )
(15) ( حم ) 13064 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
(16) ( حم ) 14007 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(17) ( حم ) 13000 ، ( م ) 134 - ( 1809 ) ، ( د ) 2718
(18) ( حم ) 12129 ، ( م ) 134 - ( 1809 )
(19) ( م ) 134 - ( 1809 ) ، ( حم ) 13000
(20) ( خ ) 4082
(21) ( م ) 136 - ( 1059 )
(22) ( خ ) 4078
(23) ( م ) 136 - ( 1059 )
(24) ( حم ) 13599 ، ( خ ) 4076
(25) ( خ ) 4082 , ( م ) 135 - ( 1059 )
(26) ( خ ) 4076
(27) ( خ ) 3567
(28) ( حم ) 11748 ، ( خ ) 4076
(29) ( خ ) 3327 ، ( م ) 133 - ( 1059 ) ، ( س ) 2611
(30) ( حم ) 11748 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
(31) ( خ ) 4076
(32) ( خ ) 3567 ، ( م ) 134 - ( 1059 )
(33) ( خ ) 4076
(34) ( حم ) 11564 ، ( م ) 139 - ( 1061 ) ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(35) ( خ ) 4075 ، ( م ) 139 - ( 1061 )
(36) ( حم ) 11748
(37) ( حم ) 13680 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(38) ( ت ) 3901 ، ( خ ) 4079 ، 2977 ، ( م ) 133 - ( 1059 )
(39) ( خ ) 4076
(40) ( حم ) 11748 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
(41) ( م ) 133 - ( 1059 ) ، ( خ ) 3567
(42) ( خ ) 4078
(43) ( خ ) 3567 ، ( م ) 133 - ( 1059 )
(44) ( خ ) 4076 ، ( م ) 123 - ( 1059 )
(45) ( ت ) 3909 ، ( م ) 173 - ( 2507 ) , ( خ ) 4623 , ( حم ) 11748 ، ( حب ) 7280
(46) ( م ) 173 - ( 2507 )
(47) أَيْ : بِطَانَتِي وَخَاصَّتِي , قَالَ الْقَزَّاز : ضَرَبَ الْمَثَل بِالْكَرِشِ لِأَنَّهُ مُسْتَقَرّ غِذَاء الْحَيَوَان الَّذِي يَكُون فِيهِ نَمَاؤُهُ ، وَيُقَال : لِفُلَانِ كَرِش مَنْثُورَة أَيْ عِيَال كَثِيرَة ، وَالْعَيْبَة : مَا يُحْرِز فِيهِ الرَّجُل نَفِيس مَا عِنْده ، يُرِيد أَنَّهُمْ مَوْضِع سِرّه وَأَمَانَته . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 108)
(48) ( حم ) 12975 ، ( خ ) 3567 , 6818 ، ( م ) 133 - ( 1059 ) ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(49) الشِّعَار : مَا يَلِي الْجَسَد مِنْ الثِّيَاب . عون المعبود - (ج 1 / ص 317)
(50) هو الثَّوبُ الذي يكون فوقَ الشِّعارِ , يعني أنتم الخاصَّةُ والناسُ العامَّةُ . النهاية في غريب الأثر(ج 2 / ص 214)
(51) ( حم ) 9424 ، ( خ ) 4075 ، ( م ) 139 - ( 1061 )
(52) ( حم ) 11748 ، ( خ ) 2978 ، ( م ) 123 - ( 1059 )
(53) ( خ ) 4075
(54) أَشَارَ - صلى الله عليه وسلم - بِذَلِكَ إِلَى مَا وَقَعَ مِنْ اِسْتِئْثَارِ الْمُلُوكِ مِنْ قُرَيْش عَنْ الْأَنْصَارِ بِالْأَمْوَالِ وَالتَّفْضِيل فِي الْعَطَاءِ وَغَيْر ذَلِكَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 7 / ص 242)
(55) ( م ) 123 - ( 1059 ) ، ( خ ) 2978 ، ( حم ) 11564
(56) ( خ ) 4082 , ( م ) 135 - ( 1059 ) ، ( حم ) 14008(4/822)
( خ ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَوْ أَنَّ الْأَنْصَارَ سَلَكُوا وَادِيًا أَوْ شِعْبًا لَسَلَكْتُ فِي وَادِي الْأَنْصَارِ ، وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنْ الْأَنْصَارِ " ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : " مَا ظَلَمَ بِأَبِي وَأُمِّي ، آوَوْهُ وَنَصَرُوهُ " (1)
__________
(1) ( خ ) 3568 ، ( حم ) 9298(4/823)
( حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
شَقَّ عَلَى الْأَنْصَارِ النَّوَاضِحُ (1) فَاجْتَمَعُوا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَسْأَلُونَهُ أَنْ يُجْرِيَ لَهُمْ نَهْرًا سَيْحًا (2) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَرْحَبًا بِالْأَنْصَارِ , وَاللَّهِ لَا تَسْأَلُونِي الْيَوْمَ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَيْتُكُمُوهُ , وَلَا أَسْأَلُ اللَّهَ لَكُمْ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَانِيهِ " , فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : اغْتَنِمُوهَا وَاطْلُبُوا الْمَغْفِرَةَ , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , ادْعُ اللَّهَ لَنَا بِالْمَغْفِرَةِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ ، وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ , وَلِأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ " (3)
__________
(1) الناضح : الجمل أو الثور أو الحمار الذي يستقى عليه الماء .
(2) السَّيْح وهو الماءُ الجارِي المنْبَسِطُ على وجْه الأرض . النهاية في غريب الأثر - (ج 2 / ص 1052)
(3) ( حم ) 12437 ، ( ك ) 6975 , ( م ) 172 - ( 2506 ) , ( ت ) 3909(4/824)
( خ ) , وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَتْ الْأَنْصَارُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ أَتْبَاعًا , وَإِنَّا قَدْ اتَّبَعْنَاكَ , فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ أَتْبَاعَنَا مِنَّا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَتْبَاعَهُمْ مِنْهُمْ " (1)
__________
(1) ( خ ) 3577 ، ( حم ) 19355(4/825)
( خ م ت جة حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ ) (1) ( مُتَعَطِّفًا مِلْحَفَةً عَلَى مَنْكِبَيْهِ , قَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ بِعِصَابَةٍ دَسِمَةٍ ) (2) ( فَتَلَقَّتْهُ الْأَنْصَارُ بَيْنَهُمْ , فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنِّي لَأُحِبُّكُمْ ) (3) ( فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ ) (4) ( - وَكَانَ آخِرَ مَجْلِسٍ جَلَسَهُ - فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ إِلَيَّ " , فَثَابُوا إِلَيْهِ ) (5) ( " فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : ) (6) ( إِنَّ اللَّهَ خَيَّرَ عَبْدًا ) (7) ( بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا مَا شَاءَ , وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ ) (8) ( فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ اللَّهِ " , فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - رضي الله عنه - ) (9) ( وَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي , بَلْ نَفْدِيكَ بِأَمْوَالِنَا وَأَنْفُسِنَا وَأَوْلَادِنَا ) (10) ( فَعَجِبْنَا لِبُكَائِهِ ) (11) ( وَقَالَ النَّاسُ : انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ , يُخْبِرُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ عَبْدٍ خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ وَهُوَ يَقُولُ : فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا ) (12) ( " فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - هُوَ الْعَبْدَ ) (13) ( الْمُخَيَّرَ " , وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا ) (14) ( بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (15) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا أَبَا بَكْرٍ لَا تَبْكِ ) (16) ( إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ النَّاسِ أَحَدٌ أَمَنَّ عَلَيَّ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ مِنْ أَبِي بكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ ) (17) وفي رواية : ( مَا لِأَحَدٍ عِنْدَنَا يَدٌ إِلَّا وَقَدْ كَافَيْنَاهُ مَا خَلَا أَبَا بَكْرٍ , فَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا يَدًا يُكَافِئُهُ اللَّهُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَمَا نَفَعَنِي مَالُ أَحَدٍ قَطُّ مَا نَفَعَنِي مَالُ أَبِي بَكْرٍ " ) (18) ( فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ : هَلْ أَنَا وَمَالِي إِلَّا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ) (19) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَلَا إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ خَلِيلٍ مِنْ خِلَّتِهِ , وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا ) (20) ( مِنْ النَّاسِ خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا ) (21) ( وَلَكِنَّهُ أَخِي وَصَاحِبِي , وَقَدْ اتَّخَذَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلًا ) (22) ( لَا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ بَابٌ إِلَّا سُدَّ , إِلَّا بَابَ أَبِي بَكْرٍ ) (23) ( ثُمَّ قَالَ : أُوصِيكُمْ بِالْأَنْصَارِ , فَإِنَّهُمْ كَرِشِي وَعَيْبَتِي , وَقَدْ قَضَوْا الَّذِي عَلَيْهِمْ وَبَقِيَ الَّذِي لَهُمْ ) (24) وَبَقِيَ الَّذِي عَلَيْكُمْ (25) ( وَإِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ , وَيَقِلُّ الْأَنْصَارُ حَتَّى يَكُونُوا فِي النَّاسِ بِمَنْزِلَةِ الْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ ) (26) ( فَمَنْ وَلِيَ شَيْئًا مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - فَاسْتَطَاعَ أَنْ يَضُرُّ فِيهِ أَحَدًا أَوْ يَنْفَعَ فِيهِ أَحَدًا , فَلْيَقْبَلْ مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَيَتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيئِهِمْ ) (27) ( قَالَ : فَكَانَ آخِرَ مَجْلِسٍ جَلَسَ بِهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ) (28) .
__________
(1) ( حم ) 11881 , ( خ ) 455
(2) ( خ ) 885 , ( حم ) 2074
(3) ( حم ) 12973 , ( حب ) 7271 , انظر الصَّحِيحَة : 916
(4) ( خ ) 455 , ( حم ) 2432
(5) ( خ ) 885
(6) ( خ ) 455 , ( حم ) 2432
(7) ( خ ) 454
(8) ( خ ) 3691
(9) ( خ ) 454
(10) ( حم ) 11881 , ( خ ) 3691 , ( ت ) 3660
(11) ( خ ) 3454
(12) ( خ ) 3691 , ( ت ) 3660
(13) ( خ ) 454
(14) ( خ ) 3454 , ( م ) 2 - ( 2382 )
(15) ( ت ) 3659 , ( حم ) 15964 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : صحيح لغيره .
(16) ( خ ) 454 , ( م ) 2 - ( 2382 )
(17) ( خ ) 455 , ( حم ) 2432
(18) ( ت ) 3661 , ( جة ) 94
(19) ( جة ) 94 , ( حم ) 7439
(20) ( جة ) 93 , ( م ) 7 - ( 2383 ) , ( ت ) 3655
(21) ( خ ) 455 , ( م ) 7 - ( 2383 ) , ( حم ) 2432
(22) ( م ) 3 - ( 2383 ) , ( ت ) 3655 , ( حم ) 4182
(23) ( خ ) 454 , ( م ) 2 - ( 2382 ) , ( ت ) 3660 , ( حم ) 11150
(24) ( خ ) 3588 , ( حم ) 12973
(25) ( حم ) 12973 , ( حب ) 7271
(26) ( خ ) 3429 , ( م ) 176 - ( 2510 ) , ( ت ) 3907
(27) ( خ ) 885 , 3589 , ( م ) 176 - ( 2510 ) , ( ت ) 3907 , ( حم ) 13906
(28) ( خ ) 3429(4/826)
( طس ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : " أَلَا إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ تَرِكَةً وَضَيْعَةً (1) وَإِنَّ تَرِكَتِي وَضَيْعَتِيَ الْأَنْصَارُ ، فَاحْفَظُونِي فِيهِمْ " (2)
__________
(1) الضَّيْعَة : عِيَال مُحْتَاجُونَ ضَائِعُونَ لَا شَيْء لَهُمْ . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 3)
(2) ( طس ) 5398 ، فضائل الصحابة:ج2/ص791 ح1413 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 5173(4/827)
( خ ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قَالَتْ الْأَنْصَارُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : اقْسِمْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا النَّخِيلَ , قَالَ : " لَا " , فَقَالُوا : ) (1) ( يَكْفُونَنَا الْمَئُونَةَ وَيُشْرِكُونَنَا فِي التَّمْرِ , قَالُوا : سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ) (2) .
__________
(1) ( خ ) 2200
(2) ( خ ) 3571 ، ( ن ) 8321(4/828)
( خ حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " دَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْأَنْصَارَ ) (1) ( فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ ) (2) ( لِيُقْطِعَ لَهُمْ بِالْبَحْرَيْنِ (3) ) (4) ( فَقَالُوا : لَا وَاللَّهِ حَتَّى ) (5) ( تُقْطِعَ لِإِخْوَانِنَا ) (6) ( مِنْ الْمُهَاجِرِينَ مِثْلَ الَّذِي تُقْطِعُ لَنَا ) (7) ( " فَقَالَ ذَاكَ لَهُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ " ، كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُونَ لَهُ ) (8) ( فَقَالَ : " إِمَّا لَا , فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي , فَإِنَّكُمْ سَيُصِيبُكُمْ بَعْدِي أَثَرَةٌ ) (9) ( شَدِيدَةً (10) ) (11) ( فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، فَإِنِّي عَلَى الْحَوْضِ " ) (12) ( قَالُوا : سَنَصْبِرُ ) (13) .
__________
(1) ( خ ) 2992
(2) ( خ ) 7003
(3) ( الْبَحْرَيْنِ ) هِيَ الْبَلَدُ الْمَشْهُورُ بِالْعِرَاقِ ، وَهُوَ بَيْنَ الْبَصْرَةِ وَهَجَرَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 9 / ص 426)
(4) ( خ ) 3583
(5) ( خ ) 2992
(6) ( خ ) 3583
(7) ( خ ) 2248
(8) ( خ ) 2992 ، ( هق ) 20219
(9) ( خ ) 3583 ، ( حب ) 7276
(10) الْأَثَرَة : الِاسْتِئْثَار بِالْمُشْتَرَكِ ، أَيْ يُسْتَأْثَرُ عَلَيْكُمْ , وَيُفَضَّل عَلَيْكُمْ غَيْرُكُمْ بِغَيْرِ حَقّ . شرح النووي ج 4 / ص 13
(11) ( حم ) 13371
(12) ( خ ) 7003 ، ( حم ) 13371
(13) ( حم ) 13371(4/829)
( م ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" أُفْرِدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ أُحُدٍ فِي سَبْعَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ وَرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَلَمَّا رَهِقُوهُ (1) قَالَ : مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنَّا وَلَهُ الْجَنَّةُ , أَوْ هُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ " ، فَتَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ , " ثُمَّ رَهِقُوهُ أَيْضًا فَقَالَ : مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنَّا وَلَهُ الْجَنَّةُ , أَوْ هُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ " ، فَتَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ , فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى قُتِلَ السَّبْعَةُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِصَاحِبَيْهِ : مَا أَنْصَفْنَا أَصْحَابَنَا " (2)
__________
(1) أَيْ : غَشُوهُ وَقَرُبُوا مِنْهُ . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 247)
(2) ( م ) 100 - ( 1789 ) , ( حم ) 14088(4/830)
( ت ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ " أَتَاهُ الْمُهَاجِرُونَ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا رَأَيْنَا قَوْمًا أَبْذَلَ مِنْ كَثِيرٍ وَلَا أَحْسَنَ مُوَاسَاةً مِنْ قَلِيلٍ مِنْ قَوْمٍ نَزَلْنَا بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ (1) لَقَدْ كَفَوْنَا الْمُؤْنَةَ (2) وَأَشْرَكُونَا فِي الْمَهْنَأ (3) حَتَّى لَقَدْ خِفْنَا أَنْ يَذْهَبُوا بِالْأَجْرِ كُلِّهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا ، مَا دَعَوْتُمْ اللَّهَ لَهُمْ وَأَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ " (4)
__________
(1) الْمَعْنَى أَنَّهُمْ أَحْسَنُوا إِلَيْنَا , سَوَاءٌ كَانُوا كَثِيرِي الْمَالِ أَوْ فَقِيرِي الْحَالِ . تحفة الأحوذي - ج 6 / ص 279
(2) أَيْ : تَحَمَّلُوا عَنَّا مُؤْنَةَ الْخِدْمَةِ فِي عِمَارَةِ الدُّورِ وَالنَّخِيلِ وَغَيْرِهِمَا . تحفة الأحوذي - ج 6 / ص 279
(3) أَيْ : أَشْرَكُونَا فِي ثِمَارِ نَخِيلِهِمْ , وَكَفَوْنَا مُؤْنَةَ سَقْيِهَا وَإِصْلَاحِهَا , وَأَعْطَوْنَا نِصْفَ ثِمَارِهِمْ . تحفة الأحوذي
(4) ( ت ) 2487 ، ( حم ) 13144 ، ( خد ) 217 ، ( د ) 4812 ، انظر المشكاة : 3026 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 977(4/831)
( خ م ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
خَرَجْتُ مَعَ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ - رضي الله عنه - فِي سَفَرٍ ، فَكَانَ يَخْدُمُنِي [ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنِّي ] (1) فَقُلْتُ لَهُ : لَا تَفْعَلْ ، فَقَالَ : إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الْأَنْصَارَ تَصْنَعُ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا ، آلَيْتُ (2) أَنْ لَا أَصْحَبَ أَحَدًا مِنْهُمْ إِلَّا خَدَمْتُهُ " (3)
__________
(1) ( خ ) 2731
(2) الإيلاء : الحَلف .
(3) ( م ) 181 - ( 2513 ) ، ( خ ) 2731(4/832)
( خ ) , وَعَنْ قَتَادَةَ قَالَ :
مَا نَعْلَمُ حَيًّا مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ أَكْثَرَ شَهِيدًا أَعَزَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ الْأَنْصَارِ , قَالَ قَتَادَةُ : وَحَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ - رضي الله عنه - : أَنَّهُ قُتِلَ مِنْهُمْ يَوْمَ أُحُدٍ سَبْعُونَ , وَيَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ سَبْعُونَ ، وَيَوْمَ الْيَمَامَةِ سَبْعُونَ ، قَالَ : وَكَانَ بِئْرُ مَعُونَةَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَيَوْمُ الْيَمَامَةِ عَلَى عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - , يَوْمَ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ " (1)
__________
(1) ( خ ) 3850(4/833)
( يع ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
اِفْتَخَرَ الْحَيَّانِ من الأنصار الْأَوْس وَالْخَزْرَج ، فَقَالَتْ الْأَوْس : منا غسيل الْمَلَائِكَة حَنْظَلَة بْن أَبِي عَامِر ، ومِنَّا مَنْ اِهْتَزَّ لَهُ عَرْش الرحمن سَعْد بْن مُعَاذ ، ومِنَّا مَنْ حَمَتْهُ الدَّبْر (1) عَاصِم بْن ثَابِت بن أبي الأفلح ، ومِنَّا من أجيزت شَهَادَته شَهَادَة رَجُلَيْنِ ، خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِت ، وقالت الْخَزْرَجيون : مِنَّا أَرْبَعَة جَمَعُوا الْقُرْآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَجْمَعهُ غَيْرهمْ : زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ , وَأَبُو زَيْدٍ , وأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ . (2)
__________
(1) أَيْ : الدبابير .
(2) ( يع ) 2953 ، ( ك ) 6977 ، انظر الصَّحِيحَة : 326(4/834)
( حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا يَضُرُّ امْرَأَةً نَزَلَتْ بَيْنَ بَيْتَيْنِ مِنْ الْأَنْصَارِ ، أَوْ نَزَلَتْ بَيْنَ أَبَوَيْهَا " (1)
__________
(1) ( حم ) 26250 ، ( حب ) 7267 ، انظر الصَّحِيحَة : 3434 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/835)
( 1 ) مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ - رضي الله عنه -
( خ م ) , وَعَنْ قَتَادَةَ قَالَ :
( سَأَلْتُ أنَسَ بْنَ مَالِكٍ - رضي الله عنه - : مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ ) (1) ( فَقَالَ : مَاتَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَلَمْ يَجْمَعِ الْقُرْآنَ غَيْرُ أَرْبَعَةٍ ) (2) ( كُلُّهُمْ مِنْ الْأَنْصَارِ : أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ، أَبُو الدَّرْدَاء (3) وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ، وَأَبُو زَيْدٍ ) (4) ( قَالَ قَتَادَةُ : فَقُلْتُ لِأَنَسٍ : مَنْ أَبُو زَيْدٍ ؟ ، قَالَ : أَحَدُ عُمُومَتِي ) (5) ( كَانَ بَدْرِيًّا , مَاتَ وَلَمْ يَتْرُكْ عَقِبًا (6) ) (7) ( ونحن ورثناه (8) ) (9) .
_________
(1) ( خ ) 4717
(2) ( خ ) 4718
(3) ( خ ) 4718
(4) ( خ ) 4717 ، ( م ) 119 - ( 2465 ) ، ( ت ) 3794 ، ( حم ) 13466
(5) ( خ ) 3599 ، ( م ) 119 - ( 2465 )
(6) أَيْ : لم يترك أولادا .
(7) ( خ ) 3774
(8) قال ابن كثير في تفسيره : معنى قول أنس : " ولم يجمع القرآن " , يعني من الأنصار سوى هؤلاء , وإلا فمن المهاجرين جماعة كانوا يجمعون القرآن ، كالصديق , وابن مسعود , وسالم مولى أبي حذيفة وغيرهم .
وحكى القرطبي في أوائل تفسيره عن القاضي أبي بكر الباقلاني أنه قال - بعد ذكره حديث أنس بن مالك هذا - : فقد ثبت بالطرق المتواترة أنه جمع القرآن عثمان , وعلي , وتميم الداري , وعبادة بن الصامت , وعبد الله بن عمرو بن العاص , فقول أنس : " لم يجمعه غير أربعة " يحتمل لم يأخذه تلقيا من فِي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير هؤلاء الأربعة , وأن بعضهم تلقى بعضه عن بعض , قال : وقد تظاهرت الروايات بأن الأئمة الأربعة جمعوا القرآن على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - لأجل سبقهم إلى الإسلام , وإعظام الرسول لهم .
قال القرطبي : لم يذكر القاضي ابن مسعود وسالما مولى أبي حذيفة , وهما ممن جمع القرآن .
(9) ( خ ) 4718(4/836)
( فضائل الصحابة ) , وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ :
لَوِ اسْتَخْلَفْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فَسَأَلَنِي عَنْهُ رَبِّي مَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ ؟ , لَقُلْتُ : " رَبِّ سَمِعْتُ نَبِيَّكَ وَهُوَ يَقُولُ : إِنَّهُ أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ " ، وَلَوِ اسْتَخْلَفْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ فَسَأَلَنِي عَنْهُ رَبِّي مَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ ؟ , لَقُلْتُ : " رَبِّ سَمِعْتُ نَبِيَّكَ وَهُوَ يَقُولُ : إِنَّ الْعُلَمَاءَ إِذَا حَضَرُوا رَبَّهِمْ كَانَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ رَتْوَةً (10) بِحَجَرٍ " (11)
-------------
(10) أي : رمية ، وزنا ومعنى . السلسلة الصحيحة - ج 3 / ص 165
(11) فضائل الصحابة : ج2/ص742 ح1287 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 1680 , والصحيحة : 1091(4/837)
( حل ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَلَالِ اللَّهِ وَحَرَامِهِ " (12)
-------------
(12) أخرجه أبو نعيم فى الحلية (1/228) ، وابن عساكر (58/402) ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 5879 ، الصَّحِيحَة : 1436(4/838)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ :
( دَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقٍ ) (1) ( فَإِذَا حَلْقَةٌ فِيهَا ) (2) ( عِشْرُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , وَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ حَدِيثُ السِّنِّ , حَسَنُ الْوَجْهِ ) (3) ( أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ , بَرَّاقُ الثَّنَايَا (4) سَاكِتٌ ) (5) ( مُحْتَبٍ ) (6) ( كُلَّمَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ ) (7) ( سَأَلُوهُ فَأَخْبَرَهُمْ فَانْتَهَوْا إِلَى خَبَرِهِ ) (8) ( وَصَدَرُوا عَنْ رَأْيِهِ ) (9) ( فَقُلْتُ لِجَلِيسٍ لِي : مَنْ هَذَا ؟ , فَقَالَ : هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ - رضي الله عنه - ) (10) .
__________
(1) ( حم ) 22083 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(2) ( حم ) 22117 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( حم ) 22055 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(4) الثنايا : الأسنان الأربع في مقدم الفم , اثنان من أسفل واثنان من أعلى .
(5) ( حم ) 22133 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(6) ( حم ) 22834 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(7) ( حم ) 22117
(8) ( حم ) 22834
(9) ( حم ) 22083
(10) ( حم ) 22117(4/839)
( س د ) , وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِي ) (1) ( فَقَالَ : يَا مُعَاذُ , وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ " ) (2)
__________
(1) ( س ) 1303
(2) ( د ) 1522(4/840)
( 2 ) زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ - رضي الله عنه -
( ك ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَفْرَضُ أُمَّتِي (1) زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ " (2)
__________
(1) ( أفرض أمتى ) : أعرفهم بعلم الفرائض .
(2) ( ك ) 7962 ، انظر صَحِيح الْجَامِع :1084(4/841)
( ت حم ) , وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ أَتَعَلَّمَ لَهُ ) (1) ( السُّرْيَانِيَّةَ ) (2) ( وَقَالَ : إِنِّي وَاللَّهِ مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابِي " قَالَ : فَمَا مَرَّ بِي نِصْفُ شَهْرٍ حَتَّى تَعَلَّمْتُهَا لَهُ , قَالَ : فَلَمَّا تَعَلَّمْتُهَا كَانَ إِذَا كَتَبَ إِلَى يَهُودَ كَتَبْتُ إِلَيْهِمْ , وَإِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِ قَرَأْتُ لَهُ كِتَابَهُمْ ) (3) .
__________
(1) ( ت ) 2715
(2) ( حم ) 21627 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( ت ) 2715 ، ( د ) 3645 ، ( حم ) 21658 ، انظر الصَّحِيحَة : 187(4/842)
( خ ت حم ) , وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
نَسَخْتُ الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ , فَفَقَدْتُ آيَةً مِنْ سُورَةِ الْأَحْزَابِ كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَأُ بِهَا , وَهِيَ قَوْلُهُ : { مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ } (1) فَلَمْ أَجِدْهَا إِلَّا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - , " الَّذِي جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَهَادَتَهُ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ "
__________
(1) [الأحزاب/23](4/843)
( 3 ) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ - رضي الله عنه -
( يع ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :أَمَرَ أَبِي بِخَزِيرَةٍ (1) فَصُنِعَتْ ، ثُمَّ أَمَرَنِي فَأَتَيْتُ بِهَا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - , قَالَ : فَأَتَيْتُهُ وَهو فِي مَنْزِلِهِ , فَقَالَ لِي : " مَاذَا مَعَكَ يَا جَابِرُ ؟ ، أَلْحَمٌ ذِي ؟ " , قُلْتُ : لَا , قَالَ : فَأَتَيْتُ أَبِي ، فَقَالَ لِي : هَلْ رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , قُلْتُ : نَعَمْ , قَالَ : فَهَلْ سَمِعْتَهُ يَقُولُ شَيْئًا ؟ , قُلْتُ : نَعَمْ , قَالَ لِي : " مَاذَا مَعَكَ يَا جَابِرُ ؟ ، أَلْحَمٌ ذِي ؟ " قَالَ : لَعَلَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَكُونَ اشْتَهَى ، فَأَمَرَ بِشَاةٍ لَنَا دَاجِنٍ (2) فَذُبِحَتْ ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَشُوِيَتْ ، ثُمَّ أَمَرَنِي فَأَتَيْتُ بِهَا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ لِي : " مَاذَا مَعَكَ يَا جَابِرُ ؟ " , فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : " جَزَى اللَّهُ الْأَنْصَارَ عَنَّا خَيْرًا ، وَلَا سِيَّمَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو بْنِ حَرَامٍ ، وَسَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ " (3)
__________
(1) هِيَ مَا يُتَّخَذ مِنْ الدَّقِيق عَلَى هَيْئَة الْعَصِيدَة , لَكِنَّهُ أَرَقّ مِنْهَا , قَالَهُ الطَّبَرِيُّ ، وَقَالَ اِبْن فَارِس : دَقِيق يُخْلَط بِشَحْمٍ ، وَقَالَ الْقُتَبِيّ وَتَبِعَهُ الْجَوْهَرِيّ : الْخَزِيرَة أَنْ يُؤْخَذ اللَّحْم فَيُقَطَّع صِغَارًا وَيُصَبّ عَلَيْهِ مَاء كَثِيرًا , فَإِذَا نَضِجَ ذُرَّ عَلَيْهِ الدَّقِيق ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهَا لَحْم فَهِيَ عَصِيدَة ، وَقِيلَ : مَرَق يُصَفَّى مِنْ بَلَالَة النُّخَالَة ثُمَّ يُطْبَخ ، وَقِيلَ : حِسَاء مِنْ دَقِيق وَدَسَم .
فتح الباري لابن حجر - ج 15 / ص 283
(2) قَالَ أَهْل اللُّغَة : دَاجِن الْبُيُوت : مَا أَلِفَهَا مِنْ الطَّيْر وَالشَّاة وَغَيْرهمَا ، وَقَدْ دَجَنَ فِي بَيْته إِذَا أَلْزَمهُ . شرح النووي على مسلم - (ج 2 / ص 78)
(3) ( يع ) 2079 ، ( حب ) 7020 ، ( ك ) 7099 ، انظر صَحِيح الْجَامِع :3091 , الصَّحِيحَة : 461(4/844)
( خ م س حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :( جِيءَ بِأَبِي يَوْمَ أُحُدٍ قَدْ مُثِّلَ بِهِ , حَتَّى وُضِعَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَقَدْ سُجِّيَ ثَوْبًا , فَذَهَبْتُ أُرِيدُ أَنْ أَكْشِفَ عَنْهُ ) (1) ( الثَّوْبَ ) (2) ( فَنَهَانِي قَوْمِي , ثُمَّ ذَهَبْتُ أَكْشِفُ عَنْهُ ) (3) ( الثَّوْبَ ) (4) ( فَنَهَانِي قَوْمِي " فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرُفِعَ " ) (5) ( فَلَمَّا رُفِعَ ) (6) ( جَعَلْتُ أَبْكِي ) (7) ( وَجَعَلَتْ عَمَّتِي فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرٍو تَبْكِي ) (8) ( " فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَوْتَ بَاكِيَةٍ أَوْ صَائِحَةٍ فَقَالَ : مَنْ هَذِهِ ؟ " , فَقَالُوا : ابْنَةُ عَمْرٍو , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَلِمَ تَبْكِي ) (9) ( مَا زَالَتْ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رَفَعْتُمُوهُ ) (10) "
__________
(1) ( خ ) 1231 , ( م ) 129 - ( 2471 )
(2) ( خ ) 1187 , ( م ) 129 - ( 2471 )
(3) ( خ ) 1231 , ( م ) 129 - ( 2471 )
(4) ( خ ) 1187 , ( م ) 129 - ( 2471 )
(5) ( خ ) 1231 , ( م ) 129 - ( 2471 )
(6) ( س ) 1842
(7) ( خ ) 3852
(8) ( حم ) 14223 , ( خ ) 1187
(9) ( م ) 129 - ( 2471 ) , ( خ ) 2661
(10) ( خ ) 1187 , ( م ) 130 - ( 2471 )(4/845)
( ت جة صم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :" ( لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ لِي : يَا جَابِرُ , مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا ؟ " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , اسْتُشْهِدَ أَبِي , قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا , قَالَ : " أَفَلَا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ ؟ " , فَقُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ , وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا (1) ) (2) ( لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ سِتْرٌ ) (3) ( فَقَالَ : يَا عَبْدِي , تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ , قَالَ : يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيَةً , فَقَالَ الرَّبُّ - عز وجل - : إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي ) (4) ( الْحُكْمُ ) (5) ( أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ , فَقَالَ : يَا رَبِّ فَأَبْلِغْ مَنْ وَرَائِي , فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا , بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } (6) ) (7) "
__________
(1) أَيْ : كَلَّمَهُ مُوَاجِهَةً لَيْسَ بَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَلَا رَسُولٌ . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 330)
(2) ( ت ) 3010 , ( جة ) 190
(3) ( صم ) 603 , انظر ظلال الجنة .
(4) ( ت ) 3010 , ( جة ) 190
(5) ( حم ) 14924 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(6) [آل عمران/169]
(7) ( جة ) 190 , 2800 , ( ت ) 3010 , ( حب ) 7022 , انظر الصَّحِيحَة : 3290 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1361(4/846)
( 3 ) جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه -
( خ ) , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
أَنَا وَأَبِي وَخَالَايَ , مِنْ أَصْحَابِ الْعَقَبَةِ " (1)
__________
(1) ( خ ) 3678(4/847)
( د ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :كُنْتُ أَمِيحُ (1) أَصْحَابِي الْمَاءَ يَوْمَ بَدْرٍ . (2)
__________
(1) مِنْ مَاحَ مَيْحًا , إِذَا نَزَلَ فِي مَاء قَلِيل فَمَلَأ الدَّلْو بِيَدِهِ . عون المعبود - ج 6 / ص 174
(2) ( د ) 2731(4/848)
( م ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً , وَلَمْ أَشْهَدْ بَدْرًا وَلَا أُحُدًا , مَنَعَنِي أَبِي ، فَلَمَّا قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ يَوْمَ أُحُدٍ , لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةٍ قَطُّ " (1)
__________
(1) ( م ) 145 - ( 1813 ) ، ( حم ) 14563(4/849)
سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ - رضي الله عنه -
( يع ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :أَمَرَ أَبِي بِخَزِيرَةٍ (1) فَصُنِعَتْ ، ثُمَّ أَمَرَنِي فَأَتَيْتُ بِهَا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - , قَالَ : فَأَتَيْتُهُ وَهو فِي مَنْزِلِهِ , فَقَالَ لِي : " مَاذَا مَعَكَ يَا جَابِرُ ؟ ، أَلْحَمٌ ذِي ؟ " , قُلْتُ : لَا , قَالَ : فَأَتَيْتُ أَبِي ، فَقَالَ لِي : هَلْ رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , قُلْتُ : نَعَمْ , قَالَ : فَهَلْ سَمِعْتَهُ يَقُولُ شَيْئًا ؟ , قُلْتُ : نَعَمْ , قَالَ لِي : " مَاذَا مَعَكَ يَا جَابِرُ ؟ ، أَلْحَمٌ ذِي ؟ " قَالَ : لَعَلَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَكُونَ اشْتَهَى ، فَأَمَرَ بِشَاةٍ لَنَا دَاجِنٍ (2) فَذُبِحَتْ ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَشُوِيَتْ ، ثُمَّ أَمَرَنِي فَأَتَيْتُ بِهَا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ لِي : " مَاذَا مَعَكَ يَا جَابِرُ ؟ " , فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : " جَزَى اللَّهُ الْأَنْصَارَ عَنَّا خَيْرًا ، وَلَا سِيَّمَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو بْنِ حَرَامٍ ، وَسَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ " (3)
__________
(1) هِيَ مَا يُتَّخَذ مِنْ الدَّقِيق عَلَى هَيْئَة الْعَصِيدَة , لَكِنَّهُ أَرَقّ مِنْهَا , قَالَهُ الطَّبَرِيُّ ، وَقَالَ اِبْن فَارِس : دَقِيق يُخْلَط بِشَحْمٍ ، وَقَالَ الْقُتَبِيّ وَتَبِعَهُ الْجَوْهَرِيّ : الْخَزِيرَة أَنْ يُؤْخَذ اللَّحْم فَيُقَطَّع صِغَارًا وَيُصَبّ عَلَيْهِ مَاء كَثِيرًا , فَإِذَا نَضِجَ ذُرَّ عَلَيْهِ الدَّقِيق ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهَا لَحْم فَهِيَ عَصِيدَة ، وَقِيلَ : مَرَق يُصَفَّى مِنْ بَلَالَة النُّخَالَة ثُمَّ يُطْبَخ ، وَقِيلَ : حِسَاء مِنْ دَقِيق وَدَسَم .
فتح الباري لابن حجر - ج 15 / ص 283
(2) قَالَ أَهْل اللُّغَة : دَاجِن الْبُيُوت : مَا أَلِفَهَا مِنْ الطَّيْر وَالشَّاة وَغَيْرهمَا ، وَقَدْ دَجَنَ فِي بَيْته إِذَا أَلْزَمهُ . شرح النووي على مسلم - (ج 2 / ص 78)
(3) ( يع ) 2079 ، ( حب ) 7020 ، ( ك ) 7099 ، انظر صَحِيح الْجَامِع :3091 , الصَّحِيحَة : 461(4/850)
( 4 ) ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ - رضي الله عنه -
( خ م حم ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كَانَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ - رضي الله عنه - ) (1) ( رَفِيعَ الصَّوْتِ ) (2) ( وَكَانَ خَطِيبَ الْأَنْصَار ، فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآية : { يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ } (3) ) (4) ( قَالَ ثَابِتٌ : أَنَا الَّذِي كُنْتُ أَرْفَعُ صَوْتِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَبِطَ عَمَلِي ، أَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ , وَجَلَسَ فِي أَهْلِهِ حَزِينًا ) (5) ( وَاحْتَبَسَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (6) ( " فَافْتَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (7) ( فَسَأَلَ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ - رضي الله عنه - فَقَالَ : يَا أَبَا عَمْرٍو ، مَا شَأْنُ ثَابِتٍ ، اشْتَكَى ؟ " , فَقَالَ سَعْدٌ : إِنَّهُ لَجَارِي ، وَمَا عَلِمْتُ لَهُ بِشَكْوَى ، قَالَ : فَأَتَاهُ سَعْدٌ ) (8) ( فَوَجَدَهُ جَالِسًا فِي بَيْتِهِ مُنَكِّسًا رَأْسَهُ ، فَقَالَ لَهُ : مَا شَأْنُكَ ؟ ) (9) ( " تَفَقَّدَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " ) (10) ( فَقَالَ : شَرٌّ ) (11) ( أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآية , وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي مِنْ أَرْفَعِكُمْ صَوْتًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (12) ( وَأَجْهَرُ بِالْقَوْلِ ) (13) ( فَقَدْ حَبِطَ عَمَلِي , فَأَنَا مِنَ أَهْلِ النَّارِ ) (14) ( فَأَتَى سَعْدٌ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَالَ كَذَا وَكَذَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " اذْهَبْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ : إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، وَلَكِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " ) (15) ( قَالَ أَنَسٌ : فَكُنَّا نَرَاهُ يَمْشِي بَيْنَ أَظْهُرِنَا وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ , فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ (16) كَانَ فِينَا بَعْضُ الِانْكِشَافِ ) (17) ( فَأَتَيْتُ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ وَقَدْ حَسَرَ عَنْ فَخِذَيْهِ وَهُوَ يَتَحَنَّطُ (18) فَقُلْتُ : يَا عَمِّ , مَا يَحْبِسُكَ أَنْ لَا تَجِيءَ ؟ , قَالَ : الْآنَ يَا ابْنَ أَخِي ) (19) ( فَجَاءَ وَقَدْ تَحَنَّطَ وَلَبِسَ كَفَنَهُ ) (20) ( فَقَالَ : مَا هَكَذَا كُنَّا نَفْعَلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , بِئْسَمَا عَوَّدْتُمْ أَقْرَانَكُمْ (21) ) (22) ( فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ ) (23) .
__________
(1) ( م ) 188 - ( 119 )
(2) ( حم ) 12422 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(3) [الحجرات/2]
(4) ( م ) 188 - ( 119 )
(5) ( حم ) 12422 ، ( م ) 187 - ( 119 )
(6) ( م ) 187 - ( 119 )
(7) ( خ ) 4565
(8) ( م ) 187 - ( 119 )
(9) ( خ ) 4565
(10) ( حم ) 12422
(11) ( خ ) 4565
(12) ( م ) 187 - ( 119 ) ، ( خ ) 4565
(13) ( حم ) 12422
(14) ( خ ) 4565 ، ( م ) 187 - ( 119 )
(15) ( خ ) 3417 ، ( م ) 187 - ( 119 )
(16) أَيْ : حِينَ حَاصَرَتْ اَلْمُسْلِمُونَ مُسَيْلِمَةَ اَلْكَذَّاب وَأَتْبَاعَهُ فِي خِلَافَةٍ أَبِي بَكْر اَلصَّدِيق . فتح الباري ج8 ص 463
(17) ( حم ) 12422 ، ( م ) 187 - ( 119 )
(18) أَيْ : يَسْتَعمل الحَنُوط في ثِيابه عند خروجه إلى القتال كأنه أراد بذلك الاسْتِعدادَ للموت وتَوْطِينَ النَّفْس عليه بالصَّبر على القِتال والحَنُوط والحِنَاط واحد : وهو ما يُخْلط من الطِّيب لأكفان الموْتَى وأجْسَامِهم خاصَّة . النهاية ج 1 / ص 1066
(19) ( خ ) 2690
(20) ( حم ) 12422
(21) أَيْ : عَوَّدْتُمْ نُظَرَاءَكُمْ فِي اَلْقُوَّةِ مِنْ عَدُّوِكُمْ اَلْفِرَارَ مِنْهُمْ حَتَّى طَمِعُوا فِيكُمْ . فتح الباري ج 8 / ص 463
(22) ( خ ) 2690 ، ( حم ) 12422
(23) ( حم ) 12422(4/851)
( 5 ) عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ - رضي الله عنه -
( خ م ) , عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( " سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَوْتَ عَبَّادٍ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ ، أَصَوْتُ عَبَّادٍ هَذَا ؟ " ، قُلْتُ : نَعَمْ ، فَقَالَ : " اللَّهُمَّ ارْحَمْ عَبَّادًا ) (1) ( لَقَدْ أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا آيَةً ، أُنْسِيتُهَا مِنْ سُورَةِ كَذَا وَكَذَا " ) (2)
__________
(1) ( خ ) 2212 ، ( م ) 224 - ( 788 )
(2) ( خ ) 4751 ، ( م ) 225 - ( 788 ) ، ( د ) 1331 ، ( حم ) 24380(4/852)
( د حم حب ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ (1) فَأَصَابَ رَجُلٌ امْرَأَةَ رَجُلٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (2) فَحَلَفَ أَنْ لَا يَنْتَهِيَ حَتَّى يُهَرِيقَ دَمًا فِي أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ , فَخَرَجَ يَتْبَعُ أَثَرَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , " فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَنْزِلًا , فَقَالَ : مَنْ رَجُلٌ يَكْلَؤُنَا (3) ؟ " , فَانْتَدَبَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ (4) وَرَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ (5) فَقَالَ : " كُونَا بِفَمِ الشِّعْبِ (6) " قَالَ : فَلَمَّا خَرَجَ الرَّجُلَانِ إِلَى فَمِ الشِّعْبِ , اضْطَجَعَ الْمُهَاجِرُ وَقَامَ الْأَنْصَارِيُّ يُصَلِّي وَأَتَى الرَّجُلُ , فَلَمَّا رَأَى شَخْصَهُ (7) عَرِفَ أَنَّهُ رَبِيئَةٌ (8) لِلْقَوْمِ , فَرَمَاهُ بِسَهْمٍ فَوَضَعَهُ فِيهِ (9) فَنَزَعَهُ (10) حَتَّى رَمَاهُ بِثَلَاثَةِ أَسْهُمٍ (11) ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ , ثُمَّ انْتَبَهَ صَاحِبُهُ , فَلَمَّا عَرَفَ أَنَّهُمْ قَدْ نَذِرُوا بِهِ هَرَبَ , فَلَمَّا رَأَى الْمُهَاجِرُ مَا بِالْأَنْصَارِيِّ مِنْ الدَّمِ قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ أَلَا أَنْبَهْتَنِي أَوَّلَ مَا رَمَى ؟ , قَالَ : كُنْتَ فِي سُورَةٍ أَقْرَؤُهَا فَلَمْ أُحِبَّ أَنْ أَقْطَعَهَا حَتَّى أُنْفِذَهَا ، فَلَمَّا تَابَعَ الرَّمْيَ رَكَعْتُ فَأَرَيْتُكَ , وَايْمُ اللَّهِ (12) لَوْلَا أَنْ أُضَيِّعَ ثَغْرًا أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِحِفْظِهِ لَقَطَعَ نَفْسِي قَبْلَ أَنْ أَقْطَعَهَا أَوْ أُنْفِذَهَا (13) . (14)
__________
(1) كَانَتْ هَذِهِ الْغَزْوَة فِي سَنَة أَرْبَع , قَالَهُ اِبْن هِشَام فِي سِيرَته , وَفِي تَسْمِيَة هَذِهِ الْغَزْوَة بِذَاتِ الرِّقَاع وُجُوه , وَالْأَصَحّ مِنْ هَذِهِ الْأَقْوَال مَا رَوَاهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُول اللَّه > فِي غَزْوَة وَنَحْنُ سِتَّة نَفَر بَيْننَا بَعِير نَعْتَقِبهُ , فَنَقِبَتْ أَقْدَامنَا , وَنَقِبَتْ قَدَمَايَ وَسَقَطَتْ أَظْفَارِي , فَكُنَّا نَلُفّ عَلَى أَرْجُلنَا الْخِرَق , فَسُمِّيَتْ غَزْوَة ذَات الرِّقَاع , لِمَا كُنَّا نَعْصِب مِنْ الْخِرَق عَلَى أَرْجُلنَا . عون المعبود - (ج 1 / ص 225)
(2) أَيْ : قَتَلَهَا . عون المعبود - (ج 1 / ص 225)
(3) أَيْ : مَنْ يَحْفَظنَا وَيَحْرُسنَا . عون المعبود - (ج 1 / ص 225)
(4) هُوَ عَمَّار بْن يَاسِر . عون المعبود - (ج 1 / ص 225)
(5) هُوَ عَبَّاد بْن بِشْر , سَمَّاهُمَا الْبَيْهَقِيُّ فِي رِوَايَته فِي دَلَائِل النُّبُوَّة . عون المعبود - (ج 1 / ص 225)
(6) الشِّعْب : مَسِيل الْمَاء فِي بَطْن مِنْ الْأَرْض , لَهُ حَرْفَانِ مُشْرِفَانِ , وَعَرْضُهُ بَطْحَةُ رَجُل وَقَدْ يَكُون بَيْن سَنَدَيْ جَبَلَيْنِ .
وَمَعْنَى ( كُونَا بِفَمِ الشِّعْب ) أَيْ : قِفَا بِطَرَفِهِ الَّذِي يَلِي الْعَدُوّ , وَ( الْفَمُ ) هَاهُنَا كِنَايَة عَنْ طَرَفه .عون المعبود(ج1ص225)
(7) أَيْ : شَخْص الْأَنْصَارِيّ , وَالشَّخْص : سَوَاد الْإِنْسَان وَغَيْره تَرَاهُ مِنْ بَعِيد , يُقَال : ثَلَاثَة أَشْخُص , وَالْكَثِير : شُخُوص وَأَشْخَاص . عون المعبود - (ج 1 / ص 225)
(8) الرَّبيئة : العين والطليعة , الذي ينظر للقوم لئلا يدهمهم العدو .
(9) أَيْ : رَمَاهُ بِسَهْمٍ فَمَا أَخْطَأَ نَفْسه , كَأَنَّهُ وَضَعَهُ فِيهِ وَضْعًا بِيَدِهِ , مَا رَمَاهُ بِهِ رَمْيًا . عون المعبود - (ج 1 / ص 225)
(10) أَيْ : نَزَعَ السَّهْم مِنْ جَسَده وَاسْتَمَرَّ فِي الصَّلَاة . عون المعبود - (ج 1 / ص 225)
(11) وَلَفْظ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق : فَرَمَى بِسَهْمٍ فَوَضَعَهُ فِيهِ , قَالَ : فَنَزَعَهُ فَوَضَعَهُ فَثَبَتَ قَائِمًا , ثُمَّ رَمَاهُ بِسَهْمٍ آخَر فَوَضَعَهُ فِيهِ فَنَزَعَهُ فَوَضَعَهُ وَثَبَتَ قَائِمًا ، ثُمَّ عَادَ لَهُ فِي الثَّالِث فَوَضَعَهُ فِيهِ فَنَزَعَهُ . عون المعبود - (ج 1 / ص 225)
(12) ( وَايْمُ اللَّهِ ) أي : وَاللهِ .
(13) قال الألباني في تمام المنة ص52 : وتفريقه - السيد سابق - بين الدم القليل والكثير - وإن كان مسبوقا إليه من بعض الأئمة - فإنه مما لَا دليل عليه من السُّنة , بل حديث الأنصاري يبطله كما هو ظاهر ، ولم يستدل المؤلف على هذا التفريق بغير أثر أبي هريرة أنه كان لَا يرى بأسا بالقطرة والقطرتين في الصلاة ، وقد عرفتَ ضَعْفَه ,
وإن روي مرفوعا ففي إسناده متروك كما في " نيل الأوطار " , وقد خرجته في " الضعيفة " ( 4386 ) , وقد أجاد الرد على هذا التفريق ابن حزم رحمه الله في آخر الجزء الأول من " المحلى " فليراجعه من شاء , وكذا القرطبي وابن العربي في تفسيريهما , فانظر إن شئت " الجامع لأحكام القرآن " ( 8 / 263 ) . أ . هـ
(14) صحيح موارد الظمآن : 210(4/853)
( 6 ) قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ - رضي الله عنه -
( خ ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
إِنَّ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ (1) كَانَ يَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمَنْزِلَةِ صَاحِبِ الشُّرَطِ مِنَ الْأَمِيرِ (2) . (3)
__________
(1) زَادَ فِي رِوَايَة الْمَرْوَزِيِّ " اِبْن عُبَادَةَ " وَهُوَ الْأَنْصَارِيّ الْخَزْرَجِيّ الَّذِي كَانَ وَالِده رَئِيس الْخَزْرَج .فتح الباري لابن حجر - ج 20 / ص 178
(2) لِأَنَّ صَاحِب الشُّرُطَة لَمْ يَكُنْ مَوْجُودًا فِي الْعَهْد النَّبَوِيّ عِنْدَ أَحَد مِنْ الْعُمَّال " وَإِنَّمَا حَدَثَ فِي دَوْلَة بَنِي أُمَيَّة , فَأَرَادَ أَنَس تَقْرِيب حَال قَيْس بْن سَعْد عِنْد السَّامِعِينَ ، فَشَبَّهَهُ بِمَا يَعْهَدُونَهُ . فتح الباري لابن حجر - ج 20 / ص 178
(3) ( خ ) 6736 ، ( ت ) 3850(4/854)
( 7 ) أَبُو طَلْحَةَ - رضي الله عنه -
( م ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" آخَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَبَيْنَ أَبِي طَلْحَةَ " (1)
__________
(1) ( م ) 203 - ( 2528 ) ، ( حم ) 12567(4/855)
( حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَصَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الْجَيْشِ ، أَشَدُّ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مِنْ فِئَةٍ " (1)
__________
(1) ( حم ) 13127 ، انظر الصَّحِيحَة : 1916 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/856)
( خ م حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُجَوِّبٌ عَلَيْهِ بِحَجَفَةٍ (1) لَهُ ) (2) ( وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَلْفَهُ يَتَتَرَّسُ بِهِ ) (3) ( وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رَجُلًا رَامِيًا شَدِيدَ النَّزْعِ (4) وَكَسَرَ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ، قَالَ : فَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ الْجَعْبَةُ مِنْ النَّبْلِ ، فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " انْثُرْهَا لِأَبِي طَلْحَةَ ) (5) ( فَكَانَ إِذَا رَمَى ) (6) ( رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَأْسَهُ مِنْ خَلْفِهِ لِيَنْظُرَ ) (7) ( أَيْنَ يَقَعُ سَهْمُهُ " ، فَيَرْفَعُ أَبُو طَلْحَةَ صَدْرَهُ وَيَقُولُ : هَكَذَا بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا يُصِيبُكَ سَهْمٌ ) (8) ( مِنْ سِهَامِ الْقَوْمِ , نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ ) (9) ( وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ يَسُوقُ نَفْسَهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَيَقُولُ : إِنِّي جَلْدٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَوَجِّهْنِي فِي حَوَائِجِكَ ، وَمُرْنِي بِمَا شِئْتَ ) (10) .
__________
(1) أَيْ : مُتَرِّس عَلَيْهِ يَقِيه بِهَا ، وَيُقَال لِلتُّرْسِ : جَوْبَة ، وَالْحَجَفَة : التُّرْس . فتح الباري (ج 11 / ص 124)
(2) ( خ ) 3600
(3) ( حم ) 14090 , وصححه الألباني في فقه السيرة ص260
(4) أَيْ شَدِيد الرَّمْي . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 271)
(5) ( خ ) 3837 , ( م ) 136 - ( 1811 )
(6) ( خ ) 2746
(7) ( حم ) 12043 , ( خ ) 2746
(8) ( حم ) 14090 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(9) ( خ ) 3600 , ( م ) 136 - ( 1811 )
(10) ( حم ) 14090(4/857)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : إِنِّي مَجْهُودٌ (1) " فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ " فَقَالَتْ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ " ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُخْرَى " فَقَالَتْ مِثْلَ ذَلِكَ , حَتَّى قُلْنَ كُلُّهُنَّ مِثْلَ ذَلِكَ : لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ ، فَقَالَ : " مَنْ يُضِيفُ هَذَا اللَّيْلَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ ؟ " ) (2) ( فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ : أَبُو طَلْحَةَ - رضي الله عنه - ) (3) ( فَقَالَ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (4) ( فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى رَحْلِهِ (5) فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ : ) (6) ( أَكْرِمِي ضَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (7) ( هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ ؟ ) (8) ( قَالَتْ : وَاللَّهِ مَا عِنْدِي إِلَّا قُوتُ ) (9) ( صِبْيَانِي ، فَقَالَ : فَعَلِّلِيهِمْ بِشَيْءٍ ) (10) ( فَإِذَا أَرَادَ الصِّبْيَةُ الْعَشَاءَ فَنَوِّمِيهِمْ ) (11) ( وَهَيِّئِي طَعَامَكِ ، وَأَصْبِحِي سِرَاجَكِ (12) ) (13) ( فَإِذَا دَخَلَ ضَيْفُنَا ) (14) ( لِيَأْكُلَ ) (15) ( فَقُومِي إِلَى السِّرَاجِ حَتَّى تُطْفِئِيهِ , وَأَرِيهِ أَنَّا نَأْكُلُ ) (16) ( وَنَطْوِي بُطُونَنَا اللَّيْلَةَ ) (17) ( قَالَ : فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا , وَأَصْبَحَتْ سِرَاجَهَا , وَنَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا , ثُمَّ قَامَتْ كَأَنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجَهَا فَأَطْفَأَتْهُ ) (18) ( فَقَعَدُوا ) (19) ( فَجَعَلَا يُرِيَانِهِ أَنَّهُمَا يَأْكُلَانِ ) (20) ( فَأَكَلَ الضَّيْفُ ) (21) ( وَبَاتَا طَاوِيَيْنِ (22) فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (23) ( فَقَالَ : " قَدْ عَجِبَ اللَّهُ مِنْ صَنِيعِكُمَا بِضَيْفِكُمَا اللَّيْلَةَ " ) (24) ( فَأَنْزَلَ اللَّهُ : { وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا , وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ، وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (25) " ) (26)
__________
(1) قَوْله : ( إِنِّي مَجْهُود ) أَيْ : أَصَابَنِي الْجَهْد ، وَهُوَ الْمَشَقَّة وَالْحَاجَة وَسُوء الْعَيْش وَالْجُوع .
(2) ( م ) 172 - ( 2054 ) , ( خ ) 4607
(3) ( م ) 2054
(4) ( خ ) 4607
(5) أَيْ : بيته .
(6) ( م ) 172 - ( 2054 )
(7) ( خ ) 3587
(8) ( م ) 172 - ( 2054 )
(9) ( خ ) 4607
(10) ( م ) 172 - ( 2054 )
(11) ( خ ) 4607
(12) قَوْله : ( وَأَصْبِحِي سِرَاجك ) أَيْ : أَوْقِدِيهِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 106)
(13) ( خ ) 3587
(14) ( م ) 172 - ( 2054 )
(15) ( م ) 172 - ( 2054 )
(16) ( م ) 172 - ( 2054 )
(17) ( خ ) 4607
(18) ( خ ) 3587
(19) ( م ) 172 - ( 2054 )
(20) ( خ ) 3587
(21) ( م ) 172 - ( 2054 )
(22) " طَاوِيَيْنِ " أَيْ : بِغَيْرِ عَشَاء .
(23) ( خ ) 3587
(24) ( م ) 172 - ( 2054 )
(25) [الحشر/9]
(26) ( خ ) 3587 , ( م ) 2054 , ( ت ) 3304(4/858)
( خ م حم خز ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كَانَ أَبُو طَلْحَةَ - رضي الله عنه - أَكْثَرَ الْأَنْصَارِ بِالْمَدِينَةِ مَالًا مِنْ نَخْلٍ ، وَكَانَ أَحَبُّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ ، وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ ، " وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ " ، قَالَ أنَس : فَلَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآية : { لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ } (1) قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ : { لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ } ، وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءَ ، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ ) (2) ( وَلَوْ اسْتَطَعْتُ أَنْ أُسِرَّهَا لَمْ أُعْلِنْهَا ) (3) ( فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " بَخٍ ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ ، وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا ) (4) ( فِي فُقَرَاءِ أَهْلِكَ أَدْنَى أَهْلِ بَيْتِكَ " ) (5) ( فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ : أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (6) ( فَجَعَلَهَا فِي حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ب (7) ) (8) .
__________
(1) [آل عمران/92]
(2) ( خ ) 1392 ، ( م ) 42 - ( 998 )
(3) ( حم ) 12165 , ( ت ) 2997 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( خ ) 1392 ، ( م ) 42 - ( 998 )
(5) ( خز ) 2458 ، ( حم ) 12165 وقال الألباني : إسناده صحيح .
(6) ( خ ) 1392 ، ( م ) 42 - ( 998 )
(7) قَالَ أَبُو دَاوُد : بَلَغَنِي عن الْأَنْصَارِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَبُو طَلْحَةَ زَيْدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَحَسَّانُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامٍ يَجْتَمِعَانِ إِلَى حَرَامٍ وَهُوَ الْأَبُ الثَّالِثُ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فَعَمْرٌو يَجْمَعُ حَسَّانَ وَأَبَا طَلْحَةَ وَأُبَيًّا قَالَ الْأَنْصَارِيُّ بَيْنَ أُبَيٍّ وَأَبِي طَلْحَةَ سِتَّةُ آبَاءٍ .( د ) 1689
(8) ( م ) 43 - ( 998 ) ، ( س ) 3602 ، ( خ ) 1392(4/859)
( حب ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَرَأَ أَبُو طَلْحَةَ - رضي الله عنه - سُورَةَ بَرَاءَةٌ ، فَأَتَى عَلَى هَذِهِ الْآيَة : { انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا } (1) فَقَالَ : أَرَى رَبِّي يَسْتَنْفِرُنِي شَابًّا وَشَيْخًا ، جَهِّزُونِي ، فَقَالَ لَهُ بَنُوهُ : قَدْ غَزَوْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى قُبِضَ ، وَغَزَوْتَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - حَتَّى مَاتَ ، وَغَزَوْتَ مَعَ عُمَرَ - رضي الله عنه - ، فَنَحْنُ نَغْزُو عَنْكَ , فَقَالَ : جَهِّزُونِي ، فَجَهَّزُوهُ فَرَكِبَ الْبَحْرَ فَمَاتَ ، فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ جَزِيرَةً يَدْفِنُوهُ فِيهَا إِلَّا بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ ، فَلَمْ يَتَغَيَّرْ . (2)
__________
(1) [التوبة/41]
(2) ( حب ) 7184 ، ( يع ) 3413 ، ( ك ) 2503 ، انظر صحيح موارد الظمآن : 1897 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/860)
( 8 ) أَبُو الدَّحْدَاحِ - رضي الله عنه -
( حب ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِفُلَانٍ نَخْلَةً ، وَأَنَا أُقَيِّمُ حَائِطِي بِهَا ، فَأْمُرْهُ أَنْ يُعْطِيَنِي حَتَّى أُقَيِّمَ حَائِطِي بِهَا ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَعْطِهَا إِيَّاهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ " ، فَأَبَى ، فَأَتَاهُ أَبُو الدَّحْدَاحِ فَقَالَ : بِعْنِي نَخْلَتَكَ بِحَائِطِي (1) فَفَعَلَ ، فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي قَدِ ابْتَعْتُ النَّخْلَةَ بِحَائِطِي ، فَاجْعَلْهَا لَهُ فَقَدْ أَعْطَيْتُكَهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " كَمْ مِنْ عِذْقٍ (2) دَوَّاحٍ (3) لَأَبِي الدَّحْدَاحِ فِي الْجَنَّةِ - قَالَهَا مِرَارًا - " قَالَ : فَأَتَى امْرَأَتَهُ فَقَالَ : يَا أُمَّ الدَّحْدَاحِ ، اخْرُجِي مِنَ الْحَائِطِ ، فَإِنِّي قَدْ بِعْتُهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ ، فَقَالَتْ : رَبِحَ [ الْبَيْعُ ] (4) . (5)
__________
(1) قَالَ صَاحِبُ النِّهَايَةِ : الْحَائِطُ الْبُسْتَانُ مِنْ النَّخْلِ إِذَا كَانَ عَلَيْهِ حَائِطٌ وَهُوَ الْجِدَارُ .
(2) الْعِذْقِ بِكَسْرِ الْعَيْن , هُوَ الْعُرْجُون بِمَا فِيهِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 138)
(3) الدواح : هو العظيم ، الشديد العلو ، وكل شجرة عظيمة : دوحة.
(4) ( حم ) 12504 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(5) ( حب ) 7159 ، ( حم ) 12504 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 4574 , 3489 ، صحيح موارد الظمآن : 1927(4/861)
( 9 ) حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ - رضي الله عنه -
( ت د ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَضَعُ لِحَسَّانَ مِنْبَرًا فِي الْمَسْجِدِ " ) (1) ( فَيَقُومُ عَلَيْهِ ) (2) ( يُنَافِحُ (3) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (4) ( وَيَهْجُو مَنْ قَالَ فِي رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ) (5) ( " إِنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ حَسَّانَ بِرُوحِ الْقُدُسِ ) (6) ( مَا نَافَحَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ " ) (7)
__________
(1) ( ت ) 2846
(2) ( د ) 5015
(3) نافح : دافع ، والمنافحة : المدافعة .
(4) ( ت ) 2846
(5) ( د ) 5015
(6) ( ت ) 2846
(7) ( د ) 5015 , ( ت ) 2846 , ( حم ) 24481 , انظر صحيح الجامع : 1865 , والصحيحة : 1657(4/862)
( خ م ) , عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " أُهْجُوا قُرَيْشًا ، فَإِنَّهُ أَشَدُّ عَلَيْهَا مِنْ رَشْقٍ بِالنَّبْلِ ، فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ رَوَاحَةَ فَقَالَ : اهْجُهُمْ " ، فَهَجَاهُمْ فَلَمْ يُرْضِ , " فَأَرْسَلَ إِلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ " ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ حَسَّانُ : قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تُرْسِلُوا إِلَى هَذَا الْأَسَدِ الضَّارِبِ بِذَنَبِهِ (1) ثُمَّ أَدْلَعَ لِسَانَهُ (2) فَجَعَلَ يُحَرِّكُهُ فَقَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأَفْرِيَنَّهُمْ بِلِسَانِي فَرْيَ الْأَدِيمِ (3) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " : لَا تَعْجَلْ ، فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ أَعْلَمُ قُرَيْشٍ بِأَنْسَابِهَا ، وَإِنَّ لِي فِيهِمْ نَسَبًا حَتَّى يُلَخِّصَ لَكَ نَسَبِي " , فَأَتَاهُ حَسَّانُ ثُمَّ رَجَعَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَدْ لَخَّصَ لِي نَسَبَكَ ) (4) ( فَأْذَنْ لِي فِي أَبِي سُفْيَانَ ، فَقَالَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - : " كَيْفَ بِقَرَابَتِي مِنْهُ ؟ " ) (5) ( فَقَالَ حَسَّانُ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، لَأَسُلَّنَّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعَرَةُ مِنْ الْعَجِينِ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ لِحَسَّانَ : " إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لَا يَزَالُ يُؤَيِّدُكَ مَا نَافَحْتَ (6) عَنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ " , وَقَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَقُولُ : هَجَاهُمْ حَسَّانُ فَشَفَى وَاشْتَفَى (7) " , قَالَ حَسَّانُ :
هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهْ ، وَعِنْدَ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ
هَجَوْتَ مُحَمَّدًا بَرًّا حَنِيفًا , رَسُولَ اللَّهِ شِيمَتُهُ الْوَفَاءُ
فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي ، لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ
ثَكِلْتُ بُنَيَّتِي إِنْ لَمْ تَرَوْهَا , ، تُثِيرُ النَّقْعَ (8) مِنْ كَنَفَيْ كَدَاءِ (9)
يُبَارِينَ الْأَعِنَّةَ (10) مُصْعِدَاتٍ (11) عَلَى أَكْتَافِهَا الْأَسَلُ الظِّمَاءُ (12)
تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ (13) تُلَطِّمُهُنَّ بِالْخُمُرِ النِّسَاءُ (14)
فَإِنْ أَعْرَضْتُمُو عَنَّا اعْتَمَرْنَا ، وَكَانَ الْفَتْحُ وَانْكَشَفَ الْغِطَاءُ
وَإِلَّا فَاصْبِرُوا لِضِرَابِ يَوْمٍ , يُعِزُّ اللَّهُ فِيهِ مَنْ يَشَاءُ
وَقَالَ اللَّهُ قَدْ أَرْسَلْتُ عَبْدًا , يَقُولُ الْحَقَّ لَيْسَ بِهِ خَفَاءُ
وَقَالَ اللَّهُ قَدْ يَسَّرْتُ جُنْدًا ، هُمْ الْأَنْصَارُ عُرْضَتُهَا اللِّقَاءُ
لَنَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ مَعَدٍّ (15) سِبَابٌ أَوْ قِتَالٌ أَوْ هِجَاءُ
فَمَنْ يَهْجُو رَسُولَ اللَّهِ مِنْكُمْ , وَيَمْدَحُهُ وَيَنْصُرُهُ سَوَاءُ
وَجِبْرِيلٌ رَسُولُ اللَّهِ فِينَا ، وَرُوح الْقُدُسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ (16) ) (17)
__________
(1) قَالَ الْعُلَمَاء : الْمُرَاد بِذَنَبِهِ هُنَا لِسَانه ، فَشَبَّهَ نَفْسه بِالْأَسَدِ فِي اِنْتِقَامه وَبَطْشه إِذَا اِغْتَاظَ ، وَحِينَئِذٍ يَضْرِبُ بِذَنَبِهِ جَنْبَيْهِ كَمَا فَعَلَ حَسَّان بِلِسَانِهِ حِينَ أَدْلَعَهُ ، فَجَعَلَ يُحَرِّكُهُ ، فَشَبَّهَ نَفْسَهُ بِالْأَسَدِ ، وَلِسَانَهُ بِذَنَبِهِ . شرح النووي ج8 / ص 259
(2) أَيْ : أَخْرَجَهُ عَنْ الشَّفَتَيْنِ . شرح النووي على مسلم - ج 8 / ص 259
(3) أَيْ : لَأُمَزِّقَنَّ أَعْرَاضهمْ تَمْزِيق الْجِلْد . شرح النووي على مسلم - ج 8 / ص 259
(4) ( م ) 157 - ( 2490 )
(5) ( م ) 156 - ( 2489 )
(6) أَيْ : دافعت .
(7) أَيْ : شَفَى الْمُؤمِنِينَ ، وَاشْتَفَى هُوَ بِمَا نَالَهُ مِنْ أَعْرَاض الْكُفَّار وَمَزَّقَهَا ، وَنَافَحَ عَنْ الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمِينَ . شرح النووي
(8) أَيْ : تَرْفَع الْغُبَار وَتُهَيِّجُهُ . شرح النووي على مسلم - ج 8 / ص 259
(9) أَيْ : جَانِبَيْ كَدَاءِ ، وهِيَ ثَنِيَّةٌ عَلَى بَاب مَكَّة . شرح النووي على مسلم - ج 8 / ص 259
(10) مَعْنَاهُ أَنَّهَا لِصَرَامَتِهَا وَقُوَّة نُفُوسهَا تُضَاهِي أَعِنَّتَهَا بِقُوَّةِ جَبْذهَا لَهَا ، وَهِيَ مُنَازَعَتهَا لَهَا أَيْضًا ,
قَالَ الْقَاضِي : وَفِي رِوَايَة اِبْن الْحَذَّاء يُبَارِينَ الْأَسِنَّة ، وَهِيَ الرِّمَاح ,
قَالَ : فَإِنْ صَحَّتْ هَذِهِ الرِّوَايَة فَمَعْنَاهَا أَنَّهُنَّ يُضَاهِينَ قَوَامهَا وَاعْتِدَالهَا . شرح النووي على مسلم - ج 8 / ص 259
(11) أَيْ : مُقْبِلَات إِلَيْكُمْ وَمُتَوَجِّهَات . شرح النووي على مسلم - ج 8 / ص 259
(12) الْأَسَل الرِّمَاح ، وَالظِّمَاء : الْعِطَاش لِدِمَاءِ الْأَعْدَاء . شرح النووي
(13) أَيْ : تَظَلُّ خُيُولُنَا مُسْرِعَات يَسْبِقُ بَعْضُهَا بَعْضًا . شرح النووي
(14) أَيْ : تَمْسَحُهُنَّ النِّسَاء بِخُمُرِهِنَّ ، أَيْ : يُزِلْنَ عَنْهُنَّ الْغُبَار ، وَهَذَا لِعَزَّتِهَا وَكَرَامَتِهَا عِنْدهمْ . شرح النووي
(15) أَيْ : مَقْصُودهَا وَمَطْلُوبهَا . شرح النووي على مسلم - ج 8 / ص 259
(16) أَيْ : مُمَاثِلٌ وَلَا مُقَاوِمٌ . شرح النووي على مسلم - ج 8 / ص 259
(17) ( م ) 157 - ( 2490 ) ، ( خ ) 3914(4/863)
( خ م ) , وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ :
كَانَ حَسَّانٌ مِمَّنْ كَثَّرَ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها ، فَسَبَبْتُهُ فَقَالَتْ : يَا ابْنَ أُخْتِي دَعْهُ ، فَإِنَّهُ كَانَ يُنَافِحُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - . (1)
__________
(1) ( م ) 2487 ، ( خ ) 3338(4/864)
( 10 ) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ - رضي الله عنه -
( خ ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ أَخًا لَكُمْ لَا يَقُولُ الرَّفَثّ (1) - يَعْنِي بِذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ - " , قَالَ : وَفِينَا رَسُولُ اللَّهِ يَتْلُو كِتَابَهُ إِذَا انْشَقَّ مَعْرُوفٌ مِنَ الْفَجْرِ سَاطِعُ ، أَرَانَا الْهُدَى بَعْدَ الْعَمَى فَقُلُوبُنَا بِهِ مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قَالَ وَاقِعُ ، يَبِيتُ يُجَافِي جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِهِ (2) إِذَا اسْتَثْقَلَتْ بِالْكَافِرِينَ الْمَضَاجِعُ . (3)
__________
(1) الرَّفَث : الْبَاطِل , أَوْ الْفُحْش مِنْ الْقَوْل , وقَوْله > ( إِنَّ أَخًا لَكُمْ لَا يَقُول الرَّفَث ) , فِيهِ أَنَّ حُسْن الشِّعْر مَحْمُود كَحُسْنِ الْكَلَام . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 148)
(2) هُوَ كِنَايَة عَنْ صَلَاته بِاللَّيْلِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 148)
(3) ( خ ) 1104 , ( حم ) 15775(4/865)
( 11 ) أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ - رضي الله عنه -
( خ م حم حب ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( غَابَ عَمِّي ) (1) ( الَّذِي سُمِّيتُ بِهِ ) (2) ( أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ - رضي الله عنه - عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ ) (3) ( فَشَقَّ عَلَيْهِ (4) ) (5) ( فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , غِبْتُ عَنْ أَوَّلِ قِتَالٍ قَاتَلْتَ الْمُشْرِكِينَ , لَئِنْ اللَّهُ أَشْهَدَنِي قِتَالَ الْمُشْرِكِينَ , لَيَرَيَنَّ اللَّهُ مَا أَصْنَعُ ) (6) ( قَالَ : وَهَابَ أَنْ يَقُولَ غَيْرَهَا ) (7) ( فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ ) (8) ( مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ ) (9) ( شَهِدَ ) (10) ( فَانْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ - يَعْنِي أَصْحَابَهُ - وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ - يَعْنِي الْمُشْرِكِينَ - ثُمَّ تَقَدَّمَ ) (11) ( بِسَيْفِهِ ) (12) ( فَرَأَى سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ - رضي الله عنه - مُنْهَزِمًا ، فَقَالَ لَهُ أَنَسٌ : أَيْنَ يَا أَبَا عَمْرٍو أَيْنَ أَيْنَ ؟ ) (13) ( الْجَنَّةَ وَرَبِّ النَّضْرِ , إِنِّي أَجِدُ رِيحَهَا مِنْ دُونِ أُحُدٍ ) (14) ( قَالَ : فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ ) (15) ( قَالَ سَعْدٌ : فَمَا اسْتَطَعْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا صَنَعَ (16) قَالَ أَنَسٌ : فَوَجَدْنَا بِهِ بِضْعًا وَثَمَانِينَ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ أَوْ طَعْنَةً بِرُمْحٍ أَوْ رَمْيَةً بِسَهْمٍ وَوَجَدْنَاهُ قَدْ قُتِلَ وَمَثَّلَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ , فَمَا عَرَفَهُ أَحَدٌ إِلَّا أُخْتُهُ (17) بِبَنَانِهِ (18) ) (19) ( قَالَ أَنَسٌ : وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة : { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } (20) ) (21) ( قَالَ أنَسٌ : فَكُنَّا نُرَى أَوْ نَظُنُّ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِ وَفِي أَشْبَاهِهِ ) (22) .
__________
(1) ( خ ) 2651
(2) ( م ) 148 - ( 1903 )
(3) ( خ ) 2651
(4) شق عليه : صعب عليه أمره .
(5) ( م ) 148 - ( 1903 )
(6) ( خ ) 2651 ، ( م ) 148 - ( 1903 )
(7) ( م ) 148 - ( 1903 )
(8) ( خ ) 2651
(9) ( حب ) 7023 ، وصححه الألباني في التعليقات الحسان : 6984 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(10) ( م ) 148 - ( 1903 )
(11) ( خ ) 2651
(12) ( خ ) 3822
(13) ( حم ) 13683 ، ( م ) 148 - ( 1903 )
(14) ( خ ) 2651
(15) ( م ) 148 - ( 1903 )
(16) وَقَعَ عِنْد يَزِيد بْن هَارُون عَنْ حُمَيْدٍ " فَقُلْت : أَنَا مَعَك فَلَمْ اِسْتَطِعْ أَنْ أَصْنَع مَا صَنَعَ ، وَظَاهِره أَنَّهُ نَفَى اِسْتِطَاعَة إِقْدَامه الَّذِي صَدَرَ مِنْهُ حَتَّى وَقَعَ لَهُ مَا وَقَعَ مِنْ الصَّبْر عَلَى تِلْكَ الْأَهْوَال بِحَيْثُ وَجَدَ فِي جَسَده مَا يَزِيد عَلَى الثَّمَانِينَ مِنْ طَعْنَة وَضَرْبَة وَرَمْيَة ، فَاعْتَرَفَ سَعْد بِأَنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُقْدِم إِقْدَامه وَلَا يَصْنَع صَنِيعه . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 399)
(17) أُخْتُهُ عَمَّة أنس هي الرُّبَيِّعُ بِنْتُ النَّضْرِ .( م ) 148 - ( 1903 )
(18) الْبَنَان : الْإِصْبَع ، وَقِيلَ طَرَف الْإِصْبَع .
(19) ( خ ) 2651
(20) [الأحزاب/23]
(21) ( م ) 148 - ( 1903 ) ، ( ت ) 3200
(22) ( خ ) 2651 ، ( م ) 148 - ( 1903 ) ، ( حم ) 13038(4/866)
( 12 ) حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ - رضي الله عنه -
( حب ك ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ - رضي الله عنهما - قَالَ :( سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ - وَقَدْ كَانَ النَّاسُ انْهَزَمُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى انْتَهَى بَعْضُهُمْ إِلَى دُونِ الأَعْرَاضِ عَلَى جَبَلٍ بِنَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَقَدْ كَانَ حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ - رضي الله عنه - الْتَقَى هُوَ وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ ، فَلَمَّا اسْتَعْلاهُ حَنْظَلَةُ رَآهُ شَدَّادُ بْنُ الأَسْوَدِ ، فَعَلاهُ شَدَّادٌ بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتَلَهُ ، وَقَدْ كَادَ يَقْتُلُ أَبَا سُفْيَانَ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ صَاحِبَكُمْ حَنْظَلَةَ تُغَسِّلُهُ الْمَلَائِكَةُ ، فَسَلُوا صَاحِبَتَهُ (1) " ، فَقَالَتْ : خَرَجَ وَهُوَ جُنُبٌ لَمَّا سَمِعَ الْهَائِعَةَ (2) ) (3) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لِذَلِكَ غَسَّلَتْهُ الْمَلَائِكَةُ ) (4) " (5)
__________
(1) أَيْ : زوجته .
(2) ( الْهَائِعَةَ ) : هِيَ الصَّوْتُ الشَّدِيدُ . نيل الأوطار - (ج 6 / ص 130)
(3) ( حب ) 7025
(4) ( ك ) 4917
(5) صححه الألباني في الصَّحِيحَة : 326 ، والإرواء : 713(4/867)
( 13 ) زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى - رضي الله عنه -
( ت ) , عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ قَالَ :
كَانَ زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى قَاضِيَ الْبَصْرَةِ , وَكَانَ يَؤُمُّ فِي بَنِي قُشَيْرٍ , فَقَرَأَ يَوْمًا فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ بِالْمُدَّثِّر فَلَمَّا بَلَغَ : { فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ , فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ } خَرَّ مَيِّتًا , فَكُنْتُ فِيمَنْ احْتَمَلَهُ إِلَى دَارِهِ . (1)
_________
(1) ( ت ) 445 ، ( ك ) 3871 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3378(4/868)
( 14 ) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ - رضي الله عنه -
( خ ) , عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى أَبِي رَافِعٍ الْيَهُودِيِّ رِجَالًا مِنْ الْأَنْصَارِ لِيَقْتُلُوهُ ) (1) ( فَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ , وَكَانَ أَبُو رَافِعٍ يُؤْذِي رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَيُعِينُ عَلَيْهِ (2) وَكَانَ فِي حِصْنٍ لَهُ بِأَرْضِ الْحِجَازِ , فَلَمَّا دَنَوْا مِنْهُ وَقَدْ غَرَبَتْ الشَّمْسُ , وَرَاحَ النَّاسُ بِسَرْحِهِمْ (3) قَالَ عَبْدُ اللَّهِ لِأَصْحَابِهِ : اجْلِسُوا مَكَانَكُمْ , فَإِنِّي مُنْطَلِقٌ وَمُتَلَطِّفٌ لِلْبَوَّابِ لَعَلِّي أَنْ أَدْخُلَ , فَأَقْبَلَ حَتَّى دَنَا مِنْ الْبَابِ , ثُمَّ تَقَنَّعَ بِثَوْبِهِ (4) كَأَنَّهُ يَقْضِي حَاجَةً , وَقَدْ دَخَلَ النَّاسُ , فَهَتَفَ بِهِ الْبَوَّابُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ , إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تَدْخُلَ فَادْخُلْ , فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُغْلِقَ الْبَابَ , قَالَ : فَدَخَلْتُ ) (5) ( فَاخْتَبَأْتُ فِي مَرْبِطِ حِمَارٍ عِنْدَ بَابِ الْحِصْنِ ) (6) ( فَلَمَّا دَخَلَ النَّاسُ أَغْلَقَ الْبَابَ , ثُمَّ عَلَّقَ ) (7) ( الْمَفَاتِيحَ فِي كَوَّةٍ (8) حَيْثُ أَرَاهَا ) (9) ( وَكَانَ أَبُو رَافِعٍ يُسْمَرُ عِنْدَهُ (10) وَكَانَ فِي عَلَالِيٍّ لَهُ (11) ) (12) ( فَتَعَشَّوْا عِنْدَ أَبِي رَافِعٍ وَتَحَدَّثُوا حَتَّى ذَهَبَتْ سَاعَةٌ مِنْ اللَّيْلِ , ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى بُيُوتِهِمْ , فَلَمَّا هَدَأَتْ الْأَصْوَاتُ وَلَا أَسْمَعُ حَرَكَةً , خَرَجْتُ ) (13) ( فَأَخَذْتُ الْمَفَاتِيحَ فَفَتَحْتُ بَابَ الْحِصْنِ ثُمَّ ) (14) ( صَعِدْتُ إِلَيْهِ , فَجَعَلْتُ كُلَّمَا فَتَحْتُ بَابًا أَغْلَقْتُ عَلَيَّ مِنْ دَاخِلٍ , فَقُلْتُ : إِنْ الْقَوْمُ نَذِرُوا بِي (15) لَمْ يَخْلُصُوا إِلَيَّ حَتَّى أَقْتُلَهُ , فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ , فَإِذَا الْبَيْتُ مُظْلِمٌ ) (16) ( قَدْ طَفِئَ سِرَاجُهُ , فَلَمْ أَدْرِ أَيْنَ الرَّجُلُ , فَقُلْتُ : يَا أَبَا رَافِعٍ , فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ ) (17) ( فَأَهْوَيْتُ نَحْوَ الصَّوْتِ (18) فَأَضْرِبُهُ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ وَأَنَا دَهِشٌ (19) فَمَا أَغْنَيْتُ شَيْئًا (20) فَصَاحَ ) (21) ( وَقَامَ أَهْلُهُ ) (22) ( فَخَرَجْتُ مِنْ الْبَيْتِ , فَأَمْكُثُ غَيْرَ بَعِيدٍ ، ثُمَّ دَخَلْتُ إِلَيْهِ ) (23) ( كَأَنِّي مُغِيثٌ وَغَيَّرْتُ صَوْتِي ) (24) ( فَقُلْتُ : مَا هَذَا الصَّوْتُ يَا أَبَا رَافِعٍ ؟ , فَقَالَ : لِأُمِّكَ الْوَيْلُ ) (25) ( قُلْتُ : مَا شَأْنُكَ ؟ ، لَا أَدْرِي مَنْ دَخَلَ عَلَيَّ فَضَرَبَنِي ) (26) ( قَبْلُ بِالسَّيْفِ ) (27) ( فَإِذَا هُوَ مُسْتَلْقٍ عَلَى ظَهْرِهِ ) (28) ( قَالَ : فَوَضَعْتُ سَيْفِي فِي بَطْنِهِ ثُمَّ تَحَامَلْتُ عَلَيْهِ حَتَّى قَرَعَ الْعَظْمَ ) (29) ( فَعَرَفْتُ أَنِّي قَتَلْتُهُ , فَجَعَلْتُ أَفْتَحُ الْأَبْوَابَ بَابًا بَابًا حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى دَرَجَةٍ لَهُ , فَوَضَعْتُ رِجْلِي وَأَنَا أُرَى أَنِّي قَدْ انْتَهَيْتُ إِلَى الْأَرْضِ ، فَوَقَعْتُ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ , فَانْكَسَرَتْ سَاقِي , فَعَصَبْتُهَا بِعِمَامَةٍ , ثُمَّ انْطَلَقْتُ ) (30) ( إِلَى أَصْحَابِي ) (31) ( أَحْجُلُ (32) ) (33) ( فَقُلْتُ : مَا أَنَا بِبَارِحٍ حَتَّى أَسْمَعَ النَّاعِيَةَ ) (34) ( فَلَمَّا صَاحَ الدِّيكُ قَامَ النَّاعِي عَلَى السُّورِ فَقَالَ : أَنْعَى أَبَا رَافِعٍ تَاجِرَ أَهْلِ الْحِجَازِ , فَانْطَلَقْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَقُلْتُ : النَّجَاءَ , فَقَدْ قَتَلَ اللَّهُ أَبَا رَافِعٍ , فَانْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَحَدَّثْتُهُ , فَقَالَ : " ابْسُطْ رِجْلَكَ " , فَبَسَطْتُ رِجْلِي , " فَمَسَحَهَا ، فَكَأَنَّهَا لَمْ أَشْتَكِهَا قَطُّ " ) (35)
__________
(1) ( خ ) 2859
(2) ذَكَرَ اِبْن عَائِذ عَنْ عُرْوَة أَنَّهُ كَانَ مِمَّنْ أَعَانَ غَطَفَانَ وَغَيْرَهُمْ مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَب بِالْمَالِ الْكَثِير عَلَى رَسُول اللَّه .
فتح الباري لابن حجر - ج 11 / ص 370
(3) أَيْ : رَجَعُوا بِمَوَاشِيهِمْ الَّتِي تَرْعَى ، وَسَرْح : هِيَ السَّائِمَة مِنْ إِبِلٍ وَبَقَرٍ وَغَنَمٍ . فتح الباري ج 11 / ص 370
(4) أَيْ : تَغَطَّى بِهِ لِيُخْفِيَ شَخْصَهُ لِئَلَّا يُعْرَفَ . فتح الباري لابن حجر - ج 11 / ص 370
(5) ( خ ) 3813
(6) ( خ ) 3814
(7) ( خ ) 3813
(8) الْكَوَّةُ بِالْفَتْحِ وَقَدْ تُضَمُّ : النَّافِذَةِ . فتح الباري لابن حجر - ج 11 / ص 370
(9) ( خ ) 2859
(10) أَيْ : يَتَحَدَّثُونَ عنده لَيْلًا . فتح الباري لابن حجر - ج 11 / ص 370
(11) جَمْع عَلِّيَّةٍ , وَهِيَ الْغُرْفَةُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 370)
(12) ( خ ) 3813
(13) ( خ ) 3814
(14) ( خ ) 2859
(15) أَيْ : عَلِمُوا ، أَصْلُهُ مِنْ الْإِنْذَارِ وَهُوَ الْإِعْلَامُ بِالشَّيْءِ الَّذِي يُحْذَرُ مِنْهُ . فتح الباري
(16) ( خ ) 3813
(17) ( خ ) 3814
(18) أَيْ : قَصَدْت نَحْوَ صَاحِب الصَّوْتِ . فتح الباري لابن حجر - ج 11 / ص 370
(19) الدَّهَشُ ذهابُ العقل من الذَّهَلِ والوَلَهِ , وقيل من الفزع . لسان العرب - ج 6 / ص 303
(20) أَيْ : لَمْ أَقْتُلْهُ . فتح الباري
(21) ( خ ) 3813
(22) ( خ ) 3814
(23) ( خ ) 3813
(24) ( خ ) 2859
(25) ( خ ) 3813
(26) ( خ ) 2859
(27) ( خ ) 3813
(28) ( خ ) 3814
(29) ( خ ) 2859
(30) ( خ ) 3813
(31) ( خ ) 2859
(32) الحَجْل : أن يَرْفَع رجْلاً ويَقْفزَ عَلَى الأخرى . النهاية في غريب الأثر - ج 1 / ص 899
(33) ( خ ) 3814
(34) ( خ ) 2859
(35) ( خ ) 3813(4/869)
( 15 ) خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ - رضي الله عنه -
( س د حم ) , عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ , عَنْ عَمِّهِ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( ابْتَاعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرَسًا مِنْ أَعْرَابِيٍّ , فَاسْتَتْبَعَهُ (1) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِيَقْضِيَهُ ثَمَنَ فَرَسِهِ , فَأَسْرَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَشْيَ " وَأَبْطَأَ الْأَعْرَابِيُّ , فَطَفِقَ (2) رِجَالٌ يَتَعَرَّضُونَ لِلْأَعْرَابِيِّ فَيُسَاوِمُونَهُ بِالْفَرَسِ (3) وَلَا يَشْعُرُونَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ابْتَاعَهُ ) (4) ( حَتَّى زَادَ بَعْضُهُمْ فِي السَّوْمِ عَلَى مَا ابْتَاعَهُ بِهِ مِنْهُ , فَنَادَى الْأَعْرَابِيُّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : إِنْ كُنْتَ مُبْتَاعًا هَذَا الْفَرَسِ (5) وَإِلَّا بِعْتُهُ ) (6) ( " فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ سَمِعَ نِدَاءَ الْأَعْرَابِيِّ فَقَالَ : أَوَلَيْسَ قَدْ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ ؟ " , فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ : لَا وَاللَّهِ مَا بِعْتُكَهُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " بَلَى قَدْ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ " ) (7) ( فَطَفِقَ الْأَعْرَابِيُّ يَقُولُ : هَلُمَّ شَاهِدًا يَشْهَدُ أَنِّي بِعْتُكَهُ , فَطَفِقَ النَّاسُ يَلُوذُونَ بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَبِالْأَعْرَابِيِّ وَهُمَا يَتَرَاجَعَانِ ) (8) ( فَقَالُوا لِلْأَعْرَابِيِّ : وَيْلَكَ , رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَكُنْ لِيَقُولَ إِلَّا حَقًّا , فَطَفِقَ الْأَعْرَابِيُّ يَقُولُ : هَلُمَّ شَاهِدًا يَشْهَدُ أَنِّي بِعْتُكَهُ , حَتَّى جَاءَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ - رضي الله عنه - فَاسْتَمَعَ لِمُرَاجَعَةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَمُرَاجَعَةِ الْأَعْرَابِيِّ , فَقَالَ خُزَيْمَةُ لِلْأَعْرَابِيِّ : أَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَايَعْتَهُ ) (9) ( " فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى خُزَيْمَةَ فَقَالَ : بِمَ تَشْهَدُ ؟ " , فَقَالَ : بِتَصْدِيقِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ (10) " فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَهَادَةَ خُزَيْمَةَ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ " ) (11)
__________
(1) أَيْ طَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَتْبَعهُ .
(2) أَيْ : أَخَذَ , أو بَدَأ .
(3) أَيْ : يريدون شراء الفرس منه .
(4) ( د ) 3607
(5) أَيْ : فَاشْتَرِهِ . عون المعبود - (ج 8 / ص 104)
(6) ( س ) 4647
(7) ( د ) 3607
(8) ( س ) 4647
(9) ( حم ) 21933 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح , ( د ) 3607
(10) أَيْ : أَنَا أُصَدِّقُك بِخَبَرِ السَّمَاء وَلَا أُصَدِّقُك بِمَا تَقُول ؟ . عون المعبود - (ج 8 / ص 104)
(11) ( د ) 3607 , ( س ) 4647(4/870)
( 16 ) أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ - رضي الله عنه -
( د ) , عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
بَيْنَمَا أَنَا أُحَدِّثُ الْقَوْمَ - وَكَانَ فِيَّ مِزَاحٌ - فَبَيْنَمَا أُضْحِكُهُمْ " طَعَنَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي خَاصِرَتِي بِعُودٍ " , فَقُلْتُ : أَصْبِرْنِي (1) قَالَ : " اصْطَبِرْ " (2) فَقُلْتُ : إِنَّ عَلَيْكَ قَمِيصًا , وَلَيْسَ عَلَيَّ قَمِيصٌ , " فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ قَمِيصِهِ " , فَاحْتَضَنْتُهُ وَجَعَلْتُ أُقَبِّلُ كَشْحَهُ (3) وَقُلْتُ : إِنَّمَا أَرَدْتُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ . (4)
__________
(1) أَيْ : أَقْدِرْنِي وَمَكِّنِّي مِنْ اِسْتِيفَاء الْقِصَاص حَتَّى أَطْعَنَ فِي خَاصِرَتِك كَمَا طَعَنْت فِي خَاصِرَتِي .
عون المعبود - ج 11 / ص 260
(2) أَيْ : اِسْتَوْفِ الْقِصَاص . عون المعبود - ج 11 / ص 260
(3) الكَشْحُ: ما بين الخاصرة إلى الضلعِ الخَلْفِ . الصحاح في اللغة - ج 2 / ص 116
(4) ( د ) 5224 ، ( ك ) 5262 ، انظر المشكاة : 4685(4/871)
( 17 ) أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه -
( ت د ) , عَنْ أَبِي عِمْرَانَ التُّجَيْبِيِّ قَالَ :
( غَزَوْنَا مِنْ الْمَدِينَةِ نُرِيدُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ , وَعَلَى أَهْلِ مِصْرَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ - رضي الله عنه - , وَعَلَى الْجَمَاعَةِ (1) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ ) (2) ( فَأَخْرَجَ الرُّومُ إِلَيْنَا صَفًّا عَظِيمًا مِنْهُمْ ) (3) ( وَأَلْصَقُوا ظُهُورَهُمْ بِحَائِطِ الْمَدِينَةِ ) (4) ( فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ مِنْ الْمُسْلِمِينَ مِثْلُهُمْ أَوْ أَكْثَرُ , فَحَمَلَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ عَلَى صَفِّ الرُّومِ حَتَّى دَخَلَ فِيهِمْ , فَصَاحَ النَّاسُ ) (5) ( وَقَالُوا : مَهْ , مَهْ ؟ , لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , يُلْقِي بِيَدَيْهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) (6) ( فَقَامَ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ - رضي الله عنه - فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ , إِنَّكُمْ تَتَأَوَّلُونَ هَذِهِ الْآيَةَ هَذَا التَّأْوِيلَ , وَإِنَّمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآية فِينَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ , لَمَّا أَعَزَّ اللَّهُ الْإِسْلَامَ وَكَثُرَ نَاصِرُوهُ , قَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ سِرًّا دُونَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ أَمْوَالَنَا قَدْ ضَاعَتْ , وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعَزَّ الْإِسْلَامَ وَكَثُرَ نَاصِرُوهُ , فَلَوْ أَقَمْنَا فِي أَمْوَالِنَا فَأَصْلَحْنَا مَا ضَاعَ مِنْهَا , فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَرُدُّ عَلَيْنَا مَا قُلْنَا : { وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ } (7) فَكَانَتْ التَّهْلُكَةُ : ) (8) ( أَنْ نُقِيمَ فِي أَمْوَالِنَا وَنُصْلِحَهَا وَنَدَعَ الْجِهَادَ , قَالَ أَبُو عِمْرَانَ : فَلَمْ يَزَلْ أَبُو أَيُّوبَ شَاخِصًا (9) يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى دُفِنَ بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ (10) ) (11)
__________
(1) أَيْ : أَمِيرُهُمْ . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 292)
(2) ( د ) 2512
(3) ( ت ) 2972
(4) ( د ) 2512
(5) ( ت ) 2972
(6) ( د ) 2512
(7) [البقرة/195]
(8) ( ت ) 2972
(9) شُخُوصُ الْمُسَافِرِ خُرُوجُهُ عَنْ مَنْزِلِهِ ، وَمِنْهُ حَدِيثُ عُثْمَانَ - رضي الله عنه - إِنَّمَا يَقْصُرُ الصَّلَاةَ مَنْ كَانَ شَاخِصًا أَيْ : مُسَافِرًا . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 292)
(10) الْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِإِلْقَاءِ الْأَيْدِي إِلَى التَّهْلُكَةِ هُوَ الْإِقَامَةُ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ وَتَرْكُ الْجِهَادِ ، وَقِيلَ : هُوَ الْبُخْلُ وَتَرْكُ الْإِنْفَاقِ فِي الْجِهَادِ . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 292)
(11) ( د ) 2512 ، ( ت ) 2972 ، ( ن ) 11029 ، ( حب ) 4711 ، انظر الصَّحِيحَة : 13 ، صحيح موارد الظمآن 1386(4/872)
( 18 ) مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ - رضي الله عنه -
( خ م د ) , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :( كَانَ كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ يَهْجُو النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - , وَيُحَرِّضُ عَلَيْهِ كُفَّارَ قُرَيْشٍ , وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَأَهْلُهَا أَخْلَاطٌ , مِنْهُمْ الْمُسْلِمُونَ ، وَالْمُشْرِكُونَ يَعْبُدُونَ الْأَوْثَانَ ، وَالْيَهُودُ , وَكَانُوا يُؤْذُونَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابَهُ , فَأَمَرَ اللَّهُ - عز وجل - نَبِيَّهُ بِالصَّبْرِ وَالْعَفْوِ , فَفِيهِمْ أَنْزَلَ اللَّهُ : { وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا } (1) فَلَمَّا أَبَى كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ أَنْ يَنْزِعَ عَنْ أَذَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (2) ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ , فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ " , فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ : أَتُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ " ) (3) ( قَالَ : فَأْذَنْ لِي أَنْ أَقُولَ شَيْئًا (4) قَالَ : " قُلْ " , فَأَتَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقَالَ : إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ ) (5) ( - يَعْنِي النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ) (6) ( قَدْ سَأَلَنَا الصَّدَقَةً , وَقَدْ عَنَّانَا (7) ) (8) ( فَقَالَ : وَأَيْضًا ؟ , وَاللَّهِ لَتَمَلُّنَّهُ , قَالَ : فَإِنَّا قَدْ اتَّبَعْنَاهُ , فَنَكْرَهُ أَنْ نَدَعَهُ حَتَّى نَنْظُرَ إِلَى مَا يَصِيرُ أَمْرُهُ ) (9) ( وَإِنَّا قَدْ أَرَدْنَا أَنْ تُسْلِفَنَا وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ , فَقَالَ : نَعَمْ , ارْهَنُونِي (10) فَقَالُوا : أَيَّ شَيْءٍ تُرِيدُ ؟ , قَالَ : ارْهَنُونِي نِسَاءَكُمْ , فَقَالُوا : كَيْفَ نَرْهَنُكَ نِسَاءَنَا وَأَنْتَ أَجْمَلُ الْعَرَبِ ؟ , قَالَ : فَارْهَنُونِي أَبْنَاءَكُمْ , قَالُوا : كَيْفَ نَرْهَنُكَ أَبْنَاءَنَا فَيُسَبُّ أَحَدُهُمْ فَيُقَالُ : رُهِنَ بِوَسْقٍ أَوْ وَسْقَيْنِ , هَذَا عَارٌ عَلَيْنَا , وَلَكِنَّا نَرْهَنُكَ السِّلَاحَ , فَوَاعَدَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ , فَجَاءَهُ لَيْلًا وَمَعَهُ أَبُو نَائِلَةَ - وَهُوَ أَخُو كَعْب بْنِ الْأَشْرَفِ مِنْ الرَّضَاعَةِ - فَدَعَاهُمْ إِلَى الْحِصْنِ فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ , فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ : أَيْنَ تَخْرُجُ هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ , فَقَالَ : إِنَّمَا هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ , وَأَخِي أَبُو نَائِلَةَ ، فَدَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ مَعَهُ رَجُلَيْنِ ، فَقَالَ : إِذَا مَا جَاءَ فَإِنِّي قَائِلٌ بِشَعَرِهِ فَأَشَمُّهُ , فَإِذَا رَأَيْتُمُونِي اسْتَمْكَنْتُ مِنْ رَأْسِهِ فَدُونَكُمْ فَاضْرِبُوهُ , فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ مُتَوَشِّحًا وَهُوَ يَنْفَحُ مِنْهُ رِيحُ الطِّيبِ , فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ : مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ رِيحًا أَطْيَبَ , فَقَالَ كَعْبٌ : عِنْدِي أَعْطَرُ نِسَاءِ الْعَرَبِ , وَأَكْمَلُ الْعَرَبِ , فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ : أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَشَمَّ رَأْسَكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ , فَشَمَّهُ , فَلَمَّا اسْتَمْكَنَ مِنْهُ قَالَ : دُونَكُمْ , فَقَتَلُوهُ , ثُمَّ أَتَوْا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرُوهُ ) (11) ( فَلَمَّا قَتَلُوهُ فَزِعَتْ الْيَهُودُ وَالْمُشْرِكُونَ , فَغَدَوْا عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا : طُرِقَ صَاحِبُنَا فَقُتِلَ , " فَذَكَرَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الَّذِي كَانَ يَقُولُ , وَدَعَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى أَنْ يَكْتُبَ بَيْنَهُ كِتَابًا يَنْتَهُونَ إِلَى مَا فِيهِ , فَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمُسْلِمِينَ عَامَّةً صَحِيفَةً " ) (12)
__________
(1) [آل عمران/186]
(2) ( د ) 3000
(3) ( خ ) 2867 ، ( م ) 119 - ( 1801 )
(4) كَأَنَّهُ اِسْتَأْذَنَهُ أَنْ يَفْتَعِلَ شَيْئًا يَحْتَال بِهِ ، وَمِنْ ثَمَّ بَوَّبَ عَلَيْهِ الْمُصَنِّف " الْكَذِبُ فِي الْحَرْب " وَقَدْ ظَهَرَ مِنْ سِيَاق اِبْن سَعْد لِلْقِصَّةِ أَنَّهُمْ اِسْتَأْذَنُوا أَنْ يَشْكُوا مِنْهُ وَيَعِيبُوا رَأْيه . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 367)
(5) ( خ ) 3811 ، ( م ) 119 - ( 1801 )
(6) ( خ ) 2867
(7) مِنْ الْعَنَاءِ وَهُوَ التَّعَبُ .فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 367)
(8) ( د ) 2768 ، ( خ ) 2867
(9) ( خ ) 2867
(10) أَيْ : اِدْفَعُوا لِي شَيْئًا يَكُون رَهْنًا عَلَى التَّمْر الَّذِي تُرِيدُونَهُ .فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 367)
(11) ( خ ) 3811 ، ( م ) 119 - ( 1801 ) ، ( د ) 2768
(12) ( د ) 3000(4/873)
( د ) , وَعَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ قَالَ :
( دَخَلْنَا عَلَى حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - ) (1) ( فَقَالَ : مَا أَحَدٌ مِنْ النَّاسِ تُدْرِكُهُ الْفِتْنَةُ إِلَّا أَنَا أَخَافُهَا عَلَيْهِ , إِلَّا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ , فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ لَهُ : " لَا تَضُرُّكَ الْفِتْنَةُ " ) (2) ( قَالَ : فَخَرَجْنَا فَإِذَا فُسْطَاطٌ (3) مَضْرُوبٌ , فَدَخَلْنَا فَإِذَا فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ , فَسَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ : مَا أُرِيدُ أَنْ يَشْتَمِلَ عَلَيَّ شَيْءٌ مِنْ أَمْصَارِكُمْ حَتَّى تَنْجَلِيَ عَمَّا انْجَلَتْ (4) ) (5) .
__________
(1) ( د ) 4664
(2) ( د ) 4663 ، انظر المشكاة : 6233
(3) الْفُسْطَاط هُوَ الْبَيْت مِنْ الشَّعْر ، وَقَدْ يُطْلَق عَلَى غَيْر الشَّعْر .
(4) أَيْ : حَتَّى تُكْشَف الْفِتَن عَنْ الْأَمْصَار الَّتِي تَغَطَّتْ بِالْفِتَنِ . عون المعبود - ج 10 / ص182
(5) ( د ) 4664(4/874)
( 19 ) الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ - رضي الله عنه -
( خ ) , عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - خَمْسَ عَشْرَةَ غَزْوَةً . (1)
__________
(1) ( خ ) 4202 , ( حم ) 18609(4/875)
( خ ) , وَعَنْ الْمُسَيَّبِ قَالَ :
لَقِيتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍبفَقُلْتُ لَهُ : طُوبَى لَكَ , صَحِبْتَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَبَايَعْتَهُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي , إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثْنَا بَعْدَهُ . (1)
__________
(1) ( خ ) 3937(4/876)
( خ ) , وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ - رضي الله عنه - إِلَى الْيَمَنِ (1) ثُمَّ بَعَثَ عَلِيًّا بَعْدَ ذَلِكَ مَكَانَهُ , فَقَالَ : مُرْ أَصْحَابَ خَالِدٍ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ أَنْ يُعَقِّبَ مَعَكَ فَلْيُعَقِّبْ (2) وَمَنْ شَاءَ فَلْيُقْبِلْ " , فَكُنْتُ فِيمَنْ عَقَّبَ مَعَهُ , فَغَنِمْتُ أَوَاقٍ ذَوَاتِ عَدَدٍ . (3)
__________
(1) كَانَ ذَلِكَ بَعْد رُجُوعهمْ مِنْ الطَّائِف وَقِسْمَة الْغَنَائِم بَالْجِعِرَّانَةِ . فتح الباري لابن حجر - ج 12 / ص 160
(2) أَيْ : يَرْجِع إِلَى الْيَمَن ، وَالتَّعْقِيب أَنْ يَعُود بَعْض الْعَسْكَر بَعْد الرُّجُوع لِيُصِيبُوا غَزْوَة مِنْ الْغَد .
فتح الباري لابن حجر - ج 12 / ص 160
(3) ( خ ) 4092(4/877)
( 20 ) عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ - رضي الله عنه -
( خد ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلِمَةَ ؟ " ، قُلْنَا : جَدُّ بْنُ قَيْسٍ ، عَلَى أَنَّا نُبَخِّلُهُ (1) قَالَ : " وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ ؟ ، بَلْ سَيِّدُكُمْ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ " ، وَكَانَ عَمْرٌو عَلَى أَصْنَامِهِمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَكَانَ يُولِمُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا تَزَوَّجَ " (2)
__________
(1) أَيْ : نتهمه بالبخل .
(2) ( خد ) 296 ، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 227(4/878)
( حم ) , عَنْ أَبِي قَتَادَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
أَتَى عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى أُقْتَلَ , أَمْشِي بِرِجْلِي هَذِهِ صَحِيحَةً فِي الْجَنَّةِ - وَكَانَتْ رِجْلُهُ عَرْجَاءَ - ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " نَعَمْ " , فَقُتِلُوا يَوْمَ أُحُدٍ هُوَ وَابْنُ أَخِيهِ وَمَوْلًى لَهُمْ " فَمَرَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكَ تَمْشِي بِرِجْلِكَ هَذِهِ صَحِيحَةً فِي الْجَنَّةِ , فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِهِمَا وَبِمَوْلَاهُمَا , فَجُعِلُوا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ " (1)
__________
(1) ( حم ) 22606 ، وحسنه الألباني في أحكام الجنائز : ص146 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(4/879)
( معرفة الصحابة لأبي نعيم ) , وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ :
كَانَ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ - رضي الله عنه - رَجُلًا أَعْرَجَ شَدِيدَ الْعَرَجِ , وَكَانَ لَهُ بَنُونَ أَرْبَعَةٌ يَشْهَدُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَشَاهِدَ أَمْثَالَ الأُسْدِ ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ أَرَادُوا حَبْسَهُ وَقَالُوا لَهُ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ عَذَرَكَ ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ بَنِيَّ يُرِيدُونَ أَنْ يَحْبِسُونِي عَنْ هَذَا الْوَجْهِ وَالْخُرُوجِ مَعَكَ فِيهِ ، وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَطَأَ بِعَرْجَتِي هَذِهِ فِي الْجَنَّةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ عَذَرَكَ اللَّهُ فلَا جِهَادَ عَلَيْكَ وَقَالَ لِبَنِيهِ : لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَمْنَعُوهُ ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَهُ الشَّهَادَةَ " ، فَخَرَجَ مَعَهُ فَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ . (1)
وقال عبد الله بن جحش فى ذلك اليوم : اللهم إني أقسم عليك أن ألقى العدو غدا فيقتلوني ثم يبقروا بطني ويجدعوا أنفي وأذني , ثم تسألني : فيم ذلك فأقول : فيك . (2)
__________
(1) معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني - (14 / 156) ، صححه الألباني في فقه السيرة ص260
(2) معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني - (11 / 321) ، وصححه الألباني في فقه السيرة ص260(4/880)
( 21 ) أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ - رضي الله عنه -
( حم ) , عَنْ الْمُثَنَّى قَالَ :
سَمِعْتُ أَنَسًا - رضي الله عنه - يَقُولُ : قَلَّ لَيْلَةٌ تَأْتِي عَلَيَّ إِلَّا وَأَنَا أَرَى فِيهَا خَلِيلِي - عليه السلام - وَأَنَسٌ يَقُولُ ذَلِكَ وَتَدْمَعُ عَيْنَاهُ - . (1)
__________
(1) ( حم ) 13290 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/881)
( خ م ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى ) (1) ( أُمِّي ) (2) ( أُمِّ سُلَيْمٍ " ، فَأَتَتْهُ بِتَمْرٍ وَسَمْنٍ ، فَقَالَ : " أَعِيدُوا سَمْنَكُمْ فِي سِقَائِهِ ، وَتَمْرَكُمْ فِي وِعَائِهِ ، فَإِنِّي صَائِمٌ , ثُمَّ قَامَ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنْ الْبَيْتِ فَصَلَّى غَيْرَ الْمَكْتُوبَةِ ، فَدَعَا لِأُمِّ سُلَيْمٍ وَأَهْلِ بَيْتِهَا " ، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي خُوَيْصَّةً (3) قَالَ : " مَا هِيَ ؟ " ، قَالَتْ : خَادِمُكَ أنَسٌ ) (4) ( ادْعُ اللَّهَ لَهُ ) (5) ( قَالَ أنَسٌ : " فَمَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَيْرَ آخِرَةٍ وَلَا دُنْيَا إِلَّا دَعَا لِي بِهِ ) (6) ( دَعَا لِي ثَلَاثَ دَعَوَاتٍ قَدْ رَأَيْتُ مِنْهَا اثْنَتَيْنِ فِي الدُّنْيَا ) (7) ( قَالَ : اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ ، وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ " ) (8) ( قَالَ أنَسٌ : فَإِنِّي لَمِنْ أَكْثَرِ الْأَنْصَارِ مَالًا ، وَحَدَّثَتْنِي ابْنَتِي أَمِينَةُ أَنَّهُ دُفِنَ لِصُلْبِي مَقْدَمَ الْحَجَّاجِ الْبَصْرَةَ بِضْعٌ وَعِشْرُونَ وَمِائَةٌ ) (9) ( قَالَ أنَسٌ : وَأَنَا أَرْجُو الثَّالِثَةَ فِي الْآخِرَةِ ) (10) .
__________
(1) ( خ ) 1881
(2) ( خ ) 5984 ، ( م ) 142 - ( 2481 )
(3) أَيْ : حاجة صغيرة .
(4) ( خ ) 1881 ، ( حم ) 12072
(5) ( خ ) 5984 ، ( م ) 268 - ( 660 )
(6) ( خ ) 1881 ، ( م ) 268 - ( 660 )
(7) ( م ) 144 - ( 2481 ) ، ( ت ) 3827
(8) ( خ ) 5975 ، ( م ) 268 - ( 660 )
(9) ( خ ) 1881 ، ( م ) 143 - ( 2481 ) ، ( حم ) 12072
(10) ( م ) 144 - ( 2481 ) ، ( ت ) 3827(4/882)
( خ ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
لَمْ يَبْقَ مِمَّنْ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ غَيْرِي . (1)
__________
(1) ( خ ) 4219(4/883)
( حم ) , وَعَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ قَالَ :
عَمَّرَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ - رضي الله عنه - مِائَةَ سَنَةٍ غَيْرَ سَنَةٍ . (1)
__________
(1) ( حم ) 12272 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/884)
حَرَامُ بْنُ مِلْحَانَ - رضي الله عنه -
( خ م حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( جَاءَ نَاسٌ ) (1) ( مِنْ بَنِي عَامِرٍ ) (2) ( إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا : ابْعَثْ مَعَنَا رِجَالًا يُعَلِّمُونَا الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ ، " فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَبْعِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ ) (3) ( كُنَّا نُسَمِّيهِمْ : الْقُرَّاءَ ) (4) ( فِيهِمْ خَالِي حَرَامُ بْنُ مِلْحَانَ , وَكَانُوا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَتَدَارَسُونَ بِاللَّيْلِ يَتَعَلَّمُونَ ، وَكَانُوا بِالنَّهَارِ يَجِيئُونَ بِالْمَاءِ فَيَضَعُونَهُ فِي الْمَسْجِدِ ، وَيَحْتَطِبُونَ فَيَبِيعُونَهُ وَيَشْتَرُونَ بِهِ الطَّعَامَ لِأَهْلِ الصُّفَّةِ (5) وَلِلْفُقَرَاءِ فَبَعَثَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْهِمْ " ) (6) ( فَعَرَضَ لَهُمْ حَيَّانِ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ : رِعْلٌ وَذَكْوَانُ عِنْدَ بِئْرٍ يُقَالُ لَهَا : بِئْرُ مَعُونَةَ ) (7) ( فَلَمَّا قَدِمُوا ) (8) ( قَالَ خَالِي لِأَمِيرِهِمْ : دَعْنِي ) (9) ( أَتَقَدَّمُكُمْ ) (10) ( فَلْأُخْبِرْ هَؤُلَاءِ أَنَّا لَسْنَا إِيَّاهُمْ نُرِيدُ حَتَّى يُخْلُوا وَجْهَنَا ) (11) ( فَإِنْ أَمَّنُونِي حَتَّى أُبَلِّغَهُمْ عن رَسُولِ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وَإِلَّا كُنْتُمْ مِنِّي قَرِيبًا ، فَتَقَدَّمَ فَأَمَّنُوهُ ) (12) ( فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا إِيَّاكُمْ أَرَدْنَا ، إِنَّمَا نَحْنُ مُجْتَازُونَ فِي حَاجَةٍ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (13) ( فَبَيْنَمَا يُحَدِّثُهُمْ عن رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ أَوْمَئُوا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ ) (14) ( فَأَتَاهُ مِنْ خَلْفِهِ فَطَعَنَهُ حَتَّى أَنْفَذَهُ بِالرُّمْحِ ) (15) ( فَقَالَ حَرَامٌ بِالدَّمِ هَكَذَا فَنَضَحَهُ عَلَى وَجْهِهِ وَرَأْسِهِ ثُمَّ قَالَ : ) (16) ( اللَّهُ أَكْبَرُ ، فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ , ثُمَّ مَالُوا عَلَى بَقِيَّةِ أَصْحَابِهِ فَقَتَلُوهُمْ ، إِلَّا رَجُلًا أَعْرَجَ ) (17) ( كَانَ فِي رَأْسِ جَبَلٍ ) (18) ( فَقَالُوا : اللَّهُمَّ بَلِّغْ عَنَّا نَبِيَّنَا أَنَّا قَدْ لَقِينَاكَ فَرَضِينَا عَنْكَ وَرَضِيتَ عَنَّا ) (19) ( فَأَخْبَرَ جِبْرِيلُ - عليه السلام - النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُمْ قَدْ لَقُوا رَبَّهُمْ فَرَضِيَ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ ) (20) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِأَصْحَابِهِ : " إِنَّ إِخْوَانَكُمْ قَدْ قُتِلُوا ، وَإِنَّهُمْ قَالُوا : اللَّهُمَّ بَلِّغْ عَنَّا نَبِيَّنَا أَنَّا قَدْ لَقِينَاكَ فَرَضِينَا عَنْكَ وَرَضِيتَ عَنَّا ) (21) ( قَالَ أنَسٌ : وَأُنْزِلَ فِي الَّذِينَ قُتِلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قُرْآنٌ قَرَأْنَاهُ أَنْ : { بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ } ) (22) ( ثُمَّ نُسِخَ بَعْدُ ) (23) ( فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَزِنَ حُزْنًا قَطُّ أَشَدَّ مِنْهُ ) (24) ( عَلَيْهِمْ , فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ يَدْعُو ) (25) ( عَلَى قَتَلَتِهِمْ ) (26) ( أَرْبَعِينَ صَبَاحًا ) (27) ثَلَاثِينَ صَبَاحًا (28) ( يَقُولُ : اللَّهُمَّ الْعَنْ بَنِي لَحْيَانَ وَرِعْلًا وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ ) (29) ( الَّذِينَ عَصَوْا اللَّهَ وَرَسُولَهُ " ) (30)
__________
(1) ( م ) 147 - ( 677 )
(2) ( حم ) 14106 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( م ) 147 - ( 677 )
(4) ( خ ) 2899
(5) أَصْحَاب الصُّفَّةِ : هُمْ الْفُقَرَاء الْغُرَبَاء الَّذِينَ كَانُوا يَأْوُونَ إِلَى مَسْجِد النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَكَانَتْ لَهُمْ فِي آخِره صُفَّة ، وَهُوَ مَكَان مُنْقَطِع مِنْ الْمَسْجِد مُظَلَّل عَلَيْهِ يَبِيتُونَ فِيهِ ، وَأَصْله مِنْ صُفَّة الْبَيْت ، وَهِيَ شَيْء كَالظُّلَّةِ قُدَّامه . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 380)
(6) ( م ) 147 - ( 677 ) , ( حم ) 12425 , ( خ ) 2899
(7) ( خ ) 3860
(8) ( خ ) 2647
(9) ( حم ) 12425 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(10) ( خ ) 2647
(11) ( حم ) 12425
(12) ( خ ) 2647
(13) ( خ ) 3860
(14) ( خ ) 2647
(15) ( خ ) 3864
(16) ( خ ) 3865
(17) ( خ ) 2647 , ( حم ) 14106
(18) ( خ ) 3864 , ( حم ) 14106
(19) ( م ) 147 - ( 677 )
(20) ( خ ) 2647
(21) ( م ) 147 - ( 677 )
(22) ( خ ) 2659 , ( م ) 297 - ( 677 )
(23) ( خ ) 2647 , ( م ) 297 - ( 677 )
(24) ( خ ) 1238
(25) ( حم ) 12425 , ( خ ) 6031 , 3860
(26) ( م ) 302 - ( 677 ) , ( حم ) 13487
(27) ( خ ) 2647 , ( م ) 297 - ( 677 )
(28) ( خ ) 3864 , ( م ) 297 - ( 677 )
(29) ( م ) 307 - ( 679 ) , ( خ ) 3842 , ( س ) 1077
(30) ( خ ) 2647 , ( م ) 297 - ( 677 )(4/885)
( 22 ) يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ - رضي الله عنه -
( حم ) , عَنْ يُوسُفَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" سَمَّانِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُوسُفَ , وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي , وَأَجْلَسَنِي فِي حَجْرِهِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 23887 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/886)
( 23 ) أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ - رضي الله عنه -
( م ) , وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا أَبَا الْمُنْذِرِ ، أَتَدْرِي أَيَّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ ؟ " , فَقُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا الْمُنْذِرِ ، أَتَدْرِي آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ ؟ قُلْتُ : { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } ، " فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي صَدْرِي وَقَالَ : لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ " (1)
__________
(1) ( م ) 258 - ( 810 ) , ( د ) 1460(4/887)
( خ م ) , عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ " ) (1) ( قُلْتُ : وَسَمَّانِي لَكَ ؟ ، قَالَ : " نَعَمْ " ، قَالَ : فَبَكَيْتُ ) (2) .
__________
(1) ( خ ) 4676 ، ( م ) 245 - ( 799 )
(2) ( م ) 246 - ( 799 ) ، ( خ ) 4677 ، ( ت ) 3792 ، ( حم ) 13310(4/888)
( خ م ) , وَعَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ :
ذُكِرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ب, فَقَالَ : ذَاكَ رَجُلٌ لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ بَعْدَمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " [ خُذُوا ] (1) الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ : مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - فَبَدَأَ بِهِ - وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ , وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ , وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ " (2)
__________
(1) ( خ ) 3597 ، ( م ) 116 - ( 2464 )
(2) ( خ ) 3548 ، ( م ) 116 - ( 2464 ) ، ( ت ) 3810 ، ( حم ) 6786(4/889)
( خ ) ، وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
قَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه - : أَقْرَؤُنَا أُبَيٌّ - رضي الله عنه - ، وَأَقْضَانَا عَلِيٌّ - رضي الله عنه - . (1)
__________
(1) ( خ ) 4221(4/890)
حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ - رضي الله عنه -
( حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" نِمْتُ فَرَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ ، فَسَمِعْتُ صَوْتَ قَارِئٍ يَقْرَأُ , فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ , قَالُوا : هَذَا حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : كَذَلِكَ الْبِرُّ ، كَذَلِكَ الْبِرُّ (1) " , قَالَتْ : وَكَانَ (2) أَبَرَّ النَّاسِ بِأُمِّهِ . (3)
__________
(1) أَيْ : هذه هي ثمرة بر الوالدين .
(2) أَيْ : حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ .
(3) ( حم ) 25376 , 25223 , 24126 , ( ن ) 8234 , ( حب ) 7015 , انظر الصَّحِيحَة : 913 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في ( حم ) 25376 : إسناده صحيح .(4/891)
أَبُو دُجَانَةَ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ - رضي الله عنه -
( م ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَيْفًا يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ : مَنْ يَأْخُذُ مِنِّي هَذَا ؟ , فَبَسَطُوا أَيْدِيَهُمْ ، كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ يَقُولُ : أَنَا أَنَا ، فَقَالَ : " مَنْ يَأْخُذُهُ بِحَقِّهِ ؟ " ، فَأَحْجَمَ الْقَوْمُ ، فَقَالَ : أَبُو دُجَانَةَ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ - رضي الله عنه - : أَنَا آخُذُهُ بِحَقِّهِ ، قَالَ : فَأَخَذَهُ فَفَلَقَ بِهِ هَامَ الْمُشْرِكِينَ . (1)
__________
(1) ( م ) 128 - ( 2470 ) , ( حم ) 12257(4/892)
( 23 ) مَنَاقِبُ نِسَاءِ الْأَنْصَارِ
( س حب ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلَا تَتَزَوَّجُ مِنْ نِسَاءِ الْأَنْصَارِ ؟ , قَالَ : إِنَّ فِيهِمْ لَغَيْرَةً شَدِيدَةً " (1)
وفي رواية (2) : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلَا تَتَزَوَّجُ فِي الْأَنْصَارِ ؟ , قَالَ : إِنَّ فِي أَعْيُنِهِمْ شَيْئًا "
__________
(1) ( س ) 3233
(2) ( حب ) 4038 ، انظر الصَّحِيحَة : 95 ، صحيح موارد الظمآن : 1037(4/893)
( 1 ) أُمَّ سُلَيمٍ رضي الله عنها
( س ) , عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
خَطَبَ أَبُو طَلْحَةَ - رضي الله عنه - أُمَّ سُلَيمٍ ، فَقَالَتْ لَهُ : وَاللَّهِ مَا مِثلُكَ يَا أَبَا طَلْحَةَ يُرَدُّ ، وَلَكِنَّكَ رَجُلٌ كَافِرٌ وَأَنَا امْرَأَةٌ مُسْلِمَةٌ ، وَلَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَتَزَوَّجَكَ ، فَإِنْ تُسْلِمْ فَذَاكَ مَهْرِي وَمَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ ، فَأَسْلَمَ ، فَكَانَ ذَلِكَ مَهْرَهَا ، قَالَ ثَابِتٌ : فَمَا سَمِعْتُ بِامْرَأَةٍ قَطُّ كَانَتْ أَكْرَمَ مَهْرًا مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ , الْإِسْلَامَ ، فَدَخَلَ بِهَا فَوَلَدَتْ لَهُ . (1)
__________
(1) ( س ) 3341 ، ( حب ) 7187 ، ( عب ) 10417 ، انظر هداية الرواة : 3145(4/894)
( حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشَفَةً (1) فَقُلْتُ : مَا هَذِهِ الْخَشَفَةُ ؟ , فَقِيلَ : هَذِهِ الرُّمَيْصَاءُ (2) بِنْتُ مِلْحَانَ ، أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ " (3)
__________
(1) الْخَشْفَة : حَرَكَة الْمَشْي وَصَوْته . شرح النووي على مسلم - ج 8 / ص 211
(2) قَالَ اِبْن عَبد الْبَرّ : أُمّ سُلَيْمٍ هِيَ الرُّمَيْصَاء وَالْغُمَيْصَاء ، وَالْمَشْهُور فِيهِ الْغَيْن , وَأُخْتهَا أُمّ حَرَام الرُّمَيْصَاء , وَمَعْنَاهُمَا مُتَقَارِب ، وَالرَّمْص وَالْغَمْص : قَذَى يَابِس وَغَيْر يَابِس يَكُون فِي أَطْرَاف الْعَيْن . شرح النووي
(3) ( حم ) 13538 ، ( م ) 105 - ( 2456 )(4/895)
( خ م حم حب ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كَانَ ابْنٌ لَأَبِي طَلْحَةَ ) (1) ( مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ ب ) (2) ( يَشْتَكِي ، فَخَرَجَ أَبُو طَلْحَةَ فَقُبِضَ الصَّبِيُّ ) (3) ( فَقَالَتْ لَأَهْلِهَا : لَا تُحَدِّثُوا أَبَا طَلْحَةَ بِابْنِهِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا أُحَدِّثُهُ ) (4) ( فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو طَلْحَةَ قَالَ : مَا فَعَلَ ابْنِي ؟ ) (5) ( قَالَتْ : قَدْ هَدَأَتْ نَفْسُهُ ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدِ اسْتَرَاحَ وَظَنَّ أَبُو طَلْحَةَ أَنَّهَا صَادِقَةٌ ) (6) ( فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ عَشَاءً فَأَكَلَ وَشَرِبَ ، ثُمَّ تَصَنَّعَتْ لَهُ أَحْسَنَ مَا كَانَتْ تَصَنَّعُ قَبْلَ ذَلِكَ ، فَوَقَعَ بِهَا ، فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهُ قَدْ شَبِعَ وَأَصَابَ مِنْهَا قَالَتْ : يَا أَبَا طَلْحَةَ ، أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ ) (7) ( جَارًا لَكَ أَعَارَكَ عَارِيَةً فَاسْتَمْتَعْتَ بِهَا ، ثُمَّ أَرَادَ أَخْذَهَا مِنْكَ ، أَكُنْتَ رَادَّهَا عَلَيْهِ ؟ , فَقَالَ : إِيْ وَاللَّهِ إِنِّي كُنْتُ لَرَادُّهَا عَلَيْهِ ، قَالَتْ : طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُكَ ؟ , قَالَ : طَيِّبَةً بِهَا نَفْسِي ، قَالَتْ : فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعَارَكَ بُنَيَّ وَمَتَّعَكَ بِهِ مَا شَاءَ ، ثُمَّ قَبَضَهُ إِلَيْهِ ، فَاصْبِرْ وَاحْتَسِبْ ، قَالَ : فَاسْتَرْجَعَ أَبُو طَلْحَةَ وَصَبَرَ ، ثُمَّ أَصْبَحَ غَادِيًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَحَدَّثَهُ حَدِيثَ أُمِّ سُلَيْمٍ كَيْفَ صَنَعَتْ ) (8) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : فَقَالَ : " أَعْرَسْتُمُ اللَّيْلَةَ (9) ؟ " ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : " اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمَا " ) (10) ( قَالَ : فَحَمَلَتْ ، " فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ - وَهِيَ مَعَهُ - وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَتَى الْمَدِينَةَ مِنْ سَفَرٍ لَا يَطْرُقُهَا طُرُوقًا (11) " , فَدَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ فَضَرَبَهَا الْمَخَاضُ وَاحْتَبَسَ عَلَيْهَا أَبُو طَلْحَةَ ، " وَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ : يَا رَبِّ ، إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّهُ يُعْجِبُنِي أَنْ أَخْرُجَ مَعَ رَسُولِكَ إِذَا خَرَجَ ، وَأَدْخُلَ مَعَهُ إِذَا دَخَلَ ، وَقَدِ احْتَبَسْتُ بِمَا تَرَى ، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ : يَا أَبَا طَلْحَةَ ، مَا أَجِدُ الَّذِي كُنْتُ أَجِدُ ، انْطَلِقْ ، فَانْطَلَقَا فَضَرَبَهَا الْمَخَاضُ حِينَ قَدِمَا ، فَوَلَدَتْ غُلَامًا فَقَالَتْ لِي أُمِّي : يَا أَنَسُ ، لَا يُرْضِعُهُ أَحَدٌ حَتَّى تَغْدُوَ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ احْتَمَلْتُهُ وَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَصَادَفْتُهُ ) (12) ( " وَهْوَ يَسِمُ الظَّهْرَ الَّذِي قَدِمَ عَلَيْهِ فِي الْفَتْحِ ) (13) ( فِي آذَانِهَا ) (14) ( فَلَمَّا رَآنِي قَالَ : لَعَلَّ أُمَّ سُلَيْمٍ وَلَدَتْ ؟ " ، قُلْتُ : نَعَمْ ، " فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمِيسَمَ (15) " , فَجِئْتُ بِهِ فَوَضَعْتُهُ فِي حَجْرِهِ ، " وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِعَجْوَةٍ مِنْ عَجْوَةِ الْمَدِينَةِ ، فَلَاكَهَا فِي فِيهِ حَتَّى ذَابَتْ ، ثُمَّ قَذَفَهَا فِي فِي الصَّبِيِّ " ، فَجَعَلَ الصَّبِيُّ يَتَلَمَّظُهَا (16) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " انْظُرُوا إِلَى حُبِّ الْأَنْصَارِ التَّمْرَ ، فَمَسَحَ وَجْهَهُ ، وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ ) (17) ( فَمَا كَانَ فِي الْأَنْصَارِ شَابٌّ أَفْضَلَ مِنْهُ . (18)
__________
(1) ( خ ) 5153
(2) ( م ) 107 - ( 2144 )
(3) ( خ ) 5153
(4) ( م ) 107 - ( 2144 )
(5) ( خ ) 5153
(6) ( خ ) 1239 ، ( م ) 23 - ( 2144 )
(7) ( م ) 107 - ( 2144 )
(8) ( حب ) 7187 ، ( م ) 107 - ( 2144 )
(9) التعريس : كناية عن الجماع .
(10) ( خ ) 5153
(11) أَيْ : لَا يَدْخُلُهَا فِي اللَّيْل . شرح النووي على مسلم - ج 8 / ص 213
(12) ( م ) 107 - ( 2144 )
(13) ( خ ) 5486 ، ( م ) 109 - ( 2119 )
(14) ( م ) 111 - ( 2119 ) ، ( خ ) 5222
(15) هِيَ الْحَدِيدَةُ الَّتِي يُوسَمُ بِهَا أَيْ يُعَلَّمُ ، وَهُوَ نَظِيرُ الْخَاتَمِ , وَالْحِكْمَةُ فِيهِ تَمْيِيزُهَا ، وَلِيَرُدَّهَا مَنْ أَخَذَهَا وَمَنْ اِلْتَقَطَهَا ، وَلِيُعَرِّفَهَا صَاحِبُهَا فَلَا يَشْتَرِيهَا إِذَا تَصَدَّقَ بِهَا مَثَلًا لِئَلَّا يَعُودَ فِي صَدَقَتِهِ .فتح الباري لابن حجر - (ج 5 / ص 134)
(16) أَيْ : يُحَرِّك لِسَانه لِيَتَتَبَّع مَا فِي فِيهِ مِنْ آثَار التَّمْر . شرح النووي على مسلم - (ج 7 / ص 269)
(17) ( م ) 107 - ( 2144 ) ، ( خ ) 5153 ، ( د ) 4951 ، ( حم ) 14097
(18) ( حم ) 14097 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/896)
( خ م ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدْخُلُ ) (1) ( عَلَى أَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ ) (2) ( بِالْمَدِينَةِ غَيْرَ أَزْوَاجِهِ ) (3) ( إِلَّا عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ (4) فَإِنَّهُ كَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا " ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ ) (5) ( فَقَالَ : " إِنِّي أَرْحَمُهَا ، قُتِلَ أَخُوهَا مَعِي (6) ) (7) "
__________
(1) ( خ ) 2689
(2) ( م ) 2455
(3) ( خ ) 2689
(4) قَالَ اِبْن التِّينِ : يُرِيدُ أَنَّهُ كَانَ يُكْثِرُ الدُّخُولَ عَلَى أُمِّ سَلِيم , وَإِلَّا فَقَدَ دَخَلَ عَلَى أُخْتِهَا أُمِّ حَرَام .فتح الباري(ج8ص461)
(5) ( م ) 2455
(6) أَخُوهَا " حَرَام بْن مِلْحَانَ " , وَسَتَأْتِي قِصَّة قَتْلِهِ فِي غَزْوَةِ بِئْر مَعُونَة , وَالْمُرَاد بِقَوْلِهِ " مَعِي " أَيْ : مَعَ عَسْكَرِي أَوْ عَلَى أَمْرِي وَفِي طَاعَتِي , لِأَنَّ اَلنَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَشْهَدْ بِئْر مَعُونَة , وَإِنَّمَا أَمَرَهُمْ بِالذَّهَابِ إِلَيْهَا , وفي الحديث أن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَجْبُرُ قَلْب أُمِّ سَلِيم بِزِيَارَتِهَا , وَيُعَلِّلُ ذَلِكَ بِأَنَّ أَخَاهَا قُتِلَ مَعَهُ , فَفِيهِ أَنَّهُ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ بَعْدَ وَفَاتِهِ , وَذَلِكَ مِنْ حُسْنِ عَهْدِهِ - صلى الله عليه وسلم - .فتح الباري(ج8ص461)
(7) ( خ ) 2689(4/897)
( خ م د ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا " ) (1) ( وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَيْنَا وَلِي أَخٌ صَغِيرٌ يُكْنَى : أَبَا عُمَيْرٍ ، وَكَانَ لَهُ نُغَرٌ (2) يَلْعَبُ بِهِ فَمَاتَ " فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ فَرَآهُ حَزِينًا فَقَالَ : مَا شَأْنُهُ ؟ " ، قَالُوا : مَاتَ نُغَرُهُ ، فَقَالَ : " يَا أَبَا عُمَيْرٍ ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ ؟ " ) (3)
__________
(1) ( خ ) 5850 , ( م ) 30 - ( 2150 )
(2) هو طَائِر يُشْبِه الْعُصْفُور أَحْمَر الْمِنْقَار ، وَقِيلَ : أَهْل الْمَدِينَة يُسَمُّونَهُ الْبُلْبُل . عون المعبود - (ج 11 / ص 2)
(3) ( د ) 4969 , ( خ ) 5850 , ( م ) 30 - ( 2150 ) , ( ت ) 333 , ( جة ) 3720 , ( حم ) 12980(4/898)
( خ م س حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأْتِي بَيْتَ أُمِّ سُلَيْمٍ ك ) (1) ( فَيَقِيلُ ) (2) ( عَلَى فِرَاشِهَا وَلَيْسَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ فِي بَيْتِهَا ، فَتَأْتِي فَتَجِدُهُ نَائِمًا ) (3) ( قَالَ : فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَنَامَ عَلَى فِرَاشِهَا ، فَأُتِيَتْ فَقِيلَ لَهَا : " هَذَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَامَ فِي بَيْتِكِ عَلَى فِرَاشِكِ " ، فَجَاءَتْ وَقَدْ عَرِقَ وَاسْتَنْقَعَ عَرَقُهُ عَلَى قِطْعَةِ أَدِيمٍ عَلَى الْفِرَاشِ ) (4) ( وَكَانَ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ عَرَقًا ) (5) ( إِذَا نَامَ " ) (6) ( قَالَ : فَفَتَحَتْ عَتِيدَهَا (7) فَجَعَلَتْ تُنَشِّفُ ذَلِكَ الْعَرَقَ ) (8) ( بِقُطْنَةٍ ) (9) ( فَتَعْصِرُهُ فِي قَوَارِيرِهَا ، " فَفَزِعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : مَا تَصْنَعِينَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ ؟ " , فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (10) ( هَذَا عَرَقُكَ نَجْعَلُهُ فِي طِيبِنَا ، وَهُوَ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيبِ ) (11) ( نَرْجُو بَرَكَتَهُ لِصِبْيَانِنَا ) (12) ( " فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (13) ( وَقَالَ : أَصَبْتِ ) (14) ( وَدَعَا لَهَا بِدُعَاءٍ حَسَنٍ " ) (15) ( قَالَ : فَجَمَعَتْهُ فِي قَارُورَةٍ ، ثُمَّ جَمَعَتْهُ فِي سُكٍّ (16) قَالَ : فَلَمَّا حَضَرَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ الْوَفَاةُ ، أَوْصَى أَنْ يُجْعَلَ فِي حَنُوطِهِ مِنْ ذَلِكَ السُّكِّ قَالَ : فَجُعِلَ فِي حَنُوطِهِ ) (17) .
__________
(1) ( حم ) 13433 ، ( م ) 84 - ( 2331 )
(2) ( خ ) 5925
(3) ( حم ) 13433 ، ( م ) 84 - ( 2331 )
(4) ( م ) 84 - ( 2331 )
(5) ( حم ) 13447 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
(6) ( حم ) 13433 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(7) هي كالصُّنْدوق الصغير الذي تَتْرُك فيه المَرْأة ما يَعِزُّ عليها من مَتاعِها . النهاية ج 3 / ص 384
(8) ( حم ) 13334 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(9) ( حم ) 13433
(10) ( م ) 84 - ( 2331 )
(11) ( م ) 83 - ( 2331 ) ، ( حم ) 12419
(12) ( م ) 84 - ( 2331 ) ، ( حم ) 13334
(13) ( س ) 5371
(14) ( م ) 84 - ( 2331 ) ، ( حم ) 13334
(15) ( حم ) 13447 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح .
(16) هُوَ طِيب مُرَكَّب ، وَفِي النِّهَايَة : طِيب مَعْرُوف يُضَاف إِلَى غَيْره مِنْ الطِّيب وَيُسْتَعْمَل . فتح ج18 / ص 25
(17) ( خ ) 5925(4/899)
( 2 ) أُمُّ حَرَامٍ بِنْتُ مِلْحَانَ رضي الله عنها
( خ م س د ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا ذَهَبَ إِلَى قُبَاءٍ يَدْخُلُ عَلَى ) (1) ( خَالَتِي أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ (2) ) (3) ( وَكَانَتْ تَحْتَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ - رضي الله عنه - ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا فَأَطْعَمَتْهُ ، وَجَلَسَتْ تَفْلِي رَأْسَهُ , فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ ) (4) ( - وَكَانَتْ تَغْسِلُ رَأْسَهَا - ) (5) ( فَقَالَتْ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (6) ( أَتَضْحَكُ مِنْ رَأْسِي ؟ , قَالَ : " لَا ) (7) ( رَأَيْتُ قَوْمًا مِنْ أُمَّتِي ) (8) ( غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَرْكَبُونَ ثَبَجَ هَذَا الْبَحْرِ ) (9) ( مَثَلُهُمْ مَثَلُ الْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ " ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ) (10) ( قَالَ : " فَإِنَّكِ مِنْهُمْ " , ثُمَّ نَامَ , فَاسْتَيْقَظَ أَيْضًا وَهُوَ يَضْحَكُ " ) (11) ( فَقَالَتْ : وَمَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ ..كَمَا قَالَ فِي الْأَوَّلِ " , فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ , فَقَالَ : " أَنْتِ مِنَ الْأَوَّلِينَ " ) (12) ( قَالَ أَنَسٌ : فَخَرَجَتْ مَعَ زَوْجِهَا عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ غَازِيًا أَوَّلَ مَا رَكِبَ الْمُسْلِمُونَ الْبَحْرَ فِي زَمَانِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ - رضي الله عنه - ) (13) ( فَصُرِعَتْ عن دَابَّتِهَا حِينَ خَرَجَتْ مِنْ الْبَحْرِ ) (14) ( فَانْدَقَّتْ عُنُقُهَا فَمَاتَتْ ) (15) .
__________
(1) ( خ ) 5926
(2) قَالَ أَبُو دَاوُد : الرُّمَيْصَاءُ أُخْتُ أُمِّ سُلَيْمٍ مِنْ الرَّضَاعَةِ , انظر ( د ) 2492
(3) ( خ ) 2646 , ( م ) 162 - ( 1912 )
(4) ( خ ) 6600
(5) ( د ) 2492
(6) ( م ) 161 - ( 1912 )
(7) ( د ) 2492
(8) ( س ) 3172
(9) ( خ ) 2636 , ( م ) 160 - ( 1912 )
(10) ( خ ) 2722 , ( م ) 161 - ( 1912 )
(11) ( م ) 161 - ( 1912 )
(12) ( خ ) 2636
(13) ( خ ) 2646
(14) ( خ ) 2636 , 5926 , ( حم ) 27417
(15) ( د ) 2490 , ( خ ) 2737 , ( م ) 160 - ( 1912 ) , ( ت ) 1645 , ( س ) 3172 , ( جة ) 2776 , ( حم ) 27077(4/900)
( خ ) , وَعَنْ أُمِّ حَرَامٍ ك قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا فِيهِمْ ؟ , قَالَ : " أَنْتِ فِيهِمْ " , ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ مَغْفُورٌ لَهُمْ " , فَقُلْتُ : أَنَا فِيهِمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " لَا " (1)
__________
(1) ( خ ) 2766(4/901)
( 24 ) مَنَاقِبُ الطُّلَقَاء
( 1 ) أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ - رضي الله عنه -
( ك ) , وَعَنْ أَبِي حَبَّةَ الْبَدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ خَيْرُ أَهْلِي " (1)
__________
(1) ( ك ) 5111 ، ( طس ) 6546 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 52 , والصحيحة : 820(4/902)
( م ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
كَانَ الْمُسْلِمُونَ لَا يَنْظُرُونَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ - رضي الله عنه - وَلَا يُقَاعِدُونَهُ , فَقَالَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ثَلَاثٌ أَعْطِنِيهِنَّ , قَالَ : " نَعَمْ " , قَالَ : عِنْدِي أَحْسَنُ الْعَرَبِ وَأَجْمَلُهُ , أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ أُزَوِّجُكَهَا , قَالَ : " نَعَمْ " قَالَ : وَمُعَاوِيَةُ تَجْعَلُهُ كَاتِبًا بَيْنَ يَدَيْكَ , قَالَ : " نَعَمْ " , قَالَ : وَتُؤَمِّرُنِي حَتَّى أُقَاتِلَ الْكُفَّارَ كَمَا كُنْتُ أُقَاتِلُ الْمُسْلِمِينَ , قَالَ : " نَعَمْ " , قَالَ أَبُو زُمَيْلٍ : وَلَوْلَا أَنَّهُ طَلَبَ ذَلِكَ مِنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَا أَعْطَاهُ ذَلِكَ , لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُسْأَلُ شَيْئًا إِلَّا قَالَ : " نَعَمْ " (1)
__________
(1) ( م ) 168 - ( 2501 )(4/903)
( 2 ) مُعَاوِيَةُ - رضي الله عنه -
( ت ) , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ الْأَزْدِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِمُعَاوِيَةَ : " اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا , وَاهْدِ بِهِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 3842 , ( حم ) 17926 ، انظر المشكاة : 6235 ، الصَّحِيحَة : 1969(4/904)
( حم ) , وَعَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " اللَّهُمَّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ ، وَقِهِ الْعَذَابَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 17192 ، ( حب ) 7210 ، انظر الصَّحِيحَة : 3227(4/905)
( خ ) , وَعَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ :
( أَوْتَرَ مُعَاوِيَةُ - رضي الله عنه - بَعْدَ الْعِشَاءِ بِرَكْعَةٍ وَعِنْدَهُ مَوْلًى لِابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - , فَأَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ : ) (1) ( هَلْ لَكَ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُعَاوِيَةَ ؟ , فَإِنَّهُ مَا أَوْتَرَ إِلَّا بِوَاحِدَةٍ , فَقَالَ : أَصَابَ , إِنَّهُ فَقِيهٌ ) (2) ( دَعْهُ فَإِنَّهُ قَدْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (3) .
__________
(1) ( خ ) 3553
(2) ( خ ) 3554
(3) ( خ ) 3553(4/906)
( م حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( كُنْتُ أَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ , فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَتَوَارَيْتُ خَلْفَ بَابٍ , قَالَ : " فَجَاءَ فَحَطَأَنِي حَطْأَةً (1) وَقَالَ : اذْهَبْ فَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ " ) (2) ( - وَكَانَ كَاتِبَهُ - قَالَ : فَسَعَيْتُ فَقُلْتُ : أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَإِنَّهُ عَلَى حَاجَةٍ ) (3) ( قَالَ : فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ : هُوَ يَأْكُلُ ) (4) ( " ثُمَّ قَالَ لِيَ : اذْهَبْ فَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ " , فَجِئْتُ فَقُلْتُ : هُوَ يَأْكُلُ , فَقَالَ : " لَا أَشْبَعَ اللَّهُ بَطْنَهُ (5) " ) (6)
__________
(1) هُوَ الضَّرْب بِالْيَدِ مَبْسُوطَة بَيْن الْكَتِفَيْنِ ، وَإِنَّما فَعَلَ هَذَا بِابْنِ عَبَّاس مُلَاطَفَة وَتَأْنِيسًا . شرح النووي ج8 ص422
(2) ( م ) 96 - ( 2604 ) ، ( حم ) 2150
(3) ( حم ) 2651 ، انظر الصَّحِيحَة تحت حديث : 82
(4) ( حم ) 3131 ، ( م ) 96 - ( 2604 )
(5) دُعَاؤُهُ عَلَى مُعَاوِيَة أَنْ لَا يَشْبَع حِين تَأَخَّرَ فِيهِ جَوَابَانِ : أَحَدهمَا أَنَّهُ جَرَى عَلَى اللِّسَان بِلَا قَصْد ، وَالثَّانِي أَنَّهُ عُقُوبَة لَهُ لِتَأَخُّرِهِ . شرح النووي على مسلم - ج 8 / ص 422
(6) ( م ) 96 - ( 2604 )(4/907)
( خ ) , وَعَنْ أُمِّ حَرَامٍ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا فِيهِمْ ؟ , قَالَ : " أَنْتِ فِيهِمْ " , ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ مَغْفُورٌ لَهُمْ " , فَقُلْتُ : أَنَا فِيهِمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " لَا " (1)
__________
(1) ( خ ) 2766(4/908)
( 25 ) مَنَاقِبُ الْقَبَائِل
( طس ) , عَنْ الزُّبَيْرِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" فَضَّلَ اللَّهُ قُرَيْشًا بِسَبْعِ خِصَالٍ : فَضَّلَهُمْ بِأَنَّهُمْ عَبَدُوا اللَّهَ عَشْرَ سِنِينَ لَا يَعْبُدُهُ إِلَّا قُرَشِيٌّ ، وَفَضَّلَهُمْ بِأَنَّهُ نَصَرَهُمْ يَوْمَ الْفِيلِ وَهُمْ مُشْرِكُونَ ، وَفَضَّلَهُمْ بِأَنَّهُ نَزَلَتْ فِيهِمْ سُورَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ لَمْ يَدْخُلْ فِيهِمْ غَيْرُهُمْ - لإِيلافِ قُرَيْشٍ -وَفَضَّلَهُمْ بِأَنَّ فِيهِمُ النُّبُوَّةَ ، وَالْخِلافَةَ ، وَالْحِجَابَةَ ، وَالسِّقَايَةَ " (1)
__________
(1) ( طس ) 9173 ، ( ك ) 3975 ، انظر الصَّحِيحَة : 1944(4/909)
( حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَوْلَا أَنْ تَبْطَرَ قُرَيْشٌ ، لَأَخْبَرْتُهَا بِمَا لِخِيَارِهَا عِنْدَ اللَّهِ - عز وجل - " (1)
__________
(1) ( حم ) 16971 ، ( ش ) 32387 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4382 , الصَّحِيحَة تحت حديث : 1007 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/910)
( خد كر ) , وَعَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِعُمَرَ - رضي الله عنه - : " اجْمَعْ لِي قَوْمَكَ " ، فَجَمَعَهُمْ ، فَلَمَّا حَضَرُوا بَابَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ فَقَالَ : قَدْ جَمَعْتُ لَكَ قَوْمِي ، فَسَمِعَ ذَلِكَ الْأَنْصَارُ فَقَالُوا : قَدْ نَزَلَ فِي قُرَيْشٍ الْوَحْيُ ، فَجَاءَ الْمُسْتَمِعُ وَالنَّاظِرُ مَا يُقَالُ لَهُمْ ، " فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَامَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ فَقَالَ : هَلْ فِيكُمْ مِنْ غَيْرِكُمْ ؟ " , قَالُوا : نَعَمْ ، فِينَا حَلِيفُنَا (1) وَابْنُ أُخْتِنَا وَمَوَالِينَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " حَلِيفُنَا مِنَّا ، وَابْنُ أُخْتِنَا مِنَّا ، ومولانا مِنَّا ، وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ ؟ ، إِنَّ أَوْلِيَائِي مِنْكُمُ الْمُتَّقُونَ ، فَإِنْ كُنْتُمْ أُولَئِكَ فَذَاكَ ، وَإِلَّا فَانْظُرُوا ، لَا يَأْتِي النَّاسُ بِالْأَعْمَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَتَأْتُونَ بِالْأَثْقَالِ فَيُعْرَضُ عَنْكُمْ ، ثُمَّ نَادَى فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ - وَرَفَعَ يَدَيْهِ يَضَعَهُمَا عَلَى رُءُوسِ قُرَيْشٍ - أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ قُرَيْشًا أَهْلُ أَمَانَةٍ ) (2) ( لَا يَبْغِيهِمُ الْعَثَرَاتِ أَحَدٌ إِلَّا أَكَبَّهُ اللَّهُ لِمِنْخَرَيْهِ ) (3) ( - يَقُولُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - " ) (4)
__________
(1) الحليف : المتعاهد والمتعاقد على التَّعاضُد والتَّساعُد والاتّفاق .
(2) ( خد ) 75 ، ( ك ) 6952 ، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 55
(3) ابن عساكر (11/233) ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 2139 ، الصَّحِيحَة : 1688
(4) ( خد ) 75 ، ( ك ) 6952(4/911)
( خ حم ) , وَعَنْ مُحَمَّدِ بْن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ :
كُنْتُ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَبفِي وَفْدٍ مِنْ قُرَيْشٍ , فَبَلَغَ مُعَاوِيَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - يُحَدِّثُ أَنَّهُ " سَيَكُونُ مَلِكٌ مِنْ قَحْطَانَ " , فَغَضِبَ مُعَاوِيَةُ فَقَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ , ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ , فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رِجَالًا مِنْكُمْ يُحَدِّثُونَ أَحَادِيثَ لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ , وَلَا تُؤْثَرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , أُولَئِكَ جُهَّالُكُمْ , فَإِيَّاكُمْ وَالْأَمَانِيَّ الَّتِي تُضِلُّ أَهْلَهَا , فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ , لَا يُنَازِعُهُمْ أَحَدٌ إِلَّا أَكَبَّهُ اللَّهُ [ فِي النَّارِ ] (1) عَلَى وَجْهِهِ مَا أَقَامُوا الدِّينَ (2) " (3)
__________
(1) ( خ ) 6720
(2) قال الألباني في الصَّحِيحَة : 2856 : قوله : ( ما أقاموا الدين ) أي : مدة إقامتهم أمور الدين ، ومفهومه أنهم إذا لم يقيموا الدين خرج الأمر عنهم ، وفي ذلك أحاديث أخرى تقدم أحدها ( 1552 ) وانظر الآتي بعده , وإليها أشار الحافظ في شرحه لهذا الحديث بقوله ( 13 / 117 ) : " ويؤخذ من بقية الأحاديث أن خروجها عنهم إنما يقع بعد إيقاع ما هُدِّدوا به من الله أولا ، وهو الموجب للخذلان وفساد التدبير ، وقد وقع ذلك في صدر الدولة العباسية ، ثم التهديد بتسليط من يؤذيهم عليهم ، ووجد ذلك في غلبة مواليهم حيث صاروا معهم كالصبي المحجور عليه ، يقتنع بلذاته ويباشر الأمور غيره ، ثم اشتد الخطب فغلب عليهم الديلم ، فضايقوهم في كل شيء حتى لم يبق للخليفة إِلَّا الخطبة ، واقتسم المتغلبون الممالك في جميع الأقاليم ، ثم طرأ عليهم طائفة بعد طائفة ، حتى انتزع الأمر منهم في جميع الأقطار ، ولم يبق للخليفة إِلَّا مجرد الاسم في بعض الأمصار " , قلت : ما أشبه الليلة بالبارحة ، بل الأمر أسوأ ، فإنه لَا خليفة اليوم لهم ، لَا إسما ولا رسما ، وقد تغلبت اليهود والشيوعيون والمنافقون على كثير من البلاد الإسلامية , فالله تعالى هو المسؤول أن يوفق المسلمين أن يأتمروا بأمره في كل ما شرع لهم ، وأن يلهم الحكام منهم أن يتحدوا في دولة واحدة تحكم بشريعته ، حتى يعزهم الله في الدنيا ، ويسعدهم في الآخرة ، وإلا فالأمر كما قال تعالى : { إن الله لَا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } ، وتفسيرها في الحديث الصحيح : " إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع , وتركتم الجهاد في سبيل الله ، سلط الله عليكم ذُلًّا لَا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم " ، فإلى دينكم أيها المسلمون حكاما ومحكومين . أ . هـ
(3) ( حم ) 16898 ، ( خ ) 3309 ، 6720(4/912)
( م ) , وَعَنْ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ - رضي الله عنه - وَكَانَ اسْمُهُ الْعَاصِ فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُطِيعًا - قَالَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ : " لَا يُقْتَلُ قُرَشِيٌّ صَبْرًا بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1)
__________
(1) ( م ) 88 - ( 1782 ) , ( حم ) 15444(4/913)
( ت ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أَوَّلَ قُرَيْشٍ (1) نَكَالًا (2) فَأَذِقْ آخِرَهُمْ نَوَالًا (3) " (4)
__________
(1) أَيْ : يَوْمَ بَدْرٍ وَالْأَحْزَابِ . تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 353)
(2) أَيْ : عَذَابًا بِالْقَتْلِ وَالْقَهْرِ , وَقِيلَ : بِالْقَحْطِ وَالْغَلَاءِ . تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 353)
(3) أَيْ : إِنْعَامًا وَعَطَاءً وَفَتْحًا مِنْ عِنْدِك . تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 353)
(4) ( ت ) 3908 ، ( حم ) 2170 ، انظر المشكاة : 5980 ، الضعيفة تحت الحديث ( 398 )(4/914)
( ش حم الشافعي ) , وَعَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " قَدِّمُوا قُرَيْشًا وَلَا تَقَدَّمُوهَا ، قَدِّمُوا قُرَيْشًا وَلَا تُؤَخِّرُوهَا (1) وَتَعَلَّمُوا مِنْ قُرَيْشٍ وَلَا تَعَلَّمُوهَا " ) (2) ( فَإِنَّ لِلْقُرَشِيِّ قُوَّةَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ غَيْرِ قُرَيْشٍ ) (3) ( فَقِيلَ لِلزُّهْرِيِّ : مَا عَنَى بِذَلِكَ ؟ , قَالَ : نُبْلَ الرَّأْيِ ) (4) .
__________
(1) ( ش ) 32386 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 2966
(2) الشافعي (1/278) ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 4382
(3) ( ش ) 32386 , ( حم ) 16788 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 2181 ، الصَّحِيحَة : 1697
(4) ( حم ) 16788 ، ( حب ) 6265 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/915)
( حم ) , وَعَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ لِي أَبِي : يَا بُنَيَّ , إِنْ وَلِيتَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا فَأَكْرِمْ قُرَيْشًا , فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَنْ أَهَانَ قُرَيْشًا أَهَانَهُ اللَّهُ - عز وجل - " (1)
__________
(1) ( حم ) 460 ، ( ك ) 6955 ، ( ت ) 3905 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 6112 ، الصَّحِيحَة : 1178(4/916)
( ت ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
أَهْدَى أَعْرَابِيٌّ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَكْرَةً (1) " فَعَوَّضَهُ مِنْهَا سِتَّ بَكْرَاتٍ " ، فَتَسَخَّطَهَا (2) " فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : إِنَّ فُلَانًا أَهْدَى إِلَيَّ نَاقَةً ، فَعَوَّضْتُهُ مِنْهَا سِتَّ بَكْرَاتٍ فَظَلَّ سَاخِطًا ، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لَا أَقْبَلَ هَدِيَّةً إِلَّا مِنْ قُرَشِيٍّ ، أَوْ أَنْصَارِيٍّ ، أَوْ ثَقَفِيٍّ ، أَوْ دَوْسِيٍّ " (3)
__________
(1) الْبَكْرُ بِالْفَتْحِ الْفَتَى مِنْ الْإِبِلِ , وَالْأُنْثَى بَكْرَةٌ .
(2) السُّخط : الكَراهيةُ للشيء وعدُم الرِضا به .
(3) ( ت ) 3945 ، ( س ) 3759 ( د ) 3537 ، ( حم ) 7905 ، صححه الألباني في الإرواء تحت حديث : 1603(4/917)
( حب ) , وَعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ , وَالطُّلَقَاءُ مِنْ قُرَيْشٍ , وَالْعُتَقَاءُ مِنْ ثَقِيفٍ , بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " (1)
__________
(1) ( حب ) 7260 , ( حم ) 19235 ، انظر الصَّحِيحَة : 1036(4/918)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " قُرَيْشٌ ، وَالْأَنْصَارُ ، وَمُزَيْنَةُ ، وَجُهَيْنَةُ ، وَأَسْلَمُ ، وَغِفَارُ ، وَأَشْجَعُ ) (1) ( مَوَالِيَّ دُونَ النَّاسِ , وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ مَوْلَاهُمْ " ) (2)
__________
(1) ( م ) 189 - ( 2520 ) ، ( خ ) 3313
(2) ( م ) 188 - ( 2519 ) ، ( ت ) 3940 ، ( خ ) 3321(4/919)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ " , فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ وَلِي عِيَالٌ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ نِسَاءُ قُرَيْشٍ , أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ " , وَكَانَ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ عَلَى إِثْرِ ذَلِكَ : وَلَمْ تَرْكَبْ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ بَعِيرًا قَطُّ . (1)
__________
(1) ( حم ) 7637 ، ( خ ) 4794 ، ( م ) 200 - ( 2527 )(4/920)
( حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْإِيمَانُ فِي أَهْلِ الْحِجَازِ وَغِلَظُ الْقُلُوبِ وَالْجَفَاءُ فِي الْفَدَّادِينَ (1) فِي أَهْلِ الْمَشْرِقِ " (2)
__________
(1) جَمْع فَدَّان ، وَالْمُرَاد بِهِ الْبَقَر الَّتِي يُحْرَث عَلَيْهَا ، وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْفَدَّان آلَة الْحَرْث وَالسِّكَّة ، فَعَلَى الْأَوَّل فَالْفَدَّادُونَ جَمْع فَدَّان وَهُوَ مَنْ يَعْلُو صَوْته فِي إِبِله وَخَيْله وَحَرْثه وَنَحْو ذَلِكَ ، وَالْفَدِيد هُوَ الصَّوْت الشَّدِيد .فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 84)
(2) ( حم ) 14598 ، ( م ) 92 - ( 53 ) ، انظر الصَّحِيحَة : 3436(4/921)
( حم ) , وَعَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِطَرِيقِ مَكَّةَ , إِذْ قَالَ : " أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ كَأَنَّهُمْ قِطَعُ السَّحَابُ , هُمْ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ " , فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ : وَمِنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ " فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَلِمَةً خَفِيَّةً : إِلَّا أَنْتُمْ " (1)
__________
(1) ( حم ) 16804 ، ( ش ) 32436 ، انظر الصَّحِيحَة : 3437(4/922)
( خ م حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ ، هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً , وَأَلْيَنُ قُلُوبًا ) (1) ( وَأَنْجَعُ طَاعَةً ) (2) ( الْإِيمَانُ يَمَانٍ ، وَالْفِقْهُ يَمَانٍ ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ ) (3) ( وَرَأْسُ الْكُفْرِ ) (4) ( هَاهُنَا ) (5) ( قِبَلَ الْمَشْرِقِ (6) ) (7) ( حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ ) (8) ( وَالْجَفَاءُ ) (9) ( وَالْكِبْرُ وَالْفَخْرُ ) (10) ( وَالْخُيَلَاءُ ) (11) ( وَالرِّيَاءُ ) (12) ( فِي أَهْلِ الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ وَالْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ ، وَالسَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ (13) " ) (14)
__________
(1) ( خ ) 4127 ، ( م ) 89 - ( 52 )
(2) ( حم ) 17442 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 2530 , الصَّحِيحَة : 1775
(3) ( م ) 89 - ( 52 ) ، ( خ ) 4129
(4) ( خ ) 3125 ، ( م ) 85 - ( 52 )
(5) ( خ ) 4128
(6) أَيْ : مِنْ جِهَته ، وَفِي ذَلِكَ إِشَارَة إِلَى شِدَّة كُفْر الْمَجُوس ، لِأَنَّ مَمْلَكَة الْفُرْس وَمَنْ أَطَاعَهُمْ مِنْ الْعَرَب كَانَتْ مِنْ جِهَة الْمَشْرِق بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمَدِينَة ، وَكَانُوا فِي غَايَة الْقَسْوَة وَالتَّكَبُّر وَالتَّجَبُّر حَتَّى مَزَّقَ مُلْكهمْ كِتَاب النَّبِيّ > كَمَا سَيَأْتِي فِي مَوْضِعه ، وَاسْتَمَرَّتْ الْفِتَن مِنْ قِبَل الْمَشْرِق . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 84)
(7) ( م ) 86 - ( 52 ) ، ( خ ) 3125
(8) ( خ ) 4128
(9) ( حم ) 7496 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(10) ( حم ) 9495 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
(11) ( خ ) 3125 ، ( م ) 85 - ( 52 )
(12) ( م ) 86 - ( 52 ) ، ( ت ) 2243
(13) قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ البخاري : سُمِّيَتْ الْيَمَنَ لِأَنَّهَا عَن يَمِينِ الْكَعْبَةِ وَالشَّأْمَ لِأَنَّهَا عَن يَسَارِ الْكَعْبَةِ وَالْمَشْأَمَةُ الْمَيْسَرَةُ وَالْيَدُ الْيُسْرَى الشُّؤْمَى وَالْجَانِبُ الْأَيْسَرُ الْأَشْأَمُ .( خ ) 3308
(14) ( خ ) 3125 ، ( م ) 85 - ( 52 ) ، ( ت ) 2243 ، ( حم ) 8929(4/923)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " أَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِ نَحْوَ الْيَمَنِ فَقَالَ : الْإِيمَانُ يَمَانٍ هَاهُنَا ) (1) ( أَلَا وَإِنَّ الْقَسْوَةَ وَغِلَظَ الْقُلُوبِ ) (2) ( فِي الْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ , عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ , فِي رَبِيعَةَ وَمُضَرَ ) (3) ( حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ " ) (4)
__________
(1) ( خ ) 3126 ، ( م ) 81 - ( 51 )
(2) ( خ ) 4997 ، ( م ) 81 - ( 51 )
(3) ( خ ) 3307 ، ( م ) 81 - ( 51 )
(4) ( خ ) 3126 ، ( م ) 81 - ( 51 ) , ( حم ) 17107(4/924)
( حم ) , وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ قَالَ :
أَقْبَلُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ - رضي الله عنه - إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَبوَهُوَ بِدِمَشْقَ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ : حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيْسَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ فِيهِ أَحَدٌ فَقَالَ أَنَسٌ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " الْإِيمَانُ يَمَانٍ ، هَكَذَا إِلَى لَخْمٍ وَجُذَامَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 13370 ، انظر الصَّحِيحَة : 3126 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/925)
( ت ) , وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قِبَلَ الْيَمَنِ فَقَالَ : اللَّهُمَّ أَقْبِلْ بِقُلُوبِهِمْ , وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَمُدِّنَا " (1)
__________
(1) ( ت ) 3934 ، ( حم ) 21650 ، انظر هداية الرواة : 6225(4/926)
( حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( لَمَّا أَقْبَلَ أَهْلُ الْيَمَنِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " ) (1) ( يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ غَدًا أَقْوَامٌ ، هُمْ أَرَقُّ قُلُوبًا لِلْإِسْلامِ مِنْكُمْ " ، قَالَ : فَقَدِمَ الْأَشْعَرِيُّونَ ، فِيهِمْ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ - رضي الله عنه - ، فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ جَعَلُوا يَرْتَجِزُونَ يَقُولُونَ : غَدًا نَلْقَى الْأَحِبَّهْ ، مُحَمَّدًا وَحِزْبَهْ , فَلَمَّا أَنْ قَدِمُوا تَصَافَحُوا ، فَكَانُوا هُمْ أَوَّلَ مَنْ أَحْدَثَ الْمُصَافَحَةَ ) (2) .
__________
(1) ( حم ) 13649 , ( د ) 5213
(2) ( حم ) 12604 , ( د ) 5213 , انظر الصَّحِيحَة : 527(4/927)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنِّي لَأَعْرِفُ أَصْوَاتَ رُفْقَةِ الْأَشْعَرِيِّينَ بِالْقُرْآنِ حِينَ يَدْخُلُونَ بِاللَّيْلِ , وَأَعْرِفُ مَنَازِلَهُمْ مِنْ أَصْوَاتِهِمْ بِالْقُرْآنِ بِاللَّيْلِ , وَإِنْ كُنْتُ لَمْ أَرَ مَنَازِلَهُمْ حِينَ نَزَلُوا بِالنَّهَارِ , وَمِنْهُمْ حَكِيمٌ (1) إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَالَ لَهُمْ : إِنَّ أَصْحَابِي يَأْمُرُونَكُمْ أَنْ تَنْظُرُوهُمْ (2) " (3)
__________
(1) قَالَ عِيَاض قَالَ أَبُو عَلِيّ الصَّدَفِيّ : هُوَ صِفَة لِرَجُلِ مِنْهُمْ ، وَقَالَ أَبُو عَلِيّ الْجَيَّانِيّ : هُوَ اِسْم عَلَمٍ عَلَى رَجُل مِنْ الْأَشْعَرِينَ ، وَاسْتَدْرَكَهُ عَلَى صَاحِبِ " الِاسْتِيعَابِ " .فتح الباري لابن حجر - (ج 12 / ص 48)
(2) قَالَ اِبْن التِّين : مَعْنَى كَلَامه أَنَّ أَصْحَابه يُحِبُّونَ الْقِتَالَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يُبَالُونَ بِمَا يُصِيبهُمْ . فتح الباري
(3) ( خ ) 3991 ، ( م ) 166 - ( 2499 )(4/928)
( ك ) , وَعَنْ عِيَاضٍ الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
لَمَّا نَزَلَتْ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ } (1) " أَوْمَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِ إِلَى أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - فَقَالَ : هُمْ قَوْمُ هَذَا " (2)
__________
(1) [المائدة/54]
(2) ( ك ) 3220 , ( طب ) ج 17ص371 ح 1016 ، انظر الصَّحِيحَة : 3368(4/929)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا (1) فِي الْغَزْوِ أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ , جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ , ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ , فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ " (2)
__________
(1) أرمل : نفد زاده .
(2) ( خ ) 2354 , ( م ) 167 - ( 2500 )(4/930)
( حم ) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَخْرُجُ مِنْ عَدَنِ أَبْيَنَ (1) اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا يَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ , هُمْ خَيْرُ مَنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ " (2)
__________
(1) قَالَ فِي النِّهَايَة : ( عَدْن أَبْيَن ) قَرْيَة إِلَى جَانِب الْبَحْر مِنْ نَاحِيَة الْيَمَن ، وَقِيلَ : هُوَ اِسْم مَدِينَة عَدَن .
عون المعبود - (ج 8 / ص 449)
(2) ( حم ) 3079 , انظر الصَّحِيحَة : 2782(4/931)
( خ م ) , وَعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ (1) ؟ " , فَقُلْتُ : بَلَى ، فَانْطَلَقْتُ فِي خَمْسِينَ وَمِائَةِ فَارِسٍ مِنْ أَحْمَسَ - وَكَانُوا أَصْحَابَ خَيْلٍ - وَكُنْتُ لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ , فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، " فَضَرَبَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِي حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ أَصَابِعِهِ فِي صَدْرِي وَقَالَ : اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ , وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا " ، فَمَا وَقَعْتُ عَنْ فَرَسٍ بَعْدُ ، وَكَانَ ذُو الْخَلَصَةِ بَيْتًا بِالْيَمَنِ لِخَثْعَمَ وَبَجِيلَةَ فِيهِ نُصُبٌ تُعْبَدُ يُقَالُ لَهُ : ) (2) ( الْكَعْبَةُ الْيَمَانِيَةَ ) (3) ( فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهَا , فَكَسَّرَتُهَا وَحَرَّقْتُهَا بِالنَّارِ , ثُمَّ بَعَثْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أُخْبِرُهُ , فَقَالَ رَسُولُ جَرِيرٍ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ , مَا جِئْتُكَ حَتَّى تَرَكْتُهَا كَأَنَّهَا جَمَلٌ أَجْرَبُ , " فَبَارَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي خَيْلِ أَحْمَسَ وَرِجَالِهَا خَمْسَ مَرَّاتٍ " ) (4)
__________
(1) كَانَ بَيْتًا بِالْيَمَنِ لِخَثْعَمَ وَبَجِيلَةَ , فِيهِ نُصُبٌ تُعْبَدُ , يُسَمَّى : كَعْبَةَ الْيَمَانِيَةِ .
(2) ( خ ) 4099 ، ( م ) 137 - ( 2476 )
(3) ( خ ) 5974 ، ( م ) 136 - ( 2476 )
(4) ( خ ) 2857 ، ( م ) 137 - ( 2476 ) ، ( حم ) 19211(4/932)
( حم ) , وَعَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَدِمَ وَفْدُ أَحْمَسَ وَوَفْدُ قَيْسٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " ابْدَءُوا بِالْأَحْمَسِيِّينَ قَبْلَ الْقَيْسِيِّينَ , وَدَعَا لِأَحْمَسَ فَقَالَ : اللَّهُمَّ بَارِكْ فِي أَحْمَسَ وَخَيْلِهَا وَرِجَالِهَا سَبْعَ مَرَّاتٍ " (1)
__________
(1) ( حم ) 18854 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح :(4/933)
( حم ) , وَعَنْ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَنْ أَسْلَمَ وَبَعَثُوا وَفْدَهُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِبَيْعَتِهِمْ وَإِسْلَامِهِمْ , " فَقَبِلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَّا " , فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , نَحْنُ مَنْ قَدْ عَرَفْتَ , وَجِئْنَا مِنْ حَيْثُ قَدْ عَلِمْتَ , وَأَسْلَمْنَا , فَمَنْ وَلِيُّنَا ؟ , قَالَ : " اللَّهُ وَرَسُولُهُ " , فَقُلْنَا : حَسْبُنَا رَضِينَا . (1)
__________
(1) ( حم ) 18067 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/934)
( حم ) , وَعَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيُّ - رضي الله عنه - قَالَ :
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَعْرِضُ يَوْمًا خَيْلًا وَعِنْدَهُ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَنَا أَفْرَسُ بِالْخَيْلِ مِنْكَ " , فَقَالَ عُيَيْنَةُ : وَأَنَا أَفْرَسُ بِالرِّجَالِ مِنْكَ , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَكَيْفَ ذَاكَ ؟ " , قَالَ : خَيْرُ الرِّجَالِ رِجَالٌ يَحْمِلُونَ سُيُوفَهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ , جَاعِلِينَ رِمَاحَهُمْ عَلَى مَنَاسِجِ خُيُولِهِمْ , لَابِسُو الْبُرُودِ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " كَذَبْتَ , بَلْ خَيْرُ الرِّجَالِ رِجَالُ أَهْلِ الْيَمَنِ , وَالْإِيمَانُ يَمَانٍ , هَكَذَا إِلَى لَخْمٍ وَجُذَامَ وَعَامِلَةَ , وَمَأْكُولُ حِمْيَرَ خَيْرٌ مِنْ آكِلِهَا , وَحَضْرَمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ , وَقَبِيلَةٌ خَيْرٌ مِنْ قَبِيلَةٍ , وَقَبِيلَةٌ شَرٌّ مِنْ قَبِيلَةٍ , وَاللَّهِ مَا أُبَالِي أَنْ يَهْلِكَ الْحَارِثَانِ كِلَاهُمَا , لَعَنَ اللَّهُ الْمُلُوكَ الْأَرْبَعَةَ : جَمَدَاءَ وَمِخْوَسَاءَ وَمِشْرَخَاءَ وَأَبْضَعَةَ , وَأُخْتَهُمْ الْعَمَرَّدَةَ , ثُمَّ قَالَ : أَمَرَنِي رَبِّي - عز وجل - أَنْ أَلْعَنَ قُرَيْشًا مَرَّتَيْنِ فَلَعَنْتُهُمْ , وَأَمَرَنِي أَنْ أُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ مَرَّتَيْنِ فَصَلَّيْتُ عَلَيْهِمْ , ثُمَّ قَالَ : عُصَيَّةُ عَصَتْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ , غَيْرَ قَيْسٍ وَجَعْدَةَ وَعُصَيَّةَ , ثُمَّ قَالَ : لَأَسْلَمُ وَغِفَارُ وَمُزَيْنَةُ وَأَخْلَاطُهُمْ مِنْ جُهَيْنَةَ , خَيْرٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ وَتَمِيمٍ وَغَطَفَانَ وَهَوَازِنَ عِنْدَ اللَّهِ - عز وجل - يَوْمَ الْقِيَامَةِ , ثُمَّ قَالَ : شَرُّ قَبِيلَتَيْنِ فِي الْعَرَبِ : نَجْرَانُ وَبَنُو تَغْلِبَ , وَأَكْثَرُ الْقَبَائِلِ فِي الْجَنَّةِ : مَذْحِجٌ وَمَأْكُولُ " (1)
__________
(1) ( حم ) 19463 ، انظر الصَّحِيحَة : 2606 , 3127 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/935)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قال رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" نِعْمَ الْقَوْمُ الْأَزْدُ , طَيِّبَةٌ أَفْوَاهُهُمْ , بَرَّةٌ أَيْمَانُهُمْ , نَقِيَّةٌ قُلُوبُهُمْ " (1)
__________
(1) ( حم ) 8600 ، انظر الصَّحِيحَة : 1039(4/936)
( طب ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنِّي أَجِدُ نَفَسَ الرَّحْمَنِ (1) مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ " (2)
__________
(1) قال البيهقي في الأسماء والصفات 943 : قَوْلُهُ : " إِنِّي أَجِدُ نَفَسَ الرَّحْمَنِ مِنْ هَهُنَا " إِنْ كَانَ مَحْفُوظًا فَإِنَّمَا أَرَادَ : إِنِّي أَجِدُ الْفَرَجَ مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ ، وَهُوَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا ، نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ " وَإِنَّمَا أَرَادَ : مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً "
(2) ج7/ص52 ح6358 ، انظر الصَّحِيحَة : 3367(4/937)
( حب ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" خَيْرُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ عَبْدُ الْقَيْسِ ، أَسْلَمَ النَّاسُ كَرْهًا ، وَأَسْلَمُوا طَائِعِينَ " (1)
__________
(1) ( حب ) 7294 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 3302 , الصَّحِيحَة : 1843(4/938)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قَالَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّمَا بَايَعَكَ سُرَّاقُ الْحَجِيجِ مِنْ أَسْلَمَ وَغِفَارَ , وَمُزَيْنَةَ وَجُهَيْنَةَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ أَسْلَمُ وَغِفَارُ وَمُزَيْنَةُ وَجُهَيْنَةُ خَيْرًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، وَبَنِي عَامِرٍ ، وَأَسَدٍ ، وَغَطَفَانَ ؟ " ) (1) ( فَقَالَ رَجُلٌ : خَابُوا وَخَسِرُوا ) (2) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , إِنَّهُمْ لَخَيْرٌ مِنْهُمْ " ) (3)
__________
(1) ( خ ) 3325 ، ( م ) 193 - ( 2522 )
(2) ( خ ) 3324 ، ( م ) 195 - ( 2522 ) ، ( حم ) 20400
(3) ( خ ) 3325 ، ( م ) 193 - ( 2522 ) ، ( ت ) 3952 ، ( حم ) 20426(4/939)
( خ م حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " أَسْلَمُ وَغِفَارُ , وَشَيْءٌ مِنْ مُزَيْنَةَ وَجُهَيْنَةَ خَيْرٌ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَسَدٍ وَتَمِيمٍ وَهَوَازِنَ وَغَطَفَانَ ) (1) ( وَطَيِّئٍ ) (2) ( فَإِنَّهُمْ أَهْلُ الْخَيْلِ وَالْوَبَرِ " ) (3)
__________
(1) ( خ ) 3326 ، ( م ) 192 - ( 2521 ) ، ( حم ) 7150
(2) ( م ) 191 - ( 2521 ) ، ( ت ) 3950
(3) ( حم ) 9812 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .(4/940)
( خ م ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ , وَغِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا , أَمَا إِنِّي لَمْ أَقُلْهَا وَلَكِنْ قَالَهَا اللَّهُ - عز وجل - " (1)
__________
(1) ( م ) 185 - ( 2516 ) ، ( خ ) 3323 ، ( ت ) 3948 ، ( حم ) 4702(4/941)
( حم ) , وَعَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ :
نَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عِنْدَهُ , فَأَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًى لِيَحْصِبَهُ , ثُمَّ قَالَ عِكْرِمَةُ : حَدَّثَنِي فُلَانٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ تَمِيمًا ذُكِرُوا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ رَجُلٌ : أَبْطَأَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ تَمِيمٍ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ , " فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى مُزَيْنَةَ فَقَالَ : " مَا أَبْطَأَ قَوْمٌ هَؤُلَاءِ مِنْهُمْ " , وَقَالَ رَجُلٌ يَوْمًا : أَبْطَأَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ مِنْ تَمِيمٍ بِصَدَقَاتِهِمْ , قَالَ : فَأَقْبَلَتْ نَعَمٌ حُمْرٌ وَسُودٌ لِبَنِي تَمِيمٍ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " هَذِهِ نَعَمُ قَوْمِي " , وَنَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا فَقَالَ : " لَا تَقُلْ لِبَنِي تَمِيمٍ إِلَّا خَيْرًا , فَإِنَّهُمْ أَطْوَلُ النَّاسِ رِمَاحًا عَلَى الدَّجَّالِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 17568 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/942)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " لَا أَزَالُ أُحِبُّ بَنِي تَمِيمٍ بَعْدَ ثَلَاثِ ) (1) ( خِصَالٍ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (2) ( سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : هُمْ أَشَدُّ أُمَّتِي عَلَى الدَّجَّالِ ، هُمْ أَشَدُّ النَّاسِ قِتَالًا فِي الْمَلَاحِمِ (3) قَالَ : وَجَاءَتْ صَدَقَاتُهُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " هَذِهِ صَدَقَةُ قَوْمِنَا " ، قَالَ : وَكَانَتْ سَبِيَّةٌ مِنْهُمْ عِنْدَ عَائِشَةَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَعْتِقِيهَا فَإِنَّهَا مِنْ وَلَدِ إِسْماَعِيلَ " ) (4)
__________
(1) ( خ ) 4108
(2) ( م ) 198 - م 2 - ( 2525 )
(3) ( م ) 198 - م 2 - ( 2525 )
(4) ( م ) 198 - ( 2525 ) ، ( خ ) 2405 ، ( حم ) 9056(4/943)
( حم ) , وَعَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
اجْتَمَعَ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ , وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ , وَعَلْقَمَةُ بْنُ عُلَاثَةَ , فَذَكَرُوا الْجُدُودَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنْ شِئْتُمْ أَخْبَرْتُكُمْ , جَدُّ بَنِي عَامِرٍ جَمَلٌ أَحْمَرُ أَوْ آدَمُ , يَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِ الشَّجَرِ فِي رَوْضَةٍ , وَغَطَفَانُ أَكَمَةٌ خَشَّاءُ , تَنْفِي النَّاسَ عَنْهَا " , فَقَالَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ : فَأَيْنَ جَدُّ بَنِي تَمِيمٍ , قَالَ : " لَوْ سَكَتَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 22985 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(4/944)
( خ حم ) , وَعَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ :
( كُنَّا جُلُوسًا مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - , فَجَاءَ خَبَّابٌ - رضي الله عنه - فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , أَيَسْتَطِيعُ هَؤُلَاءِ الشَّبَابُ أَنْ يَقْرَءُوا كَمَا تَقْرَأُ ؟ , قَالَ : أَمَا إِنَّكَ لَوْ شِئْتَ أَمَرْتُ بَعْضَهُمْ يَقْرَأُ عَلَيْكَ , فَقَالَ : أَجَلْ , قَالَ : اقْرَأْ يَا عَلْقَمَةُ , فَقَالَ زَيْدُ بْنُ حُدَيْرٍ أَخُو زِيَادِ بْنِ حُدَيْرٍ : أَتَأْمُرُ عَلْقَمَةَ أَنْ يَقْرَأَ وَلَيْسَ بِأَقْرَئِنَا ؟ , فَقَالَ : أَمَا إِنَّكَ إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي قَوْمِكَ وَقَوْمِهِ ) (1) ( " شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدْعُو لِهَذَا الْحَيِّ مِنْ النَّخَعِ " حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي رَجُلٌ مِنْهُمْ ) (2) ( قَالَ عَلْقَمَةُ : فَقَرَأْتُ خَمْسِينَ آيَةً مِنْ سُورَةِ مَرْيَمَ , فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : كَيْفَ تَرَى ؟ , قَالَ : قَدْ أَحْسَنَ , قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : مَا أَقْرَأُ شَيْئًا إِلَّا وَهُوَ يَقْرَؤُهُ , ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى خَبَّابٍ وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ , فَقَالَ : أَلَمْ يَأْنِ لِهَذَا الْخَاتَمِ أَنْ يُلْقَى ؟ , قَالَ : أَمَا إِنَّكَ لَنْ تَرَاهُ عَلَيَّ بَعْدَ الْيَوْمِ , فَأَلْقَاهُ ) (3) .
__________
(1) ( خ ) 4130
(2) ( حم ) 3826 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(3) ( خ ) 4130 ، ( حم ) 4025(4/945)
( م يع ) , وَعَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلًا إِلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ " , فَضَرَبُوهُ وَسَبُّوهُ , فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَشَكَا ذَلِكَ إِلَيْهِ ) (1) ( فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَكِنْ أَهْلُ عُمَانَ لَوْ أَتَاهُمْ رَسُولِي مَا سَبُّوهُ وَلَا ضَرَبُوهُ " ) (2)
__________
(1) ( م ) 228 - ( 2544 ) ، ( حم ) 19786
(2) ( يع ) 7435 ، ( م ) 228 - ( 2544 ) ، ( حم ) 19786(4/946)
( م ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ , وَهِيَ أَرْضٌ [ يُذْكَرُ ] (1) فِيهَا الْقِيرَاطُ (2) فَإِذَا فَتَحْتُمُوهَا فَأَحْسِنُوا إِلَى أَهْلِهَا , فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا (3) فَإِذَا رَأَيْتَ رَجُلَيْنِ يَخْتَصِمَانِ فِيهَا فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ (4) فَاخْرُجْ مِنْهَا " , قَالَ أَبُو ذَرٍّ : فَرَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ وَأَخَاهُ رَبِيعَةَ يَخْتَصِمَانِ فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ , فَخَرَجْتُ مِنْهَا ) (5) .
__________
(1) ( م ) 226 - ( 2543 )
(2) قَالَ الْعُلَمَاء : الْقِيرَاط جُزْء مِنْ أَجْزَاء الدِّينَار وَالدِّرْهَم وَغَيْرهمَا ، وَكَانَ أَهْل مِصْر يُكْثِرُونَ مِنْ اِسْتِعْمَاله وَالتَّكَلُّم بِهِ .
شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 325)
(3) أَمَّا الذِّمَّة فَهِيَ الْحُرْمَة وَالْحَقّ ، وَهِيَ هُنَا بِمَعْنَى الذِّمَام . وَأَمَّا الرَّحِم فَلِكَوْنِ هَاجَرَ أُمّ إِسْمَاعِيل مِنْهُمْ .النووي
(4) اللَّبِنَةُ : هِيَ مَا يُصْنَع مِنْ الطِّين وَغَيْره لِلْبِنَاءِ قَبْل أَنْ يُحْرَق .
(5) ( م ) 227 - ( 2543 ) ، ( حم ) 21560(4/947)
( طب ) , وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ك قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" اللَّهَ اللَّهَ فِي قِبْطِ مِصْرَ ، فَإِنَّكُمْ سَتَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ ، وَيَكُونُونَ لَكُمْ عِدَّةً وَأَعْوَانًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ " (1)
__________
(1) ( طب ) ج23/ص265 ح561 ، انظر الصَّحِيحَة : 3113(4/948)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْجُمُعَةِ ، فَلَمَّا قَرَأَ : { وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ } قَالَ رَجُلٌ : مَنْ هَؤُلَاءِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , " فَلَمْ يُرَاجِعْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " , حَتَّى سَأَلَهُ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ، قَالَ : وَفِينَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ ، " فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ ثُمَّ قَالَ : لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَوْ كَانَ الدِّينُ عِنْدَ الثُّرَيَّا (1) لَنَالَهُ رِجَالٌ مِنْ هَؤُلَاءِ " (2)
__________
(1) ( م ) 230 - ( 2546 )
(2) ( م ) 231 - ( 2546 ) ، ( خ ) 4615 ، ( ت ) 3310 ، ( حم ) 9396(4/949)
( ت ) وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( تَلَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا هَذِهِ الْآيَة : { وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ , ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ } (1) ) (2) ( فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ ذَكَرَ اللَّهُ إِنْ تَوَلَّيْنَا اسْتُبْدِلُوا بِنَا , ثُمَّ لَمْ يَكُونُوا أَمْثَالَنَا ؟ , قَالَ : وَكَانَ سَلْمَانُ بِجَنْبِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (3) ( " فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى مَنْكِبِ سَلْمَانَ ثُمَّ قَالَ : هَذَا وَقَوْمُهُ , هَذَا وَقَوْمُهُ ) (4) ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ مَنُوطًا بِالثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ رِجَالٌ مِنْ فَارِسَ " ) (5)
__________
(1) [محمد/38]
(2) ( ت ) 3260
(3) ( ت ) 3261
(4) ( ت ) 3260
(5) ( ت ) 3261 ، ( م ) 230 - ( 2546 ) ، انظر الصَّحِيحَة : 1017(4/950)
( ك ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" رَأَيْتُ غَنَمًا كَثِيرَةً سَوْدَاءَ دَخَلَتْ فِيهَا غَنْمٌ كَثِيرَةٌ بِيضٌ " ، قَالُوا : فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " الْعَجَمُ يَشْرَكُونَكُمْ فِي دِينِكُمْ وَأَنْسَابِكُمْ " ، فَقَالُوا : الْعَجَمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ مُعَلَّقًا بِالثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ مِنَ الْعَجَمِ ، وَأَسْعَدَهُمْ بِهِ النَّاسُ " (1)
__________
(1) ( ك ) 8194 ، انظر الصَّحِيحَة : 1018(4/951)
( م حم ) , وَعَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ :
( قَالَ الْمُسْتَوْرِدُ بْنُ شَدَّادٍ - رضي الله عنه - عِنْدَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرُّومُ أَكْثَرُ النَّاسِ " , فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو : أَبْصِرْ مَا تَقُولُ ، فَقَالَ الْمُسْتَوْرِدُ : أَقُولُ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو : لَئِنْ قُلْتَ ذَلِكَ إِنَّ فِيهِمْ لَخِصَالًا أَرْبَعًا : إِنَّهُمْ لَأَحْلَمُ النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَةٍ ، وَأَسْرَعُهُمْ إِفَاقَةً بَعْدَ مُصِيبَةٍ , وَأَوْشَكُهُمْ كَرَّةً بَعْدَ فَرَّةٍ ) (1) ( وَخَيْرُ النَّاسِ لِمَسَاكِينِهِمْ وَضُعَفَائِهِمْ ) (2) ( وَخَامِسَةٌ حَسَنَةٌ جَمِيلَةٌ : ) (3) ( وَإِنَّهُمْ لَأَمْنَعُ النَّاسِ مِنْ ظُلْمِ الْمُلُوكِ ) (4) .
__________
(1) ( م ) 35 - ( 2898 )
(2) ( م ) 36 - ( 2898 )
(3) ( م ) 35 - ( 2898 )
(4) ( حم ) 18051 ، ( م ) 35 - ( 2898 )(4/952)
( 6 ) مَنَاقِبُ التَّابِعِين
( خ خم ) , عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
خَرَجَ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ إِلَى الشَّامِ يَسْأَلُ عَنْ الدِّينِ وَيَتَّبِعُهُ , فَلَقِيَ عَالِمًا مِنْ الْيَهُودِ فَسَأَلَهُ عَنْ دِينِهِمْ , فَقَالَ : إِنِّي لَعَلِّيٌ أَنْ أَدِينَ دِينَكُمْ , فَأَخْبِرْنِي , فَقَالَ : لَا تَكُونُ عَلَى دِينِنَا حَتَّى تَأْخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ , فَقَالَ زَيْدٌ : مَا أَفِرُّ إِلَّا مِنْ غَضَبِ اللَّهِ , وَلَا أَحْمِلُ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ شَيْئًا أَبَدًا , وَأَنَّى أَسْتَطِيعُهُ ؟ , فَهَلْ تَدُلُّنِي عَلَى غَيْرِهِ ؟ , قَالَ : مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ حَنِيفًا , فَقَالَ زَيْدٌ : وَمَا الْحَنِيفُ ؟ , قَالَ : دِينُ إِبْرَاهِيمَ , لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا , وَلَا يَعْبُدُ إِلَّا اللَّهَ , فَخَرَجَ زَيْدٌ , فَلَقِيَ عَالِمًا مِنْ النَّصَارَى فَذَكَرَ مِثْلَهُ , فَقَالَ : لَنْ تَكُونَ عَلَى دِينِنَا حَتَّى تَأْخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ , قَالَ : مَا أَفِرُّ إِلَّا مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ , وَلَا أَحْمِلُ مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ وَلَا مِنْ غَضَبِهِ شَيْئًا أَبَدًا , وَأَنَّى أَسْتَطِيعُ ؟ , فَهَلْ تَدُلُّنِي عَلَى غَيْرِهِ ؟ , قَالَ : مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ حَنِيفًا , قَالَ : وَمَا الْحَنِيفُ , قَالَ : دِينُ إِبْرَاهِيمَ , لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا , وَلَا يَعْبُدُ إِلَّا اللَّهَ , فَلَمَّا رَأَى زَيْدٌ قَوْلَهُمْ فِي إِبْرَاهِيمَ - عليه السلام - خَرَجَ , فَلَمَّا بَرَزَ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ ) (1) ( وَكَانَ يُحْيِي الْمَوْءُودَةَ , يَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَ ابْنَتَهُ : لَا تَقْتُلْهَا , أَنَا أَكْفِيكَهَا مَئُونَتَهَا , فَيَأْخُذُهَا , فَإِذَا تَرَعْرَعَتْ قَالَ لِأَبِيهَا : إِنْ شِئْتَ دَفَعْتُهَا إِلَيْكَ , وَإِنْ شِئْتَ كَفَيْتُكَ مَئُونَتَهَا ) (2) .
__________
(1) صححه الألباني في فقه السيرة ص66
(2) ( خ ) 3616(4/953)
( خ ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
لَقِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحٍ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - الْوَحْيُ ، فَقُدِّمَتْ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - سُفْرَةٌ , فَأَبَى زَيْدٌ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا ثُمَّ قَالَ : إِنِّي لَسْتُ آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ , وَلَا آكُلُ إِلَّا مَا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ (1) وَكَانَ زَيْدٌ يَعِيبُ عَلَى قُرَيْشٍ ذَبَائِحَهُمْ وَيَقُولُ : الشَّاةُ خَلَقَهَا اللَّهُ , وَأَنْزَلَ لَهَا مِنْ السَّمَاءِ الْمَاءَ , وَأَنْبَتَ لَهَا مِنْ الْأَرْضِ , ثُمَّ تَذْبَحُونَهَا عَلَى غَيْرِ اسْمِ اللَّهِ ؟ - إِنْكَارًا لِذَلِكَ وَإِعْظَامًا لَهُ - . (2)
__________
(1) قال الألباني في تعليقه على فقه السيرة ص65 : توهم زيد أن اللحم المقدَّم إليه من جنس ما حرم الله ، ومن المقطوع به أن بيت محمد - صلى الله عليه وسلم - لا يَطعَم ذبائح الأصنام ، ولكن زيدا أراد الاستيثاق لنفسه والإعلان عن مذهبه ، وقد حفظ محمد - صلى الله عليه وسلم - له ذلك وسُرَّ به . أ . هـ
(2) ( خ ) 3614 , ( حم ) 6110(4/954)
( كر ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ لِزَيْدِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ نُفَيْلٍ دَرَجَتَيْنِ " (1)
__________
(1) ابن عساكر (19/512) ا صَحِيح الْجَامِع : 3367 , والصحيحة : 1406(4/955)
( طب ) , وَعَنْ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أَبِي فَقَالَ : " إِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ " (1)
__________
(1) ( طب ) ج24/ص82 ح217 ، ( يع ) 973 ، صححه الألباني في صحيح السيرة ص : 94(4/956)
( حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
سَأَلَتْ خَدِيجَةُ رضي الله عنها رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ ، فَقَالَ : " قَدْ رَأَيْتُهُ فِي الْمَنَامِ , فَرَأَيْتُ عَلَيْهِ ثِيَابُ بَيَاضٍ ، فَأَحْسِبُهُ لَوْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ ثِيَابَ بَيَاضٍ " (1)
__________
(1) ( حم ) 24412 , ( ت ) 2288 ، ( ك ) 8187 ، وحسنه الألباني في صحيح السيرة ص93 ، وضعفه عند ( ت ) ، ورواية أحمد ضعيفة لأن فيها ابن لهيعة .(4/957)
( ك ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَسُبُّوا وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ ، فَإِنِّي رَأَيْتُ لَهُ جَنَّةً أَوْ جَنَّتَيْنِ " (1)
__________
(1) ( ك ) 4211 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 7320 ، وصححه الألباني في صحيح السيرة ص94(4/958)
( م حم ) , وَعَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ :
( كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - إِذَا أَتَى عَلَيْهِ أَمْدَادُ أَهْلِ الْيَمَنِ (1) سَأَلَهُمْ : أَفِيكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ ؟ , حَتَّى أَتَى عَلَى أُوَيْسٍ فَقَالَ : أَنْتَ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ ؟ , فَقَالَ : نَعَمْ , قَالَ : مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ ؟ , قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : فَكَانَ بِكَ بَرَصٌ فَبَرَأْتَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ ؟ , قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : لَكَ وَالِدَةٌ ؟ , قَالَ : نَعَمْ ) (2) ( فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : اسْتَغْفِرْ لِي , فَقَالَ : أَنْتَ أَحَقُّ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لِي , أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ عُمَرُ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِنَّ خَيْرَ التَّابِعِينَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ : أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ ) (3) ( يَأْتِي عَلَيْكُمْ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ , مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ , كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ ) (4) ( فِي سُرَّتِهِ ) (5) ( لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ , لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ , فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ (6) " , فَاسْتَغْفِرْ لِي , فَاسْتَغْفَرَ لَهُ , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ , قَالَ : الْكُوفَةَ , قَالَ : أَلَا أَكْتُبُ لَكَ إِلَى عَامِلِهَا ؟ , قَالَ : أَكُونُ فِي غَبْرَاءِ النَّاسِ (7) أَحَبُّ إِلَيَّ ) (8) ( قَالَ : فَقَدِمَ الْكُوفَةَ , وَكُنَّا نَجْتَمِعُ فِي حَلْقَةٍ فَنَذْكُرُ اللَّهَ , وَكَانَ يَجْلِسُ مَعَنَا , فَكَانَ إِذَا ذَكَرَ هُوَ وَقَعَ حَدِيثُهُ مِنْ قُلُوبِنَا مَوْقِعًا لَا يَقَعُ حَدِيثُ غَيْرِهِ ) (9) ( فَلَمَّا كَانَ مِنْ الْعَامِ الْمُقْبِلِ حَجَّ رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِهِمْ , فَوَافَقَ عُمَرَ , فَسَأَلَهُ عَنْ أُوَيْسٍ , فَقَالَ : تَرَكْتُهُ رَثَّ الْبَيْتِ (10) قَلِيلَ الْمَتَاعِ , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ , مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ , كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ , لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ , لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ " , فَأَتَى أُوَيْسًا فَقَالَ : اسْتَغْفِرْ لِي , فَقَالَ : أَنْتَ أَحْدَثُ عَهْدًا بِسَفَرٍ صَالِحٍ , فَاسْتَغْفِرْ لِي (11) فَقَالَ : اسْتَغْفِرْ لِي , قَالَ : أَنْتَ أَحْدَثُ عَهْدًا بِسَفَرٍ صَالِحٍ , فَاسْتَغْفِرْ لِي , ثُمَّ قَالَ : لَقِيتَ عُمَرَ ؟ , قَالَ : نَعَمْ , فَاسْتَغْفَرَ لَهُ , فَفَطِنَ لَهُ النَّاسُ , فَانْطَلَقَ عَلَى وَجْهِهِ , قَالَ أُسَيْرٌ : وَكَسَوْتُهُ بُرْدَةً (12) فَكَانَ كُلَّمَا رَآهُ إِنْسَانٌ قَالَ : مِنْ أَيْنَ لِأُوَيْسٍ هَذِهِ الْبُرْدَةُ ؟ ) (13) .
__________
(1) هُمْ الْجَمَاعَة الْغُزَاة الَّذِينَ يَمُدُّونَ جُيُوش الْإِسْلَام فِي الْغَزْو ، وَاحِدهمْ مَدَد .شرح النووي(ج 8 / ص 324)
(2) ( م ) 225 - ( 2542 )
(3) ( حم ) 267 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( م ) 225 - ( 2542 )
(5) ( حم ) 267
(6) فيه دليل على جواز طلب الدعاء ممن يرجى صلاحه .ع
(7) أَيْ : ضِعَافهمْ وَصَعَالِيكهمْ وَأَخْلَاطهمْ الَّذِينَ لَا يُؤْبَه لَهُمْ ، وَهَذَا مِنْ إِيثَار الْخُمُول وَكَتْم حَاله .شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 324)
(8) ( م ) 225 - ( 2542 )
(9) ( حم ) 267
(10) هُوَ بِمَعْنَى الرِّوَايَة الْأُخْرَى : ( قَلِيل الْمَتَاع ) . وَالرَّثَاثَة وَالْبَذَاذَة بِمَعْنًى ، وَهُوَ حَقَارَة الْمَتَاع وَضِيق الْعَيْش .شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 324)
(11) فيه دليل على استحباب وجواز طلب الاستغفار ممن قدم من الحج أو العمرة .ع
(12) البْرُدُ والبُرْدة : الشَّمْلَةُ المخطَّطة ، وقيل كِساء أسود مُرَبَّع فيه صورٌ .
(13) ( م ) 225 - ( 2542 )(4/959)
( د ) , وَعَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ قَالَ :
مَا فَسَّرَ الْحَسَنُ آيَةً قَطُّ إِلَّا عَنْ الْأَثْبَاتِ . (1)
__________
(1) ( د ) 4626(4/960)
( د ) , وَعَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ :
كَذَبَ عَلَى الْحَسَنِ ضَرْبَانِ مِنْ النَّاسِ : قَوْمٌ الْقَدَرُ رَأْيُهُمْ وَهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُنَفِّقُوا بِذَلِكَ رَأْيَهُمْ , وَقَوْمٌ لَهُ فِي قُلُوبِهِمْ شَنَآنٌ وَبُغْضٌ , يَقُولُونَ : أَلَيْسَ مِنْ قَوْلِهِ كَذَا ؟ , أَلَيْسَ مِنْ قَوْلِهِ كَذَا ؟ . (1)
__________
(1) ( د ) 4622(4/961)
( 7 ) فَضْلُ بَعْضِ الْأَمَاكِن
( حم ) , وَعَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
أَتَى رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ ؟ , فَقَالَ : " لَا أَدْرِي , فَلَمَّا أَتَاهُ جِبْرِيلُ - عليه السلام - قَالَ : يَا جِبْرِيلُ , أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ ؟ " , قَالَ : لَا أَدْرِي حَتَّى أَسْأَلَ رَبِّي - عز وجل - , فَانْطَلَقَ جِبْرِيلُ - عليه السلام - , ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ , إِنَّكَ سَأَلْتَنِي أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ فَقُلْتُ : لَا أَدْرِي , وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي - عز وجل - أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ فَقَالَ : أَسْوَاقُهَا " (1)
__________
(1) , ( حم ) 16790 , ( يع ) 7403 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 167 ، والمشكاة : 741 ، وانظر كتاب صفة الفتوى بتحقيق الألباني ص9(4/962)
( حب ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - : أَيُّ الْبِقَاعِ شَرٌّ ؟ , قَالَ : " لَا أَدْرِي حَتَّى أَسْأَلَ جِبْرِيلَ ، فَسَأَلَ جِبْرِيلَ فَقَالَ : خَيْرُ الْبِقَاعِ الْمَسَاجِدُ ، وَشَرُّهَا الأَسْوَاقُ " (1)
__________
(1) ( حب ) 1599 ، انظر صحيح موارد الظمآن : 258 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 325(4/963)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَحَبُّ البِلَادِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا ، وَأَبْغَضُ البِلَادِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا " (1)
__________
(1) ( م ) 288 - ( 671 )(4/964)
( 1 ) مَكَّةُ الْمُكَرَّمَة
( ت ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَاقِفًا عَلَى الْحَزْوَرَةِ (1) فَقَالَ : وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ ) (2) وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ (3) "
__________
(1) الْحَزْوَرَةُ : عَلَى وَزْنِ قَسْوَرَةٍ هَذَا هُوَ الصَّوَابُ , وَبَعْضُ النَّاسِ يُشَدِّدُ الْوَاوَ وَيَفْتَحُ الزَّايَ , كَانَ سُوقَ مَكَّةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , وَقَدْ أُدْخِلَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ .
(2) ( ت ) 3925 ، ( حم ) 18739
(3) ( ت ) 3926 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 5536 ، المشكاة : 2724(4/965)
( حم ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا دَخَلَ مَكَّةَ قَالَ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ مَنَايَانَا بِهَا حَتَّى تُخْرِجَنَا مِنْهَا " (1)
__________
(1) ( حم ) 4778 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(4/966)
( 2 ) الْمَسْجِدُ الْحَرَام
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ (1) بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } (2)
قَالَ : لَوْ أَنَّ رَجُلًا هَمَّ فِيهِ بِإِلْحَادٍ وَهُوَ بِعَدَنِ أَبْيَنَ (3) لَأَذَاقَهُ اللَّهُ - عز وجل - عَذَابًا أَلِيمًا . (4)
__________
(1) الإلحاد : الظُلْم والعُدْوان ، وأصل الإلْحاد : المَيْل والعُدول عن الشيء .
(2) [الحج/25]
(3) عدن أبين : مدينة في اليمن .
(4) ( حم ) 4071 , ( ش ) 14093 , ( ك ) 3461 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .(4/967)
( خ م ) , عَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلَ ؟ , قَالَ : " الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ " قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ , قَالَ : " الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى " , فَقُلْتُ : كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا ؟ , قَالَ : " أَرْبَعُونَ سَنَةً ) (1) ( ثُمَّ الْأَرْضُ لَكَ مَسْجِدٌ ، فَحَيْثُمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ " ) (2)
__________
(1) ( خ ) 3186 ، ( م ) 2 - ( 520 )
(2) ( م ) 2 - ( 520 ) ، ( خ ) 3243 ، ( س ) 690 ، ( حم ) 21371(4/968)
( حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ خَيْرَ مَا رُكِبَتْ إِلَيْهِ الرَّوَاحِلُ مَسْجِدِي هَذَا وَالْبَيْتُ الْعَتِيقُ " (1)
__________
(1) ( حم ) 14824 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3325 , والصحيحة : 1648(4/969)
( خ م جة ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنْ الْمَسَاجِدِ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ ) (1) ( فَإِنِّي آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ , وَإِنَّ مَسْجِدِي آخِرُ الْمَسَاجِدِ ) (2) ( وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ ) (3) "
__________
(1) ( م ) 1394 , ( خ ) 1133
(2) ( م ) 1394 , ( س ) 694
(3) ( جة ) 1406 , ( حم ) 14735 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3838 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1173(4/970)
( خ م ت س د ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَدْخُلَ الْبَيْتَ فَأُصَلِّيَ فِيهِ ) (1) ( فَقُلْتُ لِلنَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - : أَلَا أَدْخُلُ الْبَيْتَ ؟ ) (2) ( " فَأَخَذَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِي فَأَدْخَلَنِي الْحِجْرَ فَقَالَ : إِذَا أَرَدْتِ دُخُولَ الْبَيْتِ فَصَلِّي هَاهُنَا ، فَإِنَّمَا هُوَ قِطْعَةٌ مِنْ الْبَيْتِ " ) (3) ( فَقُلْتُ : فَمَا لَهُمْ لَمْ يُدْخِلُوهُ فِي الْبَيْتِ ؟ ) (4) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إنَّ قَوْمَكِ لَمَّا بَنَوْا الْكَعْبَةَ ) (5) ( قَصَّرَتْ بِهِمْ النَّفَقَةُ ) (6) ( فَاسْتَقْصَرُوا عَنْ قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ ) (7) ( فَأَخْرَجُوهُ مِنْ الْبَيْتِ " ) (8) ( فَقُلْتُ : فَمَا شَأْنُ بَابِهِ مُرْتَفِعًا لَا يُصْعَدُ إِلَيْهِ إِلَّا بِسُلَّمٍ ؟ ) (9) ( قَالَ : " فَعَلَ ذَلِكَ قَوْمُكِ لِيُدْخِلُوا مَنْ شَاءُوا وَيَمْنَعُوا مَنْ شَاءُوا ) (10) ( فَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا هُوَ أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَهَا يَدَعُونَهُ يَرْتَقِي ، حَتَّى إِذَا كَادَ أَنْ يَدْخُلَ دَفَعُوهُ فَسَقَطَ " ) (11) ( فَقُلْتُ : يَا رَسُول اللَّهِ ، أَلَا تَرُدُّهَا عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ ؟ ) (12) ( فَقَالَ : " لَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بِالْجَاهِلِيَّةِ ، فَأَخَافُ أَنْ تُنْكِرَ قُلُوبُهُمْ أَنْ أُدْخِلَ الْجَدْرَ فِي الْبَيْتِ وَأَنْ أُلْصِقَ بَابَهُ بِالْأَرْضِ ) (13) ( وَلَيْسَ عِنْدِي مِنْ النَّفَقَةِ مَا يَقْوَى عَلَى بِنَائِهِ ) (14) ( لَأَمَرْتُ بِالْبَيْتِ فَهُدِمَ ) (15) ( ثُمَّ لَبَنَيْتُهُ عَلَى أَسَاسِ إِبْرَاهِيمَ - عليه السلام - ) (16) ( وَلَكُنْتُ أَدْخَلْتُ فِيهِ مِنْ الْحِجْرِ خَمْسَ أَذْرُعٍ ) (17) سِتَّةَ أَذْرُعٍ (18) ( وَلَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ مَوْضُوعَيْنِ فِي الْأَرْضِ شَرْقِيًّا وَغَرْبِيًّا ) (19) ( بَابًا يَدْخُلُ النَّاسُ مِنْهُ وَبَابًا يَخْرُجُونَ مِنْهُ ) (20) ( وَلَأَنْفَقْتُ كَنْزَ الْكَعْبَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (21) ) (22) ( فَإِنْ بَدَا لِقَوْمِكِ مِنْ بَعْدِي أَنْ يَبْنُوهُ ، فَهَلُمِّي لِأُرِيَكِ مَا تَرَكُوا مِنْهُ ، فَأَرَاهَا قَرِيبًا مِنْ سَبْعَةِ أَذْرُعٍ " ) (23) ( فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - : لَئِنْ كَانَتْ عَائِشَةُ سَمِعَتْ هَذَا مِنْ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , مَا أُرَى رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَرَكَ اسْتِلَامَ الرُّكْنَيْنِ اللَّذَيْنِ يَلِيَانِ الْحِجْرَ ) (24) ( إِلَّا أَنَّهُمَا لَيْسَا ) (25) ( عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ ) (26) ( قَالَ عُرْوَةُ : فَذَلِكَ الَّذِي حَمَلَ ابْنَ الزُّبَيْرِبعَلَى هَدْمِهِ ) (27) ( قَالَ عَطَاءٌ : فَلَمَّا احْتَرَقَ الْبَيْتُ زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ حِينَ غَزَاهَا أَهْلُ الشَّامِ ، فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ ، تَرَكَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ حَتَّى قَدِمَ النَّاسُ الْمَوْسِمَ - يُرِيدُ أَنْ يُحَزِّبَهُمْ عَلَى أَهْلِ الشَّامِ - فَلَمَّا صَدَرَ النَّاسُ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَشِيرُوا عَلَيَّ فِي الْكَعْبَةِ ، أَنْقُضُهَا (28) ثُمَّ أَبْنِي بِنَاءَهَا ؟ ، أَوْ أُصْلِحُ مَا وَهَى مِنْهَا ؟ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: إِنِّي قَدْ فُرِقَ لِي رَأْيٌ فِيهَا ، أَرَى أَنْ تُصْلِحَ مَا وَهَى مِنْهَا ، وَتَدَعَ بَيْتًا أَسْلَمَ النَّاسُ عَلَيْهِ ، وَأَحْجَارًا أَسْلَمَ النَّاسُ عَلَيْهَا ، وَبُعِثَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ : لَوْ كَانَ أَحَدُكُمْ احْتَرَقَ بَيْتُهُ مَا رَضِيَ حَتَّى يُجِدَّهُ ، فَكَيْفَ بَيْتُ رَبِّكُمْ ؟ ، إِنِّي مُسْتَخِيرٌ رَبِّي ثَلَاثًا ، ثُمَّ عَازِمٌ عَلَى أَمْرِي ، إِنِّي سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ : إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " لَوْلَا أَنَّ النَّاسَ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بِكُفْرٍ وَلَيْسَ عِنْدِي مِنْ النَّفَقَةِ مَا يَقْوَى عَلَى بِنَائِهِ ، لَكُنْتُ أَدْخَلْتُ فِيهِ مِنْ الْحِجْرِ خَمْسَ أَذْرُعٍ ، وَلَجَعَلْتُ لَهَا بَابًا يَدْخُلُ النَّاسُ مِنْهُ وَبَابًا يَخْرُجُونَ مِنْهُ " , قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ : فَأَنَا الْيَوْمَ أَجِدُ مَا أُنْفِقُ ، وَلَسْتُ أَخَافُ النَّاسَ ، فَلَمَّا مَضَى الثَّلَاثُ أَجْمَعَ رَأْيَهُ عَلَى أَنْ يَنْقُضَهَا ، فَتَحَاشَاهُ النَّاسُ أَنْ يَنْزِلَ بِأَوَّلِ مَنْ يَصْعَدُ فِيهِ أَمْرٌ مِنْ السَّمَاءِ (29) حَتَّى صَعِدَهُ رَجُلٌ فَأَلْقَى مِنْهُ حِجَارَةً ، فَلَمَّا لَمْ يَرَهُ النَّاسُ أَصَابَهُ شَيْءٌ ، تَتَابَعُوا فَنَقَضُوهُ حَتَّى بَلَغُوا بِهِ الْأَرْضَ ، فَزَادَ فِيهِ ابْنُ الزُّبَيْرِ خَمْسَةَ أَذْرُعٍ مِنْ الْحِجْرِ حَتَّى أَبْدَى أُسًّا (30) نَظَرَ النَّاسُ إِلَيْهِ ) (31) ( قال يَزِيدُ بن رومان : وَشَهِدْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ حِينَ هَدَمَهُ وَبَنَاهُ وَأَدْخَلَ فِيهِ مِنْ الْحِجْرِ ، وَقَدْ رَأَيْتُ أَسَاسَ إِبْرَاهِيمَ - عليه السلام - ، حِجَارَةً كَأَسْنِمَةِ الْإِبِلِ مُتَلَاحِكَةً (32) ) (33) ( فَبَنَى ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَيْهِ الْبِنَاءَ ، وَجَعَلَ أَعْمِدَةً فَسَتَّرَ عَلَيْهَا السُّتُورَ (34) حَتَّى ارْتَفَعَ بِنَاؤُهُ ، وَكَانَ طُولُ الْكَعْبَةِ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ ذِرَاعًا ، فَلَمَّا زَادَ فِيهِ اسْتَقْصَرَهُ ، فَزَادَ فِي طُولِهِ عَشْرَ أَذْرُعٍ ، وَجَعَلَ لَهُ بَابَيْنِ أَحَدُهُمَا يُدْخَلُ مِنْهُ وَالْآخَرُ يُخْرَجُ مِنْهُ ، فَلَمَّا قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ كَتَبَ الْحَجَّاجُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يُخْبِرُهُ بِذَلِكَ ، وَيُخْبِرُهُ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ قَدْ وَضَعَ الْبِنَاءَ عَلَى أُسٍّ نَظَرَ إِلَيْهِ الْعُدُولُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ : إِنَّا لَسْنَا مِنْ تَلْطِيخِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فِي شَيْءٍ ، أَمَّا مَا زَادَ فِي طُولِهِ فَأَقِرَّهُ ، وَأَمَّا مَا زَادَ فِيهِ مِنْ الْحِجْرِ فَرُدَّهُ إِلَى بِنَائِهِ ، وَسُدَّ الْبَابَ الَّذِي فَتَحَهُ ، فَنَقَضَهُ وَأَعَادَهُ إِلَى بِنَائِهِ ) (35) ( فَلَمَّا وَفَدَ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فِي خِلَافَتِهِ ، قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ : ) (36) ( قَاتَلَ اللَّهُ ابْنَ الزُّبَيْرِ حَيْثُ يَكْذِبُ عَلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ) (37) ( مَا كَانَ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْهَا ) (38) ( فَقَالَ الْحَارِثُ : لَا تَقُلْ هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ) (39) ( فَأَنَا سَمِعْتُهُ مِنْهَا ، قَالَ : سَمِعْتَهَا تَقُولُ مَاذَا ؟ , قَالَ : قَالَتْ : قَالَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ قَوْمَكِ اسْتَقْصَرُوا مِنْ بُنْيَانِ الْبَيْتِ ، وَلَوْلَا حَدَاثَةُ عَهْدِهِمْ بِالشِّرْكِ أَعَدْتُ مَا تَرَكُوا مِنْهُ ) (40) ( فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ لِلْحَارِثِ : أَنْتَ سَمِعْتَهَا تَقُولُ هَذَا ؟ , قَالَ : نَعَمْ ، فَنَكَتَ سَاعَةً بِعَصَاهُ ثُمَّ قَالَ : ) (41) ( لَوْ كُنْتُ سَمِعْتُهُ قَبْلَ أَنْ أَهْدِمَهُ لَتَرَكْتُهُ عَلَى مَا بَنَى ابْنُ الزُّبَيْرِ ) (42) ( وَدِدْتُ أَنِّي تَرَكْتُهُ وَمَا تَحَمَّلَ ) (43) .
__________
(1) ( ت ) 876 ، ( س ) 2912
(2) ( س ) 2911
(3) ( ن ) 3895 ، ( س ) 2912 ، ( ت ) 876 ، ( د ) 2028
(4) ( خ ) 1507 ، ( م ) 405 - ( 1333 )
(5) ( خ ) 1506
(6) ( خ ) 1507 ، ( م ) 405 - ( 1333 )
(7) ( ش ) 9151 ، ( م ) 403 - ( 1333 )
(8) ( ت ) 876 ، ( د ) 2028
(9) ( م ) 406 - ( 1333 ) ، ( خ ) 1507 ، ( خ ) 1506
(10) ( خ ) 1507 ، ( م ) 403 - ( 1333 )
(11) ( م ) 403 - ( 1333 )
(12) ( خ ) 1506 ، ( م ) 399 - ( 1333 )
(13) ( خ ) 1507
(14) ( م ) 402 - ( 1333 )
(15) ( خ ) 1509
(16) ( خ ) 1508 , ( ت ) الحج ( 875 , 876) , ( حم ) 24753
(17) ( م ) 402 - ( 1333 )
(18) ( خ ) 1509 ، ( م ) 401 - ( 1333 )
(19) ( م ) 403 - ( 1333 ) ، ( خ ) 1509
(20) ( م ) 402 - ( 1333 ) ، ( خ ) 126
(21) يُسْتَفَاد مِنْهُ تَرْك الْمَصْلَحَة لِأَمْنِ الْوُقُوع فِي الْمَفْسَدَة ، وَمِنْهُ تَرْك إِنْكَار الْمُنْكَر خَشْيَة الْوُقُوع فِي أَنْكَر مِنْهُ ، وَأَنَّ الْإِمَام يَسُوس رَعِيَّته بِمَا فِيهِ إِصْلَاحهمْ وَلَوْ كَانَ مَفْضُولًا مَا لَمْ يَكُنْ مُحَرَّمًا . فتح الباري لابن حجر - ( ح126)
(22) ( م ) 400 - ( 1333 )
(23) ( م ) 403 - ( 1333 )
(24) ( خ ) 1506
(25) ( د ) 1875 ، ( خ ) 1506
(26) ( خ ) 1506 ، ( م ) 399 - ( 1333 ) ، ( د ) 1875
(27) ( خ ) 1509 ، ( س ) 2903
(28) أي : أَهْدمها .
(29) أَيْ : ابتعدوا عنه خوفا من أن يعذبهم الله على هدمهم لهذا البيت كما فعل بأصحاب الفيل .
(30) أَيْ : أساسا .
(31) ( م ) 402 - ( 1333 )
(32) أَيْ مُتَلَاصِقَة شَدِيدَة الِاتِّصَال . شرح سنن النسائي - (ج 4 / ص 267)
(33) ( س ) 2903 ، ( خ ) 1509
(34) الْمَقْصُود بِهَذِهِ الْأَعْمِدَة وَالسُّتُور أَنْ يَسْتَقْبِلهَا الْمُصَلَّوْنَ فِي تِلْكَ الْأَيَّام ، وَيَعْرِفُوا مَوْضِع الْكَعْبَة ، وَلَمْ تَزَلْ تِلْكَ السُّتُور حَتَّى اِرْتَفَعَ الْبِنَاء وَصَارَ مُشَاهَدًا لِلنَّاسِ فَأَزَالَهَا ، لِحُصُولِ الْمَقْصُود بِالْبِنَاءِ الْمُرْتَفِع مِنْ الْكَعْبَة .
شرح النووي على مسلم - (ج 4 / ص 491)
(35) ( م ) 402 - ( 1333 )
(36) ( م ) 403 - ( 1333 )
(37) ( م ) 404 - ( 1333 )
(38) ( م ) 403 - ( 1333 )
(39) ( م ) 404 - ( 1333 ) ، ( حم ) 26194
(40) ( م ) 403 - ( 1333 )
(41) ( م ) 403 - ( 1333 )
(42) ( م ) 404 - ( 1333 ) ، ( حم ) 26194
(43) ( م ) 403 - ( 1333 )(4/971)
( ط ) , وَعَنْ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ قَالَ :
سَمِعْتُ بَعْضَ عُلَمَائِنَا يَقُولُ : مَا حُجِرَ الْحِجْرُ فَطَافَ النَّاسُ مِنْ وَرَائِهِ إِلَّا إِرَادَةَ أَنْ يَسْتَوْعِبَ النَّاسُ الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ كُلِّهِ . (1)
__________
(1) ( ط ) 809(4/972)
( حب ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" اسْتَمْتِعُوا مِنْ هَذَا الْبَيْتِ (1) فَإِنَّهُ قَدْ هُدِمَ مَرَّتَيْنِ ، وَيُرْفَعُ فِي الثَّالِثَةِ " (2)
__________
(1) الاستمتاع به هنا يشمل : النظر إليه ، والطواف حوله ، والصلاة فيه .
(2) ( حب ) 6753 ، ( ك ) 1610 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 955 , الصَّحِيحَة : 1451(4/973)
( 3 ) الْحَجَرُ الْأَسْوَد
( ت جة حم ) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " وَاللَّهِ ) (1) ( لَيَأْتِيَنَّ هَذَا الْحَجَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا , وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ ) (2) ( يَشْهَدُ لِمَنْ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ " ) (3)
__________
(1) ( ت ) 961
(2) ( جة ) 2944
(3) ( حم ) 2215 ، ( ت ) 961 ، ( جة ) 2944 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 2184 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1144(4/974)
( خط ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَيْسَ فِي الْأَرْضِ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَّا ثَلَاثةُ أَشْيَاءَ : غَرْسُ الْعَجْوَةِ ، وَأَوَاقٌ وَأَوْرَاقٌ تَنْزِلُ فِي الْفُرَاتِ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ بَرَكَةِ الْجَنَّةِ ، وَالْحَجَرُ " (1)
__________
(1) حسن صحيح ، أخرجه الخطيب في "التاريخ " (1/55) ، وضعفه الألباني في الضعيفة : (4/104رقم1600) ، وضعيف الجامع (ص/710رقم4927 ، وتراجع عنه في الصحيحة : (ج7/302-305 رقم3111 ) .(4/975)
( ت هق ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" نَزَلَ الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ مِنْ الْجَنَّةِ وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنْ اللَّبَنِ , فَسَوَّدَتْهُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ " (1)
وفي رواية (2) : لَوْلَا مَا مَسَّهُ مِنْ أَنْجَاسِ الْجَاهِلِيَّةِ مَا مَسَّهُ ذُو عَاهَةٍ إِلَّا شُفِيَ ، وَمَا عَلَى الْأَرْضِ شَيْءٌ مِنَ الْجَنَّةِ غَيْرُهُ "
__________
(1) ( ت ) 877 , ( حم ) 3537 ، ( خز ) 2733 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 6756 ، الصَّحِيحَة : 2618
(2) ( هق ) 9012 ، ( طس ) 5673 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 5334 ، الصَّحِيحَة : 2619(4/976)
( ت هق ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ الرُّكْنَ وَالْمَقَامَ يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ , طَمَسَ اللَّهُ نُورَهُمَا , وَلَوْ لَمْ يَطْمِسْ نُورَهُمَا لَأَضَاءَتَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ " (1)
وفي رواية (2) : وَلَوْلَا مَا مَسَّهُمَا مِنْ خَطَايَا بَنِي آدَمَ لأَضَاءَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ، وَمَا مَسَّهُمَا مِنْ ذِي عَاهَةٍ وَلَا سَقِيمٌ إِلَّا شُفِيَ " (3)
__________
(1) ( ت ) 878 ، ( عب ) 8921 ، ( حم ) 7008 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 1633 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1147
(2) ( هق ) 9012 ، ( طس ) 5673 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 5334 ، الصَّحِيحَة : 2619
(3) ( هق ) 9011 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :1147 ، الصَّحِيحَة تحت حديث : 2618(4/977)
( 4 ) مَاءُ زَمْزَم
( هق ) , وَعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ :
" كُنَّا عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - ، فَتَحَدَّثْنَا فَحَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ ، فَقَامَ فَصَلَّى بِنَا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ قَدْ تَلَبَّبَ بِهِ وَرِدَاؤُهُ مَوْضُوعٌ ، ثُمَّ أُتِيَ بِمَاءٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ , فَشَرِبَ ، ثُمَّ شَرِبَ ، فَقَالُوا : مَا هَذَا ؟ ، قَالَ : هَذَا مَاءُ زَمْزَمَ ، وَقَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ قَبْلَ أَنْ تُفْتَحَ مَكَّةُ إِلَى سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو : أَنِ اهْدِ لَنَا مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ وَلَا يَتِرُكَ (1) قَالَ : فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِمَزَادَتَيْنِ " (2)
_________
(1) وتَرَهُ حقَّه ، أي نقصه , وقوله تعالى: { ولنْ يَتِرَكُمْ أعمالَكُمْ } ، أي لن يتنقَّصكم في أعمالكم .الصِّحاح في اللغة (ج 2 / ص 265)
(2) ( هق ) 9767 , ( جة ) 3062 , ( حم ) 14892 , حسنه الألباني في الصَّحِيحَة تحت حديث : 883 , والإرواء : 1123(4/978)
( قط ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شَرِبَ لَهُ ، إِنْ شَرِبْتَهُ تَسْتَشْفِي بِهِ شَفَاكَ اللَّهُ ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ لِشِبَعِكَ أَشْبَعَكَ اللَّهُ بِهِ ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ لِيَقْطَعَ ظَمَأَكَ قَطَعَهُ اللَّهُ ، وَهِيَ هَزَمَةُ جِبْرِيلَ (1) وَسُقْيَا اللَّهِ إِسْمَاعِيلَ " (2)
------------
(1) أَيْ : ضَرَبَها برِجْله فَنَبَعَ الماءُ . النهاية في غريب الأثر - (ج 5 / ص 605)
(2) ( قط ) ج2ص289ح238 , ( ك ) 1739 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :1164(4/979)
( عب ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
كُنَّا نُسَمِّي زَمْزَمَ شَبَّاعَةً , وَكُنَّا نَجِدُهَا نِعْمَ الْعَوْنُ عَلَى الْعِيَالِ . (1)
__________
(1) ( عب ) 9120 ، ( ش ) 14134 ، انظر الصَّحِيحَة : 2685(4/980)
( طس ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" خَيْرُ مَاءٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مَاءُ زَمْزَمَ , فِيهِ طَعَامٌ مِنَ الطُّعْمِ , وَشِفَاءٌ مِنَ السُّقْمِ ، وَشَرُّ مَاءٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مَاءٌ بِوَادِي بَرَهوتٍ بِقُبَّةِ حَضْرَمَوْتَ , كَرِجْلِ الْجَرَادِ مِنَ الْهوامِّ , تُصْبِحُ تَدَفَّقُ , وَتُمْسِي لَا بَلالَ بِهَا (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : لَا ماء بها .
(2) ( طس ) 8129 , ( طب ) ج11/ص 98ح11167 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3322 , والصحيحة : 1056(4/981)
( 5 ) فَضْلُ الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَة
( خ م حم ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أُمِرْتُ بِقَرْيَةٍ (1) تَأْكُلُ الْقُرَى (2) يَقُولُونَ يَثْرِبَ (3) وَهِيَ الْمَدِينَةُ ، تَنْفِي النَّاسَ , تَنْفِي الْخَبَثَ (4) كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ (5) خَبَثَ (6) الْحَدِيدِ " (7)
__________
(1) أَيْ : أَمَرَنِي رَبِّي بِالْهِجْرَةِ إِلَيْهَا أَوْ سُكْنَاهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 6 / ص 100)
(2) أَيْ : تَغْلِبهُمْ , وَكَنَّى بِالْأَكْلِ عَنْ الْغَلَبَة لِأَنَّ الْآكِل غَالِب عَلَى الْمَأْكُول .
وَوَقَعَ فِي " مُوَطَّأ اِبْن وَهْب " : قُلْت لِمَالِك : مَا تَأْكُل الْقُرَى ؟ , قَالَ : تَفْتَح الْقُرَى , وَبَسَطَهُ اِبْن بَطَّال فَقَالَ : مَعْنَاهُ يَفْتَح أَهْلهَا الْقُرَى فَيَأْكُلُونَ أَمْوَالهمْ وَيَسْبُونَ ذَرَارِيّهمْ . فتح الباري(ج 6 / ص 100)
(3) أَيْ : أَنَّ بَعْض الْمُنَافِقِينَ يُسَمِّيهَا يَثْرِب ، وَاسْمهَا الَّذِي يَلِيق بِهَا الْمَدِينَة , وَفَهِمَ بَعْض الْعُلَمَاء مِنْ هَذَا كَرَاهَة تَسْمِيَة الْمَدِينَة يَثْرِب , وَقَالُوا : مَا وَقَعَ فِي الْقُرْآن إِنَّمَا هُوَ حِكَايَة عَنْ قَوْل غَيْر الْمُؤْمِنِينَ .فتح الباري(ج 6 / ص 100)
(4) ( حم ) 8972 ، انظر الصَّحِيحَة : 3583 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(5) الكير : قِرْبَةٌ من جلد أو نحوه يستخدمها الحداد وغيره للنفخ في النار لإذكائها .
(6) الخبث : الأوساخ والشوائب .
(7) ( خ ) 1772 ، ( م ) 488 - ( 1382 ) ، ( حم ) 7231(4/982)
( خ م حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :( جَاءَ رَجُلٌ مِنْ الْأَعْرَابِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَسْلَمَ وَبَايَعَهُ عَلَى الْهِجْرَةِ ) (1) ( فَجَاءَ مِنْ الْغَدِ مَحْمُومًا ) (2) ( إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ : رَسُولَ اللَّهِ أَقِلْنِي بَيْعَتِي , " فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " , ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ : أَقِلْنِي بَيْعَتِي , " فَأَبَى " , ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ : أَقِلْنِي بَيْعَتِي , " فَأَبَى ) (3) ( فَسَأَلَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " , فَقَالُوا : خَرَجَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ الْمَدِينَةَ كَالْكِيرِ , تَنْفِي خَبَثَهَا , وَتَنْصَعُ طَيِّبَهَا " ) (4)
__________
(1) ( حم ) 14339 ، ( خ ) 1784
(2) ( خ ) 1784 ، ( م ) 489 - ( 1383 )
(3) ( خ ) 6785 ، ( م ) 489 - ( 1383 )
(4) ( حم ) 14323 ، ( خ ) 1784 ، ( م ) 489 - ( 1383 )(4/983)
( م حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَمَّى الْمَدِينَةَ طَابَةَ , سَمَّاهَا طَيْبَةَ (1) " (2)
__________
(1) ( حم ) 20937 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 2603 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث تميم الداري أنه قال : هذه طَيْبة . انظر ( م ) 119 - ( 2942 )
(2) ( م ) 491 - ( 1385 ) ، ( حم ) 20916(4/984)
( خ م ) , وَعَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يُفْتَحُ الْيَمَنُ , فَيَأْتِي قَوْمٌ يُبِسُّونَ (1) فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ , وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ، ثُمَّ يُفْتَحُ الشَّامُ , فَيَأْتِي قَوْمٌ يُبِسُّونَ , فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ , ثُمَّ يُفْتَحُ الْعِرَاقُ , فَيَأْتِي قَوْمٌ يُبِسُّونَ , فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ , وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ " (2)
__________
(1) َالْبَسّ سَوْق الْإِبِل , تَقُول : بَسّ بَسّ عِنْد السَّوْق وَإِرَادَة السُّرْعَة , وَقَالَ الدَّاوُدِيّ : مَعْنَاهُ يَزْجُرُونَ دَوَابّهمْ فَيَبُسُّونَ مَا يَطَؤُونَهُ مِنْ الْأَرْض مِنْ شِدَّة السَّيْر فَيَصِير غُبَارًا , قَالَ تَعَالَى ( وَبُسَّتْ الْجِبَال بَسًّا ) أَيْ سَالَتْ سَيْلًا . فتح الباري
(2) ( م ) 497 - ( 1388 ) ، ( خ ) 1875 ، ( حم ) 21967(4/985)
( م حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " تُفْتَحُ الْبِلَادُ وَالْأَمْصَارُ ، فَيَقُولُ الرِّجَالُ لِإِخْوَانِهِمْ : ) (1) ( الْخَيْرَ الْخَيْرَ ) (2) ( هَلُمُّوا إِلَى الرَّخَاءِ ، هَلُمُّوا إِلَى الرَّخَاءِ ) (3) ( يَسْتَنْفِرُونَ عَشَائِرَهُمْ ) (4) ( وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ) (5) ( لَا يَخْرُجُ مِنْهَا أَحَدٌ رَاغِبًا عَنْهَا ) (6) ( إِلَّا أَخْلَفَ اللَّهُ فِيهَا خَيْرًا مِنْهُ ) (7) ( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَا يَصْبِرُ عَلَى لَأْوَائِهَا (8) وَشِدَّتِهَا أَحَدٌ ) (9) ( مِنْ أُمَّتِي إِلَّا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا أَوْ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (10) ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا ) (11) ( كَالْكِيرِ ، تُخْرِجُ الْخَبِيثَ ، ولَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَنْفِيَ الْمَدِينَةُ شِرَارَهَا كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ " ) (12)
__________
(1) ( حم ) 8439
(2) ( حم ) 9668
(3) ( م ) 487 - ( 1381 )
(4) ( حم ) 9668
(5) ( م ) 487 - ( 1381 ) ، ( حم ) 9226
(6) ( حم ) 9668
(7) ( م ) 487 - ( 1381 ) ، ( حم ) 9668
(8) اللأواء : شدة الجوع ، وتعذر الكسب .
(9) ( حم ) 9668
(10) ( م ) 484 - ( 1378 ) ، ( ت ) 3924 ، ( حم ) 7853
(11) ( حم ) 9668
(12) ( م ) 487 - ( 1381 )(4/986)
( م ت ) , وَعَنْ يُحَنَّسَ مَوْلَى الزُّبَيْرِ قَالَ :
( كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - فِي الْفِتْنَةِ , فَأَتَتْهُ مَوْلَاةٌ لَهُ تُسَلِّمُ عَلَيْهِ ، فَقَالَتْ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , اشْتَدَّ عَلَيْنَا الزَّمَانُ ) (1) ( وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ إِلَى الْعِرَاقِ , فَقَالَ لَهَا عَبْدُ اللَّهِ : فَهَلَّا إِلَى الشَّامِ أَرْضِ الْمَنْشَرِ ؟ , اصْبِرِي لَكَاعِ (2) فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَنْ صَبَرَ عَلَى شِدَّتِهَا وَلَأْوَائِهَا كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا أَوْ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " ) (3)
__________
(1) ( م ) 482 - ( 1377 )
(2) يُقَالُ : اِمْرَأَةٌ لَكَاعِ وَرَجُلٌ لُكَعٌ بِضَمِّ اللَّامِ وَفَتْحِ الْكَافِ ، وَيُطْلَقُ ذَلِكَ عَلَى اللَّئِيمِ , وَعَلَى الْعَبْدِ , وَعَلَى الْغَبِيِّ الَّذِي لَا يَهْتَدِي لِكَلَامِ غَيْرِهِ . تحفة الأحوذي(ج 9 / ص 363)
(3) ( ت ) 3918 ، ( م ) 483 - ( 1377 ) ، ( حم ) 5935(4/987)
( ت ) , عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَمُتْ بِهَا , فَإِنِّي أَشْفَعُ لِمَنْ مَاتَ بِهَا " (1)
__________
(1) ( ت ) 3917 ، ( حم ) 5437 ، ( جة ) 3112 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 6015 , الصَّحِيحَة : 2928(4/988)
( خ م حم ) , وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أَرَادَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ بِسُوءٍ أَذَابَهُ اللَّهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ " (1)
وفي رواية (2) : " أَذَابَهُ اللَّهُ فِي النَّارِ ذَوْبَ الرَّصَاصِ أَوْ ذَوْبَ الْمِلْحِ فِي الْمَاءِ "
__________
(1) ( م ) 494 - ( 1387 ) ، ( خ ) 1778 ، ( جة ) 3114 ، ( حم ) 7741
(2) ( م ) 460 - ( 1363 )(4/989)
( حم ) , وَعَنْ مِحْجَنِ بْنِ الْأَدْرَعِ - رضي الله عنه - قَالَ :
" أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِي فَصَعِدَ عَلَى أُحُدٍ فَأَشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ : وَيْلُ أُمِّهَا قَرْيَةً يَدَعُهَا أَهْلُهَا كَأَخْيَرِ مَا تَكُونُ , يَأْتِيهَا الدَّجَّالُ فَيَجِدُ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِهَا مَلَكًا مُصْلِتًا جَنَاحَيْهِ فلَا يَدْخُلُهَا " (1)
__________
(1) ( حم ) 18997 ، ( خد ) 341، ( ك ) 8315 ، وحسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد : 260(4/990)
( خ م حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَيدَعَنَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ الْمَدِينَةَ ) (1) ( عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ , مُذَلَّلَةً ) (2) ( مُرْطِبَةً ، مُونِعَةً ) (3) ( لَا يَغْشَاهَا إِلَّا الْعَوَافِي - يَعَنْي السِّبَاعَ وَالطَّيْرَ - وَآخِرُ مَنْ يُحْشَرُ : رَاعِيَانِ مِنْ مُزَيْنَةَ (4) يُرِيدَانِ الْمَدِينَةَ ، يَنْعِقَانِ (5) بِغَنَمِهِمَا ، فَيَجِدَانِهَا [ وُحُوشًا (6) ] (7) حَتَّى إِذَا بَلَغَا ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ (8) خَرَّا عَلَى وُجُوهِهِمَا ) (9) "
__________
(1) ( حم ) 9055 , ( م ) 1389
(2) ( م ) 1389
(3) ( حم ) 9055 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : صحيح .
(4) ( مُزَيْنَة ) : قبيلة من قبائل العرب بالحجاز .
(5) النَّعِيق : زَجْر الْغَنَم ، يُقَال : نَعَقَ , إِذَا صَاحَ بِالْغَنَمِ .
(6) أَيْ : يَجِدَانِهَا كَثُرَتْ بها الْوَحْش لَمَّا خَلَتْ مِنْ سُكَّانهَا . ( فتح ) - (ج 6 / ص 104)
قلت : بدليل قوله - صلى الله عليه وسلم - : " لَا يَغْشَاهَا إِلَّا الْعَوَافِي - يَعَنْي : السِّبَاعَ وَالطَّيْرَ - " .ع
(7) ( حم ) 7193 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(8) ( ثَنِيّةَ الْوَدَاعِ ) : مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ , سُمِّيَتْ بِهَا لِأَنَّ مَنْ سَافَرَ كَانَ يُوَدَّعُ ثَمَّةَ وَيُشَيَّعُ إِلَيْهَا , وَالثَّنِيَّةُ مَا اِرْتَفَعَ مِنْ الْأَرْضِ , وَقِيلَ : الطَّرِيقُ فِي الْجَبَلِ . تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 407)
(9) ( خ ) 1775 , ( م ) 1389(4/991)
( م ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى الْمَهْرِيِّ قَالَ :
( أَصَابَنَا بِالْمَدِينَةِ جَهْدٌ وَشِدَّةٌ , فَأَتَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ - رضي الله عنه - فَقُلْتُ لَهُ : إِنِّي كَثِيرُ الْعِيَالِ وَقَدْ أَصَابَتْنَا شِدَّةٌ , فَأَرَدْتُ أَنْ أَنْقُلَ عِيَالِي إِلَى بَعْضِ الرِّيفِ (1) فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ : لَا تَفْعَلْ , الْزَمْ الْمَدِينَةَ , فَإِنَّا خَرَجْنَا مَعَ نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى قَدِمْنَا عُسْفَانَ , " فَأَقَامَ بِهَا لَيَالِيَ " , فَقَالَ النَّاسُ : وَاللَّهِ مَا نَحْنُ هَاهُنَا فِي شَيْءٍ , وَإِنَّ عِيَالَنَا لَخُلُوفٌ (2) مَا نَأْمَنُ عَلَيْهِمْ , فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ : " مَا هَذَا الَّذِي بَلَغَنِي مِنْ حَدِيثِكُمْ ؟ , وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , إِنْ شِئْتُمْ لَآمُرَنَّ بِنَاقَتِي تُرْحَلُ , ثُمَّ لَا أَحُلُّ لَهَا عُقْدَةً حَتَّى أَقْدَمَ الْمَدِينَةَ (3) وَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ فَجَعَلَهَا حَرَمًا , وَإِنِّي حَرَّمْتُ الْمَدِينَةَ , حَرَامًا مَا بَيْنَ مَأْزِمَيْهَا (4) أَنْ لَا يُهْرَاقَ فِيهَا دَمٌ , وَلَا يُحْمَلَ فِيهَا سِلَاحٌ لِقِتَالٍ , وَلَا تُخْبَطَ فِيهَا شَجَرَةٌ إِلَّا لِعَلْفٍ (5) اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا , اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا , اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا , اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا , اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا , اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا , اللَّهُمَّ اجْعَلْ مَعَ الْبَرَكَةِ بَرَكَتَيْنِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , مَا مِنْ الْمَدِينَةِ شِعْبٌ وَلَا نَقْبٌ إِلَّا عَلَيْهِ مَلَكَانِ يَحْرُسَانِهَا حَتَّى تَقْدَمُوا إِلَيْهَا , ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ : ارْتَحِلُوا " , فَارْتَحَلْنَا فَأَقْبَلْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ , فَوَالَّذِي نَحْلِفُ بِهِ مَا وَضَعْنَا رِحَالَنَا حِينَ دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ , حَتَّى أَغَارَ عَلَيْنَا بَنُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ , وَمَا يَهِيجُهُمْ قَبْلَ ذَلِكَ شَيْءٌ ) (6) ( قَالَ : فَكَانَ أَبُو سَعِيدٍ يَجِدُ أَحَدَنَا فِي يَدِهِ الطَّيْرُ , فَيَفُكُّهُ مِنْ يَدِهِ ثُمَّ يُرْسِلُهُ ) (7) .
__________
(1) الرِّيف : هُوَ الْأَرْض الَّتِي فِيهَا زَرْع وَخِصْب . شرح النووي على مسلم - (ج 5 / ص 39)
(2) أَيْ : لَيْسَ عِنْدهمْ رِجَال وَلَا مَنْ يَحْمِيهِمْ .شرح النووي على مسلم - (ج 5 / ص 39)
(3) مَعْنَاهُ : أُوَاصِل السَّيْر وَلَا أَحُلّ عَنْ رَاحِلَتِي عُقْدَة مِنْ عُقَد حِمْلهَا وَرَحْلهَا حَتَّى أَصِلَ الْمَدِينَة لِمُبَالَغَتِي فِي الْإِسْرَاع إِلَى الْمَدِينَة .شرح النووي على مسلم - (ج 5 / ص 39)
(4) ( الْمَأْزِم ) هُوَ الْجَبَل ، وَقِيلَ : الْمَضِيق بَيْن الْجَبَلَيْنِ وَنَحْوه ، وَالْأَوَّل هُوَ الصَّوَاب هُنَا ، وَمَعْنَاهُ : مَا بَيْن جَبَلَيْهَا .شرح النووي على مسلم - (ج 5 / ص 39)
(5) ( الْعَلَف ) اسْم لِلْحَشِيشِ وَالتِّبْن وَالشَّعِير وَنَحْوهَا , وَفِيهِ : جَوَاز أَخْذ أَوْرَاق الشَّجَر لِلْعَلْفِ ، وَهُوَ الْمُرَاد هُنَا بِخِلَافِ خَبْط الْأَغْصَان وَقَطْعهَا ؛ فَإِنَّهُ حَرَام .شرح النووي على مسلم - (ج 5 / ص 39)
(6) ( م ) 475 - ( 1374 ) ، ( حم ) 1593
(7) ( م ) 478 - ( 1374 )(4/992)
( خ م حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى أُحُدٍ ) (1) ( فَقَالَ : إِنَّ أُحُدًا هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ ) (2) ( ثُمَّ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ : ) (3) ( اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا (4) مَا بَيْنَ جَبَلَيْها (5) بِمِثْلِ مَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ ) (6) ( أَنْ يُقْطَعَ عِضَاهُهَا أَوْ يُقْتَلَ صَيْدُهَا ) (7) ( اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مِكْيَالِهِمْ ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي صَاعِهِمْ ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي مُدِّهِمْ ) (8) ( - يَعْنِي أَهْلَ الْمَدِينَةِ - ) (9) ( اللَّهُمَّ اجْعَلْ بِالْمَدِينَةِ ضِعْفَيْ مَا جَعَلْتَ بِمَكَّةَ مِنْ الْبَرَكَةِ " ) (10)
__________
(1) ( خ ) 2736
(2) ( حم ) 9013 ، ( خ ) 2736 ، ( م ) 462 - ( 1365 )
(3) ( خ ) 2732
(4) قَالَ أَبُو مَرْوَانَ : لَابَتَيْهَا : حَرَّتَيْ الْمَدِينَةِ .
(5) ( م ) 462 - ( 1365 ) ، ( حم ) 12637
(6) ( خ ) 2736 ، ( م ) 462 - ( 1365 ) ، ( حم ) 13572
(7) ( م ) 460 - ( 1363 ) ، ( حم ) 1573
(8) ( م ) 465 - ( 1368 ) ، ( خ ) 6336 ، ( حم ) 13572
(9) ( خ ) 2023
(10) ( خ ) 1786 ، ( م ) 466 - ( 1369 ) ، ( حم ) 12475(4/993)
( خ م حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ اشْتَكَى أَصْحَابُهُ ) (1) ( فَوُعِكَ (2) أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ ) (3) ( وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ فَاسْتَأْذَنْتُ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي عِيَادَتِهِمْ " فَأَذِنَ لِي " ) (4) ( قَالَتْ : فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمْ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَتِ كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ ) (5) ( قَالَتْ : فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى يَقُولُ : كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ ، وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ ) (6) ( قَالَتْ : وَسَأَلْتُ عَامِرًا فَقَالَ : وَجَدْتُ الْمَوْتَ قَبْلَ ذَوْقِهِ ، إِنَّ الْجَبَانَ حَتْفُهُ مِنْ فَوْقِهِ قَالَتْ : وَسَأَلْتُ بِلَالًا ) (7) ( كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ ) (8) ( فَكَانَ بِلَالٌ إِذَا أُقْلِعَ عَنْهُ الْحُمَّى ، يَرْفَعُ عَقِيرَتَهُ (9) يَقُولُ : أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً بِوَادٍ (10) وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ (11) وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمًا مِيَاهَ مِجَنَّةٍ (12) وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ (13) ثُمَ قَالَ : اللَّهُمَّ الْعَنْ شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ ، وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ ، وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ كَمَا أَخْرَجُونَا مِنْ أَرْضِنَا إِلَى أَرْضِ الْوَبَاءِ ) (14) ( قَالَتْ عَائِشَةُ : فَجِئْتُ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : " اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ ) (15) ( اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَفِي مُدِّنَا ، وَصَحِّحْهَا لَنَا ، وَانْقُلْ حُمَّاهَا إِلَى الْجُحْفَةِ " ) (16) ( قَالَتْ : فَكَانَ الْمَوْلُودُ يُولَدُ بِالْجُحْفَةِ ، فَمَا يَبْلُغُ الْحُلُمَ حَتَّى تَصْرَعَهُ الْحُمَّى ) (17) ( وَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَهِيَ أَوْبَأُ أَرْضِ اللَّهِ ، قَالَتْ : وَكَانَ بُطْحَانُ يَجْرِي نَجْلًا ، تَعْنِي مَاءً آجِنًا (18) ) (19) .
__________
(1) ( حم ) 25898 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح .
(2) أَيْ : أَصَابَهُم الْوَعْك وَهِيَ الْحُمَّى .فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 254)
(3) ( خ ) 1790
(4) ( حم ) 25898
(5) ( خ ) 3711
(6) ( خ ) 1790
(7) ( حم ) 25898
(8) ( خ ) 3711
(9) قَالَ الْأَصْمَعِيّ : أَصْله أَنَّ رَجُلًا اِنْعَقَرَتْ رِجْله فَرَفَعَهَا عَلَى الْأُخْرَى وَجَعَلَ يَصِيح ,
فَصَارَ كُلّ مَنْ رَفَعَ صَوْته يُقَال : رَفَعَ عَقِيرَته ، وَإِنْ لَمْ يَرْفَع رِجْله . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 254)
(10) أَيْ : بِوَادِي مَكَّة . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 254)
(11) الجليل : نَبْت ضَعِيف يُحْشَى بِهِ خِصَاص الْبُيُوت وَغَيْرهَا .فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 254)
(12) مَوْضِع عَلَى أَمْيَال مِنْ مَكّه وَكَانَ بِهِ سُوق . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 254)
(13) جَبَلَانِ بِقُرْبِ مَكَّة . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 254)
(14) ( خ ) 1790 ، ( حم ) 24576
(15) ( خ ) 3711
(16) ( خ ) 1790 ، ( م ) 480 - ( 1376 ) ، ( حم ) 25898
(17) ( حم ) 26283 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(18) أي : متغيرًا .
(19) ( خ ) 1790(4/994)
( خ ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ فَنَظَرَ إِلَى جُدُرَاتِ الْمَدِينَةِ أَوْضَعَ رَاحِلَتَهُ (1) وَإِنْ كَانَ عَلَى دَابَّةٍ حَرَّكَهَا مِنْ حُبِّهَا " (2)
__________
(1) يُقَالُ وَضَعَ الْبَعِيرُ أَيْ : أَسْرَعَ فِي مَشْيِهِ , وَأَوْضَعَهُ رَاكِبُهُ أَيْ : حَمَلَهُ عَلَى السَّيْرِ السَّرِيعِ . تحفة الأحوذي(ج8 ص337)
(2) ( خ ) 1787 ، ( ت ) 3441 ، ( حم ) 12640(4/995)
( حم ) , وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ :
قَدِمَ أَمِيرٌ مِنْ أُمَرَاءِ الْفِتْنَةِ الْمَدِينَةَ , وَكَانَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِبقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ , فَقِيلَ لِجَابِرٍ : لَوْ تَنَحَّيْتَ عَنْهُ , فَخَرَجَ يَمْشِي بَيْنَ ابْنَيْهِ , فَنُكِّبَ فَقَالَ : تَعِسَ مَنْ أَخَافَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ ابْنَاهُ أَوْ أَحَدُهُمَا : يَا أَبَتِ وَكَيْفَ أَخَافَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ مَاتَ ؟ , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَقَدْ أَخَافَ مَا بَيْنَ جَنْبَيَّ (1) وفي رواية (2) : مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ ظُلْمًا أَخَافَهُ اللَّهُ , وَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ , لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا "
__________
(1) ( حم ) 14860 , ( ش ) 33094 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5978 ، والصَّحِيحَة : 2304 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(2) عند ( حم ) 16606, وصححها الألباني في صَحِيح الْجَامِع : 5977 , والصَّحِيحَة : 2671 , , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(4/996)
( طس ) , وَعَنْ السَّائِبِ بن خَلادٍ (1) - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" اللَّهُمَّ مَنْ ظَلَمَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ وَأَخَافَهُمْ فَأَخِفْهُ , وَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ , لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا " (2)
__________
(1) هو : السائب بن خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة الأنصارى الخزرجى ، أبو سهلة المدنى , صحابي , الوفاة : 71 هـ روى له : د ت س جة .
(2) ( طس ) 3589 , انظر الصَّحِيحَة : 351 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1214
(3) الْبَقِيع مَقْبَرَة الْمُسْلِمِينَ بالمدينة .(4/997)
( 6 ) فَضْلُ البَقِيعِ (3) وَالْمَوْتِ بِالْمَدِينَة
( حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ لَيْلَةٍ " , فَأَرْسَلْتُ بَرِيرَةَ فِي أَثَرِهِ لِتَنْظُرَ أَيْنَ ذَهَبَ , قَالَتْ : " فَسَلَكَ نَحْوَ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ , فَوَقَفَ فِي أَدْنَى الْبَقِيعِ , ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ , ثُمَّ انْصَرَفَ " فَرَجَعَتْ إِلَيَّ بَرِيرَةُ فَأَخْبَرَتْنِي , فَلَمَّا أَصْبَحْتُ سَأَلْتُهُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَيْنَ خَرَجْتَ اللَّيْلَةَ ؟ , قَالَ : " بُعِثْتُ إِلَى أَهْلِ الْبَقِيعِ لِأُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ " (1)
__________
(1) ( حم ) 24656 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 2828 , الصَّحِيحَة : 1774(4/998)
( م ) , عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كُلَّمَا كَانَ لَيْلَتُهَا مِنْهُ يَخْرُجُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ إِلَى الْبَقِيعِ فَيَقُولُ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ، وَأَتَاكُمْ مَا تُوعَدُونَ ، غَدًا مُؤَجَّلُونَ ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ " (1)
__________
(1) ( م ) 102 - ( 974 ) , ( س ) 2039 , ( حم ) 25510(4/999)
( 7 ) فَضْلُ مَسْجِدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
( م حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَيْتِ بَعْضِ نِسَائِهِ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَيُّ الْمَسْجِدَيْنِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى ؟ , قَالَ : " فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَفًّا مِنْ حَصْبَاءَ فَضَرَبَ بِهِ الْأَرْضَ ثُمَّ قَالَ : هُوَ مَسْجِدُكُمْ هَذَا - لِمَسْجِدِ الْمَدِينَةِ - ) (1) ( وَفِي ذَاكَ خَيْرٌ كَثِيرٌ - يَعْنِي : مَسْجِدَ قُبَاءَ - " ) (2)
__________
(1) ( م ) 514 - ( 1398 ) , ( ت ) 3099 , ( س ) 697 , ( حم ) 11061
(2) ( حم ) 11194 , ( ت ) 323 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/1000)
( حم ) , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ خَيْرَ مَا رُكِبَتْ إِلَيْهِ الرَّوَاحِلُ مَسْجِدِي هَذَا وَالْبَيْتُ الْعَتِيقُ " (1)
__________
(1) ( حم ) 14824 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3325 , والصحيحة : 1648(4/1001)
( خ م جة ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنْ الْمَسَاجِدِ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ ) (1) ( فَإِنِّي آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ , وَإِنَّ مَسْجِدِي آخِرُ الْمَسَاجِدِ ) (2) ( وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ ) (3) "
__________
(1) ( م ) 1394 , ( خ ) 1133
(2) ( م ) 1394 , ( س ) 694
(3) ( جة ) 1406 , ( حم ) 14735 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3838 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1173(4/1002)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ جَاءَ مَسْجِدِي هَذَا لَمْ يَأْتِ إِلَّا لِخَيْرٍ (1) يَتَعَلَّمُهُ أَوْ يُعَلِّمُهُ ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (2) وَمَنْ جَاءَهُ لِغَيْرِ ذَلِكَ ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ رَجُلٍ يَنْظُرُ إِلَى مَتَاعِ غَيْرِهِ (3) " (4)
__________
(1) الْكَلَام فِيمَنْ لَمْ يَأْتِ الصَّلَاة , وَإِلَّا فَالْإِتْيَان لَهَا هُوَ الْأَصْل الْمَطْلُوب فِي الْمَسَاجِد. حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 211)
(2) وَجْه مُشَابَهَة طَلَب الْعِلْم بِالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيل اللَّه أَنَّهُ إِحْيَاء لِلدِّينِ , وَإِذْلَال لِلشَّيْطَانِ , وَإِتْعَاب النَّفْس , وَكَسْر ذُرَى اللَّذَّة , كَيْف وَقَدْ أُبِيحَ لَهُ التَّخَلُّف عَنْ الْجِهَاد , فَقَالَ تَعَالَى : { وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا } الْآيَة . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 211)
(3) أَيْ : بِمَنْزِلَةِ مَنْ دَخَلَ السُّوق لَا يَبِيع وَلَا يَشْتَرِي , بَلْ لِيَنْظُر إِلَى أَمْتِعَة النَّاس , فَهَلْ يَحْصُل لَهُ بِذَلِكَ فَائِدَة ؟ , فَكَذَلِكَ هَذَا , وَفِي الحديث أَنَّ مَسْجِده > سُوق الْعِلْم , فَيَنْبَغِي لِلنَّاسِ شِرَاء الْعِلْم بِالتَّعَلُّمِ وَالتَّعْلِيم . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 211)
(4) ( حم ) 9409 , ( جة ) 227 , ( يع ) 6472 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6184 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 87(4/1003)
( س ) , وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ك قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ قَوَائِمَ مِنْبَرِي هَذَا رَوَاتِبُ فِي الْجَنَّةِ (1) " (2)
__________
(1) رواتب : جَمْع رَاتِبَة , مِنْ رَتَبَ إِذَا اِنْتَصَبَ قَائِمًا , أَيْ أَنَّ الْأَرْض الَّتِي هُوَ فِيهَا مِنْ الْجَنَّة , فَصَارَتْ الْقَوَائِم مَقَرّهَا الْجَنَّة
أَوْ أَنَّهُ سَيُنْقَلُ إِلَى الْجَنَّة وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ . شرح سنن النسائي - (ج 1 / ص 486)
(2) ( س ) 696 , ( حم ) 26519 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4412 , الصَّحِيحَة : 2050(4/1004)
( خ م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ الْمَازِنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ (1) وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي (2) " (3)
__________
(1) أَيْ : كَرَوْضَةٍ مِنْ رِيَاض الْجَنَّة فِي نُزُول الرَّحْمَة وَحُصُول السَّعَادَة بِمَا يَحْصُل مِنْ مُلَازَمَة حِلَق الذِّكْر , لَا سِيَّمَا فِي عَهْده > , فَيَكُون تَشْبِيهًا بِغَيْرِ أَدَاة ، أَوْ الْمَعْنَى أَنَّ الْعِبَادَة فِيهَا تُؤَدِّي إِلَى الْجَنَّة فَيَكُون مَجَازًا ، أَوْ هُوَ عَلَى ظَاهِره وَأَنَّ الْمُرَاد أَنَّهُ رَوْضَة حَقِيقَة بِأَنْ يَنْتَقِل ذَلِكَ الْمَوْضِع بِعَيْنِهِ فِي الْآخِرَة إِلَى الْجَنَّة , هَذَا مُحَصَّل مَا أَوَّله الْعُلَمَاء فِي هَذَا الْحَدِيث ، وَهِيَ عَلَى تَرْتِيبهَا هَذَا فِي الْقُوَّة . فتح الباري لابن حجر - (ج 6 / ص 123)
(2) قَوْله " وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي " أَيْ : يُنْقَل يَوْم الْقِيَامَة فَيُنْصَب عَلَى الْحَوْض ، قَالَ الْأَكْثَر : الْمُرَاد مِنْبَره بِعَيْنِهِ الَّذِي قَالَ هَذِهِ الْمَقَالَة وَهُوَ فَوْقه ، وَيُؤَيِّدهُ حَدِيث أَبِي سَعِيد رَفَعَهُ " إِنَّ قَوَائِم مِنْبَرِي رَوَاتِب فِي الْجَنَّة " . فتح الباري لابن حجر - (ج 6 / ص 123)
(3) ( خ ) 1138 , ( م ) 1391(4/1005)
( حم ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مِنْبَرِي هَذَا عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ " , فَقُلْتُ لَهُ : مَا التُّرْعَةُ يَا أَبَا الْعَبَّاسِ ؟ , قَالَ : هُوَ الْبَابُ . (1)
__________
(1) ( حم ) 22892 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6621 , الصَّحِيحَة : 2363(4/1006)
( 8 ) فَضْلُ مَسْجِدِ قُبَاء
( جة ) , عَنْ طَلْحَةَ بْنِ نَافِعٍ قَالَ :
حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ش ؛ أَنَّ هَذِهِ الْآيَة نَزَلَتْ : { لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ } (1) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَثْنَى عَلَيْكُمْ فِي الطُّهُورِ ، فَمَا طُهُورُكُمْ ؟ , قَالُوا : نَتَوَضَّأُ لِلصَلَاةِ ، وَنَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ ، وَنَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ ، قَالَ : " فَهُوَ ذَاكَ ، فَعَلَيْكُمُوهُ (2) " (3)
__________
(1) [التوبة/108]
(2) قلت : تخصيصه - صلى الله عليه وسلم - الأنصار بسؤاله عن طُهورهم فيه دليل على أن المقصود بالآية هو مسجد قباء ,
لأنه مسجده - صلى الله عليه وسلم - كان فيه المهاجرون والأنصار ، ثم إن رَسُول - صلى الله عليه وسلم - كان يزور مسجد قباء كل يوم سبت ماشيا فيصلي فيه ، والله أعلم .ع
(3) ( جة ) 355 ، ( ك ) 3287 ، صححه الألباني في المشكاة : 369(4/1007)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة فِي أَهْلِ قُبَاءَ : { فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ } قَالَ : كَانُوا يَسْتَنْجُونَ بِالْمَاءِ ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة فِيهِمْ (1) " (2)
__________
(1) قلت : وهذا يدلك على أن المسجد الذي اسس على التقوى ربما يكون مسجد قباء وليس مسجد النبي ، بخلاف الحديث الذي جاء فيه أن مسجد النبي هو المسجد الذي اسس على التقوى .ع
(2) ( ت ) 3100 ، ( د ) 44 ، ( جة ) 357 ، صححه الألباني في الإرواء : 45(4/1008)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ :
أَقْبَلْتُ مِنْ مَسْجِدِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِقُبَاءَ عَلَى بَغْلَةٍ لِي قَدْ صَلَّيْتُ فِيهِ , فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ مَاشِيًا , فَلَمَّا رَأَيْتُهُ نَزَلْتُ عَنْ بَغْلَتِي ثُمَّ قُلْتُ : ارْكَبْ أَيْ عَمِّ , قَالَ : أَيْ ابْنَ أَخِي , لَوْ أَرَدْتُ أَنْ أَرْكَبَ الدَّوَابَّ لَرَكِبْتُ , " وَلَكِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَمْشِي إِلَى هَذَا الْمَسْجِدِ حَتَّى يَأْتِيَ فَيُصَلِّيَ فِيهِ " , فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَمْشِيَ إِلَيْهِ كَمَا رَأَيْتُهُ يَمْشِي , قَالَ : فَأَبَى أَنْ يَرْكَبَ وَمَضَى عَلَى وَجْهِهِ . (1)
__________
(1) ( حم ) 5999 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(4/1009)
( جة ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ أَتَى مَسْجِدَ قُبَاءَ فَصَلَّى فِيهِ صَلَاةً , كَانَ لَهُ كَأَجْرِ عُمْرَةٍ " (1)
__________
(1) ( جة ) 1412 ، ( س ) 699 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 6154 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1181(4/1010)
( حب ) , وَعَنْ دَاوُدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ :
شَهِدَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - جَنَازَةً بِالأَوْسَاطِ فِي دَارِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ، فَأَقْبَلَ مَاشِيًا إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِفِنَاءِ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، فَقِيلَ لَهُ : أَيْنَ تَؤُمُّ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ , قَالَ : أَؤُمُّ هَذَا الْمَسْجِدَ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَنْ صَلَّى فِيهِ كَانَ كَعَدْلِ عُمْرَةٍ " (1)
__________
(1) ( حب ) 1627 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1184
وقال الألباني في الثمر المستطاب ج1 ص575 : قال الحافظ : ( وفي هذا الحديث - على اختلاف طرقه - دلالة على جواز تخصيص بعض الأيام ببعض الأعمال الصالحة والمداومة على ذلك وفيه أن النهي عن شد الرحال لغير المساجد الثلاثة ليس على التحريم لكون النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأتي مسجد قباء راكبا وتعقب بأن مجيئه - صلى الله عليه وسلم - إلى قباء إنما كان لمواصلة الأنصار وتفقد حالهم وحال من تأخر منهم عن حضور الجمعة معه وهذا هو السر في تخصيص ذلك بالسبت )
قلت : فعلى هذا فذهابه عليه الصلاة والسلام يوم السبت لم يكن مقصودا بالذات بل مراعاة لمصلحة التفقد المذكور , وعليه فالأيام كلها سواء في الفضيلة في زيارة قباء لعدم وجود قصد التخصيص , فما ذكره القاري في ( المرقاة ) ( 1 / 448 ) عَنْ الطيبي أن : ( الزيارة يوم السبت سنة ) ( 1 ) وأذكر أنني قرأت عن بعض العلماء أنه ذهب إلى أن المراد من قوله في الحديث : ( كل سبت ) أي كل أسبوع وأنه ليس المراد يوم السبت نفسه وقد احتج لذلك من اللغة بما لَا أستحضره , ولا أذكر الآن في أي كتاب قرأت ذلك , فمن وجده فليكتبه , فإذا صح ذلك فلا دلالة حينئذ في الحديث على التخصيص قط , ثم وقفت على من ذكر ذلك وهو الإمام أبو شامة الشافعي في كتابه ( الباعث على إنكار البدع والحوادث ) وقد ذكر فيه ما يوافق ما ذهبنا إله من عدم جواز التخصيص , وإليك كلامه في ذلك كله , قال / ( ص 34 ) : ( ولا ينبغي تخصيص العبادات بأوقات لم يخصها بها الشرع , بل يكون جميع أنواع البر مرسلة في جميع الأزمان ليس لبعضها على بعض فضل إِلَّا ما فضَّله الشرع وخصه بنوع من العبادة , فإن كان ذلك اختص بتلك الفضيلة تلك العبادة دون غيرها كصوم يوم عرفة وعاشوراء والصلاة في جوف الليل والعمرة في رمضان , ومن الأزمان ما جعله الشرع مفضلا فيه جميع أعمال البر كعشر ذي الحجة وليلة القدر التي هي خير من ألف شهر , أي : العمل فيها أفضل من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر , فمثل ذلك يكون أي عمل من أعمال البر حصل فيها كان له الفضل على نظيره في زمن آخر , فالحاصل أن المكلف ليس له منصب التخصيص , بل ذلك إلى الشارع , وهذه كانت صفة عبادة النبي - صلى الله عليه وسلم - , ثم ساق حديث ( الصحيحين ) عَنْ عائشة أنها قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم حتى نقول : لَا يفطر ويفطر حتى نقول : لَا يصوم . وحديث علقمة قال : قلت لعَائِشَة رضي الله عنها هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخص من الأيام شيئا ؟ قالت : لَا , كان عمله ديمة . ثم قال : ( قال محمد بن سلمة : ولا يؤتى شيء من المساجد يعتقد فيه الفضل بعد المساجد الثلاثة إِلَّا مسجد قباء قال : وكره أن يعد له يوما بعينه فيؤتى فيه خوفا من البدعة وأن يطول بالناس زمان فيجعل ذلك عيدا يعتمد , أو فريضة تؤخذ , ولا بأس أن يؤتى كل حين ما لم تجئ فيه بدعة , قلت : وقد صح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأتي قباء كل سبت . ولكن معنى هذا انه كان يزوره في كل أسبوع , وعبر بالسبت عن الأسبوع كما يعبر عنه بالجمعة , ونظيره ما في ( الصحيحين ) من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - في استسقاء النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الجعة قال فيه : فلا والله ما رأينا الشمس سبتا . والله أعلم ) , وكذلك الاستدلال بالحديث على جواز التخصيص المذكور ليس بجيد أيضا ,
إِلَّا أن يكون المراد به التخصيص مراعاة للمصلحة لَا ترجيحا ليوم على آخر بدون نص من النبي - صلى الله عليه وسلم - مثال ذلك تخصيص يوم للتدريس أو إلقاء محاضرة ليجتمع الناس لسماع ذلك فهذا لَا مانع منه , لأن اليوم ليس مقصودا بالذات ولذلك ينتقل منه إلى غيره مرارا ملاحقة للمصلحة وهذا بخلاف تخصيص بعض الأيام ببعض العبادات بزعم أنها فيها أفضل منها في غيرها , كتخصيص ليلة العيدين بالقيام والعبادة , وتخصيص يومهما بالزيارة - أعني زيارة القبور - وتخصيص شهر ربيع الأول بقراءة قصة مولد الرسول - صلى الله عليه وسلم - , فكل هذا وأمثاله بدع ومنكرات يجب نبذها والنهي عنها ولذلك لما استدل النووي في ( شرح مسلم ) بالحديث على جواز التخصيص قال : ( وكره ابن مسلمة المالكي ذلك , ولعله لم تبلغه هذه الأحاديث )
قلت : هذا بعيد , والأقرب أنها بلغته , ولكنه لم يفهم منها ما ذهب إليه النووي وغيره , وقد بينا ما هو الحق عندنا في المسألة . والله أعلم
( فائدة ) : قال شيخ الإسلام في ( الفتاوى ) ( 2 / 186 ) : ( ذكر بعض المتأخرين من العلماء أنه لَا بأس بالسفر إلى المَشَاهِد , واحتجوا بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأتي قباء كل سبت راكبا وماشيا , ولا حجة لهم فيه , لأن قباء ليس مشهدا , بل مسجد , وهي منهي عن السفر إليها باتفاق الأئمة , لأن ذلك ليس بسفر مشروع , بل لو سافر إلى قباء من دويرة أهله لم يجز , ولكن لو سافر إلى المسجد النبوي ثم ذهب منه إلى قباء , فهذا يُستحب كما يُستحب زيارة قبور أهل البقيع وشهداء أحد ) , قلت : ولهذا قلنا : ( ولكن لَا يجوز أن يشد الرحل إليه للحديث السابق ) وهو قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( لَا تشد الرحال إِلَّا إلى ثلاثة مساجد . . . الحديث ) وليس هذا منها , تلك هي المساجد الأربعة التي جاء النص بتفضيلها على غيرها من المساجد , فأما هذه فإنها سواء في الفضل , وإن كان الأقدم منها أفضل لكونها أبعد عن أن تكون بنيت للإضرار والفخر والمباهاة كما سبقت الإشارة إلى ذلك .
وأما ما نقله ابن عابدين في ( الحاشية ) ( 1 / 14 ) عَنْ كتاب ( أخبار الدول ) بالسند إلى سفيان الثوري أن : ( الصلاة في مسجد دمشق بثلاثين ألف صلاة ) فهو مع كونه موقوفا على سفيان الثوري , فإنه لَا يصح عنه وهو منكر ، وقد رواه ابن عساكر في ( تاريخه ) من طريق أحمد بن أنس بن مالك : أنبأنا حبيب المؤذن : أنبأنا أبو زياد الشعباني أو أبو أمية الشعباني قال : كنا بمكة فإذا رجل في ظل الكعبة وإذا هو سفيان الثوري فقال رجل : يا أبا عبد الله ما تقول في الصلاة في هذه البلدة ؟ قال : بمائة ألف صلاة . قال : ففي مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : بخمسين ألف صلاة . قال : ففي بيت المقدس ؟ قال : بأربعين ألف صلاة . قال : ففي مسجد دمشق ؟ قال : بثلاثين ألف صلاة ، ثم رواه ابن عساكر من طريق أخرى عن أحمد بن أنس فقال فيه : ( عن أبي زياد وأبي أمية بغير شك ) ، وأيا ما كان فهذا سند ضعيف مجهول , أبو زياد الشعباني الظاهر أنه خيار بن سلمة أبو زياد الشامي قال الحافظ في ( التقريب ) : ( مقبول من الثالثة ) , وأما قرينه أبو أمية الشعباني فهو يحمد - بضم التحتانية وسكون المهملة وكسر الميم وقيل : بفتح أوله والميم - وقيل : اسمه عبد الله قال الحافظ : ( مقبول من الثانية ) , وأما أحمد بن أنس بن مالك وحبيب المؤذن فلم أجد من ترجمهما غير هذا الأخير فأورده ابن عساكر فترجمه بقوله : ( كان يؤذن في مسجد سوق الأحد ) ولم يزد على ذلك , وقد ساق له الذهبي في ( الميزان ) منكرات منها ما رواه بسنده عن أنس مرفوعا : ( ما من نبي يموت فيقيم في قبره إِلَّا أربعين يوما حتى يرد الله إليه روحه ) , ثم قال : ( مررت بموسى ليلة أسري بي وهو قائم يصلي بين عالية وعويلية ) , رواه ابن حبان وساق إسناده إليه , وقال : ( وهذا باطل موضوع ) ، وأخرجه ابن الجوزي في ( الموضوعات ) , وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية / عن ( رجلين اختلفا في الصلاة في جامع بني أمية : هل هي بتسعين صلاة كما زعموا أم لَا ؟ , وقد ذكروا أن فيه ثلاثمائة نبي مدفون ,
فهل ذلك صحيح أم لَا ؟ , وقد ذكروا أن النائم بالشام كالقائم بالليل بالعراق , وذكروا أن الصائم المتطوع في العراق كالمفطر بالشام , وذكروا أن الله خلق البركة إحدى وسبعين جزءا , منها جزء واحد بالعراق , وسبعون بالشام فهل ذلك صحيح أم لَا ؟ )
فأجاب : ( الحمد لله , لم يرد في جامع دمشق حديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بتضعيف الصلاة فيه , ولكن هو من أكثر المساجد ذكرا لله تعالى , ولم يثبت أن فيه عدد الأنبياء المذكورين , وأما القائم بالشام أو غيره فالأعمال بالنيات , فإن المقيم فيه بنية صالحة فإنه يثاب على ذلك , وكل مكان يكون فيه العبد أطوع لله فمقامه أفضل , وقد جاء في فضل الشام وأهله أحاديث صحيحة , ودل القرآن على أن البركة فيه في أربعة مواضع , ولا ريب أن ظهور الإسلام وأعوانه فيه بالقلب واليد واللسان أقوى منه في غيره , وفيه من ظهور الإيمان وقمع الكفر والنفاق ما لَا يوجد في غيره . وأما ما ذكر من حديث الفطر والصيام وأن البركة إحدى وسبعون جزءا بالشام والعراق على ما ذكر فهذا لم نسمعه عن أحد من أهل العلم . والله أعلم ) . ( الفتاوى ) ( 1 / 311 )
قلت : ولو ثبت أن فيه الأنبياء المذكورين فهو غير مستلزم لفضيلة قصد الصلاة فيه كما يتوهم بعض الناس , بل هو منهي عنه أشد النهي , لأنه من اتخاذ القبور مساجد , وقد نهينا عن ذلك كما سبق , ولذلك قال شيخ الإسلام أيضا / في ( الفتاوى ) ( 4 / 310 ) : ( وما يفعله بعض الناس من تحري الصلاة والدعاء عند ما يقال : إنه قبر نبي أو قبر أحد من الصحابة والقرابة أو ما يقرب من ذلك أو إلصاق بدنه أو شيء من بدنه بالقبر أو بما يجاور القبر من عود وغيره كمن يتحرى الصلاة والدعاء في قبلي شرقي جامع دمشق عند الموضع الذي يقال : إنه قبر هود - والذي عليه العلماء أنه قبر معاوية بن أبي سفيان - أو عند المثال الخشب الذي يقال : تحته رأس يحيى بن زكريا ونحو ذلك فهو مخطئ مبتدع مخالف للسنة , فإن الصلاة والدعاء بهذه الأمكنة ليس له مزية عند أحد من سلف الأمة وأئمتها , ولا كانوا يفعلون ذلك , بل كانوا ينهون عن مثل ذلك كما نهاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أسباب ذلك ودواعيه وإن لم يقصدوا دعاء القبر والدعاء به , فكيف إذا قصدوا ذلك ؟ ) ، ثم قال : ( وأما الدعاء لأجل كون المكان فيه قبر نبي أو ولي فلم يقل أحد من سلف الأمة وأئمتها أن الدعاء فيه أفضل من غيره , ولكن هذا مما ابتدعه بعض أهل القبلة مضاهاة للنصارى وغيرهم من المشركين , فأصله من دين المشركين لَا من دين عباد الله المخلصين , كاتخاذ القبور مساجد , فإن هذا لم يستحبه أحد من سلف الأمة وأئمتها ولكن ابتدعه بعض أهل القبلة مضاهاة لمن لعنهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من اليهود والنصارى ) أ . هـ(4/1011)
( ت ) , وَعَنْ أُسَيْدِ بْنَ ظُهَيْرٍ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الصَلَاةُ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ كَعُمْرَةٍ " (1)
__________
(1) ( ت ) 324 , ( جة ) 1411 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3872(4/1012)
( 9 ) فَضْلُ مَسْجِدِ الْفَتْح
( خد ) , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :" دَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي هَذَا الْمَسْجِدِ مَسْجِدِ الْفَتْحِ يَوْمَ الْاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الثُّلَاثَاءِ وَيَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ فَاسْتُجِيبَ لَهُ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ مِنْ يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ " ، قَالَ جَابِرٌ : وَلَمْ يَنْزِلْ بِي أَمْرٌ مُهِمٌّ غائِظٌ إِلَّا تَوَخَّيْتُ تِلْكَ السَّاعَةَ فَدَعَوْتُ اللَّهَ فِيهِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ إِلَّا عَرَفْتُ الإِجَابَةَ " (1)
__________
(1) ، ( خد ) 704 , ( حم ) 14603 ، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 545 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1185(4/1013)
( 10 ) فَضْلُ مَسْجِدِ ذِي الْحُلَيْفَةِ
( خ م ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَنْزِلُ بِذِي الْحُلَيْفَةِ حِينَ يَعْتَمِرُ , وَفِي حَجَّتِهِ حِينَ حَجَّ تَحْتَ سَمُرَةٍ فِي مَوْضِعِ الْمَسْجِدِ الَّذِي بِذِي الْحُلَيْفَةِ ) (1) ( وَصَلَّى فِي مَسْجِدِهَا ) (2) ( وَإِذَا رَجَعَ صَلَّى بِذِي الْحُلَيْفَةِ بِبَطْنِ الْوَادِي ، وَبَاتَ حَتَّى يُصْبِحَ ) (3) ( فَأُتِيَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ) (4) ( وَهُوَ فِي مُعَرَّسِهِ (5) مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ فِي بَطْنِ الْوَادِي فَقِيلَ لَهُ : إِنَّكَ بِبَطْحَاءَ مُبَارَكَةٍ " ) (6)
__________
(1) ( خ ) 470 ، ( م ) 430 - ( 1257 )
(2) ( م ) 30 - ( 1188 ) ، ( س ) 2659 ، ( خ ) 1459
(3) ( خ ) 1460 ، ( حم ) 5594
(4) ( م ) 433 - ( 1346 ) ، ( حم ) 5595
(5) التعريس : نزول المسافر آخر الليل للنوم والراحة .
(6) ( خ ) 2211 ، ( م ) 433 - ( 1346 )(4/1014)
( 9 ) فَضْلُ جبل أحد
( خ م حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى أُحُدٍ ) (1) ( فَقَالَ : إِنَّ أُحُدًا هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ " ) (2)
__________
(1) ( خ ) 2736
(2) ( حم ) 9013 ، ( خ ) 2736 ، ( م ) 462 - ( 1365 )(4/1015)
( 10 ) فَضْلُ الشَّام
( حم ك ) , عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ ) (1) ( أَتَتْنِي الْمَلَائِكَةُ فَحَمَلَتْ عَمُودَ الْكِتَابِ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي ) (2) ( فَظَنَنْتُ أَنَّهُ مَذْهُوبٌ بِهِ , فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي ) (3) ( فَإِذَا هُوَ نُورٌ سَاطِعٌ عُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ ) (4) ( أَلَا وَإِنَّ الْإِيمَانَ حِينَ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ " ) (5)
__________
(1) ( حم ) 21781 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3093 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( حم ) 17810 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : صحيح .
(3) ( حم ) 21781
(4) ( ك ) 8554 , مسند الشاميين:ج1/ص180 ح309 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3092 , فضائل الشام ح3
(5) ( حم ) 21781 ، ( ك ) 8554(4/1016)
( س ) , وَعَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" عُقْرُ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ الشَّامُ " (1)
__________
(1) ( س ) 3561 , ( حم ) 17006 , ( حب ) 7307 , انظر الصحيحة : 1935 , 1961(4/1017)
( طب ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" صَفْوَةُ اللَّهِ مِنْ أَرْضِهِ الشَّامُ ، وَفِيهَا صَفْوَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ وَعِبَادِهِ ، وَلَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي ثُلَّةٌ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلَا عَذَابَ " (1)
__________
(1) ( طب ) ج8/ص194 ح7796 ، انظر الصَّحِيحَة : 3765(4/1018)
( د ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" سَتَكُونُ هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ (1) فَخِيَارُ أَهْلِ الْأَرْضِ أَلْزَمُهُمْ مُهَاجَرَ إِبْرَاهِيمَ " (2)
__________
(1) قال أبو سليمان الخطابي : قوله - صلى الله عليه وسلم - : " ستكون هجرة بعد هجرة " معنى الهجرة الثانية الهجرة إلى الشام ،
يُرَغِّب في المقام بها , وهي مهاجر إبراهيم - عليه السلام - . الأسماء والصفات للبيهقي - (ج 3 / ص 2)
(2) ( د ) 2482 , و( حم ) 6952 , انظر الصَّحِيحَة : 3203 , وقد كان الألباني ضعفه في ( د ) , وفي ضعيف الجامع الصغير ( 3259 ) , لكنه تراجع عن تضعيفه في الصَّحِيحَة , وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3091(4/1019)
( د حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ الْأَزْدِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " سَيَصِيرُ الْأَمْرُ إِلَى أَنْ تَكُونُوا جُنُودًا مُجَنَّدَةً : جُنْدٌ بِالشَّامِ , وَجُنْدٌ بِالْيَمَنِ , وَجُنْدٌ بِالْعِرَاقِ " , فَقُلْتُ : خِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ , فَقَالَ : " عَلَيْكَ بِالشَّامِ , فَإِنَّهُ خِيرَةُ اللَّهِ مِنْ أَرْضِهِ , يَجْتَبِي إِلَيْهِ خِيرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ ) (1) ( وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ ) (2) ( فَإِنْ أَبَيْتُمْ فَعَلَيْكُمْ بِيَمَنِكُمْ , وَاسْقُوا مِنْ غُدُرِهِ " ) (3)
__________
(1) ( حم ) 17046 ، ( د ) 2483 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 4070 , وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3087 , 3088 , 3090 , والمشكاة : 6267 ، وصحيح موارد الظمآن : 1970
(2) ( د ) 2483 ، ( حم ) 17046
(3) ( حم ) 17046 ، ( د ) 2483 , ( حب ) 7306(4/1020)
( س حم حب ) , وَعَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( فُتِحَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَتْحٌ ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (1) ( أَذَالَ النَّاسُ الْخَيْلَ (2) وَوَضَعُوا السِّلَاحَ وَقَالُوا : لَا جِهَادَ , قَدْ وَضَعَتْ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا (3) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " كَذَبُوا , الْآنَ الْآنَ جَاءَ الْقِتَالُ ) (4) ( وَلَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ) (5) ( يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ) (6) ( ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ ) (7) ( يُزِيغُ (8) اللَّهُ لَهُمْ قُلُوبَ أَقْوَامٍ ) (9) ( فَيُقَاتِلُونَهُمْ وَيَرْزُقُهُمْ اللَّهُ مِنْهُمْ , حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ - عز وجل - وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ ) (10) حَتَّى يُقَاتِلُوا الدَّجَّالَ (11) ( وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " هُمْ أَهْلُ الشَّامِ - وَنَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِأُصْبُعِهِ يُومِئُ بِهَا إِلَى الشَّامِ حَتَّى أَوْجَعَهَا - ) (12) "
__________
(1) ( حب ) 7307 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(2) أَيْ : أَهَانُوهَا وَاسْتَخَفُّوا بِهَا بِقِلَّةِ الرَّغْبَة فِيهَا . شرح سنن النسائي - (ج 5 / ص 194)
(3) أَيْ : اِنْقَضَى أَمْرهَا , وَخَفَّتْ أَثْقَالُهَا فَلَمْ يَبْقَ قِتَال .
(4) ( س ) 3561 , ( حم ) 17006
(5) ( حم ) 17006 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(6) ( س ) 3561
(7) ( حم ) 17006
(8) الزَّيْغ : البعد عن الحق ، والميل عن الاستقامة .
(9) ( س ) 3561
(10) ( حم ) 17006 , ( س ) 3561
(11) ( حم ) 19909 , انظر الصَّحِيحَة : 1584 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(12) ( يعقوب بن أبي سفيان في المعرفة والتاريخ ) ( 2 / 296 - 297 ) , انظر الصَّحِيحَة : 3425 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في ( حم ) 8257 : إسناده قوي .(4/1021)
( خ م ت د جة حم ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ قَالَ :
( كُنْتُ عِنْدَ مَسْلَمَةَ بْنِ مُخَلَّدٍ وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ب فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ الْخَلْقِ , هُمْ شَرٌّ مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ , لَا يَدْعُونَ اللَّهَ بِشَيْءٍ إِلَّا رَدَّهُ عَلَيْهِمْ " , فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ - رضي الله عنه - , فَقَالَ لَهُ مَسْلَمَةُ : يَا عُقْبَةُ , اسْمَعْ مَا يَقُولُ عَبْدُ اللَّهِ , فَقَالَ عُقْبَةُ : هُوَ أَعْلَمُ , وَأَمَّا أَنَا فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : ) (1) ( " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ) (2) ( قَوَّامَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ ) (3) ( يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ , ظَاهِرِينَ (4) عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ (5) ) (6) ( قَاهِرِينَ لِعَدُوِّهِمْ ) (7) ( مَنْصُورِينَ ) (8) ( لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ (9) ) (10) لَا يُبَالُونَ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ نَصَرَهُمْ (11) ( حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمْ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ ) (12) حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ (13) حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَيَنْزِلَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ - عليه السلام - (14) ( وَهُمْ أَهْلُ الشَّامِ " ) (15) ( فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : أَجَلْ , ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا كَرِيحِ الْمِسْكِ , مَسُّهَا مَسُّ الْحَرِيرِ , فَلَا تَتْرُكُ نَفْسًا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ الْإِيمَانِ إِلَّا قَبَضَتْهُ , ثُمَّ يَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ , عَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ ) (16) .
__________
(1) ( م ) 176 - ( 1924 )
(2) ( م ) 174 - ( 1037 ) , ( خ ) 7021 , ( د ) 2484 , ( حم ) 18191
(3) ( جة ) 7 , ( خ ) 3442 , ( م ) 174 - ( 1037 )
(4) أَيْ : غَالِبِينَ مَنْصُورِينَ .
(5) أَيْ : عَلَى مَنْ عَادَاهُمْ .
(6) ( د ) 2484 , ( حم ) 18191 , 19909 , ( خ ) 7021 , ( م ) 171 - ( 1921 )
(7) ( م ) 176 - ( 1924 ) , ( حم ) 8465
(8) ( ت ) 2192 , ( جة ) 6 , ( حم ) 15635 , انظر صحيح الجامع : 702 , والصحيحة : 403
(9) أَيْ : الْمَهْدِيّ وَعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَأَتْبَاعهمَا .
قَالَ النَّوَوِيّ : وَأَمَّا هَذِهِ الطَّائِفَة , فَقَالَ الْبُخَارِيّ هُمْ أَهْل الْعِلْم .
وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل : إِنْ لَمْ يَكُونُوا أَهْل الْحَدِيث فَلَا أَدْرِي مَنْ هُمْ .
وقَالَ الْقَاضِي عِيَاض : إِنَّمَا أَرَادَ أَحْمَدُ أَهْلَ السُّنَّة وَالْجَمَاعَة وَمَنْ يَعْتَقِد مَذْهَب أَهْل الْحَدِيث ,
قَالَ النَّوَوِيّ : وَيَحْتَمِل أَنَّ هَذِهِ الطَّائِفَة مُتَفَرِّقَة بَيْن أَنْوَاع الْمُؤْمِنِينَ , مِنْهُمْ شُجْعَان مُقَاتِلُونَ ، وَمِنْهُمْ فُقَهَاء ، وَمِنْهُمْ مُحَدِّثُونَ ، وَمِنْهُمْ زُهَّاد وَآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَاهُونَ عَنْ الْمُنْكَر ، وَمِنْهُمْ أَهْل أَنْوَاع أُخْرَى مِنْ الْخَيْر ، وَلَا يَلْزَم أَنْ يَكُونُوا مُجْتَمَعِينَ , بَلْ قَدْ يَكُونُونَ مُتَفَرِّقِينَ فِي أَقْطَار الْأَرْض . عون المعبود - (ج 5 / ص 372)
وقال الألباني في الصَّحِيحَة تحت حديث 270 : وقد يستغرب بعض الناس تفسير هؤلاء الأئمة للطائفة الظاهرة والفرقة الناجية بأنهم أهل الحديث ، ولا غرابة في ذلك إذا تذكرنا ما يأتي :
أولا : أن أهل الحديث هم بحكم اختصاصهم في دراسة السنة وما يتعلق من معرفة تراجم الرواة وعلل الحديث وطُرُقِه أعلمُ الناس قاطبة بسنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - وهدْيه وأخلاقه وغزواته وما يتصل به - صلى الله عليه وسلم - .
ثانيا : أن الأمة قد انقسمت إلى فرق ومذاهب لم تكن في القرن الأول ، ولكل مذهب أصوله وفروعه ،
وأحاديثه التي يستدل بها ويعتمد عليها , وأن المتمذهب بواحد منها يتعصب له ويتمسك بكل ما فيه ، دون أن يلتفت إلى المذاهب الأخرى وينظر , لعله يجد فيها من الأحاديث ما لَا يجده في مذهبه الذي قلده ، فإن من الثابت لدى أهل العلم أن في كل مذهب من السُّنَّة والأحاديث ما لَا يوجد في المذهب الآخر , فالمتمسك بالمذهب الواحد يضِل ولابد عن قسم عظيم من السنة المحفوظة لدى المذاهب الأخرى ، وليس على هذا أهل الحديث , فإنهم يأخذون بكل حديث صح إسناده في أي مذهب كان ، ومن أي طائفة كان راويه ما دام أنه مسلم ثقة ، حتى لو كان شيعيا أو قدريا أو خارجيا فضلا عن أن يكون حنفيا أو مالكيا أو غير ذلك ، وقد صرح بهذا الإمام الشافعي - رضي الله عنه - حين خاطب الإمام أحمد بقوله : " أنتم أعلم بالحديث مني ، فإذا جاءكم الحديث صحيحا فأخبروني به حتى أذهب إليه , سواء كان حجازيا أم كوفيا أم مصريا " , فأهل الحديث - حشرنا الله معهم - لَا يتعصبون لقول شخص مُعَيَّن مهما علا وسما حاشا محمد - صلى الله عليه وسلم - ، بخلاف غيرهم ممن لَا ينتمي إلى الحديث والعمل به ، فإنهم يتعصبون لأقوال أئمتهم - وقد نَهَوْهُم عن ذلك - كما يتعصب أهل الحديث لأقوال نبيهم ! , فلا عجب بعد هذا البيان أن يكون أهل الحديث هم الطائفة الظاهرة والفرقة الناجية بل والأمة الوسط ، الشهداء على الخلق , ويعجبني بهذا الصدد قول الخطيب البغدادي في مقدمة كتابه " شرف أصحاب الحديث " انتصارا لهم وردا على من خالفهم : ولو أن صاحب الرأي المذموم اشتغل بما ينفعه من العلوم ، وطلب سنن رسول رب العالمين ، واقتفى آثار الفقهاء والمحدثين ، لوجد في ذلك ما يُغنيه عن سواه ، واكتفى بالأثر عن رأيه الذي يراه
لأن الحديث يشتمل على معرفة أصول التوحيد , وبيان ما جاء من وجوه الوعد والوعيد ، وصفات رب العالمين , والإخبار عن صفة الجنة والنار ، وما أعد الله فيها للمتقين والفجار ، وما خلق الله في الأرضين والسماوات , وصنوف العجائب وعظيم الآيات , وذكر الملائكة المقربين ، ونعت الصَّافِّين والمسبحين , وفي الحديث قصص الأنبياء وأخبار الزهاد والأولياء , ومواعظ البلغاء ، وكلام الفقهاء ، وسِيَرُ ملوك العرب والعجم ، وأقاصيص المتقدمين من الأمم وشرح مغازي الرسول - صلى الله عليه وسلم - وسراياه ، وجُمَل أحكامه وقضاياه ، وخطبه وعِظاته ، وأعلامه ومعجزاته ، وعِدَّة أزواجه وأولاده ، وأصهاره وأصحابه ، وذكر فضائلهم ومآثرهم ، وشرح أخبارهم ومناقبهم ، ومبلغ أعمارهم ، وبيان أنسابهم , وفيه تفسير القرآن العظيم ، وما فيه من النبأ والذكر الحكيم ، وأقاويل الصحابة في الأحكام المحفوظة عنهم ، وتسمية من ذهب إلى قول كل واحد منهم من الأئمة الخالفين ، والفقهاء المجتهدين , وقد جعل الله أهل الحديث أركان الشريعة ، وهدم بهم كل بدعة شنيعة ، فهم أمناء الله في خليقته ، والواسطة بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمته ، والمجتهدون في حفظ ملته ، أنوارهم زاهرة ، وفضائلهم سائرة ، وآياتهم باهرة ، ومذاهبهم ظاهرة ، وحججهم قاهرة , وكل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه ، وتستحسن رأيا تعكف عليه ، سوى أصحاب الحديث ، فإن الكتابَ عُدَّتهم ، والسنةَ حجتُهم ، والرسولَ فئتُهم ، وإليه نِسْبَتُهم ، لَا يُعَرِّجون على الأهواء ، ولا يلتفتون إلى الآراء , يُقْبَل منهم ما رووا عن الرسول ، وهم المأمونون عليه العدول , حَفَظَةُ الدين وخزنته ، وأوعية العلم وحملته ، إذا اختُلِف في حديث كان إليهم الرجوع ، فما حكموا به فهو المقبول المسموع , منهم كل عالم فقيه ، وإمام رفيع نِبِيهٍ ، وزاهد في قبيلة ومخصوص بفضيلة ، وقارىءٌ متقن ، وخطيبٌ محسن , وهم الجمهور العظيم , وسبيلهم السبيل المستقيم ، وكل مبتدع باعتقادهم يتظاهر ، وعلى الإفصاح بغير مذاهبهم لَا يتجاسر ، من كادهم قصمهم الله ، ومن عاندهم خذله الله ، لَا يضرهم من خذلهم ، ولا يُفلح من اعتزلهم ، المحتاط لدينه إلى إرشادهم فقير ، وبَصَر الناظر بالسوء إليهم حسير ، وإن الله على نصرهم لقدير , ثم ساق الخطيب الحديث عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال : " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ " , قَالَ عَلِيُّ بن المديني : هُمْ أَهْلُ الْحَدِيثِ , والذين يتعاهدون مذاهب الرسول ، ويَذُبُّون عن العلم لولاهم لم تجد عند المعتزلة والرافضة والجهمية وأهل الإرجاء والرأي شيئا من السنن , قال الخطيب : وكم من ملحد يروم أن يخلط بالشريعة ما ليس منها ، والله تعالى يَذُبُّ بأصحاب الحديث عنها ، فهم الحفاظ لأركانها ، والقَوَّامُون بأمرها وشأنها ، إذا صُدِف عن الدفاع عنها فهم دونها يناضلون ، أولئك حزب الله أَلَا إن حزب الله هم المفلحون .
ثم قال الألباني : وأختم هذه الكلمة بشهادة عظيمة لأهل الحديث من عالم من كبار علماء الحنفية في الهند ،
أَلَا وهو أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي ( 1264 - 1304 ) قال رحمه الله : ومن نظر بنظر الإنصاف ، وغاص في بحار الفقه والأصول متجنبا الاعتساف ، يعلم علما يقينيا أن أكثر المسائل الفرعية والأصلية التي اختلف العلماء فيها ، فمذهب المُحَدِّثين فيها أقوى من مذاهب غيرهم ، وإني كلما أسير في شِعب الاختلاف أجد قول المُحَدِّثين فيه قريبا من الإنصاف ، فلله درهم ، وعليه شكرهم , كيف لَا وَهُم وَرَثَةُ النبي - صلى الله عليه وسلم - حقا ، ونُوَّابُ شرعه صدقا ، حَشَرَنا الله في زُمرتهم ، وأماتنا على حُبِّهم وسيرتهم . أ . هـ
(10) ( م ) 174 - ( 1037 ) , ( خ ) 3442 , ( د ) 4252 , ( حم ) 16974
(11) ( جة ) 9
(12) ( د ) 2484 , ( حم ) 19934 , انظر صحيح الجامع : 7294 , والصحيحة : 1959
(13) ( م ) 174 - ( 1037 ) , ( خ ) 2948 , ( حم ) 16956
(14) ( حم ) 19864 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(15) ( حم ) 16974 , ( خ ) 3442
(16) ( م ) 176 - ( 1924 )(4/1022)
( حب ) , وَعَنْ قُرَّةَ بْنِ إِيَاسِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فلَا خَيْرَ فِيكُمْ " (1)
__________
(1) ( حب ) 7303 , ( ت ) 2192 , ( حم ) 20383 ، انظر الصَّحِيحَة : 403 ، وهداية الرواة : 6247(4/1023)
( ت ) , وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نُؤَلِّفُ الْقُرْآنَ مِنْ الرِّقَاعِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " طُوبَى لِلشَّامِ , طُوبَى لِلشَّامِ " , فَقُلْنَا : لِأَيٍّ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " لِأَنَّ مَلَائِكَةَ الرَّحْمَنِ بَاسِطَةٌ أَجْنِحَتَهَا عَلَيْهِ " (1)
__________
(1) , ( ت ) 3954 , ( حم ) 21646 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3920 , الصَّحِيحَة : 503(4/1024)
( ت ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" سَتَخْرُجُ نَارٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ , أَوْ مِنْ نَحْوِ بَحْرِ حَضْرَمَوْتَ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ تَحْشُرُ النَّاسَ " , قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَأْمُرُنَا ؟ , قَالَ : " عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2217 , ( حم ) 4536 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3609 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3096(4/1025)
( بز ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الشَّامُ أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ " (1)
__________
(1) ( بز ) 3965 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3726 , وكتاب فضائل الشام : 4(4/1026)
( 11 ) فَضْلُ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى
( س جة حم ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ - عليه السلام - مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ , سَأَلَ اللَّهَ - عز وجل - ) (1) ( خِلَالًا ثَلَاثَةً : سَأَلَ اللَّهَ حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ ) (2) ( فَأَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ , وَسَأَلَ اللَّهَ مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ , فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ ) (3) ( وَأَلَّا يَأْتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ أَحَدٌ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَلَاةَ فِيهِ ) (4) ( أَنْ يُخْرِجَهُ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ) (5) ( وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أُعْطِيَ الثَّالِثَةَ " ) (6)
__________
(1) ( جة ) 1408
(2) ( س ) 693
(3) ( حم ) 6644 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( جة ) 1408
(5) ( س ) 693
(6) ( جة ) 1408 ، ( حم ) 6644 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 2090 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1178(4/1027)
( هب ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الصَلَاةِ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ أَفْضَلُ ، أَوِ الصَلَاةُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ ، فَقَالَ : " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَرْبَعِ صَلَوَاتٍ فِيهِ ، وَلَنِعْمَ الْمُصَلَّى فِي أَرْضِ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ , وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَقَيْدُ سَوْطٍ , أَوْ قَالَ : قَوْسُ الرَّجُلِ حَيْثُ يَرَى مِنْهُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ خَيْرٌ لَهُ أَوْ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا " (1)
__________
(1) ( هب ) 4145 ، وصححه الألباني في تمام المنة ص294 , وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1179(4/1028)
( د ك ) , وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( فُسْطَاطُ الْمُسْلِمِينَ (1) يَوْمَ الْمَلْحَمَةِ الْكُبْرَى (2) بِأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا الْغُوطَةِ (3) ) (4) ( إِلَى جَانِبِ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ ) (5) ( خَيْرُ مَنَازِلِ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ " ) (6)
__________
(1) أَيْ : حِصْن الْمُسْلِمِينَ الَّذِي يَتَحَصَّنُونَ بِهِ .
(2) أَيْ : الْحَرْب الْعَظِيمة .
(3) ( الْغُوطَة ) : مَوْضِعٌ بِالشَّامِ كَثِير الْمَاء وَالشَّجَر .
(4) ( ك ) 8496 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4205 , صحيح الترغيب والترهيب : 3097 , وفضائل الشام : 15
(5) ( د ) 4298 , ( حم ) 21773
(6) ( ك ) 8496 , ( د ) 4298(4/1029)
( 7 ) مَا جَاءَ فِي تَفْضِيلِ بَعْضِ الْحَيَوَانَات عَلَى غَيْرِهَا
( حم ) , عَنْ أُمِّ هَانِئٍ ك قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" اتَّخِذُوا الْغَنَمَ فَإِنَّ فِيهَا بَرَكَةً (1) فَإِنَّهَا تَرُوحُ بِخَيْرٍ وَتَغْدُو بِخَيْرٍ (2) "
__________
(1) ( حم ) 27421 , ( جة ) 2304 ، انظر الصَّحِيحَة : 773
(2) ( حم ) 26947 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 83 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح .(4/1030)
( هق ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" صَلُّوا فِي مُرَاحِ الْغَنَمِ (1) وَامْسَحُوا رُغَامَهَا (2) فَإِنَّهَا مِنْ دَوَابِّ الْجَنَّةِ " (3)
__________
(1) المُراح : مكان مبيت الغنم والإبل .
(2) الرَّعام : ما يسيل من أنوف الغنم .
(3) ( هق ) 4154 ، ( حم ) 9623 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 3789 , الصَّحِيحَة : 1128(4/1031)
( خد ) , وَعَنْ عَبْدَةَ بْنِ حَزْنٍ (1) قَالَ :
تَفَاخَرَ أَهْلُ الْإِبِل وَأَهْلُ الشَّاءِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " بَعَثَ اللَّهُ مُوسَى وَهُوَ رَاعِي غَنَمٍ وَبَعَثَ دَاوُدَ وَهُوَ رَاعِي غَنَمٍ ، وَبُعِثْتُ أَنَا وَأَنَا أَرْعَى غَنَمًا لأَهْلِي بِأَجْيَادٍ " (2)
__________
(1) مختلف في صحبته .
(2) ( خد ) 577 , انظر الصَّحِيحَة : 3167(4/1032)
( خ م حم ) , عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَلْوِي ) (1) ( عُرْفَ فَرَسٍ بِأُصْبُعَيْهِ ) (2) ( وَهُوَ يَقُولُ : الْخَيْلُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيهَا (3) الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ , الْأَجْرُ وَالْغَنِيمَةُ ) (4) "
__________
(1) ( م ) 97 - ( 1872 )
(2) ( حم ) 19219 , ( م ) 97 - ( 1872 )
(3) الناصية : مُقَدَّمُ الرأس , والمراد ملازمة الخير لنواصي الخيل حيثما توجهت .
(4) ( م ) 97 - ( 1872 ) , ( خ ) 2951 , ( س ) 3572 , ( حم ) 19219(4/1033)
( تخ ) , وَعَنْ سَوَادَةَ بْنِ الرَّبِيعِ - رضي الله عنه - قَالَ :
أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ لِي : " هَلْ لَكَ مِنْ مَالٍ ؟ " ، قُلْتُ : نَعَمْ ، لِي مَالٌ وَخَيْلٌ وَرَقِيقٌ قَالَ : " عَلَيْكَ بِالْخَيْلِ فَارْتَبِطْهَا ، الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ " (1)
__________
(1) ( تخ ) ( 2 / 2 / 184 ) , انظر الصَّحِيحَة : 1936(4/1034)
( د ) , وَعَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَقُصُّوا نَوَاصِيَ (1) الْخَيْلِ وَلَا مَعَارِفَهَا (2) وَلَا أَذْنَابَهَا , فَإِنَّ أَذْنَابَهَا مَذَابُّهَا (3) وَمَعَارِفَهَا دِفَاؤُهَا (4) وَنَوَاصِيَهَا مَعْقُودٌ فِيهَا الْخَيْرُ (5) إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (6)
__________
(1) أَيْ : شَعْر مُقَدَّم رَأْسهَا .
(2) ( المَعَارِف ) : جَمْع مَعْرِفَة , وهو الْمَوْضِع الَّذِي يَنْبُت عَلَيْهِ عُرْف الْفَرَس مِنْ رَقَبَته ، وَعُرْف الْفَرَس : شَعْر عُنُقه .
عون المعبود - (ج 5 / ص 441)
(3) ( مَذَابّهَا ) : جَمْع مِذَبَّة , وَهِيَ مَا يُذَبّ بِهِ الذُّبَاب ، وَالْخَيْل تَدْفَع بِأَذْنَابِهَا مَا يَقَع عَلَيْهَا مِنْ ذُبَاب وَغَيْره .
(4) أَيْ : كِسَاؤُهَا الَّذِي تَدَفَّأُ بِهِ .
(5) أَيْ : مُلَازِم بِهَا كَأَنَّهُ مَعْقُود فِيهَا . عون المعبود - (ج 5 / ص 441)
(6) ( د ) 2542 , ( حم ) 17680(4/1035)
( ط ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَمْسَحُ وَجْهَ فَرَسِهِ بِرِدَائِهِ " ، فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ فَعَلْتَ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ ، فَقَالَ : " إِنِّي عُوتِبْتُ اللَّيْلَةَ فِي الْخَيْلِ " (1)
__________
(1) ( ط ) 1002 , انظر الصَّحِيحَة : 3187(4/1036)
( جة ) , وَعَنْ عُرْوَةَ ابْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْبَارِقِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْإِبِلُ عِزٌّ لِأَهْلِهَا , وَالْغَنَمُ بَرَكَةٌ , وَالْخَيْرُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِي الْخَيْلِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1)
__________
(1) ( جة ) 2305 , ( يع ) 6828 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2760 , الصَّحِيحَة : 1763(4/1037)
( س حم حب ) , وَعَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( فُتِحَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَتْحٌ ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (1) ( أَذَالَ النَّاسُ الْخَيْلَ (2) وَوَضَعُوا السِّلَاحَ وَقَالُوا : لَا جِهَادَ , قَدْ وَضَعَتْ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا (3) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " كَذَبُوا , الْآنَ الْآنَ جَاءَ الْقِتَالُ ) (4) ( وَلَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ) (5) ( يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ) (6) ( ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ ) (7) ( يُزِيغُ (8) اللَّهُ لَهُمْ قُلُوبَ أَقْوَامٍ ) (9) ( فَيُقَاتِلُونَهُمْ وَيَرْزُقُهُمْ اللَّهُ مِنْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ - عز وجل - وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ ) (10) حَتَّى يُقَاتِلُوا الدَّجَّالَ (11) ( وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " هُمْ أَهْلُ الشَّامِ - وَنَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِأُصْبُعِهِ يُومِئُ بِهَا إِلَى الشَّامِ حَتَّى أَوْجَعَهَا - ) (12) ( وَالْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) (13) "
__________
(1) ( حب ) 7307 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(2) أَيْ : أَهَانُوهَا وَاسْتَخَفُّوا بِهَا بِقِلَّةِ الرَّغْبَة فِيهَا . شرح سنن النسائي - (ج 5 / ص 194)
(3) أَيْ : اِنْقَضَى أَمْرهَا , وَخَفَّتْ أَثْقَالُهَا فَلَمْ يَبْقَ قِتَال .
(4) ( س ) 3561 , ( حم ) 17006
(5) ( حم ) 17006 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(6) ( س ) 3561
(7) ( حم ) 17006
(8) الزَّيْغ : البعد عن الحق ، والميل عن الاستقامة .
(9) ( س ) 3561
(10) ( حم ) 17006 , ( س ) 3561
(11) ( حم ) 19909 , انظر الصَّحِيحَة : 1584 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(12) ( يعقوب بن أبي سفيان في المعرفة والتاريخ ) ( 2 / 296 - 297 ) , انظر الصَّحِيحَة : 3425 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في ( حم ) 8257 : إسناده قوي .
(13) ( س ) 3561 , ( حم ) 17006 , ( حب ) 7307 , انظر الصحيحة : 1935 , 1961(4/1038)
( د حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( ارْتَبِطُوا الْخَيْلَ (1) ) (2) ( الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ وَالنَّيْلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَأَهْلُهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا ، فَامْسَحُوا بِنَوَاصِيهَا (3) ) (4) ( وَأَعْجَازِهَا (5) ) (6) ( وَادْعُوا لَهَا بِالْبَرَكَةِ ، وَقَلِّدُوهَا ، وَلَا تُقَلِّدُوهَا الْأَوْتَارَ (7) ) (8) "
__________
(1) أَيْ : بَالِغُوا فِي رَبْطهَا وَإِمْسَاكهَا عِنْدكُمْ .عون المعبود - (ج 5 / ص 456)
(2) ( د ) 2553 , ( س ) 3565
(3) أَيْ : تَلَطُّفًا بِهَا وَتَنْظِيفًا لَهَا .
(4) ( حم ) 14833 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1249 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حسن لغيره .
(5) جَمْع عَجُز , وَهُوَ مَا بَيْن الْوَرِكَيْنِ ، قَالَ اِبْن الْمَلِك : يُرِيد بِهَذَا الْمَسْح تَنْظِيفهَا مِنْ الْغُبَار وَتَعَرُّف حَالهَا مِنْ السِّمَن .
(6) ( د ) 2553
(7) أَيْ : لَا تَجْعَلُوا أَوْتَار الْقَوْس فِي أَعْنَاقهَا , لِأَنَّ الْخَيْل رُبَّمَا رَعَتْ الْأَشْجَار أَوْ حَكَّتْ بِهَا عُنُقهَا فَيَتَشَبَّث الْأَوْتَار بِبَعْضِ شُعَبهَا فَيَخْنُقهَا . عون المعبود - (ج 5 / ص 456)
(8) ( حم ) 14833 , ( د ) 2553 , ( س ) 3565 , ( حب ) 4674 , ( ك ) 2454(4/1039)
( س ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا مِنْ فَرَسٍ عَرَبِيٍّ إِلَّا يُؤْذَنُ لَهُ عِنْدَ كُلِّ سَحَرٍ بِدَعْوَتَيْنِ يَقُولُ : اللَّهُمَّ خَوَّلْتَنِي مَنْ خَوَّلْتَنِي مِنْ بَنِي آدَمَ وَجَعَلْتَنِي لَهُ , فَاجْعَلْنِي أَحَبَّ أَهْلِهِ وَمَالِهِ إِلَيْهِ " (1)
__________
(1) ( س ) 3579 ، ( حم ) 21535 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1251(4/1040)
( خد ) , وَعَنْ ابن عباسبقال :
" عَجِبْتُ لِلْكِلاَبِ وَالشَّاءِ ، إِنَّ الشَّاءَ يُذْبَحُ مِنْهَا فِي السَّنَةِ كَذَا وَكَذَا ، وَيُهْدَى كَذَا وَكَذَا ، وَالْكَلْبُ تَضَعُ الْكَلْبَةُ الْوَاحِدَةُ كَذَا وَكَذَا وَالشَّاءُ أَكْثَرُ مِنْهَا . (1)
__________
(1) ( خد ) 575 ، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 448(4/1041)
( حم طب ) , عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً ) (1) ( فَتَدَاوَوْا بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ , فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ فِيهَا شِفَاءً , فَإِنَّهَا تَأْكُلُ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ " ) (2)
__________
(1) ( حم ) 18851 , ( ن ) 6864
(2) ( طب ) (10/14 ، رقم 9788) , ( حم ) 18851 , ( ن ) 6864 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1810 , 2929 , الصَّحِيحَة : 518(4/1042)
( طب ) , وَعَنْ مُلَيْكَةَ بِنْتِ عمرو الزَّيْدِيَّةِ ك قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَلْبَانُ الْبَقَرِ شِفَاءٌ ، وَسَمْنُهَا دَوَاءٌ ، وَلُحُومُهَا دَاءٌ " (1)
__________
(1) ( طب ) (25/42 ح79) ، ( هق ) 19356 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1233 , 4060 , الصَّحِيحَة : 1533 ,
وقال الألباني : وقد ضحى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن نسائه بالبقر ، وكأنه لبيان الجواز ، أو لعدم تيسر غيره ، وإلا فهو لَا يتقرب إلى الله تعالى بالداء ، على أن الحليمي قال : إنه - صلى الله عليه وسلم - قال في البقر ذلك ليُبْس الحجاز ويبوسة لحم البقر منه , ورطوبة ألبانها وسمنها , وأستحسِن هذا التأويل . والله أعلم " أ . هـ(4/1043)
( حم ) , عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ عمروٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ لَكَمَثَلِ النَّحْلَةِ , إِنْ أَكَلَتْ أَكَلَتْ طَيِّبًا ، وَإِنْ وَضَعَتْ وَضَعَتْ طَيِّبًا ، وَإِنْ وَقَعَتْ عَلَى عُودِ شَجَرٍ لَمْ تَكْسِرْ وَلَمْ تُفْسِدْ " (1)
__________
(1) ( حم ) 6872 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5846 , الصَّحِيحَة : 2288(4/1044)
( جة حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ قَتْلِ النَّحْلَةِ , وَالنَّمْلَةِ , وَالصُّرَدِ (1) وَالْهُدْهُدِ (2) ) (3) ( وَالضِّفْدَعِ " ) (4)
__________
(1) الصُّرَدُ : وِزَانُ عُمَرَ , نَوْعٌ مِنْ الْغِرْبَانِ , وَالْأُنْثَى صُرَدَةٌ , وَالْجَمْعُ صِرْدَانٌ , وَيُقَالُ لَهُ : الْوَاقُ أَيْضًا , وَكَانَتْ الْعَرَبُ تَتَطَيَّرُ مِنْ صَوْتِهِ وَتَقْتُلُهُ فَنُهِيَ عَنْ قَتْلِهِ دَفْعًا لِلطِّيَرَةِ , وَمِنْهُ نَوْعٌ أَسْبَدُ تُسَمِّيهِ أَهْلُ الْعِرَاقِ الْعَقْعَقَ , وَأَمَّا الصُّرَدُ الْهَمْهَامُ فَهُوَ الْبَرِّيُّ الَّذِي لَا يُرَى فِي الْأَرْضِ وَيَقْفِزُ مِنْ شَجَرَةٍ إلَى شَجَرَةٍ وَإِذَا طُرِدَ وَأُضْجِرَ أُدْرِكَ وَأُخِذَ وَيُصَرْصِرُ كَالصَّقْرِ وَيَصِيدُ الْعَصَافِيرَ , قَالَ أَبُو حَاتِمٍ فِي كِتَابِ الطَّيْرِ : الصُّرَدُ طَائِرٌ أَبْقَعُ أَبْيَضُ الْبَطْنِ أَخْضَرُ الظَّهْرِ ضَخْمُ الرَّأْسِ وَالْمِنْقَارِ لَهُ بُرْثُنٌ وَيَصْطَادُ الْعَصَافِيرَ وَصِغَارَ الطَّيْرِ , وَهُوَ مِثْلُ الْقَارِيَةِ فِي الْعِظَمِ , وَزَادَ بَعْضُهُمْ عَلَى هَذَا فَقَالَ , وَيُسَمَّى الْمُجَوَّفَ لِبَيَاضِ بَطْنِهِ , وَالْأَخْطَبَ لِخُضْرَةِ ظَهْرِهِ , وَالْأَخْيَلَ لِاخْتِلَافِ لَوْنِهِ , وَلَا يُرَى إِلَّا فِي شِعْبٍ أَوْ شَجَرَةٍ , وَلَا يَكَادُ يُقْدَرُ عَلَيْهِ , وَنَقَلَ الصَّغَانِيّ أَنَّهُ يُسَمَّى السُّمَيْطَ أَيْضًا بِلَفْظِ التَّصْغِيرِ .المصباح المنير(ج5/ص195)
(2) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : أَمَّا النَّحْلَة فَلِمَا فِيهَا مِنْ الْمَنْفَعَة وَهُوَ الْعَسَل وَالشَّمْع ، وَأَمَّا الْهُدْهُد وَالصُّرَد فَلِتَحْرِيمِ لَحْمهَا ، لِأَنَّ الْحَيَوَان إِذَا نُهِيَ عَنْ قَتْله وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ لِاحْتِرَامِهِ أَوْ لِضَرَرٍ فِيهِ كَانَ لِتَحْرِيمِ لَحْمِهِ , أَلَا تَرَى أَنَّهُ نَهَى عَنْ قَتْل الْحَيَوَان بِغَيْرِ مَأْكَلَةٍ ؟ . عون المعبود - (ج 11 / ص 300)
(3) ( حم ) 3242 , ( د ) 5267 , ( جة ) 3224 , صححه الألباني في الإرواء : 2490 ، وصَحِيح الْجَامِع : 6968 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2990
(4) ( جة ) 3223 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6970(4/1045)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " نَزَلَ نَبِيٌّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ تَحْتَ شَجَرَةٍ فَلَدَغَتْهُ نَمْلَةٌ , فَأَمَرَ بِجَهَازِهِ فَأُخْرِجَ مِنْ تَحْتِهَا , ثُمَّ أَمَرَ ) (1) ( بِقَرْيَةِ النَّمْلِ فَأُحْرِقَتْ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ : قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ ) (2) ( فَأَهْلَكْتَ أُمَّةً مِنْ الْأُمَمِ تُسَبِّحُ ؟ ) (3) ( فَهَلَّا نَمْلَةٌ وَاحِدَةٌ ؟ " ) (4)
__________
(1) ( خ ) 3141
(2) ( خ ) 2856 , ( م ) 148 - ( 2241 )
(3) ( م ) 148 - ( 2241 ) , ( خ ) 2856
(4) ( خ ) 3141 , ( م ) 149 - ( 2241 ) , ( س ) 4358 , ( د ) 5265(4/1046)
( يع ) , وَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الذُّبَابُ كُلُّهُ فِي النَّارِ إِلَّا النَّحْلُ " (1)
__________
(1) ( يع ) 4231 , ( عب ) 9415 , ( طس ) 3482 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3442 , وقال الحافظ في ( فتح الباري 250/10 ) :
إسناده لا بأس به .(4/1047)
( هب ) , وَعَنْ أَبِي زُهَيْرٍ الأَنْمَارِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَقْتُلُوا الْجَرَادَ ، فَإِنَّهُ مِنْ جُنْدِ اللَّهِ الْأَعْظَمُ " (1)
__________
(1) ( هب ) 10127 , ( طس ) 9277 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7388 , الصَّحِيحَة : 2428(4/1048)
( د) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
سَأَلَ طَبِيبٌ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ ضِفْدَعٍ يَجْعَلُهَا فِي دَوَاءٍ , " فَنَهَاهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ قَتْلِهَا " (2)
-----------------
(2) ( د ) 3871 , ( س ) 4355 , ( حم ) 16113 , انظر صحيح الجامع : 6971 , وصحيح الترغيب والترهيب : 2991(4/1049)
فضل بعض الأشجار
قَالَ تَعَالَى : { اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ , مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ , الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ , الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ , يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ , نُورٌ عَلَى نُورٍ , يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ , وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } (3)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ (4) } (5)
----------------
(3) [النور : 35]
(4) قوله: { وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ } يعني: الزيتونة. والطور: هو الجبل. وقال بعضهم: إنما يسمى طورا إذا كان فيه شجر، فإن عَرى عنها سمي جَبَلا لا طورًا، والله أعلم. وطور سيناء: هو طور سينين، وهو الجبل الذي كَلَّم [الله] (1) عليه موسى بن عمران، عليه السلام، وما حوله من الجبال التي فيها شجر الزيتون.
وقوله: { تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ } : قال بعضهم: الباء زائدة، وتقديره: تنبت الدهن، كما في قول العرب: ألقى فلان بيده، أي: يده. وأما على قول من يُضَمِّن الفعل فتقديره: تخرج بالدهن، أو (2) تأتي بالدهن؛ ولهذا قال: { وَصِبْغٍ } أي: أدْم، قاله قتادة. { لِلآكِلِينَ } أي: فيها ما ينتفع به من الدهن والاصطباغ، كما قال الإمام أحمد: حدثنا وَكِيع، عن عبد الله بن عيسى، عن عطاء الشامي، عن أبي أسَيْد -واسمه مالك بن ربيعة الساعدي الأنصاري-قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلوا الزيت وادهنوا به (3) ؛ فإنه من شجرة مباركة" . تفسير ابن كثير - (5 / 471)
(5) [المؤمنون : 20](4/1050)
( ت ) , وَعَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" كُلُوا الزَّيْتَ وَادَّهِنُوا بِهِ , فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ " (1)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ , وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ } (2)
وَقَالَ تَعَالَى : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ , تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا } (3)
__________
(1) ( ت ) 1851 , ( جة ) 3319 , ( حم ) 16098 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 18 , الصَّحِيحَة : 379 , وقال الألباني : وللزيت فوائد هامة ، ذكر بعضها العلامة ابن القيم في " زاد المعاد " ، فمن شاء رجع إليه . أ . هـ
(2) [التين : 1 - 3]
(3) [إبراهيم : 24 - 25](4/1051)
( خ م ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" ( كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَأْكُلُ جُمَّارًا (1) ) (2) ( فَقَالَ : إِنَّ مِنْ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا ) (3) ( تُؤْتِي أُكْلَهَا كُلَّ حِينٍ ) (4) ( وَإِنَّهَا مِثْلُ الْمُسْلِمِ (5) فَحَدِّثُونِي مَا هِيَ (6) ؟ " قَالَ عَبْدُ اللَّهِ (7) : فَوَقَعَ النَّاسُ (8) فِي شَجَرِ الْبَوَادِي ) (9) ( وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لَا يَتَكَلَّمَانِ ) (10) ( وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ ) (11) ( فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ : هِيَ النَّخْلَةُ ، فَإِذَا أَنَا أَصْغَرُ الْقَوْمِ ) (12) ( فَاسْتَحْيَيْتُ ) (13) ( فَسَكَتُّ ) (14) ( ثُمَّ قَالُوا : أَخْبِرْنَا بِهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " هِيَ النَّخْلَةُ " ) (15) ( قَالَ عَبْدُ اللَّه : فَلَمَّا قُمْنَا قُلْتُ لِعُمَرَ : يَا أَبَتَاهُ , وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ ، فَقَالَ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَكَلَّمَ ؟ ، قُلْتُ : لَمْ أَرَكُمْ تَكَلَّمُونَ فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ ) (16) ( فَقَالَ عُمَرُ : لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي كَذَا وَكَذَا (17) ) (18) .
__________
(1) الْجُمَّارُ : هُوَ شَيْءٌ أَبْيَضٌ لَيِّنٌ في رأس النخل , يُسَمُّونَهُ كَثْرًا لِذَلِكَ .
(2) ( خ ) 2095
(3) ( خ ) 61
(4) ( خ ) 4421
(5) وعِنْد الْمُصَنِّف فِي الْأَطْعِمَة عَنْ اِبْن عُمَر قَالَ : " بَيْنَا نَحْنُ عِنْد النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ أُتِيَ بِجُمَّارٍ فَقَالَ : إِنَّ مِنْ الشَّجَر لَمَا بَرَكَته كَبَرَكَةِ الْمُسْلِم " وَهَذَا أَعَمّ مِنْ سُقُوطِ الوَرَق ، فَبَرَكَة النَّخْلَة مَوْجُودَة فِي جَمِيع أَجْزَائِهَا ، مُسْتَمِرَّة فِي جَمِيع أَحْوَالهَا ، فَمِنْ حِين تَطْلُع إِلَى أَنْ تَيْبَس تُؤْكَل أَنْوَاعًا ، ثُمَّ بَعْد ذَلِكَ يُنْتَفَع بِجَمِيعِ أَجْزَائِهَا ، حَتَّى النَّوَى يُنْتَفَع بِه فِي عَلْف الدَّوَابّ , وَاللِّيف فِي الْحِبَال وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا لَا يَخْفَى ، وَكَذَلِكَ بَرَكَة الْمُسْلِم عَامَّة فِي جَمِيع الْأَحْوَال ، وَنَفْعُهُ مُسْتَمِرٌّ لَهُ وَلِغَيْرِهِ حَتَّى بَعْد مَوْته .( فتح - ح61)
(6) قال صاحب غمز عيون البصائر : هَذَا يَصْلُحُ حُجَّةً وَدَلِيلًا لِمَنْ صَنَّفُوا فِي الْأَلْغَازِ وَالْأَحَاجِي وَالْمُعَمَّيَاتِ .
(7) هُوَ اِبْن عُمَر الرَّاوِي .
(8) أَيْ : ذَهَبَتْ أَفْكَارهمْ فِي أَشْجَار الْبَادِيَة ، فَجَعَلَ كُلّ مِنْهُمْ يُفَسِّرهَا بِنَوْعٍ مِنْ الْأَنْوَاع وَذَهِلُوا عَنْ النَّخْلَة ( فتح - ح61)
(9) ( خ ) 61 , ( م ) 2811
(10) ( خ ) 4421
(11) ( خ ) 61
(12) ( خ ) 72
(13) ( خ ) 131
(14) ( خ ) 72
(15) ( خ ) 131
(16) ( خ ) 4421
(17) وَجْه تَمَنِّي عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ مَا طُبِعَ الْإِنْسَان عَلَيْهِ مِنْ مَحَبَّة الْخَيْر لِنَفْسِهِ وَلِوَلَدِهِ ، وَلِتَظْهَر فَضِيلَة الْوَلَد فِي الْفَهْم مِنْ صِغَره ، وَلِيَزْدَادَ مِنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُظْوَة ، وَلَعَلَّهُ كَانَ يَرْجُو أَنْ يَدْعُو لَهُ إِذْ ذَاكَ بِالزِّيَادَةِ فِي الْفَهْم . فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 97)
(18) ( خ ) 131 , ( م ) 2811(4/1052)
( طب ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ النَّخْلَةِ ، مَا أَخَذْتَ مِنْهَا مِنْ شَيْءٍ نَفَعَكَ " (1)
__________
(1) ( طب ) 13514 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5848 , والصحيحة : 2285(4/1053)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَفِيهَا شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2066 , ( جة ) 3455 , ( حم ) 8037 , انظر صَحِيحَ الجَامِع : 4126 , المشكاة ( 4235 / التحقيق الثاني )(4/1054)
( طس ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" خَيْرُ تَمَرَاتِكُمُ الْبَرْنِيُّ (1) يُذْهِبُ الدَّاءَ ، وَلَا دَاءَ فِيهِ " (2)
__________
(1) البَرْنِيُّ ضربٌ من التمر , أَحمرُ مُشْرَب بصُفْرة , كثير اللِّحاء , عَذْب الحَلاوة . لسان العرب - (ج 13 / ص 49)
(2) ( طس ) 7406 , ( ك ) 7451 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3303 , الصَّحِيحَة : 1844(4/1055)
( حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" فِي عَجْوَةِ الْعَالِيَةِ (1) أَوَّلَ الْبُكْرَةِ (2) [ عَلَى الرِّيقِ ] (3) شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ سِحْرٍ أَوْ سُمٍّ " (4)
__________
(1) الْعَالِيَة مَا كَانَ مِنْ الْحَوَائِط وَالْقُرَى وَالْعِمَارَات مِنْ جِهَة الْمَدِينَة الْعُلْيَا مِمَّا يَلِي نَجْد , أَوْ السَّافِلَة مِنْ الْجِهَة الْأُخْرَى مِمَّا يَلِي تِهَامَة , قَالَ الْقَاضِي : وَأَدْنَى الْعَالِيَة ثَلَاثَة أَمْيَال ، وَأَبْعَدهَا ثَمَانِيَة مِنْ الْمَدِينَة .شرح النووي على مسلم - (ج 7 / ص 106)
(2) أَيْ : في الصباح الباكر .
(3) ( حم ) 24528 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( حم ) 24779 , ( م ) 156 - ( 2048 )(4/1056)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ (1) " (2)
__________
(1) قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : وَالسَّامُ الْمَوْتُ ، وَالْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ : الشُّونِيزُ . ( خ ) 5364
(2) ( م ) 88 - ( 2215 ) , ( خ ) 5364 , ( ت ) 2041 , ( جة ) 3447(4/1057)
( ش ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
عَلَيْكُمْ بِالشِّفَاءَيْنِ الْعَسَلِ وَالْقُرْآنِ . (1)
__________
(1) ( ش ) 24157 , صححه الألباني في الضعيفة تحت حديث : 1514(4/1058)
( خط ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" سَيِّدُ رِيحَانِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْحِنَّاءُ " (1)
__________
(1) رواه الطبراني في " المعجم الكبير " , وعنه عبد الغني المقدسي في " السنن " ( 184 / 2 ) , والخطيب في " التاريخ " ( 5 / 56 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3677 , والصحيحة : 1420(4/1059)
( 8 ) مَثَالِبُ بَعْضِ الْأَمَاكِنِ وَالْقَبَائِلِ وَالْأَشْخَاص
( خ م حم ) , عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" ( قَامَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَطِيبًا فَأَشَارَ بِيَدِهِ ) (1) ( إِلَى الْعِرَاقَ ) (2) إِلَى الْمَشْرِقِ (3) ( فَقَالَ : رَأْسُ الْكُفْرِ مِنْ هَهُنَا ) (4) إِنَّ الْفِتْنَةَ (5) هَهُنَا , إِنَّ الْفِتْنَةَ هَهُنَا (6) ( مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ (7) ) (8) "
__________
(1) ( خ ) 2937
(2) ( حم ) : 6302 وقال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين .
(3) ( خ ) 3105
(4) ( م ) 2905
(5) أَيْ : الْبَلِيَّاتِ وَالْمِحَنِ الْمُوجِبَةِ لِضَعْفِ الدِّينِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 54)
(6) ( خ ) 3105
(7) قَالَ فِي الْقَامُوسِ : قَرْنُ الشَّيْطَانِ وَقَرْنَاهُ : أُمَّتُهُ وَالْمُتَّبِعُونَ لِرَأْيِهِ , وَانْتِشَارُهُ وَتَسْلِيطُهُ .تحفة الأحوذي(ج6ص54)
(8) ( م ) 2905(4/1060)
( خ ت حم ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا , وَبَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا " ) (1) ( فَقَالَ رَجُلٌ : وَفِي عِرَاقِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ) (2) وَفِي نَجْدِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ (3) ؟ ، وَفِي مَشْرِقِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ (4) ؟ ( فَقَالَ : " اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا , وَبَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا " ) (5) ( فَقَالَ الرَّجُلٌ : وَفِي عِرَاقِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ) (6) ( فَقَالَ : " اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا , وَبَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا " ) (7) ( فَقَالَ الرَّجُلٌ : وَفِي عِرَاقِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ) (8) ( قَالَ : " هُنَاكَ الزَّلَازِلُ (9) وَالْفِتَنُ (10) ) (11) ( وَمِنْ هُنَالِكَ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ (12) ) (13) " (14)
__________
(1) ( ت ) 2268 , ( خ ) 990
(2) يعقوب الفسوي في " المعرفة " ( 2 / 746 - 748 ) , والمخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 7 / 2 - 3 ) , والجرجاني في " الفوائد " ( 164 / 2 ) , وأبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 133 ) , وابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 1 / 120 ) , وصححها الألباني في الصَّحِيحَة : 2246 , وفي كتاب فضائل الشام ح8 , وصحيح الترغيب والترهيب : 1204
(3) ( خ ) 990
(4) ( حم ) 5642 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن , قال الألباني في الصَّحِيحَة 2246 : والمعنى واحد .
(5) ( ت ) 2268 , ( خ ) 990
(6) الفسوي في " المعرفة " ( 2 / 746 - 748 )
(7) ( خ ) 6681
(8) الفسوي في " المعرفة " ( 2 / 746 - 748 )
(9) أَيْ : الزَّلَازِلُ الْحِسِّيَّةُ أَوْ الْمَعْنَوِيَّةُ , وَهِيَ تَزَلْزُلُ الْقُلُوبِ وَاضْطِرَابُ أَهْلِهَا .تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 54)
(10) أَيْ : الْبَلِيَّاتُ وَالْمِحَنُ الْمُوجِبَةُ لِضَعْفِ الدِّينِ وَقِلَّةِ الدِّيَانَةِ , فَلَا يُنَاسِبُهُ دَعْوَةُ الْبَرَكَةِ لَهُ ،
وَقَالَ الْمُهَلَّبُ : إِنَّمَا تَرَكَ - صلى الله عليه وسلم - الدُّعَاءَ لِأَهْلِ الْمَشْرِقِ لِيَضْعُفُوا عَنْ الشَّرِّ الَّذِي هُوَ مَوْضُوعٌ فِي جِهَتِهِمْ , لِاسْتِيلَاءِ الشَّيْطَانِ بِالْفِتَنِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 54)
(11) ( خ ) 990
(12) أَيْ : يَخْرُجُ حِزْبُهُ وَأَهْلُ وَقْتِهِ وَزَمَانِهِ وَأَعْوَانُهُ , وَقِيلَ : يُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِالْقَرْنِ قُوَّةَ الشَّيْطَانِ وَمَا يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى الْإِضْلَالِ , وَكَانَ أَهْلُ الْمَشْرِقِ يَوْمَئِذٍ أَهْلَ كُفْرٍ , فَأَخْبَرَ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ الْفِتْنَةَ تَكُونُ مِنْ تِلْكَ النَّاحِيَةِ , فَكَانَ كَمَا أَخْبَرَ , وَأَوَّلُ الْفِتَنِ كَانَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ , فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبًا لِلْفُرْقَةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ , وَذَلِكَ مِمَّا يُحِبُّهُ الشَّيْطَانُ وَيَفْرَحُ بِهِ , وَكَذَلِكَ الْبِدَعُ نَشَأَتْ مِنْ تِلْكَ الْجِهَةِ -كَذَا فِي فَتْحِ الْبَارِي , وَقَالَ الْعَيْنِيُّ : إِنَّمَا أَشَارَ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمَشْرِقِ لِأَنَّ بِهِ حَدَثَتْ وَقْعَة صِفِّينَ , ثُمَّ ظُهُورُ الْخَوَارِجِ فِي أَرْضِ نَجْدٍ وَالْعِرَاقِ وَمَا وَرَائِهَا مِنْ الْمَشْرِقِ ، وَكَانَتْ الْفِتْنَةُ الْكُبْرَى الَّتِي كَانَتْ مِفْتَاحَ فَسَادِ ذَاتِ الْبَيْنِ قَتْلَ عُثْمَانَ - رضي الله عنه - , وَكَانَ - صلى الله عليه وسلم - يُحَذِّرُ مِنْ ذَلِكَ , وَيُعْلِمُ بِهِ قَبْلَ وُقُوعِهِ , وَذَلِكَ مِنْ دَلَالَاتِ نُبُوَّتِهِ - صلى الله عليه وسلم - . تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 403)
(13) ( حم ) 5642 , ( خ ) 990
(14) قال الألباني في الصَّحِيحَة : 2246 : وإنما أفضت في تخريج هذا الحديث الصحيح وذِكْرِ طُرُقه وبعض ألفاظه , لأن بعض المبتدعة المحاربين للسنة والمنحرفين عن التوحيد يطعنون في الإمام محمد بن عبد الوهاب مجدد دعوة التوحيد في الجزيرة العربية ، ويحملون الحديث عليه باعتباره من بلاد ( نجد ) المعروفة اليوم بهذا الاسم ، وجهلوا أو تجاهلوا أنها ليست هي المقصودة بهذا الحديث ، وإنما هي ( العراق ) كما دل عليه أكثر طرق الحديث ، وبذلك قال العلماء قديما كالإمام الخطابي , وابن حجر العسقلاني وغيرهم , وجهلوا أيضا أن كون الرجل من بعض البلاد المذمومة لَا يستلزم أنه هو مذموم أيضا إذا كان صالحا في نفسه ، والعكس بالعكس , فكم في مكة والمدينة والشام من فاسق وفاجر ، وفي العراق من عالم وصالح , وما أحكم قول سلمان الفارسي لأبي الدرداء حينما دعاه أن يهاجر من العراق إلى الشام : أما بعد ، فإن الأرض لَا تُقَدِّسُ أحدا ، وإنما يقدس الإنسان عمله , وفي مقابل أولئك المبتدعة من أنكر هذا الحديث وحكم عليه بالوضع لما فيه من ذَمِّ العراق , كما فعل الأستاذ صلاح الدين المنجد في مقدمته على " فضائل الشام ودمشق " ، ورددت عليه في تخريجي لأحاديثه ، وأثبتُّ أن الحديث من معجزاته - صلى الله عليه وسلم - العلمية ، فانظر الحديث الثامن منه . أ . هـ(4/1061)
( د ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا أَنَسُ ، إِنَّ النَّاسَ يُمَصِّرُونَ أَمْصَارًا (1) وَإِنَّ مِصْرًا مِنْهَا يُقَالُ لَهُ : الْبَصْرَةُ ، فَإِنْ أَنْتَ مَرَرْتَ بِهَا أَوْ دَخَلْتَهَا فَإِيَّاكَ وَسِبَاخَهَا (2) وَكَلَّاءَهَا (3) وَسُوقَهَا (4) وَبَابَ أُمَرَائِهَا (5) وَعَلَيْكَ بِضَوَاحِيهَا (6) فَإِنَّهُ يَكُونُ بِهَا خَسْفٌ وَقَذْفٌ (7) وَرَجْفٌ (8) وَقَوْمٌ (9) يَبِيتُونَ يُصْبِحُونَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ (10) " (11)
__________
(1) أَيْ : يَتَّخِذُونَ بِلَادًا , وَالتَّمْصِير اِتِّخَاذ الْمِصْر , والمِصر : البلد أو القطر .عون المعبود - (ج 9 / ص 345)
(2) أَيْ : فَاحْذَرْ سِبَاخهَا , وهِيَ الْأَرْض الَّتِي تَعْلُوهَا الْمُلُوحَة وَلَا تَكَاد تُنْبِت إِلَّا بَعْض الشَّجَر .عون المعبود(ج9ص345)
(3) الْكَلَّاء بِالتَّشْدِيدِ وَالْمَدّ : الْمَوْضِع الَّذِي تُرْبَط فِيهِ السُّفُن , وَمِنْهُ سُوق الْكَلَّاء بِالْبَصْرَةِ .عون المعبود(ج9ص 345)
(4) إِمَّا لِحُصُولِ الْغَفْلَة فِي سُوقهَا , أَوْ لِكَثْرَةِ اللَّغْو بِهَا أَوْ فَسَاد الْعُقُود وَنَحْوهَا .عون المعبود(ج9ص 345)
(5) أَيْ : لِكَثْرَةِ الظُّلْم الْوَاقِع بِهَا . عون المعبود(ج9ص 345)
(6) الضَّاحِيَة الْمُرَاد بِهَا جِبَالهَا ، وَهَذَا أَمْر بِالْعُزْلَةِ ، فَالْمَعْنَى اِلْزَمْ نَوَاحِيهَا . عون المعبود - (ج 9 / ص 345)
(7) أَيْ : رَمْي أَهْلهَا بِالْحِجَارَةِ بِأَنْ تُمْطِر عَلَيْهِمْ . عون المعبود - (ج 9 / ص 345)
(8) أَيْ : زَلْزَلَة شَدِيدَة .
(9) أَيْ : فِيهَا قَوْم .
(10) قَالَ الطِّيبِيُّ : الْمُرَاد بِهِ الْمَسْخ , وَقِيلَ : فِي هَذَا إِشَارَة إِلَى أَنَّ بِهَا قَدَرِيَّة , لِأَنَّ الْخَسْف وَالْمَسْخ إِنَّمَا يَكُون فِي هَذِهِ الْأُمَّة لِلْمُكَذِّبِينَ بِالْقَدَرِ . عون المعبود(ج9ص 345)
(11) ( د ) 4307 , انظر صحيح الجامع : 7859 , والمشكاة : 5433(4/1062)
( خ ت ) , وَعَنْ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ (1) قَالَ :
( كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - , فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ ) (2) ( يُصِيبُ الثَّوْبَ ؟ ) (3) ( فَقَالَ : مِمَّنْ أَنْتَ ؟ , قَالَ : مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ , فَقَالَ : انْظُرُوا إِلَى هَذَا , يَسْأَلُنِي عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ رَيْحَانَتَايَ مِنْ الدُّنْيَا (4) ) (5) "
__________
(1) ( ابْن أَبِي نُعْم ) بِضَمِّ النُّون وَسُكُون الْمُهْمَلَة , هُوَ عَبْد الرَّحْمَن ، وَاسْم أَبِيهِ لَا يُعْرَف ، وَهُوَ كُوفِيّ عَابِد اِتَّفَقُوا عَلَى تَوْثِيقه . فتح الباري لابن حجر - (ج 17 / ص 126)
(2) ( خ ) 5648
(3) ( ت ) 3770
(4) الْمَعْنَى أَنَّهُمَا مِمَّا أَكْرَمَنِي اللَّهُ وَحَبَانِي بِهِ ، لِأَنَّ الْأَوْلَاد يُشَمُّونَ وَيُقَبَّلُونَ , فَكَأَنَّهُمْ مِنْ جُمْلَة الرَّيَاحِين , وَقَوْله : " مِنْ الدُّنْيَا " أَيْ : نَصِيبِي مِنْ الرَّيْحَان الدُّنْيَوِيّ , وَاَلَّذِي يَظْهَر أَنَّ اِبْن عُمَر لَمْ يَقْصِد ذَلِكَ الرَّجُل بِعَيْنِهِ أَنَّهُ أَعَان عَلَى قَتْل الْحُسَيْن , بَلْ أَرَادَ التَّنْبِيه عَلَى جَفَاء أَهْل الْعِرَاق وَغَلَبَة الْجَهْلِ عَلَيْهِمْ بِالنِّسْبَةِ لِأَهْلِ الْحِجَاز . فتح الباري لابن حجر . (ج17ص 126)
(5) ( خ ) 5648 , ( ت ) 3770(4/1063)
( م ) , وَعَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ :
يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ , مَا أَسْأَلَكُمْ عَنْ الصَّغِيرَةِ وَأَرْكَبَكُمْ لِلْكَبِيرَةِ , سَمِعْتُ أَبِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ - رضي الله عنهما - يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِنَّ الْفِتْنَةَ تَجِيءُ مِنْ هَاهُنَا , وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ , مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ " , وَأَنْتُمْ يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ , وَإِنَّمَا قَتَلَ مُوسَى الَّذِي قَتَلَ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ خَطَأً , فَقَالَ لَهُ اللَّهُ - عز وجل - : { وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنْ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا } (1) . (2)
__________
(1) [طه/40]
(2) ( م ) 2905(4/1064)
( حم ) , عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيُّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" شَرُّ قَبِيلَتَيْنِ فِي الْعَرَبِ : نَجْرَانُ وَبَنُو تَغْلِبَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 19460 ، ( ك ) 6979 ، انظر الصَّحِيحَة : 2606 , 3127(4/1065)
( خ م ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " رَأَيْتُ عَمْرَو عَامِرِ بْنِ لُحَيٍّ ) (1) ( بْنِ قَمْعَةَ بْنِ خِنْدِفَ أَبَا بَنِي كَعْبٍ هَؤُلَاءِ ) (2) ( يَجُرُّ قُصْبَهُ (3) فِي النَّارِ ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ ) (4) ( وَبَحَّرَ الْبَحِيرَةَ ) (5) ( وَعَبَدَ الْأَصْنَامَ " ) (6) ( قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّب : الْبَحِيرَةَ : الَّتِي يُمْنَعُ دَرُّهَا (7) لِلطَّوَاغِيتِ (8) فلَا يَحْلُبُهَا أَحَدٌ مِنْ النَّاسِ ، وَأَمَّا السَّائِبَةُ : فَالَّتِي كَانُوا يُسَيِّبُونَهَا لِآلِهَتِهِمْ ، فلَا يُحْمَلُ عَلَيْهَا شَيْءٌ ) (9) ( وَالْوَصِيلَةُ : النَّاقَةُ الْبِكْرُ , تُبَكِّرُ فِي أَوَّلِ نِتَاجِ الْإِبِلِ , ثُمَّ تُثَنِّي بَعْدُ بِأُنْثَى , وَكَانُوا يُسَيِّبُونَهَا لِطَوَاغِيتِهِمْ إِنْ وَصَلَتْ إِحْدَاهُمَا بِالْأُخْرَى لَيْسَ بَيْنَهُمَا ذَكَرٌ , وَالْحَامِ : فَحْلُ الْإِبِلِ , يَضْرِبُ الضِّرَابَ (10) الْمَعْدُودَ , فَإِذَا قَضَى ضِرَابَهُ وَدَعُوهُ لِلطَّوَاغِيتِ وَأَعْفَوْهُ مِنْ الْحَمْلِ فَلَمْ يُحْمَلْ عَلَيْهِ شَيْءٌ , وَسَمَّوْهُ : الْحَامِيَ " ) (11)
__________
(1) ( خ ) 3333 , 4348
(2) ( م ) 50 - ( 2856 )
(3) القُصْب : الأمعاء .
(4) ( خ ) 3333 , 4348 , ( م ) 51 - ( 2856 ) , ( حم ) 7696
(5) ( حم ) 8773 ، انظر صحيح الجامع : 3469 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(6) ( حم ) 4258 ، انظر الصحيحة : 1677
(7) أَيْ : حليبها .
(8) أَيْ : للأصنام .
(9) ( خ ) 3333 , ( م ) 51 - ( 2856 )
(10) الضِّرَاب : الجِماع .
(11) ( خ ) 4347(4/1066)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : " يَدْخُلُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ لَعِينٌ " - وَقَدْ تَرَكْتُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَلْبَسُ ثِيَابَهُ لِيَلْحَقَنِي , فَلَمْ أَزَلْ مُشْفِقًا أَنْ يَكُونَ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلَ - حَتَّى دَخَلَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ . (1)
__________
(1) ( حم ) 6520 ، انظر الصَّحِيحَة : 3240 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(4/1067)
( يع ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا بَلَغَ بَنُو أَبِي الْعَاصِ ثَلَاثِينَ رَجُلًا , اتَّخَذُوا مَالَ اللَّهِ دُوَلًا , وَدِينَ اللَّهِ دَخَلًا (1) وَعِبَادَ اللَّهِ خَوَلًا (2) " (3)
__________
(1) أَيْ : مكراً وخديعة .
(2) أَيْ : عبيداً .
(3) ( يع ) 1152 ، ( ك ) 8480 , ( حم ) 11775 ، انظر الصَّحِيحَة : 744(4/1068)
( ك ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنِّي أرِيتُ فِي مَنَامِي كَأَنَّ بَنِي الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِي كَمَا تَنْزُو الْقِرَدَةُ " (1)
__________
(1) ( ك ) 8481 ، ( يع ) 6461 ، انظر الصَّحِيحَة : 3940(4/1069)
( م ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" فِي ثَقِيفٍ كَذَّابٌ وَمُبِيرٌ (1) " (2)
__________
(1) قَالَ أَبُو عِيسَى : الْكَذَّابُ : الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ , وَالْمُبِيرُ : الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ .
(2) ( م ) 2545 , ( ت ) 2220 , انظر الصَّحِيحَة : 3538(4/1070)
( ت ) , وَعَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ :
أَحْصَوْا مَا قَتَلَ الْحَجَّاجُ صَبْرًا , فَبَلَغَ مِائَةَ أَلْفٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ قَتِيلٍ . (1)
__________
(1) ( ت ) 2221 ، وصححه الألباني في هداية الرواة : 5939(4/1071)
( جة طص هب ) , عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( " لَدَغَتْ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَقْرَبٌ وَهُوَ يُصَلِّي ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ : لَعَنَ اللَّهُ الْعَقْرَبَ ) (1) ( مَا تَدَعُ نَبِيًّا وَلَا غَيْرَهُ إِلَّا لَدَغَتْهُمْ ) (2) ( اقْتُلُوهَا فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ " ) (3)
__________
(1) ( طص ) 830 , ( جة ) 1246 , انظر الصَّحِيحَة : 548
(2) ( هب ) 2576 , ( ش ) 23553 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5099
(3) ( جة ) 1246 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5098(4/1072)
( جة ) , عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْحَيَّةُ فَاسِقَةٌ , وَالْعَقْرَبُ فَاسِقَةٌ , وَالْفَأْرَةُ فَاسِقَةٌ , وَالْغُرَابُ فَاسِقٌ " , فَقِيلَ لِلْقَاسِمِ : أَيُؤْكَلُ الْغُرَابُ ؟ , قَالَ : مَنْ يَأْكُلُهُ بَعْدَ قَوْلِ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَاسِقًا ؟ . (1)
__________
(1) ( جة ) 3249 , ( حم ) 25794 , انظر صحيح الجامع : 3204 , والصحيحة : 1825(4/1073)
( خ م ) , عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " خَمْسٌ مِنْ الدَّوَابِّ كُلُّهَا فَوَاسِقُ (1) ) (2) ( يُقْتَلْنَ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ ) (3) ( وَفِي الصَّلَاةِ أَيْضًا : ) (4) ( الْحَيَّةُ وَالْغُرَابُ الْأَبْقَعُ (5) وَالْفَأْرَةُ وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ (6) وَالْحِدَأَةُ (7) ) (8) ( وَالْعَقْرَبُ " ) (9)
__________
(1) وَصْف الْخَمْس بِالْفِسْقِ مِنْ جِهَة الْمَعْنَى يُشْعِر بِأَنَّ الْحُكْم الْمُرَتَّب عَلَى ذَلِكَ وَهُوَ الْقَتْل مُعَلَّل بِمَا جُعِلَ وَصْفًا وَهُوَ الْفِسْق فَيَدْخُل فِيهِ كُلّ فَاسِق مِنْ الدَّوَابّ ، وَزَعَمَ اِبْن الْأَعْرَابِيّ أَنَّهُ لَا يُعْرَف فِي كَلَام الْجَاهِلِيَّة وَلَا شِعْرهمْ فَاسِق ، يَعْنِي بِالْمَعْنَى الشَّرْعِيّ ,
وَأَمَّا الْمَعْنَى فِي وَصْف الدَّوَابّ الْمَذْكُورَة بِالْفِسْقِ فَقِيلَ : لِخُرُوجِهَا عَنْ حُكْم غَيْرهَا مِنْ الْحَيَوَان فِي تَحْرِيم قَتْله ، وَقِيلَ فِي حِلّ أَكْله لِقَوْلِهِ تَعَالَى ( أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ) , وَقَوْله : ( وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اِسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ )
وَقِيلَ : لِخُرُوجِهَا عَنْ حُكْم غَيْرهَا بِالْإِيذَاءِ وَالْإِفْسَاد وَعَدَم الِانْتِفَاع ، وَمِنْ ثَمَّ اِخْتَلَفَ أَهْل الْفَتْوَى : فَمَنْ قَالَ بِالْأَوَّلِ أَلْحَق بِالْخَمْسِ كُلّ مَا جَازَ قَتْله لِلْحَلَالِ فِي الْحَرَم وَفِي الْحِلّ ، وَمَنْ قَالَ بِالثَّانِي أَلْحَق مَا لَا يُؤْكَل إِلَّا مَا نُهِيَ عَنْ قَتْله وَهَذَا قَدْ يُجَامِع الْأَوَّل ،
وَمَنْ قَالَ بِالثَّالِثِ يَخُصّ الْإِلْحَاق بِمَا يَحْصُل مِنْهُ الْإِفْسَاد , وَوَقَعَ فِي حَدِيث أَبِي سَعِيد عِنْد اِبْن مَاجَهْ : قِيلَ لَهُ لِمَ قِيلَ لِلْفَأْرَةِ فُوَيْسِقَة ؟ فَقَالَ : لِأَنَّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - اِسْتَيْقَظَ لَهَا وَقَدْ أَخَذَتْ الْفَتِيلَة لِتُحْرِق بِهَا الْبَيْت , فَهَذَا يُومِئ إِلَى أَنَّ سَبَب تَسْمِيَة الْخَمْس بِذَلِكَ لِكَوْنِ فِعْلهَا يُشْبِه فِعْل الْفُسَّاق ، وَهُوَ يُرَجِّح الْقَوْل الْأَخِير ، وَاللَّه أَعْلَم .فتح الباري لابن حجر - (ج 6 / ص 47)
(2) ( م ) 71 - ( 1198 ) , ( خ ) 1732
(3) ( م ) 67 - ( 1198 ) , ( خ ) 3136
(4) ( م ) 75 - ( 1200 )
(5) " الْأَبْقَع " هُوَ الَّذِي فِي ظَهْره أَوْ بَطْنه بَيَاض ، وَأَخَذَ بِهَذَا الْقَيْد بَعْض أَصْحَاب الْحَدِيث كَمَا حَكَاهُ اِبْن الْمُنْذِر وَغَيْره ، ثُمَّ وَجَدْت اِبْن خُزَيْمَةَ قَدْ صَرَّحَ بِاخْتِيَارِهِ ، وَهُوَ قَضِيَّة حَمْل الْمُطْلَق عَلَى الْمُقَيَّد , وَقَدْ اِتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى إِخْرَاج الْغُرَاب الصَّغِير الَّذِي يَأْكُل الْحَبّ مِنْ ذَلِكَ وَيُقَال لَهُ غُرَاب الزَّرْع وَيُقَال لَهُ : الزَّاغ ، وَأَفْتَوْا بِجَوَازِ أَكْله ، فَبَقِيَ مَا عَدَاهُ مِنْ الْغِرْبَان مُلْتَحِقًا بِالْأَبْقَعِ , وَمِنْهَا الْغُدَاف عَلَى الصَّحِيح فِي " الرَّوْضَة " بِخِلَافِ تَصْحِيح الرَّافِعِيّ ، وَسَمَّى اِبْن قُدَامَةَ الْغُدَاف غُرَاب الْبَيْن ، وَالْمَعْرُوف عِنْد أَهْل اللُّغَة أَنَّهُ الْأَبْقَع ، قِيلَ : سُمِّيَ غُرَاب الْبَيْن لِأَنَّهُ بَانَ عَنْ نُوح لَمَّا أَرْسَلَهُ مِنْ السَّفِينَة لِيَكْشِف خَبَر الْأَرْض ، فَلَقِيَ جِيفَة فَوَقَعَ عَلَيْهَا وَلَمْ يَرْجِع إِلَى نُوح ، وَكَانَ أَهْل الْجَاهِلِيَّة يَتَشَاءَمُونَ بِهِ فَكَانُوا إِذَا نَعَبَ مَرَّتَيْنِ قَالُوا : آذَنَ بِشَرٍّ ، وَإِذَا نَعَبَ ثَلَاثًا قَالُوا : آذَنَ بِخَيْرٍ ، فَأَبْطَلَ الْإِسْلَام ذَلِكَ ، وَكَانَ اِبْن عَبَّاس إِذَا سَمِعَ الْغُرَاب قَالَ : اللَّهُمَّ لَا طَيْر إِلَّا طَيْرك وَلَا خَيْر إِلَّا خَيْرك وَلَا إِلَه غَيْرك . وَقَالَ صَاحِب الْهِدَايَة : الْمُرَاد بِالْغُرَابِ فِي الْحَدِيث الْغُدَاف وَالْأَبْقَع , لِأَنَّهُمَا يَأْكُلَانِ الْجِيَف ، وَأَمَّا غُرَاب الزَّرْع فَلَا , وَكَذَا اِسْتَثْنَاهُ اِبْن قُدَامَةَ ، وَمَا أَظُنّ فِيهِ خِلَافًا .فتح الباري لابن حجر - (ج 6 / ص 47)
(6) الْعَقُورُ : مَا يَعْقِرُ وَيُؤْذِي بِلَا سَبَبٍ , مِنْ الْعَقْرِ , وَهُوَ الْجَرْحُ .
(7) مِنْ خَوَاصّ الْحِدَأَة أَنَّهَا تَقِف فِي الطَّيَرَان ، وَيُقَال إِنَّهَا لَا تَخْتَطِف إِلَّا مِنْ جِهَة الْيَمِين ، وَقَدْ مَضَى لَهَا ذِكْر فِي الصَّلَاة قِصَّة صَاحِبَة الْوِشَاح .فتح الباري لابن حجر - (ج 6 / ص 47)
(8) ( م ) 67 - ( 1198 ) , ( خ ) 3136 , ( د ) 1847
(9) ( خ ) 1732 , ( م ) 68 - ( 1198 ) , ( ت ) 837 , ( س ) 2882(4/1074)
تم بحمد الله كتاب السير والمناقب(4/1075)