( خ ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتْرُكُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا فِيهِ تَصَالِيبُ إِلَّا نَقَضَهُ " (1)
__________
(1) ( خ ) 5608 , ( د ) 4151 , ( حم ) 24306(3/2366)
( هق ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تُسْتَرَ الْجُدُرَ " (1)
__________
(1) , ( هق ) 14366 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6811 , الصَّحِيحَة : 2384(3/2367)
( م د ) , وَعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - , عَنْ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا تِمْثَالٌ (1) ) (2) " قَالَ : فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها فَقُلْتُ : إِنَّ هَذَا يُخْبِرُنِي أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا تِمْثَالٌ " , فَهَلْ سَمِعْتِ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَكَرَ ذَلِكَ ؟ , قَالَتْ : لَا , وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكُمْ بِمَا رَأَيْتُهُ فَعَلَ ) (3) ( " خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ ", وَكُنْتُ أَتَحَيَّنُ قُفُولَهُ (4) فَأَخَذْتُ نَمَطًا (5) كَانَ لَنَا فَسَتَرْتُهُ عَلَى ) (6) ( الْبَابِ ) (7) ( " فَلَمَّا جَاءَ " اسْتَقْبَلْتُهُ فَقُلْتُ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ , الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَعَزَّكَ وَأَكْرَمَكَ , " فَنَظَرَ إِلَى الْبَيْتِ فَرَأَى النَّمَطَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ شَيْئًا , وَرَأَيْتُ الْكَرَاهِيَةَ فِي وَجْهِهِ , فَأَتَى النَّمَطَ حَتَّى هَتَكَهُ (8) ثُمَّ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَأْمُرْنَا فِيمَا رَزَقَنَا أَنْ نَكْسُوَ الْحِجَارَةَ ) (9) ( وَالطِّينَ (10) " ) (11) ( قَالَتْ : فَقَطَعْتُهُ وَجَعَلْتُ مِنْهُ وِسَادَتَيْنِ وَحَشَوْتُهُمَا لِيفًا , " فَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ عَلَيَّ (12) ) (13) "
__________
(1) ( التِمْثَال ) : هُوَ الصُّورَة مُطْلَقًا , وَالْمُرَاد صُورَة الْحَيَوَان . عون المعبود - (ج 9 / ص 191)
(2) ( د ) 4153 , ( م ) 2106
(3) ( م ) 2106 , ( د ) 4153
(4) أَيْ : أَطْلُب وَأَنْتَظِر حِين رُجُوعه > . عون المعبود - (ج 9 / ص 191)
(5) الْمُرَاد بِالنَّمَطِ هُنَا بِسَاط لَطِيف لَهُ خَمْل ، وَفِي فَتْح الْوَدُود : ثَوْب مِنْ صُوف يُفْرَش , وَيُجْعَل سِتْرًا , وَيُطْرَح عَلَى الْهَوْدَج .عون المعبود - (ج 9 / ص 191)
(6) ( د ) 4153
(7) ( م ) 2106
(8) أَيْ : قَطَعَهُ وَأَتْلَفَ الصُّورَة الَّتِي فِيهِ . عون المعبود - (ج 9 / ص 191)
(9) ( د ) 4153 , ( م ) 2106
(10) قَالَ النَّوَوِيّ : اِسْتَدَلُّوا بِهِ عَلَى أَنَّهُ يُمْنَع مِنْ سَتْر الْحِيطَان وَتَنْجِيد الْبُيُوت بِالثِّيَابِ , وَهُوَ مَنْع كَرَاهَة تَنْزِيه لَا تَحْرِيم هَذَا هُوَ الصَّحِيح , قَالَ : وَلَيْسَ فِي هَذَا الْحَدِيث مَا يَقْتَضِي تَحْرِيمه , لِأَنَّ حَقِيقَة اللَّفْظ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَأْمُرنَا بِذَلِكَ , وَهَذَا يَقْتَضِي أَنَّهُ لَيْسَ بِوَاجِبٍ وَلَا مَنْدُوب , وَلَا يَقْتَضِي التَّحْرِيم . عون المعبود - (ج 9 / ص 191)
(11) ( م ) 2106
(12) فِي الحديث أَنَّ الصُّورَة إِذْ غُيِّرَتْ لَمْ يَكُنْ بِهَا بَأْس بَعْد ذَلِكَ , وَجَازَ اِفْتِرَاشهَا وَالِارْتِفَاق عَلَيْهَا , وَقَالَ عَبْد الْحَقّ الْمُحَدِّث الدَّهْلَوِيّ : وَلَا يَخْفَى أَنَّ سِيَاق الْحَدِيث يَدُلّ عَلَى أَنَّ الْمَنْع وَالْهَتْك لَمْ يَكُنْ مِنْ جِهَة التَّصْوِير , بَلْ لِكَرَاهَةِ كِسْوَة الْجِدَار , قُلْت : التَّصْوِير وَكِسْوَة الْجِدَار كِلَاهُمَا أَمْرَانِ مُنْكَرَانِ أَنْكَرَ عَلَيْهِمَا رَسُول اللَّه > , وَاَللَّه أَعْلَم . عون المعبود - (ج 9 / ص 191)
(13) ( د ) 4153 , ( م ) 2106(3/2368)
( حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ سَفَرٍ وَقَدْ اشْتَرَيْتُ نَمَطًا فِيهِ صُورَةٌ , فَسَتَرْتُهُ عَلَى سَهْوَةِ بَيْتِي , " فَلَمَّا دَخَلَ كَرِهَ مَا صَنَعْتُ وَقَالَ : أَتَسْتُرِينَ الْجُدُرَ يَا عَائِشَةُ ؟ " ، فَطَرَحْتُهُ فَقَطَعْتُهُ مِرْفَقَتَيْنِ (1) " فَقَدْ رَأَيْتُهُ مُتَّكِئًا عَلَى إِحْدَاهُمَا وَفِيهَا صُورَةٌ " (2)
__________
(1) أَيْ : وسادتين يتكئ عليهما .
(2) ( حم ) 26146 , وصححه الألباني في آداب الزفاف ص114 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .(3/2369)
( طب ) , وَعَنْ سَالِمِ بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ :
أَعْرَسْتُ فِي عَهْدِ أَبِي (1) فَآذَنَ أَبِي النَّاسَ , وَكَانَ أَبُو أَيُّوبَ - رضي الله عنه - فِيمَنْ آذَنَّا , وَقَدْ سَتَرُوا بَيْتِي بِبِجَادٍ (2) أَخْضَرَ , فَأَقْبَلَ أَبُو أَيُّوبَ فَدَخَلَ فَرَآنِي قَائِمًا , فَاطَّلَعَ فَرَأَى الْبَيْتَ مُسْتَتِرًا بِبِجَادٍ أَخْضَرَ , فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ أَتَسْتُرُونَ الْجُدُرَ ؟ , فَقَالَ أَبِي واسْتَحْيَى : غَلَبْنَنَا النِّسَاءُ يَا أَبَا أَيُّوبَ , قَالَ : مَنْ خَشِيَ أَنْ يَغْلِبْنَهُ النِّسَاءُ فَلَمْ أَخْشَ أَنْ يَغْلِبْنَكَ , ثُمَّ قَالَ : لَا أَطْعَمُ لَكُمْ طَعَامًا وَلَا أَدْخَلُ لَكُمْ بَيْتًا , ثُمَّ خَرَجَ / . (3)
__________
(1) أَيْ : تزوجت .
(2) البِجَاد الكِسَاء . النهاية في غريب الأثر - (ج 1 / ص 237)
(3) ( طب ) ج4/ص118 ح3853 , وحسنه الألباني في آداب الزفاف ص129(3/2370)
( 3 ) تَزْيِينُ الْمَسَاجِد
( 1 ) تَزْيِينُ الْكَعْبَة
( د حم ) , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْبَيْتَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وِجَاهَكَ حِينَ تَدْخُلُ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ " ) (1) ( فَقَالَتْ لِيَ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ : مَا قَالَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ دَعَاكَ ؟ ) (2) ( فَقُلْتُ : قَالَ لِي : " إِنِّي كُنْتُ رَأَيْتُ قَرْنَيْ الْكَبْشِ حِينَ دَخَلْتُ الْبَيْتَ , فَنَسِيتُ أَنْ آمُرَكَ أَنْ تُخَمِّرَهُمَا (3) فَخَمِّرْهُمَا , فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فِي الْبَيْتِ شَيْءٌ يَشْغَلُ الْمُصَلِّيَ " , قَالَ سُفْيَانُ : لَمْ تَزَلْ قَرْنَا الْكَبْشِ فِي الْبَيْتِ حَتَّى احْتَرَقَ الْبَيْتُ فَاحْتَرَقَا ) (4) .
__________
(1) ( حم ) 15424 , وقال الألباني في الثمر المستطاب(1 / 426) : إسناده قوي .
(2) ( د ) 2030
(3) أَيْ : تُغَطِّي قَرْنَيْ الْكَبْش الَّذِي فَدَى اللَّه تَعَالَى بِهِ إِسْمَاعِيل × عَنْ أَعْيُن النَّاس ، كَذَا فِي فَتْح الْوَدُود .
(4) ( حم ) 23269 , ( د ) 2030 , صححه الألباني في الثمر المستطاب : ج1 ص434 ، وصفة الصلاة ص 89(3/2371)
( 2 ) تَزْيِين الْمَسَاجِدِ غَيْرِ الْكَعْبَة
( دلائل النبوة للبيهقي ) ، وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " لَمَّا بَنَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَسْجِدَ أَعَانَهُ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ , وَهُوَ مَعَهُمْ يَتَنَاوَلُ اللَّبِنَ (5) حَتَّى اغْبَرَّ صَدْرُهُ (6) " ) (7) ( فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَوْ بَنَيْنَا مَسْجِدَنَا هَذَا عَلَى بِنَاءِ مَسْجِدِ الشَّامِ " فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْجَرِيدَةَ (8) أَوْ الْقَصَبَةَ فَرَمَى بِهَا ) (9) ( وَقَالَ : ابْنُوهُ عَرِيشًا كَعَرِيشِ مُوسَى (10) ) (11) ( ثُمَامٌ (12) وَخُشَيْبَاتٌ ، وَالْأَمْرُ أَعْجَلُ مِنْ ذَلِكَ " ) (13) ( فَقِيلَ لِلْحَسَنِ : مَا عَرِيشُ مُوسَى ؟ , قَالَ : إِذَا رَفَعَ يَدَهُ بَلَغَ الْعَرِيشَ - يَعْنِي السَّقْفَ - ) (14) .
---------------
(5) اللَّبِن : ما يعمل من الطين يعني الطوب والآجر .
(6) أَيْ : أصابه الغبار ، وهو ما صَغُر من التراب والرماد .
(7) دلائل النبوة للبيهقي (794) , انظر الصَّحِيحَة : 616 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1876
(8) الْجَرِيدَةُ : سَعَفَةُ النَّخْلِ , سُمِّيَتْ بِهَا لِكَوْنِهَا مُجَرَّدَةً عَنْ الْخُوصِ وَهُوَ وَرَقُ النَّخْلِ . تحفة الأحوذي
(9) المفضل الجندي في " كتاب فضل المدينة " ( رقم 47 - منسوخة الألباني )
(10) العريش : كل ما يُستظل به .
(11) دلائل النبوة للبيهقي (794)
(12) الثُّمام : نبات ضعيف له خوص أَو شبيه بالخُوص , وربما حُشِي به وسُدَّ به خَصاصُ البيوت . لسان العرب
(13) ( كنز العمال ) ح41503 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4007
(14) دلائل النبوة للبيهقي (794)(3/2372)
( خ د ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( كَانَ الْمَسْجِدُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَبْنِيًّا بِاللَّبِنِ (1) وَسَقْفُهُ ) (2) ( مُظَلَّلٌ بِجَرِيدِ النَّخْلِ ) (3) ( وَعُمُدُهُ مِنْ خَشَبِ النَّخْلِ ) (4) ( فَلَمْ يَزِدْ فِيهِ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - شَيْئًا ، وَزَادَ فِيهِ عُمَرُ - رضي الله عنه - ، وَبَنَاهُ عَلَى بُنْيَانِهِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِاللَّبِنِ وَالْجَرِيدِ ، وَأَعَادَ عُمُدَهُ خَشَبًا ، ثُمَّ غَيَّرَهُ عُثْمَانُ - رضي الله عنه - ، فَزَادَ فِيهِ زِيَادَةً كَثِيرَةً ، وَبَنَى جِدَارَهُ بِالْحِجَارَةِ الْمَنْقُوشَةِ وَالْقَصَّةِ (5) وَجَعَلَ عُمُدَهُ مِنْ حِجَارَةٍ مَنْقُوشَةٍ ، وَسَقَفَهُ بِالسَّاجِ (6) ) (7) .
__________
(1) اللَّبِن : ما يعمل من الطين يعني الطوب والآجر .
(2) ( خ ) 435
(3) ( د ) 452 , ( خ ) 435
(4) ( د ) 451 , ( خ ) 435
(5) قَالَ أَبُو دَاوُد : الْقَصَّةُ الْجِصُّ .
(6) الساج : نوع جيد من الشجر يتخذ منه الأخشاب القوية .
(7) ( خ ) 435 , ( د ) 451 , ( حم ) 6139(3/2373)
( حب ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَتَبَاهَى النَّاسُ فِي الْمَسَاجِدِ " (1)
__________
(1) ( حب ) 1613 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6816 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(3/2374)
( د ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَبَاهَى النَّاسُ فِي الْمَسَاجِدِ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : يَتَفَاخَرُوا فِي شَأْنهَا أَوْ بِنَائِهَا , قَالَ اِبْن رَسْلَان : هَذَا الْحَدِيث فِيهِ مُعْجِزَة ظَاهِرَة لِإِخْبَارِهِ - صلى الله عليه وسلم - عَمَّا سَيَقَعُ بَعْده فَإِنَّ تَزْوِيق الْمَسَاجِد وَالْمُبَاهَاة بِزَخْرَفَتِهَا كَثُرَ مِنْ الْمُلُوك وَالْأُمَرَاء فِي هَذَا الزَّمَان بِالْقَاهِرَةِ وَالشَّام وَبَيْت الْمَقْدِس بِأَخْذِهِمْ أَمْوَال النَّاس ظُلْمًا وَعِمَارَتهمْ بِهَا الْمَدَارِس عَلَى شَكْل بَدِيع , نَسْأَل اللَّه السَّلَامَة وَالْعَافِيَة . عون المعبود - (ج 1 / ص 484)
(2) ( د ) 449 , ( س ) 689 , انظر الثمر المستطاب - (ج 1 / ص 465)(3/2375)
( د ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا أُمِرْتُ بِتَشْيِيدِ (1) الْمَسَاجِدِ " , قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : لَتُزَخْرِفُنَّهَا (2) كَمَا زَخْرَفَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى . (3)
__________
(1) التَّشْيِيدُ : رَفْعُ الْبِنَاءِ وَتَطْوِيلُهُ ، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى : { بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ } وَهِيَ الَّتِي طُوِّلَ بِنَاؤُهَا ، يُقَالُ : شَيَّدْته تَشْيِيدًا : طَوَّلْته وَرَفَعْته . نيل الأوطار - (ج 3 / ص 197)
(2) ( الزَّخْرَفَةُ ) : الزِّينَةُ ، قَالَ مُحْيِي السُّنَّةِ : أَيْ : أَنَّهُمْ زَخْرَفُوا الْمَسَاجِدَ عِنْدَمَا بَدَّلُوا دِينَهُمْ وَحَرَّفُوا كُتُبَهُمْ , وَأَنْتُمْ تَصِيرُونَ إلَى مِثْلِ حَالِهِمْ ، وَسَيَصِيرُ أَمْرُكُمْ إلَى الْمُرَاءَاةِ بِالْمَسَاجِدِ وَالْمُبَاهَاةِ بِتَشْيِيدِهَا وَتَزْيِينِهَا ، وَالْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ تَشْيِيدَ الْمَسَاجِدِ بِدْعَةٌ . نيل الأوطار - (ج 3 / ص 198)
(3) ( د ) 448 , ( جة ) 740 , صححه الألباني في المشكاة : 718 وقال في تخريج كتاب ( إصلاح المساجد من البدع والعوائد ح94 ) عن قول ابن عباس : صحيح في حكم المعروف .(3/2376)
( الحكيم ) , عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا زَخْرَفْتُمْ مَسَاجِدَكُمْ ، وَحَلَّيْتُمْ (1) مَصَاحِفَكُمْ (2) فَالدَّمَارُ (3) عَلَيْكُمْ (4) " (5)
__________
(1) أَيْ : زيَّنتم .
(2) أَيْ : بالذهب والفضة . فيض القدير - (ج 1 / ص 470)
(3) الدمار : الهلاك المستأصِل . فيض القدير - (ج 1 / ص 470)
(4) ( الدمار عليكم ) دعاء أو خبر . فيض القدير - (ج 1 / ص 470)
(5) رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1 / 100 / 2 - مخطوطة الظاهرية ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 585 , والصحيحة : 1351 , والثمر المستطاب ج1ص465(3/2377)
( 4 ) أَنْوَاعُ الزِّينَة
( 1 ) زِينَةُ التَّنَمُّص
( خ م د ) , عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ ) (1) ( وَالنَّامِصَةُ وَالْمُتَنَمِّصَةُ (2) ) (3) "
__________
(1) ( خ ) 5593 , ( م ) 2124
(2) قَالَ أَبُو دَاوُد : الْوَاصِلَةِ : الَّتِي تَصِلُ الشَّعْرَ بِشَعْرِ النِّسَاءِ , وَالْمُسْتَوْصِلَةُ : الْمَعْمُولُ بِهَا , وَالنَّامِصَةُ : الَّتِي تَنْقُشُ الْحَاجِبَ حَتَّى تُرِقَّهُ , وَالْمُتَنَمِّصَةُ : الْمَعْمُولُ بِهَا , وَالْوَاشِمَةُ : الَّتِي تَجْعَلُ الْخِيلَانَ فِي وَجْهِهَا بِكُحْلٍ أَوْ مِدَادٍ , وَالْمُسْتَوْشِمَةُ : الْمَعْمُولُ بِهَا .
(3) ( د ) 4170 , انظر غاية المرام ( 95 )(3/2378)
( 2 ) زِينَةُ إِزَالَةِ شَعْرِ اللِّحْيَةِ وَالشَّارِب
إِزَالَةُ شَعْرِ اللِّحْيَةِ وَالشَّارِبِ لِلرَّجُل
( خ م د ) , وَعَنْ نَافِعٍ ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ , وَفِّرُوا اللِّحَى وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ أَحْفُوا الشَّوَارِبَ وَأَعْفُوا اللِّحَى (1) انْهَكُوا الشَّوَارِبَ وَأَعْفُوا اللِّحَى (2) " , قَالَ نَافِعٌ : وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا حَجَّ أَوْ اعْتَمَرَ قَبَضَ عَلَى لِحْيَتِهِ ) (3) ( فَيَقْطَعُ مَا زَادَ عَلَى الْكَفِّ ) (4) .
__________
(1) ( م ) 52 - ( 259 ) , ( خ ) 5554 , ( ت ) 2763 , ( س ) 15
(2) ( خ ) 5554
(3) ( خ ) 5553 , ( م ) 54 - ( 259 )
(4) ( د ) 2357 , ( خ ) 5553 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5434 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :2723 , الصَّحِيحَة : 1783(3/2379)
( حب ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ الْمَجُوسَ تُعْفِي شَوَارِبِهَا وَتُحْفِي لِحَاهَا فَخَالِفُوهُمْ , خُذُوا شواربَكم، وأعفُوا لحاكُم " (1)
__________
(1) ( حب ) 1221 , انظر الصَّحِيحَة : 3123(3/2380)
( ت ) , وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ لَمْ يَأْخُذْ مِنْ شَارِبِهِ فَلَيْسَ مِنَّا " (1)
__________
(1) ( ت ) 2761 , ( س ) 13 , ( حم ) 19283 , انظر صحيح الجامع : 6533 , ، المشكاة ( 4438 )(3/2381)
( تاريخ الطبري ) , وَعَنْ مُحَّمَدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ :
" بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسٍ - رضي الله عنه - إِلَى كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ مَلِكِ فَارِسٍ وَكَتَبَ : " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى كِسْرَى عَظِيمِ فَارِسٍ سَلامُ اللَّهِ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى وَآَمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَشَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَدْعُوكَ بِدَاعِيَةِ اللَّهِ - عز وجل - ، فَإِنِّي أنا رَسُولُ اللَّهِ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً ، لأُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيِحِقُّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ، فَأَسْلِم تَسْلَمْ ، فَإِنْ أَبَيْتَ ، فَإِنَّ إِثْمَ الْمَجُوسِ عَلَيْكَ " , فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَقَّقَهُ وَقَالَ : يَكْتُبُ إِلَيَّ بِهَذَا الْكِتَابِ وَهُوَ عَبْدِي ؟ فَبَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ حِينَ بَلَغَهُ أَنَّهُ شَقَّقَ كِتَابَهُ : " مُزِّقَ مُلْكُهُ " ، ثُمَّ كَتَبَ كِسْرَى إِلَى بَاذَانَ - وَهُوَ عَلَى الْيَمَنِ - أَنِ ابْعَثْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي بِالْحِجَازِ رَجُلَيْنِ مِنْ عِنْدِكَ جَلْدَيْنِ (2) فَلْيَأْتِيَانِي بِهِ ، فَبَعَثَ بَاذَانُ قَهْرَمَانَهُ (3) - وَهُوَ ابْنُ بَابَوَيْهِ ، وَكَانَ كَاتِبًا حَاسِبًا - وَبَعَثَ بِرَجُلٍ مِنَ الْفُرْسِ يُقَالَ لَهُ : خَرَخْسَرَه ، وَكَتَبَ مَعُهَما إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأْمُرُهُ أَنْ يَنْصَرِفَ مَعَهُمَا إِلَى كِسْرَى ،
وَقَالَ لِبَابَوَيْهِ : وَيْلَكَ انْظُرْ مَا الرَّجُلُ ؟ , وَكَلِّمْهُ وَأْتِنِي بِخَبَرِهِ ، فَخَرَجَا حَتَّى قَدِمَا الطَّائِفَ ، فَسَأَلا عَنْهُ فَقَالُوا : هُوَ بِالْمَدِينَةِ ، وَاسْتَبْشَرُوا (4) وَقَالُوا : قَدْ نَصَبَ لَهُ كِسْرَى مَلِكُ الْمُلُوكِ ، كُفِيْتُمُ الرَّجُلَ ، فَخَرَجَا حَتَّى قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَكَلَّمَهُ بَابَوَيْهِ وَقَالَ لَهُ : إِنَّ شَاهَانْشَاهَ مَلِكَ الْمُلُوكِ كِسْرَى قَدْ كَتَبَ إِلَى الْمَلِكِ بَاذَانَ يَأْمُرُهُ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْكَ بِأَمْرِهِ أَنْ يَأْتِيَهُ بِكَ ، وَقَدْ بَعَثَنِي إِلَيْكَ لِتَنْطَلِقَ مَعِي ، فَإِنْ فَعَلْتَ كُتِبَ فِيكَ إِلَى مَلِكِ الْمُلُوكِ بِكِتَابٍ يَنْفَعُكَ وَيُكُفُّ عَنْكَ بِهِ ، وَإِنْ أَبَيْتَ فَهُوَ مَنْ قَدْ عَلِمْتَ ، فَهُوَ مُهْلِكُكَ وَمُهْلِكُ قَوْمِكَ وَمُخْرِبُ دِيَارِكَ - وَكَانَا قَدْ دَخَلا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ حَلَقَا لِحَاهُمَا وَأَعْفَيَا شَوَارِبَهُمَا - " فَكَرِهَ النَّظَرَ إِلَيْهِمَا وَقَالَ : وَيْلَكُمَا مَنْ أَمَرَكُمَا بِهَذَا ؟ " ، قَالا : أَمَرَنَا بِهَذَا رَبُّنَا - يَعْنِيَانِ كِسْرَى - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَكِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي بِإِعْفَاءِ لِحْيَتِي وَقَصِّ شَارِبِي " (5)
-------------------
(2) أَيْ : قويين .
(3) هو كالخازِن والوكيل والحافظ لما تحت يده والقائم بأمور الرجُل بلُغَة الفُرس . النهاية (ج 4 / ص 213)
(4) أَيْ : أهل الطائف .
(5) تاريخ الطبري (2 / 296) , وحسنه الألباني في فقه السيرة ص359(3/2382)
كَيْفِيَّةُ قَصِّ الشَّارِب
( د ) , عَنْ الْمُغِيرَةَ بْنِ شُعْبَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
ضِفْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ لَيْلَةٍ , " فَأَمَرَ بِجَنْبٍ فَشُوِيَ , وَأَخَذَ الشَّفْرَةَ فَجَعَلَ يَحُزُّ لِي بِهَا مِنْهُ " , فَجَاءَ بِلَالٌ فَآذَنَهُ بِالصَلَاةِ , " فَأَلْقَى الشَّفْرَةَ وَقَالَ : مَا لَهُ تَرِبَتْ يَدَاهُ ؟ , وَقَامَ يُصَلِّي - وَكَانَ شَارِبِي وَفَى - " فَقَصَّهُ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى سِوَاكٍ , أَوْ قَالَ : أَقُصُّهُ لَكَ عَلَى سِوَاكٍ ؟ " (1)
__________
(1) ( د ) 188 , ( حم ) 18237 , انظر هداية الرواة : 4164 , مختصر الشمائل : 140(3/2383)
( هق ) , وَعَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْخَوْلاَنِيِّ قَالَ :
رَأَيْتُ خَمْسَةً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُصُّونَ شَوَارِبَهُمْ وَيُعْفُونَ لِحَاهُمْ وَيُصَفِّرُونَهَا : أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ ، وَعُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ السُّلَمِيُّ , وَالْحَجَّاجُ بْنُ عَامِرٍ الثُّمَالِيُّ , وَالْمِقْدَامُ بْنُ مَعْدِيكَرِبَ الْكِنْدِيُّ ، كَانُوا يَقُصُّونَ شَوَارِبَهُمْ مَعَ طَرَفِ الشَّفَةِ . (1)
__________
(1) ( هق ) 681 , ( طب ) ج3/ص225 ح3218 , , صححه الألباني في آداب الزفاف ص137 , وفي السلسلة الضعيفة (9 / 53)(3/2384)
( طب ) , وَعَنْ إِسْحَاقَ بنِ عِيسَى الطَّبَّاعِ قَالَ :
رَأَيْتُ مَالِكَ بن أَنَسٍ وَافِرَ الشَّارِبِ , فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ ؟ ، فَقَالَ : حَدَّثَنِي زَيْدُ بن أَسْلَمَ عَنْ عَامِرِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ , أَنَّ عُمَرَ - رضي الله عنهما - ن الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - كَانَ إِذَا غَضِبَ فَتَلَ شَارِبَهُ وَنَفَخَ . (1)
__________
(1) ( طب ) ج1/ص66 ح54 , صححه الألباني في آداب الزفاف ص137(3/2385)
( 3 ) زِينَةُ وَصْلِ الشَّعْر
( م حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" زَجَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تَصِلَ الْمَرْأَةُ بِرَأْسِهَا شَيْئًا " (1)
__________
(1) ( م ) 121 - ( 2126 ) , ( حم ) 14188(3/2386)
( خ م ) , عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ " (1)
__________
(1) ( خ ) 5593 , ( م ) 2124(3/2387)
( خ م س ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( زَوَّجَتْ امْرَأَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ ابْنَتَهَا ) (1) ( فَمَرِضَتْ ) (2) ( فَتَمَعَّطَ شَعَرُ رَأْسِهَا (3) فَجَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (4) ( فَقَالَتْ : إِنِّي أَنْكَحْتُ ابْنَتِي ثُمَّ ) (5) ( أَصَابَتْهَا الْحَصْبَةُ ) (6) ( فَتَمَرَّقَ شَعَرُهَا ) (7) ( وَزَوْجُهَا يَسْتَحِثُّنِي بِهَا ) (8) ( فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ إِنْ وَصَلْتُ لَهَا فِيهِ ؟ ) (9) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ ) (10) "
__________
(1) ( خ ) 4909
(2) ( خ ) 5590
(3) أَيْ : سَقَطَ شَعْرهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 17 / ص 37)
(4) ( خ ) 4909
(5) ( خ ) 5591
(6) ( خ ) 5597
(7) ( م ) 2122
(8) ( خ ) 5591
(9) ( س ) 5250 , ( خ ) 5591
(10) ( م ) 2122 , ( خ ) 5590(3/2388)
( 4 ) زِينَةُ شَعْرِ الرَّأْس
( 1 ) اِتِّخَاذُ الشَّعْر ِوَإِكْرَامُه
( د ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْهُ (1) " (2)
__________
(1) ( فليُكْرِمْهُ ) : فليزينه ، ولينظفه بالغسل والتدهين والترجيل ، ولا يتركه متفرقا .
(2) ( د ) 4163 , ( هب ) 6456 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1220 , الصَّحِيحَة : 500 , 666(3/2389)
( د ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" كَانَ شَعْرُ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَوْقَ الْوَفْرَةِ ، وَدُونَ الْجُمَّةِ (1) " (2)
__________
(1) الْوَفْرَةُ : الشَّعْرُ إلَى شَحْمَةِ الْأُذُنِ , فَإِذَا جَاوَزَهَا فَهُوَ اللِّمَّةُ , فَإِذَا بَلَغَ الْمَنْكِبَيْنِ فَهُوَ الْجُمَّةُ .( نيل الاوطار ) .
(2) ( د ) 4187 , ( جة ) 3635 , ( حم ) 24812 , انظر صحيح الجامع : 4817 , والمشكاة : 4460(3/2390)
( ت ) , وَعَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَكَّةَ وَلَهُ أَرْبَعُ غَدَائِرَ (1) " (2)
__________
(1) تَعْنِي : ضَفَائِرَ .
(2) ( ت ) 1781 , ( د ) 4191 , ( جة ) 363 , ( حم ) 26934 , انظر هداية الرواة : 4347 , مختصر الشمائل :35(3/2391)
( خ م ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَسْدِلُ شَعَرَهُ (1) وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُءُوسَهُمْ ، وَكَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ رُءُوسَهُمْ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ بِشَيْءٍ (2) ثُمَّ فَرَقَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَأْسَهُ [ بَعْدُ (3) ] (4) " (5)
__________
(1) أَيْ : يَتْرُك شَعْر نَاصِيَته عَلَى جَبْهَته , قَالَ النَّوَوِيّ : قَالَ الْعُلَمَاء الْمُرَاد إِرْسَاله عَلَى الْجَبِين وَاِتِّخَاذه كَالْقُصَّةِ .فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 366)
(2) أَيْ : فِيمَا لَمْ يُخَالِف شَرْعه لِأَنَّ أَهْل الْكِتَاب فِي زَمَانه كَانُوا مُتَمَسِّكِينَ بِبَقَايَا مِنْ شَرَائِع الرُّسُل , فَكَانَتْ مُوَافَقَتهمْ أَحَبّ إِلَيْهِ مِنْ مُوَافَقَة عُبَّاد الْأَوْثَان ، فَلَمَّا أَسْلَمَ غَالِب عُبَّاد الْأَوْثَان أَحَبَّ - صلى الله عليه وسلم - حِينَئِذٍ مُخَالَفَة أَهْل الْكِتَاب . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 366)
(3) أَيْ : أَلْقَى شَعْر رَأْسه إِلَى جَانِبَيْ رَأْسه فَلَمْ يَتْرُك مِنْهُ شَيْئًا عَلَى جَبْهَته ، وَقَدْ رَوَى أَبُو دَاوُدَ عَنْ عَائِشَة قَالَتْ : " أَنَا فَرَقْت لِرَسُولِ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - رَأْسه " أَيْ : شَعْر رَأْسه عَنْ يَافُوخه . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 366)
(4) ( خ ) 5573
(5) ( خ ) 3365 , ( م ) 90 - ( 2336 ) , ( س ) 5238 , ( د ) 4188(3/2392)
( د ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" كُنْتُ إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَفْرُقَ رَأْسَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (1) صَدَعْتُ (2) الْفَرْقَ (3) مِنْ يَافُوخِهِ (4) وَأُرْسِلُ نَاصِيَتَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ (5) " (6)
__________
(1) الْمَعْنَى إِذَا أَرَدْت أَنْ أَقْسِم شَعْر رَأْسه الشَّرِيف قِسْمَيْنِ أَحَدهمَا مِنْ جَانِب يَمِينه وَالْآخَر مِنْ جَانِب يَسَاره .عون المعبود - (ج 9 / ص 229)
(2) أَيْ : شَقَقْت . عون المعبود - (ج 9 / ص 229)
(3) هُوَ الْخَطّ الَّذِي يَظْهَر بَيْن شَعْر الرَّأْس إِذَا قُسِمَ قِسْمَيْنِ , وَذَلِكَ الْخَطّ هُوَ بَيَاض بَشَرَة الرَّأْس الَّذِي يَكُون بَيْن الشَّعْر .عون المعبود - (ج 9 / ص 229)
(4) أَيْ : مِنْ أَعْلَى طَرَف رَأْسه وَذُرْوَته . عون المعبود - (ج 9 / ص 229)
(5) أَيْ : مُحَاذِيًا لِمَا بَيْنهمَا مِنْ قِبَل الْوَجْه , وَقَالَ الطِّيبِيُّ وَالْمَعْنَى كَانَ أَحَد طَرَفَيْ ذَلِكَ الْخَطّ عِنْد الْيَافُوخ , وَالطَّرَف الْآخَر عِنْد جَبْهَته مُحَاذِيًا لِمَا بَيْن عَيْنَيْهِ , وَقَوْلهَا ( وَأَرْسَلْت نَاصِيَته بَيْن عَيْنَيْهِ ) أَيْ : جَعَلْت رَأْس فَرْقه مُحَاذِيًا لِمَا بَيْن عَيْنَيْهِ , بِحَيْثُ يَكُون نِصْف شَعْر نَاصِيَته مِنْ جَانِب يَمِين ذَلِكَ الْفَرْق ، وَالنِّصْف الْآخَر مِنْ جَانِب يَسَار ذَلِكَ الْفَرْق .
وَقَالَ الْأَرْدَبِيلِيُّ : مَعْنَى الْحَدِيث أَنَّ عَائِشَة قَالَتْ : جَعَلْت أَحَد طَرَفَيْ الْخَطّ الْمُمْتَدّ عَنْ الْيَافُوخ عِنْد جَبْهَته مُحَاذِيًا لِمَا بَيْن عَيْنَيْهِ , بِحَيْثُ يَكُون نِصْف شَعْر نَاصِيَته مِنْ جَانِب وَنِصْفه الْآخَر مِنْ جَانِب , وَهُوَ الْمُرَاد بِقَوْلِهَا ( وَأَرْسَلْت نَاصِيَته بَيْن عَيْنَيْهِ ) , وَيُحْتَمَل الْإِرْسَالُ حَقِيقَةً لِقِصَرِ شَعْر النَّاصِيَة . عون المعبود - (ج 9 / ص 229)
(6) ( د ) 4189 , ( يع ) 4817 , ( جة ) 3633 , انظر هداية الرواة : 4375(3/2393)
( س د حم ) , وَعَنْ أَبِي رِمْثَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي نَحْوَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَلَمَّا رَأَيْتُهُ قَالَ لِي أَبِي : هَلْ تَدْرِي مَنْ هَذَا ؟ قُلْتُ : لَا , فَقَالَ لِي أَبِي : هَذَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَاقْشَعْرَرْتُ حِينَ قَالَ ذَاكَ , وَكُنْتُ أَظُنُّ ) (1) ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَا يُشْبِهُ النَّاسَ , " فَإِذَا رَجُلٌ لَهُ وَفْرَةٌ وَبِهَا رَدْعٌ (2) مِنْ حِنَّاءٍ ) (3) ( وَكَانَ قَدْ لَطَخَ لِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ ) (4) وَرَأَيْتُهُ قَدْ لَطَخَ لِحْيَتَهُ بِالصُّفْرَةِ (5) ( وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ " ) (6) ( فَسَلَّمَ عَلَيْهِ أَبِي , ثُمَّ جَلَسْنَا فَتَحَدَّثْنَا سَاعَةً ) (7) ( فَدَخَلَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعٍ , فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , هَؤُلَاءِ النَّفَرُ الْيَرْبُوعِيُّونَ الَّذِينَ قَتَلُوا فُلَانًا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَلَا لَا تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى أُخْرَى , أَلَا لَا تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى أُخْرَى ) (8) ( ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِأَبِي : ابْنُكَ هَذَا ؟ " , فَقَالَ : إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ , قَالَ : " حَقًّا ؟ " , قَالَ : أَشْهَدُ بِهِ , " فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ضَاحِكًا مِنْ ثَبْتِ شَبَهِي بِأَبِي وَمِنْ حَلِفِ أَبِي عَلَيَّ , ثُمَّ قَالَ : أَمَا إِنَّهُ لَا يَجْنِي عَلَيْكَ وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ , وَقَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : { وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } " ) (9) ( قَالَ : وَرَأَيْتُ عَلَى كَتِفِهِ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَ التُّفَّاحَةِ , فَقَالَ لَهُ أَبِي : ) (10) ( يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرِنِي هَذَا الَّذِي بِظَهْرِكَ ) (11) ( أُعَالِجُهَا لَكَ ) (12) ( فَإِنِّي رَجُلٌ طَبِيبٌ ؟ , قَالَ : " اللَّهُ الطَّبِيبُ , بَلْ أَنْتَ رَجُلٌ رَفِيقٌ , طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا " ) (13)
__________
(1) ( حم ) 7109
(2) أَيْ : لَطْخ لَمْ يَعُمّهُ كُلّه . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 468)
(3) ( حم ) 7114 , ( د ) 4206
(4) ( س ) 5083 , ( د ) 4208
(5) ( س ) 5084
(6) ( س ) 5319 , ( ت ) 2812 , ( د ) 4206 , ( حم ) 7109 , انظر مختصر الشمائل : 36
(7) ( حم ) 7109 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(8) ( حم ) 17530 , ( س ) 4832 , ( د ) 4495 , انظر صحيح الجامع : 1317 , 8067 , والصحيحة : 749
(9) ( د ) 4495 , ( س ) 4832
(10) ( حم ) 17528 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(11) ( د ) 4206
(12) ( حم ) 7109
(13) ( د ) 4206 , ( حب ) 5995 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1481 ، الصَّحِيحَة : 1537(3/2394)
( 2 ) دَهْنُ الشَّعْر
( ابن الأعرابي في المعجم ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُكْثِرُ دَهْنَ رَأْسِهِ , وَيُسَرِّحُ لِحْيَتَهُ بِالْمَاءِ " (1)
---------------
(1) رواه ابن الأعرابي في " المعجم " ( 59 / 1 ) , ( هب ) 6465 , انظر الصَّحِيحَة : 720(3/2395)
( 3 ) تَرْجِيلُ الشَّعْرِ غِبًّا
( س د حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ :
( رَحَلَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ - رضي الله عنه - وَهُوَ ) (1) ( عَامِلٌ ) (2) ( بِمِصْرَ , فَقَدِمَ عَلَيْهِ ) (3) ( فَرَآهُ شَعِثَ الرَّأْسِ مُشْعَانًّا ) (4) ( فَقَالَ : أَمَا إِنِّي لَمْ آتِكَ زَائِرًا ) (5) ( إِنَّمَا أَتَيْتُكَ لِحَدِيثٍ بَلَغَنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَكَ مِنْهُ عِلْمٌ ) (6) ( قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ , قَالَ : كَذَا وَكَذَا ) (7) ( ثُمَّ قَالَ : مَا لِي أَرَاكَ شَعِثًا وَأَنْتَ أَمِيرُ الْبَلَدِ ؟ , فَقَالَ : " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَنْهَانَا عَنْ كَثِيرٍ مِنْ الْإِرْفَاهِ " ) (8) ( قَالَ : فَمَا لِي لَا أَرَى عَلَيْكَ حِذَاءً ؟ , قَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأْمُرُنَا أَنْ نَحْتَفِيَ أَحْيَانًا " ) (9) ( فَسُئِلَ ابْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ الْإِرْفَاهِ فَقَالَ : مِنْهُ التَّرَجُّلُ ) (10) ( كُلَّ يَوْمٍ ) (11) .
__________
(1) ( د ) 4160
(2) ( س ) 5058
(3) ( د ) 4160
(4) ( س ) 5058
(5) ( د ) 4160
(6) ( حم ) 24015 , ( د ) 4160 , انظر الصحيحة تحت حديث : 502
(7) ( د ) 4160
(8) ( حم ) 24015 , ( د ) 4160 , ( س ) 5239
(9) ( د ) 4160 , ( حم ) 24015 , انظر الصحيحة : 502 , هداية الرواة : 4377
(10) ( س ) 5239
(11) ( س ) 5058(3/2396)
( ت ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ التَّرَجُّلِ (1) إِلَّا غِبًّا (2) " (3)
__________
(1) أَيْ : التَّمَشُّط . عون المعبود - (ج 9 / ص 197)
(2) الغِبُّ مِن أوْرَاد الإبِل : أنْ تَرِدَ الماء يَوماً وتَدَعَه يوما , ثم تَعُودَ , فَنقَله إلى الزِّيارة وإنْ جاء بعد أيام , يقال : غَبَّ الرجُل , إذا جاء زائرا بعد أيام , وقال الحسَن : في كلّ أسْبُوع . النهاية في غريب الأثر(ج 3 / ص 629)
وَفَسَّرَهُ الْإِمَام أَحْمَد بِأَنْ يُسَرِّحهُ يَوْمًا وَيَدَعهُ يَوْمًا ، وَتَبِعَهُ غَيْره .
فَالْمُرَاد النَّهْي عَنْ الْمُوَاظَبَة عَلَيْهِ وَالِاهْتِمَام بِهِ لِأَنَّهُ مُبَالَغَة فِي التَّزْيِين , وَلَا فَرْق بَيْن الرَّجُل وَالْمَرْأَة , لَكِنْ الْكَرَاهَة فِيهَا أَخَفّ لِأَنَّ بَاب التَّزْيِين فِي حَقّهنَّ أَوْسَع مِنْهُ فِي حَقّ الرِّجَال . عون المعبود - (ج 9 / ص 197)
(3) ( ت ) 1756 , ( س ) 5055 , ( د ) 4159 , ( حم ) 16839 , انظر صحيح الجامع : 6870 , والصحيحة : 501(3/2397)
( 4 ) نَتْفُ الشَّيْب
( ت حم ) , عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيُّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الْإِسْلَامِ مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ (1) كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " ) (2) ( فَقَالَ رَجُلٌ عِنْدَ ذَلِكَ : فَإِنَّ رِجَالًا يَنْتِفُونَ الشَّيْبَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ شَاءَ فَلْيَنْتِفْ نُورَهُ " ) (3)
__________
(1) ( ت ) 1635 , ( س ) 3142 , ( حم ) 17061 , انظر , انظر صحيح الجامع : 6308 , الصَّحِيحَة : 2972 , 2681
(2) ( ت ) 1634 , ( س ) 3144 , ( د ) 4202 , ( حب ) 2983 , انظر صحيح الجامع : 6307 , وصحيح الترغيب والترهيب : 1286
(3) ( حم ) 23998 , ( طس ) 5493 , انظر الصحيحة : 3371 , صحيح الترغيب والترهيب : 2092(3/2398)
( ت د حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " لَا تَنْتِفُوا الشَّيْبَ ) (1) ( الشَّيْبُ نُورُ الْمُسْلِمِ ) (2) ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَشِيبُ شَيْبَةً فِي الْإِسْلَامِ إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا حَسَنَةً , وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً ) (3) ( وَرَفَعَهُ بِهَا دَرَجَةً " ) (4)
__________
(1) ( د ) 4202 , ( حم ) 6675 , ( ت ) 2821 , ( س ) 5068 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2091 , 2096
(2) ( ت ) 2821 , ( جة ) 3721 , ( حم ) 6989 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3748 , الصَّحِيحَة : 1243
(3) ( د ) 4202 , ( حم ) 6675 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5760 , الصَّحِيحَة : 1243
(4) ( حم ) 6962 , انظر , المشكاة : 4458 , الصَّحِيحَة : 1243 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(3/2399)
( م ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
يُكْرَهُ أَنْ يَنْتِفَ الرَّجُلُ الشَّعْرَةَ الْبَيْضَاءَ مِنْ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ . (1)
__________
(1) ( م ) 104 - ( 2341 ) , ( هق ) 14593(3/2400)
( 5 ) حَلْقُ الرَّأْس
( 1 ) حَلْقُ الرَّأْسِ لِلرَّجُل
قَالَ تَعَالَى : { لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ , فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا } [الفتح : 27]
( خ م ت حم ) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
حَلَقَ رِجَالٌ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَقَصَّرَ آخَرُونَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ " قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَلِلْمُقَصِّرِينَ ؟ ، قَالَ : " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ " , قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَلِلْمُقَصِّرِينَ ؟ ، قَالَ : " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ " , قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَلِلْمُقَصِّرِينَ ؟ ، قَالَ : " وَلِلْمُقَصِّرِينَ " , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ : لِمَ ظَاهَرْتَ لِلْمُحَلِّقِينَ ثَلَاثًا (1) وَلِلْمُقَصِّرِينَ وَاحِدَةً ؟ ، قَالَ : " إِنَّهُمْ لَمْ يَشُكُّوا (2) " (3)
__________
(1) قَوْله ( ظَاهَرْت لِلْمُحَلِّقِينَ ) أَيْ : أَعَنْتهمْ وَأَيَّدْتهمْ بِالدُّعَاءِ لَهُمْ ثَلَاث مَرَّات . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 6 / ص 102)
(2) أَيْ : مَا عَامَلُوا مُعَامَلَة مَنْ يَشُكّ فِي أَنَّ الِاتِّبَاع أَحْسَن , وَأَمَّا مَنْ قَصَّرَ فَقَدْ عَامَلَ مُعَامَلَة الشَّاكّ فِي ذَلِكَ ,
حَيْثُ تَرَك فِعْله - صلى الله عليه وسلم - . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 6 / ص 102)
(3) حسنه الألباني في الإرواء تحت حديث : 1084(3/2401)
( س د ) , وَعَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَلِي شَعْرٌ طَوِيلٌ , فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " ذُبَابٌ ذُبَابٌ (1) " ) (2) ( فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَعْنِينِي ) (3) ( فَانْطَلَقْتُ فَأَخَذْتُ مِنْ شَعْرِي ) (4) ( ثُمَّ أَتَيْتُهُ مِنْ الْغَدِ , فَقَالَ : " إِنِّي لَمْ أَعْنِكَ , وَهَذَا أَحْسَنُ " ) (5)
__________
(1) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : الذُّبَاب الشُّؤْم , وَقَالَ فِي الْمَجْمَع : وَقِيلَ الشَّرّ الدَّائِم , أَيْ : هَذَا شُؤْم دَائِم . عون المعبود - (ج 9 / ص 231)
(2) ( د ) 4190 , ( س ) 5052
(3) ( س ) 5052
(4) ( س ) 5066
(5) ( د ) 4190 , ( س ) 5052 , ( جة ) 3636(3/2402)
( 2 ) حَلْقُ الرَّأْسِ لِلْمَرْأَة
( م ) , وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ :
كَانَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَأْخُذْنَ مِنْ رُءُوسِهِنَّ حَتَّى تَكُونَ كَالْوَفْرَةِ (1) . (2)
__________
(1) الْوَفْرَةُ : الشَّعَرُ إلَى الْأُذُنَيْنِ , لِأَنَّهُ وَفَرَ عَلَى الْأُذُنِ , أَيْ تَمَّ عَلَيْهَا وَاجْتَمَعَ .
(2) ( م ) 42 - ( 320 )(3/2403)
( 3 ) الْقَزَعُ فِي حَلْقِ الرَّأْس
( خ م د جة حم ) , عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْقَزَعِ " ) (1) ( قَالَ : عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ حَفْصٍ : قُلْتُ لِنَافِعٍ (2) : وَمَا الْقَزَعُ ؟ , قَالَ : إِذَا حَلَقَ الصَّبِيَّ وَتَرَكَ هَا هُنَا شَعْرَةً , وَهَا هُنَا , وَهَا هُنَا , - وَأَشَارَ عُبَيْدُ اللَّهِ إِلَى نَاصِيَتِهِ وَجَانِبَيْ رَأْسِهِ (3) - قِيلَ لِعُبَيْدِ اللَّهِ : فَالْجَارِيَةُ وَالْغُلَامُ ، قَالَ : لَا أَدْرِي ، هَكَذَا قَالَ , الصَّبِيُّ ، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ : وَعَاوَدْتُهُ (4) فَقَالَ (5) : أَمَّا الْقُصَّةُ وَالْقَفَا لِلْغُلَامِ فَلَا بَأْسَ بِهِمَا (6) وَلَكِنَّ الْقَزَعَ أَنْ يُتْرَكَ بِنَاصِيَتِهِ شَعَرٌ وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ غَيْرُهُ , وَكَذَلِكَ شِقُّ رَأْسِهِ هَذَا وَهَذَا ) (7) هُوَ أَنْ يُحْلَقَ رَأْسُ الصَّبِيِّ فَتُتْرَكَ لَهُ ذُؤَابَةٌ (8) أَنْ يُحْلَقَ مِنْ رَأْسِ الصَّبِيِّ مَكَانٌ وَيُتْرَكَ مَكَانٌ (9) وَالْقَزَعُ : التَّرْقِيعُ فِي الرَّأْسِ (10) الرُّقْعَةُ فِي الرَّأْسِ (11) .
__________
(1) ( خ ) 5577 , ( س ) 5228
(2) ظَاهِره أَنَّ الْمَسْئُول هُوَ عُمَر بْن نَافِع لَكِنْ بَيَّنَ مُسْلِم أَنَّ عُبَيْد اللَّه إِنَّمَا سَأَلَ نَافِعًا ، وَذَلِكَ أَنَّهُ أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيق يَحْيَى الْقَطَّان عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر " أَخْبَرَنِي عُمَر بْن نَافِع عَنْ أَبِيهِ " فَذَكَرَ الْحَدِيث قَالَ " قُلْت لِنَافِعٍ وَمَا الْقَزَع ؟ " فَذَكَرَ الْجَوَاب " وَأَشَارَ لَنَا عُبَيْد اللَّه قَالَ : إِذَا حَلَقَ الصَّبِيّ وَتَرَكَ هَاهُنَا شَعْرَة وَهَاهُنَا وَهَاهُنَا فَأَشَارَ لَنَا عُبَيْد اللَّه إِلَى نَاصِيَته وَجَانِبَيْ رَأْسه " الْمُجِيب بِقَوْلِهِ : " قَالَ إِذَا حَلَقَ " هُوَ نَافِع وَهُوَ ظَاهِر سِيَاق مُسْلِم مِنْ طَرِيق يَحْيَى الْقَطَّان الْمَذْكُورَة لَفْظه " قَالَ يَحْلِق بَعْض رَأْس الصَّبِيّ وَيَتْرُك بَعْضًا " .فتح الباري لابن حجر - (17 / 13)
(3) قَالَ النَّوَوِيّ : الْأَصَحّ أَنَّ الْقَزَع مَا فَسَّرَهُ بِهِ نَافِع , وَهُوَ حَلْق بَعْض رَأْس الصَّبِيّ مُطْلَقًا ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ : هُوَ حَلْق مَوَاضِع مُتَفَرِّقَة مِنْهُ ، وَالصَّحِيح الْأَوَّل , لِأَنَّهُ تَفْسِير الرَّاوِي وَهُوَ غَيْر مُخَالِف لِلظَّاهِرِ فَوَجَبَ الْعَمَل بِهِ , وقَالَ النَّوَوِيّ : أَجْمَعُوا عَلَى كَرَاهِيَته إِذَا كَانَ فِي مَوَاضِع مُتَفَرِّقَة إِلَّا لِلْمُدَاوَاةِ أَوْ نَحْوهَا , وَهِيَ كَرَاهَة تَنْزِيه , وَلَا فَرْق بَيْن الرَّجُل وَالْمَرْأَة ، قُلْت : حُجَّته ظَاهِرَة لِأَنَّهُ تَفْسِير الرَّاوِي ، وَاخْتُلِفَ فِي عِلَّة النَّهْي , فَقِيلَ : لِكَوْنِهِ يُشَوِّه الْخِلْقَة ، وَقِيلَ لِأَنَّهُ زِيّ الشَّيْطَان ، وَقِيلَ لِأَنَّهُ زِيّ الْيَهُود ، وَقَدْ جَاءَ هَذَا فِي رِوَايَة لِأَبِي دَاوُدَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 17 / ص 13)
(4) كَأَنَّ عُبَيْدَ اللَّه أَعَادَ سُؤَال شَيْخه عَنْهُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 17 / ص 13)
(5) أَيْ : نافع .
(6) الْقُصَّة : الْمُرَاد بِهَا هُنَا شَعْر الصُّدْغَيْنِ , وَالْمُرَاد بِالْقَفَا شَعْر الْقَفَا ، وَالْحَاصِل مِنْهُ أَنَّ الْقَزَع مَخْصُوص بِشَعْرِ الرَّأْس وَلَيْسَ شَعْر الصُّدْغَيْنِ وَالْقَفَا مِنْ الرَّأْس , وَأَخْرَجَ اِبْن أَبِي شَيْبَة مِنْ طَرِيق إِبْرَاهِيم النَّخَعِيِّ قَالَ : " لَا بَأْس بِالْقُصَّةِ " وَسَنَده صَحِيح ، وَأَمَّا مَا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ اِبْن عُمَر قَالَ " نَهَى النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ الْقَزَع ، وَهُوَ أَنْ يُحْلَق رَأْس الصَّبِيّ وَيُتَّخَذ لَهُ ذُؤَابَة " ( صحيح ) فَمَا أَعْرِف الَّذِي فَسَّرَ الْقَزَع بِذَلِكَ ، فَقَدْ أَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ عَقِب هَذَا مِنْ حَدِيث أَنَس :" كَانَتْ لِي ذُؤَابَة فَقَالَتْ أُمِّي : لَا أَجُزُّهَا ، فَإِنَّ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَمُدّهَا وَيَأْخُذ بِهَا " ( ضعيف )
وَأَخْرَجَ النَّسَائِيُّ بِسَنَدٍ ( صَحِيح ) عَنْ زِيَاد بْن حُصَيْنٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ " أَتَى النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فَوَضَعَ يَده عَلَى ذُؤَابَته وَسَمَّتَ عَلَيْهِ وَدَعَا لَهُ " ( مِنْ التَّسْمِيَة بِمَعْنَى الدُّعَاء , وَمَا بَعْده مِنْ عَطْف التَّفْسِير لَهُ ) .شرح سنن النسائي - (ج 6 / ص 460)
وَمِنْ حَدِيث اِبْن مَسْعُود وَأَصْله فِي الصَّحِيحَيْنِ قَالَ : " قَرَأْت مِنْ فِي رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - سَبْعِينَ سُورَة وَإنَّ زَيْد بْن ثَابِت لَمَعَ الْغِلْمَان لَهُ ذُؤَابَتَانِ " وَيُمْكِن الْجَمْع بِأَنَّ الذُّؤَابَة الْجَائِز اِتِّخَاذهَا مَا يُفْرَد مِنْ الشَّعْر فَيُرْسَل , وَيُجْمَع مَا عَدَاهَا بِالضَّفْرِ وَغَيْره , وَاَلَّتِي تُمْنَع أَنْ يَحْلِق الرَّأْس كُلّه وَيُتْرَك مَا فِي وَسَطه فَيَتَّخِذ ذُؤَابَة ، وَقَدْ صَرَّحَ الْخَطَّابِيُّ بِأَنَّ هَذَا مِمَّا يَدْخُل فِي مَعْنَى الْقَزَع . وَاَللَّه أَعْلَم . فتح الباري لابن حجر - (ج 17 / ص 13)
(7) ( خ ) 5576 , ( م ) 113 - ( 2120 ) , ( د ) 4193 , ( جة ) 3637
(8) ( د ) 4194 , ( حم ) 5770
(9) ( جة ) 3637 , ( م ) 113 - ( 2120 )
(10) ( حم ) 4973 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(11) ( حم ) 6420 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(3/2404)
( د ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَبِيًّا قَدْ حُلِقَ بَعْضُ شَعَرِهِ وَتُرِكَ بَعْضُهُ , فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ وَقَالَ : احْلِقُوا كُلَّهُ , أَوْ اتْرُكُوا كُلَّهُ " (1)
__________
(1) ( د ) 4195 , ( س ) 5048 , ( حم ) 5615 , انظر الصحيحة : 1123 , المشكاة : 4427(3/2405)
( 4 ) التَّيَامُنُ فِي حَلْقِ الرَّأْس
( خ م د حم ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " رَمَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ يَوْمَ النَّحْرِ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ بِمِنًى ، فَدَعَا ) (1) ( بِالْبُدْنِ فَنَحَرَهَا ) (2) ( وَالْحَجَّامُ جَالِسٌ ) (3) ( فَحَجَمَ ) (4) ( ثُمَّ قَالَ لِلْحَلَّاقِ : خُذْ - وَأَشَارَ إِلَى جَانِبِهِ الْأَيْمَنِ - ) (5) ( فَأَطَافَ بِهِ أَصْحَابُهُ مَا يُرِيدُونَ أَنْ تَقَعَ شَعْرَةٌ إِلَّا فِي يَدِ رَجُلٍ ) (6) ( فَحَلَقَ شِقَّهُ الْأَيْمَنَ , " فَقَسَمَهُ ) (7) ( بَيْنَ مَنْ يَلِيهِ ) (8) ( [ مِنَ ] النَّاسِ ) (9) ( ثُمَّ أَشَارَ إِلَى الْحَلَّاقِ إِلَى الْجَانِبِ الْأَيْسَرِ فَحَلَقَهُ ) (10) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَيْنَ أَبُو طَلْحَةَ ؟ ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ " ) (11) ( فَأَخَذَهُ أَبُو طَلْحَةَ فَجَاءَ بِهِ إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ ، قَالَ أَنَسٌ : فَكَانَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ تَدُوفُهُ (12) فِي طِيبِهَا ) (13) .
__________
(1) ( د ) 1981 , ( م ) 325 - ( 1305 )
(2) ( م ) 325 - ( 1305 )
(3) ( م ) 325 - ( 1305 )
(4) ( حم ) 12113 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(5) ( م ) 323 - ( 1305 ) , ( د ) 1981
(6) ( م ) 75 - ( 2325 ) , ( حم ) 12386
(7) ( م ) 325 - ( 1305 )
(8) ( م ) 324 - ( 1305 )
(9) ( م ) 323 - ( 1305 ) , ( حم ) 13265
(10) ( م ) 324 - ( 1305 )
(11) ( م ) 325 - ( 1305 ) , ( خ ) 169 , ( د ) 1981 , ( حم ) 13187
(12) الدَّوْفُ : الْخَلْطُ وَالْبَلُّ بِمَاءٍ وَنَحْوه ، دُفْت الْمِسْكَ فَهُوَ مَدُوفٌ , أَيْ : مَبْلُولٌ أَوْ مَسْحُوقٌ .نيل الأوطار(ج1ص146)
(13) ( حم ) 12505 , ( م ) 324 - ( 1305 ) , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(3/2406)
( 5 ) زِينَةُ الْوَشْر (*)
( س ) , عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ الْأَزْدِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ الْوَشْرِ وَالْوَشْمِ " (1)
__________
(*) الوشر : تَحْدِيد الْأَسْنَان وَتَرْقِيق أَطْرَافهَا , تَفْعَلهُ الْمَرْأَة تَتَشَبَّه بِالشَّوَابِّ ، وَإِنَّمَا نَهَى عَنْهُ لِمَا فِيهِ مِنْ التَّغْرِير وَتَغْيِير خَلْق اللَّه . عون المعبود - (ج 9 / ص 72)
(1) ( س ) 5111 , 5112 , انظر غاية المرام ص ( 75 )(3/2407)
( 6 ) مَا يَكُونُ بِهِ التَّزَيُّن
( 1 ) التَّزَيُّنُ بِالْخِضَاب
( حم ) , عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ وَلَا بِالنَّصَارَى " (1)
__________
(1) ( حم ) 7536 , ( ت ) 1752 , ( س ) 5073 , انظر صحيح الجامع : 1067 , والصحيحة : 836(3/2408)
( خ م س ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ فَخَالِفُوهُمْ [ فَاصْبُغُوا ] (1) " (2)
__________
(1) ( س ) 5071
(2) ( خ ) 3275 , ( م ) 80 - ( 2103 ) , ( س ) 5072 , ( د ) 4203(3/2409)
( 1 ) لَوْنُ الْخِضَاب
( 1 ) الْخِضَابُ بِالسَّوَاد
( حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَكُونُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَخْضِبُونَ (1) بِهَذَا السَّوَادِ كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ (2) لَا يَرِيحُونَ (3) رَائِحَةَ الْجَنَّةِ " (4)
__________
(1) أي : يصبغون .
(2) أَيْ : كَصُدُورِهَا , فَإِنَّهَا سُود غَالِبًا , وَأَصْل الْحَوْصَلَة الْمَعِدَة , وَالْمُرَاد هُنَا صَدْره الْأَسْوَد ,
قَالَ الطِّيبِيُّ : مَعْنَاهُ كَحَوَاصِل الْحَمَام فِي الْغَالِب , لِأَنَّ حَوَاصِل بَعْض الْحَمَامَات لَيْسَتْ بِسُودٍ .عون المعبود(ج9ص257)
(3) أَيْ : لَا يَشُمُّونَ وَلَا يَجِدُونَ .
(4) ( حم ) 2470 , ( د ) 4212 , ( س ) 5075 , انظر المشكاة ( 4452 ) ، غاية المرام ( 107 )(3/2410)
( م جة حم ) , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :( جَاءَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - بِأَبِيهِ أَبِي قُحَافَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ يَحْمِلُهُ حَتَّى وَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَأَبِي بَكْرٍ : " لَوْ أَقْرَرْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ لَأَتَيْنَاهُ مَكْرُمَةً لَأَبِي بَكْرٍ " ، فَأَسْلَمَ وَلِحْيَتُهُ وَرَأْسُهُ كَالثَّغَامَةِ (1) بَيَاضًا ) (2) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " اذْهَبُوا بِهِ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ فَلْتُغَيِّرْهُ ) (3) ( بِشَيْءٍ وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ " ) (4)
__________
(1) الثَّغَامُ : نَبْتٌ يَكُونُ بِالْجِبَالِ غَالِبًا , إذَا يَبِسَ ابْيَضَّ , وَيُشَبَّهُ بِهِ الشَّيْبُ .
(2) ( حم ) 12656 , ( م ) 79 - ( 2102 ) , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( جة ) 3624 , ( م ) 78 - ( 2102 )
(4) ( م ) 79 - ( 2102 ) , ( س ) 5076 , ( د ) 4204 , ( جة ) 3624(3/2411)
( حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلَا تُقَرِّبُوهُ السَّوَادَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 13613 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4169 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .(3/2412)
( 2 ) الْخِضَابُ بِغَيْرِ السَّوَاد
( خ م حم ) , وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ :
( سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ - رضي الله عنه - : هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ ) (1) ( فَقَالَ : " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يُشَنْ بِالشَّيْبِ ) (2) ( وَلَمْ يَخْضِبْ قَطُّ ) (3) ( فَقِيلَ لَأَنَسٍ : أَشَيْنٌ هُوَ ؟ ، قَالَ : كُلُّكُمْ يَكْرَهُهُ ) (4)
وفي رواية : ( لَقَدْ قَبَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رَسُولَهُ وَمَا فَضَحَهُ بِالشَّيْبِ , قِيلَ لَهُ أَفَضِيحَةٌ هُوَ ؟ , قَالَ : أَمَّا أَنْتُمْ فَتَعُدُّونَهُ فَضِيحَةً , وَأَمَّا نَحْنُ فَكُنَّا نَعُدُّهُ زَيْنًا ) (5) ( إِنَّمَا كَانَ الْبَيَاضُ فِي مُقَدَّمِ لِحْيَتِهِ وَفِي الْعَنْفَقَةِ (6) وَفِي الرَّأْسِ (7) وَفِي الصُّدْغَيْنِ شَيْئًا لَا يَكَادُ يُرَى ) (8) مَا كَانَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ مَاتَ ثَلَاثُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ (9) " ( فَقُلْتُ لَهُ : أَكَانَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - يَخْضِبُ ؟ ) (10) ( قَالَ : قَدِمَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ فَكَانَ أَسَنَّ أَصْحَابِهِ أَبُو بَكْرٍ ) (11) قَدِمَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَلَيْسَ فِي أَصْحَابِهِ أَشْمَطُ غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ (12) ( فَكَانَ يَخْضِبُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ (13) ) (14) ( حَتَّى يَقْنَأَ شَعْرُهُ ) (15) ( وَاخْتَضَبَ عُمَرُ - رضي الله عنه - بِالْحِنَّاءِ بَحْتًا ) (16) .
__________
(1) ( م ) 100 - ( 2341 ) , ( خ ) 3357
(2) ( حم ) 12073 , ( م ) 105 - ( 2341 ) , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( حم ) 13286 , ( خ ) 5556 , ( م ) 103 - ( 2341 ) , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( حم ) 12073
(5) ( حم ) 12496
(6) هِيَ شَعْر فِي الشَّفَة السُّفْلَى , وَقِيلَ : شَعْر بَيْنهَا وَبَيْن الذَّقَن . شرح سنن النسائي - (ج 6 / ص 470)
(7) الصُّدْغُ : ما بين العين والأُذن . لسان العرب - (ج 8 / ص 439)
(8) ( حم ) 13286 , ( خ ) 5556 , ( م ) ( م ) 104 - ( 2341 )
(9) ( حم ) 12496 , ( جة ) 3629 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(10) ( م ) 101 - ( 2341 )
(11) ( خ ) 3705 , ( م ) 101 - ( 2341 ) , ( حم ) 11983
(12) ( خ ) 3705
(13) الكَتَمُ بالتحريك : نبات يخلط مع الوسْمة للخضاب الأَسود , قال الأَزهري : الكَتَم نبت فيه حُمرة , وروي عن أَبي بكر طأَنه كان يصبُغ بالحِنَاء والكَتَم , قال ابن الأَثير في تفسير الحديث : يشبه أَن يراد به استعمال الكَتَم مفرداً عن الحناء , فإن الحِناء إذا خُضِب به مع الكتم جاء أَسود , وقد صح النهي عن السواد قال : ولعل الحديث بالحناء أَو الكَتم على التخيير , ولكن الروايات على اختلافها ( بالحناء والكتم ) , وقال أبَو حنيفة : يُشَبَّب الحناء بالكتم ليشتدّ لونه . لسان العرب - (ج 12 / ص 506)
(14) ( حم ) 13353 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده قوي .
(15) ( حم ) 13074 , ( خ ) 3705 , ( م ) 101 - ( 2341 )
(16) ( م ) 103 - ( 2341 ) , ( حم ) 11983 , ( د ) 4209(3/2413)
( جة حم ) , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ :
( دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ ك فَأَخْرَجَتْ إِلَيَّ شَعْرًا مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( " فَإِذَا هُوَ أَحْمَرُ مَخْضُوبٌ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ " ) (2)
__________
(1) ( جة ) 3623 , ( خ ) 5558
(2) ( حم ) 26577 , ( جة ) 3623 , ( خ ) 5557 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(3/2414)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي رِمْثَةَ التَّيْمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَمَعِي ابْنٌ لِي , فَقَالَ : " ابْنُكَ هَذَا ؟ " , قُلْتُ : أَشْهَدُ بِهِ , قَالَ : " لَا يَجْنِي عَلَيْكَ وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ , قَالَ : وَرَأَيْتُ الشَّيْبَ أَحْمَرَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 17526 , انظر مختصر الشمائل : 37 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .(3/2415)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي رِمْثَةَ التَّيْمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ , وَكَانَ شَعْرُهُ يَبْلُغُ كَتِفَيْهِ أَوْ مَنْكِبَيْهِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 17532 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : صحيح لغيره .(3/2416)
( س ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ أَحْسَنَ مَا غَيَّرْتُمْ بِهِ الشَّيْبُ : الْحِنَّاءُ وَالْكَتَمُ " (1)
__________
(1) ( س ) 5078 , ( ت ) 1753 , ( د ) 4205 , ( جة ) 3622 , انظر صحيح الجامع : 1546 , الصَّحِيحَة : 836(3/2417)
( خط ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" سَيِّدُ رِيحَانِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْحِنَّاءُ " (1)
__________
(1) رواه الطبراني في " المعجم الكبير " , وعنه عبد الغني المقدسي في " السنن " ( 184 / 2 ) , والخطيب في " التاريخ " ( 5 / 56 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3677 , والصحيحة : 1420(3/2418)
( حم ) , وَعَنْ طَارِقِ بْنِ أَشْيَمَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ خِضَابُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْوَرْسَ (1) وَالزَّعْفَرَانَ " (2)
__________
(1) الْوَرْس : نبات أصفر طيب الرائحة يصبغ به .
(2) ( حم ) 15923 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(3/2419)
( هق ) , وَعَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْخَوْلاَنِيِّ قَالَ :
رَأَيْتُ خَمْسَةً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُصُّونَ شَوَارِبَهُمْ وَيُعْفُونَ لِحَاهُمْ وَيُصَفِّرُونَهَا : أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ ، وَعُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ السُّلَمِيُّ , وَالْحَجَّاجُ بْنُ عَامِرٍ الثُّمَالِيُّ , وَالْمِقْدَامُ بْنُ مَعْدِيكَرِبَ الْكِنْدِيُّ ، كَانُوا يَقُصُّونَ شَوَارِبَهُمْ مَعَ طَرَفِ الشَّفَةِ . (1)
__________
(1) ( هق ) 681 , ( طب ) ج3/ص225 ح3218 , , صححه الألباني في آداب الزفاف ص137 , وفي السلسلة الضعيفة (9 / 53)(3/2420)
( 2 ) النَّقْشُ وَاَلتَّطْرِيفُ فِي الْخِضَاب
( س د ) , عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( مَدَّتْ امْرَأَةٌ يَدَهَا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِكِتَابٍ ) (1) ( مِنْ وَرَاءِ سِتْرٍ ) (2) ( " فَقَبَضَ يَدَهُ " ، فَقَالَتْ : يَا رَسُول اللَّهِ ، مَدَدْتُ يَدِي إِلَيْكَ بِكِتَابٍ فَلَمْ تَأْخُذْهُ ؟ ، فَقَالَ : " إِنِّي لَمْ أَدْرِ أَيَدُ امْرَأَةٍ هِيَ أَوْ رَجُلٍ " قَالَتْ : بَلْ يَدُ امْرَأَةٍ ، قَالَ : " لَوْ كُنْتِ امْرَأَةً لَغَيَّرْتِ أَظْفَارَكِ بِالْحِنَّاءِ (3) " ) (4)
__________
(1) ( س ) 5089
(2) ( د ) 4166
(3) أَيْ : لَوْ كُنْت تُرَاعِينَ شِعَار النِّسَاء لَخَضَّبْت يَدك . شرح سنن النسائي - (ج 6 / ص 472)
(4) ( س ) 5089 , ( د ) 4166(3/2421)
( د ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمُخَنَّثٍ قَدْ خَضَّبَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ بِالْحِنَّاءِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا بَالُ هَذَا ؟ " ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ يَتَشَبَّهُ بِالنِّسَاءِ ، " فَأَمَرَ بِهِ فَنُفِيَ إِلَى النَّقِيعِ (1) " , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَقْتُلُهُ ؟ ، فَقَالَ : " إِنِّي نُهِيتُ عَنْ قَتْلِ الْمُصَلِّينَ " (2)
__________
(1) مَوْضِع بِبِلَادِ مُزَيْنَة عَلَى لَيْلَتَيْنِ مِنْ الْمَدِينَة . عون المعبود - (ج 10 / ص 458)
موقع على عشرين فرسخا أو نحو ذلك من المدينة .حجاب المرأة - (1 / 40)
(2) ( د ) 4928 , ( يع ) 6126 , انظر حجاب المرأة ص39(3/2422)
( 3 ) خِضَابُ رَأْسِ الْمَوْلُود
( حب هق ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَةِ ) (1) ( إِذَا عَقُّوا عَنِ الصَّبِيِّ ) (2) ( يَجْعَلُونَ قُطْنَةً فِي دَمِ الْعَقِيقَةِ ) (3) ( فَإِذَا حَلَقُوا رَأْسَ الصَّبِيِّ وَضَعُوهَا عَلَى رَأْسِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " اجْعَلُوا مَكَانَ الدَّمِ خَلُوقًا (4) " ) (5)
__________
(1) ( هق ) 19072
(2) ( حب ) 5308 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( هق ) 19072
(4) هو طيبٌ معروف مُرَكب يُتَّخذ من الزَّعْفَرَان وغيره من أنْواع الطّيب وتَغْلب عليه الْحُمرة والصُّفْرة , وقد وَرَدَ تارة بإباحَتِه وتارة بالنَّهْي عنه والنَّهْيُ أكْثر وأثْبَتُ . وإنَّما نَهَى عنه لأنه من طِيب النِّساء وكُنَّ أكْثَر اسْتعمالاً له منهم , والظاهر أنّ أحاديث النَّهْي نَاسِخة . النهاية في غريب الأثر - (ج 2 / ص 144)
(5) ( حب ) 5308 , ( هق ) 19072 , انظر الصَّحِيحَة : 463(3/2423)
( د ) , وَعَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا وُلِدَ لِأَحَدِنَا غُلَامٌ ذَبَحَ شَاةً وَلَطَخَ رَأْسَهُ بِدَمِهَا , فَلَمَّا جَاءَ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ , كُنَّا نَذْبَحُ شَاةً وَنَحْلِقُ رَأْسَهُ وَنُلَطِّخُهُ بِزَعْفَرَانٍ " (1)
__________
(1) ( د ) 2843 , ( ك ) 7594 , وصححه الألباني في الإرواء : 1172(3/2424)
( جة ) , وَعَنْ يَزِيدَ بْنَ عَبْدٍ الْمُزَنِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يُعَقُّ عَنِ الْغُلَامِ وَلَا يُمَسَّ رَأْسُهُ بِدَمٍ " (1)
__________
(1) ( جة ) 3157 , ( طس ) 333 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4236 , الصَّحِيحَة : 2452(3/2425)
( 2 ) التَّزَيُّنُ بِالْحُلِيِّ
( 1 ) التَّزَيُّنُ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّة
( 1 ) تَزَيُّنُ الْمَرْأَةِ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّة
قَالَ تَعَالَى : { أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ } [الزخرف : 18]
( س جة ) , عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَرِيرًا فَجَعَلَهُ فِي يَمِينِهِ , وَأَخَذَ ذَهَبًا فَجَعَلَهُ فِي شِمَالِهِ ) (1) ( ثُمَّ رَفَعَ بِهِمَا يَدَيْهِ فَقَالَ : ) (2) ( إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - أَحَلَّ لِإِنَاثِ أُمَّتِي الْحَرِيرَ وَالذَّهَبَ , وَحَرَّمَهُ عَلَى ذُكُورِهَا " ) (3)
__________
(1) ( س ) 5144 , ( د ) 4057 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 2049 , المشكاة : 4394
(2) ( جة ) 3595 , ( حم ) 750
(3) ( س ) 5265 , ( جة ) 3595 , ( ت ) 1720 , ( د ) 4057 , ( حم ) 19520 , قال الألباني في الصَّحِيحَة : 1865 : وهو من حيث دلالته ليس على عمومه , بل قد دخله التخصيص في بعض أجزائه , فالذهب بالنسبة للنساء حلال إِلَّا أواني الذهب والفضة , فهن يشتركن مع الرجال في التحريم اتفاقا , وكذلك الذهب المحلق على الراجح عندنا عملا بالأدلة الخاصة المحرمة , ودعوى أنها منسوخة مما لَا ينهض عليه دليل كما هو مبين في كتابي آداب الزفاف في السنة المطهرة , ومن نقل عني خلاف هذا فقد افترى , وكذلك الذهب والحرير محرم على الرجال إِلَّا لحاجة , لحديث عرفجة بن سعد الذي اتخذ أنفا من ذهب بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - وحديث عبد الرحمن بن عوف الذي اتخذ قميصا من حرير بترخيص النبي - صلى الله عليه وسلم - له بذلك أ . هـ(3/2426)
( جة ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
أَهْدَى النَّجَاشِيُّ إِلَى رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِلْيَةً فِيهَا خَاتَمُ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ فَصٌّ حَبَشِيٌّ " , قَالَتْ : " فَأَخَذَهُ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِعُودٍ أَوْ بِبَعْضِ أَصَابِعِهِ وَإِنَّهُ لَمُعْرِضٌ عَنْهُ ، ثُمَّ دَعَا بِابْنَةِ ابْنَتِهِ زَيْنَبَ , أُمَامَةَ بِنْتِ أَبِي الْعَاصِ ، فَقَالَ : تَحَلِّي بِهَذَا يَا بُنَيَّةُ " (1)
__________
(1) ( جة ) 3644 , ( د ) 4235 , ( حم ) 24924(3/2427)
( س ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَيَّ مَسَكَتَيْ ذَهَبٍ (1) فَقَالَ : " أَلَا أُخْبِرُكِ بِمَا هُوَ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا ؟ , لَوْ نَزَعْتِ هَذَا وَجَعَلْتِ مَسَكَتَيْنِ مِنْ وَرِقٍ ، ثُمَّ صَفَّرْتِهِمَا بِزَعْفَرَانٍ ، كَانَتَا حَسَنَتَيْنِ . (2)
__________
(1) المَسَكةُ بالتحريك : السِّوارُ . النهاية في غريب الأثر - (ج 4 / ص 705)
(2) ( س ) 5143 , ( ن ) 9444 , انظر آداب الزفاف ص159(3/2428)
( ط ) , وَعَنْ نَافِعٍ قَالَ :
كَانَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - كَانَ يُحَلِّي بَنَاتَهُ وَجَوَارِيَهُ الذَّهَبَ . (1)
__________
(1) ( ط ) 587 , ( هق ) 7327(3/2429)
( 2 ) تَزَيُّنُ الرَّجُلِ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّة
( خ م حم ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( " اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ , وَجَعَلَ فَصَّهُ مِمَّا يَلِي كَفَّهُ " ، وَنَقَشَ فِيهِ : مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ , فَاتَّخَذَ النَّاسُ ) (1) ( خَوَاتِيمَ مِنْ ذَهَبٍ ) (2) ( " فَلَمَّا رَآهُمْ قَدْ اتَّخَذُوهَا رَمَى بِهِ وَقَالَ : لَا أَلْبَسُهُ أَبَدًا ) (3) ( ثُمَّ رَقِيَ الْمِنْبَرَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ فَقَالَ : إِنِّي كُنْتُ ) (4) ( اتَّخَذْتُ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ ، فَنَبَذَهُ وَقَالَ : إِنِّي لَنْ أَلْبَسَهُ أَبَدًا " ) (5) ( وَنَهَى عَنْ التَّخَتُّمِ بِالذَّهَبِ ) (6) ( فَنَبَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ ) (7) ( ثُمَّ اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ , فَاتَّخَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ الْفِضَّةِ ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ : فَلَبِسَ الْخَاتَمَ بَعْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : أَبُو بَكْرٍ , ثُمَّ عُمَرُ , ثُمَّ عُثْمَانُ , حَتَّى وَقَعَ مِنْ عُثْمَانَ فِي بِئْرِ أَرِيسَ (8) " ) (9)
__________
(1) ( خ ) 5528
(2) ( خ ) 6868
(3) ( خ ) 5528
(4) ( خ ) 5538
(5) ( خ ) 6868 , ( م ) 53 - ( 2091 ) , ( ت ) 1741 , ( س ) 5164
(6) ( حم ) 6412 صححه الألباني في الإرواء تحت حديث : 820 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(7) ( خ ) 6868 , ( م ) 53 - ( 2091 ) , ( ت ) 1741 , ( س ) 5164
(8) قَالَ أَبُو دَاوُد : وَلَمْ يَخْتَلِفْ النَّاسُ عَلَى عُثْمَانَ , حَتَّى سَقَطَ الْخَاتَمُ مِنْ يَدِهِ .( د ) 4218
(9) ( خ ) 5528 , ( م ) 54 - ( 2091 ) , ( س ) 5293 , ( د ) 4218(3/2430)
( حم ) , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فلَا يَلْبَسْ حَرِيرًا وَلَا ذَهَبًا " (1)
__________
(1) ( حم ) 22302 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6509 , الصَّحِيحَة : 337 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(3/2431)
( م ) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ فِي يَدِ رَجُلٍ فَنَزَعَهُ فَطَرَحَهُ وَقَالَ : يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلَى جَمْرَةٍ مِنْ نَارٍ فَيَجْعَلُهَا فِي يَدِهِ ؟ " , فَقِيلَ لِلرَّجُلِ بَعْدَمَا ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : خُذْ خَاتِمَكَ فَانْتَفِعْ بِهِ , فَقَالَ : لَا وَاللَّهِ لَا آخُذُهُ أَبَدًا وَقَدْ طَرَحَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (1) . (2)
__________
(1) قَالَ النَّوَوِيّ : أَجْمَع الْمُسْلِمُونَ عَلَى إِبَاحَة خَاتَم الذَّهَب لِلنِّسَاءِ , وَأَجْمَعُوا عَلَى تَحْرِيمه لِلرِّجَالِ .عون المعبود - (ج 9 / ص 69)
(2) ( م ) 52 - ( 2090 )(3/2432)
( س ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ نَجْرَانَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ , " فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ : إِنَّكَ جِئْتَنِي وَفِي يَدِكَ جَمْرَةٌ مِنْ نَارٍ " (1)
__________
(1) ( س ) 5188 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2061(3/2433)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى بَعْضِ أَصْحَابِهِ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ فَأَعْرَضَ عَنْهُ " , فَأَلْقَاهُ وَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ , فَقَالَ : " هَذَا أَشَرُّ , هَذَا حِلْيَةُ أَهْلِ النَّارِ " , فَأَلْقَاهُ وَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ (1) " فَسَكَتَ عَنْهُ " (2)
__________
(1) أَيْ : من فضة .
(2) ( حم ) 6518 , ( خد ) : 1021 ، انظر آداب الزفاف ص145 .(3/2434)
( س حم ) , وَعَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي يَدِي خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ , فَجَعَلَ يَقْرَعُهُ بِقَضِيبٍ ) (1) ( كَانَ فِي يَدِهِ ) (2) ( فَلَمَّا غَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (3) ( عَنِّي " ) (4) ( أَخَذْتُ الْخَاتَمَ فَرَمَيْتُ بِهِ , " فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ يَرَهُ فِي إِصْبَعِي ) (5) ( فَقَالَ : أَيْنَ خَاتَمُكَ ؟ " , قُلْتُ : أَلْقَيْتُهُ ) (6) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا أَرَانَا إِلَّا قَدْ أَوْجَعْنَاكَ وَأَغْرَمْنَاكَ ) (7) "
__________
(1) ( س ) 5190
(2) ( حم ) 17297 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( س ) 5190
(4) ( حم ) 17297
(5) ( حم ) 17784 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : صحيح لغيره .
(6) ( حم ) 17297
(7) ( س ) 5190 , ( حم ) 17297(3/2435)
( خ م س ) , وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ " (1)
وفي رواية (2) : " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ حَلْقَةِ الذَّهَبِ "
__________
(1) ( م ) 51 - ( 2089 ) , ( خ ) 5525 , ( ت ) 2808 ( س ) 5166
(2) ( س ) 5167 , ( حم ) 5751(3/2436)
( س ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ إِلَّا مُقَطَّعًا (1) " (2)
__________
(1) قَالَ فِي النَّيْل : لَا بُدّ فِيهِ مِنْ تَقْيِيد الْقَطْع بِالْقَدْرِ الْمَعْفُوّ عَنْهُ لَا بِمَا فَوْقه جَمْعًا بَيْن الْأَحَادِيث .
قَالَ ابْن رَسْلَان فِي شَرْح سُنَن أَبِي دَاوُدَ : وَالْمُرَاد بِالنَّهْيِ الذَّهَب الْكَثِير لَا الْمُقَطَّع قِطَعًا يَسِيرَة مِنْهُ تُجْعَل حَلْقَة أَوْ قُرْطًا أَوْ خَاتَمًا لِلنِّسَاءِ أَوْ فِي سَيْف الرَّجُل ، وَكَرِهَ الْكَثِير مِنْهُ الَّذِي هُوَ عَادَة أَهْل السَّرَف وَالْخُيَلَاء وَالتَّكْبِير ، وَقَدْ يُضْبَط الْكَثِير مِنْهُ بِمَا كَانَ نِصَابًا تَجِب فِيهِ الزَّكَاة ، وَالْيَسِير بِمَا لَا تَجِب فِيهِ اِنْتَهَى .
وَقَدْ ذَكَرَ مِثْل هَذَا الْكَلَام الْخَطَّابِيُّ فِي الْمَعَالِم وَجَعَلَ هَذَا الِاسْتِثْنَاء خَاصًّا بِالنِّسَاءِ , قَالَ : لِأَنَّ جِنْس الذَّهَب لَيْسَ بِمُحَرَّمٍ عَلَيْهِنَّ كَمَا حَرُمَ عَلَى الرِّجَال قَلِيله وَكَثِيره , وَقَالَ اِبْن الْأَثِير فِي النِّهَايَة : أَرَادَ الشَّيْء الْيَسِير مِنْهُ كَالْحَلْقَةِ وَالشَّنْف وَنَحْو ذَلِكَ ، وَكَرِهَ الْكَثِير الَّذِي هُوَ عَادَة أَهْل السَّرَف وَالْخُيَلَاء وَالْكِبْر , وَالْيَسِير هُوَ مَا لَا تَجِب فِيهِ الزَّكَاة , وَيُشْبِه أَنْ يَكُون إِنَّمَا كَرِهَ اِسْتِعْمَال الْكَثِير مِنْهُ , لِأَنَّ صَاحِبه رُبَّمَا بَخِلَ بِإِخْرَاجِ زَكَاته فَيَأْثَم بِذَلِكَ عِنْد مَنْ أَوْجَبَ فِيهِ الزَّكَاة .
وَقَالَ الْحَافِظ اِبْن الْقَيِّم فِي حَاشِيَة السُّنَن : وَسَمِعْت شَيْخ الْإِسْلَام اِبْن تَيْمِيَة يَقُول حَدِيث مُعَاوِيَة فِي إِبَاحَة الذَّهَب مُطْلَقًا : هُوَ فِي التَّابِع غَيْر الْفَرْد , كَالْعَلَمِ وَنَحْوه . عون المعبود - (ج 9 / ص 282)
(2) ( س ) 5149 , 5159 , ( د ) 4239 , ( حم ) 16947 , صححه الألباني في المشكاة : 4395 , صحيح الترغيب والترهيب : (1 / 189)(3/2437)
( 2 ) أَحْكَامٌ خَاصَّةٌ بِالتَّخَتُّم
( خ م ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" رَأَيْتُ فِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ يَوْمًا وَاحِدًا , ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ اصْطَنَعُوا الْخَوَاتِيمَ مِنْ وَرِقٍ وَلَبِسُوهَا , " فَطَرَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَاتَمَهُ " , فَطَرَحَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ . (1)
__________
(1) ( خ ) 5530 , ( م ) 59 - ( 2093 ) , ( س ) 5291 , ( د ) 4221(3/2438)
( 1 ) التَّخَتُّمُ فِي الْيَمِين
( خ م س د جة ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَكْتُبَ إلَى كِسْرَى وَقَيْصَرَ وَالنَّجَاشِيِّ " ) (1) ( فَقِيلَ لَهُ : إِنَّهُمْ لَا يَقْرَءُونَ كِتَابًا إِلَّا مَخْتُومًا , " فَاتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ ) (2) ( لَهُ فَصٌّ حَبَشِيٌّ ) (3) وَكَانَ فَصُّهُ مِنْهُ (4) ( وَنَقَشَ فِيهِ : مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ) (5) ( وَكَانَ نَقْشُ الْخَاتَمِ ثَلَاثَةَ أَسْطُرٍ : مُحَمَّدٌ سَطْرٌ ، وَرَسُولُ سَطْرٌ ، وَاللَّهُ سَطْرٌ ) (6) ( وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنِّي اتَّخَذْتُ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ وَنَقَشْتُ فِيهِ : مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ , فلَا يَنْقُشَنَّ أَحَدٌ عَلَى نَقْشِهِ ) (7) ( وَكَانَ يَجْعَلُ فَصَّهُ مِمَّا يَلِي كَفَّهُ (8) ) (9) ( كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِهِ ) (10) ( فِي خِنْصَرِهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (11) ( - وَرَفَعَ إِصْبَعَهُ الْيُسْرَى الْخِنْصَرَ - ) (12) ( فَكَانَ فِي يَدِهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى قُبِضَ " ، وَفِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - حَتَّى قُبِضَ ، وَفِي يَدِ عُمَرَ - رضي الله عنه - حَتَّى قُبِضَ ، وَفِي يَدِ عُثْمَانُ - رضي الله عنه - فَبَيْنَمَا هُوَ ) (13) ( جَالِسَ عَلَى بِئْرِ أَرِيسَ (14) فَأَخْرَجَ الْخَاتَمَ فَجَعَلَ يَعْبَثُ بِهِ فَسَقَطَ ) (15) ( فِي الْبِئْرِ ، فَأَمَرَ بِهَا عُثْمَانُ فَنُزِحَتْ ، فَلَمْ يُقْدَرْ عَلَيْهِ ) (16) .
__________
(1) ( م ) 58 - ( 2092 )
(2) ( خ ) 65
(3) ( جة ) 3641 , ( م ) 62 - ( 2094 ) , ( ت ) 1739 , ( حم ) 13206
(4) ( خ ) 5532 , ( س ) 5198 , ( ت ) 1740
(5) ( خ ) 2780 , ( م ) 58 - ( 2092 )
(6) ( خ ) 2939 , ( ت ) 1747
(7) ( خ ) 5539 , ( م ) 2092
(8) أَيْ : مِمَّا يَلِي بَاطِن كَفّه . فتح الباري لابن حجر - (ج 16 / ص 442)
(9) ( م ) 62 - ( 2094 ) , ( س ) 5197
(10) ( خ ) 65 , ( م ) 223 - ( 640 )
(11) ( خ ) 5536
(12) ( س ) 5285 , 5284
(13) ( د ) 4214 , ( خ ) 5540
(14) هو بِالْمَدِينَةِ بِالْقُرْبِ مِنْ قُبَاء . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 469)
(15) ( خ ) 5540
(16) ( د ) 4214 , ( خ ) 5540(3/2439)
( س ) , وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَلْبَسُ خَاتَمَهُ فِي يَمِينِهِ " (1)
__________
(1) ( س ) 5203 , ( د ) 4226 , انظر صحيح الجامع : 4900 , مختصر الشمائل : 77(3/2440)
( ت ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 1744 , ( س ) 5204 , ( جة ) 3647 , ( حم ) 1746 , انظر هداية الرواة : 4318 , الإرواء تحت حديث : 820(3/2441)
( ت ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
" رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 1742(3/2442)
( د ) , وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ قَالَ :
رَأَيْتُ عَلَى الصَّلْتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ خَاتَمًا فِي خِنْصَرِهِ الْيُمْنَى فَقُلْتُ : مَا هَذَا ؟ , قَالَ : رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - يَلْبَسُ خَاتَمَهُ هَكَذَا وَجَعَلَ فَصَّهُ عَلَى ظَهْرِهَا , قَالَ : وَلَا إخَالُ ابْنَ عَبَّاسٍ إِلَّا قَدْ كَانَ يَذْكُرُ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَلْبَسُ خَاتَمَهُ كَذَلِكَ " (1)
__________
(1) ( د ) 4229 , وحسنه الألباني في الإرواء تحت حديث : 820(3/2443)
( د ) , وَعَنْ نَافِعٍ قَالَ :
كَانَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - يَلْبَسُ خَاتَمَهُ فِي يَدِهِ الْيُسْرَى . (1)
__________
(1) ( د ) 4228 , وصححه الألباني في الإرواء تحت حديث : 820(3/2444)
( ت ) , وَعَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
كَانَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يَتَخَتَّمَانِ فِي يَسَارِهِمَا . (1)
__________
(1) ( ت ) 1743 , انظر مختصر الشمائل : ( 82 )(3/2445)
( م ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ خَاتَمُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي هَذِهِ وَأَشَارَ إِلَى الْخِنْصِرِ مِنْ يَدِهِ الْيُسْرَى " (1)
__________
(1) ( م ) 63 - ( 2095 ) , ( س ) 5285 , ( ن ) 9523 , وقال الألباني في الإرواء تحت حديث 819 : وأنا أظن أن هذا قاله في خصوص حديث معين .
وإلا فحديث تختمه - صلى الله عليه وسلم - في يمينه أصح وأكثر , وبعضها في الصحيحين وقد اختلف العلماء في التوفيق بين هذه الأحاديث على أقوال ذكرها الحافظ في " الفتح " ( 10 / 274 - 276 ) والراجح عندي جواز الأمرين , والأفضل التختم باليمين ، والله أعلم أ . هـ(3/2446)
( م ت ) , وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ أَجْعَلَ خَاتَمِي فِي هَذِهِ أَوْ الَّتِي تَلِيهَا " ) (1) ( - وَأَشَارَ إِلَى السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى - ) (2) .
__________
(1) ( م ) 64 - ( 2078 ) , ( ت ) 1786
(2) ( ت ) 1786 , ( م ) 65 - ( 2095 ) , ( حم ) 1320(3/2447)
( 2 ) جَعْلُ فَصِّهِ فِي بَاطِنِ كَفِّه
( خ م حم ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( " اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ , وَجَعَلَ فَصَّهُ مِمَّا يَلِي كَفَّهُ " ، وَنَقَشَ فِيهِ : مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ , فَاتَّخَذَ النَّاسُ ) (1) ( خَوَاتِيمَ مِنْ ذَهَبٍ ) (2) ( " فَلَمَّا رَآهُمْ قَدْ اتَّخَذُوهَا رَمَى بِهِ وَقَالَ : لَا أَلْبَسُهُ أَبَدًا ) (3) ( ثُمَّ رَقِيَ الْمِنْبَرَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ فَقَالَ : إِنِّي كُنْتُ ) (4) ( اتَّخَذْتُ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ ، فَنَبَذَهُ وَقَالَ : إِنِّي لَنْ أَلْبَسَهُ أَبَدًا " ) (5) ( وَنَهَى عَنْ التَّخَتُّمِ بِالذَّهَبِ ) (6) ( فَنَبَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ ) (7) ( ثُمَّ اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ , فَاتَّخَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ الْفِضَّةِ ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ : فَلَبِسَ الْخَاتَمَ بَعْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : أَبُو بَكْرٍ , ثُمَّ عُمَرُ , ثُمَّ عُثْمَانُ , حَتَّى وَقَعَ مِنْ عُثْمَانَ فِي بِئْرِ أَرِيسَ (8) " ) (9)
__________
(1) ( خ ) 5528
(2) ( خ ) 6868
(3) ( خ ) 5528
(4) ( خ ) 5538
(5) ( خ ) 6868 , ( م ) 53 - ( 2091 ) , ( ت ) 1741 , ( س ) 5164
(6) ( حم ) 6412 صححه الألباني في الإرواء تحت حديث : 820 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(7) ( خ ) 6868 , ( م ) 53 - ( 2091 ) , ( ت ) 1741 , ( س ) 5164
(8) قَالَ أَبُو دَاوُد : وَلَمْ يَخْتَلِفْ النَّاسُ عَلَى عُثْمَانَ , حَتَّى سَقَطَ الْخَاتَمُ مِنْ يَدِهِ .( د ) 4218
(9) ( خ ) 5528 , ( م ) 54 - ( 2091 ) , ( س ) 5293 , ( د ) 4218(3/2448)
( خ م س د جة ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَكْتُبَ إلَى كِسْرَى وَقَيْصَرَ وَالنَّجَاشِيِّ " ) (1) ( فَقِيلَ لَهُ : إِنَّهُمْ لَا يَقْرَءُونَ كِتَابًا إِلَّا مَخْتُومًا , " فَاتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ ) (2) ( لَهُ فَصٌّ حَبَشِيٌّ ) (3) وَكَانَ فَصُّهُ مِنْهُ (4) ( وَنَقَشَ فِيهِ : مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ) (5) ( وَكَانَ نَقْشُ الْخَاتَمِ ثَلَاثَةَ أَسْطُرٍ : مُحَمَّدٌ سَطْرٌ ، وَرَسُولُ سَطْرٌ ، وَاللَّهُ سَطْرٌ ) (6) ( وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنِّي اتَّخَذْتُ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ وَنَقَشْتُ فِيهِ : مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ , فلَا يَنْقُشَنَّ أَحَدٌ عَلَى نَقْشِهِ ) (7) ( وَكَانَ يَجْعَلُ فَصَّهُ مِمَّا يَلِي كَفَّهُ (8) ") (9)
__________
(1) ( م ) 58 - ( 2092 )
(2) ( خ ) 65
(3) ( جة ) 3641 , ( م ) 62 - ( 2094 ) , ( ت ) 1739 , ( حم ) 13206
(4) ( خ ) 5532 , ( س ) 5198 , ( ت ) 1740
(5) ( خ ) 2780 , ( م ) 58 - ( 2092 )
(6) ( خ ) 2939 , ( ت ) 1747
(7) ( خ ) 5539 , ( م ) 2092
(8) أَيْ : مِمَّا يَلِي بَاطِن كَفّه . فتح الباري لابن حجر - (ج 16 / ص 442)
(9) ( م ) 62 - ( 2094 ) , ( س ) 5197(3/2449)
( د ) , وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ قَالَ :
رَأَيْتُ عَلَى الصَّلْتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ خَاتَمًا فِي خِنْصَرِهِ الْيُمْنَى فَقُلْتُ : مَا هَذَا ؟ , قَالَ : رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - يَلْبَسُ خَاتَمَهُ هَكَذَا وَجَعَلَ فَصَّهُ عَلَى ظَهْرِهَا , قَالَ : وَلَا إخَالُ ابْنَ عَبَّاسٍ إِلَّا قَدْ كَانَ يَذْكُرُ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَلْبَسُ خَاتَمَهُ كَذَلِكَ " (1)
__________
(1) ( د ) 4229 , وحسنه الألباني في الإرواء تحت حديث : 820(3/2450)
( 3 ) نَقْشُ الْخَاتَم
( خ م س د جة ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَكْتُبَ إلَى كِسْرَى وَقَيْصَرَ وَالنَّجَاشِيِّ " ) (1) ( فَقِيلَ لَهُ : إِنَّهُمْ لَا يَقْرَءُونَ كِتَابًا إِلَّا مَخْتُومًا , " فَاتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ ) (2) ( لَهُ فَصٌّ حَبَشِيٌّ ) (3) وَكَانَ فَصُّهُ مِنْهُ (4) ( وَنَقَشَ فِيهِ : مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ) (5) ( وَكَانَ نَقْشُ الْخَاتَمِ ثَلَاثَةَ أَسْطُرٍ : مُحَمَّدٌ سَطْرٌ ، وَرَسُولُ سَطْرٌ ، وَاللَّهُ سَطْرٌ ) (6) ( وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنِّي اتَّخَذْتُ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ , وَنَقَشْتُ فِيهِ : مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ , فلَا يَنْقُشَنَّ أَحَدٌ عَلَى نَقْشِهِ " ) (7)
__________
(1) ( م ) 58 - ( 2092 )
(2) ( خ ) 65
(3) ( جة ) 3641 , ( م ) 62 - ( 2094 ) , ( ت ) 1739 , ( حم ) 13206
(4) ( خ ) 5532 , ( س ) 5198 , ( ت ) 1740
(5) ( خ ) 2780 , ( م ) 58 - ( 2092 )
(6) ( خ ) 2939 , ( ت ) 1747
(7) ( خ ) 5539 , ( م ) 2092(3/2451)
( تخ ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - :
لَا تَنْقُشُوا فِي خَوَاتِيمِكُمْ عَرَبِيًّا . (1)
__________
(1) ( تخ ) 1459 , قال الشيخ شعيب الأرنؤوط في ( حم ) 11972: وإسناده حسن , وهذا هو الصحيح عن أنس أنه من قول عمر وليس مرفوعا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أ . هـ(3/2452)
( 4 ) التَّخَتُّمُ بالْفِضَّة
( س ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ , فَكَانَ يَخْتِمُ بِهِ وَلَا يَلْبَسُهُ . (1)
__________
(1) ( س ) 5292 , ( حم ) 5366 , قال الألباني في ( س ) 5218 : صحيح دون قوله : " و لَا يلبسه " فإنه شاذ ، أنظر مختصر الشمائل ( 72 ) وسيأتي في ( س ) برقم (5292 ) أ . هـ
وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين , وأخرجه النسائي 8 / 179 , والترمذي في الشمائل83 , وابن حبان 5500
قال السندي : قوله " ولا يلبسه " قد جاء أيضا أنه كان يلبسه , فلعل النفي محمول على الغالب , أو على القصد , أي : كان لَا يقصد اللبس , وإنما كان يقصد الختم , وإن كان أحيانا يلبسه أيضا والله أعلم أ . هـ(3/2453)
( 5 ) التَّخَتُّمُ بِالْحَدِيدِ وَالنُّحَاسِ وَنَحْوِهمَا
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى بَعْضِ أَصْحَابِهِ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ فَأَعْرَضَ عَنْهُ " , فَأَلْقَاهُ وَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ , فَقَالَ : " هَذَا أَشَرُّ , هَذَا حِلْيَةُ أَهْلِ النَّارِ " , فَأَلْقَاهُ وَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ (1) " فَسَكَتَ عَنْهُ " (2)
__________
(1) أَيْ : من فضة .
(2) ( حم ) 6518 , ( خد ) : 1021 ، انظر آداب الزفاف ص145 .(3/2454)
( هب ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ وَعَنْ خَاتَمِ الْحَدِيدِ " (1)
__________
(1) ( هب ) 6349 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6955 , الصحيحة : 1242(3/2455)
( 3 ) الْمُحَلَّى بِأَحَدِ النَّقْدَيْن
( 1 ) الْمُحَلَّى بِأَحَدِ النَّقْدَيْنِ طِرَازًا
( س ) , عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ نَعْلُ سَيْفِ (1) رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ فِضَّةٍ ، وَقَبِيعَةُ سَيْفِهِ فِضَّةٌ (2) وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ حِلَقُ فِضَّةٍ " (3)
__________
(1) هِيَ الْحَدِيدَة الَّتِي تَكُون فِي أَسْفَل الْقِرَاب . شرح سنن النسائي - (ج 7 / ص 96)
(2) ( قَبِيعَة السيْف ) : هِيَ الَّتِي تَكُون عَلَى رَأْس قَائِم السَّيْف , وَقِيلَ هِيَ مَا تَحْت شَارِبَيْ السَّيْف . شرح سنن النسائي - (ج 7 / ص 95)
(3) ( س ) 5374 , ( ت ) 1691 , ( د ) 2583(3/2456)
( خ ) , وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ :
كَانَ فِي الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ - رضي الله عنه - ثَلَاثُ ضَرَبَاتٍ بِالسَّيْفِ إِحْدَاهُنَّ فِي عَاتِقِهِ , قَالَ : إِنْ كُنْتُ لَأُدْخِلُ أَصَابِعِي فِيهَا وَأَنَا صَغِير , قَالَ : ضُرِبَ ثِنْتَيْنِ يَوْمَ بَدْرٍ , وَوَاحِدَةً يَوْمَ الْيَرْمُوكِ , وَقَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ حِينَ قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ : يَا عُرْوَةُ , هَلْ تَعْرِفُ سَيْفَ الزُّبَيْرِ ؟ , قُلْتُ : نَعَمْ , قَالَ : فَمَا فِيهِ ؟ , قُلْتُ : فِيهِ فَلَّةٌ (1) فُلَّهَا يَوْمَ بَدْرٍ , قَالَ : صَدَقْتَ , بِهِنَّ فُلُولٌ مِنْ قِرَاعِ الْكَتَائِبِ (2) ثُمَّ رَدَّهُ عَلَيَّ , قَالَ هِشَامٌ (3) : فَأَقَمْنَاهُ (4) بَيْنَنَا ثَلَاثَةَ آلَافٍ وَأَخَذَهُ بَعْضُنَا , وَلَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ أَخَذْتُهُ , قَالَ هِشَامٌ : وَكَانَ سَيْفُ الزُّبَيْرِ مُحَلًّى بِفِضَّةٍ , وَكَانَ سَيْفُ عُرْوَةَ مُحَلًّى بِفِضَّةٍ . (5)
__________
(1) أَيْ : كُسِرَتْ قِطْعَة مِنْ حَدّه .فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 309)
(2) هَذَا شَطْر مِنْ بَيْت مَشْهُور مِنْ قَصِيدَة مَشْهُورَة لِلنَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيّ وَأَوَّلهَا :
كِلِينِي لِهَمٍّ يَا أُمَيْمَة نَاصِب وَلَيْل أُقَاسِيه بَطِيء الْكَوَاكِب
ويَقُول فِيهَا :
وَلَا عَيْب فِيهِمْ غَيْر أَنَّ سُيُوفهمْ بِهِنَّ فُلُول مِنْ قِرَاع الْكَتَائِب
وَهُوَ مِنْ الْمَدْح فِي مَعْرِض الذَّمّ ، لِأَنَّ الْفَلّ فِي السَّيْف نَقْص حِسِّيّ ،
لَكِنَّهُ لَمَّا كَانَ دَلِيلًا عَلَى قُوَّة سَاعِد صَاحِبه كَانَ مِنْ جُمْلَة كَمَالِهِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 309)
(3) هُوَ اِبْن عُرْوَة .
(4) أَيْ : ذَكَرْنَا قِيمَته ، تَقُول قَوَّمْت الشَّيْء وَأَقَمْته أَيْ ذَكَرْت مَا يَقُوم مَقَامه مِنْ الثَّمَن . فتح الباري (ج11 / ص 309)
(5) ( خ ) 3974(3/2457)
( 2 ) الْمُحَلَّى بِأَحَدِ النَّقْدَيْنِ زِرًّا
( س ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ إِلَّا مُقَطَّعًا (1) " (2)
__________
(1) قَالَ فِي النَّيْل : لَا بُدّ فِيهِ مِنْ تَقْيِيد الْقَطْع بِالْقَدْرِ الْمَعْفُوّ عَنْهُ لَا بِمَا فَوْقه جَمْعًا بَيْن الْأَحَادِيث .
قَالَ ابْن رَسْلَان فِي شَرْح سُنَن أَبِي دَاوُدَ : وَالْمُرَاد بِالنَّهْيِ الذَّهَب الْكَثِير لَا الْمُقَطَّع قِطَعًا يَسِيرَة مِنْهُ تُجْعَل حَلْقَة أَوْ قُرْطًا أَوْ خَاتَمًا لِلنِّسَاءِ أَوْ فِي سَيْف الرَّجُل ، وَكَرِهَ الْكَثِير مِنْهُ الَّذِي هُوَ عَادَة أَهْل السَّرَف وَالْخُيَلَاء وَالتَّكْبِير ، وَقَدْ يُضْبَط الْكَثِير مِنْهُ بِمَا كَانَ نِصَابًا تَجِب فِيهِ الزَّكَاة ، وَالْيَسِير بِمَا لَا تَجِب فِيهِ اِنْتَهَى .
وَقَدْ ذَكَرَ مِثْل هَذَا الْكَلَام الْخَطَّابِيُّ فِي الْمَعَالِم وَجَعَلَ هَذَا الِاسْتِثْنَاء خَاصًّا بِالنِّسَاءِ , قَالَ : لِأَنَّ جِنْس الذَّهَب لَيْسَ بِمُحَرَّمٍ عَلَيْهِنَّ كَمَا حَرُمَ عَلَى الرِّجَال قَلِيله وَكَثِيره , وَقَالَ اِبْن الْأَثِير فِي النِّهَايَة : أَرَادَ الشَّيْء الْيَسِير مِنْهُ كَالْحَلْقَةِ وَالشَّنْف وَنَحْو ذَلِكَ ، وَكَرِهَ الْكَثِير الَّذِي هُوَ عَادَة أَهْل السَّرَف وَالْخُيَلَاء وَالْكِبْر , وَالْيَسِير هُوَ مَا لَا تَجِب فِيهِ الزَّكَاة , وَيُشْبِه أَنْ يَكُون إِنَّمَا كَرِهَ اِسْتِعْمَال الْكَثِير مِنْهُ , لِأَنَّ صَاحِبه رُبَّمَا بَخِلَ بِإِخْرَاجِ زَكَاته فَيَأْثَم بِذَلِكَ عِنْد مَنْ أَوْجَبَ فِيهِ الزَّكَاة .
وَقَالَ الْحَافِظ اِبْن الْقَيِّم فِي حَاشِيَة السُّنَن : وَسَمِعْت شَيْخ الْإِسْلَام اِبْن تَيْمِيَة يَقُول حَدِيث مُعَاوِيَة فِي إِبَاحَة الذَّهَب مُطْلَقًا : هُوَ فِي التَّابِع غَيْر الْفَرْد , كَالْعَلَمِ وَنَحْوه . عون المعبود - (ج 9 / ص 282)
(2) ( س ) 5149 , 5159 , ( د ) 4239 , ( حم ) 16947 , صححه الألباني في المشكاة : 4395 , صحيح الترغيب والترهيب : (1 / 189)(3/2458)
( 3 ) السِّنُّ وَالْأَنْفُ مِنْ أَحَدِ النَّقْدَيْن
( ت ) , وَعَنْ عَرْفَجَةَ بْنِ أَسْعَدَ - رضي الله عنه - قَالَ :
أُصِيبَ أَنْفِي يَوْمَ الْكُلَابِ (1) فِي الْجَاهِلِيَّةِ , فَاتَّخَذْتُ أَنْفًا مِنْ وَرِقٍ (2) فَأَنْتَنَ عَلَيَّ , " فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ أَتَّخِذَ أَنْفًا مِنْ ذَهَبٍ (3) " (4)
__________
(1) اِسْم مَاء , كَانَ هُنَاكَ وَقْعَة بَلْ وَقْعَتَانِ مَشْهُورَتَانِ , يُقَال لَهُمَا : الْكُلَاب الْأَوَّل وَالثَّانِي . عون المعبود(ج 9 / ص 277)
(2) أَيْ : فضة .
(3) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : فِيهِ اِسْتِبَاحَة اِسْتِعْمَال الْيَسِير مِنْ الذَّهَب لِلرِّجَالِ عِنْد الضَّرُورَة كَرَبْطِ الْأَسْنَان وَمَا جَرَى مَجْرَاهُ مِمَّا لَا يَجْرِي غَيْره فِيهِ مَجْرَاهُ . عون المعبود - (ج 9 / ص 277)
(4) ( ت ) 1770 , ( س ) 5161 , ( د ) 4232 , ( حم ) 19028 , انظر المشكاة ( 4400 / التحقيق الثاني ) , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(3/2459)
( خ م ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
لَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ وَأُمَّ سُلَيْمٍبوَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَانِ أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا (1) تَنْقُلَانِ الْقِرَبَ عَلَى مُتُونِهِمَا (2) ثُمَّ تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ ، ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلَآَنِهَا ثُمَّ تَجِيئَانِ تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ . (3)
__________
(1) الْوَاحِدَة خِدْمَة ، وَهِيَ الْخَلْخَال ، وَأَمَّا السُّوق : فَجَمْع سَاق ، وَهَذِهِ الرِّوَايَة لِلْخَدَمِ لَمْ يَكُنْ فِيهَا نَهْي ؛ لِأَنَّ هَذَا كَانَ يَوْم أُحُد قَبْل أَمْر النِّسَاء بِالْحِجَابِ ، وَتَحْرِيم النَّظَر إِلَيْهِنَّ ، وَلِأَنَّهُ لَمْ يَذْكُر هُنَا أَنَّهُ تَعَمَّدَ النَّظَر إِلَى نَفْس السَّاق ، فَهُوَ مَحْمُول عَلَى أَنَّهُ حَصَلَتْ تِلْكَ النَّظْرَة فَجْأَة بِغَيْرِ قَصْد وَلَمْ يَسْتَدِمْهَا .شرح النووي (ج 6 / ص 271)
(2) أَيْ : عَلَى ظُهُورهمَا . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 271)
(3) ( خ ) 3600 , ( م ) 136 - ( 1811 )(3/2460)
( 3 ) التَّزَيُّنُ بِالطِّيبِ وَالْبَخُور
( 1 ) تَزَيُّنُ الرَّجُلِ بِالطِّيبِ وَالْبَخُور
( م ت ) , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ الْمِسْكِ فَقَالَ : " هُوَ ) (1) ( أَطْيَبُ الطِّيبِ " ) (2)
__________
(1) ( ت ) 992
(2) ( م ) 19 - ( 2252 ) , ( ت ) 991 , ( س ) 1905 , ( د ) 3158(3/2461)
( م ) , وَعَنْ نَافِعٍ قَالَ :
كَانَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - إِذَا اسْتَجْمَرَ (1) اسْتَجْمَرَ بِالْأَلُوَّةِ (2) غَيْرَ مُطَرَّاةٍ (3) وَبِكَافُورٍ يَطْرَحُهُ مَعَ الْأَلُوَّةِ , ثُمَّ قَالَ : " هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَسْتَجْمِرُ " (4)
__________
(1) الِاسْتِجْمَار هُنَا اِسْتِعْمَال الطِّيب وَالتَّبَخُّر بِهِ مَأْخُوذ مِنْ الْمِجْمَر ، وَهُوَ الْبَخُور . شرح النووي (ج 7 / ص 440)
(2) قَالَ الْأَصْمَعِيّ وَأَبُو عُبَيْد وَسَائِر أَهْل اللُّغَة وَالْغَرِيب : ( الْأَلُوَّة ) هِيَ الْعُود يُتَبَخَّر بِهِ , وقَالَ الْأَصْمَعِيّ : أَرَاهَا فَارِسِيَّة مُعَرَّبَة .
(3) أَيْ : غَيْر مَخْلُوطَة بِغَيْرِهَا مِنْ الطِّيب . شرح النووي على مسلم - (ج 7 / ص 440)
(4) ( م ) 21 - ( 2254 ) , ( س ) 5135(3/2462)
( د ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَتْ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - سُكَّةٌ (1) يَتَطَيَّبُ مِنْهَا " (2)
__________
(1) الْمُرَاد بِهَا ظَرْف فِيهَا طِيب . عون المعبود - (ج 9 / ص 200)
(2) ( د ) 4162 , انظر صحيح الجامع : 4831 , المشكاة : 4372 , مختصر الشمائل : 185(3/2463)
( خ م ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَتَزَعْفَرَ الرَّجُلُ " (1)
__________
(1) ( خ ) 5508 , ( م ) 77 - ( 2101 ) , ( ت ) 2815 , ( س ) 5256(3/2464)
( د ) , عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَدِمْتُ عَلَى أَهْلِي لَيْلًا وَقَدْ تَشَقَّقَتْ يَدَايَ (1) فَخَلَّقُونِي (2) بِزَعْفَرَانٍ (3) فَغَدَوْتُ (4) عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ , " فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ وَلَمْ يُرَحِّبْ بِي وَقَالَ : اذْهَبْ فَاغْسِلْ هَذَا عَنْكَ " , فَذَهَبْتُ فَغَسَلْتُهُ ثُمَّ جِئْتُ وَقَدْ بَقِيَ عَلَيَّ مِنْهُ رَدْعٌ (5) فَسَلَّمْتُ , " فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ وَلَمْ يُرَحِّبْ بِي , وَقَالَ : اذْهَبْ فَاغْسِلْ هَذَا عَنْكَ " , فَذَهَبْتُ فَغَسَلْتُهُ ثُمَّ جِئْتُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ , " فَرَدَّ عَلَيَّ وَرَحَّبَ بِي وَقَالَ : ) (6) ( ثَلَاثَةٌ لَا تَقْرَبُهُمْ الْمَلَائِكَةُ (7) جِيفَةُ الْكَافِرِ (8) وَالْمُتَضَمِّخُ بِالْخَلُوقِ (9) وَالْجُنُبُ إِلَّا أَنْ يَتَوَضَّأَ (10) ) (11) " (12)
__________
(1) أَيْ : مِنْ إِصَابَة الرِّيَاح وَاسْتِعْمَال الْمَاء كَمَا يَكُون فِي الشِّتَاء . عون المعبود - (ج 9 / ص 215)
(2) التَّخَلُّق : التطيب بالعطور والروائح الزكية كالخَلوق , وهو طِيبٌ معروف مُرَكب يُتَّخذ من الزَّعْفَرَان وغيره من أنْواع الطّيب ، وتَغْلِب عليه الْحُمرة والصُّفْرة , فَقَوْله ( خَلَّقُونِي ) أَيْ : جَعَلُوا الْخَلُوق فِي شُقُوق يَدِي لِلْمُدَاوَاةِ .عون المعبود - (ج 9 / ص 215)
(3) الزعفران : نوع من الطيب يستخدم أيضا في الصباغة .
(4) الغُدُو : السير أول النهار .
(5) الرَّدع : بَقِيَّة لَوْن الزَّعْفَرَان وغيره في الثياب والجسد .عون المعبود - (ج 9 / ص 215)
(6) ( د ) 4176
(7) أَيْ : النَّازِلُونَ بِالرَّحْمَةِ وَالْبَرَكَة عَلَى بَنِي آدَم , لَا الْكَتَبَة فَإِنَّهُمْ لَا يُفَارِقُونَ الْمُكَلَّفِينَ . عون المعبود(ج9ص 218)
(8) أَيْ : جَسَد مَنْ مَاتَ كَافِرًا . عون المعبود - (ج 9 / ص 218)
(9) أَيْ : الْمُتَلَطِّخ بِهِ . عون المعبود - (ج 9 / ص 218) , وقال الألباني في آداب الزفاف ص42 : أي : المنكر التلطُّخ بـ " الخَلوق " , قال ابن الأثير : وهو طيب معروف مركب من الزعفران وغيره من أنواع الطيب , وإنما نهي عنه لأنه من طيب النساء .
(10) قال الألباني في الصَّحِيحَة : 652: ولعل المراد به هنا الذي يترك الاغتسال من الجنابة عادة ، فيكون أكثر أوقاته جنبا , وهذا يدل على قِلة دينه وخبث باطنه كما قال ابن الأثير , وإلا فإنه قد صَحَّ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينام وهو جنب من غير أن يمس ماء , كما حقتته في " صحيح أبي داود " ( 223 ) . أ . هـ
(11) ( د ) 4180
(12) صَحِيح الْجَامِع : 3060 , الصَّحِيحَة : 1804(3/2465)
( حم ) , وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَلِي حَاجَةٌ , " فَرَأَى عَلَيَّ خَلُوقًا فَقَالَ : اذْهَبْ فَاغْسِلْهُ " , فَغَسَلْتُهُ ثُمَّ عُدْتُ إِلَيْهِ , فَقَالَ : " اذْهَبْ فَاغْسِلْهُ " , فَذَهَبْتُ فَوَقَعْتُ فِي بِئْرٍ , فَأَخَذْتُ مِشْقَةً (1) فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُهُ , ثُمَّ عُدْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ : " حَاجَتُكَ " (2)
__________
(1) المِشْقة : القطعة من القطن . لسان العرب - (ج 10 / ص 344)
(2) ( حم ) 17054 , ( ت ) 2816 , ( س ) 5122 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .(3/2466)
( ت ) , وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ خَيْرَ طِيبِ [ الرِّجَالِ ] (1) مَا ظَهَرَ رِيحُهُ وَخَفِيَ لَوْنُهُ ، وَخَيْرَ طِيبِ النِّسَاءِ مَا ظَهَرَ لَوْنُهُ وَخَفِيَ رِيحُهُ (2) " (3)
__________
(1) ( ت ) 2787
(2) قَالَ الْحَسَنُ : إِنَّمَا حَمَلُوا قَوْلَهُ فِي طِيبِ النِّسَاءِ عَلَى أَنَّهَا إِذَا خَرَجَتْ , فَأَمَّا إِذَا كَانَتْ عِنْدَ زَوْجِهَا فَلْتَطَّيَّبْ بِمَا شَاءَتْ .
(3) ( ت ) 2788 , ( س ) 5117 , انظر صحيح الجامع : 2065 , والمشكاة : 4443(3/2467)
( 2 ) تَزَيُّنُ الْمَرْأَةِ بِالطِّيبِ وَالْبَخُور
( 1 ) تَطَيُّبُ الْمَرْأَة خَارِج بَيْتهَا
( س ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا خَرَجَتْ الْمَرْأَةُ إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَلْتَغْتَسِلْ مِنْ الطِّيبِ كَمَا تَغْتَسِلُ مِنْ الْجَنَابَةِ " (1)
__________
(1) ( س ) 5127 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 503 , الصَّحِيحَة : 1031(3/2468)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَصَابَتْ بَخُورًا فلَا تَشْهَدْ مَعَنَا الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ (1) " (2)
__________
(1) قال الألباني في جلباب المرأة المسلمة ص140 : إنما خص بالذكر العشاء الآخرة لأن الفتنة وقتها أشد ، فلا يُتوهمن منه أن خروجها في غير هذا الوقت جائز ، قال ابن الملك : والأظهر أنها خصت بالنهي لأنها وقت الظلمة وخلو الطريق ، والعطر يُهيِّج الشهوة ، فلا تأمن المرأة في ذلك الوقت من كمال الفتنة ، بخلاف الصبح والمغرب ، فإنهما وقتان فاضحان ، وقد تقدم أن مس الطيب يمنع المرأة من حضور المسجد مطلقا . أ . هـ
(2) ( م ) 143 - ( 444 ) , ( س ) 5128 , ( د ) 4175 , ( حم ) 8022(3/2469)
( س ) , وَعَنْ زَيْنَبَ الثَّقَفِيَّةَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَيَّتُكُنَّ خَرَجَتْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلَا تَقْرَبَنَّ طِيبًا " (1)
__________
(1) ( س ) 5131 , ( م ) 142 - ( 443 ) , ( حم ) 27092(3/2470)
( د جة حم ) , وَعَنْ عُبَيْدٍ مَوْلَى أَبِي رُهْمٍ قَالَ :
( لَقِيَتْ امْرَأَةٌ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - , فوَجَدَ مِنْهَا رِيحَ الطِّيبِ يَنْفَحُ ، وَلِذَيْلِهَا إِعْصَارٌ (1) ) (2) ( فَقَالَ : يَا أَمَةَ الْجَبَّارِ أَيْنَ تُرِيدِينَ ؟ , قَالَتْ : الْمَسْجِدِ ، قَالَ : وَلَهُ تَطَيَّبْتِ ؟ , قَالَتْ : نَعَمْ ) (3) ( قَالَ : فَارْجِعِي ) (4) ( فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " أَيُّمَا امْرَأَةٍ تَطَيَّبَتْ ثُمَّ خَرَجَتْ إِلَى الْمَسْجِدِ لَمْ تُقْبَلْ لَهَا صَلَاةٌ ) (5) ( حَتَّى تَرْجِعَ فَتَغْتَسِلَ غُسْلَهَا مِنَ الْجَنَابَةِ (6) " ) (7)
__________
(1) قَالَ أَبُو دَاوُد : الْإِعْصَارُ غُبَارٌ
(2) ( د ) 4174 , ( جة ) 4002
(3) ( جة ) 4002
(4) ( حم ) 9938 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(5) ( جة ) 4002
(6) أَيْ : كَغُسْلِهَا مِنْ الْجَنَابَة . قَالَ الْقَارِي : بِأَنْ يُعَمّ جَمِيع بَدَنهَا بِالْمَاءِ إِنْ كَانَتْ تَطَيَّبَتْ جَمِيع بَدَنهَا لِيَزُولَ عَنْهَا الطِّيب ، وَأَمَّا إِذَا أَصَابَ مَوْضِعًا مَخْصُوصًا فَتَغْسِل ذَلِكَ الْمَوْضِع ,
قُلْت : ظَاهِر الْحَدِيث يَدُلّ عَلَى الِاغْتِسَال فِي كِلْتَا الصُّورَتَيْنِ وَاَللَّه أَعْلَم .عون المعبود - (ج 9 / ص 212)
(7) ( د ) 4174 , ( حم ) 9938 , ( جة ) 4002 , انظر صحيح الجامع : 7385 , الصحيحة : 1031 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2020(3/2471)
( س ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ (1) فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا (2) فَهِيَ زَانِيَةٌ (3) " (4)
__________
(1) أَيْ : اِسْتَعْمَلَتْ الْعِطْرَ .
(2) أَيْ : لِأَجْلِ أَنْ يَشَمُّوا رِيح عِطْرهَا .
(3) لِأَنَّهَا هَيَّجَتْ شَهْوَةَ الرِّجَالِ بِعِطْرِهَا ، وَحَمَلَتْهُمْ عَلَى النَّظَرِ إِلَيْهَا , وَمَنْ نَظَرَ إِلَيْهَا فَقَدْ زَنَى بِعَيْنَيْهِ ، فَهِيَ سَبَبُ زِنَى الْعَيْنِ , فَهِيَ آثِمَةٌ . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 95)
(4) ( س ) 5126 , ( د ) 4173(3/2472)
( 2 ) تَطَيُّب الْمُحِدَّة
( خ م س ) , عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةِ ك قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ فَوْقَ ثَلَاثٍ , إِلَّا عَلَى زَوْجٍ ) (1) ( أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ) (2) ( وَلَا تَلْبَسُ ثَوْبًا مَصْبُوغًا إِلَّا ثَوْبَ عَصْبٍ (3) وَلَا تَكْتَحِلُ ) (4) ( وَلَا تَمْتَشِطُ ) (5) ( وَلَا تَخْتَضِبُ ) (6) ( وَلَا تَمَسُّ طِيبًا , إِلَّا إِذَا طَهُرَتْ نُبْذَةً (7) مِنْ قُسْطٍ (8) أَوْ أَظْفَارٍ (9) " ) (10)
وفي رواية (11) : وَقَدْ رُخِّصَ لَنَا عِنْدَ الطُّهْرِ إِذَا اغْتَسَلَتْ إِحْدَانَا مِنْ مَحِيضِهَا فِي نُبْذَةٍ مِنْ كُسْتِ وَأَظْفَارٍ .
__________
(1) ( خ ) 5028 , ( م ) 66 - ( 938 )
(2) ( خ ) 307 , ( م ) 66 - ( 938 )
(3) هُوَ ضَرْبٌ مِنْ بُرُودِ الْيَمَنِ , يُعْصَب غَزْلهَا , أَيْ يُرْبَط ثُمَّ يُصْبَغ , ثُمَّ يُنْسَخ مَعْصُوبًا , فَيَخْرُج مُوَشًّى لِبَقَاءِ مَا عُصِبَ بِهِ أَبْيَض لَمْ يَنْصَبِغ . وَإِنَّمَا يُعْصَب السَّدَى دُون اللُّحْمَة . عون المعبود - (ج 5 / ص 172)
(4) ( م ) 66 - ( 938 ) , ( خ ) 307
(5) ( س ) 3534
(6) ( س ) 3536 , ( د ) 2302
(7) هِيَ الْقِطْعَة مِنْ الشَّيْء ، وَتُطْلَق عَلَى الشَّيْء الْيَسِير . عون المعبود - (ج 5 / ص 172)
(8) هو ضَرْب مِنْ الطِّيب ، وَقِيلَ : هُوَ عُود يُحْمَل مِنْ الْهِنْد وَيُجْعَل فِي الْأَدْوِيَة .
قَالَ الطِّيبَيَّ / : الْقُسْط عَقَار مَعْرُوف فِي الْأَدْوِيَة طَيِّب الرِّيح . عون المعبود - (ج 5 / ص 172)
(9) هو ضَرْب مِنْ الطِّيب ، وَقِيلَ : يُشْبِه الظُّفْر الْمَقْلُوم مِنْ أَصْله ، وَقِيلَ : هُوَ شَيْء مِنْ الْعِطْر أَسْوَد ، وَالْقِطْعَة مِنْهُ شَبِيهَة بِالظُّفْرِ .
قَالَ النَّوَوِيّ : الْقُسْط وَالْأَظْفَار نَوْعَانِ مَعْرُوفَانِ مِنْ الْبَخُور ، وَلَيْسَا مِنْ مَقْصُود الطِّيب رُخِّصَ فِيهِ لِلْمُغْتَسِلَةِ مِنْ الْحَيْض لِإِزَالَةِ الرَّائِحَة الْكَرِيهَة , تَتَبَّعَ بِهِ أَثَر الدَّم لَا لِلطِّيبِ ، وَاللَّهُ أَعْلَم .عون المعبود - (ج 5 / ص 172)
(10) ( م ) 66 - ( 938 ) , ( خ ) 307 , ( د ) 2302 , ( جة ) 2087
(11) ( م ) 67 - ( 938 ) , ( خ ) 5027(3/2473)
( 3 ) تَطْيِيب مَوْضِع الدَّم لِلْمُغْتَسِلَةِ مِنْ الْحَيْض وَالنِّفَاس غَيْر الْمُحْرِمَة وَالْمُحِدَّة
( خ م س د ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( سَأَلَتِ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ الْحَيضِ كَيْفَ تَغْتَسِلُ مِنْهُ ؟ ) (1) ( إِحْدَانَا إِذَا طَهُرَتْ ) (2) ( فَقَالَ : " تَأْخُذُ إِحْدَاكُنَّ مَاءَهَا وَسِدْرَتَهَا (3) فَتَطَهَّرُ فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ (4) ثُمَّ تَصُبُّ عَلَى رَأْسِهَا فَتَدْلُكُهُ دَلْكًا شَدِيدًا حَتَّى تَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِهَا (5) ثُمَّ تَصُبُّ عَلَيْهَا الْمَاءَ ، ثُمَّ تَأْخُذُ فِرْصَةً (6) مُمَسَّكَةً (7) فَتَطَهَّرُ بِهَا " ) (8) ( قَالَتْ : وَكَيْفَ أَتَطَهَّرُ بِهَا ) (9) ( يَا رَسُول اللَّهِ ؟ ) (10) ( قَالَ : " تَطَهَّرِي بِهَا (11) " , قَالَتْ : كَيْفَ ؟ , قَالَ : " سُبْحَانَ اللَّهِ , تَطَهَّرِي ) (12) ( قَالَتْ عَائِشَةُ : ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - اسْتَحْيَا فَأَعْرَضَ بِوَجْهِهِ ) (13) ( - وَأَشَارَ لَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ بِيَدِهِ عَلَى وَجْهِهِ - ) (14) ( قَالَتْ عَائِشَةُ : فَعَرَفْتُ الَّذِي يُرِيدُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَجَذَبْتُهَا إِلَيَّ ) (15) ( فَقُلْتُ : تَتَبَّعِي بِهَا أَثَرَ الدَّمِ (16) " ) (17)
__________
(1) ( خ ) 6924
(2) ( د ) 314
(3) السِّدر : شجر النَّبَق , يُجَفَّفُ ورقه ويستعمل في التنظيف .
(4) قَالَ الْقَاضِي عِيَاض : التَّطَهُّر الْأَوَّل مِنْ النَّجَاسَة وَمَا مَسَّهَا مِنْ دَم الْحَيْض ، هَكَذَا قَالَ , وَالْأَظْهَر - وَاللَّهُ أَعْلَم - أَنَّ الْمُرَاد بِالتَّطَهُّرِ الْأَوَّل الْوُضُوء كَمَا جَاءَ فِي صِفَة غُسْلِهِ - صلى الله عليه وسلم - . شرح النووي (ج 2 / ص 37)
(5) أَيْ : تَبْلُغُ أُصُول شَعْر رَأْسهَا . شرح النووي على مسلم - (ج 2 / ص 37)
(6) أَيْ : قِطْعَةً مِنْ قُطْنٍ أَوْ صُوفٍ
(7) ( الْمُمَسَّكَةُ ) : الْمُطَيَّبَةُ بِالْمِسْكِ , إزَالَةً لِرِيحِ دَمِ الْقُبُلِ , وذَلِكَ مُسْتَحَبّ لِكُلِّ مُغْتَسِلَةٍ مِنْ حَيْض أَوْ نِفَاس ، وَيُكْرَهُ تَرْكه لِلْقَادِرَةِ ، فَإِنْ لَمْ تَجِد مِسْكًا فَطِيبًا ، فَإِنْ لَمْ تَجِد فَمُزِيلًا كَالطِّينِ , وَإِلَّا فَالْمَاء كَافٍ . فتح الباري (ج 1 / ص 490)
وقال السندي في شرحه على ابن ماجه - (ج 2 / ص 61) : كَأَنَّهَا سَأَلَتْ عَنْ الْكَيْفِيَّة الْمَسْنُونَة فَقِيلَ لَهَا تَلِك , وَإِلَّا فَلَا شَكَّ أَنَّ اِسْتِعْمَال السِّدْر لَيْسَ بِفَرْضٍ , كَذَا الْوُضُوء وَأَخْذ الْفِرْصَة , فَلَا يَصِحّ الِاسْتِدْلَال بِهَذَا الْحَدِيث عَلَى اِفْتِرَاض شَيْء . أ . هـ
(8) ( م ) 61 - ( 332 )
(9) ( س ) 251 , ( خ ) 308
(10) ( خ ) 6924
(11) أَيْ : تَنَظَّفِي . فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 490)
(12) ( خ ) 308
(13) ( خ ) 309
(14) ( م ) 60 - ( 332 )
(15) ( خ ) 6924 , ( م ) 60 - ( 332 ) , ( س ) 427 , ( د ) 314
(16) قَالَ النَّوَوِيّ : الْمُرَاد بِهِ عِنْد الْعُلَمَاء الْفَرْج ، وَقَالَ الْمَحَامِلِيّ : يُسْتَحَبّ لَهَا أَنْ تُطَيِّبَ كُلّ مَوْضِع أَصَابَهُ الدَّم مِنْ بَدَنهَا ، قَالَ : وَلَمْ أَرَهُ لِغَيْرِهِ ، وَظَاهِر الْحَدِيث حُجَّة لَهُ , قُلْت : وَيُصَرِّح بِهِ رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ " تَتَبَّعِي بِهَا مَوَاضِع الدَّم " . فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 490)
(17) ( خ ) 308 , ( م ) 60 - ( 332 )(3/2474)
( 4 ) الِاكْتِحَالُ وِتْرًا لِلزِّينَةِ
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا اكْتَحَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَكْتَحِلْ وِتْرًا " (1)
__________
(1) ( حم ) 8597 , 8662 , ( طب ) (17/338ح933) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 375 , والصَّحِيحَة : 1260(3/2475)
( أبوالشيخ في أخلاق النبي ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَكْتَحِلُ فِي عَيْنِهِ الْيُمْنَى ثَلَاثًا ، وَفَى الْيُسْرَى مَرَّتَيْنِ " (1)
-------------------
(1) " أخلاق النبي " لأبي الشيخ ( ص 183 ) , ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 484 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4680 , الصَّحِيحَة : 633 ,(3/2476)
( 5 ) التَّزَيُّنُ بِالْوَشْم
( خ ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
أُتِيَ عُمَرُ - رضي الله عنه - بِامْرَأَةٍ تَشِمُ ، فَقَامَ فَقَالَ : أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ مَنْ سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْوَشْمِ ؟ , قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَقُمْتُ فَقُلْتُ : أَنَا سَمِعْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ : مَا سَمِعْتَ ؟ ، قُلْتُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " لَا تَشِمْنَ وَلَا تَسْتَوْشِمْنَ " (1)
__________
(1) ( خ ) 5602 , ( س ) 5106 , ( حم ) 8228(3/2477)
( خ م د ) , عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ ) (1) ( وَالنَّامِصَةُ وَالْمُتَنَمِّصَةُ (2) ) (3) "
__________
(1) ( خ ) 5593 , ( م ) 2124
(2) قَالَ أَبُو دَاوُد : الْوَاصِلَةِ : الَّتِي تَصِلُ الشَّعْرَ بِشَعْرِ النِّسَاءِ , وَالْمُسْتَوْصِلَةُ : الْمَعْمُولُ بِهَا , وَالنَّامِصَةُ : الَّتِي تَنْقُشُ الْحَاجِبَ حَتَّى تُرِقَّهُ , وَالْمُتَنَمِّصَةُ : الْمَعْمُولُ بِهَا , وَالْوَاشِمَةُ : الَّتِي تَجْعَلُ الْخِيلَانَ فِي وَجْهِهَا بِكُحْلٍ أَوْ مِدَادٍ , وَالْمُسْتَوْشِمَةُ : الْمَعْمُولُ بِهَا .
(3) ( د ) 4170 , انظر غاية المرام ( 95 )(3/2478)
( 6 ) التَّزَيُّنُ بِحَمْلِ الْعَصَا
قَالَ تَعَالَى : { وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى , قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى } [طه/17، 18]
( د حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُحِبُّ الْعَرَاجِينَ (1) يُمْسِكُهَا فِي يَدِهِ ) (2) ( وَلَا يَزَالُ فِي يَدِهِ مِنْهَا " ) (3)
__________
(1) هِيَ جَمْع عُرْجُون , وَهُوَ الْعُود الْأَصْفَر الَّذِي فِيهِ الشَّمَارِيخ إِذَا يَبُسَ وَاعْوَجَّ . عون المعبود - (ج 2 / ص 9)
(2) ( حم ) 11079 , ( د ) 480 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده قوي .
(3) ( د ) 480 , انظر صحيح الجامع : 4922 , الثمر المستطاب - (1 / 704)(3/2479)
( 7 ) إِعَارَة مَا يُتَزَيَّن بِهِ
( خ ) , عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ :
دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها وَعَلَيْهَا دِرْعُ قِطْرٍ (1) ثَمَنُهُ خَمْسَةِ دَرَاهِمَ ، فَقَالَتْ : ارْفَعْ بَصَرَكَ إِلَى جَارِيَتِي انْظُرْ إِلَيْهَا ، فَإِنَّهَا تُزْهَى (2) أَنْ تَلْبَسَهُ فِي الْبَيْتِ ، وَقَدْ كَانَ لِي مِنْهُنَّ دِرْعٌ عَلَى عَهْدِ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَمَا كَانَتْ امْرَأَةٌ تُقَيَّنُ (3) بِالْمَدِينَةِ إِلَّا أَرْسَلَتْ إِلَيَّ تَسْتَعِيرُهُ (4) " (5)
__________
(1) اَلدِّرْع : قَمِيص اَلْمَرْأَة , وَالْقِطْر ثِيَاب مِنْ غَلِيظ اَلْقُطْن وَغَيْرِهِ , وَقِيلَ : مِنْ اَلْقُطْنِ خَاصَّة ,
وَقَالَ اَلْأَزْهَرِيُّ : اَلثِّيَابُ اَلْقِطْرِيَّة مَنْسُوبَة إِلَى قِطْر قَرْيَة فِي اَلْبَحْرِينِ فَكَسَرُوا اَلْقَافَ لِلنِّسْبَةِ وَخَفَّفُوا . فتح الباري (ج 8 / ص 128)
(2) أَيْ : تَأْنَفُ أَوْ تَتَكَبَّرُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 128)
(3) أَيْ : تُزَيُّنُ , مِنْ قَانَ اَلشَّيْء قِيَانَةً , أَيْ : أَصْلَحَهُ , وَالْقَيْنَة تُقَالُ لِلْمَاشِطَةِ وَلِلْمُغَنِّيَةِ وَلِلْأَمَةِ مُطْلَقًا .
فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 128)
(4) قَالَ اِبْن اَلْجَوْزِيِّ : أَرَادَتْ عَائِشَة ك أَنَّهُمْ كَانُوا أَوَّلًا فِي حَالٍ ضَيِّقٍ , وَكَانَ اَلشَّيْء اَلْمُحْتَقَر عِنْدَهُمْ إِذْ ذَاكَ عَظِيم اَلْقَدْرِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 128)
(5) ( خ ) 2485 , ( طس ) 3761(3/2480)
( 8 ) تَشَبُّهُ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ فِي الزِّينَةِ وَالْعَكْس
( خ ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمُخَنَّثِينَ مِنْ الرِّجَالِ ، وَالْمُتَرَجِّلَاتِ مِنْ النِّسَاءِ ، وَقَالَ : أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ (1) قَالَ : فَأَخْرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فُلَانًا " ، وَأَخْرَجَ عُمَرُ - رضي الله عنه - فُلَانًا (2) . (3)
__________
(1) أَيْ : أَخْرِجُوهُمْ مِنْ مَسَاكِنِكُمْ أَوْ بَلَدِكُمْ . عون المعبود - (ج 10 / ص 460)
(2) أَيْ : لَا يَجُوز لِلرِّجَالِ التَّشَبُّه بِالنِّسَاءِ فِي اللِّبَاس وَالزِّينَة الَّتِي تَخْتَصّ بِالنِّسَاءِ وَلَا الْعَكْس , وَكَذَا فِي الْكَلَام وَالْمَشْي , فَأَمَّا هَيْئَة اللِّبَاس فَتَخْتَلِف بِاخْتِلَافِ عَادَة كُلّ بَلَد , فَرُبَّ قَوْم لَا يَفْتَرِق زِيّ نِسَائِهِمْ مِنْ رِجَالهمْ فِي اللُّبْس , لَكِنْ يَمْتَاز النِّسَاء بِالِاحْتِجَابِ وَالِاسْتِتَار , وَأَمَّا ذَمّ التَّشَبُّه بِالْكَلَامِ وَالْمَشْي , فَمُخْتَصّ بِمَنْ تَعَمَّدَ ذَلِكَ ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ ذَلِكَ مِنْ أَصْل خِلْقَته فَإِمَّا يُؤْمَر بِتَكَلُّفِ تَرْكه وَالْإِدْمَان عَلَى ذَلِكَ بِالتَّدْرِيجِ ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَل وَتَمَادَى دَخَلَهُ الذَّمّ , وَلَا سِيَّمَا إِنْ بَدَا مِنْهُ مَا يَدُلّ عَلَى الرِّضَا بِهِ , وَأَخْذ هَذَا وَاضِحٌ مِنْ لَفْظ الْمُتَشَبِّهِينَ , وَأَمَّا إِطْلَاق مَنْ أَطْلَقَ كَالنَّوَوِيِّ أَنَّ الْمُخَنَّث الْخَلْقِيّ لَا يَتَّجِه عَلَيْهِ اللَّوْم , فَمَحْمُول عَلَى مَا إِذَا لَمْ يَقْدِر عَلَى تَرْك التَّثَنِّي وَالتَّكَسُّر فِي الْمَشْي وَالْكَلَام بَعْد تَعَاطِيه الْمُعَالَجَة لِتَرْكِ ذَلِكَ , وَإِلَّا مَتَى كَانَ تَرْك ذَلِكَ مُمْكِنًا وَلَوْ بِالتَّدْرِيجِ , فَتَرَكَهُ بِغَيْرِ عُذْر لَحِقَهُ اللَّوْم .عون المعبود - (ج 9 / ص 129)
(3) ( خ ) 5547 , ( ت ) 2784(3/2481)
( د ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبْسَةَ الْمَرْأَةِ ، وَالْمَرْأَةَ تَلْبَسُ لِبْسَةَ الرَّجُلِ " (1)
__________
(1) ( د ) 4098 , ( حم ) 8292(3/2482)
( د ) , وَعَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ :
قِيلَ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها : إِنَّ امْرَأَةً تَلْبَسُ النَّعْلَ (1) فَقَالَتْ : " لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الرَّجُلَةَ مِنْ النِّسَاءِ (2) " (3)
__________
(1) أَيْ : النَّعْل الَّتِي يَخْتَصّ بِالرِّجَالِ , فَمَا حُكْمهَا ؟ .عون المعبود - (ج 9 / ص 131)
(2) أَيْ : لَعَنَ اللَّاتِي يَتَشَبَّهْنَ بِالرِّجَالِ فِي زِيّهمْ وَهَيْئَتهمْ وَكَلَامِهِم , فَأَمَّا فِي الْعِلْم وَالرَّأْي فَمَحْمُود . عون المعبود - (ج 9 / ص 131)
(3) ( د ) 4099 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5096 , جلباب المرأة المسلمة ص 146(3/2483)
( د ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمُخَنَّثٍ قَدْ خَضَّبَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ بِالْحِنَّاءِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا بَالُ هَذَا ؟ " ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ يَتَشَبَّهُ بِالنِّسَاءِ ، " فَأَمَرَ بِهِ فَنُفِيَ إِلَى النَّقِيعِ (1) " , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَقْتُلُهُ ؟ ، فَقَالَ : " إِنِّي نُهِيتُ عَنْ قَتْلِ الْمُصَلِّينَ " (2)
__________
(1) مَوْضِع بِبِلَادِ مُزَيْنَة عَلَى لَيْلَتَيْنِ مِنْ الْمَدِينَة . عون المعبود - (ج 10 / ص 458)
(2) ( د ) 4928 , انظر حجاب المرأة ص39(3/2484)
( 9 ) التَّشَبُّهُ بِالْكُفَّارِ فِي زِينَتِهمْ
( د ) , عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ (1) فَهُوَ مِنْهُمْ (2) " (3)
__________
(1) أَيْ : تَزَيَّى فِي ظَاهِره بِزِيِّهِمْ ، وَسَارَ بِسِيرَتِهِمْ وَهَدْيهمْ فِي مَلْبَسهمْ وَبَعْض أَفْعَالهمْ . عون المعبود(ج 9 / ص 54)
(2) أَيْ : فَهُوَ مِنْهُمْ فِي الْإِثْم وَالْخَيْر قَالَهُ الْقَارِي , وقَالَ شَيْخ الْإِسْلَام اِبْن تَيْمِيَّةَ فِي الصِّرَاط الْمُسْتَقِيم : وَقَدْ اِحْتَجَّ الْإِمَام أَحْمَد وَغَيْره بِهَذَا الْحَدِيث ،
وَهَذَا الْحَدِيث أَقَلُّ أَحْوَاله أَنْ يَقْتَضِيَ تَحْرِيم التَّشَبُّه بِهِمْ كَمَا فِي قَوْله { ومَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } , وَهُوَ نَظِير قَوْل عَبْد اللَّه بْن عَمْرو أَنَّهُ قَالَ : مَنْ بَنَى بِأَرْضِ الْمُشْرِكِينَ وَصَنَعَ نَيْرُوزَهُمْ وَمِهْرَجَانَهمْ وَتَشَبَّهَ بِهِمْ حَتَّى يَمُوت حُشِرَ مَعَهُمْ يَوْم الْقِيَامَة , فَقَدْ يُحْمَل هَذَا عَلَى التَّشَبُّه الْمُطْلَق فَإِنَّهُ يُوجِب الْكُفْر ، وَيَقْتَضِي تَحْرِيم أَبْعَاضِ ذَلِكَ , وَقَدْ يُحْمَل عَلَى أَنَّهُ مِنْهُمْ فِي الْقَدْر الْمُشْتَرَك الَّذِي يُشَابِههُمْ فِيهِ ، فَإِنْ كَانَ كُفْرًا أَوْ مَعْصِيَة أَوْ شِعَارًا لَهَا كَانَ حُكْمه كَذَلِكَ .
عون المعبود - (ج 9 / ص 54)
(3) ( د ) 4031 , و( حم ) 5114 , وصححه الألباني في الإرواء : 2384(3/2485)
( م س ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( " رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَيَّ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ ) (1) ( فَغَضِبَ ) (2) ( وَقَالَ : أَأُمُّكَ أَمَرَتْكَ بِهَذَا ؟ ) (3) ( إِنَّ هَذِهِ مِنْ ثِيَابِ الْكُفَّارِ فَلَا تَلْبَسْهَا ) (4) ( فَقُلْتُ : أَغْسِلُهُمَا ؟ , قَالَ : " بَلْ أَحْرِقْهُمَا " ) (5)
__________
(1) ( م ) 27 - ( 2077 )
(2) ( س ) 5317
(3) ( م ) 28 - ( 2077 )
(4) ( م ) 27 - ( 2077 ) , ( حم ) 6513
(5) ( م ) 28 - ( 2077 ) , ( س ) 5317(3/2486)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى مَشْيَخَةٍ مِنْ الْأَنْصَارٍ بِيضٌ لِحَاهُمْ , فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ , حَمِّرُوا وَصَفِّرُوا وَخَالِفُوا أَهْلَ الْكِتَابِ " , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ يَتَسَرْوَلَونَ (1) وَلَا يَأْتَزِرُونَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " تَسَرْوَلُوا وَائْتَزِرُوا وَخَالِفُوا أَهْلَ الْكِتَابِ " , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ يَتَخَفَّفُونَ (2) وَلَا يَنْتَعِلُونَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " تَخَفَّفُوا وَانْتَعِلُوا وَخَالِفُوا أَهْلَ الْكِتَابِ " , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ يَقُصُّونَ عَثَانِينَهُمْ (3) وَيُوَفِّرُونَ سِبَالَهُمْ (4) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " قُصُّوا سِبَالَكُمْ وَوَفِّرُوا عَثَانِينَكُمْ وَخَالِفُوا أَهْلَ الْكِتَابِ " (5)
__________
(1) أَيْ : يلبسون السراويل .
(2) أَيْ : يلبسون الخِفَاف , وهو جمع خُفٍّ .
(3) أَيْ : لِحاهُم .
(4) أَيْ : شواربهم .
(5) ( حم ) 22337 , ( هق ) 6405 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7114 , الصَّحِيحَة : 1245(3/2487)
( حب ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ الْمَجُوسَ تُعْفِي شَوَارِبِهَا وَتُحْفِي لِحَاهَا فَخَالِفُوهُمْ , خُذُوا شواربَكم، وأعفُوا لحاكُم " (1)
__________
(1) ( حب ) 1221 , انظر الصَّحِيحَة : 3123(3/2488)
( خ ) , وَعَنْ أَبِي عِمْرَانَ قَالَ :
نَظَرَ أنَسٌ - رضي الله عنه - إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَرَأَى طَيَالِسَةً فَقَالَ : كَأَنَّهُمْ السَّاعَةَ يَهُودُ خَيْبَرَ . (1)
__________
(1) ( خ ) 3971(3/2489)
( 8 ) السَّفَر
( 1 ) شَدُّ الرِّحَالِ لِلسَّفَر
شَدُّ الرِّحَالِ لِلسَّفَرِ لِلْمَسَاجِدِ الثَلَاثَة
( خ م ) , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدٍ (1) الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَمَسْجِدِي هَذَا ، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى (2) " (3)
__________
(1) قَوْله : ( لَا تُشَدّ اَلرِّحَال ) الْمُرَاد اَلنَّهْي عَنْ السَّفَرِ إِلَى غَيْرِهَا ، قَالَ اَلطِّيبِيّ : هُوَ أَبْلَغُ مِنْ صَرِيحِ اَلنَّهْيِ ، كَأَنَّهُ قَالَ : لَا يَسْتَقِيمُ أَنْ يُقْصَدَ بِالزِّيَارَةِ إِلَّا هَذِهِ اَلْبِقَاع لِاخْتِصَاصِهَا بِمَا اِخْتُصَّتْ بِهِ ، وَ( الرِّحَال ) : جَمْع رَحْلٍ , وَهُوَ لِلْبَعِيرِ كَالسَّرْجِ لِلْفَرَسِ ، وَكَنَّى بِشَدِّ اَلرِّحَالِ عَنْ اَلسَّفَرِ لِأَنَّهُ لَازِمُهُ , وَخَرَجَ ذِكْرُهَا مَخْرَج اَلْغَالِبِ فِي رُكُوبِ اَلْمُسَافِرِ , وَإِلَّا فَلَا فَرْقَ بَيْنَ رُكُوب اَلرَّوَاحِل وَالْخَيْل وَالْبِغَال وَالْحَمِير وَالْمَشْي فِي اَلْمَعْنَى اَلْمَذْكُورِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 190)
(2) سُمِّيَ اَلْأَقْصَى لِبُعْدِهِ عَنْ اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرَام فِي اَلْمَسَافَةِ ، وَقَالَ اَلزَّمَخْشَرِيّ : سُمِّيَ اَلْأَقْصَى لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ حِينَئِذٍ وَرَاءَهُ مَسْجِد ، وَقِيلَ : هُوَ أَقْصَى بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَسْجِدِ اَلْمَدِينَةِ , لِأَنَّهُ بَعِيدٌ مِنْ مَكَّةَ , وَبَيْت اَلْمَقْدِسِ أَبْعَد مِنْهُ , وَلِبَيْتِ اَلْمَقْدِسِ عِدَّة أَسْمَاء تَقْرُبُ مِنْ اَلْعِشْرِينَ , مِنْهَا : إِيلِيَاء ، وَبَيْت اَلْمَقْدِسِ ، وَالْقُدْسِ ، وَشَلَّم ، وَسَلِم ، وَأُورِي سَلِم , وَفِي هَذَا اَلْحَدِيثِ فَضِيلَة هَذِهِ اَلْمَسَاجِدِ وَمَزِيَّتهَا عَلَى غَيْرِهَا لِكَوْنِهَا مَسَاجِدَ اَلْأَنْبِيَاءِ ، وَلِأَنَّ اَلْأَوَّل قِبْلَة اَلنَّاسِ وَإِلَيْهِ حَجُّهُمْ ، وَالثَّانِي كَانَ قِبْلَةَ اَلْأُمَمِ اَلسَّالِفَةِ ، وَالثَّالِث أُسِّسَ عَلَى اَلتَّقْوَى , وَاخْتُلِفَ فِي شَدِّ اَلرِّحَالِ إِلَى غَيْرِهَا , كَالذَّهَابِ إِلَى زِيَارَةِ اَلصَّالِحِينَ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا , وَإِلَى اَلْمَوَاضِعِ اَلْفَاضِلَةِ لِقَصْد اَلتَّبَرُّك بِهَا وَالصَّلَاة فِيهَا , فَقَالَ اَلشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّد اَلْجُوَيْنِيّ : يَحْرُمُ شَدّ اَلرِّحَال إِلَى غَيْرِهَا , عَمَلًا بِظَاهِرِ هَذَا اَلْحَدِيثِ ، وَأَشَارَ اَلْقَاضِي حُسَيْن إِلَى اِخْتِيَارِهِ وَبِهِ قَالَ عِيَاض وَطَائِفَة ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ مَا رَوَاهُ أَصْحَابُ اَلسُّنَنِ مِنْ إِنْكَار بَصْرَة اَلْغِفَارِيّ عَلَى أَبِي هُرَيْرَة خُرُوجه إِلَى اَلطُّورِ وَقَالَ لَهُ " لَوْ أَدْرَكْتُك قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مَا خَرَجْت " , وَاسْتَدَلَّ بِهَذَا اَلْحَدِيثِ , فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ يَرَى حَمْلَ اَلْحَدِيثِ عَلَى عُمُومِهِ ، وَوَافَقَهُ أَبُو هُرَيْرَة ، وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّ اَلْمُرَادَ حُكْم اَلْمَسَاجِدِ فَقَطْ , وَأَنَّهُ لَا تُشَدُّ اَلرِّحَال إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ اَلْمَسَاجِدِ لِلصَّلَاةِ فِيهِ غَيْر هَذِهِ اَلثَّلَاثَةِ ؛ وَأَمَّا قَصْدُ غَيْرِ اَلْمَسَاجِدِ لِزِيَارَةِ صَالِحٍ أَوْ قَرِيبٍ أَوْ صَاحِبٍ أَوْ طَلَب عِلْمٍ أَوْ تِجَارَةٍ أَوْ نُزْهَةٍ فَلَا يَدْخُلُ فِي النَّهْيِ ، قَالَ اَلسُّبْكِيّ اَلْكَبِير : لَيْسَ فِي اَلْأَرْضِ بُقْعَةٌ لَهَا فَضْل لِذَاتهَا حَتَّى تُشَدَّ اَلرِّحَال إِلَيْهَا غَيْر اَلْبِلَادِ اَلثَّلَاثَةِ ، وَمُرَادِي بِالْفَضْلِ مَا شَهِدَ اَلشَّرْع بِاعْتِبَارِهِ وَرَتَّبَ عَلَيْهِ حُكْمًا شَرْعِيًّا ، وَأَمَّا غَيْرُهَا مِنْ اَلْبِلَادِ فَلَا تُشَدُّ إِلَيْهَا لِذَاتهَا , بَلْ لِزِيَارَةٍ أَوْ جِهَاد أَوْ عِلْم أَوْ نَحْو ذَلِكَ مِنْ اَلْمَنْدُوبَاتِ أَوْ اَلْمُبَاحَات ، قَالَ : وَقَدْ اِلْتَبَسَ ذَلِكَ عَلَى بَعْضِهِمْ فَزَعَمَ أَنَّ شَدَّ اَلرِّحَالِ إِلَى اَلزِّيَارَةِ لِمَنْ فِي غَيْرِ اَلثَّلَاثَةِ دَاخِل فِي اَلْمَنْعِ ، وَهُوَ خَطَأٌ , لِأَنَّ اَلِاسْتِثْنَاءَ إِنَّمَا يَكُونُ مِنْ جِنْس اَلْمُسْتَثْنَى مِنْهُ ، فَمَعْنَى اَلْحَدِيثِ : لَا تُشَدّ اَلرِّحَال إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ اَلْمَسَاجِدِ أَوْ إِلَى مَكَانٍ مِنْ اَلْأَمْكِنَةِ لِأَجْلِ ذَلِكَ اَلْمَكَانِ إِلَّا إِلَى اَلثَّلَاثَةِ اَلْمَذْكُورَةِ ، وَشَدُّ اَلرِّحَال إِلَى زِيَارَةٍ أَوْ طَلَبِ عِلْمٍ لَيْسَ إِلَى اَلْمَكَانِ , بَلْ إِلَى مَنْ فِي ذَلِكَ اَلْمَكَانِ , وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى أَنَّ مَنْ نَذَرَ إِتْيَانَ أَحَدِ هَذِهِ اَلْمَسَاجِد لَزِمَهُ ذَلِكَ ، وَبِهِ قَالَ مَالِك وَأَحْمَد وَالشَّافِعِيّ وَالْبُوَيْطِيّ ، وَقَالَ اِبْن اَلْمُنْذِر : يَجِبُ إِلَى اَلْحَرَمَيْنِ ، وَأَمَّا اَلْأَقْصَى فَلَا ، وَاسْتَأْنَسَ بِحَدِيثِ جَابِر " أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ > إِنِّي نَذَرْتُ إِنْ فَتَحَ اَللَّهُ عَلَيْك مَكَّة أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِ اَلْمَقْدِسِ ، فَقَالَ : صَلِّ هَاهُنَا " . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 190)
(3) ( خ ) 1132 , ( م ) 1397(3/2490)
( 2 ) سَفَرُ الْمَرْأَة
اشْتِرَاطُ الْمَحْرَمِ أَوْ الزَّوْجِ فِي سَفَرِ الْمَرْأَة
سَفَرُ الْمَرْأَةِ لِلْحَجّ
( خ م حم ) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ , أَنْ تُسَافِرَ مَسِيرَةَ ) (1) ( يَوْمٍ فما فَوْقَهُ ) (2) مَسِيرَةَ لَيْلَةٍ (3) مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ (4) يَوْمَيْنِ (5) ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ (6) فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ (7) ( إِلَّا وَمَعَهَا أَبُوهَا ، أَوِ ابْنُهَا ، أَوْ زَوْجُهَا ، أَوْ أَخُوهَا ، أَوْ رَجُلٌ ذُو حُرْمَةٍ عَلَيْهَا (8) " ) (9) ( فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي اكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا (10) ) (11) ( وَإِنَّ امْرَأَتِي تُرِيدُ الْحَجَّ ) (12) ( قَالَ : " اذْهَبْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ (13) ) (14) "
__________
(1) ( خ ) 1038 , ( م ) 1340
(2) ( حم ) 9462 , ( م ) 1339
(3) ( م ) 1339 , ( د ) 1723
(4) ( خ ) 1038 , ( م ) 1339
(5) ( خ ) 1139 , ( م ) 827
(6) ( خ ) 1037 , ( م ) 827
(7) ( م ) 827 , ( ت ) 1169 , حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة مُقَيَّدٌ بِمَسِيرَةِ يَوْم وَلَيْلَة ، وفِي حَدِيث أَبِي سَعِيد قَالَ " مَسِيرَة يَوْمَيْنِ " ، وَحَدِيث اِبْن عُمَر مُقَيَّدٌ بِثَلَاثَةِ أَيَّام ، وَقَدْ عَمِلَ أَكْثَر الْعُلَمَاء فِي هَذَا الْبَاب بِالْمُطْلَقِ لِاخْتِلَافِ التَّقْيِيدَات , وَقَالَ النَّوَوِيّ : لَيْسَ الْمُرَاد مِنْ التَّحْدِيد ظَاهِره ، بَلْ كُلّ مَا يُسَمَّى سَفَرًا فَالْمَرْأَة مَنْهِيَّة عَنْهُ إِلَّا بِالْمَحْرَمِ ، وَإِنَّمَا وَقَعَ التَّحْدِيد عَنْ أَمْر وَاقِع فَلَا يُعْمَل بِمَفْهُومِهِ , وَقَالَ اِبْن الْمُنِير : وَقَعَ الِاخْتِلَاف فِي مَوَاطِن بِحَسَب السَّائِلِينَ , وَفَرَّقَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ بَيْن الْمَسَافَة الْبَعِيدَة فَمَنَعَهَا دُون الْقَرِيبَة ، وَتَمَسّك أَحْمَد بِعُمُومِ الْحَدِيث فَقَالَ : إِذَا لَمْ تَجِد زَوْجًا أَوْ مَحْرَمًا لَا يَجِب عَلَيْهَا الْحَجّ ، هَذَا هُوَ الْمَشْهُور عَنْهُ ، وَقَدْ رَوَى الدَّارَقُطْنِيُّ وَصَحَّحَهُ أَبُو عَوَانَة حَدِيث الْبَاب مِنْ طَرِيق اِبْن جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرو بْن دِينَار بِلَفْظِ " لَا تَحُجَّن اِمْرَأَة إِلَّا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَم " فَنَصَّ فِي نَفْس الْحَدِيث عَلَى مَنْع الْحَجّ , فَكَيْف يُخَصّ مِنْ بَقِيَّة الْأَسْفَار ؟ وَالْمَشْهُور عِنْد الشَّافِعِيَّة اِشْتِرَاط الزَّوْج أَوْ الْمَحْرَم أَوْ النِّسْوَة الثِّقَات ، وَمِنْ أدلتهم عَلَى جَوَاز سَفَر الْمَرْأَة مَعَ النِّسْوَة الثِّقَات إِذَا أُمِنَ الطَّرِيق اتِّفَاق عُمَر وَعُثْمَان وَعَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف وَنِسَاء النَّبِيّ > عَلَى ذَلِكَ , وَعَدَم نَكِير غَيْرهمْ مِنْ الصَّحَابَة عَلَيْهِنَّ فِي ذَلِكَ ، وَقَدْ اِحْتَجَّ لَهُ بِحَدِيثِ عَدِيّ بْن حَاتِم مَرْفُوعًا " يُوشِك أَنْ تَخْرُج الظَّعِينَة مِنْ الْحِيرَة تَؤُمّ الْبَيْت لَا زَوْج مَعَهَا " , وَهُوَ فِي الْبُخَارِيّ , وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ يَدُلّ عَلَى وَجُود ذَلِكَ لَا عَلَى جَوَازه ، وَأُجِيب بِأَنَّهُ خَبَر فِي سِيَاق الْمَدْح , وَرَفْع مَنَار الْإِسْلَام , فَيُحْمَل عَلَى الْجَوَاز , وَمِنْ الْمُسْتَظْرَف أَنَّ الْمَشْهُور مِنْ مَذْهَب مَنْ لَمْ يَشْتَرِط الْمَحْرَم أَنَّ الْحَجّ عَلَى التَّرَاخِي ، وَمِنْ مَذْهَب مَنْ يَشْتَرِطهُ أَنَّهُ حَجّ عَلَى الْفَوْر ، وَكَانَ الْمُنَاسِب لِهَذَا قَوْل هَذَا وَبِالْعَكْسِ , قَالَ اِبْن دَقِيق الْعِيد : هَذِهِ الْمَسْأَلَة تَتَعَلَّق بِالْعَامَّيْنِ إِذَا تَعَارَضَا ، فَإِنَّ قَوْله تَعَالَى ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اِسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) عَامّ فِي الرِّجَال وَالنِّسَاء ، فَمُقْتَضَاهُ أَنَّ الِاسْتِطَاعَة عَلَى السَّفَر إِذَا وُجِدَتْ وَجَبَ الْحَجّ عَلَى الْجَمِيع ، وَقَوْله > " لَا تُسَافِر الْمَرْأَة إِلَّا مَعَ مَحْرَم " عَامّ فِي كُلّ سَفَر فَيَدْخُل فِيهِ الْحَجّ ، فَمَنْ أَخْرَجَهُ عَنْهُ خَصَّ الْحَدِيث بِعُمُومِ الْآيَة ، وَمَنْ أَدْخَلَهُ فِيهِ خَصَّ الْآيَة بِعُمُومِ الْحَدِيث , فَيَحْتَاج إِلَى التَّرْجِيح مِنْ خَارِج ، وَقَدْ رُجِّحَ الْمَذْهَب الثَّانِي بِعُمُومِ قَوْله > " لَا تَمْنَعُوا إِمَاء اللَّه مَسَاجِد اللَّه " وَلَيْسَ ذَلِكَ بِجَيِّدٍ لِكَوْنِهِ عَامًّا فِي الْمَسَاجِد , فَيَخْرُج عَنْهُ الْمَسْجِد الَّذِي يَحْتَاج إِلَى السَّفَر بِحَدِيثِ النَّهْي . فتح الباري لابن حجر - (ج 6 / ص 88)
(8) ضَابِط الْمَحْرَم عِنْد الْعُلَمَاء مَنْ حَرُمَ عَلَيْهِ نِكَاحهَا عَلَى التَّأْبِيد بِسَبَبٍ مُبَاح لِحُرْمَتِهَا ، فَخَرَجَ بِالتَّأْبِيدِ أُخْت الزَّوْجَة وَعَمَّتهَا , وَبِالْمُبَاحِ أُمّ الْمَوْطُوءَة بِشُبْهَةٍ وَبِنْتهَا , وَبِحُرْمَتِهَا الْمُلَاعَنَة ، وَاسْتَثْنَى أَحْمَد مِنْ حَرُمَتْ عَلَى التَّأْبِيد مُسْلِمَة لَهَا أَبٌ كِتَابِيّ فَقَالَ : لَا يَكُون مَحْرَمًا لَهَا لِأَنَّهُ لَا يُؤْمَن أَنْ يَفْتِنهَا عَنْ دِينهَا إِذَا خَلَا بِهَا , وَمَنْ قَالَ إِنَّ عَبْد الْمَرْأَة مَحْرَم لَهَا يَحْتَاج أَنْ يَزِيد فِي هَذَا الضَّابِط مَا يُدْخِلهُ ، وَقَدْ رَوَى سَعِيد بْن مَنْصُور مِنْ حَدِيث اِبْن عُمَر مَرْفُوعًا " سَفَر الْمَرْأَة مَعَ عَبْدهَا ضَيْعَة " لَكِنْ فِي إِسْنَاده ضَعْف ، وَقَدْ اِحْتَجَّ بِهِ أَحْمَد وَغَيْره ، وَيَنْبَغِي لِمَنْ أَجَازَ ذَلِكَ أَنْ يُقَيِّدهُ بِمَا إِذَا كَانَا فِي قَافِلَة , بِخِلَافِ مَا إِذَا كَانَا وَحْدهمَا فَلَا , لِهَذَا الْحَدِيث , وَاسْتَثْنَى بَعْض الْعُلَمَاء اِبْن الزَّوْج , فَكَرِهَ السَّفَر مَعَهُ لِغَلَبَةِ الْفَسَاد فِي النَّاس , قَالَ اِبْن دَقِيق الْعِيد : هَذِهِ الْكَرَاهِيَة عَنْ مَالِك ، فَإِنْ كَانَتْ لِلتَّحْرِيمِ فَفِيهِ بُعْدٌ لِمُخَالَفَةِ الْحَدِيث ، وَإِنْ كَانَتْ لِلتَّنْزِيهِ فَيَتَوَقَّف عَلَى أَنَّ لَفْظ " لَا يَحِلّ " هَلْ يَتَنَاوَل الْمَكْرُوه الْكَرَاهَة التَّنْزِيهِيَّة ؟ . فتح الباري لابن حجر - (ج 6 / ص 88)
(9) ( م ) 1340 , ( ت ) 1169 , ( خ ) 1765
(10) أَيْ : كتبتُ اسْمِي في جُمْلة الغُزَاة . النهاية في غريب الأثر - (ج 4 / ص 253)
(11) ( خ ) 2844 , ( م ) 1341
(12) ( خ ) 1763
(13) قَوْله : ( اذْهَبْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ ) أَخَذَ بِظَاهِرِهِ بَعْض أَهْل الْعِلْم , فَأَوْجَبَ عَلَى الزَّوْج السَّفَر مَعَ اِمْرَأَته إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهَا غَيْره ، وَبِهِ قَالَ أَحْمَد , وَهُوَ وَجْه لِلشَّافِعِيَّةِ ، وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ لِلزَّوْجِ مَنْع اِمْرَأَته مِنْ حَجّ الْفَرْض ، وَبِهِ قَالَ أَحْمَد وَهُوَ وَجْه لِلشَّافِعِيَّةِ ، فَلَوْ لَمْ يَكُنْ الزَّوْج وَالمَحْرَم شَرْطًا لَمَا أَمَرَ زَوْجهَا بِالسَّفَرِ مَعَهَا وَتَرْكه الْغَزْو الَّذِي كُتِبَ فِيهِ ، قَالَ النَّوَوِيّ : وَفِي الْحَدِيث تَقْدِيم الْأَهَمّ فَالْأَهَمّ مِنْ الْأُمُور الْمُتَعَارِضَة ، فَإِنَّهُ لَمَّا عَرَضَ لَهُ الْغَزْو وَالْحَجّ رَجَّحَ الْحَجّ لِأَنَّ اِمْرَأَته لَا يَقُوم غَيْره مَقَامه فِي السَّفَر مَعَهَا بِخِلَافِ الْغَزْو ، وَاللَّه أَعْلَم . فتح الباري لابن حجر - (ج 6 / ص 88)
(14) ( خ ) 2844 , ( م ) 1341(3/2491)
( خ ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ ، وَلَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إِلَّا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ (1) " (2)
__________
(1) قَوْله : ( وَلَا يَدْخُل عَلَيْهَا رَجُل إِلَّا وَمَعَهَا مَحْرَم ) فِيهِ مَنْع الْخَلْوَة بِالْأَجْنَبِيَّةِ وَهُوَ إِجْمَاع ، لَكِنْ اِخْتَلَفُوا هَلْ يَقُوم غَيْر الْمَحْرَم مَقَامه فِي هَذَا كَالنِّسْوَةِ الثِّقَات ؟ وَالصَّحِيح الْجَوَاز لِضَعْفِ التُّهْمَة بِهِ , وَقَالَ الْقَفَّال : لَا بُدّ مِنْ الْمَحْرَم . فتح الباري لابن حجر - (ج 6 / ص 88)
(2) ( خ ) 1763(3/2492)
( 3 ) آدَابُ السَّفَر
( 1 ) آدَابُ قَبْلِ السَّفَر
( 1 ) مِنْ آدَابِ قَبْلِ السَّفَرِ كِتَابَةُ الْوَصِيَّة
( خ م ) , عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُرِيدُ أَنْ يُوصِي فِيهِ , يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ , يَبِيتُ ثَلَاثَ لَيَالٍ (1) إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ " (2)
__________
(1) ( م ) 4 - ( 1627 ) , ( س ) 3618 , ( حم ) 4578
(2) ( م ) 1 - ( 1627 ) , ( خ ) 2587 , ( ت ) 974 , ( س ) 3615(3/2493)
إِشْهَادُ أَهْلِ الْكِتَابِ عَلَى الْوَصِيَّةِ فِي السَّفَرِ إِذَا لَمْ يُوجَدْ غَيْرهمْ
قَالَ تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ } [المائدة : 106]
( د ) , وَعَنْ الشَّعْبِيّ أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ بِدَقُوقَاءَ , وَلَمْ يَجِدْ أَحَدًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ يُشْهِدُهُ عَلَى وَصِيَّتِهِ , فَأَشْهَدَ رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَقَدِمَا الْكُوفَةَ فَأَتَيَا أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ - رضي الله عنه - فَأَخْبَرَاهُ وَقَدِمَا بِتَرِكَتِهِ وَوَصِيَّتِهِ , فَقَالَ الْأَشْعَرِيُّ : هَذَا أَمْرٌ لَمْ يَكُنْ بَعْدَ الَّذِي كَانَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَأَحْلَفَهُمَا بَعْدَ الْعَصْرِ بِاللَّهِ مَا خَانَا وَلَا كَذَبَا وَلَا بَدَّلَا وَلَا غَيَّرَا وَلَا كَتَمَا , وَإِنَّهَا لَوَصِيَّةُ الرَّجُلِ وَتَرِكَتُهُ , فَأَمْضَى شَهَادَتَهُمَا . (1)
__________
(1) ( د ) 3605 , وقال الشيخ الألباني : صحيح الإسناد إن كان الشَّعْبِيّ سمعه من أبي موسى .(3/2494)
( 2 ) مِنْ آدَابِ قَبْلِ السَّفَرِ تَأْمِينُ نَفَقَةِ الْأَهْل
( م حم ) , وَعَنْ وَهْبِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ :
إِنَّ مَوْلًى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما - قَالَ لَهُ : إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُقِيمَ هَذَا الشَّهْرَ هَاهُنَا بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ : تَرَكْتَ لِأَهْلِكَ مَا يَقُوتُهُمْ هَذَا الشَّهْرَ ؟ , قَالَ : لَا , قَالَ : فَارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ فَاتْرُكْ لَهُمْ مَا يَقُوتُهُمْ , فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ (1) كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يَحْبِسَ عَمَّنْ يَمْلِكُ قُوتَهُ (2) " (3)
__________
(1) أَيْ : يُضَيِّع مَنْ تَلْزَمهُ نَفَقَته مِنْ أَهْله وَعِيَاله وَعَبِيدِهِ . عون المعبود - (ج 4 / ص 101)
(2) ( م ) 996
(3) ( حم ) 6842 , ( د ) 1692 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4481 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1965(3/2495)
( 3 ) مِنْ آدَابِ قَبْلِ السَّفَرِ الِاسْتِخَارَة
( خ س جة حم ) , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ : إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ , ثُمَّ لِيَقُلْ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ ) (1) وَأَسْتَعِينُكَ بِقُدْرَتِكَ (2) ( وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ , وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ , اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ ) (3) ( - فَيُسَمِّيهِ مَا كَانَ مِنْ شَيْءٍ ) (4) ( بِاسْمِهِ - ) (5) ( خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي , فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي , ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ , وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ , شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي , فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ , وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ , ثُمَّ أَرْضِنِي بِهِ " ) (6)
__________
(1) ( خ ) 1109
(2) ( س ) 3253
(3) ( خ ) 1109
(4) ( جة ) 1383
(5) ( حم ) 14748 , ( خ ) 6955 , ( د ) 1538
(6) ( خ ) 1109 , ( ت ) 480 , ( س ) 3253(3/2496)
( 4 ) مِنْ آدَابِ قَبْلِ السَّفَرِ اِخْتِيَار الصُّحْبَة الصَّالِحَة
( حم ) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ خَيْبَرَ فَاتَّبَعَهُ رَجُلَانِ , وَآخَرُ يَتْلُوهُمَا يَقُولُ : ارْجِعَا , ارْجِعَا , حَتَّى رَدَّهُمَا ثُمَّ لَحِقَ الْأَوَّلَ فَقَالَ : إِنَّ هَذَيْنِ شَيْطَانَانِ , وَإِنِّي لَمْ أَزَلْ بِهِمَا حَتَّى رَدَدْتُهُمَا , فَإِذَا أَتَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَقْرِئْهُ السَّلَامَ , وَأَخْبِرْهُ أَنَّا هَاهُنَا فِي جَمْعِ صَدَقَاتِنَا , وَلَوْ كَانَتْ تَصْلُحُ لَهُ لَبَعَثْنَا بِهَا إِلَيْهِ , قَالَ : فَلَمَّا قَدِمَ الرَّجُلُ الْمَدِينَةَ أَخْبَرَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - , " فَعِنْدَ ذَلِكَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ الْخَلْوَةِ (1) " (2)
__________
(1) الحافظ في " الفتح " (6/345) فسر (الخلوة) بقوله: "أي: السفر وحده " كما يدل عليه السياق , انظر الصحيحة : 3134
(2) ( حم ) 2719 , 2510 , الصَّحِيحَة : 2658 , 3134 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(3/2497)
( ك ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ سَفَرٍ , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ صَحِبْتَ ؟ " , قَالَ : مَا صَحِبْتُ أَحَدًا (1) فَقَالَ رَسُولُ - صلى الله عليه وسلم - : " الرَّاكِبُ شَيْطَانٌ , وَالرَّاكِبَانِ شَيْطَانَانِ , وَالثَلَاثَةُ رَكْبٌ (2) " (3)
__________
(1) جملة ( أَنَّ رَجُلًا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ..) في صَحِيح الْجَامِع : 3524 , ، الصَّحِيحَة : 62
(2) قال الألباني في الصَّحِيحَة : 62 : وفي هذه الأحاديث تحريم سفر المسلم وحده , وكذا لو كان معه آخر لظاهر النهي في الحديث الذي قبل هذا ، ولقوله فيه : " شيطان " أي عاص ، كقوله تعالى ( شياطين الإنس والجن ) , فإن معناه عصاتهم كما قال المنذري , قلت : ولعل الحديث أراد السفر في الصحارى والفلوات التي قلما يرى المسافر فيها أحدا من الناس ، فلا يدخل فيها السفر اليوم في الطرق المعبدة الكثيرة المواصلات . والله أعلم . أ . هـ
(3) ( ك ) 2495 , ( هق ) 10127 , ( ت ) 1674 , ( د ) 2607 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3524 , الصَّحِيحَة : 62(3/2498)
( خ حم ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الْوَحْدَةِ [ مَا أَعْلَمُ ] (1) مَا سَارَ أَحَدٌ وَحْدَهُ بِلَيْلٍ أَبَدًا " (2)
__________
(1) ( خ ) 2836 , ( ت ) 1673
(2) ( حم ) 4748 , ( جة ) 3768 , ( خ ) 2836 , ( ت ) 1673(3/2499)
( حم ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ الْوَحْدَةِ , أَنْ يَبِيتَ الرَّجُلُ وَحْدَهُ , أَوْ يُسَافِرَ وَحْدَهُ " (1)
__________
(1) ( حم ) 5650 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6919 , الصَّحِيحَة : 60(3/2500)
( د حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " أَقِلُّوا الْخُرُوجَ بَعْدَ هَدْأَةِ الرِّجْلُ (1) ) (2) ( فَإِنَّ اللَّهَ - عز وجل - يَبُثُّ فِي لَيْلِهِ مِنْ خَلْقِهِ مَا شَاءَ " ) (3)
__________
(1) الهدأة : السكون عن الحركات , أي بعد ما يسكن الناس عن المشي والاختلاف في الطريق .
(2) ( د ) 5104 , ( حم ) 14322
(3) ( حم ) 14322, ( د ) 5104 , انظر صحيح الجامع : 1184 , الصَّحِيحَة : 1518 , وصحيح الترغيب والترهيب : 3124(3/2501)
( الحميدي ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِيَّاكُمْ وَالسَّمَرَ بَعْدَ هَدْأَةِ الرِّجْلِ ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ مَا يَبُثُّ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ " (4)
----------------
(1) ( مسند الحميدي ) 1273 , ( خد ) 1230 , انظر الصَّحِيحَة : 1752 , 3454 , صحيح الأدب المفرد : 938(3/2502)
( 5 ) مِنْ آدَابِ قَبْلِ السَّفَرِ تَشْييعُ الْمُسَافِر (*)
( حم ) , وَعَنْ سَعْدٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
خَرَجَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى جَاءَ ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ وَعَلِيٌّ يَبْكِي ، يَقُولُ : تُخَلِّفُنِي مَعَ الْخَوَالِفِ ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَوَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا النُّبُوَّةَ ؟ " (1)
__________
(*) التَّشْيِيعُ : الْخُرُوجُ مَعَ الْمُسَافِرِ لِتَوْدِيعِهِ ، يُقَال : شَيَّعَ فُلَانًا , خَرَجَ مَعَهُ لِيُوَدِّعَهُ وَيُبْلِغَهُ مَنْزِلَهُ .نيل الأوطار(ج12ص54)
(1) ( حم ) 1463 ، ( ن ) 8432 ، صححه الألباني في الإرواء : 1188(3/2503)
( 6 ) مِنْ آدَابِ قَبْلِ السَّفَرِ تَوْدِيعُ الْمُسَافِر
( ت ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا وَدَّعَ رَجُلًا أَخَذَ بِيَدِهِ , فلَا يَدَعُهَا حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ يَدَعُ يَدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , وَيَقُولُ : أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ ) (1) ( وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ (2) " ) (3)
__________
(1) ( ت ) 3442
(2) قال الألباني في الصحيحة ح16 : يستفاد من هذا الحديث الصحيح جملة فوائد :
الأولى : مشروعية التوديع بالقول الوارد فيه " أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك " أو يقول : " أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه " .
الثانية : الأخذ باليد الواحدة في المصافحة ، وقد جاء ذكرها في أحاديث كثيرة ، و على ما دل عليه هذا الحديث يدل اشتقاق هذه اللفظة في اللغة .
ففي " لسان العرب " : " والمصافحة : الأخذ باليد ، والتصافح مثله ، والرجل يصافح الرجل : إذا وضع صفح كفه في صفح كفه ، وصفحا كفيهما : وجهاهما ، ومنه حديث المصافحة عند اللقاء ، وهي مفاعلة من إلصاق صفح الكف بالكف وإقبال الوجه على الوجه " .
قلت : وفي بعض الأحاديث المشار إليها ما يفيد هذا المعنى أيضا ، كحديث حذيفة مرفوعا : " إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر " .
فهذه الأحاديث كلها تدل على أن السنة في المصافحة : الأخذ باليد الواحدة فما يفعله بعض المشايخ من التصافح باليدين كلتيهما خلاف السنة ، فليعلم هذا .
الفائدة الثالثة : أن المصافحة تشرع عند المفارقة أيضا ويؤيده عموم قوله صلى الله عليه وسلم " من تمام التحية المصافحة " وهو حديث جيد باعتبار طرقه و لعلنا نفرد له فصلا خاصا إن شاء الله تعالى ، ثم تتبعت طرقه ، فتبين لي أنها شديدة الضعف ، لا تلصح للاعتبار وتقوية الحديث بها ، ولذلك أوردته في " السلسلة الأخرى " ( 1288 ) . ووجه الاستدلال بل الاستشهاد به إنما يظهر باستحضار مشروعية السلام عند المفارقة أيضا لقوله صلى الله عليه وسلم : " إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم ، وإذا خرج فليسلم ، فليست الأولى بأحق من الأخرى " . رواه أبو داود والترمذي وغيرهما بسند حسن . فقول بعضهم : إن المصافحة عند المفارقة بدعة مما لا وجه له ، نعم إن الواقف على الأحاديث الواردة في المصافحة عند الملاقاة يجدها أكثر وأقوى من الأحاديث الواردة في المصافحة عند المفارقة ، ومن كان فقيه النفس يستنتج من ذلك أن المصافحة الثانية ليست مشروعيتها كالأولى في الرتبة ، فالأولى سنة ، والأخرى مستحبة ، وأما أنها بدعة فلا ، للدليل الذي ذكرنا .
و أما المصافحة عقب الصلوات فبدعة لا شك فيها إلا أن تكون بين اثنين لم يكونا قد تلاقيا قبل ذلك فهي سنة كما علمت . أ . هـ
(3) ( ت ) 3443 , ( د ) 2600 , ( حم ) 4524 , انظر صحيح الجامع : 957 , والصحيحة : 14 , 16(3/2504)
( د ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْتَوْدِعَ الْجَيْشَ قَالَ : أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكُمْ وَأَمَانَتَكُمْ وَخَوَاتِيمَ أَعْمَالِكُمْ " (1)
__________
(1) ( د ) 2601 , ( ك ) 2478 , ( جة ) 2826 , انظر صحيح الجامع : 4657 , والصحيحة : 15(3/2505)
( حب ) , وَعَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ :
خَرَجْتُ إِلَى الْعِرَاقِ أَنَا وَرَجُلٌ مَعِي ، فَشَيَّعَنَا (1) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يُفَارِقَنَا قَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ مَعِي شَيْءٌ أُعْطِيكُمَا ، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِذَا اسْتُوْدِعَ اللَّهُ شَيْئًا حَفِظَهُ " ، وَإِنِّي أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكُمَا وَأَمَانَتَكُمَا ، وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكُمَا . (2)
__________
(1) التَّشْيِيعُ : الْخُرُوجُ مَعَ الْمُسَافِرِ لِتَوْدِيعِهِ ، يُقَال : شَيَّعَ فُلَانًا : خَرَجَ مَعَهُ لِيُوَدِّعَهُ وَيُبْلِغَهُ مَنْزِلَهُ .
(2) ( حب ) 2693 , ( ن ) 10343 , ( طس ) 4667 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1708 ، الصَّحِيحَة : تحت حديث : 14(3/2506)
( مي ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ لَهُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ السَّفَرَ , فَقَالَ لَهُ : " مَتَى ؟ " قَالَ : غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ , قَالَ : " فَأَتَاهُ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَقَالَ لَهُ : فِي حِفْظِ اللَّهِ وَفِي كَنَفِهِ ، زَوَّدَكَ اللَّهُ التَّقْوَى ، وَغَفَرَ لَكَ ذَنْبَكَ ، وَوَجَّهَكَ لِلْخَيْرِ أَيْنَمَا تَوَجَّهْتَ " (1)
( الدعاء للطبراني ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أَرَادَ أَنْ يُسَافِرَ فَلْيَقُلْ لِمَنْ يُخَلِّفُ : أَسْتَوْدِعُكُمُ اللَّهَ الَّذِي لَا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ " (2)
__________
(1) ( مي ) 2671 , ( ت ) 3444 ( خز ) 2532 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3579 , والكَلِمِ الطَّيِّب : 171
(2) ( الدعاء للطبراني ) 754 , ( ن ) 10342 , حسنه الألباني في الكَلِمِ الطَّيِّب : 168 , الصحيحة تحت حديث : 2547 , الضعيفة تحت حديث : 1470(3/2507)
( جة ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" وَدَّعَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ الَّذِي لَا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ " (1)
__________
(1) ( جة ) 2825 , ( حم ) 9219 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 958 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : صحيح لغيره وهذا إسناد جيد .(3/2508)
( 6 ) السَّفَرُ يَوْمَ الْخَمِيس
( طب ) , عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَسْتَحِبُّ أَنْ يُسَافِرَ يَوْمَ الْخَمِيسِ " (1)
__________
(1) ( طب ) ج23/ص260 ح543 , ( ش ) 33618 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4950(3/2509)
( خ ) , وَعَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْرُجُ إِذَا خَرَجَ فِي سَفَرٍ إِلَّا خَرَجَ يَوْمَ الْخَمِيسِ " (1)
__________
(1) ( خ ) 2789 , ( د ) 2605 , ( حم ) 27222(3/2510)
( 7 ) السَّفَرُ أَوَّلَ النَّهَار
( ت ) , وَعَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا , وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً أَوْ جَيْشًا بَعَثَهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ " , قَالَ عُمَارَةُ بْنِ حَدِيدٍ البَجْلِيِّ : وَكَانَ صَخْرٌ رَجُلًا تَاجِرًا , وَكَانَ إِذَا بَعَثَ تِجَارَةً بَعَثَهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ , فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ . (1)
__________
(1) ( ت ) 1212 , ( د ) 2606 , ( جة ) 2236 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1300 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1693(3/2511)
( يع ) , وَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" بُورِكَ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا " (1)
__________
(1) ( يع ) 5409 , ( طس ) 754 , انظر صَحِيح الْجَامِع :2841(3/2512)
( 2 ) الْآدَابُ أَثْنَاءَ السَّفَر
( 1 ) مِنْ آدَابِ السَّفَرِ تَعْيِينُ أَمِير
( د ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا خَرَجَ ثَلَاثَةٌ فِي سَفَرٍ فَلْيُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ " (1)
__________
(1) ( د ) 2608 , ( يع ) 1054 , ( هق ) 10131 , انظر صحيح الجامع : 500 , والصحيحة : 1322(3/2513)
( د ) , وَعَنْ نَافِعٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِذَا كَانَ ثَلَاثَةٌ فِي سَفَرٍ فَلْيُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ " ، قَالَ نَافِعٌ : فَقُلْنَا لِأَبِي سَلَمَةَ : فَأَنْتَ أَمِيرُنَا . (1)
__________
(1) ( د ) 2609 , ( هق ) 10129 , انظر صحيح الجامع : 763 , والمشكاة : 3911 , الإرواء تحت حديث : 2454(3/2514)
( 2 ) مِنْ الْآدَابِ أَثْنَاءَ السَّفَرِ الْأَذْكَار
( 1 ) دُعَاءُ رُكُوبِ الدَّابَّة
قَالَ تَعَالَى : { وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ , وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ } [الزخرف/12-14]
( ك ) , وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ :
كُنْتُ رِدْفًا لِعَلِيٍّ - رضي الله عنه - أُتِيَ بِدَابَّةٍ لِيَرْكَبَهَا , فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ قَالَ : بِسْمِ اللَّهِ , فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى ظَهْرِ الدَّابَّةِ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ , الْحَمْدُ لِلَّهِ , الْحَمْدُ لِلَّهِ , اللَّهُ أَكْبَرُ , اللَّهُ أَكْبَرُ , اللَّهُ أَكْبَرُ , { سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ } , ثُمَّ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ ، إِنِّي قَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي , إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ , ثُمَّ مَالَ إِلَى أَحَدِ شِقَّيْهِ فَضَحِكَ , فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا يُضْحِكُكَ ؟ , قَالَ : إِنِّي كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - " فَصَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَمَا صَنَعْتُ " , فَسَأَلْتُهُ كَمَا سَأَلْتَنِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ اللَّهَ لَيَعْجَبُ إِلَى الْعَبْدِ إِذَا قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ، إِنِّي قَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِي ، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي ، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ ، قَالَ : عَبْدِي عَرَفَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ وَيُعَاقِبُ " (1)
__________
(1) ( ك ) 2482 , ( ت ) 3446 , ( د ) 2602 , ( حم ) 930 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1821 , الصَّحِيحَة : 1653
قلت : إنما قدمت رواية ( ك ) على ( ت د حم ) ولم أقتبس منها الزيادات على رواية ( ك ) لأن الألباني قال في الصحيحة : قال الحاكم : " هذا حديث صحيح على شرط مسلم " . ووافقه الذهبي , قلت : النهدي هذا لم يخرج له مسلم ، وإنما البخاري في " الأدب المفرد " ، فهوصحيح فقط .
وقد تابعه أبو إسحاق السبيعي عن علي بن ربيعة نحوه باختصار . أخرجه أبو داود , والترمذي , وأحمد , وقال الترمذي :
" حديث حسن صحيح " . كذا قال ، وأبو إسحاق كان اختلط ، ولفظه عند أحمد أتم .
وأخرجه ابن السني ( 493 ) من طريق الأجلح عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي بن أبي طالب به نحوه مختصرا , والأجلح فيه ضعف , والحارث وهو الأعور ضعيف . أ . هـ(3/2515)
( 2 ) دُعَاء السَّفَر
( م ت س د حم ) , عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ ) (1) ( قَالَ بِإِصْبَعِهِ - وَمَدَّ شُعْبَةُ إِصْبَعَهُ - ) (2) ( وَكَبَّرَ ثَلَاثًا , ثُمَّ قَالَ : { سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ , وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ } (3) اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى , وَمِنْ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى , اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ , اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ (4) وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ ) (5) ( وَالْمَالِ (6) ) (7) ( وَالْحَامِلُ عَلَى الظَّهْرِ ) (8) ( اللَّهُمَّ اصْحَبْنَا فِي سَفَرِنَا وَاخْلُفْنَا فِي أَهْلِنَا ) (9) اصْحَبْنَا بِنُصْحِكَ (10) وَاقْلِبْنَا بِذِمَّةٍ (11) ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ (12) وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ (13) وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ (14) وَمِنْ دَعْوَةِ الْمَظْلُومِ (15) وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ (16) ) (17) ( وَالْوَلَدِ ) (18) ( وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ : آيِبُونَ , تَائِبُونَ , عَابِدُونَ , لِرَبِّنَا حَامِدُونَ " ) (19)
__________
(1) ( م ) 425 - ( 1342 ) , ( ت ) 3447 , ( حم ) 6311
(2) ( ت ) 3438 , ( س ) 5501
(3) [الزخرف/13، 14]
(4) أَيْ : الْحَافِظ وَالْمُعِين , وَالصَّاحِبُ فِي الْأَصْلِ الْمُلَازِمُ , وَالْمُرَادُ مُصَاحَبَةُ اللَّهِ إِيَّاهُ بِالْعِنَايَةِ وَالْحِفْظِ وَالرِّعَايَةِ ، فَنَبَّهَ بِهَذَا الْقَوْلِ عَلَى الِاعْتِمَادِ عَلَيْهِ وَالِاكْتِفَاءِ بِهِ عَنْ كُلِّ مُصَاحِبٍ سِوَاهُ . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 334)
(5) ( م ) 425 - ( 1342 ) , ( ت ) 3447 , ( حم ) 6311
(6) الْخَلِيفَة مَنْ يَقُوم مَقَام أَحَد فِي إِصْلَاح أَمْره , قَالَ التُّورْبَشْتِيُّ : الْمَعْنَى أَنْتَ الَّذِي أَرْجُوهُ وَأَعْتَمِدُ عَلَيْهِ فِي سَفَرِي بِأَنْ يَكُونَ مُعِينِي وَحَافِظِي وَفِي غَيْبَتِي عَنْ أَهْلِي أَنْ تَلُمَّ شُعْثَهُمْ , وَتُدَاوِيَ سَقَمَهُمْ , وَتَحْفَظَ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَأَمَانَتِهِمْ . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 334)
(7) ( د ) 2599 , ( س ) 5501 , انظر المشكاة : 2420
(8) ( حم ) 9194 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حسن .
(9) ( ت ) 3447 , ( حم ) 6311
(10) أَيْ : اِحْفَظْنَا بِحِفْظِك فِي سَفَرِنَا . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 334)
(11) ( ت ) 3438 , ( حم ) 9194
وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ بِذِمَّتِك , أَيْ : وَارْجِعْنَا بِأَمَانِك وَعَهْدِك إِلَى بَلَدِنَا . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 334)
(12) مَشَقَّته وَشِدَّته . عون المعبود - (ج 6 / ص 16)
(13) الْكَآبَة : تَغَيُّر النَّفْس بِالِانْكِسَارِ مِنْ شِدَّة الْهَمّ وَالْحَزَن . عون المعبود - (ج 6 / ص 16)
(14) أَيْ : مِنْ النُّقْصَانِ بَعْدَ الزِّيَادَةِ , وَقِيلَ مِنْ فَسَادِ الْأُمُورِ بَعْدَ صَلَاحِهَا ، وَأَصْلُ الْحَوْرِ نَقْضُ الْعِمَامَةِ بَعْدَ لَفِّهَا , وَأَصْلُ الْكَوْرِ مِنْ تَكْوِيرِ الْعِمَامَةِ , وَهُوَ لَفُّهَا وَجَمْعُهَا . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 335)
(15) قَالَ الطِّيبِيُّ فَإِنْ قُلْت : دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يُحْتَرَزُ عَنْهَا سَوَاءٌ كَانَتْ فِي الْحَضَرِ أَوْ السَّفَرِ ، قُلْت : كَذَلِكَ الْحَوْرُ بَعْدَ الْكَوْرِ , لَكِنَّ السَّفَرَ مَظِنَّةُ الْبَلَايَا وَالْمَصَائِبِ وَالْمَشَقَّةُ فِيهِ أَكْثَرُ , فَخُصَّتْ بِهِ اِنْتَهَى .
وَيُرِيدُ بِهِ أَنَّهُ حِينَئِذٍ مَظِنَّةٌ لِلنُّقْصَانِ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا , وَبَاعِثٌ عَلَى التَّعَدِّي فِي حَقِّ الرُّفْقَةِ وَغَيْرِهِمْ , لَا سِيَّمَا فِي مَضِيقِ الْمَاءِ كَمَا هُوَ مُشَاهَدٌ فِي سَفَرِ الْحَجِّ فَضْلًا عَنْ غَيْرِهِ . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 335)
(16) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : أَيْ يَنْقَلِب مِنْ سَفَره إِلَى أَهْله كَئِيبًا حَزِينًا غَيْر مَقْضِيّ الْحَاجَة , أَوْ مَنْكُوبًا ذَهَبَ مَاله أَوْ أَصَابَتْهُ آفَة فِي سَفَره ،
أَوْ يَقْدَم عَلَى أَهْله فَيَجِدهُمْ مَرْضَى أَوْ يَفْقِد بَعْضهمْ , أَوْ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ مِنْ الْمَكْرُوه . عون المعبود - (ج 6 / ص 16)
( سُوءُ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ ) أَنْ يُصِيبَهُمَا آفَةٌ يُسُوءِ النَّظَرِ إِلَيْهِ . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 335)
(17) ( س ) 5498 , ( م ) 426 - ( 1343 ) , ( ت ) 3439 , 3447 , ( حم ) 20795, 6374 , ( د ) 2599
(18) ( س ) 5499
(19) ( م ) 425 - ( 1342 ) , ( ت ) 3447 , ( د ) 2599 , ( حم ) 6374(3/2516)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا كَانَ فِي سَفَرٍ فَأَسْحَرَ (1) يَقُولُ : سَمِعَ سَامِعٌ بِحَمْدِ اللَّهِ وَحُسْنِ بَلَائِهِ عَلَيْنَا (2) رَبَّنَا صَاحِبْنَا وَأَفْضِلْ عَلَيْنَا (3) عَائِذًا بِاللَّهِ مِنْ النَّارِ " (4)
__________
(1) أَيْ : اِنْتَهَى فِي سَيْره إِلَى السَّحَر ، وَهُوَ آخِر اللَّيْل .شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 83)
(2) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَاهُ : شَهِدَ شَاهِد عَلَى حَمْدنَا لِلَّهِ تَعَالَى عَلَى نِعَمه وَحُسْن بَلَائِهِ .شرح النووي (ج 9 / ص 83)
(3) أَيْ : اِحْفَظْنَا وَحُطْنَا وَاكْلَأْنَا ، وَأَفْضِلْ عَلَيْنَا بِجَزِيلِ نِعَمك ، وَاصْرِفْ عَنَّا كُلّ مَكْرُوه .شرح النووي(ج9 / ص83)
(4) ( م ) 68 - ( 2718 ) , ( د ) 5086(3/2517)
( 3 ) التَّكْبِيرُ وَالتَّسْبِيحُ فِي السَّفَرِ (كُلَّمَا صَعِدَ شَرَفًا أَوْ هَبَطَ وَادِيًا)
( خ ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :" كُنَّا إِذَا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا , وَإِذَا نَزَلْنَا سَبَّحْنَا " (1)
__________
(1) ( خ ) 2832 , ( حم ) 14608(3/2518)
( ت جة حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قَالَ رَجَلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُسَافِرَ فَأَوْصِنِي ) (1) ( قَالَ : " أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَالتَّكْبِيرِ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ (2) " ) (3) ( فَلَمَّا مَضَى ) (4) ( الرَّجُلُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " ) (5) ( اللَّهُمَّ اطْوِ لَهُ الْأَرْضَ ، وَهَوِّنْ عَلَيْهِ السَّفَرَ " ) (6)
__________
(1) ( ت ) 3445
(2) أَيْ : مَكَانٍ عَالٍ . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 341)
(3) ( جة ) 2771 , ( ت ) 3445
(4) ( حم ) 9722 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(5) ( حم ) 8293 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(6) ( ت ) 3445 , ( حم ) 8293 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2545 , الصَّحِيحَة : 1730(3/2519)
( خ م ت ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا قَفَلَ (1) مِنْ الْجُيُوشِ أَوْ السَّرَايَا أَوْ الْحَجِّ أَوْ الْعُمْرَةِ , إِذَا أَوْفَى عَلَى ثَنِيَّةٍ أَوْ فَدْفَدٍ كَبَّرَ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ , لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ , وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ , آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ سَاجِدُونَ , سَائِحُونَ (2) لِرَبِّنَا حَامِدُونَ , صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ , وَنَصَرَ عَبْدَهُ , وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ " (3)
__________
(1) أَيْ : رجع .
(2) ( ت ) 950
(3) ( م ) 428 - ( 1344 ) , ( خ ) 1703 , ( ت ) 950 , ( د ) 2770(3/2520)
( 4 ) إِذَا نَزَلَ الْمُسَافِرُ مَنْزِلًا
( م ) , عَنْ خَوْلَةَ بِنْتَ حَكِيمٍ السُّلَمِيَّةَ ك قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ :
" مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا ثُمَّ قَالَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ , لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ " (1)
__________
(1) ( م ) 54 - ( 2708 ) , ( ت ) 3437 , ( جة ) 3547 , ( حم ) 27164(3/2521)
( 5 ) دُعَاءُ دُخُولُ الْقَرْيَة
( طس حب ) , وَعَنْ صُهَيْب - رضي الله عنه - قَالَ :
( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَرَادَ دُخُولَ قَرْيَةٍ ، لَمْ يَدْخُلْهَا حَتَّى يَقُولَ ) (1) ( حِينَ يَرَاهَا : اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ ) (2) ( وَمَا أَظَلَّتْ ، وَرَبَّ الأَرَضِينَ السَّبْعِ وَمَا أَقَلَّتْ ، وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَمَا أَذْرَتْ ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَّتْ ) (3) ( نَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ وَخَيْرَ أَهْلِهَا ) (4) ( وَخَيْرَ مَا فِيهَا ) (5) ( وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ أَهْلِهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا " ) (6)
_________
(1) ( طس ) 7516 , انظر الصَّحِيحَة : 2759 , فقه السيرة - (1 / 340)
(2) ( حب ) 2709 , انظر الكلم الطيب : 179 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(3) ( طس ) 7516
(4) ( حب ) 2709
(5) ( طس ) 7516
(6) ( حب ) 2709 , ( طس ) 7516(3/2522)
( 3 ) مُسَاعَدَةُ الرُّفَقَاءِ فِي السَّفَر
( م ) , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ , فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالًا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ , وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ , قَالَ : فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ مَا ذَكَرَ , حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ " (1)
__________
(1) ( م ) 18 - ( 1728 ) , ( د ) 1663 , ( حم ) 11311(3/2523)
( حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَغْزُوَ فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ , إِنَّ مِنْ إِخْوَانِكُمْ قَوْمًا لَيْسَ لَهُمْ مَالٌ وَلَا عَشِيرَةٌ , فَلْيَضُمَّ أَحَدُكُمْ إِلَيْهِ الرَّجُلَيْنِ أَوْ الثَلَاثَةِ فَمَا لِأَحَدِنَا مِنْ ظَهْرٍ جَمَلِهِ إِلَّا عُقْبَةٌ (1) كَعُقْبَةِ أَحَدِهِمْ " , قَالَ : فَضَمَمْتُ إِلَيَّ اثْنَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً مَا لِي إِلَّا عُقْبَةٌ كَعُقْبَةِ أَحَدِهِمْ مِنْ جَمَلِي . (2)
__________
(1) الْعُقْبَة : رُكُوب مَرْكَب وَاحِد بِالنَّوْبَةِ عَلَى التَّعَاقُب . عون المعبود - (ج 5 / ص 431)
(2) ( حم ) 14906 , ( د ) 2534 , انظر الصحيحة : 309 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(3/2524)
( ت د حم ) , وَعَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَمْشِي " إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ وَمَعَهُ حِمَارٌ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ارْكَبْ - وَتَأَخَّرَ الرَّجُلُ - ) (1) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا ) (2) ( إنَّ صَاحِبَ الدَّابَّةِ أَحَقُّ بِصَدْرِهَا ) (3) ( إِلَّا أَنْ تَجْعَلَهُ لِي " , قَالَ : فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُهُ لَكَ , " فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " ) (4)
__________
(1) ( ت ) 2773 , ( حب ) 4735
(2) ( د ) 2572
(3) ( حم ) 119 , ( ت ) 2773 , انظر صحيح الجامع : 3750 , 3751 , المشكاة : 3918
(4) ( د ) 2572 , ( ت ) 2773 , ( حم ) 23042 , انظر صحيح الجامع : 1478(3/2525)
( 4 ) الرِّفْقُ بِالضُّعَفَاءِ فِي السَّيْر
( د ) , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَخَلَّفُ فِي الْمَسِيرِ , فَيُزْجِي (1) الضَّعِيفَ (2) وَيُرْدِفُ (3) وَيَدْعُو لَهُمْ " (4)
__________
(1) أَيْ : يَسُوق . عون المعبود - (ج 6 / ص 68)
(2) أَيْ : مَرْكَبه لِيُلْحِقهُ بِالرِّفَاقِ . عون المعبود - (ج 6 / ص 68)
(3) أَيْ : يُرْكِب خَلْفه الضَّعِيف مِنْ الْمُشَاة . عون المعبود - (ج 6 / ص 68)
(4) ( د ) 2639 , ( ك ) 2541 , انظر صحيح الجامع : 4901 , والصحيحة : 2120 , هداية الرواة : 3837(3/2526)
( خز ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( " خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَامَ الْفَتْحِ " ، ثُمَّ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ الْمُشَاةُ مِنْ أَصْحَابِهِ وَصَفُّوا لَهُ ، وَقَالُوا : نَتَعَرَّضُ لِدَعَوَاتِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالُوا : اشْتَدَّ عَلَيْنَا السَّفَرُ ، وَطَالَتِ الشُّقَّةُ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " اسْتَعِينُوا بِالنَّسْلِ عَلَيْكُمْ بِالنَّسَلَانِ (1) فَإِنَّهُ يَقْطَعُ عَنْكُمُ الْأَرْضَ وَتَخِفُّونَ لَهُ " ) (2) ( قَالَ : فَنَسَلْنَا فَوَجَدْنَاهُ أَخَفَّ عَلَيْنَا ) (3) ( وَذَهَبَ مَا كُنَّا نَجِدُهُ ) (4) .
__________
(1) ( خز ) 2537 , ( ك ) 2491 , انظر الصَّحِيحَة : 465
أَيْ : الإسراع في المشي . النهاية في غريب الأثر - (ج 5 / ص 118)
(2) ( خز ) 2536 , ( يع ) 1880 , انظر الصحيحة : 2574
(3) ( خز ) 2537 , ( ك ) 2491 , ( حب ) 2706 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( خز ) 2536(3/2527)
( 5 ) الرَّحْمَةُ بِالدَّابَّةِ فِي السَّفَر
( م ط د يع ) , وَعَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ، وَيَرْضَى بِهِ , وَيُعِينُ عَلَيْهِ مَا لَا يُعِينُ عَلَى الْعُنْفِ ) (1) ( فَإِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْخِصْبِ (2) فَأَعْطُوا ) (3) ( هَذِهِ الدَّوَابَّ الْعُجْمَ ) (4) ( حَظَّهَا مِنْ الْأَرْضِ (5) ) (6) ( وَلَا تَعْدُوا الْمَنَازِلَ (7) ) (8) ( وَإِذَا سَافَرْتُمْ فِي السَّنَةِ (9) فَأَسْرِعُوا عَلَيْهَا السَّيْرَ ) (10) ( بَادِرُوا بِهَا نِقْيَهَا (11) ) (12)
وفي رواية (13) : إذَا أَخْصَبَتِ الأَرْضُ فَانْزِلُوا عَنْ ظَهْرِكُمْ فَأَعْطُوهُ حَقَّهُ مِنَ الْكَلَإِ , وَإِذَا أَجْدَبَتِ الأَرْضُ فَامْضُوا عَلَيْهَا بِنِقْيِهَا "
__________
(1) ( ط ) 1767 , ( عب ) 9251 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1770 , صحيح الترغيب والترهيب : 2668
(2) أَيْ : زَمَان كَثْرَة الْعَلَف وَالنَّبَات . عون المعبود - (ج 5 / ص 482)
(3) ( م ) 178 - ( 1926 ) , ( ت ) 2858
(4) ( ط ) 1767 , ( عب ) 9251 , ( م ) 178 - ( 1926 )
(5) أَيْ : دَعُوهَا سَاعَة تَرْعَى , إِذْ حَقّهَا مِنْ الْأَرْض رَعْيهَا فِيهِ . عون المعبود - (ج 5 / ص 482)
(6) ( م ) 178 - ( 1926 ) , ( ت ) 2858
(7) أَيْ : لَا تُجَاوِزُوا الْمَنْزِل الْمُتَعَارَف إِلَى آخَر اِسْتِسْرَاعًا , لِأَنَّ فِيهِ إِتْعَاب الْأَنْفُس وَالْبَهَائِم . عون المعبود(ج 5 / ص 482)
(8) ( د ) 2570 , ( حم ) 15132
(9) أَيْ : الْقَحْط .
(10) ( م ) 178 - ( 1926 ) , ( ت ) 2858 , ( د ) 2569
(11) أَيْ : أَسْرِعُوا عَلَيْهَا السَّيْرَ مَا دَامَتْ قَوِيَّةً بَاقِيَةَ النِّقْيِ وَهُوَ الْمُخُّ .تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 177)
(12) ( م ) 1926 , ( ت ) 2858 , ( حم ) 8905
(13) ( يع ) 3618 , ( هق ) 10123 , انظر الصَّحِيحَة : 682(3/2528)
( 6 ) عَدَمُ تَعْلِيقِ الْجَرَسِ فِي الدَّابَّة
( م د ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً (1) فِيهَا كَلْبٌ أَوْ جَرَسٌ (2) ) (3) ( أَوْ جِلْدُ نَمِرٍ ) (4) "
__________
(1) ( الرُّفْقَة ) : جَمَاعَة تُرَافِقهُمْ فِي سَفَرك . عون المعبود - (ج 9 / ص 165)
(2) سَبَب مُنَافَرَة الْمَلَائِكَة لِلْجَرَس أَنَّهُ شَبِيه بِالنَّوَاقِيسِ ، أَوْ لِأَنَّهُ مِنْ الْمَعَالِيق الْمَنْهِيّ عَنْهَا ، وَقِيلَ : سَبَبه كَرَاهَة صَوْتهَا ، وَتُؤَيِّدهُ رِوَايَة ( مَزَامِير الشَّيْطَان ) وَهَذَا الَّذِي ذَكَرْنَاهُ مِنْ كَرَاهَة الْجَرَس عَلَى الْإِطْلَاق هُوَ مَذْهَبنَا وَمَذْهَب مَالِك وَآخَرِينَ , وَهِيَ كَرَاهَة تَنْزِيه . شرح النووي على مسلم - (ج 7 / ص 224)
(3) ( م ) 2113 , ( ت ) 1703
(4) ( د ) 4130(3/2529)
( س ) , عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ك قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ جُلْجُلٌ وَلَا جَرَسٌ (1) وَلَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ " (2)
__________
(1) قَوْله : ( جُلْجُل وَلَا جَرَس ) يَدُلّ عَلَى أَنَّ بَيْنهمَا فَرْقًا , وَبَعْضهمْ فَسَّرَ أَحَدهمَا بِالْآخَرِ .شرح سنن النسائي(ج 7 / ص 29)
(2) ( س ) 5222(3/2530)
( س ) , وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْخٍ قَالَ :
كُنْتُ جَالِسًا مَعَ سَالِمٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، فَمَرَّ بِنَا رَكْبٌ لِأُمِّ الْبَنِينَ مَعَهُمْ أَجْرَاسٌ , فَحَدَّثَ سَالِمٌ نَافِعًا عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً مَعَهُمْ جُلْجُلٌ " , قَالَ : فَكَمْ تَرَى مَعَ هَؤُلَاءٍ مِنَ الْجُلْجُلِ ؟ . (1)
__________
(1) ( س ) 5219 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3117 ، الصَّحِيحَة : 1873(3/2531)
( حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْأَجْرَاسِ أَنْ تُقْطَعَ مِنْ أَعْنَاقِ الْإِبِلِ يَوْمَ بَدْرٍ " (1)
__________
(1) ( حم ) 25207 , ( حب ) 4699 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :3118 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .(3/2532)
( حب ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِقَطْعِ الْأَجْرَاسِ " (1)
__________
(1) ( حب ) 4701 , ( طس ) 7038 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3119(3/2533)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْجَرَسُ مَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ " (1)
__________
(1) ( م ) 104 - ( 2114 ) , ( د ) 2556 , ( حم ) 8769(3/2534)
( 7 ) مِنْ آدَابِ السَّفَرِ اِخْتِيَارُ مَكَانٍ لِلنُّزُول
( م جة عب ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " إِيَّاكُمْ وَالتَّعْرِيسَ (1) عَلَى جَوَادِّ الطَّرِيقِ (2) وَالصَلَاةَ عَلَيْهَا ) (3) ( فَإِنَّهَا (4) طُرُقُ الدَّوَابِّ , وَمَأْوَى ) (5) ( الْحَيَّاتِ وَالسِّبَاعِ ) (6) ( بِاللَّيْلِ ) (7) ( وَإِيَّاكُمْ وَقَضَاءَ الْحَاجَةِ عَلَيْهَا , فَإِنَّهَا مِنْ الْمَلَاعِنِ (8) " ) (9)
__________
(1) التعريس : نُزُول الْمُسَافِر آخِر اللَّيْل لِلنَّوْمِ وَالِاسْتِرَاحَة . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 305)
(2) ( جَوَادّ الطَّرِيق ) جَمْع جَادَّة وَهِيَ مُعْظَم الطَّرِيق . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 305)
(3) ( جة ) 329 , ( م ) 178 - ( 1926 ) , ( د ) 2569
(4) أَيْ : جواد الطَّرِيق . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 305)
(5) ( م ) 178 - ( 1926 ) , ( ت ) 2858
(6) ( جة ) 329
(7) ( م ) 178 - ( 1926 ) , ( حم ) 8905
(8) أَيْ : الْأَمْكِنَة الْجَالِبَة لِلَّعْنِ إِلَى مَنْ يَطَؤُهَا بِسَبَبِ كَثْرَة حَاجَة النَّاس إِلَيْهَا . حاشية السندي (ج 1 / ص 305)
(9) ( عب ) 9247 , ( جة ) 329 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2673 , الصَّحِيحَة : 2433 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3126(3/2535)
( د حم ) , وَعَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كَانَ النَّاسُ إِذَا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَنْزِلًا فَعَسْكَرَ , تَفَرَّقُوا فِي الشِّعَابِ وَالْأَوْدِيَةِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ تَفَرُّقَكُمْ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ وَالْأَوْدِيَةِ إِنَّمَا ذَلِكُمْ مِنْ الشَّيْطَانِ " ) (1) ( قَالَ : فَكَانُوا بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا نَزَلُوا انْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ , حَتَّى إِنَّكَ لَتَقُولُ ) (2) ( لَوْ بُسِطَ عَلَيْهِمْ ثَوْبٌ لَعَمَّهُمْ ) (3) .
__________
(1) ( د ) 2628
(2) ( حم ) 17771 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( د ) 2628 , ( حم ) 17771 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2352 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3127(3/2536)
( م حم ) , وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا كَانَ فِي سَفَرٍ فَعَرَّسَ بِلَيْلٍ ) (1) ( تَوَسَّدَ يَمِينَهُ ) (2) ( وَإِذَا عَرَّسَ قُبَيْلَ الصُّبْحِ ) (3) ( وَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى كَفِّهِ الْيُمْنَى وَأَقَامَ سَاعِدَهُ ) (4) نَصَبَ ذِرَاعَهُ (5) "
__________
(1) ( م ) 313 - ( 683 )
(2) ( حم ) 22599 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( م ) 313 - ( 683 )
(4) ( حم ) 22599 , ( حب ) 6438 , انظر صحيح الجامع : 4752
(5) ( م ) 313 - ( 683 )(3/2537)
( 8 ) مِنْ آدَابِ السَّفَرِ الْحِرَاسَة ( تَوْظِيفُ حَارِس )
( حم ) , وَعَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةٍ ، فَأَتَيْنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ إِلَى شَرَفٍ (1) فَبِتْنَا عَلَيْهِ ، فَأَصَابَنَا بَرْدٌ شَدِيدٌ , حَتَّى رَأَيْتُ مَنْ يَحْفِرُ فِي الْأَرْضِ حُفْرَةً يَدْخُلُ فِيهَا يُلْقِي عَلَيْهِ التُّرْسَ , " فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ النَّاسِ نَادَى : مَنْ يَحْرُسُنَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَأَدْعُو لَهُ بِدُعَاءٍ يَكُونُ فِيهِ فَضْلٌ ؟ " , فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ : " ادْنُهْ " فَدَنَا ، فَقَالَ : " مَنْ أَنْتَ ؟ " , فَتَسَمَّى لَهُ الْأَنْصَارِيُّ ، " فَفَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالدُّعَاءِ فَأَكْثَرَ مِنْهُ " , قَالَ أَبُو رَيْحَانَةَ : فَلَمَّا سَمِعْتُ مَا دَعَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قُلْتُ : أَنَا رَجُلٌ آخَرُ ، فَقَالَ : " ادْنُهْ " ، فَدَنَوْتُ ، فَقَالَ : " مَنْ أَنْتَ ؟ " فَقُلْتُ : أَنَا أَبُو رَيْحَانَةَ ، " فَدَعَا بِدُعَاءٍ هُوَ دُونَ مَا دَعَا لِلْأَنْصَارِيِّ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " حُرِّمَتْ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ، وَحُرِّمَتْ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ سَهِرَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " (2)
__________
(1) الشَّرَف : المكان المرتفع .
(2) ( حم ) 17252 , ( ك ) 2432 , ( هق ) 18226 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1234 , 3321(3/2538)
( 9 ) السَّيْرُ لَيْلًا
( د ط ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " عَلَيْكُمْ بِالدُّلْجَةِ (1) فَإِنَّ الْأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ ) (2) ( مَا لَا تُطْوَى بِالنَّهَارِ ) (3) "
_________
(1) الدُّلجة : اِسْم مِنْ أَدْلَجَ الْقَوْم , إِذَا سَارُوا أَوَّل اللَّيْل ، وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَ الْإِدْلَاج سَيْر اللَّيْل كُلّه ، وَكَأَنَّهُ الْمَعْنِيُّ بِهِ فِي الْحَدِيث , لِأَنَّهُ عَقَّبَهُ بِقَوْلِهِ ( فَإِنَّ الْأَرْض تُطْوَى بِاللَّيْلِ ) أَيْ : تُقْطَع بِالسَّيْرِ فِي اللَّيْل ,
وَقَالَ الْمُظْهِر : يَعْنِي لَا تَقْنَعُوا بِالسَّيْرِ نَهَارًا بَلْ سِيرُوا بِاللَّيْلِ أَيْضًا , فَإِنَّهُ يَسْهُل بِحَيْثُ يَظُنّ الْمَاشِي أَنَّهُ سَارَ قَلِيلًا وَقَدْ سَارَ كَثِيرًا . عون المعبود - (ج 5 / ص 483)
(2) ( د ) 2571 , ( حم ) 15132 , ( خز ) 2548 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4064 , الصَّحِيحَة : 681
(3) ( ط ) 1767 , ( عب ) 9251 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1770(3/2539)
( حل ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ (1) فِي سَفَرٍ مَشَى عَنْ رَاحِلَتِهِ قَلِيلًا " (2)
----------------
(1) أي : صَلَاةِ الْفجر .
(2) أخرجه أبو نعيم ( 8 / 180 ) , ( هق ) ( 10118 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4748 , والصحيحة : 2077(3/2540)
( 10 ) الْإسْرَاعُ عِنْدَ الْمُرُورِ بِأَرْضِ الْمُعَذَّبِين
قَالَ تَعَالَى : { وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ , وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ } [إبراهيم : 44 ، 45]
( خ م حم ) , عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( " لَمَّا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْحِجْرِ قَالَ : لَا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ ) (1) ( فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ فلَا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ ) (2) ( فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يُصِيبُكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ ) (3) ( ثُمَّ تَقَنَّعَ بِرِدَائِهِ وَهُوَ عَلَى الرَّحْلِ ) (4) ( وَأَسْرَعَ السَّيْرَ حَتَّى أَجَازَ الْوَادِيَ " ) (5)
__________
(1) ( خ ) 3200 , ( م ) 38 - ( 2980 )
(2) ( خ ) 423 , ( م ) 38 - ( 2980 )
(3) ( حم ) 4561 , ( خ ) 3201 , ( م ) 38 - ( 2980 )
(4) ( حم ) 5342 , ( خ ) 4157
(5) ( خ ) 4157 , ( م ) 39 - ( 2980 )(3/2541)
( طب ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا مَرَرْتُمْ عَلَى أَرْضٍ قَدْ أُهْلِكَتْ بِهَا أُمَّةٌ مِنَ الْاُمَمِ فَأَجِدُّوا السَّيْرَ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : أسرعوا .
(2) ( طب ) ج8/ص278 ح8069 , انظر الصَّحِيحَة : 3941(3/2542)
( خ ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَقْفَلَهُ مِنْ عُسْفَانَ ..فَلَمَّا أَشْرَفْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ قَالَ : " آيِبُونَ , تَائِبُونَ , عَابِدُونَ , لِرَبِّنَا حَامِدُونَ , فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ ذَلِكَ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ " (1)
__________
(1) ( خ ) 2919(3/2543)
( 3 ) آدَابُ بَعْدَ السَّفَر ( عِنْدَ الْقُدُوم )
( 1 ) مِنْ آدَابِ بَعْدِ السَّفَرِ التَّعْجِيلُ إِلَى الْأَهْل
( جة ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنْ الْعَذَابِ , يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ نَوْمَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ , فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ (1) مِنْ سَفَرِهِ , فَلْيُعَجِّلْ الرُّجُوعَ إِلَى أَهْلِهِ " (2)
__________
(1) ( النَّهْمَة ) هِيَ الْحَاجَة , وَالْمَقْصُود فِي هَذَا الْحَدِيث : اِسْتِحْبَاب تَعْجِيل الرُّجُوع إِلَى الْأَهْل بَعْد قَضَاء شُغْله ،
وَلَا يَتَأَخَّر بِمَا لَيْسَ لَهُ بِمُهِمٍّ . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 404)
(2) ( جة ) 2882 , ( حم ) 10449 , ( خ ) 1710 , ( م ) 179 - ( 1927 )(3/2544)
( ك ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ حَجَّهُ فَلْيُعَجِّلِ الرُّجُوعَ إِلَى أَهْلِهِ ، فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِأَجْرِه " (1)
__________
(1) ( ك ) 1753 , ( هق ) 10143 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 732(3/2545)
( 2 ) عَدَمُ طُرُوقِ الْآتِي مِنْ السَّفَرِ أَهْلَهُ لَيْلًا (*)
( خ م ) , وَعَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" قَلَّمَا كَان رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقْدَمُ مِنْ سَفَرٍ سَافَرَهُ إِلَّا ضُحًى " (1)
__________
(*) أَيْ : لَا يَدْخُل عَلَيْهِمْ لَيْلًا إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَر , وَالطُّرُوق : هُوَ الْإِتْيَان فِي اللَّيْل ، وَكُلّ آتٍ فِي اللَّيْل فَهُوَ طَارِق .
(1) ( خ ) 4400(3/2546)
( خ م ) , عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَا يَطْرُقُ أَهْلَهُ لَيْلًا , وَكَانَ يَأْتِيهِمْ غُدْوَةً أَوْ عَشِيَّةً " (1)
__________
(1) ( م ) 180 - ( 1928 ) , ( خ ) 1706 , ( حم ) 12285(3/2547)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزَاةٍ...فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْ الْمَدِينَةِ اسْتَأْذَنْتُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ , فَقَالَ : " تَزَوَّجْتَ بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا ؟ " , قُلْتُ : بَلْ ثَيِّبًا , قَالَ : " هَلَّا تَزَوَّجْتَ بِكْرًا تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ ؟ " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ قُتِلَ أَبِي مَعَكَ يَوْمَ أُحُدٍ وَتَرَكَ لَهُ سَبْعَ بَنَاتٍ , فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ مِثْلَهُنَّ فلَا تُؤَدِّبُهُنَّ وَلَا تَقُومُ عَلَيْهِنَّ , فَتَزَوَّجْتُ ثَيِّبًا تُعَلِّمُهُنَّ وَتُؤَدِّبُهُنَّ وَتَمْشُطُهُنَّ , وَتَقْصَعُ قَمْلَةَ إِحْدَاهُنَّ ، وَتَخِيطُ دِرْعَ إِحْدَاهُنَّ إِذَا تَخَرَّقَ ، وَتَقُومُ عَلَيْهِنَّ فَقَالَ : " أَصَبْتَ , نِعْمَ مَا رَأَيْتَ , أَمَا إِنَّا لَوْ قَدْ جِئْنَا صِرَارًا (1) أَمَرْنَا بِجَزُورٍ فَنُحِرَتْ , وَأَقَمْنَا عَلَيْهَا يَوْمَنَا ذَلِكَ , وَسَمِعَتْ بِنَا فَنَفَضَتْ نَمَارِقَهَا " , فَقُلْتُ : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَنَا مِنْ نَمَارِقَ , قَالَ : " إِنَّهَا سَتَكُونُ , فَإِذَا أَنْتَ قَدِمْتَ فَاعْمَلْ عَمَلًا كَيِّسًا (2) " , قَالَ : فَلَمَّا جِئْنَا صِرَارًا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَمْهِلُوا حَتَّى تَدْخُلُوا عِشَاءً , لِكَيْ تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ , وَتَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ , وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِجَزُورٍ فَنُحِرَتْ , ثُمَّ قَسَمَ لَحْمَهَا " , فَأَكَلْنَا مِنْهَا وَأَقَمْنَا عَلَيْهَا ذَلِكَ الْيَوْمَ , " فَلَمَّا أَمْسَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ وَدَخَلْنَا " , قَالَ : فَأَخْبَرْتُ الْمَرْأَةَ الْحَدِيثَ وَمَا قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَتْ : فَدُونَكَ , فَسَمْعًا وَطَاعَةً .
__________
(1) موضع قرب المدينة .
(2) يَعْنِي : الْوَلَدَ .(3/2548)
( خ م ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " إِذَا أَطَالَ أَحَدُكُمْ الْغَيْبَةَ فلَا يَطْرُقْ أَهْلَهُ لَيْلًا ) (1) ( حَتَّى تَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ (2) وَتَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ (3) " ) (4)
__________
(1) ( خ ) 4946 , ( م ) 183 - ( 715 )
(2) قَوْله ( تَسْتَحِدّ ) أَيْ : تَسْتَعْمِل الْحَدِيدَة وَهِيَ الْمُوسَى , وَالْمُغِيبَة : الَّتِي غَابَ عَنْهَا زَوْجهَا ، وَالْمُرَاد إِزَالَة الشَّعْر عَنْهَا , وَعَبَّرَ بِالِاسْتِحْدَادِ لِأَنَّهُ الْغَالِب اِسْتِعْمَاله فِي إِزَالَة الشَّعْر . فتح الباري(ج 14 / ص 313)
(3) أَطْلَقَ عَلَيْهَا ذَلِكَ لِأَنَّ الَّتِي يَغِيب زَوْجهَا فِي مَظِنَّة عَدَم التَّزَيُّن . فتح الباري لابن حجر - (ج 14 / ص 313)
وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في ( حم ) 5814 : وما رواه الدارمي والطبراني عن ابن عباس " ... وكلاهما وجد مع امرأته رجلا " ففيه زمعة بن صالح ضعيف عن سلمة بن وهران قال أحمد : روي عنه زمعة أحاديث مناكير فلا تقوم به حجة على تعليل كراهة طروق الرجل أهله ليلا وكيف تقوم به الحجة وفيه دعوة للرجل أن يغض الطرف عن خبث أهله وهو ماشدد النبي صلى الله عليه وسلم النكير عليه وسمى من يقر الخبث في أهله ديوثا لا يشم رائحة الجنة . أ . هـ
(4) ( م ) 182 - ( 715 ) , ( خ ) 4948 , ( ت ) 2712 , ( د ) 2776(3/2549)
( م ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيْلًا , يَتَخَوَّنُهُمْ أَوْ يَلْتَمِسُ عَثَرَاتِهِمْ (1) " (2)
__________
(1) يَتَخَوَّنُهُمْ : أَيْ يَظُنّ خِيَانَتهمْ ، وَيَكْشِف أَسْتَارهمْ ، وَيَكْشِف هَلْ خَانُوا أَمْ لَا ؟ , وَمَعْنَى هَذِهِ الرِّوَايَات كُلّهَا أَنَّهُ يُكْرَه لِمَنْ طَالَ سَفَره أَنْ يَقْدُم عَلَى اِمْرَأَته لَيْلًا بَغْتَة ، فَأَمَّا مَنْ كَانَ سَفَره قَرِيبًا تَتَوَقَّع اِمْرَأَته إِتْيَانه لَيْلًا فَلَا بَأْس =كَمَا قَالَ فِي إِحْدَى هَذِهِ الرِّوَايَات : ( إِذَا أَطَالَ الرَّجُل الْغَيْبَة ) وَإِذَا كَانَ فِي قَفْل عَظِيم أَوْ عَسْكَر وَنَحْوهمْ ، وَاشْتُهِرَ قُدُومهمْ وَوُصُولهمْ ، وَعَلِمَتْ اِمْرَأَته وَأَهْله أَنَّهُ قَادِم مَعَهُمْ ، وَأَنَّهُمْ الْآنَ دَاخِلُونَ ، فَلَا بَأْس بِقُدُومِهِ مَتَى شَاءَ لِزَوَالِ الْمَعْنَى الَّذِي نَهَى بِسَبَبِهِ ، فَإِنَّ الْمُرَاد أَنْ يَتَأَهَّبُوا وَقَدْ حَصَلَ ذَلِكَ ، وَلَمْ يَقْدَم بَغْتَة , وَيُؤَيِّد مَا ذَكَرْنَاهُ مَا جَاءَ فِي الْحَدِيث الْآخِر : " أَمْهِلُوا حَتَّى نَدْخُل لَيْلًا - أَيْ : عِشَاء - كَيْ تَمْتَشِط الشَّعِثَة وَتَسْتَحِدّ الْمُغِيبَة " , فَهَذَا صَرِيح فِيمَا قُلْنَاهُ ، وَهُوَ مَفْرُوض فِي أَنَّهُمْ أَرَادُوا الدُّخُول فِي أَوَائِل النَّهَار بَغْتَة ، فَأَمَرَهُمْ بِالصَّبْرِ إِلَى آخِر النَّهَار لِيَبْلُغ قُدُومهمْ إِلَى الْمَدِينَة ، وَتَتَأَهَّب النِّسَاء وَغَيْرهنَّ . وَاللَّهُ أَعْلَم . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 406)
(2) ( م ) 184 - ( 715 ) , ( حم ) 14270(3/2550)
( بز ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَطْرُقُوا النِّسَاءَ لَيْلًا وَلَا تَغْتَرُّوهُنَّ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : لا تَدْخُلوا إليهنّ على غِرَّة , يُقال : اغْتَرَرْتُ الرَّجُل إذا طَلَبْتَ غِرَّتَه أي غَفْلَته . النهاية (ج 3 / ص 661)
(2) ( بز ) 5750 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7362 , والصحيحة : 3085(3/2551)
( هق ) , وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حين قدم من غزوة : لاَ تَطْرُقُوا النِّسَاءَ , وأرسل من يؤذن الناس أنه قادم الغد " (1)
__________
(1) ( هق ) 18364 , انظر الصحيحة تحت حديث : 3085(3/2552)
( د ) , وَعَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ أَحْسَنَ مَا دَخَلَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ أَوَّلَ اللَّيْلِ " (1)
__________
(1) ( د ) 2777 , انظر صحيح الجامع : 1545 , هداية الرواة : 3844(3/2553)
( 3 ) مِنْ آدَابِ الْعَودِ بَعْدَ السَّفَرِ تَلَقِّي الْمُسَافِر
( ت ) , عَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ , خَرَجَ النَّاسُ يَتَلَقَّوْنَهُ إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ , قَالَ السَّائِبُ : فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ وَأَنَا غُلامٌ " (1)
__________
(1) ( ت ) 1718 , ( خ ) 4164 , ( د ) 2779 , ( حم ) 15759(3/2554)
( 4 ) مِنْ آدَابِ الْعَودِ بَعْدَ السَّفَرِ الِابْتِدَاءُ بِالْمَسْجِدِ وصَلَاةُ رَكْعَتَيْن
( د حم ) , وَعَنْ نَافِعٍ ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ أَقْبَلَ مِنْ حَجَّتِهِ قَافِلًا فِي تِلْكَ الْبَطْحَاءِ ، ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ فَأَنَاخَ عَلَى بَابِ مَسْجِدِهِ ، ثُمَّ دَخَلَهُ فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى بَيْتِهِ " ، قَالَ نَافِعٌ : فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ كَذَلِكَ يَصْنَعُ . (1)
__________
(1) ( حم ) 6132 , ( د ) 2782 , انظر الثمر المستطاب - (1 / 626) , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(3/2555)
( خ م ) , وَعَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" قَلَّمَا كَان رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقْدَمُ مِنْ سَفَرٍ سَافَرَهُ إِلَّا ضُحًى , وَكَانَ يَبْدَأُ بِالْمَسْجِدِ فَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ ) (1) ( ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ ) (2) ( لِلنَّاسِ " ) (3)
__________
(1) ( خ ) 4400
(2) ( م ) 74 - ( 716 )
(3) ( خ ) 4156 , ( س ) 731(3/2556)
( خ م ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزَاةٍ فَأَبْطَأَ بِي جَمَلِي وَأَعْيَا , " ثُمَّ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَبْلِي " وَقَدِمْتُ بِالْغَدَاةِ , فَجِئْتُ الْمَسْجِدَ " فَوَجَدْتُهُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ " , فَقَالَ : الْآنَ حِينَ قَدِمْتَ ؟ , قُلْتُ : نَعَمْ , قَالَ : " فَدَعْ جَمَلَكَ وَادْخُلْ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ " , قَالَ : فَدَخَلْتُ فَصَلَّيْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ . (1)
__________
(1) ( خ ) 1991 , ( م ) 73 - ( 715 )(3/2557)
( 5 ) اِعْتِنَاقُ الْقَادِمِ مِنْ السَّفَرِ وَتَقْبِيلُه
( حب ) , وَعَنْ الشَّعْبِيّ قال :
( كَانَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - بِمَالِهِ (1) فَبَلَغَهُ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّبقَدْ تَوَجَّهَ إِلَى الْعِرَاقِ ، فَلَحِقَهُ عَلَى مَسِيرَةِ ثَلَاثَةِ لَيَالٍ فَقَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ ، قَالَ : الْعِرَاقَ ، هَذِهِ كُتُبُهُمْ وَبَيْعَتُهُمْ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ : لَا تَأْتِهِمْ ، فَأَبَى ، قَالَ : إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا : " إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَخَيَّرَهُ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، فَاخْتَارَ الْآخِرَةَ وَلَمْ يُرِدِ الدُّنْيَا " , وَإِنَّكُمْ بِضْعَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (2) ( كَذَلِكَ يُرِيدُ مِنْكُمْ ) (3) ( وَمَا صَرَفَهَا اللَّهُ عَنْكُمْ إِلَّا لِلَّذِي هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ , فَأَبَى أَنْ يَرْجِعَ ، فَاعْتَنَقَهُ ابْنُ عُمَرَ وَبَكَى ) (4) ( وَقَالَ : أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَالسَّلَامَ ) (5) .
__________
(1) أَيْ : بأرضه التي يملكها .
(2) ( معجم ابن الأعرابي ) 2409 , ( حب ) 6968
(3) ( حب ) 6968
(4) ( معجم ابن الأعرابي ) 2409 , ( حب ) 6968
(5) ( حب ) 6968 , ( معجم ابن الأعرابي ) 2409 , , انظر صحيح موارد الظمآن : 1886(3/2558)
( طس ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إذَا تَلَاقَوْا تَصَافَحُوا , وَإِذَا قَدِمُوا مِنْ سَفَرٍ تَعَانَقُوا . (1)
__________
(1) ( طس ) 97 , ( هق ) 13353 , انظر الصَّحِيحَة : 2647 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :2719 ,
وقال الألباني في الصَّحِيحَة : وفي ذلك من الفقه تفريق الصحابة بين الحضر والسفر في أدب التلاقي ،
ففي الحالة الأولى : المصافحة ، وفي الحالة الأخرى : المعانقة , ولهذا كنت أتحرَّج من المعانقة في الحضر ، وبخاصة أنني كنت خرجت في المجلد الأول من هذه " السلسلة " ( رقم 160 ) حديث نهيه - صلى الله عليه وسلم - عن الانحناء والالتزام والتقبيل , ثم لما جهزت المجلد لإعادة طبعه ، وأعدت النظر في الحديث ، تبين لي أن جملة " الالتزام " ليس لها ذكر في المتابعات أو الشواهد التي بها كنت قويت الحديث ، فحذفتها منه كما في الطبعة الجديدة من المجلد , فلما تبين لي ضعفها زال الحرج والحمد لله ، وبخاصة حين رأيت التزام ابن التيهان الأنصاري للنبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث خروجه - صلى الله عليه وسلم - إلى منزله - رضي الله عنه - الثابت في " الشمائل المحمدية " ( رقم 113 ص 79 - مختصر الشمائل ) ولكن هذا إنما يدل على الجواز أحيانا ، وليس على الالتزام والمداومة كما لو كان سنة ، كما هو الحال في المصافحة فتنبه . وقد رأيت للإمام البغوي / كلاما جيدا في التفريق المذكور وغيره ، فرأيت من تمام الفائدة أن أذكره هنا ، قال / في " شرح السنة " ( 12 / 293 ) بعد أن ذكر حديث جعفر وغيره مما ظاهره الاختلاف : " فأما المكروه من المعانقة والتقبيل ، فما كان على وجه الملق والتعظيم وفي الحضر ، وأما المأذون فيه فعند التوديع وعند القدوم من السفر ، وطول العهد بالصاحب , وشدة الحب في الله , ومن قَبَّل فلا يقبل الفم ، ولكن اليد والرأس والجبهة , وإنما كره ذلك في الحضر فيما يرى لأنه يكثر ولا يستوجبه كل أحد ، فإن فعله الرجل ببعض الناس دون بعض وجد عليه الذين تركهم ، وظنوا أنه قصَّر بحقوقهم ، وآثر عليهم ، وتمام التحية المصافحة " . أ . هـ(3/2559)
( يع ) , وَعَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" لَمَّا قَدِمَ جَعْفَرٌ مِنَ الْحَبَشَةِ عَانَقَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " (1)
__________
(1) ( يع ) 1876 , انظر الصَّحِيحَة : 2657(3/2560)
تم بحمد الله وفضله كتاب الآداب الشرعية(3/2561)
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }
كِتَابُ السِّيَرِ وَالْمَنَاقِب
( 1 ) سِيَرُ الْأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُل
قَالَ تَعَالَى : { وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } (2)
وَقَالَ تَعَالَى : { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ } (3)
__________
(2) [النساء/164]
(3) [البقرة/253](4/1)
( خ م ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ النَّبِيُّ - عليه السلام - قَطُّ إِلَّا ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ ) (1) ( ثِنْتَيْنِ مِنْهُنَّ فِي ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ (2) قَوْلَهُ : { إِنِّي سَقِيمٌ } (3) وَقَوْلَهُ : { بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا } (4) ) (5) ( وَوَاحِدَةٌ فِي شَأْنِ سَارَةَ , فَإِنَّهُ ) (6) ( هَاجَرَ بِسَارَةَ ) (7) ( وَكَانَتْ أَحْسَنَ النَّاسِ ) (8) ( فَدَخَلَ بِهَا قَرْيَةً فِيهَا مَلِكٌ مِنْ الْمُلُوكِ أَوْ جَبَّارٌ مِنْ الْجَبَابِرَةِ ) (9) ( فَلَمَّا دَخَلَ أَرْضَهُ رَآهَا بَعْضُ أَهْلِ الْجَبَّارِ , فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ : لَقَدْ قَدِمَ أَرْضَكَ امْرَأَةٌ لَا يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تَكُونَ إِلَّا لَكَ ) (10) ( فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ مَنْ هَذِهِ الَّتِي مَعَكَ ؟ , فَقَالَ : أُخْتِي , ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا ) (11) ( فَقَالَ : يَا سَارَةُ , لَيْسَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مُؤْمِنٌ غَيْرِي وَغَيْرَكِ , وَإِنَّ هَذَا سَأَلَنِي فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّكِ أُخْتِي , فلَا تُكَذِّبِينِي ) (12) ( فَإِنَّ هَذَا الْجَبَّارَ إِنْ يَعْلَمْ أَنَّكِ امْرَأَتِي يَغْلِبْنِي عَلَيْكِ ، فَإِنْ سَأَلَكِ فَأَخْبِرِيهِ أَنَّكِ أُخْتِي فَإِنَّكِ أُخْتِي فِي الْإِسْلَامِ ) (13) ( فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا ) (14) ( فَقَامَ إِبْرَاهِيمُ - عليه السلام - إِلَى الصَلَاةِ ) (15) ( وَقَامَتْ تَوَضَّأُ وَتُصَلِّي , فَقَالَتْ : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ , وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلَّا عَلَى زَوْجِي , فلَا تُسَلِّطْ عَلَيَّ الْكَافِرَ ) (16) ( فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ لَمْ يَتَمَالَكْ أَنْ بَسَطَ يَدَهُ إِلَيْهَا ، فَقُبِضَتْ يَدُهُ قَبْضَةً شَدِيدَةً ) (17) ( حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ (18) ) (19) ( فَقَالَ لَهَا : ادْعِي اللَّهَ أَنْ يُطْلِقَ يَدِي وَلَا أَضُرُّكِ ) (20) ( فَقَالَتْ اللَّهُمَّ إِنْ يَمُتْ يُقَالُ : هِيَ قَتَلَتْهُ , فَأُرْسِلَ ) (21) ( فَعَادَ فَقُبِضَتْ يَدُهُ أَشَدَّ مِنْ الْقَبْضَةِ الْأُولَى ، فَقَالَ لَهَا مِثْلَ ذَلِكَ ، فَفَعَلَتْ ، فَعَادَ فَقُبِضَتْ أَشَدَّ مِنْ الْقَبْضَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ ، فَقَالَ : ادْعِي اللَّهَ أَنْ يُطْلِقَ يَدِي ، فَلَكِ اللَّهَ أَنْ لَا أَضُرَّكِ ، فَفَعَلَتْ وَأُطْلِقَتْ يَدُهُ ، فَدَعَا الَّذِي جَاءَ بِهَا فَقَالَ لَهُ : إِنَّكَ إِنَّمَا أَتَيْتَنِي بِشَيْطَانٍ وَلَمْ تَأْتِنِي بِإِنْسَانٍ ، فَأَخْرِجْهَا مِنْ أَرْضِي وَأَعْطِهَا هَاجَرَ , قَالَ : فَأَقْبَلَتْ تَمْشِي , فَلَمَّا رَآهَا إِبْرَاهِيمُ - عليه السلام - ) (22) ( وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي ) (23) ( انْصَرَفَ فَقَالَ لَهَا : مَهْيَمْ (24) ؟ قَالَتْ : خَيْرًا ، كَفَّ اللَّهُ يَدَ الْفَاجِرِ ، وَأَخْدَمَ خَادِمًا (25) " , قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَتِلْكَ أُمُّكُمْ (26) يَا بَنِي مَاءِ السَّمَاءِ (27) ) (28) .
__________
(1) ( م ) 154 - ( 2371 )
(2) في حديث الشفاعة ( 823 ) أنها ثلاث في ذات الله : وهي قَوْلَهُ : { إِنِّي سَقِيمٌ } وَقَوْلَهُ : { بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا }
وَقَوْلَهُ فِي الْكَوْكَبِ : { هَذَا رَبِّي } . ع
(3) [الصافات/89]
(4) [الأنبياء/63]
(5) ( خ ) 3179
(6) ( م ) 154 - ( 2371 )
(7) ( خ ) 2104
(8) ( م ) 154 - ( 2371 )
(9) ( خ ) 2104
(10) ( م ) 154 - ( 2371 )
(11) ( خ ) 2104
(12) ( خ ) 3179
(13) ( م ) 154 - ( 2371 )
(14) ( خ ) 3179
(15) ( خ ) 3179
(16) ( خ ) 2104
(17) ( م ) 154 - ( 2371 )
(18) رَكَضَ أَيْ : حَرَّكَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 413)
(19) ( خ ) 2104
(20) ( م ) 154 - ( 2371 )
(21) ( خ ) 2104
(22) ( م ) 154 - ( 2371 )
(23) ( خ ) 3179
(24) أَيْ : ماذا حدث .
(25) أَيْ : وَهَبَنِي خَادِمًا وَهِيَ هَاجَرَ ، وَالْخَادِمُ يَقَع عَلَى الذَّكَر وَالْأُنْثَى .شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 100)
(26) أَيْ : هاجر .
(27) قَالَ كَثِيرُونَ : الْمُرَاد بِبَنِي مَاءِ السَّمَاء الْعَرَبُ كُلّهمْ ، لِخُلُوصِ نَسَبِهِمْ وَصَفَائِهِ ,
وَقِيلَ : لِأَنَّ أَكْثَرهمْ أَصْحَاب مَوَاشِي ، وَعَيْشهمْ مِنْ الْمَرْعَى وَالْخِصْب وَمَا يَنْبُتُ بِمَاءِ السَّمَاء ,
وَقَالَ الْقَاضِي : الْأَظْهَر عِنْدِي أَنَّ الْمُرَاد بِذَلِكَ الْأَنْصَار خَاصَّة ، وَنِسْبَتُهُمْ إِلَى جَدّهمْ عَامِر بْن حَارِثَة بْن اِمْرِئِ الْقَيْس بْن ثَعْلَبَة بْن مَازِن بْن الْأَدَد , وَكَانَ يُعْرَفُ بِمَاءِ السَّمَاء ، وَهُوَ الْمَشْهُور بِذَلِكَ ، وَالْأَنْصَارُ كُلُّهُمْ مِنْ وَلَد حَارِثَة بْن ثَعْلَبَة بْن عَمْرو بْن عَامِر الْمَذْكُور . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 100)
(28) ( م ) 154 - ( 2371 ) , ( خ ) 3179 , ( ت ) 3166 , ( د ) 2212(4/2)
( خ حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ (1) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " إنَّ أَوَّلَ مَا اتَّخَذَ النِّسَاءُ الْمِنْطَقَ (2) مِنْ قِبَلِ أُمِّ إِسْمَاعِيلَ , اتَّخَذَتْ مِنْطَقًا لَتُعَفِّيَ أَثَرَهَا عَلَى سَارَةَ (3) ثُمَّ جَاءَ بِهَا إِبْرَاهِيمُ - عليه السلام - وَبِابْنِهَا إِسْمَاعِيلَ وَهِيَ تُرْضِعُهُ حَتَّى وَضَعَهُمَا عِنْدَ الْبَيْتِ عِنْدَ دَوْحَةٍ (4) فَوْقَ زَمْزَمَ فِي أَعْلَى الْمَسْجِدِ (5) وَلَيْسَ بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ , فَوَضَعَهُمَا هُنَاكَ , وَوَضَعَ عِنْدَهُمَا جِرَابًا فِيهِ تَمْرٌ وَسِقَاءً (6) فِيهِ مَاءٌ , ثُمَّ قَفَّى إِبْرَاهِيمُ (7) مُنْطَلِقًا , فَتَبِعَتْهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ فَقَالَتْ : يَا إِبْرَاهِيمُ أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا الْوَادِي الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ ؟ , فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرَارًا وَجَعَلَ لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا , فَقَالَتْ لَهُ : آللَّهُ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا ؟ , قَالَ : نَعَمْ , قَالَتْ : إِذَنْ لَا يُضَيِّعُنَا , ثُمَّ رَجَعَتْ , فَانْطَلَقَ إِبْرَاهِيمُ حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ الثَّنِيَّةِ (8) حَيْثُ لَا يَرَوْنَهُ اسْتَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الْبَيْتَ , ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ (9) وَدَعَا بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ فَقَالَ : { رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ } (10) وَجَعَلَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ تُرْضِعُ إِسْمَاعِيلَ وَتَشْرَبُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ , حَتَّى إِذَا نَفِدَ مَا فِي السِّقَاءِ عَطِشَتْ وَعَطِشَ ابْنُهَا , وَجَعَلَتْ تَنْظُرُ إِلَيْهِ يَتَلَوَّى , فَانْطَلَقَتْ كَرَاهِيَةَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَيْهِ , فَوَجَدَتْ الصَّفَا أَقْرَبَ جَبَلٍ فِي الْأَرْضِ يَلِيهَا , فَقَامَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْ الْوَادِيَ تَنْظُرُ هَلْ تَرَى أَحَدًا ؟ , فَلَمْ تَرَ أَحَدًا , فَهَبَطَتْ مِنْ الصَّفَا , حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ الْوَادِيَ رَفَعَتْ طَرَفَ دِرْعِهَا ثُمَّ سَعَتْ سَعْيَ الْإِنْسَانِ الْمَجْهُودِ (11) حَتَّى جَاوَزَتْ الْوَادِيَ ثُمَّ أَتَتْ الْمَرْوَةَ فَقَامَتْ عَلَيْهَا وَنَظَرَتْ هَلْ تَرَى أَحَدًا ؟ , فَلَمْ تَرَ أَحَدًا , فَفَعَلَتْ ذَلِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ , قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : فَذَلِكَ سَعْيُ النَّاسِ بَيْنَهُمَا , فَلَمَّا أَشْرَفَتْ عَلَى الْمَرْوَةِ سَمِعَتْ صَوْتًا فَقَالَتْ : صَهٍ (12) - تُرِيدُ نَفْسَهَا - ثُمَّ تَسَمَّعَتْ فَسَمِعَتْ أَيْضًا , فَقَالَتْ : قَدْ أَسْمَعْتَ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ غَوَاثٌ (13) فَإِذَا هِيَ بِالْمَلَكِ عِنْدَ مَوْضِعِ زَمْزَمَ , فَبَحَثَ بِعَقِبِهِ أَوْ قَالَ بِجَنَاحِهِ حَتَّى ظَهَرَ الْمَاءُ , فَجَعَلَتْ تُحَوِّضُهُ وَتَقُولُ بِيَدِهَا هَكَذَا , وَجَعَلَتْ تَغْرِفُ مِنْ الْمَاءِ فِي سِقَائِهَا , وَهُوَ يَفُورُ بَعْدَمَا تَغْرِفُ , قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : يَرْحَمُ اللَّهُ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ , لَوْ تَرَكَتْ زَمْزَمَ , أَوْ قَالَ : لَوْ لَمْ تَغْرِفْ مِنْ الْمَاءِ لَكَانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا (14) ) (15) ( تَجْرِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) (16) ( قَالَ : فَشَرِبَتْ وَأَرْضَعَتْ وَلَدَهَا , فَقَالَ لَهَا الْمَلَكُ : لَا تَخَافُوا الضَّيْعَةَ (17) فَإِنَّ هَاهُنَا بَيْتَ اللَّهِ , يَبْنِيهِ هَذَا الْغُلَامُ وَأَبُوهُ , وَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَهْلَهُ , وَكَانَ الْبَيْتُ مُرْتَفِعًا مِنْ الْأَرْضِ كَالرَّابِيَةِ (18) تَأْتِيهِ السُّيُولُ فَتَأْخُذُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ , فَكَانَتْ كَذَلِكَ (19) حَتَّى مَرَّتْ بِهِمْ رُفْقَةٌ (20) مِنْ جُرْهُمَ (21) مُقْبِلِينَ مِنْ طَرِيقِ كَدَاءٍ (22) فَنَزَلُوا فِي أَسْفَلِ مَكَّةَ , فَرَأَوْا طَائِرًا عَائِفًا (23) فَقَالُوا : إِنَّ هَذَا الطَّائِرَ لَيَدُورُ عَلَى مَاءٍ , لَعَهْدُنَا بِهَذَا الْوَادِي وَمَا فِيهِ مَاءٌ ) (24) ( فَبَعَثُوا رَسُولَهُمْ فَنَظَرَ فَإِذَا هُمْ بِالْمَاءِ فَأَتَاهُمْ فَأَخْبَرَهُمْ , فَأَتَوْا إِلَيْهَا ) (25) ( فَقَالُوا : أَتَأْذَنِينَ لَنَا أَنْ نَنْزِلَ عِنْدَكِ ؟ , قَالَتْ : نَعَمْ , وَلَكِنْ لَا حَقَّ لَكُمْ فِي الْمَاءِ , قَالُوا : نَعَمْ , قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : فَأَلْفَى ذَلِكَ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ وَهِيَ تُحِبُّ الْأُنْسَ , فَنَزَلُوا وَأَرْسَلُوا إِلَى أَهْلِيهِمْ فَنَزَلُوا مَعَهُمْ , حَتَّى كَانَ بِهَا أَهْلُ أَبْيَاتٍ مِنْهُمْ وَشَبَّ الْغُلَامُ وَتَعَلَّمَ الْعَرَبِيَّةَ مِنْهُمْ (26) وَأَنْفَسَهُمْ (27) وَأَعْجَبَهُمْ حِينَ شَبَّ , فَلَمَّا أَدْرَكَ زَوَّجُوهُ امْرَأَةً مِنْهُمْ , وَمَاتَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ , فَجَاءَ إِبْرَاهِيمُ بَعْدَمَا تَزَوَّجَ إِسْمَاعِيلُ يُطَالِعُ تَرِكَتَهُ (28) فَلَمْ يَجِدْ إِسْمَاعِيلَ , فَسَأَلَ امْرَأَتَهُ عَنْهُ فَقَالَتْ : خَرَجَ يَبْتَغِي لَنَا (29) ثُمَّ سَأَلَهَا عَنْ عَيْشِهِمْ وَهَيْئَتِهِمْ , فَقَالَتْ : نَحْنُ بِشَرٍّ , نَحْنُ فِي ضِيقٍ وَشِدَّةٍ , فَشَكَتْ إِلَيْهِ , قَالَ : فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِي عَلَيْهِ السَّلَامَ وَقُولِي لَهُ يُغَيِّرْ عَتَبَةَ بَابِهِ (30) فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيلُ كَأَنَّهُ آنَسَ شَيْئًا فَقَالَ : هَلْ جَاءَكُمْ مِنْ أَحَدٍ ؟ , قَالَتْ : نَعَمْ , جَاءَنَا شَيْخٌ كَذَا وَكَذَا فَسَأَلَنَا عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ , وَسَأَلَنِي كَيْفَ عَيْشُنَا فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّا فِي جَهْدٍ (31) وَشِدَّةٍ , قَالَ : فَهَلْ أَوْصَاكِ بِشَيْءٍ ؟ , قَالَتْ : نَعَمْ , أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ السَّلَامَ , وَيَقُولُ : غَيِّرْ عَتَبَةَ بَابِكَ , قَالَ : ذَاكِ أَبِي , وَقَدْ أَمَرَنِي أَنْ أُفَارِقَكِ , الْحَقِي بِأَهْلِكِ , فَطَلَّقَهَا وَتَزَوَّجَ مِنْهُمْ أُخْرَى , فَلَبِثَ عَنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ مَا شَاءَ اللَّهُ , ثُمَّ أَتَاهُمْ بَعْدُ فَلَمْ يَجِدْهُ , فَدَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ فَسَأَلَهَا عَنْهُ , فَقَالَتْ : خَرَجَ يَبْتَغِي لَنَا , قَالَ : كَيْفَ أَنْتُمْ ؟ , وَسَأَلَهَا عَنْ عَيْشِهِمْ وَهَيْئَتِهِمْ , فَقَالَتْ : نَحْنُ بِخَيْرٍ وَسَعَةٍ , وَأَثْنَتْ عَلَى اللَّهِ - عز وجل - , فَقَالَ : مَا طَعَامُكُمْ ؟ , قَالَتْ : اللَّحْمُ , قَالَ : فَمَا شَرَابُكُمْ ؟ , قَالَتْ : الْمَاءُ , قَالَ : اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي اللَّحْمِ وَالْمَاءِ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ يَوْمَئِذٍ حَبٌّ وَلَوْ كَانَ لَهُمْ دَعَا لَهُمْ فِيهِ , قَالَ : فَهُمَا لَا يَخْلُو عَلَيْهِمَا أَحَدٌ بِغَيْرِ مَكَّةَ إِلَّا لَمْ يُوَافِقَاهُ , قَالَ : فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِي عَلَيْهِ السَّلَامَ وَمُرِيهِ يُثْبِتُ عَتَبَةَ بَابِهِ , فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيلُ قَالَ : هَلْ أَتَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ؟ , قَالَتْ : نَعَمْ , أَتَانَا شَيْخٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ وَأَثْنَتْ عَلَيْهِ , فَسَأَلَنِي عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ , فَسَأَلَنِي كَيْفَ عَيْشُنَا فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّا بِخَيْرٍ , قَالَ : فَأَوْصَاكِ بِشَيْءٍ ؟ , قَالَتْ : نَعَمْ , هُوَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَيَأْمُرُكَ أَنْ تُثْبِتَ عَتَبَةَ بَابِكَ , قَالَ : ذَاكِ أَبِي , وَأَنْتِ الْعَتَبَةُ , أَمَرَنِي أَنْ أُمْسِكَكِ , ثُمَّ لَبِثَ عَنْهُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ , ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ وَإِسْمَاعِيلُ يَبْرِي نَبْلًا (32) لَهُ تَحْتَ دَوْحَةٍ قَرِيبًا مِنْ زَمْزَمَ , فَلَمَّا رَآهُ قَامَ إِلَيْهِ , فَصَنَعَا كَمَا يَصْنَعُ الْوَالِدُ بِالْوَلَدِ وَالْوَلَدُ بِالْوَالِدِ (33) ثُمَّ قَالَ : يَا إِسْمَاعِيلُ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِأَمْرٍ , قَالَ : فَاصْنَعْ مَا أَمَرَكَ رَبُّكَ , قَالَ : وَتُعِينُنِي ؟ , قَالَ : وَأُعِينُكَ , قَالَ : فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَبْنِيَ هَاهُنَا بَيْتًا - وَأَشَارَ إِلَى أَكَمَةٍ (34) مُرْتَفِعَةٍ عَلَى مَا حَوْلَهَا - قَالَ : فَعِنْدَ ذَلِكَ رَفَعَا الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ (35) فَجَعَلَ إِسْمَاعِيلُ يَأْتِي بِالْحِجَارَةِ وَإِبْرَاهِيمُ يَبْنِي , حَتَّى إِذَا ارْتَفَعَ الْبِنَاءُ جَاءَ بِهَذَا الْحَجَرِ (36) فَوَضَعَهُ لَهُ فَقَامَ عَلَيْهِ فَقَامَ عَلَى حَجَرِ الْمَقَامِ (37) وَهُوَ يَبْنِي وَإِسْمَاعِيلُ يُنَاوِلُهُ الْحِجَارَةَ , وَهُمَا يَقُولَانِ : { رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } (38) " ) (39)
__________
(1) هذا الحديث رواه ابن عباس موقوفا في بدايته , لكنه صرح بالتحديث عند قَوْلُهُ : ( يَرْحَمُ اللَّهُ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ , لَوْ تَرَكْت زَمْزَم ، أَوْ قَالَ : لَوْ لَمْ تَغْرِف مِنْ زَمْزَم )
قال الحافظ في الفتح (ج 10 / ص 146) : وَهَذَا الْقَدْر صَرَّحَ اِبْنُ عَبَّاس بِرَفْعِهِ عَنْ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - , وَفِيهِ إِشْعَار بِأَنَّ جَمِيع الْحَدِيث مَرْفُوع . أ . هـ
(2) ( الْمِنْطَق ) : مَا يُشَدّ بِهِ الْوَسَط .
(3) قال الحافظ في الفتح : وَكَانَ السَّبَب فِي ذَلِكَ أَنَّ سَارَةَ كَانَتْ وَهَبَتْ هَاجَرَ لِإِبْرَاهِيم , فَحَمَلَتْ مِنْهُ بِإِسْمَاعِيل ، فَلَمَّا وَلَدَتْهُ غَارَتْ مِنْهَا , فَحَلَفَتْ لَتَقْطَعَنَّ مِنْهَا ثَلَاثَة أَعْضَاء , فَاِتَّخَذَتْ هَاجَرُ مِنْطَقًا فَشَدَّتْ بِهِ وَسَطهَا وَهَرَبَتْ , وَجَرَّتْ ذَيْلهَا لِتُخْفِي أَثَرهَا عَلَى سَارَةَ ، وَيُقَال : إِنَّ إِبْرَاهِيم شَفَعَ فِيهَا وَقَالَ لِسَارَةَ : حَلِّلِي يَمِينك بِأَنْ تَثْقُبِي أُذُنَيْهَا وَتَخْفِضِيهَا , وَكَانَتْ أَوَّل مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ , وَيُقَال إِنَّ سَارَةَ اِشْتَدَّتْ بِهَا الْغَيْرَة فَخَرَجَ إِبْرَاهِيم بِإِسْمَاعِيل وَأُمّه إِلَى مَكَّة لِذَلِكَ .
(4) الدوحة : الشَّجَرَة الْكَبِيرَة .
(5) أَيْ : مَكَان الْمَسْجِد ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بُنِيَ حِينَئِذٍ . فتح الباري (ج 10 / ص 146)
(6) السِّقَاء : قِرْبَة صَغِيرَة .
(7) أَيْ : وَلَّى رَاجِعًا إِلَى الشَّام .
(8) الثَّنِيَّةُ : مَا اِرْتَفَعَ مِنْ الْأَرْضِ , وَقِيلَ : الطَّرِيقُ فِي الْجَبَلِ .
(9) فيه دليل على استحباب استقبال القبلة عند الدعاء , وكذلك رفع اليدين فيه .ع
(10) [إبراهيم/37]
(11) أَيْ : سَعْيَ الْإِنْسَانِ الَّذِي أَصَابَهُ الْجَهْد وَهُوَ الْأَمْر الْمُشِقُّ . (ج 10 / ص 146)
(12) قكَأَنَّهَا خَاطَبَتْ نَفْسهَا فَقَالَتْ لَهَا : اُسْكُتِي .فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 146)
(13) أَيْ : غَوْث .
(14) أَيْ : عَيْنًا ظَاهِرًا جَارِيًا عَلَى وَجْه الْأَرْض ، قَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ : كَانَ ظُهُور زَمْزَم نِعْمَة مِنْ اللَّهِ مَحْضَة بِغَيْرِ عَمَل عَامِل ، فَلَمَّا خَالَطَهَا تَحْوِيط هَاجَرَ , دَاخَلَهَا كَسْب الْبَشَر فَقَصُرَتْ عَلَى ذَلِكَ . فتح الباري (ج 10 / ص 146)
(15) ( خ ) 3184 , ( حم ) 3390
(16) ( حم ) 2285 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(17) أَيْ : لَا تَخَافُوا الْهَلَاك .
(18) الرَّابية : ما ارْتفع من الأرض .
(19) قَوْلُهُ : ( فَكَانَتْ ) أَيْ : هَاجَرُ , ( كَذَلِكَ ) أَيْ : عَلَى الْحَال الْمَوْصُوفَة ، وَفِيهِ إِشْعَار بِأَنَّهَا كَانَتْ تَغْتَذِي بِمَاءِ زَمْزَم فَيَكْفِيهَا عَنْ الطَّعَام وَالشَّرَاب . فتح الباري (ج 10 / ص 146)
(20) ( الرُّفْقَة ) : الْجَمَاعَة الْمُخْتَلِطُونَ , سَوَاء كَانُوا فِي سَفَر أَمْ لَا .
(21) ( جُرْهُم ) : اِبْن قَحْطَان بْن عَامِر بْن شَالِخٍ بْن أرفخشد بْن سَام بْن نُوح . فتح الباري (ج 10 / ص 146)
(22) كُدَى : منطقة فِي أَسْفَل مَكَّة .
(23) ( العَائِف ) : الَّذِي يَحُوم عَلَى الْمَاء وَيَتَرَدَّد وَلَا يَمْضِي عَنْهُ .
(24) ( خ ) 3184
(25) ( خ ) 3185
(26) فِيهِ إِشْعَار بِأَنَّ لِسَان أُمّه وَأَبِيهِ لَمْ يَكُنْ عَرَبِيًّا ، وَفِيهِ تَضْعِيف لِقَوْلِ مَنْ رَوَى أَنَّهُ أَوَّل مَنْ تَكَلَّمَ بِالْعَرَبِيَّةِ ، وَقَدْ وَقَعَ ذَلِكَ مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس عِنْد الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرَك بِلَفْظِ : " أَوَّل مَنْ نَطَقَ بِالْعَرَبِيَّةِ إِسْمَاعِيل " وَرَوَى الزُّبَيْر بْن بَكَّارٍ فِي النَّسَب مِنْ حَدِيث عَلِيّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ قَالَ : " أَوَّل مَنْ فَتَقَ اللَّه لِسَانه بِالْعَرَبِيَّةِ الْمُبِينَة إِسْمَاعِيل " وَبِهَذَا الْقَيْد يُجْمَع بَيْن الْخَبَرَيْنِ , فَتَكُون أَوَّلِيَّته فِي ذَلِكَ بِحَسَبِ الزِّيَادَة فِي الْبَيَان , لَا الْأَوَّلِيَّة الْمُطْلَقَة , فَيَكُون بَعْد تَعَلُّمه أَصْل الْعَرَبِيَّة مِنْ جُرْهُم أَلْهَمَهُ اللَّهُ الْعَرَبِيَّة الْفَصِيحَة الْمُبِينَة فَنَطَقَ بِهَا .فتح الباري (ج 10 / ص 146)
(27) أَيْ : كَثُرَتْ رَغْبَتهمْ فِيهِ .
(28) أَيْ : يَتَفَقَّد حَال مَا تَرَكَهُ هُنَاكَ ، قَالَ اِبْن التِّين : هَذَا يُشْعِر بِأَنَّ الذَّبِيح إِسْحَاق , لِأَنَّ الْمَأْمُور بِذَبْحِهِ كَانَ عِنْدَمَا بَلَغَ السَّعْي ، وَقَدْ قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيث : " إِنَّ إِبْرَاهِيم تَرَكَ إِسْمَاعِيل رَضِيعًا وَعَادَ إِلَيْهِ وَهُوَ مُتَزَوِّج " , فَلَوْ كَانَ هُوَ الْمَأْمُور بِذَبْحِهِ لَذُكِرَ فِي الْحَدِيث أَنَّهُ عَادَ إِلَيْهِ فِي خِلَال ذَلِكَ بَيْن زَمَان الرَّضَاع وَالتَّزْوِيج ، وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْحَدِيث نَفْي هَذَا الْمَجِيء ، فَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون جَاءَ وَأُمِرَ بِالذَّبْحِ وَلَمْ يَذْكُر فِي الْحَدِيث , قُلْت : وَقَدْ جَاءَ ذِكْر مَجِيئِهِ بَيْن الزَّمَانَيْنِ فِي خَبَر آخَر ، فَفِي حَدِيث أَبِي جَهْم " كَانَ إِبْرَاهِيم يَزُور هَاجَرَ كُلّ شَهْر عَلَى الْبُرَاق يَغْدُو غَدْوَة فَيَأْتِي مَكَّة , ثُمَّ يَرْجِع فَيُقِيل فِي مَنْزِله بِالشَّامِ " , وَرَوَى الْفَاكِهِيّ مِنْ حَدِيث عَلِيّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ نَحْوه , وَأَنَّ إِبْرَاهِيم كَانَ يَزُور إِسْمَاعِيل وَأُمّه عَلَى الْبُرَاق ،
فَعَلَى هَذَا فَقَوْله : " فَجَاءَ إِبْرَاهِيمُ بَعْدَمَا تَزَوَّجَ إِسْمَاعِيل " أَيْ : بَعْد مَجِيئِهِ قَبْل ذَلِكَ مِرَارًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ . فتح الباري
(29) أَيْ : يَطْلُب لَنَا الرِّزْق .
(30) ( عَتَبَة البَاب ) : كِنَايَة عَنْ الْمَرْأَة ، وَسَمَّاهَا بِذَلِكَ لِمَا فِيهَا مِنْ الصِّفَات الْمُوَافِقَة لَهَا , وَهُوَ حِفْظ الْبَاب , وَصَوْن مَا هُوَ دَاخِله , وَكَوْنهَا مَحَلّ الْوَطْء . فتح الباري(ج 10 / ص 146)
(31) الجَهد : المشقة .
(32) ( النَّبْل ) : السَّهْم قَبْل أَنْ يُرَكَّب فِيهِ نَصْله وَرِيشه . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 146)
(33) أَيْ : كَمَا يَصْنَع الْوَالِد بِالْوَلَدِ وَالْوَلَد بِالْوَالِدِ مِنْ الِاعْتِنَاق وَالْمُصَافَحَة وَتَقْبِيل الْيَد وَنَحْو ذَلِكَ .
(34) الأَكَمَة : ما ارتفع من الأرض دون الجبل .
(35) فِي رِوَايَة أَحْمَد عَنْ اِبْن عَبَّاس : " الْقَوَاعِد الَّتِي رَفَعَهَا إِبْرَاهِيم كَانَتْ قَوَاعِد الْبَيْت قَبْل ذَلِكَ " , وَفِي رِوَايَة مُجَاهِد عِنْد اِبْن أَبِي حَاتِم " أَنَّ الْقَوَاعِد كَانَتْ فِي الْأَرْض السَّابِعَة " وَمِنْ طَرِيق سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس " رَفَعَ الْقَوَاعِد الَّتِي كَانَتْ قَوَاعِد الْبَيْت قَبْل ذَلِكَ " , وَمِنْ طَرِيق عَطَاء قَالَ : " قَالَ آدَم يَا رَبّ : إِنِّي لَا أَسْمَع أَصْوَات الْمَلَائِكَة ، قَالَ : اِبْنِ لِي بَيْتًا ثُمَّ اُحْفُفْ بِهِ كَمَا رَأَيْت الْمَلَائِكَة تَحُفّ بَيْتِي الَّذِي فِي السَّمَاء " , وَفِي حَدِيث عُثْمَان وَأَبِي جَهْم " فَبَلَغَ إِبْرَاهِيم مِنْ الْأَسَاس أَسَاس آدَم , وَجَعَلَ طُوله فِي السَّمَاء تِسْعَة أَذْرُع وَعَرْضه فِي الْأَرْض - يَعْنِي دُوره - ثَلَاثِينَ ذِرَاعًا " , وَكَانَ ذَلِكَ بِذِرَاعِهِمْ ، وَزَادَ أَبُو جَهْم " وَأَدْخَلَ الْحِجْر فِي الْبَيْت ، وَكَانَ قَبْل ذَلِكَ زَرْبًا لِغَنَمِ إِسْمَاعِيل ، وَإِنَّمَا بَنَاهُ بِحِجَارَةٍ بَعْضهَا عَلَى بَعْض وَلَمْ يَجْعَل لَهُ سَقْفًا وَجَعَلَ لَهُ بَابًا وَحَفَرَ لَهُ بِئْرًا عِنْد بَابه خِزَانَة لِلْبَيْتِ يُلْقَى فِيهَا مَا يُهْدَى لِلْبَيْتِ " , وَفِي حَدِيثه أَيْضًا " أَنَّ اللَّه أَوْحَى إِلَى إِبْرَاهِيم أَنْ اِتَّبِعْ السَّكِينَة ، فَحَلَّقَتْ عَلَى مَوْضِع الْبَيْت كَأَنَّهَا سَحَابَة , فَحَفَرَا يُرِيدَانِ أَسَاس آدَم الْأَوَّل " وَفِي حَدِيث عَلِيّ عِنْد الطَّبَرِيِّ وَالْحَاكِم " رَأَى عَلَى رَأْسه فِي مَوْضِع الْبَيْت مِثْل الْغَمَامَة فِيهِ مِثْل الرَّأْس فَكَلَّمَهُ , فَقَالَ : يَا إِبْرَاهِيم اِبْنِ عَلَى ظِلِّي - أَوْ عَلَى قَدْرِي - وَلَا تَزِدْ وَلَا تَنْقُص ، وَذَلِكَ حِين يَقُول اللَّه : ( وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ ) الْآيَةَ " . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 146)
(36) أَيْ : الْمَقَام ، وَفِي رِوَايَة إِبْرَاهِيم بْن نَافِع " حَتَّى اِرْتَفَعَ الْبِنَاء وَضَعُفَ الشَّيْخ عَنْ نَقْل الْحِجَارَة فَقَامَ عَلَى حَجَر الْمَقَام "
زَادَ فِي حَدِيث عُثْمَان " وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّكْن وَالْمَقَام , فَكَانَ إِبْرَاهِيم يَقُوم عَلَى الْمَقَام يَبْنِي عَلَيْهِ وَيَرْفَعهُ لَهُ إِسْمَاعِيل ، فَلَمَّا بَلَغَ الْمَوْضِع الَّذِي فِيهِ الرُّكْن وَضَعَهُ يَوْمئِذٍ مَوْضِعه , وَأَخَذَ الْمَقَام فَجَعَلَهُ لَاصِقًا بِالْبَيْتِ ، فَلَمَّا فَرَغَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ بِنَاء الْكَعْبَة جَاءَ جِبْرِيل فَأَرَاهُ الْمَنَاسِك كُلّهَا ، ثُمَّ قَامَ إِبْرَاهِيم عَلَى الْمَقَامِ فَقَالَ : يَا أَيّهَا النَّاس أَجِيبُوا رَبّكُمْ ، فَوَقَفَ إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل تِلْكَ الْمَوَاقِف ، وَحَجَّهُ إِسْحَاق وَسَارَةُ مِنْ بَيْت الْمَقْدِس ، ثُمَّ رَجَعَ إِبْرَاهِيم إِلَى الشَّام فَمَاتَ بِالشَّامِ "
وَرَوَى الْفَاكِهِيّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : " قَامَ إِبْرَاهِيم عَلَى الْحَجَر فَقَالَ : يَا أَيّهَا النَّاس كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْحَجّ فَأَسْمَعَ مَنْ فِي أَصْلَاب الرِّجَال وَأَرْحَام النِّسَاء ، فَأَجَابَهُ مَنْ آمَنَ وَمَنْ كَانَ سَبَقَ فِي عِلْم اللَّه أَنَّهُ يَحُجّ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ " , وَفِي حَدِيث أَبِي جَهْم " ذَهَبَ إِسْمَاعِيل إِلَى الْوَادِي يَطْلُب حَجَرًا ، فَنَزَلَ جِبْرِيل بِالْحَجَرِ الْأَسْوَد , وَقَدْ كَانَ رُفِعَ إِلَى السَّمَاء حِين غَرِقَتْ الْأَرْض ، فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيل فَرَأَى الْحَجَر الْأَسْوَد قَالَ : مِنْ أَيْنَ هَذَا ، مَنْ جَاءَك بِهِ ؟ , قَالَ إِبْرَاهِيم : مَنْ لَمْ يَكِلنِي إِلَيْك وَلَا إِلَى حَجَرك ". فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 146)
(37) ( خ ) 3185
(38) [البقرة/127]
(39) ( خ ) 3184(4/3)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" إِنَّ إِبْرَاهِيمَ - عليه السلام - لَمَّا أُمِرَ بِالْمَنَاسِكِ عَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَسْعَى , فَسَابَقَهُ فَسَبَقَهُ إِبْرَاهِيمُ , ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ , فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى ذَهَبَ , ثُمَّ عَرَضَ لَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى , فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ , وَثَمَّ (1) تَلَّ إِبْرَاهِيمُ إِسْمَاعِيلَ لِلْجَبِينِ (2) - وَعَلَى إِسْمَاعِيلَ قَمِيصٌ أَبْيَضُ - فَقَالَ : يَا أَبَتِ إِنَّهُ لَيْسَ لِي ثَوْبٌ تُكَفِّنُنِي فِيهِ غَيْرُهُ , فَاخْلَعْهُ حَتَّى تُكَفِّنَنِي فِيهِ , فَعَالَجَهُ لِيَخْلَعَهُ , فَنُودِيَ مِنْ خَلْفِهِ : { وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ , قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ , إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ , وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } (3) فَالْتَفَتَ إِبْرَاهِيمُ فَإِذَا هو بِكَبْشٍ أَبْيَضَ أَقْرَنَ أَعْيَنَ " ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : لَقَدْ رَأَيْتُنَا نَبِيعُ هَذَا الضَّرْبَ مِنْ الْكِبَاشِ - قَالَ : ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى الْجَمْرَةِ الْقُصْوَى , فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى ذَهَبَ , ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى مِنًى فَقَالَ : هَذَا مِنًى , هَذَا مُنَاخُ النَّاسِ , ثُمَّ أَتَى بِهِ جَمْعًا فَقَالَ : هَذَا الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ , ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ إِلَى عَرَفَةَ , قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : هَلْ تَدْرِي لِمَ سُمِّيَتْ عَرَفَةَ ؟ , قُلْتُ : لَا , قَالَ : إِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ : هَلْ عَرَفْتَ ؟ , قَالَ : نَعَمْ , قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَمِنْ ثَمَّ سُمِّيَتْ عَرَفَةَ , ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : هَلْ تَدْرِي كَيْفَ كَانَتْ التَّلْبِيَةُ ؟ , قُلْتُ : وَكَيْفَ كَانَتْ ؟ , قَالَ : إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا أُمِرَ أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ , خَفَضَتْ لَهُ الْجِبَالُ رُءُوسَهَا , وَرُفِعَتْ لَهُ الْقُرَى , فَأَذَّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ "
__________
(1) ( ثَمَّ ) أَيْ : هناك .
(2) قال مجاهد في قوله ( وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ) قال : وضع وجهه للأرض وقال : لا تذبحني وأنت تنظر إلى وجهي عسى أن ترحمني ولا تجهز عليّ ، واربط يدي إلى رقبتي ثم ضع وجهي للأرض . تفسير الطبري - (ج 21 / ص 76)
(3) [الصافات/104-107](4/4)
( الشيرازي في الألقاب ) , وَعَنْ علي - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أول من فتق لسانه بالعربية المبينة إسماعيل , وهو ابن أربع عشرة سنة " (4)
--------------
(4) صَحِيح الْجَامِع : 2581(4/5)
( خ م ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ ؟ , قَالَ : " أَتْقَاهُمْ " , قَالُوا : لَيْسَ عَن هَذَا نَسْأَلُكَ ) (1) ( قَالَ : " الْكَرِيمُ , ابْنُ الْكَرِيمِ , ابْنِ الْكَرِيمِ , ابْنِ الْكَرِيمِ , يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمْ السَّلَام ) (2) ( نَبِيُّ اللَّهِ , ابْنُ نَبِيِّ اللَّهِ , ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ , ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ " ) (3)
__________
(1) ( خ ) 3203
(2) ( خ ) 3210 , ( ت ) 3116
(3) ( خ ) 3175 , ( م ) 168 - ( 2378 ) , ( حم ) 5712(4/6)
( طب ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" عَجِبْتُ لِصَبْرِ أَخِي يُوسُفَ وكَرَمِهِ , وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ حَيْثُ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ليُسْتَفْتَى فِي الرُّؤْيَا ، وَلَوكُنْتُ أَنَا لَمْ أَفْعَلْ حَتَّى أَخْرُجَ ، وعَجِبْتُ لصَبْرِهِ وكَرَمِهِ وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ ، أُتِي لِيُخْرَجَ ، فَلَمْ يَخْرُجْ حَتَّى أَخْبَرَهُمْ بِعُذْرِهِ ، وَلَوْ كُنْتُ أَنَا لَبَادَرْتُ (1) الْبَابَ " (2)
__________
(1) بادر الشيءَ : عجل إليه واستبق وسارع .
(2) ( طب ) ج11/ص249 ح11640 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3984 , الصَّحِيحَة : 1945
ملاحظة : جاء في رواية صحيح الجامع تكملة صححها الألباني وهي : " وَلَوْلَا الْكَلِمَةُ لَمَا لَبِثَ فِي السِّجْنِ حَيْثُ يَبْتَغِي الْفَرَجَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ قَوْلُهُ : { اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ } " , ولكن الألباني عندما ذكر الحديث في الصحيحة اقتصر على ما ذكرناه وأعرض عن هذه الزيادة حيث قال الألباني : وقد استنكرها ( الزيادة ) الحافظ ابن كثير أ . هـ
ولذلك فضلت عدم وضعها في الكتاب لاحتمال عدم صحتها أولا ,
وثانيا : لأن هذا يتنافى مع الأدلة الدامغة حول مفهوم القضاء والقدر الذي لا تعارض فيه بين التوكل على الله والأخذ بالاسباب .ع(4/7)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
لَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ طُولَ مَا لَبِثَ يُوسُفُ ثُمَّ أَتَانِي الدَّاعِي لَأَجَبْتُهُ (1) ثُمَّ قَرَأَ : { فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ , إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ } (2) فَقَالَ : رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : لَوْ كُنْتُ أَنَا لَأَسْرَعْتُ الْإِجَابَةَ وَمَا ابْتَغَيْتُ الْعُذْرَ " (3)
__________
(1) قَوْلُهُ : ( لَأَجَبْت الدَّاعِي ) أَيْ : أَسْرَعْت الْإِجَابَة فِي الْخُرُوج مِنْ السِّجْن وَلَمَا قَدَّمْت طَلَب الْبَرَاءَة ، فَوَصَفَهُ بِشِدَّةِ الصَّبْر حَيْثُ لَمْ يُبَادِر بِالْخُرُوجِ وَإِنَّمَا قَالَهُ - صلى الله عليه وسلم - تَوَاضُعًا ، وَالتَّوَاضُع لَا يَحُطّ مَرْتَبَة الْكَبِير بَلْ يَزِيدهُ رِفْعَة وَجَلَالًا ،
وَقِيلَ : هُوَ مِنْ جِنْس قَوْله " لَا تُفَضِّلُونِي عَلَى يُونُسَ " وَقَدْ قِيلَ إِنَّهُ قَالَهُ قَبْل أَنْ يَعْلَم أَنَّهُ أَفْضَل مِنْ الْجَمِيع .فتح الباري
(2) [يوسف/50]
(3) ( حم ) 8535 , ( ك ) 2948 , انظر الصَّحِيحَة : 3150(4/8)
( ش ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أُعْطِيَ يُوسُفُ وَأُمُّهُ شَطْرَ الْحُسْنِ " (1)
__________
(1) ( ش ) 31920 , ( ك ) 4082 , ( م ) 259 - ( 162 ) , ( حم ) 14082 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1063 , والصحيحة : 1481(4/9)
( حب ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى - رضي الله عنه - قَالَ :
أَتَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَعْرَابِيًا فَأَكْرَمَهُ ، فَقَالَ لَهُ : " ائْتِنَا " ، فَأَتَاهُ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " سَلْ حَاجَتَكَ " ، فَقَالَ : نَاقَةً نَرْكَبُهَا ، وَأَعْنُزًا يَحْلُبُهَا أَهْلِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " عَجَزْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِثْلَ عَجُوزِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ؟ " ، فَقَالُوا : وما عَجُوزُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ؟ ، قَالَ : " إِنَّ مُوسَى لَمَّا سَارَ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ ضَلُّوا الطَّرِيقَ ، فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ , فَقَالَ عُلَمَاؤُهُمْ : إِنَّ يُوسُفَ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَخَذَ عَلَيْنَا مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ أَنْ لَا نَخْرُجَ مِنْ مِصْرَ حَتَّى نَنْقُلَ عِظَامَهُ مَعَنَا , قَالَ : فَمَنْ يَعْلَمُ مَوْضِعَ قَبْرِهِ ؟ , قَالُوا : عَجُوزٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَبَعَثَ إِلَيْهَا فَأَتَتْهُ فَقَالَ : دُلِّينِي عَلَى قَبْرِ يُوسُفَ , قَالَتْ : حَتَّى تُعْطِيَنِي حُكْمِي (1) قَالَ : مَا حُكْمُكِ ؟ قَالَتْ : أَكُونُ مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ ، فَكَرِهَ أَنْ يُعْطِيَهَا ذَلِكَ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ أَعْطِهَا حُكْمَهَا فَانْطَلَقَتْ بِهِمْ إِلَى بُحَيْرَةٍ - مَوْضِعِ مُسْتَنْقَعِ مَاءٍ - فَقَالَتْ : أَنْضِبُوا (2) هَذَا الْمَاءَ فَأَنْضَبُوهُ , قَالَتِ : احْتَفِرُوا فَاحْتَفِرُوا فَاسْتَخْرِجُوا عِظَامَ يُوسُفَ ، فَلَمَّا أَقَلُّوهَا إِلَى الْأَرْضِ إِذَا الطَّرِيقُ مِثْلُ ضَوْءِ النَّهَارِ " (3)
__________
(1) أَيْ : طلبي .
(2) أَيْ : جفِّفُوا .
(3) ( حب ) 723 , ( ك ) 3523 , ( يع ) 7254 , انظر الصحيحة : 313
وقال الألباني : ( فائدة ) كنت استشكلت قديما قوله في هذا الحديث " عظام يوسف " لأنه يتعارض بظاهره مع الحديث الصحيح : " إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء " , حتى وقفت على حديث ابن عمرب" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما بدن قال له تميم الداري : أَلَا أتخذ لك منبرا يا رسول الله يجمع أو يحمل عظامك ؟ , قال : بلى فاتخذ له منبرا مرقاتين " أخرجه أبو داود ( 1081 ) بإسناد جيد على شرط مسلم , فعلمت منه أنهم كانوا يطلقون " العظام " ويريدون البدن كله , من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل ، كقوله تعالى { وقرآن الفجر } أي : صلاة الفجر , فزال الإشكال والحمد لله ، فكتبت هذا لبيانه . أ . هـ(4/10)
( يع ) , وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ :
سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ - رضي الله عنهما -، عَنْ قَوْلِ اللَّهِ - عز وجل - لِمُوسَى - صلى الله عليه وسلم - : { وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا } (1) ، فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْفُتُونِ فَقَالَ : اسْتَأْنِفِ النَّهَارَ يَا ابْنَ جُبَيْرٍ ، فَإِنَّ لَهَا حَدِيثًا طَوِيلًا ، قَالَ : فَغَدَوْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ لَأَنْتَجِزَ مَا وَعَدَنِي مِنْ حَدِيثِ الْفُتُونِ ، فَقَالَ : تَذَاكَرَ فِرْعَوْنُ وَجُلَسَاؤُهُ مَا كَانَ اللَّهُ - عز وجل - وَعَدَ إِبْرَاهِيمَ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أَنْ يَجْعَلَ فِي ذُرِّيَّتِهِ أَنْبِيَاءً وَمُلُوكًا ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَيَنْتَظِرُونَ ذَلِكَ مَا يَشُكُّونَ فِيهِ وَقَدْ كَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّهُ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ عَلَيْهِمَا الصَلَاةُ وَالسَّلَامُ ، فَلَمَّا هَلَكَ قَالُوا : لَيْسَ هَكَذَا كَانَ ، إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - وَعَدَ إِبْرَاهِيمَ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ فِرْعَوْنُ : فَكَيْفَ تَرَوْنَ ؟ فَأْتَمَرُوا وَأَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ رِجَالًا بِالشِّفَارِ (2) يَطُوفُونَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فلَا يَجِدُونَ مَوْلُودًا ذَكَرًا إِلَّا ذَبَحُوهُ ، فَفَعَلُوا ذَلِكَ ، فَلَمَّا أَنْ رَأَوْا أَنَّ الْكِبَارَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ يَمُوتُونَ بِآجَالِهِمْ وَالصِّغَارَ يُذْبَحُونَ قَالُوا : تُوشِكُونَ أَنْ تُفْنُوا بَنِي إِسْرَائِيلَ فَتَصْيرُونَ إلَى أَنْ تُبَاشِرُوا مِنَ الْأَعْمَالِ وَالْخِدْمَةِ الَّذِينَ كَانُوا يَكْفُونَكُمْ , فَاقْتُلُوا عَامًا كُلَّ مَوْلُودٍ ذَكَرٍ فَيَقِلَّ نَبَاتُهُمْ وَدَعُوا عَامًا فلَا تَقْتُلُوا مِنْهُمْ أَحَدًا , فَيَنْشَأُ الصِّغَارُ مَكَانَ مَنْ يَمُوتُ مِنَ الْكِبَارِ ، فَإِنَّهُمْ لَنْ يَكْثُرُوا بِمَنْ تَسْتَحْيُوا مِنْهُمْ فَتَخَافُوا مُكَاثَرَتَهُمْ إيَّاكُمْ , وَلَنْ يَفْنَوْا بِمَنْ تَقْتُلُونَ فَتَحْتَاجُونَ إِلَيْهِمْ ، فَأَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ عَلَى ذَلِكَ ، فَحَمَلَتْ أُمُّ مُوسَى بِهَارُونَ - عليه السلام - فِي الْعَامِ الَّذِي لَا يُذْبَحُ فِيهِ الْغِلْمَانُ , فَوَلَدَتْهُ عَلَانِيَةً آمِنَةً ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ حَمَلَتْ بِمُوسَى - عليه السلام - ، فَوَقَعَ فِي قَلْبِهَا مِنَ الْهَمِّ وَالْحُزْنِ ، فَذَلِكَ مِنَ الْفُتُونِ يَا ابْنَ جُبَيْرٍ ، مَا دَخَلَ مِنْهُ فِي قَلْبِ أُمِّهِ مِمَّا يُرَادُ بِهِ ، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهَا : { وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ } (3) وَأَمَرَهَا إِذَا وَلَدَتْ أَنْ تَجْعَلَهُ فِي تَابُوتٍ ثُمَّ تُلْقِيهِ فِي الْيَمِّ ، فَلَمَّا وَلَدَتْ فَعَلَتْ ذَلِكَ بِهِ فَأَلْقَتْهُ فِي الْيَمِّ ، فَلَمَّا تَوَارَى عَنْهَا ابْنُهَا أَتَاهَا الشَّيْطَانُ فَقَالَتْ فِي نَفْسِهَا : مَا فَعَلْتُ بِابْنِي ؟ , لَوْ ذُبِحَ لَبِثَ عِنْدِي فَرَأَيْتُهُ وَكَفَّنْتُهُ كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُلْقِيهِ بِيَدِي إِلَى دَوَابِّ الْبَحْرِ وَحِيتَانِهِ ، وَانْتَهَى الْمَاءُ بِهِ حَتَّى أَرْفَأَ بِهِ عِنْدَ فُرْضَةِ (4) مُسْتَقَى جَوَارِي امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ ، فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَخَذْنَهُ ، فَهَمَمْنَ أَنْ يَفْتَحْنَ التَّابُوتَ فَقَالَتْ بَعْضُهُنَّ : إِنَّ فِي هَذَا مَالًا ، وَإِنَّا إِنْ فَتَحْنَاهُ لَمْ تُصَدِّقْنَا امَرْأَةُ الْمَلِكِ بِمَا وَجَدْنَا فِيهِ ، فَحَمَلْنَهُ بِهَيْئَةٍ لَمْ يُحَرِّكْنَ مِنْهُ شَيْئًا حَتَّى دَفَعْنَهُ إِلَيْهَا ، فَلَمَّا فَتَحَتْهُ رَأَتْ فِيهِ غُلَامًا ، فَأُلْقِيَ عَلَيْهِ مِنْهَا مَحَبَّةً لَمْ تُلْقَ مِثْلُهَا عَلَى الْبَشَرِ قَطُّ ، وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا مِنْ ذِكْرِ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ ذِكْرِ مُوسَى - عليه السلام - ، فَلَمَّا سَمِعَ الذَّابِحُونَ بِأَمْرِهِ أَقْبَلُوا بِشِفَارِهِمْ إِلَى امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ لِيَذْبَحُوهُ ، وَذَلِكَ مِنَ الْفُتُونِ يَا ابْنَ جُبَيْرٍ ، فَقَالَتْ لِلذَّبَّاحِينَ : اتْرُكُوهُ ، فَإِنَّ هَذَا الْوَاحِدَ لَا يَزِيدُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ , حَتَّى آتِي فِرْعَوْنَ فَأَسْتَوْهِبُهُ مِنْهُ ، فَإِنْ وَهَبَهُ لِي كُنْتُمْ قَدْ أَحْسَنْتُمْ وَأَجْمَلْتُمْ ، وَإِنْ أَمَرَ بِذَبْحِهِ لَمْ أَلُمْكُمْ ، فَأَتَتْ بِهِ فِرْعَوْنَ فَقَالَتْ : { قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ } (5) قَالَ فِرْعَوْنُ : يَكُونُ لَكِ ، فَأَمَّا لِي فلَا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَالَّذِي أَحْلِفُ بِهِ لَوْ أَقَرَّ فِرْعَوْنُ بِأَنْ يَكُونَ لَهُ قُرَّةَ عَيْنٍ كَمَا أَقَرَّتِ امْرَأَتُهُ لَهَداهُ اللَّهُ بِهِ كَمَا هَدى بِهِ امْرَأَتَهُ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ حَرَمَهُ ذَلِكَ " , فَأَرْسَلَتْ إِلَى مَنْ حَوْلِهَا مِنْ كُلِّ امْرَأَةٍ لَهَا لَبَنٌ تَخْتَارُ لَهَا ظِئْرًا (6) فَجَعَلَ كُلَّمَا أَخَذَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ فَتُرْضِعُهُ لَمْ يَقْبَلْ ثَدْيَهَا ، حَتَّى أَشْفَقَتْ عَلَيْهِ امَرْأَةُ فِرْعَوْنَ أَنْ يَمْتَنِعَ مِنَ اللَّبَنِ فَيَمُوتَ ، فَأَحْزَنَهَا ذَلِكَ ، فَأَمَرَتْ بِهِ فَأُخْرِجَ إِلَى السُّوقِ وَتَجَمَّعَ النَّاسُ تَرْجُو أَنْ تَجِدَ لَهُ ظِئْرًا يَأْخُذُ مِنْهَا ، فَلَمْ يَقْبَلْ ، وَأَصْبَحَتْ أُمُّ مُوسَى وَالِهَةً (7) فَقَالَتْ لِأُخْتِهِ : قُصِّيهِ - يَعْنِي أَثَرَهُ ، وَاطْلُبِيهِ - هَلْ تَسْمَعِينَ لَهُ ذِكْرًا ؟ , أَحَيٌّ ابْنِي أَمْ قَدْ أَكَلَتْهُ الدَّوَابُّ ؟ , وَنَسِيَتْ مَا كَانَ اللَّهُ - عز وجل - وَعَدَهَا فِيهِ ، فَبَصُرَتْ بِهِ أُخْتُهُ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ، وَالْجُنُبُ : أَنْ يَسْمُوَ بَصَرُ الإِنْسَانِ إِلَى الشَّيْءِ الْبَعِيدِ وَهُوَ إِلَى جَنْبِهِ لا يَشْعُرُ بِهِ ، فَقَالَتْ مِنَ الْفَرَحِ حِينَ أَعْيَاهُمُ الطَّلَبُ : أَنَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ، فَأَخَذُوهَا فَقَالُوا : وَمَا يُدْرِيكَ مَا نُصْحُهُمْ لَهُ ؟ , هَلْ يَعْرِفُونَهُ ؟ - حَتَّى شَكُّوا فِي ذَلِكَ - فَذَلِكَ مِنَ الْفُتُونِ يَا بْنَ جُبَيْرٍ ، فَقَالَتْ : نَصِيحَتُهُمْ لَهُ وَشَفَقَتُهُمْ عَلَيْهِ رَغْبَةً فِي صِهْرِ المَلِكٍ وَرَجَاءَ مَنْفَعَتِهِ ، فَأَرْسَلُوهَا ، فَانْطَلَقَتْ إِلَى أُمِّهَا فَأَخْبَرَتْهَا الْخَبَرَ ، فَجَاءَتْ أُمُّهُ فَلَمَّا وَضَعَتْهُ فِي حِجْرِهَا ، نَزَا إِلَى ثَدْيِهَا فَمَصَّهُ حَتَّى امْتَلَأَ جَنْبَاهُ رِيًّا ، وَانْطَلَقَ الْبَشِيرُ إِلَى امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ يُبَشِّرُهَا أَنْ قَدْ وَجَدْنَا لابْنِكِ ظِئْرًا ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهَا فَأَتَتْ بِهَا وَبِهِ ، فَلَمَّا رَأَتْ مَا يَصْنَعُ بِهَا قَالَتْ لَهَا : امْكُثِي عِنْدِي تُرْضِعِينَ ابْنِي هَذَا ، فَإِنِّي لَمْ أُحِبَّ حُبَّهُ شَيْئًا قَطُّ ، فَقَالَتْ أُمُّ مُوسَى : لا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَدَعَ بَيْتِي وَوَلَدِي فَنَضِيعُ ، فَإِنْ طَابَتْ نَفْسُكِ أَنْ تُعْطِينِيهِ ، فَأَذْهَبَ بِهِ إِلَى بَيْتِي ، فَيَكُونَ مَعِي لا آلُوهُ (8) خَيْرًا ، وَإِلَّا فَإِنِّي غَيْرُ تَارِكَةٍ بَيْتِي وَوَلَدِي - وَذَكَرَتْ أُمُّ مُوسَى مَا كَانَ اللَّهُ - عز وجل - وَعَدَهَا ، فَتَعَاسَرَتْ عَلَى امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ ، وَأَيْقَنَتْ أَنَّ اللَّهَ مُنْجِزٌ وَعْدَهُ - فَرَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا بِابْنِهَا ، فَأَصْبَحَ أَهْلُ الْقَرْيَةِ مُجْتَمِعِينَ يَمْتَنِعُونَ مِنَ السُّخْرَةِ وَالظُّلْمِ مَا كَانَ فِيهِمْ ، فَلَمَّا تَرَعْرَعَ قَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ لأُمِّ مُوسَى : أُرِيدُ أَنْ تُرِينِي ابْنِي ، فَوَعَدَتْهَا يَوْمًا تُرِيهَا إِيَّاهُ ، فَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ لِخُزَّانِهَا وَقَهَارِمَتِهَا وَظُئُورَتِهَا : لا يَبْقَيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلا اسْتَقْبِلَ ابْنِي الْيَوْمَ بِهَدِيَّةٍ وَكَرَامَةٍ لأَرَى ذَلِكَ فِيهِ ، وَأَنَا بَاعِثَةٌ أَمِينًا يُحْصِيَ كُلَّ مَا يَصْنَعُ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ ، فَلَمْ تَزَلِ الْهَدَايَا وَالْكَرَامَةُ وَالنِّحَلُ تَسْتَقْبِلُهُ مِنْ حِينِ خَرَجَ مِنْ بَيْتِ أُمِّهِ إِلَى أَنْ أُدْخِلَ عَلَى امْرَأَةِ فِرْعَوْنِ ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا بَجَّلَتْهُ وَأَكْرَمَتْهُ ، وَفَرِحَتْ بِهِ وَأَعْجَبَهَا ، وَبَجَّلَتْ أُمَّهُ بِحُسْنِ أَثَرِهَا عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَتْ : لآتِيَنَّ بِهِ فِرْعَوْنَ فَلَيُبَجِّلَنَّهُ وَلَيُكْرِمَنَّهُ ، فَلَمَّا دَخَلَتْ بِهِ عَلَيْهِ جَعَلَتْهُ فِي حِجْرِهِ ، فَتَنَاوَلَ مُوسَى لِحْيَةَ فِرْعَوْنَ فَمَدَّهَا إِلَى الأَرْضِ ، فَقَالَ الْغُوَاةُ أَعْدَاءُ اللَّهِ لِفِرْعَوْنَ : أَلا تَرَى إِلَى مَا وَعَدَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ نَبِيَّهُ أَنَّهُ يَرُبُّكَ وَيَعْلُوكَ وَيَصْرَعُكَ ؟ فَأَرْسَلَ إِلَى الذَّبَّاحِينَ لِيَذْبَحُوهُ ، وَذَلِكَ مِنَ الْفُتُونِ يَا ابْنَ جُبَيْرٍ بَعْدَ كُلِّ بَلاءٍ ابْتُلِيَ ، وَأَرْبِكْ بِهِ فُتُونًا , فَجَاءَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ تَسْعَى إِلَى فِرْعَوْنَ ، فَقَالَتْ : مَا بَدَا لَكَ فِي هَذَا الْغُلامِ الَّذِي وَهَبْتَهُ لِي ؟ , قَالَ : تَرَيْنَهُ يَزْعُمُ أَنَّهُ يَصْرَعُنِي وَيَعْلُونِي ، قَالَتِ : اجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَمْرًا تَعْرِفُ الْحَقَّ فِيهِ : ائْتِ بِجَمْرَتَيْنِ وَلُؤْلُؤَتَيْنِ فَقَرِّبْهُنَّ إِلَيْهِ ، فَإِنْ بَطَشَ بِاللُّؤْلُؤَتَيْنِ وَاجْتَنَبَ الْجَمْرَتَيْنِ عَرَفْتَ أَنَّهُ يَعْقِلُ ، وَإِنْ تَنَاوَلَ الْجَمْرَتَيْنِ وَلَمْ يُرِدِ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ عَلِمْتَ أَنَّ أَحَدًا لا يُؤْثِرُ الْجَمْرَتَيْنِ عَلَى اللُّؤْلُؤَتَيْنِ وَهُوَ يَعْقِلُ ، فَقَرَّبَ ذَلِكَ ، فَتَنَاوَلَ الْجَمْرَتَيْنِ ، فَانْتَزَعُوهُمَا مِنْ يَدِهِ مَخَافَةَ أَنْ تَحْرِقَاهُ ، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ : أَلا تَرَى ؟ , فَصَرَفَهُ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَمَا كَانَ قَدْ هَمَّ بِهِ وَكَانَ اللَّهُ - عز وجل - بَالِغًا فِيهِ أَمْرَهُ ، فَلَمَّا بَلَغَ أَشَدَّهُ وَكَانَ مِنَ الرِّجَالِ ، لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَخْلُصُ إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مَعَهُ بِظُلْمٍ وَلا سُخْرَةٍ , حَتَّى امْتَنَعُوا كُلَّ الامْتِنَاعِ ، فَبَيْنَمَا مُوسَى فِي نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ إِذَا هُوَ بِرَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ , أَحَدُهُمَا فِرْعَوْنِيٌّ وَالآخَرُ إِسْرَائِيلِيٌّ ، فَاسْتَغَاثَهُ الإِسْرَائِيلِيُّ عَلَى الْفِرْعَوْنِيِّ ، فَغَضِبَ مُوسَى غَضَبًا شَدِيدًا لأَنَّهُ تَنَاوَلَهُ وَهُوَ يَعْلَمُ مَنْزِلَةَ مُوسَى مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَحِفْظِهُ لَهُمْ , لا يَعْلَمُ النَّاسُ أَنَّمَا ذَلِكَ مِنَ الرَّضَاعِ إِلَّا أُمُّ مُوسَى ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ اللَّهُ أَطْلَعَ مُوسَى مِنْ ذَلِكَ عَلَى مَا لَمْ يُطْلِعْ عَلَيْهِ غَيْرَهُ ، فَوَكَزَ مُوسَى الْفِرْعَوْنِيَّ فَقَتَلَهُ - وَلَيْسَ يَرَاهُمَا أَحَدٌ إِلَّا اللَّهُ وَالإِسْرَائِيلِيُّ - فَقَالَ مُوسَى حِينَ قَتَلَ الرَّجُلَ : { هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ } ثُمَّ قَالَ : { رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (9) وَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ الأَخْبَارَ ، فَأُتِيَ فِرْعَوْنُ فَقِيلَ لَهُ : إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَتَلُوا رَجُلا مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ فَخُذْ لَنَا حَقَّنَا وَلا تُرَخِّصْ لَهُمْ ، فَقَالَ : ابْغُونِي قَاتِلَهُ وَمَنْ يَشْهَدُ عَلَيْهِ ، فَإِنَّ الْمَلِكَ وَإِنْ كَانَ صَفْوُهُ مَعَ قَوْمٍ لا يَسْتَقِيمُ لَهُ أَنْ يُقِيدَ بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ وَلا ثَبْتٍ ، فَاطْلُبُوا لِي عِلْمَ ذَلِكَ آخُذْ لَكُمْ بِحَقِّكُمْ ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَطُوفُونَ لا يَجِدُونَ ثَبْتًا إِذَا مُوسَى قَدْ رَأَى مِنَ الْغَدِ ذَلِكَ الإِسْرَائِيلِيَّ يُقَاتِلُ رَجُلا آخَرَ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ، فَاسْتَغَاثَهُ الإِسْرَائِيلِيُّ عَلَى الْفِرْعَوْنِيِّ فَصَادَفَ مُوسَى قَدْ نَدِمَ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ ، فَكَرِهَ الَّذِي رَأَى لِغَضَبِ الإِسْرَائِيلِيِّ ، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْطِشَ بِالْفِرْعَوْنِيِّ ، فَقَالَ لِلإِسْرَائِيلِيِّ لِمَا فَعَلَ أَمْسِ وَالْيَوْمَ : { إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ } (10) فَنَظَرَ الإِسْرَائِيلِيُّ إِلَى مُوسَى حِينَ قَالَ لَهُ مَا قَالَ ، فَإِذَا هُوَ غَضْبَانُ كَغَضَبِهِ بِالأَمْسِ ، فَخَافَ أَنْ يَكُونَ إِيَّاهُ أَرَادَ وَمَا أَرَادَ الْفِرْعَوْنِيَّ - وَلَمْ يَكُنْ أَرَادَهُ إِنَّمَا أَرَادَ الْفِرْعَوْنِيَّ - فَخَافَ الإِسْرَائِيلِيُّ فَحَاجَزَ الْفِرْعَوْنِيَّ وَقَالَ : { يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالأَمْسِ ؟ } (11) وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ إِيَّاهُ أَرَادَ مُوسَى لِيَقْتُلَهُ ، وَانْطَلَقَ الْفِرْعَوْنِيُّ إِلَى قَوْمِهِ فَأَخْبَرَهُمْ بِمَا سَمِعَ مِنَ الإِسْرَائِيلِيِّ مِنَ الْخَبَرِ حِينَ يَقُولُ : { أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالأَمْسِ } ، فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ الذَّبَّاحِينَ لِيَقْتُلُوا مُوسَى ، فَأَخَذَ رُسُلُ فِرْعَوْنَ الطَّرِيقَ الأَعْظَمَ يَمْشُونَ عَلَى هَيْئَتِهِمْ يَطْلُبُونَ مُوسَى وَهُمْ لا يَخَافُونَ أَنْ يَفُوتَهُمْ , إِذْ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ شِيعَةِ مُوسَى مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ ، فَاخْتَصَرَ طَرِيقًا قَرِيبًا حَتَّى يَسْبِقَهُمْ إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ ، وَذَلِكَ مِنَ الْفُتُونِ يَا ابْنَ جُبَيْرٍ ، فَخَرَجَ مُوسَى مُتَوَجِّهًا نَحْوَ مَدْيَنَ لَمْ يَلْقَ بَلاءً قَبْلَ ذَلِكَ ، وَلَيْسَ لَهُ بِالطَّرِيقِ عِلْمٌ إِلا حُسْنَ ظَنِّهِ بِرَبِّهِ - عز وجل - ، فَإِنَّهُ قَالَ : { عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ , وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ } (12) يَعْنِي بِذَلِكَ : حَابِسَتَيْنِ غَنَمَهُمَا ، فَقَالَ لَهُمَا : مَا خَطْبُكُمَا مُعْتَزِلَتَيْنِ لا تَسْقِيَانِ مَعَ النَّاسِ ؟ , قَالَتَا : لَيْسَ لَنَا قُوَّةٌ نُزَاحِمُ الْقَوْمَ ، وَإِنَّمَا نَنْتَظِرُ فُضُولَ حِيَاضِهِمْ ، فَسَقَى لَهُمَا ، فَجَعَلَ يَغْرِفُ فِي الدَّلْوِ مَاءً كَثِيرًا حَتَّى كَانَ أَوَّلَ الرِّعَاءِ فَرَاغًا ، فَانْصَرَفَتَا بِغَنَمِهِمَا إِلَى أَبِيهِمَا ، وَانْصَرَفَ مُوسَى فَاسْتَظَلَّ بِشَجَرَةٍ ، فَقَالَ : { رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } (13) فَاسْتَنْكَرَ أَبُوهُمَا سُرْعَةَ صُدُورِهِمَا بِغَنَمِهِمَا حُفَّلا بِطَانًا ، فَقَالَ : إِنَّ لَكُمَا الْيَوْمَ لَشَأْنًا ، فَأَخْبَرَتَاهُ بِمَا صَنَعَ مُوسَى ، فَأَمَرَ إِحْدَاهُمَا تَدْعُوهُ لَهُ ، فَأَتَتْ مُوسَى فَدَعَتْهُ ، فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ : { لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } (14) لَيْسَ لِفِرْعَوْنَ وَلا لِقَوْمِهِ عَلَيْنَا سُلْطَانٌ ، وَلَسْنَا فِي مَمْلَكَتِهِ ، فَقَالَتْ إِحْدَاهُمَا : { يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ } (15) ، فَاحْتَمَلَتْهُ الْغَيْرَةُ عَلَى أَنْ قَالَ : وَمَا يُدْرِيكِ مَا قُوَّتُهُ وَمَا أَمَانَتُهُ ؟ , قَالَتْ : أَمَّا قُوَّتُهُ ، فَمَا رَأَيْتُ مِنْهُ فِي الدَّلْوِ حِينَ سَقَى لَنَا ، لَمْ أَرَ رَجُلا أَقْوَى فِي ذَلِكَ السَّقْيِ مِنْهُ ، وَأَمَّا أَمَانَتُهُ ، فَإِنَّهُ نَظَرَ إِلَيَّ حِينَ أَقْبَلْتُ إِلَيْهِ وَشَخَصْتُ لَهُ ، فَلَمَّا عَلِمَ أَنِّي امْرَأَةٌ صَوَّبَ رَأْسَهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ ، وَلَمْ يَنْظُرْ إِلَيَّ حَتَّى بَلَّغْتُهُ رِسَالَتَكَ ، ثُمَّ قَالَ : امْشِي خَلْفِي وَانْعَتِي لِيَ الطَّرِيقَ ، فَلَمْ يَفْعَلْ هَذَا الأَمْرَ إِلَّا وَهُوَ أَمِينٌ ، فَسُرِّيَ عَنْ أَبِيهَا فَصَدَّقَهَا وَظَنَّ بِهِ الَّذِي قَالَتْ ، فَقَالَ لَهُ : { إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ } (16) فَفَعَلَ , فَكَانَتْ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ مُوسَى - عليه السلام - ثَمَانُ سِنِينَ وَاجِبَةً ، وَكَانَتْ سَنَتَانِ عِدَةً مِنْهُ ، فَقَضَى اللَّهُ عَنْهُ عِدَتَهُ فَأَتَمَّهَا عَشْرًا ، قَالَ سَعِيدٌ : فَلَقِيَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّصْرَانِيَّةِ مِنْ عُلَمَائِهِمْ فَقَالَ : هَلْ تَدْرِي أَيُّ الأَجَلَيْنِ قَضَى مُوسَى ؟ , قُلْتُ : لا - وَأَنَا يَوْمَئِذٍ لا أَدْرِي - فَلَقِيتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ ثَمَانِيًا كَانَ عَلَى مُوسَى وَاجِبَةً وَلَمْ يَكُنْ نَبِيُّ اللَّهِ لِيَنْقُصَ مِنْهَا شَيْئًا ، وَيَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ قَاضٍ عَنْ مُوسَى عِدَتَهُ الَّتِي وَعَدَ ، فَإِنَّهُ قَضَى عَشْرَ سِنِينَ ، فَلَقِيتُ النَّصْرَانِيَّ فَأَخْبَرْتُهُ ذَلِكَ ، فَقَالَ : الَّذِي سَأَلْتَهُ فَأَخْبَرَكَ أَعْلَمُ مِنْكَ بِذَلِكَ ؟ , قُلْتُ : أَجَلْ ، وَأَوْلَى ، فَلَمَّا سَارَ مُوسَى بِأَهْلِهِ كَانَ مِنْ أَمْرِ النَّارِ وَالْعَصَا وَيَدِهِ مَا قَصَّ اللَّهُ عَلَيْكَ فِي الْقُرْآنِ فَشَكَا إِلَى رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَا يَتَخَوَّفُ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ فِي الْقَتْلِ ، وَعَقْدِ لِسَانِهِ ، فَإِنَّهُ كَانَ فِي لِسَانِهِ عُقْدَةٌ تَمْنَعُهُ مِنْ كَثِيرٍ مِنَ الْكَلامِ ، وَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يُعِينَهُ بِأَخِيهِ هَارُونَ يَكُونُ لَهُ رِدْءًا (17)
__________
(1) سورة : طه آية رقم : 40
(2) الشِّفار : جمع شفرة وهي السكين العريضة .
(3) [القصص/7]
(4) فُرْضَة النَّهر : ثُلْمَتُه التي يُسْتَقَى منها . وفُرضة البَحْر أيضاً مَحَطُّ السُّفُن .مختار الصحاح - (ج 1 / ص 238)
(5) [القصص/9]
(6) الظّئْر : المُرْضِع .
(7) الواله : التي تحن لفقد لولدها .
(8) لا آلو : لا أُقَصِّر .
(9) [القصص/16]
(10) [القصص/18]
(11) [القصص/19]
(12) [القصص22/23]
(13) [القصص/24]
(14) [القصص/25]
(15) [القصص/26]
(16) [القصص/27]
(17) الرِّدْء : القوة والعماد والناصر والمعين ..(4/11)
وَيَتَكَلَّمُ عَنْهُ بِكَثِيرٍ مِمَّا لا يُفْصِحُ بِهِ لِسَانُهُ ، فَآتَاهُ اللَّهُ سُؤْلَهُ وَحَلَّ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِهِ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى هَارُونَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَلْقَاهُ ، فَانْدَفَعَ مُوسَى بِعَصَاهُ حَتَّى لَقِيَ هَارُونَ ، فَانْطَلَقَا جَمِيعًا إِلَى فِرْعَوْنَ ، فَأَقَامَا عَلَى بَابِهِ حِينًا لا يُؤْذَنُ لَهُمَا ، ثُمَّ أُذِنَ لَهُمَا بَعْدَ حِجَابٍ شَدِيدٍ ، فَقَالا : إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ ، قَالَ : فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى ، فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي قَصَّ اللَّهُ عَلَيْكَ فِي الْقُرْآنِ ، قَالَ : فَمَا تُرِيدُ - وَذَكَّرَهُ الْقَتِيلَ - فَاعْتَذَرَ بِمَا قَدْ سَمِعْتَ ، وَقَالَ : إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَتُرْسَلَ مَعِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَأَبَى عَلَيْهِ ذَلِكَ وَقَالَ : ائْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ، فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ عَظِيمَةٌ فَاغِرَةٌ فَاهَا مُسْرِعَةٌ إِلَى فِرْعَوْنَ ، فَلَمَّا رَآهَا فِرْعَوْنُ قَاصِدَةً إِلَيْهِ خَافَهَا فَاقْتَحَمَ عَنْ سَرِيرِهِ وَاسْتَغَاثَ بِمُوسَى أَنْ يَكُفَّهَا عَنْهُ فَفَعَلَ ، ثُمَّ أَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ جَيْبِهِ فَرَآهَا بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سَوْءٍ - يَعْنِي مِنْ غَيْرِ بَرَصٍ - ثُمَّ رَدَّهَا فَعَادَتْ إِلَى لَوْنِهَا الأَوَّلِ ، فَاسْتَشَارَ فِرْعَوْنُ الْمَلأَ حَوْلَهُ فِيمَا رَأَى ، فَقَالُوا لَهُ : { إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى } (1) يَعْنِي مُلْكَهُمُ الَّذِي هُمْ فِيهِ وَالْعَيْشَ ، فَأَبَوْا أَنْ يُعْطُوهُ شَيْئًا مِمَّا طَلَبَ وَقَالُوا لَهُ : اجْمَعْ لَنَا السَّحَرَةَ ، فَإِنَّهُمْ بِأَرْضِكَ كَثِيرٌ , حَتَّى يَغْلِبَ سِحْرُهُمْ سِحْرَهُمَا ، فَأَرْسَلَ فِي الْمَدِينَةِ فَحُشِرَ لَهُ كُلُّ سَاحِرٍ مُتَعَالِمٍ ، فَلَمَّا أَتَوْا فِرْعَوْنَ قَالُوا : بِمَ يَعْمَلُ هَذَا السَّاحِرُ ؟ , قَالُوا : يَعْمَلُ بِالْحَيَّاتِ ، قَالُوا : فَلا وَاللَّهِ مَا أَحَدٌ فِي الأَرْضِ يَعْمَلُ السَّحَرَ بِالْحَيَّاتِ وَالْعِصِيِّ الَّذِي نَعْمَلُ ، فَمَا أَجْرُنَا إِنْ نَحْنُ غَلَبْنَا ؟ , فَقَالَ لَهُمْ : إِنَّكُمْ أَقَارِبِي وَخَاصَّتِي ، فَأَنَا صَانِعٌ إِلَيْكُمْ كُلَّ مَا أَحْبَبْتُمْ ، فَتَوَاعَدُوا يَوْمَ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ، قَالَ سَعِيدٌ : حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ يَوْمَ الزِّينَةِ الْيَوْمُ الَّذِي أَظْهَرَ اللَّهُ فِيهِ مُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ وَالسَّحَرَةِ ، وَهُوَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا فِي صَعِيدٍ قَالَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : انْطَلِقُوا فَلْنَحْضُرْ هَذَا الأَمْرَ { لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ } (2) يَعْنُونَ مُوسَى وَهَارُونَ اسْتِهْزَاءً بِهِمَا فَقَالُوا : يَا مُوسَى { إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ } (3) { قَالَ بَلْ أَلْقُوا } (4) { فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ } (5) فَرَأَى مُوسَى مِنْ سِحْرِهِمْ مَا أَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً ، فَأَوْحَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَيْهِ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ، فَلَمَّا أَلْقَاهَا صَارَتْ ثُعْبَانًا عَظِيمًا فَاغِرَةً فَاهَا ، فَجَعَلَتِ الْعِصِيُّ بِدَعْوَةِ مُوسَى تَلَبَّسُ بِالْحِبَالِ حَتَّى صَارَتْ جُرَزًا (6) إِلَى الثُّعْبَانِ تَدْخُلُ فِيهِ ، حَتَّى مَا أَبْقَتْ عَصًا وَلا حَبْلا إِلا ابْتَلَعَتْهُ ، فَلَمَّا عَرَفَ السَّحَرَةُ ذَلِكَ قَالُوا : لَوْ كَانَ هَذَا سِحْرًا لَمْ يَبْلُغْ مِنْ سِحْرِنَا هَذَا ، وَلَكِنَّهُ أَمْرٌ مِنَ أَمْرِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِمَا جَاءَ بِهِ مُوسَى ، وَنَتُوبُ إِلَى اللَّهِ - عز وجل - مِمَّا كُنَّا عَلَيْهِ ، وَكَسَرَ اللَّهُ ظَهْرَ فِرْعَوْنَ فِي ذَلِكَ الْمَوْطِنِ وَأَشْيَاعِهِ ، وَأَظْهَرَ الْحَقَّ { وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ } (7) وَامْرَأَةُ فِرْعَوْنَ بَارِزَةٌ (8) مُتَبَذِّلَةٌ تَدْعُو اللَّهَ بِالنَّصْرِ لِمُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ ، فَمَنْ رَآهَا مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ظَنَّ أَنَّهَا ابْتَذَلَتْ لِلشَّفَقَةِ عَلَى فِرْعَوْنَ وَأَشْيَاعِهِ ، وَإِنَّمَا كَانَ حُزْنُهَا وَهَمُّهَا لِمُوسَى ، فَلَمَّا طَالَ مُكْثُ مُوسَى لِمَوَاعِيدِ فِرْعَوْنَ الْكَاذِبَةِ ، كُلَّمَا جَاءَهُ بِآيَةٍ وَعَدَهُ عِنْدَهَا أَنْ يُرْسِلَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَإِذَا مَضَتْ أَخْلَفَ مَوَاعِيدَهُ وَقَالَ : هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يَصْنَعَ غَيْرَ هَذَا ؟ , فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى قَوْمِهِ { الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ } (9) كُلُّ ذَلِكَ يَشْكُو إِلَى مُوسَى وَيَطْلُبُ إِلَيْهِ أَنْ يَكُفَّهَا عَنْهُ ، وَيُوَافِقُهُ أَنْ يُرْسِلَ مَعَهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَإِذَا كَفَّ ذَلِكَ عَنْهُ أَخْلَفَ مَوْعِدَهُ وَنَكَثَ عَهْدَهُ ، حَتَّى أُمِرَ مُوسَى بِالْخُرُوجِ بِقَوْمِهِ ، فَخَرَجَ بِهِمْ لَيْلًا ، فَلَمَّا أَصْبَحَ فِرْعَوْنُ وَرَأَى أَنَّهُمْ قَدْ مَضَوْا ، أَرْسَلَ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ، يَتْبَعُهُمْ بِجُنُودٍ عَظِيمَةٍ كَثِيرَةٍ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى الْبَحْرِ : أَنْ إِذَا ضَرَبَكَ عَبْدِي مُوسَى بِعَصَاهُ ، فَانْفَرِقِ اثْنَيْ عَشَرَ فِرْقًا حَتَّى يَجُوزَ مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ ، ثُمَّ الْتَقِ عَلَى مَنْ بَقِيَ بَعْدَهُ مِنْ فِرْعَوْنَ وَأَشْيَاعِهِ { فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ } وَتَقَارَبَا ، قَالَ قَوْمُ مُوسَى : { إِنَّا لَمُدْرَكُونَ } (10) فَضَرَبَ مُوسَى الْبَحْرَ بِعَصَاهُ ، فَانْفَرَقَ لَهُ حِينَ دَنَا أَوَائِلُ جُنْدِ فِرْعَوْنَ مِنْ أَوَاخِرِ جُنْدِ مُوسَى ، فَانْفَرَقَ الْبَحْرُ كَمَا أَمَرَهُ رَبُّهُ ، فَلَمَّا أَنْ جَاوَزَ مُوسَى وَأَصْحَابُهُ كُلُّهُمْ وَدَخَلَ فِرْعَوْنُ وَأَصْحَابُهُ ، الْتَقَى عَلَيْهِمْ كَمَا أَمَرَ اللَّهُ ، فَلَمَّا أَنْ جَاوَزَ مُوسَى الْبَحْرَ قَالُوا : إِنَّا نَخَافُ أَنْ لا يَكُونَ فِرْعَوْنُ غَرِقَ ، فَلا نُؤْمِنُ بِهَلاكِهِ ، فَدَعَا رَبَّهُ فَأَخْرَجَهُ لَهُ بِبَدَنِهِ حَتَّى اسْتَيْقَنُوا بِهَلاكِهِ ، ثُمَّ { أَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكِفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (11) ، قَدْ رَأَيْتُمْ مِنَ الْعِبَرِ وَسَمِعْتُمْ مَا يَكْفِيكُمْ ، وَمَضَى مُوسَى فَأَنْزَلَهُمْ مَنْزِلا ثُمَّ قَالَ لَهُمْ : أَطِيعُوا هَارُونَ ، فَإِنِّي قَدِ اسْتَخْلَفْتُهُ عَلَيْكُمْ ، وَإِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي ، وَأَجَّلَهُمْ ثَلاثِينَ يَوْمًا أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْهِمْ ، فَلَمَّا أَتَى رَبَّهُ أَرَادَ أَنْ يُكَلِّمَهُ فِي ثَلاثِينَ وَقَدْ صَامَهُنَّ : لَيْلَهُنَّ وَنَهَارَهُنَّ ، كَرِهَ أَنْ يُكَلِّمَ رَبَّهُ وَيَخْرُجَ مِنْ فَمِهِ رِيحَ فَمِ الصَّائِمِ ، فَتَنَاوَلَ مُوسَى شَيْئًا مِنْ نَبَاتِ الأَرْضِ فَمَضَغَهُ ، فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ حِينَ أَتَاهُ : أَفَطَرْتَ ؟ - وَهُوَ أَعْلَمُ بِالَّذِي كَانَ - قَالَ : رَبِّ كَرِهْتُ أَنْ أُكَلِّمَكَ إِلا وَفَمِي طَيِّبُ الرِّيحِ ، قَالَ : أَوَمَا عَلِمْتَ يَا مُوسَى أَنَّ رِيحَ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدِي مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ؟ ارْجِعْ حَتَّى تَصُومَ عَشْرًا ثُمَّ ائْتِنِي ، فَفَعَلَ مُوسَى مَا أُمِرَ بِهِ ، فَلَمَّا رَأَى قَوْمُ مُوسَى أَنَّهُ لَمْ يَرْجِعْ إِلَيْهِمْ لِلأَجَلِ سَاءَهُمْ ذَلِكَ ، وَكَانَ هَارُونُ قَدْ خَطَبَهُمْ فَقَالَ : إِنَّكُمْ خَرَجْتُمْ مِنْ مِصْرَ وَلِقَوْمِ فِرْعَوْنَ عَوَارٍ (12) وَوَدَائِعُ ، وَلَكُمْ فِيهِم مِثْلُ ذَلِكَ ، وَأَنَا أَرَى أَنْ تَحْتَسِبُوا مَالَكُمْ عِنْدَهُمْ ، وَلا أُحِلُّ لَكُمْ وَدِيعَةً وَلا عَارِيَةً ، وَلَسْنَا بِرَادِّينَ إِلَيْهِمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ وَلا مُمْسِكِيهِ لأَنْفُسِنَا ، فَحَفَرَ حَفِيرًا ، وَأَمَرَ كُلَّ قَوْمٍ عِنْدَهُمْ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ مِنْ مَتَاعٍ أَوْ حِلْيَةٍ أَنْ يَقْذِفُوهُ فِي ذَلِكَ الْحَفِيرِ ، ثُمَّ أَوَقَدَ عَلَيْهِ النَّارَ فَأَحْرَقَهُ ، فَقَالَ : لا يَكُونُ لَنَا وَلا لَهُمْ وَكَانَ السَّامِرِيُّ رَجُلا مِنْ قَوْمٍ يَعْبُدُونَ الْبَقَرَ جِيرَانٍ لَهُمْ , وَلَمْ يَكُنْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَاحْتَمَلَ مَعَ مُوسَى وَبَنِي إِسْرَائِيلَ حِينَ احْتَمَلُوا ، فَقُضِيَ لَهُ أَنْ رَأَى أَثَرًا فَأَخَذَ مِنْهُ قَبْضَةً ، فَمَرَّ بِهَارُونَ ، فَقَالَ لَهُ هَارُونُ : يَا سَامِرِيُّ ، أَلا تُلْقِي مَا فِي يَدِكَ ؟ - وَهُوَ قَابِضٌ عَلَيْهِ لا يَرَاهُ أَحَدٌ طَوَالَ ذَلِكَ - قَالَ : هَذِهِ قَبْضَةٌ مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ الَّذِي جَاوَزَ بِكُمُ الْبَحْرَ ، فَلا أُلْقِيهَا بِشَيْءٍ ، إِلَّا أَنْ تَدْعُوَ اللَّهَ إِذَا أَلْقَيْتُهَا أَنْ يَكُونَ مَا أُرِيدُ ، فَأَلْقَاهَا ، وَدَعَا لَهُ هَارُونُ ، وَقَالَ : أُرِيدُ أَنْ أُكَوِّنَ عِجْلًا ، فَاجْتَمَعَ مَا كَانَ فِي الْحُفْرَةِ مِنْ مَتَاعٍ أَوْ حِلْيَةٍ أَوْ نُحَاسٍ أَوْ حَدِيدٍ ، فَصَارَ عِجْلا أَجْوَفَ لَيْسَ فِيهِ رُوحٌ لَهُ خُوَارٌ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : وَلا وَاللَّهِ مَا كَانَ لَهُ صَوْتٌ قَطُّ ، إِنَّمَا كَانَتِ الرِّيحُ تَدْخُلُ مِنْ دُبُرِهِ وَتَخْرُجُ مِنْ فِيهِ ، وَكَانَ ذَلِكَ الصَّوْتُ مِنْ ذَلِكَ ، فَتَفَرَّقَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِرَقًا , فَقَالَتْ فِرْقَةٌ : يَا سَامِرِيُّ ، مَا هَذَا فَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ ؟ , قَالَ : هَذَا رَبُّكُمْ ، وَلَكِنَّ مُوسَى أَضَلَّ الطَّرِيقَ ، وَقَالَتْ فِرْقَةٌ : لا نُكَذِّبُ بِهَذَا حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى ، فَإِنْ كَانَ رَبَّنَا لَمْ نَكُنْ ضَيَّعْنَاهُ وَعَجَزْنَا فِيهِ حِينَ رَأَيْنَاهُ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ رَبَّنَا فَإِنَّا نَتَّبِعُ قَوْلَ مُوسَى ، وَقَالَتْ فِرْقَةٌ : هَذَا عَمَلُ الشَّيْطَانِ وَلَيْسَ بِرَبِّنَا وَلا نُؤْمِنُ بِهِ وَلا نُصَدِّقُ ، وَأُشْرِبَ فِرْقَةٌ فِي قُلُوبِهِمُ التَّصْدِيقَ بِمَا قَالَ السَّامِرِيُّ فِي الْعِجْلِ ، فَقَالَ لَهُمْ هَارُونُ : { يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ } (13) لَيْسَ هَكَذَا ، قَالُوا : فَمَا بَالُ مُوسَى وَعَدَنَا ثَلاثِينَ يَوْمًا ثُمَّ أَخْلَفَنَا ؟ , هَذِهِ أَرْبَعُونَ قَدْ مَضَتْ ، فَقَالَ سُفَهَاؤُهُمْ : أَخْطَأَ رَبَّهُ فَهُوَ يَطْلُبُهُ وَيَتْبَعُهُ ، فَلَمَّا كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى وَقَالَ لَهُ مَا قَالَ أَخْبَرَهُ بِمَا لَقِيَ قَوْمُهُ مِنْ بَعْدِهِ ، { فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا } (14) فَقَالَ لَهُمْ مَا سَمِعْتُمْ فِي الْقُرْآنِ : { وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ } (15) ثُمَّ إِنَّهُ عَذَرَ أَخَاهُ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ وَانْصَرَفَ إِلَى السَّامِرِيِّ ، فَقَالَ لَهُ : مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ ؟ , قَالَ : قَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ وَفَطِنْتُ لَهَا ، وَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ فَقَذَفْتُهَا , { وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا } (16) ، وَلَوْ كَانَ إِلَهًا لَمْ تَخْلُصْ إِلَى ذَلِكَ مِنْهُ ، فَاسْتَيْقَنَ بَنُو إِسْرَائِيلَ ، وَاغْتَبَطَ الَّذِينَ كَانَ رَأْيُهُمْ فِيهِ مِثْلَ رَأْي هَارُونَ ، وَقَالُوا جَمَاعَتُهُمْ لِمُوسَى : سَلْ لَنَا رَبَّكَ أَنْ يَفْتَحَ لَنَا بَابَ تَوْبَةٍ نَصْنَعُهَا فَتُكَفِّرَ مَا عَمِلْنَا ، فَاخْتَارَ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلا لِذَلِكَ لإِتْيَانِ الْجَبَلِ مِمَّنْ لَمْ يُشْرِكْ فِي الْعِجْلِ ، فَانْطَلَقَ بِهِمْ لِيَسْأَلَ لَهُمُ التَّوْبَةَ ، فَرَجَفَتْ بِهِمُ الأَرْضُ ، فَاسْتَحْيَا نَبِيُّ اللَّهِ مِنْ قَوْمِهِ وَوَفْدِهِ حِينَ فُعِلَ بِهِمْ مَا فُعِلَ ، فَقَالَ : { رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا } (17) وَفِيهِمْ مَنْ كَانَ اللَّهُ اطَّلَعَ عَلَى مَا أُشْرِبَ مِنْ حُبِّ الْعِجْلِ إِيمَانًا بِهِ ، فَلِذَلِكَ رَجَفَتْ بِهِمُ الأَرْضُ ، فَقَالَ : { عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ , الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ } (18) فَقَالَ : رَبِّ سَأَلْتُكَ التَّوْبَةَ لِقَوْمِي فَقُلْتَ : إِنَّ رَحْمَتَكَ كَتَبْتَهَا لِقَوْمٍ غَيْرِ قَوْمِي ، فَلَيْتَكَ أَخَّرْتَنِي حَتَّى تُخْرِجَنِي حَيًّا فِي أُمَّةِ ذَلِكَ الرَّجُلِ الْمَرْحُومَةِ ، فَقَالَ اللَّهُ - عز وجل - لَهُ : إِنَّ تَوْبَتَهُمْ أَنْ يَقْتُلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ كُلَّ مَنْ لَقِيَ مِنْ وَالِدٍ وَوَلَدٍ ، فَيَقْتُلُهُ بِالسَّيْفِ لا يُبَالِي مَنْ قَتَلَ فِي ذَلِكَ الْمَوْطِنِ ، وَيَأْتِي أُولَئِكَ الَّذِينَ خَفِيَ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ مَا اطَّلَعَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ ذُنُوبِهِمْ وَاعْتَرَفُوا بِهَا وَفَعَلُوا مَا أُمِرُوا بِهِ ، فَغَفَرَ اللَّهُ لِلْقَاتِلِ وَالْمَقْتُولِ ، ثُمَّ سَارَ بِهِمْ مُوسَى مُتَوَجِّهًا نَحْوَ الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ ، وَأَخَذَ الأَلْوَاحَ بَعْدَمَا سَكَتَ عَنْهُ الْغَضَبُ ، فَأَمَرَهُمْ بِالَّذِي أُمِرَ بِهِ أَنْ يُبَلِّغَهُمْ مِنَ الْوَظَائِفِ ، فَثَقُلَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَأَبَوْا أَنْ يُقِرُّوا بِهَا ، فَنَتَقَ (19) اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَبَلَ { كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ } (20) وَدَنَا مِنْهُمْ حَتَّى خَافُوا أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِمْ ، فَأَخَذُوا الْكِتَابَ بِأَيْمَانِهِمْ وَهُمْ مُصْغُونَ إِلَى الْجَبَلِ وَالأَرْضِ ، وَالْكِتَابُ بِأَيْدِيهِمْ وَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَى الْجَبَلِ مَخَافَةَ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ مَضَوْا حَتَّى أَتَوُا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ ، فَوَجَدُوا فِيهَا مَدِينَةً فِيهَا قَوْمٌ جَبَّارُونَ ، خَلْقُهُمْ خَلْقٌ مُنْكَرٌ ، وَذَكَرُوا مِنْ ثِمَارِهِمْ أَمْرًا عَجِيبًا مِنْ عِظَمِهَا ، فَقَالُوا : { يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ } (21) لا طَاقَةَ لَنَا بِهِمْ ، وَلا نَدْخُلُهَا مَا دَامُوا فِيهَا ، فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ، قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ مِنَ الْجَبَّارِينَ : إِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تَخَافُونَ مِمَّا تَرَوْنَ مِنْ أَجْسَامِهِمْ وَعِدَّتِهِمْ ، فَإِنَّهُمْ لا قُلُوبَ لَهُمْ وَلا مَنَعَةَ عِنْدَهُمْ ، فَادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ ، فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ، قَالُوا : { يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَهُنَا قَاعِدُونَ } (22) فَأَغْضَبُوا مُوسَى فَدَعَا عَلَيْهِمْ وَسَمَّاهُمْ فَاسِقِينَ - وَلَمْ يَدْعُ عَلَيْهِمْ قَبْلَ ذَلِكَ - لِمَا رَأَى مِنْهُمْ مِنَ الْمَعْصِيَةِ وَإِسَاءَتِهِمْ حَتَّى كَانَ يَوْمُئِذٍ ، فَاسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ فَسَمَّاهُمْ كَمَا سَمَّاهُمْ مُوسَى : { فَاسِقِينَ } ، وَحَرَّمَهَا عَلَيْهِمْ { أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ } (23) يُصْبِحُونَ كُلَّ يَوْمٍ فَيَسِيرُونَ لَيْسَ لَهُمْ قَرَارٌ ، ثُمَّ ظَلَّلَ عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ فِي التِّيهِ ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى ، وَجَعَلَ لَهُمْ ثِيَابًا لا تَبْلَى وَلا تَتَّسِخُ ، وَجَعَلَ بَيْنَ ظُهُورِهِمْ حَجَرًا مُرَبَّعًا ، وَأَمَرَ مُوسَى فَضَرَبَهُ بِعَصَاهُ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ ثَلاثَةُ أَعْيُنٍ ، وَأَعْلَمَ كُلَّ سِبْطٍ عَيْنَهُمُ الَّتِي يَشْرَبُونَ مِنْهَا لا يَرْتَحِلُونَ مِنْ مَنْقَلَةٍ (24) إِلَّا وُجِدَ ذَلِكَ الْحَجَرُ فِيهِمْ بِالْمَكَانِ الَّذِي كَانَ فِيهِ بِالأَمْسِ ، رَفَعَ ابْنُ عَبَّاسٍ هَذَا الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَصَدَّقَ ذَلِكَ عِنْدِي أَنَّ مُعَاوِيَةَ - رضي الله عنه - سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَ هَذَا الْحَدِيثَ , فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ الْفِرْعَوْنِيُّ هَذَا الَّذِي أَفْشَى عَلَى مُوسَى أَمْرَ الْقَتِيلِ الَّذِي قُتِلَ ، قَالَ : فَكَيْفَ يُفْشِي عَلَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ عَلِمَ بِهِ وَلا ظَهَرَ عَلَيْهِ إِلا الإِسْرَائِيلِيُّ الَّذِي حَضَرَ ذَلِكَ وَشَهِدَهُ ؟ , فَغَضِبَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَخَذَ بِيَدِ مُعَاوِيَةَ فَذَهَبَ بِهِ إِلَى سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ الزُّهْرِيِّ ، فَقَالَ : يَا أَبَا إِسْحَاقَ ، هَلْ تَذْكُرُ يَوْمَ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ قَتِيلِ مُوسَى الَّذِي قَتَلَهُ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ : الإِسْرَائِيلِيُّ أَفْشَى عَلَيْهِ أَمِ الْفِرْعَوْنِيُّ ؟ , فَقَالَ : إِنَّمَا أَفْشَى عَلَيْهِ الْفِرْعَوْنِيُّ بِمَا سَمِعَ مِنَ الإِسْرَائِيلِيِّ الَّذِي شَهِدَ ذَلِكَ وَحَضَرَهُ . (25)
__________
(1) [طه/63]
(2) [الشعراء/40]
(3) [الأعراف/115]
(4) [طه/66]
(5) [الشعراء/44]
(6) ( الْجَرْزُ ) الْقَطْعُ ( وَمِنْهُ ) أَرْضٌ جُرُزٌ لَا نَبَاتَ بِهَا . المُغْرِب - (ج 1 / ص 339)
(7) [الأعراف/118، 119]
(8) أَيْ : ظَاهِرة غَيْر مُحْتَجِبة ، وَالْبُرُوز الظُّهُور .
(9) [الأعراف/133]
(10) [الشعراء/61]
(11) [الأعراف/138]
(12) العواري : جمع عارية , وهي الشيء الذي يستعار من متاع البيت وغيره .
(13) [طه/90]
(14) [طه/86]
(15) [الأعراف/150]
(16) [طه/96، 97]
(17) [الأعراف/155]
(18) [الأعراف/156، 157]
(19) قوله تعالى : { وَإِذ نَتَقْنَا الجبل } "نتقنا" معناه رفعنا ,
{ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ } أَيْ : كأنه لارتفاعه سحابة تُظِلّ .الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - (ج 1 / ص 2225)
(20) [الأعراف/171]
(21) [المائدة/22]
(22) [المائدة/24]
(23) [المائدة/26]
(24) المَنْقَلةُ : المَرْحلة من مَراحل السفر . لسان العرب - (ج 11 / ص 674)
(25) قال البوصيري في إتخاف الخيرة المهرة [5760/2] : رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ ، ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، ثَنَا أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ ، هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ .(4/12)
( ت حم حب ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَمَّا أَغْرَقَ اللَّهُ فِرْعَوْنَ قَالَ : { آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ } (1) فَقَالَ جِبْرِيلُ : يَا مُحَمَّدُ , فَلَوْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا آخُذُ مِنْ طِينِ الْبَحْرِ فَأَدُسُّهُ فِي فَمِهِ خَشْيَةَ أَنْ تُدْرِكَهُ الرَّحْمَةُ " (2)
__________
(1) [يونس/90]
(2) الصَّحِيحَة : 2015(4/13)
( خ م حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( بَيْنَمَا يَهُودِيٌّ يَعْرِضُ سِلْعَةً لَهُ أُعْطِيَ بِهَا شَيْئًا ) (1) ( لَمْ يَرْضَهُ ، فَقَالَ : لَا وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ ، فَسَمِعَهُ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَلَطَمَ وَجْهَهُ وَقَالَ : تَقُولُ وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ أَظْهُرِنَا ؟ ، فَذَهَبَ الْيَهُودِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا أَبَا الْقَاسِمِ ، إِنَّ لِي ذِمَّةً وَعَهْدًا ، وَفُلَانٌ لَطَمَ وَجْهِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لِمَ لَطَمْتَ وَجْهَهُ " ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ قَالَ : وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ ، وَأَنْتَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا " فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى عُرِفَ الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ : لَا تُفَضِّلُوا بَيْنَ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ ، فَإِنَّهُ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (2) ( فَيُصْعَقُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ ) (3) ( فَأُصْعَقُ مَعَهُمْ ) (4) ( ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى ) (5) ( فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ ) (6) فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ (7) ( فَإِذَا مُوسَى - عليه السلام - آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ ) (8) ( فلَا أَدْرِي ، أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ فَأَفَاقَ قَبْلِي , أَوْ كَانَ مِمَّنْ اسْتَثْنَاهُ اللَّهُ - عز وجل - (9) ) (10) ( فَحُوسِبَ بِصَعْقَتِهِ يَوْمَ الطُّورِ ) (11) ( وَلَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ : أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى ) (12) ( - وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ - ) (13) ( أَصَابَ ذَنْبًا ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ ) (14) "
__________
(1) ( خ ) 3233
(2) ( م ) 2373 , ( خ ) 3233
(3) ( خ ) 3233
(4) ( خ ) 2280
(5) ( خ ) 3233
(6) ( حم ) 9820 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(7) ( خ ) 2280
(8) ( خ ) 6991
(9) الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ : ( مِمَّنْ اِسْتَثْنَى اللَّهُ ) قوله تعالى : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ } . [الزمر/68]
(10) ( خ ) 2280 , ( م ) 2373 , ( حم ) 7576
(11) ( خ ) 3233 , ( م ) 2373
(12) ( خ ) 3234 , ( م ) 2376
(13) ( حم ) 3180 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(14) ( حم ) 3252 ، وقال الأرناؤوط : إسناده صحيح .(4/14)
( ك ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ صَفِيُّ اللَّهِ " (1)
__________
(1) ( ك ) 4100 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6633 , الصَّحِيحَة : 2364(4/15)
( خ م حم ) , وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " قَامَ مُوسَى - عليه السلام - خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَسُئِلَ أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ ؟ , فَقَالَ : أَنَا , فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ ) (1) ( فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ : أَنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ ) (2) ( قَالَ : يَا رَبِّ فَدُلَّنِي عَلَيْهِ ) (3) ( فَقِيلَ لَهُ : احْمِلْ حُوتًا ) (4) ( مَالِحًا ) (5) ( فِي مِكْتَلٍ (6) ) (7) ( فَإِذَا فَقَدْتَ قال الْحُوتَ فَارْجِعْ فَإِنَّكَ سَتَلْقَاهُ ) (8) ( حَيْثُ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ ) (9) ( فَانْطَلَقَ بِفَتَاهُ يُوشَعَ بْنِ نُونٍ ، وَحَمَلَا حُوتًا فِي مِكْتَلٍ ) (10) ( وَقَالَ لِفَتَاهُ : لَا أُكَلِّفُكَ إِلَّا أَنْ تُخْبِرَنِي بِحَيْثُ يُفَارِقُكَ الْحُوتُ ، قَالَ : مَا كَلَّفْتَ كَثِيرًا فَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ } ) (11) ( حَتَّى إِذَا أَتَيَا الصَّخْرَةَ وَضَعَا رُءُوسَهُمَا , فَرَقَدَ مُوسَى , وَاضْطَرَبَ الْحُوتُ فَخَرَجَ فَسَقَطَ فِي الْبَحْرِ , فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا , فَأَمْسَكَ اللَّهُ عَنْ الْحُوتِ جِرْيَةَ الْمَاءِ ) (12) ( فَجَعَلَ لَا يَلْتَئِمُ عَلَيْهِ حتى صَارَ مِثْلَ الْكُوَّةِ ) (13) ( قال سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ لِي عَمْرو بْنِ دِينَارٍ : هَكَذَا كَأَنَّ أَثَرَهُ فِي حَجَرٍ ، وَحَلَّقَ بَيْنَ إِبْهَامَيْهِ وَاللَّتَيْنِ تَلِيَانِهِمَا ) (14) ( فَقَالَ فَتَاهُ : لَا أُوقِظُهُ ) (15) ( فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ مُوسَى - عليه السلام - نَسِيَ صَاحِبُهُ أَنْ يُخْبِرَهُ بِالْحُوتِ , فَانْطَلَقَا بَقِيَّةَ يَوْمِهِمَا وَلَيْلَتَهُمَا ) (16) ( فَلَمَّا أَصْبَحَ مُوسَى قَالَ لِفَتَاهُ : { آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا } وَلَمْ يَجِدْ مُوسَى مَسًّا مِنْ النَّصَبِ (17) حَتَّى جَاوَزَ الْمَكَانَ الَّذِي أُمِرَ بِهِ ، فَقَالَ لَهُ فَتَاهُ : { أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ ، فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ , وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا } ) (18) ( فَكَانَ لِلْحُوتِ سَرَبًا وَلِمُوسَى وَفَتَاهُ عَجَبًا , فَقَالَ مُوسَى : { ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ (19) فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا } , فرَجَعَا يَقُصَّانِ آثَارَهُمَا حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ ) (20) ( فَوَجَدَا فِي الْبَحْرِ كَالطَّاقِ مَمَرَّ الْحُوتِ ) (21) ( فَقَالَ مُوسَى : هَاهُنَا وُصِفَ لِي ) (22) ( فَأَطَافَ بِهَا ) (23) ( فَإِذَا هُوَ بِالْخَضِرِ ) (24) ( مُسَجًّى (25) بِثَوْبٍ , فَسَلَّمَ عَلَيْهِ مُوسَى ) (26) ( فَكَشَفَ الْخَضِرُ عَنْ وَجْهِهِ وَقَالَ : هَلْ بِأَرْضِي مِنْ سَلَامٍ (27) ؟ ، مَنْ أَنْتَ ؟ , فَقَالَ : أَنَا مُوسَى ، فَقَالَ : مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ؟ ، قَالَ : نَعَمْ ) (28) ( قَالَ : مَا جَاءَ بِكَ ؟ ) (29) ( قَالَ : { هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ؟ , قَالَ : إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا } يَا مُوسَى ، إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ لَا تَعْلَمُهُ أَنْتَ ، وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ عَلَّمَكَهُ اللَّهُ لَا أَعْلَمُهُ ) (30) ( أَمَا يَكْفِيكَ أَنَّ التَّوْرَاةَ بِيَدَيْكَ وَأَنَّ الْوَحْيَ يَأْتِيكَ ؟ ) (31) ( { وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا } ، شَيْءٌ أُمِرْتُ بِهِ أَنْ أَفْعَلَهُ إِذَا رَأَيْتَهُ لَمْ تَصْبِرْ , { قَالَ : سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا } ، فَقَالَ لَهُ الْخَضِرُ : { فَإِنْ اتَّبَعْتَنِي فلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا } ) (32) ( قَالَ : نَعَمْ ) (33) ( فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ لَيْسَ لَهُمَا سَفِينَةٌ ، فَمَرَّتْ بِهِمَا سَفِينَةٌ ، فَكَلَّمُوهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُمَا ) (34) ( فعَرَفُوا الْخَضِرُ ) (35) ( فَقَالُوا : عَبْدُ اللَّهِ الصَّالِحُ خَضِرٌ ؟ لَا نَحْمِلُهُ بِأَجْرٍ ) (36) ( فَحَمَلُوهُمَا بِغَيْرِ نَوْلٍ (37) فَجَاءَ عُصْفُورٌ فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ ، فَنَقَرَ نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ فِي الْبَحْرِ ، فَقَالَ الْخَضِرُ : يَا مُوسَى ) (38) ( مَا عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا مِثْلُ مَا نَقَصَ هَذَا الْعُصْفُورُ مِنْ هَذَا الْبَحْرِ ) (39) ( خَرَجَ مَنْ كَانَ فِيهَا وَتَخَلَّفَ لِيَخْرِقَهَا ) (40) ( فَعَمَدَ الْخَضِرُ إِلَى لَوْحٍ مِنْ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ فَنَزَعَهُ ) (41) ( فَخَرَقَهَا وَوَتَّدَ فِيهَا وَتَدًا , فَقَالَ مُوسَى : { أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا } ) (42) ( قَوْمٌ حَمَلُونَا بِغَيْرِ نَوْلٍ عَمَدْتَ إِلَى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا ؟ ) (43) ( { لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا } ، قَالَ مُجَاهِدٌ : مُنْكَرًا , { قَالَ : أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ؟ , قَالَ : لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا } ) (44) ( فَكَانَتْ الْأُولَى مِنْ مُوسَى نِسْيَانًا ) (45) ( وَالْوُسْطَى شَرْطًا ، وَالثَّالِثَةُ عَمْدًا ) (46) ( فَلَمَّا خَرَجَا مِنْ الْبَحْرِ مَرُّوا بِغُلَامٍ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ فَأَخَذَ الْخَضِرُ بِرَأْسِهِ فَقَلَعَهُ بِيَدِهِ هَكَذَا - وَأَوْمَأَ سُفْيَانُ بِأَطْرَافِ أَصَابِعِهِ كَأَنَّهُ يَقْطِفُ شَيْئًا - ) (47) فَأَضْجَعَهُ ثُمَّ ذَبَحَهُ بِالسِّكِّينِ (48) فَذُعِرَ عِنْدَهَا مُوسَى - عليه السلام - ذَعْرَةً مُنْكَرَةً ) (49) ( فَقَالَ : { أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً } مُسْلِمَةً { بِغَيْرِ نَفْسٍ } لَمْ تَعْمَلْ بِالْحِنْثِ ) (50) ( { لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا , قَالَ : أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ؟ } - قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ : وَهَذِهِ أَشَدُّ مِنْ الْأُولَى ) (51) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَ هَذَا الْمَكَانِ : رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى مُوسَى , لَوْلَا أَنَّهُ عَجِلَ لَرَأَى الْعَجَبَ ، وَلَكِنَّهُ أَخَذَتْهُ مِنْ صَاحِبِهِ ذَمَامَةٌ ، { قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا } ، وَلَوْ صَبَرَ لَرَأَى الْعَجَبَ - قَالَ أُبَيٌّ : وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا ذَكَرَ أَحَدًا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ بَدَأَ بِنَفْسِهِ فَقَالَ : رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى أَخِي كَذَا - { فَانْطَلَقَا ، حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ } لِئَامًا فَطَافَا فِي الْمَجَالِسِ فَ { اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا ، فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ } ) (52) ( قَالَ : مَائِلٌ ) (53) ( { فَأَقَامَهُ } أَوْمَأَ الْخَضِرُ بِيَدِهِ هَكَذَا - وَأَشَارَ سُفْيَانُ كَأَنَّهُ يَمْسَحُ شَيْئًا إِلَى فَوْقُ - ) (54) ( فَاسْتَقَامَ ) (55) ( فَقَالَ لَهُ مُوسَى مِمَّا نَزَلَ بِهِمْ مِنْ الْجَهْدِ (56) : ) (57) ( قَوْمٌ أَتَيْنَاهُمْ فَلَمْ يُطْعِمُونَا وَلَمْ يُضَيِّفُونَا ، عَمَدْتَ إِلَى حَائِطِهِمْ ؟ { لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا } ) (58) ( قَالَ سَعِيدُ بنُ جُبَيْر: أَجْرًا نَأْكُلُهُ ) (59) ( { قَالَ : هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ } ) (60) ( فَأَخَذَ مُوسَى - عليه السلام - بِطَرَفِ ثَوْبِهِ فَقَالَ : حَدِّثْنِي قال : { سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا , أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا } ) (61) ( قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقْرَأُ : { وَكَانَ أَمَامَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ غَصْبًا } ) (62) ( فَأَرَدْتُ إِذَا هِيَ مَرَّتْ بِهِ ) (63) ( وَجَدَهَا مُنْخَرِقَةً ) (64) ( فيَدَعَهَا لِعَيْبِهَا ، فَإِذَا جَاوَزُوا أَصْلَحُوهَا فَانْتَفَعُوا بِهَا ) (65) { وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ } ( وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ : { وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ كَافِرًا وَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ } ) (66) ( يَقُولُ : وَأَمَّا الْغُلَامُ فَطُبِعَ يَوْمَ طُبِعَ كَافِرًا ، وَكَانَ أَبَوَاهُ قَدْ عَطَفَا عَلَيْهِ ) (67) ( { فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا } يَقُولُ : فَخَشِينَا أَنْ يَحْمِلَهُمَا حُبُّهُ عَلَى أَنْ يُتَابِعَاهُ عَلَى دِينِهِ ) (68) ( فَلَوْ أَنَّهُ أَدْرَكَ أَرْهَقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ) (69) ( { فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدَلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً } لِقَوْلِهِ : { أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً } { وَأَقْرَبَ رُحْمًا } يَقُولُ : هُمَا بِهِ أَرْحَمُ مِنْهُمَا بِالْأَوَّلِ الَّذِي قَتَلَهُ خَضِرٌ ) (70) ( فَوَقَعَ أَبُوهُ عَلَى أُمِّهِ فَعَلِقَتْ (71) فَوَلَدَتْ مِنْهُ خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا { وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ، فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ، ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا } (72) ) (73) ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : وَدِدْنَا أَنَّ مُوسَى صَبَرَ حَتَّى يُقَصَّ عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا " ) (74)
__________
(1) ( خ ) 3220
(2) ( خ ) 122
(3) ( م ) 172 - ( 2380 )
(4) ( خ ) 122
(5) ( م ) 172 - ( 2380 )
(6) المِكْتَل : الزِّنبيل , أَيْ : السلة أو القفة الضخمة تصنع من الخوص .
(7) ( خ ) 3220
(8) ( خ ) 3219
(9) ( خ ) 4449
(10) ( خ ) 122
(11) ( خ ) 4449
(12) ( خ ) 3220
(13) ( م ) 172 - ( 2380 )
(14) ( خ ) 4449
(15) ( خ ) 4449
(16) ( خ ) 4448
(17) النصب : التعب .
(18) ( خ ) 122
(19) قَوْله : ( مَا كُنَّا نَبْغِ ) أَيْ : نَطْلُب ؛ لِأَنَّ فَقْد الْحُوت جُعِلَ آيَة أَيْ : عَلَامَة عَلَى الْمَوْضِع الَّذِي فِيهِ الْخَضِر . فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 121)
(20) ( خ ) 3220
(21) ( خ ) 4450
(22) ( م ) 172 - ( 2380 )
(23) ( حم ) 21156 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(24) ( م ) 172 - ( 2380 )
(25) أَيْ : تغطى .
(26) ( خ ) 4450
(27) الْمَعْنَى مِنْ أَيْنَ السَّلَام فِي هَذِهِ الْأَرْض الَّتِي لَا يُعْرَف فِيهَا ؟ وَكَأَنَّهَا كَانَتْ بِلَاد كُفْر ، أَوْ كَانَتْ تَحِيَّتهمْ بِغَيْرِ السَّلَام وَفِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ الْأَنْبِيَاء وَمَنْ دُونهمْ لَا يَعْلَمُونَ مِنْ الْغَيْب إِلَّا مَا عَلَّمَهُمْ اللَّه ، إِذْ لَوْ كَانَ الْخَضِر يَعْلَم كُلّ غَيْب لَعَرَفَ مُوسَى قَبْل أَنْ يَسْأَلهُ . فتح الباري لابن حجر - ( ح122)
(28) ( خ ) 4449
(29) ( م ) 172 - ( 2380 )
(30) ( خ ) 122
(31) ( خ ) 4449
(32) ( م ) 172 - ( 2380 )
(33) ( م ) 170 - ( 2380 )
(34) ( خ ) 122
(35) ( خ ) 3220
(36) ( خ ) 4449
(37) ( نَوْل ) أَيْ : أُجْرَة . فتح الباري لابن حجر - ( ح122)
(38) ( خ ) 122
(39) ( خ ) 4448
(40) ( حم ) 21156
(41) ( خ ) 122
(42) ( خ ) 4449
(43) ( خ ) 122
(44) ( خ ) 4449
(45) ( خ ) 3220
(46) ( خ ) 2578
(47) ( خ ) 3220
(48) ( خ ) 4449
(49) ( م ) 172 - ( 2380 )
(50) ( خ ) 4449
(51) ( خ ) 4448
(52) ( م ) 172 - ( 2380 )
(53) ( خ ) 4448
(54) ( خ ) 2146
(55) ( خ ) 4449
(56) الجَهد : الجوع .
(57) ( حم ) 21156
(58) ( خ ) 3220
(59) ( خ ) 4449
(60) ( خ ) 122
(61) ( حم ) 21156 , ( م ) 172 - ( 2380 )
(62) ( خ ) 4448
(63) ( خ ) 4449
(64) ( م ) 172 - ( 2380 )
(65) ( خ ) 4449
(66) ( خ ) 4448
(67) ( م ) 172 - ( 2380 )
(68) ( خ ) 4449
(69) ( م ) 172 - ( 2380 )
(70) ( خ ) 4449
(71) أَيْ : حملت .
(72) [الكهف/82]
(73) ( حم ) 21156
(74) ( خ ) 4450 , ( م ) 172 - ( 2380 ) , ( ت ) 3149(4/16)
( ت ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّمَا سُمِّيَ الْخَضِرَ لِأَنَّهُ جَلَسَ عَلَى فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ (1) فَاهْتَزَّتْ تَحْتَهُ خَضْرَاءَ " (2)
__________
(1) الْفَرْوَةُ : الْحَشِيشُ الْأَبْيَضُ وَمَا يُشْبِهُهُ .( حم ) 8211
(2) ( ت ) 3151 , ( خ ) 3221 , ( حم ) 8211(4/17)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَغْتَسِلُونَ عُرَاةً يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى سَوْأَةِ بَعْضٍ ) (1) ( وَكَانَ نَبِيُّ اللَّهِ مُوسَى - عليه السلام - رَجُلًا حَيِيًّا سِتِّيراً مَا يُرَى مِنْ جِلْدِهِ شَيْءٌ اسْتِحْيَاءً مِنْهُ ) (2) ( يَغْتَسِلُ وَحْدَهُ ) (3) ( وَيَسْتَتِرُ إِذَا اغْتَسَلَ ) (4) ( فَقَالُوا : وَاللَّهِ مَا يَسْتَتِرُ مُوسَى هَذَا السِّتْرَ إِلَّا مِنْ عَيْبٍ بِجِلْدِهِ , إِمَّا بَرَصٌ وَإِمَّا أُدْرَةٌ (5) وَإِمَّا آفَةٌ (6) وَإِنَّ اللَّهَ - عز وجل - أَرَادَ أَنْ يُبَرِّئَهُ مِمَّا قَالُوا ) (7) ( فَذَهَبَ مُوسَى - عليه السلام - يَوْمًا يَغْتَسِلُ ) (8) ( فَوَضَعَ ثَوْبَهُ عَلَى حَجَرٍ ) (9) ( ثُمَّ اغْتَسَلَ , فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ إِلَى ثِيَابِهِ لِيَأْخُذَهَا ) (10) ( فَفَرَّ الْحَجَرُ بِثَوْبِهِ ) (11) ( فَأَخَذَ مُوسَى عَصَاهُ ) (12) ( فَخَرَجَ فِي إِثْرِهِ يَقُولُ : ثَوْبِي يَا حَجَرُ , ثَوْبِي يَا حَجَرُ ) (13) ( حَتَّى انْتَهَى بِهِ إِلَى مَلَإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) (14) ( وَتَوَسَّطَهُمْ ) (15) ( فَرَأَوْهُ عُرْيَاناً (16) ) (17) ( فَإِذَا أَحْسَنُ النَّاسِ خَلْقًا ) (18) ( وَأَعْدَلَهُمْ صُورَةً ) (19) ( وَأَبْرَأَهُ مِمَّا كَانُوا يَقُولُونَ ) (20) ( فَقَالَ الْمَلَأُ : قَاتَلَ اللَّهُ أَفَّاكِي (21) بَنِي إِسْرَائِيلَ ) (22) ( وَاللَّهِ مَا بِمُوسَى مِنْ بَأْسٍ ) (23) ( فَقَامَ الْحَجَرُ ، وَأَخَذَ نَبِيُّ اللَّهِ ثَوْبَهُ وَلَبِسَهُ وَطَفِقَ بِالْحَجَرِ ضَرْباً بِعَصَاهُ , فَوَاللَّهِ إِنَّ بِالْحَجَرِ لَنُدَباً مِنْ أَثَرِ ضَرْبِهِ ثَلَاثاً أَوْ أَرْبَعاً أَوْ خَمْساً ) (24) ( فَكَانَتْ بَرَاءَتُهُ الَّتِي بَرَّأَهُ اللَّهُ - عز وجل - بِهَا ) (25) ( فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً } (26) ) (27) "
__________
(1) ( م ) 339 , ( خ ) 274
(2) ( خ ) 3223 , ( ت ) 3221
(3) ( خ ) 274 , ( م ) 339
(4) ( حم ) 9080 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : صحيح .
(5) الأُدْرة : انتفاخ في الخصية .
(6) أي : عيب وقُبح .
(7) ( خ ) 3223 , ( ت ) 3221
(8) ( خ ) 274 , ( م ) 339
(9) ( خ ) 274 , ( م ) 339
(10) ( خ ) 3223 , ( ت ) 3221
(11) ( خ ) 274 , ( م ) 339
(12) ( خ ) 3223 , ( ت ) 3221
(13) ( خ ) 274 , ( حم ) 10927
(14) ( خ ) 3223 , ( م ) 339
(15) ( حم ) 10927 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : صحيح .
(16) فيه دليل أنه كان يغتسل عريانا رغم استتاره , وكذلك في قصة أيوب عليه السلام ،
قال عليه السلام : بينما أيوب عليه السلام يغتسل عريانا فخر عليه جراد من ذهب .. ع
(17) ( خ ) 3223 , ( ت ) 3221
(18) ( ت ) 3221 , ( حم ) 10927
(19) ( حم ) 10927
(20) ( خ ) 3223 , ( ت ) 3221
(21) الأفّاك : الكذّاب .
(22) ( حم ) 10927
(23) ( خ ) 274 , ( م ) 339
(24) ( خ ) 3223 , ( م ) 339
(25) ( حم ) 10927
(26) [الأحزاب/69]
(27) ( خ ) 3223 , ( ت ) 3221(4/18)
( خ م حم ك ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( كَانَ مَلَكُ الْمَوْتِ - عليه السلام - يَأْتِي النَّاسَ عِيَانًا ) (1) ( فَأُرْسِلَ إِلَى مُوسَى - عليه السلام - ) (2) ( فَقَالَ لَهُ : أَجِبْ رَبَّكَ (3) ) (4) ( فَلَطَمَهُ مُوسَى - عليه السلام - ) (5) ( فَفَقَأَ عَيْنَ مَلَكِ الْمَوْتِ , فَرَجَعَ الْمَلَكُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فَقَالَ : ) (6) ( يَا رَبِّ ) (7) ( إِنَّكَ أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَكَ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ ، وَقَدْ فَقَأَ عَيْنِي ) (8) ( وَلَوْلَا كَرَامَتُهُ عَلَيْكَ لَعَنُفْتُ بِهِ ) (9) لَشَقَقْتُ عَلَيْهِ (10) ( فَرَدَّ اللَّهُ - عز وجل - عَلَيْهِ عَيْنَهُ وَقَالَ : ارْجِعْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ : ) (11) ( الْحَيَاةَ تُرِيدُ ؟ , فَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْحَيَاةَ ) (12) ( فَضَعْ يَدَكَ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ (13) ) (14) ( فَلَكَ ) (15) ( بِكُلِّ شَعْرَةٍ غَطَّتْهَا يَدُكَ ) (16) ( فَإِنَّكَ تَعِيشُ بِهَا سَنَةً ) (17) ( فَقَالَ مُوسَى : فَمَا بَعْدَ ذَلِكَ ؟ , قَالَ : الْمَوْتُ , قَالَ : فَالْآنَ إِذًا ) (18) ( فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنْ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ (19) ) (20) ( فَشَمَّهُ مَلَكُ الْمَوْتِ شَمَّةً فَقَبَضَ رُوحَهُ ) (21) ( قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَوْ كُنْتُ ثَمَّ (22) لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ عِنْدَ تَحْتَ (23) الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ (24) ) (25) ( وَكَانَ (26) بَعْدَ ذَلِكَ يَأْتِي النَّاسَ فِي خِفْيَةٍ (27) ) (28) "
__________
(1) ( حم ) 10917 , ( ك ) 4107 , انظر الصحيحة : 3279
(2) ( خ ) 1274 , ( م ) 2372
(3) مَعْنَاهُ جِئْت لِقَبْضِ رُوحك . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 104)
(4) ( م ) 2372 , ( حم ) 8157
(5) ( حم ) 10917 , ( خ ) 1274
(6) ( م ) 2372 , ( س ) 2089
(7) ( حم ) 10917 , ( ك ) 4107
(8) ( م ) 2372 , ( خ ) 1274
(9) ( حم ) 10917
(10) ( ك ) 4107
(11) ( خ ) 1274 , ( م ) 2372
(12) ( م ) 2372 , ( حم ) 8157
(13) أَيْ : ظهر ثور .
(14) ( م ) 2372 , ( خ ) 1274
(15) ( خ ) 1274 , ( م ) 2372
(16) ( خ ) 3226 , ( م ) 2372
(17) ( م ) 2372 , ( حم ) 8157
(18) ( ك ) 4107 , ( خ ) 1274
(19) أَيْ : قَدْر رَمْيَة حَجَر , والْحِكْمَة فِي أَنَّهُ لَمْ يَطْلُب دُخُولهَا لِيُعْمِيَ مَوْضِعَ قَبْره لِئَلَّا تَعْبُدهُ الْجُهَّال مِنْ مِلَّته , أَنْ يَكُون سِرّ ذَلِكَ أَنَّ اللَّه لَمَّا مَنَعَ بَنِي إِسْرَائِيل مِنْ دُخُول بَيْت الْمَقْدِس وَتَرَكَهُمْ فِي التِّيه أَرْبَعِينَ سَنَة إِلَى أَنْ أَفْنَاهُمْ الْمَوْت فَلَمْ يَدْخُل الْأَرْض الْمُقَدَّسَة مَعَ يُوشَع إِلَّا أَوْلَادهمْ ، وَلَمْ يَدْخُلهَا مَعَهُ أَحَد مِمَّنْ اِمْتَنَعَ أَوَّلًا أَنْ يَدْخُلهَا , وَمَاتَ هَارُون ثُمَّ مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام قَبْل فَتْح الْأَرْض الْمُقَدَّسَة ، فَكَأَنَّ مُوسَى لَمَّا لَمْ يَتَهَيَّأ لَهُ دُخُولهَا لِغَلَبَةِ الْجَبَّارِينَ عَلَيْهَا وَلَا يُمْكِن نَبْشه بَعْد ذَلِكَ لِيُنْقَلَ إِلَيْهَا طَلَبَ الْقُرْب مِنْهَا , لِأَنَّ مَا قَارَبَ الشَّيْء يُعْطَى حُكْمه ، وَقِيلَ : إِنَّمَا طَلَبَ مُوسَى الدُّنُوّ لِأَنَّ النَّبِيّ يُدْفَن حَيْثُ يَمُوت وَلَا يُنْقَل ، وَفِيهِ نَظَر , لِأَنَّ مُوسَى قَدْ نَقَلَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام مَعَهُ لَمَّا خَرَجَ مِنْ مِصْر ، وَهَذَا كُلّه بِنَاء عَلَى الِاحْتِمَال الثَّانِي وَاَللَّه أَعْلَم , وَاخْتُلِفَ فِي جَوَاز نَقْل الْمَيِّت مِنْ بَلَد إِلَى بَلَد ، فَقِيلَ : يُكْرَه لِمَا فِيهِ مِنْ تَأْخِير دَفْنه وَتَعْرِيضه لِهَتْكِ حُرْمَته ، وَقِيلَ : يُسْتَحَبّ ، وَالْأَوْلَى تَنْزِيل ذَلِكَ عَلَى حَالَتَيْنِ : فَالْمَنْع حَيْثُ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ غَرَض رَاجِح كَالدَّفْنِ فِي الْبِقَاع الْفَاضِلَة ، وَتَخْتَلِف الْكَرَاهَة فِي ذَلِكَ فَقَدْ تَبْلُغ التَّحْرِيم ، وَالِاسْتِحْبَاب حَيْثُ يَكُون ذَلِكَ بِقُرْبِ مَكَان فَاضِل كَمَا نَصَّ الشَّافِعِيّ عَلَى اِسْتِحْبَاب نَقْل الْمَيِّت إِلَى الْأَرْض الْفَاضِلَة كَمَكَّة وَغَيْرهَا . وَاَللَّه أَعْلَم . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 404)
(20) ( خ ) 1274 , ( م ) 2372
(21) ( حم ) 10917 , ( ك ) 4107
(22) أَيْ : هناك .
(23) ( خ ) 3226 , ( م ) 2372
(24) وَقَدْ اُشْتُهِرَ عَنْ قَبْرٍ بِأَريحَاءَ عِنْدَهُ كَثِيبٌ أَحْمَرُ أَنَّهُ قَبْرُ مُوسَى ، وَأَريحَاءُ مِنْ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ ، وَعَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ تَوَلَّوْا دَفْنَ مُوسَى وَالصَّلَاةَ عَلَيْهِ ، وَأَنَّهُ عَاشَ مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً , قَالَ اِبْنُ خُزَيْمَةَ : أَنْكَرَ بَعْضُ الْمُبْتَدَعَةِ هَذَا الْحَدِيثَ وَقَالُوا : إِنْ كَانَ مُوسَى عَرَفَهُ فَقَدْ اِسْتَخَفَّ بِهِ ، وَإِنْ كَانَ لَمْ يَعْرِفْهُ فَكَيْفَ لَمْ يُقْتَصَّ لَهُ مِنْ فَقْءِ عَيْنِهِ ؟ , وَالْجَوَابُ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ مَلَكَ الْمَوْتِ لِمُوسَى وَهُوَ يُرِيدُ قَبْضَ رُوحِهِ حِينَئِذٍ ، وَإِنَّمَا بَعَثَهُ إِلَيْهِ اِخْتِبَارًا , وَإِنَّمَا لَطَمَ مُوسَى مَلَكَ الْمَوْتِ لِأَنَّهُ رَأَى آدَمِيًّا دَخَلَ دَارَهُ بِغَيْرِ إِذْنِهِ , وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ مَلَكُ الْمَوْتِ ، وَقَدْ أَبَاحَ الشَّارِعُ فَقْءَ عَيْنِ النَّاظِرِ فِي دَارِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ إِذْنٍ ، وَقَدْ جَاءَتْ الْمَلَائِكَةُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِلَى لُوطٍ فِي صُورَةِ آدَمِيِّينَ فَلَمْ يَعْرِفَاهُمْ اِبْتِدَاءً ، وَلَوْ عَرَفَهُمْ إِبْرَاهِيمُ لَمَا قَدَّمَ لَهُمْ الْمَأْكُولَ ، وَلَوْ عَرَفَهُمْ لُوطٌ لَمَا خَافَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَوْمِهِ , وَعَلَى تَقْدِيرِ أَنْ يَكُونَ عَرَفَهُ فَمِنْ أَيْنَ لِهَذَا الْمُبْتَدِعِ مَشْرُوعِيَّةُ الْقِصَاصِ بَيْنَ الْمَلَائِكَةِ وَالْبَشَرِ ؟ , ثُمَّ مِنْ أَيْنَ لَهُ أَنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ طَلَبَ الْقِصَاصَ مِنْ مُوسَى فَلَمْ يَقْتَصَّ لَهُ ؟ , وَزَادَ الْخَطَّابِيُّ : أَنَّ مُوسَى دَفَعَهُ عَنْ نَفْسِهِ لِمَا رُكِّبَ فِيهِ مِنْ الْحِدَّةِ ، وَأَنَّ اللَّهَ رَدَّ عَيْنَ مَلَكِ الْمَوْتِ لِيَعْلَمَ مُوسَى أَنَّهُ جَاءَهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَلِهَذَا اِسْتَسْلَمَ حِينَئِذٍ , وَقَالَ غَيْرُهُ إِنَّمَا لَطَمَهُ لِأَنَّهُ جَاءَ لِقَبْضِ رُوحِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُخَيِّرَهُ ، لِمَا ثَبَتَ أَنَّهُ لَمْ يُقْبَضْ نَبِيٌّ حَتَّى يُخَيَّرَ ، فَلِهَذَا لَمَّا خَيَّرَهُ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ أَذْعَنَ ، وَفِيهِ نَظَرٌ , لِأَنَّهُ يَعُودُ أَصْلُ السُّؤَالِ فَيُقَالُ : لِمَ أَقْدَمَ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَى قَبْضِ نَبِيِّ اللَّهِ وَأَخَلَّ بِالشَّرْطِ ؟ , فَيَعُودُ الْجَوَابُ أَنَّ ذَلِكَ وَقَعَ اِمْتِحَانًا , وَرَدَّ اللَّهُ إِلَى مَلَكِ الْمَوْتِ عَيْنَهُ الْبَشَرِيَّةَ لِيَرْجِعَ إِلَى مُوسَى عَلَى كَمَالِ الصُّورَةِ , فَيَكُونُ ذَلِكَ أَقْوَى فِي اِعْتِبَارِهِ ، وَفِيهِ أَنَّ الْمَلَكَ يَتَمَثَّلُ بِصُورَةِ الْإِنْسَانِ ، وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ فِي عِدَّةِ أَحَادِيثَ , وَفِيهِ فَضْلُ الدَّفْنِ فِي الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 204)
(25) ( خ ) 1274 , ( م ) 2372
(26) أَيْ : ملك الموت .
(28) ( ك ) 4107 , ( حم ) 10917(4/19)
( خ ت حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " غَزَا نَبِيٌّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ ، فَقَالَ لِقَوْمِهِ : لَا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ (1) امْرَأَةٍ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا وَلَمَّا يَبْنِ بِهَا (2) ) (3) ( وَلَا آخَرُ قَدْ بَنَى بُنْيَانًا وَلَمَّا يَرْفَعْ سَقْفَهَا , وَلَا آخَرُ قَدْ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ (4) وَهُوَ مُنْتَظِرٌ وِلَادَهَا (5) ، قَالَ : فَغَزَا فَأَدْنَى لِلْقَرْيَةِ (6) حِينَ صَلَاةِ الْعَصْرِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ قَالَ لِلشَّمْسِ : أَنْتِ مَأْمُورَةٌ وَأَنَا مَأْمُورٌ , اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيَّ شَيْئًا , فَحُبِسَتْ عَلَيْهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، فَجَمَعُوا مَا غَنِمُوا ) (7) ( وَلَمْ تَحِلَّ الْغَنَائِمُ لِأَحَدٍ سُودِ الرُّءُوسِ مِنْ قَبْلِكُمْ ، كَانَتْ تَنْزِلُ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ فَتَأْكُلُهَا ) (8) ( فَجَاءَتْ النَّارُ لِتَأْكُلَهَا فَلَمْ تَطْعَمْهَا ، فَقَالَ : إِنَّ فِيكُمْ غُلُولًا (9) فَلْيُبَايِعْنِي مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ ) (10) ( فَبَايَعُوهُ ، فَلَصِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بِيَدِهِ ، فَقَالَ : فِيكُمْ الْغُلُولُ ، فَلْتُبَايِعْنِي قَبِيلَتُكَ ، فَبَايَعَتْهُ فَلَصِقَتْ بِيَدِ رَجُلَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ ، فَقَالَ : فِيكُمْ الْغُلُولُ , أَنْتُمْ غَلَلْتُمْ ، قَالَ : فَأَخْرَجُوا لَهُ مِثْلَ رَأْسِ بَقَرَةٍ مِنْ ذَهَبٍ ، فَوَضَعُوهُ فِي الْمَالِ وَهُوَ بِالصَّعِيدِ (11) فَأَقْبَلَتْ النَّارُ فَأَكَلَتْهُ ، فَلَمْ تَحِلَّ الْغَنَائِمُ لِأَحَدٍ مِنْ قَبْلِنَا , ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَأَى ضَعْفَنَا وَعَجْزَنَا ) (12) ( فَأَحَلَّهَا ) (13) ( وَطَيَّبَهَا لَنَا " ) (14)
__________
(1) ( الْبُضْع ) بِضَمِّ الْبَاء فَرْج الْمَرْأَة .
(2) البناء : الدخول بالزوجة .
(3) ( خ ) 2956
(4) ( الْخَلِفَات ) هِيَ الإبل الْحَوَامِل .
(5) يفهم من الحديث أن هؤلاء الثلاثة أصناف ، هم أسباب الهزيمة في المعركة .ع
(6) أَيْ : قَرُبَ , مَعْنَاهُ : أَدْنَى جُيُوشه وَجُمُوعه لِلْقَرْيَةِ . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 192)
(7) ( حم ) 8221 , ( خ ) 2956
(8) ( ت ) 3085 , ( حم ) 7427 , انظر صحيح الجامع : 5196 , الصَّحِيحَة : 2155
(9) الغلول : الخيانة والسرقة .
(10) ( خ ) 2956
(11) الصعيد : المكان المستوي الواسع .
(12) ( حم ) 8221 , ( خ ) 2956
(13) ( خ ) 2956
(14) ( حم ) 8221(4/20)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ لِبَشَرٍ إِلَّا لِيُوشَعَ لَيَالِيَ سَارَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ . (1)
__________
(1) ( حم ) 8298 , الخطيب (9/99) ، ابن عساكر (21/229) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5612 , الصحيحة : 202 , 2226(4/21)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" كَانَ دَاوُدُ - عليه السلام - أَعْبَدَ الْبَشَرِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 3490 , ( ك ) 3621 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4453 , الصَّحِيحَة : 707(4/22)
( خ م ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( أَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ - عليه السلام - , كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا , وَأَحَبُّ الصَلَاةِ إِلَى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ , كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ , وَيَقُومُ ثُلُثَهُ , وَيَنَامُ سُدُسَهُ (1) ) (2) ( وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى ) (3) "
__________
(1) قَالَ الْمُهَلَّب : كَانَ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام يُجِمّ نَفْسه بِنَوْمٍ أَوَّل اللَّيْل , ثُمَّ يَقُوم فِي الْوَقْت الَّذِي يُنَادِي اللَّهِ فِيهِ : هَلْ مِنْ سَائِل فَأُعْطِيَهُ سُؤْله ، ثُمَّ يَسْتَدِرْك بِالنَّوْمِ مَا يَسْتَرِيح بِهِ مِنْ نَصَب الْقِيَام فِي بَقِيَّة اللَّيْل ، وَهَذَا هُوَ النَّوْم عِنْد السَّحَر كَمَا تَرْجَمَ بِهِ الْمُصَنِّف , وَإِنَّمَا صَارَتْ هَذِهِ الطَّرِيقَة أَحَبّ مِنْ أَجْل الْأَخْذ بِالرِّفْقِ لِلنَّفْسِ الَّتِي يُخْشَى مِنْهَا السَّآمَة ، وَقَدْ قَالَ - صلى الله عليه وسلم - " إِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلّ حَتَّى تَمَلُّوا " , وَاَللَّهُ أَحَبَّ أَنْ يُدِيم فَضْله وَيُوَالِي إِحْسَانه ، وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ أَرْفَق لِأَنَّ النَّوْم بَعْد الْقِيَام يُرِيح الْبَدَن وَيُذْهِب ضَرَر السَّهَر وَذُبُول الْجِسْم , بِخِلَافِ السَّهَر إِلَى الصَّبَاح , وَفِيهِ مِنْ الْمَصْلَحَة أَيْضًا اِسْتِقْبَال صَلَاة الصُّبْح وَأَذْكَار النَّهَار بِنَشَاطٍ وَإِقْبَال ، وَأَنَّهُ أَقْرَب إِلَى عَدَم الرِّيَاء , لِأَنَّ مَنْ نَامَ السُّدُس الْأَخِير أَصْبَحَ ظَاهِر اللَّوْن سَلِيم الْقُوَى , فَهُوَ أَقْرَب إِلَى أَنْ يُخْفِي عَمَله الْمَاضِي عَلَى مَنْ يَرَاهُ , وقَوْل عَائِشَة رضي الله عنها : مَا أَلْفَاهُ السَّحَرُ عِنْدِي إِلَّا نَائِمًا ، وَأَرَادَ الْبُخَارِيّ بِذَلِكَ بَيَان الْمُرَاد بِقَوْلِهِ : " وَيَنَام سُدُسه " , أَيْ : السُّدُس الْأَخِير ، وَكَأَنَّهُ قَالَ : يُوَافِق ذَلِكَ حَدِيث عَائِشَة , أَيْ : لَمْ يَجِئ السَّحَرُ وَالنَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - عِنْدِي إِلَّا وَجَدَهُ نَائِمًا .( فتح الباري) - (ج 10 / ص 217)
(2) ( خ ) 3238 , ( م ) 189 - ( 1159 ) , ( س ) 1630 , ( حم ) 6491
(3) ( خ ) 1876 , ( م ) 186 - ( 1159 ) , ( ت ) 770(4/23)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" خُفِّفَ عَلَى دَاوُدَ - عليه السلام - الْقِرَاءَةُ , فَكَانَ يَأْمُرُ بِدَابَّتِهِ فَتُسْرَجُ , فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَبْلَ أَنْ تُسْرَجَ دَابَّتُهُ , وَكَانَ لَا يَأْكُلُ إِلَّا مِنْ عَمَلِ يَدَيْهِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 8145 , ( خ ) 4436 , 3235(4/24)
( خ م س ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " خَرَجَتْ امْرَأَتَانِ مَعَهُمَا صَبِيَّانِ لَهُمَا , فَعَدَا الذِّئْبُ عَلَى إِحْدَاهُمَا فَأَخَذَ وَلَدَهَا ) (1) ( فَقَالَتْ هَذِهِ لِصَاحِبَتِهَا : إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ أَنْتِ ، وَقَالَتْ الْأُخْرَى : إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ فَتَحَاكَمَتَا إِلَى دَاوُدَ فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى ، فَخَرَجَتَا عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ إ فَأَخْبَرَتَاهُ , فَقَالَ : ائْتُونِي بِالسِّكِّينِ ) (2) ( أَقْطَعُهُ ) (3) ( بَيْنَكُمَا ) (4) ( نِصْفَيْنِ , لِهَذِهِ نِصْفٌ وَلِهَذِهِ نِصْفٌ ، فَقَالَتْ الْكُبْرَى : نَعَمْ , اقْطَعُوهُ , وَقَالَتْ الصُّغْرَى : لَا تَقْطَعْهُ ) (5) ( يَرْحَمُكَ اللَّهُ هُوَ ابْنُهَا ) (6) ( فَقَالَ : هُوَ ابْنُكِ ) (7) ( فَقَضَى بِهِ لِلَّتِي أَبَتْ أَنْ يَقْطَعَهُ " ) (8) ( قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَاللَّهِ إِنْ سَمِعْتُ بِالسِّكِّينِ قَطُّ إِلَّا يَوْمَئِذٍ , وَمَا كُنَّا نَقُولُ إِلَّا الْمُدْيَةَ ) (9) .
__________
(1) ( س ) 5402 , ( خ ) 3244
(2) ( م ) 20 - ( 1720 ) , ( خ ) 6387
(3) ( س ) 5403
(4) ( م ) 20 - ( 1720 )
(5) ( س ) 5403
(6) ( خ ) 3244
(7) ( س ) 5402 , ( خ ) 3244
(8) ( س ) 5403 , ( خ ) 3244
(9) ( خ ) 3244 , ( م ) 20 - ( 1720 ) , ( حم ) 8263(4/25)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( كَانَ لِنَبِيِّ اللَّهِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ - عليه السلام - ) (1) ( مِائَةُ امْرَأَةٍ ) (2) ( فَقَالَ : لَأَطُوفَنَّ (3) اللَّيْلَةَ عَلَى نِسَائِي , فَلَتَحْمِلْنَّ ) (4) ( كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ ) (5) ( وَلَتَلِدَنَّ فَارِسًا يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) (6) ( فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ : قُلْ : إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَلَمْ يَقُلْ وَنَسِيَ ) (7) ( فَطَافَ عَلَيْهِنَّ (8) جَمِيعًا , فَلَمْ يَحْمِلْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ , جَاءَتْ ) (9) ( بِنِصْفِ إِنْسَانٍ ) (10) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوَ قَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ) (11) ( لَحَمَلَتْ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ فَوَلَدَتْ فَارِسًا ) (12) ( وَلَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّه ) (13) ( أَجْمَعُونَ (14) ) (15) "
__________
(1) ( خ ) 7031
(2) ( خ ) 4944
(3) كناية عن الجماع .
(4) ( خ ) 7031
(5) ( م ) 1654
(6) ( خ ) 7031
(7) ( خ ) 4944
(8) أَيْ : جَامَعَهُنَّ . تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 186)
(9) ( خ ) 6263
(10) ( خ ) 4944
(11) ( خ ) 6263
(12) ( خ ) 7031
(13) ( خ ) 3242
(14) قَالَ فِي الْفَتْحِ : قَوْلُهُ ( لَوْ قَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ) ، قِيلَ : هُوَ خَاصٌّ بِسُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَأَنَّهُ لَوْ قَالَ فِي هَذِهِ الْوَاقِعَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ حَصَلَ مَقْصُودُهُ ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّ كُلَّ مَنْ قَالَهَا وَقَعَ مَا أَرَادَ , وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَهَا عِنْدَمَا وَعَدَ الْخَضِرَ أَنْ يَصْبِرُ عَمَّا يَرَاهُ مِنْهُ وَلَا يَسْأَلْهُ عَنْهُ ، وَمَعَ ذَلِكَ فَلَمْ يَصْبِرْ كَمَا أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : لَوَدِدْنَا لَوْ صَبَرَ حَتَّى يَقُصَّ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ أَمْرِهِمَا , وَقَدْ قَالَهَا الذَّبِيحُ , فَوَقَعَ فِي قَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ( سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ ) فَصَبَرَ حَتَّى فَدَاهُ اللَّهُ بِالذَّبْحِ . تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 186)
(15) ( خ ) 6263(4/26)
( د ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" قَدِمَ رَسُول اللَّهِ e مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ ، وَفِي سَهْوَتِهَا سِتْرٌ ، فَهَبَّتْ رِيحٌ فَكَشَفَتْ نَاحِيَةَ السِّتْرِ عَنْ بَنَاتٍ لُعَبٍ لِي ، فَقَالَ : " مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ ؟ " , قُلْتُ : بَنَاتِي , " وَرَأَى بَيْنَهُنَّ فَرَسًا لَهُ جَنَاحَانِ مِنْ رِقَاعٍ ، فَقَالَ : مَا هَذَا الَّذِي أَرَى وَسْطَهُنَّ ؟ " قُلْتُ : فَرَسٌ ، قَالَ : " وَمَا هَذَا الَّذِي عَلَيْهِ ؟ " , قُلْتُ : جَنَاحَانِ ، قَالَ " فَرَسٌ لَهُ جَنَاحَانِ ؟ " , قُلْتُ : أَمَا سَمِعْتَ أَنَّ لِسُلَيْمَانَ خَيْلًا لَهَا أَجْنِحَةٌ ؟ ، قَالَتْ : " فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَه "(4/27)
( خ م حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " رَأَى عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ - عليه السلام - رَجُلًا يَسْرِقُ ، فَقَالَ لَهُ : أَسَرَقْتَ ؟ ، قَالَ : كَلَّا ، وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ) (1) ( مَا سَرَقْتُ ، فَقَالَ عِيسَى : آمَنْتُ بِاللَّهِ وَكَذَّبْتُ بَصَرِي " ) (2)
__________
(1) ( خ ) 3260 , ( م ) 149 - ( 2368 )
(2) ( حم ) 8961 , ( خ ) 3260 ( م ) 149 - ( 2368 ) , ( س ) 5427(4/28)
( حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ وَلَدِ آدَمَ إِلَّا قَدْ أَخْطَأَ أَوْ هَمَّ بِخَطِيئَةٍ ، لَيْسَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا " (1)
__________
(1) ( حم ) 2689 , ( ك ) 4149 , انظر الصَّحِيحَة : 2984(4/29)
( يع طب ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " إِنَّ أَيُّوبَ نَبِيَّ اللَّهِ - عليه السلام - لَبِثَ بِهِ بَلاؤُهُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً ، فَرَفَضَهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ إِلَّا رَجُلَيْنِ مِنْ إِخْوَانِهِ كَانَا مِنْ أَخَصِّ إِخْوَانِهِ ، كَانَا يَغْدُوَانِ (1) إِلَيْهِ وَيَرُوحَانَ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ ذَاتَ يَوْمٍ : تَعْلَمُ وَاللَّهِ , لَقَدْ أَذْنَبَ أَيُّوبُ ذَنْبًا مَا أَذْنَبَهُ أَحَدٌ مِنَ الْعَالَمِينَ , فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ : وَمَا ذَاكَ ؟ , قَالَ : مُنْذُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً لَمْ يَرحمه الله فَيَكْشِفَ مَا بِهِ ، فَلَمَّا رَاحَا إِلَى أَيُّوبَ لَمْ يَصْبِرِ الرَّجُلُ حَتَّى ذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ أَيُّوبُ : مَا أَدْرِي مَا تَقُولَانِ , غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أَمُرُّ بِالرَّجُلَيْنِ يَتَنَازَعَانِ فَيَذْكُرَانِ اللَّهَ ، فَأَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي فَأُكَفِّرُ عَنْهُمَا كَرَاهِيَةَ أَنْ يُذْكَرَ اللَّهُ إِلَّا فِي حَقٍّ قَالَ : وَكَانَ أَيُّوبُ يَخْرُجُ لِحَاجَتِهِ ، فَإِذَا قَضَى حَاجَتَهُ أَمْسَكَتِ امْرَأَتُهُ بِيَدِهِ حَتَّى يَبْلُغَ , فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَبْطَأَ عَلَيْهَا ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى أَيُّوبَ أَنِ : { ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ } (2) فَاسْتَبْطَأَتْهُ فَبَلَغَتْهُ تَنْظُرُ , فَأَقْبَلَ عَلَيْهَا قَدْ أَذْهِبِ اللَّهُ مَا بِهِ مِنَ الْبَلَاءِ فَهو أَحْسَنُ مَا كَانَ ، فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ : أَيْ بَارِكَ اللَّهُ فِيكَ ، هَلْ رَأَيْتَ نَبِيَّ اللَّهِ هَذَا الْمُبْتَلَى ؟ ) (3) ( وَاللَّهِ عَلَى ذَلِكَ , مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشْبَهَ بِهِ مِنْكَ إِذْ كَانَ صَحِيحًا , قَالَ : فَإِنِّي أَنَا هو ، وَكَانَ لَهُ أَنْدَرَانِ (4) : أَنْدَرُ الْقَمْحِ ، وَأَنْدَرُ الشَّعِيرِ ، فَبَعَثَ اللَّهُ سَحَابَتَيْنِ ، فَلَمَّا كَانَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى أَنْدَرِ الْقَمْحِ أَفْرَغَتْ فِيهِ الذَّهَبَ حَتَّى فَاضَ , وَأَفْرَغَتِ الْأُخْرَى عَلَى أَنْدَرِ الشَّعِيرِ الْوَرِقَ حَتَّى فَاضَ " ) (5)
__________
(1) الغُدُو : السير أول النهار .
(2) [ص/42]
(3) الطبراني في الأحاديث الطوال ج 1/ ص 284 ح40
(4) أي : بيدران .
(5) ( يع ) 3617 , ( حب ) 2898 , ( ك ) 4115 , انظر الصَّحِيحَة : 17 ، وقال الألباني : وهذا الحديث مما يدل على بطلان الحديث الذي في الجامع الصغير بلفظ : أبى الله أن يجعل للبلاء سلطانا على عبده المؤمن . الضعيفة 471 . أ . هـ(4/30)
( خ س حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( بَيْنَمَا أيُّوبُ - عليه السلام - يَغْتَسِلُ عُرْيَاناً خَرَّ عَلَيْهِ جَرَادٌ مِنْ ذَهَبٍ ، فَجَعَلَ يَحْثِي فِي ثَوْبِهِ , فَنَادَاهُ رَبُّهُ - عز وجل - : يَا أيُّوبُ ، أَلَمْ أكُنْ أغْنَيْتُكَ عَمَّا تَرَى ؟ ) (1) ( أَلَمْ يَكْفِكَ مَا أَعْطَيْنَاكَ ؟ ) (2) ( قَالَ : بَلَى يَارَبِّ , وَلَكِنْ لَا غِنَى لِي عَنْ ) (3) ( بَرَكَاتِكَ ) (4) عَنْ فَضْلِكَ (5) "
__________
(1) ( خ ) 275 , ( س ) 409
(2) ( حم ) 7307 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين .
(3) ( خ ) 3211
(4) ( س ) 409
(5) ( حم ) 7307(4/31)
( ت حم ) , عَنْ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ ) (1) الْفَجْرَ (2) ( أَيَّامَ حُنَيْنٍ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ بِشَيْءٍ ) (3) ( لَمْ نَكُنْ نَرَاهُ يَفْعَلُهُ ) (4) ( قَبْلَ ذَلِكَ " ) (5) ( فَقُلْنَا لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (6) ( إِنَّكَ إِذَا صَلَّيْتَ الْعَصْرَ هَمَسْتَ ) (7) ( فَمَا هَذَا الَّذِي تُحَرِّكُ شَفَتَيْكَ ؟ ) (8) ( قَالَ : " إِنِّي قَدْ ذَكَرْتُ نَبِيًّا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ ) (9) ( فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ , أَعْجَبَتْهُ كَثْرَةُ أُمَّتِهِ ) (10) ( فَقَالَ : مَنْ يَقُومُ لِهَؤُلَاءِ ؟ , فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ اخْتَرْ لِقَوْمِكَ إِحْدَى ثَلَاثٍ : ) (11) ( إِمَّا أَنْ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَيَسْتَبِيحَهُمْ , أَوْ الْجُوعَ ) (12) ( وَإِمَّا أَنْ أُرْسِلَ عَلَيْهِمْ الْمَوْتَ ) (13) ( فَاسْتَشَارَ قَوْمَهُ فِي ذَلِكَ ) (14) ( فَقَالُوا : أَمَّا الْعَدُوُّ فَلَا طَاقَةَ لَنَا بِهِمْ , وَأَمَّا الْجُوعُ فَلَا صَبْرَ لَنَا عَلَيْهِ , وَلَكِنْ الْمَوْتُ ) (15) ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : فَسُلِّطَ عَلَيْهِمْ الْمَوْتُ ) (16) ( فَمَاتَ مِنْهُمْ فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ سَبْعُونَ أَلْفًا , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : فَأَنَا أَقُولُ الْآنَ حَيْثُ أَرَى كَثْرَتَكُمْ : ) (17) ( اللَّهُمَّ بِكَ أَحُولُ وَبِكَ أَصُولُ وَبِكَ أُقَاتِلُ " ) (18) ( وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ " ) (19)
__________
(1) ( ت ) 3340
(2) ( حم ) 18960 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( حم ) 18953 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( حم ) 18960
(5) ( حم ) 18953
(6) ( حم ) 18960
(7) ( ت ) 3340
(8) ( حم ) 18960
(9) ( حم ) 18957 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(10) ( حم ) 18960
(11) ( حم ) 23972 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(12) ( حم ) 18953
(13) ( حم ) 18960
(14) ( حم ) 18957
(15) ( حم ) 18960
(16) ( حم ) 18957
(17) ( حم ) 18960 , ( ت ) 3340
(18) ( حم ) 23973 , انظر الصَّحِيحَة : 2459 , ثم قال الشيخ الألباني : ( تنبيه ) : جاء في " الأذكار " للإمام النووي ما نصه : " وذكر الإمام أبو محمد القاضي حسين من أصحابنا رحمه الله في كتابه " التعليق في المذهب " قال : " نظر بعض الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين إلى قومه يوما فاستكثرهم وأعجبوه ، فمات منهم في ساعة سبعون ألفا ، فأوحى الله سبحانه وتعالى إليه : إنك عنتهم لِلَّهِ ولو أنك إذا عنتهم حصنتهم لم يهلكوا ، قال : وبأي شيء أحصنهم ؟ فأوحى الله تعالى إليه : تقول : حصنتهم بالحي القيوم الذي لَا يموت أبدا ، ودفعت عنكم السوء بلا حول ولا قوة إِلَّا بالله العلي العظيم " . فأقول : وهو بهذا السياق منكر عندي لأنه يخالف الرواية الصحيحة المتقدمة من وجوه لَا تخفى ، والعجيب أن النووي قال عقبه : " قال المعلق عن القاضي حسين : وكان عادة القاضي رحمه الله إذا نظر إلى أصحابه فأعجبه سمتهم وحسن حالهم حصنهم بهذا المذكور " . قلت : فسكت عليه النووي ، فكأنه أقره واستحسنه ، ولو كان هذا حديثا ضعيفا لقلنا : إنه حمله على ذلك قوله : يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال , فكيف وهو لم يذكره حديثا مرفوعا ولو ضعيفا ؟ فكيف وهو مخالف للحديث الصحيح ؟ أفليس هذا من شؤم القول المذكور : يحملهم على العمل حتى بما لَا أصل له من الحديث ؟ , بلى لِلَّهِ فهل من معتبر ؟ لِلَّهِ . أ . هـ
(19) ( حم ) 18957 , ( حب ) 1972 , انظر الصحيحة : 1061(4/32)
( د ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا أَدْرِي أَتُبَّعٌ لَعِينٌ هُوَ أَمْ لَا ؟ ، وَمَا أَدْرِي أَعُزَيْرٌ نَبِيٌّ هُوَ أَمْ لَا ؟ " (1)
__________
(1) ( د ) 4674(4/33)
( حم ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَسُبُّوا تُبَّعًا فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ أَسْلَمَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 22931 , ( طس ) 1419 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7319 , الصَّحِيحَة : 2423(4/34)
( ك ) , وَعَنْ عروة ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
كان تبع رجلا صالحا , أَلَا ترى أن الله - عز وجل - ذم قومه ولم يذمه ؟ . (1)
__________
(1) ( ك ) 3681 , انظر الصَّحِيحَة تحت حديث : 2423(4/35)
( 2 ) سِيَرُ الْأُمَمِ السَّابِقَة
قَالَ تَعَالَى : { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ } [يوسف/111]
( خ ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" حَدِّثُوا عَن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : لَا ضِيق عَلَيْكُمْ فِي الْحَدِيث عَنْهُمْ , لِأَنَّهُ كَانَ تَقَدَّمَ مِنْهُ - صلى الله عليه وسلم - الزَّجْر عَنْ الْأَخْذ عَنْهُمْ وَالنَّظَر فِي كُتُبهمْ , ثُمَّ حَصَلَ التَّوَسُّع فِي ذَلِكَ ، وَكَأَنَّ النَّهْي وَقَعَ قَبْل اِسْتِقْرَار الْأَحْكَام الْإِسْلَامِيَّة وَالْقَوَاعِد الدِّينِيَّة خَشْيَة الْفِتْنَة ، ثُمَّ لَمَّا زَالَ الْمَحْذُور وَقَعَ الْإِذْن فِي ذَلِكَ لِمَا فِي سَمَاع الْأَخْبَار الَّتِي كَانَتْ فِي زَمَانهمْ مِنْ الِاعْتِبَار ، وَقِيلَ : مَعْنَى قَوْله " لَا حَرَج " : لَا تَضِيق صُدُوركُمْ بِمَا تَسْمَعُونَهُ عَنْهُمْ مِنْ الْأَعَاجِيب , فَإِنَّ ذَلِكَ وَقَعَ لَهُمْ كَثِيرًا ، وَقَالَ مَالِك الْمُرَاد جَوَاز التَّحَدُّث عَنْهُمْ بِمَا كَانَ مِنْ أَمْر حَسَن ، أَمَّا مَا عُلِمَ كَذِبه فَلَا .
وَقِيلَ : الْمُرَاد جَوَاز التَّحَدُّث عَنْهُمْ بِأَيِّ صُورَة وَقَعَتْ مِنْ اِنْقِطَاع أَوْ بَلَاغ لِتَعَذُّرِ الِاتِّصَال فِي التَّحَدُّث عَنْهُمْ ، بِخِلَافِ الْأَحْكَام الْإِسْلَامِيَّة , فَإِنَّ الْأَصْل فِي التَّحَدُّث بِهَا الِاتِّصَال ، وَلَا يَتَعَذَّر ذَلِكَ لِقُرْبِ الْعَهْد .فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 261)
(2) ( خ ) 3274 , ( ت ) 2669 , ( د ) 3662 , ( حم ) 10134(4/36)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
كُنَّا قُعُودًا نَكْتُبُ مَا نَسْمَعُ مِنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , " فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ : مَا تَكْتُبُونَ ؟ " , فَقُلْنَا : مَا نَسْمَعُ مِنْكَ , فَقَالَ : " أَكِتَابٌ مَعَ كِتَابِ اللَّهِ ؟ " , فَقُلْنَا : مَا نَسْمَعُ , فَقَالَ : " اكْتُبُوا كِتَابَ اللَّهُ , أَمْحِضُوا كِتَابَ اللَّهُ , أَكِتَابٌ غَيْرُ كِتَابِ اللَّهِ ؟ , أَمْحِضُوا كِتَابَ اللَّهُ , أَوْ خَلِّصُوهُ " , قَالَ : فَجَمَعْنَا مَا كَتَبْنَا فِي صَعِيدٍ (1) وَاحِدٍ ثُمَّ أَحْرَقْنَاهُ بِالنَّارِ , قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَنَتَحَدَّثُ عَنْكَ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ , تَحَدَّثُوا عَنِّي وَلَا حَرَجَ , وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ " , فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَتَحَدَّثُ عَن بَنِي إِسْرَائِيلَ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ , تَحَدَّثُوا عَن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ , فَإِنَّكُمْ لَا تَحَدَّثُوا عَنْهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا وَقَدْ كَانَ فِيهِمْ أَعْجَبُ مِنْهُ " (2)
__________
(1) الصعيد : الأرض الواسعة المستوية .
(2) ( حم ) 11107 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : صحيح .
(3) ( خلاسي ) : أي أسمر اللون ، يقال : ولد خلاسي ، أَيْ : ولدٌ بين أبوين أبيض وأسود .(4/37)
( عبد بن حُمَيد ) , وَعَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" تَحَدَّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ , فَإِنَّهُ كَانَتْ فِيهِمُ الْأَعَاجِيبُ ، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ قَالَ : خَرَجَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ فَأَتَوْا مَقْبَرَةً مِنْ مَقَابِرِهِمْ , فَقَالُوا : لَوْ صَلَّيْنَا رَكْعَتَيْنِ وَدَعْوَنا اللَّهَ يُخْرِجْ لَنَا بَعْضَ الْأَمْوَاتِ يُخْبِرُنَا عَنِ الْمَوْتِ , قَالَ : فَفَعَلُوا , فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذَا أَطْلَعَ رَجُلٌ رَأْسُهُ مِنْ قَبْرٍ , خَلَاسِيٌّ (3) بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ , فَقَالَ : يَا هَؤُلَاءِ مَا أَرَدْتُمْ إِلَيَّ ؟ , فَوَاللَّهِ لَقَدْ مِتُّ مُنْذُ مِائَةِ سَنَةٍ ، فَمَا سَكَنَتْ عَنِّي حَرَارَةُ الْمَوْتِ حَتَّى كَانَ الْآنَ ، فَادْعُوا اللَّهَ أَنْ يُعِيدَنِي كَمَا كُنْتُ " (1)
---------------
(1) ( مسند عبد بن حميد ) 1156 , انظر الصَّحِيحَة : 2926(4/38)
( د ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُحَدِّثُنَا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى يُصْبِحَ , مَا يَقُومُ إِلَّا إِلَى عُظْمِ الصَّلَاةِ (1) " (2)
__________
(1) يعني : المكتوبةَ الفريضةَ .
قال أبو بكر ابن خزيمة ح1342 : فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يحدثهم بعد العشاء عن بني إسرائيل ليتعظوا مما قد نالهم من العقوبة في الدنيا مع ما أعد الله لهم من العقاب في الآخرة لما عصوا رسلهم ولم يؤمنوا فجائز للمرء أن يحدث بكل ما يعلم أن السامع ينتفع به من أمر دينه بعد العشاء إذ النبي صلى الله عليه وسلم قد كان يسمر بعد العشاء في الأمر من أمور المسلمين مما يرجع إلى منفعتهم عاجلا أو آجلا دينا ودنيا وكان يحدث أصحابه عن بني إسرائيل لينتفعوا بحديثه فدل فعله صلى الله عليه وسلم على أن كراهة الحديث بعد العشاء بما لا منفعة فيه دينا ولا دنيا ويخطر ببالي أن كراهته صلى الله عليه وسلم الاشتغال بالسمر لأن ذلك يثبط على قيام الليل لأنه إذا اشتغل أول الليل بالسمر ثقل عليه النوم آخر الليل فليم يستيقظ وإن استيقظ لم ينشط للقيام . أ . هـ
(2) ( د ) 3663 , ( حم ) 19935 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(4/39)
( خ م ) ، وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( خَرَجَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ ) (1) ( مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ) (2) ( يَمْشُونَ فَأَصَابَهُمْ الْمَطَرُ فَدَخَلُوا فِي غَارٍ فِي جَبَلٍ ) (3) ( فَانْحَطَّتْ عَلَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنْ الْجَبَلِ فَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ ) (4) ( فَسَدَّتْ عَلَيْهِمْ الْغَارَ ) (5) ( فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : وَاللَّهِ يَا هَؤُلَاءِ لَا يُنْجِيكُمْ إِلَّا الصِّدْقُ ، فَليَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِمَا يَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ صَدَقَ فِيهِ ) (6) ( لَعَلَّ اللَّهَ يُفَرِّجُهَا عَنْكُمْ (7) ) (8) ( فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ : اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ , وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ كُنْتُ أَرْعَى عَلَيْهِمْ ، فَإِذَا رُحْتُ عَلَيْهِمْ حَلَبْتُ فَبَدَأْتُ بِوَالِدَيَّ أَسْقِيهِمَا قَبْلَ بَنِيَّ ، وَإِنِّي اسْتَأْخَرْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَلَمْ آتِ حَتَّى أَمْسَيْتُ , فَحَلَبْتُ كَمَا كُنْتُ أَحْلُبُ ) (9) ( فَوَجَدْتُهُمَا نَائِمَيْنِ ) (10) ( فَقُمْتُ عِنْدَ رُءُوسِهِمَا أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا ) (11) ( وَالْقَدَحُ عَلَى يَدَيَّ أَنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُمَا ) (12) ( وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ ، وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ (13) عِنْدَ قَدَمَيَّ ) (14) ( مِنْ الْجُوعِ ، وَكُنْتُ لَا أَسْقِيهِمْ حَتَّى يَشْرَبَ أَبَوَايَ ) (15) ( فَلَبِثْتُ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ ) (16) ( فَاسْتَيْقَظَا فَشَرِبَا غَبُوقَهُمَا (17) اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ ) (18) ( فَفَرَجَ اللَّهُ مِنْهَا فُرْجَةً فَرَأَوْا مِنْهَا السَّمَاءَ ) (19) ( وَقَالَ الْآخَرُ : اللَّهُمَّ كَانَتْ لِي بِنْتُ عَمٍّ كَانَتْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ ) (20) ( وَأَنِّي رَاوَدْتُهَا عَنْ نَفْسِهَا (21) ) (22) ( فَامْتَنَعَتْ مِنِّي ، حَتَّى أَلَمَّتْ بِهَا سَنَةٌ مِنْ السِّنِينَ (23) فَجَاءَتْنِي ، فَأَعْطَيْتُهَا عِشْرِينَ وَمِائَةَ دِينَارٍ عَلَى أَنْ تُخَلِّيَ بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِهَا فَفَعَلَتْ ) (24) ( فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا (25) ) (26) ( قَالَتْ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَفْتَحْ الْخَاتَمَ (27) إِلَّا بِحَقِّهِ (28) فَقُمْتُ ) (29) ( فَتَحَرَّجْتُ مِنْ الْوُقُوعِ عَلَيْهَا , فَانْصَرَفْتُ عَنْهَا وَهِيَ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ ، وَتَرَكْتُ الذَّهَبَ الَّذِي أَعْطَيْتُهَا ) (30) ( اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ ) (31) ( فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ ، فَانْفَرَجَتْ الصَّخْرَةُ غَيْرَ أَنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ مِنْهَا ) (32) ( وَقَالَ الثَّالِثُ : اللَّهُمَّ إِنِّي اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقِ أَرُزٍّ (33) فَلَمَّا قَضَى عَمَلَهُ قَالَ : أَعْطِنِي حَقِّي ، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ فَرَغِبَ عَنْهُ (34) ) (35) ( فَتَرَكَ الَّذِي لَهُ وَذَهَبَ ) (36) ( فَعَمَدْتُ إِلَى ذَلِكَ الْفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ ) (37) ( فَثَمَّرْتُ أَجْرَهُ حَتَّى كَثُرَتْ مِنْهُ الْأَمْوَالُ (38) فَجَاءَنِي بَعْدَ حِينٍ فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ أَدِّ إِلَيَّ أَجْرِي , فَقُلْتُ لَهُ : كُلُّ مَا تَرَى مِنْ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالرَّقِيقِ مِنْ أَجْرِكَ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَسْتَهْزِئْ بِي ، فَقُلْتُ : إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ بِكَ ، فَأَخَذَهُ كُلَّهُ فَاسْتَاقَهُ فَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهُ شَيْئًا ، اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ ، فَانْفَرَجَتْ الصَّخْرَةُ فَخَرَجُوا يَمْشُونَ ) (39) "
__________
(1) ( خ ) 2102
(2) ( خ ) 2152
(3) ( خ ) 2102
(4) ( خ ) 2208
(5) ( خ ) 2152
(6) ( خ ) 3278
(7) اِسْتَدَلَّ أَصْحَابنَا بِهَذَا عَلَى أَنَّهُ يُسْتَحَبّ لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَدْعُوَ فِي دُعَاء الِاسْتِسْقَاء وَفِي حَال كَرْبه وَغَيْره بِصَالِحِ عَمَله ، وَيَتَوَسَّل إلى اللَّهِ تَعَالَى بِهِ ؛ لِأَنَّ هَؤُلَاءِ فَعَلُوهُ فَاسْتُجِيبَ لَهُمْ ، وَذَكَرَهُ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَعْرِض الثَّنَاءِ عَلَيْهِمْ وَجَمِيل فَضَائِلهمْ . ( النووي - ج 9 / ص 106)
(8) ( م ) 2743
(9) ( خ ) 2208
(10) ( خ ) 2152
(11) ( خ ) 2208
(12) ( خ ) 2152
(13) أَيْ : يرفعون أصواتهم بالصراخ والعويل .
(14) ( خ ) 2208
(15) ( خ ) 3278
(16) ( خ ) 2102
(17) الغَبُوق : شُرْبُ آخِرِ النهار .
(18) ( خ ) 2152
(19) ( م ) 2743
(20) ( خ ) 2152
(21) كناية عن الزنا .
(22) ( خ ) 3278
(23) أَيْ : وَقَعَتْ فِي سَنَة قَحْط . ( النووي - ج 9 / ص 106)
(24) ( خ ) 2152
(25) أَيْ : جَلَسْت مَجْلِس الرَّجُل لِلْوِقَاعِ . ( النووي - ج 9 / ص 106)
(26) ( خ ) 2102
(27) الْخَاتَم : كِنَايَة عَنْ بَكَارَتهَا .
(28) أَيْ : بِنِكَاحٍ لَا بِزِنًا .
(29) ( خ ) 2208
(30) ( خ ) 2152
(31) ( خ ) 3278
(32) ( خ ) 2152
(33) الْفَرَق : إِنَاء يَسَع ثَلَاثَة آصُع , والصاع أربعة أمداد , والمُدّ مِلء الكفين .
(34) أَيْ : كَرِهَهُ وَسَخِطَهُ وَتَرَكَهُ .
(35) ( خ ) 2208
(36) ( خ ) 2152
(37) ( خ ) 2102
(38) احْتَجَّ بِهَذَا الْحَدِيث أَصْحَاب أَبِي حَنِيفَة وَغَيْرهمْ مِمَّنْ يُجِيز بَيْع الْإِنْسَان مَالَ غَيْره وَالتَّصَرُّف فِيهِ بِغَيْرِ إِذْن مَالِكه إِذَا أَجَازَهُ الْمَالِك بَعْد ذَلِكَ . وَاَللَّه أَعْلَم .( النووي - ج 9 / ص 106)
(39) ( خ ) 2152(4/40)
( خ م حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ : عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَام , وَصَبِيٌّ كَانَ فِي زَمَانِ جُرَيْجٍ ) (1) ( وَكَانَ جُرَيْجٌ رَجُلًا عَابِدًا ) (2) ( مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) (3) ( يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَةٍ ) (4) ( وَكَانَتْ لَهُ أُمٌّ ) (5) ( فَاشْتَاقَتْ إِلَيْهِ ) (6) ( يَوْمًا ) (7) ( فَأَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي - ) (8) ( قَالَ حُمَيْدٌ : فَوَصَفَ لَنَا أَبُو رَافِعٍ صِفَةَ أَبِي هُرَيْرَةَ لِصِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أُمَّهُ حِينَ دَعَتْهُ كَيْفَ جَعَلَتْ كَفَّهَا فَوْقَ حَاجِبِهَا ، ثُمَّ رَفَعَتْ رَأْسَهَا إِلَيْهِ تَدْعُوهُ - فَقَالَتْ : يَا جُرَيْجُ أَنَا أُمُّكَ , كَلِّمْنِي ) (9) ( فَقَالَ : يَا رَبِّ الصَلَاةُ خَيْرٌ أَمْ أُمِّي آتِيهَا ؟ ) (10) ( فَاخْتَارَ صَلَاتَهُ , فَرَجَعَتْ ) (11) ( فَلَمَّا كَانَ مِنْ الْغَدِ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَتْ : يَا جُرَيْجُ ) (12) ( أَنَا أُمُّكَ فَكَلِّمْنِي ) (13) ( فَقَالَ : اللَّهُمَّ أُمِّي وَصَلَاتِي , فَاخْتَارَ صَلَاتَهُ ) (14) ( فَانْصَرَفَتْ , فَلَمَّا كَانَ مِنْ الْغَدِ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي , فَقَالَتْ : يَا جُرَيْجُ , فَقَالَ : أَيْ رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي , فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ ) (15) ( فَاشْتَدَّ عَلَى أُمِّهِ ) (16) ( فَقَالَتْ : اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا جُرَيْجٌ وَهُوَ ابْنِي , وَإِنِّي كَلَّمْتُهُ فَأَبَى أَنْ يُكَلِّمَنِي , اللَّهُمَّ فلَا تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ الْمُومِسَاتِ (17) قَالَ : وَلَوْ دَعَتْ عَلَيْهِ أَنْ يُفْتَنَ لَفُتِنَ ) (18) ( فَذَكَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَوْمًا ) (19) ( جُرَيْجًا وَعِبَادَتَهُ ) (20) ( فَقَالَتْ امْرَأَةٌ ) (21) ( بَغِيٌّ مِنْهُمْ ) (22) ( يُتَمَثَّلُ بِحُسْنِهَا : لَئِنْ شِئْتُمْ لَأَفْتِنَنَّهُ لَكُمْ ) (23) ( فَقَالُوا : قَدْ شِئْنَا , فَأَتَتْهُ فَتَعَرَّضَتْ لَهُ فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا ) (24) ( فَأَتَتْ رَاعِيًا كَانَ يَأْوِي إِلَى صَوْمَعَتِهِ فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا فَوَقَعَ عَلَيْهَا (25) فَحَمَلَتْ , فَلَمَّا وَلَدَتْ قَالَتْ : هُوَ مِنْ جُرَيْجٍ ) (26) ( فَجَاءُوا بِفُؤُوسِهِمْ وَمَسَاحِيهِمْ ) (27) ( فَصَادَفُوهُ يُصَلِّي ) (28) ( فَنَادَوْهُ : ) (29) ( أَيْ جُرَيْجُ , أَيْ مُرَاءٍ , انْزِلْ ) (30) ( فَلَمْ يُكَلِّمْهُمْ ) (31) ( وَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ يُصَلِّي ) (32) ( فَأَخَذُوا يَهْدِمُونَ دَيْرَهُ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ نَزَلَ إِلَيْهِمْ ) (33) ( فَجَعَلُوا فِي عُنُقِهِ وَعُنُقِهَا حَبْلًا , وَجَعَلُوا يَطُوفُونَ بِهِمَا فِي النَّاسِ ) (34) ( وَشَتَمُوهُ وَضَرَبُوهُ وَهَدَمُوا صَوْمَعَتَهُ , فَقَالَ : مَا شَأْنُكُمْ ؟ , قَالُوا : إِنَّكَ زَنَيْتَ بِهَذِهِ الْبَغِيِّ ) (35) ( فَوَلَدَتْ مِنْكَ ) (36) ( غُلَامًا ) (37) ( فَتَبَسَّمَ ثُمَّ ) (38) ( قَالَ : وَأَيْنَ هُوَ ؟ , قَالُوا : هَا هُوَ ذَا ) (39) ( فَجَاءُوا بِهِ , فَقَالَ : دَعُونِي حَتَّى أُصَلِّيَ ) (40) ( فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى ) (41) ( وَدَعَا , ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْغُلَامِ ) (42) ( فَمَسَحَ رَأْسَهُ ) (43) وفي رواية : ( فَطَعَنَ فِي بَطْنِهِ ) (44) ( بِإِصْبَعِهِ وَقَالَ : بِاللَّهِ يَا غُلَامُ مَنْ أَبُوكَ ؟ ) (45) ( قَالَ : أَبِي رَاعِي الضَّأْنِ , فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْهُ ) (46) ( أَقْبَلُوا عَلَى جُرَيْجٍ يُقَبِّلُونَهُ وَيَتَمَسَّحُونَ بِهِ , وَقَالُوا : نَبْنِي لَكَ صَوْمَعَتَكَ ) (47) ( بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ؟ ) (48) ( قَالَ : لَا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ ) (49) ( أَعِيدُوهَا مِنْ طِينٍ كَمَا كَانَتْ ) (50) ( فَفَعَلُوا ) (51) ( ثُمَّ عَلَاهَا (52) ) (53) ( قَالَ : وَكَانَتْ امْرَأَةٌ تُرْضِعُ ابْنًا لَهَا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَمَرَّ بِهَا ) (54) ( فَارِسٌ مُتَكَبِّرٌ ) (55) ( رَاكِبٌ عَلَى دَابَّةٍ فَارِهَةٍ ) (56) ( وعَلَيْهِ شَارَةٌ حَسَنَةٌ ) (57) ( فَقَالَتْ أُمُّهُ : اللَّهُمَّ اجْعَلْ ابْنِي مِثْلَ هَذَا ) (58) ( الْفَارِسِ عَلَى مِثْلِ هَذَا الْفَرَسِ , فَتَرَكَ الصَّبِيُّ ) (59) ( الثَّدْيَ وَأَقْبَلَ إِلَيْهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ) (60) ( ثُمَّ عَادَ إِلَى ثَدْيِهَا يَمُصُّهُ - قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ ) (61) ( يَمَصُّ إِصْبَعَهُ ) (62) ( السَّبَّابَةَ فِي فَمِهِ يَحْكِي ارْتِضَاعَ الصَّبِيِّ - ) (63) ( قَالَ : ثُمَّ مُرَّ ) (64) ( بِجَارِيَةٍ ) (65) ( حَبَشِيَّةٍ تُجَرُّ ) (66) ( وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا وَيَقُولُونَ : زَنَيْتِ , سَرَقْتِ , وَهِيَ تَقُولُ : حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، فَقَالَتْ أُمُّهُ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهَا ، فَتَرَكَ الرَّضَاعَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا فَقَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا ، فَهُنَاكَ تَرَاجَعَا الْحَدِيثَ فَقَالَتْ : حَلْقَى (67) مَرَّ رَجُلٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ اجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهُ ، فَقُلْتَ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ؟ ، وَمَرُّوا بِهَذِهِ الْأَمَةِ وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا وَيَقُولُونَ : زَنَيْتِ سَرَقْتِ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهَا ، فَقُلْتَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا ؟ ) (68) ( فَقَالَ : يَا أُمَّاهْ , إِنَّ الرَّاكِبَ ذُو الشَّارَةِ جَبَّارٌ مِنْ الْجَبَابِرَةِ ) (69) ( إِنَّكِ دَعَوْتِ رَبَّكِ أَنْ يَجْعَلَنِي مِثْلَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ) (70) ( فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ، وَإِنَّ هَذِهِ يَقُولُونَ لَهَا : زَنَيْتِ وَلَمْ تَزْنِ ، وَسَرَقْتِ وَلَمْ تَسْرِقْ ) (71) ( يَسُبُّونَهَا وَيَضْرِبُونَهَا وَيَظْلِمُونَهَا ) (72) ( وَهِيَ تَقُولُ : حَسْبِيَ اللَّهُ ) (73) ( فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا " ) (74)
__________
(1) ( حم ) 8058 , ( خ ) 3253
(2) ( م ) 8 - ( 2550 )
(3) ( حم ) 8058
(4) ( م ) 7 - ( 2550 )
(5) ( حم ) 8058
(6) ( حم ) 8058
(7) ( حم ) 8058
(8) ( م ) 8 - ( 2550 )
(9) ( م ) 7 - ( 2550 )
(10) ( حم ) 8058
(11) ( م ) 7 - ( 2550 )
(12) ( م ) 8 - ( 2550 )
(13) ( م ) 7 - ( 2550 )
(14) ( م ) 7 - ( 2550 )
(15) ( م ) 8 - ( 2550 )
(16) ( حم ) 8058
(17) أَيْ : البغايا والزواني .
(18) ( م ) 7 - ( 2550 ) , ( خ ) 2350
(19) ( حم ) 8058
(20) ( م ) 8 - ( 2550 )
(21) ( خ ) 2350
(22) ( حم ) 8058
(23) ( م ) 8 - ( 2550 )
(24) ( حم ) 8058 , ( خ ) 2350
(25) أَيْ : زنى بها .
(26) ( م ) 8 - ( 2550 ) , ( خ ) 2350
(27) ( م ) 7 - ( 2550 )
(28) ( م ) 7 - ( 2550 )
(29) ( حم ) 9600
(30) ( حم ) 8982
(31) ( م ) 7 - ( 2550 )
(32) ( حم ) 8982
(33) ( م ) 7 - ( 2550 )
(34) ( حم ) 8982
(35) ( حم ) 8058 , ( خ ) 2350
(36) ( م ) 8 - ( 2550 )
(37) ( حم ) 8058
(38) ( م ) 7 - ( 2550 )
(39) ( حم ) 8058
(40) ( م ) 8 - ( 2550 )
(41) ( خ ) 2350
(42) ( حم ) 8058 , ( خ ) 3253
(43) ( م ) 7 - ( 2550 )
(44) ( م ) 8 - ( 2550 )
(45) ( حم ) 8058
(46) ( م ) 7 - ( 2550 ) , ( خ ) 2350
(47) ( م ) 8 - ( 2550 )
(48) ( م ) 7 - ( 2550 )
(49) ( حم ) 8058
(50) ( م ) 8 - ( 2550 ) , ( خ ) 2350 , ( حم ) 8058
(51) ( م ) 8 - ( 2550 )
(52) أَيْ : صعد إليها .
(53) ( م ) 7 - ( 2550 )
(54) ( خ ) 3253
(55) ( حم ) 9124
(56) ( م ) 8 - ( 2550 )
(57) ( حم ) 9124 , ( خ ) 3253
(58) ( م ) 8 - ( 2550 )
(59) ( حم ) 9124
(60) ( م ) 8 - ( 2550 ) , ( خ ) 3253
(61) ( م ) 8 - ( 2550 ) , ( حم ) 8058
(62) ( خ ) 3253
(63) ( م ) 8 - ( 2550 )
(64) ( خ ) 3253
(65) ( م ) 8 - ( 2550 )
(66) ( حم ) 9124
(67) أَيْ : دعت على نفسها بأن يُحلَق شعرُها .
(68) ( م ) 8 - ( 2550 ) , ( خ ) 3253
(69) ( حم ) 8058 , ( خ ) 3253
(70) ( حم ) 9124
(71) ( م ) 8 - ( 2550 ) , ( خ ) 3253
(72) ( حم ) 9124
(73) ( خ ) 3279 , ( حم ) 8058
(74) ( م ) 8 - ( 2550 )(4/41)
( م ت حم ) , وَعَنْ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " كَانَ مَلِكٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ , فَلَمَّا كَبِرَ قَالَ لِلْمَلِكِ : إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ فَابْعَثْ إِلَيَّ غُلَامًا أُعَلِّمْهُ السِّحْرَ , فَبَعَثَ إِلَيْهِ غُلَامًا يُعَلِّمُهُ , فَكَانَ فِي طَرِيقِهِ إِذَا سَلَكَ رَاهِبٌ ) (1) ( فِي صَوْمَعَةٍ - قَالَ مَعْمَرٌ : أَحْسِبُ أَنَّ أَصْحَابَ الصَّوَامِعِ كَانُوا يَوْمَئِذٍ مُسْلِمِينَ - ) (2) ( فَأَتَى الْغُلَامُ عَلَى الرَّاهِبِ فَسَمِعَ مِنْ كَلَامِهِ فَأَعْجَبَهُ نَحْوُهُ وَكَلَامُهُ ) (3) ( فَجَعَلَ الْغُلَامُ يَسْأَلُ ذَلِكَ الرَّاهِبَ كُلَّمَا مَرَّ بِهِ , فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَخْبَرَهُ فَقَالَ : إِنَّمَا أَعْبُدُ اللَّهَ , فَجَعَلَ الْغُلَامُ ) (4) ( إِذَا أَتَى السَّاحِرَ مَرَّ بِالرَّاهِبِ وَقَعَدَ إِلَيْهِ , فَإِذَا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ ) (5) ( وَأَرْسَلَ إِلَى أَهْلِ الْغُلَامِ إِنَّهُ لَا يَكَادُ يَحْضُرُنِي , فَأَخْبَرَ الْغُلَامُ الرَّاهِبَ بِذَلِكَ فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ : ) (6) ( إِذَا أَرَادَ السَّاحِرُ أَنْ يَضْرِبَكَ فَقُلْ : حَبَسَنِي أَهْلِي , وَإِذَا أَرَادَ أَهْلُكَ أَنْ يَضْرِبُوكَ فَقُلْ : حَبَسَنِي السَّاحِرُ ) (7) ( قَالَ فَبَيْنَمَا الْغُلَامُ عَلَى ذَلِكَ إِذْ مَرَّ ) (8) ( عَلَى دَابَّةٍ عَظِيمَةٍ قَدْ حَبَسَتْ النَّاسَ ) (9) ( فَلَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَجُوزُوا , فَقَالَ : الْيَوْمَ أَعْلَمُ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ أَمْ أَمْرُ السَّاحِرِ ) (10) ( فَأَخَذَ حَجَرًا فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَّةَ حَتَّى يَمْضِيَ النَّاسُ , فَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا وَمَضَى النَّاسُ , فَأَتَى الرَّاهِبَ فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ : أَيْ بُنَيَّ , أَنْتَ الْيَوْمَ أَفْضَلُ مِنِّي , قَدْ بَلَغَ مِنْ أَمْرِكَ مَا أَرَى , وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى , فَإِنْ ابْتُلِيتَ فلَا تَدُلَّ عَلَيَّ - وَكَانَ الْغُلَامُ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَيُدَاوِي النَّاسَ مِنْ سَائِرِ الْأَدْوَاءِ - ) (11) ( فَسَمِعَ بِهِ ) (12) ( جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ كَانَ قَدْ عَمِيَ , فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ فَقَالَ : مَا هَاهُنَا لَكَ أَجْمَعُ إِنْ أَنْتَ شَفَيْتَنِي , فَقَالَ : إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدًا , إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ , فَإِنْ أَنْتَ آمَنْتَ بِاللَّهِ دَعَوْتُ اللَّهَ فَشَفَاكَ , فَآمَنَ بِاللَّهِ ) (13) ( فَدَعَا اللَّهَ لَهُ فَشَفَاهُ ) (14) ( فَأَتَى الْمَلِكَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ كَمَا كَانَ يَجْلِسُ ) (15) ( فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : يَا فُلَانُ , مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ ؟ , فَقَالَ : رَبِّي , قَالَ : أَنَا ؟ , قَالَ : لَا , لَكِنْ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ , قَالَ : أَوَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي ؟ , قَالَ : نَعَمْ ) (16) ( فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الْغُلَامِ , فَجِيءَ بِالْغُلَامِ , فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : أَيْ بُنَيَّ , قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ مَا تُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ , وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ , فَقَالَ : إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدًا , إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ , فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ , فَجِيءَ بِالرَّاهِبِ فَقِيلَ لَهُ : ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ , فَأَبَى , فَدَعَا بِالْمِنْشَارِ , فَوَضَعَ الْمِنْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَشَقَّهُ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ , ثُمَّ جِيءَ بِجَلِيسِ الْمَلِكِ فَقِيلَ لَهُ : ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ , فَأَبَى , فَوَضَعَ الْمِنْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ , فَشَقَّهُ بِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ , ثُمَّ جِيءَ بِالْغُلَامِ فَقِيلَ لَهُ : ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ , فَأَبَى , فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ , فَقَالَ : اذْهَبُوا بِهِ إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا فَاصْعَدُوا بِهِ الْجَبَلَ , فَإِذَا بَلَغْتُمْ ذُرْوَتَهُ , فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلَّا فَاطْرَحُوهُ , فَذَهَبُوا بِهِ فَصَعِدُوا بِهِ الْجَبَلَ , فَقَالَ : اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ , فَرَجَفَ بِهِمْ الْجَبَلُ فَسَقَطُوا وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ فَقَالَ لَهُ : الْمَلِكُ مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ ؟ , قَالَ : كَفَانِيهِمُ اللَّهُ , فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ : اذْهَبُوا بِهِ فَاحْمِلُوهُ فِي قُرْقُورٍ (17) فَتَوَسَّطُوا بِهِ الْبَحْرَ , فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلَّا فَاقْذِفُوهُ , فَذَهَبُوا بِهِ فَقَالَ : اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ , فَانْكَفَأَتْ بِهِمْ السَّفِينَةُ فَغَرِقُوا , وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ , فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ ؟ , قَالَ : كَفَانِيهِمُ اللَّهُ ) (18) ( ثُمَّ قَالَ لِلْمَلِكِ : إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ , فَإِنْ أَنْتَ فَعَلْتَ مَا آمُرُكَ بِهِ قَتَلْتَنِي , وَإِلَّا فَإِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ قَتْلِي ) (19) ( قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ , قَالَ : تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ (20) وَاحِدٍ , وَتَصْلُبُنِي عَلَى جِذْعٍ , ثُمَّ خُذْ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي ثُمَّ ضَعْ السَّهْمَ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ , ثُمَّ قُلْ : بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ , ثُمَّ ارْمِنِي , فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِي , فَجَمَعَ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ وَصَلَبَهُ عَلَى جِذْعٍ , ثُمَّ أَخَذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ , ثُمَّ وَضَعَ السَّهْمَ فِي كَبْدِ الْقَوْسِ ثُمَّ قَالَ : بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ , ثُمَّ رَمَاهُ , فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي صُدْغِهِ (21) ) (22) ( فَوَضَعَ الْغُلَامُ يَدَهُ عَلَى مَوْضِعِ السَّهْمِ وَمَاتَ ) (23) ( فَقَالَ النَّاسُ : آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ , آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ , آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ , فَأُتِيَ الْمَلِكُ فَقِيلَ لَهُ : أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ ؟ , قَدْ وَاللَّهِ نَزَلَ بِكَ حَذَرُكَ ) (24) ( قَدْ آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ ) (25) ( فَأَمَرَ بِالْأُخْدُودِ فِي أَفْوَاهِ السِّكَكِ (26) فَخُدَّتْ (27) ) (28) ( وَأُضْرِمَتْ فِيهَا النِّيرَانُ ) (29) ( ثُمَّ جَمَعَ النَّاسَ فَقَالَ : مَنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ تَرَكْنَاهُ , وَمَنْ لَمْ يَرْجِعْ أَلْقَيْنَاهُ فِي هَذِهِ النَّارِ , فَجَعَلَ يُلْقِيهِمْ فِي تِلْكَ الْأُخْدُودِ ) (30) فَكَانُوا يَتَعَادَوْنَ فِيهَا وَيَتَدَافَعُونَ (31) ( حَتَّى جَاءَتْ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا ) (32) ( تُرْضِعُهُ ) (33) ( فَتَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ ) (34) ( فِي النَّارِ , فَقَالَ الصَّبِيُّ : يَا أُمَّاهْ اصْبِرِي , فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ " ) (35)
__________
(1) ( م ) 73 - ( 3005 )
(2) ( ت ) 3340
(3) ( حم ) 23976 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( ت ) 3340
(5) ( م ) 73 - ( 3005 )
(6) ( ت ) 3340
(7) ( حم ) 23976 , ( م ) 73 - ( 3005 )
(8) ( ت ) 3340
(9) ( م ) 73 - ( 3005 )
(10) ( حم ) 23976
(11) ( م ) 73 - ( 3005 )
(12) ( ت ) 3340
(13) ( م ) 73 - ( 3005 )
(14) ( حم ) 23976
(15) ( م ) 73 - ( 3005 )
(16) ( حم ) 23976
(17) القرقور : السفينة العظيمة .
(18) ( م ) 73 - ( 3005 )
(19) ( حم ) 23976
(20) الصعيد : الأرض الواسعة المستوية .
(21) الصُّدغ : ما بين العَين إلى شَحْمة الأذُن.
(22) ( م ) 73 - ( 3005 )
(23) ( حم ) 23976 , ( ت ) 3340
(24) ( م ) 73 - ( 3005 )
(25) ( حم ) 23976 , ( ت ) 3340
(26) السكك : الطرق .
(27) أَيْ : حُفِرت .
(28) ( م ) 73 - ( 3005 )
(29) ( حم ) 23976
(30) ( ت ) 3340
(31) ( حم ) 23976
(32) ( م ) 73 - ( 3005 )
(33) ( حم ) 23976
(34) ( م ) 73 - ( 3005 )
(35) ( حم ) 23976 , ( م ) 73 - ( 3005 )(4/42)
( خ م جة ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِنْسَانًا ) (1) ( ثُمَّ عَرَضَتْ لَهُ التَّوْبَةُ , فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ (2) فَأَتَاهُ فَقَالَ : إِنِّي قَتَلْتُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا , فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ ؟ , فَقَالَ : بَعْدَ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ نَفْسًا ؟ ) (3) ( لَا ) (4) ( لَيْسَتْ لَكَ تَوْبَةٌ , فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً , ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ , فَقَالَ : إِنِّي قَتَلْتُ مِائَةَ نَفْسٍ فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ ؟ , قَالَ : نَعَمْ (5) وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ ؟ ) (6) ( اخْرُجْ مِنْ الْقَرْيَةِ الْخَبِيثَةِ الَّتِي أَنْتَ فِيهَا إِلَى الْقَرْيَةِ الصَّالِحَةِ , قَرْيَةِ كَذَا وَكَذَا ) (7) ( فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُدْ اللَّهَ مَعَهُمْ , وَلَا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ , فَانْطَلَقَ ) (8) ( يُرِيدُ الْقَرْيَةَ الصَّالِحَةَ ) (9) ( حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ , فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ , فَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ : جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلًا بِقَلْبِهِ إلى اللَّهِ , وَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ : إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ , فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ (10) فَقَالَ : قِيسُوا مَا بَيْنَ الْأَرْضَيْنِ , فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ ) (11) ( أَقْرَبَ فَأَلْحِقُوهُ بِأَهْلِهَا ) (12) ( فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى هَذِهِ أَنْ تَقَرَّبِي (13) وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى هَذِهِ أَنْ تَبَاعَدِي (14) فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَقْرَبَ بِشِبْرٍ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ , فَقَبَضَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ (15) ) (16) "
__________
(1) ( خ ) 3283
(2) فِيهِ إِشْعَار بِأَنَّ ذَلِكَ كَانَ بَعْد رَفْع عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام ، لِأَنَّ الرَّهْبَانِيَّة إِنَّمَا اِبْتَدَعَهَا أَتْبَاعه كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ فِي الْقُرْآن . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 273)
(3) ( جة ) 2626 , ( م ) 2766
(4) ( خ ) 3283 , ( م ) 2766
(5) هَذَا مَذْهَب أَهْل الْعِلْم ، وَإِجْمَاعهمْ عَلَى صِحَّة تَوْبَة الْقَاتِل عَمْدًا ، وَلَمْ يُخَالِف أَحَد مِنْهُمْ إِلَّا اِبْن عَبَّاس , وَأَمَّا مَا نُقِلَ عَنْ بَعْض السَّلَف مِنْ خِلَاف هَذَا فَمُرَاد قَائِله الزَّجْر عَنْ سَبَب التَّوْبَة ، لَا أَنَّهُ يَعْتَقِد بُطْلَان تَوْبَته , وَهَذَا الْحَدِيث ظَاهِر فِيهِ ، وَهُوَ إِنْ كَانَ شَرْعًا لِمَنْ قَبْلنَا ، وَفِي الِاحْتِجَاج بِهِ خِلَاف , فَلَيْسَ مَوْضِعَ خِلَاف ، وَإِنَّمَا مَوْضِعه إِذَا لَمْ يَرِدْ شَرْعنَا بِمُوَافَقَتِهِ وَتَقْرِيره ، فَإِنْ وَرَدَ كَانَ شَرْعًا لَنَا بِلَا شَكٍّ ، وَهَذَا قَدْ وَرَدَ شَرْعنَا بِهِ وَهُوَ قَوْله تَعَالَى : { وَاَلَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّه إِلَهًا آخَر وَلَا يَقْتُلُونَ } إِلَى قَوْله : { إِلَّا مَنْ تَابَ } الْآيَة , وَأَمَّا قَوْله تَعَالَى : { وَمَنْ يَقْتُل مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّم خَالِدًا فِيهَا } فَالصَّوَاب فِي مَعْنَاهَا : أَنَّ جَزَاءَهُ جَهَنَّم ، وَقَدْ يُجَازَى بِهِ ، وَقَدْ يُجَازَى بِغَيْرِهِ , وَقَدْ لَا يُجَازَى بَلْ يُعْفَى عَنْهُ ، فَإِنْ قَتَلَ عَمْدًا مُسْتَحِلًّا لَهُ بِغَيْرِ حَقٍّ وَلَا تَأْوِيل ، فَهُوَ كَافِر مُرْتَدّ ، يَخْلُد بِهِ فِي جَهَنَّم بِالْإِجْمَاعِ ، وَإِنْ كَانَ غَيْر مُسْتَحِلّ بَلْ مُعْتَقِدًا تَحْرِيمه فَهُوَ فَاسِق عَاصٍ مُرْتَكِب كَبِيرَة ، جَزَاؤُهُ جَهَنَّم خَالِدًا فِيهَا ، لَكِنْ بِفَضْلِ اللَّه تَعَالَى أَخْبَرَ أَنَّهُ لَا يُخَلَّد مَنْ مَاتَ مُوَحِّدًا فِيهَا ، فَلَا يَخْلُد هَذَا ، وَلَكِنْ قَدْ يُعْفَى عَنْهُ ، فَلَا يَدْخُل النَّار أَصْلًا ، وَقَدْ لَا يُعْفَى عَنْهُ ، بَلْ يُعَذَّب كَسَائِرِ الْعُصَاة الْمُوَحِّدِينَ ، ثُمَّ يَخْرُج مَعَهُمْ إِلَى الْجَنَّة ، وَلَا يُخَلَّد فِي النَّار ، فَهَذَا هُوَ الصَّوَاب فِي مَعْنَى الْآيَة ، وَلَا يَلْزَم مِنْ كَوْنه يَسْتَحِقّ أَنْ يُجَازَى بِعُقُوبَةٍ مَخْصُوصَة أَنْ يَتَحَتَّم ذَلِكَ الْجَزَاء ، وَلَيْسَ فِي الْآيَة إِخْبَارٌ بِأَنَّهُ يُخَلَّد فِي جَهَنَّم ، وَإِنَّمَا فِيهَا أَنَّهَا ( جَزَاؤُهُ ) أَيْ : يَسْتَحِقّ أَنْ يُجَازَى بِذَلِكَ ، وَقِيلَ : الْمُرَاد بِالْخُلُودِ طُول الْمُدَّة لَا الدَّوَام . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 143)
(6) ( م ) 2766 , ( جة ) 2626
(7) ( جة ) 2626
(8) ( م ) 2766
(9) ( جة ) 2626
(10) أَيْ : جَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ حَكَمًا .
(11) ( م ) 2766
(12) ( جة ) 2626
(13) أَيْ : الْقَرْيَة الَّتِي قَصَدَهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 273)
(14) أَيْ : إِلَى الْقَرْيَة الَّتِي خَرَجَ مِنْهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 273)
(15) فِي الْحَدِيث فَضْل التَّحَوُّل مِنْ الْأَرْض الَّتِي يُصِيب الْإِنْسَان فِيهَا الْمَعْصِيَة , لِمَا يَغْلِب بِحُكْمِ الْعَادَة عَلَى مِثْل ذَلِكَ ، وَفِيهِ فَضْل الْعَالِم عَلَى الْعَابِد , لِأَنَّ الَّذِي أَفْتَاهُ أَوَّلًا بِأَنْ لَا تَوْبَة لَهُ غَلَبَتْ عَلَيْهِ الْعِبَادَة , فَاسْتَعْظَمَ وُقُوع مَا وَقَعَ مِنْ ذَلِكَ الْقَاتِل مِنْ اِسْتِجْرَائِهِ عَلَى قَتْل هَذَا الْعَدَد الْكَثِير ، وَأَمَّا الثَّانِي فَغَلَبَ عَلَيْهِ الْعِلْم فَأَفْتَاهُ بِالصَّوَابِ وَدَلَّهُ عَلَى طَرِيق النَّجَاة ، وَفِيهِ أَنَّ لِلْحَاكِمِ إِذَا تَعَارَضَتْ عِنْده الْأَحْوَال وَتَعَدَّدَتْ الْبَيِّنَات أَنْ يَسْتَدِلّ بِالْقَرَائِنِ عَلَى التَّرْجِيح . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 273)
(16) ( م ) 2766 , ( خ ) 3283(4/43)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" سَأَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بَعْضَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُسَلِّفَهُ أَلْفَ دِينَارٍ ، قَالَ : ائْتِنِي بِشُهَدَاءَ أُشْهِدُهُمْ ، قَالَ : كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ، قَالَ : ائْتِنِي بِكَفِيلٍ ، قَالَ : كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلًا ، قَالَ : صَدَقْتَ ، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَخَرَجَ فِي الْبَحْرِ فَقَضَى حَاجَتَهُ ، ثُمَّ الْتَمَسَ مَرْكَبًا يَقْدَمُ عَلَيْهِ لِلْأَجَلِ الَّذِي كَانَ أَجَّلَهُ فَلَمْ يَجِدْ مَرْكَبًا ، فَأَخَذَ خَشَبَةً فَنَقَرَهَا وَأَدْخَلَ فِيهَا أَلْفَ دِينَارٍ وَصَحِيفَةً مَعَهَا إِلَى صَاحِبِهَا ، ثُمَّ زَجَّجَ (1) مَوْضِعَهَا ، ثُمَّ أَتَى بِهَا الْبَحْرَ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ قَدْ عَلِمْتَ أَنِّي اسْتَلَفْتُ مِنْ فُلَانٍ أَلْفَ دِينَارٍ فَسَأَلَنِي كَفِيلًا ، فَقُلْتُ : كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلًا ، فَرَضِيَ بِكَ ، وَسَأَلَنِي شَهِيدًا فَقُلْتُ : كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ، فَرَضِيَ بِكَ ، وَإِنِّي قَدْ جَهِدْتُ أَنْ أَجِدَ مَرْكَبًا أَبْعَثُ إِلَيْهِ بِالَّذِي أَعْطْاني فَلَمْ أَجِدْ مَرْكَبًا ، وَإِنِّي اسْتَوْدَعْتُكَهَا ، فَرَمَى بِهَا فِي الْبَحْرِ حَتَّى وَلَجَتْ فِيهِ ، ثُمَّ انْصَرَفَ يَنْظُرُ - وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَطْلُبُ مَرْكَبًا يَخْرُجُ إِلَى بَلَدِهِ - فَخَرَجَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ أَسْلَفَهُ يَنْظُرُ لَعَلَّ مَرْكَبًا يَجِيءُ بِمَالِهِ ، فَإِذَا بِالْخَشَبَةِ الَّتِي فِيهَا الْمَال ، فَأَخَذَهَا لِأَهْلِهِ حَطَبًا ، فَلَمَّا كَسَرَهَا وَجَدَ الْمَالَ وَالصَّحِيفَةَ ، ثُمَّ قَدِمَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ تَسَلَّفَ مِنْهُ فَأَتَاهُ بِأَلْفِ دِينَارٍ وَقَالَ : وَاللَّهِ مَا زِلْتُ جَاهِدًا فِي طَلَبِ مَرْكَبٍ لِآتِيَكَ بِمَالِكَ ، فَمَا وَجَدْتُ مَرْكَبًا قَبْلَ الَّذِي أَتَيْتُ فِيهِ ، قَالَ : هَلْ كُنْتَ بَعَثْتَ إِلَيَّ بِشَيْءٍ ؟ , قَالَ : أَلَمْ أُخْبِرْكَ أَنِّي لَمْ أَجِدْ مَرْكَبًا قَبْلَ هَذَا الَّذِي جِئْتُ فِيهِ ؟ , قَالَ : فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَدَّى عَنْكَ الَّذِي بَعَثْتَ بِهِ فِي الْخَشَبَةِ ، فَانْصَرِفْ بِأَلْفِكَ رَاشِدًا " (2)
__________
(1) الزُّجّ : هُوَ النَّصْل كَأَنَّ النَّقْر فِي طَرَف الْخَشَبَة , فَشَدَّ عَلَيْهِ زُجًّا لِيُمْسِكهُ وَيَحْفَظ مَا فِيهِ . فتح الباري(ج7 ص134)
(2) ( حم ) 8571 , ( خ ) 2169 , انظر الصَّحِيحَة : 2845 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1805(4/44)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ ثَلَاثَةً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ : أَبْرَصَ (1) وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ (2) فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا ، فَأَتَى الْأَبْرَصَ فَقَالَ : أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ ، قَالَ : لَوْنٌ حَسَنٌ وَجِلْدٌ حَسَنٌ , وَيَذْهَبُ عَنِّي الَّذِي قَدْ قَذِرَنِي (3) النَّاسُ ، فَمَسَحَهُ (4) فَذَهَبَ عَنْهُ قَذَرُهُ وَأُعْطِيَ لَوْنًا حَسَنًا وَجِلْدًا حَسَنًا ، قَالَ : فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ ، قَالَ : الْإِبِلُ , فَأُعْطِيَ نَاقَةً عُشَرَاءَ (5) فَقَالَ : بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهَا ، فَأَتَى الْأَقْرَعَ فَقَالَ : أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ , قَالَ : شَعَرٌ حَسَنٌ ، وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا الَّذِي قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ ، فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ وَأُعْطِيَ شَعَرًا حَسَنًا ، قَالَ : فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ ، قَالَ : الْبَقَرُ ، فَأُعْطِيَ بَقَرَةً حَامِلًا , فَقَالَ : بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهَا ، فَأَتَى الْأَعْمَى فَقَالَ : أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ ، قَالَ : أَنْ يَرُدَّ اللَّهُ إِلَيَّ بَصَرِي فَأُبْصِرَ بِهِ النَّاسَ ، فَمَسَحَهُ (6) فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ بَصَرَهُ ، قَالَ : فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ ، قَالَ : الْغَنَمُ ، فَأُعْطِيَ شَاةً وَالِدًا (7) فَأَنْتَجَ هَذَانِ (8) وَوَلَّدَ هَذَا (9) فَكَانَ لِهَذَا وَادٍ مِنْ الْإِبِلِ ، وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ الْبَقَرِ ، وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ الْغَنَمِ ، ثُمَّ إِنَّهُ (10) أَتَى الْأَبْرَصَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ (11) فَقَالَ : رَجُلٌ مِسْكِينٌ , قَدْ انْقَطَعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي (12) فلَا بَلَاغَ لِي الْيَوْمَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ , أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الْحَسَنَ وَالْجِلْدَ الْحَسَنَ وَالْمَالَ , بَعِيرًا أَتَبَلَّغُ عَلَيْهِ (13) فِي سَفَرِي ، فَقَالَ : الْحُقُوقُ كَثِيرَةٌ , فَقَالَ لَهُ : كَأَنِّي أَعْرِفُكَ ، أَلَمْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النَّاسُ , فَقِيرًا فَأَعْطَاكَ اللَّهُ ؟ ، فَقَالَ : إِنَّمَا وَرِثْتُ هَذَا الْمَالَ كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ (14) فَقَالَ : إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ , وَأَتَى الْأَقْرَعَ فِي صُورَتِهِ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذَا ، وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا رَدَّ عَلَى هَذَا فَقَالَ : إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ ، وَأَتَى الْأَعْمَى فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ ، فَقَالَ : رَجُلٌ مِسْكِينٌ وَابْنُ سَبِيلٍ , انْقَطَعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي ، فلَا بَلَاغَ لِي الْيَوْمَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ , أَسْأَلُكَ بِالَّذِي رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ شَاةً أَتَبَلَّغُ بِهَا فِي سَفَرِي ؟ ، فَقَالَ : قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيَّ بَصَرِي ) (15) ( وَفَقِيرًا فَقَدْ أَغْنَانِي ) (16) ( فَخُذْ مَا شِئْتَ وَدَعْ مَا شِئْتَ ، فَوَاللَّهِ لَا أَجْهَدُكَ الْيَوْمَ شَيْئًا أَخَذْتَهُ لِلَّهِ (17) فَقَالَ : أَمْسِكْ مَالَكَ ، فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ (18) وَقَدْ رَضِي اللَّهُ عَنْكَ وَسَخِطَ (19) عَلَى صَاحِبَيْكَ (20) ) (21) "
__________
(1) البَرَص : بياضٌ يصيب الجِلْد .
(2) الابتلاء : الاختبار والامتحان بالخير أو الشر .
(3) أَيْ : اِشْمَأَزُّوا مِنْ رُؤْيَتِي . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 265)
(4) أَيْ : مَسَحَ عَلَى جِسْمه .
(5) الْعُشَرَاء : هِيَ الْحَامِل الَّتِي أَتَى عَلَيْهَا فِي حَمْلهَا عَشْرَة أَشْهُر مِنْ يَوْم طَرَقَهَا الْفَحْل .( فتح الباري) (ج10ص265)
(6) أَيْ : مَسَحَ عَلَى عَيْنَيْهِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 265)
(7) أَيْ : ذَات وَلَد وَيُقَال حَامِل . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 265)
(8) أَيْ : صَاحِب الْإِبِل وَالْبَقَر .
(9) أَيْ : صَاحِب الشَّاة . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 265)
(10) أَيْ : المَلَك .
(11) أَيْ : فِي الصُّورَة الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا لَمَّا اِجْتَمَعَ بِهِ وَهُوَ أَبْرَص , لِيَكُونَ ذَلِكَ أَبْلَغَ فِي إِقَامَة الْحُجَّة عَلَيْهِ .فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 265)
(12) أَيْ : تَقَطَّعَتْ بِه الْأَسْبَاب الَّتِي يَقْطَعُهَا فِي طَلَب الرِّزْق . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 265)
(13) أَيْ : أَتَوَصَّل بِهِ إِلَى مُرَادِي .
(14) الكابر : العظيم الكبير بين الناس , والمراد أنه ورث عن آبائه عن أجداده .
(15) ( م ) 2964 , ( خ ) 3277
(16) ( خ ) 3277
(17) أَيْ : لَا أَشُقّ عَلَيْك فِي رَدّ شَيْء تَطْلُبهُ مِنِّي أَوْ تَأْخُذهُ . ( فتح الباري) - (ج 10 / ص 265)
(18) أَيْ : اُمْتُحِنْتُمْ . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 265)
(19) أَي : غضب .
(20) ما ينطبق على المال ينطبق على من كان جاهلا لَا يعرف حتى كيف يصلي الصلاة الصحيحة ، ثم أكرمه الله بالعلم ، فهو بعد ذلك يتكبر على خلق الله ويَتَّهِمُهُم بالجهل والفُسوق ، ويرفض أن يعلمهم ما جهلوا من أمر دينهم ،
ويريد منهم أن يأتوا هم إليه ليتعلموا .ع
(21) ( م ) 2964 , ( خ ) 3277(4/45)
( هب ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمَّا طَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمُ , اخْتَرَعُوا كِتَابًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمُ اسْتَهْوَتْهُ قُلُوبُهُمْ ، واسْتَحْلَتْهُ أَلْسِنَتُهُمْ ، وَكَانَ الْحَقُّ يَحُولُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ كَثِيرٍ مِنْ شَهَوَاتِهِمْ حَتَّى نَبَذُوا كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ، فَقَالُوا : اعْرِضُوا هَذَا الْكِتَابَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ , فَإِنْ تَابَعُوكُمْ عَلَيْهِ فَاتْرُكُوهُمْ ، وَإِنْ خَالَفُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ قَالَ : لَا ، بَلِ ابْعَثُوا إِلَى فُلَانٍ - رَجُلٍ مِنْ عُلَمَائِهِمْ - فَإِنْ تَابَعَكُمْ لَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ ، وَإِنْ خَالَفَكُمْ فَاقْتُلُوهُ ، فَلَنْ يَخْتَلِفَ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَهُ , فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ ، فَأَخَذَ وَرَقَةً فَكَتَبَ فِيهَا كِتَابَ اللَّهِ ، ثُمَّ أَدْخَلَهَا فِي قَرَنٍ ثُمَّ عَلَّقَهَا فِي عُنُقِهِ , ثُمَّ لَبِسَ عَلَيْهَا الثِّيَابَ ، ثُمَّ أَتَاهُمْ فَعَرَضُوا عَلَيْهِ الْكِتَابَ فَقَالُوا : أَتُؤْمِنُ بِهَذَا ؟ ، فَأَشَارَ إِلَى صَدْرِهِ - يَعْنِي الْكِتَابَ الَّذِي فِي الْقَرَنِ - فَقَالَ : آمَنْتُ بِهَذَا ، وَمَا لِي لَا أُومِنُ بِهَذَا ؟ , فَخَلَّوا سَبِيلَهَ , وَكَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَغْشَونَهُ (1) فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ أَتَوْهُ , فَلَمَّا نَزَعُوا ثِيَابَهُ وَجَدُوا الْقَرَنَ فِي جَوْفِهِ الْكِتَابُ ، فَقَالُوا : أَلَا تَرَوْنَ إِلَى قَوْلِهِ : آمَنْتُ بِهَذَا ، وَمَا لِي لَا أُومِنُ بِهَذَا ؟ , فَإِنَّمَا عَنَى بِهَذَا هَذَا الْكِتَابَ الَّذِي فِي الْقَرَنِ , قَالَ : فَاخْتَلَفَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى بِضْعٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ، خَيْرُ مِلَلِهِمْ أَصْحَابُ ذِي الْقَرَنِ " قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : وَإِنَّ مَنْ بَقِيَ مِنْكُمْ سَيَرَى مُنْكَرًا ، وبِحَسْبِ امْرِئٍ يَرَى مُنْكَرًا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُغَيِّرَهُ أَنْ يَعْلَمَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ أَنَّهُ لَهُ كَارِهٌ . (2)
__________
(1) أَيْ : يأتونه .
(2) ( هب ) 7589 , انظر الصَّحِيحَة : 2694(4/46)
( س ) , وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه - قَالَ :
اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثِ , إِنَّهُ كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ خَلَا قَبْلَكُمْ يَتَعَبَّدَ وَيَعْتَزِلُ النَّاسَ فَعَلِقَتْهُ (1) امْرَأَةٌ غَوِيَّةٌ , فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ جَارِيَتَهَا فَقَالَتْ لَهُ : إِنَّا نَدْعُوكَ لِلشَّهَادَةِ , فَانْطَلَقَ مَعَ جَارِيَتِهَا , فَطَفِقَتْ كُلَّمَا دَخَلَ بَابًا أَغْلَقَتْهُ دُونَهُ , حَتَّى أَفْضَى إِلَى امْرَأَةٍ وَضِيئَةٍ (2) عِنْدَهَا غُلَامٌ وَبَاطِيَةُ خَمْرٍ (3) فَقَالَتْ : إِنِّي وَاللَّهِ مَا دَعَوْتُكَ لِلشَّهَادَةِ , وَلَكِنْ دَعَوْتُكَ لِتَقَعَ عَلَيَّ (4) أَوْ تَشْرَبَ مِنْ هَذِهِ الْخَمْرَةِ كَأْسًا , أَوْ تَقْتُلَ هَذَا الْغُلَامَ , قَالَ : فَاسْقِينِي مِنْ هَذَا الْخَمْرِ كَأْسًا , فَسَقَتْهُ كَأْسًا , فَقَالَ : زِيدُونِي , فَلَمْ يَرِمْ (5) حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا , وَقَتَلَ النَّفْسَ , فَاجْتَنِبُوا الْخَمْرَ , وَإِنَّهُ وَاللَّهِ لَا يَجْتَمِعُ الْإِيمَانُ وَإِدْمَانُ الْخَمْرِ إِلَّا يُوشِكُ أَنْ يُخْرِجَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ . (6)
__________
(1) أَيْ : عَشِقْته وَأَحَبَّتْهُ .
(2) أَيْ : حسناء .
(3) الْبَاطِيَة : إِنَاء .
(4) كناية عن الزنا .
(5) أَيْ : فَلَمْ يَبْرَح .
(6) ( س ) 5666(4/47)
( م جة حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ , وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَنَاظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ , أَلَا فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ ) (1) ( فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ ) (2) ( ثُمَّ ذَكَرَ رَسُولُ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ أَوَّلَ مَا هَلَكَ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنَّ امْرَأَةَ الْفَقِيرِ كَانَتْ تُكَلِّفُهُ مِنَ الثِّيَابِ أَو الصِّبْغِ ، أَوْ قَالَ : مِنَ الصِّيغَةِ مَا تُكَلِّفُ امْرَأَةُ الْغَنِيَّ , وَذَكَرَ امْرَأَةً ) (3) ( مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَصِيرَةً كَانَتْ تَمْشِي مَعَ امْرَأَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ , فَاتَّخَذَتْ رِجْلَيْنِ مِنْ خَشَبٍ ) (4) ( وَصَاغَتْ خَاتَمًا ) (5) ( مِنْ ذَهَبٍ ) (6) ( وَجَعَلَتْ لَهُ غَلَقًا ) (7) ( ثُمَّ حَشَتْهُ مِسْكًا - وَالْمِسْكُ أَطْيَبُ الطِّيبِ - ) (8) ( وَخَرَجَتْ بَيْنَ ) (9) ( الْمَرْأَتَيْنِ ) (10) ( فَإِذَا مَرَّتْ بِالْمَجْلِسِ قَالَتْ بِهِ فَفَتَحَتْهُ فَفَاحَ رِيحَهُ ) (11) ( فَلَمْ يَعْرِفُوهَا ) (12) ( فَبَعَثُوا إِنْسَانًا يَتَّبِعُهُمْ فَعَرَفَ الطَّوِيلَتَيْنِ وَلَمْ يَعْرِفْ صَاحِبَةَ الرِّجْلَيْنِ مِنْ خَشَبٍ " ) (13)
__________
(1) ( جة ) 4000 , ( م ) 99 - ( 2742 ) , ( حم ) 11444
(2) ( م ) 99 - ( 2742 ) , ( حم ) 11185
(3) ( التوحيد لابن خزيمة ) 487 , انظر الصَّحِيحَة : 591
(4) ( م ) 18 - ( 2252 )
(5) ( حم ) 11444 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(6) ( م ) 18 - ( 2252 )
(7) ( حم ) 11444
(8) ( م ) 18 - ( 2252 )
(9) ( التوحيد لابن خزيمة ) 487
(10) ( م ) 18 - ( 2252 )
(11) ( حم ) 11444
(12) ( م ) 18 - ( 2252 )
(13) ( التوحيد لابن خزيمة ) 487(4/48)
( م حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( خَرَجَ رَجُلٌ يَزُورُ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى ) (1) ( فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ مَلَكًا (2) فَجَلَسَ عَلَى طَرِيقِهِ ) (3) ( فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ , قَالَ : أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ ، قَالَ : هَلْ لَهُ عَلَيْكَ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا (4) ؟ , قَالَ : لَا ) (5) ( قَالَ : فَلِمَ تَأْتِيهِ ؟ ) (6) ( قَالَ : أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ - عز وجل - ، قَالَ : فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ ) (7) "
__________
(1) ( حم ) 7906 , ( م ) 2567
(2) أَيْ : أَقْعَدَهُ يَرْقُبهُ .
(3) ( حم ) 10252 , ( م ) 2567
(4) أَيْ : تَقُوم بِإِصْلَاحِهَا ، وَتَنْهَض إِلَيْهِ بِسَبَبِ ذَلِكَ . ( النووي - ج 8 / ص 366)
(5) ( م ) 2567 , ( حم ) 7906
(6) ( حم ) 7906 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(7) ( م ) 2567 , 7906(4/49)
( خ م حم ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( بَيْنَمَا رَجُلٌ ) (1) ( مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يَتَبَخْتَرُ فِي حُلَّةٍ (2) ) (3) ( تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ , مُرَجِّلٌ جُمَّتَهُ (4) ) (5) ( يَجُرُّ إِزَارَهُ مِنْ الْخُيَلَاءِ ) (6) ( إِذْ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ الْأَرْضَ , فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا (7) إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (8) ") (9)
__________
(1) ( خ ) 5452
(2) الْحُلَّة : إِزَار وَرِدَاء مِنْ جِنْس وَاحِد .( فتح - ح30)
(3) ( م ) 2088
(4) ( الجُمَّة ) : مُجْتَمَع الشَّعْر إِذَا تَدَلَّى مِنْ الرَّأْس إِلَى الْمَنْكِبَيْنِ وَإِلَى أَكْثَر مِنْ ذَلِكَ ، وَأَمَّا الَّذِي لَا يَتَجَاوَز الْأُذُنَيْنِ فَهُوَ الْوَفْرَة ، وَتَرْجِيل الشَّعْر : تَسْرِيحه وَدَهْنه . فتح الباري (ج 16 / ص 334)
(5) ( خ ) 5452 , ( م ) 2088
(6) ( خ ) 3297 , 5453 , ( س ) 5326 , ( حم ) 5340
(7) أَيْ : يَنْزِل فِي الْأَرْض مُضْطَرِبًا مُتَدَافِعًا . ( فتح ) - (ج 16 / ص 334)
(8) وَمُقْتَضَى هَذَا الْحَدِيث أَنَّ الْأَرْضَ لَا تَأْكُل جَسَد هَذَا الرَّجُل , فَيُمْكِن أَنْ يُلْغَز بِهِ فَيُقَال : كَافِر لَا يَبْلَى جَسَده بَعْد الْمَوْت . ( فتح ) - (ج 16 / ص 334)
قلت : ويستدل من هذا الحديث على أن عذاب القبر قد يقع على البدن والروح .ع
(9) ( حم ) 9053 , ( خ ) 5452 , ( م ) 2088 , ( ت ) 2491(4/50)
( خ م ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ , فَوَجَدَ بِئْراً فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ , يَأْكُلُ الثَّرَى (1) مِنَ الْعَطَشِ ، فَقال الرَّجُلُ : لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ مِنِّي ، فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ مَاءً , ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ حَتَّى رَقِيَ فَسَقَى الْكَلْبَ ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ " ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ لَأَجْراً ؟ , فَقال : " فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ " (2)
__________
(1) أَيْ : يَلْعَق التُّرَاب النَّدِيّ ، وَفِي الْمُحْكَم الثَّرَى التُّرَاب ، وَقِيلَ : التُّرَاب الَّذِي إِذَا بُلَّ لَمْ يَصِرْ طِينًا لَازِبًا .
فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 280)
(2) ( م ) 2244 , ( خ ) 2234 , 2334(4/51)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " إنَّ امْرَأَةً بَغِيًّا ) (1) ( مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ) (2) ( رَأَتْ كَلْبًا ) (3) ( يَلْهَثُ ) (4) ( فِي يَوْمٍ حَارٍّ يُطِيفُ بِبِئْرٍ ) (5) ( كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ , فَنَزَعَتْ خُفَّهَا فَأَوْثَقَتْهُ بِخِمَارِهَا , فَنَزَعَتْ لَهُ مِنْ الْمَاءِ ) (6) ( فَسَقَتْهُ إِيَّاهُ ) (7) ( فَغُفِرَ لَهَا بِذَلِكَ " ) (8)
__________
(1) ( م ) 154 - ( 2245 )
(2) ( م ) 155 - ( 2245 )
(3) ( م ) 154 - ( 2245 )
(4) ( خ ) 3143
(5) ( م ) 154 - ( 2245 ) , ( خ ) 3280
(6) ( خ ) 3143 , ( م ) 154 - ( 2245 )
(7) ( م ) 155 - ( 2245 ) , ( خ ) 3280
(8) ( خ ) 3143 , ( حم ) 10629(4/52)
( خ م حم ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " قَالَ رَجُلٌ : لَأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَةَ بِصَدَقَةٍ , فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ سَارِقٍ (1) فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ : تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى [ فُلَانٍ ] (2) السَّارِقِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ (3) لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ اللَّيْلَةَ ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدَيْ زَانِيَةٍ ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ : تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى [ فُلَانَةَ ] (4) الزَّانِيَةِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى زَانِيَةٍ , لَأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَةَ بِصَدَقَةٍ ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدَيْ غَنِيٍّ ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ : تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى غَنِيٍّ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى سَارِقٍ ، وَعَلَى زَانِيَةٍ ، وَعَلَى غَنِيٍّ ، فَأُتِيَ ) (5) ( فِي الْمَنَامِ ) (6) ( فَقِيلَ لَهُ : أَنَّ صَدَقَتَكَ قَدْ قُبِلَتْ , وَأَمَّا السَّارِقُ , فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعِفَّ عَنْ سَرِقَتِهِ ، وَأَمَّا الزَّانِيَةُ , فَلَعَلَّهَا أَنْ تَسْتَعِفَّ عَنْ زِنَاهَا , وَأَمَّا الْغَنِيُّ فَلَعَلَّهُ يَعْتَبِرُ فَيُنْفِقُ مِمَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ (7) " ) (8)
__________
(1) أَيْ : وَهُوَ لَا يَعْلَمُ أَنَّهُ سَارِق . فتح الباري لابن حجر - (ج 5 / ص 18)
(2) ( حم ) 8586 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : صحيح .
(3) لَمَّا عَزَمَ عَلَى أَنْ يَتَصَدَّقَ عَلَى مُسْتَحِقٍّ فَوَضَعَهَا بِيَدِ سَارِق حَمِدَ اللَّه عَلَى أَنَّهُ لَمْ يُقَدِّرْ أَنْ يَتَصَدَّقَ عَلَى مَنْ يَسْتَحِقُّهَا ، وَسَلَّمَ وَفَوَّضَ وَرَضِيَ بِقَضَاءِ اللَّهِ فَحَمِدَهَُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ، لِأَنَّهُ الْمَحْمُودُ عَلَى جَمِيعِ الْحَالِ ، لَا يُحْمَدُ عَلَى الْمَكْرُوهِ سِوَاهُ ، وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ النَّبِيّ > كَانَ إِذَا رَأَى مَا لَا يُعْجِبُهُ قَالَ " اللَّهُمَّ لَك الْحَمْد عَلَى كُلِّ حَال " . فتح الباري لابن حجر - (ج 5 / ص 18)
(4) ( حم ) 8586
(5) ( م ) 1022 , ( خ ) 1355
(6) ( حم ) 8586
(7) فِي الحديث دليل على أَنَّ نِيَّةَ الْمُتَصَدِّقِ إِذَا كَانَتْ صَالِحَة قُبِلَتْ صَدَقَتُهُ وَلَوْ لَمْ تَقَعْ الْمَوْقِع . فتح الباري لابن حجر - (ج 5 / ص 18)
(8) ( خ ) 1355 , ( م ) 1022(4/53)
( د ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" كَانَ رَجُلَانِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَآخِيَيْنِ ، فَكَانَ أَحَدُهُمَا يُذْنِبُ وَالْآخَرُ مُجْتَهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ ، فَكَانَ لَا يَزَالُ الْمُجْتَهِدُ يَرَى الْآخَرَ عَلَى الذَّنْبِ فَيَقُولُ : أَقْصِرْ (1) فَوَجَدَهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ فَقَالَ لَهُ : أَقْصِرْ , فَقَالَ : خَلِّنِي وَرَبِّي ، أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا ؟ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ ، أَوْ لَا يُدْخِلُكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ ، فَقَبَضَ اللَّهُ أَرْوَاحَهُمَا فَاجْتَمَعَا عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، فَقَالَ لِهَذَا الْمُجْتَهِدِ : أَكُنْتَ بِي عَالِمًا ؟ , أَوْ كُنْتَ عَلَى مَا فِي يَدِي قَادِرًا ؟ ، وَقَالَ لِلْمُذْنِبِ : اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي ، وَقَالَ لِلْآخَرِ : اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ " , قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ (2) . (3)
__________
(1) ( أَقْصِر ) : مِنْ الْإِقْصَار , وَهُوَ الْكَفّ عَنْ الشَّيْء مَعَ الْقُدْرَة عَلَيْهِ .
(2) أَيْ : أَهْلَكَتْ تِلْكَ الْكَلِمَة مَا سَعَى فِي الدُّنْيَا وَحَظّ الْآخِرَة . عون المعبود - (ج 10 / ص 429)
(3) ( د ) 4901 , ( حم ) 8275 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4455 ، وهداية الرواة : 2286(4/54)
( خ م س حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إنَّ رَجُلًا فِيمَنْ قَبْلَكُمْ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَالًا وَوَلَدًا ) (1) ( فَأَسْرَفَ عَلَى نَفْسِهِ (2) ) (3) ( فَلَمْ يَعْمَلْ مِنْ الْخَيْرِ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا التَّوْحِيدَ ) (4) ( فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لِبَنِيهِ : أَيَّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ ؟ قَالُوا : خَيْرَ أَبٍ ) (5) ( قَالَ : فَإِنِّي لَمْ أَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ , فَإِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي ) (6) ( حَتَّى إِذَا صِرْتُ فَحْمًا فَاطْحَنُونِي ) (7) ( ثُمَّ اذْرُوا (8) نِصْفِيَ فِي الْبَرِّ ) (9) ( فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ ) (10) ( وَنِصْفِي فِي الْبَحْرِ ) (11) ( فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ بِهِ أَحَدًا ) (12) ( مِنْ الْعَالَمِينَ (13) ) (14) ( فَلَمَّا مَاتَ الرَّجُلُ فَعَلُوا مَا أَمَرَهُمْ بِهِ ) (15) ( فَقَالَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا : أَدِّ مَا أَخَذْتَ مِنْهُ ) (16) فَأَمَرَ اللَّهُ الْبَحْرَ فَجَمَعَ مَا فِيهِ , وَأَمَرَ الْبَرَّ فَجَمَعَ مَا فِيهِ (17) ( فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ ) (18) ( فِي قَبْضَةِ اللَّهِ (19) ) (20) ( فَقَالَ لَهُ : مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ ؟ ، قَالَ : خَشْيَتُكَ يَا رَبِّ ، قَالَ : فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ بِذَلِكَ ) (21) "
__________
(1) ( خ ) 7069 , ( م ) 2757
(2) أَيْ : أَسْرَفَ عَلَى نَفْسِهِ بِكَثْرَةِ الْمَعَاصِي .
(3) ( م ) 2756 , ( س ) 2079
(4) ( حم ) 3785 , 8027 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(5) ( خ ) 7069
(6) ( خ ) 3291 , ( م ) 2757
(7) ( خ ) 6116 , ( حم ) 3785
(8) مِنْ قَوْله أَذْرَتْ الرِّيح الشَّيْء إِذَا فَرَّقَتْهُ بِهُبُوبِهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 284)
(9) ( خ ) 7067 , ( م ) 2756
(10) ( خ ) 3291
(11) ( خ ) 7067 , ( م ) 2756
(12) ( خ ) 3294 , ( م ) 2756
(13) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : قَدْ يُسْتَشْكَل هَذَا فَيُقَال : كَيْف يُغْفَر لَهُ وَهُوَ مُنْكِر لِلْبَعْثِ وَالْقُدْرَة عَلَى إِحْيَاء الْمَوْتَى ؟ , وَالْجَوَاب أَنَّهُ لَمْ يُنْكِر الْبَعْث , وَإِنَّمَا جَهِلَ , فَظَنَّ أَنَّهُ إِذَا فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ لَا يُعَاد فَلَا يُعَذَّب ، وَقَدْ ظَهَرَ إِيمَانه بِاعْتِرَافِهِ بِأَنَّهُ إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَة اللَّه . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 284)
(14) ( خ ) 7067 , ( م ) 2756
(15) ( م ) 2756 , ( خ ) 3294
(16) ( س ) 2079 , ( م ) 2756
(17) ( خ ) 3294 , ( م ) 2756
(18) ( خ ) 3294 , ( م ) 2756
(19) فيه دليل على أن الميت يحاسب جسداً وروحاً ، وإلا لو كان يحاسب روحاً دون جسدٍ ، أو في جسد آخر ، لما قال الله للأرض : أَدِّ مَا أَخَذْت مِنْهُ , والله أعلم .ع
وَلَيْسَ كَمَا قَالَ بَعْضهمْ إِنَّهُ خَاطَبَ رُوحه ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يُنَاسِب قَوْله " فَجَمَعَهُ اللَّه " , لِأَنَّ التَّحْرِيق وَالتَّفْرِيق إِنَّمَا وَقَعَ عَلَى الْجَسَد , وَهُوَ الَّذِي يُجْمَع وَيُعَاد عِنْد الْبَعْث . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 284)
(20) ( حم ) 3785 , 8027
(21) ( م ) 2756 , ( خ ) 3294(4/55)
( خ م ) , وَعَنْ عَائِشَةَك قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) (1) ( كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ , وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ " ) (2)
__________
(1) ( خ ) 3526
(2) ( خ ) 3288 , ( م ) 8 - ( 1688 )(4/56)
( خ م س حم ) , وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ :
( قَدِمَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَبالْمَدِينَةَ آخِرَ قَدْمَةٍ قَدِمَهَا , فَخَطَبَنَا فَأَخْرَجَ ) (1) ( قُصَّةً مِنْ شَعَرٍ (2) ) (3) وفي رواية : وَجَاءَ بِخِرْقَةٍ سَوْدَاءَ فَأَلْقَاهَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ فَقَالَ : هُوَ هَذَا تَجْعَلُهُ الْمَرْأَةُ فِي رَأْسِهَا ثُمَّ تَخْتَمِرُ عَلَيْهِ (4) ) (5) ( فَقَالَ : مَا بَالُ الْمُسْلِمَاتِ يَصْنَعْنَ مِثْلَ هَذَا ؟ ) (6) ( مَا كُنْتُ أُرَى أَنَّ أَحَدًا يَفْعَلُ هَذَا غَيْرَ الْيَهُودِ ) (7) ( يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ ؟ , سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَنْهَى عَنْ مِثْلِ هَذِهِ وَيَقُولُ : " إِنَّمَا هَلَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ حِينَ اتَّخَذَتْ هَذِهِ نِسَاؤُهُمْ ) (8) ( وَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الزُّورَ - يَعْنِي الْوِصَالَ - ) (9) ( فَقَالَ : أَيُّمَا امْرَأَةٍ زَادَتْ فِي شَعَرِهَا مِنْ شَعَرِ غَيْرِهَا فَإِنَّمَا تُدْخِلُهُ زُورًا (10) ) (11) "
__________
(1) ( خ ) 3299
(2) الْقُصَّة : الْخُصْلَة مِنْ الشَّعْر .
(3) ( خ ) 3281
(4) قَالَ قَتَادَةُ : هُوَ مَا يُكْثِرُ بِهِ النِّسَاءُ أَشْعَارَهُنَّ مِنْ الْخِرَقِ .
(5) ( س ) 5247 , , ( م ) 2127
(6) ( س ) 5093
(7) ( خ ) 3299
(8) ( خ ) 3281 , ( م ) 2127
(9) ( خ ) 3299 , ( م ) 2127
(10) هَذَا الْحَدِيث حُجَّة لِلْجُمْهُورِ فِي مَنْع وَصْل الشَّعْر بِشَيْءٍ آخَر , سَوَاء كَانَ شَعْرًا أَمْ لَا ، وَيُؤَيِّدهُ حَدِيث جَابِر " زَجْر رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَصِل الْمَرْأَة بِشَعْرِهَا شَيْئًا " أَخْرَجَهُ مُسْلِم . فتح الباري لابن حجر - (ج 17 / ص 35)
(11) ( حم ) 16971 , ( س ) 5093(4/57)
( س د جة ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنَةَ - رضي الله عنه - (1) قَالَ :
" ( خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (2) ( وَمَعَهُ دَرَقَةٌ (3) ) (4) ( فَوَضَعَهَا ثُمَّ جَلَسَ خَلْفَهَا فَبَالَ إِلَيْهَا " , فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : انْظُرُوا , يَبُولُ كَمَا تَبُولُ الْمَرْأَةُ , " فَسَمِعَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (5) ( فَقَالَ : وَيْحَكَ , أَمَا عَلِمْتَ مَا أَصَابَ صَاحِبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (6) ؟) (7) ( كَانُوا إِذَا أَصَابَهُمْ شَيْءٌ مِنْ الْبَوْلِ ) (8) ( قَطَعُوا مَا أَصَابَهُ الْبَوْلُ مِنْهُمْ ) (9) ( بِالْمَقَارِيضِ (10) فَنَهَاهُمْ صَاحِبُهُمْ (11) فَعُذِّبَ فِي قَبْرِهِ (12) ) (13) "
__________
(1) هُوَ أَخُو شُرَحْبِيل بْن حَسَنَة , وَحَسَنَة اِسْم أُمِّهِما , وَاسْم أَبِيهِمَا عَبْد اللَّه بْن الْمُطَاع ، وَلَيْسَ لِعَبْدِ اللَّهِ فِي الْكُتُب السِّتَّة سِوَى هَذَا الْحَدِيث الْوَاحِد . شرح سنن النسائي - (ج 1 / ص 26)
(2) ( س ) 30
(3) ( الدَّرَقَة ) : التُّرْس مِنْ جُلُود , لَيْسَ فِيهِ خَشَب وَلَا عَصَب .عون المعبود - (ج 1 / ص 26)
(4) ( د ) 22
(5) ( س ) 30
(6) ( صَاحِبُ بَنِي إِسْرَائِيل ) : أَيْ وَاحِد مِنْهُمْ . عون المعبود - (ج 1 / ص 26)
(7) ( جة ) 346
(8) ( س ) 30
(9) ( س ) 30
(10) وفِي رِوَايَة ( م ) 273 عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ : كَانَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ - رضي الله عنه - يُشَدِّدُ فِي الْبَوْلِ , وَيَبُولُ فِي قَارُورَةٍ , وَيَقُولُ : إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ إِذَا أَصَابَ جِلْدَ أَحَدِهِمْ بَوْلٌ قَرَضَهُ بِالْمَقَارِيضِ , وقَالَ الْقُرْطُبِيّ : مُرَاده بِالْجِلْدِ , وَاحِدُ الْجُلُودِ الَّتِي كَانُوا يَلْبَسُونَهَا , وَحَمَلَهُ بَعْضهمْ عَلَى ظَاهِره , وَزَعَمَ أَنَّهُ مِنْ الْإِصْر الَّذِي حَمَلُوهُ , وَيُؤَيِّدهُ رِوَايَة أَبِي دَاوُدَ ، فَفِيهَا ( كَانَ إِذَا أَصَابَ جَسَد أَحَدهمْ ) . عون المعبود - (ج 1 / ص 26)
(11) أَيْ : نَهَاهُمْ عَنِ الْقَطْع .
(12) فيه دليل على أن شرعَ من قبلنا شرع لنا إذا وافق شرعنا .ع
(13) ( س ) 30(4/58)
( خ م ) ، وَعَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ : { ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ (1) نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ } (2) فَبَدَّلُوا فَدَخَلُوا الْبَابَ يَزْحَفُونَ عَلَى أَسْتَاهِهِمْ (3) وَقَالُوا : حَبَّةٌ فِي شَعَرَةٍ (4) " (5)
__________
(1) قَالَ الْحَسَن : أَيْ : اُحْطُطْ عَنَّا خَطَايَانَا ، وَاخْتُلِفَ فِي مَعْنَى هَذِهِ الْكَلِمَة , فَقِيلَ : هِيَ اِسْم لِلْهَيْئَةِ مِنْ الْحَطّ كَالْجِلْسَةِ ، وَقِيلَ : هِيَ التَّوْبَة كَمَا قَالَ الشَّاعِر : فَازَ بِالْحِطَّةِ الَّتِي صَيَّرَ اللَّهُ بِهَا ذَنْب عَبْدِهِ مَغْفُورَا , وَقِيلَ : لَا يُدْرَى مَعْنَاهَا ، وَإِنَّمَا تَعَبَّدُوا بِهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 13 / ص 63)
(2) [البقرة/58]
(3) ( أَسْتَاهِهِمْ ) جَمْع اِسْت , وَهِيَ الدُّبُر . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 393)
(4) أَيْ أنَّهُمْ أُمِرُوا بِالسُّجُودِ عِنْدَ اِنْتِهَائِهِمْ شُكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى وَبِقَوْلِهِمْ حِطَّة ، فَبَدَّلُوا السُّجُود بِالزَّحْفِ , وَقَالُوا حِنْطَةٌ بَدَلَ حِطَّةٌ أَوْ قَالُوا : حِطَّةٌ وَزَادُوا فِيهَا حَبَّةً فِي شَعِيرَةٍ . فتح الباري لابن حجر - (ج 13 / ص 63)
(5) ( م ) 1 - ( 3015 ) , ( خ ) 4365 , ( ت ) 2956 , ( حم ) 8213(4/59)
( مي ) , وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ :
مَا زَالَ أَمْرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُعْتَدِلًا لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ حَتَّى نَشَأَ فِيهِمْ الْمُوَلَّدُونَ أَبْنَاءُ سَبَايَا الْأُمَمِ (1) أَبْنَاءُ النِّسَاءِ الَّتِي سَبَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ غَيْرِهِمْ , فَقَالُوا فِيهِمْ بِالرَّأْيِ فَأَضَلُّوهُمْ . (2)
__________
(1) السبايا : الأسرى من النساء .
(2) ( مي ) 120 , وصححه الألباني في الضعيفة تحت حديث 4336 .(4/60)
( البِدَع ) , وَعَنْ مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ (3) قَالَ :
إِنَّمَا هَلَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى يَدَيْ قُرَّائِهِمْ وَفُقَهَائِهِمْ ، وَسَتَهْلِكُ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى يَدَيْ قُرَّائِهِمْ وَفُقَهَائِهِمْ . (4)
--------------
(3) هو : المرواني الأندلسي القرطبي 280هـ مؤلف كتاب البدع .
(4) كتاب البدع : 153(4/61)
( طب ) , وَعَنْ خَبَّابٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمَّا هَلَكُوا قَصُّوا (1) " (2)
__________
(1) قال في النهاية : أي أن بني إسرائيل اتكلوا على القول وتركوا العمل , فكان ذلك سبب هلاكهم , أو بالعكس , لما هلكوا بترك العمل أخلدوا إلى القَصص , وقال الألباني في الصَّحِيحَة : 1681: ومن الممكن أن يقال : إن سبب هلاكهم اهتمام وُعَّاظِهِم بالقَصص والحكايات دون الفقه والعلم النافع الذي يُعَرِّفُ الناسَ بدينهم , فيحملهم ذلك على العمل الصالح , فلما فعلوا ذلك هلكوا , وهذا هو شأن كثير من قُصَّاصِ زماننا , الذين جُلُّ كلامهم في وعظهم حول الإسرائيليات والرقائق والصوفيات , نسأل الله العافية . أ . هـ
(2) ( طب ) 3705 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2045 ، الصَّحِيحَة : 1681(4/62)
( خ م حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " الْفَأْرُ مِمَّا مُسِخَ ) (1) ( فُقِدَ سِبْطٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) (2) فُقِدَتْ أُمَّةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ (3) ( لَا يُدْرَى مَا فَعَلَتْ ، وَلَا أُرَاهَا إِلَّا الْفَأْرَ , أَلَا تَرَوْنَهَا إِذَا وُضِعَ لَهَا أَلْبَانُ الْإِبِلِ لَمْ تَشْرَبْهُ ، وَإِذَا وُضِعَ لَهَا أَلْبَانُ الشَّاءِ شَرِبَتْهُ (4) ؟ " , قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَحَدَّثْتُ هَذَا الْحَدِيثَ كَعْبًا (5) فَقَالَ : أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ ، قُلْتُ : نَعَمْ ، فَقَالَ ذَلِكَ مِرَارًا ) (6) ( فَقُلْتُ : أَفَأَقْرَأُ التَّوْرَاةَ (7) ؟ ) (8) .
__________
(1) ( حم ) 10602 , ( م ) 62 - ( 2997 )
(2) ( حم ) 7869 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( خ ) 3129
(4) مَعْنَى هَذَا أَنَّ لُحُوم الْإِبِل وَأَلْبَانهَا حُرِّمَتْ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيل دُون لُحُوم الْغَنَم وَأَلْبَانهَا ،
فَدَلَّ بِامْتِنَاعِ الْفَأْرَة مِنْ لَبَن الْإِبِل دُون الْغَنَم عَلَى أَنَّهَا مَسْخ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل . شرح النووي (ج 9 / ص 380)
(5) أَيْ : كَعْب الْأَحْبَار .
(6) ( م ) 61 - ( 2997 )
(7) هُوَ اِسْتِفْهَام إِنْكَار ، وَمَعْنَاهُ مَا أَعْلَم ، وَلَا عِنْدِي عَنْ شَيْء إِلَّا عَنْ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - ،
وَلَا أَنْقُل عَنْ التَّوْرَاة وَلَا غَيْرهَا مِنْ كُتُب الْأَوَائِل . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 380)
(8) ( خ ) 3129 , ( م ) 61 - ( 2997 ) , ( حم ) 7736(4/63)
( حم حب ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَصَابَتْنَا مَجَاعَةٌ , فَنَزَلْنَا أَرْضًا كَثِيرَةَ الضِّبَابِ , فَاتَّخَذْنَا مِنْهَا وَطَبَخْنَا فِي قُدُورِنَا ) (1) ( فَبَيْنمَا الْقُدُورُ تَغْلِي بِهَا " إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : ) (2) ( مَا هَذَا ؟ " , فَقُلْنَا : ضِبَابًا أَصَبْنَاهَا , فَقَالَ : إِنَّ أُمَّةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُسِخَتْ ) (3) ( وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ فَأَكْفِئُوهَا (4) " ) (5) ( قَالَ : فَأَكْفَأْنَاهَا وَإِنَّا لَجِيَاعٌ ) (6) .
__________
(1) ( حم ) 17794 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( حم ) 17792 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( حب ) 5266 , انظر الصَّحِيحَة : 2970
(4) وقال الألباني في صحيح موارد الظمآن ح896 : هذه الخشية إنما كانت منه - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يوحى إليه أنه لانسل لممسوخ كما في حديث مسلم أ . هـ
قلت : قد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " الْحَيَّاتُ مَسْخُ الْجِنِّ ، كَمَا مُسِخَتِ الْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ .ع
(5) ( حم ) 17792
(6) ( حم ) 17794(4/64)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ضَلَّ سِبْطَانِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ , فَأَرْهَبُ أَنْ تَكُونَ الضِّبَابَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 11443 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/65)
( م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , الْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ هِيَ مِمَّا مُسِخَ ؟ ) (1) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَمْ يَجْعَلْ لِمَسْخٍ نَسْلًا وَلَا عَقِبًا , وَقَدْ كَانَتْ الْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ قَبْلَ ذَلِكَ " (2)
__________
(1) ( م ) 33 - ( 2663 )
(2) ( م ) 32 - ( 2663 ) , ( حم ) 3700 , انظر الصَّحِيحَة : 2264(4/66)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَوْلَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لَمْ يَخْبُثِ الطَّعَامُ وَلَمْ يَخْنَزِ اللَّحْمُ (1) " (2)
__________
(1) ( الْخَنَز وَالْخُنُوز ) : وَهُوَ إِذَا تَغَيَّرَ وَأَنْتَنَ , قَالَ الْعُلَمَاء : مَعْنَاهُ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيل لَمَّا أَنْزَلَ اللَّه عَلَيْهِمْ الْمَنّ وَالسَّلْوَى نُهُوا عَنْ اِدِّخَارهمَا , فَادَّخَرُوا فَفَسَدَ وَأَنْتَنَ , وَاسْتَمَرَّ مِنْ ذَلِكَ الْوَقْت وَاَللَّه أَعْلَم . شرح النووي (ج 5 / ص 211)
(2) ( خ ) 3152 , ( م ) 63 - ( 1470 ) , ( حم ) 8019(4/67)
( 3 ) سِيرَةُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
( 1 ) سِيرَتُهُ فِي مَكَّة
( 1 ) سِيرَتُهُ قَبْلَ الْبِعْثَة
( 1 ) نَسَبُهُ الشَّرِيفُ - صلى الله عليه وسلم -
قَالَ تَعَالَى : { إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ , ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [آل عمران : 33 ، 34]
( ت حم ) , عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّ قُرَيْشًا جَلَسُوا فَتَذَاكَرُوا أَحْسَابَهُمْ بَيْنَهُمْ , فَجَعَلُوا مَثَلَكَ مَثَلَ نَخْلَةٍ فِي كَبْوَةٍ مِنْ الْأَرْضِ (1) ) (2) ( " فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ : مَنْ أَنَا ؟ " , فَقَالُوا : أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْكَ السَّلَامُ قَالَ : " أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ فِرْقَةً , ثُمَّ جَعَلَهُمْ فِرْقَتَيْنِ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ فِرْقَةً , ثُمَّ جَعَلَهُمْ قَبَائِلَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ قَبِيلَةً , ثُمَّ جَعَلَهُمْ بُيُوتًا فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ بَيْتًا وَخَيْرِهِمْ نَسَبًا ) (3) ( فَأَنَا خَيْرُكُمْ بَيْتًا وَخَيْرُكُمْ نَفْسًا " ) (4)
__________
(1) أَيْ : كَصِفَةِ نَخْلَةٍ نَبَتَتْ فِي كُنَاسَةٍ مِنْ الْأَرْضِ ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُمْ طَعَنُوا فِي حَسَبِك . تحفة الأحوذي(ج 9 / ص 14)
(2) ( ت ) 3607
(3) ( ت ) 3532
(4) ( حم ) 1788 , ( ت ) 3607 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1472 , وصحيح السيرة ص11 ، وهو ضعيف عند ( ت ) , , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حسن لغيره .(4/68)
( ت ) , وَعَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِسْمَعِيلَ بَنِي كِنَانَةَ , وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي كِنَانَةَ قُرَيْشًا , وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ , وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ " (1)
__________
(1) ( ت ) 3605 , ( م ) 1 - ( 2276 ) , ( حم ) 17027(4/69)
( خ ) , وَعَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ قَالَ :
قُلْتُ لِزَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ رَبِيبَةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : أَرَأَيْتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَكَانَ مِنْ مُضَرَ ؟ , قَالَتْ : فَمِمَّنْ كَانَ إِلَّا مِنْ مُضَرَ ؟ , كَانَ مِنْ وَلَدِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ . (1)
__________
(1) ( خ ) 3302 , 3303(4/70)
( جة ) , وَعَنْ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي وَفْدِ كِنْدَةَ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَسْتُمْ مِنَّا ؟ , فَقَالَ : " نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ ، لَا نَقْفُو أُمَّنَا (1) وَلَا نَنْتَفِي مِنْ أَبِينَا " , قَالَ مُسْلِمٌ : فَكَانَ الْأَشْعَثُ يَقُولُ : لَا أُوتَى بِرَجُلٍ نَفَى رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ مِنَ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ إِلَّا جَلَدْتُهُ الْحَدَّ . (2)
__________
(1) أَيْ : لَانْقَطَعَ أُمّنَا فِي النَّسَب فَلَا نَنْتَسِبُ إِلَيْهَا . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 5 / ص 273)
(2) ( جة ) 2612 , ( حم ) 21888 , انظر صحيح الجامع : 6753 , والصحيحة : 2375(4/71)
( طب ) , وَعَنْ سَيَابَةَ بن عاصم - رضي الله عنه - قَالَ :
" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَعْضِ الْمَغَازِي : أَنَا ابْنُ الْعَوَاتِكِ " , قَالَ قُتَيْبَةُ : كَانَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ثَلَاث جَدَّاتٍ مِنْ سُلَيْمٍ اسْمُهُنَّ عَاتِكَةُ , فَكَانَ إِذَا افْتَخَرَ قَالَ : " أَنَا ابْنُ الْعَوَاتِكِ " ، قَالَ البيهقي في الدلائل : بَلَغَنِي أَنَّ إِحْدَاهُنَّ أُمُّ عَبْدِ مَنَافٍ ، وَالْأُخْرَى أُمُّ هَاشِمٍ ، وَالثَّالِثَةُ جَدَّتُهِ مِنْ قِبَلِ زُهْرَةَ . (1)
__________
(1) ( طب ) (7/168ح6724) , ابن قانع (1/302) ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 1446 , والصحيحة : 1569(4/72)
( 2 ) تَارِيخُ مِيلَادِهِ - صلى الله عليه وسلم -
( حم ) , عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ ) (1) ( فَقَالَ : " ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ , وَأُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ " ) (2)
__________
(1) ( حم ) 22603 , ( م ) 198 - ( 1162 )
(2) ( حم ) 22594 , ( م ) 198 - ( 1162 )(4/73)
( ك ) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَامَ الْفِيلِ " (1)
( 3 ) مَا حَدَثَ فِي الْعَالَمِ يَوَمَ مَوْلِدِهِ وَيَوْمَ بِعْثَتِهِ - صلى الله عليه وسلم - (2)
__________
(1) ( ك ) 4180 , انظر الصَّحِيحَة : 3152
(2) قال الألباني في صحيح السيرة ص14 : ذكر ارتجاج الإيوان , وسقوط الشرفات ، وخمود النيران , ورؤيا الموبذان ، وغير ذلك من الدلالات ، ليس فيه شيء صحيح . أ . هـ
(3) ( أَشْرَفَ ) عَلَا وَارْتَفَعَ .(4/74)
( مسند إسحاق بن راهويه ) , وَعَنْ حسان بن ثابت - رضي الله عنه - قال :
" إني لغلام يفعة ابن سبع سنين- أو ثمان سنين- أسمع ما أرى وأعقل ، إذ أشرف (3) يهودي على أطم (4) يصيح بأعلى صوته : يا معشر يهود ، فاجتمعوا إليه فقالوا : ما شأنك ؟ , فقال : طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به ، قال : فسألت سعيد بن عبد الرحمن بن حسان ابن ثابت : ابن كم كان حسان بن ثابت مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة ؟ ، قال : ابن ستين سنة (5) . (6)
-----------------
(4) الْأُطُم : البناء المرتفع .
(5) كان عمر حسان بن ثابت حين قال اليهودي ما قال سبع سنين , فهذا يعني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان عمره حين قدم المدينة ثلاثا وخمسين , وقد مكث بمكة بعد بعثته ثلاث عشرة سنة , فيكون عمره في بداية البعثة أربعين سنة . ع
(6) صححه الألباني في صحيح السيرة ص13 ، وانظر إتحاف الخيرة المهرة : 6315 , المطالب العالية : 4315 , دلائل النبوة لأبي نعيم : 35(4/75)
( خ م ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( " كَانَ الْجِنُّ يَصْعَدُونَ إِلَى السَّمَاءِ يَسْتَمِعُونَ الْوَحْيَ , فَإِذَا سَمِعُوا الْكَلِمَةَ زَادُوا فِيهَا تِسْعًا , فَأَمَّا الْكَلِمَةُ فَتَكُونُ حَقًّا , وَأَمَّا مَا زَادُوهُ فَيَكُونُ بَاطِلًا , فَلَمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُنِعُوا مَقَاعِدَهُمْ ) (1) ( وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ , وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمْ الشُّهُبُ ) (2) ( وَلَمْ تَكُنْ النُّجُومُ يُرْمَى بِهَا قَبْلَ ذَلِكَ ) (3) ( فَرَجَعَتْ الشَّيَاطِينُ إِلَى ِ) (4) ( إِبْلِيسَ ) (5) ( فَقَالَ لَهُمْ : مَا لَكُمْ ؟ , قَالُوا : حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ , وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ ) (6) ( فَقَالَ لَهُمْ إِبْلِيسُ : ) (7) ( مَا حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ) (8) ( إلَّا مِنْ أَمْرٍ قَدْ حَدَثَ فِي الْأَرْضِ ) (9) ( فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا فَانْظُرُوا مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ فَانْصَرَفَ أُولَئِكَ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ ) (10) ( قَائِمٌ يُصَلِّي بَيْنَ جَبَلَيْ نَخْلَةَ ) (11) ( بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْفَجْرِ , فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ اسْتَمَعُوا لَهُ , فَقَالُوا : هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ , فَهُنَالِكَ حِينَ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ قَالُوا : يَا قَوْمَنَا { إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا , يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا } ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم - : { قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ } (12) " ) (13)
__________
(1) ( ت ) 3324
(2) ( خ ) 739
(3) ( ت ) 3324
(4) ( خ ) 739
(5) ( ت ) 3324
(6) ( خ ) 739
(7) ( ت ) 3324
(8) ( ت ) 3323
(9) ( ت ) 3324
(10) ( خ ) 739
(11) ( حم ) 2979 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(12) [الجن/1]
(13) ( خ ) 739 , ( م ) 149 - ( 449 ) , ( ت ) 3324 , ( حم ) 2271(4/76)
( خ ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
مَا سَمِعْتُ عُمَرَ - رضي الله عنه - يَقُولُ لِشَيْءٍ قَطُّ : إِنِّي لَأَظُنُّهُ كَذَا , إِلَّا كَانَ كَمَا يَظُنُّ , فَبَيْنَمَا عُمَرُ جَالِسٌ إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ جَمِيلٌ (1) فَقَالَ : لَقَدْ أَخْطَأَ ظَنِّي أَوْ إِنَّ هَذَا عَلَى دِينِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَوْ لَقَدْ كَانَ كَاهِنَهُمْ , عَلَيَّ الرَّجُلَ (2) فَدُعِيَ لَهُ فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ , فَقَالَ : مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ اسْتُقْبِلَ بِهِ رَجُلٌ مُسْلِمٌ , قَالَ : فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكَ (3) إِلَّا مَا أَخْبَرْتَنِي , قَالَ : كُنْتُ كَاهِنَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , قَالَ : فَمَا أَعْجَبُ مَا جَاءَتْكَ بِهِ جِنِّيَّتُكَ ؟ , قَالَ : بَيْنَمَا أَنَا يَوْمًا فِي السُّوقِ , جَاءَتْنِي أَعْرِفُ فِيهَا الْفَزَعَ , فَقَالَتْ : أَلَمْ تَرَ الْجِنَّ وَإِبْلَاسَهَا (4) وَيَأْسَهَا مِنْ بَعْدِ إِنْكَاسِهَا (5) وَلُحُوقَهَا بِالْقِلَاصِ وَأَحْلَاسِهَا (6) ؟ , فَقَالَ عُمَرُ : صَدَقَ , بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ عِنْدَ آلِهَتِهِمْ , إِذْ جَاءَ رَجُلٌ بِعِجْلٍ فَذَبَحَهُ , فَصَرَخَ بِهِ صَارِخٌ لَمْ أَسْمَعْ صَارِخًا قَطُّ أَشَدَّ صَوْتًا مِنْهُ , يَقُولُ : يَا جَلِيحْ (7) أَمْرٌ نَجِيحْ , رَجُلٌ فَصِيحْ , يَقُولُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , فَوَثَبَ الْقَوْمُ , فَقُلْتُ : لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَعْلَمَ مَا وَرَاءَ هَذَا , ثُمَّ نَادَى : يَا جَلِيحْ , أَمْرٌ نَجِيحْ , رَجُلٌ فَصِيحْ , يَقُولُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , فَقُمْتُ , فَمَا نَشِبْنَا أَنْ قِيلَ : هَذَا نَبِيٌّ (8) . (9)
_________
(1) قال الألباني في صحيح السيرة ص83 : هذا الرجل هو سواد بن قارب الأزدي ويقال : الدوسي من أهل السراة من جبال ( البلقاء ) له صحبة ووفادة .
(2) أَيْ : أَحْضِرُوهُ إِلَيَّ وَقَرِّبُوهُ مِنِّي .فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 189)
(3) أَيْ : أُلْزِمُك . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 189)
(4) الْمُرَادُ بِهِ الْيَأْس . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 189)
(5) مَعْنَاهُ أَنَّهَا يَئِسَتْ مِنْ اِسْتِرَاق السَّمْع بَعْد أَنْ كَانَتْ قَدْ أَلِفَتْهُ ، فَانْقَلَبَتْ عَنْ الِاسْتِرَاق قَدْ يَئِسَتْ مِنْ السَّمْع .
فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 189)
(6) الْقِلَاص : قَلُوص , وَهِيَ الْفَتِيَّة مِنْ النِّيَاق ، وَالْأَحْلَاس : جَمْع حِلْس , وَهُوَ مَا يُوضَع عَلَى ظُهُور الْإِبِل تَحْت الرَّحْل ، فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 189)
(7) أَيْ : الْوَقِح . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 189)
(8) يُرِيد أَنْ ذَلِكَ كَانَ بِقُرْبِ مَبْعَث النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 189)
(9) ( خ ) 3653 , ( ك ) 4503(4/77)
( 4 ) مَا جَاءَ مِنَ الْأَخْبَارِ الدَّالَّةِ عَلَى نُبُوَّتِهِ - صلى الله عليه وسلم -
( حم مي ك ) , عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنَا عَنْ نَفْسِكَ ؟ ) (1) ( كَيْفَ كَانَ أَوَّلُ شَأْنِكَ ؟ ) (2) ( قَالَ : " نَعَمْ ) (3) ( إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ) (4) ( وَمَكْتُوبٌ فِي أُمِّ الْكِتَابِ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ ) (5) ( وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ , وَسَأُنَبِّئُكُمْ بِأَوَّلِ ذَلِكَ , أَنَا دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ , وَبِشَارَةُ عِيسَى , وَرَأَتْ أُمِّي حِينَ حَمَلَتْ بِي أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَ لَهَا قُصُورَ بُصْرَى (6) مِنْ أَرْضِ الشَّامِ ) (7) ( وَاسْتُرْضِعْتُ ) (8) ( فَكَانَتْ حَاضِنَتِي مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ) (9) ( فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَابْنٌ لَهَا فِي بَهْمٍ (10) لَنَا وَلَمْ نَأْخُذْ مَعَنَا زَادًا ، فَقُلْتُ : يَا أَخِي ، اذْهَبْ فَأْتِنَا بِزَادٍ مِنْ عِنْدِ أُمِّنَا ، فَانْطَلَقَ أَخِي وَمَكَثْتُ عِنْدَ الْبَهْمِ ) (11) ( فَأَتَانِي رَجُلانِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ ) (12) ( بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءَةٍ ثَلْجًا ) (13) ( فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : أَهُوَ هُوَ ؟ ، فَقَالَ الْآخَرُ : نَعَمْ , فَأَخَذَانِي فَبَطَحَانِي لِلْقَفَا , فَشَقَّا بَطْنِي , ثُمَّ اسْتَخْرَجَا قَلْبِي فَشَقَّاهُ ) (14) ( فَاسْتَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَةً (15) سَوْدَاءَ فَطَرَحَاهَا ) (16) ( ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : ائْتِنِي بِمَاءِ ثَلْجٍ ، فَغَسَلَ بِهِ جَوْفِي ، ثُمَّ قَالَ : ائْتِنِي بِمَاءِ بَرَدٍ ، فَغَسَلَ بِهِ قَلْبِي ، ثُمَّ قَالَ : ائْتِنِي بِالسَّكِينَةِ (17) فَذَرَّهَا فِي قَلْبِي ، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : حُصْهُ ، فَحَاصَهُ (18) وَخَتَمَ عَلَيْهِ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ ، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : اجْعَلْهُ فِي كِفَّةٍ , وَاجْعَلْ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِهِ فِي كِفَّةٍ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : فَإِذَا أَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْأَلْفِ فَوْقِي أُشْفِقُ (19) أَنْ يَخِرَّ عَلَيَّ بَعْضُهُمْ ، فَقَالَ : لَوْ أَنَّ أُمَّتَهُ وُزِنَتْ بِهِ لَمَالَ بِهِمْ ، ثُمَّ انْطَلَقَا وَتَرَكَانِي ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : وَفَرِقْتُ (20) فَرَقًا شَدِيدًا ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى أُمِّي فَأَخْبَرْتُهَا بِالَّذِي لَقِيتُ ، فَأَشْفَقَتْ أَنْ يَكُونَ قَدْ الْتَبَسَ بِي ، فَقَالَتْ : أُعِيذُكَ بِاللَّهِ ، فَرَحَلَتْ بَعِيرًا لَهَا فَجَعَلَتْنِي عَلَى الرَّحْلِ وَرَكِبَتْ خَلْفِي حَتَّى بَلَغْنَا إِلَى أُمِّي ، فَقَالَتْ : أَدَّيْتُ أَمَانَتِي وَذِمَّتِي ؟ ، وَحَدَّثَتْهَا بِالَّذِي لَقِيتُ ، فَلَمْ يَرُعْهَا (21) ذَلِكَ وَقَالَتْ : إِنِّي رَأَيْتُ حِينَ خَرَجَ مِنِّي شَيْئًا يَعْنِي : نُورًا أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ ) (22) " (23)
__________
(1) ( ك ) 4174
(2) ( حم ) 17685
(3) الطبقات الكبرى لابن سعد : 341
(4) ( حم ) 17190
(5) مسند الشاميين : 1455
(6) ( بُصْرَى ) مَدِينَة مَعْرُوفَة , بَيْنهَا وَبَيْن دِمَشْق نَحْو ثَلَاث مَرَاحِل ، وَهِيَ مَدِينَة حُورَان , بَيْنهَا وَبَيْن مَكَّة شَهْر .
(7) ( ك ) 4174 , ( حم ) 17190
(8) الطبقات الكبرى لابن سعد : 341
(9) ( حم ) 17685
(10) يعني : غنم .
(11) ( حم ) 17685
(12) الطبقات الكبرى لابن سعد : 341
(13) أخرجه الحافظ ابن كثير في " البداية " ( 2 / 275 )
(14) ( مي ) 13
(15) العلقة : القطعة من الدم الغليظ الجامد .
(16) الطبقات الكبرى لابن سعد : 341
(17) السَّكِينة : الطمأنينة والمهابة والوقار .
(18) حَاصَه : خاطه , قلت : سبحان الله لِلَّهِ هذا من علامات نبوته - صلى الله عليه وسلم - , فإن خياطة العمليات الجراحية لم تُعرف إِلَّا حديثا .ع
(19) أشْفَقَ : خاف .
(20) الفَرَق : الخوف الشديد والفزع .
(21) الرَّوْع : الفزع .
(22) ( مي ) 13 , ( حم ) 17685
(23) صححه الألباني في المشكاة : 5759 ، والصَّحِيحَة : 373 ، 1545 , 1546 ، 1925 , 2529 ، وصحيح السيرة ص16 وما بعدها .(4/78)
( م حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " أَتَى جِبْرِيلُ - عليه السلام - رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ ، فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ ، فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً فَقَالَ : هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ ، ثُمَّ لَأَمَهُ (1) ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ ، وَجَاءَ الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ - يَعْنِي ظِئْرَهُ (2) - فَقَالُوا : إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ ، فَاسْتَقْبَلُوهُ وَهُوَ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ ) (3) ( قَالَ أَنَسٌ : فَلَقَدْ كُنَّا نَرَى أَثَرَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ - صلى الله عليه وسلم - " ) (4)
__________
(1) أَيْ : أغلق الجرح الذي فتحه .
(2) أَيْ : مرضعته .
(3) ( م ) 261 - ( 162 ) , ( حم ) 12243
(4) ( حم ) 12243 , ( م ) 261 - ( 162 )(4/79)
( خ جة ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَعَى الْغَنَمَ " ) (1) ( فَقَالَ أَصحَابُهُ : وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , فَقَالَ : " نَعَمْ ، وَأَنَا كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ (2) لِأَهْلِ مَكَّةَ ) (3) "
__________
(1) ( خ ) 2143
(2) الْقِيرَاط : جُزْء مِنْ الدِّينَار أَوْ الدِّرْهَم .
(3) ( جة ) 2149(4/80)
( م ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنِّي لَأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ (1) قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ , إِنِّي لَأَعْرِفُهُ الْآنَ (2) " (3)
__________
(1) أَيْ : يَقُولُ : ( السَّلَامُ عَلَيْك يَا رَسُولَ اللَّهِ ) كَمَا فِي رِوَايَةٍ . تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 32)
(2) فِيهِ مُعْجِزَة لَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَفِي هَذَا إِثْبَات التَّمْيِيز فِي بَعْض الْجَمَادَات ، وَهُوَ مُوَافِق لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي الْحِجَارَة : { وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ } وَقَوْله تَعَالَى : { وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ } وَفِي هَذِهِ الْآيَة خِلَاف مَشْهُور ، وَالصَّحِيح أَنَّهُ يُسَبِّحُ حَقِيقَة ، وَيَجْعَلُ اللَّه تَعَالَى فِيهِ تَمْيِيزًا بِحَسَبِهِ كَمَا ذَكَرْنَا ، وَمِنْهُ الْحَجَر الَّذِي فَرَّ بِثَوْبِ مُوسَى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَلَام الذِّرَاع الْمَسْمُومَة ، وَمَشْي إِحْدَى الشَّجَرَتَيْنِ إِلَى الْأُخْرَى حِين دَعَاهُمَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَشْبَاه ذَلِكَ . شرح النووي على مسلم - (ج 7 / ص 472)
(3) ( م ) 2277 , ( ت ) 3624(4/81)
( ت ش ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( خَرَجَ أَبُو طَالِبٍ إِلَى الشَّامِ , وَخَرَجَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي أَشْيَاخٍ مِنْ قُرَيْشٍ , فَلَمَّا أَشْرَفُوا عَلَى الرَّاهِبِ هَبَطُوا فَحَلُّوا رِحَالَهُمْ , فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ الرَّاهِبُ ) (1) ( وَهُمْ يَحُلُّونَ رِحَالَهُمْ ) (2) ( - وَكَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ يَمُرُّونَ بِهِ فلَا يَخْرُجُ إِلَيْهِمْ وَلَا يَلْتَفِتُ - فَجَعَلَ الرَّاهِبُ يَتَخَلَّلُهُمْ , حَتَّى جَاءَ فَأَخَذَ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : هَذَا سَيِّدُ الْعَالَمِينَ , هَذَا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ , يَبْعَثُهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ , فَقَالَ لَهُ أَشْيَاخٌ مِنْ قُرَيْشٍ : مَا عِلْمُكَ ؟ , فَقَالَ : إِنَّكُمْ حِينَ أَشْرَفْتُمْ (3) مِنْ الْعَقَبَةِ , لَمْ يَبْقَ شَجَرٌ وَلَا حَجَرٌ إِلَّا خَرَّ سَاجِدًا , وَلَا يَسْجُدَانِ إِلَّا لِنَبِيٍّ , وَإِنِّي أَعْرِفُهُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ أَسْفَلَ مِنْ غُضْرُوفِ كَتِفِهِ مِثْلَ التُّفَّاحَةِ , ثُمَّ رَجَعَ فَصَنَعَ لَهُمْ طَعَامًا , فَلَمَّا أَتَاهُمْ بِهِ وَكَانَ هُوَ فِي رِعْيَةِ الْإِبِلِ قَالَ : أَرْسِلُوا إِلَيْهِ , فَأَقْبَلَ وَعَلَيْهِ غَمَامَةٌ تُظِلُّهُ فَلَمَّا دَنَا مِنْ الْقَوْمِ وَجَدَهُمْ قَدْ سَبَقُوهُ إِلَى فَيْءِ الشَّجَرَةِ , فَلَمَّا جَلَسَ مَالَ فَيْءُ الشَّجَرَةِ عَلَيْهِ , فَقَالَ : انْظُرُوا إِلَى فَيْءِ الشَّجَرَةِ مَالَ عَلَيْهِ , قَالَ : فَبَيْنَمَا الرَّاهِبُ قَائِمٌ عَلَيْهِمْ يُنَاشِدُهُمْ أَنْ لَا يَذْهَبُوا بِهِ إِلَى الرُّومِ , فَإِنَّ الرُّومَ إِذَا رَأَوْهُ عَرَفُوهُ بِالصِّفَةِ فَيَقْتُلُونَهُ , فَالْتَفَتَ فَإِذَا بِسَبْعَةٍ قَدْ أَقْبَلُوا مِنْ الرُّومِ فَاسْتَقْبَلَهُمْ , فَقَالَ : مَا جَاءَ بِكُمْ ؟ , قَالُوا : جَاءَنَا أَنَّ هَذَا النَّبِيَّ خَارِجٌ فِي هَذَا الشَّهْرِ , فَلَمْ يَبْقَ طَرِيقٌ إِلَّا بُعِثَ إِلَيْهِ بِأُنَاسٍ , وَإِنَّا إذْ أُخْبِرْنَا خَبَرَهُ بُعِثْنَا إِلَى طَرِيقِكَ هَذَا , فَقَالَ : هَلْ خَلْفَكُمْ أَحَدٌ هُوَ خَيْرٌ مِنْكُمْ ؟ , فَقَالُوا : إِنَّمَا أُخْبِرْنَا خَبَرَهُ بِطَرِيقِكَ هَذَا , قَالَ : أَفَرَأَيْتُمْ أَمْرًا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَقْضِيَهُ , هَلْ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنْ النَّاسِ رَدَّهُ ؟ , قَالُوا : لَا , قَالَ : فَبَايَعُوهُ وَأَقَامُوا مَعَهُ , فَقَالَ : أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ أَيُّكُمْ وَلِيُّهُ ؟ , فَقَالُوا : أَبُو طَالِبٍ , فَلَمْ يَزَلْ يُنَاشِدُهُ حَتَّى رَدَّهُ أَبُو طَالِبٍ ) (4) .
__________
(1) ( ت ) 3620
(2) ( ش ) 36541 , ( ك ) 4229
(3) ( أَشْرَفَ ) عَلَا وَارْتَفَعَ .
(4) ( ت ) 3620 , ( ش ) 36541 , ( ك ) 4229 , انظر صحيح السيرة ص29
وقال الألباني فيها : وفيه من الغرائب أنه من مرسلات الصحابة , فإن أبا موسى الأشعري إنما قدم في سنة خيبر سنة سبع من الهجرة فهو مرسل , فإن هذه القصة كانت ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من العمر فيما ذكره بعضهم ثنتا عشرة سنة , ولعل أبا موسى تلقاه من النبي - صلى الله عليه وسلم - أو من بعض كبار الصحابة - رضي الله عنهم - , أو كان هذا مشهورا مذكورا أخذه من طريق الاستفاضة . أ . هـ(4/82)
( خ م حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - - وَذَكَرَ بِنَاءَ الْكَعْبَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ (1) - قَالَ :
( فَهَدَمَتْهَا قُرَيْشٌ , وَجَعَلُوا يَبْنُونَهَا بِحِجَارَةِ الْوَادِي ) (2) ( وَكَانَ النَّاسُ يَنْقُلُونَ الْحِجَارَةَ عَلَى رِقَابِهِمْ , وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَنْقُلُ مَعَهُمْ ) (3) ( فَقَالَ لَهُ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ : يَا ابْنَ أَخِي , لَوْ حَلَلْتَ إِزَارَكَ (4) فَجَعَلْتَهُ عَلَى مَنْكِبَيْكَ (5) ) (6) ( يَقِيكَ (7) مِنْ الْحِجَارَةِ ) (8) ( قَالَ : " فَحَلَّهُ فَجَعَلَهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ , فَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ ) (9) ( ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ : إِزَارِي , إِزَارِي , فَشَدَّ عَلَيْهِ إِزَارَهُ ) (10) ( فَمَا رُئِيَ بَعْدَ ذَلِكَ عُرْيَانًا - صلى الله عليه وسلم - (11) ) (12) "
__________
(1) هَذَا الْحَدِيث مُرْسَل صَحَابِيّ وَالْعُلَمَاء مِنْ الطَّوَائِف مُتَّفِقُونَ عَلَى الِاحْتِجَاج بِمُرْسَلِ الصَّحَابِيّ , إِلَّا مَا اِنْفَرَدَ بِهِ الْأُسْتَاذ أَبُو إِسْحَاق الْإِسْفَرَايِينِيّ مِنْ أَنَّهُ لَا يُحْتَجّ بِهِ ، وَسُمِّيَتْ الْكَعْبَة كَعْبَة لِعُلُوِّهَا وَارْتِفَاعهَا ، وَقِيلَ : لِاسْتِدَارَتِهَا وَعُلُوّهَا . شرح النووي على مسلم - (ج 2 / ص 53)
(2) ( حم ) 23851 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده قوي .
(3) ( حم ) 23845 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده قوي .
(4) الإزار : ثوب يحيط بالنصف الأسفل من البدن .
(5) المنكب : مُجْتَمَع رأس الكتف والعضد .
(6) ( خ ) 357 , ( م ) 340
(7) أَيْ : يحفظك .
(8) ( خ ) 3617
(9) ( خ ) 357 , ( م ) 340
(10) ( خ ) 3617 , ( م ) 340
(11) فِيهِ أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مَصُونًا عَمَّا يُسْتَقْبَح قَبْل الْبَعْثَة وَبَعْدهَا , وَفِيهِ النَّهْي عَنْ التَّعَرِّي بِحَضْرَةِ النَّاس . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 64)
(12) ( خ ) 357 , ( م ) 340(4/83)
( ك ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
كَانَ أَبُو طَالِبٍ يُعَالِجُ زَمْزَمَ ، وَكَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِمَنْ يَنْقُلُ الْحِجَارَةَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِزَارَهُ فَتَعَرَّى وَاتَّقَى بِهِ الْحَجَرَ فَغُشِيَ عَلَيْهِ ، فَقِيلَ لأَبِي طَالِبٍ : أَدْرِكِ ابْنَكَ فَقَدْ غُشِيَ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا أَفَاقَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ غَشْيَتِهِ سَأَلَهُ أَبُو طَالِبٍ عَنْ غَشْيَتِهِ ، فَقَالَ : " أَتَانِي آتٍ عَلَيْهِ ثِيَابٌ بِيضٌ فَقَالَ لِي : اسْتَتِرْ " فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ مَا رَآهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ النُّبُوَّةِ أَنْ قِيلَ لَهُ : اسْتَتِرْ ، فَمَا رُؤِيَتْ عَوْرَتُهُ مِنْ يوْمَئِذٍ . (1)
__________
(1) ( ك ) 7356 , انظر الصَّحِيحَة : 2378(4/84)
( 5 ) مَا جَاءَ فِي رَجَاحَةِ عَقْلِهِ وَسَلَامَةِ فِطْرَتِهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ دَنَسِ الشِّرْك
( حم ) , وعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ :
حَدَّثَنِي جَارٌ لِخَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ ك أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَقُولُ لِخَدِيجَةَ : " أَيْ خَدِيجَةُ , وَاللَّهِ لَا أَعْبُدُ اللَّاتَ أَبَدًا , وَاللَّهِ لَا أَعْبُدُ الْعُزَّى أَبَدًا " , قَالَ : فَتَقُولُ خَدِيجَةُ : خَلِّ اللَّاتَ , خَلِّ الْعُزَّى , قَالَ : وَكَانَتْ صَنَمَهُمْ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ ثُمَّ يَضْطَجِعُونَ . (1)
__________
(1) ( حم ) 17976 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/85)
( ك ) , وَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍب، عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
كَانَ صَنَمٌ مِنْ نُحَاسٍ يُقَالُ لَهُ : إِسَافٌ أَوْ نَائِلَةُ ، يَتَمَسَّحُ بِهِ الْمُشْرِكُونَ إِذَا طَافُوا ، فَطَافَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَطُفْتُ مَعَهُ ، فَلَمَّا مَرَرْتُ مَسَحْتُ بِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا تَمَسَّهُ " ، قَالَ زَيْدٌ فَطُفْتُ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : لأَمَسَّنَّهُ حَتَّى أَنْظُرَ مَا يَكُونُ ، فَمَسَحْتُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَلَمْ تُنْهَ ؟ " ، قَالَ زَيْدٌ : فَوَالَّذِي أَكْرَمَهُ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ ، مَا اسْتَلَمَ صَنَمًا حَتَّى أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِالَّذِي أَكْرَمَهُ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ " (1)
__________
(1) , ( ك ) 4956 , ( ن ) 8188 , وصححه الألباني في صحيح السيرة ص32(4/86)
( خ م حم ) , وَعَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( أَضْلَلْتُ بَعِيرًا لِي فَذَهَبْتُ أَطْلُبُهُ يَوْمَ عَرَفَةَ , " فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( قَبْلَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَوَاقِفٌ عَلَى بَعِيرٍ لَهُ بِعَرَفَاتٍ مَعَ النَّاسِ حَتَّى يَدْفَعَ مَعَهُمْ " ) (2) ( فَقُلْتُ : وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا لَمِنْ الْحُمْسِ , فَمَا شَأْنُهُ هَاهُنَا ؟ ) (3) ( - تَوْفِيقًا مِنْ اللَّهِ لَهُ - ) (4) .
__________
(1) ( خ ) 1581
(2) ( حم ) 16803 , ( خ ) 1581 , انظر صحيح السيرة ص33 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(3) ( م ) 153 - ( 1220 ) , ( خ ) 1581 , ( س ) 3013
(4) ( حم ) 16803(4/87)
( حم ) , وَعَنْ السَّائِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه - قَالَ :
كُنْتُ فِيمَنْ يَبْنِي الْكَعْبَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , وَلِي حَجَرٌ أَنَا نَحَتُّهُ بِيَدَيَّ أَعْبُدُهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى , فَأَجِيءُ بِاللَّبَنِ الْخَاثِرِ (1) الَّذِي أَنْفَسُهُ عَلَى نَفْسِي (2) فَأَصُبُّهُ عَلَيْهِ , فَيَجِيءُ الْكَلْبُ فَيَلْحَسُهُ , ثُمَّ يَشْغَرُ (3) فَيَبُولُ , فَبَنَيْنَا (4) حَتَّى بَلَغْنَا مَوْضِعَ الْحَجَرِ , وَمَا يَرَى الْحَجَرَ أَحَدٌ , فَإِذَا هُوَ وَسْطَ حِجَارَتِنَا مِثْلَ رَأْسِ الرَّجُلِ يَكَادُ يَتَرَاءَى مِنْهُ وَجْهُ الرَّجُلِ , فَقَالَ بَطْنٌ مِنْ قُرَيْشٍ : نَحْنُ نَضَعُهُ , وَقَالَ آخَرُونَ : نَحْنُ نَضَعُهُ , فَقَالُوا : اجْعَلُوا بَيْنَكُمْ حَكَمًا , فَقَالُوا : أَوَّلَ رَجُلٍ يَطْلُعُ مِنْ الْفَجِّ , فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا : أَتَاكُمْ الْأَمِينُ , فَقَالُوا لَهُ (5) " فَوَضَعَهُ فِي ثَوْبٍ , ثُمَّ دَعَا بُطُونَهُمْ فَأَخَذُوا بِنَوَاحِيهِ مَعَهُ , فَوَضَعَهُ هُوَ - صلى الله عليه وسلم - " (6)
__________
(1) أَيْ : الرائب .
(2) أَيْ : أرغب به عن نفسي .
(3) شَغَرَ الكلبُ : رفع إِحدى رجليه ليبول . لسان العرب - (ج 4 / ص 417)
(4) أَيْ : الكعبة .
(5) أَيْ : أخبروه بما يريدون أن يحكم بينهم بصدده .
(6) ( حم ) 15542 , انظر صحح السيرة ص 45 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/88)
( طح ) , وَعَنْ محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي قَالَ :
كان بين الحسين بن عليبوبين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان منازعة في مال كان بينهما بذي المروة ، فكان الوليد يتحامل على الحسين بن علي بسلطانه في حقه ، فقال الحسين بن علي : أحلف بالله لتنصفني من حقي ، أو لآخذن سيفي ثم لأقومن في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم لأدعون بحلف الفضول (1) فقال عبد الله بن الزبير - وهو عند الوليد - حين قال الحسين ما قال : وأنا أحلف بالله لئن دعا بها لآخذن سيفي ولأقومن عنده ومعه حتى يُنصَفَ من حقه أو نموت جميعا ، وبلغت المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري فقال مثل ذلك وبلغت عبد الرحمن بن عثمان بن عبد الله التيمي فقال مثل ذلك ، فلما بلغ ذلك الوليد بن عتبة أنصف الحسين من حقه حتى رضي . (2)
__________
(1) كَانَ حِلْفهمْ أَنْ لَا يُعِين ظَالِم مَظْلُومًا بِمَكَّة ،وَذَكَرَوا فِي سَبَب ذَلِكَ أَشْيَاء مُخْتَلِفَة مُحَصِّلهَا أَنَّ الْقَادِم مِنْ أَهْل الْبِلَاد كَانَ يَقْدَم مَكَّة فَرُبَّمَا ظَلَمَهُ بَعْض أَهْلهَا , فَيَشْكُوهُ إِلَى مَنْ بِهَا مِنْ الْقَبَائِل فَلَا يُفِيد ، فَاجْتَمَعَ بَعْض مَنْ كَانَ يَكْرَه الظُّلْم وَيَسْتَقْبِحهُ إِلَى أَنْ عَقَدُوا الْحِلْف ، وَظَهَرَ الْإِسْلَام وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 7 / ص 136)
(2) ( طح ) 5971 , وصححه الألباني في صحيح السيرة ص36(4/89)
( 2 ) سِيرَتُهُ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ الْبِعْثَة
( 1 ) الْمُدَّةُ الَّتِي قَضَاهَا - صلى الله عليه وسلم - فِي الدَّعْوَةِ إِلَى اللَّه
( خ م ) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( " أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ , فَمَكَثَ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً , ثُمَّ أُمِرَ بِالْهِجْرَةِ , فَهَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَمَكَثَ بِهَا عَشْرَ سِنِينَ , ثُمَّ تُوُفِّيَ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ " ) (2)
__________
(1) ( خ ) 3638
(2) ( خ ) 3689 , ( م ) 117 - ( 2351 ) , ( ت ) 3621 , ( حم ) 2017(4/90)
( 2 ) طَرِيقَةُ بَدْءِ الْوَحْيِ إِلَيْهِ - صلى الله عليه وسلم -
( خ م ت ) , عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" ( كَانَ أَوَّلَ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ الْوَحْيِ : الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ ، فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ (1) ) (2) ( فَمَكَثَ عَلَى ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ , ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلْوَةُ , فَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَخْلُوَ (3) ) (4) ( فَكَانَ يَلْحَقُ بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ (5) فِيهِ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ ) (6) ( فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا (7) حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ (8) ) (9) ( وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ : إقْرَأْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا أَنَا بِقَارِئٍ (10) " , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي (11) حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ (12) ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ : إقْرَأْ ، قُلْتُ : " مَا أَنَا بِقَارِئٍ " ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ : إقْرَأْ , قُلْتُ : " مَا أَنَا بِقَارِئٍ " ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ : { إقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ , الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ، عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } (13) ) (14) (فَرَجَعَ بِهَا (15) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَرْجُفُ فُؤَادُهُ ، فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ ك ) (16) ( فَقَالَ : زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي ، فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ (17) فَقَالَ لِخَدِيجَةَ : أَيْ خَدِيجَةُ مَا لِي ؟ ، لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي , وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ ، فَقَالَتْ خَدِيجَةُ : كَلَّا وَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا ، فَوَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ (18) وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ (19) وَتَقْرِي الضَّيْفَ (20) وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ (21) فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ أَخِي أَبِيهَا ، وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ (22) فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعَرَبِيَّ ) (23) ( وَيَقْرَأُ الْإِنْجِيلَ بِالْعَرَبِيَّةِ (24) ) (25) ( وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ ، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ : يَا ابْنَ عَمِّ ، اسْمَعْ مِنْ ابْنِ أَخِيكَ ، فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ : يَا ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى ؟ ، فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَبَرَ مَا رَأَى ، فَقَالَ وَرَقَةُ : هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي ) (26) ( نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى (27) ) (28) ( يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا (29) لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ (30) ؟ " فَقَالَ وَرَقَةُ : نَعَمْ ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ (31) وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا (32) ) (33) ( ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ (34) وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ ) (35) ( وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً , حَتَّى حَزِنَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (36) ( حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ , فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ مِنْهُ نَفْسَهُ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ , إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا , فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ ، وَتَقِرُّ نَفْسُهُ فَيَرْجِعُ , فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ ، فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ (37) ) (38) "
__________
(1) الْمُرَادُ بِفَلَقِ الصُّبْحِ ضِيَاؤُهُ , وَعَبَّرَ بِهِ لِأَنَّ شَمْسَ النُّبُوَّةِ قَدْ كَانَتْ مَبَادِئُ أَنْوَارِهَا الرُّؤْيَا , إِلَى أَنْ ظَهَرَتْ أَشِعَّتُهَا وَتَمَّ نُورُهَا . تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 40)
وروى ( أبو نعيم في الدلائل ) عن علقمة بن قيس قال : إن أول ما يؤتى به الأنبياء في المنام حتى تهدأ قلوبهم , ثم ينزل الوحي بعد . صححه الألباني في صحيح السيرة ص87
(2) ( م ) 160 , ( خ ) 4671
(3) السِّرُّ فِيهِ أَنَّ الْخَلْوَةَ فَرَاغُ الْقَلْبِ لِمَا يَتَوَجَّهُ لَهُ . تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 40)
(4) ( ت ) 3632 , ( خ ) 4671
(5) هِيَ بِمَعْنَى يَتَحَنَّفُ ، أَيْ: يَتَّبِعُ الْحَنِفِيَّةَ وَهِيَ دِينُ إِبْرَاهِيمَ ، وَالْفَاءُ تُبْدَلُ ثَاءً فِي كَثِيرٍ مِنْ كَلَامِهِمْ ، وَقَدْ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ ابْنِ هِشَامٍ فِي السِّيرَةِ " يَتَحَنَّفُ " ( فتح - ح3)
(6) ( خ ) 4671 , ( م ) 160
(7) أَيْ : اللَّيَالِي , وَالتَّزَوُّد اِسْتِصْحَاب الزَّاد . ( فتح - ح3)
(8) أَيْ : الْأَمْر الْحَقّ ، وَسُمِّيَ حَقًّا لِأَنَّهُ وَحْي مِنْ اللَّه تَعَالَى . ( فتح - ح3)
(9) ( خ )3 , ( م ) 160
(10) أَيْ : مَا أُحْسِنُ الْقِرَاءَةَ .( فتح - ح3)
(11) أَيْ : ضَمَّنِي وَعَصَرَنِي ، وَالْغَطُّ : حَبْسُ النَّفَسِ ، وَمِنْهُ غَطَّهُ فِي الْمَاءِ . ( فتح - ح3)
(12) أَيْ : بَلَغَ الْغَطُّ مِنِّي غَايَةَ وُسْعِي .( فتح - ح3)
(13) سورة العلق آية : 1-5 .
(14) ( خ ) 4671 , ( م ) 160
(15) أَيْ بِالْآيَاتِ أَوْ بِالْقِصَّةِ . فتح الباري لابن حجر - ( ح3)
(16) ( خ )3 , ( م ) 160
(17) أَيْ : لَفُّوهُ , وَالرَّوْع بِالْفَتْحِ الْفَزَع . فتح الباري لابن حجر - ( ح3)
(18) ( الْكَلُّ ) بِفَتْحِ الْكَافِ : هُوَ مَنْ لَا يَسْتَقِلُّ بِأَمْرِهِ , كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَم لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ } [النحل/76] .
(19) أَيِ : الْفَقِيرُ ، وَالْكَسْبُ هُوَ الِاسْتِفَادَةُ ، فَكَأَنَّهَا قَالَتْ : إِذَا رَغِبَ غَيْرُكَ أَنْ يَسْتَفِيدَ مَالًا مَوْجُودًا , رَغِبْتَ أَنْتَ أَنْ تَسْتَفِيدَ رَجُلًا عَاجِزًا فَتُعَاوِنَهُ .
(20) أَيْ : تُكرمه .
(21) قَوْلُهَا " وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ " هِيَ كَلِمَةٌ جَامِعَةٌ لِأَفْرَادِ مَا تَقَدَّمَ وَلِمَا لَمْ يَتَقَدَّمْ .
(22) أَيْ: صَارَ نَصْرَانِيًّا ، وَكَانَ قَدْ خَرَجَ هُوَ وَزَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ لَمَّا كَرِهَا عِبَادَةَ الْأَوْثَانِ إِلَى الشَّامِ وَغَيْرِهَا يَسْأَلُونَ عَنِ الدِّينِ ، فَأَمَّا وَرَقَةُ فَأَعْجَبَهُ دِينُ النَّصْرَانِيَّةِ فَتَنَصَّرَ، وَكَانَ لَقِيَ مَنْ بَقِيَ مِنَ الرُّهْبَانِ عَلَى دِينِ عِيسَى وَلَمْ يُبَدِّلْ ، وَلِهَذَا أَخْبَرَ بِشَأْنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَالْبِشَارَةِ بِهِ , إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا أَفْسَدَهُ أَهْلُ التَّبْدِيلِ . فتح الباري لابن حجر - ( ح3)
(23) ( خ ) 4671
(24) قَوْله : ( فَكَانَ يَكْتُب الْكِتَاب الْعِبْرَانِيّ فَيَكْتُب مِنْ الْإِنْجِيل بِالْعِبْرَانِيَّةِ ) , وَفِي رِوَايَة يُونُس وَمَعْمَر : ( وَيَكْتُب مِنْ الْإِنْجِيل بِالْعَرَبِيَّةِ ) , وَلِمُسْلِمٍ : ( فَكَانَ يَكْتُب الْكِتَاب الْعَرَبِيّ ) , وَالْجَمِيع صَحِيح ؛ لِأَنَّ وَرَقَة تَعَلَّمَ اللِّسَان الْعِبْرَانِيّ وَالْكِتَابَة الْعِبْرَانِيَّة , فَكَانَ يَكْتُب الْكِتَاب الْعِبْرَانِيّ كَمَا كَانَ يَكْتُب الْكِتَاب الْعَرَبِيّ ، لِتَمَكُّنِهِ مِنْ الْكِتَابَيْنِ وَاللِّسَانَيْنِ . فتح الباري ( ح3)
(25) ( خ ) 3212
(26) ( خ ) 4671
(27) أَشَارَ بِقَوْلِهِ " هَذَا " إِلَى الْمَلَكِ الَّذِي ذَكَرَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي خَبَرِهِ ، وَالنَّامُوسُ: صَاحِبُ السِّرِّ كَمَا جَزَمَ بِهِ الْمُؤَلِّفُ فِي أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالْمُرَادُ بِالنَّامُوسِ هُنَا جِبْرِيلُ × ، وَقَوْلُهُ " عَلَى مُوسَى " وَلَمْ يَقُلْ عَلَى عِيسَى مَعَ كَوْنِهِ نَصْرَانِيًّا لِأَنَّ كِتَابَ مُوسَى × مُشْتَمِلٌ عَلَى أَكْثَرِ الْأَحْكَامِ بِخِلَافِ عِيسَى ، وَكَذَلِكَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - , أَوْ لِأَنَّ مُوسَى بُعِثَ بِالنِّقْمَةِ عَلَى فِرْعَوْنَ وَمَنْ مَعَهُ ، بِخِلَافِ عِيسَى ، كَذَلِكَ وَقَعَتِ النِّقْمَةُ عَلَى يَدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِفِرْعَوْنِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهُوَ أَبُو جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ وَمَنْ مَعَهُ بِبَدْرٍ ، أَوْ قَالَهُ تَحْقِيقًا لِلرِّسَالَةِ , لِأَنَّ نُزُولَ جِبْرِيلَ عَلَى مُوسَى مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بَيْنَ أَهْلِ الْكِتَابِ بِخِلَافِ عِيسَى , فَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْيَهُودِ يُنْكِرُونَ نُبُوَّتَهُ ، وَأَمَّا مَا تَمَحَّلَ لَهُ السُّهَيْلِيُّ مِنْ أَنَّ وَرَقَةَ كَانَ عَلَى اعْتِقَادِ النَّصَارَى فِي عَدَمِ نُبُوَّةِ عِيسَى وَدَعْوَاهُمْ أَنَّهُ أَحَدُ الْأَقَانِيمِ فَهُوَ مُحَالٌ لَا يُعَرَّجُ عَلَيْهِ فِي حَقِّ وَرَقَةَ وَأَشْبَاهِهِ مِمَّنْ لَمْ يَدْخُلْ فِي التَّبْدِيلِ وَلَمْ يَأْخُذْ عَمَّنْ بَدَّلَ , عَلَى أَنَّهُ قَدْ وَرَدَ عِنْدَ الزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ أَنَّ وَرَقَةَ قَالَ : نَامُوسُ عِيسَى ، وَالْأَصَحُّ مَا تَقَدَّمَ ، نَعَمْ فِي دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ لِأَبِي نُعَيْمٍ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ إِلَى هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ أَنَّ خَدِيجَةَ أَوَّلًا أَتَتِ ابْنَ عَمِّهَا وَرَقَةَ فَأَخْبَرَتْهُ الْخَبَرَ فَقَالَ : " لَئِنْ كُنْتِ صَدَقْتِنِي إِنَّهُ لَيَأْتِيهِ نَامُوسُ عِيسَى الَّذِي لَا يُعَلِّمُهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَبْنَاءَهُمْ " . فتح الباري لابن حجر - ( ح3)
(28) ( خ )3
(29) التَّقْدِيرُ: يَا لَيْتَنِي جُعِلْتُ فِيهَا جَذَعًا ، وَالْجَذَعُ هُوَ الصَّغِيرُ مِنَ الْبَهَائِمِ ، وَضَمِيرُ " فِيهَا " يَعُودُ عَلَى أَيَّامِ الدَّعْوَةِ ، كَأَنَّهُ تَمَنَّى أَنْ يَكُونَ عِنْدَ ظُهُورِ الدُّعَاءِ إِلَى الْإِسْلَامِ شَابًّا لِيَكُونَ أَمْكَنَ لِنَصْرِهِ ، وَبِهَذَا يَتَبَيَّنُ سِرُّ وَصْفِهِ بِكَوْنِهِ كَانَ كَبِيرًا أَعْمَى .
(30) اسْتَبْعَدَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُخْرِجُوهُ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِيهِ سَبَب يَقْتَضِي الْإِخْرَاج ، لِمَا اِشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنْ مَكَارِم الْأَخْلَاق الَّتِي تَقَدَّمَ مِنْ خَدِيجَة وَصْفُهَا , وَقَدْ اِسْتَدَلَّ اِبْن الدُّغُنَّة بِمِثْلِ تِلْكَ الْأَوْصَاف عَلَى أَنَّ أَبَا بَكْر لَا يَخْرُج . فتح الباري لابن حجر - ( ح3)
(31) وَفِي رِوَايَة يُونُس فِي التَّفْسِير " إِلَّا أُوذِيَ " , فَذَكَرَ وَرَقَةُ أَنَّ الْعِلَّة فِي ذَلِكَ مَجِيئُهُ لَهُمْ بِالِانْتِقَالِ عَنْ مَأْلُوفهمْ , وَلِأَنَّهُ عَلِمَ مِنْ الْكُتُب أَنَّهُمْ لَا يُجِيبُونَهُ إِلَى ذَلِكَ ، وَأَنَّهُ يَلْزَمهُ لِذَلِكَ مُنَابَذَتهمْ وَمُعَانَدَتهمْ , فَتَنْشَأ الْعَدَاوَة مِنْ ثَمَّ . فتح الباري لابن حجر - ( ح3)
(32) ( مُؤَزَّرًا ) أَيْ : قَوِيًّا , مَأْخُوذ مِنْ الْأَزْر وَهُوَ الْقُوَّة .
(33) ( م ) 160 , ( خ )3
(34) أَيْ : لَمْ يَتَعَلَّق بِشَيْءٍ مِنْ الْأُمُور حَتَّى مَاتَ .
(35) ( خ )3
(36) ( خ ) 4671 , ( حم ) 26001
(37) قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ : مَوَّهَ بَعْض الطَّاعِنِينَ عَلَى الْمُحَدِّثِينَ فَقَالَ : كَيْف يَجُوز لِلنَّبِيِّ أَنْ يُوفِيَ بِذِرْوَةِ جَبَل لِيُلْقِيَ مِنْهَا نَفْسه ؟ , قَالَ : وَالْجَوَاب أَنَّ إِلْقَاء نَفْسه مِنْ رُءُوس الْجِبَال بَعْدَمَا نُبِّئَ , فَلِضَعْفِ قُوَّته عَنْ تَحَمُّل مَا حَمَلَهُ مِنْ أَعْبَاء النُّبُوَّة ، وَخَوْفًا مِمَّا يَحْصُل لَهُ مِنْ الْقِيَام بِهَا مِنْ مُبَايَنَة الْخَلْق جَمِيعًا ، كَمَا يَطْلُب الرَّجُل الرَّاحَة مِنْ غَمٍّ يَنَالهُ فِي الْعَاجِل بِمَا يَكُون فِيهِ زَوَاله عَنْهُ وَلَوْ أَفْضَى إِلَى إِهْلَاك نَفْسه عَاجِلًا ، حَتَّى إِذَا تَفَكَّرَ فِيمَا فِيهِ صَبْرُهُ عَلَى ذَلِكَ مِنْ الْعُقْبَى الْمَحْمُودَةِ صَبَرَ وَاسْتَقَرَّتْ نَفْسه , قُلْت : أَمَّا الْإِرَادَة الْمَذْكُورَة فِي الزِّيَادَة الْأُولَى فَفِي صَرِيح الْخَبَر أَنَّهَا كَانَتْ حُزْنًا عَلَى مَا فَاتَهُ مِنْ الْأَمْر الَّذِي بَشَّرَهُ بِهِ وَرَقَةُ , وَأَمَّا الْإِرَادَة الثَّانِيَة بَعْد أَنْ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيل وَقَالَ لَهُ إِنَّك رَسُول اللَّه حَقًّا فَيَحْتَمِل مَا قَالَهُ ، وَاَلَّذِي يَظْهَر لِي أَنَّهُ بِمَعْنَى الَّذِي قَبْله ، وَأَمَّا الْمَعْنَى الَّذِي ذَكَرَهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ فَوَقَعَ قَبْل ذَلِكَ فِي اِبْتِدَاء مَجِيء جِبْرِيل .فتح الباري(ج 19 / ص 449)
(38) ( خ ) 6581 , ( حم ) 26001(4/91)
( خ م حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ (1) : ) (2) ( جَاوَرْتُ بِحِرَاءٍ شَهْرًا , فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي نَزَلْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ بَطْنَ الْوَادِي (3) فَنُودِيتُ ) (4) ( فَنَظَرْتُ أَمَامِي وَخَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي فَلَمْ أَرَ أَحَدًا , ثُمَّ نُودِيتُ فَنَظَرْتُ , فَلَمْ أَرَ أَحَدًا , ثُمَّ نُودِيتُ فَرَفَعْتُ رَأْسِي ) (5) ( فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ (6) قَاعِدٌ عَلَى كُرْسِيٍّ عَلَى عَرْشٍ (7) بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ) (8) ( فَلَمَّا رَأَيْتُهُ ) (9) ( أَخَذَتْنِي رَجْفَةٌ شَدِيدَةٌ ) (10) ( حَتَّى هَوَيْتُ إِلَى الْأَرْضِ ) (11) ( فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ فَقُلْتُ : دَثِّرُونِي زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي (12) وَصُبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا (13) قَالَ : فَدَثَّرُونِي وَصَبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا ) (14) ( وَأُنْزِلَ عَلَيَّ : { يَأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (15) قُمْ فَأَنْذِرْ (16) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (17) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (18) وَالرُّجْزَ (19) فَاهْجُرْ } ) (20) ( قَالَ : ثُمَّ حَمِيَ الْوَحْيُ (21) وَتَتَابَعَ (22) ) (23) "
__________
(1) ( فَتْرَةِ الْوَحْيِ ) أَيْ : اِحْتِبَاسِ الْوَحْيِ عَنْ النُّزُولِ . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 199)
(2) ( م ) 161 , ( خ ) 4641
(3) أَيْ : صِرْت فِي بَاطِنه . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 289)
(4) ( م ) 161 , ( خ ) 4638
(5) ( م ) 161
(6) هُوَ جَبْرَائِيلُ , حِين أَتَاهُ بِقَوْلِهِ : { اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّك الَّذِي خَلَقَ } ثُمَّ إِنَّهُ حَصَلَ بَعْدَ هَذَا فَتْرَةٌ , ثُمَّ نَزَلَ الْمَلَكُ بَعْدَ هَذَا . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 199)
(7) ( م ) 161
(8) ( خ ) 3066
(9) ( حم ) 15075
(10) ( م ) 161
(11) ( خ ) 3066
(12) ( خ ) 4641 , و( زَمِّلُونِي ) أَيْ : لُفُّونِي ، يُقَالُ : زَمَّلَهُ فِي ثَوْبِهِ إِذَا لَفَّهُ فِيهِ . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 199)
(13) فِيهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَبَّ عَلَى الْفَزِع الْمَاءُ لِيَسْكُنَ فَزَعه . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 289)
(14) ( خ ) 4638 , ( م ) 161
(15) أَيْ : أَيُّهَا النَّبِيُّ الْمُتَدَثِّرُ , وأُدْغِمَتْ التَّاءُ فِي الدَّالِ , أَيْ : الْمُتَلَفِّفُ بِثِيَابِهِ عِنْدَ نُزُولِ الْوَحْيِ عَلَيْهِ , وَإِنَّمَا سَمَّاهُ مُدَّثِّرًا لِقَوْلِهِ > : " دَثَّرُونِي" . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 199)
(16) أَيْ: حَذِّرْ مِنَ الْعَذَابِ مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِكَ . فتح الباري لابن حجر - ( ح4)
(17) أَيْ : عَظِّمْ رَبَّك عَمَّا يَقُولُهُ عَبَدَةُ الْأَوْثَانِ . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 199)
(18) ( وَثِيَابك فَطَهِّرْ ) أَيْ : مِنَ النَّجَاسَةِ ، وَقِيلَ : الثِّيَابُ النَّفْسُ، وَتَطْهِيرُهَا اجْتِنَابُ النَّقَائِصِ .فتح الباري ( ح4)
(19) الرُّجْز هُنَا الْأَوْثَان ، أَيْ : اُتْرُكْ الْأَوْثَانَ وَلَا تَقْرَبْهَا , وَالْمَعْنَى اُتْرُكْ كُلَّ مَا أَوْجَبَ لَك الْعَذَابَ مِنْ الْأَعْمَالِ وَالْأَقْوَالِ , وَعَلَى كُلِّ تَقْدِيرٍ لَا يَلْزَمُ تَلَبُّسُهُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ , كَقَوْلِهِ تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اِتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ } . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 199)
(20) ( خ ) 4640 , ( م ) 161
(21) أَيْ : اِسْتَمَرَّ نُزُوله . فتح الباري لابن حجر - (ج 14 / ص 130)
(22) قال النووي : قَوْل " إِنَّ أَوَّل مَا أُنْزِلَ قَوْله تَعَالَى { يَا أَيّهَا الْمُدَّثِّر } " ضَعِيف بَلْ بَاطِل , وَالصَّوَاب أَنَّ أَوَّل مَا أَنْزَلَ عَلَى الْإِطْلَاق { اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبّك } كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي حَدِيث عَائِشَة رضي الله عنها , وَأَمَّا { يَا أَيّهَا الْمُدَّثِّر } فَكَانَ نُزُولهَا بَعْد فَتْرَة الْوَحْي كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي رِوَايَة الزُّهْرِيّ عَنْ أَبِي سَلَمَة عَنْ جَابِر , وَالدَّلَالَة صَرِيحَة فِيهِ فِي مَوَاضِع , مِنْهَا قَوْله : ( وَهُوَ يُحَدِّث عَنْ فَتْرَة الْوَحْي إِلَى أَنْ قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى : { يَا أَيّهَا الْمُدَّثِّر } , وَمِنْهَا قَوْله - صلى الله عليه وسلم - :
" فَإِذَا الْمَلَك الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءَ " , ثُمَّ قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى { يَا أَيّهَا الْمُدَّثِّر } , وَمِنْهَا قَوْله : " ثُمَّ تَتَابَعَ الْوَحْي " يَعْنِي بَعْد فَتْرَته , فَالصَّوَاب أَنَّ أَوَّل مَا نَزَلَ { اِقْرَأْ } وَأَنَّ أَوَّل مَا نَزَلَ بَعْد فَتْرَة الْوَحْي { يَا أَيّهَا الْمُدَّثِّر } , وَأَمَّا قَوْل مَنْ قَالَ مِنْ الْمُفَسِّرِينَ : أَوَّل مَا نَزَلَ الْفَاتِحَة فَبُطْلَانه أَظْهَر مِنْ أَنْ يُذْكَر , وَاَللَّه أَعْلَم .شرح النووي(ج1ص289)
(23) ( خ ) 4642 , ( م ) 161(4/92)
( خ م ) , وَعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ك (1) قَالَتْ :
سَأَلَ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ - رضي الله عنه - (2) رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ (3) ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ , وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ (4) فَيَفْصِمُ عَنِّي (5) وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ (6) وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلًا (7) فَيُكَلِّمُنِي ، فَأَعِي مَا يَقُولُ (8) قَالَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها - : وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ , فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ (9) عَرَقًا " (10)
__________
(1) قَوْله : ( أُمّ الْمُؤْمِنِينَ ) مَأْخُوذ مِنْ قَوْله تَعَالَى ( وَأَزْوَاجه أُمَّهَاتهمْ ) ( الأحزاب : 6 ) أَيْ : فِي الِاحْتِرَام وَتَحْرِيم نِكَاحهنَّ .فتح الباري لابن حجر - (1 / 27)
(2) هُوَ الْمَخْزُومِيّ ، أَخُو أَبِي جَهْل شَقِيقه ، أَسْلَمَ يَوْم الْفَتْح ، وَكَانَ مِنْ فُضَلَاء الصَّحَابَة ، وَاسْتُشْهِدَ فِي فُتُوح الشَّام . فتح الباري - ( ح2 )
(3) قَالَ الْكَرْمَانِيُّ : لَعَلَّ الْمُرَاد مِنْهُ السُّؤَال عَنْ كَيْفِيَّة اِبْتِدَاء الْوَحْي ، أَوْ عَنْ كَيْفِيَّة ظُهُور الْوَحْي . فتح الباري - ( ح2 )
(4) قَوْله : ( وَهُوَ أَشَدّه عَلَيَّ ) يُفْهَم مِنْهُ أَنَّ الْوَحْي كُلَّه شَدِيد ، وَلَكِنَّ هَذِهِ الصِّفَة أَشَدّهَا ، وَهُوَ وَاضِح ؛ لِأَنَّ الْفَهْم مِنْ كَلَامٍ مِثْلَ الصَّلْصَلَة أَشْكَلُ مِنْ الْفَهْم مِنْ كَلَام الرَّجُل بِالتَّخَاطُبِ الْمَعْهُود . الْفَتْحِ ( ح2 ) .
(5) أَيْ : يُقْلِع وَيَتَجَلَّى مَا يَغْشَانِي ، وَأَصْل الْفَصْم الْقَطْع ، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى ( لَا اِنْفِصَام لَهَا ) . الْفَتْحِ ( ح2 )
(6) أَيْ : وَقَدْ وَعَيْت الْقَوْل الَّذِي جَاءَ بِهِ . الْفَتْحِ ( ح2 )
(7) أَيْ : يَتَصَوَّر لِيَ الْمَلَك رَجُلًا , وَفِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ الْمَلَك يَتَشَكَّل بِشَكْلِ الْبَشَر . الْفَتْحِ ( ح2 )
(8) وَأُورِدَ عَلَى مَا اِقْتَضَاهُ الْحَدِيث - وَهُوَ أَنَّ الْوَحْي مُنْحَصِر فِي الْحَالَتَيْنِ - حَالَات أُخْرَى : إِمَّا مِنْ صِفَة الْوَحْي كَمَجِيئِهِ كَدَوِيِّ النَّحْل ، وَالنَّفْث فِي الرَّوْع ، وَالْإِلْهَام ، وَالرُّؤْيَا الصَّالِحَة ، وَالتَّكْلِيم لَيْلَة الْإِسْرَاء بِلَا وَاسِطَة . وَإِمَّا مِنْ صِفَة حَامِل الْوَحْي كَمَجِيئِهِ فِي صُورَته الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا لَهُ سِتّمِائَةِ جَنَاح ، وَرُؤْيَته عَلَى كُرْسِيّ بَيْن السَّمَاء وَالْأَرْض وَقَدْ سَدَّ الْأُفُق . وَالْجَوَاب مَنْع الْحَصْر فِي الْحَالَتَيْنِ الْمُقَدَّم ذِكْرهمَا وَحَمْلهمَا عَلَى الْغَالِب ، أَوْ حَمْل مَا يُغَايِرهُمَا عَلَى أَنَّهُ وَقَعَ بَعْد السُّؤَال ، أَوْ لَمْ يَتَعَرَّض لِصِفَتَيْ الْمَلَك الْمَذْكُورَتَيْنِ لِنُدُورِهِمَا ، فَقَدْ ثَبَتَ عَنْ عَائِشَة أَنَّهُ لَمْ يَرَهُ كَذَلِكَ إِلَّا مَرَّتَيْنِ أَوْ لَمْ يَأْتِهِ فِي تِلْكَ الْحَالَة بِوَحْيٍ أَوْ أَتَاهُ بِهِ فَكَانَ عَلَى مِثْل صَلْصَلَة الْجَرَس ، فَإِنَّهُ بَيَّنَ بِهَا صِفَة الْوَحْي لَا صِفَة حَامِله . وَأَمَّا فُنُون الْوَحْي فَدَوِيّ النَّحْل لَا يُعَارِض صَلْصَلَة الْجَرَس ؛ لِأَنَّ سَمَاع الدَّوِيّ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْحَاضِرِينَ - كَمَا فِي حَدِيث عُمَر - يُسْمَع عِنْده كَدَوِيِّ النَّحْل وَالصَّلْصَلَة بِالنِّسْبَةِ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَشَبَّهَهُ عُمَر بَدْوِيّ النَّحْل بِالنِّسْبَةِ إِلَى السَّامِعِينَ . فتح الباري - ( ح2 )
(9) مَأْخُوذ مِنْ الْفَصْد وَهُوَ قَطْع الْعِرْق لِإِسَالَةِ الدَّم ، شُبِّهَ جَبِينُه بِالْعِرْقِ الْمَفْصُود مُبَالَغَة فِي كَثْرَة الْعَرَق , وَفِي قَوْلهَا " فِي الْيَوْم الشَّدِيد الْبَرْد " دِلَالَة عَلَى كَثْرَة مُعَانَاة التَّعَب وَالْكَرْب عِنْد نُزُول الْوَحْي ، لِمَا فِيهِ مِنْ مُخَالَفَة الْعَادَة ، وَهُوَ كَثْرَة الْعَرَق فِي شِدَّة الْبَرْد ، فَإِنَّهُ يُشْعِر بِوُجُودِ أَمْر طَارِئ زَائِد عَلَى الطِّبَاع الْبَشَرِيَّة .الْفَتْحِ ( ح2 )
(10) ( خ ) 2 , ( م ) 2333(4/93)
( م ) , عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ نَكَسَ رَأْسَهُ ) (1) ( وَكُرِبَ لِذَلِكَ , وَتَرَبَّدَ وَجْهُهُ (2) ") (3) ( وَنَكَسَ أَصْحَابُهُ رُءُوسَهُمْ ) (4)
__________
(1) ( م ) 89 - ( 2335 )
(2) الرَّبْد تَغَيُّر الْبَيَاض إِلَى السَّوَاد ، وَإِنَّمَا حَصَلَ لَهُ ذَلِكَ لِعِظَمِ مَوْقِع الْوَحْي ،
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْك قَوْلًا ثَقِيلًا } . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 110)
(3) ( م ) 88 - ( 2334 )
(4) ( م ) 89 - ( 2335 )(4/94)
( خ م د حب ) , وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنْتُ إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ - وَكَانَ إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ دَامَ بَصَرُهُ مَفْتُوحَةً عَيْنَاهُ , وَفَرَغَ سَمْعُهُ وَقَلْبُهُ لِمَا يَأْتِيهِ مِنَ اللَّهِ - قَالَ : فَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ ) (2) ( " فَوَقَعَتْ فَخِذُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى فَخِذِي , فَمَا وَجَدْتُ ثِقْلَ شَيْءٍ أَثْقَلَ مِنْ فَخِذِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ فَقَالَ : اكْتُبْ " , فَكَتَبْتُ فِي كَتِفٍ : { لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ..إِلَى آخِرِ الْآيَةِ } " ، فَقَامَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ - وَكَانَ رَجُلًا أَعْمَى لَمَّا سَمِعَ فَضِيلَةَ الْمُجَاهِدِينَ - ) (3) ( فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا ضَرِيرٌ ) (4) ( وَاللَّهِ لَوْ أَسْتَطِيعُ الْجِهَادَ لَجَاهَدْتُ ) (5) ( " فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى رَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - وَفَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي ) (6) ( وَوَجَدْتُ مِنْ ثِقَلِهَا فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ كَمَا وَجَدْتُ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى ) (7) ( حَتَّى خِفْتُ أَنَّ تَرُضَّ فَخِذِي ) (8) ( فَقُلْنَا لِلْأَعْمَى : إِنَّهُ يُنَزَّلُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَخَافَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِهِ , فَبَقِيَ قَائِمًا وَهُوَ يَقُولُ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (9) ( قَالَ زَيْدٌ : " ثُمَّ سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ : اقْرَأْ يَا زَيْدُ " , فَقَرَأْتُ : { لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ } , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : { غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ..الْآيَةَ كُلَّهَا } (10) ") (11)
__________
(1) ( د ) 2507
(2) ( حب ) 4712 , ( يع ) 1583 , انظر صحيح موارد الظمآن : 1450
(3) ( د ) 2507 , ( خ ) 2677
(4) ( خ ) 4318
(5) ( خ ) 4316
(6) ( خ ) 2677
(7) ( د ) 2507
(8) ( خ ) 2677
(9) ( حب ) 4712 , ( يع ) 1583
(10) [النساء/95]
(11) ( د ) 2507 , ( خ ) 4316 , ( م ) 141 - ( 1898 ) , ( ت ) 3033 , ( س ) 3099(4/95)
( حم ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ك قَالَ :
" أُنْزِلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سُورَةُ الْمَائِدَةِ وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَى رَاحِلَتِهِ , فَلَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَحْمِلَهُ فَنَزَلَ عَنْهَا " (1)
__________
(1) ( حم ) 6643 , صححه الألباني في صحيح السيرة ص109(4/96)
( حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" إِنْ كَانَ لَيُوحَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ فَتَضْرِبُ بِجِرَانِهَا (1) " (2)
__________
(1) الجِران : باطن العُنق ، ( فتضرب بجرانها ) أَيْ أن البعير إذا برَك واسْتَراح مدّ عُنُقَه على الأرض .
(2) ( حم ) 24912 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح وهذا سند حسن .(4/97)
بدء الدعوة الجهرية
( خ م ت حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَ :
( " لَمَّا نَزَلَتْ : { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } (1) قَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الصَّفَا ) (2) ( وَوَضَعَ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ فَرَفَعَ مِنْ صَوْتِهِ فَقَالَ : ) (3) ( يَا صَبَاحَاهْ , يَا صَبَاحَاهْ " ) (4) ( فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ ، قَالُوا : مَا لَكَ ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ الْعَدُوَّ يُصَبِّحُكُمْ أَوْ يُمَسِّيكُمْ ) (5) ( أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ ؟ " ، قَالُوا : نَعَمْ , مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلَّا صِدْقًا قَالَ : " فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ) (6) ( - فَعَمَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَخَصَّ - ) (7) ( فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ , أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ النَّارِ , فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنْ اللَّهِ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ) (8) ( يَا بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ ) (9) ( يَا بَنِي مُرَّةَ بن ِكَعْبٍ ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ , يَا بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ , يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ ) (10) ( لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا ) (11) ( يَا بَنِي هَاشِمٍ ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ ) (12) ( لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا ) (13) ( يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ ) (14) ( لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا ) (15) ( فَجَعَلَ يَدْعُو بُطُونَ قُرَيْشٍ بَطْنًا بَطْنًا , يَا بَنِي فُلَانٍ , أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ النَّارِ , حَتَّى انْتَهَى إِلَى فَاطِمَةَ ) (16) ( فَقَالَ يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ , يَا صَفِيَّةُ بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ) (17) ( يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ) (18) ( سَلُونِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمْ ) (19) ( فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا , غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبَلَالِهَا (20) " ) (21) ( فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : ) (22) ( تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ , أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا ؟ , فَنَزَلَتْ : { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ، مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ } إِلَى آخِرِهَا ) (23) .
__________
(1) [الشعراء/214]
(2) ( م ) 350 - ( 205 )
(3) ( ت ) 3186
(4) ( حم ) 2544 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(5) ( خ ) 4523
(6) ( خ ) 4492 , ( م ) 355 - ( 208 )
(7) ( م ) 348 - ( 204 ) , ( ت ) 3185 , ( حم ) 8711
(8) ( ت ) 3185
(9) ( م ) 348 - ( 204 )
(10) ( م ) 348 - ( 204 )
(11) ( خ ) 2602
(12) ( م ) 348 - ( 204 )
(13) ( حم ) 9166 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(14) ( م ) 348 - ( 204 )
(15) ( م ) 351 - ( 206 ) , ( ت ) 3185
(16) ( حم ) 8383 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(17) ( م ) 350 - ( 205 )
(18) ( خ ) 2602 , ( م ) 351 - ( 206 )
(19) ( م ) 350 - ( 205 ) , ( خ ) 3336 , ( ت ) 2310
(20) البِلاَلُ : الماءُ , ومعنى الحديث : سَأصِلُهَا ، شَبّه قَطِيعَتَهَا بالحَرارَةِ تُطْفَأُ بِالماءِ وهذِهِ تُبَرَّدُ بالصِّلَةِ .
(21) ( م ) 348 - ( 204 ) , ( خ ) 2602 , ( ت ) 3185 , ( س ) 3644
(22) ( خ ) 1330
(23) ( خ ) 4492 , ( م ) 355 - ( 208 ) , ( ت ) 3363 , ( حم ) 2544(4/98)
( 3 ) مَا جَاءَ فِي جُحُودِ الْكُفَّارِ بِالدَّعْوَةِ إِلَى اللَّهِ رَغْمَ إقْرَارِهِمْ بِصِدْقِهَا
قَالَ تَعَالَى : { وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا , فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ } (24)
( البيهقي في الدلائل ) , وَعَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
إِنَّ أَوَّلَ يَوْمٍ عَرَفْتُ فِيهِ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنِّي كُنْتُ أَمْشِي أَنَا وَأَبُو جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ فِي بَعْضِ أَزِقَّةِ مَكَّةَ ، إِذْ لَقِينَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لأَبِي جَهْلٍ : " يَا أَبَا الْحَكَمِ ، هَلُمَّ إِلَى اللَّهِ - عز وجل - وَإِلَى رَسُولِهِ , أَدْعُوكَ إِلَى اللَّهِ " ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ : يَا مُحَمَّدُ ، هَلْ أَنْتَ مُنْتَهٍ عَنْ سَبِّ آلِهَتِنَا ؟ ، هَلْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ نَشْهَدَ أَنْ قَدْ بَلَّغْتَ ، فَنَحْنُ نَشْهَدُ أَنْ قَدْ بَلَّغْتَ ، فَوَاللَّهِ لَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ مَا تَقُولُ حَقٌّ مَا اتَّبَعْتُكَ " , فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " , وَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ : وَاللَّهِ إِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّ مَا يَقُولُ حَقًّا ، وَلَكِنَّ بَنِي قُصَيٍّ قَالُوا : فِينَا الْحِجَابَةُ ، فَقُلْنَا : نَعَمْ ، فَقَالُوا : فِينَا النَّدْوَةُ ، فَقُلْنَا : نَعَمْ ثُمَّ قَالُوا : فِينَا اللِّوَاءُ (25) فَقُلْنَا : نَعَمْ ، ثُمَّ قَالُوا : فِينَا السِّقَايَةُ (26) فَقُلْنَا : نَعَمْ ، ثُمَّ أَطْعَمُوا وَأَطْعَمْنَا حَتَّى إِذَا تَحَاكَّتِ الرُّكَبُ قَالُوا : مِنَّا نَبِيٌّ ؟ ، وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُ " (27)
------------------
(24) [النمل/14]
(25) اللواء : العَلَم وهو دون الراية .
(26) السقاية : سقاية الحاج : وهي سقيهم الحاج ماء به زبيب ونحوه .
(27) دلائل النبوة للبيهقي : 512 , ( ش ) 35829 , صححه الألباني في صحيح السيرة ص162(4/99)
( ك ) , وَعَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ أَبُو جَهْلٍ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : قَدْ نَعْلَمُ يَا مُحَمَّدُ أَنَّكَ تَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ ، وَإِنَّا لَا نُكَذِّبُكَ , وَلَكِنْ نُكَذِّبُ بِمَا جِئْتَ بِهِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ } (1) " (2)
__________
(1) [الأنعام/33]
(2) ( ك ) 3230 , ( ت ) 3064 , انظر صحيح السيرة ص203(4/100)
( 4 ) قِلَّةُ عَدَدِ مَنْ أَسْلَمَ فِي بِدَايَةِ الدَّعْوَة
( ابن جرير ) , عَنْ عَفِيفٍ الكندي - رضي الله عنه - قَالَ :
جِئْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِلَى مَكَّةَ ، فَنَزَلْتُ عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - رضي الله عنه - ، قَالَ : فَلَمَّا طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَحَلَّقَتْ فِي السَّمَاءِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْكَعْبَةِ ، أَقْبَلَ شَابٌّ فَرَمَى بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ فَقَامَ مُسْتَقْبِلَهَا ، فَلَمْ يَلْبَثْ حَتَّى جَاءَ غُلامٌ فَقَامَ عَنْ يَمِينِهِ ، فَلَمْ يَلْبَثْ حَتَّى جَاءَتِ امْرَأَةٌ فَقَامَتْ خَلْفَهُمَا فَرَكَعَ الشَّابُّ ، فَرَكَعَ الْغُلامُ وَالْمَرْأَةُ ، فَرَفَعَ الشَّابُّ ، فَرَفَعَ الْغُلامُ وَالْمَرْأَةُ ، فَخَرَّ الشَّابُّ سَاجِدًا ، فَسَجَدَا مَعَهُ ، فَقُلْتُ : يَا عَبَّاسُ ، أَمْرٌ عَظِيمٌ ، فَقَالَ : أَمْرٌ عَظِيمٌ ، أَتَدْرِي مَنْ هَذَا ؟ , قُلْتُ : لَا ، قَالَ : هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ابْنُ أَخِي ، أَتَدْرِي مَنْ هَذَا مَعَهُ ؟ , قُلْتُ : لَا ، قَالَ : هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ابْنُ أَخِي ، أَتَدْرِي مَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ الَّتِي خَلْفَهُمَا ؟ , قُلْتُ : لَا ، قَالَ : هَذِهِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ زَوْجَةُ ابْنِ أَخِي ، وَهَذَا حَدَّثَنِي أَنَّ رَبَّكَ رَبُّ السَّمَاءِ أَمَرَهُمْ بِهَذَا الَّذِي تَرَاهُمْ عَلَيْهِ ، وَايْمُ اللَّهِ (3) مَا أَعْلَمُ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ كُلِّهَا أَحَدًا عَلَى هَذَا الدِّينِ غَيْرَ هَؤُلَاءِ الثَلَاثَةِ " (4)
---------------
(3) ( وَايْمُ اللَّهِ ) أي : وَاللهِ .
(4) صححه الألباني في صحيح السيرة ص116(4/101)
( خ ) , وَعَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَا مَعَهُ إِلَّا خَمْسَةُ أَعْبُدٍ وَامْرَأَتَانِ وَأَبُو بَكْرٍ " (1)
__________
(1) ( خ ) 3460 , 3644(4/102)
( م جة ) , وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - سِتَّةَ نَفَرٍ : ) (1) ( أَنَا , وَابْنُ مَسْعُودٍ , وَصُهَيْبٌ , وَعَمَّارٌ , وَالْمِقْدَادُ , وَبِلَالٌ ) (2) ( فَجَاءَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ وَعُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ , فَوَجَدَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَاعِدًا فِي نَاسٍ مِنْ الضُّعَفَاءِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ , فَلَمَّا رَأَوْهُمْ حَوْلَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حَقَرُوهُمْ , فَأَتَوْهُ فَخَلَوْا بِهِ وَقَالُوا : إِنَّا نُرِيدُ أَنْ تَجْعَلَ لَنَا مِنْكَ مَجْلِسًا تَعْرِفُ لَنَا بِهِ الْعَرَبُ فَضْلَنَا , فَإِنَّ وُفُودَ الْعَرَبِ تَأْتِيكَ , فَنَسْتَحْيِي أَنْ تَرَانَا الْعَرَبُ مَعَ هَذِهِ الْأَعْبُدِ , فَإِذَا نَحْنُ جِئْنَاكَ فَأَقِمْهُمْ عَنْكَ , فَإِذَا نَحْنُ فَرَغْنَا فَاقْعُدْ مَعَهُمْ إِنْ شِئْتَ , قَالَ : " نَعَمْ " , قَالُوا : فَاكْتُبْ لَنَا عَلَيْكَ كِتَابًا , " فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِصَحِيفَةٍ وَدَعَا عَلِيًّا لِيَكْتُبَ " - وَنَحْنُ قُعُودٌ فِي نَاحِيَةٍ - فَنَزَلَ جِبْرَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ : { وَلَا تَطْرُدْ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ , مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنْ الظَّالِمِينَ } (3) ثُمَّ ذَكَرَ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ وَعُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ فَقَالَ : { وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا ؟ , أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ؟ } (4) ثُمَّ قَالَ : { وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ , كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ , أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (5) قَالَ : فَدَنَوْنَا مِنْهُ حَتَّى وَضَعْنَا رُكَبَنَا عَلَى رُكْبَتِهِ , " وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَجْلِسُ مَعَنَا , فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ قَامَ وَتَرَكَنَا " , فَأَنْزَلَ اللَّهُ : { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ , وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ } (6) وَلَا تُجَالِسْ الْأَشْرَافَ { تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا , وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ } يَعْنِي : عُيَيْنَةَ وَالْأَقْرَعَ { وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } (7) قَالَ أَمْرُ عُيَيْنَةَ وَالْأَقْرَعِ , قَالَ : { فُرُطًا } هَلَاكًا , ثُمَّ ضَرَبَ لَهُمْ مَثَلَ الرَّجُلَيْنِ وَمَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا , قَالَ : فَكُنَّا نَقْعُدُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَإِذَا بَلَغْنَا السَّاعَةَ الَّتِي يَقُومُ فِيهَا قُمْنَا وَتَرَكْنَاهُ حَتَّى يَقُومَ ) (8) . (9)
__________
(1) ( م ) 46 - ( 2413 )
(2) ( جة ) 4128 , ( م ) 46 - ( 2413 )
(3) [الأنعام 52]
(4) [الأنعام 53]
(5) [الأنعام/54]
(6) [الكهف/28]
(7) [الكهف/28]
(8) ( جة ) 4127 , 4128 , ( م ) 46 - ( 2413 ) , انظر صحيح السيرة ص224
(9) قال الألباني في الصحيحة ح3297 : قال الحافظ ابن كثير في تفسيره قال (2/135) : "وهذا حديث غريب ؛ فإن هذه الآية مكية ، والأقرع بن حابس وعُيَيْنَة إنما أسلما بعد الهجرة بدهر " انتهى كلام الحافظ .
قلت : والظاهر أن الوهم من أسباط بن نصر ؛ فإنه وإن كان صدوقاً ومن رجال مسلم ، فقد كان كثير الخطأ يُغرب ؛ كما قال الحافظ في "التقريب " , وأبو سعد الأزدي وأبو الكنود لم يوثقهما غير ابن حبان ، ووثق الأخير منهما ابن سعد في "طبقاته "، وقال الحافظ في كل منهما : " مقبول " , ولم أجد لهما متابِعاً في ذكر الأقرع وعيينة ، فهو غير محفوظ . وقد جرى البوصيري في "الزوائد" على ظاهر ما قيل في رجال الإسناد فقال : "إسناده صحيح ، وقد روى مسلم والنسائي والمصنف بعضه من حديث سعد بن أبي وقاص "!
قلت : قول ابن كثير عندي أرجح وأقوى ؛ فإن سياق القصة يدل على أنها كانت في مكة والمسلمون ضعفاء ، وحديث سعد الذي أشار إليه البوصيري يؤيد ذلك ، فقال سعد : كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ستة نفر , فقال المشركون للنبي :اطرد هؤلاء، لا يجترئون علينا. قال: وكنت أنا، وابن مسعود، ورجل من هذيل، وبلال، ورجلان لست أسميهما، فوقع في نفس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما شاء الله أن يقع ، فحدث نفسه ، فأنزل الله عز وجل : ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) .أخرجه مسلم (7/127) . أ . هـ(4/103)
( 5 ) تَمَسُّكُهُ - صلى الله عليه وسلم - بِالدَّعْوَةِ إِلَى اللَّهِ رَغْمَ الصُّعُوبَات
قَالَ تَعَالَى : { فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [الزخرف/43]
( يع ك طب ) , وَعَنْ عَقَيْلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( جَاءَتْ قُرَيْشٌ إِلَى أَبِي طَالِبٍ فَقَالُوا : إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ يُؤْذِينَا فِي نَادِينَا وَفِي مَسْجِدِنَا فَانْهَهُ عَنْ إِيذَائِنَا ) (1) ( فَقَالَ لِي : يَا عُقَيْلُ ائْتِنِي بِمُحَمَّدٍ , فَذَهَبْتُ فَأَتَيْتُهُ بِهِ ، فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ : يَا ابْنَ أَخِي ، إِنَّ بني عَمِّكَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تُؤْذِيهِمْ فِي نَادِيهِمْ وَفِي مَسْجِدِهِمْ فَانْتَهِ عَنْ ذَلِكَ , قَالَ : " فَحَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ : أَتَرَوْنَ هَذِهِ الشَّمْسَ ؟ " قَالُوا : نَعَمْ ) (2) ( قَالَ : " مَا أَنَا بِأَقْدَرَ أَنْ أَدَعَ ذَلِكَ مِنْكُمْ أَنْ تُشْعِلُوا مِنْهَا شُعْلَةً " ) (3) ( فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ : مَا كَذَبَنَا ابْنُ أَخِي قَطُّ , فَارْجِعُوا ) (4) .
__________
(1) ( طب ) ج17ص192ح511
(2) ( يع ) 6804
(3) ( ك ) 6467
(4) ( ك ) 6467 , ( طب ) ج17ص192ح511 , ( يع ) 6804 , انظر الصَّحِيحَة : 92 , صحيح السيرة ص144
وقال الألباني : وأما حديث " يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أوأهلك دونه ما تركته . فليس له إسناد ثابت ولذلك أوردته في " الأحاديث الضعيفة " ( 913 ) .(4/104)
( طص ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
دَعَتْ قُرَيْشٌ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى أَنْ يُعْطُوهُ مَالا فَيَكُونُ أَغْنَى رَجُلٍ بِمَكَّةَ ، وَيُزَوِّجُوهُ مَا أَرَادَ مِنَ النِّسَاءِ , وَيَطَأُونَ عَقِبَهُ ، فَقَالُوا : هَذَا لَكَ عِنْدَنَا يَا مُحَمَّدُ ، وَكُفَّ عَنْ شَتْمِ آلِهَتِنَا وَلَا تَذْكُرْهَا بِشَرٍّ ، فَإِنْ بَغَضْتَ فَإِنَّا نَعْرِضُ عَلَيْكَ خَصْلَةً وَاحِدَةً وَلَكَ فِيهَا صَلاحٌ ، قَالَ : " وَمَا هِيَ ؟ " قَالَ : تَعْبُدُ اللاتَ وَالْعُزَّى سَنَةً ، وَنَعْبُدُ إِلَهِكَ سَنَةً ، قَالَ : " حَتَّى أَنْظُرَ مَا يَأْتِينِي مِنْ رَبِّي ، فَجَاءَ الْوَحْي مِنْ عِنْدِ اللَّهِ - عز وجل - مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ : { قُلْ يَأَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ } السُّورَةَ ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : { قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ , وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ , بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ } (1) " (2)
__________
(1) [الزمر/64-66]
(2) ( طص ) 751 , وحسنه الألباني في صحيح السيرة ص202 ، 206(4/105)
( ش ) , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :اجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ يَوْمًا فَقَالُوا : انْظُرُوا أَعْلَمَكُمْ بِالسِّحْرِ وَالْكِهَانَةِ وَالشِّعْرِ فَلْيَأْتِ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي قَدْ فَرَّقَ جَمَاعَتَنَا وَشَتَّتَ أَمْرَنَا وَعَابَ دِينَنَا فَلْيُكَلِّمْهُ وَلْيَنْظُرْ مَاذَا يَرُدُّ عَلَيْهِ فَقَالُوا : مَا نَعْلَمُ أَحَدًا غَيْرَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، فَقَالُوا : أَنْتَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ ، فَأَتَاهُ عُتْبَةَ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَنْتَ خَيْرٌ أَمْ عَبْدُ اللَّهِ ؟ , " فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " ، ثُمَّ قَالَ : أَنْتَ خَيْرٌ أَمْ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ ؟ , " فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " ، فَقَالَ : إِنْ كُنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ هَؤُلَاءِ خَيرٌ مِنْكَ فَقَدْ عَبَدُوا الآلِهَةَ الَّتِي عِبْتَهَا ، وَإِنْ كُنْتَ تَزْعَمُ أَنَّكَ خَيْرٌ مِنْهُمْ فَتَكَلَّمَ حَتَّى نَسْمَعَ قَوْلَكَ ، إنَّا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا سَخْلَةَ (1) قَطُّ أَشْأَمَ عَلَى قَوْمِهِ مِنْكَ ، فَرَّقْتَ جَمَاعَتَنَا ، وَشَتَّتَ أَمْرَنَا , وَعِبْتَ دِينَنَا , وَفَضَحْتَنَا فِي الْعَرَبِ , حَتَّى لَقَدْ طَارَ فِيهِمْ أَنَّ فِي قُرَيْشٍ سَاحِرًا ، وَأنَّ فِي قُرَيْشٍ كَاهِنًا ، وَاللَّهِ مَا نَنْتَظِرُ إِلَّا مِثْلَ صَيْحَةِ الْحُبْلَى أَنْ يَقُومَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ بِالسُّيُوفِ حَتَّى نَتَفَانَى ، أَيُّهَا الرَّجُلُ إِنْ كَانَ إِنَّمَا بِكَ الْبَاءَةُ (2) فَاخْتَرْ أَيَّ نِسَاءِ قُرَيْشٍ شِئْتَ ، وَنُزَوجَنَّكَ عَشْرًا ، وَإِنْ كَانَ إِنَّمَا بِكَ الْحَاجَةُ ، جَمَعْنَا لَكَ حَتَّى تَكُونَ أَغْنَى قُرَيْشٍ رَجُلًا وَاحِدًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَفَرَغْتَ ؟ " قَالَ : نَعَمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حم , تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ , كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ , بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ , وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ , قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ , الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ , إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ , قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ , وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ , ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ , فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ , فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ } (3) فَقَالَ عُتْبَةُ : حَسْبُكَ حَسْبُكَ ، مَا عِنْدَكَ غَيْرُ هَذَا ؟ ، قَالَ : " لَا " ، فَرَجَعَ إِلَى قُرَيْشٍ فَقَالُوا : مَا وَرَاءَكَ ؟ , فَقَالَ : مَا تَرَكْتُ شَيْئًا أَرَى أَنْ تُكَلِّمُونَهُ إِلَّا قَدْ كَلَّمْتُهُ ، قَالُوا : فَهَلْ أَجَابَكَ ؟ , قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : لَا وَالَّذِي نَصَبَهَا بَنِيَّةً مَا فَهِمْتُ شَيْئًا مِمَّا قَالَ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ : { أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ } ، قَالُوا : وَيْلَكَ , يُكَلِّمُكَ الرَّجُلُ بِالْعَرَبِيَّةِ فَلَا تَدْرِي مَا قَالَ ؟ ، قَالَ : لَا وَاللَّهِ مَا فَهِمْتُ شَيْئًا مِمَّا قَالَ غَيْرَ ذِكْرِ الصَّاعِقَةِ " (4)
__________
(1) السخل : الذكر والأنثى من ولد المعز والضأن حين يولد .
(2) الباءة : النِّكاح والتَّزَوّج .
(3) [فصلت/1-13]
(4) ( ش ) 36560 , ( يع ) 1818 , وصححه الألباني في صحيح السيرة ص159(4/106)
( 6 ) إيذَاءُ الْكُفَّارِ لَهُ - صلى الله عليه وسلم - بِالْقَوْلِ وَالْفِعْل
قَالَ تَعَالَى : { وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ } [الأنعام/34]
( ت حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " لَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللَّهِ ومَا يُخَافُ أَحَدٌ ، وَلَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللَّهِ ومَا يُؤْذَى أَحَدٌ ، مَا أُوذِيَ أَحَدٌ مَا أُوذِيتُ في اللَّهِ (1) وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلَاثُونَ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ومَا لِي ) (2) ( وَلِعِيَالِي طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ ، إِلَّا مَا يُوَارِيهِ إِبْطُ بِلَالٍ " ) (3)
__________
(1) أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 233 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5567 , الصَّحِيحَة : 2222
(2) ( ت ) 2472
(3) ( حم ) 12233 , ( ت ) 2472 , ( جة ) 151 , انظر صحيح الجامع : 5125 , وصحيح الترغيب والترهيب : 3281(4/107)
( حم ) , وَعَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبَّادٍ الدِّيلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " رَأَيْتُ رَسُولَ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ ) (1) ( فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِي سُوقِ ذِي الْمَجَازِ ) (2) ( يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ , قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا , وَيَدْخُلُ فِي فِجَاجِهَا " ) (3) ( وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ ) (4) ( فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَقُولُ شَيْئًا " وَهُوَ لَا يَسْكُتُ , يَقُولُ : أَيُّهَا النَّاسُ , قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا " ) (5) ( وَوَرَاءَهُ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ , أَحْوَلُ ذُو غَدِيرَتَيْنِ ) (6) ( يَقُولُ : إِنَّهُ صَابِئٌ كَاذِبٌ ) (7) ( يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَدَعُوا دِينَ آبَائِكُمْ ) (8) ( يَتْبَعُهُ حَيْثُ ذَهَبَ ) (9) ( فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ , قَالُوا : مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , وَهُوَ يَذْكُرُ النُّبُوَّةَ , فَقُلْتُ : وَمَنْ هَذَا الَّذِي يُكَذِّبُهُ ؟ , قَالُوا : عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ ) (10) .
__________
(1) ( حم ) 16065 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : صحيح .
(2) ( حم ) 19026 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(3) ( حم ) 16066 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(4) ( حم ) 19026
(5) ( حم ) 16066 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(6) ( حم ) 16070 , 16067
(7) ( حم ) 16066
(8) ( حم ) 16067
(9) ( حم ) 19026
(10) ( حم ) 16066 , انظر صحيح السيرة : ص143(4/108)
( حب ) , وَعَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي سُوقِ ذِي الْمَجَازِ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ (1) وَهُوَ يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا " ، وَرَجُلٌ يَتْبَعُهُ يَرْمِيهِ بِالْحِجَارَةِ وَقَدْ أَدْمَى عُرْقُوبَيْهِ وَكَعْبَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ لَا تُطِيعُوهُ ، فَإِنَّهُ كَذَّابٌ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ , قِيلَ : هَذَا غُلامُ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، قُلْتُ : فَمَنْ هَذَا الَّذِي يَتْبَعُهُ يَرْمِيهِ بِالْحِجَارَةِ ؟ , قِيلَ : هَذَا عَبْدُ الْعُزَّى أَبُو لَهَبٍ . (2)
__________
(1) الْحُلَّة : إِزَار وَرِدَاء مِنْ جِنْس وَاحِد .( فتح - ح30)
(2) ( حب ) 6562 , ( خز ) 159 , ( ش ) 36565 , انظر صحيح موارد الظمآن : 1401(4/109)
( حم ) , وَعَنْ أَشْعَثَ قَالَ : حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ قَالَ :
" رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ يَتَخَلَّلُهَا يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ , قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا " , وَأَبُو جَهْلٍ يَحْثِي عَلَيْهِ التُّرَابَ وَيَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ , لَا يَغُرَّنَّكُمْ هَذَا عَنْ دِينِكُمْ , فَإِنَّمَا يُرِيدُ لِتَتْرُكُوا آلِهَتَكُمْ وَتَتْرُكُوا اللَّاتَ وَالْعُزَّى , قَالَ : " وَمَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " , قَالَ أَشْعَثْ : فَقُلْتُ لَهُ : انْعَتْ لَنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , قَالَ : " بَيْنَ بُرْدَيْنِ أَحْمَرَيْنِ , مَرْبُوعٌ كَثِيرُ اللَّحْمِ , حَسَنُ الْوَجْهِ , شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ , أَبْيَضُ شَدِيدُ الْبَيَاضِ , سَابِغُ الشَّعْرِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 16654 , وصححه الألباني في صحيح السيرة ص143 , قال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/110)
( خ حم ) , وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ :
( سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍوبفَقُلْتُ لَهُ : ) (1) ( مَا أَكْثَرُ مَا رَأَيْتَ قُرَيْشًا أَصَابَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا كَانَتْ تُظْهِرُ مِنْ عَدَاوَتِهِ ؟ , فَقَالَ : حَضَرْتُهُمْ وَقَدْ اجْتَمَعَ أَشْرَافُهُمْ يَوْمًا فِي الْحِجْرِ , فَذَكَرُوا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا : مَا رَأَيْنَا مِثْلَ مَا صَبَرْنَا عَلَيْهِ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ قَطُّ , سَفَّهَ أَحْلَامَنَا , وَشَتَمَ آبَاءَنَا , وَعَابَ دِينَنَا , وَفَرَّقَ جَمَاعَتَنَا , وَسَبَّ آلِهَتَنَا , لَقَدْ صَبَرْنَا مِنْهُ عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ , قَالَ : فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ " إِذْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَأَقْبَلَ يَمْشِي حَتَّى اسْتَلَمَ الرُّكْنَ , ثُمَّ مَرَّ بِهِمْ طَائِفًا بِالْبَيْتِ , فَلَمَّا أَنْ مَرَّ بِهِمْ غَمَزُوهُ بِبَعْضِ مَا يَقُولُ , قَالَ : فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ , ثُمَّ مَضَى فَلَمَّا مَرَّ بِهِمْ الثَّانِيَةَ غَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا , فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ , ثُمَّ مَضَى , ثُمَّ مَرَّ بِهِمْ الثَّالِثَةَ فَغَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا , فَقَالَ : " تَسْمَعُونَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ؟ , أَمَا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ " , فَأَخَذَتْ الْقَوْمَ كَلِمَتُهُ , حَتَّى مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا كَأَنَّمَا عَلَى رَأْسِهِ طَائِرٌ وَاقِعٌ , حَتَّى إِنَّ أَشَدَّهُمْ فِيهِ وَصَاةً قَبْلَ ذَلِكَ لَيَرْفَؤُهُ (2) بِأَحْسَنِ مَا يَجِدُ مِنْ الْقَوْلِ , حَتَّى إِنَّهُ لَيَقُولُ : انْصَرِفْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ , انْصَرِفْ رَاشِدًا , فَوَاللَّهِ مَا كُنْتَ جَهُولًا , قَالَ : " فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " , حَتَّى إِذَا كَانَ الْغَدُ اجْتَمَعُوا فِي الْحِجْرِ وَأَنَا مَعَهُمْ , فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : ذَكَرْتُمْ مَا بَلَغَ مِنْكُمْ وَمَا بَلَغَكُمْ عَنْهُ , حَتَّى إِذَا بَادَأَكُمْ بِمَا تَكْرَهُونَ تَرَكْتُمُوهُ ؟ , فَبَيْنَمَا هُمْ فِي ذَلِكَ " إِذْ طَلَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " , فَوَثَبُوا إِلَيْهِ وَثْبَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ , فَأَحَاطُوا بِهِ يَقُولُونَ لَهُ : أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ كَذَا وَكَذَا ؟ - لِمَا كَانَ يَبْلُغُهُمْ عَنْهُ مِنْ عَيْبِ آلِهَتِهِمْ وَدِينِهِمْ - فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " نَعَمْ , أَنَا الَّذِي أَقُولُ ذَلِكَ " , قَالَ : فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ أَخَذَ بِمَجْمَعِ رِدَائِهِ ) (3) ( فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ ) (4) ( وَهُوَ يَبْكِي ) (5) ( حَتَّى أَخَذَ بِمَنْكِبِهِ وَدَفَعَهُ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ : { أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ ؟ } ) (6) ( ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنْهُ , فَإِنَّ ذَلِكَ لَأَشَدُّ مَا رَأَيْتُ قُرَيْشًا بَلَغَتْ مِنْهُ قَطُّ ) (7) .
__________
(1) ( خ ) 3475
(2) رَفأَ الرجلَ يَرْفَؤُه رَفْأً سكَّنَه , وفي الدعاءِ لِلمُمْلِكِ : بالرَّفاءِ والبَنِينَ , أَي : بالالتئام والاتِّفاقِ وحُسْنِ الاجْتماع .لسان العرب - (ج 1 / ص 86)
(3) ( حم ) 7036 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(4) ( خ ) 3643
(5) ( حم ) 7036
(6) ( خ ) 3643 , 3475 , ( حم ) 6908
(7) ( حم ) 7036 , ( حب ) 6567 , انظر صحيح السيرة , ص149 ، صحيح موارد الظمآن : 1404(4/111)
( حب ) , وَعَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنه - قَالَ :
مَا رَأَيْتُ قُرَيْشًا أَرَادُوا قَتْلَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَّا يَوْمًا , رَأَيْتُهُمْ وَهُمْ جُلُوسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي عِنْدَ الْمَقَامِ ، فَقَامَ إِلَيْهِ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ فَجَعَلَ رِدَاءَهُ فِي عُنُقِهِ ، ثُمَّ جَذَبَهُ حَتَّى وَجَبَ (1) رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِرُكْبَتَيْهِ ، وَتَصَايَحَ النَّاسُ فَظُنُّوا أَنَّهُ مَقْتُولٌ وَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - يَشْتَدُّ (2) حَتَّى أَخَذَ بِضَبْعَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ وَرَائِهِ وَهُوَ يَقُولُ : { أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ ؟ } , ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، " فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ مَرَّ بِهِمْ وَهُمْ جُلُوسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا أُرْسِلْتُ إِلَيْكُمْ إِلَّا بِالذَّبْحِ - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى حَلْقِهِ - " , فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ : يَا مُحَمَّدُ ، مَا كُنْتَ جَهُولا ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَنْتَ مِنْهُمْ " (3)
__________
(1) أَيْ : سقط .
(2) أَيْ : يسرع .
(3) ( حب ) 6569 , ( يع ) 7339 , ( خ ) 3475 , ( حم ) 6908 , انظر صحيح موارد الظمآن : 1403(4/112)
( حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
إِنَّ الْمَلَأَ مِنْ قُرَيْشٍ اجْتَمَعُوا فِي الْحِجْرِ , فَتَعَاقَدُوا بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةِ الْأُخْرَى , وَنَائِلَةَ وَإِسَافٍ , لَوْ قَدْ رَأَيْنَا مُحَمَّدًا لَقَدْ قُمْنَا إِلَيْهِ قِيَامَ رَجُلٍ وَاحِدٍ , فَلَمْ نُفَارِقْهُ حَتَّى نَقْتُلَهُ , فَأَقْبَلَتْ ابْنَتُهُ فَاطِمَةُ ك تَبْكِي , حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ : هَؤُلَاءِ الْمَلَأُ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ تَعَاقَدُوا عَلَيْكَ لَوْ قَدْ رَأَوْكَ لَقَدْ قَامُوا إِلَيْكَ فَقَتَلُوكَ , فَلَيْسَ مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا قَدْ عَرَفَ نَصِيبَهُ مِنْ دَمِكَ , فَقَالَ : " يَا بُنَيَّةُ أَرِينِي وَضُوءًا , فَتَوَضَّأَ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِمْ الْمَسْجِدَ , فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا : هَاهُوَ ذَا , وَخَفَضُوا أَبْصَارَهُمْ , وَسَقَطَتْ أَذْقَانُهُمْ فِي صُدُورِهِمْ , وَعَقِرُوا فِي مَجَالِسِهِمْ , فَلَمْ يَرْفَعُوا إِلَيْهِ بَصَرًا , وَلَمْ يَقُمْ إِلَيْهِ مِنْهُمْ رَجُلٌ , فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى قَامَ عَلَى رُءُوسِهِمْ , فَأَخَذَ قَبْضَةً مِنْ التُّرَابِ فَقَالَ : شَاهَتْ الْوُجُوهُ , ثُمَّ حَصَبَهُمْ بِهَا , فَمَا أَصَابَ رَجُلًا مِنْهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْحَصَى حَصَاةٌ إِلَّا قُتِلَ كَافِرًا يَوْمَ بَدْرٍ " (1)
__________
(1) ( حم ) 2762 , ( حب ) 6502 , ( ك ) 583 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3702 , الصَّحِيحَة : 2824 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(4/113)
( خ م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَائِمٌ يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ " وَجَمْعُ قُرَيْشٍ فِي مَجَالِسِهِمْ ) (1) ( وَقَدْ نُحِرَتْ جَزُورٌ بِالْأَمْسِ ) (2) ( إِذْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ , أَلَا تَنْظُرُونَ إِلَى هَذَا الْمُرَائِي ؟ , أَيُّكُمْ يَقُومُ إِلَى جَزُورِ (3) آلِ فُلَانٍ فَيَعْمِدُ إِلَى فَرْثِهَا وَدَمِهَا وَسَلَاهَا (4) فَيَجِيءُ بِهِ , ثُمَّ يُمْهِلُهُ حَتَّى إِذَا سَجَدَ وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ , فَانْبَعَثَ أَشْقَاهُمْ ) (5) ( عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ ) (6) ( فَجَاءَ بِهِ , فَنَظَرَ حَتَّى سَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَضَعَهُ عَلَى ظَهْرِهِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ ) (7) ( وَأَنَا قَائِمٌ أَنْظُرُ ) (8) ( لَا أُغْنِي شَيْئًا ) (9) ( لَوْ كَانَ لِي مَنَعَةٌ (10) طَرَحْتُهُ عَنْ ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (11) ( " فَثَبَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَاجِدًا ) (12) ( فَلَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ ) (13) ( فَضَحِكُوا حَتَّى مَالَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ مِنْ الضَّحِكِ , فَانْطَلَقَ مُنْطَلِقٌ إِلَى فَاطِمَةَ ك وَهِيَ جُوَيْرِيَةٌ , فَأَقْبَلَتْ تَسْعَى , " وَثَبَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَاجِدًا حَتَّى أَلْقَتْهُ عَنْهُ " , وَأَقْبَلَتْ عَلَيْهِمْ تَسُبُّهُمْ , " فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (14) ( صَلَاتَهُ رَفَعَ صَوْتَهُ ثُمَّ دَعَا عَلَيْهِمْ - وَكَانَ إِذَا دَعَا دَعَا ثَلَاثًا , وَإِذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلَاثًا - فَقَالَ : اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ , اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ , اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ " , فَلَمَّا سَمِعُوا صَوْتَهُ ذَهَبَ عَنْهُمْ الضِّحْكُ وَخَافُوا دَعْوَتَهُ ) (15) ( - وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الدَّعْوَةَ فِي ذَلِكَ الْبَلَدِ مُسْتَجَابَةٌ - ) (16) ( ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ , وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ , وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ , وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ , وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ , وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ ) (17) ( وَعُمَارَةَ بْنِ الْوَلِيدِ , قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَوَاللَّهِ لَقَدْ ) (18) ( رَأَيْتُ الَّذِينَ عَدَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (19) ( صَرْعَى يَوْمَ بَدْرٍ ) (20) ( قَدْ غَيَّرَتْهُمْ الشَّمْسُ - وَكَانَ يَوْمًا حَارًّا - ) (21) ( ثُمَّ سُحِبُوا ) (22) ( فَأُلْقُوا فِي بِئْرٍ غَيْرَ أُمَيَّةَ , فَإِنَّهُ كَانَ رَجُلًا ضَخْمًا , فَلَمَّا جَرُّوهُ تَقَطَّعَتْ أَوْصَالُهُ قَبْلَ أَنْ يُلْقَى فِي الْبِئْرِ ) (23) ( ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَأُتْبِعَ أَصْحَابُ الْقَلِيبِ (24) لَعْنَةً " ) (25)
__________
(1) ( خ ) 498
(2) ( م ) 107 - ( 1794 )
(3) الْجَزُور مِنْ الْإِبِلِ مَا يُجْزَرُ أَيْ يُقْطَعُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 377)
(4) السَّلَى : هِيَ الْجِلْدَةُ الَّتِي يَكُونُ فِيهَا الْوَلَدُ , يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ مِنْ الْبَهَائِمِ , وَأَمَّا مِنْ الْآدَمِيَّاتِ فَالْمَشِيمَة .فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 377)
(5) ( خ ) 498
(6) ( خ ) 3014
(7) ( خ ) 237
(8) ( م ) 107 - ( 1794 )
(9) ( خ ) 237
(10) الْمَنَعَةُ : الْقُوَّة , وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ بِمَكَّةَ عَشِيرَة ؛ لِكَوْنِهِ هُذَلِيًّا حَلِيفًا وَكَانَ حُلَفَاؤُهُ إِذْ ذَاكَ كُفَّارًا ، وَفِي الْكَلَامِ حَذْف تَقْدِيرُهُ : لَطَرَحْتُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - . فتح الباري (ج 1 / ص 377)
(11) ( م ) 107 - ( 1794 ) , ( خ ) 237
(12) ( خ ) 498
(13) ( خ ) 3014
(14) ( خ ) 498
(15) ( م ) 107 - ( 1794 ) , ( خ ) 498
(16) ( خ ) 237
(17) ( م ) 107 - ( 1794 ) , ( خ ) 237
(18) ( خ ) 498
(19) ( خ ) 237
(20) ( خ ) 498 , ( س ) 307
(21) ( خ ) 3743 , ( م ) 110 - ( 1794 ) , ( حم ) 3775
(22) ( خ ) 498
(23) ( خ ) 3014 , ( م ) 108 - ( 1794 ) , ( حم ) 3722
(24) الْقَلِيبُ بِفَتْحِ الْقَافِ : هُوَ الْبِئْر الَّتِي لَمْ تُطْوَ , وَقِيلَ الْعَادِيَّة الْقَدِيمَة الَّتِي لَا يُعْرَفُ صَاحِبهَا .فتح الباري (ج1 ص377)
(25) ( خ ) 498(4/114)
( جة ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" جَاءَ جِبْرِيلُ - عليه السلام - ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ جَالِسٌ حَزِينٌ قَدْ خُضِّبَ بِالدِّمَاءِ قَدْ ضَرَبَهُ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ ، فَقَالَ : مَا لَكَ ؟ , قَالَ : فَعَلَ بِي هَؤُلَاءِ وَفَعَلُوا , قَالَ : أَتُحِبُّ أَنْ أُرِيَكَ آيَةً ؟ , قَالَ : نَعَمْ أَرِنِي , فَنَظَرَ إِلَى شَجَرَةٍ مِنْ وَرَاءِ الْوَادِي ، قَالَ : ادْعُ تِلْكَ الشَّجَرَةَ فَدَعَاهَا ، فَجَاءَتْ تَمْشِي حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالَ : قُلْ لَهَا فَلْتَرْجِعْ ، فَقَالَ لَهَا فَرَجَعَتْ حَتَّى عَادَتْ إِلَى مَكَانِهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : حَسْبِي " (1)
__________
(1) ( جة ) 4028 , ( حم ) 12133 , انظر صحيح السيرة ص138 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده قوي .(4/115)
( خ م ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
قُلْتُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ ؟ ، قَالَ : " لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ ، وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ ، إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ (1) فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي (2) فَلَمْ أَسْتَفِقْ (3) إِلَّا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ (4) فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ , فَنَادَانِي فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ ، فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ , إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ ، وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ ، وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ ، فَمَا شِئْتَ ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ (5) فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا " (6)
__________
(1) كَانَ اِبْن عَبْد يَالِيلَ مِنْ أَكَابِر أَهْل الطَّائِف مِنْ ثَقِيف ، وَقَدْ رَوَى عَبْد بْن حُمَيْدٍ فِي تَفْسِيره مِنْ طَرِيق اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ مُجَاهِد فِي قَوْله تَعَالَى ( عَلَى رَجُلٍ مِنْ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ) قَالَ : نَزَلَتْ فِي عُتْبَةَ بْن رَبِيعَة وَابْن عَبْد يَالِيلَ الثَّقَفِيّ ، وَمِنْ طَرِيق قَتَادَةَ قَالَ : هُمَا الْوَلِيد بْن الْمُغِيرَة وَعُرْوَة بْن مَسْعُود ، وَقَدْ ذَكَرَ مُوسَى بْن عُقْبَة وَابْن إِسْحَاق أَنَّ كِنَانَة بْن عَبْد يَالِيلَ وَفَدَ مَعَ وَفْد الطَّائِف سَنَة عَشْر فَأَسْلَمُوا ، وَذَكَرَ مُوسَى بْن عُقْبَة فِي الْمَغَازِي عَنْ اِبْن شِهَاب أَنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا مَاتَ أَبُو طَالِب تَوَجَّهَ إِلَى الطَّائِف رَجَاء أَنْ يُؤْوُوهُ ، فَعَمَدَ إِلَى ثَلَاثَة نَفَر مِنْ ثَقِيف وَهُمْ سَادَتهمْ وَهُمْ إِخْوَة : عَبْد يَالِيلَ وَحَبِيب وَمَسْعُود بَنُو عَمْرو , فَعَرَضَ عَلَيْهِمْ نَفْسه وَشَكَا إِلَيْهِمْ مَا اِنْتَهَكَ مِنْهُ قَوْمه فَرَدُّوا عَلَيْهِ أَقْبَح رَدّ ، وَذَكَرَ اِبْن سَعْد أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي شَوَّال سَنَة عَشْر مِنْ الْمَبْعَث وَأَنَّهُ كَانَ بَعْد مَوْت أَبِي طَالِب وَخَدِيجَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 16).
(2) أَيْ : عَلَى الْجِهَة الْمُوَاجِهَة لِي . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 16)
(3) أَيْ : لَمْ أَفْطِن لِنَفْسِي وَأَتَنَبَّه لِحَالِي وَلِلْمَوْضِعِ الَّذِي أَنَا ذَاهِب إِلَيْهِ . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 253)
(4) هُوَ مِيقَات أَهْل نَجْد , وَيُقَال لَهُ قَرْن الْمَنَازِل أَيْضًا ، وَهُوَ عَلَى يَوْم وَلَيْلَة مِنْ مَكَّة ، وَالقَرْن كُلّ جَبَل صَغِير مُنْقَطِع مِنْ جَبَل كَبِير ، وَأَفَادَ اِبْن سَعْد أَنَّ مُدَّة إِقَامَته - صلى الله عليه وسلم - بِالطَّائِفِ كَانَتْ عَشَرَة أَيَّام . فتح الباري
(5) ( الْأَخْشَبَيْنِ ) هُمَا جَبَلَا مَكَّة أَبُو قُبَيْسٍ وَالَّذِي يُقَابِلهُ , وَكَأَنَّهُ قُعَيْقِعَان ، وَقالَ الصَّغَانِيّ : بَلْ هُوَ الْجَبَل الْأَحْمَر الَّذِي يُشْرِف عَلَى قُعَيْقِعَان ، وَوَهَمَ مَنْ قَالَ : هُوَ ثَوْر كَالْكَرْمَانِيّ ، وَسُمِّيَا الأخشبان لِصَلَابَتِهِمَا وَغِلَظ حِجَارَتهمَا ، وَالْمُرَاد بِإِطْبَاقِهِمَا أَنْ يَلْتَقِيَا عَلَى مَنْ بِمَكَّة . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 16)
(6) ( م ) 111 - ( 1795 ) , ( خ ) 3059(4/116)
( م جة حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( قَدِمَ ضِمَادٌ الْأَزْدِيُّ مَكَّةَ ) (1) ( وَكَانَ يَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ , فَسَمِعَ سُفَهَاءَ (2) مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يَقُولُونَ : إِنَّ مُحَمَّدًا مَجْنُونٌ , فَقَالَ : لَوْ أَنِّي رَأَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ , لَعَلَّ اللَّهَ يَشْفِيهِ عَلَى يَدَيَّ , فَلَقِيَهُ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ , إِنِّي أَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ , وَإِنَّ اللَّهَ يَشْفِي عَلَى يَدِي مَنْ شَاءَ , فَهَلْ لَكَ ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ , نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ ) (3) ( وَنَسْتَغْفِرُهُ , وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ) (4) ( وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ) (5) ( مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فلَا مُضِلَّ لَهُ , وَمَنْ يُضْلِلْ فلَا هَادِيَ لَهُ , وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ , وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , أَمَّا بَعْدُ " , فَقَالَ : أَعِدْ عَلَيَّ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ , " فَأَعَادَهُنَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ " , فَقَالَ : لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ وَقَوْلَ السَّحَرَةِ وَقَوْلَ الشُّعَرَاءِ , فَمَا سَمِعْتُ مِثْلَ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ وَلَقَدْ بَلَغْنَ ) (6) ( قَامُوسَ الْبَحْرِ (7) ) (8) ( فَهَاتِ يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى الْإِسْلَامِ ) (9) ( فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) (10) ( قَالَ : " فَبَايَعَهُ " ) (11) ( فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ أَسْلَمَ : ) (12) ( " وَعَلَى قَوْمِكَ ؟ " , قَالَ : وَعَلَى قَوْمِي , قَالَ : " فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَرِيَّةً " فَمَرُّوا بِقَوْمِهِ , فَقَالَ صَاحِبُ السَّرِيَّةِ لِلْجَيْشِ : هَلْ أَصَبْتُمْ مِنْ هَؤُلَاءِ شَيْئًا ؟ , فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ : أَصَبْتُ مِنْهُمْ مِطْهَرَةً , فَقَالَ : رُدُّوهَا , فَإِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمُ ضِمَادٍ ) (13) .
__________
(1) ( حم ) 2749 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) السَّفَه : الخفّة والطيشُ ، وسَفِه رأيُه إذا كان مَضْطربا لَا اسِتقامَةَ له ، والسفيه : الجاهلُ .
(3) ( م ) 46 - ( 868 )
(4) ( حم ) 2749 , ( جة ) 1893
(5) ( جة ) 1893
(6) ( م ) 46 - ( 868 ) , ( س ) 3278
(7) أَيْ : قَعْره .
(8) ( حم ) 2749 , ( م ) 46 - ( 868 )
(9) ( م ) 46 - ( 868 )
(10) ( حم ) 2749
(11) ( م ) 46 - ( 868 )
(12) ( حم ) 2749
(13) ( م ) 46 - ( 868 ) , ( حم ) 2749 , انظر صحيح السيرة ص133(4/117)
( س ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" انْظُرُوا كَيْفَ يَصْرِفُ اللَّهُ عَنِّي شَتْمَ قُرَيْشٍ وَلَعْنَهُمْ , إِنَّهُمْ يَشْتِمُونَ مُذَمَّمًا ، وَيَلْعَنُونَ مُذَمَّمًا , وَأَنَا مُحَمَّدٌ " (1)
__________
(1) ( س ) 3438 , ( خ ) 3340 , ( حم ) 7327(4/118)
( 7 ) مَا جَاءَ فِي رِحْلَةِ الْإسْرَاءِ وَالْمِعْرَاج
قَالَ تَعَالَى : { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [الإسراء/1]
( خ م س د حم ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ ) (1) ( لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ ) (2) ( فَنَزَلَ جِبْرِيلُ - عليه السلام - فَفَرَجَ صَدْرِي ، فَشَقَّ جِبْرِيلُ مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى لَبَّتِهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَدْرِهِ وَجَوْفِهِ (3) ( ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ ) (4) ( حَتَّى أَنْقَى جَوْفِي ) (5) ( ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا ) (6) ( وَعِلْمًا ) (7) ( فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي ثُمَّ أَطْبَقَهُ ) (8) ( ثُمَّ أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ ) (9) ( مُسْرَجًا مُلْجَمًا ) (10) ( - وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ , فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ , قَالَ : فَرَكِبْتُهُ ) (11) ( فَاسْتَصْعَبَ عَلَيَّ ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ : ) (12) ( مَا يَحْمِلُكَ عَلَى هَذَا ؟ ) (13) ( أَبِمُحَمَّدٍ تَفْعَلُ هَذَا ؟ ) (14) ( فَوَاللَّهِ مَا رَكِبَكَ أَحَدٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ ، قَالَ : فَارْفَضَّ الْبُرَاقُ عَرَقًا ) (15) ( قَالَ : فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ ) (16) ( فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ جِبْرِيلُ بِإِصْبَعِهِ فَخَرَقَ بِهِ الْحَجَرَ , وَشَدَّ بِهِ الْبُرَاقَ ) (17) ( فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ ، ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجْتُ ، فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ ) (18) ( فَقَالَ : اشْرَبْ أَيَّهُمَا شِئْتَ , فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَشَرِبْتُهُ ) (19) ( فَقَالَ جِبْرِيلُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَاكَ لِلْفِطْرَةِ , لَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ ) (20) ( قَالَ : وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ , فَحَانَتْ الصَلَاةُ فَأَمَمْتُهُمْ , فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ الصَلَاةِ قَالَ قَائِلٌ : يَا مُحَمَّدُ , هَذَا مَالِكٌ صَاحِبُ النَّارِ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ , فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَبَدَأَنِي بِالسَّلَامِ ) (21) ( ثُمَّ وَضَعْتُ قَدَمَيَّ حَيْثُ تُوضَعُ أَقْدَامُ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ) (22) ( ثُمَّ أَخَذَ جِبْرِيلُ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ ، فَلَمَّا جَاءَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالَ جِبْرِيلُ لِخَازِنِ السَّمَاءِ : افْتَحْ , قَالَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا جِبْرِيلُ , قَالَ : مَعَكَ أَحَدٌ ؟ , قَالَ : مَعِي مُحَمَّدٌ , قَالَ : أُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟ ) (23) ( - لَا يَعْلَمُ أَهْلُ السَّمَاءِ بِمَا يُرِيدُ اللَّهُ بِهِ فِي الْأَرْضِ حَتَّى يُعْلِمَهُمْ - ) (24) ( قَالَ : نَعَمْ فَافْتَحْ ) (25) ( قَالَ : مَرْحَبًا بِهِ وَأَهْلًا ) (26) ( فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ ) (27) ( وَاسْتَبْشِرَ بِي أَهْلُ السَّمَاءِ ) (28) ( فَلَمَّا عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا إِذَا رَجُلٌ عَنْ يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ (29) وَعَن يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ تَبَسَّمَ ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَسَارِهِ بَكَى ) (30) ( فَقُلْتُ لِجِبْرِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ ) (31) ( قَالَ : هَذَا أَبُوكَ آدَمُ ) (32) ( وَهَذِهِ نَسَمُ بَنِيهِ ، فَأَهْلُ اليَمِينِ مِنْهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ ، وَالْأَسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ فَإِذَا نَظَرَ عَنْ يَمِينِهِ ضَحِكَ ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى ) (33) ( فَسَلِّمْ عَلَيْهِ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ : مَرْحَبًا بِالِابْنِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ) (34) ( فَإِذَا أَنَا فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا بِنَهَرَيْنِ يَطَّرِدَانِ (35) فَقُلْتُ : مَا هَذَانِ النَّهَرَانِ يَا جِبْرِيلُ ؟ ، قَالَ : هَذَا النِّيلُ وَالْفُرَاتُ عُنْصُرُهُمَا ، ثُمَّ مَضَى بِي فِي السَّمَاءِ ، فَإِذَا أَنَا بِنَهَرٍ آخَرَ ، عَلَيْهِ قَصْرٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ (36) ) (37) ( حَافَتَاهُ قِبَابُ الدُّرِّ الْمُجَوَّفِ , فَقُلْتُ : مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ ؟ , قَالَ : هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ ) (38) ( فَضَرَبْتُ بِيَدِي فَإِذَا طِينُهُ هُوَ مِسْكٌ أَذْفَرُ ) (39) ( ثُمَّ عَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ ، فَقَالَتْ الْمَلَائِكَةُ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَتْ لَهُ الْأُولَى : مَنْ هَذَا ؟ , قَالَ : جِبْرِيلُ , قَالُوا : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ , قَالُوا : وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ , قَالَ : نَعَمْ , قَالُوا : مَرْحَبًا بِهِ وَأَهْلًا ) (40) ( وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ ) (41) ( فَفُتِحَ لَنَا , فَإِذَا أَنَا بِابْنَيْ الْخَالَةِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ , وَيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّاءَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا ) (42) ( فَقَالَ جِبْرِيلُ : هَذَا يَحْيَى وَعِيسَى فَسَلِّمْ عَلَيْهِمَا , فَسَلَّمْتُ فَرَدَّا ثُمَّ قَالَا : مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ) (43) ( وَدَعَوَا لِي بِخَيْرٍ ) (44) ( وَإِذَا عِيسَى رَجُلٌ مَرْبُوعَ الْخَلْقِ ) (45) ( مُبَطَّنَ الْخَلْقِ (46) حَدِيدَ الْبَصَرِ ) (47) ( إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ , سَبِطَ الرَّأْسِ ) (48) جَعْدَ الرَّأْسِ (49) ( كَأَنَّمَا خَرَجَ مِنْ دِيمَاسٍ - يَعْنِي الْحَمَّامَ - ) (50) ( أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ ) (51) ( ثُمَّ عَرَجَ بِي جِبْرِيلُ إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ ، فَاسْتَفْتَحَ فَقِيلَ : مَنْ أَنْتَ ؟ , قَالَ : جِبْرِيلُ , قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ , قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ , قَالَ : قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ) (52) ( قِيلَ : مَرْحَبًا بِهِ , وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ ) (53) ( فَفُتِحَ لَنَا ، فَإِذَا أَنَا بِيُوسُفَ - عليه السلام - ، وَإِذَا هُوَ قَدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الْحُسْنِ ) (54) ( فَقَالَ جِبْرِيلُ : هَذَا يُوسُفُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ , فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ : مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ) (55) ( وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ , ثُمَّ عَرَجَ بِنَا جِبْرِيلُ إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ فَاسْتَفْتَحَ ، فَقِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ , قَالَ : جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ , قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قَالَ : وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ , قَالَ : قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ , فَفُتِحَ لَنَا ، فَإِذَا أَنَا بِإِدْرِيسَ - عليه السلام - ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ، قَالَ اللَّهُ - عز وجل - : { وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا } ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، قِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ , قَالَ : جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ , قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ , قَالَ : قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ , فَفُتِحَ لَنَا ، فَإِذَا أَنَا بِهَارُونَ - عليه السلام - ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ - عليه السلام - ، قِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ , قَالَ : جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ , قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ , قَالَ : قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ , فَفُتِحَ لَنَا ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى - عليه السلام - ) (56) ( فَقَالَ : مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالْأَخِ الصَّالِحِ , قُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ , قَالَ : هَذَا مُوسَى ) (57) ( وَإِذَا هُوَ رَجُلٌ ضَرْبٌ ) (58) مُضْطَرِبٌ (59) ( أَسْحَمَ آدَمَ كَثِيرَ الشَّعْرِ ) (60) ( رَجِلُ الرَّأْسِ ) (61) ( جَعْدٌ ) (62) ( شَدِيدَ الْخَلْقِ ) (63) ( كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ ) (64) ( ثُمَّ عَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ) (65) ( فَلَمَّا جَاوَزْتُ مُوسَى بَكَى ، فَقِيلَ : مَا أَبْكَاكَ ؟ ) (66) ( قَالَ : يَا رَبِّ هَذَا الْغُلَامُ الَّذِي بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرُ وَأَفْضَلُ مِمَّا يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِي ) (67) ( رَبِّ لَمْ أَظُنَّ أَنْ يُرْفَعَ عَلَيَّ أَحَدٌ ، ثُمَّ عَلَا بِهِ فَوْقَ ذَلِكَ بِمَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ ) (68) ( فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ , قَالَ : جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ , قَالَ : مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - ، قِيلَ : وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ , قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ ) (69) ( فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِإِبْرَاهِيمَ - عليه السلام - مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ، وَإِذَا هُوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ ثُمَّ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ ) (70) ( آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ ) (71) ( أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ - يَعْنِي نَفْسَهُ - ) (72) ( قُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ ) (73) ( فَقَالَ جِبْرِيلُ : هَذَا أَبُوكَ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ ) (74) ( قَالَ : فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ وَقَالَ : مَرْحَبًا بِالِابْنِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ) (75) ( قَالَ : وَمَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ , فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ ؟ , قَالَ : هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ (76) وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ ) (77) ( وَمَرَرْتُ عَلَى قَوْمٍ تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ (78) مِنْ نَارٍ , كلما قُرِضَتْ وَفَتْ , فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلَاءِ يا جبريل ؟ , مَنْ هَؤُلَاءِ ؟ , قَالَ : هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ أُمَّتِكَ الَّذِينَ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ، وَيَقْرَؤُنَ كِتَابَ اللَّه وَلَا يَعْمَلُونَ بِهِ ) (79) وفي رواية (80) : هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ أُمَّتِكَ , الَّذِينَ يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا يَعْقِلُونَ ؟ " ( قَالَ : ثُمَّ أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ ، فَإِذَا فِيهَا جَنَابِذُ اللُّؤْلُؤِ ، وَإِذَا تُرَابُهَا الْمِسْكُ ) (81) ( قَالَ : ثُمَّ انْطَلَقَ بِي جِبْرِيلُ ) (82) ( إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى , وَإِذَا وَرَقُهَا كَآذَانِ الْفِيَلَةِ , وَإِذَا ثَمَرُهَا ) (83) ( كَأَنَّهُ قِلَالُ هَجَرَ ) (84) ( يَخْرُجُ مِنْ سَاقِهَا ) (85) ( أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ : نَهْرَانِ ظَاهِرَانِ ، وَنَهْرَانِ بَاطِنَانِ ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ : أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَفِي الْجَنَّةِ ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ ، فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ ) (86) ( قَالَ : فَلَمَّا غَشِيَهَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا غَشِيَهَا تَحَوَّلَتْ يَاقُوتًا أَوْ زُمُرُّدًا أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ ) (87) ( وَغَشِيَهَا أَلْوَانٌ لَا أَدْرِي مَا هِيَ ) (88) ( فَمَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَنْعَتَهَا مِنْ حُسْنِهَا ) (89) ( وَدَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِلْجَبَّارِ رَبِّ الْعِزَّةِ فَتَدَلَّى ، حَتَّى كَانَ مِنْهُ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ) (90) ثُمَّ عُرِجَ بِي حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوَى أَسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ الْأَقْلَامِ (91) ( فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ مَا أَوْحَى ، فَفَرَضَ ) (92) ( عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلَاةً ) (93) ( فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ) (94) ( فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ حَتَّى مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى ) (95) ( فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ مَاذَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ ؟ ، قُلْتُ : فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسِينَ صَلَاةً ) (96) ( كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ) (97) ( قَالَ : ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ , فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا يُطِيقُونَ ذَلِكَ , فَإِنِّي قَدْ بَلَوْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَخَبَرْتُهُمْ ) (98) ( فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى جِبْرِيلَ كَأَنَّهُ يَسْتَشِيرُهُ فِي ذَلِكَ ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ ، أَنْ نَعَمْ إِنْ شِئْتَ , قَالَ : فَعَلَا بِهِ إِلَى الْجَبَّارِ ، فَقَالَ وَهُوَ مَكَانَهُ : يَا رَبِّ ، خَفِّفْ عَنَّا فَإِنَّ أُمَّتِي لَا تَسْتَطِيعُ هَذَا ) (99) ( فَوَضَعَ شَطْرَهَا , فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقُلْتُ : وَضَعَ شَطْرَهَا , فَقَالَ : رَاجِعْ رَبَّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ , فَرَاجَعْتُهُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا , فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ : ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ ) (100) ( يَا مُحَمَّدُ , وَاللَّهِ لَقَدْ رَاوَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَوْمِي عَلَى أَدْنَى مِنْ هَذَا فَضَعُفُوا فَتَرَكُوهُ ، فَأُمَّتُكَ أَضْعَفُ أَجْسَادًا وَقُلُوبًا وَأَبْدَانًا وَأَبْصَارًا وَأَسْمَاعًا ، فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ - كُلَّ ذَلِكَ يَلْتَفِتُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى جِبْرِيلَ لِيُشِيرَ عَلَيْهِ وَلَا يَكْرَهُ ذَلِكَ جِبْرِيلُ - فَرَفَعَهُ عِنْدَ الْخَامِسَةِ فَقَالَ : يَا رَبِّ ، إِنَّ أُمَّتِي ضُعَفَاءُ أَجْسَادُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ وَأَسْمَاعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَأَبْدَانُهُمْ ، فَخَفِّفْ عَنَّا ، فَقَالَ الْجَبَّارُ : يَا مُحَمَّدُ ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، قَالَ : إِنَّهُ لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ كَمَا فَرَضْتُهُ عَلَيْكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ ) (101) ( إِنِّي قَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عَن عِبَادِي , وَأَجْزِي الْحَسَنَةَ عَشْرًا ) (102) ( إِنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، لِكُلِّ صَلَاةٍ عَشْرٌ ) (103) ( فَهِيَ خَمْسُونَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ وَهِيَ خَمْسٌ عَلَيْكَ ) (104) ( وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً ، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا , وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ شَيْئًا , فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً وَاحِدَةً ، قَالَ : فَنَزَلْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مُوسَى ) (105) ( فَقَالَ : كَيْفَ فَعَلْتَ ؟ , قُلْتُ : خَفَّفَ اللَّهُ عَنَّا , أَعْطَانَا بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا ، فَقَالَ مُوسَى : قَدْ وَاللَّهِ رَاوَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ فَتَرَكُوهُ , ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ أَيْضًا ، فَقُلْتُ : يَا مُوسَى ، قَدْ وَاللَّهِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي مِمَّا اخْتَلَفْتُ إِلَيْهِ , قَالَ : فَاهْبِطْ بِاسْمِ اللَّهِ ، فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ الْحَرَامِ " ) (106)
__________
(1) ( خ ) 3164
(2) ( م ) 262 - ( 162 ) , ( خ ) 7079
(3) ( خ ) 7079
(4) ( خ ) 342
(6) ( خ ) 342
(7) ( س ) 452
(8) ( خ ) 3164
(9) ( م ) 259 - ( 162 )
(10) ( ت ) 3131
(11) ( م ) 259 - ( 162 ) , ( حم ) 23380
(12) ( ت ) 3131
(13) ( حم ) 12694 وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(14) ( ت ) 3131 ,
(15) ( حم ) 12694 , ( ت ) 3131
(16) ( م ) 164 - ( 2375 ) ( س ) 1631 , ( حم ) 13618
(17) ( ت ) 3132 , انظر الصَّحِيحَة : 3487
(18) ( م ) 259 - ( 162 )
(19) ( خ ) 3214
(20) ( خ ) 4432 , ( م ) 92 - ( 168 ) , ( س ) 5657
(21) ( م ) 278 - ( 172 )
(22) ( حم ) 10842 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(23) ( خ ) 3164
(24) ( خ ) 7079
(25) ( خ ) 3164
(26) ( خ ) 7079
(27) ( خ ) 3887
(28) ( خ ) 7079
(29) أسوِدة : أشخاص .
(30) ( حم ) 21326 , ( خ ) 3164
(31) ( خ ) 342
(32) ( خ ) 3887
(33) ( خ ) 342
(34) ( خ ) 3887
(35) يطَّرد : يجري ويتبع بعضه بعضا .
(36) الزبرجد : حجر كريم من الجواهر وهو الزمرد .
(37) ( خ ) 7079
(38) ( خ ) 6210 , ( ت ) 3359 , ( د ) 4748
(39) ( حم ) 13012 , ( خ ) 6210 , ( ت ) 3360 , ( د ) 4748
(40) ( خ ) 7079
(41) ( خ ) 3035
(42) ( م ) 259 - ( 162 )
(43) ( خ ) 3247
(44) ( م ) 259 - ( 162 )
(45) ( خ ) 3067
(46) المبطن : الضامر البطن .
(47) ( حم ) 3546 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(48) ( خ ) 3067 , ( م ) 267 - ( 165 ) , ( حم ) 2197
(49) ( حم ) 3546 , ( خ ) 3215 , ( م ) 266 - ( 165 )
(50) ( خ ) 3254
(51) ( م ) 278 - ( 172 ) , ( حم ) 14629
(52) ( م ) 259 - ( 162 )
(53) ( خ ) 3035
(54) ( م ) 259 - ( 162 )
(55) ( خ ) 3887 , ( حم ) 17380
(56) ( م ) 259 - ( 162 ) , ( خ ) 3207 , ( ت ) 3157
(57) ( خ ) 342
(58) ( خ ) 3214 , ( م ) 278 - ( 172 ) , ( ت ) 3649
(59) ( خ ) 3254
(60) ( حم ) 3546 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(61) ( خ ) 3254 , ( م ) 272 - ( 168 )
(62) ( خ ) 3067 , ( م ) 267 - ( 165 ) , ( حم ) 2197
(63) ( حم ) 3546
(64) ( خ ) 3254
(65) ( خ ) 7079
(66) ( خ ) 3035
(67) ( س ) 448 , ( خ ) 3035 , ( م ) 264 - ( 164 )
(68) ( خ ) 7079
(69) ( خ ) 3887
(70) ( م ) 259 - ( 162 ) ( خ ) 3674 , ( حم ) 12580
(71) ( خ ) 3035 , ( م ) 264 - ( 164 )
(72) ( م ) 278 - ( 172 ) , ( خ ) 3214 , ( حم ) 14629
(73) ( خ ) 342
(74) ( خ ) 3887
(75) ( خ ) 3887
(76) ( يَأْكُلُونَ لُحُوم النَّاس ) أَيْ : يَغْتَابُونَ الْمُسْلِمِينَ .
(77) ( د ) 4878 , ( حم ) 13364 , انظر صحيح الجامع : 5213 , والصحيحة : 533
(78) المقاريض : جمع المقراض وهو المِقَصّ .
(79) ( هب ) 1773 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :125 , وصَحِيح الْجَامِع : 129
(80) ( حم ) 12879 , ( يع ) 3992 , انظر الصَّحِيحَة : 291
(81) ( خ ) 3164 , ( م ) 263 - ( 163 )
(82) ( م ) 263 - ( 163 )
(83) ( م ) 259 - ( 162 )
(84) ( خ ) 3035
(85) ( حم ) 12695 وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح
(86) ( خ ) 3035 , ( م ) 264 - ( 164 ) , ( حم ) 12695
(87) ( حم ) 12323 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(88) ( خ ) 342 , ( م ) 263 - ( 163 ) , ( ت ) 3360
(89) ( م ) 259 - ( 162 )
(90) ( خ ) 7079
(91) ( خ ) 342 , ( م ) 263 - ( 163 ) , ( حم ) 21326
(92) ( م ) 259 - ( 162 )
(93) ( خ ) 342
(94) ( م ) 259 - ( 162 )
(95) ( خ ) 342
(96) ( م ) 263 - ( 163 )
(97) ( خ ) 7079
(98) ( م ) 259 - ( 162 ) , ( خ ) 7079
(99) ( خ ) 7079
(100) ( خ ) 342
(101) ( خ ) 7079
(102) ( خ ) 3035 , 3207 , ( س ) 448 , ( حم ) 17378
(103) ( م ) 259 - ( 162 )
(104) ( خ ) 7079 , ( ت ) 213 , ( حم ) 12662
(105) ( م ) 259 - ( 162 )
(106) ( خ ) 7079 , ( م ) 259 - ( 162 ) , ( س ) 449 , ( جة ) 1399(4/119)
( ت حم ) , وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ :
" أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِدَابَّةٍ [ أَبْيَضٍ ] (1) طَوِيلَةِ الظَّهْرِ , مَمْدُودَةٍ هَكَذَا , خَطْوُهُ مَدُّ بَصَرِهِ , فَمَا زَايَلَا ظَهْرَ الْبُرَاقِ , حَتَّى رَأَيَا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ , وَوَعْدَ الْآخِرَةِ أَجْمَعَ , ثُمَّ رَجَعَا عَوْدَهُمَا عَلَى بَدْئِهِمَا " (2)
__________
(1) ( حم ) 23380
(2) ( ت ) 3147 , ( حم ) 23380 ، انظر الصَّحِيحَة : 874(4/120)
( م حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ أُسْرِيَ بِي وَأَصْبَحْتُ بِمَكَّةَ ، فَظِعْتُ بِأَمْرِي وَعَرَفْتُ أَنَّ النَّاسَ مُكَذِّبِيَّ , فَقَعَدْتُ ) (1) ( فِي الْحِجْرِ ) (2) ( مُعْتَزِلًا حَزِينًا " ، فَمَرَّ عَدُوُّ اللَّهِ أَبُو جَهْلٍ فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ كَالْمُسْتَهْزِئِ : هَلْ كَانَ مِنْ شَيْءٍ ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " نَعَمْ " ، قَالَ : مَا هُوَ ؟ ، قَالَ : " إِنَّهُ أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ " ، قَالَ : إِلَى أَيْنَ ؟ ، قَالَ : " إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ " ، قَالَ : ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا ؟ ، قَالَ : " نَعَمْ " - فَلَمْ يُرِهِ أَنَّهُ يُكَذِّبُهُ مَخَافَةَ أَنْ يَجْحَدَهُ الْحَدِيثَ إِذَا دَعَا قَوْمَهُ إِلَيْهِ - قَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ دَعَوْتُ قَوْمَكَ ، تُحَدِّثُهُمْ مَا حَدَّثْتَنِي ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " نَعَمْ " فَقَالَ : هَيَّا مَعْشَرَ بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ ، قَالَ : فَانْتَفَضَتْ إِلَيْهِ الْمَجَالِسُ ، وَجَاءُوا حَتَّى جَلَسُوا إِلَيْهِمَا ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ : حَدِّثْ قَوْمَكَ بِمَا حَدَّثْتَنِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنِّي أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ " , قَالُوا : إِلَى أَيْنَ ؟ ، قَالَ : " إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ " ، قَالُوا : ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا ؟ ، قَالَ : " نَعَمْ " ، قَالَ : فَمِنْ بَيْنِ مُصَفِّقٍ ، وَمِنْ بَيْنِ وَاضِعٍ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مُتَعَجِّبًا لِلْكَذِبِ ، فَقَالُوا : وَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ لَنَا الْمَسْجِدَ ؟ - وَفِي الْقَوْمِ مَنْ قَدْ سَافَرَ إِلَى ذَلِكَ الْبَلَدِ وَرَأَى الْمَسْجِدَ - قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " فَذَهَبْتُ أَنْعَتُ , فَمَا زِلْتُ أَنْعَتُ حَتَّى ) (3) ( سَأَلَتْنِي قُرَيْشٌ عَن أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ أُثْبِتْهَا , فَكُرِبْتُ كُرْبَةً مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ , قَالَ : فَرَفَعَهُ اللَّهُ لِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ ) (4) ( فَنَعَتُّهُ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ ) (5) ( مَا يَسْأَلُونِي عَن شَيْءٍ إِلَّا أَنْبَأْتُهُمْ بِهِ " ) (6) ( فَقَالَ الْقَوْمُ : أَمَّا النَّعْتُ فَوَاللَّهِ لَقَدْ أَصَابَ ) (7) .
__________
(1) ( حم ) 2820 , انظر الصَّحِيحَة : 3021 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( م ) 272 - ( 168 )
(3) ( حم ) 2820
(4) ( م ) 272 - ( 168 )
(5) ( حم ) 2820
(6) ( م ) 272 - ( 168 )
(7) ( حم ) 2820 , ( ش ) 31700(4/121)
طلب الآيات منه - صلى الله عليه وسلم -
قَالَ تَعَالَى : { وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ , وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ , وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ } [الأنعام : 8 - 9]
قَالَ تَعَالَى : { وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا , أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا , أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا , أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ , قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا } [الإسراء : 90 - 93]
( حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( قَالَتْ قُرَيْشٌ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : ادْعُ لَنَا رَبَّكَ أَنْ يَجْعَلَ لَنَا الصَّفَا ذَهَبًا ) (1) ( وَأَنْ يُنَحِّيَ الْجِبَالَ عَنَّا فَنَزْدَرِعْ (2) ) (3) ( فَإِنْ فَعَلْتَ ذَلِكْ آمَنِّا بِكَ ) (4) ( وَاتَّبَعْناكَ , وَعَرَفْنَا أَنَّ مَا قُلْتَ كَمَا قُلْتَ ) (5) ( قَالَ : " وَتَفْعَلُونَ ؟ " , قَالُوا : نَعَمْ , " فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ : إِنَّ رَبَّكَ - عز وجل - يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ ) (6) ( وَيَقُولُ : إِنْ شِئْتَ آتَيْنَاهُمْ مَا سَأَلُوا ) (7) ( فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْهُمْ عَذَّبْتُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنْ الْعَالَمِينَ ) (8) ( وَأُهْلِكُوا كَمَا أَهْلَكْتُ مَنْ قَبْلَهُمْ ) (9) ( وَإِنْ شِئْتَ فَتَحْتُ لَهُمْ بَابَ التَّوْبَةِ وَالرَّحْمَةِ , قَالَ : بَلْ بَابُ التَّوْبَةِ وَالرَّحْمَةِ ) (10) ( فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل - هَذِهِ الْآيَة : { وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ , وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا } (11) ). (12)
__________
(1) ( حم ) 2166 , انظر الصَّحِيحَة : 3388 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3142 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(2) أَيْ : نزرع .
(3) ( حم ) 2333 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( حم ) 2166
(5) ( حم ) 3223 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(6) ( حم ) 2166
(7) ( ك ) 3379 , ( حم ) 3223
(8) ( حم ) 2166
(9) ( حم ) 2333 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(10) ( حم ) 2166 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حسن .
(11) [الإسراء/59]
(12) ( حم ) 2333 , ( ن ) 11290 , ( ك ) 3379(4/122)
( خ م ت ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( إنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً (1) " فَأَرَاهُمْ الْقَمَرَ ) (2) ( فِلْقَتَيْنِ ، فَسَتَرَ الْجَبَلُ فِلْقَةً , وَكَانَتْ فِلْقَةٌ فَوْقَ الْجَبَلِ ) (3) فَأَرَاهُمْ الْقَمَرَ شِقَّتَيْنِ (4) حَتَّى رَأَوْا حِرَاءً بَيْنَهُمَا (5) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : اشْهَدُوا ، اشْهَدُوا ) (6) ( قَالَ : فَأَرَاهُمْ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ ) (7) ( بِمَكَّةَ ) (8) ( مَرَّتَيْنِ (9) " ) (10) ( فَقَالُوا : سَحَرَنَا مُحَمَّدٌ ) (11) ( فَنَزَلَتْ : { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ , وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (12) } (13) ) (14) ( فَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَئِنْ كَانَ سَحَرَنَا فَمَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْحَرَ النَّاسَ كُلَّهُمْ (15) ) (16) .
__________
(1) أَيْ : علامة ودليل .
(2) ( خ ) 3438 , ( م ) 2802
(3) ( م ) 2801 , ( خ ) 4583
(4) أَيْ : نِصْفَيْنِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 192)
(5) ( خ ) 3655
(6) ( م ) 2801 , ( خ ) 4584
(7) ( م ) 2802 , ( حم ) 13177
(8) ( ت ) 3286
(9) لَا أَعْرِف مَنْ جَزَمَ مِنْ عُلَمَاء الْحَدِيث بِتَعَدُّدِ الِانْشِقَاق فِي زَمَنه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَمْ يَتَعَرَّض لِذَلِكَ أَحَد مِنْ شُرَّاح الصَّحِيحَيْنِ , وَتَكَلَّمَ اِبْن الْقَيِّم عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَة فَقَالَ : الْمَرَّات يُرَاد بِهَا الْأَفْعَال تَارَة وَالْأَعْيَان أُخْرَى ، وَالْأَوَّل أَكْثَر , وَمِنْ الثَّانِي " أَنْشَقَّ الْقَمَرُ مَرَّتَيْنِ " وَقَدْ خَفِيَ عَلَى بَعْض النَّاس فَادَّعَى أَنَّ اِنْشِقَاق الْقَمَر وَقَعَ مَرَّتَيْنِ ، وَهَذَا مِمَّا يَعْلَم أَهْل الْحَدِيث وَالسِّيَر أَنَّهُ غَلَط , فَإِنَّهُ لَمْ يَقَع إِلَّا مَرَّة وَاحِدَة , وَقَدْ قَالَ الْعِمَاد بْن كَثِير : فِي الرِّوَايَة الَّتِي فِيهَا " مَرَّتَيْنِ " نَظَر ، وَلَعَلَّ قَائِلهَا أَرَادَ فِرْقَتَيْنِ , قُلْت : وَهَذَا الَّذِي لَا يُتَّجَه غَيْره جَمْعًا بَيْن الرِّوَايَات . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 192)
(10) ( م ) 2802 , ( ت ) 3286
(11) ( ت ) 3289 , ( حم ) 16796
(12) أَيْ : سِحْرٌ ذَاهِبٌ .
(13) [القمر/1، 2]
(14) ( ت ) 3286 , ( حم ) 12711
(15) وَعِنْدَ الْبَيْهَقِيِّ : " فَقَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ : هَذَا سِحْرٌ سَحَرَكُمْ بِهِ اِبْنُ أَبِي كَبْشَةَ , اُنْظُرُوا السُّفَّارَ , فَإِنْ كَانُوا رَأَوْا مَا رَأَيْتُمْ فَقَدْ صَدَقَ , وَإِنْ كَانُوا لَمْ يَرَوْا مِثْلَ مَا رَأَيْتُمْ فَهُوَ سِحْرٌ سَحَرَكُمْ بِهِ ، قَالَ : فَسُئِلَ السُّفَّارُ وَقَدِمُوا مِنْ كُلِّ وُجْهَةٍ فَقَالُوا : رَأَيْنَا , فَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَئِنْ كَانَ سَحَرَنَا فَمَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْحَرَ النَّاسَ كُلَّهُمْ . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 148)
(16) ( ت ) 3289 , ( حم ) 16796(4/123)
( 8 ) تَعْذِيبُ قُرَيْشٍ لِمَنْ آمَنَ بِهِ - صلى الله عليه وسلم -
( جة ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلامَهُ سَبْعَةٌ : رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَأَبُو بَكْرٍ ، وَعَمَّارٌ ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ وَصُهَيْبٌ ، وَبِلَالٌ ، وَالْمِقْدَادُ ، فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِقَوْمِهِ ، وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمُ الْمُشْرِكُونَ وَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ وَصَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ ، فَمَا مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وَاتَاهُمْ (1) عَلَى مَا أَرَادُوا ، إِلَّا بِلَالٌ - رضي الله عنه - ، فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللَّهِ ، وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ ، فَأَخَذُوهُ فَأَعْطَوْهُ الْوِلْدَانَ , فَجَعَلُوا يَطُوفُونَ بِهِ فِي شِعَابِ مَكَّةَ وَهُوَ يَقُولُ : أَحَدٌ أَحَدٌ . (2)
__________
(1) أَيْ : أطاعهم .
(2) ( جة ) 150 , ( حم ) 3832 , ( حب ) 7083 , انظر صحيح السيرة ص122(4/124)
( ك ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :( " مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِعَمَّارٍ وَأَهْلِهِ وَهُمْ يُعَذَّبُونَ ) (1) ( فَقَالَ : صَبْرًا آلَ يَاسِرٍ ، فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْجَنَّةُ " ) (2)
__________
(1) ( ك ) 5666
(2) ( ك ) 5646 , ( طس ) 1508 , انظر صحيح السيرة ص154 ، وفقه السيرة ص103(4/125)
( جة ) , وَعَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيِّ قَالَ :
جَاءَ خَبَّابٌ - رضي الله عنه - إِلَى عُمَرَ - رضي الله عنه - , فَقَالَ : ادْنُ , فَمَا أَحَدٌ أَحَقَّ بِهَذَا الْمَجْلِسِ مِنْكَ إِلَّا عَمَّارٌ , فَجَعَلَ خَبَّابٌ يُرِيهِ آثَارًا بِظَهْرِهِ مِمَّا عَذَّبَهُ الْمُشْرِكُونَ . (1)
__________
(1) ( جة ) 153 , انظر صحيح السيرة ص157(4/126)
( 9 ) أَمْرُهُ - صلى الله عليه وسلم - مَنْ آمَنَ بِالْهَجْرَةِ إلَى الْحَبَشَة
( حم , دلائل النبوة للبيهقي ) , عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَتْ :
( لَمَّا ضَاقَتْ عَلَيْنَا مَكَّةُ وَأُوذِيَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَفُتِنُوا , وَرَأَوْا مَا يُصِيبُهُمْ مِنَ الْبَلَاءِ وَالْفِتْنَةِ فِي دِينِهِمْ ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَا يَسْتَطِيعُ دَفْعَ ذَلِكَ عَنْهُمْ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَنَعَةٍ (1) مِنْ قَوْمِهِ وَمِنْ عَمِّهِ ، لَا يَصِلُ إِلَيْهِ شَيْءٌ مِمَّا يَكْرَهُ مِمَّا يَنَالُ أَصْحَابُهُ ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ مَلِكًا لَا يُظْلَمُ عِنْدَهُ أَحَدٌ , فَالْحَقُوا بِبِلَادِهِ حَتَّى يَجْعَلَ اللَّهُ لَكُمْ فَرَجًا وَمَخْرَجًا مِمَّا أَنْتُمْ فِيهِ " ، فَخَرَجْنَا إِلَيْهَا أَرْسَالًا (2) حَتَّى اجْتَمَعْنَا ، فَنَزَلْنَا بِخَيْرِ دَارٍ وَإِلَى خَيْرِ جَارٍ ) (3) ( - النَّجَاشِيِّ - ) (4) ( فَآمَنَنَا عَلَى دِينِنَا وَلَمْ نَخْشَ مِنْهُ ظُلْمًا ) (5) ( وَعَبَدْنَا اللَّهَ لَا نُؤْذَى وَلَا نَسْمَعُ شَيْئًا نَكْرَهُهُ ) (6) ( فَلَمَّا رَأَتْ قُرَيْشٌ أَنَّا قَدْ أَصَبْنَا دَارًا وَأَمْنًا ) (7) ( ائْتَمَرُوا أَنْ يَبْعَثُوا إِلَى النَّجَاشِيِّ فِينَا رَجُلَيْنِ جَلْدَيْنِ ) (8) ( فَيُخْرِجَنَا مِنْ بِلَادِهِ وَيَرُدَّنَا عَلَيْهِمْ ) (9) ( وَأَنْ يُهْدُوا لِلنَّجَاشِيِّ هَدَايَا مِمَّا يُسْتَطْرَفُ مِنْ مَتَاعِ مَكَّةَ , وَكَانَ مِنْ أَعْجَبِ مَا يَأْتِيهِ مِنْهَا إِلَيْهِ الْأَدَمُ (10) فَجَمَعُوا لَهُ أَدَمًا كَثِيرًا , وَلَمْ يَتْرُكُوا مِنْ بَطَارِقَتِهِ بِطْرِيقًا (11) إِلَّا أَهْدَوْا لَهُ هَدِيَّةً ) (12) ( عَلَى حِدَةٍ ) (13) ( ثُمَّ بَعَثُوا بِذَلِكَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيِّ , وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيِّ , وَأَمَرُوهُمَا أَمْرَهُمْ , وَقَالُوا لَهُمَا : ادْفَعُوا إِلَى كُلِّ بِطْرِيقٍ هَدِيَّتَهُ قَبْلَ أَنْ تُكَلِّمُوا النَّجَاشِيَّ فِيهِمْ , ثُمَّ قَدِّمُوا لِلنَّجَاشِيِّ هَدَايَاهُ , ثُمَّ سَلُوهُ أَنْ يُسْلِمَهُمْ إِلَيْكُمْ قَبْلَ أَنْ يُكَلِّمَهُمْ , فَخَرَجَا فَقَدِمَا عَلَى النَّجَاشِيِّ وَنَحْنُ عِنْدَهُ بِخَيْرِ دَارٍ وَعِنْدَ خَيْرِ جَارٍ , فَلَمْ يَبْقَ مِنْ بَطَارِقَتِهِ بِطْرِيقٌ إِلَّا دَفَعَا إِلَيْهِ هَدِيَّتَهُ قَبْلَ أَنْ يُكَلِّمَا النَّجَاشِيَّ , ثُمَّ قَالَا لِكُلِّ بِطْرِيقٍ مِنْهُمْ : إِنَّهُ قَدْ صَبَأَ إِلَى بَلَدِ الْمَلِكِ مِنَّا غِلْمَانٌ سُفَهَاءُ (14) فَارَقُوا دِينَ قَوْمِهِمْ , وَلَمْ يَدْخُلُوا فِي دِينِكُمْ , وَجَاءُوا بِدِينٍ مُبْتَدَعٍ لَا نَعْرِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتُمْ , وَقَدْ بَعَثَنَا إِلَى الْمَلِكِ فِيهِمْ أَشْرَافُ قَوْمِهِمْ لِيَرُدَّهُمْ إِلَيْهِمْ , فَإِذَا كَلَّمْنَا الْمَلِكَ فِيهِمْ فَأَشِيرُوا عَلَيْهِ بِأَنْ يُسْلِمَهُمْ إِلَيْنَا وَلَا يُكَلِّمَهُمْ , فَإِنَّ قَوْمَهُمْ أَعَلَى بِهِمْ عَيْنًا , وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عَلَيْهِمْ , فَقَالُوا لَهُمَا : نَعَمْ , ثُمَّ إِنَّهُمَا قَرَّبَا هَدَايَاهُمْ إِلَى النَّجَاشِيِّ فَقَبِلَهَا مِنْهُمَا , ثُمَّ كَلَّمَاهُ فَقَالَا لَهُ : أَيُّهَا الْمَلِكُ , إِنَّهُ قَدْ صَبَأَ إِلَى بَلَدِكَ مِنَّا غِلْمَانٌ سُفَهَاءُ فَارَقُوا دِينَ قَوْمِهِمْ وَلَمْ يَدْخُلُوا فِي دِينِكَ , وَجَاءُوا بِدِينٍ مُبْتَدَعٍ لَا نَعْرِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ , وَقَدْ بَعَثَنَا إِلَيْكَ فِيهِمْ أَشْرَافُ قَوْمِهِمْ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَعْمَامِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ لِتَرُدَّهُمْ إِلَيْهِمْ فَهُمْ أَعَلَى بِهِمْ عَيْنًا , وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عَلَيْهِمْ وَعَاتَبُوهُمْ فِيهِ ) (15) ( فَقَالَتْ بَطَارِقَتُهُ : صَدَقُوا أَيُّهَا الْمَلِكُ ) (16) ( قَوْمُهُمْ أَعَلَى بِهِمْ عَيْنًا , وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عَلَيْهِمْ ) (17) ( وَإِنَّهُمْ لَمْ يَدْخُلُوا فِي دِينِكَ فَتَمْنَعَهُمْ بِذَلِكَ ) (18) ( فَأَسْلِمْهُمْ إِلَيْهِمَا فَلْيَرُدَّاهُمْ إِلَى بِلَادِهِمْ وَقَوْمِهِمْ , فَغَضِبَ النَّجَاشِيُّ ثُمَّ قَالَ : لَا وَاللَّهِ لَا أُسْلِمُ قَوْمًا ) (19) ( لَجَئُوا إِلَى بِلَادِي وَاخْتَارُوا جِوَارِي عَلَى جِوَارِ غَيْرِي (20) ) (21) ( حَتَّى أَدْعُوَهُمْ فَأَسْأَلَهُمْ مَاذَا يَقُولُ هَذَانِ فِي أَمْرِهِمْ , فَإِنْ كَانُوا كَمَا تَقُولُونَ أَسْلَمْتُهُمْ إِلَيْهِمَا وَرَدَدْتُهُمْ إِلَى قَوْمِهِمْ , وَإِنْ كَانُوا عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ مَنَعْتُهُمْ مِنْهُمَا ) (22) ( وَلَمْ أُخَلِّ مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُمْ ) (23) ( وَأَحْسَنْتُ جِوَارَهُمْ مَا جَاوَرُونِي - قَالَتْ : وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ مِنْ أَنْ يَسْمَعَ النَّجَاشِيُّ كَلَامَنَا - فَأَرْسَلَ النَّجَاشِيُّ إِلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَدَعَاهُمْ , فَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولُ النَّجَاشِيِّ اجْتَمَعُوا , ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : مَا تَقُولُونَ لِلرَّجُلِ إِذَا جِئْتُمُوهُ ؟ , قَالُوا : نَقُولُ وَاللَّهِ مَا عَلَّمَنَا وَمَا أَمَرَنَا بِهِ نَبِيُّنَا - صلى الله عليه وسلم - , كَائِنٌ فِي ذَلِكَ مَا هُوَ كَائِنٌ , فَلَمَّا جَاءُوهُ ) (24) ( دَخَلُوا عَلَيْهِ ) (25) ( وَقَدْ دَعَا النَّجَاشِيُّ أَسَاقِفَتَهُ (26) فَنَشَرُوا مَصَاحِفَهُمْ حَوْلَهُ ) (27) ( وكَانَ الَّذِي يكَلِّمُهُ مِنْهُمْ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - ) (28) ( فَسَأَلَهُ النَّجَاشِيُّ فَقَالَ لَهُ : مَا هَذَا الدِّينُ الَّذِي فَارَقْتُمْ فِيهِ قَوْمَكُمْ وَلَمْ تَدْخُلُوا ) (29) ( فِي يَهُودِيَّةٍ وَلَا نَصْرَانِيَّةٍ ) (30) ( وَلَا فِي دِينِ أَحَدٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَمِ ؟ , فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ : أَيُّهَا الْمَلِكُ , كُنَّا قَوْمًا ) (31) ( عَلَى الشِّرْكِ ) (32) ( نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ , وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ ) (33) ( وَنَسْتَحِلُّ الْمَحَارِمَ بَعْضُنَا مِنْ بَعْضٍ فِي سَفْكِ الدِّمَاءِ وغيرها ، لا نحل شيئا ولا نحرمه ) (34) ( وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ , وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ , وَنُسِيءُ الْجِوَارَ , وَيَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ , فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا , نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ , وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ الْحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ , وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ , وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ , وَصِلَةِ الرَّحِمِ , وَحُسْنِ الْجِوَارِ , وَالْكَفِّ عَنْ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ , وَنَهَانَا عَنْ الْفَوَاحِشِ وَقَوْلِ الزُّورِ وَأَكْلِ مَالَ الْيَتِيمِ , وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ , وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا , وَأَمَرَنَا بِالصَلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ - قَالَتْ : فَعَدَّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الْإِسْلَامِ - فَصَدَّقْنَاهُ وَآمَنَّا بِهِ وَاتَّبَعْنَاهُ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ , فَعَبَدْنَا اللَّهَ وَحْدَهُ فَلَمْ نُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا , وَحَرَّمْنَا مَا حَرَّمَ عَلَيْنَا , وَأَحْلَلْنَا مَا أَحَلَّ لَنَا , فَعَدَا عَلَيْنَا قَوْمُنَا فَعَذَّبُونَا وَفَتَنُونَا عَنْ دِينِنَا لِيَرُدُّونَا إِلَى عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ , وَأَنْ نَسْتَحِلَّ مَا كُنَّا نَسْتَحِلُّ مِنْ الْخَبَائِثِ , فَلَمَّا قَهَرُونَا وَظَلَمُونَا وَشَقُّوا عَلَيْنَا , وَحَالُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ دِينِنَا , خَرَجْنَا إِلَى بَلَدِكَ , وَاخْتَرْنَاكَ عَلَى مَنْ سِوَاكَ , وَرَغِبْنَا فِي جِوَارِكَ , وَرَجَوْنَا أَيُّهَا الْمَلِكُ أَنْ لَا نُظْلَمَ عِنْدَكَ فَقَالَ لَهُ النَّجَاشِيُّ : هَلْ مَعَكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ عَنْ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ؟ , فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ : نَعَمْ فَقَالَ لَهُ النَّجَاشِيُّ : اقْرَأْهُ عَلَيَّ , فَقَرَأَ عَلَيْهِ صَدْرًا مِنْ { كهيعص } , قَالَتْ : فَبَكَى وَاللَّهِ النَّجَاشِيُّ حَتَّى أَخْضَلَ لِحْيَتَهُ , وَبَكَتْ أَسَاقِفَتُهُ حَتَّى أَخْضَلُوا مَصَاحِفَهُمْ حِينَ سَمِعُوا مَا تَلَا عَلَيْهِمْ , ثُمَّ قَالَ النَّجَاشِيُّ : إِنَّ هَذَا وَاللَّهِ وَالَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى لَيَخْرُجُ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَةٍ , إِنَّ هَذَا الْكَلامَ لَيَخْرُجُ مِنَ الْمِشْكَاةِ الَّتِي جَاءَ بِهَا عِيسَى (35) انْطَلِقَا فَوَاللَّهِ لَا أُسْلِمُهُمْ إِلَيْكُمْ أَبَدًا , قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ ) (36) ( فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ : وَاللَّهِ لَآتِيَنَّهُ غَدًا ) (37) ( وَلَأُنَبِّئَنَّهُ بِعَيْبِهِمْ عِنْدَهُ ) (38) ( وَلَأُخْبِرَنَّهُ أَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ إِلَهَهُ الَّذِي يَعْبُدُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَبْدٌ ) (39) ( ثُمَّ أَسْتَأْصِلُ بِهِ خَضْرَاءَهُمْ (40) قَالَتْ : فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ - وَكَانَ أَتْقَى الرَّجُلَيْنِ فِينَا - : لَا تَفْعَلْ , فَإِنَّ لَهُمْ أَرْحَامًا وَإِنْ كَانُوا قَدْ خَالَفُونَا , فَقَالَ عَمْرٌو : وَاللَّهِ لَأُخْبِرَنَّهُ أَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَبْدٌ ) (41) ( قَالَتْ : فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ دَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ : أَيُّهَا الْمَلِكُ , إِنَّهُمْ يَقُولُونَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ قَوْلًا عَظِيمًا , فَأَرْسِلْ إِلَيْهِمْ فَاسْأَلْهُمْ ) (42) ( عَمَّا يَقُولُونَ فِيهِ , قَالَتْ : فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا يَسْأَلُنَا عَنْهُ , وَلَمْ يَنْزِلْ بِنَا مِثْلُهُ , فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : مَاذَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى إِذَا سَأَلَكُمْ عَنْهُ ؟ , فَقَالُوا : نَقُولُ وَاللَّهِ فِيهِ مَا قَالَ اللَّهُ وَمَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّنَا , كَائِنًا فِي ذَلِكَ مَا هُوَ كَائِنٌ ) (43) ( فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ بَطَارِقَتُهُ ، فَقَالَ لَنَا : مَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ؟ ) (44) ( فَقَالَ لَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : نَقُولُ فِيهِ الَّذِي جَاءَ بِهِ نَبِيُّنَا , هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ , وَرُوحُهُ , وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ (45) ) (46) ( قَالَتْ : فَدَلَّى النَّجَاشِيُّ يَدَهُ إِلَى الْأَرْضِ ) (47) ( فَأَخَذَ مِنْهَا عُودًا ثُمَّ قَالَ : مَا عَدَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ مَا قُلْتَ هَذَا الْعُودَ , فَتَنَاخَرَتْ بَطَارِقَتُهُ حَوْلَهُ حِينَ قَالَ مَا قَالَ , فَقَالَ : وَإِنْ نَخَرْتُمْ وَاللَّهِ , اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ سُيُومٌ بِأَرْضِي - وَالسُّيُومُ الْآمِنُونَ - مَنْ سَبَّكُمْ غَرِمَ , ثُمَّ مَنْ سَبَّكُمْ غُرِّمَ , ثُمَّ مَنْ سَبَّكُمْ غُرِّمَ ، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي دَبْرًا ذَهَبًا وَأَنِّي آذَيْتُ رَجُلًا مِنْكُمْ - وَالدَّبْرُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ الْجَبَلُ - رُدُّوا عَلَيْهِمَا هَدَايَاهُمَا , فلَا حَاجَةَ لَنَا بِهَا , فَوَاللَّهِ مَا أَخَذَ اللَّهُ مِنِّي الرِّشْوَةَ حِينَ رَدَّ عَلَيَّ مُلْكِي فَآخُذَ الرِّشْوَةَ فِيهِ , وَمَا أَطَاعَ النَّاسَ فِيَّ فَأُطِيعَهُمْ فِيهِ (48) قَالَتْ : فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ مَقْبُوحَيْنِ مَرْدُودًا عَلَيْهِمَا مَا جَاءَا بِهِ , وَأَقَمْنَا عِنْدَهُ بِخَيْرِ دَارٍ مَعَ خَيْرِ جَارٍ , قَالَتْ : فَوَاللَّهِ إِنَّا عَلَى ذَلِكَ إِذْ نَزَلَ بِالنَّجَاشِيِّ مَنْ يُنَازِعُهُ فِي مُلْكِهِ فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْنَا حُزْنًا قَطُّ كَانَ أَشَدَّ مِنْ حُزْنٍ حَزِنَّاهُ عِنْدَ ذَلِكَ , تَخَوُّفًا أَنْ يَظْهَرَ ذَلِكَ عَلَى النَّجَاشِيِّ , فَيَأْتِيَ رَجُلٌ لَا يَعْرِفُ مِنْ حَقِّنَا مَا كَانَ النَّجَاشِيُّ يَعْرِفُ مِنْهُ , قَالَتْ : وَسَارَ النَّجَاشِيُّ وَبَيْنَهُمَا عُرْضُ النِّيلِ , فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ رَجُلٌ يَخْرُجُ حَتَّى يَحْضُرَ وَقْعَةَ الْقَوْمِ ثُمَّ يَأْتِيَنَا بِالْخَبَرِ ؟ , فَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ - رضي الله عنه - : أَنَا - وَكَانَ مِنْ أَحْدَثِ الْقَوْمِ سِنًّا - فَنَفَخُوا لَهُ قِرْبَةً فَجَعَلَهَا فِي صَدْرِهِ , ثُمَّ سَبَحَ عَلَيْهَا حَتَّى خَرَجَ إِلَى نَاحِيَةِ النِّيلِ الَّتِي بِهَا مُلْتَقَى الْقَوْمِ ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى حَضَرَهُمْ , قَالَتْ : وَدَعَوْنَا اللَّهَ لِلنَّجَاشِيِّ بِالظُّهُورِ عَلَى عَدُوِّهِ وَالتَّمْكِينِ لَهُ فِي بِلَادِهِ , فَاسْتَوْثَقَ عَلَيْهِ أَمْرُ الْحَبَشَةِ , فَكُنَّا عِنْدَهُ فِي خَيْرِ مَنْزِلٍ ) (49) ( حَتَّى خَرَجَ مَنْ خَرَجَ مِنَّا رَاجِعًا إِلَى مَكَّةَ ، وَأَقَامَ مَنْ أَقَامَ ) (50) .
__________
(1) المنعة : القوة .
(2) الأرسال : جمع رَسَل وهي الأفواج والفرق المتقطعة التي يتبع بعضها بعضا .
(3) ( هق ) 17512 , انظر الصَّحِيحَة : 3190
(4) ( حم ) 1740 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(5) ( هق ) 17512
(6) ( حم ) 1740
(7) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(8) ( حم ) 1740
(9) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(10) الأدَم : الجلد المدبوغ .
(11) البِطْرِيق : رئيس رؤساء الأساقفة .
(12) ( حم ) 1740
(13) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(14) السَّفَه : الخفّة والطيشُ ، وسَفِه رأيُه إذا كان مَضْطربا لَا اسِتقامَةَ له ، والسفيه : الجاهلُ .
(15) ( حم ) 1740
(16) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(17) ( حم ) 1740
(18) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(19) ( حم ) 1740
(20) الجوار : الأمان والحماية والمنعة والوقاية .
(21) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(22) ( حم ) 1740
(23) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(24) ( حم ) 1740
(25) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(26) الأساقفة : جمع الأسقف وهو رئيس من رؤساء النصارى فوق القسيس ودون المطْران .
(27) ( حم ) 1740
(28) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(29) ( حم ) 1740
(30) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(31) ( حم ) 1740
(32) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(33) ( حم ) 1740
(34) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(35) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(36) ( حم ) 1740
(37) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(38) ( حم ) 1740
(39) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(40) خضراؤهم : سوادهم .
(41) ( حم ) 1740
(42) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(43) ( حم ) 1740
(44) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(45) أصل البتل القطع , وسميت البتول : لانقطاعها عن نساء زمانها فضْلا ودِينا وحَسَبا .
وقيل : لانقطاعها عن الدُّنيَا إلى اللّه تعالى , وقيل : المُنْقَطِعة عن الرجال لا شهوةَ لها فيهم .
(46) ( حم ) 1740
(47) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596
(48) قَالَ الزُّهْرِيُّ : فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، فَقَالَ عُرْوَةُ : هَلْ تَدْرِي مَا قَوْلُهُ : مَا أَخَذَ اللَّهُ مِنِّي الرِّشْوَةَ حِينَ رَدَّ عَلَيَّ مُلْكِي فَآخُذُ الرِّشْوَةَ فِيهِ ، وَلَا أَطَاعَ النَّاسَ فِيَّ فَأُطِيعُ النَّاسَ فِيهِ ؟ , قُلْتُ : لَا ، إِنَّمَا حَدَّثَنِي بِذَلِكَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، فَقَالَ عُرْوَةُ : فَإِنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْنِي : أَنَّ أَبَاهُ كَانَ مَلِكَ قَوْمِهِ ، وَكَانَ لَهُ أَخٌ مِنْ صُلْبِهِ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا ، وَلَمْ يَكُنْ لأَبِي النَّجَاشِيِّ وَلَدٌ غَيْرُ النَّجَاشِيِّ ، فَأَدَارَتِ الْحَبَشَةُ رَأْيَهَا بَيْنَهَا ، فَقَالُوا : إِنَّا إِنْ قَتَلْنَا أَبَا النَّجَاشِيِّ ، وَمَلَّكَنَا أَخَاهُ فَإِنَّ لَهُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ صُلْبِهِ ، فَتَوَارَثُوا الْمُلْكَ لَبَقِيَتِ الْحَبَشَةُ عَلَيْهِمْ دَهْرًا طَوِيلا لَا يَكُونُ بَيْنَهُمُ اخْتِلافٌ ، فَعَدَوْا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ وَمَلَّكُوا أَخَاهُ ، فَدَخَلَ النَّجَاشِيُّ بِعَمِّهِ حَتَّى غَلَبَ عَلَيْهِ , فَلَا يُدَبِّرُ أَمْرَهُ غَيْرُهُ - وَكَانَ لَبِيبًا - فَلَمَّا رَأَتِ الْحَبَشَةُ مَكَانَهُ مِنْ عَمِّهِ قَالُوا : لَقَدْ غَلَبَ هَذَا الْغُلامُ أَمْرَ عَمِّهِ ، فَمَا نَأْمَنُ أَنْ يُمَلِّكَهُ عَلَيْنَا وَقَدْ عَرَفَ أَنَّا قَدْ قَتَلْنَا أَبَاهُ ، فَإِنْ فَعَلَ لَمْ يَدَعْ مِنَّا شَرِيفًا إِلَّا قَتَلَهُ ، فَكَلَّمُوهُ فِيهِ فَلْنَقْتُلْهُ أَوْ نُخْرِجْهُ مِنْ بِلادِنَا , فَمَشُوا إِلَى عَمِّهِ فَقَالُوا : قَدْ رَأَيْنَا مَكَانَ هَذَا الْفَتَى مِنْكَ ، وَقَدْ عَرَفْتَ أَنَّا قَدْ قَتَلْنَا أَبَاهُ وَجَعَلْنَاكَ مَكَانَهُ ، وَإِنَّا لَا نَأْمَنُ أَنْ تُمَلِّكَهُ عَلَيْنَا فَيَقْتُلَنَا ، فَإِمَّا أَنْ نَقْتُلَهُ وَإِمَّا أَنْ تُخْرِجَهُ مِنْ بِلادِنَا فَقَالَ : وَيْحَكُمْ , قَتَلْتُمْ أَبَاهُ بِالأَمْسِ وَأَقْتُلُهُ الْيَوْمَ ؟ , بَلْ أُخْرِجَهُ مِنْ بِلادِكُمْ ، فَخَرَجُوا بِهِ فَوَقَفُوهُ بِالسُّوقِ ، فَبَاعُوهُ مِنْ تَاجِرٍ مِنَ التُّجَّارِ ، فَقَذَفَهُ فِي سَفِينَةٍ بِسِتِّمِائَةِ دِرْهَمٍ أَوْ بِسَبْعِمِائَةِ دِرْهَمٍ ، فَانْطَلَقَ بِهِ , فَلَمَّا كَانَ الْعَشِيُّ هَاجَتْ سَحَابَةٌ مِنْ سَحَابِ الْخَرِيفِ ، فَجَعَلَ عَمُّهُ يَتَمَطَّرُ تَحْتَهَا ، فَأَصَابَتْهُ صَاعِقَةٌ فَقَتَلَتْهُ ، فَفَزِعُوا إِلَى وَلَدِهِ ، فَإِذَا هُمْ مُحَمَّقِينَ لَيْسَ فِي أَحَدٍ مِنْهُمْ خَيْرٌ ، فَمَرَجَ عَلَى الْحَبَشَةِ أَمْرُهُمْ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : تَعْلَمُونَ وَاللَّهِ إِنَّ مَلِكَكُمُ الَّذِي لَا يُصْلِحُ أَمْرَكُمْ غَيْرُهُ لَلَّذِي بِعْتُمْ بِالْغَدَاةِ ، فَإِنْ كَانَ لَكُمْ بِأَمْرِ الْحَبَشَةِ حَاجَةٌ فَأَدْرِكُوهُ قَبْلَ أَنْ يَذْهَبَ ، فَخَرَجُوا فِي طَلَبِهِ حَتَّى أَدْرَكُوهُ فَرَدُّوهُ ، فَعَقَدُوا عَلَيْهِ تَاجَهُ ، وَأَجْلَسُوهُ عَلَى سَرِيرِهِ وَمَلَّكُوهُ ، فَقَالَ التَّاجِرُ : رُدُّوا عَلَيَّ مَالِي كَمَا أَخَذْتُمْ مِنِّي غُلامِي ، فَقَالُوا : لَا نُعْطِيكَ ، فَقَالَ : إِذَنْ وَاللَّهِ أُكَلِّمَهُ ، فَقَالُوا : وَإِنْ , فَمَشَى إِلَيْهِ فَكَلَّمَهُ فَقَالَ : أَيُّهَا الْمَلِكُ , إِنِّي ابْتَعْتُ غُلَامًا ، فَقَبَضُوا مِنِّي الَّذِي بَاعُونِيهِ ثَمَنَهُ ، ثُمَّ عَدَمُوا عَلَى غُلامِي فَنَزَعُوهُ مِنْ يَدِي وَلَمْ يَرُدُّوا عَلَيَّ مَالِي ، فَكَانَ أَوَّلُ مَا خُبِرَ مِنْ صَلابَةِ حُكْمِهِ وَعَدْلِهِ أَنْ قَالَ : لَتَرُدُّنَّ عَلَيْهِ مَالَهُ ، أَوْ لَيَجْعَلَنَّ غُلامُهُ يَدَهُ فِي يَدِهِ ، فَلْيَذْهَبَنَّ بِهِ حَيْثُ شَاءَ ، فَقَالُوا : بَلْ نُعْطِيهِ مَالَهُ ، فَأَعْطُوهُ إِيَّاهُ ، فَلِذَلِكَ يَقُولُ : مَا أَخَذَ اللَّهُ مِنِّي الرِّشْوَةَ ، فَآخُذُ الرِّشْوَةَ مِنْهُ حَيْثُ رَدَّ عَلَيَّ مُلْكِي ، وَمَا أَطَاعَ النَّاسَ فِيَّ فَأُطِيعُهُمْ فِيهِ " ( البيهقي في دلائل النبوة )
(49) ( حم ) 1740
(50) ( دلائل النبوة للبيهقي ) 596(4/127)
( حم ) , وَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى النَّجَاشِيِّ وَنَحْنُ نَحْوٌ مِنْ ثَمَانِينَ رَجُلًا , فِيهِمْ جَعْفَرٌ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْفُطَةَ , وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ , وَأَبُو مُوسَى , فَأَتَوْا النَّجَاشِيَّ , وَبَعَثَتْ قُرَيْشٌ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ , وَعُمَارَةَ بْنَ الْوَلِيدِ بِهَدِيَّةٍ , فَلَمَّا دَخَلَا عَلَى النَّجَاشِيِّ سَجَدَا لَهُ , ثُمَّ ابْتَدَرَاهُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ , ثُمَّ قَالَا لَهُ : إِنَّ نَفَرًا مِنْ بَنِي عَمِّنَا نَزَلُوا أَرْضَكَ وَرَغِبُوا عَنَّا وَعَنْ مِلَّتِنَا , قَالَ : فَأَيْنَ هُمْ ؟ , قَالَا : هُمْ فِي أَرْضِكَ , فَابْعَثْ إِلَيْهِمْ , فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ , فَقَالَ جَعْفَرٌ : أَنَا خَطِيبُكُمْ الْيَوْمَ , فَاتَّبَعُوهُ , فَسَلَّمَ وَلَمْ يَسْجُدْ , فَقَالُوا لَهُ : مَا لَكَ لَا تَسْجُدُ لِلْمَلِكِ ؟ , قَالَ : إِنَّا لَا نَسْجُدُ إِلَّا لِلَّهِ - عز وجل - , قَالَ : وَمَا ذَاكَ ؟ , قَالَ : إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - بَعَثَ إِلَيْنَا رَسُولَهُ - صلى الله عليه وسلم - , وَأَمَرَنَا أَنْ لَا نَسْجُدَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلَّهِ - عز وجل - , وَأَمَرَنَا بِالصَلَاةِ وَالزَّكَاةِ , فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ : فَإِنَّهُمْ يُخَالِفُونَكَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ , قَالَ : مَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأُمِّهِ ؟ , قَالُوا : نَقُولُ كَمَا قَالَ اللَّهُ - عز وجل - , هُوَ كَلِمَةُ اللَّهِ , وَرُوحُهُ أَلْقَاهَا إِلَى الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ الَّتِي لَمْ يَمَسَّهَا بَشَرٌ , وَلَمْ يَفْرِضْهَا وَلَدٌ , فَرَفَعَ النَّجَاشِيُّ عُودًا مِنْ الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ : يَا مَعْشَرَ الْحَبَشَةِ وَالْقِسِّيسِينَ وَالرُّهْبَانِ , وَاللَّهِ مَا يَزِيدُونَ عَلَى الَّذِي نَقُولُ فِيهِ مَا يَسْوَى هَذَا , مَرْحَبًا بِكُمْ وَبِمَنْ جِئْتُمْ مِنْ عِنْدِهِ , أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ , فَإِنَّهُ الَّذِي نَجِدُ فِي الْإِنْجِيلِ , وَإِنَّهُ الرَّسُولُ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ , انْزِلُوا حَيْثُ شِئْتُمْ , وَاللَّهِ لَوْلَا مَا أَنَا فِيهِ مِنْ الْمُلْكِ , لَأَتَيْتُهُ حَتَّى أَكُونَ أَنَا أَحْمِلُ نَعْلَيْهِ وَأُوَضِّئُهُ , وَأَمَرَ بِهَدِيَّةِ الْآخَرِينَ فَرُدَّتْ إِلَيْهِمَا , ثُمَّ تَعَجَّلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ حَتَّى أَدْرَكَ بَدْرًا , وَزَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - اسْتَغْفَرَ لَهُ حِينَ بَلَغَهُ مَوْتُهُ . (1)
__________
(1) ( حم ) 4400 , هذا الحديث ضعفه الأرناؤوط , وسكت عنه الألباني في صحيح السيرة , وحسن إسناده أحمد شاكر .(4/128)
( 10 ) طَلَبُهُ - صلى الله عليه وسلم - النُّصْرَةَ مِنَ الْقَبَائِلِ فِي مَوَاسِمِ الْحَج
( حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :( " مَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ , يَتْبَعُ النَّاسَ فِي مَنَازِلِهِمْ بعُكَاظٍ وَمَجَنَّةَ , وَفِي الْمَوَاسِمِ بِمِنًى , يَقُولُ : مَنْ يُؤْوِينِي , مَنْ يَنْصُرُنِي حَتَّى أُبَلِّغَ رِسَالَةَ رَبِّي وَلَهُ الْجَنَّةُ ) (1) ( فلَا يَجِدُ أَحَدًا يَنْصُرُهُ وَيُؤْوِيهِ " ) (2) ( حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَخْرُجُ مِنْ الْيَمَنِ أَوْ مِنْ مُضَرَ , فَيَأْتِيهِ قَوْمُهُ فَيَقُولُونَ : احْذَرْ غُلَامَ قُرَيْشٍ لَا يَفْتِنُكَ , " وَيَمْشِي بَيْنَ رِحَالِهِمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ - عز وجل - " , وَهُمْ يُشِيرُونَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ ) (3) .
__________
(1) ( حم ) 14496 , انظر الصَّحِيحَة : 63 , فقه السيرة ص148 ، وقال شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( حم ) 14494 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(3) ( حم ) 14496(4/129)
( حم ) , عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
لَمَّا قَدِمَ أَبُو الْحَيْسَرِ أَنَسُ بْنُ رَافِعٍ مَكَّةَ وَمَعَهُ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ , فِيهِمْ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ يَلْتَمِسُونَ الْحِلْفَ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى قَوْمِهِمْ مِنْ الْخَزْرَجِ , " سَمِعَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَتَاهُمْ فَجَلَسَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ لَهُمْ : هَلْ لَكُمْ إِلَى خَيْرٍ مِمَّا جِئْتُمْ لَهُ ؟ " , قَالُوا : وَمَا ذَاكَ ؟ , قَالَ : " أَنَا رَسُولُ اللَّهِ , بَعَثَنِي إِلَى الْعِبَادِ أَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يَعْبُدُوا اللَّهَ لَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا , وَأُنْزِلَ عَلَيَّ كِتَابٌ , ثُمَّ ذَكَرَ الْإِسْلَامَ وتلَا عَلَيْهِمْ الْقُرْآنَ , فَقَالَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ - وَكَانَ غُلَامًا حَدَثًا - : أَيْ قَوْمِ , هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ مِمَّا جِئْتُمْ لَهُ , فَأَخَذَ أَبُو جُلَيْسٍ حَفْنَةً مِنْ الْبَطْحَاءِ فَضَرَبَ بِهَا فِي وَجْهِ إِيَاسِ بْنِ مُعَاذٍ , " فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْهُمْ " , وَانْصَرَفُوا إِلَى الْمَدِينَةِ , فَكَانَتْ وَقْعَةُ بُعَاثٍ بَيْنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ , ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ أَنْ هَلَكَ ، فَحَدَّثَنَا مَنْ حَضَرَهُ مِنْ قَوْمِي عِنْدَ مَوْتِهِ أَنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا يَسْمَعُونَهُ يُهَلِّلُ اللَّهَ وَيُكَبِّرُهُ وَيَحْمَدُهُ وَيُسَبِّحُهُ حَتَّى مَاتَ , فَمَا كَانُوا يَشُكُّونَ أَنْ قَدْ مَاتَ مُسْلِمًا , لَقَدْ كَانَ اسْتَشْعَرَ الْإِسْلَامَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ حِينَ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا سَمِعَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 23668 , ( ك ) 4831 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .(4/130)
( جة حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى النَّاسِ فِي الْمَوْسِمِ فَيَقُولُ : أَلَا رَجُلٌ يَحْمِلْنِي إِلَى قَوْمِهِ ؟ , فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلَامَ رَبِّي " ) (1) ( فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ هَمْدَانَ فَقَالَ : " مِمَّنْ أَنْتَ ؟ " , فَقَالَ الرَّجُلُ : مِنْ هَمْدَانَ , قَالَ : فَهَلْ عِنْدَ قَوْمِكَ مِنْ مَنَعَةٍ ؟ , قَالَ : نَعَمْ , ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ خَشِيَ أَنْ يَحْقِرَهُ قَوْمُهُ , فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : آتِيهِمْ فَأُخْبِرُهُمْ ثُمَّ آتِيكَ مِنْ عَامٍ قَابِلٍ , قَالَ : " نَعَمْ " , فَانْطَلَقَ وَجَاءَ وَفْدُ الْأَنْصَارِ فِي رَجَبٍ ) (2) .
( 11 ) مَا جَاءَ فِي بَيْعَةِ الْأَنْصَارِ وَهِجْرَتِهِ - صلى الله عليه وسلم -
( دلائل النبوة لأبي نعيم ) , عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - ْنِ قَتَادَةَ ، عَنْ أَشْيَاخٍ مِنْ قَوْمِهِ قَالَ :
لَمَّا لَقِيَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَنَا : مَنْ أَنْتُمْ ؟ , قُلْنَا : نَحْنُ الْخَزْرَجُ , قَالَ : " أَمِنْ مَوَالِي الْيَهُودِ ؟ " , قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : " أَفَلا تَجْلِسُونَ حَتَّى أُكَلِّمَكُمْ ؟ " , قُلْنَا : بَلَى ، قَالَ : فَجَلَسْنَا مَعَهُ , " فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ - عز وجل - , وَعَرَضَ عَلَيْنَا الْإِسْلَامَ , وتلَا عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ " , قَالَ : وَكَانَ مِمَّا صَنَعَ اللَّهُ تَعَالَى بِنَا فِي الْإِسْلَامِ ، أَنَّ يَهُودَ كَانُوا مَعَنَا فِي بِلادِنَا ، وَكَانُوا أَهْلَ كِتَابٍ وَعِلْمٍ ، وَكُنَّا أَهْلَ شِرْكٍ أَصْحَابَ أَوْثَانٍ ، وَكَانَتِ الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ قَدْ عَزُّوهُمْ بِبِلادِهِمْ ، وَكَانُوا إِذَا كَانَ بَيْنَهُمْ شَيْءٌ قَالُوا لَهُمْ : إِنَّ نَبِيًّا مَبْعُوثٌ الْآنَ قَدْ أَظَلَّ زَمَانُهُ , نَتَّبِعُهُ فَنَقْتُلُكُمْ مَعَهُ قَتْلَ عَادٍ وَإِرَمَ ، قَالَ : فَلَمَّا كَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أُولَئِكَ النَّفَرَ وَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ ، قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : يَا قَوْمِ تَعْلَمُونَ وَاللَّهِ إِنَّهُ لَلنَّبِيُّ الَّذِي تَوَعَّدُكُمْ بِهِ الْيَهُودُ ، فلَا تَسْبِقِنَّكُمْ إِلَيْهِ ، فَأَجَابُوهُ فِيمَا دَعَاهُمْ إِلَيْهِ , وَصَدَّقُوهُ وَقَبِلُوا مِنْهُ مَا عَرَضَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْإِسْلَامِ ، وَقَالُوا لَهُ : إِنَّا كُنَّا قَدْ تَرَكْنَا قَوْمَنَا ، وَلَا قَوْمَ بَيْنَهُمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَالشَّرِّ مَا بَيْنَهُمْ ، وَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْمَعَهُمْ لَكَ ، فَسَنَقْدَمُ عَلَيْهِمْ فَنَدْعُوهُمْ إِلَى أَمْرِكَ وَنَعْرِضُ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَجَبْنَاكَ إِلَيْهِ مِنْ هَذَا الدِّينِ ، فَإِنْ يَجْمَعْهُمُ اللَّهُ فلَا رَجُلَ أَعَزُّ مِنْكَ ، ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَاجِعِينَ إِلَى بِلادِهِمْ قَدْ آمَنُوا وَصَدَّقُوا . (3)
__________
(1) ( جة ) 201 , ( ت ) 2925 , ( د ) 4734 , ( حم ) 15229
(2) ( حم ) 15229 , انظر فقه السيرة ص106 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) دلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني : 218 , دلائل النبوة للبيهقي : 698 , انظر فقه السيرة ص146(4/131)
( حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :( " مَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ , يَتْبَعُ النَّاسَ فِي مَنَازِلِهِمْ بعُكَاظٍ وَمَجَنَّةَ , وَفِي الْمَوَاسِمِ بِمِنًى , يَقُولُ : مَنْ يُؤْوِينِي , مَنْ يَنْصُرُنِي حَتَّى أُبَلِّغَ رِسَالَةَ رَبِّي وَلَهُ الْجَنَّةُ ) (1) ( فلَا يَجِدُ أَحَدًا يَنْصُرُهُ وَيُؤْوِيهِ " ) (2) ( حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَخْرُجُ مِنْ الْيَمَنِ أَوْ مِنْ مُضَرَ , فَيَأْتِيهِ قَوْمُهُ فَيَقُولُونَ : احْذَرْ غُلَامَ قُرَيْشٍ لَا يَفْتِنُكَ , " وَيَمْشِي بَيْنَ رِحَالِهِمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ - عز وجل - " , وَهُمْ يُشِيرُونَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ , حَتَّى بَعَثَنَا اللَّهُ إِلَيْهِ مِنْ يَثْرِبَ , فَآوَيْنَاهُ وَصَدَّقْنَاهُ , فَيَخْرُجُ الرَّجُلُ مِنَّا فَيُؤْمِنُ بِهِ وَيُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ , فَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ فَيُسْلِمُونَ بِإِسْلَامِهِ , حَتَّى لَمْ يَبْقَ دَارٌ مِنْ دُورِ الْأَنْصَارِ إِلَّا وَفِيهَا رَهْطٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يُظْهِرُونَ الْإِسْلَامَ ) (3) ( ثُمَّ أْتَمَرْنَا وَاجْتَمَعْنَا سَبْعُونَ رَجُلًا مِنَّا ) (4) ( فَقُلْنَا : حَتَّى مَتَى نَتْرُكُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُطْرَدُ فِي جِبَالِ مَكَّةَ وَيَخَافُ , فَرَحَلَ إِلَيْهِ مِنَّا سَبْعُونَ رَجُلًا حَتَّى قَدِمُوا عَلَيْهِ فِي الْمَوْسِمِ , فَوَاعَدْنَاهُ شِعْبَ الْعَقَبَةِ ) (5) ( فَقَالَ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ : يَا ابْنَ أَخِي , إِنِّي لَا أَدْرِي مَا هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ الَّذِينَ جَاءُوكَ , وَإِنِّي ذُو مَعْرِفَةٍ بِأَهْلِ يَثْرِبَ , فَاجْتَمَعْنَا عِنْدَهُ مِنْ رَجُلٍ وَرَجُلَيْنِ ) (6) ( حَتَّى تَوَافَيْنَا ) (7) ( فَلَمَّا نَظَرَ الْعَبَّاسُ - رضي الله عنه - فِي وُجُوهِنَا قَالَ : هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا أَعْرِفُهُمْ , هَؤُلَاءِ أَحْدَاثٌ (8) فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَامَ نُبَايِعُكَ ؟ , قَالَ : " تُبَايِعُونِي عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ , فِي النَّشَاطِ وَالْكَسَلِ , وَعَلَى النَّفَقَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ , وَعَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ , وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ , وَعَلَى أَنْ تَقُولُوا فِي اللَّهِ لَا تَأْخُذُكُمْ فِيهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ , وَعَلَى أَنْ تَنْصُرُونِي إِذَا قَدِمْتُ عَلَيْكُمْ يَثْرِبَ , فَتَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ وَأَزْوَاجَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ , وَلَكُمْ الْجَنَّةُ " , قَالَ : فَقُمْنَا إِلَيْهِ نُبَايِعُهُ , فَأَخَذَ بِيَدِهِ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ - رضي الله عنه - وَهُوَ أَصْغَرُ السَّبْعِينَ - فَقَالَ : رُوَيْدًا يَا أَهْلَ يَثْرِبَ , فَإِنَّا لَمْ نَضْرِبْ أَكْبَادَ الْإِبِلِ إِلَّا وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ , إِنَّ إِخْرَاجَهُ الْيَوْمَ مُفَارَقَةُ الْعَرَبِ كَافَّةً , وَقَتْلُ خِيَارِكُمْ , وَأَنَّ تَعَضَّكُمْ السُّيُوفُ ) (9) ( فَإِمَّا أَنْتُمْ قَوْمٌ تَصْبِرُونَ عَلَى ذَلِكَ ) (10) ( فَخُذُوهُ وَأَجْرُكُمْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , وَإِمَّا أَنْتُمْ قَوْمٌ تَخَافُونَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ) (11) ( جَبِينَةً ) (12) ( فَذَرُوهُ , فَهُوَ أَعْذَرُ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ , فَقَالُوا : أَمِطْ عَنَّا يَدَكَ ) (13) ( يَا أَسْعَدُ , فَوَاللَّهِ لَا نَدَعُ هَذِهِ الْبَيْعَةَ أَبَدًا ) (14) ( وَلَا نَسْتَقِيلُهَا ) (15) ( قَالَ : فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَبَايَعْنَاهُ ) (16) ( رَجُلًا رَجُلًا , يَأْخُذُ عَلَيْنَا بِشُرْطَةِ الْعَبَّاسِ , وَيُعْطِينَا عَلَى ذَلِكَ الْجَنَّةَ " ) (17)
__________
(1) ( حم ) 14496 , انظر الصَّحِيحَة : 63 , فقه السيرة ص148 ، وقال شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( حم ) 14494 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(3) ( حم ) 14496
(4) ( حم ) 14694
(5) ( حم ) 14496
(6) ( حم ) 14694
(7) ( حم ) 14496
(8) أَيْ : صغار السن .
(9) ( حم ) 14694 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(10) ( حم ) 14496 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(11) ( حم ) 14694
(12) ( حم ) 14496
(13) ( حم ) 14694
(14) ( حم ) 14496
(15) ( حم ) 14694
(16) ( حم ) 14696
(17) ( حم ) 14494 , ( حب ) 7012 , ( ك ) 4251(4/132)
( حم ) , وَعَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - وَكَانَ كَعْبٌ مِمَّنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ وَبَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِهَا - قَالَ :
خَرَجْنَا فِي حُجَّاجِ قَوْمِنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ , وَقَدْ صَلَّيْنَا وَفَقِهْنَا , وَمَعَنَا الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ كَبِيرُنَا وَسَيِّدُنَا , فَلَمَّا تَوَجَّهْنَا لِسَفَرِنَا وَخَرَجْنَا مِنْ الْمَدِينَةِ قَالَ الْبَرَاءُ لَنَا : يَا هَؤُلَاءِ , إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ وَاللَّهِ رَأْيًا , وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَدْرِي تُوَافِقُونِي عَلَيْهِ أَمْ لَا , فَقُلْنَا لَهُ : وَمَا ذَاكَ ؟ , قَالَ : قَدْ رَأَيْتُ أَنْ لَا أَدَعَ هَذِهِ الْبَنِيَّةِ مِنِّي بِظَهْرٍ - يَعْنِي الْكَعْبَةَ - وَأَنْ أُصَلِّيَ إِلَيْهَا , فَقُلْنَا : وَاللَّهِ مَا بَلَغَنَا أَنَّ نَبِيَّنَا يُصَلِّي إِلَّا إِلَى الشَّامِ , وَمَا نُرِيدُ أَنْ نُخَالِفَهُ , فَقَالَ : إِنِّي أُصَلِّي إِلَيْهَا , فَقُلْنَا لَهُ : لَكِنَّا لَا نَفْعَلُ , فَكُنَّا إِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ صَلَّيْنَا إِلَى الشَّامِ وَصَلَّى إِلَى الْكَعْبَةِ حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ , فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ قَالَ : يَا ابْنَ أَخِي , انْطَلِقْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَاسْأَلْهُ عَمَّا صَنَعْتُ فِي سَفَرِي هَذَا , فَإِنَّهُ وَاللَّهِ قَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْهُ شَيْءٌ لَمَّا رَأَيْتُ مِنْ خِلَافِكُمْ إِيَّايَ فِيهِ , قَالَ : فَخَرَجْنَا نَسْأَلُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَكُنَّا لَا نَعْرِفُهُ , لَمْ نَرَهُ قَبْلَ ذَلِكَ , فَلَقِيَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَسَأَلْنَاهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ : هَلْ تَعْرِفَانِهِ ؟ , قُلْنَا : لَا , قَالَ : فَهَلْ تَعْرِفَانِ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمَّهُ ؟ , قُلْنَا : نَعَمْ - وَكُنَّا نَعْرِفُ الْعَبَّاسَ كَانَ لَا يَزَالُ يَقْدَمُ عَلَيْنَا تَاجِرًا - قَالَ : فَإِذَا دَخَلْتُمَا الْمَسْجِدَ فَهُوَ الرَّجُلُ الْجَالِسُ مَعَ الْعَبَّاسِ , قَالَ : فَدَخَلْنَا الْمَسْجِدَ , فَإِذَا الْعَبَّاسُ جَالِسٌ " وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَالِسٌ مَعَهُ " , فَسَلَّمْنَا ثُمَّ جَلَسْنَا إِلَيْهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِلْعَبَّاسِ : هَلْ تَعْرِفُ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ يَا أَبَا الْفَضْلِ ؟ , قَالَ : نَعَمْ , هَذَا الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ سَيِّدُ قَوْمِهِ , وَهَذَا كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " الشَّاعِرُ ؟ " , قَالَ : نَعَمْ , قَالَ كَعْبٌ : فَوَاللَّهِ مَا أَنْسَى قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنِّي خَرَجْتُ فِي سَفَرِي هَذَا وَهَدَانِي اللَّهُ لِلْإِسْلَامِ , فَرَأَيْتُ أَنْ لَا أَجْعَلَ هَذِهِ الْبَنِيَّةَ مِنِّي بِظَهْرٍ فَصَلَّيْتُ إِلَيْهَا , وَقَدْ خَالَفَنِي أَصْحَابِي فِي ذَلِكَ حَتَّى وَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ , فَمَاذَا تَرَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : لَقَدْ كُنْتَ عَلَى قِبْلَةٍ لَوْ صَبَرْتَ عَلَيْهَا , قَالَ : فَرَجَعَ الْبَرَاءُ إِلَى قِبْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَصَلَّى مَعَنَا إِلَى الشَّامِ , قَالَ : وَأَهْلُهُ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ صَلَّى إِلَى الْكَعْبَةِ حَتَّى مَاتَ , وَلَيْسَ ذَلِكَ كَمَا قَالُوا , نَحْنُ أَعْلَمُ بِهِ مِنْهُمْ , قَالَ : وَخَرَجْنَا إِلَى الْحَجِّ , فَوَاعَدْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْعَقَبَةَ مِنْ أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ , فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ الْحَجِّ , وَكَانَتْ اللَّيْلَةُ الَّتِي وَعَدْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَمَعَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ أَبُو جَابِرٍ , سَيِّدٌ مِنْ سَادَتِنَا , وَكُنَّا نَكْتُمُ مَنْ مَعَنَا مِنْ قَوْمِنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ أَمْرَنَا , فَكَلَّمْنَاهُ وَقُلْنَا لَهُ : يَا أَبَا جَابِرٍ , إِنَّكَ سَيِّدٌ مِنْ سَادَتِنَا , وَشَرِيفٌ مِنْ أَشْرَافِنَا , وَإِنَّا نَرْغَبُ بِكَ عَمَّا أَنْتَ فِيهِ أَنْ تَكُونَ حَطَبًا لِلنَّارِ غَدًا , ثُمَّ دَعَوْتُهُ إِلَى الْإِسْلَامِ , وَأَخْبَرْتُهُ بِمِيعَادِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَأَسْلَمَ وَشَهِدَ مَعَنَا الْعَقَبَةَ وَكَانَ نَقِيبًا , قَالَ : فَنِمْنَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَعَ قَوْمِنَا فِي رِحَالِنَا , حَتَّى إِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ خَرَجْنَا مِنْ رِحَالِنَا لِمِيعَادِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , نَتَسَلَّلُ مُسْتَخْفِينَ تَسَلُّلَ الْقَطَا (1) حَتَّى اجْتَمَعْنَا فِي الشِّعْبِ عِنْدَ الْعَقَبَةِ وَنَحْنُ سَبْعُونَ رَجُلًا , وَمَعَنَا امْرَأَتَانِ مِنْ نِسَائِنَا : نَسِيبَةُ بِنْتُ كَعْبٍ , أُمُّ عُمَارَةَ , إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ , وَأَسْمَاءُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ , إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي سَلِمَةَ , وَهِيَ أُمُّ مَنِيعٍ , قَالَ : فَاجْتَمَعْنَا بِالشِّعْبِ نَنْتَظِرُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى جَاءَنَا وَمَعَهُ يَوْمَئِذٍ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ , إِلَّا أَنَّهُ أَحَبَّ أَنْ يَحْضُرَ أَمْرَ ابْنِ أَخِيهِ وَيَتَوَثَّقُ لَهُ - فَلَمَّا جَلَسْنَا كَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَوَّلَ مُتَكَلِّمٍ , فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ - قَالَ : وَكَانَتْ الْعَرَبُ يُسَمُّونَ هَذَا الْحَيَّ مِنْ الْأَنْصَارِ الْخَزْرَجَ , أَوْسَهَا وَخَزْرَجَهَا - إِنَّ مُحَمَّدًا مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتُمْ , وَقَدْ مَنَعْنَاهُ مِنْ قَوْمِنَا مِمَّنْ هُوَ عَلَى مِثْلِ رَأْيِنَا فِيهِ , وَهُوَ فِي عِزٍّ مِنْ قَوْمِهِ وَمَنَعَةٍ فِي بَلَدِهِ , فَقُلْنَا : قَدْ سَمِعْنَا مَا قُلْتَ , فَتَكَلَّمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَخُذْ لِنَفْسِكَ وَلِرَبِّكَ مَا أَحْبَبْتَ , " فَتَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَتَلَا وَدَعَا إِلَى اللَّهِ - عز وجل - , وَرَغَّبَ فِي الْإِسْلَامِ , وَقَالَ : أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ تَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ نِسَاءَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ " , فَأَخَذَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ : نَعَمْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ , لَنَمْنَعَنَّكَ مِمَّا نَمْنَعُ مِنْهُ أُزُرَنَا , فَبَايِعْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَنَحْنُ أَهْلُ الْحُرُوبِ وَأَهْلُ الْحَلْقَةِ (2) وَرِثْنَاهَا كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ , قَالَ : فَاعْتَرَضَ الْقَوْلَ وَالْبَرَاءُ يُكَلِّمُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ , حَلِيفُ (3) بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الرِّجَالِ حِبَالًا وَإِنَّا قَاطِعُوهَا - يَعْنِي الْعُهُودَ - فَهَلْ عَسَيْتَ إِنْ نَحْنُ فَعَلْنَا ذَلِكَ ثُمَّ أَظْهَرَكَ اللَّهُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى قَوْمِكَ وَتَدَعَنَا ؟ , " فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ قَالَ : بَلْ الدَّمَ الدَّمَ , وَالْهَدْمَ الْهَدْمَ (4) أَنَا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مِنِّي أُحَارِبُ مَنْ حَارَبْتُمْ , وَأُسَالِمُ مَنْ سَالَمْتُمْ , ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَخْرِجُوا إِلَيَّ مِنْكُمْ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا يَكُونُونَ عَلَى قَوْمِهِمْ " , فَأَخْرَجُوا مِنْهُمْ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا , مِنْهُمْ تِسْعَةٌ مِنْ الْخَزْرَجِ , وَثَلَاثَةٌ مِنْ الْأَوْسِ , فَلَمَّا بَايَعَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَرَخَ الشَّيْطَانُ مِنْ رَأْسِ الْعَقَبَةِ بِأَبْعَدِ صَوْتٍ سَمِعْتُهُ قَطُّ : يَا أَهْلَ الْجَبَاجِبِ (5) هَلْ لَكُمْ فِي مُذَمَّمٍ وَالصُّبَاةُ مَعَهُ قَدْ أَجْمَعُوا عَلَى حَرْبِكُمْ ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " هَذَا أَزَبُّ الْعَقَبَةِ (6) هَذَا ابْنُ أَزْيَبَ , اسْمَعْ أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ , أَمَا وَاللَّهِ لَأَفْرُغَنَّ لَكَ , ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ارْفَعُوا إِلَى رِحَالِكُمْ " , فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ , لَئِنْ شِئْتَ لَنَمِيلَنَّ عَلَى أَهْلِ مِنًى غَدًا بِأَسْيَافِنَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَمْ أُومَرْ بِذَلِكَ " , فَرَجَعْنَا فَنِمْنَا حَتَّى أَصْبَحْنَا , فَلَمَّا أَصْبَحْنَا غَدَتْ عَلَيْنَا جُلَّةُ قُرَيْشٍ حَتَّى جَاءُونَا فِي مَنَازِلِنَا , فَقَالُوا : يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ , إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنَا أَنَّكُمْ قَدْ جِئْتُمْ إِلَى صَاحِبِنَا هَذَا تَسْتَخْرِجُونَهُ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِنَا وَتُبَايِعُونَهُ عَلَى حَرْبِنَا , وَاللَّهِ إِنَّهُ مَا مِنْ الْعَرَبِ أَحَدٌ أَبْغَضَ إِلَيْنَا أَنْ تَنْشَبَ الْحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ مِنْكُمْ , قَالَ : فَانْبَعَثَ مَنْ هُنَالِكَ مِنْ مُشْرِكِي قَوْمِنَا يَحْلِفُونَ لَهُمْ بِاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ هَذَا شَيْءٌ وَمَا عَلِمْنَاهُ -وَقَدْ صَدَقُوا , لَمْ يَعْلَمُوا مَا كَانَ مِنَّا - قَالَ : وَبَعْضُنَا يَنْظُرُ إِلَى بَعْضٍ . (7)
__________
(1) الْقَطَا ضَرْبٌ مِنْ الْحَمَامِ , الْوَاحِدَةُ قَطَاةٌ .
(2) الحَلْقة بسكون اللام : السلاحُ عامًّا . وقيل : هي الدُّروع خاصة . النهاية (ج 1 / ص 1032)
(3) الحليف : المتعاهد والمتعاقد على التَّعاضُد والتَّساعُد والاتّفاق .
(4) الهَدْمُ بالسكون وبالفتح أيضا : هو إهْدَارُ دَم القَتيل , يقال : دِمَاؤُهمْ بَيْنَهُمْ هَدْمٌ : أي مُهْدَرَةٌ , والمعنى دَمي ودَمُكُم شيءٌ واحد , إنْ طُلِبَ دَمُكُم فَقد طُلِبَ دَمِي , وإنْ أُهْدِر دَمُكُم فَقد أُهْدِرَ دَمِي لاسْتِحْكامِ الأُلْفَةِ بَيْنَنا , وهو قولٌ مَعْروف لِلعَرَب , يَقُولون : دَمِي دَمُك وهَدْمِي هَدْمُك , وذلك عِنْد المُعاهَدة والنُّصْرة .النهاية في غريب الأثر - (ج 5 / ص 573)
(5) الْجَبَاجِبُ : الْمَنَازِلُ .
(6) أَزَبُّ العَقَبةِ : هو الحَيّةُ . لسان العرب - (ج 1 / ص 212)
(7) يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ( ) ( حم ) 15836 , ( حب ) 7011 , انظر فقه السيرة ص147 ، صحيح موارد الظمآن : 1900 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(4/133)
( خ ) , عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ قَالَ :
كَانَ رِفَاعَةُ - رضي الله عنه - مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ , وَكَانَ رَافِعٌ - رضي الله عنه - مِنْ أَهْلِ الْعَقَبَةِ , فَكَانَ يَقُولُ لِابْنِهِ : مَا يَسُرُّنِي أَنِّي شَهِدْتُ بَدْرًا بِالْعَقَبَةِ , قَالَ : " سَأَلَ جِبْرِيلُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بِهَذَا " (1)
__________
(1) ( خ ) 3772(4/134)
( طب ) , وَعَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ :
كَانَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - يَسْتَأْذِنُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْخُرُوجِ ، فَيَقُولُ : " لَا تَعْجَلْ ، لَعَلَّ اللَّهَ يَجْعَلُ لَكَ صَاحِبًا " , المعجم فَطَمَعَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَعْنِي نَفْسَهُ , وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ قَدْ أَعَدَّ لِذَلِكَ رَاحِلَتَيْنِ يَعْلِفُهُمَا فِي دَارِهِ . (1)
__________
(1) ( طب ) ج22ص 178ح462 , انظر فقه السيرة ص158(4/135)
( خ حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ قَطُّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ ، وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْنَا يَوْمٌ إِلَّا يَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - طَرَفَيْ النَّهَارِ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً , فَلَمَّا ابْتُلِيَ الْمُسْلِمُونَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرًا قِبَلَ الْحَبَشَةِ , حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَرْكَ الْغِمَادِ لَقِيَهُ ابْنُ الدَّغِنَةِ ، وَهُوَ سَيِّدُ الْقَارَةِ ، فَقَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ يَا أَبَا بَكْرٍ ؟ , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَخْرَجَنِي قَوْمِي ، فَأُرِيدُ أَنْ أَسِيحَ فِي الْأَرْضِ فَأَعْبُدَ رَبِّي ) (1) ( قَالَ ابْنُ الدَّغِنَةِ : إِنَّ مِثْلَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ لَا يَخْرُجُ وَلَا يُخْرَجُ ، إِنَّكَ تَكْسِبُ الْمَعْدُومَ ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ ، فَارْجِعْ فَاعْبُدْ رَبَّكَ بِبَلَدِكَ وَأَنَا لَكَ جَارٌ ، فَرَجَعَ وَارْتَحَلَ مَعَهُ ابْنُ الدَّغِنَةِ ، فَطَافَ ابْنُ الدَّغِنَةِ عَشِيَّةً فِي أَشْرَافِ قُرَيْشٍ ، فَقَالَ لَهُمْ : إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَا يَخْرُجُ مِثْلُهُ وَلَا يُخْرَجُ ، أَتُخْرِجُونَ رَجُلًا يَكْسِبُ الْمَعْدُومَ ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ ، وَيَحْمِلُ الْكَلَّ ، وَيَقْرِي الضَّيْفَ ، وَيُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ ؟ ، فَلَمْ تُكَذِّبْ قُرَيْشٌ بِجِوَارِ ابْنِ الدَّغِنَةِ ، وَقَالُوا لِابْنِ الدَّغِنَةِ : مُرْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيَعْبُدْ رَبَّهُ فِي دَارِهِ ، فَلْيُصَلِّ فِيهَا وَلْيَقْرَأْ مَا شَاءَ ، وَلَا يُؤْذِينَا بِذَلِكَ وَلَا يَسْتَعْلِنْ بِهِ ، فَإِنَّا نَخْشَى أَنْ يَفْتِنَ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا ، فَقَالَ ذَلِكَ ابْنُ الدَّغِنَةِ لِأَبِي بَكْرٍ ، فَلَبِثَ أَبُو بَكْرٍ بِذَلِكَ يَعْبُدُ رَبَّهُ فِي دَارِهِ وَلَا يَسْتَعْلِنُ بِصَلَاتِهِ ، وَلَا يَقْرَأُ فِي غَيْرِ دَارِهِ , ثُمَّ بَدَا لِأَبِي بَكْرٍ فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ وَكَانَ يُصَلِّي فِيهِ وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ ، فَيَقِفُ عَلَيْهِ نِسَاءُ الْمُشْرِكِينَ وَأَبْنَاؤُهُمْ وَهُمْ يَعْجَبُونَ مِنْهُ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ - وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلًا بَكَّاءً لَا يَمْلِكُ عَيْنَيْهِ إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ - فَأَفْزَعَ ذَلِكَ أَشْرَافَ قُرَيْشٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ ، فَأَرْسَلُوا إِلَى ابْنِ الدَّغِنَةِ فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ ، فَقَالُوا : إِنَّا كُنَّا أَجَرْنَا أَبَا بَكْرٍ بِجِوَارِكَ عَلَى أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دَارِهِ ، فَقَدْ جَاوَزَ ذَلِكَ فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ ، فَأَعْلَنَ بِالصَلَاةِ وَالْقِرَاءَةِ فِيهِ ، وَإِنَّا قَدْ خَشِينَا أَنْ يَفْتِنَ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا ، فَانْهَهُ ، فَإِنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دَارِهِ فَعَلَ ، وَإِنْ أَبَى إِلَّا أَنْ يُعْلِنَ بِذَلِكَ ، فَسَلْهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْكَ ذِمَّتَكَ ، فَإِنَّا قَدْ كَرِهْنَا أَنْ نُخْفِرَكَ ، وَلَسْنَا مُقِرِّينَ لِأَبِي بَكْرٍ الِاسْتِعْلَانَ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَأَتَى ابْنُ الدَّغِنَةِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ : قَدْ عَلِمْتَ الَّذِي عَاقَدْتُ لَكَ عَلَيْهِ ، فَإِمَّا أَنْ تَقْتَصِرَ عَلَى ذَلِكَ ، وَإِمَّا أَنْ تَرْجِعَ إِلَيَّ ذِمَّتِي ، فَإِنِّي لَا أُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ الْعَرَبُ أَنِّي أُخْفِرْتُ فِي رَجُلٍ عَقَدْتُ لَهُ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : فَإِنِّي أَرُدُّ إِلَيْكَ جِوَارَكَ ، وَأَرْضَى بِجِوَارِ اللَّهِ - عز وجل - " وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِلْمُسْلِمِينَ : إِنِّي أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لَابَتَيْنِ - وَهُمَا الْحَرَّتَانِ - " , فَهَاجَرَ مَنْ هَاجَرَ قِبَلَ الْمَدِينَةِ ، وَرَجَعَ عَامَّةُ مَنْ كَانَ هَاجَرَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ ) (2) ( فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْخُرُوجِ حِينَ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْأَذَى ، فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَقِمْ ) (3) ( فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لِي " ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَهَلْ تَرْجُو ذَلِكَ بِأَبِي أَنْتَ ؟ ، قَالَ : " نَعَمْ ، إِنِّي لَأَرْجُو ذَلِكَ " , فَحَبَسَ أَبُو بَكْرٍ نَفْسَهُ عَلَى رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِيَصْحَبَهُ , وَعَلَفَ رَاحِلَتَيْنِ كَانَتَا عِنْدَهُ وَرَقَ السَّمُرِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ - وَهُوَ الْخَبَطُ - ) (4) ( قَالَتْ : " فَلَمَّا أُذِنَ لَهُ فِي الْخُرُوجِ إِلَى الْمَدِينَةِ ) (5) ( أَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ ظُهْرًا ) (6) ( مُتَقَنِّعًا فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا ) (7) ( فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ جَاءَ ظُهْرًا قَالَ : ) (8) ( مَا جَاءَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلَّا لِأَمْرٍ حَدَثَ , فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ : " أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ " , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُول اللَّهِ ) (9) ( لَيْسَ عَلَيْكَ عَيْنٌ ) (10) ( إِنَّمَا هُمَا ابْنَتَايَ - يَعْنِي عَائِشَةَ وَأَسْمَاءَ - ) (11) ( إِنَّمَا هُمْ أَهْلُكَ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُول اللَّهِ , قَالَ : " فَإِنِّي قَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ ؟ " ) (12) ( إِلَى الْمَدِينَةِ ) (13) ( فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُول اللَّهِ الصُّحْبَةَ ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " الصُّحْبَةَ " ) (14) ( قَالَتْ عَائِشَةُ : فَلَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ يَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ ) (15) ( قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، عِنْدِي نَاقَتَانِ قَدْ كُنْتُ أَعْدَدْتُهُمَا لِلْخُرُوجِ ) (16) ( فَخُذْ إِحْدَاهُمَا ) (17) ( ( قَالَ : " قَدْ أَخَذْتُهَا بِالثَّمَنِ " ) (18) ( فَأَعْطَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - إِحْدَاهُمَا - وَهِيَ الْجَدْعَاءُ - ) (19) ( قَالَتْ عَائِشَةُ : فَجَهَّزْنَاهُمَا أَحَثَّ الْجِهَازِ ، وَضَعْنَا لَهُمَا سُفْرَةً فِي جِرَابٍ ، فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ قِطْعَةً مِنْ نِطَاقِهَا ، فَرَبَطَتْ بِهِ عَلَى فَمِ الْجِرَابِ - فَبِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقِيْنِ - ثُمَّ لَحِقَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ بِغَارٍ فِي جَبَلِ ثَوْرٍ ) (20) ( فَتَوَارَيَا فِيهِ ) (21) ( ثَلَاثَ لَيَالٍ ، يَبِيتُ عِنْدَهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، وَهُوَ غُلَامٌ شَابٌّ ثَقِفٌ لَقِنٌ ) (22) ( فَيَرْحَلُ مِنْ عِنْدِهِمَا سَحَرًا ، فَيُصْبِحُ مَعَ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ كَبَائِتٍ ، فلَا يَسْمَعُ أَمْرًا يُكَادَانِ بِهِ إِلَّا وَعَاهُ ، حَتَّى يَأْتِيَهُمَا بِخَبَرِ ذَلِكَ حِينَ يَخْتَلِطُ الظَّلَامُ ، وَيَرْعَى عَلَيْهِمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ مِنْحَةً مِنْ غَنَمٍ ، فَيُرِيحُهَا عَلَيْهِمَا حِينَ تَذْهَبُ سَاعَةٌ مِنْ الْعِشَاءِ ، فَيَبِيتَانِ فِي رِسْلِهِمَا ) (23) ( ثُمَّ يَسْرَحُ ) (24) ( بِهَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ بِغَلَسٍ ) (25) ( فلَا يَفْطُنُ بِهِ أَحَدٌ مِنْ الرِّعَاءِ ) (26) ( يَفْعَلُ ذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ مِنْ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاثِ ) (27) ( وَاسْتَأْجَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ رَجُلًا مِنْ بَنِي الدِّيلِ هَادِيًا خِرِّيتًا (28) قَدْ غَمَسَ يَمِينَ حِلْفٍ فِي آلِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيِّ ، وَهُوَ عَلَى دِينِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ ، فَأَمِنَاهُ فَدَفَعَا إِلَيْهِ رَاحِلَتَيْهِمَا ، وَوَاعَدَاهُ غَارَ ثَوْرٍ بَعْدَ ثَلَاثِ لَيَالٍ ) (29) ( فَأَتَاهُمَا بِرَاحِلَتَيْهِمَا صَبِيحَةَ لَيَالٍ ثَلَاثٍ ، فَارْتَحَلَا ، وَانْطَلَقَ مَعَهُمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ وَالدَّلِيلُ الدِّيلِيُّ ، فَأَخَذَ بِهِمْ أَسْفَلَ مَكَّةَ ، وَهُوَ طَرِيقُ السَّاحِلِ ) (30) ( قَالَ سُرَاقَةَ بْنَ جُعْشُمٍ - رضي الله عنه - : جَاءَنَا رُسُلُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ يَجْعَلُونَ فِي رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبِي بَكْرٍ دِيَةَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ، مَنْ قَتَلَهُ أَوْ أَسَرَهُ ، فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ قَوْمِي بَنِي مُدْلِجٍ ، أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْهُمْ حَتَّى قَامَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ جُلُوسٌ ، فَقَالَ : يَا سُرَاقَةُ إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ آنِفًا (31) أَسْوِدَةً بِالسَّاحِلِ ، أُرَاهَا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ ، قَالَ سُرَاقَةُ : فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ هُمْ ، فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِهِمْ ، وَلَكِنَّكَ رَأَيْتَ فُلَانًا وَفُلَانًا ، انْطَلَقُوا بِأَعْيُنِنَا ، ثُمَّ لَبِثْتُ فِي الْمَجْلِسِ سَاعَةً ، ثُمَّ قُمْتُ فَدَخَلْتُ ، فَأَمَرْتُ جَارِيَتِي أَنْ تَخْرُجَ بِفَرَسِي وَهِيَ مِنْ وَرَاءِ أَكَمَةٍ فَتَحْبِسَهَا عَلَيَّ ، وَأَخَذْتُ رُمْحِي ، فَخَرَجْتُ بِهِ مِنْ ظَهْرِ الْبَيْتِ فَحَطَطْتُ بِزُجِّهِ الْأَرْضَ ، وَخَفَضْتُ عَالِيَهُ ، حَتَّى أَتَيْتُ فَرَسِي فَرَكِبْتُهَا ، فَرَفَعْتُهَا تُقَرِّبُ بِي حَتَّى دَنَوْتُ مِنْهُمْ فَعَثَرَتْ بِي فَرَسِي فَخَرَرْتُ عَنْهَا ، فَقُمْتُ فَأَهْوَيْتُ يَدِي إِلَى كِنَانَتِي ، فَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهَا الْأَزْلَامَ ، فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا أَضُرُّهُمْ أَمْ لَا ؟ ، فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ ) (32) ( أَنْ لَا أَضُرَّهُمْ ) (33) ( فَعَصَيْتُ الْأَزْلَامَ وَرَكِبْتُ فَرَسِي تُقَرِّبُ بِي , حَتَّى إِذَا سَمِعْتُ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ لَا يَلْتَفِتُ ، وَأَبُو بَكْرٍ يُكْثِرُ الِالْتِفَاتَ ، سَاخَتْ يَدَا فَرَسِي فِي الْأَرْضِ حَتَّى بَلَغَتَا الرُّكْبَتَيْنِ ، فَخَرَرْتُ عَنْهَا ، ثُمَّ زَجَرْتُهَا فَنَهَضَتْ ، فَلَمْ تَكَدْ تُخْرِجُ يَدَيْهَا ، فَلَمَّا اسْتَوَتْ قَائِمَةً إِذَا لِأَثَرِ يَدَيْهَا عُثَانٌ (34) سَاطِعٌ فِي السَّمَاءِ مِثْلَ الدُّخَانِ ، فَاسْتَقْسَمْتُ بِالْأَزْلَامِ فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ ، فَنَادَيْتُهُمْ بِالْأَمَانِ فَوَقَفُوا ، فَرَكِبْتُ فَرَسِي حَتَّى جِئْتُهُمْ ، وَوَقَعَ فِي نَفْسِي حِينَ لَقِيتُ مَا لَقِيتُ مِنْ الْحَبْسِ عَنْهُمْ أَنْ سَيَظْهَرُ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ جَعَلُوا فِيكَ الدِّيَةَ ، وَأَخْبَرْتُهُمْ أَخْبَارَ مَا يُرِيدُ النَّاسُ بِهِمْ ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمْ الزَّادَ وَالْمَتَاعَ ، فَلَمْ يَرْزَآنِي وَلَمْ يَسْأَلَانِي شَيْئًا ، إِلَّا أَنْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَخْفِ عَنَّا " ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ لِي كِتَابَ ) (35) ( مُوَادَعَةٍ آمَنُ بِهِ ، فَأَمَرَ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ فَكَتَبَ لِي فِي رُقْعَةٍ مِنْ أَدِيمٍ ، ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (36) ( قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَقِيَ الزُّبَيْرَ فِي رَكْبٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا تِجَارًا قَافِلِينَ مِنْ الشَّامِ , فَكَسَا الزُّبَيْرُ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبَا بَكْرٍ ثِيَابَ بَيَاضٍ ، وَسَمِعَ الْمُسْلِمُونَ بِالْمَدِينَةِ مَخْرَجَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ مَكَّةَ ، فَكَانُوا يَغْدُونَ (37) كُلَّ غَدَاةٍ إِلَى الْحَرَّةِ فَيَنْتَظِرُونَهُ ، حَتَّى يَرُدَّهُمْ حَرُّ الظَّهِيرَةِ ، فَانْقَلَبُوا يَوْمًا بَعْدَمَا أَطَالُوا انْتِظَارَهُمْ ، فَلَمَّا أَوَوْا إِلَى بُيُوتِهِمْ أَوْفَى رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ عَلَى أُطُمٍ (38) مِنْ آطَامِهِمْ لِأَمْرٍ يَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَبَصُرَ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابِهِ مُبَيَّضِينَ يَزُولُ بِهِمْ السَّرَابُ ، فَلَمْ يَمْلِكْ الْيَهُودِيُّ أَنْ قَالَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ : يَا مَعَاشِرَ الْعَرَبِ , هَذَا جَدُّكُمْ الَّذِي تَنْتَظِرُونَ ، فَثَارَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى السِّلَاحِ , فَتَلَقَّوْا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِظَهْرِ الْحَرَّةِ ، فَعَدَلَ بِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ حَتَّى نَزَلَ بِهِمْ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَذَلِكَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ ، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ لِلنَّاسِ ، " وَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَامِتًا " ، فَطَفِقَ مَنْ جَاءَ مِنْ الْأَنْصَارِ مِمَّنْ لَمْ يَرَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُحَيِّي أَبَا بَكْرٍ ، حَتَّى أَصَابَتْ الشَّمْسُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى ظَلَّلَ عَلَيْهِ بِرِدَائِهِ ، فَعَرَفَ النَّاسُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَ ذَلِكَ " فَلَبِثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً ، وَأَسَّسَ الْمَسْجِدَ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى ، وَصَلَّى فِيهِ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ فَسَارَ يَمْشِي مَعَهُ النَّاسُ ، حَتَّى بَرَكَتْ عِنْدَ مَسْجِدِ الرَّسُولِ بِالْمَدِينَةِ " , وَهُوَ يُصَلِّي فِيهِ يَوْمَئِذٍ رِجَالٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ، وَكَانَ مِرْبَدًا لِلتَّمْرِ لِسُهَيْلٍ وَسَهْلٍ غُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي حَجْرِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ : " هَذَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ الْمَنْزِلُ ، ثُمَّ دَعَا رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْغُلَامَيْنِ فَسَاوَمَهُمَا بِالْمِرْبَدِ لِيَتَّخِذَهُ مَسْجِدًا " فَقَالَا : لَا ، بَلْ نَهَبُهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، " فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَقْبَلَهُ مِنْهُمَا هِبَةً حَتَّى ابْتَاعَهُ مِنْهُمَا ، ثُمَّ بَنَاهُ مَسْجِدًا ، وَطَفِقَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَنْقُلُ مَعَهُمْ اللَّبِنَ فِي بُنْيَانِهِ ، وَيَقُولُ وَهُوَ يَنْقُلُ اللَّبِنَ : هَذَا الْحِمَالُ لَا حِمَالَ خَيْبَرْ ، هَذَا أَبَرُّ رَبَّنَا وَأَطْهَرْ , وَيَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنَّ الْأَجْرَ أَجْرُ الْآخِرَةِ , فَارْحَمْ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَةِ ، فَتَمَثَّلَ بِشِعْرِ رَجُلٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يُسَمَّ لِي " ) (39)
__________
(1) ( خ ) 2176
(2) ( خ ) 3694
(3) ( خ ) 3867
(4) ( خ ) 3694
(5) ( خ ) 2031
(6) ( خ ) 3867
(7) ( خ ) 3694 , ( د ) 4083
(8) ( حم ) 25815 , ( خ ) 2031
(9) ( خ ) 2031
(10) ( حم ) 25815 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(11) ( خ ) 2031
(12) ( خ ) 3694
(13) ( حم ) 25815
(14) ( خ ) 3867
(15) مسند إسحاق بن راهويه:ج2/ص584 ح1161 , انظر فقه السيرة ص161
(16) ( خ ) 3867
(17) ( خ ) 2031
(18) ( خ ) 2031 , ( حم ) 25815
(19) ( خ ) 3867
(20) ( خ ) 3694 , ( حم ) 25667
(21) ( خ ) 3867
(22) ( خ ) 3694
(23) ( خ ) 5470
(24) ( خ ) 3867
(25) ( خ ) 5470
(26) ( خ ) 3867
(27) ( خ ) 5470
(28) الْخِرِّيتُ : الْمَاهِرُ بِالْهِدَايَةِ .
(29) ( خ ) 3694
(30) ( خ ) 2144
(31) أي : قبل قليل .
(32) ( خ ) 3694
(33) ( حم ) 17627 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(34) قَالَ مَعْمَرٌ : قُلْتُ لِأَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ : مَا الْعُثَانُ ؟ , فَسَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ : هُوَ الدُّخَانُ مِنْ غَيْرِ نَارٍ .
(35) ( خ ) 3694
(36) ( حم ) 17627 , ( خ ) 3694
(37) الغدو : السير والذهاب أول النهار .
(38) الْأُطُم : البناء المرتفع .
(39) ( خ ) 3694 , انظر صحيح السيرة ص212 ، فقه السيرة ص165(4/136)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه - قَالَ :
نَظَرْتُ إِلَى أَقْدَامِ الْمُشْرِكِينَ عَلَى رُءُوسِنَا وَنَحْنُ فِي الْغَارِ , فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ " مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا " (1)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } (2)
قَالَ تَعَالَى : { إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا , فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } (3)
__________
(1) ( م ) 1 - ( 2381 ) , ( خ ) 3453 , ( ت ) 3096 , ( حم ) 11
(2) [الأنفال : 30]
(3) [التوبة : 40](4/137)
( خ م ) , وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( جَاءَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - إِلَى أَبِي فِي مَنْزِلِهِ فَاشْتَرَى مِنْهُ رَحْلًا , فَقَالَ لِعَازِبٍ : ابْعَثْ ابْنَكَ يَحْمِلْهُ مَعِي , فَحَمَلْتُهُ مَعَهُ , وَخَرَجَ أَبِي يَنْتَقِدُ ثَمَنَهُ , فَقَالَ لَهُ أَبِي : يَا أَبَا بَكْرٍ , حَدِّثْنِي كَيْفَ ) (1) ( صَنَعْتَ أَنْتَ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ خَرَجْتُمَا مِنْ مَكَّةَ وَالْمُشْرِكُونَ يَطْلُبُونَكُمْ ؟ ) (2) ( فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أُخِذَ عَلَيْنَا بِالرَّصَدِ فَخَرَجْنَا لَيْلًا ) (3) ( فَأَسْرَيْنَا لَيْلَتَنَا وَيَوْمَنَا , حَتَّى أَظْهَرْنَا قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ ) (4) ( " فَعَطِشَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " ) (5) ( فَرُفِعَتْ لَنَا صَخْرَةٌ طَوِيلَةٌ لَهَا ظِلٌّ ) (6) ( لَمْ تَأْتِ عَلَيْهِ الشَّمْسُ بَعْدُ , فَنَزَلْنَا عِنْدَهَا , فَأَتَيْتُ الصَّخْرَةَ فَسَوَّيْتُ بِيَدِي مَكَانًا يَنَامُ فِيهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي ظِلِّهَا , ثُمَّ بَسَطْتُ عَلَيْهِ فَرْوَةً ) (7) ( ثُمَّ قُلْتُ لَهُ : اضْطَجِعْ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَاضْطَجَعَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - , ثُمَّ انْطَلَقْتُ أَنْظُرُ مَا حَوْلِي هَلْ أَرَى مِنْ الطَّلَبِ أَحَدًا , فَإِذَا أَنَا بِرَاعِي غَنَمٍ يَسُوقُ غَنَمَهُ إِلَى الصَّخْرَةِ يُرِيدُ مِنْهَا الَّذِي أَرَدْنَا , فَسَأَلْتُهُ : لِمَنْ أَنْتَ يَا غُلَامُ ؟ , فَقَالَ : لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ سَمَّاهُ , فَعَرَفْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ : هَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ ؟ , قَالَ : نَعَمْ , قُلْتُ لَهُ : فَهَلْ أَنْتَ حَالِبٌ لَنَا ؟ , قَالَ : نَعَمْ ) (8) ( فَأَخَذَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ , فَقُلْتُ لَهُ : انْفُضْ الضَّرْعَ ) (9) ( مِنْ التُّرَابِ وَالشَّعَرِ وَالْقَذَى , فَحَلَبَ فِي قَعْبٍ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ , وَمَعِي إِدَاوَةٌ ) (10) ( مِنْ مَاءٍ عَلَيْهَا خِرْقَةٌ ) (11) ( حَمَلْتُهَا لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَرْتَوِي مِنْهَا يَشْرَبُ وَيَتَوَضَّأُ ) (12) ( فَصَبَبْتُ عَلَى اللَّبَنِ , حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ ) (13) ( ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - , فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُ ) (14) ( فَقُلْتُ لَهُ ) (15) ( حِينَ اسْتَيْقَظَ : ) (16) ( اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ ) (17) ( ثُمَّ ارْتَحَلْنَا ) (18) ( بَعْدَمَا مَالَتْ الشَّمْسُ ) (19) ( وَالْقَوْمُ يَطْلُبُونَنَا , فَلَمْ يُدْرِكْنَا أَحَدٌ مِنْهُمْ غَيْرُ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ عَلَى فَرَسٍ لَهُ ) (20) ( فَقُلْتُ : أُتِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَقَالَ : " لَا تَحْزَنْ , إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) (21) ( فَلَمَّا دَنَا دَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " فَسَاخَ فَرَسُهُ فِي الْأَرْضِ إِلَى بَطْنِهِ , فَوَثَبَ عَنْهُ وَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ , قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا عَمَلُكَ , فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُخَلِّصَنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ وَلَكَ عَلَيَّ لَأُعَمِّيَنَّ عَلَى مَنْ وَرَائِي , وَهَذِهِ كِنَانَتِي فَخُذْ سَهْمًا مِنْهَا , فَإِنَّكَ سَتَمُرُّ عَلَى إِبِلِي وَغِلْمَانِي بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا فَخُذْ مِنْهَا حَاجَتَكَ , قَالَ : " لَا حَاجَةَ لِي فِي إِبِلِكَ ) (22) ( وَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَنَجَا " , فَجَعَلَ سُرَاقَةُ لَا يَلْقَى أَحَدًا إِلَّا قَالَ : قَدْ كَفَيْتُكُمْ مَا هُنَا , فلَا يَلْقَى أَحَدًا إِلَّا رَدَّهُ , قَالَ : فَوَفَى لَنَا ) (23) ( قَالَ أَبُو بَكْرٍ : فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ لَيْلًا , فَتَنَازَعُوا أَيُّهُمْ يَنْزِلُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ : " أَنْزِلُ عَلَى بَنِي النَّجَّارِ , أَخْوَالِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أُكْرِمُهُمْ بِذَلِكَ " , فَصَعِدَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ فَوْقَ الْبُيُوتِ , وَتَفَرَّقَ الْغِلْمَانُ وَالْخَدَمُ فِي الطُّرُقِ يُنَادُونَ : يَا مُحَمَّدُ , يَا رَسُولَ اللَّهِ , يَا مُحَمَّدُ , يَا رَسُولَ اللَّهِ " ) (24)
__________
(1) ( خ ) 3419
(2) ( خ ) 3452
(3) ( خ ) 3704
(4) ( خ ) 3452
(5) ( خ ) 3696 , ( م ) 90 - ( 2009 )
(6) ( خ ) 3419
(7) ( م ) 75 - ( 2009 )
(8) ( خ ) 3452
(9) ( خ ) 3704
(10) ( خ ) 3419
(11) ( خ ) 3704
(12) ( خ ) 3419
(13) ( خ ) 2307
(14) ( خ ) 3419
(15) ( خ ) 2307
(16) ( خ ) 3419
(17) ( خ ) 2307 , ( م ) 90 - ( 2009 ) , ( حم ) 50
(18) ( خ ) 3704
(19) ( خ ) 3419
(20) ( خ ) 3452
(21) ( خ ) 3419
(22) ( م ) 75 - م - ( 2009 ) , ( خ ) 3419
(23) ( خ ) 3419 , 5284
(24) ( م ) 75 - م - ( 2009 )(4/138)
( 2 ) سِيرَتُهُ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَدِينَة
( خ ) , عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" كَانَ يَوْمُ بُعَاثٍ (1) يَوْمًا قَدَّمَهُ اللَّهُ لِرَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ افْتَرَقَ مَلَؤُهُمْ وَقُتِّلَتْ سَرَوَاتُهُمْ (2) وَجُرِّحُوا ، فَقَدَّمَهُ اللَّهُ لِرَسُولِهِ فِي دُخُولِهِمْ فِي الْإِسْلَامِ " (3)
__________
(1) هُوَ مَكَان - وَيُقَال حِصْن وَقِيلَ مَزْرَعَة - عِنْد بَنِي قُرَيْظَة عَلَى مِيلَيْنِ مِنْ الْمَدِينَة ، كَانَتْ بِهِ وَقْعَة بَيْن الْأَوْس وَالْخَزْرَج ، فَقُتِلَ فِيهَا كَثِير مِنْهُمْ , وَكَانَ رَئِيس الْأَوْس فِيهِ حُضَيْر وَالِد أُسَيْدِ بْن حُضَيْر وَكَانَ يُقَال لَهُ حُضَيْر الْكَتَائِب , وَكَانَ رَئِيس الْخَزْرَج يَوْمَئِذٍ عَمْرو بْن النُّعْمَان الْبَيَاضِيّ فَقُتِلَ فِيهَا أَيْضًا ، وَكَانَ النَّصْر فِيهَا أَوَّلًا لِلْخَزْرَجِ , ثُمَّ ثَبَّتَهُمْ حُضَيْر فَرَجَعُوا وَانْتَصَرَتْ الْأَوْس , وَجُرِحَ حُضَيْر يَوْمئِذٍ فَمَاتَ فِيهَا ، وَذَلِكَ قَبْل الْهِجْرَة بِخَمْسِ سِنِينَ ، وَذَكَرَ أَبُو الْفَرَج الْأَصْبَهَانِيُّ أَنَّ سَبَب ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ مِنْ قَاعِدَتهمْ أَنَّ الْأَصِيل لَا يُقْتَل بِالْحَلِيفِ ، فَقَتَلَ رَجُلٌ مِنْ الْأَوْس حَلِيفًا لِلْخَزْرَجِ ، فَأَرَادُوا أَنْ يُقِيدُوهُ فَامْتَنَعُوا ، فَوَقَعَتْ عَلَيْهِمْ الْحَرْب لِأَجْلِ ذَلِكَ ، فَقُتِلَ فِيهَا مِنْ أَكَابِرهمْ مَنْ كَانَ لَا يُؤْمِن أَيْ : يَتَكَبَّر وَيَأْنَف أَنْ يَدْخُل فِي الْإِسْلَام حَتَّى لَا يَكُون تَحْت حُكْم غَيْره . فتح الباري (ج 11 / ص 81)
(2) السَّرَوَات جَمْع سَرَاة ، وَالسَّرَاة جَمْع سَرِيّ وَهُوَ الشَّرِيف .فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 81)
(3) ( خ ) 3566 , ( حم ) 24365(4/139)
( خ ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ :
مَا عَدُّوا مِنْ مَبْعَثِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَلَا مِنْ وَفَاتِهِ , مَا عَدُّوا إِلَّا مِنْ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ . (1)
__________
(1) ( خ ) 3719(4/140)
( خ حم ) , وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ب) (1) ( فَجَعَلَا يُقْرِئَانِ النَّاسَ الْقُرْآنَ ) (2) ( ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا ) (3) ( بِلَالٌ وَسَعْدٌ وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ ش , ثُمَّ قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - فِي عِشْرِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , " ثُمَّ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " , فَمَا رَأَيْتُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَرِحُوا بِشَيْءٍ فَرَحَهُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى جَعَلَ الْإِمَاءُ ) (4) ( وَالصِّبْيَانَ يَقُولُونَ : هَذَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ جَاءَ , قَالَ : فَمَا جَاءَ حَتَّى قَرَأْتُ : { سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى } , فِي سُوَرٍ ) (5) ( مِنْ الْمُفَصَّلِ ) (6) .
__________
(1) ( خ ) 4657
(2) ( حم ) 18535 , ( خ ) 4657
(3) ( خ ) 3709
(4) ( خ ) 3710
(5) ( خ ) 4657
(6) ( خ ) 3710 , ( حم ) 18535(4/141)
( حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ ، لَعِبَتِ الْحَبَشَةُ لِقُدُومِهِ بِحِرَابِهِمْ فَرَحًا بِذَلِكَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 12670 , ( د ) 4923 , انظر المشكاة : 5962(4/142)
( خ حم حب ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمَدِينَةِ وَهُوَ مُرْدِفٌ أَبَا بَكْرٍ - رضي الله عنه - ) (1) ( وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَخْتَلِفُ إِلَى الشَّامِ وَكَانَ يُعْرَفُ , وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَا يُعْرَفُ ) (2) ( قَالَ : فَيَلْقَى الرَّجُلُ أَبَا بَكْرٍ فَيَقُولُ : يَا أَبَا بَكْرٍ ، مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْكَ ؟ , فَيَقُولُ : هَذَا الرَّجُلُ يَهْدِينِي السَّبِيلَ ، قَالَ : فَيَحْسِبُ الْحَاسِبُ أَنَّهُ إِنَّمَا يَعْنِي الطَّرِيقَ ، وَإِنَّمَا يَعْنِي سَبِيلَ الْخَيْرِ ، فَالْتَفَتَ أَبُو بَكْرٍ فَإِذَا هُوَ بِفَارِسٍ قَدْ لَحِقَهُمْ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذَا فَارِسٌ قَدْ لَحِقَ بِنَا ، فَالْتَفَتَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : " اللَّهُمَّ اصْرَعْهُ " , فَصَرَعَهُ الْفَرَسُ ، ثُمَّ قَامَتْ تُحَمْحِمُ ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ مُرْنِي بِمَا شِئْتَ قَالَ : " فَقِفْ مَكَانَكَ لَا تَتْرُكَنَّ أَحَدًا يَلْحَقُ بِنَا " ، قَالَ : فَكَانَ أَوَّلَ النَّهَارِ جَاهِدًا عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَكَانَ آخِرَ النَّهَارِ مَسْلَحَةً لَهُ ) (3) ( فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ نَزَلَا الْحَرَّةَ ) (4) ( ثُمَّ بَعَثَا رَجُلًا مِنْ أَهْلِ البادية لِيُؤْذِنَ بِهِمَا الْأَنْصَارَ ، فَاسْتَقْبَلَهُمَا زُهَاءَ خَمْسِمِائَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ حَتَّى انْتَهَوْا إِلَيْهِمَا ) (5) ( فَجَاءُوا إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبِي بَكْرٍ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِمَا وَقَالُوا : ارْكَبَا آمِنَيْنِ مُطَاعَيْنِ ، فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ ) (6) ( وَحَفُّوا حَوْلَهُمَا بِالسِّلَاحِ ) (7) ( فَقِيلَ فِي الْمَدِينَةِ : جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ ، جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَأَشْرَفُوا يَنْظُرُونَ وَيَقُولُونَ : جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ ، جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ ) (8) ( فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَسِيرُ حَتَّى نَزَلَ إِلَى جَانِبِ دَارِ أَبِي أَيُّوبَ , فَإِنَّهُ لَيُحَدِّثُ أَهْلَهَا ) (9) ( إِذْ سَمِعَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ - رضي الله عنه - وَهُوَ فِي نَخْلٍ لِأَهْلِهِ يَخْتَرِفُ لَهُمْ ، فَعَجِلَ أَنْ يَضَعَ الَّذِي يَخْتَرِفُ لَهُمْ فِيهَا فَجَاءَ وَهِيَ مَعَهُ ) (10) ( يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاءَ ، فَقَالَ : إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ ) (11) ( فَإِنْ أَخْبَرْتَنِي بِهَا آمَنْتُ بِكَ ، وَإِنْ لَمْ تَعْلَمْهُنَّ عَرَفْتُ أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ ) (12) ( قَالَ : " سَلْ " ، قَالَ : مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ ؟ مَا أَوَّلُ شَيْءٍ يَحْشُرُ النَّاسَ (13) وَمَا أَوَّلُ مَا يَأْكُلُ مِنْهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ ؟ , وَمِنْ أَيْنَ يُشْبِهُ الْوَلَدُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ ؟ ) (14) ( وَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ يَنْزِعُ الْوَلَدُ إِلَى أَبِيهِ وَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ يَنْزِعُ إِلَى أَخْوَالِهِ ؟ , قَالَ : " أَخْبَرَنِي بِهِنَّ جِبْرِيلُ آنِفًا (15) " فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : ) (16) ( جِبْرِيلُ ؟ ، قَالَ : " نَعَمْ " , قَالَ : ذَاكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنْ الْمَلَائِكَةِ ، " فَقَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - هَذِهِ الْآية : { مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ } (17) أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ ، فَنَارٌ تَحْشُرُ النَّاسَ مِنْ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ أَمَّا أَوَّلُ شَيْءٍ يَحْشُرُ النَّاسَ فَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فَتَحْشُرُهُمْ إِلَى الْمَغْرِبِ (18) وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ ) (19) رَأْسُ ثَوْرٍ وَكَبِدُ حُوتٍ (20) وَأَمَّا الشَّبَهُ فِي الْوَلَدِ ، فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَشِيَ الْمَرْأَةَ فَسَبَقَهَا مَاؤُهُ كَانَ الشَّبَهُ لَهُ , وَإِذَا سَبَقَ مَاؤُهَا كَانَ الشَّبَهُ لَهَا " ) (21) ( قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ) (22) ( وَأَنَّكَ جِئْتَ بِحَقٍّ ) (23) ( ثُمَّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (24) ( قَدْ عَلِمَتْ يَهُودُ أَنِّي سَيِّدُهُمْ وَابْنُ سَيِّدِهِمْ ، وَأَعْلَمُهُمْ وَابْنُ أَعْلَمِهِمْ ) (25) ( فَأَخْبِئْنِي عِنْدَكَ وَابْعَثْ إِلَيْهِمْ ) (26) ( وَاسْأَلَهُمْ عَنِّي أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ فِيكُمْ ) (27) ( قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ ) (28) ( فَإِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهْتٌ إِنْ عَلِمُوا بِإِسْلَامِي قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَهُمْ بَهَتُونِي عِنْدَكَ ) (29) ( وَقَالُوا فِيَّ مَا لَيْسَ فِيَّ ) (30) ( قَالَ : " فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " ) (31) ( فَأَقْبَلُوا فَدَخَلُوا عَلَيْهِ ) (32) ( وَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ الْبَيْتَ ) (33) ( فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ ، وَيْلَكُمْ , اتَّقُوا اللَّهَ ، فَوَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا ، وَأَنِّي جِئْتُكُمْ بِحَقٍّ فَأَسْلِمُوا " , فَقَالُوا لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : مَا نَعْلَمُهُ ) (34) ( فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " فَأَيُّ رَجُلٍ فِيكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ ؟ " , قَالُوا : وَخَيْرُنَا وَابْنُ خَيْرِنَا ، وَعَالِمُنَا وَابْنُ عَالِمِنَا وَأَفْقَهُنَا وَابْنُ أَفْقَهِنَا ) (35) ( وَسَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا ) (36) ( قَالَ : " أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ ؟ " , قَالُوا : حَاشَى لِلَّهِ مَا كَانَ لِيُسْلِمَ ، قَالَ : " أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ ؟ " , قَالُوا : حَاشَى لِلَّهِ مَا كَانَ لِيُسْلِمَ ، قَالَ : " أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ ؟ " , قَالُوا : حَاشَى لِلَّهِ مَا كَانَ لِيُسْلِمَ ، قَالَ : " يَا ابْنَ سَلَامٍ ، اخْرُجْ عَلَيْهِمْ " , فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَيْهِمْ فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ ، اتَّقُوا اللَّهَ ، فَوَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَأَنَّهُ جَاءَ بِحَقٍّ ، فَقَالُوا : كَذَبْتَ ) (37) ( فَقَالَ ابْنُ سَلَامٍ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، فَقَالُوا : هُوَ شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا ) (38) ( وَجَاهِلُنَا وَابْنُ جَاهِلِنَا ) (39) ( وَانْتَقَصُوهُ ) (40) ( وَوَقَعُوا فِيهِ ) (41) ( " فَأَخْرَجَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " ) (42) ( فَقَالَ ابْنُ سَلَامٍ : هَذَا الَّذِي كُنْتُ أَتَخَوَّفُ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (43) قَدْ أَخْبَرْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهْتٌ (44) ( ثُمَّ قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَيُّ بُيُوتِ أَهْلِنَا أَقْرَبُ ؟ " , فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ : أَنَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ , هَذِهِ دَارِي وَهَذَا بَابِي ، قَالَ : " فَانْطَلِقْ فَهَيِّئْ لَنَا مَقِيلًا " فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ : قُومَا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ ) (45) .
__________
(1) ( خ ) 3699
(2) ( حم ) 14095 , ( خ ) 3699
(3) ( خ ) 3699 , ( حم ) 13228
(4) ( حم ) 14095 , ( ش ) 31812 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(5) مسند عبد بن حميد : 1269 , ( حم ) 13342 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(6) ( خ ) 3699
(7) ( حم ) 13228 , ( خ ) 3699
(8) ( خ ) 3699
(9) ( حم ) 13228 , ( خ ) 3699
(10) ( خ ) 3699
(11) ( خ ) 3723
(12) ( حم ) 13895 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(13) ( حم ) 13895
(14) ( حم ) 12076 , ( خ ) 3151
(15) أي : قبل قليل .
(16) ( خ ) 3151
(17) [البقرة/97]
(18) ( حم ) 13895
(19) ( خ ) 4210
(20) ( حب ) 7423 , انظر صحيح موارد الظمآن : 1908 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(21) ( خ ) 3151
(22) ( خ ) 3723
(23) ( خ ) 3699
(24) ( خ ) 3151
(25) ( خ ) 3699
(26) ( حم ) 13895
(27) ( حم ) 12076 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(28) ( خ ) 3699
(29) ( خ ) 3151
(30) ( خ ) 3699
(31) ( حم ) 12076 , ( خ ) 3699
(32) ( خ ) 3699
(33) ( خ ) 3151
(34) ( خ ) 3699 , ( حم ) 13228
(35) ( حم ) 12076 , ( خ ) 3699
(36) ( خ ) 3699
(37) ( خ ) 3699
(38) ( خ ) 3723
(39) ( حم ) 12076
(40) ( خ ) 4210
(41) ( خ ) 3151
(42) ( خ ) 3699
(43) ( حم ) 12076 , ( خ ) 4210
(44) ( حم ) 13895
(45) ( خ ) 3699 , ( حم ) 13228(4/143)
( خ حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قَدِمَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ فَكَانَ أَسَنَّ أَصْحَابِهِ أَبُو بَكْرٍ ) (1) قَدِمَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَلَيْسَ فِي أَصْحَابِهِ أَشْمَطُ غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ (2) ( فَكَانَ يَخْضِبُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ (3) ) (4) ( حَتَّى يَقْنَأَ شَعْرُهُ ) (5) .
__________
(1) ( خ ) 3705 , ( م ) 101 - ( 2341 ) , ( حم ) 11983
(2) ( خ ) 3705
(3) الكَتَمُ بالتحريك : نبات يخلط مع الوسْمة للخضاب الأَسود , قال الأَزهري : الكَتَم نبت فيه حُمرة , وروي عن أَبي بكر طأَنه كان يصبُغ بالحِنَاء والكَتَم , قال ابن الأَثير في تفسير الحديث : يشبه أَن يراد به استعمال الكَتَم مفرداً عن الحناء , فإن الحِناء إذا خُضِب به مع الكتم جاء أَسود , وقد صح النهي عن السواد قال : ولعل الحديث بالحناء أَو الكَتم على التخيير , ولكن الروايات على اختلافها ( بالحناء والكتم ) , وقال أبَو حنيفة : يُشَبَّب الحناء بالكتم ليشتدّ لونه . لسان العرب - (ج 12 / ص 506)
(4) ( حم ) 13353 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده قوي .
(5) ( حم ) 13074 , ( خ ) 3705 , ( م ) 101 - ( 2341 )(4/144)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي صَخْرٍ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ :
جَلَبْتُ جَلُوبَةً (1) إِلَى الْمَدِينَةِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ بَيْعَتِي قُلْتُ : لَأَلْقَيَنَّ هَذَا الرَّجُلَ فَلَأَسْمَعَنَّ مِنْهُ , فَتَلَقَّانِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - يَمْشُونَ , فَتَبِعْتُهُمْ حَتَّى كُنْتُ خَلْفَهُمْ , فَأَتَوْا عَلَى رَجُلٍ مِنْ الْيَهُودِ نَاشِرًا التَّوْرَاةَ يَقْرَؤُهَا , يُعَزِّي بِهَا نَفْسَهُ عَلَى ابْنٍ لَهُ فِي الْمَوْتِ كَأَحْسَنِ الْفِتْيَانِ وَأَجْمَلِهِ , " فَمَالَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : أَنْشُدُكَ بِالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ , وَأَنْشُدُكَ بِالَّذِي فَلَقَ الْبَحْرَ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ هَلْ تَجِدُ فِي كِتَابِكَ هَذَا صِفَتِي وَمَخْرَجِي ؟ , فَقَالَ بِرَأْسِهِ هَكَذَا - أَيْ : لَا - فَقَالَ ابْنُهُ - وَهُوَ فِي الْمَوْتِ - : إِي وَالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى إِنَّا لَنَجِدُ فِي كِتَابِنَا هَذَا صِفَتَكَ وَمَخْرَجَكَ , فَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَقِيمُوا الْيَهُودَ عَنْ أَخِيكُمْ , ثُمَّ وَلِيَ كَفَنَهُ وَحَنَّطَهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ " (2)
__________
(1) الجَلُوبة : ما يُجْلَبُ للبَيْع من كل شيءٍ . لسان العرب - (ج 1 / ص 268)
(2) ( حم ) 23539 , انظر الصَّحِيحَة : 3269 , صحيح السيرة ص73(4/145)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " لَوْ آمَنَ بِي عَشَرَةٌ مِنْ الْيَهُودِ ) (1) ( لَمْ يَبْقَ عَلَى ظَهْرِهَا يَهُودِيٌّ إِلَّا أَسْلَمَ " ) (2)
__________
(1) ( خ ) 3725 , ( م ) 31 - ( 2793 )
(2) ( م ) 31 - ( 2793 ) , ( خ ) 3725 , ( حم ) 8536(4/146)
( 1 ) مَا فَعَلَهُ - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَمَا قَدِمَ الْمَدِينَة
( خ م جة ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ ، فَنَزَلَ أَعْلَى الْمَدِينَةِ فِي حَيٍّ يُقَالُ لَهُمْ : بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ , فَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيهِمْ أَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً , ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى بَنِي النَّجَّارِ " , فَجَاءُوا مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ , " كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى رَاحِلَتِهِ وَأَبُو بَكْرٍ رِدْفُهُ وَمَلَأُ بَنِي النَّجَّارِ حَوْلَهُ , حَتَّى أَلْقَى بِفِنَاءِ أَبِي أَيُّوبَ , وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُحِبُّ أَنْ يُصَلِّيَ حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ , وَيُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ ، وَإنَّهُ أَمَرَ بِبِنَاءِ الْمَسْجِدِ ، فَأَرْسَلَ إِلَى مَلَإٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ " , فَقَالَ : " يَا بَنِي النَّجَّارِ ، ثَامِنُونِي (1) بِحَائِطِكُمْ (2) هَذَا " ، قَالُوا : لَا وَاللَّهِ لَا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلَّا إِلَى اللَّهِ ، قَالَ أَنَسٌ : فَكَانَ فِيهِ مَا أَقُولُ لَكُمْ : قُبُورُ الْمُشْرِكِينَ , وَفِيهِ خَرِبٌ , وَفِيهِ نَخْلٌ ، " فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِقُبُورِ الْمُشْرِكِينَ فَنُبِشَتْ ، ثُمَّ بِالْخَرِبِ فَسُوِّيَتْ ، وَبِالنَّخْلِ فَقُطِعَ فَصَفُّوا النَّخْلَ قِبْلَةَ الْمَسْجِدِ وَجَعَلُوا عِضَادَتَيْهِ (3) الْحِجَارَةَ ) (4) ( فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَبْنِيهِ وَهُمْ ) (5) ( يَنْقُلُونَ الصَّخْرَ ) (6) ( وَيُنَاوِلُونَهُ ، وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : أَلَا إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الْآخِرَةِ ، فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَةِ " ) (7) ( وَهُمْ يَرْتَجِزُونَ (8) ) (9) ( وَيَقُولُون : اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُ الْآخِرَة , فَانْصُرْ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَة ) (10) .
__________
(1) أَيْ : اُذْكُرُوا لِي ثَمَنه لِأَذْكُر لَكُمْ الثَّمَن الَّذِي أَخْتَارهُ , قَالَ ذَلِكَ عَلَى سَبِيل الْمُسَاوَمَة , فَكَأَنَّهُ قَالَ : سَاوِمُونِي فِي الثَّمَن . عون المعبود - (ج 1 / ص 488)
(2) قَالَ صَاحِبُ النِّهَايَةِ : الْحَائِطُ الْبُسْتَانُ مِنْ النَّخْلِ إِذَا كَانَ عَلَيْهِ حَائِطٌ وَهُوَ الْجِدَارُ .
(3) عِضَادَتَا الْبَاب : الْخَشَبَتَانِ الْمَنْصُوبَتَانِ عَنْ يَمِين الدَّاخِل مِنْهُ وَشِمَاله . عون المعبود - (ج 1 / ص 488)
(4) ( خ ) 418 , ( م ) 9 - ( 524 )
(5) ( جة ) 742 , ( حم ) 12199 , انظر الثمر المستطاب - (1 / 458)
(6) ( خ ) 418 , ( د ) 453
(7) ( جة ) 742 , ( حم ) 12199
(8) أَيْ : يَتَعَاطَوْنَ الرَّجَز , وَهُوَ ضَرْب مِنْ الشَّعْر . عون المعبود - (ج 1 / ص 488)
(9) ( خ ) 418 , ( م ) 9 - ( 524 )
(10) ( خ ) 3717 , ( م ) 9 - ( 524 ) , ( س ) 702 , ( د ) 453 , ( حم ) 13586(4/147)
( 2 ) غَزْوَة بدر
قَالَ تَعَالَى : { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [آل عمران : 123]
( م ) , عَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" غَزَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً , قَاتَلَ فِي ثَمَانٍ مِنْهُنَّ " (1)
__________
(1) ( م ) 146 - ( 1814 ) , ( خ ) 4142(4/148)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ :
( سَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ - رضي الله عنه - : كَمْ غَزَوْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , قَالَ : سَبْعَ عَشْرَةَ , قُلْتُ : كَمْ غَزَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , قَالَ : " تِسْعَ عَشْرَةَ " ) (1) ( قُلْتُ : فَأَيُّهُمْ كَانَتْ أَوَّلَ ؟ , قَالَ : الْعُشَيْرُ ) (2) .
__________
(1) ( خ ) 4201
(2) ( خ ) 3733 , ( م ) 143 - ( 1254 ) , ( ت ) 1676 , ( حم ) 19354(4/149)
( 1 ) فَضْلُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمُسْلِمِين
( خ جة ) , وَعَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : مَا تَعُدُّونَ أَهْلَ بَدْرٍ فِيكُمْ ؟ ) (1) ( قَالَ : خِيَارُنَا ) (2) ( فَقَالَ جِبْرِيلُ : وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ " ) (3)
__________
(1) ( خ ) 1221
(2) ( جة ) 160 , ( حم ) 15858
(3) ( خ ) 3771(4/150)
( د ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" اطَّلَعَ اللَّهُ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ : اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ " (1)
__________
(1) ( د ) 4654 , ( حم ) 7927 , ( ت ) 3305 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1719 , الصَّحِيحَة : 2732(4/151)
( جة ) , وَعَنْ حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنِّي لَأَرْجُو إِلَّا يَدْخُلَ النَّارَ أَحَدٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ : { وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ؟ } (1) قَالَ : " أَلَمْ تَسْمَعِيهِ يَقُولُ : { ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ؟ } (2) " (3)
__________
(1) [مريم/71]
(2) [مريم/72]
(3) ( جة ) 4281 , ( حم ) 25901 , ( م ) 163 - ( 2496 ) ، انظر الصحيحة : 2160 , المشكاة : 6218(4/152)
( م ت حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
جَاءَ عَبْدٌ لِحَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى رَسُولَ اللَّهِ يَشْكُو حَاطِبًا , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , لَيَدْخُلَنَّ حَاطِبٌ النَّارَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " كَذَبْتَ , لَنْ يَدْخُلَ النَّارَ رَجُلٌ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ "(4/153)
( خ م حم ) , وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( اسْتَصْغَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَا وَابْنَ عُمَرَ فَرُدِدْنَا يَوْمَ بَدْرٍ ) (1) ( وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَوْمَ بَدْرٍ نَيِّفًا عَلَى سِتِّينَ , وَالْأَنْصَارُ : نَيِّفًا وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ , وَحَدَّثَنِي أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا أَنَّهُمْ كَانُوا عِدَّةَ أَصْحَابِ طَالُوتَ الَّذِينَ جَازُوا مَعَهُ النَّهَرَ , بِضْعَةَ عَشَرَ وَثَلَاثَمِائَةٍ ثَلَاثَمِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا (2) قَالَ الْبَرَاءُ : لَا وَاللَّهِ مَا جَاوَزَ مَعَهُ النَّهَرَ إِلَّا مُؤْمِنٌ ) (3) .
__________
(1) ( حم ) 18656 , ( خ ) 3740
(2) ( م ) 58 - ( 1763 )
(3) ( خ ) 3740 , ( ت ) 1598 , ( جة ) 2828 , ( حم ) 18578(4/154)
( د ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ بَدْرٍ فِي ثَلَاثِ مِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ حُفَاةٌ فَاحْمِلْهُمْ , اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ عُرَاةٌ فَاكْسُهُمْ , اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ جِيَاعٌ فَأَشْبِعْهُمْ " , فَفَتَحَ اللَّهُ لَهُ يَوْمَ بَدْرٍ , فَانْقَلَبُوا حِينَ انْقَلَبُوا وَمَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا وَقَدْ رَجَعَ بِجَمَلٍ أَوْ جَمَلَيْنِ , وَاكْتَسَوْا وَشَبِعُوا " (1)
__________
(1) ( د ) 2747 , ( ك ) 2596 , انظر الصحيحة : 1003 , المشكاة : 5929(4/155)
( 2 ) أَسْبَابُ مَعْرَكَةِ بَدْر
( تاريخ الطبري ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ - رضي الله عنهما -قَالَ :
" لَمَّا سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ بِأَبِي سُفْيَانَ مُقْبِلًا مِنَ الشَّامِ ، نَدَبَ الْمُسْلِمِينَ إِلَيْهِمْ وَقَالَ : هَذِهِ عِيرُ قُرَيْشٍ فِيهَا أَمْوَالُهُمْ ، فَاخْرُجُوا إِلَيْهَا لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُنَفِّلَكُمُوهَا " ، فَانْتَدَبَ النَّاسَ فَخَفَّ بَعْضُهُمْ وَثَقُلَ بَعْضُهُمْ ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ لَمْ يَظُنُّوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَلْقَى حَرْبًا , وَكَانَ أَبُو سُفْيَانَ حِينَ دَنَا مِنَ الْحِجَازِ يَتَحَسَّسُ الأَخْبَارَ وَيَسْأَلُ مَنْ لَقِيَ مِنَ الرُّكْبَانِ تَخَوُّفًا عَلَى أَمْوَالِ النَّاسِ ، حَتَّى أَصَابَ خَبَرًا مِنْ بَعْضِ الرُّكْبَانِ أَنَّ مُحَمَّدًا قَدِ اسْتَنْفَرَ أَصْحَابَهُ لَكَ وَلِعِيرِكَ , فَحَذِرَ عِنْدَ ذَلِكَ ، فَاسْتَأْجَرَ ضَمْضَمَ بْنَ عَمْرٍو الْغِفَارِيَّ ، فَبَعَثَهُ إِلَى مَكَّةَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَأْتِيَ قُرَيْشًا يَسْتَنْفِرَهُمْ إِلَى أَمْوَالِهِمْ ، وَيُخْبِرَهُمْ أَنَّ مُحَمَّدًا قَدْ عَرَضَ لَهَا فِي أَصْحَابِهِ ، فَخَرَجَ ضَمْضَمُ بْنُ عَمْرٍو سَرِيعًا إِلَى مَكَّةَ . (1)
وَقَالَ تَعَالَى : { كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ , يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ , وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ , لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ , إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ , وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ , إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ , وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ } (2)
--------------------
(1) تاريخ الطبري - (2 / 136) , انظر فقه السيرة ص218
(2) [الأنفال : 5 - 11](4/156)
( م س د البيهقي في الدلائل ) , وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَال :
( " سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِأَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ فِي أَرْبَعِينَ رَاكِبًا مِنْ قُرَيْشٍ تُجَّارًا قَافِلِينَ مِنَ الشَّامِ , فِيهِمْ : مَخْرَمَةُ بْنُ نَوْفَلٍ ، وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ ، فَنَدَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمُسْلِمِينَ وَقَالَ لَهُمْ : هَذَا أَبُو سُفْيَانَ قَافِلَا بِتِجَارَةِ قُرَيْشٍ ، فَاخْرُجُوا لَهَا لَعَلَّ اللَّهَ - عز وجل - يُنَفِّلُكُمُوهَا " ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَالْمُسْلِمُونَ ، فَخَفَّ مَعَهُ رِجَالٌ وَأَبْطَأَ آخَرُونَ ، وَذَلِكَ إِنَّمَا كَانَتْ نَدْبَةً لِمَالٍ يُصِيبُونَهُ لَا يَظُنُّونَ أَنْ يَلْقَوْا حَرْبًا ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي ثَلَاثمِائَةِ رَاكِبٍ وَنَيِّفٍ ، وَأَكْثَرُ أَصْحَابِهِ مُشَاةٌ ، مَعَهُمْ ثَمَانُونَ بَعِيرًا وَفَرَسٌ ، وَيَزْعُمُ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّهُ لِلْمِقْدَادِ ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَلِيٍّ وَمَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ بَعِيرٌ ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ نَقْبِ بَنِي دِينَارٍ مِنَ الْحَرَّةِ عَلَى الْعَقِيقِ ، فَذَكَرَ طُرُقَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ بِعِرْقِ الظَّبْيَةِ لَقِيَ رَجُلًا مِنَ الأَعْرَابِ ، فَسَأَلُوهُ عَنِ النَّاسِ ، فَلَمْ يَجِدُوا عِنْدَهُ خَبَرًا ، وَكَانَ أَبُو سُفْيَانَ حِينَ دَنَا مِنَ الْحِجَازِ يَتَحَسَّسُ الأَخْبَارَ وَيَسْأَلُ عَنْهَا , حَتَّى أَصَابَ خَبَرًا مِنْ بَعْضِ الرُّكْبَانِ ، فَاسْتَأْجَرَ ضَمْضَمَ بْنَ عَمْرٍو الْغِفَارِيَّ ، فَبَعَثَهُ إِلَى قُرَيْشٍ يَسْتَنْفِرُهُمْ إِلَى أَمْوَالِهِمْ ، وَيُخْبِرُهُمْ أَنَّ مُحَمَّدًا قَدْ عَرَضَ لَهَا فِي أَصْحَابِهِ ، فَخَرَجَ ضَمْضَمٌ سَرِيعًا حَتَّى قَدِمَ عَلَى قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ وَقَالَ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، اللَّطِيمَةَ (1) قَدْ عَرَضَ لَهَا مُحَمَّدٌ فِي أَصْحَابِهِ - وَالَلَّطِيمَةُ هِيَ التِّجَارَةُ - الْغَوْثَ الْغَوْثَ (2) وَمَا أَظُنُّ أَنْ تُدْرِكُوهَا ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ : أَيَظُنُّ مُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ أَنَّهَا كَائِنَةٌ كَعِيرِ ابْنِ الْحَضْرَمِيِّ ؟ ، فَخَرَجُوا عَلَى الصَّعْبِ وَالذَّلُولِ (3) وَلَمْ يَتَخَلَّفْ مِنْ أَشْرَافِهَا أَحَدٌ ، إِلَّا أَنَّ أَبَا لَهَبٍ قَدْ تَخَلَّفَ وَبَعَثَ مَكَانَهُ الْعَاصَ بْنَ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، فَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ وَهُمْ تِسْعُمِائَةٍ وَخَمْسُونَ مُقَاتِلا ، وَمَعَهُمْ مِائَتَا فَرَسٍ يَقُودُونَهَا ، وَخَرَجُوا مَعَهُمْ بِالْقِيَانِ (4) يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ ، وَيَتَغَنَّيْنَ بِهِجَاءِ الْمُسْلِمِينَ ، ثُمَّ ذَكَرَ أَسْمَاءَ الْمُطْعِمِينَ مِنْهُمْ ، وَذَكَرَ رُجُوعَ طَالِبِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْجُحْفَةِ رَأَى جُهَيْمُ بْنُ الصَّلْتِ رُؤْيَا فَبَلَغَتْ أَبَا جَهْلٍ ، فَقَالَ : وَهَذَا نَبِيٌّ آخَرُ مِنْ بَنِيِّ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ رَأَى أَنَّ رَاكِبًا أَقْبَلَ عَلَى قُرَيْشٍ مَعَهُ بَعِيرٌ لَهُ حَتَّى وَقَفَ عَلَى الْعَسْكَرِ ، فَقَالَ : قُتِلَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ - يُعَدِّدُ رِجَالا مِنْ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ مِمَّنْ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ - ثُمَّ طَعَنَ فِي لَبَّةِ بَعِيرِهِ (5) ثُمَّ أَرْسَلَهُ فِي الْعَسْكَرِ ، فَلَمْ يَبْقَ خِبَاءٌ (6) مِنْ أَخْبِيَةِ قُرَيْشٍ إِلَّا أَصَابَهُ دَمُهُ ، وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى وَجْهِهِ ذَلِكَ ، فَذَكَرَ مَسِيرَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ قَرِيبًا مِنَ الصَّفْرَاءِ بَعَثَ بَسْبَسَ بْنَ عَمْرٍو وَعَدِيَّ بْنَ أَبِي الزَّغْبَاءِ الْجُهَنِيَّيْنِ يَلْتَمِسَانِ الْخَبَرَ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، فَانْطَلَقَا حَتَّى وَرَدَا بَدْرًا ، فَأَنَاخَا بَعِيرَيْهِمَا إِلَى تَلٍّ مِنَ الْبَطْحَاءِ , وَاسْتَقَيَا فِي شَنٍّ لَهُمَا مِنَ الْمَاءِ ، فَسَمِعَا جَارِيَتَيْنِ تَقُولُ إِحْدَاهُمَا لِصَاحِبَتِهَا : إِنَّمَا تَأْتِي الْعِيرُ غَدًا ، فَلَخَّصَ بَيْنَهُمَا مَجْدِيُّ بْنُ عَمْرٍو وَقَالَ : صَدَقَتْ ، فَسَمِعَ ذَلِكَ بَسْبَسٌ وَعَدِيٌّ ، فَجَلَسَا عَلَى بَعِيرَيْهِمَا حَتَّى أَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرَاهُ الْخَبَرَ ، وَأَقْبَلَ أَبُو سُفْيَانَ حِينَ وَلَّيَا وَقَدْ حَذِرَ ، فَتَقَدَّمَ أَمَامَ عِيرِهِ ، فَقَالَ لِمَجْدِيِّ بْنِ عَمْرٍو : هَلْ أَحْسَسْتَ عَلَى هَذَا الْمَاءِ مِنْ أَحَدٍ تُنْكِرُهُ ؟ , قَالَ : لَا وَاللَّهِ ، إِلَّا أَنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَاكِبَيْنِ أَنَاخَا إِلَى هَذَا التَّلِّ فَاسْتَقَيَا فِي شَنٍّ لَهُمَا ثُمَّ انْطَلَقَا ، فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ مَنَاخَ بَعِيرَيْهِمَا فَأَخَذَ مِنْ أَبْعَارِهِمَا وَفَتَّهُ فَإِذَا فِيهِ النَّوَى ، فَقَالَ : هَذِهِ وَاللَّهِ عَلائِفُ يَثْرِبَ ، ثُمَّ رَجَعَ سَرِيعًا فَضَرَبَ وَجْهَ عِيرِهِ فَانْطَلَقَ بِهَا مُسَاحِلا (7) حَتَّى إِذَا رَأَى أَنْ قَدْ أَحْرَزَ عِيرَهُ بَعَثَ إِلَى قُرَيْشٍ أَنَّ اللَّهَ قَدْ نَجَّى عِيرَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَرِجَالَكُمْ فَارْجِعُوا ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ : وَاللَّهِ لَا نَرْجِعُ حَتَّى نَأْتِيَ بَدْرًا - وَكَانَتْ بَدْرٌ سُوقًا مِنْ أَسْوَاقِ الْعَرَبِ - فَنُقِيمَ بِهَا ثَلَاثا ، فَنُطْعِمَ بِهَا الطَّعَامَ ، وَنَنْحَرَ بِهَا الْجُزُرَ ، وَنَسْقِيَ بِهَا الْخَمْرَ ، وَتَعْزِفَ عَلَيْنَا الْقِيَانُ (8) وَتَسْمَعَ بِنَا الْعَرَبُ وَبِمَسِيرِنَا ، فلَا يَزَالُونَ يَهَابُونَنَا بَعْدَهَا أَبَدًا , فَقَالَ الأَخْنَسُ بْنُ شَرِيقٍ : يَا مَعْشَرَ بَنِي زُهْرَةَ ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ نَجَّى أَمْوَالَكُمْ وَنَجَّى صَاحِبَكُمْ ، فَارْجِعُوا ، فَأَطَاعُوهُ , فَرَجَعَتْ زُهْرَةُ فَلَمْ يَشْهَدُوهَا ، وَلَا بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ ، " وَارْتَحَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِبَعْضِ وَادِي ذَفَارٍ نَزَلَ وَأَتَاهُ الْخَبَرُ عَنْ قُرَيْشٍ بِمَسِيرِهِمْ لِيَمْنَعُوا عِيرَهُمْ ، فَاسْتَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - النَّاسَ " ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - فَأَحْسَنَ ، ثُمَّ قَامَ عُمَرُ - رضي الله عنه - فَقَالَ فَأَحْسَنَ ، ثُمَّ قَامَ الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو - رضي الله عنه - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، امْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ ، فَنَحْنُ مَعَكَ ، وَاللَّهِ لَا نَقُولُ لَكَ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى : { اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } (9) وَلَكِنِ اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا مَعَكُمَا مُقَاتِلُونَ ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ سِرْتَ بِنَا إِلَى بَرْكِ الْغِمَادِ لَجَالَدْنَا مَعَكَ مَنْ دُونَهُ حَتَّى تَبْلُغَهُ ، " فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَيْرًا وَدَعَا لَهُ بِهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَشِيرُوا عَلَيَّ أَيُّهَا النَّاسُ - وَإِنَّمَا يُرِيدُ الْأَنْصَارَ ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ عَدَدُ النَّاسِ ، وَكَانُوا حِينَ بَايَعُوهُ بِالْعَقَبَةِ , قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّا بُرَآءُ مِنْ ذِمَامِكَ حَتَّى تَصِلَ إِلَى دَارِنَا ، فَإِذَا وَصَلْتَ إِلَيْنَا فَأَنْتَ فِي ذِمَمِنَا ، نَمْنَعُكَ مِمَّا نَمْنَعُ مِنْهُ أَنْفُسَنَا وَأَبْنَاءَنَا وَنِسَاءَنَا ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَخَوَّفُ أَنْ لَا تَكُونَ الْأَنْصَارُ تَرَى أَنَّ عَلَيْهَا نُصْرَتَهُ إِلَّا بِالْمَدِينَةِ ، وَأَنَّهُ لَيْسَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَسِيرَ بِهِمْ إِلَى عَدُوٍّ بِغَيْرِ بِلادِهِمْ " ، فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ : وَاللَّهِ لَكَأَنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تُرِيدُنَا ؟ , قَالَ : " أَجَلْ " , فَقَالَ سَعْدٌ : قَدْ آمَنَّا بِكَ وَصَدَّقْنَاكَ ، وَشَهِدْنَا أَنَّ مَا جِئْتَ بِهِ حَقٌّ ، وَأَعْطَيْنَاكَ عَلَى ذَلِكَ عُهُودَنَا وَمَوَاثِيقَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ، فَامْضِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَا أَرَدْتَ فَنَحْنُ مَعَكَ ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوِ اسْتَعْرَضْتَ بِنَا هَذَا الْبَحْرَ لَخُضْنَاهُ مَعَكَ ، مَا تَخَلَّفَ مِنَّا وَاحِدٌ ، وَمَا نَكْرَهُ أَنْ نَلْقَى عَدُوَّنَا غَدًا ، إِنَّا لَصُبُرٌ عِنْدَ الْحَرْبِ ، صُدُقٌ عِنْدَ اللِّقَاءِ ، وَلَعَلَّ اللَّهَ يُرِيكَ مِنَّا مَا تَقَرُّ بِهِ عَيْنُكَ (10) فَسِرْ بِنَا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ ، " فَسُرَّ بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (11) ( وَقَالَ : إِنَّ لَنَا طَلِبَةً (12) فَمَنْ كَانَ ظَهْرُهُ (13) حَاضِرًا فَلْيَرْكَبْ مَعَنَا " ، فَجَعَلَ رِجَالٌ يَسْتَأْذِنُونَهُ فِي ظُهْرَانِهِمْ (14) فِي عُلْوِ الْمَدِينَةِ (15) فَقَالَ : " لَا ، إِلَّا مَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِرًا ) (16) ( ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : سِيرُوا وَأَبْشِرُوا ، فَإِنَّ اللَّهَ - عز وجل - قَدْ وَعَدَنِي إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ ، وَاللَّهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ الْآنَ مَصَارِعَ الْقَوْمِ ) (17) ( فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابُهُ ) (18) ( وَمَضَتْ قُرَيْشٌ حَتَّى نَزَلُوا بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى مِنَ الْوَادِي ، وَالْقُلُبُ بِبَدْرٍ فِي الْعُدْوَةِ الدُّنْيَا مِنْ بَطْنِ التَّلِّ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَأَرْسَلَ اللَّهُ السَّمَاءَ ، وَكَانَ الْوَادِي دَهِسًا (19) فَأَصَابَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابَهُ مِنْهَا مَا لَبَّدَ لَهُمُ الْأَرْضَ وَلَمْ يَمْنَعْهُمْ مِنَ الْمَسِيرِ ، وَأَصَابَ قُرَيْشًا مِنْهَا مَا لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَرْتَحِلُوا مَعَهُ ، " فَسَارَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُبَادِرُهُمْ (20) إِلَى الْمَاءِ حَتَّى نَزَلَ بَدْرًا فَسَبَقَ قُرَيْشًا إِلَيْهِ ، فَلَمَّا جَاءَ أَدْنَى مَاءٍ مِنْ بَدْرٍ نَزَلَ عَلَيْهِ " ، فَقَالَ لَهُ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْزِلٌ أَنْزَلَكَهُ اللَّهُ لَيْسَ لَنَا أَنْ نَتَعَدَّاهُ وَلَا نُقَصِّرُ عَنْهُ ، أَمْ هُوَ الرَّأْيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " بَلْ هُوَ الرَّأْيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ " ، فَقَالَ الْحُبَابُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَإِنَّ هَذَا لَيْسَ بِمَنْزِلٍ ، وَلَكِنِ انْهَضْ حَتَّى تَجْعَلَ الْقُلُبَ كُلَّهَا مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِكَ ، ثُمَّ غَوِّرْ كُلَّ قَلِيبٍ بِهَا إِلَّا قَلِيبًا وَاحِدًا ، ثُمَّ احْفِرْ عَلَيْهِ حَوْضًا ، فَنُقَاتِلُ الْقَوْمَ فَنَشْرَبُ وَلَا يَشْرَبُونَ ، حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ ، فَقَالَ : " قَدْ أَشَرْتَ بِالرَّأْيِ " ، فَفَعَلَ ذَلِكَ ، فَغُوِّرَتِ الْقُلُبُ ، وَبَنَى حَوْضًا عَلَى الْقَلِيبِ الَّذِي نَزَلَ عَلَيْهِ فَمُلِئَ مَاءً ، ثُمَّ قَذَفُوا فِيهِ الآنِيَةَ ) (21) ( فَإِذَا هُمْ بِرَوَايَا قُرَيْشٍ (22) وَفِيهِمْ عَبْدٌ أَسْوَدُ لِبَنِي الْحَجَّاجِ ، فَأَخَذَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَهُ أَيْنَ أَبُو سُفْيَانَ ؟ , فَيَقُولُ : وَاللَّهِ مَالِي بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِ عِلْمٌ ، وَلَكِنْ هَذِهِ قُرَيْشٌ قَدْ جَاءَتْ , فِيهِمْ أَبُو جَهْلٍ ، وَعُتْبَةُ وَشَيْبَةُ ابْنَا رَبِيعَةَ ، وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ , فَإِذَا قَالَ لَهُمْ ذَلِكَ ضَرَبُوهُ ، فَيَقُولُ : دَعُونِي ، دَعُونِي أُخْبِرْكُمْ , فَإِذَا تَرَكُوهُ قَالَ : وَاللَّهِ مَالِي بِأَبِي سُفْيَانَ مِنْ عِلْمٍ ، وَلَكِنْ هَذِهِ قُرَيْشٌ قَدْ أَقْبَلَتْ , فِيهِمْ أَبُو جَهْلٍ ، وَعُتْبَةُ وَشَيْبَةُ ابْنَا رَبِيعَةَ ، وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ ، قَدْ أَقْبَلُوا ) (23) ( فِي النَّاسِ ، فَإِذَا قَالَ هَذَا أَيْضًا ضَرَبُوهُ ، " - وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَائِمٌ يُصَلِّي ) (24) ( وَهُوَ يَسْمَعُ ذَلِكَ - فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكُمْ لَتَضْرِبُونَهُ إِذَا صَدَقَكُمْ , وَتَدَعُونَهُ إِذَا كَذَبَكُمْ ، هَذِهِ قُرَيْشٌ قَدْ أَقْبَلَتْ لِتَمْنَعَ أَبَا سُفْيَانَ ) (25) ( قَالَ أَنَسٌ : وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيُرِينَا مَصَارِعَهُمْ , فَقَالَ : هَذَا مَصْرَعُ فُلَانٍ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ ) (26) ( - وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى الْأَرْضِ - وَهَذَا مَصْرَعُ فُلَانٍ غَدًا - وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى الْأَرْضِ - وَهَذَا مَصْرَعُ فُلَانٍ غَدًا - وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى الْأَرْضِ - ) (27) ( قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا جَاوَزَ أَحَدٌ مِنْهُمْ عن مَوْضِعِ يَدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (28) ( وَأَقْبَلَتْ قُرَيْشٌ حِينَ أَصْبَحَتْ يَقْدُمُهَا عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ عَلَى جَمَلٍ لَهُ أَحْمَرَ ، " فَلَمَّا رَآهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَنْحَطُّونَ مِنَ الْكَثِيبِ (29) قَالَ : اللَّهُمَّ هَذِهِ قُرَيْشٌ قَدْ أَقْبَلَتْ بِخُيَلائِهَا وَفَخْرِهَا تُحَادُّكَ وَتُكَذِّبُ رَسُولَكَ ، اللَّهُمَّ فَأَحْنِهِمُ الْغَدَاةَ (30) ) (31) ( وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : لَا يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَى شَيْءٍ حَتَّى أَكُونَ أَنَا دُونَهُ " ) (32) ( ثُمَّ ذَكَرَ ابْنُ إِسْحَاقَ إِشَارَةَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ بِتَرْكِ الْقِتَالِ ، وَمُوَافَقَةَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ إِيَّاهُ وَمُخَالَفَةَ أَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ وَتَعْيِيرَهُ عُتْبَةَ ، حَتَّى دَعَا عُتْبَةُ إِلَى الْبِرَازِ ) (33) ( فَلَمَّا دَنَا الْمُشْرِكُونَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ فَقَالَ عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ الْأَنْصَارِيُّ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، جَنَّةٌ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ " ، قَالَ : بَخٍ بَخٍ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَوْلِكَ بَخٍ بَخٍ ؟ قَالَ : لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا رَجَاءَ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا ، قَالَ : " فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا " , فَأَخْرَجَ تَمَرَاتٍ مِنْ قَرَنِهِ فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُنَّ ، ثُمَّ قَالَ : لَئِنْ أَنَا حَيِيتُ حَتَّى آكُلَ تَمَرَاتِي هَذِهِ إِنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ ، فَرَمَى بِمَا كَانَ مَعَهُ مِنَ التَّمْرِ ، ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ / (34) ) (35) .
__________
(1) اللَّطيمة : الجِمَال التي تَحْمل العِطْر والْبَزَّ غَيْر المِيرَة , أَيْ : أدْرِكُوها , وهي مَنْصوبة بإضْمار هَذا الْفِعل .النهاية في غريب الأثر - (ج 4 / ص 497)
(2) الغوث : الإعانة والنصرة .
(3) أَصْل الصَّعْب وَالذَّلُول فِي الْإِبِل , فَالصَّعْب : الْعَسِر الْمَرْغُوب عَنْهُ , وَالذَّلُول : السَّهْل الطَّيِّب الْمَحْبُوب الْمَرْغُوب فِيهِ .شرح النووي على مسلم - (1 / 15)
(4) القيان : جمع قينة ، وهي : الجارية المغنية .
(5) اللبة : موضع الذبح , واللهزمة التي فوق الصدر .
(6) الخباء : الخيمة .
(7) أَيْ : نحو الساحل .
(8) القيان : جمع قَيْنة ، وهي : الجارية المغنية .
(9) [المائدة : 24]
(10) قرة العين : هدوء العين وسعادتها ويعبر بها عن المسرة ورؤية ما يحبه الإنسان .
(11) دلائل النبوة للبيهقي : (ج3 /ص4) , ( م ) 83 - ( 1779 ) , ( د ) 2618 , ( حم ) 13320 , انظر فقه السيرة ص223 , 225
(12) طَلِبَة بِفَتْحِ الطَّاء وَكَسْر اللَّام , أَيْ : شَيْئًا نَطْلُبهُ . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 378)
(13) ( الظَّهْر ) الدَّوَابّ الَّتِي تُرْكَب . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 378)
(14) أَيْ : مركوباتهم .
(15) أَيْ : القرى المحيطة بالمدينة .
(16) ( م ) 145 - ( 1901 )
(17) دلائل النبوة للبيهقي : (ج3 /ص4)
(18) ( م ) 145 - ( 1901 )
(19) الدُّهْسَةُ لون يعلوه أَدنى سواد , يكون في الرمال والمَعَزِ , والدَّهَاسُ من الرمل ما كان كذلك لا يُنبت شجراً وتغيب فيه القوائم . لسان العرب - (ج 6 / ص 89)
(20) بادر الشيءَ : عجل إليه واستبق وسارع .
(21) دلائل النبوة للبيهقي : (ج3 /ص4)
(22) رَوايا : جَمْع رَاوِيَة , وَهِيَ الْإِبِل الَّتِي يُسْتَقَى عَلَيْهَا , وَأَصْل الرَّاوِيَة الْمَزَادَة ، فَقِيلَ لِلْبَعِيرِ رَاوِيَة لِحَمْلِهِ الْمَزَادَة .عون المعبود - (ج 6 / ص 116)
(23) ( د ) 2681 , ( م ) 83 - ( 1779 ) , ( حم ) 13320
(24) ( م ) 83 - ( 1779 )
(25) ( د ) 2681
(26) ( س ) 2074 , ( م ) 83 - ( 1779 ) , ( حم ) 13320
(27) ( د ) 2681 , ( م ) 83 - ( 1779 )
(28) ( د ) 2681 , ( م ) 83 - ( 1779 ) , ( س ) 2074 , ( حم ) 13320
(29) الكَثِيب : الرَّمْل المسْتَطِيل المُحْدَوْدِب .
(30) أَيْ : اهزمهم .
(31) دلائل النبوة للبيهقي : (3 / 4)
(32) ( م ) 145 - ( 1901 )
(33) دلائل النبوة للبيهقي : (3 / 4)
(34) فِيهِ : جَوَاز الِانْغِمَار فِي الْكُفَّار ، وَالتَّعَرُّض لِلشَّهَادَةِ ، وَهُوَ جَائِز بِلَا كَرَاهَة عِنْد جَمَاهِير الْعُلَمَاء .شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 378)
(35) ( م ) 145 - ( 1901 )(4/157)
( 3 ) أَحْدَاثُ مَعْرَكَةِ بَدْر
( دلائل النبوة ) , وَعَنْ يَزِيدَ بْنُ رُومَانَ (36) قَالَ :
" بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ دَنَا مِنْ بَدْرٍ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ - رضي الله عنهم - فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ يَتَجَسَّسُونَ لَهُ الْخَبَرَ ، فَأَصَابُوا سُقَاةً لِقُرَيْشٍ ، غُلَامًا لِبَنِي سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، وَغُلامًا لِبَنِي الْحَجَّاجِ ، فَأَتَوْا بِهِمَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَذَكَرَ الْقِصَّةَ قَالَ فِيهَا : " كَمِ النَّاسُ ؟ " ، قَالُوا : كَثِيرٌ مَا نَدْرِي مَا عَدَدُهُمْ قَالَ : " كَمْ يَنْحَرُونَ كُلَّ يَوْمٍ ؟ " ، قَالُوا : يَوْمًا عَشْرًا ، وَيَوْمًا تِسْعًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " الْقَوْمُ بَيْنَ الأَلْفِ وَالْتِسْعِ مِائَةِ ، ثُمَّ قَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ فِيهِمْ مِنْ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ ؟ " فَقَالا : عُتْبَةُ وَشَيْبَةُ ، وَذَكَرَا صَنَادِيدَهُمْ (37) ثُمَّ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى النَّاسِ فَقَالَ : " هَذِهِ مَكَّةُ قَدْ أَلْقَتْ إِلَيْكُمْ أَفْلاذَ كَبِدِهَا " (38)
قَالَ تَعَالَى : { إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ } (39)
---------------
(36) تابعي .
(37) الصناديد : سادة الناس ، وزعماؤهم ، وعظماؤهم ، وأشرافهم .
(38) دلائل النبوة للبيهقي - (3 / 22) , وصححه الألباني في فقه السيرة ص222
(39) [الأنفال : 11](4/158)
( حم ) , وَعَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
لَقَدْ رَأَيْتُنَا لَيْلَةَ بَدْرٍ وَمَا مِنَّا إِنْسَانٌ إِلَّا نَائِمٌ , " إِلَّا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَإِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي إِلَى شَجَرَةٍ وَيَدْعُو حَتَّى أَصْبَحَ " , وَمَا كَانَ فِينَا فَارِسٌ يَوْمَ بَدْرٍ غَيْرَ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ . (1)
__________
(1) ( حم ) 1161, 1023 ( خز ) 899 , ( حب ) 2257 , ( ن ) 823 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 545 , 3330 , أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم - (1 / 120)(4/159)
( خ م ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ يَوْمَ بَدْرٍ ) (1) يَوْمَ أُحُدٍ (2) يَوْمَ حُنَيْنٍ (3) ( : " اللَّهُمَّ إِنَّكَ إِنْ تَشَأْ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ ) (4) ( بَعْدَ الْيَوْمِ (5) " ) (6)
__________
(1) ( م ) 58 - ( 1763 )
(2) ( م ) 23 - ( 1743 ) , ( حم ) 13674
(3) ( حم ) 12242 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( م ) 23 - ( 1743 ) , ( حم ) 12560
(5) قَالَ الْعُلَمَاء : فِيهِ التَّسْلِيم لِقَدَرِ اللَّه تَعَالَى ، وَالرَّدّ عَلَى غُلَاة الْقَدَرِيَّة الزَّاعِمِينَ أَنَّ الشَّرّ غَيْر مُرَاد وَلَا مُقَدَّر - تَعَالَى اللَّه عَنْ قَوْلهمْ - وَهَذَا الْكَلَام مُتَضَمِّن أَيْضًا لِطَلَبِ النَّصْر ، وَجَاءَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَة أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هَذَا يَوْم أُحُد ، وَجَاءَ بَعْده أَنَّهُ قَالَهُ يَوْم بَدْر ، وَهُوَ الْمَشْهُور فِي كُتُب السِّيَر وَالْمَغَازِي ، وَلَا مُعَارَضَة بَيْنَهُمَا ، فَقَالَهُ فِي الْيَوْمَيْنِ . وَاَللَّه أَعْلَم . شرح النووي على مسلم - (6 / 187)
(6) ( خ ) 2758 , ( حم ) 12242(4/160)
( خ ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ فِي قُبَّةٍ يَوْمَ بَدْرٍ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ , اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ بَعْدَ الْيَوْمِ " , فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - بِيَدِهِ وَقَالَ : حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَدْ أَلْحَحْتَ عَلَى رَبِّكَ , " فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ فِي الدِّرْعِ يَقُولُ : { سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ , بَلْ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ } (1) " (2)
__________
(1) [القمر/46]
(2) ( خ ) 2758 , 3737 , ( حم ) 3043(4/161)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ الْعُذْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
إنَّ أَبَا جَهْلٍ قَالَ حِينَ الْتَقَى الْقَوْمُ : اللَّهُمَّ أَقْطَعَنَا الرَّحِمَ , وَآتَانَا بِمَا لَا نَعْرِفُهُ فَأَحْنِهِ الْغَدَاةَ , فَكَانَ الْمُسْتَفْتِحَ . (1)
__________
(1) ( حم ) 23710 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : صحيح وهذا إسناد حسن .(4/162)
( خ د ) , وَعَنْ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ بَدْرٍ حِينَ صَفَفَنَا لِقُرَيْشٍ وَصَفُّوا لَنَا : " ) (1) ( إِذَا أَكْثَبُوكُمْ - يَعْنِي إِذَا غَشُوكُمْ (2) - فَارْمُوهُمْ بِالنَّبْلِ (3) وَاسْتَبْقُوا نَبْلَكُمْ (4) " ) (5)
__________
(1) ( خ ) 2900
(2) أَيْ : قَارَبُوكُمْ بِحَيْثُ تَصِل إِلَيْهِمْ سِهَامكُمْ . عون المعبود - (ج 6 / ص 96)
(3) أَيْ : بِالسَّهْمِ الْعَرَبِيّ الَّذِي لَيْسَ بِطَوِيلٍ كَالنُّشَّابِ . عون المعبود - (ج 6 / ص 96)
(4) أَيْ : لَا تَرْمُوهُمْ عَنْ بُعْد , فَإِنَّهُ يَسْقُط فِي الْأَرْض , فَتَذْهَبُ السِّهَام وَلَمْ يَحْصُل نِكَايَة . عون المعبود(ج6 ص96)
(5) ( د ) 2663 , ( خ ) 3984 , ( حم ) 16104(4/163)
( خ م د حم ) , وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَجْثُو بَيْنَ يَدَيْ الرَّحْمَنِ لِلْخُصُومَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَفِينَا أُنْزِلَتْ : { هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ } (1) قَالَ : هُمْ الَّذِينَ تَبَارَزُوا يَوْمَ بَدْرٍ ) (2) ( عَلِيٌّ , وَحَمْزَةُ , وَعُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ , وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ , وَعُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ , وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ ) (3) ( لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ , كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَخَبَّرُ عَنْ بَدْرٍ , فَلَمَّا بَلَغَنَا أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَدْ أَقْبَلُوا سَارَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى بَدْرٍ - وَبَدْرٌ بِئْرٌ - فَسَبَقَنَا الْمُشْرِكُونَ إِلَيْهَا , فَوَجَدْنَا فِيهَا رَجُلَيْنِ مِنْهُمْ , رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ , وَمَوْلًى لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ , فَأَمَّا الْقُرَشِيُّ فَانْفَلَتَ , وَأَمَّا مَوْلَى عُقْبَةَ فَأَخَذْنَاهُ , فَجَعَلْنَا نَقُولُ لَهُ : كَمْ الْقَوْمُ ؟ , فَيَقُولُ : هُمْ وَاللَّهِ كَثِيرٌ عَدَدُهُمْ , شَدِيدٌ بَأْسُهُمْ , فَجَعَلَ الْمُسْلِمُونَ إِذَا قَالَ ذَلِكَ ضَرَبُوهُ , حَتَّى انْتَهَوْا بِهِ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ لَهُ : " كَمْ الْقَوْمُ ؟ " , قَالَ : هُمْ وَاللَّهِ كَثِيرٌ عَدَدُهُمْ , شَدِيدٌ بَأْسُهُمْ , " فَجَهَدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُخْبِرَهُ كَمْ هُمْ " , فَأَبَى , ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سَأَلَهُ : " كَمْ يَنْحَرُونَ مِنْ الْجُزُرِ ؟ " , فَقَالَ : عَشْرًا كُلَّ يَوْمٍ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " الْقَوْمُ أَلْفٌ , كُلُّ جَزُورٍ وَتَبَعِهَا لِمِائَةٍ " , ثُمَّ إِنَّهُ أَصَابَنَا مِنْ اللَّيْلِ طَشٌّ (4) مِنْ مَطَرٍ , فَانْطَلَقْنَا تَحْتَ الشَّجَرِ وَالْحَجَفِ (5) نَسْتَظِلُّ تَحْتَهَا مِنْ الْمَطَرِ ) (6) ( وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا فِينَا إِلَّا نَائِمٌ , " إِلَّا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَإنَّهُ ) (7) ( بَاتَ ) (8) ( تَحْتَ شَجَرَةٍ يُصَلِّي وَيَبْكِي ) (9) ( فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ : اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي , اللَّهُمَّ آتِنِي مَا وَعَدْتَنِي , اللَّهُمَّ إِنَّكَ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةُ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ , فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ (10) " , فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ , ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ وَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ , كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ , فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل - : { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ } (11) فَأَمَدَّهُ اللَّهُ بِالْمَلَائِكَةِ ) (12) ( قَالَ : فَلَمَّا أَنْ طَلَعَ الْفَجْرُ " نَادَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : الصَلَاةَ عِبَادَ اللَّهِ " فَجَاءَ النَّاسُ مِنْ تَحْتِ الشَّجَرِ وَالْحَجَفِ , " فَصَلَّى بِنَا وَحَرَّضَ عَلَى الْقِتَالِ ثُمَّ قَالَ : إِنَّ جَمْعَ قُرَيْشٍ تَحْتَ هَذِهِ الضِّلَعِ الْحَمْرَاءِ مِنْ الْجَبَلِ ) (13) ( ثُمَّ عَدَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صُفُوفَ أَصْحَابِهِ ، وَفِي يَدِهِ قِدْحٌ (14) يَعْدِلُ بِهِ الْقَوْمَ ، فَمَرَّ بِسَوَادِ بْنِ غَزِيَّةَ - رضي الله عنه - حَلِيفِ (15) بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَهُوَ مُسْتَنْتِلٌ (16) مِنَ الصَّفِّ ، " فَطَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ فِي بَطْنِهِ بِالْقِدْحِ وَقَالَ : اسْتَوِ يَا سَوَادُ " ، فَقال : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْجَعْتَنِي ، وَقَدْ بَعَثَكَ اللَّهُ بِالْعَدْلِ فَأَقِدْنِي ، فَقال لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " اسْتَقِدْ " ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ طَعَنْتَنِي وَلَيْسَ عَلَيَّ قَمِيصٌ ، " فَكَشَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ بَطْنِهِ وَقال : اسْتَقِدْ " ، فَاعْتَنَقَهُ وَقَبَّلَ بَطْنَهُ ) (17) ( وقَالَ : إِنَّمَا أَرَدْتُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (18) ( فَقال : " مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا يَا سَوَادُ ؟ " , فَقال : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، حَضَرَ مَا تَرَى ، فَلَمْ آمَنِ الْقَتْلَ ، فَأَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ آخِرُ الْعَهْدِ بِكَ أَنْ يَمَسَّ جِلْدِي جِلْدَكَ ، " فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِخَيْرٍ " ) (19) ( فَلَمَّا دَنَا الْقَوْمُ مِنَّا وَصَافَفْنَاهُمْ , إِذَا رَجُلٌ مِنْهُمْ عَلَى جَمَلٍ لَهُ أَحْمَرَ يَسِيرُ فِي الْقَوْمِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : يَا عَلِيُّ نَادِ لِي حَمْزَةَ - وَكَانَ أَقْرَبَهُمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ مَنْ صَاحِبُ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ وَمَاذَا يَقُولُ لَهُمْ - ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنْ يَكُنْ فِي الْقَوْمِ أَحَدٌ يَأْمُرُ بِخَيْرٍ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ صَاحِبَ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ " , فَجَاءَ حَمْزَةُ فَقَالَ : هُوَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ , وَهُوَ يَنْهَى عَنْ الْقِتَالِ وَيَقُولُ لَهُمْ : يَا قَوْمُ , إِنِّي أَرَى قَوْمًا مُسْتَمِيتِينَ , لَا تَصِلُونَ إِلَيْهِمْ وَفِيكُمْ خَيْرٌ , يَا قَوْمُ , اعْصِبُوهَا الْيَوْمَ بِرَأْسِي وَقُولُوا : جَبُنَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ , وَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي لَسْتُ بِأَجْبَنِكُمْ , فَسَمِعَ ذَلِكَ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ : أَنْتَ تَقُولُ هَذَا ؟ , وَاللَّهِ لَوْ غَيْرُكَ يَقُولُ هَذَا لَأَعْضَضْتُهُ (20) قَدْ مَلَأَتْ رِئَتُكَ جَوْفَكَ رُعْبًا , فَقَالَ عُتْبَةُ : إِيَّايَ تُعَيِّرُ يَا مُصَفِّرَ اسْتِهِ (21) ؟ , سَتَعْلَمُ الْيَوْمَ أَيُّنَا الْجَبَانُ , قَالَ : فَبَرَزَ عُتْبَةُ وَأَخُوهُ شَيْبَةُ وَابْنُهُ الْوَلِيدُ حَمِيَّةً , فَقَالُوا : مَنْ يُبَارِزُ ؟ , فَخَرَجَ لَهُمْ فِتْيَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ ) (22) ( فَقَالَ عُتْبَةُ : مَنْ أَنْتُمْ ؟ , فَأَخْبَرُوهُ , فَقَالَ : لَا حَاجَةَ لَنَا فِيكُمْ , إِنَّمَا أَرَدْنَا بَنِي عَمِّنَا ) (23) ( مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " قُمْ يَا عَلِيُّ , وَقُمْ يَا حَمْزَةُ , وَقُمْ يَا عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ " ) (24) ( فَأَقْبَلَ حَمْزَةُ إِلَى عُتْبَةَ , وَأَقْبَلْتُ إِلَى شَيْبَةَ ) (25) ( فَقَتَلَ اللَّهُ تَعَالَى عُتْبَةَ وَشَيْبَةَ ابْنَيْ رَبِيعَةَ ) (26) ( وَاخْتُلِفَ بَيْنَ عُبَيْدَةَ وَالْوَلِيدِ ضَرْبَتَانِ , فَأَثْخَنَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ , ثُمَّ مِلْنَا عَلَى الْوَلِيدِ فَقَتَلْنَاهُ وَاحْتَمَلْنَا عُبَيْدَةَ ) (27) ( وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَأْسِرُوهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , فَإِنَّهُمْ خَرَجُوا كُرْهًا ) (28) ( فَلَمَّا حَضَرَ الْبَأْسُ يَوْمَ بَدْرٍ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (29) ( وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ بَأْسًا وَهُوَ أَقْرَبُنَا إِلَى الْعَدُوِّ " ) (30) ( وَبَيْنَمَا رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ , يَشْتَدُّ فِي أَثَرِ رَجُلٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ أَمَامَهُ , إِذْ سَمِعَ ضَرْبَةً بِالسَّوْطِ فَوْقَهُ , وَصَوْتَ الْفَارِسِ يَقُولُ : أَقْدِمْ حَيْزُومُ , فَنَظَرَ إِلَى الْمُشْرِكِ أَمَامَهُ فَخَرَّ مُسْتَلْقِيًا , فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ خُطِمَ أَنْفُهُ وَشُقَّ وَجْهُهُ كَضَرْبَةِ السَّوْطِ , فَاخْضَرَّ ذَلِكَ أَجْمَعُ , فَجَاءَ الْأَنْصَارِيُّ فَحَدَّثَ بِذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ : " صَدَقْتَ , ذَلِكَ مِنْ مَدَدِ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ " , فَقَتَلْنَا مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ , وَأَسَرْنَا سَبْعِينَ ) (31) ( فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ قَصِيرٌ بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - رضي الله عنه - أَسِيرًا , فَقَالَ الْعَبَّاسُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّ هَذَا وَاللَّهِ مَا أَسَرَنِي , لَقَدْ أَسَرَنِي رَجُلٌ أَجْلَحُ (32) مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا , عَلَى فَرَسٍ أَبْلَقَ (33) مَا أُرَاهُ فِي الْقَوْمِ , فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ : أَنَا أَسَرْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَقَالَ : " اسْكُتْ , فَقَدْ أَيَّدَكَ اللَّهُ تَعَالَى بِمَلَكٍ كَرِيمٍ " , قَالَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - : فَأَسَرْنَا مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ : الْعَبَّاسَ وعَقِيلًا وَنَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ ) (34) ( " فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - فَقَالَ : مَا تَرَوْنَ فِي هَؤُلَاءِ الْأُسَارَى ؟ " (35) فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ , هُمْ بَنُو الْعَمِّ وَالْعَشِيرَةِ , أَرَى أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُمْ فِدْيَةً ) (36) ( فَيَكُونُ مَا أَخَذْنَا مِنْهُمْ قُوَّةً لَنَا عَلَى الْكُفَّارِ , وَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُمْ لِلْإِسْلامِ فَيَكُونُونَ لَنَا عَضُدًا ) (37) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا تَرَى يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ؟ " , فَقَالَ : لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا أَرَى الَّذِي رَأَى أَبُو بَكْرٍ , وَلَكِنِّي أَرَى أَنْ تُمَكِّنَّا فَنَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ , فَتُمَكِّنَ عَلِيًّا مِنْ عَقِيلٍ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ , وَتُمَكِّنِّي مِنْ فُلَانٍ - نَسِيبًا لِعُمَرَ - فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ ) (38) ( حَتَّى يَعْلَمَ اللَّهُ أَنَّهُ لَيْسَتْ فِي قُلُوبِنَا هَوَادَةٌ لِلْمُشْرِكِينَ , فَإنَّ هَؤُلَاءِ صَنَادِيدُهُمْ وَأَئِمَّتُهُمْ وَقَادَتُهُمْ , " فَهَوِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَلَمْ يَهْوَ مَا قَالَ عُمَرُ فَأَخَذَ مِنْهُمْ الْفِدَاءَ " ) (39) ( قَالَ عُمَرُ : فَلَمَّا كَانَ مِنْ الْغَدِ جِئْتُ , فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ قَاعِدَيْنِ يَبْكِيَانِ , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَخْبِرْنِي مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَبْكِي أَنْتَ وَصَاحِبُكَ ؟ , فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيْتُ , وَإِنْ لَمْ أَجِدْ بُكَاءً تَبَاكَيْتُ لِبُكَائِكُمَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَبْكِي لِلَّذِي عَرَضَ عَلَيَّ أَصْحَابُكَ مِنْ أَخْذِهِمُ الْفِدَاءَ , لَقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ عَذَابُهُمْ أَدْنَى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ - شَجَرَةٍ قَرِيبَةٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (40) ( وَأَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل - : { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ , تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ , لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } (41) أَيْ : مِنْ الْفِدَاءِ , ثُمَّ أَحَلَّ لَهُمْ اللَّهُ الْغَنَائِمَ , فَقَالَ : { فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا } (42) فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ مِنْ الْعَامِ الْمُقْبِلِ , عُوقِبُوا بِمَا صَنَعُوا يَوْمَ بَدْرٍ مِنْ أَخْذِهِمْ الْفِدَاءَ فَقُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ , وَفَرَّ أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ , وَهُشِمَتْ الْبَيْضَةُ عَلَى رَأْسِهِ , وَسَالَ الدَّمُ عَلَى وَجْهِهِ , وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ } (43) أي : بِأَخْذِكُمْ الْفِدَاءَ ) (44) .
__________
(1) [الحج : 19]
(2) ( خ ) 3747
(3) ( خ ) 63 , 3747
(4) الطَّش من المطر : دون الوابل وفوق الرذاذ .
(5) الحَجَف : جمع حجفة وهي التُّرس .
(6) ( حم ) 948 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(7) ( حم ) 1023 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(8) ( حم ) 948
(9) ( حم ) 1023
(10) المنكب : مُجْتَمَع رأس الكتف والعضد .
(11) [الأنفال/9] .
(12) ( م ) 58 - ( 1763 ) , ( ت ) 3081
(13) ( حم ) 948
(14) القِداح : السهام حين تبرى , واحدتها قِدْح .
(15) الحليف : المتعاهد والمتعاقد على التَّعاضُد والتَّساعُد والاتّفاق .
(16) أَيْ : خارج .
(17) معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني : 3133 , ( د ) 5224 , انظر الصَّحِيحَة : 2835
(18) ( د ) 5224
(19) معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني : 3133
(20) أَيْ : لقلت له : عُضَّ على كذا ( شيء سيِّيء ) , كقوله - صلى الله عليه وسلم - : " من تَعزَّى بعَزَاء الجاهلية فأعِضُّوه بِهَنِ أبيه ولا تَكْنُوا "
(21) الاست : العَجُز والمؤخرة .
(22) ( حم ) 948
(23) ( د ) 2665
(24) ( حم ) 948
(25) ( د ) 2665
(26) ( حم ) 948
(27) ( د ) 2665
(28) ( حم ) 676 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(29) ( حم ) 1042 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(30) ( حم ) 654 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(31) ( م ) 58 - ( 1763 )
(32) الأجلح : الذي انحسر الشعر عن جانبي رأسه .
(33) الأبلق : الذي به سواد وبياض .
(34) ( حم ) 948
(35) مشورة النبي لأصحابه في الأسرى ذكرها مسلم كما يبدو برواية معلقة , لكن الألباني صححها في فقه السيرة , ص : 236
(36) ( م ) 58 - ( 1763 )
(37) ( حم ) 208 , ( م ) 58 - ( 1763 )
(38) ( م ) 58 - ( 1763 )
(39) ( حم ) 208 , ( م ) 58 - ( 1763 )
(40) ( م ) 58 - ( 1763 )
(41) [الأنفال/67، 68]
(42) [الأنفال/69]
(43) [آل عمران/165]
(44) ( حم ) 221 , ( م ) 58 - ( 1763 ) , انظر فقه السيرة ص236 ، والإرواء تحت حديث : 1218(4/164)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي دَاوُدَ الْمَازِنِيِّ - رضي الله عنه - وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا - قَالَ :
إِنِّي لَأَتْبَعُ رَجُلًا مِنْ الْمُشْرِكِينَ لِأَضْرِبَهُ , إِذْ وَقَعَ رَأْسُهُ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهِ سَيْفِي , فَعَرَفْتُ أَنَّهُ قَدْ قَتَلَهُ غَيْرِي . (1)
__________
(1) ( حم ) 23829 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/165)
( خ ) , وَعَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ - رضي الله عنه - قَالَ :
ضُرِبَ يَوْمَ بَدْرٍ لِلْمُهَاجِرِينَ بِمِائَةِ سَهْمٍ . (1)
__________
(1) ( خ ) 3803(4/166)
( ت حب ) , وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " إِنَّ جِبْرَائِيلَ هَبَطَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ لَهُ : خَيِّرْ أَصْحَابَكَ فِي أُسَارَى بَدْرٍ ) (1) ( إِنْ شَاءُوا الْقَتْلَ ، وَإِنْ شَاءُوا الْفِدَاءَ (2) عَلَى أَنْ يُقْتَلَ الْعَامَ الْمُقْبِلَ مِنْهُمْ (3) عِدَّتُهُمْ (4) " قَالُوا : الْفِدَاءُ ، وَيُقْتَلُ مِنَّا عِدَّتُهُمْ (5) ) (6) .
__________
(1) ( ت ) 1567 , ( حب ) 4795
(2) الْمَعْنَى أَنَّكُمْ مُخَيَّرُونَ بَيْنَ أَنْ تَقْتُلُوا الْأَسَارَى ، وَلَا يَلْحَقُكُمْ ضَرَرٌ مِنْ الْعَدُوِّ وَبَيْنَ أَنْ تَأْخُذُوا مِنْهُمْ الْفِدَاءَ .
تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 232)
(3) أَيْ : مِنْ الصَّحَابَةِ . تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 232)
(4) يَعْنِي بِعَدَدِ مَنْ يُطْلَقُونَ مِنْهُمْ ، وَقَدْ قُتِلَ مِنْ الْكُفَّارِ يَوْمَئِذٍ سَبْعُونَ وَأُسِرَ سَبْعُونَ . تحفة الأحوذي(ج 4 / ص 232)
(5) إِنَّمَا اِخْتَارُوا ذَلِكَ رَغْبَةً مِنْهُمْ فِي إِسْلَامِ أَسَارَى بَدْرٍ ، وَفِي نَيْلِهِمْ دَرَجَةَ الشَّهَادَةِ فِي السَّنَةِ الْقَابِلَةِ , وَشَفَقَةً مِنْهُمْ عَلَى الْأَسَارَى بِمَكَانِ قَرَابَتِهِمْ مِنْهُمْ , وقَالَ التُّورْبَشْتِيُّ : هَذَا الْحَدِيثُ مُشْكِلٌ جِدًّا لِمُخَالَفَتِهِ مَا يَدُلُّ عَلَى ظَاهِرِ التَّنْزِيلِ ، وَلِمَا صَحَّ مِنْ الْأَحَادِيثِ فِي أَمْرِ أَسَارَى بَدْرٍ أَنَّ أَخْذَ الْفِدَاءِ كَانَ رَأْيًا رَأَوْهُ فَعُوتِبُوا عَلَيْهِ ، وَلَوْ كَانَ هُنَاكَ تَخْيِيرٌ بِوَحْيٍ سَمَاوِيٍّ لَمْ تَتَوَجَّهْ الْمُعَاتَبَةُ عَلَيْهِ ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى } إِلَى قَوْلِهِ { لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } وَأَظْهَرَ لَهُمْ شَأْنَ الْعَاقِبَةِ بِقَتْلِ سَبْعِينَ مِنْهُمْ بَعْدَ غَزْوَةِ أُحُدٍ عِنْدَ نُزُولِ قَوْلِهِ تَعَالَى : { أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا } , وَمِمَّنْ نُقِلَ عَنْهُ هَذَا التَّأْوِيلُ مِنْ الصَّحَابَةِ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - ، فَلَعَلَّ عَلِيًّا ذَكَرَ هُبُوطَ جِبْرِيلَ فِي شَأْنِ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ وَبَيَانِهَا فَاشْتَبَهَ الْأَمْرُ فِيهِ عَلَى بَعْضِ الرُّوَاةِ . وَمِمَّا جَرَّأَنَا عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ سِوَى مَا ذَكَرْنَاهُ هُوَ أَنَّ الْحَدِيثَ تَفَرَّدَ بِهِ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ سُفْيَانَ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِهِ فَلَمْ يَرْوِهِ غَيْرُهُ ، وَالسَّمْعُ قَدْ يُخْطِئُ ، وَالنِّسْيَانُ كَثِيرًا يَطْرَأُ عَلَى الْإِنْسَانِ ، ثُمَّ إِنَّ الْحَدِيثَ رُوِيَ عَنْهُ مُتَّصِلًا وَرُوِيَ عَنْ غَيْرِهِ مُرْسَلًا ، فَكَانَ ذَلِكَ مِمَّا يَمْنَعُ الْقَوْلَ لِظَاهِرِهِ , وقَالَ الطِّيبِيُّ : أَقُولُ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ : لَا مُنَافَاةَ بَيْنَ الْحَدِيثِ وَالْآيَةِ ، وَذَلِكَ أَنَّ التَّخْيِيرَ فِي الْحَدِيثِ وَارِدٌ عَلَى سَبِيلِ الِاخْتِيَارِ وَالِامْتِحَانِ , وَلِلَّهِ أَنْ يَمْتَحِنَ عِبَادَهُ بِمَا شَاءَ ، اِمْتَحَنَ اللَّهُ تَعَالَى أَزْوَاجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِقَوْلِهِ تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِك إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ } الْآيَتَيْنِ ، وَامْتَحَنَ النَّاسَ بِتَعْلِيمِ السِّحْرِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : { وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ } وَامْتَحَنَ النَّاسَ بِالْمَلَكَيْنِ ، وَجَعَلَ الْمِحْنَةَ فِي الْكُفْرِ وَالْإِيمَانِ بِأَنْ يَقْبَلَ الْعَامِلُ تَعَلُّمَ السِّحْرِ فَيَكْفُرَ ، وَيُؤْمِنَ بِتَرْكِ تَعَلُّمِهِ ، وَلَعَلَّ اللَّهَ تَعَالَى اِمْتَحَنَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابَهُ بَيْنَ أَمْرَيْنِ الْقَتْلِ وَالْفِدَاءِ ، وَأَنْزَلَ جِبْرِيلُ × بِذَلِكَ ، هَلْ هُمْ يَخْتَارُونَ مَا فِيهِ رِضَا اللَّهِ تَعَالَى مِنْ قَتْلِ أَعْدَائِهِ أَمْ يُؤْثِرُونَ الْعَاجِلَةَ مِنْ قَبُولِ الْفِدَاءِ ، فَلَمَّا اِخْتَارُوا الثَّانِيَ عُوقِبُوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى : { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ } . وقَالَ الْقَارِي بَعْدَ ذِكْرِ هَذَا الْكَلَامِ مَا لَفْظُهُ : قُلْتُ بِعَوْنِ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الْجَوَابَ غَيْرُ مَقْبُولٍ لِأَنَّهُ مَعْلُولٌ وَمَدْخُولٌ ، فَإِنَّهُ إِذَا صَحَّ التَّخْيِيرُ لَمْ يَجُزْ الْعِتَابُ وَالتَّعْيِيرُ فَضْلًا عَنْ التَّعْذِيبِ وَالتَّعْزِيرِ ، وَأَمَّا مَا ذَكَرَهُ عَنْ تَخْيِيرِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَلَيْسَ فِيهِ أَنَّهُنَّ لَوْ اِخْتَرْنَ الدُّنْيَا لَعُذِّبْنَ فِي الْعُقْبَى وَلَا فِي الْأُولَى ، وَغَايَتُهُ أَنَّهُنَّ يُحْرَمْنَ مِنْ مُصَاحَبَةِ الْمُصْطَفَى لِفَسَادِ اِخْتِيَارِهِنَّ الْأَدْنَى بِالْأَعْلَى , وَأَمَّا قَضِيَّةُ الْمَلَكَيْنِ وَقَضِيَّةُ تَعْلِيمِ السِّحْرِ ، فَنَعَمْ اِمْتِحَانٌ مِنْ اللَّهِ وَابْتِلَاءٌ ، لَكِنْ لَيْسَ فِيهِ تَخْيِيرٌ لِأَحَدٍ ، وَلِهَذَا قَالَ الْمُفَسِّرُونَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { مَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ } أَنَّهُ أَمْرُ تَهْدِيدٍ لَا تَخْيِيرٍ , وَأَمَّا قَوْلُهُ : أَمْ يُؤْثِرُونَ الْأَعْرَاضَ الْعَاجِلَةَ مِنْ قَبُولِ الْفِدْيَةِ فَلَمَّا اِخْتَارُوهُ عُوقِبُوا بِقَوْلِهِ { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ } الْآيَةَ ، فَلَا يَخْفَى مَا فِيهِ مِنْ الْجُرْأَةِ الْعَظِيمَةِ وَالْجِنَايَةِ الْجَسِيمَةِ ، فَإِنَّهُمْ مَا اِخْتَارُوا الْفِدْيَةَ لَا لِلتَّقْوِيَةِ عَلَى الْكُفَّارِ وَلِلشَّفَقَةِ عَلَى الرَّحِمِ ، وَلِرَجَاءِ أَنَّهُمْ يُؤْمِنُونَ ، أَوْ فِي أَصْلَابِهِمْ مَنْ يُؤْمِنُ , وَلَا شَكَّ أَنَّ هَذَا وَقَعَ مِنْهُمْ اِجْتِهَادًا وَافَقَ رَأْيَهُ - صلى الله عليه وسلم - ، غَايَتُهُ أَنَّ اِجْتِهَادَ عُمَرَ وَقَعَ أَصْوَبَ عِنْدَهُ تَعَالَى ، فَيَكُونُ مِنْ مُوَافَقَاتِ عُمَرَ - رضي الله عنه - ، وَيُسَاعِدُنَا مَا ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ مِنْ أَنَّهُ يُعَضِّدُهُ سَبَبُ النُّزُولِ ، رَوَى مُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُمْ لَمَّا أَسَرُوا الْأَسَارَى يَوْمَ بَدْرٍ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - : " مَا تَرَوْنَ فِي هَؤُلَاءِ الْأَسَارَى ؟ " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ بَنُو الْعَمِّ وَالْعَشِيرَةِ ، أَرَى أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُمْ فِدْيَةً ، فَتَكُونَ لَنَا قُوَّةٌ عَلَى الْكُفَّارِ ، فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يُهْدِيَهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا تَرَى يَا اِبْنَ الْخَطَّابِ ؟ " قُلْتُ : لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَرَى الَّذِي رَأَى أَبُو بَكْرٍ ، وَلَكِنْ أَرَى أَنْ تُمَكِّنَنَا ، فَنَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ أَئِمَّةُ الْكُفْرِ وَصَنَادِيدُهُ ، فَهَوَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَلَمْ يَهْوَ مَا قُلْتُ ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ الْغَدِ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ قَاعِدَانِ يَبْكِيَانِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَبْكِي وَصَاحِبُك ؟ فَقَالَ أَبْكِي لِلَّذِي عَرَضَ عَلَيَّ أَصْحَابُك مِنْ أَخْذِهِمْ الْفِدَاءَ ، لَقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ عَذَابُهُمْ أَدْنَى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى الْآيَةَ اِنْتَهَى . تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 232)
(6) ( حب ) 4795 , ( ت ) 1567 , انظر صحيح موارد الظمآن : 1411 , المشكاة ( 3973 / التحقيق الثاني )(4/167)
( د حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( " لَمَّا بَعَثَ أَهْلُ مَكَّةَ فِي فِدَاءِ أَسْرَاهُمْ ، بَعَثَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي فِدَاءِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ (1) بِمَالٍ , وَبَعَثَتْ فِيهِ بِقِلَادَةٍ لَهَا كَانَتْ لِخَدِيجَةَ ك ، أَدْخَلَتْهَا بِهَا عَلَى أَبِي الْعَاصِ حِينَ بَنَى عَلَيْهَا (2) " فَلَمَّا رَآهَا رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، رَقَّ لَهَا رِقَّةً شَدِيدَةً (3) وَقَالَ : إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيرَهَا ، وَتَرُدُّوا عَلَيْهَا الَّذِي لَهَا (4) فَافْعَلُوا " , فَقَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُول اللَّهِ ، فَأَطْلَقُوهُ وَرَدُّوا عَلَيْهَا الَّذِي لَهَا ) (5) ( " وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ عَلَيْهِ أَنْ يُخَلِّيَ سَبِيلَ زَيْنَبَ إِلَيْهِ ، وَبَعَثَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَرَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ : كُونَا بِبَطْنِ يَأْجِجَ (6) حَتَّى تَمُرَّ بِكُمَا زَيْنَبُ ، فَتَصْحَبَاهَا حَتَّى تَأْتِيَا بِهَا (7) " ) (8)
__________
(1) أَيْ : زَوْجهَا . عون المعبود - (ج 6 / ص 129)
(2) أَيْ : دَفَعَتْهَا إِلَيْهَا حِين دَخَلَ عَلَيْهَا أَبُو الْعَاصِ وَزُفَّتْ إِلَيْهِ . عون المعبود - (ج 6 / ص 129)
(3) أَيْ : لِزَيْنَب يَعْنِي لِغُرْبَتِهَا وَوَحْدَتهَا ، وَتَذَكَّرَ عَهْد خَدِيجَة وَصُحْبَتهَا ، فَإِنَّ الْقِلَادَة كَانَتْ لَهَا وَفِي عُنُقهَا .عون المعبود - (ج 6 / ص 129)
(4) أَيْ : مَا أَرْسَلْت . عون المعبود - (ج 6 / ص 129)
(5) ( حم ) 26405 , ( د ) 2692 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(6) هُوَ مَوْضِع قَرِيب مِنْ التَّنْعِيم . عون المعبود - (ج 6 / ص 129)
(7) فِيهِ دَلِيل عَلَى جَوَاز خُرُوج الْمَرْأَة الشَّابَّة الْبَالِغَة مَعَ غَيْر ذِي مَحْرَم لِضَرُورَةٍ دَاعِيَة لَا سَبِيل لَهَا إِلَّا إِلَى ذَلِكَ .عون المعبود - (ج 6 / ص 129)
(8) ( د ) 2692 , ( ك ) 4306 , انظر الإرواء : 1216 , هداية الرواة : 3897(4/168)
( 4 ) مَا حَدَثَ لِبَعْضِ صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ يَوْمَ بَدْر
( خ م حم ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( بَيْنَمَا أَنَا وَاقِفٌ فِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ , فَنَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي , فَإِذَا أَنَا بِغُلَامَيْنِ مِنْ الْأَنْصَارِ حَدِيثَةٍ أَسْنَانُهُمَا ) (1) ( فَكَأَنِّي لَمْ آمَنْ بِمَكَانِهِمَا ) (2) ( فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ بَيْنَ أَضْلَعَ مِنْهُمَا , فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا ) (3) ( سِرًّا مِنْ صَاحِبِهِ فَقَالَ : يَا عَمِّ ) (4) ( هَلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ , مَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ يَا ابْنَ أَخِي ؟ , قَالَ : أُخْبِرْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ رَأَيْتُهُ لَا يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوتَ الْأَعْجَلُ مِنَّا عَاهَدْتُ اللَّهَ إِنْ رَأَيْتُهُ أَنْ أَقْتُلَهُ أَوْ أَمُوتَ دُونَهُ (5) فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ , فَغَمَزَنِي الْآخَرُ , فَقَالَ لِي مِثْلَهَا ) (6) ( قَالَ : فَمَا سَرَّنِي أَنِّي بَيْنَ رَجُلَيْنِ مَكَانَهُمَا ) (7) ( فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ يَجُولُ فِي النَّاسِ , فَقُلْتُ : أَلَا إِنَّ هَذَا صَاحِبُكُمَا الَّذِي سَأَلْتُمَانِي , فَابْتَدَرَاهُ بِسَيْفَيْهِمَا ) (8) ( مِثْلَ الصَّقْرَيْنِ ) (9) ( فَضَرَبَاهُ حَتَّى قَتَلَاهُ , ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرَاهُ , فَقَالَ : " أَيُّكُمَا قَتَلَهُ ؟ " , فَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا : أَنَا قَتَلْتُهُ , فَقَالَ : " هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا ؟ " , قَالَا : لَا , " فَنَظَرَ فِي السَّيْفَيْنِ فَقَالَ : كِلَاكُمَا قَتَلَهُ ) (10) ( وَقَضَى بِسَلَبِهِ لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ " ) (11) ( وَكَانَا مُعَاذَ بْنَ عَفْرَاءَ , وَمُعَاذَ بْنَ عَمْرِو بْنِ الجَمُوحِ ) (12) .
__________
(1) ( خ ) 3141
(2) ( خ ) 3988
(3) ( خ ) 3141
(4) ( خ ) 3988
(5) ( خ ) 3988
(6) ( خ ) 3141
(7) ( خ ) 3988
(8) ( خ ) 3141
(9) ( خ ) 3988
(10) ( خ ) 3141
(11) ( م ) 42 - ( 1752 ) , ( خ ) 3141
(12) ( خ ) 3141 , ( م ) 42 - ( 1752 ) , ( حم ) 1673(4/169)
( خ م د حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ بَدْرٍ : مَنْ يَنْظُرُ مَا فَعَلَ أَبُو جَهْلٍ ؟ " ، فَانْطَلَقَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - ) (1) ( فَإِذَا هُوَ صَرِيعٌ قَدْ ضُرِبَتْ رِجْلُهُ ) (2) ( وَبِهِ رَمَقٌ ) (3) ( فَأَخَذَ ابْنُ مَسْعُودٍ بِلِحْيَتِهِ ) (4) ( فَقَالَ : يَا عَدُوَّ اللَّهِ ) (5) ( أَنْتَ أَبُو جَهْلٍ ؟ ) (6) ( أَنْتَ الشَّيْخُ الضَّالُّ ؟ ) (7) ( - قَالَ : وَلَا أَهَابُهُ عِنْدَ ذَلِكَ - ) (8) ( فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ : هَلْ فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ (9) ؟ ) (10) ( قَالَ : فَضَرَبْتُهُ بِسَيْفٍ غَيْرِ طَائِلٍ (11) فَلَمْ يُغْنِ شَيْئًا , حَتَّى سَقَطَ سَيْفُهُ مِنْ يَدِهِ , فَضَرَبْتُهُ بِهِ حَتَّى بَرَدَ (12) ) (13) .
__________
(1) ( خ ) 3964
(2) ( د ) 2709
(3) ( خ ) 3744
(4) ( خ ) 3964
(5) ( د ) 2709
(6) ( خ ) 3964 , ( م ) 118 - ( 1800 )
(7) ( حم ) 13502 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(8) ( د ) 2709
(9) الْمُرَادُ بِذَلِكَ كُلّه أَنْ يُهَوِّنَ عَلَى نَفْسه مَا حَلَّ بِهِ مِنْ الْهَلَاك , وَأَنَّهُ لَيْسَ بِعَارٍ عَلَيْهِ أَنْ يَقْتُلهُ قَوْمه .عون المعبود - (ج 6 / ص 150)
(10) ( خ ) 3964 , ( م ) 118 - ( 1800 )
(11) أَيْ : غَيْر مَاضٍ وَلَا قَاطِع , كَأَنَّهُ كَانَ سَيْفًا دُونًا بَيْن السُّيُوف . عون المعبود - (ج 6 / ص 150)
(12) أَيْ : مَاتَ , وَفِيهِ أَنَّهُ قَدْ اِسْتَعْمَلَ سِلَاحه فِي قَتْله وَانْتَفَعَ بِهِ قَبْل الْقَسْم . عون المعبود - (ج 6 / ص 150)
(13) ( د ) 2709(4/170)
( خ ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( انْطَلَقَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ - رضي الله عنه - مُعْتَمِرًا , فَنَزَلَ عَلَى صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ , وَكَانَ أُمَيَّةُ إِذَا انْطَلَقَ إِلَى الشَّامِ فَمَرَّ بِالْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدٍ , فَقَالَ أُمَيَّةُ لِسَعْدٍ : انْتَظِرْ , حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ وَغَفَلَ النَّاسُ انْطَلَقْتَ فَطُفْتَ , فَبَيْنَمَا سَعْدٌ يَطُوفُ إِذْ أَتَاهُ أَبُو جَهْلٍ ) (1) ( فَقَالَ : يَا أَبَا صَفْوَانَ مَنْ هَذَا مَعَكَ ؟ , فَقَالَ هَذَا سَعْدٌ , فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ : أَلَا أَرَاكَ تَطُوفُ بِمَكَّةَ آمِنًا وَقَدْ آوَيْتُمْ الصُّبَاةَ وَزَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ تَنْصُرُونَهُمْ وَتُعِينُونَهُمْ , أَمَا وَاللَّهِ لَوْلَا أَنَّكَ مَعَ أَبِي صَفْوَانَ مَا رَجَعْتَ إِلَى أَهْلِكَ سَالِمًا , فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ وَرَفَعَ صَوْتَهُ عَلَيْهِ : أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ مَنَعْتَنِي ) (2) ( أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ ) (3) ( لَأَمْنَعَنَّكَ مَا هُوَ أَشَدُّ عَلَيْكَ مِنْهُ ) (4) ( لَأَقْطَعَنَّ مَتْجَرَكَ بِالشَّامِ ) (5) ( فَقَالَ أُمَيَّةُ لِسَعْدٍ : لَا تَرْفَعْ صَوْتَكَ عَلَى أَبِي الْحَكَمِ , فَإِنَّهُ سَيِّدُ أَهْلِ الْوَادِي , وَجَعَلَ يُمْسِكُهُ , فَغَضِبَ سَعْدٌ فَقَالَ : دَعْنَا ) (6) ( عَنْكَ يَا أُمَيَّةُ , فَوَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : ) (7) ( " أَنَّهُ قَاتِلُكَ " , قَالَ : إِيَّايَ ؟ , قَالَ : نَعَمْ ) (8) ( قَالَ : بِمَكَّةَ ؟ , قَالَ : لَا أَدْرِي , فَفَزِعَ لِذَلِكَ أُمَيَّةُ فَزَعًا شَدِيدًا ) (9) ( وَقَالَ وَاللَّهِ مَا يَكْذِبُ مُحَمَّدٌ إِذَا حَدَّثَ ) (10) ( فَلَمَّا رَجَعَ ) (11) ( إلَى امْرَأَتِهِ ) (12) ( قَالَ : يَا أُمَّ صَفْوَانَ ) (13) ( أَمَا تَعْلَمِينَ مَا قَالَ لِي أَخِي الْيَثْرِبِيُّ ؟ , قَالَتْ : وَمَا قَالَ ؟ ) (14) ( قَالَ : زَعَمَ أَنَّه سَمِعَ مُحَمَّدًا أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ قَاتِلِي , فَقُلْتُ لَهُ : بِمَكَّةَ ؟ , قَالَ : لَا أَدْرِي ) (15) ( فَقَالَتْ : وَاللَّهِ مَا يَكْذِبُ مُحَمَّدٌ ) (16) ( فَقَالَ أُمَيَّةُ : وَاللَّهِ لَا أَخْرُجُ مِنْ مَكَّةَ , فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ اسْتَنْفَرَ أَبُو جَهْلٍ النَّاسَ , فَقَالَ : أَدْرِكُوا عِيرَكُمْ (17) ) (18) ( فَأَرَادَ أُمَيَّةُ أَنْ لَا يَخْرُجَ ) (19) ( فَأَتَاهُ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ : يَا أَبَا صَفْوَانَ , إِنَّكَ مَتَى مَا يَرَاكَ النَّاسُ قَدْ تَخَلَّفْتَ وَأَنْتَ سَيِّدُ أَهْلِ الْوَادِي تَخَلَّفُوا مَعَكَ ) (20) ( فَسِرْ مَعَنَا يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ ) (21) ( فَلَمْ يَزَلْ بِهِ أَبُو جَهْلٍ حَتَّى قَالَ : أَمَّا إِذْ غَلَبْتَنِي فَوَاللَّهِ لَأَشْتَرِيَنَّ أَجْوَدَ بَعِيرٍ بِمَكَّةَ , ثُمَّ قَالَ أُمَيَّةُ : يَا أُمَّ صَفْوَانَ جَهِّزِينِي , فَقَالَتْ لَهُ : يَا أَبَا صَفْوَانَ , وَقَدْ نَسِيتَ مَا قَالَ لَكَ أَخُوكَ الْيَثْرِبِيُّ ؟ قَالَ : لَا , مَا أُرِيدُ أَنْ أَجُوزَ مَعَهُمْ إِلَّا قَرِيبًا , فَلَمَّا خَرَجَ أُمَيَّةُ أَخَذَ لَا يَنْزِلُ مَنْزِلًا إِلَّا عَقَلَ بَعِيرَهُ , فَلَمْ يَزَلْ بِذَلِكَ حَتَّى قَتَلَهُ اللَّهُ بِبَدْرٍ ) (22) .
__________
(1) ( خ ) 3433 , ( حم ) 3794
(2) ( خ ) 3734
(3) ( خ ) 3433
(4) ( خ ) 3734
(5) ( خ ) 3433
(6) ( خ ) 3433
(7) ( خ ) 3734
(8) ( خ ) 3433 , ( حم ) 3794
(9) ( خ ) 3734
(10) ( خ ) 3433
(11) ( خ ) 3734
(12) ( خ ) 3433
(13) ( خ ) 3734
(14) ( خ ) 3433
(15) ( خ ) 3734
(16) ( خ ) 3433
(17) العير : الإبل التي تحمل الطعام والتجارات .
(18) ( خ ) 3734
(19) ( خ ) 3433
(20) ( خ ) 3734
(21) ( خ ) 3433
(22) ( خ ) 3734 , ( حم ) 3794 , 3795(4/171)
( خ ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
كَاتَبْتُ أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ كِتَابًا بِأَنْ يَحْفَظَنِي فِي صَاغِيَتِي (1) بِمَكَّةَ , وَأَحْفَظَهُ فِي صَاغِيَتِهِ بِالْمَدِينَةِ , فَلَمَّا ذَكَرْتُ الرَّحْمَنَ قَالَ : لَا أَعْرِفُ الرَّحْمَنَ , كَاتِبْنِي بِاسْمِكَ الَّذِي كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , فَكَاتَبْتُهُ عَبْدَ عَمْرٍو , فَلَمَّا كَانَ فِي يَوْمِ بَدْرٍ , خَرَجْتُ إِلَى جَبَلٍ لِأُحْرِزَهُ حِينَ نَامَ النَّاسُ , فَأَبْصَرَهُ بِلَالٌ , فَخَرَجَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى مَجْلِسٍ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ : أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ , لَا نَجَوْتُ إِنْ نَجَا أُمَيَّةُ , فَخَرَجَ مَعَهُ فَرِيقٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فِي آثَارِنَا , فَلَمَّا خَشِيتُ أَنْ يَلْحَقُونَا , خَلَّفْتُ لَهُمْ ابْنَهُ لِأَشْغَلَهُمْ فَقَتَلُوهُ , ثُمَّ أَبَوْا حَتَّى يَتْبَعُونَا , وَكَانَ رَجُلًا ثَقِيلًا , فَلَمَّا أَدْرَكُونَا قُلْتُ لَهُ : ابْرُكْ فَبَرَكَ , فَأَلْقَيْتُ عَلَيْهِ نَفْسِي لِأَمْنَعَهُ , فَتَخَلَّلُوهُ بِالسُّيُوفِ مِنْ تَحْتِي حَتَّى قَتَلُوهُ , وَأَصَابَ أَحَدُهُمْ رِجْلِي بِسَيْفِهِ , قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ : وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُرِينَا ذَلِكَ الْأَثَرَ فِي ظَهْرِ قَدَمِهِ . (2)
__________
(1) الصَّاغِيَة : خَاصَّة الرَّجُل ، مَأْخُوذ مِنْ صَغَى إِلَيْهِ إِذَا مَال , قَالَ الْأَصْمَعِيّ : صَاغِيَة الرَّجُل كُلّ مَنْ يَمِيل إِلَيْهِ ، وَيُطْلَق عَلَى الْأَهْل وَالْمَال . فتح الباري (ج 7 / ص 144)
(2) ( خ ) 2301(4/172)
( خ م س حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ وَظَهَرَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِبِضْعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا مِنْ صَنَادِيدِ (1) قُرَيْشٍ ) (2) ( فَأُخِذَ بِأَرْجُلِهِمْ فَسُحِبُوا فَأُلْقُوا ) (3) ( فِي طَوِيٍّ (4) مِنْ أَطْوَاءِ بَدْرٍ خَبِيثٍ مُخْبِثٍ ) (5) ( بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ) (6) ( إِلَّا مَا كَانَ مِنْ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ , فَإِنَّهُ انْتَفَخَ فِي دِرْعِهِ فَمَلَأَهَا , فَذَهَبُوا يُحَرِّكُوهُ فَتَزَايَلَ (7) فَأَقَرُّوهُ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ مَا غَيَّبَهُ مِنْ التُّرَابِ وَالْحِجَارَةِ ) (8) ( قَالَ : وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا ظَهَرَ عَلَى قَوْمٍ أَقَامَ ) (9) ( بِعَرْصَتِهِمْ (10) ) (11) ( ثَلَاثَ لَيَالٍ ، قَالَ : فَلَمَّا ظَهَرَ عَلَى أَهلِ بَدْرٍ أَقَامَ ثَلَاثَ لَيَالٍ ، حَتَّى إِذَا كَانَ اليومُ الثَّالِثُ أَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ فَشُدَّتْ بِرَحْلِهَا ، ثُمَّ مَشَى وَاتَّبَعَهُ أَصْحَابُهُ , وَقَالُوا : فَمَا نَرَاهُ يَنْطَلِقُ ) (12) ( إِلَّا لِبَعْضِ حَاجَتِهِ ، حَتَّى قَامَ عَلَى شَفَةِ ) (13) ( الطَّوِيِّ ، فَجَعَلَ يُنَادِيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ " ) (14) ( فَقَالَ : يَا أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ ، يَا أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ ، يَا عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ ، يَا شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ ) (15) ( أَسَرَّكُمْ أَنَّكُمْ أَطَعْتُمْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ؟ , هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ؟ ) (16) ( فَإِنَّا قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا " ) (17) ( فَقَالَ عُمَرُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ) (18) ( تُكَلِّمُ أَجْسَادًا لَا أَرْوَاحَ فِيهَا ؟ ) (19) ( كَيْفَ يَسْمَعُوا وَأَنَّى يُجِيبُوا وَقَدْ جَيَّفُوا ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ ، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يُجِيبُوا " ) (20) ( قَالَ قَتَادَةُ : أَحْيَاهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ حَتَّى سَمِعُوا قَوْلَهُ تَوْبِيخًا وَتَصْغِيرًا وَنَقِيمَةً ) (21) ( وَحَسْرَةً وَنَدَمًا ) (22) .
__________
(1) الصناديد : سادة الناس ، وزعماؤهم ، وعظماؤهم ، وأشرافهم .
(2) ( م ) 78 - ( 2874 ) , ( خ ) 3757
(3) ( د ) 2681
(4) الطَّوِيّ : البئر التي طُويت وثُبتت بالحجارة لتثبت ولا تنهار .
(5) ( حم ) 12493, ( خ ) 3757
(6) ( م ) 76 - ( 2873 )
(7) أي : تفسخ وتفرقت أجزاؤه .
(8) ( حم ) 26404 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(9) ( حم ) 12493 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(10) العَرَصة : كل موضع واسع لا بِناء فيه .
(11) ( ت ) 1551 , ( حم ) 15920
(12) ( حم ) 12493 , ( خ ) 3757
(13) ( خ ) 3757
(14) ( حم ) 12493 , ( خ ) 3757
(15) ( م ) 77 - ( 2874 ) , ( خ ) 3757 , ( حم ) 12896
(16) ( حم ) 12493 , ( خ ) 3757
(17) ( م ) 77 - ( 2874 ) , ( خ ) 3757 , ( حم ) 12039
(18) ( حم ) 12493
(19) ( س ) 2074 , ( خ ) 3757 , ( حم ) 12493
(20) ( م ) 77 - ( 2874 ) , ( خ ) 1304 , 3802 , ( س ) 2075 , ( حم ) 12039
(21) ( حم ) 12493 , ( خ ) 3757
(22) ( خ ) 3757(4/173)
( خ ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
تَزَوَّجَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - امْرَأَةً مِنْ كَلْبٍ يُقَالُ لَهَا : أُمُّ بَكْرٍ ، فَلَمَّا هَاجَرَ أَبُو بَكْرٍ طَلَّقَهَا ، فَتَزَوَّجَهَا ابْنُ عَمِّهَا هَذَا الشَّاعِرُ الَّذِي قَالَ هَذِهِ الْقَصِيدَةَ رَثَى كُفَّارَ قُرَيْشٍ (1) :
وَمَاذَا بِالْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ مِنْ الشِّيزَى (2) تُزَيَّنُ بِالسَّنَامِ (3)
وَمَاذَا بِالْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ مِنْ الْقَيْنَاتِ وَالشَّرْبِ الْكِرَامِ
تُحَيِّينَا السَّلَامَةَ أُمُّ بَكْرٍ وَهَلْ لِي بَعْدَ قَوْمِي مِنْ سَلَامِ
يُحَدَّثُنِي الرَّسُولُ بِأَنْ سَنَحْيَا وَكَيْفَ حَيَاةُ أَصْدَاءٍ وَهَامِ (4) . (5)
__________
(1) يَعْنِي يَوْم بَدْر لَمَّا قُتِلُوا وَأَلْقَاهُمْ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْقَلِيب ، وَهِيَ الْبِئْر الَّتِي لَمْ تُطْوَ . فتح الباري (ج 11 / ص 248)
(2) هُوَ شَجَر يُتَّخَذ مِنْهُ الْجِفَان وَالْقِصَاع الْخَشَب الَّتِي يُعْمَل فِيهَا الثَّرِيد . وَقَالَ الْأَصْمَعِيّ : هِيَ مِنْ شَجَر الْجَوْز تُسَوَّد بِالدَّسَمِ ، فَأَرَادَ بِالشِّيزَى مَا يُتَّخَذ مِنْهَا وَبِالْجَفْنَةِ صَاحِبهَا , كَأَنَّهُ قَالَ : مَاذَا بِالْقَلِيبِ مِنْ أَصْحَاب الْجِفَان الْمَلْأَى بِلُحُومِ أَسْنِمَة الْإِبِل ، وَكَانُوا يُطْلِقُونَ عَلَى الرَّجُل الْمِطْعَام " جَفْنَة " لِكَثْرَةِ إِطْعَامه النَّاس فِيهَا . فتح الباري(ج11 / ص 248)
(3) أَرَادَ أَنَّ الْجَفْنَة مِنْ الثَّرِيد تُزَيَّن بِالْقَطْعِ اللَّحْم مِنْ السَّنَام . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 248)
(4) جَمْع صَدًى وَهُوَ ذَكَر الْبُوم ، وَهَامٌ جَمْع هَامَة وَهُوَ الصَّدَى أَيْضًا , وَهُوَ عَطْف تَفْسِيرِيّ ، وَقِيلَ : الصَّدَى الطَّائِر الَّذِي يَطِير بِاللَّيْلِ ، وَالْهَامَة جُمْجُمَة الرَّأْس وَهِيَ الَّتِي يَخْرُج مِنْهَا الصَّدَى بِزَعْمِهِمْ ، وَأَرَادَ الشَّاعِر إِنْكَار الْبَعْث بِهَذَا الْكَلَام كَأَنَّهُ يَقُول : إِذَا صَارَ الْإِنْسَان كَهَذَا الطَّائِر كَيْف يَصِير مَرَّة أُخْرَى إِنْسَانًا , وَقَالَ أَهْل اللُّغَة : كَانَ أَهْل الْجَاهِلِيَّة يَزْعُمُونَ أَنَّ رُوح الْقَتِيل الَّذِي لَا يُدْرَك بِثَأْرِهِ تَصِير هَامَة فَتَزْقُو وَتَقُول : اِسْقُونِي اِسْقُونِي ، وَإِذَا أُدْرِكَ بِثَأْرِهِ طَارَتْ فَذَهَبَتْ . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 248)
(5) ( خ ) 3706(4/174)
( 3 ) سَرِيَّةُ عَاصِمِ بْنِ ثَابِت - رضي الله عنه -
( خ د حم ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَشَرَةَ رَهْطٍ سَرِيَّةً عَيْنًا (1) وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ ، جَدَّ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - ْنِ الْخَطَّابِ ، فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْهَدَّةِ بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ ، ذُكِرُوا لِحَيٍّ مِنْ هُذَيْلٍ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو لِحْيَانَ ، فَنَفَرُوا لَهُمْ (2) بِقَرِيبٍ مِنْ مِائَتَيْ رَجُلٍ كُلُّهُمْ رَامٍ ، فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ ) (3) ( حَتَّى أَتَوْا مَنْزِلًا نَزَلُوهُ فَوَجَدُوا فِيهِ نَوَى تَمْرٍ تَزَوَّدُوهُ مِنْ الْمَدِينَةِ , فَقَالُوا : هَذَا تَمْرُ يَثْرِبَ ) (4) ( فَاتَّبَعُوا آثَارَهُمْ حَتَّى لَحِقُوهُمْ , فَلَمَّا أَحَسَّهُمْ عَاصِمٌ وَأَصْحَابُهُ ) (5) ( لَجَئُوا إِلَى فَدْفَدٍ (6) فَأَحَاطَ بِهِمْ الْقَوْمُ ، فَقَالُوا لَهُمْ : انْزِلُوا وَأَعْطُونَا بِأَيْدِيكُمْ (7) وَلَكُمْ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ أَنْ لَا نَقْتُلَ مِنْكُمْ أَحَدًا , فَقَالَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ أَمِيرُ السَّرِيَّةِ : أَمَّا أَنَا فَوَاللَّهِ لَا أَنْزِلُ فِي ذِمَّةِ كَافِرٍ ، اللَّهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ - صلى الله عليه وسلم - , فَرَمَوْهُمْ بِالنَّبْلِ (8) فَقَتَلُوا عَاصِمًا فِي سَبْعَةٍ ، وَنَزَلَ إِلَيْهِمْ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ عَلَى الْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ ، مِنْهُمْ خُبَيْبٌ الْأَنْصَارِيُّ ، وَزَيْدُ بْنُ الدَّثِنَةِ ، وَرَجُلٌ آخَرُ (9) فَلَمَّا تَمَكَّنُوا مِنْهُمْ أَطْلَقُوا (10) أَوْتَارَ قِسِيِّهِمْ (11) فَرَبَطُوهُمْ بِهَا ، فَقَالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ : هَذَا أَوَّلُ الْغَدْرِ ، وَاللَّهِ لَا أَصْحَبُكُمْ ، إِنَّ لِي بِهَؤُلَاءِ (12) لَأُسْوَةً - يُرِيدُ الْقَتْلَى - فَجَرَّرُوهُ وَعَالَجُوهُ فَأَبَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ فَقَتَلُوهُ فَانْطَلَقُوا بِخُبَيْبٍ وَزَيْدِ بْنِ الدَّثِنَةِ حَتَّى بَاعُوهُمَا بِمَكَّةَ بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ ، فَابْتَاعَ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ خُبَيْبًا - وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ قَتَلَ الْحَارِثَ بْنَ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ يَوْمَ بَدْرٍ - فَلَبِثَ خُبَيْبٌ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا ) (13) ( حَتَّى أَجْمَعُوا (14) قَتْلَهُ فَاسْتَعَارَ خُبَيْبٌ مِنْ بِنْتِ الْحَارِثِ مُوسَى يَسْتَحِدُّ بِهَا (15) فَأَعَارَتْهُ , فَدَرَجَ بُنَيٌّ لَهَا وَهِيَ غَافِلَةٌ حَتَّى أَتَاهُ ، فَوَجَدْتُهُ مُجْلِسَهُ عَلَى فَخِذِهِ وَالْمُوسَى بِيَدِهِ ، قَالَتْ : فَفَزِعْتُ فَزْعَةً عَرَفَهَا خُبَيْبٌ ) (16) ( فَقَالَ : أَتَخْشَيْنَ أَنِّي أَقْتُلُهُ ؟ , مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ ، قَالَتْ : فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ ، قَالَتْ : وَاللَّهِ لَقَدْ وَجَدْتُهُ يَوْمًا يَأْكُلُ قِطْفًا مِنْ عِنَبٍ فِي يَدِهِ وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ ، وَمَا بِمَكَّةَ مِنْ ثَمَرَةٍ ، وَكَانَتْ تَقُولُ : إِنَّهُ لَرِزْقٌ رَزَقَهُ اللَّهُ خُبَيْبًا , فَلَمَّا خَرَجُوا بِهِ مِنْ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ فِي الْحِلِّ ، قَالَ لَهُمْ خُبَيْبٌ : دَعُونِي أَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ ، فَتَرَكُوهُ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ لَوْلَا أَنْ تَظُنُّوا أَنَّ مَا بِي جَزَعًا مِنْ الْقَتْلِ لَطَوَّلْتُهَا ) (17) ( ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا , وَاقْتُلْهُمْ بَدَدًا (18) وَلَا تُبْقِ مِنْهُمْ أَحَدًا , ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ :
فَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا عَلَى أَيِّ جَنْبٍ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي
وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ (19) مُمَزَّعِ
ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ أَبُو سِرْوَعَةَ عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ فَقَتَلَهُ ) (20) ( وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ سَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ لِكُلِّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ قُتِلَ صَبْرًا , وَاسْتَجَابَ اللَّهُ - عز وجل - لِعَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ يَوْمَ أُصِيبَ ، فَأَخْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَصْحَابَهُ خَبَرَهُمْ [ يَوْمَ أُصِيبُوا ] (21) وَبَعَثَ نَاسٌ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ إِلَى عَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ حِينَ حُدِّثُوا أَنَّهُ قُتِلَ لِيَأْتُوا بِشَيْءٍ مِنْهُ يُعْرَفُ - وَكَانَ قَدْ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ عُظَمَائِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ ، فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَى عَاصِمٍ مِثْلَ الظُّلَّةِ مِنْ الدَّبْرِ (22) فَحَمَتْهُ مِنْ رُسُلِهِمْ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى أَنْ يَقْطَعُوا مِنْ لَحْمِهِ شَيْئًا ) (23) .
__________
(1) أَيْ : جَاسُوسًا . عون المعبود - (ج 6 / ص 93)
(2) أَيْ : خَرَجُوا وَاسْتَعَدُّوا . عون المعبود - (ج 6 / ص 93)
(3) ( خ ) 2880 , ( حم ) 8082
(4) ( خ ) 3858 , ( حم ) 8082
(5) ( حم ) 8082 , ( خ ) 2880
(6) هُوَ الْمَوْضِع الْمُرْتَفِع مِنْ الْأَرْض , كَأَنَّهُمْ تَحَصَّنُوا بِهِ . عون المعبود - (ج 6 / ص 93)
(7) أَيْ : اِنْقَادُوا . عون المعبود - (ج 6 / ص 93)
(8) أَيْ : السِّهَام . عون المعبود - (ج 6 / ص 93)
(9) هُوَ عَبْد اللَّه بْن طَارِق الْبَلَوِيّ . عون المعبود - (ج 6 / ص 93)
(10) أَيْ : حَلُّوا . عون المعبود - (ج 6 / ص 93)
(11) أَوْتَار جَمْع وَتَر ، وَقِسِيّ جَمْع قَوْس . عون المعبود - (ج 6 / ص 93)
(12) أَيْ : الْقَتْلَى . عون المعبود - (ج 6 / ص 93)
(13) ( خ ) 2880 , ( د ) 2660
(14) أَيْ : عَزَمُوا . عون المعبود - (ج 6 / ص 93)
(15) الِاسْتِحْدَاد حَلْق شَعْر الْعَانَة . عون المعبود - (ج 6 / ص 93)
(16) ( خ ) 3767 , ( د ) 3112 , ( حم ) 8082
(17) ( خ ) 2880 , ( حم ) 8082
(18) أَيْ : مُتَفَرِّقِينَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 420)
(19) الشِّلْوُ - بِكَسْرِ الْمُعْجَمَةِ - : الْجَسَدُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 420)
(20) ( خ ) 3767 , 3859
(21) ( خ ) 6967 , ( حم ) 7915
(22) أَيْ : الدبابير .
(23) ( خ ) 2880 , ( حم ) 8082(4/175)
( 4 ) غَزْوَةُ أُحُد
( ت حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :" ( تَنَفَّلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَيْفَهُ ذَا الْفَقَارِ يَوْمَ بَدْرٍ (1) وَهو الَّذِي رَأَى فِيهِ الرُّؤْيَا يَوْمَ أُحُدٍ ) (2) ( فَقَالَ : رَأَيْتُ فِي سَيْفِي ذِي الْفَقَارِ فَلَّا (3) فَأَوَّلْتُهُ فلَّا يَكُونُ فِيكُمْ , وَرَأَيْتُ أَنِّي مُرْدِفٌ كَبْشًا فَأَوَّلْتُهُ كَبْشَ الْكَتِيبَةِ , وَرَأَيْتُ أَنِّي فِي دِرْعٍ (4) حَصِينَةٍ , فَأَوَّلْتُهَا الْمَدِينَةَ , وَرَأَيْتُ بَقَرًا تُذْبَحُ فَبَقَرٌ وَاللَّهُ خَيْرٌ (5) فَبَقَرٌ وَاللَّهُ خَيْرٌ ) (6) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِأَصْحَابِهِ : لَوْ أَنَّا أَقَمْنَا بِالْمَدِينَةِ فَإِنْ دَخَلُوا عَلَيْنَا فِيهَا قَاتَلْنَاهُمْ " , قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ مَا دُخِلَ عَلَيْنَا فِيهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَكَيْفَ يُدْخَلُ عَلَيْنَا فِيهَا فِي الْإِسْلَامِ ؟ , فَقَالَ : " شَأْنَكُمْ إِذًا , فَلَبِسَ لَأْمَتَهُ (7) " , فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ : رَدَدْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَأْيَهُ , فَجَاءُوا فَقَالُوا : يَا نَبِيَّ اللَّهِ شَأْنَكَ إِذًا , فَقَالَ : " إِنَّهُ لَيْسَ لِنَبِيٍّ إِذَا لَبِسَ لَأْمَتَهُ أَنْ يَضَعَهَا حَتَّى يُقَاتِلَ ) (8) ( فَكَانَ الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (9) "
__________
(1) أَيْ : أَخَذَهُ زِيَادَةً عَنْ السَّهْمِ . تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 225)
(2) ( ت ) 1561 , ( جة ) 2808
(3) الفَلُّ : الثَّلْم في السيف . لسان العرب - (ج 11 / ص 530)
(4) الدِّرْع : الزَّرَدِيَّة , وهي قميص من حلقات من الحديد متشابكة يُلْبَس وقايةً من السلاح .
(5) فِيهِ حَذْف تَقْدِيرُهُ وَصُنْعُ اللَّهِ خَيْرٌ ، قَالَ السُّهَيْلِيُّ : مَعْنَاهُ رَأَيْت بَقَرًا تُنْحَر ، وَاللَّهُ عِنْدَهُ خَيْرٌ , وَقَالَ السُّهَيْلِيُّ : الْبَقَر فِي التَّعْبِير بِمَعْنَى رِجَال مُتَسَلِّحِينَ يَتَنَاطَحُونَ , قُلْت : وَفِيهِ نَظَر ، فَقَدْ رَأَى الْمَلِك بِمِصْرَ الْبَقَرَ , وَأَوَّلَهَا يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام بِالسِّنِينَ , وَقَدْ وَقَعَ فِي حَدِيثِ اِبْن عَبَّاس وَمُرْسَلِ عُرْوَة " تَأَوَّلْت الْبَقَرَ الَّتِي رَأَيْت بَقْرًا يَكُون فِينَا ، قَالَ : فَكَانَ ذَلِكَ مَنْ أُصِيبَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ " , وَالبَقْر وَهُوَ شَقّ الْبَطْنُ ، وَهَذَا أَحَدُ وُجُوهِ التَّعْبِيرِ , أَنْ يُشْتَقَّ مِنْ الِاسْمِ مَعْنَى مُنَاسِب ، وَيُمْكِن أَنْ يَكُون ذَلِكَ لِوَجْهٍ آخَرَ مِنْ وُجُوهِ التَّأْوِيلِ وَهُوَ التَّصْحِيفُ , فَإِنَّ لَفْظ بَقَر مِثْل لَفْظ نَفَر بِالنُّونِ وَالْفَاء خَطًّا , وَعِنْد أَحْمَد وَالنَّسَائِيّ وَابْن سَعْد مِنْ حَدِيث جَابِر بِسَنَدٍ صَحِيح فِي هَذَا الْحَدِيث " وَرَأَيْت بَقَرًا مُنَحَّرَةً - وَقَالَ فِيهِ - فَأَوَّلْت أَنَّ الدِّرْع الْمَدِينَة , وَالْبَقَر نَفَر " هَكَذَا فِيهِ بِنُونٍ وَفَاء ، وَهُوَ يُؤَيِّد الِاحْتِمَال الْمَذْكُورَ فَاَللَّهُ أَعْلَمُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 415)
(6) ( حم ) 2445 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(7) هِيَ الْآلَة مِنْ السِّلَاح , مِنْ دِرْعٍ وَبَيْضَةٍ وَغَيْرهمَا .
(8) ( حم ) 14829 , انظر الصَّحِيحَة : 1100 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : صحيح لغيره ، وهذا إسناد على شرط مسلم .
(9) ( حم ) 2445(4/176)
( د ) , وَعَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" لَبِسَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ أُحُدٍ دِرْعَيْنِ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : لُبْس أَحَدهمَا فَوْق الْآخَر .عون المعبود - (6 / 5)
(2) ( د ) 2590 , ( جة ) 2806 , ( حم ) 15760 , وصححه الألباني في فقه السيرة ص251 , مختصر الشمائل ( 90 )(4/177)
( ) , وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - للرماة يوم أحد : انضحوا الخيل عنا بالنبل , لَا يأتونا من خلفنا إن كانت الدائرة لنا أو علينا فالزموا أماكنكم , لَا نؤتين من قبلكم " (1)
------------
(1) صححه الألباني في فقه السيرة ص251(4/178)
( م ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَيْفًا يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ : مَنْ يَأْخُذُ مِنِّي هَذَا ؟ , فَبَسَطُوا أَيْدِيَهُمْ ، كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ يَقُولُ : أَنَا أَنَا ، فَقَالَ : " مَنْ يَأْخُذُهُ بِحَقِّهِ ؟ " ، فَأَحْجَمَ الْقَوْمُ ، فَقَالَ : أَبُو دُجَانَةَ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ - رضي الله عنه - : أَنَا آخُذُهُ بِحَقِّهِ ، قَالَ : فَأَخَذَهُ فَفَلَقَ بِهِ هَامَ الْمُشْرِكِينَ . (1)
__________
(1) ( م ) 128 - ( 2470 ) , ( حم ) 12257(4/179)
( خ م حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُجَوِّبٌ عَلَيْهِ بِحَجَفَةٍ (1) لَهُ ) (2) ( وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَلْفَهُ يَتَتَرَّسُ بِهِ ) (3) ( وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رَجُلًا رَامِيًا شَدِيدَ النَّزْعِ (4) وَكَسَرَ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ، قَالَ : فَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ الْجَعْبَةُ مِنْ النَّبْلِ ، فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " انْثُرْهَا لِأَبِي طَلْحَةَ ) (5) ( فَكَانَ إِذَا رَمَى ) (6) ( رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَأْسَهُ مِنْ خَلْفِهِ لِيَنْظُرَ ) (7) ( أَيْنَ يَقَعُ سَهْمُهُ " ، فَيَرْفَعُ أَبُو طَلْحَةَ صَدْرَهُ وَيَقُولُ : هَكَذَا بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا يُصِيبُكَ سَهْمٌ ) (8) ( مِنْ سِهَامِ الْقَوْمِ , نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ ) (9) ( وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ يَسُوقُ نَفْسَهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَيَقُولُ : إِنِّي جَلْدٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَوَجِّهْنِي فِي حَوَائِجِكَ ، وَمُرْنِي بِمَا شِئْتَ ) (10) ( قَالَ : وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ وَأُمَّ سُلَيْمٍبوَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَانِ أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا (11) تَنْقُلَانِ الْقِرَبَ عَلَى مُتُونِهِمَا (12) ثُمَّ تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ ، ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلَآَنِهَا ثُمَّ تَجِيئَانِ تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ , وَلَقَدْ وَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدَيْ أَبِي طَلْحَةَ إِمَّا مَرَّتَيْنِ وَإِمَّا ثَلَاثًا ) (13) ( مِنْ النُّعَاسِ ) (14) .
__________
(1) أَيْ : مُتَرِّس عَلَيْهِ يَقِيه بِهَا ، وَيُقَال لِلتُّرْسِ : جَوْبَة ، وَالْحَجَفَة : التُّرْس . فتح الباري (ج 11 / ص 124)
(2) ( خ ) 3600
(3) ( حم ) 14090 , وصححه الألباني في فقه السيرة ص260
(4) أَيْ شَدِيد الرَّمْي . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 271)
(5) ( خ ) 3837 , ( م ) 136 - ( 1811 )
(6) ( خ ) 2746
(7) ( حم ) 12043 , ( خ ) 2746
(8) ( حم ) 14090 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(9) ( خ ) 3600 , ( م ) 136 - ( 1811 )
(10) ( حم ) 14090
(11) الْوَاحِدَة خِدْمَة ، وَهِيَ الْخَلْخَال ، وَأَمَّا السُّوق : فَجَمْع سَاق ، وَهَذِهِ الرِّوَايَة لِلْخَدَمِ لَمْ يَكُنْ فِيهَا نَهْي ؛ لِأَنَّ هَذَا كَانَ يَوْم أُحُد قَبْل أَمْر النِّسَاء بِالْحِجَابِ ، وَتَحْرِيم النَّظَر إِلَيْهِنَّ ، وَلِأَنَّهُ لَمْ يَذْكُر هُنَا أَنَّهُ تَعَمَّدَ النَّظَر إِلَى نَفْس السَّاق ، فَهُوَ مَحْمُول عَلَى أَنَّهُ حَصَلَتْ تِلْكَ النَّظْرَة فَجْأَة بِغَيْرِ قَصْد وَلَمْ يَسْتَدِمْهَا .شرح النووي (ج 6 / ص 271)
(12) أَيْ : عَلَى ظُهُورهمَا . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 271)
(13) ( خ ) 3600 , ( م ) 136 - ( 1811 )
(14) ( م ) 136 - ( 1811 )(4/180)
( خ م ) , وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " لَقَدْ رَأَيْتُ يَوْمَ أُحُدٍ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَعَنْ يَسَارِهِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ يُقَاتِلَانِ عَنْهُ كَأَشَدِّ الْقِتَالِ , مَا رَأَيْتُهُمَا قَبْلُ وَلَا بَعْدُ ) (1) ( - يَعْنِي : جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ إ - " ) (2)
__________
(1) ( م ) 47 - ( 2306 ) , ( خ ) 3828 , ( حم ) 1468
(2) ( م ) 46 - ( 2306 )(4/181)
( خ حم ) , وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الرَّجَّالَةِ يَوْمَ أُحُدٍ - وَكَانُوا خَمْسِينَ رَجُلًا - عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ - رضي الله عنه - ) (1) ( قَالَ : وَوَضَعَهُمْ مَوْضِعًا ) (2) ( وَقَالَ لَهُمْ : إِنْ رَأَيْتُمُونَا تَخْطَفُنَا الطَّيْرُ فلَا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ هَذَا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ , وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا هَزَمْنَا الْقَوْمَ وَأَوْطَأْنَاهُمْ فلَا تَبْرَحُوا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ , قَالَ : فَهَزَمُوهُمْ ) (3) ( حَتَّى رَأَيْتُ النِّسَاءَ يَشْتَدِدْنَ (4) فِي الْجَبَلِ ) (5) ( قَدْ بَدَتْ خَلَاخِلُهُنَّ وَأَسْوُقُهُنَّ رَافِعَاتٍ ثِيَابَهُنَّ فَقَالَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ : ) (6) ( الْغَنِيمَةَ الْغَنِيمَةَ ) (7) ( ظَهَرَ أَصْحَابُكُمْ فَمَا تَنْتَظِرُونَ ؟ , فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ : أَنَسِيتُمْ مَا قَالَ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , فَقَالُوا : وَاللَّهِ لَنَأْتِيَنَّ النَّاسَ فَلَنُصِيبَنَّ مِنْ الْغَنِيمَةِ , فَلَمَّا أَتَوْهُمْ صُرِفَتْ وُجُوهُهُمْ فَأَقْبَلُوا مُنْهَزِمِينَ , فَذَاكَ إِذْ يَدْعُوهُمْ الرَّسُولُ فِي أُخْرَاهُمْ ) (8) ( فَنَزَلَتْ : { وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ } يَقُولُ : عَصَيْتُمْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ الْغَنَائِمَ وَهَزِيمَةَ الْعَدُوِّ ) (9) ( فَلَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - غَيْرُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا , فَأَصَابُوا مِنَّا سَبْعِينَ , وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابُهُ أَصَابُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ أَرْبَعِينَ وَمِائَةً , سَبْعِينَ أَسِيرًا وَسَبْعِينَ قَتِيلًا , فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ ؟ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - ) (10) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا تُجِيبُوهُ " , ثُمَّ قَالَ : أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ ؟ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا تُجِيبُوهُ " , ثُمَّ قَالَ : أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ ؟ ) (11) ( فَقَالَ : إِنَّ هَؤُلَاءِ قُتِلُوا , فَلَوْ كَانُوا أَحْيَاءً لَأَجَابُوا , فَلَمْ يَمْلِكْ عُمَرُ نَفْسَهُ فَقَالَ : كَذَبْتَ ) (12) ( وَاللَّهِ يَا عَدُوَّ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَ لَأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ , وَقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا يَسُوءُكَ , فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ , وَالْحَرْبُ سِجَالٌ , وَإِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ فِي الْقَوْمِ مُثْلَةً لَمْ آمُرْ بِهَا وَلَمْ تَسُؤْنِي , ثُمَّ أَخَذَ يَرْتَجِزُ : أُعْلُ هُبَلْ , أُعْلُ هُبَلْ ) (13) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَجِيبُوهُ ؟ " , فَقَالُوا : مَا نَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " قُولُوا : اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ " , فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : لَنَا الْعُزَّى وَلَا عُزَّى لَكُمْ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَجِيبُوهُ ؟ " , قَالُوا : مَا نَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " قُولُوا : اللَّهُ مَوْلَانَا وَلَا مَوْلَى لَكُمْ " ) (14)
__________
(1) ( خ ) 2874
(2) ( حم ) 18616 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( خ ) 2874
(4) أَيْ : يسرعن .
(5) ( خ ) 3817
(6) ( خ ) 2874
(7) ( خ ) 3817
(8) ( خ ) 2874 , ( د ) 2662
(9) ( حم ) 18623
(10) ( خ ) 2874 , ( حم ) 18616
(11) ( خ ) 3817 , ( حم ) 18616
(12) ( خ ) 3817
(13) ( خ ) 2874
(14) ( خ ) 3817 , ( حم ) 18616(4/182)
( حم ) , وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - أَنَّهُ قَالَ :
مَا نَصَرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي مَوْطِنٍ كَمَا نَصَرَ يَوْمَ أُحُدٍ ، قَالَ : فَأَنْكَرْنَا ذَلِكَ , فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : بَيْنِي وَبَيْنَ مَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ كِتَابُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى , إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - يَقُولُ فِي يَوْمِ أُحُدٍ : { وَلَقَدْ صَدَقَكُمْ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ } (1) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : وَالْحَسُّ الْقَتْلُ , { حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ } (2) وَإِنَّمَا عَنَى بِهَذَا الرُّمَاةَ , " وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَقَامَهُمْ فِي مَوْضِعٍ ثُمَّ قَالَ : احْمُوا ظُهُورَنَا , فَإِنْ رَأَيْتُمُونَا نُقْتَلُ فلَا تَنْصُرُونَا , وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا قَدْ غَنِمْنَا فلَا تَشْرُكُونَا , فَلَمَّا غَنِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبَاحُوا عَسْكَرَ الْمُشْرِكِينَ " , أَكَبَّ الرُّمَاةُ جَمِيعًا فَدَخَلُوا فِي الْعَسْكَرِ يَنْهَبُونَ , وَقَدْ الْتَقَتْ صُفُوفُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَهُمْ هَكَذَا - وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِ يَدَيْهِ - وَالْتَبَسُوا فَلَمَّا أَخَلَّ (3) الرُّمَاةُ تِلْكَ الْخَلَّةَ (4) الَّتِي كَانُوا فِيهَا , دَخَلَتْ الْخَيْلُ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَضَرَبَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا , وَقُتِلَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ نَاسٌ كَثِيرٌ , وَقَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابِهِ أَوَّلُ النَّهَارِ , حَتَّى قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِ لِوَاءِ الْمُشْرِكِينَ سَبْعَةٌ أَوْ تِسْعَةٌ , وَجَالَ الْمُسْلِمُونَ جَوْلَةً (5) نَحْوَ الْجَبَلِ , وَلَمْ يَبْلُغُوا حَيْثُ يَقُولُ النَّاسُ الْغَارَ , إِنَّمَا كَانُوا تَحْتَ الْمِهْرَاسِ (6) وَصَاحَ الشَّيْطَانُ : قُتِلَ مُحَمَّدٌ , فَلَمْ يُشَكَّ فِيهِ أَنَّهُ حَقٌّ , فَمَا زِلْنَا كَذَلِكَ مَا نَشُكُّ أَنَّهُ قَدْ قُتِلَ , حَتَّى طَلَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ السَّعْدَيْنِ (7) نَعْرِفُهُ بِتَكَفُّئِهِ (8) إِذَا مَشَى , قَالَ : فَفَرِحْنَا حَتَّى كَأَنَّهُ لَمْ يُصِبْنَا مَا أَصَابَنَا , " فَرَقِيَ (9) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَحْوَنَا وَهُوَ يَقُولُ : اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ دَمَّوْا وَجْهَ رَسُولِهِ وَيَقُولُ مَرَّةً أُخْرَى : اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَعْلُونَا , حَتَّى انْتَهَى إِلَيْنَا فَمَكَثَ سَاعَةً " , فَإِذَا أَبُو سُفْيَانَ يَصِيحُ فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ , اعْلُوا هُبَلُ , اعْلُوا هُبَلُ - يَعْنِي : آلِهَتَهُ - أَيْنَ ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ (10) ؟, أَيْنَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ ؟ , أَيْنَ ابْنُ الْخَطَّابِ ؟ , فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أُجِيبُهُ ؟ , قَالَ : " بَلَى " , فَلَمَّا قَالَ اعْلُوا هُبَلُ , قَالَ عُمَرُ : اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ , فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : يَا ابْنَ الْخَطَّابِ , إِنَّهُ قَدْ أُنْعِمَتْ عَيْنُهَا , أَيْنَ ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ ؟ , أَيْنَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ ؟ , فَقَالَ عُمَرُ : هَذَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَهَذَا أَبُو بَكْرٍ , فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ , الْأَيَّامُ دُوَلٌ , وَإِنَّ الْحَرْبَ سِجَالٌ (11) فَقَالَ عُمَرُ : لَا سَوَاءً قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ , وَقَتْلَاكُمْ فِي النَّارِ , قَالَ : إِنَّكُمْ لَتَزْعُمُونَ ذَلِكَ , لَقَدْ خِبْنَا إِذَنْ وَخَسِرْنَا , ثُمَّ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : أَمَا إِنَّكُمْ سَوْفَ تَجِدُونَ فِي قَتْلَاكُمْ مُثْلَةً (12) وَلَمْ يَكُنْ ذَاكَ عَنْ رَأْيِ سَرَاتِنَا (13) ثُمَّ أَدْرَكَتْهُ حَمِيَّةُ الْجَاهِلِيَّةِ (14) فَقَالَ : أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَانَ ذَلِكَ وَلَمْ نَكْرَهْهُ . (15)
__________
(1) [آل عمران/152]
(2) [آل عمران/152]
(3) أخَلَّ : ترك المكان .
(4) الخَلَّة : الفرجة والثغرة التي فتحها الرماة بإخلالهم بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - .
(5) الجولة : الدوران .
(6) المِهراس : حجر ضخم منقور ومحفور ويسع ماء كثيرا يحفظ فيه .
(7) أَيْ : سعد بن معاذ , وسعد بن عبادة .
(8) تَكَفَّأ : مال صدره إلى الأمام كالذي يهبط من مكان مرتفع .
(9) رقي : صعد .
(10) قَالَ أَبُو حَاتِمٍ ابن حبان : أَبُو كَبْشَةَ هَذَا وَالِدُ أُمِّ أُمِّ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : كَانَ قَدْ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ فَاسْتَحْسَنَ دِينَ النَّصَارَى فَرَجَعَ إِلَى قُرَيْشٍ وَأَظْهَرَهُ ، فَعَاتَبَتْهُ قُرَيْشٌ حَيْثُ جَاءَ بِدِينٍ غَيْرِ دِينِهِمْ ، فَكَانَتْ قُرَيْشٌ تُعَيِّرُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَتَنْسِبُهُ إِلَيْهِ ، يَعْنُونَ بِهِ أَنَّهُ جَاءَ بِدَيْنٍ غَيْرِ دِينِهِمْ ، كَمَا جَاءَ أَبُو كَبْشَةَ بِدَيْنٍ غَيْرِ دِينَهِمْ .
(11) ( الحرب سِجال ) أَيْ : مَرَّة لنا ومَرَّة علينا , ونصرتها متداولة بين الفريقين .
(12) المُثْلة : جدع الأطراف أو قطعها , أو تشويه الجسد تنكيلا .
(13) السَّرَاة : أشراف القوم وزعماؤهم .
(14) الحمية : الأنفة والغيرة .
(15) ( حم ) 2609 , ( ك ) 3163 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(4/183)
( خ حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( لَمَّا كَانَ يَوْمَ أُحُدٍ هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ ، فَصَاحَ إِبْلِيسُ : أَيْ عِبَادَ اللَّهِ أُخْرَاكُمْ (1) فَرَجَعَتْ أُولَاهُمْ فَاجْتَلَدَتْ هِيَ وَأُخْرَاهُمْ (2) فَنَظَرَ حُذَيْفَةُ - رضي الله عنه - فَإِذَا هُوَ بِأَبِيهِ الْيَمَانِ ، فَقَالَ : أَيْ عِبَادَ اللَّهِ أَبِي أَبِي ، فَوَاللَّهِ مَا احْتَجَزُوا (3) حَتَّى قَتَلُوهُ ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ : غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ ) (4) ( " فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَدِيَهُ , فَتَصَدَّقَ حُذَيْفَةُ بِدِيَتِهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ " ) (5) ( قَالَ عُرْوَةُ : فَوَاللَّهِ مَا زَالَتْ فِي حُذَيْفَةَ مِنْهَا (6) بَقِيَّةُ خَيْرٍ حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ (7) ) (8) ( قَالَ : وَقَدْ كَانَ انْهَزَمَ مِنْهُمْ قَوْمٌ حَتَّى لَحِقُوا بِالطَّائِفِ ) (9) .
__________
(1) أَيْ : اِحْتَرِزُوا مِنْ جِهَةِ أُخْرَاكُمْ ، وَهِيَ كَلِمَةٌ تُقَالُ لِمَنْ يَخْشَى أَنْ يُؤْتَى عِنْدَ الْقِتَالِ مِنْ وَرَائِهِ ، وَكَانَ ذَلِكَ لَمَّا تَرَكَ الرُّمَاةُ مَكَانَهُمْ وَدَخَلُوا يَنْتَهِبُونَ عَسْكَرَ الْمُشْرِكِينَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 395)
(2) أَيْ : وَهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مِنْ الْعَدُوِّ ، فَلَمَّا رَجَعُوا اِخْتَلَطُوا بِالْمُشْرِكِينَ وَالْتَبَسَ الْعَسْكَرَانِ فَلَمْ يَتَمَيَّزُوا ، فَوَقَعَ الْقَتْلُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بَعْضهمْ مِنْ بَعْضٍ . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 395)
(3) أَيْ : اِنْفَصِلُوا مِنْ الْقِتَال وَامْتَنَعَ بَعْضهمْ مِنْ بَعْض . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 140)
(4) ( خ ) 3116
(5) ( حم ) 23689 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(6) أَيْ : مِنْ هَذِهِ الْكَلِمَة , أَيْ بِسَبَبِهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 140)
(7) يُؤْخَذ مِنْهُ أَنَّ فِعْل الْخَيْر تَعُود بَرَكَته عَلَى صَاحِبه فِي طُول حَيَاته . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 140)
(8) ( خ ) 3613
(9) ( خ ) 6489(4/184)
( م ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" أُفْرِدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ أُحُدٍ فِي سَبْعَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ وَرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَلَمَّا رَهِقُوهُ (1) قَالَ : مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنَّا وَلَهُ الْجَنَّةُ , أَوْ هُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ " ، فَتَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ , " ثُمَّ رَهِقُوهُ أَيْضًا فَقَالَ : مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنَّا وَلَهُ الْجَنَّةُ , أَوْ هُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ " ، فَتَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ , فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى قُتِلَ السَّبْعَةُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِصَاحِبَيْهِ : مَا أَنْصَفْنَا أَصْحَابَنَا " (2)
__________
(1) أَيْ : غَشُوهُ وَقَرُبُوا مِنْهُ . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 247)
(2) ( م ) 100 - ( 1789 ) , ( حم ) 14088(4/185)
( خ م ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أُحُدًا وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ ) (1) ( وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ ) (2) ( وَسَعْدُ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنهم - ) (3) ( فَرَجَفَ بِهِمْ ، " فَضَرَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِرِجْلِهِ وَقَالَ : اثْبُتْ أُحُدُ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ ، أَوْ صِدِّيقٌ ) (4) ( أَوْ شَهِيد " ) (5)
__________
(1) ( خ ) 3496
(2) ( م ) 50 - ( 2417 )
(3) ( م ) 50 - م - ( 2417 )
(4) ( خ ) 3483
(5) ( م ) 50 - ( 2417 ) , ( خ ) 3496 , ( ت ) 3696 , 3697 , ( د ) 4651(4/186)
( خ م ت ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " كُسِرَتْ رَبَاعِيَةُ (1) رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ أُحُدٍ ) (2) ( وَرُمِيَ رَمْيَةً عَلَى كَتِفِهِ ) (3) ( وَشُجَّ وَجْهُهُ شَجَّةً فِي جَبْهَتِهِ حَتَّى سَالَ الدَّمُ عَلَى وَجْهِهِ ) (4) ( فَجَعَلَ يَسْلُتُ الدَّمَ عَنْهُ وَيَقُولُ : كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ وَكَسَرُوا رَبَاعِيَتَهُ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ ؟ ) (5) ( اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ دَمَّوْا وَجْهَ نَبِيِّ اللَّهِ ) (6) ( اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ فَعَلُوا هَذَا بِرَسُولِ اللَّهِ - وَهُوَ حِينَئِذٍ يُشِيرُ إِلَى رَبَاعِيَتِهِ - ) (7) ( اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى رَجُلٍ يَقْتُلُهُ رَسُولُ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) (8) ( فَأَنْزَلَ اللَّهُ : { لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } (9) " ) (10)
__________
(1) الرَّبَاعية : السِّن بين الثنية والناب , وهُنَّ أربع : رَباعيتان في الفك الأعلى , ورباعيتان في الفك الأسفل .
(2) ( م ) 104 - ( 1791 )
(3) ( ت ) 3003
(4) ( ت ) 3002 , ( حم ) 11974
(5) ( م ) 104 - ( 1791 ) , ( ت ) 3003 , ( جة ) 4027
(6) ( خ ) 3846
(7) ( م ) 106 - ( 1793 ) , ( خ ) 3845
(8) ( خ ) 3845 , ( م ) 106 - ( 1793 )
(9) [آل عمران/128]
(10) ( م ) 104 - ( 1791 ) , ( ت ) 3002 , ( جة ) 4027 , ( حم ) 11974(4/187)
( خ م ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " لَمَّا كُسِرَتْ بَيْضَةُ (1) النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى رَأْسِهِ ) (2) ( يَوْمَ أُحُدٍ ) (3) ( وَجُرِحَ وَجْهُهُ ) (4) ( وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ (5) " , كَانَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - يَخْتَلِفُ بِالْمَاءِ فِي الْمِجَنِّ (6) وَكَانَتْ فَاطِمَةُ ك تَغْسِلُهُ , فَلَمَّا رَأَتْ الدَّمَ يَزِيدُ عَلَى الْمَاءِ كَثْرَةً , عَمَدَتْ إِلَى حَصِيرٍ ) (7) ( فَأَحْرَقَتْهُ حَتَّى صَارَ رَمَادًا ثُمَّ أَلْزَقَتْهُ ) (8) ( عَلَى جُرْحِهِ ) (9) ( فَاسْتَمْسَكَ الدَّمُ ) (10) .
__________
(1) البيْضة : الْخُوذَة . النهاية في غريب الأثر - (ج 1 / ص 451)
(2) ( خ ) 2747
(3) ( م ) 101 - ( 1790 ) , ( خ ) 2754
(4) ( خ ) 3847
(5) هِيَ السِّنّ الَّتِي تَلِي الثَّنِيَّة مِنْ كُلّ جَانِب ، وَلِلْإِنْسَانِ أَرْبَع رَبَاعِيَات . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 248)
(6) أَيْ : يَصُبّ عَلَيْهَا بِالتُّرْسِ . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 248)
(7) ( خ ) 2747
(8) ( خ ) 2754
(9) ( خ ) 2747
(10) ( خ ) 2754 , ( م ) 101 - ( 1790 ) , ( ت ) 2085 , ( جة ) 3464(4/188)
( خ ) , وَعَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ قَالَ :
خَرَجْتُ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ , فَلَمَّا قَدِمْنَا حِمْصَ قَالَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ : هَلْ لَكَ فِي وَحْشِيٍّ نَسْأَلُهُ عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ ؟ , قُلْتُ : نَعَمْ - وَكَانَ وَحْشِيٌّ يَسْكُنُ حِمْصَ - فَسَأَلْنَا عَنْهُ فَقِيلَ لَنَا : هُوَ ذَاكَ فِي ظِلِّ قَصْرِهِ كَأَنَّهُ حَمِيتٌ (1) قَالَ : فَجِئْنَا حَتَّى وَقَفْنَا عَلَيْهِ بِيَسِيرٍ , فَسَلَّمْنَا فَرَدَّ السَّلَامَ , قَالَ : وَعُبَيْدُ اللَّهِ مُعْتَجِرٌ (2) بِعِمَامَتِهِ مَا يَرَى وَحْشِيٌّ إِلَّا عَيْنَيْهِ وَرِجْلَيْهِ , فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ : يَا وَحْشِيُّ , أَتَعْرِفُنِي ؟ , فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : لَا وَاللَّهِ , إِلَّا أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ عَدِيَّ بْنَ الْخِيَارِ تَزَوَّجَ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا : أُمُّ قِتَالٍ بِنْتُ أَبِي الْعِيصِ , فَوَلَدَتْ لَهُ غُلَامًا بِمَكَّةَ فَكُنْتُ أَسْتَرْضِعُ لَهُ (3) فَحَمَلْتُ ذَلِكَ الْغُلَامَ مَعَ أُمِّهِ فَنَاوَلْتُهَا إِيَّاهُ , فَلَكَأَنِّي نَظَرْتُ إِلَى قَدَمَيْكَ (4) فَكَشَفَ عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ : أَلَا تُخْبِرُنَا بِقَتْلِ حَمْزَةَ ؟ , قَالَ : نَعَمْ , إِنَّ حَمْزَةَ قَتَلَ طُعَيْمَةَ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ بِبَدْرٍ , فَقَالَ لِي مَوْلَايَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ : إِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ بِعَمِّي فَأَنْتَ حُرٌّ , فَلَمَّا أَنْ خَرَجَ النَّاسُ عَامَ عَيْنَيْنِ - وَعَيْنَيْنِ جَبَلٌ بِحِيَالِ أُحُدٍ , بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ وَادٍ - خَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ إِلَى الْقِتَالِ , فَلَمَّا أَنْ اصْطَفُّوا لِلْقِتَالِ خَرَجَ سِبَاعٌ فَقَالَ : هَلْ مِنْ مُبَارِزٍ ؟ , فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ : يَا سِبَاعُ , يَا ابْنَ أُمِّ أَنْمَارٍ مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ (5) أَتُحَادُّ (6) اللَّهَ وَرَسُولَهُ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ فَكَانَ كَأَمْسِ الذَّاهِبِ (7) قَالَ : فَكَمَنْتُ لِحَمْزَةَ تَحْتَ صَخْرَةٍ , فَلَمَّا دَنَا مِنِّي رَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي فَأَضَعُهَا فِي ثُنَّتِهِ (8) حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ وَرِكَيْهِ , فَكَانَ ذَاكَ الْعَهْدَ بِهِ , فَلَمَّا رَجَعَ النَّاسُ رَجَعْتُ مَعَهُمْ , فَأَقَمْتُ بِمَكَّةَ حَتَّى فَشَا فِيهَا الْإِسْلَامُ (9) ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى الطَّائِفِ , فَأَرْسَلُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رُسُلًا , فَقِيلَ لِي : إِنَّهُ لَا يَهِيجُ الرُّسُلَ (10) فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , " فَلَمَّا رَآنِي قَالَ : أَنْتَ وَحْشِيٌّ ؟ " , قُلْتُ : نَعَمْ , قَالَ : " أَنْتَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ ؟ " , قُلْتُ : قَدْ كَانَ مِنْ الْأَمْرِ مَا بَلَغَكَ , قَالَ : " فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُغَيِّبَ وَجْهَكَ عَنِّي ؟ " , قَالَ : فَخَرَجْتُ , فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَخَرَجَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ قُلْتُ : لَأَخْرُجَنَّ إِلَى مُسَيْلِمَةَ لَعَلِّي أَقْتُلُهُ فَأُكَافِئَ بِهِ حَمْزَةَ , فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ , فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ , فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي ثَلْمَةِ جِدَارٍ كَأَنَّهُ جَمَلٌ أَوْرَقُ ثَائِرُ الرَّأْسِ (11) فَرَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي فَأَضَعُهَا بَيْنَ ثَدْيَيْهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ , وَوَثَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ عَلَى هَامَتِهِ , فَقَالَتْ جَارِيَةٌ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ : وَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , قَتَلَهُ الْعَبْدُ الْأَسْوَدُ . (12)
__________
(1) أَيْ : زِقّ كَبِير ، وَأَكْثَر مَا يُقَال ذَلِكَ إِذَا كَانَ مَمْلُوءًا ، وَفِي رِوَايَة لِابْنِ عَائِذ " فَوَجَدْنَاهُ رَجُلًا سَمِينًا مُحْمَرَّةً عَيْنَاهُ " فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 405)
(2) أَيْ : لَافّ عِمَامَته عَلَى رَأْسِهِ مِنْ غَيْرِ تَحْنِيكٍ . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 405)
(3) أَطْلُب لَهُ مَنْ يُرْضِعُهُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 405)
(4) زَادَ فِي رِوَايَةِ اِبْنِ إِسْحَاقَ " وَاَللَّه مَا رَأَيْتُك مُنْذُ نَاوَلْتُك أُمّك السَّعْدِيَّة الَّتِي أَرْضَعَتْك بِذِي طَوْيٍ ، فَإِنِّي نَاوَلْتُكهَا وَهِيَ عَلَى بَعِيرهَا فَأَخَذَتْك ، فَلَمَعَتْ لِي قَدَمُك حِينَ رَفَعْتُك ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ وُقِفَت عَلَيَّ فَعَرَفْتهَا " , وَهَذَا يُوَضِّحُ قَوْلَهُ فِي رِوَايَةِ الْبَابِ " فَكَأَنِّي نَظَرْت إِلَى قَدَمَيْك " يَعْنِي أَنَّهُ شَبَّهَ قَدَمَيْهِ بِقَدَمِ الْغُلَامِ الَّذِي حَمَلَهُ فَكَانَ هُوَ هُوَ ، وَبَيْن الرُّؤْيَتَيْنِ قَرِيبٌ مِنْ خَمْسِينَ سَنَةً ، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى ذَكَاءٍ مُفْرِطٍ ، وَمَعْرِفَةٍ تَامَّةٍ بِالْقِيَافَةِ . فتح الباري (ج 11 / ص 405)
(5) جَمْع بَظْر , وَهِيَ اللَّحْمَة الَّتِي تُقْطَع مِنْ فَرْجِ الْمَرْأَةِ عِنْدَ الْخِتَانِ ، قَالَ اِبْن إِسْحَاق : كَانَتْ أُمّه خَتَّانَة بِمَكَّة تَخْتِنُ النِّسَاءَ . وَالْعَرَب تُطْلِقُ هَذَا اللَّفْظ فِي مَعْرِض الذَّمِّ ، وَإِلَّا قَالُوا خَاتِنَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 405)
(6) أَيْ : أَتُعَانِد . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 405)
(7) هِيَ كِنَايَة عَنْ قَتْلِهِ , أَيْ : صَيَّرَهُ عَدَمًا . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 405)
(8) هِيَ الْعَانَةُ ، وَقِيلَ : مَا بَيْنَ السُّرَّةِ وَالْعَانَةِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 405)
(9) فِي رِوَايَةِ اِبْنِ إِسْحَاق " فَلَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَكَّةَ هَرَبْت إِلَى الطَّائِفِ " .فتح الباري (ج 11 / ص 405)
(10) أَيْ : لَا يَنَالُهُمْ مِنْهُ إِزْعَاجٌ . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 405)
(11) أَيْ : شَعْرُهُ مُنْتَفِشٌ . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 405)
(12) ( خ ) 3844 , ( حم ) 16121(4/189)
( خ ت ) , وَعَنْ أَبِي طَلْحَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنْتُ فِيمَنْ تَغَشَّاهُ النُّعَاسُ يَوْمَ أُحُدٍ حَتَّى سَقَطَ سَيْفِي مِنْ يَدِي مِرَارًا , يَسْقُطُ وَآخُذُهُ , وَيَسْقُطُ فَآخُذُهُ ) (1) ( فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ , وَمَا مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلَّا يَمِيدُ (2) تَحْتَ حَجَفَتِهِ (3) مِنْ النُّعَاسِ , فَذَلِكَ قَوْلُهُ - عز وجل - : { ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ } (4) ) (5) ( وَالطَّائِفَةُ الْأُخْرَى الْمُنَاقِدُونَ , لَيْسَ لَهُمْ هَمٌّ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ , أَجْبَنُ قَوْمٍ وَأَرْعَبُهُ وَأَخْذَلُهُ (6) لِلْحَقِّ ) (7) .
__________
(1) ( خ ) 3841 , ( ت ) 3008
(2) يميد : يتحرك ويضطرب .
(3) الْحَجَفَة : التُّرْسُ .
(4) [آل عمران/154]
(5) ( ت ) 3007 , ( ش ) 36791 , ( ن ) 11198
(6) مِنْ الْخَذْلِ وَهُوَ تَرْكُ الْإِعَانَةِ وَالنُّصْرَةِ . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 328)
(7) ( ت ) 3008(4/190)
( حم ) , وَعَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ - رضي الله عنه - قَالَ :
لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ أَقْبَلَتْ امْرَأَةٌ تَسْعَى , حَتَّى إِذَا كَادَتْ أَنْ تُشْرِفَ عَلَى الْقَتْلَى , " فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تَرَاهُمْ فَقَالَ : الْمَرْأَةَ الْمَرْأَةَ " , قَالَ الزُّبَيْرُ : فَتَوَسَّمْتُ أَنَّهَا أُمِّي صَفِيَّةُ , فَخَرَجْتُ أَسْعَى إِلَيْهَا , فَأَدْرَكْتُهَا قَبْلَ أَنْ تَنْتَهِيَ إِلَى الْقَتْلَى , فَلَدَمَتْ فِي صَدْرِي - وَكَانَتْ امْرَأَةً جَلْدَةً - وَقَالَتْ : إِلَيْكَ لَا أَرْضَ لَكَ , فَقُلْتُ : " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَزَمَ عَلَيْكِ " , فَوَقَفَتْ وَأَخْرَجَتْ ثَوْبَيْنِ مَعَهَا , فَقَالَتْ : هَذَانِ ثَوْبَانِ جِئْتُ بِهِمَا لِأَخِي حَمْزَةَ , فَقَدْ بَلَغَنِي مَقْتَلُهُ , فَكَفِّنُوهُ فِيهِمَا , قَالَ : فَجِئْنَا بِالثَّوْبَيْنِ لِنُكَفِّنَ فِيهِمَا حَمْزَةَ , فَإِذَا إِلَى جَنْبِهِ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ قَتِيلٌ , قَدْ فُعِلَ بِهِ كَمَا فُعِلَ بِحَمْزَةَ , فَوَجَدْنَا غَضَاضَةً وَحَيَاءً أَنْ نُكَفِّنَ حَمْزَةَ فِي ثَوْبَيْنِ وَالْأَنْصَارِيُّ لَا كَفَنَ لَهُ , فَقُلْنَا : لِحَمْزَةَ ثَوْبٌ وَلِلْأَنْصَارِيِّ ثَوْبٌ , فَقَدَرْنَاهُمَا فَكَانَ أَحَدُهُمَا أَكْبَرَ مِنْ الْآخَرِ , فَأَقْرَعْنَا بَيْنَهُمَا , وَكَفَّنَّا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي الثَّوْبِ الَّذِي صَارَ لَهُ . (1)
__________
(1) ( حم ) 1418 , ( يع ) 686 , ( هق ) 6476 , وصححه الألباني في الإرواء : 711(4/191)
( ت ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" أَتَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى حَمْزَةَ يَوْمَ أُحُدٍ ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَرَآهُ قَدْ مُثِّلَ بِهِ ، فَقَالَ : لَوْلَا أَنْ تَجِدَ صَفِيَّةُ (1) فِي نَفْسِهَا لَتَرَكْتُهُ حَتَّى تَأْكُلَهُ الْعَافِيَةُ (2) حَتَّى يُحْشَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ بُطُونِهَا (3) قَالَ : ثُمَّ دَعَا بِنَمِرَةٍ (4) فَكَفَّنَهُ فِيهَا ، فَكَانَتْ إِذَا مُدَّتْ عَلَى رَأْسِهِ بَدَتْ رِجْلَاهُ ، وَإِذَا مُدَّتْ عَلَى رِجْلَيْهِ بَدَا رَأْسُهُ ، قَالَ : فَكَثُرَ الْقَتْلَى وَقَلَّتِ الثِّيَابُ ، فَكُفِّنَ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ وَالثَلَاثَةُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ , ثُمَّ يُدْفَنُونَ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَسْأَلُ عَنْهُمْ : أَيُّهُمْ أَكْثَرُ قُرْآناً فَيُقَدِّمُهُ إِلَى الْقِبْلَةِ ، قَالَ : فَدَفَنَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ " (5)
__________
(1) ( صَفِيَّةُ ) هِيَ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمَّةُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَشَقِيقَةُ حَمْزَةَرضي الله عنهما.
(2) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْعَافِيَة السِّبَاع وَالطَّيْر الَّتِي تَقَع عَلَى الْجِيَف فَتَأْكُلهَا وَيُجْمَع عَلَى الْعَوَافِي . عون المعبود
(3) إِنَّمَا أَرَادَ ذَلِكَ لِيَتِمَّ لَهُ بِهِ الْأَجْرُ وَيَكْمُلَ , وَيَكُونَ كُلُّ الْبَدَنِ مَصْرُوفًا فِي سَبِيلِهِ تَعَالَى إِلَى الْبَعْثِ , أَوْ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَيْهِ فِيمَا فَعَلُوا بِهِ مِنْ الْمُثْلَةِ تَعْذِيبٌ حَتَّى إِنَّ دَفْنَهُ وَتَرْكَهُ سَوَاءٌ قَالَهُ أَبُو الطَّيِّبِ . تحفة الأحوذي
(4) ( النمِرَةِ ) : بُرْدَةٌ مِنْ صُوفٍ وَغَيْرِهِ مُخَطَّطَةٌ , وَقِيلَ : الْكِسَاءُ . تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 72)
(5) ( ت ) 1016 , ( د ) 3136 , ( حم ) 12322 , انظر صحيح الجامع : 5324(4/192)
( طب ) , وَعَنْ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ :
بَيْنَمَا أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى قَبْرِ حَمْزَةَ بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - رضي الله عنه - , فَجَعَلُوا يَجُرُّونَ النَّمِرَةَ عَلَى وَجْهِهِ فَتنَكَشَّفَ قَدَمَاهُ , وَيَجُرُّونَهَا عَلَى قَدَمَيْهِ فَيَنْكَشِفُ وَجْهُهُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " اجْعَلُوهَا عَلَى وَجْهِهِ , وَاجْعَلُوا عَلَى قَدَمَيْهِ مِنَ هَذَا الشَّجَرِ " (1)
__________
(1) ( طب ) ج19/ص265 ح587 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1191(4/193)
( خ م س حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :( جِيءَ بِأَبِي يَوْمَ أُحُدٍ قَدْ مُثِّلَ بِهِ , حَتَّى وُضِعَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَقَدْ سُجِّيَ ثَوْبًا , فَذَهَبْتُ أُرِيدُ أَنْ أَكْشِفَ عَنْهُ ) (1) ( الثَّوْبَ ) (2) ( فَنَهَانِي قَوْمِي , ثُمَّ ذَهَبْتُ أَكْشِفُ عَنْهُ ) (3) ( الثَّوْبَ ) (4) ( فَنَهَانِي قَوْمِي " فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرُفِعَ " ) (5) ( فَلَمَّا رُفِعَ ) (6) ( جَعَلْتُ أَبْكِي ) (7) ( وَجَعَلَتْ عَمَّتِي فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرٍو تَبْكِي ) (8) ( " فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَوْتَ بَاكِيَةٍ أَوْ صَائِحَةٍ فَقَالَ : مَنْ هَذِهِ ؟ " , فَقَالُوا : ابْنَةُ عَمْرٍو , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَلِمَ تَبْكِي ) (9) ( مَا زَالَتْ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رَفَعْتُمُوهُ ) (10) "
__________
(1) ( خ ) 1231 , ( م ) 129 - ( 2471 )
(2) ( خ ) 1187 , ( م ) 129 - ( 2471 )
(3) ( خ ) 1231 , ( م ) 129 - ( 2471 )
(4) ( خ ) 1187 , ( م ) 129 - ( 2471 )
(5) ( خ ) 1231 , ( م ) 129 - ( 2471 )
(6) ( س ) 1842
(7) ( خ ) 3852
(8) ( حم ) 14223 , ( خ ) 1187
(9) ( م ) 129 - ( 2471 ) , ( خ ) 2661
(10) ( خ ) 1187 , ( م ) 130 - ( 2471 )(4/194)
( خ س د جة حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :" ( لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ ) (1) ( أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْقَتْلَى أَنْ يُرَدُّوا إِلَى مَصَارِعِهِمْ " - وَكَانُوا قَدْ نُقِلُوا إِلَى الْمَدِينَةِ - ) (2) ( قَالَ : فَبَيْنَمَا أَنَا فِي النَّظَّارِينَ (3) إِذْ جَاءَتْ عَمَّتِي بِأَبِي وَخَالِي , عَادِلَتَهُمَا عَلَى نَاضِحٍ (4) فَدَخَلَتْ بِهِمَا الْمَدِينَةَ , لِتَدْفِنَهُمَا فِي مَقَابِرِنَا , إِذْ لَحِقَ رَجُلٌ يُنَادِي : " أَلَا إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَرْجِعُوا بِالْقَتْلَى فَتَدْفِنُوهُمْ فِي مَصَارِعِهِمْ حَيْثُ قُتِلُوا " , فَرَجَعْنَا بِهِمَا فَدَفَنَّاهُمَا حَيْثُ قُتِلَا ) (5) ( " وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِدَفْنِهِمْ فِي دِمَائِهِمْ ) (6) ( وَقَالَ : زَمِّلُوهُمْ بِدِمَائِهِمْ ) (7) ( وَلَا تُغَسِّلُوهُمْ ) (8) ( فَإِنَّهُ مَا مِنْ مَجْرُوحٍ جُرِحَ فِي اللَّهِ - عز وجل - , إِلَّا بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجُرْحُهُ يَدْمَى , اللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ , وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ ) (9) ( وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ " ) (10) ( قَالَ : وَشَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (11) ( أَصَابَنَا قَرْحٌ وَجَهْدٌ ) (12) ( وَالْحَفْرُ عَلَيْنَا لِكُلِّ إِنْسَانٍ شَدِيدٌ ) (13) ( فَكَيْفَ تَأْمُرُنَا ؟ ) (14) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " احْفِرُوا وَأَعْمِقُوا وَأَحْسِنُوا , وَادْفِنُوا الِاثْنَيْنِ وَالثَلَاثَةَ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ " , فَقُلْنَا : فَمَنْ نُقَدِّمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " قَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا ) (15) ( قَالَ : فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ وَالثَلَاثَةِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ , فِي الْقَبْرِ الْوَاحِدِ ) (16) ( ثُمَّ يُسْأَلُ : أَيُّهُمْ كَانَ ) (17) ( أَكْثَرَ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ ؟ " , فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى ) (18) ( أَحَدِهِمْ قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ " ) (19) ( قَالَ جَابِرٌ : فَدُفِنَ أَبِي وَعَمِّي يَوْمَئِذٍ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ ) (20) ( فِي نَمِرَةٍ وَاحِدَةٍ ) (21) ( قَالَ : " وَأَشْرَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَئِذٍ فَقَالَ : ) (22) ( أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (23) إِنِّي قَدْ شَهِدْتُ عَلَيْهِمْ (24) "
__________
(1) ( حم ) 23709 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( جة ) 1516 , ( حم ) 14344
(3) النَّظَّار : القاعد عن القتال ينتظر نتيجة المعركة .
(4) الناضح : الجمل أو الثور أو الحمار الذي يستقى عليه الماء .
(5) ( حم ) 15316 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(6) ( خ ) 1278
(7) ( حم ) 23709
(8) ( حم ) 14225 , انظر الإرواء تحت حديث : 707 , أحكام الجنائز ص54
(9) ( حم ) 23707 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(10) ( خ ) 1278 , ( ت ) 1036 , ( حم ) 14225
(11) ( س ) 2010 , ( ت ) 1713
(12) ( د ) 3215
(13) ( س ) 2010
(14) ( د ) 3215
(15) ( س ) 2010 , ( ت ) 1713 , ( د ) 3215
(16) ( جة ) 1514 , ( حم ) 23709 , ( خ ) 1278 , ( ت ) 1036
(17) ( حم ) 23709 , ( يع ) 3568 , ( جة ) 1514
(18) ( خ ) 1278 , ( ت ) 1036
(19) ( جة ) 1514 , ( خ ) 1283 , ( ت ) 1036
(20) ( حم ) 23709
(21) ( خ ) 1283
(22) ( حم ) 23709
(23) ( خ ) 1288 , ( ت ) 1036 , ( س ) 1955 , ( د ) 3138 , ( جة ) 1514
(24) ( حم ) 23709(4/195)
( 5 ) حَادِثَةُ بِئْرِ مَعُونَة
( دلائل النبوة للبيهقي ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ السُّلَمِيُّ قَالَ :
قَدِمَ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرٍ - الَّذِي يُدْعَى مُلاعِبَ الأَسِنَّةِ - عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهو مُشْرِكٌ ، " فَعَرَضَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْإِسْلَامَ " ، فَأَبَى أَنْ يُسْلِمَ وَأَهْدَى لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - هَدِيَّةً ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنِّي لَا أَقْبَلُ هَدِيَّةَ مُشْرِكٍ " , فَقَالَ عَامِرُ بْنُ مَالِكٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ابْعَثْ مَعِي مَنْ شِئْتَ مِنْ رُسُلِكَ ، فَأَنَا لَهُمْ جَارٌ ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَهْطًا فِيهِمُ الْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو السَّاعِدِيُّ ، فَسَمِعَ بِهِمْ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ ، فَاسْتَنْفَرَ (25) بَنِي عَامِرٍ فَأَبَوْا أَنْ يُطِيعُوهُ ، وَأَبَوْا أَنْ يُخْفِرُوا (26) عَامِرَ بْنَ مَالِكٍ ، فَاسْتَنْفَرَ لَهُمْ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ بَنِي سُلَيْمٍ فَنَفَرُوا مَعَهُ ، فَقَتَلُوهُمْ بِبِئْرِ مَعُونَةَ , غَيْرَ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ ، أَخَذَهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ فَأَرْسَلَهُ ، فَلَمَّا قَدِمَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَمِنَ بَيْنَهُمْ " ، فَلَمَّا قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ - رضي الله عنه - فِي تَخْفِيرِ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ مَا قَالَ مِنَ الشِّعْرِ , طَعَنَ رَبِيعَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ مَالِكٍ عَامِرَ بْنَ الطُّفَيْلِ فِي تَخْفِيرِهِ عَامِرَ بْنَ مَالِكٍ فِي فَخِذِهِ طَعْنَةً . (27)
------------------
(25) أَيْ : حرضهم على الإعانة .
(26) أَيْ : ينقضوا ذمته .
(27) دلائل النبوة للبيهقي - (3 / 414) , ( عب ) 19658 , انظر الصَّحِيحَة : 1727(4/196)
( خ ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
كَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ - رضي الله عنه - غُلَامًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الطُّفَيْلِ بْنِ سَخْبَرَةَ - أَخُو عَائِشَةَ لِأُمِّهَا - وَكَانَتْ لِأَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - مِنْحَةٌ (1) فَكَانَ يَرُوحُ بِهَا وَيَغْدُو (2) عَلَيْهِمْ ، وَيُصْبِحُ فَيَدَّلِجُ إِلَيْهِمَا ثُمَّ يَسْرَحُ ، فلَا يَفْطُنُ بِهِ أَحَدٌ مِنْ الرِّعَاءِ ، فَلَمَّا خَرَجَا خَرَجَ مَعَهُمَا يُعْقِبَانِهِ (3) حَتَّى قَدِمَا الْمَدِينَةَ , فَقُتِلَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ (4) وَأُسِرَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ - رضي الله عنه - , فَقَالَ لَهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ : مَنْ هَذَا ؟ - وَأَشَارَ إِلَى قَتِيلٍ - فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ : هَذَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ ، فَقَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدَ مَا قُتِلَ رُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ ، حَتَّى إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْأَرْضِ ، ثُمَّ وُضِعَ ، فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَبَرُهُمْ فَنَعَاهُمْ ، فَقَالَ : " إِنَّ أَصْحَابَكُمْ قَدْ أُصِيبُوا , وَإِنَّهُمْ قَدْ سَأَلُوا رَبَّهُمْ فَقَالُوا : رَبَّنَا أَخْبِرْ عَنَّا إِخْوَانَنَا بِمَا رَضِينَا عَنْكَ وَرَضِيتَ عَنَّا , فَأَخْبَرَهُمْ عَنْهُمْ " , وَأُصِيبَ يَوْمَئِذٍ فِيهِمْ عُرْوَةُ بْنُ أَسْماءَ بْنِ الصَّلْتِ , فَسُمِّيَ عُرْوَةُ بِهِ , وَمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو , سُمِّيَ بِهِ مُنْذِرًا . (5)
__________
(1) الْمِنْحَة : مَا يَمْنَحُهُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ أَيْ يُعْطِيه مِنْ ذَات دَرٍّ لِيَشْرَبَ لَبَنَهَا . عون المعبود - (ج 8 / ص 63)
(2) الغدو : السير والذهاب أول النهار .
(3) أَيْ : يُرْكِبَانِهِ عُقْبَة ، وَهُوَ أَنْ يَنْزِلَ الرَّاكِبُ وَيَرْكَب رَفِيقُهُ ثُمَّ يَنْزِل الْآخَرُ وَيَرْكَب الْمَاشِي .فتح الباري(ج11 ص 426)
(4) من قوله : من هنا إلى الآخر ( معلق ) .
(5) ( خ ) 3867(4/197)
( خ م حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( جَاءَ نَاسٌ ) (1) ( مِنْ بَنِي عَامِرٍ ) (2) ( إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا : ابْعَثْ مَعَنَا رِجَالًا يُعَلِّمُونَا الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ ، " فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَبْعِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ ) (3) ( كُنَّا نُسَمِّيهِمْ : الْقُرَّاءَ ) (4) ( فِيهِمْ خَالِي حَرَامُ بْنُ مِلْحَانَ , وَكَانُوا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَتَدَارَسُونَ بِاللَّيْلِ يَتَعَلَّمُونَ ، وَكَانُوا بِالنَّهَارِ يَجِيئُونَ بِالْمَاءِ فَيَضَعُونَهُ فِي الْمَسْجِدِ ، وَيَحْتَطِبُونَ فَيَبِيعُونَهُ وَيَشْتَرُونَ بِهِ الطَّعَامَ لِأَهْلِ الصُّفَّةِ (5) وَلِلْفُقَرَاءِ فَبَعَثَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْهِمْ " ) (6) ( فَعَرَضَ لَهُمْ حَيَّانِ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ : رِعْلٌ وَذَكْوَانُ عِنْدَ بِئْرٍ يُقَالُ لَهَا : بِئْرُ مَعُونَةَ ) (7) ( فَلَمَّا قَدِمُوا ) (8) ( قَالَ خَالِي لِأَمِيرِهِمْ : دَعْنِي ) (9) ( أَتَقَدَّمُكُمْ ) (10) ( فَلْأُخْبِرْ هَؤُلَاءِ أَنَّا لَسْنَا إِيَّاهُمْ نُرِيدُ حَتَّى يُخْلُوا وَجْهَنَا ) (11) ( فَإِنْ أَمَّنُونِي حَتَّى أُبَلِّغَهُمْ عن رَسُولِ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وَإِلَّا كُنْتُمْ مِنِّي قَرِيبًا ، فَتَقَدَّمَ فَأَمَّنُوهُ ) (12) ( فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا إِيَّاكُمْ أَرَدْنَا ، إِنَّمَا نَحْنُ مُجْتَازُونَ فِي حَاجَةٍ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (13) ( فَبَيْنَمَا يُحَدِّثُهُمْ عن رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ أَوْمَئُوا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ ) (14) ( فَأَتَاهُ مِنْ خَلْفِهِ فَطَعَنَهُ حَتَّى أَنْفَذَهُ بِالرُّمْحِ ) (15) ( فَقَالَ حَرَامٌ بِالدَّمِ هَكَذَا فَنَضَحَهُ عَلَى وَجْهِهِ وَرَأْسِهِ ثُمَّ قَالَ : ) (16) ( اللَّهُ أَكْبَرُ ، فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ , ثُمَّ مَالُوا عَلَى بَقِيَّةِ أَصْحَابِهِ فَقَتَلُوهُمْ ، إِلَّا رَجُلًا أَعْرَجَ ) (17) ( كَانَ فِي رَأْسِ جَبَلٍ ) (18) ( فَقَالُوا : اللَّهُمَّ بَلِّغْ عَنَّا نَبِيَّنَا أَنَّا قَدْ لَقِينَاكَ فَرَضِينَا عَنْكَ وَرَضِيتَ عَنَّا ) (19) ( فَأَخْبَرَ جِبْرِيلُ - عليه السلام - النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُمْ قَدْ لَقُوا رَبَّهُمْ فَرَضِيَ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ ) (20) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِأَصْحَابِهِ : " إِنَّ إِخْوَانَكُمْ قَدْ قُتِلُوا ، وَإِنَّهُمْ قَالُوا : اللَّهُمَّ بَلِّغْ عَنَّا نَبِيَّنَا أَنَّا قَدْ لَقِينَاكَ فَرَضِينَا عَنْكَ وَرَضِيتَ عَنَّا ) (21) ( قَالَ أنَسٌ : وَأُنْزِلَ فِي الَّذِينَ قُتِلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قُرْآنٌ قَرَأْنَاهُ أَنْ : { بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ } ) (22) ( ثُمَّ نُسِخَ بَعْدُ ) (23) ( فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَزِنَ حُزْنًا قَطُّ أَشَدَّ مِنْهُ ) (24) ( عَلَيْهِمْ , فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ يَدْعُو ) (25) ( عَلَى قَتَلَتِهِمْ ) (26) ( أَرْبَعِينَ صَبَاحًا ) (27) ثَلَاثِينَ صَبَاحًا (28) ( يَقُولُ : اللَّهُمَّ الْعَنْ بَنِي لَحْيَانَ وَرِعْلًا وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ ) (29) ( الَّذِينَ عَصَوْا اللَّهَ وَرَسُولَهُ " ) (30)
__________
(1) ( م ) 147 - ( 677 )
(2) ( حم ) 14106 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( م ) 147 - ( 677 )
(4) ( خ ) 2899
(5) أَصْحَاب الصُّفَّةِ : هُمْ الْفُقَرَاء الْغُرَبَاء الَّذِينَ كَانُوا يَأْوُونَ إِلَى مَسْجِد النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَكَانَتْ لَهُمْ فِي آخِره صُفَّة ، وَهُوَ مَكَان مُنْقَطِع مِنْ الْمَسْجِد مُظَلَّل عَلَيْهِ يَبِيتُونَ فِيهِ ، وَأَصْله مِنْ صُفَّة الْبَيْت ، وَهِيَ شَيْء كَالظُّلَّةِ قُدَّامه . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 380)
(6) ( م ) 147 - ( 677 ) , ( حم ) 12425 , ( خ ) 2899
(7) ( خ ) 3860
(8) ( خ ) 2647
(9) ( حم ) 12425 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(10) ( خ ) 2647
(11) ( حم ) 12425
(12) ( خ ) 2647
(13) ( خ ) 3860
(14) ( خ ) 2647
(15) ( خ ) 3864
(16) ( خ ) 3865
(17) ( خ ) 2647 , ( حم ) 14106
(18) ( خ ) 3864 , ( حم ) 14106
(19) ( م ) 147 - ( 677 )
(20) ( خ ) 2647
(21) ( م ) 147 - ( 677 )
(22) ( خ ) 2659 , ( م ) 297 - ( 677 )
(23) ( خ ) 2647 , ( م ) 297 - ( 677 )
(24) ( خ ) 1238
(25) ( حم ) 12425 , ( خ ) 6031 , 3860
(26) ( م ) 302 - ( 677 ) , ( حم ) 13487
(27) ( خ ) 2647 , ( م ) 297 - ( 677 )
(28) ( خ ) 3864 , ( م ) 297 - ( 677 )
(29) ( م ) 307 - ( 679 ) , ( خ ) 3842 , ( س ) 1077
(30) ( خ ) 2647 , ( م ) 297 - ( 677 )(4/198)
( 6 ) غَزْوَةُ الْخَنْدَق ( الْأَحْزَاب )
قَالَ تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا , إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا , هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا , وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا , وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ , إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا , وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا , وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا , قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا , قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً , وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا , قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا , أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ , فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ , أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا , يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا , وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ , وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا , لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا , وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ , وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ , وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا , مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ , فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ , وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا , لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ , إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا , وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا , وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ , وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا , وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ , وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا , وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا , وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا } [الأحزاب/9-27](4/199)
( خ م ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْخَنْدَقِ , فَإِذَا الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ يَحِفْرُونَ ) (1) ( الَخْندَقَ حَوْلَ الَمَدِينَةِ ) (2) ( فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ ) (3) ( وَيَنْقلُونَ التُّرَابَ عَلى مُتونِهمْ (4) ) (5) ( فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ عَبِيدٌ يَعْمَلُونَ ذَلِكَ لَهُمْ ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا بِهِمْ مِنْ النَّصَبِ وَالْجُوعِ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الْآخِرَهْ , فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ " , فَقَالُوا : مُجِيبِينَ لَهُ : نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا عَلَى الْجِهَادِ عَلَى الِإسلْاَمِ (6) مَا بَقِينَا أَبَدَا ) (7) ( " فَأَجَابَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَهْ فَأَكْرِمْ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ ) (8) فَبَارِكْ فِي الْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ (9) فَأَصْلِحْ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَةَ (10) " , قَالَ : " فَكَانُوا يَرْتَجِزُونَ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَعَهُمْ " ) (11) ( قَالَ : يُؤْتَوْنَ بِمِلْءِ كَفَّينِ مِنْ الشَّعِيرِ فَيُصْنَعُ لَهُمْ بِإِهَالَةٍ (12) سَنِخَةٍ (13) تُوضَعُ بَيْنَ يَدَيْ الْقَوْمِ , وَالْقَوْمُ جِيَاعٌ , وَهِيَ بَشِعَةٌ فِي الْحَلْقِ (14) وَلَهَا رِيحٌ مُنْتِنٌ ) (15) .
__________
(1) ( خ ) 2679
(2) ( خ ) 3874
(3) ( خ ) 2679
(4) أَيْ : ظهورهم .
(5) ( خ ) 3874
(6) ( خ ) 2680 , 3874 , ( م ) 130 - ( 1805 )
(7) ( خ ) 2679 , 3873 , ( م ) 126 - ( 1804 )
(8) ( خ ) 2801 , ( م ) 128 - ( 1804 ) , ( ت ) 3857
(9) ( خ ) 3874
(10) ( خ ) 6050 , ( حم ) 12780
(11) ( م ) 129 - ( 1805 )
(12) هو الدُّهْن الَّذِي يُؤْتَدَمُ بِهِ سَوَاءٌ كَانَ زَيْتًا أَوْ سَمْنًا أَوْ شَحْمًا .فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 433)
(13) أَيْ : تَغَيَّرَ طَعْمُهَا وَلَوْنهَا مِنْ قِدَمِهَا ، وَلِهَذَا وَصَفَهَا بِكَوْنِهَا بَشِعَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 433)
(14) أَيْ أَنَّهُمْ كَانَ يَحْصُل لَهُمْ عِنْد اِزْدِرَادِهَا شَبِيهٌ بِالْغَثَيان . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 433)
(15) ( خ ) 3874 , ( حم ) 13671(4/200)
( خ م ) , وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْأَحْزَابِ ) (1) ( وَهُوَ يَنْقُلُ مَعَ النَّاسِ ) (2) ( مِنْ تُرَابِ الْخَنْدَقِ ) (3) ( وَقَدْ وَارَى ) (4) ( الْغُبَارُ ) (5) ( شَعَرَ صَدْرِهِ - وَكَانَ رَجُلًا كَثِيرَ الشَّعَرِ- ) (6) ( فَسَمِعْتُهُ يَرْتَجِزُ بِكَلِمَاتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ - رضي الله عنه - وَهُوَ يَنْقُلُ مِنْ التُّرَابِ ) (7) ( يَقُولُ :
اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا
فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا وَثَبِّتْ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا ) (8)
( إِنَّ الْأُلَى (9) قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا وَإِنْ أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا ) (10)
( وَرَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ : أَبَيْنَا أَبَيْنَا " ) (11)
__________
(1) ( خ ) 2682
(2) ( حم ) 18509 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(3) ( خ ) 3880
(4) ( خ ) 2682
(5) ( خ ) 3880
(6) ( خ ) 2870
(7) ( خ ) 3880
(8) ( خ ) 2870
(9) الأُلى : بمعنى الذين . لسان العرب - (ج 15 / ص 364)
(10) ( خ ) 3880
(11) ( خ ) 3878 , ( م ) 125 - ( 1803 ) , ( حم ) 18509(4/201)
( م ) , وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
كُنَّا عِنْدَ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - , فَقَالَ رَجُلٌ : لَوْ أَدْرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَقَاتَلْتُ مَعَهُ وَأَبْلَيْتُ , فَقَالَ حُذَيْفَةُ : أَنْتَ كُنْتَ تَفْعَلُ ذَلِكَ ؟ , لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ وَأَخَذَتْنَا رِيحٌ شَدِيدَةٌ وَقُرٌّ (1) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَلَا رَجُلٌ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ , جَعَلَهُ اللَّهُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ " , فَسَكَتْنَا فَلَمْ يُجِبْهُ مِنَّا أَحَدٌ , ثُمَّ قَالَ : " أَلَا رَجُلٌ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ , جَعَلَهُ اللَّهُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ " , فَسَكَتْنَا فَلَمْ يُجِبْهُ مِنَّا أَحَدٌ , ثُمَّ قَالَ : " أَلَا رَجُلٌ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ , جَعَلَهُ اللَّهُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ " , فَسَكَتْنَا فَلَمْ يُجِبْهُ مِنَّا أَحَدٌ , فَقَالَ : " قُمْ يَا حُذَيْفَةُ فَأْتِنَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ " فَلَمْ أَجِدْ بُدًّا إِذْ دَعَانِي بِاسْمِي أَنْ أَقُومَ , فَقَالَ : " اذْهَبْ فَأْتِنِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ , وَلَا تَذْعَرْهُمْ عَلَيَّ " , فَلَمَّا وَلَّيْتُ مِنْ عِنْدِهِ جَعَلْتُ كَأَنَّمَا أَمْشِي فِي حَمَّامٍ حَتَّى أَتَيْتُهُمْ , فَرَأَيْتُ أَبَا سُفْيَانَ يَصْلِي ظَهْرَهُ بِالنَّارِ , فَوَضَعْتُ سَهْمًا فِي كَبِدِ الْقَوْسِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْمِيَهُ , فَذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَلَا تَذْعَرْهُمْ عَلَيَّ " , وَلَوْ رَمَيْتُهُ لَأَصَبْتُهُ , فَرَجَعْتُ وَأَنَا أَمْشِي فِي مِثْلِ الْحَمَّامِ , فَلَمَّا أَتَيْتُهُ وَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِ الْقَوْمِ وَفَرَغْتُ قُرِرْتُ (2) " فَأَلْبَسَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ فَضْلِ عَبَاءَةٍ كَانَتْ عَلَيْهِ يُصَلِّي فِيهَا " , فَلَمْ أَزَلْ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحْتُ , فَلَمَّا أَصْبَحْتُ قَالَ : " قُمْ يَا نَوْمَانُ " (3)
__________
(1) أَيْ : بَرْد .
(2) أَيْ : شعرت بالبرد .
(3) ( م ) 99 - ( 1788 ) , ( حب ) 7125(4/202)
( حم ) , وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ :
قَالَ فَتًى مِنَّا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ لِحُذَيْفَةَ بنِ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - : يَا أَبا عَبدِ اللَّهِ ، رَأَيْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَصَحِبتُمُوهُ ؟ , قَالَ : نَعَمْ يَا ابنَ أَخِي ، قَالَ : فَكَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ ؟ , قَالَ : وَاللَّهِ لَقَدْ كُنَّا نَجْهَدُ ، قَالَ : وَاللَّهِ لَوْ أَدْرَكْنَاهُ مَا تَرَكْنَاهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ ، وَلَجَعَلْنَاهُ عَلَى أَعْنَاقِنَا ، فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ : يَا ابنَ أَخِي ، وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بالْخَنْدَقِ ، " وَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ اللَّيْلِ هَوِيًّا (1) ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ : مَنْ رَجُلٌ يَقُومُ فَيَنْظُرَ لَنَا مَا فَعَلَ الْقَوْمُ - يَشْتَرِطُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ يَرْجِعُ - أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ ؟ " ، فَمَا قَامَ رَجُلٌ ، " ثُمَّ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - هَوِيًّا مِنْ اللَّيْلِ ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ : مَنْ رَجُلٌ يَقُومُ فَيَنْظُرَ لَنَا مَا فَعَلَ الْقَوْمُ ثُمَّ يَرْجِعُ - يَشْرِطُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الرَّجْعَةَ - أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ ؟ " ، فَمَا قَامَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ مَعَ شِدَّةِ الْخَوْفِ وَشِدَّةِ الْجُوعِ وَشِدَّةِ الْبرْدِ ، " فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ أَحَدٌ دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " ، فَلَمْ يَكُنْ لِي بدٌّ مِنْ الْقِيَامِ حِينَ دَعَانِي فَقَالَ : " يَا حُذَيْفَةُ ، اذْهَب فَادْخُلْ فِي الْقَوْمِ فَانْظُرْ مَا يَفْعَلُونَ ، وَلَا تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنَا " ، قَالَ : فَذَهَبتُ فَدَخَلْتُ فِي الْقَوْمِ ، وَالرِّيحُ وَجُنُودُ اللَّهِ تَفْعَلُ مَا تَفْعَلُ لَا تَقِرُّ لَهُمْ قِدْرًا وَلَا نَارًا وَلَا بنَاءً ، فَقَامَ أَبو سُفْيَانَ بنُ حَرْب فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، لِيَنْظُرْ امْرُؤٌ مَنْ جَلِيسُهُ ، قَالَ حُذَيْفَةُ : فَأَخَذْتُ بيَدِ الرَّجُلِ الَّذِي إِلَى جَنْبي ، فَقُلْتُ : مَنْ أَنْتَ ؟ , قَالَ : أَنَا فُلَانُ بنُ فُلَانٍ ، ثُمَّ قَالَ أَبو سُفْيَانَ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، إِنَّكُمْ وَاللَّهِ مَا أَصْبحْتُمْ بدَارِ مُقَامٍ ، لَقَدْ هَلَكَ الْكُرَاعُ (2) وَأَخْلَفَتْنَا بنُو قُرَيْظَةَ ، بلَغَنَا مِنْهُمْ الَّذِي نَكْرَهُ ، وَلَقِينَا مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ مَا تَرَوْنَ ، وَاللَّهِ مَا تَطْمَئِنُّ لَنَا قِدْرٌ وَلَا تَقُومُ لَنَا نَارٌ وَلَا يَسْتَمْسِكُ لَنَا بنَاءٌ ، فَارْتَحِلُوا فَإِنِّي مُرْتَحِلٌ ، ثُمَّ قَامَ إِلَى جَمَلِهِ وَهُوَ مَعْقُولٌ فَجَلَسَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ ضَرَبهُ فَوَثَب عَلَى ثَلَاثٍ ، فَمَا أَطْلَقَ عِقَالَهُ إِلَّا وَهُوَ قَائِمٌ ، وَلَوْلَا عَهْدُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا تُحْدِثْ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنِي " لَقَتَلْتُهُ بسَهْمٍ ، قَالَ حُذَيْفَةُ : ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي مِرْطٍ لِبعْضِ نِسَائِهِ مُرَحَّلٍ ، فَلَمَّا رَآنِي أَدْخَلَنِي إِلَى رَحْلِهِ ، وَطَرَحَ عَلَيَّ طَرَفَ الْمِرْطِ ، ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ وَإِنَّهُ لَفِيهِ " ، فَلَمَّا سَلَّمَ أَخْبرْتُهُ الْخَبرَ ، وَسَمِعَتْ غَطَفَانُ بمَا فَعَلَتْ قُرَيْشٌ فَانْشَمَرُوا إِلَى بلَادِهِمْ . (3)
__________
(1) الهَويُّ المَلِيُّ فالحينُ الطويل من الزمان تقول جلست عنده هَوِيّاً والهَويُّ الساعة المُمتدَّة من الليل .لسان العرب - (ج 15 / ص 371)
(2) الكُراع : اسم لجميع الخيْل . النهاية في غريب الأثر - (ج 4 / ص 297)
(3) ( حم ) 23382 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح وهذا إسناد حسن لولا إرساله .(4/203)
( حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : ( خَرَجْتُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ أَقْفُو آثَارَ النَّاسِ , قَالَتْ : فَسَمِعْتُ وَئِيدَ الْأَرْضِ (1) ورائي ، قَالَتْ : فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ - رضي الله عنه - وَمَعَهُ ابْنُ أَخِيهِ الْحَارِثُ بْنُ أَوْسٍ يَحْمِلُ مِجَنَّهُ (2) قَالَتْ : فَجَلَسْتُ إِلَى الْأَرْضِ ، فَمَرَّ سَعْدٌ وَعَلَيْهِ دِرْعٌ مِنْ حَدِيدٍ قَدْ خَرَجَتْ مِنْهَا أَطْرَافُهُ ، فَأَنَا أَتَخَوَّفُ عَلَى أَطْرَافِ سَعْدٍ , قَالَتْ : وَكَانَ سَعْدٌ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ وَأَطْوَلِهِمْ , فَمَرَّ وَهُوَ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ :
لَيْتَ قَلِيلًا يُدْرِكُ الْهَيْجَا حَمَلْ مَا أَحْسَنَ الْمَوْتَ إِذَا حَانَ الْأَجَلْ , قَالَتْ : فَقُمْتُ فَاقْتَحَمْتُ حَدِيقَةً فَإِذَا فِيهَا نَفَرٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ، وَإِذَا فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - ، وَفِيهِمْ رَجُلٌ عَلَيْهِ تَسْبِغَةٌ لَهُ (3) فَقَالَ عُمَرُ : مَا جَاءَ بِكِ ؟ , لَعَمْرِي وَاللَّهِ إِنَّكِ لَجَرِيئَةٌ ، وَمَا يُؤْمِنُكِ أَنْ يَكُونَ بَلَاءٌ أَوْ يَكُونَ تَحَوُّزٌ (4) ؟ , قَالَتْ : فَمَا زَالَ يَلُومُنِي حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنَّ الْأَرْضَ انْشَقَّتْ لِي سَاعَتَئِذٍ فَدَخَلْتُ فِيهَا , قَالَتْ : فَرَفَعَ الرَّجُلُ السَّبْغَةَ عَنْ وَجْهِهِ فَإِذَا طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه - ، فَقَالَ : يَا عُمَرُ وَيْحَكَ ، إِنَّكَ قَدْ أَكْثَرْتَ مُنْذُ الْيَوْمَ ، وَأَيْنَ التَّحَوُّزُ أَوْ الْفِرَارُ إِلَّا إِلَى اللَّهِ (5) ؟ قَالَتْ : وَيَرْمِي سَعْدًا رَجُلٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ : ابْنُ الْعَرِقَةِ بِسَهْمٍ لَهُ فَقَالَ لَهُ : خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الْعَرِقَةِ ، فَأَصَابَ أَكْحَلَهُ (6) فَقَطَعَهُ ، فَدَعَا سَعْدٌ اللَّهَ - عز وجل - فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَا تُمِتْنِي حَتَّى تُقِرَّ عَيْنِي مِنْ قُرَيْظَةَ - قَالَتْ : وَكَانُوا حُلَفَاءَهُ (7) وَمَوَالِيَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ - قَالَتْ : فَرَقَأ كَلْمُهُ (8) وَبَعَثَ اللَّهُ - عز وجل - الرِّيحَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ، فَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ، وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا ، فَلَحِقَ أَبُو سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ بِتِهَامَةَ ، وَلَحِقَ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ وَمَنْ مَعَهُ بِنَجْدٍ ، وَرَجَعَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ فَتَحَصَّنُوا فِي صَيَاصِيهِمْ (9) وَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمَدِينَةِ فَوَضَعَ السِّلَاحَ ، وَأَمَرَ بِقُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فَضُرِبَتْ عَلَى سَعْدٍ فِي الْمَسْجِدِ ) (10) ( لِيَعُودَهُ مِنْ قَرِيبٍ ) (11) ( وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمُغْتَسَلَ لِيَغْتَسِلَ ) (12) ( فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ - عليه السلام - ) (13) ( فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ أَوَضَعْتُمْ أَسْلِحَتَكُمْ ؟ , وَاللَّهِ مَا وَضَعْنَا أَسْلِحَتَنَا بَعْدُ ) (14) ( فَاخْرُجْ إِلَيْهِمْ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِلَى أَيْنَ ؟ , قَالَ : هَاهُنَا - وَأَشَارَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ - ) (15) ( قَالَتْ عَائِشَةُ : فَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ - عليه السلام - مِنْ خَلَلِ الْبَابِ وَقَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ مِنَ الْغُبَارُ ) (16) ( قَالَتْ : " فَلَبِسَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَأْمَتَهُ (17) وَأَذَّنَ فِي النَّاسِ بِالرَّحِيلِ أَنْ يَخْرُجُوا ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَمَرَّ عَلَى بَنِي غَنْمٍ وَهُمْ جِيرَانُ الْمَسْجِدِ حَوْلَهُ فَقَالَ : مَنْ مَرَّ بِكُمْ ؟ " ، قَالُوا : مَرَّ بِنَا دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ - وَكَانَ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ - رضي الله عنه - تُشْبِهُ لِحْيَتُهُ وَسِنُّهُ وَوَجْهُهُ جِبْرِيلَ - عليه السلام - (18) قَالَتْ : " فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَحَاصَرَهُمْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً " ، فَلَمَّا اشْتَدَّ حَصْرُهُمْ وَاشْتَدَّ الْبَلَاءُ قِيلَ لَهُمْ : انْزِلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَاسْتَشَارُوا أَبَا لُبَابَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْذِرِ - رضي الله عنه - ، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنَّهُ الذَّبْحُ , فَقَالُوا : نَنْزِلُ عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " انْزِلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ " ، فَنَزَلُوا ، " وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ " ، فَأُتِيَ بِهِ عَلَى حِمَارٍ عَلَيْهِ إِكَافٌ مِنْ لِيفٍ (19) قَدْ حُمِلَ عَلَيْهِ ، وَحَفَّ بِهِ (20) قَوْمُهُ فَقَالُوا : يَا أَبَا عَمْرٍو ، حُلَفَاؤُكَ وَمَوَالِيكَ وَأَهْلُ النِّكَايَةِ (21) وَمَنْ قَدْ عَلِمْتَ - قَالَتْ : وَلَا يُرْجِعُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا وَلَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِمْ - حَتَّى إِذَا دَنَا مِنْ دُورِهِمْ الْتَفَتَ إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ : قَدْ آنَ لِي أَنْ لَا أُبَالِيَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ ) (22) ( فَلَمَّا دَنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِلْأَنْصَارِ : " ) (23) ( قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ فَأَنْزَلُوهُ (24) " فَقَالَ عُمَرُ : سَيِّدُنَا اللَّهُ - عز وجل - , فَقَالَ : " أَنْزِلُوهُ " ، فَأَنْزَلُوهُ ) (25) ( فَجَاءَ فَجَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ لَهُ : ) (26) ( " يَا سَعْدُ , إِنَّ هَؤُلَاءِ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِكَ , قَالَ : فَإِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ (27) ) (28) ( وَأَنْ تُسْبَى الذُّرِّيَّةُ (29) وَالنِّسَاءُ ، وَأَنْ تُقَسَّمَ أَمْوَالُهُمْ ) (30) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ ) (31) ( مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ (32) ) (33) " ) (34) ( قَالَتْ : وَلَمْ يُقْتَلْ مِنْ نِسَائِهِمْ - تَعْنِي بَنِي قُرَيْظَةَ - إِلَّا امْرَأَةٌ ، إِنَّهَا لَعِنْدِي تُحَدِّثُ تَضْحَكُ ظَهْرًا وَبَطْنًا ، " وَرَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقْتُلُ رِجَالَهُمْ بِالسُّيُوفِ " ، إِذْ هَتَفَ هَاتِفٌ (35) بِاسْمِهَا : أَيْنَ فُلَانَةُ ؟ , قَالَتْ : أَنَا ، قُلْتُ : وَمَا شَأْنُكِ ؟ ) (36) ( قَالَتْ : أُقْتَلُ ، فَقُلْتُ : وَلِمَ ؟ ) (37) ( قَالَتْ : حَدَثٌ أَحْدَثْتُهُ (38) قَالَتْ : فَانْطُلَقَ بِهَا فَضُرِبَتْ عُنُقُهَا ، فَمَا أَنْسَى عَجَبًا مِنْهَا أَنَّهَا تَضْحَكُ ظَهْرًا وَبَطْنًا وَقَدْ عَلِمَتْ أَنَّهَا تُقْتَلُ ) (39) ( ثُمَّ أَنَّ سَعْدًا قَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أُجَاهِدَهُمْ فِيكَ مِنْ قَوْمٍ كَذَّبُوا رَسُولَكَ - صلى الله عليه وسلم - وَأَخْرَجُوهُ ، اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّكَ قَدْ وَضَعْتَ الْحَرْبَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ (40) فَإِنْ كَانَ بَقِيَ مِنْ حَرْبِ قُرَيْشٍ شَيْءٌ فَأَبْقِنِي لَهُ (41) حَتَّى أُجَاهِدَهُمْ فِيكَ ، وَإِنْ كُنْتَ وَضَعْتَ الْحَرْبَ فَافْجُرْهَا (42) وَاجْعَلْ مَوْتِي فِيهَا (43) ) (44) ( قَالَتْ : فَانْفَجَرَ كَلْمُهُ (45) وَكَانَ قَدْ بَرِئَ حَتَّى مَا يُرَى مِنْهُ إِلَّا مِثْلُ الْخُرْصِ (46) ) (47) ( وَرَجَعَ إِلَى قُبَّتِهِ الَّتِي ضَرَبَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , قَالَتْ عَائِشَةُ : فَحَضَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، قَالَتْ : فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، إِنِّي لَأَعْرِفُ بُكَاءَ عُمَرَ مِنْ بُكَاءِ أَبِي بَكْرٍ وَأَنَا فِي حُجْرَتِي ، وَكَانُوا كَمَا قَالَ اللَّهُ - عز وجل - : { رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ } (48) قَالَ عَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ : فَقُلْتُ : أَيْ أُمَّهْ ، فَكَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصْنَعُ ؟ ، قَالَتْ : " كَانَتْ عَيْنُهُ لَا تَدْمَعُ عَلَى أَحَدٍ ، وَلَكِنَّهُ كَانَ إِذَا وَجِدَ (49) فَإِنَّمَا هُوَ آخِذٌ بِلِحْيَتِهِ " ) (50)
__________
(1) يعني : حِسَّ الأرض .
(2) أَيْ : الترس .
(3) يَعْنِي : مِغْفَرًا , وهو ما يَلْبَسُه المقاتل على رأسه من الزَّرَدِ . النهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 703)
(4) هو من قوله تعالى { أَو مُتَحَيِّزاً إِلى فئة } أَي : مُنْضمّاً إِليها , والتَّحَوُّزُ والتَّحَيُّز والانْحِياز .لسان العرب(ج5 ص339)
(5) يريد أنهم موجودون في المدينة محاصرون بها , ليس لهم مكان آخر يلجئون إليه لو حصلت لهم هزيمة .ع
(6) الأكْحَلُ : عِرْق في وسَط الذّراع يَكْثُر فَصْدُه . النهاية في غريب الأثر - (ج 4 / ص 271)
(7) الحليف : المتعاهد والمتعاقد على التَّعاضُد والتَّساعُد والاتّفاق .
(8) أَيْ : استمسك جرحه عن النزيف .
(9) الصَّيَاصِي : كلُّ ما يُمْتَنَعُ به وهي الحُصُونُ , وقيل : القُصُور لأَنَّه يُتَحَصَّنُ بها , وصِيصِيَّة الثَّوْرِ قَرْنه لاحْتِصانِه به مِن عَدُوِّه . لسان العرب - (ج 14 / ص 473)
(10) ( حم ) 25140 , ( حب ) 7028 , ( خ ) 3896 , ( م ) 65 - ( 1769 )
(11) ( خ ) 3896
(12) ( حم ) 25038 , ( خ ) 2658
(13) ( خ ) 3896 , ( م ) 1769
(14) ( حم ) 26442 , ( خ ) 3896 , ( م ) 1769
(15) ( خ ) 3891 , ( م ) 1769
(16) ( حم ) 26442 , 25038 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(17) أَيْ : دِرعه .
(18) ( خ ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : " كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى الْغُبَارِ سَاطِعًا فِي زِقَاقِ بَنِي غُنْمٍ - مَوْكِبُ جِبْرِيلَ حِينَ سَارَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ - "
(19) الإكاف : البرذعة , والليف : قشر النخل الذي يجاور السَّعَف .
(20) الحف : الإحاطة .
(21) النكاية : البطش والشدة والقوة والقتل .
(22) ( حم ) 25140 , ( حب ) 7028
(23) ( خ ) 3595 , ( م ) 64 - ( 1768 )
(24) قال الألباني في الصحيحة ح67 : كلمة ( فأنزلوه ) نص قاطع على أن الأمر بالقيام لسعد كان لأجل إنزاله , وليس تعظيما لسعد , لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن القيام لأحد تعظيما له . أ . هـ
وقال فيها الألباني : فائدتان : 1ـ اشتهر رواية هذا الحديث بلفظ : " لسيدكم " ، والرواية في الحديث كما رأيت : " إلى سيدكم " ، و لا أعلم للفظ الأول أصلا ، و قد نتج منه خطأ فقهي , وهو الاستدلال به على استحباب القيام للقادم كما فعل ابن بطال وغيره ، قال الحافظ محمد بن ناصر أبو الفضل في " التنبيه على الألفاظ التي وقع في نقلها وضبطها تصحيف و طأ في تفسيرها ومعانيها وتحريف في كتاب الغريبين عن أبي عبيد الهروي " ( ق 17 / 2 ) : ومن ذلك ما ذكره في هذا الباب من ذكر السيد ، وقال : كقوله لسعد حين قال : " قوموا لسيدكم " , أراد أفضلكم رجلا , قلت : والمعروف أنه قال : " قوموا إلى سيدكم " , قاله صلى الله عليه وسلم لجماعة من الأنصار لما جاء سعد بن معاذ محمولا على حمار و هو جريح ... أي : أنزلوه وحملوه ، لا قوموا له ، من القيام له , فإنه أراد بالسيد : الرئيس والمتقدم عليهم ، وإن كان غيره أفضل منه " , 2 - اشتهر الاستدلال بهذا الحديث على مشروعية القيام للداخل ، وأنت إذا تأملت في سياق القصة يتبين لك أنه استدلال ساقط من وجوه كثيرة , أقواها قوله صلى الله عليه وسلم " فأنزلوه " فهو نص قاطع على أن الأمر بالقيام إلى سعد إنما كان لإنزاله من أجل كونه مريضا ، ولذلك قال الحافظ : " وهذه الزيادة تخدش في الاستدلال بقصة سعد على مشروعية القيام المتنازع فيه , وقد احتج به النووي في ( كتاب القيام ) ... " . أ . هـ
وقال في صحيح الأدب المفرد ح727 : قال الحافظ " ولذلك رد على النووي استدلاله بحديث " الصحيحين " على مشروعية القيام للإكرام , كما كنت نقلت ذلك عنه تحت هذا الحديث من " الصحيحة " رقم (67) , ولذلك فقول الحافظ في صدد سرد فوائد الحديث " ومصافحة القادم , والقيام له " لِلَّهِ فأقول : أما المصافحة فلا إشكال في شرعيتها للأحاديث الواردة فيها قولاً وفعلاً , وسيأتي بعضها برقم (747)966 و 748/967) وإنما النقد فيما ذكره في القيام , فكأنه صدر منه نقلاً عن غيره دون أن يستحضر ما يرد عليه مما أورده هو نفسه على النووي كما رأيت . أ . هـ
(26) ( خ ) 2878
(27) قَالَ اِبْن إِسْحَاق : فَخَنْدَقُوا لَهُمْ خَنَادِقَ فَضُرِبَتْ أَعْنَاقُهُمْ , فَجَرَى الدَّم فِي الْخَنَادِق ، وَقَسَمَ أَمْوَالَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ وَأَبْنَاءَهُمْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، وَاخْتَلَفَ فِي عِدَّتِهِمْ : فَعِنْدَ اِبْن إِسْحَاق أَنَّهُمْ كَانُوا سِتَّمِائَة ، وَعِنْد اِبْن عَائِذٍ مِنْ مُرْسَلِ قَتَادَةَ " كَانُوا سَبْعَمِائَةٍ " , وَقَالَ السُّهَيْلِيُّ : الْمُكْثِرُ يَقُولُ إِنَّهُمْ مَا بَيْنَ الثَّمَانمِائَة إِلَى التِّسْعِمِائَة , وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ عِنْد التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيِّ وَابْن حِبَّانَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ أَنَّهُمْ كَانُوا أَرْبَعمِائَة مُقَاتِلٍ ، فَيُحْتَمَلُ فِي طَرِيقِ الْجَمْعِ أَنْ يُقَالَ إِنَّ الْبَاقِينَ كَانُوا أَتْبَاعًا . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 455)
(28) ( خ ) 3593 , ( م ) 64 - ( 1768 )
(29) ( ذَرَارِيّهمْ ) : أَيْ أَوْلَادهمْ الصِّغَار وَالنِّسَاء .
(30) ( م ) 65 - ( 1769 ) , ( حم ) 24340
(31) ( خ ) 3593 , ( م ) 64 - ( 1768 )
(32) قَوْله : " مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ " مَعْنَاهُ أَنَّ الْحُكْمَ نَزَلَ مِنْ فَوْقِ ، وَمِثْلُهُ قَوْل زَيْنَب بِنْت جَحْش : " زَوَّجَنِي اللَّهُ مِنْ نَبِيِّهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ " , أَيْ : نَزَلَ تَزْوِيجُهَا مِنْ فَوْقٍ ، وَلَا يَسْتَحِيلُ وَصْفُهُ تَعَالَى بِالْفَوْقِ عَلَى الْمَعْنَى الَّذِي يَلِيقُ بِجَلَالِهِ , لَا عَلَى الْمَعْنَى الَّذِي يَسْبِقُ إِلَى الْوَهْمِ مِنْ التَّحْدِيدِ الَّذِي يُفْضِي إِلَى التَّشْبِيهِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 454)
(33) مسند الحارث زوائد الهيثمي : 693 , وصححها الألباني في الإرواء : 1453 ، والصَّحِيحَة : 2745 , وكتاب الإيمان لابن تيمية بتحقيق الألباني ص134
(34) ( خ ) 3593 , ( م ) 1768
(35) أَيْ : صَاحَ صَائِح وَنَادَى مُنَادٍ . عون المعبود - (ج 6 / ص 107)
(36) ( د ) 2671 , ( حم ) 26407
(37) ( حم ) 26407 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(38) يُقَال إِنَّهَا كَانَتْ شَتَمَتْ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - , وَهُوَ الْحَدَث الَّذِي أَحْدَثَتْهُ ، وَفِيهِ دَلَالَة عَلَى وُجُوب قَتْل مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ . عون المعبود - (ج 6 / ص 107)
(39) ( د ) 2671 , ( حم ) 26407
(40) الَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ ظَنَّ سَعْدٍ كَانَ مُصِيبًا , وَأَنَّ دُعَاءَهُ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ كَانَ مُجَابًا ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَقَع بَيْن الْمُسْلِمِينَ وَبَيْن قُرَيْش مِنْ بَعْد وَقْعَةِ الْخَنْدَقِ حَرْبٌ يَكُونُ اِبْتِدَاء الْقَصْد فِيهَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ ، فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَجَهَّزَ إِلَى الْعُمْرَةِ , فَصَدُّوهُ عَنْ دُخُولِ مَكَّةَ وَكَادَت الْحَرْبُ أَنْ تَقَعَ بَيْنَهُمْ , فَلَمْ تَقَع كَمَا قَالَ تَعَالَى ( وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّة مِنْ بَعْد أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ) ثُمَّ وَقَعَتْ الْهُدْنَةُ , وَاعْتَمَرَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَابِلٍ ، وَاسْتَمَرَّ ذَلِكَ إِلَى أَنْ نَقَضُوا الْعَهْدَ ، فَتَوَجَّهَ إِلَيْهِمْ غَازِيًا فَفُتِحَتْ مَكَّةُ , فَعَلَى هَذَا فَالْمُرَادُ بِقَوْلِهِ : " أَظُنُّ أَنَّك وَضَعْت الْحَرْبَ " أَيْ : أَنْ يَقْصِدُونَا مُحَارَبِينَ ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الآنْ نَغْزُوهُمْ وَلَا يَغْزُونَنَا " . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 455)
(41) أَيْ : لِلْحَرْبِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 455)
(42) أَيْ : الْجِرَاحَةَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 455)
(43) هَذَا لَيْسَ مِنْ تَمَنِّي الْمَوْت الْمَنْهِيّ عَنْهُ ، لِأَنَّ ذَلِكَ فِيمَنْ تَمَنَّاهُ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ ، وَهَذَا إِنَّمَا تَمَنَّى اِنْفِجَارهَا لِيَكُونَ شَهِيدًا . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 219)
(44) ( م ) 67 - ( 1769 ) , ( خ ) 3896
(45) أَيْ : جرحه .
(46) الخُرْصُ - بالضم والكسر - : الحلْقة الصغيرة من الحُلِي , وهو من حُلِيِّ الأذُن . النهاية (ج 2 / ص 62)
(48) سورة : الفتح آية رقم : 29
(49) أَيْ : حزن .
(50) ( حم ) 25140 , ( حب ) 7028 , ( ش ) 36796 , انظر الصَّحِيحَة : 67 ، صحيح موارد الظمآن : 1413 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .(4/204)
( خ م حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( وَضَعَ السِّلَاحَ ) (1) ( وَدَخَلَ الْمُغْتَسَلَ لِيَغْتَسِلَ ) (2) ( فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ - عليه السلام - ) (3) ( فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ أَوَضَعْتُمْ أَسْلِحَتَكُمْ ؟ , وَاللَّهِ مَا وَضَعْنَا أَسْلِحَتَنَا بَعْدُ ) (4) ( فَاخْرُجْ إِلَيْهِمْ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِلَى أَيْنَ ؟ , قَالَ : هَا هُنَا - وَأَشَارَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ - ) (5) ( قَالَتْ عَائِشَةُ : فَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ - عليه السلام - مِنْ خَلَلِ الْبَابِ وَقَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ مِنَ الْغُبَارُ ) (6) ( قَالَتْ : فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَاتَلَهُمْ (7) " ) (8) ( فَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدٍ ابْنِ مُعَاذٍ (9) " فَبَعَثَ إلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَكَانَ قَرِيبًا مِنْهُ " , فَجَاءَ عَلَى حِمَارٍ ) (10) ( فَلَمَّا دَنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِلْأَنْصَارِ : " قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ [ فَأَنْزَلُوهُ (11) ] (12) " ) (13) ( فَجَاءَ فَجَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ لَهُ : ) (14) ( " يَا سَعْدُ , إِنَّ هَؤُلَاءِ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِكَ , قَالَ : فَإِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ (15) ) (16) ( وَأَنْ تُسْبَى الذُّرِّيَّةُ وَالنِّسَاءُ ، وَأَنْ تُقَسَّمَ أَمْوَالُهُمْ ) (17) ( فَقَالَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ [ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ (18) ] (19) " ) (20) ( وَلَمْ يُقْتَلْ مِنْ نِسَائِهِمْ - تَعْنِي بَنِي قُرَيْظَةَ - إِلَّا امْرَأَةٌ ، إِنَّهَا لَعِنْدِي تُحَدِّثُ تَضْحَكُ ظَهْرًا وَبَطْنًا ، " وَرَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقْتُلُ رِجَالَهُمْ بِالسُّيُوفِ " ، إِذْ هَتَفَ هَاتِفٌ (21) بِاسْمِهَا : أَيْنَ فُلَانَةُ ؟ , قَالَتْ : أَنَا ، قُلْتُ : وَمَا شَأْنُكِ ؟ ) (22) ( قَالَتْ : أُقْتَلُ ، فَقُلْتُ : وَلِمَ ؟ ) (23) ( قَالَتْ : حَدَثٌ أَحْدَثْتُهُ (24) قَالَتْ : فَانْطُلَقَ بِهَا فَضُرِبَتْ عُنُقُهَا ، فَمَا أَنْسَى عَجَبًا مِنْهَا أَنَّهَا تَضْحَكُ ظَهْرًا وَبَطْنًا وَقَدْ عَلِمَتْ أَنَّهَا تُقْتَلُ ) (25) ( ثُمَّ أَنَّ سَعْدًا قَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أُجَاهِدَهُمْ فِيكَ مِنْ قَوْمٍ كَذَّبُوا رَسُولَكَ - صلى الله عليه وسلم - وَأَخْرَجُوهُ ، اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّكَ قَدْ وَضَعْتَ الْحَرْبَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ (26) فَإِنْ كَانَ بَقِيَ مِنْ حَرْبِ قُرَيْشٍ شَيْءٌ فَأَبْقِنِي لَهُ (27) حَتَّى أُجَاهِدَهُمْ فِيكَ ، وَإِنْ كُنْتَ وَضَعْتَ الْحَرْبَ فَافْجُرْهَا (28) وَاجْعَلْ مَوْتَتِي فِيهَا (29) فَانْفَجَرَتْ مِنْ لَبَّتِهِ (30) فَلَمْ يَرُعْهُمْ (31) - وَفِي الْمَسْجِدِ خَيْمَةٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ (32) - إِلَّا الدَّمُ يَسِيلُ إِلَيْهِمْ ، فَقَالُوا : يَا أَهْلَ الْخَيْمَةِ , مَا هَذَا الَّذِي يَأْتِينَا مِنْ قِبَلِكُمْ ؟ ، فَإِذَا سَعْدٌ يَغْذُو (33) جُرْحُهُ دَمًا ) (34) ( فَمَا زَالَ يَسِيلُ حَتَّى مَاتَ - رضي الله عنه - , فَذَاكَ حِينَ يَقُولُ الشَّاعِرُ :
أَلَا يَا سَعْدُ سَعْدَ بَنِي مُعَاذٍ فَمَا فَعَلَتْ قُرَيْظَةُ وَالنَّضِيرُ
لَعَمْرُكَ إِنَّ سَعْدَ بَنِي مُعَاذٍ غَدَاةَ تَحَمَّلُوا لَهُوَ الصَّبُورُ
تَرَكْتُمْ قِدْرَكُمْ لَا شَيْءَ فِيهَا وَقِدْرُ الْقَوْمِ حَامِيَةٌ تَفُورُ (35)
وَقَدْ قَالَ الْكَرِيمُ أَبُو حُبَابٍ (36) أَقِيمُوا قَيْنُقَاعُ وَلَا تَسِيرُوا (37)
وَقَدْ كَانُوا بِبَلْدَتِهِمْ ثِقَالًا كَمَا ثَقُلَتْ بِمَيْطَانَ الصُّخُورُ (38) ) (39)
__________
(1) ( خ ) 3896 , ( م ) 1769
(2) ( حم ) 25038 , ( خ ) 2658
(3) ( خ ) 3896 , ( م ) 1769
(4) ( حم ) 26442 , ( خ ) 3896 , ( م ) 1769
(5) ( خ ) 3891 , ( م ) 1769
(6) ( حم ) 26442 , 25038 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(7) وَرَوَى اِبْن عَائِذٍ مِنْ مُرْسَلِ قَتَادَةَ قَالَ : " بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنَادِيًا يُنَادِي ، فَنَادَى : يَا خَيْلَ اللَّهِ اِرْكَبِي " , وَفِي رِوَايَةِ الْحَاكِمِ وَالْبَيْهَقِيّ : " وَبَعَثَ عَلِيًّا عَلَى الْمُقَدِّمَةِ وَدَفَعَ إِلَيْهِ اللِّوَاءَ ، وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَثَرِهِ " , وَعِنْدَ مُوسَى بْن عُقْبَةَ نَحْوُهُ وَزَادَ " وَحَاصَرَهُمْ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً " , وَعِنْدَ اِبْنِ سَعْدٍ " خَمْسَ عَشْرَةَ " , وَمِثْلَهَا عِنْدَ اِبْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : " حَاصَرَهُمْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً حَتَّى أَجْهَدَهُمْ الْحِصَارُ , وَقُذِفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ ، فَعَرَضَ عَلَيْهِمْ رَئِيسُهُمْ كَعْبُ بْنُ أَسَدٍ أَنْ يُؤْمِنُوا ، أَوْ يَقْتُلُوا نِسَاءَهُمْ وَأَبْنَاءَهُمْ وَيَخْرُجُوا مُسْتَقْتِلِينَ ، أَوْ يُبَيِّتُوا الْمُسْلِمِينَ لَيْلَةَ السَّبْتِ , فَقَالُوا : لَا نُؤْمِنُ ، وَلَا نَسْتَحِلُّ لَيْلَةَ السَّبْتِ ، وَأَيُّ عَيْشٍ لَنَا بَعْدَ أَبْنَائِنَا وَنِسَائِنَا ؟ , فَأَرْسَلُوا إِلَى أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ - وَكَانُوا حُلَفَاءَهُ - فَاسْتَشَارُوهُ فِي النُّزُولِ عَلَى حُكْمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ - يَعْنِي الذَّبْحَ - ثُمَّ نَدِمَ ، فَتَوَجَّهَ إِلَى مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَارْتَبَطَ بِهِ حَتَّى تَابَ اللَّه عَلَيْهِ " . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 455)
(8) ( م ) 1769
(9) وعِنْدَ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : " لَمَّا اِشْتَدَّ بِهِمْ الْحِصَارُ أَذْعَنُوا إِلَى أَنْ يَنْزِلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَتَوَاثَبَتْ الْأَوْسُ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّه قَدْ فَعَلْت فِي مَوَالِي الْخَزْرَجِ - أَيْ : بَنِي قَيْنُقَاع - مَا عَلِمْت , فَقَالَ : أَلَا تَرْضَوْنَ أَن يَحْكُمَ فِيهِمْ رَجُلٌ مِنْكُمْ ؟ , قَالُوا : بَلَى , قَالَ : فَذَلِكَ إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ " , وَفِي كَثِيرٍ مِنْ السِّيَرِ أَنَّهُمْ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدٍ ، وَيُجْمَعُ بِأَنَّهُمْ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِهِ قَبْلَ أَنْ يَحْكُمَ فِيهِ سَعْدٌ ، وَفِي رِوَايَةِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ الْمَذْكُورَةِ : " فَلَمَّا اِشْتَدَّ بِهِمْ الْبَلَاءُ قِيلَ لَهُمْ : اِنْزِلُوا عَلَى حُكْم رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا اِسْتَشَارُوا أَبَا لُبَابَةَ قَالُوا نَنْزِلُ عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ " ، فَحَصَلَ فِي سَبَبِ رَدِّ الْحُكْمِ إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ أَمْرَانِ : أَحَدُهُمَا : سُؤَالُ الْأَوْسِ ، وَالْآخَرُ : إِشَارَةُ أَبِي لُبَابَةَ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ الْإِشَارَةُ إِثْرَ تَوَقُّفِهِمْ ، ثُمَّ لَمَّا اِشْتَدَّ الْأَمْرُ بِهِمْ فِي الْحِصَارِ عَرَفُوا سُؤَالَ الْأَوْسِ فَأَذْعَنُوا إِلَى النُّزُولِ عَلَى حُكْمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ وَأَيْقَنُوا بِأَنَّهُ يَرُدُّ الْحُكْمَ إِلَى سَعْدٍ , وَفِي رِوَايَةٍ عِنْد مُسْلِم : " فَرَدَّ الْحُكْم فِيهِمْ إِلَى سَعْد وَكَانُوا حُلَفَاءَهُ " . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 455)
(10) ( خ ) 2878
(11) قال الألباني في الصحيحة ح67 : كلمة ( فأنزلوه ) نص قاطع على أن الأمر بالقيام لسعد كان لأجل إنزاله , وليس تعظيما لسعد , لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن القيام لأحد تعظيما له . أ . هـ
(12) ( حم ) 25140 , ( حب ) 7028 , انظر الصحيحة : 67 وقال فيها الألباني : فائدتان : 1ـ اشتهر رواية هذا الحديث بلفظ : " لسيدكم " ، والرواية في الحديث كما رأيت : " إلى سيدكم " ، و لا أعلم للفظ الأول أصلا ، و قد نتج منه خطأ فقهي , وهو الاستدلال به على استحباب القيام للقادم كما فعل ابن بطال وغيره ، قال الحافظ محمد بن ناصر أبو الفضل في " التنبيه على الألفاظ التي وقع في نقلها وضبطها تصحيف و طأ في تفسيرها ومعانيها وتحريف في كتاب الغريبين عن أبي عبيد الهروي " ( ق 17 / 2 ) : ومن ذلك ما ذكره في هذا الباب من ذكر السيد ، وقال : كقوله لسعد حين قال :
" قوموا لسيدكم " , أراد أفضلكم رجلا , قلت : والمعروف أنه قال : " قوموا إلى سيدكم " , قاله صلى الله عليه وسلم لجماعة من الأنصار لما جاء سعد بن معاذ محمولا على حمار و هو جريح ... أي : أنزلوه وحملوه ، لا قوموا له ، من القيام له , فإنه أراد بالسيد : الرئيس والمتقدم عليهم ، وإن كان غيره أفضل منه " , 2 - اشتهر الاستدلال بهذا الحديث على مشروعية القيام للداخل ، وأنت إذا تأملت في سياق القصة يتبين لك أنه استدلال ساقط من وجوه كثيرة , أقواها قوله صلى الله عليه وسلم " فأنزلوه " فهو نص قاطع على أن الأمر بالقيام إلى سعد إنما كان لإنزاله من أجل كونه مريضا ، ولذلك قال الحافظ : " وهذه الزيادة تخدش في الاستدلال بقصة سعد على مشروعية القيام المتنازع فيه , وقد احتج به النووي في ( كتاب القيام ) ... " . أ . هـ
(13) ( خ ) 3895 , ( م ) 1768
(14) ( خ ) 2878
(15) قَالَ اِبْن إِسْحَاق : فَخَنْدَقُوا لَهُمْ خَنَادِقَ فَضُرِبَتْ أَعْنَاقُهُمْ , فَجَرَى الدَّم فِي الْخَنَادِق ، وَقَسَمَ أَمْوَالَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ وَأَبْنَاءَهُمْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، وَاخْتَلَفَ فِي عِدَّتِهِمْ : فَعِنْدَ اِبْن إِسْحَاق أَنَّهُمْ كَانُوا سِتَّمِائَة ، وَعِنْد اِبْن عَائِذٍ مِنْ مُرْسَلِ قَتَادَةَ " كَانُوا سَبْعَمِائَةٍ " , وَقَالَ السُّهَيْلِيُّ : الْمُكْثِرُ يَقُولُ إِنَّهُمْ مَا بَيْنَ الثَّمَانمِائَة إِلَى التِّسْعِمِائَة , وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ عِنْد التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيِّ وَابْن حِبَّانَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ أَنَّهُمْ كَانُوا أَرْبَعمِائَة مُقَاتِلٍ ، فَيُحْتَمَلُ فِي طَرِيقِ الْجَمْعِ أَنْ يُقَالَ إِنَّ الْبَاقِينَ كَانُوا أَتْبَاعًا . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 455)
(16) ( خ ) 3593 , ( م ) 1768
(17) ( م ) 1769 , ( حم ) 24340
(18) قَوْله : " مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ " مَعْنَاهُ أَنَّ الْحُكْمَ نَزَلَ مِنْ فَوْقِ ، وَمِثْلُهُ قَوْل زَيْنَب بِنْت جَحْش : " زَوَّجَنِي اللَّهُ مِنْ نَبِيِّهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ " , أَيْ : نَزَلَ تَزْوِيجُهَا مِنْ فَوْقٍ ، وَلَا يَسْتَحِيلُ وَصْفُهُ تَعَالَى بِالْفَوْقِ عَلَى الْمَعْنَى الَّذِي يَلِيقُ بِجَلَالِهِ , لَا عَلَى الْمَعْنَى الَّذِي يَسْبِقُ إِلَى الْوَهْمِ مِنْ التَّحْدِيدِ الَّذِي يُفْضِي إِلَى التَّشْبِيهِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 454)
(19) مسند الحارث زوائد الهيثمي : 693 , وصححها الألباني في الإرواء : 1453 ، والصَّحِيحَة : 2745 , وكتاب الإيمان لابن تيمية بتحقيق الألباني ص134
(20) ( خ ) 3593 , ( م ) 1768
(21) أَيْ : صَاحَ صَائِح وَنَادَى مُنَادٍ . عون المعبود - (ج 6 / ص 107)
(22) ( د ) 2671 , ( حم ) 26407
(23) ( حم ) 26407قال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(24) يُقَال إِنَّهَا كَانَتْ شَتَمَتْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَهُوَ الْحَدَث الَّذِي أَحْدَثَتْهُ ، وَفِيهِ دَلَالَة عَلَى وُجُوب قَتْل مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ . عون المعبود - (ج 6 / ص 107)
(25) ( د ) 2671 , ( حم ) 26407
(26) الَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ ظَنَّ سَعْدٍ كَانَ مُصِيبًا , وَأَنَّ دُعَاءَهُ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ كَانَ مُجَابًا ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَقَع بَيْن الْمُسْلِمِينَ وَبَيْن قُرَيْش مِنْ بَعْد وَقْعَةِ الْخَنْدَقِ حَرْبٌ يَكُونُ اِبْتِدَاء الْقَصْد فِيهَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ ، فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَجَهَّزَ إِلَى الْعُمْرَةِ , فَصَدُّوهُ عَنْ دُخُولِ مَكَّةَ وَكَادَت الْحَرْبُ أَنْ تَقَعَ بَيْنَهُمْ , فَلَمْ تَقَع كَمَا قَالَ تَعَالَى ( وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّة مِنْ بَعْد أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ) ثُمَّ وَقَعَتْ الْهُدْنَةُ , وَاعْتَمَرَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَابِلٍ ، وَاسْتَمَرَّ ذَلِكَ إِلَى أَنْ نَقَضُوا الْعَهْدَ ، فَتَوَجَّهَ إِلَيْهِمْ غَازِيًا فَفُتِحَتْ مَكَّةُ , فَعَلَى هَذَا فَالْمُرَادُ بِقَوْلِهِ : " أَظُنُّ أَنَّك وَضَعْت الْحَرْبَ " أَيْ : أَنْ يَقْصِدُونَا مُحَارَبِينَ ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الآنْ نَغْزُوهُمْ وَلَا يَغْزُونَنَا " . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 455)
(27) أَيْ : لِلْحَرْبِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 455)
(28) أَيْ : الْجِرَاحَةَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 455)
(29) هَذَا لَيْسَ مِنْ تَمَنِّي الْمَوْت الْمَنْهِيّ عَنْهُ ، لِأَنَّ ذَلِكَ فِيمَنْ تَمَنَّاهُ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ ، وَهَذَا إِنَّمَا تَمَنَّى اِنْفِجَارهَا لِيَكُونَ شَهِيدًا . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 219)
(30) اللَّبَّة : مَوْضِعُ الْقِلَادَةِ مِنْ الصَّدْرِ ، وَفِي رِوَايَة الْكُشْمِيهَنِيّ " مِنْ لَيْلَتِهِ " وَهُوَ تَصْحِيف , فَقَدْ رَوَاهُ حَمَّاد بْن سَلَمَة عَنْ هِشَام فَقَالَ فِي رِوَايَتِهِ : " فَإِذَا لَبَتُّهُ قَدْ اِنْفَجَرَتْ مِنْ كَلْمِهِ " أَيْ : مِنْ جُرْحِهِ ، أَخْرَجَهُ اِبْن خُزَيْمَةَ , وَكَانَ مَوْضِعُ الْجُرْحِ وَرِمَ حَتَّى اِتَّصَلَ الْوَرَمُ إِلَى صَدْرِهِ فَانْفَجَرَ مِنْ ثَمَّ . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 455)
(31) أَيْ : لَمْ يَفْجَأهُمْ وَيَأْتِهِمْ بَغْتَة . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 219)
(32) ذَكَرَ ابْن إِسْحَاق أَنَّ الْخَيْمَةَ كَانَتْ لِرَفِيدَةِ الْأَسْلَمِيَّةَ ، فَيُحْتَمَل أَنْ تَكُون كَانَ لَهَا زَوْج مِنْ بَنِي غِفَار . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 455)
(33) أَيْ : يَسِيلُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 455)
(34) ( م ) 1769 , ( خ ) 3896
(35) هَذَا : مَثَلٌ لِعَدَمِ النَّاصِر ، وَأَرَادَ بِقَوْله : ( تَرَكْتُمْ قِدْركُمْ ) الْأَوْس لِقِلَّةِ حُلَفَائِهِمْ ، فَإِنَّ حُلَفَاءَهُمْ قُرَيْظَة قَدْ قُتِلُوا ، وَأَرَادَ بِقَوْلِهِ : ( وَقِدْر الْقَوْم حَامِيَة تَفُور ) الْخُرُوج لِشَفَاعَتِهِمْ فِي حُلَفَائِهِمْ بَنِي قَيْنُقَاع , حَتَّى مَنَّ عَلَيْهِمْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَرَكَهُمْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْن أُبَيِّ بْن سَلُول ، وَهُوَ أَبُو حُبَابٍ الْمَذْكُور فِي الْبَيْت الْآخَر . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 219)
(36) هُوَ عَبْد اللَّه بْن أُبَيٍّ رَئِيس الْخَزْرَج ، وَكَانَ شَفَعَ فِي بَنِي قَيْنُقَاع فَوَهَبَهُمْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ , وَكَانُوا حُلَفَاءَهُ ، وَكَانَتْ قُرَيْظَة حُلَفَاء سَعْد بْن مُعَاذ فَحَكَمَ بِقَتْلِهِمْ , فَقَالَ هَذَا الشَّاعِر يُوَبِّخُهُ بِذَلِكَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 455)
(37) وَإِنَّمَا قَصَدَ هَذَا الشَّاعِر تَحْرِيض سَعْدٍ عَلَى اِسْتِبْقَاء بَنِي قُرَيْظَة حُلَفَاءَهُ ، وَيَلُومهُ عَلَى حُكْمه فِيهِمْ ، وَيُذَكِّرهُ بِفِعْلِ عَبْد اللَّه بْن أُبَيٍّ ، وَيَمْدَحهُ بِشَفَاعَتِهِ فِي حُلَفَائِهِمْ بَنِي قَيْنُقَاع . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 219)
(38) مَيْطَان : مَوْضِع فِي بِلَاد مُزَيْنَةَ مِنْ الْحِجَازِ كَثِير الْأَوْعَار ، وَأَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى أَنَّ بَنِي قُرَيْظَةَ كَانُوا فِي بِلَادِهِمْ رَاسِخِينَ مِنْ كَثْرَةِ مَا لَهُمْ مِنْ الْقُوَّةِ وَالنَّجْدَةِ وَالْمَالِ ، كَمَا رَسَخَتْ الصُّخُورُ بِتِلْكَ الْبَلْدَةِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 455)
(39) ( م ) 1769(4/205)
( م ت ) , وَعَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( رُمِيَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ - رضي الله عنه - يَوْمَ الْأَحْزَابِ فَقَطَعُوا أَكْحَلَهُ ، " فَحَسَمَهُ (1) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالنَّارِ ) (2) ( ثُمَّ وَرِمَتْ ) (3) ( يَدُهُ فَتَرَكَهُ فَنَزَفَهُ الدَّمُ ) (4) ( فَحَسَمَهُ الثَّانِيَةَ ) (5) ( فَانْتَفَخَتْ يَدُهُ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ : اللَّهُمَّ لَا تُخْرِجْ نَفْسِي حَتَّى تُقِرَّ عَيْنِي مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ ، فَاسْتَمْسَكَ عِرْقُهُ فَمَا قَطَرَ قَطْرَةً حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ، فَأُرْسِلَ إِلَيْهِ ، فَحَكَمَ أَنْ يُقْتَلَ رِجَالُهُمْ وَيُسْتَحْيَا نِسَاؤُهُمْ وَذَرَارِيُّهُمْ (6) يَسْتَعِينُ بِهِنَّ الْمُسْلِمُونَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَصَبْتَ حُكْمَ اللَّهِ فِيهِمْ " ، وَكَانُوا أَرْبَعَ مِائَةٍ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قَتْلِهِمْ انْفَتَقَ عِرْقُهُ فَمَاتَ ) (7) .
__________
(1) أَيْ : كَوَاهُ لِيَقْطَع دَمه ، وَأَصْل الْحَسْم الْقَطْع . شرح النووي على مسلم - (ج 7 / ص 348)
(2) ( ت ) 1582 , ( د ) 3866 , ( حم ) 14295
(3) ( م ) 75 - ( 2208 )
(4) ( ت ) 1582
(5) ( م ) 75 - ( 2208 ) , ( جة ) 3494 , ( حم ) 14382
(6) ( ذَرَارِيّهمْ ) : أَيْ أَوْلَادهمْ الصِّغَار .
(7) ( ت ) 1582 , ( حم ) 14815 , ( حب ) 4784 , وصححه الألباني في الإرواء : 1213(4/206)
( خ م ) ، وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" حَارَبَتْ يَهُودُ بَنِي النَّضِيرِ وَقُرَيْظَةَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَأَجْلَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَنِي النَّضِيرِ ، وَأَقَرَّ قُرَيْظَةَ وَمَنَّ عَلَيْهِمْ حَتَّى حَارَبَتْ قُرَيْظَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ، فَقَتَلَ رِجَالَهُمْ وَقَسَمَ نِسَاءَهُمْ وَأَوْلَادَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ ، إِلَّا أَنَّ بَعْضَهُمْ لَحِقُوا بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَآمَنَهُمْ وَأَسْلَمُوا ، وَأَجْلَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَهُودَ الْمَدِينَةِ كُلَّهُمْ , بَنِي قَيْنُقَاعَ - وَهُمْ رَهْطُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ -وَيَهُودَ بَنِي حَارِثَةَ , وَكُلَّ يَهُودِيٍّ كَانَ الْمَدِينَةِ " (1)
__________
(1) ( م ) 62 - ( 1766 ) , ( خ ) 3804 , ( د ) 3005 , ( حم ) 6367(4/207)
( خ ) , وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ حِينَ أَجْلَى اللَّهُ الْأَحْزَابَ عَنْهُ : " الْآنَ نَغْزُوهُمْ وَلَا يَغْزُونَا , نَحْنُ نَسِيرُ إِلَيْهِمْ " (1)
__________
(1) ( خ ) 4110 , ( حم ) 18334(4/208)
( 7 ) صُلْحُ الْحُدَيْبِيَة
( خ د حم ش حب ) , عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ - رضي الله عنهما - قَالَ :( " خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِائَةً مِنْ أَصْحَابِهِ ) (1) ( يُرِيدُ زِيَارَةَ الْبَيْتِ لَا يُرِيدُ قِتَالًا , وَسَاقَ مَعَهُ الْهَدْيَ (2) سَبْعِينَ بَدَنَةً ) (3) ( فَلَمَّا أَتَى ذَا الْحُلَيْفَةِ قَلَّدَ الْهَدْيَ وَأَشْعَرَهُ (4) وَأَحْرَمَ مِنْهَا بِعُمْرَةٍ , وَبَعَثَ عَيْنًا لَهُ (5) مِنْ خُزَاعَةَ ) (6) ( بَيْنَ يَدَيْهِ ) (7) ( يُخْبِرُهُ عَنْ قُرَيْشٍ , وَسَارَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى إِذَا كَانَ بِغَدِيرِ الْأَشْطَاطِ - قَرِيبٌ مِنْ عُسْفَانَ - " أَتَاهُ عَيْنُهُ الْخُزَاعِيُّ ) (8) ( فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ قُرَيْشٌ قَدْ سَمِعَتْ بِمَسِيرِكَ فَخَرَجَتْ مَعَهَا الْعُوذُ الْمَطَافِيلُ , قَدْ لَبِسُوا جُلُودَ النُّمُورِ ) (9) ( وَجَمَعُوا لَكَ الْأَحَابِيشَ ) (10) ( يُعَاهِدُونَ اللَّهَ أَنْ لَا تَدْخُلَهَا عَلَيْهِمْ عَنْوَةً أَبَدًا , وَهَذَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فِي خَيْلِهِمْ , قَدِمُوا إِلَى كُرَاعِ الْغَمِيمِ ) (11) ( وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ وَصَادُّوكَ عَنْ الْبَيْتِ وَمَانِعُوكَ ) (12) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا وَيْحَ قُرَيْشٍ , لَقَدْ أَكَلَتْهُمْ الْحَرْبُ , مَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ خَلَّوْا بَيْنِي وَبَيْنَ سَائِرِ النَّاسِ ؟ , فَإِنْ أَصَابُونِي كَانَ الَّذِي أَرَادُوا , وَإِنْ أَظْهَرَنِي اللَّهُ عَلَيْهِمْ دَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ وَهُمْ وَافِرُونَ , وَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا قَاتَلُوا وَبِهِمْ قُوَّةٌ , فَمَاذَا تَظُنُّ قُرَيْشٌ ؟ , وَاللَّهِ إِنِّي لَا أَزَالُ أُجَاهِدُهُمْ عَلَى الَّذِي بَعَثَنِي اللَّهُ لَهُ حَتَّى يُظْهِرَهُ اللَّهُ أَوْ تَنْفَرِدَ هَذِهِ السَّالِفَةُ (13) ) (14) ( ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَشِيرُوا عَلَيَّ أَيُّهَا النَّاسُ , أَتَرَوْنَ أَنْ أَمِيلَ إِلَى ) (15) ( ذَرَارِيِّ (16) هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَعَانُوهُمْ ) (17) ( أَنْ يَصُدُّونَا عَنْ الْبَيْتِ ) (18) ( فَنُصِيبَهُمْ ؟ , فَإِنْ قَعَدُوا قَعَدُوا مَوْتُورِينَ (19) مَحْرُوبِينَ (20) ) (21) ( وَإِنْ يَحْنُونَ تَكُنْ عُنُقًا قَطَعَهَا اللَّهُ , أَوْ تَرَوْنَ أَنْ نَؤُمَّ الْبَيْتَ (22) فَمَنْ صَدَّنَا عَنْهُ قَاتَلْنَاهُ ؟ " ) (23) ( فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , خَرَجْتَ عَامِدًا لِهَذَا الْبَيْتِ لَا تُرِيدُ قَتْلَ أَحَدٍ وَلَا حَرْبَ أَحَدٍ , فَتَوَجَّهْ لَهُ , فَمَنْ صَدَّنَا عَنْهُ قَاتَلْنَاهُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " امْضُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ ) (24) ( حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ بِالْغَمِيمِ فِي خَيْلٍ لِقُرَيْشٍ طَلِيعَةً (25) فَخُذُوا ذَاتَ الْيَمِينِ ) (26) ( فَسَلَكُوا ذَاتَ الْيَمِينِ بَيْنَ ظَهْرَيْ الْحَمْضِ عَلَى طَرِيقٍ تُخْرِجُهُ عَلَى ثَنِيَّةِ الْمِرَارِ وَالْحُدَيْبِيَةِ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ " ) (27) ( فَوَاللَّهِ مَا شَعَرَ بِهِمْ خَالِدٌ ) (28) ( فَلَمَّا رَأَتْ خَيْلُ قُرَيْشٍ قَتَرَةَ الْجَيْشِ (29) قَدْ خَالَفُوا عَنْ طَرِيقِهِمْ , نَكَصُوا رَاجِعِينَ إِلَى قُرَيْشٍ ) (30) ( نَذِيرًا لِقُرَيْشٍ , " وَسَارَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى إِذَا كَانَ بِالثَّنِيَّةِ الَّتِي يَهْبِطُ عَلَيْهِمْ مِنْهَا بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : حَلْ حَلْ (31) " فَأَلَحَّتْ ) (32) ( فَقَالَ النَّاسُ : خَلَأَتْ ) (33) ( الْقَصْوَاءُ (34)
__________
(1) ( خ ) 3926 , ( س ) 2771 , ( د ) 1754
(2) الهدي : ما يهدى إلى الحرم من النَّعَم والذبائح .
(3) ( حم ) 18930 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(4) الإشعار : شَقُّ أحَد جَنْبَي البَدَنة حتى يَسِيل دمُها وجَعل ذلك لها عَلامة تُعْرف بها أنها هَدْيٌ .
(5) أَيْ : جاسوسا .
(6) ( خ ) 3944 , ( س ) 2771 , ( د ) 1754
(7) ( حم ) 18929 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(8) ( حم ) 18948 , ( خ ) 3944
(9) ( حم ) 18930 , ( خ ) 2581
(10) ( خ ) 3944
(11) ( حم ) 18930
(12) ( خ ) 3944
(13) السالِفَة : صَفْحة العُنُق وهما سالِفَتان من جانِبَيه , , أراد حتى يُفَرَّق بين رأسي وجَسدي . النهاية(ج 2 / ص 981)
(14) ( حم ) 18930
(15) ( خ ) 3944
(16) ( ذَرَارِيّهمْ ) : أَيْ أَوْلَادهمْ الصِّغَار وَالنِّسَاء .
(17) ( حم ) 18948
(18) ( خ ) 3944
(19) الموتور : المقطوع أي الذي قطع حقه ولم يدركه , وقد تطلق على صاحب الدم الذي لم يأخذ بثأره .
(20) المحروب : المهزوم المهموم .
(21) ( حم ) 18948
(22) أَمَّ : قصد وتوجه .
(23) ( حم ) 18948
(24) ( خ ) 3944
(25) الطَّلِيعَة : مقدمة الجيش أو الذي يَنْظُرُ للقوم لَئلاَّ يَدْهَمَهم عدوٌّ .
(26) ( خ ) 2583 , ( حم ) 18948
(27) ( حم ) 18930
(28) ( خ ) 2583 , ( حم ) 18948
(29) القترة : الغبار أو شِبهُ الدخَان .
(30) ( حم ) 18930 , ( خ ) 2583
(31) حل حل : صوت تزجر به الدابة لتُحمل على السير .
(32) ( حم ) 18948 , ( خ ) 2583
(33) ( حم ) 18930
(34) خلأت : بركت من غير علة وَحَرَنَتْ ,
والقصواء : الناقة المقطوعة الأذن ، وكان ذلك لقبًا لناقة النبي ، ولم تكن مقطوعة الأذن .(4/209)
خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ , وَمَا ذَلِكَ لَهَا بِخُلُقٍ , وَلَكِنْ حَبَسَهَا (1) حَابِسُ الْفِيلِ ) (2) ( عَنْ مَكَّةَ , ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ لَا تَدْعُونِي قُرَيْشٌ الْيَوْمَ إِلَى خُطَّةٍ (3) ) (4) ( يُعَظِّمُونَ بِهَا حُرُمَاتِ اللَّهِ (5) إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا , ثُمَّ زَجَرَهَا فَوَثَبَتْ (6) فَعَدَلَ عَنْهُمْ حَتَّى نَزَلَ بِأَقْصَى الْحُدَيْبِيَةِ , عَلَى ثَمَدٍ (7) قَلِيلِ الْمَاءِ يَتَبَرَّضُهُ النَّاسُ تَبَرُّضًا , فَلَمْ يَلْبَثْهُ النَّاسُ أَنْ نَزَحُوهُ , فَشُكِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْعَطَشُ , " فَانْتَزَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ (8) ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهُ فِيهِ ) (9) ( فَأَعْطَاهُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ " , فَنَزَلَ فِي قَلِيبٍ (10) مِنْ تِلْكَ الْقُلُبِ فَغَرَزَهُ فِيهِ , فَجَاشَ الْمَاءُ بِالرَّوَاءِ حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ عَنْهُ بِعَطَنٍ ) (11) ( فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ مِنْ خُزَاعَةَ - وَكَانُوا عَيْبَةَ نُصْحٍ (12) لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أَهْلِ تِهَامَةَ - فَقَالَ : إِنِّي تَرَكْتُ كَعْبَ بْنَ لُؤَيٍّ وَعَامِرَ بْنَ لُؤَيٍّ (13) نَزَلُوا أَعْدَادَ (14) مِيَاهِ الْحُدَيْبِيَةِ , مَعَهُمْ الْعُوذُ الْمَطَافِيلُ (15) وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ وَصَادُّوكَ عَنْ الْبَيْتِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّا لَمْ نَجِئْ لِقِتَالِ أَحَدٍ , وَلَكِنَّا جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ , وَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ نَهِكَتْهُمْ (16) الْحَرْبُ فَأَضَرَّتْ بِهِمْ , فَإِنْ شَاءُوا مَادَدْتُهُمْ (17) مُدَّةً وَيُخَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ (18) فَإِنْ أَظْهَرُ , فَإِنْ شَاءُوا أَنْ يَدْخُلُوا فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ فَعَلُوا , وَإِلَّا فَقَدْ جَمُّوْا (19) وَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأُقَاتِلَنَّهُمْ عَلَى أَمْرِي هَذَا حَتَّى تَنْفَرِدَ سَالِفَتِي وَلَيُنْفِذَنَّ اللَّهُ أَمْرَهُ (20) " , فَقَالَ : بُدَيْلٌ سَأُبَلِّغُهُمْ مَا تَقُولُ ) (21) ( فَرَجَعُوا إِلَى قُرَيْشٍ فَقَالُوا : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ , إِنَّكُمْ تَعْجَلُونَ عَلَى مُحَمَّدٍ , وَإِنَّ مُحَمَّدًا لَمْ يَأْتِ لِقِتَالٍ , إِنَّمَا جَاءَ زَائِرًا لِهَذَا الْبَيْتِ مُعَظِّمًا لَحَقِّهِ , فَاتَّهَمُوهُمْ - وَكَانَتْ خُزَاعَةُ فِي غَيْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , مُسْلِمُهَا وَمُشْرِكُهَا لَا يُخْفُونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا كَانَ بِمَكَّةَ - قَالُوا : وَإِنْ كَانَ إِنَّمَا جَاءَ لِذَلِكَ , فلَا وَاللَّهِ لَا يَدْخُلُهَا أَبَدًا عَلَيْنَا عَنْوَةً , وَلَا تَتَحَدَّثُ بِذَلِكَ الْعَرَبُ , ثُمَّ بَعَثُوا إِلَيْهِ مِكْرَزَ بْنَ حَفْصِ بْنِ الْأَخْيَفِ , أَحَدَ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ , " فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : هَذَا رَجُلٌ غَادِرٌ " , فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " كَلَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِنَحْوٍ مِمَّا كَلَّمَ بِهِ أَصْحَابَهُ " , ثُمَّ رَجَعَ إِلَى قُرَيْشٍ فَأَخْبَرَهُمْ بِمَا قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَبَعَثُوا إِلَيْهِ الْحِلْسَ بْنَ عَلْقَمَةَ الْكِنَانِيَّ - وَهُوَ يَوْمَئِذٍ سَيِّدُ الْأَحَابِيشِ - " فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : هَذَا مِنْ قَوْمٍ ) (22) ( يُعَظِّمُونَ الْهَدْيَ ) (23) ( فَابْعَثُوا الْهَدْيَ فِي وَجْهِهِ " , فَبَعَثُوا الْهَدْيَ , فَلَمَّا رَأَى الْهَدْيَ يَسِيلُ عَلَيْهِ مِنْ عَرْضِ الْوَادِي فِي قَلَائِدِهِ , قَدْ أَكَلَ أَوْتَارَهُ مِنْ طُولِ الْحَبْسِ عَنْ مَحِلِّهِ ) (24) ( وَاسْتَقْبَلَهُ النَّاسُ يُلَبُّونَ , قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ , مَا يَنْبَغِي لِهَؤُلَاءِ أَنْ يُصَدُّوا عَنْ الْبَيْتِ ) (25) ( فَرَجَعَ وَلَمْ يَصِلْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , إِعْظَامًا لِمَا رَأَى , فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ , قَدْ رَأَيْتُ مَا لَا يَحِلُّ صَدُّهُ , الْهَدْيَ فِي قَلَائِدِهِ , قَدْ أَكَلَ أَوْتَارَهُ مِنْ طُولِ الْحَبْسِ عَنْ مَحِلِّهِ , فَقَالُوا : إجْلِسْ إِنَّمَا أَنْتَ أَعْرَابِيٌّ لَا عِلْمَ لَكَ , فَبَعَثُوا إِلَيْهِ عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّ , فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ , إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَا يَلْقَى مِنْكُمْ مَنْ تَبْعَثُونَ إِلَى مُحَمَّدٍ إِذَا جَاءَكُمْ مِنْ التَّعْنِيفِ وَسُوءِ اللَّفْظِ , وَقَدْ عَرَفْتُمْ أَنَّكُمْ وَالِدٌ وَأَنِّي وَلَدٌ (26) وَقَدْ سَمِعْتُ بِالَّذِي نَابَكُمْ فَجَمَعْتُ مَنْ أَطَاعَنِي مِنْ قَوْمِي ثُمَّ جِئْتُ حَتَّى آسَيْتُكُمْ بِنَفْسِي , قَالُوا : صَدَقْتَ ) (27) ( قَالَ : فَهَلْ تَتَّهِمُونِي ؟ , قَالُوا : لَا , فَقَالَ : إِنَّ هَذَا قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ فَاقْبَلُوهَا , وَدَعُونِي آتِهِ , قَالُوا : ائْتِهِ ) (28) ( فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ ) (29) ( فَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - , " فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَحْوًا مِنْ قَوْلِهِ لِبُدَيْلٍ (30) " , فَقَالَ عُرْوَةُ عِنْدَ ذَلِكَ : أَيْ مُحَمَّدُ , أَرَأَيْتَ إِنْ اسْتَأْصَلْتَ قَوْمَكَ ؟ , هَلْ سَمِعْتَ بِأَحَدٍ مِنْ الْعَرَبِ اجْتَاحَ أَهْلَهُ (31) قَبْلَكَ ؟ , وَإِنْ تَكُنْ الْأُخْرَى (32) فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَى وُجُوهًا وَأَرَى أَوْبَاشًا (33) مِنْ النَّاسِ ) (34) ( لَكَأَنِّي بِهِمْ قَدْ انْكَشَفُوا عَنْكَ غَدًا - قَالَ : وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - رضي الله عنه - خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَاعِدٌ - فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ : امْصُصْ بَظْرَ اللَّاتِ (35) أَنَحْنُ ) (36) ( نَفِرُّ عَنْهُ وَنَدَعُهُ ؟ ) (37) ( فَقَالَ : مَنْ هَذَا يَا مُحَمَّدُ ؟ , قَالَ : " هَذَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ " , قَالَ : وَاللَّهِ لَوْلَا يَدٌ (38) كَانَتْ لَكَ عِنْدِي ) (39) ( لَمْ أَجْزِكَ بِهَا لَأَجَبْتُكَ (40) ) (41) ( وَلَكِنَّ هَذِهِ بِهَا ثُمَّ تَنَاوَلَ لِحْيَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (42) ( - وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَعَهُ السَّيْفُ (43) وَعَلَيْهِ الْمِغْفَرُ - ) (44) ( فَضَرَبَ يَدَهُ بِنَصْلِ السَّيْفِ وَقَالَ : أَخِّرْ يَدَكَ عَنْ لِحْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (45) ( قَبْلَ وَاللَّهِ ) (46) ( أَنْ لَا تَرْجِعَ إِلَيْكَ ) (47) ( فَرَفَعَ عُرْوَةُ رَأْسَهُ , فَقَالَ : ) (48) ( وَيْحَكَ مَا أَفَظَّكَ وَأَغْلَظَكَ , " فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " , فَقَالَ : مَنْ هَذَا يَا مُحَمَّدُ ؟ , قَالَ : هَذَا ابْنُ أَخِيكَ , الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ , فَقَالَ : أَيْ غُدَرُ (49) هَلْ غَسَلْتُ سَوْأَتَكَ إِلَّا بِالْأَمْسِ ؟ ) (50) ( - وَكَانَ الْمُغِيرَةُ صَحِبَ قَوْمًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَتَلَهُمْ وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ , ثُمَّ جَاءَ فَأَسْلَمَ , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَمَّا الْإِسْلَامُ فَقَدْ قَبِلْنَا , وَأَمَّا الْمَالُ فَإِنَّهُ مَالُ غَدْرٍ لَا حَاجَةَ لَنَا فِيهِ (51) " - ) (52) ( قَالَ : " فَكَلَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِ مَا كَلَّمَ بِهِ أَصْحَابَهُ , فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَمْ يَأْتِ يُرِيدُ حَرْبًا " , فَقَامَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ رَأَى مَا يَصْنَعُ بِهِ أَصْحَابُهُ ) (53) ( إِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ ) (54) ( وَلَا يَبْصُقُ بُصَاقَةً ) (55) ( إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ ) (56) ( وَلَا يَسْقُطُ مِنْ شَعَرِهِ شَيْءٌ إِلَّا أَخَذُوهُ ) (57) ( وَإِذَا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ , وَإِذَا تَكَلَّمُوا خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ , وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ (58) تَعْظِيمًا لَهُ ) (59) ( فَرَجَعَ إِلَى قُرَيْشٍ فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ) (60) ( وَاللَّهِ لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى الْمُلُوكِ , وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ وَكِسْرَى وَالنَّجَاشِيِّ , وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - , وَاللَّهِ إِنْ تَنَخَّمَ نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ , وَإِذَا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ , وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ , وَإِذَا تَكَلَّمُوا خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ , وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ ) (61) ( فَلَقَدْ رَأَيْتُ قَوْمًا لَا يُسْلِمُونَهُ لِشَيْءٍ أَبَدًا ) (62) ( وَإِنَّهُ قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ فَاقْبَلُوهَا ) (63) ( قَالَ : " وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَبْلَ ذَلِكَ بَعَثَ خِرَاشَ بْنَ أُمَيَّةَ الْخُزَاعِيَّ إِلَى مَكَّةَ , وَحَمَلَهُ عَلَى جَمَلٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ : الثَّعْلَبُ " , فَلَمَّا دَخَلَ مَكَّةَ عَقَرَتْ بِهِ قُرَيْشٌ وَأَرَادُوا قَتْلَ خِرَاشٍ فَمَنَعَهُمْ الْأَحَابِيشُ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , " فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عُمَرَ لِيَبْعَثَهُ إِلَى مَكَّةَ " فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنِّي أَخَافُ قُرَيْشًا عَلَى نَفْسِي , وَلَيْسَ بِهَا مِنْ بَنِي عَدِيٍّ أَحَدٌ يَمْنَعُنِي , وَقَدْ عَرَفَتْ قُرَيْشٌ عَدَاوَتِي إِيَّاهَا وَغِلْظَتِي عَلَيْهَا , وَلَكِنْ أَدُلُّكَ عَلَى رَجُلٍ هُوَ أَعَزُّ مِنِّي , عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه - , " فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَبَعَثَهُ إِلَى قُرَيْشٍ يُخْبِرُهُمْ أَنَّهُ لَمْ يَأْتِ لِحَرْبٍ , وَأَنَّهُ جَاءَ زَائِرًا لِهَذَا الْبَيْتِ مُعَظِّمًا لِحُرْمَتِهِ " , فَخَرَجَ عُثْمَانُ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ , فَلَقِيَهُ أَبَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ , فَنَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ وَحَمَلَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَرَدِفَ خَلْفَهُ , وَأَجَارَهُ حَتَّى بَلَّغَ رِسَالَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَانْطَلَقَ عُثْمَانُ حَتَّى أَتَى أَبَا سُفْيَانَ وَعُظَمَاءَ قُرَيْشٍ , فَبَلَّغَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا أَرْسَلَهُ بِهِ فَقَالُوا لِعُثْمَانَ : إِنْ شِئْتَ أَنْ تَطُوفَ بِالْبَيْتِ فَطُفْ بِهِ , فَقَالَ : مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ حَتَّى يَطُوفَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , قَالَ : فَاحْتَبَسَتْهُ قُرَيْشٌ عِنْدَهَا , " فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَالْمُسْلِمِينَ أَنَّ عُثْمَانَ قَدْ قُتِلَ " , ثُمَّ إنَّ قُرَيْشًا بَعَثُوا سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو - أَحَدَ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ - فَقَالُوا : ائْتِ مُحَمَّدًا فَصَالِحْهُ , وَلَا يَكُونُ فِي صُلْحِهِ إِلَّا أَنْ يَرْجِعَ عَنَّا عَامَهُ هَذَا , فَوَاللَّهِ لَا تَتَحَدَّثُ الْعَرَبُ أَنَّهُ دَخَلَهَا عَلَيْنَا عَنْوَةً أَبَدًا , فَأَتَاهُ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو , " فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (64) ( قَالَ : لَقَدْ سَهُلَ مِنْ أَمْرِكُمْ ) (65) سَهَّلَ اللَّهُ أَمْرَكُمْ (66) ( قَدْ أَرَادَ الْقَوْمُ الصُّلْحَ حِينَ بَعَثُوا هَذَا الرَّجُلَ " , فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَكَلَّمَا وَأَطَالَا الْكَلَامَ , وَتَرَاجَعَا حَتَّى جَرَى بَيْنَهُمَا الصُّلْحُ , فَلَمَّا الْتَأَمَ الْأَمْرُ وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا الْكِتَابُ , وَثَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَتَى أَبَا بَكْرٍ , فَقَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ , أَوَلَيْسَ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , أَوَلَسْنَا بِالْمُسْلِمِينَ ؟ , أَوَلَيْسُوا بِالْمُشْرِكِينَ ؟ , قَالَ : بَلَى , قَالَ : فَعَلَامَ نُعْطِي الذِّلَّةَ فِي دِينِنَا ؟ , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا عُمَرُ الْزَمْ غَرْزَهُ (67)
__________
(1) الحبس : المنع .
(2) ( خ ) 2583 , ( د ) 2765
(3) أَيْ : خَصْلَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 283)
(4) ( حم ) 18930
(5) أَيْ : مِنْ تَرْك الْقِتَال فِي الْحَرَم . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 283)
(6) أَيْ : قَامَتْ . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 283)
(7) أَيْ : حُفَيْرَةٌ فِيهَا مَاءٌ قَلِيلٌ , يُقَالُ : مَاءٌ مَثْمُودٌ : أَيْ قَلِيلٌ , فَيَكُونُ لَفْظُ قَلِيلٍ بَعْدَ ذَلِكَ تَأْكِيدًا لِدَفْعِ تَوَهُّمِ أَنْ يُرَادَ لُغَةُ مَنْ يَقُولُ إنَّ الثَّمَدَ : الْمَاءُ الْكَثِيرُ , وَقِيلَ الثَّمَدُ : مَا يَظْهَرُ مِنْ الْمَاءِ فِي الشِّتَاءِ وَيَذْهَبُ فِي الصَّيْفِ .
(8) الكنانة : جعبة صغيرة من جلد تحمل فيها السهام .
(9) ( خ ) 2583 , ( حم ) 18948 , ( د ) 2765
(10) القَلِيب : البِئر التي لم تُطْوَ . النهاية في غريب الأثر - (ج 4 / ص 151)
(11) ( حم ) 18930
(12) الْعَيْبَة : مَا تُوضَع فِيهِ الثِّيَاب لِحِفْظِهَا ، أَيْ أَنَّهُمْ مَوْضِع النُّصْح لَهُ وَالْأَمَانَة عَلَى سِرّه ، كَأَنَّهُ شَبَّهَ الصَّدْر الَّذِي هُوَ مُسْتَوْدَع السِّرّ بِالْعَيْبَةِ الَّتِي هِيَ مُسْتَوْدَع الثِّيَاب . فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(13) إِنَّمَا اِقْتَصَرَ عَلَى ذِكْر هَذَيْنِ لِكَوْنِ قُرَيْش الَّذِينَ كَانُوا بِمَكَّة أَجْمَع تَرْجِع أَنْسَابهمْ إِلَيْهِمَا . فتح الباري
(14) الْأَعْدَاد جَمْع عِدّ , وَهُوَ الْمَاء الَّذِي لَا اِنْقِطَاع لَهُ ، وَقَوْل بُدَيْل هَذَا يُشْعِر بِأَنَّهُ كَانَ بِالْحُدَيْبِيَةِ مِيَاه كَثِيرَة وَأَنَّ قُرَيْشًا سَبَقُوا إِلَى النُّزُول عَلَيْهَا , فَلِهَذَا عَطِشَ الْمُسْلِمُونَ حَيْثُ نَزَلُوا عَلَى الثَّمَد الْمَذْكُور . فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(15) الْعُوذ : جَمْع عَائِذ , وَهِيَ النَّاقَة ذَات اللَّبَن ، وَالْمَطَافِيل الْأُمَّهَات اللَّاتِي مَعَهَا أَطْفَالهَا ، يُرِيد أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَهُمْ بِذَوَاتِ الْأَلْبَان مِنْ الْإِبِل لِيَتَزَوَّدُوا بِأَلْبَانِهَا وَلَا يَرْجِعُوا حَتَّى يَمْنَعُوهُ ، أَوْ كَنَّى بِذَلِكَ عَنْ النِّسَاء مَعَهُنَّ الْأَطْفَال ، وَالْمُرَاد أَنَّهُمْ خَرَجُوا مِنْهُمْ بِنِسَائِهِمْ وَأَوْلَادهمْ لِإِرَادَةِ طُول الْمَقَام وَلِيَكُونَ أَدْعَى إِلَى عَدَم الْفِرَار ، وَيَحْتَمِل إِرَادَة الْمَعْنَى الْأَعَمّ ، وَقَالَ السُّهَيْلِيّ : سُمِّيَتْ كُلّ أُنْثَى بِذَلِكَ وَإِنْ كَانَ الْوَلَد هُوَ الَّذِي يَعُوذ بِهَا لِأَنَّهَا تَعْطِف عَلَيْهِ بِالشَّفَقَةِ وَالْحُنُوّ ، كَمَا قَالُوا تِجَارَة رَابِحَة وَإِنْ كَانَتْ مَرْبُوحًا فِيهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 283)
(16) بِكَسْر الْهَاء أَيْ : أَبْلَغَتْ فِيهِمْ حَتَّى أَضْعَفَتْهُمْ ، إِمَّا أَضْعَفَتْ قُوَّتهمْ وَإِمَّا أَضْعَفَتْ أَمْوَالهمْ . فتح الباري
(17) أَيْ : جَعَلْت بَيْنِي وَبَيْنهمْ مُدَّة يُتْرَك الْحَرْب بَيْننَا وَبَيْنهمْ فِيهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 283)
(18) أَيْ : مِنْ كُفَّار الْعَرَب وَغَيْرهمْ . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 283)
(19) أَيْ : إِنْ أَظْهَر أَنَا عَلَى غَيْرهمْ فَإِنْ شَاءُوا أَطَاعُونِي , وَإِلَّا فَلَا تَنْقَضِي مُدَّة الصُّلْح إِلَّا وَقَدْ جَمُّوا ، أَيْ : اِسْتَرَاحُوا وقَوُوا . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 283)
(20) أَيْ : فِي نَصْر دِينه . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 283)
(21) ( خ ) 2583 , ( حم ) 18948
(22) ( حم ) 18930
(23) ( ش ) 36855 , ( خ ) 2583
(24) ( حم ) 18930
(25) ( خ ) 2583 , ( حم ) 18948
(26) قال الزُّهْرِيِّ : إنَّ أُمّ عُرْوَة هِيَ سُبَيْعَة بِنْت عَبْد شَمْس بْن عَبْد مَنَافٍ ، فَأَرَادَ بِقَوْلِهِ : " أَلَسْتُمْ بِالْوَالِدِ " أَنَّكُمْ حَيّ قَدْ وَلَدُونِي فِي الْجُمْلَة لِكَوْنِ أُمِّي مِنْكُمْ .فتح الباري(ج 8 / ص 283)
(27) ( حم ) 18930
(28) ( حم ) 18948 , ( خ ) 2583
(29) ( حم ) 18930
(30) أَيْ : أَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَمْ يَأْتِ يُرِيد حَرْبًا . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 283)
(31) أَيْ : أَهْلَكَ أَهْله بِالْكُلِّيَّةِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 283)
(32) قَال : " وَإِنْ تَكُنْ الْأُخْرَى " تَأَدُّبًا مَعَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَالْمَعْنَى وَإِنْ تَكُنْ الْغَلَبَة لِقُرَيْشٍ لَا آمَنهُمْ عَلَيْك .فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 283)
(33) الْأَوْبَاش : الْأَخْلَاط مِنْ السَّفَلَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 283)
(34) ( خ ) 2583 , ( حم ) 18948
(35) الْبَظْر : قِطْعَة تَبْقَى بَعْد الْخِتَان فِي فَرْج الْمَرْأَة ، وَاَللَّاتُ : اِسْم أَحَد الْأَصْنَام الَّتِي كَانَتْ قُرَيْش وَثَقِيف يَعْبُدُونَهَا ، وَكَانَتْ عَادَة الْعَرَب الشَّتْم بِذَلِكَ , لَكِنْ بِلَفْظِ الْأُمّ , فَأَرَادَ أَبُو بَكْر الْمُبَالَغَة فِي سَبّ عُرْوَة بِإِقَامَةِ مَنْ كَانَ يَعْبُد مَقَام أُمّه وَحَمَلَهُ عَلَى ذَلِكَ مَا أَغْضَبَهُ بِهِ مِنْ نِسْبَةِ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْفِرَار . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 283)
(36) ( حم ) 18930
(37) ( خ ) 2583 , ( حم ) 18948
(38) أَيْ : نِعْمَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 283)
(39) ( حم ) 18930
(40) أَيْ : جَازَاهُ بِعَدَمِ إِجَابَته عَنْ شَتْمه بِيَدِهِ الَّتِي كَانَ أَحْسَنَ إِلَيْهِ بِهَا ، وَبَيَّنَ الزُّهْرِيِّ فِي هَذَا الْحَدِيث أَنَّ الْيَد الْمَذْكُورَة أَنَّ عُرْوَة كَانَ تَحَمَّلَ بِدِيَةٍ فَأَعَانَهُ أَبُو بَكْر فِيهَا بِعَوْنٍ حَسَن . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 283)
(41) ( خ ) 2583 , ( حم ) 18948
(42) ( حم ) 18930
(43) فِيهِ جَوَاز الْقِيَام عَلَى رَأْس الْأَمِير بِالسَّيْفِ بِقَصْدِ الْحِرَاسَة وَنَحْوهَا مِنْ تَرْهِيب الْعَدُوّ ، وَلَا يُعَارِضهُ النَّهْي عَنْ الْقِيَام عَلَى رَأْس الْجَالِس لِأَنَّ مَحَلّه مَا إِذَا كَانَ عَلَى وَجْه الْعَظَمَة وَالْكِبْر . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 283)
(44) ( خ ) 2583 , ( حم ) 18948
(45) ( حم ) 18948 , ( د ) 2765
(46) ( حم ) 18930
(47) ( حب ) 4583 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(48) ( خ ) 2583 , ( د ) 2765
(49) مُبَالَغَة فِي وَصْفه بِالْغَدْرِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 283)
(50) ( حم ) 18930
(51) يُسْتَفَاد مِنْهُ أَنَّهُ لَا يَحِلّ أَخْذ أَمْوَال الْكُفَّار فِي حَال الْأَمْن غَدْرًا لِأَنَّ الرُّفْقَة يُصْطَحَبُونَ عَلَى الْأَمَانَة , وَالْأَمَانَة تُؤَدَّى إِلَى أَهْلهَا مُسْلِمًا كَانَ أَوْ كَافِرًا ، وَأَنَّ أَمْوَال الْكُفَّار إِنَّمَا تَحِلّ بِالْمُحَارَبَةِ وَالْمُغَالَبَة ، وَلَعَلَّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - تَرَكَ الْمَال فِي يَده لِإِمْكَانِ أَنْ يُسْلِم قَوْمه فَيَرُدّ إِلَيْهِمْ أَمْوَالهمْ ، وَيُسْتَفَاد مِنْ الْقِصَّة أَنَّ الْحَرْبِيّ إِذَا أَتْلَفَ مَال الْحَرْبِيّ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ ضَمَان ، وَهَذَا أَحَد الْوَجْهَيْنِ لِلشَّافِعِيَّةِ . فتح الباري
(52) ( د ) 2765 , ( خ ) 2583 , ( حم ) 18948
(53) ( حم ) 18930
(54) ( خ ) 2583 , ( حم ) 18948
(55) ( حم ) 18930
(56) ( خ ) 2583 , ( حم ) 18948
(57) ( حم ) 18930
(58) أحد البصر : نظر بإمعان وتدقيق .
(59) ( حم ) 18948 , ( خ ) 2583
(60) ( حم ) 18930
(61) ( خ ) 2583 , ( حم ) 18948
(62) ( حم ) 18930
(63) ( خ ) 2583 , ( حم ) 18948
(64) ( حم ) 18930
(65) ( خ ) 2583 , ( حم ) 18948
(66) ( خد ) 915 , انظر صحيح الأدب المفرد : 707
(67) الغَرْز : ركاب الجمل من الجلد أو الخشب ..(4/210)
حَيْثُ كَانَ , فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ , فَقَالَ عُمَرُ : وَأَنَا أَشْهَدُ , ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَوَلَسْنَا بِالْمُسْلِمِينَ ؟ أَوَلَيْسُوا بِالْمُشْرِكِينَ ؟ , قَالَ : " بَلَى " , قَالَ : فَعَلَامَ نُعْطِي الذِّلَّةَ فِي دِينِنَا ؟ , فَقَالَ : " أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ , لَنْ أُخَالِفَ أَمْرَهُ ) (1) ( وَهُوَ نَاصِرِي " , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : أَوَلَسْتَ كُنْتَ تُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ فَنَطُوفُ بِهِ ؟ , قَالَ : " بَلَى , أَفَأَخْبَرْتُكَ أَنَّكَ تَأْتِيهِ الْعَامَ ؟ " قَالَ : لَا , قَالَ : " فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُتَطَوِّفٌ بِهِ ) (2) ( ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " ) (3) ( فَقَالَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو : أَمَّا " الرَّحْمَنُ " فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا هُوَ , وَلَكِنْ اكْتُبْ " بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ " كَمَا كُنْتَ تَكْتُبُ , فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ : وَاللَّهِ لَا نَكْتُبُهَا إِلَّا " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ ) (4) ( هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو " ) (5) ( فَقَالَ سُهَيْلٌ : وَاللَّهِ لَوْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا صَدَدْنَاكَ عَنْ الْبَيْتِ وَلَا قَاتَلْنَاكَ , وَلَكِنْ اكْتُبْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَاللَّهِ إِنِّي لَرَسُولُ اللَّهِ وَإِنْ كَذَّبْتُمُونِي , اكْتُبْ : ) (6) ( هَذَا مَا اصْطَلَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى وَضْعِ الْحَرْبِ عَشْرَ سِنِينَ , يَأْمَنُ فِيهَا النَّاسُ , وَيَكُفُّ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ ) (7) ( وَعَلَى أَنَّ بَيْنَنَا عَيْبَةً مَكْفُوفَةً (8) وَأَنَّهُ لَا إِسْلَالَ وَلَا إِغْلَالَ (9) ) (10) ( وعَلَى أَنَّهُ مَنْ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أَصْحَابِهِ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهِ رَدَّهُ عَلَيْهِمْ , وَمَنْ أَتَى قُرَيْشًا مِمَّنْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَرُدُّوهُ عَلَيْهِ , وَكَانَ فِي شَرْطِهِمْ حِينَ كَتَبُوا الْكِتَابَ أَنَّهُ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَدْخُلَ فِي عَقْدِ مُحَمَّدٍ وَعَهْدِهِ دَخَلَ فِيهِ , وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَدْخُلَ فِي عَقْدِ قُرَيْشٍ وَعَهْدِهِمْ دَخَلَ فِيهِ - فَتَوَاثَبَتْ خُزَاعَةُ فَقَالُوا : نَحْنُ مَعَ عَقْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَعَهْدِهِ , وَتَوَاثَبَتْ بَنُو بَكْرٍ فَقَالُوا : نَحْنُ فِي عَقْدِ قُرَيْشٍ وَعَهْدِهِمْ - ) (11) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " عَلَى أَنْ تُخَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْبَيْتِ فَنَطُوفَ بِهِ " , فَقَالَ سُهَيْلٌ : وَاللَّهِ لَا تَتَحَدَّثُ الْعَرَبُ أَنَّا أُخِذْنَا ضُغْطَةً , وَلَكِنْ ) (12) ( تَرْجِعُ عَنَّا عَامَنَا هَذَا فلَا تَدْخُلْ عَلَيْنَا مَكَّةَ , وَأَنَّهُ إِذَا كَانَ عَامُ قَابِلٍ خَرَجْنَا عَنْكَ فَتَدْخُلُهَا بِأَصْحَابِكَ , وَأَقَمْتَ فِيهِمْ ثَلَاثًا مَعَكَ سِلَاحُ الرَّاكِبِ , لَا تَدْخُلْهَا بِغَيْرِ السُّيُوفِ فِي الْقُرُبِ (13) فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَكْتُبُ الْكِتَابَ ) (14) ( إِذْ دَخَلَ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو يَرْسُفُ فِي قُيُودِهِ (15) - وَقَدْ خَرَجَ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ حَتَّى رَمَى بِنَفْسِهِ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُسْلِمِينَ ) (16) ( وَقَدْ كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجُوا وَهُمْ لَا يَشُكُّونَ فِي الْفَتْحِ لِرُؤْيَا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَلَمَّا رَأَوْا مَا رَأَوْا مِنْ الصُّلْحِ وَالرُّجُوعِ , وَمَا تَحَمَّلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى نَفْسِهِ , دَخَلَ النَّاسَ مِنْ ذَلِكَ أَمْرٌ عَظِيمٌ , حَتَّى كَادُوا أَنْ يَهْلَكُوا - فَلَمَّا رَأَى سُهَيْلٌ أَبَا جَنْدَلٍ قَامَ إِلَيْهِ فَضَرَبَ وَجْهَهُ ثُمَّ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ , قَدْ لُجَّتْ الْقَضِيَّةُ (17) بَيْنِي وَبَيْنَكَ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكَ هَذَا , قَالَ : " صَدَقْتَ " ) (18) وفي رواية : ( فَقَالَ سُهَيْلٌ : هَذَا يَا مُحَمَّدُ أَوَّلُ مَا أُقَاضِيكَ عَلَيْهِ أَنْ تَرُدَّهُ إِلَيَّ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّا لَمْ نَقْضِ الْكِتَابَ بَعْدُ " , قَالَ : فَوَاللَّهِ إِذًا لَمْ أُصَالِحْكَ عَلَى شَيْءٍ أَبَدًا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " فَأَجِزْهُ لِي " قَالَ : مَا أَنَا بِمُجِيزِهِ لَكَ , قَالَ : " بَلَى فَافْعَلْ " , قَالَ : مَا أَنَا بِفَاعِلٍ ) (19) ( فَقَامَ إِلَيْهِ فَأَخَذَ بِتَلْبِيبِهِ (20) فَصَرَخَ أَبُو جَنْدَلٍ بِأَعْلَى صَوْتِهِ : يَا مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ , أَتَرُدُّونَنِي إِلَى أَهْلِ الشِّرْكِ فَيَفْتِنُونِي فِي دِينِي ) (21) ( وَقَدْ جِئْتُ مُسْلِمًا ؟ , أَلَا تَرَوْنَ مَا قَدْ لَقِيتُ ؟ - وَكَانَ قَدْ عُذِّبَ عَذَابًا شَدِيدًا فِي اللَّهِ - ) (22) ( فَزَادَ النَّاسُ شَرًّا إِلَى مَا بِهِمْ ) (23) ( وَقَالُوا : سُبْحَانَ اللَّهِ , كَيْفَ يُرَدُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جَاءَ مُسْلِمًا ؟ ) (24) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا أَبَا جَنْدَلٍ , اصْبِرْ وَاحْتَسِبْ , فَإِنَّ اللَّهَ - عز وجل - جَاعِلٌ لَكَ وَلِمَنْ مَعَكَ مِنْ الْمُسْتَضْعَفِينَ فَرَجًا وَمَخْرَجًا , إِنَّا قَدْ عَقَدْنَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ صُلْحًا فَأَعْطَيْنَاهُمْ عَلَى ذَلِكَ , وَأَعْطَوْنَا عَلَيْهِ عَهْدًا , وَإِنَّا لَنْ نَغْدِرَ بِهِمْ " , فَوَثَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي جَنْدَلٍ , فَجَعَلَ يَمْشِي إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَقُولُ : اصْبِرْ أَبَا جَنْدَلٍ , فَإِنَّمَا هُمْ الْمُشْرِكُونَ , وَإِنَّمَا دَمُ أَحَدِهِمْ دَمُ كَلْبٍ , قَالَ : وَيُدْنِي قَائِمَ السَّيْفِ مِنْهُ , قَالَ عُمَرُ : رَجَوْتُ أَنْ يَأْخُذَ السَّيْفَ فَيَضْرِبَ بِهِ أَبَاهُ , فَضَنَّ الرَّجُلُ بِأَبِيهِ , وَنَفَذَتْ الْقَضِيَّةُ ) (25) ( " فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ قَضِيَّةِ الْكِتَابِ قَالَ لِأَصْحَابِهِ : قُومُوا فَانْحَرُوا ثُمَّ احْلِقُوا " , قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ ) (26) ( " ثُمَّ عَادَ بِمِثْلِهَا " , فَمَا قَامَ رَجُلٌ , " ثُمَّ عَادَ بِمِثْلِهَا " فَمَا قَامَ رَجُلٌ ) (27) ( " حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ) (28) ( فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَدَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ ك فَقَالَ : يَا أُمَّ سَلَمَةَ , مَا شَأْنُ النَّاسِ ؟ " , قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَدْ دَخَلَهُمْ مَا قَدْ رَأَيْتَ , فلَا تُكَلِّمَنَّ مِنْهُمْ إِنْسَانًا وَاعْمِدْ إِلَى هَدْيِكَ حَيْثُ كَانَ فَانْحَرْهُ وَاحْلِقْ , فَلَوْ قَدْ فَعَلْتَ ذَلِكَ فَعَلَ النَّاسُ ذَلِكَ , " فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَا يُكَلِّمُ أَحَدًا حَتَّى أَتَى هَدْيَهُ فَنَحَرَهُ ) (29) ( بِالْحُدَيْبِيَةِ قَبْلَ أَنْ يَحْلِقَ ) (30) ( ثُمَّ دَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَ " , فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا فَنَحَرُوا , وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا ) (31) ( حَتَّى إِذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فِي وَسَطِ الطَّرِيقِ نَزَلَتْ سُورَةُ الْفَتْحِ (32) ) (33) ( ثُمَّ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمَدِينَةِ " , فَجَاءَهُ نِسْوَةٌ مُؤْمِنَاتٌ ) (34) ( مُهَاجِرَاتٌ - وَكَانَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ مِمَّنْ خَرَجَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَئِذٍ وَهِيَ عَاتِقٌ (35) - فَجَاءَ أَهْلُهَا يَسْأَلُونَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَرْجِعَهَا إِلَيْهِمْ , " فَلَمْ يَرْجِعْهَا إِلَيْهِمْ لِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِنَّ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمْ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآَتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ } (36) ) (37) ( فَطَلَّقَ عُمَرُ يَوْمَئِذٍ امْرَأَتَيْنِ كَانَتَا لَهُ فِي الشِّرْكِ , فَتَزَوَّجَ إِحْدَاهُمَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَالْأُخْرَى صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ ) (38) ( { وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا } (39) فَنَهَاهُمْ اللَّهُ أَنْ يَرُدُّوهُنَّ , وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَرُدُّوا الصَّدَاقَ ) (40) ( فَلَمَّا أَبَى الْكُفَّارُ أَنْ يُقِرُّوا بِأَدَاءِ مَا أَنْفَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ , أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ } (41) وَالْعَقْبُ مَا يُؤَدِّي الْمُسْلِمُونَ إِلَى مَنْ هَاجَرَتْ امْرَأَتُهُ مِنْ الْكُفَّارِ { فَآَتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا } (42) فَأَمَرَ اللَّهُ أَنْ يُعْطَى مَنْ ذَهَبَ لَهُ زَوْجٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ مَا أَنْفَقَ مِنْ صَدَاقِ نِسَاءِ الْكُفَّارِ اللَّائِي هَاجَرْنَ ) (43) ( قَالَ : ثُمَّ جَاءَهُ أَبُو بَصِيرٍ - رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ - وَهُوَ مُسْلِمٌ , فَأَرْسَلُوا فِي طَلَبِهِ رَجُلَيْنِ , فَقَالُوا : الْعَهْدَ الَّذِي جَعَلْتَ لَنَا , " فَدَفَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الرَّجُلَيْنِ " فَخَرَجَا بِهِ , حَتَّى بَلَغَا ذَا الْحُلَيْفَةِ نَزَلُوا يَأْكُلُونَ مِنْ تَمْرٍ لَهُمْ , فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ لِأَحَدِ الرَّجُلَيْنِ : وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَى سَيْفَكَ هَذَا يَا فُلَانُ جَيِّدًا , فَاسْتَلَّهُ الْآخَرُ فَقَالَ : أَجَلْ قَدْ جَرَّبْتُ بِهِ ثُمَّ جَرَّبْتُ , فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ : أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْهِ ؟ , فَأَمْكَنَهُ مِنْهُ , فَضَرَبَهُ حَتَّى بَرَدَ (44) وَفَرَّ الْآخَرُ حَتَّى أَتَى الْمَدِينَةَ , فَدَخَلَ الْمَسجِدَ يَعْدُو , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ رَآهُ : " لَقَدْ رَأَى هَذَا ذُعْرًا " , فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : قُتِلَ وَاللَّهِ صَاحِبِي , وَإِنِّي لَمَقْتُولٌ , فَجَاءَ أَبُو بَصِيرٍ فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَدْ وَاللَّهِ أَوْفَى اللَّهُ ذِمَّتَكَ , قَدْ رَدَدْتَنِي إِلَيْهِمْ ثُمَّ أَنْجَانِي اللَّهُ مِنْهُمْ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَيْلَ أُمِّهِ مِسْعَرَ حَرْبٍ (45) لَوْ كَانَ لَهُ أَحَدٌ (46) " , فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عَرَفَ أَنَّهُ سَيَرُدُّهُ إِلَيْهِمْ ) (47) ( - وَلَمْ يَأْتِ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَحَدٌ مِنْ الرِّجَالِ إِلَّا رَدَّهُ فِي تِلْكَ الْمُدَّةِ وَإِنْ كَانَ مُسْلِمًا - ) (48) ( فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى سَيْفَ الْبَحْرِ (49) وَانْفَلَتَ مِنْهُمْ أَبُو جَنْدَلٍ بْنُ سُهَيْلٍ فَلَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ , فَجَعَلَ لَا يَخْرُجُ مِنْ قُرَيْشٍ رَجُلٌ قَدْ أَسْلَمَ إِلَّا لَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ , حَتَّى اجْتَمَعَتْ مِنْهُمْ عِصَابَةٌ , فَوَاللَّهِ مَا يَسْمَعُونَ بِعِيرٍ (50) خَرَجَتْ لِقُرَيْشٍ إِلَى الشَّامِ إِلَّا اعْتَرَضُوا لَهَا فَقَتَلُوهُمْ وَأَخَذُوا أَمْوَالَهُمْ ) (51) ( فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ , رَكِبَ نَفَرٌ مِنْهُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا : إِنَّهَا لَا تُغْنِي مُدَّتُكَ شَيْئًا وَنَحْنُ نُقْتَلُ وَتُنْهَبُ أَمْوَالُنَا , وَإِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تُدْخِلَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَسْلَمُوا مِنَّا فِي صُلْحِكَ , وَتَمْنَعَهُمْ وَتَحْجِزَ عَنَّا قِتَالَهُمْ ) (52) ( " فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْهِمْ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل - : { وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا , هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ (53) بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا (54) لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا , إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ } (55) وَكَانَتْ حَمِيَّتُهُمْ أَنَّهُمْ لَمْ يُقِرُّوا أَنَّهُ نَبِيُّ اللَّهِ , وَلَمْ يُقِرُّوا بِـ " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " , وَحَالُوا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْبَيْتِ (56) ) (57) .
__________
(1) ( حم ) 18930
(2) ( حم ) 18948 , ( حب ) 4872
(3) ( حم ) 18930
(4) ( خ ) 2583 , ( حم ) 18948
(5) ( حم ) 18930
(6) ( خ ) 2583 , ( حم ) 18948 , ( حب ) 4872
(7) ( حم ) 18930
(8) أَيْ : أَمْرًا مَطْوِيًّا فِي صُدُور سَلِيمَة ، وَهُوَ إِشَارَة إِلَى تَرْك الْمُؤَاخَذَة بِمَا تَقَدَّمَ بَيْنهمْ مِنْ أَسْبَاب الْحَرْب وَغَيْرهَا ، وَالْمُحَافَظَة عَلَى الْعَهْد الَّذِي وَقَعَ بَيْنهمْ . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 283)
(9) أَيْ : لَا سَرِقَة وَلَا خِيَانَة ، فَالْإِسْلَال مِنْ السَّلَّة وَهِيَ السَّرِقَة ، وَالْإِغْلَال الْخِيَانَة تَقُول أَغَلَّ الرَّجُل أَيْ خَانَ ، أَمَّا فِي الْغَنِيمَة فَيُقَال غَلَّ بِغَيْرِ أَلِف ، وَالْمُرَاد أَنْ يَأْمَن بَعْضهمْ مِنْ بَعْض فِي نُفُوسهمْ وَأَمْوَالهمْ سِرًّا وَجَهْرًا .فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 283)
(10) ( د ) 2766 , ( حم ) 18930
(11) ( حم ) 18930
(12) ( خ ) 2583
(13) جمع قِراب , وهو غِمد السيف .
(14) ( حم ) 18930
(15) أَيْ : يَمْشِي مَشْيًا بَطِيئًا بِسَبَبِ الْقَيْد . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 283)
(16) ( خ ) 2583
(17) أَيْ : وَجَبت . النهاية في غريب الأثر - (ج 4 / ص 440)
(18) ( حم ) 18930
(19) ( خ ) 2583 , ( حم ) 18447
(20) أخذ بتَلْبيبه وتلابيبه إذا جمعْتَ ثيابه عند صدره ونَحْره ثم جَررْتَه . وكذلك إذا جعلت في عنُقه حبْلا أو ثوبا ثم أمسكْته به , واللَّبَّة : موضع الذبح , والتاء في التَّلْبيب زائدة . النهاية (ج 1 / ص 524)
(21) ( حم ) 18930
(22) ( خ ) 2583
(23) ( حم ) 18930
(24) ( خ ) 2583
(25) ( حم ) 18930
(26) ( خ ) 2583 , 1716
(27) ( حم ) 18930
(28) ( خ ) 2583
(29) ( حم ) 18930 , ( خ ) 2583
(30) ( حم ) 18940 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(31) ( خ ) 2583
(32) قَالَ الزُّهْرِيُّ فَمَا فُتِحَ فِي الْإِسْلَام فَتْح قَبْله كَانَ أَعْظَم مِنْ فَتْح الْحُدَيْبِيَة ، إِنَّمَا كَانَ الْقِتَال حَيْثُ اِلْتَقَى النَّاس ، وَلَمَّا كَانَتْ الْهُدْنَة وَوَضَعَتْ الْحَرْب وَأَمِنَ النَّاس كَلَّمَ بَعْضهمْ بَعْضًا , وَالْتَقَوْا وَتَفَاوَضُوا فِي الْحَدِيث وَالْمُنَازَعَة , وَلَمْ يُكَلَّم أَحَد بِالْإِسْلَامِ يَعْقِل شَيْئًا فِي تِلْكَ الْمُدَّة إِلَّا دَخَلَ فِيهِ ، وَلَقَدْ دَخَلَ فِي تَيْنِك السَّنَتَيْنِ مِثْل مَنْ كَانَ فِي الْإِسْلَام قَبْل ذَلِكَ أَوْ أَكْثَر .
وَمِمَّا ظَهَرَ مِنْ مَصْلَحَة الصُّلْح الْمَذْكُور غَيْر مَا ذَكَرَهُ الزُّهْرِيُّ أَنَّهُ كَانَ مُقَدِّمَة بَيْن الْفَتْح الْأَعْظَم الَّذِي دَخَلَ النَّاس عَقِبه فِي دِين اللَّه أَفْوَاجًا ، وَكَانَتْ الْهُدْنَة مِفْتَاحًا لِذَلِكَ , وَلَمَّا كَانَتْ قِصَّة الْحُدَيْبِيَة مُقَدِّمَة لِلْفَتْحِ سُمِّيَتْ فَتْحًا , فَإِنَّ الْفَتْح فِي اللُّغَة فَتْح الْمُغْلَق ، وَالصُّلْح كَانَ مُغْلَقًا حَتَّى فَتَحَهُ اللَّه ، وَكَانَ مِنْ أَسْبَاب فَتْحه صَدُّ الْمُسْلِمِينَ عَنْ الْبَيْت ، وَكَانَ فِي الصُّورَة الظَّاهِرَة ضَيْمًا لِلْمُسْلِمِينَ , وَفِي الصُّورَة الْبَاطِنَة عِزًّا لَهُمْ ، فَإِنَّ النَّاس لِأَجْلِ الْأَمْن الَّذِي وَقَعَ بَيْنهمْ اِخْتَلَطَ بَعْضهمْ بِبَعْضٍ مِنْ غَيْر نَكِير ، وَأَسْمَعَ الْمُسْلِمُونَ الْمُشْرِكِينَ الْقُرْآن ، وَنَاظَرُوهُمْ عَلَى الْإِسْلَام جَهْرَة آمَنِينَ ، وَكَانُوا قَبْل ذَلِكَ لَا يَتَكَلَّمُونَ عِنْدهمْ بِذَلِكَ إِلَّا خُفْيَة ، وَظَهَرَ مَنْ كَانَ يُخْفِي إِسْلَامه , فَذَلَّ الْمُشْرِكُونَ مِنْ حَيْثُ أَرَادُوا الْعِزَّة وَأُقْهِرُوا مِنْ حَيْثُ أَرَادُوا الْغَلَبَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 283)
(33) ( حم ) 18930
(34) ( خ ) 2583
(35) العاتِقُ : الشًّابَّة أوّل ما تُدْرِكُ , وقيل : هي التَّي لم تَبِن مِنْ وَالِدَيها ولم تُزَوَّج , وقد أدْركَت وشَبَّت , وتُجْمَع على عَواتِق . النهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 389)
(36) [الممتحنة/10]
(37) ( خ ) 2564 , 3945
(38) ( خ ) 2583
(39) [الممتحنة/10]
(40) ( د ) 2765
(41) [الممتحنة/11]
(42) [الممتحنة/11]
(43) ( خ ) 2583
(44) أَيْ : مات .
(45) أَيْ : يُسْعِرهَا , وَالمِسْعَر هُوَ الْعُود الَّذِي يُحَرَّك بِهِ النَّار , قَالَ الْخَطَّابِيُّ : كَأَنَّهُ يَصِفهُ بِالْإِقْدَامِ فِي الْحَرْب وَالتَّسْعِير لِنَارِهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 283)
(46) أَيْ : يَنْصُرهُ وَيُعَاضِدهُ وَيُنَاصِرهُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 283)
(47) ( خ ) 2583 , ( د ) 2765
(48) ( خ ) 3945
(49) أَيْ : سَاحِله ، وَعَيَّنَ اِبْن إِسْحَاق الْمَكَان فَقَالَ " حَتَّى نَزَلَ الْعِيص " بِكَسْرِ الْعين , قَالَ : وَكَانَ طَرِيق أَهْل مَكَّة إِذَا قَصَدُوا الشَّام , قُلْت : وَهُوَ يُحَاذِي الْمَدِينَة إِلَى جِهَة السَّاحِل . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 283)
(50) أَيْ : قَافِلَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 283)
(51) ( خ ) 2583 , ( د ) 2765
(52) ( حم ) 18949 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(53) المَعرَّة : الأمرُ القبيح المكروهُ والأذَى . النهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 434)
(54) قوله تعالى : { فزَيَّلْنا بينهم } هي من زِلْتُ الشيءَ فأَنا أَزِيلُه , إِذا فَرَّقْتَ ذا من ذا , وأَبَنْتَ ذا من ذا , وقال تعالى : { لو تَزَيَّلوا لعَذَّبنا الذين كفروا } يقول : لو تَمَيَّزوا . لسان العرب - (ج 11 / ص 316)
(55) [الفتح/24-26]
(56) كَذَا هُنَا ، ظَاهِره أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي شَأْن أَبِي بَصِير ، وَفِيهِ نَظَر ، وَالْمَشْهُور فِي سَبَب نُزُولهَا مَا أَخْرَجَهُ مُسْلِم مِنْ حَدِيث سَلَمَة بْن الْأَكْوَع وَمِنْ حَدِيث أَنَس بْن مَالِك أَيْضًا ، وَأَخْرَجَهُ أَحْمَد وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن مُغَفَّل بِإِسْنَادٍ صَحِيح أَنَّهَا نَزَلَتْ بِسَبَبِ الْقَوْم الَّذِينَ أَرَادُوا مِنْ قُرَيْش أَنْ يَأْخُذُوا مِنْ الْمُسْلِمِينَ غِرَّة فَظَفِرُوا بِهِمْ ، فَعَفَا عَنْهُمْ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَنَزَلَتْ الْآيَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 283)
(57) ( خ ) 2583 , ( حم ) 18948(4/211)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ , فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا } (1)
( قَالَ : كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَلْفًا وَأَرْبَعَ مِائَةٍ ) (2) كُنَّا أَلْفًا وَخَمْسَ مِائَةٍ (3) ( فَبَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (4) ( تَحْتَ الشَّجَرَةِ - وَهِيَ سَمُرَةٌ - ) (5) ( قَالَ جَابِرٌ : بَايَعْنَاهُ عَلَى أَنْ لَا نَفِرَّ , وَلَمْ نُبَايِعْهُ عَلَى الْمَوْتِ ) (6) ( فَبَايَعْنَاهُ كُلُّنَا إِلَّا الْجَدَّ بْنَ قَيْسٍ , اخْتَبَأَ تَحْتَ بَطْنِ بَعِيرِ , وَنَحَرْنَا يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ مِنْ الْبُدْنِ لِكُلِّ سَبْعَةٍ جَزُورٌ ) (7) ( فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَنْتُمْ الْيَوْمَ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ ) (8) ( وقَالَ جَابِرٌ : لَوْ كُنْتُ أُبْصِرُ لَأَرَيْتُكُمْ مَوْضِعَ الشَّجَرَةِ ) (9) .
__________
(1) [الفتح/18]
(2) ( خ ) 4560 , ( م ) 67 - ( 1856 )
(3) ( م ) 72 - ( 1856 ) , ( خ ) 3922
(4) ( ت ) 1591 , ( س ) 4158 , ( حم ) 14146
(5) ( م ) 67 - ( 1856 ) , ( حم ) 14865
(6) ( م ) 67 - ( 1856 ) , ( ت ) 1591 , ( س ) 4158 , ( حم ) 14146
(7) ( حم ) 15294 , ( م ) 69 - ( 1856 ) , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(8) ( م ) 71 - ( 1856 ) , ( خ ) 3923 , ( حم ) 14352
(9) ( م ) 71 - ( 1856 ) , ( خ ) 3923(4/212)
( م ت د حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( هَبَطَ ثَمَانُونَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابِهِ ) (1) ( يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ ) (2) ( مِنْ جَبَلِ التَّنْعِيمِ مُتَسَلِّحِينَ ) (3) ( عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ ) (4) ( يُرِيدُونَ غِرَّةَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابِهِ ) (5) ( لِيَقْتُلُوهُمْ ) (6) ( " فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَأَخَذَ اللَّهُ - عز وجل - بِأَبْصَارِهِمْ " , فَقَدِمْنَا إِلَيْهِمْ فَأَخَذْنَاهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " هَلْ جِئْتُمْ فِي عَهْدِ أَحَدٍ , أَوْ هَلْ جَعَلَ لَكُمْ أَحَدٌ أَمَانًا ؟ " , قَالُوا : لَا , " فَخَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَبِيلَهُمْ " ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل - : { وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ , وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا } ) (7) .
__________
(1) ( ت ) 3264 , ( م ) 133 - ( 1808 )
(2) ( حم ) 12249 , 16846 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( م ) 133 - ( 1808 )
(4) ( د ) 2688 , ( ت ) 3264 , ( حم ) 14122
(5) ( م ) 133 - ( 1808 )
(6) ( د ) 2688
(7) ( حم ) 16846 , 12249 , ( م ) 133 - ( 1808 ) , ( ت ) 3264 , ( د ) 2688(4/213)
( خ م حم ) , وَعَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ :
( فَقَامَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ - رضي الله عنه - فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ) (1) ( اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ ) (2) ( فَإِنَّا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَلَوْ نَرَى قِتَالًا لَقَاتَلْنَا ) (3) ( وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ وَلَوْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ أَمْرَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لَرَدَدْتُهُ ، وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ) (4) ( فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ ؟ , قَالَ : " بَلَى " , فَقَالَ : أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ ؟ , قَالَ : " بَلَى " , قَالَ : فَعَلَامَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا ؟ , أَنَرْجِعُ وَلَمَّا يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : "يَا ابْنَ الْخَطَّابِ , إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ , وَلَنْ يُضَيِّعَنِي اللَّهُ أَبَدًا " ) (5) ( فَرَجَعَ عُمَرُ مُتَغَيِّظًا فَلَمْ يَصْبِرْ حَتَّى جَاءَ أَبَا بَكْرٍ , فَقَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ ، أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ ؟ ، قَالَ : يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، إِنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ، وَلَنْ يُضَيِّعَهُ اللَّهُ أَبَدًا ) (6) ( فَنَزَلَتْ سُورَةُ الْفَتْحِ ، " فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى عُمَرَ إِلَى آخِرِهَا " , فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَفَتْحٌ هُوَ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ " ) (7) ( فَطَابَتْ نَفْسُهُ وَرَجَعَ ) (8) .
__________
(1) ( خ ) 3182
(2) ( خ ) 7308
(3) ( خ ) 3182
(4) ( خ ) 4189 ، ( م ) 95 - ( 1785 )
(5) ( خ ) 3182 ، ( م ) 94 - ( 1785 )
(6) ( خ ) 4844 ، ( م ) 94 - ( 1785 )
(7) ( خ ) 3182 ، ( م ) 94 - ( 1785 ) ، ( حم ) 16018
(8) ( م ) 94 - ( 1785 )(4/214)
( م ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
صَالَحَتْ قُرَيْشٌ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فِيهِمْ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِعَلِيٍّ : " اكْتُبْ : " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " , فَقَالَ سُهَيْلٌ : أَمَّا " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " فَمَا نَدْرِي مَا " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " ، وَلَكِنِ اكْتُبْ مَا نَعْرِفُ : " بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ " ، فَقَالَ : " اكْتُبْ : مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ " , قَالُوا : لَوْ عَلِمْنَا أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ لَاتَّبَعْنَاكَ وَلَكِنِ اكْتُبِ اسْمَكَ وَاسْمَ أَبِيكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " اكْتُبْ : مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ " ، فَاشْتَرَطُوا عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ مَنْ جَاءَ مِنْكُمْ لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكُمْ ، وَمَنْ جَاءَكُمْ مِنَّا رَدَدْتُمُوهُ عَلَيْنَا ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنَكْتُبُ هَذَا ؟ , قَالَ : " نَعَمْ ، إِنَّهُ مَنْ ذَهَبَ مِنَّا إِلَيْهِمْ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ ، وَمَنْ جَاءَنَا مِنْهُمْ سَيَجْعَلُ اللَّهُ لَهُ فَرَجًا وَمَخْرَجًا " (1)
__________
(1) ( م ) 93 - ( 1784 ) , ( حم ) 13854(4/215)
( خ م حم ) , وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَعْتَمِرَ ) (1) ( فِي ذِي الْقَعْدَةِ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ ) (2) ( فَأَرْسَلَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ يَسْتَأْذِنُهُمْ لِيَدْخُلَ مَكَّةَ " ) (3) ( فَأَبَى أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ يَدَعُوهُ يَدْخُلُ مَكَّةَ ) (4) ( وَكُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً - وَالْحُدَيْبِيَةُ بِئْرٌ - فَنَزَحْنَاهَا حَتَّى لَمْ نَتْرُكْ فِيهَا قَطْرَةً , " فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى شَفِيرِ (5) الْبِئْرِ ) (6) ( ثُمَّ قَالَ : ائْتُونِي بِدَلْوٍ مِنْ مَائِهَا " , فَأُتِيَ بِهِ ) (7) ( " فَتَمَضْمَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْهُ ثُمَّ مَجَّهُ فِي الْبِئْرِ وَدَعَا ) (8) ( ثُمَّ قَالَ : دَعُوهَا سَاعَةً " ) (9) ( فَتَرَكْنَاهَا غَيْرَ بَعِيدٍ ) (10) ( ثُمَّ اسْتَقَيْنَا حَتَّى رَوِينَا وَرَوَتْ رَكَائِبُنَا ) (11) ( حَتَّى ارْتَحَلْنَا ) (12) ( " فَلَمَّا أُحْصِرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَ الْبَيْتِ " صَالَحَهُ أَهْلُ مَكَّةَ ) (13) ( عَلَى أَنْ يَجِيءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابُهُ مِنْ الْعَامِ الْمُقْبِلِ , فَيَدْخُلُونَ مَكَّةَ مُعْتَمِرِينَ فَلَا يُقِيمُونَ إِلَّا ثَلَاثًا , وَلَا يُدْخِلُونَ إِلَّا جَلَبَ السِّلَاحِ : السَّيْفِ وَالْقَوْسِ وَنَحْوِهِ ) (14) ( وَلَا يَدْعُوَ مِنْهُمْ أَحَدًا ) (15) ( وَأَنْ لَا يَخْرُجَ مِنْ أَهْلِهَا بِأَحَدٍ إِنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَهُ , وَأَنْ لَا يَمْنَعَ مِنْ أَصْحَابِهِ أَحَدًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُقِيمَ بِهَا ) (16) ( قَالَ : فَأَخَذَ يَكْتُبُ الشَّرْطَ بَيْنهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - , فَكَتَبَ : هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ , فَقَالُوا : لَوْ عَلِمْنَا أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ) (17) ( لَمْ نُقَاتِلْكَ ) (18) ( وَلَبَايَعْنَاكَ , وَلكِنِ اكْتُبْ : هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , فَقَالَ : " أَنَا وَاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , وَأَنَا وَاللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ - قَالَ : وَكَانَ لَا يَكْتُبُ - فَقَالَ لِعَلِيٍّ : امْحَ " رَسُولُ اللَّهِ " , فَقَالَ عَلِيٌّ : وَاللَّهِ لَا أَمْحَاهُ أَبَدًا , قَالَ : " فَأَرِنِيهِ " , فَأَرَاهُ إِيَّاهُ , " فَمَحَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِ ) (19) ( وَكَتَبَ : هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ) (20) ( فَلَمَّا دَخَلَهَا وَمَضَتْ الْأَيَّامُ " أَتَوْا عَلِيًّا فَقَالُوا : قُلْ لِصَاحِبِكَ : اخْرُجْ عَنَّا فَقَدْ مَضَى الْأَجَلُ ) (21) ( فَذَكَرَ ذَلِكَ عَلِيٌّ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ : " نَعَمْ ) (22) ( فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " , فَتَبِعَتْهُمْ ابْنَةُ حَمْزَةَ - رضي الله عنه - تُنَادِي : يَا عَمِّ , يَا عَمِّ , فَتَنَاوَلَهَا عَلِيٌّ فَأَخَذَ بِيَدِهَا , وَقَالَ لِفَاطِمَةَ ك : دُونَكِ ابْنَةَ عَمِّكِ فَحَمَلَتْهَا , فَاخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيٌّ وَزَيْدٌ وَجَعْفَرٌ - رضي الله عنهم - , فَقَالَ عَلِيٌّ : أَنَا أَحَقُّ بِهَا , وَهِيَ ابْنَةُ عَمِّي , وَقَالَ جَعْفَرٌ : ابْنَةُ عَمِّي , وَخَالَتُهَا تَحْتِي , وَقَالَ زَيْدٌ : ابْنَةُ أَخِي , " فَقَضَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِخَالَتِهَا , وَقَالَ : الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الْأُمِّ , وَقَالَ لِعَلِيٍّ : أَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ , وَقَالَ لِجَعْفَرٍ : أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي , وَقَالَ لِزَيْدٍ : أَنْتَ أَخُونَا وَمَوْلَانَا " ) (23)
__________
(1) ( خ ) 3013
(2) ( خ ) 1689 , ( ت ) 938
(3) ( خ ) 3013
(4) ( خ ) 1747
(5) الشفير : الحرف والجانب والناحية .
(6) ( خ ) 3384
(7) ( خ ) 3920
(8) ( حم ) 18586 , ( خ ) 3384
(9) ( خ ) 3920
(10) ( خ ) 3919
(11) ( خ ) 3384
(12) ( خ ) 3920
(13) ( م ) 92 - ( 1783 )
(14) ( حم ) 18705 , ( خ ) 3013 , ( م ) 90 - ( 1783 )
(15) ( خ ) 3013
(16) ( خ ) 2553
(17) ( خ ) 3013
(18) ( خ ) 2551
(19) ( خ ) 3013
(20) ( خ ) 2553
(21) ( خ ) 2553
(22) ( خ ) 3013 , ( م ) 92 - ( 1783 ) , ( حم ) 18658
(23) ( خ ) 2553 , ( حم ) 931 , ( ت ) 3716 , 3765 , ( د ) 2278(4/216)
( د حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( " أَهْدَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ ) (1) ( فِي بُدْنِهِ جَمَلًا كَانَ لِأَبِي جَهْلٍ ) (2) ( فِي رَأْسِهِ بُرَةُ فِضَّةٍ (3) يَغِيظُ بِذَلِكَ الْمُشْرِكِينَ " ) (4)
__________
(1) ( د ) 1749
(2) ( حم ) 2079
(3) البُرَة : حلقة تجعل في أنف البعير .
(4) ( د ) 1749 , ( جة ) 3100 , ( حم ) 2079 , انظر هداية الرواة : 2572(4/217)
( 8 ) إرْسَالُهُ - صلى الله عليه وسلم - الرَّسَائِلَ إلَى مُلُوكِ الْأَرْضِ يَدْعُوهُمْ فِيهَا إِلَى اللَّه
( خ م ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ - رضي الله عنهما -قَالَ :
( " كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى قَيْصَرَ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ , وَبَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَيْهِ مَعَ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ (1) وَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى (2) لِيَدْفَعَهُ إِلَى قَيْصَرَ " , وَكَانَ قَيْصَرُ لَمَّا كَشَفَ اللَّهُ عَنْهُ جُنُودَ فَارِسَ مَشَى مِنْ حِمْصَ إِلَى إِيلِيَاءَ (3) ) (4) ( عَلَى الزَّرَابِيِّ (5) تُبْسَطُ لَهُ ) (6) ( شُكْرًا لِمَا أَبْلَاهُ اللَّهُ (7) ) (8) ( وَكَانَ ابْنُ النَّاطُورِ (9) صَاحِبُ إِيلِيَاءَ (10) وَهِرَقْلُ (11) سُقُفًا (12) عَلَى نَصَارَى الشَّامِ ) (13) ( فَأَصْبَحَ هِرَقْلُ يَوْمًا حِينَ قَدِمَ إِيلِيَاءَ خَبِيثَ النَّفْسِ (14) فَقَالَ بَعْضُ بَطَارِقَتِهِ (15) : قَدْ اسْتَنْكَرْنَا هَيْئَتَكَ - قَالَ ابْنُ النَّاطُورِ : وَكَانَ هِرَقْلُ حَزَّاءً (16) يَنْظُرُ فِي النُّجُومِ - فَقَالَ لَهُمْ حِينَ سَأَلُوهُ : إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ حِينَ نَظَرْتُ فِي النُّجُومِ مَلِكَ الْخِتَانِ قَدْ ظَهَرَ (17) فَمَنْ يَخْتَتِنُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ (18) ؟ , فَقَالُوا : لَيْسَ يَخْتَتِنُ إِلَّا الْيَهُودُ , فلَا يُهِمَّنَّكَ شَأْنُهُمْ , وَاكْتُبْ إِلَى مَدَائِنِ مُلْكِكَ فَيَقْتُلُوا مَنْ فِيهِمْ مِنْ الْيَهُودِ ) (19) ( فَلَمَّا جَاءَ قَيْصَرَ كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ حِينَ قَرَأَهُ ) (20) ( : اذْهَبُوا فَانْظُرُوا أَمُخْتَتِنٌ هُوَ أَمْ لَا , فَنَظَرُوا إِلَيْهِ فَحَدَّثُوهُ أَنَّهُ مُخْتَتِنٌ , وَسَأَلَهُ عَنْ الْعَرَبِ فَقَالَ : هُمْ يَخْتَتِنُونَ , فَقَالَ هِرَقْلُ : هَذَا مُلْكُ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَدْ ظَهَرَ ) (21) ( الْتَمِسُوا لِي هَا هُنَا أَحَدًا مِنْ قَوْمِهِ لِأَسْأَلَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَأَخْبَرَنِي أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ (22) أَنَّهُ كَانَ بِالشَّامِ فِي رِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ , قَدِمُوا تِجَارًا فِي الْمُدَّةِ (23) الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَبَيْنَ كُفَّارِ قُرَيْشٍ , قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : فَوَجَدَنَا رَسُولُ قَيْصَرَ بِبَعْضِ الشَّامِ , فَانْطَلَقَ بِي وَبِأَصْحَابِي (24) حَتَّى قَدِمْنَا إِيلِيَاءَ ، فَأُدْخِلْنَا عَلَيْهِ , فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِي مَجْلِسِ مُلْكِهِ وَعَلَيْهِ التَّاجُ , وَإِذَا حَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ , فَقَالَ لِتَرْجُمَانِهِ (25) : سَلْهُمْ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ , فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : أَنَا أَقْرَبُهُمْ إِلَيْهِ نَسَبًا , قَالَ : مَا قَرَابَةُ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ ؟ , فَقُلْتُ : هُوَ ابْنُ عَمِّي - وَلَيْسَ فِي الرَّكْبِ (26) يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ غَيْرِي (27) - فَقَالَ قَيْصَرُ : أَدْنُوهُ , وَأَمَرَ بِأَصْحَابِي فَجُعِلُوا خَلْفَ ظَهْرِي عِنْدَ كَتِفِي , ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ : قُلْ لِأَصْحَابِهِ : إِنِّي سَائِلٌ هَذَا الرَّجُلَ عَنْ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ ) (28) ( فَإِنْ كَذَبَنِي فَكَذِّبُوهُ , قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : فَوَاللَّهِ لَوْلَا الْحَيَاءُ ) (29) ( يَوْمَئِذٍ مِنْ أَنْ يَأْثُرَ أَصْحَابِي عَنِّي الْكَذِبَ لَكَذَبْتُهُ حِينَ سَأَلَنِي عَنْهُ , وَلَكِنِّي اسْتَحْيَيْتُ أَنْ يَأْثُرُوا الْكَذِبَ عَنِّي فَصَدَقْتُهُ (30) ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ : قُلْ لَهُ : كَيْفَ نَسَبُ هَذَا الرَّجُلِ فِيكُمْ (31) ؟ , قُلْتُ : هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ , قَالَ : فَهَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ مِنْكُمْ قَبْلَهُ ؟ , قُلْتُ : لَا , فَقَالَ : كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ عَلَى الْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ ؟ , قُلْتُ : لَا , قَالَ : فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ ؟ , قُلْتُ : لَا , قَالَ : فَأَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ ؟ , قُلْتُ : بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ , قَالَ : فَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ ؟ , قُلْتُ : بَلْ يَزِيدُونَ قَالَ : فَهَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً (32) لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ ؟ , قُلْتُ : لَا , قَالَ : فَهَلْ يَغْدِرُ ؟ , قُلْتُ : لَا - وَنَحْنُ الْآنَ مِنْهُ فِي مُدَّةٍ وَنَحْنُ نَخَافُ أَنْ يَغْدِرَ , قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : وَلَمْ تُمَكِنِّي كَلِمَةٌ أُدْخِلُ فِيهَا شَيْئًا أَنْتَقِصُهُ بِهِ لَا أَخَافُ أَنْ تُؤْثَرَ عَنِّي غَيْرُهَا - قَالَ : فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ أَوْ قَاتَلَكُمْ ؟ , قُلْتُ : نَعَمْ , قَالَ : فَكَيْفَ كَانَتْ حَرْبُهُ وَحَرْبُكُمْ ؟ , قُلْتُ : كَانَتْ دُوَلًا وَسِجَالًا (33) يُدَالُ عَلَيْنَا الْمَرَّةَ وَنُدَالُ عَلَيْهِ الْأُخْرَى قَالَ : فَمَاذَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ (34) ؟ , قُلْتُ : يَأْمُرُنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا , وَيَنْهَانَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا , وَيَأْمُرُنَا بِالصَلَاةِ وَالصَّدَقَةِ وَالْعَفَافِ وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ , فَقَالَ لِتَرْجُمَانِهِ حِينَ قُلْتُ ذَلِكَ لَهُ : قُلْ لَهُ : إِنِّي سَأَلْتُكَ عَنْ نَسَبِهِ فِيكُمْ , فَزَعَمْتَ أَنَّهُ ذُو نَسَبٍ , وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ , تُبْعَثُ فِي نَسَبِ قَوْمِهَا , وَسَأَلْتُكَ : هَلْ قَالَ أَحَدٌ مِنْكُمْ هَذَا الْقَوْلَ قَبْلَهُ ؟ , فَزَعَمْتَ أَنْ لَا , فَقُلْتُ : لَوْ كَانَ أَحَدٌ مِنْكُمْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ قَبْلَهُ لَقُلْتُ : رَجُلٌ يَأْتَمُّ بِقَوْلٍ قَدْ قِيلَ قَبْلَهُ , وَسَأَلْتُكَ : هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ ؟ , فَزَعَمْتَ أَنْ لَا , فَعَرَفْتُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَدَعَ الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ وَيَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ , وَسَأَلْتُكَ هَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ , فَزَعَمْتَ أَنْ لَا , فَقُلْتُ : لَوْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مَلِكٌ لَقُلْتُ : يَطْلُبُ مُلْكَ آبَائِهِ , وَسَأَلْتُكَ : أَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ ؟ , فَزَعَمْتَ أَنَّ ضُعَفَاءَهُمْ اتَّبَعُوهُ , وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ , وَسَأَلْتُكَ : هَلْ يَزِيدُونَ أَوْ يَنْقُصُونَ ؟ , فَزَعَمْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ , وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حَتَّى يَتِمَّ , وَسَأَلْتُكَ : هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ , فَزَعَمْتَ أَنْ لَا , فَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ (35) حِينَ تُخَالِطُ بَشَاشَتُهُ الْقُلُوبَ (36)
__________
(1) هُوَ ابْنُ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيُّ ، صَحَابِيٌّ جَلِيلٌ كَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهًا ، وَأَسْلَمَ قَدِيمًا، وَبَعَثَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي آخِرِ سَنَةِ سِتٍّ بَعْدَ أَنْ رَجَعَ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ بِكِتَابِهِ إِلَى هِرَقْلَ ، وَكَانَ وُصُولُهُ إِلَى هِرَقْلَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ ، وَمَاتَ دِحْيَةُ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ . فتح الباري لابن حجر - ( ح7)
(2) ( بُصْرَى ) : مَدِينَة مَعْرُوفَة , بَيْنهَا وَبَيْن دِمَشْق نَحْو ثَلَاث مَرَاحِل ، وَهِيَ مَدِينَة حَورَان , بَيْنهَا وَبَيْن مَكَّة شَهْر ,
وعَظِيمُهَا هُوَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي شِمْرٍ الْغَسَّانِيُّ ، وَكَانَتْ وَفَاةُ الْحَارِثِ عَامَ الْفَتْحِ .
(3) أَيْ : بيت المقدس .
(4) ( خ ) 2782
(5) الزَّرابيُّ البُسُطُ . لسان العرب - (ج 1 / ص 447)
(6) ( حم ) 2370 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(7) وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ الطَّبَرِيُّ وَابْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ مِنْ طُرُقٍ مُتَعَاضِدَةٍ مُلَخَّصُهَا أَنَّ كِسْرَى أَغْزَى جَيْشَهُ بِلَادَ هِرَقْلَ ، فَخَرَّبُوا كَثِيرًا مِنْ بِلَادِهِ ، ثُمَّ اسْتَبْطَأَ كِسْرَى أَمِيرَهُ فَأَرَادَ قَتْلَهُ وَتَوْلِيَةِ غَيْرِهِ ، فَاطَّلَعَ أَمِيرُهُ عَلَى ذَلِكَ فَبَاطَنَ هِرَقْلَ وَاصْطَلَحَ مَعَهُ عَلَى كِسْرَى , وَانْهَزَمَ عَنْهُ بِجُنُودِ فَارِسَ ، فَمَشَى هِرَقْلُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ شُكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى عَلَى ذَلِكَ .فتح الباري لابن حجر - ( ح7 )
(8) ( خ ) 2782
(9) ( النَّاطُورِ ) : هُوَ بِالْعَرَبِيَّةِ حَارِسُ الْبُسْتَانِ . وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ اللَّيْثِ عَنْ يُونُسَ " ابْنِ نَاطُورَا " بِزِيَادَةِ أَلِفٍ فِي آخِرِهِ , فَعَلَى هَذَا هُوَ اسْمٌ أَعْجَمِيٌّ . فتح الباري لابن حجر - ( ح7)
(10) ( صَاحِبُ إِيلِيَاءَ ) أَيْ أَمِيرُهَا .
(11) ( هِرَقْل ) هُوَ مَلِك الرُّوم ، وَهِرَقْل : اِسْمه ، وَلَقَبه قَيْصَر ، كَمَا يُلَقَّب مَلِك الْفُرْس : كِسْرَى وَنَحْوه .فتح الباري
(12) الْأُسْقُفُّ وَالسُّقْفُ لَفْظٌ أَعْجَمِيٌّ , وَمَعْنَاهُ رَئِيسُ دِينِ النَّصَارَى .
(13) ( خ ) 7
(14) ( خَبِيثُ النَّفْسِ ) أَيْ : غَيْرُ طَيِّبِهَا , أَيْ : مَهْمُومًا . وَقَدْ تُسْتَعْمَلُ فِي كَسَلِ النَّفْسِ , وَفِي الصَّحِيحِ " لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ خَبُثَتْ نَفْسِي " كَأَنَّهُ كَرِهَ اللَّفْظَ , وَالْمُرَادُ بِالْخِطَابِ الْمُسْلِمُونَ وَأَمَّا فِي حَقِّ هِرَقْلَ فَغَيْرُ مُمْتَنِعٍ , وَصَرَّحَ فِي رِوَايَةِ ابْنِ إِسْحَاقَ بِقَوْلِهِمْ لَهُ " لَقَدْ أَصْبَحْتَ مَهْمُومًا " . فتح الباري لابن حجر - ( ح7 )
(15) الْبَطَارِقَةُ جَمْعُ بِطْرِيقٍ , وَهُمْ خَوَاصُّ دَوْلَةِ الرُّومِ .
(16) أَيْ : كَاهِنًا , فَإِنْ قِيلَ : كَيْفَ سَاغَ لِلْبُخَارِيِّ إِيرَادُ هَذَا الْخَبَرَ الْمُشْعِرَ بِتَقْوِيَةِ أَمْرِ الْمُنَجِّمِينَ وَالِاعْتِمَادِ عَلَى مَا تَدُلُّ عَلَيْهِ أَحْكَامُهُمْ ؟ , فَالْجَوَابُ أَنَّهُ لَمْ يَقْصِدْ ذَلِكَ , بَلْ قَصَدَ أَنْ يُبَيِّنَ أَنَّ الْإِشَارَاتِ بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - جَاءَتْ مِنْ كُلِّ طَرِيقٍ وَعَلَى لِسَانِ كُلِّ فَرِيقٍ مِنْ كَاهِنٍ أَوْ مُنَجِّمٍ مُحِقٍّ أَوْ مُبْطِلٍ إِنْسِيٍّ أَوْ جِنِّيٍّ , وَهَذَا مِنْ أَبْدَعِ مَا يُشِيرُ إِلَيْهِ عَالِمٌ أَوْ يَجْنَحُ إِلَيْهِ مُحْتَجٌّ . فتح الباري لابن حجر - ( ح7 )
(17) أَيْ : غَلَبَ , يَعْنِي دَلَّهُ نَظَرُهُ فِي حُكْمِ النُّجُومِ عَلَى أَنَّ مَلِكَ الْخِتَانِ قَدْ غَلَبَ , وَهُوَ كَمَا قَالَ ؛ لِأَنَّ فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ كَانَ ابْتِدَاءُ ظُهُورِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ صَالَحَ كُفَّارَ مَكَّةَ بِالْحُدَيْبِيَةِ وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ { $¯Rخ)فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا B7$YZ خ }
إِذْ فَتْحُ مَكَّةَ كَانَ سَبَبُهُ نَقْضَ قُرَيْشٍ الْعَهْدَ الَّذِي كَانَ بَيْنَهُمْ بِالْحُدَيْبِيَةِ , وَمُقَدِّمَةُ الظُّهُورِ ظُهُورٌ . فتح الباري
(18) مُرَادَهُ الْعَرَبُ خَاصَّةً , وَالْحَصْرُ فِي قَوْلِهِمْ إِلَّا الْيَهُودَ هُوَ بِمُقْتَضَى عِلْمِهِمْ ؛ لِأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ كَثِيرِينَ تَحْتَ الذِّلَّةِ مَعَ الرُّومِ , بِخِلَافِ الْعَرَبِ فَإِنَّهُمْ وَإِنْ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ هُوَ تَحْتَ طَاعَةِ مَلِكِ الرُّومِ كَآلِ غَسَّانَ , لَكِنَّهُمْ كَانُوا مُلُوكًا بِرَأْسِهِمْ . فتح الباري
(19) ( خ ) 7
(20) ( خ ) 2782
(21) ( خ ) 7
(22) هُوَ صَخْرُ بْنُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ . فتح الباري
(23) يَعْنِي مُدَّةَ الصُّلْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ .
(24) وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ إِسْحَاقَ : فَقَالَ هِرَقْلُ لِصَاحِبِ شُرْطَتِهِ : قَلِّبِ الشَّامَ ظَهْرًا لِبَطْنٍ حَتَّى تَأْتِيَ بِرَجُلٍ مِنْ قَوْمِ هَذَا أَسْأَلُهُ عَنْ شَأْنِهِ ، فَوَاللَّهِ إِنِّي وَأَصْحَابِي بِغَزَّةَ ، إِذْ هَجَمَ عَلَيْنَا فَسَاقَنَا جَمِيعًا . فتح الباري
(25) التَّرْجُمَانُ : الْمُعَبِّرُ عَنْ لُغَةٍ بِلُغَةٍ .
(26) جَمْع رَاكِب , كَصَحْبِ وَصَاحِب ، وَهُمْ أُولُو الْإِبِل الْعَشْرَة فَمَا فَوْقهَا . فتح الباري
(27) عَبْدُ مَنَافٍ الْأَبُ الرَّابِعُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَكَذَا لِأَبِي سُفْيَانَ ، وَأَطْلَقَ عَلَيْهِ ابْنَ عَمٍّ لِأَنَّهُ نَزَّلَ كُلًّا مِنْهُمَا مَنْزِلَةَ جَدِّهِ ،
فَعَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ ابْنُ عَمِّ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ ، وَإِنَّمَا خَصَّ هِرَقْلُ الْأَقْرَبَ لِأَنَّهُ أَحْرَى بِالِاطِّلَاعِ عَلَى أُمُورِهِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِ ؛ وَلِأَنَّ الْأَبْعَدَ لَا يُؤْمَنُ أَنْ يَقْدَحَ فِي نَسَبِهِ بِخِلَافِ الْأَقْرَبَ ، وَظَهَرَ ذَلِكَ فِي سُؤَالِهِ بَعْدَ ذَلِكَ : كَيْفَ نَسَبُهُ فِيكُمْ ؟ . فتح الباري
(28) ( خ ) 2782
(29) ( خ ) 7
(30) أَيْ: يَنْقُلُوا عَلَيَّ الْكَذِبَ لَكَذَبْتُ عَلَيْهِ ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُمْ كَانُوا يَسْتَقْبِحُونَ الْكَذِبَ , وَفِي قَوْلِهِ يَأْثِرُوا دُونَ قَوْلِهِ يُكَذِّبُوا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ كَانَ وَاثِقًا مِنْهُمْ بِعَدَمِ التَّكْذِيبِ أَنْ لَوْ كَذَبَ لِاشْتِرَاكِهِمْ مَعَهُ فِي عَدَاوَةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , لَكِنَّهُ تَرَكَ ذَلِكَ اسْتِحْيَاءً وَأَنَفَةً مِنْ أَنْ يَتَحَدَّثُوا بِذَلِكَ بَعْدَ أَنْ يَرْجِعُوا فَيَصِيرُ عِنْدَ سَامِعِي ذَلِكَ كَذَّابًا ، وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ إِسْحَاقَ التَّصْرِيحُ بِذَلِكَ وَلَفْظُهُ : " فَوَاللَّهِ لَوْ قَدْ كَذَبْتُ مَا رَدُّوا عَلَيَّ " وَلَكِنِّي كُنْتُ امْرَأً سَيِّدًا أَتَكَرَّمُ عَنِ الْكَذِبِ ، وَعَلِمْتُ أَنَّ أَيْسَرَ مَا فِي ذَلِكَ إِنْ أَنَا كَذَبْتُهُ أَنْ يَحْفَظُوا ذَلِكَ عَنِّي ثُمَّ يَتَحَدَّثُوا بِهِ، فَلَمْ أَكْذِبْهُ " . فتح الباري
(31) أَيْ: مَا حَالُ نَسَبِهِ فِيكُمْ، أَهُوَ مِنْ أَشْرَافِكُمْ أَمْ لَا ؟ . فتح الباري
(32) السُّخط : الكَراهيةُ للشيء وعدُم الرِضا به .
(33) أَيْ : مَرَّة لنا ومَرَّة علينا , ونصرتها متداولة بين الفريقين ، وَقَدْ صَرَّحَ بِذَلِكَ أَبُو سُفْيَانَ يَوْمَ أُحُدٍ فِي قَوْلِهِ " يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، وَالْحَرْبُ سِجَالٌ " .
(34) قَوْلُهُ : ( بِمَاذَا يَأْمُرُكُمْ ) , يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الرَّسُولَ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَأْمُرَ قَوْمَهُ . فتح الباري لابن حجر - ( ح7)
(35) قَوْلُهُ ( وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ ) أَيْ: أَمْرُ الْإِيمَانِ ؛ لِأَنَّهُ يُظْهِرُ نُورًا ، ثُمَّ لَا يَزَالُ فِي زِيَادَةٍ حَتَّى يَتِمَّ بِالْأُمُورِ الْمُعْتَبَرَةِ فِيهِ مِنْ صَلَاةٍ وَزَكَاةٍ وَصِيَامٍ وَغَيْرِهَا، وَلِهَذَا نَزَلَتْ فِي آخِرِ سِنِيِّ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي } [المائدة/3] وَمِنْهُ { وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ } [التوبة/32] وَكَذَا جَرَى لِأَتْبَاعِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , لَمْ يَزَالُوا فِي زِيَادَةٍ حَتَّى كَمُلَ بِهِمْ مَا أَرَادَ اللَّهُ مِنْ إِظْهَارِ دِينِهِ وَتَمَامِ نِعْمَتِهِ ، فَلَهُ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ .
(36) " بَشَاشَةُ الْقُلُوبَ " أَيْ : يُخَالِطُ بَشَاشَةَ الْإِيمَانِ وَهُوَ شَرْحُهُ الْقُلُوبَ الَّتِي يَدْخُلُ فِيهَا .
وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ إِسْحَاقَ " وَكَذَلِكَ حَلَاوَةُ الْإِيمَانِ لَا تَدْخُلُ قَلْبًا فَتَخْرُجُ مِنْهُ " . فتح الباري لابن حجر - ( ح7)(4/218)
لَا يَسْخَطُهُ أَحَدٌ , وَسَأَلْتُكَ : هَلْ يَغْدِرُ ؟ , فَزَعَمْتَ أَنْ لَا , وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لَا يَغْدِرُونَ , وَسَأَلْتُكَ : هَلْ قَاتَلْتُمُوهُ وَقَاتَلَكُمْ ؟ , فَزَعَمْتَ أَنْ قَدْ فَعَلَ , وَأَنَّ حَرْبَكُمْ وَحَرْبَهُ تَكُونُ دُوَلًا , وَيُدَالُ عَلَيْكُمْ الْمَرَّةَ وَتُدَالُونَ عَلَيْهِ الْأُخْرَى , وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ , تُبْتَلَى ثُمَّ تَكُونُ لَهَا الْعَاقِبَةُ , وَسَأَلْتُكَ : بِمَاذَا يَأْمُرُكُمْ ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا , وَيَنْهَاكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ , وَيَأْمُرُكُمْ بِالصَلَاةِ وَالصَّدَقَةِ وَالْعَفَافِ وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ , قَالَ : وَهَذِهِ صِفَةُ النَّبِيِّ , وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ , وَلَكِنْ لَمْ أَظُنَّ أَنَّهُ مِنْكُمْ , وَإِنْ يَكُ مَا قُلْتَ حَقًّا , فَيُوشِكُ أَنْ يَمْلِكَ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ (1) وَلَوْ أَرْجُو أَنْ أَخْلُصَ (2) إِلَيْهِ , لَتَجَشَّمْتُ لُقِيَّهُ (3) وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ قَدَمَيْهِ (4) قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : ثُمَّ دَعَا هِرَقْلٌ بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُرِئَ , فَإِذَا فِيهِ : " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ , مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ (5) إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ (6) سَلَامٌ عَلَى مَنْ اتَّبَعَ الْهُدَى (7) أَمَّا بَعْدُ : فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الْإِسْلَامِ (8) أَسْلِمْ تَسْلَمْ , أَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ (9) فَإِنْ تَوَلَّيْتَ (10) فَعَلَيْكَ إِثْمُ الْأَرِيسِيِّينَ (11) وَ { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا , وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ , فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا : اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } (12) قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : فَلَمَّا أَنْ قَضَى مَقَالَتَهُ عَلَتْ أَصْوَاتُ الَّذِينَ حَوْلَهُ مِنْ عُظَمَاءِ الرُّومِ وَكَثُرَ لَغَطُهُمْ , فلَا أَدْرِي مَاذَا قَالُوا , وَأُمِرَ بِنَا فَأُخْرِجْنَا , فَلَمَّا أَنْ خَرَجْتُ مَعَ أَصْحَابِي وَخَلَوْتُ بِهِمْ قُلْتُ لَهُمْ : لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ (13) هَذَا مَلِكُ بَنِي الْأَصْفَرِ يَخَافُهُ (14) قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : فَوَاللَّهِ مَا زِلْتُ مُسْتَيْقِنًا بِأَنَّ أَمْرَهُ سَيَظْهَرُ حَتَّى أَدْخَلَ اللَّهُ ) (15) ( عَلَيَّ الْإِسْلَامَ ) (16) ( وَأَنَا كَارِهٌ ) (17) ( قَالَ : ثُمَّ كَتَبَ هِرَقْلُ إِلَى صَاحِبٍ لَهُ بِرُومِيَةَ - وَكَانَ نَظِيرَهُ فِي الْعِلْمِ - وَسَارَ هِرَقْلُ إِلَى حِمْصَ (18) فَلَمْ يَرِمْ حِمْصَ (19) حَتَّى أَتَاهُ كِتَابٌ مِنْ صَاحِبِهِ يُوَافِقُ رَأْيَ هِرَقْلَ عَلَى خُرُوجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , وَأَنَّهُ نَبِيٌّ , فَأَذِنَ هِرَقْلُ لِعُظَمَاءِ الرُّومِ فِي دَسْكَرَةٍ (20) لَهُ بِحِمْصَ , ثُمَّ أَمَرَ بِأَبْوَابِهَا فَغُلِّقَتْ , ثُمَّ اطَّلَعَ فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الرُّومِ , هَلْ لَكُمْ فِي الْفَلَاحِ وَالرُّشْدِ وَأَنْ يَثْبُتَ مُلْكُكُمْ فَتُبَايِعُوا هَذَا النَّبِيَّ ؟ , فَحَاصُوا (21) حَيْصَةَ حُمُرِ الْوَحْشِ (22) إِلَى الْأَبْوَابِ فَوَجَدُوهَا قَدْ غُلِّقَتْ , فَلَمَّا رَأَى هِرَقْلُ نَفْرَتَهُمْ وَأَيِسَ مِنْ الْإِيمَانِ (23) قَالَ : رُدُّوهُمْ عَلَيَّ , فَقَالَ : إِنِّي قُلْتُ مَقَالَتِي آنِفًا (24) أَخْتَبِرُ بِهَا شِدَّتَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ , فَقَدْ رَأَيْتُ , فَسَجَدُوا لَهُ وَرَضُوا عَنْهُ , فَكَانَ ذَلِكَ آخِرَ شَأْنِ هِرَقْلَ (25) ) (26) .
__________
(1) أَيْ : بَيْتَ الْمَقْدِسِ ، أَوْ أَرَادَ الشَّامَ كُلَّهُ لِأَنَّ دَارَ مَمْلَكَتِهِ كَانَتْ حِمْصَ .
(2) أَيْ: أَصِلُ ، يُقَالُ خَلُصَ إِلَى كَذَا أَيْ : وَصَلَ .
(3) أَيْ : تَكَلَّفْتُ الْوُصُولَ إِلَيْهِ ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يَتَحَقَّقُ أَنَّهُ لَا يَسْلَمُ مِنَ الْقَتْلِ إِنْ هَاجَرَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , وَاسْتَفَادَ ذَلِكَ بِالتَّجْرِبَةِ كَمَا فِي قِصَّةِ ضُغَاطِرَ الَّذِي أَظْهَرَ لَهُمْ إِسْلَامَهُ فَقَتَلُوهُ . فتح الباري
(4) قَوْلُهُ : ( لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمَيْهِ ) مُبَالَغَةٌ فِي الْعُبُودِيَّةِ وَالْخِدْمَةِ لَهُ , وَفِي اقْتِصَارِهِ عَلَى ذِكْرِ غَسْلِ الْقَدَمَيْنِ إِشَارَةٌ مِنْهُ إِلَى أَنَّهُ لَا يَطْلُبُ مِنْهُ - إِذَا وَصَلَ إِلَيْهِ سَالِمًا - لَا وِلَايَةً وَلَا مَنْصِبًا ، وَإِنَّمَا يَطْلُبُ مَا تَحْصُلُ لَهُ بِهِ الْبَرَكَةُ . فتح الباري
(5) فتح الباري لابن حجر - ( ح7) : قَوْلُهُ: ( مِنْ مُحَمَّدٍ ) فِيهِ أَنَّ السُّنَّةَ أَنْ يَبْدَأَ الْكِتَابَ بِنَفْسِهِ، وَهُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ، بَلْ حَكَى فِيهِ النَّحَّاسُ إِجْمَاعَ الصَّحَابَةِ . ، وَالْحَقُّ إِثْبَاتُ الْخِلَافِ . ، وَفِيهِ أَنَّ " مِنْ " الَّتِي لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ تَأْتِي مِنْ غَيْرِ الزَّمَانِ وَالْمَكَانِ كَذَا قَالَهُ أَبُو حَيَّانَ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهَا هُنَا أَيْضًا لَمْ تَخْرُجْ عَنْ ذَلِكَ، لَكِنْ بِارْتِكَابِ مَجَازٍ . ، زَادَ فِي حَدِيثِ دِحْيَةَ: وَعِنْدَهُ ابْنُ أَخٍ لَهُ أَحْمَرُ أَزْرَقُ سَبْطُ الرَّأْسِ . ، وَفِيهِ: لَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ سَخِرَ فَقَالَ: لَا تَقْرَأْهُ، إِنَّهُ بَدَأَ بِنَفْسِهِ . ، فَقَالَ قَيْصَرُ: لَتَقْرَأَنَّهُ . ، فَقَرَأَهُ .
(6) قَوْلُهُ ( عَظِيمِ الرُّومِ ) فِيهِ عُدُولٌ عَنْ ذِكْرِهِ بِالْمُلْكِ أَوِ الْإِمْرَةِ ؛ لِأَنَّهُ مَعْزُولٌ بِحُكْمِ الْإِسْلَامِ ، لَكِنَّهُ لَمْ يُخْلِهِ مِنْ إِكْرَامٍ لِمَصْلَحَةِ التَّأَلُّفِ . فتح الباري
(7) لَيْسَ الْمُرَادُ مِنْ هَذَا التَّحِيَّةَ ، إِنَّمَا مَعْنَاهُ سَلِمَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مَنْ أَسْلَمَ، فَلَمْ يَبْدَأِ الْكَافِرَ بِالسَّلَامِ قَصْدًا وَإِنْ كَانَ اللَّفْظُ يُشْعِرُ بِهِ ، لَكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ فِي الْمُرَادِ , لِأَنَّهُ لَيْسَ مِمَّنِ اتَّبَعَ الْهُدَى فَلَمْ يُسَلِّمْ عَلَيْهِ . فتح الباري
(8) أَيْ: بِالْكَلِمَةِ الدَّاعِيَةِ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَهِيَ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ .
(9) هُوَ مُوَافِقٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى { أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ } [القصص/54] ، وَإِعْطَاؤُهُ الْأَجْرَ مَرَّتَيْنِ لِكَوْنِهِ كَانَ مُؤْمِنًا بِنَبِيِّهِ ثُمَّ آمَنَ بِمُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - . فتح الباري
(10) أَيْ : أَعْرَضْتَ عَنِ الْإِجَابَةِ إِلَى الدُّخُولِ فِي الْإِسْلَامِ , وَحَقِيقَةُ التَّوَلِّي إِنَّمَا هُوَ بِالْوَجْهِ , ثُمَّ اسْتُعْمِلَ مَجَازًا فِي الْإِعْرَاضِ عَنِ الشَّيْءِ . فتح الباري
(11) ( الْأَرِيسِيِّينَ ) جَمْعُ أَرِيسِيٍّ , وَهُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى أَرِيسَ , قَالَ ابْنُ سِيدَهْ : الْأَرِيسُ الْأَكَّارُ , أَيِ : الْفَلَّاحُ , فَقَدْ جَاءَ مُصَرَّحًا بِهِ فِي رِوَايَةِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِلَفْظِ " فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الْأَكَّارِينَ " زَادَ الْبَرْقَانِيُّ فِي رِوَايَتِهِ : يَعْنِي الْحَرَّاثِينَ , قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : الْمُرَادُ بِالْفَلَّاحِينَ أَهْلُ مَمْلَكَتِهِ ؛ لِأَنَّ كُلَّ مَنْ كَانَ يَزْرَعُ فَهُوَ عِنْدَ الْعَرَبِ فَلَّاحٌ , سَوَاءٌ كَانَ يَلِي ذَلِكَ بِنَفْسِهِ أَوْ بِغَيْرِهِ , وقَالَ الْخَطَّابِيُّ : أَرَادَ أَنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الضُّعَفَاءِ وَالْأَتْبَاعِ إِذَا لَمْ يُسْلِمُوا تَقْلِيدًا لَهُ ؛ لِأَنَّ الْأَصَاغِرَ أَتْبَاعُ الْأَكَابِرِ . فتح الباري
(12) سورة آل عمران آية : 64
(13) ( أَمِرَ ) أَيْ : عَظُمَ , وَابْنُ أَبِي كَبْشَةَ أَرَادَ بِهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - , لِأَنَّ أَبَا كَبْشَةَ أَحَدُ أَجْدَادِهِ , وَعَادَةُ الْعَرَبِ إِذَا انْتَقَصَتْ نَسَبَتْ إِلَى جَدٍّ غَامِضٍ , قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ وَالْخَطَّابِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ : هُوَ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ خَالَفَ قُرَيْشًا فِي عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ فَعَبَدَ الشِّعْرَى فَنَسَبُوهُ إِلَيْهِ لِلِاشْتِرَاكِ فِي مُطْلَقِ الْمُخَالَفَةِ . فتح الباري لابن حجر - ( ح7)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كُنَّا نَقُولُ لِلْحَيِّ إِذَا كَثُرُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَمِرَ بَنُو فُلَانٍ حدثنا الْحُمَيْدِيُّ حدثنا سُفْيَانُ وَقَالَ أَمَرَ( خ ) 4434
(14) هُمُ الرُّومُ .
(15) ( خ ) 2782
(16) ( خ ) 7
(17) ( خ ) 2782 , ( م ) 74 - ( 1773 ) , ( حم ) 2370
(18) قَوْلُهُ : ( وَسَارَ هِرَقْلُ إِلَى حِمْصَ ) لِأَنَّهَا كَانَتْ دَارَ مُلْكِهِ كَمَا قَدَّمْنَاهُ , وَكَانَتْ فِي زَمَانِهِمْ أَعْظَمُ مِنْ دِمَشْقَ ,
وَكَانَ فَتْحُهَا عَلَى يَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ بَعْدَ هَذِهِ الْقِصَّةِ بِعَشْرِ سِنِينَ .
(19) أَيْ : لَمْ يَصِلْ إِلَى حِمْصَ .
(20) " الدَّسْكَرَةُ " : الْقَصْرُ الَّذِي حَوْلَهُ بُيُوتٌ , وَكَأَنَّهُ دَخَلَ الْقَصْرَ ثُمَّ أَغْلَقَهُ وَفَتَحَ أَبْوَابَ الْبُيُوتِ الَّتِي حَوْلَهُ وَأَذِنَ لِلرُّومِ فِي دُخُولِهَا ثُمَّ أَغْلَقَهَا ثُمَّ اطَّلَعَ عَلَيْهِمْ فَخَاطَبَهُمْ , وَإِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ خَشْيَةَ أَنْ يَثِبُوا بِهِ كَمَا وَثَبُوا بِضُغَاطِرَ . فتح الباري
(21) أَيْ : نَفَرُوا .
(22) شَبَّهَهُمْ بِالْوُحُوشِ لِأَنَّ نَفْرَتَهَا أَشَدُّ مِنْ نَفْرَةِ الْبَهَائِمِ الْإِنْسِيَّةِ ,
وَشَبَّهَهُمْ بِالْحُمْرِ دُونَ غَيْرِهَا مِنَ الْوُحُوشِ لِمُنَاسَبَةِ الْجَهْلِ وَعَدَمِ الْفِطْنَةِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ . فتح الباري
(23) أَيْ : مِنْ إِيمَانِهِمْ لِمَا أَظْهَرُوهُ , وَمِنْ إِيمَانِهِ لِأَنَّهُ شَحَّ بِمُلْكِهِ كَمَا قَدَّمْنَا , وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يُطِيعُوهُ فَيَسْتَمِرَّ مُلْكُهُ وَيَسْلَمَ وَيَسْلَمُوا بِإِسْلَامِهِمْ , فَمَا أِيسَ مِنَ الْإِيمَانِ إِلَّا بِالشَّرْطِ الَّذِي أَرَادَهُ , وَإِلَّا فَقَدْ كَانَ قَادِرًا عَلَى أَنْ يَفِرَّ عَنْهُمْ وَيَتْرُكَ مُلْكَهُ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ . فتح الباري
(24) أي : قبل قليل .
(25) أَيْ : فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِهَذِهِ الْقِصَّةِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِدُعَائِهِ إِلَى الْإِيمَانِ خَاصَّةً ؛ لا أَنَّهُ انْقَضَى أَمْرُهُ حِينَئِذٍ وَمَاتَ .
( تَكْمِيلٌ ) : ذَكَرَ السُّهَيْلِيُّ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ هِرَقْلَ وَضَعَ الْكِتَابَ فِي قَصَبَةٍ مِنْ ذَهَبٍ تَعْظِيمًا لَهُ , وَأَنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا يَتَوَارَثُونَهُ حَتَّى كَانَ عِنْدَ مَلِكِ الْفِرِنْجِ الَّذِي تَغَلَّبَ عَلَى طُلَيْطِلَةَ , ثُمَّ كَانَ عِنْدَ سَبْطِهِ , فَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ سَعْدٍ أَحَدَ قُوَّادِ الْمُسْلِمِينَ اجْتَمَعَ بِذَلِكَ الْمَلِكِ فَأَخْرَجَ لَهُ الْكِتَابَ , فَلَمَّا رَآهُ اسْتَعْبَرَ وَسَأَلَ أَنْ يُمَكِّنَهُ مِنْ تَقْبِيلِهِ فَامْتَنَعَ
قُلْتُ : وَأَنْبَأَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ الْقَاضِي نُورِ الدِّينِ بْنِ الصَّائِغِ الدِّمَشْقِيِّ قَالَ : حَدَّثَنِي سَيْفُ الدِّينِ فُلَيْحٌ الْمَنْصُورِيُّ قَالَ : أَرْسَلَنِي الْمَلِكُ الْمَنْصُورُ قَلَاوُونُ إِلَى مَلِكِ الْغَرْبِ بِهَدِيَّةٍ , فَأَرْسَلَنِي مَلِكُ الْغَرْبِ إِلَى مَلِكِ الْفِرِنْجِ فِي شَفَاعَةٍ فَقَبِلَهَا , وَعَرَضَ عَلَيَّ الْإِقَامَةَ عِنْدَهُ فَامْتَنَعْتُ , فَقَالَ لِي : لَأُتْحِفَنَّكَ بِتُحْفَةٍ سَنِيَّةٍ , فَأَخْرَجَ لِي صُنْدُوقًا مُصَفَّحًا بِذَهَبٍ , فَأَخْرَجَ مِنْهُ مِقْلَمَةَ ذَهَبٍ , فَأَخْرَجَ مِنْهَا كِتَابًا قَدْ زَالَتْ أَكْثَرُ حُرُوفِهِ وَقَدِ الْتَصَقَتْ عَلَيْهِ خِرْقَةُ حَرِيرٍ فَقَالَ : هَذَا كِتَابُ نَبِيِّكُمْ إِلَى جَدِّي قَيْصَرَ , مَا زِلْنَا نَتَوَارَثُهُ إِلَى الْآنَ , وَأَوْصَانَا آبَاؤُنَا أَنَّهُ مَا دَامَ هَذَا الْكِتَابُ عِنْدَنَا لَا يَزَالُ الْمُلْكُ فِينَا , فَنَحْنُ نَحْفَظُهُ غَايَةَ الْحِفْظِ وَنُعَظِّمُهُ وَنَكْتُمُهُ عَنِ النَّصَارَى لِيَدُومَ الْمُلْكُ فِينَا ,
وَيُؤَيِّدُهُ مَا رُوِيَ " أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا جَاءَهُ جَوَابُ كِسْرَى قَالَ : مَزَّقَ اللَّهُ مُلْكَهُ , وَلَمَّا جَاءَهُ جَوَابُ هِرَقْلَ قَالَ : ثَبَّتَ اللَّهُ مُلْكَهُ " , وَاللَّهُ أَعْلَمُ . فتح الباري
(26) ( خ ) 7(4/219)
( حب ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ يَنْطَلِقُ بِصَحِفَتِي هَذِهِ إِلَى قَيْصَرَ وَلَهُ الْجَنَّةُ ؟ " , فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : وَإِنْ لَمْ أُقْتَلْ ؟ ، قَالَ : " وَإِنْ لَمْ تُقْتَلْ " فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ بِهِ ، فَوَافَقَ قَيْصَرَ وَهُوَ يَأْتِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ قَدْ جُعِلَ لَهُ بِسَاطٌ لَا يَمْشِي عَلَيْهِ غَيْرُهُ ، فَرَمَى بِالْكِتَابِ عَلَى الْبِسَاطِ وَتَنَحَّى ، فَلَمَّا انْتَهَى قَيْصَرُ إِلَى الْكِتَابِ أَخَذَهُ ، ثُمَّ دَعَا رَأْسَ الْجَاثَلِيقِ (1) فَأَقْرَأَهُ ، فَقَالَ : مَا عِلْمِي فِي هَذَا الْكِتَابِ إِلَّا كَعِلْمِكَ ، فَنَادَى قَيْصَرُ : مَنْ صَاحِبُ الْكِتَابِ ؟ فَهُوَ آمَنٌ , فَجَاءَ الرَّجُلُ فَقَالَ : إِذَا أَنَا قَدِمْتُ فَأْتِنِي ، فَلَمَّا قَدِمَ أَتَاهُ ، فَأَمَرَ قَيْصَرُ بِأَبْوَابٍ قَصْرِهِ فَغُلِّقَتْ ، ثُمَّ أَمَرَ مُنَادِيًا يُنَادِي : أَلَا إِنَّ قَيْصَرَ قَدِ اتَّبَعَ مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - وَتَرَكَ النَّصْرَانِيَّةَ فَأَقْبَلَ جُنْدُهُ وَقَدْ تَسَلَّحُوا حَتَّى أَطَافُوا بِقَصْرِهِ ، فَقَالَ لِرَسُولِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : قَدْ تَرَى أَنِّي خَائِفٌ عَلَى مَمْلَكَتِي ، ثُمَّ أَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى : أَلَا إِنَّ قَيْصَرَ قَدْ رَضِيَ عَنْكُمْ ، وَإِنَّمَا خَبَرَكُمْ لِيَنْظُرُ كَيْفَ صَبْرُكُمْ عَلَى دِينِكُمْ فَارْجِعُوا ، فَانْصَرَفُوا ، وَكَتَبَ قَيْصَرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنِّي مُسْلِمٌ , وَبَعَثَ إِلَيْهِ بِدَنَانِيرَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ قَرَأَ الْكِتَابَ : " كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ ، لَيْسَ بِمُسْلِمٍ , وَهُوَ عَلَى النَّصْرَانِيَّةِ ، وَقَسَّمَ الدَّنَانِيرَ " (2)
__________
(1) هو رئيس للنصارى يكون تحت يد بطريق أنطاكية .
(2) ( حب ) 4504 , صححه الألباني في فقه السيرة ص356 ، وصحيح موارد الظمآن : 1351 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/220)
( ابن سعد ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ , أَرْسَلَ الرُّسُلَ إِلَى الْمُلُوكِ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ , وَكَتَبَ إِلَيْهِمْ كُتُبًا " ، فَقِيلَ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ الْمُلُوكَ لَا يَقْرَءُونَ كِتَابًا إِلَّا مَخْتُومًا , " فَاتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَئِذٍ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ ، فَصُّهُ مِنْهُ , نَقْشُهُ ثَلَاثةَ أَسْطُرٍ : مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ , وَخَتَمَ بِهِ الْكُتُبَ " ، فَخَرَجَ سِتَّةُ نَفَرٍ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ، وَذَلِكَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ ، وَأَصْبَحَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانِ الْقَوْمِ الَّذِينَ بَعَثَهُ إِلَيْهِمْ ، فَكَانَ أَوَّلَ رَسُولٍ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ - رضي الله عنه - إِلَى النَّجَاشِيِّ ، " وَكَتَبَ إِلَيْهِ كِتَابَيْنِ , يَدْعُوهُ فِي أَحَدِهِمَا إِلَى الْإِسْلَامِ وَيَتْلُو عَلَيْهِ الْقُرْآنَ " , فَأَخَذَ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَوَضَعَهُ عَلَى عَيْنَيْهِ وَنَزَلَ مِنْ سَرِيرِهِ فَجَلَسَ عَلَى الْأَرْضِ تَوَاضُعًا ، ثُمَّ أَسْلَمَ وَشَهِدَ شَهَادَةَ الْحَقِّ ، وَقَالَ : لَوْ كُنْتُ أَسْتَطِيعُ أَنْ آتِيَهُ لَأَتَيْتُهُ ، وَكَتَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِإِجَابَتِهِ وَتَصْدِيقِهِ وَإِسْلامِهِ عَلَى يَدَيْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، " وَفِي الْكِتَابِ الْآخَرِ يَأْمُرُهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُزَوِّجَهُ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ " - وَكَانَتْ قَدْ هَاجَرَتْ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ مَعَ زَوْجِهَا عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ الأَسَدِيِّ فَتَنَصَّرَ هُنَاكَ وَمَاتَ - " وَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْكِتَابِ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ بِمَنْ قِبَلَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ وَيَحْمِلَهُمْ " ، فَفَعَلَ , فَزَوَّجَهُ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ ، وَأَصْدَقَ عَنْهُ أَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ ، وَأَمَرَ بِجِهَازِ الْمُسْلِمِينَ وَمَا يُصْلِحُهُمْ , وَحَمَلَهُمْ فِي سَفِينَتَيْنِ مَعَ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ , وَدَعَا بِحُقٍّ (1) مِنْ عَاجٍ فَجَعَلَ فِيهِ كِتَابَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ : لَنْ تَزَالَ الْحَبَشَةُ بِخَيْرٍ مَا كَانَ هَذَانِ الْكِتَابَانِ بَيْنَ أَظْهُرِهَا , قَالَ : وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - دِحْيَةَ بْنَ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيَّ - وَهو أَحَدُ السِّتَّةِ - إِلَى قَيْصَرَ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ ، وَكَتَبَ مَعَهُ كِتَابًا , وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى لِيَدْفَعَهُ إِلَى قَيْصَرَ ، فَدَفَعَهُ عَظِيمُ بُصْرَى إِلَيْهِ وَهو يَوْمَئِذٍ بِحِمْصَ ، وَقَيْصَرُ يَوْمَئِذٍ مَاشٍ فِي نَذْرٍ كَانَ عَلَيْهِ إِنْ ظَهَرَتِ الرُّومُ عَلَى فَارِسَ أَنْ يَمْشِيَ حَافِيًا مِنْ قُسْطَنْطِينِيَّةَ إِلَى إِيلِيَاءَ , فَقَرَأَ الْكِتَابَ وَأَذَّنَ لِعُظَمَاءِ الرُّومِ فِي دَسْكَرَةٍ لَهُ بِحِمْصَ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الرُّومِ ، هَلْ لَكُمْ فِي الْفَلاحِ وَالرُّشْدِ وَأَنْ يُثْبَتَ لَكُمْ مُلْكُكُمْ وَتَتَّبِعُونَ مَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ؟ , فَقَالَتِ الرُّومُ : وَمَا ذَاكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ ؟ , قَالَ : تَتَّبِعُونَ هَذَا النَّبِيَّ الْعَرَبِيَّ ، قَالَ : فَحَاصُوا حَيْصَةَ حُمُرِ الْوَحْشِ وَتَنَاحَزُوا (2) وَرَفَعُوا الصَّلِيبَ ، فَلَمَّا رَأَى هِرَقْلُ ذَلِكَ مِنْهُمْ يَئِسَ مِنْ إِسْلامِهِمْ وَخَافَهُمْ عَلَى نَفْسِهِ وَمُلْكِهِ فَسَكَّنَهُمْ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّمَا قُلْتُ لَكُمْ مَا قُلْتُ أَخْتَبِرُكُمْ لِأَنْظُرَ كَيْفَ صَلَابَتُكُمْ فِي دِينِكُمْ , فَقَدْ رَأَيْتُ مِنْكُمُ الَّذِي أُحِبُّ ، فَسَجَدُوا لَهُ , قَالَ : وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ السَّهْمِيَّ - وَهو أَحَدُ السِّتَّةِ - إِلَى كِسْرَى يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ وَكَتَبَ مَعَهُ كِتَابًا ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُرِئَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ أَخَذَهُ فَمَزَّقَهُ ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " اللَّهُمَّ مَزِّقْ مُلْكَهُ " , وَكَتَبَ كِسْرَى إِلَى بَاذَانَ عَامِلِهِ عَلَى الْيَمَنِ أَنِ ابْعَثْ مِنْ عِنْدِكَ رَجُلَيْنِ جَلْدَيْنِ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي بِالْحِجَازِ فَلْيَأْتِيَانِي بِخَبَرِهِ ، فَبَعَثَ بَاذَانُ قَهْرَمَانَهُ وَرَجُلًا آخَرَ ، وَكَتَبَ مَعَهُمَا كِتَابًا فَقَدِمَا الْمَدِينَةَ وَفَرَائِصُهُمَا تُرْعَدُ ، فَدَفَعَا كِتَابَ بَاذَانَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، " فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَدَعَاهُمَا إِلَى الْإِسْلَامِ وَقَالَ : ارْجِعَا عَنِّي يَوْمَكُمَا هَذَا حَتَّى تَأْتِيَانِي الْغَدَ فَأُخْبِرَكُمَا بِمَا أُرِيدُ " , فَجَاءَاهُ مِنَ الْغَدِ فَقَالَ لَهُمَا : " أَبْلِغَا صَاحِبَكُمَا أَنَّ رَبِّي قَدْ قَتَلَ رَبَّهُ كِسْرَى فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ لِسَبْعِ سَاعَاتٍ مَضَتْ مِنْهَا " ، وَهِيَ لَيْلَةُ الثُّلاثَاءِ لِعَشْرِ لَيَالٍ مَضَيْنَ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ سَبْعٍ : " وَأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَلَّطَ عَلَيْهِ ابْنَهُ شِيرَوَيْهِ فَقَتَلَهُ " ، فَرَجَعَا إِلَى بَاذَانَ بِذَلِكَ , فَأَسْلَمَ هو وَالْأَبْنَاءُ الَّذِينَ بِالْيَمَنِ , قَالَ : وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَاطِبَ بْنَ أَبِي بَلْتَعَةَ اللَّخْمِيَّ - رضي الله عنه - وَهو أَحَدُ السِّتَّةِ - إِلَى الْمُقَوْقَسِ صَاحِبِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ عَظِيمِ الْقِبْطِ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ , وَكَتَبَ مَعَهُ كِتَابًا , فَأَوْصَلَ إِلَيْهِ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَرَأَهُ وَقَالَ لَهُ خَيْرًا , وَأَخَذَ الْكِتَابَ فَجَعَلَهُ فِي حُقٍّ مِنْ عَاجٍ وَخَتَمَ عَلَيْهِ وَدَفَعَهُ إِلَى جَارِيَتِهِ , وَكَتَبَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ نَبِيًّا قَدْ بَقِيَ , وَكُنْتُ أَظُنُّ أَنَّهُ يَخْرُجُ بِالشَّامِ , وَقَدْ أَكْرَمْتُ رَسُولَكَ وَبَعَثْتُ إِلَيْكَ بِجَارِيَتَيْنِ لَهُمَا مَكَانٌ عَظِيمٌ فِي الْقِبْطِ , وَقَدْ أَهْدَيْتُ لَكَ كِسْوَةً وَبَغْلَةً تَرْكَبُهَا , وَلَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا وَلَمْ يُسْلِمْ , " فَقَبِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - هَدِيَّتَهُ وَأَخَذَ الْجَارِيَتَيْنِ : مَارِيَةَ أُمَّ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَأُخْتَهَا سِيرِينَ ، وَبَغْلَةً بَيْضَاءَ لَمْ يَكُنْ فِي الْعَرَبِ يَوْمَئِذٍ غَيْرُهَا وَهِيَ دُلْدُلٌ (3) قَالَ حَاطِبٌ : كَانَ لِي مُكْرِمًا فِي الضِّيَافَةِ وَقِلَّةِ اللُّبْثِ بِبَابِهِ , مَا أَقَمْتُ عِنْدَهُ إِلَّا خَمْسَةَ أَيَّامٍ ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " ضَنَّ الْخَبِيثُ بِمُلْكِهِ , وَلَا بَقَاءَ لِمُلْكِهِ " , قَالَ : وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شُجَاعَ بْنَ وَهْبٍ الأَسَدِيَّ - رضي الله عنه - وَهو أَحَدُ السِّتَّةِ - إِلَى الْحَارِثِ بْنِ أَبِي شِمْرٍ الْغَسَّانِيِّ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ , وَكَتَبَ مَعَهُ كِتَابًا , قَالَ شُجَاعٌ : فَأَتَيْتُ إِلَيْهِ وَهو بِغَوْطَةِ دِمَشْقَ وَهو مَشْغُولٌ بِتَهْيِئَةِ الْإِنْزَالِ وَالْإلْطَافِ لِقَيْصَرَ وَهو جَاءٍ مِنْ حِمْصَ إِلَى إِيلِيَاءَ , فَأَقَمْتُ عَلَى بَابِهِ يَوْمَيْنِ أَوثَلَاثةً , فَقُلْتُ لِحَاجِبِهِ : إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْهِ ، فَقَالَ : لَا تَصِلُّ إِلَيْهِ حَتَّى يَخْرُجَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ، وَجَعَلَ حَاجِبُهُ - وَكَانَ رُومِيًّا - يَسْأَلُنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَكُنْتُ أُحَدِّثُهُ عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَا يَدْعُو إِلَيْهِ , فَيَرِقَّ حَتَّى يَغْلِبَهُ الْبُكَاءُ وَيَقُولُ : إِنِّي قَدْ قَرَأْتُ الْإِنْجِيلَ , فَأَجِدُ صِفَةَ هَذَا النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِعَيْنِهِ , فَأَنَا أُومِنُ بِهِ وَأُصَدِّقُهُ , وَأَخَافُ مِنَ الْحَارِثِ أَنْ يَقْتُلَنِي , قَالَ شُجَاعٌ : وَكَانَ يُكْرِمُنِي وَيُحْسِنُ ضِيَافَتِي , وَخَرَجَ الْحَارِثُ يَوْمًا فَجَلَسَ وَوَضَعَ التَّاجَ عَلَى رَأْسِهِ فَأَذِنَ لِي عَلَيْهِ , فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَرَأَهُ ثُمَّ رَمَى بِهِ وَقَالَ : مَنْ يُنْتَزِعُ مِنِّي مُلْكِي ؟ , أَنَا سَائِرٌ إِلَيْهِ , وَلَوْ كَانَ بِالْيَمَنِ جِئْتُهُ ، عَلَيَّ بِالنَّاسِ , فَلَمْ يَزَلْ يَفْرِضُ حَتَّى قَامَ , وَأَمَرَ بِالْخُيُولِ تُنْعَلُ ، ثُمَّ قَالَ : أَخْبِرْ صَاحِبَكَ مَا تَرَى , وَكَتَبَ إِلَى قَيْصَرَ يُخْبِرُهُ خَبَرِي وَمَا عَزَمَ عَلَيْهِ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ قَيْصَرُ : أَلَّا تَسِيرُ إِلَيْهِ وَالْهَ عَنْهُ (4) وَوَافِنِي بِإِيلِيَاءَ , فَلَمَّا جَاءَهُ جَوَابُ كِتَابِهِ دَعَانِي فَقَالَ : مَتَى تُرِيدُ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى صَاحِبِكَ ؟ , فَقُلْتُ : غَدَا , فَأَمَرَ لِي بِمِائَةِ مِثْقَالٍ ذَهَبٍ , وَوَصَّلَنِي حَاجِبُهُ , وَأَمَرَ لِي بِنَفَقَةٍ وَكِسْوَةٍ ، وَقَال لِي : أَقْرِئْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنِّي السَّلَامَ ، فَقَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : " بَادَ مُلْكُهُ " وَأَقْرَأْتُهُ مِنْ حَاجِبِهِ السَّلَامَ , وَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " صَدَقَ " , وَمَاتَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي شِمْرٍ عَامَ الْفَتْحِ , قَالَ : وَكَانَ فَرْوَةُ بْنُ عمرو الْجُذَامِيُّ عَامِلًا لِقَيْصَرَ عَلَى عَمَّانَ مِنْ أَرْضِ الْبَلْقَاءِ , " فَلَمْ يَكْتُبْ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " فَأَسْلَمَ فَرْوَةُ , وَكَتَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِإِسْلَامِهِ وَأَهْدَى لَهُ ، وَبَعَثَ مِنْ عِنْدِهِ رَسُولًا مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهُ : مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ , " فَقَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كِتَابَهُ وَقَبِلَ هَدِيَّتَهُ ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ جَوَابَ كِتَابِهِ ، وَأَجَازَ مَسْعُودًا بِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا - وَذَلِكَ خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ - قَالَ : وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَلِيطَ بْنَ عَمْرٍو الْعَامِرِيَّ - رضي الله عنه - وَهو أَحَدُ السِّتَّةِ - إِلَى هَوْذَةَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَنَفِيِّ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ , وَكَتَبَ مَعَهُ كِتَابًا " , فَقَدِمَ عَلَيْهِ فَأَنْزَلَهُ وَحَبَاهُ , وَقَرَأَ كِتَابَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَرَدَّ رَدًّا دُونَ رَدٍّ , وَكَتَبَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : مَا أَحْسَنَ مَا تَدْعُو إِلَيْهِ وَأَجْمَلَهُ وَأَنَا شَاعِرُ قَوْمِي وَخَطِيبُهُمْ , وَالْعَرَبُ تَهَابُ مَكَانِي , فَاجْعَلْ لِي بَعْضَ الْأَمْرِ أَتَّبِعْكَ , وَأَجَازَ سَلِيطَ بْنَ عَمْرٍو بِجَائِزَةٍ وَكَسَاهُ أَثْوَابًا مِنْ نَسْجِ هَجَرَ , فَقَدِمَ بِذَلِكَ كُلِّهِ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَخْبَرَهُ عَنْهُ بِمَا قَالَ , " فَقَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كِتَابَهُ وَقَالَ : لَو سَأَلَنِي سَيَابَةً (5) مِنَ الْأَرْضِ مَا فَعَلْتُ , بَادَ وَبَادَ مَا فِي يَدَيْهِ , فَلَمَّا انْصَرَفَ مِنْ عَامِ الْفَتْحِ جَاءَهُ جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ , قَالَ : وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ إِلَى جَيْفَرَ وَعَبْدٍ ابْنِي الْجُلَنْدِيِّ - وَهُمَا مِنَ الْأَزْدِ , وَالْمَلِكُ مِنْهُمَا جَيْفَرُ - يَدْعُوهُمَا إِلَى الْإِسْلَامِ , وَكَتَبَ مَعَهُ إِلَيْهِمَا كِتَابًا وَخَتَمَ الْكِتَابَ " ، قَالَ عَمْرٌو : فَلَمَّا قَدِمْتُ عُمَانَ عَمَدْتُ إِلَى عَبْدٍ وَكَانَ أَحْلَمَ الرَّجُلَيْنِ وَأَسْهَلَهُمَا خُلُقًا ، فَقُلْتُ : إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْكَ وَإِلَى أَخِيكَ ، فَقَالَ : أَخِي الْمُقَدَّمُ عَلَيَّ بِالسِّنِّ وَالْمُلْكِ , وَأَنَا أُوصِلُكَ إِلَيْهِ حَتَّى يَقْرَأَ كِتَابَكَ , فَمَكَثْتُ أَيَّامًا بِبَابِهِ , ثُمَّ إِنَّهُ دَعَانِي فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ , فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ الْكِتَابَ مَخْتُومًا , فَفَضَّ خَاتَمَهُ وَقَرَأَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى آخِرِهِ , ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى أَخِيهِ فَقَرَأَهُ مِثْلَ قِرَاءَتِهِ , إِلَّا أَنِّي رَأَيْتُ أَخَاهَ أَرَقَّ مِنْهُ ، فَقَالَ : دَعْنِي يَوْمِي هَذَا وَارْجِعْ إِلَيَّ غَدًا , فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ رَجَعْتُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : إِنِّي فَكَّرْتُ فِيمَا دَعَوْتَنِي إِلَيْهِ , فَإِذَا أَنَا أَضْعَفُ الْعَرَبِ إِذَا مَلَّكْتُ رَجُلًا مَا فِي يَدِي ، قُلْتُ : فَإِنِّي خَارِجٌ غَدًا , فَلَمَّا أَيْقَنَّ بِمَخْرَجِي أَصْبَحَ فَأَرْسَلَ إِلَيَّ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَأَجَابَ إِلَى الْإِسْلَامِ هو وَأَخُوهُ جَمِيعًا وَصَدَّقَا بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَخَلَّيَا بَيْنِي وَبَيْنَ الصَّدَقَةِ وَبَيْنَ الْحُكْمِ فِيمَا بَيْنَهُمْ , وَكَانَا لِي عَوْنًا عَلَى مَنْ خَالَفَنِي , فَأَخَذْتُ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَرَدَّدْتُهَا فِي فُقَرَائِهِمْ , فَلَمْ أَزَلْ مُقِيمًا فِيهِمْ حَتَّى بَلَغَنَا وَفَاةُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : " وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُنْصَرَفَهُ مِنَ الْجِعْرَانَةِ (6) الْعَلاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ - رضي الله عنه - إِلَى الْمُنْذِرِ بْنِ سَاوَى الْعَبْدِيِّ وَهو بِالْبَحْرَيْنِ (7) يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ وَكَتَبَ إِلَيْهِ كِتَابًا " ، فَكَتَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِإِسْلَامِهِ وَتَصْدِيقِهِ , وَإِنِّي قَدْ قَرَأْتُ كِتَابَكَ عَلَى أَهْلِ هَجَرَ , فَمِنْهُمْ مَنْ أَحَبَّ الْإِسْلَامَ وَأَعْجَبَهُ وَدَخَلَ فِيهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ كَرِهَهُ , وَبِأَرْضِي مَجُوسٌ وَيَهُود , فَأَحْدِثْ إِلَيَّ فِي ذَلِكَ أَمْرَكَ , " فَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّكَ مَهْمَا تُصْلِحُ فَلَنْ نَعْزِلَكَ عَنْ عَمَلِكَ , وَمَنْ أَقَامَ عَلَى يَهُوديَّةٍ أَوْ مَجُوسِيَّةٍ فَعَلَيْهِ الْجِزْيَةُ , وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى مَجُوسِ هَجَرَ يَعْرِضُ عَلَيْهِمُ الْإِسْلَامَ ، فَإِنْ أَبَوْا أُخِذَتْ مِنْهُمُ الْجِزْيَةُ , وَبِأَنْ لَا تُنْكَحُ نِسَاؤُهُمْ , وَلَا تُؤْكَلُ ذَبَائِحُهُمْ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ أَبَا هُرَيْرَةَ مَعَ الْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ وَأَوْصَاهُ بِهِ خَيْرًا ، وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِلْعَلاءِ فَرَائِضَ الإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالثِّمَارِ وَالأَمْوَالِ " فَقَرَأَ الْعَلاءُ كِتَابَهُ عَلَى النَّاسِ وَأَخَذَ صَدَقَاتِهُمْ . (8)
__________
(1) أَيْ : وعاء .
(2) النَّحْزُ : الضَّرْبُ والدَّفْع . لسان العرب - (ج 5 / ص 414)
(3) الدُّلْدُل : القُنْفُذ , ومنه الحديث " كان اسْم بَغْلَتِه × دُلْدُلاً " النهاية في غريب الأثر - (ج 2 / ص 309)
(4) أَيْ : اتركه .
(5) السَّيابة : البلَحَةُ . النهاية في غريب الأثر - (ج 2 / ص 1050)
(6) الجعرانة: بين مكة والطائف ، وهي إلى مكة أقرب . وقال الفاكهي: بينها وبين مكة بريد وَهو اثْنَا عَشَرَ مِيلًا ، وقال الباجي : ثمانية عشر ميلا .
(7) ( الْبَحْرَيْنِ ) هِيَ الْبَلَدُ الْمَشْهُورُ بِالْعِرَاقِ ، وَهُوَ بَيْنَ الْبَصْرَةِ وَهَجَرَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 9 / ص 426)
(8) أخرجه ( ابن سعد ) ( 1 / 258 - 260 ) , انظر الصَّحِيحَة : 1429(4/221)
( خ ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِكِتَابِهِ رَجُلًا , وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ (1) فَدَفَعَهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إِلَى كِسْرَى " , فَلَمَّا قَرَأَهُ مَزَّقَهُ , " فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ " (2)
__________
(1) قَوْلُهُ : ( الْبَحْرَيْنِ ) هِيَ الْبَلَدُ الْمَشْهُورُ بِالْعِرَاقِ ، وَهُوَ بَيْنَ الْبَصْرَةِ وَهَجَرَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 9 / ص 426)
(2) ( خ ) 64 , 2781 , 4162 , 6836 , ( حم ) 2781(4/222)
( ابن إسحاق ) ، قَالَ :
" كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى كِسْرَى ، وَبَعَثَ الْكِتَابَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ - رضي الله عنه - ، وَفِيهِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى كِسْرَى عَظِيمِ فَارِسَ ، سَلامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى وَآمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَشَهِدَ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا أَسْلِمْ تَسْلَمْ ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَعَلَيْكَ إِثْمُ الْمَجُوسِ " , فَمَزَّقَ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " مُزِّقَ مُلْكُهُ " (1)
----------
(1) صححه الألباني في فقه السيرة ص356(4/223)
( تاريخ الطبري ) , وَعَنْ مُحَّمَدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ :
" بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسٍ - رضي الله عنه - إِلَى كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ مَلِكِ فَارِسٍ وَكَتَبَ : " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى كِسْرَى عَظِيمِ فَارِسٍ سَلامُ اللَّهِ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى وَآَمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَشَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَدْعُوكَ بِدَاعِيَةِ اللَّهِ - عز وجل - ، فَإِنِّي أنا رَسُولُ اللَّهِ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً ، لأُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيِحِقُّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ، فَأَسْلِم تَسْلَمْ ، فَإِنْ أَبَيْتَ ، فَإِنَّ إِثْمَ الْمَجُوسِ عَلَيْكَ " , فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَقَّقَهُ وَقَالَ : يَكْتُبُ إِلَيَّ بِهَذَا الْكِتَابِ وَهُوَ عَبْدِي ؟ فَبَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ حِينَ بَلَغَهُ أَنَّهُ شَقَّقَ كِتَابَهُ : " مُزِّقَ مُلْكُهُ " ، ثُمَّ كَتَبَ كِسْرَى إِلَى بَاذَانَ - وَهُوَ عَلَى الْيَمَنِ - أَنِ ابْعَثْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي بِالْحِجَازِ رَجُلَيْنِ مِنْ عِنْدِكَ جَلْدَيْنِ (4) فَلْيَأْتِيَانِي بِهِ ، فَبَعَثَ بَاذَانُ قَهْرَمَانَهُ (5) - وَهُوَ ابْنُ بَابَوَيْهِ ، وَكَانَ كَاتِبًا حَاسِبًا - وَبَعَثَ بِرَجُلٍ مِنَ الْفُرْسِ يُقَالَ لَهُ : خَرَخْسَرَه ، وَكَتَبَ مَعُهَما إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأْمُرُهُ أَنْ يَنْصَرِفَ مَعَهُمَا إِلَى كِسْرَى ، وَقَالَ لِبَابَوَيْهِ : وَيْلَكَ انْظُرْ مَا الرَّجُلُ ؟ , وَكَلِّمْهُ وَأْتِنِي بِخَبَرِهِ ، فَخَرَجَا حَتَّى قَدِمَا الطَّائِفَ ، فَسَأَلا عَنْهُ فَقَالُوا : هُوَ بِالْمَدِينَةِ ، وَاسْتَبْشَرُوا (6) وَقَالُوا : قَدْ نَصَبَ لَهُ كِسْرَى مَلِكُ الْمُلُوكِ ، كُفِيْتُمُ الرَّجُلَ ، فَخَرَجَا حَتَّى قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَكَلَّمَهُ بَابَوَيْهِ وَقَالَ لَهُ : إِنَّ شَاهَانْشَاهَ مَلِكَ الْمُلُوكِ كِسْرَى قَدْ كَتَبَ إِلَى الْمَلِكِ بَاذَانَ يَأْمُرُهُ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْكَ بِأَمْرِهِ أَنْ يَأْتِيَهُ بِكَ ، وَقَدْ بَعَثَنِي إِلَيْكَ لِتَنْطَلِقَ مَعِي ، فَإِنْ فَعَلْتَ كُتِبَ فِيكَ إِلَى مَلِكِ الْمُلُوكِ بِكِتَابٍ يَنْفَعُكَ وَيُكُفُّ عَنْكَ بِهِ ، وَإِنْ أَبَيْتَ فَهُوَ مَنْ قَدْ عَلِمْتَ ، فَهُوَ مُهْلِكُكَ وَمُهْلِكُ قَوْمِكَ وَمُخْرِبُ دِيَارِكَ - وَكَانَا قَدْ دَخَلا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ حَلَقَا لِحَاهُمَا وَأَعْفَيَا شَوَارِبَهُمَا - " فَكَرِهَ النَّظَرَ إِلَيْهِمَا وَقَالَ : وَيْلَكُمَا مَنْ أَمَرَكُمَا بِهَذَا ؟ " ، قَالا : أَمَرَنَا بِهَذَا رَبُّنَا - يَعْنِيَانِ كِسْرَى - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَكِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي بِإِعْفَاءِ لِحْيَتِي وَقَصِّ شَارِبِي ، ثُمَّ قَالَ لَهُمَا : ارْجِعَا حَتَّى تَأْتِيَانِي غَدًا , وَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْخَبَرُ مِنَ السَّمَاءِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ سَلَّطَ عَلَى كِسْرَى ابْنَهُ شِيرَوَيْهِ فَقَتَلَهُ فِي شَهْرِ كَذَا وَكَذَا ، مِنْ لَيْلَةِ كَذَا وَكَذَا مِنَ اللَّيْلِ " فَلَمَّا أَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهُمَا : " إِنَّ رَبِّي قَدْ قَتَلَ رَبَّكُمَا لَيْلَةَ كَذَا وَكَذَا ، مِنْ شَهْرِ كَذَا وَكَذَا ، بَعْدَ مَا مَضَى مِنَ اللَّيْلِ ، سَلَّطَ عَلَيْهِ ابْنَهُ شِيرَوَيْهِ فَقَتَلَهُ " (7)
---------------
(4) أَيْ : قويين .
(5) هو كالخازِن والوكيل والحافظ لما تحت يده والقائم بأمور الرجُل بلُغَة الفُرس . النهاية (ج 4 / ص 213)
(6) أَيْ : أهل الطائف .
(7) تاريخ الطبري (2 / 296) , وحسنه الألباني في فقه السيرة ص359(4/224)
( 9 ) عُمْرَةُ الْقَضَاء
( ت س حب ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَكَّةَ فِي عُمْرَةِ الْقَضَاءِ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ - رضي الله عنه - ) (1) ( آخِذٌ بِغَرْزِهِ (2) ) (3) ( يَمْشِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ :
خَلُّوا بَنِي الْكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ الْيَوْمَ نَضْرِبُكُمْ عَلَى تَنْزِيلِهِ
ضَرْبًا يُزِيلُ الْهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ وَيُذْهِلُ الْخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهِ
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : يَا ابْنَ رَوَاحَةَ ، بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَفِي حَرَمِ اللَّهِ تَقُولُ الشِّعْرَ ؟! ) (4) ( فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " خَلِّ عَنْهُ يَا عُمَرُ ) (5) ( فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَكَلَامُهُ أَشَدُّ عَلَيْهِمْ مِنْ وَقْعِ النَّبْلِ " ) (6)
__________
(1) ( ت ) 2847 , ( س ) 2873
(2) الغَرْز : رِكاب الجمل من الجلد أو الخشب .
(3) ( حب ) 4521 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(4) ( س ) 2873 , ( ت ) 2847
(5) ( ت ) 2847 , ( س ) 2893
(6) ( س ) 2893 , ( ت ) 2847 , انظر مختصر الشمائل : 210 , الثمر المستطاب - (1 / 797)(4/225)
( خ م ) , وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَكَّةَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ , فَلَمَّا أَنْ كَانَ يَوْمُ الثَّالِثِ قَالُوا : لِعَلِيٍّ هَذَا آخِرُ يَوْمٍ مِنْ شَرْطِ صَاحِبِكَ فَأْمُرْهُ فَلْيَخْرُجْ , فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ فَقَالَ : " نَعَمْ , فَخَرَجَ " (1)
__________
(1) ( م ) 92 - ( 1783 ) , ( خ ) 3013(4/226)
( 10 ) غَزْوَةُ خَيْبَر
( خ م س حم ) , عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قَدِمْنَا الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً , وَعَلَيْهَا خَمْسُونَ شَاةً لَا تُرْوِيهَا , " فَقَعَدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى جَبَا الرَّكِيَّةِ (1) فَإِمَّا دَعَا وَإِمَّا بَصَقَ فِيهَا " , فَجَاشَتْ , فَسَقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا , " ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - دَعَانَا لِلْبَيْعَةِ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ " فَبَايَعْتُهُ أَوَّلَ النَّاسِ , ثُمَّ بَايَعَ وَبَايَعَ , حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَسَطٍ مِنْ النَّاسِ قَالَ : " بَايِعْ يَا سَلَمَةُ " , فَقُلْتُ : قَدْ بَايَعْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي أَوَّلِ النَّاسِ , قَالَ : " وَأَيْضًا , وَرَآنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَعْزَلًا لَيْسَ مَعِي سِلَاحٌ , فَأَعْطَانِي حَجَفَةً أَوْ دَرَقَةً (2) ثُمَّ بَايَعَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِ النَّاسِ قَالَ : أَلَا تُبَايِعُنِي يَا سَلَمَةُ ؟ " , فَقُلْتُ : قَدْ بَايَعْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي أَوَّلِ النَّاسِ وَفِي أَوْسَطِ النَّاسِ , فَقَالَ : " وَأَيْضًا " , فَبَايَعْتُهُ الثَّالِثَةَ ) (3) ( قَالَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ : فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا مُسْلِمٍ , عَلَى أَيِّ شَيْءٍ كُنْتُمْ تُبَايِعُونَ يَوْمَئِذٍ ؟ , قَالَ : عَلَى الْمَوْتِ ) (4) ( ثُمَّ قَالَ لِي : يَا سَلَمَةُ , أَيْنَ حَجَفَتُكَ الَّتِي أَعْطَيْتُكَ ؟ , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , لَقِيَنِي عَمِّي عَامِرٌ عَزِلًا , فَأَعْطَيْتُهُ إِيَّاهَا , " فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ : إِنَّكَ كَالْأَوَّلِ الَّذِي قَالَ : اللَّهُمَّ أَبْغِنِي حَبِيبًا هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي ) (5) ( فَأَعْطَانِي قَوْسَهُ وَمَجَانَّهُ وَثَلَاثَةَ أَسْهُمٍ مِنْ كِنَانَتِهِ " ) (6) ( ثُمَّ إِنَّ الْمُشْرِكِينَ رَاسَلُونَا الصُّلْحَ حَتَّى مَشَى بَعْضُنَا فِي بَعْضٍ وَاصْطَلَحْنَا , وَكُنْتُ تَبِيعًا (7) لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ , أَسْقِي فَرَسَهُ , وَأَحُسُّهُ (8) وَأَخْدِمُهُ , وَآكُلُ مِنْ طَعَامِهِ , وَتَرَكْتُ أَهْلِي وَمَالِي مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - , قَالَ : فَلَمَّا اصْطَلَحْنَا نَحْنُ وَأَهْلُ مَكَّةَ وَاخْتَلَطَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ أَتَيْتُ شَجَرَةً فَكَسَحْتُ شَوْكَهَا فَاضْطَجَعْتُ فِي أَصْلِهَا , فَأَتَانِي أَرْبَعَةٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ , فَجَعَلُوا يَقَعُونَ فِي رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَبْغَضْتُهُمْ , فَتَحَوَّلْتُ إِلَى شَجَرَةٍ أُخْرَى , وَعَلَّقُوا سِلَاحَهُمْ وَاضْطَجَعُوا , فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنْ أَسْفَلِ الْوَادِي : يَا لِلْمُهَاجِرِينَ , قُتِلَ ابْنُ زُنَيْمٍ , فَاخْتَرَطْتُ سَيْفِي (9) ثُمَّ شَدَدْتُ عَلَى أُولَئِكَ الْأَرْبَعَةِ وَهُمْ رُقُودٌ فَأَخَذْتُ سِلَاحَهُمْ , فَجَعَلْتُهُ ضِغْثًا (10) فِي يَدِي , ثُمَّ قُلْتُ : وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ , لَا يَرْفَعُ أَحَدٌ مِنْكُمْ رَأْسَهُ إِلَّا ضَرَبْتُ الَّذِي فِيهِ عَيْنَاهُ , ثُمَّ جِئْتُ بِهِمْ أَسُوقُهُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَجَاءَ أَخِي عَامِرٌ بِرَجُلٍ مِنْ الْعَبَلَاتِ (11) يُقَالُ لَهُ : مِكْرَزٌ , يَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى فَرَسٍ مُجَفَّفٍ (12) فِي سَبْعِينَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ , " فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : دَعُوهُمْ يَكُنْ لَهُمْ بَدْءُ الْفُجُورِ (13) وَثِنَاهُ (14) فَعَفَا عَنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَأَنْزَلَ اللَّهُ : { وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ , وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ الْآية كُلَّهَا } (15) " , قَالَ : ثُمَّ خَرَجْنَا رَاجِعِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا وَبَيْنَنَا وَبَيْنَ بَنِي لَحْيَانَ جَبَلٌ وَهُمْ مُشْرِكُونَ , " فَاسْتَغْفَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِمَنْ رَقِيَ هَذَا الْجَبَلَ اللَّيْلَةَ كَأَنَّهُ طَلِيعَةٌ (16) لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابِهِ " , فَرَقِيتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا , ثُمَّ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ , " فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِظَهْرِهِ مَعَ رَبَاحٍ - غُلَامِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " , وَخَرَجْتُ مَعَهُ بِفَرَسِ طَلْحَةَ أُنَدِّيهِ (17) مَعَ الظَّهْرِ , فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْفَزَارِيُّ قَدْ أَغَارَ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَاسْتَاقَهُ أَجْمَعَ , وَقَتَلَ رَاعِيَهُ , فَقُلْتُ : يَا رَبَاحُ خُذْ هَذَا الْفَرَسَ فَأَبْلِغْهُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ , وَأَخْبِرْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَدْ أَغَارُوا عَلَى سَرْحِهِ , ثُمَّ قُمْتُ عَلَى أَكَمَةٍ (18) فَاسْتَقْبَلْتُ الْمَدِينَةَ فَنَادَيْتُ : يَا صَبَاحَاهْ (19) يَا صَبَاحَاهْ , يَا صَبَاحَاهْ , ثُمَّ خَرَجْتُ فِي آثَارِ الْقَوْمِ أَرْمِيهِمْ بِالنَّبْلِ , وَأَرْتَجِزُ أَقُولُ : أَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ , وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ , فَأَلْحَقُ رَجُلًا مِنْهُمْ فَأَصُكُّ (20) سَهْمًا فِي رَحْلِهِ , حَتَّى خَلَصَ نَصْلُ السَّهْمِ إِلَى كَتِفِهِ , فَقُلْتُ : خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ , وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ , قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا زِلْتُ أَرْمِيهِمْ وَأَعْقِرُ بِهِمْ , فَإِذَا رَجَعَ إِلَيَّ فَارِسٌ أَتَيْتُ شَجَرَةً فَجَلَسْتُ فِي أَصْلِهَا ثُمَّ رَمَيْتُهُ فَعَقَرْتُ بِهِ , حَتَّى إِذَا تَضَايَقَ الْجَبَلُ دَخَلُوا فِي تَضَايُقِهِ , فَعَلَوْتُ الْجَبَلَ فَجَعَلْتُ أُرَدِّيهِمْ بِالْحِجَارَةِ (21) فَمَا زِلْتُ كَذَلِكَ أَتْبَعُهُمْ حَتَّى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ بَعِيرٍ مِنْ ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَّا خَلَّفْتُهُ وَرَاءَ ظَهْرِي , وَخَلَّوْا بَيْنِي وَبَيْنَهُ , ثُمَّ اتَّبَعْتُهُمْ أَرْمِيهِمْ حَتَّى أَلْقَوْا أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ بُرْدَةً (22) وَثَلَاثِينَ رُمْحًا يَسْتَخِفُّونَ , وَلَا يَطْرَحُونَ شَيْئًا إِلَّا جَعَلْتُ عَلَيْهِ آرَامًا (23) مِنْ الْحِجَارَةِ يَعْرِفُهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابُهُ , حَتَّى أَتَوْا مُتَضَايِقًا مِنْ ثَنِيَّةٍ , فَإِذَا هُمْ قَدْ أَتَاهُمْ فُلَانُ بْنُ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ , فَجَلَسُوا يَتَغَدَّوْنَ , وَجَلَسْتُ عَلَى رَأْسِ قَرْنٍ (24) فَقَالَ الْفَزَارِيُّ : مَا هَذَا الَّذِي أَرَى ؟ , فَقَالُوا : لَقِينَا مِنْ هَذَا الْبَرْحَ , وَاللَّهِ مَا فَارَقَنَا مُنْذُ غَلَسٍ , يَرْمِينَا حَتَّى انْتَزَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي أَيْدِينَا , قَالَ : فَلْيَقُمْ إِلَيْهِ أَرْبَعَةُ نَفَرٍ مِنْكُمْ , فَصَعِدَ إِلَيَّ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ فِي الْجَبَلِ , فَلَمَّا أَمْكَنُونِي مِنْ الْكَلَامِ قُلْتُ : هَلْ تَعْرِفُونِي ؟ , قَالُوا : لَا , وَمَنْ أَنْتَ ؟ , قُلْتُ : أَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ , وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - , لَا أَطْلُبُ رَجُلًا مِنْكُمْ إِلَّا أَدْرَكْتُهُ , وَلَا يَطْلُبُنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ فَيُدْرِكَنِي , فَقَالَ أَحَدُهُمْ : أَنَا أَظُنُّ , قَالَ : فَرَجَعُوا , فَمَا بَرِحْتُ مَكَانِي حَتَّى رَأَيْتُ فَوَارِسَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَخَلَّلُونَ الشَّجَرَ , فَإِذَا أَوَّلُهُمْ الْأَخْرَمُ الْأَسَدِيُّ - رضي الله عنه - , عَلَى إِثْرِهِ أَبُو قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ - رضي الله عنه - , وَعَلَى إِثْرِهِ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْكِنْدِيُّ - رضي الله عنه - , فَأَخَذْتُ بِعِنَانِ الْأَخْرَمِ فَقُلْتُ : يَا أَخْرَمُ , احْذَرْهُمْ لَا يَقْتَطِعُوكَ حَتَّى يَلْحَقَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابُهُ , فَقَالَ : يَا سَلَمَةُ , إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ , وَتَعْلَمُ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَالنَّارَ حَقٌّ , فلَا تَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ الشَّهَادَةِ , فَخَلَّيْتُهُ , فَالْتَقَى هُوَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ , فَعَقَرَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ فَرَسَهُ , وَطَعَنَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَتَلَهُ , وَتَحَوَّلَ عَلَى فَرَسِهِ , وَلَحِقَ أَبُو قَتَادَةَ فَارِسُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ فَطَعَنَهُ فَقَتَلَهُ , فَوَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - , لَتَبِعْتُهُمْ أَعْدُو عَلَى رِجْلَيَّ , حَتَّى مَا أَرَى وَرَائِي مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - وَلَا غُبَارِهِمْ شَيْئًا , حَتَّى عَدَلُوا قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى شِعْبٍ فِيهِ مَاءٌ يُقَالُ لَهُ : ذَو قَرَدٍ لِيَشْرَبُوا مِنْهُ وَهُمْ عِطَاشٌ , فَنَظَرُوا إِلَيَّ أَعْدُو وَرَاءَهُمْ , فَأَجْلَيْتُهُمْ عَنْهُ فَمَا ذَاقُوا مِنْهُ قَطْرَةً , وَخَرَجُوا يَشْتَدُّونَ فِي ثَنِيَّةٍ , فَعَدَوْتُ فَلَحِقْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ فَأَصَبْتُهُ بِسَهْمٍ فِي نُغْضِ كَتِفِهِ , فَقُلْتُ : خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ , وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ , فَقَالَ : يَا ثُكْلَ أُمِّي أَكْوَعِي بُكْرَة (25) ؟ , فَقُلْتُ : نَعَمْ يَا عَدُوَّ نَفْسِهِ , أَكْوَعُكَ بُكْرَةَ , قَالَ : وَأَرْدَوْا فَرَسَيْنِ عَلَى ثَنِيَّةٍ , فَجِئْتُ بِهِمَا أَسُوقُهُمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَلَحِقَنِي عَامِرٌ بِسَطِيحَةٍ (26) فِيهَا مَذْقَةٌ مِنْ لَبَنٍ (27) وَسَطِيحَةٍ فِيهَا مَاءٌ , فَتَوَضَّأْتُ وَشَرِبْتُ , ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ عَلَى الْمَاءِ الَّذِي حَلَّأْتُهُمْ عَنْهُ (28) " فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ أَخَذَ تِلْكَ الْإِبِلَ وَكُلَّ شَيْءٍ اسْتَنْقَذْتُهُ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَكُلَّ رُمْحٍ وَبُرْدَةٍ (29) " , وَإِذَا بِلَالٌ نَحَرَ نَاقَةً مِنْ الْإِبِلِ الَّذِي اسْتَنْقَذْتُ مِنْ الْقَوْمِ , وَإِذَا هُوَ يَشْوِي لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ كَبِدِهَا وَسَنَامِهَا ) (30) ( فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّ الْقَوْمَ عِطَاشٌ , وَإِنِّي أَعْجَلْتُهُمْ أَنْ يَشْرَبُوا سِقْيَهُمْ ) (31) ( فَخَلِّنِي أَنْتَخِبُ مِنْ الْقَوْمِ مِائَةَ رَجُلٍ فَأَتَّبِعَ الْقَوْمَ , فلَا يَبْقَى مِنْهُمْ مُخْبِرٌ إِلَّا قَتَلْتُهُ , " فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ (32) فِي ضَوْءِ النَّارِ , فَقَالَ : يَا سَلَمَةُ , أَتُرَاكَ كُنْتَ فَاعِلًا ؟ " , فَقُلْتُ : نَعَمْ وَالَّذِي أَكْرَمَكَ ) (33) ( فَقَالَ : " يَا ابْنَ الْأَكْوَعِ مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ (34) ) (35) ( إِنَّهُمْ الْآنَ لَيُقْرَوْنَ (36) فِي أَرْضِ غَطَفَانَ , قَالَ : فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ غَطَفَانَ فَقَالَ : نَحَرَ لَهُمْ فُلَانٌ جَزُورًا , فَلَمَّا كَشَفُوا جِلْدَهَا رَأَوْا غُبَارًا فَقَالُوا : أَتَاكُمْ الْقَوْمُ فَخَرَجُوا هَارِبِينَ , فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " كَانَ خَيْرَ فُرْسَانِنَا الْيَوْمَ أَبُو قَتَادَةَ , وَخَيْرَ رَجَّالَتِنَا سَلَمَةُ (37) ثُمَّ أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَهْمَيْنِ , سَهْمَ الْفَارِسِ وَسَهْمَ الرَّاجِلِ , فَجَمَعَهُمَا لِي جَمِيعًا (38) ثُمَّ أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَرَاءَهُ عَلَى الْعَضْبَاءِ رَاجِعِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ , قَالَ : فَبَيْنَمَا نَحْنُ نَسِيرُ - وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ لَا يُسْبَقُ شَدًّا (39) - فَجَعَلَ يَقُولُ : أَلَا مُسَابِقٌ إِلَى الْمَدِينَةِ ؟ هَلْ مِنْ مُسَابِقٍ ؟ , فَجَعَلَ يُعِيدُ ذَلِكَ , فَلَمَّا سَمِعْتُ كَلَامَهُ قُلْتُ : أَمَا تُكْرِمُ كَرِيمًا وَلَا تَهَابُ شَرِيفًا ؟ , قَالَ : لَا , إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , بِأَبِي وَأُمِّي ذَرْنِي فَلْأُسَابِقَ الرَّجُلَ , قَالَ : " إِنْ شِئْتَ " , فَقُلْتُ : اذْهَبْ إِلَيْكَ , وَثَنَيْتُ رِجْلَيَّ , فَطَفَرْتُ (40) فَعَدَوْتُ , فَرَبَطْتُ عَلَيْهِ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ أَسْتَبْقِي نَفَسِي (41) ثُمَّ عَدَوْتُ فِي إِثْرِهِ , فَرَبَطْتُ عَلَيْهِ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ , ثُمَّ إِنِّي رَفَعْتُ حَتَّى أَلْحَقَهُ فَأَصُكُّهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ , فَقُلْتُ : قَدْ سُبِقْتَ وَاللَّهِ , فَقَالَ : أَنَا أَظُنُّ , فَسَبَقْتُهُ إِلَى الْمَدِينَةِ , قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا لَبِثْنَا إِلَّا ثَلَاثَ لَيَالٍ حَتَّى خَرَجْنَا إِلَى خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (42) ( فَسِرْنَا لَيْلًا , فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ لِعَامِرٍ : يَا عَامِرُ , أَلَا تُسْمِعُنَا مِنْ هُنَيْهَاتِكَ - وَكَانَ عَامِرٌ رَجُلًا شَاعِرًا - ) (43) ( فَجَعَلَ عَمِّي عَامِرٌ (44) )
__________
(1) الْجَبَا : هِيَ مَا حَوْل الْبِئْر ، وَأَمَّا الرَّكِيّ : فَهُوَ الْبِئْر ، وَالْمَشْهُور فِي اللُّغَة : رَكِيّ بِغَيْرِ هَاء ، وَوَقَعَ هُنَا الرَّكِيَّة بِالْهَاءِ ، وَهِيَ لُغَة حَكَاهَا الْأَصْمَعِيّ وَغَيْره . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(2) هُمَا شَبِيهَتَانِ بِالتُّرْسِ . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(3) ( م ) 132 - ( 1807 )
(4) ( خ ) 2960 , ( م ) 80 - ( 1860 ) , ( ت ) 1592 , ( س ) 4159
(5) ( م ) 132 - ( 1807 )
(6) ( حم ) 16592 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(7) أَيْ : خَادِمًا أَتْبَعهُ . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(8) أَيْ : أَحُكّ ظَهْره بِالْمِحَسَّةِ لِأُزِيلَ عَنْهُ الْغُبَار وَنَحْوه . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(9) أَيْ : سَلَلْته . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(10) الضِّغْث : الْحُزْمَة . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(11) الْعَبَلَات مِنْ قُرَيْش ، وَهُمْ أُمَيَّة الصُّغْرَى ، وَالنِّسْبَة إِلَيْهِمْ لِأَنَّ اِسْم أُمّهمْ عَبْلَة ، قَالَ الْقَاضِي : أُمَيَّة الْأَصْغَر وَأَخَوَاهُ نَوْفَل وَعَبْد اللَّه بْن شَمْس بْن عَبْد مَنَافٍ نُسِبُوا إِلَى أُمّ لَهُمْ مِنْ بَنِي تَمِيم اِسْمهَا : عَبْلَة بِنْت عُبَيْد . شرح النووي
(12) أَيْ : عَلَيْهِ تِجْفَاف بِكَسْرِ التَّاء ، وَهُوَ ثَوْب يَلْبَسهُ الْفَرَس لِيَقِيَهُ مِنْ السِّلَاح . شرح النووي (ج 6 / ص 267)
(13) أَيْ : اِبْتِدَاؤُهُ . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(14) أَيْ : عَوْدَة ثَانِيَة . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(15) [الفتح/24]
(16) الطَّلِيعَة : مقدمة الجيش أو الذي يَنْظُرُ للقوم لَئلاَّ يَدْهَمَهم عدوٌّ .
(17) مَعْنَاهُ : أَنْ يُورِد الْمَاشِيَة الْمَاء فَتُسْقَى قَلِيلًا ثُمَّ تُرْسَل فِي الْمَرْعَى ، ثُمَّ تَرِد الْمَاء قَلِيلًا ، ثُمَّ تُرَدّ إِلَى الْمَرْعَى ،
قَالَ الْأَزْهَرِيّ : أَنْكَرَ اِبْن قُتَيْبَة عَلَى أَبِي عُبَيْد وَالْأَصْمَعِيّ كَوْنهمَا جَعَلَاهُ بِالنُّونِ ، وَزَعَمَ أَنَّ الصَّوَاب بِالْبَاءِ ، قَالَ الْأَزْهَرِيّ : أَخْطَأَ اِبْن قُتَيْبَة ، وَالصَّوَاب قَوْل الْأَصْمَعِيّ . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(18) هُوَ الْمَوْضِعُ الْمُرْتَفِعُ عَلَى مَا حَوْلَهُ ، وَقِيلَ : هُوَ تَلٌّ مِنْ حَجَرٍ وَاحِدٍ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 236)
(19) هُوَ مُنَادَى مُسْتَغِيث ، وَكَأَنَّهُ نَادَى النَّاس اِسْتِغَاثَة بِهِمْ فِي وَقْت الصَّبَاح , وَكَانَتْ عَادَتهمْ يُغِيرُونَ فِي وَقْت الصَّبَاح ، فَكَأَنَّهُ قَالَ : تَأَهَّبُوا لِمَا دَهَمَكُمْ صَبَاحًا . فتح الباري لابن حجر - (ج 9 / ص 267)
(20) أَيْ : أَضْرِب .
(21) أَيْ : أَرْمِيهِمْ بِالْحِجَارَةِ الَّتِي تُسْقِطهُمْ وَتُنْزِلهُمْ . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(22) البْرُدُ والبُرْدة : الشَّمْلَةُ المخطَّطة ، وقيل كِساء أسود مُرَبَّع فيه صورٌ .
(23) هِيَ حِجَارَة تُجْمَع وَتُنْصَب فِي الْمَفَازَة ، يُهْتَدَى بِهَا ، وَاحِدهَا ( إِرَم ) كَعِنَبٍ وَأَعْنَاب . النووي (ج 6 / ص 267)
(24) هُوَ كُلّ جَبَل صَغِير مُنْقَطِع عَنْ الْجَبَل الْكَبِير . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(25) أَيْ : أَنْتَ الْأَكْوَع الَّذِي كُنْت بُكْرَة هَذَا النَّهَار . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(26) السَّطِيحَة : إِنَاء مِنْ جُلُود سُطِحَ بَعْضهَا عَلَى بَعْض . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(27) الْمَذْقَة : قَلِيل مِنْ لَبَن مَمْزُوج بِمَاءٍ . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(28) أَيْ : طَرَدْتهمْ عَنْهُ . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(29) البْرُدُ والبُرْدة : الشَّمْلَةُ المخطَّطة ، وقيل كِساء أسود مُرَبَّع فيه صورٌ .
(30) ( م ) 132 - ( 1807 )
(31) ( خ ) 3041
(32) النواجذ : هي أواخُر الأسنان وقيل : التي بعد الأنياب .
(33) ( م ) 132 - ( 1807 )
(34) أَيْ : أَحْسِنْ أَوْ اُرْفُقْ . فتح الباري لابن حجر - (ج 9 / ص 267)
(35) ( خ ) 3041 , ( م ) 131 - ( 1806 )
(36) القِرى : ما يُعَدُّ للضيف .
(37) هَذَا فِيهِ اِسْتِحْبَاب الثَّنَاء عَلَى الشُّجْعَان وَسَائِر أَهْل الْفَضَائِل لَا سِيَّمَا عِنْد صَنِيعهمْ الْجَمِيل ، لِمَا فِيهِ مِنْ التَّرْغِيب لَهُمْ وَلِغَيْرِهِمْ فِي الْإِكْثَار مِنْ ذَلِكَ الْجَمِيل ، وَهَذَا كُلّه فِي حَقّ مَنْ يَأْمَن الْفِتْنَة عَلَيْهِ بِإِعْجَابٍ وَنَحْوه .
شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(38) هَذَا مَحْمُول عَلَى أَنَّ الزَّائِد عَلَى سَهْم الرَّاجِل كَانَ نَفْلًا ، وَهُوَ حَقِيق بِاسْتِحْقَاقِ النَّفْل - رضي الله عنه - لِبَدِيعِ صُنْعه فِي هَذِهِ الْغَزْوَة . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(39) أَيْ : عَدْوًا عَلَى الرِّجْلَيْنِ . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(40) أَيْ : وَثَبْت وَقَفَزْت . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(41) مَعْنَى رَبَطْت أَيْ : حَبَسْت نَفْسِي عَنْ الْجَرْي الشَّدِيد ، وَالشَّرَف : مَا اِرْتَفَعَ مِنْ الْأَرْض , وَقَوْله : ( أَسْتَبْقِي نَفَسِي ) أَيْ : لِئَلَّا يَقْطَعنِي الْبَهْر ، وَفِي هَذَا دَلِيل لِجَوَازِ الْمُسَابَقَة عَلَى الْأَقْدَام ، وَهُوَ جَائِز بِلَا خِلَاف إِذَا تَسَابَقَا بِلَا عِوَض ، فَإِنْ تَسَابَقَا عَلَى عِوَض فَفِي صِحَّتهَا خِلَاف ، الْأَصَحّ عِنْد أَصْحَابنَا : لَا تَصِحّ . شرح النووي (ج 6 / ص 267)
(42) ( م ) 132 - ( 1807 ) , ( د ) 2752
(43) ( خ ) 4196
(44) هَكَذَا قَالَ هُنَا ( عَمِّي ) وَقَدْ سَبَقَ فِي حَدِيث أَبِي الطَّاهِر عَنْ اِبْن وَهْب أَنَّهُ قَالَ : ( أَخِي ) ,
فَلَعَلَّهُ كَانَ أَخَاهُ مِنْ الرَّضَاعَة ، وَكَانَ عَمّه مِنْ النَّسَب . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)(4/227)
(1) ( يَحْدُو بِالْقَوْمِ يَقُولُ : اللَّهُمَّ لَوْلَا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا , وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا ) (2) ( وَنَحْنُ عَنْ فَضْلِكَ مَا اسْتَغْنَيْنَا , فَثَبِّتْ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا , وَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا ) (3) ( إِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَتَيْنَا , وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُوا عَلَيْنَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ هَذَا السَّائِقُ ؟ " , فَقَالُوا : عَامِرُ بْنُ الْأَكْوَعِ , فَقَالَ : " يَرْحَمُهُ اللَّهُ " ) (4) ( فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - : ) (5) ( وَجَبَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ , لَوْلَا أَمْتَعْتَنَا بِهِ ) (6) ( - وَمَا اسْتَغْفَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِإِنْسَانٍ يَخُصُّهُ إِلَّا اسْتُشْهِدَ - ) (7) ( فَلَمَّا قَدِمْنَا خَيْبَرَ ) (8) ( حَاصَرْنَاهُمْ حَتَّى أَصَابَتْنَا مَخْمَصَةٌ (9) شَدِيدَةٌ ) (10) ( وَكَانَ عَلِيٌّ قَدْ تَخَلَّفَ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي خَيْبَرَ وَكَانَ بِهِ رَمَدٌ , فَقَالَ : أَنَا أَتَخَلَّفُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , فَخَرَجَ عَلِيٌّ فَلَحِقَ بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَلَمَّا كَانَ مَسَاءُ اللَّيْلَةِ الَّتِي فَتَحَهَا اللَّهُ فِي صَبَاحِهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ) (11) ( " لَأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا ) (12) ( يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ) (13) ( يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ ) (14) ( فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا , فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ؟ " , فَقَالُوا : يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " فَأَرْسِلُوا إِلَيْهِ فَأْتُونِي بِهِ " ) (15) ( فَأَتَيْتُ عَلِيًّا فَجِئْتُ بِهِ أَقُودُهُ وَهُوَ أَرْمَدُ حَتَّى أَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (16) ( " فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ فَبَرَأَ حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ وَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ " , فَقَالَ عَلِيٌّ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا ؟ , فَقَالَ : " انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ , ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ , وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ , فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ ) (17) ( فَلَمَّا تَصَافَّ الْقَوْمُ ) (18) ( خَرَجَ مَلِكُهُمْ مَرْحَبٌ يَخْطِرُ بِسَيْفِهِ (19) وَيَقُولُ : قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ , شَاكِي السِّلَاحِ (20) بَطَلٌ مُجَرَّبُ (21) إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ , فَبَرَزَ لَهُ عَمِّي عَامِرٌ فَقَالَ : قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي عَامِرٌ , شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُغَامِرٌ (22) فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ , فَوَقَعَ سَيْفُ مَرْحَبٍ فِي تُرْسِ عَامِرٍ وَذَهَبَ عَامِرٌ يَسْفُلُ لَهُ (23) فَرَجَعَ سَيْفُهُ عَلَى نَفْسِهِ فَقَطَعَ أَكْحَلَهُ ) (24) ( فَقَتَلَهُ ) (25) ( وَخَرَجَ مَرْحَبٌ فَقَالَ : قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ , شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ , إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ , فَقَالَ عَلِيٌّ : أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ (26) كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرَهْ , أُوفِيهِمُ بِالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ (27) قَالَ : فَضَرَبَ رَأْسَ مَرْحَبٍ فَقَتَلَهُ , ثُمَّ كَانَ الْفَتْحُ عَلَى يَدَيْهِ ) (28) ( فَلَمَّا أَمْسَى النَّاسُ الْيَوْمَ الَّذِي فُتِحَتْ عَلَيْهِمْ أَوْقَدُوا نِيرَانًا كَثِيرَةً , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا هَذِهِ النِّيرَانُ ؟ , عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تُوقِدُونَ ؟ " , فَقَالُوا : عَلَى لَحْمٍ , قَالَ : " عَلَى أَيِّ لَحْمٍ ؟ " , قَالُوا : لَحْمُ حُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ ) (29) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَهْرِيقُوا مَا فِيهَا وَاكْسِرُوا قُدُورَهَا (30) " , فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , نُهَرِيقُ مَا فِيهَا وَنَغْسِلُهَا ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَوْ ذَاكَ " ) (31) ( قَالَ سَلَمَةُ : فَلَمَّا قَفَلْنَا ) (32) ( إِذَا نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُونَ : بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ ) (33) ( رَجُلٌ مَاتَ بِسِلَاحِهِ ) (34) ( قَتَلَ نَفْسَهُ ) (35) ( " فَرَآنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (36) ( وَأَنَا أَبْكِي ) (37) ( فَقَالَ : مَا لَكَ ؟ " , فَقُلْتُ لَهُ : فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي , زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ ) (38) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ قَالَ ذَلِكَ ؟ " , فَقُلْتُ : نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِكَ ) (39) ( يَهَابُونَ الصَلَاةَ عَلَيْهِ (40) يَقُولُونَ : رَجُلٌ مَاتَ بِسِلَاحِهِ ) (41) ( قَالَ : " كَذَبَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ , بَلْ لَهُ لَأَجْرَيْنِ ) (42) ( - وَجَمَعَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ - إِنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ , قَلَّ عَرَبِيٌّ مَشَى بِهَا مِثْلَهُ (43) " ) (44)
__________
(1) ( م ) 132 - ( 1807 )
(2) ( خ ) 4196
(3) ( م ) 132 - ( 1807 )
(4) ( خ ) 4196 , ( م ) 123 - ( 1802 )
(5) ( م ) 132 - ( 1807 )
(6) ( م ) 123 - ( 1802 ) , ( خ ) 6148
(7) ( م ) 132 - ( 1807 )
(8) ( م ) 132 - ( 1807 )
(9) أَيْ : مجاعة .
(10) ( خ ) 4196
(11) ( خ ) 3702 , ( م ) 35 - ( 2407 )
(12) ( خ ) 3973
(13) ( م ) 32 - ( 2404 )
(14) ( خ ) 2783 , ( م ) 35 - ( 2407 )
(15) ( خ ) 3498
(16) ( م ) 132 - ( 1807 )
(17) ( خ ) 3498 , ( م ) 34 - ( 2406 )
(18) ( خ ) 4196 , ( م ) 123 - ( 1802 )
(19) أَيْ : يَرْفَعهُ مَرَّة وَيَضَعهُ أُخْرَى . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(20) أَيْ : تَامّ السِّلَاح . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(21) أَيْ : مُجَرَّب بِالشَّجَاعَةِ وَقَهْر الْفُرْسَان . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(22) أَيْ : يَرْكَب غَمَرَات الْحَرْب وَشَدَائِدهَا وَيُلْقِي نَفْسه فِيهَا . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(23) أَيْ : يَضْرِبهُ مِنْ أَسْفَله . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(24) ( م ) 132 - ( 1807 )
(25) ( م ) 124 - ( 1802 )
(26) حَيْدَرَة اِسْم لِلْأَسَدِ ، وَكَانَ عَلِيّ - ط- قَدْ سُمِّيَ أَسَدًا فِي أَوَّل وِلَادَته , بِاسْمِ جَدّه لِأُمِّهِ أَسَد بْن هِشَام بْن عَبْد مَنَافٍ ، وَكَانَ أَبُو طَالِب غَائِبًا فَلَمَّا قَدِمَ سَمَّاهُ عَلِيًّا. شرح النووي (ج 6 / ص 267)
(27) مَعْنَاهُ : أَقْتُل الْأَعْدَاء قَتْلًا وَاسِعًا ذَرِيعًا ، وَالسَّنْدَرَة : مِكْيَال وَاسِع ، وَقِيلَ : هِيَ الْعَجَلَة ، أَيْ أَقْتُلهُمْ عَاجِلًا ،
وَقِيلَ : مَأْخُوذ مِنْ السَّنْدَرَة ، وَهِيَ شَجَرَة الصَّنَوْبَر . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(28) ( م ) 132 - ( 1807 )
(29) ( خ ) 6148 ، ( م ) 123 - ( 1802 )
(30) جملة : ( أَهْرِيقُوا مَا فِيهَا وَاكْسِرُوا قُدُورَهَا ) وردت عند البخاري وغيره .
(31) ( خ ) 5497 , ( م ) 123 - ( 1802 )
(32) ( خ ) 4196
(33) ( م ) 132 - ( 1807 )
(34) ( س ) 3150 , ( د ) 2538
(35) ( خ ) 6891
(36) ( خ ) 4196
(37) ( م ) 132 - ( 1807 )
(38) ( خ ) 4196
(39) ( م ) 132 - ( 1807 )
(40) فيه دليل على استحباب ترك الصلاة على الفجرة .ع
(41) ( م ) 124 - ( 1802 )
(42) ( م ) 132 - ( 1807 ) , ( خ ) 4196
(43) فِي هَذَا الْحَدِيث جواز إِلْقَاء النَّفْس فِي غَمَرَات الْقِتَال ، وَقَدْ اِتَّفَقُوا عَلَى جَوَاز التَّغْرِير بِالنَّفْسِ فِي الْجِهَاد فِي الْمُبَارَزَة وَنَحْوهَا .
وَأَنَّ مَنْ مَاتَ فِي حَرْب الْكُفَّار بِسَبَبِ الْقِتَال يَكُون شَهِيدًا سَوَاء مَاتَ بِسِلَاحِهِمْ أَوْ رَمَتْهُ دَابَّة أَوْ غَيْرهَا ، أَوْ عَادَ عَلَيْهِ سِلَاحه كَمَا جَرَى لِعَامِرٍ . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 267)
(44) ( خ ) 4196(4/228)
( حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :خَرَجَ مَرْحَبٌ الْيَهُودِيُّ مِنْ حِصْنِهِمْ قَدْ جَمَعَ سِلَاحَهُ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ : قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ , شَاكِي السِّلَاحِ , بَطَلٌ مُجَرَّبُ , أَطْعَنُ أَحْيَانًا , وَحِينًا أَضْرِبُ , إِذَا اللُّيُوثُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ , كَأَنَ حِمَايَ لَحِمًى لَا يُقْرَبُ , وَهُوَ يَقُولُ : مَنْ مُبَارِزٌ ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ لِهَذَا ؟ " , فَقَالَ مُحَمَّدُ ابْنُ مَسْلَمَةَ - رضي الله عنه - : أَنَا لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَأَنَا وَاللَّهِ الْمَوْتُورُ الثَّائِرُ (1) قَتَلُوا أَخِي بِالْأَمْسِ , قَالَ : " فَقُمْ إِلَيْهِ , اللَّهُمَّ أَعِنْهُ عَلَيْهِ " فَلَمَّا دَنَا أَحَدُهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ , دَخَلَتْ بَيْنَهُمَا شَجَرَةٌ عُمْرِيَّةٌ (2) مِنْ شَجَرِ الْعُشَرِ (3) فَجَعَلَ أَحَدُهُمَا يَلُوذُ بِهَا مِنْ صَاحِبِهِ , كُلَّمَا لَاذَ بِهَا مِنْهُ اقْتَطَعَ بِسَيْفِهِ مَا دُونَهُ , حَتَّى بَرَزَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ , وَصَارَتْ بَيْنَهُمَا كَالرَّجُلِ الْقَائِمِ مَا فِيهَا فَنَنٌ (4) ثُمَّ حَمَلَ مَرْحَبٌ عَلَى مُحَمَّدٍ فَضَرَبَهُ فَاتَّقَى بِالدَّرَقَةِ (5) فَوَقَعَ سَيْفُهُ فِيهَا , فَعَضَّتْ بِهِ فَأَمْسَكَتْهُ , فَضَرَبَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ حَتَّى قَتَلَهُ . (6)
__________
(1) أَيْ : صاحِب الوِتْر الطَّالبُ بالثَّأر . النهاية في غريب الأثر - (ج 5 / ص 319)
(2) هي العظيمة القَديمة التي أتَى عليها عُمْر طويل . النهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 567)
(3) هو شجرٌ له صمغٌ يقال له : سُكَّر العُشَر . النهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 476)
(4) أَيْ : ما فيها من غصن .
(5) أَيْ : الترس .
(6) ( حم ) 15173 , ( يع ) 1861 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(4/229)
( خ م س د حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِأَبِي طَلْحَةَ - رضي الله عنه - : " الْتَمِسْ لَنَا غُلَامًا مِنْ غِلْمَانِكُمْ يَخْدُمُنِي ، فَخَرَجَ بِي أَبُو طَلْحَةَ يُرْدِفُنِي وَرَاءَهُ ) (1) ( وَأَنَا غُلَامٌ رَاهَقْتُ الْحُلُمَ ، فَكُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا نَزَلَ ، فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ ) (2) ( يَقُولُ دَعَوَاتٍ لَا يَدَعُهُنَّ : كَانَ يَقُولُ : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ ) (3) ( وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ ) (4) ( وَالْهَرَمِ ) (5) وَأَرْذَلِ الْعُمُرِ (6) وَسُوءِ الْكِبَرِ (7) ( وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ , وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ ) (8) ( وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ , وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ) (9) ( وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ) (10) ( وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ , وَغَلَبَةِ الْعَدُوِّ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ (11) وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ ) (12) ( قَالَ : ثُمَّ سَارَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى خَيْبَرَ فَانْتَهَى إِلَيْهَا لَيْلًا ) (13) ( قَالَ : وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا جَاءَ قَوْمًا بِلَيْلٍ لَا يُغِيرُ عَلَيْهِمْ حَتَّى يُصْبِحَ ) (14) ( وَيَنْظُرَ ، فَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا كَفَّ عَنْهُمْ ، وَإِنْ لَمْ وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ أَذَانًا أَغَارَ عَلَيْهِمْ ) (15) ( بَعْدَمَا يُصْبِحُ ) (16) ( قَالَ : فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الصُّبْحَ قَرِيبًا مِنْ خَيْبَرَ بِغَلَسٍ ) (17) ( فَلَمَّا أَصْبَحَ وَلَمْ يَسْمَعْ أَذَانًا ) (18) ( رَكِبَ وَرَكِبَ الْمُسْلِمُونَ ) (19) ( وَرَكِبْتُ خَلْفَ أَبِي طَلْحَةَ ) (20) ( فَأَتَيْنَاهُمْ حِينَ بَزَغَتِ الشَّمْسُ ) (21) ( فَأَجْرَى نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي زُقَاقِ خَيْبَرَ وَإِنَّ رُكْبَتِي لَتَمَسُّ فَخِذَ نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَانْحَسَرَ الْإِزَارُ عن فَخِذِ نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (22) ( حَتَّى إِنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ فَخِذِ نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (23) ( قَالَ : فَخَرَجَ أَهْلُ الْقَرْيَةِ ) (24) ( بِفُؤُوسِهِمْ وَمَكَاتِلِهِمْ وَمُرُورِهِمْ ) (25) ( عَلَى أَعْنَاقِهِمْ ) (26) ( إِلَى زُرُوعِهِمْ وَأَرَاضِيهِمْ ) (27) ( وَأَخْرَجُوا مَوَاشِيَهُمْ ) (28) ( فَلَمَّا رَأَوْا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَالْمُسْلِمِينَ ) (29) ( نَكَصُوا فَرَجَعُوا إِلَى حِصْنِهِمْ ) (30) ( هِرَابًا ) (31) ( يَسْعَوْنَ فِي السِّكَكِ وَيَقُولُونَ : مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ (32) ) (33) (مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ ، " فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدَيْهِ وَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ ) (34) ( - قَالَهَا ثَلَاثًا - " ) (35) ( قَالَ : وَأَصَبْنَا حُمُرًا خَارِجًا مِنْ الْقَرْيَةِ فَطَبَخْنَا مِنْهَا ) (36) ( فَجَاءَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَاءٍ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أُكِلَتْ الْحُمُرُ ) (37) ( " فَسَكَتَ " ) (38) ( ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (39) ( أُكِلَتْ الْحُمُرُ ، " فَسَكَتَ " ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ : أُفْنِيَتْ الْحُمُرُ ، " فَأَمَرَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُنَادِيًا فَنَادَى فِي النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ ) (40) ( فَإِنَّهَا رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ " ) (41) ( فَأُكْفِئَتْ الْقُدُورُ وَإِنَّهَا لَتَفُورُ بِاللَّحْمِ ) (42) ( قَالَ : فَأَصَبْنَا خَيْبَر عَنْوَةً ) (43) ( وَهَزَمَهُمُ اللَّهُ - عز وجل - ) (44) ( " وَظَهَرَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (45) ( وَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْحِصْنَ ) (46) ( فَقَتَلَ الْمُقَاتِلَةَ وَسَبَى الذَّرَارِيَّ (47) " وَكَانَ فِي السَّبْيِ (48) صَفِيَّةُ ك ) (49) ( فَجَاءَ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ - رضي الله عنه - فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، أَعْطِنِي جَارِيَةً مِنْ السَّبْيِ ، قَالَ : اذْهَبْ فَخُذْ جَارِيَةً ، فَأَخَذَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، أَعْطَيْتَ دِحْيَةَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ سَيِّدَةَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ , لَا تَصْلُحُ إِلَّا لَكَ ) (50) ( وَجَعَلُوا يَمْدَحُونَهَا عَنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَيَقُولُونَ : مَا رَأَيْنَا فِي السَّبْيِ مِثْلَهَا ) (51) ( وذُكِرَ لَهُ جَمَالُهَا ، وَكان قَدْ قُتِلَ زَوْجُهَا وَكَانَتْ عَرُوسًا ) (52) ( فَقَالَ : " ادْعُوهُ بِهَا " ، فَجَاءَ بِهَا ، " فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : خُذْ جَارِيَةً مِنْ السَّبْيِ غَيْرَهَا ) (53) ( فَاصْطَفَاهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِنَفْسِهِ ) (54) وفي رواية : ( فَاشْتَرَاهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِسَبْعَةِ أَرْؤُسٍ ، ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ تُصَنِّعُهَا لَهُ وَتُهَيِّئُهَا وَتَعْتَدُّ فِي بَيْتِهَا ) (55) ( قَالَ : ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ خَيْبَرَ وَجَعَلَهَا فِي ظَهْرِهِ ) (56) ( حَتَّى إذَا بَلَغْنَا سَدَّ الصَّهْبَاءِ حَلَّتْ ) (57) ( فَجَهَّزَتْهَا لَهُ أُمُّ سُلَيْمٍ فَأَهْدَتْهَا لَهُ مِنْ اللَّيْلِ ) (58) ( فَضَرَبَ عَلَيْهَا الْقُبَّةَ ) (59) ( فَبَنَى بِهَا ) (60) ( وَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِعَيْنَيْ صَفِيَّةَ خُضْرَةً ، فَقَالَ : يَا صَفِيَّةُ مَا هَذِهِ الْخُضَرَةُ ؟ " ، فَقَالَتْ : كَانَ رَأْسِي فِي حِجْرِ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ وَأَنَا نَائِمَةٌ ، فَرَأَيْتُ كَأَنَّ قَمَرًا وَقَعَ فِي حِجْرِي ، فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ فَلَطَمَنِي وَقَالَ : تَمَنَّيْنَ مَلِكَ يَثْرِبَ ؟ , قَالَتْ : وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أَبْغَضِ النَّاسِ إِلَيَّ , قَتَلَ زَوْجِي وَأَبِي وَأَخِي ، " فَمَا زَالَ يَعْتَذِرُ إِلَيَّ وَيَقُولُ : إِنَّ أَبَاكِ أَلَّبَ عَلَيَّ الْعَرَبَ , وَفَعَلَ وَفَعَلَ " , حَتَّى ذَهَبَ ذَلِكَ مِنْ نَفْسِي ) (61) ( " فَلَمَّا أَصْبَح رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : مَنْ كَانَ عَنْدَهُ فَضْلُ زَادٍ فَلْيَأْتِنَا بِهِ ) (62) ( وَبَسَطَ نِطَعًا (63) فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالتَّمْرِ ، وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالسَّمْنِ وَالسَّوِيقِ ) (64) ( فَدَعَوْتُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى وَلِيمَتِهِ وَمَا كَانَ فِيهَا مِنْ خُبْزٍ وَلَا لَحْمٍ ، وَمَا كَانَ فِيهَا إِلَّا أَنْ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِلَالًا بِالْأَنْطَاعِ فَبُسِطَتْ فَأَلْقَى عَلَيْهَا التَّمْرَ وَالْأَقِطَ وَالسَّمْنَ ) (65) ( فَجَعَلُوا يَأْكُلُونَ مِنْ ذَلِكَ الْحَيْسِ وَيَشْرَبُونَ مِنْ حِيَاضٍ إِلَى جَنْبِهِمْ مِنْ مَاءِ السَّمَاءِ ، قَالَ أنَسٌ : فَكَانَتْ تِلْكَ وَلِيمَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى صَفِيَّةَ ) (66) ( وَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى صَفِيَّةَ بِطَرِيقِ خَيْبَرَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ حِينَ عَرَّسَ بِهَا ) (67) ( وَكَانَتْ ثَيِّبًا ) (68) ( فَقَالَ ثَابِتٌ لِأَنَسٍ : مَا أَصْدَقَهَا ؟ ، قَالَ : " أَصْدَقَهَا نَفْسَهَا فَأَعْتَقَهَا " ) (69) ( قَالَ : فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ : إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ مِمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ ؟ , فَقَالُوا : إِنْ حَجَبَهَا فَهِيَ مِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَإِنْ لَمْ يَحْجُبْهَا فَهِيَ مِمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ ، " فَلَمَّا ارْتَحَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَطَّأَ لَهَا خَلْفَهُ وَمَدَّ الْحِجَابَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ النَّاسِ ) (70) ( قَالَ أنَسٌ : فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُحَوِّي لَهَا وَرَاءَهُ بِعَبَاءَةٍ ، ثُمَّ يَجْلِسُ عِنْدَ بَعِيرِهِ فَيَضَعُ رُكْبَتَهُ فَتَضَعُ صَفِيَّةُ رِجْلَهَا عَلَى رُكْبَتِهِ حَتَّى تَرْكَبَ ) (71) ( فَقَعَدَتْ عَلَى عَجُزِ الْبَعِيرِ , فَعَرَفُوا أَنَّهُ قَدْ تَزَوَّجَهَا " ) (72) ( قَالَ أنَسٌ : فَانْطَلَقْنَا حَتَّى إِذَا رَأَيْنَا جُدُرَ الْمَدِينَةِ هَشِشْنَا إِلَيْهَا (73) فَرَفَعَنْا مَطِيَّنَا (74) " وَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَطِيَّتَهُ ) (75) ( قَالَ : فَعَثَرَتْ نَاقَتُهُ ) (76) ( الْعَضْبَاءُ ) (77) ( فَصُرِعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَالْمَرْأَةُ " ) (78) ( قَالَ ثَابِتٌ : قُلْتُ : يَا أَبَا حَمْزَةَ ، أَوَقَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ ، قَالَ : " إِي وَاللَّهِ لَقَدْ وَقَعَ " ) (79) ( قَالَ : فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَلَا إِلَيْهَا ) (80) ( فَاقْتَحَمَ أَبُو طَلْحَةَ عن نَاقَتِهِ ) (81) ( فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ , جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ هَلْ أَصَابَكَ مِنْ شَيْءٍ ؟ ، قَالَ : " لَا , وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْمَرْأَةِ ) (82) ( إِنَّهَا أُمُّكُمْ " ) (83) ( فَأَلْقَى أَبُو طَلْحَةَ ثَوْبَهُ عَلَى وَجْهِهِ فَقَصَدَ قَصْدَهَا فَأَلْقَى ثَوْبَهُ عَلَيْهَا ) (84) ( فَسَتَرَهَا ) (85) ( فَقَامَتْ الْمَرْأَةُ ) (86) ( وَاكْتَنَفْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (87) ( فَأَتَيْنَاهُ ، فقَالَ : " لَمْ نُضَرَّ " ) (88) ( قَالَ أنَسٌ : وَأَزْوَاجُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَنْظُرْنَ فَقُلْنَ : أَبْعَدَ اللَّهُ الْيَهُودِيَّةَ وَفَعَلَ بِهَا وَفَعَلَ ) (89) ( وَخَرَجَ جَوَارِي نِسَائِهِ يَتَرَاءَيْنَهَا وَيَشْمَتْنَ بِصَرْعَتِهَا ) (90) ( قَالَ : فَأَصْلَحَ لَهُمَا أَبُو طَلْحَةَ مَرْكَبَهُمَا ) (91) ( وَشَدَّ لَهُمَا عَلَى رَاحِلَتِهِمَا فَرَكِبَا ) (92) ( فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ ، " نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى أُحُدٍ ) (93) ( فَقَالَ : إِنَّ أُحُدًا هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ ) (94) ( ثُمَّ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ : ) (95) ( اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا (96) مَا بَيْنَ جَبَلَيْها (97) بِمِثْلِ مَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ ) (98) ( أَنْ يُقْطَعَ عِضَاهُهَا أَوْ يُقْتَلَ صَيْدُهَا ) (99) ( اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مِكْيَالِهِمْ ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي صَاعِهِمْ ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي مُدِّهِمْ ) (100) ( - يَعْنِي أَهْلَ الْمَدِينَةِ - ) (101) ( اللَّهُمَّ اجْعَلْ بِالْمَدِينَةِ ضِعْفَيْ مَا جَعَلْتَ بِمَكَّةَ مِنْ الْبَرَكَةِ ) (102) ( قَالَ أَنَسٌ : حَتَّى إِذَا كُنَّا بِظَهْرِ الْمَدِينَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : آيِبُونَ ، تَائِبُونَ ، عَابِدُونَ ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ ) (103) ( فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ ذَلِكَ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ " ) (104) ( قَالَ أَنَسٌ : ، فَلَمْ أَزَلْ أَخْدُمُهُ حَتَّى أَقْبَلْنَا مِنْ خَيْبَرَ ) (105) .
__________
(1) ( خ ) 6002
(2) ( خ ) 2736 , ( س ) 5503
(3) ( س ) 5449 ، ( خ ) 5109
(4) ( خ ) 6006
(5) ( خ ) 6010 , ( م ) 50 - ( 2706 )
(6) ( م ) 52 - ( 2706 )
(7) ( س ) 5495
(8) ( خ ) 6010 , ( م ) 52 - ( 2706 )
(9) ( خ ) 2668 , ( م ) 52 - ( 2706 )
(10) ( خ ) 4430 , ( س ) 5448 , ( ت ) 3485
(11) ( خ ) 6008 , ( ت ) 3484
(12) ( س ) 5475 , ( حم ) 6618 , 12247 , ( خ ) 6008 , انظر صحيح الجامع : 1296 , والصحيحة : 1541
(13) ( حم ) 13162 , ( خ ) 2785
(14) ( خ ) 2785
(15) ( خ ) 585 ، ( حم ) 13162
(16) ( خ ) 2784
(17) ( خ ) 3964
(18) ( خ ) 585
(19) ( حم ) 13162
(20) ( خ ) 585
(21) ( م ) 121 - ( 1365 )
(22) ( م ) 120 - ( 1365 ) ، ( خ ) 364
(23) ( خ ) 364
(24) ( حم ) 13162 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(25) ( م ) 121 - ( 1365 )
(26) ( خ ) 2829
(27) ( حم ) 13797
(28) ( م ) 121 - ( 1365 )
(29) ( حم ) 13162
(30) ( حم ) 12693 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(31) ( حم ) 13797 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(32) الْخَمِيسُ : الْجَيْشُ .
(33) ( خ ) 905
(34) ( خ ) 2829 ، ( م ) 121 - ( 1365 ) ، ( ت ) 1550
(35) ( خ ) 364 ، ( م ) 120 - ( 1365 )
(36) ( م ) 34 - ( 1940 )
(37) ( م ) 35 - ( 1940 )
(38) ( خ ) 3963
(39) ( م ) 35 - ( 1940 )
(40) ( خ ) 3963 ، ( م ) 35 - ( 1940 )
(41) ( م ) 34 - ( 1940 ) , ( حم ) 12107 ، ( خ ) 3962
(42) ( خ ) 5208
(43) ( خ ) 364 ، ( م ) 120 - ( 1365 ) ، ( د ) 3009
(44) ( م ) 87 - ( 1365 )
(45) ( خ ) 905
(46) ( خ ) 2736
(47) ( ذَرَارِيّهمْ ) : أَيْ أَوْلَادهمْ الصِّغَار وَالنِّسَاء .
(48) السَّبي : الأسرى من النساء والأطفال .
(49) ( خ ) 3964
(50) ( خ ) 364
(51) ( م ) 88 - ( 1365 )
(52) ( خ ) 2736 ، ( د ) 2995
(53) ( خ ) 364 ، ( س ) 3380
(54) ( خ ) 2736
(55) ( م ) 87 - ( 1365 ) ، ( د ) 2997 ، ( جة ) 2272
(56) ( م ) 88 - ( 1365 )
(57) ( خ ) 2736 ، ( د ) 2995
(58) ( خ ) 364 ، ( م ) 84 - ( 1365 )
(59) ( م ) 88 - ( 1365 ) ، ( حم ) 12262
(60) ( خ ) 2736
(61) ( حب ) 5199 ، انظر صحيح موارد الظمآن : 1415
(62) ( م ) 88 - ( 1365 )
(63) النِّطع : بساط من جلد .
(64) ( خ ) 364
(65) ( خ ) 3976
(66) ( م ) 88 - ( 1365 )
(67) ( خ ) 3975 ، ( س ) 3381
(68) ( د ) 2123 ، ( حم ) 11970
(69) ( خ ) 3965 ، ( م ) 85 - ( 1365 )
(70) ( خ ) 4797 ، ( م ) 87 - ( 1365 ) ، ( س ) 3382
(71) ( خ ) 2736
(72) ( م ) 87 - ( 1365 )
(73) أَيْ : نَشِطْنَا وَخَفَفْنَا وَانْبَعَثَتْ نُفُوسنَا إِلَيْهَا . شرح النووي على مسلم - (ج 5 / ص 143)
(74) أَيْ : حثثنا الدواب على الإسراع .
(75) ( م ) 88 - ( 1365 )
(76) ( خ ) 2919
(77) ( م ) 87 - ( 1365 )
(78) ( خ ) 2920
(79) ( م ) 87 - ( 1365 )
(80) ( م ) 88 - ( 1365 )
(81) ( حم ) 12992 ، ( خ ) 2919
(82) ( خ ) 2920
(83) ( خ ) 5623
(84) ( خ ) 3961
(85) ( م ) 87 - ( 1365 )
(86) ( خ ) 2920
(87) ( خ ) 2919
(88) ( م ) 88 - ( 1365 )
(89) ( حم ) 12262 , ( م ) 87 - ( 1365 ) ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(90) ( م ) 88 - ( 1365 )
(91) ( خ ) 2919
(92) ( خ ) 2920
(93) ( خ ) 2736
(94) ( حم ) 9013 ، ( خ ) 2736 ، ( م ) 462 - ( 1365 )
(95) ( خ ) 2732
(96) قَالَ أَبُو مَرْوَانَ : لَابَتَيْهَا : حَرَّتَيْ الْمَدِينَةِ .
(97) ( م ) 462 - ( 1365 ) ، ( حم ) 12637
(98) ( خ ) 2736 ، ( م ) 462 - ( 1365 ) ، ( حم ) 13572
(99) ( م ) 460 - ( 1363 ) ، ( حم ) 1573
(100) ( م ) 465 - ( 1368 ) ، ( خ ) 6336 ، ( حم ) 13572
(101) ( خ ) 2023
(102) ( خ ) 1786 ، ( م ) 466 - ( 1369 ) ، ( حم ) 12475
(103) ( م ) 429 - ( 1345 ) ، ( خ ) 5623
(104) ( خ ) 2919
(105) ( خ ) 5109(4/230)
( ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
فَلَمَّا اطْمَأَنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , أَهْدَتْ لَهُ زَيْنَبُ بِنْتُ الْحَارِثِ ، امْرَأَةُ سَلَّامِ بْنِ مِشْكَمٍ شَاةً مَصْلِيَّةً وَقَدْ سَأَلْتُ : أَيُّ : عُضْوٍ مِنَ الشَّاةِ أَحَبُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , فَقِيلَ لَهَا : الذِّرَاعُ , فَأَكْثَرَتْ فِيهَا السُّمَّ ، وَسَمَّمَتْ سَائِرَ الشَّاةِ ، ثُمَّ جَاءَتْ بِهَا " - وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ - فَلَمَّا وَضَعَتْهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَنَاوَلَ الذِّرَاعَ فَأَخَذَهَا فَلَاكَ مِنْهَا مُضْغَةً فَلَمْ يُسِغْهَا " ، وَمَعَهُ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ ، وَقَدْ أَخَذَ مِنْهَا كَمَا أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَأَمَّا بِشْرٌ فَأَسَاغَهَا ، " وَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلَفَظَهَا ثُمَّ قَالَ : ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ , فَإِنَّهَا أَخْبَرَتْنِي أَنَّهَا مَسْمُومَةٌ , فَجِيءَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ " فَاعْتَرَفَتْ , فَقَالَ : " مَا حَمَلَكِ عَلَى ذَلِكَ ؟ " , فَقَالَتْ : بَلَغْتَ مِنْ قَوْمِي مَا لَمْ يَخْفَ عَلَيْكَ , فَقُلْتُ : إِنْ كَانَ مَلِكًا أَرَحْتُ النَّاسَ مِنْكَ , وَإِنْ كَانَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّكَ الَّذِي صَنَعْتُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطَكِ عَلَيَّ " , فَقَالُوا : أَلَا نَقْتُلُهَا ؟ , قَالَ : " لَا ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : اجْمَعُوا إِلَيَّ مَنْ كَانَ هَاهُنَا مِنْ يَهُودَ , فَجُمِعُوا لَهُ فَقَالَ : إِنِّي سَائِلُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ إِنْ سَأَلْتُ عَنْهُ ؟ " ، قَالُوا : نَعَمْ ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ أَبُوكُمْ ؟ " ، قَالُوا : فُلَانٌ ، فَقَالَ : " كَذَبْتُمْ , بَلْ أَبُوكُمْ فُلَانٌ " ، قَالُوا : صَدَقْتَ وَبَرَرْتَ ، قَالَ : " فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُ عَنْهُ ؟ " ، قَالُوا : نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ , وَإِنْ كَذَبْنَا عَرَفْتَ كَذِبَنَا كَمَا عَرَفْتَهُ فِي أَبِينَا ، فَقَالَ لَهُمْ : " مَنْ أَهْلُ النَّارِ ؟ " ، قَالُوا : نَكُونُ فِيهَا يَسِيرًا ثُمَّ تَخْلُفُونَا فِيهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " اخْسَئُوا فِيهَا , وَاللَّهِ لَا نَخْلُفُكُمْ فِيهَا أَبَدًا ، ثُمَّ قَالَ : هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ ؟ " ، فَقَالُوا : نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ قَالَ : " هَلْ جَعَلْتُمْ فِي هَذِهِ الشَّاةِ سُمًّا ؟ " ، قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : " مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ ؟ " قَالُوا : أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا أَنْ نَسْتَرِيحَ , وَإِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّكَ " , فَمَاتَ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ الْأَنْصَارِيُّ مِنْ أَكْلَتِهِ الَّتِي أَكَلَ , " فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْيَهُودِيَّةِ فَأَمَرَ بِهَا فَقُتِلَتْ "(4/231)
( ك ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ خَيْبَرَ قَدِمَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - مِنْ الْحَبَشَةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَاللَّهِ مَا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا أَنَا أَفْرَحُ , بِفَتْحِ خَيْبَرَ أَمْ بِقُدُومِ جَعْفَرٍ " (1)
__________
(1) ( ك ) 4941 ، ( طب ) ج2ص 108ح1470 ، ( هق ) 13358 ، صححه الألباني في فقه السيرة ص347(4/232)
( حم ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَيْبَرَ , قَالَ الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ - رضي الله عنه - : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّ لِي بِمَكَّةَ مَالًا , وَإِنَّ لِي بِهَا أَهْلًا , وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ آتِيَهُمْ , فَأَنَا فِي حِلٍّ إِنْ أَنَا نِلْتُ مِنْكَ (1) أَوْ قُلْتُ شَيْئًا ؟ , " فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَقُولَ مَا شَاءَ " , فَأَتَى امْرَأَتَهُ حِينَ قَدِمَ فَقَالَ : اجْمَعِي لِي مَا كَانَ عِنْدَكِ , فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَشْتَرِيَ مِنْ غَنَائِمِ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ فَإِنَّهُمْ قَدْ اسْتُبِيحُوا وَأُصِيبَتْ أَمْوَالُهُمْ , قَالَ : فَفَشَا ذَلِكَ فِي مَكَّةَ , وَانْقَمَعَ الْمُسْلِمُونَ ، وَأَظْهَرَ الْمُشْرِكُونَ فَرَحًا وَسُرُورًا , وَبَلَغَ الْخَبَرُ الْعَبَّاسَ , فَعَقَرَ (2) وَجَعَلَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُومَ , فَأَرْسَلَ غُلَامًا إِلَى الْحَجَّاجِ بْنِ عِلَاطٍ : وَيْلَكَ مَا جِئْتَ بِهِ ؟ , وَمَاذَا تَقُولُ ؟ ، فَمَا وَعَدَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا جِئْتَ بِهِ , فَقَالَ الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ لِغُلَامِهِ : اقْرَأْ عَلَى أَبِي الْفَضْلِ السَّلَامَ , وَقُلْ لَهُ : فَلْيَخْلُ لِي فِي بَعْضِ بُيُوتِهِ لِآتِيَهُ , فَإِنَّ الْخَبَرَ عَلَى مَا يَسُرُّهُ , فَجَاءَ غُلَامُهُ , فَلَمَّا بَلَغَ بَابَ الدَّارِ قَالَ : أَبْشِرْ يَا أَبَا الْفَضْلِ , فَوَثَبَ الْعَبَّاسُ فَرَحًا حَتَّى قَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ , فَأَخْبَرَهُ مَا قَالَ الْحَجَّاجُ فَأَعْتَقَهُ , ثُمَّ جَاءَهُ الْحَجَّاجُ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ افْتَتَحَ خَيْبَرَ وَغَنِمَ أَمْوَالَهُمْ , وَجَرَتْ سِهَامُ اللَّهِ - عز وجل - فِي أَمْوَالِهِمْ , وَاصْطَفَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ فَاتَّخَذَهَا لِنَفْسِهِ , وَخَيَّرَهَا أَنْ يُعْتِقَهَا وَتَكُونَ زَوْجَتَهُ أَوْ تَلْحَقَ بِأَهْلِهَا , فَاخْتَارَتْ أَنْ يُعْتِقَهَا وَتَكُونَ زَوْجَتَهُ , وَلَكِنِّي جِئْتُ لِمَالٍ كَانَ لِي هَاهُنَا أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَهُ فَأَذْهَبَ بِهِ , فَاسْتَأْذَنْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَذِنَ لِي أَنْ أَقُولَ مَا شِئْتُ , فَأَخْفِ عَنِّي ثَلَاثا , ثُمَّ اذْكُرْ مَا بَدَا لَكَ , قَالَ : فَجَمَعَتْ امْرَأَتُهُ مَا كَانَ عِنْدَهَا مِنْ حُلِيٍّ وَمَتَاعٍ فَدَفَعَتْهُ إِلَيْهِ , ثُمَّ اسْتَمَرَّ بِهِ , فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ثَلَاث أَتَى الْعَبَّاسُ امْرَأَةَ الْحَجَّاجِ فَقَالَ : مَا فَعَلَ زَوْجُكِ ؟ , فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّهُ قَدْ ذَهَبَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا , وَقَالَتْ : لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ يَا أَبَا الْفَضْلِ , لَقَدْ شَقَّ عَلَيْنَا الَّذِي بَلَغَكَ , قَالَ : أَجَلْ لَا يُخْزِنِي اللَّهُ , وَلَمْ يَكُنْ بِحَمْدِ اللَّهِ إِلَّا مَا أَحْبَبْنَا , فَتَحَ اللَّهُ خَيْبَرَ عَلَى رَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَجَرَتْ فِيهَا سِهَامُ اللَّهِ , وَاصْطَفَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ لِنَفْسِهِ , فَإِنْ كَانَتْ لَكِ حَاجَةٌ فِي زَوْجِكِ فَالْحَقِي بِهِ , فَقَالَتْ : أَظُنُّكَ وَاللَّهِ صَادِقًا , قَالَ : فَإِنِّي صَادِقٌ , الْأَمْرُ عَلَى مَا أَخْبَرْتُكِ , فَذَهَبَ حَتَّى أَتَى مَجَالِسَ قُرَيْشٍ وَهُمْ يَقُولُونَ إِذَا مَرَّ بِهِمْ : لَا يُصِيبُكَ إِلَّا خَيْرٌ يَا أَبَا الْفَضْلِ , فَقَالَ لَهُمْ : لَمْ يُصِبْنِي إِلَّا خَيْرٌ بِحَمْدِ اللَّهِ , قَدْ أَخْبَرَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ أَنَّ خَيْبَرَ قَدْ فَتَحَهَا اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ , وَجَرَتْ فِيهَا سِهَامُ اللَّهِ , وَاصْطَفَى صَفِيَّةَ لِنَفْسِهِ , وَقَدْ سَأَلَنِي أَنْ أُخْفِيَ عَلَيْهِ ثَلَاثا , وَإِنَّمَا جَاءَ لِيَأْخُذَ مَالَهُ وَمَا كَانَ لَهُ مِنْ شَيْءٍ هَاهُنَا ثُمَّ يَذْهَبَ , قَالَ : فَرَدَّ اللَّهُ الْكَآبَةَ الَّتِي كَانَتْ بِالْمُسْلِمِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ , وَخَرَجَ الْمُسْلِمُونَ وَمَنْ كَانَ دَخَلَ بَيْتَهُ مُكْتَئِبًا حَتَّى أَتَوْا الْعَبَّاسَ فَأَخْبَرَهُمْ الْخَبَرَ , فَسُرَّ الْمُسْلِمُونَ , وَرَدَّ اللَّهُ مَا كَانَ مِنْ كَآبَةٍ أَوْ غَيْظٍ أَوْ حُزْنٍ عَلَى الْمُشْرِكِينَ . (3)
__________
(1) نال من غيره : ذكره بسوء من سب أو شتم .
(2) العَقَر بفَتْحتين : أن تُسْلِمَ الرجُلَ قوائمُه من الخَوف , وقيل : هو أن يفْجَأه الرَّوعُ فَيدْهشَ ولا يستطيعَ أن يتقدَّمَ أو يتأخر .
(3) ( حم ) 12432 ، ( حب ) 4530 ، انظر الصَّحِيحَة : تحت حديث 545 ، وصحيح موارد الظمآن : 1416 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/233)
( 11 ) غَزْوَةُ مُؤْتَة
( ت حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :( " بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَيْشَ الْأُمَرَاءِ ) (1) ( وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ - رضي الله عنه - ) (2) ( فَقَالَ : عَلَيْكُمْ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ ) (3) ( فَإِنْ قُتِلَ زَيْدٌ فَأَمِيرُكُمْ جَعْفَرٌ , فَإِنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ فَأَمِيرُكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ " ) (4) ( فَانْطَلَقَ الْجَيْشُ ) (5) ( فَلَقُوا الْعَدُوَّ ، فَأَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ , ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ جَعْفَرٌ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ , ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ , ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ - رضي الله عنه - فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ , " وَأَتَى خَبَرُهُمْ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - , فَخَرَجَ إِلَى النَّاسِ ) (6) ( وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَأَمَرَ أَنْ يُنَادَى : الصَلَاةُ جَامِعَةٌ ) (7) ( فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ : إِنَّ إِخْوَانَكُمْ لَقُوا الْعَدُوَّ , وَإِنَّ زَيْدًا أَخَذَ الرَّايَةَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ) (8) ( شَهِيدًا , فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ " , فَاسْتَغْفَرَ لَهُ النَّاسُ ) (9) ( قَالَ : " ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ بَعْدَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ , فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ) (10) ( شَهِيدًا , أَشْهَدُ لَهُ بِالشَّهَادَةِ , فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ ) (11) ( ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ) (12) ( شَهِيدًا , فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ ) (13) ( ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ , خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ , فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ " ) (14) ( فَيَوْمَئِذٍ سُمِّيَ خَالِدٌ سَيْفَ اللَّهِ , ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " انْفِرُوا فَأَمِدُّوا إِخْوَانَكُمْ , وَلَا يَتَخَلَّفَنَّ أَحَدٌ " , فَنَفَرَ النَّاسُ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ مُشَاةً وَرُكْبَانًا ) (15) .
__________
(1) ( حم ) 22604 ، ( حب ) 7048 ، انظر الإرواء تحت حديث : 1463 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده جيد .
(2) ( حم ) 1750 ، انظر احكام الجنائز ص166 , فقه السيرة ص370 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( حم ) 22604
(4) ( حم ) 1750
(5) ( حم ) 22604
(6) ( حم ) 1750
(7) ( حم ) 22604
(8) ( حم ) 1750 ، ( خ ) 4014
(9) ( حم ) 22604
(10) ( حم ) 1750 ، ( خ ) 2645
(11) ( حم ) 22604
(12) ( حم ) 1750
(13) ( حم ) 22604
(14) ( حم ) 1750 ، ( خ ) 3547 , 4014
(15) ( حم ) 22604(4/234)
( خ ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( نَعَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - زَيْدًا ، وَجَعْفَرًا ، وَابْنَ رَوَاحَةَ لِلنَّاسِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ ، فَقَالَ : أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ ) (1) ( ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ ، ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ ، ثُمَّ أَخَذَهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ) (2) ( سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ ) (3) ( عَنْ غَيْرِ إِمْرَةٍ فَفُتِحَ لَهُ , وَقَالَ : مَا يَسُرُّنَا أَنَّهُمْ عِنْدَنَا ، أَوْ قَالَ : مَا يَسُرُّهُمْ أَنَّهُمْ عِنْدَنَا - وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ - ) (4) "
__________
(1) ( خ ) 4014 , 1189 , 2898 , ( س ) 1878 , ( حم ) 12135
(2) ( خ ) 2645 , 1189 , 2898 , ( حم ) 12135
(3) ( خ ) 3547 , 4014
(4) ( خ ) 2645 , 2898 , ( س ) 1878 , ( حم ) 12135(4/235)
( خ ) , وَعَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ - رضي الله عنه - قَالَ :
لَقَدْ انْقَطَعَتْ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ , فَمَا [ صَبَرَتْ ] (1) فِي يَدِي إِلَّا صَفِيحَةٌ يَمَانِيَةٌ . (2)
__________
(1) ( خ ) 4018
(2) ( خ ) 4017 ، ( ش ) 19443(4/236)
( 12 ) غَزْوَةُ تَبُوك ( العُسْرَة )
( خ م ت حم ) , عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُرِيدُ غَزْوَةً إِلَّا وَرَّى (1) بِغَيْرِهَا , وَكَانَ يَقُولُ : الْحَرْبُ خَدْعَةٌ حَتَّى كَانَتْ تِلْكَ الْغَزْوَةُ - غَزْوَةُ تَبُوكَ - غَزَاهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَرٍّ شَدِيدٍ , حِينَ طَابَتْ الثِّمَارُ وَالظِّلَالُ وَاسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا وَمَفَازًا (2) وَعَدُوًّا كَثِيرًا , فَجَلَّى (3) لِلْمُسْلِمِينَ أَمْرَهُمْ لِيَتَأَهَّبُوا (4) أُهْبَةَ (5) غَزْوِهِمْ , فَأَخْبَرَهُمْ بِوَجْهِهِ الَّذِي يُرِيدُ , وَالْمُسْلِمُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَثِيرٌ , يَزِيدُونَ عَلَى عَشْرَةِ آلَافٍ , وَلَا يَجْمَعُهُمْ كِتَابٌ حَافِظٌ - يُرِيدُ الدِّيوَانَ - .
__________
(1) ورَّى : أخفى مراده وستر غايته وأوهمهم بأمر آخر .
(2) المفازة : البرية القفر ، سميت مفازة تفاؤلا .
(3) جلى : أظهر وأبان .
(4) التأهب : الاستعداد .
(5) الأُهبة : الاستعداد .(4/237)
( خ م حم ) , وَعَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - غَزْوَةَ تَبُوكَ , فَلَمَّا جَاءَ وَادِيَ الْقُرَى (1) إِذَا امْرَأَةٌ فِي حَدِيقَةٍ (2) لَهَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِأَصْحَابِهِ : " اخْرُصُوا (3) " ) (4) ( فَخَرَصْنَاهَا , " وَخَرَصَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَشَرَةَ أَوْسُقٍ (5) ) (6) ( وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ : أَحْصِي مَا يَخْرُجُ مِنْهَا ) (7) ( حَتَّى نَرْجِعَ إِلَيْكِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ " ) (8) ( فَلَمَّا أَتَيْنَا تَبُوكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَمَا إِنَّهَا سَتَهُبُّ ) (9) ( عَلَيْكُمْ اللَّيْلَةَ رِيحٌ شَدِيدَةٌ ، فَلَا يَقُمْ فِيهَا أَحَدٌ مِنْكُمْ ، وَمَنْ كَانَ لَهُ بَعِيرٌ فَلْيَشُدَّ عِقَالَهُ " ) (10) ( قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ : فَعَقَلْنَاهَا ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ اللَّيْلِ هَبَّتْ عَلَيْنَا رِيحٌ شَدِيدَةٌ , فَقَامَ رَجُلٌ ) (11) ( فَحَمَلَتْهُ الرِّيحُ حَتَّى أَلْقَتْهُ ) (12) ( فِي جَبَلِ طَيِّءٍ , ثُمَّ جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَلِكُ أَيْلَةَ (13) فَأَهْدَى لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَغْلَةً بَيْضَاءَ ، " فَكَسَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بُرْدًا , وَكَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِبَحْرِهِ (14) , قَالَ : " ثُمَّ أَقْبَلَ " وَأَقْبَلْنَا مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا وَادِيَ الْقُرَى , " فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِلْمَرْأَةِ : كَمْ حَدِيقَتُكِ ؟ " , قَالَتْ : عَشَرَةَ أَوْسُقٍ - خَرْصَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنِّي مُتَعَجِّلٌ ) (15) ( إِلَى الْمَدِينَةِ , فَمَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَعَجَّلَ مَعِي فَلْيَتَعَجَّلْ ) (16) ( وَمَنْ شَاءَ فَلْيَمْكُثْ , فَخَرَجْنَا حَتَّى أَشْرَفْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ ، فَقَالَ : هَذِهِ طَابَةُ , وَهَذَا أُحُدٌ وَهُوَ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ ) (17) ( ثُمَّ قَالَ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الْأَنْصَارِ ؟ " , قَالُوا : بَلَى ) (18) ( قَالَ : " إِنَّ خَيْرَ دُورِ الْأَنْصَارِ دَارُ بَنِي النَّجَّارِ , ثُمَّ دَارُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ ، ثُمَّ دَارُ بَنِي عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , ثُمَّ دَارُ بَنِي سَاعِدَةَ ) (19) ( ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ - فَقَبَضَ أَصَابِعَهُ ثُمَّ بَسَطَهُنَّ كَالرَّامِي بِيَدِهِ - ثُمَّ قَالَ : وَفِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ " ) (20) ( فَلَحِقَنَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ - رضي الله عنه - ، فَقُلْتُ لَهُ : أَلَمْ تَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَيَّرَ دُورَ الْأَنْصَارِ فَجَعَلَنَا آخِرًا ؟ ، فَأَدْرَكَ سَعْدٌ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , خَيَّرْتَ دُورَ الْأَنْصَارِ فَجَعَلْتَنَا آخِرًا ؟ , فَقَالَ : " أَوَلَيْسَ بِحَسْبِكُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنْ الْخِيَارِ ؟ " ) (21)
__________
(1) مَدِينَة قَدِيمَة بَيْن الْمَدِينَة وَالشَّام . عون المعبود - (ج 7 / ص 61)
(2) قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ : كُلُّ بُسْتَانٍ عَلَيْهِ حَائِطٌ فَهُوَ حَدِيقَةٌ ، وَمَا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ حَائِطٌ لَمْ يُقَلْ حَدِيقَةٌ ، انظر ( خ ) 1482
(3) يقال خَرَص النخلة والكَرْمة يَخْرُصها خَرْصا : إذا حَزَرَ وقَدَّر ما عليها من الرُّطب تَمْرا ومن العنب زبيبا ، فهو من الخَرْص : الظنّ ؛ لأن الحَزْر إنما هو تقدير بظن . الأموال للقاسم بن سلام - (ج 3 / ص 124)
(4) ( خ ) 1482
(5) الوَسق : مكيال مقداره ستون صاعا والصاع أربعة أمداد ، والمُدُّ مقدار ما يملأ الكفين .
(6) ( م ) 11 - ( 1392 )
(7) ( حم ) 23652 ، ( خ ) 1482 ، ( د ) 3079
(8) ( م ) 11 - ( 1392 ) ، ( حم ) 23652
(9) ( خ ) 1482
(10) ( م ) 11 - ( 1392 ) ، ( خ ) 1482
(11) ( حم ) 23652 ، ( خ ) 1482
(12) ( م ) 11 - ( 1392 )
(13) بَلْدَة قَدِيمَة بِسَاحِلِ الْبَحْر . عون المعبود - (ج 7 / ص 61)
(14) أَيْ : بِأَرْضِهِمْ وَبَلَدهمْ ، وَالْمُرَاد أَهْل بَحْرهمْ , لِأَنَّهُمْ كَانُوا سَكَّانَا بِسَاحِلِ الْبَحْر , وَالْمَعْنَى أَنَّهُ أَقَرَّهُ عَلَيْهِمْ بِمَا اِلْتَزَمَهُ مِنْ الْجِزْيَة . عون المعبود - (ج 7 / ص 61)
(15) ( حم ) 23652 ، ( خ ) 1482 ، ( د ) 3079
(16) ( خ ) 1482
(17) ( م ) 503 - ( 1392 ) ، ( خ ) 4422
(18) ( خ ) 1482 ، ( حم ) 23652
(19) ( م ) 11 - ( 1392 ) ، ( خ ) 3791
(20) ( خ ) 4994 ، ( ت ) 3910
(21) ( م ) 11 - ( 1392 ) ، ( خ ) 3791(4/238)
( 13 ) غَزْوَةُ الْفَتْح
( حم ) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
كَانَ الْفَتْحُ فِي ثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ . (1)
__________
(1) ( حم ) 2500 ، ( ك ) 4358 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(4/239)
( م د حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ :
( وَفَدَتْ وُفُودٌ إِلَى مُعَاوِيَةَ - رضي الله عنه - وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ - فَكَانَ يَصْنَعُ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ الطَّعَامَ ، فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - مِمَّا يُكْثِرُ أَنْ يَدْعُوَنَا إِلَى رَحْلِهِ ، فَقُلْتُ : أَلَا أَصْنَعُ طَعَامًا فَأَدْعُوَهُمْ إِلَى رَحْلِي ؟ ، فَأَمَرْتُ بِطَعَامٍ يُصْنَعُ ، ثُمَّ لَقِيتُ أَبَا هُرَيْرَةَ مِنْ الْعَشِيِّ ، فَقُلْتُ : الدَّعْوَةُ عِنْدِي اللَّيْلَةَ ، فَقَالَ : سَبَقْتَنِي ؟ ، قُلْتُ : نَعَمْ ، فَدَعَوْتُهُمْ ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : أَلَا أُعْلِمُكُمْ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِكُمْ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ؟ , ثُمَّ ذَكَرَ فَتْحَ مَكَّةَ فَقَالَ : " أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ ) (1) ( فَنَزَلَ بِمَرَّ الظَّهْرَانِ " ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ : وَاللَّهِ لَئِنْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَكَّةَ عَنْوَةً قَبْلَ أَنْ يَأْتُوهُ فَيَسْتَأْمِنُوهُ إِنَّهُ لَهَلَاكُ قُرَيْشٍ ، قَالَ الْعَبَّاسُ : فَجَلَسْتُ عَلَى بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقُلْتُ : لَعَلِّي أَجِدُ ذَا حَاجَةٍ يَأْتِي أَهْلَ مَكَّةَ فَيُخْبِرُهُمْ بِمَكَانِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِيَخْرُجُوا إِلَيْهِ فَيَسْتَأْمِنُوهُ , قَالَ : فَإِنِّي لَأَسِيرُ إِذْ سَمِعْتُ كَلَامَ أَبِي سُفْيَانَ وَبُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا حَنْظَلَةَ ، فَعَرَفَ صَوْتِي ، فَقَالَ : أَبُو الْفَضْلِ ؟ ، قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : مَا لَكَ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي ؟ ، قُلْتُ : هَذَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَالنَّاسُ ، قَالَ : فَمَا الْحِيلَةُ ؟ ، فَرَكِبَ خَلْفِي وَرَجَعَ صَاحِبُهُ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَوْتُ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَسْلَمَ ) (2) ( " ثُمَّ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الزُّبَيْرَ - رضي الله عنه - عَلَى إِحْدَى الْمُجَنِّبَتَيْنِ (3) وَبَعَثَ خَالِدًا - رضي الله عنه - عَلَى الْمُجَنِّبَةِ الْأُخْرَى ، وَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ - رضي الله عنه - عَلَى الْحُسَّرِ (4) " , فَأَخَذُوا بَطْنَ الْوَادِي ) (5) ( " وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي كَتِيبَتِهِ " ، قَالَ : وَقَدْ وَبَّشَتْ قُرَيْشٌ أَوْبَاشَهَا (6) فَقَالُوا : نُقَدِّمُ هَؤُلَاءِ ، فَإِنْ كَانَ لَهُمْ شَيْءٌ كُنَّا مَعَهُمْ ، وَإِنْ أُصِيبُوا أَعْطَيْنَا الَّذِي سُئِلْنَا ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : " فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرَآنِي فَقَالَ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ " ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " اهْتِفْ لِي بِالْأَنْصَارِ ، وَلَا يَأْتِينِي إِلَّا أَنْصَارِيٌّ (7) " ) (8) ( قَالَ : فَدَعَوْتُهُمْ فَجَاءُوا يُهَرْوِلُونَ ) (9) ( فَأَطَافُوا بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (10) ( فَقَالَ : " يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ , هَلْ تَرَوْنَ أَوْبَاشَ قُرَيْشٍ ؟ " ، قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : " انْظُرُوا إِذَا لَقِيتُمُوهُمْ غَدًا أَنْ تَحْصُدُوهُمْ حَصْدًا ) (11) ( - ثُمَّ قَالَ بِيَدَيْهِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى - حَتَّى تُوَافُونِي بِالصَّفَا " ، قَالَ : فَانْطَلَقْنَا ، فَمَا شَاءَ أَحَدٌ مِنَّا أَنْ يَقْتُلَ أَحَدًا إِلَّا قَتَلَهُ ، وَمَا أَحَدٌ مِنْهُمْ يُوَجِّهُ إِلَيْنَا شَيْئًا (12) ) (13) ( قَالَ : " وَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الصَّفَا " ، وَجَاءَتْ الْأَنْصَارُ فَأَطَافُوا بِالصَّفَا ، فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أُبِيحَتْ خَضْرَاءُ قُرَيْشٍ ، لَا قُرَيْشَ بَعْدَ الْيَوْمِ ) (14) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ دَخَلَ دَارًا فَهُوَ آمِنٌ ، وَمَنْ أَلْقَى السِّلَاحَ فَهُوَ آمِنٌ ) (15) ( فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ يُحِبُّ هَذَا الْفَخْرِ ، فَلَوْ جَعَلْتَ لَهُ شَيْئًا ، قَالَ : " نَعَمْ ، مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ ) (16) ( وَمَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَهُوَ آمِنٌ " ) (17) ( فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : أَمَّا الرَّجُلُ فَأَدْرَكَتْهُ رَغْبَةٌ فِي قَرْيَتِهِ ، وَرَأْفَةٌ بِعَشِيرَتِهِ (18) قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : " وَجَاءَ الْوَحْيُ ، وَكَانَ إِذَا جَاءَ الْوَحْيُ لَا يَخْفَى عَلَيْنَا ، فَإِذَا جَاءَ فَلَيْسَ أَحَدٌ يَرْفَعُ طَرْفَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى يَنْقَضِيَ الْوَحْيُ ، فَلَمَّا انْقَضَى الْوَحْيُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ " ، قَالُوا : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " قُلْتُمْ أَمَّا الرَّجُلُ فَأَدْرَكَتْهُ رَغْبَةٌ فِي قَرْيَتِهِ ؟ " ، قَالُوا : قَدْ كَانَ ذَاكَ ) (19) ( يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : أَلَا فَمَا اسْمِي إِذًا ، ؟ , أَلَا فَمَا اسْمِي إِذًا ، ؟ , أَلَا فَمَا اسْمِي إِذًا (20) ؟ , أَنَا مُحَمَّدٌ عَبْدُ وَرَسُولُهُ ، هَاجَرْتُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَيْكُمْ ، فَالْمَحْيَا مَحْيَاكُمْ ، وَالْمَمَاتُ مَمَاتُكُمْ (21) " ) (22) ( فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَبْكُونَ وَيَقُولُونَ : وَاللَّهِ مَا قُلْنَا الَّذِي قُلْنَا ) (23) ( إِلَّا ضِنًّا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُصَدِّقَانِكُمْ وَيَعْذِرَانِكُمْ " ) (24) ( قَالَ : فَأَقْبَلَ النَّاسُ إِلَى دَارِ أَبِي سُفْيَانَ ، وَأَغْلَقَ النَّاسُ أَبْوَابَهُمْ ) (25) ( وَعَمَدَ صَنَادِيدُ (26) قُرَيْشٍ ) (27) ( إِلَى الْمَسْجِدِ ) (28) ( فَدَخَلُوا الْكَعْبَةَ فَغَصَّتْ بِهِمْ ) (29) ( " وَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى أَقْبَلَ إِلَى الْحَجَرِ فَاسْتَلَمَهُ ، ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ ، وَأَتَى عَلَى صَنَمٍ إِلَى جَنْبِ الْبَيْتِ كَانُوا يَعْبُدُونَهُ - وَفِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَوْسٌ وَهُوَ آخِذٌ بِسِيَةِ الْقَوْسِ (30) - فَلَمَّا أَتَى عَلَى الصَّنَمِ جَعَلَ يَطْعُنُهُ فِي عَيْنِهِ وَيَقُولُ : جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ ) (31) ( صَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَلْفَ الْمَقَامِ ) (32) ( ثُمَّ أَخَذَ بِجَنْبَتَيْ الْبَابِ " ، فَخَرَجُوا فَبَايَعُوا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْإِسْلَامِ ) (33) ( " ثُمَّ أَتَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الصَّفَا فَعَلَا عَلَيْهِ حَتَّى نَظَرَ إِلَى الْبَيْتِ ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ (34) فَجَعَلَ يَحْمَدُ اللَّهَ وَيَدْعُو بِمَا شَاءَ أَنْ يَدْعُوَ (35) " ) (36)
__________
(1) ( م ) 84 - ( 1780 )
(2) ( د ) 3022
(3) هُمَا الْمَيْمَنَة وَالْمَيْسَرَة ، وَيَكُون الْقَلْب بَيْنهمَا . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 235)
(4) أَيْ : الَّذِينَ لَا دُرُوع عَلَيْهِمْ .شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 235)
(5) ( م ) 84 - ( 1780 )
(6) أَيْ : جَمَعَتْ جُمُوعًا مِنْ قَبَائِل شَتَّى . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 235)
(7) إِنَّمَا خَصَّهُمْ لِثِقَتِهِ بِهِمْ ، وَرَفْعًا لِمَرَاتِبِهِمْ ، وَإِظْهَارًا لِجَلَالَتِهِمْ وَخُصُوصِيَّتهمْ . شرح النووي (ج 6 / ص 235)
(8) ( حم ) 10961 ، ( م ) 84 - ( 1780 )
(9) ( م ) 86 - ( 1780 )
(10) ( حم ) 10961 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(11) ( م ) 86 - ( 1780 )
(12) أَيْ : لَا يَدْفَع أَحَد عَنْ نَفْسه . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 235)
(13) ( م ) 84 - ( 1780 )
(14) ( م ) 86 - ( 1780 )
(15) ( د ) 3024
(16) ( د ) 3021
(17) ( د ) 3022
(18) مَعْنَى هَذِهِ الْجُمْلَة : أَنَّهُمْ رَأَوْا رَأْفَة النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - بِأَهْلِ مَكَّة وَكَفّ الْقَتْل عَنْهُمْ ، فَظَنُّوا أَنَّهُ يَرْجِع إِلَى سُكْنَى مَكَّة وَالْمُقَام فِيهَا دَائِمًا ، وَيَرْحَل عَنْهُمْ وَيَهْجُر الْمَدِينَة ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ . شرح النووي (ج 6 / ص 235)
(19) ( م ) 84 - ( 1780 )
(20) فيه دليل على أن النبي لَا ينطق عن الهوى ، ليس فقط في تبليغه عن ربه ما أنزل عليه من القرآن ، بل في كل ما صدر عنه من قول أو فعل أو تقرير . ع
(21) أَيْ : لَا أَحْيَا إِلَّا عِنْدكُمْ وَلَا أَمُوت إِلَّا عِنْدكُمْ . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 235)
(22) ( م ) 86 - ( 1780 )
(23) ( م ) 84 - ( 1780 )
(24) ( م ) 86 - ( 1780 ) ، ( حم ) 10961 ، ( حب ) 4740
(25) ( م ) 84 - ( 1780 )
(26) الصنديد : الشجاع والشريف ، والحليم ، والجواد , كلهم ينطبق عليه هذه الصفة .
(27) ( د ) 3024
(28) ( د ) 3022
(29) ( د ) 3024
(30) ِسِيَةِ الْقَوْسِ : ما انحنى من الطرفين , ومنها أخذت : سِيَان ، أي : سواء .
(31) ( م ) 84 - ( 1780 )
(32) ( د ) 1871
(33) ( د ) 3024
(34) لاحِظ كيف رفع يديه - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا في غير الاستسقاء كما ترى .ع
(35) قَالَ أَبُو دَاوُد : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ سَأَلَهُ رَجُلٌ قَالَ : مَكَّةُ عَنْوَةً هِيَ ؟ قَالَ : إِيشْ يَضُرُّكَ مَا كَانَتْ ؟ , قَالَ : فَصُلْحٌ ؟ , قَالَ : لَا . ( د ) 3024
(36) ( م ) 84 - ( 1780 ) ، ( د ) 1872(4/240)
( خ م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَحَوْلَ الْبَيْتِ ) (1) ( ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ صَنَمًا , فَجَعَلَ يَطْعُنُهَا بِعُودٍ كَانَ بِيَدِهِ وَيَقُولُ : { جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ , إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا } (2) { جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ } (3) " ) (4)
__________
(1) ( خ ) 4036
(2) [الإسراء/81]
(3) [سبأ/49]
(4) ( م ) 87 - ( 1781 ) ، ( خ ) 4443 ، ( ت ) 3138(4/241)
( طب ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِعَشْرٍ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ أَبَا رُهْمٍ كُلْثُومَ بْنَ حُصَيْنٍ الْغِفَارِيَّ - رضي الله عنه - ، فَصَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَصَامَ النَّاسُ مَعَهُ , حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْكَدِيدِ مَا بَيْنَ عُسْفَانَ وَأَمَجَ أَفْطَرَ ، ثُمَّ مَضَى حَتَّى نَزَلَ مَرَّ الظَّهْرَانِ فِي عَشَرَةِ آلافٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ مُزَيْنَةَ وَسُلَيْمٍ ، وَفِي كُلِّ الْقَبَائِلِ عَدَدٌ وَإِسْلامٌ " ، وَأَوْعَبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ فَلَمْ يَتَخَلَّفْ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، فَلَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَرِّ الظَّهْرَانِ وَقَدْ عَمِيَتِ الأَخْبَارُ عَنْ قُرَيْشٍ ، فَلَمْ يَأْتِهِمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَبَرٌ ، وَلَا يَدْرُونَ مَا هُوَ فَاعِلٌ ، فَخَرَجَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ ، وَبُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ يَتَحَسَّسُونَ وَيَنْتَظِرُونَ هَلْ يَجِدُونَ خَبَرًا أَوْ يَسْمَعُونَ بِهِ ، وَقَدْ كَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - رضي الله عنه - أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِبَعْضِ الطَّرِيقِ ، وَقَدْ كَانَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ قَدْ لَقِيَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ، فَالْتَمَسَا الدُّخُولَ عَلَيْهِ ، فَكَلَّمَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ فِيهِمَا فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ابْنُ عَمِّكَ وَابْنُ عَمَّتِكَ وَصِهْرُكَ ، قَالَ : " لَا حَاجَةَ لِي بِهِمَا ، أَمَّا ابْنُ عَمِّي فَهَتَكَ عِرْضِي ، وَأَمَّا ابْنُ عَمَّتِي وَصِهْرِي فَهُوَ الَّذِي قَالَ لِي بِمَكَّةَ مَا قَالَ " ، فَلَمَّا أَخْرَجَ إِلَيْهِمَا بِذَلِكَ - وَمَعَ أَبِي سُفْيَانَ بُنَيٌّ لَهُ - فَقَالَ : وَاللَّهِ لَيَأْذَنَنَّ لِي أَوْ لآخُذَنَّ بِيَدِ ابْنَيَّ هَذَا ثُمَّ لَنَذْهَبَنَّ فِي الْأَرْضِ حَتَّى نَمُوتَ عَطَشًا وَجُوعًا ، " فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَقَّ لَهُمْا ، ثُمَّ أَذِنَ لَهُمْا " فَدَخَلا وَأَسْلَمَا ، " فَلَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَرِّ الظَّهْرَانِ قَالَ الْعَبَّاسُ : وَاصَبَاحَ قُرَيْشٍ ، وَاللَّهِ لَئِنْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَكَّةَ عَنْوَةً قَبْلَ أَنْ يَسْتَأْمِنُوهُ إِنَّهُ لَهَلاكُ قُرَيْشٍ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ ، قَالَ : فَجَلَسْتُ عَلَى بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْبَيْضَاءِ ، فَخَرَجْتُ عَلَيْهَا حَتَّى جِئْتُ الأَرَاكَ ، فَقُلْتُ : لَعَلِّي أَلْقَى بَعْضَ الْحَطَّابَةِ أَوْ صَاحِبَ لَبِنٍ أَوْ ذَا حَاجَةٍ يَأْتِي مَكَّةَ فَيُخْبِرُهُمْ بِمَكَانِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , لِيَخْرُجُوا إِلَيْهِ فَيَسْتَأْمِنُوهُ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَهَا عَلَيْهِمْ عَنْوَةً ، قَالَ : فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَسِيرُ عَلَيْهَا وأَلْتَمِسُ مَا خَرَجْتُ لَهُ إِذْ سَمِعْتُ كَلامَ أَبِي سُفْيَانَ وَبُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ وَهُمَا يَتَرَاجَعَانِ ، وَأَبُو سُفْيَانَ يَقُولُ : مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ نِيرَانًا وَلَا عَسْكَرًا ، فَقَالَ بُدَيْلٌ : هَذِهِ وَاللَّهِ نِيرَانُ خُزَاعَةَ , حَمَشَتْهَا الْحَرْبُ ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : خُزَاعَةُ وَاللَّهِ أَذَلُّ وأَلْأَمُ مِنْ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ نِيرَانُهَا وَعَسْكَرُهَا ، قَالَ : فَعَرَفْتُ صَوْتَهُ فَقُلْتُ : يَا أَبَا حَنْظَلَةَ ، فَعَرَفَ صَوْتِي فَقَالَ : أَبُو الْفَضْلِ ؟ ، فَقُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : مَالَكَ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي ، فَقُلْتُ : وَيْحَكَ يَا أَبَا سُفْيَانَ ، هَذَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي النَّاسِ , وَاصَبَاحَ قُرَيْشٍ وَاللَّهِ ، قَالَ : فَمَا الْحِيلَةُ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي ؟ فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لَئِنْ ظَفَرَ بِكَ لَيَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ ، فَارْكَبْ مَعِي هَذِهِ الْبَغْلَةَ حَتَّى آتِيَ بِكَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَسْتَأْمِنَهُ لَكَ ، قَالَ : فَرَكِبَ خَلْفِي وَرَجَعَ صَاحِبَاهُ ، فَحَرَّكْتُ بِهِ , كُلَّمَا مَرَرْتُ بِنَارٍ مِنْ نِيرَانِ الْمُسْلِمِينَ قَالُوا : مَنْ هَذَا ؟ , فَإِذَا رَأَوْا بَغْلَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالُوا : عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى بَغْلَتِهِ , حَتَّى مَرَرْتُ بِنَارِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - ، فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ وَقَامَ إِلَيَّ ، فَلَمَّا رَأَى أَبَا سُفْيَانَ عَلَى عَجُزِ الْبَغْلَةِ ، قَالَ : أَبُو سُفْيَانَ عَدُوُّ اللَّهِ ؟ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَمْكَنَ مِنْكَ بِغَيْرِ عَقْدٍ وَلَا عَهْدٍ ، ثُمَّ خَرَجَ يَشْتَدُّ نَحْوَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَرَكَضَتِ الْبَغْلَةُ فَسَبَقَتْهُ بِمَا تَسْبِقُ الدَّابَّةُ الْبَطِيءُ الرَّجُلَ الْبَطِيءَ فَاقْتَحَمْتُ عَنِ الْبَغْلَةِ فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَدَخَلَ عُمَرُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذَا أَبُو سُفْيَانَ قَدْ أَمْكَنَ اللَّهُ مِنْهُ بِغَيْرِ عَقْدٍ وَلَا عَهْدٍ ، فَدَعْنِي فَلأَضْرِبَ عُنُقَهُ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَجَرْتُهُ ، ثُمَّ جَلَسْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخَذْتُ بِرَأْسِهِ فَقُلْتُ : لَا وَاللَّهِ لَا يُنَاجِيهِ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ دُونِي ، فَلَمَّا أَكْثَرَ عُمَرُ فِي شَأْنِهِ قُلْتُ : مَهْلا يَا عُمَرُ ، أَمَا وَاللَّهِ لَوْ كَانَ مِنْ رِجَالِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ مَا قُلْتُ هَذَا ، وَلَكِنَّكَ عَرَفْتَ أَنَّهُ رَجُلٌ مِنْ رِجَالِ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ ، فَقَالَ : مَهْلا يَا عَبَّاسُ ، فَوَاللَّهِ لَإِسِلامُكَ يَوْمَ أَسْلَمْتَ كَانَ أَحَبَّ إِلَى مِنْ إِسْلامِ الْخَطَّابِ لَوْ أَسْلَمَ ، وَمَا بِي إِلَّا أَنِّي قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ إِسْلامَكَ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ إِسْلامِ الْخَطَّابِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " اذْهَبْ بِهِ إِلَى رَحْلِكَ يَا عَبَّاسُ ، فَإِذَا أَصْبَحَ فَائْتِنِي بِهِ " ، فَذَهَبْتُ بِهِ إِلَى رَحْلِي فَبَاتَ عِنْدِي ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَوْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " وَيْحَكَ يَا أَبَا سُفْيَانَ ، أَلَمْ يَأْنِ لَكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ؟ " , قَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، مَا أَكْرَمَكَ وَأَوْصَلَكَ ، وَاللَّهِ لَقَدْ ظَنَنْتُ أَنْ لَوْ كَانَ مَعَ اللَّهِ غَيْرُهُ لَقَدْ أَغْنَى عَنِّي شَيْئًا ، قَالَ : " وَيْحَكَ يَا أَبَا سُفْيَانَ ، أَلَمْ يَأْنِ لَكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ؟ " , قَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، مَا أحْلَمَكَ وَأَكْرَمَكَ وَأَوْصَلَكَ هَذِهِ وَاللَّهِ كَانَ فِي نَفْسِي مِنْهَا شَيْءُ حَتَّى الْآنَ ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ : وَيْحَكَ يَا أَبَا سُفْيَانَ أَسْلِمْ وَاشْهَدْ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ تُضْرَبَ عُنُقُكَ ، قَالَ : فَشَهِدَ بِشَهَادَةِ الْحَقِّ وَأَسْلَمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ يُحِبُّ هَذَا الْفَخْرَ ، فَاجْعَلْ لَهُ شَيْئًا ، قَالَ : " نَعَمْ , مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ ، وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ ، وَمَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَهُوَ آمِنٌ " ، فَلَمَّا ذَهَبَ لِيَنْصَرِفَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا عَبَّاسُ ، احْبِسْهُ بِمَضِيقِ الْوَادِي عِنْدَ خَطْمِ الْجَبَلِ حَتَّى تَمُرَّ بِهِ جُنُودُ اللَّهِ فَيَرَاهَا " ، قَالَ : فَخَرَجْتُ بِهِ حَتَّى حَبَسْتَهُ حَيْثُ أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ أَحْبِسَهُ , قَالَ : وَمَرَّتْ بِهِ الْقَبَائِلُ عَلَى رَايَاتِهَا ، كُلَّمَا مَرَّتْ قَبِيلَةٌ قَالَ : مَنْ هَؤُلَاءِ ؟ , فَأَقُولُ : سُلَيْمٌ ، فَيَقُولُ : مَالِي وَلِسُلَيْمٍ ؟ , قَالَ : ثُمَّ تَمُرُّ الْقَبِيلَةُ فَيَقُولُ : مَنْ هَؤُلَاءِ ؟ , فَأَقُولُ : مُزَيْنَةُ ، فَيَقُولُ : مَا لِي وَلِمُزَيْنةَ ؟ , حَتَّى تَعَدَّتِ الْقَبَائِلُ , لَا تَمُرُّ قَبِيلَةٌ إِلَّا قَالَ : مَنْ هَؤُلَاءِ ؟ , فَأَقُولُ : بَنُو فُلَانٍ ، فَيَقُولُ : مَالِي وَلِبَنِي فُلَانٍ ، " حَتَّى مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْخَضْرَاءِ كَتِيبَةٌ فِيهَا الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ , لَا يَرَى مِنْهُمْ إِلَّا الْحَدَقَ " ، قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، مَنْ هَؤُلَاءِ يَا عَبَّاسُ ؟ فَقُلْتُ : هَذَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ، فَقَالَ : مَا لأَحَدٍ بِهَؤُلَاءِ قِبَلٌ وَلَا طَاقَةٌ ، وَاللَّهِ يَا أَبَا الْفَضْلِ ، لَقَدْ أَصْبَحَ مُلْكُ ابْنِ أَخِيكَ الْغَدَاةَ عَظِيمًا ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا سُفْيَانَ ، إِنَّهَا النُّبُوَّةُ ، قَالَ : فَنَعَمْ إِذَنْ ، قُلْتُ : النَّجَاءُ إِلَى قَوْمِكَ ، فَخَرَجَ , حَتَّى إِذَا جَاءَهُمْ صَرَخَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، هَذَا مُحَمَّدٌ قَدْ جَاءَكُمْ بِمَا لَا قِبَلَ لَكُمْ بِهِ ، فَمَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ ، فَقَامَتْ إِلَيْهِ امْرَأَتُهُ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ فَأَخَذَتْ بِشَارِبِهِ فَقَالَتْ : اقْتُلُوا الدَّسَمَ الأَحْمَسَ ، فَبِئْسَ مِنْ طَلِيعَةِ (1) قَوْمٍ ، قَالَ : وَيْحَكُمْ ، لَا تَغُرَّنَّكُمْ هَذِهِ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ، فَإِنَّهُ قَدْ جَاءَ مَا لَا قِبَلَ لَكُمْ بِهِ ، مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ ، قَالُوا : وَيْلَكَ وَمَا تُغْنِي عَنَّا دَارُكَ ، قَالَ : وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ ، وَمَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَهُوَ آمِنٌ ، فَتَفَرَّقَ النَّاسُ إِلَى دُورِهِمْ وَإِلَى الْمَسْجِدِ . (2)
__________
(1) الطَّلِيعَة : مقدمة الجيش أو الذي يَنْظُرُ للقوم لَئلاَّ يَدْهَمَهم عدوٌّ .
(2) ، ( طب ) (8/ 10- 15) ، سيرة ابن هشام - (2 / 404) ، انظر الصَّحِيحَة : 3341 ، فقه السيرة ص378(4/242)
( خ ) , وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ :
لَمَّا سَارَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَامَ الْفَتْحِ فَبَلَغَ ذَلِكَ قُرَيْشًا , خَرَجَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ ، وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ ، وَبُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ يَلْتَمِسُونَ الْخَبَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَأَقْبَلُوا يَسِيرُونَ حَتَّى أَتَوْا مَرَّ الظَّهْرَانِ , فَإِذَا هُمْ بِنِيرَانٍ كَأَنَّهَا نِيرَانُ عَرَفَةَ , فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : مَا هَذِهِ ؟ , لَكَأَنَّهَا نِيرَانُ عَرَفَةَ , فَقَالَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ : نِيرَانُ بَنِي عَمْرٍو , فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : عَمْرٌو أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ , فَرَآهُمْ نَاسٌ مِنْ حَرَسِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَدْرَكُوهُمْ فَأَخَذُوهُمْ , فَأَتَوْا بِهِمْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَأَسْلَمَ أَبُو سُفْيَانَ , " فَلَمَّا سَارَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِلْعَبَّاسِ : احْبِسْ أَبَا سُفْيَانَ عِنْدَ حَطْمِ الْخَيْلِ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ " , فَحَبَسَهُ الْعَبَّاسُ , فَجَعَلَتْ الْقَبَائِلُ تَمُرُّ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , تَمُرُّ كَتِيبَةً كَتِيبَةً عَلَى أَبِي سُفْيَانَ , فَمَرَّتْ كَتِيبَةٌ فَقَالَ : يَا عَبَّاسُ , مَنْ هَذِهِ ؟ , قَالَ : هَذِهِ غِفَارُ , قَالَ : مَا لِي وَلِغِفَارَ ؟ , ثُمَّ مَرَّتْ جُهَيْنَةُ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ , ثُمَّ مَرَّتْ سَعْدُ بْنُ هُذَيْمٍ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ , وَمَرَّتْ سُلَيْمُ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ , حَتَّى أَقْبَلَتْ كَتِيبَةٌ لَمْ يَرَ مِثْلَهَا , فَقَالَ مَنْ هَذِهِ ؟ , قَالَ : هَؤُلَاءِ الْأَنْصَارُ عَلَيْهِمْ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ مَعَهُ الرَّايَةُ , فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ : يَا أَبَا سُفْيَانَ , الْيَوْمَ يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ , الْيَوْمَ تُسْتَحَلُّ الْكَعْبَةُ , فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : يَا عَبَّاسُ حَبَّذَا يَوْمُ الذِّمَارِ (1) ثُمَّ جَاءَتْ كَتِيبَةٌ وَهِيَ أَقَلُّ الْكَتَائِبِ , فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابُهُ , وَرَايَةُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَعَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ - رضي الله عنه - , فَلَمَّا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِأَبِي سُفْيَانَ , قَالَ : أَلَمْ تَعْلَمْ مَا قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ؟ , قَالَ : " مَا قَالَ ؟ " , قَالَ : كَذَا وَكَذَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " كَذَبَ سَعْدٌ , وَلَكِنْ هَذَا يَوْمٌ يُعَظِّمُ اللَّهُ فِيهِ الْكَعْبَةَ , وَيَوْمٌ تُكْسَى فِيهِ الْكَعْبَةُ (2) وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تُرْكَزَ رَايَتُهُ بِالْحَجُونِ , وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَئِذٍ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ - رضي الله عنه - أَنْ يَدْخُلَ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ مِنْ كَدَاءٍ , وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ كُدَا " , فَقُتِلَ مِنْ خَيْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ يَوْمَئِذٍ رَجُلَانِ : حُبَيْشُ بْنُ الْأَشْعَرِ , وَكُرْزُ بْنُ جابِرٍ الْفِهْرِيُّ . (3)
__________
(1) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : تَمَنَّى أَبُو سُفْيَان أَنْ يَكُون لَهُ يَد فَيَحْمِي قَوْمه وَيَدْفَع عَنْهُمْ . فتح الباري (ج 12 / ص 95)
(2) وَقَدْ رَوَى الْأُمَوِيّ فِي الْمَغَازِي أَنَّ أَبَا سُفْيَان قَالَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا حَاذَاهُ : أُمِرْت بِقَتْلِ قَوْمك ؟ قَالَ : لَا , فَذَكَرَ لَهُ مَا قَالَهُ سَعْد بْن عُبَادَةَ ، ثُمَّ نَاشَدَهُ اللَّهَ وَالرَّحِم ، فَقَالَ : يَا أَبَا سُفْيَان ، الْيَوْم يَوْم الْمَرْحَمَة ، الْيَوْم يُعِزّ اللَّه قُرَيْشًا , وَأَرْسَلَ إِلَى سَعْد فَأَخَذَ الرَّايَة مِنْهُ فَدَفَعَهَا إِلَى اِبْنه قَيْس . فتح الباري لابن حجر - (ج 12 / ص 95)
(3) ( خ ) 4280(4/243)
( حب ) , وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
لَمَّا وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِذِي طُوًى قَالَ أَبُو قُحَافَةَ لِابْنَةٍ لَهُ مِنْ أَصْغَرِ وَلَدِهِ - وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ - : أَيْ بُنَيَّةُ , اظْهَرِي بِي عَلَى أَبِي قَبِيسٍ , قَالَتْ : فَأَشْرَفْتُ (1) بِهِ عَلَيْهِ , فَقَالَ : يَا بُنَيَّةُ مَاذَا تَرَيْنَ ؟ , قَالَتْ : أَرَى سَوَادًا مُجْتَمِعًا , قَالَ : تِلْكَ الْخَيْلُ , قَالَتْ : وَأَرَى رَجُلًا يَسْعَى بَيْنَ ذَلِكَ السَّوَادِ مُقْبِلًا وَمُدْبِرًا , قَالَ : يَا بُنَيَّةُ ذَلِكَ الْوَازِعُ الَّذِي يَأْمُرُ الْخَيْلَ وَيَتَقَدَّمُ إِلَيْهَا ، ثُمَّ قَالَتْ : قَدْ وَاللَّهِ انْتَشَرَ السَّوَادُ , فَقَالَ : قَدْ وَاللَّهِ دَفَعَتْ الْخَيْلُ , فَأَسْرِعِي بِي إِلَى بَيْتِي , فَانْحَطَّتْ بِهِ , فَتَلَقَّاهُ الْخَيْلُ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى بَيْتِهِ , وَفِي عُنُقِ الْجَارِيَةِ طَوْقٌ لَهَا مِنْ وَرِقٍ , فَتَلَقَّاهُ رَجُلٌ فَاقْتَلَعَهُ مِنْ عُنُقِهَا , قَالَتْ : فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَكَّةَ وَدَخَلَ الْمَسْجِدَ , أَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - بِأَبِيهِ , " فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : هَلَّا تَرَكْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا آتِيهِ ؟ " , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , هُوَ أَحَقُّ أَنْ يَمْشِيَ إِلَيْكَ مِنْ أَنْ تَمْشِيَ إِلَيْهِ , " فَأَجْلَسَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ يَدَيْهِ , ثُمَّ مَسَحَ صَدْرَهُ , ثُمَّ قَالَ لَهُ : أَسْلِمْ " , فَأَسْلَمَ , قَالَتْ : وَدَخَلَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَكَأَنَّ رَأْسَهُ ثَغَامَةٌ (2) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " غَيِّرُوا هَذَا مِنْ شَعْرِهِ " , ثُمَّ قَامَ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ بِيَدِ أُخْتِهِ فَقَالَ : أَنْشُدُ بِاللَّهِ وَبِالْإِسْلَامِ طَوْقَ أُخْتِي , فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ , فَقَالَ : يَا أُخَيَّةُ , احْتَسِبِي طَوْقَكِ ، فَوَاللَّهِ إِنَّ الأَمَانَةَ الْيَوْمَ فِي النَّاسِ لَقَلِيلٌ . (3)
__________
(1) ( أَشْرَفَ ) عَلَا وَارْتَفَعَ .
(2) هُوَ نَبْت أَبْيَض الزَّهْر وَالثَّمَر يُشَبَّه بِهِ الشَّيْب . عون المعبود - (ج 9 / ص 250)
(3) ( حب ) 7208 ، ( حم ) 27001 ، ( ك ) 4363 ، انظر الصَّحِيحَة : 496 ، وصحيح موارد الظمآن : 1420 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن ، وقال البيهقي ج10 ص74 : وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ لَمْ يَغْنَمُوا شَيْئًا , وَأَنَّهَا فُتِحَتْ صُلْحًا , إِذْ لَوْ فُتِحَتْ عَنْوَةً لَكَانَتْ وَمَا مَعَهَا غَنِيمَةً , وَلَكَانَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - لَا يَطْلُبُ طَوْقَهَا .(4/244)
( د جة ) , وَعَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( " لَمَّا اطْمَأَنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ , طَافَ عَلَى بَعِيرٍ يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنٍ فِي يَدِهِ ) (1) ( ثُمَّ دَخَلَ الْكَعْبَةَ فَوَجَدَ فِيهَا حَمَامَةَ عَيْدَانٍ (2) فَكَسَرَهَا ثُمَّ قَامَ عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ فَرَمَى بِهَا ) (3) ( وَأَنَا أَنْظُرُ إلَيْهِ " ) (4)
__________
(1) ( د ) 1878
(2) الْمُرَاد بِالْحَمَامَةِ صُورَة كَصُورَةِ الْحَمَامَة , وَكَانَتْ مِنْ عَيْدَان , وَهِيَ الطَّوِيل مِنْ النَّخْل , الْوَاحِدَةُ عَيْدَانَة .حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 6 / ص 36)
(3) ( جة ) 2947
(4) ( د ) 1878 ، ( جة ) 2947(4/245)
( خ د ) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" ( لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( مَكَّةَ ) (2) ( زَمَنَ الْفَتْحِ ) (3) ( أَبَى أَنْ يَدْخُلَ الْبَيْتَ وَفِيهِ الْآلِهَةُ ، فَأَمَرَ بِهَا فَأُخْرِجَتْ , فَأَخْرَجُوا صُورَةَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِمَا السَّلَام وَفِي أَيْدِيهِمَا الْأَزْلَامُ ) (4) ( وَصُورَةَ مَرْيَمَ ) (5) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : هَذَا إِبْرَاهِيمُ مُصَوَّرٌ فَمَالَهُ يَسْتَقْسِمُ ؟ ) (6) ( قَاتَلَهُمْ اللَّهُ ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّهُمَا لَمْ يَسْتَقْسِمَا بِهَا قَطُّ ) (7) ( وَأَمَرَ عُمَرَ - رضي الله عنه - أَنْ يَمْحُوَ كُلَّ صُورَةٍ فِيهَا , فَلَمْ يَدْخُلْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى مُحِيَتْ كُلَّ صُورَةٍ فِيهَا ) (8) "
__________
(1) ( خ ) 4038
(2) ( د ) 2027
(3) ( د ) 4156
(4) ( خ ) 1524 , 4038 , ( د ) 2027 , ( حم ) 3093
(5) ( خ ) 3173 , ( حم ) 2508
(6) ( خ ) 3173 , ( حم ) 2508
(7) ( خ ) 1524 , 3174 , ( حم ) 3455
(8) ( د ) 4156 , ( حم ) 14636(4/246)
( د ) , وَعَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ :
سَأَلْتُ جَابِرًا - رضي الله عنه - : هَلْ غَنِمُوا يَوْمَ الْفَتْحِ شَيْئًا ؟ , قَالَ : لَا . (1)
__________
(1) ( د ) 3023(4/247)
( س ) , وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ , " أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - النَّاسَ إِلَّا أَرْبَعَةَ نَفَرٍ وَامْرَأَتَيْنِ , فَقَالَ : اقْتُلُوهُمْ وَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمْ مُتَعَلِّقِينَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ : عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَطَلٍ , وَمَقِيسُ بْنُ صُبَابَةَ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي السَّرْحِ " , فَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَطَلٍ فَأُدْرِكَ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ , فَاسْتَبَقَ إِلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ , فَسَبَقَ سَعِيدٌ عَمَّارًا - وَكَانَ أَشَبَّ الرَّجُلَيْنِ - فَقَتَلَهُ , وَأَمَّا مَقِيسُ بْنُ صُبَابَةَ فَأَدْرَكَهُ النَّاسُ فِي السُّوقِ فَقَتَلُوهُ , وَأَمَّا عِكْرِمَةُ فَرَكِبَ الْبَحْرَ , فَأَصَابَتْهُمْ عَاصِفَةٌ , فَقَالَ أَصْحَابُ السَّفِينَةِ : أَخْلِصُوا , فَإِنَّ آلِهَتَكُمْ لَا تُغْنِي عَنْكُمْ شَيْئًا هَاهُنَا , فَقَالَ عِكْرِمَةُ : وَاللَّهِ لَئِنْ لَمْ يُنَجِّنِي مِنْ الْبَحْرِ إِلَّا الْإِخْلَاصُ , لَا يُنَجِّينِي فِي الْبَرِّ غَيْرُهُ , اللَّهُمَّ إِنَّ لَكَ عَلَيَّ عَهْدًا إِنْ أَنْتَ عَافَيْتَنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ أَنْ آتِيَ مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى أَضَعَ يَدِي فِي يَدِهِ , فَلَأَجِدَنَّهُ عَفُوًّا كَرِيمًا ، فَجَاءَ فَأَسْلَمَ , وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي السَّرْحِ , فَإِنَّهُ اخْتَبَأَ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه - (1) " فَلَمَّا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ " جَاءَ بِهِ حَتَّى أَوْقَفَهُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , بَايِعْ عَبْدَ اللَّهِ , " فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثَلَاثًا , كُلَّ ذَلِكَ يَأْبَى , فَبَايَعَهُ بَعْدَ ثَلَاثٍ , ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ : أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ يَقُومُ إِلَى هَذَا حَيْثُ رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي عَنْ بَيْعَتِهِ فَيَقْتُلُهُ ؟ " , فَقَالُوا : وَمَا يُدْرِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فِي نَفْسِكَ ؟ , هَلَّا أَوْمَأْتَ إِلَيْنَا بِعَيْنِكَ ؟ , فَقَالَ : " إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ تَكُونَ لَهُ خَائِنَةُ أَعْيُنٍ " (2)
__________
(1) قَالَ أَبُو دَاوُد : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ أَخَا عُثْمَانَ مِنْ الرِّضَاعَةِ .( د ) 2683
(2) ( س ) 4067 ، ( د ) 2683 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2426 , الصَّحِيحَة : 1723(4/248)
( 14 ) غَزْوَةُ حُنَيْن
قَالَ تَعَالَى : { لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ , ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ } [التوبة/25، 26]
( حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :لَمَّا اسْتَقْبَلْنَا وَادِيَ حُنَيْنٍ , انْحَدَرْنَا فِي وَادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ تِهَامَةَ , أَجْوَفَ حَطُوطٍ , إِنَّمَا نَنْحَدِرُ فِيهِ انْحِدَارًا , قَالَ : وَفِي عَمَايَةِ الصُّبْحِ , وَقَدْ كَانَ الْقَوْمُ كَمَنُوا لَنَا فِي شِعَابِهِ وَفِي أَجْنَابِهِ وَمَضَايِقِهِ , قَدْ أَجْمَعُوا وَتَهَيَّئُوا وَأَعَدُّوا , قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا رَاعَنَا وَنَحْنُ مُنْحَطُّونَ إِلَّا الْكَتَائِبُ قَدْ شَدَّتْ عَلَيْنَا شَدَّةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ , وَانْهَزَمَ النَّاسُ رَاجِعِينَ , فَاسْتَمَرُّوا لَا يَلْوِي أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى أَحَدٍ , " وَانْحَازَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ الْيَمِينِ , ثُمَّ قَالَ : إِلَيَّ أَيُّهَا النَّاسُ , هَلُمَّ إِلَيَّ , أَنَا رَسُولُ اللَّهِ , أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ " قَالَ : فلَا شَيْءَ , احْتَمَلَتْ الْإِبِلُ بَعْضُهَا بَعْضًا , فَانْطَلَقَ النَّاسُ , إِلَّا أَنَّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَهْطًا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ غَيْرَ كَثِيرٍ , وَفِيمَنْ ثَبَتَ مَعَهُ - صلى الله عليه وسلم - , أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُب, وَمِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - , وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - رضي الله عنه - , وَابْنُهُ الْفَضْلُ بْنُ - رضي الله عنهما -, وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ - رضي الله عنه - , وَرَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ - رضي الله عنه - , وأَيْمَنُ بْنُ عُبَيْدٍ - رضي الله عنه - وَهُوَ ابْنُ أُمِّ أَيْمَنَ - وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍب, قَالَ : وَرَجُلٌ مِنْ هَوَازِنَ عَلَى جَمَلٍ لَهُ أَحْمَرَ فِي يَدِهِ رَايَةٌ لَهُ سَوْدَاءُ فِي رَأْسِ رُمْحٍ طَوِيلٍ لَهُ أَمَامَ النَّاسِ , وَهَوَازِنُ خَلْفَهُ , فَإِذَا أَدْرَكَ طَعَنَ بِرُمْحِهِ , وَإِذَا فَاتَهُ النَّاسُ رَفَعَهُ لِمَنْ وَرَاءَهُ فَاتَّبَعُوهُ , قَالَ : فَبَيْنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ مِنْ هَوَازِنَ صَاحِبُ الرَّايَةِ عَلَى جَمَلِهِ ذَلِكَ يَصْنَعُ مَا يَصْنَعُ , إِذْ هَوَى لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَرَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يُرِيدَانِهِ , قَالَ : فَيَأْتِيهِ عَلِيٌّ مِنْ خَلْفِهِ , فَضَرَبَ عُرْقُوبَيْ الْجَمَلِ , فَوَقَعَ عَلَى عَجُزِهِ وَوَثَبَ الْأَنْصَارِيُّ عَلَى الرَّجُلِ فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً أَطَنَّ قَدَمَهُ بِنِصْفِ سَاقِهِ , فَانْعَجَفَ عَنْ رَحْلِهِ , وَاجْتَلَدَ النَّاسُ , فَوَاللَّهِ مَا رَجَعَتْ رَاجِعَةُ النَّاسِ مِنْ هَزِيمَتِهِمْ حَتَّى وَجَدُوا الْأَسْرَى مُكَتَّفِينَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - . (1)
__________
(1) ( حم ) 15069 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(4/249)
( م ) , وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ - رضي الله عنه - قَالَ :
غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حُنَيْنًا , فَلَمَّا وَاجَهْنَا الْعَدُوَّ تَقَدَّمْتُ فَأَعْلُو ثَنِيَّةً , فَاسْتَقْبَلَنِي رَجُلٌ مِنْ الْعَدُوِّ , فَأَرْمِيهِ بِسَهْمٍ فَتَوَارَى عَنِّي , فَمَا دَرَيْتُ مَا صَنَعَ , وَنَظَرْتُ إِلَى الْقَوْمِ فَإِذَا هُمْ قَدْ طَلَعُوا مِنْ ثَنِيَّةٍ أُخْرَى , فَالْتَقَوْا هُمْ وَصَحَابَةُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَوَلَّى صَحَابَةُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَأَرْجِعُ مُنْهَزِمًا وَعَلَيَّ بُرْدَتَانِ , مُتَّزِرًا بِإِحْدَاهُمَا مُرْتَدِيًا بِالْأُخْرَى فَاسْتَطْلَقَ إِزَارِي فَجَمَعْتُهُمَا جَمِيعًا , وَمَرَرْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُنْهَزِمًا وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَقَدْ رَأَى ابْنُ الْأَكْوَعِ فَزَعًا , فَلَمَّا غَشُوا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَزَلَ عَنْ الْبَغْلَةِ , ثُمَّ قَبَضَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ مِنْ الْأَرْضِ , ثُمَّ اسْتَقْبَلَ بِهِ وُجُوهَهُمْ فَقَالَ : شَاهَتْ الْوُجُوهُ , فَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْهُمْ إِنْسَانًا إِلَّا مَلَأَ عَيْنَيْهِ تُرَابًا بِتِلْكَ الْقَبْضَةِ " , فَوَلَّوْا مُدْبِرِينَ , وَهَزَمَهُمْ اللَّهُ - عز وجل - , وَقَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - غَنَائِمَهُمْ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ . (1)
__________
(1) ( م ) 81 - ( 1777 )(4/250)
( حم ) , وَعَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - رضي الله عنه - قَالَ :
شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حُنَيْنًا , فَلَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَمَا مَعَهُ إِلَّا أَنَا وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , فَلَزِمْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَلَمْ نُفَارِقْهُ وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ , أَهْدَاهَا لَهُ فَرْوَةُ بْنُ نَعَامَةَ الْجُذَامِيُّ , فَلَمَّا الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْكُفَّارُ , وَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ , وَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَرْكُضُ بَغْلَتَهُ قِبَلَ الْكُفَّارِ , قَالَ الْعَبَّاسُ : وَأَنَا آخِذٌ بِلِجَامِ بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَكُفُّهَا , وَهُوَ لَا يَأْلُو مَا أَسْرَعَ نَحْوَ الْمُشْرِكِينَ , وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ آخِذٌ بِرِكَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا عَبَّاسُ , نَادِ : يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ , نَادِ يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ (1) " - قَالَ : وَكُنْتُ رَجُلًا صَيِّتًا - فَقُلْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي : أَيْنَ أَصْحَابُ السَّمُرَةِ ؟ , قَالَ : فَوَاللَّهِ لَكَأَنَّ عَطْفَتَهُمْ حِينَ سَمِعُوا صَوْتِي عَطْفَةُ الْبَقَرِ عَلَى أَوْلَادِهَا , فَقَالُوا : يَا لَبَّيْكَ , يَا لَبَّيْكَ , وَأَقْبَلَ الْمُسْلِمُونَ فَاقْتَتَلُوا هُمْ وَالْكُفَّارُ , فَنَادَتْ الْأَنْصَارُ يَقُولُونَ : يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ , ثُمَّ قَصَّرَتْ الدَّاعُونَ عَلَى بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , فَنَادَوْا : يَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ , قَالَ : " فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى قِتَالِهِمْ وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ كَالْمُتَطَاوِلِ عَلَيْهَا [ ثُمَّ قَالَ : الْآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ ] (2) ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَصَيَاتٍ فَرَمَى بِهِنَّ وُجُوهَ الْكُفَّارِ ثُمَّ قَالَ : انْهَزِمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ , انْهَزِمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ " , قَالَ : فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فَإِذَا الْقِتَالُ عَلَى هَيْئَتِهِ فِيمَا أَرَى , فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَمَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِحَصَيَاتِهِ فَمَا زِلْتُ أَرَى حَدَّهُمْ كَلِيلًا وَأَمْرَهُمْ مُدْبِرًا حَتَّى هَزَمَهُمْ اللَّهُ " وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَرْكُضُ خَلْفَهُمْ عَلَى بَغْلَتِهِ " (3)
__________
(1) ( حم ) 1776 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( حم ) 1776 ، ( طس ) 4558 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 2752
(3) ( حم ) 1775 ، ( ن ) 8647 ، ( حب ) 7049 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/251)
( خ م د ) , وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ :
( سَأَلَ رَجُلٌ الْبَرَاءَ - رضي الله عنه - فَقَالَ : يَا أَبَا عُمَارَةَ ) (1) ( أَكُنْتُمْ فَرَرْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ ؟ ) (2) ( فَقَالَ الْبَرَاءُ - وَأَنَا أَسْمَعُ - : " أَمَّا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (3) ( فَلَمْ يَفِرَّ ) (4) ( يَوْمَئِذٍ " ) (5) ( وَلَكِنَّهُ خَرَجَ شُبَّانُ أَصْحَابِهِ وَأَخِفَّاؤُهُمْ (6) حُسَّرًا (7) لَيْسَ عَلَيْهِمْ كَثِيرُ سِلَاحٍ , فَلَقُوا قَوْمًا رُمَاةً , لَا يَكَادُ يَسْقُطُ لَهُمْ سَهْمٌ , جَمْعَ هَوَازِنَ وَبَنِي نَصْرٍ , فَرَشَقُوهُمْ رَشْقًا ) (8) ( كَأَنَّهَا رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ (9) ) (10) ( مَا يَكَادُونَ يُخْطِئُونَ ) (11) ( فَانْكَشَفُوا , فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ ) (12) ( هُنَالِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , " وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ , وَابْنُ عَمِّهِ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ) (13) ( آخِذٌ بِلِجَامِهَا ) (14) ( يَقُودُ بِهِ ) (15) ( فَلَمَّا غَشِيَهُ الْمُشْرِكُونَ نَزَلَ ) (16) ( رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ بَغْلَتِهِ ) (17) ( فَتَرَجَّلَ ) (18) ( وَدَعَا ) (19) ( وَاسْتَنْصَرَ , ثُمَّ ) (20) ( جَعَلَ يَقُولُ : ) (21) ( أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ , أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ ، اللَّهُمَّ نَزِّلْ نَصْرَكَ ) (22) ( ثُمَّ صَفَّ أَصْحَابَهُ ) (23) ( قَالَ الْبَرَاءُ : كُنَّا وَاللَّهِ إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ (24) نَتَّقِي بِهِ , وَإِنَّ الشُّجَاعَ مِنَّا لَلَّذِي يُحَاذِي بِالنَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - (25) " ) (26)
__________
(1) ( خ ) 2877
(2) ( خ ) 2772 , ( م ) 79 - ( 1776 )
(3) ( خ ) 2877
(4) ( خ ) 4063 , ( م ) 79 - ( 1776 )
(5) ( خ ) 2877
(6) ( أَخِفَّاؤُهُمْ ) جَمْع خَفِيف ، وَهُمْ الْمُسَارِعُونَ الْمُسْتَعْجِلُونَ . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 230)
(7) أَيْ : بِغَيْرِ دُرُوع ، وَقَدْ فَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ : ( لَيْسَ عَلَيْهِمْ سِلَاح ) , والْحَاسِر : مَنْ لَا دِرْع عَلَيْهِ . النووي(ج 6 / ص 230)
(8) ( م ) 78 - ( 1776 ) , ( خ ) 2772
(9) الرِّجْل بالكسر : الجَرَاد الكَثِيرُ . النهاية في غريب الأثر - (ج 2 / ص 494)
(10) ( م ) 79 - ( 1776 )
(11) ( م ) 78 - ( 1776 ) , ( خ ) 2772
(12) ( م ) 79 - ( 1776 )
(13) ( خ ) 2772 , ( م ) 78 - ( 1776 )
(14) ( خ ) 2719 , ( م ) 80 - ( 1776 )
(15) ( خ ) 2772 , ( م ) 78 - ( 1776 )
(16) ( خ ) 2877
(17) ( خ ) 4063
(18) ( د ) 2658
(19) ( م ) 79 - ( 1776 )
(20) ( خ ) 2772 , ( م ) 78 - ( 1776 )
(21) ( خ ) 2877 , ( م ) 78 - ( 1776 )
(22) ( م ) 79 - ( 1776 ) , ( خ ) 2719 , ( ت ) 1688 , ( حم ) 18498
(23) ( خ ) 2772 , ( م ) 78 - ( 1776 )
(24) اِحْمِرَار الْبَأْس كِنَايَة عَنْ شِدَّة الْحَرْب . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 231)
(25) فِيهِ بَيَان شَجَاعَته - صلى الله عليه وسلم - وَعِظَم وُثُوقه بِاَللَّهِ تَعَالَى . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 231)
(26) ( م ) 79 - ( 1776 ) , ( خ ) 2719 , ( ت ) 1688 , ( حم ) 18498(4/252)
( ت ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" لَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمَ حُنَيْنٍ وَإِنَّ الْفِئَتَيْنِ لَمُوَلِّيَتَانِ , وَمَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِائَةُ رَجُلٍ " (1)
__________
(1) ( ت ) 1689 ، ( طس ) 4976(4/253)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( افْتَتَحْنَا مَكَّةَ ، ثُمَّ إِنَّا غَزَوْنَا حُنَيْنًا ) (1) ( فَأَقْبَلَتْ هَوَازِنُ وَغَطَفَانُ وَغَيْرُهُمْ ) (2) ( بِالصِّبْيَانِ وَالنِّسَاءِ وَالْإِبِلِ وَالنَّعَمِ فَجَعَلُوهُمْ صُفُوفًا ) (3) ( فَصُفَّتْ الْخَيْلُ ، ثُمَّ صُفَّتْ الْمُقَاتِلَةُ ، ثُمَّ صُفَّتْ النِّسَاءُ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ ، ثُمَّ صُفَّتْ الْغَنَمُ ، ثُمَّ صُفَّتْ النَّعَمُ ) (4) ( يُكَثِّرُونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (5) ( قَالَ : وَنَحْنُ بَشَرٌ كَثِيرٌ قَدْ بَلَغْنَا ) (6) ( عَشَرَةَ آلَافٍ ، وَالطُّلَقَاءُ ) (7) ( وَعَلَى مُجَنِّبَةِ خَيْلِنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ - رضي الله عنه - ) (8) ( فَلَمَّا الْتَقَوْا وَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ كَمَا قَالَ اللَّهُ - عز وجل - ) (9) ( فَجَعَلَتْ خَيْلُنَا تَلْوِي خَلْفَ ظُهُورِنَا ، فَلَمْ نَلْبَثْ أَنْ انْكَشَفَتْ خَيْلُنَا ، وَفَرَّتْ الْأَعْرَابُ وَمَنْ نَعْلَمُ مِنْ النَّاسِ ) (10) ( فَأَدْبَرُوا عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى بَقِيَ وَحْدَهُ ) (11) ( قَالَ : فَنَادَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا لَلْمُهَاجِرِينَ , يَا لَلْمُهَاجِرِينَ " , ثُمَّ قَالَ : " يَا لَلْأَنْصَارِ , يَا لَلْأَنْصَارِ " ) (12) وفي رواية : ( " فَنَادَى يَوْمَئِذٍ نِدَاءَيْنِ لَمْ يَخْلِطْ بَيْنَهُمَا ، الْتَفَتَ عَنْ يَمِينِهِ فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ " , قَالُوا : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبْشِرْ نَحْنُ مَعَكَ ، ثُمَّ الْتَفَتَ عَنْ يَسَارِهِ فَقَالَ : " يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ " , قَالُوا : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَبْشِرْ نَحْنُ مَعَكَ ، وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ بَيْضَاءَ ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ " ) (13) ( قَالَ : فَايْمُ اللَّهِ مَا أَتَيْنَاهُمْ حَتَّى هَزَمَهُمْ اللَّهُ ) (14) ( وَلَمْ يَضْرِبُوا بِسَيْفٍ وَلَمْ يَطْعَنُوا بِرُمْحٍ ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَئِذٍ : " مَنْ قَتَلَ كَافِرًا فَلَهُ سَلَبُهُ ، مَنْ تَفَرَّدَ بِدَمِ رَجُلٍ فَقَتَلَهُ فَلَهُ سَلَبُهُ (15) " فَقَتَلَ أَبُو طَلْحَةَ - رضي الله عنه - يَوْمَئِذٍ عِشْرِينَ رَجُلاً وَأَخَذَ أَسْلَابَهُمْ ، وَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ - رضي الله عنه - : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ضَرَبْتُ رَجُلًا عَلَى حَبْلِ الْعَاتِقِ وَعَلَيْهِ دِرْعٌ [فَأُعْجِلْتُ ] (16) عَنْهُ ، فَانْظُرْ مَنْ أَخَذَهَا ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ : أَنَا أَخَذْتُهَا ، فَأَرْضِهِ مِنْهَا وَأَعْطِنِيهَا ، " - قَالَ : وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَا يُسْأَلُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ أَوْ سَكَتَ - فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " ، فَقَالَ عُمَرُ : لَا وَاللَّهِ لَا يُفِيئُهَا اللَّهُ عَلَى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِهِ وَيُعْطِيكَهَا ، " فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ : صَدَقَ عُمَرُ " , قَالَ : وَكَانَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ مَعَهَا خِنْجَرٌ ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ : مَا هَذَا مَعَكِ قَالَتْ اتَّخَذْتُهُ إِنْ دَنَا مِنِّي بَعْضُ الْمُشْرِكِينَ أَنْ أَبْعَجَ بِهِ بَطْنَهُ ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَسْمَعُ مَا تَقُولُ أُمُّ سُلَيْمٍ ؟ ) (17) ( - يُضْحِكُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ - قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَمْ تَرَ إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ مَعَهَا خِنْجَرٌ ؟ , فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا تَصْنَعِينَ بِهِ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ ؟ " , قَالَتْ : أَرَدْتُ إِنْ دَنَا مِنِّي أَحَدٌ ) (18) ( مِنْ الْمُشْرِكِينَ بَقَرْتُ بِهِ بَطْنَهُ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَضْحَكُ ، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اقْتُلْ مَنْ بَعْدَنَا مِنَ الطُّلَقَاءِ ، انْهَزَمُوا بِكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا أُمَّ سُلَيْمٍ ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَى وَأَحْسَنَ ) (19) ( قَالَ أَنَسٌ : فَأَصَابَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَئِذٍ غَنَائِمَ كَثِيرَةً " ) (20) ( فَقَبَضْنَا ذَلِكَ الْمَالَ ، ثُمَّ انْطَلَقْنَا إِلَى الطَّائِفِ فَحَاصَرْنَاهُمْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى مَكَّةَ فَنَزَلْنَا ) (21) ( فَأَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الطُّلَقَاءَ وَالْمُهَاجِرِينَ ) (22) ( يُعْطِي الرَّجُلَ الْمِائَةَ مِنْ الْإِبِلِ ) (23) ( فَأَعْطَى أَبَا سُفْيَانَ مِائَةً مِنْ الْإِبِلِ ، وَعُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ مِائَةً مِنْ الْإِبِلِ ، وَالْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ مِائَةً مِنْ الْإِبِلِ ، وَسُهَيْلَ بْنَ عَمَرٍو مِائَةً مِنْ الْإِبِلِ ) (24) ( وَلَمْ يُعْطِ الْأَنْصَارَ شَيْئًا ، فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ : إِذَا كَانَتْ شَدِيدَةٌ فَنَحْنُ نُدْعَى , وَيُعْطَى الْغَنِيمَةَ غَيْرُنَا ؟ ) (25) ( يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا ؟ ) (26) ( وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْعَجَبُ ، إِنَّ سُيُوفَنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَاءِ قُرَيْشٍ وَغَنَائِمُنَا تُرَدُّ عَلَيْهِمْ ؟ ) (27) ( فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ هَذَا الْحَيَّ قَدْ وَجَدُوا عَلَيْكَ فِي أَنْفُسِهِمْ لِمَا صَنَعْتَ فِي هَذَا الْفَيْءِ الَّذِي أَصَبْتَ ، قَسَمْتَ فِي قَوْمِكَ وَأَعْطَيْتَ عَطَايَا عِظَامًا فِي قَبَائِلِ الْعَرَبِ ، وَلَمْ يَكُنْ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنْ الْأَنْصَارِ شَيْءٌ ، قَالَ : " فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ يَا سَعْدُ ؟ " ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَنَا إِلَّا امْرُؤٌ مِنْ قَوْمِي ، وَمَا أَنَا ؟ ، قَالَ : " فَاجْمَعْ لِي قَوْمَكَ فِي هَذِهِ الْحَظِيرَةِ " ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا أَتَاهُ سَعْدٌ فَقَالَ : قَدْ اجْتَمَعَ لَكَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ الْأَنْصَارِ ، " فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (28) ( فَقَالَ : هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِكُمْ ؟ " ، قَالُوا : لَا , إِلَّا ابْنُ أُخْتٍ لَنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ ) (29) ( فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِالَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ ثُمَّ قَالَ : يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ، مَا قَالَةٌ بَلَغَتْنِي عَنْكُمْ وَجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا فِي أَنْفُسِكُمْ ؟ " ) (30) ( فَقَالَ فُقَهَاءُ الْأَنْصَارِ ) (31) ( - وَكَانُوا لَا يَكْذِبُونَ - : ) (32) ( أَمَّا رُؤَسَاؤُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَمْ يَقُولُوا شَيْئًا ، وَأَمَّا نَاسٌ مِنَّا حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمْ فَقَالُوا : يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ ؟ ) (33) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ، أَلَمْ تَكُونُوا أَذِلَّةً فَأَعَزَّكُمْ اللَّهُ ؟ " , قَالُوا : صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، قَالَ : " أَلَمْ تَكُونُوا ضُلَّالًا فَهَدَاكُمْ اللَّهُ ) (34) ( بِي ؟ " , قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ ، قَالَ : " وَكُنْتُمْ مُتَفَرِّقِينَ فَأَلَّفَكُمْ اللَّهُ بِي ؟ " , قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ ، قَالَ : " وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمْ اللَّهُ بِي ؟ " ، قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ - كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ - ) (35) ( ثُمَّ قَالَ : " أَلَا تُجِيبُونَنِي يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ؟ , قَالُوا : وَبِمَاذَا نُجِيبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ الْمَنُّ وَالْفَضْلُ ؟ ، قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ فَلَصَدَقْتُمْ وَصُدِّقْتُمْ : أَتَيْتَنَا مُكَذَّبًا فَصَدَّقْنَاكَ ، وَمَخْذُولًا فَنَصَرْنَاكَ ، وَطَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ ، وَعَائِلًا فَأَغْنَيْنَاكَ ؟ " ) (36) ( فَقَالُوا : بَلْ لِلَّهِ الْمَنُّ عَلَيْنَا وَلِرَسُولِهِ ) (37) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ قُرَيْشًا حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بِجَاهِلِيَّةٍ وَمُصِيبَةٍ وَإِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَجْبُرَهُمْ وَأَتَأَلَّفَهُمْ ) (38) ( فَإِنِّي أُعْطِي رِجَالًا لِأَنَّهُمْ حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ أَتَأَلَّفُهُمْ ) (39) ( أَوَجَدْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ فِي لُعَاعَةٍ مِنْ الدُّنْيَا تَأَلَّفْتُ بِهَا قَوْمًا لِيُسْلِمُوا وَوَكَلْتُكُمْ إِلَى إِسْلَامِكُمْ ؟ ، أَفَلَا تَرْضَوْنَ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ) (40) ( أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ ) (41) ( بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ إِلَى بُيُوتِهِمْ ) (42) ( وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى بُيُوتِكُمْ ؟ ) (43) ( فَوَاللَّهِ لَمَا تَنْقَلِبُونَ بِهِ خَيْرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُونَ بِهِ " ) (44) ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ ، وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ ، وَلِأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ ، وَلِنِسَاءِ الْأَنْصَارِ ) (45) ( وَلِمَوَالِي الْأَنْصَارِ ) (46) ( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَتْ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ ، الْأَنْصَارُ كَرِشِي وَعَيْبَتِي (47) وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنْ الْأَنْصَارِ ) (48) ( الْأَنْصَارُ شِعَارِي (49) وَالنَّاسُ دِثَارِي (50) ) (51) ( قَالَ : فَبَكَى الْقَوْمُ حَتَّى أَخْضَلُوا لِحَاهُمْ ، وَقَالُوا : رَضِينَا بِرَسُولِ اللَّهِ قِسْمًا وَحَظًّا ) (52) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً ) (53) ( شَدِيدَةً (54) فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْا اللَّهَ وَرَسُولَهُ - صلى الله عليه وسلم - ، فَإِنِّي عَلَى الْحَوْضِ " ، فَقَالُوا : سَنَصْبِرُ ، قَالَ أَنَسٌ : فَلَمْ نَصْبِرْ ) (55) ( قَالَ هِشَامٌ : فَقُلْتُ : يَا أَبَا حَمْزَةَ , وَأَنْتَ شَاهِدٌ ذَاكَ ، قَالَ : وَأَيْنَ أَغِيبُ عَنْهُ ؟ ) (56) .
__________
(1) ( م ) 136 - ( 1059 )
(2) ( خ ) 4082
(3) ( حم ) 13000 ، ( م ) 136 - ( 1059 )
(4) ( م ) 136 - ( 1059 )
(5) ( حم ) 13000 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(6) ( م ) 136 - ( 1059 )
(7) ( خ ) 4078 ، 4082
(8) ( م ) 136 - ( 1059 )
(9) ( حم ) 13000
(10) ( م ) 136 - ( 1059 )
(11) ( خ ) 4082
(12) ( م ) 136 - ( 1059 )
(13) ( خ ) 4082 , ( م ) 135 - ( 1059 )
(14) ( م ) 136 - ( 1059 )
(15) ( حم ) 13064 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
(16) ( حم ) 14007 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(17) ( حم ) 13000 ، ( م ) 134 - ( 1809 ) ، ( د ) 2718
(18) ( حم ) 12129 ، ( م ) 134 - ( 1809 )
(19) ( م ) 134 - ( 1809 ) ، ( حم ) 13000
(20) ( خ ) 4082
(21) ( م ) 136 - ( 1059 )
(22) ( خ ) 4078
(23) ( م ) 136 - ( 1059 )
(24) ( حم ) 13599 ، ( خ ) 4076
(25) ( خ ) 4082 , ( م ) 135 - ( 1059 )
(26) ( خ ) 4076
(27) ( خ ) 3567
(28) ( حم ) 11748 ، ( خ ) 4076
(29) ( خ ) 3327 ، ( م ) 133 - ( 1059 ) ، ( س ) 2611
(30) ( حم ) 11748 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
(31) ( خ ) 4076
(32) ( خ ) 3567 ، ( م ) 134 - ( 1059 )
(33) ( خ ) 4076
(34) ( حم ) 11564 ، ( م ) 139 - ( 1061 ) ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(35) ( خ ) 4075 ، ( م ) 139 - ( 1061 )
(36) ( حم ) 11748
(37) ( حم ) 13680 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(38) ( ت ) 3901 ، ( خ ) 4079 ، 2977 ، ( م ) 133 - ( 1059 )
(39) ( خ ) 4076
(40) ( حم ) 11748 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
(41) ( م ) 133 - ( 1059 ) ، ( خ ) 3567
(42) ( خ ) 4078
(43) ( خ ) 3567 ، ( م ) 133 - ( 1059 )
(44) ( خ ) 4076 ، ( م ) 123 - ( 1059 )
(45) ( ت ) 3909 ، ( م ) 173 - ( 2507 ) , ( خ ) 4623 , ( حم ) 11748 ، ( حب ) 7280
(46) ( م ) 173 - ( 2507 )
(47) أَيْ : بِطَانَتِي وَخَاصَّتِي , قَالَ الْقَزَّاز : ضَرَبَ الْمَثَل بِالْكَرِشِ لِأَنَّهُ مُسْتَقَرّ غِذَاء الْحَيَوَان الَّذِي يَكُون فِيهِ نَمَاؤُهُ ، وَيُقَال : لِفُلَانِ كَرِش مَنْثُورَة أَيْ عِيَال كَثِيرَة ، وَالْعَيْبَة : مَا يُحْرِز فِيهِ الرَّجُل نَفِيس مَا عِنْده ، يُرِيد أَنَّهُمْ مَوْضِع سِرّه وَأَمَانَته . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 108)
(48) ( حم ) 12975 ، ( خ ) 3567 , 6818 ، ( م ) 133 - ( 1059 ) ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(49) الشِّعَار : مَا يَلِي الْجَسَد مِنْ الثِّيَاب . عون المعبود - (ج 1 / ص 317)
(50) هو الثَّوبُ الذي يكون فوقَ الشِّعارِ , يعني أنتم الخاصَّةُ والناسُ العامَّةُ . النهاية في غريب الأثر(ج 2 / ص 214)
(51) ( حم ) 9424 ، ( خ ) 4075 ، ( م ) 139 - ( 1061 )
(52) ( حم ) 11748 ، ( خ ) 2978 ، ( م ) 123 - ( 1059 )
(53) ( خ ) 4075
(54) أَشَارَ - صلى الله عليه وسلم - بِذَلِكَ إِلَى مَا وَقَعَ مِنْ اِسْتِئْثَارِ الْمُلُوكِ مِنْ قُرَيْش عَنْ الْأَنْصَارِ بِالْأَمْوَالِ وَالتَّفْضِيل فِي الْعَطَاءِ وَغَيْر ذَلِكَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 7 / ص 242)
(55) ( م ) 123 - ( 1059 ) ، ( خ ) 2978 ، ( حم ) 11564
(56) ( خ ) 4082 , ( م ) 135 - ( 1059 ) ، ( حم ) 14008(4/254)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ - رضي الله عنه - قَالَ :
جُرِحَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ - رضي الله عنه - يَوْمَ حُنَيْنٍ - وَكَانَ عَلَى خَيْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ ابْنُ أَزْهَرَ : " فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَمَا هَزَمَ اللَّهُ الْكُفَّارَ ، وَرَجَعَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى رِحَالِهِمْ يَمْشِي فِي الْمُسْلِمِينَ وَيَقُولُ : مَنْ يَدُلُّ عَلَى رَحْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ ؟ " ، قَالَ : فَمَشَيْتُ أَوْ سَعَيْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ - وَأَنَا مُحْتَلِمٌ (1) - أَقُولُ : مَنْ يَدُلُّ عَلَى رَحْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ ؟ ، حَتَّى دُلِلْنَا عَلَى رَحْلِهِ ، فَإِذَا خَالِدٌ مُسْتَنِدٌ إِلَى مُؤْخِرَةِ رَحْلِهِ ، " فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَنَظَرَ إِلَى جُرْحِهِ وَنَفَثَ فِيهِ " (2)
__________
(1) أَيْ : بلغت سنَّ الحُلُم .
(2) ( حم ) 16857 ، ( حب ) 7090 ، انظر صحيح موارد الظمآن : 1946 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في ( حب ) : حديث صحيح .(4/255)
( خ س د حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ حُنَيْنٍ - وَجَاءَتْهُ وُفُودُ هَوَازِنَ - ) (1) ( وَهُوَ بِالْجِعِرَّانَةِ (2) وَقَدْ أَسْلَمُوا , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّا أَصْلٌ وَعَشِيرَةٌ , وَقَدْ أَصَابَنَا مِنْ الْبَلَاءِ مَا لَا يَخْفَى عَلَيْكَ , فَامْنُنْ عَلَيْنَا مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ ) (3) ( فَسَأَلُوهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَسَبْيَهُمْ , فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَحَبُّ الْحَدِيثِ إِلَيَّ أَصْدَقُهُ , فَاخْتَارُوا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ ) (4) ( إِمَّا أَمْوَالِكُمْ , أَوْ نِسَائِكُمْ وَأَبْنَائِكُمْ ) (5) ( وَقَدْ كُنْتُ اسْتَأْنَيْتُ بِهِمْ (6) - وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - انْتَظَرَهُمْ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً حِينَ قَفَلَ (7) مِنْ الطَّائِفِ - فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - غَيْرُ رَادٍّ إِلَيْهِمْ إِلَّا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ ) (8) ( قَالُوا : قَدْ خَيَّرْتَنَا بَيْنَ أَحْسَابِنَا وَأَمْوَالِنَا , بَلْ نَخْتَارُ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَمَّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ , فَإِذَا صَلَّيْتُ الظُّهْرَ فَقُومُوا فَقُولُوا : ) (9) ( إِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْمُؤْمِنِينَ فِي نِسَائِنَا وَأَبْنَائِنَا ) (10) ( فَسَأُعْطِيكُمْ عِنْدَ ذَلِكَ وَأَسْأَلُ لَكُمْ , فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالنَّاسِ الظُّهْرَ " قَامُوا فَتَكَلَّمُوا بِالَّذِي أَمَرَهُمْ بِهِ ) (11) ( " فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمُسْلِمِينَ , فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ , فَإِنَّ إِخْوَانَكُمْ هَؤُلَاءِ قَدْ جَاءُونَا تَائِبِينَ , وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّ إِلَيْهِمْ سَبْيَهُمْ ) (12) ( فَأَمَّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ " , فَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ : وَمَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (13) ( وَقَالَتْ الْأَنْصَارُ : مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ : أَمَّا أَنَا وَبَنُو تَمِيمٍ فلَا , وَقَالَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ : أَمَّا أَنَا وَبَنُو فَزَارَةَ فلَا , وَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ : أَمَّا أَنَا وَبَنُو سُلَيْمٍ فلَا , فَقَامَتْ بَنُو سُلَيْمٍ فَقَالُوا : كَذَبْتَ ، مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ رُدُّوا عَلَيْهِمْ نِسَاءَهُمْ وَأَبْنَاءَهُمْ , فَمَنْ تَمَسَّكَ بِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْفَيْءِ , فَلَهُ سِتُّ فَرَائِضَ (14) مِنْ أَوَّلِ شَيْءٍ يُفِيئُهُ اللَّهُ - عز وجل - عَلَيْنَا (15) " ) (16) ( فَقَالَ النَّاسُ : قَدْ طَيَّبْنَا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَهُمْ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّا لَا نَدْرِي مَنْ أَذِنَ مِنْكُمْ فِي ذَلِكَ مِمَّنْ لَمْ يَأْذَنْ , فَارْجِعُوا حَتَّى يَرْفَعُوا إِلَيْنَا عُرَفَاؤُكُمْ أَمْرَكُمْ " , فَرَجَعَ النَّاسُ فَكَلَّمَهُمْ عُرَفَاؤُهُمْ ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُمْ قَدْ طَيَّبُوا وَأَذِنُوا ) (17) ( " ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَاحِلَتَهُ فَتَعَلَّقَ بِهِ النَّاسُ , يَقُولُونَ : اقْسِمْ عَلَيْنَا فَيْئَنَا , حَتَّى أَلْجَئُوهُ إِلَى سَمُرَةٍ فَخَطَفَتْ رِدَاءَهُ , فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ , رُدُّوا عَلَيَّ رِدَائِي , فَوَاللَّهِ لَوْ كَانَ لَكُمْ بِعَدَدِ شَجَرَ تِهَامَةَ نَعَمٌ لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ ) (18) ( ثُمَّ لَا تَجِدُونِي بَخِيلًا وَلَا كَذُوبًا وَلَا جَبَانًا ) (19) ( ثُمَّ دَنَا مِنْ بَعِيرِهِ فَأَخَذَ مِنْ سَنَامِهِ وَبَرَةً فَجَعَلَهَا ) (20) ( بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ ) (21) ( ثُمَّ رَفَعَهَا فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ) (22) ( إِنَّهُ لَا يَحِلُّ لِي مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ قَدْرُ هَذِهِ إِلَّا الْخُمُسُ , وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ ) (23) ( فَأَدُّوا الْخَيْطَ وَالْمَخِيطَ فَمَا فَوْقَهُمَا ، وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُولَ ) (24) ( فَإِنَّ الْغُلُولَ يَكُونُ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَارًا وَنَارًا وَشَنَارًا (25) ) (26) ( فَإِنَّ الْغُلُولَ خِزْيٌ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (27) ( فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ بِكُبَّةٍ (28) مِنْ شَعْرٍ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنِّي أَخَذْتُ هَذِهِ لِأُصْلِحَ بِهَا بَرْدَعَةَ (29) بَعِيرٍ لِي ) (30) ( دَبِرَ , فَقَالَ : أَمَّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكَ (31) فَقَالَ الرَّجُلُ : أَمَا إِذْ بَلَغَتْ مَا أَرَى (32) فلَا أَرَبَ (33) لِي بِهَا , فَنَبَذَهَا ) (34) .
__________
(1) ( حم ) 6729 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حسن .
(2) الجعرانة: بين مكة والطائف ، وهي إلى مكة أقرب . وقال الفاكهي: بينها وبين مكة بريد وَهو اثْنَا عَشَرَ مِيلًا ، وقال الباجي : ثمانية عشر ميلا .
(3) ( حم ) 7037 , ( س ) 3688 ، انظر الصَّحِيحَة : 1973
(4) ( خ ) 2184
(5) ( س ) 3688
(6) مَعْنَى اِسْتَأْنَيْت : اِسْتَنْظَرْت ، أَيْ : أَخَّرْت قَسْم السَّبْي لِتَحْضُرُوا فَأَبْطَأْتُمْ ، وَكَانَ تَرَكَ السَّبْي بِغَيْرِ قِسْمَة وَتَوَجَّهَ إِلَى الطَّائِف فَحَاصَرَهَا ، ثُمَّ رَجَعَ عَنْهَا إِلَى الْجِعِرَّانَة , ثُمَّ قَسَمَ الْغَنَائِم هُنَاكَ ، فَجَاءَهُ وَفْد هَوَازِن بَعْد ذَلِكَ ، فَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ أَخَّرَ الْقَسْم لِيَحْضُرُوا فَأَبْطَأُوا . فتح الباري لابن حجر - (ج 12 / ص 128)
(7) أَيْ : رجع .
(8) ( خ ) 2184
(9) ( س ) 3688
(10) ( حم ) 6729 ، ( س ) 3688
(11) ( حم ) 7037 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
(12) ( خ ) 2184
(13) ( حم ) 6729
(14) جَمْع فَرِيضَة , وَهِيَ الْبَعِير الْمَأْخُوذ فِي الزَّكَاة ، ثُمَّ اِتَّسَعَ فِيهِ حَتَّى سَمَّى الْبَعِير فِي غَيْر الزَّكَاة .عون المعبود(ج6 / ص 131)
(15) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : يُرِيد الْخُمْس مِنْ الْفَيْء لِرَسُولِ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - خَاصَّة يُنْفِق مِنْهُ عَلَى أَهْله وَيَجْعَل الْبَاقِي فِي مَصَالِح الدِّين وَمَنَافِع الْمُسْلِمِينَ ، وَذَلِكَ بِمَعْنَى قَوْله إِلَّا الْخُمْس وَالْخُمْس مَرْدُود عَلَيْكُمْ . عون المعبود - (ج 6 / ص 131)
(16) ( س ) 3688 ، ( د ) 2694 ، ( حم ) 7037
(17) ( خ ) 2184 ، ( د ) 2693 ، ( حم ) 18933
(18) ( حم ) 6729 ، ( س ) 3688 ، ( خ ) 2979
(19) ( خ ) 2666 ، ( س ) 3688
(20) ( حم ) 6729 ، ( س ) 3688
(21) ( س ) 3688
(22) ( حم ) 6729
(23) ( س ) 4138 ، ( د ) 2694 ، انظر الصَّحِيحَة : 669
(24) ( د ) 2694 , ( حم ) 17194 ، انظر الصَّحِيحَة : 669
(25) هُوَ الْعَيْب وَالْعَار . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 5 / ص 467)
(26) ( حم ) 6729 ، ( س ) 3688 ، انظر الصَّحِيحَة : 669 ، 1973
(27) ( حم ) 22847 ، ( طس ) 5660 ، انظر الصَّحِيحَة : 670 ، 1942
(28) أَيْ : قِطْعَة مُكَبْكَبَة مِنْ غَزْل شَعْر . عون المعبود - (ج 6 / ص 131)
(29) هِيَ الْحِلْس الَّذِي تَحْت رَحْل الْبَعِير . عون المعبود - (ج 6 / ص 131)
(30) ( س ) 3688
(31) أَيْ : أَمَّا مَا كَانَ نَصِيبِي وَنَصِيبهمْ فَأَحْلَلْنَاهُ لَك ، وَأَمَّا مَا بَقِيَ مِنْ أَنْصِبَاء الْغَانِمِينَ فَاسْتِحْلَاله يَنْبَغِي أَنْ يَكُون مِنْهُمْ .عون المعبود - (ج 6 / ص 131)
(32) أَيْ : إِلَى مَا أَرَى مِنْ التَّبِعَة وَالْمُضَايَقَة أَوْ إِلَى هَذِهِ الْغَايَة . عون المعبود - (ج 6 / ص 131)
(33) أَيْ : لَا حَاجَة . عون المعبود - (ج 6 / ص 131)
(34) ( حم ) 6729 ، ( س ) 3688 ، ( د ) 2694 ، انظر هداية الرواة : 3953(4/256)
( خ م حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( " أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عُمَرَ - رضي الله عنه - جَارِيَةً مِنْ سَبْيِ (1) هَوَازِنَ ، فَوَهَبَهَا لِي فَبَعَثْتُ بِهَا إِلَى أَخْوَالِي مِنْ بَنِي جُمَحٍ لِيُصْلِحُوا لِي مِنْهَا حَتَّى أَطُوفَ بِالْبَيْتِ ثُمَّ آتِيَهُمْ ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُصِيبَهَا إِذَا رَجَعْتُ إِلَيْهَا ، قَالَ : فَخَرَجْتُ مِنْ الْمَسْجِدِ حِينَ فَرَغْتُ ) (2) ( فَإِذَا أَنَا بِسَبْيِ حُنَيْنٍ قَدْ خَرَجُوا يَسْعَوْنَ ) (3) ( فِي السِّكَكِ ، فَقَالَ عُمَرُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ انْظُرْ مَا هَذَا ) (4) ( فَقُلْتُ : مَا شَأْنُكُمْ ؟ ) (5) ( قَالُوا : أَعْتَقَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ عُمَرُ مَا هَذَا ؟ ، قُلْتُ : أَعْتَقَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَبَايَا النَّاسِ ، فَقَالَ عُمَرُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، اذْهَبْ إِلَى تِلْكَ الْجَارِيَةِ فَخَلِّ سَبِيلَهَا ) (6) ( فَقُلْتُ لَهُمْ : تِلْكَ صَاحِبَتُكُمْ فِي بَنِي جُمَحٍ فَاذْهَبُوا فَخُذُوهَا ، فَذَهَبُوا فَأَخَذُوهَا ) (7)
__________
(1) السبي : الأسرى من النساء والأطفال .
(2) ( حم ) 5374 ، ( د ) 2474 ، ( م ) 28 - ( 1656 ) ، حسنه الألباني في الإرواء تحت حديث : 1211 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(3) ( حم ) 4922 ، ( خ ) 2975
(4) ( خ ) 2975
(5) ( حم ) 5374
(6) ( م ) 28 - ( 1656 ) ، ( خ ) 2975
(7) ( حم ) 5374 ، ( د ) 2474(4/257)
( 15 ) عَامُ الْوُفُود
قَالَ تَعَالَى : { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ , وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا , فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا } [النصر/1-3]
( خ س د حم ) , وَعَنْ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ الْجَرْمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
كَانَ النَّاسُ يَنْتَظِرُونَ بِإِسْلَامِهِمْ فَتْحَ مَكَّةَ , يَقُولُونَ : اتْرُكُوهُ وَقَوْمَهُ , فَإِنْ ظَهَرَ عَلَيْهِمْ فَهُوَ نَبِيٌّ صَادِقٌ , فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ الْفَتْحِ بَادَرَ كُلُّ قَوْمٍ بِإِسْلَامِهِمْ , فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَأْتِي رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَيَقُولُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَنَا وَافِدُ بَنِي فُلَانٍ , وَجِئْتُكَ بِإِسْلَامِهِمْ , فَانْطَلَقَ أَبِي بِإِسْلَامِ قَوْمِهِ .(4/258)
( خ م ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( " قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ ) (1) ( الْمَدِينَةَ ) (2) ( عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (3) ( فِي بَشَرٍ كَثِيرٍ مِنْ قَوْمِهِ ) (4) ( فَجَعَلَ يَقُولُ : إِنْ جَعَلَ لِي مُحَمَّدٌ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ تَبِعْتُهُ ) (5) ( " فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ - رضي الله عنه - وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ خَطِيبُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (6) ( وَفِي يَدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قِطْعَةُ جَرِيدٍ (7) حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِي أَصْحَابِهِ ) (8) ( فَقَالَ لَهُ مُسَيْلِمَةُ : إِنْ شِئْتَ خَلَّيْتَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْأَمْرِ ثُمَّ جَعَلْتَهُ لَنَا بَعْدَكَ ) (9) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : لَوْ سَأَلْتَنِي هَذِهِ الْقِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا ، وَلَنْ تَعْدُوَ أَمْرَ اللَّهِ فِيكَ (10) وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ اللَّهُ ) (11) ( وَإِنِّي لَأَرَاكَ الَّذِي أُرِيتُ فِيهِ مَا أُرِيتُ ، وَهَذَا ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ ) (12) ( يُجِيبُكَ عَنِّي ، ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ " ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَسَأَلْتُ عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّكَ أَرَى الَّذِي أُرِيتُ فِيهِ مَا أُرِيتُ ، فَأَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ فِي يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ ) (13) ( فَكَرِهْتُهُمَا ) (14) ( وَأَهَمَّنِي شَأْنُهُمَا } (15) { فَأُوحِيَ إِلَيَّ فِي الْمَنَامِ أَنْ انْفُخْهُمَا ، فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا } (16) { ) (17) ( فَأَوَّلْتُهُمَا الْكَذَّابَيْنِ اللَّذَيْنِ أَنَا بَيْنَهُمَا } (18) { الْعَنْسِيَّ صَاحِبَ صَنْعَاءَ } (19) { وَمُسَيْلِمَةَ صَاحِبَ الْيَمَامَةِ" } (20) { ) (21)
__________
(1) ( خ ) 3424 ، ( م ) 21 - ( 2273 )
(2) ( خ ) 4118
(3) ( خ ) 3424
(4) ( خ ) 4115 ، ( م ) 21 - ( 2273 )
(5) ( خ ) 3424 ، ( م ) 21 - ( 2273 )
(6) ( خ ) 4118
(7) الْجَرِيدَةُ سَعَفَةُ النَّخْلِ , سُمِّيَتْ بِهَا لِكَوْنِهَا مُجَرَّدَةً عَنْ الْخُوصِ وَهُوَ وَرَقُ النَّخْلِ . تحفة الأحوذي(ج 4 / ص 80)
(8) ( خ ) 4115 ، ( م ) 21 - ( 2273 )
(9) ( خ ) 4118
(10) هذه هي نفس الكلمة التي قالها النبي لابن صياد عندما قابله ، وقد خرج مسيلمة الكذاب ، فما أظن ابن صياد إِلَّا هو الدجال .
(11) ( خ ) 4115 ، ( م ) 21 - ( 2273 )
(12) ( خ ) 4118
(13) ( خ ) 4115 ، ( م ) 21 - ( 2273 )
(14) ( خ ) 4118 ، ( حم ) 2373
(15) إِنَّمَا عَظُمَ عَلَيْهِ ذَلِكَ لِكَوْنِ الذَّهَبِ مِمَّا حُرِّمَ عَلَى الرِّجَالِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 78)
(16) فِي ذَلِكَ إِشَارَةٌ إِلَى حَقَارَةِ أَمْرِهِمَا , لِأَنَّ شَأْنَ الَّذِي يَنْفُخُ فَيَذْهَبُ بِالنَّفْخِ أَنْ يَكُونَ فِي غَايَةِ الْحَقَارَةِ , وَرَدَّهُ اِبْنُ الْعَرَبِيِّ بِأَنَّ أَمْرَهُمَا كَانَ فِي غَايَةِ الشِّدَّةِ وَلَمْ يَنْزِلْ بِالْمُسْلِمِينَ قَبْلَهُ مِثْلُهُ , قَالَ الْحَافِظُ : وَهُوَ كَذَلِكَ , لَكِنَّ الْإِشَارَةَ إِنَّمَا هِيَ لِلْحَقَارَةِ الْمَعْنَوِيَّةِ لَا الْحِسِّيَّةِ ، وَفِي طَيَرَانِهِمَا إِشَارَةٌ إِلَى اِضْمِحْلَالِ أَمْرِهِمَا . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 78)
(17) ( خ ) 3424 ، ( م ) 21 - ( 2273 )
(18) إِنَّمَا أَوَّلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : السِّوَارَيْنِ بِالْكَذَّابَيْنِ , لِأَنَّ الْكَذِبَ وَضْعُ الشَّيْءِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ ، فَلَمَّا رَأَى فِي ذِرَاعَيْهِ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ وَلَيْسَا مِنْ لُبْسِهِ لِأَنَّهُمَا مِنْ حِلْيَةِ النِّسَاءِ , عَرَفَ أَنَّهُ سَيَظْهَرُ مَنْ يَدَّعِي مَا لَيْسَ لَهُ ، وَأَيْضًا فَفِي كَوْنِهِمَا مِنْ ذَهَبٍ , وَالذَّهَبُ مَنْهِيٌّ عَنْ لُبْسِهِ , وَدَلِيلٌ عَلَى الْكَذِبِ ، وَأَيْضًا فَالذَّهَبُ مُشْتَقٌّ مِنْ الذَّهَابِ , فَعُلِمَ أَنَّهُ شَيْءٌ يَذْهَبُ عَنْهُ , وَتَأَكَّدَ ذَلِكَ بِالْإِذْنِ لَهُ فِي نَفْخِهِمَا فَطَارَا , فَعَرَفَ أَنَّهُ لَا يَثْبُتُ لَهُمَا أَمْرٌ , وَأَنَّ كَلَامَهُ بِالْوَحْيِ الَّذِي جَاءَ بِهِ يُزِيلُهُمَا عَنْ مَوْضِعِهِمَا , وَالنَّفْخُ يَدُلُّ عَلَى الْكَلَامِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 78)
(19) صنعاء : بَلْدَةٌ بِالْيَمَنِ , وَصَاحِبُهَا الْأَسْوَدُ الْعَنْسِيُّ , تَنَبَّأَ بِهَا فِي آخِرِ عَهْدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَتَلَهُ فَيْرُوزُ الدَّيْلَمِيُّ فِي مَرَضِ وَفَاةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 78)
(20) الْيَمَامَةُ : بِلَادُ الْجَوِّ , مَنْسُوبَةٌ إِلَيْهَا , وَسُمِّيَتْ بِاسْمِهَا , وَهِيَ أَكْثَرُ نَخِيلًا مِنْ سَائِرِ الْحِجَازِ , وَبِهَا تَنَبَّأَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ ، وَهِيَ دُونَ الْمَدِينَةِ فِي وَسَطِ الشَّرْقِ مِنْ مَكَّةَ , عَلَى سِتَّةَ عَشَرَ مَرْحَلَةً مِنْ الْبَصْرَةِ , وَعَنْ الْكُوفَةِ نَحْوَهَا . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 78)
(21) ( خ ) 6630 ، ( م ) 21 - ( 2274 ) ، ( ت ) 2292 ، ( جة ) 3922(4/259)
( 3 ) أَخْلَاقُهُ - صلى الله عليه وسلم -
قَالَ تَعَالَى : { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (22)
وَقَالَ تَعَالَى : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ , وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ } (23)
وَقَالَ تَعَالَى : { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } (24)
----------------
(22) [القلم : 4]
(23) [آل عمران : 159]
(24) [التوبة : 128](4/260)
( م حم ) , عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ :
( انْطَلَقْتُ إِلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها ، فَأَتَيْتُ عَلَى حَكِيمِ بْنِ أَفْلَحَ فَاسْتَلْحَقْتُهُ إِلَيْهَا فَقَالَ : مَا أَنَا بِقَارِبِهَا ، لِأَنِّي نَهَيْتُهَا أَنْ تَقُولَ فِي هَاتَيْنِ الشِّيعَتَيْنِ شَيْئًا فَأَبَتْ فِيهِمَا إِلَّا مُضِيًّا ، قَالَ : فَأَقْسَمْتُ عَلَيْهِ فَجَاءَ فَانْطَلَقْنَا إِلَى عَائِشَةَ فَاسْتَأْذَنَّا عَلَيْهَا فَأَذِنَتْ لَنَا ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهَا فَقَالَتْ : أَحَكِيمٌ ؟ , فَعَرَفَتْهُ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، فَقَالَتْ : مَنْ مَعَكَ ؟ , قَالَ : سَعْدُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَتْ : مَنْ هِشَامٌ ؟ , قَالَ : ابْنُ عَامِرٍ فَتَرَحَّمَتْ عَلَيْهِ وَقَالَتْ : ) (1) ( نِعْمَ الْمَرْءُ كَانَ عَامِرٌ ) (2) ( أُصِيبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ أُحُدٍ ) (3) ( فَقُلْتُ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ , أَنْبِئِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , قَالَتْ : أَلَسْتَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ ؟ ، قُلْتُ : بَلَى ، قَالَتْ : " فَإِنَّ خُلُقَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ الْقُرْآنَ " ) (4) ( أَمَا تَقْرَأُ قَوْلَ اللَّهِ - عز وجل - : { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } ) (5) .
__________
(1) ( م ) 139 - ( 746 ) ، ( د ) 1342
(2) ( م ) 746
(3) ( م ) 746
(4) ( م ) 139 - ( 746 ) ، ( د ) 1342 , ( س ) 1601 ، ( حم ) 24314
(5) ( حم ) 24645 , ( جة ) 2333 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح .(4/261)
( خ م د حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " مَا شَمِمْتُ شَيْئًا ، عَنْبَرًا قَطُّ وَلَا مِسْكًا قَطُّ ، وَلَا شَيْئًا قَطُّ أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَلَا مَسِسْتُ شَيْئًا قَطُّ ، دِيبَاجًا وَلَا حَرِيرًا ، أَلْيَنَ مَسًّا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " , قَالَ ثَابِتٌ : فَقُلْتُ : يَا أَبَا حَمْزَةَ ، أَلَسْتَ كَأَنَّكَ تَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَكَأَنَّكَ تَسْمَعُ إِلَى نَغَمَتِهِ ؟ ، فَقَالَ : بَلَى وَاللَّهِ ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَقُولَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، خُوَيْدِمُكَ ) (1) ( خَدَمْتُهُ عَشْرَ سِنِينَ ) (2) ( فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ ) (3) ( وَأَنَا غُلَامٌ لَيْسَ كُلُّ أَمْرِي كَمَا يَشْتَهِي صَاحِبِي أَنْ أَكُونَ عَلَيْهِ ) (4) ( " وَاللَّهِ مَا قَالَ لِي أُفٍّ قَطُّ ) (5) ( وَمَا قَالَ لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا هَكَذَا ؟ , وَلَا لِشَيْءٍ لَمْ أَصْنَعْهُ لِمَ لَمْ تَصْنَعْ هَذَا هَكَذَا ؟ ) (6) ( وَمَا أَمَرَنِي بِأَمْرٍ فَتَوَانَيْتُ عَنْهُ أَوْ ضَيَّعْتُهُ فَلَامَنِي " , فَإِنْ لَامَنِي مِنْ أَهْلِهِ قَالَ : " دَعُوهُ ، فَلَوْ قُدِّرَ أَوْ قُضِيَ أَنْ يَكُونَ كَانَ ) (7) ( وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا ، أَرْسَلَنِي يَوْمًا لِحَاجَةٍ " فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لَا أَذْهَبُ - وَفِي نَفْسِي أَنْ أَذْهَبَ لِمَا أَمَرَنِي بِهِ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَخَرَجْتُ حَتَّى أَمُرَّ عَلَى صِبْيَانٍ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي السُّوقِ ، " فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ قَبَضَ بِقَفَايَ مِنْ وَرَائِي ، قَالَ : فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَضْحَكُ ، فَقَالَ : يَا أُنَيْسُ ، أَذَهَبْتَ حَيْثُ أَمَرْتُكَ ؟ " ، فَقُلْتُ : نَعَمْ ، أَنَا أَذْهَبُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (8) .
__________
(1) ( حم ) 13341 , ( م ) 81 - ( 2330 ) ، ( خ ) 1872
(2) ( خ ) 5691 , ( م ) 51 - ( 2309 )
(3) ( خ ) 2616 , ( م ) 52 - ( 2309 )
(4) ( د ) 4774 , ( حم ) 13341
(5) ( م ) 51 - ( 2309 ) , ( خ ) 5691
(6) ( م ) 52 - ( 2309 ) , ( خ ) 2616
(7) ( حم ) 13443 , انظر ظلال الجنة : 355 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(8) ( م ) 54 - ( 2310 ) , ( د ) 4773 , ( ت ) 2015(4/262)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ادْعُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ، قَالَ : " إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا ، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً " (1)
__________
(1) ( م ) 87 - ( 2599 ) , ( خد ) 321(4/263)
( خ م ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ شَيْءٍ قَطُّ فَقَالَ : لَا " (1)
__________
(1) ( خ ) 5687 ، ( م ) 56 - ( 2311 ) ، ( حم ) 14333(4/264)
( ابن سعد ) , وَعَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَا يَكَادُ يَقُولُ لِشَيْءٍ لَا ، فَإِذَا هُوَ سُئِلَ فَأَرَادَ أَنْ يَفْعَلَ قَالَ : نَعَمْ وَإِذَا لَمْ يُرِدْ أَنْ يَفْعَلَ سَكَتَ ، فَعُرِفَ ذَلِكَ مِنْهُ " (1)
__________
(1) الطبقات الكبرى لابن سعد (1 / 368) ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 4869 ، الصَّحِيحَة تحت حديث : 2109(4/265)
( حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَا يُسْأَلُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ أَوْ سَكَتَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 13000 ، ( ش ) 36999 ، ( ك ) 2591 ، انظر الصَّحِيحَة : 2109(4/266)
( خ م د ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا " ) (1) ( وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَيْنَا وَلِي أَخٌ صَغِيرٌ يُكْنَى : أَبَا عُمَيْرٍ ، وَكَانَ لَهُ نُغَرٌ (2) يَلْعَبُ بِهِ فَمَاتَ " فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ فَرَآهُ حَزِينًا فَقَالَ : مَا شَأْنُهُ ؟ " ، قَالُوا : مَاتَ نُغَرُهُ ، فَقَالَ : " يَا أَبَا عُمَيْرٍ ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ ؟ " ) (3)
__________
(1) ( خ ) 5850 , ( م ) 30 - ( 2150 )
(2) هو طَائِر يُشْبِه الْعُصْفُور أَحْمَر الْمِنْقَار ، وَقِيلَ : أَهْل الْمَدِينَة يُسَمُّونَهُ الْبُلْبُل . عون المعبود - (ج 11 / ص 2)
(3) ( د ) 4969 , ( خ ) 5850 , ( م ) 30 - ( 2150 ) , ( ت ) 333 , ( جة ) 3720 , ( حم ) 12980(4/267)
( طس ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَمُرُّ بِالْغِلْمَانِ فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ وَيَدْعُو لَهُمْ بِالْبَرَكَةِ " (1)
__________
(1) ( طس ) 5164 ، انظر الصَّحِيحَة : 1278(4/268)
( حب ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَزُورُ الْأَنْصَارَ ، وَيُسَلِّمُ عَلَى صِبْيَانِهِمْ ، وَيَمْسَحُ رُؤُوسَهُمْ " (1)
__________
(1) ( حب ) 459 ، ( ن ) 8349 ، انظر الصَّحِيحَة : 4947 ، صحيح موارد الظمآن : 1796(4/269)
( كر ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أَرْحَمِ النَّاسِ بِالصِّبْيَانِ وَالْعِيَالِ " (1)
__________
(1) تاريخ دمشق - (4 / 88) ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 4797(4/270)
( ك ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأْتِي ضُعَفَاءَ الْمُسْلِمِينَ ، وَيَزُورُهُمْ ، وَيَعُودُ مَرْضَاهُمْ ، وَيَشْهَدُ جَنَائِزَهُمْ " (1)
__________
(1) ( ك ) 3735 ، ( هب ) 9246 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 4877 , الصحيحة : 2112(4/271)
( حم ) , وَعَنْ عَبَّادِ بْنِ زَاهِرٍ قَالَ :
سَمِعْتُ عُثْمَانَ - رضي الله عنه - يَخْطُبُ فَقَالَ : إِنَّا وَاللَّهِ قَدْ صَحِبْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ " فَكَانَ يَعُودُ مَرْضَانَا , وَيَتْبَعُ جَنَائِزَنَا , وَيَغْزُو مَعَنَا , وَيُوَاسِينَا بِالْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ " , وَإِنَّ نَاسًا يُعْلِمُونِي بِهِ عَسَى أَنْ لَا يَكُونَ أَحَدُهُمْ رَآهُ قَطُّ . (1)
__________
(1) ( حم ) 504 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .(4/272)
( د ) , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَخَلَّفُ فِي الْمَسِيرِ , فَيُزْجِي (1) الضَّعِيفَ (2) وَيُرْدِفُ (3) وَيَدْعُو لَهُمْ " (4)
__________
(1) أَيْ : يَسُوق . عون المعبود - (ج 6 / ص 68)
(2) أَيْ : مَرْكَبه لِيُلْحِقهُ بِالرِّفَاقِ . عون المعبود - (ج 6 / ص 68)
(3) أَيْ : يُرْكِب خَلْفه الضَّعِيف مِنْ الْمُشَاة . عون المعبود - (ج 6 / ص 68)
(4) ( د ) 2639 , ( ك ) 2541 , انظر صحيح الجامع : 4901 , والصحيحة : 2120 , هداية الرواة : 3837(4/273)
( طس ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَبْعَثُ إِلَى الْمَطَاهِرِ (1) فَيُؤْتَى بِالْمَاءِ فَيَشْرَبُهُ ، يَرْجُو بَرَكَةَ أَيْدِي الْمُسْلِمِينَ " (2)
__________
(1) المطاهر : جمع مطهرة : كل إناء يتطهر منه ؛ كالإبريق والسطل والركوة وغيرها كما في الوسيط .
(2) ( طس ) 794 ، ( هب ) 2791 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 4894 , الصَّحِيحَة : 2118(4/274)
( كر ) , وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ - رضي الله عنه - قَالَ :
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَرْكَبُ الْحِمَارَ ، وَيَخْصِفُ النَّعْلَ (1) وَيْرَقُع الْقَمِيصَ ، وَيَقُولُ : مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي " (2)
__________
(1) الخَصْف : إصلاح النعل وخياطته بالمخرز .
(2) تاريخ دمشق - (4 / 77) ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 4946 ، الصَّحِيحَة : 2130(4/275)
( طب ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَجْلِسُ عَلَى الْأَرْضِ ، وَيَأْكُلُ عَلَى الْأَرْضِ ، وَيَعْتَقِلُ الشَّاةَ (1) وَيَرْكَبُ الْحِمَارَ , وَيُرْدِفُ خَلْفَهُ ، وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ عَلَى خُبْزِ الشَّعِيرِ " (2)
__________
(1) أَيْ : يحلبها .
(2) ( طب ) ج12/ص67 ح12494 ، ( هب ) 8192 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 4915 , 4945 ، الصَّحِيحَة : 2125(4/276)
( س مي ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى - رضي الله عنه - قَالَ :
( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُكْثِرُ الذِّكْرَ , وَيُقِلُّ اللَّغْوَ , وَيُطِيلُ الصَلَاةَ , وَيُقَصِّرُ الْخُطْبَةَ , وَلَا يَأْنَفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ ) (1) ( فَيَقْضِيَ لَهُمَا حَاجَتَهُمَا " ) (2)
__________
(1) ( س ) 1414 , ( مي ) 74
(2) ( مي ) 74 ، ( س ) 1414 ، ( حب ) 6423 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 5005 ، المشكاة : 5833(4/277)
( م ت حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( كَانَ رَسُولُ - صلى الله عليه وسلم - طَوِيلَ الصَّمْتِ , قَلِيلَ الضَّحِكِ , وَكَانَ أَصْحَابُهُ ) (1) ( يَتَنَاشَدُونَ ) (2) ( عِنْدَهُ الشِّعْرَ ) (3) ( وَيَتَذَاكَرُونَ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ ) (4) ( فَيَضْحَكُونَ ) (5) ( وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَاكِتٌ ) (6) ( وَرُبَّمَا تَبَسَّمَ مَعَهُمْ " ) (7)
__________
(1) ( حم ) 20829 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث حسن .
(2) ( ت ) 2850 , انظر الصَّحِيحَة : 434
(3) ( حم ) 20829 , ( ت ) 2850
(4) ( ت ) 2850 , ( م ) 286 - ( 670 )
(5) ( م ) 286 - ( 670 )
(6) ( حم ) 21048 , ( ت ) 2850
(7) ( ت ) 2850 , ( م ) 286 - ( 670 ) , ( س ) 1358 , ( حم ) 20829(4/278)
( جة ) , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَشَدَّ حَيَاءً مِنْ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا , وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا رُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ" (1)
__________
(1) ( جة ) 4180 , ( خ ) 3369 , ( م ) 67 - ( 2320 ) , ( حم ) 11701(4/279)
( حم ) , وَعَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ قَالَ :
دَخَلَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ ك فَقَالُوا : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ , حَدِّثِينَا عَنْ سِرِّ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَتْ : " كَانَ سِرُّهُ وَعَلَانِيَتُهُ سَوَاءً " (1)
__________
(1) ( حم ) 26679 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده جيد .(4/280)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُعْجِبُهُ الْعَرَاجِينُ (1) أَنْ يُمْسِكَهَا بِيَدِهِ " (2)
__________
(1) الْعُرْجُون : هُوَ الْعُود الْأَصْغَر الَّذِي فِيهِ الشَّمَارِيخ إِذَا يَبِسَ وَاعْوَجَّ , وَهُوَ مِنْ الِانْعِرَاج وَهُوَ الِانْعِطَاف , وَجَمَعَهُ عَرَاجِين . عون المعبود - (ج 2 / ص 13)
(2) ( حم ) 11201 ، ( حب ) 2270 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 4984 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 282(4/281)
( خ م خد ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قَدِمَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ وَأَصْحَابُهُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّ دَوْسًا ) (1) ( قَدْ كَفَرَتْ وَأَبَتْ , فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهَا ) (2) ( " فَاسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْقِبْلَةَ , وَرَفَعَ يَدَيْهِ ) (3) ( فَظَنَّ النَّاسُ أَنَّهُ يَدْعُو عَلَيْهِمْ ) (4) ( فَقِيلَ : هَلَكَتْ دَوْسٌ ، فَقَالَ : " اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَائْتِ بِهِمْ " ) (5)
__________
(1) ( خ ) 2779 ، ( م ) 197 - ( 2524 )
(2) ( م ) 197 - ( 2524 ) ، ( خ ) 4131
(3) ( خد ) 611 ، ( حم ) 7313
(4) ( خ ) 6034 ، ( حم ) 7313
(5) ( خ ) 2779 ، ( م ) 197 - ( 2524 ) ، ( حم ) 10533(4/282)
( ك ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَيُّهَا النَّاسُ , إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ " (1)
__________
(1) ( ك ) 100 , ( مي ) 15 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 2345 , الصَّحِيحَة : 490(4/283)
( حب ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
لَمَّا رَأَيْتُ مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - طِيبَ نَفْسٍ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ادْعُ اللَّهَ لِي ، فَقَالَ : " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنَبِهَا وَمَا تَأَخَّرَ ، مَا أَسَرَّتْ وَمَا أَعْلَنَتْ " ، فَضَحِكَتْ عَائِشَةُ حَتَّى سَقَطَ رَأْسُهَا فِي حِجْرِهَا مِنَ الضَّحِكِ ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَيَسُرُّكِ دُعَائِي ؟ " ، فَقَالَتْ : وَمَا لِي لَا يَسُرُّنِي دُعَاؤُكَ ؟ ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - : " وَاللَّهِ إِنَّهَا لَدَعْوَتِي لِأُمَّتِي فِي كُلِّ صَلَاةٍ " (1)
__________
(1) ( حب ) 7111 ، ( ك ) 6738 ، انظر الصَّحِيحَة : 2254(4/284)
( م ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" تَلَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَوْلَ اللَّهِ - عز وجل - فِي إِبْرَاهِيمَ : { رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (1) وَقَوَلَ عِيسَى - عليه السلام - : { إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ , وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (2) فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدَيْهِ وَقَالَ : اللَّهُمَّ أُمَّتِي , أُمَّتِي , وَبَكَى , فَقَالَ اللَّهُ - عز وجل - : يَا جِبْرِيلُ , اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ - وَرَبُّكَ أَعْلَمُ - فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ ؟ , فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ - عليه السلام - فَسَأَلَهُ , فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَا قَالَ وَهُوَ أَعْلَمُ , فَقَالَ اللَّهُ : يَا جِبْرِيلُ , اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ لَهُ : إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلَا نَسُوءُكَ (3) " (4)
__________
(1) [إبراهيم/36]
(2) [المائدة/118]
(3) هَذَا الْحَدِيث مُشْتَمِل عَلَى أَنْوَاع مِنْ الْفَوَائِد مِنْهَا : بَيَان كَمَال شَفَقَة النَّبِيّ > عَلَى أُمَّته وَاعْتِنَائِهِ بِمَصَالِحِهِمْ ، وَاهْتِمَامه بِأَمْرِهِمْ ، وَمِنْهَا : اِسْتِحْبَاب رَفْع الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاء ، وَمِنْهَا : الْبِشَارَة الْعَظِيمَة لِهَذِهِ الْأُمَّة - زَادَهَا اللَّه تَعَالَى شَرَفًا - بِمَا وَعَدَهَا اللَّه تَعَالَى بِقَوْلِهِ : ( سَنُرْضِيك فِي أُمَّتك وَلَا نَسُوءك ) , وَهَذَا مِنْ أَرْجَى الْأَحَادِيث لِهَذِهِ الْأُمَّة أَوْ أَرْجَاهَا ، وَمِنْهَا : بَيَان عِظَم مَنْزِلَة النَّبِيّ > عِنْد اللَّه تَعَالَى , وَعَظِيم لُطْفه سُبْحَانه بِهِ > ، وَالْحِكْمَة فِي إِرْسَال جِبْرِيل لِسُؤَالِهِ > إِظْهَار شَرَف النَّبِيّ > ، وَأَنَّهُ بِالْمَحِلِّ الْأَعْلَى , فَيُسْتَرْضَى وَيُكْرَم بِمَا يُرْضِيه وَاَللَّه أَعْلَم , وَهَذَا الْحَدِيث مُوَافِق لِقَوْلِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ : { وَلَسَوْفَ يُعْطِيك رَبّك فَتَرْضَى } , وَأَمَّا قَوْله تَعَالَى : ( وَلَا نَسُوءك ) ، فَقَالَ صَاحِب ( التَّحْرِير ) : هُوَ تَأْكِيد لِلْمَعْنَى , أَيْ : لَا نُحْزِنك ؛ لِأَنَّ الْإِرْضَاء قَدْ يَحْصُل فِي حَقّ الْبَعْض بِالْعَفْوِ عَنْهُمْ , وَيَدْخُل الْبَاقِي النَّار , فَقَالَ تَعَالَى : نُرْضِيك وَلَا نُدْخِل عَلَيْك حُزْنًا بَلْ نُنَجِّي الْجَمِيع . وَاللَّه أَعْلَم . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 348)
(4) ( م ) 346 - ( 202 )(4/285)
( خد ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَحِيمًا ، وَكَانَ لَا يَأْتِيهِ أَحَدٌ إِلَّا وَعَدَهُ ، وَأَنْجَزَ لَهُ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ وَأُقِيمَتِ الصَلَاةُ ، فَجَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَأَخَذَ بِثَوْبِهِ فَقَالَ : إِنَّمَا بَقِيَ مِنْ حَاجَتِي يَسِيرَةٌ وَأَخَافُ أَنْسَاهَا ، فَقَامَ مَعَهُ حَتَّى فَرَغَ مِنْ حَاجَتِهِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ فَصَلَّى " (1)
__________
(1) ( خد ) 278 ، انظر الصَّحِيحَة : 2094 ، صحيح الأدب المفرد : 212(4/286)
( هب ) , وَعَنْ بَشِيرِ بْنِ عَقْرَبَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
اسْتُشْهِدَ أَبِي مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ ، فَمَرَّ بِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا أَبْكِي ، فَقَالَ لِيَ : " اسْكُنْ ، أَمَا تَرْضَى أَنْ أَكُونَ أَنَا أَبُوكَ وَعَائِشَةُ أُمُّكَ ؟ " ، قُلْتُ : بَلَى ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ . (1)
__________
(1) ( هب ) 11044 ، انظر الصَّحِيحَة : 3249(4/287)
( ت ) , وَعَنْ جَبَلَةَ بْنِ حَارِثَةَ - رضي الله عنه - أَخُو زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ - قَالَ :
قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , ابْعَثْ مَعِي أَخِي زَيْدًا , فَقَالَ : " هُوَ ذَا , فَإِنْ انْطَلَقَ مَعَكَ لَمْ أَمْنَعْهُ " , فَقَالَ زَيْدٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَاللَّهِ لَا أَخْتَارُ عَلَيْكَ أَحَدًا , قَالَ جَبَلَةُ : فَرَأَيْتُ رَأْيَ أَخِي أَفْضَلَ مِنْ رَأْيِي . (1)
__________
(1) ( ت ) 3815(4/288)
( حب ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ وَهُوَ فِي ظِلِّ أَجَمَةٍ (1) فقَالَ : قَدْ غَبَّرَ عَلَيْنَا ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ ، فقَالَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : وَالَّذِي أَكْرَمَكَ وَالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ ، لَئِنْ شِئْتَ لآتِيَنَّكَ بِرَأْسِهِ ، فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا ، وَلَكِنْ بِرَّ أَبَاكَ وَأَحْسِنْ صُحْبَتَهُ " (2)
__________
(1) الأَجَمَة : مَنْبت الشجر من القَصَب . لسان العرب - (ج 1 / ص 23)
(2) ( حب ) 428 ، ( طس ) 229 ، انظر الصَّحِيحَة : 3223(4/289)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( لَمَّا مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ , جَاءَ ابْنُهُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطِنِي قَمِيصَكَ أُكَفِّنْهُ فِيهِ , وَصَلِّ عَلَيْهِ وَاسْتَغْفِرْ لَهُ , " فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَمِيصَهُ ) (1) ( وَقَالَ : إِذَا فَرَغْتُمْ فَآذِنُونِي " ) (2) ( فَآذَنَهُ , " فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ " ) (3) ( وَثَبْتُ إِلَيْهِ ) (4) ( حَتَّى قُمْتُ فِي صَدْرِهِ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (5) ( أَتُصَلِّي ) (6) ( عَلَى عَدُوِّ اللَّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ) (7) ( وَقَدْ قَالَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا , كَذَا وَكَذَا ؟ - أُعَدِّدُ عَلَيْهِ قَوْلَهُ - ) (8) ( " قَالَ : وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَبَسَّمُ , حَتَّى إِذَا أَكْثَرْتُ عَلَيْهِ قَالَ : أَخِّرْ عَنِّي يَا عُمَرُ " ) (9) ( فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَتُصَلِّي عَلَيْهِ وَهُوَ مُنَافِقٌ وَقَدْ نَهَاكَ اللَّهُ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لَهُمْ ، فَقَالَ : " إِنَّمَا خَيَّرَنِي اللَّهُ فَقَالَ : { اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ , إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ } (10) فَقَالَ : سَأَزِيدُهُ عَلَى سَبْعِينَ " ) (11)
__________
(1) ( خ ) 4393
(2) ( ت ) 3098 ، انظر الصَّحِيحَة : 1131
(3) ( خ ) 4393
(4) ( خ ) 1300
(5) ( ت ) 3097
(6) ( م ) 25 - ( 2400 ) ، ( خ ) 4395
(7) ( ت ) 3097 ، ( حم ) 95
(8) ( خ ) 1300
(9) ( ت ) 3097 ، ( حم ) 95
(10) [التوبة/80]
(11) ( ت ) 3097(4/290)
( خ م س حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :( لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ أُتِيَ بِأُسَارَى , وَأُتِيَ بِالْعَبَّاسِ - رضي الله عنه - وَلَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ ثَوْبٌ , " فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَهُ قَمِيصًا " ) (1) ( فَلَمْ يَجِدُوا قَمِيصًا يَصْلُحُ عَلَيْهِ إِلَّا قَمِيصَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ) (2) ( " فَكَسَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِيَّاهُ ، فَلِذَلِكَ ) (3) ( أَتَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ ) (4) ( فَوَجَدَهُ قَدْ أُدْخِلَ فِي حُفْرَتِهِ ) (5) بَعْدَمَا دُفِنَ (6) ( فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ ) (7) ( مِنْ قَبْرِهِ ) (8) ( فَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ ) (9) ( وَنَفَثَ عَلَيْهِ مِنْ رِيقِهِ , وَأَلْبَسَهُ قَمِيصَهُ ) (10) ( وَصَلَّى عَلَيْهِ ) (11) ( وَقَامَ عَلَى قَبْرِهِ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ : { وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ } " ) (12)
__________
(1) ( خ ) 2846
(2) ( س ) 1902
(3) ( خ ) 2846
(4) ( خ ) 1285
(5) ( حم ) 15028 ، ( خ ) 1285
(6) ( خ ) 1211
(7) ( خ ) 1285
(8) ( م ) 2 - ( 2773 )
(9) ( س ) 2020 ، ( خ ) 1285
(10) ( خ ) 1285 ، ( م ) 2 - ( 2773 ) ، ( س ) 1901
(11) ( س ) 2020
(12) ( جة ) 1524(4/291)
( ت ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا ، وَلَا صَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ ، وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2016 ، ( حم ) 25456 ، انظر مختصر الشمائل : 298 ، الصَّحِيحَة : 2095(4/292)
( خ م س ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( " مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ ، وَلَا امْرَأَةً ، وَلَا خَادِمًا ، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) (1) ( وَمَا لَعَنَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ لَعْنَةٍ تُذْكَرُ ) (2) ( وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِنَفْسِهِ فِي شَيْءٍ يُؤْتَى إِلَيْهِ ) (3) ( وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ ، إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ - عز وجل - فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ (4) ) (5) ( وَمَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا ، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ " ) (6)
__________
(1) ( م ) 79 - ( 2328 ) , ( د ) 4786 , ( جة ) 1984
(2) ( س ) 2096
(3) ( خ ) 6461 , ( د ) 4785 , ( حم ) 25965
(4) يُسْتَفَاد مِنْ هَذَا أَنَّ الْحِلْم لَيْسَ مَحْمُودًا مُطْلَقًا ، كَمَا أَنَّ الْجُود لَيْسَ مَحْمُودًا مُطْلَقًا ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى فِي وَصْف الصَّحَابَة ( أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّار رُحَمَاء بَيْنَهمْ ) . فتح الباري لابن حجر - (ج 17 / ص 321)
(5) ( م ) 79 - ( 2328 ) , ( خ ) 6461 , ( حم ) 25965
(6) ( خ ) 3367 , ( م ) 77 - ( 2327 ) , ( د ) 4785 , ( حم ) 24080(4/293)
( خ م حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عُنُقِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ) (1) ( أَعْطِنِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ ، " فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَضَحِكَ ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ " ) (2)
__________
(1) ( م ) 128 - ( 1057 ) ، ( خ ) 5472
(2) ( حم ) 12570 ، ( خ ) 2980 ، ( م ) 128 - ( 1057 )(4/294)
( مي ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ , عَنْ رَجُلٍ مِنْ الْعَرَبِ قَالَ :
زَحَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ حُنَيْنٍ وَفِي رِجْلِي نَعْلٌ كَثِيفَةٌ , فَوَطِئْتُ بِهَا عَلَى رِجْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , " فَنَفَحَنِي نَفْحَةً بِسَوْطٍ فِي يَدِهِ وَقَالَ : بِسْمِ اللَّهِ أَوْجَعْتَنِي " , قَالَ : فَبِتُّ لِنَفْسِي لَائِمًا أَقُولُ : أَوْجَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَبِتُّ بِلَيْلَةٍ كَمَا يَعْلَمُ اللَّهُ , فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا رَجُلٌ يَقُولُ : أَيْنَ فُلَانٌ ؟ , فَقُلْتُ : هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي كَانَ مِنِّي بِالْأَمْسِ فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مُتَخَوِّفٌ , فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّكَ وَطِئْتَ بِنَعْلِكَ عَلَى رِجْلِي بِالْأَمْسِ فَأَوْجَعْتَنِي , فَنَفَحْتُكَ نَفْحَةً بِالسَّوْطِ , فَهَذِهِ ثَمَانُونَ نَعْجَةً فَخُذْهَا بِهَا " (1)
__________
(1) ( مي ) 72 ، انظر الصَّحِيحَة : 3043(4/295)
( ت د ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " مَا رَأَيْتُ رَجُلًا الْتَقَمَ أُذُنَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَيُنَحِّيَ رَأْسَهُ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يُنَحِّيَ رَأْسَهُ ، وَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَخَذَ بِيَدِهِ [ فَصَافَحَهُ ] (1) فَتَرَكَ يَدَهُ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَدَعُ يَدَهُ " (2)
__________
(1) ( ت ) 2490
(2) ( د ) 4794 , ( جة ) 3716 ، ( حب ) 6435 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4795 , الصَّحِيحَة : 2485(4/296)
( ابن سعد ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَشْرَ سِنِينَ ، وَشَمِمْتُ الْعِطْرَ كُلَّهُ ، فَلَمْ أَشُمَّ نَكْهَةً أَطْيَبَ مِنْ نَكْهَتِهِ ، وَكَانَ إِذَا لَقِيَهُ وَاحِدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ قَامَ مَعَهُ فَلَمْ يَنْصَرِفْ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ يَنْصَرِفُ عَنْهُ , وَإِذَا لَقِيَهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَتَنَاوَلَ يَدَهُ ، نَاوَلَهَا إِيَّاهُ ، فَلَمْ يَنْزِعْ مِنْهُ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَنْزِعُ عَنْهُ , وَإِذَا لَقِيَهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَتَنَاوَلَ أُذُنَهُ ، نَاوَلَهَا إِيَّاهُ ، فَلَمْ يَنْزِعْهَا عَنْهُ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَنْزِعُهَا مِنْهُ " (1)
__________
(1) الطبقات الكبرى لابن سعد - (1 / 378) ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 4780 ، الصَّحِيحَة : 2485 ، صحيح موارد الظمآن : 1787(4/297)
( أنساب الأشراف ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رُكَانَةَ بْنَ عَبْدِ يَزِيدَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ وَمَعَهُ أَعْنُزٌ لَهُ ، وَكَانَ أَشَدَّ الْعَرَبِ , لَمْ يَصْرَعْهُ أَحَدٌ قَطُّ ، " فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْإِسْلَامِ " ، فَقَالَ لَهُ : يَا مُحَمَّدُ ، وَاللَّهِ لَا أُسْلِمُ حَتَّى تَدْعُوَ هَذِهِ الشَّجَرَةَ ، وَكَانَتْ سَمُرَةً أَوْ طَلْعَةً ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَقْبِلِي بِإِذْنِ اللَّهِ " فَأَقْبَلَتْ تَخُدُّ الْأَرْضَ خَدًّا ، فَقَالَ رُكَانَةُ : مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ سِحْرًا أَعْظَمَ ، فَمُرْهَا فَلْتَرْجِعْ ، قَالَ : " ارْجِعِي بِإِذْنِ اللَّهِ " , فَرَجَعَتْ ، فَقَالَ لَهُ : " وَيْحَكَ أَسْلِمْ " ، فَقَالَ : إِنْ صَرَعْتَنِي أَسْلَمْتُ ، وَإِلَّا فَغَنَمِي لَكَ ، وَإِنْ صَرَعْتُكَ كَفَفْتَ عَنْ هَذَا الأَمْرِ " فَصَرَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " ، فَقَالَ أَبُو رُكَانَةَ : عَاوِدْنِي ، " فَصَارَعَهُ فَصَرَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَيْضًا " ، فَقَالَ : عَاوِدْنِي فِي أُخْرَى ، فَعَاوَدَهُ ، " فَصَرَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : أَسْلِمْ " ، قَالَ : لَا ، قَالَ : " فَإِنِّي آخُذُ غَنَمَكَ " ، قَالَ : فَمَا تَقُولُ لِقُرَيْشٍ ؟ قَالَ : " أَقُولُ صَارَعْتُهُ فَصَرَعْتُهُ فَأَخَذْتُ غَنَمَهُ " ، قَالَ : فَضَحْتَنِي وَخَزَيْتَنِي ، قَالَ : " فَمَا أَقُولُ لَهُمْ ؟ " ، قَالَ : قُلْ قَمَرْتُهُ قَالَ : " إِذًا أَكْذِبُ " ، قَالَ : أَوَلَسْتَ فِي كَذِبٍ مِنْ حِين تُصْبِحُ إِلَى أَنْ تُمْسِيَ ؟ ، قَالَ : " خُذْ غَنَمَكَ ، مَا كُنَّا لِنَجْمَعَ عَلَيْكَ أَنْ نَصْرَعَكَ وَنُغْرِمَكَ " ، قَالَ : أَنْتَ وَاللَّهِ خَيْرٌ مِنِّي وَأَكْرَمُ ، قَالَ أَبُو الْيَقْظَانِ : وَقَالَ رُكَانَةُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ جَاءَ لِيُسْلِمَ فِي الْفَتْحِ : وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ إِذْ صَرَعْتَنِي أَنَّكَ أُعِنْتَ عَلَيَّ مِنَ السَّمَاءِ ، وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ وَأَقَامَ بِهَا ، وَمَاتَ بِهَا فِي أَوَّلِ أَيَّامِ مُعَاوِيَةَ ، وَمَنَازِلُهُمْ فِي دَارِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - . (1)
----------------
(1) أنساب الأشراف - (3 / 267) ، ( عب ) 20909 ، ( هق ) 19546 ، وحسنه الألباني في الإرواء تحت حديث : 1503 ، وفي غاية المرام : 378(4/298)
( خ جة حم ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( جَاءَتْ امْرَأَةٌ إلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِبُرْدَةٍ مَنْسُوجَةٍ فِيهَا حَاشِيَتُهَا - قَالَ سَهْلٌ : أَتَدْرُونَ مَا الْبُرْدَةُ ؟ , قَالُوا : الشَّمْلَةُ , قَالَ : نَعَمْ - ) (1) ( فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي نَسَجْتُ هَذِهِ بِيَدِي ) (2) ( فَجِئْتُ بِهَا لِأَكْسُوَكَهَا , " فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُحْتَاجًا إِلَيْهَا , فَخَرَجَ عَلَيْنَا وَإِنَّهَا لَإِزَارُهُ " , فَجَسَّهَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ - رَجُلٌ سَمَّاهُ - فَقَالَ : مَا أَحْسَنَ هَذِهِ الْبُرْدَةَ ، أُكْسُنِيهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَقَالَ : " نَعَمْ (3) ) (4) ( فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَجْلِسِ ) (5) ( فَلَمَّا دَخَلَ طَوَاهَا وَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ " فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ : وَاللَّهِ مَا أَحْسَنْتَ ) (6) ( لَبِسَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُحْتَاجًا إِلَيْهَا ) (7) ( ثُمَّ سَأَلْتَهُ إِيَّاهَا ؟ ) (8) ( وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا ) (9) ( يُسْأَلُ شَيْئًا فَيَمْنَعَهُ ) (10) ( فَقَالَ الرَّجُلُ : إِنِّي وَاللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ إِيَّاهَا لِأَلْبَسَهَا ) (11) ( إِنَّمَا رَجَوْتُ بَرَكَتَهَا حِينَ لَبِسَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (12) ( فَسَأَلْتُهُ إِيَّاهَا ) (13) ( لِتَكُونَ كَفَنِي يَوْمَ أَمُوتُ , قَالَ سَهْلٌ : فَكَانَتْ كَفَنَهُ ) (14) .
__________
(1) ( خ ) 1218
(2) ( خ ) 1987 ، ( س ) 5321
(3) فيه دليل على جواز إهداء الهدية إلى الغير .ع
(4) ( حم ) 22876 ، ( خ ) 5473
(5) ( خ ) 1987
(6) ( جة ) 3555
(7) ( خ ) 1218
(8) ( خ ) 5689
(9) ( جة ) 3555
(10) ( خ ) 5689
(11) ( جة ) 3555 ، ( خ ) 1218
(12) ( خ ) 5689
(13) ( جة ) 3555 ، ( حم ) 22876
(14) ( خ ) 1987 ، ( جة ) 3555 ، ( حم ) 22876(4/299)
( خ ) , وَعَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي أُسَارَى بَدْرٍ : " لَوْ كَانَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ حَيًّا ثُمَّ كَلَّمَنِي فِي هَؤُلَاءِ النَّتْنَى لَتَرَكْتُهُمْ لَهُ " (1)
__________
(1) ( خ ) 2970 ، ( د ) 2689 ، ( حم ) 16779(4/300)
( جة ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
أَهْدَيْتُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - شَاةً , " فَجَثَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى رُكْبَتَيْهِ يَأْكُلُ " , فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ : مَا هَذِهِ الْجِلْسَةُ ؟ , فَقَالَ : " إِنَّ اللَّهَ جَعَلَنِي عَبْدًا كَرِيمًا , وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا عَنِيدًا " (1)
__________
(1) ( جة ) 3263 , ( د ) 3773 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1740 , وصحيح الترغيب والترهيب : 2122(4/301)
( خ حم ) , وَعَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ ) (1) ( فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ ) (2) ( فَقُولُوا : عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ " ) (3)
__________
(1) ( خ ) 3261
(2) ( حم ) 164 , ( خ ) 3261
(3) ( خ ) 3261(4/302)
( د ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : يَا خَيْرَ الْبَرِيَّةِ ، قَالَ : " ذَاكَ إِبْرَاهِيمُ - عليه السلام - " (1)
__________
(1) ( د ) 4672 ، ( م ) 150 - ( 2369 ) ، ( ت ) 3352 ، ( حم ) 12849(4/303)
( م ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ (1) جَاءَ خَدَمُ الْمَدِينَةِ بِآنِيَتِهِمْ فِيهَا الْمَاءُ ، فَمَا يُؤْتَى بِإِنَاءٍ إِلَّا غَمَسَ يَدَهُ فِيهَا ، فَرُبَّمَا جَاؤُوهُ فِي الْغَدَاةِ الْبَارِدَةِ ، فَيَغْمِسُ يَدَهُ فِيهَا " (2)
__________
(1) أي : صَلَاةِ الْفجر .
(2) ( م ) 74 - ( 2324 ) ، ( حم ) 12424(4/304)
( م د حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي طَرِيقٍ ) (1) ( مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ ) (2) ( مَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَلَقِيَتْهُ امْرَأَةٌ ) (3) ( كَانَ فِي عَقْلِهَا شَيْءٌ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً ، فَقَالَ : " يَا أُمَّ فُلَانٍ ) (4) ( اجْلِسِي فِي أَيِّ نَوَاحِي السِّكَكِ شِئْتِ حَتَّى أَجْلِسَ إِلَيْكِ ) (5) ( فَأَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ قَالَ : فَخَلَا مَعَهَا فِي بَعْضِ الطُّرُقِ ) (6) ( فَجَلَسَتْ ، فَجَلَسَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْهَا ) (7) ( يُنَاجِيهَا ) (8) ( حَتَّى فَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا " ) (9)
__________
(1) ( حم ) 13264 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( حم ) 12218 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( حم ) 13264
(4) ( م ) 76 - ( 2326 )
(5) ( د ) 4818 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7857 , مختصر الشمائل : 285
(6) ( م ) 76 - ( 2326 )
(7) ( د ) 4818
(8) ( حم ) 14078 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(9) ( م ) 76 - ( 2326 ) ، ( د ) 4818 ، ( حم ) 13264 ، ( حب ) 4510(4/305)
( جة ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" إِنْ كَانَتِ الْأَمَةُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَمَا يَنْزِعُ يَدَهُ مِنْ يَدِهَا حَتَّى تَذْهَبَ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ مِنَ الْمَدِينَةِ فِي حَاجَتِهَا " (1)
__________
(1) ( جة ) 4177 ، ( حم ) 11960 ، قال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/306)
( م ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ ك ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ ، فَنَاوَلَتْهُ إِنَاءً فِيهِ شَرَابٌ ، قَالَ : فلَا أَدْرِي أَصَادَفَتْهُ صَائِمًا أَوْ لَمْ يُرِدْهُ ، فَجَعَلَتْ تَصْخَبُ عَلَيْهِ وَتَذَمَّرُ عَلَيْهِ (1) " (2)
__________
(1) قَوْله : ( تَصْخَب ) أَيْ : تَصِيح وَتَرْفَع صَوْتهَا إِنْكَارًا لِإِمْسَاكِهِ عَنْ شُرْب الشَّرَاب , وَقَوْله : ( تَذْمَّرُ ) أَيْ : تَتَذَمَّرُ وَتَتَكَلَّم بِالْغَضَبِ ,
وَفِيهِ أَنَّ لِلضَّيْفِ الِامْتِنَاع مِنْ الطَّعَام وَالشَّرَاب الَّذِي يُحْضِرُهُ الْمُضِيف إِذَا كَانَ لَهُ عُذْر مِنْ صَوْم أَوْ غَيْره مِمَّا هُوَ مُقَرَّر فِي كُتُبِ الْفِقْه . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 208)
(2) ( م ) 102 - ( 2453 )(4/307)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنَّا فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ كُلُّ ثَلَاثَةٍ عَلَى بَعِيرٍ , وَكَانَ أَبُو لُبَابَةَ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍبزَمِيلَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَإِذَا كَانَ عُقْبَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( قَالَا لَهُ : ارْكَبْ ) (2) ( يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (3) ( وَنَحْنُ نَمْشِي عَنْكَ ) (4) ( فَيَقُولُ : " مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى عَلَى الْمَشْيِ مِنِّي , وَمَا أَنَا بِأَغْنَى عَنْ الْأَجْرِ مِنْكُمَا " ) (5)
__________
(1) ( حم ) 4009 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(2) ( حم ) 3965 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(3) ( حم ) 4009
(4) ( حم ) 3901 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(5) ( حم ) 4009 ، ( ن ) 8807 ، ( حب ) 4733 ، ( ك ) 2453 ، انظر الصَّحِيحَة : 2257 ، فقه السيرة ص218 ، وهداية الرواة : 3838(4/308)
( ت ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" كَانَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَوْبَانِ قَطَرِيَّانِ غَلِيظَانِ ، فَكَانَ إِذَا قَعَدَ فَعَرِقَ ثَقُلَا عَلَيْهِ " ، فَقَدِمَ بَزٌّ (1) مِنْ الشَّامِ لِفُلَانٍ الْيَهُودِيِّ ، فَقُلْتُ : لَوْ بَعَثْتَ إِلَيْهِ فَاشْتَرَيْتَ مِنْهُ ثَوْبَيْنِ إِلَى الْمَيْسَرَةِ (2) " فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ " ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ : قَدْ عَلِمْتُ مَا يُرِيدُ ، إِنَّمَا يُرِيدُ أَنْ يَذْهَبَ بِمَالِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " كَذَبَ ، قَدْ عَلِمَ أَنِّي مِنْ أَتْقَاهُمْ لِلَّهِ وَآدَاهُمْ لِلْأَمَانَةِ " (3)
__________
(1) هُوَ ضَرْبٌ مِنْ الثِّيَابِ . تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 307)
(2) أَيْ : مُؤَجَّلًا إِلَى وَقْتِ الْيُسْرِ . تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 307)
(3) ( ت ) 1213 ، ( س ) 4628 ، ( حم ) 25184 ، انظر المشكاة : 4361(4/309)
( د جة حم ) , وَعَنْ السَّائِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( جِيءَ بِي إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ , جَاءَ بِي عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَزُهَيْرٌ ب ) (1) ( فَجَعَلُوا يُثْنُونَ عَلَيَّ وَيَذْكُرُونِي , فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِهِ " , فَقُلْتُ : صَدَقْتَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي , كُنْتَ شَرِيكِي ) (2) ( قَبْلَ الْإِسْلَامِ فِي التِّجَارَةِ ) (3) ( فَكُنْتَ خَيْرَ شَرِيكٍ , لَا تُدَارِينِي وَلَا تُمَارِينِي (4) " ) (5)
__________
(1) ( حم ) 15539
(2) ( د ) 4836
(3) ( حم ) 15544
(4) مِنْ دَرَأَ بِالْهَمْزِ إِذَا دَفَعَ , وَلَا تُمَارِينِي مِنْ الْمِرَاء وَهُوَ الْجِدَال , وَالْمُرَاد أَنَّهُ كَانَ شَرِيكًا مُوَافِقًا لَا يُخَالِفُ وَلَا يُنَازِعُ . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 4 / ص 491)
(5) ( جة ) 2287 ، ( د ) 4836 ، ( حم ) 15544(4/310)
( ت ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " (1)
__________
(1) ( ت ) 3641 , ( حم ) 17740 ، انظر مختصر الشمائل : 194 ، هداية الرواة : 4676(4/311)
( ت ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" مَا كَانَ ضَحِكُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَّا تَبَسُّمًا " (1)
__________
(1) ( ت ) 3642 ، انظر مختصر الشمائل : 194 ، هداية الرواة تحت حديث : 4676(4/312)
( خ م ) , عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" مَا رَأَيْتُ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُسْتَجْمِعًا (1) قَطُّ ضَاحِكًا حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ (2) إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ " (3)
__________
(1) أَيْ : مُبَالِغًا فِي الضَّحِك لَمْ يَتْرُك مِنْهُ شَيْئًا . عون المعبود - (ج 11 / ص 134)
(2) جَمْع لَهَاة , وَهِيَ اللَّحْمَة الَّتِي بِأَعْلَى الْحَنْجَرَة مِنْ أَقْصَى الْفَم . عون المعبود - (ج 11 / ص 134)
(3) ( خ ) 5741 , ( م ) 16 - ( 899 ) , ( د ) 5098 , ( حم ) 24414(4/313)
( د ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا بَلَغَهُ عَنْ الرَّجُلِ الشَّيْءُ لَمْ يَقُلْ : مَا بَالُ فُلَانٍ يَقُولُ كَذَا ؟ ، وَلَكِنْ يَقُولُ : مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا ؟ " (1)
__________
(1) ( د ) 4788 , انظر صحيح الجامع : 4692 , والصحيحة : 2064(4/314)
( 4 ) صِفَاتُهُ الْجِبِلِّيَّة - صلى الله عليه وسلم -
( الشمائل ) , عَنْ يَزِيدَ الْفَارِسِيِّ - وَكَانَ يَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ - قَالَ :
رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَنَامِ زَمَنَ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - , فَقُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ : إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي النَّوْمِ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقُولُ : " إِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَشَبَّهَ بِي ، فَمَنْ رَآنِي فِي النَّوْمِ فَقَدْ رَآنِي " ، هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي رَأَيْتَهُ فِي النَّوْمِ ؟ , قُلْتُ : نَعَمْ ، أَنْعَتُ لَكَ رَجُلًا بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ ، جِسْمُهُ وَلَحْمُهُ أَسْمَرُ إِلَى الْبَيَاضِ ، أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ ، حَسَنُ الضَّحِكِ ، جَمِيلُ دَوَائِرِ الْوَجْهِ ، مَلأَتْ لِحْيَتُهُ مَا بَيْنَ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ ، قَدْ مَلأَتْ نَحْرَهُ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : لَوْ رَأَيْتَهُ فِي الْيَقَظَةِ مَا اسْتَطَعْتَ أَنْ تَنْعَتَهُ فَوْقَ هَذَا . (1)
__________
(1) حسنه الألباني في مختصر الشمائل : 347 ، ( حم ) 3410(4/315)
( خ م د حم ) , وَعَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ :
( سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ - رضي الله عنه - يَصِفُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : " كَانَ رَبْعَةً مِنْ الْقَوْمِ (1) لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ ، أَزْهَرَ اللَّوْنِ (2) لَيْسَ بِأَبْيَضَ أَمْهَقَ (3) وَلَا آدَمَ (4) ) (5) ( وَكَانَ شَعَرُهُ رَجِلًا (6) ) (7) ( لَيْسَ بِجَعْدٍ (8) قَطَطٍ وَلَا سَبِطٍ (9) ) (10) ( يَضْرِبُ شَعَرُهُ مَنْكِبَيْهِ (11) ) (12) بَيْنَ أُذُنَيْهِ وَعَاتِقِهِ (13) إِلَى شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ (14) إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ (15) ( وَكَانَ ضَخْمَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ ، حَسَنَ الْوَجْهِ ) (16) ( كَأَنَّ عَرَقَهُ اللُّؤْلُؤُ ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ (17) ) (18) إِذَا مَشَى كَأَنَّهُ يَتَوَكَّأُ (19) ( لَمْ أَرَ بَعْدَهُ شَبَهًا لَهُ ) (20) ( أُنْزِلَ عَلَيْهِ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ , فَلَبِثَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ ) (21) ( وَتَوَفَّاهُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ سَنَةً ) (22) ( فَقَالَ الْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ الْعَدَوِيُّ : يَا أَبَا حَمْزَةَ ، سِنُّ أَيِّ الرِّجَالِ هُوَ يَوْمَئِذٍ ؟ , قَالَ : كَأَشَبِّ الرِّجَالِ وَأَحْسَنِهِ وَأَجْمَلِهِ وَأَلْحَمِهِ ) (23) ( مَا شَانَهُ اللَّهُ بِالشَّيْبِ ) (24) ( قُبِضَ وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ ، قَالَ رَبِيعَةُ : فَرَأَيْتُ شَعَرًا مِنْ شَعَرِهِ فَإِذَا هُوَ أَحْمَرُ , فَسَأَلْتُ فَقِيلَ : احْمَرَّ مِنْ الطِّيبِ " ) (25)
__________
(1) فَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ : " لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِن وَلَا بِالْقَصِيرِ " فتح الباري (ج 10 / ص 356)
(2) أَيْ : أَبْيَض مُشَرَّب بِحُمْرَةِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 356)
(3) الْمُرَاد أَنَّهُ لَيْسَ بِالْأَبْيَضِ الشَّدِيد الْبَيَاض وَلَا بِالْآدَمِ الشَّدِيد الْأُدْمَة ، وَإِنَّمَا يُخَالِط بَيَاضه الْحُمْرَة ، وَالْعَرَب قَدْ تُطْلِق عَلَى مَنْ كَانَ كَذَلِكَ أَسْمَر ، وَلِهَذَا جَاءَ فِي حَدِيث أَنَس عِنْد أَحْمَد وَالْبَزَّار وَابْن مَنْدَهْ بِإِسْنَادٍ صَحِيح وَصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّانَ " أَنَّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ أَسْمَر " فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 356)
(4) آدَمَ : أسمر .
(5) ( خ ) 3354 ، ( م ) 113 - ( 2347 )
(6) أَيْ : مُتَسَرِّح . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 356)
(7) ( خ ) 5566
(8) الْجُعُودَة فِي الشَّعْر أَنْ لَا يَتَكَسَّر وَلَا يَسْتَرْسِل . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 356)
(9) السُّبوطة في الشَّعر ضِدُّ الرُّجولة .
(10) ( خ ) 3354 ، ( م ) 113 - ( 2347 )
(11) المنكب : مُجْتَمَع رأس الكتف والعضد .
(12) ( خ ) 5563 ، ( م ) 95 - ( 2338 ) ، ( س ) 5235
(13) ( خ ) 5565 ، ( م ) 94 - ( 2338 ) ، ( س ) 5053
(14) ( د ) 4185
(15) ( م ) 96 - ( 2338 ) ، ( د ) 4186 ، ( س ) 5061
(16) ( خ ) 5567 ، ( حم ) 10055
(17) قَالَ شَمِر : أَيْ مَالَ يَمِينًا وَشِمَالًا كَمَا تَكَفَّأَ السَّفِينَة , قَالَ الْأَزْهَرِيّ : هَذَا خَطَأٌ ؛ لِأَنَّ هَذَا صِفَة الْمُخْتَال ، وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ أَنْ يَمِيل إِلَى سَمْته ، وَقَصَدَ مَشْيه كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى : ( كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ فِي صَبَب ) , قَالَ الْقَاضِي : لَا بُعْدَ فِيمَا قَالَهُ شَمِر إِذَا كَانَ خِلْقَة وَجِبِلَّة ، وَالْمَذْمُوم مِنْهُ مَا كَانَ مُسْتَعْمَلًا مَقْصُودًا . شرح النووي (ج 8 / ص 42)
(18) ( م ) 82 - ( 2330 )
(19) ( د ) 4863 ، ( ت ) 1754
قال الأزهري : الاتكاء في كلام العرب يكون بمعنى السعي الشديد , كذا في السراج المنير .
وقال في فتح الودود : أي يميل إلى قدام .
(20) ( خ ) 5568
(21) ( خ ) 3354 ، ( م ) 113 - ( 2347 )
(22) ( خ ) 5560 ، ( م ) 113 - ( 2347 ) ، ( ت ) 3623
(23) ( حم ) 12551 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(24) ( حم ) 13687 ، ( حب ) 6292 ، ( ك ) 4205 ، انظر الصَّحِيحَة : 2096 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(25) ( خ ) 3354(4/316)
( هق في الدلائل ) , وَعَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ :
سُئِلَ أَبُو هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : أَحْسَنَ النَّاسِ ، رَبْعَةً إِلَى الطُّولِ أَقْرَبَ مَا هُوَ ، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ (1) أَسِيلَ الْخَدَّيْنِ (2) شَدِيدَ سَوَادِ الشَّعْرِ ، أَكْحَلَ الْعَيْنَيْنِ ، أَهْدَبَ الأَشْفَارِ (3) إِذَا وَطِئَ بِقَدَمِهِ وَطِئَ بِكُلِّهَا ، لَيْسَ لَهَا أَخْمَصُ ، إِذَا وَضَعَ رِدَاءَهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ كَأَنَّهُ سَبِيكَةُ فِضَّةٍ " (4)
__________
(1) المنكب : مُجْتَمَع رأس الكتف والعضد .
(2) الأسالة في الخدّ : الاستِطالة وأن لا يكون مُرْتَفِعَ الوجنة . النهاية في غريب الأثر - (ج 1 / ص 109)
(3) أَيْ : طويل رموش العينين .
(4) دلائل النبوة للبيهقي - (1 / 203) ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 4633
قال الألباني في الضعيفة (9 / 183ح4161 ) : قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لانقطاعه بين الزهري وأبي هريرة . وقد جاء جله مفرقاً في أحاديث : فقوله : "كان ربعة" . متفق عليه من حديث أنس ، وقد خرجته في "الصحيحة" (2053) .
وقوله : "بعيد ما بين المنكبين" . متفق عليه أيضاً من حديث البراء بن عازب ، وأخرجه الترمذي أيضاً في "الشمائل" (ص 13) ، والبيهقي في "الدلائل" (1/ 167) .
وقوله : "أهدب الأشفار" . ثبت من حديث علي ، وقد خرجته ثم برقم (2052) ، وأخرجه البيهقي (1/ 162) من حديث أبي هريرة أيضاً .
وقوله : "إذا وطىء بقدمه بكلها ؛ ليس له أخمص" أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1155) ، والبيهقي (1/ 182) من طريق أخرى عن الزهري محمد بن مسلم ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ : "كان يطأ بقدميه جميعاً ليس له أخمص" . وإسناده صحيح .
وقوله : "أسيل الخدين" . في حديث أبي هريرة المذكور في "الأدب المفرد" ، وروي في حديث هند بن أبي هالة ؛ وهو ضعيف كما بينته هناك أيضاً (2053) .
وقوله : "كأنه سبيكة فضة" . يشهد له حديث محرش الكعبي : "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج من الجعرانة ليلاً ، فاعتمر ، ثم رجع فأصبح كبائت بها ، فنظرت إلى ظهره كأنه سبيكة فضة" . أخرجه النسائي (2/ 30) ، وأحمد (3/ 426 و 4/ 69 و 5/ 380) ، والبيهقي (1/ 159) .قلت : وإسناده صحيح .
وقوله : "شديد سواد الشعر" . فيه حديثان :الأول : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :"كان رسول الله أسود اللحية ، حسن الثغر" .
أخرجه البيهقي (1/ 164-165) ، وكذا البخاري في "الأدب المفرد" .قلت : وسنده صحيح .
الثاني : عن أنس :"إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان قد متع بالسواد ، ولو عددت ما أقبل علي من شيبه في رأسه ولحيته ما كنت أزيدهن على إحدى عشرة شيبة ، و إنما هذا الذي لون من الطيب الذي كان يطيب به شعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الذي غير لونه" .أخرجه البيهقي (1/ 178) .قلت : وسنده حسن . أ . هـ(4/317)
( م د حم ) , وَعَنْ الْجُرَيْرِيِّ قَالَ :
( قُلْتُ لِأَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ - رضي الله عنه - : أَرَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , قَالَ : نَعَمْ ) (1) ( رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَمَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ رَجُلٌ رَآهُ غَيْرِي (2) ) (3) ( وُلِدْتُ عَامَ أُحُدٍ , وَأَدْرَكْتُ ثَمَانِ سِنِينَ مِنْ حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (4) ( قُلْتُ : كَيْفَ كَانَ صِفَتُهُ ؟ ) (5) ( قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَبْيَضَ مَلِيحَ الْوَجْهِ ) (6) ( مُقَصَّدًا (7) ) (8) ( إِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَهْوِي فِي صَبُوبٍ " ) (9)
__________
(1) ( م ) 98 - ( 2340 )
(2) قال مسلم بن الحجاج : مَاتَ أَبُو الطُّفَيْلِ سَنَةَ مِائَةٍ , وَكَانَ آخِرَ مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - .( م ) 98 - ( 2340 )
(3) ( م ) 99 - ( 2340 )
(4) ( حم ) 23850 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(5) ( حم ) 23848 ، ( م ) 99 - ( 2340 )
(6) ( م ) 98 - ( 2340 ) ، ( د ) 4864
(7) هُوَ الَّذِي لَيْسَ بِجَسِيمٍ وَلَا نَحِيفٍ ، وَلَا طَوِيلٍ وَلَا قَصِيرٍ . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 54)
(8) ( م ) 99 - ( 2340 ) ، ( حم ) 23848
(9) ( د ) 4864(4/318)
( م حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ضَلِيعَ الْفَمِ , أَشْكَلَ الْعَيْنِ , مَنْهُوسَ الْعَقِبَيْنِ (1) ) (2) ( وَكَانَ كَثِيرَ شَعْرِ اللِّحْيَةِ ) (3) ( وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ شَمِطَ مُقَدَّمُ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ ، إِذَا دَهَنَ رَأْسَهُ لَمْ يُرَ مِنْهُ شَيْءٌ ، وَإِذَا لَمْ يَدْهَنْ رُئِيَ مِنْهُ ) (4) ( فَقَالَ رَجُلٌ : وَجْهُهُ مِثْلُ السَّيْفِ ؟ , قَالَ : لَا , بَلْ كَانَ مُسْتَدِيرًا مِثْلَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ , وَرَأَيْتُ الْخَاتَمَ عِنْدَ كَتِفِهِ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ ) (5) ( وَلَوْنُهَا لَوْنُ جَسَدِهِ " ) (6)
__________
(1) قَالَ شُعْبَةُ : قُلْتُ لِسِمَاكٍ : مَا ضَلِيعُ الْفَمِ ؟ , قَالَ : عَظِيمُ الْفَمِ , فَقُلْتُ : مَا أَشْكَلُ الْعَيْنِ ؟ , قَالَ : طَوِيلُ شَقِّ الْعَيْنِ , فَقُلْتُ : مَا مَا مَنْهُوسُ الْعَقِبِ ؟ , قَالَ : قَلِيلُ لَحْمِ الْعَقِبِ .( م ) 97 - ( 2339 )
(2) ( م ) 97 - ( 2339 ) ، ( ت ) 3647 ، ( حم ) 20950
(3) ( م ) 109 - ( 2344 ) ، ( حم ) 21036
(4) ( م ) 108 - ( 2344 ) ، ( س ) 5114 ، ( حم ) 20826
(5) ( م ) 109 - ( 2344 ) ، ( خ ) 3359 ، ( حم ) 21036 ، ( ت ) 3644
(6) ( حم ) 21016 , ( م ) 109 - ( 2344 )(4/319)
( م حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - , وَأَكَلْتُ مَعَهُ خُبْزًا وَلَحْمًا , ثُمَّ دُرْتُ خَلْفَهُ فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِ النُّبُوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ عِنْدَ نَاغِضِ كَتِفِهِ (1) الْيُسْرَى ) (2) ( كَأَنَّهُ جُمْعٌ (3) - وَقَالَ بِيَدِهِ فَقَبَضَهَا - ) (4) ( عَلَيْهِ خِيلَانٌ (5) كَأَمْثَالِ الثَّآلِيلِ " ) (6)
__________
(1) قَالَ الْجُمْهُور : النُّغْض وَالنَّغْض وَالنَّاغِض أَعْلَى الْكَتِف ، وَقِيلَ : هُوَ الْعَظْمُ الرَّقِيقُ الَّذِي أَعْلَى طَرَفه ،
وَقِيلَ : مَا يَظْهَرُ مِنْهُ عِنْد التَّحَرُّك . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 65)
(2) ( م ) 112 - ( 2346 )
(3) يَعْنِي : الْكَفَّ الْمُجْتَمِعَ .
(4) ( حم ) 20789 ، ( م ) 112 - ( 2346 )
(5) جَمْع ( خَال ) ، وَهُوَ الشَّامَة فِي الْجَسَد . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 65)
(6) ( م ) 112 - ( 2346 ) ، ( حم ) 20789(4/320)
( خ م خد س ) , وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهًا , وَأَحْسَنَهُ خَلْقًا ) (1) ( مَرْبُوعًا ) (2) ( لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ , وَلَا بِالْقَصِيرِ ) (3) ( وَهُوَ إِلَى الطُّوَلِ أَقْرَبُ ) (4) ( بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ ) (5) ( كَثَّ اللِّحْيَةِ ، تَعْلُوهُ حُمْرَةٌ ) (6) ( أَسْوَدَ شَعْرِ اللِّحْيَةِ ، حَسَنَ الثَّغْرِ (7) أَهْدَبَ أَشْفَارِ الْعَيْنَيْنِ (8) مُفَاضَ الْجَبِينِ (9) يَطَأُ بِقَدَمِهِ جَمِيعًا ، لَيْسَ لَهَا أَخْمُصُ ، يُقْبِلُ جَمِيعًا وَيُدْبِرُ جَمِيعًا ) (10) ( لَهُ شَعَرٌ يَبْلُغُ شَحْمَةَ أُذُنِهِ ) (11) شَعْرُهُ يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ (12) ( وَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ , فَمَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْهُ ) (13) لَمْ أَرَ مِثْلَهُ قَبْلُ وَلَا بَعْدُ (14) "
__________
(1) ( خ ) 3356 ، ( م ) 93 - ( 2337 )
(2) ( خ ) 3358 ، ( م ) 91 - ( 2337 )
(3) ( خ ) 3356 ، ( م ) 92 - ( 2337 ) ، ( ت ) 1724
(4) ( خد ) 1155 ، انظر صحيح الأدب المفرد : 886
(5) ( خ ) 3358 ، ( م ) 91 - ( 2337 ) ، ( ت ) 1724
(6) ( س ) 5232
(7) الثغر : مقدم الأسنان .
(8) هو الذي طالت أهداب عينيه وكثرت أشفارها .
(9) أَيْ : مُسْتوي الجبين . النهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 958)
(10) ( خد ) 1155
(11) ( خ ) 3358 ، ( م ) 91 - ( 2337 )
(12) ( م ) 92 - ( 2337 ) ، ( ت ) 1724 ، ( س ) 5060
(13) ( خ ) 5510 ، ( م ) 91 - ( 2337 )
(14) ( خد ) 1155(4/321)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَبْحَ الذِّرَاعَيْنِ (1) أَهْدَبَ أَشْفَارِ الْعَيْنَيْنِ ، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ يُقْبِلُ إِذَا أَقْبَلَ جَمِيعًا ، وَيُدْبِرُ إِذَا أَدْبَرَ جَمِيعًا ) (2) ( بِأَبِي هُوَ وَأُمِّي ، لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا ، وَلَا صَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ " ) (3)
__________
(1) أَيْ : طويلَهُما , والشْبح مَدُّكَ الشيءَ . النهاية في غريب الأثر - (ج 2 / ص 1076)
(2) ( حم ) 9786 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
(3) ( حم ) 8334 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 4816 , الصَّحِيحَة : 2095(4/322)
( ت حم ) , وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ , شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ , ضَخْمَ الرَّأْسِ , ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ , طَوِيلَ الْمَسْرُبَةِ ) (1) ( عَظِيمَ الْعَيْنَيْنِ , هَدِبَ الْأَشْفَارِ , مُشْرَبَ الْعَيْنِ بِحُمْرَةٍ , كَثَّ اللِّحْيَةِ , أَزْهَرَ اللَّوْنِ , إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ ) (2) ( تَكَفُّؤًا , كَأَنَّمَا انْحَطَّ مِنْ صَبَبٍ ) (3) ( وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا ) (4) ( لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ " ) (5)
__________
(1) ( ت ) 3637 ، انظر مختصر الشمائل : 4
(2) ( حم ) 684 ، ( خد ) 1315 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
(3) ( ت ) 3637 ، انظر المشكاة : 5790
(4) ( حم ) 684 ، ( خد ) 1315 ، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 993
(5) ( ت ) 3637 ، ( حب ) 6311(4/323)
( هق في الدلائل ) , وَعَنْ عُمَرَ - رضي الله عنهما - ْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ :
قِيلَ لِعَلِيٍّ - رضي الله عنه - : انْعَتْ لَنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : " كَانَ أَبْيَضَ مُشْرَبًا (1) بَيَاضُهُ حُمْرَةً ، وَقَالَ : كَانَ أَسْوَدَ الْحَدَقَةِ ، أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ " (2)
__________
(1) المشرب : الذي يخالط لونَه لونٌ آخر من حمرة أو غير ذلك .
(2) دلائل النبوة للبيهقي - (1 / 156) ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 4621 , 4620(4/324)
( الشمائل ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَبْيَضَ كَأَنَّمَا صِيغَ مِنْ فِضَّةٍ ، رَجِلَ الشَّعْرِ " (1)
__________
(1) صححه الألباني في مختصر الشمائل : 10 ، صَحِيح الْجَامِع : 4619 , الصَّحِيحَة : 2053(4/325)
( ش ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُعْرَفُ بِرِيحِ الطِّيبِ إِذَا أَقْبَلَ " (1)
__________
(1) ( ش ) 26332 ، ابن سعد ( 1 / 399 ) ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 4988 ، الصَّحِيحَة : 2137(4/326)
( م ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَاةَ الْأُولَى , ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَهْلِهِ وَخَرَجْتُ مَعَهُ , فَاسْتَقْبَلَهُ وِلْدَانٌ فَجَعَلَ يَمْسَحُ خَدَّيْ أَحَدِهِمْ وَاحِدًا وَاحِدًا , قَالَ : وَأَمَّا أَنَا فَمَسَحَ خَدِّي فَوَجَدْتُ لِيَدِهِ رِيحًا كَأَنَّمَا أَخْرَجَهَا مِنْ جُؤْنَةِ عَطَّارٍ (1) " (2)
__________
(1) هِيَ السَّقْط الَّذِي فِيهِ مَتَاع الْعَطَّار . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 40)
(2) ( م ) 80 - ( 2329 )(4/327)
( خ ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" مَا مَسِسْتُ خَزَّةً وَلَا حَرِيرَةً أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَلَا شَمِمْتُ مِسْكَةً وَلَا عَنْبَرَةً أَطْيَبَ رَائِحَةً مِنْ عَرَقِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " (1)
__________
(1) ( خ ) 1872 , ( م ) 81 - ( 2330 )(4/328)
( تمام الرازي في فوائده ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا اهْتَمَّ قَبَضَ عَلَى لِحْيَتِهِ " (1)
--------------
(1) فوائد تمام - (2 / 123 ح624 ) ، قال الشيخ الألباني - تحت حديث " 4237 " في السلسلة الضعيفة - ص 244 - يشير إلى حديث " كان إذا اهتم أخذ بلحيته فنظر فيها " وهو كما ترى حديث آخر .... وكنت قد خرجته في الضعيفة برقم - 707 - ثم قررت نقله إلى الصحيحة لطريق أخرى وقفت عليها في صحيح ابن حبان - الاحسان - واستدركته على الهيثمي في موارد الظمآن " . والحديث في صحيح موارد الظمآن برقم " 1776 - 6405 " بلفظ ( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أهمه شيء أخذ بلحيته هكذا - وقبض ابن مسهر على لحيته ) وقال الشيخ في تخريجه " حسن لغيره - الضعيفة 707 التحقيق الثاني و 4237 " أ . هـ
قال صاحب التراجعات : وقد بحثت عن الحديث في الصحيحة ولم أجده ، فلعل الشيخ أراد أنه سينقله إلى الصحيحة ولم يفعل لأمر لَا نعلمه والله أعلم .(4/329)
( حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ في قصة موت سعد بن معاذ :
فَرَجَعَ إِلَى قُبَّتِهِ الَّتِي ضَرَبَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , قَالَتْ عَائِشَةُ : فَحَضَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، قَالَتْ : فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، إِنِّي لَأَعْرِفُ بُكَاءَ عُمَرَ مِنْ بُكَاءِ أَبِي بَكْرٍ وَأَنَا فِي حُجْرَتِي ، وَكَانُوا كَمَا قَالَ اللَّهُ - عز وجل - : { رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ } (1) قَالَ عَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ : فَقُلْتُ : أَيْ أُمَّهْ ، فَكَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصْنَعُ ؟ ، قَالَتْ : " كَانَتْ عَيْنُهُ لَا تَدْمَعُ عَلَى أَحَدٍ ، وَلَكِنَّهُ كَانَ إِذَا وَجِدَ (2) فَإِنَّمَا هُوَ آخِذٌ بِلِحْيَتِهِ " (3)
__________
(1) سورة : الفتح آية رقم : 29
(2) أَيْ : حزن .
(3) ( حم ) 25140 , ( حب ) 7028 , ( ش ) 36796 , انظر الصَّحِيحَة : 67 ، صحيح موارد الظمآن : 1413 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .(4/330)
( كر ) , وَعَنْ ابن عباسبقال :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَمْشِي مَشْيًا يُعْرَفُ فِيهِ أَنَّهُ لَيْسَ بِعَاجِزٍ وَلَا كَسْلَانَ " (1)
__________
(1) تاريخ دمشق - (4 / 61) ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 5016 ، الصَّحِيحَة : 2140(4/331)
( حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا مَشَى مَشَى مُجْتَمِعًا , لَيْسَ فِيهِ كَسَلٌ " (1)
__________
(1) ( حم ) 3034 ، انظر الصَّحِيحَة : 2086 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : صحيح .(4/332)
( الآحاد والمثاني ) , وَعَنْ أَبِي عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " إِذَا مَشَى أَقْلَعَ " (1)
--------------
(1) الآحاد والمثاني:ج4/ص445 ح2498 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 4784(4/333)
( ك ) , وَعَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا مَشَى لَمْ يَلْتَفِتْ " (1)
__________
(1) ( ك ) 7794 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 4786 , الصَّحِيحَة : 2086(4/334)
( 5 ) وَفَاتُهُ - صلى الله عليه وسلم -
( خ م د حم حب ) , عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( أَجْلَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( قَاتَلَ أَهْلَ خَيْبَرَ ، حَتَّى أَلْجَأَهُمْ إِلَى قَصْرِهِمْ ، وَغَلَبَ عَلَى النَّخْلِ وَالْأَرْضِ ، فَصَالَحُوهُ عَلَى أَنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الصَّفْرَاءَ وَالْبَيْضَاءَ ) (2) ( وَالْحَلْقَةَ (3) وَلَهُمْ مَا حَمَلَتْ رِكَابُهُمْ (4) ) (5) ( وَيَخْرُجُونَ مِنْهَا ، " فَاشْتَرَطَ عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يَكْتُمُوا وَلَا يُغَيِّبُوا شَيْئًا ، فَإِنْ فَعَلُوا فلَا ذِمَّةَ لَهُمْ وَلَا عِصْمَةَ " فَغَيَّبُوا مَسْكًا (6) ) (7) ( لِحُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ - وَقَدْ كَانَ قُتِلَ قَبْلَ خَيْبَرَ - كَانَ احْتَمَلَهُ مَعَهُ ) (8) ( إِلَى خَيْبَرَ حِينَ أُجْلِيَتِ النَّضِيرُ ) (9) ( فِيهِ حُلِيُّهُمْ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِسِعْيَةَ ) (10) ( - عَمِّ حُيَيٍّ - : " ) (11) ( أَيْنَ مَسْكُ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ ) (12) ( الَّذِي جَاءَ بِهِ مِنْ النَّضِيرِ ؟ " قَالَ : أَذْهَبَتْهُ الْحُرُوبُ وَالنَّفَقَاتُ , فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - : " الْعَهْدُ قَرِيبٌ , وَالْمَالُ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ ، فَدَفَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ - رضي الله عنه - فَمَسَّهُ بِعَذَابٍ " - وَقَدْ كَانَ حُيَيٌّ قَبْلَ ذَلِكَ قَدْ دَخَلَ خَرِبَةً - فَقَالَ : قَدْ رَأَيْتُ حُيَيًّا يَطُوفُ فِي خَرِبَةٍ هَاهُنَا ، فَذَهَبُوا فَطَافُوا ، فَوَجَدُوا الْمَسْكَ " فَقَتَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ابْنَيْ أَبِي الْحُقَيْقِ , وَأَحَدُهُمَا زَوْجُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ ، وَسَبَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نِسَاءَهُمْ وَذَرَارِيَّهُم (13) وَقَسَمَ أَمْوَالَهُمْ لِلنَّكْثِ الَّذِي نَكَثُوهُ ، وَأَرَادَ أَنْ يُجْلِيَهُمُ مِنْهَا " ) (14) ( فَقَالُوا : يَا مُحَمَّدُ , دَعْنَا نَكُونُ فِي هَذِهِ الأرْضِ ، نُصْلِحُهَا وَنَقُومُ عَلَيْهَا ) (15) ( فَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالْأَرْضِ مِنْكُمْ ) (16) ( فَسَأَلَ الْيَهُودُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (17) ( أَنْ يُقِرَّهُمْ بِهَا ) (18) ( عَلَى أَنْ يَعْمَلُوهَا وَيَزْرَعُوهَا ، وَلَهُمْ شَطْرُ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا ) (19) ( مِنْ ثَمَرٍ أَوْ زَرْعٍ ) (20) ( - وَلَمْ يَكُنْ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَلَا لِأَصْحَابِهِ غِلْمَانُ يَقُومُونَ عَلَيْهَا , فَكَانُوا لَا يَتَفَرَّغُونَ أَنْ يَقُومُوا - " فَأَعْطَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَيْبَرَ عَلَى أَنَّ لَهُمُ الشَّطْرَ مِنْ كُلِّ زَرْعٍ وَنَخْلٍ وَشَيْءٍ ) (21) ( وَقَالَ لَهُمْ : نُقِرُّكُمْ بِهَا عَلَى ذَلِكَ مَا شِئْنَا " ، فَقَرُّوا بِهَا ) (22) ( حَتَّى أَجْلَاهُمْ عُمَرُ فِي إِمَارَتِهِ إِلَى تَيْمَاءَ وَأَرِيحَاءَ ) (23) ( قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : فَلَمَّا سَمِعَ أَهْلُ فَدَكَ بِمَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِخَيْبَرَ , بَعَثُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَسْأَلُونَهُ أَنْ يُسَيِّرَهُمْ وَيَحْقِنَ لَهُمْ دِمَاءَهُمْ ، وَيُخَلُّوا لَهُ الأَمْوَالَ فَفَعَلَ ، فَصَالَحَهُ أَهْلُ فَدَكَ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ ، فَكَانَتْ خَيْبَرُ لِلْمُسْلِمِينَ ، وَكَانَتْ فَدَكُ خَالِصَةً لِرَسُولِ اللَّهُ - صلى الله عليه وسلم - ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَجْلِبُوا عَلَيْهَا بِخَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ ) (24) ( فَلَمَّا اطْمَأَنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , أَهْدَتْ لَهُ زَيْنَبُ بِنْتُ الْحَارِثِ ، امْرَأَةُ سَلَّامِ بْنِ مِشْكَمٍ شَاةً مَصْلِيَّةً وَقَدْ سَأَلْتُ : أَيُّ : عُضْوٍ مِنَ الشَّاةِ أَحَبُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , فَقِيلَ لَهَا : الذِّرَاعُ , فَأَكْثَرَتْ فِيهَا مِنْ السُّمَّ ، وَسَمَّمَتْ سَائِرَ الشَّاةِ ، ثُمَّ جَاءَتْ بِهَا ) (25) ( " - وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ - ) (26) ( فَلَمَّا وَضَعَتْهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَنَاوَلَ الذِّرَاعَ فَلَاكَ مِنْهَا مُضْغَةً فَلَمْ يُسِغْهَا " ، وَمَعَهُ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ ، وَقَدْ أَخَذَ مِنْهَا كَمَا أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَأَمَّا بِشْرٌ فَأَسَاغَهَا ، " وَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلَفَظَهَا ) (27) ( ثُمَّ قَالَ : ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ , فَإِنَّهَا أَخْبَرَتْنِي أَنَّهَا مَسْمُومَةٌ ) (28) ( فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْيَهُودِيَّةِ " ) (29) ( فَاعْتَرَفَتْ , فَقَالَ : " مَا حَمَلَكِ عَلَى ذَلِكَ ؟ " , فَقَالَتْ : بَلَغْتَ مِنْ قَوْمِي مَا لَمْ يَخْفَ عَلَيْكَ , فَقُلْتُ : ) (30) ( إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّكَ الَّذِي صَنَعْتُ ، وَإِنْ كُنْتَ مَلِكًا أَرَحْتُ النَّاسَ مِنْكَ ) (31) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطَكِ عَلَيَّ " , فَقَالُوا : أَلَا نَقْتُلُهَا ؟ , قَالَ : " لَا ) (32) ( ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : اجْمَعُوا إِلَيَّ مَنْ كَانَ هَاهُنَا مِنْ الْيَهُودِ , فَجُمِعُوا لَهُ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنِّي سَائِلُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْهُ ؟ " ، قَالُوا : نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ أَبُوكُمْ ؟ " ، قَالُوا : أَبُونَا فُلَانٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " كَذَبْتُمْ , بَلْ أَبُوكُمْ فُلَانٌ " ، قَالُوا : صَدَقْتَ وَبَرَرْتَ ، قَالَ : " فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ ؟ " ، قَالُوا : نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ , وَإِنْ كَذَبْنَاكَ عَرَفْتَ كَذِبَنَا كَمَا عَرَفْتَهُ فِي أَبِينَا ، فَقَالَ لَهُمْ : " مَنْ أَهْلُ النَّارِ ؟ " ، قَالُوا : نَكُونُ فِيهَا يَسِيرًا ثُمَّ تَخْلُفُونَا فِيهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " اخْسَئُوا فِيهَا , وَاللَّهِ لَا نَخْلُفُكُمْ فِيهَا أَبَدًا ، ثُمَّ قَالَ : هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ ؟ " ، فَقَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : " هَلْ جَعَلْتُمْ فِي هَذِهِ الشَّاةِ سُمًّا ؟ " ، قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : " مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ ؟ " قَالُوا : أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا أَنْ نَسْتَرِيحَ مِنْكَ , وَإِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّكَ " ) (33) ( قَالَ : فَمَاتَ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ الْأَنْصَارِيُّ - رضي الله عنه - ) (34) ( مِنْ أَكْلَتِهِ الَّتِي أَكَلَ ) (35) ( " فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْيَهُودِيَّةِ فَقُتِلَتْ ) (36) ( قَالَ أَنَسٌ : فَمَا زِلْتُ أَعْرِفُهَا فِي لَهَوَاتِ (37) رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " ) (38) ( وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا احْتَجَمَ , فَسَافَرَ مَرَّةً فَلَمَّا أَحْرَمَ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَاحْتَجَمَ ) (39) ( حَتَّى دَخَلَتْ أُمُّ بِشْرِ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَعُودُهُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ ، فَقَالَ : " يَا أُمَّ بِشْرٍ ، مَا زِلْتُ أَجِدُ أَلَمَ الْأَكْلَةِ الَّتِي أَكَلْتُ مَعَ ابْنِكِ بِخَيْبَرَ تُعَاوِدُنِي كُلَّ عَامٍ ، حَتَّى كَانَ هَذَا أَوَانُ انْقِطَاعِ أَبْهَرِي مِنْ ذَلِكَ السُّمِّ " , قَالَ : فَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يَرَوْنَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهُ - صلى الله عليه وسلم - مَاتَ شَهِيدًا مَعَ مَا أَكْرَمَهُ اللَّهُ مِنَ النُّبُوَّةِ ) (40)
__________
(1) ( خ ) 2213
(2) ( حب ) 5199 ، ( د ) 3006 ، وصححه الألباني في الإرواء : 805 ، وصحيح موارد الظمآن : 1415
(3) ( الصَّفْرَاء ) : الذَّهَب , ( وَالْبَيْضَاء ) : الْفِضَّة , ( وَالْحَلْقَة ) : السِّلَاح وَالدُّرُوع . عون المعبود - (ج 6 / ص 486)
(4) ( وَلَهُمْ مَا حَمَلَتْ رِكَابهمْ ) أَيْ : جِمَالهمْ مِنْ أَمْتِعَتهمْ .
(5) ( د ) 3006
(6) قَالَ فِي الْقَامُوس : الْمَسْك الْجِلْد , قَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَسْك حُيَيّ بْن أَخْطَب ذَخِيرَة مِنْ صَامِت وَحُلِيّ كَانَتْ تُدْعَى مَسْك الْجَمَل ذَكَرُوا أَنَّهَا قُوِّمَتْ عَشَرَة آلَاف دِينَار ، وَكَانَتْ لَا تُزَفّ اِمْرَأَة إِلَّا اِسْتَعَارُوا لَهَا ذَلِكَ الْحُلِيّ . عون المعبود
(7) ( حب ) 5199
(8) ( د ) 3006
(9) ( حب ) 5199
(10) ( د ) 3006
(11) ( حب ) 5199
(12) ( د ) 3006
(13) ( ذَرَارِيّهمْ ) : أَيْ أَوْلَادهمْ الصِّغَار وَالنِّسَاء .
(14) ( د ) 3006
(15) ( حب ) 5199
(16) ( د ) 3410
(17) ( خ ) 2213
(18) ( م ) 6 - ( 1551 )
(19) ( خ ) 2202
(20) ( خ ) 2204 , ( م ) 1 - ( 1551 )
(21) ( حب ) 5199
(22) ( خ ) 2213 ، ( م ) 6 - ( 1551 )
(23) ( خ ) 2983 ، ( م ) 4 - ( 1551 ) ، ( حم ) 6368
(24) سيرة ابن هشام - (2 / 337) ، وصححه الألباني في فقه السيرة ص266
(25) سيرة ابن هشام - (2 / 338) ، ( خ ) 2474 ، ( م ) 45 - ( 2190 ) ، وصححه الألباني في فقه السيرة ص266
(26) ( د ) 4512
(27) سيرة ابن هشام - (2 / 338)
(28) ( د ) 4512
(29) ( د ) 4512 ، ( م ) 45 - ( 2190 )
(30) سيرة ابن هشام - (2 / 338) ، ( د ) 4512
(31) ( د ) 4512 ، ( م ) 45 - ( 2190 )
(32) ( م ) 45 - ( 2190 ) ، ( خ ) 2474 ، ( د ) 4508
(33) ( خ ) 5441 ، 2998 ، ( حم ) 9826
(34) ( د ) 4512
(35) سيرة ابن هشام - (2 / 338)
(36) ( د ) 4512
(37) جَمْع لَهَاة وَهِيَ سَقْف اَلْفَم أَوْ اَللَّحْمَة اَلْمُشْرِفَة عَلَى اَلْحَلْقِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 112)
كَأَنَّهُ بَقِيَ لِلسُّمِّ عَلَامَة وَأَثَر مِنْ سَوَاد أَوْ غَيْره . شرح النووي على مسلم - (ج 7 / ص 329)
(38) ( خ ) 2474 ، ( م ) 45 - ( 2190 ) ، ( حم ) 13309
(39) ( حم ) : 2785 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(40) سيرة ابن هشام - (2 / 338) ، ( خ ) 4165 , ( د ) 4512(4/335)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" لَأَنْ أَحْلِفَ [ بِاللَّهِ ] (1) تِسْعًا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قُتِلَ قَتْلًا , أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ وَاحِدَةً أَنَّهُ لَمْ يُقْتَلْ , وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَهُ نَبِيًّا وَاتَّخَذَهُ شَهِيدًا " , قَالَ الْأَعْمَشُ : فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ , فَقَالَ : كَانُوا يَرَوْنَ وَيَقُولُونَ أَنَّ الْيَهُودَ سَمُّوهُ وَأَبَا بَكْرٍ - رضي الله عنه - . (2)
__________
(1) ( حم ) 3617 ، قال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( حم ) 4139 ، ( عب ) 9571 ، ( ك ) 4394 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(4/336)
( خ م ت د جة حم ) , وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ :
( دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها فَقُلْتُ : أَلَا تُحَدِّثِينِي عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , قَالَتْ : بَلَى ) (1) ( " أَوَّلُ مَا اشْتَكَى رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ ك ) (2) ( وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، إِذَا مَرَّ بِبَابِي مِمَّا يُلْقِي الْكَلِمَةَ يَنْفَعُ اللَّهُ - عز وجل - بِهَا ، فَمَرَّ ذَاتَ يَوْمٍ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا ، ثُمَّ مَرَّ أَيْضًا فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا - مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا - " , فَقُلْتُ : يَا جَارِيَةُ ، ضَعِي لِي وِسَادَةً عَلَى الْبَابِ ، وَعَصَبْتُ رَأْسِي ) (3) ( " فَرَجَعَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ جِنَازَةٍ بِالْبَقِيع (4) ) (5) ( فَمَرَّ بِي ) (6) ( فَوَجَدَنِي أَقُولُ : وَارَأْسَاهُ ) (7) ( فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ ، مَا شَأْنُكِ ؟ " ) (8) ( فَقُلْتُ : أَجِدُ صُدَاعًا فِي رَأْسِي ) (9) ( فَقَالَ : " بَلْ أَنَا يَا عَائِشَةُ وَارَأْسَاهُ , ثُمَّ قَالَ : مَا ضَرَّكِ لَوْ مِتِّ قَبْلِي ؟ ، فَقُمْتُ عَلَيْكِ فَغَسَّلْتُكِ وَكَفَّنْتُكِ ، وَصَلَّيْتُ عَلَيْكِ ) (10) ( وَأَسْتَغْفِرَ لَكِ ، وَأَدْعُوَ لَكِ ) (11) ( وَدَفَنْتُكِ ؟ " ) (12) ( فَقُلْتُ لَهُ - غَيْرَى - : ) (13) ( وَاثُكْلِيَاهْ ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَظُنُّكَ تُحِبُّ مَوْتِي ، وَلَوْ ) (14) ( فَعَلْتُ ذَلِكَ لَقَدْ رَجَعْتَ إِلَى بَيْتِي فَأَعْرَسْتَ فِيهِ بِبَعْضِ نِسَائِكَ ، قَالَتْ : " فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ ) (15) ( قَالَ : لَقَدْ هَمَمْتُ أَوْ أَرَدْتُ أَنْ أُرْسِلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَابْنِهِ ) (16) ( حَتَّى أَكْتُبَ كِتَابًا ) (17) ( فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ ، وَيَقُولُ قَائِلٌ : أَنَا أَوْلَى ) (18) ( ثُمَّ قُلْتُ : ) (19) ( يَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَّا أَبَا بَكْرٍ ) (20) ( ثُمَّ بُدِئَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِوَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ ) (21) ( وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ ) (22) ( فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ عَلَيْهِ الْوَجَعُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (23) ( وَمَا أَغْبِطُ (24) أَحَدًا بِهَوْنِ مَوْتٍ (25) ) (26) ( وَلَا أَكْرَهُ شِدَّةَ الْمَوْتِ لِأَحَدٍ أَبَدًا ) (27) ( بَعْدَ الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ شِدَّةِ مَوْتِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (28) ) (29) ( وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدُورُ فِي نِسَائِهِ ) (30) ( وَيَقُولُ : أَيْنَ أَنَا الْيَوْمَ ؟ ، أَيْنَ أَنَا غَدًا ؟ - اسْتِبْطَاءً لِيَوْمِ عَائِشَةَ ) (31) ( وَحِرْصًا عَلَى بَيْتِ عَائِشَةَ - قَالَتْ عَائِشَةُ : فَلَمَّا كَانَ يَوْمِي سَكَنَ ) (32) ( فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (33) ( مُعْتَمِدًا عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَعَلَى رَجُلٍ آخَرَ ، وَرِجْلَاهُ تَخُطَّانِ فِي الْأَرْضِ ) (34) ( وَبَعَثَ إِلَى ) (35) ( أَزْوَاجِهِ ) (36) ( فَاجْتَمَعْنَ ، فَقَالَ : إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَدُورَ بَيْنَكُنَّ ، فَإِنْ رَأَيْتُنَّ أَنْ تَأْذَنَّ لِي فَأَكُونَ عِنْدَ عَائِشَةَ فَعَلْتُنَّ ) (37) ( فَاسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ فِي أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي ) (38) ( - وَلَمْ أُمَرِّضْ أَحَدًا قَبْلَهُ - " ) (39) ( فَأَذِنَ لَهُ أَزْوَاجُهُ أَنْ يَكُونُ حَيْثُ شَاءَ ) (40) ( " وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا اشْتَكَى نَفَثَ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَمَسَحَ عَنْهُ بِيَدِهِ (41) ) (42) ( فَجَعَلْنَا نُشَبِّهُ نَفْثَهُ نَفْثَ آكِلِ الزَّبِيبِ ) (43) ( فَلَمَّا اشْتَكَى وَجَعَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ ) (44) ( كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ ) (45) ( بِالْمُعَوِّذَاتِ ) (46) ( وَجَعَلْتُ أَنْفُثُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُهُ بِيَدِ نَفْسِهِ لِأَنَّهَا كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْ يَدِي " ) (47) ( فَحَضَرَتْ الصَلَاةُ فَأُذِّنَ ) (48) ( فَجَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَلَاةِ ) (49) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَصَلَّى النَّاسُ ؟ " , قُلْنَا : لَا ، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ , قَالَ : " ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ (50) " , قَالَتْ : فَفَعَلْنَا " فَاغْتَسَلَ ، فَذَهَبَ لِيَنُوءَ (51) فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ : أَصَلَّى النَّاسُ ؟ " , قُلْنَا : لَا , هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ , قَالَتْ : فَقَعَدَ فَاغْتَسَلَ ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ : أَصَلَّى النَّاسُ ؟ " , قُلْنَا : لَا ، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ : " ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ ، فَقَعَدَ فَاغْتَسَلَ ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ : أَصَلَّى النَّاسُ ؟ " , فَقُلْنَا : لَا ، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ - وَالنَّاسُ عُكُوفٌ فِي الْمَسْجِدِ ، يَنْتَظِرُونَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لِصَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ - ) (52) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ : " مُرْ النَّاسَ فَلْيُصَلُّوا " ، فَلَقِيَ عُمَرَ - رضي الله عنه - ، فَقَالَ : يَا عُمَرُ ، صَلِّ بِالنَّاسِ ، فَصَلَّى بِهِمْ ، " فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَوْتَهُ فَعَرَفَهُ - وَكَانَ جَهِيرَ الصَّوْتِ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَلَيْسَ هَذَا صَوْتَ عُمَرَ ؟ " قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : " يَأْبَى اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ ذَلِكَ وَالْمُؤْمِنُونَ ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ " قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقُلْتُ : إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ لَا يَمْلِكُ دَمْعَهُ ، وَإِنَّهُ إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ بَكَى ) (53) ( وَإِنَّهُ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ يُسْمِعْ النَّاسَ مِنْ الْبُكَاءِ ، فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ ) (54) ( فَقَالَ : " مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ " ) (55) ( قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقُلْتُ لِحَفْصَةَ : قُولِي لَهُ : إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ يُسْمِعْ النَّاسَ مِنْ الْبُكَاءِ ، فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ ، فَفَعَلَتْ حَفْصَةُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَهْ ، إِنَّكُنَّ لَأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ " , فَقَالَتْ حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ : مَا كُنْتُ لِأُصِيبَ مِنْكِ خَيْرًا ) (56) ( فَأُرْسِلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ بِأَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ، فَأَتَاهُ الرَّسُولُ فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأْمُرُكَ أَنْ تُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ، فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ تِلْكَ الْأَيَّامَ ) (57) ( قَالَتْ عَائِشَةَ : لَقَدْ رَاجَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي ذَلِكَ ، وَمَا حَمَلَنِي عَلَى كَثْرَةِ مُرَاجَعَتِهِ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَقَعْ فِي قَلْبِي أَنْ يُحِبَّ النَّاسُ بَعْدَهُ رَجُلًا قَامَ مَقَامَهُ أَبَدًا ، وَكُنْتُ أُرَى أَنَّهُ لَنْ يَقُومَ أَحَدٌ مَقَامَهُ إِلَّا تَشَاءَمَ النَّاسُ بِهِ ، فَأَرَدْتُ أَنْ يَعْدِلَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أَبِي بَكْرٍ ) (58) ( ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " أَهَرِيقُوا عَلَيَّ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ لَمْ تُحْلَلْ أَوْكِيَتُهُنَّ ، لَعَلِّي أَعْهَدُ إِلَى النَّاسِ ، فَأَجْلَسْنَاهُ فِي مِخْضَبٍ لِحَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، ثُمَّ طَفِقْنَا نَصُبُّ عَلَيْهِ مِنْ تِلْكَ الْقِرَبِ ، حَتَّى طَفِقَ يُشِيرُ إِلَيْنَا بِيَدِهِ أَنْ : قَدْ فَعَلْتُنَّ ، قَالَتْ : فَوَجَدَ مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً ، فَخَرَجَ إِلَى النَّاسِ ) (59) ( يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ ) (60) ( أَحَدُهُمَا الْعَبَّاسُ ) (61) ( كَأَنِّي أَنْظُرُ رِجْلَيْهِ تَخُطَّانِ ) (62) ( فِي الْأَرْضِ ) (63) ( مِنْ الْوَجَعِ " ) (64) ( وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ الظُّهْرَ ) (65) ( حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ ) (66) ( فَلَمَّا رَآهُ النَّاسُ سَبَّحُوا بِأَبِي بَكْرٍ ) (67) ( فَأَرَادَ أَنْ يَتَأَخَّرَ ، " فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ مَكَانَكَ ، ثُمَّ قَالَ : ) (68) ( أَجْلِسَانِي إِلَى جَنْبِهِ , فَأَجْلَسَاهُ ) (69) ( عَنْ يَسَارِ أَبِي بَكْرٍ ، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي قَائِمًا ، وَكَانَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي قَاعِدًا ، يَقْتَدِي أَبُو بَكْرٍ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (70) ( وَيُسْمِعُ النَّاسَ التَّكْبِيرَ ) (71) ( وَالنَّاسُ مُقْتَدُونَ بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ ) (72) ( قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ : فَدَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ - رضي الله عنهما -فَقُلْتُ لَهُ : أَلَا أَعْرِضُ عَلَيْكَ مَا حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ عَنْ مَرَضِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , قَالَ : هَاتِ ، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَدِيثَهَا فَمَا أَنْكَرَ مِنْهُ شَيْئًا ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ : أَسَمَّتْ لَكَ الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ مَعَ الْعَبَّاسِ ؟ , قُلْتُ : لَا , قَالَ : هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - ) (73) .
__________
(1) ( خ ) 655 ، ( م ) 90 - ( 418 )
(2) ( م ) 91 - ( 418 )
(3) ( حم ) 25883 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
(4) الْبَقِيع مَقْبَرَة الْمُسْلِمِينَ بالمدينة .
(5) ( حم ) 25950 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث حسن .
(6) ( حم ) 25883
(7) ( جة ) 1465 ، ( خ ) 5342
(8) ( حم ) 25883
(9) ( حم ) 25950
(10) ( جة ) 1465 ، ( خ ) 5342
(11) ( خ ) 5342
(12) ( جة ) 1465
(13) ( حم ) 25156 ، انظر تلخيص أحكام الجنائز : 99
(14) ( خ ) 5342
(15) ( حم ) 25950 ، ( مي ) 80 ، ( خ ) 5342
(16) ( خ ) 5342
(17) ( م ) 11 - ( 2387 ) ، ( خ ) 5342
(18) ( م ) 11 - ( 2387 ) ، ( خ ) 5342
(19) ( خ ) 6791
(20) ( م ) 11 - ( 2387 ) ، ( حم ) 25156
(21) ( حم ) 25950
(22) ( خ ) 195
(23) ( خ ) 5322 ، ( م ) 44 - ( 2570 ) ، ( جة ) 1622 ، ( حم ) 25520
(24) غَبَطْتُ الرَّجُلَ أَغْبِطُهُ : إِذَا اِشْتَهَيْتَ أَنْ يَكُونَ لَكَ مِثْلُ مَا لَهُ , وَأَنْ يَدُومَ عَلَيْهِ مَا هُوَ فِيهِ .تحفة الأحوذي(ج3ص37)
(25) أَيْ : بِسُهُولَةِ مَوْتٍ . تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 37)
(26) ( ت ) 979 ، انظر مختصر الشمائل : 325
(27) ( خ ) 4181 ، ( س ) 1830
(28) أَيْ : لَمَّا رَأَيْت شِدَّةَ وَفَاتِهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلِمْت أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ مِنْ الْمُنْذِرَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى سُوءِ عَاقِبَةِ الْمُتَوَفَّى ، وَأَنَّ هَوْنَ الْمَوْتِ وَسُهُولَتَهُ لَيْسَ مِنْ الْمُكْرِمَاتِ , وَإِلَّا لَكَانَ - صلى الله عليه وسلم - أَوْلَى النَّاسِ بِهِ , فَلَا أَكْرَهُ شِدَّةَ الْمَوْتِ لِأَحَدٍ , وَلَا أَغْبِطُ أَحَدًا يَمُوتُ مِنْ غَيْرِ شِدَّةٍ . تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 37)
(29) ( ت ) 979 ، ( خ ) 4181
(30) ( خ ) 3563
(31) ( خ ) 553
(32) ( خ ) 3563
(33) ( حم ) 25883
(34) ( حم ) 24107 ، ( خ ) 195 ، 4178
(35) ( د ) 2137 ، ( حم ) 25883
(36) ( خ ) 634
(37) ( د ) 2137 ، ( خ ) 634 ، ( حم ) 25883
(38) ( خ ) 2448
(39) ( حم ) 25883
(40) ( خ ) 4185
(41) قال معمر : فَسَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ كَيْفَ يَنْفِثُ ؟ ، قَالَ : كَانَ يَنْفِثُ عَلَى يَدَيْهِ ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ . ( خ ) 5403
(42) ( خ ) 4175
(43) ( حم ) 24149 ، ( جة ) 1618 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(44) ( خ ) 4175
(45) ( خ ) 4728
(46) ( خ ) 4175
(47) ( م ) 50 - ( 2192 )
(48) ( خ ) 633
(49) ( خ ) 681
(50) المِخْضَب : الإناء الذي يُغْسَل فيه , صغيرا كان أو كبيرا .
(51) ناء : قام ونهض .
(52) ( خ ) 655 ، ( م ) 90 - ( 418 )
(53) ( حم ) 24107 , ( خ ) 650 ، ( م ) 94 - ( 418 )
(54) ( خ ) 647
(55) ( خ ) 681
(56) ( خ ) 684 ، ( م ) 94 - ( 418 ) ، ( ت ) 3672
(57) ( خ ) 655 ، ( م ) 90 - ( 418 )
(58) ( خ ) 4180 ، ( م ) 93 - ( 418 )
(59) ( خ ) 4178
(60) ( خ ) 633
(61) ( خ ) 655 ، ( م ) 90 - ( 418 )
(62) ( خ ) 633
(63) ( خ ) 681
(64) ( خ ) 633
(65) ( خ ) 655 ، ( م ) 90 - ( 418 )
(66) ( خ ) 681
(67) ( جة ) 1235 , ( حم ) 3355 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(68) ( خ ) 633 ، ( م ) 95 - ( 418 )
(69) ( خ ) 655 ، ( م ) 90 - ( 418 )
(70) ( خ ) 681 ، ( م ) 95 - ( 418 )
(71) ( خ ) 680
(72) ( خ ) 681 ، ( س ) 833 ، ( جة ) 1232 ، ( حم ) 25918
(73) ( خ ) 655 ، ( م ) 90 - ( 418 ) ، ( س ) 834(4/337)
( جة حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ الْقِرَاءَةِ [ حِينَ جَاءَ ] (1) مِنْ حَيْثُ كَانَ بَلَغَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - " (2)
__________
(1) ( حم ) 3330 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( جة ) 1235 , ( حم ) 3330(4/338)
( خ م ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا فَصَلَّى عَلَى ) (1) ( قَتْلَى أُحُدٍ بَعْدَ ثَمَانِي سِنِينَ ) (2) ( صَلَاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ ) (3) ( ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ كَالْمُوَدِّعِ لِلْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ ) (4) ( فَقَالَ : إِنِّي بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فَرَطٌ , وَأَنَا عَلَيْكُمْ شَهِيدٌ , وَإِنَّ مَوْعِدَكُمْ الْحَوْضُ ) (5) ( وَإِنِّي وَاللَّهِ ) (6) ( لَأَنْظُرُ إِلَيْهِ ) (7) ( الْآنَ ) (8) ( مِنْ مَقَامِي هَذَا ) (9) ( وَإِنِّي قَدْ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ) (10) ( وَإِنِّي لَسْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ ) (11) ( أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي ) (12) ( وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا ) (13) ( أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا وَتَقْتَتِلُوا , فَتَهْلِكُوا كَمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ " ) (14) ( قَالَ عُقْبَةُ : فَكَانَتْ آخِرَ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (15) ( عَلَى الْمِنْبَرِ ) (16) .
__________
(1) ( خ ) 3401 , ( م ) 30 - ( 2296 )
(2) ( خ ) 3816
(3) ( خ ) 3401 , ( م ) 30 - ( 2296 )
(4) ( م ) 31 - ( 2296 )
(5) ( خ ) 3816 , ( م ) 30 - ( 2296 )
(6) ( خ ) 3401
(7) ( خ ) 3816
(8) ( خ ) 3401
(9) ( خ ) 3816 , ( م ) 30 - ( 2296 )
(10) ( خ ) 6062 , ( م ) 30 - ( 2296 )
(11) ( خ ) 3816
(12) ( خ ) 3401 , ( م ) 30 - ( 2296 )
(13) ( خ ) 3816 , ( م ) 31 - ( 2296 )
(14) ( م ) 31 - ( 2296 ) , ( خ ) 3401 , ( حم ) 17382
(15) ( خ ) 3816 , ( م ) 31 - ( 2296 )
(16) ( م ) 31 - ( 2296 )(4/339)
( خ م ت جة حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ ) (1) ( مُتَعَطِّفًا مِلْحَفَةً عَلَى مَنْكِبَيْهِ , قَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ بِعِصَابَةٍ دَسِمَةٍ ) (2) ( فَتَلَقَّتْهُ الْأَنْصَارُ بَيْنَهُمْ , فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنِّي لَأُحِبُّكُمْ ) (3) ( فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ ) (4) ( - وَكَانَ آخِرَ مَجْلِسٍ جَلَسَهُ - فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ إِلَيَّ " , فَثَابُوا إِلَيْهِ ) (5) ( " فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : ) (6) ( إِنَّ اللَّهَ خَيَّرَ عَبْدًا ) (7) ( بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا مَا شَاءَ , وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ ) (8) ( فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ اللَّهِ " , فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - رضي الله عنه - ) (9) ( وَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي , بَلْ نَفْدِيكَ بِأَمْوَالِنَا وَأَنْفُسِنَا وَأَوْلَادِنَا ) (10) ( فَعَجِبْنَا لِبُكَائِهِ ) (11) ( وَقَالَ النَّاسُ : انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ , يُخْبِرُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ عَبْدٍ خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ وَهُوَ يَقُولُ : فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا ) (12) ( " فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - هُوَ الْعَبْدَ ) (13) ( الْمُخَيَّرَ " , وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا ) (14) ( بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (15) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا أَبَا بَكْرٍ لَا تَبْكِ ) (16) ( إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ النَّاسِ أَحَدٌ أَمَنَّ عَلَيَّ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ مِنْ أَبِي بكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ ) (17) وفي رواية : ( مَا لِأَحَدٍ عِنْدَنَا يَدٌ إِلَّا وَقَدْ كَافَيْنَاهُ مَا خَلَا أَبَا بَكْرٍ , فَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا يَدًا يُكَافِئُهُ اللَّهُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَمَا نَفَعَنِي مَالُ أَحَدٍ قَطُّ مَا نَفَعَنِي مَالُ أَبِي بَكْرٍ " ) (18) ( فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ : هَلْ أَنَا وَمَالِي إِلَّا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ) (19) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَلَا إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ خَلِيلٍ مِنْ خِلَّتِهِ , وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا ) (20) ( مِنْ النَّاسِ خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا ) (21) ( وَلَكِنَّهُ أَخِي وَصَاحِبِي , وَقَدْ اتَّخَذَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلًا ) (22) ( لَا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ بَابٌ إِلَّا سُدَّ , إِلَّا بَابَ أَبِي بَكْرٍ ) (23) ( ثُمَّ قَالَ : أُوصِيكُمْ بِالْأَنْصَارِ , فَإِنَّهُمْ كَرِشِي وَعَيْبَتِي , وَقَدْ قَضَوْا الَّذِي عَلَيْهِمْ وَبَقِيَ الَّذِي لَهُمْ ) (24) وَبَقِيَ الَّذِي عَلَيْكُمْ (25) ( وَإِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ , وَيَقِلُّ الْأَنْصَارُ حَتَّى يَكُونُوا فِي النَّاسِ بِمَنْزِلَةِ الْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ ) (26) ( فَمَنْ وَلِيَ شَيْئًا مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - فَاسْتَطَاعَ أَنْ يَضُرُّ فِيهِ أَحَدًا أَوْ يَنْفَعَ فِيهِ أَحَدًا , فَلْيَقْبَلْ مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَيَتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيئِهِمْ ) (27) ( قَالَ : فَكَانَ آخِرَ مَجْلِسٍ جَلَسَ بِهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ) (28) .
__________
(1) ( حم ) 11881 , ( خ ) 455
(2) ( خ ) 885 , ( حم ) 2074
(3) ( حم ) 12973 , ( حب ) 7271 , انظر الصَّحِيحَة : 916
(4) ( خ ) 455 , ( حم ) 2432
(5) ( خ ) 885
(6) ( خ ) 455 , ( حم ) 2432
(7) ( خ ) 454
(8) ( خ ) 3691
(9) ( خ ) 454
(10) ( حم ) 11881 , ( خ ) 3691 , ( ت ) 3660
(11) ( خ ) 3454
(12) ( خ ) 3691 , ( ت ) 3660
(13) ( خ ) 454
(14) ( خ ) 3454 , ( م ) 2 - ( 2382 )
(15) ( ت ) 3659 , ( حم ) 15964 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : صحيح لغيره .
(16) ( خ ) 454 , ( م ) 2 - ( 2382 )
(17) ( خ ) 455 , ( حم ) 2432
(18) ( ت ) 3661 , ( جة ) 94
(19) ( جة ) 94 , ( حم ) 7439
(20) ( جة ) 93 , ( م ) 7 - ( 2383 ) , ( ت ) 3655
(21) ( خ ) 455 , ( م ) 7 - ( 2383 ) , ( حم ) 2432
(22) ( م ) 3 - ( 2383 ) , ( ت ) 3655 , ( حم ) 4182
(23) ( خ ) 454 , ( م ) 2 - ( 2382 ) , ( ت ) 3660 , ( حم ) 11150
(24) ( خ ) 3588 , ( حم ) 12973
(25) ( حم ) 12973 , ( حب ) 7271
(26) ( خ ) 3429 , ( م ) 176 - ( 2510 ) , ( ت ) 3907
(27) ( خ ) 885 , 3589 , ( م ) 176 - ( 2510 ) , ( ت ) 3907 , ( حم ) 13906
(28) ( خ ) 3429(4/340)
( خ م س جة حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( آخِرُ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( يَوْمَ الْاِثْنَيْنِ ) (2) ( لَمْ يَخْرُجْ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَلَاثًا ) (3) ( فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - يُصَلِّي لَنَا ) (4) ( فَبَيْنَمَا الْمُسْلِمُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ ، لَمْ يَفْجَأْهُمْ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ رضي الله عنها ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ صُفُوفٌ ) (5) ( خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ ) (6) ( قَالَ أَنَسٌ : فَلَمَّا وَضَحَ لَنَا وَجْهُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَا نَظَرْنَا مَنْظَرًا كَانَ أَعْجَبَ إِلَيْنَا مِنْ وَجْهِهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ وَضَحَ لَنَا ) (7) ( كَأَنَّهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ ) (8) ( فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ضَاحِكًا ) (9) ( حِينَ رَآنَا صُفُوفًا " ) (10) ( فَهَمَمْنَا أَنْ نَفْتَتِنَ مِنْ الْفَرَحِ بِرُؤْيَةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (11) ( فَأَشَارَ إِلَيْنَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِ أَنْ أَتِمُّوا صَلَاتَكُمْ ) (12) ( وَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - عَلَى عَقِبَيْهِ وَظَنَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (13) ( يُرِيدُ أَنْ يُصَلِّيَ لِلنَّاسِ ) (14) ( " فَأَشَارَ إِلَيْهِ أنْ كَمَا أَنْتَ ، ثُمَّ أَرْخَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (15) ( السِّتْرَ بَيْنَهُ وَبَيْنَنَا ) (16) ( وَتُوُفِّيَ مِنْ آخِرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ - صلى الله عليه وسلم - " ) (17)
__________
(1) ( م ) 99 - ( 419 )
(2) ( خ ) 648 ، ( س ) 1831
(3) ( م ) 100 - ( 419 )
(4) ( خ ) 648
(5) ( خ ) 721
(6) ( س ) 1831
(7) ( خ ) 649 ، ( م ) 100 - ( 419 )
(8) ( جة ) 1624 ، ( خ ) 648
(9) ( م ) 98 - ( 419 ) =( خ ) 648
(10) ( حم ) 12688 ، ( خ ) 1148
(11) ( خ ) 648
(12) ( م ) 98 - ( 419 ) ، ( خ ) 648
(13) ( خ ) 1148
(14) ( حم ) 12688 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(15) ( حم ) 13051 ، ( خ ) 649
(16) ( حم ) 12688 ، ( خ ) 648
(17) ( خ ) 721 ، ( م ) 98 - ( 419 ) ، ( س ) 1831 ، ( جة ) 1624(4/341)
( خ م س حم ) , وَعَنْ الْأَسْوَدِ قَالَ :
( ذَكَرُوا عِنْدَ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - كَانَ وَصِيًّا (1) فَقَالَتْ : مَتَى أَوْصَى إِلَيْهِ ؟ ) (2) ( رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ حِينَ دَخَلَ مِنْ الْمَسْجِدِ ) (3) ( فَأسْنَدْتُهُ إِلَى صَدْرِي ) (4) ( فَدَخَلَ ) (5) ( عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - ) (6) ( وَمَعَهُ سِوَاكٌ يَسْتَنُّ بِهِ ، " فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " ) (7) ( فَعَرَفْتُ أَنَّهُ يُحِبُّ السِّوَاكَ ، فَقُلْتُ : آخُذُهُ لَكَ ؟ , " فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ " ) (8) ( فَقُلْتُ لَهُ : أَعْطِنِي هَذَا السِّوَاكَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ ، فَأَعْطَانِيهِ , فَقَصَمْتُهُ ثُمَّ مَضَغْتُهُ فَأَعْطَيْتُهُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، " فَاسْتَنَّ بِهِ ) (9) ( وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى صَدْرِي ) (10) ( كَأَحْسَنِ مَا رَأَيْتُهُ مُسْتَنًّا قَطُّ ، ثُمَّ ذَهَبَ يَرْفَعُهُ إِلَيَّ فَسَقَطَ مِنْ يَدِهِ " ) (11) ( فَجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ الدُّنْيَا وَأَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ الْآخِرَةِ ) (12) ( " وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ (13) فِيهَا مَاءٌ ، فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ فِي الْمَاءِ فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ وَيَقُولُ : " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ ) (14) ( وَدَعَا بِالطَّسْتِ لِيَبُولَ فِيهَا ) (15) ( قَالَتْ : وَكُنْتُ أَسْمَعُ ) (16) ( رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ صَحِيحٌ يَقُولُ : ) (17) ( لَا يَمُوتُ نَبِيٌّ ) (18) ( حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ ، ثُمَّ ) (19) ( يُخَيَّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ) (20) ( فَلَمَّا اشْتَكَى وَحَضَرَهُ الْقَبْضُ ) (21) ( غُشِيَ عَلَيْهِ سَاعَةً " ) (22) ( فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَجَعَلْتُ أُمِرُّهَا عَلَى صَدْرِهِ وَدَعَوْتُ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ التَّي ) (23) ( " كَانَ يَدْعُو لَهُ بِهَا جِبْرِيلُ - عليه السلام - ، وَكَانَ هُوَ يَدْعُو بِهَا إِذَا مَرِضَ ، فَلَمْ يَدْعُ بِهَا فِي مَرَضِهِ ذَلِكَ ) (24) ( أَذْهِبْ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ , فَانْتَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدِي ) (25) ( وَرَفَعَ بَصَرَهُ ) (26) ( نَحْوَ سَقْفِ الْبَيْتِ ) (27) ( ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ ) (28) ( فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ - وَأَخَذَتْهُ بُحَّةٌ شَدِيدَةٌ - : { مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا } (29) " ) (30) اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي ، وَاجْعَلْنِي مَعَ الرَّفِيقِ الْأَعْلَى (31) " (32) ( فَقُلْتُ : إِذَنْ لَا يَخْتَارُنَا ، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَدِيثُ ) (33) ( الَّذِي كَانَ يُحَدِّثُنَا بِهِ وَهُوَ صَحِيحٌ ) (34) ( وَأَنَّهُ خُيِّرَ ) (35) ( فَقُلْتُ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ خُيِّرْتَ فَاخْتَرْتَ ) (36) ( قَالَتْ : " فَكَانَتْ آخِرَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا : اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى ) (37) ( حَتَّى فَاضَتْ نَفْسُهُ ) (38) ( وَمَالَتْ يَدُهُ ) (39) ( فَلَمَّا خَرَجَتْ نَفْسُهُ لَمْ أَجِدْ رِيحًا قَطُّ أَطْيَبَ مِنْهَا ) (40) ( ومَالَ رَأْسُهُ نَحْوَ رَأْسِي ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُرِيدُ مِنْ رَأْسِي حَاجَةً ، فَخَرَجَتْ مِنْ فِيهِ نُطْفَةٌ بَارِدَةٌ فَوَقَعَتْ عَلَى ثُغْرَةِ نَحْرِي فَاقْشَعَرَّ لَهَا جِلْدِي ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ غُشِيَ عَلَيْهِ ، فَسَجَّيْتُهُ ثَوْبًا ) (41) ( فَقَبَضَهُ اللَّهُ وَإِنَّ رَأْسَهُ لَبَيْنَ نَحْرِي وَسَحْرِي (42) ) (43) بَيْنَ حَاقِنَتِي وَذَاقِنَتِي (44) ( وَلَيْسَ عِنْدَهُ أَحَدٌ غَيْرِي ) (45) ( فَمَا شَعَرْتُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ ) (46) ( وَدُفِنَ فِي بَيْتِي ) (47) ( فَمَتَى أَوْصَى إِلَيْهِ ؟ ) (48) .
__________
(1) قَالَ الْقُرْطُبِيّ : كَانَتْ الشِّيعَة قَدْ وَضَعُوا أَحَادِيث فِي أَنَّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أَوْصَى بِالْخِلَافَةِ لِعَلِيٍّ ، فَرَدَّ عَلَيْهِمْ جَمَاعَة مِنْ الصَّحَابَة ذَلِكَ ، وَكَذَا مَنْ بَعْدهمْ ، فَمِنْ ذَلِكَ مَا اِسْتَدَلَّتْ بِهِ عَائِشَة كَمَا سَيَأْتِي ، وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ عَلِيًّا لَمْ يَدَّعِ ذَلِكَ لِنَفْسِهِ وَلَا بَعْد أَنْ وُلِّيَ الْخِلَافَة ، وَلَا ذَكَرَهُ أَحَد مِنْ الصَّحَابَة يَوْم السَّقِيفَة , وَهَؤُلَاءِ تَنَقَّصُوا عَلِيًّا مِنْ حَيْثُ قَصَدُوا تَعْظِيمه ، لِأَنَّهُمْ نَسَبُوهُ - مَعَ شَجَاعَته الْعُظْمَى وَصَلَابَته فِي الدِّين - إِلَى الْمُدَاهَنَة وَالتَّقِيَّة وَالْإِعْرَاض عَنْ طَلَب حَقّه مَعَ قُدْرَته عَلَى ذَلِكَ , وَقَالَ غَيْره : الَّذِي يَظْهَر أَنَّهُمْ ذَكَرُوا عِنْدهَا أَنَّهُ أَوْصَى لَهُ بِالْخِلَافَةِ فِي مَرَض مَوْته فَلِذَلِكَ سَاغَ لَهَا إِنْكَار ذَلِكَ ، وَاسْتَنَدَتْ إِلَى مُلَازَمَتهَا لَهُ فِي مَرَض مَوْته إِلَى أَنْ مَاتَ فِي حِجْرهَا وَلَمْ يَقَع مِنْهُ شَيْء مِنْ ذَلِكَ , فَسَاغَ لَهَا نَفْي ذَلِكَ ، كَوْنه مُنْحَصِرًا فِي مَجَالِس مُعَيَّنَة لَمْ تَغِبْ عَنْ شَيْء مِنْهَا , وَقَدْ أَخْرَجَ أَحْمَد وَابْن مَاجَهْ بِسَنَدٍ قَوِيّ وَصَحَّحَهُ مِنْ رِوَايَة أَرْقَم بْن شُرَحْبِيل عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي أَثْنَاء حَدِيث فِيهِ أَمْر النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَرَضه أَبَا بَكْر أَنْ يُصَلِّي بِالنَّاسِ ، قَالَ فِي آخِر الْحَدِيث : " مَاتَ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وَلَمْ يُوصِ " وَسَيَأْتِي فِي الْوَفَاة النَّبَوِيَّة عَنْ عُمَر " مَاتَ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وَلَمْ يَسْتَخْلِف " وَأَخْرَجَ أَحْمَد وَالْبَيْهَقِيُّ فِي " الدَّلَائِل " مِنْ طَرِيق الْأَسْوَد بْن قَيْس عَنْ عَمْرو بْن أَبِي سُفْيَان عَنْ عَلِيّ أَنَّهُ لَمَّا ظَهَرَ يَوْم الْجَمَل قَالَ : " يَا أَيّهَا النَّاس ، إِنَّ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَعْهَد إِلَيْنَا فِي هَذِهِ الْإِمَارَة شَيْئًا " الْحَدِيث . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 295)
(2) ( خ ) 2590 ، ( م ) 19 - ( 1636 )
(3) ( حم ) 26390 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(4) ( خ ) 2590 , ( م ) 19 - ( 1636 )
(5) ( حم ) 26390
(6) ( خ ) 4174
(7) ( خ ) 850
(8) ( خ ) 4184
(9) ( خ ) 850
(10) ( خ ) 4185
(11) ( حم ) 24262 , ( خ ) 4186
(12) ( خ ) 4186
(13) الرَّكْوة إناءٌ صغير من جِلْدٍ يُشْرَب فيه الماءُ . لسان العرب - (ج 14 / ص 333)
(14) ( خ ) 4184
(15) ( س ) 3624 ، ( خ ) 2590 ، ( م ) 19 - ( 1636 )
(16) ( خ ) 4171
(17) ( خ ) 4173
(18) ( خ ) 4171
(19) ( خ ) 4173
(20) ( خ ) 4171
(21) ( خ ) 4173
(22) ( خ ) 5988
(23) ( حم ) 24979
(24) ( حم ) 24262 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(25) ( حم ) 24935 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
(26) ( حم ) 24262 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(27) ( خ ) 4173
(28) ( خ ) 4184
(29) [النساء/69]
(30) ( خ ) 4171 ، ( م ) 85 - ( 2444 ) ، ( جة ) 1620
(31) الْمُرَادُ بِالرَّفِيقِ الْأَعْلَى هُنَا : جَمَاعَةُ الْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَسْكُنُونَ أَعْلَى عِلِّيِّينَ , , وَالْمُرَادُ هُنَا الْجَمْعُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا } كَذَا قَالَ الْجَزَرِيُّ وَغَيْرُهُ , وَعِنْدَ الْبُخَارِيِّ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : كُنْت أَسْمَعُ أَنَّهُ لَا يَمُوتُ نَبِيٌّ حَتَّى يُخَيَّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ , فَسَمِعْت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَأَخَذْته بُحَّةٌ يَقُولُ : { مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ } الْآيَةَ , فَظَنَنْت أَنَّهُ خُيِّرَ , قَالَ الْحَافِظُ : وَفِي رِوَايَةِ الْمُطَّلِبِ عَنْ عَائِشَةَ عِنْدَ أَحْمَدَ : " فَقَالَ : مَعَ الرَّفِيقِ الْأَعْلَى , { مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا } . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 395)
(32) ( م ) 46 - ( 2191 ) ، ( خ ) 4176
(33) ( خ ) 6144 ، ( م ) 87 - ( 2444 )
(34) ( م ) 87 - ( 2444 ) ، ( خ ) 5988
(35) ( خ ) 4171
(36) ( حم ) 26390
(37) ( خ ) 4194 ، ( م ) 87 - ( 2444 )
(38) ( حم ) 24262 , ( خ ) 4184
(39) ( خ ) 4184
(40) ( حم ) 24949 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(41) ( حم ) 25883 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
(42) السَّحْر : هُوَ الصَّدْر ، وَهُوَ فِي الْأَصْل الرِّئَة , وَالنَّحْر : الْمُرَاد بِهِ مَوْضِع النَّحْر , وَالْمُرَاد أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاتَ وَرَأْسه بَيْن حَنَكهَا وَصَدْرهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 12 / ص 255)
(43) ( خ ) 4919 ، ( م ) 84 - ( 2443 )
(44) ( خ ) 4174
(45) ( س ) 3625
(46) ( خ ) 2590 ، ( م ) 19 - ( 1636 )
(47) ( خ ) 553
(48) ( خ ) 2590 ، ( م ) 19 - ( 1636 ) ، ( س ) 3624 ، ( جة ) 1626(4/342)
( جة ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَمُوتُ وَعَندَهُ قَدَحٌ فِيهِ مَاءٌ , فَيُدْخِلُ يَدَهُ فِي الْقَدَحِ وَيَمْسَحُ وَجْهَهُ بِالْمَاءِ ثُمَّ يَقُولُ : اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى سَكَرَاتِ الْمَوْتِ " (1)
__________
(1) ( جة ) 1623 ( حم ) 24401 , وصححه الألباني في فقه السيرة ص464 ، والحديث ضعيف عند ( جة , حم ) .(4/343)
( حب ) , عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" أُغْمِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِي " ، فَجَعَلْتُ أَمْسَحُهُ وَأَدْعُو لَهُ بِالشِّفَاءِ " فَلَمَّا أَفَاقَ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : لَا ، بَلْ أَسْأَلُ اللَّهَ الرَّفِيقَ الأَعْلَى ، مَعَ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وإِسْرَافِيلَ " (1)
__________
(1) ( حب ) 6591 , ( ن ) 10936 , انظر الصَّحِيحَة تحت حديث : 3104 ، صحيح موارد الظمآن : 1805(4/344)
( خ جة س ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " لَمَّا وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ كَرْبِ الْمَوْتِ مَا وَجَدَ ) (1) ( جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ " ) (2) ( فَقَالَتْ فَاطِمَةُ ك : وَاكَرْبَ أَبَتَاهْ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا كَرْبَ عَلَى أَبِيكِ بَعْدَ الْيَوْمِ إِنَّهُ قَدْ حَضَرَ مِنْ أَبِيكِ مَا لَيْسَ بِتَارِكٍ مِنْهُ أَحَدًا ، الْمُوَافَاةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " ) (3) ( فَلَمَّا مَاتَ قَالَتْ : يَا أَبَتَاهْ ، أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ ، يَا أَبَتَاهْ ، جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهُ ، يَا أَبَتَاهْ ، إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهْ ) (4) ( يَا أَبَتَاهُ , مِنْ رَبِّهِ مَا أَدْنَاهُ ) (5) .
__________
(1) ( جة ) 1629
(2) ( خ ) 4193
(3) ( جة ) 1629 ، ( حم ) 12457 ، انظر الصَّحِيحَة : 1738 ، مختصر الشمائل : 334
(4) ( خ ) 4193 ، ( س ) 1844
(5) ( س ) 1844 ، ( حم ) 13054 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(4/345)
( خ س د جة حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَبفَاسْتَأْذَنَا , فَأَذِنْتُ لَهُمَا وَجَذَبْتُ إِلَيَّ الْحِجَابَ ، فَنَظَرَ عُمَرُ إِلَيْهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : وَاغَشْيَاهْ ، مَا أَشَدُّ غَشْيَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، ثُمَّ قَامَا ، فَلَمَّا دَنَوَا مِنْ الْبَابِ قَالَ الْمُغِيرَةُ : يَا عُمَرُ , مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : كَذَبْتَ ، بَلْ أَنْتَ رَجُلٌ تَحُوسُكَ فِتْنَةٌ ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَا يَمُوتُ حَتَّى يُفْنِيَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ , ثُمَّ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - ) (1) ( عَلَى فَرَسٍ مِنْ مَسْكَنِهِ بِالسُّنُحِ حَتَّى نَزَلَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ ، فَلَمْ يُكَلِّمْ النَّاسَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ - وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُسَجًّى (2) بِبُرْدٍ حِبَرَةٍ ، فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ ) (3) ( فَقَالَ : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (4) ( ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ ) (5) ( بَيْنَ عَيْنَيْهِ ) (6) ( وَبَكَى ، ثُمَّ قَالَ : ) (7) ( وَانَبِيَّاهْ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، ثُمَّ حَدَرَ فَاهُ وَقَبَّلَ جَبْهَتَهُ ثُمَّ قَالَ : وَاصَفِيَّاهْ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، ثُمَّ حَدَرَ فَاهُ وَقَبَّلَ جَبْهَتَهُ وَقَالَ : وَاخَلِيلَاهْ ) (8) ( بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا ) (9) ( وَاللَّهِ لَا يَجْمَعُ اللَّهُ عَلَيْكَ مَوْتَتَيْنِ ) (10) ( أَبَدًا ، أَمَّا الْمَوْتَةُ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْكَ فَقَدْ مِتَّهَا ) (11) ( فَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَعُمَرُ يَخْطُبُ النَّاسَ وَيَتَكَلَّمُ وَيَقُولُ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَا يَمُوتُ حَتَّى يُفْنِيَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُنَافِقِينَ ) (12) ( وَلَكِنَّ رَبَّهُ أَرْسَلَ إِلَيْهِ كَمَا أَرْسَلَ إِلَى مُوسَى ، فَمَكَثَ عَنْ قَوْمِهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أنْ يَعِيشَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى يَقْطَعَ أَيْدِيَ رِجَالٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ وَأَلْسِنَتَهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ مَاتَ ) (13) ( فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَيُّهَا الْحَالِفُ عَلَى رِسْلِكَ ) (14) ( اجْلِسْ ، فَأَبَى ، فَقَالَ : اجْلِسْ ، فَأَبَى ) (15) ( فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ ) (16) ( - وَعُمَرُ يُكَلِّمُ النَّاسَ - ) (17) ( فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ) (18) ( فَمَالَ إِلَيْهِ النَّاسُ وَتَرَكُوا عُمَرَ ، فَقَالَ : أَمَّا بَعْدُ ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ ، فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (19) { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ، أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ؟ , وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا , وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ } (20) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: وَاللَّهِ لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَهَا حَتَّى تَلَاهَا أَبُو بَكْرٍ ) (21) ( فَتَلَقَّاهَا مِنْهُ النَّاسُ كُلُّهُمْ ) (22) ( فَمَا يُسْمَعُ بَشَرٌ إِلَّا يَتْلُوهَا ) (23) ( قَالَ عُمَرُ : فَلَكَأَنِّي لَمْ أَقْرَأْهَا إِلَّا يَوْمَئِذٍ ) (24) ( فَقُلْتُ : وَإِنَّهَا لَفِي كِتَابِ اللَّهِ ؟ ، مَا شَعَرْتُ أَنَّهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ ) (25) ( قَالَ عُمَرُ : فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ تَلَاهَا , فَعَقِرْتُ حَتَّى مَا تُقِلُّنِي رِجْلَايَ , فَأَهْوَيْتُ إِلَى الْأَرْضِ , وَعَلِمْتُ حِينَ سَمِعْتُهُ تَلَاهَا أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ مَاتَ ) (26) ( فَنَشَجَ النَّاسُ يَبْكُونَ ) (27) ( ثُمَّ قَالَ عُمَرُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، هَذَا أَبُو بَكْرٍ ، وَهُوَ ذُو شَيْبَةِ الْمُسْلِمِينَ ، فَبَايِعُوهُ ، فَبَايَعُوهُ ) (28) ( قَالَتْ عَائِشَةُ : فَلَمَّا أَرَادُوا غَسْلَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالُوا : وَاللَّهِ مَا نَدْرِي ، أَنُجَرِّدُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ ثِيَابِهِ كَمَا نُجَرِّدُ مَوْتَانَا ، أَمْ نَغْسِلُهُ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ ؟ , فَلَمَّا اخْتَلَفُوا أَلْقَى اللَّهُ عَلَيْهِمْ النَّوْمَ ، حَتَّى مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا وَذَقْنُهُ فِي صَدْرِهِ ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ مُكَلِّمٌ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ لَا يَدْرُونَ مَنْ هُوَ : أَنْ اغْسِلُوا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ ، فَقَامُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَغَسَلُوهُ وَعَلَيْهِ قَمِيصُهُ ، يَصُبُّونَ الْمَاءَ فَوْقَ الْقَمِيصِ وَيُدَلِّكُونَهُ بِالْقَمِيصِ دُونَ أَيْدِيهِمْ ، وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ : لَوْ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا غَسَّلَهُ إِلَّا نِسَاؤُهُ ) (29) ( قَالَتْ : وَاخْتَلَفُوا فِي اللَّحْدِ وَالشَّقِّ ، حَتَّى تَكَلَّمُوا فِي ذَلِكَ وَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمْ ، فَقَالَ عُمَرُ : لَا تَصْخَبُوا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَيًّا وَلَا مَيِّتًا ، فَأَرْسَلُوا إِلَى الشَّقَّاقِ وَاللَّاحِدِ جَمِيعًا ، فَجَاءَ اللَّاحِدُ فَلَحَدَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، ثُمَّ دُفِنَ - صلى الله عليه وسلم - ) (30) ( قَالَتْ عَائِشَةَ : تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ) (31) ( فَمَا عَلِمْنَا أَيْنَ يُدْفَنُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى سَمِعْنَا صَوْتَ الْمَسَاحِي (32) مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ ) (33) ( فَدُفِنَ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ ) (34) .
__________
(1) ( حم ) 25883 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(2) أَيْ : مغطى .
(3) ( س ) 1841 ، ( خ ) 4187
(4) ( حم ) 25883
(5) ( خ ) 4187 ، ( س ) 1841
(6) ( حم ) 24075 ، ( س ) 1839
(7) ( خ ) 4187 ، ( س ) 1841
(8) ( حم ) 24075 ، انظر الإرواء تحت حديث : 692 ، مختصر الشمائل : 328
(9) ( خ ) 3467
(10) ( خ ) 4187
(11) ( س ) 1841 ، ( خ ) 1184
(12) ( حم ) 25883
(13) ( حم ) 13051 ، ( خ ) 3467
(14) ( خ ) 3467
(15) ( خ ) 1185
(16) ( حم ) 25883
(17) ( حم ) 3091 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(18) ( حم ) 25883
(19) [الزمر/30]
(20) [آل عمران/144]
(21) ( خ ) 1185
(22) ( خ ) 4187
(23) ( خ ) 1185
(24) ( جة ) 1627
(25) ( حم ) 25883
(26) ( خ ) 4187
(27) ( خ ) 3467
(28) ( حم ) 25883
(29) ( د ) 3141 ، ( جة ) 1464 ، ( حم ) 26349 ، وحسنه الألباني في الإرواء : 702 ، وصحيح موارد الظمآن : 1808 ،
وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(30) ( جة ) 1558
(31) ( حم ) 24834 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث محتمل للتحسين .
(32) المساحي : جمع مِسْحاة وهي المِجْرَفَةُ من الحديد . النهاية في غريب الأثر - (ج 4 / ص 699)
(33) ( حم ) 26091 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث محتمل للتحسين .
(34) ( حم ) 24834(4/346)
( جة ) , وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
لَمَّا غَسَّلْنَا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ذَهَبْتُ أَلْتَمِسُ مِنْهُ مَا يُلْتَمَسُ مِنْ الْمَيِّتِ فَلَمْ أَجِدْهُ , فَقُلْتُ : بِأَبِي الطَّيِّبُ , طِبْتَ حَيًّا وَطِبْتَ مَيِّتًا . (1)
__________
(1) ( جة ) 1467 ، ( ك ) 1339(4/347)
( د ) , وَعَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ :
( " غَسَّلَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلِيٌّ وَالْفَضْلُ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ش ، وَهُمْ أَدْخَلُوهُ قَبْرَهُ , قَالَ : وَحَدَّثَنِي أَبُو مَرْحَبٍ - رضي الله عنه - أَنَّهُمْ أَدْخَلُوا مَعَهُمْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ - رضي الله عنه - ) (1) ( فَنَزَلَ فِي قَبْرِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ أَرْبَعَةً ) (2) ( فَلَمَّا فَرَغَ عَلِيٌّ قَالَ : إِنَّمَا يَلِي الرَّجُلَ أَهْلُهُ ) (3) .
__________
(1) ( د ) 3209
(2) ( د ) 3210
(3) ( د ) 3209 ، ( يع ) 2367 ، انظر احكام الجنائز ص147(4/348)
( حب ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي ثَوْبٍ نَجْرَانِيٍّ وَرَيْطَتَيْنِ (1) " (2)
__________
(1) الرَّيْطَة : ثَوْب رَقِيق ، وَقِيلَ : هِيَ الْمُلَاءَة . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 252)
(2) ( حب ) 6630 ، انظر صحيح موارد الظمآن : 1809(4/349)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي عَسِيبٍ مَوْلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
شَهِدْتُ الصَّلَاةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالُوا : كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْهِ ؟ , قَالُوا : ادْخُلُوا أَرْسَالًا (1) أَرْسَالًا , فَكَانُوا يَدْخُلُونَ مِنْ هَذَا الْبَابِ فَيُصَلُّونَ عَلَيْهِ , ثُمَّ يَخْرُجُونَ مِنْ الْبَابِ الْآخَرِ , فَلَمَّا وُضِعَ فِي لَحْدِهِ - صلى الله عليه وسلم - , قَالَ الْمُغِيرَةُ : قَدْ بَقِيَ مِنْ رِجْلَيْهِ شَيْءٌ لَمْ يُصْلِحُوهُ , قَالُوا : فَادْخُلْ فَأَصْلِحْهُ , فَدَخَلَ وَأَدْخَلَ يَدَهُ فَمَسَّ قَدَمَيْهِ , فَقَالَ : أَهِيلُوا عَلَيَّ التُّرَابَ , فَأَهَالُوا عَلَيْهِ التُّرَابَ حَتَّى بَلَغَ أَنْصَافَ سَاقَيْهِ ثُمَّ خَرَجَ , فَكَانَ يَقُولُ : أَنَا أَحْدَثُكُمْ عَهْدًا بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - . (2)
__________
(1) أَيْ : أَفْوَاجًا وَفِرَقًا مُتَقَطِّعَة يَتْبَع بَعْضهمْ بَعْضًا . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 3 / ص 400)
(2) ( حم ) 20785 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(4/350)
( ت حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( لَمْ يَدْرُوا أَيْنَ يَقْبُرُونَهُ , حَتَّى قَالَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - : ) (2) ( سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا مَا نَسِيتُهُ , قَالَ : " مَا قَبَضَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُدْفَنَ فِيهِ " , ادْفِنُوهُ فِي مَوْضِعِ فِرَاشِهِ ) (3) ( فَأَخَّرُوا فِرَاشَهُ وَحَفَرُوا لَهُ تَحْتَ فِرَاشِهِ " ) (4)
__________
(1) ( ت ) 1018
(2) ( حم ) 27
(3) ( ت ) 1018
(4) ( حم ) 27 ، صَحِيح الْجَامِع : 5605 ، مختصر الشمائل : 326 ، أحكام الجنائز ص137(4/351)
( جة حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( لَمَّا دَفَنَّا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَرَجَعْنَا ) (1) ( قَالَتْ لِي فَاطِمَةُ ك : يَا أَنَسُ ، كَيْفَ سَخَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا التُّرَابَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ ) (2) .
__________
(1) ( حم ) 13139 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( جة ) 1630 ، ( خ ) 4193(4/352)
( ت حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ أَضَاءَ مِنْهَا كُلُّ شَيْءٍ ) (1) ( إِنِّي لَأَسْعَى فِي الْغِلْمَانِ ، يَقُولُونَ : جَاءَ مُحَمَّدٌ ، فَأَسْعَى فلَا أَرَى شَيْئًا ، ثُمَّ يَقُولُونَ : جَاءَ مُحَمَّدٌ ، فَأَسْعَى فلَا أَرَى شَيْئًا ، قَالَ : " حَتَّى جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " وَصَاحِبُهُ أَبُو بَكْرٍ ..فَخَرَجَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ، حَتَّى إِنَّ الْعَوَاتِقَ (2) لَفَوْقَ الْبُيُوتِ يَتَرَاءَيْنَهُ ، يَقُلْنَ : أَيُّهُمْ هُوَ ؟ , أَيُّهُمْ هُوَ ؟ , قَالَ : فَمَا رَأَيْنَا مَنْظَرًا شبيهًا بِهِ يَوْمَئِذٍ ) (3) ( فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَظْلَمَ مِنْهَا كُلُّ شَيْءٍ ) (4) ( قَالَ أَنَسٌ : لَقَدْ رَأَيْتُهُ يَوْمَ دَخَلَ عَلَيْنَا وَيَوْمَ قُبِضَ ، فَلَمْ أَرَ يَوْمَيْنِ مُشْبِهًا بِهِمَا ) (5) ( وَمَا نَفَضْنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْأَيْدِي وَإِنَّا لَفِي دَفْنِهِ حَتَّى أَنْكَرْنَا قُلُوبَنَا (6) ) (7) .
__________
(1) ( ت ) 3618 ، ( جة ) 1631
(2) العواتق : جمع عاتق ، وهي الأنثى أول ما تبلغ ، والتي لم تتزوج بعد .
(3) ( حم ) 13342 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( ت ) 3618 ، ( جة ) 1631
(5) ( حم ) 13342
(6) يُرِيد أَنَّهُمْ وَجَدُوهَا تَغَيَّرَتْ عَمَّا عَهِدُوهُ فِي حَيَاته مِنْ الْأُلْفَة وَالصَّفَاء وَالرِّقَّة ، لِفِقْدَانِ مَا كَانَ يَمُدّهُمْ بِهِ مِنْ التَّعْلِيم وَالتَّأْدِيب . فتح الباري لابن حجر - (ج 12 / ص 272)
(7) ( ت ) 3618 , ( جة ) 1631 , وصححه الألباني في فقه السيرة ص201 ، والمشكاة : 5962 ، ومختصر الشمائل : 329(4/353)
( خ م ) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( " أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ , فَمَكَثَ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً , ثُمَّ أُمِرَ بِالْهِجْرَةِ , فَهَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَمَكَثَ بِهَا عَشْرَ سِنِينَ , ثُمَّ تُوُفِّيَ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ " ) (2)
__________
(1) ( خ ) 3638
(2) ( خ ) 3689 , ( م ) 117 - ( 2351 ) , ( ت ) 3621 , ( حم ) 2017(4/354)
( خ م ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ " (1)
__________
(1) ( خ ) 3343 ، ( م ) 115 - ( 2349 ) ، ( ت ) 3654 ، ( حم ) 24662(4/355)
( م ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ " ، وَأَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ ، وَعُمَرُ - رضي الله عنه - وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ " (1)
__________
(1) ( م ) 114 - ( 2348 ) ، ( حب ) 6389(4/356)
( حم ) , وَعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ :
سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَبيَقُولُ وَهُوَ يَخْطُبُ : " تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ " , وَتُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ , وَتُوُفِّيَ عُمَرُ - رضي الله عنه - وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ , قَالَ مُعَاوِيَةُ : وَأَنَا الْيَوْمَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ . (1)
__________
(1) ( حم ) 16919 ، ( م ) 120 - ( 2352 ) ، ( ت ) 3653(4/357)
( خ م حب ) , وَعَنْ عبد الرحمن بن إسحاق قال :
( أتى رجل ابْنَ شِهَابٍ فقال وأنا أسمع : يا أبا بكر ، كم أنقطع الوحي عن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قبل موته ؟ ، فقال : ما سألني عن هذا أحد مُذْ وعيتها من أنس بن مالك - رضي الله عنه - ) (1) ( أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ " أَنَّ اللَّهَ - عز وجل - تَابَعَ الْوَحْيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَبْلَ وَفَاتِهِ ، حَتَّى تُوُفِّيَ وَأَكْثَرُ مَا كَانَ الْوَحْيُ يَوْمَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " ) (2)
__________
(1) ( حب ) 44 ، صححه الألباني في التعليقات الحسان , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( م ) 2 - ( 3016 ) ، ( خ ) 4697 ، ( حم ) 13504(4/358)
( م ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - بَعْدَ وَفَاة ِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِعُمَرَ - رضي الله عنه - : انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا كَمَا " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَزُورُهَا " ، قَالَ : فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهَا بَكَتْ ، فَقَالَا لَهَا : مَا يُبْكِيكِ ؟ , مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَتْ : مَا أَبْكِي أَنْ لَا أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَلَكِنْ أَبْكِي أَنَّ الْوَحْيَ قَدْ انْقَطَعَ مِنْ السَّمَاءِ ، فَهَيَّجَتْهُمَا عَلَى الْبُكَاءِ فَجَعَلَا يَبْكِيَانِ مَعَهَا . (1)
__________
(1) ( م ) 103 - ( 2454 ) ، ( حم ) 13616(4/359)