( خد ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلِمَةَ ؟ " ، قُلْنَا : جُدُّ بْنُ قَيْسٍ ، عَلَى أَنَّا نُبَخِّلُهُ (1) قَالَ : " وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ ؟ ، بَلْ سَيِّدُكُمْ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ " ، وَكَانَ عَمْرٌو عَلَى أَصْنَامِهِمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَكَانَ يُولِمُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا تَزَوَّجَ " (2)
__________
(1) أَيْ : نتهمه بالبخل .
(2) صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 227(3/252)
( د ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" شَرُّ مَا فِي رَجُلٍ ، شُحٌّ هَالِعٌ (1) وَجُبْنٌ خَالِعٌ (2) " (3)
__________
(1) الْهَلَع : أَشَدّ الْجَزَع وَالضَّجَر . عون المعبود - (ج 5 / ص 405)
(2) أَيْ : شَدِيد كَأَنَّهُ يَخْلَع فُؤَاده مِنْ شِدَّة خَوْفه ، وَالْمُرَاد بِهِ مَا يَعْرِض مِنْ نَوَازِع الْأَفْكَار وَضَعْف الْقَلْب عِنْد الْخَوْف
عون المعبود - (ج 5 / ص 405)
(3) ( د ) 2511 , ( حم ) 7997 , انظر صحيح الجامع : 3709 , والصحيحة : 560(3/253)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ إِنْ تُعْطِ الْفَضْلَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ، وَإِنْ تُمْسِكْهُ فَهُوَ شَرٌّ لَكَ (1) وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ (2) وَلَا يَلُومُ اللَّهُ عَلَى الْكَفَافِ (3) وَالْيَدُ الْعُلْيَا (4) خَيْرٌ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى (5) " (6)
__________
(1) مَعْنَاهُ : إِنْ بَذَلْت الْفَاضِل عَنْ حَاجَتك وَحَاجَة عِيَالِك فَهُوَ خَيْر لَك لِبَقَاءِ ثَوَابه ، وَإِنْ أَمْسَكْته فَهُوَ شَرّ لَك ؛
لِأَنَّهُ إِنْ أَمْسَكَ عَنْ الْوَاجِب اِسْتَحَقَّ الْعِقَاب عَلَيْهِ ، وَإِنْ أَمْسَكَ عَنْ الْمَنْدُوب فَقَدْ نَقَصَ ثَوَابه ، وَفَوَّتَ مَصْلَحَة نَفْسه فِي آخِرَته ، وَهَذَا كُلّه شَرّ . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 487)
(2) أَيْ : بِمَنْ تُمَوِّنُهُ وَيَلْزَمُك نَفَقَتُهُ , قَالَ النَّوَوِيُّ : فِيهِ تَقْدِيمُ نَفَقَةِ نَفْسِهِ وَعِيَالِهِ , لِأَنَّهَا مُنْحَصِرَةٌ فِيهِ بِخِلَافِ نَفَقَةِ غَيْرِهِمْ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 128)
(3) ( الكَفَافٍ ) هُوَ الْقُوتُ , وَهُوَ مَا كَفَّ عَنْ النَّاسِ وَأَغْنَى عَنْهُمْ ,
وَالْمَعْنَى لَا تُذَمُّ عَلَى حِفْظِهِ وَإِمْسَاكِهِ , أَوْ عَلَى تَحْصِيلِهِ وَكَسْبِهِ ,
وَمَفْهُومُهُ إِنَّك إِنْ حَفِظْت أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَمْ تَتَصَدَّقْ بِمَا فَضَلَ عَنْك , فَأَنْتَ مَذْمُومٌ وَبَخِيلٌ وَمَلُومٌ .
تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 128)
(4) أَيْ : المُنْفِقَة .
(5) أَيْ : السَّائِلَةِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 128)
(6) ( حم ) 8728 , ( م ) 97 - ( 1036 ) , ( ت ) 2343(3/254)
( ت ) , عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
ذَبَحْنَا شَاةً ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا بَقِيَ مِنْهَا ؟ " ، فَقُلْتُ : مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلَّا كَتِفُهَا ، فَقَالَ : " بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : مَا تَصَدَّقْتِ بِهِ فَهُوَ بَاقٍ , وَمَا بَقِيَ عِنْدَكِ فَهُوَ غَيْرُ بَاقٍ ،
إِشَارَةٌ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى { مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدْ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ } . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 262)
(2) ( ت ) 2470 , ( حم ) 24286 , انظر الصَّحِيحَة : 2544 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 859(3/255)
( س د حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( دَخَلَ عَلَيَّ سَائِلٌ مَرَّةً وَعِنْدِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( فَأَمَرْتُ الْخَادِمَ فَأَخْرَجَ لَهُ شَيْئًا ) (2) ( ثُمَّ دَعَوْتُ بِهِ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَمَا تُرِيدِينَ أَنْ لَا يَدْخُلَ بَيْتَكِ شَيْءٌ وَلَا يَخْرُجَ إِلَّا بِعِلْمِكِ ؟ " فَقُلْتُ : نَعَمْ ، فَقَالَ : " مَهْلًا يَا عَائِشَةُ ) (3) ( أَعْطِي وَلَا تُحْصِي (4) ) (5) ( فَيُحْصِيَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكِ (6) ") (7)
__________
(1) ( س ) 2549
(2) ( حم ) 24463 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( س ) 2549 , ( د ) 1700 , ( حم ) 24810
(4) مِنْ الْإِحْصَاء , وَهُوَ الْعَدّ وَالْحِفْظ . عون المعبود - (ج 4 / ص 108)
(5) ( د ) 1700
(6) أَيْ : يَمْحَق الْبَرَكَة حَتَّى يَصِير كَالشَّيْءِ الْمَعْدُود , أَوْ يُحَاسِبك اللَّه تَعَالَى وَيُنَاقِشك فِي الْآخِرَة .عون المعبود - (ج 4 / ص 108)
(7) ( س ) 2549 , ( د ) 1700 , ( حم ) 24810 , انظر صحيح الجامع : 7932 , والصحيحة : 3617(3/256)
( خ م حم ) , عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( فَقُلْتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (2) ( أَنَّ الزُّبَيْرِ رَجُلٌ شَدِيدٌ ) (3) ( وَلَيْسَ لِي ) (4) ( مَالٌ إِلَّا مَا أَدْخَلَ عَلَيَّ الزُّبَيْرُ ) (5) ( وَيَأْتِينِي الْمِسْكِينُ ) (6) ( فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ ) (7) ( أَتَصَدَّقَ عَلَيْهِ مِنْ بَيْتِهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ ؟ ) (8) ( فَقَالَ : " أَنْفِقِي ) (9) ( مَا اسْتَطَعْتِ ) (10) ( وَلَا تُحْصِي فَيُحْصِيَ اللَّهُ عَلَيْكِ , وَلَا تُوعِي فَيُوعِيَ اللَّهُ عَلَيْكِ (11) " ) (12) ( قَالَتْ : فَمَا أَحْصَيْتُ شَيْئًا بَعْدَ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ مِنْ عِنْدِي وَلَا دَخَلَ عَلَيَّ , وَمَا نَفِدَ عِنْدِي مِنْ رِزْقِ اللَّهِ إِلَّا أَخْلَفَهُ اللَّهُ - عز وجل - ) (13) .
__________
(1) ( خ ) 1344
(2) ( خ ) 2401
(3) ( حم ) 27029 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(4) ( م ) 89 - ( 1029 )
(5) ( خ ) 2401
(6) ( حم ) 27029
(7) ( م ) 89 - ( 1029 )
(8) ( حم ) 27029 , ( م ) 89 - ( 1029 ) , ( خ ) 2401
(9) ( خ ) 2402 , ( م ) 1029
(10) ( خ ) 1344 , ( م ) 89 - ( 1029 ) , ( س ) 2551
(11) أَيْ : لا تَجْمَعِي وَتَشِحِّي بالنَّفقة وتمنعي ما في يدك فَيُشَحَّ عليك وتُجَازَيْ بِتَضْيِيِقِ رِزْقِكِ . النهاية في غريب الأثر - (ج 5 / ص 456)
(12) ( خ ) 2402 , ( م ) 1029 , ( ت ) 1960 , ( س ) 2550 , ( د ) 1699 , ( حم ) 27035
(13) ( حم ) 27015 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
](3/257)
( 7 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ الْحِرْص
ذَمُّ الْحِرْص
قَالَ تَعَالَى : { إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (14) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ , وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ } (15)
وَقَالَ تَعَالَى : { كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ , وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ (16) أَكْلًا لَمًّا , وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا } (17)
وَقَالَ تَعَالَى : { كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ , وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ } (18)
----------
(14) قال الكلبي : ( لَكَنود ) لَكَفور بالنعمة , وقال الحسن : لَوَّام لربه يَعُدُّ المصيباتِ ويَنْسى النِّعَم .لسان العرب - (ج 3 / ص 381)
(15) [العاديات/6-8]
(16) التُّراث : ما يُخَلِّفه الرجُل لورَثَتِهِ , أَيْ : الْمِيرَاث . النهاية في غريب الأثر - (ج 1 / ص 486)
(17) [الفجر/17-20]
(18) [القيامة : 20 ، 21(3/258)
( ت جة ) , وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ هَمَّهُ ) (1) ( جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ (2) وَجَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ (3) ) (4) ( وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ (5) وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ ) (6) ( فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ , وجَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ (7) وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ " ) (8)
__________
(1) ( ت ) 2465
(2) أَيْ : جَعَلَهُ مَجْمُوعَ الْخَاطِرِ بِتَهْيِئَةِ أَسْبَابِهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُ بِهِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 257)
(3) أَيْ : جَعَلَهُ قَانِعًا بِالْكَفَافِ وَالْكِفَايَةِ , كَيْ لَا يَتْعَبَ فِي طَلَبِ الزِّيَادَةِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 257)
(4) ( جة ) 4105 , ( ت ) 2465
(5) أَيْ : ذَلِيلَةٌ حَقِيرَةٌ تَابِعَةٌ لَهُ , لَا يَحْتَاجُ فِي طَلَبِهَا إِلَى سَعْيٍ كَثِيرٍ , بَلْ تَأْتِيهِ هَيِّنَةً لَيِّنَةً عَلَى رَغْمِ أَنْفِهَا وَأَنْفِ أَرْبَابِهَا .تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 257)
(6) ( ت ) 2465
(7) أَيْ : جِنْسَ الِاحْتِيَاجِ إِلَى الْخَلْقِ كَالْأَمْرِ الْمَحْسُومِ مَنْصُوبًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 257)
(8) ( جة ) 4105 , ( ت ) 2465 , ( حم ) 21630 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6510 ، الصَّحِيحَة : 404 , 950 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 90 , 1707 , 3168(3/259)
( جة ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا هَمَّ آخِرَتِهِ , كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ , وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ فِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا , لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهَا هَلَكَ " (1)
__________
(1) ( جة ) 257 , 4106 , ( ك ) 3658 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6189 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3171 , المشكاة : 263(3/260)
( خ م حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( الشَّيْخُ يَكْبَرُ وَيَضْعُفُ جِسْمُهُ ، وَقَلْبُهُ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثْنَيْنِ : ) (1)( حب الْعَيْشِ ) (1) ( وَحُبِّ الْمَالِ " ) (2)
__________
(1) ( حم ) 8403 , ( خ ) 6057 , انظر الصحيحة : 1906
(2) ( م ) 113 - ( 1046 ) , ( خ ) 6057
(3) ( م ) 114 - ( 1046 ) , ( خ ) 6057 , ( ت ) 2331 , ( جة ) 4233 , ( حم ) 8196(3/261)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَيَشِبُّ مِنْهُ اثْنَانِ : الْحِرْصُ عَلَى الْمَالِ ، وَالْحِرْصُ عَلَى الْعُمُرِ " ) (1)
وفي رواية (2) : " يَكْبَرُ ابْنُ آدَمَ وَيَكْبَرُ مَعَهُ اثْنَانِ : حُبُّ الْمَالِ وَطُولُ الْعُمُرِ "
وفي رواية (3) : " يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَتَبْقَى مِنْهُ اثْنَتَانِ الْحِرْصُ وَالْأَمَلُ "
__________
(1) ( ت ) 2455 , ( م ) 114 - ( 1047 ) , ( جة ) 4234 , ( حم ) 13021
(2) ( خ ) 6058
(3) ( حم ) 12163 , انظر صحيح الجامع : 8173 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(3/262)
( م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَقْرَأُ : { أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ , حَتَّى زُرْتُمْ الْمَقَابِرَ } , فَقَالَ : يَقُولُ ابْنُ آدَمَ : مَالِي مَالِي , وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ ؟ , أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ ؟ , أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ ؟ ) (1) ( وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ ذَاهِبٌ وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ " ) (2)
__________
(1) ( م ) 3 - ( 2958 ) , ( ت ) 2342 , ( س ) 3613 , ( حم ) 16348
(2) ( م ) 4 - ( 2959 ) , ( حم ) 8799(3/263)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
كُنَّا نَأْتِي النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ فَيُحَدِّثُنَا , فَقَالَ لَنَا ذَاتَ يَوْمٍ : " إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - قَالَ : إِنَّا أَنْزَلْنَا الْمَالَ لِإِقَامِ الصَلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ , وَلَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادٍ ) (1) ( مِنْ ذَهَبٍ لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَادِيَانِ ) (2) ( وَلَوْ كَانَ لَهُ وَادِيَانِ لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ ) (3) ( لَهُ ) (4) ( ثَالِثٌ , وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ (5) ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ (6) " ) (7)
__________
(1) ( حم ) 21399 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1781 , والصحيحة : 1639
(2) ( خ ) 6075
(3) ( حم ) 21399 , ( خ ) 6075
(4) ( ت ) 2337
(5) قَالَ الْكَرْمَانِيُّ : لَيْسَ الْمُرَاد الْحَقِيقَة فِي عُضْو بِعَيْنِهِ بِقَرِينَةِ عَدَم الِانْحِصَار فِي التُّرَاب إِذْ غَيْره يَمْلَؤُهُ أَيْضًا ، بَلْ هُوَ كِنَايَة عَنْ الْمَوْت لِأَنَّهُ مُسْتَلْزِم لِلِامْتِلَاءِ ، فَكَأَنَّهُ قَالَ : لَا يَشْبَع مِنْ الدُّنْيَا حَتَّى يَمُوت . فتح الباري(ج 18 / ص 250)
(6) أَيْ : أَنَّ اللَّهَ يَقْبَل التَّوْبَة مِنْ الْحَرِيص كَمَا يَقْبَلهَا مِنْ غَيْره . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 251)
(7) ( حم ) 21399 , ( خ ) 6075 , ( م ) 116 - ( 1048 ) , ( ت ) 2337 , ( جة ) 4235(3/264)
( 8 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ التَّقَعُّرُ وَالتَّكَلُّفُ فِي الْكَلَام
( طب هب ) , عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنْتُ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَةِ ) (1) ( فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا مِنَّا إِنْسَانٌ عَلَيْهِ ثَوْبٌ تَامٌّ ) (2) ( وَقَدِ اتَّخَذَ الْعَرَقُ فِي جُلُودِنَا طُرُقًا مِنَ الْغُبَارِ وَالْوَسَخِ ) (3) ( " إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : لِيُبْشِرْ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ " , إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ عَلَيْهِ شَارَةٌ حَسَنَةٌ (4) ) (5) ( مَا أَدْرِي مَنْ رَأَيْتُ رَجُلًا ) (6) ( أَمْلَأَ لعَيْنَيَّ مِنْهُ ) (7) ( فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَا يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ إِلَّا كَلَّفَتْهُ نَفْسُهُ أَنْ يَأْتِيَ بِكَلَامٍ يَعْلُو كَلَامَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَلَمَّا انْصَرَفَ ) (8) ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ هَذَا وَضَرْبَهُ (9) يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ لِلنَّاسِ لِيَّ الْبَقَرَةِ لِسَانَهَا فِي الْمَرْعَى (10) كَذَلِكَ يَلْوِي اللَّهُ أَلْسِنَتَهُمْ وَوُجُوهَهُمْ فِي النَّارِ ) (11) "
__________
(1) ( هب ) 10321
(2) ( طب ) 18021
(3) ( هب ) 10321
(4) أَيْ : صَاحِب حُسْن , وَقِيلَ : صَاحِب هَيْئَة وَمَنْظَر وَمَلْبَس حَسَن , يُتَعَجَّب مِنْهُ وَيُشَار إِلَيْهِ .
(5) ( طب ) 18021
(6) ( هب ) 4973
(7) ( مسند الشاميين ) 1204
(8) ( طب ) 18021
(9) أَيْ : أمثاله .
(10) أي : يتشدق في الكلام ويُفَخِّمُ به لسانه , ويلفه كما تلف البقرة الكلأ بلسانها لفاً . النهاية 2/73 .
(11) ( طب ) 18021 , ( هب ) 4973 , ( مسند الشاميين ) 1204 , انظر الصَّحِيحَة : 3426(3/265)
( حم ) , عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنهما - ْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ :
كَانَتْ لِي حَاجَةٌ إِلَى أَبِي سَعْدٍ , فَقَدَّمْتُ بَيْنَ يَدَيْ حَاجَتِي كَلَامًا مِمَّا يُحَدِّثُ النَّاسُ يُوصِلُونَ لَمْ يَكُنْ يَسْمَعُهُ , فَلَمَّا فَرَغْتُ قَالَ : يَا بُنَيَّ , قَدْ فَرَغْتَ مِنْ كَلَامِكَ ؟ , قُلْتُ : نَعَمْ , قَالَ : مَا كُنْتَ مِنْ حَاجَتِكَ أَبْعَدَ وَلَا كُنْتُ فِيكَ أَزْهَدَ مِنِّي مُنْذُ سَمِعْتُ كَلَامَكَ هَذَا , سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " سَيَكُونُ قَوْمٌ يَأْكُلُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ كَمَا تَأْكُلُ الْبَقَرَةُ مِنْ الْأَرْضِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 1517 , انظر الصَّحِيحَة : 419 ، وهداية الرواة : 4727(3/266)
( ت د ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ يَبْغَضُ الْبَلِيغَ (1) مِنْ الرِّجَالِ , الَّذِي يَتَخَلَّلُ بِلِسَانِهِ (2) كَمَا تَتَخَلَّلُ الْبَقَرَةُ [ بِلِسَانِهَا ] (3) " (4)
__________
(1) أَيْ : الْمُبَالِغ فِي فَصَاحَة الْكَلَام وَبَلَاغَته . عون المعبود - (ج 11 / ص 44)
(2) أَيْ : يَأْكُل بِلِسَانِهِ , أَوْ يُدِير لِسَانه حَوْل أَسْنَانه مُبَالَغَة فِي إِظْهَار بَلَاغَته . عون المعبود - (ج 11 / ص 44)
(3) ( د ) 5005
(4) ( ت ) 2853 , ( د ) 5005 , ( حم ) 6543 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1875 , الصَّحِيحَة : 880(3/267)
( ت ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا , وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ (1) وَالْمُتَشَدِّقُونَ (2) وَالْمُتَفَيْهِقُونَ " , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ , فَمَا الْمُتَفَيْهِقُونَ ؟ , قَالَ : " الْمُتَكَبِّرُونَ " (3)
__________
(1) الثَّرْثَارُ : هُوَ الْكَثِيرُ الْكَلَامِ تَكَلُّفًا .
(2) الْمُتَشَدِّقُونَ : الْمُتَوَسِّعُونَ فِي الْكَلَامِ مِنْ غَيْرِ اِحْتِيَاطٍ وَاحْتِرَازٍ , وَقِيلَ : أَرَادَ بِالْمُتَشَدِّقِ الْمُسْتَهْزِئِ بِالنَّاسِ يَلْوِي شَدْقَهُ بِهِمْ وَعَلَيْهِمْ , وَالشِّدْقُ جَانِبُ الْفَمِ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 272)
(3) ( ت ) 2018 , ( خد ) 1308 , ( حم ) 17767 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1535 , الصَّحِيحَة : 791(3/268)
( 9 ) الشِّعْر
( 1 ) حُكْمُ الشِّعْر
قَالَ تَعَالَى : { وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ , أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ , وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ , إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا , وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ } [الشعراء : 224 - 227]
( خد ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الشِّعْرُ بِمَنْزِلَةِ الْكَلَامِ ، حَسَنُهُ كَحَسَنِ الْكَلَامِ ، وَقَبِيحُهُ كَقَبِيحِ الْكَلَامِ " (1)
__________
(1) ( خد ) 865 , ( طس ) 7696 , انظر صَحِيح الْجَامِع :3733 , والصَّحِيحَة : 447(3/269)
( خد ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
الشِّعْرُ مِنْهُ حَسَنٌ وَمِنْهُ قَبِيحٌ ، خُذْ بِالْحَسَنِ وَدَعِ الْقَبِيحَ ، وَلَقَدْ رَوَيْتُ مِنْ شِعْرِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَشْعَارًا ، مِنْهَا الْقَصِيدَةُ فِيهَا أَرْبَعُونَ بَيْتًا ، وَدُونَ ذَلِكَ . (1)
__________
(1) ( خد ) 866 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 668(3/270)
( 2 ) أَقْسَامُ الشِّعْر
( 1 ) الشِّعْرُ النَّزِيهُ فِي الْأَخْلَاقِ الْأَصِيلَةِ وَمَدْح النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -
( خ ) , عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ مِنْ الشِّعْرِ حِكْمَةً " (1)
__________
(1) ( خ ) 5793 ، ( ت ) 2844 , ( د ) 5010 ، ( جة ) 3655 ، ( حم ) 15724(3/271)
( حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَتَكَلَّمَ بِكَلامٍ بَيِّنٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا (1) وَإِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكَمًا " (2)
__________
(1) قَالَ أَبُو عَلِيٍّ : بَلَغَنِي عَن أَبِي عُبَيْدٍ أَنَّهُ قَالَ : كَأَنَّ الْمَعْنَى أَنْ يَبْلُغَ مِنْ بَيَانِهِ أَنْ يَمْدَحَ الْإِنْسَانَ فَيَصْدُقَ فِيهِ حَتَّى يَصْرِفَ الْقُلُوبَ إِلَى قَوْلِهِ ثُمَّ يَذُمَّهُ فَيَصْدُقَ فِيهِ حَتَّى يَصْرِفَ الْقُلُوبَ إِلَى قَوْلِهِ الْآخَرِ فَكَأَنَّهُ سَحَرَ السَّامِعِينَ بِذَلِكَ . ( د ) 5009
(2) ( حم ) 2761 , ( خد ) 872 , ( د ) 5011 , ( ت ) 2845 , جة ) 3756 , انظر صحيح الجامع : 2215 , الصَّحِيحَة : 1731(3/272)
( خ م ) , وَعَنْ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الثَّقَفِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( رَدِفْتُ (1) رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا , فَقَالَ : " هَلْ مَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ شَيْءٌ ؟ " فَقُلْتُ : نَعَمْ , فَقَالَ : " هِيهْ (2) " , فَأَنْشَدْتُهُ بَيْتًا , فَقَالَ : " هِيهْ " , ثُمَّ أَنْشَدْتُهُ بَيْتًا , فَقَالَ : " هِيهْ " , حَتَّى أَنْشَدْتُهُ مِائَةَ بَيْتٍ ) (3) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنْ كَادَ لِيُسْلِمُ " ) (4)
__________
(1) أردفه : حمله خلفه .
(2) ( هِيهِ ) : الْهَاء الْأُولَى بَدَل مِنْ الْهَمْزَة ، وَأَصْله ( إِيه ) ، وَهِيَ كَلِمَة لِلِاسْتِزَادَةِ مِنْ الْحَدِيث الْمَعْهُود , وَأَمَّا ( إِيهًا ) بِالنَّصْبِ فَمَعْنَاهُ الْكَفّ وَالْأَمْر بِالسُّكُوتِ , وَمَقْصُود الْحَدِيث أَنَّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - اِسْتَحْسَنَ شِعْر أُمِّيَّة ، وَاسْتَزَادَ مِنْ إِنْشَاده لِمَا فِيهِ مِنْ الْإِقْرَار بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَالْبَعْث ، فَفِيهِ جَوَاز إِنْشَاد الشِّعْر الَّذِي لَا فُحْش فِيهِ وَسَمَاعِه ، سَوَاءً شِعْرُ الْجَاهِلِيَّة وَغَيْره ، وَأَنَّ الْمَذْمُوم مِنْ الشِّعْر الَّذِي لَا فُحْش فِيهِ إِنَّمَا هُوَ الْإِكْثَار مِنْهُ ، وَكَوْنه غَالِبًا عَلَى الْإِنْسَان . فَأَمَّا يَسِيره فَلَا بَأْس بِإِنْشَادِهِ وَسَمَاعه وَحِفْظه . شرح النووي على مسلم - (ج 7 / ص 441)
(3) ( م ) 1 - ( 2255 ) , ( جة ) 3758 , ( حم ) 19475
(4) ( م ) 1 - م - 2 - ( 2255 ) , ( خ ) 3628 , ( جة ) 3758(3/273)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا شَاعِرٌ كَلِمَةُ لَبِيدٍ : أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ (1) بَاطِلٌ (2) " (3)
__________
(1) أَيْ : مَا عَدَا اللَّه . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 158)
(2) الْمُرَاد فِي الْبَيْت بِالْبُطْلَانِ الْفِنَاء لَا الْفَسَاد ، فَكُلّ شَيْء سِوَى اللَّه جَائِز عَلَيْهِ الْفِنَاء لِذَاتِهِ حَتَّى الْجَنَّة وَالنَّار ،
وَإِنَّمَا يَبْقَيَانِ بِإِبْقَاءِ اللَّه لَهُمَا وَخَلْق الدَّوَام لِأَهْلِهِمَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 158)
(3) ( م ) 3 - ( 2256 ) , ( خ ) 3628 , ( ت ) 2849 , ( جة ) 3757 , ( حم ) 7377(3/274)
( حم ) , عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قَالَ لِي رَسُولُ - صلى الله عليه وسلم - : " اهْجُ بِالشِّعْرِ " ) (1) ( فَقُلْتُ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَنْزَلَ فِي الشِّعْرِ مَا قَدْ عَلِمْتَ ) (2) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُجَاهِدُ بِسَيْفِهِ وَلِسَانِهِ , وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَكَأَنَّمَا تَرْمُونَهُمْ ) (3) ( بِالنَّبْلِ " ) (4)
__________
(1) ( حم ) 15834 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(2) ( حم ) 15823 , 27218 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( حم ) 27218 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( حم ) 15834 , ( حب ) 4707 , ( طب ) ج19ص76ح151 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1934الصَّحِيحَة : 1949(3/275)
( ت د ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَضَعُ لِحَسَّانَ مِنْبَرًا فِي الْمَسْجِدِ " ) (1) ( فَيَقُومُ عَلَيْهِ ) (2) ( يُنَافِحُ (3) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (4) ( وَيَهْجُو مَنْ قَالَ فِي رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ) (5) ( " إِنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ حَسَّانَ بِرُوحِ الْقُدُسِ ) (6) ( مَا نَافَحَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ " ) (7)
__________
(1) ( ت ) 2846
(2) ( د ) 5015
(3) نافح : دافع ، والمنافحة : المدافعة .
(4) ( ت ) 2846
(5) ( د ) 5015
(6) ( ت ) 2846
(7) ( د ) 5015 , ( ت ) 2846 , ( حم ) 24481 , انظر صحيح الجامع : 1865 , والصحيحة : 1657(3/276)
( ت س حب ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَكَّةَ فِي عُمْرَةِ الْقَضَاءِ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ - رضي الله عنه - ) (1) ( آخِذٌ بِغَرْزِهِ (2) ) (3) ( يَمْشِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ :
خَلُّوا بَنِي الْكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ الْيَوْمَ نَضْرِبُكُمْ عَلَى تَنْزِيلِهِ
ضَرْبًا يُزِيلُ الْهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ وَيُذْهِلُ الْخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهِ
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : يَا ابْنَ رَوَاحَةَ ، بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَفِي حَرَمِ اللَّهِ تَقُولُ الشِّعْرَ ؟! ) (4) ( فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " خَلِّ عَنْهُ يَا عُمَرُ ) (5) ( فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَكَلَامُهُ أَشَدُّ عَلَيْهِمْ مِنْ وَقْعِ النَّبْلِ " ) (6)
__________
(1) ( ت ) 2847 , ( س ) 2873
(2) الغَرْز : رِكاب الجمل من الجلد أو الخشب .
(3) ( حب ) 4521 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(4) ( س ) 2873 , ( ت ) 2847
(5) ( ت ) 2847 , ( س ) 2893
(6) ( س ) 2893 , ( ت ) 2847 , انظر مختصر الشمائل : 210 , الثمر المستطاب - (1 / 797)(3/277)
( خ م د ) , وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ :
( سَأَلَ رَجُلٌ الْبَرَاءَ - رضي الله عنه - فَقَالَ : يَا أَبَا عُمَارَةَ ) (1) ( أَكُنْتُمْ فَرَرْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ ؟ ) (2) ( فَقَالَ الْبَرَاءُ - وَأَنَا أَسْمَعُ - : " أَمَّا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (3) ( فَلَمْ يَفِرَّ ) (4) ( يَوْمَئِذٍ " ) (5) ( وَلَكِنَّهُ خَرَجَ شُبَّانُ أَصْحَابِهِ وَأَخِفَّاؤُهُمْ (6) حُسَّرًا (7) لَيْسَ عَلَيْهِمْ كَثِيرُ سِلَاحٍ , فَلَقُوا قَوْمًا رُمَاةً , لَا يَكَادُ يَسْقُطُ لَهُمْ سَهْمٌ , جَمْعَ هَوَازِنَ وَبَنِي نَصْرٍ , فَرَشَقُوهُمْ رَشْقًا ) (8) ( كَأَنَّهَا رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ (9) ) (10) ( مَا يَكَادُونَ يُخْطِئُونَ ) (11) ( فَانْكَشَفُوا , فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ ) (12) ( هُنَالِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , " وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ , وَابْنُ عَمِّهِ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ) (13) ( آخِذٌ بِلِجَامِهَا ) (14) ( يَقُودُ بِهِ ) (15) ( فَلَمَّا غَشِيَهُ الْمُشْرِكُونَ نَزَلَ ) (16) ( رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ بَغْلَتِهِ ) (17) ( فَتَرَجَّلَ ) (18) ( وَدَعَا ) (19) ( وَاسْتَنْصَرَ , ثُمَّ ) (20) ( جَعَلَ يَقُولُ : ) (21) ( أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ , أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ اللَّهُمَّ نَزِّلْ نَصْرَكَ ) (22) ( ثُمَّ صَفَّ أَصْحَابَهُ ) (23) ( قَالَ الْبَرَاءُ : كُنَّا وَاللَّهِ إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ (24) نَتَّقِي بِهِ , وَإِنَّ الشُّجَاعَ مِنَّا لَلَّذِي يُحَاذِي بِالنَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - (25) " ) (26)
__________
(1) ( خ ) 2877
(2) ( خ ) 2772 , ( م ) 79 - ( 1776 )
(3) ( خ ) 2877
(4) ( خ ) 4063 , ( م ) 79 - ( 1776 )
(5) ( خ ) 2877
(6) ( أَخِفَّاؤُهُمْ ) جَمْع خَفِيف ، وَهُمْ الْمُسَارِعُونَ الْمُسْتَعْجِلُونَ . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 230)
(7) أَيْ : بِغَيْرِ دُرُوع ، وَقَدْ فَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ : ( لَيْسَ عَلَيْهِمْ سِلَاح ) , والْحَاسِر : مَنْ لَا دِرْع عَلَيْهِ . النووي(ج 6 / ص 230)
(8) ( م ) 78 - ( 1776 ) , ( خ ) 2772
(9) الرِّجْل بالكسر : الجَرَاد الكَثِيرُ . النهاية في غريب الأثر - (ج 2 / ص 494)
(10) ( م ) 79 - ( 1776 )
(11) ( م ) 78 - ( 1776 ) , ( خ ) 2772
(12) ( م ) 79 - ( 1776 )
(13) ( خ ) 2772 , ( م ) 78 - ( 1776 )
(14) ( خ ) 2719 , ( م ) 80 - ( 1776 )
(15) ( خ ) 2772 , ( م ) 78 - ( 1776 )
(16) ( خ ) 2877
(17) ( خ ) 4063
(18) ( د ) 2658
(19) ( م ) 79 - ( 1776 )
(20) ( خ ) 2772 , ( م ) 78 - ( 1776 )
(21) ( خ ) 2877 , ( م ) 78 - ( 1776 )
(22) ( م ) 79 - ( 1776 ) , ( خ ) 2719 , ( ت ) 1688 , ( حم ) 18498
(23) ( خ ) 2772 , ( م ) 78 - ( 1776 )
(24) اِحْمِرَار الْبَأْس كِنَايَة عَنْ شِدَّة الْحَرْب . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 231)
(25) فِيهِ بَيَان شَجَاعَته - صلى الله عليه وسلم - وَعِظَم وُثُوقه بِاَللَّهِ تَعَالَى . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 231)
(26) ( م ) 79 - ( 1776 ) , ( خ ) 2719 , ( ت ) 1688 , ( حم ) 18498(3/278)
( خ م ) , وَعَنْ جُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَعْضِ الْمَشَاهِدِ ) (1) ( يَمْشِي , إِذْ أَصَابَهُ حَجَرٌ فَعَثَرَ , فَدَمِيَتْ إِصْبَعُهُ (2) فَقَالَ : هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ ؟ " ) (3)
__________
(1) ( خ ) 2648
(2) أَيْ أَنَّ أُصْبُعَهُ جُرِحَتْ فَظَهَرَ مِنْهَا الدَّمُ . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 230)
(3) ( خ ) 5794 , ( م ) 112 - ( 1796 ) , ( ت ) 3345 , ( حم ) 18819(3/279)
( خ م جة ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ ، فَنَزَلَ أَعْلَى الْمَدِينَةِ فِي حَيٍّ يُقَالُ لَهُمْ : بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ , فَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيهِمْ أَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً , ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى بَنِي النَّجَّارِ " , فَجَاءُوا مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ , " كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى رَاحِلَتِهِ وَأَبُو بَكْرٍ رِدْفُهُ وَمَلَأُ بَنِي النَّجَّارِ حَوْلَهُ , حَتَّى أَلْقَى بِفِنَاءِ أَبِي أَيُّوبَ , وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُحِبُّ أَنْ يُصَلِّيَ حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ , وَيُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ ، وَإنَّهُ أَمَرَ بِبِنَاءِ الْمَسْجِدِ ، فَأَرْسَلَ إِلَى مَلَإٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ " , فَقَالَ : " يَا بَنِي النَّجَّارِ ، ثَامِنُونِي (1) بِحَائِطِكُمْ (2) هَذَا " ، قَالُوا : لَا وَاللَّهِ لَا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلَّا إِلَى اللَّهِ ، قَالَ أَنَسٌ : فَكَانَ فِيهِ مَا أَقُولُ لَكُمْ : قُبُورُ الْمُشْرِكِينَ , وَفِيهِ خَرِبٌ , وَفِيهِ نَخْلٌ ، " فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِقُبُورِ الْمُشْرِكِينَ فَنُبِشَتْ ، ثُمَّ بِالْخَرِبِ فَسُوِّيَتْ ، وَبِالنَّخْلِ فَقُطِعَ فَصَفُّوا النَّخْلَ قِبْلَةَ الْمَسْجِدِ وَجَعَلُوا عِضَادَتَيْهِ (3) الْحِجَارَةَ ) (4) ( فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَبْنِيهِ وَهُمْ ) (5) ( يَنْقُلُونَ الصَّخْرَ ) (6) ( وَيُنَاوِلُونَهُ ، وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " أَلَا إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الْآخِرَةِ ، فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَةِ " ) (7) ( وَهُمْ يَرْتَجِزُونَ (8) ) (9) ( وَيَقُولُون : اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُ الْآخِرَة , فَانْصُرْ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَة ) (10) .
__________
(1) أَيْ : اُذْكُرُوا لِي ثَمَنه لِأَذْكُر لَكُمْ الثَّمَن الَّذِي أَخْتَارهُ , قَالَ ذَلِكَ عَلَى سَبِيل الْمُسَاوَمَة , فَكَأَنَّهُ قَالَ : سَاوِمُونِي فِي الثَّمَن . عون المعبود - (ج 1 / ص 488)
(2) قَالَ صَاحِبُ النِّهَايَةِ : الْحَائِطُ الْبُسْتَانُ مِنْ النَّخْلِ إِذَا كَانَ عَلَيْهِ حَائِطٌ وَهُوَ الْجِدَارُ .
(3) عِضَادَتَا الْبَاب : الْخَشَبَتَانِ الْمَنْصُوبَتَانِ عَنْ يَمِين الدَّاخِل مِنْهُ وَشِمَاله . عون المعبود - (ج 1 / ص 488)
(4) ( خ ) 418 , ( م ) 9 - ( 524 )
(5) ( جة ) 742 , ( حم ) 12199 , انظر الثمر المستطاب - (1 / 458)
(6) ( خ ) 418 , ( د ) 453
(7) ( جة ) 742 , ( حم ) 12199
(8) أَيْ : يَتَعَاطَوْنَ الرَّجَز , وَهُوَ ضَرْب مِنْ الشَّعْر . عون المعبود - (ج 1 / ص 488)
(9) ( خ ) 418 , ( م ) 9 - ( 524 )
(10) ( خ ) 3717 , ( م ) 9 - ( 524 ) , ( س ) 702 , ( د ) 453 , ( حم ) 13586(3/280)
( خ م ) , وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْأَحْزَابِ ) (1) ( وَهُوَ يَنْقُلُ مَعَ النَّاسِ ) (2) ( مِنْ تُرَابِ الْخَنْدَقِ ) (3) ( وَقَدْ وَارَى ) (4) ( الْغُبَارُ ) (5) ( شَعَرَ صَدْرِهِ - وَكَانَ رَجُلًا كَثِيرَ الشَّعَرِ- ) (6) ( فَسَمِعْتُهُ يَرْتَجِزُ بِكَلِمَاتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ - رضي الله عنه - وَهُوَ يَنْقُلُ مِنْ التُّرَابِ ) (7) ( يَقُولُ :
اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا
فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا وَثَبِّتْ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا ) (8)
( إِنَّ الْأُلَى (9) قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا وَإِنْ أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا ) (10)
( وَرَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ : أَبَيْنَا أَبَيْنَا " ) (11)
__________
(1) ( خ ) 2682
(2) ( حم ) 18509 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(3) ( خ ) 3880
(4) ( خ ) 2682
(5) ( خ ) 3880
(6) ( خ ) 2870
(7) ( خ ) 3880
(8) ( خ ) 2870
(9) الأُلى : بمعنى الذين . لسان العرب - (ج 15 / ص 364)
(10) ( خ ) 3880
(11) ( خ ) 3878 , ( م ) 125 - ( 1803 ) , ( حم ) 18509(3/281)
( ت ) , وَعَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ قَالَ :
قِيلَ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها : هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَمَثَّلُ بِشَيْءٍ مِنْ الشِّعْرِ ؟ ، قَالَتْ : " كَانَ يَتَمَثَّلُ بِشِعْرِ ابْنِ رَوَاحَةَ , وَيَتَمَثَّلُ وَيَقُولُ : وَيَأْتِيكَ بِالْأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2848 , ( حم ) 24069 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4665 , الصحيحة : 2057(3/282)
( م ت حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( كَانَ رَسُولُ - صلى الله عليه وسلم - طَوِيلَ الصَّمْتِ , قَلِيلَ الضَّحِكِ , وَكَانَ أَصْحَابُهُ ) (1) ( يَتَنَاشَدُونَ ) (2) ( عِنْدَهُ الشِّعْرَ ) (3) ( وَيَتَذَاكَرُونَ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ ) (4) ( فَيَضْحَكُونَ ) (5) ( وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَاكِتٌ ) (6) ( وَرُبَّمَا تَبَسَّمَ مَعَهُمْ " ) (7)
__________
(1) ( حم ) 20829 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث حسن .
(2) ( ت ) 2850 , انظر الصَّحِيحَة : 434
(3) ( حم ) 20829 , ( ت ) 2850
(4) ( ت ) 2850 , ( م ) 286 - ( 670 )
(5) ( م ) 286 - ( 670 )
(6) ( حم ) 21048 , ( ت ) 2850
(7) ( ت ) 2850 , ( م ) 286 - ( 670 ) , ( س ) 1358 , ( حم ) 20829(3/283)
( خ م حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ " ) (1) ( فَكَانَ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ يَحْدُو (2) بِالرِّجَالِ (3) ) (4) ( وَكَانَ مَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - غُلَامٌ لَهُ أَسْوَدُ يُقَالُ لَهُ : أَنْجَشَةُ ، يَحْدُو ) (5) ( بِنِسَائِهِ ) (6) ( وَكَانَ حَسَنَ الصَّوْتِ , فَحَدَا فَأَعْنَقَتْ الْإِبِلُ (7) ) (8) ( فَكَانَ نِسَاؤُهُ يَتَقَدَّمْنَ بَيْنَ يَدَيْهِ ) (9) ( فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (10) ( وَقَالَ : وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ , رُوَيْدَكَ ) (11) ( لَا تَكْسِرِ الْقَوَارِيرَ (12) " ) (13)
__________
(1) ( خ ) 5809
(2) حَدَا : أنشد شعرا تطرب له الأسماع , وتَخِفُّ له الإبل في سيرها .
(3) فِيهِ اِسْتِحْبَاب الْحُدَا فِي الْأَسْفَار ، لِتَنْشِيطِ النُّفُوس وَالدَّوَابّ عَلَى قَطْع الطَّرِيق وَاشْتِغَالهَا بِسَمَاعِهِ عَنْ الْإِحْسَاس بِأَلَمِ السَّيْر . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 262)
(4) ( حم ) 13695 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(5) ( خ ) 5809
(6) ( حم ) 12784 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(7) أَيْ : أسرعت .
(8) ( حم ) 13695 , ( خ ) 5857
(9) ( حم ) 12967 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(10) ( حم ) 12784
(11) ( خ ) 5797
(12) قَالَ قَتَادَةُ : يَعْنِي ضَعَفَةَ النِّسَاءِ . ( خ ) 5857
قَالَ شُعْبَةُ : هَذَا فِي الْحَدِيثِ مِنْ نَحْوِ قَوْلِهِ : " وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا " .( حم ) 13118
(13) ( خ ) 5857 , ( م ) 73 - ( 2323 ) , ( حم ) 12958
وفيه أن قافلة النساء كانت مستقلة عن الرجال ، وفيه مشروعية الإنشاد في السفر .ع(3/284)
( ن ) , وَعَنْ قَيْسِ بْنِ أبِي حَازِمٍ قَالَ :
كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ - رضي الله عنه - مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَسِيرٍ لَهُ ، فَقَالَ لَهُ : " يَا ابْنَ رَوَاحَةَ ، انْزِلْ فَحَرِّكِ الرِّكَابَ " , قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ تَرَكْتُ ذَاكَ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ - رضي الله عنه - : اسْمَعْ وَأَطِعْ ، فَرَمَى بِنَفْسِهِ وَقَالَ : اللَّهُمَّ لَوْلا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا , وَمَا تَصَدَّقْنَا وَمَا صَلَّيْنَا , فَأَنْزِلَنَّ سَكِينَةً عَلَيْنَا , وَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لاقَيْنَا , وَإِنْ أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا . (1)
__________
(1) ( ن ) 8251 , ( هق ) 20824 , انظر الصَّحِيحَة : 3280(3/285)
( خد ) , وَعَنْ مُطَرِّف قال :
صَحِبْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ - رضي الله عنه - مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى الْبَصْرَةِ ، فَقَلَّ مَنْزِلٌ يَنْزِلُهُ إِلاَّ وَهُوَ يُنْشِدُنِي شِعْرًا ، وَقَالَ : إِنَّ فِي الْمَعَارِيضِ (1) لَمَنْدُوحَةٌ (2) عَنِ الْكَذِبِ (3) . (4) ( 3 )
__________
(1) المَعارِيضُ : التَّوْرِيةُ بالشيء عن الشيء , وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : أَمَا في المَعارِيض ما يُغْني المسلم عن الكذب ؟ لسان العرب - (ج 7 / ص 165)
(2) أَيْ : سعة وفُسْحة . لسان العرب - (ج 2 / ص 613)
(3) يعني أَن في التعريض بالقول من الاتساع ما يُغني الرجلَ عن تَعَمُّدِ الكذب . لسان العرب - (ج 2 / ص 613)
(4) ( خد ) 857 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 662(3/286)
الْمُبَالَغَة فِي الشِّعْر
( خ م جة ) , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
بَيْنَمَا نَحْنُ نَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْعَرْجِ , إِذْ عَرَضَ شَاعِرٌ يُنْشِدُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَمْسِكُوا الشَّيْطَانَ , لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ الرَّجُلِ قَيْحًا [ حَتَّى يَرِيَهُ (1) ] (2) خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا (3) " (4)
__________
(1) أَيْ : يرتوي منه .
(2) ( جة ) 3759 , ( خ ) 5803 , ( م ) 7 - ( 2257 )
(3) قال أَبُو عُبَيْدٍ : وَجْهُهُ أَنْ يَمْتَلِئَ قَلْبُهُ حَتَّى يَشْغَلَهُ عَن الْقُرْآنِ وَذِكْرِ اللَّهِ , فَإِذَا كَانَ الْقُرْآنُ وَالْعِلْمُ الْغَالِبَ , فَلَيْسَ جَوْفُ هَذَا عِنْدَنَا مُمْتَلِئًا مِنْ الشِّعْرِ , وَإِنَّ مِنْ الْبَيَانِ لَسِحْرًا . ( د ) 5009
(4) ( م ) 9 - ( 2259 ) , ( حم ) 11072 , ( خ ) 5803 , ( ت ) 2851(3/287)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي نَوْفَلِ بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ قَالَ :
سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها : هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُتَسَامَعُ عِنْدَهُ الشِّعْرُ ؟ ، قَالَتْ : " كَانَ أَبْغَضَ الْحَدِيثِ إِلَيْهِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 25064 , ( طل ) 1490 , انظر الصَّحِيحَة : 3095 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(3/288)
( 10 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ الْكَذِب
( 1 ) ذَمُّ الْكَذِب
( خ م ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ , فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ (1) وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ , وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ (2) حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا (3) " (4)
__________
(1) ( الْفُجُور ) : يُطْلَقُ عَلَى الْمَيْلِ إِلَى الْفَسَادِ , وَعَلَى الِانْبِعَاثِ فِي الْمَعَاصِي , وَهُوَ اِسْمٌ جَامِعٌ لِلشَّرِّ . تحفة الأحوذي - (5 / 210)
(2) أَيْ : يُبَالِغ وَيَجْتَهِد فِيهِ . عون المعبود - (ج 11 / ص 26)
(3) قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : الْمُرَادُ بِالْكِتَابَةِ : الْحُكْمُ عَلَيْهِ بِذَلِكَ , وَإِظْهَارُهُ لِلْمَخْلُوقِينَ مِنْ الْمَلَأِ الْأَعْلَى : وَإِلْقَاءِ ذَلِكَ فِي قُلُوبِ أَهْلِ الْأَرْضِ .
قَالَ النَّوَوِيُّ : قَالَ الْعُلَمَاءُ : فِي هَذَا الْحَدِيثِ حَثٌّ عَلَى تَحَرِّي الصِّدْقِ وَالِاعْتِنَاءِ بِهِ ، وَعَلَى التَّحْذِيرِ مِنْ الْكَذِبِ وَالتَّسَاهُلِ فِيهِ , فَإِنَّهُ إِذَا تَسَاهَلَ فِيهِ كَثُرَ مِنْهُ فَيُعْرَفُ بِهِ .تحفة الأحوذي - (5 / 210)
وَفِي الْحَدِيثِ إشَارَةٌ إلَى أَنَّ مَنْ تَحَرَّى الصِّدْقَ فِي أَقْوَالِهِ صَارَ لَهُ سَجِيَّةً , وَمَنْ تَعَمَّدَ الْكَذِبَ وَتَحَرَّاهُ صَارَ لَهُ سَجِيَّةً ، وَأَنَّهُ بِالتَّدَرُّبِ وَالِاكْتِسَابِ تَسْتَمِرُّ صِفَاتُ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ .
وَالْحَدِيثُ دَلِيلٌ عَلَى عَظَمَةِ شَأْنِ الصِّدْقِ , وَأَنَّهُ يَنْتَهِي بِصَاحِبِهِ إلَى الْجَنَّةِ , وَدَلِيلٌ عَلَى عَظَمَةِ قُبْحِ الْكَذِبِ , وَأَنَّهُ يَنْتَهِي بِصَاحِبِهِ إلَى النَّارِ ، وَذَلِكَ سِوَى مَا لِصَاحِبِهِمَا فِي الدُّنْيَا , فَإِنَّ الصَّدُوقَ مَقْبُولُ الْحَدِيثِ عِنْدَ النَّاسِ , مَقْبُولُ الشَّهَادَةِ عِنْدَ الْحُكَّامِ , مَحْبُوبٌ مَرْغُوبٌ فِي أَحَادِيثِهِ , وَالْكَذُوبُ بِخِلَافِ هَذَا كُلِّهِ .سبل السلام - (7 / 215)
(4) ( م ) 2607 , ( خ ) 5743 , ( ت ) 1971(3/289)
( ت حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" مَا كَانَ خُلُقٌ أَبْغَضَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْكَذِبِ , وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُحَدِّثُ عِنْدَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْكِذْبَةِ , فَمَا يَزَالُ فِي نَفْسِهِ [ عَلَيْهِ ] (1) حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ مِنْهَا تَوْبَةً " (2)
__________
(1) ( حم ) 25224 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( ت ) 1973 , ( حم ) 25224 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4618 , الصَّحِيحَة : 2052(3/290)
( 2 ) حُكْمُ الْكَذِب
( خ م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( أَرْبَعٌ (1) مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ) (2) ( وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ (3) ) (4) وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا (5) إِذَا حَدَّث كَذَبَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ , وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ (6) وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ (7) وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ (8) ) (9) "
__________
(1) أَيْ : خِصَالٌ أَرْبَعٌ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 430)
(2) ( خ ) 34
(3) قَالَ النَّوَوِيّ : هَذَا الْحَدِيث عَدَّهُ جَمَاعَة مِنْ الْعُلَمَاء مُشْكِلًا مِنْ حَيْثُ أَنَّ هَذِهِ الْخِصَال قَدْ تُوجَد فِي الْمُسْلِم الْمُجْمَع عَلَى عَدَم الْحُكْم بِكُفْرِهِ , وَلَيْسَ فِيهِ إِشْكَال ، بَلْ مَعْنَاهُ صَحِيح , وَالَّذِي قَالَهُ الْمُحَقِّقُونَ : أَنَّ مَعْنَاهُ أَنَّ هَذِهِ خِصَال نِفَاق ، وَصَاحِبهَا شَبِيه بِالْمُنَافِقِينَ فِي هَذِهِ الْخِصَال وَمُتَخَلِّق بِأَخْلَاقِهِمْ ,
قُلْت : وَمُحَصَّل هَذَا الْجَوَاب الْحَمْل فِي التَّسْمِيَة عَلَى الْمَجَاز ، أَيْ : صَاحِب هَذِهِ الْخِصَال كَالْمُنَافِقِ ، وَهُوَ بِنَاءٌ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالنِّفَاقِ نِفَاق الْكُفْر , وَقَدْ قِيلَ فِي الْجَوَاب عَنْهُ : إِنَّ الْمُرَاد بِالنِّفَاقِ نِفَاق الْعَمَل , وَيُؤَيِّدهُ وَصْفه بِالْخَالِصِ , بِقَوْلِهِ : " كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا " , وَقِيلَ : هُوَ مَحْمُول عَلَى مَنْ غَلَبَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الْخِصَال وَتَهَاوَنَ بِهَا وَاسْتَخَفَّ بِأَمْرِهَا ، فَإِنَّ مَنْ كَانَ كَذَلِكَ كَانَ فَاسِد الِاعْتِقَاد غَالِبًا .وَاللَّه أَعْلَم . ( فتح - ح33)
(4) ( م ) 59 , ( حم ) 9147
(5) أَيْ : يَتْرُكَهَا . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 430)
(6) أَيْ : نَقَضَ الْعَهْد وَتَرَكَ الْوَفَاء بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ , وَأَمَّا الْفَرْق بَيْن الْوَعْد وَالْعَهْد , فَلَمْ أَرَ مَنْ ذَكَرَ الْفَرْق بَيْنهما صَرِيحًا , وَالظَّاهِر مِنْ صَنِيع الْإِمَام الْبُخَارِيّ رَحِمَهُ اللَّه أَنَّهُ لَا فَرْق بَيْنهمَا , بَلْ هُمَا مُتَرَادِفَانِ , فَإِنَّهُ قَالَ فِي كِتَاب الشَّهَادَات مِنْ صَحِيحه بَاب مَنْ أُمِرَ بِإِنْجَازِ الْوَعْد ، ثُمَّ اِسْتَدَلَّ عَلَى مَضْمُون الْبَاب بِأَرْبَعَةِ أَحَادِيث , أَوَّلهَا حَدِيث أَبِي سُفْيَان بْن حَرْب فِي قِصَّة هِرَقْل , أَوْرَدَ مِنْهُ طَرَفًا , وَهُوَ أَنَّ هِرَقْل قَالَ لَهُ : سَأَلْتُك مَاذَا يَأْمُركُمْ , فَزَعَمْت أَنَّهُ أَمَرَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَالصِّدْق وَالْعَفَاف وَالْوَفَاء بِالْعَهْدِ الْحَدِيث , وَلَوْلَا أَنَّ الْوَعْد وَالْعَهْد مُتَّحِدَانِ لَمَا تَمَّ هَذَا الِاسْتِدْلَال ، فَثَبَتَ مِنْ صَنِيعه هَذَا أَنَّهُمَا مُتَّحِدَانِ .
قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَالنَّوَوِيّ : حَصَلَ فِي مَجْمُوع الرِّوَايَتَيْنِ خَمْس خِصَال , لِأَنَّهُمَا تَوَارَدَتَا عَلَى الْكَذِب فِي الْحَدِيث وَالْخِيَانَة فِي الْأَمَانَة , وَزَادَ الْأَوَّل الْخُلْف فِي الْوَعْد , وَالثَّانِي الْغَدْر فِي الْمُعَاهَدَة , وَالْفُجُور فِي الْخُصُومَة ، وَلَعَلَّ الْفَرْق هُوَ أَنَّ الْوَعْد أَعَمّ مِنْ الْعَهْد مُطْلَقًا ، فَإِنَّ الْعَهْد هُوَ الْوَعْد الْمُوثَق , فَأَيْنَمَا وُجِدَ الْعَهْد وُجِدَ الْوَعْد ، مِنْ غَيْر عَكْس , لِجَوَازِ أَنْ يُوجَد الْوَعْد مِنْ غَيْر تَوْثِيق . عون المعبود - (ج 10 / ص 207)
(7) ( خ ) 33 , ( م ) 59
(8) أَيْ : مَالَ عَنْ الْحَقِّ وَقَالَ الْبَاطِلَ وَالْكَذِبَ , وَقَالَ الْقَارِي : أَيْ : شَتَمَ وَرَمَى بِالْأَشْيَاءِ الْقَبِيحَةِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 430)
(9) ( خ ) 34 , ( م ) 58(3/291)
( حم ) , وَعَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ أَعْظَمَ الْفِرْيَةِ (1) ثَلَاثٌ : أَنْ يَفْتَرِيَ الرَّجُلُ عَلَى عَيْنَيْهِ , يَقُولُ : رَأَيْتُ وَلَمْ يَرَ , وَأَنْ يَقُولَ : قَدْ سَمِعْتُ وَلَمْ يَسْمَعْ , وَأَنْ يَفْتَرِيَ عَلَى وَالِدَيْهِ , يُدْعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ " (2)
__________
(1) ( الفريةً ) : الكذب .فيض القدير - (2 / 10)
(2) قال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم : 16058(3/292)
( د ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
دَعَتْنِي أُمِّي يَوْمًا وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَاعِدٌ فِي بَيْتِنَا ، فَقَالَتْ : هَا , تَعَالَ أُعْطِيكَ ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَمَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيهِ " ، قَالَتْ : أُعْطِيهِ تَمْرًا ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُعْطِيهِ شَيْئًا كُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبَةٌ " (1)
__________
(1) ( د ) 4991 , ( حم ) 15740 , انظر الصَّحِيحَة : 748 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2943(3/293)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ قَالَ لِصَبِيٍّ : تَعَالَ هَاكَ ثُمَّ لَمْ يُعْطِهِ ، فَهِيَ كِذْبَةٌ " (1)
__________
(1) ( حم ) 9835 , انظر الصَّحِيحَة تحت حديث : 748 , وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2942 , وقال الشيخ الأرناؤوط : إسناده صحيح .(3/294)
( 3 ) أَقْسَامُ الْكَذِب
( 1 ) الْكَذِبُ عَلَى اللَّه
قَالَ تَعَالَى : { وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ } (2)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ } (3)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ , مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } (4)
وَقَالَ تَعَالَى : { فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } (5)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } (6)
----------------------
(2) [الزمر : 60]
(3) [هود : 18]
(4) [النحل/116، 117]
(5) [آل عمران/94]
(6) [آل عمران/75](3/295)
( د ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أُفْتِيَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ، كَانَ إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ " (1)
__________
(1) ( د ) 3657 , ( خد ) 259 , ( جة ) 53 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6068 ، المشكاة : 242(3/296)
( 2 ) الْكَذِبُ عَلَى الرَّسُول صلى الله عليه وسلم
( مي ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ مُتَعَمِّدًا , فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ " (1)
__________
(1) ( مي ) 237 , ( حم ) 469 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(3/297)
( خ م ) , عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ (1) مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ (2) مِنْ النَّارِ (3) " (4)
__________
(1) أي : إنَّ العقاب عليه أشَدُّ ؛ لأنَّ المفسدةُ الحاصلةُ بذلك أشَدُّ ؛ فإنَّه كَذِبٌ على الله تعالى ، ووَضْعُ شرعٍ أو تغييرُهُ , وافتراءُ الكذبِ على الله تعالى محرَّمٌ مطلقًا ، قصَدَ به الإضلالَ أو لم يقصد ؛ قاله الطحاويُّ , ولأنَّ وَضْعَ الخبر الذي يُقْصَدُ به الترغيبُ كَذِبٌ على الله تعالى في وضعِ الأحكام ؛
فإنَّ المندوبَ قِسْمٌ من أقسام الأحكام الشرعية ، وإخبارٌ عن أنَّ الله تعالى وَعَدَ على ذلك العملِ بذلك الثواب ، وكلُّ ذلك كَذِبٌ وافتراءٌ على الله تعالى ؛ فيتناوله عمومُ قوله تعالى : { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا } , وقد استجازَ بعضُ فقهاءِ العراق نسبةَ الحكمِ الذي دَلَّ عليه القياسُ إلى رسولِ الله ِ - صلى الله عليه وسلم - نسبةً قوليَّة ، وحكايةً نقليَّة ، فيقول في ذلك : قال رسول الله ِ - صلى الله عليه وسلم - كذا وكذا ؛ ولذلك ترى كتبهم مشحونةً بأحاديثَ مرفوعهْ ، تشهدُ متونُها بأنَّهَا موضوعَهْ ؛ لأنَّهَا تُشْبِهُ فتاوى الفقهاءْ ، ولا تليقُ بجزالة كلامِ سيِّد الأنبياءْ ، مع أَنَّهُمْ لا يُقيمون لها صحيحَ سَنَدْ ، ولا يُسْنِدونها من أئمَّةِ النقل إلى كبير أَحَدْ ، فهؤلاء قد خالفوا ذلك النهي الأكيدْ ، وشَمِلَهُمْ ذلك الذَّمُّ والوعيدْ .
ولا شَكَّ في أنَّ تكذيبَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - كُفْر ، وأمَّا الكَذِبُ عليه : فإنْ كان الكاذبُ مستحِلًّا لذلك فهو كافر ، وإن كان غيرَ مستحلٍّ فهو مرتكبُ كبيرةٍ ، وهل يكفُرُ بها أم لا ؟ , اختُلِف فيه ، والله أعلم . المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم - (1 / 32)
وَقَدْ قَال بَعْضُ الْعُلَمَاءِ بِكُفْرِ مَنْ فَعَل ذَلِكَ ، مِنْهُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ الْجُوَيْنِيُّ ، وَاخْتَارَهُ ابْنُ الْمُنِيرِ ، وَوَجَّهَهُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ بِأَنَّ الْكَذِبَ عَلَيْهِ - صلى الله عليه وسلم - هُوَ فِي الْحَقِيقَةِ كَذِبٌ عَلَى اللَّهِ ، وَإِفْسَادٌ لِلدِّينِ مِنَ الدَّاخِل . الموسوعة الفقهية الكويتية - (40 / 62)
(2) أَيْ : فَلْيَتَّخِذْ لِنَفْسِهِ مَنْزِلًا ، يُقَال : تَبَوَّأَ الرَّجُل الْمَكَان إِذَا اِتَّخَذَهُ سَكَنًا ، وَهُوَ أَمْر بِمَعْنَى الْخَبَر أَيْضًا ، أَوْ بِمَعْنَى التَّهْدِيد ، أَوْ بِمَعْنَى التَّهَكُّم ، أَوْ دُعَاء عَلَى فَاعِل ذَلِكَ , أَيْ : بَوَّأَهُ اللَّه ذَلِكَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 174)
(3) لَا يَلْزَم مِنْ إِثْبَات الْوَعِيد الْمَذْكُور عَلَى الْكَذِب عَلَيْهِ أَنْ يَكُون الْكَذِب عَلَى غَيْره مُبَاحًا ، بَلْ يُسْتَدَلّ عَلَى تَحْرِيم الْكَذِب عَلَى غَيْره بِدَلِيلٍ آخَر ، وَالْفَرْق بَيْنهمَا أَنَّ الْكَذِب عَلَيْهِ تُوُعِّدَ فَاعِله بِجَعْلِ النَّار لَهُ مَسْكَنًا , بِخِلَافِ الْكَذِب عَلَى غَيْره .فتح الباري لابن حجر - (4 / 334)
(4) ( خ ) 1229 , ( م ) 4(3/298)
( حم ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ الَّذِي يَكْذِبُ عَلَيَّ يُبْنَى لَهُ بَيْتٌ فِي النَّارِ " (1)
__________
(1) قال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين : 4742(3/299)
( خ ) , عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْفِرَى (1) أَنْ يَدَّعِيَ الرَّجُلُ إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ , أَوْ يُرِيَ عَيْنَهُ مَا لَمْ تَرَ (2) أَوْ يَقُولُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا لَمْ يَقُلْ (3) " (4)
__________
(1) الْفِرْيَة : الْكَذِب وَالْبُهْت , تَقُول : فَرَى , يَفْرِي , وَافْتَرَى , أَيْ : اِخْتَلَقَ . فتح الباري لابن حجر - (10 / 309)
(2) أَيْ : يَدَّعِي أَنَّ عَيْنَيْهِ رَأَتَا فِي الْمَنَام شَيْئًا مَا رَأَتَاهُ ، وَلِأَحْمَد وَابْن حِبَّانَ وَالْحَاكِم مِنْ وَجْه آخَر عَنْ وَاثِلَة " أَنْ يَفْتَرِي الرَّجُل عَلَى عَيْنَيْهِ , فَيَقُول : رَأَيْت وَلَمْ يَرَ فِي الْمَنَام شَيْئًا " .فتح الباري لابن حجر - (10 / 309)
(3) فِي الْحَدِيث تَشْدِيد الْكَذِب فِي هَذِهِ الْأُمُور الثَّلَاثَة , وَهِيَ : الْخَبَر عَنْ الشَّيْء أَنَّهُ رَآهُ فِي الْمَنَام وَلَمْ يَكُنْ رَآهُ ، وَالِادِّعَاء إِلَى غَيْر الْأَب ، وَالْكَذِب عَلَى النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَالْحِكْمَة فِي التَّشْدِيد فِي الْكَذِب عَلَى النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - وَاضِح , فَإِنَّهُ إِنَّمَا يُخْبِر عَنْ اللَّه , فَمَنْ كَذَبَ عَلَيْهِ كَذَبَ عَلَى اللَّه ? ، كَمَا أَنَّ الَّذِي يَكْذِب عَلَى النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - يَنْسُب إِلَيْهِ شَرْعًا لَمْ يَقُلْهُ ، وَالشَّرْع غَالِبًا إِنَّمَا تَلَقَّاهُ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى لِسَان الْمَلَك , فَيَكُون الْكَاذِب فِي ذَلِكَ كَاذِبًا عَلَى اللَّه وَعَلَى الْمَلَك , وَقَدْ اِشْتَدَّ النَّكِير عَلَى مَنْ كَذَبَ عَلَى اللَّه تَعَالَى فِي قَوْله تَعَالَى : ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ اِفْتَرَى عَلَى اللَّه كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ) فَسَوَّى بَيْن مَنْ كَذَبَ عَلَيْهِ وَبَيْن الْكَافِر ، وَقَالَ : ( وَيَوْم الْقِيَامَة تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّه وُجُوههمْ مُسْوَدَّة ) وَالْآيَات فِي ذَلِكَ مُتَعَدِّدَة ، وَأَمَّا الْمَنَام فَإِنَّهُ لَمَّا كَانَ جُزْءًا مِنْ الْوَحْي كَانَ الْمُخْبِر عَنْهُ بِمَا لَمْ يَقَع كَالْمُخْبِرِ عَنْ اللَّه بِمَا لَمْ يُلْقِهِ إِلَيْهِ ، أَوْ لِأَنَّ اللَّه يُرْسِل مَلَك الرُّؤْيَا فَيُرِي النَّائِم مَا شَاءَ ، فَإِذَا أَخْبَرَ عَنْ ذَلِكَ بِالْكَذِبِ يَكُون كَاذِبًا عَلَى اللَّه وَعَلَى الْمَلَك .فتح الباري لابن حجر - (10 / 309)
(4) ( خ ) 3318 , ( حم ) 17021(3/300)
( حم ) , عَنْ أَبِي قَتَادَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ : " إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَدِيثِ عَنِّي , فَمَنْ قَالَ عَلَيَّ فلَا يَقُولَنَّ إِلَّا صِدْقًا , وَمَنْ تَقَوَّلَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ , فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 22591 , ( جة ) 35 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2684 , الصَّحِيحَة : 1753(3/301)
( خ م ) , وَعَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَا تَكْذِبُوا عَلَيّ , فَإِنَّهُ مَنْ يَكْذِبْ عَلَيَّ يَلِجْ النَّارَ ) (1) فَإِنَّهُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَلِجْ النَّار (2) "
__________
(1) ( م ) 2 , ( ت ) 2584
(2) ( خ ) 106 , قَوْله : ( فَلْيَلِجْ النَّار ) جَعَلَ الْأَمْر بِالْوُلُوجِ مُسَبَّبًا عَنْ الْكَذِب ؛ لِأَنَّ لَازِم الْأَمْر الْإِلْزَام , وَالْإِلْزَام بِوُلُوجِ النَّار سَبَبه الْكَذِب عَلَيْهِ , أَوْ هُوَ بِلَفْظِ الْأَمْر وَمَعْنَاهُ الْخَبَر .فتح الباري لابن حجر - ( ح106)(3/302)
( جة ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ - رضي الله عنهما - قَالَ :قُلْتُ لِلزُّبَيْر (1) : مَالِيَ لَا أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَمَا أَسْمَعُ ابْنَ مَسْعُودٍ وَفُلَانًا وَفُلَانًا ؟ ، فَقَالَ : أَمَا إنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ : " مَنْ كَذَبَ عَلَيّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ (2) " (3)
__________
(1) أَيْ : اِبْن الْعَوَّام . فتح الباري لابن حجر - ( ح107)
(2) فِي تَمَسُّك الزُّبَيْر بِهَذَا الْحَدِيث عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ مِنْ اِخْتِيَار قِلَّة التَّحْدِيث دَلِيل لِلْأَصَحِّ فِي أَنَّ الْكَذِب هُوَ الْإِخْبَار بِالشَّيْءِ عَلَى خِلَاف مَا هُوَ عَلَيْهِ , سَوَاء كَانَ عَمْدًا أَمْ خَطَأ ، وَالْمُخْطِئ وَإِنْ كَانَ غَيْر مَأْثُوم بِالْإِجْمَاعِ , لَكِنَّ الزُّبَيْر خَشِيَ مِنْ الْإِكْثَار أَنْ يَقَع فِي الْخَطَأ وَهُوَ لَا يَشْعُر ؛ لِأَنَّهُ وَإِنْ لَمْ يَأْثَم بِالْخَطَأِ لَكِنْ قَدْ يَأْثَم بِالْإِكْثَارِ , إِذْ الْإِكْثَار مَظِنَّة الْخَطَأ ، وَالثِّقَة إِذَا حَدَّثَ بِالْخَطَأِ فَحُمِلَ عَنْهُ وَهُوَ لَا يَشْعُر أَنَّهُ خَطَأ يُعْمَل بِهِ عَلَى الدَّوَام لِلْوُثُوقِ بِنَقْلِهِ ، فَيَكُون سَبَبًا لِلْعَمَلِ بِمَا لَمْ يَقُلْهُ الشَّارِع ، فَمَنْ خَشِيَ مِنْ إِكْثَار الْوُقُوع فِي الْخَطَأ لَا يُؤْمَن عَلَيْهِ الْإِثْم إِذَا تَعَمَّدَ الْإِكْثَار ، فَمِنْ ثَمَّ تَوَقَّفَ الزُّبَيْر وَغَيْره مِنْ الصَّحَابَة عَنْ الْإِكْثَار مِنْ التَّحْدِيث , وَأَمَّا مَنْ أَكْثَرَ مِنْهُمْ فَمَحْمُول عَلَى أَنَّهُمْ كَانُوا وَاثِقِينَ مِنْ أَنْفُسهمْ بِالتَّثَبُّتِ ، أَوْ طَالَتْ أَعْمَارهمْ فَاحْتِيجَ إِلَى مَا عِنْدهمْ فَسُئِلُوا فَلَمْ يُمْكِنهُمْ الْكِتْمَان , رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ . فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 174)
(3) ( جة ) 36 , ( خ ) 107 , ( د ) 3651(3/303)
( خ م حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( لَوْلَا أَنْ أَخْشَى أَنْ أُخْطِئَ لَحَدَّثْتُكُمْ ) (1) ( حَدِيثًا كَثِيرًا ) (2) ( لَكِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ) (3) ( " مَنْ تَعَمَّدَ عَلَيَّ كَذِبًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ) (4) "
__________
(1) ( حم ) 12787 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : حديث صحيح , وهذا إسناد حسن .
(2) ( خ ) 108 , ( م ) 2
(3) ( حم ) 12787
(4) ( خ ) 108 , ( م ) 2(3/304)
( جة ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ :
قُلْنَا لِزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ - رضي الله عنه - : حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : كَبِرْنَا وَنَسِينَا ، وَالْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَدِيدٌ . (1)
__________
(1) ( جة ) 25 , ( حم ) 19323(3/305)
( جة حم ) , وَعَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ :
( مَا أَخْطَأَنِي ابْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - عَشِيَّةَ خَمِيسٍ إِلَّا أَتَيْتُهُ فِيهِ , قَالَ : فَمَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ بِشَيْءٍ قَطُّ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ عَشِيَّةٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( فَرُعِدَ حَتَّى رُعِدَتْ ثِيَابُهُ ) (2) ( قَالَ : فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ قَائِمٌ , مَحْلُولٌ أَزْرَارُ قَمِيصِهِ ) (3) ( قَدْ اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ , وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ , فَقَالَ : أَوْ دُونَ ذَلِكَ , أَوْ فَوْقَ ذَلِكَ , أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ , أَوْ شَبِيهًا بِذَلِكَ ) (4) .
__________
(1) ( جة ) 23 , ( حم ) 4321
(2) ( حم ) 4015 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( حم ) 4321 , ( جة ) 23
(4) ( جة ) 23 , ( حم ) 4321(3/306)
( جة ) , وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ :
كَانَ أنَسُ بْنُ مَالِكٍ - رضي الله عنه - إِذَا حَدَّثَ عن رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَدِيثًا فَفَرَغَ مِنْهُ قَالَ : أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (1) . (2)
__________
(1) تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ مَا ذَكَرَهُ نَقْل بِالْمَعْنَى وَأَمَّا اللَّفْظ فَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون هُوَ اللَّفْظ الْمَذْكُور وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون لَفْظًا آخَر وَهُوَ عَطْف عَلَى مَقُول قَالَ وَالتَّقْدِير قَالَ أَوْ مَا قَالَ لَا مَا قُلْت وَالْكَافّ زَائِدَة .حاشية السندي على ابن ماجه - (1 / 23)
(2) ( جة ) 24 , ( حم ) 13146(3/307)
( جة ) , وَعَنْ قَرَظَةَ بْنِ كَعْبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
بَعَثَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - إِلَى الْكُوفَةِ , وَشَيَّعَنَا (1) فَمَشَى مَعَنَا إِلَى مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ : صِرَارٌ فَقَالَ : أَتَدْرُونَ لِمَ مَشَيْتُ مَعَكُمْ ؟ , فَقُلْنَا : لِحَقِّ صُحْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَلِحَقِّ الْأَنْصَارِ , فَقَالَ لَكِنِّي مَشَيْتُ مَعَكُمْ لِحَدِيثٍ أَرَدْتُ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ بِهِ , وَأَرَدْتُ أَنْ تَحْفَظُوهُ لِمَمْشَايَ مَعَكُمْ , إِنَّكُمْ تَقْدُمُونَ عَلَى قَوْمٍ لِلْقُرْآنِ فِي صُدُورِهِمْ هَزِيزٌ كَهَزِيزِ الْمِرْجَلِ , فَإِذَا رَأَوْكُمْ مَدُّوا إِلَيْكُمْ أَعْنَاقَهُمْ وَقَالُوا : أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ , فَأَقِلُّوا الرِّوَايَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَأَنَا شَرِيكُكُمْ . (2)
__________
(1) التَّشْيِيعُ : الْخُرُوجُ مَعَ الْمُسَافِرِ لِتَوْدِيعِهِ ، يُقَال : شَيَّعَ فُلَانًا : خَرَجَ مَعَهُ لِيُوَدِّعَهُ وَيُبْلِغَهُ مَنْزِلَهُ .
(2) ( جة ) 28 , ( طس ) 1982(3/308)
( جة ) , وَعَنْ الشَّعْبِيّ قَالَ :
جَالَسْتُ ابْنَ عُمَرَ - رضي الله عنهما - سَنَةً ، فَمَا سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا . (1)
__________
(1) ( جة ) 26 , ( طح ) 6356(3/309)
( خ ) , وَعَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ :
صَحِبْتُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ , وَسَعْدًا , وَالْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ ش , فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ طَلْحَةَ يُحَدِّثُ عَنْ يَوْمِ أُحُدٍ . (1)
__________
(1) ( خ ) 3835 , ( طب ) ج20ص242ح571(3/310)
( جة مي ) , وَعَنْ طَاوُسٍ قَالَ :
( سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - يَقُولُ : إِنَّمَا كُنَّا نَحْفَظُ الْحَدِيثَ وَالْحَدِيثُ يُحْفَظُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( فَلَمَّا رَكِبَ النَّاسُ الصَّعْبَ وَالذَّلُولَ (2) تَرَكْنَا الْحَدِيثَ عَنْهُ ) (3) .
__________
(1) ( جة ) 27 , ( مي ) 427
(2) كِنَايَة عَنْ الْإِفْرَاط وَالتَّفْرِيط فِي النَّقْل , بِحَيْثُ مَا بَقِيَ الِاعْتِمَاد عَلَى نَقْلهمْ . حاشية السندي (ج 1 / ص 25)
أصل الصعب والذلول في الإبل فالصعب العسر المرغوب عنه والذلول السهل الطيب المحبوب المرغوب فيه فالمعنى سلك الناس كل مسلك مما يحمد ويذم .
(3) ( مي ) 426 , ( م ) في المقدمة ص12 , ( جة ) 27(3/311)
( م ) , وَعَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ :
جَاءَ بُشَيْرٌ الْعَدَوِيُّ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُ وَيَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَجَعَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَا يَأْذَنُ (1) لِحَدِيثِهِ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، مَالِي لَا أَرَاكَ تَسْمَعُ لِحَدِيثِي ؟ ، أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَلَا تَسْمَعُ ؟ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : إِنَّا كُنَّا مَرَّةً إِذَا سَمِعْنَا رَجُلًا يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، ابْتَدَرَتْهُ أَبْصَارُنَا ، وَأَصْغَيْنَا إِلَيْهِ بِآذَانِنَا ، فَلَمَّا رَكِبَ النَّاسُ الصَّعْبَ وَالذَّلُولَ ، لَمْ نَأْخُذْ مِنْ النَّاسِ إِلَّا مَا نَعْرِفُ . (2)
__________
(1) أَيْ : لا يستمع ولا يُصغي , ومنه سُمِّيَت الأُذُن .
(2) ( م ) في المقدمة ص12(3/312)
( ت ) , وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثًا وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ , فَهُوَ أَحَدُ الْكَذَّابِينَ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2662 , ( جة ) 41 , ( حم ) 18236(3/313)
( حم ) , وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( مَا كُلُّ مَا نُحَدِّثُكُمُوهُ سَمِعْنَاهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَلَكِنْ ) (1) ( كَانَ يُحَدِّثُنَا أَصْحَابُنَا عَنْهُ , وَكَانَتْ تَشْغَلُنَا عَنْهُ رَعِيَّةُ الْإِبِلِ . (2)
__________
(1) ( حم ) 18521 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( حم ) 18516 , وصححه الألباني في ظلال الجنة : 816 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .(3/314)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا سَمِعْتُمْ الْحَدِيثَ عَنِّي تَعْرِفُهُ قُلُوبُكُمْ , وَتَلِينُ لَهُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ , وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ قَرِيبٌ , فَأَنَا أَوْلَاكُمْ بِهِ , وَإِذَا سَمِعْتُمْ الْحَدِيثَ عَنِّي تُنْكِرُهُ قُلُوبُكُمْ وَتَنْفِرُ مِنْهُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ , وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ بَعِيدٌ , فَأَنَا أَبْعَدُكُمْ مِنْهُ " (1)
__________
(1) ( حم ) 16102 , 23655 , ( حب ) 63 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 612 , الصَّحِيحَة : 732(3/315)
( 3 ) الْكَذِبُ عَلَى النَّاس
( 1 ) الْكَذِبُ فِي الْحَدِيث
( خ م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( أَرْبَعٌ (1) مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ) (2) ( وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ (3) ) (4) وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا (5) إِذَا حَدَّث كَذَبَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ , وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ (6) وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ (7) وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ (8) ) (9) "
__________
(1) أَيْ : خِصَالٌ أَرْبَعٌ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 430)
(2) ( خ ) 34
(3) قَالَ النَّوَوِيّ : هَذَا الْحَدِيث عَدَّهُ جَمَاعَة مِنْ الْعُلَمَاء مُشْكِلًا مِنْ حَيْثُ أَنَّ هَذِهِ الْخِصَال قَدْ تُوجَد فِي الْمُسْلِم الْمُجْمَع عَلَى عَدَم الْحُكْم بِكُفْرِهِ , وَلَيْسَ فِيهِ إِشْكَال ، بَلْ مَعْنَاهُ صَحِيح , وَالَّذِي قَالَهُ الْمُحَقِّقُونَ : أَنَّ مَعْنَاهُ أَنَّ هَذِهِ خِصَال نِفَاق ، وَصَاحِبهَا شَبِيه بِالْمُنَافِقِينَ فِي هَذِهِ الْخِصَال وَمُتَخَلِّق بِأَخْلَاقِهِمْ ,
قُلْت : وَمُحَصَّل هَذَا الْجَوَاب الْحَمْل فِي التَّسْمِيَة عَلَى الْمَجَاز ، أَيْ : صَاحِب هَذِهِ الْخِصَال كَالْمُنَافِقِ ، وَهُوَ بِنَاءٌ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالنِّفَاقِ نِفَاق الْكُفْر , وَقَدْ قِيلَ فِي الْجَوَاب عَنْهُ : إِنَّ الْمُرَاد بِالنِّفَاقِ نِفَاق الْعَمَل , وَيُؤَيِّدهُ وَصْفه بِالْخَالِصِ , بِقَوْلِهِ : " كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا " , وَقِيلَ : هُوَ مَحْمُول عَلَى مَنْ غَلَبَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الْخِصَال وَتَهَاوَنَ بِهَا وَاسْتَخَفَّ بِأَمْرِهَا ، فَإِنَّ مَنْ كَانَ كَذَلِكَ كَانَ فَاسِد الِاعْتِقَاد غَالِبًا .وَاللَّه أَعْلَم . ( فتح - ح33)
(4) ( م ) 59 , ( حم ) 9147
(5) أَيْ : يَتْرُكَهَا . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 430)
(6) أَيْ : نَقَضَ الْعَهْد وَتَرَكَ الْوَفَاء بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ , وَأَمَّا الْفَرْق بَيْن الْوَعْد وَالْعَهْد , فَلَمْ أَرَ مَنْ ذَكَرَ الْفَرْق بَيْنهما صَرِيحًا , وَالظَّاهِر مِنْ صَنِيع الْإِمَام الْبُخَارِيّ رَحِمَهُ اللَّه أَنَّهُ لَا فَرْق بَيْنهمَا , بَلْ هُمَا مُتَرَادِفَانِ , فَإِنَّهُ قَالَ فِي كِتَاب الشَّهَادَات مِنْ صَحِيحه بَاب مَنْ أُمِرَ بِإِنْجَازِ الْوَعْد ، ثُمَّ اِسْتَدَلَّ عَلَى مَضْمُون الْبَاب بِأَرْبَعَةِ أَحَادِيث , أَوَّلهَا حَدِيث أَبِي سُفْيَان بْن حَرْب فِي قِصَّة هِرَقْل , أَوْرَدَ مِنْهُ طَرَفًا , وَهُوَ أَنَّ هِرَقْل قَالَ لَهُ : سَأَلْتُك مَاذَا يَأْمُركُمْ , فَزَعَمْت أَنَّهُ أَمَرَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَالصِّدْق وَالْعَفَاف وَالْوَفَاء بِالْعَهْدِ الْحَدِيث , وَلَوْلَا أَنَّ الْوَعْد وَالْعَهْد مُتَّحِدَانِ لَمَا تَمَّ هَذَا الِاسْتِدْلَال ، فَثَبَتَ مِنْ صَنِيعه هَذَا أَنَّهُمَا مُتَّحِدَانِ .
قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَالنَّوَوِيّ : حَصَلَ فِي مَجْمُوع الرِّوَايَتَيْنِ خَمْس خِصَال , لِأَنَّهُمَا تَوَارَدَتَا عَلَى الْكَذِب فِي الْحَدِيث وَالْخِيَانَة فِي الْأَمَانَة , وَزَادَ الْأَوَّل الْخُلْف فِي الْوَعْد , وَالثَّانِي الْغَدْر فِي الْمُعَاهَدَة , وَالْفُجُور فِي الْخُصُومَة ، وَلَعَلَّ الْفَرْق هُوَ أَنَّ الْوَعْد أَعَمّ مِنْ الْعَهْد مُطْلَقًا ، فَإِنَّ الْعَهْد هُوَ الْوَعْد الْمُوثَق , فَأَيْنَمَا وُجِدَ الْعَهْد وُجِدَ الْوَعْد ، مِنْ غَيْر عَكْس , لِجَوَازِ أَنْ يُوجَد الْوَعْد مِنْ غَيْر تَوْثِيق . عون المعبود - (ج 10 / ص 207)
(7) ( خ ) 33 , ( م ) 59
(8) أَيْ : مَالَ عَنْ الْحَقِّ وَقَالَ الْبَاطِلَ وَالْكَذِبَ , وَقَالَ الْقَارِي : أَيْ : شَتَمَ وَرَمَى بِالْأَشْيَاءِ الْقَبِيحَةِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 430)
(9) ( خ ) 34 , ( م ) 58(3/316)
( 2 ) قَوْلُ الزُّور
قَالَ تَعَالَى : { فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ } [الحج/30]
( طب ) ، وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
عُدِلَتْ شَهَادَةُ الزُّورِ بِالشِّرْكِ بِاللَّهِ , ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآية : { فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ } (1) . (2)
__________
(1) [الحج/30]
(2) ( طب ) 8569 , ( حسن موقوف ) , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2301(3/317)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ؟ , أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ؟ , أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ؟ " , فَقُلْنَا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ } (1) { وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ } (2) { ) (3) ( وَكَانَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُتَّكِئًا فَجَلَسَ (4) فَقَالَ : أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ } (5) { أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ } (6) { " ) (7) ( قَالَ : فَمَا زَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا : لَيْتَهُ سَكَتَ } (8) { ) (9) .
__________
(1) يَحْتَمِلُ مُطْلَقَ اَلْكُفْرِ , وَيَكُونُ تَخْصِيصُهُ بِالذِّكْرِ لِغَلَبَتِهِ فِي الْوُجُودِ , وَلَا سِيَّمَا فِي بِلَادِ اَلْعَرَبِ , فَذَكَرَهُ تَنْبِيهًا عَلَى غَيْرِهِ , فَبَعْضَ اَلْكُفْرِ - وَهُوَ اَلتَّعْطِيلُ -أَعْظَمُ قُبْحًا مِنْ اَلْإِشْرَاكِ ؛ لِأَنَّهُ نَفْيٌ مُطْلَقٌ , وَالْإِشْرَاكُ إِثْبَاتٌ مُقَيَّدٌ , فَيَتَرَجَّحُ هَذَا الِاحْتِمَال . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 164)
(2) عُقُوقُ الْوَالِدَيْن : صُدُورُ مَا يَتَأَذَّى بِهِ الْوَالِدُ مِنْ وَلَدِهِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ , إِلَّا فِي شِرْكٍ أَوْ مَعْصِيَةٍ , مَا لَمْ يَتَعَنَّتْ الْوَالِدُ ، وَضَبَطَهُ اِبْنُ عَطِيَّةَ بِوُجُوبِ طَاعَتِهِمَا فِي الْمُبَاحَاتِ فِعْلًا وَتَرْكًا ، وَاسْتِحْبَابُهَا فِي الْمَنْدُوبَاتِ وَفُرُوضِ الْكِفَايَةِ كَذَلِكَ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 121)
(3) ( خ ) 2511 , ( م ) 87
(4) استُدِل به على أنه يجوز للمحدث بالعلم أن يحدث به متكئا .
(5) قَوْلُهُ : ( وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِئًا ) يُشْعِرُ بِأَنَّهُ اِهْتَمَّ بِذَلِكَ حَتَّى جَلَسَ بَعْدَ أَنْ كَانَ مُتَّكِئًا , وَيُفِيدُ ذَلِكَ تَأْكِيدَ تَحْرِيمِهِ وَعِظَمَ قُبْحِهِ ، وَسَبَبُ اَلِاهْتِمَامِ بِذَلِكَ كَوْن قَوْل اَلزُّورِ أَوْ شَهَادَة اَلزُّورِ أَسْهَل وُقُوعًا عَلَى النَّاسِ ، وَالتَّهَاوُنِ بِهَا أَكْثَر ، فَإِنَّ اَلْإِشْرَاكَ يَنْبُو عَنْهُ قَلْب اَلْمُسْلِمِ , وَالْعُقُوق يَصْرِفُ عَنْهُ اَلطَّبْعُ ، وَأَمَّا اَلزُّورُ فَالْحَوَامِل عَلَيْهِ كَثِيرَة , كَالْعَدَاوَةِ وَالْحَسَدِ وَغَيْرِهِمَا , فَاحْتِيجَ إِلَى الِاهْتِمَامِ بِتَعْظِيمِهِ , وَلَيْسَ ذَلِكَ لِعِظَمِهَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا ذُكِرَ مَعَهَا مِنْ الْإِشْرَاكِ قَطْعًا , بَلْ لِكَوْنِ مَفْسَدَة اَلزُّور مُتَعَدِّيَة إِلَى غَيْرِ اَلشَّاهِدِ , بِخِلَافِ الشِّرْكِ فَإِنَّ مَفْسَدَتَهُ قَاصِرَةٌ غَالِبًا . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 164)
(6) قَوْلُهُ : ( أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ ) يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مِنْ الْخَاصِّ بَعْدَ الْعَامِّ , لَكِنْ يَنْبَغِي أَنْ يُحْمَلَ عَلَى اَلتَّأْكِيدِ , فَإِنَّا لَوْ حَمَلْنَا اَلْقَوْلَ عَلَى اَلْإِطْلَاقِ لَزِمَ أَنْ تَكُونَ اَلْكِذْبَةُ اَلْوَاحِدَةُ مُطْلَقًا كَبِيرَةً , وَلَيْسَ كَذَلِكَ , وَلَا شَكَّ أَنَّ عِظَمَ اَلْكَذِب وَمَرَاتِبَهُ مُتَفَاوِتَةٌ بِحَسَبِ تَفَاوُت مَفَاسِدِهِ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : ( وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدْ اِحْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ) . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 164)
(7) ( خ ) 5631 , ( م ) 87
(8) أَيْ : شَفَقَةً عَلَيْهِ وَكَرَاهِيَةً لِمَا يُزْعِجُهُ , وَفِيهِ مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ كَثْرَةِ اَلْأَدَبِ مَعَهُ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَالْمَحَبَّة لَهُ وَالشَّفَقَة عَلَيْهِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 164)
(9) ( خ ) 5918 , ( م ) 87(3/318)
( 3 ) الْكَذِبُ فِي الْمُزَاح
( حم ) , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ الْقَوْمَ بِالْحَدِيثِ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَهُمْ , وَيْلٌ لَهُ , وَيْلٌ لَهُ " (1)
__________
(1) ( حم ) 20035 , ( ت ) 2315 , ( د ) 4990 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7136 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2944(3/319)
( أبو الشيخ ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَلَا هَلْ عَسَى رَجُلٌ مِنْكُمْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِالْكَلِمَةِ يُضْحِكُ بِهَا الْقَوْمَ , فَيَسْقُطُ بِهَا أَبْعَدَ مِنَ السَّمَاءِ , أَلَا هَلْ عَسَى رَجُلٌ مِنْكُمْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِالْكَلِمَةِ يُضْحِكُ بِهَا أَصْحَابَهُ , فيَسْخَط (1) اللَّهُ بِهَا عَلَيْهِ , لَا يَرْضَى عَنْهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ النَّارَ " (2)
=============
(1) سَخِطَ أَي : غضب , وأَسْخَطَه : أَغْضَبَه .
(2) ( أبو الشيخ ) , ( حم ) 9209 , ( حب ) 5716 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2877(3/320)
( خد ) , وَعَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" لَا يَصْلُحُ الْكَذِبُ فِي جِدٍّ وَلَا هَزْلٍ , وَلَا أَنْ يَعِدَ أَحَدُكُمْ وَلَدَهُ شَيْئًا ثُمَّ لَا يُنْجِزَ لَهُ " (1)
__________
(1) ( خد ) 387 , ( ش ) 25601 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 299(3/321)
( 4 ) الرُّخْصَةُ فِي الْكَذِب
( 1 ) الْكَذِبُ لِإِصْلَاحِ ذَاتِ الْبَيْن
( خ م ت د ) , عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ - وَكَانَتْ مِنْ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ , اللَّاتِي بَايَعْنَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : ( " لَيْسَ الْكَذَّابُ ) (1) ( مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ النَّاسِ , فَقَالَ خَيْرًا أَوْ نَمَى خَيْرًا ) (2) ( قَالَتْ : وَلَمْ أَسْمَعْهُ يُرَخَّصُ فِي شَيْءٍ ) (3) ( مِنْ الْكَذِبِ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ : ) (4) ( الْحَرْبُ , وَالْإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ ) (5) ( وَالرَّجُلُ يُحَدِّثُ امْرَأَتَهُ , وَالْمَرْأَةُ تُحَدِّثُ زَوْجَهَا " ) (6)
__________
(1) ( خ ) 2546 , ( م ) 101 - ( 2605 )
(2) ( ت ) 1938 , ( خ ) 2546 , ( م ) 101 - ( 2605 ) , ( د ) 4920 , ( حم ) 27314
(3) ( م ) 101 - م - ( 2605 )
(4) ( د ) 4921 , ( حم ) 27316
(5) ( م ) 101 ( 2605 ) , ( د ) 4921
(6) ( د ) 4921 , ( حم ) 27316 , ( م ) 101 ( 2605 ) , انظر صحيح الجامع : 7170 , والصحيحة : 545(3/322)
( 2 ) الْكَذِبُ فِي الْحَرْب
( ت ) , عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ ك قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَحِلُّ الْكَذِبُ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ : الرَّجُلُ يُحَدِّثُ امْرَأَتَهُ , وَالْكَذِبُ فِي الْحَرْبِ , وَالْكَذِبُ لِيُصْلِحَ بَيْنَ النَّاسِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 1939 , ( حم ) 27638 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7723 ، وهداية الرواة : 4960(3/323)
( 3 ) الْكَذِبُ بَيْنَ الزَّوْجِين
( مسند الحميدي ) , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ :
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ ، هَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ أَكْذِبَ أَهْلِي ؟ ، قَالَ : " لَا ، فلَا يُحِبُّ اللَّهُ الْكَذِبَ " ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَسْتَصْلِحُهَا وَأَسْتَطِيبُ نَفْسَهَا ؟ , قَالَ : " لَا جُنَاحَ عَلَيْكَ " (2)
----------------
(2) ( الحميدي ) 329 , انظر الصَّحِيحَة : 498 , 545 , وقال الألباني : بعد أن فرغنا من تحقيق القول في صحة الحديث ودفع إعلاله بالإدراج أنقل إلى القارىء الكريم ما ذكره النووي / في شرح الحديث : " قَالَ الْقَاضِي : لَا خِلَاف فِي جَوَاز الْكَذِب فِي هَذِهِ الصُّوَر ، وَاخْتَلَفُوا فِي الْمُرَاد بِالْكَذِبِ الْمُبَاح فِيهَا مَا هُوَ ؟ , فَقَالَتْ طَائِفَة : هُوَ عَلَى إِطْلَاقه ، وَأَجَازُوا قَوْل مَا لَمْ يَكُنْ فِي هَذِهِ الْمَوَاضِع لِلْمَصْلَحَةِ ، وَقَالُوا : الْكَذِب الْمَذْمُوم مَا فِيهِ مَضَرَّة ، وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِ إِبْرَاهِيم - صلى الله عليه وسلم - : { بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرهمْ } وَ { إِنِّي سَقِيم } وَقَوْله : إِنَّهَا أُخْتِي , وَقَوْل مُنَادِي يُوسُف - صلى الله عليه وسلم - : { أَيَّتهَا الْعِير إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ } , قَالُوا : وَلَا خِلَاف أَنَّهُ لَوْ قَصَدَ ظَالِمٌ قَتْل رَجُل هُوَ عِنْده مُخْتَفٍ وَجَبَ عَلَيْهِ الْكَذِب فِي أَنَّهُ لَا يَعْلَم أَيْنَ هُوَ ، وَقَالَ آخَرُونَ مِنْهُمْ الطَّبَرِيُّ : لَا يَجُوز الْكَذِب فِي شَيْء أَصْلًا , قَالُوا : وَمَا جَاءَ مِنْ الْإِبَاحَة فِي هَذَا الْمُرَاد بِهِ التَّوْرِيَة ، وَاسْتِعْمَال الْمَعَارِيض ، لَا صَرِيح الْكَذِب ، مِثْل أَنْ يَعِد زَوْجَته أَنْ يُحْسِن إِلَيْهَا وَيَكْسُوهَا كَذَا ، وَيَنْوِي إِنْ قَدَّرَ اللَّه ذَلِكَ , وَحَاصِله أَنْ يَأْتِي بِكَلِمَاتٍ مُحْتَمَلَة ، يَفْهَم الْمُخَاطَب مِنْهَا مَا يُطَيِّب قَلْبه , وَإِذَا سَعَى فِي الْإِصْلَاح نَقَلَ عَنْ هَؤُلَاءِ إِلَى هَؤُلَاءِ كَلَامًا جَمِيلًا ، وَمِنْ هَؤُلَاءِ إِلَى هَؤُلَاءِ كَذَلِكَ وَوَرَّى , وَكَذَا فِي الْحَرْب بِأَنْ يَقُول لِعَدُوِّهِ : مَاتَ إِمَامكُمْ الْأَعْظَم وَيَنْوِي إِمَامهمْ فِي الْأَزْمَان الْمَاضِيَة , أَوْ غَدًا يَأْتِينَا مَدَد أَيْ طَعَام وَنَحْوه , هَذَا مِنْ الْمَعَارِيض الْمُبَاحَة ، فَكُلّ هَذَا جَائِز , وَتَأَوَّلُوا قِصَّة إِبْرَاهِيم وَيُوسُف وَمَا جَاءَ مِنْ هَذَا عَلَى الْمَعَارِيض . وَاَللَّه أَعْلَم " .قلت : ولا يخفى على البصير أن قول الطائفة الأولى هو الأرجح والأليق بظواهر هذه الأحاديث , وتأويلها بما تأولته الطائفة الأخرى من حملها على المعاريض مما لَا يخفى بعده ، لا سيما في الكذب في الحرب , فإنه أوضح من أن يحتاج إلى التدليل على جوازه , ولذلك قال الحافظ في " الفتح " ( 6 / 119 ) : " قال النووي : الظاهر إباحة حقيقة الكذب في الأمور الثلاثة , لكن التعريض أولى " , وقال ابن العربي : " الكذب في الحرب من المستثنى الجائز بالنص رفقا بالمسلمين لحاجتهم إليه , وليس للعقل فيه مجال ولو كان تحريم الكذب بالعقل ما انقلب حلالا " , ويقويه ما أخرجه أحمد وابن حبان من حديث أنس في قصة الحجاج بن علاط الذي أخرجه النسائي وصححه الحاكم في استئذانه النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقول عنه ما شاء لمصلحته في استخلاص ماله من أهل مكة وإذن النبي - صلى الله عليه وسلم - , وإخباره لأهل مكة أن أهل خيبر هزموا المسلمين , وغير ذلك مما هو مشهور فيه " أ . هـ(3/324)
( 4 ) مَا يَكْثُرُ تَدَاوُلُهُ عَلَى أَلْسِنَةِ النَّاسِ مِنْ وَصْفِ بَعْضِ الْأَشْيَاء
( م ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا بُنَيَّ " (1)
__________
(1) ( م ) 31 - ( 2151 ) , ( ت ) 2831 , ( د ) 4964 , ( حم ) 13083(3/325)
( خ م حم ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَحْسَنَ النَّاسِ وَأَجْوَدَ النَّاسِ وَأَشْجَعَ النَّاسِ " , وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ (1) فَانْطَلَقَ النَّاسُ قِبَلَ الصَّوْتِ ، " فَاسْتَقْبَلَهُمُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ سَبَقَ النَّاسَ إِلَى الصَّوْتِ ) (2) ( وَقَدْ اسْتَبْرَأَ الْخَبَرَ وَهُوَ يَقُولُ : لَمْ تُرَاعُوا (3) لَمْ تُرَاعُوا ) (4) ( مَا رَأَيْنَا مِنْ فَزَعٍ - ) (5) ( وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ - رضي الله عنه - ) (6) ( اسْتَعَارَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، يُقَالُ لَهُ : الْمَنْدُوبُ (7) ) (8) ( عُرْيٍ مَا عَلَيْهِ سَرْجٌ ، فِي عُنُقِهِ سَيْفٌ ) (9) ( وكَانَ فَرَسًا يُبَطَّأُ (10) ) (11) ( فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (12) ( قَالَ : إِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا (13) " ) (14) ( فَمَا سُبِقَ (15) بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ (16) ) (17) .
__________
(1) أَيْ : خَافُوا مِنْ عَدُوٍّ . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 126)
(2) ( خ ) 5686 , ( م ) 2307
(3) أَيْ : رَوْعًا مُسْتَقِرًّا أَوْ رَوْعًا يَضُرُّكُمْ . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 12)
(4) ( خ ) 2751
(5) ( خ ) 2707
(6) ( خ ) 5686
(7) قِيلَ : سُمِّيَ بِذَلِكَ مِنْ اَلنَّدْبِ , وَهُوَ اَلرَّهْنُ عِنْدَ اَلسِّبَاقِ , وَقِيلَ : لِنَدْبٍ كَانَ فِي جِسْمِهِ وَهُوَ أَثَرُ اَلْجُرْحِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 126)
(8) ( خ ) 2484
(9) ( خ ) 5686 , ( م ) 2307
(10) أَيْ : يُعْرَف بِالْبُطْءِ ، وَالْعَجْز ، وَسُوء السَّيْر . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 12)
(11) ( م ) 2307
(12) ( حم ) 12516 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(13) أيْ : وَاسِع الْجَرْي . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 12)
(14) ( خ ) 2707 , ( م ) 2307
(15) أي الفرس .
(16) فِيهِ جَوَاز الْعَارِيَة ، وَجَوَاز الْغَزْو عَلَى الْفَرَس الْمُسْتَعَار لِذَلِكَ , وَفِيهِ اِسْتِحْبَاب تَقَلُّد السَّيْف فِي الْعُنُق . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 12)
(17) ( خ ) 2807 , ( جة ) 2772(3/326)
( خ م حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ " ) (1) ( فَكَانَ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ يَحْدُو (2) بِالرِّجَالِ (3) ) (4) ( وَكَانَ مَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - غُلَامٌ لَهُ أَسْوَدُ يُقَالُ لَهُ : أَنْجَشَةُ ، يَحْدُو ) (5) ( بِنِسَائِهِ ) (6) ( وَكَانَ حَسَنَ الصَّوْتِ , فَحَدَا فَأَعْنَقَتْ الْإِبِلُ (7) ) (8) ( فَكَانَ نِسَاؤُهُ يَتَقَدَّمْنَ بَيْنَ يَدَيْهِ ) (9) ( فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (10) ( وَقَالَ : وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ , رُوَيْدَكَ ) (11) ( لَا تَكْسِرِ الْقَوَارِيرَ (12) " ) (13)
__________
(1) ( خ ) 5809
(2) حَدَا : أنشد شعرا تطرب له الأسماع , وتَخِفُّ له الإبل في سيرها .
(3) فِيهِ اِسْتِحْبَاب الْحُدَا فِي الْأَسْفَار ، لِتَنْشِيطِ النُّفُوس وَالدَّوَابّ عَلَى قَطْع الطَّرِيق وَاشْتِغَالهَا بِسَمَاعِهِ عَنْ الْإِحْسَاس بِأَلَمِ السَّيْر . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 262)
(4) ( حم ) 13695 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(5) ( خ ) 5809
(6) ( حم ) 12784 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(7) أَيْ : أسرعت .
(8) ( حم ) 13695 , ( خ ) 5857
(9) ( حم ) 12967 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(10) ( حم ) 12784
(11) ( خ ) 5797
(12) قَالَ قَتَادَةُ : يَعْنِي ضَعَفَةَ النِّسَاءِ . ( خ ) 5857
قَالَ شُعْبَةُ : هَذَا فِي الْحَدِيثِ مِنْ نَحْوِ قَوْلِهِ : " وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا " .( حم ) 13118
(13) ( خ ) 5857 , ( م ) 73 - ( 2323 ) , ( حم ) 12958
وفيه أن قافلة النساء كانت مستقلة عن الرجال ، وفيه مشروعية الإنشاد في السفر .ع(3/327)
( 11 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ الْغِيبَة
( 1 ) حَقِيقَةُ الْغِيبَة
( م ت ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ ؟ " ، قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : " ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ " قِيلَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ ؟ , قَالَ : " إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْتَهُ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ [ مَا تَقُولُ ] (1) فَقَدْ بَهَتَّهُ (2) " (3)
__________
(1) ( ت ) 1934
(2) أَيْ : قُلْتَ عَلَيْهِ الْبُهْتَانَ , وَهُوَ كَذِب عَظِيم يُبْهَت فِيهِ مَنْ يُقَال فِي حَقّه . عون المعبود - (ج 10 / ص 398)
وقال صاحب لسان العرب - (ج 2 / ص 12) : البُهْتانُ : الباطلُ الذي يُتَحَيَّرُ من بُطْلانِه , وهو من البَهْتِ التَّحَيُّر وبَهَتَ فلانٌ فلاناً , إِذا كَذَب عليه , وبَهِتَ وبُهِتَ إِذا تَحَيَّر وقولُه ? : { ولا يأْتينَ ببُهْتانٍ يَفْتَرينه } أَيْ : لا يأْتين بولد عن معارضة من غير أَزواجهنّ فيَنْسُبْنه إِلى الزوج , فإِن ذلك بُهْتانٌ وفِرْيةٌ , وقال الزجاج في قوله : { بل تأْتيهم بَغْتَةً فتَبْهَتُهم } قال : تُحَيِّرُهم حين تَفْجأُهم بَغْتةً .
(3) ( م ) 70 - ( 2589 ) , ( ت ) 1934 , ( د ) 4874 , ( حم ) 7146(3/328)
( شرح السنة ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
ذَكَرْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلًا فَقُلْنَا : لَا يَأْكُلُ حَتَّى يُطْعَمَ ، وَلَا يَرْحَلُ حَتَّى يُرْحَلَ لَهُ فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " اغْتَبْتُمُوهُ " ، فَقُلْنَا : إِنَّمَا حَدَّثْنَا بِمَا فِيهِ , قَالَ : " حَسْبُكَ إِذَا ذَكَرْتَ أَخَاكَ بِمَا فِيهِ " (4)
--------------
(4) ( شرح السنة ) 3562 , انظر الصَّحِيحَة : 2667(3/329)
( خد ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
مَنِ اغْتِيبَ عِنْدَهُ مُؤْمِنٌ فَنَصَرهُ جَزَاهُ اللَّهُ بِهَا خَيْرًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَمَنِ اغْتِيبَ عِنْدَهُ مُؤْمِنٌ فَلَمْ يَنْصُرْهُ جَزَاهُ اللَّهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ شَرًّا ، وَمَا الْتَقَمَ أَحَدٌ لُقْمَةً شَرًّا مِنَ اغْتِيَابِ مُؤْمِنٍ ، إِنْ قَالَ فِيهِ مَا يَعْلَمُ فَقَدِ اغْتَابَهُ ، وَإِنْ قَالَ فِيهِ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فَقَدْ بَهَتَهُ . (1)
__________
(1) ( خد ) 734 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 567(3/330)
( 2 ) ذَمُّ الْغِيبَة
قَالَ تَعَالَى : { وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ , وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ } [الحجرات/12]
( حب ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يُبْصِرُ أَحَدُكُمُ الْقَذَاةَ فِي عَيْنِ أَخِيهِ ، وَيَنْسَى الْجِذْعَ فِي عَيْنِهِ ؟ " (1)
__________
(1) ( حب ) 5761 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 8013 ، والصَّحِيحَة : 33 , وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2331(3/331)
( خد ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنه - قَالَ :
عَجِبْتُ مِنَ الرَّجُلِ يَفِرُّ مِنَ الْقَدَرِ وَهُوَ مُوَاقِعُهُ ، وَيَرَى الْقَذَاةَ فِي عَيْنِ أَخِيهِ وَيَدَعُ الْجِذْعَ فِي عَيْنِهِ ، وَيُخْرِجُ الضَّغْنَ مِنْ نَفْسِ أَخِيهِ وَيَدَعُ الضَّغْنَ فِي نَفْسِهِ ، وَمَا وَضَعْتُ سِرِّي عِنْدَ أَحَدٍ فَلُمْتُهُ عَلَى إِفْشَائِهِ ، وَكَيْفَ أَلُومُهُ وَقَدْ ضِقْتُ بِهِ ذَرْعًا ؟. (1)
__________
(1) ( خد ) 886 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 685(3/332)
( ت د ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( قُلْتُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ ) (1) [ أَنَّهَا ]( - وَقَالَتْ بِيَدِهَا هَكَذَا - كَأَنَّهَا تَعْنِي : قَصِيرَةً ) (2) ( فَقَالَ : " لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ (3) ) (4) "
__________
(1) ( د ) 4875
(2) ( ت ) 2502
(3) الْمَعْنَى أَنَّ هَذِهِ الْغِيبَةَ لَوْ كَانَتْ مِمَّا يُمْزَجُ بِالْبَحْرِ لَغَيَّرَتْهُ عَنْ حَالِهِ مَعَ كَثْرَتِهِ وَغَزَارَتِهِ ، فَكَيْفَ بِأَعْمَالٍ نَزِرَةٍ خُلِطَتْ بِهَا ؟ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 294)
(4) ( د ) 4875 , ( ت ) 2502 , ( حم ) 25601 , انظر صحيح الجامع : 5140 , وصحيح الترغيب والترهيب : 2834(3/333)
( حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَارْتَفَعَتْ رِيحُ جِيفَةٍ مُنْتِنَةٍ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ الرِّيحُ ؟ , هَذِهِ رِيحُ الَّذِينَ يَغْتَابُونَ الْمُؤْمِنِينَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 14826 , ( خد ) 732 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2840(3/334)
( ت ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
حَكَيْتُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلًا (1) فَقَالَ : " مَا يَسُرُّنِي أَنِّي حَكَيْتُ إِنْسَانًا وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا " (2)
__________
(1) حكَيْت فلانًا وحاكَيْتُه : فَعلْتُ مثل فِعْله .
(2) ( ت ) 2502 , 2503 , ( د ) 4875 , ( حم ) 25601(3/335)
( مساويء الأخلاق للخرائطي , الضياء ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كَانَتِ الْعَرَبُ يَخْدُمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي الْأَسْفَارِ ، وَكَانَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - رَجُلٌ يَخْدُمُهُمَا فَنَامَ , وَاسْتَيْقَظَا وَلَمْ يُهَيِّئْ طَعَامًا ، فَقَالَا : إِنَّ هَذَا لَنَئُومٌ (3) فَأَيْقَظَاهُ فَقَالَا : ائْتِ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْ لَهُ : إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يُقْرِآنِكَ السَّلَامَ ، وَهُمَا يَسْتَأْدِمَانِكَ (4) فَأَتَاهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَخْبِرْهُمَا أَنَّهُمَا قَدِ ائْتَدَمَا " , فَفَزِعَا ، فَجَاءَا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بَعَثْنَا نَسْتَأْدِمُكَ ) (5) ( فَقُلْتَ : قَدْ ائْتَدَمَا ، فَبِأَيِّ شَيْءٍ ائْتَدَمْنَا ؟ , فَقَالَ : " بِلَحْمِ أَخِيكُمَا ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنِّي لَأَرَى لَحْمَهُ بَيْنَ أَنْيَابِكُمَا " , فَقَالَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لَنَا , فَقَالَ : " هُوَ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمَا (6) " ) (7)
------------------
(3) أَيْ : ينام كثيرا .
(4) أَيْ : يطلبان منك شيئا يؤكل مع الخبز , كالزيت ونحوه .
(5) الخرائطي في " مساوئ الأخلاق " ( 186 )
(6) أَيْ : الذي اغتبتموه .
(7) الضياء المقدسي في " المختارة " ( 2 / 33 / 2 ) , انظر الصَّحِيحَة : 2608(3/336)
( طب ) , وَعَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَامَ رَجُلٌ , فَوَقَعَ فِيهِ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " تَخَلَّلْ (1) " ، قَالَ : وَمَا أَتَخَلَّلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَكَلْتُ لَحْمًا ؟ , قَالَ : " إِنَّكَ أَكَلْتَ لَحْمَ أَخِيكَ " (2)
__________
(1) التخلُّل : استعمال الخِلال لإخراج ما بين الأسنان من الطعام .
(2) ( طب ) 10092 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2837 , غاية المرام : 428(3/337)
( خد ) , وَعَنْ قيس قال :
كَانَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ - رضي الله عنه - يَسِيرُ مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَمَرَّ عَلَى بَغْلٍ مَيِّتٍ قَدِ انْتَفَخَ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لَأَنْ يَأْكُلَ أَحَدُكُمْ هَذَا حَتَّى يَمْلَأَ بَطْنَهُ ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ مُسْلِمٍ . (1)
__________
(1) ( خد ) 736 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 569(3/338)
( 3 ) حُكْمُ الْغِيبَة
قَالَ تَعَالَى : { وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا , أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ , وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ } [الحجرات/12]
( ك طس د ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( الرِّبَا ثَلَاثَةٌ وَسَبْعُونَ بَابًا (1) أَيْسَرُهَا ) (2) ( مِثْلُ إتْيَانِ الرَّجُلِ أُمَّهُ (3) وَإِنَّ أَرْبَى الرِّبَا (4) اسْتِطَالَةُ (5) الرَّجُلِ فِي عِرْضِ أَخِيهِ (6) ) (7) ( بِغَيْرِ حَقٍّ (8) ) (9) " (10)
__________
(1) لأن كل من طفَّفَ في ميزانه =فتطفيفه ربا بوجه من الوجوه , فلذلك تعدَّدت أبوابه وتكثَّرت أسبابه , لذلك فقد قال الله في القرآن بأن الربا والإيمان لا يجتمعان حيث قال : ( ذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين ) وأكثر بلايا هذه الأمة حين أصابها ما أصاب بني إسرائيل من البأس الشنيع والانتقام بالسنين , من عمل الربا.فيض القدير - (4 / 65)
(2) ( ك ) 2259 , ( جة ) 2275
(3) هذا يدل على أن ضررَ الرِّبا أشد من ضرر الزنا , وإن كان كثير من الناس يتهاونون بالربا ولا يتهاونون بالزنا .ع
قال الطيبي : إنما كان الربا أشد من الزنا لأن فاعله حاول محاربة الشارع بفعله , قال تعالى ( فأذنوا بحرب من الله ورسوله ) أي بحربِ عظيمٍ .فيض القدير - (4 / 66)
(4) أَيْ : أَكْثَره وَبَالًا وَأَشَدّه تَحْرِيمًا . عون المعبود - (ج 10 / ص 400)
(5) أَيْ : إِطَالَة اللِّسَان .عون المعبود - (10 / 400)
(6) أَيْ : اِحْتِقَاره وَالتَّرَفُّع عَلَيْهِ ، وَالْوَقِيعَة فِيهِ بِنَحْوِ قَذْف أَوْ سَبٍّ ، وَإِنَّمَا يَكُون هَذَا أَشَدَّهَا تَحْرِيمًا لِأَنَّ الْعِرْض أَعَزُّ عَلَى النَّفْس مِنْ الْمَال .عون المعبود - (10 / 400)
قَالَ الطِّيبِيُّ : أَدْخَلَ الْعِرْضَ فِي جِنْس الْمَال عَلَى سَبِيل الْمُبَالَغَة ، وَجَعْلُ الرِّبَا نَوْعَيْنِ : مُتَعَارَفٌ ، وَهُوَ مَا يُؤْخَذ مِنْ الزِّيَادَة عَلَى مَاله مِنْ الْمَدْيُون ، وَغَيْر مُتَعَارَف , وَهُوَ اِسْتِطَالَة الرَّجُل اللِّسَان فِي عِرْض صَاحِبه , ثُمَّ فَضَّلَ أَحَد النَّوْعَيْنِ عَلَى الْآخَر .عون المعبود - (10 / 400)
(7) ( طس ) 7151 , ( ك ) 2259 , ( جة ) 2274
(8) فِيهِ تَنْبِيه عَلَى أَنَّ الْعِرْض رُبَّمَا تَجُوز اِسْتِبَاحَته فِي بَعْض الْأَحْوَال ، وَذَلِكَ مِثْل قَوْله - صلى الله عليه وسلم - " لَيّ الْوَاجِد يُحِلّ عِرْضه " فَيَجُوز لِصَاحِبِ الْحَقّ أَنْ يَقُول فِيهِ إِنَّهُ ظَالِم , وَإِنَّهُ مُتَعَدٍّ وَنَحْو ذَلِكَ ، وَمِثْله ذِكْر مَسَاوِي الْخَاطِب وَالْمُبْتَدِعَة وَالْفَسَقَة عَلَى قَصْد التَّحْذِير . عون المعبود - (10 / 400)
(9) ( د ) 4876 , ( جة ) 133
(10) صَحِيح الْجَامِع : 3539 , الصَّحِيحَة : 1871 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1851(3/339)
( د ) , وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ , يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ ؟ , قَالَ : هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ (1) وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ " (2)
__________
(1) أَيْ يَغْتَابُونَ الْمُسْلِمِينَ .
(2) ( د ) 4878 , ( حم ) 13364 , انظر صحيح الجامع : 5213 , والصحيحة : 533(3/340)
( خ م ) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" ( مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِحَائِطٍ (1) مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ , فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا ) (2) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ , وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ (3) ) (4) ( ثُمَّ قَالَ : بَلَى ) (5) ( إِنَّهُ لَكَبِيرٌ (6) ) (7) ( أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ (8) لَا يَسْتَنْزِهُ (9) مِنْ بَوْلِهِ , وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ (10) ) (11) وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُعَذَّبُ فِي الْغَيْبَةِ (12) ( ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ (13) ) (14) ( رَطْبَةٍ فَشَقَّهَا نِصْفَيْنِ ) (15) ( فَوَضَعَ عَلَى كُلِّ قَبْرٍ مِنْهُمَا كِسْرَةً ) (16) فَغَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً (17) " ( فَقِيلَ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ فَعَلْتَ هَذَا ؟ , قَالَ : " لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا (18) ) (19) "
__________
(1) الْحَائِطُ : الْبُسْتَانُ مِنْ النَّخْلِ إِذَا كَانَ عَلَيْهِ حَائِطٌ وَهُوَ الْجِدَارُ .
(2) ( خ ) 213
(3) أَيْ : لَيْسَ بِكَبِيرٍ فِي اِعْتِقَادهمَا أَوْ فِي اِعْتِقَاد الْمُخَاطَبِينَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 341)
(4) ( خ ) 215 , ( م ) 292
(5) ( خ ) 213
(6) أَيْ : هُوَ عِنْد اللَّهِ كَبِير , كَقَوْلِهِ تَعَالَى ( وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْد اللَّهِ عَظِيم ) [النور/15] . فتح الباري(ج 1 / ص 341)
(7) ( خ ) 5708
(8) مَعْنَى الِاسْتِتَار أَنَّهُ لَا يَجْعَل بَيْنه وَبَيْن بَوْله سُتْرَة , يَعْنِي لَا يَتَحَفَّظ مِنْهُ ، فَتُوَافِق رِوَايَة ( لَا يَسْتَنْزِه ) , لِأَنَّهَا مِنْ التَّنَزُّه وَهُوَ الْإِبْعَاد . فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 341)
(9) ( م ) 292 , والتَّنَزُّه : الْبُعْدُ .
(10) النَّمِيمَة : نَقْل كَلَام النَّاس بِقَصْدِ الْفَسَاد وَالشَّرّ . عون المعبود - (ج 1 / ص 25)
(11) ( خ ) 213 , ( م ) 292
(12) ( جة ) 349 , ( حم ) 20389 .
(13) الْجَرِيدَة : الَّتِي لَمْ يَنْبُت فِيهَا خُوص ، فَإِنْ نَبَتَ فَهِيَ السَّعَفَة , وَقِيلَ : إِنَّهُ خَصَّ الْجَرِيد بِذَلِكَ لِأَنَّهُ بَطِيء الْجَفَاف . فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 341)
(14) ( خ ) 213
(15) ( خ ) 215
(16) ( خ ) 213
(17) ( خ ) 215 , ( م ) 292
(18) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : هُوَ مَحْمُول عَلَى أَنَّهُ دَعَا لَهُمَا بِالتَّخْفِيفِ مُدَّة بَقَاء النَّدَاوَة ، لَا أَنَّ فِي الْجَرِيدَة مَعْنًى يَخُصّهُ ، وَلَا أَنَّ فِي الرَّطْب مَعْنًى لَيْسَ فِي الْيَابِس , قَالَ : وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ الْمَعْنَى فِيهِ أَنَّهُ يُسَبِّح مَا دَامَ رَطْبًا , فَيَحْصُل التَّخْفِيف بِبَرَكَةِ التَّسْبِيح ، وَقَالَ الطِّيبِيّ : الْحِكْمَة فِي كَوْنهمَا مَا دَامَتَا رَطْبَتَيْنِ تَمْنَعَانِ الْعَذَاب يَحْتَمِل أَنْ تَكُون غَيْر مَعْلُومَة لَنَا كَعَدَدِ الزَّبَانِيَة , وَقَدْ اِسْتَنْكَرَ الْخَطَّابِيُّ وَمَنْ تَبِعَهُ وَضْعَ النَّاس الْجَرِيد وَنَحْوه فِي الْقَبْر عَمَلًا بِهَذَا الْحَدِيث , قَالَ الطُّرْطُوشِيّ : لِأَنَّ ذَلِكَ خَاصّ بِبَرَكَةِ يَده , وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاض : لِأَنَّهُ عَلَّلَ غَرْزهمَا عَلَى الْقَبْر بِأَمْرٍ مُغَيَّب , وَهُوَ قَوْله " لَيُعَذَّبَانِ " , قُلْت : لَا يَلْزَم مِنْ كَوْننَا لَا نَعْلَم أَيُعَذَّبُ أَمْ لَا أَنْ لَا نَتَسَبَّب لَهُ فِي أَمْر يُخَفِّف عَنْهُ الْعَذَاب أَنْ لَوْ عُذِّبَ ، كَمَا لَا يَمْنَع كَوْننَا لَا نَدْرِي أَرُحِمَ أَمْ لَا أَنْ لَا نَدْعُوَ لَهُ بِالرَّحْمَةِ , وَلَيْسَ فِي السِّيَاق مَا يَقْطَع عَلَى أَنَّهُ بَاشَرَ الْوَضْع بِيَدِهِ الْكَرِيمَة ، بَلْ يَحْتَمِل أَنْ يَكُون أَمَرَ بِهِ , وَقَدْ تَأَسَّى بُرَيْدَة بْن الْحُصَيْب الصَّحَابِيّ بِذَلِكَ فَأَوْصَى أَنْ يُوضَع عَلَى قَبْره جَرِيدَتَانِ , كَمَا سَيَأْتِي فِي الْجَنَائِز مِنْ هَذَا الْكِتَاب ، وَهُوَ أَوْلَى أَنْ يُتَّبَع مِنْ غَيْره . فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 341)
(19) ( خ ) 213 , ( م ) 292(3/341)
( خ م د جة حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" ( وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى نَاقَتِهِ ) (1) ( فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ بِمِنًى ) (2) ( يَوْمَ النَّحْرِ ) (3) ( عِنْدَ الْجَمْرَةِ ) (4) ( لِلنَّاسِ يَسْأَلُونَهُ ) (5) ( فَمِنْ قَائِلٍ يَقُولُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، سَعَيْتُ قَبْلَ أَنْ أَطُوفَ , " فَقَالَ : لَا حَرَجَ " ) (6) ( فَقَالَ رَجُلٌ : ذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ ) (7) ( " فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ ) (8) ( وَقَالَ : ارْمِ وَلَا حَرَجَ " ) (9) ( فَقَالَ رَجُلٌ : حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ ) (10) ( " فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ ) (11) ( وَقَالَ اذْبَحْ وَلَا حَرَجَ " ) (12) ( فَقَالَ رَجُلٌ : رَمَيْتُ بَعْدَ مَا أَمْسَيْتُ ، " فَقَالَ : لَا حَرَجَ " ) (13) ( فَقَالَ رَجُلٌ : إِنِّي أَفَضْتُ إِلَى الْبَيْتِ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ , قَالَ : " ارْمِ وَلَا حَرَجَ " ) (14) ( فَقَالَ رَجُلٌ : حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ , قَالَ : " ارْمِ وَلَا حَرَجَ ) (15) ( فَمَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَئِذٍ ) (16) ( عَنْ أَمْرٍ مِمَّا يَنْسَى الْمَرْءُ وَيَجْهَلُ مِنْ تَقْدِيمِ بَعْضِ الْأُمُورِ قَبْلَ بَعْضٍ وَأَشْبَاهِهَا ) (17) ( إِلَّا أَوْمَأَ بِيَدِهِ وَقَالَ : ) (18) ( لَا حَرَجَ ، لَا حَرَجَ ) (19) ( ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : عِبَادَ اللَّهِ ، وَضَعَ اللَّهُ الْحَرَجَ ، إِلَّا مَنِ اقْتَرَضَ ) (20) ( عِرْضَ (21) رَجُلٍ مُسْلِمٍ وَهُوَ ظَالِمٌ ، فَذَاكَ الَّذِي حَرِجَ وَهَلَكَ ) (22) "
__________
(1) ( خ ) 1651 , ( م ) 331 - ( 1306 )
(2) ( خ ) 83 , ( م ) 327 - ( 1306 )
(3) ( خ ) 1650 , ( م ) 333 - ( 1306 )
(4) ( خ ) 124 , ( م ) 333 - ( 1306 )
(5) ( خ ) 83 , ( م ) 327 - ( 1306 ) , ( د ) 2015
(6) ( د ) 2015 , ( خز ) 2774
(7) ( م ) 331 - ( 1306 ) , ( خ ) 84
(8) ( خ ) 84
(9) ( خ ) 83 , ( م ) 331 - ( 1306 )
(10) ( خ ) 83 , ( م ) 327 - ( 1306 )
(11) ( خ ) 84
(12) ( خ ) 83 , ( م ) 327 - ( 1306 )
(13) ( خ ) 1636 , ( س ) 3067 , ( د ) 1983
(14) ( م ) 333 - ( 1306 ) , ( خ ) 6289
(15) ( م ) ( 1306 ) , ( حم ) 6489
(16) ( خ ) 1650
(17) ( م ) 328 - ( 1306 )
(18) ( حم ) 2648 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(19) ( خ ) 1634 , ( د ) 2015 , ( حم ) 2731
(20) ( جة ) 3436
(21) أَيْ : نَالَ مِنْهُ بِالْغِيبَةِ أَوْ غَيْرهَا . عون المعبود - (ج 4 / ص 400)
(22) ( د ) 2015 , ( جة ) 3436 , انظر صحيح الجامع : 3973 ، 7935 , صحيح الأدب المفرد : 223(3/342)
( 4 ) الْأَعْذَارُ الْمُرَخِّصَةُ لِلْغِيبَة
( 1 ) مِنْ الْأَعْذَارِ الْمُرَخِّصَةِ لِلْغِيبَةِ التَّظَلُّم
قَالَ تَعَالَى : { ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ , وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ } [يوسف/81]
( خد د طب ) , وَعَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَشْكُو جَارَهُ ) (1) ( فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي جَارًا يُؤْذِينِي ) (2) ( فَقَالَ : " اذْهَبْ فَاصْبِرْ " ، فَأَتَاهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ، فَقَالَ : " اذْهَبْ فَاطْرَحْ مَتَاعَكَ (3) فِي الطَّرِيقِ " ) (4) ( فَانْطَلَقَ ) (5) ( فَطَرَحَ مَتَاعَهُ فِي الطَّرِيقِ ) (6) ( فَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ فَقَالُوا : مَا شَأْنُكَ ؟ , قَالَ : لِي جَارٌ يُؤْذِينِي ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : " انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَتَاعَكَ إِلَى الطَّرِيقِ " , فَجَعَلُوا ) (7) ( يَلْعَنُونَهُ , ويَقُولُونَ : فَعَلَ اللَّهُ بِهِ وَفَعَلَ وَفَعَلَ ) (8) ( فَجَاءَ [ جَارُهُ ] إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَقِيتُ مِنَ النَّاسِ , قَالَ : " وَمَا لَقِيتَهُ مِنْهُمْ ؟ " , قَالَ : يَلْعَنُونِي ، فَقَالَ النّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : " قَدْ لَعَنَكَ اللَّهُ قَبْلَ النَّاسِ ) (9) إِنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ فَوْقَ لَعْنَتِهِمْ (10) " ( قَالَ : فَإِنِّي لَا أَعُودُ ) (11) ( ثُمَّ قَالَ لِلَّذِي شَكَا : ) (12) ( ارْجِعْ إِلَى مَنْزِلِكَ , فَوَاللَّهِ ) (13) ( لَا تَرَى مِنِّي شَيْئًا تَكْرَهُهُ ) (14) "
__________
(1) ( د ) 5153 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2559
(2) ( خد ) 124 , انظر صَحِيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 92
(3) المتاع : كل ما يُنْتَفَعُ به وَيُسْتَمْتَعُ أو يُتَبَلَّغُ بِهِ ويتُزَوَدَّ من سلعة أو مال أو زوج أو أثاث أو ثياب أو مأكل وغير ذلك .
(4) ( د ) 5153
(5) ( خد ) 124
(6) ( د ) 5153
(7) ( خد ) 124 , ( د ) 5153
(8) ( د ) 5153 , ( ك ) 7302
(9) ( طب ) ( ج22 ص134 ح 356 ) , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2558
(10) ( خد ) 125 , انظر صَحِيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 93
(11) ( طب ) ( ج22 ص134 ح 356 )
(12) ( خد ) 125
(13) ( خد ) 124
(14) ( د ) 5153 , ( ك ) 7302(3/343)
( 2 ) مِنْ الْأَعْذَارِ الْمُرَخِّصَةِ لِلْغِيبَةِ الِاسْتِفْتَاء
( خ م ) , عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( جَاءَتْ هِنْدٌ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ) (1) ( أُمُّ مُعَاوِيَةَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (2) ( فَقَالَتْ : يَا رَسُول اللَّهِ , وَاللَّهِ مَا كَانَ مِمَّا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَهْلُ خِبَاءٍ (3) أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ يَذِلُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ ) (4) ( ثُمَّ مَا أَصْبَحَ الْيَوْمَ أَهْلُ خِبَاءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَعِزُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَأَيْضًا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ " , ثُمَّ قَالَتْ : يَا رَسُول اللَّهِ ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ ) (5) ( شَحِيحٌ ، لَا يُعْطِينِي مِنْ النَّفَقَةِ مَا يَكْفِينِي وَيَكْفِي بَنِيَّ ، إِلَّا مَا أَخَذْتُ مِنْ مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمِهِ ) (6) ( فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ آخُذَ مِنْ مَالِهِ مَا يَكْفِينِي وَبَنِيَّ ) (7) ( بِغَيْرِ إِذْنِهِ ؟ ) (8) ( فَقَالَ : " خُذِي أَنْتِ وَبَنُوكِ ) (9) ( مِنْ مَالِهِ ) (10) ( مَا يَكْفِيكِ بِالْمَعْرُوفِ " ) (11)
__________
(1) ( خ ) 2328
(2) ( خ ) 2097
(3) الخباء : الخيمة .
(4) ( خ ) 6742
(5) ( خ ) 6265
(6) ( م ) 7 - ( 1714 ) , ( خ ) 5049
(7) ( خ ) 5055
(8) ( م ) 8 - ( 1714 ) , ( خ ) 2097
(9) ( خ ) 2097 , ( م ) 7 - ( 1714 )
(10) ( م ) 7 - ( 1714 )
(11) ( خ ) 2097 , ( م ) 7 - ( 1714 ) , ( س ) 5420 , ( د ) 3532 , ( جة ) 2293 , ( حم ) 25930(3/344)
( 3 ) مِنْ الْأَعْذَارِ الْمُرَخِّصَةِ لِلْغِيبَةِ الِاسْتِعَانَةُ عَلَى تَغْيِيرِ الْمُنْكَر
قَالَ تَعَالَى : { فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ , إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ , وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ , أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ , اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } [النمل/23-26]
( خ م د ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( بَلَغَ عُمَرَ - رضي الله عنه - أَنَّ سَمُرَةَ - رضي الله عنه - بَاعَ خَمْرًا , فَقَالَ : قَاتَلَ اللَّهُ سَمُرَةَ , أَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ , حُرِّمَتْ عَلَيْهِمْ الشُّحُومُ , فَجَمَلُوهَا فَبَاعُوهَا ) (1) ( وَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا ) (2) ( وَإِنَّ اللَّهَ - عز وجل - إِذَا حَرَّمَ عَلَى قَوْمٍ أَكْلَ شَيْءٍ حَرَّمَ عَلَيْهِمْ ثَمَنَهُ ؟ (3) " ) (4)
__________
(1) ( م ) 72 - ( 1582 ) , ( خ ) 3273 , ( س ) 4257 , ( جة ) 3383
(2) ( خ ) 2111 , ( م ) 73 - ( 1583 ) , ( حم ) 170
(3) قال النووي : هذا الحديث مَحْمُول عَلَى مَا الْمَقْصُود مِنْهُ الْأَكْل ، بِخِلَافِ مَا الْمَقْصُود مِنْهُ غَيْر ذَلِكَ ، كَالْعَبْدِ وَالْبَغْل وَالْحِمَار الْأَهْلِيّ ، فَإِنَّ أَكْلهَا حَرَام ، وَبَيْعهَا جَائِز بِالْإِجْمَاعِ . النووي (ج 5 / ص 439)
(4) ( د ) 3488 , ( حم ) 2221 , انظر صحيح الجامع : 5107(3/345)
( 4 ) مِنْ الْأَعْذَارِ الْمُرَخِّصَةِ لِلْغِيبَةِ التَّحْذِير
( م س ) , عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( ذَكَرْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ , وَأَبَا جَهْمٍبخَطَبَانِي , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَمَّا أَبُو جَهْمٍ ) (1) ( فَرَجُلٌ ضَرَّابٌ لِلنِّسَاءِ ) (2) ( لَا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ , وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لَا مَالَ لَهُ , وَلَكِنْ انْكِحِي انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ " ) (3) .
__________
(1) ( م ) 36 - ( 1480 )
(2) ( م ) 47 - ( 1480 )
(3) ( س ) 3245 , ( م ) 36 - ( 1480 ) , ( ت ) 1135(3/346)
( 5 ) مِنْ الْأَعْذَارِ الْمُرَخِّصَةِ لِلْغِيبَةِ الشُّهْرَةُ وَاللَّقَبُ بِالْعَيْبِ كَالْأَعْرَج
قَالَ تَعَالَى : { عَبَسَ وَتَوَلَّى , أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى } [عبس/1، 2]
( م ) , وَعَنْ الْأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ (1) وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ (2) " (3)
__________
(1) الْمُرَاد بِالْقُوَّةِ هُنَا عَزِيمَة النَّفْس , وَالْقَرِيحَة فِي أُمُور الْآخِرَة ، فَيَكُون صَاحِب هَذَا الْوَصْف أَكْثَر إِقْدَامًا عَلَى الْعَدُوّ فِي الْجِهَاد ، وَأَسْرَع خُرُوجًا إِلَيْهِ وَذَهَابًا فِي طَلَبه ، وَأَشَدُّ عَزِيمَة فِي الْأَمْر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنْ الْمُنْكَر ، وَالصَّبْر عَلَى الْأَذَى فِي كُلّ ذَلِكَ ، وَاحْتِمَال الْمَشَاقّ فِي ذَات اللَّه تَعَالَى ، وَأَرْغَب فِي الصَّلَاة وَالصَّوْم وَالْأَذْكَار وَسَائِر الْعِبَادَات ، وَأَنْشَط طَلَبًا لَهَا وَمُحَافَظَة عَلَيْهَا ، وَنَحْو ذَلِكَ . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 19)
(2) أَيْ : فِي كُلّ مِنْ الْقَوِيّ وَالضَّعِيف خَيْر لِاشْتِرَاكِهِمَا فِي الْإِيمَان ، مَعَ مَا يَأْتِي بِهِ الضَّعِيف مِنْ الْعِبَادَات . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 19)
(3) ( م ) 2664 , ( جة ) 79(3/347)
( ت ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" رُبَّمَا قَالَ لِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : يَا ذَا الْأُذُنَيْنِ " , قَالَ أَبُو أُسَامَةَ : يَعْنِي يُمَازِحُهُ . (1)
__________
(1) ( ت ) 3828 , ( د ) 5002 , ( حم ) 13764 , انظر مختصر الشمائل : 200(3/348)
( خد ) , وَعَنْ الطُّفَيْلَ بْنَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ :
كُنْتُ آتِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ - رضي الله عنهما - فَأَغْدُو (1) مَعَهُ إِلَى السُّوقِ , قَالَ : فَإِذَا غَدَوْنَا إِلَى السُّوقِ لَمْ يَمُرَّ ابْنُ عُمَرَ عَلَى سَقَّاطٍ (2) وَلَا صَاحِبِ بِيعَةٍ (3) وَلَا مِسْكِينٍ وَلَا أَحَدٍ إِلَّا سَلَّمَ عَلَيْهِ , قَالَ الطُّفَيْلُ : ابْنَ عُمَرَ يَوْمًا فَاسْتَتْبَعَنِي إِلَى السُّوقِ , فَقُلْتُ لَهُ : وَمَا تَصْنَعُ فِي السُّوقِ وَأَنْتَ لَا تَقِفُ عَلَى الْبَيْعِ وَلَا تَسْأَلُ عَنْ السِّلَعِ وَلَا تَسُومُ بِهَا وَلَا تَجْلِسُ فِي مَجَالِسِ السُّوقِ ؟ , فَاجْلِسْ بِنَا هَاهُنَا نَتَحَدَّثُ , فَقَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ : يَا أَبَا بَطْنٍ - وَكَانَ الطُّفَيْلُ ذَا بَطْنٍ - إِنَّمَا نَغْدُو مِنْ أَجْلِ السَّلَامِ نُسَلِّمُ عَلَى مَنْ لَقِيَنَا . (4)
__________
(1) الغدو : السير والذهاب أول النهار .
(2) هو الذي يبيع سَقَط المتاع , وهو رديئه وحقيره .
(3) " صاحب البِيعة " : بالكسر من ( البَيْع ) . يعني : بائع .
(4) ( خد ) 1009 , ( ط ) 1726 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 774 ، وهداية الرواة : 4587(3/349)
( خد ) , وَعَنْ حَبِيبِ بْنِ صُهْبَانَ الأَسَدِيِّ قَالَ :
رَأَيْتُ عَمَّارًا - رضي الله عنه - صَلَّى الْمَكْتُوبَةَ ثُمَّ قَالَ لِرَجُلٍ إِلَى جَنْبِهِ : يَا هَنَاهْ (1) ثُمَّ قَامَ . (2)
__________
(1) أَيْ : يا هذا .
(2) ( خد ) 798 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 616(3/350)
( طب ) , وَعَنْ جُبَيْرِ بن مُطْعِمٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ : اذْهَبُوا بنا إِلَى بني وَاقِفٍ نَزُورُ الْبَصِيرَ " , قَالَ سُفْيَانُ : حَيٌّ مِنَ الْأَنْصَارِ , وَكَانَ الْبَصِيرُ ضَرِيرَ الْبَصَرِ . (1)
__________
(1) ( طب ) 1533 , ( هق ) 20641 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2582(3/351)
( 12 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ النَّمِيمَة
( 1 ) حَقِيقَةُ النَّمِيمَة
( خد م ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " أَتَدْرُونَ مَا الْعَضْهُ (1) ؟ " , قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ) (2) ( قَالَ : " هِيَ النَّمِيمَةُ ) (3) ( نَقْلُ الْحَدِيثِ مِنْ بَعْضِ النَّاسِ إِلَى بَعْضٍ لِيُفْسِدُوا بَيْنَهُمْ " ) (4)
__________
(1) أَيْ : كثرة القَول وإيقاع الخُصومة بين الناس بما يُحْكَى للبعض عن البعض . النهاية (ج 4 / ص 206)
(2) ( خد ) 425 , ( م ) 102 - ( 2606 )
(3) ( م ) 102 - ( 2606 )
(4) ( خد ) 425 , ( هق ) 20948 , ( م ) 102 - ( 2606 ) , ( حم ) 4160 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 85 , الصَّحِيحَة : 845(3/352)
( 2 ) ذَمُّ النَّمِيمَة
( خد جة حم ) , وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ ك قَالَتْ : سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ :
" ( أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخِيَارِكُمْ ؟ " , قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " خِيَارُكُمْ الَّذِينَ إِذَا رُءُوا ذُكِرَ اللَّهُ - عز وجل - ) (1) ( أَفَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ ؟ " , قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (2) ( قَالَ : " الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ , الْمُفْسِدُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ , الْبَاغُونَ لِلْبُرَآءِ (3) الْعَنَتَ (4) ) (5) "
__________
(1) ( جة ) 4119 , ( خد ) 323 , انظر صحيح الأدب المفرد : 246 , والحديث ضعيف عند ( جة )
(2) ( خد ) 323 , ( حم ) 27640
(3) أَيْ : الأبرياء .
(4) العَنَت : المشقة .
(5) ( حم ) 27640 , ( خد ) 323 , انظر الصَّحِيحَة : 2849 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2658(3/353)
( جة حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَثَلُ الَّذِي يَجْلِسُ يَسْمَعُ الْحِكْمَةَ ، ثُمَّ لَا يُحَدِّثُ عَنْ صَاحِبِهِ إِلَّا بِشَرِّ مَا يَسْمَعُ ، كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى رَاعِيًا فَقَالَ : يَا رَاعِي ، أَجْزِرْنِي (1) شَاةً مِنْ غَنَمِكَ ، قَالَ : اذْهَبْ فَخُذْ بِأُذُنِ خَيْرِهَا ، فَذَهَبَ فَأَخَذَ بِأُذُنِ كَلْبِ الْغَنَمِ "( ضعيف )
__________
(1) ( أَجْزِرْنِي ) مِنْ أَجْزَرْت , إِذَا أَعْطَيْته شَاة يَذْبَحهَا , وَقَالَ السُّيُوطِيُّ شَاة تَصْلُح لِلذَّبْحِ .
حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 8 / ص 29)(3/354)
( 3 ) حُكْمُ النَّمِيمَة
( خ م ) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" ( مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِحَائِطٍ (1) مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ , فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا ) (2) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ , وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ (3) ) (4) ( ثُمَّ قَالَ : بَلَى ) (5) ( إِنَّهُ لَكَبِيرٌ (6) ) (7) ( أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ (8) لَا يَسْتَنْزِهُ (9) مِنْ بَوْلِهِ , وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ (10) ) (11)
__________
(1) الْحَائِطُ : الْبُسْتَانُ مِنْ النَّخْلِ إِذَا كَانَ عَلَيْهِ حَائِطٌ وَهُوَ الْجِدَارُ .
(2) ( خ ) 213
(3) أَيْ : لَيْسَ بِكَبِيرٍ فِي اِعْتِقَادهمَا أَوْ فِي اِعْتِقَاد الْمُخَاطَبِينَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 341)
(4) ( خ ) 215 , ( م ) 292
(5) ( خ ) 213
(6) أَيْ : هُوَ عِنْد اللَّهِ كَبِير , كَقَوْلِهِ تَعَالَى ( وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْد اللَّهِ عَظِيم ) [النور/15] . فتح الباري(ج 1 / ص 341)
(7) ( خ ) 5708
(8) مَعْنَى الِاسْتِتَار أَنَّهُ لَا يَجْعَل بَيْنه وَبَيْن بَوْله سُتْرَة , يَعْنِي لَا يَتَحَفَّظ مِنْهُ ، فَتُوَافِق رِوَايَة ( لَا يَسْتَنْزِه ) , لِأَنَّهَا مِنْ التَّنَزُّه وَهُوَ الْإِبْعَاد . فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 341)
(9) ( م ) 292 , والتَّنَزُّه : الْبُعْدُ .
(10) النَّمِيمَة : نَقْل كَلَام النَّاس بِقَصْدِ الْفَسَاد وَالشَّرّ . عون المعبود - (ج 1 / ص 25)
(11) ( خ ) 213 , ( م ) 292(3/355)
( حب ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كُنَّا نَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَمَرَرْنَا عَلَى قَبْرَيْنِ ، فَقَامَ فَقُمْنَا مَعَهُ ، فَجَعَلَ لَوْنُهُ يَتَغَيَّرُ حَتَّى رَعَدَ كُمُّ قَمِيصِهِ " ، فَقُلْنَا : مَا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " مَا تَسْمَعُونَ مَا أَسْمَعُ ؟ " , قُلْنَا : وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " هَذَانِ رَجُلانِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا عَذَابًا شَدِيدًا فِي ذَنْبٍ هَيِّنٍ " ، قُلْنَا : مِمَّ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " كَانَ أَحَدُهُمَا لَا يَسْتَنْزِهُ مِنَ الْبَوْلِ ، وَكَانَ الْآخَرُ يُؤْذِي النَّاسَ بِلِسَانِهِ وَيَمْشِي بَيْنَهُمْ بِالنَّمِيمَةِ ، فَدَعَا بِجَرِيدَتَيْنِ مِنْ جَرَائِدِ النَّخْلِ فَجَعَلَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً " , قُلْنَا : وَهَلْ يَنْفَعُهُمَا ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ ، يُخَفِّفُ عَنْهُمَا مَا دَامَا رَطْبَتَيْنِ " (1)
__________
(1) ( حب ) 824 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 163 , 2823 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(3/356)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِيَّاكُمْ وَسُوءَ ذَاتِ الْبَيْنِ (1) فَإِنَّهَا الْحَالِقَةُ (2) فَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ (3) "
__________
(1) أَيْ : إِيَّاكُمْ وَالتَّسَبُّبَ فِي الْمُخَاصَمَةِ وَالْمُشَاجَرَةِ بَيْنَ اِثْنَيْنِ أَوْ قَبِيلَتَيْنِ , بِحَيْثُ يَحْصُلُ بَيْنَهُمَا فُرْقَةٌ أَوْ فَسَادٌ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 300)
قَالَ أَبُو عِيسَى : وَمَعْنَى قَوْلِهِ ( وَسُوءَ ذَاتِ الْبَيْنِ ) إِنَّمَا يَعْنِي الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ ( ت ) 2508
(2) ( ت ) 2508 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2595 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2814 , 2827 , غاية المرام : 414
(3) ( ت ) 2509 , ( خد ) 391 , ( د ) 4919 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2595 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2814(3/357)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ :
( كُنَّا جُلُوسًا مَعَ حُذَيْفَةَ - رضي الله عنه - فِي الْمَسْجِدِ فَجَاءَ رَجُلٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْنَا فَقِيلَ لِحُذَيْفَةَ : إِنَّ هَذَا ) (1) ( يَنْقُلُ الْحَدِيثَ إِلَى الْأَمِيرِ ) (2) ( فَقَالَ حُذَيْفَةُ إِرَادَةَ أَنْ يُسْمِعَهُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ (3) ) (4) "
__________
(1) ( م ) 170 - ( 105 )
(2) ( م ) 169 - ( 105 ) , ( خ ) 5709
(3) النَّمام : الذي يتسمّع كلام الناس من حيث لا يعلمون , ثم ينقل ما سمع .
(4) ( م ) 170 - ( 105 ) , ( خ ) 5709 , ( ت ) 2026 , ( د ) 4871 , ( حم ) 23295(3/358)
( حم ) , وَعَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ خَبَّبَ (1) خَادِمًا عَلَى أَهْلِهَا فَلَيْسَ مِنَّا ، وَمَنْ أَفْسَدَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا فَلَيْسَ مِنَّا " (2)
__________
(1) أَيْ : خَدَعَ وَأَفْسَدَ .
(2) ( حم ) 9146 , ( د ) 5170 , 2175 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5436 ، الصَّحِيحَة : 324(3/359)
( 13 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ السُّخْرِيَةُ وَالِاسْتِهْزَاء
حُكْمُ السُّخْرِيَةِ وَالِاسْتِهْزَاء
قَالَ تَعَالَى : { وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ , فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ } [هود : 38 ، 39]
وَقَالَ تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } [الحجرات/11]
( خد ) , وَعَنْ طَيْسَلَةَ بْنِ مَيَّاسٍ (1) قال :
كُنْتُ مَعَ النَّجَدَاتِ (2) فَأَصَبْتُ ذُنُوبًا لاَ أَرَاهَا إِلاَّ مِنَ الْكَبَائِرِ ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِابْنِ عُمَرَ قَالَ : مَا هِيَ ؟ قُلْتُ : كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : لَيْسَتْ هَذِهِ مِنَ الْكَبَائِرِ ، هُنَّ تِسْعٌ : الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ ، وَقَتْلُ نَسَمَةٍ ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ ، وَأَكْلُ الرِّبَا ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ، وَإِلْحَادٌ فِي الْمَسْجِدِ ، وَالَّذِي يَسْتَسْخِرُ (3) وَبُكَاءُ الْوَالِدَيْنِ مِنَ الْعُقُوقِ , ثُمَّ قَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ : أَتَفْرَقُ النَّارَ (4) وَتُحِبُّ أَنْ تَدْخُلَ الْجَنَّةَ ؟ قُلْتُ : إِي وَاللَّهِ ، قَالَ : أَحَيٌّ وَالِدُكَ ؟ , قُلْتُ : عِنْدِي أُمِّي ، قَالَ : فَوَاللَّهِ لَوْ أَلَنْتَ لَهَا الْكَلاَمَ ، وَأَطْعَمْتَهَا الطَّعَامَ ، لَتَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مَا اجْتَنَبْتَ الْكَبَائِرَ . (5)
__________
(1) قال البخاري : طيسلة بن مياس سمع من ابن عمر , روى عنه يحيى بن أبي كثير . تهذيب الكمال(ج13ص 468)
(2) النَّجْدات : أصحاب نجدة بن عامر الخارجي , وهم قومٌ من الحرورية .
(3) الاستسخار من السخرية .
(4) الفَرَق : الخوف والفزع .
(5) ( خد ) 8 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 6(3/360)
( م ت د حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ , وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ (1) " ) (2) ( فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : ) (3) ( يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ قُسِمَ لِي مِنْ الْجِمَالِ مَا تَرَى ) (4) ( وَإِنَّهُ يُعْجِبُنِي أَنْ يَكُونَ ثَوْبِي حَسَنًا وَنَعْلِي حَسَنَةً ) (5) ( أَفَمِنْ الْكِبْرِ ذَلِكَ ؟ , قَالَ : " لَا ) (6) ( إِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِالْكِبْرِ ) (7) ( إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ) (8) ( وَلَكِنَّ الْكِبْرَ ) (9) ( بَطَرُ الْحَقِّ (10) وَغَمْطُ النَّاسِ (11) ) (12) "
__________
(1) قال الترمذي : قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ لَا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ إِنَّمَا مَعْنَاهُ لَا يُخَلَّدُ فِي النَّارِ وَهَكَذَا رُوِيَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ وَقَدْ فَسَّرَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ التَّابِعِينَ هَذِهِ الْآيَةَ رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلْ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ فَقَالَ مَنْ تُخَلِّدُ فِي النَّارِ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ ( ت ) 1999
(2) ( ت ) 1999 , ( م ) 148 - ( 91 ) , ( د ) 4091 , ( جة ) 59 , ( حم ) 3913
(3) ( ت ) 1999
(4) ( حم ) 3644 , ( د ) 4092
(5) ( ت ) 1999 , ( م ) 147 - ( 91 )
(6) ( د ) 4092
(7) ( حم ) 17246 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : صحيح لغيره .
(8) ( م ) 147 - ( 91 ) , ( ت ) 1999
(9) ( ت ) 1999 , ( د ) 4092
(10) ( بَطَرُ الْحَقِّ ) : دَفْعه وَإِنْكَاره تَرَفُّعًا وَتَجَبُّرًا . ( النووي - ج 1 / ص 194)
(11) ( غَمْط النَّاسِ ) : اِحْتِقَارهمْ .
(12) ( م ) 147 - ( 91 ) , ( ت ) 1999 , ( د ) 4092 , ( حم ) 3644(3/361)
( ت ) , وَعَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْتَقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ " (1)
__________
(1) ( ت ) 1927, ( م ) 32 - ( 2564 ) , ( د ) 4882 , ( جة ) 4213 , ( حم ) 7713(3/362)
( ت د ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( قُلْتُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ ) (1) [ أَنَّهَا ]( - وَقَالَتْ بِيَدِهَا هَكَذَا - كَأَنَّهَا تَعْنِي : قَصِيرَةً ) (2) ( فَقَالَ : " لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ (3) ) (4) "
__________
(1) ( د ) 4875
(2) ( ت ) 2502
(3) الْمَعْنَى أَنَّ هَذِهِ الْغِيبَةَ لَوْ كَانَتْ مِمَّا يُمْزَجُ بِالْبَحْرِ لَغَيَّرَتْهُ عَنْ حَالِهِ مَعَ كَثْرَتِهِ وَغَزَارَتِهِ ، فَكَيْفَ بِأَعْمَالٍ نَزِرَةٍ خُلِطَتْ بِهَا ؟ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 294)
(4) ( د ) 4875 , ( ت ) 2502 , ( حم ) 25601 , انظر صحيح الجامع : 5140 , وصحيح الترغيب والترهيب : 2834(3/363)
( ت ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
حَكَيْتُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلًا (1) فَقَالَ : " مَا يَسُرُّنِي أَنِّي حَكَيْتُ إِنْسَانًا وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا " (2)
__________
(1) حكَيْت فلانًا وحاكَيْتُه : فَعلْتُ مثل فِعْله .
(2) ( ت ) 2502 , 2503 , ( د ) 4875 , ( حم ) 25601(3/364)
( ت ) , وَعَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْتَقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ " (1)
__________
(1) ( ت ) 1927, ( م ) 32 - ( 2564 ) , ( د ) 4882 , ( جة ) 4213 , ( حم ) 7713(3/365)
( 14 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ اللَّعْن
( 1 ) ذَمُّ اللَّعْن
( هب ) , عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِأَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - وَهُوَ يَلْعَنُ بَعْضَ رَقِيقِهِ ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَقَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ لَعَّانِينَ وَصِدِّيقِينَ ؟ , كَلا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ " ، قَالَتْ : فَأَعْتَقَ أَبُو بَكْرٍ يَوْمَئِذٍ بَعْضَ رَقِيقِهِ ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : لَا أَعُودُ . (1)
__________
(1) ( هب ) 5154 , ( خد ) 319 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 243 ، وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2785(3/366)
( خد م ت ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَا يَنْبَغِي لِصِدِّيقٍ أَنْ يَكُونَ لَعَّانًا ) (1) وفي رواية (2) : لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَكُونَ لَعَّانًا , وفي رواية (3) : لَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ لَعَّانًا "
__________
(1) ( م ) 2597 , ( حم ) 8428
(2) ( خد ) 309 , وصححها الألباني في الصَّحِيحَة : 2636
(3) ( ت ) 2019 , وصححها الألباني في صَحِيح الْجَامِع : 7774 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2787(3/367)
( ت ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ (1) وَلَا اللَّعَّانِ , وَلَا الْفَاحِشِ وَلَا الْبَذِيءِ " (2)
__________
(1) الطَّعَّان : الوقَّاع في أعراض الناس بالذَّمِ والغيبة .
(2) ( ت ) 1977 , ( حم ) 3948 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5381 , الصَّحِيحَة : 320(3/368)
( م حم ) , وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ :
( كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ يُرْسِلُ إِلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ ك , فَتَبِيتُ عِنْدَ نِسَائِهِ , وَيَسْأَلُهَا عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( فَلَمَّا أَنْ كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ قَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ مِنْ اللَّيْلِ , فَدَعَا خَادِمَهُ فَكَأَنَّهُ أَبْطَأَ عَلَيْهِ , فَلَعَنَهُ , فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَتْ لَهُ أُمُّ الدَّرْدَاءِ : سَمِعْتُكَ اللَّيْلَةَ لَعَنْتَ خَادِمَكَ حِينَ دَعَوْتَهُ , سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (2) "
__________
(1) ( حم ) 27569
(2) ( م ) 85 - 2598 , ( د ) 4907 , ( حم ) 27569(3/369)
( 2 ) حُكْمُ اللَّعْن
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ادْعُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ، قَالَ : " إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا ، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً " (1)
__________
(1) ( م ) 87 - ( 2599 ) , ( خد ) 321(3/370)
( ت د حم ) , وَعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَلَاعَنُوا بِلَعْنَةِ اللَّهِ , وَلَا بِغَضَبِهِ , وَلَا بِالنَّارِ " (1)
__________
(1) صَحِيح الْجَامِع : 7443 , ، الصَّحِيحَة : 893(3/371)
( خ م حم ) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِلنِّسَاءَ :
( تَصَدَّقْنَ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ وَأَكْثِرْنَ الِاسْتِغْفَارَ ، فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ ) (1) ( يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (2) ( فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ : وَمَا لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ ؟ ) (3) ( قَالَ : " لِأَنَّكُنَّ ) (4) ( تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ (5) ) (6) ( وَتُكْثِرْنَ الشَّكَاةَ (7) ) (8) ( وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ (9) ) (10)
__________
(1) ( م ) 79 , ( خ ) 936 , 1393
(2) ( حم ) 8849 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده جيد .
(3) ( م ) 79
(4) ( م ) 885
(5) اتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى تَحْرِيم اللَّعْن , فَإِنَّهُ فِي اللُّغَة الْإِبْعَاد وَالطَّرْد ، وَفِي الشَّرْع الْإِبْعَاد مِنْ رَحْمَة اللَّه تَعَالَى ؛ فَلَا يَجُوز أَنْ يُبْعَد مِنْ رَحْمَة اللَّه تَعَالَى مَنْ لَا يُعْرَف حَاله وَخَاتِمَة أَمْره مَعْرِفَة قَطْعِيَّة , فَلِهَذَا قَالُوا : لَا يَجُوز لَعْن أَحَد بِعَيْنِهِ مُسْلِمًا كَانَ أَوْ كَافِرًا أَوْ دَابَّة إِلَّا مَنْ عَلِمْنَا بِنَصٍّ شَرْعِيٍّ أَنَّهُ مَاتَ عَلَى الْكُفْر , أَوْ يَمُوت عَلَيْهِ كَأَبِي جَهْلٍ وَإِبْلِيس , وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَعْن الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ " , وَأَمَّا اللَّعْنُ بِالْوَصْفِ فَلَيْسَ بِحَرَامٍ , كَلَعْنٍ الْوَاصِلَة وَالْمُسْتَوْصِلَة وَالْوَاشِمَة وَالْمُسْتَوْشِمَة وَآكِل الرِّبَا وَمُوكِله وَالْمُصَوِّرِينَ وَالظَّالِمِينَ وَالْفَاسِقِينَ وَالْكَافِرِينَ , وَلَعْن مَنْ غَيَّرَ مَنَار الْأَرْضِ , وَمَنْ تَوَلَّى غَيْر مَوَالِيه وَمَنْ اِنْتَسَبَ إِلَى غَيْر أَبِيهِ , وَمَنْ أَحْدَث فِي الْإِسْلَام حَدَثًا , أَوْ آوَى مُحْدِثًا , وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا جَاءَتْ بِهِ النُّصُوص الشَّرْعِيَّة بِإِطْلَاقِهِ عَلَى الْأَوْصَاف لَا عَلَى الْأَعْيَان .شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 176)
(6) ( خ ) 1393
(7) أَيْ : الشَّكْوَى .شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 278)
(8) ( م ) 885 , ( س ) 1562
(9) أَيْ أَنَّهُنَّ يَجْحَدْنَ الْإِحْسَان لِضَعْفِ عَقْلهنَّ وَقِلَّة مَعْرِفَتهنَّ , فَيُسْتَدَلّ بِهِ عَلَى ذَمّ مَنْ يَجْحَد إِحْسَان ذِي إِحْسَان . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 278)
(10) ( خ ) 1393 , ( م ) 79(3/372)
( 3 ) لَعْنُ الْمُسْلِم
( خ م ) , عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : لَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ فِي أَصْلِ الْإِثْمِ , فَلَاعِنُهُ كَقَاتِلِهِ . قَالَ الطِّيبِيُّ : أَيْ : فِي التَّحْرِيمِ أَوْ فِي الْعِقَابِ .تحفة الأحوذي - (6 / 435)
قال الحافظ : لِأَنَّهُ إِذَا لَعَنَهُ فَكَأَنَّهُ دَعَا عَلَيْهِ بِالْهَلَاكِ .فتح الباري لابن حجر - (17 / 201)
(2) ( خ ) ( 5700) , ( م ) ( 110)(3/373)
( طس ) , وَعَنْ سلمةَ بْنِ الْأَكْوَعِ - رضي الله عنه - قَالَ :
كنا إذا رأينا الرجل يلعن أخاه ، رأينا أنه قد أتى بابا من الكبائر . (1)
__________
(1) ( طس ) 6674 , انظر الصَّحِيحَة : 2649 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2791(3/374)
( خد ) , وَعَنْ حُذَيْفَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : مَا تَلاَعَنَ قَوْمٌ قَطُّ إِلاَّ حَقَّ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَةُ . (1)
__________
(1) ( خد ) 318 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 242(3/375)
( د حم ) , وَعَنْ أَبِي عُمَيْرٍ ( - وَكَانَ صَدِيقًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ زَارَهُ فِي أَهْلِهِ فَلَمْ يَجِدْهُ , فَاسْتَأْذَنَ عَلَى أَهْلِهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَسْقَى فَبَعَثَتْ أَهْلُهُ الْجَارِيَةَ تَجِيئُهُ بِشَرَابٍ مِنْ الْجِيرَانِ فَأَبْطَأَتْ , فَلَعَنَتْهَا , فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ , فَجَاءَ أَبُو عُمَيْرٍ فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , لَيْسَ مِثْلُكَ يُغَارُ عَلَيْهِ , هَلَّا سَلَّمْتَ عَلَى أَهْلِ أَخِيكَ وَجَلَسْتَ وَأَصَبْتَ مِنْ الشَّرَابِ ؟ , قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ , فَأَرْسَلَتْ الْخَادِمَ فَأَبْطَأَتْ , إِمَّا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ , وَإِمَّا رَغِبُوا فِيمَا عِنْدَهُمْ فَأَبْطَأَتْ الْخَادِمُ فَلَعَنَتْهَا , وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : ) (1) ( " إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا لَعَنَ شَيْئًا , صَعِدَتْ اللَّعْنَةُ إِلَى السَّمَاءِ , فَتُغْلَقُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ دُونَهَا , ثُمَّ تَهْبِطُ إِلَى الْأَرْضِ , فَتُغْلَقُ أَبْوَابُهَا دُونَهَا , ثُمَّ تَأْخُذُ يَمِينًا وَشِمَالًا , فَإِذَا لَمْ تَجِدْ مَسَاغًا رَجَعَتْ إِلَى الَّذِي لُعِنَ ) (2) ( فَإِنْ أَصَابَتْ عَلَيْهِ سَبِيلًا أَوْ وَجَدَتْ فِيهِ مَسْلَكًا ) (3) فَإِنْ كَانَ لِذَلِكَ أَهْلًا (4) ( وَإِلَّا قَالَتْ : يَا رَبِّ , وُجِّهْتُ إِلَى فُلَانٍ فَلَمْ أَجِدْ عَلَيْهِ سَبِيلًا وَلَمْ أَجِدْ فِيهِ مَسْلَكًا , فَيُقَالُ لَهَا : ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ " , فَخَشِيتُ أَنْ تَكُونَ الْخَادِمُ مَعْذُورَةً , فَتَرْجِعَ اللَّعْنَةُ فَأَكُونَ سَبَبَهَا ) (5) . (6)
__________
(1) ( حم ) 3876 , انظر الصَّحِيحَة : 1269 , وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2793
(2) ( د ) 4905
(3) ( حم ) 3876
(4) ( د ) 4905
(5) ( حم ) 3876 , 4036 , ( د ) 4905
(6) الصَّحِيحَة : 1269 , وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2793(3/376)
( د ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" إِنَّ رَجُلًا نَازَعَتْهُ الرِّيحُ رِدَاءَهُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَعَنَهَا , فَقَال النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : لَا تَلْعَنْهَا فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ , وَإِنَّهُ مَنْ لَعَنَ شَيْئًا لَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ رَجَعَتْ اللَّعْنَةُ عَلَيْهِ " (1)
__________
(1) ( د ) 4908 , ( ت ) 1978 , انظر الصَّحِيحَة : 528(3/377)
( 4 ) لَعْنُ الْحَيَوَان
( م د ) , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةِ بَطْنِ بُوَاطٍ وَهُوَ يَطْلُبُ الْمَجْدِيَّ بْنَ عَمْرٍو الْجُهَنِيَّ وَكَانَ النَّاضِحُ (1) يَعْقُبُهُ (2) مِنَّا الْخَمْسَةُ وَالسِّتَّةُ وَالسَّبْعَةُ , فَدَارَتْ عُقْبَةُ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ عَلَى نَاضِحٍ لَهُ , فَأَنَاخَهُ فَرَكِبَهُ ثُمَّ بَعَثَهُ فَتَلَدَّنَ (3) عَلَيْهِ بَعْضَ التَّلَدُّنِ , فَقَالَ لَهُ : شَأْ (4) لَعَنَكَ اللَّهُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ هَذَا اللَّاعِنُ بَعِيرَهُ ؟ " , قَالَ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " انْزِلْ عَنْهُ فلَا تَصْحَبْنَا بِمَلْعُونٍ , لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ , وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ [ وَلَا تَدْعُوا عَلَى خَدَمِكُمْ ] (5) وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ , لَا تُوَافِقُوا مِنْ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءً فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ " (6)
__________
(1) أَيْ : البعير .
(2) أَيْ : يتناوب على ركوبه .
(3) تلدن : تباطأ وتلكَّأ .
(4) شَأْشَأْت بالبعير : إذا زجرته وقلت له شَأْ .
(5) ( د ) 1532 , انظر صحيح الجامع : 7267 , وصحيح الترغيب والترهيب : 1654
(6) ( م ) 74 - ( 3006 )(3/378)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَسِيرُ فِي سَفَرٍ ، فَلَعَنَ رَجُلٌ نَاقَةً ، فَقَالَ : " أَيْنَ صَاحِبُ النَّاقَةِ ؟ " فَقَالَ الرَّجُلُ : أَنَا , قَالَ : " أَخِّرْهَا فَقَدْ أُجِبْتَ فِيهَا " (1)
__________
(1) ( حم ) 9518 , وحسنه الألباني في الإرواء تحت حديث : 2184 ، وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2796(3/379)
( م ) , وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ " وَامْرَأَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ عَلَى نَاقَةٍ , فَضَجِرَتْ فَلَعَنَتْهَا , " فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : خُذُوا مَا عَلَيْهَا وَدَعُوهَا , فَإِنَّهَا مَلْعُونَةٌ " , قَالَ عِمْرَانُ : فَكَأَنِّي أَرَاهَا الْآنَ تَمْشِي فِي النَّاسِ , مَا يَعْرِضُ لَهَا أَحَدٌ " (1)
__________
(1) ( م ) 80 - ( 2595 ) , ( د ) 2561 , ( حم ) 19883(3/380)
( 15 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ الْفُحْشُ (*) وَالسَّبّ
( 1 ) حُكْم الْفُحْش وَالسَّبّ
( ت ) , وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْحَيَاءُ مِنْ الْإِيمَانِ , وَالْإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ , وَالْبَذَاءُ (1) مِنْ الْجَفَاءِ (2) وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ " (3)
__________
(*) الفُحْش والفَحْشاءُ والفاحِشةُ : القبيحُ من القول والفعل ,وكثيراً ما تَرِدُ الفاحشةُ بمعنى الزنا قال اللَّه تعالى : { إِلا أَن يَأْتِينَ بفاحشةٍ مُبَيِّنةٍ }
قيل : الفاحشة المبينة أَن تزني فتُخْرَج لِلْحدّ . لسان العرب - (ج 6 / ص 325)
(1) ( الْبَذَاءُ ) : خِلَافُ الْحَيَاءِ , وَهُو الْفُحْشُ فِي الْقَوْلِ ، وَالسُّوءُ فِي الْخُلُقِ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 259)
(2) ( الْجَفَاءُ ) أَيْ : غَلَاظَة الطَّبْعِ , وَقَسَاوَةُ الْقَلْبِ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 259)
(3) ( ت ) 2009 , ( جة ) 4186 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3199 , الصَّحِيحَة : 495(3/381)
( حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ لَيْسَا مِنْ الْإِسْلَامِ فِي شَيْءٍ , وَإِنَّ أَحْسَنَ النَّاسِ إِسْلَامًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا " (1)
__________
(1) ( حم ) 20863 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1515 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2653(3/382)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِيَّاكُمْ وَالْفُحْشَ ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 9565 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين .(3/383)
( جة ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا كَانَ الْفُحْشُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا شَانَهُ ، وَلَا كَانَ الْحَيَاءُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ " (1)
__________
(1) ( جة ) 4185 , ( ت ) 1974 , ( حم ) 12712 , انظر صحيح الجامع : 5655 , وصحيح الترغيب والترهيب : 2635(3/384)
( العقيلي في الضعفاء ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَا عَائِشَةُ إِيَّاكِ وَالْفُحْشَ ، إِيَّاكِ وَالْفُحْشَ ، فَإِنَّ الْفُحْشَ لَو كَانَ رَجُلًا لَكَانَ رَجُلَ سَوْءٍ " (2)
-------------
(2) رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 259 ) , انظر الصَّحِيحَة : 537 , وصحيح الترغيب والترهيب : 2631(3/385)
( خ ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" لَمْ يَكُنِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَبَّابًا وَلَا فَحَّاشًا وَلَا لَعَّانًا ، كَانَ يَقُولُ لَأَحَدِنَا عِنْدَ الْمَعْتَبَةِ : مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ " (1)
__________
(1) ( خ ) 5684 , ( حم ) 12296(3/386)
( حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ ، وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ " (1)
__________
(1) ( حم ) 13071 , ( طب ) 10553 , انظر الصَّحِيحَة : 2841 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2554(3/387)
( خ م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" سِبَابُ (1) الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ (2) وَقِتَالُهُ كُفْرٌ (3) " (4)
__________
(1) ( السِّبَاب ) مَصْدَرُ سَبَّ يَسُبّ سَبًّا وَسِبَابًا . ( فتح - ح48)
(2) الْفِسْقُ فِي اللُّغَةِ الْخُرُوجُ ، وَفِي الشَّرْعِ الْخُرُوجُ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ , وَهُوَ فِي عُرْفِ الشَّرْعِ أَشَدُّ مِنْ الْعِصْيَانِ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى { وَكَرَّهَ إِلَيْكُمْ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ } , فَفِي الْحَدِيثِ تَعْظِيمُ حَقِّ الْمُسْلِمِ , وَالْحُكْمُ عَلَى مَنْ سَبَّهُ بِغَيْرِ حَقٍّ بِالْفِسْقِ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 224)
(3) فيه دليلٌ عَلَى أَنَّهُ يَكْفُرُ مَنْ يُقَاتِلُ الْمُسْلِمُ بِغَيْرِ حَقٍّ ، وَهُوَ ظَاهِرٌ فِيمَنْ اسْتَحَلَّ قَتَلَ الْمُسْلِمِ أَوْ قَاتَلَهُ حَالَ إسْلَامِهِ , وَأَمَّا إذَا كَانَتْ الْمُقَاتَلَةُ لِغَيْرِ ذَلِكَ , فَإِطْلَاقُ الْكُفْرِ عَلَيْهِ مَجَازًا , وَيُرَادُ بِهِ كُفْرُ النِّعْمَةِ وَالْإِحْسَانِ وَأُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ , لَا كُفْرُ الْجُحُودِ , وَسَمَّاهُ كُفْرًا لِأَنَّهُ قَدْ يَئُولُ بِهِ مَا يَحْصُلُ مِنْ الْمَعَاصِي مِنْ الرَّيْنِ عَلَى الْقَلْبِ حَتَّى يُعْمَى عَنْ الْحَقِّ فَقَدْ يَصِيرُ كُفْرًا , أَوْ أَنَّهُ فِعْلٌ كَفِعْلِ الْكَافِرِ الَّذِي يُقَاتِلُ الْمُسْلِمَ . سبل السلام - (ج 7 / ص 151)
(4) ( خ ) 48 , ( م ) 64(3/388)
( بز ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" سَابُّ الْمُؤمِنِ كَالْمُشْرِفِ عَلَى الْهَلَكَةِ (1) " (2)
__________
(1) أي يكاد يقع في الهلاك الأخروي وأراد في ذلك المؤمن المعصوم والقصد به وما بعده التحذير من السب. فيض القدير - (4 / 104)
(2) ( كنز ) 8093 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3586 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2780(3/389)
( ت حم ) , وَعَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِثْمُ الْمُسْتَبَّيْنِ مَا قَالَا ) (1) ( فَعَلَى الْبَادِئِ مِنْهُمَا , مَا لَمْ يَعْتَدِ الْمَظْلُومُ (2) " ) (3)
__________
(1) ( حم ) 17521 , ( م ) 68 - ( 2587 )
(2) مَعْنَاهُ أَنَّ إِثْم السِّبَاب الْوَاقِع مِنْ اِثْنَيْنِ مُخْتَصّ بِالْبَادِئِ مِنْهُمَا كُلّه إِلَّا أَنْ يَتَجَاوَز الثَّانِي قَدْر الِانْتِصَار ، فَيَقُول لِلْبَادِئِ أَكْثَر مِمَّا قَالَ لَهُ , وَفِي هَذَا جَوَاز الِانْتِصَار ، وَلَا خِلَاف فِي جَوَازه ، وَقَدْ تَظَاهَرَتْ عَلَيْهِ دَلَائِل الْكِتَاب وَالسُّنَّة ,
قَالَ اللَّه تَعَالَى : { وَلَمَنْ اِنْتَصَرَ بَعْد ظُلْمه فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيل } وَقَالَ تَعَالَى : { وَاَلَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمْ الْبَغْي هُمْ يَنْتَصِرُونَ } وَمَعَ هَذَا فَالصَّبْر وَالْعَفْو أَفْضَل , قَالَ اللَّه تَعَالَى : { وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْم الْأُمُور } ,
وَلِلْحَدِيثِ " مَا زَادَ اللَّه عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا " شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 398)
(3) ( ت ) 1981 , ( م ) 68 - ( 2587 ) , ( د ) 4894 , ( حم ) 7204(3/390)
( حم ) , وَعَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي يَشْتُمُنِي ) (1) ( وَهُوَ أَنْقَصُ مِنِّي نَسَبًا ) (2) ( عَلَيَّ بَأْسٌ أَنْ أَنْتَصِرَ مِنْهُ ؟ , فَقَالَ : " الْمُسْتَبَّانِ (3) شَيْطَانَانِ يَتَهَاتَرَانِ وَيَتَكَاذَبَانِ (4) " ) (5)
__________
(1) ( حم ) 17518 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( حم ) 17524 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ((المُسْتَبَّانِ)) : اللذان يسب كل منهما الآخر .
(4) ((يَتَهَاتَران ويَتَكاذَبان)) : يَتَقَاولان ويَتَقَابَحان فى القول .
(5) ( حم ) 17518 , ( خد ) 428 , ( حب ) 5726 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6696 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2781(3/391)
( خ م د حم ) , وَعَنْ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ :
( لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ - رضي الله عنه - بِالرَّبَذَة (1) ) (2) ( فَرَأَيْتُ عَلَيْهِ بُرْدًا وَعَلَى غُلَامِهِ بُرْدًا , فَقُلْتُ لَهُ : ) (3) ( يَا أَبَا ذَرٍّ لَوْ كُنْتَ أَخَذْتَ الَّذِي عَلَى غُلَامِكَ فَجَعَلْتَهُ مَعَ هَذَا فَكَانَتْ حُلَّةً (4) وَكَسَوْتَ غُلَامَكَ ثَوْبًا غَيْرَهُ ) (5) ( فَقَالَ : إِنَّهُ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنْ إِخْوَانِي كَلَامٌ , وَكَانَتْ أُمُّهُ أَعْجَمِيَّةً (6) فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ (7) فَشَكَانِي إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (8) ( فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَسَابَبْتَ (9) فُلَانًا ؟ " , فَقُلْتُ : نَعَمْ ) (10) ( قَالَ " أَفَنِلْتَ بِأُمِّهِ ؟ " , فَقُلْتُ : نَعَمْ , فَقَالَ : " إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ (11) " , فَقُلْتُ : عَلَى حِينِ سَاعَتِي هَذِهِ مِنْ كِبَرِ السِّنِّ (12) ؟ قَالَ : " نَعَمْ " ) (13) ( فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ سَبَّ الرِّجَالَ سَبُّوا أَبَاهُ وَأُمَّهُ ) (14) ( قَالَ : " إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ فَضَّلَكُمْ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ) (15) ( وَجَعَلَهُمْ اللَّهُ فِتْنَةً تَحْتَ أَيْدِيكُمْ ) (16) ( فَمَنْ جَعَلَ اللَّهُ أَخَاهُ تَحْتَ يَدِهِ , فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ , وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ , وَلَا يُكَلِّفُهُ مِنْ الْعَمَلِ مَا يَغْلِبُهُ , فَإِنْ كَلَّفَهُ مَا يَغْلِبُهُ فَلْيُعِنْهُ عَلَيْهِ ) (17) ( وَمَنْ لَمْ يُلَائِمْكُمْ مِنْهُمْ فَبِيعُوهُ , وَلَا تُعَذِّبُوا خَلْقَ اللَّهِ (18) " ) (19)
__________
(1) ( الربذة ) قرية بقرب المدينة , على ثلاث مراحل منها , بقرب ذات عِرْق . فيض القدير - (ج 4 / ص 335)
(2) ( خ ) 2030
(3) ( خ ) 5703
(4) الْحُلَّة : إِزَار وَرِدَاء مِنْ جِنْس وَاحِد .( فتح - ح30)
(5) ( د ) 5157 , ( خ ) 5703
(6) الْأَعْجَمِيُّ مَنْ لَا يُفْصِحُ بِاللِّسَانِ الْعَرَبِيِّ سَوَاءٌ كَانَ عَرَبِيًّا أَوْ عَجَمِيًّا . فتح الباري( ح30)
(7) أَيْ : نَسَبْتُهُ إِلَى الْعَارِ , وَفِي رِوَايَةٍ " قُلْتُ لَهُ : يَا ابْنَ السَّوْدَاءِ " .فتح الباري( ح30)
(8) ( م ) 38 - ( 1661 )
(9) مَعْنَى " سَابَبْت " وَقَعَ بَيْنِي وَبَيْنه سِبَاب ( بِالتَّخْفِيفِ ) . فتح الباري ( ح30)
(10) ( خ ) 5703
(11) أَيْ : فِيكَ خَصْلَة مِنْ خِصَال الْجَاهِلِيَّة , والْجَاهِلِيَّة : مَا قَبْل الْإِسْلَام , وكُلّ مَعْصِيَة تُؤْخَذ مِنْ تَرْك وَاجِب أَوْ فِعْل مُحَرَّم فَهِيَ مِنْ أَخْلَاق الْجَاهِلِيَّة .
ومَعَ أَنَّ مَنْزِلَة أَبِي ذَرّ مِنْ الْإِيمَان فِي الذُّرْوَة الْعَالِيَة ، فقد وَبَّخَهُ - صلى الله عليه وسلم - بِذَلِكَ - عَلَى عَظِيم مَنْزِلَته عِنْده - تَحْذِيرًا لَهُ عَنْ مُعَاوَدَة مِثْل ذَلِكَ ؛ لِأَنَّ التَّعْيِير - وَإِنْ كَانَ لَيْسَ بكَبِيرَة كما قَالَ الْكَرْمَانِيُّ , وَإِنْ كَانَ أبو ذرٍّ مَعْذُورًا بِوَجْهٍ مِنْ وُجُوه الْعُذْر - لَكِنْ وُقُوع ذَلِكَ مِنْ مِثْله يُسْتَعْظَم أَكْثَر مِمَّنْ هُوَ دُونه .( فتح - ج1ص127)
(12) يَظْهَر لِي أَنَّ ذَلِكَ كَانَ مِنْ أَبِي ذَرّ قَبْل أَنْ يَعْرِف تَحْرِيمه ، فَكَانَتْ تِلْكَ الْخَصْلَة مِنْ خِصَال الْجَاهِلِيَّة بَاقِيَة عِنْده ، فَلِهَذَا قَالَ : " عَلَى سَاعَتِي هَذِهِ مِنْ كِبَر السِّنّ ؟ , قَالَ : نَعَمْ " , كَأَنَّهُ تَعَجَّبَ مِنْ خَفَاء ذَلِكَ عَلَيْهِ مَعَ كِبَر سِنّه ، فَبَيَّنَ لَهُ كَوْن هَذِهِ الْخَصْلَة مَذْمُومَة شَرْعًا .فتح الباري ( ح30)
(13) ( خ ) 5703
(14) ( م ) 38 - ( 1661 )
(15) ( د ) 5157
(16) ( حم ) 21447 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(17) ( خ ) 5703 , ( م ) 38 - ( 1661 ) , ( ت ) 1945 , ( حم ) 21469
(18) في هذا الحديث دليل على وجوب حسن معاملة العُمَّال , فالحديث مقصود به العبيد ويدخل فيه العمال من باب أولى .ع
(19) ( د ) 5157 , وصححه الألباني في الإرواء : 2176(3/392)
( د حم ) , وَعَنْ أَبِي جُرَيٍّ جَابِرِ بْنِ سُلَيمٍ الْهُجَيْمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - " فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ مَعَ أَصْحَابِهِ " , فَقُلْتُ : أَيُّكُمْ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , قَالَ : " فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ أَوْمَأَ إِلَى نَفْسِهِ " وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ أَشَارَ إِلَيْهِ الْقَوْمُ ) (1) ( فَقُلْتُ : أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ ؟ , فَقَالَ : " نَعَمْ " , فَقُلْتُ : فَإِلَامَ تَدْعُو ؟ , قَالَ : " أَدْعُو إِلَى اللَّهِ - عز وجل - وَحْدَهُ ) (2) ( الَّذِي إِذَا أَصَابَكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ كَشَفَهُ عَنْكَ , وَإِنْ أَصَابَكَ عَامُ سَنَةٍ فَدَعَوْتَهُ أَنْبَتَهَا لَكَ , وَإِذَا كُنْتَ بِأَرْضٍ قَفْرَاءَ أَوْ فَلَاةٍ فَضَلَّتْ رَاحِلَتُكَ فَدَعَوْتَهُ رَدَّهَا عَلَيْكَ " ) (3) ( فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّا قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ , فَعَلِّمْنَا شَيْئًا يَنْفَعُنَا اللَّهُ بِهِ ) (4) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " ارْفَعْ إِزَارَكَ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ , فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ , وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ ) (5) ( فَإِنَّ إِسْبَالَ الْإِزَارِ مِنْ الْمَخِيلَةِ (6) ) (7) ( وَإِنَّ اللَّهَ - عز وجل - لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ " ) (8) ( وَلَا تَسُبَّنَّ شَيْئًا ) (9) ( وَإِنْ سَبَّكَ رَجُلٌ ) (10) ( وَعَيَّرَكَ ) (11) ( بِشَيْءٍ يَعْلَمُ فِيكَ ) (12) ( فلَا تَسُبَّهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ ) (13) ( فَيَكُونَ لَكَ أَجْرُ ذَلِكَ ) (14) ( وَعَلَيْهِ إِثْمُهُ " ) (15) ( قَالَ : فَمَا سَبَبْتُ بَعْدَهُ حُرًّا وَلَا عَبْدًا وَلَا بَعِيرًا وَلَا شَاةً ) (16) ( مُنْذُ أَوْصَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (17) .
__________
(1) ( حم ) 20651 , انظر الصحيحة : 770
(2) ( حم ) 16667 , انظر الصَّحِيحَة تحت حديث : 1109 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(3) ( د ) 4084 , ( حم ) 16667
(4) ( حم ) 20652 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(5) ( د ) 4084
(6) أنظر الى قوله أن إسبال الإزار من المخيلة ، فإن هذا يدل على أن إسبال الإزار بحد ذاته هو من المخيلة ،
وإن لم ينوِ المسبل فيه المخيلة ، وإن نواها كان أشد في الإثم .ع
(7) ( حم ) 16667 , ( د ) 4084
(8) ( حم ) 15997 , ( د ) 4084 , انظر الصحيحة : 2846 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(9) ( حم ) 16667 , ( د ) 4084
(10) ( حم ) 15997 , انظر الصَّحِيحَة تحت حديث : 3422 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(11) ( د ) 4084
(12) ( حم ) 15997
(13) ( حم ) 20652 , ( د ) 4084
(14) ( مسند ابن الجعد ) 3100 , ( حم ) 20651 , انظر المشكاة : 1918
(15) ( حم ) 20651 , ( د ) 4084
(16) ( د ) 4084
(17) ( حم ) 16667 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 98 , الصَّحِيحَة : 1109 , 1352 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2687(3/393)
( خد ) , وَعَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ :
صَنَعَ رَجُلٌ لِابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - طَعَامًا , فَبَيْنَمَا الْجَارِيَةُ تَعْمَلُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ، إِذْ قَالَ لَهَا الرَّجُلُ : يَا زَانِيَةُ ، فَقَالَ : ابْنُ عَبَّاسٍ : مَهْ (1) إِنْ لَمْ تَحُدَّكَ فِي الدُّنْيَا (2) تَحُدُّكَ فِي الْآخِرَةِ ، قَالَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ كَذَاكَ (3) ؟ , فَقَالْ ابْنُ عَبَّاسٍ الَّذِي قَالَ : إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ . (4)
__________
(1) أَيْ : ما هذا !؟ .
(2) أي : إن لم تُقِم عليك حَدَّ القذف وهو ثمانين جلدة .
(3) أي : ما رأيك إذا كان كلامي صحيحا وأنها قد زنت بالفعل .
(4) ( خد ) 331 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 252(3/394)
( 1 ) سَبُّ الْحَاكِم الْمُسْلِم
( م ت ) , وَعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِ أُمَرَائِكُمْ وَشِرَارِهِمْ ؟ , خِيَارُهُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ (1) وَتَدْعُونَ لَهُمْ وَيَدْعُونَ لَكُمْ , وَشِرَارُ أُمَرَائِكُمْ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ , وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ (2) " (3)
__________
(1) أَيْ : الَّذِينَ عَدَلُوا فِي الْحُكْمِ , فَتَنْعَقِدَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مَوَدَّةٌ وَمَحَبَّةٌ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 50)
(2) أَيْ : تَدْعُونَ عَلَيْهِمْ وَيَدْعُونَ عَلَيْكُمْ أَوْ تَطْلُبُونَ الْبُعْدَ عَنْهُمْ لِكَثْرَةِ شَرِّهِمْ وَيَطْلُبُونَ الْبُعْدَ عَنْكُمْ لِقِلَّةِ خَيْرِكُمْ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 50)
(3) ( ت ) 2264 , ( م ) 1855(3/395)
( 2 ) سَبُّ الدَّهْر
( خ م حم ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( قَالَ اللَّهُ - عز وجل - : يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ ) (1) ( يَشْتُمُنِي وَهُوَ لَا يَدْرِي ) (2) ( وَلَا يَنْبَغِي لَهُ شَتْمِي ) (3) ( يَسُبُّ الدَّهْرَ ) (4) ( يَقُولُ : يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ ) (5) يَقُولُ : وَادَهْرَاهْ (6) وَادَهْرَاهْ (7) ( وَأَنَا الدَّهْرُ (8) بِيَدِي الْأَمْرُ , أُقَلِّبُ ) (9) ( الْأَيَّامَ وَاللَّيَالِي (10) أُجَدِّدُهَا وَأُبْلِيهَا , وَآتِي بِمُلُوكٍ بَعْدَ مُلُوكٍ ) (11) ( فَإِذَا شِئْتُ قَبَضْتُهُمَا ) (12) "
__________
(1) ( خ ) 4549 , ( م ) 3 - ( 2246 ) , ( د ) 5274
(2) ( حم ) 7975 , 10586 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(3) مشيخة ابن طهمان - (1 / 105) , انظر الصَّحِيحَة : 3477
(4) ( خ ) 4549
(5) ( م ) 3 - ( 2246 ) , ( خ ) 5828
(6) ( وا دهراه ) : أسلوب نَدْبٍ بمعنى : ويلي من قسوة الزمان .
(7) ( حم ) 7975 , 10586 , ( ك ) 1526 , انظر الصَّحِيحَة : 3477 , وقال الشيخ الأرناؤوط : إسناده حسن .
(8) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَاهُ أَنَا صَاحِب الدَّهْر وَمُدَبِّر الْأُمُور الَّتِي يَنْسُبُونَهَا إِلَى الدَّهْر ، فَمَنْ سَبَّ الدَّهْر مِنْ أَجْل أَنَّهُ فَاعِل هَذِهِ الْأُمُور عَادَ سَبّه إِلَى رَبّه الَّذِي هُوَ فَاعِلهَا ، وَإِنَّمَا الدَّهْر زَمَان جُعِلَ ظَرْفًا لِمَوَاقِع الْأُمُور , وَكَانَتْ عَادَتهمْ إِذَا أَصَابَهُمْ مَكْرُوه أَضَافُوهُ إِلَى الدَّهْر فَقَالُوا : بُؤْسًا لِلدَّهْرِ ، وَتَبًّا لِلدَّهْرِ . فتح الباري (ج 13 / ص 390)
وَقَالَ النَّوَوِيّ : قَوْله - عز وجل - : ( وَأَنَا الدَّهْر ) قَالَ الْعُلَمَاء : هُوَ مَجَاز ، وَسَبَبه أَنَّ الْعَرَب كَانَ شَأْنهَا أَنْ تَسُبّ الدَّهْر عِنْد النَّوَازِل وَالْحَوَادِث وَالْمَصَائِب النَّازِلَة بِهَا مِنْ مَوْت أَوْ هَرَم أَوْ تَلَف مَال أَوْ غَيْر ذَلِكَ ، فَيَقُولُونَ : يَا خَيْبَة الدَّهْر ، وَنَحْو هَذَا مِنْ أَلْفَاظ سَبّ الدَّهْر ، فَقَالَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا تَسُبُّوا الدَّهْر فَإِنَّ اللَّه هُوَ الدَّهْر " أَيْ : لَا تَسُبُّوا فَاعِل النَّوَازِل ، فَإِنَّكُمْ إِذَا سَبَبْتُمْ فَاعِلهَا وَقَعَ السَّبّ عَلَى اللَّه تَعَالَى ؛ لِأَنَّهُ هُوَ فَاعِلهَا وَمُنْزِلهَا , وَأَمَّا الدَّهْر الَّذِي هُوَ الزَّمَان فَلَا فِعْل لَهُ ، بَلْ هُوَ مَخْلُوق مِنْ جُمْلَة خَلْق اللَّه تَعَالَى , وَمَعْنَى " فَإِنَّ اللَّه هُوَ الدَّهْر " أَيْ فَاعِل النَّوَازِل وَالْحَوَادِث ، وَخَالِق الْكَائِنَات . وَاللَّهُ أَعْلَم . شرح النووي (ج 7 / ص 419)
(9) ( خ ) 7053 , ( م ) 3 - ( 2246 ) , ( د ) 5274
(10) هي في ( حم ) : " الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي لِي " , لكن حذفت " لي " ليتم المعنى .ع
(11) ( حم ) 10442 , ( هب ) 5237 , انظر الصحيحة : 532 , وصحيح الترغيب والترهيب : 2804
(12) ( م ) 3 - ( 2246 ) , ( حم ) 7702(3/396)
( م ) , وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ , فَإِنَّ اللَّهَ هو الدَّهْرُ " (1)
__________
(1) ( م ) 5 - ( 2246 ) , ( حم ) 9126(3/397)
( 3 ) سَبُّ الْأَمْوَات
( خ ) , عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ ، فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا " (1)
__________
(1) ( خ ) 559 , ( س ) 1936 , ( حم ) 25509(3/398)
( حب ) , وَعَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ :
قَالَتْ عَائِشَةَ رضي الله عنها : مَا فَعَلَ يَزِيدُ بْنُ قَيْسٍ عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ ؟ , قَالُوا : قَدْ مَاتَ ، قَالَتْ : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ، فَقَالُوا لَهَا : مَا لَكَ لَعَنْتِيهِ ثُمّ قُلْتِ : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ؟ , قَالَتْ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " لَا تَسُبُّوا الأَمْوَاتَ ، فَإِنَّهُمْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا " (1)
__________
(1) ( حب ) 3021 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3518(3/399)
( س د ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - هَالِكٌ بِسُوءٍ ) (1) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِذَا مَاتَ صَاحِبُكُمْ فَدَعُوهُ وَلَا تَقَعُوا فِيهِ ) (2) ( لَا تَذْكُرُوا هَلْكَاكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ " ) (3)
__________
(1) ( س ) 1935
(2) ( د ) 4899 , ( ت ) 3895 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 794 , الصَّحِيحَة : 1174
(3) ( س ) 1935 , انظر صحيح الجامع : 7271(3/400)
( ك ) , وَعَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
سَبَّ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ - رضي الله عنه - عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - ، فَقَامَ إِلَيْهِ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ - رضي الله عنه - فَقَالَ : يَا مُغِيرَةُ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " نَهَى عَنْ سَبِّ الْأَمْوَاتِ ؟ " ، فَلِمَ تَسُبُّ عَلِيًّا وَقَدْ مَاتَ ؟ . (1)
__________
(1) ( ك ) 1419 , ( حم ) 19307 , ( ش ) 11986 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6958 , الصَّحِيحَة : 2397(3/401)
( حم ) , وَعَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ قَالَ :
سَمِعْتُ رَجُلًا عِنْدَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ فَتُؤْذُوا الْأَحْيَاءَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 18235 , ( ت ) 1982 , ( حب ) 3022 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7312 , والصحيحة تحت حديث : 2397(3/402)
( ك ) , وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تُؤْذُوا مُسْلِمًا بِشَتْمِ كَافِرٍ " (1)
__________
(1) ( ك ) 1420 , ( هق ) 6980 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7191(3/403)
( 4 ) سَبُّ الدِّيك
( د ) , عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَسُبُّوا الدِّيكَ , فَإِنَّهُ يُوقِظُ لِلصَلَاةِ (1) " (2)
__________
(1) وَلَيْسَ مَعْنَى قَوْله : " فَإِنَّهُ يَدْعُو إِلَى الصَّلَاة " أَنْ يَقُول بِصَوْتِهِ حَقِيقَة صَلُّوا أَوْ حَانَتْ الصَّلَاة ، بَلْ مَعْنَاهُ أَنَّ الْعَادَة جَرَتْ بِأَنَّهُ يَصْرُخ عِنْد طُلُوع الْفَجْر وَعِنْد الزَّوَال فِطْرَة فَطَرَهُ اللَّه عَلَيْهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 86)
(2) ( د ) 5101 , ( حم ) 17075 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2798(3/404)
( 5 ) سَبُّ الرِّيح
( د ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" إِنَّ رَجُلًا نَازَعَتْهُ الرِّيحُ رِدَاءَهُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَعَنَهَا , فَقَال النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : لَا تَلْعَنْهَا فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ , وَإِنَّهُ مَنْ لَعَنَ شَيْئًا لَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ رَجَعَتْ اللَّعْنَةُ عَلَيْهِ " (1)
__________
(1) ( د ) 4908 , ( ت ) 1978 , انظر الصَّحِيحَة : 528(3/405)
( ت د عبد بن حميد ) , عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( هَاجَتْ الرِّيحُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَسَبَّهَا رَجُلٌ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا تَسُبَّهَا فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ ) (1) ( الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ (2) فَرَوْحُ اللَّهِ تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ ) (3) ( فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ فَقُولُوا : اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ وَخَيْرِ مَا فِيهَا وَخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ " ) (4)
__________
(1) ( عبد بن حميد ) 167 , ( ن ) 10773 , ( ت ) 2252 , انظر الصحيحة تحت حديث : 2756
(2) أَيْ : بِمَعْنَى الرَّحْمَة كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى { وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْح اللَّه إِنَّهُ لَا يَيْأَس مِنْ رَوْح اللَّه إِلَّا الْقَوْم الْكَافِرُونَ } , أَيْ : يُرْسِلهَا اللَّه تَعَالَى مِنْ رَحْمَته لِعِبَادِهِ . عون المعبود - (ج 11 / ص 133)
(3) ( د ) 5097 , ( جة ) 3727 , ( حم ) 7407
(4) ( ت ) 2252 ( د ) 5097 , ( حم ) 21166 , انظر صحيح الجامع : 7315 , الصَّحِيحَة : 2756(3/406)
( فر ) , وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الرِّيحُ تُبْعَثُ عَذَابًا لِقَوْمٍ وَرَحْمَةً لِآخَرِينَ " (1)
__________
(1) الديلمي ( 2 / 179 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3563 , والصحيحة : 1874(3/407)
( خ م ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" نُصِرْتُ بِالصَّبَا (1) وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ (2) " (3)
__________
(1) الصَّبَا : هِيَ الرِّيح الشَّرْقِيَّة ، وَالدَّبُور : مُقَابِلهَا ، يُشِير - صلى الله عليه وسلم - إِلَى قَوْله تَعَالَى فِي قِصَّة الْأَحْزَاب ( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا ) فتح الباري لابن حجر - (ج 9 / ص 490)
(2) وَمِنْ لَطِيف الْمُنَاسَبَة كَوْن الْقَبُول نَصَرْت أَهْل الْقَبُول , وَكَوْن الدَّبُّور أَهْلَكْت أَهْل الْإِدْبَار ، وَأَنَّ الدَّبُّور أَشَدّ مِنْ الصَّبَا لِمَا سَنَذْكُرُهُ فِي قِصَّة عَادٍ أَنَّهَا لَمْ يَخْرُج مِنْهَا إِلَّا قَدْر يَسِير وَمَعَ ذَلِكَ اِسْتَأْصَلَتْهُمْ ، قَالَ اللَّه تَعَالَى : { فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَة } . وَلَمَّا عَلِمَ اللَّه رَأْفَة نَبِيّه - صلى الله عليه وسلم - بِقَوْمِهِ رَجَاء أَنْ يُسْلِمُوا سَلَّطَ عَلَيْهِمْ الصَّبَا فَكَانَتْ سَبَب رَحِيلهمْ عَنْ الْمُسْلِمِينَ لِمَا أَصَابَهُمْ بِسَبَبِهَا مِنْ الشِّدَّة ، وَمَعَ ذَلِكَ فَلَمْ تُهْلِك مِنْهُمْ أَحَدًا وَلَمْ تَسْتَأْصِلهُمْ . فتح الباري لابن حجر - (ج 3 / ص 478)
(3) ( خ ) 988 , ( م ) 17 - ( 900 ) , ( حم ) 1955(3/408)
( 6 ) سَبُّ الشَّيْطَان
( د حم ) , وَعَنْ أَبِي الْمَلِيحِ ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ :
( كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( عَلَى حِمَارٍ فَعَثَرَ الْحِمَارُ ) (2) ( فَقُلْتُ : تَعِسَ الشَّيْطَانُ ، فَقَالَ : " لَا تَقُلْ تَعِسَ الشَّيْطَانُ ، فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ ، تَعَاظَمَ ) (3) ( الشَّيْطَانُ فِي نَفْسِهِ ) (4) ( حَتَّى يَصِيرَ مِثْلَ الْجَبَلِ ، وَيَقُولُ : بِقُوَّتِي صَرَعْتُهُ ) (5) ( وَلَكِنْ قُلْ : بِاسْمِ اللَّهِ ، فَإِنَّكَ ) (6) ( إِذَا قُلْتَ بِسْمِ اللَّهِ , تَصَاغَرَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ ) (7) ( حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الذُّبَابِ " ) (8)
( تمَّام ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَسُبُّوا الشَّيْطَانَ , وَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهِ " (9)
__________
(1) ( د ) 4982
(2) ( حم ) 20610 , ( د ) 4982
(3) ( د ) 4982
(4) ( حم ) 20610
(5) ( حم ) 23141 , ( د ) 4982
(6) ( د ) 4982
(7) ( حم ) 20610 , ( د ) 4982
(8) ( د ) 4982 , ( حم ) 23141 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7401 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3128
(9) رواه أبو طاهر المخلص ( 9 / 196 / 2 ) , وعنه الديلمي ( 4 / 148 ) وتمام في "فوائده " ( 122 / 1 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7318 ، الصَّحِيحَة : 2422(3/409)
( 7 ) سَبُّ الْحُمَّى
( م ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :" دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أُمِّ السَّائِبِ ك فَقَالَ : مَا لَكِ يَا أُمَّ السَّائِبِ تُزَفْزِفِينَ (1) ؟ " , قَالَتْ : الْحُمَّى لَا بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا , فَقَالَ : " لَا تَسُبِّي الْحُمَّى , فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ " (2)
__________
(1) أَيْ : تَتَحَرَّكِينَ حَرَكَةً سَرِيعَةً , وَمَعْنَاهُ تَرْتَعِدُ .
(2) ( م ) 53 - ( 2575 ) , ( خد ) 516(3/410)
( جة ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
ذُكِرَتِ الْحُمَّى عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَسَبَّهَا رَجُلٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا تَسُبَّهَا ، فَإِنَّهَا تَنْفِي الذُّنُوبَ كَمَا تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الْحَدِيدِ " (1)
__________
(1) ( جة ) 3469(3/411)
( 8 ) سَبُّ آلِهَةِ الْمُشْرِكِين
( ابن إسحاق )
قال أبو جهل بن هشام للنبي - صلى الله عليه وسلم - : لتتركن سب آلهتنا أو لنسبن إلهك الذي تعبد , فنزل قوله تعالى : { وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ , ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (2) . (3)
---------------
(2) [ الأنعام : 108 ]
(3) صحيح السيرة ص196(3/412)
( 16 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ الْمَدْح
( 1 ) حَقِيقَةُ الْمَدْح
( خد ) , عَنْ عَدِيِّ بْنِ أَرْطَأَةَ قَالَ :
كَانَ الرَّجُلُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا زُكِّيَ قَالَ : اللَّهُمَّ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ ، وَاغْفِرْ لِي مَا لا يَعْلَمُونَ . (1)
__________
(1) ( خد ) 761 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 589(3/413)
( مي ) , وَعَنْ عَمِيرَةَ قَالَ :
قَالَ رَجُلٌ لاِبْنِهِ : اذْهَبْ فَاطْلُبِ الْعِلْمَ , فَخَرَجَ فَغَابَ عَنْهُ مَا غَابَ ، ثُمَّ جَاءَهُ فَحَدَّثَهُ بِأَحَادِيثَ ، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ : يَا بُنَيَّ اذْهَبْ فَاطْلُبِ الْعِلْمَ , فَغَابَ عَنْهُ أَيْضاً زَمَاناً , ثُمَّ جَاءَهُ بِقَرَاطِيسَ فِيهَا كُتُبٌ فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ : هَذَا سَوَادٌ فِي بَيَاضٍ ، فَاذْهَبِ اطْلُبِ الْعِلْمَ , فَخَرَجَ فَغَابَ عَنْهُ مَا غَابَ ، ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ لأَبِيهِ : سَلْنِي عَمَّا بَدَا لَكَ , فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ : أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّكَ مَرَرْتَ بِرَجُلٍ يَمْدَحُكَ , وَمَرَرْتَ بِآخَرَ يَعِيبُكَ ؟ , قَالَ : إِذَنْ لَمْ أَلُمِ الَّذِى يَعِيبُنِي , وَلَمْ أَحْمَدِ الَّذِى يَمْدَحُنِي ، فَقَالَ : اذْهَبْ فَقَدْ عَلِمْتَ . (1)
__________
(1) ( مي ) 388 , وإسناده صحيح .(3/414)
( 2 ) حُكْمُ الْمَدْح
قَالَ تَعَالَى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا , انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا } [النساء/49، 50]
قَالَ تَعَالَى : { إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ , هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ , فلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى } [النجم/32]
( خ ) , وَعَنْ أُمِّ الْعَلَاءِ الْأَنْصَارِيَّةِ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَةَ , اقْتَرَعَتْ الْأَنْصَارُ عَلَى سَكَنِهِمْ , فَطَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ - رضي الله عنه - ) (1) ( فَسَكَنَ عِنْدَنَا ) (2) ( فَوَجِعَ وَجَعَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ , فَلَمَّا تُوُفِّيَ غُسِّلَ وَكُفِّنَ فِي أَثْوَابِهِ (3) ) (4) ( فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قُلْتُ : رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ , فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَكْرَمَهُ ؟ " , فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَمَنْ يُكْرِمُهُ اللَّهُ ؟ , قَالَ : " أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ , وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ , وَاللَّهِ وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِهِ ) (5) وَاللَّهِ مَا أَدْرِي- وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ - مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ (6) "( فَقُلْتُ : فَوَاللَّهِ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ أَبَدًا ) (7) ( وَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ , قَالَتْ : فَنِمْتُ فَأُرِيتُ لِعُثْمَانَ عَيْنًا تَجْرِي , فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرْتُهُ ) (8) ( فَقَالَ : " ذَلِكِ عَمَلُهُ ) (9) ( يَجْرِي لَهُ " ) (10)
__________
(1) ( حم ) 27498 , ( خ ) 2541
(2) ( خ ) 2541
(3) هذه عند ( خ )
(4) ( خ ) 6602
(5) ( خ ) 1186
(6) ( خ ) 6615 , ( حم ) 27498
(7) ( خ ) 1186
(8) ( خ ) 2541
(9) ( خ ) 3714
(10) ( خ ) 6615 , ( حم ) 27497(3/415)
( حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
قِيلَ لِلنَّبَيِّ - صلى الله عليه وسلم - : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَاتَتْ فُلَانَةُ وَاسْتَرَاحَتْ , " فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ : إِنَّمَا اسْتَرَاحَ مَنْ غُفِرَ لَهُ " (1)
__________
(1) ( حم ) 24757 , ( طس ) 9379 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2319 , الصَّحِيحَة : 1710(3/416)
( جة حم ) , وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِيَّاكُمْ وَالْمَدْحَ , فَإِنَّهُ الذَّبْحُ " (1)
_________
(1) ( حم ) 16949 , ( جة ) 3743 , انظر صحيح الجامع : 2674 , والصحيحة : 1284
(2) تابعي فهو مرسل .(3/417)
( الصمت وآداب اللسان لابن أبي الدنيا ) , وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ (2) قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ذَبْحُ الرَّجُلِ أَنْ تُزَكِّيَهُ فِي وَجْهِهِ " (3)
-----------------
(3) أخرجه ابن أبى الدنيا فى الصمت (ص 272 ، رقم 596) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3427(3/418)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( أَثْنَى رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : " وَيْلَكَ قَطَعْتَ عُنُقَ أَخِيكَ , قَطَعْتَ عُنُقَ أَخِيكَ , قَطَعْتَ عُنُقَ أَخِيكَ ) (1) ( ثُمَّ قَالَ : مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَادِحًا أَخَاهُ لَا مَحَالَةَ , فَلْيَقُلْ : أَحْسِبُ فُلَانًا - وَاللَّهُ حَسِيبُهُ , وَلَا أُزَكِّي عَلَى اللَّهِ أَحَدًا - أَحْسِبُهُ كَذَا وَكَذَا , إِنْ كَانَ يَعْلَمُ ذَلِكَ مِنْهُ " ) (2)
__________
(1) ( خ ) 5810
(2) ( خ ) 2519 , ( م ) 65 - ( 3000 ) , ( د ) 4805 , ( جة ) 3744 , ( حم ) 20438(3/419)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلًا يُثْنِي عَلَى رَجُلٍ وَيُطْرِيهِ فِي الْمِدْحَةِ , فَقَالَ : قَطَعْتُمْ ظَهَرَ الرَّجُلِ " (1)
__________
(1) ( خ ) 5713 , ( م ) 67 - ( 3001 ) , ( حم ) 19707(3/420)
( خد ) , وَعَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
إِذَا طَلَبَ أَحَدُكُمُ الْحَاجَةَ فَلْيَطْلُبْهَا طَلَبًا يَسِيرًا ، فَإِنَّمَا لَهُ مَا قُدِّرَ لَهُ ، وَلاَ يَأْتِي أَحَدُكُمْ صَاحِبَهُ فَيَمْدَحَهُ ، فَيَقْطَعَ ظَهْرَهُ . (1)
__________
(1) ( خد ) 779 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 603(3/421)
( 1 ) مَدْحُ الْمُسْلِمِ لِسُمُوِّ مَكَانه
( خد د حم ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( انْطَلَقْتُ فِي وَفْدِ بَنِي عَامِرٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( فَأَتَيْنَاهُ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَقُلْنَا : ) (2) ( يَا مُحَمَّدُ ، أَنْتَ سَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا ) (3) ( فَقَالَ : " السَّيِّدُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى (4) " ) (5) ( فَقُلْنَا : وَخَيْرَنَا وَابْنَ خَيْرِنَا ) (6) ( وَأَنْتَ وَلِيُّنَا ) (7) ( وَأَعْظَمُنَا طَوْلًا (8) ) (9) ( وَأَنْتَ أَفْضَلُنَا عَلَيْنَا فَضْلًا , وَأَنْتَ الْجَفْنَةُ (10) الْغَرَّاءُ ) (11) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ) (12) ( قُولُوا بِقَوْلِكُمْ (13) أَوْ بَعْضِ قَوْلِكُمْ (14) ) (15) ( ولَا يَسْتَهْوِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ (16) أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنْزَلَنِي اللَّهُ - عز وجل - ) (17) ( فَإِنَّمَا تَشْقِيقُ الْكَلَامِ (18) مِنْ الشَّيْطَانِ (19) " ) (20)
__________
(1) ( د ) 4806
(2) ( حم ) 16354 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( حم ) 12573 وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(4) أَيْ : هُوَ الْحَقِيق بِهَذَا الِاسْم . عون المعبود - (ج 10 / ص 327)
(5) ( د ) 4806
(6) ( حم ) 12573
(7) ( حم ) 16354
(8) أَيْ : عَطَاءً للْأَحِبَّاء وَعَلَوْا عَلَى الْأَعْدَاء . عون المعبود - (ج 10 / ص 327)
(9) ( د ) 4806
(10) الجفنة : هي وعاء يؤكل ويُثْرَدُ فيه , وكان يتخذ من الخشب غالبا .
(11) ( حم ) 16354
(12) ( حم ) 12573
(13) أَيْ : مَجْمُوع مَا قُلْتُمْ أَوْ هَذَا الْقَوْل وَنَحْوه . عون المعبود - (ج 10 / ص 327)
(14) أَيْ : اِقْتَصِرُوا عَلَى إِحْدَى الْكَلِمَتَيْنِ مِنْ غَيْر حَاجَة إِلَى الْمُبَالَغَة بِهِمَا ،
وَقِيلَ : قُولُوا قَوْلكُمْ الَّذِي جِئْتُمْ لِأَجْلِهِ , وَدَعُوا غَيْره مِمَّا لَا يَعْنِيكُمْ . عون المعبود - (ج 10 / ص 327)
(15) ( د ) 4806
(16) أَيْ : لَا يَجْعَلَنَّكُمْ ذَوِي شَجَاعَة عَلَى التَّكَلُّم بِمَا لَا يَجُوز . عون المعبود - (ج 10 / ص 327)
(17) ( حم ) 12573 , انظر الصَّحِيحَة : 1097
(18) تشقيق الكلام : المبالغة فيه وتزيينه , ليخرج أحسن مخرج .
(19) أَيْ : إذا كان يُراد به تزيين الباطل .
(20) ( خد ) 875 , ( حم ) 5687 , ( حب ) 5718 , انظر صحيح الأدب المفرد : 675 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(3/422)
( ك ) , وَعَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ :
كُنَّا عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ , فَجَاءَ قَوْمٌ مِنَ الْكُوفِيِّينَ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ , أَحِبُّونَا حُبَّ الْإِسْلَامِ ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، لَا تَرْفَعُونِي فَوْقَ قِدْرِي ، فَإِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَنِي عَبْدًا قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَنِي نَبِيًّا " (1)
__________
(1) , ( ك ) 4825 , انظر الصَّحِيحَة : 2550(3/423)
( م ) , وَعَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ :
جَعَلَ رَجَلٌ يَمْدَحُ عُثْمَانَ - رضي الله عنه - , فَعَمِدَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ - رضي الله عنه - فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ - وَكَانَ رَجُلًا ضَخْمًا - فَجَعَلَ يَحْثُو فِي وَجْهِهِ [ التُّرَابَ ] (1) فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ : مَا شَأْنُكَ ؟ فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " إِذَا رَأَيْتُمْ الْمَدَّاحِينَ , فَاحْثُوا فِي وُجُوهِهِمْ التُّرَابَ " (2)
__________
(1) ( م ) 68 - ( 3002 )
(2) ( م ) 69 - ( 3002 ) , ( ت ) 2393 , ( د ) 4804 , ( حم ) 23874(3/424)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نَحْثُوَ فِي أَفْوَاهِ الْمَدَّاحِينَ التُّرَابَ " (1)
_________
(1) ( ت ) 2394 , ( جة ) 3742(3/425)
( 2 ) مَدْحُ الْمُسْلِمِ لِلْوِقَايَةِ مِنْ شَرّه
( خ م حم ) , عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : " ائْذَنُوا لَهُ ، فَبِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ " , فَلَمَّا دَخَلَ ) (1) ( تَطَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطَ إِلَيْهِ ) (2) ( وَأَلَانَ لَهُ الْكَلَامَ ) (3) ( حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً ) (4) ( فَلَمَّا انْطَلَقَ الرَّجُلُ قُلْتُ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، حِينَ رَأَيْتَ الرَّجُلَ قُلْتَ لَهُ كَذَا وَكَذَا , ثُمَّ تَطَلَّقْتَ فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطْتَ إِلَيْهِ لِلَّهِ , فَقَالَ : " يَا عَائِشَةُ ، مَتَى عَهِدْتِنِي فَحَّاشًا ؟ ) (5) ( إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ وَدَعَهُ النَّاسُ ) (6) ( اتِّقَاءَ شَرِّهِ ) (7) إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ اتُّقِيَ لِفُحْشِهِ (8) "
__________
(1) ( خ ) 5707 , ( م ) 73 - ( 2591 )
(2) ( خ ) 5685 , ( حم ) 25293 , ( د ) 4792
(3) ( خ ) 5707 , ( م ) 73 - ( 2591 )
(4) ( حم ) 24549 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(5) ( خ ) 5685 , ( م ) 73 - ( 2591 )
(6) ( م ) 73 - ( 2591 ) , ( خ ) 5780
(7) ( خ ) 5685 , ( حم ) 24842
(8) ( حم ) 25293 , ( خ ) 5707 , ( م ) 73 - ( 2591 ) , ( ت ) 1996 , ( د ) 4791
قَالَ الْقُرْطُبِيّ : فِي الْحَدِيث جَوَاز غَيْبَة الْمُعْلَن بِالْفِسْقِ أَوْ الْفُحْش وَنَحْو ذَلِكَ مِنْ الْجَوْر فِي الْحُكْم وَالدُّعَاء إِلَى الْبِدْعَة مَعَ جَوَاز مُدَارَاتهمْ اِتِّقَاء شَرّهمْ , مَا لَمْ يُؤَدِّ ذَلِكَ إِلَى الْمُدَاهَنَة فِي دِين اللَّه تَعَالَى , وَالْفَرْق بَيْن الْمُدَارَاة وَالْمُدَاهَنَة أَنَّ الْمُدَارَاة بَذْل الدُّنْيَا لِصَلَاحِ الدُّنْيَا أَوْ الدِّين أَوْ هُمَا مَعًا وَهِيَ مُبَاحَة , وَرُبَّمَا اُسْتُحِبَّتْ , وَالْمُدَاهَنَة تَرْك الدِّين لِصَلَاحِ الدُّنْيَا ، وَالنَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - إِنَّمَا بُذِلَ لَهُ مِنْ دُنْيَاهُ حُسْن عِشْرَته وَالرِّفْق فِي مُكَامَلَته , وَمَعَ ذَلِكَ فَلَمْ يَمْدَحهُ بِقَوْلٍ فَلَمْ يُنَاقِض قَوْله فِيهِ فِعْله ، فَإِنَّ قَوْله فِيهِ حَقّ وَفِعْله مَعَهُ حُسْن عِشْرَة ، فَيَزُول مَعَ هَذَا التَّقْرِير الْإِشْكَال بِحَمْدِ اللَّه تَعَالَى . عون المعبود - (ج 10 / ص 313)(3/426)
( تاريخ جرجان ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ذُبُّوا بِأَمْوَالِكُمْ عَنْ أَعْرَاضِكُمْ " ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَيْفَ نَذُبُّ بِأَمْوَالِنَا عَنْ أَعْرَاضِنَا ، قَالَ : " يُعْطَى الشَّاعِرُ وَمَنْ تَخَافُونَ مِنْ لِسَانِهِ " (9)
---------------
(9) رواه السهمي في " تاريخ جرجان " ( 182 ) , والديلمي ( 2 / 154 ) , انظر الصَّحِيحَة : 1461(3/427)
( 17 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ فُضُولُ الْكَلَام
ذَمّ فُضُولُ الْكَلَام
قَالَ تَعَالَى : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ , إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ , مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } [ق/16-18]
( خ م ) , وَعَنْ الْمُغِيرَةَ بْنِ شُعْبَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - حَرَّمَ عَلَيْكُمْ عُقُوقَ الْأُمَّهَاتِ (1) وَوَأْدَ الْبَنَاتِ (2) وَمَنْعٍ وَهَاتِ (3) وَكَرِهَ لَكُمْ : قِيلَ وَقَالَ (4) وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ (5) وَإِضَاعَةِ الْمَالِ (6) " (7)
__________
(1) قِيلَ : خَصَّ الْأُمَّهَات بِالذِّكْرِ لِأَنَّ الْعُقُوقَ إِلَيْهِنَّ أَسْرَع مِنْ الْآبَاءِ لِضَعْفِ النِّسَاءِ وَلِيُنَبِّه عَلَى أَنَّ بِرَّ الْأُمِّ مُقَدَّم عَلَى بِرِّ الْأَبِ فِي التَّلَطُّفِ وَالْحُنُوِّ وَنَحْو ذَلِكَ .فتح الباري لابن حجر - (7 / 292)
(2) الوأد : عادة جاهلية ، كان إذا وُلِدَ لأحَدِهم في الجاهلية بنتٌ دفَنَها في التراب وهي حَيَّة . الأدب المفرد للبخاري - (1 / 447)
(3) الْمُرَادُ : مَنْعُ مَا أَمَرَ اللَّهُ أَنْ لَا يُمْنَعَ , وَ( هَاتِ ) فِعْلُ أَمْرٍ مَجْزُومٌ , وَالْمُرَادُ : النَّهْيُ عَنْ طَلَبِ مَا لَا يَسْتَحِقُّ طَلَبَهُ . سبل السلام - (7 / 66)
(4) أَيْ : حِكَايَة أَقَاوِيل النَّاس وَالْبَحْث عَنْهَا , فَيَقُول : قَالَ فُلَان كَذَا , وَقِيلَ كَذَا ، وَالنَّهْي عَنْهُ إِمَّا لِلزَّجْرِ عَنْ الِاسْتِكْثَار مِنْهُ ، وَإِمَّا لِشَيْءٍ مَخْصُوص مِنْهُ , وَهُوَ مَا يَكْرَههُ الْمَحْكِيّ عَنْهُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 17 / ص 98)
(5) اخْتُلِفَ فِي الْمُرَاد مِنْهُ , هَلْ هُوَ سُؤَال الْمَال ، أَوْ السُّؤَال عَنْ الْمُشْكِلَات وَالْمُعْضِلَات ، أَوْ أَعَمّ مِنْ ذَلِكَ ؟ , وَالْأَوْلَى حَمْله عَلَى الْعُمُوم , وَقَدْ ذَهَبَ بَعْض الْعُلَمَاء إِلَى أَنَّ الْمُرَاد بِهِ كَثْرَة سُؤَال إِنْسَان بِعَيْنِهِ عَنْ تَفَاصِيل حَاله ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهه الْمَسْئُول غَالِبًا , وَثَبَتَ عَنْ جَمْع مِنْ السَّلَف كَرَاهَة تَكَلُّف الْمَسَائِل الَّتِي يَسْتَحِيل وُقُوعهَا عَادَة أَوْ يَنْدُر جِدًّا ، وَإِنَّمَا كَرِهُوا ذَلِكَ لِمَا فِيهِ مِنْ التَّنَطُّع وَالْقَوْل بِالظَّنِّ ، إِذْ لَا يَخْلُو صَاحِبه مِنْ الْخَطَأ , وَأَمَّا مَا تَقَدَّمَ فِي اللِّعَان فَكَرِهَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسَائِل وَعَابَهَا ، وَكَذَا فِي التَّفْسِير فِي قَوْله تَعَالَى : ( لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاء إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) فَذَلِكَ خَاصّ بِزَمَانِ نُزُول الْوَحْي ، وَيُشِير إِلَيْهِ حَدِيث " أَعْظَم النَّاس جُرْمًا عِنْد اللَّه مَنْ سَأَلَ عَنْ شَيْء لَمْ يُحَرَّم فَحُرِّمَ مِنْ أَجْل مَسْأَلَته " وَثَبَتَ أَيْضًا ذَمّ السُّؤَال لِلْمَالِ وَمَدْح مَنْ لَا يُلْحِف فِيهِ , كَقَوْلِهِ تَعَالَى : ( لَا يَسْأَلُونَ النَّاس إِلْحَافًا ) , وَفِي صَحِيح مُسْلِم " إِنَّ الْمَسْأَلَة لَا تَحِلّ إِلَّا لِثَلَاثَةٍ : لِذِي فَقْر مُدْقِع ، أَوْ غُرْم مُفْظِع ، أَوْ جَائِحَة " وَفِي السُّنَن قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِابْنِ عَبَّاس : " إِذَا سَأَلْت فَاسْأَلْ اللَّه " , وَقَدْ اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي ذَلِكَ ، وَالْمَعْرُوف عِنْد الشَّافِعِيَّة أَنَّهُ جَائِز , لِأَنَّهُ طَلَبٌ مُبَاح فَأَشْبَهَ الْعَارِيَّة ، وَحَمَلُوا الْأَحَادِيث الْوَارِدَة عَلَى مَنْ سَأَلَ مِنْ الزَّكَاة الْوَاجِبَة مِمَّنْ لَيْسَ مِنْ أَهْلهَا ، لَكِنْ قَالَ النَّوَوِيّ فِي " شَرْح مُسْلِم " : اِتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى النَّهْي عَنْ السُّؤَال مِنْ غَيْر ضَرُورَة , قَالَ : وَاخْتَلَفَ أَصْحَابنَا فِي سُؤَال الْقَادِر عَلَى الْكَسْب عَلَى وَجْهَيْنِ أَصَحّهمَا التَّحْرِيم لِظَاهِرِ الْأَحَادِيث .
وَقَالَ الْفَاكِهَانِيّ : يُتَعَجَّب مِمَّنْ قَالَ بِكَرَاهَةِ السُّؤَال مُطْلَقًا مَعَ وُجُود السُّؤَال فِي عَصْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ السَّلَف الصَّالِح مِنْ غَيْر نَكِير ، فَالشَّارِع لَا يُقِرّ عَلَى مَكْرُوه , قُلْت : يَنْبَغِي حَمْل حَال أُولَئِكَ عَلَى السَّدَاد ، وَأَنَّ السَّائِل مِنْهُمْ غَالِبًا مَا كَانَ يَسْأَل إِلَّا عِنْد الْحَاجَة الشَّدِيدَة ، وَفِي قَوْله : " مِنْ غَيْر نَكِير " نَظَر , فَفِي الْأَحَادِيث الْكَثِيرَة الْوَارِدَة فِي ذَمّ السُّؤَال كِفَايَة فِي إِنْكَار ذَلِكَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 17 / ص 98)
(6) قَالَ الْجُمْهُور : إِنَّ الْمُرَادَ بِهِ السَّرَف فِي إِنْفَاقِهِ ، وَالْأَقْوَى أَنَّهُ مَا أُنْفِقَ فِي غَيْر وَجْهه الْمَأْذُون فِيهِ شَرْعًا , سَوَاء كَانَتْ دِينِيَّة أَوْ دُنْيَوِيَّة فَمَنَعَ مِنْهُ ؛ لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى جَعَلَ الْمَال قِيَامًا لِمَصَالِح الْعِبَاد ، وَفِي تَبْذِيرهَا تَفْوِيت تِلْكَ الْمَصَالِح ، إِمَّا فِي حَقّ مُضَيِّعهَا , وَإِمَّا فِي حَقّ غَيْره ، وَيُسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ كَثْرَة إِنْفَاقه فِي وُجُوه الْبِرّ لِتَحْصِيلِ ثَوَاب الْآخِرَة , مَا لَمْ يُفَوِّت حَقًّا أُخْرَوِيًّا أَهَمّ مِنْهُ , وَالْحَاصِل فِي كَثْرَة الْإِنْفَاق ثَلَاثَة أَوْجُه : الْأَوَّل : إِنْفَاقه فِي الْوُجُوه الْمَذْمُومَة شَرْعًا فَلَا شَكّ فِي مَنْعه ، وَالثَّانِي : إِنْفَاقه فِي الْوُجُوه الْمَحْمُودَة شَرْعًا , فَلَا شَكّ فِي كَوْنه مَطْلُوبًا بِالشَّرْطِ الْمَذْكُور ، وَالثَّالِث : إِنْفَاقه فِي الْمُبَاحَات بِالْأَصَالَةِ , كَمَلَاذِّ النَّفْس ، فَهَذَا يَنْقَسِم إِلَى قِسْمَيْنِ : أَحَدهمَا : أَنْ يَكُون عَلَى وَجْه يَلِيق بِحَالِ الْمُنْفِق وَبِقَدْرِ مَاله ، فَهَذَا لَيْسَ بِإِسْرَافٍ , وَالثَّانِي : مَا لَا يَلِيق بِهِ عُرْفًا ، وَهُوَ يَنْقَسِم أَيْضًا إِلَى قِسْمَيْنِ : أَحَدهمَا : مَا يَكُون لِدَفْعِ مَفْسَدَة إِمَّا نَاجِزَة أَوْ مُتَوَقَّعَة ، فَهَذَا لَيْسَ بِإِسْرَافٍ ، وَالثَّانِي : مَا لَا يَكُون فِي شَيْء مِنْ ذَلِكَ , فَالْجُمْهُور عَلَى أَنَّهُ إِسْرَاف ، وَجَزَمَ الْبَاجِيّ مِنْ الْمَالِكِيَّة بِمَنْعِ اِسْتِيعَاب جَمِيع الْمَال بِالصَّدَقَةِ , قَالَ : وَيُكْرَه كَثْرَة إِنْفَاقه فِي مَصَالِح الدُّنْيَا ، وَلَا بَأْس بِهِ إِذَا وَقَعَ نَادِرًا لِحَادِثٍ يَحْدُث , كَضَيْفٍ أَوْ عِيد أَوْ وَلِيمَة , وَمِمَّا لَا خِلَاف فِي كَرَاهَته مُجَاوَزَة الْحَدّ فِي الْإِنْفَاق عَلَى الْبِنَاء زِيَادَة عَلَى قَدْر الْحَاجَة ، وَلَا سِيَّمَا إِنْ أَضَافَ إِلَى ذَلِكَ الْمُبَالَغَة فِي الزَّخْرَفَة , وَأَمَّا إِضَاعَة الْمَال فِي الْمَعْصِيَة فَلَا يَخْتَصّ بِارْتِكَابِ الْفَوَاحِش ، بَلْ يَدْخُل فِيهَا سُوء الْقِيَام عَلَى الرَّقِيق وَالْبَهَائِم حَتَّى يَهْلِكُوا ، وَدَفْع مَال مَنْ لَمْ يُؤْنَس مِنْهُ الرُّشْد إِلَيْهِ ، وَقَسْمُه مَا لَا يُنْتَفَع بِجُزْئِهِ , كَالْجَوْهَرَةِ النَّفِيسَة , فَظَاهِر قَوْله تَعَالَى : ( وَاَلَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْن ذَلِكَ قَوَامًا ) أَنَّ الزَّائِد الَّذِي لَا يَلِيق بِحَالِ الْمُنْفِق إِسْرَاف , قَالَ الطِّيبِيُّ : هَذَا الْحَدِيث أَصْل فِي مَعْرِفَة حُسْن الْخُلُق ، فَقَدْ تَتَبَّع جَمِيع الْأَخْلَاق الْحَمِيدَة , وَالْخِلَال الْجَمِيلَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 17 / ص 98)
(7) ( خ ) 2277 , ( م ) 593 , ( حم ) 18172(3/428)
( ت ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا , وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ (1) وَالْمُتَشَدِّقُونَ (2) وَالْمُتَفَيْهِقُونَ " , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ , فَمَا الْمُتَفَيْهِقُونَ ؟ , قَالَ : " الْمُتَكَبِّرُونَ " (3)
__________
(1) الثَّرْثَارُ : هُوَ الْكَثِيرُ الْكَلَامِ تَكَلُّفًا .
(2) الْمُتَشَدِّقُونَ : الْمُتَوَسِّعُونَ فِي الْكَلَامِ مِنْ غَيْرِ اِحْتِيَاطٍ وَاحْتِرَازٍ , وَقِيلَ : أَرَادَ بِالْمُتَشَدِّقِ الْمُسْتَهْزِئِ بِالنَّاسِ يَلْوِي شَدْقَهُ بِهِمْ وَعَلَيْهِمْ , وَالشِّدْقُ جَانِبُ الْفَمِ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 272)
(3) ( ت ) 2018 , ( خد ) 1308 , ( حم ) 17767 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1535 , الصَّحِيحَة : 791(3/429)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا (1) أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ " (2)
__________
(1) ( د ) 4992 , ( حب ) 30 , انظر صحيح الجامع : 4480 , والصحيحة : 2025
(2) ( م ) 5 - ( 5 ) , ( مسند ابن الجعد ) ح627(3/430)
( د ) , وَعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ زَعَمُوا (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : أَسْوَأ عَادَة لِلرَّجُلِ أَنْ يَتَّخِذ لَفْظ ( زَعَمُوا ) مَرْكَبًا إِلَى مَقَاصِده , فَيُخْبِر عَنْ أَمْر تَقْلِيدًا مِنْ غَيْر تَثَبُّت , فَيُخْطِئ وَيُجَرَّب عَلَيْهِ الْكَذِب , وَالْمَقْصُود أَنَّ الْإِخْبَار بِخَبَرٍ مَبْنَاهُ عَلَى الشَّكِّ وَالتَّخْمِين دُون الْجَزْم وَالْيَقِين قَبِيح , بَلْ يَنْبَغِي أَنْ يَكُون لِخَبَرِهِ سَنَد وَثُبُوت , وَيَكُون عَلَى ثِقَة مِنْ ذَلِكَ , لَا مُجَرَّد حِكَايَة عَلَى ظَنٍّ وَحُسْبَان .عون المعبود - (ج 11 / ص 7)
(2) ( د ) 4972 , ( ش ) 25791 , ( خد ) 763 , ( حم ) 23451(3/431)
( د ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" كَانَ رَجُلَانِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَآخِيَيْنِ ، فَكَانَ أَحَدُهُمَا يُذْنِبُ وَالْآخَرُ مُجْتَهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ ، فَكَانَ لَا يَزَالُ الْمُجْتَهِدُ يَرَى الْآخَرَ عَلَى الذَّنْبِ فَيَقُولُ : أَقْصِرْ (1) فَوَجَدَهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ فَقَالَ لَهُ : أَقْصِرْ , فَقَالَ : خَلِّنِي وَرَبِّي ، أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا ؟ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ ، أَوْ لَا يُدْخِلُكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ ، فَقَبَضَ اللَّهُ أَرْوَاحَهُمَا فَاجْتَمَعَا عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، فَقَالَ لِهَذَا الْمُجْتَهِدِ : أَكُنْتَ بِي عَالِمًا ؟ , أَوْ كُنْتَ عَلَى مَا فِي يَدِي قَادِرًا ؟ ، وَقَالَ لِلْمُذْنِبِ : اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي ، وَقَالَ لِلْآخَرِ : اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ " , قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ (2) . (3)
__________
(1) ( أَقْصِر ) : مِنْ الْإِقْصَار , وَهُوَ الْكَفّ عَنْ الشَّيْء مَعَ الْقُدْرَة عَلَيْهِ .
(2) أَيْ : أَهْلَكَتْ تِلْكَ الْكَلِمَة مَا سَعَى فِي الدُّنْيَا وَحَظّ الْآخِرَة . عون المعبود - (ج 10 / ص 429)
(3) ( د ) 4901 , ( حم ) 8275 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4455 ، وهداية الرواة : 2286(3/432)
( يع ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( اسْتُشْهِدَ غُلامٌ مِنَّا يَوْمَ أُحُدٍ ، فَوُجِدَ عَلَى بَطْنِهِ صَخْرَةٌ مَرْبُوطَةٌ مِنَ الْجُوعِ ، فَمَسَحَتْ أُمُّهُ التُّرَابَ عَنْ وَجْهِهِ وَقَالَتْ : هَنِيئًا لَكَ يَا بُنَيَّ الْجَنَّةُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا يُدْرِيكِ ؟ ) (1) ( لَعَلَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ ، أَوْ يَبْخَلُ بِمَا لَا يُنْقِصُهُ ) (2) "
__________
(1) ( يع ) 4017
(2) ( يع ) 6646 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2883 ، 2884(3/433)
( خ م ت ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا , يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ , وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا , يَهْوِي بِهَا ) (1) ( فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ ) (2) ( وَالْمَغْرِبِ ) (3) سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي النَّارِ (4) "
__________
(1) ( خ ) 6113 , ( م ) 49 - ( 2988 )
(2) ( خ ) 611 , ( م ) 49 - ( 2988 )
(3) ( م ) 49 - ( 2988 ) , ( حم ) 8909
(4) ( ت ) 2314 , ( جة ) 3970 , ( حم ) 7214 , انظر صحيح الجامع : 1618 , وصحيح الترغيب والترهيب : 2876(3/434)
( ت ) , وَعَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ , مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ , فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ , وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ , مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ , فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2319 , ( جة ) 3969 , ( حم ) 15890 , انظر الصحيحة : 888 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2878(3/435)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ , فَإِنَّ الْأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ فَتَقُولُ : اتَّقِ اللَّهَ فِينَا , فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ , فَإِنْ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا , وَإِنْ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا " (1)
__________
(1) ( ت ) 2407 , ( حم ) 11927 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 351 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2871(3/436)
( ط يع ) , وَعَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( دَخَلَ عُمَرُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه - وَهُوَ يَجْبِذُ (1) لِسَانَهُ , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : مَهْ ) (2) ( يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ ) (3) ( غَفَرَ اللَّهُ لَكَ لِلَّهِ , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : إِنَّ هَذَا أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ ) (4) ( إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْجَسَدِ إِلَّا يَشْكُو إِلَى اللَّهِ ) (5) ( ذَرَبَ اللِّسَانِ (6) ) (7) ( عَلَى حِدَتِهِ " ) (8)
__________
(1) الجبذ : الشد والجذب بقوة .
(2) ( ط ) 1788 , ( ش ) 37047 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 2873
(3) ( يع ) 5 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5396
(4) ( ط ) 1788 , ( ش ) 37047
(5) ( ابن أبي الدنيا في الورع ) ح92 , ( هب ) 4947 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 2873
(6) الذَّرَب : فساد اللسان وبذاؤه .
(7) ( يع ) 5
(8) ( ابن أبي الدنيا في الورع ) ح92 , ( هب ) 4947 , انظر الصَّحِيحَة : 535 ، هداية الرواة : 4797(3/437)
( ت حم طب ) , وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ , فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ ) (1) ( فَلَمَّا رَأَيْتُهُ خَلِيًّا ) (2) ( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي عَنْ النَّارِ , قَالَ : " لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ , وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ , تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا , وَتُقِيمُ الصَلَاةَ , وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ , وَتَصُومُ رَمَضَانَ , وَتَحُجُّ الْبَيْتَ , ثُمَّ قَالَ : أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ ؟ , الصَّوْمُ جُنَّةٌ (3) وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ , وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ , ثُمَّ قَرَأَ : { تَتَجَافَى (4) جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ (5) يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ , فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (6) ثُمَّ قَالَ : أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ (7) كُلِّهِ , وَعَمُودِهِ , وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ (8) ؟ " , قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ (9) وَعَمُودُهُ الصَلَاةُ , وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ , ثُمَّ قَالَ : أَلَا أُخْبِرُكَ بِمِلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ (10) ؟ " , قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ , " فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ فَقَالَ : كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ (11) بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ (12) ؟ , فَقَالَ : " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ (13) يَا مُعَاذُ , وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ (14) ؟ ) (15) ( إِنَّكَ لَنْ تَزَالَ سَالِمًا مَا سَكَتَّ ، فَإِذَا تَكَلَّمَتْ كُتِبَ عَلَيْكَ أَوْ لَكَ ) (16) "
__________
(1) ( ت ) 2616
(2) ( حم ) 22121 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : صحيح بطرقه وشواهده .
(3) ( الْجُنَّةٌ ) : الْوِقَايَةُ , والصَّوْمُ جُنَّةٌ , أَيْ : مَانِعٌ مِنْ الْمَعَاصِي بِكَسْرِ الْقُوَّةِ وَالشَّهْوَةِ ,
وَقَالَ فِي النِّهَايَةِ : الصَّوْمُ جُنَّةٌ , أَيْ : يَقِي صَاحِبَهُ مَا يُؤْذِيهِ مِنْ الشَّهَوَاتِ . تحفة الأحوذي(ج2ص 148)
(4) أَيْ : تَتَبَاعَدُ .
(5) أَيْ : الْمَفَارِشِ وَالْمَرَاقِدِ .
(6) [السجدة/16، 17]
(7) ( رَأْسُ الْأَمْرِ ) أَيْ : أَمْرُ الدِّينِ .
(8) أَيْ : أَعْلَى الشَّيْءِ , وَالسَّنَامُ بِالْفَتْحِ : مَا اِرْتَفَعَ مِنْ ظَهْرِ الْجَمَلِ .
(9) يَعْنِي الشَّهَادَتَيْنِ , لِيَشْعُرَ بِأَنَّ الشَّهَادَتَيْنِ مِنْ سَائِرِ الْأَعْمَالِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنْ الْجَسَدِ فِي اِحْتِيَاجِهِ إِلَيْهِ وَعَدَمِ بَقَائِهِ دُونَهُ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 415)
(10) الْمِلَاكُ : مَا بِهِ إِحْكَامُ الشَّيْءِ وَتَقْوِيَتُهُ ، وَأَكَّدَهُ بِقَوْلِهِ كُلِّهِ ، أَيْ بِمَا تَقُومُ بِهِ تِلْكَ الْعِبَادَاتُ جَمِيعُهَا . تحفة الأحوذي
(11) أَيْ : هَلْ يُؤَاخِذُنَا وَيُعَاقِبُنَا أَوْ يُحَاسِبُنَا رَبُّنَا . تحفة الأحوذي (ج 6 / ص 415)
(12) أَيْ : بِجَمِيعِ نَتَكَلَّمُ بِهِ , إِذْ لَا يَخْفَى عَلَى مُعَاذٍ الْمُؤَاخَذَةُ بِبَعْضِ الْكَلَامِ . تحفة الأحوذي (ج 6 / ص 415)
(13) أَيْ : فَقَدَتْك ، وَأَصْلُهُ الدُّعَاءُ بِالْمَوْتِ , ثُمَّ اسْتُعْمِلُ فِي التَّعَجُّبِ .
(14) أَيْ : مَحْصُودَاتُهَا ، فَشَبَّهَ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ الْإِنْسَانُ بِالزَّرْعِ الْمَحْصُودِ بِالْمِنْجَلِ , وَهُوَ مِنْ بَلَاغَةِ النُّبُوَّةِ ، فَكَمَا أَنَّ الْمِنْجَلَ يَقْطَعُ وَلَا يُمَيِّزُ بَيْنَ الرَّطْبِ وَالْيَابِسِ وَالْجَيِّدِ وَالرَّدِيءِ ، فَكَذَلِكَ لِسَانُ بَعْضِ النَّاسِ يَتَكَلَّمُ بِكُلِّ نَوْعٍ مِنْ الْكَلَامِ حَسَنًا وَقَبِيحًا
وَالْمَعْنَى لَا يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ مِنْ الْكُفْرِ وَالْقَذْفِ وَالشَّتْمِ وَالْغِيبَةِ وَالنَّمِيمَةِ وَالْبُهْتَانِ وَنَحْوِهَا وَالِاسْتِثْنَاءُ مُفَرَّغٌ ، وَهَذَا الْحُكْمُ وَارِدٌ عَلَى الْأَغْلَبِ , لِأَنَّك إِذَا جَرَّبْت لَمْ تَجِدْ أَحَدًا حَفِظَ لِسَانَهُ عَنْ السُّوءِ وَلَا يَصْدُرُ عَنْهُ شَيْءٌ يُوجِبُ دُخُولَ النَّارِ إِلَّا نَادِرًا .تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 415)
(15) ( ت ) 2616 , ( جة ) 3973 , ( ن ) 11394 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5136 , والصَّحِيحَة تحت حديث : 1122 ، وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2866
(16) ( طب ) ج20/ص73 ح137 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5136 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2866(3/438)
( طب ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَكْثَرُ خَطَايَا ابنِ آدَمَ فِي لِسَانِهِ " (1)
__________
(1) ( طب ) 10446 , ( حل ) (4/107) , ( هب ) 4933 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1201 , الصَّحِيحَة : 534(3/439)
( ش ) , وَعَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
وَاَلَّذِي لَا إلَهَ غَيْرُهُ , مَا عَلَى الْأَرْضِ شَيْءٌ أَحْوَجُ إلَى طُولِ سِجْنٍ مِنْ لِسَانٍ . (1)
__________
(1) ( ش ) 26499 , ( طب ) 8745 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2858(3/440)
( ت حم ) , وَعَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , قُلْ لِي فِي الْإِسْلَامِ قَوْلًا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ , فَقَالَ : " قُلْ : آمَنْتُ بِاللَّهِ , ثُمَّ اسْتَقِمْ " ) (1) ( فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا أَخْوَفُ مَا تَخَافُ عَلَيَّ ؟ , فَأَخَذَ بِلِسَانِ نَفْسِهِ ثُمَّ قَالَ : " هَذَا " ) (2)
__________
(1) ( حم ) 15454 , ( م ) 62 - ( 38 ) , ( جة ) 3972
(2) ( ت ) 2420 , ( جة ) 3972 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4395 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2862(3/441)
( ت ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا النَّجَاةُ ؟ , قَالَ : " أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ , وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ , وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2406 , ( حم ) 17488 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1392 , الصَّحِيحَة تحت حديث : 1122(3/442)
( طس ) , وَعَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" طُوبَى لِمَنْ مَلَكَ لِسَانَهُ ، وَوَسِعَهُ بَيْتُهُ ، وَبَكَى عَلَى خَطِيئَتِهِ " (1)
__________
(1) ( طس ) 2340 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3929 , ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2740(3/443)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2317 , ( جة ) 3976 , ( حم ) 1737 , انظر صحيح الجامع : 5911 , وصحيح الترغيب والترهيب : 2881(3/444)
( يع ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَبَا ذَرٍّ فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى خَصْلَتَيْنِ (1) هُمَا أَخَفُّ عَلَى الظَّهْرِ وَأَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ غَيْرِهَا ؟ " , قَالَ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " عَلَيْكَ بِحُسْنِ الْخُلُقِ وَطُولِ الصَّمْتِ ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا تَجَمَّلَ الْخَلائِقُ بِمِثْلِهِمَا " (2)
__________
(1) الخصلة : خلق في الإنسان يكون فضيلة أو رذيلة .
(2) ( يع ) 3298 , ( طس ) 7103 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4048 , الصَّحِيحَة : 1938(3/445)
( ت ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ صَمَتَ نَجَا " (1)
__________
(1) ( ت ) 2501 , ( حم ) 6481 , انظر صحيح الجامع : 6367 , والصحيحة : 536(3/446)
( خ ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ " (1)
__________
(1) ( خ ) 6109 , ( ت ) 2408 , ( حم ) 22874(3/447)
( حب ) , وَعَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَيْمَنُ امْرِئٍ وَأَشْأَمُهُ مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ (1) " (2)
__________
(1) قَالَ وَهْبٌ : يَعْنِي لِسَانَهُ .
(2) ( حب ) 5717 , ( طب ) (ج17ص85ح198) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2666 ، الصَّحِيحَة : 1286(3/448)
( الصمت لابن أبي الدنيا ) , وَعَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ (3) قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا قَالَ خَيْرًا فَغَنِمَ ، أَوْ سَكَتَ عَنْ سُوءٍ فَسَلِمَ " (4)
-------------------
(3) تابعي فهو مرسل .
(4) ( الصمت لابن أبي الدنيا ) ح64 , , هناد (2/535 ، رقم 1106) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3496(3/449)
( خد ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
قَالَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - يَوْمًا : وَاللَّهِ مَا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ رَجُلٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ عُمَرَ ، فَلَمَّا خَرَجَ رَجَعَ فَقَالَ : كَيْفَ حَلَفْتُ أَيْ بُنَيَّةُ ؟ , فَقُلْتُ لَهُ ، فَقَالَ : أَعَزُّ عَلَيَّ ، وَالْوَلَدُ أَلْوَطُ (1) . (2)
__________
(1) أي : ألصق بالقلب .
(2) ( خد ) 84 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 61(3/450)
( خ حم ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( كُنَّا نَتَّقِي كَثِيرًا مِنْ الْكَلَامِ وَالِانْبِسَاطِ إِلَى نِسَائِنَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , مَخَافَةَ أَنْ يَنْزِلَ فِينَا الْقُرْآنُ ) (1) ( " فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " تَكَلَّمْنَا وَانْبَسَطْنَا (2) ) (3)
__________
(1) ( حم ) 5284 , ( خ ) 4891
(2) قَوْله " فَلَمَّا تُوُفِّيَ " يُشْعِر بِأَنَّ الَّذِي كَانُوا يَتْرُكُونَهُ كَانَ مِنْ الْمُبَاح ، لَكِنَّ الَّذِي يَدْخُل تَحْت الْبَرَاءَة الْأَصْلِيَّة ، فَكَانُوا يَخَافُونَ أَنْ يَنْزِل فِي ذَلِكَ مَنْع أَوْ تَحْرِيم ، وَبَعْد الْوَفَاة النَّبَوِيَّة أَمِنُوا ذَلِكَ , فَفَعَلُوهُ تَمَسُّكًا بِالْبَرَاءَةِ الْأَصْلِيَّة . فتح الباري لابن حجر - (ج 14 / ص 477)
وقال السندي : يُرِيد أَنَّهُمْ كَانُوا يَتَّقُونَ فِي وَقْته - صلى الله عليه وسلم - مَخَافَة نُزُول الْوَحْي عَنْ أَشْيَاء مَا يَفِيئُوا عَنْ التَّوَرُّع عَنْهَا بَعْد , فَكَانَ ذَلِكَ الْوَرَع مِنْ جُمْلَة بَرَكَات وَجُوده , وَذَهَابه مِنْ جُمْلَة مَصَائِب فَقْده - صلى الله عليه وسلم - .حاشية السندي على ابن ماجه(ج 3 / ص 405)
(3) ( خ ) 4891 , ( جة ) 1632 , ( حم ) 5284(3/451)
( 18 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ الْمِرَاءُ وَالْجِدَال
( خ م س حم ) , عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ :
" دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيَّ وَعَلَى فَاطِمَةَ مِنْ اللَّيْلِ فَأَيْقَظَنَا لِلصَلَاةِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ , فَصَلَّى هَوِيًّا مِنْ اللَّيْلِ فَلَمْ يَسْمَعْ لَنَا حِسًّا , فَرَجَعَ إِلَيْنَا فَأَيْقَظَنَا فَقَالَ : قُومَا فَصَلِّيَا " قَالَ عَلِيٌّ : فَجَلَسْتُ وَأَنَا أَعْرُكُ عَيْنِي وَأَقُولُ : إِنَّا وَاللَّهِ مَا نُصَلِّي إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا وَإِنَّمَا أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ , فَإِنْ شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا , قَالَ : " فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ حِينَ قُلْنَا ذَلِكَ وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا , ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُوَلٍّ يَضْرِبُ فَخِذَهُ وَهُوَ يَقُولُ : ? وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ?(3/452)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ , ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - هَذِهِ الْآيَة : { مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا , بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ } (1) " (2)
__________
(1) [الزخرف/58]
(2) ( ت ) 3253 , ( جة ) 48 , ( حم ) 22258 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 141(3/453)
( د ) , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ , لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا " (1)
__________
(1) ( د ) 4800 , ( طس ) 4693 , انظر صحيح الجامع : 1464 , والصحيحة : 273(3/454)
( 19 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ العَجَلَة
قَالَ تَعَالَى : { وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا } [الإسراء/11]
وَقَالَ تَعَالَى : { خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ , سَأُرِيكُمْ آَيَاتِي فلَا تَسْتَعْجِلُونِ } [الأنبياء/37]
( هق ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" التَّأَنِّي مِنَ اللَّهِ ، وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ " (1)
__________
(1) ( هق ) 20057 , ( ت ) 2012 , ( يع ) 4256 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3011 ، الصَّحِيحَة : 1795(3/455)
( خد م د حب ) , وَعَنْ زَارِعٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فِي وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ , جَعَلْنَا نَتَبَادَرُ (1) مِنْ رَوَاحِلِنَا فَنُقَبِّلُ يَدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (2) ( وَلَمْ نَلْبَسْ إِلَّا ثِيَابَ سَفَرِنَا ) (3) ( وَانْتَظَرَ الْمُنْذِرُ الْأَشَجُّ - رضي الله عنه - (4) ) (5) ( فَعَقَلَ رَكَائِبَ أَصْحَابِهِ وَبَعِيرَهُ ) (6) ( ثُمَّ أَتَى عَيْبَتَهُ (7) فَلَبِسَ ثَوْبَيْهِ ) (8) ( - وَذَلِكَ بِعَيْنِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ) (9) ( فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ " ) (10) ( قَالَ : مَا هُمَا ؟ ) (11) ( قَالَ : " الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ " ) (12) الْحِلْمُ وَالْحَيَاءُ (13) ( فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَنَا أَتَخَلَّقُ بِهِمَا أَمْ اللَّهُ جَبَلَنِي عَلَيْهِمَا ؟ , قَالَ : " بَلْ اللَّهُ جَبَلَكَ عَلَيْهِمَا " , فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا ) (14)
__________
(1) بادر الشيءَ : عجل إليه واستبق وسارع .
(2) ( د ) 5225
(3) ( حب ) 7203 , ( يع ) 6849 , انظر صحيح موارد الظمآن : 1168
(4) الأشج العصري : اسمه المنذر بن عائذ العبدي , المعروف بأشج عبد القيس , كان سيد قومه ، وقد رجع مع قومه بعد وفادته على النبي صلى الله عليه وسلم وإسلامه إلى البحرين ، ثم نزل البصرة بعد ذلك ومات بها . انظر ( صحيح ابن حبان بتحقيق الأرناءوط ) (16 / 180)
(5) ( د ) 5225
(6) ( حب ) 7203 , ( يع ) 6849
(7) أَيْ : مُسْتَوْدَعُ الثِّيَابِ . عون المعبود - (ج 11 / ص 262)
(8) ( د ) 5225
(9) ( حب ) 7203 , ( يع ) 6849 , ( د ) 5225
(10) ( م ) 25 - ( 17 ) , ( د ) 5225
(11) ( حب ) 7203 , ( يع ) 6849
(12) ( م ) 25 - ( 17 ) , ( د ) 5225 , ( ت ) 2011
(13) ( خد ) 584 , ( جة ) 4188 , ( حم ) 17862
(14) ( د ) 5225 , ( جة ) 4187 , ( حم ) 17862 , انظر المشكاة ( 4688 / التحقيق الثاني ) , صحيح الأدب المفرد : 455(3/456)
مَا تُسْتَحَب لَهُ العَجَلَة
قَالَ تَعَالَى : { وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى , قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى } (15)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } (16)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ , أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ , فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ , ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ , وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ } (17)
-----------
(15) [طه/83، 84]
(16) [آل عمران : 133]
(17) [الواقعة : 10 - 14](3/457)
( د ) , وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" التُّؤَدَةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ , إِلَّا فِي عَمَلِ الْآخِرَةِ " (1)
__________
(1) ( د ) 4810 , ( ك ) 213 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3009 , الصَّحِيحَة : 1794(3/458)
( 20 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ الْخُصُومَة
( خ م ) , عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الْأَلَدُّ الْخَصِمُ (1) " (2)
__________
(1) ( الْأَلَدّ الْخَصِم ) : هُوَ الدَّائِم فِي الْخُصُومَة ، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد " الشَّدِيد الْخُصُومَة " , فَإِنَّ الْخَصِم مِنْ صِيَغ الْمُبَالَغَة , فَيَحْتَمِل الشِّدَّة وَيَحْتَمِل الْكَثْرَة , وَوَجَدْت فِي تَفْسِير عَبْد بْن حُمَيْدٍ مِنْ طَرِيق مَعْمَر عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْله تَعَالَى { قَوْمًا لُدًّا } قَالَ جَدِلًا بِالْبَاطِلِ ، وَمِنْ طَرِيق سُلَيْمَان التَّيْمِيِّ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : " الْجَدِل : الْخَصِم " , وَمِنْ طَرِيق مُجَاهِد قَالَ " لَا يَسْتَقِيمُونَ " , وَهَذَا نَحْو قَوْله " عُوجًا " , وَأَسْنَدَ اِبْن أَبِي حَاتِم مِنْ طَرِيق إِسْمَاعِيل اِبْن أَبِي خَالِد عَنْ أَبِي صَالِح فِي قَوْله " وَتُنْذِر بِهِ قَوْمًا لُدًّا " قَالَ " عُوجًا عَنْ الْحَقّ " , وَقَدْ أَسْنَدَ اِبْن أَبِي حَاتِم عَنْ الْحَسَن أَنَّهُ قَالَ " اللَّدّ : الْخَصِم " وَكَأَنَّهُ تَفْسِير بِاللَّازِمِ , لِأَنَّ مَنْ اِعْوَجَّ عَنْ الْحَقّ كَانَ كَأَنَّهُ لَمْ يَسْمَع , وَعَنْ مُحَمَّد بْن كَعْب قَالَ : " الْأَلَدّ : الْكَذَّاب " وَكَأَنَّهُ أَرَادَ أَنَّ مَنْ يُكْثِر الْمُخَاصَمَة يَقَع فِي الْكَذِب كَثِيرًا ، وَتَفْسِير " الْأَلَدّ بِالْأَعْوَجِ " عَلَى مَا وَقَعَ عِنْد الْكُشْمِيهَنِيِّ يُحْمَل عَلَى اِنْحِرَافه عَنْ الْحَقّ وَتَفْسِير " الْأَلَدّ بِالشَّدِيدِ الْخُصُومَة " لِأَنَّهُ كُلَّمَا أُخِذَ عَلَيْهِ جَانِب مِنْ الْحُجَّة أَخَذَ فِي آخَر أَوْ لِأَعْمَالِهِ لَدِيدِيَّة ، وَهُمَا جَانِبًا فَمه فِي الْمُخَاصَمَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 223)
(2) ( خ ) 2325 , ( م ) 5 - ( 2668 ) , ( ت ) 2976 , ( س ) 5423 , ( حم ) 24322(3/459)
( خ م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( أَرْبَعٌ (1) مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ) (2) ( وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ (3) ) (4) وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا (5) إِذَا حَدَّث كَذَبَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ , وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ (6) وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ (7) وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ (8) ) (9) "
__________
(1) أَيْ : خِصَالٌ أَرْبَعٌ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 430)
(2) ( خ ) 34
(3) قَالَ النَّوَوِيّ : هَذَا الْحَدِيث عَدَّهُ جَمَاعَة مِنْ الْعُلَمَاء مُشْكِلًا مِنْ حَيْثُ أَنَّ هَذِهِ الْخِصَال قَدْ تُوجَد فِي الْمُسْلِم الْمُجْمَع عَلَى عَدَم الْحُكْم بِكُفْرِهِ , وَلَيْسَ فِيهِ إِشْكَال ، بَلْ مَعْنَاهُ صَحِيح , وَالَّذِي قَالَهُ الْمُحَقِّقُونَ : أَنَّ مَعْنَاهُ أَنَّ هَذِهِ خِصَال نِفَاق ، وَصَاحِبهَا شَبِيه بِالْمُنَافِقِينَ فِي هَذِهِ الْخِصَال وَمُتَخَلِّق بِأَخْلَاقِهِمْ ,
قُلْت : وَمُحَصَّل هَذَا الْجَوَاب الْحَمْل فِي التَّسْمِيَة عَلَى الْمَجَاز ، أَيْ : صَاحِب هَذِهِ الْخِصَال كَالْمُنَافِقِ ، وَهُوَ بِنَاءٌ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالنِّفَاقِ نِفَاق الْكُفْر , وَقَدْ قِيلَ فِي الْجَوَاب عَنْهُ : إِنَّ الْمُرَاد بِالنِّفَاقِ نِفَاق الْعَمَل , وَيُؤَيِّدهُ وَصْفه بِالْخَالِصِ , بِقَوْلِهِ : " كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا " , وَقِيلَ : هُوَ مَحْمُول عَلَى مَنْ غَلَبَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الْخِصَال وَتَهَاوَنَ بِهَا وَاسْتَخَفَّ بِأَمْرِهَا ، فَإِنَّ مَنْ كَانَ كَذَلِكَ كَانَ فَاسِد الِاعْتِقَاد غَالِبًا .وَاللَّه أَعْلَم . ( فتح - ح33)
(4) ( م ) 59 , ( حم ) 9147
(5) أَيْ : يَتْرُكَهَا . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 430)
(6) أَيْ : نَقَضَ الْعَهْد وَتَرَكَ الْوَفَاء بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ , وَأَمَّا الْفَرْق بَيْن الْوَعْد وَالْعَهْد , فَلَمْ أَرَ مَنْ ذَكَرَ الْفَرْق بَيْنهما صَرِيحًا , وَالظَّاهِر مِنْ صَنِيع الْإِمَام الْبُخَارِيّ رَحِمَهُ اللَّه أَنَّهُ لَا فَرْق بَيْنهمَا , بَلْ هُمَا مُتَرَادِفَانِ , فَإِنَّهُ قَالَ فِي كِتَاب الشَّهَادَات مِنْ صَحِيحه بَاب مَنْ أُمِرَ بِإِنْجَازِ الْوَعْد ، ثُمَّ اِسْتَدَلَّ عَلَى مَضْمُون الْبَاب بِأَرْبَعَةِ أَحَادِيث , أَوَّلهَا حَدِيث أَبِي سُفْيَان بْن حَرْب فِي قِصَّة هِرَقْل , أَوْرَدَ مِنْهُ طَرَفًا , وَهُوَ أَنَّ هِرَقْل قَالَ لَهُ : سَأَلْتُك مَاذَا يَأْمُركُمْ , فَزَعَمْت أَنَّهُ أَمَرَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَالصِّدْق وَالْعَفَاف وَالْوَفَاء بِالْعَهْدِ الْحَدِيث , وَلَوْلَا أَنَّ الْوَعْد وَالْعَهْد مُتَّحِدَانِ لَمَا تَمَّ هَذَا الِاسْتِدْلَال ، فَثَبَتَ مِنْ صَنِيعه هَذَا أَنَّهُمَا مُتَّحِدَانِ .
قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَالنَّوَوِيّ : حَصَلَ فِي مَجْمُوع الرِّوَايَتَيْنِ خَمْس خِصَال , لِأَنَّهُمَا تَوَارَدَتَا عَلَى الْكَذِب فِي الْحَدِيث وَالْخِيَانَة فِي الْأَمَانَة , وَزَادَ الْأَوَّل الْخُلْف فِي الْوَعْد , وَالثَّانِي الْغَدْر فِي الْمُعَاهَدَة , وَالْفُجُور فِي الْخُصُومَة ، وَلَعَلَّ الْفَرْق هُوَ أَنَّ الْوَعْد أَعَمّ مِنْ الْعَهْد مُطْلَقًا ، فَإِنَّ الْعَهْد هُوَ الْوَعْد الْمُوثَق , فَأَيْنَمَا وُجِدَ الْعَهْد وُجِدَ الْوَعْد ، مِنْ غَيْر عَكْس , لِجَوَازِ أَنْ يُوجَد الْوَعْد مِنْ غَيْر تَوْثِيق . عون المعبود - (ج 10 / ص 207)
(7) ( خ ) 33 , ( م ) 59
(8) أَيْ : مَالَ عَنْ الْحَقِّ وَقَالَ الْبَاطِلَ وَالْكَذِبَ , وَقَالَ الْقَارِي : أَيْ : شَتَمَ وَرَمَى بِالْأَشْيَاءِ الْقَبِيحَةِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 430)
(9) ( خ ) 34 , ( م ) 58(3/460)
( 21 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ الْمِزَاح الْكَاذِب
( حم ) , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ الْقَوْمَ بِالْحَدِيثِ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَهُمْ , وَيْلٌ لَهُ , وَيْلٌ لَهُ " (1)
__________
(1) ( حم ) 20035 , ( ت ) 2315 , ( د ) 4990 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7136 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2944(3/461)
( أبو الشيخ ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَلَا هَلْ عَسَى رَجُلٌ مِنْكُمْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِالْكَلِمَةِ يُضْحِكُ بِهَا الْقَوْمَ , فَيَسْقُطُ بِهَا أَبْعَدَ مِنَ السَّمَاءِ , أَلَا هَلْ عَسَى رَجُلٌ مِنْكُمْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِالْكَلِمَةِ يُضْحِكُ بِهَا أَصْحَابَهُ , فيَسْخَط (2) اللَّهُ بِهَا عَلَيْهِ , لَا يَرْضَى عَنْهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ النَّارَ " (3)
----------------
(2) سَخِطَ أَي : غضب , وأَسْخَطَه : أَغْضَبَه .
(3) ( أبو الشيخ ) , ( حم ) 9209 , ( حب ) 5716 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2877(3/462)
( ت ) , عَنْ يَزِيدَ بْنِ السَّائِبِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَأْخُذْ أَحَدُكُمْ عَصَا أَخِيهِ لَاعِبًا أَوْ جَادًّا , فَمَنْ أَخَذَ عَصَا أَخِيهِ فَلْيَرُدَّهَا إِلَيْهِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2160 , ( د ) 5003 , ( حم ) 17969 , وحسنه الألباني في الإرواء : 1518 ، وصَحِيح الْجَامِع : 7578(3/463)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ :
حَدَّثَنَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - , أَنَّهُمْ كَانُوا يَسِيرُونَ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَسِيرٍ , فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ , فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى نَبْلٍ مَعَهُ فَأَخَذَهَا , فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ فَزِعَ , فَضَحِكَ الْقَوْمُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا يُضْحِكُكُمْ ؟ " , فَقَالُوا : لَا , إِلَّا أَنَّا أَخَذْنَا نَبْلَ هَذَا فَفَزِعَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا " (1)
__________
(1) ( حم ) 23114 , ( د ) 5004 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7658 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2805(3/464)
مِزَاحُ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -
( حم ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كَانَ رَجَلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ اسْمُهُ زَاهِرٌ يُهْدِي لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - الْهَدِيَّةَ مِنَ الْبَادِيَةِ ، " فَيُجَهِّزُهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُحِبُّهُ ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا وَهُوَ يَبِيعُ مَتَاعَهُ , فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ وَلَا يُبْصِرُهُ " ، فَقَالَ الرَّجُلُ : أَرْسِلْنِي ، مَنْ هَذَا ؟ , فَالْتَفَتَ فَعَرَفَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَجَعَلَ لَا يَأْلُو مَا أَلْصَقَ ظَهْرَهُ بِصَدْرِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ عَرَفَهُ ، " وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ ؟ - وَكَانَ رَجُلًا دَمِيمًا (1) - " , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِذًا وَاللَّهِ تَجِدُنِي كَاسِدًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَكِنْ أَنْتَ عِنْدَ اللَّه لَسْتَ بِكَاسِدٍ ، بَلْ أَنْتَ عِنْدَ اللَّه غَالٍ ) (2) "
__________
(1) رجل دَمِيمٌ : قبيح , وقوم دِمامٌ , والأُنثى دَمِيمةٌ . لسان العرب - (ج 12 / ص 206)
(2) ( حم ) 12669 , ( حب ) 5790 , وصححه الألباني في مختصر الشمائل : 204 ، وصَحِيح الْجَامِع : 2087 ، وصحيح موارد الظمآن : 1933(3/465)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا (1) قَالَ : " إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا " (2)
__________
(1) قَالَ أَبُو عِيسَى : مَعْنَى قَوْلِهِ : إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا : إِنَّمَا يَعْنُونَ إِنَّكَ تُمَازِحُنَا .
(2) ( ت ) 1990 , ( حم ) 8462 , انظر صحيح الجامع : 2509 , والصحيحة : 1726(3/466)
( ت ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
اسْتَحْمَلَ رَجَلٌ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : " إِنِّي حَامِلُكَ عَلَى وَلَدِ النَّاقَةِ " ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَصْنَعُ بِوَلَدِ النَّاقَةِ ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَهَلْ تَلِدُ الْإِبِلَ إِلَّا النُّوقُ ؟ " (1)
__________
(1) ( ت ) 1991 , ( د ) 4998 , ( حم ) 13844 , انظر المشكاة ( 4886 ) ، مختصر الشمائل ( 203 )(3/467)
( الشمائل ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَعِنْدِي عَجُوزٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ ، فَقَالَ : مَنْ هَذِهِ الْعَجُوزُ ؟ " فَقُلْتُ : مِنْ خَالَاتِي ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ ، فَقَالَ : " يَا أُمَّ فُلَانٍ ، إِنَّ الْجَنَّةَ لَا تَدْخُلُهَا عَجُوزٌ " ، فَوَلَّتْ تَبْكِي ، فَقَالَ : " أَخْبِرُوهَا أَنَّهَا لَا تَدْخُلُهَا وَهِيَ عَجُوزٌ ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : { إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً , فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا , عُرُبًا أَتْرَابًا } (1) " (2)
__________
(1) [الواقعة/35-37]
(2) ( الشمائل المحمدية ) 238 , انظر الصَّحِيحَة : 2987 ، مختصر الشمائل : 205 ، وهداية الرواة : 4814(3/468)
( ت ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" رُبَّمَا قَالَ لِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : يَا ذَا الْأُذُنَيْنِ " , قَالَ أَبُو أُسَامَةَ : يَعْنِي يُمَازِحُهُ . (1)
__________
(1) ( ت ) 3828 , ( د ) 5002 , ( حم ) 13764 , انظر مختصر الشمائل : 200(3/469)
( 22 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ إِفْشَاءُ السِّرّ
قَالَ تَعَالَى : { وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ , إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا , وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ } [التحريم/3، 4]
( خ م د حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " أَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا أَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ ، فَسَلَّمَ عَلَيْنَا ) (1) ( ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَأَرْسَلَنِي بِرِسَالَةٍ , وَقَعَدَ فِي ظِلِّ جِدَارٍ حَتَّى رَجَعْتُ إِلَيْهِ " ) (2) ( فَبَلَّغْتُ الرِّسَالَةَ الَّتِي بَعَثَنِي فِيهَا ) (3) ( فَأَبْطَأْتُ عَلَى أُمِّي ، فَلَمَّا جِئْتُ قَالَتْ : مَا حَبَسَكَ ؟ , قُلْتُ : بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِحَاجَةٍ ، قَالَتْ : مَا حَاجَتُهُ ؟ , قُلْتُ : إِنَّهَا سِرٌّ ، قَالَتْ : لَا تُحَدِّثَنَّ بِسِرِّ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَحَدًا ) (4) ( قَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ : فَقُلْتُ : يَا أَبَا حَمْزَةَ , أَتَحْفَظُ تِلْكَ الْحَاجَةَ الْيَوْمَ أَوْ تَذْكُرُهَا ؟ , قَالَ : إِي وَاللَّهِ إِنِّي لَأَذْكُرُهَا , وَلَوْ كُنْتُ مُحَدِّثًا بِهَا أَحَدًا مِنْ النَّاسِ لَحَدَّثْتُكَ بِهَا يَا ثَابِتُ ) (5) .
__________
(1) ( م ) 145 - ( 2482 )
(2) ( د ) 5203
(3) ( حم ) 12079 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( م ) 145 - ( 2482 ) , ( خ ) 5931 , ( حم ) 13045
(5) ( حم ) 13404 , ( م ) 145 - ( 2482 ) , ( خ ) 5931(3/470)
( 1 ) حُكْمُ إِفْشَاءِ السِّرّ
( خ م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( أَرْبَعٌ (1) مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ) (2) ( وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ (3) ) (4) وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا (5) إِذَا حَدَّث كَذَبَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ , وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ (6) وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ (7) وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ (8) ) (9) "
__________
(1) أَيْ : خِصَالٌ أَرْبَعٌ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 430)
(2) ( خ ) 34
(3) قَالَ النَّوَوِيّ : هَذَا الْحَدِيث عَدَّهُ جَمَاعَة مِنْ الْعُلَمَاء مُشْكِلًا مِنْ حَيْثُ أَنَّ هَذِهِ الْخِصَال قَدْ تُوجَد فِي الْمُسْلِم الْمُجْمَع عَلَى عَدَم الْحُكْم بِكُفْرِهِ , وَلَيْسَ فِيهِ إِشْكَال ، بَلْ مَعْنَاهُ صَحِيح , وَالَّذِي قَالَهُ الْمُحَقِّقُونَ : أَنَّ مَعْنَاهُ أَنَّ هَذِهِ خِصَال نِفَاق ، وَصَاحِبهَا شَبِيه بِالْمُنَافِقِينَ فِي هَذِهِ الْخِصَال وَمُتَخَلِّق بِأَخْلَاقِهِمْ ,
قُلْت : وَمُحَصَّل هَذَا الْجَوَاب الْحَمْل فِي التَّسْمِيَة عَلَى الْمَجَاز ، أَيْ : صَاحِب هَذِهِ الْخِصَال كَالْمُنَافِقِ ، وَهُوَ بِنَاءٌ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالنِّفَاقِ نِفَاق الْكُفْر , وَقَدْ قِيلَ فِي الْجَوَاب عَنْهُ : إِنَّ الْمُرَاد بِالنِّفَاقِ نِفَاق الْعَمَل , وَيُؤَيِّدهُ وَصْفه بِالْخَالِصِ , بِقَوْلِهِ : " كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا " , وَقِيلَ : هُوَ مَحْمُول عَلَى مَنْ غَلَبَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الْخِصَال وَتَهَاوَنَ بِهَا وَاسْتَخَفَّ بِأَمْرِهَا ، فَإِنَّ مَنْ كَانَ كَذَلِكَ كَانَ فَاسِد الِاعْتِقَاد غَالِبًا .وَاللَّه أَعْلَم . ( فتح - ح33)
(4) ( م ) 59 , ( حم ) 9147
(5) أَيْ : يَتْرُكَهَا . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 430)
(6) أَيْ : نَقَضَ الْعَهْد وَتَرَكَ الْوَفَاء بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ , وَأَمَّا الْفَرْق بَيْن الْوَعْد وَالْعَهْد , فَلَمْ أَرَ مَنْ ذَكَرَ الْفَرْق بَيْنهما صَرِيحًا , وَالظَّاهِر مِنْ صَنِيع الْإِمَام الْبُخَارِيّ رَحِمَهُ اللَّه أَنَّهُ لَا فَرْق بَيْنهمَا , بَلْ هُمَا مُتَرَادِفَانِ , فَإِنَّهُ قَالَ فِي كِتَاب الشَّهَادَات مِنْ صَحِيحه بَاب مَنْ أُمِرَ بِإِنْجَازِ الْوَعْد ، ثُمَّ اِسْتَدَلَّ عَلَى مَضْمُون الْبَاب بِأَرْبَعَةِ أَحَادِيث , أَوَّلهَا حَدِيث أَبِي سُفْيَان بْن حَرْب فِي قِصَّة هِرَقْل , أَوْرَدَ مِنْهُ طَرَفًا , وَهُوَ أَنَّ هِرَقْل قَالَ لَهُ : سَأَلْتُك مَاذَا يَأْمُركُمْ , فَزَعَمْت أَنَّهُ أَمَرَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَالصِّدْق وَالْعَفَاف وَالْوَفَاء بِالْعَهْدِ الْحَدِيث , وَلَوْلَا أَنَّ الْوَعْد وَالْعَهْد مُتَّحِدَانِ لَمَا تَمَّ هَذَا الِاسْتِدْلَال ، فَثَبَتَ مِنْ صَنِيعه هَذَا أَنَّهُمَا مُتَّحِدَانِ .
قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَالنَّوَوِيّ : حَصَلَ فِي مَجْمُوع الرِّوَايَتَيْنِ خَمْس خِصَال , لِأَنَّهُمَا تَوَارَدَتَا عَلَى الْكَذِب فِي الْحَدِيث وَالْخِيَانَة فِي الْأَمَانَة , وَزَادَ الْأَوَّل الْخُلْف فِي الْوَعْد , وَالثَّانِي الْغَدْر فِي الْمُعَاهَدَة , وَالْفُجُور فِي الْخُصُومَة ، وَلَعَلَّ الْفَرْق هُوَ أَنَّ الْوَعْد أَعَمّ مِنْ الْعَهْد مُطْلَقًا ، فَإِنَّ الْعَهْد هُوَ الْوَعْد الْمُوثَق , فَأَيْنَمَا وُجِدَ الْعَهْد وُجِدَ الْوَعْد ، مِنْ غَيْر عَكْس , لِجَوَازِ أَنْ يُوجَد الْوَعْد مِنْ غَيْر تَوْثِيق . عون المعبود - (ج 10 / ص 207)
(7) ( خ ) 33 , ( م ) 59
(8) أَيْ : مَالَ عَنْ الْحَقِّ وَقَالَ الْبَاطِلَ وَالْكَذِبَ , وَقَالَ الْقَارِي : أَيْ : شَتَمَ وَرَمَى بِالْأَشْيَاءِ الْقَبِيحَةِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 430)
(9) ( خ ) 34 , ( م ) 58(3/471)
( 2 ) إِفْشَاءُ أَسْرَارِ الزَّوْجِيَّة (*)
( بز حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " أَلَا عَسَى أَحَدُكُمْ أَنْ يَخْلُوَ بِأَهْلِهِ ، يُغْلِقُ بَابًا ، ثُمَّ يُرْخِي سِتْرًا ، ثُمَّ يَقْضِي حَاجَتَهُ ثُمَّ إِذَا خَرَجَ حَدَّثَ أَصْحَابَهُ بِذَلِكَ , أَلَا عَسَى إِحْدَاكُنَّ أَنْ تَغْلِقَ بَابَهَا وَتُرْخِيَ سِتْرَهَا , فَإِذَا قَضَتَ حَاجَتَهَا حَدَّثَتْ صَوَاحِبَتْهَا " , فَقَالَتِ أَسْمَاءُ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ ك : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُنَّ لَيَفْعَلْنَ ، وَإِنَّهُمْ لَيَفْعَلُونَ ، قَالَ : " فلَا تَفْعَلُوا ، فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ مَثَلُ شَيْطَانٍ لَقِيَ شَيْطَانَةً عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ ) (1) ( فَغَشِيَهَا (2) وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ ) (3) ( ثُمَّ انْصَرَفَ وَتَرَكَهَا " ) (4)
__________
(*) روى ( م ) 1437 , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ , الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ ( أَيْ : يَصِل إِلَيْهَا وَيُبَاشِرهَا ) وَتُفْضِي إِلَيْهِ , ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا " أَيْ : يَنْشُرُ مَا جَرَى بَيْنه وَبَيْنهَا مِنْ أُمُور الِاسْتِمْتَاع .
قال الألباني في آداب الزفاف ص70 : إن هذا الحديث مع كونه في صحيح مسلم فإنه ضعيف من قبل سنده , لأن فيه عمر بن حمزة العُمَرِي , وهو ضعيف كما قال في " التقريب " , وقال الذهبي في الميزان : ضعَّفَه يحيى بن معين , والنسائي , وقال أحمد : أحاديثه مناكير ، ثم ساق له الذهبي هذا الحديث وقال : " فهذا مما استُنْكِرَ لعمر " , قلت : ويسنتنج من هذه الأقوال لهؤلاء الأئمة أن الحديث ضعيف وليس بصحيح , وتوسَّط ابن القطان فقال كما في " الفيض " : وعمر ضعفه ابن معين , وقال أحمد : أحاديثه مناكير , فالحديث به حسن لَا صحيح ، قلت : ولا أدري كيف حكم بحسنه مع التضعيف الذي حكاه هو نفسه , فلعله أُخِذَ بهيبة " الصحيح " , ولم أجد حتى الآن ما أشد به عضد هذا الحديث والله أعلم . أ . هـ
(1) ( بز ) (2/170/1450) , وصححه الألباني في الإرواء : 2011 ، والصَّحِيحَة : 3153 , وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2022
(2) أَيْ : جامعها .
(3) ( حم ) 27624 , ( طب ) 414 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4008 , وآداب الزفاف ص71
(4) ( بز ) (2/170/1450) , ( عب ) 17560 ، والحديث ضعيف عند ( د حم ) .(3/472)
( 3 ) تَحَدُّثُ الْإِنْسَانِ عَنْ مَعْصِيَتِه
( خ م ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ ، وَإِنَّ مِنَ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا , ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ ، فَيَقُولَ : يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا ، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ , وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ " (1)
__________
(1) ( خ ) 5721 , ( م ) 52 - ( 2990 )(3/473)
( خد ) , وَعَنْ عطاء بن أبي رباح , أَنَّهُ كَانَ يَرَى النَّكَالَ عَلَى مَنْ أَشَاعَ الزِّنَا ، يَقُولُ : أَشَاعَ الْفَاحِشَةَ . (1)
__________
(1) ( خد ) 326 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 249(3/474)
( 4 ) إِفْشَاءُ سِرِّ الْمَجَالِس
( مكارم الأخلاق للخرائطي ) , عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْمَجَالِسُ بِالْأمَانَةِ " (1)
----------------
(1) أخرجه القضاعي (1/37 ، رقم 3) ، والخطيب (11/169) .صَحِيح الْجَامِع : 2330 , 6678 والضعيفة تحت حديث : 3854(3/475)
( د حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " إِذَا حُدِّثَ الْإِنْسَانُ حَدِيثًا وَالْمُحَدِّثُ يَلْتَفِتُ حَوْلَهُ فَهُوَ أَمَانَةٌ ) (1) إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ بِالْحَدِيثِ ثُمَّ الْتَفَتَ فَهِيَ أَمَانَةٌ (2) "
__________
(1) ( حم ) 14834 , ( هب ) 11193 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حسن لغيره وهذا إسناد حسن في الشواهد .
(2) ( د ) 4868 , ( ت ) 1959 , ( حم ) 14514 , انظر صحيح الجامع : 486 , الصحيحة : 1090 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2025(3/476)
( 24 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ الْإِسْرَاف
قَالَ تَعَالَى : { وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا , إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا } [الإسراء/26، 27]
وَقَالَ تَعَالَى : { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } [الأعراف : 31]
( خد ) , وَعَنْ أَبِي الْعُبَيْدَيْنِ قَالَ :
عَنْ : سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ ابن مسعود - رضي الله عنه - عَنِ الْمُبَذِّرِينَ فَقَالَ : الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي غَيْرِ حَقٍّ . (1)
__________
(1) ( خد ) 444 ، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 345(3/477)
( جة حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِسَعْدٍ - رضي الله عنه - وَهُوَ يَتَوَضَّأُ ، فَقَالَ : مَا هَذَا السَّرَفُ ؟ " , فَقَالَ : أَفِي الْوُضُوءِ إِسْرَافٌ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ , وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهَرٍ جَارٍ " (1)
__________
(1) ( جة ) 425 , ( حم ) 7065 , كان الألباني رحمه الله قد ضعف الحديث في إرواء الغليل(1/171رقم140) ، وفي "الرد على بليق(ص/98) ، وضعيف ابن ماجه(ص/35رقم425-القديمة) ، والمشكاة(1/133رقم427) , ثم تراجع الشيخ -رحمه الله- عن تضعيفه فحسنه في السلسلة الصحيحة(7/860-861رقم3292) .(3/478)
( م ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" فِرَاشٌ لِلرَّجُلِ , وَفِرَاشٌ لِامْرَأَتِهِ , وَالثَّالِثُ لِلضَّيْفِ , وَالرَّابِعُ لِلشَّيْطَانِ " (1)
__________
(1) ( م ) 41 - ( 2084 ) , ( س ) 3385 , ( د ) 4142 , ( حم ) 14156(3/479)
( 25 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ الْمَسْأَلَة
مَسْأَلَةُ الْغَنِيّ
قَالَ تَعَالَى : { لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ , يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ , تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ , لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا } [البقرة/273]
وَقَالَ تَعَالَى : { وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ , فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا , وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ , وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ , وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ , سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ , إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ , إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ , وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ , فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [التوبة : 58 - 60]
( هب ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - يُبْغِضُ السَّائِلَ الْمُلْحِفَ ، وَيُحِبُّ الْحَيِيَّ الْعَفِيفَ الْمُتَعَفِّفَ " (1)
__________
(1) ( هب ) 6202 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1711 , 1742 ، الصَّحِيحَة : 1320 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 819(3/480)
( د ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ (1) فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ (2) لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ , وَمَنْ أَنْزَلَهَا بِاللَّهِ , أَوْشَكَ اللَّهُ لَهُ بِالْغِنَى , إِمَّا بِمَوْتٍ عَاجِلٍ , أَوْ غِنًى عَاجِلٍ " (3)
__________
(1) أَيْ : حَاجَة شَدِيدَة وَأَكْثَر اِسْتِعْمَالهَا فِي الْفَقْر وَضِيق الْمَعِيشَة . عون المعبود - (ج 4 / ص 56)
(2) أَيْ : عَرَضَهَا عَلَيْهِمْ , وَأَظْهَرهَا بِطَرِيقِ الشِّكَايَة لَهُمْ , وَطَلَبَ إِزَالَةَ فَاقَتِه مِنْهُمْ . عون المعبود - (ج 4 / ص 56)
(3) ( د ) 1645 , ( ت ) 2326 , ( حم ) 3696 , انظر صحيح الجامع : 6041 , والصحيحة : 2787(3/481)
( س طب ) , وَعَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنه - قَالَ :
( أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلَهُ فَأَعْطَاهُ , فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى أُسْكُفَّةِ الْبَابِ ) (1) ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَوْ يَعْلَمُ صَاحِبُ الْمَسْأَلَةِ مَا لَهُ فِيهَا ) (2) ( مَا مَشَى أَحَدٌ إِلَى أَحَدٍ يَسْأَلُهُ شَيْئًا ) (3) "
__________
(1) ( س ) 2586 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 796
(2) ( طب ) 12616 , ( س ) 2586 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5342 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 797
(3) ( س ) 2586 , ( حم ) 20665 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : صحيح لغيره .(3/482)
( س د حم ) , وَعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنْ الْمَسَائِلَ كُدُوحٌ (1) ) (2) ( فِي وَجْهِ صَاحِبِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (3) ( فَمَنْ شَاءَ كَدَحَ وَجْهَهُ , وَمَنْ شَاءَ تَرَكَ ) (4) ( إِلَّا أَنْ يَسْأَلَ الرَّجُلُ ذَا سُلْطَانٍ , أَوْ فِي أَمْرٍ لَا يَجِدُ مِنْهُ بُدًّا ) (5) ( وَأَهْوَنُ الْمَسْأَلَةِ مَسْأَلَةُ ذِي الرَّحِمِ تَسْأَلُهُ فِي حَاجَةٍ , وَخَيْرُ الْمَسْأَلَةِ الْمَسْأَلَةُ عَنْ ظَهْرِ غِنًى , وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ ) (6) "
__________
(1) الْكَدْح بِمَعْنَى الْجُرْح , أَوْ هِيَ آثَار الْخُمُوش . عون المعبود - (ج 4 / ص 50)
(2) ( س ) 2599 , ( ت ) 681
(3) ( حم ) 5680 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 793 , الإرواء تحت حديث : 834 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( س ) 2599 , ( ت ) 681
(5) ( د ) 1639 , ( س ) 2599 , ( ت ) 681 , ( حم ) 20118 , انظر صحيح الجامع : 6695 , وصحيح الترغيب والترهيب : 792
(6) ( حم ) 5680(3/483)
( خ م جة ) , وَعَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ) (1) ( لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ أَحْبُلًا ) (2) ( ثُمَّ يَغْدُو (3) إِلَى الْجَبَلِ ) (4) ( فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةِ حَطَبٍ ) (5) ( فَيَحْمِلَهَا عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهَا ) (6) ( فَيَأْكُلَ وَيَتَصَدَّقَ ) (7) فَيَسْتَغْنِيَ بِثَمَنِهَا (8) خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ (9) أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ (10) ) (11) ( فَإِنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا أَفْضَلُ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى , وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ ) (12) "
__________
(1) ( خ ) 1401 , ( م ) 1042
(2) ( خ ) 2244 , ( جة ) 1836
(3) الْغُدُوُّ : السَّيْرُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ , وَغَالِبُ الْخِطَابَيْنِ يَخْرُجُونَ كَذَلِكَ . تحفة الأحوذي - (ج 2 / ص 217)
(4) ( خ ) 1410 , ( جة ) 1836
(5) ( خ ) 1402 , ( م ) 107 - ( 1042 )
(6) ( م ) 107 - ( 1042 ) , ( خ ) 1402
(7) ( خ ) 1410 , ( حم ) 7974
(8) ( جة ) 1836 , ( حم ) 1429
(9) أَيْ : مَا يَلْحَقُهُ مِنْ مَشَقَّةِ الْغُدُوِّ وَالِاحْتِطَابِ وَالتَّصَدُّقِ وَالِاسْتِغْنَاءِ بِهِ , خَيْرٌ مِنْ ذُلِّ السُّؤَالِ . تحفة الأحوذي - (ج 2 / ص 217)
(10) فِي الحديث الْحَثُّ عَلَى الصَّدَقَة ، وَالْأَكْلِ مِنْ عَمَل يَده ، وَالِاكْتِسَابِ بِالْمُبَاحَاتِ كَالْحَطَبِ وَالْحَشِيش النَّابِتَيْنِ فِي مَوَات . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 494)
(11) ( خ ) 1402 , 2244 , ( م ) 106 - ( 1042 ) , ( س ) 2584 , ( حم ) 1407
(12) ( م ) 106 - ( 1042 ) , ( ت ) 680 , ( حم ) 7315(3/484)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَفْتَحُ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ " (1)
__________
(1) ( حم ) 9411 , ( ت ) 2325 , انظر صحيح الجامع : 3024 , والصحيحة : 2543(3/485)
( هب ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ فَتْحَ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلَةٍ مِنْ غَيْرِ فَاقَةٍ نَزَلَتْ بِهِ أَوْ عِيَالٍ لَا يُطِيقُهُمْ , فَتْحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَاقَةٍ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ " (1)
__________
(1) ( هب ) 3526 , 3524 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3372 .(3/486)
( م ) , وَعَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ ادَّعَى دَعْوَى كَاذِبَةً لِيَتَكَثَّرَ بِهَا , لَمْ يَزِدْهُ اللَّهُ إِلَّا قِلَّةً " (1)
__________
(1) ( م ) 110(3/487)
( طس ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ لِي : يَا مُحَمَّدُ ، عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ ، وَأَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ ، وَاعْلَمْ أَنَّ شَرَفَ الْمُؤْمِنِ قِيَامُ اللَّيْلِ ، وَعِزِّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ " (1)
__________
(1) ( طس ) 4278 , ( ك ) 7921 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 73 , الصَّحِيحَة : 831(3/488)
( م د ) , وَعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تِسْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً أَوْ سَبْعَةً فَقَالَ : " أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ ؟ - وَكُنَّا حَدِيثَ عَهْدٍ بِبَيْعَةٍ - " , فَقُلْنَا : قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , ثُمَّ قَالَ : " أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ ؟ " , فَقُلْنَا : قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , ثُمَّ قَالَ : " أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ ؟ " , قَالَ : فَبَسَطْنَا أَيْدِيَنَا وَقُلْنَا : قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَعَلَامَ نُبَايِعُكَ ؟ , قَالَ : " عَلَى أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ) (1) ( وَتُصَلُّوا الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ , وَتَسْمَعُوا وَتُطِيعُوا , وَأَسَرَّ كَلِمَةً خَفِيَّةً فَقَالَ : وَلَا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا " ) (2) ( قَالَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ : فَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ أَحَدِهِمْ , فَمَا يَسْأَلُ أَحَدًا يُنَاوِلُهُ إِيَّاهُ ) (3) .
__________
(1) ( م ) 108 - ( 1043 ) , ( س ) 460
(2) ( د ) 1642 , ( م ) 108 - ( 1043 ) , ( س ) 460
(3) ( م ) 108 - ( 1043 ) , ( د ) 1642 , ( جة ) 2867 , ( حم ) 24039(3/489)
( جة حم ) , وَعَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " مَنْ يَضْمَنْ لِي وَاحِدَةً وَأَضْمَنُ لَهُ الْجَنَّةَ ؟ " , فَقُلْتُ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " لَا تَسْأَلْ النَّاسَ شَيْئًا " ) (1) ( قَالَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ : فَكَانَ ثَوْبَانُ يَقَعُ سَوْطُهُ وَهُوَ رَاكِبٌ ) (2) ( عَلَى بَعِيرِهِ , فَيُنِيخُ حَتَّى يَأْخُذَهُ , وَمَا يَقُولُ لِأَحَدٍ : نَاوِلْنِيهِ ) (3) .
__________
(1) ( حم ) 22458 , ( س ) 2590
(2) ( جة ) 1837 , ( حم ) 22439
(3) ( حم ) 22458 , ( جة ) 1837 , ( د ) 1643 , انظر صحيح الجامع : 6603 , وصحيح الترغيب والترهيب : 813(3/490)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ فِي سِرِّ أَمْرِكَ وَعَلَانِيَتِهِ ، وَإِذَا أَسَأْتَ فَأَحْسِنْ ، وَلَا تَسْأَلَنَّ أَحَدًا شَيْئًا وَإِنْ سَقَطَ سَوْطُكَ ، وَلَا تَقْبِضَنَّ أَمَانَةً ، وَلَا تَقْضِيَنَّ بَيْنَ اثْنَيْنِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 21613 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2544 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3161(3/491)
( طب ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" اسْتَغْنُوا عَنِ النَّاسِ وَلَوْ بِشَوْصِ السِّوَاكِ " (1)
__________
(1) ( طب ) 12257 , ( هب ) 3527 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 947 , الصَّحِيحَة : 1450(3/492)
( هب ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ فَنَزَلَ لِلصَلَاةِ , فَلَمَّا تَوَجَّهَ إِلَى الصَلَاةِ رَجَعَ إِلَى رَاحِلَتِهِ (1) لِيَعْقِلَها " ، فَقَالَ النَّاسُ : نَكْفِيكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , " فَأَبَى (2) وَقَالَ : لِيَسْتَغْنِ أَحَدُكُمْ عَنِ النَّاسِ وَلَوْ بِقَضِيبِ سِوَاكٍ , قَالَ : فَعَقَلَهَا " (3)
__________
(1) الراحلة : البَعيرُ القويّ على الأسفار والأحمال ، ويَقَعُ على الذكر والأنثى .
(2) أبى : رفض وامتنع .
(3) ( هب ) 3528 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5449 ، الصَّحِيحَة : 2198(3/493)
( ط ) , وَعَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَرْقَمَ - رضي الله عنه - : ادْلُلْنِي عَلَى بَعِيرٍ مِنْ الْمَطَايَا أَسْتَحْمِلُ عَلَيْهِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , فَقُلْتُ : نَعَمْ , جَمَلٌ مِنْ الصَّدَقَةِ (1) فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَرْقَمَ : أَتُحِبُّ أَنَّ رَجُلًا بَادِنًا (2) فِي يَوْمٍ حَارٍّ , غَسَلَ لَكَ مَا تَحْتَ إِزَارِهِ وَرُفْغَيْهِ (3) ثُمَّ أَعْطَاكَهُ فَشَرِبْتَهُ ؟ , قَالَ : فَغَضِبْتُ وَقُلْتُ : يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ , أَتَقُولُ لِي مِثْلَ هَذَا ؟ , فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَرْقَمَ : إِنَّمَا الصَّدَقَةُ أَوْسَاخُ النَّاسِ يَغْسِلُونَهَا عَنْهُمْ . (4)
__________
(1) أَيْ : الَّذِي يَصْلُحُ لَهُ وَيُوَافِقُ مُرَادَهُ جَمَلٌ مِنْ الصَّدَقَةِ . المنتقى شرح الموطأ (ج 4 / ص 479)
(2) أَيْ : سمينا .
(3) الرُّفْغ والأرفاغ : المغابن التي يجتمع فيها العرق والوسخ من البدن .
(4) ( طب ) 1820 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 807(3/494)
( خ م حم ) , وَعَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَعْطَانِي , ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي , ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي , ثُمَّ قَالَ : " يَا حَكِيمُ , إِنَّ هَذَا الْمَالَ ) (1) ( خَضِرٌ حُلْوٌ ) (2) ( وَإِنَّمَا هُوَ مَعَ ذَلِكَ أَوْسَاخُ أَيْدِي النَّاسِ ) (3) ( فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ , وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ , وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ ) (4) ( وَيَدُ اللَّهِ فَوْقَ يَدِ الْمُعْطِي , وَيَدُ الْمُعْطِي فَوْقَ يَدِ الْمُعْطَى , وَأَسْفَلُ الْأَيْدِي يَدُ الْمُعْطَى ) (5) وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى (6) ( وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ , وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ , وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى , وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ " ) (7) ( قَالَ حَكِيمٌ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَرْزَأُ (8) أَحَدًا بَعْدَكَ شَيْئًا حَتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا , فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - يَدْعُو حَكِيمًا إِلَى الْعَطَاءِ , فَيَأْبَى أَنْ يَقْبَلَهُ مِنْهُ , ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - دَعَاهُ لِيُعْطِيَهُ , فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُ شَيْئًا , فَقَالَ عُمَرُ : إِنِّي أُشْهِدُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى حَكِيمٍ أَنِّي أَعْرِضُ عَلَيْهِ حَقَّهُ مِنْ هَذَا الْفَيْءِ , فَيَأْبَى أَنْ يَأْخُذَهُ , فَلَمْ يَرْزَأْ حَكِيمٌ أَحَدًا مِنْ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى تُوُفِّيَ ) (9) .
__________
(1) ( خ ) 1403 , ( م ) 96 - ( 1035 )
(2) ( خ ) 2599 , ( م ) 96 - ( 1035 )
(3) ( حم ) 15356 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( خ ) 2599 , ( م ) 96 - ( 1035 ) , ( س ) 2531
(5) ( حم ) 15356
(6) ( خ ) 2599 , ( م ) 96 - ( 1035 ) , ( س ) 2543
(7) ( خ ) 1361 , ( م ) 95 - ( 1034 ) , ( حم ) 15361
(8) أَيْ : لَا أُنْقِصُ مَالَهُ بِالطَّلَبِ مِنْهُ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 255)
(9) ( خ ) 1403 , ( ت ) 2463 , ( س ) 2603 , ( حم ) 15616(3/495)
( خ م حم ) , وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " إِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ ) (1) ( وَإِنَّمَا يُعْطِي اللَّهُ - عز وجل - , فَمَنْ أَعْطَيْتُهُ عَطَاءً ) (2) ( عَنْ طِيبِ نَفْسٍ ) (3) ( فَإِنَّهُ يُبَارَكُ لَهُ فِيهِ , وَمَنْ أَعْطَيْتُهُ عَطَاءً ) (4) ( عَنْ مَسْأَلَةٍ وَشَرَهٍ , كَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ " ) (5)
__________
(1) ( خ ) 71 , ( م ) 100 - ( 1037 )
(2) ( حم ) 16965 , ( م ) 98 - ( 1037 )
(3) ( م ) 98 - ( 1037 ) , ( حم ) 16965
(4) ( حم ) 16965 , ( م ) 98 - ( 1037 )
(5) ( م ) 98 - ( 1037 ) , ( حم ) 16965(3/496)
( م ) , وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تُلْحِفُوا فِي الْمَسْأَلَةِ , فَوَاللَّهِ لَا يَسْأَلُنِي أَحَدٌ مِنْكُمْ شَيْئًا فَتُخْرِجَ لَهُ مَسْأَلَتُهُ مِنِّي شَيْئًا وَأَنَا لَهُ كَارِهٌ فَيُبَارَكَ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتُهُ " (1)
__________
(1) ( م ) 99 - ( 1038 ) , ( س ) 2593 , ( حم ) 16939(3/497)
( م حم ) , وَعَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَسْمًا " , فَقُلْتُ : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَغَيْرُ هَؤُلَاءِ كَانَ أَحَقَّ بِهِ مِنْهُمْ ) (1) ( أَهْلُ الصُّفَّة (2) ) (3) ( قَالَ : " إِنَّهُمْ خَيَّرُونِي بَيْنَ أَنْ يَسْأَلُونِي بِالْفُحْشِ أَوْ يُبَخِّلُونِي ) (4) ( وَلَسْتُ بِبَاخِلٍ " ) (5)
__________
(1) ( م ) 127 - ( 1056 ) , ( حم ) 127
(2) أَصْحَاب الصُّفَّةِ : هُمْ الْفُقَرَاء الْغُرَبَاء الَّذِينَ كَانُوا يَأْوُونَ إِلَى مَسْجِد النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَكَانَتْ لَهُمْ فِي آخِره صُفَّة ، وَهُوَ مَكَان مُنْقَطِع مِنْ الْمَسْجِد , مُظَلَّل عَلَيْهِ يَبِيتُونَ فِيهِ ، وَأَصْله مِنْ صُفَّة الْبَيْت ، وَهِيَ شَيْء كَالظُّلَّةِ قُدَّامه . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 380)
(3) ( حم ) 127 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( حم ) 234 , ( م ) 127 - ( 1056 )
(5) ( حم ) 127 , ( م ) 127 - ( 1056 )(3/498)
( د حم ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلَاهُ , " فَأَمَرَ لَهُمَا بِمَا سَأَلَا , وَأَمَرَ مُعَاوِيَةَ فَكَتَبَ لَهُمَا بِمَا سَأَلَا ) (1) ( وَخَتَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَمَرَ بِدَفْعِهِ إِلَيْهِمَا " , فَأَمَّا الْأَقْرَعُ فَقَالَ : مَا فِيهِ ؟ , قَالَ مُعَاوِيَةُ : فِيهِ الَّذِي أُمِرْتُ بِهِ ) (2) ( فَأَخَذَ كِتَابَهُ ) (3) ( فَقَبَّلَهُ ) (4) ( وَلَفَّهُ فِي عِمَامَتِهِ وَانْطَلَقَ ) (5) ( - وَكَانَ أَحْكَمَ الرَّجُلَيْنِ - وَأَمَّا عُيَيْنَةُ فَقَالَ : أَحْمِلُ صَحِيفَةً لَا أَدْرِي مَا فِيهَا كَصَحِيفَةِ الْمُتَلَمِّسِ ؟ ) (6) ( فَأَخْبَرَ مُعَاوِيَةُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِقَوْلِهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ سَأَلَ وَعِنْدَهُ مَا يُغْنِيهِ , فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ " , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا يُغْنِيهِ ؟ , وَمَا الْغِنَى الَّذِي لَا تَنْبَغِي مَعَهُ الْمَسْأَلَةُ ؟ , قَالَ : " أَنْ يَكُونَ لَهُ شِبْعُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَوْ لَيْلَةٍ (7) ) (8) "
__________
(1) ( د ) 1629
(2) ( حم ) 17662 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( د ) 1629
(4) ( حم ) 17662
(5) ( د ) 1629
(6) ( حم ) 17662
(7) قال الخطابي : اختلف الناس في تأويل حديث سهل , فقال بعضهم : من وجد غداء يومه وعشاءه لم تحل له المسألة على ظاهر الحديث
وقال بعضهم : إنما هو فيمن وجد غداء وعشاء على دائم الأوقات فإذا كان عنده ما يكفيه لقوته المدة الطويلة حرمت عليه المسألة , وقال آخرون : هذا منسوخ بالأحاديث التي فيها تقدير الغنى بملك خمسين درهما أو قيمتها أو بملك أوقية أو قيمتها , قال الحافظ المنذري : ادعاء النسخ مشترك بينهما وَلَا أعلم مرجحا لأحدهما على الآخر
وقد كان الشافعي / يقول : قد يكون الرجل بالدرهم غنيا مع كسبه , وَلَا يُغنيه الألف مع ضعفه في نفسه وكثرة عياله , وقد ذهب سفيان الثوري وابن المبارك والحسن بن صالح وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه إلى أن من له خمسون درهما أو قيمتها من الذهب لَا يدفع إليه شيء من الزكاة .
وكان الحسن البصري وأبو عبيد يقولان : من له أربعون درهما فهو غني ,
وقال أصحاب الرأي : يجوز دفعها إلى من يملك دون النصاب , وإن كان صحيحا مكتسبا , مع قولهم من كان له قوت يومه لَا يحل له السؤال استدلالا بهذا الحديث وغيره , والله أعلم .
(8) ( د ) 1629 , ( حم ) 17662 , ( حب ) 545 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 805(3/499)
( حب ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ يَأْتِينِي لَيَسْأَلَنِي فَأُعْطِيهِ ، فَيَنْطَلِقُ وَمَا يَحْمِلُ فِي حِضْنِهِ إِلَّا النَّارَ " (1)
__________
(1) ( حب ) 3392 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 842(3/500)
( س د ) , وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ قَالَ :
( أَتَى رَجُلَانِ إلَى النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - يَسْأَلَانِهِ مِنْ الصَّدَقَةِ , " فَقَلَّبَ فِيهِمَا بَصَرَهُ فَرَآهُمَا جَلْدَيْنِ (1) ) (2) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِنْ شِئْتُمَا أَعْطَيْتُكُمَا , وَلَا حَظَّ فِيهَا لِغَنِيٍّ , وَلَا لِقَوِيٍّ مُكْتَسِبٍ ) (3) "
__________
(1) الجَلَد : القُوّة والصَّبْر .
(2) ( س ) 2598 , ( د ) 1633
(3) ( د ) 1633 , ( س ) 2598 , ( حم ) 18001(3/501)
( د ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ , إِلَّا لِخَمْسَةٍ : لِغَازٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , أَوْ لِعَامِلٍ عَلَيْهَا , أَوْ لِغَارِمٍ , أَوْ لِرَجُلٍ اشْتَرَاهَا بِمَالِهِ , أَوْ لِرَجُلٍ كَانَ لَهُ جَارٌ مِسْكِينٌ , فَتُصُدِّقَ عَلَى الْمِسْكِينِ , فَأَهْدَاهَا الْمِسْكِينُ لِلْغَنِيِّ " (1)
__________
(1) ( د ) 1635 , 1637 , ( جة ) 1841 , ( حم ) 11555 , انظر صحيح الجامع : 7250 , والإرواء : 870(3/502)
( م س حم ) , وَعَنْ قَبِيصَةَ بْنِ الْمُخَارِقِ الْهِلَالِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( تَحَمَّلْتُ حَمَالَةً (1) فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَسْأَلُهُ فِيهَا , فَقَالَ : " أَقِمْ حَتَّى تَأْتِيَنَا الصَّدَقَةُ فَنَأْمُرَ لَكَ بِهَا , ثُمَّ قَالَ : يَا قَبِيصَةُ , إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَحِلُّ إِلَّا لِأَحَدِ ثَلَاثَةٍ : رَجُلٍ تَحَمَّلَ حَمَالَةً ) (2) ( بَيْنَ قَوْمٍ ) (3) ( فَيَسْأَلُ حَتَّى يُؤَدِّيَ إِلَيْهِمْ حَمَالَتَهُمْ ثُمَّ يُمْسِكُ عَنْ الْمَسْأَلَةِ ) (4) ( وَرَجُلٍ أَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ اجْتَاحَتْ مَالَهُ , فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ ) (5) ( ثُمَّ يُمْسِكَ , وَرَجُلٍ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ (6) حَتَّى يَشْهَدَ ثَلَاثَةٌ مِنْ ذَوِي الْحِجَا (7) مِنْ قَوْمِهِ : لَقَدْ أَصَابَتْ فُلَانًا فَاقَةٌ , فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ ) (8) ( ثُمَّ يُمْسِكُ عَنْ الْمَسْأَلَةِ ) (9) ( وَمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ الْمَسَائِلِ ) (10) ( يَا قَبِيصَةُ سُحْتٌ (11) يَأْكُلُهَا صَاحِبُهَا سُحْتًا " ) (12)
__________
(1) ( الحَمَالَة ) : مَا يَتَحَمَّلهُ عَنْ غَيْره مِنْ دِيَة أَوْ غَرَامَة لِدَفْعِ وُقُوع حَرْب تَسْفِك الدِّمَاء بَيْن الْفَرِيقَيْنِ .
(2) ( م ) 109 - ( 1044 ) , ( س ) 2580
(3) ( س ) 2579
(4) ( س ) 2591 , ( م ) 109 - ( 1044 )
(5) ( س ) 2580
(6) ( أَصَابَتْهُ فَاقَة ) أَيْ : حَاجَة شَدِيدَة اُشْتُهِرَ بِهَا بَيْن قَوْمه . عون المعبود - (ج 4 / ص 51)
(7) ( ذَوِي الْحِجَى ) أَيْ : الْعَقْل الْكَامِل .
(8) ( س ) 2580 , ( م ) 109 - ( 1044 )
(9) ( س ) 2591
(10) ( حم ) 20620 , ( م ) 109 - ( 1044 )
(11) ( سُحْت ) أَيْ : حَرَامٍ .
(12) ( س ) 2580 , ( م ) 109 - ( 1044 ) , ( د ) 1640 , ( حم ) 20620 , وصححه الألباني في الإرواء : 2681(3/503)
( حم ) , وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّا قَوْمٌ نَتَسَاءَلُ أَمْوَالَنَا ، فَقَالَ : " يَسْأَلُ أَحَدُكُمْ فِي الْجَائِحَةِ (1) وَالْفَتْقِ (2) لِيُصْلِحَ بَيْنَ قَوْمِهِ ، فَإِذَا بَلَغَ أَوْ كَرُبَ ، اسْتَعَفَّ " (3)
__________
(1) أَيْ : المصيبة العظيمة .
(2) الجراح من الحروب .
(3) ( حم ) 20045 , 20063 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .(3/504)
( جة ) , وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ " , فَقَالُوا : وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ ؟ , قَالَ : " يَتَعَرَّضُ مِنْ الْبَلَاءِ لِمَا لَا يُطِيقُهُ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : ألَّا يتحمل الإنسان عن غيره دينا لَا يستطيع قضاءه ، أو يتسبب هذا الدين في إذلاله واضطراره إلى سؤال الناس .ع
(2) ( جة ) 4016 , ( ت ) 2254 , ( حم ) 23491 , انظر الصَّحِيحَة : 613(3/505)
( خ م س د حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( سَرَّحَتْنِي أُمِّي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( أَسْأَلُهُ طَعَامًا ) (2) ( فَأَتَيْتُهُ وَقَعَدْتُ ) (3) ( فَجَاءَ نَاسٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَسَأَلُوهُ " فَأَعْطَاهُمْ " ) (4) ( ثُمَّ سَأَلُوهُ , " فَأَعْطَاهُمْ " , ثُمَّ سَأَلُوهُ , " فَأَعْطَاهُمْ , حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ ) (5) ( فَقَالَ لَهُمْ حِينَ أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ بِيَدِهِ : ) (6) ( مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ ) (7) ( فَمَنْ سَأَلَنَا شَيْئًا فَوَجَدْنَاهُ أَعْطَيْنَاهُ إِيَّاهُ ) (8) ( وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ , وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ , وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ , وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ ) (9) ( وَمَنْ سَأَلَ وَلَهُ قِيمَةُ أُوقِيَّةٍ , فَقَدْ أَلْحَفَ (10) فَهُوَ مُلْحِفٌ (11) " , فَقُلْتُ : نَاقَتِي الْيَاقُوتَةُ خَيْرٌ مِنْ أُوقِيَّةٍ , فَرَجَعْتُ وَلَمْ أَسْأَلْهُ ) (12) ( شَيْئًا , وَكَانَتْ الْأُوقِيَّةُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا ) (13) .
__________
(1) ( حم ) 11075 , ( س ) 2595
(2) ( حم ) 11453 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(3) ( س ) 2595 , ( حم ) 11075
(4) ( حم ) 11908 , ( خ ) 1400
(5) ( خ ) 1400 , ( م ) 124 - ( 1053 )
(6) ( حم ) 11908 , ( خ ) 6105
(7) ( خ ) 1400 , ( م ) 124 - ( 1053 )
(8) ( حم ) 11418 , 11002 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(9) ( خ ) 1400 , ( م ) 124 - ( 1053 ) , ( ت ) 2024 , ( س ) 2588 , ( د ) 1644
(10) الْإِلْحَاف فِي اللُّغَة : الْإِلْحَاح فِي الْمَسْأَلَة . عون المعبود - (ج 4 / ص 41)
(11) ( حب ) 3390 , ( خز ) 2448 , انظر الصَّحِيحَة : 1719
(12) ( س ) 2595 , ( د ) 1628 , ( حم ) 11075 , انظر الصَّحِيحَة تحت حديث : 1719
(13) ( د ) 1628(3/506)
( ت د ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَحِلُّ لِغَنِيٍّ ، وَلَا لِذِي مِرَّةٍ (1) سَوِيٍّ (2) إِلَّا لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ (3) أَوْ لِذِي غُرْمٍ (4) مُفْظِعٍ (5) ) (6) ( أَوْ لِذِي دَمٍ مُوجِعٍ (7) ) (8) ( وَمَنْ سَأَلَ النَّاسَ لِيُثْرِيَ بِهِ مَالَهُ ) (9) مَنْ سَأَلَ النَّاسَ وَلَهُ مَا يُغْنِيهِ (10) ( جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَسْأَلَتُهُ فِي وَجْهِهِ خُمُوشٌ أَوْ خُدُوشٌ أَوْ كُدُوحٌ ) (11) ( وَرَضْفًا (12) يَأْكُلُهُ مِنْ جَهَنَّمَ , فَمَنْ شَاءَ فَلْيُقِلَّ (13) وَمَنْ شَاءَ فَلْيُكْثِرْ " ) (14) ( قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا يُغْنِيهِ ؟ ، قَالَ : " خَمْسُونَ دِرْهَمًا أَوْ قِيمَتُهَا مِنَ الذَّهَبِ ) (15) "
__________
(1) المِرَّة : القوّةُ والشِدّةُ .
(2) السوي : الصحيح القوي المعتدل السليم .
(3) أَيْ : شَدِيد يُفْضِي بِصَاحِبِهِ إِلَى الدَّقْعَاء وَهُوَ التُّرَاب . عون المعبود - (ج 4 / ص 52)
(4) أَيْ : غَرَامَة أَوْ دَيْن . عون المعبود - (ج 4 / ص 52)
(5) أَيْ : فَظِيع وَثَقِيل . عون المعبود - (ج 4 / ص 52)
(6) ( ت ) 653 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 802 , وغاية المرام : 152
(7) الْمُرَاد دَم يُوجِع الْقَاتِل أَوْ أَوْلِيَاءَهُ بِأَنْ تَلْزَمهُ الدِّيَة وَلَيْسَ لَهُمْ مَا يُؤَدِّي بِهِ الدِّيَة ، وَيَطْلُب أَوْلِيَاء الْمَقْتُول مِنْهُمْ وَتَنْبَعِث الْفِتْنَة وَالْمُخَاصَمَة بَيْنهمْ ، وَقِيلَ : هُوَ أَنْ يَتَحَمَّل الدِّيَة فَيَسْعَى فِيهَا وَيَسْأَل حَتَّى يُؤَدِّيَهَا إِلَى أَوْلِيَاء الْمَقْتُول لِتَنْقَطِع الْخُصُومَة وَلَيْسَ لَهُ وَلِأَوْلِيَائِهِ مَال ، وَلَا يُؤَدِّي أَيْضًا مِنْ بَيْت الْمَال , فَإِنْ لَمْ يُؤَدِّهَا قَتَلُوا الْمُتَحَمِّل عَنْهُ , وَهُوَ أَخُوهُ أَوْ حَمِيمه , فَيُوجِعهُ قَتْله . عون المعبود - (ج 4 / ص 52)
(8) ( د ) 1641 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 834
(9) ( ت ) 653
(10) ( ت ) 650 , ( س ) 2592 , ( د ) 1626
(11) ( ت ) 650 , ( س ) 2592 , ( د ) 1626
(12) أَيْ : حَجَرًا مَحْمِيًّا . تحفة الأحوذي - (ج 2 / ص 188)
(13) أَيْ : هَذَا السُّؤَالَ أَوْ مَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مِنْ النَّكَالِ . تحفة الأحوذي - (ج 2 / ص 188)
(14) ( ت ) 653
(15) ( ت ) 650 , ( س ) 2592 , ( د ) 1626 , انظر الصحيحة : 499 , المشكاة : 1847(3/507)
( هب ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - يُبْغِضُ السَّائِلَ الْمُلْحِفَ ، وَيُحِبُّ الْحَيِيَّ الْعَفِيفَ الْمُتَعَفِّفَ " (1)
__________
(1) ( هب ) 6202 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1711 , 1742 ، الصَّحِيحَة : 1320 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 819(3/508)
( س طب ) , وَعَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنه - قَالَ :
( أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلَهُ فَأَعْطَاهُ , فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى أُسْكُفَّةِ الْبَابِ ) (1) ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَوْ يَعْلَمُ صَاحِبُ الْمَسْأَلَةِ مَا لَهُ فِيهَا ) (2) ( مَا مَشَى أَحَدٌ إِلَى أَحَدٍ يَسْأَلُهُ شَيْئًا ) (3) "
__________
(1) ( س ) 2586 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 796
(2) ( طب ) 12616 , ( س ) 2586 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5342 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 797
(3) ( س ) 2586 , ( حم ) 20665 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : صحيح لغيره .(3/509)
( س د ) , وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ قَالَ :
( أَتَى رَجُلَانِ إلَى النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - يَسْأَلَانِهِ مِنْ الصَّدَقَةِ , " فَقَلَّبَ فِيهِمَا بَصَرَهُ فَرَآهُمَا جَلْدَيْنِ (1) ) (2) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِنْ شِئْتُمَا أَعْطَيْتُكُمَا , وَلَا حَظَّ فِيهَا لِغَنِيٍّ , وَلَا لِقَوِيٍّ مُكْتَسِبٍ ) (3) "
__________
(1) الجَلَد : القُوّة والصَّبْر .
(2) ( س ) 2598 , ( د ) 1633
(3) ( د ) 1633 , ( س ) 2598 , ( حم ) 18001(3/510)
( د ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ , إِلَّا لِخَمْسَةٍ : لِغَازٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , أَوْ لِعَامِلٍ عَلَيْهَا , أَوْ لِغَارِمٍ , أَوْ لِرَجُلٍ اشْتَرَاهَا بِمَالِهِ , أَوْ لِرَجُلٍ كَانَ لَهُ جَارٌ مِسْكِينٌ , فَتُصُدِّقَ عَلَى الْمِسْكِينِ , فَأَهْدَاهَا الْمِسْكِينُ لِلْغَنِيِّ " (1)
__________
(1) ( د ) 1635 , 1637 , ( جة ) 1841 , ( حم ) 11555 , انظر صحيح الجامع : 7250 , والإرواء : 870(3/511)
( حب ) , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُقَسِّمُ ذَهَبًا إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطِنِي ، " فَأَعْطَاهُ " , ثُمَّ قَالَ : زِدْنِي ، " فَزَادَهُ " , ثُمَّ قَالَ : زِدْنِي ، " فَزَادَهُ " - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - ثُمَّ وَلَّى مُدْبِرًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَأْتِينِي الرَّجُلُ فَيَسْأَلُنِي فَأُعْطِيهِ ، ثُمَّ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيهِ ، ثُمَّ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيهِ ، ثُمَّ يُوَلِّي مُدْبِرًا إِلَى أَهْلِهِ وَقَدْ جَعَلَ فِي ثَوْبِهِ نَارًا " (1)
__________
(1) ( حب ) 3265 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 843 ، صحيح موارد الظمآن : 701(3/512)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه - : يَا رَسُولَ اللَّهِ , لَقَدْ سَمِعْتُ فُلَانًا وَفُلَانًا يُحْسِنَانِ الثَّنَاءَ , يَذْكُرَانِ أَنَّكَ أَعْطَيْتَهُمَا دِينَارَيْنِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَكِنَّ وَاللَّهِ فُلَانًا مَا هُوَ كَذَلِكَ , لَقَدْ أَعْطَيْتُهُ مِنْ عَشَرَةٍ إِلَى مِائَةٍ , فَمَا يَقُولُ ذَاكَ ؟ , أَمَا وَاللَّهِ ) (1) ( إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَسْأَلُنِي الْمَسْأَلَةَ فَأُعْطِيهِ إِيَّاهَا , فَيَخْرُجُ بِهَا مُتَأَبِّطُهَا (2) وَمَا هِيَ لَهُمْ إِلَّا نَارٌ " , فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلِمَ تُعْطِيهِمْ ؟ ) (3) ( قَالَ : " فَمَا أَصْنَعُ ؟ ) (4) ( يَأْبَوْنَ إِلَّا أَنْ يَسْأَلُونِي , وَيَأْبَى اللَّهُ لِي الْبُخْلَ ) (5) "
__________
(1) ( حم ) 11017 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) تَأَبَّطَ الشيء : جعله تحت إبطه ، والإبط : باطن الذراع .
(3) ( حم ) 11139 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( حم ) 11017 , ( ك ) 144
(5) ( حم ) 11139 , 11017, ( حب ) 3414 , ( يع ) 1327 , , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 815 , 844(3/513)
( جة ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ سَأَلَ النَّاسَ أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّرًا (1) فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرَ جَهَنَّمَ ، فَلْيَسْتَقِلَّ مِنْهُ أَوْ لِيُكْثِرْ " (2)
__________
(1) أَيْ : أَنَّهُ يَسْأَلُ لِيَجْمَع الْكَثِيرَ مِنْ غَيْرِ اِحْتِيَاجٍ إِلَيْهِ .
(2) ( جة ) 1838 , ( م ) 105 - ( 1041 ) , ( حم ) 7163(3/514)
( حم هب ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( لَحِقَ بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَبْدٌ أَسْوَدٌ فَمَاتَ , فَأُوذِنَ (1) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (2) ( وَنَحْنُ عِنْدَهُ ، فَقِيلَ لَهُ : تُوُفِّيَ فُلَانٌ ) (3) ( فَقَالَ : " انْظُرُوا هَلْ تَرَكَ شَيْئًا ؟ " , فَقَالُوا : تَرَكَ دِينَارَيْنِ أَوْ دِرْهَمَيْنِ ، فَقَالَ : " كَيَّتَانِ " ) (4) ( قَالَ أَبُو حَازِمٍ : فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْقَاسِمِ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : ذَاكَ رَجُلٌ كَانَ يَسْأَلُ النَّاسَ تَكَثُّرًا ) (5) .
__________
(1) أَيْ : أُعْلِم .
(2) ( حم ) 3843 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(3) ( حم ) 10405
(4) ( حم ) 3843 , 9534 , ( حب ) 3263 , انظر الصَّحِيحَة : 2637
(5) ( هب ) 3515 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 801(3/515)
( حب ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ يَأْتِينِي لَيَسْأَلَنِي فَأُعْطِيهِ ، فَيَنْطَلِقُ وَمَا يَحْمِلُ فِي حِضْنِهِ إِلَّا النَّارَ " (1)
__________
(1) ( حب ) 3392 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 842(3/516)
( هب ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ فَتْحَ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلَةٍ مِنْ غَيْرِ فَاقَةٍ نَزَلَتْ بِهِ أَوْ عِيَالٍ لَا يُطِيقُهُمْ , فَتْحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَاقَةٍ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ " (1)
__________
(1) ( هب ) 3526 , 3524 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3372 .(3/517)
( م ) , وَعَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ ادَّعَى دَعْوَى كَاذِبَةً لِيَتَكَثَّرَ بِهَا , لَمْ يَزِدْهُ اللَّهُ إِلَّا قِلَّةً " (1)
__________
(1) ( م ) 110(3/518)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَفْتَحُ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ " (1)
__________
(1) ( حم ) 9411 , ( ت ) 2325 , انظر صحيح الجامع : 3024 , والصحيحة : 2543(3/519)
( هب ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قال : قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ سَأَلَ النَّاسَ فِي غَيْرِ فَاقَةٍ (1) نَزَلَتْ بِهِ , أَوْ عِيَالٍ لَا يُطِيقُهُمْ ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِوَجْهٍ لَيْسَ عَلَيْهِ لَحْمٌ " (2)
__________
(1) الفَاقَة : الفقر والحاجة .
(2) ( هب ) 3526 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 794(3/520)
( خ م ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ ) (1) ( حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ ) (2) ( يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ ) (3) "
__________
(1) ( خ ) 1405
(2) ( م ) 103 - ( 1040 )
(3) ( م ) 104 - ( 1040 ) , ( خ ) 1405 , ( س ) 2585 , ( حم ) 4638(3/521)
( حم ) , وَعَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ سَأَلَ مَسْأَلَةً وَهُوَ عَنْهَا غَنِيٌّ , كَانَتْ شَيْنًا (1) فِي وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
(1) الشَّيْن : العيب والنقيصة والقبح .
(2) ( حم ) 22473 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 799(3/522)
( س د حم ) , وَعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنْ الْمَسَائِلَ كُدُوحٌ (1) ) (2) ( فِي وَجْهِ صَاحِبِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (3) ( فَمَنْ شَاءَ كَدَحَ وَجْهَهُ , وَمَنْ شَاءَ تَرَكَ ) (4) ( إِلَّا أَنْ يَسْأَلَ الرَّجُلُ ذَا سُلْطَانٍ , أَوْ فِي أَمْرٍ لَا يَجِدُ مِنْهُ بُدًّا ) (5) ( وَأَهْوَنُ الْمَسْأَلَةِ مَسْأَلَةُ ذِي الرَّحِمِ تَسْأَلُهُ فِي حَاجَةٍ , وَخَيْرُ الْمَسْأَلَةِ الْمَسْأَلَةُ عَنْ ظَهْرِ غِنًى , وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ ) (6) "
_________
(1) الْكَدْح بِمَعْنَى الْجُرْح , أَوْ هِيَ آثَار الْخُمُوش . عون المعبود - (ج 4 / ص 50)
(2) ( س ) 2599 , ( ت ) 681
(3) ( حم ) 5680 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 793 , الإرواء تحت حديث : 834 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( س ) 2599 , ( ت ) 681
(5) ( د ) 1639 , ( س ) 2599 , ( ت ) 681 , ( حم ) 20118 , انظر صحيح الجامع : 6695 , وصحيح الترغيب والترهيب : 792
(6) ( حم ) 5680(3/523)
( 10 ) مِنْ اَلْأَخْلَاق اَلذَّمِيمَة اَلْهَجْر وَالْمُقَاطَعَة
( 1 ) حُكْمُ الْهَجْر وَالْمُقَاطَعَة
( 3 ) هَجْر وَمُقَاطَعَة اَلْمُسْلِم
( خ م ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَا تَجَسَّسُوا ، وَلَا تَحَسَّسُوا (1) وَلَا تَبَاغَضُوا ) (2) ( وَلَا تَحَاسَدُوا (3) ) (4) ( وَلَا تَنَافَسُوا (5) ) (6) ( وَلَا تَقَاطَعُوا (7) ) (8) ( وَلَا تَدَابَرُوا (9) ) (10) ( وَلَا تَنَاجَشُوا (11) ) (12) ( وَكُونُوا إِخْوَانًا كَمَا أَمَرَكُمْ اللَّهُ (13) ) (14) "
__________
(1) أَيْ : لَا تَبْحَثُوا عَنْ عُيُوب النَّاس وَلَا تَتَّبِعُوهَا ، قَالَ اللَّه تَعَالَى حَاكِيًا عَنْ يَعْقُوبَ - عليه السلام - : ( يَا بَنِيَّ اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُف وَأَخِيهِ ) ( فتح ) - (ج 17 / ص 231)
(2) ( خ ) 4849
(3) الْحَسَد : تَمَنِّي الشَّخْص زَوَال النِّعْمَة عَنْ مُسْتَحِقٍّ لَهَا ، فَإِنْ سَعَى فِي ذَلِكَ كَانَ بَاغِيًا . ( فتح )- (ج17/ ص231)
(4) ( خ ) 5717
(5) الْمُنَافَسَة وَالتَّنَافُس : الرَّغْبَة فِي الشَّيْء وَفِي الِانْفِرَاد بِهِ ، وَنَافَسْته مُنَافَسَة إِذَا رَغِبْت فِيمَا رَغِبَ , وَقِيلَ : مَعْنَى الْحَدِيث التَّبَارِي فِي الرَّغْبَة فِي الدُّنْيَا وَأَسْبَابهَا وَحُظُوظهَا .( النووي - ج 8 / ص 357)
(6) ( م ) 28 - ( 2563 ) , ( خد ) 1287
(7) القطيعة : الهجران والصد وترك الإحسان .
(8) ( م ) 24 - ( 2559 )
(9) قَالَ مَالِك : لَا أَحْسِبُ التَّدَابُرَ إِلَّا الْإِعْرَاضَ عن أَخِيكَ الْمُسْلِمِ فَتُدْبِرَ عَنْهُ بِوَجْهِكَ . ( ط ) : 1411
(10) ( خ ) 6345 , ( م ) 28 - ( 2563 )
(11) ( النَّجْش ) بِفَتْحِ النُّونِ وَسُكُون الْجِيمِ : أَنْ يَزِيد فِي السِّلْعَة وَهُوَ لَا يُرِيد شِرَاءَهَا لِيَقَع غَيْره فِيهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 6 / ص 469)
(12) ( خ ) 5719 , ( م ) 30 - ( 2563 )
(13) هَذِهِ الْجُمْلَة تُشْبِه التَّعْلِيل لِمَا تَقَدَّمَ ، كَأَنَّهُ قَالَ : إِذَا تَرَكْتُمْ هَذِهِ الْمَنْهِيَّات كُنْتُمْ إِخْوَانًا , وَمَفْهُومه إِذَا لَمْ تَتْرُكُوهَا تَصِيرُوا أَعْدَاء ، وَمَعْنَى ( كُونُوا إِخْوَانًا ) : اِكْتَسِبُوا مَا تَصِيرُونَ بِهِ إِخْوَانًا مِمَّا سَبَقَ ذِكْره , وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ الْأُمُور الْمُقْتَضِيَة لِذَلِكَ إِثْبَاتًا وَنَفْيًا . ( فتح ) - (ج 17 / ص 231)
(14) ( م ) 24 - ( 2559 ) , ( خ ) 6345 , ( ت ) 1935 , ( د ) 4910(3/524)
( جة طب ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ , فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ , إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ (1) " (2)
وفي رواية (3) : فَيَغْفِرُ لِلْمُؤْمِنِين ، وَيُمْلِي لِلْكَافِرِينَ (4) وَيَدَعُ أَهْلَ الْحِقْدِ بِحِقْدِهِمْ حَتَّى يَدَعُوهُ "
__________
(1) ( المُشاحن ) : المعادي , والشحناء العداوة .
(2) ( جة ) 1390 ، ( حب ) 5665 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1819 ، والصَّحِيحَة : 1144
(3) ( طب ) ج 22ص 224ح 593 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 771 , 1898
(4) تأويل قوله تعالى : { وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ } قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : وأُؤخر هؤلاء الذين كذّبوا بآياتنا .
وأصل الإملاء من قولهم : مضى عليه مَلِيٌّ، ومِلاوَة ومُلاوَة ، ومَلاوة من الدهر ، وهي الحين ، ومنه قيل : انتظرتُك مليًّا
معناه : ( وأؤخر هؤلاء ) ليبلغوا بمعصيتهم ربهم المقدارَ الذي قد كتبه لهم من العقاب والعذاب , ثم يقبضهم إليه . تفسير الطبري - (ج 13 / ص 287)(3/525)
( م حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( تُعْرَضُ أَعْمَالُ النَّاسِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّتَيْنِ : يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ ) (1) ( فَيَغْفِرُ اللَّهُ ? فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ لِكُلِّ امْرِئٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا , إِلَّا امْرَأً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ ) (2) إِلَّا الْمُتَهَاجِرَيْنِ (3) ( يَقُولُ اللَّهُ لِلْمَلَائِكَةِ : ذَرُوهُمَا حَتَّى يَصْطَلِحَا ) (4) "
__________
(1) ( م ) 36 - م - ( 2565 )
(2) ( م ) 36 - ( 2565 )
(3) ( م ) 35 - م - ( 2565 ) , ( ت ) 2023
(4) ( حم ) 7627 , ( خد ) 411 , ( م ) 36 - ( 2565 ) , ( ت ) 2023 , ( د ) 4916(3/526)
( ك ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَوْ أَنَّ رَجُلَيْنِ دَخَلَا فِي الْإِسْلَامِ فَاهْتَجَرَا , لَكَانَ أَحَدُهُمَا خَارِجًا عَنِ الْإِسْلَامِ حَتَّى يَرْجِعَ - يَعْنِي : الظَّالِمَ مِنْهُمَا - " (1)
__________
(1) ( ك ) 55 , ( بز ) ص245 , انظر الصَّحِيحَة : 3294 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2765(3/527)
اَلْهَجْر فَوْق ثَلَاثَة أَيَّام
( خ م د حم طس ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ) (1) ( يَلْتَقِيَانِ , فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا ، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ ) (2) وَالَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ يَسْبِقُ إِلَى الْجَنَّةِ (3) ( فَإِنْ مَرَّتْ بِهِ ثَلَاثٌ فَلْيَلْقَهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ ، فَإِنْ رَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ فَقَدْ اشْتَرَكَا فِي الْأَجْرِ وَإِنْ لَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ فَقَدْ بَاءَ بِالْإِثْمِ ، وَخَرَجَ الْمُسَلِّمُ مِنَ الْهِجْرَةِ ) (4) ( وَمَنْ هَجَرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ فَمَاتَ دَخَلَ النَّارَ ) (5) ( إِلَّا أَنْ يَتَدَارَكَهُ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ ) (6) "
__________
(1) ( خ ) 5718 , ( م ) 26 - ( 2561 ) , ( ت ) 1935 , ( د ) 4910 , ( حم ) 12094
(2) ( خ ) 5727 , ( م ) 25 - ( 2560 ) , ( ت ) 1932 , ( د ) 4911
(3) ( طس ) 7874 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2755
(4) ( د ) 4912
(5) ( حم ) 9081 , ( د ) 4914 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2757
(6) ( حسن لغيره ) - صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2761(3/528)
( خد ) , وَعَنْ ثوبان - رضي الله عنه - قَالَ :
مَا مِنْ رَجُلَيْنِ يَتَصَارَمَانِ (1) فَوْقَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ، فَيَهْلِكُ أَحَدُهُمَا ، فَمَاتَا وَهُمَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْمُصَارَمَةِ ، إِلاَّ هَلَكَا جَمِيعًا . (2)
__________
(1) أَيْ : يهجر أحدهما الآخر .
(2) ( خد ) 127 , انظر صَحِيحُ الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 94(3/529)
( خد ) , وَعَنْ أَبِي خِرَاشٍ السُّلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ هَجَرَ أَخَاهُ سَنَةً فَهُوَ كَسَفْكِ دَمِهِ (1) " (2)
__________
(1) قَالَ أَبُو دَاوُد : إِذَا كَانَتْ الْهِجْرَةُ لِلَّهِ فَلَيْسَ مِنْ هَذَا بِشَيْءٍ , فَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - هَجَرَ بَعْضَ نِسَائِهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ,
وَابْنُ عُمَرَ هَجَرَ ابْنًا لَهُ إِلَى أَنْ مَاتَ , وَغَطَّى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَجْهَهُ عَنْ رَجُلٍ . ( د ) : 4270
(2) ( خد ) 404 , ( د ) 4915 , ( حم ) 17964 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6581 , الصَّحِيحَة : 928(3/530)
( 2 ) عِلَاجُ اَلْهَجْر وَالْمُقَاطَعَة
( حم ) , وَعَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ مُسْلِمًا فَوْقَ ثَلَاث لَيَالٍ ، فَإِنْ كَانَا تَصَارَمَا فَوْقَ ثَلَاثٍ , فَإِنَّهُمَا نَاكِبَانِ (1) عَنْ الْحَقِّ مَا دَامَا عَلَى صُرَامِهِمَا (2) وَأَوَّلُهُمَا فَيْئًا (3) سَبْقُهُ بِالْفَيْءِ كَفَّارَةٌ [ لَهُ ] (4) فَإِنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ , وَرَدَّ عَلَيْهِ سَلَامَهُ , رَدَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ ، وَرَدَّ عَلَى الْآخَرِ الشَّيْطَانُ ، وَإِنْ مَاتَا عَلَى صُرَامِهِمَا لَمْ يَجْتَمِعَا فِي الْجَنَّةِ أَبَدًا " (5)
__________
(1) نكب : عدل وتنحى .
(2) الصِّرام : القَطْع والهجر .
(3) الفيء : الرجوع عن الغضب .
(4) ( حم ) 16302 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(5) ( حم ) 16301 , ( خد ) 407 , ( حب ) 5664 , انظر الصَّحِيحَة : 1246 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2759 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(3/531)
( د ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَكُونُ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ مُسْلِمًا فَوْقَ ثَلَاثَةٍ ، فَإِذَا لَقِيَهُ سَلَّمَ عَلَيْهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ كُلُّ ذَلِكَ لَا يَرُدُّ عَلَيْهِ ، فَقَدْ بَاءَ بِإِثْمِهِ " (1)
__________
(1) ( د ) 4913 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7775 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2758(3/532)
( 4 ) هَجْرُ الْمُجَاهِر بِالْمَعَاصِي (1)
__________
(1) قال ابن مفلح في ( الآداب الشرعية ) ج1ص230 : يُسَنُّ هَجْرُ مَنْ جَهَرَ بِالْمَعَاصِي الْفِعْلِيَّةِ وَالْقَوْلِيَّةِ وَالِاعْتِقَادِيَّة قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ حَنْبَلٍ : إذَا عَلِمَ أَنَّهُ مُقِيمٌ عَلَى مَعْصِيَةٍ وَهُوَ يَعْلَمُ بِذَلِكَ لَمْ يَأْثَمْ إنْ هُوَ جَفَاهُ حَتَّى يَرْجِعَ , وَإِلَّا كَيْفَ يَتَبَيَّنُ لِلرَّجُلِ مَا هُوَ عَلَيْهِ إذَا لَمْ يَرَ مُنْكِرًا وَلَا جَفْوَةً مِنْ صَدِيقٍ ؟ وَنَقَلَ الْمَرُّوذِيُّ : يَكُونُ فِي سَقْفِ الْبَيْتِ الذَّهَبُ يُجَانَبُ صَاحِبُهُ ؟ يُجْفَى صَاحِبُهُ وَقَدْ اُشْتُهِرَتْ الرِّوَايَةُ عَنْهُ فِي هَجْرِهِ مَنْ أَجَابَ فِي الْمِحْنَةِ إلَى أَنْ مَاتَ , وَقِيلَ : يَجِبُ أَنْ ارْتَدَعَ بِهِ وَإِلَّا كَانَ مُسْتَحَبًّا , وَقِيلَ : يَجِبُ هَجْرُهُ مُطْلَقًا إلَّا مِنْ السَّلَامِ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ وَقِيلَ : تَرْكُ السَّلَامِ عَلَى مَنْ جَهَرَ بِالْمَعَاصِي حَتَّى يَتُوبَ مِنْهَا فَرْضُ كِفَايَةٍ , وَيُكْرَهُ لِبَقِيَّةِ النَّاسِ تَرْكُهُ , وَظَاهِرُ مَا نُقِلَ عَنْ أَحْمَدَ تَرْكُ الْكَلَامِ وَالسَّلَامِ مُطْلَقًا . قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ الْفَضْلِ وَقِيلَ لَهُ : يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ لَا يُكَلِّمَ أَحَدًا ؟ فَقَالَ : نَعَمْ إذَا عَرَفْت مِنْ أَحَدٍ نِفَاقًا فَلَا تُكَلِّمْهُ ; لِأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَافَ عَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا فَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ لَا يُكَلِّمُوهُمْ قُلْت : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ كَيْفَ يُصْنَعُ بِأَهْلِ الْأَهْوَاءِ قَالَ أَمَّا الْجَهْمِيَّةُ وَالرَّافِضَةُ فَلَا , قِيلَ لَهُ : فَالْمُرْجِئَةُ قَالَ : هَؤُلَاءِ أَسْهَلُ إلَّا الْمُخَاصِمَ مِنْهُمْ فَلَا تُكَلِّمْهُ , وَنَقَلَ الْمَيْمُونِيُّ نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ كَلَامِ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ تَخَلَّفُوا بِالْمَدِينَةِ حِينَ خَافَ عَلَيْهِمْ النِّفَاقَ , وَهَكَذَا كُلُّ مَنْ خِفْنَا عَلَيْهِ . وَقَالَ فِي رِوَايَةِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ اتَّهَمَهُمْ بِالنِّفَاقِ , وَكَذَا مَنْ اُتُّهِمَ بِالْكُفْرِ لَا بَأْسَ أَنْ يُتْرَكَ كَلَامُهُ . قَالَ الْقَاضِي وَقَدْ أَخَذَ أَحْمَدُ رضي الله عنه بِحَدِيثِ عَائِشَةَ رضي الله عنها فِي قِصَّةِ الْإِفْكِ فِي رِوَايَةِ مُثَنَّى الْأَنْبَارِيِّ , وَقَدْ سَأَلَهُ أَكْثَرَ مَا يُعْرَفُ فِي الْمُجَانَبَةِ فَذَكَرَ حَدِيثَ عَائِشَةَ رضي الله عنها فِي تَرْكِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَلَامَهَا , وَالسَّلَامَ عَلَيْهَا حِينَ ذُكِرَ مَا ذُكِرَ كَذَا حَكَاهُ , وَلَمْ أَجِدْ فِي قِصَّةِ الْإِفْكِ هَذَا بَلْ كَانَ قَبْلَ أَنْ يَأْذَنَ لَهَا أَنْ تَذْهَبَ إلَى بَيْتِ أَبِيهَا إذَا دَخَلَ عَلَيْهَا يُسَلِّمُ ثُمَّ يَقُولُ : " كَيْفَ تِيكُمْ ؟ " فَفِي هَذَا تَرْكُ اللُّطْفِ فَقَطْ , وَأَمَّا قِصَّةُ كَعْبٍ فَفِيهَا تَرْكُ السَّلَامِ وَالْكَلَامِ , وَلِهَذَا كَانَ يُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : فَأَقُولُ : هَلْ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ ؟ وَإِنَّهُ سَلَّمَ عَلَى أَبِي قَتَادَةَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ وَحَمَلَهُ جَمَاعَةٌ مِمَّنْ شَرَحَهُ عَلَى ظَاهِرِهِ فِي هَجْرِ أَهْلِ الْبِدَعِ وَالْمَعَاصِي بِتَرْكِ الْكَلَامِ , وَالسَّلَامِ بِخَوْفِ الْمَعْصِيَةِ . وَفِي رِوَايَةِ مُثَنَّى الْمَذْكُورَةِ وَاَلَّتِي قَبْلهَا إبَاحَةُ الْهَجْرِ وَتَرْكُ الْكَلَامِ وَالسَّلَامِ بِخَوْفِ الْمَعْصِيَةِ , وَرِوَايَةُ الْمَيْمُونِيِّ تَدُلُّ عَلَى وُجُوبِهِ وَكَلَامُ الْأَصْحَابِ صَرِيحَةٌ فِي النُّشُوزِ عَلَى تَحْرِيمِهِ . وَأَمَّا مَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ بَعْدَ قِصَّةِ الْإِفْكِ عَنْ أَنَسٍ { أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُتَّهَمُ بِأُمِّ وَلَدِهِ فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَ عَلِيًّا أَنْ يَذْهَبَ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ فَذَهَبَ فَوَجَدَهُ يَغْتَسِلُ فِي رَكِيٍّ وَهِيَ الْبِئْرُ فَرَآهُ مَجْبُوبًا فَتَرَكَهُ } فَلَعَلَّ مَعْنَاهُ : اذْهَبْ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ إنْ ثَبَتَ ذَلِكَ عَلَيْهِ , وَحُذِفَ لِلْعِلْمِ بِهِ . وَفِي شَرْحِ مُسْلِمٍ قِيلَ : لَعَلَّهُ مُسْتَحِقُّ الْقَتْلِ بِغَيْرِ الزِّنَا وَحَرَكَةِ الزِّنَا , وَكَفَّ عَنْهُ عَلِيٌّ اعْتِمَادًا عَلَى أَنَّ الْقَتْلَ بِالزِّنَا , وَقَدْ عَلِمَ انْتِفَاءَ الزِّنَا . قَالَ الْقَاضِي : وَذَكَرَ الْآجُرِّيُّ فِي هِجْرَةِ أَهْلِ الْبِدَعِ وَالْأَهْوَاءِ قِصَّةَ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ وَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِهَجْرِهِ , ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ كَذَا ذَكَرَهُ الْقَاضِي عَنْ رِوَايَةِ الْآجُرِّيِّ , وَلَمْ أَجِدْ هَذَا فِي قِصَّةِ حَاطِبٍ بَلْ فِيهَا فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ { أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : صَدَقَ وَلَا تَقُولُوا لَهُ إلَّا خَيْرًا فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه : إنَّهُ قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ فَدَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَهُ فَقَالَ : يَا عُمَرُ وَمَا يُدْرِيك لَعَلَّ اللَّهَ قَدْ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ : اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمْ الْجَنَّةُ فَدَمَعَتْ عَيْنَا عُمَرَ وَقَالَ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ } , وَفِي بَعْضِ طُرُقِهِ " فَقَدْ غَفَرْت لَكُمْ " كَرِوَايَةِ مُسْلِمٍ وَفِي بَعْضِ طُرُقِهِ أَيْضًا أَنَّ عُمَرَ سَأَلَهُ فِي قَتْلِهِ مَرَّتَيْنِ . قَالَ الْقَاضِي وَرَوَى الْآجُرِّيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا { : لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسٌ وَإِنَّ مَجُوسَ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْقَدَرِيَّةُ فَلَا تَعُودُوهُمْ إذَا مَرِضُوا وَلَا تُصَلُّوا عَلَيْهِمْ إذَا مَاتُوا } . قَالَ الْقَاضِي هَذَا مُبَالَغَةٌ فِي الْهَجْرِ . وَقَدْ رَوَى أَبُو دَاوُد مِنْ حَدِيثِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ عَنْ حُذَيْفَةَ مَرْفُوعًا مَعْنَاهُ , وَرُوِيَ أَيْضًا عَنْ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا مَعْنَاهُ وَلَيْسَ فِيهِ " لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسٌ " , وَرُوِيَ أَيْضًا مِنْ رِوَايَةِ رَبِيعَةَ الْجُرَشِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا { لَا تُجَالِسُوا أَهْلَ الْقَدَرِ وَلَا تُنَاكِحُوهُمْ } رَوَاهُ أَحْمَدُ وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ وَفِيهِ حَكِيمُ بْنُ شَرِيكٍ الْهُذَلِيُّ تَفَرَّدَ عَنْهُ عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ وَوَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ . قَالَ الْقَاضِي : وَرَوَى الْخَلَّالُ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَضْحَكُ فِي جِنَازَةٍ . فَقَالَ : أَتَضْحَكُ مَعَ الْجِنَازَةِ ؟ لَا أُكَلِّمُك أَبَدًا . وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : كَانَ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ امْرَأَةٌ فِي خُلُقِهَا سُوءٌ , فَكَانَ يَهْجُرُهَا السَّنَةَ وَالْأَشْهُرَ , فَتَتَعَلَّقُ بِثَوْبِهِ فَتَقُولُ : أَنْشُدُك بِاَللَّهِ يَا ابْنَ مَالِكٍ أَنْشُدُك بِاَللَّهِ يَا ابْنَ مَالِكٍ فَمَا يُكَلِّمُهَا . وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ أَنَسٍ وَقِيلَ لَهُ : إنَّ قَوْمًا يُكَذِّبُونَ بِالشَّفَاعَةِ وَقَوْمًا يُكَذِّبُونَ بِعَذَابِ الْقَبْرِ , قَالَ : لَا تُجَالِسُوهُمْ وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ جَعَلَ فِي عَضُدِهِ خَيْطًا مِنْ الْحُمَّى : لَوْ مِتَّ وَهَذَا عَلَيْك لَمْ أُصَلِّ عَلَيْك , وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ قِيلَ لِسَمُرَةَ : إنَّ ابْنَك أَكَلَ طَعَامًا حَتَّى كَادَ أَنْ يَقْتُلَهُ , قَالَ : لَوْ مَاتَ مَا صَلَّيْت عَلَيْهِ , وَبِإِسْنَادِهِ أَنَّ عُمَرَ كَتَبَ إلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ أَنْ لَا تُجَالِسُوا صَبِيغًا . وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ مُجَاهِدٍ قُلْت لِابْنِ عَبَّاسٍ : إنْ أَتَيْتُك بِرَجُلٍ يَتَكَلَّمُ فِي الْقَدَرِ ؟ فَقَالَ : لَوْ أَتَيْتَنِي بِهِ لَأَوْجَعْت رَأْسَك , ثُمَّ قَالَ : لَا تُكَلِّمْهُمْ وَلَا تُجَالِسْهُمْ . وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ لِأَيُّوبَ : لَا تُجَالِسْ طَلْقَ بْنَ حَبِيبٍ فَإِنَّهُ مُرْجِئٌ , وَقَالَ إبْرَاهِيمُ لِرَجُلٍ تَكَلَّمَ عِنْدَهُ فِي الْإِرْجَاءِ : إذَا قُمْت مِنْ عِنْدِنَا فَلَا تَعُدْ إلَيْنَا . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيّ : لَا تُجَالِسُوا أَصْحَابَ الْقَدَرِ وَلَا تُمَارُوهُمْ , وَكَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ إذَا جَلَسَ يَقُولُ : مَنْ كَانَ قَدَرِيًّا فَلْيَقُمْ , وَعَنْ طَاوُسٍ وَأَيُّوبَ , وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ أَبِي السُّوَارِ وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ وَغَيْرِهِمْ مَعْنَى ذَلِكَ , قَالَ الْقَاضِي هُوَ إجْمَاعُ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ . وَقَالَ وَلِأَنَّ كُلَّ مَعْصِيَةٍ حَلَّ بِهَا الْهَجْرُ لَمْ تَتَقَدَّرْ بِالثَّلَاثِ , أَوْ نَقُولُ جَازَ أَنْ يَزِيدَ عَلَى الثَّلَاثِ دَلِيلُهُ هَجْرُ الزَّوْجِ لِزَوْجَتِهِ عِنْدَ إظْهَارِ النُّشُوزِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ } . قَالَ وَإِنَّمَا لَمْ يُهْجَرُ أَهْلُ الذِّمَّةِ لِأَنَّا عَقَدْنَاهَا مَعَهُمْ لِمَصْلَحَتِنَا بِأَخْذِ الْجِزْيَةِ , فَلَوْ قُلْنَا : يُهْجَرُونَ زَالَ الْمَعْنَى الْمَقْصُودُ . وَأَمَّا أَهْلُ الْحَرْبِ فَفِي الِامْتِنَاعِ مِنْ كَلَامِهِمْ ضَرَرٌ ; لِأَنَّهُ يُؤَدِّي إلَى تَرْكِ مُبَايَعَتِهِمْ وَشِرَائِهِمْ , وَأَمَّا الْمُرْتَدُّونَ فَإِنَّ الصَّحَابَةَ رضي الله عنهم بَايَنَتْهُمْ بِالْحُرُوبِ وَالْقِتَالِ , وَأَيُّ هَجْرٍ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا ؟ وَذَكَرَ الشَّيْخُ مُوَفَّقُ الدِّينِ رحمه الله فِي الْمَنْعِ مِنْ النَّظَرِ فِي كُتُبِ الْمُبْتَدِعَةِ قَالَ : كَانَ السَّلَفُ يَنْهَوْنَ عَنْ مُجَالَسَةِ أَهْلِ الْبِدَعِ وَالنَّظَرِ فِي كُتُبِهِمْ وَالِاسْتِمَاعِ لِكَلَامِهِمْ إلَى أَنْ قَالَ : وَإِذَا كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ وَمَنْ اتَّبَعَ سُنَّتَهُمْ فِي جَمِيعِ الْأَمْصَارِ وَالْأَعْصَارِ مُتَّفِقِينَ عَلَى وُجُوبِ اتِّبَاعِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ , وَتَرْكِ عِلْمِ الْكَلَامِ , وَتَبْدِيعِ أَهْلِهِ وَهِجْرَانِهِمْ , وَالْخَبَرِ بِزَنْدَقَتِهِمْ , وَبِدْعَتِهِمْ , فَيَجِبُ الْقَوْلُ بِبُطْلَانِهِ وَأَنْ لَا يَلْتَفِتَ إلَيْهِ مُلْتَفِتٌ , وَلَا يَغْتَرَّ بِهِ أَحَدٌ . وَقَالَ أَبُو دَاوُد لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ : أَرَى رَجُلًا مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبِدْعَةِ أَتْرُكُ كَلَامَهُ قَالَ : لَا أَوْ تُعْلِمُهُ أَنَّ الرَّجُلَ الَّذِي رَأَيْته مَعَهُ صَاحِبُ بِدْعَةٍ فَإِنْ تَرَكَ كَلَامَهُ فَكَلِّمْهُ , وَإِلَّا فَأَلْحِقْهُ بِهِ . قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : الْمَرْءُ بِخِدْنِهِ وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْدَاوِيُّ : قَالَ لِي أَحْمَدُ إذَا سَلَّمَ الرَّجُلُ عَلَى الْمُبْتَدِعِ فَهُوَ يُحِبُّهُ . قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم { : أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا إذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ } وَيَجِبُ الْإِغْضَاءُ عَمَّنْ سَتَرَهَا وَكَتَمَهَا . زَادَ فِي الرِّعَايَةِ الْكُبْرَى وَشَقَّ عَلَيْهِ إشَاعَتُهَا عَنْهُ . قَالَ الْمَرُّوذِيُّ قُلْت : لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ اطَّلَعْنَا مِنْ رَجُلٍ عَلَى فُجُورٍ , وَهُوَ يَتَقَدَّمُ يُصَلِّي بِالنَّاسِ أَخْرُجُ مِنْ خَلْفِهِ قَالَ : اُخْرُجْ مِنْ خَلْفِهِ خُرُوجًا لَا تَفْحُشْ عَلَيْهِ . وَقَالَ ابْنُ مَنْصُورٍ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ : إذَا عُلِمَ مِنْ الرَّجُلِ الْفُجُورُ أَنُخْبِرُ بِهِ النَّاسَ ؟ قَالَ : لَا بَلْ يُسْتَرُ عَلَيْهِ إلَّا أَنْ يَكُونَ دَاعِيَةً , وَيَتَوَجَّهُ أَنَّ فِي مَعْنَى الدَّاعِيَةِ مَنْ اُشْتُهِرَ وَعُرِفَ بِالشَّرِّ وَالْفَسَادِ يُنْكَرُ عَلَيْهِ , وَإِنْ أَسَرَّ الْمَعْصِيَةَ , وَهُوَ يُشْبِهُ قَوْلَ الْقَاضِي فِيمَنْ أَتَى مَا يُوجِبُ حَدًّا إنْ شَاعَ مِنْهُ اُسْتُحِبَّ أَنْ يَذْهَبَ إلَى وَلِيِّ الْأَمْرِ لِيَأْخُذَهُ بِهِ , وَإِلَّا سَتَرَ نَفْسَهُ . وَقَدْ قَالَ الْقَاضِي : فَإِنْ كَانَ يَسْتَتِرُ بِالْمَعَاصِي فَظَاهِرُ كَلَامِ أَحْمَدَ أَنَّهُ لَا يُهْجَرُ , قَالَ فِي رِوَايَةِ حَنْبَلٍ : لَيْسَ لِمَنْ يَسْكَرُ وَيُقَارِفُ شَيْئًا مِنْ الْفَوَاحِشِ حُرْمَةٌ وَلَا صِلَةٌ إذَا كَانَ مُعْلِنًا بِذَلِكَ مُكَاشِفًا . قَالَ الْخَلَّالُ فِي كِتَابِ الْمُجَانَبَةِ : أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَهْجُرُ أَهْلَ الْمَعَاصِي وَمَنْ قَارَفَ الْأَعْمَالَ الرَّدِيَّةَ , أَوْ تَعَدَّى حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى مَعْنَى الْإِقَامَةِ عَلَيْهِ , أَوْ الْإِضْرَارِ , وَأَمَّا مَنْ سَكِرَ أَوْ شَرِبَ أَوْ فَعَلَ فِعْلًا مِنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ الْمَحْظُورَةِ , ثُمَّ لَمْ يُكَاشِفْ بِهَا , وَلَمْ يُلْقِ فِيهَا جِلْبَابَ الْحَيَاءِ , فَالْكَفُّ عَنْ أَعْرَاضِهِمْ , وَعَنْ الْمُسْلِمِينَ , وَالْإِمْسَاكُ عَنْ أَعْرَاضِهِمْ , وَعَنْ الْمُسْلِمِينَ أَسْلَمُ . وَكَلَامُ الشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّينِ السَّابِقُ يَقْتَضِي أَنْ لَا فَرْقَ بَيْنَ الدَّاعِيَةِ إلَى الْبِدْعَةِ وَغَيْرِهِ , وَظَاهِرُهُ أَنَّهُ إجْمَاعُ السَّلَفِ , وَذَكَرَ غَيْرُهُ فِي عِيَادَةِ الْمُبْتَدِعِ الدَّاعِيَةِ رِوَايَتَيْنِ , وَتَرْكُ الْعِيَادَةِ مِنْ الْهَجْرِ , وَاعْتَبَرَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ الْمَصْلَحَةَ , وَذَكَرَ أَيْضًا أَنَّ الْمُسْتَتِرَ بِالْمُنْكَرِ يُنْكَرُ عَلَيْهِ , وَيُسْتَرُ عَلَيْهِ , فَإِنْ لَمْ يَنْتَهِ فُعِلَ مَا يَنْكَفُّ بِهِ إذَا كَانَ أَنْفَعَ فِي الدِّينِ , وَإِنَّ الْمُظْهِرَ لِلْمُنْكَرِ يَجِبُ أَنْ يُعَاقَبَ عَلَانِيَةً بِمَا يَرْدَعُهُ عَنْ ذَلِكَ . وَيَنْبَغِي لِأَهْلِ الْخَيْرِ أَنْ يَهْجُرُوهُ مَيِّتًا إذَا كَانَ فِيهِ كَفٌّ لِأَمْثَالِهِ فَيَتْرُكُونَ تَشْيِيعَ جِنَازَتِهِ . انْتَهَى كَلَامُهُ . وَهَذَا لَا يُنَافِيهِ وُجُوبُ الْإِغْضَاءِ , فَإِنَّهُ لَا يَمْنَعُ وُجُوبَ الْإِنْكَارِ سِرًّا جَمْعًا بَيْنَ الْمَصَالِحِ , وَكَلَامُهُمْ ظَاهِرٌ , أَوْ صَرِيحٌ فِي وُجُوبِ السَّتْرِ عَلَى هَذَا , وَظَاهِرُ كَلَامِ الْخَلَّالِ السَّابِقِ يُسْتَحَبُّ , وَلَمْ أَجِدْ بَيْنَ الْأَصْحَابِ رحمهم الله خِلَافًا فِي أَنَّ مَنْ عِنْدَهُ شَهَادَةٌ بِمَا يُوجِبُ حَدًّا لَهُ أَنْ يُقِيمَهَا عِنْدَ الْحَاكِمِ , وَيُسْتَحَبُّ أَنْ لَا يُقِيمَهَا لِقَوْلِهِ : عليه السلام { مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ } , فَدَلَّ هَذَا عَلَى أَنَّ سَتْرَهُ لَا يَجِبُ , وَأَنَّهُ يُنْكَرُ عَلَيْهِ بِطَرِيقَةٍ , وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَنْ يَكُونَ الْمَشْهُودُ عَلَيْهِ مَشْهُورًا بِالشَّرِّ وَالْفَسَادِ أَمْ لَا , وَلَا يَتَوَجَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ كَلَامِ الْقَاضِي فِي الْمُقِرِّ . وَرَوَى أَبُو دَاوُد حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ نَشِيطٍ عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ { : مَنْ رَأَى عَوْرَةً فَسَتَرَهَا كَانَ كَمَنْ أَحْيَا مَوْءُودَةً } حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَنِي إبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ عَنْ { كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الْهَيْثَمِ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ دُحَيْنًا كَاتِبَ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ : كَانَ لِي جِيرَانٌ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ فَنَهَيْتهمْ فَلَمْ يَنْتَهُوا , فَقُلْت لِعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ : إنَّ جِيرَانَنَا هَؤُلَاءِ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ , وَإِنِّي نَهَيْتهمْ فَلَمْ يَنْتَهُوا فَأَنَا دَاعٍ لَهُمْ الشُّرَطَ , فَقَالَ : دَعْهُمْ , ثُمَّ رَجَعْت إلَى عُقْبَةَ مَرَّةً أُخْرَى فَقُلْت : إنَّ جِيرَانَنَا قَدْ أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ , وَأَنَا دَاعٍ لَهُمْ الشُّرَطَ , فَقَالَ : وَيْحَك دَعْهُمْ فَإِنِّي سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ مُسْلِمٍ . قَالَ أَبُو دَاوُد : قَالَ هِشَامُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ لَيْثٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ : لَا تَفْعَلْ , وَلَكِنْ عِظْهُمْ وَتَهَدَّدْهُمْ } كَعْبٌ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ لَمْ يَرْوِ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ غَيْرُهُ وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُهُمْ فِي أَبِي الْهَيْثَمِ لَا يُعْرَفُ . وَقَدْ رَوَى خَبَرَهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ , وَقَالَ ابْنُ عَقِيلٍ فِي الْفُنُونِ : الصَّحَابَةُ رضي الله عنهم آثَرُوا فِرَاقَ نُفُوسِهِمْ لِأَجْلِ مُخَالَفَتِهَا لِلْخَالِقِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى , فَهَذَا يَقُولُ : زَنَيْت فَطَهِّرْنِي , وَنَحْنُ لَا نَسْخُو أَنْ نُقَاطِعَ أَحَدًا فِيهِ لِمَكَانِ الْمُخَالَفَةِ . وَقَالَ فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ فِي قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم : { وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } قَالَ : وَأَمَّا السَّتْرُ الْمَنْدُوبُ إلَيْهِ هُنَا فَالْمُرَادُ بِهِ السَّتْرُ عَلَى ذَوِي الْهَيْئَاتِ وَنَحْوِهِمْ مِمَّنْ لَيْسَ هُوَ مَعْرُوفًا بِالْأَذَى وَالْفَسَادِ , وَأَمَّا الْمَعْرُوفُ بِذَلِكَ , فَيُسْتَحَبُّ أَنْ لَا يُسْتَرَ عَلَيْهِ , بَلْ تُرْفَعُ قِصَّتُهُ إلَى وَلِيِّ الْأَمْرِ إنْ لَمْ يَخَفْ مِنْ ذَلِكَ مَفْسَدَةً ; لِأَنَّ السَّتْرَ عَلَى هَذَا يُطَمِّعُهُ فِي الْإِيذَاءِ وَالْفَسَادِ وَانْتِهَاكِ الْحُرُمَاتِ وَجَسَارَةِ غَيْرِهِ عَلَى مِثْلِ فِعْلِهِ , وَهَذَا كُلُّهُ فِي سَتْرِ مَعْصِيَةٍ وَقَعَتْ وَانْقَضَتْ , أَمَّا مَعْصِيَةٌ رَآهُ عَلَيْهَا , وَهُوَ بَعْدُ مُتَلَبِّسٌ , فَتَجِبُ الْمُبَادَرَةُ بِإِنْكَارِهَا عَلَيْهِ وَمَنْعُهُ عَلَى مَنْ قَدَرَ عَلَى ذَلِكَ , فَلَا يَحِلُّ تَأْخِيرُهَا , فَإِنْ عَجَزَ لَزِمَهُ رَفْعُهَا إلَى وَلِيِّ الْأَمْرِ إذَا لَمْ يَتَرَتَّبْ عَلَى ذَلِكَ مَفْسَدَةٌ . وَأَمَّا جَرْحُ الرُّوَاةِ وَالشُّهُودِ وَالْأُمَنَاءِ عَلَى الصَّدَقَاتِ وَالْأَوْقَافِ وَالْأَيْتَامِ وَنَحْوِهِمْ فَيَجِبُ عِنْدَ الْحَاجَةِ , وَلَا يَحِلُّ السَّتْرُ عَلَيْهِمْ إذَا رَأَى مِنْهُمْ مَا يَقْدَحُ فِي أَهْلِيَّتِهِمْ , وَلَيْسَ هَذَا مِنْ الْغِيبَةِ الْمُحَرَّمَةِ , بَلْ مِنْ النَّصِيحَةِ الْوَاجِبَةِ , وَهَذَا مُجْمَعٌ عَلَيْهِ . قَالَ الْعُلَمَاءُ فِي الْقِسْمِ الْأَوَّلِ الَّذِي يُسْتَرُ فِيهِ : هَذَا السَّتْرُ مَنْدُوبٌ فَلَوْ رَفَعَهُ إلَى السُّلْطَانِ وَنَحْوِهِ لَمْ يَأْثَمْ بِالْإِجْمَاعِ , لَكِنْ هَذَا الْأَوْلَى وَقَدْ يَكُونُ فِي بَعْضِ صُوَرِهِ مَا هُوَ مَكْرُوهٌ انْتَهَى كَلَامُهُ . وَإِذَا لَمْ يَأْثَمْ بِرَفْعِ فَاعِلِ مَعْصِيَةٍ انْقَضَتْ فَرَفَعَ مَنْ هُوَ مُتَلَبِّسٌ بِهَا ابْتِدَاءً مِثْلَهُ , أَوْ أَوْلَى وَمَا ذَكَرَهُ مِنْ الْإِجْمَاعِ فِيهِ نَظَرٌ لِمَا سَبَقَ وَلِمَا يَأْتِي . وَقَدْ ذَكَرَ هُوَ وَغَيْرُهُ قِصَّةَ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ فِيهَا هَتْكُ سَتْرِ الْمَفْسَدَةِ إذَا كَانَ فِيهِ مَصْلَحَةٌ , أَوْ كَانَ فِي السَّتْرِ مَفْسَدَةٌ , وَإِنَّ الْأَحَادِيثَ فِي السُّنَنِ تُحْمَلُ عَلَى مَا إذَا لَمْ تَكُنْ فِيهِ مَفْسَدَةٌ , وَلَا تَفُوتُ بِهِ مَصْلَحَةٌ . وَقَدْ ذَكَرَ الْمَهْدَوِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَتَجَسَّسَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ قَالَ : فَإِنْ اطَّلَعَ مِنْهُ عَلَى رِيبَةٍ وَجَبَ أَنْ يَسْتُرَهَا وَيَعِظُهُ مَعَ ذَلِكَ وَيُخَوِّفُهُ بِاَللَّهِ تَعَالَى . وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : { كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إلَّا الْمُجَاهِرِينَ , وَإِنَّ مِنْ الْإِجْهَارِ أَنْ يَعْمَلَ الْعَبْدُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحُ , وَقَدْ سَتَرَهُ عَلَيْهِ اللَّهُ , فَيَقُولُ : يَا فُلَانُ عَمِلْت الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا , وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ , وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ } . فِي نُسَخٍ مُعْتَمَدَةٍ أَوْ مُعْظَمِ النُّسَخِ { مُعَافَاةً } يَعُودُ إلَى الْأُمَّةِ . وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ { وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ } وَفِي بَعْضِهَا { وَإِنَّ مِنْ الْجِهَارِ } يُقَالُ : جَهَرَ بِأَمْرِهِ وَأَجْهَرَ وَجَاهَرَ . قَالَ ابْنُ عَقِيلٍ فِي الْفُنُونِ : سُؤَالٌ عَنْ قَوْلِهِ : صلى الله عليه وسلم { وَجَبَتْ } , وَالْجَوَابُ أَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ ذَلِكَ مِمَّا أُلْقِيَ إلَيْهِ مِنْ الْوَحْيِ . وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ لِمَا ظَهَرَ لَهُ حِينَ غُفِرَ شَرُّهُ لِخَيْرِهِ ( وَالثَّالِثُ ) يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ اسْتِسْرَارُهُ بِالشَّرِّ طَاعَةً لِلَّهِ تَعَالَى حَيْثُ قَالَ : مَنْ أَتَى مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ فَلْيَسْتَتِرْ بِسَتْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَوَجَبَتْ لَهُ الْمَغْفِرَةُ بِطَاعَةِ الشَّرْعِ بِاسْتِسْرَارِهِ لِسَتْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , فَجَازَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى ذَلِكَ بِالْمَغْفِرَةِ لِمَا سَتَرَهُ عَنْ الْخَلْقِ طَاعَةً لِلْحَقِّ وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ .(3/533)
( خ م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ :
( رَأَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ - رضي الله عنه - رَجُلًا يَخْذِفُ (1) فَقَالَ لَهُ : لَا تَخْذِفْ , فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , " نَهَى عَنْ الْخَذْفِ وَقَالَ : إِنَّهُ لَا يَقْتُلُ الصَّيْدَ , وَلَا يَنْكَأُ الْعَدُوَّ (2) وَإِنَّهُ يَفْقَأُ الْعَيْنَ , وَيَكْسِرُ السِّنَّ " , ثُمَّ رَآهُ بَعْدَ ذَلِكَ يَخْذِفُ , فَقَالَ لَهُ : أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ نَهَى عَنْ الْخَذْفِ وَأَنْتَ تَخْذِفُ ؟ , لَا أُكَلِّمُكَ كَذَا وَكَذَا ) (3) لَا أُكَلِّمُكَ أَبَدًا (4) "
__________
(1) الخذف : الرمي والقذف بصغار الحصى .
(2) أَيْ : لا يسبب الأذى للعدو .
(3) ( خ ) 5479 , ( م ) 1954
(4) ( م ) 1954 , وفِي الحديث هِجْرَان أَهْل الْبِدَع وَالْفُسُوق , وَمُنَابِذِي السُّنَّة مَعَ الْعِلْم , وَأَنَّهُ يَجُوز هِجْرَانه دَائِمًا ، وَالنَّهْي عَنْ الْهِجْرَان فَوْق ثَلَاثَة أَيَّام إِنَّمَا هُوَ فِيمَنْ هَجَرَ لِحَظّ نَفْسه وَمَعَايِش الدُّنْيَا ، وَأَمَّا أَهْل الْبِدَع وَنَحْوهمْ فَهِجْرَانهمْ دَائِمًا ، وَهَذَا الْحَدِيث مِمَّا يُؤَيِّدهُ مَعَ نَظَائِر لَهُ , كَحَدِيثِ كَعْب بْن مَالِك وَغَيْره . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 444)(3/534)
( خ م جة حم ) ، وَعَنِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - :
( سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " لَا تَمْنَعُوا النِّسَاءَ مِنْ الْخُرُوجِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِاللَّيْلِ " ) (1) ( فَقَالَ ابْنٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ : وَاللَّهِ لَنَمْنَعُهُنَّ , لَا نَدَعُهُنَّ يَخْرُجْنَ فَيَتَّخِذْنَهُ دَغَلًا (2) ) (3) ( قَالَ : فَغَضِبَ عَبْدُ اللَّهِ غَضَبًا شَدِيدًا ) (4) ( فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ ) (5) ( فَلَطَمَ صَدْرَهُ ) (6) ( وَسَبَّهُ سَبًّا سَيِّئًا مَا سَمِعْتُهُ سَبَّهُ مِثْلَهُ قَطُّ ، وَقَالَ : أُخْبِرُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَتَقُولُ : وَاللَّهِ لَنَمْنَعُهُنَّ ؟ ) (7) ( قَالَ : فَمَا كَلَّمَهُ عَبْدُ اللَّهِ حَتَّى مَاتَ (8) ) (9) .
__________
(1) ( م ) 442 , ( خ ) 827
(2) الدَّغَل : هُوَ الْفَسَاد وَالْخِدَاع وَالرِّيبَة , قَالَ الْحَافِظ : وَأَصْله الشَّجَر الْمُلْتَفّ , ثُمَّ اُسْتُعْمِلَ فِي الْمُخَادَعَة , لِكَوْنِ الْمُخَادِع يَلُفُّ فِي نَفْسه أَمْرًا وَيُظْهِر غَيْره ، وَكَأَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ لَمَّا رَأَى مِنْ فَسَاد بَعْض النِّسَاء فِي ذَلِكَ الْوَقْت , وَحَمَلَتْهُ عَلَى ذَلِكَ الْغَيْرَة . عون المعبود - (ج 2 / ص 91)
(3) ( م ) 442
(4) ( جة ) 16
(5) ( حم ) 6252 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(6) ( حم ) 5021 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(7) ( م ) 442 , ( د ) 568
(8) إِنَّمَا أَنْكَرَ عَلَيْهِ اِبْن عُمَر لِتَصْرِيحِهِ بِمُخَالَفَةِ الْحَدِيث , وَأُخِذَ مِنْ إِنْكَار عَبْد اللَّه عَلَى وَلَده تَأْدِيب الْمُعْتَرِض عَلَى السُّنَن بِرَأْيِهِ , وَعَلَى الْعَالِم بِهَوَاهُ ، وَتَأْدِيب الرَّجُل وَلَدَه وَإِنْ كَانَ كَبِيرًا إِذَا تَكَلَّمَ بِمَا لَا يَنْبَغِي لَهُ ، وَجَوَاز التَّأْدِيب بِالْهِجْرَانِ ، لرواية أَحْمَد : " فَمَا كَلَّمَهُ عَبْد اللَّه حَتَّى مَاتَ " , وَهَذَا إِنْ كَانَ مَحْفُوظًا يَحْتَمِل أَنْ يَكُون أَحَدهمَا مَاتَ عَقِب هَذِهِ الْقِصَّة بِيَسِيرٍ , قَالَهُ الْحَافِظ فِي الفَتْح . عون المعبود (ج 2 / ص 91)
(9) ( حم ) 4933 , وصححه الألباني غاية المرام : 411 ، والثمر المستطاب ج1 ص729 ، وإصلاح الساجد ص225 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(3/535)
( 5 ) هَجْرُ الْكَافِر (1)
__________
(1) قال ابن مفلح في الآداب الشرعية ج1ص238 : قَالَ الإمام أَحْمَدُ : وَيَجِبُ هَجْرُ مَنْ كَفَرَ , أَوْ فَسَقَ بِبِدْعَةٍ , أَوْ دَعَا إلَى بِدْعَةٍ مُضِلَّةٍ , أَوْ مُفَسِّقَةٍ عَلَى مَنْ عَجَزَ عَنْ الرَّدِّ عَلَيْهِ , أَوْ خَافَ الِاغْتِرَارَ بِهِ , وَالتَّأَذِّي دُونَ غَيْرِهِ وَقِيلَ : يَجِبُ هَجْرُهُ مُطْلَقًا وَهُوَ ظَاهِرُ كَلَامِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ السَّابِقِ , وَقَطَعَ ابْنُ عَقِيلٍ بِهِ فِي مُعْتَقَدِهِ قَالَ لِيَكُونَ ذَلِكَ كَسْرًا لَهُ وَاسْتِصْلَاحًا وَاسْتَدَلَّ عَلَيْهِ . وَقَالَ أَيْضًا : إذَا أَرَدْت أَنْ تَعْلَمَ مَحَلَّ الْإِسْلَامِ مِنْ أَهْلِ الزَّمَانِ فَلَا تَنْظُرْ إلَى زِحَامِهِمْ فِي أَبْوَابِ الْجَوَامِعِ , وَلَا ضَجِيجِهِمْ فِي الْمَوْقِفِ بِلَبَّيْكَ , وَإِنَّمَا اُنْظُرْ إلَى مُوَاطَأَتِهِمْ أَعْدَاءَ الشَّرِيعَةِ , عَاشَ ابْنُ الرَّاوَنْدِيِّ وَالْمَعَرِّيُّ عَلَيْهِمَا لَعَائِنُ اللَّهِ يَنْظِمُونَ وَيَنْثِرُونَ , هَذَا يَقُولُ : حَدِيثُ خُرَافَةَ وَالْمَعَرِّيُّ يَقُولُ : تَلَوْا بَاطِلًا وَجَلَوْا صَارِمًا وَقَالُوا صَدَقْنَا فَقُلْنَا نَعَمْ يَعْنِي بِالْبَاطِلِ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . وَعَاشُوا سِنِينَ وَعُظِّمَتْ قُبُورُهُمْ وَاشْتُرِيَتْ تَصَانِيفُهُمْ , وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى بُرُودَةِ الدِّينِ فِي الْقَلْبِ . وَهَذَا الْمَعْنَى قَالَهُ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ بْنُ تَيْمِيَّةَ رحمه الله تعالى وَقَالَ الْخَلَّالُ : حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ إسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ لَهُ جَارٌ رَافِضِيُّ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ . قَالَ : لَا وَإِذَا سَلَّمَ عَلَيْهِ لَا يَرُدُّ عَلَيْهِ , وَقَالَ ابْنُ حَامِدٍ : يَجِبُ عَلَى الْخَامِلِ , وَمَنْ لَا يَحْتَاجُ إلَى خُلْطَتِهِمْ , وَلَا يَلْزَمُ مَنْ يَحْتَاجُ إلَى خُلْطَتِهِمْ لِنَفْعِ الْمُسْلِمِينَ وَقَالَ ابْنُ تَمِيمٍ : وَهِجْرَانُ أَهْلِ الْبِدَعِ كَافِرِهِمْ وَفَاسِقِهِمْ الْمُتَظَاهِرِينَ بِالْمَعَاصِي , وَتَرْكُ السَّلَامِ عَلَيْهِمْ فَرْضُ كِفَايَةٍ , وَمَكْرُوهٌ لِسَائِرِ النَّاسِ , وَقِيلَ : لَا يُسَلِّمُ أَحَدٌ عَلَى فَاسِقٍ مُعْلِنٍ وَلَا مُبْتَدِعٍ مُعْلِنٍ دَاعِيَةٍ , وَلَا يَهْجُرُ مُسْلِمًا مَسْتُورًا غَيْرَهُمَا مِنْ السَّلَامِ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ . وَقَدْ تَقَدَّمَتْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ وَقَالَ الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ فِي التَّمَامِ : لَا تَخْتَلِفُ الرِّوَايَةُ وَفِي وُجُوبِ هَجْرِ أَهْلِ الْبِدَعِ وَفُسَّاقِ الْمِلَّةِ أَطْلَقَ كَمَا تَرَى , وَظَاهِرُهُ أَنَّهُ لَا فَرْقَ بَيْنَ الْمُجَاهِرِ , وَغَيْرِهِ فِي الْمُبْتَدِعِ وَالْفَاسِقِ قَالَ : وَلَا فَرْقَ فِي ذَلِكَ بَيْنَ ذِي الرَّحِمِ , وَالْأَجْنَبِيِّ إذَا كَانَ الْحَقُّ لِلَّهِ تَعَالَى , فَأَمَّا إذَا كَانَ الْحَقُّ لِآدَمِيٍّ كَالْقَذْفِ وَالسَّبِّ وَالْغِيبَةِ وَأَخْذِ مَالِهِ غَصْبًا وَنَحْوِ ذَلِكَ نَظَرْت , فَإِنْ كَانَ الْمُهَاجِرُ وَالْفَاعِلُ لِذَلِكَ مِنْ أَقَارِبِهِ وَأَرْحَامِهِ لَمْ تَجُزْ هِجْرَتُهُ , وَإِنْ كَانَ غَيْرَهُ , فَهَلْ تَجُوزُ هِجْرَتُهُ أَمْ لَا ؟ عَلَى رِوَايَتَيْنِ وَهَذَا لَفْظُ وَالِدِهِ فِي الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ أَوْ مَعْنَاهُ إلَّا أَنَّهُ قَالَ : وَإِنْ كَانَ الْحَقُّ غَيْرَهُ , فَهَلْ تَجُوزُ عَلَى رِوَايَتَيْنِ . وَقَالَ : قَدْ نَصَّ أَحْمَدُ عَلَى مَعْنَى هَذَا التَّفْصِيلِ قَالَ فِي رِوَايَةِ الْفَضْلِ بْنِ زِيَادٍ وَقَدْ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ ابْنَةِ عَمٍّ لَهُ تَنَالُ مِنْهُ وَتَظْلِمُهُ وَتَشْتُمُهُ وَتَقْذِفُهُ فَقَالَ : سَلِّمْ عَلَيْهَا إذَا لَقِيتهَا اقْطَعْ الْمُصَارَمَةَ , الْمُصَارَمَةُ شَدِيدَةٌ , وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى مَنْعِ الْهَجْرِ لِأَقَارِبِهِ لِحَقِّ نَفْسِهِ . وَقَالَ فِي رِوَايَةِ الْمَرُّوذِيِّ : وَقَدْ سَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : إنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ قَدْ تَرَكْت كَلَامَهُ لِأَنَّهُ قَذَفَ مَسْتُورًا بِمَا لَيْسَ مِنْهُ وَلِي قَرَابَةٌ يَسْكَرُونَ , فَقَالَ : اذْهَبْ إلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ حَتَّى تُكَلِّمَهُ وَدَعْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَسْكَرُونَ , وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ ذَلِكَ فِي حَقِّ الْقَرِيبِ , وَلَا يَجُوزُ ذَلِكَ فِي حَقِّ الْأَجْنَبِيِّ ; لِأَنَّهُ أَمَرَهُ بِكَلَامِ الْقَاذِفِ , وَمَنَعَهُ مِنْ كَلَامِ الشَّارِبِ مَعَ كَوْنِهِ قَرَابَةً لَهُ . وَقَالَ الْمَرُّوذِيُّ ذُكِرَ الطُّوسِيُّ , فَقَالَ : صَاحِبُ صَلَاةٍ وَخَيْرٍ , فَقِيلَ : لَهُ تُكَلِّمُهُ ؟ فَنَفَضَ يَدَهُ . وَقَالَ : إنَّمَا أَنْكَرْت عَلَيْهِ كَلَامَهُ فِي ذَلِكَ الرَّجُلِ يَعْنِي بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ وَقَالَ : إنَّهُ قِيلَ : مِنْ أُمِّ جَعْفَرٍ , وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ ذَلِكَ لِحَقِّ آدَمِيٍّ ; لِأَنَّهُ هَجَرَ الطُّوسِيَّ مَعَ صَلَاحِهِ لِكَلَامِهِ فِي بِشْرٍ وَذَلِكَ لِحَقِّ آدَمِيٍّ . قَالَ الْقَاضِي : وَإِنَّمَا كَرِهَ أَحْمَدُ هِجْرَةَ الْأَقَارِبِ لِحَقِّ نَفْسِهِ لِلْأَخْبَارِ فِي صِلَةِ الرَّحِمِ , وَإِنَّمَا أَجَازَهَا فِي حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى , وَمَنَعَهَا فِي حَقِّ الْغَيْرِ عَلَى رِوَايَةِ الْمَرُّوذِيِّ فِي حَقِّ الْأَجْنَبِيِّ ; لِأَنَّ حَقَّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَضْيَقُ لِأَنَّهُ لَا يَدْخُلُهُ الْعَفْوُ وَحَقُّ الْآدَمِيِّ أَخَفُّ لِأَنَّهُ يَدْخُلُهُ الْعَفْوُ , وَيُبَيِّنُ هَذَا قَوْلُ النَّبِيِّ : صلى الله عليه وسلم { فَدَيْنُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى . } وَكَلَامُ أَكْثَرِ الْأَصْحَابِ يَقْتَضِي أَنَّهُ لَا فَرْقَ , وَهُوَ ظَاهِرُ كَلَامِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ فِي مَوَاضِعَ , وَهُوَ الْأَوْلَى وَالْأَخْبَارُ فِي صِلَةِ الرَّحِمِ تُخَصُّ بِأَدِلَّةِ الْهَجْرِ , وَحَقُّ الْآدَمِيِّ فِيهِ حَقُّ اللَّهِ تَعَالَى , وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى الْمُسَاهَلَةِ وَالْمُسَامَحَةِ بِخِلَافِ حَقِّ الْآدَمِيِّ . أ . هـ
وقال السفاريني في ( غذاء الألباب ) ج1ص271 : قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رضي الله عنه : إذَا سَلَّمَ الرَّجُلُ عَلَى الْمُبْتَدِعِ فَهُوَ يُحِبُّهُ , قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم { أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ } .(3/536)
( خ م ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ (1) " (2)
__________
(1) قال العراقي في طرح التثريب ج8ص99 : قَوْلُهُ { أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ } يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لَهُ هِجْرَانَ الْكَافِرِ , وَهُوَ كَذَلِكَ , فَإِنَّهُ لَا مُوَالَاةَ وَلَا مُنَاصَرَةَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ .
(2) ( خ ) 5718 , ( م ) 26 - ( 2561 ) , ( ت ) 1935 , ( د ) 4910 , ( حم ) 12094(3/537)
( 1 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ كَوْنُ الْمَرْءِ ذُو وَجْهَينِ
قَالَ تَعَالَى : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ } [البقرة : 204]
( د ) , عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ كَانَ لَهُ وَجْهَانِ فِي الدُّنْيَا , كَانَ لَهُ لِسَانَانِ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (1) " (2)
__________
(1) قَالَ الْعَلْقَمِيّ : مَعْنَاهُ أَنَّهُ لَمَّا كَانَ يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ عَلَى وَجْه الْإِفْسَاد , جُعِلَ لَهُ لِسَانَانِ مِنْ نَارٍ
كَمَا كَانَ لَهُ فِي الدُّنْيَا لِسَانَانِ عِنْد كُلّ طَائِفَة . عون المعبود - (ج 10 / ص 397)
(2) ( د ) 4873 , ( خد ) 1310 , ( حب ) 5756 , انظر الصَّحِيحَة : 892(3/538)
( خ م ت ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ شَرَّ النَّاسِ [ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ] (1) ذُو الْوَجْهَيْنِ , الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ , وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ " (2)
__________
(1) ( ت ) 2025 , ( خ ) 5711 , ( حم ) 9160
(2) ( خ ) 6757 , ( م ) 98 - ( 2526 ) , ( د ) 4872 , ( حم ) 7337(3/539)
( خد ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَنْبَغِي لِذِي الْوَجْهَيْنِ أَنْ يَكُونَ أَمِينًا " (1)
__________
(1) ( خد ) 313 , ( حم ) 7877 , انظر الصَّحِيحَة : 3197 , وصحيح الأدب المفرد : 238(3/540)
( خ جة حم ) , وَعَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ قَالَ :
( لَقِيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - نَاسًا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِ مَرْوَانَ , فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ جَاءَ هَؤُلَاءِ ؟ قَالُوا : خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ الْأَمِيرِ مَرْوَانَ , قَالَ : وَكُلُّ حَقٍّ رَأَيْتُمُوهُ تَكَلَّمْتُمْ بِهِ وَأَعَنْتُمْ عَلَيْهِ ؟ , وَكُلُّ مُنْكَرٍ رَأَيْتُمُوهُ أَنْكَرْتُمُوهُ وَرَدَدْتُمُوهُ عَلَيْهِ ؟ , قَالُوا : لَا وَاللَّهِ , بَلْ يَقُولُ مَا يُنْكَرُ فَنَقُولُ : قَدْ أَصَبْتَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ , فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ قُلْنَا : قَاتَلَهُ اللَّهُ مَا أَظْلَمَهُ وَأَفْجَرَهُ ) (1) ( قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : كُنَّا نَعُدُّ ذَلِكَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (2) ( نِفَاقًا لِمَنْ كَانَ هَكَذَا ) (3) .
__________
(1) ( حم ) 5373 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : صحيح .
(2) ( جة ) 3975 , ( خ ) 6756
(3) ( حم ) 5373 , ( خ ) 6756(3/541)
( 26 ) اِسْتِخْدَامُ السَّمْعِ بِمَا يَحْرُم
( 1 ) سَمَاعُ الْمُوسِيقَى
( ت جة ) , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " لَا تَبِيعُوا ) (1) ( الْمُغَنِّيَاتِ ) (2) ( وَلَا تَشْتَرُوهُنَّ , وَلَا تُعَلِّمُوهُنَّ , وَلَا خَيْرَ فِي تِجَارَةٍ فِيهِنَّ , وَثَمَنُهُنَّ حَرَامٌ , وَفِي مِثْلِ هَذَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآية : { وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ } (3) " (4)
__________
(1) ( ت ) 1282
(2) ( جة ) 2168
(3) [لقمان/6]
(4) ( ت ) 3195 , ( خد ) 786 ، ( جة ) 2168 , انظر الصحيحة : 2922 , صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 607(3/542)
( خم د جة ) , وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْخَزَّ (1) يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ (2) وَالْحَرِيرَ ) (3) ( وَلَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا , يُعْزَفُ عَلَى رُءُوسِهِمْ بِالْمَعَازِفِ (4) وَالْمُغَنِّيَاتِ ) (5) ( يَأْتِيهِمْ آتٍ (6) لِحَاجَةٍ , فَيَقُولُونَ : ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا ) (7) ( فَيَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمْ الْأَرْضَ ) (8) ( وَيَمْسَخُ مِنْهُمْ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) (9) "
__________
(1) قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ : الْمَشْهُورُ فِي رِوَايَاتِ هَذَا الْحَدِيثِ بِالْإِعْجَامِ ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنْ الْإِبْرَيْسَمِ .نيل الأوطار(ج12ص423)
وَالْإِبْرَيْسَمُ : هُوَالْحَرِيرِ . المصباح المنير في غريب الشرح الكبير - (ج 2 / ص 340)
قَالَ أَبُو دَاوُد 4039 : وَعِشْرُونَ نَفْسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَوْ أَكْثَرُ لَبِسُوا الْخَزَّ , مِنْهُمْ أَنَسٌ وَالْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ قال صاحب عون المعبود - (ج 9 / ص 64) : قَالَ فِي مُنْتَقَى الْأَخْبَار : وَقَدْ صَحَّ لُبْسه عَنْ غَيْر وَاحِد مِنْ الصَّحَابَة - رضي الله عنهم - وقَالَ الشَّوْكَانِيُّ في النيل (ج3ص41) تَحْت هَذَا الْقَوْل : لَا يَخْفَاك أَنَّهُ لَا حُجَّة فِي فِعْل بَعْض الصَّحَابَة وَإِنْ كَانُوا عَدَدًا كَثِيرًا ، وَالْحُجَّة إِنَّمَا هِيَ فِي إِجْمَاعهمْ عِنْد الْقَائِلِينَ بِحُجِّيَّةِ الْإِجْمَاع ، وَقَدْ أَخْبَرَ الصَّادِق الْمَصْدُوق أَنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ أُمَّته أَقْوَام يَسْتَحِلُّونَ الْخَزّ وَالْحَرِير , وَذَكَرَ الْوَعِيد الشَّدِيد فِي آخِر هَذَا الْحَدِيث مِنْ الْمَسْخ إِلَى الْقِرَدَة وَالْخَنَازِير اِنْتَهَى .
وَقال الحافظ فِي الفَتْح (ج16 / ص 398) : وَقَدْ ثَبَتَ لُبْس الْخَزّ عَنْ جَمَاعَة مِنْ الصَّحَابَة وَغَيْرهمْ , قَالَ أَبُو دَاوُدَ لَبِسَهُ عِشْرُونَ نَفْسًا مِنْ الصَّحَابَة وَأَكْثَر , وَأَوْرَدَهُ اِبْن أَبِي شَيْبَة عَنْ جَمْع مِنْهُمْ .وَأَعْلَى مَا وَرَدَ فِي ذَلِكَ مَا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيق عَبْد اللَّه بْن سَعْد الدَّشْتَكِيّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : رَأَيْت رَجُلًا عَلَى بَغْلَة وَعَلَيْهِ عِمَامَة خَزّ سَوْدَاء وَهُوَ يَقُول كَسَانِيهَا رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - .وَأَخْرَجَ اِبْن أَبِي شَيْبه مِنْ طَرِيق عَمَّار بْن أَبِي عَمَّار قَالَ : أَتَتْ مَرْوَان بْن الْحَكَم مَطَارِف خَزّ فَكَسَاهَا أَصْحَاب رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - . وَالْأَصَحّ فِي تَفْسِير الْخَزِّ أنها ثِيَاب سَدَاهَا مِنْ حَرِير وَلُحْمَتهَا مِنْ غَيْره ، وَقِيلَ : تُنْسَج مَخْلُوطَة مِنْ حَرِير وَصُوف أَوْ نَحْوه ، وَقِيلَ : أَصْله اِسْم دَابَّة يُقَال لَهَا الْخَزّ , سُمِّيَ الثَّوْب الْمُتَّخَذ مِنْ وَبَره خَزًّا لِنُعُومَتِهِ , ثُمَّ أُطْلِقَ عَلَى مَا يُخْلَط بِالْحَرِيرِ لِنُعُومَةِ الْحَرِير ,
وَعَلَى هَذَا فَلَا يَصِحّ الِاسْتِدْلَال بِلُبْسِهِ عَلَى جَوَاز لُبْس مَا يُخَالِطهُ الْحَرِير مَا لَمْ يُتَحَقَّق أَنَّ الْخَزّ الَّذِي لَبِسَهُ السَّلَف كَانَ مِنْ الْمَخْلُوط بِالْحَرِيرِ , وَأَجَازَ الْحَنَفِيَّة وَالْحَنَابِلَة لُبْس الْخَزّ مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شُهْرَة , وَعَنْ مَالِكٍ الْكَرَاهَة , وَهَذَا كُلّه فِي الْخَزّ اِنْتَهَى كَلَام الْحَافِظ .
(2) ( خم ) 5268 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5466 , الصَّحِيحَة : 91 , و( الْحِرَ ) : الْمُرَادُ بِهِ الزِّنَى . سبل السلام - (ج 3 / ص 33) , وَيُؤَيِّدُ الرِّوَايَةَ بِالْمُهْمَلَتَيْنِ مَا أَخْرَجَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي الزُّهْدِ عَنْ عَلِيٍّ مَرْفُوعًا بِلَفْظِ : ( يُوشِكُ أَنْ تَسْتَحِلَّ أُمَّتِي فُرُوجَ النِّسَاءِ وَالْحَرِيرَ ) وَوَقَعَ عِنْدَ الدَّاوُدِيِّ بِالْمُعْجَمَتَيْنِ أَيْ : ( الخَزّ ) ثُمَّ تَعَقَّبَهُ بِأَنَّهُ لَيْسَ بِمَحْفُوظٍ ، لِأَنَّ كَثِيرًا مِنْ الصَّحَابَةِ لَبِسُوهُ . نيل الأوطار - (ج 12 / ص 423)
(3) ( د ) 4039
(4) المعازف : آلات الطرب .
(5) ( جة ) 4020 , ( حم ) 22951
(6) يَعْنِي : الْفَقِيرَ .
(7) ( خم ) 5268
(8) ( جة ) 4020
(9) ( د ) 4039 , ( خم ) 5268(3/543)
( ت طب ) , وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ (1) " , فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ : وَمَتَى ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ) (2) ( قَالَ : " إِذَا شَرِبُوا الْخُمُورَ ، وَاتَّخَذُوا الْقَيْنَاتِ (3) وَضَرَبُوا بِالْمَعَازِفِ ) (4) وفي رواية : ( إِذَا ظَهَرَتِ الْمَعَازِفُ وَالْقَيْنَاتُ , وَاسْتُحِلَّتِ الْخَمْرُ ) (5) "
__________
(1) القذف : رمي بالحجارة من جهة السماء . فيض القدير - (ج 4 / ص 604)
(2) ( ت ) 2212 , ( جة ) 4059
(3) القينات : جمع قينة ، وهي : الجارية المُغَنية .
(4) ابن أبي الدنيا في " ذم الملاهي " ( ق 153 / 1 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5467 , الصَّحِيحَة : 2203
(5) ( طب ) 5810 , ( ت ) 2212 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3665(3/544)
( ك طب ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَيَبِيتَنَّ أَقْوَامٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى أَكْلٍ وَلَهْوٍ وَلَعِبٍ , ثُمَّ لَيُصْبِحُنَّ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ ) (1) ( بِشُرْبِهِمُ الْخَمْرَ ، وَأَكْلِهِمُ الرِّبَا ، وَلُبْسِهِمُ الْحَرِيرَ ، وَاتِّخَاذِهِمُ الْقَيْنَاتِ , وَقَطِيعَتِهِمُ الرَّحِمَ ) (2) "
__________
(1) ( طب ) 7997 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5354 , والصَّحِيحَة : 1604
(2) ( ك ) 8572 , وصححه الألباني في كتاب : تحريم آلات الطرب ص67(3/545)
( 1 ) الْمَعَازِفُ الْمُبَاحَة
اَلدُّفّ
( س جة حم ) , عَنْ أَبِي بَلْجٍ قَالَ :
( قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيِّ - رضي الله عنه - : إِنِّي قَدْ تَزَوَّجْتُ امْرَأَتَيْنِ لَمْ يُضْرَبْ عَلَيَّ بِدُفٍّ فَقَالَ : بِئْسَمَا صَنَعْتَ ) (1) ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " فَصْلُ مَا بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ ) (2) ( فِي النِّكَاحِ ) (3) ( الصَّوْتُ (4) وَضَرْبُ الدُّفِّ (5) " ) (6)
__________
(1) ( حم ) 18306 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(2) ( س ) 3369 , ( ت ) 1088
(3) ( جة ) 1896 , ( س ) 3369
(4) قَالَ الْجَزَرِيُّ فِي النِّهَايَةِ : يُرِيدُ إِعْلَانَ النِّكَاحِ وَذَلِكَ بِالصَّوْتِ وَالذِّكْرِ بِهِ فِي النَّاسِ يُقَالُ لَهُ صَوْتٌ وَصِيتٌ .
قَالَ اِبْنُ الْمَلِكِ : لَيْسَ الْمُرَادُ أَنْ لَا فَرْقَ بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ فِي النِّكَاحِ إِلَّا هَذَا الْأَمْرُ ، فَإِنَّ الْفَرْقَ يَحْصُلُ بِحُضُورِ الشُّهُودِ عِنْدَ الْعَقْدِ , بَلْ الْمُرَادُ التَّرْغِيبُ إِلَى إِعْلَانِ أَمْرِ النِّكَاحِ , بِحَيْثُ لَا يَخْفَى عَلَى الْأَبَاعِدِ , فَالسُّنَّةُ إِعْلَانُ النِّكَاحِ بِضَرْبِ الدُّفِّ وَأَصْوَاتِ الْحَاضِرِينَ بِالتَّهْنِئَةِ أَوْ النَّغْمَةِ فِي إِنْشَاءِ الشِّعْرِ الْمُبَاحِ ,
قُلْت : الظَّاهِرُ عِنْدِي وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالصَّوْتِ هَاهُنَا الْغِنَاءُ الْمُبَاحُ ، فَإِنَّ الْغِنَاءَ الْمُبَاحَ بِالدُّفِّ جَائِزٌ فِي الْعُرْسِ ، يَدُلُّ عَلَيْهِ حَدِيثُ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ الْآتِي فِي هَذَا الْبَابِ ، وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَفِيهِ : فَجَعَلَتْ جُوَيْرِيَّاتٌ لَنَا يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ ، وَيَنْدُبْنَ مَنْ قُتِلَ مِنْ آبَائِي يَوْمَ بَدْرٍ .
وَرَوَى الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا زَفَّتْ اِمْرَأَةً إِلَى رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا عَائِشَةُ مَا كَانَ مَعَكُمْ لَهْوٌ فَإِنَّ الْأَنْصَارَ يُعْجِبُهُمْ اللَّهْوُ " .
قَالَ الْحَافِظُ فِي رِوَايَةِ شَرِيكٍ : فَقَالَ فَهَلْ بَعَثْتُمْ مَعَهَا جَارِيَةً تَضْرِبُ بِالدُّفِّ وَتُغَنِّي . وَلِلطَّبَرَانِيِّ مِنْ حَدِيثِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : وَقِيلَ لَهُ أَتُرَخِّصُ فِي هَذَا ؟ قَالَ " نَعَمْ إِنَّهُ نِكَاحٌ لَا سِفَاحٌ ، أَشِيدُوا النِّكَاحَ اِنْتَهَى " . تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 154)
(5) قَالَ الْإِمَامُ يَحْيَى : دُفُّ الْمَلَاهِي مُدَوَّرٌ جِلْدُهُ مِنْ رَقٍّ أَبْيَضَ نَاعِمٍ فِي عُرْضِهِ سَلَاسِلُ يُسَمَّى الطَّارُ ، لَهُ صَوْتٌ يُطْرِبُ لِحَلَاوَةِ نَغْمَتِهِ ، وَهَذَا الْإِشْكَالُ فِي تَحْرِيمِهِ وَتَعَلُّقِ النَّهْيِ بِهِ .
وَأَمَّا دُفُّ الْعَرَبِ فَهُوَ عَلَى شَكْلِ الْغِرْبَالِ خَلَا أَنَّهُ لَا خُرُوقَ فِيهِ وَطُولُهُ إلَى أَرْبَعَةِ أَشْبَارٍ ، فَهُوَ الَّذِي أَرَادَهُ - صلى الله عليه وسلم - , لِأَنَّهُ الْمَعْهُودُ حِينَئِذٍ . نيل الأوطار - (ج 10 / ص 145)
(6) ( حم ) 18305 , ( س ) 3369 , ( ت ) 1088 , ( جة ) 1896 , وحسنه الألباني في الإرواء : 1994 و( جة ) : 1896 وآداب الزفاف ( 96 ) ، والمشكاة ( 1353 ) ، وصَحِيح الْجَامِع : 4206(3/546)
( معرفة الصحابة لأبي نعيم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَبَّارِ بْنِ الأَسْوَدِ قَالَ :
زَوَّجَ أَبِي هَبَّارُ بْنُ الأَسْوَدِ - رضي الله عنه - ابْنَةً لَهُ - وَكَانَ عِنْدَهُمْ كَبَرٌ وَغَرَابِيلُ (1) - " فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَسَمِعَ الصَّوْتَ فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ " ، فَقِيلَ : زَوَّجَ هَبَّارٌ ابْنَتَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَشِيدُوا النِّكَاحَ (2) أَشِيدُوا النِّكَاحَ ، هَذَا النِّكَاحُ لَا السِّفَاحُ (3) " , قُلْتُ : فَمَا الْكَبَرُ ؟ , قَالَ : الْكَبَرُ : الطَّبْلُ الْكَبِيرُ ، وَالْغَرَابِيلُ : الصُّنُوجُ (4) . (5)
__________
(1) الغِرْبال : الدُّفّ , لأنه يُشْبه الغِرْبال في اسْتِدَارَته .النهاية في غريب الأثر - (3 / 659)
(2) أَيْ : أعلنوه وأشهروا أَمْرَه . فيض القدير - (ج 1 / ص 673)
(3) السِّفاحُ : الزِّنا , مأخوذ من سَفَحتُ الماء إذا صَبَبتُه . النهاية في غريب الأثر - (ج 2 / ص 940)
(4) الصَّنْجُ : مِنْ آلَاتِ الْمَلَاهِي , جَمْعُهُ صُنُوجٌ , مِثْلُ : فَلْسٍ وَفُلُوسٍ , قَالَ الْمُطَرِّزِيُّ : وَهُوَ مَا يُتَّخَذُ مُدَوَّرًا يُضْرَبُ أَحَدُهُمَا بِالْآخِرِ , وَيُقَالُ لِمَا يُجْعَلُ فِي إطَارِ الدُّفِّ مِنْ النُّحَاسِ الْمُدَوَّرِ صِغَارًا : صُنُوجٌ أَيْضًا , وَهَذَا شَيْءٌ تَعْرِفُهُ الْعَرَبُ , وَأَمَّا الصَّنْجُ ذُو الْأَوْتَارِ فَمُخْتَصٌّ بِهِ الْعَجَمُ , وَكِلَاهُمَا مُعَرَّبٌ . ( المصباح المنير )(5 / 265)
(5) أخرجه الطبراني (22/201 ، رقم 529) , وأبو نعيم في المعرفة (5/2768 ، رقم 6578) ، وابن الأثير في الأسد (5/385) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1010 , 1011 , 1013 , الصَّحِيحَة : 1463(3/547)
( خ ت جة ) , وَعَنْ خَالِدٍ الْمَدَنِيِّ قَالَ :
( كُنَّا بِالْمَدِينَةِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ , وَالْجَوَارِي يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ وَيَتَغَنَّيْنَ , فَدَخَلْنَا عَلَى الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ ك فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهَا , فَقَالَتْ : " دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَبِيحَةَ عُرْسِي ) (1) ( فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي (2) " ) (3) ( فَجَعَلَتْ جُوَيْرِيَاتٌ لَنَا يَضْرِبْنَ ) (4) ( بِدُفُوفِهِنَّ (5) وَيَنْدُبْنَ (6) مَنْ قُتِلَ مِنْ آبَائِي يَوْمَ بَدْرٍ , إِلَى أَنْ قَالَتْ إِحْدَاهُنَّ : وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ , فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " ) (7) ( لَا تَقُولِي هَكَذَا وَقُولِي مَا كُنْتِ تَقُولِينَ ) (8) ( مَا يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلَّا اللَّهُ " ) (9)
__________
(1) ( جة ) 1897
(2) قَوْلُهُ : ( كَمَجْلِسِكَ ) أَيْ : مَكَانِكَ .
قَالَ الْكَرْمَانِيُّ : هُوَ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كَانَ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ، أَوْ كَانَ قَبْلَ نُزُولِ آيَةِ الْحِجَابِ , أَوْ عِنْدَ الْأَمْنِ مِنْ الْفِتْنَةِ .
قَالَ الْحَافِظُ : وَاَلَّذِي صَحَّ لَنَا بِالْأَدِلَّةِ الْقَوِيَّةِ أَنَّ مِنْ خَصَائِصِهِ - صلى الله عليه وسلم - جَوَازَ الْخَلْوَةِ بِالْأَجْنَبِيَّةِ وَالنَّظَرِ إلَيْهَا . نيل الأوطار - (ج 10 / ص 146)
(3) ( خ ) 3779 , ( د ) 4922
(4) ( خ ) 4852
(5) فِيهِ جَوَاز سَمَاع الضَّرْب بِالدُّفِّ صَبِيحَة الْعُرْس . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 333)
(6) النَّدْب : دُعَاء الْمَيِّت بِأَحْسَن أَوْصَافه ، وَهُوَ مِمَّا يُهَيِّج التَّشَوُّق إِلَيْهِ وَالْبُكَاء عَلَيْهِ . فتح الباري(ج 11 / ص 333)
(7) ( ت ) 1090 , ( خ ) 3779
(8) ( خ ) 3779 , ( د ) 4922 , ( حم ) 27066
(9) ( جة ) 1897(3/548)
( خ ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
زَفَفْتُ امْرَأَةً إِلَى رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا عَائِشَةُ ، مَا كَانَ مَعَكُمْ لَهْوٌ (1) ؟ ، فَإِنَّ الْأَنْصَارَ يُعْجِبُهُمْ اللَّهْوُ " (2)
__________
(1) فِي رِوَايَة شَرِيك : " فَقَالَ : فَهَلْ بَعَثْتُمْ مَعَهَا جَارِيَة تَضْرِب بِالدُّفِّ وَتُغَنِّي ؟ , قُلْت : تَقُول مَاذَا ؟ ,
قَالَ تَقُول : أَتَيْنَاكُمْ أَتَيْنَاكُمْ , فَحَيَّانَا وَحَيَّاكُمْ , وَلَوْلَا الذَّهَب الْأَحْمَر مَا حَلَّتْ بِوَادِيكُمْ , وَلَوْلَا الْحِنْطَة السَّمَرَاء مَا سَمِنَتْ عَذَارِيكُمْ " . فتح الباري لابن حجر - (ج 14 / ص 440)
(2) ( خ ) 4868 , ( ك ) 2749(3/549)
( طس ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا فَعَلَتْ فُلَانَةُ ؟ - لِيَتِيمَةٍ كَانَتْ عِنْدِي - " ، فَقُلْتُ : أَهْدَيْنَاهَا إِلَى زَوْجِهَا ، قَالَ : " فَهَلْ بَعَثْتُمْ مَعَهَا بِجَارِيَةٍ تَضْرِبُ بِالدُّفِّ وَتُغَنِّي ؟ " ، قُلْتُ : تَقُولُ مَاذَا ؟ , قَالَ : " تَقُولُ : أَتَيْنَاكُمْ أَتَيْنَاكُمْ , فَحَيُّونَا نُحَيِّيكُمْ , ولَوْلَا الذَّهَبُ الأَحْمَرُ مَا حَلَّتْ بِوَادِيكُمْ , وَلَوْلا الْحَبَّةُ السَّمْرَاءُ مَا سَمِنَتْ عَذَارِيكُمْ " (1)
__________
(1) ( طس ) 3265 , وحسنه الألباني في الإرواء : 1995 ، وآداب الزفاف ص109(3/550)
( س ) , وَعَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ :
دَخَلْتُ عَلَى قَرَظَةَ بْنِ كَعْبٍ وَأَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّبفِي عُرْسٍ , وَإِذَا جَوَارٍ يُغَنِّينَ (1) فَقُلْتُ : أَنْتُمَا صَاحِبَا رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَمِنْ أَهْلِ بَدْرٍ , يُفْعَلُ هَذَا عِنْدَكُمْ ؟ , فَقَالَا : اجْلِسْ إِنْ شِئْتَ فَاسْمَعْ مَعَنَا , وَإِنْ شِئْتَ فَاذْهَبْ , " قَدْ رُخِّصَ لَنَا فِي اللَّهِوِ عِنْدَ الْعُرْسِ " (2)
__________
(1) هَذَا الْحَدِيث وَأَمْثَاله يُبَيِّن الْمُرَاد مِنْ الصَّوْت الْوَارِد عِنْد النِّكَاح وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم .شرح سنن النسائي(ج5 / ص 7)
(2) حسنه الألباني في ( س ) : 3383 ، وآداب الزفاف ص110(3/551)
ضَرْبُ الدُّفِّ فِي غَيْرِ النِّكَاح
( ت ) , عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" كَانَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَالِسًا ، فَسَمِعْنَا لَغَطًا وَصَوْتَ صِبْيَانٍ ، فَقَامَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَإِذَا حَبَشِيَّةٌ تَزْفِنُ (1) وَالصِّبْيَانُ حَوْلَهَا (2) فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ , تَعَالَيْ فَانْظُرِي " , فَجِئْتُ فَوَضَعْتُ لَحْيَيَّ عَلَى مَنْكِبِ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهَا ، فَقَالَ لِي : " أَمَا شَبِعْتِ ؟ ، أَمَا شَبِعْتِ ؟ " , قَالَتْ : فَجَعَلْتُ أَقُولُ لَا لِأَنْظُرَ مَنْزِلَتِي عِنْدَهُ , إِذْ طَلَعَ عُمَرُ - رضي الله عنه - ، فَانْفَضَّ النَّاسُ عَنْهَا ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ قَدْ فَرُّوا مِنْ عُمَرَ (3) " , قَالَتْ : فَرَجَعْتُ . (4)
__________
(1) أَيْ : تَرْقُصُ وَتَلْعَبُ . تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 102)
(2) أَيْ : يَنْظُرُونَ إِلَيْهَا وَيَتَفَرَّجُونَ عَلَيْهَا . تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 102)
(3) كَأَنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ ذَلِكَ بِاعْتِبَارِ كَوْنِهِ فِي صُورَةِ اللَّهْوِ وَاللَّعِبِ , وَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ فِيهِ شَيْءٌ , وَلَكِنَّهُ لَيْسَ بِحَرَامٍ ,
وَإِلَّا كَيْفَ رَآهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَرَاهُ عَائِشَةَ . تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 102)
(4) ( ت ) 3691 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3468 , آداب الزفاف : 202(3/552)
( ت ) , وَعَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ " , فَلَمَّا انْصَرَفَ جَاءَتْ جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنِّي كُنْتُ نَذَرْتُ إِنْ رَدَّكَ اللَّهُ سَالِمًا أَنْ أَضْرِبَ بَيْنَ يَدَيْكَ بِالدُّفِّ وَأَتَغَنَّى , فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنْ كُنْتِ نَذَرْتِ فَاضْرِبِي , وَإِلَّا فلَا " , فَجَعَلَتْ تَضْرِبُ , فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - وَهِيَ تَضْرِبُ , ثُمَّ دَخَلَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - وَهِيَ تَضْرِبُ ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ - رضي الله عنه - وَهِيَ تَضْرِبُ , ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ - رضي الله عنه - فَأَلْقَتْ الدُّفَّ تَحْتَ اسْتِهَا (1) ثُمَّ قَعَدَتْ عَلَيْهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَخَافُ مِنْكَ يَا عُمَرُ , إِنِّي كُنْتُ جَالِسًا وَهِيَ تَضْرِبُ , فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَهِيَ تَضْرِبُ , ثُمَّ دَخَلَ عَلِيٌّ وَهِيَ تَضْرِبُ , ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ وَهِيَ تَضْرِبُ , فَلَمَّا دَخَلْتَ أَنْتَ يَا عُمَرُ أَلْقَتْ الدُّفَّ " (2)
__________
(1) أَيْ : أَلْيَتِهَا . تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 101)
(2) ( ت ) 3690 , ( حم ) 23039 , صححه الألباني في الإرواء : 2588 ، والصَّحِيحَة : 1609 ، 2261 ،
ثم قال الألباني : قد يُشْكِل هذا الحديث على بعض الناس , لأن الضرب بالدف معصية في غير النكاح والعيد , والمعصية لَا يجوز نذرها وَلَا الوفاء بها , والذي يبدو لي في ذلك أن نذرها لِما كان فرحا منها بقدومه - صلى الله عليه وسلم - صالحا سالما منتصرا اغتفر لها السبب الذي نذرته لإظهار فرحها خصوصية له - صلى الله عليه وسلم - دون الناس جميعا , فلا يؤخذ منه جواز الدف في الأفراح كلها , لأنه ليس هناك من يفرح به كالفرح به - صلى الله عليه وسلم - , ولمنافاة ذلك لعموم الأدلة المحرمة للمعازف والدفوف وغيرها إِلَّا ما استثني كما ذكرنا آنفا , وقال في الصَّحِيحَة ح2261 : ( تنبيه ) : جاء عقب حديث بريدة في " موارد الظمآن " ( 493 - 494 / 2015 ) زيادة : " وقالت : أشرق البدر علينا ، من ثنيات الوداع ، وجب الشكر علينا ، ما دعا لله داع ، وذكر محققه الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة / تعالى في الحاشية أن هذه الزيادة من الهامش ، وبخط يخالف خط الأصل . وكم كنت أتمنى على الشيخ / أن لَا يطبعها في آخر الحديث ، وأن يدعها حيث وجدها : " في الهامش " وأن يكتفي بالتنبيه عليها في التعليق ، خشية أن يغتر بها بعض من لَا علم عنده ، فإنها زيادة باطلة ، لم ترد في شيء من المصادر المتقدمة ومنها " الإحسان " الذي هو " صحيح ابن حبان " مرتبا على الأبواب الفقهية ، بل ليس لها أصل في شيء من الأحاديث الأخرى ، على شهرتها عند كثير من العامة وأشباههم من الخاصة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استُقْبِل بذلك من النساء والصبيان حين دخل المدينة في هجرته من مكة ، ولا يصح ذلك كما كنت بينته في " الضعيفة " ( 2 / 63 / 598 ) ، ونبهت عليه في الرد على المنتصر الكتاني ( ص 48 ) واستندت في ذلك على الحافظ العراقي ، والعلامة ابن قيم الجوزية , وقد يظن بعضهم أن كل ما يروى في كتب التاريخ والسيرة أن ذلك صار جزءا لَا يتجزأ من التاريخ الإسلامي ، لَا يجوز إنكار شيء منه لِلَّهِ , وهذا جهل فاضح ، وتَنَكُّرٌ بالغ للتاريخ الإسلامي الرائع ، الذي يتميز عن تواريخ الأمم الأخرى بأنه هو وحده الذي يملك الوسيلة العلمية لتمييز ما صح منه مما لم يصح ، وهي نفس الوسيلة التي يميز بها الحديث الصحيح من الضعيف ، أَلَا وهو الإسناد الذي قال فيه بعض السلف : لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء . ولذلك لما فقدت الأمم الأخرى هذه الوسيلة العظمى امتلأ تاريخها بالسخافات والخرافات ، ولا نذهب بالقراء بعيدا ، فهذه كتبهم التي يسمونها بالكتب المقدسة ، اختلط فيها الحابل بالنابل ، فلا يستطيعون تمييز الصحيح من الضعيف مما فيها من الشرائع المنزلة على أنبيائهم ، ولا معرفة شيء من تاريخ حياتهم أبد الدهر ، فهم لَا يزالون في ضلالهم يعمهون ، وفي دياجير الظلام يتيهون لِلَّهِ , فهل يريد منا أولئك الناس أن نستسلم لكل ما يقال : إنه من التاريخ الإسلامي ولو أنكره العلماء ؟ ، ولو لم يرد له ذكر إِلَّا في كتب العجائز من الرجال والنساء ؟ لِلَّهِ وأن نكفر بهذه المزية التي هي من أعلى وأغلى ما تميز به تاريخ الإسلام ؟ لِلَّهِ وأنا أعتقد أن بعضهم لَا تخفى عليه المزية , ولا يمكنه أن يكون طالب علم بل عالما دونها ، ولكنه يتجاهلها ويغض النظر عنها سترًا لجهله بما لم يصح منه ، فيتظاهر بالغيرة على التاريخ الإسلامي ، ويبالغ في الإنكار على من يُعَرِّفُ المسلمين ببعض ما لم يصح منه ، بطرا للحق ، وغَمْطًا للناس . والله المستعان .
( فائدة ) : من المعلوم أن ( الدف ) من المعازف المحرمة في الإسلام , والمتفَق على تحريمها عند الأئمة الأعلام ، كالفقهاء الأربعة وغيرهم , وجاء فيها أحاديث صحيحة خرَّجْتُ بعضها في غير مكان ، وتقدم شيء منها في الصحيحة برقم ( 9 و1806 ) ، ولا يحل منها إِلَّا الدُّف وحده في العرس والعيدين ، فإذا كان كذلك ، فكيف أجاز النبي - صلى الله عليه وسلم - لها أن تفي بنذرها ولا نذر في معصية الله تعالى . والجواب - والله أعلم - لما كان نذرها مقرونا بفرحها بقدومه - صلى الله عليه وسلم - من الغزو سالما ، ألحقه - صلى الله عليه وسلم - بالضرب على الدف في العرس والعيد وما لَا شك فيه ، أن الفرح بسلامته - صلى الله عليه وسلم - أعظم - بما لَا يقاس - من الفرح في العرس والعيد ، ولذلك يبقى هذا الحكم خاصا به - صلى الله عليه وسلم - ، لَا يقاس به غيره ، لأنه من باب قياس الحدادين على الملائكة ، كما يقول بعضهم . وقد ذكر نحو هذا الجمع الإمام الخطابي في " معالم السنن " ، والعلامة صديق حسن خان في " الروضة الندية " ( 2 / 177 - 178 ) أ . هـ(3/553)
( حم ) , وَعَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ - رضي الله عنه - قَالَ :
جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ : " يَا عَائِشَةُ , أَتَعْرِفِينَ هَذِهِ ؟ " , قَالَتْ : لَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ , فَقَالَ : " هَذِهِ قَيْنَةُ (1) بَنِي فُلَانٍ , تُحِبِّينَ أَنْ تُغَنِّيَكِ ؟ " , قَالَتْ : نَعَمْ " فَأَعْطَاهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - طَبَقًا فَغَنَّتْهَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : قَدْ نَفَخَ الشَّيْطَانُ فِي مَنْخِرَيْهَا " (2)
__________
(1) القَيْنَة : الجارية المغنية .
(2) ( حم ) 15758 , ( طب ) 6686 , انظر الصَّحِيحَة : 3821 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(3/554)
( خ م س حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( دَخَلَ عَلَيَّ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( فِي أَيَّامِ مِنًى ) (2) ( - وَرَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَئِذٍ بِالْمَدِينَةِ - ) (3) ( وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الْأَنْصَارِ ) (4) ( - وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ - ) (5) ( تَضْرِبَانِ بِدُفَّيْنِ ) (6) ( وَتُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلَتْ بِهِ (7) الْأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثَ (8) ) (9) ( يَوْمٌ قُتِلَ فِيهِ صَنَادِيدُ (10) الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ ) (11) ( " فَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْفِرَاشِ , وَحَوَّلَ وَجْهَهُ ) (12) ( وَتَسَجَّى (13) بِثَوْبِهِ " ) (14) ( فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - ) (15) ( فَانْتَهَرَهُمَا ) (16) ( وَقَالَ : أَمَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ ) (17) ( " فَكَشَف رَسُولُ اللَّهِ عَنْ وَجْهِهِ وَقَالَ : دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ ) (18) ( إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا " ) (19) ( قَالَتْ : فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُمَا فَخَرَجَتَا ) (20) .
_________
(1) ( خ ) 907
(2) ( خ ) 944 , ( م ) 17 - ( 892 )
(3) ( س ) 1597
(4) ( م ) 16 - ( 892 ) , ( جة ) 1898
(5) ( خ ) 909 , ( م ) 16 - ( 892 ) , ( جة ) 1898
(6) ( س ) 1593 , ( حم ) 24095 , ( خ ) 944
(7) تقاولت : خاطب بعضهم بعضا والمراد : الأشعار .
(8) وَقْعَة بُعَاثٍ كَانَتْ قَبْلَ اَلْهِجْرَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ ، وَهُوَ اَلْمُعْتَمَدُ ، نَعَمْ دَامَتْ اَلْحَرْبُ بَيْنَ اَلْحَيَّيْنِ اَلْأَوْس وَالْخَزْرَج مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً إِلَى اَلْإِسْلَامِ فِي أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ شَهِيرَة ، إِلَى أَنْ كَانَ آخِرَ ذَلِكَ يَوْم بُعَاث , وَكَانَ رَئِيس اَلْأَوْس فِيهِ حُضَيْر وَالِد أَسِيد , وَكَانَ يُقَالُ لَهُ حُضَيْر الْكَتَائِب ، وَجُرِحَ يَوْمئِذٍ ثُمَّ مَاتَ بَعْدَ مُدَّةٍ مِنْ جِرَاحَتِهِ ، وَكَانَ رَئِيس اَلْخَزْرَج عَمْرو بْن اَلنُّعْمَان ، وَجَاءَهُ سَهْم فِي اَلْقِتَالِ فَصَرَعَهُ وَلِحَسَّان وَغَيْرِهِ مِنْ اَلْخَزْرَج وَكَذَا لِقَيْس بْن اَلْحُطَيْم وَغَيْره مِنْ اَلْأَوْس فِي ذَلِكَ أَشْعَار كَثِيرَة مَشْهُورَة فِي دَوَاوِينِهِمْ . فتح الباري لابن حجر - (ج 3 / ص 371)
(9) ( م ) 16 - ( 892 ) , ( خ ) 909
(10) الصناديد : سادة الناس ، وزعماؤهم ، وعظماؤهم ، وأشرافهم .
(11) ( حم ) 25072 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(12) ( خ ) 907 , ( م ) 19 - ( 892 )
(13) أَيْ : تغطى
(14) ( م ) 17 - ( 892 ) , ( س ) 1597 , ( خ ) 3337
(15) ( خ ) 2750
(16) ( خ ) 944 , ( م ) 17 - ( 892 )
(17) ( خ ) 909 , ( م ) 16 - ( 892 )
(18) ( خ ) 944 , ( م ) 17 - ( 892 )
(19) ( خ ) 909 , ( م ) 16 - ( 892 ) , ( س ) 1593 , ( جة ) 1898 , ( حم ) 24585
(20) ( خ ) 907 , ( م ) 19 - ( 892 )(3/555)
( 2 ) الْمَعَازِفُ الْمُحَرَّمَة
( د حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى أُمَّتِي الْخَمْرَ وَالْمَيْسِرَ (1) وَالْمِزْرَ (2) وَالْكُوبَةَ (3) وَالْقِنِّينَ (4) ) (5) ( وَقَالَ : وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " ) (6)
__________
(1) المَيْسِر : القِمار .
(2) ( الْمِزْر ) : نَبِيذٌ يُتَّخَذ مِنْ الذُّرَة أَوْ مِنْ الْحِنْطَة أَوْ الشَّعِير . عون المعبود - (ج 8 / ص 184)
(3) هذه عند ( حم ) قال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح : 2476
وقَالَ سُفْيَانُ : قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ : مَا الْكُوبَةُ ؟ , قَالَ : الطَّبْلُ , وقَالَ صاحب المُغْرِب : ( الْكُوبَةُ ) : الطَّبْلُ الصَّغِيرُ الْمُخَصَّرُ , وَقِيلَ النَّرْدُ .
(4) القنين : البرابط , ومفرده بربط , وهو العود من آلات الموسيقى .
(5) ( حم ) 6547 , انظر الصحيحة : 1708
(6) ( د ) 3685 , ( حم ) 2625(3/556)
( الضياء ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" صَوْتَانِ مَلْعُونَانِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ : صَوْتُ مِزْمَارٍ عِنْدَ نِعْمَةٍ (1) وَصَوْتُ مُرِنَّةٍ (2) عِنْدَ مُصِيبَةٍ " (3)
__________
(1) قال الألباني في الصحيحة : في الحديث تحريم آلات الطرب , لأن المزمار هو الآلة التي يُزمر بها , وهو من الأحاديث الكثيرة التي تَرُدُّ على ابن حزم إباحته لآلات الطرب . أ . هـ
(2) الرَّنَّة : صَوْتٌ مَعَ الْبُكَاء فِيهِ تَرْجِيع كَالْقَلْقَلَةِ وَاللَّقْلَقَة . يُقَال أَرَنَّتْ فَهِيَ مُرِنَّة . ( النووي - ج 1 / ص 213)
(3) الضياء في " المختارة " ( 131 /1 ) , ( بز ) 7513 , ( كنز ) 40661 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3801 , الصَّحِيحَة : 427(3/557)
( د جة حم ) , وَعَنْ نَافِعٍ قَالَ :
( كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - , فَسَمِعَ صَوْتَ زُمَّارَةِ رَاعٍ ، فَأَدْخَلَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ ) (1) ( وَعَدَلَ رَاحِلَتَهُ عَنْ الطَّرِيقِ وَهُوَ يَقُولُ : يَا نَافِعُ أَتَسْمَعُ ؟ ، فَأَقُولُ : نَعَمْ , فَيَمْضِي , حَتَّى قُلْتُ : لَا ) (2) ( فَرَفَعَ إِصْبَعَيْهِ مِنْ أُذُنَيْهِ ) (3) ( وَأَعَادَ رَاحِلَتَهُ إِلَى الطَّرِيقِ ) (4) ( وَقَالَ : كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , " فَسَمِعَ ) (5) ( صَوْتَ زَمَّارَةِ رَاعٍ , فَصَنَعَ مِثْلَ هَذَا " ) (6)
__________
(1) ( جة ) 1901 , ( د ) 4924
(2) ( حم ) 4965 , ( د ) 4924
(3) ( د ) 4924
(4) ( حم ) 4965 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(5) ( د ) 4924
(6) ( حم ) 4965 , ( د ) 4924 , ( جة ) 1901 , وصححه الألباني في هداية الرواة : 4739 , وكتاب ( تحريم آلات الطرب ) ص116 ، وصحيح موارد الظمآن : 1689(3/558)
( س ) , وَعَنْ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ :
كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عُمَرَ - رضي الله عنهما - ْنِ الْوَلِيدِ كِتَابًا فِيهِ : وَقَسْمُ أَبِيكَ لَكَ الْخُمُسُ كُلُّهُ , وَإِنَّمَا سَهْمُ أَبِيكَ كَسَهْمِ رَجُلٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ , وَفِيهِ حَقُّ اللَّهِ وَحَقُّ الرَّسُولِ وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ , فَمَا أَكْثَرَ خُصَمَاءَ أَبِيكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , فَكَيْفَ يَنْجُو مَنْ كَثُرَتْ خُصَمَاؤُهُ ؟ , وَإِظْهَارُكَ الْمَعَازِفَ وَالْمِزْمَارَ بِدْعَةٌ فِي الْإِسْلَامِ , وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَبْعَثَ إِلَيْكَ مَنْ يَجُزُّ (1) جُمَّتَكَ (2) جُمَّةَ السُّوءِ . (3)
__________
(1) أَيْ : يَقْطَع .
(2) الْجُمَّة : هِيَ مِنْ شَعْر الرَّأْس مَا سَقَطَ عَلَى الْمَنْكِبَيْنِ , وَلَا كَرَاهَة فِي اِتِّخَاذ الْجُمَّة , فَلَعَلَّهُ كَرِهَ لِأَنَّهُ كَانَ يَتَبَخْتَر بِهَا فَلِذَلِكَ أَضَافَهَا إِلَى السُّوء , وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم . شرح سنن النسائي - (ج 5 / ص 446)
(3) ( س ) 4135 , وقال الألباني : صحيح الإسناد مقطوع .(3/559)
( 27 ) اِسْتِخْدَامُ الْبَصَرِ فِيمَا يَحْرُم
( 1 ) النَّظَرُ إِلَى الْمَرْأَةِ الْأَجْنَبِيَّة
قَالَ تَعَالَى : { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ , ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ , إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ , وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ } [النور/30، 31]
وَقَالَ تَعَالَى : { وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ , وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى } [طه/131]
( حم مي ) , وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا عَلِيُّ ، إِنَّ لَكَ كَنْزًا مِنْ الْجَنَّةِ , وَإِنَّكَ ذُو قَرْنَيْهَا (1) فلَا تُتْبِعْ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ ) (2) ( فَإِنَّ الْأُولَى لَكَ (3) وَالْآخِرَةَ عَلَيْكَ (4) ) (5) فَإِنَّمَا لَكَ الْأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ (6) "
__________
(1) قرنا الجنة : طرفاها وجانباها .
(2) ( حم ) 1373 , ( حب ) 5570 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1902
(3) أَيْ : النَّظْرَة الْأُولَى إِذَا كَانَتْ مِنْ غَيْر قَصْد . عون المعبود - (ج 5 / ص 34)
(4) أَيْ : النَّظْرَة الْآخِرَة , لِأَنَّهَا بِاخْتِيَارِك فَتَكُون عَلَيْك . عون المعبود - (ج 5 / ص 34)
(5) ( مي ) 2709 , وإسناده جيد .
(6) ( حم ) 1373 , ( ت ) 2777 , ( د ) 2149 , ( حب ) 5570 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7953 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1903(3/560)
( هب ) , وَعَنْ عبد الرحمن بن يزيد (1) قَالَ :
" الْإِثْمُ حوَّازُ الْقُلُوبِ (2) وَمَا مِنْ نَظْرَةٍ إِلَّا وَلِلشَّيْطَانِ فِيهَا مَطْمَعٌ " (3)
__________
(1) التابعي النخعي الكوفي من أتباع ابن مسعود , وهو ثقة اتفاقا .
(2) أَيْ : يحوزها ويتملكها ويغلب عليها . النهاية
(3) ( هب ) 5434 , انظر الصَّحِيحَة : 2613 , صحيح الترغيب والترهيب : 1907(3/561)
( د ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " إِذَا زَوَّجَ أَحَدُكُمْ عَبْدَهُ أَمَتَهُ , فلَا يَنْظُرْ إِلَى عَوْرَتِهَا ) (1) ( لَا يَنْظُرْ إِلَى مَا دُونَ السُّرَّةِ وَفَوْقَ الرُّكْبَةِ " ) (2)
__________
(1) ( د ) 4113
(2) ( د ) 4114 , ( هق ) 3036 , وحسنه الألباني في الإرواء : 1803 ، وقال : ( تنبيه ) : استدل المصنف ( ابن ضويان ) بهذا الحديث على أنه يجوز للرجل أن ينظر من الأمة المُحَرَّمة كالمزوجة إلى ما عدا ما بين السرة والركبة .وفي هذا الاستدلال نظر لَا يخفى , لأن الحديث خاص بالسيد إذا زوج جاريته .ولذلك قال البيهقي ( 7 / 94 ) : " المراد بالحديث نهي السيد عن النظر إلى عورتها إذا زوجها , وهي ما بين السرة إلى الركبة , والسيد معها إذا زوجها كذوي محارمها .إِلَّا أن النضر بن شميل رواه عن سوار أبي حمزة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي ( - صلى الله عليه وسلم - إذا زوج أحدكم عبده أمته أو أجيره فلا تنظر الأمة إلى شيء من عورته فإن ما تحت السرة إلى ركبته من العورة .قال : " وعلى هذا يدل سائر طرقه , وذلك لَا ينبئ عما دلت عليه الرواية الأولى "والصحيح أنها لَا تبدي لسيدها بعدما زوجها ولا الحرة لذوي محارمها إِلَّا ما يظهر منها في حال المهنة . وبالله التوفيق " أ . هـ(3/562)
( 2 ) نَظْرَةُ الْفَجْأَةِ إِلَى الْمَرْأَة الْأَجْنَبِيَّة
( د ) , عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ نَظْرَةِ الْفَجْأَةِ فَقَالَ : " اصْرِفْ بَصَرَكَ " (1)
__________
(1) ( د ) 2148 , ( م ) 45 - ( 2159 ) , ( ت ) 2776(3/563)
( 3 ) نَظَرُ الْمَجْبُوبِ وَالْخَصِيِّ إِلَى الْمَرْأَةِ الْأَجْنَبِيَّة
قَالَ تَعَالَى : { أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ } [النور/31]
( خ م د ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُخَنَّثٌ (1) فَكَانُوا يَعُدُّونَهُ مِنْ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ ، قَالَتْ : " فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا - وَهُوَ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ " وَهُوَ يَنْعَتُ امْرَأَةً - قَالَ : إِذَا أَقْبَلَتْ أَقْبَلَتْ بِأَرْبَعٍ ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ أَدْبَرَتْ بِثَمَانٍ (2) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَلَا أَرَى هَذَا يَعْرِفُ مَا هَاهُنَا ، لَا يَدْخُلَنَّ عَلَيْكُنَّ (3) " ) (4) ( فَقِيلَ : يَا رَسُول اللَّهِ إِنَّهُ إِذَنْ يَمُوتُ مِنْ الْجُوعِ ، " فَأَذِنَ لَهُ أَنْ يَدْخُلَ فِي كُلِّ جُمْعَةٍ مَرَّتَيْنِ , فَيَسْأَلُ ثُمَّ يَرْجِعُ " ) (5) ( قَالَتْ : فَحَجَبُوهُ ) (6) .
__________
(1) الْمُخَنَّثُ : هُوَ الَّذِي يَلِين فِي قَوْله وَيَتَكَسَّر فِي مِشْيَته وَيَنْثَنِي فِيهَا كَالنِّسَاءِ ، وَقَدْ يَكُون خِلْقَة وَقَدْ يَكُون تَصَنُّعًا مِنْ الْفَسَقَة ، وَمَنْ كَانَ ذَلِكَ فِيهِ خِلْقَة فَالْغَالِب مِنْ حَالِهِ أَنَّهُ لَا إِرْب لَهُ فِي النِّسَاء ، وَلِذَلِكَ كَانَ أَزْوَاج النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - يَعْدُدْنَ هَذَا الْمُخَنَّث مِنْ غَيْر أُولِي الْإِرْبَة , وَكُنَّ لَا يَحْجُبْنَهُ إِلَى أَنْ ظَهَرَ مِنْهُ مَا ظَهَرَ مِنْ هَذَا الْكَلَام . عون المعبود - (ج 9 / ص 143)
(2) الْمُرَاد بِالْأَرْبَعِ هِيَ الْعُكَن , جَمْع عُكْنَة , وَهِيَ الطَّيَّة الَّتِي تَكُون فِي الْبَطْن مِنْ كَثْرَة السِّمَن , يُقَال : تَعَكَّنَ الْبَطْن إِذَا صَارَ ذَلِكَ فِيهِ , وَلِكُلِّ عُكْنَة طَرَفَانِ فَإِذَا رَآهُنَّ الرَّائِي مِنْ جِهَة الْبَطْن وَجَدَهُنَّ أَرْبَعًا , وَإِذَا رَآهُنَّ مِنْ جِهَة الظَّهْر وَجَدَهُنَّ ثَمَانِيًا ، وَحَاصِلُه أَنَّهُ وَصَفَهَا بِأَنَّهَا مَمْلُوءَة الْبَدَن بِحَيْثُ يَكُون لِبَطْنِهَا عُكَن وَذَلِكَ لَا يَكُون إِلَّا لِلسَّمِينَةِ مِنْ النِّسَاء , وَجَرَتْ عَادَة الرِّجَال غَالِبًا فِي الرَّغْبَة فِيمَنْ تَكُون بِتِلْكَ الصِّفَة . عون المعبود - (ج 9 / ص 143)
(3) قَالَ النَّوَوِيّ : فِي الْحَدِيث مَنْع الْمُخَنَّث مِنْ الدُّخُول عَلَى النِّسَاء وَمَنْعهنَّ مِنْ الظُّهُور عَلَيْهِ وَبَيَان أَنَّ لَهُ حُكْم الرِّجَال الْفُحُول الرَّاغِبِينَ فِي النِّسَاء فِي هَذَا الْمَعْنَى . عون المعبود - (ج 9 / ص 143)
(4) ( م ) 33 - ( 2181 ) , ( د ) 4107 , ( خ ) 4069
(5) ( د ) 4110 , صححه الألباني في الإرواء تحت حديث : 1797
(6) ( م ) 33 - ( 2181 ) , ( حم ) 25226(3/564)
( 4 ) نَظَرُ الْعَبْدِ إِلَى سَيِّدَتِه
( د ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" أَتَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَاطِمَةَ ك بِعَبْدٍ قَدْ وَهَبَهُ لَهَا " ، قَالَ : وَعَلَى فَاطِمَةَ ثَوْبٌ إِذَا قَنَّعَتْ بِهِ رَأْسَهَا لَمْ يَبْلُغْ رِجْلَيْهَا ، وَإِذَا غَطَّتْ بِهِ رِجْلَيْهَا لَمْ يَبْلُغْ رَأْسَهَا ، " فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا تَلْقَى قَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكِ بَأْسٌ ، إِنَّمَا هُوَ أَبُوكِ وَغُلَامُكِ " (1)
__________
(1) ( د ) 4106 , ( هق ) 13323 , وصححه الألباني في الإرواء : 1799(3/565)
( س ) , وَعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ سَالِمٌ سَبَلَانُ - وَكَانَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها تَسْتَعْجِبُ بِأَمَانَتِهِ وَتَسْتَأْجِرُهُ - قال :
أَرَتْنِي عَائِشَةُ كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَوَضَّأُ ، فَتَمَضْمَضَتْ وَاسْتَنْثَرَتْ ثَلَاثًا ، وَغَسَلَتْ وَجْهَهَا ثَلَاثًا ، ثُمَّ غَسَلَتْ يَدَهَا الْيُمْنَى ثَلَاثًا وَالْيُسْرَى ثَلَاثًا ، وَوَضَعَتْ يَدَهَا فِي مُقَدَّمِ رَأْسِهَا ، ثُمَّ مَسَحَتْ رَأْسَهَا مَسْحَةً وَاحِدَةً إِلَى مُؤَخِّرِهِ ، ثُمَّ أَمَرَّتْ يَديْهَا بِأُذُنَيْهَا ، ثُمَّ مَرَّتْ عَلَى الْخَدَّيْنِ " , قَالَ سَالِمٌ : كُنْتُ آتِيهَا مُكَاتَبًا مَا تَخْتَفِي مِنِّي ، فَتَجْلِسُ بَيْنَ يَدَيَّ وَتَتَحَدَّثُ مَعِي ، حَتَّى جِئْتُهَا ذَاتَ يَوْمٍ فَقُلْتُ : ادْعِ لِي بِالْبَرَكَةِ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَتْ : وَمَا ذَاكَ ؟ قُلْتُ : أَعْتَقَنِي اللَّهُ ، قَالَتْ : بَارَكَ اللَّهُ لَكَ ، وَأَرْخَتْ الْحِجَابَ دُونِي فَلَمْ أَرَهَا بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ . (1)
__________
(1) ( س ) 100(3/566)
( حم ) , وَعَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ (1) قَالَ :
دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها مُكَاتِبٌ (2) لَهَا بِبَقِيَّةِ مُكَاتَبَتِهِ ، فَقَالَتْ لَهُ : أَنْتَ غَيْرُ دَاخِلٍ عَلَيَّ غَيْرَ مَرَّتِكَ هَذِهِ ، فَعَلَيْكَ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَا خَالَطَ قَلْبَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ رَهَجٌ (3) فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ " (4)
__________
(1) هو : القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق , ( أحد الفقهاء بالمدينة ) الطبقة : 3 من الوسطى من التابعين
الوفاة : 106 هـ , روى له : خ م د ت س جة , رتبته عند ابن حجر : ثقة .
(2) المُكاتَب : عَبْدٌ عَلَّقَ سَيِّدُهُ عِتْقَهُ عَلَى إِعْطَائِهِ كَذَا مِنْ الْمَالِ . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 460)
(3) الرَّهَج : هو الغبار .
(4) ( حم ) 24592 , انظر الصَّحِيحَة : 2227 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(3/567)
( 5 ) عَوْرَةُ الْمَرْأَةِ أَمَامَ الْمَحَارِم
( خد ) , عَنْ الحسن قال :
إنْ استَطَعتَ أنْ لا تَنظُر إلى شَعْرِ أَحَدٍ مِن أَهلِكَ ، إلَّا أَن يَكونَ أَهلَكَ أَو صَبِيةً فَافعَل . (1)
__________
(1) ( خد ) 366 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 281(3/568)
( 6 ) عَوْرَةُ الْمَرْأَةِ أَمَامَ الْأَجَانِب (2)
_______________
(2) قال الألباني في الثمر المستطاب ج1 ص299 : وأما المرأة فكلها عورة إلا وجهها وكفيها , وأما كونها عورة فلقوله تعالى : { ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها , وليضربن بخمرهن على جيوبهن , ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن } إلى قوله : { ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن } الآية [ 31 سورة النور ] ) قال ابن حزم في ( المحلى ) : ( فأمرهن الله تعالى بالضرب بالخمار على الجيوب , وهذا نص على ستر العورة والعنق والصدر , وفيه نص على إباحة كشف الوجه لا يمكن غير ذلك , وقوله تعالى : { ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن } نص على أن الرجلين والساقين مما يخفى ولا يحل إبداؤه ) وفي قوله : ( وفيه نص على إباحة كشف الوجه ) نظر , لأن العلماء اختلفوا في المراد من قوله تعالى : { إلا ما ظهر منها } . قال الحافظ ابن كثير : ( أي : لا يظهرن شيئا من الزينة للأجانب , إلا ما لا يمكن إخفاؤه , قال ابن مسعود : كالرداء والثياب , يعني على ما كان يتعاطاه نساء العرب من المقنعة التي تجلل ثيابها وما يبدو من أسافل الثياب , فلا حرج عليها فيه , لأن هذا لا يمكنها إخفاؤها ونظيره في زي النساء ما يظهر من إزارها وما لا يمكن إخفاؤه , وقال بقول ابن مسعود : الحسن وابن سيرين وأبو الجوزاء وإبراهيم النخعي وغيرهم , وقال الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : { ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها } قال : وجهها وكفيها والخاتم . وروي عن ابن عمر وعطاء وعكرمة وسعيد بن جبير وأبي الشعثاء والضحاك وإبراهيم النخعي وغيرهم نحو ذلك . وهذا يحتمل أن يكون تفسيرا للزينة التي نُهِين عن إبدائها كما قال أبو إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص عن عبد الله قال في قوله : { ولا يبدين زينتهن } : الزينة : القرط والدملوج والخلخال والقلادة . قال الحافظ : ويحتمل أن ابن عباس ومن تابعه أرادوا تفسير ما ظهر منها بالوجه والكفين وهذا هو المشهور عند الجمهور , ويستأنس له بالحديث الذي رواه أبو داود في ( سننه ) : عن خالد بن دريك عن عَائِشَة رضي الله عنها أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها وقال : " يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا - وأشار إلى وجهه وكفيه - " . لكن قال أبو داود وأبو حاتم : ( هو مرسل , خالد بن دريك لم يسمع من عائشة ك )
قلت : وكل هذه الآثار والأقوال أو جلها ذكرها ابن جريج بأسانيدها في ( التفسير ) ثم اختار قول ابن عباس ومن تابعه فقال : ( وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من عنى بذلك الوجه والكفين ويدخل في ذلك - إن كان كذلك - الكحل والخاتم والسوار والخضاب , وإنما قلنا ذلك أولى الأقوال , لإجماع الجميع أن على كل مصل أن يستر عورته في صلاته وأن للمرأة أن تكشف وجهها وكفيها في صلاتها , وأن عليها أن تستر ما عدا ذلك من بدنها فإذا كان كذلك من جميعهم إجماعا , كان معلوما بذلك أن لها أن تبدي من بدنها ما لم يكن عورة كما ذلك للرجال لأن ما لم يكن عورة فغير حرام إظهاره , وإذا كان لها إظهار ذلك كان معلوما أنه مما استنثاه الله تعالى ذكره بقوله : { إلا ما ظهر منها } لأن كل ذلك ظاهر منها ) ومال إلى هذا القول القرطبي أيضا , فإنه ذكر في ( تفسيره ) قول ابن عطية : ( ويظهر لي بحكم ألفاظ الآية أن المرأة مأمورة بألا تبدي وأن تجتهد في الإخفاء لكل ما هو زينة , ووقع الاستثناء فيما يظهر بحكم ضرورة حركة فيما لا بد منه أو إصلاح شأن ونحو ذلك ف ( ما ظهر ) على هذا الوجه مما تؤدي إليه الضرورة في النساء فهو المعفو عنه ) . فقال القرطبي : ( قلت : هذا قول حسن , إلا أنه لما كان الغالب من الوجه والكفين ظهورهما عادة وعبادة , وذلك في الصلاة والحج , فيصلح أن يكون الاستثناء راجعا إليهما , يدل على ذلك ما رواه أبو داود عن عائشة ك . . . ) ثم ذكر الحديث السابق عند ابن كثير , ثم قال : ( فهذا أقوى في جانب الاحتياط ولمراعاة فساد الناس , فلا تبدي المرأة من زينتها إلا ما ظهر من وجهها وكفيها ) واعلم أن العلماء اتفقوا كما في ( مراتب الإجماع ) على أن شعر الحرة وجسمها - حاشا وجهها ويديها - عورة . واختلفوا في الوجه اليدين حتى أظفارهما , أعورة هي أم لا ؟ ,وقد ظهر لك من تفسير الآية الكريمة أنها تدل دلالة دقيقة على أن الوجه والكفين منها ليس بعورة , وذلك ما دلت عليه السنة كما يأتي , وقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( المراة عورة , فإذا خرجت استشرفها الشيطان ) أخرجه الترمذي , وهذا سند صحيح على شرط مسلم . وأما أن وجهها وكفيها ليسا بعورة فلقوله في الآية السابقة : { إلا ما ظهر منها } على قول ابن عباس وغيره : إن المراد الوجه والكفان , ويشهد لذلك من السنة :
( 1 ) عن ابن عباس قال : كانت امرأة تصلي خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حسناء من أحسن الناس [ قال ابن عباس : لا والله ما رأيت مثلها قط ] فكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الأول لئلا يراها ويستأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر فإذا ركع نظر من تحت إبطيه [ وجافى يديه ] فأنزل الله تعالى : { ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين } [ الحجر / 24 ] أما قول ابن عباس فرواه ابن جرير كما سبق , وروى نحوه الطحاوي في ( شرح المعاني ) والبيهقي في ( سننه ) عن سعيد بن جبير عنه , ثم رواه البيهقي من طريق عكرمة عنه ثم قال : وروينا عن أنس بن مالك مثل هذا ثم روى بإسناد عن عقبة بن الاصم عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة ك قالت : { ما ظهر منها } : الوجه والكفان لكن عقبة بن الأصم ضعيف , ثم قال البيهقي : وروينا عن ابن عمر أنه قال : الزينة الظاهرة : الوجه والكفان . وروينا معناه عن عطاء بن أبي رباح وسعيد بن جبير , وهو قول الأوزاعي , وقال ابن حزم : ( وقد روينا عن ابن عباس في { ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها } قال : الكف والخاتم والوجه وعن ابن عمر : الوجه والكفان . وعن أنس : الكف والخاتم . وكل هذا عنهم في غاية الصحة , وكذلك أيضا عن عائشة وغيرها من التابعين ) ثم روى البيهقي حديث عائشة مرفوعا : ( إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا - وأشار إلى قول البيهقي : ( مع هذا المرسل قول من مضى من الصحابة - رضي الله عنهم - في بيان ما أباح الله من الزينة الظاهرة فصار القول بذلك قويا ) والله تعالى أعلم .وأما حديث ابن عباس فهو حديث جيد .وأما قول الحافظ ابن كثير في ( تفسيره ) : ( وهذا الحديث فيه نكارة شديدة ) فغير مُسَلَّم , لأن ذلك البعض الذي كان ينظر من تحت إبطه جاز أن يكون من المنافقين أو من جهلة الأعراب , وهذا واضح لا يخفى فلا نكارة ولا إشكال , ولذلك لم نر أحدا ممن خرج الحديث أو ذكره وصفه بالنكارة الشديدة , حتى ولا الحافظ الذهبي المعروف بنقده الدقيق للمتون , بل صححه كما علمت , وهو الذي يقول فيه ابن كثير في ( تاريخه ) وقد ذكر سنة وفاته : ( وقد ختم به شيوخ الحديث وحفاظه / ) والحديث دليل على أن النساء كن يصلين وراء النبي - صلى الله عليه وسلم - مكشوفات الوجوه , ويشهد لذلك حديث عَائِشَة رضي الله عنها كن نساء المؤمنات يشهدن مع النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة الفجر متلفعات بمروطهن , ثم ينقلبن إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة لا يعرفهن أحد من الغلس . أخرجه الشيخان وغيرهما , فإن مفهومه أنهن يُعرَفن لو لم يكن الغلس , ولا يعرفن عادة إلا من الوجوه , ففيه دليل على أن وجه المرأة ليس بعورة في الصلاة , وهو إجماع كما يفيده كلام ابن جرير السابق في تفسير الآية وإذا كان الأمر كذلك فوجهها ليس بعورة خارجها من باب أولى , لأن العلماء متفقون على أن الصلاة يطلب فيها ما لا يطلب خارجها , فإذا ثبت في الشرع جواز أمر ما داخلها كان ذلك دليلا على جوازه خارجها كما لا يخفى , على أنه قد جاء الدليل الصريح على أنه ليس بعورة خارج الصلاة أيضا وهو قولنا :
( 2 ) عن جابر بن عبد الله قال : شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة يوم العيد فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة ثم قام متوكئا على بلال فأمر بتقوى الله وحث على طاعته ووعظ الناس وذكرهم ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكرهن فقال : ( تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم ) فقامت امرأة من النساء سفعاء الخدين فقالت : لم يا رسول الله ؟ قال : ( لأنكن تكثرن الشكاة وتكفرن العشير ) قال : فجعلن يتصدقن من حليهن يلقين في ثوب بلال من أقرطتهن وخواتمهن ) وهذا حديث صحيح أخرجه مسلم والنسائي والدارمي وأحمد , قوله : ( سفعاء الخدين ) أي : فيها تغير وسواد ) . أ . هـ كلام النووي وهذا الحديث يدل على أن النساء كن يحضرن الصلاة مكشوفات الوجوه , ولذلك استطاع الرواي أن يصف بعضهن بأنها سفعاء الخدين ,
( 3 ) وعن ابن عباس أن امرأة من خثعم استفتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع [ يوم النحر ] والفضل بن عباس رديف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . . . الحديث فأخذ الفضل بن عباس يلتفت إليها وكانت امرأة حسناء [ وتنظر إليه ] فأخذ رسول الله > الفضل فحول وجهه من الشق الآخر . زاد غيره : فقال له العباس : يا رسول الله لم لويت عنق ابن عمك ؟ قال : رأيت شابا وشابة فلم آمن الشيطان عليهما ) وهو عند البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي أيضا وكذا أحمد , والحديث فيه دلالة واضحة على أن الوجه من المرأة ليس بعورة , لأنه ( لو كان الوجه عورة يلزم ستره لما أقرها × على كشفه بحضرة الناس , ولأمرها أن تسبل عليه من فوق , ولو كان وجهها مغطى ما عرف ابن عباس أحسناء هي أم شوهاء ) قاله بن حزم .فثبت بذلك كله أن وجهها ليس بعورة لا في الصلاة ولا خارجها , وهو قول أكثر العلماء كما في ( بداية المجتهد ) وهو مذهب الأئمة الثلاثة أبي حنيفة ومالك والشافعي وغيرهم كما في ( المجموع ) .
واحتج بذلك بعض الفقهاء بالنظر أيضا , وهو أن الحاجة تدعو إلى إبراز الوجه للبيع والشراء وإلى إبراز الكف للأخذ والعطاء فلم يجعل ذلك عورة ,
( 4 ) عن عائشة رضي الله عنها أن هند بنت عتبة قالت : يا نبي الله بايعني ؟ [ فنظر إلى يدها ف ] قال : ( لا أبايعك حتى تغيري كفيك كأنهما كفا سبع ) وهذا حديث حسن أخرجه أبو داود في ( السنن ) ففي هذا الحديث دلالة ظاهرة على أن كف المرأة ليس بعورة , لأنه × نظر إليه وأمر بخضبه ليكون ذلك فارقا من الفوارق بين الرجل والمرأة , وفي ذلك إقرار منه - صلى الله عليه وسلم - لكشفه من المرأة , وفي الباب عن ابن عباس طقيل له : أشهدت العيد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : نعم ولولا مكاني من الصغر ما شهدته حتى أتى العلم الذي عند دار كثير بن الصلت فصلى ثم خطب ثم أتى النساء ومعه بلال فوعظهن وذكرهن وأمرهن بالصدقة فرأيتهن يهوين بأيديهن يقفنه في ثوب بلال ثم انطلق هو وبلال إلى بيته . أخرجه البخاري ولم يورد ابن حزم في الباب غيره قال : ( فهذا ابن عباس بحضرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى أيديهن , فصح أن اليد من المرأة والوجه ليسا عورة وما عداهما ففرض عليها ستره ) . أ . هـ(3/569)
( طس ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ , فَإِذَا خَرَجَتْ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ (1) وَإِنَّهَا لَا تَكُونُ أَقْرَبَ إِلَى اللَّهِ مِنْهَا فِي قَعْرِ بَيْتِهَا (2) " (3)
__________
(1) مَعْنَى اسْتَشْرَفَهَا : أَقْبَلَ عَلَيْهَا بِبَصَرِهِ , كِنَايَةً عَنْ تَشْمِيرِهِ لِإِغْوَائِهَا .
(2) قال الألباني في الصحيحة (6 / 187) : ( فائدة ) : يطيب لبعض المتشددين على المرأة أن يستدلوا بهذا الحديث على أن وجه المرأة عورة على الأجانب ، ولا دليل فيه البتة ، لأن المعنى كما قال ابن الأثير في " النهاية " : " جعلها نفسها عورة ، لأنها إذا ظهرت يستحيا منها كما يستحيا من العورة إذا ظهرت " . ويؤكد هذا المعنى تمام الحديث : " وإذا خرجت استشرفها الشيطان " . قال الشيخ علي القاري في " المرقاة " ( 3 / 411 ) : " أي زينها في نظر الرجال . وقيل أي نظر إليها ليغويها ، ويغوي بها " . وأصل ( الاستشراف ) أن تضع يدك على حاجبك وتنظر ، كالذي يستظل من الشمس حتى يستبين الشيء وأصله من الشرف : العلو ، كأنه ينظر إليه من موضع مرتفع فيكون أكثر لإدراكه . " نهاية " . وإن مما لا شك فيه أن الاستشراف المذكور يشمل المرأة ولو كانت ساترة لوجهها ، فهي عورة على كل حال عند خروجها ، فلا علاقة للحديث بكون وجه المرأة عورة بالمعنى الفقهي ، فتأمل
منصفا . وجمهور العلماء على أنه ليس بعورة ، وبيان ذلك في كتابي " جلباب المرأة المسلمة " ، وقد طبع حديثا بهذا الاسم " جلباب ... " بديل " حجاب ... " سابقا لنكتة ذكرتها في المقدمة . وقد رددت فيه على المتشددين بما فيه الكفاية ، وأحلت من شاء التفصيل على كتابي المفرد في الرد بإسهاب وتفصيل ، تتبعت فيه شبهاتهم ، وأنها قائمة على أدلة واهية رواية ودراية ، واجتماعيا ، وسميته اسما يلخص لك مضمونه : " الرد المفحم على من خالف العلماء وتشدد وتعصب وألزم المرأة أن تستر وجهها وكفيها وأوجب ولم يقنع بقولهم إنه سنة ومستحب " . . أ . هـ
(3) ( طس ) 2890 , ( حب ) 5599 , ( ت ) 1173 , انظر الصَّحِيحَة : 2688(3/570)
( د ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
دَخَلَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ ك عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَيْهَا ثِيَابٌ رِقَاقٌ ، " فَأَعْرَضَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ : يَا أَسْمَاءُ ، إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتْ الْمَحِيضَ ، لَمْ يَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلَّا هَذَا وَهَذَا - وَأَشَارَ إِلَى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ - " (1)
__________
(1) ( د ) 4104 , ( هق ) 3034 , وصححه الألباني في صَحِيح الْجَامِع : 7847 , وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2045 ، والمشكاة : 4372 , وغاية المرام : 187 , وقال في الإرواء حديث : 1795 منقطع ضعيف السند , لكن له شاهد من حديث أسماء بنت عميس بنحوه وقال : " ثياب شامية واسعة الاكمام بدل ثياب رقاق " . أخرجه البيهقي ( 7 / 76 ) , فالحديث بمجموع الطريقين حسن ما كان منه من كلامه - صلى الله عليه وسلم - , وأما السبب فضعيف لاختلاف لفظه في الطريقين كما ذكرت . أ . هـ
وراجع الكلام على طرق هذا الحديث في " الرد المفحم " ص79 وما بعدها فإنه مهم جدا , ولولا طول البحث هناك لذكرته هنا .ع(3/571)
( ش ) , وَنَافِعٍ عن ابْنِ عُمَرَ قَالَ : الزِّينَةُ الظَّاهِرَةُ : الْوَجْهُ وَالْكَفَّانِ . (1)
__________
(1) ( ش ) 17290 , وصححه الألباني في الرد المفحم ص129(3/572)
( ش ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : { وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا } (1)
قَالَ : الْكَفُّ وَرُقْعَةُ الْوَجْهِ . (2)
__________
(1) [النور/31]
(2) ( ش ) 17003 , وصححه الألباني في الإرواء تحت حديث : 1790 ، وفي تمام المنة ص160
وقال : وروي نحوه عن ابن عمر بسند صحيح أيضا , فهذان الأثران الصحيحان مما يتقوي حديث عائشة مرفوعا : " أن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إِلَّا هذا وأشار إلى وجهه وكفيه " , وقد شرحت ذلك في المصدر المذكور آنفا بما لَا مزيد عليه , وقد تجاهل ذلك كله بعض أهل الأهواء , فنسبونا إلى ما الله يعلم أني بريء منه , هداهم الله . أ . هـ(3/573)
( خ م ت د ن ) , وَعَنْ أَبِي طَلْحَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنَّا قُعُودًا بِالْأَفْنِيَةِ نَتَحَدَّثُ , فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَامَ عَلَيْنَا فَقَالَ : " مَا لَكُمْ وَلِمَجَالِسِ الصُّعُدَاتِ ؟ ، اجْتَنِبُوا مَجَالِسَ الصُّعُدَاتِ " , فَقُلْنَا : ) (1) ( يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (2) ( إِنَّمَا قَعَدْنَا لِغَيْرِمَا بَأْسٍ , قَعَدْنَا نَتَذَاكَرُ وَنَتَحَدَّثُ ) (3) وفي رواية : ( مَا لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا بُدٌّ ) (4) ( نَغْتَمُّ فِي الْبُيُوتِ فَنَبْرُزُ فَنَتَحَدَّثُ ) (5) ( قَالَ : " فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ " ) (6) ( قَالُوا : وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " غَضُّ الْبَصَرِ (7) وَكَفُّ الْأَذَى , وَرَدُّ السَّلَامِ ) (8) ( وَحُسْنُ الْكَلَامِ ) (9) ( وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ ) (10) ( وَإِرْشَادُ السَّبِيلِ ) (11) ( وَتُغِيثُوا الْمَلْهُوفَ (12) " ) (13) وَأَعِينُوا الْمَظْلُومَ (14) .
__________
(1) ( م ) 2 - ( 2161 ) , ( خ ) 2333
(2) ( خ ) 5875
(3) ( م ) 2 - ( 2161 )
(4) ( خ ) 5875 , ( م ) 114 - ( 2121 )
(5) ( ن ) 11362 , ( خ ) 2333
(6) ( م ) 114 - ( 2121 ) , ( خ ) 2333
(7) قال الألباني في ( جلباب المرأة المسلمة ) ص76 : ويؤيد ذلك قوله تعالى : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ) [ النور : 30 ] فإنها تُشْعِر بأن في المرأة شيئا مكشوفا يمكن النظر إليه , فلذلك أمَر تعالى بغضِّ النظر عنهن , وما ذلك غير الوجه والكفين .
ومثلها قوله صلى الله عليه وسلم : ( يا علي لا تتبع النظرة النظرة , فإن لك الأولى وليست لك الآخرة ) . أ . هـ
(8) ( خ ) 5875 , ( د ) 4815 , ( م ) 2 - ( 2161 )
(9) ( م ) 2 - ( 2161 )
(10) ( خ ) 5875 , ( م ) 114 - ( 2121 ) , ( د ) 4815 , ( حم ) 11327
(11) ( د ) 4816 , ( حب ) 596 , انظر الصحيحة : 2501 , وتحت الحديث : 1561
(12) ( الملهوف ) صفة ذا الحاجة , أي المكروب المحتاج .
(13) ( د ) 4817
(14) ( ت ) 2726 , ( حم ) 18506 , انظر صحيح الجامع : 1407 , والصحيحة : 1561(3/574)
( ش ) , عَنْ قَيْسٍ بن أَبي حازم قَالَ :
دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - نَعُودُهُ وَهُوَ مَرِيضٌ ، فَحَمَلَنَا عَلَى فَرَسَيْنِ ، وَرَأَيْتُ أَسْمَاءَ مَوْشُومَةَ الْيَدَيْنِ (1) تَذُبُّ عَنْهُ (2) . (3)
__________
(1) كانوا وشموها في الجاهلية نحو وشم البربر .
(2) قال الألباني في الرد المفحم ص94 وقد عارض هذا الأثر بعض من لا علم عنده من المقلدة بآية ( الضرب بالخمر ) زاعما بأنها تعني تغطية الوجه وقد سبق إبطال ذلك بما لا مزيد عليه كما زعم أن كشف يديها كان للذب بها عن أبي بكر وهذه ضرورة كذا قال المسكين كأنه لا يعلم أنها لم تكن محرمة يحرم عليها القفازان وأن الذب المذكور يمكن أن يكون باليد الواحدة فأين الضرورة المجوزة للكشف عن اليدين كلتيهما والضرورة - لو كانت - فهي تقدر بقدرها كما يقول العلماء لقد ورث هذا وأمثاله من مقلديهم تسليط سيف التعطيل على النصوص وإبطال دلالاتها الصريحة دفاعا عن معاني مزعومة لا حقيقة لها فهل من معتبر ؟ . أ . هـ
(3) ( ش ) 20709 , ( الآحاد والمثاني ) ج1/ص78 ح24 , وصححه الألباني في الرد المفحم ص94 , وجلباب المرأة المسلمة ص96(3/575)
( ت س ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ ، لَمْ يَنْظُرْ اللَّهُ إِلَيْهِ [ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " ] (1) فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ ك : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَيْفَ تَصْنَعُ النِّسَاءُ بِذُيُولِهِنَّ ، قَالَ : " يُرْخِينَهُ شِبْرًا " , فَقَالَتْ : إِذًا تَنْكَشِفُ أَقْدَامُهُنَّ ، قَالَ : " فَيُرْخِينَهُ ذِرَاعًا لَا يَزِدْنَ عَلَيْهِ (2) " (3)
__________
(1) ( ت ) 1731
(2) قال البيهقي : وَفِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى وُجُوبِ سَتْرِ قَدَمَيْهَا , انظر ( هق ) 3070
قَالَ النَّوَوِيُّ : أَجْمَعُوا عَلَى جَوَازِ الْجَرِّ لِلنِّسَاءِ . تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 423)
قَالَ أَبُو عِيسَى : وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ رُخْصَةٌ لِلنِّسَاءِ فِي جَرِّ الْإِزَارِ , لِأَنَّهُ يَكُونُ أَسْتَرَ لَهُنَّ . ( ت ) 1732
(3) ( س ) 5336 , ( ت ) 1731 , ( د ) 4119 , ( جة ) 3581 , ( حم ) 4489 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3440 , الصَّحِيحَة : 460 , 1864(3/576)
( ابن سعد ) , وَعَنْ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ :
قدم المنذر بن الزبير من العراق ، فأرسل إلى أسماء بنت أبي بكر بكسوة من ثياب مروية وقوهية رقاق عتاق بعدما كف بصرها ، قال : فلمستها بيدها ثم قالت : أف ردوا عليه كسوته ، فشق ذلك عليه وقال : يا أمه إنه لا يشف ، فَقالت : إنها إن لم تشف فإنها تصف . (1)
__________
(1) ( الطبقات الكبرى لابن سعد ) - (8 / 252) ، انظر جلباب المرأة المسلمة ص127(3/577)
( 7 ) عَوْرَةُ الْأَمَةِ أَمَامَ الْأَجَانِب
( خ ) , عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ :
دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها وَعَلَيْهَا دِرْعُ قِطْرٍ (1) ثَمَنُهُ خَمْسَةِ دَرَاهِمَ ، فَقَالَتْ : ارْفَعْ بَصَرَكَ إِلَى جَارِيَتِي انْظُرْ إِلَيْهَا ، فَإِنَّهَا تُزْهَى (2) أَنْ تَلْبَسَهُ فِي الْبَيْتِ ، وَقَدْ كَانَ لِي مِنْهُنَّ دِرْعٌ عَلَى عَهْدِ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَمَا كَانَتْ امْرَأَةٌ تُقَيَّنُ (3) بِالْمَدِينَةِ إِلَّا أَرْسَلَتْ إِلَيَّ تَسْتَعِيرُهُ (4) " (5)
__________
(1) اَلدِّرْع : قَمِيص اَلْمَرْأَة , وَالْقِطْر ثِيَاب مِنْ غَلِيظ اَلْقُطْن وَغَيْرِهِ , وَقِيلَ : مِنْ اَلْقُطْنِ خَاصَّة , وَقَالَ اَلْأَزْهَرِيُّ : اَلثِّيَابُ اَلْقِطْرِيَّة مَنْسُوبَة إِلَى قِطْر قَرْيَة فِي اَلْبَحْرِينِ فَكَسَرُوا اَلْقَافَ لِلنِّسْبَةِ وَخَفَّفُوا . فتح الباري (ج 8 / ص 128)
(2) أَيْ : تَأْنَفُ أَوْ تَتَكَبَّرُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 128)
(3) أَيْ : تُزَيُّنُ , مِنْ قَانَ اَلشَّيْء قِيَانَةً , أَيْ : أَصْلَحَهُ , وَالْقَيْنَة تُقَالُ لِلْمَاشِطَةِ وَلِلْمُغَنِّيَةِ وَلِلْأَمَةِ مُطْلَقًا . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 128)
(4) قَالَ اِبْن اَلْجَوْزِيِّ : أَرَادَتْ عَائِشَة ك أَنَّهُمْ كَانُوا أَوَّلًا فِي حَالٍ ضَيِّقٍ , وَكَانَ اَلشَّيْء اَلْمُحْتَقَر عِنْدَهُمْ إِذْ ذَاكَ عَظِيم اَلْقَدْرِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 128)
(5) ( خ ) 2485 , ( طس ) 3761(3/578)
( عب ش ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
دَخَلَتْ أَمَةٌ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَدْ كَانَ يَعْرِفُهَا لِبَعْضِ الْأَنْصَارِ وَعَلَيْهَا جِلْبَابٌ مُتَقَنِّعَةً بِهِ ، فَسَأَلَهَا : أَعَتَقَتْ ؟ ، قَالَتْ : لَا ، قَالَ : فَمَا بَالُ الْجِلْبَابِ ؟ ، ضَعِيهِ عَنْ رَأْسِك اكْشِفِي رَأْسَكِ (1) إنَّمَا الْجِلْبَابُ عَلَى الْحَرَائِرِ مِنْ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ [ فلَا تَشَبَّهِي بِالْحَرَائِرِ ] (2) فَتَلَكَّأَتْ ، فَقَامَ إلَيْهَا بِالدِّرَّةِ فَضَرَبَ بِهَا بِرَأْسِهَا حَتَّى أَلْقَتْهُ عَنْ رَأْسِهَا . (3)
__________
(1) ( عب ) 5064
(2) ( ش ) 6236
(3) ( ش ) 6240 , ( عب ) 5064 , صححه الألباني في الارواء : 1796 ، وتحت الحديث : 1796 , وقال : وهذا سند صحيح على شرط مسلم .(3/579)
( هق ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
كُنَّ إِمَاءُ عُمَرَ - رضي الله عنه - يَخْدِمْنَنَا كَاشِفَاتٍ عَنْ شُعُورِهِنَّ تَضْطَرِبُ ثُدِيُّهُنَّ . (1)
__________
(1) ( هق ) 3038 , وحسنه الألباني في الإرواء تحت حديث : 1796 ، وفي كتاب ( حِجَابُ الْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَة ) ص43(3/580)
( 8 ) اَلرُّخْصَةُ فِي النَّظَرِ إِلَى الْمَرْأَةِ الْأَجْنَبِيَّة
النَّظَرُ إِلَى الْمَرْأَةِ الْأَجْنَبِيَّةِ عِنْدِ إِرَادَةِ النِّكَاح
( م ت س ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنْتُ عَنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ ) (1) ( خَطَبَ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ ، فقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " هَلْ نَظَرْتَ إِلَيْهَا ؟ " , قَالَ : لَا ) (2) ( قَالَ : " فَاذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا ، فَإِنَّ فِي أَعْيُنِ الْأَنْصَارِ شَيْئًا (3) ) (4) انْظُرْ إِلَيْهَا , فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا (5) "
__________
(1) ( م ) 74 - ( 1424 )
(2) ( س ) 3234 , ( م ) 74 - ( 1424 )
(3) قِيلَ : الْمُرَاد صِغَر ، وَقِيلَ : زُرْقَة ، وَفِي هَذَا دَلَالَة لِجَوَازِ ذِكْر مِثْل هَذَا لِلنَّصِيحَةِ ، وَفِيهِ اِسْتِحْبَاب النَّظَر إِلَى وَجْه مَنْ يُرِيد تَزَوُّجهَا ، ثُمَّ إِنَّهُ إِنَّمَا يُبَاح لَهُ النَّظَر إِلَى وَجْههَا وَكَفَّيْهَا فَقَطْ لِأَنَّهُمَا لَيْسَا بِعَوْرَةٍ ، وَلِأَنَّهُ يُسْتَدَلّ بِالْوَجْهِ عَلَى الْجَمَال أَوْ ضِدّه ، وَبِالْكَفَّيْنِ عَلَى خُصُوبَة الْبَدَن أَوْ عَدَمهَا . هَذَا مَذْهَبنَا وَمَذْهَب الْأَكْثَرِينَ . وَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ : يَنْظُر إِلَى مَوَاضِع اللَّحْم ، وَقَالَ دَاوُدَ : يَنْظُر إِلَى جَمِيع بَدَنهَا ، وَهَذَا خَطَأ ظَاهِر مُنَابِذ لِأُصُولِ السُّنَّة وَالْإِجْمَاع ، ثُمَّ مَذْهَبنَا وَمَذْهَب مَالِك وَأَحْمَد وَالْجُمْهُور أَنَّهُ لَا يُشْتَرَط فِي جَوَاز هَذَا النَّظَر رِضَاهَا ، بَلْ لَهُ ذَلِكَ فِي غَفْلَتهَا ، وَمَنْ غَيْر تَقَدُّم إِعْلَام ، لِأَنَّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ أَذِنَ فِي ذَلِكَ مُطْلَقًا ، وَلَمْ يَشْتَرِط اِسْتِئْذَانهَا ، وَلِأَنَّهَا تَسْتَحْيِي غَالِبًا مِنْ الْإِذْن وَلِأَنَّ فِي ذَلِكَ تَغْرِيرًا ، فَرُبَّمَا رَآهَا فَلَمْ تُعْجِبهُ فَيَتْرُكهَا فَتَنْكَسِر وَتَتَأَذَّى ، وَلِهَذَا قَالَ أَصْحَابنَا : يُسْتَحَبّ أَنْ يَكُون نَظَره إِلَيْهَا قَبْل الْخِطْبَة , حَتَّى إِنْ كَرِهَهَا تَرَكَهَا مِنْ غَيْر إِيذَاء , بِخِلَافِ مَا إِذَا تَرَكَهَا بَعْد الْخِطْبَة . وَاَللَّه أَعْلَم .
قَالَ أَصْحَابنَا : وَإِذَا لَمْ يُمْكِنهُ النَّظَر اُسْتُحِبَّ لَهُ أَنْ يَبْعَث اِمْرَأَة يَثِق بِهَا تَنْظُر إِلَيْهَا وَتُخْبِرهُ , وَيَكُون ذَلِكَ قَبْل الْخِطْبَة لِمَا ذَكَرْنَاهُ . شرح النووي على مسلم - (ج 5 / ص 132)
(4) ( م ) 74 - ( 1424 ) , ( س ) 3247 , ( حم ) 7829
(5) ( ت ) 1087 , ( س ) 3235 , ( حم ) 18179
( أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا ) أَيْ : أَنْ يُؤَلِّفَ وَيُوَفِّقَ بَيْنَكُمَا ، يَعْنِي يَكُونُ بَيْنَكُمَا الْأُلْفَةُ وَالْمَحَبَّةُ ؛ لِأَنَّه إِذَا تَزَوَّجَهَا بَعْدَ مَعْرِفَةٍ , لَا يَكُونُ بَعْدَهَا غَالِبًا نَدَامَةٌ . تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 153)(3/581)
( خ ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( جَاءَتْ امْرَأَةٌ إلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي قَدْ ) (1) ( جِئْتُ لِأَهَبَ لَكَ نَفْسِي ) (2) ( " فَنَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَصَعَّدَ النَّظَرَ فِيهَا وَصَوَّبَهُ ) (3) ( ثُمَّ طَأْطَأَ رَأْسَهُ " ) (4)
__________
(1) ( خ ) 2187
(2) ( خ ) 4742
(3) ( خ ) 4799
(4) ( خ ) 4742(3/582)
( 14 ) نَظَر اَلْمَرْأَة إِلَى اَلرَّجُل
قَالَ تَعَالَى : { وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ } [النور/31]
( خ م ) , وَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَعِنْدَهُ أُمُّ سَلَمَةَ ك ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُ ثُمَّ قَامَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لأُمِّ سَلَمَةَ : " مَنْ هَذَا ؟ " , قَالَتْ : هَذَا دِحْيَةُ (1) قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : وَايْمُ اللَّهِ مَا حَسِبْتُهُ إِلَّا إِيَّاهُ , " حَتَّى سَمِعْتُ خُطْبَةَ نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُخْبِرُ خَبَرَ جِبْرِيلَ " (2)
__________
(1) هُوَ ابْنُ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيُّ ، صَحَابِيٌّ جَلِيلٌ , كَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهًا ، وَأَسْلَمَ قَدِيمًا ، وَبَعَثَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي آخِرِ سَنَةِ سِتٍّ بَعْدَ أَنْ رَجَعَ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ بِكِتَابِهِ إِلَى هِرَقْلَ ، وَمَاتَ دِحْيَةُ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ . فتح الباري لابن حجر - ( ح7)
(2) ( خ ) 3435 , ( م ) 2451(3/583)
( خ م حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( أُصِيبَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ - رضي الله عنه - يَوْمَ الْخَنْدَقِ , رَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ فِي الْأَكْحَلِ (1) " , فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَيْمَةً فِي الْمَسْجِدِ لِيَعُودَهُ مِنْ قَرِيبٍ ) (2) ( فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ الْأَحْزَابِ ) (3) ( وَضَعَ السِّلَاحَ ) (4) ( وَدَخَلَ الْمُغْتَسَلَ لِيَغْتَسِلَ ) (5) ( فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ - عليه السلام - ) (6) ( فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ أَوَضَعْتُمْ أَسْلِحَتَكُمْ ؟ , وَاللَّهِ مَا وَضَعْنَا أَسْلِحَتَنَا بَعْدُ ) (7) ( فَاخْرُجْ إِلَيْهِمْ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِلَى أَيْنَ ؟ , قَالَ : هَا هُنَا - وَأَشَارَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ - ) (8) ( قَالَتْ عَائِشَةُ : فَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ - عليه السلام - مِنْ خَلَلِ الْبَابِ وَقَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ مِنَ الْغُبَارُ ) (9) "
__________
(1) ( الْأَكْحَل ) : عِرْقٌ فِي وَسَطِ الذِّرَاعِ ، قَالَ الْخَلِيل : هُوَ عِرْق الْحَيَاة , وَيُقَال : إِنْ فِي كُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ شُعْبَةٌ , فَهُوَ فِي الْيَدِ الْأَكْحَلِ , وَفِي الظَّهْرِ الْأَبْهَرِ , وَفِي الْفَخِذِ النَّسَا , إِذَا قُطِعَ لَمْ يَرْقَأْ الدَّمُ .فتح الباري(ج 11 / ص 455)
(2) ( خ ) 3896
(3) ( حم ) 25038 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح , ( خ ) 2658
(4) ( خ ) 3896 , ( م ) 1769
(5) ( حم ) 25038 , ( خ ) 2658
(6) ( خ ) 3896 , ( م ) 1769
(7) ( حم ) 26442 , ( خ ) 3896 , ( م ) 1769
(8) ( خ ) 3891 , ( م ) 1769
(9) ( حم ) 26442 , 25038 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .(3/584)
(م ط د ت س) فاطمة بنت قيس - رضي الله عنها - قال أبو سلمة بن عبد الرحمن عنها : «إن أبا عمرو بن حفص طلَّقها أَلبَتَّةَ وهو غائب فأرسل إِليها وَكِيلُه بشعير ، فَسَخِطَتْهُ ، فقال : والله مالكِ علينا من شيء ، فجاءت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فذكرتْ ذلك له ، فقال : ليس لكِ عليه نفقة ، فأمرها أن تعتدَّ في بيت أم شَريك ، ثم قال : تلك امرأة يَغْشَاها أصحابي ، اعْتَدِّي عند ابن أُمّ مكتوم ، فإنه رجل أعمى ، تَضَعِين ثيابكِ ، فإذا حَلَلْتِ فَآذِنيني » .(3/585)
( د ) , وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَعِنْدَهُ مَيْمُونَةُ , فَأَقْبَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ - وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ أُمِرْنَا بِالْحِجَابِ - فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : " احْتَجِبَا مِنْهُ " , فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَيْسَ أَعْمَى لَا يُبْصِرُنَا وَلَا يَعْرِفُنَا ؟ , فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : " أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا ؟ , أَلَسْتُمَا تُبْصِرَانِهِ ؟ " (1) ( ضعيف )
__________
(1) قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (12 / 899 ح5958) : منكر . أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي في (( الكبرى )) ( 2 / 224 - 225 - المصورة ) وأحمد وغيرهم ؛ كأبي يعلى في (( مسنده )) ( 6922 ) ، ومن طريقه ابن حبان ( 1968 ) ومن طريق غيره أيضاً ( 1457 ) ، والطبراني في (( الكبير )) ( 23 / 302 / 678 و 400 / 956 ) ، وابن سعد في (( الطبقات )) ( 8 / 175 - 176 ) كلهم من طريق نبهان عن أم سلمة وقال النسائي : (( ما نعلم أحداً روى عن نبهان غير الزهري )) . وأقره المزي في (( التهذيب )) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة نبهان هذا ، كما كنت بينته في (( الإرواء )) ( 1769 ، 1806 ) بزيادة في تخريج الحديث في الموضع الثاني ،
وإنما أعدت تخريجه هنا لأمرين : الأول : أن بعض ذوي الأهواء والمتشددين في موضوع وجه المرأة وكفيها ، القائلين بأن ذلك منها عورة احتجوا بهذا الحديث ؛ مغترين بتصحيح من صححه ؛ كالترمذي وغيره من المتقدمين ، وكالحافظ العسقلاني من المتأخرين لِلَّهِ فأقول : كانت حجتي - ولا تزال - في تضعيف هذا الحديث جهالة نبهان هذا ؛ كما صرح بها ابن حزم ، وأقره الذهبي في (( الضعفاء )) .
ثم رأيت فائدة هامة في كتاب (( شرح منتهى الإرادات )) للشيخ منصور بن يونس البهوتى ، فأحببت أن أسجلها هنا لعزتها , قال رحمه الله تعالى ( 3 / 6 ) بعد أن ذكر الحديث برواية أبي داود : (( وقال أحمد : نبهان روى حديثين عجيبين : هذا الحديث . والآخر : (( إذا كان لإحداكن مكاتب ؛ فلتحتجب منه )) . كأنه أشار إلى ضعف حديثه ؛ إذ لم يرو إلا هذين الحديثين المخالفين للأصول . وقال ابن عبد البر : نبهان مجهول ، وليس بمعروف بحمل العلم ، ولا يعرف إلا بهذا الحديث وحديث آخر ))
قلت : وهذه الفائدة قد ذكرها الشيخ البهوتي في كتابه الآخر : (( منار السبيل )) ( 2 / 140 ) الذي خرجت أحاديثه في كتابي (( إرواء الغليل )) ، وقد فاتني ذكرها في التخريج ؛ لأن الذي نسخ الأحاديث منه لم يذكرها مع الحديث . ولكل أجل كتاب .
وقال البيهقي ( 15 / 327 ) : قال الشافعي : " لم أر من ارتضيتُ من أهل العلم يُثبِت هذا الحديث " .
إذا تبين لك ما ذكرنا من التحقيق ؛ فلا يهمنك تصحيح من صحح الحديث ؛ فإنه إما لتساهُل عُرف به كالترمذي وابن حبان ، وإما لشبهة تعلق بها ؛ كقول الحافظ في " الفتح " ( 9 / 337 ) : " وإسناده قوي ، وأكثر ما علل به انفراد الزهري بالرواية عن نبهان ، وليست بعلة قادحة ؛ فإن من يعرفه الزهري ويصفه بأنه مكاتب أم سلمة ، ولم يجرحه أحد ؛ لا تُرد روايته " كذا قال لِلَّهِ وليس يخفى على البصير أن وصف الزهري لنبهان بما ذُكر ليس له علاقة بالتوثيق بوجه من الوجوه مُطْلَقًا ، وهل هو إلا كما لو قال : " عبد فلان ، أو " أخو فلان " ؛ بل و " ابن فلان " ونحو ذلك من الأوصاف التي لا تُسْمن ولا تُغني من جوع في التعديل والتوثيق لِلَّهِ وكل من له معرفة بهذا العلم وتتبع لتراجم الرواة يجد أمثلة كثيرة من هذا النوع ؛ مثل أبي الأحوص مولى بني كعب ، و أبي عثمان ابن سنة الخزاعي الكعبي ؛ فقد روى عنهما الزهري ، ومع ذلك لم يوثقهما الحافظ ؛ بل قال فيهما كما قال في نبهان : " مقبول " ؛ أي : غير مقبول إلا إذا توبع لِلَّهِ هذا هو مراده كما تقدم .
وكذلك فعل جمهورٌ ممن ذهب إلى القول بأن وجه المرأة عورة ؛ كالشيخ التويجري وغيره من المقلدين حَدِيثًا وَفِقْهًا لِلَّهِ ولعلهم ظنوا لما رأوا تصحيح من صححه ممن سبقت الإشارة إليه أنه لا خلاف في ذلك ، وذلك لضيق عَطَنهم ، وعدم درايتهم بأقوال المضعفين ، وعلى رأسهم الإمام أحمد ثم البيهقي وابن عبد البر لِلَّهِ ولعل بعضهم عرف ذلك ثم تجاهله لغاية في نفسه , هذا هو الأمر الأول .
والآخر : أن الحديث مع ضعف إسناده ، منكر في متنه ؛ لِمُخَالَفَتِهِ حديث فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس رضي الله عنهما في قصة طلاقها من زوجها ، وفيه : أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن تنتقل إلى أم شريك ، ثم أرسل إليها : إن أم شريك يأتيها المهاجرون الأولون ، فانطلقي إلى ابن أم مكتوم الأعمى ؛ فإنك إذا وضعت خمارك لم يرك ، فانطلقت إليه . . . الحديث .رواه مسلم ( 4 / 196 ) وغيره ، وهو مخرج في " الإرواء " ( 1804 ) .
فهو مخالف لحديث نبهان من وجهين : الأول : إذنه صلى الله عليه وسلم لفاطمة بأن تقضي عدتها عند ابن أم مكتوم . وفي حديث نبهان أنه قال لأم سلمة وميمونة حين دخل ابن أم مكتوم : " قوما " !
والآخر : أن إذنه صلى الله عليه وسلم لها يستلزم جواز نظرها إلى ابن أم مكتوم ، وفي حديث نبهان : " ألستما تبصرانه ؟ لِلَّهِ " .
ولذلك ؛ قال في " شرح منتهى الإرادات " ( 3 / 6 ) : " ويباح لامرأة نظر من رجل إلى غير عورة ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس . . . ( فذكر الحديث ) . وقالت عائشة : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد " . متفق عليه .
ولأنهن لو منعن النظر ؛ لوجب على الرجال الحجاب كما وجب على النساء ؛ لئلا ينظرن إليهم " .
ثم ذكر حديث نبهان وتضعيف أحمد وابن عبد البر إياه - كما تقدم - ونقله عنه ، ثم قال : " وحديث فاطمة صحيح ، فالحجة به لازمة , ثم يحتمل أن حديث نبهان خاص بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، بذلك قال أحمد وأبو داود " .
قلت : وهذا الجمع إنما يصار إليه لو صح الحديث ، وإذ لا فلا . أ . هـ(3/586)
( 2 ) نَظَرُ النِّسَاءِ إِلَى لَعِبِ الرِّجَال
( خ م س حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( كَانَ الْحَبَشُ يَلْعَبُونَ ) (1) ( بِالدَّرَقِ (2) وَالْحِرَابِ ) (3) ( يَوْمَ عِيدٍ ) (4) ( فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (5) ( وَأَنَا جَارِيَةٌ ) (6) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ ؟ " , فَقُلْتُ : نَعَمْ ، " فَأَقَامَنِي وَرَاءَهُ ) (7) ( عَلَى الْبَابِ ) (8) ( خَدِّي عَلَى خَدِّهِ ) (9) ( وَرَأْسِي عَلَى مَنْكِبِهِ ) (10) ( وَسَتَرَنِي ) (11) ( بِرِدَائِهِ " ) (12) ( فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى لَعِبِهِمْ ) (13) ( إِذْ دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - ) (14) ( فَزَجَرَهُمْ ) (15) ( وَأَهْوَى إِلَى الْحَصْبَاءِ يَحْصِبُهُمْ بِهَا ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " دَعْهُمْ يَا عُمَرُ ) (16) ( فَإِنَّمَا هُمْ بَنُو أَرْفِدَةَ (17) ) (18) ( لِتَعْلَمَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً ) (19) ( إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ ) (20) ( أَمْنًا بَنِي أَرْفِدَةَ " ) (21) دُونَكُمْ بَنِي أَرْفِدَةَ (22) ( قَالَتْ : فَمَا زِلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ ) (23) ( حَتَّى إِذَا مَلِلْتُ قَالَ : " حَسْبُكِ ؟ " , قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : " فَاذْهَبِي " ) (24) ( قَالَتْ : فَاقْدُرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْعَرِبَةِ (25) الْحَدِيثَةِ السِّنِّ (26) ) (27) ( الْحَرِيصَةِ عَلَى اللَّهْوِ ) (28) .
__________
(1) ( خ ) 4894
(2) الدَّرَقة : التُّرس إذا كان من جلد ليس فيه خشب ولا عصب .
(3) ( خ ) 907
(4) ( خ ) 907
(5) ( م ) 18 - ( 892 ) , ( خ ) 944
(6) ( م ) 17 - ( 892 )
(7) ( خ ) 2750 , ( م ) 19 - ( 892 )
(8) ( م ) 892
(9) ( خ ) 2750 , ( م ) 19 - ( 892 )
(10) ( م ) 20 - ( 892 )
(11) ( خ ) 4894 , ( م ) 17 - ( 892 )
(12) ( م ) 18 - ( 892 ) , ( خ ) 443
(13) ( م ) 20 - ( 892 )
(14) ( م ) 22 - ( 893 ) , ( خ ) 2745
(15) ( خ ) 944 , ( س ) 1596
(16) ( م ) 22 - ( 893 ) , ( خ ) 2745
(17) قِيلَ : هُوَ لَعِبٌ لِلْحَبَشَةِ , وَقِيلَ : اِسْم جِنْس لَهُمْ , وَقِيلَ : اِسْم جَدِّهِمْ الْأَكْبَرِ . شرح سنن النسائي(ج 3 / ص 56)
(18) ( س ) 1596 , ( حم ) 10980
(19) أخرجه أبو عبيد في " غريب الحديث " ( 102 / 2 ) , والحارث بن أبي أسامة في " مسنده " ( 212 - زوائده ) , ( حم ) 24899 , انظر صحيح الجامع : 3219 , والصحيحة : 1829
(20) ( حم ) 26004 , انظر الصحيحة تحت حديث : 1829 , 2924 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(21) ( خ ) 3337
(22) ( خ ) 2750 , ( م ) 19 - ( 892 )
(23) ( س ) 1594 , ( خ ) 4894
(24) ( خ ) 2750 , ( م ) 19 - ( 892 )
(25) العَرِبَة : هي الحَرِيصَة على اللَّهو . النهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 431)
(26) أَيْ : الْقَرِيبَة الْعَهْد بِالصِّغَرِ ، وَكَانَتْ يَوْمئِذٍ بِنْت خَمْس عَشْرَة سَنَة أَوْ أَزْيَد . فتح الباري (ج 14 / ص 480)
(27) ( م ) 17 - ( 892 ) , ( خ ) 4938
(28) ( خ ) 4938 , ( م ) 18 - ( 892 ) , ( س ) 1595 , ( حم ) 24585(3/587)
( 3 ) النَّظَرُ إِلَى الْعَوْرَة
( 1 ) وُجُوبُ سَتْرِ العَوْرَة
( ت ) , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , عَوْرَاتُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ ؟ , قَالَ : " احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلَّا مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ (1) " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا كَانَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ ؟ , قَالَ : " إِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا يَرَاهَا أَحَدٌ ) (2) ( فَافْعَلْ " ) (3) ( فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا كَانَ أَحَدُنَا خَالِيًا ؟ ) (4) ( قَالَ : " فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَى مِنْهُ (5) " ) (6)
__________
(1) قال الألباني في آداب الزفاف ص36 بناء على هذا الحديث : يجوز لهما أن يغتسلا معا في مكان واحد ، ولو رأى منها ورأت منه .
(2) ( ت ) 2794
(3) ( ت ) 2769
(4) ( ت ) 2794
(5) قال الألباني في آداب الزفاف ص36 : والحديث ترجم له النسائي بـ " نظر المرأة إلى عورة زوجها " , وعلقه البخاري في " صحيحه " في " باب من اغتسل عريانا وحده في الخلوة ومن تستر فالستر أفضل " , ثم ساق حديث أبي هريرة في اغتسال كل من موسى وأيوب إ في الخلاء عريانين , فأشار فيه إلى أن قوله في الحديث : " الله أحق أن يستحيى منه " محمول على ما هو الأفضل والأكمل , وليس على ظاهره المفيد للوجوب , قال المناوي : " وقد حمله الشافعية على الندب , وممن وافقهم ابن جريج , فأَوَّلَ الخبرَ في " الآثار " على الندب قال : لأن الله تعالى لَا يغيب عنه شيء من خلقه عراة أو غير عراة " , وذكر الحافظ في " الفتح " نحوه فراجعه إن شئت ( 1 / 307 ) . أ . هـ
(6) ( ت ) 2769 , ( د ) 4017 , ( جة ) 1920 , ( حم ) 19536 , حسنه الألباني في الإرواء : 1810 , وصحيح الجامع : 203 , والمشكاة : 3117(3/588)
( خ م ت حم ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَغْتَسِلُونَ عُرَاةً يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى سَوْأَةِ بَعْضٍ ) (1) ( وَكَانَ نَبِيُّ اللَّهِ مُوسَى - عليه السلام - رَجُلًا حَيِيًّا سِتِّيراً مَا يُرَى مِنْ جِلْدِهِ شَيْءٌ اسْتِحْيَاءً مِنْهُ ) (2) ( يَغْتَسِلُ وَحْدَهُ ) (3) ( وَيَسْتَتِرُ إِذَا اغْتَسَلَ ) (4) ( فَقَالُوا : وَاللَّهِ مَا يَسْتَتِرُ مُوسَى هَذَا السِّتْرَ إِلَّا مِنْ عَيْبٍ بِجِلْدِهِ , إِمَّا بَرَصٌ وَإِمَّا أُدْرَةٌ (5) وَإِمَّا آفَةٌ (6) وَإِنَّ اللَّهَ - عز وجل - أَرَادَ أَنْ يُبَرِّئَهُ مِمَّا قَالُوا ) (7) ( فَذَهَبَ مُوسَى - عليه السلام - يَوْمًا يَغْتَسِلُ ) (8) ( فَوَضَعَ ثَوْبَهُ عَلَى حَجَرٍ ) (9) ( ثُمَّ اغْتَسَلَ , فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ إِلَى ثِيَابِهِ لِيَأْخُذَهَا ) (10) ( فَفَرَّ الْحَجَرُ بِثَوْبِهِ ) (11) ( فَأَخَذَ مُوسَى عَصَاهُ ) (12) ( فَخَرَجَ فِي إِثْرِهِ يَقُولُ : ثَوْبِي يَا حَجَرُ , ثَوْبِي يَا حَجَرُ ) (13) ( حَتَّى انْتَهَى بِهِ إِلَى مَلَإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) (14) ( وَتَوَسَّطَهُمْ ) (15) ( فَرَأَوْهُ عُرْيَاناً (16) ) (17) ( فَإِذَا أَحْسَنُ النَّاسِ خَلْقًا ) (18) ( وَأَعْدَلَهُمْ صُورَةً ) (19) ( وَأَبْرَأَهُ مِمَّا كَانُوا يَقُولُونَ ) (20) ( فَقَالَ الْمَلَأُ : قَاتَلَ اللَّهُ أَفَّاكِي (21) بَنِي إِسْرَائِيلَ ) (22) ( وَاللَّهِ مَا بِمُوسَى مِنْ بَأْسٍ ) (23) ( فَقَامَ الْحَجَرُ ، وَأَخَذَ نَبِيُّ اللَّهِ ثَوْبَهُ وَلَبِسَهُ وَطَفِقَ بِالْحَجَرِ ضَرْباً بِعَصَاهُ , فَوَاللَّهِ إِنَّ بِالْحَجَرِ لَنُدَباً مِنْ أَثَرِ ضَرْبِهِ ثَلَاثاً أَوْ أَرْبَعاً أَوْ خَمْساً ) (24) ( فَكَانَتْ بَرَاءَتُهُ الَّتِي بَرَّأَهُ اللَّهُ - عز وجل - بِهَا ) (25) ( فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً } (26) ) (27) "
__________
(1) ( م ) 339 , ( خ ) 274
(2) ( خ ) 3223 , ( ت ) 3221
(3) ( خ ) 274 , ( م ) 339
(4) ( حم ) 9080 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : صحيح .
(5) الأُدْرة : انتفاخ في الخصية .
(6) أي : عيب وقُبح .
(7) ( خ ) 3223 , ( ت ) 3221
(8) ( خ ) 274 , ( م ) 339
(9) ( خ ) 274 , ( م ) 339
(10) ( خ ) 3223 , ( ت ) 3221
(11) ( خ ) 274 , ( م ) 339
(12) ( خ ) 3223 , ( ت ) 3221
(13) ( خ ) 274 , ( حم ) 10927
(14) ( خ ) 3223 , ( م ) 339
(15) ( حم ) 10927 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : صحيح .
(16) فيه دليل أنه كان يغتسل عريانا رغم استتاره , وكذلك في قصة أيوب عليه السلام ،
قال عليه السلام : بينما أيوب عليه السلام يغتسل عريانا فخر عليه جراد من ذهب .. ع
(17) ( خ ) 3223 , ( ت ) 3221
(18) ( ت ) 3221 , ( حم ) 10927
(19) ( حم ) 10927
(20) ( خ ) 3223 , ( ت ) 3221
(21) الأفّاك : الكذّاب .
(22) ( حم ) 10927
(23) ( خ ) 274 , ( م ) 339
(24) ( خ ) 3223 , ( م ) 339
(25) ( حم ) 10927
(26) [الأحزاب/69]
(27) ( خ ) 3223 , ( ت ) 3221(3/589)
( ك ) , وَعَنْ جَبَّارَ بْنَ صَخْرٍ الْبَدْرِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّا نُهِينَا أَنْ تُرَى عَوْرَاتُنَا " (1)
__________
(1) ( ك ) 4984 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2290 , الصَّحِيحَة : 1706(3/590)
( م ) , وَعَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ - رضي الله عنهما - قَالَ :أَقْبَلْتُ بِحَجَرٍ ثَقِيلٍ أَحْمِلُهُ وَعَلَيَّ إِزَارٌ خَفِيفٌ , فَانْحَلَّ إِزَارِي وَمَعِيَ الْحَجَرُ , فَلَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَضَعَهُ حَتَّى بَلَغْتُ بِهِ إِلَى مَوْضِعِهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " ارْجِعْ إِلَى ثَوْبِكَ فَخُذْهُ وَلَا تَمْشُوا عُرَاةً " (1)
__________
(1) ( م ) 78 - ( 341 ) , ( د ) 4016(3/591)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
مَرَرْتُ وَصَاحِبٌ لِي بِأَيْمَنَ وَفِئَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ حَلُّوا أُزُرَهُمْ فَجَعَلُوهَا مَخَارِيقَ (1) يَجْتَلِدُونَ (2) بِهَا وَهُمْ عُرَاةٌ , قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَلَمَّا مَرَرْنَا بِهِمْ قَالُوا : إِنَّ هَؤُلَاءِ قِسِّيسُونَ فَدَعُوهُمْ , " ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ عَلَيْهِمْ , فَلَمَّا أَبْصَرُوهُ تَبَدَّدُوا , فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُغْضَبًا حَتَّى دَخَلَ وَكُنْتُ أَنَا وَرَاءَ الْحُجْرَةِ , فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : سُبْحَانَ اللَّهِ , لَا مِنْ اللَّهِ اسْتَحْيَوْا , وَلَا مِنْ رَسُولِهِ اسْتَتَرُوا " - وَأُمُّ أَيْمَنَ عِنْدَهُ تَقُولُ : اسْتَغْفِرْ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ - قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : " فَبِلَأْيٍ (3) مَا اسْتَغْفِرُ لَهُمْ " (4)
__________
(1) المِخراق : ثوب يُلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضاً .
(2) اجتلدوا : تضاربوا .
(3) بعد جهد ومشقة .
(4) ( حم ) 17748 , ( يع ) 1540 , انظر الصَّحِيحَة : 2991 ، صحيح السيرة ص140(3/592)
( 2 ) سَتْرُ الْعَوْرَةِ فِي الْخَلْوَة
( س د ) , عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلًا يَغْتَسِلُ بِالْبَرَازِ (1) بِلَا إِزَارٍ , فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - ) (2) ( حَلِيمٌ ) (3) ( حَيِيٌّ (4) سِتِّيرٌ (5) يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ ) (6) ( فَإِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَغْتَسِلَ فَلْيَتَوَارَ بِشَيْءٍ (7) ) (8) فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ (9) " (10)
__________
(1) ( الْبَرَاز ) : هُوَ الْفَضَاء الْوَاسِع .
(2) ( د ) 4012 , ( س ) 406
(3) ( س ) 406
(4) أَيْ : كَثِير الْحَيَاء . عون المعبود - (ج 9 / ص 35)
(5) أَيْ : سَاتِر لِلْعُيُوبِ وَالْفَضَائِح . عون المعبود - (ج 9 / ص 35)
(6) ( د ) 4012 , ( س ) 406
(7) وُجُوبًا إِنْ كَانَ ثَمَّ مَنْ يَحْرُم نَظَرُهُ لِعَوْرَتِهِ , وَنَدْبًا فِي غَيْر ذَلِكَ . عون المعبود - (ج 9 / ص 35)
(8) ( س ) 407 , ( حم ) 17999
(9) ( س ) 406 , ( د ) 4012
(10) صححه الألباني في الإرواء : 2335(3/593)
( 6 ) نَظَر اَلزَّوْجَين إِلَى عَوْرَتهمَا (*)
( ت ) , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , عَوْرَاتُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ ؟ , قَالَ : " احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلَّا مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ (1) " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا كَانَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ ؟ , قَالَ : " إِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا يَرَاهَا أَحَدٌ ) (2) ( فَافْعَلْ " ) (3) ( فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا كَانَ أَحَدُنَا خَالِيًا ؟ ) (4) ( قَالَ : " فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَى مِنْهُ (5) " ) (6)
__________
(*) في ابن حزم في المحلى ج9ص166 : وَفِي خَبَرِ مَيْمُونَةَ بَيَانُ أَنَّهُ عليه الصلاة والسلام كَانَ بِغَيْرِ مِئْزَرٍ , لِأَنَّ فِي خَبَرِهَا { أَنَّهُ عليه الصلاة والسلام أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ ثُمَّ أَفْرَغَ عَلَى فَرْجِهِ وَغَسَلَهُ بِشِمَالِهِ } فَبَطَلَ بَعْدَ هَذَا أَنْ يُلْتَفَتَ إلَى رَأْيِ أَحَدٍ . وَمِنْ الْعَجَبِ أَنْ يُبِيحَ بَعْضُ الْمُتَكَلِّفِينَ مِنْ أَهْلِ الْجَهْلِ وَطْءَ الْفَرْجِ وَيَمْنَعَ مِنْ النَّظَرِ إلَيْهِ , وَيَكْفِي مِنْ هَذَا قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : { وَاَلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ } . فَأَمَرَ عَزَّ وَجَلَّ بِحِفْظِ الْفَرْجِ إلَّا عَلَى الزَّوْجَةِ , وَمِلْكِ الْيَمِينِ , فَلَا مَلَامَةَ فِي ذَلِكَ , وَهَذَا عُمُومٌ فِي رُؤْيَتِهِ وَلَمْسِهِ وَمُخَالَطَتِهِ . وَمَا نَعْلَمُ لِلْمُخَالِفِ تَعَلُّقًا إلَّا بِأَثَرٍ سَخِيفٍ عَنْ امْرَأَةٍ مَجْهُولَةٍ { عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ مَا رَأَيْتُ فَرْجَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَطُّ } . وَآخَرَ - فِي غَايَةِ السُّقُوطِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ , وَزُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ , كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الْعَرْزَمِيِّ - وَهَؤُلَاءِ : ثَلَاثُ الْأَثَافِي وَالدِّيَارُ الْبَلَاقِعِ , أَحَدُهُمْ كَانَ يَكْفِي فِي سُقُوطِ الْحَدِيثِ . أ . هـ
(1) قال الألباني في آداب الزفاف ص36 بناء على هذا الحديث : يجوز لهما أن يغتسلا معا في مكان واحد ، ولو رأى منها ورأت منه .
(2) ( ت ) 2794
(3) ( ت ) 2769
(4) ( ت ) 2794
(5) قال الألباني في آداب الزفاف ص36 : والحديث ترجم له النسائي بـ " نظر المرأة إلى عورة زوجها " , وعلقه البخاري في " صحيحه " في " باب من اغتسل عريانا وحده في الخلوة ومن تستر فالستر أفضل " , ثم ساق حديث أبي هريرة في اغتسال كل من موسى وأيوب إ في الخلاء عريانين , فأشار فيه إلى أن قوله في الحديث : " الله أحق أن يستحيى منه " محمول على ما هو الأفضل والأكمل , وليس على ظاهره المفيد للوجوب , قال المناوي : " وقد حمله الشافعية على الندب , وممن وافقهم ابن جريج , فأَوَّلَ الخبرَ في " الآثار " على الندب قال : لأن الله تعالى لَا يغيب عنه شيء من خلقه عراة أو غير عراة " , وذكر الحافظ في " الفتح " نحوه فراجعه إن شئت ( 1 / 307 ) . أ . هـ
(6) ( ت ) 2769 , ( د ) 4017 , ( جة ) 1920 , ( حم ) 19536 , حسنه الألباني في الإرواء : 1810 , وصحيح الجامع : 203 , والمشكاة : 3117(3/594)
( حب ) , عَنْ عتبة بن أبي حكيم قَالَ :
سألتُ سُلَيْمَان بْن مُوسَى عَنْ الرَّجُلِ يَنْظُرُ إِلَى فَرْجِ اِمْرَأَتِهِ فَقَالَ : سَأَلْتُ عنها عطاء ، فقال : سألت عنها عائشة ، فقالت : " كنت اغتسل أنا وحبي - صلى الله عليه وسلم - من الإناء الواحد تختلف فيه أكفنا " , وأشارت إلى إناء في البيت قَدْر سِتَّةِ أَقْسَاط . (1)
__________
(1) ( حب ) 5577 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(3/595)
( 4 ) النَّظَرُ إِلَى بَيْتِ الْغَيْرِ بِدُونِ اِسْتِئْذَان
( خد ) , عَنْ ثَوْبَانَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ أَنْ يَنْظُرَ فِي جَوْفِ بَيْتِ امْرِئٍ حَتَّى يَسْتَأْذِنَ ، فَإِنْ فَعَلَ فَقَدْ دَخَلَ " (1)
__________
(1) ( خد ) 1093 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 835(3/596)
( خ م س حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( أَتَى أَعْرَابِيٌّ بَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَأَلْقَمَ عَيْنَهُ خَصَاصَةَ الْبَابِ (1) " فَبَصُرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (2) ( فَقَامَ إِلَيْهِ ) (3) ( فَأَخَذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ ) (4) ( لِيَفْقَأَ عَيْنَهُ ) (5) ( فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَخْتِلُ الرَّجُلَ لِيَطْعَنَهُ (6) " ) (7) ( فَلَمَّا أَنْ بَصُرَ ) (8) ( الرَّجُلُ أَخْرَجَ رَأْسَهُ ) (9) ( فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَمَا إِنَّكَ لَوْ ثَبَتَّ لَفَقَأْتُ عَيْنَكَ " ) (10)
__________
(1) الْخَصَاصَة : الْفُرْجَة , وَالْمَعْنَى جَعَلَ فُرْجَة الْبَاب مُحَاذِيَ عَيْنه كَأَنَّهَا لُقْمَة لَهَا . شرح سنن النسائي(ج6 / ص361)
(2) ( س ) 4858 , ( خ ) 6494
(3) ( خ ) 5888 , ( م ) 42 - ( 2157 )
(4) ( حم ) 13008 , ( خ ) 6494 , ( م ) 42 - ( 2157 )
(5) ( س ) 4858 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 2729
(6) أَيْ : يُدَاورُه ويَطْلُبه من حيث لا يَشْعُر . النهاية في غريب الأثر - (ج 2 / ص 18)
(7) ( خ ) 5888 , ( م ) 42 - ( 2157 ) , ( د ) 5171 , ( حم ) 13567
(8) ( س ) 4858
(9) ( حم ) 12852 , ( خد ) 1072 , ( ت ) 2708 , ( س ) 4858
(10) ( س ) 4858(3/597)
( خ م ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( اطَّلَعَ رَجُلٌ مِنْ جُحْرٍ فِي دَارِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَحُكُّ رَأْسَهُ بِالْمِدْرَى (1) ) (2) ( فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " ) (3) ( لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَنْظُرُ ) (4) ( لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ , إِنَّمَا جُعِلَ الِاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ " ) (5)
__________
(1) الْمِدْرَى : عُودٌ يُشْبِهُ أَحَدَ أَسْنَانِ الْمِشْطِ , وَقَدْ يُجْعَلُ مِنْ حَدِيدٍ .
(2) ( خ ) 5580
(3) ( م ) 40 - ( 2156 )
(4) ( خ ) 5580 , ( م ) 40 - ( 2156 )
(5) ( خ ) 5887 , ( م ) 40 - ( 2156 ) , ( ت ) 2709 , ( س ) 4859(3/598)
( خ م س ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " لَوْ أَنَّ امْرَأً اطَّلَعَ عَلَيْكَ ) (1) ( فِي بَيْتِكَ ) (2) ( بِغَيْرِ إِذْنٍ , فَخَذَفْتَهُ بِحَصَاةٍ فَفَقَأْتَ عَيْنَهُ ) (3) ( لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ جُنَاحٌ ) (4) ( وَلَا دِيَةَ لَهُ وَلَا قِصَاصَ " ) (5)
__________
(1) ( خ ) 6506
(2) ( خ ) 6493
(3) ( م ) 44 - ( 2158 ) , ( خ ) 6493
(4) ( خ ) 6506 , ( م ) 44 - ( 2158 )
(5) ( س ) 4860 , ( د ) 5172 , ( حم ) 8985 , وصححه الألباني في الإرواء تحت حديث : 2227(3/599)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَيُّمَا رَجُلٍ كَشَفَ سِتْرًا فَأَدْخَلَ بَصَرَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْذَنَ لَهُ ، فَقَدْ أَتَى حَدًّا لَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا فَقَأَ عَيْنَهُ لَهُدِرَتْ ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا مَرَّ عَلَى بَابٍ لَا سِتْرَ لَهُ فَرَأَى عَوْرَةَ أَهْلِهِ فلَا خَطِيئَةَ عَلَيْهِ ، إِنَّمَا الْخَطِيئَةُ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 21612 , ( ت ) 2707 , انظر الصَّحِيحَة : 3463 , وهو ضعيف في مصادره .(3/600)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ اطَّلَعَ فِي بَيْتِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ , فَقَدْ حَلَّ لَهُمْ أَنْ يَفْقَئُوا عَيْنَهُ " (1)
__________
(1) ( م ) 43 - ( 2158 ) , ( حم ) 7605(3/601)
( 28 ) اِسْتِخْدَامُ الْيَدِ فِيمَا يَحْرُم
( 1 ) مُصَافَحَةُ الْمَرْأَةِ الْأَجْنَبِيَّة
( طب ) , عَنْ مَعْقِلِ بنِ يَسَارٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ رَجُلٍ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ , خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لَا تَحِلُّ لَهُ " (1)
__________
(1) ( طب ) (20/212ح487) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5045 , الصَّحِيحَة : 226(3/602)
( خ م ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَمْتَحِنُ مَنْ هَاجَرَ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ بِهَذِهِ الْآية : ) (1) ( { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمْ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ } (2) " قَالَتْ عَائِشَةُ : فَمَنْ أَقَرَّ بِهَذَا الشَّرْطِ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ فَقَدْ أَقَرَّ بِالْمِحْنَةِ , " فَكَانَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَقْرَرْنَ بِذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِنَّ ) (3) ( أَخَذَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا أَمَرَهُ اللَّهُ : ) (4) ( { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (5) ) (6) ( قَالَتْ عَائِشَةُ : فَمَنْ أَقَرَّ بِهَذَا الشَّرْطِ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " ) (7) ( اذْهَبِي فَقَدْ بَايَعْتُكِ " ) (8) ( - كَلَامًا - وَلَا وَاللَّهِ مَا مَسَّتْ يَدُهُ يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ فِي الْمُبَايَعَةِ ، مَا يُبَايِعُهُنَّ إِلَّا بِقَوْلِهِ : " قَدْ بَايَعْتُكِ عَلَى ذَلِكِ " ) (9)
__________
(1) ( خ ) 4609 , ( م ) 88 - ( 1866 )
(2) [الممتحنة/10]
(3) ( خ ) 4983 , ( م ) 88 - ( 1866 )
(4) ( خ ) 4983 , ( م ) 88 - ( 1866 )
(5) [الممتحنة/12]
(6) ( خ ) 3946
(7) ( خ ) 4609 , ( م ) 88 - ( 1866 )
(8) ( م ) 89 - ( 1866 ) , ( ت ) 3306 , ( د ) 2941
(9) ( خ ) 4609 , ( م ) 88 - ( 1866 ) , ( حم ) 26369(3/603)
( ت س حم ) , وَعَنْ أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي نِسْوَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ نُبَايِعُهُ , فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , نُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا , وَلَا نَسْرِقَ , وَلَا نَزْنِيَ , وَلَا نَأْتِيَ بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا , وَلَا نَعْصِيكَ فِي مَعْرُوفٍ , فَقَالَ : " فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ وَأَطَقْتُنَّ " , فَقُلْنَا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَرْحَمُ بِنَا ) (1) ( مِنَّا بِأَنْفُسِنَا ) (2) ( هَلُمَّ نُبَايِعْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (3) ( فَقَالَ : " اذْهَبْنَ فَقَدْ بَايَعْتُكُنَّ " ) (4) ( فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تُصَافِحُنَا ؟ ) (5) ( قَالَ : " إِنِّي لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ , إِنَّمَا قَوْلِي لِمِائَةِ امْرَأَةٍ , كَقَوْلِي لِامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ " ) (6)
__________
(1) ( س ) 4181 , ( ت ) 1597
(2) ( ت ) 1597 , ( حم ) 27051
(3) ( س ) 4181 , ( حم ) 27053
(4) ( حم ) 27052 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(5) ( حم ) 27054 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(6) ( س ) 4181 , ( ت ) 1597 , ( جة ) 2874 , ( حم ) 27051 , انظر صحيح الجامع : 2513 , والصحيحة : 529(3/604)
( 2 ) ضَرْبُ الْوَجْهِ بِالْيَدِ
( حم ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْهَ ، فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ (1) " (2)
__________
(1) قال الحافظ في الفتح : اخْتُلِفَ فِي الضَّمِير عَلَى مَنْ يَعُود ؟ فَالْأَكْثَر عَلَى أَنَّهُ يَعُودُ عَلَى الْمَضْرُوبِ لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ الْأَمْر بِإِكْرَامِ وَجْهه ، وَلَوْلَا أَنَّ الْمُرَاد التَّعْلِيل بِذَلِكَ لَمْ يَكُنْ لِهَذِهِ الْجُمْلَة اِرْتِبَاط بِمَا قَبْلهَا .
وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ : أَعَادَ بَعْضُهُمْ الضَّمِير عَلَى اللَّه مُتَمَسِّكًا بِمَا وَرَدَ فِي بَعْض طُرُقه " إِنَّ اللَّه خَلَقَ آدَم عَلَى صُورَة الرَّحْمَن قَالَ : وَكَأَنَّ مَنْ رَوَاهُ أَوْرَدَهُ بِالْمَعْنَى مُتَمَسِّكًا بِمَا تَوَهَّمَهُ فَغَلِطَ فِي ذَلِكَ . وَقَدْ أَنْكَرَ الْمَازِرِيّ وَمَنْ تَبِعَهُ صِحَّة هَذِهِ الزِّيَادَة ثُمَّ قَالَ : وَعَلَى تَقْدِير صِحَّتِهَا فَيُحْمَلُ عَلَى مَا يَلِيقُ بِالْبَارِي ـ .
قُلْت : الزِّيَادَة أَخْرَجَهَا اِبْن أَبِي عَاصِم فِي " السُّنَّة " وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيث اِبْن عُمَر بِإِسْنَادٍ رِجَالُهُ ثِقَات , وَأَخْرَجَهَا اِبْن أَبِي عَاصِمٍ أَيْضًا مِنْ طَرِيق أَبِي يُونُسَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِلَفْظٍ يَرُدُّ التَّأْوِيلَ الْأَوَّل قَالَ : " مَنْ قَاتَلَ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْه فَإِنَّ صُورَةَ وَجْهِ الْإِنْسَان عَلَى صُورَةِ وَجْهِ الرَّحْمَنِ " , فَتَعَيَّنَ إِجْرَاءُ مَا فِي ذَلِكَ عَلَى مَا تَقَرَّرَ بَيْن أَهْل السُّنَّة مِنْ إِمْرَاره كَمَا جَاءَ مِنْ غَيْر اِعْتِقَادِ تَشْبِيهٍ ، أَوْ مِنْ تَأْوِيلِهِ عَلَى مَا يَلِيقُ بِالرَّحْمَنِ أ ، وَزَعَمَ بَعْضهمْ أَنَّ الضَّمِير يَعُودُ عَلَى آدَم أَيْ عَلَى صِفَتِهِ أَيْ خَلَقَهُ مَوْصُوفًا بِالْعِلْمِ الَّذِي فَضَلَ بِهِ الْحَيَوَان وَهَذَا مُحْتَمَل ، وَقَدْ قَالَ الْمَازِرِيّ : غَلِطَ اِبْن قُتَيْبَة فَأَجْرَى هَذَا الْحَدِيث عَلَى ظَاهِره وَقَالَ : صُورَة لَا كَالصُّوَرِ اِنْتَهَى .
وَقَالَ الْكَرْمَانِيُّ فِي " كِتَاب السُّنَّة " سَمِعْت إِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ يَقُولُ : صَحَّ أَنَّ اللَّه خَلَقَ آدَم عَلَى صُورَة الرَّحْمَن . وَقَالَ إِسْحَاق الْكَوْسَج : سَمِعْت أَحْمَد يَقُولُ هُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَاب السُّنَّة : " حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل قَالَ : قَالَ رَجُل لِأَبِي إِنَّ رَجُلًا قَالَ خَلَقَ اللَّه آدَم عَلَى صُورَته - أَيْ صُورَة الرَّجُل - فَقَالَ : كَذِب , هُوَ قَوْل الْجَهْمِيَّةِ " اِنْتَهَى . وَقَدْ أَخْرَجَ الْبُخَارِيّ فِي " الْأَدَب الْمُفْرَد " وَأَحْمَد عَنْ أَبِي هُرَيْرَة مَرْفُوعًا " لَا تَقُولَنَّ قَبَّحَ اللَّه وَجْهك وَوَجْه مَنْ أَشْبَهَ وَجْهك فَإِنَّ اللَّه خَلَقَ آدَم عَلَى صُورَته " وَهُوَ ظَاهِر فِي عَوْدِ الضَّمِير عَلَى الْمَقُول لَهُ ذَلِكَ وَكَذَلِكَ أَخْرَجَهُ اِبْن أَبِي عَاصِم أَيْضًا مِنْ طَرِيق أَبِي رَافِع عَنْ أَبِي هُرَيْرَة بِلَفْظِ " إِذَا قَاتَلَ أَحَدكُمْ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْه فَإِنَّ اللَّه خَلَقَ آدَم عَلَى صُورَة وَجْهه "
(2) ( حم ) 7319 , ( م ) 115 - ( 2612 ) , ( خ ) 2421(3/605)
( طل ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْمَمْلُوكُ أَخُوكَ ، فَإِذَا صَنَعَ لَكَ طَعَامًا فَأَجْلِسْهُ مَعَكَ ، فَإِنْ أَبَى فَأَطْعِمْهُ [ فِي يَدِهِ ] (1) وَلَا تَضْرِبُوا وُجُوهَهُمْ " (2)
__________
(1) ( حم ) 10574 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(2) ( طل ) 2369 , ( حم ) 10574 , انظر الصَّحِيحَة : 2527(3/606)
( م د ) , وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدٍ بْنِ مُقَرِّنٍ قَالَ :
( لَطَمْتُ مَوْلًى لَنَا فَهَرَبْتُ , ثُمَّ جِئْتُ قُبَيْلَ الظُّهْرِ فَصَلَّيْتُ خَلْفَ أَبِي , فَدَعَاهُ وَدَعَانِي ثُمَّ قَالَ : امْتَثِلْ مِنْهُ , فَعَفَا ، ثُمَّ قَالَ أَبِي : ) (1) ( أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الصُّورَةَ مُحَرَّمَةٌ ؟ ) (2) ( لَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مِنْ بَنِي مُقَرِّنٍ ) (3) ( عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , لَيْسَ لَنَا إِلَّا خَادِمٌ وَاحِدَةٌ , فَلَطَمَهَا ) (4) ( أَصْغَرُنَا ) (5) ( فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ : " أَعْتِقُوهَا " , فَقُلْنَا : لَيْسَ لَنَا خَادِمٌ غَيْرُهَا ) (6) ( قَالَ : " فَلْتَخْدُمْكُمْ حَتَّى تَسْتَغْنُوا , فَإِذَا اسْتَغْنَيْتُمْ عَنْهَا فَلْتُعْتِقُوهَا " ) (7)
__________
(1) ( م ) 31 - ( 1658 )
(2) ( م ) 33 - ( 1658 )
(3) ( م ) 32 - ( 1658 )
(4) ( م ) 31 - ( 1658 )
(5) ( م ) 32 - ( 1658 )
(6) ( م ) 31 - ( 1658 ) , ( ت ) 1542 , ( د ) 5166
(7) ( د ) 5167 , ( م ) 31 - ( 1658 ) , ( حم ) 23791(3/607)
( م حم ) , عَنْ زَاذَانَ قَالَ :
( كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - , فَدَعَا غُلَامًا لَهُ ) (1) ( فَرَأَى بِظَهْرِهِ أَثَرًا , فَقَالَ لَهُ : أَوْجَعْتُكَ ؟ , قَالَ : لَا , قَالَ : فَأَنْتَ عَتِيقٌ , ثُمَّ أَخَذَ ابْنُ عُمَرَ ) (2) ( مِنْ الْأَرْضِ عُودًا أَوْ شَيْئًا ) (3) ( فَقَالَ : مَا لِي فِيهِ مِنْ أَجْرٍ مَا يَزِنُ هَذَا , إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَنْ ضَرَبَ عَبْدًا لَهُ حَدًّا لَمْ يَأْتِهِ أَوْ لَطَمَهُ , فَإِنَّ كَفَّارَتَهُ أَنْ يُعْتِقَهُ " ) (4)
__________
(1) ( حم ) 5267 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( م ) 30 - ( 1657 )
(3) ( م ) 29 - ( 1657 )
(4) ( م ) 30 - ( 1657 ) , ( د ) 5168 , ( حم ) 5267(3/608)
( 3 ) الْمُبَالَغَةُ فِي ضَرْبِ الْعَبِيدِ
( م حم ) , عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنْتُ أَضْرِبُ غُلَامًا لِي بِالسَّوْطِ , فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ خَلْفِي : " اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ " , فَلَمْ أَفْهَمْ الصَّوْتَ مِنْ الْغَضَبِ , فَلَمَّا دَنَا مِنِّي إِذَا هُوَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَإِذَا هُوَ يَقُولُ : " اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ , اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ " ) (1) ( فَسَقَطَ السَّوْطُ مِنْ يَدِي مِنْ هَيْبَتِهِ ) (2) ( فَقَالَ : " اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ أَنَّ اللَّهَ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا الْغُلَامِ " ) (3) ( فَقُلْتُ : هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ , فَقَالَ : " أَمَا لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَمَسَّتْكَ النَّارُ " ) (4) ( فَحَلَفْتُ أَنْ لَا أَضْرِبَ مَمْلُوكًا أَبَدًا ) (5) .
__________
(1) ( م ) 34 - ( 1659 )
(2) ( م ) ( 1659 )
(3) ( م ) 34 - ( 1659 ) , ( ت ) 1948 , ( حم ) 22404
(4) ( م ) 35 - ( 1659 ) , ( د ) 5159
(5) ( حم ) 17128 , ( م ) 34 - ( 1659 )(3/609)
( ت ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
قَعَدَ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي مَمْلُوكِينَ (1) يَكْذِبُونَنِي (2) وَيَخُونُونَنِي (3) وَيَعْصُونَنِي (4) وَأَشْتُمُهُمْ وَأَضْرِبُهُمْ ، فَكَيْفَ أَنَا مِنْهُمْ (5) ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يُحْسَبُ مَا خَانُوكَ وَعَصَوْكَ وَكَذَبُوكَ ، وَعِقَابُكَ إِيَّاهُمْ ، فَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ بِقَدْرِ ذُنُوبِهِمْ ، كَانَ كَفَافًا لَا لَكَ وَلَا عَلَيْكَ (6) وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ دُونَ ذُنُوبِهِمْ ، كَانَ فَضْلًا لَكَ ، وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ فَوْقَ ذُنُوبِهِمْ ، اقْتُصَّ لَهُمْ مِنْكَ الْفَضْلُ (7) " , قَالَتْ : فَتَنَحَّى الرَّجُلُ فَجَعَلَ يَبْكِي وَيَهْتِفُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَمَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّه : { وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ؟ } (8) " , فَقَالَ الرَّجُلُ : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلِهَؤُلَاءِ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ مُفَارَقَتِهِمْ ، أُشْهِدُكُمْ أَنَّهُمْ أَحْرَارٌ كُلُّهُمْ . (9)
__________
(1) أي : عبيد .
(2) أَيْ : يَكْذِبُونَ فِي إِخْبَارِهِمْ لِي . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 498)
(3) أَيْ : فِي مَالِي . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 498)
(4) أَيْ : فِي أَمْرِي وَنَهْيِي . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 498)
(5) أَيْ : كَيْفَ يَكُونُ حَالِي مِنْ أَجْلِهِمْ وَبِسَبَبِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 498)
(6) أَيْ : لَيْسَ لَك فِيهِ ثَوَابٌ وَلَا عَلَيْك فِيهِ عِقَابٌ . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 498)
(7) أَيْ : أُخِذَ بِمِثْلِهِ لِأَجْلِهِمْ الزِّيَادَةُ . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 498)
(8) [الأنبياء/47]
(9) ( ت ) 3165 , ( حم ) 26444 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 8039 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2290(3/610)
( خد ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ ضَرَبَ بِسَوْطٍ ظُلْمًا اقْتُصَّ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
__________
(1) ( خد ) 186 , ( هق ) 15783 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6374 , وصحيح الأدب المفرد : 137(3/611)
( خد ) , وَعَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ ك قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا مِنْ رَجُلٍ يَضْرِبُ عَبْدًا لَهُ ظُلْمًا إِلَّا أُقِيدَ مِنْهُ (1) يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
(1) أي : اقْتُصَّ مِنْهُ .
(2) ( خد ) 181 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6376 , الصَّحِيحَة : 2352(3/612)
( حم هب ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ خَيْبَرَ وَمَعَهُ غُلَامَانِ ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - : أَخْدِمْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ : " خُذْ أَيَّهُمَا شِئْتَ " ، فَقَالَ : خِرْ لِي ، قَالَ : " خُذْ هَذَا وَلَا تَضْرِبْهُ ، فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ يُصَلِّي مَقْبَلَنَا مِنْ خَيْبَرَ وَإِنِّي قَدْ نَهَيْتُ عَنْ ضَرْبِ أَهْلِ الصَلَاةِ ، وَأَعْطَى أَبَا ذَرٍّ - رضي الله عنه - الْغُلَامَ الْآخَرَ ، فَقَالَ : اسْتَوْصِ بِهِ خَيْرًا ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، مَا فَعَلَ الْغُلَامُ الَّذِي أَعْطَيْتُكَ ؟ " ، قَالَ : أَمَرْتَنِي أَنْ أَسْتَوْصِيَ بِهِ خَيْرًا فَأَعْتَقْتُهُ . (1)
__________
(1) صَحِيح الْجَامِع : 860 , الصَّحِيحَة : 1428 , 2379(3/613)
( 4 ) اِسْتِخْدَامُ الْيَدِ فِي إِشْهَارِ السِّلَاحِ فِي وَجْهِ الْمُسْلِم
( م ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ حَتَّى يُشِيمَهُ عَنْهُ (1) وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ " (2)
__________
(1) ( بز ) 3641 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 635 , الصَّحِيحَة : 3973
(2) ( م ) 125 - ( 2616 ) , ( ت ) 2162 , ( حم ) 7470(3/614)
( خ ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يُشِيرُ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ بِالسِّلَاحِ ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي ، لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ (1) فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ " (2)
__________
(1) أَيْ : يَقْلَعهُ مِنْ يَده فَيُصِيبِ بِهِ الْآخَر , أَوْ يَشُدّ يَده فَيُصِيبهُ , وَقَالَ النَّوَوِيّ : مَعْنَاهُ يَرْمِي بِهِ فِي يَده وَيُحَقِّق ضَرْبَته . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 75)
(2) ( خ ) 6661 , ( م ) 126 - ( 2617 ) , ( حم ) 8197(3/615)
( 29 ) اللَّهْوُ وَاللَّعِب
( 1 ) مَا يَجُوزُ مِنْ اللَّهْوِ وَاللَّعِب
( 1 ) اللَّعِبُ بِمَا فِيهِ مَصْلَحَةٌ بِلَا مَضَرَّة
( خ م د حم ) , عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ ) (1) ( - وَهُنَّ اللُّعَبُ - ) (2) ( عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَكَانَتْ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي ) (3) ( " فَرُبَّمَا دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " وَعِنْدِي الْجَوَارِي ) (4) ( فَإِذَا رَأَيْنَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَعَمَّقْنَ مِنْهُ (5) ) (6) فَإِذَا دَخَلَ خَرَجْنَ , وَإِذَا خَرَجَ دَخَلْنَ (7) ( قَالَتْ : فَكَانَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (8) ( " يَأْخُذُهُنَّ فَيَرُدُّهُنَّ إِلَيَّ ) (9) ( فَيَلْعَبْنَ مَعِي " ) (10)
__________
(1) ( خ ) 5779 , ( م ) 81 - ( 2440 )
(2) ( م ) 81 - م - ( 2440 )
(3) ( خ ) 5779 , ( م ) 81 - ( 2440 )
(4) ( د ) 4931
(5) الانقماع : الاختفاء حياء وهيبة .
(6) ( حم ) 24343 , ( خ ) 5779 , ( م ) 81 - ( 2440 )
(7) ( د ) 4931
(8) ( م ) 81 - ( 2440 )
(9) ( حم ) 25373 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(10) ( خ ) 5779 , ( جة ) 1982 , ( حم ) 24343(3/616)
( د ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" قَدِمَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ ، وَفِي سَهْوَتِهَا (1) سِتْرٌ ، فَهَبَّتْ رِيحٌ فَكَشَفَتْ نَاحِيَةَ السِّتْرِ عَنْ بَنَاتٍ لُعَبٍ لِي ، فَقَالَ : " مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ ؟ " , قُلْتُ : بَنَاتِي , " وَرَأَى بَيْنَهُنَّ فَرَسًا لَهُ جَنَاحَانِ مِنْ رِقَاعٍ ، فَقَالَ : مَا هَذَا الَّذِي أَرَى وَسْطَهُنَّ ؟ " قُلْتُ : فَرَسٌ ، قَالَ : " وَمَا هَذَا الَّذِي عَلَيْهِ ؟ " , قُلْتُ : جَنَاحَانِ ، قَالَ " فَرَسٌ لَهُ جَنَاحَانِ ؟ " , قُلْتُ : أَمَا سَمِعْتَ أَنَّ لِسُلَيْمَانَ خَيْلًا لَهَا أَجْنِحَةٌ ؟ ، قَالَتْ : " فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَه (2) " (3)
__________
(1) أَيْ : صُفَّتهَا قُدَّام الْبَيْت , وَقِيلَ : بَيْت صَغِير مُنْحَدِر فِي الْأَرْض قَلِيلًا شَبِيه بِالْمَخْدَعِ ، وَقِيلَ : هُوَ شَبِيه بِالرَّفِّ وَالطَّاق يُوضَع فِيهِ الشَّيْء . عون المعبود - (ج 10 / ص 463)
(2) النواجذ : هي أواخُر الأسنان , وقيل : التي بعد الأنياب .
(3) ( د ) 4932 , انظر المشكاة : 3265 , وآداب الزفاف ص203(3/617)
( خد ) , وَعَنْ إبراهيم النخعي قَالْ :
كَانَ أَصْحَابُنَا يُرَخِّصُونَ لَنَا فِي اللُّعَبِ كُلِّهَا (1) غَيْرِ الْكِلاَبِ . (2)
__________
(1) قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ( البخاري ) : يَعْنِي لِلصِّبْيَانِ .
(2) ( خد ) 1297 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 981(3/618)
( 2 ) اللَّعِبُ بِآلَةِ الْحَرْب
( خ م س حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( كَانَ الْحَبَشُ يَلْعَبُونَ ) (1) ( بِالدَّرَقِ (2) وَالْحِرَابِ ) (3) ( يَوْمَ عِيدٍ ) (4) ( فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (5) ( وَأَنَا جَارِيَةٌ ) (6) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ ؟ " , فَقُلْتُ : نَعَمْ ، " فَأَقَامَنِي وَرَاءَهُ ) (7) ( عَلَى الْبَابِ ) (8) ( خَدِّي عَلَى خَدِّهِ ) (9) ( وَرَأْسِي عَلَى مَنْكِبِهِ ) (10) ( وَسَتَرَنِي ) (11) ( بِرِدَائِهِ " ) (12) ( فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى لَعِبِهِمْ ) (13) ( إِذْ دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - ) (14) ( فَزَجَرَهُمْ ) (15) ( وَأَهْوَى إِلَى الْحَصْبَاءِ يَحْصِبُهُمْ بِهَا ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " دَعْهُمْ يَا عُمَرُ ) (16) ( فَإِنَّمَا هُمْ بَنُو أَرْفِدَةَ (17) ) (18) ( لِتَعْلَمَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً ) (19) ( إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ ) (20) ( أَمْنًا بَنِي أَرْفِدَةَ " ) (21) دُونَكُمْ بَنِي أَرْفِدَةَ (22) ( قَالَتْ : فَمَا زِلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ ) (23) ( حَتَّى إِذَا مَلِلْتُ قَالَ : " حَسْبُكِ ؟ " , قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : " فَاذْهَبِي " ) (24) ( قَالَتْ : فَاقْدُرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْعَرِبَةِ (25) الْحَدِيثَةِ السِّنِّ (26) ) (27) ( الْحَرِيصَةِ عَلَى اللَّهْوِ ) (28) .
__________
(1) ( خ ) 4894
(2) الدَّرَقة : التُّرس إذا كان من جلد ليس فيه خشب ولا عصب .
(3) ( خ ) 907
(4) ( خ ) 907
(5) ( م ) 18 - ( 892 ) , ( خ ) 944
(6) ( م ) 17 - ( 892 )
(7) ( خ ) 2750 , ( م ) 19 - ( 892 )
(8) ( م ) 892
(9) ( خ ) 2750 , ( م ) 19 - ( 892 )
(10) ( م ) 20 - ( 892 )
(11) ( خ ) 4894 , ( م ) 17 - ( 892 )
(12) ( م ) 18 - ( 892 ) , ( خ ) 443
(13) ( م ) 20 - ( 892 )
(14) ( م ) 22 - ( 893 ) , ( خ ) 2745
(15) ( خ ) 944 , ( س ) 1596
(16) ( م ) 22 - ( 893 ) , ( خ ) 2745
(17) قِيلَ : هُوَ لَعِبٌ لِلْحَبَشَةِ , وَقِيلَ : اِسْم جِنْس لَهُمْ , وَقِيلَ : اِسْم جَدِّهِمْ الْأَكْبَرِ . شرح سنن النسائي(ج 3 / ص 56)
(18) ( س ) 1596 , ( حم ) 10980
(19) أخرجه أبو عبيد في " غريب الحديث " ( 102 / 2 ) , والحارث بن أبي أسامة في " مسنده " ( 212 - زوائده ) , ( حم ) 24899 , انظر صحيح الجامع : 3219 , والصحيحة : 1829
(20) ( حم ) 26004 , انظر الصحيحة تحت حديث : 1829 , 2924 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(21) ( خ ) 3337
(22) ( خ ) 2750 , ( م ) 19 - ( 892 )
(23) ( س ) 1594 , ( خ ) 4894
(24) ( خ ) 2750 , ( م ) 19 - ( 892 )
(25) العَرِبَة : هي الحَرِيصَة على اللَّهو . النهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 431)
(26) أَيْ : الْقَرِيبَة الْعَهْد بِالصِّغَرِ ، وَكَانَتْ يَوْمئِذٍ بِنْت خَمْس عَشْرَة سَنَة أَوْ أَزْيَد . فتح الباري (ج 14 / ص 480)
(27) ( م ) 17 - ( 892 ) , ( خ ) 4938
(28) ( خ ) 4938 , ( م ) 18 - ( 892 ) , ( س ) 1595 , ( حم ) 24585(3/619)
( 3 ) اللَّعِبُ بِمَا فِيهِ مَصْلَحَةٌ شَرْعِيَّة
( م ت ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( قَرَأَ هَذِهِ الْآيَة عَلَى الْمِنْبَرِ : { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ } (2) قَالَ : أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ (3) أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ , أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ , أَلَا إِنَّ اللَّهَ سَيَفْتَحُ لَكُمْ الْأَرْضَ , وَسَتُكْفَوْنَ الْمُؤْنَةَ (4) فلَا يَعْجِزَنَّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَلْهُوَ بِأَسْهُمِهِ " ) (5)
__________
(1) ( م ) 167 - ( 1917 )
(2) [الأنفال/60]
(3) أَيْ : هُوَ الْعُمْدَة . عون المعبود - (ج 5 / ص 409)
(4) أَيْ : سَيَكْفِيكُمْ اللَّهُ مُؤْنَةَ الْقِتَالِ بِمَا فَتَحَ عَلَيْكُمْ . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 406)
(5) ( ت ) 3083 , ( م ) 168 - ( 1918 ) , ( د ) 2514 , ( جة ) 2813(3/620)
( طس بز ) , وَعَنْ سَعْدٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" عَلَيْكُمْ بِالرَّمْيِ ، فَإِنَّهُ خَيْرُ لَعِبِكُمْ ، فَإِنَّهُ مِنْ خَيْرِ لَهْوِكُمْ (1) " (2)
__________
(1) ( بز ) (3/346 ، رقم 1146) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4066 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1281
(2) ( طس ) 2049 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4065 , الصَّحِيحَة : 628(3/621)
( جة ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" كُلُّ مَا يَلْهُو بِهِ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ بَاطِلٌ , إِلَّا رَمْيَهُ بِقَوْسِهِ , وَتَأْدِيبَهُ فَرَسَهُ , وَمُلَاعَبَتَهُ امْرَأَتَهُ " (1)
__________
(1) ( جة ) 2811 , ( ت ) 1637 , ( حم ) 17338(3/622)
( 4 ) مُلَاعَبَةُ الرَّجُلِ أَهْلَه
( طس ) , عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ :
رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، وَجَابِرَ بْنَ عُمَيْرٍ الْأَنْصَارِيَّبيَرْتَمِيَانِ (1) فَمَلَّ أَحَدُهُمَا فَجَلَسَ ، فَقَالَ لَهُ الآخَرُ : كَسَلْتَ ؟ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ فَهُوَ لَهْوٌ وَسَهْوٌ ، إِلَّا أَرْبَعَ خِصَالٍ : مَشْيُ الرَّجُلِ بَيْنَ الْغَرَضَيْنِ (2) وَتَأْدِيبُهُ فَرَسَهُ ، وَمُلَاعَبَتُهُ أَهْلَهُ ، وَتَعَلُّمَ السِّبَاحَةِ " (3)
__________
(1) أَيْ : يرميان السهام .
(2) الغرض : هو ما يقصده الرماة بالإصابة .
(3) ( طس ) 8147 , ( ن ) 8939 , ( هق ) 19525 , انظر الصَّحِيحَة : 315 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1282(3/623)
( د حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَأَنَا جَارِيَةٌ لَمْ أَحْمِلْ اللَّحْمَ وَلَمْ أَبْدُنْ ، فَقَالَ لِلنَّاسِ : " تَقَدَّمُوا " , فَتَقَدَّمُوا ) (1) ( " ثُمَّ قَالَ لِي : تَعَالَيْ أُسَابِقْكِ " ) (2) ( قَالَتْ : فَسَابَقْتُهُ عَلَى رِجْلَيَّ فَسَبَقْتُهُ ) (3) ( " فَسَكَتَ عَنِّي " ، حَتَّى إِذَا حَمَلْتُ اللَّحْمَ وَبَدُنْتُ وَنَسِيتُ ، خَرَجْتُ مَعَهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ ، فَقَالَ لِلنَّاسِ : " تَقَدَّمُوا " , فَتَقَدَّمُوا ، ثُمَّ قَالَ لِي : " تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ " , قَالَتْ : فَسَابَقْتُهُ " فَسَبَقَنِي , فَجَعَلَ يَضْحَكُ وَهُوَ يَقُولُ : هَذِهِ بِتِلْكَ " ) (4)
__________
(1) ( حم ) 26320 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده جيد .
(2) ( حم ) 24165 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( د ) 2578 , ( جة ) 1979
(4) ( حم ) 26320 , ( د ) 2578 , ( حب ) 4691 , انظر صحيح الجامع : 7007 , والصحيحة : 131(3/624)
( يع ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بِخَزِيرَةٍ (1) قَدْ طَبَخْتُهَا لَهُ ، فَقُلْتُ لِسَوْدَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنِي وَبَيْنَهَا : كُلِي ، فَأَبَتْ ، فَقُلْتُ : لَتَأْكُلِنَّ أَوْ لَأُلَطِّخَنَّ وَجْهَكِ ، فَأَبَتْ ، فَوَضَعْتُ يَدِي فِي الْخَزِيرَةِ فَطَلَيْتُ وَجْهَهَا ، " فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَوَضَعَ بِيَدِهِ لَهَا وَقَالَ لَهَا : " الْطَخِي وَجْهَهَا ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَهَا " ، فَمَرَّ عُمَرُ - رضي الله عنه - فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ , يَا عَبْدَ اللَّهِ , " فَظَنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ سَيَدْخُلُ ، فَقَالَ : قُومَا فَاغْسِلَا وُجُوهَكُمَا " ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَمَا زِلْتُ أَهَابُ عُمَرَ لِهَيْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - . (2)
__________
(1) الخَزِيرَة : لَحْمٌ يَقَطَّع صغارا ويُصَبُّ عليه ماءٌ كَثِير , فإذا نَضِج ذُرَّ عليه الدَّقيق , فإن لم يكن فيها لحم فهي عَصِيدَة وقيل : هي حَساء من دقيق ودَسَم , وقيل : إذا كان من دَقيق فهي حَرِيرَة , وإذا كان من نُخَالة فهو خَزِيرَة .النهاية في غريب الأثر - (ج 2 / ص 72)
(2) ( يع ) 4476 , ( ن ) 8917 , انظر الصَّحِيحَة : 3131(3/625)
( 2 ) مَا يَحْرُمُ مِنْ اللَّهْوِ وَاللَّعِب
( د ) , عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدِ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ " (1)
__________
(1) ( د ) 4938 , ( جة ) 3762 , ( حم ) 19539 , وحسنه الألباني في الإرواء : 2670(3/626)
( د ) , وَعَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ , فَكَأَنَّمَا غَمَسَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ " (1)
__________
(1) ( د ) 4939 , ( م ) 10 - ( 2260 ) , ( جة ) 3763 , ( حم ) 23029(3/627)
( خد ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِيَّاكُمْ وَهَاتَيْنِ الْكعبَتَيْنِ (1) الْمَوْسُومَتَيْنِ (2) اللَّتَيْنِ تُزْجَرَانِ زَجْرًا ، فَإِنَّهُمَا مِنَ الْمَيْسِرَ " (3)
__________
(1) أَيْ : فَصَّيْ النرد , أي : المُكَعَّبين المُرَقَّمين .
(2) أَيْ : المُعَلَّمَتين بنقط .
(3) ( خد ) 1270 , ( حم ) 4263 , انظر صَحِيحُ الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 962(3/628)
( هق ) ، وَعَنْ نَافِعٍ قَالَ :
كَانَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - يقول : النَّرْدُ هِيَ الْمَيْسِرِ . (1)
__________
(1) ( هق ) 20746 , وحسنه الألباني في الإرواء تحت حديث : 2670(3/629)
( خد ) , وَعَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أبِي عَلْقَمَةَ ، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ :
بَلَغَ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ أَهْلَ بَيْتٍ فِي دَارِهَا كَانُوا سُكَّانًا فِيهَا عِنْدَهُمْ نَرْدٌ ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِمْ : لَئِنْ لَمْ تُخْرِجُوهَا لَأُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ دَارِي , وَأَنْكَرَتْ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ . (1)
__________
(1) ( خد ) 1274 , ( ط ) 1719 , انظر صحيح الأدب المفرد : 966(3/630)
( خد ) , وَعَنْ نَافِعٍ قَالَ :
كَانَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - إِذَا وَجَدَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِهِ يَلْعَبُ بِالنَّرْدِ , ضَرَبَهُ وَكَسَرَهَا . (1)
__________
(1) ( خد ) 1273 , ( هق ) 20748 , انظر صحيح الأدب المفرد : 965(3/631)
( خد ) , وَعَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ قَالَ :
خَطَبَنَا ابْنُ الزُّبَيْرِ فَقَالَ : يَا أَهْلَ مَكَّةَ ، بَلَغَنِي عَنْ رِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ يَلْعَبُونَ بِلُعْبَةٍ يُقَالُ لَهَا : النَّرْدَشِيرُ ، قَالَ اللَّهُ : { إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ } (1) وَإِنِّي أَحْلِفُ بِاللَّهِ : لاَ أُوتَى بِرَجُلٍ لَعِبَ بِهَا إِلاَّ عَاقَبْتُهُ فِي شَعْرِهِ وَبَشَرِهِ ، وَأَعْطَيْتُ سَلَبَهُ لِمَنْ أَتَانِي بِهِ . (2)
__________
(1) [المائدة : 90]
(2) ( خد ) 1275 , ( هق ) 20751 , انظر صَحِيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 967(3/632)
( 2 ) الْأَخْلَاق الْحَمِيدَة
( 1 ) وَصَايَا النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
( خد جة هب ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( كَانَ آخِرُ كَلَامِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ : ) (2) ( الصَلَاةَ الصَلَاةَ , اتَّقُوا اللَّهَ فِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) (3) ( فَمَا زَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُهَا ) (4) ( حَتَّى جَعَلَ يُغَرْغِرُ بِهَا فِي صَدْرِهِ وَمَا يُفِيضُ بِهَا لِسَانُهُ " ) (5)
__________
(1) ( خد ) 158 , ( د ) 5156 , ( جة ) 2698 , انظر صحيح الأدب المفرد : 118
(2) ( جة ) 2697
(3) ( خد ) 158 , ( د ) 5156 , ( حم ) 585 , انظر الصحيحة : 868 , والإرواء : 2178
(4) ( جة ) 1625 , ( ك ) 4388 , انظر فقه السيرة : 501
(5) ( هب ) 8552 , ( يع ) 2933 , ( ك ) 4388 , ( حب ) 6605 , ( حم ) 26526 , انظر الصحيحة تحت حديث : 868(3/633)
( جة حم طس ) , وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (1) ( عِظْنِي وَأَوْجِزْ ) (2) ( قَالَ : " إِذَا قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ ) (3) ( كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ كُنْتَ لَا تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ) (4) ( وَلَا تَكَلَّمْ بِكَلَامٍ تَعْتَذِرُ مِنْهُ غَدًا ) (5) ( وَأَجْمِعْ الْيَأْسَ ) (6) ( مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ ) (7) ( تَعِشْ غَنِيًّا " ) (8)
__________
(1) ( جة ) 4171
(2) ( حم ) 23545 , ( جة ) 4171 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 742 , الصَّحِيحَة : 401
(3) ( جة ) 4171 , ( حم ) 23545
(4) ( طس ) 4427 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3776 , الصَّحِيحَة : 1914
(5) ( حم ) 23545 , ( جة ) 4171
(6) ( جة ) 4171 , ( حم ) 23545
(7) ( حم ) 23545 , ( جة ) 4171
(8) ( طس ) 4427(3/634)
( فر ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" اذْكُرِ الْمَوْتَ فِي صَلاتِكَ , فَإِنَّ الرَّجُلَ إذَا ذَكَرَ الْمَوْتَ فِي صَلَاتِهِ لَحَرِيٌّ (1) أَنْ يُحْسِنَ صَلَاتَهُ , وَصَلِّ صَلَاةَ رَجُلٍ لَا يَظُنُّ أَنْ يُصَلِّيَ صَلَاةً غَيْرَهَا ، وَإِيَّاكَ وَكُلَّ أَمْرٍ يُعْتَذَرُ مِنْهُ " (2)
__________
(1) ( حَرِيٌّ ) : جدير وخليق .
(2) أخرجه الديلمى (1/431 ، رقم 1755) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 849 , الصَّحِيحَة : 2839(3/635)
( حم ) , وَعَنْ مُعَاذٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
أَوْصَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِعَشْرِ كَلِمَاتٍ قَالَ : " لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا ، وَإِنْ قُتِلْتَ وَحُرِّقْتَ وَلَا تَعُقَّنَّ وَالِدَيْكَ ، وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ ، وَلَا تَتْرُكَنَّ صَلَاةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّدًا ، فَإِنَّ مَنْ تَرَكَ صَلَاةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّدًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللَّهِ ، وَلَا تَشْرَبَنَّ خَمْرًا ، فَإِنَّهُ رَأْسُ كُلِّ فَاحِشَةٍ ، وَإِيَّاكَ وَالْمَعْصِيَةَ ، فَإِنَّ بِالْمَعْصِيَةِ حَلَّ سَخَطُ اللَّهِ - عز وجل - ، وَإِيَّاكَ وَالْفِرَارَ مِنْ الزَّحْفِ وَإِنْ هَلَكَ النَّاسُ ، وَإِذَا أَصَابَ النَّاسَ مُوتَانٌ (1) وَأَنْتَ فِيهِمْ فَاثْبُتْ ، وَأَنْفِقْ عَلَى عِيَالِكَ مِنْ طَوْلِكَ (2) وَلَا تَرْفَعْ عَنْهُمْ عَصَاكَ أَدَبًا (3) وَأَخِفْهُمْ فِي اللَّهِ " (4)
__________
(1) هُوَ الْمَوْت الْكَثِير الْوُقُوع .
(2) أَيْ : من مالك , والطَّوْل : هو الفَضْل .
(3) فِيهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي لِمَنْ كَانَ لَهُ عِيَالٌ أَنْ يُخَوِّفَهُمْ وَيُحَذِّرَهُمْ الْوُقُوعَ فِيمَا لَا يَلِيقُ ، وَلَا يُكْثِرُ تَأْنِيسَهُمْ وَمُدَاعَبَتَهُمْ ،
فَيُفْضِي ذَلِكَ إلَى الِاسْتِخْفَافِ بِهِ وَيَكُونُ سَبَبًا لِتَرْكِهِمْ لِلْآدَابِ الْمُسْتَحْسَنَةِ وَتَخَلُّقِهِمْ بِالْأَخْلَاقِ السَّيِّئَةِ .
نيل الأوطار - (ج 10 / ص 203)
(4) ( حم ) 22128 , ( طب ) ج 20/ ص 83 ح 156 , صححه الألباني في الإرواء : 2026 , وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 570(3/636)
( خد ) , وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ :
" أَوْصَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِتِسْعٍ : لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا وَإِنْ قُطِّعْتَ أَوْ حُرِّقْتَ ، وَلَا تَتْرُكَنَّ الصّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ مُتَعَمِّدًا ، فَمَنْ تَرَكَهَا مُتَعَمِّدًا بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ (1) وَلَا تَشْرَبَنَّ الْخَمْرَ ، فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ ، وَأَطِعْ وَالِدَيْكَ وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ دُنْيَاكَ فَاخْرُجْ لَهُمَا ، وَلَا تُنَازِعَنَّ وُلاةَ الْأَمْرِ وَإِنْ رَأَيْتَ أَنَّكَ أَنْتَ (2) وَلَا تَفْرُرْ مِنَ الزَّحْفِ وَإِنْ هَلَكْتَ وَفَرَّ أَصْحَابُكَ ، وَأَنْفِقْ مِنْ طَوْلِكَ عَلَى أَهْلِكَ ، وَلَا تَرْفَعْ عَصَاكَ عَنْ أَهْلِكَ ، وَأَخِفْهُمْ فِي اللَّهِ - عز وجل - " (3)
__________
(1) أي أن لكل أحد من الله عهداً بالحفظ والكلاءة , فإذا ألقى بيده إلى التهلكة , أو فعل ما حرم عليه , أو خالف ما أمر به خذلته ذمة الله , " النهاية .
(2) أي : وحدك على الحق .
(3) ( خد ) 18 , ( جة ) 4034 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 14 , الإرواء تحت حديث : 2026(3/637)
( ابن نصر ) , وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى قَوْمٍ " ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي قَالَ : " اعْبُدِ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا , وأَفْشِ السَّلَامَ (4) وَابْذُلِ الطَّعَامَ ، وَاسْتَحِيِ مِنَ اللَّهِ اسْتِحْيَاءَكَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِكَ ، وَإِذَا أَسَأْتَ فَأَحْسِنْ ، وَلْتُحَسِّنْ خُلُقَكَ مَا اسْتَطَعْتَ " (5)
-------------------
(4) ( أفش السلام ) : أظهره برفع الصوت ، أو بإشاعته بأن تسلم على كل من تراه .
(5) أخرجه ابن نصر المروزي في "الإيمان " (ق 226/ 1) ، والبزار (2172- كشف الأستار) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 951 , الصَّحِيحَة : 3559(3/638)
( ش ) , وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي , قَالَ : " اعْبُدْ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ , وَاعْدُدْ نَفْسَكَ مِنْ الْمَوْتَى , وَاذْكُرْ اللَّهَ عِنْدَ كُلِّ حَجَرٍ وَشَجَرٍ ، وَإِذَا عَمِلْتَ السَّيِّئَةَ فَاعْمَلْ بِجَنْبِهَا حَسَنَةً , السِّرُّ بِالسِّرِّ , وَالْعَلَانِيَةُ بِالْعَلَانِيَةِ " (1)
__________
(1) ( ش ) 34325 , ( طب ) ج20/ص175 ح374 , ( هق ) 548 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1040 , الصَّحِيحَة : 1475 , 3320(3/639)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ فِي سِرِّ أَمْرِكَ وَعَلَانِيَتِهِ ، وَإِذَا أَسَأْتَ فَأَحْسِنْ ، وَلَا تَسْأَلَنَّ أَحَدًا شَيْئًا وَإِنْ سَقَطَ سَوْطُكَ ، وَلَا تَقْبِضَنَّ أَمَانَةً ، وَلَا تَقْضِيَنَّ بَيْنَ اثْنَيْنِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 21613 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2544 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3161(3/640)
( ك ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ : " اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ : شَبَابَكَ قَبْلَ هِرَمِكَ ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ (1) وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ " (2)
__________
(1) السقم : المرض .
(2) ( ك ) 7846 , ( ش ) 34319 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1077 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :3355(3/641)
( حم ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ لِي : " يَا عُقْبَةُ بْنَ عَامِرٍ , صِلْ مَنْ قَطَعَكَ , وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ , وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ " ) (1) ( وأحْسِنْ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْكَ ، وقُلِ الحقَّ وَلَوْ عَلَى نَفْسِكَ " ) (2)
__________
(1) ( حم ) 17488 , انظر الصَّحِيحَة : 891 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2536
(2) رواه أبو عمرو بن السماك في " حديثه " ( 2 / 28 / 1 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3769 , الصحيحة : 1911 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :2467(3/642)
( الضياء ) , وَعَنْ أسامة بن شريك - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" ما كرهت أن يراه الناس فلَا تفعله إذا خَلَوْت " (1)
__________
(1) رواه ابن حبان في " روضة العقلاء " ( ص 12 - 13 ) , والضياء في " المختارة " ( 1 / 449 ) , انظر الصَّحِيحَة : 1055(3/643)
( الزهد ) , وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ :
قَالَ رَجَلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَوْصِنِي , قَالَ : " أُوصِيكَ أَنْ تَسْتَحِي مِنَ اللَّهِ كَمَا تَسْتَحِي مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ مِنْ قَوْمِكَ " (1)
---------------
(1) أخرجه أحمد فى الزهد (ص 46) , ( هب ) 7738 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2541 , الصَّحِيحَة : 741(3/644)
( حب ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَالِسٌ وَحْدَهُ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي قَالَ : " أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ ، فَإِنَّهُ رَأْسُ الأَمْرِ كُلِّهِ " , قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي ، قَالَ : " عَلَيْكَ بِتِلاوَةِ الْقُرْآنِ وَذِكْرِ اللَّهِ ، فَإِنَّهُ نُورٌ لَكَ فِي الْأَرْضِ ، وَذُخْرٌ لَكَ فِي السَّمَاءِ " قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي : ، قَالَ : " إِيَّاكَ وَكَثْرَةَ الضَّحِكِ ، فَإِنَّهُ يُمِيتُ الْقَلْبَ ، وَيَذْهَبُ بِنُورِ الْوَجْهِ " , قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي ، قَالَ : " عَلَيْكَ بِالْجِهَادِ ، فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ أُمَّتِي " , قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي ، قَالَ : " أَحِبَّ الْمَسَاكِينَ وَجَالِسْهُمْ " , قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي ، قَالَ : " انْظُرْ إِلَى مَنْ تَحْتَكَ وَلَا تَنْظُرْ إِلَى مَنْ فَوْقَكَ ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لَا تُزْدَرَى نِعْمَةُ اللَّهِ عِنْدَكَ " , قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي ، قَالَ : " قُلِ الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا " (1)
__________
(1) , ( حب ) 361 , ( هب ) 4646 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2233 , 2869(3/645)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" أَمَرَنِي خَلِيلِي - صلى الله عليه وسلم - بِسَبْعٍ , أَمَرَنِي بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ وَالدُّنُوِّ مِنْهُمْ , وَأَمَرَنِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي , وَلَا أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي , وَأَمَرَنِي أَنْ أَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ أَدْبَرَتْ , وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أَسْأَلَ أَحَدًا شَيْئًا , وَأَمَرَنِي أَنْ أَقُولَ بِالْحَقِّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا , وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أَخَافَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ , وَأَمَرَنِي أَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ , فَإِنَّهُنَّ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 21453 , ( طب ) 1648 , ( هق ) 19973 , انظر الصَّحِيحَة : 2166 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :811 , 2525(3/646)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ يَأْخُذُ عَنِّي هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ , أَوْ يُعَلِّمُ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ ؟ " ، فَقُلْتُ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، " فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّ خَمْسًا وَقَالَ : اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ ، كُنْ وَرِعًا تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ (1) وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ ، وَكُنْ قَنِعًا تَكُنْ أَشْكَرَ النَّاسِ (2) وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا ، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا ، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا (3) وَلَا تُكْثِرِ الضَّحِكَ ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ (4) " (5)
__________
(1) ( جة ) 4217
(2) ( جة ) 4217
(3) ( جة ) 4217
(4) إذا كانت كثرة الضحك تميت القلب ، فإن كثرة الخوف والبكاء من خشية الله تحيي القلب . ع
(5) ( ت ) 2305 , ( جة ) 4217 , ( حم ) 8081 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4580 , الصَّحِيحَة : 930(3/647)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
سَأَلْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ : أَوْصِنِي , قَالَ : " أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ , فَإِنَّهُ رَأْسُ كُلِّ شَيْءٍ , وَعَلَيْكَ بِالْجِهَادِ , فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ الْإِسْلَامِ وَعَلَيْكَ بِذِكْرِ اللَّهِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ , فَإِنَّهُ رَوْحُكَ فِي السَّمَاءِ , وَذِكْرُكَ فِي الْأَرْضِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 11791 , ( يع ) 1000 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2543 , الصَّحِيحَة : 555(3/648)
( طب ) , وَعَنْ أَسْوَدَ بْنِ أَصْرَمَ الْمُحَارِبِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي ، قَالَ : " هَلْ تَمْلِكُ لِسَانَكَ ؟ " , فَقُلْتُ : فَمَا أَمْلِكُ إِذَا لَمْ أَمْلِكْ لِسَانِي ؟ , قَالَ : " أَفَتَمْلِكُ يَدَكَ ؟ " , فَقُلْتُ : فَمَاذَا أَمْلِكُ إِذَا لَمْ أَمْلِكْ يَدِي ؟ , قَالَ : " فلَا تَقُلْ بِلِسَانِكَ إِلَّا مَعْرُوفًا ، وَلَا تَبْسُطْ يَدَكَ إِلَّا إِلَى خَيْرٍ " (1)
__________
(1) ( طب ) 817 , ( هب ) 4931 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1393, الصَّحِيحَة تحت حديث : 1560(3/649)
( ت حم ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي ) (1) ( فَقَالَ : " اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ , وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا إِذَا عَمِلْتَ سَيِّئَةً فَاعْمَلْ حَسَنَةً ، فَإِنَّهَا عَشْرُ أَمْثَالِهَا (2) وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ " ) (3) ( فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَمِنْ الْحَسَنَاتِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ؟ , قَالَ : " هِيَ أَفْضَلُ الْحَسَنَاتِ ) (4) "
__________
(1) ( حم ) 21526 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) صححها الألباني في " كَلِمَةِ الْإِخْلَاص " ص55
(3) ( ت ) 1987 , ( حم ) 21526 , انظر صحيح الجامع : 97 , وصحيح الترغيب والترهيب : 2655
(4) ( حم ) 21526 , انظر الصحيحة : 1373(3/650)
( حم) , وَعَنْ جَرْمُوزٍ الْهُجَيْمِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي , قَالَ : " أُوصِيكَ أَنْ لَا تَكُونَ لَعَّانًا " (1)
---------
(1) ( حم ) 20697 , ( تخ ) 2352 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2542 , والصحيحة : 1729(3/651)
( س د حم ) , وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِي ) (1) ( فَقَالَ : يَا مُعَاذُ , وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ " ) (2) ( فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَأَنَا أُحِبُّكَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ , لَا تَدَعَنَّ أَنْ تَقُولَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ : اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ , وَشُكْرِكَ , وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ " ) (3)
__________
(1) ( س ) 1303
(2) ( د ) 1522
(3) ( حم ) 22172 , ( د ) 1522 , ( س ) 1303 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7969 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1596(3/652)
( كر ) , وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَأْكُلْ مُتَّكِئًا (1) وَلَا عَلَى غِرْبَالٍ ، وَلَا تَتَّخِذَنَّ مِنَ الْمَسْجِدِ مُصَلًّى لَا تُصَلِّي إِلَّا فِيهِ , وَلَا تَخَطَّ رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَيَجْعَلَكَ اللَّهُ لَهُمْ جِسْرًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
(1) اتكأ : اضطجع , والاضطجاع : الميل على أحد جنبيه .
(2) ( كر ) ج13 ص391 , الصَّحِيحَة : 3122(3/653)
( ت جة حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قَالَ رَجَلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُسَافِرَ فَأَوْصِنِي ) (1) ( قَالَ : " أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَالتَّكْبِيرِ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ (2) " ) (3) ( فَلَمَّا مَضَى ) (4) ( الرَّجُلُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " ) (5) ( اللَّهُمَّ اطْوِ لَهُ الْأَرْضَ ، وَهَوِّنْ عَلَيْهِ السَّفَرَ " ) (6)
__________
(1) ( ت ) 3445
(2) أَيْ : مَكَانٍ عَالٍ . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 341)
(3) ( جة ) 2771 , ( ت ) 3445
(4) ( حم ) 9722 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(5) ( حم ) 8293 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(6) ( ت ) 3445 , ( حم ) 8293 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2545 , الصَّحِيحَة : 1730(3/654)
( 2 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الصِّدْق
( 1 ) فَضْلُ الصِّدْق
( جة هب ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ ؟ , قَالَ : " كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ " , فَقَالُوا : صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ , فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ ؟ , قَالَ : " هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ , لَا إِثْمَ فِيهِ وَلَا بَغْيَ وَلَا غِلَّ وَلَا حَسَدَ " ) (1) ( قَالُوا : فَمَنْ يَلِيهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " الَّذِينَ يَشْنَأُ (2) الدُّنْيَا وَيُحِبُّ الْآخِرَةَ " ، قَالُوا : مَا نَعْرِفُ هَذَا فِينَا إِلَّا أَبَا رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالُوا : فَمَنْ يَلِيهِ ؟ , قَالَ : " مُؤْمِنٌ فِي خُلُقٍ حُسْنِ " ) (3)
__________
(1) ( جة ) 4216
(2) شِنئْت : أي أبْغَضْت . النهاية في غريب الأثر - (ج 2 / ص 1225)
(3) ( هب ) 4800 , ( مسند الشاميين ) 1218 , انظر صحيح الجامع : 3291 , الصَّحِيحَة : 948 , وصحيح الترغيب والترهيب : 2931(3/655)
( خ م ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ (1) وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ (2) وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ (3) وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا (4) وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ , فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ (5) وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ , وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ (6) حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا (7) " (8)
__________
(1) أَيْ : أَنَّ الصِّدْق يَهْدِي إِلَى الْعَمَل الصَّالِح الْخَالِص مِنْ كُلّ مَذْمُوم .عون المعبود - (ج 11 / ص 26) وَالْبِرُّ : اِسْم جَامِع لِلْخَيْرَاتِ , مِنْ اِكْتِسَابِ الْحَسَنَاتِ وَاجْتِنَابِ السَّيِّئَاتِ ، وَيُطْلَقُ عَلَى الْعَمَلِ الْخَالِصِ الدَّائِمِ الْمُسْتَمِرِّ مَعَهُ إِلَى الْمَوْتِ .تحفة الأحوذي - (5 / 210)
(2) مِصْدَاقُهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى : { إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ } .تحفة الأحوذي - (5 / 210)
(3) أَيْ : فِي قَوْلِهِ وَفِعْلِهِ .تحفة الأحوذي - (5 / 210)
(4) أَيْ : مُبَالِغًا فِي الصِّدْقِ , فَفِي الْقَامُوسِ : الصِّدِّيقُ مَنْ يَتَكَرَّرُ مِنْهُ الصِّدْقُ حَتَّى يَسْتَحِقَّ اِسْمَ الْمُبَالَغَةِ فِي الصِّدْقِ .
وَفِي الْحَدِيثِ إِشْعَارٌ بِحُسْنِ خَاتِمَتِهِ , وَإِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الصِّدِّيقَ يَكُونُ مَأْمُونَ الْعَاقِبَةِ . تحفة الأحوذي - (5 / 210)
(5) ( الْفُجُور ) : يُطْلَقُ عَلَى الْمَيْلِ إِلَى الْفَسَادِ , وَعَلَى الِانْبِعَاثِ فِي الْمَعَاصِي , وَهُوَ اِسْمٌ جَامِعٌ لِلشَّرِّ . تحفة الأحوذي - (5 / 210)
(6) أَيْ : يُبَالِغ وَيَجْتَهِد فِيهِ . عون المعبود - (ج 11 / ص 26)
(7) قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : الْمُرَادُ بِالْكِتَابَةِ : الْحُكْمُ عَلَيْهِ بِذَلِكَ , وَإِظْهَارُهُ لِلْمَخْلُوقِينَ مِنْ الْمَلَأِ الْأَعْلَى : وَإِلْقَاءِ ذَلِكَ فِي قُلُوبِ أَهْلِ الْأَرْضِ .
قَالَ النَّوَوِيُّ : قَالَ الْعُلَمَاءُ : فِي هَذَا الْحَدِيثِ حَثٌّ عَلَى تَحَرِّي الصِّدْقِ وَالِاعْتِنَاءِ بِهِ ، وَعَلَى التَّحْذِيرِ مِنْ الْكَذِبِ وَالتَّسَاهُلِ فِيهِ , فَإِنَّهُ إِذَا تَسَاهَلَ فِيهِ كَثُرَ مِنْهُ فَيُعْرَفُ بِهِ .تحفة الأحوذي - (5 / 210)
وَفِي الْحَدِيثِ إشَارَةٌ إلَى أَنَّ مَنْ تَحَرَّى الصِّدْقَ فِي أَقْوَالِهِ صَارَ لَهُ سَجِيَّةً , وَمَنْ تَعَمَّدَ الْكَذِبَ وَتَحَرَّاهُ صَارَ لَهُ سَجِيَّةً ، وَأَنَّهُ بِالتَّدَرُّبِ وَالِاكْتِسَابِ تَسْتَمِرُّ صِفَاتُ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ .
وَالْحَدِيثُ دَلِيلٌ عَلَى عَظَمَةِ شَأْنِ الصِّدْقِ , وَأَنَّهُ يَنْتَهِي بِصَاحِبِهِ إلَى الْجَنَّةِ , وَدَلِيلٌ عَلَى عَظَمَةِ قُبْحِ الْكَذِبِ , وَأَنَّهُ يَنْتَهِي بِصَاحِبِهِ إلَى النَّارِ ، وَذَلِكَ سِوَى مَا لِصَاحِبِهِمَا فِي الدُّنْيَا , فَإِنَّ الصَّدُوقَ مَقْبُولُ الْحَدِيثِ عِنْدَ النَّاسِ , مَقْبُولُ الشَّهَادَةِ عِنْدَ الْحُكَّامِ , مَحْبُوبٌ مَرْغُوبٌ فِي أَحَادِيثِهِ , وَالْكَذُوبُ بِخِلَافِ هَذَا كُلِّهِ .سبل السلام - (7 / 215)
(8) ( م ) 2607 , ( خ ) 5743 , ( ت ) 1971(3/656)
( 2 ) الصِّدْقُ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى
قَالَ تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } [التوبة/119]
وَقَالَ تَعَالَى : { قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ , لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ , ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [المائدة/119]
( س ) , وَعَنْ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ - رضي الله عنه - قَالَ :
جَاءَ رَجُلٌ مِنْ الْأَعْرَابِ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَآمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَهُ , ثُمَّ قَالَ : أُهَاجِرُ مَعَكَ , " فَأَوْصَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْضَ أَصْحَابِهِ , فَلَمَّا كَانَتْ غَزْوَةٌ غَنِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَبْيًا فَقَسَمَ وَقَسَمَ لَهُ , فَأَعْطَى أَصْحَابَهُ مَا قَسَمَ لَهُ " , وَكَانَ يَرْعَى ظَهْرَهُمْ (1) فَلَمَّا جَاءَ دَفَعُوهُ إِلَيْهِ , فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ , قَالُوا : قَسْمٌ قَسَمَهُ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَأَخَذَهُ فَجَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ , قَالَ : " قَسَمْتُهُ لَكَ " , فَقَالَ : مَا عَلَى هَذَا اتَّبَعْتُكَ , وَلَكِنِّي اتَّبَعْتُكَ عَلَى أَنْ أُرْمَى بِسَهْمٍ هَاهُنَا - وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ - فَأَمُوتَ فَأَدْخُلَ الْجَنَّةَ (2) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنْ تَصْدُقْ اللَّهَ يَصْدُقْكَ (3) " , فَلَبِثُوا قَلِيلًا ثُمَّ نَهَضُوا فِي قِتَالِ الْعَدُوِّ , فَأُتِيَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُحْمَلُ قَدْ أَصَابَهُ سَهْمٌ حَيْثُ أَشَارَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَهُوَ هُوَ ؟ " , قَالُوا : نَعَمْ , قَالَ : " صَدَقَ اللَّهَ فَصَدَقَهُ ,ثُمَّ كَفَّنَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي جُبَّتِهِ , ثُمَّ قَدَّمَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ , فَكَانَ فِيمَا ظَهَرَ مِنْ صَلَاتِهِ : اللَّهُمَّ هَذَا عَبْدُكَ , خَرَجَ مُهَاجِرًا فِي سَبِيلِكَ فَقُتِلَ شَهِيدًا , أَنَا شَهِيدٌ عَلَى ذَلِكَ (4) " (5)
__________
(1) أَيْ : يرعى إبلهم وخيولهم .
(2) أَيْ : مَا آمَنْت بِك لِأَجْلِ الدُّنْيَا , وَلَكِنْ آمَنْت لِأَجْلِ أَنْ أَدْخُلَ الْجَنَّةَ بِالشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ . شرح سنن النسائي (ج3ص229)
(3) أَيْ : إِنْ كُنْت صَادِقًا فِيمَا تَقُولُ وَتُعَاهِدُ اللَّهَ عَلَيْهِ , يُجْزِكَ عَلَى صِدْقِك بِإِعْطَائك مَا تُرِيدُهُ . شرح سنن النسائي
(4) في الحديث دليل على مشروعية الصلاة على شهيد المعركة .ع
(5) صححه الألباني في ( س ) 1953 ، وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1336(3/657)
( خ م د ) , وَعَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا إِلَّا فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ ) (1) ( وَهُوَ يُرِيدُ الرُّومَ وَنَصَارَى الْعَرَبِ بِالشَّامِ ) (2) ( غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ تَخَلَّفْتُ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ , " وَلَمْ يُعَاتِبْ أَحَدًا تَخَلَّفَ عَنْهَا , إِنَّمَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُرِيدُ عِيرَ (3) قُرَيْشٍ , حَتَّى جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَدُوِّهِمْ عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ , وَلَقَدْ شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ حِينَ تَوَاثَقْنَا (4) عَلَى الْإِسْلَامِ , وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا مَشْهَدَ بَدْرٍ , وَإِنْ كَانَتْ بَدْرٌ أَذْكَرَ فِي النَّاسِ مِنْهَا (5) كَانَ مِنْ خَبَرِي أَنِّي لَمْ أَكُنْ قَطُّ أَقْوَى وَلَا أَيْسَرَ حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْهُ فِي تِلْكَ الْغَزَاةِ , وَاللَّهِ مَا اجْتَمَعَتْ عِنْدِي قَبْلَهُ رَاحِلَتَانِ (6) قَطُّ حَتَّى جَمَعْتُهُمَا فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ , وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُرِيدُ غَزْوَةً إِلَّا وَرَّى (7) بِغَيْرِهَا ) (8) ( وَكَانَ يَقُولُ : الْحَرْبُ خَدْعَةٌ ) (9) ( حَتَّى كَانَتْ تِلْكَ الْغَزْوَةُ , غَزَاهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَرٍّ شَدِيدٍ ) (10) ( حِينَ طَابَتْ الثِّمَارُ وَالظِّلَالُ ) (11) ( وَاسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا وَمَفَازًا (12) ) (13) ( وَعَدُوًّا كَثِيرًا , فَجَلَّى (14) لِلْمُسْلِمِينَ أَمْرَهُمْ لِيَتَأَهَّبُوا (15) أُهْبَةَ (16) غَزْوِهِمْ , فَأَخْبَرَهُمْ بِوَجْهِهِ الَّذِي يُرِيدُ , وَالْمُسْلِمُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَثِيرٌ ) (17) ( يَزِيدُونَ عَلَى عَشْرَةِ آلَافٍ ) (18) ( وَلَا يَجْمَعُهُمْ كِتَابٌ حَافِظٌ - يُرِيدُ الدِّيوَانَ - فَمَا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَتَغَيَّبَ إِلَّا ظَنَّ أَنْ سَيَخْفَى لَهُ - مَا لَمْ يَنْزِلْ فِيهِ وَحْيُ اللَّهِ - وَتَجَهَّزَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَالْمُسْلِمُونَ مَعَهُ , فَطَفِقْتُ (19) أَغْدُو لِكَيْ أَتَجَهَّزَ مَعَهُمْ , فَأَرْجِعُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا , فَأَقُولُ فِي نَفْسِي : أَنَا قَادِرٌ عَلَيْهِ , فَلَمْ يَزَلْ يَتَمَادَى بِي حَتَّى اشْتَدَّ بِالنَّاسِ الْجِدُّ , فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَالْمُسْلِمُونَ مَعَهُ ) (20) ( يَوْمَ الْخَمِيسِ ) (21) ( - وَلَقَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْرُجُ إِذَا خَرَجَ فِي سَفَرٍ إِلَّا خَرَجَ يَوْمَ الْخَمِيسِ - ) (22) ( وَأَنَا لَمْ أَقْضِ مِنْ جَهَازِي شَيْئًا , فَقُلْتُ : أَتَجَهَّزُ بَعْدَهُ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ ثُمَّ أَلْحَقُهُمْ , فَغَدَوْتُ (23) بَعْدَ أَنْ فَصَلُوا (24) لِأَتَجَهَّزَ , فَرَجَعْتُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا , ثُمَّ غَدَوْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا , فَلَمْ يَزَلْ بِي حَتَّى أَسْرَعُوا وَتَفَارَطَ (25) الْغَزْوُ , وَهَمَمْتُ أَنْ أَرْتَحِلَ فَأُدْرِكَهُمْ وَلَيْتَنِي فَعَلْتُ , فَلَمْ يُقَدَّرْ لِي ذَلِكَ , فَكُنْتُ إِذَا خَرَجْتُ فِي النَّاسِ بَعْدَ خُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَطُفْتُ فِيهِمْ أَحْزَنَنِي أَنِّي لَا أَرَى ) (26) ( لِي أُسْوَةً إِلَّا رَجُلًا مَغْمُوصًا (27) عَلَيْهِ النِّفَاقُ , أَوْ رَجُلًا مِمَّنْ عَذَرَ اللَّهُ مِنْ الضُّعَفَاءِ , " وَلَمْ يَذْكُرْنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى بَلَغَ تَبُوكَ , فَقَالَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْقَوْمِ بِتَبُوكَ : مَا فَعَلَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ ؟ " , فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , حَبَسَهُ بُرْدَاهُ (28) وَنَظَرُهُ فِي عِطْفَيْهِ (29) فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ : بِئْسَ مَا قُلْتَ , وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا , " فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَبَيْنَمَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ , رَأَى رَجُلًا مُبَيِّضًا يَزُولُ بِهِ السَّرَابُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : كُنْ أَبَا خَيْثَمَةَ " , فَإِذَا هُوَ أَبُو خَيْثَمَةَ الْأَنْصَارِيُّ - رضي الله عنه - وَهُوَ الَّذِي تَصَدَّقَ بِصَاعِ التَّمْرِ حِينَ لَمَزَهُ الْمُنَافِقُونَ - قَالَ كَعْبُ : فَلَمَّا بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ تَوَجَّهَ قَافِلًا (30) مِنْ تَبُوكَ ) (31) ( حَضَرَنِي هَمِّي , وَطَفِقْتُ أَتَذَكَّرُ الْكَذِبَ وَأَقُولُ : بِمَاذَا أَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ (32) غَدًا , وَاسْتَعَنْتُ عَلَى ذَلِكَ بِكُلِّ ذِي رَأْيٍ مِنْ أَهْلِي , فَلَمَّا قِيلَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ أَظَلَّ قَادِمًا , زَاحَ عَنِّي الْبَاطِلُ , وَعَرَفْتُ أَنِّي لَنْ أَخْرُجَ مِنْهُ أَبَدًا بِشَيْءٍ فِيهِ كَذِبٌ , فَأَجْمَعْتُ صِدْقَهُ , " وَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَادِمًا ) (33) ( - وَكَانَ قَلَّمَا يَقْدَمُ مِنْ سَفَرٍ سَافَرَهُ إِلَّا ضُحًى , وَكَانَ يَبْدَأُ بِالْمَسْجِدِ فَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ ) (34) ( ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ ) (35) ( لِلنَّاسِ - " , فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ جَاءَهُ الْمُخَلَّفُونَ , فَطَفِقُوا يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ وَيَحْلِفُونَ لَهُ - وَكَانُوا بِضْعَةً وَثَمَانِينَ رَجُلًا - " فَقَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَانِيَتَهُمْ , وَبَايَعَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ , وَوَكَلَ سَرَائِرَهُمْ (36) إِلَى اللَّهِ " , فَجِئْتُهُ , فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ , " تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ الْمُغْضَبِ , ثُمَّ قَالَ : تَعَالَ " , فَجِئْتُ أَمْشِي حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ , فَقَالَ لِي : " مَا خَلَّفَكَ ؟ , أَلَمْ تَكُنْ قَدْ ابْتَعْتَ (37) ظَهْرَكَ (38) ؟ " فَقُلْتُ : بَلَى , إِنِّي وَاللَّهِ لَوْ جَلَسْتُ عِنْدَ غَيْرِكَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا لَرَأَيْتُ أَنْ سَأَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ بِعُذْرٍ , وَلَقَدْ أُعْطِيتُ جَدَلًا , وَلَكِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ لَئِنْ حَدَّثْتُكَ الْيَوْمَ حَدِيثَ كَذِبٍ تَرْضَى بِهِ عَنِّي , لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يُسْخِطَكَ عَلَيَّ , وَلَئِنْ حَدَّثْتُكَ حَدِيثَ صِدْقٍ تَجِدُ عَلَيَّ فِيهِ (39) إِنِّي لَأَرْجُو فِيهِ عَفْوَ اللَّهِ , لَا وَاللَّهِ مَا كَانَ لِي مِنْ عُذْرٍ , وَاللَّهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَقْوَى وَلَا أَيْسَرَ مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْكَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَمَّا هَذَا فَقَدْ صَدَقَ , فَقُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِيكَ " , فَقُمْتُ وَثَارَ رِجَالٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ فَاتَّبَعُونِي , فَقَالُوا لِي : وَاللَّهِ مَا عَلِمْنَاكَ كُنْتَ أَذْنَبْتَ ذَنْبًا قَبْلَ هَذَا , وَلَقَدْ عَجَزْتَ أَنْ لَا تَكُونَ اعْتَذَرْتَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَا اعْتَذَرَ إِلَيْهِ الْمُتَخَلِّفُونَ , قَدْ كَانَ كَافِيَكَ ذَنْبَكَ اسْتِغْفَارُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَكَ , فَوَاللَّهِ مَا زَالُوا يُؤَنِّبُونِي حَتَّى أَرَدْتُ أَنْ أَرْجِعَ فَأُكَذِّبَ نَفْسِي , ثُمَّ قُلْتُ لَهُمْ : هَلْ لَقِيَ هَذَا مَعِي أَحَدٌ ؟ , قَالُوا : نَعَمْ , رَجُلَانِ قَالَا مِثْلَ مَا قُلْتَ , فَقِيلَ لَهُمَا مِثْلُ مَا قِيلَ لَكَ , فَقُلْتُ : مَنْ هُمَا ؟ , قَالُوا : مُرَارَةُ بْنُ الرَّبِيعِ الْعَمْرِيُّ , وَهِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ الْوَاقِفِيُّ , فَذَكَرُوا لِي رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ قَدْ شَهِدَا بَدْرًا فِيهِمَا أُسْوَةٌ (40) فَمَضَيْتُ حِينَ ذَكَرُوهُمَا لِي , " وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمُسْلِمِينَ ) (41) ( عَنْ كَلَامِي وَكَلَامِ صَاحِبَيَّ وَلَمْ يَنْهَ عَنْ كَلَامِ أَحَدٍ مِنْ الْمُتَخَلِّفِينَ غَيْرِنَا " ) (42) ( فَاجْتَنَبَنَا النَّاسُ وَتَغَيَّرُوا لَنَا حَتَّى تَنَكَّرَتْ فِي نَفْسِي الْأَرْضُ فَمَا هِيَ الَّتِي أَعْرِفُ , فَلَبِثْنَا عَلَى ذَلِكَ خَمْسِينَ لَيْلَةً , فَأَمَّا صَاحِبَايَ فَاسْتَكَانَا وَقَعَدَا فِي بُيُوتِهِمَا يَبْكِيَانِ , وَأَمَّا أَنَا فَكُنْتُ أَشَبَّ الْقَوْمِ وَأَجْلَدَهُمْ , فَكُنْتُ أَخْرُجُ فَأَشْهَدُ الصَلَاةَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ , وَأَطُوفُ فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يُكَلِّمُنِي أَحَدٌ , وَآتِي رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي مَجْلِسِهِ بَعْدَ الصَلَاةِ , فَأَقُولُ فِي نَفْسِي : هَلْ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ بِرَدِّ السَّلَامِ عَلَيَّ أَمْ لَا ؟ , ثُمَّ أُصَلِّي قَرِيبًا مِنْهُ فَأُسَارِقُهُ النَّظَرَ , فَإِذَا أَقْبَلْتُ عَلَى صَلَاتِي , " أَقْبَلَ إِلَيَّ " , وَإِذَا الْتَفَتُّ نَحْوَهُ , " أَعْرَضَ عَنِّي " ) (43) ( فَلَبِثْتُ كَذَلِكَ حَتَّى ) (44) ( طَالَتْ عَلَيَّ جَفْوَةُ النَّاسِ ) (45) ( وَمَا مِنْ شَيْءٍ أَهَمُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَمُوتَ فلَا يُصَلِّي عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , أَوْ يَمُوتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَكُونَ مِنْ النَّاسِ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ , فلَا يُكَلِّمُنِي أَحَدٌ مِنْهُمْ , وَلَا يُصَلِّي وَلَا يُسَلِّمُ عَلَيَّ ) (46) ( فَمَشَيْتُ حَتَّى تَسَوَّرْتُ (47) جِدَارَ حَائِطِ أَبِي قَتَادَةَ - وَهُوَ ابْنُ عَمِّي وَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ - فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَوَاللَّهِ مَا رَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ , فَقُلْتُ : يَا أَبَا قَتَادَةَ , أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ , هَلْ تَعْلَمُنِي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ؟ , فَسَكَتَ , فَعُدْتُ فَنَاشَدْتُهُ فَسَكَتَ , فَعُدْتُ فَنَاشَدْتُهُ , فَقَالَ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , فَفَاضَتْ عَيْنَايَ , وَتَوَلَّيْتُ حَتَّى تَسَوَّرْتُ الْجِدَارَ , فَبَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي فِي سُوقِ الْمَدِينَةِ , إِذَا نَبَطِيٌّ مِنْ أَنْبَاطِ أَهْلِ الشَّامِ مِمَّنْ قَدِمَ بِالطَّعَامِ يَبِيعُهُ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ : مَنْ يَدُلُّ عَلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ , فَطَفِقَ النَّاسُ يُشِيرُونَ لَهُ إِلَيَّ , حَتَّى جَاءَنِي دَفَعَ إِلَيَّ كِتَابًا مِنْ مَلِكِ غَسَّانَ , وَكُنْتُ كَاتِبًا فَقَرَأْتُهُ , فَإِذَا فِيهِ أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ صَاحِبَكَ قَدْ جَفَاكَ (48) وَلَمْ يَجْعَلْكَ اللَّهُ بِدَارِ هَوَانٍ وَلَا مَضْيَعَةٍ (49) فَالْحَقْ بِنَا نُوَاسِكَ (50) فَقُلْتُ حِينَ قَرَأْتُهَا : ) (51) ( وَهَذَا أَيْضًا مِنْ الْبَلَاءِ , فَتَيَمَّمْتُ (52) بِهَا التَّنُّورَ (53) فَسَجَرْتُهُ (54) بِهَا , حَتَّى إِذَا مَضَتْ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً مِنْ الْخَمْسِينَ , إِذَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأْتِينِي فَقَالَ : " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأْمُرُكَ أَنْ تَعْتَزِلَ امْرَأَتَكَ " , فَقُلْتُ : أُطَلِّقُهَا أَمْ مَاذَا أَفْعَلُ ؟ , قَالَ : " لَا , بَلْ اعْتَزِلْهَا وَلَا تَقْرَبْهَا " , وَأَرْسَلَ إِلَى صَاحِبَيَّ مِثْلَ ذَلِكَ , فَقُلْتُ لِامْرَأَتِي : الْحَقِي بِأَهْلِكِ فَكُونِي عِنْدَهُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ - عز وجل - فِي هَذَا الْأَمْرِ , قَالَ كَعْبٌ : فَجَاءَتْ امْرَأَةُ هِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ شَيْخٌ ضَائِعٌ لَيْسَ لَهُ خَادِمٌ , فَهَلْ تَكْرَهُ أَنْ أَخْدُمَهُ ؟ , قَالَ : " لَا , وَلَكِنْ لَا يَقْرَبْكِ " , قَالَتْ : إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا بِهِ حَرَكَةٌ إِلَى شَيْءٍ , وَاللَّهِ مَا زَالَ يَبْكِي مُنْذُ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ إِلَى يَوْمِهِ هَذَا , فَقَالَ لِي بَعْضُ أَهْلِي : لَوْ اسْتَأْذَنْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي امْرَأَتِكَ كَمَا أَذِنَ لِامْرَأَةِ هِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ أَنْ تَخْدُمَهُ , فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لَا أَسْتَأْذِنُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَمَا يُدْرِينِي مَا يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا اسْتَأْذَنْتُهُ فِيهَا وَأَنَا رَجُلٌ شَابٌّ ؟ , فَلَبِثْتُ بَعْدَ ذَلِكَ عَشْرَ لَيَالٍ , حَتَّى كَمَلَتْ لَنَا خَمْسُونَ لَيْلَةً مِنْ حِينَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ كَلَامِنَا , فَلَمَّا صَلَّيْتُ صَلَاةَ الْفَجْرِ صُبْحَ خَمْسِينَ لَيْلَةً وَأَنَا عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِنَا , فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ عَلَى الْحَالِ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ , قَدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ نَفْسِي , وَضَاقَتْ عَلَيَّ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ (55) سَمِعْتُ صَوْتَ صَارِخٍ أَوْفَى (56) عَلَى جَبَلِ سَلْعٍ بِأَعْلَى صَوْتِهِ : يَا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ , أَبْشِرْ , قَالَ : فَخَرَرْتُ سَاجِدًا , وَعَرَفْتُ أَنْ قَدْ جَاءَ فَرَجٌ , وَآذَنَ (57) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِتَوْبَةِ اللَّهِ عَلَيْنَا حِينَ صَلَّى صَلَاةَ الْفَجْرِ , فَذَهَبَ النَّاسُ يُبَشِّرُونَنَا , وَذَهَبَ قِبَلَ صَاحِبَيَّ مُبَشِّرُونَ , وَرَكَضَ إِلَيَّ رَجُلٌ فَرَسًا , وَسَعَى سَاعٍ مِنْ أَسْلَمَ فَأَوْفَى عَلَى الْجَبَلِ , وَكَانَ الصَّوْتُ أَسْرَعَ مِنْ الْفَرَسِ , فَلَمَّا جَاءَنِي الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتَهُ يُبَشِّرُنِي , نَزَعْتُ لَهُ ثَوْبَيَّ فَكَسَوْتُهُ إِيَّاهُمَا بِبُشْرَاهُ , وَاللَّهِ مَا أَمْلِكُ غَيْرَهُمَا يَوْمَئِذٍ , وَاسْتَعَرْتُ ثَوْبَيْنِ فَلَبِسْتُهُمَا , وَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَتَلَقَّانِي النَّاسُ فَوْجًا فَوْجًا يُهَنُّونِي بِالتَّوْبَةِ , يَقُولُونَ : لِتَهْنِكَ تَوْبَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ , قَالَ كَعْبٌ : حَتَّى دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ , فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَالِسٌ حَوْلَهُ النَّاسُ , فَقَامَ إِلَيَّ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه - يُهَرْوِلُ حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّانِي , وَاللَّهِ مَا قَامَ إِلَيَّ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ غَيْرَهُ , وَلَا أَنْسَاهَا لِطَلْحَةَ , فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنْ السُّرُورِ ) (58) ( - وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ , وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ - : " ) (59) ( أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ " , فَقُلْتُ : أَمِنْ عِنْدِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَمْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " لَا بَلْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ " ) (60) ( فَلَمَّا جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ (61) مِنْ مَالِي صَدَقَةً إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ ) (62) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ , فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ " , فَقُلْتُ : فَإِنِّي أُمْسِكُ سَهْمِي الَّذِي بِخَيْبَرَ ) (63)
__________
(1) ( خ ) 3735
(2) ( م ) 74 - ( 3006 )
(3) العير : كل ما جلب عليه المتاع والتجارة من قوافل الإبل والبغال والحمير .
(4) تواثقنا : تعاهدنا .
(5) قَوْله : ( وَإِنْ كَانَتْ بَدْر أَذْكَر فِي النَّاس ) أَيْ : أَعْظَم ذِكْرًا . فتح الباري لابن حجر - (ج 12 / ص 238)
(6) الراحلة : البَعيرُ القويّ على الأسفار والأحمال ، ويَقَعُ على الذكر والأنثى .
(7) ورَّى : أخفى مراده وستر غايته وأوهمهم بأمر آخر .
(8) ( خ ) 4156
(9) ( د ) 2637
(10) ( خ ) 4400
(11) ( خ ) 4156
(12) المفازة : البرية القفر ، سميت مفازة تفاؤلا .
(13) ( خ ) 2788
(14) جلى : أظهر وأبان .
(15) التأهب : الاستعداد .
(16) الأُهبة : الاستعداد .
(17) ( خ ) 4156
(18) ( م ) 55 - ( 2769 )
(19) طفق يفعل الشيء : أخذ في فعله واستمر فيه .
(20) ( خ ) 4156
(21) ( خ ) 2790
(22) ( خ ) 2789
(23) الغُدُو : السير أول النهار .
(24) أَيْ : خرجوا من المدينة . كقوله تعالى : { وَلَمَّا فَصَلَتِ العير } أَيْ : خرجت منطلقة من مصر إلى الشام .
(25) ( وَتَفَارَطَ ) أَيْ : فَاتَ وَسَبَقَ ، وَالْفَرْط : السَّبْق . فتح الباري لابن حجر - (ج 12 / ص 238)
(26) ( خ ) 4156
(27) مغموصا : مطعونا في دينه متهما بالنفاق .
(28) البْرُدُ والبُرْدة : الشَّمْلَةُ المخطَّطة ، وقيل " كِساء أسود مُرَبَّع فيه صورٌ .
(29) ( عِطْفُ ) الْإِنْسَانِ بِالْكَسْرِ : جَانِبُهُ مِنْ رَأْسِهِ إلَى وَرِكِهِ أَوْ قَدَمِهِ , وَمِنْهُ : هُمْ أَلْيَنُ عِطْفًا .
(30) أَيْ : راجِعًا .
(31) ( م ) 53 - ( 2769 )
(32) سَخِطَ أَي : غضب وأَسْخَطَه : أَغْضَبَه .
(33) ( خ ) 4156
(34) ( خ ) 4400
(35) ( م ) 74 - ( 716 )
(36) السريرة : ما يكتمه المرء ويخفيه ويسره في نفسه .
(37) ابتاع : اشترى .
(38) الظهر : الإبل تعد للركوب وحمل الأثقال .
(39) تَجِدُ عَلَيَّ : تغضب مني .
(40) الأسوة : القدوة .
(41) ( خ ) 4156 , ( س ) 731
(42) ( خ ) 4400
(43) ( خ ) 4156
(44) ( خ ) 4400
(45) ( خ ) 4156
(46) ( خ ) 4400
(47) تسور : تسلق وصعد السور أو الحائط .
(48) جفا فلانا : أعرض عنه وقطعه .
(49) مضيعة : حيث يضيع حقك .
(50) أَيْ : نعطيك من المال .
(51) ( م ) 53 - ( 2769 )
(52) تيمم : أراد وقصد وتوجه .
(53) التَّنُّور : مَا يُخْبَز فِيهِ .
(54) سَجَرْته : أَيْ : أَوْقَدْته .
(55) ( بما رحبت ) أَيْ : على سَعَتها وفضائها .
(56) أَيْ : أَشْرَفَ وَاطَّلَعَ .
(57) آذن : أخبر وأَعْلَم .
(58) ( خ ) 4156
(59) ( خ ) 3363
(60) ( خ ) 4156
(61) أنخلع : أخرج , والمراد أتنازل عن أموالي وممتلكاتي وأتصدق بها .
(62) ( م ) 53 - ( 2769 )
(63) ( خ ) 2607(3/658)
وفي رواية (1) : ( إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَهْجُرَ دَارَ قَوْمِي الَّتِي أَصَبْتُ فِيهَا الذَّنْبَ , وَأَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي كُلِّهِ صَدَقَةً , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يُجْزِئُ عَنْكَ الثُّلُثُ " )( وَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّ اللَّهَ إِنَّمَا نَجَّانِي بِالصِّدْقِ , وَإِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ لَا أُحَدِّثَ إِلَّا صِدْقًا مَا بَقِيتُ , فَوَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ أَبْلَاهُ اللَّهُ (2) فِي صِدْقِ الْحَدِيثِ مُنْذُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَحْسَنَ مِمَّا أَبْلَانِي , مَا تَعَمَّدْتُ مُنْذُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى يَوْمِي هَذَا كَذِبًا , وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَحْفَظَنِي اللَّهُ فِيمَا بَقِيتُ , وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - : { لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ (3) قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ , وَعَلَى الثَلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ , يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ , مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ , وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (4) فَوَاللَّهِ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ نِعْمَةٍ قَطُّ بَعْدَ أَنْ هَدَانِي لِلْإِسْلامِ أَعْظَمَ فِي نَفْسِي مِنْ صِدْقِي لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ لَا أَكُونَ كَذَبْتُهُ فَأَهْلِكَ كَمَا هَلَكَ الَّذِينَ كَذَبُوا , فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ لِلَّذِينَ كَذَبُوا ) (5) ( كَذَبُوا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ الْمُتَخَلِّفِينَ وَاعْتَذَرُوا بِالْبَاطِلِ ) (6) ( حِينَ أَنْزَلَ الْوَحْيَ شَرَّ مَا قَالَ لِأَحَدٍ , فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : { يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ , قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ , قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ , وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ , ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ , سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ , فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ , وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ , يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ , فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ } (7) قَالَ كَعْبٌ : وَكُنَّا تَخَلَّفْنَا أَيُّهَا الثَّلَاثَةُ عَنْ أَمْرِ أُولَئِكَ الَّذِينَ قَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ حَلَفُوا لَهُ فَبَايَعَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ , وَأَرْجَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمْرَنَا حَتَّى قَضَى اللَّهُ فِيهِ , فَبِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ : { وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا } , وَلَيْسَ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ مِمَّا خُلِّفْنَا عَنْ الْغَزْوِ , وَإِنَّمَا هُوَ تَخْلِيفُهُ إِيَّانَا وَإِرْجَاؤُهُ أَمْرَنَا عَمَّنْ حَلَفَ لَهُ وَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ فَقَبِلَ مِنْهُ ) (8) .
__________
(1) عند ( د ) 3319 بإسناد صحيح , انظر هداية الرواة : 3372
(2) قَوْله : ( أَبْلَاهُ اللَّه ) أَيْ : أَنْعَمَ عَلَيْهِ .
(3) الزَّيْغ : البعد عن الحق ، والميل عن الاستقامة .
(4) [التوبة/117-121]
(5) ( خ ) 4156 , ( م ) 53 - ( 2769 ) , ( ت ) 3102
(6) ( خ ) 4400
(7) [التوبة/94 - 96]
(8) ( خ ) 4156 , 4400 , ( م ) 53 - ( 2769 ) , ( حم ) 15827(3/659)
( 3 ) الصِّدْقُ فِي الْبَيْعِ وَالشِّرَاء
( ت ) , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الْأَمِينُ , مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 1209 , ( ك ) 2143 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1782 ,
والحديث ضعفه الألباني في ( ت ) 1209 , لكنه تراجع عن تضعيفه في صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب .(3/660)
( 3 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ حُسْنُ الْخُلُق
( 1 ) فَضْلُ حُسْنِ الْخُلُق
قَالَ تَعَالَى : { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } [القلم/4]
( خ م ت حم ) ، قَالَتْ خَدِيجَةُ رضي الله عنها للنبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث بدء الوحي :
كَلَّا وَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا ، فَوَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ (1) وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ (2) وَتَقْرِي الضَّيْفَ (3) وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ (4) "
__________
(1) الْكَلُّ بِفَتْحِ الْكَافِ : هُوَ مَنْ لَا يَسْتَقِلُّ بِأَمْرِهِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَم لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ } [النحل/76] .
(2) أَيِ : الْفَقِيرُ ، وَالْكَسْبُ هُوَ الِاسْتِفَادَةُ ، فَكَأَنَّهَا قَالَتْ : إِذَا رَغِبَ غَيْرُكَ أَنْ يَسْتَفِيدَ مَالًا مَوْجُودًا , رَغِبْتَ أَنْتَ أَنْ تَسْتَفِيدَ رَجُلًا عَاجِزًا فَتُعَاوِنَهُ .
(3) أَيْ : تُكرمه .
(4) قَوْلُهَا " وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ " هِيَ كَلِمَةٌ جَامِعَةٌ لِأَفْرَادِ مَا تَقَدَّمَ وَلِمَا لَمْ يَتَقَدَّمْ .(3/661)
( خد هق ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ (1) إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ (2) "
__________
(1) ( خد ) 273 , ( حم ) 8939 , ( هق ) 20572 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2833 , صحيح الأدب المفرد : 207
(2) ( هق ) 20572 , ( ك ) 4221 , انظر الصَّحِيحَة : 45(3/662)
( خد ت ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " الْهَدْيُ الصَّالِحَ (1) وَالسَّمْتُ الصَّالِحَ (2) ) (3) ( وَالتُّؤَدَةُ (4) وَالِاقْتِصَادُ (5) جُزْءٌ مِنْ أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ (6) " ) (7)
__________
(1) أَيْ : الطَّرِيقَة الصَّالِحَة . عون المعبود - (ج 10 / ص 298)
(2) أَيْ : حُسْن الْهَيْئَة وَالْمَنْظَر فِي الدِّين , وَلَيْسَ مِنْ الْحُسْن وَالْجَمَال . عون المعبود - (ج 10 / ص 298)
(3) ( خد ) 791 , ( د ) 4776
(4) أَيْ : التَّأَنِّي . عون المعبود - (ج 10 / ص 332)
(5) أَيْ : سُلُوك الْقَصْد فِي الْأُمُور الْقَوْلِيَّة وَالْفِعْلِيَّة , وَالدُّخُول فِيهَا بِرِفْقٍ عَلَى سَبِيل يُمْكِن الدَّوَام عَلَيْهِ .
عون المعبود - (ج 10 / ص 298)
(6) أَيْ أنَّ هَذِهِ الْخِصَال مَنَحَهَا اللَّه تَعَالَى أَنْبِيَاءَهُ , فَاقْتَدُوا بِهِمْ فِيهَا وَتَابِعُوهُمْ عَلَيْهَا . عون المعبود(ج 10 / ص 298)
(7) ( ت ) 2010 , ( خد ) 791 , ( د ) 4776 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3010 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1696(3/663)
( ت جة ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ ، فَقَالَ : " تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ " , وَسُئِلَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ ، فَقَالَ : [ " الْأَجْوَفَانِ : ] (1) الْفَمُ وَالْفَرْجُ " (2)
__________
(1) ( جة ) 4246
(2) ( ت ) 2004 , ( جة ) 4246 , ( حم ) 9085 , انظر الصَّحِيحَة : 977 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1723(3/664)
( د حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ (1) دَرَجَةَ قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَارِ (2) دَرَجَةَ السَّاهِرِ بِاللَّيْلِ الظَّامِئِ بِالْهَوَاجِرِ (3) "
__________
(1) ( د ) 4798 , ( حب ) 480 , ( حم ) 25578 , ( خد ) 284 , انظر المشكاة : 5082
(2) التواضع والخمول:ج1/ص210 ح166 , ( ك ) 199 , ( حم ) 24639 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1620 , الصَّحِيحَة : 795
(3) تمام في " الفوائد " ( 13 / 234 / 1 - 2 ) , انظر الصَّحِيحَة : 794(3/665)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " مَا مِنْ شَيْءٌ يُوضَعُ ) (1) ( فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (2) ( أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ وَإِنَّ صَاحِبَ حُسْنِ الْخُلُقِ لَيَبْلُغُ بِهِ دَرَجَةَ صَاحِبِ الصَّوْمِ وَالصَلَاةِ ) (3) ( وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ " ) (4)
__________
(1) ( ت ) 2003
(2) ( ت ) 2002
(3) ( ت ) 2003 , ( د ) 4799 , ( حم ) 27536
(4) ( ت ) 2002 , ( خد ) 464 , ( حب ) 5693 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 135 , الصَّحِيحَة : 876 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :2641(3/666)
( تخ ) , وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنَ الصَلَاةِ وَصَلَاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ وَخُلُقٍ حَسَنٍ " (1)
__________
(1) ( تخ ) (1/63) ، ( هب ) (7/489 ، ح11091) ، ( كر ) (52/266) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5645 ، الصَّحِيحَة : 1448(3/667)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ الْمُسْلِمَ الْمُسَدِّدَ , لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصَّوَّامِ الْقَوَّامِ بِآيَاتِ اللَّهِ - عز وجل - , لِكَرَمِ ضَرِيبَتِهِ (1) وَحُسْنِ خُلُقِهِ " (2)
__________
(1) ( ضريبته ) : أي طبيعته وسجيِّته .
(2) , ( حم ) 7052 , ( طب ) (13/58ح142) , انظر صَحِيح الْجَامِع: 1949 , الصحيحة : 522 , صحيح الترغيب والترهيب : 2647(3/668)
( د ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَنَا زَعِيمٌ (1) بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ (2) لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ (3) وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا , وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا , وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ " (4)
__________
(1) أَيْ : ضَامِن وَكَفِيل . عون المعبود - (ج 10 / ص 322)
(2) أَيْ : مَا حَوْلهَا خَارِجًا عَنْهَا , تَشْبِيهًا بِالْأَبْنِيَةِ الَّتِي تَكُون حَوْل الْمُدُن وَتَحْت الْقِلَاع .عون المعبود(ج10 / ص322)
(3) أَيْ : الْجِدَال .
(4) ( د ) 4800 , ( ت ) 1993 , ( جة ) 51 , انظر صحيح الجامع : 1464 , الصَّحِيحَة : 273 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 139(3/669)
( حب ) , وَعَنْ هَانِئِ بْنِ يَزِيدَ - رضي الله عنه - قَالَ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ يُوجِبُ لِيَ الْجَنَّةَ ، قَالَ : " طِيبُ الْكَلامِ ، وَبَذْلُ السَّلامِ , وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ " (1)
__________
(1) ( حب ) 504 , ( خد ) 811 , ( ك ) 61 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4049 ، الصَّحِيحَة : 1939 , صحيح الترغيب والترهيب : 2699(3/670)
( بز ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّكُمْ لَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ ، وَلَكِنْ يَسَعُهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ الْوَجْهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ " (1)
__________
(1) ( بز ) 8544 , ( ك ) 427 , ( ش ) 25333 , ( يع ) 6550 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2661 , ( فتح الباري 459/10 )(3/671)
( جة طب ) , وَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ الْعَامِرِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( شَهِدْتُ الْأَعْرَابَ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (1) ( مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ النَّاسُ ؟ , قَالَ : " إِنَّ النَّاسَ لَمْ يُعْطَوْا شَيْئًا خَيْرًا مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ " (2)
__________
(1) ( جة ) 3436 , ( حم ) 18477
(2) ( طب ) 463 , ( خد ) 291 , ( جة ) 3436 , ( حم ) 18477 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1977 , وصحيح الترغيب والترهيب : 2652(3/672)
( ت حم ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي ) (1) ( فَقَالَ : " اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ , وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا إِذَا عَمِلْتَ سَيِّئَةً فَاعْمَلْ حَسَنَةً ، فَإِنَّهَا عَشْرُ أَمْثَالِهَا (2) وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ " ) (3) ( فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَمِنْ الْحَسَنَاتِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ؟ , قَالَ : " هِيَ أَفْضَلُ الْحَسَنَاتِ ) (4) "
__________
(1) ( حم ) 21526 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) صححها الألباني في " كَلِمَةِ الْإِخْلَاص " ص55
(3) ( ت ) 1987 , ( حم ) 21526 , انظر صحيح الجامع : 97 , وصحيح الترغيب والترهيب : 2655
(4) ( حم ) 21526 , انظر الصحيحة : 1373(3/673)
( عبد بن حميد ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ لَيُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ " (1)
---------------
(1) ( عبد بن حميد ) 799 , ( طس ) 850 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 176 ، الصَّحِيحَة : 906(3/674)
( ش ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ ، وَيُحِبُّ مَعَالِيَ الْأَخْلَاقِ وَيُبْغِضُ سَفْسَافَهَا (1) " (2)
__________
(1) السَّفْسَاف : الأمرُ الحقيرُ والردىء من كل شيء , وهو ضدّ المعالِي والمكارِم ,
وأصله ما يطير من غُبار الدقيق إذا نُخِل , والترابِ إذا أثير . النهاية في غريب الأثر - (ج 2 / ص 943)
(2) ( ش ) 26617 , ( ك ) 151 , ( هق ) 20569 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1744 ، الصَّحِيحَة : 1378(3/675)
( طص ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَكْمَلُ النَّاسِ إِيمَانًا أَحَاسِنُهُمْ أَخْلاقًا ، الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا ، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ وَلَا يُؤْلَفُ " (1)
__________
(1) ( طص ) 605 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1231 , الصَّحِيحَة : 751(3/676)
( طس ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْمُؤْمِنُ يَأْلَفُ وَيُؤْلَفُ (1) وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ وَلَا يُؤْلَفُ " (2)
__________
(1) يؤلف : يؤنس إليه .
(2) ( طس ) 5787 , ( حم ) 9187 , ( ك ) 59 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6662 , الصَّحِيحَة : 426 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(3/677)
( م ) , وَعَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سِمْعَانَ - رضي الله عنه - قَالَ :
سَأَلْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ ، فَقَالَ : " الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ , وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ , وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ " (1)
__________
(1) ( م ) 14 - ( 2553 ) , ( ت ) 2389 , ( حم ) 17668(3/678)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَخْبِرْنِي بِمَا يَحِلُّ لِي وَيُحَرَّمُ عَلَيَّ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " الْبِرُّ مَا سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ , وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ , وَالْإِثْمُ مَا لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ , وَلَمْ يَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ , وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونَ ، وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ (1) " (2)
__________
(1) ( حم ) 18035 , ( يع ) 1587 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1734
(2) ( حم ) 17777 , ( طب ) (22/219 ، رقم 585) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2881 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1735 , وقال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(3/679)
( خ م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا , وَإِنَّهُ كَانَ يَقُولُ : إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا " (1)
__________
(1) ( خ ) 5688 , 3366 , ( م ) 68 - ( 2321 ) , ( ت ) 1975 , ( حم ) 6504(3/680)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِلَيَّ , وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ " , فَسَكَتَ الْقَوْمُ , " فَأَعَادَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا " , فَقَالَ الْقَوْمُ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " أَحْسَنُكُمْ خُلُقًا " (1)
__________
(1) ( حم ) 6735 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2650 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(3/681)
( ت ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا , وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ (1) وَالْمُتَشَدِّقُونَ (2) وَالْمُتَفَيْهِقُونَ " , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ , فَمَا الْمُتَفَيْهِقُونَ ؟ , قَالَ : " الْمُتَكَبِّرُونَ " (3)
__________
(1) الثَّرْثَارُ : هُوَ الْكَثِيرُ الْكَلَامِ تَكَلُّفًا .
(2) الْمُتَشَدِّقُونَ : الْمُتَوَسِّعُونَ فِي الْكَلَامِ مِنْ غَيْرِ اِحْتِيَاطٍ وَاحْتِرَازٍ , وَقِيلَ : أَرَادَ بِالْمُتَشَدِّقِ الْمُسْتَهْزِئِ بِالنَّاسِ يَلْوِي شَدْقَهُ بِهِمْ وَعَلَيْهِمْ , وَالشِّدْقُ جَانِبُ الْفَمِ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 272)
(3) ( ت ) 2018 , ( خد ) 1308 , ( حم ) 17767 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1535 , الصَّحِيحَة : 791(3/682)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أُنَاسٍ جُلُوسٍ فَقَالَ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِكُمْ مِنْ شَرِّكُمْ ؟ " فَسَكَتُوا ، " فَقَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ " ، فَقَالَ رَجُلٌ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنَا بِخَيْرِنَا مِنْ شَرِّنَا ، قَالَ : " خَيْرُكُمْ مَنْ يُرْجَى خَيْرُهُ وَيُؤْمَنُ شَرُّهُ ، وَشَرُّكُمْ مَنْ لَا يُرْجَى خَيْرُهُ ، وَلَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2263 , ( حم ) 8798 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2603 ، المشكاة : 4993(3/683)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخِيَارِكُمْ ؟ " , قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : خِيَارُكُمْ أَطْوَلُكُمْ أَعْمَارًا وَأَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقًا " (1)
وفي رواية (2) : " خِيَارُكُمْ أَطْوَلُكُمْ أَعْمَارًا وَأَحْسَنُكُمْ أَعْمَالًا "
__________
(1) ( حم ) 9224 , ( حب ) 484 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3263 , الصَّحِيحَة : 1298
(2) ( حم ) 7211 , ( ش ) 34422 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3262 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2651(3/684)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" خَيْرُكُمْ إِسْلَامًا أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا إِذَا فَقِهُوا " (1)
__________
(1) ( خد ) 285 , ( حم ) 10068 , الصَّحِيحَة : 1846(3/685)
( خد ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
مَا تَعُدُّونَ الْكَرَمَ وَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ الْكَرَمَ ؟ ، فَأَكْرَمُكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ ، مَا تَعُدُّونَ الْحَسَبَ ؟ , أَفْضَلُكُمْ حَسَبًا أَحْسَنُكُمْ خُلُقًا . (1)
__________
(1) ( خد ) 899 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 694(3/686)
( 4 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الْحَيَاء
( 1 ) فَضْلُ الْحَيَاء
( خ م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى رَجُلٍ [ مِنْ الْأَنْصَارِ ] (1) وَهُوَ يُعَاتِبُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ ، يَقُولُ : إِنَّكَ لَتَسْتَحْيِي ، حَتَّى كَأَنَّهُ يَقُولُ : قَدْ أَضَرَّ بِكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنْ الْإِيمَانِ (2) " (3)
__________
(1) ( خ ) 24
(2) كَأَنَّ الرَّجُل كَانَ كَثِير الْحَيَاء , فَكَانَ ذَلِكَ يَمْنَعهُ مِنْ اِسْتِيفَاء حُقُوقه ، فَعَاتَبَهُ أَخُوهُ عَلَى ذَلِكَ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " دَعْهُ " أَيْ : اُتْرُكْهُ عَلَى هَذَا الْخُلُق السُّنِّيّ ، ثُمَّ زَادَهُ فِي ذَلِكَ تَرْغِيبًا لِحُكْمِهِ بِأَنَّهُ مِنْ الْإِيمَان ، وَإِذَا كَانَ الْحَيَاء يَمْنَع صَاحِبه مِنْ اِسْتِيفَاء حَقّ نَفْسه , جَرَّ لَهُ ذَلِكَ تَحْصِيل أَجْر ذَلِكَ الْحَقّ ، لَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ الْمَتْرُوك لَهُ مُسْتَحِقًّا , وَالظَّاهِر أَنَّ النَّاهِيَ مَا كَانَ يَعْرِف أَنَّ الْحَيَاء مِنْ مُكَمِّلَات الْإِيمَان ، فَلِهَذَا وَقَعَ التَّأْكِيد ، وَالْحَيَاء اِنْقِبَاض النَّفْس خَشْيَة اِرْتِكَاب مَا يُكْرَه ، وَهُوَ مِنْ خَصَائِص الْإِنْسَان , لِيَرْتَدِع عَنْ اِرْتِكَاب كُلّ مَا يَشْتَهِي فَلَا يَكُون كَالْبَهِيمَةِ , وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الْحَيَاء شُعْبَة مِنْ الْإِيمَان , أَيْ : أَثَرٌ مِنْ آثَار الْإِيمَان . فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 39)
(3) ( خ ) 5767 , ( م ) 36(3/687)
( جة ) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا , وَإِنَّ خُلُقَ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ " (1)
__________
(1) ( جة ) 4182 , ( ط ) 1610 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2149 , الصَّحِيحَة : 940(3/688)
( خ م ) , وَعَنْ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَأْتِي الْحَيَاءُ إِلَّا بِخَيْرٍ " (1)
__________
(1) ( خ ) 5766 , ( م ) 37(3/689)
( خ ) , وَعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى : إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ " (1)
__________
(1) ( خ ) 5769 , ( د ) 4797 , ( جة ) 4183 , ( حم ) 17131(3/690)
( 2 ) أَقْسَامُ الْحَيَاء
( 1 ) اَلْحَيَاءُ مِنْ اللَّه
( الزهد ) , وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ :
قَالَ رَجَلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَوْصِنِي , قَالَ : " أُوصِيكَ أَنْ تَسْتَحِي مِنَ اللَّهِ كَمَا تَسْتَحِي مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ مِنْ قَوْمِكَ " (2)
------------
(2) أخرجه أحمد فى الزهد (ص 46) , ( هب ) 7738 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2541 , الصَّحِيحَة : 741(3/691)
( ت ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" اسْتَحْيُوا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ " , فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ , قَالَ : " لَيْسَ ذَلِكَ , وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ : أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى , وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى , وَلْتَذْكُرْ الْمَوْتَ وَالْبِلَى , وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا , فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2458 , ( ش ) 34320 , ( حم ) 3671 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 935 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1724 , 2638 , 3337(3/692)
( ت ) , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , عَوْرَاتُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ ؟ , قَالَ : " احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلَّا مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ (1) " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا كَانَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ ؟ , قَالَ : " إِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا يَرَاهَا أَحَدٌ ) (2) ( فَافْعَلْ " ) (3) ( فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا كَانَ أَحَدُنَا خَالِيًا ؟ ) (4) ( قَالَ : " فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَى مِنْهُ (5) " ) (6)
__________
(1) قال الألباني في آداب الزفاف ص36 بناء على هذا الحديث : يجوز لهما أن يغتسلا معا في مكان واحد ، ولو رأى منها ورأت منه .
(2) ( ت ) 2794
(3) ( ت ) 2769
(4) ( ت ) 2794
(5) قال الألباني في آداب الزفاف ص36 : والحديث ترجم له النسائي بـ " نظر المرأة إلى عورة زوجها " , وعلقه البخاري في " صحيحه " في " باب من اغتسل عريانا وحده في الخلوة ومن تستر فالستر أفضل " , ثم ساق حديث أبي هريرة في اغتسال كل من موسى وأيوب إ في الخلاء عريانين , فأشار فيه إلى أن قوله في الحديث : " الله أحق أن يستحيى منه " محمول على ما هو الأفضل والأكمل , وليس على ظاهره المفيد للوجوب , قال المناوي : " وقد حمله الشافعية على الندب , وممن وافقهم ابن جريج , فأَوَّلَ الخبرَ في " الآثار " على الندب قال : لأن الله تعالى لَا يغيب عنه شيء من خلقه عراة أو غير عراة " , وذكر الحافظ في " الفتح " نحوه فراجعه إن شئت ( 1 / 307 ) . أ . هـ
(6) ( ت ) 2769 , ( د ) 4017 , ( جة ) 1920 , ( حم ) 19536 , حسنه الألباني في الإرواء : 1810 , وصحيح الجامع : 203 , والمشكاة : 3117(3/693)
( مي ) , وَعَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ قَالَ :
سُئِلَ عَطَاءٌ عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ : لَا أَدْرِي , فَقِيلَ لَهُ : أَلَا تَقُولُ فِيهَا بِرَأْيِكَ ؟ , قَالَ : إِنِّي أَسْتَحْيِي مِنْ اللَّهِ أَنْ يُدَانَ فِي الْأَرْضِ بِرَأْيِي . (1)
_________
(1) ( مي ) 107 , وإسناده صحيح .(3/694)
( 2 ) الْحَيَاءُ مِنْ النَّاس
( جة ) , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَشَدَّ حَيَاءً مِنْ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا , وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا رُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ " (1)
__________
(1) ( جة ) 4180 , ( خ ) 3369 , ( م ) 67 - ( 2320 ) , ( حم ) 11701(3/695)
( خ م س حم ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ قَالَ :
كُنَّا مُحَاصِرِينَ قَصْرَ خَيْبَرَ , فَأَلْقَى إِلَيْنَا رَجُلٌ جِرَابًا فِيهِ شَحْمٌ , فَالْتَزَمْتُهُ فَقُلْتُ : لَا أُعْطِي الْيَوْمَ أَحَدًا مِنْ هَذَا شَيْئًا , فَالْتَفَتُّ " فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ يَتَبَسَّمُ " , فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ .(3/696)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ :
كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءًا , وَكَانَتْ ابْنَةُ النَّبِيِّ عِنْدِي فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ , فَأَمَرْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ فَسَأَلَهُ , فَقَالَ : " إِذَا رَأَيْتَ الْمَذْيَ فَاغْسِلْ ذَكَرَكَ وَأُنْثَيَيْكَ وَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَلَاةِ , وَإِذَا فَضَخْتَ الْمَاءَ فَاغْتَسِلْ , مِنْ الْمَذْيِ الْوُضُوءُ , وَمِنْ الْمَنِيِّ الْغُسْلُ "(3/697)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ ك (1) إِلَى رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَتْ لَهُ - وَعَائِشَةُ رضي الله عنها عِنْدَهُ -: يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنْ الْحَقِّ ) (2) ( إذَا رَأَتْ الْمَرْأَةُ أَنَّ زَوْجَهَا يُجَامِعُهَا فِي الْمَنَامِ , أَتَغْتَسِلُ مِنْ ذَلِكَ ؟ ) (3) ( فَقَالَتْ عَائِشَةُ : يَا أُمَّ سُلَيْمٍ ، فَضَحْتِ النِّسَاءَ تَرِبَتْ يَمِينُكِ (4) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " دَعِيهَا ، بَلْ أَنْتِ فَتَرِبَتْ يَمِينُكِ , نَعَمْ إِذَا رَأَتْ ذَلِكَ فَأَنْزَلَتِ الْمَاءَ ) (5) وَأَبْصَرَتْ الْمَاءَ (6) عَلَيْهَا الْغُسْلُ " ( فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَجْهَهَا وَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَتَحْتَلِمُ الْمَرْأَةُ (7) ؟ , قَالَ : " فَبِمَ يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا ؟ ) (8) ( إِنَّمَا النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ ) (9) (مَاءُ الرَّجُلِ غَلِيظٌ أبيضُ ، وَمَاءُ الْمَرْأَةِ رَقِيقٌ أَصْفَرُ ) (10) ( فَإِذَا عَلَا مَاؤُهَا مَاءَ الرَّجُلِ أَشْبَهَ الْوَلَدُ أَخْوَالَهُ ، وَإِذَا عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَهَا أَشْبَهَ أَعْمَامَهُ ) (11) " (12)
__________
(1) هِيَ هِند بِنْت مِلْحَان وَالِدَة أَنَس بْن مَالِك .فتح الباري لابن حجر - ( ح130)
(2) ( خ ) ( 278 )
(3) ( حم ) 27162 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح
(4) ( تَرِبَتْ يَمِينك ) أَيْ : اِفْتَقَرَتْ وَصَارَتْ عَلَى التُّرَاب ، وَهِيَ مِنْ الْأَلْفَاظ الَّتِي تُطْلَق عِنْد الزَّجْر وَلَا يُرَاد بِهَا ظَاهِرهَا .
فتح الباري لابن حجر - ( ح130)
(5) ( م ) الحيض ( 310)
(6) ( م ) 314 , ويَدُلّ الْحَدِيثُ عَلَى جَعْل رُؤْيَة الْمَاء شَرْطًا لِلْغُسْلِ , ويَدُلّ عَلَى أَنَّهَا إِذَا لَمْ تَرَ الْمَاءَ فَلَا غُسْل عَلَيْهَا .
فتح الباري (ج1ص207)
(7) قَوْلها : ( أوَتَحْتَلِم الْمَرْأَةُ ) فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ الِاحْتِلَام يَكُون فِي بَعْض النِّسَاء دُون بَعْض , وَلِذَلِكَ أَنْكَرَتْ أُمّ سَلَمَة ذَلِكَ ؛ لَكِنَّ الْجَوَاب يَدُلّ عَلَى أَنَّهَا إِنَّمَا أَنْكَرَتْ وُجُودَ الْمَنِيّ مِنْ أَصْله , وَلِهَذَا أُنْكِرَ عَلَيْهَا .فتح الباري ( ح130)
(8) ( خ ) 130
(9) ( ت ) 113 , ( د ) 236 , ( حم ) 26238 , انظر الصَّحِيحَة : 2863
(10) ( م ) 311
(11) ( م ) 314
(12) الصَّحِيحَة : 2863(3/698)
( د ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ ، لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَسْأَلْنَ عَنْ الدِّينِ وَأَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِيهِ . (1)
__________
(1) ( د ) 314 , ( م ) 61 - ( 332 ) , ( جة ) 642(3/699)
( خم ) , وَعَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : لَا يَتَعَلَّمُ الْعِلْمَ مُسْتَحْيٍ وَلَا مُسْتَكْبِرٌ . (1)
__________
(1) صححه الألباني في مختصر صحيح البخاري تحت حديث : 85(3/700)
( 5 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ التَّوَاضُع
( م ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا ، حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ , وَلَا يَبْغِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ " (1)
__________
(1) ( م ) 64 - ( 2865 ) , ( د ) 4895 , ( جة ) 4214(3/701)
( حم ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " إِنَّ أَنْسَابَكُمْ هَذِهِ لَيْسَتْ بِمَسَبَّةٍ عَلَى أَحَدٍ (1) كُلُّكُمْ بَنُو آدَمَ ) (2) ( طَفَّ الصَّاعِ بِالصَّاعِ (3) لَمْ تَمْلَئُوهُ , لَيْسَ لِأَحَدٍ فَضْلٌ إِلَّا بِدِينٍ أَوْ تَقْوَى ) (4) ( وَكَفَى بِالرَّجُلِ أَنْ يَكُونَ ) (5) ( فَاحِشًا , بَذِيًّا , بَخِيلًا , جَبَانًا " ) (6)
__________
(1) أي : ليست سبباً للتعيير .
(2) ( حم ) 17482 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث حسن .
(3) أي : كلكم قريبٌ بعضُكم من بعض فليس لأَحد فضْلٌ على أَحد إلا بالتقوى لأَنَّ طَفَّ الصاع قريب من ملئه فليس لأَحد أَن يقرُب الإناء من الامتلاء ويصدق هذا قوله المسلمون تتكافأُ دماؤهم والتطفيفُ في المِكيال أَن يقرب الإناء من الامتلاء يقال هذا طَفُّ المِكيال وطَفافُه وطِفافه وفي حديث في صفة إسرافيلَ حتى كأَنه طِفافُ الأَرض أَي قُرْبَها وطِفافُ الليلِ وطَفافُهُ سوادُه عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي والطفاف سواد الليل وأَنشد عِقْبان دَجْنٍ بادَرَتْ طَفافا صَيداً وقد عايَنَتِ الأَسْدافا فهي تَضُمُّ الرِّيشَ والأَكْتافا وطَفَّفَ على الرجل إذا أَعطاه أَقلَّ مما أَخذ منه والتطفيفُ البَخْسُ في الكيل والوزن ونقصُ المِكيال وهو أَن لا تملأَه إلى أَصْبارِه وفي حديث ابن عمر حين ذكر أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم سَبَّقَ بين الخيلِ كنتُ فارساً يومئذ فسبَقْت الناس حتى طَفَّفَ بي الفرسُ مسجدَ بني زُرَيْقٍ حتى كاد يُساوي المسجدَ قال أَبو عبيد يعني أَن الفرس وثَبَ بي حتى كاد يُساوي المسجد يقال طفَّفْتُ بفلان موضعَ كذا أَي دفعته إليه وحاذيته به ومنه قيل إناءٌ طَفَّانُ وهو الذي قَرُب أَن يَمْتَلئَ ويساوي أَعْلى المِكيال ومنه التطفيفُ في الكيل فأَما قوله تعالى ويلٌ للمُطَفِّفِين فقيل التطفيفُ نَقْصٌ يخون به صاحبه في كيل أَو وزن وقد يكون النقصُ ليرجع إلى مقدار الحق فلا يسمى تطفيفاً ولا يسمى بالشيء اليسير مُطَفِّفاً على إطلاق الصفة حتى يصيرَ إلى حال تتفاحش قال أَبو إسحق المُطفِّفون الذين يَنْقُصون المِكيالَ والميزان قال وإنما قيل للفاعل مُطَفِّفٌ لأَنه لا يكاد يسرق في المكيال والميزان إلا الشيء الخفِيفَ الطفيف وإنما أُخذ من طَفِّ الشيء وهو جانبه وقد فسره عز وجل بقوله وإذا كالُوهم أَو وزَنوهم يُخسِرون أَي يَنْقُصون .لسان العرب - (9 / 221)
(4) ( حم ) 17351 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(5) ( حم ) 17482
(6) ( حم ) 17351 , ( طب ) 17/295ح814 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4910 , الصَّحِيحَة : 1038(3/702)
( خد ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
لاَ أَرَى أَحَدًا يَعْمَلُ بِهَذِهِ الْآيَةِ : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } (1) فَيَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ : أَنَا أَكْرَمُ مِنْكَ ، فَلَيْسَ أَحَدٌ أَكْرَمَ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِتَقْوَى اللهِ . (2)
__________
(1) [الحجرات/13]
(2) ( خد ) 898 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 693(3/703)
( 1 ) فَضْلُ التَّوَاضُع
( حم ) , عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : مَنْ تَوَاضَعَ لِي هَكَذَا - وَجَعَلَ يَزِيدُ بَاطِنَ كَفِّهِ إِلَى الْأَرْضِ وَأَدْنَاهَا إِلَى الْأَرْضِ - رَفَعْتُهُ هَكَذَا - وَجَعَلَ بَاطِنَ كَفِّهِ إِلَى السَّمَاءِ وَرَفَعَهَا - " (1)
__________
(1) ( حم ) 309 , ( يع ) 187 , انظر الصَّحِيحَة تحت حديث : 2328 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2894 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(3/704)
( طب ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا مِنْ آدَمِيٍّ إِلَّا فِي رَأْسِهِ حَكَمَةٌ (1) بِيَدِ مَلَكٍ ، فَإِذَا تَوَاضَعَ قِيلَ لِلْمَلَكِ : ارْفَعْ حَكَمَتَهُ ، وَإِذَا تَكَبَّرَ قِيلَ لِلْمَلَكِ : ضَعْ حَكَمَتَهُ " (2)
__________
(1) الحَكَمَة : ما أحاط بحنكي الفرس من لجامه , وفيها العذاران , وهما من الفرس كالعارضين من وجه الإنسان .
(2) ( طب ) ج12/ص218 ح12939 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5675 , الصَّحِيحَة : 538(3/705)
( هب ) , وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ :
قَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه - وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ : أَيُّهَا النَّاسُ تَوَاضَعُوا , سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ اللَّهُ " (1)
__________
(1) ( هب ) 8140 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6162 , الصَّحِيحَة : 2328(3/706)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ - عز وجل - " (1)
__________
(1) ( م ) 69 - ( 2588 ) , ( ت ) 2029 , ( حم ) 7205 , وصححه الألباني في الإرواء : 2200(3/707)
( طح ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" كُنْ مَعَ صَاحِبِ الْبَلاءِ تَوَاضُعًا لِرَبِّكَ وَإِيمَانًا " (1)
__________
(1) ( طح ) 7075 , انظر الصَّحِيحَة : 2877(3/708)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ :
سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " أَبْغُونِي الضُّعَفَاءَ , فَإِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ " (1)
__________
(1) ( ت ) 1702 , ( س ) 3179 , ( د ) 2594 , ( حم ) 21779 , انظر الصَّحِيحَة : 779(3/709)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ :
سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " أَبْغُونِي الضُّعَفَاءَ , فَإِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ " (1)
__________
(1) ( ت ) 1702 , ( س ) 3179 , ( د ) 2594 , ( حم ) 21779 , انظر الصَّحِيحَة : 779(3/710)
( س ) , وَعَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ :
رَأَى سَعْدٌ أَنَّ لَهُ فَضْلاً عَلَى مَنْ دُونِهِ , مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّمَا يَنْصُرُ اللَّهُ هَذِهِ الأُمَّةَ [ بِضُعَفَائِهِمْ ] (1) بِدَعْوَتِهِمْ وَصَلاَتِهِمْ وَإِخْلاصِهِمْ " (2)
__________
(1) ( هق ) 12683
(2) ( س ) 3178 , ( ن ) 4387 , ( هق ) 12683 ( خ ) 2739 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2388 ، الصَّحِيحَة تحت حديث : 779(3/711)
( حم ) , وَعَنْ حُذَيْفَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كُنَّا مَعَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي جِنَازَةٍ فَقَالَ : أَلَا أُخْبرُكُمْ بشَرِّ عِبادِ اللَّهِ ؟ , الْفَظُّ (1) الْمُسْتَكْبرُ ، أَلَا أُخْبرُكُمْ بخَيْرِ عِبادِ اللَّهِ ؟ , الضَّعِيفُ الْمُسْتَضْعَفُ ذُو الطِّمْرَيْنِ (2) لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبرَّ اللَّهُ قَسَمَهُ " (3)
__________
(1) ( الفظ ) : الخشن الكلام .
(2) الطِّمْر : الثوبُ الخَلِق ( البالي ) . النهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 306)
(3) ( حم ) 23504 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2904 , 3198(3/712)
( م ت ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " رُبَّ أَشْعَثَ ) (1) ( أَغْبَرَ (2) ذِي طِمْرَيْنِ ) (3) ( مَدْفُوعٍ بِالْأَبْوَابِ (4) ) (5) ( لَا يُؤْبَهُ لَهُ (6) لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ (7) مِنْهُمْ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ " ) (8)
__________
(1) ( م ) 138 - ( 2622 )
(2) ( الْأَشْعَث ) الْمُلَبَّد الشَّعْر الْمُغَبَّر , غَيْر مَدْهُون وَلَا مُرَجَّل . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 462)
(3) ( ت ) 3854
(4) أَيْ : لَا قَدْر لَهُ عِنْد النَّاس فَهُمْ يَدْفَعُونَهُ عَنْ أَبْوَابهمْ وَيَطْرُدُونَهُ عَنْهُمْ اِحْتِقَارًا لَهُ . شرح النووي (ج 8 / ص 462)
(5) ( م ) 138 - ( 2622 )
(6) أَيْ : لا يُحْتَفَلُ به لحقارته . النهاية في غريب الأثر - (ج 1 / ص 19)
(7) أَيْ : حَلَف عَلَى وُقُوع شَيْء أَوْقَعَهُ اللَّه إِكْرَامًا لَهُ بِإِجَابَةِ سُؤَاله ، وَصِيَانَته مِنْ الْحِنْث فِي يَمِينه ، وَهَذَا لِعِظَمِ مَنْزِلَته عِنْد اللَّه تَعَالَى ، وَإِنْ كَانَ حَقِيرًا عِنْد النَّاس , وَقِيلَ : مَعْنَى الْقَسَم هُنَا الدُّعَاء ، وَإِبْرَاره إِجَابَته . وَاَللَّه أَعْلَم .
شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 462)
(8) ( ت ) 3854 , ( م ) 138 - ( 2622 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4573 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2083(3/713)
( 2 ) تَوَاضُعُ الْحَاكِم
( حم ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" جَلَسَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ ، فَإِذَا مَلَكٌ يَنْزِلُ ، فَقَالَ جِبْرِيلُ : إِنَّ هَذَا الْمَلَكَ مَا نَزَلَ مُنْذُ يَوْمِ خُلِقَ قَبْلَ السَّاعَةِ ، فَلَمَّا نَزَلَ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ رَبُّكَ ، قَالَ : أَفَمَلِكًا نَبِيًّا يَجْعَلُكَ أَوْ عَبْدًا رَسُولًا ؟ , فَقَالَ جِبْرِيلُ : تَوَاضَعْ لِرَبِّكَ يَا مُحَمَّدُ ، قَالَ : بَلْ عَبْدًا رَسُولًا " (1)
__________
(1) ( حم ) 7160 , ( حب ) 6365 , انظر الصَّحِيحَة : 1002 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3280 ,
وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين : ( حم ) : 7160(3/714)
( خ م س حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( نُهِينَا فِي الْقُرْآنِ أَنْ نَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ شَيْءٍ (1) فَكَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَجيءَ الرَّجُلُ الْعَاقِلُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَيَسْأَلَهُ وَنَحْنُ نَسْمَعُ (2) ) (3) ( فَبَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَسْجِدِ (4) إذْ دَخَلَ رَجُلٌ ) (5) ( مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ ) (6) ( عَلَى جَمَلٍ فَأَنَاخَهُ فِي الْمَسْجِدِ (7) ثُمَّ عَقَلَهُ (8) ثُمَّ قَالَ لَنَا : أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ ؟ ) (9) ( - وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مُتَّكِئٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنا - فَقُلْنَا : هَذَا الرَّجُلُ الَأَبْيَضُ (10) الْمُتَّكِئُ (11) " ) (12)
__________
(1) أَيْ : مِمَّا لَا ضَرُورَةَ إِلَيْهِ . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 74)
كَأَنَّ أَنَسًا أَشَارَ إِلَى آيَة الْمَائِدَة ، وَسَيَأْتِي بَسْط الْقَوْل فِيهَا فِي التَّفْسِير إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى .( فتح - ح63)
(2) زَادَ أَبُو عَوَانَة فِي صَحِيحه : " وَكَانُوا أَجْرَأ عَلَى ذَلِكَ مِنَّا " يَعْنِي أَنَّ الصَّحَابَة وَاقِفُونَ عِنْد النَّهْي ، وَأُولَئِكَ يُعْذَرُونَ بِالْجَهْلِ ، لأنه لَمْ يَكُنْ بَلَغَهُم النَّهْي عَنْ السُّؤَال , وَتَمَنَّوْهُ عَاقِلًا لِيَكُونَ عَارِفًا بِمَا يَسْأَل عَنْهُ . وَظَهَرَ عَقْل ضِمَام فِي تَقْدِيمه الِاعْتِذَار بَيْن يَدَيْ مَسْأَلَته لِظَنِّهِ أَنَّهُ لَا يَصِل إِلَى مَقْصُوده إِلَّا بِتِلْكَ الْمُخَاطَبَة . وَفِي رِوَايَة ثَابِت مِنْ الزِّيَادَة أَنَّهُ سَأَلَهُ : " مَنْ رَفَعَ السَّمَاء وَبَسَطَ الْأَرْض " وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ الْمَصْنُوعَات ، ثُمَّ أَقْسَمَ عَلَيْهِ بِهِ أَنْ يَصْدُقهُ عَمَّا يَسْأَل عَنْهُ ، وَكَرَّرَ الْقَسَم فِي كُلّ مَسْأَلَة تَأْكِيدًا وَتَقْرِيرًا لِلْأَمْرِ ، ثُمَّ صَرَّحَ بِالتَّصْدِيقِ ، فَكُلّ ذَلِكَ دَلِيل عَلَى حُسْن تَصَرُّفه وَتَمَكُّن عَقْله ، وَلِهَذَا قَالَ عُمَر فِي رِوَايَة أَبِي هُرَيْرَة : " مَا رَأَيْت أَحَدًا أَحْسَن مَسْأَلَة وَلَا أَوْجَزَ مِنْ ضِمَام " .( فتح - ح63)
(3) ( م ) 12 , ( س ) 2091
(4) أَيْ : مَسْجِد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .( فتح - ح63)
(5) ( خ ) 63 , ( م ) 12
(6) ( م ) 12 , ( ت ) 619
(7) قَوْله : ( فِي الْمَسْجِد ) اِسْتَنْبَطَ مِنْهُ اِبْن بَطَّال وَغَيْره طَهَارَة أَبْوَال الْإِبِل وَأَرْوَاثهَا ، إِذْ لَا يُؤْمَن ذَلِكَ مِنْهُ مُدَّة كَوْنه فِي الْمَسْجِد ، وَلَمْ يُنْكِرهُ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَدَلَالَته غَيْر وَاضِحَة ، وَإِنَّمَا فِيهِ مُجَرَّد اِحْتِمَال ، وَيَدْفَعهُ رِوَايَة أَبِي نُعَيْمٍ : " أَقْبَلَ عَلَى بَعِير لَهُ حَتَّى أَتَى الْمَسْجِد فَأَنَاخَهُ ثُمَّ عَقَلَهُ فَدَخَلَ الْمَسْجِد " , فَهَذَا السِّيَاق يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ مَا دَخَلَ بِهِ الْمَسْجِد ، وَأَصْرَح مِنْهُ رِوَايَة اِبْن عَبَّاس عِنْد أَحْمَد وَالْحَاكِم وَلَفْظهَا : " فَأَنَاخَ بَعِيره عَلَى بَاب الْمَسْجِد فَعَقَلَهُ ثُمَّ دَخَلَ " ، فَعَلَى هَذَا فِي رِوَايَة أَنَس مَجَاز الْحَذْف ، وَالتَّقْدِير : فَأَنَاخَهُ فِي سَاحَة الْمَسْجِد ، أَوْ نَحْو ذَلِكَ . ( فتح - ح63)
(8) أَيْ : شَدَّ عَلَى سَاق الْجَمَل - بَعْد أَنْ ثَنَى رُكْبَته - حَبْلًا .( فتح - ح63)
(9) ( خ ) 63 , ( د ) 486
(10) الْأَبْيَض : أَيْ الْمُشْرَب بِحُمْرَةٍ , كَمَا فِي رِوَايَة الْحَارِث بْن عُمَيْر " الْأَمْغَر " بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَة , قَالَ حَمْزَة بْن الْحَارِث : هُوَ الْأَبْيَض الْمُشْرَب بِحُمْرَةٍ , وَيُؤَيِّدهُ مَا يَأْتِي فِي صِفَته - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَبْيَض وَلَا آدَم ، أَيْ : لَمْ يَكُنْ أَبْيَض صِرْفًا .( فتح - ح63)
(11) فِيهِ جَوَاز اِتِّكَاء الْإِمَام بَيْن أَتْبَاعه ، وَفِيهِ مَا كَانَ رَسُول اللَّه > عَلَيْهِ مِنْ تَرْك التَّكَبُّر , لِقَوْلِهِ ( بَيْن ظَهْرَانَيْنا ) وَهِيَ بِفَتْحِ النُّون أَيْ : بَيْنهمْ ، وَزِيدَ لَفْظ ( الظَّهْر ) لِيَدُلّ عَلَى أَنَّ ظَهْرًا مِنْهُمْ قُدَّامه وَظَهْرًا وَرَاءَهُ ، فَهُوَ مَحْفُوف بِهِمْ مِنْ جَانِبَيْهِ .( فتح - ح63)
(12) ( خ ) 63 , ( س ) 2092(3/715)
( خ حم ) , وَعَنْ الْأَسْوَدِ قَالَ :
( سَأَلْتُ عَائِشَة ك : مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ ؟ ) (1) ( قَالَتْ : " كَانَ بَشَرًا مِنْ الْبَشَرِ ) (2) ( يَخْصِفُ نَعْلَهُ (3) وَيَرْقَعُ ثَوْبَهُ ) (4) ( وَيَحْلُبُ شَاتَهُ ، وَيَخْدُمُ نَفْسَهُ ) (5) ( وَيَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ ) (6) ( فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَى الصَلَاةِ " ) (7)
__________
(1) ( خ ) 644
(2) ( حم ) 26237 , انظر الصَّحِيحَة : 671 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(3) الخصف : إصلاح النعل وخياطته بالمخرز . صحيح ابن حبان - (ج 28 / ص 416)
(4) ( حم ) 24793 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4937 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(5) ( حم ) 26237
(6) ( حم ) 24947 , ( خ ) 5048 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(7) ( خ ) 644 , ( ت ) 2489 , ( حم ) 24272(3/716)
( ابن سعد ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كُلْ مُتَّكِئًا جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ , فَإِنَّهُ أَهونُ عَلَيْكَ قَالَتْ : " فَأَصْغَى بِرَأْسِهِ حَتَّى كَادَ أَنْ تُصِيبَ جَبْهَتُهُ الْأَرْضَ ، ثُمَّ قَالَ : لَا ، بَلْ آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ ، وَأَجْلِسُ كَمَا يَجْلِسُ الْعَبْدُ " (1)
__________
(1) ابن سعد (1/381) , ( يع ) 4920 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7 , والصَّحِيحَة : 544(3/717)
( جة ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
أَهْدَيْتُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - شَاةً , " فَجَثَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى رُكْبَتَيْهِ يَأْكُلُ " , فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ : مَا هَذِهِ الْجِلْسَةُ ؟ , فَقَالَ : " إِنَّ اللَّهَ جَعَلَنِي عَبْدًا كَرِيمًا , وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا عَنِيدًا " (1)
__________
(1) ( جة ) 3263 , ( د ) 3773 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1740 , وصحيح الترغيب والترهيب : 2122(3/718)
( خ حم ) , وَعَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ ) (1) ( فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ ) (2) ( فَقُولُوا : عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ " ) (3)
__________
(1) ( خ ) 3261
(2) ( حم ) 164 , ( خ ) 3261
(3) ( خ ) 3261(3/719)
( جة ) , وَعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ فَكَلَّمَهُ , فَجَعَلَ تُرْعَدُ فَرَائِصُهُ (1) فَقَالَ لَهُ : " هَوِّنْ عَلَيْكَ , فَإِنِّي لَسْتُ بِمَلِكٍ , إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ (2) " (3)
__________
(1) الْفَرَائِص : جَمْع فَرِيصَة , وَهِيَ لَحْمَة تَرْتَعِد عِنْد الْفَزَع , وَالْكَلَام كِنَايَة عَنْ الْفَزَع .حاشية السندي(ج 6 / ص 309)
(2) ( الْقَدِيد ) اللَّحْم الْمُمَلَّح الْمُجَفَّف فِي الشَّمْس . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 6 / ص 309)
(3) ( جة ) 3312 , انظر صحيح الجامع : 7052 , والصحيحة : 1876(3/720)
( ك ) , وَعَنْ طارق بن شهاب قال :
خرج عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى الشام ومعنا أبو عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - , فأتوا على مخاضة (1) وعمر على ناقة له , فنزل عنها وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه , وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة , فقال أبو عبيدة : يا أمير المؤمنين , أنت تفعل هذا ؟ , تخلع خفيك وتضعهما على عاتقك وتأخذ بزمام ناقتك وتخوض بها المخاضة ؟ فَيَتلقاك الجنود وبطارقة الشام وأنت على حالك , فقال عمر : أوَّاه لو قال هذا غيرك يا أبا عبيدة لجعلته نكالا لأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - , إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام , فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله . (2)
__________
(1) الخَوْضُ : المَشْيُ في الماء , والموضع مَخاضةٌ , وهي ما جازَ الناسُ فيها مُشاةً ورُكْباناً . لسان العرب(ج 7 / ص 147)
(2) ( ك ) 207 , انظر الصَّحِيحَة : 51 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :2893(3/721)
( س د حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ :
( رَحَلَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ - رضي الله عنه - وَهُوَ ) (1) ( عَامِلٌ ) (2) ( بِمِصْرَ , فَقَدِمَ عَلَيْهِ ) (3) ( فَرَآهُ شَعِثَ الرَّأْسِ مُشْعَانًّا ) (4) ( فَقَالَ : أَمَا إِنِّي لَمْ آتِكَ زَائِرًا ) (5) ( إِنَّمَا أَتَيْتُكَ لِحَدِيثٍ بَلَغَنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَكَ مِنْهُ عِلْمٌ ) (6) ( قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ , قَالَ : كَذَا وَكَذَا ) (7) ( ثُمَّ قَالَ : مَا لِي أَرَاكَ شَعِثًا وَأَنْتَ أَمِيرُ الْبَلَدِ ؟ , فَقَالَ : " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَنْهَانَا عَنْ كَثِيرٍ مِنْ الْإِرْفَاهِ " ) (8) ( قَالَ : فَمَا لِي لَا أَرَى عَلَيْكَ حِذَاءً ؟ , قَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأْمُرُنَا أَنْ نَحْتَفِيَ أَحْيَانًا " ) (9) ( فَسُئِلَ ابْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ الْإِرْفَاهِ فَقَالَ : مِنْهُ التَّرَجُّلُ ) (10) ( كُلَّ يَوْمٍ ) (11) .
__________
(1) ( د ) 4160
(2) ( س ) 5058
(3) ( د ) 4160
(4) ( س ) 5058
(5) ( د ) 4160
(6) ( حم ) 24015 , ( د ) 4160 , انظر الصحيحة تحت حديث : 502
(7) ( د ) 4160
(8) ( حم ) 24015 , ( د ) 4160 , ( س ) 5239
(9) ( د ) 4160 , ( حم ) 24015 , انظر الصحيحة : 502 , هداية الرواة : 4377
(10) ( س ) 5239
(11) ( س ) 5058(3/722)
( 6 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الْحِلْم
( 1 ) فَضْلُ الْحِلْم
( د ) , عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَفِّذَهُ , دَعَاهُ اللَّهُ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ مَا شَاءَ " (1)
__________
(1) ( د ) 4777 , ( ت ) 2493 , ( جة ) 4186 , ( حم ) 15675 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6522 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2753(3/723)
( جة ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا مِنْ جُرْعَةٍ أَعْظَمُ أَجْرًا عِنْدَ اللَّهِ مِنْ جُرْعَةِ غَيْظٍ كَظَمَهَا عَبْدٌ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ " (1)
__________
(1) ( جة ) 4189 , ( حم ) 6114 , وصححه الألباني في هداية الرواة : 5043(3/724)
( خد م د حب ) , وَعَنْ زَارِعٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فِي وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ , جَعَلْنَا نَتَبَادَرُ (1) مِنْ رَوَاحِلِنَا فَنُقَبِّلُ يَدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (2) ( وَلَمْ نَلْبَسْ إِلَّا ثِيَابَ سَفَرِنَا ) (3) ( وَانْتَظَرَ الْمُنْذِرُ الْأَشَجُّ - رضي الله عنه - (4) ) (5) ( فَعَقَلَ رَكَائِبَ أَصْحَابِهِ وَبَعِيرَهُ ) (6) ( ثُمَّ أَتَى عَيْبَتَهُ (7) فَلَبِسَ ثَوْبَيْهِ ) (8) ( - وَذَلِكَ بِعَيْنِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ) (9) ( فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ " ) (10) ( قَالَ : مَا هُمَا ؟ ) (11) ( قَالَ : " الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ " ) (12) الْحِلْمُ وَالْحَيَاءُ (13) ( فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَنَا أَتَخَلَّقُ بِهِمَا أَمْ اللَّهُ جَبَلَنِي عَلَيْهِمَا ؟ , قَالَ : " بَلْ اللَّهُ جَبَلَكَ عَلَيْهِمَا " , فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا ) (14)
__________
(1) بادر الشيءَ : عجل إليه واستبق وسارع .
(2) ( د ) 5225
(3) ( حب ) 7203 , ( يع ) 6849 , انظر صحيح موارد الظمآن : 1168
(4) الأشج العصري : اسمه المنذر بن عائذ العبدي , المعروف بأشج عبد القيس , كان سيد قومه ، وقد رجع مع قومه بعد وفادته على النبي صلى الله عليه وسلم وإسلامه إلى البحرين ، ثم نزل البصرة بعد ذلك ومات بها . انظر ( صحيح ابن حبان بتحقيق الأرناءوط ) (16 / 180)
(5) ( د ) 5225
(6) ( حب ) 7203 , ( يع ) 6849
(7) أَيْ : مُسْتَوْدَعُ الثِّيَابِ . عون المعبود - (ج 11 / ص 262)
(8) ( د ) 5225
(9) ( حب ) 7203 , ( يع ) 6849 , ( د ) 5225
(10) ( م ) 25 - ( 17 ) , ( د ) 5225
(11) ( حب ) 7203 , ( يع ) 6849
(12) ( م ) 25 - ( 17 ) , ( د ) 5225 , ( ت ) 2011
(13) ( خد ) 584 , ( جة ) 4188 , ( حم ) 17862
(14) ( د ) 5225 , ( جة ) 4187 , ( حم ) 17862 , انظر المشكاة ( 4688 / التحقيق الثاني ) , صحيح الأدب المفرد : 455(3/725)
( خ م س ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( " مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ ، وَلَا امْرَأَةً ، وَلَا خَادِمًا ، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) (1) ( وَمَا لَعَنَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ لَعْنَةٍ تُذْكَرُ ) (2) ( وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِنَفْسِهِ فِي شَيْءٍ يُؤْتَى إِلَيْهِ ) (3) ( وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ ، إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ - عز وجل - فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ (4) ) (5) ( وَمَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا ، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ " ) (6)
__________
(1) ( م ) 79 - ( 2328 ) , ( د ) 4786 , ( جة ) 1984
(2) ( س ) 2096
(3) ( خ ) 6461 , ( د ) 4785 , ( حم ) 25965
(4) يُسْتَفَاد مِنْ هَذَا أَنَّ الْحِلْم لَيْسَ مَحْمُودًا مُطْلَقًا ، كَمَا أَنَّ الْجُود لَيْسَ مَحْمُودًا مُطْلَقًا ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى فِي وَصْف الصَّحَابَة ( أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّار رُحَمَاء بَيْنَهمْ ) . فتح الباري لابن حجر - (ج 17 / ص 321)
(5) ( م ) 79 - ( 2328 ) , ( خ ) 6461 , ( حم ) 25965
(6) ( خ ) 3367 , ( م ) 77 - ( 2327 ) , ( د ) 4785 , ( حم ) 24080(3/726)
( 2 ) فَوَائِدُ الْحِلْم
مِنْ فَوَائِدِ الْحِلْم حِفْظُ اللَّهِ وَمَحَبَّتُه وَرَحْمَتُه
( د حم ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَالِسٌ " وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ ، وَقَعَ رَجُلٌ بأَبي بَكْرٍ - رضي الله عنه - فَآذَاهُ , فَصَمَتَ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ ) (1) ( " فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَعْجَبُ وَيَتَبَسَّمُ " ) (2) ( ثُمَّ آذَاهُ الثَّانِيَةَ ، فَصَمَتَ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ ، ثُمَّ آذَاهُ الثَّالِثَةَ ، فَانْتَصَرَ مِنْهُ أَبُو بَكْرٍ ، " فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ حِينَ انْتَصَرَ أَبُو بَكْرٍ " ) (3) ( فَلَحِقَهُ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , كَانَ يَشْتُمُنِي وَأَنْتَ جَالِسٌ ، فَلَمَّا رَدَدْتُ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ غَضِبْتَ وَقُمْتَ ؟ ) (4) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " نَزَلَ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُكَذِّبُهُ بِمَا قَالَ لَكَ ) (5) ( فَلَمَّا رَدَدْتَ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ وَقَعَ الشَّيْطَانُ ، فَلَمْ أَكُنْ لِأَقْعُدَ مَعَ الشَّيْطَانِ , ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ , ثَلَاثٌ كُلُّهُنَّ حَقٌّ ، مَا مِنْ عَبْدٍ ظُلِمَ بِمَظْلَمَةٍ فَيُغْضِي (6) عَنْهَا لِلَّهِ إِلَّا أَعَزَّ اللَّهُ بِهَا نَصْرَهُ ، وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ بَابَ عَطِيَّةٍ يُرِيدُ بِهَا صِلَةً إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ بِهَا كَثْرَةً وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ يُرِيدُ بِهَا كَثْرَةً إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ - عز وجل - بِهَا قِلَّةً " ) (7)
__________
(1) ( د ) 4896 , انظر الصحيحة : 2376
(2) ( حم ) 9622 , انظر الصحيحة : 2231
(3) ( د ) 4896
(4) ( حم ) 9622
(5) ( د ) 4896
(6) غَضَوْت على الشيءِ وأَغْضيْت : سَكَتّ . لسان العرب - (ج 15 / ص 128)
(7) ( حم ) 9622 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5646(3/727)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْآنَمَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ثَلَاثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ , مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ , وَلَا ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلَمَةً فَصَبَرَ عَلَيْهَا إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ عِزًّا , وَلَا فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2325 , ( حم ) 18060 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3024 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 16(3/728)
( 7 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الصَّبْر
قَالَ تَعَالَى : { وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ } [النحل : 127]
وَقَالَ تَعَالَى : { أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [آل عمران/200]
( خ م ) , عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا أَحَدٌ أَصْبَرَ عَلَى أَذًى يَسْمَعُهُ مِنْ اللَّهِ - عز وجل - (1) إِنَّهُمْ يَجْعَلُونَ لَهُ نِدًّا , وَيَجْعَلُونَ لَهُ وَلَدًا , وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَرْزُقُهُمْ , وَيُعَافِيهِمْ , وَيُعْطِيهِمْ (2) " (3)
__________
(1) الصَّبْر مَعْنَاه الْحَبْس , وَالْمُرَاد بِهِ حَبْس الْعُقُوبَة عَلَى مُسْتَحِقّهَا عَاجِلًا , وَهَذَا هُوَ الْحِلْم . فتح الباري لابن حجر - (ج 17 / ص 275)
(2) مَعْنَاهُ : أَنَّ اللَّه تَعَالَى وَاسِع الْحِلْم حَتَّى عَلَى الْكَافِر الَّذِي يَنْسِب إِلَيْهِ الْوَلَد وَالنِّدّ ، وَالصَّبُور مِنْ أَسْمَاء اللَّه تَعَالَى , وَهُوَ الَّذِي لَا يُعَاجِل الْعُصَاة بِالِانْتِقَامِ ، وَهُوَ بِمَعْنَى الْحَلِيم فِي أَسْمَائِهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى ، وَالْحَلِيم : هُوَ الصَّفُوح مَعَ الْقُدْرَة عَلَى الِانْتِقَام . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 180)
(3) ( م ) 2804 , ( خ ) 5748 , 6943(3/729)
( الحارث عد ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - يُنَزِّلُ الْمَعُونَةَ عَلَى قَدْرِ الْمَئُونَةِ (4) وَيُنَزِّلُ الصَّبْرَ عَلَى قَدْرِ الْبَلَاءِ " (5)
---------
(4) المؤنة ويقال : المؤونة : القوت , والجمع مُؤن ومَؤُونات , كما في المعجم الوسيط .
(5) أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 156 زوائد ابن حجر ) , والفاكهي في " حديثه " ( 1 / 20 / 1 ) , وابن عدي في " الكامل " ( 206 / 1 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1919 , والصحيحة : 1664(3/730)
( 1 ) فَضْلُ الصَّبْر
قَالَ تَعَالَى : { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } (6)
وَقَالَ تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } (7)
وَقَالَ تَعَالَى : { إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } (8)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ } (9)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا } (10)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ , أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ , جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ , وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ , سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ } (11)
-------------
(6) [الزمر/10]
(7) [البقرة : 153]
(8) [يوسف : 90]
(9) [السجدة : 24]
(10) [الإنسان : 12]
(11) [الرعد : 22 - 24](3/731)
( م ت س ) , عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ (1) الْوُضُوءُ شَطْرُ الْإِيمَانِ (2) إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ شَطْرُ الْإِيمَانِ (3) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ , وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالتَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ يَمْلَأُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ (4) وَالصَلَاةُ نُورٌ (5) وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ (6) وَالزَّكَاةُ بُرْهَانٌ (7) وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ (8) وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ (9) كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو (10) فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا (11) " (12)
__________
(1) قَالَ النَّوَوِيُّ : اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي مَعْنَاهُ , فَقِيلَ : مَعْنَاهُ أَنَّ الْأَجْرَ فِيهِ يَنْتَهِي تَضْعِيفُهُ إِلَى نِصْفِ أَجْرِ الْإِيمَانِ ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ أَنَّ الْإِيمَانَ يَجُبُّ مَا قَبْلَهُ مِنْ الْخَطَايَا , وَكَذَلِكَ الْوُضُوءُ , إِلَّا أَنَّ الْوُضُوءَ لَا يَصِحُّ إِلَّا مَعَ الْإِيمَانِ , فَصَارَ لِتَوَقُّفِهِ عَلَى الْإِيمَانِ فِي مَعْنَى الشَّطْرِ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْإِيمَانِ هُنَا الصَّلَاةُ , كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ } , وَالطَّهَارَةُ شَرْطٌ فِي صِحَّةِ الصَّلَاةِ , فَصَارَتْ كَالشَّطْرِ , وَلَيْسَ يَلْزَمُ فِي الشَّطْرِ أَنْ يَكُونَ نِصْفًا حَقِيقِيًّا , وَهَذَا الْقَوْلُ أَقْرَبُ الْأَقْوَالِ ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ أَنَّ الْإِيمَانَ تَصْدِيقٌ بِالْقَلْبِ وَانْقِيَادٌ بِالظَّاهِرِ , وَهُمَا شَطْرَانِ لِلْإِيمَانِ , وَالطَّهَارَةُ مُتَضَمِّنَةٌ الصَّلَاةَ فَهِيَ اِنْقِيَادٌ فِي الظَّاهِرِ اِنْتَهَى . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 414)
(2) ( ت ) 3517
(3) ( س ) 2437 , ( جة ) 280
(4) ( س ) 2437 , ( جة ) 280
(5) أَيْ : أَنَّهَا تَمْنَعُ مِنْ الْمَعَاصِي , وَتَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ , وَتَهْدِي إِلَى الصَّوَابِ , كَمَا أَنَّ النُّورَ يُسْتَضَاءُ بِهِ ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ أَنَّهُ يَكُونُ أَجْرُهَا نُورًا لِصَاحِبِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَقِيلَ : لِأَنَّهَا سَبَبٌ لِإِشْرَاقِ أَنْوَارِ الْمَعَارِفِ وَانْشِرَاحِ الْقَلْبِ وَمُكَاشَفَاتِ الْحَقَائِقِ , لِفَرَاغِ الْقَلْبِ فِيهَا وَإِقْبَالِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِظَاهِرِهِ وَبَاطِنِهِ ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ } , وَقِيلَ : مَعْنَاهُ أَنَّهَا تَكُونُ نُورًا ظَاهِرًا عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَيَكُونُ فِي الدُّنْيَا أَيْضًا عَلَى وَجْهِهِ الْبَهَاءُ , بِخِلَافِ مَنْ لَمْ يُصَلِّ . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 414)
(6) أَيْ : الصَّدَقَةُ دَلِيلٌ عَلَى إِيمَانِ فَاعِلِهَا , فَإِنَّ الْمُنَافِقَ يَمْتَنِعُ مِنْهَا , لِكَوْنِهِ لَا يَعْتَقِدُهَا , فَمَنْ تَصَدَّقَ اسْتُدِلَّ بِصَدَقَتِهِ عَلَى صِدْقِ إِيمَانِهِ . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 414)
(7) ( س ) 2437 , ( جة ) 280
(8) قَالَ إِبْرَاهِيمُ الْخَوَّاصُ : الصَّبْرُ هُوَ الثَّبَاتُ عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ , والْمُرَادُ أَنَّ الصَّبْرَ الْمَحْمُودَ لَا يَزَالُ صَاحِبُهُ مُسْتَضِيئًا مُهْتَدِيًا مُسْتَمِرًّا عَلَى الصَّوَابِ . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 414)
(9) أَيْ : تَنْتَفِعُ بِهِ إِنْ تَلَوْتَهُ وَعَمِلْتَ بِهِ , وَإِلَّا فَهُوَ حُجَّةٌ عَلَيْك . تحفة الأحوذي
(10) الغدو : السير والذهاب أول النهار .
(11) أَيْ : كُلُّ إِنْسَانٍ يَسْعَى بِنَفْسِهِ , فَمِنْهُمْ مَنْ يَبِيعُهَا لِلَّهِ تَعَالَى بِطَاعَتِهِ فَيُعْتِقُهَا مِنْ الْعَذَابِ , وَمِنْهُمْ مَنْ يَبِيعُهَا لِلشَّيْطَانِ وَالْهَوَى بِاتِّبَاعِهِمَا فَيُوبِقُهَا أَيْ : يُهْلِكُهَا . تحفة الأحوذي
(12) ( م ) 1 - ( 223 ) , ( ت ) 3517 , ( جة ) 280 , ( حم ) 22959(3/732)
( ت ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْط " (1)
__________
(1) ( ت ) 2396 , ( جة ) 4031 , ( حم ) 23672 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 285 , الصَّحِيحَة : 146(3/733)
( د حم ) , وَعَنْ اللَّجْلَاجِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ , ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ , ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يُبَلِّغَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ ) (1) ( مِنْهُ ) (2) "
__________
(1) ( د ) 3090 , ( حم ) 22392
(2) ( حم ) 22392 , ( د ) 3090 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1625 , الصَّحِيحَة : 1599(3/734)
( د ) , وَعَنْ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ , إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنِ , إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنُ , وَلِمَنْ ابْتُلِيَ فَصَبَرَ فَوَاهًا (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : مَا أَحْسَن وَمَا أَطْيَب صَبْرَ مَنْ صَبَرَ عَلَيْهَا . عون المعبود - (ج 9 / ص 301)
(2) ( د ) 4263 , ( طب ) ج20/ص252 ح598 , انظر صحيح الجامع : 1637 , والصحيحة : 975(3/735)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِهَا لَمَمٌ (1) فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَشْفِيَنِي ، قَالَ : " إِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يَشْفِيَكِ ، وَإِنْ شِئْتِ فَاصْبِرِي وَلَا حِسَابَ عَلَيْكِ " قَالَتْ : بَلْ أَصْبِرُ وَلَا حِسَابَ عَلَيَّ . (2)
__________
(1) اللَّمَم : طرف من الجنون أو المس يعتري الإنسان .
(2) ( حم ) 9687 , ( حب ) 2909 , انظر الصَّحِيحَة : 2502 , وقال الشيخ الأرناؤوط في ( حم ) : إسناده حسن .(3/736)
( خ م ) , وَعَنْ عَطَاءَ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ :
قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: أَلَا أُرِيَكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ , قُلْتُ : بَلَى , قَالَ : هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ , أَتَتْ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ : إِنِّي أُصْرَعُ (1) وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ (2) فَادْعُ اللَّهَ لِي , قَالَ : " إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ , وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ " فَقَالَتْ : أَصْبِرُ , ثُمَّ قَالَتْ : إِنِّي أَتَكَشَّفُ , فَادْعُ اللَّهَ أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ , " فَدَعَا لَهَا " (3)
__________
(1) الصَّرَع : عِلَّةٌ تَمْنَعُ الأعضاءَ النَّفيسَةَ من أفعالِها مَنْعًا غيرَ تامٍّ , مع عدم القدرة على الحركة وفقدان الوعي .
(2) الْمُرَاد أَنَّهَا خَشِيَتْ أَنْ تَظْهَر عَوْرَتهَا وَهِيَ لَا تَشْعُر . فتح الباري لابن حجر - (ج 16 / ص 144)
(3) ( خ ) 5328 , ( م ) 54 - ( 2576 ) , ( حم ) 3240(3/737)
( 2 ) صَبْرُ الْأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُل
قَالَ تَعَالَى : { وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ } (4)
وَقَالَ تَعَالَى : { فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ } (5)
وَقَالَ تَعَالَى : { إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } (6)
وَقَالَ تَعَالَى : { قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا , فَصَبْرٌ جَمِيلٌ , وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } (7)
وَقَالَ تَعَالَى : { قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا , فَصَبْرٌ جَمِيلٌ , عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ } (8)
----------------------
(4) [الأنعام/34]
(5) [الأحقاف/35]
(6) [ص : 44]
(7) [يوسف : 18]
(8) [يوسف : 83](3/738)
( خ م ) , وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : " أَحْصُوا لِي كَمْ يَلْفِظُ الْإِسْلَامَ ) (1) ( مِنْ النَّاسِ " , فَكَتَبْنَا لَهُ , فَوَجَدْنَاهُمْ مَا بَيْنَ السِّتِّمِائَةٍ إِلَى السَّبْعِمِائَةٍ ) (2) ( فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَتَخَافُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ مَا بَيْنَ السِّتِّمِائَةٍ إِلَى السَّبْعِمِائَةٍ ؟ , فَقَالَ : " إِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ , لَعَلَّكُمْ أَنْ تُبْتَلَوْا " , قَالَ حُذَيْفَةُ : فَابْتُلِينَا , حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ مِنَّا لَا يُصَلِّي إِلَّا ) (3) ( وَحْدَهُ ) (4) ( سِرًّا ) (5) ( وَهُوَ خَائِفٌ ) (6) .
__________
(1) ( م ) 235 - ( 149 ) , ( خ ) 2895
(2) ( خ ) 2895
(3) ( م ) 235 - ( 149 )
(4) ( خ ) 2895
(5) ( م ) 235 - ( 149 ) , ( جة ) 4029 , ( حم ) 23307
(6) ( خ ) 2895(3/739)
( 3 ) الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى
( خ م حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ فَقَالَ لَهَا : اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي " ، فَقَالَتْ لَهُ : إِلَيْكَ عَنِّي ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي - وَلَمْ تَعْرِفْهُ - ) (1) ( " فَجَاوَزَهَا وَمَضَى " , فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ فَقَالَ : مَا قَالَ لَكِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , قَالَتْ : مَا عَرَفْتُهُ , قَالَ : إِنَّهُ لَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (2) ( فَأَخَذَ بِهَا مِثْلُ الْمَوْتِ ) (3) ( فَجَاءَتْ إِلَى بَابِهِ فَلَمْ تَجِدْ عَلَيْهِ بَوَّابًا ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ مَا عَرَفْتُكَ ) (4) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى (5) " ) (6)
__________
(1) ( خ ) 1223 , ( م ) 15 - ( 926 )
(2) ( خ ) 1223 , ( م ) 15 - ( 926 )
(3) ( حم ) 12480 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( خ ) 6735 , ( م ) 15 - ( 926 )
(5) قَوْله : ( إِنَّمَا الصَّبْر عِنْد الصَّدْمَة الْأُولَى ) الْمَعْنَى إِذَا وَقَعَ الثَّبَات أَوَّل شَيْء يَهْجُم عَلَى الْقَلْب مِنْ مُقْتَضَيَات الْجَزَع فَذَلِكَ هُوَ الصَّبْر الْكَامِل الَّذِي يَتَرَتَّب عَلَيْهِ الْأَجْر ، وَأَصْل الصَّدْم ضَرْب الشَّيْء الصُّلْب بِمِثْلِهِ , فَاسْتُعِيرَ لِلْمُصِيبَةِ الْوَارِدَة عَلَى الْقَلْب ، قَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْمَعْنَى أَنَّ الصَّبْر الَّذِي يُحْمَد عَلَيْهِ صَاحِبه مَا كَانَ عِنْد مُفَاجَأَة الْمُصِيبَة ، بِخِلَافِ مَا بَعْد ذَلِكَ فَإِنَّهُ عَلَى الْأَيَّام يَسْلُو .
وَقَالَ الطِّيبِيّ : صَدَرَ هَذَا الْجَوَاب مِنْهُ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ قَوْلهَا لَمْ أَعْرِفك عَلَى أُسْلُوب الْحَكِيم كَأَنَّهُ قَالَ لَهَا : دَعِي الِاعْتِذَار فَإِنِّي لَا أَغْضَب لِغَيْرِ اللَّه وَانْظُرِي لِنَفْسِك .
وَقَالَ الزَّيْن بْن الْمُنِير : فَائِدَة جَوَاب الْمَرْأَة بِذَلِكَ أَنَّهَا لَمَّا جَاءَتْ طَائِعَة لِمَا أَمَرَهَا بِهِ مِنْ التَّقْوَى وَالصَّبْر مُعْتَذِرَة عَنْ قَوْلهَا الصَّادِر عَنْ الْحُزْن بَيَّنَ لَهَا أَنَّ حَقّ هَذَا الصَّبْر أَنْ يَكُون فِي أَوَّل الْحَال ، فَهُوَ الَّذِي يَتَرَتَّب عَلَيْهِ الثَّوَاب اِنْتَهَى . وَيُؤَيِّدهُ أَنَّ فِي رِوَايَة أَبِي هُرَيْرَة الْمَذْكُورَة " فَقَالَتْ أَنَا أَصْبِر ، أَنَا أَصْبِر " . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 326)
(6) ( خ ) 1223 , ( م ) 15 - ( 926 ) , ( د ) 3124 , ( ت ) 988 , ( س ) 1869(3/740)
( جة ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ : يَا ابْنَ آدَمَ , إِنْ صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى لَمْ أَرْضَ لَكَ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : إِذَا وَقَعَ الثَّبَات أَوَّلَ شَيْء يَهْجُمُ عَلَى الْقَلْب مِنْ مُقْتَضَيَات الْجَزَع , فَذَلِكَ هُوَ الصَّبْر الْكَامِل الَّذِي يَتَرَتَّب عَلَيْهِ الْأَجْر . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 326)
(2) ( جة ) 1597 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 8143 , المشكاة : 1758(3/741)
( جة ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ : يَا ابْنَ آدَمَ , إِنْ صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى لَمْ أَرْضَ لَكَ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : إِذَا وَقَعَ الثَّبَات أَوَّلَ شَيْء يَهْجُمُ عَلَى الْقَلْب مِنْ مُقْتَضَيَات الْجَزَع , فَذَلِكَ هُوَ الصَّبْر الْكَامِل الَّذِي يَتَرَتَّب عَلَيْهِ الْأَجْر . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 326)
(2) ( جة ) 1597 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 8143 , المشكاة : 1758(3/742)
( 8 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الشُّكْر
قَالَ تَعَالَى : { اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } [سبأ/13]
( خ م ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا صَلَّى ) (1) ( مِنْ اللَّيْلِ ) (2) ( قَامَ ) (3) ( حَتَّى تَتَفَطَّرَ (4) قَدَمَاهُ ) (5) حَتَّى تَنْتَفِخَ قَدَمَاهُ (6) "( فَقُلْتُ : لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُول اللَّهِ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ؟ ) (7) ( فَقَالَ : " يَا عَائِشَةُ ، أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ؟ " ) (8)
__________
(1) ( م ) 81 - ( 2820 )
(2) ( خ ) 4557
(3) ( م ) 81 - ( 2820 )
(4) أي : تتَشَقَّقَ .
(5) ( خ ) 4557
(6) ( خ ) 6106
(7) ( خ ) 4557 , ( م ) 79 - ( 2819 )
(8) ( م ) 81 - ( 2820 ) , ( خ ) 1078 , ( ت ) 412 , ( س ) 1644 , ( جة ) 1420 , ( حم ) 24888(3/743)
( 1 ) فَضْل الشُّكْر
قَالَ تَعَالَى : { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ , وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } [إبراهيم/7]
( جة ) , وَعَنْ سِنَانِ بْنِ سَنَّةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ , لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الصَّائِمِ الصَّابِرِ " (1)
__________
(1) ( جة )1765 , ( ت ) 2486 , ( حم ) 19037 , انظر , انظر صحيح الجامع : 3943 , الصَّحِيحَة : 655(3/744)
( طب ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَيْهَا , إِلَّا كَانَ ذَلِكَ الْحَمْدُ أَفْضَلُ مِنْ تِلْكَ النِّعْمَةِ (1) " (2)
__________
(1) إذا أعطاك الله نعمة الصحة ، وكنتَ شديداً عتيداً قوياً نشيطاً كالحصان ، لابد من سنوات تمضي وتمضي حتى يأتي الأجل ، ويموت الإنسان , فأين هذه النعمة ؟ , زالت .. لكنك إذا حمدت الله عليها ، وارتقت نفسك في مدارج الحمد وسَمَتْ , سَعِدْتَ بحمدك إلى الأبد ، إذن , الحمد على النعمة أفضل من النعمة نفسها ، قال - صلى الله عليه وسلم - : " مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، إِلَّا كَانَ الَّذِي أَعْطَاهُ أَفْضَلَ مِمَّا أَخَذَ " .
لو أنك وُهِبت زوجةً صالحة فأعانتك على متاعب الحياة وحصَّنتك ، وسكنت إليها ، فلابد من ساعة تفارقها أو تفارقك ، إما أن تفارقها أولاً ، وإما أن تفارقك أولاً ، لكنَّكَ إذا حمدتَ الله على نعمة الزوجة الصالحة فإنَّ هذا الحمد تسعدُ بثوابه إلى أبد الآبدين .
العبد ماذا أَعطى ؟ , هذه الكلمة ، كلمة ( الْحَمْدُ لِلَّهِ ) ، هذه الكلمة التي أعطاها العبد لربه أفضل عند الله مما أَخذ ، لو أخذ بيتاً ثمنه خمسة ملايين وقال : يا ربي لك الحمد , فكلمة ( الْحَمْدُ لِلَّهِ ) أفضل عند الله من هذا البيت ، لأن هذا البيت مصيره إلى الخراب ، لكن هذا الحمد يَسعدُ به الإنسان إلى الأبد .
(2) ( طب ) 8/193ح7794 , ( هب ) 4405 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5562 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1573(3/745)
( جة ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، إِلَّا كَانَ الَّذِي أَعْطَاهُ أَفْضَلَ مِمَّا أَخَذَ " (1)
__________
(1) ( جة ) 3805 , ( طس ) 1357 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5563 , والضعيفة تحت الحديث ( 2011 )(3/746)
( طس ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِرَجُلٍ : " كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا فُلَانُ ؟ " , قَالَ : أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " هَذَا الَّذِي أَرَدْتُ مِنْكَ " (1)
__________
(1) ( طس ) 4377 , ( خد ) 1132 ( موقوفًا ) , انظر الصَّحِيحَة : 2952(3/747)
( طب ) , وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ أَفْضَلَ عِبَادِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْحَمَّادُونَ " (1)
__________
(1) ( طب ) ج18ص125ح254 , ( حم ) 19909 , ( ش ) 34692 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1571 , الصَّحِيحَة : 1584(3/748)
( 2 ) شُكْرُ اللَّه
( 1 ) تَحَقُّقُ الشُّكْرِ بِذِكْرِ اللَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْه
قَالَ تَعَالَى : { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } [الضحى/11]
وَقَالَ تَعَالَى : { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ } [البقرة : 152]
( حم ) , وَعَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" التَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ شُكْرٌ ، وَتَرْكُهَا كُفْرٌ " (1)
__________
(1) ( حم ) 19369 , ( هب ) 4419 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3014 , والصَّحِيحَة : 667 , وصحيح الترغيب والترهيب : 976(3/749)
( 2 ) تَحَقُّقُ الشُّكْرِ بِإظْهَارِ النِّعْمَة
( ت س حم طب ) , عَنْ مَالِكِ بْنِ نَضْلَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرَآنِي رَثَّ الثِّيَابِ فَقَالَ : " أَلَكَ مَالٌ ؟ " , قُلْتُ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ , مِنْ كُلِّ الْمَالِ ) (1) ( قَدْ أَعْطَانِيَ اللَّهُ , مِنْ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ ) (2) ( وَالْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ , قَالَ : " إِذَا آتَاكَ اللَّهُ مَالًا فَلْيُرَ عَلَيْكَ أَثَرُ نِعْمَةِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ ) (3) ( فَإِنَّ اللَّهَ - عز وجل - يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَهُ عَلَى عَبْدِهِ حَسَنًا , وَلَا يُحِبُّ الْبُؤْسَ وَالتَّبَاؤُسَ " ) (4) ( قَالَ : فَغَدَوْتُ إِلَيْهِ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ (5) ) (6) .
__________
(1) ( س ) 5223
(2) ( ت ) 2006
(3) ( س ) 5224 , ( د ) 4063 , ( ت ) 2006
(4) ( طب ) ج5ص273ح5308 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 255 , الصَّحِيحَة تحت حديث : 1320
(5) الْحُلَّة : إِزَار وَرِدَاء مِنْ جِنْس وَاحِد .( فتح - ح30)
(6) ( حم ) 17269 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .(3/750)
( هب ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ، يُحِبُّ إِذَا أَنْعَمَ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً أَنْ يَرَى أَثَرَ النِّعْمَةِ عَلَيْهِ , وَيُبْغِضُ الْبُؤْسَ وَالتَّبَاؤُسَ " (1)
__________
(1) ( هب ) 6202 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1711 , 1742 ، الصَّحِيحَة : 1320(3/751)
( هب ) , وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، ابْتَاعُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ مَالِ اللَّهِ ، فَإِنْ بَخِلَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُعْطِيَ مَالَهُ لِلنَّاسِ , فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ وَلْيَتَصَدَّقْ عَلَى نَفْسِهِ ، فَلْيَأْكُلْ وَلْيَكْتَسِ مِمَّا رَزَقَهُ اللَّهُ - عز وجل - " (1)
__________
(1) ( هب ) 4570 , انظر الصَّحِيحَة : 271 , 377 , 1096(3/752)
( خد ) , وَعَنْ أَبِي خَلْدَةَ قَالَ :
جَاءَ عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ إِلَى أَبِي الْعَالِيَةِ وَعَلَيْهِ ثِيَابُ صُوفٍ ، فَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ : إِنَّمَا هَذِهِ ثِيَابُ الرُّهْبَانِ ، إِنْ كَانَ الْمُسْلِمُونَ إِذَا تَزَاوَرُوا تَجَمَّلُوا . (1)
__________
(1) ( خد ) 348 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 265(3/753)
( 3 ) شُكْرُ النَّاس
تَحَقُّقُ شُكْرِ النَّاس
شُكْرُ النَّاسِ بِالدُّعَاءِ وَالثَّنَاء
( س جة ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " اسْتَقْرَضَ مِنِّي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( حِينَ غَزَا حُنَيْنًا أَرْبَعِينَ أَلْفًا , فَلَمَّا قَدِمَ قَضَانِي إِيَّاهُ ثُمَّ قَالَ لِي : بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ , إِنَّمَا جَزَاءُ السَّلَفِ الْوَفَاءُ وَالْحَمْدُ " ) (2)
__________
(1) ( س ) 4683
(2) ( جة ) 2424 , ( س ) 4683 , ( حم ) 16457 , صححه الألباني في الإرواء تحت حديث : 1388 , وصحيح الجامع : 2353 , وصحيح الترغيب والترهيب : 1757(3/754)
( خد ت ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ لَا يَشْكُرُ اللَّهَ - عز وجل - " (1) لَا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ (2) "
__________
(1) ( ت ) 1954 , ( حم ) 7495 , انظر صحيح الجامع : 6601
(2) ( خد ) 218 , ( د ) 4811 , ( حم ) 7926 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7719 ، الصَّحِيحَة : 416(3/755)
( هب ) , وَعَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ لَا يَشْكُرِ الْيَسِيرَ لَا يَشْكُرِ الْكَثِيرَ ، وَمَنْ لَا يَشْكُرِ النَّاسَ لَا يَشْكُرِ اللَّهَ - عز وجل - " (1)
__________
(1) ( هب ) 4419 , ( بز ) 3282 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3014 ، الصَّحِيحَة : 416(3/756)
( خد ت د ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " مَنْ أُعْطِيَ عَطَاءً , مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ (1) فَوَجَدَ فَلْيَجْزِ بِهِ , فَإِنْ لَمْ يَجِدْ ) (2) ( مَا يَجْزِيهِ فَلْيُثْنِ عَلَيْهِ ) (3) ( فَإِنَّ مَنْ أَثْنَى فَقَدْ شَكَرَ , وَمَنْ كَتَمَ فَقَدْ كَفَرَ (4) " ) (5)
__________
(1) ( خد ) 215 , انظر صحيح الأدب المفرد : 157
(2) ( د ) 4813 , ( ت ) 2034
(3) ( خد ) 215 , ( د ) 4813
(4) مَعْنَى قَوْلِهِ : ( وَمَنْ كَتَمَ فَقَدْ كَفَرَ ) , يَقُولُ : قَدْ كَفَرَ تِلْكَ النِّعْمَةَ .
(5) ( ت ) 2034 , ( خد ) 215 , ( د ) 4813 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5933 , الصَّحِيحَة : 618(3/757)
( د ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أُبْلِيَ بَلَاءً (1) فَذَكَرَهُ فَقَدْ شَكَرَهُ (2) وَإِنْ كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَهُ (3) " (4)
__________
(1) أَيْ : أُعْطِيَ عَطَاء . عون المعبود - (ج 10 / ص 337)
(2) مِنْ آدَاب النِّعْمَة أَنْ يَذْكُر الْمُعْطِي فَإِذَا ذَكَرَهُ فَقَدْ شَكَرَهُ وَمَعَ الذِّكْر يَشْكُرهُ وَيُثْنِي عَلَيْهِ . عون المعبود(ج 10 / ص 337)
(3) سَتَرَ نِعْمَة الْعَطَاء ، وَالْكُفْر فِي اللُّغَة الْغِطَاء . عون المعبود - (ج 10 / ص 337)
(4) ( د ) 4814 , انظر الصحيحة : 618(3/758)
( د حم ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ ، وَمَنْ سَأَلَ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ , وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ ) (1) ( وَمَنْ اسْتَجَارَكُمْ فَأَجِيرُوهُ ) (2) ( وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ , فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ " ) (3)
__________
(1) ( د ) 1672 , ( س ) 2567
(2) ( حم ) 5743 , ( س ) 2567 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( د ) 1672 , ( خد ) 216 , ( س ) 2567 , ( حم ) 5743 , صححه الألباني في الإرواء : 1617 ، والصَّحِيحَة : 254(3/759)
( ت ) , وَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ : جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا ، فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2035 , ( ن ) 10008 , ( حب ) 3413 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6368 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 969(3/760)
( ن ) , وَعَنْ عبيد بن أبي الجعد قَالَ :
كَانَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها إِذَا رَجَعَتِ الْخَادِمَ قَالَتْ : مَا قَالُوا لَكَ ؟ , فَتَقُولُ : يَقُولُونَ : بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمْ ، فَتَقُولُ عَائِشَةُ : وَفِيهِمْ بَارَكَ اللَّهُ ، نَرُدُّ عَلَيْهِمْ مِثْلَ مَا قَالُوا , وَيَبْقَى أَجْرُنَا لَنَا . (1)
__________
(1) ( ن ) 10135 , وحسنه الألباني في الكَلِمِ الطَّيِّب : 239(3/761)
( حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَفَأُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ النَّاسِ مَنْزِلَةً ؟ " , قُلْنَا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " الَّذِي يُسْأَلُ بِاللَّهِ وَلَا يُعْطِي بِهِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 2116 , ( ت ) 1652 , ( س ) 2569 , انظر , انظر صحيح الجامع : 2601 , الصَّحِيحَة : 255(3/762)
( 9 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الرِّضَى
( 1 ) فَضْلُ الرِّضَى
وَقَالَ تَعَالَى : { وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا , وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ , وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ , وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ , سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ , إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ } [التوبة : 58 ، 59]
( حم ) , عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَبْتَلِي عَبْدَهُ بِمَا أَعْطَاهُ , فَمَنْ رَضِيَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ , بَارَكَ اللَّهُ لَهُ فِيهِ وَوَسَّعَهُ , وَمَنْ لَمْ يَرْضَ لَمْ يُبَارِكْ لَهُ " (1)
__________
(1) ( حم ) 20294 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1869 , الصَّحِيحَة : 1658(3/763)
( ت ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْط " (1)
__________
(1) ( ت ) 2396 , ( جة ) 4031 , ( حم ) 23672 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 285 , الصَّحِيحَة : 146(3/764)
( 2 ) الرِّضَى بِقَضَاءِ اللَّهِ وَقَدَره
( م ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ ، فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ " (1)
__________
(1) ( م ) 9 - ( 2963 ) , ( ت ) 2508 , ( جة ) 4142 , ( حم ) 7442(3/765)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي الْمَالِ وَالْخَلْقِ , فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ " (1)
__________
(1) ( خ ) 6125 , ( م ) 8 - ( 2963 )(3/766)
( 3 ) اِكْتِسَابُ رِضَى النَّاسِ فِي مَعْصِيَةِ اللَّه
( ت حب ) , عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " مَنْ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ ، كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ ، وَمَنْ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ ، وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ ) (1) سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَسْخَطَ عَلَيْهِ النَّاسَ (2) "
__________
(1) ( ت ) 2414 , ( حب ) 277 , انظر صحيح الجامع : 6097 , الصَّحِيحَة : 2311
(2) ( حب ) 276 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 2250(3/767)
( 9 ) مِنْ اَلْأَخْلَاق اَلْحَمِيدَة اليقين التَّوَكُّل
تَوَكُّل اَلْأَنْبِيَاء وَالرُّسُل
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه - قَالَ :
نَظَرْتُ إِلَى أَقْدَامِ الْمُشْرِكِينَ عَلَى رُءُوسِنَا وَنَحْنُ فِي الْغَارِ , فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ " مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا " (1)
__________
(1) ( م ) 1 - ( 2381 ) , ( خ ) 3453 , ( ت ) 3096 , ( حم ) 11(3/768)
( خ م ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ أُحُدٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فَأَيْنَ أَنَا ؟ , قَالَ : " فِي الْجَنَّةِ " , فَأَلْقَى تَمَرَاتٍ [ كُنَّ ] (1) فِي يَدِهِ , ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ . (2)
__________
(1) ( م ) 143 - ( 1899 )
(2) ( خ ) 3820 ، ( م ) 143 - ( 1899 ) ، ( س ) 3154 ، ( حم ) 14353(3/769)
( 10 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الْإِخْلَاص
( 1 ) فَضْلُ الْإِخْلَاص
( م حم ) , وَعَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ :
( كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - فِي إِبِلٍ ) (1) ( لَهُ خَارِجًا مِنْ الْمَدِينَةِ ) (2) ( فَجَاءَهُ ابْنُهُ عُمَرُ , فَلَمَّا رَآهُ سَعْدٌ قَالَ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الرَّاكِبِ , فَنَزَلَ فَقَالَ لَهُ : ) (3) ( يَا أَبَتِ , أَرَضِيتَ أَنْ تَكُونَ أَعْرَابِيًّا ) (4) ( فِي إِبِلِكَ وَغَنَمِكَ ) (5) ( وَالنَّاسُ يَتَنَازَعُونَ فِي الْمُلْكِ بِالْمَدِينَةِ ؟ , فَضَرَبَ سَعْدٌ صَدْرَ عُمَرَ وَقَالَ : اسْكُتْ , إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ " ) (6)
_________
(1) ( م ) 11 - ( 2965 )
(2) , ( حم ) 1441 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده قوي .
(3) ( م ) 11 - ( 2965 )
(4) ( حم ) 1441
(5) ( م ) 11 - ( 2965 )
(6) ( حم ) 1441 , ( م ) 11 - ( 2965 )(3/770)
( 2 ) الْإِخْلَاصُ فِي الْعِبَادَة
( خ ) , عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ :
يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ اسْتَقِيمُوا , فَقَدْ سَبَقْتُمْ سَبْقًا بَعِيدًا , فَإِنْ أَخَذْتُمْ يَمِينًا وَشِمَالًا , لَقَدْ ضَلَلْتُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا . (1)
__________
(1) ( خ ) 6853(3/771)
( م ) , وَعَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدَّيلِيِّ قَالَ :
بَعَثَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ - رضي الله عنه - إِلَى قُرَّاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ , فَدَخَلَ عَلَيْهِ ثَلَاثُمِائَةِ رَجُلٍ قَدْ قَرَءُوا الْقُرْآنَ , فَقَالَ : أَنْتُمْ خِيَارُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَقُرَّاؤُهُمْ , فَاتْلُوهُ , وَلَا يَطُولَنَّ عَلَيْكُمْ الْأَمَدُ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ كَمَا قَسَتْ قُلُوبُ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ , وَإِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ سُورَةً كُنَّا نُشَبِّهُهَا فِي الطُّولِ وَالشِّدَّةِ بِبَرَاءَةَ , فَأُنْسِيتُهَا غَيْرَ أَنِّي قَدْ حَفِظْتُ مِنْهَا : { لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا , وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ } , وَكُنَّا نَقْرَأُ سُورَةً كُنَّا نُشَبِّهُهَا بِإِحْدَى الْمُسَبِّحَاتِ , فَأُنْسِيتُهَا , غَيْرَ أَنِّي حَفِظْتُ مِنْهَا : " { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ , فَتُكْتَبُ شَهَادَةً فِي أَعْنَاقِكُمْ , فَتُسْأَلُونَ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ } " (1)
__________
(1) ( م ) 119 - ( 1050 )(3/772)
( 11 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ التَّوْبَة
( 1 ) فَضْلُ التَّوْبَة
قَالَ تَعَالَى : { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } (2)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ , وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ } (3)
وَقَالَ تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (4)
-----------
(2) [النور/31]
(3) [هود : 52]
(4) [التحريم/8](3/773)
( ت ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2499 , ( جة ) 4251 , انظر صحيح الجامع : 4515 , وصحيح الترغيب والترهيب : 3139(3/774)
( 2 ) مِنْ شُرُوطِ صِحَّةِ التَّوْبَةِ رَدُّ الْمَظَالِمِ لِأَرْبَابِهَا
( خ ت حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَخِيهِ ) (1) ( مِنْ عِرْضٍ أَوْ مَالٍ ) (2) ( فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ ) (3) ( قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ ) (4) ( لَا يَكُونَ هُنَاكَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ , إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ ) (5) ( أُخِذَ مِنْ حَسَنَاتِهِ ) (6) ( بِقَدْرِ مَظْلِمَتِهِ , وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ ) (7) ( أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ (8) فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ) (9) . (10)
__________
(1) ( خ ) 6169
(2) ( ت ) 2418
(3) ( خ ) 2317
(4) ( حم ) 10580 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(5) ( خ ) 2317
(6) ( ت ) 2418
(7) ( خ ) 2317
(8) أَيْ : صَاحِبِ الْمَظْلِمَةِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 7 / ص 361)
(9) ( خ ) 6169
(10) الصَّحِيحَة : 3265(3/775)
( 15 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ التَّفَكُّر
( 1 ) التَّفَكُّرُ فِي ذَاتِ اللَّه
( حل ) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" تَفَكَّرُوا فِي خَلْقِ اللَّهِ وَلَا تَفَكَّرُوا فِي اللَّهِ - عز وجل - " (1)
----------------
(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية , ( هب ) 120 , ( طس ) 6456 , انظر صَحِيح الْجَامِع :2976 , والصحيحة : 1788(3/776)
( 2 ) التَّفَكُّرُ فِي عَظِيمِ خَلْقِ اللَّه
قَالَ تَعَالَى : { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ , وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ , وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ , وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا , وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ , وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ , وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } [البقرة/164]
وَقَالَ تَعَالَى : { أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ } [الأعراف : 185]
( س ) , وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
قُلْتُ وَأَنَا فِي سَفَرٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : وَاللَّهِ لَأَرْقُبَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِصَلَاةٍ حَتَّى أَرَى فِعْلَهُ فَلَمَّا صَلَّى صَلَاةَ الْعِشَاءِ وَهِيَ الْعَتَمَةُ , اضْطَجَعَ هَوِيًّا مِنْ اللَّيْلِ , ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَنَظَرَ فِي الْأُفُقِ فَقَالَ : { رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ , رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ , رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ , رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ } , ثُمَّ أَهْوَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى فِرَاشِهِ فَاسْتَلَّ مِنْهُ سِوَاكًا , ثُمَّ أَفْرَغَ فِي قَدَحٍ مِنْ إِدَاوَةٍ عِنْدَهُ مَاءً فَاسْتَنَّ (1) ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى حَتَّى قُلْتُ : قَدْ صَلَّى قَدْرَ مَا نَامَ , ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى قُلْتُ : قَدْ نَامَ قَدْرَ مَا صَلَّى , ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَفَعَلَ كَمَا فَعَلَ أَوَّلَ مَرَّةٍ , وَقَالَ مِثْلَ مَا قَالَ , فَفَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَبْلَ الْفَجْرِ " (2)
__________
(1) ( استن ) أَيْ : استاك .
(2) ( س ) 1626(3/777)
( حم ) , وَعَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ :
كُنَّا مَعَ أَبِي قَتَادَةَ - رضي الله عنه - عَلَى ظَهْرِ بَيْتِنَا , فَرَأَى كَوْكَبًا انْقَضَّ , فَنَظَرُوا إِلَيْهِ , فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ : " إِنَّا قَدْ نُهِينَا أَنْ نُتْبِعَهُ أَبْصَارَنَا " (1)
__________
(1) ( حم ) 22602 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(3/778)
( 16 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الْإِحْسَان
قَالَ تَعَالَى : { وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } (2)
وَقَالَ تَعَالَى : { إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ } (3)
وَقَالَ تَعَالَى : { إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } (4)
وَقَالَ تَعَالَى : { إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ } (5)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا , وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } (6)
-----------
(2) [البقرة : 195]
(3) [الأعراف : 56]
(4) [يوسف : 90]
(5) [النحل : 128]
(6) [العنكبوت : 69](3/779)
( 1 ) الْإِحْسَانُ أَعْلَى مَرَاتِبِ الدِّين
( خ م ) , حديث جبريل - عليه السلام - :
قَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَخْبِرْنِي مَا الإِحْسَانُ ؟ , قَالَ : " الْإِحْسَانُ أَنْ تَخْشَى اللَّهَ , أَنْ تَعْمَلَ لِلَّهِ (1) أَنْ تَخْشَى اللَّهَ (2) كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ " (3)
_________
(1) ( حم ) 184 , ( حب ) 173 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( م ) 10
(3) ( خ ) 50 , ( م ) 10(3/780)
( 2 ) الْإِحْسَانُ لِلْجَار
قَالَ تَعَالَى : { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا , وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ , إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا } [النساء/36]
( ت ) , وَعَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ :
ذُبِحَتْ شَاةٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍوبفِي أَهْلِهِ ، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ : أَهْدَيْتُمْ لِجَارِنَا الْيَهُودِيِّ ؟ أَهْدَيْتُمْ لِجَارِنَا الْيَهُودِيِّ ؟ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ , حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : يَأْمُر عَنْ اللَّه بِتَوْرِيثِ الْجَار مِنْ جَاره . فتح الباري لابن حجر - (ج 17 / ص 154)
(2) ( ت ) 1943 , ( خ ) 5668 , ( م ) 140 - ( 2624 ) , ( جة ) 3674 , ( حم ) 7514(3/781)
( طس ) , وَعَنْ سَعْدٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" طَهِّرُوا أَفْنِيَتَكُمْ (1) فَإِنَّ الْيَهُود لَا تُطَهِّرُ أَفْنِيَتَهَا " (2)
_________
(1) قلت : لأن عدم تطهير الأفنية يؤذي الجيران .ع
(2) ( طس ) 4057 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3935 , 3941 , والصحيحة : 236(3/782)
( 3 ) الْإِحْسَانُ إِلَى الْيَتِيم
( جة ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ (1) حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ : الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ " (2)
__________
(1) قوله ( إني أحرج ) مِنَ التَّحْرِيج أَوْ الْإِحْرَاج , أَيْ : أُضَيِّق عَلَى النَّاس فِي تَضْيِيع حَقّهمَا وَأُشَدِّد عَلَيْهِمْ فِي ذَلِكَ , وَالْمَقْصُود إِشْهَاده تَعَالَى فِي تَبْلِيغ ذَلِكَ الْحُكْم إِلَيْهِمْ , وَفِي الزَّوَائِد : الْمَعْنَى أُحَرِّج عَنْ هَذَا الْإِثْم بِمَعْنَى أَنْ يَضِيع حَقّهُمَا , وَأُحَذِّر مِنْ ذَلِكَ تَحْذِيرًا بَلِيغًا , وَأَزْجُر عَنْهُ زَجْرًا أَكِيدًا . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 7 / ص 83)
(2) ( جة ) 3678 , ( حم ) 9664 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2447 , الصَّحِيحَة : 1015(3/783)
( خد ) , وَعَنْ أَبِي بكر بن حفص قَالَ :
كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - لَا يَأْكُلُ طَعَامًا إِلاَّ وَعَلَى خِوَانِهِ (1) يَتِيمٌ . (2)
__________
(1) الخِوان : ما يوضع عليه الطَّعام عند الأكل .
(2) ( خد ) 136 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 102(3/784)
( 4 ) الْإِحْسَانُ إِلَى الْأَرْمَلَة
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ , كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، أَوْ كَالَّذِي يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ " (1)
__________
(1) ( خ ) 5660 , ( م ) 41 - ( 2982 ) , ( ت ) 1969 , ( س ) 2577 , ( حم ) 8717(3/785)
( 5 ) الْإِحْسَانُ لِلْحَيَوَان
( 1 ) الْإِحْسَانُ بِتَقْدِيمِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ لِلْحَيَوَانِ وَالْعِنَايَةِ بِه
( د حم ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَاجَةٍ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ , فَمَرَّ بِبَعِيرٍ مُنَاخٍ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ ) (1) ( قَدْ لَحِقَ ظَهْرُهُ بِبَطْنِهِ (2) ) (3) ( ثُمَّ مَرَّ بِهِ آخِرَ النَّهَارِ وَهُوَ عَلَى حَالِهِ , فَقَالَ : أَيْنَ صَاحِبُ هَذَا الْبَعِيرِ ؟ " , فَابْتُغِيَ فَلَمْ يُوجَدْ ) (4) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " اتَّقُوا اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ الْمُعْجَمَةِ (5) فَارْكَبُوهَا صَالِحَةً , وَكُلُوهَا صَالِحَةً (6) ) (7) ثُمَّ ارْكَبُوهَا صِحَاحًا وَارْكَبُوهَا سِمَانًا (8) "
__________
(1) ( حم ) 17662 , ( حب ) 545 , انظر الصحيحة تحت حديث : 23 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) أَيْ : مِنْ الْجُوع . عون المعبود - (ج 5 / ص 448)
(3) ( د ) 2548 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 104 ، الصَّحِيحَة : 23
(4) ( حم ) 17662
(5) أَيْ : خَافُوا اللَّه فِي هَذِهِ الْبَهَائِم الَّتِي لَا تَقْدِر عَلَى النُّطْق فَتَسْأَل مَا بِهَا مِنْ الْجُوع وَالْعَطَش وَالتَّعَب وَالْمَشَقَّة .عون المعبود - (ج 5 / ص 448)
(6) أَيْ : حَال كَوْنهَا صَالِحَة لِلْأَكْلِ أَيْ سَمِينَة . عون المعبود - (ج 5 / ص 448)
(7) ( د ) 2548
(8) ( حم ) 17662 , ( حب ) 545(3/786)
( 2 ) الْإِحْسَانُ فِي ذَبْحِ الْحَيَوَانِ أَوْ قَتْله
( م طب ) , عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " إِنَّ اللَّهَ مُحْسِنٌ يُحِبُّ الْإِحْسَانَ (1) ) (2) ( كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ , فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ (3) وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ (4) وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ (5) وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ (6) " ) (7)
__________
(1) جملة ( إِنَّ اللَّهَ مُحْسِنٌ يُحِبُّ الإِحْسَانَ ) عند ( ابن أبي عاصم في الديات )
(2) ( طب ) 7/275ح7121 , ( عب ) 8603 , انظر صحيح الجامع : 1824 , الصَّحِيحَة : 469
(3) الْإِحْسَان فِيهَا اِخْتِيَار أَسْهَل الطُّرُق وَأَقَلّهَا إِيلَامًا . عون المعبود - (ج 6 / ص 272)
(4) أَيْ : لَا يَصْرَعهَا بِعُنْفٍ ، وَلَا يَجُرّهَا لِلذَّبْحِ بِعُنْفٍ ، وَلَا يَذْبَحهَا بِحَضْرَةِ أُخْرَى . عون المعبود(ج 6 / ص 272)
(5) وَيُسْتَحَبّ أَنْ لَا يَحُدّ بِحَضْرَةِ الذَّبِيحَة . عون المعبود - (ج 6 / ص 272)
(6) إِرَاحَتهَا تَحْصُل بِسَقْيِهَا , وَإِمْرَار السِّكِّين عَلَيْهَا بِقُوَّةٍ لِيُسْرِع مَوْتهَا فَتَسْتَرِيح مِنْ أَلَمه ,
وَقَالَ اِبْن الْمَلِك : أَيْ : لِيَتْرُكهَا حَتَّى تَسْتَرِيح وَتَبْرُد . عون المعبود - (ج 6 / ص 272)
(7) ( م ) 57 - ( 1955 ) , ( ت ) 1409 , ( س ) 4405 , ( د ) 2815 , ( جة ) 3170 , ( حم ) 16664(3/787)
( ك طس ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( " مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى رَجُلٍ وَاضِعٍ رِجْلَهُ عَلَى صَفْحَةِ شَاةٍ وَهُوَ يُحِدُّ شَفْرَتَهُ وَهِيَ تَلْحَظُ إِلَيْهِ بِبَصَرِهَا ) (1) ( فَقَالَ : أَتُرِيدُ أَنْ تُمِيتَهَا مَوْتَاتٍ ؟ , هَلَّا حَدَدْتَ شَفْرَتَكَ قَبْلَ أَنْ تُضْجِعَهَا ؟ " ) (2)
__________
(1) ( طس ) 3590 , ( عب ) 8608 , ( ك ) 7570
(2) ( ك ) 7570 , ( عب ) 8608 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 93 , الصَّحِيحَة : 24(3/788)
( يع ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلَا أَنْ يُتْقِنَهُ " (1)
__________
(1) ( يع ) 4386 , ( طس ) 987 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1880 , الصَّحِيحَة : 1113(3/789)
( 1 ) قَتْلُ الْحَيَّات
( د ) , عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - رضي الله عنه - قَالَ :
قُلْنَا لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَكْنُسَ زَمْزَمَ , وَإِنَّ فِيهَا مِنْ هَذِهِ الْجِنَّانِ - يَعْنِي الْحَيَّاتِ الصِّغَارَ - " فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِقَتْلِهِنَّ " (1)
__________
(1) ( د ) 5251 , وقال الشيخ الألباني : صحيح إن كان ابن سابط سمع من العباس .(3/790)
( د ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ كُلَّهَا إِلَّا الْجَانَّ الْأَبْيَضَ الَّذِي كَأَنَّهُ قَضِيبُ فِضَّةٍ (1) . (2)
__________
(1) قَالَ أَبُو دَاوُد : فَقَالَ لِي إِنْسَانٌ : الْجَانُّ لَا يَنْعَرِجُ فِي مِشْيَتِهِ , فَإِذَا كَانَ هَذَا صَحِيحًا , كَانَتْ عَلَامَةً فِيهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ .
(2) ( د ) 5261 , انظر ( المشكاة ) ( 4142 / التحقيق الثاني )(3/791)
( س د حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأْمُرُ بِقَتْلِ الْحَيَّاتِ وَيَقُولُ : ) (1) ( مَنْ تَرَكَ الْحَيَّاتِ مَخَافَةَ ) (2) ( ثَأْرِهِنَّ ) (3) ( فَلَيْسَ مِنَّا ، مَا سَالَمْنَاهُنَّ مُنْذُ حَارَبْنَاهُنَّ ") (4)
__________
(1) ( حم ) 3254 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( د ) 5250 , ( حم ) 2037
(3) ( س ) 3193 , ( د ) 5249
(4) ( د ) 5250 , ( حم ) 2037 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1148 , 6141 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2983(3/792)
( طس ) , عَنْ جرير بن عبد اللَّه البجلي - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ رَأَى حَيَّةً فَلَمْ يَقْتُلْهَا خَوْفًا مِنْهَا فَلَيْسَ مِنِّي " (1)
__________
(1) ( طس ) 812 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6247(3/793)
( س حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ قَتْلِ الْحَيَّاتِ الَّتِي تَكُونُ فِي الْبُيُوتِ ) (1) ( إِلَّا ذَا الطُّفْيَتَيْنِ (2) وَالْأَبْتَرَ (3) ) (4) ( فَإِنَّهُمَا يَطْمِسَانِ الْبَصَرَ (5) وَيَطْرَحَانِ الْحَمْلَ مِنْ بُطُونِ النِّسَاءِ ، وَمَنْ تَرَكَهُمَا فَلَيْسَ مِنَّا (6) ") (7)
__________
(1) ( حم ) 24265 , ( د ) 5253 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 2986
(2) الطَّفْيُ خُوص الْمُقَل ، شَبَّهَ بِهِ الْخَطّ الَّذِي عَلَى ظَهْر الْحَيَّة ، وَقَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ : يُقَال أَنَّ ذَا الطُّفْيَتَيْنِ جِنْس مِنْ الْحَيَّات يَكُون عَلَى ظَهْره خَطَّانِ أَبْيَضَانِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 82)
(3) هُوَ مَقْطُوع الذَّنَب ، زَادَ النَّضْر بْن شُمَيْلٍ أَنَّهُ أَزْرَق اللَّوْن , لَا تَنْظُر إِلَيْهِ حَامِل إِلَّا أَلْقَتْ ، وَقِيلَ : الْأَبْتَر الْحَيَّة الْقَصِيرَة الذَّنَب ، قَالَ الدَّاوُدِيُّ : هُوَ الْأَفْعَى الَّتِي تَكُون قَدْر شِبْر أَوْ أَكْثَر قَلِيلًا . فتح الباري(ج 10 / ص 82)
(4) ( س ) 2831 , ( خ ) 355 , 3133 , ( م ) 127 - م - ( 2232 )
(5) أَيْ : يَمْحُوَانِ نُوره . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 82)
(6) قال الحافظ المنذري : قد ذهب طائفة من أهل العلم إلى قتل الحيات أجمع في الصحارى والبيوت بالمدينة وغير المدينة ولم يستثنوا في ذلك نوعا ولا جنسا ولا موضعا واحتجوا في ذلك بأحاديث جاءت عامة كحديث ابن مسعود المتقدم وأبي هريرة وابن عباس وقالت طائفة تقتل الحيات أجمع إلا سواكن البيوت بالمدينة وغيرها فإنهن لا يقتلن لما جاء في حديث أبي لبابة وزيد بن الخطاب من النهي عن قتلهن بعد الأمر بقتل جميع الحيات وقالت طائفة تنذر سواكن البيوت في المدينة وغيرها فإن بدين بعد الإنذار قتلن وما وجد منهن في غير البيوت يقتل من غير إنذار وقال مالك يقتل ما وجد منها في المساجد واستدل هؤلاء بقوله صلى الله عليه وسلم إن لهذه البيوت عوامر فإذا رأيتم منها شيئا فحرجوا عليها ثلاثا فإن ذهب وإلا فاقتلوه
واختار بعضهم أن يقول لها ما ورد في حديث أبي ليلى المتقدم وقال مالك يكفيه أن يقول أحرج عليك بالله واليوم الآخر أن لا تبدو لنا ولا تؤذينا وقال غيره يقول لها أنت في حرج إن عدت إلينا فلا تلومينا أن نضيق عليك بالطرد والتتبع وقالت طائفة لا تنذر إلا حيات المدينة فقط لما جاء في حديث أبي سعيد المتقدم من إسلام طائفة من الجن بالمدينة وأما حيات غير المدينة في جميع الأرض والبيوت فتقتل من غير إنذار لأنا لا نتحقق وجود مسلمين من الجن ثم ولقوله صلى الله عليه وسلم خمس من الفواسق تقتل في الحل والحرم وذكر منهن الحية
وقالت طائفة يقتل الأبتر وذو الطفيتين من غير إنذار سواء كن بالمدينة وغيرها لحديث أبي لبابة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الجنان التي تكون في البيوت إلا الأبتر وذا الطفيتين .صحيح الترغيب والترهيب - (3 / 85)
(7) ( حم ) 24056 , ( خ ) 355 , 3133 , ( م ) 127 - م - ( 2232 ) , ( ت ) 1483(3/794)
( خ م د ) , وَعَنْ سَالِمٍ , عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( " سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأْمُرُ بِقَتْلِ الْكِلَابِ ، يَقُولُ : اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ وَالْكِلَابَ , وَاقْتُلُوا ذَا الطُّفْيَتَيْنِ وَالْأَبْتَرَ فَإِنَّهُمَا يَلْتَمِسَانِ الْبَصَرَ وَيَسْتَسْقِطَانِ الْحَبَالَى (1) " قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ : فَلَبِثْتُ لَا أَتْرُكُ حَيَّةً أَرَاهَا إِلَّا قَتَلْتُهَا ، فَبَيْنَمَا أَنَا أُطَارِدُ حَيَّةً يَوْمًا مِنْ ذَوَاتِ الْبُيُوتِ مَرَّ بِي أَبُو لُبَابَةَ وَأَنَا أُطَارِدُهَا فَقَالَ : مَهْلًا يَا عَبْدَ اللَّهِ ) (2) ( لَا تَقْتُلْهَا , فَقُلْتُ : " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ أَمَرَ بِقَتْلِ الْحَيَّاتِ " , فَقَالَ : " إِنَّهُ نَهَى بَعْدَ ذَلِكَ ) (3) ( عَنْ قَتْلِ الْجِنَّانِ الَّتِي تَكُونُ فِي الْبُيُوتِ (4) ) (5) ( وَهِيَ الْعَوَامِرُ (6) ) (7) ( إِلَّا أَنْ يَكُونَ ذَا الطُّفْيَتَيْنِ أَوْ الْأَبْتَرَ ) (8) ( فَإِنَّهُمَا اللَّذَانِ يَخْطِفَانِ الْبَصَرَ ) (9) ( وَيَطْرَحَانِ مَا فِي بُطُونِ النِّسَاءِ " ) (10)
__________
(1) قَالَ الزُّهْرِيُّ وَنُرَى ذَلِكَ مِنْ سُمَّيْهِمَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ . ( م ) 129 - ( 2233 )
(2) ( م ) 129 - ( 2233 ) , ( خ ) 3123
(3) ( خ ) 3123 , ( م ) 129 - ( 2233 )
(4) أَيْ : اللَّاتِي يُوجَدْنَ فِي الْبُيُوت ، وَظَاهِره التَّعْمِيم فِي جَمِيع الْبُيُوت ، وَعَنْ مَالِك تَخْصِيصه بِبُيُوتِ أَهْل الْمَدِينَة ، وَقِيلَ : يَخْتَصّ بِبُيُوتِ الْمُدُن دُون غَيْرهَا ، وَعَلَى كُلّ قَوْل فَتُقْتَل فِي الْبَرَارِي وَالصَّحَارِي مِنْ غَيْر إِنْذَار ، وَرَوَى التِّرْمِذِيّ عَنْ اِبْن الْمُبَارَك أَنَّهَا الْحَيَّة الَّتِي تَكُون كَأَنَّهَا فِضَّة وَلَا تَلْتَوِي فِي مِشْيَتهَا .فتح الباري (ج 10 / ص 82)
(5) ( م ) 136 - ( 2233 ) ، ( خ ) 3123 , ( د ) 5252
(6) قَوْلُهُ : ( وَهِيَ الْعَوَامِر ) هُوَ كَلَام الزُّهْرِيّ أُدْرِجَ فِي الْخَبَر ، وَقَدْ بَيَّنَهُ مَعْمَر فِي رِوَايَته عَنْ الزُّهْرِيّ فَسَاقَ الْحَدِيث وَقَالَ فِي آخِره " قَالَ الزُّهْرِيّ وَهِيَ الْعَوَامِر " قَالَ أَهْل اللُّغَة : عُمَّار الْبُيُوت سُكَّانهَا مِنْ الْجِنّ ، وَتَسْمِيَتهنَّ عَوَامِر لِطُولِ لُبْثهنَّ فِي الْبُيُوت , مَأْخُوذ مِنْ الْعُمْر وَهُوَ طُول الْبَقَاء ، وَعِنْد مُسْلِم مِنْ حَدِيث أَبِي سَعِيد مَرْفُوعًا " إِنَّ لِهَذِهِ الْبُيُوت عَوَامِر ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا فَحَرِّجُوا عَلَيْهِ ثَلَاثًا ، فَإِنْ ذَهَبَ وَإِلَّا فَاقْتُلُوهُ " وَاخْتُلِفَ فِي الْمُرَاد بِالثَّلَاثِ , فَقِيلَ ثَلَاث مَرَّات ، وَقِيلَ ثَلَاثَة أَيَّام ، وَمَعْنَى قَوْله حَرِّجُوا عَلَيْهِنَّ أَنْ يُقَال لَهُنَّ أَنْتُنَّ فِي ضِيق وَحَرَج إِنْ لَبِثْت عِنْدنَا أَوْ ظَهَرْت لَنَا أَوْ عُدْت إِلَيْنَا .
وَفِي الْحَدِيث النَّهْي عَنْ قَتْل الْحَيَّات الَّتِي فِي الْبُيُوت إِلَّا بَعْد الْإِنْذَار ، إِلَّا أَنْ يَكُون أَبْتَر أَوْ ذَا طُفْيَتَيْنِ فَيَجُوز قَتْله بِغَيْرِ إِنْذَار ، وَوَقَعَ فِي حَدِيث أَبِي سَعِيد عِنْد مُسْلِم الْإِذْن فِي قَتْل غَيْرهمَا بَعْد الْإِنْذَار ، وَفِيهِ : " فَإِنْ ذَهَبَ وَإِلَّا فَاقْتُلُوهُ فَإِنَّهُ كَافِر " قَالَ الْقُرْطُبِيّ : وَالْأَمْر فِي ذَلِكَ لِلْإِرْشَادِ ، نَعَمْ مَا كَانَ مِنْهَا مُحَقَّق الضَّرَر وَجَبَ دَفْعه .فتح الباري (ج 10 / ص 82)
(7) ( خ ) 3123 , ( حم ) 15786
(8) ( د ) 5253 , ( م ) 136 - ( 2233 )
(9) ( م ) 136 - ( 2233 )
(10) ( د ) 5253 , ( م ) 136 - ( 2233 )(3/795)
( هق ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" كَفَاكَ الْحَيَّةَ ضَرْبَةٌ بِالسَّوْطِ ، أَصَبْتَهَا أَمْ أَخْطَأْتَهَا " (1)
__________
(1) ( هق ) 3253 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4484 , الصَّحِيحَة : 676(3/796)
( 2 ) قَتْل الْوَزَغ (*)
( س جة حم ) , وَعَنْ سَائِبَةَ مَوْلَاةِ الْفَاكِهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ قَالَتْ :
( دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَك , فَرَأَيْتُ فِي بَيْتِهَا رُمْحًا مَوْضُوعًا , فَقُلْتُ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ , مَا تَصْنَعِينَ بِهَذَا ) (1) ( الرُّمْحِ ؟ ) (2) ( قَالَتْ : نَقْتُلُ بِهِ هَذِهِ الْأَوْزَاغَ " , فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَخْبَرَنَا أَنَّ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ - عليه السلام - لَمَّا أُلْقِيَ فِي النَّارِ , لَمْ تَكُنْ فِي الْأَرْضِ دَابَّةٌ ) (3) ( إِلَّا تُطْفِئُ النَّارَ عَنْهُ ) (4) ( إِلَّا هَذِهِ الدَّابَّةُ ) (5) ( فَإِنَّهَا كَانَتْ تَنْفُخُ عَلَيْهِ ) (6) ( فَأَمَرَنَا رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِقَتْلِهَا " ) (7)
__________
(*) الوزغ : سام أبرص .
(1) ( جة ) 3231
(2) ( حم ) 24578
(3) ( جة ) 3231
(4) ( حم ) 24578 , ( س ) 2831
(5) ( س ) 2831
(6) ( جة ) 3231 , ( خ ) 3180
(7) ( س ) 2831 , ( جة ) 3231 , ( حم ) 24578 , انظر الصَّحِيحَة : 1581 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2979(3/797)
( خ م ) , وَعَنْ سَعْدٍ - رضي الله عنه - قَالَتْ :
" أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِقَتْلِ الْوَزَغِ وَسَمَّاهُ فُوَيْسِقًا " (1)
__________
(1) ( م ) 144 - ( 2238 ) , ( خ ) 3130 , 3307 , 1734 , ( د ) 5262 , ( س ) 2885(3/798)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قال : قال رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " مَنْ قَتَلَ وَزَغًا فِي أَوَّلِ ضَرْبَةٍ كُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ ) (1) ( وَمَنْ قَتَلَهَا فِي الضَّرْبَةِ الثَّانِيَةِ فَلَهُ ) (2) ( دُونَ ذَلِكَ ) (3) ( وَإِنْ قَتَلَهَا فِي الضَّرْبَةِ الثَّالِثَةِ فَلَهُ ) (4) ( دُونَ ذَلِكَ ) (5) ( لِدُونِ الثَّانِيَةِ " ) (6)
__________
(1) ( م ) 147 - ( 2240 )
(2) ( م ) 146 - ( 2240 )
(3) ( م ) 147 - ( 2240 )
(4) ( م ) 146 - ( 2240 )
(5) ( م ) 147 - ( 2240 )
(6) ( م ) 146 - ( 2240 ) , ( د ) 5263 , ( جة ) 3229 , ( ت ) 1482 , ( حم ) 8644(3/799)
( خ م ت حم ) , عَنْ حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" خَمْسٌ كُلُّهُنَّ فَوَاسِقُ (1) قَتْلُهُنَّ حَلَالٌ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ : الْحَيَّةُ ، وَالْعَقْرَبُ وَالْحِدَأَةُ (2) وَالْفَأْرَةُ ، وَالْغُرَابُ الْأَبْقَعُ (3) وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ (4) "
__________
(1) وَصْف الْخَمْس بِالْفِسْقِ مِنْ جِهَة الْمَعْنَى يُشْعِر بِأَنَّ الْحُكْم الْمُرَتَّب عَلَى ذَلِكَ وَهُوَ الْقَتْل مُعَلَّل بِمَا جُعِلَ وَصْفًا وَهُوَ الْفِسْق فَيَدْخُل فِيهِ كُلّ فَاسِق مِنْ الدَّوَابّ ، وَزَعَمَ اِبْن الْأَعْرَابِيّ أَنَّهُ لَا يُعْرَف فِي كَلَام الْجَاهِلِيَّة وَلَا شِعْرهمْ فَاسِق ، يَعْنِي بِالْمَعْنَى الشَّرْعِيّ ,
وَأَمَّا الْمَعْنَى فِي وَصْف الدَّوَابّ الْمَذْكُورَة بِالْفِسْقِ فَقِيلَ : لِخُرُوجِهَا عَنْ حُكْم غَيْرهَا مِنْ الْحَيَوَان فِي تَحْرِيم قَتْله ، وَقِيلَ فِي حِلّ أَكْله لِقَوْلِهِ تَعَالَى ( أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ) , وَقَوْله : ( وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اِسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ) وَقِيلَ : لِخُرُوجِهَا عَنْ حُكْم غَيْرهَا بِالْإِيذَاءِ وَالْإِفْسَاد وَعَدَم الِانْتِفَاع ، وَمِنْ ثَمَّ اِخْتَلَفَ أَهْل الْفَتْوَى : فَمَنْ قَالَ بِالْأَوَّلِ أَلْحَق بِالْخَمْسِ كُلّ مَا جَازَ قَتْله لِلْحَلَالِ فِي الْحَرَم وَفِي الْحِلّ ،
وَمَنْ قَالَ بِالثَّانِي أَلْحَق مَا لَا يُؤْكَل إِلَّا مَا نُهِيَ عَنْ قَتْله وَهَذَا قَدْ يُجَامِع الْأَوَّل ،
وَمَنْ قَالَ بِالثَّالِثِ يَخُصّ الْإِلْحَاق بِمَا يَحْصُل مِنْهُ الْإِفْسَاد ,
وَوَقَعَ فِي حَدِيث أَبِي سَعِيد عِنْد اِبْن مَاجَهْ : قِيلَ لَهُ لِمَ قِيلَ لِلْفَأْرَةِ فُوَيْسِقَة ؟ فَقَالَ : لِأَنَّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - اِسْتَيْقَظَ لَهَا وَقَدْ أَخَذَتْ الْفَتِيلَة لِتُحْرِق بِهَا الْبَيْت , فَهَذَا يُومِئ إِلَى أَنَّ سَبَب تَسْمِيَة الْخَمْس بِذَلِكَ لِكَوْنِ فِعْلهَا يُشْبِه فِعْل الْفُسَّاق ، وَهُوَ يُرَجِّح الْقَوْل الْأَخِير ، وَاللَّه أَعْلَم
فتح الباري لابن حجر - (ج 6 / ص 47)
(2) مِنْ خَوَاصّ الْحِدَأَة أَنَّهَا تَقِف فِي الطَّيَرَان ، وَيُقَال إِنَّهَا لَا تَخْتَطِف إِلَّا مِنْ جِهَة الْيَمِين ، وَقَدْ مَضَى لَهَا ذِكْر فِي الصَّلَاة قِصَّة صَاحِبَة الْوِشَاح .فتح الباري لابن حجر - (ج 6 / ص 47)
(3) " الْأَبْقَع " هُوَ الَّذِي فِي ظَهْره أَوْ بَطْنه بَيَاض ، وَأَخَذَ بِهَذَا الْقَيْد بَعْض أَصْحَاب الْحَدِيث كَمَا حَكَاهُ اِبْن الْمُنْذِر وَغَيْره ، ثُمَّ وَجَدْت اِبْن خُزَيْمَةَ قَدْ صَرَّحَ بِاخْتِيَارِهِ ، وَهُوَ قَضِيَّة حَمْل الْمُطْلَق عَلَى الْمُقَيَّد ,
وَقَدْ اِتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى إِخْرَاج الْغُرَاب الصَّغِير الَّذِي يَأْكُل الْحَبّ مِنْ ذَلِكَ وَيُقَال لَهُ غُرَاب الزَّرْع وَيُقَال لَهُ : الزَّاغ ، وَأَفْتَوْا بِجَوَازِ أَكْله ، فَبَقِيَ مَا عَدَاهُ مِنْ الْغِرْبَان مُلْتَحِقًا بِالْأَبْقَعِ , وَمِنْهَا الْغُدَاف عَلَى الصَّحِيح فِي " الرَّوْضَة " بِخِلَافِ تَصْحِيح الرَّافِعِيّ ، وَسَمَّى اِبْن قُدَامَةَ الْغُدَاف غُرَاب الْبَيْن ، وَالْمَعْرُوف عِنْد أَهْل اللُّغَة أَنَّهُ الْأَبْقَع ، قِيلَ : سُمِّيَ غُرَاب الْبَيْن لِأَنَّهُ بَانَ عَنْ نُوح لَمَّا أَرْسَلَهُ مِنْ السَّفِينَة لِيَكْشِف خَبَر الْأَرْض ، فَلَقِيَ جِيفَة فَوَقَعَ عَلَيْهَا وَلَمْ يَرْجِع إِلَى نُوح ، وَكَانَ أَهْل الْجَاهِلِيَّة يَتَشَاءَمُونَ بِهِ فَكَانُوا إِذَا نَعَبَ مَرَّتَيْنِ قَالُوا : آذَنَ بِشَرٍّ ، وَإِذَا نَعَبَ ثَلَاثًا قَالُوا : آذَنَ بِخَيْرٍ ، فَأَبْطَلَ الْإِسْلَام ذَلِكَ ، وَكَانَ اِبْن عَبَّاس إِذَا سَمِعَ الْغُرَاب قَالَ : اللَّهُمَّ لَا طَيْر إِلَّا طَيْرك وَلَا خَيْر إِلَّا خَيْرك وَلَا إِلَه غَيْرك . وَقَالَ صَاحِب الْهِدَايَة : الْمُرَاد بِالْغُرَابِ فِي الْحَدِيث الْغُدَاف وَالْأَبْقَع , لِأَنَّهُمَا يَأْكُلَانِ الْجِيَف ، وَأَمَّا غُرَاب الزَّرْع فَلَا , وَكَذَا اِسْتَثْنَاهُ اِبْن قُدَامَةَ ، وَمَا أَظُنّ فِيهِ خِلَافًا .فتح الباري لابن حجر - (ج 6 / ص 47)
(4) الْعَقُورُ : مَا يَعْقِرُ وَيُؤْذِي بِلَا سَبَبٍ , مِنْ الْعَقْرِ وَهُوَ الْجَرْحُ .(3/800)
( 17 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الْعَدْل
قَالَ تَعَالَى : { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ } [النساء/58]
( م س حم ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " إِنَّ الْمُقْسِطِينَ فِي الدُّنْيَا ) (1) ( عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ ) (2) ( يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (3) ( عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ , وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ , الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا (4) " ) (5)
__________
(1) ( حم ) 6485 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( م ) 18 - ( 1827 ) , ( س ) 5379
(3) ( حم ) 6485
(4) أَيْ : مَا كَانَتْ لَهُمْ عَلَيْهِ وِلَايَة , مِنْ خِلَافَة أَوْ إِمَارَة أَوْ قَضَاء أَوْ حِسْبَة أَوْ نَظَر عَلَى يَتِيم أَوْ صَدَقَة أَوْ وَقْف .
شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 298)
(5) ( م ) 18 - ( 1827 ) , ( س ) 5379 , ( حم ) 6492(3/801)
( 18 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الْأَمَانَة
قَالَ تَعَالَى : { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا } [الأحزاب/72]
وَقَالَ تَعَالَى : { وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ } [المؤمنون/8]
( 1 ) أَمَانَةُ السِّرّ
( مكارم الأخلاق للخرائطي ) , عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْمَجَالِسُ بِالْأمَانَةِ " (1)
---------
(1) أخرجه القضاعي (1/37 ، رقم 3) ، والخطيب (11/169) .صَحِيح الْجَامِع : 2330 , 6678 والضعيفة تحت حديث : 3854(3/802)
( د حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " إِذَا حُدِّثَ الْإِنْسَانُ حَدِيثًا وَالْمُحَدِّثُ يَلْتَفِتُ حَوْلَهُ فَهُوَ أَمَانَةٌ ) (1) إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ بِالْحَدِيثِ ثُمَّ الْتَفَتَ فَهِيَ أَمَانَةٌ (2) "
__________
(1) ( حم ) 14834 , ( هب ) 11193 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حسن لغيره وهذا إسناد حسن في الشواهد .
(2) ( د ) 4868 , ( ت ) 1959 , ( حم ) 14514 , انظر صحيح الجامع : 486 , الصحيحة : 1090 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2025(3/803)
( 2 ) الْأَمَانَةُ فِي الْمَشُورَة
( ت ) , عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ك قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2822 , ( د ) 5128 , ( جة ) 3745 , انظر صحيح الجامع : 6700 , الصَّحِيحَة تحت حديث : 1641(3/804)
( خد د ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " مَنْ اسْتَشَارَهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فَأَشَارَ عَلَيْهِ ) (1) ( بِأَمْرٍ يَعْلَمُ أَنَّ الرُّشْدَ فِي غَيْرِهِ فَقَدْ خَانَهُ " ) (2)
__________
(1) ( خد ) 259 , ( حم ) 8249
(2) ( د ) 3657 , انظر صحيح الجامع : 6068(3/805)
( 3 ) أَمَانَةُ الْمَتَاعِ وَالنُّقُود
( هب ) , عَنْ زَاذَانَ , عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُكَفِّرُ الذُّنُوبَ كُلَّهَا إِلَّا الْأَمَانَةَ , يُؤْتَى بِصَاحِبِ الْأَمَانَةِ وَإِنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقَالُ لَهُ : أَدِّ أَمَانَتَكَ ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ , كَيْفَ وَقَدْ ذَهَبَتِ الدُّنْيَا ؟ , فَيَقُولُ : اذْهَبُوا بِهِ إِلَى الْهَاوِيَةِ ، فَيُذْهَبُ بِهِ إِلَيْهَا وتُمَثَّلُ له أمانتُه , فَيَجِدُهَا كَهَيْئَتِهَا يوم دُفِعَتْ إِلَيْهِ , فَيَرَاهَا فَيَعْرِفُهَا فَيَهْوِي في أثَرِهَا حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى قَعْرِهَا , فَيَأْخُذُهَا فَيَحْمِلُهَا عَلَى عَاتِقِهِ ثُمَّ يَصْعَدُ بِهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، حَتَّى إِذَا رَأَى أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ بِهَا زَلَّتْ فَهَوَتْ ، فَهُوَ فِي أَثَرِهَا أَبَدَ الْآبِدِينَ ، ثُمَّ قَالَ : الصَلَاةُ أَمَانَةٌ ، وَالْوُضُوءُ أَمَانَةٌ والوزنُ أَمَانَةٌ , والكَيْلُ أَمَانَة , وَأَشَدُّ ذَلِكَ الْوَدَائِعُ " , قَالَ زَاذَانُ : فَلَقِيتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ - رضي الله عنه - فَقُلْتُ : أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ أَخُوكَ عَبْدُ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : صَدَقَ ، أما سمعتَ اللَّهَ يقول : { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ؟ } (1) . (2)
__________
(1) [النساء/58]
(2) ( هب ) 5266 ( حسن ) - صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1763 , 2995(3/806)
( هق ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ قَالَ :
حَدَّثَنِي رِجَالُ قَوْمِي مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي خُرُوجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ فِيهِ : " فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَأَقَامَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - ثَلَاثَ لَيَالٍ وَأَيَّامَهَا حَتَّى أَدَّى عَنِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْوَدَائِعَ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهُ لِلنَّاسِ ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهَا لَحِقَ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " (1)
__________
(1) ( هق ) 12476 , وحسنه الألباني في الإرواء : 1546(3/807)
( 19 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ التَّقْوَى
وَقَالَ تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } (2)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا } (3)
( 1 ) حَقِيقَةُ التَّقْوَى
وَقَالَ تَعَالَى : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ } (4)
وَقَالَ تَعَالَى : { قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ } (5)
( 2 ) فَضْلُ التَّقْوَى
قَالَ تَعَالَى : { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } (6)
وَقَالَ تَعَالَى : { بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ } (7)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } (8)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ } (9)
وَقَالَ تَعَالَى : { إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ } (10)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ (31) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } (11)
وَقَالَ تَعَالَى : { الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ } (12)
وَقَالَ تَعَالَى : { يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا } (13)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا } (14)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } (15)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ } (16)
وَقَالَ تَعَالَى : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ (46) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47) لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ } (17)
وَقَالَ تَعَالَى : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (17) فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (18) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (19) مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (20) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22) يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ (23) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (24) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (25) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27) إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ } (18)
-----------------
(2) [آل عمران : 102]
(3) [النساء : 131]
(4) [الذاريات : 15 - 19]
(5) [آل عمران : 15 ، 17]
(6) [الحجرات/13]
(7) [آل عمران : 76]
(8) [المائدة : 27]
(9) [التوبة : 36]
(10) [الجاثية : 19]
(11) [النحل : 30 - 32]
(12) [الزخرف : 67]
(13) [مريم : 85]
(14) [مريم : 71 ، 72]
(15) [الزمر : 61]
(16) [الزمر : 73 ، 74]
(17) [الحجر : 45 - 48]
(18) [الطور : 17 - 28](3/808)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
قِيلَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ ؟ , قَالَ : " أَتْقَاهُمْ "(3/809)
( طب ) , وَعَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ ؟ ، قَالَ : " مُؤْمِنٌ بَيْنَ كَرِيمَيْنَ (1) " (2)
__________
(1) قال في نيل الأوطار : قَوْلُهُ : ( وَأَنْفَقَ الْكَرِيمَةَ ) هِيَ الْفَرَسُ الَّتِي يُغْزَى عَلَيْهَا .
قَالَ فِي الْقَامُوسِ : وَالْكَرِيمَانِ : الْحَجُّ وَالْجِهَادُ , وَمِنْهُ " خَيْرُ النَّاسِ مُؤْمِنٌ بَيْن كَرِيمَيْنِ " أَوْ مَعْنَاهُ بَيْنَ فَرَسَيْنِ يَغْزُو عَلَيْهِمَا أَوْ بَعِيرَيْنِ يَسْتَقِي عَلَيْهِمَا . أ . هـ
وقَالَ مَعْمَرٌ بن راشد : قَالَ رَجُلٌ لِلزُّهْرِيِّ : مَا كَرِيمَيْنِ ؟ ، قَالَ : " شَرِيفَيْنِ مُوسِرَيْنِ " , فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ آلِ الْعِرَاقِ : " كَذَبَ ، كَرِيمَيْنِ : تَقِيَّيْنِ صَالِحَيْنِ " , وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أَكْرَمِ النَّاسِ قَالَ : " أَتْقَاهُمْ "
(2) ( طب ) ج19ص82ح165 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1130 , الصَّحِيحَة : 1505(3/810)
( 3 ) مَحَلُّ التَّقْوَى فِي الْقَلْب
( حب ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" سَأَلَ مُوسَى رَبَّهُ عَنْ سِتِّ خِصَالٍ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهَا لَهُ خَالِصَةً ، وَالسَّابِعَةُ لَمْ يَكُنْ مُوسَى يُحِبُّهَا ، قَالَ : يَا رَبِّ ، أَيُّ عِبَادِكَ أَتْقَى ؟ , قَالَ : الَّذِي يَذْكُرُ وَلَا يَنْسَى ، قَالَ : فَأَيُّ عِبَادِكَ أَهْدَى ؟ , قَالَ : الَّذِي يَتَّبِعُ الْهُدَى ، قَالَ : فَأَيُّ عِبَادِكَ أَحْكُمُ ؟ , قَالَ : الَّذِي يَحْكُمُ لِلنَّاسِ كَمَا يَحْكُمُ لِنَفْسِهِ ، قَالَ : فَأَيُّ عِبَادِكَ أَعْلَمُ ؟ , قَالَ : عَالِمٌ لَا يَشْبَعُ مِنَ الْعِلْمِ ، يَجْمَعُ عِلْمَ النَّاسِ إِلَى عِلْمِهِ قَالَ : فَأَيُّ عِبَادِكَ أَعَزُّ ؟ , قَالَ : الَّذِي إِذَا قَدَرَ غَفَرَ ، قَالَ : فَأَيُّ عِبَادِكَ أَغْنَى ؟ , قَالَ : الَّذِي يَرْضَى بِمَا يُؤْتَى ، قَالَ : فَأَيُّ عِبَادِكَ أَفْقَرُ ؟ , قَالَ : صَاحِبٌ مَنْقُوصٌ (1) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَيْسَ الْغِنَى عَنْ ظَهْرٍ ، إِنَّمَا الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا جَعَلَ غِنَاهُ فِي نَفْسِهِ ، وَتُقَاهُ فِي قَلْبِهِ ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ شَرًّا جَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ " (2)
__________
(1) قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : قَوْلُهُ : " صَاحِبٌ مَنْقُوصٌ " ، يُرِيدُ بِهِ : مَنْقُوصٌ حَالَتُهُ ، يَسْتَقِلُّ مَا أُوتِيَ ، وَيَطْلُبُ الْفَضْلَ .
(2) ( حب ) 6217 , انظر الصَّحِيحَة : 3350 , وقال شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .(3/811)
( م حم ) , وَعَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " التَّقْوَى هَاهُنَا ) (1) ( - وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْقَلْبِ - ) (2)
__________
(1) ( م ) 32 - ( 2564 ) , ( حم ) 7713
(2) ( حم ) 16062 , ( م ) 32 - ( 2564 )(3/812)
( 20 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الِاسْتِقَامَة
قَالَ تَعَالَى : { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } (3)
فَضْلُ الِاسْتِقَامَة
وَقَالَ تَعَالَى : { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ } (4)
وَقَالَ تَعَالَى : { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (5)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا } (6)
--------------
(3) [هود/112]
(4) [فصلت : 30 - 32]
(5) [الأحقاف : 13 ، 14]
(6) [الجن : 16](3/813)
( طس ) , عَنْ سَمُرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَقِيمُوا الصَلَاةَ ، وَآتُوا الزَّكَاةَ ، وَحُجُّوا واعْتَمِرُوا ، واسْتَقِيمُوا يُسْتَقَمْ بِكُمْ (1) " (2)
__________
(1) وروى البيهقي في الشعب : 2340 قال : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ ، سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ السَّرِيَّ يَقُولُ :
رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، رُوِيَ عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ : " شَيَّبَتْنِي هُودٌ ، قَالَ : نَعَمْ ، فَقُلْتُ : مَا الَّذِي شَيَّبَكَ ، قَصَصُ الأَنْبِيَاءِ وَهَلاكُ الأُمَمِ ؟ ، قَالَ : لَا ، وَلَكِنْ قَوْلُهُ : { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ } " هود آية رقم : 112 .
(2) ( طس ) 2034 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1189 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 746(3/814)
( حم ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ ? لَيَعْجَبُ مِنْ الشَّابِّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ " (1)
__________
(1) , ( حم ) 17409 , ( يع ) 1749 , انظر الصَّحِيحَة : 2843(3/815)
( 21 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الرَّحْمَة
قَالَ تَعَالَى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } [الأنبياء/107]
( ك ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَيُّهَا النَّاسُ , إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ " (1)
__________
(1) ( ك ) 100 , ( مي ) 15 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2345 , الصَّحِيحَة : 490(3/816)
( 1 ) فَضْلُ الرَّحْمَة
( ت ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ , ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ , يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ (1) " (2)
__________
(1) قال الألباني في الصحيحة : ( تنبيه ) قوله في هذا الحديث " في " هو بمعنى " على " كما في قوله تعالى *( قل سيحوا في الأرض ) , فالحديث من الأدلة الكثيرة على أن الله تعالى فوق المخلوقات كلها . أ . هـ
(2) ( ت ) 1924 , ( د ) 4941 , ( حم ) 6494 , انظر صحيح الجامع : 3522 , والصحيحة : 925(3/817)
( خد ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ : ارْحَمُوا تُرْحَمُوا , وَاغْفِرُوا يَغْفِرْ اللَّهُ لَكُمْ , وَيْلٌ لِأَقْمَاعِ الْقَوْلِ (1) وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ (2) الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (3) " (4)
__________
(1) الأقماع : الإناء الذي يُجعل في رأس الظرف ليُملأ بالمائع ، شبه استماع الذين يستمعون القول ولا يعونه ولا يعملون به بالأقماع التي لا تعي شيئا مما يفرغ فيها , فكأنه يمر عليها مجتازا كما يمر الشراب في القُمع .فيض القدير - (ج 1 / ص 607)
(2) أَيْ : على الذنوب , أَيْ : العازمين على المداومة عليها . فيض القدير - (ج 1 / ص 607)
(3) أَيْ : يَعْلَمُونَ أَنَّ مَنْ تَابَ تَابَ اللَّه عَلَيْهِ ثُمَّ لَا يَسْتَغْفِرُونَ .( فتح - ج1ص163)
(4) ( خد ) 380 , ( حم ) 6541 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 897 , الصَّحِيحَة : 482 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2257(3/818)
( خ م ) , وَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ جَاءَهُ رَسُولُ إِحْدَى بَنَاتِهِ - وَعِنْدَهُ ) (1) ( سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَرِجَالٌ - ) (2) ( أَنَّ ابْنَهَا ) (3) ( قَدِ احْتُضِرَ فَاشْهَدْنَا ) (4) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " ارْجِعْ إِلَيْهَا فَأَخْبِرْهَا أَنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ , وَلَهُ مَا أَعْطَى , وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى , فَمُرْهَا فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ " , فَأَعَادَتْ الرَّسُولَ أَنَّهَا قَدْ أَقْسَمَتْ لَتَأْتِيَنَّهَا ) (5) ( " فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقُمْنَا مَعَهُ ) (6) ( فَلَمَّا دَخَلْنَا نَاوَلُوا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الصَّبِيَّ وَنَفْسُهُ ) (7) ( تَقَعْقَعُ (8) كَأَنَّهَا شَنٌّ فَفَاضَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ : مَا هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : " هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ " ) (9)
__________
(1) ( خ ) 6228
(2) ( خ ) 1224
(3) ( خ ) 6228
(4) ( خ ) 6279
(5) ( خ ) 6942
(6) ( خ ) 6279
(7) ( خ ) 7010
(8) الْقَعْقَعَة : حِكَايَة صَوْت الشَّيْء الْيَابِس إِذَا حُرِّكَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 328)
(9) ( خ ) 1224 , ( م ) 11 - ( 923 ) , ( س ) 1868 , ( د ) 3125 , ( حم ) 21824(3/819)
( خد ) , وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
إِنَّ الْعَقْلَ فِي الْقَلْبِ ، وَالرَّحْمَةَ فِي الْكَبِدِ (1) وَالرَّأْفَةَ فِي الطِّحَالِ ، وَالنَّفَسَ فِي الرِّئَةِ . (2)
__________
(1) أثبت علماء الطب أن الذي يشرب الخمر يتشمع كبده , وينزع الله من قلبه الرحمة على أولاده .ع
(2) ( خد ) 547 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 425(3/820)
( 2 ) اَلرَّحْمَةُ بِالْأَيْتَام
( خ م ت حم ) , عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ , أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ ) (1) ( - وَأَشَارَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى - ) (2) ( وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلًا ) (3) "
__________
(1) ( م ) 42 - ( 2983 )
(2) ( ت ) 1918 , ( خ ) 5659 , ( م ) 42 - ( 2983 ) , ( د ) 5150
(3) ( حم ) 22871 , انظر الصحيحة : 800 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(3/821)
( حم حل ) , عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - - رضي الله عنه - قَالَ :
أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ يَشْتَكِي قَسَاوَةَ قَلْبِهِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَتُحِبُّ أَنْ يَلِينَ قَلْبُكَ ؟ " فَقَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : " ارْحَمِ الْيَتِيمَ وَامْسَحْ رَأْسَهُ ، وَأَطْعِمْهُ مِنْ طَعَامِكَ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُلَيِّنُ قَلْبَكَ ، وَتَقْدِرُ عَلَى حَاجَتِكَ " (1)
وفي رواية (2) : إِنْ أَرَدْتَ تَلْيِينَ قَلْبِكَ , فَأَطْعِمْ الْمَسَاكِينَ , وَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ "
__________
(1) أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 214 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 80 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :2544
(2) ( حم ) 7566 , ( هق ) 6886 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1410 , الصَّحِيحَة : 854(3/822)
( 3 ) اَلرَّحْمَةُ بِالْحَيَوَان
( 1 ) الرَّحْمَةُ بِالْحَيَوَانِ بِإِطْعَامِهِ وَسِقَايَته
( جة حم ) , وَعَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشَمٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ الضَّالَّةِ مِنْ الْإِبِلِ تَغْشَى حِيَاضِي ) (1) ( وَقَدْ مَلَأْتُهَا مَاءً لِإِبِلِي ) (2) ( فَهَلْ لِي مِنْ أَجْرٍ إِنْ سَقَيْتُهَا ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " نَعَمْ , فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ حَرَّاءَ (3) أَجْرٌ " ) (4)
__________
(1) ( حم ) 17617 , ( جة ) 3686
(2) ( حم ) 17623 , ( جة ) 3686
(3) الْحَرَارَةُ فِي الْأَصْلِ ضِدُّ الْبُرُودَةِ ، وَأُرِيدَ بِهَا هُنَا الْحَيَاةُ , لِأَنَّ الْحَرَارَةَ تُلَازِمُهَا .نيل الأوطار - (ج 10 / ص 492)
(4) ( جة ) 3686 , ( حم ) 17617 , انظر صحيح الجامع : 4263 , وصحيح الترغيب والترهيب : 957(3/823)
( خ م ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ , فَوَجَدَ بِئْراً فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ , يَأْكُلُ الثَّرَى (1) مِنَ الْعَطَشِ ، فَقال الرَّجُلُ : لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ مِنِّي ، فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ مَاءً , ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ حَتَّى رَقِيَ فَسَقَى الْكَلْبَ ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ " ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ لَأَجْراً ؟ , فَقال : " فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ " (2)
__________
(1) أَيْ : يَلْعَق التُّرَاب النَّدِيّ ، وَفِي الْمُحْكَم الثَّرَى التُّرَاب ، وَقِيلَ : التُّرَاب الَّذِي إِذَا بُلَّ لَمْ يَصِرْ طِينًا لَازِبًا .
فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 280)
(2) ( م ) 2244 , ( خ ) 2234 , 2334(3/824)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " إنَّ امْرَأَةً بَغِيًّا ) (1) ( مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ) (2) ( رَأَتْ كَلْبًا ) (3) ( يَلْهَثُ ) (4) ( فِي يَوْمٍ حَارٍّ يُطِيفُ بِبِئْرٍ ) (5) ( كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ , فَنَزَعَتْ خُفَّهَا فَأَوْثَقَتْهُ بِخِمَارِهَا , فَنَزَعَتْ لَهُ مِنْ الْمَاءِ ) (6) ( فَسَقَتْهُ إِيَّاهُ ) (7) ( فَغُفِرَ لَهَا بِذَلِكَ " ) (8)
__________
(1) ( م ) 154 - ( 2245 )
(2) ( م ) 155 - ( 2245 )
(3) ( م ) 154 - ( 2245 )
(4) ( خ ) 3143
(5) ( م ) 154 - ( 2245 ) , ( خ ) 3280
(6) ( خ ) 3143 , ( م ) 154 - ( 2245 )
(7) ( م ) 155 - ( 2245 ) , ( خ ) 3280
(8) ( خ ) 3143 , ( حم ) 10629(3/825)
( خد د حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ " فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ " , فَرَأَيْنَا حُمَّرَةً (1) مَعَهَا فَرْخَانِ , فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا , فَجَاءَتْ الْحُمَّرَةُ فَجَعَلَتْ ) (2) ( تَرِفُّ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (3) ( " فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا ؟ , رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا ) (4) ( رَحْمَةً لَهَا ) (5) ( وَرَأَى قَرْيَةَ نَمْلٍ قَدْ حَرَّقْنَاهَا , فَقَالَ : مَنْ حَرَّقَ هَذِهِ ؟ " , قُلْنَا : نَحْنُ , قَالَ : " إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُعَذِّبَ بِالنَّارِ إِلَّا رَبُّ النَّارِ ) (6) لَا يَنْبَغِي لِبَشَرٍ أَنْ يُعَذِّبَ بِعَذَابِ اللَّهِ - عز وجل - (7) "
__________
(1) الحُمَّرة : طَائِر صَغِير كَالْعُصْفُورِ . عون المعبود - (ج 6 / ص 110)
(2) ( د ) 2675
(3) ( خد ) 382 , ( حم ) 3835 , انظر صحيح الأدب المفرد : 295
(4) ( د ) 2675 , انظر الصَّحِيحَة : 25
(5) ( خد ) 382 , ( طل ) 336
(6) ( د ) 5268 , انظر الصَّحِيحَة : 487 , صحيح الترغيب والترهيب : 2268
(7) ( حم ) 4018 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(3/826)
( م د حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :( " كَانَ أَحَبَّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِحَاجَتِهِ هَدَفٌ (1) أَوْ حَائِشُ نَخْلٍ (2) ) (3) ( فَدَخَلَ يَوْمًا حَائِطًا ) (4) ( لِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ , فَإِذَا جَمَلٌ , فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ , فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (5) ( فَمَسَحَ سَرَاتَهُ (6) وَذِفْرَاهُ (7) فَسَكَنَ , فَقَالَ : " مَنْ صَاحِبُ ) (8) ( هَذَا الْجَمَلِ ؟ , لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ ؟ " , فَجَاءَ فَتًى مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ : لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَقَالَ : " أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللَّهُ إِيَّاهَا ؟ , فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ (9) " ) (10)
__________
(1) الهدف : كُلّ بِنَاء مُرْتَفِع مُشْرِف . عون المعبود - (ج 5 / ص 449)
(2) قَالَ صَاحِبُ النِّهَايَةِ : الْحَائِطُ الْبُسْتَانُ مِنْ النَّخْلِ إِذَا كَانَ عَلَيْهِ حَائِطٌ وَهُوَ الْجِدَارُ .
(3) ( م ) 79 - ( 342 ) , ( جة ) 340
(4) ( حم ) 1747 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(5) ( د ) 2549
(6) سراة البعير : أعلى ظهره . مستخرج أبي عوانة - (ج 1 / ص 420)
(7) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : الذِّفْرَى مِنْ الْبَعِير مُؤَخِّر رَأْسه . عون المعبود - (ج 5 / ص 449)
(8) ( حم ) 1747
(9) أدأبه : أجهده بملازمة العمل والإكثار منه .
(10) ( د ) 2549 , ( حم ) 1747 , انظر الصحيحة : 20 , صحيح الترغيب والترهيب : 2269(3/827)
( خ م حم ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( دَخَلَتْ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ ) (1) ( حَبَسَتْهَا ) (2) ( فلَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَسَقَتْهَا إِذْ حَبَسَتْهَا , وَلَا هِيَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ ) (3) ( مِنْ حَشَرَاتِ الْأَرْضِ ) (4) ( حَتَّى مَاتَتْ مِنْ الْجُوعِ ) (5) ( فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ ) (6) ( وَغُفِرَ لِرَجُلٍ نَحَّى غُصْنَ شَوْكٍ عَن الطَّرِيقِ ) (7) "
__________
(1) ( خ ) 3140
(2) ( خ ) 2236
(3) ( م ) 135 - ( 2619 ) , ( خ ) 2236
(4) ( م ) 152 - م - ( 2243 ) , ( حم ) 7834 , ( خ ) 3140 , ( جة ) 4256
(5) ( حم ) 7834 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(6) ( خ ) 2236 , ( م ) 151 - ( 2242 )
(7) ( حم ) 7834(3/828)
( خ م س حب ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" ( عُرِضَتْ عَلَيَّ ) (1) ( جَهَنَّمُ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا ) (2) ( وَرَأَيْتُ فِيهَا امْرَأَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ تُعَذَّبُ فِي هِرَّةٍ لَهَا رَبَطَتْهَا ، فَلَمْ تُطْعِمْهَا ) (3) ( وَلَمْ تَسْقِهَا ) (4) ( وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ (5) حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا ) (6) ( فَهِيَ إذَا أَقْبَلَتْ تَنْهَشُهَا وَإذَا أَدْبَرَتْ تَنْهَشُهَا ) (7) "
__________
(1) ( م ) 904
(2) ( خ ) 1154 , ( م ) 904
(3) ( م ) 904
(4) ( س ) 1496
(5) ( خَشَاش الْأَرْض ) : حَشَرَات الْأَرْضِ .
(6) ( م ) 904
(7) ( حب ) 5622 , ( خ ) 712 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب تحت حديث : 2274(3/829)
( ك طس ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( " مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى رَجُلٍ وَاضِعٍ رِجْلَهُ عَلَى صَفْحَةِ شَاةٍ وَهُوَ يُحِدُّ شَفْرَتَهُ وَهِيَ تَلْحَظُ إِلَيْهِ بِبَصَرِهَا ) (1) ( فَقَالَ : أَتُرِيدُ أَنْ تُمِيتَهَا مَوْتَاتٍ ؟ , هَلَّا حَدَدْتَ شَفْرَتَكَ قَبْلَ أَنْ تُضْجِعَهَا ؟ " ) (2)
__________
(1) ( طس ) 3590 , ( عب ) 8608 , ( ك ) 7570
(2) ( ك ) 7570 , ( عب ) 8608 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 93 , الصَّحِيحَة : 24(3/830)
( حم ) , وَعَنْ قُرَّةَ بْنِ إِيَاسِ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنِّي لَأَذْبَحُ الشَّاةَ فَأَرْحَمُهَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَالشَّاةُ إِنْ رَحِمْتَهَا رَحِمَكَ اللَّهُ " (1)
__________
(1) ( حم ) 15630 , ( ك ) 7562 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7055 , والصحيحة : 26(3/831)
( طب ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ رَحِمَ وَلَو ذَبِيحَةَ عُصْفُورٍ / يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
__________
(1) ( طب ) 8/234ح7915 , ( خد ) 381 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6261 , والصحيحة : 27(3/832)
( 2 ) الرَّحْمَةُ بِالْحَيَوَانِ بِالنَّهْيِ عَنْ التَّحْرِيشِ بَيْنَ الْبَهَائِم
( خد ) , وَعَنْ ابن عمربأَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُحَرِّشَ بَيْنَ الْبَهَائِمِ (1) . (2)
__________
(1) هو الإغراء وتَهْييجُ بعضها على بعضٍ كما يُفْعل بين الجمال والكِبَاش والدُّيوك وغيرها .
النهاية في غريب الأثر - (ج 1 / ص 934)
(2) ( خد ) 1232 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 940(3/833)
( 4 ) لَا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلَّا مِنْ شَقِيّ
( ت ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلَّا مِنْ شَقِيٍّ " (1)
__________
(1) ( ت ) 1923 , ( د ) 4942 ( حم ) 7988 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7467 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2261(3/834)
( كر ) , وَعَنْ عَمْرِو بْنِ حَبِيبٍ الثقفي - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" خَابَ عَبْدٌ وَخَسِرَ لَمْ يَجْعَلُ اللَّهُ فِي قَلْبِهِ رَحْمَةً لِلْبَشَرِ " (1)
__________
(1) أخرجه الدولابي ( 1 / 173 ) وابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 7 / 113 / 2 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3205 ، الصَّحِيحَة : 456(3/835)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ لَا يَرْحَمْ النَّاسَ , لَا يَرْحَمْهُ اللَّهُ " (1)
__________
(1) ( م ) 66 - ( 2319 ) , ( خد ) 375 , ( خ ) 6941 , ( ت ) 2381 , ( حم ) 19187(3/836)
( خ م حم ) , وَعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّبوَعِنْدَهُ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا ، فَقَالَ الْأَقْرَعُ : إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا ، " فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ قَالَ : ) (1) ( مَا أَمْلِكُ ) (2) ( إنْ كَانَ اللَّهَ - عز وجل - نَزَعَ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ ؟ ) (3) ( مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ " ) (4)
__________
(1) ( خ ) 5651 , ( م ) 65 - ( 2318 )
(2) ( حم ) 24336 , ( خ ) 5652
(3) ( حم ) 24453 , ( خ ) 5652
(4) ( خ ) 5651 , ( م ) 65 - ( 2318 ) , ( ت ) 1911 , ( حم ) 7636(3/837)
( م ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
قَدِمَ نَاسٌ مِنْ الْأَعْرَابِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا : أَتُقَبِّلُونَ صِبْيَانَكُمْ ؟ ، قَالُوا : نَعَمْ ، فَقَالَ : لَكِنَّا وَاللَّهِ مَا نُقَبِّلُهُمْ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَوَأَمْلِكُ أَنْ كَانَ اللَّهُ قَدْ نَزَعَ مِنْكُمْ الرَّحْمَةَ ؟ " (1)
__________
(1) ( م ) 64 - ( 2317 ) , ( جة ) 3665(3/838)
( طب ) , وَعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ لَا يَرْحَمْ لَا يُرْحَمْ ، وَمَنْ لَا يَغْفِرْ لَا يُغْفَرْ لَهُ ، وَمَنْ لَا يَتُبْ لَا يُتَبْ عَلَيْهِ " (1)
__________
(1) ( طب ) ج2ص351ح2476 , ( خد ) 371 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6600 ، الصَّحِيحَة : 483(3/839)
( 22 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الْخَوْفُ مِنَ اللَّه
قَالَ تَعَالَى : { يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ , وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (2) } (3)
قَالَ تَعَالَى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } (4)
( 1 ) سَبَبُ الْخَوْفِ مِنَ اللَّه
( 1 ) سَبَبُ الْخَوْفِ مَعْرِفَةُ اللَّهِ تَعَالَى وَصِفَاته
قَالَ تَعَالَى : { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } (5)
وَقَالَ تَعَالَى : { كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ , لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ } (6)
-----------
(2) قال القرطبي(ج 1 / ص 2929) قال ابن الأعرابي : "المِحال" المكر ، والمكر من الله - عز وجل - التدبير بالحق .
وقال النحاس : المكر من الله إيصال المكروه إلى من يستحقه من حيث لَا يشعر ,
وروى ابن اليزيدي عن أبي زيد "وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ" أي النقمة . وقال الأزهريّ : "المحال" أي القوّة والشدّة . والْمَحْل : الشدّة ، وماحَلْتُ فلاناً مِحَالاً أي قاويته حتى يتبيّن أينا أشدّ . وقال أبو عبيد : "المحال" العقوبة والمكروه وقال ابن عَرَفة : "المِحال" الجدال ؛ يقال : ماحَلَ عن أمره أي جادل .
(3) [الرعد/13]
(4) [الأنفال/2]
(5) [فاطر/28]
(6) [التكاثر/5، 6](3/840)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ , فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ ) (1) ( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ) (2) ( لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ , لَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَلَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا ) (3) ( وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ , وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ (4) تَجْأَرُونَ (5) إِلَى اللَّهِ " ) (6) ( قَالَ : فَمَا أَتَى عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمٌ أَشَدُّ مِنْهُ , غَطَّوْا رُءُوسَهُمْ وَلَهُمْ خَنِينٌ ) (7) .
__________
(1) ( م ) 134 - ( 2359 ) , ( خ ) 515
(2) ( حم ) 7490 , ( خ ) 6261
(3) ( خ ) 6261 , ( م ) 134 - ( 2359 ) , ( ت ) 2313
(4) الصُّعُدات : الطرق .
(5) الجُؤار : رَفْع الصَّوت والاسْتِغاثة .
(6) ( ت ) 2312 , ( جة ) 4190 , ( حم ) 21555 , انظر الصَّحِيحَة : 1722 , صحيح الترغيب والترهيب : 3380
(7) ( م ) 134 - ( 2359 ) , ( خ ) 4345(3/841)
( خ م د جة حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا عَصَفَتْ الرِّيحُ ) (1) وفي رواية : ( إِذَا رَأَى سَحَابًا مُقْبِلًا مِنْ أُفُقٍ مِنْ الْآفَاقِ ) (2) ( فِي السَّمَاءِ , أَقْبَلَ وَأَدْبَرَ وَدَخَلَ وَخَرَجَ ، وَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ ) (3) ( وَتَرَكَ مَا هُوَ فِيهِ ) (4) ( مِنَ الْعَمَلِ ) (5) ( - وَإِنْ كَانَ فِي صَلَاتِهِ - حَتَّى يَسْتَقْبِلَهُ فَيَقُولُ : ) (6) ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا فِيهَا وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ ) (7) ( فَإِذَا أَمْطَرَتْ سُرَّ بِهِ وَذَهَبَ عَنْهُ ذَلِكَ ) (8) ( وَقَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ صَيِّبًا هَنِيئًا ) (9) ( نَافِعًا ) (10) ( - مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً - وَإِنْ كَشَفَهُ اللَّهُ - عز وجل - وَلَمْ يُمْطِرْ ، حَمِدَ اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ " ) (11) ( فَعَرَّفَتْهُ عَائِشَةُ ذَلِكَ ) (12) ( فَقَالَتْ : يَا رَسُول اللَّهِ ، إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْغَيْمَ فَرِحُوا رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ ، وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عُرِفَ فِي وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا عَائِشَةُ ، مَا يُؤَمِّنُنِي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ ؟ ) (13) ( لَعَلَّهُ كَمَا قَالَ قَوْمُ عَادٍ : { فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ، بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ ، رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } (14) ) (15) ( إِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ عَذَابًا سُلِّطَ عَلَى أُمَّتِي " ) (16)
__________
(1) ( م ) 15 - ( 899 ) , ( خ ) 987
(2) ( جة ) 3889 , ( خ ) 3034
(3) ( خ ) 3034 , ( م ) 14 - ( 899 )
(4) ( جة ) 3889 ، انظر الصحيحة تحت حديث : 2757
(5) ( د ) 5099 , ( حم ) 25611
(6) ( جة ) 3889 , ( د ) 5099
(7) ( م ) 15 - ( 899 ) , ( ت ) 3449 , ( د ) 5099
(8) ( م ) 14 - ( 899 ) , ( خ ) 3034
(9) ( جة ) 3890 , ( س ) 1523 , ( د ) 5099 , ( حم ) 21123
(10) ( خ ) 985 , ( س ) 1523 , ( حم ) 24190
(11) ( جة ) 3889
(12) ( خ ) 3034
(13) ( خ ) 4551 , ( م ) 16 - ( 899 )
(14) [الأحقاف/24]
(15) ( م ) 15 - ( 899 ) , ( خ ) 3034 , ( ت ) 3257 , ( د ) 5098
(16) ( م ) 14 - ( 899 )(3/842)
( خ م ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَتْ الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ إِذَا هَبَّتْ عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - " (1)
__________
(1) ( خ ) 987 , ( م ) 15 - ( 899 ) , ( حم ) 12642(3/843)
( 2 ) فَضْل الْخَوْف
قَالَ تَعَالَى : { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } [الرحمن/46]
( ابن المبارك في الزهد ) , وَعَنْ شداد بن أوس - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَقُولُ اللَّهُ - عز وجل - : وَعِزَّتِي لَا أَجْمَعُ عَلَى عَبْدِي خَوْفَيْنِ ، وَلَا أَجْمَعُ لَهُ أَمْنَيْنِ ، إِذَا أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا أَخَفْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَإِذَا خَافَنِي فِي الدُّنْيَا أَمَّنْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
----------------
(1) أخرجه ابن المبارك فى الزهد (1/50 ، رقم 157) , ( هب ) 777 , ( حب ) 640 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4332 , الصَّحِيحَة : 742 , 2666(3/844)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ خَافَ أَدْلَجَ (1) وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ (2) أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ " (3)
__________
(1) قَوْلُهُ : ( مَنْ خَافَ ) أَيْ : الْبَيَاتَ وَالْإِغَارَةَ مِنْ الْعَدُوِّ وَقْتَ السَّحَرِ , ( أَدْلَجَ ) أَيْ : سَارَ أَوَّلَ اللَّيْلِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 242)
(2) أَيْ : وَصَلَ إِلَى الْمَطْلَبِ . قَالَ الطِّيبِيُّ / : هَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لِسَالِكِ الْآخِرَةِ , فَإِنَّ الشَّيْطَانَ عَلَى طَرِيقِهِ , وَالنَّفْسَ وَأَمَانِيَّهُ الْكَاذِبَةَ أَعْوَانُهُ ، فَإِنْ تَيَقَّظَ فِي مَسِيرِهِ وَأَخْلَصَ النِّيَّةَ فِي عَمَلِهِ أَمِنَ مِنْ الشَّيْطَانِ وَكَيْدِهِ ، وَمِنْ قَطْعِ الطَّرِيقِ بِأَعْوَانِهِ , ثُمَّ أَرْشَدَ إِلَى أَنَّ سُلُوكَ طَرِيقِ الْآخِرَةِ صَعْبٌ ، وَتَحْصِيلَ الْآخِرَةِ مُتَعَسِّرٌ لَا يَحْصُلُ بِأَدْنَى سَعْيٍ فَقَالَ : " أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ " . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 242)
(3) ( ت ) 2450 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6222 , الصَّحِيحَة : 954 , 2335(3/845)
( ت ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ هَذِهِ الْآيَة : { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } (1) فَقُلْتُ : أَهُمْ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ ؟ , قَالَ : " لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ ، وَلَكِنَّهُمْ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ ، وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُمْ ، أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ " (2)
__________
(1) [المؤمنون/60]
(2) ( ت ) 3175 , ( جة ) 4198 ، انظر الصَّحِيحَة : 162 ، وهداية الرواة : 5280(3/846)
( 2 ) أَثَرُ الْخَوْفِ فِي الْجَوَارِح
قَالَ تَعَالَى : { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } (3)
وَقَالَ تَعَالَى : { لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } (4)
وَقَالَ تَعَالَى : { قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } (5)
------------
(3) [الزمر/23]
(4) [الحشر/21]
(5) [الأنعام : 15](3/847)
( ك ) , وَعَنْ ابن أبي مليكة قال :
جلسنا إلى عبد الله بن عمروبفي الحِجر فقال : ابكوا , فإن لم تجدوا بكاء فتباكوا , لو تعلمون العلم , لصلَّى أحدكم حتى ينكسر ظهره , ولبكى حتى ينقطع صوته . (1)
__________
(1) ( ك ) 8723 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3328(3/848)
( ت ) , عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ قَالَ :
كَانَ زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى قَاضِيَ الْبَصْرَةِ , وَكَانَ يَؤُمُّ فِي بَنِي قُشَيْرٍ , فَقَرَأَ يَوْمًا فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ بِالْمُدَّثِّر فَلَمَّا بَلَغَ : { فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ , فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ } خَرَّ مَيِّتًا , فَكُنْتُ فِيمَنْ احْتَمَلَهُ إِلَى دَارِهِ . (1)
__________
(1) ( ت ) 445 ، ( ك ) 3871 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3378(3/849)
( طب ) , وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ :
مَرَّ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - بِرَاعِي غَنَمٍ فَقَالَ : يَا رَاعِيَ الْغَنَمِ ، هَلْ مِنْ جَزْرَةٍ (1) ؟ ، فَقَالَ الرَّاعِي : لَيْسَ هَاهُنَا رَبُّهَا , فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ : تَقُولُ لَهُ : أَكَلَهَا الذِّئْبُ (2) فَرَفَعُ الرَّاعِي رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ : فَأَيْنَ اللَّهُ ؟ , فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : أَنَا وَاللَّهِ أَحَقُّ أَنْ أَقُولَ : فَأَيْنَ اللَّهُ ، فَاشْتَرَى ابْنُ عُمَرَ الرَّاعِي وَاشْتَرَى الْغَنَمَ , فَأَعْتَقَهُ وَأَعْطَاهُ الْغَنَمَ . (3)
__________
(1) أَيْ : هل لديك شاة تنفع للذبح ؟ .
(2) أراد أن يختبر وَرَعَه .ع
(3) ( طب ) ج12ص263ح13054 , وحسنه الألباني في مختصر العلو ص75 ، وفي الصَّحِيحَة تحت حديث : 3161(3/850)
( خ م ) ، وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( خَرَجَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ ) (1) ( مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ) (2) ( يَمْشُونَ فَأَصَابَهُمْ الْمَطَرُ فَدَخَلُوا فِي غَارٍ فِي جَبَلٍ ) (3) ( فَانْحَطَّتْ عَلَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنْ الْجَبَلِ فَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ ) (4) ( فَسَدَّتْ عَلَيْهِمْ الْغَارَ ) (5) ( فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : وَاللَّهِ يَا هَؤُلَاءِ لَا يُنْجِيكُمْ إِلَّا الصِّدْقُ ، فَليَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِمَا يَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ صَدَقَ فِيهِ ) (6) ( لَعَلَّ اللَّهَ يُفَرِّجُهَا عَنْكُمْ (7) ) (8) ( فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ : اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ , وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ كُنْتُ أَرْعَى عَلَيْهِمْ ، فَإِذَا رُحْتُ عَلَيْهِمْ حَلَبْتُ فَبَدَأْتُ بِوَالِدَيَّ أَسْقِيهِمَا قَبْلَ بَنِيَّ ، وَإِنِّي اسْتَأْخَرْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَلَمْ آتِ حَتَّى أَمْسَيْتُ , فَحَلَبْتُ كَمَا كُنْتُ أَحْلُبُ ) (9) ( فَوَجَدْتُهُمَا نَائِمَيْنِ ) (10) ( فَقُمْتُ عِنْدَ رُءُوسِهِمَا أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا ) (11) ( وَالْقَدَحُ عَلَى يَدَيَّ أَنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُمَا ) (12) ( وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ ، وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ (13) عِنْدَ قَدَمَيَّ ) (14) ( مِنْ الْجُوعِ ، وَكُنْتُ لَا أَسْقِيهِمْ حَتَّى يَشْرَبَ أَبَوَايَ ) (15) ( فَلَبِثْتُ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ ) (16) ( فَاسْتَيْقَظَا فَشَرِبَا غَبُوقَهُمَا (17) اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ ) (18) ( فَفَرَجَ اللَّهُ مِنْهَا فُرْجَةً فَرَأَوْا مِنْهَا السَّمَاءَ ) (19) ( وَقَالَ الْآخَرُ : اللَّهُمَّ كَانَتْ لِي بِنْتُ عَمٍّ كَانَتْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ ) (20) ( وَأَنِّي رَاوَدْتُهَا عَنْ نَفْسِهَا (21) ) (22) ( فَامْتَنَعَتْ مِنِّي ، حَتَّى أَلَمَّتْ بِهَا سَنَةٌ مِنْ السِّنِينَ (23) فَجَاءَتْنِي ، فَأَعْطَيْتُهَا عِشْرِينَ وَمِائَةَ دِينَارٍ عَلَى أَنْ تُخَلِّيَ بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِهَا فَفَعَلَتْ ) (24) ( فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا (25) ) (26) ( قَالَتْ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَفْتَحْ الْخَاتَمَ (27) إِلَّا بِحَقِّهِ (28) فَقُمْتُ ) (29) ( فَتَحَرَّجْتُ مِنْ الْوُقُوعِ عَلَيْهَا , فَانْصَرَفْتُ عَنْهَا وَهِيَ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ ، وَتَرَكْتُ الذَّهَبَ الَّذِي أَعْطَيْتُهَا ) (30) ( اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ ) (31) ( فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ ، فَانْفَرَجَتْ الصَّخْرَةُ غَيْرَ أَنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ مِنْهَا ) (32) ( وَقَالَ الثَّالِثُ : اللَّهُمَّ إِنِّي اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقِ أَرُزٍّ (33) فَلَمَّا قَضَى عَمَلَهُ قَالَ : أَعْطِنِي حَقِّي ، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ فَرَغِبَ عَنْهُ (34) ) (35) ( فَتَرَكَ الَّذِي لَهُ وَذَهَبَ ) (36) ( فَعَمَدْتُ إِلَى ذَلِكَ الْفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ ) (37) ( فَثَمَّرْتُ أَجْرَهُ حَتَّى كَثُرَتْ مِنْهُ الْأَمْوَالُ (38) فَجَاءَنِي بَعْدَ حِينٍ فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ أَدِّ إِلَيَّ أَجْرِي , فَقُلْتُ لَهُ : كُلُّ مَا تَرَى مِنْ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالرَّقِيقِ مِنْ أَجْرِكَ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَسْتَهْزِئْ بِي ، فَقُلْتُ : إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ بِكَ ، فَأَخَذَهُ كُلَّهُ فَاسْتَاقَهُ فَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهُ شَيْئًا ، اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ ، فَانْفَرَجَتْ الصَّخْرَةُ فَخَرَجُوا يَمْشُونَ ) (39) "
__________
(1) ( خ ) 2102
(2) ( خ ) 2152
(3) ( خ ) 2102
(4) ( خ ) 2208
(5) ( خ ) 2152
(6) ( خ ) 3278
(7) اِسْتَدَلَّ أَصْحَابنَا بِهَذَا عَلَى أَنَّهُ يُسْتَحَبّ لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَدْعُوَ فِي دُعَاء الِاسْتِسْقَاء وَفِي حَال كَرْبه وَغَيْره بِصَالِحِ عَمَله ، وَيَتَوَسَّل إلى اللَّهِ تَعَالَى بِهِ ؛ لِأَنَّ هَؤُلَاءِ فَعَلُوهُ فَاسْتُجِيبَ لَهُمْ ، وَذَكَرَهُ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَعْرِض الثَّنَاءِ عَلَيْهِمْ وَجَمِيل فَضَائِلهمْ . ( النووي - ج 9 / ص 106)
(8) ( م ) 2743
(9) ( خ ) 2208
(10) ( خ ) 2152
(11) ( خ ) 2208
(12) ( خ ) 2152
(13) أَيْ : يرفعون أصواتهم بالصراخ والعويل .
(14) ( خ ) 2208
(15) ( خ ) 3278
(16) ( خ ) 2102
(17) الغَبُوق : شُرْبُ آخِرِ النهار .
(18) ( خ ) 2152
(19) ( م ) 2743
(20) ( خ ) 2152
(21) كناية عن الزنا .
(22) ( خ ) 3278
(23) أَيْ : وَقَعَتْ فِي سَنَة قَحْط . ( النووي - ج 9 / ص 106)
(24) ( خ ) 2152
(25) أَيْ : جَلَسْت مَجْلِس الرَّجُل لِلْوِقَاعِ . ( النووي - ج 9 / ص 106)
(26) ( خ ) 2102
(27) الْخَاتَم : كِنَايَة عَنْ بَكَارَتهَا .
(28) أَيْ : بِنِكَاحٍ لَا بِزِنًا .
(29) ( خ ) 2208
(30) ( خ ) 2152
(31) ( خ ) 3278
(32) ( خ ) 2152
(33) الْفَرَق : إِنَاء يَسَع ثَلَاثَة آصُع , والصاع أربعة أمداد , والمُدّ مِلء الكفين .
(34) أَيْ : كَرِهَهُ وَسَخِطَهُ وَتَرَكَهُ .
(35) ( خ ) 2208
(36) ( خ ) 2152
(37) ( خ ) 2102
(38) احْتَجَّ بِهَذَا الْحَدِيث أَصْحَاب أَبِي حَنِيفَة وَغَيْرهمْ مِمَّنْ يُجِيز بَيْع الْإِنْسَان مَالَ غَيْره وَالتَّصَرُّف فِيهِ بِغَيْرِ إِذْن مَالِكه إِذَا أَجَازَهُ الْمَالِك بَعْد ذَلِكَ . وَاَللَّه أَعْلَم .( النووي - ج 9 / ص 106)
(39) ( خ ) 2152(3/851)
( 23 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الِاسْتِغْفَار
قَالَ تَعَالَى : { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ , أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ } [آل عمران : 135 ، 136]
( جة ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" النَّدَمُ تَوْبَةٌ " (1)
__________
(1) ( جة ) 4252 , ( حم ) 3568 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6802 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :3146(3/852)
( حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا عَائِشَةُ ، إِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ ، فَإِنَّ التَّوْبَةَ مِنْ الذَّنْبِ : النَّدَمُ وَالِاسْتِغْفَارُ ) (1) فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ (2) فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَذْنَبَ ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ (3) "
__________
(1) ( حم ) 26322 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 1433 , الصَّحِيحَة : 1208
(2) ( خ ) 2518
(3) , ( حم ) 624 , وقال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(3/853)
( ت ك ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ (1) " (2)
وفي رواية (3) : مَنْ تَابَ إِلَى اللَّهِ قَبْلَ أَنْ يُغَرْغِرَ ، قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ "
__________
(1) الغرغرة : بلوغ الروح الحلقوم والمراد تحقق الموت .
(2) ( ت ) 3537 , ( جة ) 4253 , ( حم ) 6160 , انظر صحيح الجامع : 1903 , وصحيح الترغيب والترهيب : 3143
(3) ( ك ) 7661 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6132(3/854)
( حل ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" كَمَا لَا يُجْتَنَى مِنَ الشَّوْكِ الْعِنَبُ ، كَذَلِكَ لَا يَنْزِلُ الْفُجَّارُ مَنَازِلَ الْأَبْرَارِ ، فَاسْلُكُوا أَيَّ طَرِيقٍ شِئْتُمْ ، فَأَيُّ طَرِيقٍ سَلَكْتُمْ وَرَدْتُمْ عَلَى أَهْلِهِ " (1)
---------------
(1) أخرجه أبو نعيم (10/31) , وابن عساكر (67/260) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4575 , الصَّحِيحَة : 2046(3/855)
( م حم ) , وَعَنْ الْأَغَرِّ بْنِ يَسَارٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي (1) وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ ) (2) حَتَّى أَسْتَغْفِرَ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ (3) "
__________
(1) الْغَيْنِ أَصْله الْغَيْمُ , قَالَ فِي النِّهَايَة : غِينَتْ السَّمَاءُ تُغَان : إِذَا أَطْبَقَ عَلَيْهَا الْغَيْمُ ، وَقِيلَ : الْغَيْن شَجَر مُلْتَفٌّ , أَرَادَ مَا يَغْشَاهُ مِنْ السَّهْو الَّذِي لَا يَخْلُو مِنْهُ الْبَشَر , لِأَنَّ قَلْبَهُ أَبَدًا كَانَ مَشْغُولًا بِاَللَّهِ تَعَالَى ، فَإِنْ عَرَضَ لَهُ وَقْتًا مَا عَارِضٌ بَشَرِيٌّ يَشْغَلُهُ عَنْ أُمُور الْأُمَّةِ وَالْمِلَّة وَمَصَالِحهمَا عَدَّ ذَلِكَ ذَنْبًا وَتَقْصِيرًا , فَيَفْرُغُ إِلَى الِاسْتِغْفَارِ .عون المعبود - (ج 3 / ص 440)
(2) ( م ) 41 - ( 2702 ) , ( د ) 1515 , ( خ ) 5948 , ( جة ) 3815
(3) ( حم ) 17882 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(3/856)
( حم ) , وَعَنْ الْأَغَرِّ بْنِ يَسَارٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، تُوبُوا إِلَى اللَّهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَأَسْتَغْفِرُهُ فِي كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ " (1)
__________
(1) ( حم ) 18319 , ( م ) 42 - ( 2702 ) , انظر الصحيحة : 1452(3/857)
( ش ) , وَعَنْ أبِي مُوسَى - رضي الله عنه - قَالَ :
" جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ جُلُوسٌ فَقَالَ : مَا أَصْبَحْتُ غَدَاةً قَطُّ إِلَّا اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ فِيهَا مِائَةَ مَرَّةٍ " (1)
__________
(1) ( ش ) 35075 , ( ن ) 10275 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5534 , الصَّحِيحَة : 1600(3/858)
( ت د ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" كَانَ يُعَدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةُ مَرَّةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَقُومَ : رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ , إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ , إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (1) " (2)
__________
(1) ( د ) 1516 , ( جة ) 3814 , ( حم ) 927
(2) ( ت ) 3434 , ( حم ) 4726 , انظر الصَّحِيحَة : 556(3/859)
فَضْلُ الِاسْتِغْفَار
قَالَ تَعَالَى : { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا , وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا } [نوح : 10 ، 12]
وَقَالَ تَعَالَى : { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [الأنفال/33]
( جة ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ " (1)
__________
(1) ( جة ) 4250 , ( هق ) 20347 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3008 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :3145 ، وهداية الرواة : 2302(3/860)
( ت جة ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ ) (1) ( صُقِلَ قَلْبُهُ , فَإِنْ زَادَ زَادَتْ ) (2) ( حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ ) (3) ( فَذَلِكَ هُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ - عز وجل - فِي كِتَابِهِ : { كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } (4) " ) (5)
__________
(1) ( ت ) 3334 , ( جة ) 4244
(2) ( جة ) 4244 , ( ت ) 3334
(3) ( ت ) 3334 , ( حم ) 7939
(4) [المطففين/14]
(5) ( جة ) 4244 , ( ت ) 3334 ( حم ) 7939 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1670 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1620(3/861)
( مسند الشاميين ) , وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنِ اسْتَغْفَرَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ , كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ حَسَنَةً " (1)
__________
(1) ( مسند الشاميين للطبراني ) 2155 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6026(3/862)
( ت ك ) , وَعَنْ أَبِي يَسَارٍ زَيْدٍ مَوْلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ قَالَ : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ , غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ قَدْ فَرَّ مِنْ الزَّحْفِ " (1)
وفي رواية (2) : مَنْ قَالَ : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ثَلَاثًا , غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَ فَارًّا مِنَ الزَّحْفِ "
__________
(1) ( ت ) 3577 , ( د ) 1517
(2) ( ك ) 2550 , ( طب ) ج9ص103ح8541 , انظر الصَّحِيحَة : 2727(3/863)
( طس ) , وَعَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أَحَبَّ أَنْ تَسُرَّهُ صَحِيفَتُهُ ، فَلْيُكْثِرْ فِيهَا مِنَ الِاسْتِغْفَارِ " (1)
__________
(1) ( طس ) 839 , ( هب ) 648 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5955 , الصَّحِيحَة : 2299(3/864)
( جة ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا " (1)
__________
(1) ( جة ) 3818 , ( ن ) 10289 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3930 ، وهداية الرواة : 2295(3/865)
( 24 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الْعَفْوُ وَالتَّسَامُح
قَالَ تَعَالَى : { وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ , ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ , وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } (2)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } (3)
وَقَالَ تَعَالَى : { قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ , قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ , قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا , إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ , قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ , قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ , يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } (4)
---------------
(2) [فصلت/34، 35]
(3) [آل عمران : 134]
(4) [يوسف : 89 - 92](3/866)
( خ م ت حم ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - غَنَائِمَ حُنَيْنٍ بِالْجِعِرَّانَةِ (1) ) (2) ( فَآثَرَ (3) أُنَاسًا فِي الْقِسْمَةِ , فَأَعْطَى الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ مِائَةً مِنْ الْإِبِلِ , وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ بْنَ بَدْرٍ مِثْلَ ذَلِكَ , وَأَعْطَى أُنَاسًا مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ فَآثَرَهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْقِسْمَةِ , فَقَالَ رَجُلٌ [ مِنْ الْأَنْصَارِ ] (4) : وَاللَّهِ إِنَّ هَذِهِ الْقِسْمَةَ مَا عُدِلَ فِيهَا ) (5) ( وَمَا أَرَادَ مُحَمَّدٌ بِهَا وَجْهَ اللَّهِ وَلَا الدَّارَ الْآخِرَةَ ) (6) ( كُنَّا نَحْنُ أَحَقَّ بِهَذَا مِنْ هَؤُلَاءِ ) (7) ( فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لَأُخْبِرَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (8) ( فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ فِي مَلَإٍ (9) ) (10) ( مِنْ أَصْحَابِهِ ) (11) ( فَسَارَرْتُهُ (12) ) (13) ( " فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (14) ( وَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا وَاحْمَرَّ وَجْهُهُ حَتَّى تَمَنَّيْتُ ) (15) ( أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَخْبَرْتُهُ ) (16) ( فَقَالَ : فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ يَعْدِلْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ؟ ) (17) ( ثُمَّ قَالَ : رَحِمَ اللَّهُ مُوسَى , قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ ) (18) ( ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّ نَبِيًّا ) (19) ( مِنْ الْأَنْبِيَاءِ ) (20) ( بَعَثَهُ اللَّهُ - عز وجل - إِلَى قَوْمِهِ , فَكَذَّبُوهُ , وَشَجُّوهُ (21) ) (22) ( فَأَدْمَوْهُ (23) ) (24) ( حِينَ جَاءَهُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ , فَقَالَ وَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) (25) ( قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَمْسَحُ جَبْهَتَهُ يَحْكِي الرَّجُلَ " ) (26)
__________
(1) الجِعرانة : بين مكة والطائف ، وهي إلى مكة أقرب , وقال الفاكهي: بينها وبين مكة بريد , وَهو اثْنَا عَشَرَ مِيلًا ، وقال الباجي : ثمانية عشر ميلا .
(2) ( حم ) 4057 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(3) أي : اختصَّ وفضَّل .
(4) ( خ ) 5749
(5) ( خ ) 2981
(6) ( ت ) 3896 , ( خ ) 2981
(7) ( خ ) 4094
(8) ( خ ) 2981
(9) الملأ : الجماعة .
(10) ( خ ) 5933
(11) ( خ ) 5749
(12) أي : كلمته سِرَّا .
(13) ( خ ) 5933
(14) ( خ ) 5749
(15) ( م ) 1062
(16) ( خ ) 5749
(17) ( خ ) 2981
(18) ( خ ) 3224
(19) ( حم ) 4331 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(20) ( خ ) 3290
(21) الشَّجّ : هُوَ الْجَرْح فِي الرَّأْس .
(22) ( حم ) 4057 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(23) أي : ضربوه حتى نزل الدم منه .
(24) ( خ ) 3290
(25) ( حم ) 4331
(26) ( حم ) 4057(3/867)
( خ ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ , فَنَزَلَ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ الْحُرِّ بْنِ قَيْسٍ , وَكَانَ مِنْ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ - رضي الله عنه - , وَكَانَ الْقُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجَالِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ , كُهُولًا (1) كَانُوا أَوْ شُبَّانًا , فَقَالَ عُيَيْنَةُ لِابْنِ أَخِيهِ : يَا ابْنَ أَخِي , هَلْ لَكَ وَجْهٌ عِنْدَ هَذَا الْأَمِيرِ ؟ , فَاسْتَأْذِنْ لِي عَلَيْهِ فَقَالَ : سَأَسْتَأْذِنُ لَكَ عَلَيْهِ , قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَاسْتَأْذَنَ الْحُرُّ لِعُيَيْنَةَ , فَأَذِنَ لَهُ عُمَرُ , فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ : هِيْ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ , فَوَاللَّهِ مَا تُعْطِينَا الْجَزْلَ (2) وَلَا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ , فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى هَمَّ أَنْ يُوقِعَ بِهِ (3) فَقَالَ لَهُ الْحُرُّ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم - : { خُذْ الْعَفْوَ (4) وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ (5) وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (6) } (7) وَإِنَّ هَذَا مِنْ الْجَاهِلِينَ قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلَاهَا عَلَيْهِ , وَكَانَ - رضي الله عنه - وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ . (8)
__________
(1) الكهل : الشخص الذي جاوز الثلاثين إلى الخمسين , وتم عقله وحِلمه .
(2) أَيْ : الْكَثِير . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 337)
(3) أَيْ : يَضْرِبهُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 337)
(4) لَمَّا عَدَّدَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ أَحْوَال الْمُشْرِكِينَ مَا عَدَّدَهُ وَتَسْفِيه رَأْيهمْ وَضَلَال سَعْيهمْ أَمَرَ رَسُولَه - صلى الله عليه وسلم - بِأَنْ يَأْخُذ الْعَفْو مِنْ أَخْلَاقهمْ ، يُقَال : أَخَذْت حَقِّي عَفْوًا أَيْ سَهْلًا ، وَهَذَا نَوْع مِنْ التَّيْسِير الَّذِي كَانَ يَأْمُر بِهِ رَسُولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيح أَنَّهُ كَانَ يَقُول : " يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا وَبَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا " , وَالْمُرَاد بِالْعَفْوِ هُنَا ضِدّ الْجَهْد ، وَالْعَفْوُ التَّسَاهُل فِي كُلّ شَيْء , كَذَا فِي بَعْض التَّفَاسِير , وَفِي جَامِع الْبَيَان : خُذْ الْعَفْو مِنْ أَخْلَاق النَّاس , كَقَبُولِ أَعْذَارهمْ وَالْمُسَاهَلَة مَعَهُمْ , وَفِي تَفْسِير الْخَازِن : الْمَعْنَى اِقْبَلْ الْمَيْسُور مِنْ أَخْلَاق النَّاس , وَلَا تَسْتَقْصِ عَلَيْهِمْ فَيَسْتَعْصُوا عَلَيْك , فَتَتَوَلَّد مِنْهُ الْعَدَاوَة وَالْبَغْضَاء , وَقَالَ مُجَاهِد : يَعْنِي خُذْ الْعَفْو مِنْ أَخْلَاق النَّاس وَأَعْمَالهمْ مِنْ غَيْر تَجَسُّس , وَذَلِكَ مِثْل قَبُول الِاعْتِذَار مِنْهُمْ , وَتَرْك الْبَحْث عَنْ الْأَشْيَاء . عون المعبود - (ج 10 / ص 308)
(5) أي : المعروف : من طاعة الله , والإحسان إلى الناس .
(6) أَيْ : بالمجاملة وحسن المعاملة وترك المقابلة , ولذلك لَمَّا قال عُيينة بن حصن لعمر - رضي الله عنه - : ما تعطي الجزل ولا تقسم بالعدل , وغضب عمر , قال له الحُرّ بن قيس : إن الله يقول : وأعرض عن الجاهلين , فتركه عمر .
(7) [الأعراف : 199]
(8) ( خ ) 4366 , 6856(3/868)
( خ ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } ,
قَالَ : " أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَأْخُذَ الْعَفْوَ (1) مِنْ أَخْلَاقِ النَّاسِ " (2)
__________
(1) العَفْو : هو التَّجاوزُ عن الذَّنْب وتركُ العِقَاب عليه .
(2) ( خ ) 4367 , ( د ) 4787(3/869)
( خد ) , وَعَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ :
سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ب يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ : { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } ، قَالَ : وَاللَّهِ مَا أَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤْخَذَ إِلاَّ مِنْ أَخْلاَقِ النَّاسِ ، وَاللَّهِ لَآخُذَنَّهَا مِنْهُمْ مَا صَحِبْتُهُمْ . (1)
__________
(1) ( خد ) 244 ، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 183(3/870)
( بز ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا ذُكِّرْتُمْ بِاللَّهِ فَانْتَهُوا " (1)
__________
(1) ( بز ) 8541 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 546 , الصَّحِيحَة : 1319(3/871)
( خد ) , وَعَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ :
رُمِيَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - يُقَالُ لَهُ : أَبُو بَجِيلَةَ ، فَقِيلَ لَهُ : ادْعُ اللَّهَ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ أَنْقِصِ الْوَجَعَ , وَلَا تَنْقِصْ مِنَ الْأَجْرِ , فَقِيلَ لَهُ : ادْعُ ادْعُ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ الْمُقَرَّبِينَ , وَاجْعَلْ أُمِّي مِنَ الْحُورِ الْعِينِ " (1)
__________
(1) ( خد ) 504 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 387(3/872)
( خد ) , وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ قَالَ :
أَتَى رَجُلٌ أُمَّ الدَّرْدَاءِ (1) فَقَالَ : إِنَّ رَجُلاً نَالَ مِنْكِ عِنْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ (2) فَقَالَتْ : إِنْ نُؤْبَنَ (3) بِمَا لَيْسَ فِينَا ، فَطَالَمَا زُكِّينَا بِمَا لَيْسَ فِينَا . (4)
__________
(1) وهي الصغرى الفقيهة , واسمها هجيمة بنت حيي الأوصابية , والكبرى : خَيرة بنت أبي حدرد الأنصارية , لها صحبة .
(2) هو ابن مروان الخليفة الأموي .
(3) الأُبْن : الاتهام والذكر بالعيب .
(4) ( خد ) 420 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 323(3/873)
( خ م ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ بَرَاءَتِي قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - رضي الله عنه - وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ ) (1) ( وَفَقْرِهِ - : وَاللَّهِ لَا أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا بَعْدَ الَّذِي قَالَ لِعَائِشَةَ مَا قَالَ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا , أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (2) فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : بَلَى وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي ، فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتِي كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ , وَقَالَ : وَاللَّهِ لَا أَنْزِعُهَا مِنْهُ أَبَدًا ) (3) .
__________
(1) ( خ ) 2518
(2) [النور/22]
(3) ( خ ) 3910 , ( م ) 56 - ( 2770 ) , ( ت ) 3180 , ( حم ) 24362(3/874)
( حب ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّارُ ؟ , , قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ قَرِيبٍ سَهْلٍ " (1)
__________
(1) ( حب ) 470 , ( ت ) 2488 , ( حم ) 3938 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3135 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1747(3/875)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا " (1)
__________
(1) ( م ) 69 - ( 2588 ) , ( ت ) 2029 , ( حم ) 8996(3/876)
( د ) , وَعَنْ قَتَادَةَ قَالَ :
أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ مِثْلَ أَبِي ضَمْضَمٍ ؟ , كَانَ إِذَا أَصْبَحَ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ تَصَدَّقْتُ بِعِرْضِي عَلَى عِبَادِكَ (1) . (2)
__________
(1) أَيْ : لَوْ اِنْتَقَصَ أَحَد مِنْهُمْ مِنْ عِرْضِي فَلَيْسَ لِي عَلَيْهِ مِنْ دَعْوَى الِانْتِصَار . عون المعبود - (ج 10 / ص 411)
(2) قال الألباني في ( د ) 4886 ، والإرواء : 2366 : صحيح مقطوع .(3/877)
الْعَفْوُ وَالتَّسَامُحُ فِي غَيْرِ الْحُدُود
( د ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَقِيلُوا ذَوِي الْهَيْئَاتِ (1) عَثَرَاتِهِمْ إِلَّا الْحُدُودَ " (2)
__________
(1) قال الألباني في الصَّحِيحَة 638 : روى البيهقي عن الشافعي / أنه قال : " وذوو الهيئات الذين يقالون عثراتهم : الذين ليسوا يعرفون بالشر ، فيزل أحدهم الزلة " أ . هـ
(2) ( د ) 4375 , ( حم ) 25513 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1185 , الصَّحِيحَة : 638(3/878)
( 25 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الرِّفْق
( 1 ) فَضْلُ الرِّفْق
( خد ) , عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ الرِّفْقِ , فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ الْخَيْرِ , وَمَنْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنْ الرِّفْقِ , فَقَدْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنْ الْخَيْرِ " (1)
__________
(1) ( خد ) 464 , ( ت ) 2013 , ( ش ) 25305 , ( حم ) 25298 , انظر صحيح الجامع : 6055 , وصحيح الترغيب والترهيب : 2667(3/879)
( م ) , وَعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ يُحْرَمْ الرِّفْقَ يُحْرَمْ الْخَيْرَ كُلَّهُ " (1)
__________
(1) ( د ) 4809 , ( م ) 74 - ( 2592 ) , ( جة ) 3687 , ( حم ) 19229(3/880)
( كر ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا أُعْطِيَ أَهْلُ بَيْتِ الرِّفْقَ إِلَّا نَفَعَهُمْ ، وَلَا مُنِعُوهُ إِلَّا ضَرَّهُمْ " (1)
__________
(1) أخرجه ابن عساكر (38/123) ، و( ابن قانع ) (2/178) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5541 , والصَّحِيحَة : 942(3/881)
( حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا دَلَّهُمْ عَلَى بَابِ الرِّفْقِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 24778 , انظر الصحيحة : 523 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(3/882)
( خ م حم خز ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( دَخَلَ يَهُوديٌّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : السَّامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَعَلَيْكَ " ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَهَمَمْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ ، فَعَلِمْتُ كَرَاهِيَةَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لِذَلِكَ فَسَكَتُّ ، ثُمَّ دَخَلَ آخَرُ فَقَالَ : السَّامُ عَلَيْكَ ، فَقَالَ : " وَعَلَيْكَ " ، فَهَمَمْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ ، فَعَلِمْتُ كَرَاهِيَةَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لِذَلِكَ ، ثُمَّ دَخَلَ الثَّالِثُ فَقَالَ : السَّامُ عَلَيْكَ ، فَلَمْ أَصْبِرْ حَتَّى قُلْتُ : وَعَلَيْكَ السَّامُ وَغَضَبُ اللَّهِ وَلَعْنَتُهُ ، إِخْوَانَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ ، أَتُحَيُّونَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَا لَمْ يُحَيِّهِ اللَّهُ ؟ ) (1) ( فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَهْلًا يَا عَائِشَةُ ، عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ ) (2) ( فَإِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ , يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ ) (3) ( وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ ) (4) ( وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ - عز وجل - بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمْ الرِّفْقَ ) (5) ( وَإِنَّهُ مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ الرِّفْقِ فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ) (6) ( وَإِيَّاكِ وَالْعُنْفَ وَالْفُحْشَ (7) ) (8) ( فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ (9) " ) (10) ( فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا ؟ ) (11) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَوَلَمْ تَسْمَعِي مَا قُلْتُ ؟ ) (12) ( قَدْ قُلْتُ : وَعَلَيْكُمْ ) (13) ( فَيُسْتَجَابُ لِي فِيهِمْ ، وَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِيَّ ) (14) ( إِنَّ الْيَهُود قَوْمٌ حُسَّدٌ ) (15) ( وَإِنَّهُمْ لَا يَحْسُدُونَا عَلَى شَيْءٍ كَمَا يَحْسُدُونَا عَلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ الَّتِي هَدَانَا اللَّهُ لَهَا وَضَلُّوا عَنْهَا , وَعَلَى الْقِبْلَةِ الَّتِي هَدَانَا اللَّهُ لَهَا وَضَلُّوا عَنْهَا , وَعَلَى قَوْلِنَا خَلْفَ الْإمَامِ آمِينَ ) (16) ( وَعَلَى السَّلَامِ " ) (17) ( فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل - : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ , وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ , وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ , حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ } (18) " ) (19)
__________
(1) ( خز ) 574 , ( خ ) 5683 , انظر الصحيحة : 691
(2) ( خ ) 5683
(3) ( خ ) 6528 , ( م ) 77 - ( 2593 ) , ( جة ) 3689
(4) ( م ) 77 - ( 2593 ) , ( جة ) 3688
(5) ( حم ) 24471 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(6) ( حم ) 25298 , انظر الصحيحة : 519
(7) ( الْفُحْش ) : هُوَ الكلام البذيء .
(8) ( خ ) 5683
(9) ( التَّفَحُّش ) : هُوَ تَكَلُّف الْفُحْش وَتَعَمُّده .
(10) ( م ) 11 - م - ( 2165 ) , ( خز ) 574
(11) ( خ ) 5678
(12) ( خ ) 5683
(13) ( خ ) 5678 , ( ت ) 2701 , ( حم ) 24136
(14) ( خ ) 5683
(15) ( خز ) 574
(16) ( حم ) 25073 , ( خز ) 574 , انظر الصَّحِيحَة : تحت حديث:691 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(17) ( خز ) 574
(18) [المجادلة/8]
(19) ( م ) 11 - م - ( 2165 )(3/883)
( م حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( " خَرَجَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْبَادِيَةِ إِلَى إِبِلِ الصَّدَقَةِ ، فَأَعْطَى نِسَاءَهُ بَعِيرًا بَعِيرًا غَيْرِي " , فَقُلْتُ : يَا رَسُول اللَّهِ ، أَعْطَيْتَهُنَّ بَعِيرًا بَعِيرًا غَيْرِي ؟ ، فَأَعْطَانِي بَعِيرًا آدَدَ صَعْبًا لَمْ يُرْكَبْ عَلَيْهِ ) (1) ( فَجَعَلْتُ أَضْرِبُهُ ، فَقَالَ لِي رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ) (2) ( " يَا عَائِشَةُ ، ارْفُقِي بِهِ ) (3) ( فَإِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ " ) (4)
__________
(1) ( حم ) 24852 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( حم ) 24982 , ( م ) 79 - ( 2594 ) , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( حم ) 24852
(4) ( م ) 78 - ( 2594 ) , ( حم ) 24982(3/884)
( د حم ) , وَعَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ قَالَ :
( سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنِ الْبَدَاوَةِ (1) ) (2) ( فَقُلْتُ : هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَبْدُو ؟ ، فَقَالَتْ : نَعَمْ , " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَبْدُو إِلَى هَذِهِ التِّلَاعِ (3) ) (4) ( وَإِنَّهُ أَرَادَ الْبَدَاوَةَ مَرَّةً فَأَرْسَلَ إِلَيَّ نَاقَةً مُحَرَّمَةً (5) مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ , فَقَالَ لِي : يَا عَائِشَةُ ارْفُقِي ، فَإِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يَكُنْ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ , وَلَا نُزِعَ مِنْ شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا شَانَهُ " ) (6)
__________
(1) أَيْ : الْخُرُوج إِلَى الْبَدْو وَالْمُقَام بِهِ . عون المعبود - (ج 5 / ص 365)
(2) ( د ) 2478
(3) ( التِّلَاع ) : مَجَارِي الْمَاء مِنْ أَعْلَى الْأَرْض إِلَى بُطُون الْأَوْدِيَة وَاحِدَتهَا تَلْعَة , وَقِيلَ : هُوَ مِنْ الْأَضْدَاد , يَقَع عَلَى مَا اِنْحَدَرَ مِنْ الْأَرْض وَمَا اِرْتَفَعَ مِنْهَا . عون المعبود - (ج 5 / ص 365)
(4) ( حم ) 24352 , ( د ) 2478
(5) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : النَّاقَة الْمُحَرَّمَة الَّتِي لَمْ تُرْكَب وَلَمْ تُذَلَّل فَهِيَ غَيْر وَطِئَة .
وَيُقَال : أَعْرَابِيّ مُحَرَّم , إِذَا كَانَ جِلْفًا لَمْ يُخَالِط أَهْل الْحَضَر . عون المعبود - (ج 5 / ص 365)
(6) ( د ) 2478 , ( حم ) 24352 , ( خد ) 469 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 453 ، الصَّحِيحَة : 524(3/885)
( 2 ) الرِّفْقُ بِالْحَيَوَانِ
( 1 ) الرِّفْقُ بِالْحَيَوَانِ بِتَقْدِيمِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ لَه
( د حم ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَاجَةٍ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ , فَمَرَّ بِبَعِيرٍ مُنَاخٍ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ ) (1) ( قَدْ لَحِقَ ظَهْرُهُ بِبَطْنِهِ (2) ) (3) ( ثُمَّ مَرَّ بِهِ آخِرَ النَّهَارِ وَهُوَ عَلَى حَالِهِ , فَقَالَ : أَيْنَ صَاحِبُ هَذَا الْبَعِيرِ ؟ " , فَابْتُغِيَ فَلَمْ يُوجَدْ ) (4) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " اتَّقُوا اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ الْمُعْجَمَةِ (5) فَارْكَبُوهَا صَالِحَةً , وَكُلُوهَا صَالِحَةً (6) ) (7) ثُمَّ ارْكَبُوهَا صِحَاحًا وَارْكَبُوهَا سِمَانًا (8) "
__________
(1) ( حم ) 17662 , ( حب ) 545 , انظر الصحيحة تحت حديث : 23 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) أَيْ : مِنْ الْجُوع . عون المعبود - (ج 5 / ص 448)
(3) ( د ) 2548 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 104 ، الصَّحِيحَة : 23
(4) ( حم ) 17662
(5) أَيْ : خَافُوا اللَّه فِي هَذِهِ الْبَهَائِم الَّتِي لَا تَقْدِر عَلَى النُّطْق فَتَسْأَل مَا بِهَا مِنْ الْجُوع وَالْعَطَش وَالتَّعَب وَالْمَشَقَّة .عون المعبود - (ج 5 / ص 448)
(6) أَيْ : حَال كَوْنهَا صَالِحَة لِلْأَكْلِ أَيْ سَمِينَة . عون المعبود - (ج 5 / ص 448)
(7) ( د ) 2548
(8) ( حم ) 17662 , ( حب ) 545(3/886)
( م د حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :( " كَانَ أَحَبَّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِحَاجَتِهِ هَدَفٌ (1) أَوْ حَائِشُ نَخْلٍ (2) ) (3) ( فَدَخَلَ يَوْمًا حَائِطًا ) (4) ( لِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ , فَإِذَا جَمَلٌ , فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ , فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (5) ( فَمَسَحَ سَرَاتَهُ (6) وَذِفْرَاهُ (7) فَسَكَنَ , فَقَالَ : " مَنْ صَاحِبُ ) (8) ( هَذَا الْجَمَلِ ؟ , لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ ؟ " , فَجَاءَ فَتًى مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ : لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَقَالَ : " أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللَّهُ إِيَّاهَا ؟ , فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ (9) " ) (10)
__________
(1) الهدف : كُلّ بِنَاء مُرْتَفِع مُشْرِف . عون المعبود - (ج 5 / ص 449)
(2) قَالَ صَاحِبُ النِّهَايَةِ : الْحَائِطُ الْبُسْتَانُ مِنْ النَّخْلِ إِذَا كَانَ عَلَيْهِ حَائِطٌ وَهُوَ الْجِدَارُ .
(3) ( م ) 79 - ( 342 ) , ( جة ) 340
(4) ( حم ) 1747 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(5) ( د ) 2549
(6) سراة البعير : أعلى ظهره . مستخرج أبي عوانة - (ج 1 / ص 420)
(7) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : الذِّفْرَى مِنْ الْبَعِير مُؤَخِّر رَأْسه . عون المعبود - (ج 5 / ص 449)
(8) ( حم ) 1747
(9) أدأبه : أجهده بملازمة العمل والإكثار منه .
(10) ( د ) 2549 , ( حم ) 1747 , انظر الصحيحة : 20 , صحيح الترغيب والترهيب : 2269(3/887)
( حم تخ ) , وَعَنْ سَوَادَةَ بْنَ الرَّبِيعِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلْتُهُ , " فَأَمَرَ لِي بِذَوْدٍ (1) ثُمَّ قَالَ لِي : إِذَا رَجَعْتَ إِلَى بَيْتِكَ ) (2) ( فَمُرْ بَنِيكَ ) (3) ( فَلْيُحْسِنُوا غِذَاءَ رِبَاعِهِمْ (4) ) (5) ( وَلْيَحْتَلِبُوا عَلَيْهَا سِخَالَهَا , لَا تُدْرِكُهَا السَّنَةُ وَهِيَ عِجَافٌ ) (6) ( وَمُرْهُمْ فَلْيُقَلِّمُوا أَظْفَارَهُمْ , وَلَا يَبُطُّوا (7) بِهَا ضُرُوعَ مَوَاشِيهِمْ إِذَا حَلَبُوا " ) (8)
__________
(1) الذَّوْد : ما بين الثلاثة إلى عشرة من الإبل .
(2) ( حم ) 16003 , انظر الصَّحِيحَة : 317 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(3) ( تخ ) 2418 , انظر الصَّحِيحَة : 1936
(4) الرِّباع : جمع ربع , وهو ما وُلِد من الإبل في الربيع , يعني حديثة الولادة .
(5) ( حم ) 16003
(6) ( تخ ) 2418 , ( هق ) 15598
(7) لَا يَبُطُّوا : أي لَا يشقوا أو يجرحوا .
(8) ( حم ) 16003 , ( هق ) 15598 , ( طب ) ج5ص68ح4604 , انظر الصَّحِيحَة : 317(3/888)
( م ط د يع ) , وَعَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ، وَيَرْضَى بِهِ , وَيُعِينُ عَلَيْهِ مَا لَا يُعِينُ عَلَى الْعُنْفِ ) (1) ( فَإِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْخِصْبِ (2) فَأَعْطُوا ) (3) ( هَذِهِ الدَّوَابَّ الْعُجْمَ ) (4) ( حَظَّهَا مِنْ الْأَرْضِ (5) ) (6) ( وَلَا تَعْدُوا الْمَنَازِلَ (7) ) (8) ( وَإِذَا سَافَرْتُمْ فِي السَّنَةِ (9) فَأَسْرِعُوا عَلَيْهَا السَّيْرَ ) (10) ( بَادِرُوا بِهَا نِقْيَهَا (11) ) (12)
وفي رواية (13) : إذَا أَخْصَبَتِ الأَرْضُ فَانْزِلُوا عَنْ ظَهْرِكُمْ فَأَعْطُوهُ حَقَّهُ مِنَ الْكَلَإِ , وَإِذَا أَجْدَبَتِ الأَرْضُ فَامْضُوا عَلَيْهَا بِنِقْيِهَا "
__________
(1) ( ط ) 1767 , ( عب ) 9251 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1770 , صحيح الترغيب والترهيب : 2668
(2) أَيْ : زَمَان كَثْرَة الْعَلَف وَالنَّبَات . عون المعبود - (ج 5 / ص 482)
(3) ( م ) 178 - ( 1926 ) , ( ت ) 2858
(4) ( ط ) 1767 , ( عب ) 9251 , ( م ) 178 - ( 1926 )
(5) أَيْ : دَعُوهَا سَاعَة تَرْعَى , إِذْ حَقّهَا مِنْ الْأَرْض رَعْيهَا فِيهِ . عون المعبود - (ج 5 / ص 482)
(6) ( م ) 178 - ( 1926 ) , ( ت ) 2858
(7) أَيْ : لَا تُجَاوِزُوا الْمَنْزِل الْمُتَعَارَف إِلَى آخَر اِسْتِسْرَاعًا , لِأَنَّ فِيهِ إِتْعَاب الْأَنْفُس وَالْبَهَائِم . عون المعبود(ج 5 / ص 482)
(8) ( د ) 2570 , ( حم ) 15132
(9) أَيْ : الْقَحْط .
(10) ( م ) 178 - ( 1926 ) , ( ت ) 2858 , ( د ) 2569
(11) أَيْ : أَسْرِعُوا عَلَيْهَا السَّيْرَ مَا دَامَتْ قَوِيَّةً بَاقِيَةَ النِّقْيِ وَهُوَ الْمُخُّ .تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 177)
(12) ( م ) 1926 , ( ت ) 2858 , ( حم ) 8905
(13) ( يع ) 3618 , ( هق ) 10123 , انظر الصَّحِيحَة : 682(3/889)
( خ م حم ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( دَخَلَتْ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ ) (1) ( حَبَسَتْهَا ) (2) ( فلَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَسَقَتْهَا إِذْ حَبَسَتْهَا , وَلَا هِيَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ ) (3) ( مِنْ حَشَرَاتِ الْأَرْضِ ) (4) ( حَتَّى مَاتَتْ مِنْ الْجُوعِ ) (5) ( فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ ) (6) ( وَغُفِرَ لِرَجُلٍ نَحَّى غُصْنَ شَوْكٍ عَن الطَّرِيقِ ) (7) "
__________
(1) ( خ ) 3140
(2) ( خ ) 2236
(3) ( م ) 135 - ( 2619 ) , ( خ ) 2236
(4) ( م ) 152 - م - ( 2243 ) , ( حم ) 7834 , ( خ ) 3140 , ( جة ) 4256
(5) ( حم ) 7834 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(6) ( خ ) 2236 , ( م ) 151 - ( 2242 )
(7) ( حم ) 7834(3/890)
( خ م س حب ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" ( عُرِضَتْ عَلَيَّ ) (1) ( جَهَنَّمُ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا ) (2) ( وَرَأَيْتُ فِيهَا امْرَأَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ تُعَذَّبُ فِي هِرَّةٍ لَهَا رَبَطَتْهَا ، فَلَمْ تُطْعِمْهَا ) (3) ( وَلَمْ تَسْقِهَا ) (4) ( وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ (5) حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا ) (6) ( فَهِيَ إذَا أَقْبَلَتْ تَنْهَشُهَا وَإذَا أَدْبَرَتْ تَنْهَشُهَا ) (7) "
__________
(1) ( م ) 904
(2) ( خ ) 1154 , ( م ) 904
(3) ( م ) 904
(4) ( س ) 1496
(5) ( خَشَاش الْأَرْض ) : حَشَرَات الْأَرْضِ .
(6) ( م ) 904
(7) ( حب ) 5622 , ( خ ) 712 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب تحت حديث : 2274(3/891)
( 2 ) الرِّفْقُ بِالْحَيَوَانِ بِاسْتِخْدَامِهِ لِمَا خُلِقَ لَهُ
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( بَيْنَمَا رَجُلٌ رَاكِبٌ عَلَى بَقَرَةٍ ) (1) ( فَضَرَبَهَا ) (2) ( فَالْتَفَتَتْ إِلَيْهِ الْبَقَرَةُ فَقَالَتْ : إِنِّي لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا ، وَلَكِنِّي إِنَّمَا خُلِقْتُ ) (3) ( لِلْحِرَاثَةِ " ) (4) ( فَقَالَ النَّاسُ تَعَجُّبًا وَفَزَعًا : سُبْحَانَ اللَّه , بَقَرَةٌ تَكَلَّمُ ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " فَإِنِّي أُومِنُ بِهِ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ") (5) ( قَالَ أَبُو سَلَمَةَ : وَمَا هُمَا يَوْمَئِذٍ فِي الْقَوْمِ (6) ) (7) .
__________
(1) ( خ ) 2199
(2) ( خ ) 3284
(3) ( م ) 2388
(4) ( خ ) 2199
(5) ( م ) 2388
(6) أَيْ : لَمْ يَكُونَا يَوْمَئِذٍ حَاضِرَيْنِ , وإِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذلك ثِقَةً بِهِمَا لِعِلْمِهِ بِصِدْقِ إِيمَانِهِمَا وَقُوَّةِ يَقِينِهِمَا , وَكَمَالِ مَعْرِفَتِهِمَا بِقُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 131)
(7) ( خ ) 2199(3/892)
( حم ) , وَعَنْ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( بَعَثَنِي أَهْلِي بِلَقُوحٍ (1) إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , " فَأَمَرَنِي أَنْ أَحْلِبَهَا " , فَحَلَبْتُهَا ) (2) ( فَلَمَّا أَخَذْتُ لِأُجْهِدَهَا قَالَ : لَا تَفْعَلْ , دَعْ دَاعِيَ اللَّبَنِ (3) " ) (4)
__________
(1) اللَّقوح : الناقة الوالدة حديثا .
(2) ( حم ) 16750 , ( حب ) 5283
(3) أَيْ : أبْقِ في الضَّرْع قليلا من اللبَنِ ولا تَسْتَوْعِبْه كلَّه فإن الذي تُبْقيه فيه يَدْعُو ما وراءَه من اللبَنِ فيُنْزلُه , وإذا اسْتُقْصِي كل ما في الضَّرْع أبطأ دَرُّه على حالبِه . النهاية في غريب الأثر - (ج 2 / ص 280)
(4) ( حم ) 19002 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3376 , الصَّحِيحَة : 1860(3/893)
( حم ) , وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ارْكَبُوا هَذِهِ الدَّوَابَّ سَالِمَةً , وَاتَّدِعُوهَا سَالِمَةً , وَلَا تَتَّخِذُوهَا كَرَاسِيَّ " (1)
__________
(1) ( حم ) 15677 ( خز ) 2544 , ( ك ) 2486 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 908 , الصَّحِيحَة : 21(3/894)
( د ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَة - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِيَّاكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا ظُهُورَ دَوَابِّكُمْ مَنَابِرَ ، فَإِنَّ اللَّهَ إِنَّمَا سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُبَلِّغَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ ، وَجَعَلَ لَكُمْ الْأَرْضَ ، فَعَلَيْهَا فَاقْضُوا حَاجَتَكُمْ " (1)
__________
(1) ( د ) 2567 , انظر الصَّحِيحَة : 22(3/895)
( س ) , وَعَنْ أَبِي كَاهِلٍ الْأَحْمَسِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ عَلَى نَاقَةٍ وَحَبَشِيٌّ آخِذٌ بِخِطَامِهَا (1) " (2)
__________
(1) الزِّمَام وَالْخِطَام بِمَعْنًى ، وَهُوَ الْخَيْط الَّذِي تُشَدّ فِيهِ الْحَلْقَة الَّتِي تُسَمَّى بِالْبُرَةِ - بِضَمِّ الْمُوَحَّدَة وَتَخْفِيف الرَّاء الْمَفْتُوحَة - فِي أَنْف الْبَعِير . فتح الباري لابن حجر - ( ح67)
(2) ( س ) 1573 , ( جة )1284 , ( حم ) 16761(3/896)
( س ) , وَعَنْ نُبَيْطٍ الْأَشْجَعِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ بِعَرَفَةَ قَبْلَ الصَلَاةِ " (1)
__________
(1) ( س ) 3007 , ( د ) 1916 , ( جة ) 1286 , ( حم ) 18743(3/897)
( هق ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَخِّرُوا الْأَحْمَالَ (1) فَإِنَّ الْأَيْدِيَ مُعَلَّقَةٌ ، وَالْأَرْجُلَ مُوثَقَةٌ (2) " (3)
__________
(1) أَيْ : لا تضعوا الأحمال على الدواب حتى يحين موعد الرحيل .
(2) أَيْ : اجعلوا الحمل وسط ظهر الدابة ، فإنه إن قدم عليها أضر بيديها ، وإن أخر أضر برجليها .
(3) , ( هق ) 11441 , ( طس ) 4508 , صَحِيح الْجَامِع : 228 , الصَّحِيحَة : 1130(3/898)
( د ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كُنَّا إِذَا نَزَلْنَا مَنْزِلاً لَا نُسَبِّحُ حَتَّى نَحُلَّ الرِّحَالَ (1) " (2)
__________
(1) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : أَيْ لَا نُصَلِّي سُبْحَة الضُّحَى حَتَّى نَحُطّ الرِّحَال وَنُلَجِّم الْمَطِيّ ,
وَكَانَ بَعْض الْعُلَمَاء يَسْتَحِبّ أَنْ لَا يَطْعَم الرَّاكِب إِذَا نَزَلَ حَتَّى يَعْلِف الدَّابَّة . عون المعبود - (ج 5 / ص 452)
(2) ( د ) 2551 , ( طس ) 1376 , وصححه الألباني في المشكاة : 3917 ، وهداية الرواة : 3840(3/899)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَوْ غُفِرَ لَكُمْ مَا تَأْتُونَ إِلَى الْبَهَائِمِ لَغُفِرَ لَكُمْ كَثِيرًا " (1)
__________
(1) ( حم ) 27526 , ( هب ) 5188 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5274 , الصَّحِيحَة : 514(3/900)
( 3 ) عَدَمُ اِتِّخَاذِ الْحَيَوَانِ غَرَضًا لِلرَّمْي وَاللَّعِب
( م ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُقْتَلَ شَيْءٌ مِنْ الدَّوَابِّ صَبْرًا (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : إمْسَاكُهُ حَيًّا ثُمَّ يُرْمَى حَتَّى يَمُوتَ . سبل السلام - (ج 6 / ص 296)
(2) ( م ) 60 - ( 1959 ) , ( جة ) 3188 , ( حم ) 14463(3/901)
( خ م حم ) , وَعَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
( دَخَلْتُ مَعَ جَدِّي أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - دَارَ الْحَكَمِ بْنِ أَيُّوبَ ، فَإِذَا قَوْمٌ قَدْ نَصَبُوا دَجَاجَةً يَرْمُونَهَا ) (1) ( فَكُلَّمَا أَصَابَهَا سَهْمٌ صَاحَتْ ) (2) ( فَقَالَ أَنَسٌ : " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تُصْبَرَ الْبَهَائِمُ ) (3) ( لِلْقَتْلِ " ) (4)
__________
(1) ( م ) 58 - ( 1956 ) , ( خ ) 5194
(2) ( حم ) 13005 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( خ ) 5194 , ( م ) 58 - ( 1956 ) , ( س ) 4439 , ( د ) 2816 , ( حم ) 12182
(4) ( خ ) 5195 , ( حم ) 5682(3/902)
( س ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :" مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أُنَاسٍ وَهُمْ يَرْمُونَ كَبْشًا بِالنَّبْلِ , " فَكَرِهَ ذَلِكَ وَقَالَ : لَا تُمَثِّلُوا بِالْبَهَائِمِ " (1)
__________
(1) ( س ) 4440 , ( يع ) 6790(3/903)
( خ م ) , وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ :
( كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - ، فَمَرَرْنَا بِفِتْيَةٍ نَصَبُوا دَجَاجَةً يَرْمُونَهَا ، فَلَمَّا رَأَوْا ابْنَ عُمَرَ تَفَرَّقُوا عَنْهَا ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ مَنْ فَعَلَ هَذَا ؟ ) (1) ( " إنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَعَنَ مَنْ اتَّخَذَ شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا (2) ) (3) "
__________
(1) ( خ ) 5196 , ( م ) 59 - ( 1958 )
(2) أَيْ : هَدَفًا .
(3) ( م ) 1958 , ( س ) 4441 , ( حم ) 5587(3/904)
( س ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَعَنَ اللَّهُ مَنْ مَثَّلَ بِالْحَيَوَانِ " (1)
__________
(1) ( س ) 4442 , ( حم ) 3133 , ( حب ) 5617 , انظر الصَّحِيحَة : 2431(3/905)
( هق ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ صَبْرِ الرُّوحِ وَخِصَاءِ الْبَهَائِمِ (1) " (2)
__________
(1) قال الزهري : الإخصاء صبر شديد , انظر ( يع ) 2497
(2) ( هق ) 19575 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6960(3/906)
( م ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَتَّخِذُوا شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا " (1)
__________
(1) ( م ) 58 - م - ( 1957 ) , ( ت ) 1475 , ( س ) 4443 , ( جة ) 3187 , ( حم ) 2480(3/907)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ :
" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أَكْلِ الْمُجَثَّمَةِ , وَهِيَ الَّتِي تُصْبَرُ بِالنَّبْلِ (1) " (2)
__________
(1) ( الْمُجَثَّمَة ) : الَّتِي تُرْبَط وَتُجْعَل غَرَضًا لِلرَّمْيِ ، فَإِذَا مَاتَتْ مِنْ ذَلِكَ لَمْ يَحِلّ أَكْلهَا ، لِأَنَّهَا تَصِير مَوْقُوذَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 15 / ص 459)
(2) ( ت ) 1473 , ( س ) 4448 , ( د ) 3719 , ( حم ) 1989(3/908)
( 4 ) صَيْدُ الْحَيَوَانَات لِلْعَبَثِ وَاللَّعِب
( س ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا مِنْ إِنْسَانٍ قَتَلَ عُصْفُورًا فَمَا فَوْقَهَا بِغَيْرِ حَقِّهَا إِلَّا سَأَلَهُ اللَّهُ - عز وجل - عَنْهَا " , فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَمَا حَقُّهَا ؟ , قَالَ : " حَقُّهَا أَنْ يَذْبَحُهَا فَيَأْكُلَهَا , وَلَا يَقْطَعُ رَأْسَهَا فَيَرْمِي بِهَا " (1)
__________
(1) ( س ) 4445 , ( حم ) 6550 , ( ك ) 7574 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1092 , 2266(3/909)
( ك ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ أَعْظَمَ الذُّنُوبِ عِنْدَ اللَّهِ رَجُلٌ تَزَوَّجَ امْرَأَةً ، فَلَمَّا قَضَى حَاجَتَهُ مِنْهَا طَلَّقَهَا وَذَهَبَ بِمَهْرِهَا ، وَرَجُلٌ اسْتَعْمَلَ رَجُلًا فَذَهَبَ بِأُجْرَتِهِ ، وَآخَرُ يَقْتُلُ دَابَّةً عَبَثًا " (1)
__________
(1) ( ك ) 2743 , ( هق ) 14173 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1567 ، الصَّحِيحَة : 999(3/910)
( 5 ) الرِّفْقُ عِنْد ذَبْح الْحَيَوَان أَوْ قَتْله
( ك طس ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( " مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى رَجُلٍ وَاضِعٍ رِجْلَهُ عَلَى صَفْحَةِ شَاةٍ وَهُوَ يُحِدُّ شَفْرَتَهُ وَهِيَ تَلْحَظُ إِلَيْهِ بِبَصَرِهَا ) (1) ( فَقَالَ : أَتُرِيدُ أَنْ تُمِيتَهَا مَوْتَاتٍ ؟ , هَلَّا حَدَدْتَ شَفْرَتَكَ قَبْلَ أَنْ تُضْجِعَهَا ؟ " ) (2)
__________
(1) ( طس ) 3590 , ( عب ) 8608 , ( ك ) 7570
(2) ( ك ) 7570 , ( عب ) 8608 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 93 , الصَّحِيحَة : 24(3/911)
( جة ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِحَدِّ الشِّفَارِ , وَأَنْ تُوَارَى عَنْ الْبَهَائِمِ , وَقَالَ : إِذَا ذَبَحَ أَحَدُكُمْ فَلْيُجْهِزْ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : أَسْرَعَ فِي الذَّبْح . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 6 / ص 201)
(2) ( جة ) 3172 , ( حم ) 5864 , انظر الصَّحِيحَة : 3130 ، وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :1091 , والحديث ضعيف في مصادره .(3/912)
( م طب ) , عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " إِنَّ اللَّهَ مُحْسِنٌ يُحِبُّ الْإِحْسَانَ (1) ) (2) ( كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ , فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ (3) وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ (4) وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ (5) وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ (6) " ) (7)
__________
(1) جملة ( إِنَّ اللَّهَ مُحْسِنٌ يُحِبُّ الإِحْسَانَ ) عند ( ابن أبي عاصم في الديات )
(2) ( طب ) 7/275ح7121 , ( عب ) 8603 , انظر صحيح الجامع : 1824 , الصَّحِيحَة : 469
(3) الْإِحْسَان فِيهَا اِخْتِيَار أَسْهَل الطُّرُق وَأَقَلّهَا إِيلَامًا . عون المعبود - (ج 6 / ص 272)
(4) أَيْ : لَا يَصْرَعهَا بِعُنْفٍ ، وَلَا يَجُرّهَا لِلذَّبْحِ بِعُنْفٍ ، وَلَا يَذْبَحهَا بِحَضْرَةِ أُخْرَى . عون المعبود(ج 6 / ص 272)
(5) وَيُسْتَحَبّ أَنْ لَا يَحُدّ بِحَضْرَةِ الذَّبِيحَة . عون المعبود - (ج 6 / ص 272)
(6) إِرَاحَتهَا تَحْصُل بِسَقْيِهَا , وَإِمْرَار السِّكِّين عَلَيْهَا بِقُوَّةٍ لِيُسْرِع مَوْتهَا فَتَسْتَرِيح مِنْ أَلَمه , وَقَالَ اِبْن الْمَلِك : أَيْ : لِيَتْرُكهَا حَتَّى تَسْتَرِيح وَتَبْرُد . عون المعبود - (ج 6 / ص 272)
(7) ( م ) 57 - ( 1955 ) , ( ت ) 1409 , ( س ) 4405 , ( د ) 2815 , ( جة ) 3170 , ( حم ) 16664(3/913)
( 6 ) وَسْمُ وَضَرْبُ وَجْهِ الْحَيَوَان
( م حب ) , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :مَرَّ حِمَارٌ برَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ كُوِيَ فِي وَجْهِهِ تَفُورُ مِنْخِرَاهُ دَمًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَعَنَ اللَّهُ مَنْ فَعَلَ هَذَا ، ثُمَّ نَهَى عَنِ الْكَيِّ الْوَسْمِ (1) فِي الْوَجْهِ ، وَالضَّرْبِ فِي الْوَجْهِ " (2)
__________
(1) ( م ) 106 - ( 2116 )
(2) ( حب ) 5626 , ( م ) 107 - ( 2117 ) , ( ت ) 1710 , ( حم ) 14197 الصَّحِيحَة : 2149 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2295(3/914)
( م د ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" ( رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِمَارًا ) (1) ( قَدْ وُسِمَ فِي وَجْهِهِ ) (2) ( فَأَنْكَرَ ذَلِكَ ) (3) ( وَقَالَ : أَمَا بَلَغَكُمْ أَنِّي قَدْ لَعَنْتُ مَنْ وَسَمَ الْبَهِيمَةَ فِي وَجْهِهَا أَوْ ضَرَبَهَا فِي وَجْهِهَا ؟ ) (4) ( فَوَاللَّهِ لَا أَسِمُهُ إِلَّا فِي أَقْصَى شَيْءٍ مِنْ الْوَجْهِ , فَأَمَرَ بِحِمَارٍ لَهُ فَكُوِيَ فِي جَاعِرَتَيْهِ (5) فَهُوَ - صلى الله عليه وسلم - أَوَّلُ مَنْ كَوَى الْجَاعِرَتَيْنِ ) (6) "
__________
(1) ( م ) 108 - ( 2118 )
(2) ( د ) 2564
(3) ( م ) 108 - ( 2118 )
(4) ( د ) 2564 , انظر صحيح الجامع : 1326 , والصحيحة : 1549
(5) الْجَاعِرَتَانِ : مَوْضِعُ الرَّقْمَتَيْنِ مِنْ اسْتِ الْحِمَارِ , وَهُوَ مَضْرِبُ الْفَرَسِ بِذَنَبِهِ عَلَى فَخِذَيْهِ .
قَالَ الْأَصْمَعِيُّ : هُمَا حَرْفَا الْوَرِكَيْنِ الْمُشْرِفَانِ عَلَى الْفَخِذَيْنِ .
(6) ( م ) 108 - ( 2118 )(3/915)
( خ ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِأَخٍ لِي يُحَنِّكُهُ وَهُوَ فِي مِرْبَدٍ (1) لَهُ ، فَرَأَيْتُهُ يَسِمُ شَاةً حَسِبْتُهُ قَالَ : فِي آذَانِهَا (2) " (3)
__________
(1) المِربَد : مَكَان الْإِبِل , وَكَأَنَّ الْغَنَم أُدْخِلَتْ فِيهِ مَعَ الْإِبِل . فتح الباري لابن حجر - (ج 15 / ص 497)
(2) هَذَا مَحَلّ التَّرْجَمَة , وَهُوَ الْعُدُول عَنْ الْوَسْم فِي الْوَجْه إِلَى الْوَسْم فِي الْأُذُن ، فَيُسْتَفَاد مِنْهُ أَنَّ الْأُذُن لَيْسَتْ مِنْ الْوَجْه ، وَفِيهِ حُجَّة لِلْجُمْهُورِ فِي جَوَاز وَسْم الْبَهَائِم بِالْكَيِّ ، وَخَالَفَ فِيهِ الْحَنَفِيَّة تَمَسُّكًا بِعُمُومِ النَّهْي عَنْ التَّعْذِيب بِالنَّارِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ اِدَّعَى بِنَسْخِ وَسْم الْبَهَائِم , وَجَعَلَهُ الْجُمْهُور مَخْصُوصًا مِنْ عُمُوم النَّهْي . وَاَللَّه أَعْلَم .
فتح الباري لابن حجر - (ج 15 / ص 497)
(3) ( خ ) 5222(3/916)
( طب ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
كَانَ الْعَبَّاسُ يَسِيرُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى بَعِيرٍ قَدْ وَسَمَهُ فِي وَجْهِهِ بِالنَّارِ , فَقَالَ : " مَا هَذَا الْمِيسَمُ يَا عَبَّاسُ ؟ " , فَقَالَ : مِيسَمٌ كُنَّا نَسِمُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , فَقَالَ : " لَا تَسِمُوا بِالْحَريقِ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : لا تعلموا الحيوانات بالكي بالنار , قال الألباني : يعني : في الوجه .
(2) ( طب ) ج11ص350 ح11983 , انظر الصَّحِيحَة : 305(3/917)
( 7 ) خَصْيُ الْحَيَوَان
( هق ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ صَبْرِ الرُّوحِ وَخِصَاءِ الْبَهَائِمِ (1) " (2)
__________
(1) قال الزهري : الإخصاء صبر شديد , انظر ( يع ) 2497
(2) ( هق ) 19575 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6960(3/918)
( ش ) , عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ إِخْصَاءِ الْخَيْلِ وَالْبَهَائِمِ " , وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : فِيهَا نَمَاءُ الْخَلْقِ . (1)
__________
(1) ( ش ) 32577 , ( حم ) 4769 , وقال الألباني في غاية المرام ح482: أخرجه أحمد وابن عدي في الكامل , وفي سنده ضعف , لكن للحديث طرق أخرى تجعله بمجموع طرقه بمرتبة الحسن على أقل الدرجات . أ . هـ(3/919)
( ط ) , وَعَنْ نَافِعٍ قَالَ :
كَانَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - كَانَ يَكْرَهُ الْإِخْصَاءَ وَيَقُولُ : فِيهِ تَمَامُ الْخَلْقِ . (1)
__________
(1) ( ط ) 1699(3/920)
( 26 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الزُّهْد
قَالَ تَعَالَى : { اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ , كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا , وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ , وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ } [الحديد/20]
( خ م حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( الشَّيْخُ يَكْبَرُ وَيَضْعُفُ جِسْمُهُ ، وَقَلْبُهُ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثْنَيْنِ : ) (1) ( حب الْعَيْشِ ) (2) ( وَحُبِّ الْمَالِ " ) (3)
__________
(1) ( حم ) 8403 , ( خ ) 6057 , انظر الصحيحة : 1906
(2) ( م ) 113 - ( 1046 ) , ( خ ) 6057
م ) 114 - ( 1046 ) , ( خ ) 6057 , ( ت ) 2331 , ( جة ) 4233 , ( حم ) 819 (3) ((3/921)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَيَشِبُّ مِنْهُ اثْنَانِ : الْحِرْصُ عَلَى الْمَالِ ، وَالْحِرْصُ عَلَى الْعُمُرِ " ) (1)
وفي رواية (2) : " يَكْبَرُ ابْنُ آدَمَ وَيَكْبَرُ مَعَهُ اثْنَانِ : حُبُّ الْمَالِ وَطُولُ الْعُمُرِ "
وفي رواية (3) : " يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَتَبْقَى مِنْهُ اثْنَتَانِ الْحِرْصُ وَالْأَمَلُ "
__________
(1) ( ت ) 2455 , ( م ) 114 - ( 1047 ) , ( جة ) 4234 , ( حم ) 13021
(2) ( خ ) 6058
(3) ( حم ) 12163 , انظر صحيح الجامع : 8173 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .66(3/922)
( م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَقْرَأُ : { أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ , حَتَّى زُرْتُمْ الْمَقَابِرَ } , فَقَالَ : يَقُولُ ابْنُ آدَمَ : مَالِي مَالِي , وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ ؟ , أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ ؟ , أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ ؟ ) (1) ( وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ ذَاهِبٌ وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ " ) (2)
__________
(1) ( م ) 3 - ( 2958 ) , ( ت ) 2342 , ( س ) 3613 , ( حم ) 16348
(2) ( م ) 4 - ( 2959 ) , ( حم ) 879966(3/923)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنَّا نَأْتِي النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ فَيُحَدِّثُنَا , فَقَالَ لَنَا ذَاتَ يَوْمٍ : " إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - قَالَ : إِنَّا أَنْزَلْنَا الْمَالَ لِإِقَامِ الصَلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ , وَلَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادٍ ) (1) ( مِنْ ذَهَبٍ لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَادِيَانِ ) (2) ( وَلَوْ كَانَ لَهُ وَادِيَانِ لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ ) (3) ( لَهُ ) (4) ( ثَالِثٌ , وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ (5) ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ (6) " ) (7)
__________
(1) ( حم ) 21399 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1781 , والصحيحة : 1639
(2) ( خ ) 6075
(3) ( حم ) 21399 , ( خ ) 6075
(4) ( ت ) 2337
(5) قَالَ الْكَرْمَانِيُّ : لَيْسَ الْمُرَاد الْحَقِيقَة فِي عُضْو بِعَيْنِهِ بِقَرِينَةِ عَدَم الِانْحِصَار فِي التُّرَاب إِذْ غَيْره يَمْلَؤُهُ أَيْضًا ، بَلْ هُوَ كِنَايَة عَنْ الْمَوْت لِأَنَّهُ مُسْتَلْزِم لِلِامْتِلَاءِ ، فَكَأَنَّهُ قَالَ : لَا يَشْبَع مِنْ الدُّنْيَا حَتَّى يَمُوت . فتح الباري(ج 18 / ص 250)
(6) أَيْ : أَنَّ اللَّهَ يَقْبَل التَّوْبَة مِنْ الْحَرِيص كَمَا يَقْبَلهَا مِنْ غَيْره . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 251)
(7) ( حم ) 21399 , ( خ ) 6075 , ( م ) 116 - ( 1048 ) , ( ت ) 2337 , ( جة ) 423566(3/924)
( حم ) , وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ مَطْعَمَ ابْنِ آدَمَ جُعِلَ مَثَلًا لِلدُّنْيَا ، وَإِنْ قَزَّحَهُ (1) وَمَلَّحَهُ ، فَانْظُرُوا إِلَى مَا يَصِيرُ (2) " (3)
__________
(1) أي : وضع فيه القزح وهو التابل .
(2) قَالَ الْحَسَنُ : وَقَدْ رَأَيْتُهُمْ يُطَيِّبُونَهُ بِالْأفَاوِيهِ وَالطِّيبِ ، ثُمَّ يَرْمُونَ بِهِ حَيْثُ رَأَيْتُمْ .
(3) ( حم ) 21277 , ( حب ) 702 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1778 ، الصَّحِيحَة : 38266(3/925)
( ك ) , وَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ الدُّنْيَا كُلَّهَا قَلِيلًا ، وَمَا بَقِيَ مِنْهَا إِلَّا الْقَلِيلُ مِنَ الْقَلِيلِ ، وَمَثَلُ مَا بَقِيَ مِنْهَا كَالثَّغْبِ (1) شُرِبَ صَفْوُهُ (2) وَبَقِيَ كَدَرُهُ (3) " (4)
__________
(1) الثغب : الموضع المطمئن في أعلى الجبل يَسْتَنْقِع فيه ماء المطر ,
وقيل : هو غَدِير في غِلَظ من الأرض أو على صخرة ويكون قليلا . النهاية في غريب الأثر - (ج 1 / ص 613)
(2) صفوه : الخالص النقي من كل شيء .
(3) الكدر : غير الصافي .
(4) ( ك ) 7904 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2617 , الصَّحِيحَة : 162566(3/926)
( طب ) , وَعَنْ سَلْمَانَ - رضي الله عنه - قَالَ :
جَاءَ قَوْمٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ لَهُمْ : " أَلَكُمْ طَعَامٌ ؟ " , قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : " فَلَكُمْ شَرَابٌ ؟ " قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : " فَتُصَفُّونَهُ ؟ " , قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : " وَتُبَرِّدُونَهُ ؟ " , قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : " فَإِنَّ مَعَادَهُمَا كَمَعَادِ الدُّنْيَا ، يَقُومُ أَحَدُكُمْ إِلَى خَلْفِ بَيْتِهِ فَيُمْسِكُ عَلَى أَنْفِهِ مِنْ نَتْنِهِ " (1)
__________
(1) ( طب ) ج6/ص248ح6119 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 324166(3/927)
( حم ) , وَعَنْ الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ الْكِلَابِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا ضَحَّاكُ , مَا طَعَامُكَ ؟ " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , اللَّحْمُ وَاللَّبَنُ , قَالَ : " ثُمَّ يَصِيرُ إِلَى مَاذَا ؟ , قُلْتُ : إِلَى مَا قَدْ عَلِمْتَ قَالَ : " فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ضَرَبَ مَا يَخْرُجُ مِنْ ابْنِ آدَمَ مَثَلًا لِلدُّنْيَا " (1)
__________
(1) , ( حم ) 15785 , ( طب ) ج8ص299ح8138 , انظر الصَّحِيحَة : 38266(3/928)
( ت ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ , مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : لا يُمَتِّعُ الْكَافِرَ مِنْهَا أَدْنَى تَمَتُّعٍ ، فَإِنَّ الْكَافِرَ عَدُوُّ اللَّهِ , وَالْعَدُوُّ لَا يُعْطَى شَيْئًا مِمَّا لَهُ قَدْرٌ عِنْدَ الْمُعَطِّي ،
فَمِنْ حَقَارَتِهَا عِنْدَهُ لَا يُعْطِيهَا لِأَوْلِيَائِهِ كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ حَدِيثُ : " إِنَّ اللَّهَ يَحْمِي عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ عَنْ الدُّنْيَا كَمَا يَحْمِي أَحَدُكُمْ الْمَرِيضَ عَنْ الْمَاءِ " . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 105)
(2) ( ت ) 2320 , ( جة ) 4110 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5292 , الصَّحِيحَة : 68666(3/929)
( م ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :( " مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالسُّوقِ دَاخِلًا مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَةِ (1) وَالنَّاسُ كَنَفَتَيْهِ (2) فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ (3) مَيِّتٍ , فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ ثُمَّ قَالَ : أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ ؟ " فَقَالُوا : مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ , وَمَا نَصْنَعُ بِهِ ؟ , قَالَ : " أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ ؟ " , قَالُوا : وَاللَّهِ لَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ ) (4) ( هَذَا السَّكَكُ بِهِ عَيْبًا ) (5) ( فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ ؟ , قَالَ : " فَوَاللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ " ) (6)
__________
(1) أَيْ : كَانَ دُخُوله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ بَعْض الْعَالِيَة إِلَى السُّوق ، وَالْعَالِيَة وَالْعَوَالِي أَمَاكِن بِأَعْلَى أَرَاضِي الْمَدِينَة ، وَأَدْنَاهَا عَلَى أَرْبَعَة أَمْيَال , وَأَبْعَدهَا مِنْ جِهَة نَجْد ثَمَانِيَة أَمْيَال , قَالَهُ اِبْن الْأَثِير . عون المعبود - (ج 1 / ص 208)
(2) أَيْ : على جانبيه .
(3) قَالَ الْقَاضِي عِيَاض فِي الْمَشَارِق : يُطْلَق عَلَى مُلْتَصِق الْأُذُنَيْنِ , وَعَلَى فَاقِدهمَا , وَعَلَى مَقْطُوعهمَا , وَعَلَى الْأَصَمّ الَّذِي لَا يَسْمَع ، وَالْمُرَاد هَاهُنَا الْأَوَّل , وَقَالَ اِبْن الْأَثِير : الْمُرَاد الثَّالِث ، وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي شَرْح مُسْلِم وَالْقُرْطُبِيّ : الْمُرَاد صَغِير الْأُذُنَيْنِ . عون المعبود - (ج 1 / ص 208)
(4) ( م ) 2 - ( 2957 )
(5) ( م ) 2 - م - ( 2957 )
(6) ( م ) 2 - ( 2957 ) , ( د ) 186 , ( حم ) 1497266(3/930)
( ت جة ) , وَعَنْ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنْتُ مَعَ الرَّكْبِ الَّذِينَ وَقَفُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى السَّخْلَةِ الْمَيِّتَةِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَتَرَوْنَ هَذِهِ هَانَتْ عَلَى أَهْلِهَا حِينَ أَلْقَوْهَا ؟ " , قَالُوا : مِنْ هَوَانِهَا أَلْقَوْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (1) ( قَالَ : " فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ - عز وجل - مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا " ) (2)
__________
(1) ( ت ) 2321
(2) ( جة ) 4111 , ( ت ) 2321 , ( حم ) 18049 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 323966(3/931)
( ت ) , وَعَنْ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ فِي الْيَمِّ , فَلْيَنْظُرْ بِمَاذَا يَرْجِعُ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2323 , ( م ) 55 - ( 2858 ) , ( جة ) 4108 , ( حم ) 1803866(3/932)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ " (1)
__________
(1) ( م ) 1 - ( 2956 ) , ( ت ) 2324 , ( جة ) 4113 , ( حم ) 827266(3/933)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ ، أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ ، وَمَنْ أَحَبَّ آخِرَتَهُ أَضَرَّ بِدُنْيَاهُ ، فَآثِرُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى " (1)
__________
(1) ( حم ) 19713 , ( حب ) 709 , ( ك ) 7897 , انظر الصَّحِيحَة : 3287 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3247(3/934)
( الزهد للإمام أحمد ) , وَعَنْ ثَوْبَانَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَوْ أَتَى بَابَ أَحَدِكُمْ فَسَأَلَهُ دِينَارًا لَمْ يُعْطِهِ إِيَّاهُ ، وَلَوْ سَأَلَهُ دِرْهَمًا لَمْ يُعْطِهِ إِيَّاهُ ، وَلَوْ سَأَلَهُ فَلْسًا لَمْ يُعْطِهِ إِيَّاهُ ، وَلَوْ سَأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ لأَعْطَاهَا إِيَّاهُ ، وَلَوْ سَأَلَهُ الدُّنْيَا لَمْ يُعْطِهَا إِيَّاهُ ، وَمَا يَمْنَعُهَا إِيَّاهُ لِهَوَانِهِ عَلَيْهِ ، ذُو طِمْرَيْنِ لَا يُؤْبَهُ لَهُ ، لَوْ يُقْسِمُ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ (1) " (2)
--------------
(1) أبرَّ اللهُ قَسَمَه : صدَّقَه وأجابَه وأمْضَاه .
(2) ( الزهد لأحمد بن حنبل ) 67 , ( هناد فى الزهد ) 587 , انظر الصَّحِيحَة : 2643666(3/935)
( حم ) , وَعَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - لَيَحْمِي عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ مِنَ الدُّنْيَا وَهُوَ يُحِبُّهُ , كَمَا تَحْمُونَ مَرِيضَكُمْ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ تَخَافُونَ عَلَيْهِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 23671 , ( هب ) 10450 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1814 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3179(3/936)
( ت ) , وَعَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا , كَمَا يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَحْمِي سَقِيمَهُ الْمَاءَ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2036 , ( ش ) 35705 , ( حب ) 669 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3180(3/937)
( الزهد لابن المبارك ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى قَبْرٍ دُفِنَ حَدِيثًا ، فَقَالَ : رَكْعَتَانِ خَفِيفَتَانِ مِمَّا تَحْقِرُونَ وَتَنْفِلُونَ يَزِيدُهُمَا هَذَا فِي عَمَلِهِ ، أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ بَقِيَّةِ دُنْيَاكُمْ " (1)
--------------
(1) أخرجه ابن المبارك في الزهد (1/10 ، رقم 31) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3518 , الصَّحِيحَة : 1388(3/938)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " جَلَسَ رَسُولُ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ ) (1) ( فَقَالَ : إِنَّ أَكْثَرَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ ) (2) ( مِنْ بَعْدِي مَا ) (3) ( يُخْرِجُ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ بَرَكَاتِ الْأَرْضِ " قِيلَ : وَمَا بَرَكَاتُ الْأَرْضِ ؟ ) (4) ( قَالَ : " مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا " , فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَوَيَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ (5) ؟ ) (6) ( " فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " , فَقُلْنَا : يُوحَى إِلَيْهِ , وَسَكَتَ النَّاسُ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِمْ الطَّيْرَ , " ثُمَّ إِنَّهُ مَسَحَ عَنْ وَجْهِهِ الرُّحَضَاءَ (7) فَقَالَ : أَيْنَ السَّائِلُ آنِفًا ) (8) ( - وَكَأَنَّهُ حَمِدَهُ - ؟ ) (9) ( فَقَالَ : أَوَخَيْرٌ هُوَ (10) ؟ - ثَلَاثًا - إِنَّ الْخَيْرَ لَا يَأْتِي إِلَّا بِالْخَيْرِ (11) ) (12) ( إِنَّهُ لَا يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ (13) ( وَإِنَّ كُلَّ مَا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ (14) يَقْتُلُ حَبَطًا (15) أَوْ يُلِمُّ (16) ) (17) ( إِلَّا آكِلَةَ الْخَضْرَاءَ (18) ) (19) ( فَإِنَّهَا تَأْكُلُ , حَتَّى إِذَا امْتَدَّتْ خَاصِرَتَاهَا (20) ) (21) ( اسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشَّمْسِ (22) ) (23) ( فَاجْتَرَّتْ (24) وَثَلَطَتْ (25) وَبَالَتْ , ثُمَّ عَادَتْ فَأَكَلَتْ (26) ) (27) ( وَإِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرٌ حُلْوٌ (28) وَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ هُوَ ) (29) ( لِمَنْ أَخَذَهُ بِحَقِّهِ ) (30) ( وَوَضَعَهُ فِي حَقِّهِ ) (31) ( فَجَعَلَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) (32) ( فَمَنْ يَأْخُذْ مَالًا بِحَقِّهِ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ , وَمَنْ يَأْخُذْ مَالًا بِغَيْرِ حَقِّهِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ ) (33) ( وَيَكُونُ شَهِيدًا عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (34) " ) (35)
__________
(1) ( خ ) 879
(2) ( خ ) 6063
(3) ( خ ) 1396
(4) ( خ ) 6063
(5) أَيْ : الْمَال لِقَوْلِهِ تَعَالَى { إِنْ تَرَك خَيْرًا } فَكَيْف يَتَرَتَّب عَلَيْهِ الشَّرّ حَتَّى يَخَاف مِنْهُ . شرح النسائي(ج4 / ص 65)
(6) ( خ ) 1396 , ( م ) 121 - ( 1052 )
(7) الرحضاء : عَرَق يَغْسِل الْجِلْد لِكَثْرَتِهِ ، شرح سنن النسائي - (ج 4 / ص 65)
وَأَكْثَر مَا يُسَمَّى بِهِ عَرَق الْحُمَّى . شرح النووي على مسلم(ج 4 / ص 5)
(8) ( خ ) 2687 , ( م ) 121 - ( 1052 )
(9) ( خ ) 1396
(10) مَعْنَاهُ : أَنَّ هَذَا الَّذِي يَحْصُل لَكُمْ مِنْ زَهْرَة الدُّنْيَا لَيْسَ بِخَيْرٍ ، وَإِنَّمَا هُوَ فِتْنَة ، فلَيْسَتْ هَذِهِ الزَّهْرَة بِخَيْرٍ لِمَا تُؤَدِّي إِلَيْهِ مِنْ الْفِتْنَة وَالْمُنَافَسَة وَالِاشْتِغَال بِهَا عَنْ كَمَالِ الْإِقْبَال عَلَى الْآخِرَة . شرح النووي على مسلم - (ج 4 / ص 4)
(11) مَعْنَاهُ : أَنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - حَذَّرَهُمْ مِنْ زَهْرَة الدُّنْيَا وَخَافَ عَلَيْهِمْ مِنْهَا ، فَقَالَ هَذَا الرَّجُل : إِنَّمَا يَحْصُل ذَلِكَ لَنَا مِنْ جِهَة مُبَاحَة كَغَنِيمَةٍ وَغَيْرهَا ، وَذَلِكَ خَيْر ، وَهَلْ يَأْتِي الْخَيْر بِالشَّرِّ ؟ وَهُوَ اِسْتِفْهَام إِنْكَار وَاسْتِبْعَاد ، أَيْ : يَبْعُدُ أَنْ يَكُون الشَّيْء خَيْرًا ثُمَّ يَتَرَتَّب عَلَيْهِ شَرّ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - : أَمَّا الْخَيْر الْحَقِيقِيّ فَلَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ ، أَيْ لَا يَتَرَتَّب عَلَيْهِ إِلَّا خَيْر , ثُمَّ ضَرَبَ لِذَلِكَ مَثَلًا . شرح النووي على مسلم - (ج 4 / ص 4)
(12) ( خ ) 2687 , ( م ) 121 - ( 1052 )
(13) ( خ ) 1396
(14) قِيلَ : هُوَ الْفَصْل الْمَشْهُور بِالْإِنْبَاتِ , وَقِيلَ : هُوَ النَّهَر الصَّغِير الْمُنْفَجِر عَنْ النَّهَر الْكَبِير .شرح النسائي(ج 4 / ص 65)
(15) ( الْحَبَط ) : التُّخَمَة . شرح النووي على مسلم - (ج 4 / ص 4)
(16) أَيْ : يَقْرُب مِنْ الْقَتْل . شرح سنن النسائي - (ج 4 / ص 65)
(17) ( م ) 121 - ( 1052 )
(18) أي : المواشي التي تأكل الخَضِر وهو مثل يُضرب للرجل المقتصد .
(19) ( خ ) 1396
(20) أَيْ : شَبِعَتْ . شرح سنن النسائي - (ج 4 / ص 65)
(21) ( م ) 122 - ( 1052 ) , ( خ ) 1396
(22) تَسْتَمْرِئ بِذَلِكَ . شرح سنن النسائي - (ج 4 / ص 65)
(23) ( خ ) 1396
(24) أَيْ : مَضَغَتْ جِرَّتَهَا . قَالَ أَهْل اللُّغَة ( الْجِرَّة ) بِكَسْرِ الْجِيم مَا يُخْرِجُهُ الْبَعِير مِنْ بَطْنه لِيَمْضَغَهُ ثُمَّ يَبْلَعَهُ .شرح النووي على مسلم - (ج 4 / ص 4)
(25) أَيْ : أَلْقَتْ رَجِيعهَا سَهْلًا رَقِيقًا . شرح سنن النسائي - (ج 4 / ص 65)
(26) مَعْنَاهُ : أَنَّ نَبَات الرَّبِيع وَخَضِرَهُ يَقْتُل حَبَطًا بِالتُّخَمَةِ لِكَثْرَةِ الْأَكْل ، أَوْ يُقَارِب الْقَتْل , إِلَّا إِذَا اُقْتُصِرَ مِنْهُ عَلَى الْيَسِير الَّذِي تَدْعُو إِلَيْهِ الْحَاجَة وَتَحْصُل بِهِ الْكِفَايَة الْمُقْتَصَدَة فَإِنَّهُ لَا يَضُرّ ، وَهَكَذَا الْمَال هُوَ كَنَبَاتِ الرَّبِيع مُسْتَحْسَن تَطْلُبهُ النُّفُوس وَتَمِيل إِلَيْهِ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَكْثِر مِنْهُ وَيَسْتَغْرِق فِيهِ غَيْر صَارِف لَهُ فِي وُجُوهه ، فَهَذَا يُهْلِكهُ أَوْ يُقَارِب إِهْلَاكه ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْتَصِد فِيهِ فَلَا يَأْخُذ إِلَّا يَسِيرًا ، وَإِنْ أَخَذَ كَثِيرًا فَرَّقَهُ فِي وُجُوهه كَمَا تَثْلِطُهُ الدَّابَّة فَهَذَا لَا يَضُرّهُ .شرح النووي على مسلم - (ج 4 / ص 4)
(27) ( خ ) 6063 , ( م ) 121 - ( 1052 )
(28) أَيْ : كَبَقْلَةِ خَضِرَة فِي الْمَنْظَر , حُلْوَة فِي الذَّوْق , فَلِكَثْرَةِ مَيْل الطَّبْع يَأْخُذ الْإِنْسَان بِكُلِّ وَجْه , فَيُؤَدِّيه ذَلِكَ إِلَى الْوَجْه الَّذِي لَا يَنْبَغِي فَيَهْلَك . شرح سنن النسائي - (ج 4 / ص 65)
(29) ( م ) 123 - ( 1052 ) , ( خ ) 1396
(30) ( خ ) 2687 , ( م ) 122 - ( 1052 )
(31) ( خ ) 6063 , ( م ) 122 - ( 1052 )
(32) ( خ ) 2687 , ( م ) 123 - ( 1052 )
(33) ( م ) 121 - ( 1052 ) , ( خ ) 1396
(34) يَحْتَمِل أَنْ يَشْهَد عَلَيْهِ حَقِيقَة بِأَنْ يُنْطِقهُ اللَّه تَعَالَى ، وَيَجُوز أَنْ يَكُون مَجَازًا ، وَالْمُرَاد شَهَادَة الْمَلِك الْمُوَكَّل بِهِ .فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 238)
(35) ( خ ) 2687 , ( م ) 123 - ( 1052 ) , ( س ) 2581 , ( جة ) 3995 , ( حم ) 11049(3/939)
( جة حم ) , وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ نَذْكُرُ الْفَقْرَ وَنَتَخَوَّفُهُ , فَقَالَ : " أَلْفَقْرَ تَخَافُونَ ؟ ) (1) ( أَوَتُهِمُّكُمْ الدُّنْيَا ؟ , فَإِنَّ اللَّهَ فَاتِحٌ لَكُمْ أَرْضَ فَارِسَ وَالرُّومِ ) (2) ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , لَتُصَبَّنَّ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا صَبًّا ) (3) ( حَتَّى لَا يُزِيغُكُمْ (4) بَعْدِي إِنْ أَزَاغَكُمْ إِلَّا هِيَ ) (5) ( وَايْمُ اللَّهِ (6) لَقَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى مِثْلِ الْبَيْضَاءِ (7) لَيْلُهَا وَنَهَارُهَا سَوَاءٌ " , قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : صَدَقَ وَاللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , تَرَكَنَا عَلَى مِثْلِ الْبَيْضَاءِ , لَيْلُهَا وَنَهَارُهَا سَوَاءٌ ) (8) .
__________
(1) ( جة ) 5
(2) ( حم ) 24028 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3257 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : حسن لغيره .
(3) ( جة ) 5
(4) أَيْ : يُميلكم عن الحق .
(5) ( حم ) 24028
(6) أي : وَاللهِ .
(7) ( البيضاء) وفي رواية ( المَحَجَّة البيضاء ) هي جادة الطريق , مَفْعَلَةٌ من الحج , وهو القصد -والميم زائدة .
فيض القدير - (ج 4 / ص 663)
وقال السندي : أَيْ : الْمِلَّة وَالْحُجَّة الْوَاضِحَة الَّتِي لَا تَقْبَل الشُّبَه أَصْلًا , فَصَارَ حَال إِيرَاد الشُّبَه عَلَيْهَا كَحَالِ كَشْف الشُّبَه عَنْهَا وَدَفْعهَا وَإِلَيْهِ الْإِشَارَة بِقَوْلِهِ لَيْلهَا كَنَهَارِهَا . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 36)
(8) ( جة ) 5(3/940)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا أَخْشَى عَلَيْكُمْ الْفَقْرَ , وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ التَّكَاثُرَ , وَمَا أَخْشَى عَلَيْكُمْ الْخَطَأَ , وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ الْعَمْدَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 8060 , ( حب ) 3222 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5523 , الصَّحِيحَة : 2216(3/941)
( خ م ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا فَصَلَّى عَلَى ) (1) ( قَتْلَى أُحُدٍ بَعْدَ ثَمَانِي سِنِينَ ) (2) ( صَلَاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ ) (3) ( ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ كَالْمُوَدِّعِ لِلْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ ) (4) ( فَقَالَ : إِنِّي بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فَرَطٌ , وَأَنَا عَلَيْكُمْ شَهِيدٌ , وَإِنَّ مَوْعِدَكُمْ الْحَوْضُ ) (5) ( وَإِنِّي وَاللَّهِ ) (6) ( لَأَنْظُرُ إِلَيْهِ ) (7) ( الْآنَ ) (8) ( مِنْ مَقَامِي هَذَا ) (9) ( وَإِنِّي قَدْ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ) (10) ( وَإِنِّي لَسْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ ) (11) ( أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي ) (12) ( وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا ) (13) ( أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا وَتَقْتَتِلُوا , فَتَهْلِكُوا كَمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ " ) (14) ( قَالَ عُقْبَةُ : فَكَانَتْ آخِرَ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (15) ( عَلَى الْمِنْبَرِ ) (16) .
__________
(1) ( خ ) 3401 , ( م ) 30 - ( 2296 )
(2) ( خ ) 3816
(3) ( خ ) 3401 , ( م ) 30 - ( 2296 )
(4) ( م ) 31 - ( 2296 )
(5) ( خ ) 3816 , ( م ) 30 - ( 2296 )
(6) ( خ ) 3401
(7) ( خ ) 3816
(8) ( خ ) 3401
(9) ( خ ) 3816 , ( م ) 30 - ( 2296 )
(10) ( خ ) 6062 , ( م ) 30 - ( 2296 )
(11) ( خ ) 3816
(12) ( خ ) 3401 , ( م ) 30 - ( 2296 )
(13) ( خ ) 3816 , ( م ) 31 - ( 2296 )
(14) ( م ) 31 - ( 2296 ) , ( خ ) 3401 , ( حم ) 17382
(15) ( خ ) 3816 , ( م ) 31 - ( 2296 )
(16) ( م ) 31 - ( 2296 )(3/942)
( حب طب ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا أَبَا ذَرٍّ ، أَتَرَى كَثْرَةَ الْمَالِ هُوَ الْغِنَى ؟ " , قُلْتُ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " وَتَرَى قِلَّةَ الْمَالِ هُوَ الْفَقْرُ ؟ " , قُلْتُ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " إنَّمَا الْغِنَى غِنَى الْقَلْبِ ، وَالْفَقْرُ فَقْرُ الْقَلْبِ ) (1) ( مَنْ كَانَ الْغِنَى فِي قَلْبِهِ فلَا يَضُرُّهُ مَا لَقِيَ فِي الدُّنْيَا ، وَمَنْ كَانَ الْفَقْرُ فِي قَلْبِهِ فلَا يُغْنِيهِ مَا كَثُرَ لَهُ فِي الدُّنْيَا ، وَإِنَّمَا يَضُرُّ نَفْسَهُ شُحُّهَا " ) (2)
__________
(1) ( حب ) 685 , ( ك ) 7929 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 827 , 3203
(2) ( طب ) ج2ص154ح1643 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7816(3/943)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ " (1)
__________
(1) ( خ ) 6081 , ( م ) 120 - ( 1051 ) , ( ت ) 2369 , ( جة ) 4137 ( حم ) 7314(3/944)
( ت د جة ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( " مَرَّ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ نُعَالِجُ (1) خُصًّا (2) لَنَا ) (3) ( فَقَالَ : " مَا هَذَا يَا عَبْدَ اللَّهِ ؟ " ) (4) ( فَقُلْتُ : خُصٌّ لَنَا ) (5) ( قَدْ وَهَى (6) فَنَحْنُ نُصْلِحُهُ , قَالَ : " مَا أَرَى الْأَمْرَ إِلَّا أَعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ " ) (7)
__________
(1) أَيْ : نُصْلِح . عون المعبود - (ج 11 / ص 273)
(2) الْخُصّ : الْبَيْت مِنْ الْقَصَب , أَوْ الْبَيْت يُسْقَفُ بِخَشَبَةٍ كَالْأَزَجِ . عون المعبود - (ج 11 / ص 273)
(3) ( ت ) 2335
(4) ( د ) 5235
(5) ( جة ) 4160
(6) أَيْ : تَخَرَّقَ وَانْشَقَّ , وَاسْتَرْخَى رِبَاطُهُ . عون المعبود - (ج 11 / ص 273)
(7) ( ت ) 2335 , ( د ) 5236 , ( جة ) 4160 , ( حم ) 6502 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3343 ، صحيح الأدب المفرد : 354(3/945)
( حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَلَاثَ حَصَيَاتٍ , فَوَضَعَ وَاحِدَةً , ثُمَّ وَضَعَ أُخْرَى بَيْنَ يَدَيْهِ , وَرَمَى بِالثَّالِثَةِ , فَقَالَ : هَذَا ابْنُ آدَمَ , وَهَذَا أَجَلُهُ , وَذَاكَ أَمَلُهُ - الَّتِي رَمَى بِهَا - " (1)
__________
(1) ( حم ) 13821 , ( خ ) 6055 , ( ت ) 2334 , ( جة ) 4232(3/946)
( خ ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَطًّا مُرَبَّعًا (1) وَخَطَّ خَطًّا فِي الْوَسَطِ خَارِجًا مِنْهُ , وَخَطَّ خُطَطًا صِغَارًا إِلَى هَذَا الَّذِي فِي الْوَسَطِ , مِنْ جَانِبِهِ الَّذِي فِي الْوَسَطِ , وَقَالَ : هَذَا الْإِنْسَانُ (2) وَهَذَا أَجَلُهُ قَدْ أَحَاطَ بِهِ (3) وَهَذَا الْخَطُّ الْخَارِجُ أَمَلُهُ , وَهَذِهِ الْخُطَطُ الصِّغَارُ الْأَعْرَاضُ (4) فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ (5) هَذَا , وَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا (6) " (7)
__________
(1) الْمُرَبَّع : الْمُسْتَوِي الزَّوَايَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 226)
(2) الْإِشَارَة بِقَوْلِهِ " هَذَا الْإِنْسَان " إِلَى النُّقْطَة الدَّاخِلَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 226)
(3) والْإِشَارَة بِقَوْلِهِ " وَهَذَا أَجَله مُحِيط بِهِ " إِلَى الْمُرَبَّع . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 226)
(4) ( الْأَعْرَاض ) : جَمْع عَرَض - بِفَتْحَتَيْنِ - والْمُرَاد بِالْأَعْرَاضِ الْآفَات الْعَارِضَة لَهُ .فتح الباري(ج 18ص226)
(5) أَيْ : أَصَابَهُ , وَعَبَّرَ بِالنَّهْشِ وَهُوَ لَدْغ ذَات السُّمّ مُبَالَغَة فِي الْإِصَابَة وَالْإِهْلَاك . فتح الباري(ج 18ص226)
(6) أَيْ : إِنْ سَلِمَ مِنْ هَذَا لَمْ يَسْلَم مِنْ هَذَا , وَإِنْ سَلِمَ مِنْ الْجَمِيع وَلَمْ تُصِبْهُ آفَة مِنْ مَرَضٍ أَوْ فَقْدِ مَالٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ بَغَتَهُ الْأَجَل , وَالْحَاصِل أَنَّ مَنْ لَمْ يَمُتْ بِالسَّيْفِ مَاتَ بِالْأَجَلِ , وَفِي الْحَدِيث إِشَارَةٌ إِلَى الْحَضّ عَلَى قِصَر الْأَمَل , وَالِاسْتِعْدَاد لِبَغْتَةِ الْأَجَل . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 226)
(7) ( خ ) 6054 , ( ت ) 2454(3/947)
( حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْرُجُ فَيُهَرِيقُ الْمَاءَ (1) فَيَتَمَسَّحُ بِالتُّرَابِ " ، فَأَقُولُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ الْمَاءَ مِنْكَ قَرِيبٌ ، فَيَقُولُ : " وَمَا يُدْرِينِي ؟ ، لَعَلِّي لَا أَبْلُغُهُ " (2)
__________
(1) أَيْ : يتبول .
(2) ( حم ) 2614 , ( طب ) ج12ص238ح12987 , انظر الصَّحِيحَة : 2629(3/948)
( حم ) , وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" لَمَّا بَعَثَنِي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْيَمَنِ قَالَ لِي : إِيَّاكَ وَالتَّنَعُّمَ ، فَإِنَّ عِبَادَ اللَّهِ لَيْسُوا بِالْمُتَنَعِّمِينَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 22158 , ( هب ) 6178 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2668 , الصَّحِيحَة : 353(3/949)
( بز ) , وَعَنْ فَاطِمَةَ بِنْتَ الْحُسَيْنٍ - رضي الله عنها - قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ مِنْ شِرَارِ أُمَّتِي الَّذِينَ غُذُّوا بِالنَّعِيمِ وَنَبَتَتْ عَلَيْهِ أَجْسَامُهُمْ ، الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَلْوَانَ الطَّعَامِ ، وَيَلْبَسُونَ أَلْوَانَ الثِّيَابِ ، وَيَتَشَدَّقُونَ بِالْكَلامِ " (1)
__________
(1) أخرجه البزار ( ص 324 - زوائد ابن حجر ) , ( هب ) 5669 , ابن أبي الدنيا في ( الصمت ) 150 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3705 , والصَّحِيحَة : 1891 ، وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2147(3/950)
( ت ك ) , وَعَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( أَكَلْتُ لَحْمًا كَثِيرًا وَثَرِيدًا ، ثُمَّ جِئْتُ فَقَعَدْتُ حِيَالَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَجَعَلْتُ أَتَجَشَّأُ ، فَقَالَ : أَقْصِرْ مِنْ جُشَائِكَ , فَإِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ شِبَعًا فِي الدُّنْيَا ) (1) ( أَطْوَلُهُمْ جُوعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " ) (2)
__________
(1) ( ك ) 7864 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1179 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2136
(2) ( ت ) 2478 , ( ك ) 7864 , ( جة ) 3350 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1199 , الصحيحة : 343(3/951)
( هب ) , وَعَنْ جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال :
لقيني عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وقد ابتعت (1) لحما بدرهم , فقال : ما هذا يا جابر ؟ , قلت : قَرِمَ (2) أهلي ، فابتعت لهم لحما بدرهم ، فجعل عمر يردد : قرم الأهل قرم الأهل حتى تمنيت أن الدرهم سقط مني ولم ألق عمر . (3)
__________
(1) أَيْ : اشتريت .
(2) القَرَمُ : شدّة الشهوة إِلى اللحم . لسان العرب - (ج 12 / ص 473)
(3) ( هب ) 5673 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2144(3/952)
( جة ك ) , وَعَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( جَاءَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ رضي الله عنهما يَسْعَيَانِ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , " فَضَمَّهُمَا إِلَيْهِ ) (1) ( وَقَالَ : إِنَّ الْوَلَدَ مَبْخَلَةٌ مَجْبَنَةٌ , مَجْهَلَةٌ مَحْزَنَةٌ ") (2)
__________
(1) ( جة ) 3666 , ( حم ) 17598 , انظر ( المشكاة ) ( 4691 - 4692 / التحقيق الثاني )
(2) ( ك ) 5284 , ( جة ) 3666 , ( حم ) 17598 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1990(3/953)
( م ت جة حم ) , وَعَنْ أَبِي عَسِيبٍ مَوْلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
( " خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ ) (1) ( فِي سَاعَةٍ لَا يَخْرُجُ فِيهَا وَلَا يَلْقَاهُ فِيهَا أَحَدٌ ) (2) ( فَإِذَا هُوَ بِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - ، فَقَالَ : مَا أَخْرَجَكُمَا مِنْ بُيُوتِكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ " , قَالَا : الْجُوعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " وَأَنَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا , قُومَا " , فَقَامَا مَعَهُ ) (3) ( فَانْطَلَقُوا إِلَى مَنْزِلِ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيْهَانِ الْأَنْصَارِيِّ وَكَانَ رَجُلًا كَثِيرَ النَّخْلِ وَالشَّاءِ ) (4) ( فَإِذَا هُوَ لَيْسَ فِي بَيْتِهِ ، فَلَمَّا رَأَتْهُ الْمَرْأَةُ قَالَتْ : مَرْحَبًا وَأَهْلًا ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَيْنَ فُلَانٌ ؟ " ، قَالَتْ : ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنْ الْمَاءِ ) (5) ( - وَلَمْ يَكُنْ لَهُ خَدَمٌ - فَلَمْ يَلْبَثُوا أَنْ جَاءَ أَبُو الْهَيْثَمِ بِقِرْبَةٍ يَزْعَبُهَا (6) فَوَضَعَهَا ثُمَّ جَاءَ يَلْتَزِمُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - (7) وَيُفَدِّيهِ بِأَبِيهِ وَأُمِّهِ , ثُمَّ انْطَلَقَ بِهِمْ إِلَى حَدِيقَتِهِ , فَبَسَطَ لَهُمْ بِسَاطًا ) (8) ( فَنَظَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَصَاحِبَيْهِ ثُمَّ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ , مَا أَحَدٌ الْيَوْمَ أَكْرَمَ أَضْيَافًا مِنِّي ) (9) ( ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى نَخْلَةٍ فَجَاءَ ) (10) ( بِعِذْقٍ (11) فِيهِ بُسْرٌ وَتَمْرٌ وَرُطَبٌ (12) ) (13) ( فَوَضَعَهُ ) (14) ( فَقَالَ : كُلُوا مِنْ هَذِهِ ) (15) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَفَلَا تَنَقَّيْتَ (16) لَنَا مِنْ رُطَبِهِ ؟ " فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنِّي أَرَدْتُ أَنْ تَخْتَارُوا مِنْ رُطَبِهِ وَبُسْرِهِ , فَأَكَلُوا , وَشَرِبُوا مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ , وَانْطَلَقَ أَبُو الْهَيْثَمِ لِيَصْنَعَ لَهُمْ طَعَامًا ) (17) ( وَأَخَذَ الشَّفْرَةَ (18) ثُمَّ جَالَ فِي الْغَنَمِ ) (19) ( فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِيَّاكَ وَالْحَلُوبَ " ) (20) ( لَا تَذْبَحَنَّ ذَاتَ دَرٍّ " , فَذَبَحَ لَهُمْ عَنَاقًا أَوْ جَدْيًا , فَأَتَاهُمْ بِهَا فَأَكَلُوا ) (21) ( فَلَمَّا أَنْ شَبِعُوا وَرَوُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ : ) (22) ( " هَذَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مِنْ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (23) ظِلٌّ بَارِدٌ , وَرُطَبٌ طَيِّبٌ , وَمَاءٌ بَارِدٌ ) (24) ( أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ الْجُوعُ ، ثُمَّ لَمْ تَرْجِعُوا حَتَّى أَصَابَكُمْ هَذَا النَّعِيمُ " ) (25) ( فَأَخَذَ عُمَرُ الْعِذْقَ فَضَرَبَ بِهِ الْأَرْضَ حَتَّى تَنَاثَرَ الْبُسْرُ قِبَلَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَئِنَّا لَمَسْئُولُونَ عَنْ هَذَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : " نَعَمْ , إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ : خِرْقَةٍ كَفَّ بِهَا الرَّجُلُ عَوْرَتَهُ , أَوْ كِسْرَةٍ (26) سَدَّ بِهَا جَوْعَتَهُ , أَوْ جُحْرٍ يَتَدَخَّلُ فِيهِ مِنْ الْحَرِّ وَالْقُرِّ (27) " ) (28)
__________
(1) ( ت ) 2367
(2) ( ت ) 2367
(3) ( م ) 140 - ( 2038 )
(4) ( ت ) 2367
(5) ( م ) 140 - ( 2038 )
(6) زَعْبُ الْقِرْبَة : اِحْتِمَالُهَا مُمْتَلِئَةً . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 156)
(7) أَيْ : يَضُمُّهُ إِلَى نَفْسِهِ وَيُعَانِقُهُ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 156)
(8) ( ت ) 2367
(9) ( م ) 140 - ( 2038 )
(10) ( ت ) 2367
(11) الْعِذْقُ : هِيَ الْغَضُّ مِنْ النَّخْلِ , قَالَ وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى اِسْتِحْبَابِ تَقْدِيمِ الْفَاكِهَةِ عَلَى الْخُبْزِ وَاللَّحْمِ .
تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 156)
(12) الْمَرْتَبَةُ لِثَمَرَةِ النَّخْلِ أَوَّلُهَا طَلْعٌ , ثُمَّ خِلَالٌ , ثُمَّ بَلَحٌ , ثُمَّ بُسْرٌ , ثُمَّ رُطَبٌ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 156)
(13) ( م ) 140 - ( 2038 )
(14) ( ت ) 2367
(15) ( م ) 140 - ( 2038 )
(16) أَيْ : اخترت .
(17) ( ت ) 2367
(18) أَيْ : السِّكين .
(19) ( جة ) 3181
(20) ( م ) 140 - ( 2038 ) , ( جة ) 3180
(21) ( ت ) 2367
(22) ( م ) 140 - ( 2038 )
(23) قَالَ النَّوَوِيُّ : أَمَّا السُّؤَالُ عَنْ هَذَا النَّعِيمِ فَقَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ : الْمُرَادُ السُّؤَالُ عَنْ الْقِيَامِ بِحَقِّ شُكْرِهِ , وَاَلَّذِي نَعْتَقِدُهُ أَنَّ السُّؤَالَ هَاهُنَا سُؤَالُ تَعْدَادِ النِّعَمِ , وَإِعْلَامٍ بِالِامْتِنَانِ بِهَا , وَإِظْهَارِ الْكَرَامَةِ بِإِسْبَاغِهَا , لَا سُؤَالُ تَوْبِيخٍ وَتَقْرِيعٍ وَمُحَاسَبَةٍ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 156)
(24) ( ت ) 2367 , ( حم ) 14678
(25) ( م ) 140 - ( 2038 )
(26) أَيْ : قطعة من الخبز .
(27) جملة : فَأَخَذَ عُمَرُ الْعِذْقَ فَضَرَبَ..عند ( حم ) : 20787 , وحسنها الألباني في صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3221 ، وهداية الرواة : 4182 , والقرّ : البرد الشديد .
(28) ( حم ) 20787 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 3221(3/954)
( ش ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
لَا يُصِيبُ أَحَدٌ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا نَقَصَ مِنْ دَرَجَاتِهِ عِنْدَ اللَّهِ , وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ كَرِيمًا . (1)
__________
(1) ( ش ) 34628 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3220(3/955)
( خ م ) , وَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ ، فَكَانَ عَامَّةَ مَنْ دَخَلَهَا الْمَسَاكِينُ ، وَأَصْحَابُ الْجَدِّ (1) مَحْبُوسُونَ , غَيْرَ أَنَّ أَصْحَابَ النَّارِ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ (2) وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ , فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا النِّسَاءُ " (3)
__________
(1) الْمُرَاد بِهِ أَصْحَاب الْبَخْت وَالْحَظّ فِي الدُّنْيَا ، وَالْغِنَى وَالْوَجَاهَة بِهَا ، وَقِيلَ : الْمُرَاد أَصْحَاب الْوِلَايَات ، وَمَعْنَاهُ مَحْبُوسُونَ لِلْحِسَابِ ، وَيَسْبِقهُمْ الْفُقَرَاء بِخَمْسِمِائَةِ عَام كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيث .شرح النووي(ج 9 / ص 103)
(2) أَيْ : مَنْ اِسْتَحَقَّ مِنْ أَهْل الْغِنَى النَّار بِكُفْرِهِ أَوْ مَعَاصِيه فَقَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ .شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 103)
(3) ( خ ) 4900 , ( م ) 93 - ( 2736 ) , ( حم ) 21874(3/956)
( م ) , وَعَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ البجلي قَالَ :
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : أَلَسْنَا مِنْ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ ؟ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ : أَلَكَ امْرَأَةٌ تَأْوِي إِلَيْهَا ؟ , قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : أَلَكَ مَسْكَنٌ تَسْكُنُهُ ؟ , قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : فَأَنْتَ مِنْ الْأَغْنِيَاءِ , قَالَ : فَإِنَّ لِي خَادِمًا , قَالَ : فَأَنْتَ مِنْ الْمُلُوكِ . (1)
__________
(1) ( م ) 37 - ( 2979 )(3/957)
( خد ) , وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " مَنْ أَصْبَحَ آمِنًا فِي سِرْبِهِ (1) مُعَافًى فِي جَسَدِهِ , عِنْدَهُ طَعَامُ يَوْمِهِ , فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ (2) لَهُ الدُّنْيَا ) (3) ( بِحَذَافِيرِهَا " ) (4)
__________
(1) السِّرْبُ : الْجَمَاعَةُ ، وَالْمَعْنَى فِي أَهْلِهِ وَعِيَالِهِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 131)
(2) حِيزَتْ : جُمِعَتْ .
(3) ( خد ) 300 , ( ت ) 2346 , ( جة ) 4141 , انظر صحيح الأدب المفرد : 230
(4) ( الآحاد والمثاني ) ح2126 , انظر صحيح الجامع : 6042 , الصَّحِيحَة : 2318(3/958)
( ك ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ أَشْقَى الأَشْقِيَاءِ مَنِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ فَقْرُ الدُّنْيَا وَعَذَابُ الْآخِرَةِ " (1)
__________
(1) ( ك ) 7911 , ( طس ) 1887 , هذا الحديث قال عنه الألباني في ضعيف الجامع رقم : 877 بأنه ( موضوع ) ،
وقال عنه في ضعيف الترغيب والترهيب 1856 : ( ضعيف ) , وفي صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب 3193 قال : ( حسن لغيره ) .ع(3/959)
( 1 ) فَضْلُ الزُّهْد
( الزهد ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" صَلَاحُ أَوَّلِ هَذِهِ الأُمَّةِ بِالزُّهْدِ وَالْيَقِينِ ، وَهَلَاكُ آخِرُهَا بِالْبُخْلِ وَالْأَمَلِ " (1)
----------------
(1) أخرجه أحمد في "الزهد" (ص 10) , ( طس ) 7650 , ( هب ) 10845 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3845 , الصَّحِيحَة : 3427 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3215(3/960)
( البغوي ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ :
أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا أَنَا عَمِلْتُهُ أَحَبَّنِي اللَّهُ وَأَحَبَّنِي النَّاسُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ , وَازْهَدْ فِيمَا عِنْدَ النَّاسِ يُحِبَّكَ النَّاسُ " (1)
-----------------
(1) ( شرح السنة ) 4037 , ( جة ) 4102 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 922 ، الصَّحِيحَة : 944(3/961)
( ت جة ) , وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ هَمَّهُ ) (1) ( جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ (2) وَجَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ (3) ) (4) ( وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ (5) وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ ) (6) ( فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ , وجَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ (7) وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ " ) (8)
__________
(1) ( ت ) 2465
(2) أَيْ : جَعَلَهُ مَجْمُوعَ الْخَاطِرِ بِتَهْيِئَةِ أَسْبَابِهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُ بِهِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 257)
(3) أَيْ : جَعَلَهُ قَانِعًا بِالْكَفَافِ وَالْكِفَايَةِ , كَيْ لَا يَتْعَبَ فِي طَلَبِ الزِّيَادَةِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 257)
(4) ( جة ) 4105 , ( ت ) 2465
(5) أَيْ : ذَلِيلَةٌ حَقِيرَةٌ تَابِعَةٌ لَهُ , لَا يَحْتَاجُ فِي طَلَبِهَا إِلَى سَعْيٍ كَثِيرٍ , بَلْ تَأْتِيهِ هَيِّنَةً لَيِّنَةً عَلَى رَغْمِ أَنْفِهَا وَأَنْفِ أَرْبَابِهَا .تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 257)
(6) ( ت ) 2465
(7) أَيْ : جِنْسَ الِاحْتِيَاجِ إِلَى الْخَلْقِ كَالْأَمْرِ الْمَحْسُومِ مَنْصُوبًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 257)
(8) ( جة ) 4105 , ( ت ) 2465 , ( حم ) 21630 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6510 ، الصَّحِيحَة : 404 , 950 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 90 , 1707 , 3168(3/962)
( جة ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا هَمَّ آخِرَتِهِ , كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ , وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ فِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا , لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهَا هَلَكَ " (1)
__________
(1) ( جة ) 257 , 4106 , ( ك ) 3658 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6189 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3171 , المشكاة : 263(3/963)
( جة ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ ، وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ ، مَلَأْتُ صَدْرَكَ شُغْلًا وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ " (1)
__________
(1) ( جة ) 4107 , ( ت ) 2466 , ( حم ) 8681 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1914 , الصَّحِيحَة : 1359(3/964)
( م ت ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ ) (1) ( وَكَانَ عَيْشُهُ كَفَافًا (2) ) (3) ( وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ ) (4)
__________
(1) ( م ) 125 - ( 1054 ) , ( ت ) 2348
(2) أَيْ : لَا يَنْقُصُ عَنْ حَاجَتِهِ , وَلَا يَزِيدُ عَلَى كِفَايَتِهِ فَيَبْطَرُ وَيَطْغَى . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 136)
(3) ( ت ) 2349 , ( حم ) 23989 , انظر صحيح الجامع : 3931 , وصحيح الترغيب والترهيب : 830
(4) ( م ) 125 - ( 1054 ) , ( ت ) 2348 , ( جة ) 4138 , ( حم ) 6572(3/965)
( حم ) , وَعَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" اثْنَتَانِ يَكْرَهُهُمَا ابْنُ آدَمَ : الْمَوْتُ , وَالْمَوْتُ خَيْرٌ لِلْمُؤْمِنِ مِنْ الْفِتْنَةِ , وَيَكْرَهُ قِلَّةَ الْمَالِ , وَقِلَّةُ الْمَالِ أَقَلُّ لِلْحِسَابِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 23674 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 139 , الصَّحِيحَة : 813(3/966)
( خد ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ أَوْلِيَائِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُتَّقُونَ ، وَإِنْ كَانَ نَسَبٌ أَقْرَبَ مِنْ نَسَبٍ ، فلَا يَأْتِينِي النَّاسُ بِالْأَعْمَالِ وَتَأْتُونَ بِالدُّنْيَا تَحْمِلُونَهَا عَلَى رِقَابِكُمْ ، فَتَقُولُونَ : يَا مُحَمَّدُ ، فَأَقُولُ هَكَذَا وَهَكَذَا : لَا , وَأَعْرَضَ فِي كِلا عِطْفَيْهِ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : جَانِبَيْهِ .
(2) , ( خد ) 897 , ( فر ) 903 , انظر الصَّحِيحَة : 765 , وصحيح الأدب المفرد : 692(3/967)
( حب ) , وَعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الِلَّهِمْ مَنْ آمَنَ بِكَ وَشَهِدَ أَنِّي رَسُولُكَ ، فَحَبِّبْ إِلَيْهِ لِقَاءَكَ ، وَسَهِّلْ عَلَيْهِ قَضَاءَكَ وَأَقْلِلْ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِكَ وَلَمْ يَشْهَدْ أَنِّي رَسُولُكَ ، فلَا تُحَبِّبْ إِلَيْهِ لِقَاءَكَ وَلَا تُسَهِّلْ عَلَيْهِ قَضَاءَكَ ، وَأَكْثِرْ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا " (1)
__________
(1) ( حب ) 208 , ( طب ) ج18ص313ح808 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1311 ، الصَّحِيحَة : 1338(3/968)
( د ) , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ إيَاسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
ذَكَرَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا عِنْدَهُ الدُّنْيَا فَقَالَ : " أَلَا تَسْمَعُونَ ؟ , أَلَا تَسْمَعُونَ ؟ , إِنَّ الْبَذَاذَةَ (1) مِنْ الْإِيمَانِ , إِنَّ الْبَذَاذَةَ مِنْ الْإِيمَانِ " (2)
__________
(1) الْبَذَاذَةُ : التَّقَشُّفَ . قَالَ أَبُو دَاوُد فِي سُنَنِهِ : الْبَذَاذَةَ : التَّقَحُّلُ , وَفِي النِّهَايَةِ : قَحَلَ : إذَا الْتَزَقَ جِلْدُهُ بِعَظْمِهِ مِنْ الْهُزَالِ وَالْبِلَى , وفِي النِّهَايَة الْبَذَاذَة : التَّوَاضُع فِي اللِّبَاس وَتَرْك الِافْتِخَار بِهِ .حاشية السندي على ابن ماجه (ج 7 / ص 477)
(2) ( د ) 4161 , ( جة ) 4118 , انظر صحيح الجامع : 2879 , والصحيحة : 341(3/969)
( ت ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" اسْتَحْيُوا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ " , فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ , قَالَ : " لَيْسَ ذَلِكَ , وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ : أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى , وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى , وَلْتَذْكُرْ الْمَوْتَ وَالْبِلَى , وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا , فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2458 , ( ش ) 34320 , ( حم ) 3671 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 935 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1724 , 2638 , 3337(3/970)
( هب ) , وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا مِنْ يَوْمٍ طَلَعَتْ شَمْسُهُ إِلَّا وَكَانَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ نِدَاءً يَسْمَعُهُ مَا خَلَقَ اللَّهُ كُلُّهُمْ غَيْرُ الثَّقَلَيْنِ (1) : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ ، إِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى ، وَلَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ إِلَّا وَكَانَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ نِدَاءً يَسْمَعُهُ خَلْقُ اللَّهِ كُلُّهُمْ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ : اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا (2) وَأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا (3) وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ قُرْآنًا فِي قَوْلِ الْمَلَكَيْنِ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ فِي سُورَةِ يُونُسَ : { وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } (4) وَأَنْزَلَ فِي قَوْلِهِمَا : اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا : { وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى , وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى , وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى , إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى , وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى , فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى , وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى , فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى } (5) " (6)
__________
(1) الثقلان : الإنس والجن .
(2) خلفا : عِوَضًا عما أنفق .
(3) تلفا : هلاكا وعَطَبًا وفَنَاء .
(4) [يونس/25]
(5) [الليل/1-10]
(6) ( هب ) 3259 , ( حم ) 21769 , ( حب ) 3329 , انظر الصَّحِيحَة : 443 , 947 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 917 , 3167 , والمشكاة : 5218(3/971)
( خ ت ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( " أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَنْكِبِي (1) فَقَالَ : " كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ ) (2) ( وَعُدَّ نَفْسَكَ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ " ) (3) ( وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ : إِذَا أَمْسَيْتَ فلَا تَنْتَظِرْ الصَّبَاحَ ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فلَا تَنْتَظِرْ الْمَسَاءَ وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ , وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ . ) (4)
__________
(1) المنكب : مُجْتَمَع رأس الكتف والعضد .
(2) ( خ ) 6053 , ( ت ) 2333
(3) ( ت ) 2333 , ( جة ) 4114 , انظر , انظر صحيح الجامع : 4579 , الصحيحة تحت حديث : 1157
(4) ( خ ) 6053 , ( ت ) 2333 , ( حم ) 6156(3/972)
( جة ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
أَحِبُّوا الْمَسَاكِينَ , فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ فِي دُعَائِهِ : " اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا , وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا , وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ " (1)
__________
(1) ( جة ) 4126 , ( ت ) 2352 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1261, الصَّحِيحَة : 308(3/973)
( ت حم ) , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِينَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصْفِ يَوْمٍ , وَهُوَ خَمْسُ مِائَةِ سَنَةٍ ) (1) ( وتلَا : { وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ } (2) ) (3) "
__________
(1) ( ت ) 2353 , ( جة ) 4122 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3189 , صَحِيح الْجَامِع : 7976
(2) [الحج/47]
(3) ( حم ) 10741 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : صحيح .(3/974)
( ت حم ) , وَعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا صَلَّى بِالنَّاسِ خَرَّ رِجَالٌ مِنْ قَامَتِهِمْ فِي الصَّلَاةِ لِمَا بِهِمْ مِنْ الْخَصَاصَةِ (1) - وَهُمْ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ - حَتَّى يَقُولَ الْأَعْرَابُ : إِنَّ هَؤُلَاءِ مَجَانِينُ , " فَإِذَا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الصَلَاةَ انْصَرَفَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ لَهُمْ : لَوْ تَعْلَمُونَ مَا لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ - عز وجل - لَأَحْبَبْتُمْ ) (2) ( أَنْ تَزْدَادُوا فَاقَةً وَحَاجَةً " ) (3)
__________
(1) أَيْ : الْجُوعِ وَالضَّعْفِ ، وَأَصْلُهَا الْفَقْرُ وَالْحَاجَةُ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 155)
(2) ( حم ) 23983 , ( ت ) 2368 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( ت ) 2368 , ( حم ) 23983 , ( حب ) 724 , انظر الصَّحِيحَة : 2169(3/975)
( م ت جة حم طب ) , وَعَنْ أَبِي سَلَامٍ الْحَبَشِيِّ قَالَ :
( بَعَثَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَأَتَيْتُهُ عَلَى بَرِيدٍ (1) فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَيْهِ قَالَ : لَقَدْ شَقَقْنَا عَلَيْكَ يَا أَبَا سَلَامٍ فِي مَرْكَبِكَ , قُلْتُ : أَجَلْ وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ الْمَشَقَّةَ عَلَيْكَ , وَلَكِنْ حَدِيثٌ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُ بِهِ عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْحَوْضِ , فَأَحْبَبْتُ أَنْ تُشَافِهَنِي بِهِ (2) فَقُلْتُ : حَدَّثَنِي ثَوْبَانُ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ ) (3) ( " إِنِّي لَبِعُقْرِ حَوْضِي ) (4) ( يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (5) ( أَذُودُ النَّاسَ لِأَهْلِ الْيَمَنِ (6) أَضْرِبُ بِعَصَايَ حَتَّى يَرْفَضَّ عَلَيْهِمْ (7) " , فَسُئِلَ عَنْ عَرْضِهِ فَقَالَ : " مِنْ مَقَامِي إِلَى عُمَانَ " , وَسُئِلَ عَنْ شَرَابِهِ فَقَالَ : أَشَدُّ بَيَاضًا مِنْ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنْ الْعَسَلِ ) (8) ( وَأَكَاوِيبُهُ (9) عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ ) (10) ( يَصُبُّ فِيهِ مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ مِنْ الْجَنَّةِ , أَحَدُهُمَا مِنْ ذَهَبٍ وَالْآخَرُ مِنْ وَرِقٍ (11) ) (12) ( مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا , وَأَوَّلُ النَّاسِ وُرُودًا عَلَيْهِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ ) (13) ( الشَّعِثَةُ رُءُوسُهُمْ (14) الشَّحِبَةُ وُجُوهُهُمْ , الدَّنِسَةُ (15) ثِيَابُهُمْ ) (16) ( الَّذِينَ لَا يَنْكِحُونَ الْمُتَنَعِّمَاتِ (17) وَلَا تُفْتَحُ لَهُمْ السُّدَدُ ) (18) ( - يَعْنِي أَبْوَابَ السُّلْطَانِ (19) - ) (20) ( يُوَكَّلُ بِهِمْ مَشَارِقُ الْأَرْضِ وَمَغَارِبُهَا , يُعْطُونَ كُلَّ الَّذِي عَلَيْهِمْ , وَلَا يُعْطَوْنَ كُلَّ الَّذِي لَهُمْ " ) (21) ( فَبَكَى عُمَرُ حَتَّى اخْضَلَّتْ (22) لِحْيَتُهُ ثُمَّ قَالَ : لَكِنِّي قَدْ نَكَحْتُ الْمُنَعَّمَاتِ ) (23) ( نَكَحْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمَلِكِ (24) ) (25) ( وَفُتِحَتْ لِي السُّدَدُ , لَا جَرَمَ أَنِّي لَا أَغْسِلُ ثَوْبِي ) (26) ( الَّذِي يَلِي جَسَدِي حَتَّى يَتَّسِخَ , وَلَا أَغْسِلُ رَأْسِي حَتَّى يَشْعَثَ ) (27) .
__________
(1) الْبَرِيدُ كَلِمَةٌ فَارِسِيَّةٌ , يُرَادُ بِهَا فِي الْأَصْلِ الْبَغْلُ , وَأَصْلُهَا بريده دم ، أَيْ : مَحْذُوفُ الذَّنَبِ ؛ لِأَنَّ بِغَالَ الْبَرِيدِ كَانَتْ مَحْذُوفَةَ الْأَذْنَابِ كَالْعَلَامَةِ لَهَا , فَأُعْرِبَتْ وَخُفِّفَتْ , ثُمَّ سُمِّيَ الرَّسُولُ الَّذِي يَرْكَبُهُ بَرِيدًا , قُلْت : وَالْمُرَادُ هُنَا مَعْنَاهُ الْأَصْلِيُّ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 236)
(2) أَيْ : تُحَدِّثَنِي بِهِ مُشَافَهَةً وَأَسْمَعَهُ مِنْك مِنْ غَيْرِ وَاسِطَةٍ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 236)
(3) ( جة ) 4303
(4) ( م ) 2301
(5) ( حم ) 22500 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده قوي .
(6) أَيْ : أَطْرُدُ النَّاس عَنْهُ غَيْر أَهْل الْيُمْن لِيَرْفَضَّ عَلَى أَهْل الْيُمْن ، وَهَذِهِ كَرَامَة لِأَهْلِ الْيَمَن فِي تَقْدِيمهمْ فِي الشُّرْبِ مِنْهُ مُجَازَاة لَهُمْ بِحُسْنِ صَنِيعهمْ وَتَقَدُّمهمْ فِي الْإِسْلَام , وَالْأَنْصَار مِنْ الْيَمَن ، فَيَدْفَعُ غَيْرهمْ حَتَّى يَشْرَبُوا كَمَا دَفَعُوا فِي الدُّنْيَا عَنْ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أَعْدَاءَهُ وَالْمَكْرُوهَات . ( النووي - ج 8 / ص 5)
(7) أَيْ : يَسِيلُ عَلَيْهِمْ . ( النووي - ج 8 / ص 5)
(8) ( م ) 2301
(9) جَمْعُ كُوبٍ , وَهُوَ الْكُوزُ الَّذِي لَا خُرْطُومَ لَهُ .
(10) ( ت ) 2444
(11) أي : من فضة .
(12) ( حم ) 22500
(13) ( ت ) 2444
(14) أَيْ : الْمُتَفَرِّقُوا الشَّعْرِ , المتغيرة المتلبدة من قلة تعهدها بالدَّهن .
(15) الدُّنْسُ : الْوَسَخُ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 236)
(16) ( حم ) 6162 , ( ت ) 2444 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3616
(17) أَيْ : لَوْ خَطَبُوا الْمُتَنَعِّمَاتِ مِنْ النِّسَاءِ لَمْ يُجَابُوا . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 236)
(18) ( ت ) 2444
(19) أَيْ : لَوْ دَقُّوا الْأَبْوَابَ وَاسْتَأْذَنُوا الدُّخُولَ لَمْ يُفْتَحْ لَهُمْ وَلَمْ يُؤْذَنْ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 236)
(20) ( طب ) 7546 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3617
(21) ( طب ) 13223 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3186 , ظلال الجنة : 727
(22) أي : ابتلَّت .
(23) ( جة ) 4303
(24) أي : نَكَحَ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَهِيَ بِنْتُ الْخَلِيفَةِ , وَجَدُّهَا خَلِيفَةٌ وَهُوَ مَرْوَانُ , وَإِخْوَتُهَا الأَرْبَعَةٌ : سُلَيْمَانُ وَيَزِيدُ وَهِشَامُ وَوَلِيدُ خُلَفَاءُ , وَزَوْجُهَا خَلِيفَةٌ ، فَهَذَا مِنْ الْغَرَائِبِ , وَفِيهَا قَالَ الشَّاعِرُ : بِنْتُ الْخَلِيفَةِ جَدُّهَا خَلِيفَةٌ زَوْجُ الْخَلِيفَةِ أُخْتُ الْخَلَائِفِ
(25) ( ت ) 2444
(26) ( جة ) 4303
(27) ( ت ) 2444(3/976)
( حم حب ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قَالَ لِي رَسُولُ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا أَبَا ذَرٍّ , ارْفَعْ بَصَرَكَ فَانْظُرْ أَرْفَعَ رَجُلٍ تَرَاهُ فِي الْمَسْجِدِ " , قَالَ : فَنَظَرْتُ فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ عَلَيْهِ حُلَّةٌ (1) فَقُلْتُ : هَذَا , فَقَالَ : " يَا أَبَا ذَرٍّ , ارْفَعْ بَصَرَكَ فَانْظُرْ أَوْضَعَ رَجُلٍ تَرَاهُ فِي الْمَسْجِدِ " , قَالَ " فَنَظَرْتُ , فَإِذَا رَجُلٌ ضَعِيفٌ عَلَيْهِ أَخْلَاقٌ (2) فَقُلْتُ : هَذَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , لَهَذَا أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (3) ( مِنْ مِلْءِ الْأَرْضِ مِنْ مِثْلِ هَذَا " ) (4) ( فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَفُلَانٌ هَكَذَا وَأَنْتَ تَصْنَعُ بِهِ مَا تَصْنَعُ ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّهُ رَأْسُ قَوْمِهِ ، فَأَنَا أَتَأَلَّفُهُمْ فِيهِ ) (5) ( فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَفَلا يُعْطَى مِنْ بَعْضِ مَا يُعْطَى الآخَرُ (6) ؟ , قَالَ : " إِذَا أُعْطِيَ خَيْرًا فَهُوَ أَهْلُهُ ، وَإِنْ صُرِفَ عَنْهُ فَقَدْ أُعْطِيَ حَسَنَةً " ) (7)
__________
(1) الْحُلَّة : إِزَار وَرِدَاء مِنْ جِنْس وَاحِد .( فتح - ح30)
(2) الأخلاق : الثياب البالية .
(3) ( حم ) 21531 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( حم ) 21433 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(5) أخرجه ابن وهب في " الجامع " ( ص 5 ) , انظر الصَّحِيحَة : 1037
(6) أَيْ : ألا يُعطى الفقير المؤمن بعض المال في الدنيا يقضي به حوائجَه ؟ .
(7) ( حب ) 685 , ( ك ) 7929 , انظر صحيح موارد الظمآن : 2174(3/977)
( خ ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( مَرَّ رَجُلٌ ) (1) ( مِنْ أَشْرَافِ النَّاسِ ) (2) ( عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : " مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا ؟ " ) (3) ( فَقَالُوا : هَذَا وَاللَّهِ حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَحَ , وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ ) (4) ( وَإِنْ قَالَ أَنْ يُسْمَعَ لِقَوْلِهِ ) (5) ( " فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " ) (6) ( ثُمَّ مَرَّ رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ , فَقَالَ : " مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا ؟ " , قَالُوا : ) (7) ( هَذَا حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ لَا يُنْكَحَ , وَإِنْ شَفَعَ أَنْ لَا يُشَفَّعَ , وَإِنْ قَالَ أَنْ لَا يُسْمَعَ لِقَوْلِهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الْأَرْضِ مِثْلَ هَذَا " ) (8)
__________
(1) ( خ ) 4803
(2) ( خ ) 6082 , ( جة ) 4120
(3) ( خ ) 4803
(4) ( خ ) 6082
(5) ( جة ) 4120 , ( خ ) 4803
(6) ( خ ) 6082
(7) ( خ ) 4803
(8) ( خ ) 6082 , ( جة ) 4120(3/978)
( ت ) , وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
إِنَّا لَجُلُوسٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَسْجِدِ , إِذْ طَلَعَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ - رضي الله عنه - , مَا عَلَيْهِ إِلَّا بُرْدَةٌ (1) لَهُ مَرْقُوعَةٌ بِفَرْوٍ , " فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَكَى لِلَّذِي كَانَ فِيهِ مِنْ النَّعْمَةِ (2) وَالَّذِي هُوَ الْيَوْمَ فِيهِ , ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : كَيْفَ بِكُمْ إِذَا غَدَا (3) أَحَدُكُمْ فِي حُلَّةٍ (4) وَرَاحَ (5) فِي حُلَّةٍ ؟ , وَوُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ صَحْفَةٌ (6) وَرُفِعَتْ أُخْرَى ؟ , وَسَتَرْتُمْ بُيُوتَكُمْ (7) كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ (8) ؟ " , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَنَحْنُ عَلَى دِينِنَا الْيَوْمَ ؟ , قَالَ : " وَأَنْتُمْ عَلَى دِينِكُمُ الْيَوْمَ " فَقَالُوا : نَحْنُ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مِنَّا الْيَوْمَ , نَتَفَرَّغُ لِلْعِبَادَةِ , وَنُكْفَى الْمُؤْنَةَ (9) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَأَنْتُمْ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْكُمْ يَوْمَئِذٍ (10) " (11)
__________
(1) البُرْدة : الشَّمْلَةُ المُخطَّطة ، وقيل : كِساء أسود مُرَبَّع فيه صورٌ .
(2) النَّعْمة ( بالفتح ) : التنعيم ، يقال : نعّمه الله , وامرأة مُنَعَّمة , والنِّعمة ( بالكسر ) : اليد والصنِيعة والمِنّة وما أُنعِم به عليك . الجامع لأحكام القرآن للقرطبي- (ج 1 / ص 5081)
(3) الغدو : السير والذهاب أول النهار .
(4) الْحُلَّة : إِزَار وَرِدَاء مِنْ جِنْس وَاحِد .( فتح - ح30)
(5) الرَّوَاح : السير والذهاب آخر النهار .
(6) أَيْ : قَصْعَةٌ مِنْ مَطْعُومٍ .
(7) أَيْ : سَتَرْتُمْ جُدْرَانَهَا فزَيَّنْتُمُوهَا بِالثِّيَابِ النَّفِيسَةِ مِنْ فَرْطِ التَّنَعُّمِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 268)
(8) فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ سِتْرَهَا مِنْ خُصُوصِيَّاتِهَا لِامْتِيَازِهَا . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 268)
(9) الْمَعْنَى : نَدْفَعُ عَنَّا تَحْصِيلَ الْقُوتِ لِحُصُولِهِ بِأَسْبَابٍ مُهَيَّأَةٍ لَنَا , فَنَتَفَرَّغُ لِلْعِبَادَةِ مِنْ تَحْصِيلِ الْعُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ , وَالْعَمَلِ بِالْخَيْرَاتِ الْبَدَنِيَّةِ وَالْمَبَرَّاتِ الْمَالِيَّةِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 268)
(10) لِأَنَّ الْفَقِيرَ الَّذِي لَهُ كَفَافٌ خَيْرٌ مِنْ الْغَنِيِّ , لِأَنَّ الْغَنِيَّ يَشْتَغِلُ بِدُنْيَاهُ وَلَا يَتَفَرَّغُ لِلْعِبَادَةِ مِثْلُ مَنْ لَهُ كَفَافٌ , لِكَثْرَةِ اِشْتِغَالِهِ بِتَحْصِيلِ الْمَالِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 268)
(11) ( ت ) 2476 , انظر الصَّحِيحَة : 2486 ، وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2142 ، وهداية الرواة : 5295 , والحديث ضعيف في ( ت ) .(3/979)
( بز ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْجُوعِ فِي وجُوهِ أَصْحَابِهِ فَقَالَ : أَبْشِرُوا ، فَإِنَّهُ سَيَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يُغْدَى (1) عَلَى أَحَدِكُمْ بِالْقَصْعَةِ (2) مِنَ الثَّرِيدِ (3) وَيُرَاحُ (4) عَلَيْهِ بِمِثْلِهَا " فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ ، قَالَ : " بَلْ أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْكُمْ يَوْمَئِذٍ " (5)
__________
(1) أي : يؤتى عليه بالطعام صباحا .
(2) القصعة : وعاء يؤكل ويُثْرَدُ فيه , وكان يتخذ من الخشب غالبا .
(3) الثريد : الطعام الذي يصنع بخلط اللحم والخبز المُفَتَّت مع المرق , وأحيانا يكون من غير اللحم .
(4) أي : يؤتى بالطعام مساءا .
(5) ( بز ) 1941 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2141 , 3308(3/980)
( يع ) ، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" عَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِلالا " ، فَأَخْرَجَ إِلَيْهِ صُبَرًا مِنْ تَمْرٍ ، فَقَالَ : " مَا هَذَا يَا بِلالُ ؟ " , قَالَ : تَمْرٌ ادَّخَرْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " أَمَا خِفْتَ أَنْ تَسْمَعَ لَهُ بُخَارًا فِي جَهَنَّمَ ؟ , أَنْفِقْ بِلالُ وَلا تَخَافَنَّ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا " (1)
__________
(1) ( يع ) 6040 , ( طب ) 1024 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1512 , الصَّحِيحَة : 2661 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 922(3/981)
( حم ) , وَعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنه - قَالَ :
أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ وَلَيْسَ لِي بِهَا مَعْرِفَةٌ , فَنَزَلْتُ فِي الصُّفَّةِ (1) مَعَ رَجُلٍ , فَكَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ كُلَّ يَوْمٍ مُدٌّ (2) مِنْ تَمْرٍ , " فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ " , فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَحْرَقَ بُطُونَنَا التَّمْرُ وَتَخَرَّقَتْ عَنَّا الْخُنُفُ (3) " فَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَخَطَبَ ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ لَوْ وَجَدْتُ خُبْزًا أَوْ لَحْمًا لَأَطْعَمْتُكُمُوهُ , أَمَا إِنَّكُمْ تُوشِكُونَ أَنْ يُرَاحَ عَلَيْكُمْ بِالْجِفَانِ (4) وَتَلْبَسُونَ مِثْلَ أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ " , قَالَ : فَمَكَثْتُ أَنَا وَصَاحِبِي ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْمًا وَلَيْلَةً مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا الْبَرِيرَ (5) حَتَّى جِئْنَا إِلَى إِخْوَانِنَا مِنْ الْأَنْصَارِ فَوَاسَوْنَا (6) وَكَانَ خَيْرَ مَا أَصَبْنَا هَذَا التَّمْرُ . (7)
__________
(1) أَصْحَاب الصُّفَّةِ : هُمْ الْفُقَرَاء الْغُرَبَاء الَّذِينَ كَانُوا يَأْوُونَ إِلَى مَسْجِد النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَكَانَتْ لَهُمْ فِي آخِره صُفَّة ، وَهُوَ مَكَان مُنْقَطِع مِنْ الْمَسْجِد , مُظَلَّل عَلَيْهِ يَبِيتُونَ فِيهِ ، وَأَصْله مِنْ صُفَّة الْبَيْت ، وَهِيَ شَيْء كَالظُّلَّةِ قُدَّامه .شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 380)
(2) المد : كيل يُساوي ربع صاع , وهو ما يملأ الكفين .
(3) الخُنُف : جمْعُ خَنِيف ، وهو نَوْعٌ غَلِيظٌ من أرْدَأ الكَتَّان .
(4) الجِفان : جمع جَفْنْة , وهي الأواني الخشبية .
(5) الْبَرِير : ثَمَر الْأَرَاك إذا اسود وفسد , والأراك : هو شجر معروف له حَمْلٌ كعناقيد العنب ، واسمه الكَباث بفتح الكاف ، وإذا نَضِج يسمى المرْدَ .
(6) الْمُوَاسَاة : هِيَ أَنْ يَجْعَل صَاحِب الْمَال يَده وَيَد صَاحِبه فِي مَاله سَوَاء .
(7) ( حم ) 16031 , ( ك ) 4290 , 8648 , انظر الصَّحِيحَة : 2486 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(3/982)
( هق ) , وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ (1) قَالَ :
دُعِيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ - رضي الله عنه - إِلَى طَعَامٍ ، فَلَمَّا جَاءَ رَأَى الْبَيْتَ مُنَجَّدًا (2) فَقَعَدَ خَارِجًا وَبَكَى ، فَقِيلَ لَهُ : مَا يُبْكِيكَ ؟ ، قَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا شَيَّعَ (3) جَيْشًا فَبَلَغَ ثَنِيّةَ الْوَدَاعِ (4) قَالَ : أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكُمْ وَأَمَانَاتِكُمْ وَخَوَاتِيمَ أَعْمَالِكُمْ ، فَرَأَى رَجُلًا ذَاتَ يَوْمٍ قَدْ رَقَعَ بُرْدَةً لَهُ بِقِطْعَةٍ ، فَاسْتَقْبَلَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَقَالَ هَكَذَا - وَمَدَّ يَدَيْهِ - وَقَالَ : تَطَالَعَتْ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا , تَطَالَعَتْ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا , تَطَالَعَتْ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا - أَيْ أَقْبَلَتْ - ثُمَّ قَالَ : أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ أَمْ إِذَا غَدَتْ عَلَيْكُمْ قَصْعَةٌ (5) وَرَاحَتْ أُخْرَى ؟ , وَيَغْدُو أَحَدُكُمْ فِي حُلَّةٍ وَيَرُوحُ فِي أُخْرَى ؟ ، وَتَسْتُرُونَ بُيُوتَكُمْ كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ ؟ " ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ : أَفَلَا أَبْكِي وَقَدْ بَقِيتُ حَتَّى تَسْتُرُونَ بُيُوتَكُمْ كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ ؟ . (6)
__________
(1) قال ابن سعد : محمد بن كعب بن حيان بن سليم ، الإمام العلامة الصادق , أبو حمزة ، وكان أبوه كعب من سبي بني قريظة ، سكن الكوفة ، ثم المدينة ، قالت أم محمد بن كعب القرظي له : يا بني , لولا أني أعرفك طيبا صغيرا وكبيرا لقلت: إنك أذنبت ذنبا موبقا لما أراك تصنع بنفسك ، قال : يا أماه لِلَّهِ وما يؤمنني أن يكون الله قد اطلع علي وأنا في بعض ذنوبي فمقتني وقال : اذهب لَا أغفر لك ، مع أن عجائب القرآن ترد بي على أمور حتى إنه لينقضي الليل ولم أفرغ من حاجتي قال أبو معشر وجماعة : توفي سنة ثمان ومئة . سير أعلام النبلاء - (ج 5 / ص 65)
(2) بيتٌ مُنَجَّد : إِذا كان مزيناً بالثياب والفُرش , ونُجُوده ستوره التي تعلق على حِيطانِه يُزَين بها .لسان العرب(ج3ص413)
(3) التَّشْيِيعُ : الْخُرُوجُ مَعَ الْمُسَافِرِ لِتَوْدِيعِهِ ، يُقَال : شَيَّعَ فُلَانًا , خَرَجَ مَعَهُ لِيُوَدِّعَهُ وَيُبْلِغَهُ مَنْزِلَهُ .نيل الأوطار(ج12ص54)
(4) ( ثَنِيّةَ الْوَدَاعِ ) : مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ , سُمِّيَتْ بِهَا لِأَنَّ مَنْ سَافَرَ كَانَ يُوَدَّعُ ثَمَّةَ وَيُشَيَّعُ إِلَيْهَا . وَالثَّنِيَّةُ مَا اِرْتَفَعَ مِنْ الْأَرْضِ , وَقِيلَ : الطَّرِيقُ فِي الْجَبَلِ .تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 407)
(5) القصعة : وعاء يؤكل ويُثْرَدُ فيه وكان يتخذ من الخشب غالبا .
(6) ( هق ) 14364 , انظر الصَّحِيحَة تحت حديث : 2384(3/983)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ :
( قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ , فَبَيْنَمَا أَنَا فِي حَلْقَةٍ فِيهَا مَلَأٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ ) (1) ( خَشِنُ الشَّعَرِ وَالثِّيَابِ وَالْهَيْئَةِ , حَتَّى قَامَ عَلَيْهِمْ , فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ : بَشِّرْ الْكَانِزِينَ بِرَضْفٍ (2) يُحْمَى عَلَيْهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ , ثُمَّ يُوضَعُ عَلَى حَلَمَةِ ثَدْيِ أَحَدِهِمْ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ نُغْضِ كَتِفِهِ (3) وَيُوضَعُ عَلَى نُغْضِ كَتِفِهِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ حَلَمَةِ ثَدْيِهِ يَتَزَلْزَلُ (4) ) (5) لِيُبْشِرْ الْكَنَّازُونَ بِكَيٍّ مِنْ قِبَلِ ظُهُورِهِمْ يَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ بُطُونِهِمْ , وَبِكَيٍّ مِنْ قِبَلِ أَقْفَائِهِمْ يَخْرُجُ مِنْ جِبَاهِهِمْ (6) ( قَالَ : فَوَضَعَ الْقَوْمُ رُءُوسَهُمْ فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ رَجَعَ إِلَيْهِ شَيْئًا ) (7) ( ثُمَّ تَنَحَّى إِلَى سَارِيَةٍ فَصَلَّى خَلْفَهَا رَكْعَتَيْنِ , فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ , فَقِيلَ : هَذَا أَبُو ذَرٍّ - رضي الله عنه - ) (8) ( فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ ) (9) ( فَقُلْتُ لَهُ : مَا شَيْءٌ سَمِعْتُكَ تَقُولُ قُبَيْلَ ؟ , فَقَالَ : مَا قُلْتُ إِلَّا شَيْئًا قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّهِمْ - صلى الله عليه وسلم - ) (10) ( فَقُلْتُ لَهُ : لَا أُرَى الْقَوْمَ إِلَّا قَدْ كَرِهُوا ) (11) ( مَا قُلْتَ لَهُمْ , فَقَالَ : إِنَّهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا ) (12) ( خَرَجْتُ لَيْلَةً مِنْ اللَّيَالِي , " فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَمْشِي وَحْدَهُ وَلَيْسَ مَعَهُ إِنْسَانٌ , فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَكْرَهُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَهُ أَحَدٌ " , فَجَعَلْتُ أَمْشِي فِي ظِلِّ الْقَمَرِ , " فَالْتَفَتَ فَرَآنِي فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ " , فَقُلْتُ : أَبُو ذَرٍّ , جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ , قَالَ : " تَعَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ " , فَمَشَيْتُ مَعَهُ سَاعَةً ) (13) ( فَاسْتَقْبَلَنَا أُحُدٌ , فَقَالَ : " يَا أَبَا ذَرٍّ " , فَقُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (14) ( قَالَ : " أَتُبْصِرُ أُحُدًا ؟ " - قَالَ : وَأَنَا أَرَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُرْسِلُنِي فِي حَاجَةٍ لَهُ - فَقُلْتُ : نَعَمْ ) (15) ( قَالَ : " مَا يَسُرُّنِي أَنَّ عِنْدِي مِثْلَ أُحُدٍ هَذَا ذَهَبًا تَمْضِي عَلَيَّ ثَالِثَةٌ (16) وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ إِلَّا شَيْئًا أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ , إِلَّا أَنْ أَقُولَ بِهِ فِي عِبَادِ اللَّهِ هَكَذَا , وَهَكَذَا , وَهَكَذَا ) (17) ( - فَحَثَا ) (18) ( عَنْ يَمِينِهِ , وَعَنْ شِمَالِهِ ) (19) ( وَبَيْنَ يَدَيْهِ ) (20) ( وَمِنْ خَلْفِهِ ) (21) ( ثُمَّ مَشَيْنَا فَقَالَ : " يَا أَبَا ذَرٍّ " ) (22) ( فَقُلْتُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (23) ( قَالَ : " إِنَّ الْأَكْثَرِينَ ) (24) ( أَمْوَالًا ) (25) ( هُمْ الْأَقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , إِلَّا مَنْ قَالَ ) (26) ( فِي عِبَادِ اللَّهِ هَكَذَا , وَهَكَذَا , وَهَكَذَا ) (27) ( - مِثْلَمَا صَنَعَ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى ) (28) ( فَحَثَا بَيْنَ يَدَيْهِ , وَعَنْ يَمِينِهِ , وَعَنْ شِمَالِهِ ) (29) ( وَمِنْ خَلْفِهِ - ) (30) ( وَعَمِلَ فِيهِ خَيْرًا ) (31) ( وَقَلِيلٌ مَا هُمْ " ) (32) ( فَقُلْتُ لَهُ : مَالَكَ وَلِإِخْوَتِكَ مِنْ قُرَيْشٍ ؟ , لَا تَعْتَرِيهِمْ (33) وَتُصِيبُ مِنْهُمْ ) (34) ( فَقَالَ : إِنَّ هَؤُلَاءِ لَا يَعْقِلُونَ , إِنَّمَا يَجْمَعُونَ الدُّنْيَا (35) لَا وَاللَّهِ لَا أَسْأَلُهُمْ عَنْ دُنْيَا وَلَا أَسْتَفْتِيهِمْ عَنْ دِينٍ ) (36) ( حَتَّى أَلْحَقَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ) (37) ( فَقُلْتُ لَهُ : مَا تَقُولُ فِي هَذَا الْعَطَاءِ ؟ , قَالَ : خُذْهُ , فَإِنَّ فِيهِ الْيَوْمَ مَعُونَةً , فَإِذَا كَانَ ثَمَنًا لِدِينِكَ فَدَعْهُ ) (38) .
__________
(1) ( م ) 34 - ( 992 )
(2) هِيَ الْحِجَارَة الْمُحْمَاة وَاحِدهَا رَضْفَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 496)
(3) النُّغْض : الْعَظْم الدَّقِيق الَّذِي عَلَى طَرَف الْكَتِف أَوْ عَلَى أَعْلَى الْكَتِف ، قَالَ الْخَطَّابِيُّ : هُوَ الشَّاخِص مِنْهُ ، وَأَصْل النُّغْض الْحَرَكَة , وَسُمِّيَ ذَلِكَ الْمَوْضِع نُغْضًا لِأَنَّهُ يَتَحَرَّك بِحَرَكَةِ الْإِنْسَان . فتح الباري (ج 4 / ص 496)
(4) أَيْ : يَضْطَرِب وَيَتَحَرَّك . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 496)
(5) ( خ ) 1342
(6) ( حم ) 21508 , ( م ) 35 - ( 992 )
(7) ( م ) 34 - ( 992 )
(8) ( حم ) 21523 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(9) ( خ ) 1342
(10) ( م ) 35 - ( 992 ) , ( حم ) 21508
(11) ( خ ) 1342
(12) ( م ) 34 - ( 992 )
(13) ( خ ) 6078 , ( م ) 33 - ( 94 )
(14) ( خ ) 6079
(15) ( خ ) 1342
(16) أَيْ : تمر علي ثلاثة أيام .
(17) ( خ ) 6079
(18) ( م ) 32 - ( 94 )
(19) ( خ ) 6079
(20) ( م ) 32 - ( 94 )
(21) ( خ ) 6079
(22) ( م ) 32 - ( 94 ) , ( خ ) 6079
(23) ( خ ) 5913
(24) ( خ ) 6079 , ( م ) 32 - ( 94 )
(25) ( خ ) 6262 , ( م ) 30 - ( 990 )
(26) ( خ ) 6079 , ( م ) 32 - ( 94 ) , ( س ) 2440
(27) ( حم ) 21389 , ( خ ) 6079 , ( م ) 32 - ( 94 )
(28) ( م ) 32 - ( 94 )
(29) ( ت ) 617 , ( خ ) 6079 , 6078 , ( م ) 30 - ( 990 )
(30) ( خ ) 6079 , ( م ) 30 - ( 990 )
(31) ( خ ) 6078 , ( م ) 33 - ( 94 )
(32) ( خ ) 6079 , 2258 , ( م ) 30 - ( 990 )
(33) أَيْ : تَأْتِيهِمْ وَتَطْلُب مِنْهُمْ ، يُقَال : عَرَوْته وَاعْتَرَيْته وَاعْتَرَرْته إِذَا أَتَيْته تَطْلُب مِنْهُ حَاجَة . شرح النووي(ج 3 / ص 431)
(34) ( م ) 34 - ( 992 )
(35) أَرَادَ الِاحْتِجَاج لِمَذْهَبِهِ فِي أَنَّ الْكَنْز كُلّ مَا فَضَلَ عَنْ حَاجَة الْإِنْسَان ، هَذَا هُوَ الْمَعْرُوف مِنْ مَذْهَب أَبِي ذَرّ ، وَالصَّحِيح الَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُور أَنَّ الْكَنْز هُوَ الْمَال الَّذِي لَمْ تُؤَدَّ زَكَاته ، فَأَمَّا إِذَا أُدِّيَتْ زَكَاته فَلَيْسَ بِكَنْزٍ ، سَوَاء كَثُرَ أَمْ قَلَّ ، وَقَالَ الْقَاضِي : الصَّحِيح أَنَّ إِنْكَاره إِنَّمَا هُوَ عَلَى السَّلَاطِين الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِأَنْفُسِهِمْ مِنْ بَيْت الْمَال وَلَا يُنْفِقُونَهُ فِي وُجُوهه وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ الْقَاضِي بَاطِل ؛ لِأَنَّ السَّلَاطِين فِي زَمَنه لَمْ تَكُنْ هَذِهِ صِفَتهمْ وَلَمْ يَخُونُوا فِي بَيْت الْمَال ، إِنَّمَا كَانَ فِي زَمَنه أَبُو بَكْر وَعُمَر وَعُثْمَان - رضي الله عنهم - وَتُوُفِّيَ فِي زَمَن عُثْمَان سَنَة ثِنْتَيْنِ وَثَلَاثِينَ . شرح النووي(ج3 / ص431)
(36) ( خ ) 1342
(37) ( م ) 34 - ( 992 )
(38) ( م ) 35 - ( 992 ) , ( حم ) 21508(3/984)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ - رضي الله عنه - قَالَ :
كُنْتُ مَعَ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - , فَخَرَجَ عَطَاؤُهُ وَمَعَهُ جَارِيَةٌ لَهُ , فَجَعَلَتْ تَقْضِي حَوَائِجَهُ , فَفَضَلَ مَعَهَا سَبْعٌ , فَأَمَرَهَا أَنْ تَشْتَرِيَ بِهِ فُلُوسًا (1) فَقُلْتُ لَهُ : لَوْ ادَّخَرْتَهُ لِحَاجَةٍ تَنُوبُكَ أَوْ لِلضَّيْفِ يَنْزِلُ بِكَ , فَقَالَ : " إِنَّ خَلِيلِي - صلى الله عليه وسلم - عَهِدَ إِلَيَّ أَنْ أَيُّمَا ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ أُوكِيَ عَلَيْهِ (2) فَهُوَ جَمْرٌ عَلَى صَاحِبِهِ حَتَّى يُفْرِغَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ - عز وجل - (3) " (4)
__________
(1) وفي رواية عن أبي ذر - رضي الله عنه - عند ابن المبارك في ( الزهد والرقائق ) ج2ص110 : فإن بقي منه شيء اشتريت به فلوسا ، فجعلتها عند نبطي ههنا ، فإن احتاج أهلي إلى لحم أخذوا منه ، وإن احتاجوا إلى شيء أخذوا منه ، ثم أحمل عليها في سبيل الله ، ليس عند آل أبي ذر دينار ولا درهم .
(2) أَيْ : رُبط عليه خيط أو حبل , والمراد المال المُخَبَّأ الزائد عن الحاجة .
(3) قلت : من أجل هذا الحديث كان أبو ذر - رضي الله عنه - يقول للولاة والأغنياء ما كان يقول .ع
(4) ( حم ) 21421 , ( بز ) 3926 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 929 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(3/985)
( خ م ت ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ , " فَلَمَّا رَآنِي مُقْبِلًا قَالَ : هُمْ الْأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (1) ( هُمْ الْأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ " ) (2) ( فَقُلْتُ : مَا شَأْنِي ؟ ) (3) ( لَعَلَّهُ أُنْزِلَ فِيَّ شَيْءٌ ) (4) ( فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ فَمَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَسْكُتَ , وَتَغَشَّانِي مَا شَاءَ اللَّهُ , فَقُلْتُ : مَنْ هُمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " الْأَكْثَرُونَ أَمْوَالًا , إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا , وَهَكَذَا , وَهَكَذَا ) (5) ( - فَحَثَا بَيْنَ يَدَيْهِ ) (6) ( وَمِنْ خَلْفِهِ , وَعَنْ يَمِينِهِ , وَعَنْ شِمَالِهِ - وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ) (7) ( ثُمَّ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ) (8) ( مَا مِنْ صَاحِبِ إِبِلٍ وَلَا بَقَرٍ وَلَا غَنَمٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاتَهَا إِلَّا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْظَمَ مَا كَانَتْ وَأَسْمَنَهُ , تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا , وَتَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا (9) كُلَّمَا نَفِدَتْ أُخْرَاهَا , عَادَتْ عَلَيْهِ أُولَاهَا حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ " ) (10)
__________
(1) ( ت ) 617 , ( م ) 30 - ( 990 )
(2) ( خ ) 6262
(3) ( خ ) 6262 , ( س ) 2440
(4) ( ت ) 617 , ( س ) 2440
(5) ( خ ) 6262 , ( م ) 30 - ( 990 )
(6) ( ت ) 617
(7) ( م ) 30 - ( 990 ) , ( ت ) 617
(8) ( ت ) 617 , ( م ) ( 990 )
(9) الظِّلف : الظفر المشقوق للبقرة والشاة والظبي ونحوها .
(10) ( م ) 30 - ( 990 ) , ( ت ) 617 , ( س ) 2440 , ( حم ) 21389 , ( جة ) 1785(3/986)
( جة ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" وَيْلٌ لِلْمُكْثِرِينَ ، إِلَّا مَنْ قَالَ : بِالْمَالِ هَكَذَا , وَهَكَذَا ، وَهَكَذَا , وَهَكَذَا - أَرْبَعٌ - عَنْ يَمِينِهِ ، وَعَنْ شِمَالِهِ ، وَمِنْ قُدَّامِهِ ، وَمِنْ وَرَائِهِ " (1)
__________
(1) ( جة ) 4129 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7137 , والصحيحة : 2412(3/987)
( ك طب ) , وَعَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( قُلْتُ لِأَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - : مَا لَكَ لَا تَطْلُبُ كَمَا يَطْلُبُ غَيْرُكَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ ؟ ) (1) ( فَقَالَ : لِأَنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِنَّ أَمَامَكُمْ عَقَبَةً (2) كَئُودًا (3) لَا يَجُوزُهَا الْمُثْقَلُونَ لَا يَنْجُو مِنْهَا إِلَّا كُلُّ مُخِفٍّ (4) " ، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَتَخَفَّفَ لِتِلْكَ الْعَقَبَةِ ) (5) .
__________
(1) ( طب ) , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 3177
(2) العَقَبةُ طريقٌ في الجَبَلِ وَعْرٌ . لسان العرب - (ج 1 / ص 619)
(3) عقَبَةٌ كَؤُود وكَأْداءُ : شاقَّة المَصْعَدِ صَعْبَةُ المُرْتَقى . لسان العرب - (ج 3 / ص 374)
(4) البزار في " مسنده " ( ص 325 - زوائده ) ، وابن جرير الطبري في " تهذيب الآثار " ( 1 / 407 / 935 ) , انظر الصَّحِيحَة : 2480
يريد به المخفَّ من الذُّنوب وأسباب الدّنيا وعُلَقها . النهاية في غريب الأثر - (ج 2 / ص 130)
(5) ( ك ) 8713 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2001 , الصَّحِيحَة تحت حديث : 2480 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3177(3/988)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي أَسْمَاءَ قَالَ :
دَخَلْتُ عَلَى أَبِي ذَرٍّ وَهُوَ بِالرَّبَذَةِ (1) وَعِنْدَهُ امْرَأَةٌ لَهُ سَوْدَاءُ مُسْغِبَةٌ (2) لَيْسَ عَلَيْهَا أَثَرُ الْمَجَاسِدِ (3) وَلَا الْخَلُوقِ (4) فَقَالَ : أَلَا تَنْظُرُونَ إِلَى مَا تَأْمُرُنِي بِهِ هَذِهِ السُّوَيْدَاءُ ؟ , تَأْمُرُنِي أَنْ آتِيَ الْعِرَاقَ , فَإِذَا أَتَيْتُ الْعِرَاقَ مَالُوا عَلَيَّ بِدُنْيَاهُمْ , " وَإِنَّ خَلِيلِي - صلى الله عليه وسلم - عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّ دُونَ جِسْرِ جَهَنَّمَ طَرِيقًا ذَا دَحْضٍ (5) وَمَزَلَّةٍ (6) وَإِنَّا أَنْ نَأْتِي عَلَيْهِ وَفِي أَحْمَالِنَا اقْتِدَارٌ (7) أَحْرَى أَنْ نَنْجُوَ عَنْ أَنْ نَأْتِيَ عَلَيْهِ وَنَحْنُ مَوَاقِيرُ (8) . (9)
__________
(1) ( الرَّبَذَة ) قرية بقرب المدينة على ثلاث مراحل منها , بقرب ذات عِرْق . فيض القدير - (ج 4 / ص 335)
(2) وفي الحديث أَنه قَدِم خَيْبَر بأَصحابِه وهم مُسْغِبُون , أَي : جِياعٌ ,
وامرأَةٌ سَغْبَى وجَمْعُها سِغابٌ , ويَتِيمٌ ذو مَسْغَبةٍ أَي ذو مَجاعةٍ . لسان العرب - (ج 1 / ص 468)
(3) المجاسِد : جَمْع مُجْسَد بضمّ الميم , وهو المصْبُوغ المُشْبع بالْجَسَد وهو الزعفران أو العُصْفر .
النهاية في غريب الأثر - (ج 1 / ص 750)
(4) هو طيبٌ معروف مُرَكب يُتَّخذ من الزَّعْفَرَان وغيره من أنْواع الطّيب وتَغْلب عليه الْحُمرة والصُّفْرة ,
وقد وَرَدَ تارة بإباحَتِه وتارة بالنَّهْي عنه والنَّهْيُ أكْثر وأثْبَتُ . وإنَّما نَهَى عنه لأنه من طِيب النِّساء وكُنَّ أكْثَر اسْتعمالاً له منهم , والظاهر أنّ أحاديث النَّهْي نَاسِخة . النهاية في غريب الأثر - (ج 2 / ص 144)
(5) الدحض: هو الزلق .
(6) المَزَلَّة والمَزِلَّة بكسر الزاي وفتحها : المكان الدَّحْضُ وهو موضع الزَّلَل .لسان العرب - (ج 11 / ص 306)
(7) الاقتدارُ على الشيء القُدْرَةُ عليه . لسان العرب - (ج 5 / ص 74)
(8) مَوَاقِيرُ: حاملون حملا ثقيلاً .
(9) ( حم ) 21454 , ( ك ) 8802 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3178 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(3/989)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ :
أَتَيْتُ عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ , فَقَالَ الْبَدَوِيُّ : " أَخَذَ بِيَدِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى , وَقَالَ : إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا اتِّقَاءَ اللَّهِ - عز وجل - إِلَّا أَعْطَاكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهُ " (1)
__________
(1) ( حم ) 20758 , صححه الألباني في كتاب ( حِجَابُ الْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَة ) ص46 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(3/990)
( خد جة حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ , عَنْ عَمِّهِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنَّا فِي مَجْلِسٍ فَطَلَعَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَى رَأْسِهِ أَثَرُ مَاءٍ , فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , نَرَاكَ طَيِّبَ النَّفْسِ ) (1) ( قَالَ : " أَجَلْ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ " ) (2) ( ثُمَّ خَاضَ الْقَوْمُ فِي ذِكْرِ الْغِنَى , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا بَأْسَ بِالْغِنَى لِمَنْ اتَّقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ , وَالصِّحَّةُ لِمَنْ اتَّقَى اللَّهَ خَيْرٌ مِنْ الْغِنَى , وَطِيبُ النَّفْسِ مِنَ النِّعَمِ ) (3) وَطِيبُ النَّفْسِ مِنْ النَّعِيمِ (4) "
__________
(1) ( حم ) 23276 , ( خد ) 301 , انظر صحيح الأدب المفرد : 231
(2) ( خد ) 301 , ( جة ) 2141 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7182 , الصَّحِيحَة : 174
(3) ( حم ) 23276 , ( خد ) 301
(4) ( جة ) 2141(3/991)
( خد حم حب ) , وَعَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " بَعَثَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (4) ( - عَامَ ذَاتِ السَّلَاسِلِ - ) (5) ( فَقَالَ : خُذْ عَلَيْكَ ثِيَابَكَ وَسِلَاحَكَ ثُمَّ ائْتِنِي " , فَأَتَيْتُهُ " وَهُوَ يَتَوَضَّأُ , فَصَعَّدَ فِيَّ النَّظَرَ ثُمَّ طَأْطَأَهُ ) (6) ( ثُمَّ قَالَ : يَا عَمْرُو , إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَبْعَثَكَ عَلَى جَيْشٍ ) (7) ( فَيُسَلِّمَكَ اللَّهُ وَيُغْنِمَكَ , وَأَرْغَبُ لَكَ مِنْ الْمَالِ رَغْبَةً صَالِحَةً (8) " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي مَا أَسْلَمْتُ مِنْ أَجْلِ الْمَالِ , وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ رَغْبَةً فِي الْإِسْلَامِ وَأَنْ أَكُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : " يَا عَمْرُو , نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحُ لِلْمَرْءِ الصَّالِحِ " ) (9)
__________
(4) ( حم ) 17789 , ( خد ) 299 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(5) ( حم ) 17845 , ( خ ) 3662 ، ( م ) 8 - ( 2384 ) ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح .
(6) ( حم ) 17789 , ( خد ) 299
(7) ( خد ) 299 ، ( حب ) 3211 ، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 229
(8) أَيْ : أعطيك من المال شيئا لا بأس به .
(9) ( حم ) 17789 , ( خد ) 299(3/992)
( حم ) , وَعَنْ سِنَانِ بْنِ سَنَّةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ , لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الصَّائِمِ الصَّابِرِ (1) " (2)
__________
(1) قال ابن حبان : شكر الطاعم الذي يقوم بإزاء أجر الصائم الصابر هو أن يطعم المسلم ثم لا يعصي باريه يقويه ويتم شكره بإتيان طاعاته بجوارحه لأن الصائم قرن به الصبر لصبره عن المحظورات وكذلك قرن بالطاعم الشكر فيجب أن يكون هذا الشكر الذي يقوم بإزاء ذلك الصبر يقاربه أو يشاكله وهو ترك المحظورات على ما ذكرناه . ( حب ) 315
(2) ( حم ) 19036 , ( ت ) 2486 , ( جة ) 1764 , انظر الصَّحِيحَة : 655(3/993)
( خ م ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ (1) رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسَلَّطَهُ (2) عَلَى هَلَكَتِهِ (3) فِي الْحَقِّ (4) وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ (5) فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا " (6)
__________
(1) أُطْلِقَ الْحَسَدُ عَلَى الْغِبْطَةِ مَجَازًا ، ، فَكَأَنَّهُ قَالَ فِي الْحَدِيث : لَا غِبْطَة أَعْظَم أَوْ أَفْضَل مِنْ الْغِبْطَة فِي هَذَيْنِ الْأَمْرَيْنِ .فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 119)
(2) عَبَّرَ بِالتَّسْلِيطِ لِدَلَالَتِهِ عَلَى قَهْر النَّفْس الْمَجْبُولَة عَلَى الشُّحّ . ( فتح الباري - ح73)
(3) أَيْ : إِهْلَاكه ، وَعَبَّرَ بِذَلِكَ لِيَدُلّ عَلَى أَنَّهُ لَا يُبْقِي مِنْهُ شَيْئًا . ( فتح الباري - ح73)
(4) أَيْ : فِي الطَّاعَات , لِيُزِيلَ عَنْهُ إِيهَام الْإِسْرَاف الْمَذْمُوم . ( فتح الباري - ح73)
(5) الْمُرَاد بِهَا الْقُرْآن , وَقِيلَ : الْمُرَاد بِالْحِكْمَةِ كُلّ مَا مَنَعَ مِنْ الْجَهْل , وَزَجَرَ عَنْ الْقَبِيح , ( فَائِدَة ) : زَادَ أَبُو هُرَيْرَة فِي هَذَا الْحَدِيث مَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالْحَسَدِ الْمَذْكُور هُنَا الْغِبْطَة كَمَا ذَكَرْنَاهُ ، وَلَفْظه : " فَقَالَ رَجُل لَيْتَنِي أُوتِيت مِثْل مَا أُوتِيَ فُلَانٌ فَعَمِلْت مِثْل مَا يَعْمَل " أَوْرَدَهُ الْمُصَنِّف فِي فَضَائِل الْقُرْآن .
( فتح الباري - ح73 )
(6) ( خ ) 73 , ( م ) 268 - ( 816 )(3/994)
( خ م ) , وَعَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ : رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ , فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ (1) اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ ، فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ فَقَالَ : لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلَانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ ) (2) ( وَرَجُلٌ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يَتَصَدَّقُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ) (3) ( فَقَالَ رَجُلٌ : لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلَانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ ) (4) "
__________
(1) الآناء : الساعات .
(2) ( خ ) 4738 , ( حم ) 10218 , ( م ) 266 - ( 815 ) , ( ت ) 1936
(3) ( خ ) 4737 , 7091 , ( م ) 266 - ( 815 ) , ( ت ) 1936 , ( حم ) 4924
(4) ( خ ) 4738 , ( حم ) 10218(3/995)
( خ جة ) , وَعَنْ خَالِدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ :
( خَرَجْنَا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - , فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ : أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ : { وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ } (1) فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : مَنْ كَنَزَهَا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهَا فَوَيْلٌ لَهُ , إِنَّمَا كَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ تُنْزَلَ الزَّكَاةُ فَلَمَّا أُنْزِلَتْ جَعَلَهَا اللَّهُ طُهْرًا لِلْأَمْوَالِ ) (2) ( ثُمَّ قَالَ ابْنُ عُمَرَ : مَا أُبَالِي لَوْ كَانَ لِي أُحُدٌ ذَهَبًا , أَعْلَمُ عَدَدَهُ وَأُزَكِّيهِ , وَأَعْمَلُ فِيهِ بِطَاعَةِ اللَّهِ - عز وجل - ) (3) .
__________
(1) [التوبة/34، 35]
(2) ( خ ) 1339 , ( جة ) 1787
(3) ( جة ) 1787 , انظر الصحيحة تحت حديث : 559(3/996)
( مش ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الدِّينَارُ كَنْزٌ ، وَالدِّرْهَمُ كَنْزٌ ، وَالْقِيرَاطُ كَنْزٌ " ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَمَّا الدِّينَارُ وَالدِّرْهَمُ فَقَدْ عَرَفْنَاهُمَا فَمَا الْقِيرَاطُ ؟ , قَالَ : " نِصْفُ دِرْهَمٍ ، نِصْفُ دِرْهَمٍ" (1)
__________
(1) ( مش ) 1272 ، انظر صَحِيح الْجَامِع :3424 , الصَّحِيحَة : 721(3/997)
( د ) , وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ك قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا بَلَغَ أَنْ تُؤَدَّى زَكَاتُهُ فَزُكِّيَ , فَلَيْسَ بِكَنْزٍ " (1)
__________
(1) ( د ) 1564 , والصَّحِيحَة : 559(3/998)
( حب ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا أَدَّيْتَ الزَّكَاةَ فَقَدْ قَضَيْتَ مَا عَلَيْكَ فِيهِ " (1)
__________
(1) ( حب ) 3216 , ( ك ) 1440 , ( هق ) 7032 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 752 , 880 , 1719(3/999)
( طس ) , وَعَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ إِذَا أَدَّى رَجُلٌ زَكَاةَ مَالِهِ ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ أَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ ، فَقَدْ ذَهَبَ عَنْهُ شَرُّهُ " (1)
__________
(1) ( طس ) 1579 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 743(3/1000)
( ط ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ :
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ - رضي الله عنهما - يُسْأَلُ عَنِ الْكَنْزِ مَا هو ؟ , فَقَالَ : هو الْمَالُ الَّذِي لَا تُؤَدَّى مِنْهُ الزَّكَاةُ " (1)
__________
(1) ( ط ) 597 , ( هق ) 7024 ، انظر الصَّحِيحَة : 559(3/1001)
( 2 ) أَنْوَاعُ الزُّهْد
( هب ) , وَعَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِيَّاكُمْ وَأَبْوَابَ السُّلْطَانِ ، فَإِنَّهُ قَدْ أَصْبَحَ صَعْبًا هُبُوطًا (1) " (2)
__________
(1) الهَبْطُ : أَن يقع الرجل في شَرّ والهبْط أَيضاً النقصان , ورجل مَهْبُوطٌ : نقَصت حالُه , وهَبَطَ القوْمُ يَهْبِطُون : إِذا كانوا في سَفال ونقصوا . لسان العرب - (ج 7 / ص 421)
(2) ( هب ) 9405 ، ابن عساكر (46/51) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2672 , الصَّحِيحَة : 1253(3/1002)
( ت حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " مَنْ سَكَنَ الْبَادِيَةَ جَفَا ) (1) ( وَمَنْ اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَلَ ، وَمَنْ أَتَى أَبْوَابَ السُّلْطَانَ افْتُتِنَ ، وَمَنْ اتَّبَعَ السُّلْطَانَ افْتُتِنَ (2) وَمَا ازْدَادَ عَبْدٌ مِنَ السُّلْطَانِ قُرْباً إِلَّا ازْدَادَ مِنَ اللَّهِ بُعْدًا " ) (3)
__________
(1) ( ت ) 2256 , ( س ) 4309
(2) ( س ) 4309
(3) ( حم ) 8823 , ( ت ) 2256 , ( س ) 4309 , ( د ) 2860 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6124 , الصَّحِيحَة : 1272 , صحيح الترغيب والترهيب : 2240(3/1003)
( خ م ) , وَعَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي (1) كَمَا اسْتَعْمَلْتَ فُلَانًا ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً ، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ (2) " (3)
__________
(1) أَيْ : تَجْعَلنِي عَامِلًا عَلَى الصَّدَقَة أَوْ عَلَى بَلَد . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 100)
(2) الْأَثَرَة : اِسْم مِنْ الْإِيثَار , أَيْ أَنَّ الْأُمَرَاء بَعْدِي يُفَضِّلُونَ عَلَيْكُمْ غَيْركُمْ , يُرِيد أَنَّك ظَنَنْت هَذَا الْقَدَر أَثَرَة وَلَيْسَ كَذَلِكَ وَلَكِنْ الْأَثَرَة مَا يَكُون بَعْدِي , وَالْمَطْلُوب فِيهِ مِنْكُمْ الصَّبْر , فَكَيْفَ تَصْبِر إِذَا لَمْ تَقْدِر أَنْ تَصْبِر عَلَى هَذَا الْقَدَر ؟ فَعَلَيْك بِالصَّبْرِ بِهِ حَتَّى تَقْدِر عَلَى الصَّبْر فِيمَا بَعْد . شرح سنن النسائي - (ج 7 / ص 105)
(3) ( خ ) 3581 , ( م ) 48 - ( 1845 ) , ( ت ) 2189 , ( س ) 5383 , ( حم ) 19115(3/1004)
( ك ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
جاء أسيد بن حضير الأشهلي إلى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وقد كان قسم طَعَامًا فذكر له أَهْلُ بَيْتٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي ظَفَرٍ فِيهِمْ حَاجَةٌ " ، قال : وجل أهل ذلك البيت نسوة ، قال : فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تركتنا يا أسيد حتى ذهب ما في أيدينا ، فإذا سمعت بشيء قد جاءنا فاذكر لي أهل ذلك البيت " قال : فجاءه بعد ذلك طعام من خيبر شعير وتمر ، قال : فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس ، وقسم في الأنصار فأجزل (1) وقسم في أهل ذلك البيت فأجزل , فَقَالَ لَهُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ متشكرًا : جَزَاكَ اللَّهُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَفضل الْجَزَاءِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَأَنْتُمْ مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ فَجَزَاكُمُ اللَّهُ أَطْيَبَ الْجَزَاءِ ، فَإِنَّكُمْ مَا عَلِمْتُ أَعِفَّةٌ (2) صُبُرٌ ، وَسَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فِي الْأَمْرِ والْقَسْمِ (3) فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ " (4)
__________
(1) أجزل : أكثر العطاء .
(2) التعَفُّف : هو الكَفُّ عن الحَرَام والسُّؤالِ من الناس ، وأعفه الله أي أغناه عن سؤال الناس وعما لا يجمل من القول والفعل .
(3) أَشَارَ - صلى الله عليه وسلم - بِذَلِكَ إِلَى مَا وَقَعَ مِنْ اِسْتِئْثَارِ الْمُلُوكِ مِنْ قُرَيْش عَنْ الْأَنْصَارِ بِالْأَمْوَالِ وَالتَّفْضِيل فِي الْعَطَاءِ وَغَيْر ذَلِكَ فَهُوَ مِنْ أَعْلَام نُبُوَّته - صلى الله عليه وسلم - .
(4) ( ك ) 6974 , ( حب ) 7277 , ( ن ) 8345 , انظر الصَّحِيحَة : 3096(3/1005)
( ت ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَتَّخِذُوا الضَّيْعَةَ (1) فَتَرْغَبُوا فِي الدُّنْيَا " (2)
__________
(1) هِيَ الْبُسْتَانُ وَالْقَرْيَةُ وَالْمَزْرَعَةُ .تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 113)
(2) ( ت ) 2328 , ( حم ) 3579 , ( ش ) 34379 , انظر الصَّحِيحَة : 12(3/1006)
( حم ) , وَعَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لِيَكْفِ أَحَدَكُمْ مِنْ الدُّنْيَا خَادِمٌ وَمَرْكَبٌ " (1)
__________
(1) ( حم ) 23093 , ( ن ) 9812 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5464 ، الصَّحِيحَة : 2202(3/1007)
( ت ) , وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسَ تَوَاضُعًا لِلَّهِ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ , دَعَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ أَيِّ حُلَلِ الْإِيمَانِ شَاءَ يَلْبَسُهَا (1) " (2)
__________
(1) قال ابو عيسى : وَمَعْنَى قَوْلِهِ : ( حُلَلِ الْإِيمَانِ ) يَعْنِي : مَا يُعْطَى أَهْلُ الْإِيمَانِ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ .
(2) ( ت ) 2481 , ( حم ) 15657 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6145 , ، الصَّحِيحَة : 718(3/1008)
( د ) , وَعَنْ رَجُلٍ ، مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ تَرَكَ لُبْسَ ثَوْبِ جَمَالٍ تَوَاضُعًا وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ , كَسَاهُ اللَّهُ حُلَلَ الْكَرَامَةِ " (1)
__________
(1) ( د ) 4778 , ( هب ) 8304 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2073(3/1009)
( 3 ) مَا جَاء فِي زُهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
( ت حم ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " نَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى حَصِيرٍ , فَقَامَ وَقَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ " , فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ اتَّخَذْنَا لَكَ ) (1) ( فِرَاشًا أَوْثَرَ (2) مِنْ هَذَا ) (3) ( فَقَالَ : " مَا لِي وَمَا لِلدُّنْيَا , مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ ) (4) ( سَارَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ (5) فَاسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ , ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا " ) (6)
__________
(1) ( ت ) 2377 , ( جة ) 4109
(2) أَيْ : أنعم .
(3) ( حم ) 2744 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( ت ) 2377 , ( جة ) 4109
(5) أَيْ : يوم حارّ .
(6) ( حم ) 2744 , ( ت ) 2377 , ( جة ) 4109 , انظر الصَّحِيحَة : 439(3/1010)
( جة حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" هَجَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نِسَاءَهُ شَهْرًا ، فَأَتَاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - وَهُوَ فِي غُرْفَةٍ عَلَى حَصِيرٍ قَدْ أَثَّرَ الْحَصِيرُ بِظَهْرِهِ " ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كِسْرَى وَقَيْصَرُ فِي الثِّمَارِ وَالْأَنْهَارِ , يَشْرَبُونَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ، وَأَنْتَ هَكَذَا ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّهُمْ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ فِي حَيَاتِهِمْ الدُّنْيَا , أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمْ الدُّنْيَا وَلَنَا الْآخِرَةُ ؟ " , فَقُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " فَإِنَّهُ كَذَلِكَ " (1)
__________
(1) صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3284(3/1011)
( طس هب ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( دَخَلَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَرَأَتْ فِرَاشَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَبَاءَةً ، فقالت ما له فراش غير هذا قلت لا والله ما له فراش غيره فعمدت إلى سبيبة من السبائب فحشتها صوفا ثم أتتني بها فقالت ليكن هذا فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما جاء رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ) (1) ( مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ ؟ " , قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فُلَانَةُ الْأَنْصَارِيَّةُ دَخَلَتْ عَلَيَّ فَرَأَتْ فِرَاشَكَ ، فَذَهَبَتْ فَبَعَثَتْ إِلَيَّ بِهَذَا , فَقَالَ : " رُدِّيهِ " ) (2) ( قَالَتْ : فَلَمْ أَرُدَّهُ , وَأَعْجَبَنِي أَنْ يَكُونَ فِي بَيْتِي ، " فجاء فقال يا عائشة ألم آمرك أن ترديه قلت يا رسول الله لم أرده وأحببت أن يكون في بيتي فقال يا عائشة رديه ) (3) ( فَوَاللَّهِ لَوْ شِئْتُ لأَجْرَى اللَّهُ مَعِي جِبَالَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ " ) (4)
__________
(1) ( طس ) 6029
(2) ( هب ) 1468
(3) ( طس ) 6029
(4) ( هب ) 1468 , انظر الصَّحِيحَة : 2484 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3287(3/1012)
( خ م ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( " إِنَّمَا كَانَ فِرَاشُ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الَّذِي يَنَامُ عَلَيْهِ ) (1) ( بِاللَّيْلِ ) (2) ( مِنْ أَدَمٍ (3) وَحَشْوُهُ مِنْ لِيفٍ " ) (4)
__________
(1) ( م ) 38 - ( 2082 ) , ( خ ) 6091
(2) ( د ) 4146
(3) أَيْ : جلد مدبوغ .
(4) ( خ ) 6091 , ( م ) 37 - ( 2082 ) , ( ت ) 1761 , ( د ) 4146 , ( جة ) 4151 , ( حم ) 24255(3/1013)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ :
دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا إِزَارًا غَلِيظًا مِمَّا يُصْنَعُ بِالْيَمَنِ وَكِسَاءً مِنْ الَّتِي يُسَمُّونَهَا الْمُلَبَّدَةَ (1) فَأَقْسَمَتْ بِاللَّهِ أَنَّ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قُبِضَ فِي هَذَيْنِ الثَّوْبَيْنِ . (2)
__________
(1) أَيْ : ثَخِنٌ وَسَطُهُ وَصَفِقٌ حَتَّى صَارَ يُشْبِهُ اللُّبَد ، وَيُقَالُ الْمُرَاد هُنَا الْمُرَقَّع . فتح الباري (ج 9 / ص 364)
(2) ( م ) 34 - ( 2080 ) , ( خ ) 5480 , ( ت ) 1733 , ( د ) 4036 , ( جة ) 3551 , ( حم ) 24083(3/1014)
( هب ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَإِنَّ نَمِرَةً (1) مِنْ صُوفٍ تُنْسَجُ لَهُ " (2)
__________
(1) هِيَ : بُرْدَة مِنْ صُوف أَوْ غَيْره مُخَطَّطَة , وَقَالَ الْفَرَّاء : هِيَ دُرَّاعَة فِيهَا لَوْنَانِ سَوَاد وَبَيَاض .
فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 416)
(2) ( هب ) 6165 , انظر الصَّحِيحَة : 2687 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2076(3/1015)
( حم ) , وَعَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ :
حَدَّثَنا أَعْرَابِيٌّ لَنَا قَالَ : " رَأَيْتُ نَعْلَ نَبِيِّكُمْ - صلى الله عليه وسلم - مَخْصُوفَةً " (1)
__________
(1) ( حم ) 20070 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(3/1016)
( جة ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى رَحْلٍ رَثٍّ (1) وَقَطِيفَةٍ (2) تُسَاوِي أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ حَجَّةٌ لَا رِيَاءَ فِيهَا وَلَا سُمْعَةَ " (3)
__________
(1) أَيْ قَدِيم .
(2) القطيفة : كساء أو فِراش له أهداب .
(3) ( جة ) 2890 , ( خ ) 1445 , انظر , انظر صحيح الجامع : 1302 , الصَّحِيحَة : 2617(3/1017)
( حم ) , وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو الْقُرَشِيِّ قَالَ :
صَدَرْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنه - يَوْمَ الصَّدَرِ , فَمَرَّتْ بِنَا رُفْقَةٌ يَمَانِيَةٌ وَرِحَالُهُمْ الْأُدُمُ وَخُطُمُ إِبِلِهِمْ الْخُزُمُ , فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَشْبَهِ رُفْقَةٍ وَرَدَتْ الْحَجَّ الْعَامَ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابِهِ إِذْ قَدِمُوا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذِهِ الرُّفْقَةِ . (1)
__________
(1) ( حم ) 6016 , ( د ) 4144 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : صحيح .(3/1018)
( د حم ) , وَعَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِهْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حُنَيْنًا , فَسِرْنَا فِي يَوْمٍ قَائِظٍ شَدِيدِ الْحَرِّ , فَنَزَلْنَا تَحْتَ [ ظِلَالِ الشَّجَرِ ] (1) فَلَمَّا زَالَتْ الشَّمْسُ لَبِسْتُ لَأْمَتِي (2) وَرَكِبْتُ فَرَسِي , فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ فِي فُسْطَاطِهِ (3) فَقُلْتُ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ , قَدْ حَانَ الرَّوَاحُ ؟ , فَقَالَ : " أَجَلْ , ثُمَّ قَالَ : يَا بِلَالُ قُمْ " , فَثَارَ مِنْ تَحْتِ سَمُرَةٍ كَأَنَّ ظِلَّهُ ظِلُّ طَائِرٍ (4) فَقَالَ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَأَنَا فِدَاؤُكَ , فَقَالَ : " أَسْرِجْ لِي الْفَرَسَ " , فَأَخْرَجَ سَرْجًا دَفَّتَاهُ (5) مِنْ لِيفٍ , لَيْسَ فِيهِ أَشَرٌ وَلَا بَطَرٌ , فَرَكِبَ وَرَكِبْنَا . (6)
__________
(1) ( حم ) 22520
(2) اللَّأْمَة : الدِّرْعُ . عون المعبود - (ج 11 / ص 271)
(3) الْفُسْطَاط هُوَ الْبَيْت مِنْ الشَّعْر ، وَقَدْ يُطْلَق عَلَى غَيْر الشَّعْر .
(4) الْمَقْصُود أَنَّ ظِلَّ السَّمُرَة كَانَ قَلِيلًا غَايَةَ الْقِلَّةِ فَكَأَنَّهُ بِسَبَبِ الْقِلَّة ظِلُّ طَائِرٍ .عون المعبود - (ج 11 / ص 271)
(5) أَيْ : جَانِبَاهُ .
(6) ( د ) 5233 , ( حم ) 22520(3/1019)
( س ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَمْنَعُ أَهْلَهُ الْحِلْيَةَ وَالْحَرِيرَ وَيَقُولُ : إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ حِلْيَةَ الْجَنَّةِ وَحَرِيرَهَا فلَا تَلْبَسُوهَا فِي الدُّنْيَا " (1)
__________
(1) ( س ) 5136 , ( حم ) 17348 , ( حب ) 5486 , ( ك ) 7403 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 772 , 2063 , الصَّحِيحَة : 338
وقال الألباني : قال السندي في حاشيته على النسائي : قَوْله ( أَهْله الْحِلْيَة ) الظَّاهِر أَنَّهُ يَمْنَع أَزْوَاجه الْحِلْيَة مُطْلَقًا سَوَاء كَانَ مِنْ ذَهَب أَوْ فِضَّة , وَلَعَلَّ ذَلِكَ مَخْصُوص بِهِمْ لِيُؤْثِرُوا الْآخِرَة عَلَى الدُّنْيَا , وَكَذَا الْحَرِير , وَيُحْتَمَل أَنَّ الْمُرَاد بِالْأَهْلِ الرِّجَال مِنْ أَهْل الْبَيْت فَالْأَمْر وَاضِح .
قلت : هذا الاحتمال بعيد غير متبادر فالاعتماد على ما ذكره أولا والله أعلم .
وأقول : فهذا الحديث يدل على مثل ما دل عليه الحديث المشهور الذي سبق آنفا من إباحة الحرير لسائر النساء ، إِلَّا أنه قد يقال : إن الأولى بهن الرغبة عنه وعن الحلية مطلقا تشبُّها بنسائه - صلى الله عليه وسلم - ، لا سيما وقد ثبت عنه أنه قال : " ويل للنساء من الأحمرين : الذهب والمعصفر " . أ . هـ(3/1020)
( خ م ت ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( كَانَ لَنَا سِتْرٌ ) (1) ( عَلَى بَابِي ) (2) ( فِيهِ تِمْثَالُ طَائِرٍ الْخَيْلُ ذَوَاتُ الْأَجْنِحَةِ (3) وَكَانَ الدَّاخِلُ إِذَا دَخَلَ اسْتَقْبَلَهُ ، فَقَالَ لِي رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " حَوِّلِي هَذَا ، فَإِنِّي كُلَّمَا دَخَلْتُ فَرَأَيْتُهُ ذَكَرْتُ الدُّنْيَا ) (4) "
__________
(1) ( م ) 88 - ( 2107 ) , ( خ ) 5611
(2) ( ت ) 2468
(3) ( م ) 90 - ( 2107 ) , ( س ) 5352
(4) ( م ) 88 - ( 2107 ) , ( خ ) 5611 , ( ت ) 2468 , ( س ) 5353 , ( حم ) 24264(3/1021)
( خ د ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( " أَتَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْتَ فَاطِمَةَ ك ) (1) ( فَوَجَدَ عَلَى بَابِهَا سِتْرًا فَلَمْ يَدْخُلْ - قَالَ : وَقَلَّمَا كَانَ يَدْخُلُ إِلَّا بَدَأَ بِهَا - فَجَاءَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - فَرَآهَا مُهْتَمَّةً ، فَقَالَ : مَا لَكِ ؟ , قَالَتْ : " جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَيَّ فَلَمْ يَدْخُلْ " , فَأَتَاهُ عَلِيٌّ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّ فَاطِمَةَ اشْتَدَّ عَلَيْهَا أَنَّكَ جِئْتَهَا فَلَمْ تَدْخُلْ عَلَيْهَا ) (2) ( فَقَالَ : " إِنِّي رَأَيْتُ عَلَى بَابِهَا سِتْرًا مَوْشِيًّا (3) فَقَالَ : " مَا لِي وَلِلدُّنْيَا ؟ ) (4) ( وَمَا أَنَا وَالرَّقْمَ ؟ ) (5) إِنَّهُ لَيْسَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتًا مُزَوَّقًا (6) " ( فَذَهَبَ إِلَى فَاطِمَةَ فَأَخْبَرَهَا بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَتْ : قُلْ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : مَا يَأْمُرُنِي بِهِ ؟ ، قَالَ : " قُلْ لَهَا فَلْتُرْسِلْ بِهِ إِلَى بَنِي فُلَانٍ " ) (7) ( - أَهْلِ بَيْتٍ بِهِمْ حَاجَةٌ (8) - ) (9) .
__________
(1) ( خ ) 2471
(2) ( د ) 4149 , انظر الصَّحِيحَة : 3140
(3) اَلْوَشْيُ : خَلْطُ لَوْنٍ بِلَوْن وَمِنْهُ وَشَى اَلثَّوْبَ إِذَا رَقَّمَهُ وَنَقَشَهُ .
وَقَالَ اِبْن اَلْجَوْزِيِّ : اَلْمُوشَى اَلْمُخَطَّط بِأَلْوَانٍ شَتَّى . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 108)
(4) ( خ ) 2471
(5) ( د ) 4149
(6) ( د ) 3755 , ( جة ) 3360 , ( حم ) 21419 , انظر صحيح الجامع : 2411
(7) ( د ) 4149 , ( خ ) 2471 , ( حم ) 4727
(8) فِي اَلْحَدِيثِ كَرَاهَةُ دُخُولِ اَلْبَيْتِ اَلَّذِي فِيهِ مَا يُكْرَهُ .
قَالَ اَلْمُهَلَّب وَغَيْره : كَرِهَ اَلنَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - لِابْنَتِهِ مَا كَرِهَ لِنَفْسِهِ مِنْ تَعْجِيلِ اَلطَّيِّبَاتِ فِي اَلدُّنْيَا , لَا أَنَّ سَتْرَ اَلْبَاب حَرَامٌ .
وَهُوَ نَظِيرُ قَوْلِهِ لَهَا لَمَّا سَأَلَتْهُ خَادِمًا : " أَلَا أَدُلُّك عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ " , فَعَلَّمَهَا اَلذِّكْرَ عِنْدَ اَلنَّوْمِ .فتح الباري (ج 8 / ص 108)
(9) ( خ ) 2471(3/1022)
( فوائد ابن حبان ) , عَنْ الشَّعْبِيّ قَالَ :
سَمِعْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ ك تَقُولُ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بِطَوْقٍ فِيهِ سَبْعُونَ مِثْقَالا مِنْ ذَهَبٍ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، خُذْ مِنْهُ الْفَرِيضَةَ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ فِيهِ قَالَتْ : " فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِثْقَالا وَثَلَاثةَ أَرْبَاعِ مِثْقَالٍ فَوَجَّهَهُ " فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، خُذْ مِنْهُ الَّذِي جَعَلَ اللَّهُ فِيهِ , قَالَتْ : " فَقَسَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى هَذِهِ الأَصْنَافِ السِّتَّةِ وَعَلَى غَيْرِهِمْ " ، فَقَالَ : " يَا فَاطِمَةُ إِنَّ الْحَقَّ لَمْ يُبْقِ لَكِ شَيْئًا " ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، رَضِيتُ لِنَفْسِي مَا رَضِيَ اللَّهُ - عز وجل - بِهِ وَرَسُولُهُ . (1)
------------
(1) الصَّحِيحَة : 2978 , وقال الألباني : قلت : وفي الحديث دلالة صريحة على أنه كان معروفا في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وجوب الزكاة على حلي النساء ، وذلك بعد أن أمر - صلى الله عليه وسلم - بها في غيرما حديث صحيح كنت ذكرت بعضها في " آداب الزفاف " ، ولذلك جاءت فاطمة بنت قيس ك بِطَوْقها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليأخذ زكاتها منه ، فلْيُضَم هذا الحديث إلى تلك ، لعل في ذلك ما يقنع الذين لَا يزالون يفتون بعدم وجوب الزكاة على الحلي ، فيحرمون بذلك الفقراء من بعض حقهم في أموال زكاة الأغنياء لِلَّهِ , وقد يحتج به بعضهم على جواز الذهب المُحَلَّق للنساء ، والجواب هو الجواب المذكور في الأحاديث المشار إليها آنفا ، فراجعه إن شئت في " الآداب " . على أن هذا ليس فيه أنها تطوق به ، بخلاف بعض تلك الأحاديث ، فيحتمل أن فاطمة ك كان قد بلغها الحكمان : النهي عن طوق الذهب فانتهت منه ، ووجوب الزكاة ، فبادرت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليأخذ منه الزكاة ، وهذا هو اللائق بها وبدينها ك . أ . هـ(3/1023)
( د ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَرَأَى قُبَّةً مُشْرِفَةً فَقَالَ : مَا هَذِهِ ؟ " , فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ : هَذِهِ لِفُلَانٍ - رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ - " فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَحَمَلَهَا فِي نَفْسِهِ " , حَتَّى إِذَا جَاءَ صَاحِبُهَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُسَلِّمُ عَلَيْهِ فِي النَّاسِ " أَعْرَضَ عَنْهُ - صَنَعَ ذَلِكَ مِرَارًا - " حَتَّى عَرَفَ الرَّجُلُ الْغَضَبَ فِيهِ وَالْإِعْرَاضَ عَنْهُ ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ إِنِّي لَأُنْكِرُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالُوا : " خَرَجَ فَرَأَى قُبَّتَكَ " ، فَرَجَعَ الرَّجُلُ إِلَى قُبَّتِهِ فَهَدَمَهَا حَتَّى سَوَّاهَا بِالْأَرْضِ ، " فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ فَلَمْ يَرَهَا ، فَقَالَ : مَا فَعَلَتِ الْقُبَّةُ ؟ " ، قَالُوا : شَكَا إِلَيْنَا صَاحِبُهَا إِعْرَاضَكَ عَنْهُ فَأَخْبَرْنَاهُ فَهَدَمَهَا ، فَقَالَ : " أَمَا إِنَّ كُلَّ بِنَاءٍ وَبَالٌ (1) عَلَى صَاحِبِهِ ، إِلَّا مَا لَا , إِلَّا مَا لَا - يَعْنِي مَا لَا بُدَّ مِنْهُ - " (2)
__________
(1) الوَبَال في الأصْل : الثِّقَلُ والمكْرُوه , ويُريد به في الحَديث العَذابَ في الآخِرة .النهاية في غريب الأثر(ج5ص316)
(2) ( د ) 5237 , ( يع ) 4347 , انظر الصَّحِيحَة : 2830 صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :1874 , والحديث ضعيف عند ( د ) , وصححه الألباني بمجموع طرقه في الصحيحة بعد أن كان ضعَّفه في الضعيفة : 2608(3/1024)
( ابن أبي الدنيا في قصر الأمل ) ، وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ :
" لَمَّا بَنَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَسْجِدَ أَعَانَهُ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ , وَهُوَ مَعَهُمْ يَتَنَاوَلُ اللَّبِنَ (1) حَتَّى اغْبَرَّ صَدْرُهُ " ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَوْ بَنَيْنَا مَسْجِدَنَا هَذَا عَلَى بِنَاءِ مَسْجِدِ الشَّامِ " فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْجَرِيدَةَ (2) أَوْ الْقَصَبَةَ فَرَمَى بِهَا وَقَالَ : ابْنُوهُ عَرِيشًا(3) كَعَرِيشِ مُوسَى ، ثُمَامٌ (4) وَخُشَيْبَاتٌ ، وَالْأَمْرُ أَعْجَلُ مِنْ ذَلِكَ ( 5 )" , فَقِيلَ لِلْحَسَنِ : مَا عَرِيشُ مُوسَى ؟ , قَالَ : إِذَا رَفَعَ يَدَهُ بَلَغَ الْعَرِيشَ - يَعْنِي السَّقْفَ - . (6)
-------------
(1) اللَّبِن : ما يعمل من الطين يعني الطوب والآجر .
(2) الْجَرِيدَةُ : سَعَفَةُ النَّخْلِ , سُمِّيَتْ بِهَا لِكَوْنِهَا مُجَرَّدَةً عَنْ الْخُوصِ وَهُوَ وَرَقُ النَّخْلِ . تحفة الأحوذي
(3) ( العريش ) : ما أقيم من البناء على حالة عجالة يدفع شدة الحر والبرد ولا يدفع جملتها .
(4) الثُّمام نبات ضعيف له خوص أَو شبيه بالخُوص , وربما حُشِي به وسُدَّ به خَصاصُ البيوت . لسان العرب
(5)( والأمر أعجل ) : أى حضور الأجل أعجل من إشادة البنيان .
(6) أخرجه ابن أبي الدنيا في " قصر الأمل " ( 3 / 25 / 2 ) انظر صَحِيح الْجَامِع : 4007 , الصَّحِيحَة : 616 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1876(3/1025)
( الزهد ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" خَيْرُ الرِّزْقِ الْكَفَافُ " (1)
------------
(1) أخرجه وكيع في " الزهد " ( رقم 113 - مخطوطتي ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3275 , والصحيحة : 1834(3/1026)
( م ت ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ ) (1) ( وَكَانَ عَيْشُهُ كَفَافًا (2) ) (3) ( وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ ) (4)
__________
(1) ( م ) 125 - ( 1054 ) , ( ت ) 2348
(2) أَيْ : لَا يَنْقُصُ عَنْ حَاجَتِهِ , وَلَا يَزِيدُ عَلَى كِفَايَتِهِ فَيَبْطَرُ وَيَطْغَى . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 136)
(3) ( ت ) 2349 , ( حم ) 23989 , انظر صحيح الجامع : 3931 , وصحيح الترغيب والترهيب : 830
(4) ( م ) 125 - ( 1054 ) , ( ت ) 2348 , ( جة ) 4138 , ( حم ) 6572(3/1027)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا (1) " (2)
__________
(1) قال الألباني في الصحيحة 130 : فيه الخديث دليل على فضل الكفاف ، وأخذ البلغة من الدنيا والزهد فيما فوق ذلك ، رغبة في توفر نعيم الآخرة ، وإيثارا لما يبقى على ما يفنى ، فينبغي للأمة أن تقتدي به صلى الله عليه وسلم في ذلك .
وقال القرطبي : معنى الحديث أنه طلب الكفاف ، فإن القوت ما يقوت البدن ويكف عن الحاجة ، وفي هذه الحالة سلامة من آفات الغنى والفقر جميعا . كذا في " فتح الباري " ( 11 / 251 - 252 ) .
قلت : ومما لا ريب فيه أن الكفاف يختلف باختلاف الأشخاص والأزمان والأحوال ، فينبغي للعاقل أن يحرص على تحقيق الوضع الوسط المناسب له ، بحيث لا ترهقه الفاقة ، ولا يسعى وراء الفضول الذي يوصله إلي التبسط والترفه ، فإنه في هذه الحال قلما يسلم من عواقب جمع المال ، لاسيما في هذا الزمان الذي كثرت فيه مفاتنه ، وتيسرت على الأغنياء سبله . أعاذنا الله تعالى من ذلك ، ورزقنا الكفاف من العيش . أ . هـ
(2) ( م ) 126 - ( 1055 ) , ( خ ) 6095 , ( ت ) 2358 , ( جة ) 4139 , ( حم ) 7173(3/1028)
( طب ) , وَعَنْ عائشة ك قَالَ :
" مَا شَبِعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي يَوْمٍ شَبْعَتَيْنِ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا " (1)
__________
(1) ( طب ) ج6/ص160ح5848 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3268(3/1029)
( م ) , وَعَنْ عائشة ك قَالَ :
" لَقَدْ مَاتَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَا شَبِعَ مِنْ خُبْزٍ وَزَيْتٍ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ " (1)
__________
(1) ( م ) 29 - ( 2974 )(3/1030)
( خ ) , وَعَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ :
مَرَّ أَبُو هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - بِقَوْمٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ شَاةٌ مَصْلِيَّةٌ , فَدَعَوْهُ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ وَقَالَ : " خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ الدُّنْيَا وَلَمْ يَشْبَعْ مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ " (1)
__________
(1) ( خ ) 5098(3/1031)
( ت ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" مَا شَبِعَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ يَوْمَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ حَتَّى قُبِضَ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2357 , ( م ) 22 - ( 2970 ) , ( جة ) 3346 , ( حم ) 24709(3/1032)
( خ م ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" مَا أَكَلَ آلُ مُحَمَّدٍ أَكْلَتَيْنِ فِي يَوْمٍ إِلَّا إِحْدَاهُمَا تَمْرٌ " (1)
__________
(1) ( خ ) 6090 , ( م ) 25 - ( 2971 )(3/1033)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ مَا شَبِعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَهْلُهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ تِبَاعًا مِنْ خُبْزِ حِنْطَةٍ (1) حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا . (2)
__________
(1) أَيْ : خبز قمح .
(2) ( م ) 33 - ( 2976 ) , ( خ ) 5100 , ( ت ) 2354 , ( جة ) 3343 , ( حم ) 9609(3/1034)
( خ م ت جة حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " مَشَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِخُبْزِ شَعِيرٍ وَإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ (1) ) (2) ( قَالَ : وَلَقَدْ رَهَنَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - دِرْعًا لَهُ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ يَهُودِيٍّ ) (3) ( إِلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ ) (4) ( فَاشْتَرَى ) (5) ( ثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ ) (6) ( لَأَهْلِهِ ) (7) ( فَمَا وَجَدَ لَهَا مَا يَفْتَكُّهَا (8) بِهِ ) (9) ( وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ ذَاتَ يَوْمٍ يَقُولُ (10) : ) (11) ( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ , مَا أَصْبَحَ عِنْدَ آلِ مُحَمَّدٍ صَاعُ حَبٍّ وَلَا صَاعُ تَمْرٍ , وَإِنَّ لَهُ يَوْمَئِذٍ تِسْعَ نِسْوَةٍ " ) (12)
__________
(1) الْإِهَالَة : مَا أُذِيبَ مِنْ الشَّحْمِ وَالْإِلْيَة ، وَقِيلَ هُوَ كُلّ دَسَمٍ جَامِدٍ ، وَقِيلَ : مَا يُؤْتَدَمُ بِهِ مِنْ الْأَدْهَان ، وَقَوْلُهُ : " سَنِخَة وَيُقَالُ فِيهَا بِالزَّاي أَيْضًا " أَيْ : مُتَغَيِّرَةِ الرِّيح . فتح الباري لابن حجر - (ج 7 / ص 460)
(2) ( خ ) 2373 , ( ت ) 1215 , ( س ) 4610 , ( حم ) 12383
(3) ( خ ) 1963
(4) ( خ ) 2134
(5) ( خ ) 2378 , ( م ) 124 - ( 1603 )
(6) ( خ ) 2759
(7) ( خ ) 1963 , ( ت ) 1215 , ( س ) 4610
(8) يفتكُّها : يخلصها .
(9) ( حم ) 13522 , ( حب ) 5937 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(10) قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : هُوَ كَلَامُ أَنَسٍ وَالضَّمِيرُ فِي سَمِعْته لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , أَيْ : قَالَ ذَلِكَ لَمَّا رَهَنَ الدِّرْعَ عِنْدَ الْيَهُودِيِّ مُظْهِرًا لِلسَّبَبِ فِي شِرَائِهِ إِلَى أَجَلٍ ، وَذَهِلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ كَلَامُ قَتَادَةَ وَجَعَلَ الضَّمِيرَ فِي سَمِعْته لِأَنَسٍ , لِأَنَّهُ إِخْرَاجٌ لِلسِّيَاقِ عَنْ ظَاهِرِهِ بِغَيْرِ دَلِيلٍ . تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 309)
(11) ( ت ) 1215 , ( خ ) 2373
(12) ( جة ) 4147 , ( خ ) 1963 , ( ت ) 1215 ( حم ) 12383 , انظر الصَّحِيحَة : 2404(3/1035)
( طس ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" مَا رُفِعَتْ مَائِدَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ بَيْنِ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَيْهَا فَضْلَةٌ مِنْ طَعَامٍ قَطُّ " (1)
__________
(1) ( طس ) 891 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3269(3/1036)
( حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" لَمْ يَجْتَمِعْ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - غَدَاءٌ وَلَا عَشَاءٌ مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ إِلَّا عَلَى ضَفَفٍ (1) " (2)
__________
(1) الضَّفَف : الضِّيق والشِّدَّة : أي لم يَشْبَع منهما إلاَّ عن ضِيق وقلَّة , وقيل : أي لم يأكل خُبْزَاً ولحما وَحْدَه ولكنْ يأكل مع النَّاس ,
وقيل الضَّفَف : أن تكونَ الأكَلَةُ أكثر من مِقْدار الطَّعامِ . النهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 202)
(2) ( حم ) 13886 , ( حب ) 6359 , انظر صحيح موارد الظمآن : 2149 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(3/1037)
( معجم ابن الأعرابي ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَرْبِطُ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِهِ مِنَ الجوع " (1)
----------
(1) أخرجه ابن الأعرابي في " معجمه " ( 3 / 1 ) , انظر الصَّحِيحَة : 1615(3/1038)
( م ) , وَعَنْ النُّعْمَانَ بْنِ بَشِيرٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
ذَكَرَ عُمَرُ - رضي الله عنه - مَا أَصَابَ النَّاسُ مِنْ الدُّنْيَا فَقَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَظَلُّ الْيَوْمَ يَلْتَوِي [ مِنْ الْجُوعِ ] (1) مَا يَجِدُ دَقَلًا (2) يَمْلَأُ بِهِ بَطْنَهُ " (3)
__________
(1) ( جة ) 4146 , انظر الصحيحة : 2106
(2) الدَّقَل : رَدِيء التَّمر ويابِسُه , فَتراه ليُبْسه ورَدَاءته لا يجْتَمِع ويكون مَنْثُورا . النهاية في غريب الأثر(ج2 ص299)
(3) ( م ) 36 - ( 2978 ) , ( ت ) 2372 , ( حم ) 353 , ( جة ) 4146(3/1039)
( م حم ) , وَعَنْ سِمَاكٍ بْنِ حَرْبٍ قَالَ :
( سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ - رضي الله عنه - يَقُولُ : أَلَسْتُمْ فِي طَعَامٍ وَشَرَابٍ مَا شِئْتُمْ ؟ , " لَقَدْ رَأَيْتُ نَبِيَّكُمْ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( يَظَلُّ الشَّهْرَ يَتَلَوَّى ) (2) ( مَا يَجِدُ مِنْ الدَّقَلِ مَا يَمْلَأُ بِهِ بَطْنَهُ " ) (3)
__________
(1) ( م ) 34 - ( 2977 )
(2) ( حم ) 18383 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( م ) 34 - ( 2977 )(3/1040)
( ت ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَبِيتُ اللَّيَالِي الْمُتَتَابِعَةَ طَاوِيًا (1) وَأَهْلُهُ لَا يَجِدُونَ عَشَاءً , وَكَانَ أَكْثَرُ خُبْزِهِمْ خُبْزَ الشَّعِيرِ " (2)
__________
(1) أَيْ : خَالِي الْبَطْنِ جَائِعٌ لَمْ يَأْكُلْ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 147)
(2) ( ت ) 2360 , ( جة ) 3347 , ( حم ) 2303 , انظر صحيح الجامع : 4895 , والصحيحة : 2119(3/1041)
( خ م جة حم ) , وَعَنْ عُرْوَةَ قَالَ :
( قَالَتْ لِي عَائِشَةُ - رضي الله عنها - : وَاللَّهِ يَا ابْنَ أُخْتِي , إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلَالِ ، ثُمَّ الْهِلَالِ ، ثُمَّ الْهِلَالِ ، ثَلَاثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ ، وَمَا أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَارٌ ) (1) ( فَقُلْتُ : يَا خَالَةُ فَعَلَى أَيِّ شَيْءٍ كُنْتُمْ تَعِيشُونَ ؟ ، قَالَتْ : عَلَى الْأَسْوَدَيْنِ (2) : التَّمْرِ وَالْمَاءِ ) (3) ( إِلَّا أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جِيرَانٌ مِنَ الْأَنْصَارِ وَكَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ , وَكَانَتْ لَهُمْ رَبَائِبُ (4) فَكَانُوا يُرْسِلُونَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أَلْبَانِهَا فَيَسْقِينَاهُ ) (5) .
__________
(1) ( م ) 28 - ( 2972 ) , ( خ ) 2428
(2) هُوَ عَلَى التَّغْلِيب , وَإِلَّا فَالْمَاء لَا لَوْن لَهُ ؛ وَلِذَلِكَ قَالُوا : الْأَبْيَضَانِ اللَّبَن وَالْمَاء . فتح الباري (ج 8 / ص 44)
(3) ( حم ) 24465 , ( خ ) 2428
(4) ( جة ) 4145 , ( حم ) 25530
والربَائِبُ : هُوَ الْغَنَم الَّتِي تَكُون فِي الْبَيْت وَلَيْسَتْ بِسَائِمَةٍ , وَاحِدهَا رَبِيبَة . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 8 / ص 2)
(5) ( م ) 28 - ( 2972 ) , ( خ ) 2428(3/1042)
( طس ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
أُهْدِيَ لَنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ رِجْلُ شَاةٍ مِنْ بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَتْ : " وَاللَّهِ إِنِّي لأُمْسِكُهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَجُزُّهَا ، أَوْ أَمْسَكَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا أَجُزُّهَا " ، قَالَ : هِصَّانُ بْنُ كَاهِنٍ : فَقُلْتُ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، عَلَى مِصْبَاحٍ ذَاكَ ؟ ، قَالَتْ : " لَوْ كَانَ عِنْدَنَا دُهْنُ مِصْبَاحٍ لأَكْلَنْاهُ ، إِنْ كَانَ لَيَأْتِي عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - الشَّهْرُ مَا يَخْتَبِزُونَ فِيهِ خُبْزًا وَلَا يَطْبُخُونَ فِيهِ " (1)
__________
(1) ( طس ) 8872 , ( حم ) 25867 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3276(3/1043)
( خ حم ) , وَعَنْ قَتَادَةَ قَالَ :
( كُنَّا نَأْتِي أنَسَ بْنَ مَالِكٍ - رضي الله عنه - وَخَبَّازُهُ قَائِمٌ ) (1) ( فَقَالَ يَوْمًا : كُلُوا , " فَوَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَأَى رَغِيفًا مُرَقَّقًا ، وَلَا شَاةً سَمِيطًا (2) ) (3) ( بِعَيْنِهِ قَطُّ ) (4) ( حَتَّى لَحِقَ بِرَبِّهِ - عز وجل - " ) (5)
__________
(1) ( خ ) 5105
(2) أَيْ : مَشْوِيَّة . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 6 / ص 306)
(3) ( حم ) 13635 , ( خ ) 5105 , ( جة ) 3309
(4) ( خ ) 5105 , ( جة ) 3339
(5) ( حم ) 13635 , ( خ ) 5070 , ( جة ) 3309(3/1044)
( خ ) , وَعَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" أَوْلَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ بِمُدَّيْنِ مِنْ شَعِيرٍ " (1)
__________
(1) ( خ ) 5172 , ( حم ) 24865(3/1045)
( خ ) , وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ :
سَأَلْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ - رضي الله عنه - فَقُلْتُ : هَلْ أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - النَّقِيَّ ؟ , فَقَالَ سَهْلٌ : مَا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - النَّقِيَّ (1) مِنْ حِينَ ابْتَعَثَهُ اللَّهُ حَتَّى قَبَضَهُ , فَقُلْتُ : هَلْ كَانَتْ لَكُمْ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَنَاخِلُ ؟ , فَقَالَ : مَا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُنْخُلًا مِنْ حِينَ ابْتَعَثَهُ اللَّهُ حَتَّى قَبَضَهُ , فَقُلْتُ : كَيْفَ كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ الشَّعِيرَ غَيْرَ مَنْخُولٍ ؟ , قَالَ : كُنَّا نَطْحَنُهُ وَنَنْفُخُهُ , فَيَطِيرُ مِنْهُ مَا طَارَ , وَمَا بَقِيَ ثَرَّيْنَاهُ (2) فَأَكَلْنَاهُ (3) . (4)
__________
(1) النَّقيِّ : خُبْز الدَّقِيق الْحُوَّارَى وَهُوَ النَّظِيف الْأَبْيَض . فتح الباري لابن حجر - (ج 15 / ص 298)
(2) أَيْ : بَلَلْنَاهُ بِالْمَاءِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 15 / ص 302)
(3) قَوْله ( فَأَكَلْنَاهُ ) يَحْتَمِل أَنَّهُ أَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى عَجْنه بَعْد الْبَلّ وَخَبْزه ثُمَّ أَكْلِهِ . فقد روى ( ت ) 2364 : " كُنَّا نَنْفُخُهُ فَيَطِيرُ مِنْهُ مَا طَارَ ثُمَّ نُثَرِّيهِ فَنَعْجِنُهُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 15 / ص 302)
(4) ( خ ) 5097 , ( جة ) 3335 , ( ت ) 2364 , ( حم ) 22865(3/1046)
( خ ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " مَا أَكَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى خِوَانٍ (1) وَلَا فِي سُكْرُجَةٍ (2) وَلَا خُبِزَ لَهُ مُرَقَّقٌ ) (3) ( قِيلَ لِقَتَادَةَ : فَعَلَامَ كَانُوا يَأْكُلُونَ (4) ؟ ، قَالَ : عَلَى السُّفَرِ (5) ) (6) .
__________
(1) قَالَ الْعَيْنِيُّ : هُوَ طَبَقٌ كَبِيرٌ مِنْ نُحَاسٍ تَحْتَهُ كُرْسِيٌّ مِنْ نُحَاسٍ مَلْزُوقٍ بِهِ طُولُهُ قَدْرُ ذِرَاعٍ , يُرَصُّ فِيهِ الزَّبَادُ , وَيُوضَعُ بَيْنَ يَدَيْ كَثِيرٍ مِنْ الْمُتْرَفِينَ , وَلَا يَحْمِلُهُ إِلَّا اِثْنَانِ فَمَا فَوْقَهُمَا . تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 487)
(2) هو : إِناءٌ صغير يؤْكل فيه الشيء القليل من الأُدْمِ وهي فارسية وأَكثر ما يوضع فيها الكَوامِخُ ( هي ما يؤتدم به ) .لسان العرب - (ج 2 / ص 299)
قال الحافظ في الفتح : قَالَ شَيْخنَا فِي " شَرْح التِّرْمِذِيّ " : تَرْكه الْأَكْل فِي السُّكُرُّجَة إِمَّا لِكَوْنِهَا لَمْ تَكُنْ تُصْنَع عِنْدهمْ إِذْ ذَاكَ أَوْ اِسْتِصْغَارًا لَهَا , لِأَنَّ عَادَتهمْ الِاجْتِمَاع عَلَى الْأَكْل , أَوْ لِأَنَّهَا كَانَتْ تُعَدّ لِوَضْعِ الْأَشْيَاء الَّتِي تُعِين عَلَى الْهَضْم , وَلَمْ يَكُونُوا غَالِبًا يَشْبَعُونَ ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ حَاجَة بِالْهَضْمِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 15 / ص 263)
(3) ( خ ) 5099
(4) عَدَلَ عَنْ الْوَاحِد إِلَى الْجَمْع إِشَارَة إِلَى أَنَّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ مُخْتَصًّا بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَحْده , بَلْ كَانَ أَصْحَابه يَقْتَفُونَ أَثَره وَيَقْتَدُونَ بِفِعْلِهِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 15 / ص 263)
(5) السُّفْرَةُ : الطَّعَامُ يَتَّخِذُهُ الْمُسَافِرُ وَأَكْثَرُ مَا يُحْمَلُ فِي جِلْدٍ مُسْتَدِيرٍ فَنَقَلَ اِسْمَ الطَّعَامِ إِلَى الْجِلْدِ وَسُمِّيَ بِهِ , كَمَا سُمِّيَتْ الْمَزَادَةُ رَاوِيَةً وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ الْأَسْمَاءِ الْمَنْقُولَةِ , ثُمَّ اُشْتُهِرَتْ لِمَا يُوضَعُ عَلَيْهِ الطَّعَامُ جِلْدًا كَانَ أَوْ غَيْرَهُ مَا عَدَا الْمَائِدَةُ . تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 487)
قلت : كذا قال أنس , وقد روى ( م ) 47 - ( 1948 ) " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَمَا هُوَ عِنْدَ مَيْمُونَةَ وَعِنْدَهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَامْرَأَةٌ أُخْرَى إِذْ قُرِّبَ إِلَيْهِمْ خُوَانٌ عَلَيْهِ لَحْمٌ " وانظر أيضا ( حم ) 2354
(6) ( خ ) 5071 , ( ت ) 1788 , 2363 , ( جة ) 3292 , ( حم ) 12347(3/1047)
( خ ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ قُلْنَا : الْآنَ نَشْبَعُ مِنْ التَّمْرِ . (1)
__________
(1) ( خ ) 3999(3/1048)
( خ ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
مَا شَبِعْنَا حَتَّى فَتَحْنَا خَيْبَرَ . (1)
__________
(1) ( خ ) 4000(3/1049)
( خ م ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ شَبِعَ النَّاسُ مِنْ الْأَسْوَدَيْنِ : التَّمْرِ وَالْمَاءِ " (1)
__________
(1) ( م ) 30 - ( 2975 ) , ( خ ) 5068 , ( حم ) 24496(3/1050)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( تُوُفِّيَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَا فِي بَيْتِي مِنْ شَيْءٍ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ ، إِلَّا شَطْرُ (1) شَعِيرٍ فِي رَفٍّ لِي ) (2) ( فَأَكَلْنَا مِنْهُ مَا شَاءَ اللَّهُ ) (3) ( حَتَّى طَالَ عَلَينَا لَا يَفْنَى ) (4) ( ثُمَّ قُلْتُ لِلْجَارِيَةِ : كِيلِيهِ فَكَالَتْهُ ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ فَنِيَ ، قَالَتْ : فَلَوْ كُنَّا تَرَكْنَاهُ لَأَكَلْنَا مِنْهُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ) (5) ( فَلَيْتَنِي لَمْ أَكُنْ كِلْتُهُ ) (6) .
__________
(1) مَعْنَى قَوْلِهَا : شَطْرٌ , تَعْنِي : شَيْئًا .
(2) ( خ ) 2930 , ( م ) 27 - ( 2973 )
(3) ( ت ) 2467 , ( م ) 27 - ( 2973 ) , ( خ ) 6086
(4) ( حم ) 24812 , ( خ ) 2930 , ( م ) 27 - ( 2973 )
(5) ( ت ) 2467 , ( خ ) 2930 , ( م ) 27 - ( 2973 ) , ( جة ) 3345
(6) ( حم ) 24812 , انظر الصحيحة تحت حديث : 2625 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(3/1051)
( حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( " نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى أُحُدٍ فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ , مَا يَسُرُّنِي أَنَّ أُحُدًا ) (1) ( يُحَوَّلُ لِآلِ مُحَمَّدٍ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , أَمُوتُ يَوْمَ أَمُوتُ ) (2) ( وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارَانِ ) (3) ( إِلَّا دِينَارَيْنِ أُعِدَّهُمَا لِدَيْنٍ ) (4) ( قَالَ : فَمَاتَ وَمَا تَرَكَ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَلَا عَبْدًا وَلَا وَلِيدَةً (5) وَتَرَكَ دِرْعَهُ رَهْنًا عِنْدَ يَهُودِيٍّ عَلَى ثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ ) (6) ( أَخَذَهَا ) (7) ( طَعَامًا لِأَهْلِهِ " ) (8)
__________
(1) ( حم ) 2743 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( حم ) 2724 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده قوي .
(3) ( حم ) 2743
(4) ( حم ) 2724
(5) أَيْ : أمة خادمة .
(6) ( حم ) 2743
(7) ( حم ) 2109 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(8) ( حم ) 3409 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(3/1052)
( خ م حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا , مَا يَسُرُّنِي أَنَّ ) (1) ( تَأْتِي عَلَيَّ ثَالِثَةٌ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ , إِلَّا دِينَارٌ أَرْصُدُهُ ) (2) ( فِي قَضَاءِ دَيْنٍ يَكُونُ عَلَيَّ " ) (3)
__________
(1) ( م ) 31 - ( 991 ) , ( خ ) 6080
(2) ( م ) 31 - ( 991 ) , ( خ ) 2259 , ( جة ) 4132 , ( حم ) 7478
(3) ( حم ) 9417 , ( م ) 31 - ( 991 ) , ( خ ) 2259 , ( جة ) 4132(3/1053)
( ت ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَا يَدَّخِرُ شَيْئاً لِغَدٍ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2362 , ( حب ) 6356 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4846 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 930(3/1054)
( خ م س ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( " مَا تَرَكَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَ مَوْتِهِ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَلَا عَبْدًا وَلَا أَمَةً ) (1) ( وَلَا شَاةً وَلَا بَعِيرًا ) (2) ( وَلَا شَيْئًا إِلَّا بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ ) (3) ( الَّتِي كَانَ يَرْكَبُهَا ) (4) ( وَسِلَاحَهُ , وَأَرْضًا جَعَلَهَا صَدَقَةً ) (5) ( وَلَا أَوْصَى بِشَيْءٍ " ) (6)
__________
(1) ( خ ) 2739 , ( م ) 18 - ( 1635 ) , ( س ) 3594
(2) ( م ) 18 - ( 1635 ) , ( س ) 3621
(3) ( خ ) 2739
(4) ( س ) 3594
(5) ( خ ) 2739 , ( س ) 3594 , ( حم ) 18481
(6) ( م ) 18 - ( 1635 ) , ( س ) 3621 , ( د ) 2863 , ( جة ) 2695 , ( حم ) 24222(3/1055)
( خ ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " صَلَّيْتُ وَرَاءَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِالْمَدِينَةِ الْعَصْرَ , فَسَلَّمَ ثُمَّ قَامَ مُسْرِعًا فَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ ) (1) ( فَدَخَلَ ) (2) ( إِلَى بَعْضِ حُجَرِ نِسَائِهِ " , فَفَزِعَ النَّاسُ مِنْ سُرْعَتِهِ ) (3) ( " ثُمَّ خَرَجَ وَرَأَى مَا فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ مِنْ تَعَجُّبِهِمْ لِسُرْعَتِهِ , فَقَالَ : ذَكَرْتُ وَأَنَا فِي الصَّلَاةِ ) (4) ( شَيْئًا مِنْ تِبْرٍ (5) عِنْدَنَا (6) فَكَرِهْتُ ) (7) ( أَنْ يُمْسِيَ أَوْ يَبِيتَ عِنْدَنَا , فَأَمَرْتُ بِقِسْمَتِهِ " ) (8)
__________
(1) ( خ ) 851
(2) ( خ ) 1221
(3) ( خ ) 851
(4) ( خ ) 1221
(5) التبر : معدن الذهب والفضة الخام قبل أن يُشَكَّل , فإذا شكل يسمى عينا .
(6) جملة : ( ذَكَرْتُ وَأَنَا فِي الصَّلَاةِ شَيْئًا مِنْ تِبْرٍ عِنْدَنَا ) , عند ( خ ) .
(7) ( خ ) 1221
(8) ( خ ) 1221 , ( س ) 1365 , ( حم ) 16196(3/1056)
( حم ) , وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( " دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ سَاهِمُ (1) الْوَجْهِ " , قَالَتْ : فَحَسِبْتُ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ وَجَعٍ , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَكَ سَاهِمُ الْوَجْهِ ) (2) ( أَفَمِنْ وَجَعٍ ؟ قَالَ : " لَا , وَلَكِنَّ الدَّنَانِيرَ السَّبْعَةَ الَّتِي أُتِينَا بِهَا أَمْسِ , أَمْسَيْنَا وَلَمْ نُنْفِقْهَا , نَسِيتُهَا فِي خُصْمِ (3) الْفِرَاشِ " ) (4)
__________
(1) ساهم : مُتَغيِّر .
(2) ( حم ) 26557 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) أَيْ : طرف .
(4) ( حم ) 26714 , ( ش ) 34372 , ( حب ) 5160 , انظر صحيح موارد الظمآن : 1792 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في ( حم ) : إسناده صحيح .(3/1057)
( حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( " أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ أَتَصَدَّقَ بِذَهَبٍ كَانَتْ عِنْدَنَا فِي مَرَضِهِ ) (1) ( الَّذِي مَاتَ فِيهِ ) (2) ( قَالَتْ : فَأَفَاقَ ) (3) ( فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ مَا فَعَلْتِ الذَّهَبُ ؟ " ) (4) ( فَقُلْتُ : هِيَ عِنْدِي ) (5) ( لَقَدْ شَغَلَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْكَ ) (6) ( قَالَ : " ائْتِينِي بِهَا " , فَجِئْتُ بِهَا ) (7) ( إِلَيْهِ - سَبْعَةَ أَوْ تِسْعَةَ دَنَانِيرَ - ) (8) ( " فَوَضَعَهَا فِي يَدِهِ ) (9) ( فَجَعَلَ يُقَلِّبُهَا وَيَقُولُ : مَا ظَنُّ مُحَمَّدٍ لَوْ لَقِيَ اللَّهَ وَهَذِهِ عِنْدَهُ ؟ ، وَمَا تُبْقِي هَذِهِ مِنْ مُحَمَّدٍ لَوْ لَقِيَ اللَّهَ وَهَذِهِ عِنْدَهُ ؟ ) (10) ( أَنْفِقِيهَا " ) (11)
__________
(1) ( حم ) 24604 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(2) ( حم ) 25531 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(3) ( حم ) 24604 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(4) ( حم ) 24268 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(5) ( حم ) 25531
(6) ( حم ) 24604
(7) ( حم ) 25531
(8) ( حم ) 24604
(9) ( حم ) 25531
(10) ( حم ) 24604
(11) ( حم ) 25531 , ( حب ) 715 , انظر الصَّحِيحَة : 1014 , 2653 ، صحيح موارد الظمآن : 1793 ، هداية الرواة : 1825(3/1058)
( حم ) , وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ :
( سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ - رضي الله عنه - يَقُولُ لِلنَّاسِ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ : مَا أَبْعَدَ هَدْيَكُمْ مِنْ هَدْيِ نَبِيِّكُمْ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( لَقَدْ أَصْبَحْتُمْ وَأَمْسَيْتُمْ تَرْغَبُونَ فِيمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَزْهَدُ فِيهِ , أَصْبَحْتُمْ تَرْغَبُونَ فِي الدُّنْيَا " وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (2) ( أَزْهَدُ النَّاسِ فِيهَا ) (3) ( وَاللَّهِ مَا أَتَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةٌ مِنْ دَهْرِهِ إِلَّا كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ أَكْثَرَ مِمَّا لَهُ " , فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " قَدْ رَأَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَسْتَسْلِفُ " ) (4)
__________
(1) ( حم ) 17848 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( حم ) 17850 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( حم ) 17808 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( حم ) 17850 , ( ك ) 7881 , ( حب ) 6379 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3294 , صحيح موارد الظمآن : 1795(3/1059)
( د ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْهَوْزَنِيِّ قَالَ :
لَقِيتُ بِلَالًا مُؤَذِّنَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِحَلَبَ , فَقُلْتُ : يَا بِلَالُ , حَدِّثْنِي كَيْفَ كَانَتْ نَفَقَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , قَالَ : مَا كَانَ لَهُ شَيْءٌ , كُنْتُ أَنَا الَّذِي أَلِي ذَلِكَ مِنْهُ مُنْذُ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ , وَكَانَ إِذَا أَتَاهُ الْإِنْسَانُ مُسْلِمًا فَرَآهُ عَارِيًا , يَأْمُرُنِي فَأَنْطَلِقُ فَأَسْتَقْرِضُ فَأَشْتَرِي لَهُ الْبُرْدَةَ فَأَكْسُوهُ وَأُطْعِمُهُ , حَتَّى اعْتَرَضَنِي رَجُلٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ : يَا بِلَالُ , إِنَّ عِنْدِي سَعَةً , فلَا تَسْتَقْرِضْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا مِنِّي , فَفَعَلْتُ , فَلَمَّا أَنْ كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ تَوَضَّأْتُ ثُمَّ قُمْتُ لِأُؤَذِّنَ بِالصَلَاةِ , فَإِذَا الْمُشْرِكُ قَدْ أَقْبَلَ فِي عِصَابَةٍ مِنْ التُّجَّارِ , فَلَمَّا أَنْ رَآنِي قَالَ : يَا حَبَشِيُّ ؟ , قُلْتُ : يَا لَبَّيْكَ , فَتَجَهَّمَنِي وَقَالَ لِي قَوْلًا غَلِيظًا , وَقَالَ لِي : أَتَدْرِي كَمْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الشَّهْرِ ؟ , فَقُلْتُ : قَرِيبٌ , قَالَ : إِنَّمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ أَرْبَعٌ , فَآخُذُكَ بِالَّذِي عَلَيْكَ , فَأَرُدُّكَ تَرْعَى الْغَنَمَ كَمَا كُنْتَ قَبْلَ ذَلِكَ , فَأَخَذَ فِي نَفْسِي مَا يَأْخُذُ فِي أَنْفُسِ النَّاسِ , حَتَّى إِذَا صَلَّيْتُ الْعَتَمَةَ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى أَهْلِهِ , فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ فَأَذِنَ لِي , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي , إِنَّ الْمُشْرِكَ الَّذِي كُنْتُ أَتَدَيَّنُ مِنْهُ قَالَ لِي كَذَا وَكَذَا , وَلَيْسَ عِنْدَكَ مَا تَقْضِي عَنِّي , وَلَا عِنْدِي , وَهُوَ فَاضِحِي , فَأْذَنْ لِي أَنْ آبَقَ إِلَى بَعْضِ هَؤُلَاءِ الْأَحْيَاءِ الَّذِينَ قَدْ أَسْلَمُوا حَتَّى يَرْزُقَ اللَّهُ رَسُولَهُ - صلى الله عليه وسلم - مَا يَقْضِي عَنِّي [ " فَسَكَتَ عَنِّي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " ] (1) فَخَرَجْتُ حَتَّى إِذَا أَتَيْتُ مَنْزِلِي , فَجَعَلْتُ سَيْفِي وَجِرَابِي وَنَعْلِي وَمِجَنِّي عِنْدَ رَأْسِي حَتَّى إِذَا انْشَقَّ عَمُودُ الصُّبْحِ الْأَوَّلِ أَرَدْتُ أَنْ أَنْطَلِقَ , فَإِذَا إِنْسَانٌ يَسْعَى يَدْعُو : يَا بِلَالُ , أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَتَيْتُهُ , فَإِذَا أَرْبَعُ رَكَائِبَ مُنَاخَاتٌ عَلَيْهِنَّ أَحْمَالُهُنَّ , فَاسْتَأْذَنْتُ , فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَبْشِرْ فَقَدْ جَاءَكَ اللَّهُ بِقَضَائِكَ ثُمَّ قَالَ : أَلَمْ تَرَ الرَّكَائِبَ الْمُنَاخَاتِ الْأَرْبَعَ ؟ , فَقُلْتُ : بَلَى , فَقَالَ : " إِنَّ لَكَ رِقَابَهُنَّ وَمَا عَلَيْهِنَّ , فَإِنَّ عَلَيْهِنَّ كِسْوَةً وَطَعَامًا , أَهْدَاهُنَّ إِلَيَّ عَظِيمُ فَدَكَ , فَاقْبِضْهُنَّ وَاقْضِ دَيْنَكَ " , فَفَعَلْتُ , ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ , فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَاعِدٌ فِي الْمَسْجِدِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ , فَقَالَ : " مَا فَعَلَ مَا قِبَلَكَ ؟ " قُلْتُ : قَدْ قَضَى اللَّهُ كُلَّ شَيْءٍ كَانَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ يَبْقَ شَيْءٌ , قَالَ : " أَفَضَلَ شَيْءٍ ؟ " , قُلْتُ : نَعَمْ , قَالَ : " انْظُرْ أَنْ تُرِيحَنِي مِنْهُ , فَإِنِّي لَسْتُ بِدَاخِلٍ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِي حَتَّى تُرِيحَنِي مِنْهُ , فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْعَتَمَةَ دَعَانِي فَقَالَ : مَا فَعَلَ الَّذِي قِبَلَكَ ؟ " , قُلْتُ : هُوَ مَعِي , لَمْ يَأْتِنَا أَحَدٌ , " فَبَاتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَسْجِدِ , حَتَّى إِذَا صَلَّى الْعَتَمَةَ مِنْ الْغَدِ دَعَانِي فَقَالَ : مَا فَعَلَ الَّذِي قِبَلَكَ ؟ " , قُلْتُ : قَدْ أَرَاحَكَ اللَّهُ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ , " فَكَبَّرَ وَحَمِدَ اللَّهَ شَفَقًا مِنْ أَنْ يُدْرِكَهُ الْمَوْتُ وَعِنْدَهُ ذَلِكَ " , ثُمَّ اتَّبَعْتُهُ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَزْوَاجَهُ فَسَلَّمَ عَلَى امْرَأَةٍ امْرَأَةٍ حَتَّى أَتَى مَبِيتَهُ . (2)
__________
(1) ( د ) 3056
(2) ( د ) 3055 , ( حب ) 6351 , ( هق ) 11217 , انظر صحيح موارد الظمآن : 2152(3/1060)
( 4 ) مَا جَاء فِي زُهْد الصَّحَابَة - رضي الله عنهم -
( خ ) , عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ :
دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها وَعَلَيْهَا دِرْعُ قِطْرٍ (1) ثَمَنُهُ خَمْسَةِ دَرَاهِمَ ، فَقَالَتْ : ارْفَعْ بَصَرَكَ إِلَى جَارِيَتِي انْظُرْ إِلَيْهَا ، فَإِنَّهَا تُزْهَى (2) أَنْ تَلْبَسَهُ فِي الْبَيْتِ ، وَقَدْ كَانَ لِي مِنْهُنَّ دِرْعٌ عَلَى عَهْدِ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَمَا كَانَتْ امْرَأَةٌ تُقَيَّنُ (3) بِالْمَدِينَةِ إِلَّا أَرْسَلَتْ إِلَيَّ تَسْتَعِيرُهُ (4) " (5)
__________
(1) اَلدِّرْع : قَمِيص اَلْمَرْأَة , وَالْقِطْر ثِيَاب مِنْ غَلِيظ اَلْقُطْن وَغَيْرِهِ , وَقِيلَ : مِنْ اَلْقُطْنِ خَاصَّة , وَقَالَ اَلْأَزْهَرِيُّ : اَلثِّيَابُ اَلْقِطْرِيَّة مَنْسُوبَة إِلَى قِطْر قَرْيَة فِي اَلْبَحْرِينِ فَكَسَرُوا اَلْقَافَ لِلنِّسْبَةِ وَخَفَّفُوا . فتح الباري (ج 8 / ص 128)
(2) أَيْ : تَأْنَفُ أَوْ تَتَكَبَّرُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 128)
(3) أَيْ : تُزَيُّنُ , مِنْ قَانَ اَلشَّيْء قِيَانَةً , أَيْ : أَصْلَحَهُ , وَالْقَيْنَة تُقَالُ لِلْمَاشِطَةِ وَلِلْمُغَنِّيَةِ وَلِلْأَمَةِ مُطْلَقًا . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 128)
(4) قَالَ اِبْن اَلْجَوْزِيِّ : أَرَادَتْ عَائِشَة ك أَنَّهُمْ كَانُوا أَوَّلًا فِي حَالٍ ضَيِّقٍ , وَكَانَ اَلشَّيْء اَلْمُحْتَقَر عِنْدَهُمْ إِذْ ذَاكَ عَظِيم اَلْقَدْرِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 128)
(5) ( خ ) 2485 , ( طس ) 3761(3/1061)
( خد ) , وَعَنْ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ قال :
دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ك فَقَالَتْ : أَمْسِكْ حَتَّى أَخِيطَ نَقْبَتِي (1) فَأَمْسَكْتُ فَقُلْتُ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، لَوْ خَرَجْتُ فَأَخْبَرْتُهُمْ لَعَدُّوهُ مِنْكِ بُخْلاً ، قَالَتْ : أَبْصِرْ شَأْنَكَ ، إِنَّهُ لاَ جَدِيدَ لِمَنْ لاَ يَلْبَسُ الْخَلِقَ . (2)
__________
(1) " النقبة " : السراويل الذي لَا يكون فيه موضع لشد الحبل , أي : يكون له حجزة ولا يكون فيه نيفق ,
والنيفق : الموضع الذي يخاط يدخل في التكة , فإذا كان لها نيفق فهي سراويل .
(2) صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 367(3/1062)
( خد ) , وَعَنْ الحسن قَالَ :
كُنْتُ أَدْخُلُ بُيُوتَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه - فَأَتَنَاوَلُ سُقُفَهَا بِيَدِي . (1)
__________
(1) ( خد ) 471 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 351(3/1063)
( خد ) , وَعَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ :
رَأَيْتُ الْحُجُرَاتِ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ (1) مَغْشِيًّا مِنْ خَارِجٍ بِمُسُوحِ الشَّعْرِ (2) وَأَظُنُّ عَرْضَ الْبَيْتِ مِنْ بَابِ الْحُجْرَةِ إِلَى بَابِ الْبَيْتِ نَحْوًا مِنْ سِتِّ أَوْ سَبْعِ أَذْرُعٍ ، وَأَحْزِرُ الْبَيْتَ الدَّاخِلَ عَشْرَ أَذْرُعٍ ، وَأَظُنُّ سُمْكَهُ بَيْنَ الثَّمَانِ وَالسَّبْعِ نَحْوَ ذَلِكَ ، وَوَقَفْتُ عِنْدَ بَابِ عَائِشَةَ فَإِذَا هُوَ مُسْتَقْبِلٌ الْمَغْرِبَ . (3)
__________
(1) الْجَرِيدَةُ : سَعَفَةُ النَّخْلِ سُمِّيَتْ بِهَا لِكَوْنِهَا مُجَرَّدَةً عَنْ الْخُوصِ وَهُوَ وَرَقُ النَّخْلِ . تحفة الأحوذي(ج 4 / ص 80)
(2) " مسوح الشعر " : جمع مِسْح بكسر الميم : وهو الكِساء من الشعر .
(3) ( خد ) 451 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 352(3/1064)
( خد ) , وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هِلاَلٍ قَالَ :
أَنَّهُ رَأَيْتُ حُجَرَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ جَرِيدٍ مَسْتُورَةً بِمُسُوحِ الشَّعْرِ (1) فَسَأَلْتُهُ عَنْ بَيْتِ عَائِشَةَ ، فَقَالَ : كَانَ بَابُهُ مِنْ وِجْهَةِ الشَّامِ ، فَقُلْتُ : مِصْرَاعًا كَانَ أَوْ مِصْرَاعَيْنِ ؟ قَالَ : كَانَ بَابًا وَاحِدًا ، قُلْتُ : مِنْ أَيِّ شَيْءٍ كَانَ ؟ قَالَ : مِنْ عَرْعَرٍ أَوْ سَاجٍ . (2)
__________
(1) " مسوح الشعر " : جمع مِسْح بكسر الميم : الكساء من الشعر .
(2) ( خد ) 776 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 601(3/1065)
( ط ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
رَأَيْتُ عُمَرَ - رضي الله عنه - وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ , وَقَدْ رَقَعَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ بِرِقَاعٍ ثَلَاثٍ لَبَّدَ بَعْضَهَا فَوْقَ بَعْضٍ . (1)
__________
(1) ( ط ) 1638 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2082 , 3299(3/1066)
( ابن أبي الدنيا في كتاب الجوع ) , وَعَنْ محمد بن سيرين قال :
إن كان الرجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يأتي عليه ثلاثة أيام لَا يجد شيئا يأكله , فيأخذ الجلدة فيشويها فيأكلها , فإذا لم يجد شيئا أخذ حجرا فشد صُلبه . (1)
---------
(1) ( حسن موقوف ) - صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3310(3/1067)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ :
أَقَمْتُ بِالْمَدِينَةِ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - سَنَةً ، فَقَالَ لِي ذَاتَ يَوْمٍ وَنَحْنُ عِنْدَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ : لَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا لَنَا ثِيَابٌ إِلَّا الْبِرَادُ الْمُفَتَّقَةُ (1) وَإِنَّهُ لَيَأْتِي عَلَى أَحَدِنَا الْأَيَّامُ مَا يَجِدُ طَعَامًا يُقِيمُ بِهِ صُلْبَهُ ، حَتَّى إِنْ كَانَ أَحَدُنَا لَيَأْخُذُ الْحَجَرَ فَيَشُدُّهُ عَلَى أَخْمَصِ بَطْنِهِ ثُمَّ يَشُدُّهُ بِثَوْبِهِ لِيُقِيمَ بِهِ صُلْبَه ، " فَقَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ بَيْنَنَا تَمْرًا " ، فَأَصَابَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنَّا سَبْعَ تَمَرَاتٍ فِيهِنَّ حَشَفَةٌ (2) فَمَا سَرَّنِي أَنَّ لِي مَكَانَهَا تَمْرَةً جَيِّدَةً , قُلْتُ : لِم ؟ قَالَ : تَشُدُّ لِي مِنْ مَضْغِي . (3)
__________
(1) البِرَاد : جمع برد .
(2) الحَشف : اليَابِس الفاسِد من التمر , وقيل الضعيف الذي لا نَوَى له كالشِّيص . النهاية في غريب الأثر(ج1 / ص970)
(3) ( حم ) 8284 , ( خ ) 5095 , ( جة ) 4157 , وصححه الألباني في الإرواء تحت حديث : 1960(3/1068)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( مَا كَانَ لَنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - طَعَامٌ إِلَّا الْأَسْوَدَيْنِ : التَّمْرَ وَالْمَاءَ ) (1) ( وَاللَّهِ مَا كُنَّا نَرَى سَمْرَاءَكُمْ هَذِهِ (2) وَلَا نَدْرِي مَا هِيَ ، وَإِنَّمَا كَانَ لِبَاسُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - النِّمَارَ ، يَعْنِي : بُرُدَ الْأَعْرَابِ ) (3) .
__________
(1) ( حم ) 7949 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(2) البَيْضاء الحِنْطة , وهي السَّمْراء أيضا . النهاية في غريب الأثر - (ج 1 / ص 451)
(3) ( حم ) 8638 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : صحيح .(3/1069)
( د حم ) , وَعَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قَالَ لِي أَبِي : يَا بُنَيَّ , لَوْ رَأَيْتَنَا وَنَحْنُ مَعَ نَبِيِّنَا - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( إِذَا أَصَابَتْنَا السَّمَاءُ (2) حَسِبْتَ أَنَّ رِيحَنَا رِيحُ الضَّأْنِ , إِنَّمَا لِبَاسُنَا الصُّوفُ ) (3) .
__________
(1) ( د ) 4033 , ( ت ) 2479
(2) أَيْ : الْمَطَر .
(3) ( حم ) 19773 , ( ت ) 2479 , ( جة ) 3562(3/1070)
( حم ) , وَعَنْ ضَمْرَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَيَّ حُلَّتَانِ مِنْ حُلَلِ الْيَمَنِ ، فَقَالَ : " يَا ضَمْرَةُ ، أَتَرَى ثَوْبَيْكَ هَذَيْنِ مُدْخِلَيْكَ الْجَنَّةَ ؟ " , فَقُلْتُ : لَئِنْ اسْتَغْفَرْتَ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا أَقْعُدُ حَتَّى أَنْزَعَهُمَا عَنِّي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِضَمْرَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ " , فَانْطَلَقْتُ سَرِيعًا حَتَّى نَزَعْتُهُمَا عَنِّي . (1)
__________
(1) ( حم ) 19000 , انظر الصَّحِيحَة : 3018(3/1071)
( حم ) , وَعَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
اسْتَكْسَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (1) فَكَسَانِي خَيْشَتَيْنِ (2) فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَلْبِسُهُمَا وَأَنَا مِنْ أَكْسَى أَصْحَابِي (3) . (4)
__________
(1) أَيْ : طَلَبْت الْكِسْوَة مِنْهُ > . عون المعبود - (ج 9 / ص 56)
(2) الْخَيْش : ثِيَاب فِي نَسْجهَا رِقَّة وَخُيُوطهَا غِلَاظ مِنْ مُشَاقَّة الْكَتَّان , أَوْ مِنْ أَغْلَظ الْعَصَب ,
وَقَالَ فِي فَتْح الْوَدُود : هِيَ ثِيَاب مِنْ أَرْدَأ الْكَتَّان . عون المعبود - (ج 9 / ص 56)
(3) أَيْ : وَأَنَا أَفْضَلهمْ كِسْوَة . عون المعبود - (ج 9 / ص 56)
(4) ( حم ) 17692 , ( د ) 4032 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 2080(3/1072)
( حم ) , وَعَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْرُجُ عَلَيْنَا فِي الصُّفَّةِ وَعَلَيْنَا الْحَوْتَكِيَّةُ (1) فَيَقُولُ : لَوْ تَعْلَمُونَ مَا ذُخِرَ لَكُمْ مَا حَزِنْتُمْ عَلَى مَا زُوِيَ عَنْكُمْ , وَلَيُفْتَحَنَّ لَكُمْ فَارِسُ وَالرُّومُ " (2)
__________
(1) قيل : هي عِمَامةٌ يَتَعَمَّمُها الأعراب يُسَمُّونها بهذا الاسم , وقيل : هُو مضاف إلى رجل يُسَمَّى حَوْتَكاً كان يَتَعَمَّم هذه العِمَّة . النهاية في غريب الأثر - (ج 1 / ص 884)
(2) ( حم ) 17201 , انظر الصَّحِيحَة : 2168 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3208(3/1073)
( خ م ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كَانَ النَّاسُ يُصَلُّونَ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُمْ عَاقِدُوا أُزْرِهِمْ مِنْ الصِّغَرِ عَلَى رِقَابِهِمْ ) (1) ( مِثْلَ الصِّبْيَانِ ) (2) ( فَقِيلَ لِلنِّسَاءِ : لَا تَرْفَعْنَ رُءُوسَكُنَّ ) (3) ( حَتَّى يَرْفَعَ الرِّجَالُ ) (4) .
__________
(1) ( خ ) 1157 , ( م ) 133 - ( 441 )
(2) ( م ) 133 - ( 441 ) , ( خ ) 355
(3) ( خ ) 355
(4) ( م ) 133 - ( 441 ) , ( خ ) 781 , ( س ) 766 , ( د ) 630 , ( حم ) 15600(3/1074)
( م ) , وَعَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ الْعَدَوِيِّ قَالَ :
( خَطَبَنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ - رضي الله عنه - ) (1) ( - وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى الْبَصْرَةِ - ) (2) ( فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقُ الشَّجَرِ , حَتَّى قَرِحَتْ (3) أَشْدَاقُنَا , فَالْتَقَطْتُ بُرْدَةً (4) فَشَقَقْتُهَا بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ , فَاتَّزَرْتُ (5) بِنِصْفِهَا وَاتَّزَرَ سَعْدٌ بِنِصْفِهَا , فَمَا أَصْبَحَ الْيَوْمَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا أَصْبَحَ أَمِيرًا عَلَى مِصْرٍ (6) مِنْ الْأَمْصَارِ , وَإِنِّي أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ فِي نَفْسِي عَظِيمًا وَعِنْدَ اللَّهِ صَغِيرًا ) (7) .
__________
(1) ( م ) 14 - ( 2967 )
(2) ( م ) 14 - م - ( 2967 )
(3) أَيْ : صَارَ فِيهَا قُرُوح وَجِرَاح مِنْ خُشُونَة الْوَرَق الَّذِي نَأْكُلهُ وَحَرَارَته .
(4) البْرُدُ والبُرْدة : الشَّمْلَةُ المخطَّطة ، وقيل كِساء أسود مُرَبَّع فيه صورٌ .
(5) الاتِّزار : لبس الإزار , والمراد تغطية النصف الأسفل من الجسم .
(6) المِصر : البلد أو القطر .
(7) ( م ) 14 - ( 2967 ) , ( جة ) 4156 ( حم ) 17610(3/1075)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقُ الْحُبْلَةِ وَهَذَا السَّمُرُ (1) حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ (2) كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ , مَا لَهُ خِلْطٌ (3) .
__________
(1) الْمُرَاد بِهِ ثَمَر الْعِضَاه وَثَمَر السَّمَر ، وَهُوَ يُشْبِه اللُّوبِيَا ، وَقِيلَ الْمُرَاد عُرُوق الشَّجَر . فتح الباري (ج15 / ص 301)
(2) كِنَايَة عَنْ الَّذِي يَخْرُج مِنْهُ فِي حَال التَّغَوُّط . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 273)
(3) أَيْ : يَصِير بَعْرًا لَا يَخْتَلِط مِنْ شِدَّة الْيُبْس النَّاشِئ عَنْ قَشَف الْعَيْش . فتح الباري (ج 18 / ص 273)(3/1076)
( خد ) , وَعَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ ك قالت :
زَارَنَا سَلْمَانُ مِنَ الْمَدَائِنِ إِلَى الشَّامِ مَاشِيًا ، وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ وَسَرَاوِيلُ مُشَمَّرَةٌ ، قَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ : رُؤِيَ سَلْمَانُ وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ مَطْمُومُ الرَّأْسِ (1) سَاقِطُ الأُذُنَيْنِ - يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ أَرْفَشَ (2) - فَقِيلَ لَهُ : شَوَّهْتَ نَفْسَكَ ، قَالَ : إِنَّ الْخَيْرَ خَيْرُ الآخِرَةِ . (3)
__________
(1) أي : جزّه واستأصله .
(2) " في النهاية " : " أرفش الأذنين أي : عريضهما , تشبيهاً بالرفش الذي يجرف به الطعام " .
(3) ( خد ) 346 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 263(3/1077)
( جة حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( لَمَّا احْتُضِرَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ - رضي الله عنه - ) (1) ( عَادَهُ سَعْدٌ - رضي الله عنه - , فَرَآهُ يَبْكِي , فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ : مَا يُبْكِيكَ يَا أَخِي ؟ , أَلَيْسَ قَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , أَلَيْسَ أَلَيْسَ ؟ فَقَالَ سَلْمَانُ : مَا أَبْكِي وَاحِدَةً مِنْ اثْنَتَيْنِ , مَا أَبْكِي ضَنًّا لِلدُّنْيَا وَلَا كَرَاهِيَةً لِلْآخِرَةِ ، وَلَكِنْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا فَمَا أَرَانِي إِلَّا قَدْ تَعَدَّيْتُ , فَقَالَ : وَمَا عَهِدَ إِلَيْكَ ؟ , قَالَ : " عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّهُ يَكْفِي أَحَدَكُمْ ) (2) ( مِنْ الدُّنْيَا ) (3) ( مِثْلَ زَادِ الرَّاكِبِ " وَلَا أُرَانِي إِلَّا قَدْ تَعَدَّيْتُ ) (4) ( قَالَ : وَإِنَّمَا حَوْلَهُ إِجَّانَةٌ (5) وَجَفْنَةٌ (6) وَمِطْهَرَةٌ (7) ) (8) .
__________
(1) ( حم ) 23762 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح .
(2) ( جة ) 4104 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3225
(3) ( حم ) 23762
(4) ( جة ) 4104 ، ( حب ) 706
(5) الإجَّانة التي يُغْسَل فيها الثياب . النهاية في غريب الأثر - (ج 2 / ص 633)
(6) الجَفْنة : أَعظمُ ما يكونُ من القِصاع . لسان العرب - (ج 13 / ص 89)
(7) المطهرة : كل إناء يُتطهر منه كالإبريق والسطل والركوة وغيرها . شعب الإيمان للبيهقي(ج 20 / ص 84)
(8) ( ك ) 7891 ، ( ش ) 34312 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3224(3/1078)
( ت س ) , وَعَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ :
( جَاءَ مُعَاوِيَةُ - رضي الله عنه - إِلَى أَبِي هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ الْعَبْشَمِيِّ - رضي الله عنه - ) (1) ( وَهُوَ طَعِينٌ (2) ) (3) ( يَعُودُهُ ) (4) ( فَبَكَى أَبُو هَاشِمٍ , فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : ) (5) ( يَا خَالُ , مَا يُبْكِيكَ ؟ , أَوَجَعٌ يُشْئِزُكَ (6) ؟ , أَمْ حِرْصٌ عَلَى الدُّنْيَا ) (7) ( فَقَدْ ذَهَبَ صَفْوُهَا , فَقَالَ : كُلٌّ لَا , وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ تَبِعْتُهُ , قَالَ : " إِنَّكَ لَعَلَّكَ تُدْرِكُ أَمْوَالًا تُقْسَمُ بَيْنَ أَقْوَامٍ (8) وَإِنَّمَا يَكْفِيكَ مِنْ ذَلِكَ خَادِمٌ وَمَرْكَبٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " , فَأَدْرَكْتُ فَجَمَعْتُ ) (9) ( فلما ماتَ حُصِّلَ ما خَلَّفَ ، فبلغَ ثلاثين درهمًا ، وحُسِبَتْ فيه القَصْعَةُ التي كان يَعْجِنُ فيها ، وفيها كان يأكُلُ ) (10) .
__________
(1) ( ت ) 2327
(2) الطعين : المصاب بالطاعون .
(3) ( س ) 4827
(4) ( ت ) 2327
(5) ( س ) 4827
(6) يُشئِزك : يقلقك ويؤلمك .
(7) ( ت ) 2327
(8) أَيْ : أَمْوَالًا مِنْ أَمْوَال بَيْت الْمَال . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 7 / ص 463)
(9) ( س ) 4827 , ( ت ) 2327 , ( د ) 962 , ( جة ) 4103
(10) رواه رزين , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3318(3/1079)
( ت ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
ابْتُلِينَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالضَّرَّاءِ فَصَبَرْنَا , ثُمَّ ابْتُلِينَا بِالسَّرَّاءِ بَعْدَهُ فَلَمْ نَصْبِرْ . (1)
__________
(1) حسنه الألباني في ( ت ) 2464(3/1080)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ :
( دَخَلْنَا عَلَى خَبَّابٍ بْنِ الْأَرَتِّ - رضي الله عنه - نَعُودُهُ وَقَدْ اكْتَوَى سَبْعَ كَيَّاتٍ ) (1) ( فِي بَطْنِهِ , فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : ) (2) ( لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِهِ , فَقَدْ طَالَ بِي مَرَضِي ) (3) ( قَالَ , ثُمَّ أُتِيَ بِكَفَنِهِ , فَلَمَّا رَآهُ بَكَى وَقَالَ ) (4) ( هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نُرِيدُ وَجْهَ اللَّهِ , فَوَقَعَ أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ ) (5) ( فَمِنَّا مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا (6) مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ - رضي الله عنه - ) (7) ( قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ ) (8) ( وَلَمْ يَتْرُكْ إِلَّا نَمِرَةً ) (9) ( إِذَا غَطَّيْنَا بِهَا رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلَاهُ , وَإِذَا غَطَّيْنَا رِجْلَيْهِ خَرَجَ رَأْسُهُ , " فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نُغَطِّيَ رَأْسَهُ , وَأَنْ نَجْعَلَ عَلَى رِجْلَيْهِ ) (10) ( شَيْئًا مِنْ الْإِذْخِرِ (11) " ) (12) ( وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ (13) لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهُوَ يَهْدِبُهَا (14) ) (15) ( وَمَا أَعْلَمُ أَحَدًا لَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ الْبَلَاءِ مَا لَقِيتُ ) (16) ( لَقَدْ رَأَيْتُنِي ) (17) ( وَمَا أَجِدُ دِرْهَمًا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , وَإِنَّ لِي فِي نَاحِيَةٍ مِنْ بَيْتِي هَذَا ) (18) ( الْآنَ لَأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ ) (19) ( قَالَ قَيْسٌ : ثُمَّ أَتَيْنَاهُ مَرَّةً أُخْرَى وَهُوَ يَبْنِي حَائِطًا لَهُ ) (20) ( فَقَالَ : إِنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - مَضَوْا وَلَمْ تَنْقُصْهُمْ الدُّنْيَا بِشَيْءٍ , وَإِنَّا أَصَبْنَا مِنْ الدُّنْيَا مَا لَا نَجِدُ لَهُ مَوْضِعًا إِلَّا التُّرَابَ ) (21) ( سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِنَّ الْمُسْلِمَ لَيُؤْجَرُ فِي كُلِّ شَيْءٍ يُنْفِقُهُ , إِلَّا فِي شَيْءٍ يَجْعَلُهُ فِي هَذَا التُّرَابِ " ) (22)
__________
(1) ( خ ) 5348
(2) ( خ ) 5989 , ( م ) 12 - ( 2681 ) , ( ت ) 970
(3) ( حم ) 21106 , ( خ ) 5989 , ( م ) 12 - ( 2681 ) , ( ت ) 970 , 2483
(4) ( حم ) 21109 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(5) ( خ ) 3684
(6) كِنَايَة عَنْ الْغَنَائِم الَّتِي تَنَاوَلَهَا مَنْ أَدْرَكَ زَمَن الْفُتُوح . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 316)
(7) ( خ ) 1217
(8) ( خ ) 3684
(9) ( حم ) 21114 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(10) ( خ ) 1217
(11) هُوَ حَشِيشٌ مَعْرُوفٌ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ . تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 292)
(12) ( خ ) 6083
(13) أَيْ : نَضِجَتْ .
(14) أَيْ : يَجْتَنِيهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 316)
(15) ( خ ) 3684 , ( م ) 44 - ( 940 ) , ( حم ) 21096
(16) ( ت ) 970 , ( حم ) 21103
(17) ( حم ) 21109
(18) ( حم ) 21103 ( ت ) 970
(19) ( حم ) 21109 , ( ت ) 970
(20) ( خ ) 5348
(21) ( خ ) 6066 , 6067 , ( حم ) 21106
(22) ( خ ) 5348 , ( ت ) 2483 , ( جة ) 4163 , ( حم ) 21106
قال الألباني في الصحيحة 2831 : اعلم أن المراد من هذا الحديث إنما هو صرف المسلم عن الاهتمام بالبناء وتشييده فوق حاجته ، وإن مما لا شك فيه أن الحاجة تختلف باختلاف عائلة الباني قلة وكثرة ، ومن يكون مضيافا ، ومن ليس كذلك ، فهو من هذه الحيثية يلتقي تماما مع الحديث الصحيح : " فراش للرجل ، وفراش لامرأته ، والثالث للضيف ، والرابع للشيطان " . رواه
مسلم ( 6 / 146 ) ولذلك قال الحافظ بعد أن ساق حديث الترجمة وغيره : " وهذا كله محمول على ما لا تمس الحاجة إليه
، مما لابد منه للتوطن وما يقي البرد والحر " . ثم حكى عن بعضهم ما يوهم أن في البناء كله الإثم لِلَّهِ فعقب عليه الحافظ بقوله : " وليس كذلك ، بل فيه التفصيل ، وليس كل ما زاد منه على الحاجة يستلزم الإثم .. فإن في بعض البناء ما يحصل به الأجر ، مثل الذي يحصل به النفع لغير الباني ، فإنه يحصل للباني به الثواب ، والله سبحانه وتعالى أعلم " . أ . هـ(3/1081)
( س جة ) , وَعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأْمُرُنَا بِالصَّدَقَةِ " , فَمَا يَجِدُ أَحَدُنَا شَيْئًا يَتَصَدَّقُ بِهِ حَتَّى يَنْطَلِقَ إِلَى السُّوقِ فَيَحْمِلَ عَلَى ظَهْرِهِ (1) فَيَجِيءَ بِالْمُدِّ فَيُعْطِيَهُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَإِنِّي لَأَعْرِفُ الْيَوْمَ رَجُلًا لَهُ مِائَةُ أَلْفٍ , مَا كَانَ لَهُ يَوْمَئِذٍ دِرْهَمٌ ) (2) ( قَالَ شَقِيقٌ : كَأَنَّهُ يُعَرِّضُ بِنَفْسِهِ ) (3) .
__________
(1) أَيْ : بِالْأُجْرَةِ لِيَكْسِب مَا يَتَصَدَّق بِهِ . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 8 / ص 12)
(2) ( س ) 2529 , ( خ ) 4392 , ( جة ) 4155 , ( حم ) 22400
(3) ( جة ) 4155 , ( خ ) 4392 , ( حم ) 22400(3/1082)
( جة ) , وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنُ حَبِيبٍ قَالَ :
دَخَلْنَا عَلَى أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - , فَرَأَى فِي سُيُوفِنَا شَيْئًا مِنْ حِلْيَةِ فِضَّةٍ , فَغَضِبَ وَقَالَ : لَقَدْ فَتَحَ الْفُتُوحَ قَوْمٌ مَا كَانَتْ حِلْيَةُ سُيُوفِهِمْ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ , وَلَكِنْ , الْآنُكُ (1) وَالْحَدِيدُ , وَالْعَلَابِيُّ (2) . (3)
__________
(1) هو الَّرصاص الأبيض , وقيل الأسود . النهاية في غريب الأثر - (ج 1 / ص 182)
(2) قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْقَطَّانُ : الْعَلَابِيُّ : الْعَصَبُ .
(3) ( جة ) 2807 , ( خ ) 2752(3/1083)
( 27 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الْخُلْطَة وَاَلْعُزْلَة
( 1 ) الْخُلْطَةُ بِالنَّاس
( 1 ) مَشْرُوعِيَّةُ الْخُلْطَة
( جة ) , عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ (1) وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ , أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ " (2)
__________
(1) أَيْ : يُسَاكِنُهُمْ وَيُقِيمُ فِيهِمْ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 299)
(2) ( جة ) 4032 , ( ت ) 2507 , ( حم ) 5022 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6651 , الصَّحِيحَة : 939(3/1084)
( 2 ) مُسْتَحَبَّاتُ الْخُلْطَة
( ت ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا (1) عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا (2) وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا ، عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَا " (3)
__________
(1) أَيْ : أُحْبِبْهُ حُبًّا قَلِيلًا , وَقَالَ فِي الْمَجْمَعِ : أَيْ : حُبًّا مُقْتَصِدًا لَا إِفْرَاطَ فِيهِ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 244)
(2) أَيْ : رُبَّمَا اِنْقَلَبَ ذَلِكَ بِتَغَيُّرِ الزَّمَانِ وَالْأَحْوَالِ بُغْضًا , فَلَا تَكُونُ قَدْ أَسْرَفْت فِي حُبِّهِ فَتَنْدَمَ عَلَيْهِ إِذَا أَبْغَضْته ، أَوْ حُبًّا فَلَا تَكُونُ قَدْ أَسْرَفْت فِي بُغْضِهِ فَتَسْتَحْيِيَ مِنْهُ إِذَا أَحْبَبْته . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 244)
(3) ( ت ) 1997 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 178 , وغاية المرام : 472(3/1085)
( خد ) , وَعَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - : لَا يَكُنْ حُبُّك كَلَفاً (1) وَلاَ بُغْضُكَ تَلَفًا ، فَقُلْتُ : كَيْفَ ذَاكَ ؟ , قَالَ : إِذَا أَحْبَبْتَ كَلِفْتَ كَلَفَ الصَّبِيِّ ، وَإِذَا أَبْغَضْتَ أَحْبَبْتَ لِصَاحِبِكَ التَّلَف . (2)
__________
(1) ( الكَلَف ) : هو الولوع بالشيء مع شغل قلب .
(2) ( خد ) 1322 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 998(3/1086)
( خد ) , وَعَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالْ :
" لَيْسَ بِحَكِيمٍ مَنْ لاَ يُعَاشِرُ بِالْمَعْرُوفِ مَنْ لاَ يَجِدُ مِنْ مُعَاشَرَتِهِ بُدًّا ، حَتَّى يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُ فَرَجًا أَوْ مَخْرَجًا . (1)
__________
(1) ( خد ) 889 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 686(3/1087)
( 2 ) عُزْلَةُ النَّاس
مَشْرُوعِيَّةُ الْعُزْلَة
( خ ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ (1) وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ (2) يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنْ الْفِتَنِ (3) " (4)
__________
(1) جَمْعُ شَعَفَةٍ , وَهِيَ رُءُوسُ الْجِبَالِ .
(2) أَيْ : الْمَوَاضِع الَّتِي يَسْتَقِرّ فِيهَا الْمَطَر كَالْأَوْدِيَةِ . شرح سنن النسائي - (ج 6 / ص 438)
وَخَصَّهُمَا - أي شعف الجبال ومواضع القطر - بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُمَا مَظَانّ الْمَرْعَى .فتح الباري(ج1ص30)
(3) وَالْخَبَر دَالّ عَلَى فَضِيلَة الْعُزْلَة لِمَنْ خَافَ عَلَى دِينه ، وَقَدْ اِخْتَلَفَ السَّلَفُ فِي أَصْل الْعُزْلَة , فَقَالَ الْجُمْهُور : الِاخْتِلَاط أَوْلَى لِمَا فِيهِ مِنْ اِكْتِسَاب الْفَوَائِد الدِّينِيَّة لِلْقِيَامِ بِشَعَائِر الْإِسْلَام وَتَكْثِير سَوَاد الْمُسْلِمِينَ , وَإِيصَال أَنْوَاع الْخَيْر إِلَيْهِمْ مِنْ إِعَانَة وَإِغَاثَة وَعِيَادَة وَغَيْر ذَلِكَ , وَقَالَ قَوْم : الْعُزْلَة أَوْلَى لِتَحَقُّقِ السَّلَامَة بِشَرْطِ مَعْرِفَة مَا يَتَعَيَّن ، وَقَالَ النَّوَوِيّ : الْمُخْتَار تَفْضِيل الْمُخَالَطَة لِمَنْ لَا يَغْلِب عَلَى ظَنّه أَنَّهُ يَقَع فِي مَعْصِيَة ، فَإِنْ أَشْكَلَ الْأَمْر فَالْعُزْلَة أَوْلَى وَقَالَ غَيْره : يَخْتَلِف بِاخْتِلَافِ الْأَشْخَاص ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَتَحَتَّم عَلَيْهِ أَحَد الْأَمْرَيْنِ , وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَرَجَّح , فَمَنْ يَتَحَتَّم عَلَيْهِ الْمُخَالَطَة مَنْ كَانَتْ لَهُ قُدْرَة عَلَى إِزَالَة الْمُنْكَر فَيَجِب عَلَيْهِ إِمَّا عَيْنًا وَإِمَّا كِفَايَة بِحَسَبِ الْحَال وَالْإِمْكَان ، وَمِمَّنْ يَتَرَجَّح مَنْ يَغْلِب عَلَى ظَنّه أَنَّهُ يَسْلَم فِي نَفْسه إِذَا قَامَ فِي الْأَمْر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنْ الْمُنْكَر ، وَمِمَّنْ يَسْتَوِي مَنْ يَأْمَن عَلَى نَفْسه , وَلَكِنَّهُ يَتَحَقَّق أَنَّهُ لَا يُطَاع ، وَهَذَا حَيْثُ لَا يَكُون هُنَاكَ فِتْنَة عَامَّة , فَإِنْ وَقَعَتْ الْفِتْنَة تَرَجَّحَتْ الْعُزْلَة لِمَا يَنْشَأ فِيهَا غَالِبًا مِنْ الْوُقُوع فِي الْمَحْذُور ، وَقَدْ تَقَع الْعُقُوبَة بِأَصْحَابِ الْفِتْنَة فَتَعُمّ مَنْ لَيْسَ مِنْ أَهْلهَا كَمَا قَالَ اللَّه تَعَالَى ( وَاتَّقُوا فِتْنَة لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) , وَيُؤَيِّد التَّفْصِيل الْمَذْكُور حَدِيث أَبِي سَعِيد أَيْضًا : " خَيْر النَّاس رَجُل جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَاله ، وَرَجُل فِي شِعْب مِنْ الشِّعَاب يَعْبُد رَبّه وَيَدَع النَّاس مِنْ شَرّه " فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 96)
(4) ( خ ) 3124 , ( س ) 5036(3/1088)
( ت ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا النَّجَاةُ ؟ , قَالَ : " أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ , وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ , وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2406 , ( حم ) 17488 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1392 , الصَّحِيحَة تحت حديث : 1122(3/1089)
( خ م ت س حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ مَنْزِلَةً ؟ " , قُلْنَا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (1) ( قَالَ : " مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ) (2) وفي رواية : ( رَجُلٌ مُمْسِكٌ بِعِنَانِ (3) فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) (4) ( كُلَّمَا سَمِعَ هَيْعَةً (5) أَوْ فَزْعَةً (6) طَارَ عَلَى مَتْنِهِ (7) يَبْتَغِي الْقَتْلَ وَالْمَوْتَ مَظَانَّهُ (8) ) (9) ( حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يُقْتَلَ ) (10) ( أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ مَنْزِلَةً بَعْدَهُ ؟ " ) (11) ( قُلْنَا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (12) ( قَالَ : " مُؤْمِنٌ ) (13) ( مُعْتَزِلٌ ) (14) ( شُرُورَ النَّاسِ ) (15) ( فِي غُنَيْمَةٍ (16) لَهُ ) (17) ( فِي رَأْسِ شَعَفَةٍ (18) مِنْ هَذِهِ الشَّعَفِ , أَوْ بَطْنِ وَادٍ مِنْ هَذِهِ الْأَوْدِيَةِ ، يُقِيمُ الصَلَاةَ ) (19) ( وَيُؤَدِّي حَقَّ اللَّهِ فِيهَا ) (20) ( وَيَقْرِي (21) ضَيْفَهُ ) (22) ( لَيْسَ مِنْ النَّاسِ إِلَّا فِي خَيْرٍ , يَعْبُدُ رَبَّهُ ) (23) ( لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ) (24) ( وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ ) (25) ( حَتَّى يَأْتِيَهُ الْيَقِينُ (26) ) (27) "
__________
(1) ( حم ) 2116 , 10789 , ( ت ) 1652 , ( س ) 2569
(2) ( خ ) 2634 , ( م ) 122 - ( 1888 )
(3) العِنان : هو اللجام الذي تقاد به الدابة .
(4) ( حم ) 2116 , 10789 , ( ت ) 1652 , ( س ) 2569
(5) ( الهَيْعَة ) : الصَّوْت عِنْد حُضُور الْعَدُوّ . ( النووي - ج 6 / ص 366)
(6) ( الْفَزْعَة ) : النُّهُوض إِلَى الْعَدُوّ .
(7) المتن : الظهر .
(8) أَيْ : يَطْلُبُ الْقَتْل فِي مَوَاطِنه الَّتِي يُرْجَى فِيهَا لِشِدَّةِ رَغْبَته فِي الشَّهَادَة .شرح النووي على مسلم(ج 6 / ص 366)
(9) ( م ) 125 - ( 1889 ) , ( جة ) 3977 , ( حم ) 10789
(10) ( حم ) 2116 , ( س ) 2569
(11) ( حم ) 10789 , ( ت ) 1652
(12) ( حم ) 9131 , ( س ) 2569
(13) ( خ ) 2634 , ( م ) 122 - ( 1888 )
(14) ( ت ) 1652 , ( حم ) 10789
(15) ( س ) 2569 , ( حم ) 1987
(16) ( الْغُنَيْمَة ) : تَصْغِير الْغَنَم .
(17) ( ت ) 1652
(18) ( الشَّعَفَة ) : أَعْلَى الْجَبَل .
(19) ( م ) 125 - ( 1889 ) , ( جة ) 3977 , ( حم ) 10789
(20) ( ت ) 1652 , ( حم ) 1987 , ( م ) 125 - ( 1889 )
(21) القِرَى : ما يُقَدَّم إلى الضيف .
(22) ( حم ) 1987 , ( حم ) 2838 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(23) ( م ) 125 - ( 1889 ) , ( جة ) 3977 , ( حم ) 10776
(24) ( حم ) 10789 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(25) ( خ ) 2634 , ( م ) 122 - ( 1888 )
(26) أَيْ : الموت .
(27) ( م ) 125 - ( 1889 ) , ( جة ) 3977 , ( حم ) 10776(3/1090)
( م حم ) , وَعَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ :
( كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - فِي إِبِلٍ ) (1) ( لَهُ خَارِجًا مِنْ الْمَدِينَةِ ) (2) ( فَجَاءَهُ ابْنُهُ عُمَرُ , فَلَمَّا رَآهُ سَعْدٌ قَالَ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الرَّاكِبِ , فَنَزَلَ فَقَالَ لَهُ : ) (3) ( يَا أَبَتِ , أَرَضِيتَ أَنْ تَكُونَ أَعْرَابِيًّا ) (4) ( فِي إِبِلِكَ وَغَنَمِكَ ) (5) ( وَالنَّاسُ يَتَنَازَعُونَ فِي الْمُلْكِ بِالْمَدِينَةِ ؟ , فَضَرَبَ سَعْدٌ صَدْرَ عُمَرَ وَقَالَ : اسْكُتْ , إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ " ) (6)
__________
(1) ( م ) 11 - ( 2965 )
(2) , ( حم ) 1441 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده قوي .
(3) ( م ) 11 - ( 2965 )
(4) ( حم ) 1441
(5) ( م ) 11 - ( 2965 )
(6) ( حم ) 1441 , ( م ) 11 - ( 2965 )(3/1091)
( 27 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الشُّورَى
( 1 ) حُكْمُ الشُّورَى
قَالَ تَعَالَى : { فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ } (7)
( 2 ) فَضْلُ الشُّورَى
قَالَ تَعَالَى : { وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } (8)
وَقَالَ تَعَالَى : { قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ , إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ , أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ , قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ } (9)
-----------
(7) [آل عمران/159]
(8) [الشورى/38]
(9) [النمل : 29 - 32](3/1092)
( خد ) , وَعَنْ الْحَسَنِ قَالَ :
وَاللَّهِ مَا اسْتَشَارَ قَوْمٌ قَطُّ إِلاَّ هُدُوا لِأَفْضَلِ مَا بِحَضْرَتِهِمْ ، ثُمَّ تَلاَ : { وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ } . (1)
__________
(1) صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 195(3/1093)
( خ ) , وَعَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ :
دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ أَحْمَسَ يُقَالُ لَهَا : زَيْنَبُ , فَرَآهَا لَا تَكَلَّمُ , فَقَالَ : مَا لَهَا لَا تَكَلَّمُ ؟ , قَالُوا : حَجَّتْ مُصْمِتَةً (1) فَقَالَ لَهَا : تَكَلَّمِي فَإِنَّ هَذَا لَا يَحِلُّ , هَذَا مِنْ عَمَلِ الْجَاهِلِيَّةِ , فَتَكَلَّمَتْ فَقَالَتْ : مَنْ أَنْتَ ؟ , قَالَ : امْرُؤٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ , قَالَتْ : أَيُّ الْمُهَاجِرِينَ ؟ قَالَ : مِنْ قُرَيْشٍ , قَالَتْ : مِنْ أَيِّ قُرَيْشٍ أَنْتَ ؟ , قَالَ : إِنَّكِ لَسَئُولٌ (2) أَنَا أَبُو بَكْرٍ , فَقَالَتْ : مَا بَقَاؤُنَا عَلَى هَذَا الْأَمْرِ الصَّالِحِ (3) الَّذِي جَاءَ اللَّهُ بِهِ بَعْدَ الْجَاهِلِيَّةِ ؟ , قَالَ : بَقَاؤُكُمْ عَلَيْهِ مَا اسْتَقَامَتْ بِكُمْ أَئِمَّتُكُمْ (4) قَالَتْ : وَمَا الْأَئِمَّةُ ؟ , قَالَ : أَمَا كَانَ لِقَوْمِكِ رُءُوسٌ وَأَشْرَافٌ يَأْمُرُونَهُمْ فَيُطِيعُونَهُمْ ؟ قَالَتْ : بَلَى , قَالَ : فَهُمْ مِثْلُ أُولَئِكِ عَلَى النَّاسِ . (5)
__________
(1) أَيْ : سَاكِتَة .
(2) أَيْ : كَثِيرَة السُّؤَال .
(3) أَيْ : دِين الْإِسْلَام وَمَا اِشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنْ الْعَدْل وَاجْتِمَاع الْكَلِمَة وَنَصْر الْمَظْلُوم وَوَضْع كُلّ شَيْء فِي مَحَلّه .
فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 152)
(4) لِأَنَّ النَّاس عَلَى دِين مُلُوكهمْ ، فَمَنْ حَادَ مِنْ الْأَئِمَّة عَنْ الْحَال مَالَ وَأَمَالَ . فتح الباري (ج 11 / ص 152)
(5) ( خ ) 3622(3/1094)
( خ حم ) , وَعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْيَمَنِ " , فَلَقِيتُ بِهَا رَجُلَيْنِ : ذَا كَلَاعٍ وَذَا عَمْرٍو ) (1) ( فَجَعَلْتُ أُحَدِّثُهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ لِي ذُو عَمْرٍو (2) : ) (3) ( إنْ كَانَ صَاحِبُكُمْ نَبِيًّا فَقَدْ مَاتَ ) (4) ( مُنْذُ ثَلَاثٍ (5) وَأَقْبَلَا مَعِي , حَتَّى إِذَا كُنَّا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ رُفِعَ لَنَا رَكْبٌ مِنْ قِبَلِ الْمَدِينَةِ , فَسَأَلْنَاهُمْ فَقَالُوا : قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ , وَالنَّاسُ صَالِحُونَ , فَقَالَا : أَخْبِرْ صَاحِبَكَ أَنَّا قَدْ جِئْنَا , وَلَعَلَّنَا سَنَعُودُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ , وَرَجَعَا إِلَى الْيَمَنِ فَأَخْبَرْتُ أَبَا بَكْرٍ بِحَدِيثِهِمْ , فَقَالَ : أَفَلَا جِئْتَ بِهِمْ ؟ ) (6) ( قَالَ : ثُمَّ لَقِيتُ ذَا عَمْرٍو , فَقَالَ لِي : يَا جَرِيرُ ) (7) ( إِنَّ بِكَ عَلَيَّ كَرَامَةً , وَإِنِّي مُخْبِرُكَ خَبَرًا , إِنَّكُمْ مَعْشَرَ الْعَرَبِ لَنْ تَزَالُوا بِخَيْرٍ , مَا كُنْتُمْ إِذَا هَلَكَ أَمِيرٌ تَآمَرْتُمْ فِي آخَرَ (8) فَإِذَا كَانَتْ (9) بِالسَّيْفِ (10) كَانُوا مُلُوكًا (11) يَغْضَبُونَ غَضَبَ الْمُلُوكِ وَيَرْضَوْنَ رِضَا الْمُلُوكِ ) (12) .
__________
(1) ( حم ) 19244 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) في رواية عند ( حم ) 19252 أن ذا عمرو هذا كان حَبْرا .
(3) ( خ ) 4101
(4) ( حم ) 19252 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(5) وَهَذَا قَالَهُ ذُو عَمْرو عَنْ اِطِّلَاع مِنْ الْكُتُب الْقَدِيمَة =لِأَنَّ الْيَمَن كَانَ أَقَامَ بِهَا جَمَاعَة مِنْ الْيَهُود =فَدَخَلَ كَثِير مِنْ أَهْل الْيَمَن فِي دِينهمْ وَتَعَلَّمُوا مِنْهُمْ ، وَذَلِكَ بَيِّن فِي قَوْله - صلى الله عليه وسلم - لِمُعَاذٍ لَمَّا بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَن إِنَّك سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْل كِتَاب ، وَسِيَاق الْحَدِيث يَدُلّ عَلَى مَا قَرَّرْته لِأَنَّهُ عَلَّقَ مَا ظَهَرَ لَهُ مِنْ وَفَاته عَلَى مَا أَخْبَرَهُ بِهِ جَرِير مِنْ أَحْوَاله ، وَقَدْ رَوَى الطَّبَرَانِيُّ عَنْ جَرِير فِي هَذِهِ الْقِصَّة قَالَ " قَالَ لِي حَبْر بِالْيَمَنِ "فتح الباري لابن حجر - (ج 12 / ص 171)
(6) ( خ ) 4101
(7) ( حم ) 19244
(8) أَيْ : أَقَمْتُمْ أَمِيرًا مِنْكُمْ عَنْ رِضًا مِنْكُمْ أَوْ عَهْد مِنْ الْأَوَّل . فتح الباري لابن حجر - (ج 12 / ص 171)
(9) أَيْ : الْإِمَارَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 12 / ص 171)
(10) أَيْ : بِالْقَهْرِ وَالْغَلَبَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 12 / ص 171)
(11) أَيْ : الْخُلَفَاء . فتح الباري لابن حجر - (ج 12 / ص 171)
(12) ( خ ) 4101 , ( حم ) 19244(3/1095)
( 28 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الْفِرَاسَة
قَالَ تَعَالَى : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ } [الحجر/75]
( طس ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا يَعْرِفُونَ النَّاسَ بِالتَّوَسُّمِ " (1)
__________
(1) ( طس ) 2935 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2168 , الصَّحِيحَة : 1693(3/1096)
( ت جة ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ (1) وَقِيلَ : قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ , قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ , فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ , فَلَمَّا اسْتَثْبَتُّ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ ) (2) .
__________
(1) أَيْ : ذَهَبُوا مُسْرِعِينَ إِلَيْهِ .
(2) ( ت ) 2485 , ( جة ) 1334(3/1097)
( م حم ) , وَعَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ :
( كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - فِي إِبِلٍ ) (1) ( لَهُ خَارِجًا مِنْ الْمَدِينَةِ ) (2) ( فَجَاءَهُ ابْنُهُ عُمَرُ , فَلَمَّا رَآهُ سَعْدٌ قَالَ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الرَّاكِبِ , فَنَزَلَ فَقَالَ لَهُ : ) (3) ( يَا أَبَتِ , أَرَضِيتَ أَنْ تَكُونَ أَعْرَابِيًّا ) (4) ( فِي إِبِلِكَ وَغَنَمِكَ ) (5) ( وَالنَّاسُ يَتَنَازَعُونَ فِي الْمُلْكِ بِالْمَدِينَةِ ؟ , فَضَرَبَ سَعْدٌ صَدْرَ عُمَرَ وَقَالَ : اسْكُتْ , إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ " ) (6)
__________
(1) ( م ) 11 - ( 2965 )
(2) , ( حم ) 1441 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده قوي .
(3) ( م ) 11 - ( 2965 )
(4) ( حم ) 1441
(5) ( م ) 11 - ( 2965 )
(6) ( حم ) 1441 , ( م ) 11 - ( 2965 )(3/1098)
( خ ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
مَا سَمِعْتُ عُمَرَ - رضي الله عنه - يَقُولُ لِشَيْءٍ قَطُّ : إِنِّي لَأَظُنُّهُ كَذَا , إِلَّا كَانَ كَمَا يَظُنُّ , فَبَيْنَمَا عُمَرُ جَالِسٌ إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ جَمِيلٌ (1) فَقَالَ : لَقَدْ أَخْطَأَ ظَنِّي أَوْ إِنَّ هَذَا عَلَى دِينِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَوْ لَقَدْ كَانَ كَاهِنَهُمْ , عَلَيَّ الرَّجُلَ (2) فَدُعِيَ لَهُ فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ , فَقَالَ : مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ اسْتُقْبِلَ بِهِ رَجُلٌ مُسْلِمٌ , قَالَ : فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكَ (3) إِلَّا مَا أَخْبَرْتَنِي , قَالَ : كُنْتُ كَاهِنَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , قَالَ : فَمَا أَعْجَبُ مَا جَاءَتْكَ بِهِ جِنِّيَّتُكَ ؟ , قَالَ : بَيْنَمَا أَنَا يَوْمًا فِي السُّوقِ , جَاءَتْنِي أَعْرِفُ فِيهَا الْفَزَعَ , فَقَالَتْ : أَلَمْ تَرَ الْجِنَّ وَإِبْلَاسَهَا (4) وَيَأْسَهَا مِنْ بَعْدِ إِنْكَاسِهَا (5) وَلُحُوقَهَا بِالْقِلَاصِ وَأَحْلَاسِهَا (6) ؟ , فَقَالَ عُمَرُ : صَدَقَ , بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ عِنْدَ آلِهَتِهِمْ , إِذْ جَاءَ رَجُلٌ بِعِجْلٍ فَذَبَحَهُ , فَصَرَخَ بِهِ صَارِخٌ لَمْ أَسْمَعْ صَارِخًا قَطُّ أَشَدَّ صَوْتًا مِنْهُ , يَقُولُ : يَا جَلِيحْ (7) أَمْرٌ نَجِيحْ , رَجُلٌ فَصِيحْ , يَقُولُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , فَوَثَبَ الْقَوْمُ , فَقُلْتُ : لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَعْلَمَ مَا وَرَاءَ هَذَا , ثُمَّ نَادَى : يَا جَلِيحْ , أَمْرٌ نَجِيحْ , رَجُلٌ فَصِيحْ , يَقُولُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , فَقُمْتُ , فَمَا نَشِبْنَا أَنْ قِيلَ : هَذَا نَبِيٌّ (8) . (9)
__________
(1) قال الألباني في صحيح السيرة ص83 : هذا الرجل هو سواد بن قارب الأزدي ويقال : الدوسي من أهل السراة من جبال ( البلقاء ) له صحبة ووفادة .
(2) أَيْ : أَحْضِرُوهُ إِلَيَّ وَقَرِّبُوهُ مِنِّي .فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 189)
(3) أَيْ : أُلْزِمُك . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 189)
(4) الْمُرَادُ بِهِ الْيَأْس . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 189)
(5) مَعْنَاهُ أَنَّهَا يَئِسَتْ مِنْ اِسْتِرَاق السَّمْع بَعْد أَنْ كَانَتْ قَدْ أَلِفَتْهُ ، فَانْقَلَبَتْ عَنْ الِاسْتِرَاق قَدْ يَئِسَتْ مِنْ السَّمْع .
فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 189)
(6) الْقِلَاص : قَلُوص , وَهِيَ الْفَتِيَّة مِنْ النِّيَاق ، وَالْأَحْلَاس : جَمْع حِلْس , وَهُوَ مَا يُوضَع عَلَى ظُهُور الْإِبِل تَحْت الرَّحْل ، فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 189)
(7) أَيْ : الْوَقِح . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 189)
(8) يُرِيد أَنْ ذَلِكَ كَانَ بِقُرْبِ مَبْعَث النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 189)
(9) ( خ ) 3653 , ( ك ) 4503(3/1099)
( خ م ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِيمَا مَضَى قَبْلَكُمْ مِنْ الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ (1) ) (2) رِجَالٌ يُكَلَّمُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ (3) ( فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ ) (4) ( فَإِنَّهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ " ) (5)
__________
(1) قَالَ ابْنُ الْقَيِّم : المحدث هو الذي يحدث في سره وقلبه بالشيء فيكون كما يحدث به .
قال شيخنا : والصديق أكمل من المحدث لأنه استغنى بكمال صديقيته ومتابعته عن التحديث والالهام والكشف فإنه قد سلم قلبه كله وسره وظاهره وباطنه للرسول فاستغنى به عما منه .
قال : وكان هذا المحدث يعرض ما يحدث به على ما جاء به الرسول فإن وافقه قبله وإلا رده فعلم أن مرتبة الصديقية فوق مرتبة التحديث .
قال : وأما ما يقوله كثير من أصحاب الخيالات والجهالات حدثني قلبي عن ربي فصحيح أن قلبه حدثه ولكن عمن عن شيطانه أو عن ربه فإذا قال حدثني قلبي عن ربي كان مسندا الحديث إلى من لم يعلم أنه حدثه به وذلك كذب قال ومحدث الأمة لم يكن يقول ذلك ولا تفوه به يوما من الدهر وقد أعاذه الله من أن يقول ذلك بل كتب كاتبه يوما هذا ما أرى الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فقال لا امحه واكتب هذا ما رأى عمر بن الخطاب فإن كان صوابا فمن الله وإن كان خطأ فمن عمر والله ورسوله منه برىء وقال في الكلالة أقول فيها برأيى فإن يكن صوابا فمن الله وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان فهذا قول المحدث بشهادة الرسول وأنت ترى الاتحادي والحلولي والاباحي الشطاح والسماعي مجاهر بالقحة والفرية يقول حدثني قلبي عن ربي , فانظر إلى ما بين القائلين والمرتبتين والقولين والحالين ، وأعط كل ذي حق حقه ، ولا تجعل الزغل والخالص شيئا واحدا .
(2) ( خ ) 3282
(3) ( خ ) 3486
(4) ( خ ) 3486
(5) ( خ ) 3282 , ( م ) 23 - ( 2398 ) , ( ت ) 3693 , ( حم ) 8449(3/1100)
( حل ) , وَعَنْ شاه بن شجاع الكرماني (1) وكان لَا تخطئ له فراسة قَالَ :
من عَمَّرَ ظاهره باتباع السنة , وباطنه بدوام المراقبة , وغض بصره عن المحارم , وكف نفسه عن الشهوات , وعود نفسه أكل الحلال , لم تخطئ له فراسة . (2)
---------------
(1) قال الألباني في حجاب المرأة المسلمة ص47 : هو من رجال " الحلية " لأبي نعيم ترجم له ( 10 / 237 - 238 ) وذكر أنه كان من أصحاب أبي تراب النخعي .
(2) حلية الأولياء - (4 / 364) , انظر ( حجاب المرأة ) ص47(3/1101)
( 29 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ السَّخَاء
قَالَ تَعَالَى : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا , إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا } [الإنسان/8، 9]
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : إِنِّي مَجْهُودٌ (1) " فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ " فَقَالَتْ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ " ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُخْرَى " فَقَالَتْ مِثْلَ ذَلِكَ , حَتَّى قُلْنَ كُلُّهُنَّ مِثْلَ ذَلِكَ : لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ ، فَقَالَ : " مَنْ يُضِيفُ هَذَا اللَّيْلَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ ؟ " ) (2) ( فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ : أَبُو طَلْحَةَ - رضي الله عنه - ) (3) ( فَقَالَ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (4) ( فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى رَحْلِهِ (5) فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ : ) (6) ( أَكْرِمِي ضَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (7) ( هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ ؟ ) (8) ( قَالَتْ : وَاللَّهِ مَا عِنْدِي إِلَّا قُوتُ ) (9) ( صِبْيَانِي ، فَقَالَ : فَعَلِّلِيهِمْ بِشَيْءٍ ) (10) ( فَإِذَا أَرَادَ الصِّبْيَةُ الْعَشَاءَ فَنَوِّمِيهِمْ ) (11) ( وَهَيِّئِي طَعَامَكِ ، وَأَصْبِحِي سِرَاجَكِ (12) ) (13) ( فَإِذَا دَخَلَ ضَيْفُنَا ) (14) ( لِيَأْكُلَ ) (15) ( فَقُومِي إِلَى السِّرَاجِ حَتَّى تُطْفِئِيهِ , وَأَرِيهِ أَنَّا نَأْكُلُ ) (16) ( وَنَطْوِي بُطُونَنَا اللَّيْلَةَ ) (17) ( قَالَ : فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا , وَأَصْبَحَتْ سِرَاجَهَا , وَنَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا , ثُمَّ قَامَتْ كَأَنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجَهَا فَأَطْفَأَتْهُ ) (18) ( فَقَعَدُوا ) (19) ( فَجَعَلَا يُرِيَانِهِ أَنَّهُمَا يَأْكُلَانِ ) (20) ( فَأَكَلَ الضَّيْفُ ) (21) ( وَبَاتَا طَاوِيَيْنِ (22) فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (23) ( فَقَالَ : " قَدْ عَجِبَ اللَّهُ مِنْ صَنِيعِكُمَا بِضَيْفِكُمَا اللَّيْلَةَ " ) (24) ( فَأَنْزَلَ اللَّهُ : { وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا , وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (25) " ) (26)
__________
(1) قَوْله : ( إِنِّي مَجْهُود ) أَيْ : أَصَابَنِي الْجَهْد ، وَهُوَ الْمَشَقَّة وَالْحَاجَة وَسُوء الْعَيْش وَالْجُوع .
(2) ( م ) 172 - ( 2054 ) , ( خ ) 4607
(3) ( م ) 2054
(4) ( خ ) 4607
(5) أَيْ : بيته .
(6) ( م ) 172 - ( 2054 )
(7) ( خ ) 3587
(8) ( م ) 172 - ( 2054 )
(9) ( خ ) 4607
(10) ( م ) 172 - ( 2054 )
(11) ( خ ) 4607
(12) قَوْله : ( وَأَصْبِحِي سِرَاجك ) أَيْ : أَوْقِدِيهِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 106)
(13) ( خ ) 3587
(14) ( م ) 172 - ( 2054 )
(15) ( م ) 172 - ( 2054 )
(16) ( م ) 172 - ( 2054 )
(17) ( خ ) 4607
(18) ( خ ) 3587
(19) ( م ) 172 - ( 2054 )
(20) ( خ ) 3587
(21) ( م ) 172 - ( 2054 )
(22) " طَاوِيَيْنِ " أَيْ : بِغَيْرِ عَشَاء .
(23) ( خ ) 3587
(24) ( م ) 172 - ( 2054 )
(25) [الحشر/9]
(26) ( خ ) 3587 , ( م ) 2054 , ( ت ) 3304(3/1102)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا (1) فِي الْغَزْوِ أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ , جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ , ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ , فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ " (2)
__________
(1) أرمل : نفد زاده .
(2) ( خ ) 2354 , ( م ) 167 - ( 2500 )(3/1103)
( طب ) , وَعَنْ مَالِكِ الدَّارِ قَالَ :
أَخَذَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - أَرْبَعَ مِائَةِ دِينَارٍ فَجَعَلَهَا فِي صُرَّةٍ , فَقَالَ لِلْغُلامِ : اذْهَبْ بِهِمْ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بن الْجَرَّاحِ , ثُمَّ تَلَهَّ (1) سَاعَةً فِي الْبَيْتِ سَاعَةً حَتَّى تَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ , فَذَهَبَ بِهَا الْغُلامُ إِلَيْهِ , فَقَالَ : يَقُولُ لَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ : اجْعَلْ هَذِهِ فِي بَعْضِ حَاجَتِكَ , فَقَالَ : وَصَلَهُ اللَّهُ وَرَحِمَهُ , ثُمَّ قَالَ : تَعَالِي يَا جَارِيَةُ , اذْهَبِي بِهَذِهِ السَّبْعَةِ إِلَى فُلَانٍ , وَبِهَذِهِ الْخَمْسَةِ إِلَى فُلَانٍ , حَتَّى أَنْفَذَهَا , فَرَجَعَ الْغُلامُ وَأَخْبَرَهُ , فَوَجَدَهُ قَدْ أَعَدَّ مِثْلَهَا إِلَى مُعَاذِ بن جَبَلٍ - رضي الله عنه - , فَقَالَ : اذْهَبْ بِهَذَا إِلَى مُعَاذِ بن جَبَلٍ وَتَلَهَّ فِي الْبَيْتِ حَتَّى تَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ , فَذَهَبَ بِهَا إِلَيْهِ , فَقَالَ : يَقُولُ لَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ : اجْعَلْ هَذَا فِي بَعْضِ حَاجَتِكَ , فَقَالَ : / وَوَصَلَهُ , تَعَالِي يَا جَارِيَةُ , اذْهَبِي إِلَى بَيْتِ فُلَانٍ بِكَذَا , وَاذْهَبِي إِلَى بَيْتِ فُلَانٍ بِكَذَا , فَاطَّلَعَتِ امْرَأَةُ مُعَاذٍ فَقَالَتْ : نَحْنُ وَاللَّهِ مَسَاكِينٌ فَأَعْطِنَا - وَلَمْ يَبْقَ فِي الْخِرْقَةِ إِلَّا دِينَارَانِ - فَدَحَا بِهِمَا إِلَيْهَا , وَرَجَعَ الْغُلامُ إِلَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ , فَسُرَّ بِذَلِكَ وَقَالَ : إِنَّهُمْ إِخْوَةٌ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ . (2)
__________
(1) أَيْ : تشاغَل .
(2) ( طب ) ج20/ص33ح46 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 926
وقال الحافظ المنذري : رواه الطبراني في الكبير ورواته إلى مالك الدار ثقات مشهورون ومالك الدار لَا أعرفه .(3/1104)
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }
الْفَصْلُ الثَّالِثُ مِنْ كِتَابِ الْآدَاب الشَّرْعِيَّة : { آدَابُ الْمُعَامَلَة }
( 1 ) حُقُوقُ الزَّوْجِ عَلَى الزَّوْجَة
( 1 ) مِنْ حُقُوقِ الزَّوْجِ عَلَى الزَّوْجَةِ مَعْرِفَةُ مَكَانَةِ الزَّوْجِ بِالنِّسْبَةِ لَهَا
( حم ك ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
كَانَ أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ الْأَنْصَارِ لَهُمْ جَمَلٌ يَسْنُونَ (1) عَلَيْهِ ، وَإِنَّ الْجَمَلَ اسْتُصْعِبَ عَلَيْهِمْ فَمَنَعَهُمْ ظَهْرَهُ ، فَجَاءَ الْأَنْصَارُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا : إِنَّهُ كَانَ لَنَا جَمَلٌ نُسْنِي عَلَيْهِ وَإِنَّهُ اسْتُصْعِبَ عَلَيْنَا وَمَنَعَنَا ظَهْرَهُ ، وَقَدْ عَطِشَ الزَّرْعُ وَالنَّخْلُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِأَصْحَابِهِ : " قُومُوا ، فَقَامُوا " فَدَخَلَ الْحَائِطَ (2) وَالْجَمَلُ فِي نَاحِيَته فَمَشَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَحْوَهُ " ، فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ : يَا رسولَ اللَّهِ ، إِنَّهُ قَدْ صَارَ مِثْلَ الْكَلْبِ الْكَلِبِ (3) وَإِنَّا نَخَافُ عَلَيْكَ صَوْلَتَهُ (4) فَقَالَ " لَيْسَ عَلَيَّ مِنْهُ بَأْسٌ " , فَلَمَّا نَظَرَ الْجَمَلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَقْبَلَ نَحْوَهُ حَتَّى خَرَّ سَاجِدًا بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِنَاصِيَتِهِ أَذَلَّ مَا كَانَتْ قَطُّ حَتَّى أَدْخَلَهُ فِي الْعَمَلِ " ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ : يَا نبيَّ اللَّهِ ، هَذِهِ بَهِيمَةٌ لَا تَعْقِلُ تَسْجُدُ لَكَ ، وَنَحْنُ نَعْقِلُ ، فَنَحْنُ أَحَقُّ أَنْ نَسْجُدَ لَكَ , فَقَالَ : " لَا يَصْلُحُ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ ، وَلَوْ صَلَحَ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ ، لَأمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَوْ كَانَ مِنْ قَدَمِهِ إِلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ قُرْحَةً تَنْبَجِسُ بِالْقَيْحِ وَالصَّدِيدِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْهُ فَلَحَسَتْهُ ، مَا أَدَّتْ حَقَّهُ " (5)
__________
(1) أَيْ : يسنون : يَسْتَقُون .
(2) قَالَ صَاحِبُ النِّهَايَةِ : الْحَائِطُ الْبُسْتَانُ مِنْ النَّخْلِ إِذَا كَانَ عَلَيْهِ حَائِطٌ وَهُوَ الْجِدَارُ .
(3) أَيْ : الكلب المسعور .
(4) الصولة : الوثبة والقفزة .
(5) ( حم ) 12635 , حسنه الألباني في الإرواء تحت حديث : 1998 ، وصَحِيح الْجَامِع : 7725(3/1105)
( ن د جة حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى - رضي الله عنه - قَالَ :
( لَمَّا قَدِمَ مُعَاذٌ - رضي الله عنه - مِنْ الشَّامِ سَجَدَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ : " مَا هَذَا يَا مُعَاذُ ؟ " , فَقَالَ : أَتَيْتُ الشَّامَ , فَوَافَقْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لِأَسَاقِفَتِهِمْ وَبَطَارِقَتِهِمْ , فَوَدِدْتُ فِي نَفْسِي أَنْ نَفْعَلَ ذَلِكَ بِكَ ) (1) ( فَأَنَّكَ أَحَقُّ أَنْ تُعَظَّمَ ) (2) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا تَفْعَلُوا , فَإِنِّي لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ ) (3) ( لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا ) (4) ( مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا ) (5) وفي رواية : لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللَّهِ , لَأَمَرْتُ النِّسَاءَ أَنْ يَسْجُدْنَ لِأَزْوَاجِهِنَّ لِمَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ الْحَقِّ ) (6) ( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ , لَا تُؤَدِّي الْمَرْأَةُ حَقَّ رَبِّهَا ) (7) ( عَلَيْهَا كُلَّهُ حَتَّى تُؤَدِّيَ حَقَّ زَوْجِهَا عَلَيْهَا كُلَّهُ , حَتَّى لَوْ سَأَلَهَا نَفْسَهَا وَهِيَ عَلَى ظَهْرِ قَتَبٍ (8) ) (9) ( لَمْ تَمْنَعْهُ " ) (10)
__________
(1) ( جة ) 1853
(2) ( حم ) 19422 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث جيد .
(3) ( جة ) 1853
(4) ( حم ) 19422 , ( ت ) 1159
(5) ( ن ) 9147 , ( ك ) 7325 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 1939 , الإرواء تحت حديث : 1998
(6) ( د ) 2140
(7) ( جة ) 1853
(8) القتب : رَحْل صَغِير عَلَى قَدْر السَّنَام .
(9) ( حم ) 19422
(10) ( جة ) 1853 , ( حب ) 4171 , صححه الألباني في الإرواء : 1998 ، وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1939(3/1106)
( حم ) , وَعَنْ الْحُصَيْنِ بْنِ مِحْصَنٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
أَتَتْ عَمَّتِي إلَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَاجَةٍ , فَفَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا , فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَذَاتُ زَوْجٍ أَنْتِ ؟ " , قَالَتْ : نَعَمْ , قَالَ : " كَيْفَ أَنْتِ لَهُ ؟ " , قَالَتْ : مَا آلُوهُ (1) إِلَّا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ , قَالَ : " فَانْظُرِي أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ , فَإِنَّمَا هُوَ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ " (2)
__________
(1) يَأْلُوا : يتقاصر ويتوانى .
(2) ( حم ) 19025) , ( ك ) 2769 , ( هق ) 14483 , ( ش ) 17125, انظر صَحِيح الْجَامِع : 1509 , والصحيحة : 2612(3/1107)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا صَلَّتْ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا , وَصَامَتْ شَهْرَهَا , وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا , وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا : ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 1661 , ( حب ) 4163 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 660 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1931(3/1108)
( ش حب ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( جَاءَ رَجُلٌ بِابْنَةٍ لَهُ إلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : إنَّ ابْنَتِي هَذِهِ أَبَتْ أَنْ تَتَزَوَّجَ ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَطِيعِي أَبَاكِ " , فَقَالَتْ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَتَزَوَّجُ حَتَّى تُخْبِرَنِي مَا حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ ؟ , فَقَالَ : " حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ أَنْ لَوْ ) (1) ( كَانَ بِهِ قُرْحَةٌ فَلَحَسَتْهَا , أَوْ ابْتَدَرَ مَنْخِرَاهُ صَدِيدًا أَوْ دَمًا ثُمَّ لَحَسَتْهُ مَا أَدَّتْ حَقَّهُ " , فَقَالَتْ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا , فَقَالَ : " لَا تُنْكِحُوهُنَّ إِلَّا بِإِذْنِهِنَّ " ) (2)
__________
(1) ( حب ) 4164 , ( ش ) 17122
(2) ( ش ) 17122 , ( ن ) 5386 , ( حب ) 4164 , ( ك ) 2767 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3148 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :1934(3/1109)
( 2 ) مِنْ حُقُوقِ الزَّوْجِ عَلَى الزَّوْجَةِ الطَّاعَةُ وَحُسْنُ الْعِشْرَة
( 1 ) عَدَمُ صِيَامِ النَّفْلِ إِلَّا بِإِذْنِ الزَّوْج
( د ك ) , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ عِنْدَهُ , فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّ زَوْجِي صَفْوَانَ بْنَ الْمُعَطَّلِ يَضْرِبُنِي إِذَا صَلَّيْتُ , وَيُفَطِّرُنِي إِذَا صُمْتُ , وَلَا يُصَلِّي صَلَاةَ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ - قَالَ : وَصَفْوَانُ عِنْدَهُ - " فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَمَّا قَالَتْ " , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَمَّا قَوْلُهَا يَضْرِبُنِي إِذَا صَلَّيْتُ , فَإِنَّهَا تَقْرَأُ بِسُورَتَيْنِ [ فَتُعَطِّلُنِي ] (1) وَقَدْ نَهَيْتُهَا [ عَنْهُمَا ] (2) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَوْ كَانَتْ سُورَةً وَاحِدَةً لَكَفَتْ النَّاسَ " , وَأَمَّا قَوْلُهَا : يُفَطِّرُنِي , فَإِنَّهَا تَنْطَلِقُ فَتَصُومُ , وَأَنَا رَجُلٌ شَابٌّ فلَا أَصْبِرُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَئِذٍ : " لَا تَصُومُ امْرَأَةٌ إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا " , وَأَمَّا قَوْلُهَا : إِنِّي لَا أُصَلِّي حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ , فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ قَدْ عُرِفَ لَنَا ذَاكَ , لَا نَكَادُ نَسْتَيْقِظُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ , قَالَ : " فَإِذَا اسْتَيْقَظْتَ فَصَلِّ " (3)
__________
(1) الصَّحِيحَة تحت حديث : 395
(2) ( ك ) 1594 , ( حم ) 11776 , انظر الصَّحِيحَة تحت حديث : 395
(3) ( د ) 2459 , ( حم ) 11776 , ( حب ) 1488 , وصححه الألباني في الإرواء تحت حديث : 2004 ، والصَّحِيحَة : 2172(3/1110)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " لَا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَصُومَ ) (1) ( يَوْمًا وَاحِدًا ) (2) ( مِنْ غَيْرِ شَهْرِ رَمَضَانَ ) (3) ( وَزَوْجُهَا حَاضِرٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ) (4) ( وَلَا تَأْذَنْ فِي بَيْتِهِ وَهُوَ شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ " ) (5)
__________
(1) ( خ ) 4899
(2) ( حم ) 9732 , ( ت ) 782
(3) ( ت ) 782 , ( د ) 2458 , ( جة ) 1761
(4) ( حم ) 9987 , ( خ ) 4896 , ( م ) 84 - ( 1026 ) , ( ت ) 782
(5) ( م ) 84 - ( 1026 ) , ( خ ) 4899 , ( د ) 2458(3/1111)
( 2 ) عَدَمُ الْخُرُوجِ مِنْ الْبَيْتِ إِلَّا بِإِذْنِ الزَّوْج
( خ م ت حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
حِينَ قَالَ لِي أَهْلُ الْإِفْكِ مَا قَالُوا ، ازْدَدْتُ مَرَضًا عَلَى مَرَضِي ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي " دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَسَلَّمَ فَقَالَ : كَيْفَ تِيكُمْ ؟ " فَقُلْتُ : ائْذَنْ لِي إِلَى أَبَوَيَّ ؟ - قَالَتْ : وَأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَنْ أَسْتَيْقِنَ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا - " فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَأَرْسَلَ مَعِيَ الْغُلَامَ "(3/1112)
( خ م جة حم ) ، وَعَنِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - :
( سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " لَا تَمْنَعُوا النِّسَاءَ مِنْ الْخُرُوجِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِاللَّيْلِ " ) (1)
__________
(1) ( م ) 442 , ( خ ) 827(3/1113)
( 3 ) عَدَمُ التَّصَدُّقِ مِنْ مَالِ الزَّوْجِ إِلَّا بِإِذْنِه
( ت ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَقُولُ : " لَا تُنْفِقُ امْرَأَةٌ شَيْئًا مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا " , فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الطَّعَامُ ؟ , قَالَ : " ذَلِكَ أَفْضَلُ أَمْوَالِنَا " (1)
__________
(1) ( ت ) 2120 , ( د ) 3565 , ( جة ) 2295 , ( حم ) 22348 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1789 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 943(3/1114)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " لَا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَصُومَ ) (1) ( يَوْمًا وَاحِدًا ) (2) ( مِنْ غَيْرِ شَهْرِ رَمَضَانَ ) (3) ( وَزَوْجُهَا حَاضِرٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ) (4) ( وَلَا تَأْذَنْ فِي بَيْتِهِ وَهُوَ شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ) (5) ( وَمَا أَنْفَقَتْ مِنْ نَفَقَةٍ ) (6) ( مِنْ كَسْبِهِ مِنْ غَيْرِ أَمْرِهِ فَإِنَّ نِصْفَ أَجْرِهِ لَهُ " ) (7)
__________
(1) ( خ ) 4899
(2) ( حم ) 9732 , ( ت ) 782
(3) ( ت ) 782 , ( د ) 2458 , ( جة ) 1761
(4) ( حم ) 9987 , ( خ ) 4896 , ( م ) 84 - ( 1026 ) , ( ت ) 782
(5) ( م ) 84 - ( 1026 ) , ( خ ) 4899 , ( د ) 2458
(6) ( خ ) 4899
(7) ( م ) 84 - ( 1026 ) , ( خ ) 4899 , ( حم ) 8173(3/1115)
( خ م ) , عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " إِذَا تَصَدَّقَتْ الْمَرْأَةُ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا ) (1) ( غَيْرَ مُفْسِدَةٍ ، كَانَ لَهَا أَجْرُهَا بِمَا أَنْفَقَتْ ، وَلِزَوْجِهَا أَجْرُهُ بِمَا كَسَبَ ، وَلِلْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ ، لَا يَنْقُصُ بَعْضُهُمْ أَجْرَ بَعْضٍ شَيْئًا " ) (2)
__________
(1) ( خ ) 1372 , ( م ) 81 - ( 1024 ) , ( ت ) 671
(2) ( خ ) 1359 , ( م ) 81 - ( 1024 ) , ( ت ) 671 , ( س ) 2539 , ( د ) 1685(3/1116)
( خ م حم ) , عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( فَقُلْتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (2) ( أَنَّ الزُّبَيْرِ رَجُلٌ شَدِيدٌ ) (3) ( وَلَيْسَ لِي ) (4) ( مَالٌ إِلَّا مَا أَدْخَلَ عَلَيَّ الزُّبَيْرُ ) (5) ( وَيَأْتِينِي الْمِسْكِينُ ) (6) ( فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ ) (7) ( أَتَصَدَّقَ عَلَيْهِ مِنْ بَيْتِهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ ؟ ) (8) ( فَقَالَ : " أَنْفِقِي ) (9) ( مَا اسْتَطَعْتِ ) (10) ( وَلَا تُحْصِي فَيُحْصِيَ اللَّهُ عَلَيْكِ , وَلَا تُوعِي فَيُوعِيَ اللَّهُ عَلَيْكِ (11) " ) (12) ( قَالَتْ : فَمَا أَحْصَيْتُ شَيْئًا بَعْدَ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ مِنْ عِنْدِي وَلَا دَخَلَ عَلَيَّ , وَمَا نَفِدَ عِنْدِي مِنْ رِزْقِ اللَّهِ إِلَّا أَخْلَفَهُ اللَّهُ - عز وجل - ) (13) .
__________
(1) ( خ ) 1344
(2) ( خ ) 2401
(3) ( حم ) 27029 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(4) ( م ) 89 - ( 1029 )
(5) ( خ ) 2401
(6) ( حم ) 27029
(7) ( م ) 89 - ( 1029 )
(8) ( حم ) 27029 , ( م ) 89 - ( 1029 ) , ( خ ) 2401
(9) ( خ ) 2402 , ( م ) 1029
(10) ( خ ) 1344 , ( م ) 89 - ( 1029 ) , ( س ) 2551
(11) أَيْ : لا تَجْمَعِي وَتَشِحِّي بالنَّفقة وتمنعي ما في يدك فَيُشَحَّ عليك وتُجَازَيْ بِتَضْيِيِقِ رِزْقِكِ . النهاية في غريب الأثر - (ج 5 / ص 456)
(12) ( خ ) 2402 , ( م ) 1029 , ( ت ) 1960 , ( س ) 2550 , ( د ) 1699 , ( حم ) 27035
(13) ( حم ) 27015 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(3/1117)
( 1 ) صَدَقَةُ الْمَرْأَةِ مِنْ مَالِهَا إِذَا كَانَتْ مُتَزَوِّجَة
( س د ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( " لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَكَّةَ قَامَ خَطِيبًا فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ : لَا يَجُوزُ لِامْرَأَةٍ ) (1) ( هِبَةٌ , أَمْرٌ (2) فِي مَالِهَا إِذَا مَلَكَ زَوْجُهَا عِصْمَتَهَا ) (3) ( إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا " ) (4)
__________
(1) ( س ) 2540 , ( د ) 3546 , ( جة ) 2388
(2) ( د ) 3546 , ( حم ) 7058
(3) ( س ) 3756 , ( د ) 3546 , ( جة ) 2388
(4) ( س ) 2540 , ( د ) 3546 , ( جة ) 2388 , ( حم ) 6727 , انظر , انظر صحيح الجامع : 7625 , الصحيحة : 825(3/1118)
( طل ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا مَلَكَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ لَمْ تُجَزْ عَطِيَّتُهَا إِلَّا بِإِذْنِهِ " (1)
__________
(1) ( طل ) 2267 , ( هق ) 11113 , انظر الصَّحِيحَة : 2571 , ثم قال الألباني : واعلم أن هذا الحديث قد عمل به قوم من السلف كما حكاه الطحاوي في " شرح المعاني " ( 2 / 403 ) ورواه ابن حزم في " المحلى " ( 8 / 310 - 311 ) عَنْ أنس بن مالك وأبي هريرة وطاووس والحسن ومجاهد ، قال : " وهو قول الليث بن سعد ، فلم يجز لذات الزوج عتقا ، ولا حكما في صداقها ، ولا غيره إِلَّا بإذن زوجها ، إِلَّا الشيء اليسير الذي لابد لها منه في صلة رحم ، أو ما يتقرب به إلى الله - عز وجل - " . ثم ذكر أقوال العلماء الآخرين مع مناقشة أدلتهم ، واختار هو جواز تصرف المرأة في مالها دون إذن زوجها . وساق في تأييد ذلك بعض الأحاديث الصحيحة كحديث ابن عباس الذي فيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر النساء في خطبة العيد بالصدقة ، فجعلت المرأة تلقي الخاتم والخرص والشيء , ولا حجة في شيء من ذلك ، لأنها وقائع أعيان يحتمل كل منها وجها لَا يتعارض مع حديث الترجمة ، وما في معناه عند إمعان النظر ، فتأمل معي إلى حديث ابن عباس هذا مثلا ، فإن فيه التصريح بأن تصدقهن كان تنفيذا لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فلو فرض أنهن لم يكن مأذونا لهن بالتصدق من أزواجهن ، بل فرض نهيهم إياهن عن الصدقة ، ثم أمرهم - صلى الله عليه وسلم - بها ، فهل من قائل بأن نهيهم مقدم على أمره - صلى الله عليه وسلم - ، مع أنه لَا نهي منهم ، كل ما في الأمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى النساء أن يتصدقن بغير إذن أزواجهن ، فإذا أمرهن بالتصدق في مناسبة ما ، فلا شك حينئذ أن هذا الأمر يكون مخصصا لنهيهم ، هذا لو فرض تقدمه على الأمر ولا دليل على ذلك . والحقيقة أن ابن حزم معذور فيما ذهب إليه لأنه هو الأصل الذي تدل عليه النصوص التي ذكرها ، ولو أن حديث الترجمة وما في معناه صح عنده لبادر إلى العمل بها لأنها تضمنت زيادة حكم على الأصل المشار إليه , ولكنه / أعل الحديث بأنه صحيفة منقطعة , وهذا خلاف ما عليه جماهير علماء الحديث ، وفي مقدمتهم الإمام أحمد من الاحتجاج بصحيفة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، وأنه موصول ، وأما جوابه عنه بأنه لو صح منسوخ فقد عرفت الجواب عنه ، ثم كيف ينسخ الجزء الكل ، أي الخاص العام ؟! , ثم إن هذا الحديث جهله وتجاهله جل الدعاة اليوم الذين يتحدثون عن حقوق المرأة في الإسلام ، ليس لأنه ترجح لديهم مذهب المخالفين له ، بل لأن هذا المذهب يوافق ما عليه الكفار ، فيريدون تقريب الإسلام إليهم بأنه جاء بما يوافقهم في تصرف المرأة في مالها ، وهم يعلمون أن ذلك لَا ينفعهم فتيلا ، لأنهم يسمحون لها أن تتصرف أيضا في غير مالها ، فهي تزوج نفسها بنفسها ، بل وأن تتخذ أخدانا لها !! و صدق الله العظيم إذ يقول : *( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم )* ( البقرة : 120 ) . أ . هـ(3/1119)
( طس ) , وَعَنْ يَحْيَى رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
أَتَتْ جَدَّتِي خَيْرَةُ امْرَأَةُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ إلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِحُلِيٍّ لَهَا فَقَالَتْ : إِنِّي تَصَدَّقْتُ بِهَذَا , فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إنَّهُ لَا يَجُوزُ لِلْمَرْأَةِ فِي مَالِهَا أَمْرٌ إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا , فَهَلْ اسْتَأْذَنْتِ كَعْبًا ؟ " , قَالَتْ : نَعَمْ , " فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى زَوْجِهَا كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ فَقَالَ : هَلْ أَذِنْتَ لِخَيْرَةَ أَنْ تَتَصَدَّقَ بِحُلِيِّهَا هَذَا ؟ " , فَقَال : نَعَمْ , " فَقَبِلَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْهَا " (1)
__________
(1) ( طس ) 8676 , ( جة ) 2389 , انظر الصحيحة تحت حديث : 825(3/1120)
( خ م د ) , وَعَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَتْ :
( كَانَتْ لِي جَارِيَةٌ فَأَعْتَقْتُهَا ) (1) ( وَلَمْ أَسْتَأْذِنْ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - , " فَلَمَّا كَانَ يَوْمِي الَّذِي يَدُورُ عَلَيَّ فِيهِ قُلْتُ : أَشَعَرْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي أَعْتَقْتُ وَلِيدَتِي ؟ , قَالَ : " أَوَفَعَلْتِ ؟ " , قُلْتُ : نَعَمْ ) (2) ( قَالَ : " آجَرَكِ اللَّهُ ) (3) ( أَمَا إِنَّكِ لَوْ أَعْطَيْتِهَا أَخْوَالَكِ كَانَ أَعْظَمَ لِأَجْرِكِ (4) " ) (5)
__________
(1) ( د ) 1690 , ( م ) 44 - ( 999 )
(2) ( خ ) 2452
(3) ( د ) 1690 , ( حم ) 26860 , ( ن ) 4932
(4) قَالَ اِبْن بَطَّال : فِيهِ أَنَّ هِبَة ذِي الرَّحِم أَفْضَل مِنْ الْعِتْق ، وَيُؤَيِّدُهُ مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَأَحْمَد وَصَحَّحَهُ اِبْن خُزَيْمَةَ وَابْن حِبَّان مِنْ حَدِيث سَلْمَان بْن عَامِر الضَّبِّيّ مَرْفُوعًا " الصَّدَقَة عَلَى الْمِسْكِين صَدَقَة ، وَعَلَى ذِي الرَّحِم صَدَقَة وَصِلَة " , لَكِنْ لَا يَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ تَكُونَ هِبَةُ ذِي الرَّحِم أَفْضَل مُطْلَقًا لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُون الْمِسْكِين مُحْتَاجًا وَنَفْعه بِذَلِكَ مُتَعَدِّيًا وَالْآخَر بِالْعَكْسِ ، وَقَدْ وَقَعَ فِي رِوَايَة النَّسَائِيِّ الْمَذْكُورَة " فَقَالَ أَفَلَا فَدَيْت بِهَا بِنْت أَخِيك مِنْ رِعَايَة الْغَنَم " فَبَيَّنَ الْوَجْه فِي الْأَوْلَوِيَّة الْمَذْكُورَة وَهُوَ اِحْتِيَاج قَرَابَتهَا إِلَى مَنْ يَخْدُمُهَا ، وَالْحَقّ أَنَّ ذَلِكَ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْأَحْوَال كَمَا قَرَّرْته ، وَوَجْه دُخُول حَدِيث مَيْمُونَة فِي التَّرْجَمَة أَنَّهَا كَانَتْ رَشِيدَة وَأَنَّهَا أَعْتَقَتْ قَبْل أَنْ تَسْتَأْمِرَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ يَسْتَدِرْك ذَلِكَ عَلَيْهَا , بَلْ أَرْشَدَهَا إِلَى مَا هُوَ الْأَوْلَى ، فَلَوْ كَانَ لَا يَنْفُذُ لَهَا تَصَرُّف فِي مَالهَا لَأَبْطَلَهُ ، وَاللَّه أَعْلَم .فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 78)
(5) ( خ ) 2452 , ( م ) 44 - ( 999 ) , ( د ) 1690 , ( حم ) 26865(3/1121)
( 4 ) عَدَمُ إِدْخَالِ أَحَدٍ يَكْرَهُهُ الزَّوْجُ فِي الْبَيْت
( خ م ت حم ) , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَلَا إِنَّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقًّا وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا , فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ فلَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ , وَلَا يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ "(3/1122)
( 5 ) تَلْبِيَةُ رَغْبَةِ الزَّوْجِ عِنْدَ الطَّلَب
( ت ) , عَنْ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا دَعَا الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ لِحَاجَتِهِ , فَلْتَأْتِهِ وَإِنْ كَانَتْ عَلَى التَّنُّورِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 1160 , ( ن ) 8971 , ( حب ) 4165 , انظر , انظر صحيح الجامع : 534 , الصَّحِيحَة : 1202(3/1123)
( بز ) , وَعَنْ زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا دَعَا الرَّجُلُ اِمْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْتُجِبْ وَإِنْ كَانَتْ عَلَى ظَهْرِ قَتَبٍ (1) " (2)
__________
(1) القَتَب : هو الرحل الذي يوضع حول سنام البعير تحت الراكب .
(2) ( بز ) 4317 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 533 , الصَّحِيحَة : 1203(3/1124)
( خ م ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ أَنْ تَجِيءَ (1) ) (2) ( فَبَاتَ غَضْبَانًا عَلَيْهَا ، لَعَنْتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِح (3) ) (4) "
__________
(1) أَيْ : مِنْ غَيْر عُذْر شَرْعِيّ .عون المعبود - (ج 5 / ص 26)
(2) ( خ ) 4897 , ( م ) 1436
(3) الْفِرَاش كِنَايَة عَنْ الْجِمَاع ، وَالْكِنَايَة عَنْ الْأَشْيَاء الَّتِي يُسْتَحَى مِنْهَا كَثِيرَة فِي الْقُرْآن وَالسُّنَّة ، وَظَاهِر الْحَدِيث اِخْتِصَاص اللَّعْن بِمَا إِذَا وَقَعَ مِنْهَا ذَلِكَ لَيْلًا , لِقَوْلِهِ " حَتَّى تُصْبِح " , وَكَأَنَّ السِّرّ تَأَكُّد ذَلِكَ الشَّأْن فِي اللَّيْل وَقُوَّةِ الْبَاعِث عَلَيْهِ ، وَلَا يَلْزَم مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ يَجُوز لَهَا الِامْتِنَاع فِي النَّهَار ، وَإِنَّمَا خُصَّ اللَّيْل بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُ الْمَظِنَّة لِذَلِكَ .فتح الباري لابن حجر - (ج 14 / ص 486)
وَلَيْسَ الْحَيْض بِعُذْرٍ فِي الِامْتِنَاع , لِأَنَّ لَهُ حَقًّا فِي الِاسْتِمْتَاع بِهَا فَوْق الْإِزَار , وَمَعْنَى الْحَدِيث أَنَّ اللَّعْنَة تَسْتَمِرّ عَلَيْهَا حَتَّى تَزُول الْمَعْصِيَة بِطُلُوعِ الْفَجْر وَالِاسْتِغْنَاء عَنْهَا , أَوْ بِتَوْبَتِهَا وَرُجُوعهَا إِلَى الْفِرَاش .شرح النووي على مسلم - (ج 5 / ص 160)
(4) ( خ ) 3065 , ( م ) 1436(3/1125)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا بَاتَتْ الْمَرْأَةُ هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا , لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تَرْجِعَ " (1)
__________
(1) ( م ) 1436 , ( خ ) 4898(3/1126)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهَا فَتَأْبَى عَلَيْهِ ، إِلَّا كَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ سَاخِطًا عَلَيْهَا حَتَّى يَرْضَى عَنْهَا " (1)
__________
(1) ( م ) 1436(3/1127)
( خز ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ثَلَاثَةٌ لَا تُقْبَلُ مِنْهُمْ صَلَاةٌ وَلَا تَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ وَلَا تُجَاوِزُ رُءُوسَهُمْ : رَجُلٌ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهونَ ، وَرَجُلٌ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ وَلَمْ يُؤْمَرْ ، وَامْرَأَةٌ دَعَاهَا زَوْجُهَا مِنَ اللَّيْلِ فَأَبَتْ عَلَيْهِ " (1)
__________
(1) ( خز ) 1518 , انظر الصَّحِيحَة : 650 , وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 485(3/1128)
( 2 ) حُقُوقُ الزَّوْجَةِ عَلَى الزَّوْج
( 1 ) مِنْ حُقُوقِ الزَّوْجَةِ عَلَى الزَّوْجِ تَعْلِيم الزَّوْجَة مَا تَحْتَاجُهُ مِنْ أُمُور الدِّين
قَالَ تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [التحريم/6]
( ك ) ، وَعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : { قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا }
قال : علموا أنفسكم وأهليكم الخير . (1)
__________
(1) ( ك ) 3826 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 119
(6) قال الشيخ الألباني في الصَّحِيحَة : 2508: حديث موقوف على أبي هريرة غير مرفوع ، وهو في حكم المرفوع ، لأنه لَا يقال بمجرد الرأي ، مع احتمال كونه من الإسرائيليات , وإسناده صحيح على شرط مسلم . أ . هـ(3/1129)
( خ م ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) (1) ( فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ ) (2) ( عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ , وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا ) (3) ( وَوَلَدِهِ , وَهِيَ مَسْئُولَةٌ ) (4) ( عَنْهُمْ ، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) (5) ( أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ , وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ " ) (6)
__________
(1) ( خ ) 853
(2) ( خ ) 2416
(3) ( خ ) 853
(4) ( خ ) 2416
(5) ( خ ) 853
(6) ( خ ) 2416 , ( م ) 20 - ( 1829 ) , ( ت ) 1705 , ( د ) 2928 , ( حم ) 4495(3/1130)
( حم حب ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " لَا يَسْتَرْعِي اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَبْدًا رَعِيَّةً قَلَّتْ أَوْ كَثُرَتْ , إِلَّا سَأَلَهُ اللَّهُ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَقَامَ فِيهِمْ أَمْرَ اللَّهِ أَمْ أَضَاعَهُ ) (1) ( حَتَّى يَسْأَلَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ خَاصَّةً " ) (2)
__________
(1) ( حم ) 4637 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(2) ( حب ) 4493 , ( حم ) 4637 , ( ن ) 9174 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1774 , الصَّحِيحَة : 1636(3/1131)
( خ م ) , وَعَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ الْمُزنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ (1) إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ " (2)
__________
(1) إِمَّا بِتَضْيِيعِهِ تَعْرِيفَهُمْ مَا يَلْزَمهُمْ مِنْ دِينهمْ وَأَخْذِهِمْ بِهِ ، وَإِمَّا بِالْقِيَامِ بِمَا يَتَعَيَّن عَلَيْهِ مِنْ حِفْظ شَرَائِعهمْ وَالذَّبّ عَنْهَا لِكُلِّ مُتَصَدٍّ لِإِدْخَالِ دَاخِلَة فِيهَا أَوْ تَحْرِيف لِمَعَانِيهَا , أَوْ إِهْمَال حُدُودهمْ ، أَوْ تَضْيِيع حُقُوقهمْ ، أَوْ تَرْك حِمَايَة حَوْزَتهمْ وَمُجَاهَدَةِ عَدُوّهِمْ ، أَوْ تَرْك سِيرَة الْعَدْلِ فِيهِمْ فَقَدْ غَشَّهُمْ . شرح النووي على مسلم (ج 1 / ص 264)
(2) ( م ) 227 - ( 142 ) , ( خ ) 6732(3/1132)
( خ م س حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( جَاءَ نِسْوَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْنَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَقْدِرُ عَلَيْكَ فِي مَجْلِسِكَ مِنْ الرِّجَالِ ) (1) ( ذَهَبَ الرِّجَالُ بِحَدِيثِكَ , فَاجْعَلْ لَنَا (2) مِنْ نَفْسِكَ يَوْمًا نَأْتِيكَ فِيهِ تُعَلِّمُنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ , فَقَالَ : " اجْتَمِعْنَ فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا فِي ) (3) ( بَيْتِ فُلَانٍ " ) (4) ( فَاجْتَمَعْنَ , " فَأَتَاهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (5) ( فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ ) (6) ( فَعَلَّمَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ ) (7) ( وَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ (8) فَكَانَ مِمَّا قَالَ لَهُنَّ : ) (9) ( أَيُّمَا امْرَأَةٍ ) (10) وفي رواية : ( مَا مِنَ النَّاسِ مُسْلِمٌ يَمُوتُ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنْ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ (11) ) (12) ( فَاحْتَسَبَهُمْ عَلَى اللَّهِ ) (13) ( إِلَّا كَانُوا لَهُ (14) حِجَابًا مِنْ النَّارِ (15) لَمْ يَدْخُلْ النَّارَ إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ (16) إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ (17) ( يُقَالُ لَهُمْ : ادْخُلُوا الْجَنَّةَ , فَيَقُولُونَ : حَتَّى يَدْخُلَ آبَاؤُنَا وَأُمَّهَاتُنَا ) (18) ( - يُقَالُ لَهُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ , فَيَقُولُونَ مِثْلَ ذَلِكَ - ) (19) ( فَيُقَالُ لَهُمْ : ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ (20) ") (21) ( فَقَالَتْ امْرَأَةٌ : وَاثْنَانِ ؟ ) (22) ( فَإِنَّهُ مَاتَ لِي اثْنَانِ ) (23) ( قَالَ : " وَاثْنَانِ " ) (24) ( فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ : يَا لَيْتَنِي قُلْتُ وَاحِدًا ) (25) "
__________
(1) ( حم ) 7351 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(2) أَيْ : عَيِّنْ لَنَا . ( فتح الباري - ح102)
(3) ( خ ) 6880 , ( م ) 2633
(4) ( خد ) 148 , ( حم ) 7351
(5) ( خ ) 6880 , ( م ) 2634
(6) ( حم ) 7351
(7) ( خ ) 6880 , ( م ) 2633
(8) أَيْ :بِالصَّدَقَةِ ، أَوْ حَذَفَ الْمَأْمُور بِهِ لِإِرَادَةِ التَّعْمِيم . فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 166)
(9) ( خ ) 101 , ( حم ) 7351
(10) ( خ ) 1192
(11) أَيْ : لَمْ يَبْلُغُوا سِنّ التَّكْلِيف الَّذِي يُكْتَب فِيهِ الْحِنْث ، وَهُوَ الْإِثْم . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 475)
(12) ( خ ) 1315 , ( م ) 2634
(13) ( حم ) 17336 , ( خد ) 146
(14) أَيْ : الْأَوْلَاد . فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 166)
(15) ( خ ) 101 , 1192 , 6880 , ( م ) 2634
(16) ( خ ) 1193 , ( م ) ( 2632) , وَقَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ البخاري : ( تَحِلَّةَ الْقَسَمِ ) قوله تعالى : { وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا } [مريم/71] .
(17) ( خ ) 1191 , ( س ) ( 1873) , وقَوْله ( بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ ) أَيْ : أَيْ : بِفَضْلِ رَحْمَة اللَّهِ لِلْأَوْلَادِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 274)
(18) ( حم ) 17012 , ( س ) 1876
(19) ( حم ) 10630 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(20) ( حم ) 10630 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين .
(21) ( حم ) 17012 , ( س ) 1876 , انظر صحيح الجامع : 5780 , صحيح الترغيب والترهيب : 1997 , 2003
(22) ( خ ) 101 , ( م ) 2633
(23) ( حم ) 11314
(24) ( خ ) 101 , ( م ) ( 2633)
(25) ( س ) 1872 , انظر الصحيحة : 2302(3/1133)
( 2 ) مِنْ حُقُوقِ الزَّوْجَةِ عَلَى الزَّوْجِ الْمَهْرُ وَالنَّفَقَة
قَالَ تَعَالَى : { الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ , وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ , وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ , وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ , إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ , مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ } [المائدة : 5]
وَقَالَ تَعَالَى : { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ } [النساء/34]
( د ) , وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ ؟ , قَالَ : " أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ (1) وَتَكْسُوهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ , وَلَا تَضْرِبْ الْوَجْهَ , وَلَا تُقَبِّحْ (2) وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ (3) " (4)
__________
(1) أَيْ : يَجِب عَلَيْك إِطْعَام الزَّوْجَة وَكِسْوَتهَا عِنْد قُدْرَتك عَلَيْهِمَا لِنَفْسِك . عون المعبود - (ج 5 / ص 27)
(2) قَالَ أَبُو دَاوُد : ( وَلَا تُقَبِّحْ ) : أَنْ تَقُولَ : قَبَّحَكِ اللَّهُ .
(3) أَيْ : لَا تَتَحَوَّل عَنْهَا , أَوْ لَا تُحَوِّلهَا إِلَى دَار أُخْرَى لِقَوْلِهِ تَعَالَى { وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِع } .عون المعبود - (ج 5 / ص 27)
(4) ( د ) 2142 , ( جة ) 1850 , ( حم ) 20025 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 17 , الصَّحِيحَة : 687(3/1134)
أَخْذُ الزَّوْجَةِ مِنْ مَالِ زَوْجهَا بِالْمَعْرُوفِ إِذَا قَصَّرَ فِي نَفَقَتهَا
( خ م ) , عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( جَاءَتْ هِنْدٌ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ) (1) ( أُمُّ مُعَاوِيَةَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (2) ( فَقَالَتْ : يَا رَسُول اللَّهِ , وَاللَّهِ مَا كَانَ مِمَّا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَهْلُ خِبَاءٍ (3) أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ يَذِلُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ ) (4) ( ثُمَّ مَا أَصْبَحَ الْيَوْمَ أَهْلُ خِبَاءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَعِزُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَأَيْضًا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ " , ثُمَّ قَالَتْ : يَا رَسُول اللَّهِ ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ ) (5) ( شَحِيحٌ ، لَا يُعْطِينِي مِنْ النَّفَقَةِ مَا يَكْفِينِي وَيَكْفِي بَنِيَّ ، إِلَّا مَا أَخَذْتُ مِنْ مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمِهِ ) (6) ( فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ آخُذَ مِنْ مَالِهِ مَا يَكْفِينِي وَبَنِيَّ ) (7) ( بِغَيْرِ إِذْنِهِ ؟ ) (8) ( فَقَالَ : " خُذِي أَنْتِ وَبَنُوكِ ) (9) ( مِنْ مَالِهِ ) (10) ( مَا يَكْفِيكِ بِالْمَعْرُوفِ " ) (11)
__________
(1) ( خ ) 2328
(2) ( خ ) 2097
(3) الخباء : الخيمة .
(4) ( خ ) 6742
(5) ( خ ) 6265
(6) ( م ) 7 - ( 1714 ) , ( خ ) 5049
(7) ( خ ) 5055
(8) ( م ) 8 - ( 1714 ) , ( خ ) 2097
(9) ( خ ) 2097 , ( م ) 7 - ( 1714 )
(10) ( م ) 7 - ( 1714 )
(11) ( خ ) 2097 , ( م ) 7 - ( 1714 ) , ( س ) 5420 , ( د ) 3532 , ( جة ) 2293 , ( حم ) 25930(3/1135)
( 3 ) مِنْ حُقُوقِ الزَّوْجَةِ عَلَى الزَّوْجِ حُسْنُ الْعِشْرَة
قَالَ تَعَالَى : { وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ , فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا } [النساء/19]
( خ م ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
جَلَسَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً ، فَتَعَاهَدْنَ ، وَتَعَاقَدْنَ أَنْ لَا يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا ، قَالَتْ الْأُولَى : زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غَثٍّ (1) عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ وَعْرٍ (2) لَا سَهْلٍ فَيُرْتَقَى ، وَلَا سَمِينٍ فَيُنْتَقَلُ (3) قَالَتْ الثَّانِيَةُ : زَوْجِي لَا أَبُثُّ خَبَرَهُ (4) إِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا أَذَرَهُ (5) إِنْ أَذْكُرْهُ أَذْكُرْ عُجَرَهُ وَبُجَرَهُ (6) قَالَتْ الثَّالِثَةُ : زَوْجِي الْعَشَنَّقُ (7) إِنْ أَنْطِقْ أُطَلَّقْ ، وَإِنْ أَسْكُتْ أُعَلَّقْ (8) قَالَتْ الرَّابِعَةُ : زَوْجِي كَلَيْلِ تِهَامَةَ ، لَا حَرٌّ وَلَا قُرٌّ ، وَلَا مَخَافَةَ وَلَا سَآمَةَ (9) قَالَتْ الْخَامِسَةُ : زَوْجِي إِنْ دَخَلَ فَهِدَ ، وَإِنْ خَرَجَ أَسِدَ ، وَلَا يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ (10) قَالَتْ السَّادِسَةُ : زَوْجِي إِنْ أَكَلَ لَفَّ (11) وَإِنْ شَرِبَ اشْتَفَّ (12) وَإِنْ اضْطَجَعَ الْتَفَّ ، وَلَا يُولِجُ الْكَفَّ لِيَعْلَمَ الْبَثَّ (13) قَالَتْ السَّابِعَةُ : زَوْجِي عَيَايَاءُ (14) طَبَاقَاءُ (15) كُلُّ دَاءٍ لَهُ دَاءٌ (16) شَجَّكِ (17) أَوْ فَلَّكِ (18) أَوْ جَمَعَ كُلًّا لَكِ (19) قَالَتْ الثَّامِنَةُ : زَوْجِي الْمَسُّ مَسُّ أَرْنَبٍ ، وَالرِّيحُ رِيحُ زَرْنَبٍ (20) قَالَتْ التَّاسِعَةُ : زَوْجِي رَفِيعُ الْعِمَادِ (21) طَوِيلُ النِّجَادِ (22) عَظِيمُ الرَّمَادِ (23) قَرِيبُ الْبَيْتِ مِنْ النَّادِ (24) قَالَتْ الْعَاشِرَةُ : زَوْجِي مَالِكٌ وَمَا مَالِكٌ ، مَالِكٌ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكِ ، لَهُ إِبِلٌ قَلِيلَاتُ الْمَسَارِحِ كَثِيرَاتُ الْمَبَارِكِ (25) وَإِذَا سَمِعْنَ صَوْتَ الْمِزْهَرِ أَيْقَنَّ أَنَّهُنَّ هَوَالِكُ (26) قَالَتْ : الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ : زَوْجِي أَبُو زَرْعٍ وَمَا أَبُو زَرْعٍ ، أَنَاسَ مِنْ حُلِيٍّ أُذُنَيَّ (27) وَمَلَأَ مِنْ شَحْمٍ عَضُدَيَّ (28) وَبَجَّحَنِي فَبَجِحَتْ إِلَيَّ نَفْسِي (29) وَجَدَنِي فِي أَهْلِ غُنَيْمَةٍ (30) بِشِقٍّ (31) فَجَعَلَنِي فِي أَهْلِ صَهِيلٍ وَأَطِيطٍ وَدَائِسٍ (32) وَمُنَقٍّ (33) فَعِنْدَهُ أَقُولُ فلَا أُقَبَّحُ (34) وَأَرْقُدُ فَأَتَصَبَّحُ (35) وَأَشْرَبُ فَأَتَقَمَّحُ (36) أُمُّ أَبِي زَرْعٍ فَمَا أُمُّ أَبِي زَرْعٍ ، عُكُومُهَا رَدَاحٌ (37) وَبَيْتُهَا فَسَاحٌ (38) ابْنُ أَبِي زَرْعٍ فَمَا ابْنُ أَبِي زَرْعٍ ، مَضْجَعُهُ كَمَسَلِّ شَطْبَةٍ (39) وَيُشْبِعُهُ ذِرَاعُ الْجَفْرَةِ (40) بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ فَمَا بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ ، طَوْعُ أَبِيهَا وَطَوْعُ أُمِّهَا (41) وَمِلْءُ كِسَائِهَا (42) وَغَيْظُ جَارَتِهَا (43) جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ فَمَا جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ ، لَا تَبُثُّ حَدِيثَنَا تَبْثِيثًا (44) وَلَا تُنَقِّثُ مِيرَتَنَا تَنْقِيثًا (45) وَلَا تَمْلَأُ بَيْتَنَا تَعْشِيشًا (46) قَالَتْ : خَرَجَ أَبُو زَرْعٍ وَالْأَوْطَابُ تُمْخَضُ (47) فَلَقِيَ امْرَأَةً مَعَهَا وَلَدَانِ لَهَا كَالْفَهْدَيْنِ يَلْعَبَانِ مِنْ تَحْتِ خَصْرِهَا بِرُمَّانَتَيْنِ (48) فَطَلَّقَنِي وَنَكَحَهَا ، فَنَكَحْتُ بَعْدَهُ رَجُلًا سَرِيًّا (49) رَكِبَ شَرِيًّا (50) وَأَخَذَ خَطِّيًّا (51) وَأَرَاحَ عَلَيَّ نَعَمًا ثَرِيًّا (52) وَأَعْطَانِي مِنْ كُلِّ ذَابِحَةٍ زَوْجًا (53) وَقَالَ : كُلِي أُمَّ زَرْعٍ وَمِيرِي أَهْلَكِ (54) قَالَتْ : فَلَوْ جَمَعْتُ كُلَّ شَيْءٍ أَعْطَانِيهِ ، مَا بَلَغَ أَصْغَرَ آنِيَةِ أَبِي زَرْعٍ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ (55) " (56)
__________
(1) الْمُرَاد بِالْغَثِّ الْمَهْزُول . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 198)
(2) الْمَعْنَى أَنَّهُ قَلِيلُ الْخَيْر مِنْ أَوْجُه : مِنْهَا كَوْنه كَلَحْمٍ لَا كَلَحْمِ الضَّأْن ، وَمِنْهَا أَنَّهُ مَعَ ذَلِكَ غَثٌّ مَهْزُولٌ رَدِيءٌ ، وَمِنْهَا أَنَّهُ صَعْبُ التَّنَاوُل لَا يُوصَل إِلَيْهِ إِلَّا بِمَشَقَّةٍ شَدِيدَةٍ , هَكَذَا فَسَّرَهُ الْجُمْهُور .
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : قَوْلهَا : ( عَلَى رَأْس جَبَل ) أَيْ يَتَرَفَّعُ وَيَتَكَبَّرُ ، وَيَسْمُو بِنَفْسِهِ فَوْق مَوْضِعهَا كَثِيرًا , أَيْ أَنَّهُ يَجْمَعُ إِلَى قِلَّةِ خَيْرِهِ تَكَبُّرَه وَسُوءَ الْخُلُق .شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 198)
(3) أَيْ : يَنْقُلُهُ النَّاس إِلَى بُيُوتهمْ لِيَأْكُلُوهُ ، بَلْ يَتْرُكُوهُ رَغْبَة عَنْهُ لِرَدَاءَتِهِ .
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : لَيْسَ فِيهِ مَصْلَحَةٌ يَحْتَمِلُ سُوءُ عِشْرَته بِسَبَبِهَا . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 198)
(4) أَيْ : لَا أَنْشُرهُ وَأُشِيعُهُ . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 198)
(5) الْمَعْنَى أَنَّ خَبَره طَوِيل إِنْ شَرَعْت فِي تَفْصِيله لَا أَقْدِرُ عَلَى إِتْمَامه لِكَثْرَتِهِ . شرح النووي (ج 8 / ص 198)
(6) الْمُرَاد بِهِمَا عُيُوبُهُ ، قَالُوا : وَأَصْلُ الْعُجَر أَنْ يَعْتَقِدَ الْعَصَب أَوْ الْعُرُوق حَتَّى تَرَاهَا نَاتِئَة مِنْ الْجَسَد ، وَالْبُجَر نَحْوهَا إِلَّا أَنَّهَا فِي الْبَطْن خَاصَّة ، وَاحِدَتهَا بُجْرَة ، وَمِنْهُ قِيلَ : رَجُل أَبْجَر إِذَا كَانَ نَاتِئ السُّرَّة عَظِيمهَا . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 198)
(7) الْعَشَنَّق : هُوَ الطَّوِيل ، وَمَعْنَاهُ لَيْسَ فِيهِ أَكْثَر مِنْ طُول بِلَا نَفْع . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 198)
(8) أَيْ : إِنْ ذَكَرْت عُيُوبه طَلَّقَنِي ، وَإِنْ سَكَتّ عَنْهَا عَلَّقَنِي ، فَتَرَكَنِي لَا عَزْبَاء وَلَا مُزَوَّجَة .شرح النووي(ج8/ص198)
(9) هَذَا مَدْح بَلِيغ ، وَمَعْنَاهُ لَيْسَ فِيهِ أَذَى ، بَلْ هُوَ رَاحَة وَلَذَاذَة عَيْش ، كَلَيْلِ تِهَامَة لَذِيذ مُعْتَدِل ، لَيْسَ فِيهِ حَرّ وَلَا بَرْد مُفْرِط ، وَلَا أَخَافُ لَهُ غَائِلَة لِكَرْمِ أَخْلَاقه ، وَلَا يَسْأَمُنِي وَيَمَلُّ صُحْبَتِي . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 198)
(10) هَذَا أَيْضًا مَدْح بَلِيغ ، فَقَوْلهَا : فَهِد , تَصِفُهُ إِذَا دَخَلَ الْبَيْت بِكَثْرَةِ النَّوْم وَالْغَفْلَة فِي مَنْزِله عَنْ تَعَهُّد مَا ذَهَبَ مِنْ مَتَاعه وَمَا بَقِيَ ، وَشَبَّهَتْهُ بِالْفَهِدِ لِكَثْرَةِ نَوْمه ، يُقَال : أَنْوَم مِنْ فَهِد ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلهَا ( وَلَا يَسْأَل عَمَّا عَهِدَ ) أَيْ : لَا يَسْأَلُ عَمَّا كَانَ عَهِدَهُ فِي الْبَيْت مِنْ مَاله وَمَتَاعه ، وَإِذَا خَرَجَ أَسِد ، وَهُوَ وَصْف لَهُ بِالشَّجَاعَةِ ، وَمَعْنَاهُ إِذَا صَارَ بَيْن النَّاس أَوْ خَالَطَ الْحَرْب كَانَ كَالْأَسَدِ . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 198)
(11) قَالَ الْعُلَمَاء : اللَّفّ فِي الطَّعَام الْإِكْثَار مِنْهُ مَعَ التَّخْلِيط مِنْ صُنُوفه حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهَا شَيْء . شرح النووي
(12) الِاشْتِفَاف فِي الشُّرْب أَنْ يَسْتَوْعِبَ جَمِيع مَا فِي الْإِنَاء . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 198)
(13) قَالَ اِبْن الْأَعْرَابِيّ : هَذَا ذَمّ لَهُ ، أَرَادَتْ : وَإِنْ اِضْطَجَعَ وَرَقَدَ اِلْتَفَّ فِي ثِيَابه فِي نَاحِيَةٍ ، وَلَمْ يُضَاجِعْنِي لِيَعْلَمَ مَا عِنْدِي مِنْ مَحَبَّتِهِ , قَالَ : وَلَا بَثَّ هُنَاكَ إِلَّا مَحَبَّتهَا الدُّنُوَّ مِنْ زَوْجهَا , وَقَالَ آخَرُونَ : أَرَادَتْ أَنَّهُ لَا يَفْتَقِد أُمُورِي وَمَصَالِحِي .
وَإِلَى قَوْل اِبْن الْأَعْرَابِيّ وَابْن قُتَيْبَة ذَهَبَ الْخَطَّابِيُّ وَغَيْره وَاخْتَارَهُ الْقَاضِي عِيَاض . شرح النووي(ج 8 / ص 198)
(14) ( عَيَايَاء ) : هُوَ الْعِنِّين الَّذِي تَعِيبُهُ مُبَاضَعَة النِّسَاء . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 198)
(15) ( طَبَاقَاء ) : مَعْنَاهُ الْمُطْبَقَة عَلَيْهِ أُمُوره حُمْقًا . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 198)
(16) أَيْ : جَمِيع أَدْوَاء النَّاس مُجْتَمِعَة فِيهِ . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 198)
(17) أَيْ : جَرَحَك فِي الرَّأْس . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 198)
(18) الْفَلُّ : الْكَسْر وَالضَّرْب . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 198)
(19) مَعْنَاهُ أَنَّهَا مَعَهُ بَيْن شَجّ رَأْس ، وَضَرْب ، وَكَسْر عُضْو ، أَوْ جَمْع بَيْنهمَا . شرح النووي (ج 8 / ص 198)
(20) الزَّرْنَب : نَوْع مِنْ الطِّيب مَعْرُوف , قِيلَ : أَرَادَتْ طِيب رِيح جَسَده ، وَقِيلَ : طِيب ثِيَابه فِي النَّاس .
وَقِيلَ : لِين خُلُقه وَحُسْن عِشْرَته . وَالْمَسّ مَسّ أَرْنَب صَرِيح فِي لِين الْجَانِب ، وَكَرَم الْخُلُق . شرح النووي
(21) قَالَ الْعُلَمَاء : مَعْنَى رَفِيع الْعِمَاد وَصْفه بِالشَّرَفِ ، وَسَنَاء الذِّكْر , وَأَصْل الْعِمَاد عِمَاد الْبَيْت ، وَهِيَ الْعِيدَانِ الَّتِي تُعْمَدُ بِهَا الْبُيُوت ، أَيْ : بَيْته فِي الْحَسَب رَفِيع فِي قَوْمه , وَقِيلَ : إِنَّ بَيْته الَّذِي يَسْكُنُهُ رَفِيع الْعِمَاد لِيَرَاهُ الضِّيفَان وَأَصْحَاب الْحَوَائِج فَيَقْصِدُوهُ ، وَهَكَذَا بُيُوت الْأَجْوَاد . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 198)
(22) تَصِفُهُ بِطُولِ الْقَامَة ، وَالنِّجَاد حَمَائِل السَّيْف ، فَالطَّوِيل يَحْتَاجُ إِلَى طُول حَمَائِل سَيْفه .شرح النووي
قلت ربما يكون قصدها بأنه شجاع .ع
(23) تَصِفُهُ بِالْجُودِ وَكَثْرَة الضِّيَافَة مِنْ اللُّحُوم وَالْخُبْز ، فَيَكْثُرُ وَقُوده ، فَيَكْثُر رَمَاده .شرح النووي (ج 8 / ص 198)
(24) وَصَفَتْهُ بِالْكَرَمِ وَالسُّؤْدُد ، لِأَنَّهُ لَا يَقْرُب الْبَيْت مِنْ النَّادِي إِلَّا مَنْ هَذِهِ صِفَته ؛ لِأَنَّ الضِّيفَان يَقْصِدُونَ النَّادِي ، وَلِأَنَّ أَصْحَاب النَّادِي يَأْخُذُونَ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ فِي مَجْلِسهمْ مِنْ بَيْت قَرِيب النَّادِي ، وَاللِّئَام يَتَبَاعَدُونَ مِنْ النَّادِي . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 198)
(25) الْمِزْهَر : الْعُودُ الَّذِي يَضْرِبُ ، أَرَادَتْ أَنَّ زَوْجهَا عَوَّدَ إِبِله إِذَا نَزَلَ بِهِ الضِّيفَان نَحَرَ لَهُمْ مِنْهَا ، وَأَتَاهُمْ بِالْعِيدَانِ وَالْمَعَازِف وَالشَّرَاب ، فَإِذَا سَمِعَتْ الْإِبِل صَوْت الْمِزْهَر عَلِمْنَ أَنَّهُ قَدْ جَاءَهُ الضِّيفَان ، وَأَنَّهُنَّ مَنْحُورَات هَوَالِك .
(26) مَعْنَاهُ أَنَّ لَهُ إِبِلًا كَثِيرًا فَهِيَ بَارِكَة بِفِنَائِهِ ، لَا يُوَجِّهُهَا تَسْرَح إِلَّا قَلِيلًا قَدْر الضَّرُورَة ، وَمُعْظَم أَوْقَاتهَا تَكُون بَارِكَة بِفِنَائِهِ ، فَإِذَا نَزَلَ بِهِ الضِّيفَان كَانَتْ الْإِبِل حَاضِرَة ؛ فَيَقْرِيهِمْ مِنْ أَلْبَانهَا وَلُحُومهَا . شرح النووي (ج8 / ص198)
(27) مَعْنَاهُ حَلَّانِي قِرَطَةً وَشُنُوفًا فَهُوَ تَنَوَّس , أَيْ : تَتَحَرَّك لِكَثْرَتِهَا . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 198)
(28) مَعْنَاهُ أَسْمَنَنِي وَمَلَأ بَدَنِي شَحْمًا ، وَلَمْ تُرِدْ اِخْتِصَاص الْعَضُدَيْنِ ، لَكِنْ إِذَا سَمِنَتَا سَمِنَ غَيْرهمَا .شرح النووي
(29) أَيْ : عَظَّمَنِي فَعَظُمْت عِنْد نَفْسِي , يُقَالُ : فُلَانٌ يَتَبَجَّحُ بِكَذَا أَيْ يَتَعَظَّمُ وَيَفْتَخِرُ . شرح النووي (ج 8 / ص 198)
(30) أَرَادَتْ أَنَّ أَهْلهَا كَانُوا أَصْحَاب غَنَم لَا أَصْحَاب خَيْل وَإِبِل ؛ لِأَنَّ الصَّهِيل أَصْوَات الْخَيْل ، وَالْأَطِيط أَصْوَات الْإِبِل وَحَنِينهَا ، وَالْعَرَب لَا تَعْتَدُّ بِأَصْحَابِ الْغَنَم ، وَإِنَّمَا يَعْتَدُّونَ بِأَهْلِ الْخَيْل وَالْإِبِل .
(31) أَيْ : بِشَظَفٍ مِنْ الْعَيْش وَجَهْدٍ , قَالَ الْقَاضِي عِيَاض : هَذَا عِنْدِي أَرْجَح . شرح النووي(ج 8 / ص 198)
(32) ( دَائِس ) هُوَ الَّذِي يَدُوسُ الزَّرْع فِي بَيْدَرِهِ , قَالَ الْهَرَوِيُّ وَغَيْره : يُقَالُ : دَاس الطَّعَام دَرَسَهُ .
(33) الْمُرَاد بِهِ الَّذِي يُنَقِّي الطَّعَام , أَيْ يُخْرِجُهُ مِنْ بَيْته وَقُشُوره ، وَالْمَقْصُود أَنَّهُ صَاحِب زَرْع ، وَيَدُوسُهُ وَيُنَقِّيهِ .
(34) مَعْنَاهُ لَا يُقَبِّح قَوْلِي فَيَرُدُّ ، بَلْ يَقْبَلُ مِنِّي . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 198)
(35) أَيْ : أَنَام الصُّبْحَة ، وَهِيَ بَعْد الصَّبَاح ، أَيْ : أَنَّهَا مَكْفِيَّة بِمَنْ يَخْدُمُهَا فَتَنَام . شرح النووي (ج 8 / ص 198)
(36) مَعْنَاهُ أُرْوَى حَتَّى أَدَعَ الشَّرَاب مِنْ الشِّدَّة الرِّي ، وَمِنْهُ قَمَحَ الْبَعِير يَقْمَحُ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الْمَاء بَعْد الرِّي ,
قَالَ أَبُو عُبَيْد : وَلَا أَرَاهَا قَالَتْ هَذِهِ إِلَّا لِعِزَّةِ الْمَاء عِنْدهمْ . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 198)
(37) الْعُكُوم : الْأَوْعِيَة الَّتِي فِيهَا الطَّعَام وَالْأَمْتِعَة ، وَاحِدُهَا عِكْم , وَرَدَاح : أَيْ عِظَام كَبِيرَة ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْمَرْأَةِ : رَدَاح إِذَا كَانَتْ عَظِيمَة الْأَكْفَال . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 198)
(38) أَيْ : وَاسِع , قَالَ الْقَاضِي : وَيَحْتَمِلُ أَنَّهَا أَرَادَتْ كَثْرَة الْخَيْر وَالنِّعْمَة .شرح النووي (ج 8 / ص 198)
(39) هِيَ مَا شُطِبَ مِنْ جَرِيد النَّخْل ، أَيْ شُقَّ ، وَهِيَ السَّعَفَة , لِأَنَّ الْجَرِيدَة تُشَقَّقُ مِنْهَا قُضْبَان رِقَاق , ومُرَادهَا أَنَّهُ مُهَفْهَف خَفِيف اللَّحْم كَالشَّطْبَةِ ، وَهُوَ مِمَّا يُمْدَحُ بِهِ الرَّجُل .
وَقَالَ اِبْن الْأَعْرَابِيّ وَغَيْره : أَرَادَتْ بِقَوْلِهَا : ( كَمَسَلِّ شَطْبَة ) أَنَّهُ كَالسَّيْفِ سُلَّ مِنْ غِمْده . شرح النووي(ج 8 / ص 198)
(40) الْجَفْرَة : هِيَ الْأُنْثَى مِنْ أَوْلَاد الْمَعْزِ ، وَقِيلَ : مِنْ الضَّأْن ، وَهِيَ مَا بَلَغَتْ أَرْبَعَة أَشْهُر وَفُصِلَتْ عَنْ أُمِّهَا ، وَالذَّكَر جَفْر ؛ لِأَنَّهُ جَفَرَ جَنْبَاهُ أَيْ عَظُمَا , قَالَ أَبُو عُبَيْد وَغَيْره : الْجَفْرَة مِنْ أَوْلَاد الْمَعْز ، وَالْمُرَاد أَنَّهُ قَلِيل الْأَكْل ، وَالْعَرَب تَمْدَحُ بِهِ . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 198)
(41) أَيْ : مُطِيعَة لَهُمَا مُنْقَادَة لِأَمْرِهِمَا . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 198)
(42) أَيْ : مُمْتَلِئَة الْجِسْم سَمِينَة .شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 198)
(43) الْمُرَاد بِجَارَتِهَا ضَرَّتهَا ، يَغِيظهَا مَا تَرَى مِنْ حَسَنهَا وَجَمَالهَا وَعِفَّتهَا وَأَدَبهَا . شرح النووي (ج 8 / ص 198)
(44) أَيْ : لَا تُشِيعُهُ وَتُظْهِرُهُ ، بَلْ تَكْتُمُ سِرَّنَا وَحَدِيثنَا كُلّه . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 198)
(45) الْمِيرَة : الطَّعَام الْمَجْلُوب ، وَمَعْنَاهُ لَا تُفْسِدُهُ وَلَا تُفَرِّقُهُ وَلَا تَذْهَب بِهِ , وَمَعْنَاهُ وَصْفُهَا بِالْأَمَانَةِ .شرح النووي
(46) أَيْ : لَا تَتْرُكُ الْكُنَاسَة وَالْقُمَامَة فِيهِ مُفَرَّقَة كَعُشِّ الطَّائِر ، بَلْ هِيَ مُصْلِحَة لِلْبَيْتِ ، مُعْتَنِيَة بِتَنْظِيفِهِ .شرح النووي
(47) قَالَ أَبُو عُبَيْد : هُوَ جَمْع وَطْبَة , وهِيَ سَقِيَّة اللَّبَن الَّتِي يُمْخَض فِيهَا . شرح النووي (ج 8 / ص 198)
(48) الْمُرَاد بِالرُّمَّانَتَيْنِ هُنَا ثَدْيَاهَا ، وَمَعْنَاهُ أَنَّ لَهَا نَهْدَيْنِ حَسَنَيْنِ صَغِيرَيْنِ كَالرُّمَّانَتَيْنِ . شرح النووي
(49) مَعْنَاهُ سَيِّدًا شَرِيفًا .
(50) هُوَ الْفَرَس الَّذِي يَسْتَشْرِي فِي سَيْره , أَيْ : يُلِحُّ وَيَمْضِي بِلَا فُتُور ، وَلَا اِنْكِسَار . شرح النووي (ج 8 / ص 198)
(51) الْخَطِّيّ : الرُّمْح , مَنْسُوب إِلَى الْخَطّ , قَرْيَة مِنْ سَيْف الْبَحْر , أَيْ سَاحِله عِنْد عَمَّان وَالْبَحْرَيْنِ .
(52) أَيْ : أَتَى بِهَا إِلَى مُرَاحهَا , وهُوَ مَوْضِع مَبِيتهَا , وَالنَّعَم : الْإِبِل وَالْبَقَر وَالْغَنَم ، وَادَّعَى الْقَاضِي عِيَاض أَنَّ أَكْثَر أَهْل اللُّغَة عَلَى أَنَّ النَّعَم مُخْتَصَّة بِالْإِبِلِ ، وَالثَّرِيّ : الْكَثِير مِنْ الْمَال وَغَيْره ، وَمِنْهُ الثَّرْوَة فِي الْمَال وَهِيَ كَثْرَته . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 198)
(53) أَيْ : مِنْ كُلّ مَا يَجُوزُ ذَبْحه مِنْ الْإِبِل وَالْبَقَر وَالْغَنَم . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 198)
(54) أَيْ : أَعْطِيهِمْ وَافْضُلِي عَلَيْهِمْ وَصِلِيهِمْ . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 198)
(55) قَالَ الْعُلَمَاء : هُوَ تَطْيِيبٌ لِنَفْسِهَا ، وَإِيضَاحٌ لِحُسْنِ عِشْرَته إِيَّاهَا ، وَمَعْنَاهُ أَنَا لَك كَأَبِي زَرْع .
قَالَ الْمَازِرِيّ : قَالَ بَعْضهمْ : وَفِيهِ أَنَّ هَؤُلَاءِ النِّسْوَة ذَكَرَ بَعْضهنَّ أَزْوَاجهنَّ بِمَا يَكْرَه ، وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ غِيبَة لِكَوْنِهِمْ لَا يُعْرَفُونَ بِأَعْيَانِهِمْ أَوْ أَسْمَائِهِمْ ، وَإِنَّمَا الْغِيبَة الْمُحَرَّمَة أَنْ يَذْكُر إِنْسَانًا بِعَيْنِهِ ، أَوْ جَمَاعَة بِأَعْيَانِهِمْ , وَإِنَّمَا يُحْتَاجُ إِلَى هَذَا الِاعْتِذَار لَوْ كَانَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - سَمِعَ اِمْرَأَة تَغْتَابُ زَوْجَهَا ، وَهُوَ مَجْهُول فَأَقَرَّ عَلَى ذَلِكَ , وَأَمَّا هَذِهِ الْقَضِيَّة فَإِنَّمَا حَكَتْهَا عَائِشَة عَنْ نِسْوَة مَجْهُولَات غَائِبَات ، لَكِنْ لَوْ وَصَفَتْ الْيَوْم اِمْرَأَة زَوْجهَا بِمَا يَكْرَههُ ، وَهُوَ مَعْرُوف عِنْد السَّامِعِينَ كَانَ غِيبَة مُحَرَّمَة , فَإِنْ كَانَ مَجْهُولًا لَا يُعْرَفُ بَعْد الْبَحْث , فَهَذَا لَا حَرَج فِيهِ عِنْد بَعْضهمْ كَمَا قَدَّمْنَا , لإِنَّهُ إِذَا كَانَ مَجْهُولًا عِنْد السَّامِع وَمَنْ يَبْلُغُهُ الْحَدِيث عَنْهُ لَمْ يَكُنْ غِيبَة ، لِأَنَّهُ لَا يَتَأَذَّى إِلَّا بِتَعْيِينِهِ , قَالَ : وَقَدْ قَالَ إِبْرَاهِيم : لَا يَكُون غِيبَة مَا لَمْ يُسَمِّ صَاحِبهَا بِاسْمِهِ ، أَوْ يُنَبِّهْ عَلَيْهِ بِمَا يَفْهَم بِهِ عَنْهُ ، وَهَؤُلَاءِ النِّسْوَة مَجْهُولَات الْأَعْيَان وَالْأَزْوَاج ، لَمْ يَثْبُتْ لَهُنَّ إِسْلَام فَيُحْكَم فِيهِنَّ بِالْغِيبَةِ لَوْ تَعَيَّنَ ، فَكَيْف مَعَ الْجَهَالَة ؟ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .شرح النووي (ج 8 / ص 198)
(56) ( خ ) 4893 , ( م ) 92 - ( 2448 )(3/1136)
( ت ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" خِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقًا " (1)
__________
(1) ( ت ) 1162 , ( جة ) 1987 , ( ش ) 25318 , ( حم ) 7396 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3265 , الصَّحِيحَة : 284(3/1137)
( 4 ) مِنْ حُقُوقِ الزَّوْجَةِ عَلَى الزَّوْجِ كَفُّ الْأَذَى عَنْهَا وَمُرَاعَاة شُعُورهَا
( د حم ) , وَعَنْ أَبِي رَزِينٍ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ الْعُقَيْلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنْتُ وَافِدَ بَنِي الْمُنْتَفِقِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ نُصَادِفْهُ فِي مَنْزِلِهِ , وَصَادَفْنَا عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ك فَأَمَرَتْ لَنَا بِخَزِيرَةٍ (1) فَصُنِعَتْ لَنَا وَأُتِينَا بِقِنَاعٍ (2) " ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : هَلْ أُطْعِمْتُمْ شَيْئًا أَوْ أُمِرَ لَكُمْ بِشَيْءٍ ؟ " فَقُلْنَا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : فَبَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جُلُوسٌ إِذْ دَفَعَ الرَّاعِي غَنَمَهُ إِلَى الْمُرَاحِ (3) ) (4) ( وَعَلَى يَدِهِ سَخْلَةٌ ) (5) ( تَيْعَرُ (6) ) (7) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " هَلْ وَلَدَتْ ) (8) ( يَا فُلَانُ ؟ " ) (9) ( قَالَ : نَعَمْ ) (10) ( قَالَ : " فَاذْبَحْ لَنَا مَكَانَهَا شَاةً ) (11) ( ثُمَّ أَقْبِلْ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : لَا تَحْسِبَنَّ أَنَّا ذَبَحْنَا الشَّاةَ ) (12) ( مِنْ أَجْلِكَ , لَنَا غَنَمٌ مِائَةٌ لَا نُرِيدُ أَنْ تَزِيدَ , فَإِذَا وَلَّدَ الرَّاعِي بَهْمَةً (13) ذَبَحْنَا مَكَانَهَا شَاةً " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّ لِي امْرَأَةً وَإِنَّ فِي لِسَانِهَا شَيْئًا - يَعْنِي الْبَذَاءَ (14) - قَالَ : " فَطَلِّقْهَا إِذًا " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّ لَهَا صُحْبَةً وَلِي مِنْهَا وَلَدٌ ) (15) ( قَالَ : " فَأَمْسِكْهَا وَأْمُرْهَا (16) فَإِنْ يَكُ فِيهَا خَيْرٌ فَسَتَفْعَلْ (17) وَلَا تَضْرِبْ ظَعِينَتَكَ (18) كَضَرْبِكَ أَمَتَكَ (19) " ) (20)
__________
(1) الخَزِيرَة : لَحْمٌ يَقَطَّع صغارا ويُصَبُّ عليه ماءٌ كَثِير , فإذا نَضِج ذُرَّ عليه الدَّقيق , فإن لم يكن فيها لحم فهي عَصِيدَة وقيل : هي حَساء من دقيق ودَسَم , وقيل : إذا كان من دَقيق فهي حَرِيرَة , وإذا كان من نُخَالة فهو خَزِيرَة .النهاية في غريب الأثر - (ج 2 / ص 72)
(2) الْقِنَاعُ : الطَّبَقُ فِيهِ تَمْرٌ .
(3) الْمُرَاح : حَيْثُ تَأْوِي إِلَيْهِ الْإِبِل وَالْغَنَم بِاللَّيْلِ . عون المعبود - (ج 1 / ص 158)
(4) ( د ) 142
(5) ( حم ) 16431 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(6) هُوَ صَوْت الْغَنَم أَوْ الْمَعْز . عون المعبود - (ج 1 / ص 158)
(7) ( د ) 142
(8) ( حم ) 16431
(9) ( د ) 142
(10) ( حم ) 16431
(11) ( د ) 142
(12) ( حم ) 16431
(13) أَيْ : بَهِيمَة .
(14) هُوَ الْفُحْش فِي الْقَوْل . عون المعبود - (ج 1 / ص 158)
(15) ( د ) 142 , ( خد ) 166 , انظر صحيح الأدب المفرد : 123
(16) أَيْ : عِظْهَا .
(17) أَيْ : مَا تَأْمُرهَا بِهِ . عون المعبود - (ج 1 / ص 158)
(18) قِيلَ لِلْمَرْأَةِ ظَعِينَة لِأَنَّهَا تَظْعَن مَعَ الزَّوْج حَيْثُ مَا ظَعَنَ , أَوْ تُحْمَلُ عَلَى الرَّاحِلَة إِذَا ظَعَنَتْ .
(19) الْمَعْنَى : لَا تَضْرِب الْمَرْأَة مِثْلَ ضَرْبِكَ الْأَمَةَ ، وَفِيهِ إِيمَاء لَطِيف إِلَى الْأَمْر بِالضَّرْبِ بَعْد عَدَم قَبُول الْوَعْظ ، لَكِنْ يَكُون ضَرْبًا غَيْر مُبَرِّح . عون المعبود - (ج 1 / ص 158)
(20) ( حم ) 16431 , ( د ) 142 , ( عب ) 80 , ( حب ) 4510 , انظر صحيح موارد الظمآن : 137 , صحيح الجامع : 5870 , وصحيح الترغيب والترهيب :(3/1138)
( خ م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ , " فَذَكَرَ النِّسَاءَ ) (1) ( فَقَالَ : إِلَامَ يَجْلِدُ أَحَدُكُمْ امْرَأَتَهُ جَلْدَ الْعَبْدِ ؟ ) (2) ( ثُمَّ لَعَلَّهُ يُعَانِقُهَا ) (3) يُضَاجِعُهَا (4) ( مِنْ آخِرِ يَوْمِهِ " ) (5)
__________
(1) ( خ ) 4942
(2) ( م ) 49 - ( 2855 ) , ( خ ) 5204
(3) ( خ ) 6042
(4) ( خ ) 4942 , ( م ) 49 - ( 2855 )
(5) ( خ ) 4942 , ( م ) 49 - ( 2855 ) , ( ت ) 3343 , ( جة ) 1983 , ( حم ) 16266(3/1139)
( 5 ) مِنْ حُقُوقِ الزَّوْجَةِ عَلَى الزَّوْجِ الْعَدْلُ فِي الْقَسْمِ عِنْدَ وُجُودِ غَيْرِهَا مِنْ الزَّوْجَات
قَالَ تَعَالَى : { وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ , فلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ , وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا } [النساء/129]
( ت س جة ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ كَانَ لَهُ امْرَأَتَانِ ) (1) ( فَلَمْ يَعْدِلْ بَيْنَهُمَا ) (2) ( جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَدُ شِقَّيْهِ (3) مَائِلٌ (4) ) (5) جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَحَدُ شِقَّيْهِ سَاقِطٌ (6) " (7)
__________
(1) ( س ) 3942
(2) ( ت ) 1141
(3) أَيْ : أَحَد جَنْبَيْهِ وَطَرَفه . عون المعبود - (ج 5 / ص 17)
(4) أَيْ : مَفْلُوج . عون المعبود - (ج 5 / ص 17)
(5) ( س ) 3942
(6) ( جة ) 1969 , وَفِي ( حم ) 7923 : " جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَجُرُّ أَحَدَ شِقَّيْهِ سَاقِطًا أَوْ مَائِلًا " , وَهَذَا الْحُكْمُ غَيْرُ مَقْصُورٍ عَلَى اِمْرَأَتَيْنِ ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَتْ ثَلَاثٌ أَوْ أَرْبَعٌ كَانَ السُّقُوطُ ثَابِتًا . تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 216)
وَالْحَدِيث دَلِيل عَلَى أَنَّهُ يَجِب عَلَى الزَّوْج التَّسْوِيَة بَيْن الزَّوْجَات ، وَيَحْرُم عَلَيْهِ الْمَيْل إِلَى إِحْدَاهُنَّ , وَقَدْ قَالَ تَعَالَى { فَلَا تَمِيلُوا كُلّ الْمَيْل } وَالْمُرَاد الْمَيْل فِي الْقَسْم وَالْإِنْفَاق , لَا فِي الْمَحَبَّة , لِأَنَّهَا مِمَّا لَا يَمْلِكهُ الْعَبْد . عون المعبود - (ج 5 / ص 17)
(7) صححه الألباني في الإرواء : 2017(3/1140)
( 6 ) مِنْ حُقُوقِ الزَّوْجَةِ عَلَى الزَّوْجِ الِاعْتِدَالُ فِي الْغَيْرَة
( س حم ) , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ مِنْ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ , وَمِنْهَا مَا يَبْغُضُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ , وَمِنْ الْخُيَلَاءِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ , وَمِنْهَا مَا يَبْغُضُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ , فَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يُحِبُّ اللَّهُ , فَالْغَيْرَةُ فِي الرِّيبَةِ , وَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يُبْغِضُ اللَّهُ , فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ , وَأَمَّا الِاخْتِيَالُ الَّذِي يُحِبُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ , اخْتِيَالُ الرَّجُلِ بِنَفْسِهِ عِنْدَ الْقِتَالِ وَعِنْدَ الصَّدَقَةِ , وَالِاخْتِيَالُ الَّذِي يَبْغُضُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ , الْخُيَلَاءُ فِي الْبَاطِلِ , اخْتِيَالُ الرَّجُلِ فِي الْفَخْرِ وَالْبَغْيِ (1) " (2)
__________
(1) ( حم ) 23803 , ( د ) 2659
(2) ( س ) 2558 , ( د ) 2659 , ( حم ) 23798 , ( جة ) 1996 , وحسنه الألباني في الإرواء : 1999 , وصحيح الجامع : 2221(3/1141)
( 3 ) اَلشِّقَاقُ بَيْن الزَّوْجَيْنِ
( 1 ) الشِّقَاقُ مِنْ قِبَلِ الزَّوْجَة (النُّشُوز)
قَالَ تَعَالَى : { وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا } [النساء/34]
ضَرْبُ الزَّوْجَةِ ضَرْبًا غَيْر مُبَرِّح
( خ م ت حم ) , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَلَا إِنَّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقًّا وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا , فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ فلَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ , وَلَا يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ فَإِنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ , وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ , فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا "(3/1142)
( د ) , وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ ؟ , قَالَ : " أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ (1) وَتَكْسُوهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ , وَلَا تَضْرِبْ الْوَجْهَ , وَلَا تُقَبِّحْ (2) وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ (3) " (4)
__________
(1) أَيْ : يَجِب عَلَيْك إِطْعَام الزَّوْجَة وَكِسْوَتهَا عِنْد قُدْرَتك عَلَيْهِمَا لِنَفْسِك . عون المعبود - (ج 5 / ص 27)
(2) قَالَ أَبُو دَاوُد : ( وَلَا تُقَبِّحْ ) : أَنْ تَقُولَ : قَبَّحَكِ اللَّهُ .
(3) أَيْ : لَا تَتَحَوَّل عَنْهَا , أَوْ لَا تُحَوِّلهَا إِلَى دَار أُخْرَى لِقَوْلِهِ تَعَالَى { وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِع } .عون المعبود - (ج 5 / ص 27)
(4) ( د ) 2142 , ( جة ) 1850 , ( حم ) 20025 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 17 , الصَّحِيحَة : 687(3/1143)
( د جة حب ) , وَعَنْ إِيَاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " لَا تَضْرِبُوا إِمَاءَ اللَّهِ " ، قَالَ : فَذَئِرَ النِّسَاءُ (1) وَسَاءَتْ أَخْلَاقُهُنَّ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ ) (2) ( فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ ذَئِرَ النِّسَاءُ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ ) (3) ( وَسَاءَتْ أَخْلاقُهُنَّ مُنْذُ نَهَيْتَ عَنْ ضَرْبِهِنَّ ) (4) ( " فَرَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي ضَرْبِهِنَّ " ) (5) ( فَضَرَبَ النَّاسُ نِسَاءَهُمْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ، فَأَتَى نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْتَكِينَ الضَّرْبَ ) (6) ( " فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : لَقَدْ طَافَ اللَّيْلَةَ بِآلِ مُحَمَّدٍ سَبْعُونَ امْرَأَةً ) (7) ( كُلُّهُنَّ يَشْتَكِينَ الضَّرْبَ ، وَايْمُ اللَّهِ (8) لَا تَجِدُونَ أُولَئِكَ (9) خِيَارَكُمْ " ) (10)
__________
(1) أَيْ : نَشَزْنَ وَاجْتَرَأْنَ . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 4 / ص 232)
(2) ( حب ) 4189 , ( د ) 2146 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(3) ( جة ) 1985 , ( د ) 2146
(4) ( حب ) 4189
(5) ( د ) 2146 , ( جة ) 1985
(6) ( حب ) 4189
(7) ( جة ) 1985
(8) ( وَايْمُ اللَّهِ ) أي : وَاللهِ .
(9) أَيْ : الَّذِينَ يُبَالِغُونَ فِي الضَّرْب وَيُكْثِرُونَ مِنْهُ . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 4 / ص 232)
(10) ( حب ) 4189 , ( د ) 2146 , ( جة ) 1985 , انظر صحيح الجامع : 5137 , المشكاة ( 3261 / التحقيق الثاني )(3/1144)
( 4 ) حُقُوقُ الْأَوْلَادِ عَلَى الْآبَاء
( 1 ) مِنْ حُقُوقِ الْأَوْلَادِ عَلَى الْآبَاءِ حُسْنُ اخْتِيَارِ الزَّوْجِ لِزَوْجَتِه
( جة ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ (1) وَانْكِحُوا الْأَكْفَاءَ (2) وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ " (3)
__________
(1) أَيْ : اُطْلُبُوا لَهَا مَا هُوَ خَيْر الْمُنَاكِح وَأَزْكَاهَا وَأَبْعَدهَا مِنْ الْخُبْث وَالْفُجُور .حاشية السندي على ابن ماجه(ج4ص215)
(2) قال الألباني في الصحيحة : يجب أن نعلم أن الكفاءة إنما هي في الدين والخلق فقط .
(3) ( جة ) 1968 , ( ك ) 2687 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2928 , الصَّحِيحَة : 1067(3/1145)
( خ م ) , وَعَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا (1) وَلِجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ " (2)
__________
(1) الْحَسَب : الشَّرَف بِالْآبَاءِ وَبِالْأَقَارِبِ . عون المعبود - (ج 4 / ص 431)
(2) ( م ) 53 - ( 1466 ) , 54 - ( 715 ) ( خ ) 4802 , ( س ) 3230 , ( د ) 2047 , ( حم ) 25232(3/1146)
( 2 ) الْعَقِيقَةُ لِلْمَوْلُود
( 1 ) مَشْرُوعِيَّةُ الْعَقِيقَة
( حب ) , عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" عَقَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِبيَوْمَ السَّابِعِ ، وَسَمَّاهُمَا ، وَأَمَرَ أَنْ يُمَاطَ عَنْ رَأْسَيْهِمَا الْأَذَى (1) " (2)
__________
(1) قال الألباني في الإرواء تحت حديث 1171 : ( فائدة ) : ذهب ابن سيرين إلى أن المراد بقوله ( وأميطوا عنه الاذى ) الحلق , قاله فهما من عنده , وذكر أنه ليس عنده رواية في ذلك , وقد روى أبو داود ( 2840 ) بإسناد صحيح عن الحسن أنه كان يقول : ( إماطة الأذى حلق الرأس ) , ويحتمل معنى آخر ذكره أبو جعفر الطحاوي , وهو تنزيه رأس المولود أن يلطخ بالدم كما كانوا يفعلونه في الجاهلية على ما تقدم ذكره في بعض الأحاديث كحديث بريدة , وعليه فالحديث دليل آخر على خطأ من ذكر في حديث سمرة المتقدم ( 1165 ) : ( ويُدَمَّى ) بدل ( ويُسَمَّى ) , وليس هو إزالة الدم الذي كانوا في الجاهلية يلطخون به رأس الصبي . أ . هـ
(2) , ( حب ) 5311 , ( ك ) 7588 , انظر صحيح موارد الظمآن : 882(3/1147)
( س ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" عَقَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِببِكَبْشَيْنِ كَبْشَيْنِ " (1)
__________
(1) ( س ) 4219 , ( ن ) 4545 , انظر الإرواء تحت حديث : 1164 , المشكاة : 4155(3/1148)
( 2 ) حُكْم الْعَقِيقَة
( خ ) , وَعَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَةٌ , فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا , وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى " (1)
__________
(1) ( خ ) 5471 , ( ت ) 1515 , ( س ) 4214 , ( د ) 2839 , ( جة ) 3164(3/1149)
( ت ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِتَسْمِيَةِ الْمَوْلُودِ يَوْمَ سَابِعِهِ , وَوَضْعِ الْأَذَى عَنْهُ , وَالْعَقِّ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2832(3/1150)
( ت ) , وَعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" كُلُّ غُلَامٍ مُرْتَهَنٌ بِعَقِيقَتِهِ (1) تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ السَّابِعِ , وَيُسَمَّى , وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ " (2)
__________
(1) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : اِخْتَلَفَ النَّاسُ فِي هَذَا ، وَأَجْوَدُ مَا قِيلَ فِيهِ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , قَالَ : هَذَا فِي الشَّفَاعَةِ ، يُرِيدُ أَنَّهُ إِذَا لَمْ يَعُقَّ عَنْهُ فَمَاتَ طِفْلًا لَمْ يَشْفَعْ فِي أَبَوَيْهِ ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ أَنَّ الْعَقِيقَةَ لَازِمَةٌ لَا بُدَّ مِنْهَا ، فَشَبَّهَ الْمَوْلُودَ فِي لُزُومِهَا وَعَدَمِ اِنْفِكَاكِهِ مِنْهَا بِالرَّهْنِ فِي يَدِ الْمُرْتَهِنِ ، وَهَذَا يُقَوِّي قَوْلَ مَنْ قَالَ بِالْوُجُوبِ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى أَنَّهُ مَرْهُونٌ بِأَذَى شَعْرِهِ , وَلِذَلِكَ فَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى .
تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 175)
(2) ( ت ) 1522 , ( س ) 4220 , ( د ) 2837 , ( جة ) 3165 , ( خ ) 5155 , انظر الإرواء : 1165(3/1151)
( 3 ) وَقْتُ الْعَقِيقَة
( ت ) , وَعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" كُلُّ غُلَامٍ مُرْتَهَنٌ بِعَقِيقَتِهِ (1) تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ السَّابِعِ , وَيُسَمَّى , وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ " (2)
__________
(1) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : اِخْتَلَفَ النَّاسُ فِي هَذَا ، وَأَجْوَدُ مَا قِيلَ فِيهِ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , قَالَ : هَذَا فِي الشَّفَاعَةِ ، يُرِيدُ أَنَّهُ إِذَا لَمْ يَعُقَّ عَنْهُ فَمَاتَ طِفْلًا لَمْ يَشْفَعْ فِي أَبَوَيْهِ ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ أَنَّ الْعَقِيقَةَ لَازِمَةٌ لَا بُدَّ مِنْهَا ، فَشَبَّهَ الْمَوْلُودَ فِي لُزُومِهَا وَعَدَمِ اِنْفِكَاكِهِ مِنْهَا بِالرَّهْنِ فِي يَدِ الْمُرْتَهِنِ ، وَهَذَا يُقَوِّي قَوْلَ مَنْ قَالَ بِالْوُجُوبِ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى أَنَّهُ مَرْهُونٌ بِأَذَى شَعْرِهِ , وَلِذَلِكَ فَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى .
تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 175)
(2) ( ت ) 1522 , ( س ) 4220 , ( د ) 2837 , ( جة ) 3165 , ( خ ) 5155 , انظر الإرواء : 1165(3/1152)
( 4 ) مَا يُجْزِئُ فِي الْعَقِيقَة ( مَا يُذْبَح )
( س ) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" عَقَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِببِكَبْشَيْنِ كَبْشَيْنِ " (1)
__________
(1) ( س ) 4219 , ( ن ) 4545 , انظر الإرواء تحت حديث : 1164 , المشكاة : 4155(3/1153)
( س د ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ الْعَقِيقَةِ فَقَالَ : " لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْعُقُوقَ - كَأَنَّهُ كَرِهَ الِاسْمَ - " , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّمَا نَسْأَلُكَ عَنْ أَحَدِنَا يُولَدُ لَهُ ) (1) ( قَالَ : " مَنْ وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ فَأَحَبَّ أَنْ يَنْسُكَ عَنْهُ (2) فَلْيَنْسُكْ عَنْ الْغُلَامِ شَاتَانِ (3) مُكَافِئَتَانِ (4) وَعَنْ الْجَارِيَةِ شَاةٌ " ) (5)
__________
(1) ( س ) 4212 , ( د ) 2842
(2) أَيْ : يَذْبَح . عون المعبود - (ج 6 / ص 304)
(3) الشاة : الواحدة من الضأن والمعز والظباء والبقر والنعام وحمر الوحش . كما في المعجم الوسيط
(4) قَالَ أَبُو دَاوُد : سَمِعْت أحمد قَالَ : مُكَافِئَتَانِ أَيْ : مُسْتَوِيَتَانِ أَوْ مُقَارِبَتَانِ في السن .
(5) ( د ) 2842 , ( س ) 4212 , ( حم ) 6822 , انظر صحيح الجامع : 7630 , الصحيحة : 1655(3/1154)
( ت جة ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نَعُقَّ عَنْ الْغُلَامِ شَاتَيْنِ [ مُكَافِئَتَيْنِ ] (1) وَعَنْ الْجَارِيَةِ شَاةٌ " (2)
__________
(1) ( ت ) 1513
(2) ( جة ) 3163 , ( ت ) 1513 , انظر صحيح الجامع : 4105 , والصحيحة : 2720(3/1155)
( هق ) , وَعَنْ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ :
نُفِسَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ غُلامٌ ، فَقِيلَ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، عُقِّي عَنْهُ جَزُورًا ، فَقَالَتْ : مَعَاذَ اللَّهِ ، وَلَكِنْ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ " (1)
__________
(1) ( هق ) 19063 , وحسنه الألباني في الإرواء تحت حديث : 1168(3/1156)
( ت جة ) , وَعَنْ أُمِّ كُرْزٍ الكعبية الخزاعية - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ الْعَقِيقَةِ فَقَالَ : " عَنْ الْغُلَامِ شَاتَانِ [ مُتَكَافِئَتَانِ ] (1) وَعَنْ الْأُنْثَى وَاحِدَةٌ , وَلَا يَضُرُّكُمْ ذُكْرَانًا كُنَّ أَمْ إِنَاثًا " (2)
__________
(1) ( جة ) 3162 ( س ) 4215 , ( د ) 2834 , انظر صحيح الجامع : 4133
(2) ( ت ) 1516 , ( س ) 4217 , ( د ) 2835 , ( حم ) 27413 , انظر صحيح الجامع : 4106(3/1157)
( 5 ) الْحِكْمَةُ مَنْ الْعَقِيقَة
الْعَقِيقَةُ فِدْيَةٌ يُفْدَى بِهَا الْمَوْلُود
قَالَ تَعَالَى : { وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ , رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ , فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ , فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ , فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ , وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ , إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ , وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } [الصافات/99-107]
( طب ) , وَعَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْغُلَامُ مُرْتَهَنٌ بِعَقِيقَتِهِ (1) فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ الدَّمَ ، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى " (2)
__________
(1) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : اِخْتَلَفَ النَّاسُ فِي هَذَا ، وَأَجْوَدُ مَا قِيلَ فِيهِ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , قَالَ : هَذَا فِي الشَّفَاعَةِ ، يُرِيدُ أَنَّهُ إِذَا لَمْ يَعُقَّ عَنْهُ فَمَاتَ طِفْلًا لَمْ يَشْفَعْ فِي أَبَوَيْهِ ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ أَنَّ الْعَقِيقَةَ لَازِمَةٌ لَا بُدَّ مِنْهَا ، فَشَبَّهَ الْمَوْلُودَ فِي لُزُومِهَا وَعَدَمِ اِنْفِكَاكِهِ مِنْهَا بِالرَّهْنِ فِي يَدِ الْمُرْتَهِنِ ، وَهَذَا يُقَوِّي قَوْلَ مَنْ قَالَ بِالْوُجُوبِ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى أَنَّهُ مَرْهُونٌ بِأَذَى شَعْرِهِ , وَلِذَلِكَ فَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى .تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 175)
(2) ( طب ) ج 6ص274ح6202 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4185(3/1158)
( 6 ) مَا يُكْرَهُ فِي الْعَقِيقَة
تَلْطِيخُ رَأْسِ الْمَوْلُودِ بِدَمِ الْعَقِيقَة
( حب هق ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَةِ ) (1) ( إِذَا عَقُّوا عَنِ الصَّبِيِّ ) (2) ( يَجْعَلُونَ قُطْنَةً فِي دَمِ الْعَقِيقَةِ ) (3) ( فَإِذَا حَلَقُوا رَأْسَ الصَّبِيِّ وَضَعُوهَا عَلَى رَأْسِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " اجْعَلُوا مَكَانَ الدَّمِ خَلُوقًا (4) " ) (5)
__________
(1) ( هق ) 19072
(2) ( حب ) 5308 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( هق ) 19072
(4) هو طيبٌ معروف مُرَكب يُتَّخذ من الزَّعْفَرَان وغيره من أنْواع الطّيب وتَغْلب عليه الْحُمرة والصُّفْرة , وقد وَرَدَ تارة بإباحَتِه وتارة بالنَّهْي عنه والنَّهْيُ أكْثر وأثْبَتُ . وإنَّما نَهَى عنه لأنه من طِيب النِّساء وكُنَّ أكْثَر اسْتعمالاً له منهم , والظاهر أنّ أحاديث النَّهْي نَاسِخة . النهاية في غريب الأثر - (ج 2 / ص 144)
(5) ( حب ) 5308 , ( هق ) 19072 , انظر الصَّحِيحَة : 463(3/1159)
( د ) , وَعَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا وُلِدَ لِأَحَدِنَا غُلَامٌ ذَبَحَ شَاةً وَلَطَخَ رَأْسَهُ بِدَمِهَا , فَلَمَّا جَاءَ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ , كُنَّا نَذْبَحُ شَاةً وَنَحْلِقُ رَأْسَهُ وَنُلَطِّخُهُ بِزَعْفَرَانٍ " (1)
__________
(1) ( د ) 2843 , ( ك ) 7594 , وصححه الألباني في الإرواء : 1172(3/1160)
( جة ) , وَعَنْ يَزِيدَ بْنَ عَبْدٍ الْمُزَنِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يُعَقُّ عَنِ الْغُلَامِ وَلَا يُمَسَّ رَأْسُهُ بِدَمٍ " (1)
_________
(1) ( جة ) 3157 , ( طس ) 333 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4236 , الصَّحِيحَة : 2452(3/1161)
( 7 ) مَا يَفْعَلهُ مَنْ لَمْ يَعُقّ عَنْهُ أَبَوَاهُ
( طس ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" عَقَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ نَفْسِهِ بَعْدَ مَا بُعِثَ نَبِيًّا " (1)
__________
(1) ( طس ) 994 , ( هق ) 19056 , انظر الصَّحِيحَة : 2726(3/1162)
( 3 ) حَلْقُ شَعْرِ الْمَوْلُود
( ت ) , وَعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" كُلُّ غُلَامٍ مُرْتَهَنٌ بِعَقِيقَتِهِ , تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ السَّابِعِ , وَيُسَمَّى , وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ " (1)
__________
(1) ( ت ) 1522 , ( س ) 4220 , ( د ) 2837 , ( جة ) 3165 , ( خ ) 5155 , انظر الإرواء : 1165(3/1163)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
لَمَّا وَلَدَتْ فَاطِمَةُ حَسَنًا قَالَ لَهَا رَسُولُ - صلى الله عليه وسلم - : " احْلِقِي رَأْسَهُ , وَتَصَدَّقِي بِوَزْنِ شَعْرِهِ مِنْ فِضَّةٍ عَلَى الْمَسَاكِينِ وَالْأَوْفَاضِ (1) " ، قَالَتْ : فَفَعَلْتُ ذَلِكَ ، فَلَمَّا وَلَدْتُ حُسَيْنًا ، فَعَلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ . (2)
__________
(1) يَعْنِي أَهْلَ الصُّفَّةِ , وَكَانُوا نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُحْتَاجِينَ فِي الْمَسْجِدِ .
(2) ( حم ) 27227 , ( هق ) 19082 , وحسنه الألباني في الإرواء : 1175 ، وصَحِيح الْجَامِع : 7960 ،
وقال في الإرواء : وظاهر حديثه مخالف لما استفاض عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه عق عن الحسن والحسينبكما تقدم برقم ( 1150 ) وأجيب عن ذلك بجوابين ذكرهما الحافظ في ( الفتح ) ( 9 / 515 ) : ( قال شيخنا في ( شرح الترمذي ) : يُحمل على أنه - صلى الله عليه وسلم - كان عق عنه ثم استأذنته فاطمة أن تعق عنه أيضا فلم يمنعها .
قلت : ويحتمل أن يكون منها لضيق ما عندهم حينئذ فأرشدها إلى نوع من الصدقة أخف , ثم تيسر له عن قرب ما عق به عنه ) .
قلت : وأحسن من هذين الجوابين جواب البيهقي : ( كأنه أراد أن يتولى العقيقة عنهما بنفسه كما رويناه ( يعني في الاحاديث التى أشرنا إليها آنفا ) فأمرها بغيرها , وهو التصدق بوزن شعرهما من الورِق . وبالله التوفيق أ . هـ(3/1164)
( ت ) , وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" عَقَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ الْحَسَنِ بِشَاةٍ وَقَالَ : يَا فَاطِمَةُ , احْلِقِي رَأْسَهُ , وَتَصَدَّقِي بِزِنَةِ شَعْرِهِ فِضَّةً " , قَالَ : فَوَزَنَتْهُ فَكَانَ وَزْنُهُ دِرْهَمًا أَوْ بَعْضَ دِرْهَمٍ (1) . (2)
__________
(1) قال الألباني في الإرواء تحت حديث 1175 : ( تنبيه ) ذكر المؤلف / تعالى هذا الحديث عقب قول الماتن : ( ويسن أن يحلق رأس الغلام في اليوم السابع ويتصدق بوزنه فضة ويسمى فيه ) .
وهذا الحديث فيه أن الحلق والتصدق في اليوم السابع , وإنما روى ذلك من حديث أنس بن مالك .
( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر برأس الحسن والحسين ابني على بن أبي طالب يوم سابعهما فحلق ثم تصدق بوزنه فضة ولم يجد ذبحا ) . أخرجه الطبراني في ( الاوسط ) ( 1 / 133 / 2 ) من طرق ابن لهيعة عن عمارة بن غزية عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أنس بن مالك . قلت : وهذا سند ضعيف من أجل ابن لهيعة فإنه سئ الحفظ إِلَّا فيما رواه العبادلة عنه , وليس منه هذا الحديث .
وقال الهيثمي في ( المجمع ) ( 4 / 57 ) : ( رواه الطبراني في ( الكبير ) و( الاوسط ) والبزار وفي إسناد الكبير ابن لهيعة وإسناده حسن وبقية رجاله رجال الصحيح ) , قلت : وفاته أن ابن لهيعة في إسناد ( االاوسط ) أيضا .ولا أعلم حديثا آخر في توقيت الصدقة باليوم السابع إِلَّا حديث ابن عباس الذي أوردته في ( فائدة ) في الحديث ( 1150 ) وهو ضعيف أيضا .
وقد صرح باستحباب ذلك الامام أحمد كما رواه الخلال عنه وذكره ابن القيم في ( تحفة الودود باحكام المولود )
( ص31 هند ) فلعل هذا الحكم يتقوى بمجموع حديث أنس وحديث ابن عباس .
وأما ما روى البيهقى ( 9 / 304 ) من طريق موسى بن الحسن ثنا الضغبي ثنا سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ( أن فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذبحت عن حسن وحسين حين ولدتهما شاة وحلقت شعورهما ثم تصدقت بوزنه فضة ) فهو منكر مخالف لحديث أبي رافع وأنس هذا , وعلته موسى بن الحسن وهو موسى بن الحسن بن موسى قال ابن يونس في ( تاريخ مصر ) : ( يعرف وينكر ) .
وأما دليل الحلق والتسمية في اليوم السابع فهو حديث سمرة الذي تقدم لفظه وتحقيق القول فيه برقم ( 1165 ) .
( فائدة ) قال الحافظ في ( التلخيص ) ( 4 / 148 ) : ( الروايات كلها متفقة على ذكر التصدق بالفضة , وليس في شيء منها ذكر الذهب , بخلاف ما قال الرافعي : أنه يستحب أن يتصدق بوزن شعره ذهبا فإن لم يفعل ففضة ...) .
قلت : ذكر حديث ابن عباس في أن سبعة من السنة في الصبي يوم السابع وفيه ( ويتصدق بوزن شعره ذهبا أو فضة ) .
وقال : ( وفيه رواد بن الجراح وهو ضعيف ) , وقد تقدمت الاشارة إليه آنفا أ . هـ
وقال الألباني في الإرواء تحت حديث 1164 : ( فائدة ) : يلاحظ القارئ الكريم أن الروايات اختلفت فيما عق به صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين رضي الله عنهما ففي بعضها أنه كبش واحد عن كل منهما وفي أخرى أنه كبشان . وأرى أن هذا الثاني هو الذي ينبغى الاخذ به والاعتماد عليه لامرين : الاول : أنها تضمنت زيادة على ما قبلها وزيادة الثقة مقبولة لا سيما إذا جاءت من طرق مختلفة المخارج كما هو الشأن هنا . والاخر : إنها توافق الاحاديث الاخرى القولية في الباب والتي توجب العق عن الذكر بشاتين . أ . هـ
(2) ( ت ) 1519 , ( ش ) 24234(3/1165)
وقت تسمية المولود
( ت ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِتَسْمِيَةِ الْمَوْلُودِ يَوْمَ سَابِعِهِ , وَوَضْعِ الْأَذَى عَنْهُ , وَالْعَقِّ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2832(3/1166)
( م ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" وُلِدَ لِيَ اللَّيْلَةَ غُلَامٌ ، فَسَمَّيْتُهُ بِاسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ ، ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى أُمِّ سَيْفٍ - امْرَأَةِ قَيْنٍ (1) يُقَالُ لَهُ : أَبُو سَيْفٍ " (2)
__________
(1) القين : الحَدَّاد .
(2) ( م ) 62 - ( 2315 ) , ( د ) 3126(3/1167)
( 4 ) تَسْمِيَةُ الْمَوْلُودِ بِاسْمٍ حَسَن
( م ت ) , وَعَنْ الْمُغِيرَةَ بْنِ شُعْبَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى نَجْرَانَ ) (1) ( فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَيْهِمْ سَأَلُونِي فَقَالُوا : إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ : { يَا أُخْتَ هَارُونَ } (2) وَمُوسَى قَبْلَ عِيسَى بِكَذَا وَكَذَا ) (3) ( فَلَمْ أَدْرِ مَا أُجِيبُهُمْ ) (4) ( فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ , فَقَالَ : " إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَ بِأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُمْ " ) (5)
__________
(1) ( ت ) 3155
(2) [مريم/28]
(3) ( م ) 9 - ( 2135 )
(4) ( ت ) 3155
(5) ( م ) 9 - ( 2135 ) , ( ت ) 3155 , ( حم ) 18226(3/1168)
( د ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَحَبُّ الْأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ : عَبْدُ اللَّهِ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ , وَأَصْدَقُهَا حَارِثٌ , وَهَمَّامٌ (1) وَأَقْبَحُهَا حَرْبٌ ، وَمُرَّةُ " (2)
__________
(1) قال الحافظ المنذري : وإنما كان حارث وهمام أصدق الأسماء لأن الحارث هو الكاسب , والهمام هو الذي يَهُمُّ مرة بعد أخرى وكل إنسان لَا ينفك عن هذين .
(2) ( د ) 4950 , ( حم ) 19054 , ( م ) 2 - ( 2132 ) , ( ت ) 2833 , ( جة ) 3728 , وقد كان الألباني ضعفه في مواطن كثيرة , انظر الإرواء : 1178, لكنه تراجع عن تضعيفه , فانظر الصحيحة (904 ) ، وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1977 , والكلم الطيب (218) ط . دار المعارف، ومقدمته (ص5).(3/1169)
( ك ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلامٌ ، فَقَالُوا : مَا نُسَمِّيهِ ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " سَمُّوهُ بِأَحَبِّ الْأَسْمَاءِ إِلَيَّ : حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ " (1)
__________
(1) ( ك ) 4888 , ضعفه الألباني في ضعيف الجامع : 3284 , والضعيفة : 3707 , لكنه تراجع عن تضعيفه في الصَّحِيحَة : 2878
فعاد إلى تصحيحه في الصَّحِيحَة .(3/1170)
( حم ) , عَنْ يُوسُفَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" سَمَّانِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُوسُفَ , وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي , وَأَجْلَسَنِي فِي حَجْرِهِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 23887 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(3/1171)
( طص ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا سَمِعَ اسْمًا قَبِيحًا غَيَّرَهُ ، فَمَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا : عَفِرَةُ (1) فَسَمَّاهَا خَضِرَةً " (2)
__________
(1) هِيَ مِنْ الْأَرْض مَا لَا تُنْبِت شَيْئًا . عون المعبود - (ج 10 / ص 487)
(2) ( طس ) 349 , ( حب ) 5821 , ( يع ) 4556 , صَحِيح الْجَامِع : 4641 , الصَّحِيحَة : 208(3/1172)
( حم ) , وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
لَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ سَمَّيْتُهُ حَمْزَةَ , فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَيْنُ سَمَّيْتُهُ بِعَمِّهِ جَعْفَرٍ , فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : " إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أُغَيِّرَ اسْمَ هَذَيْنِ " , فَقُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , " فَسَمَّاهُمَا حَسَنًا وَحُسَيْنًا " (1)
__________
(1) ( حم ) 1370 , ( ك ) 7734 , انظر الصَّحِيحَة : 2709(3/1173)
( خ د ) , وَعَنْ الْمُسَيَّبِ بْنِ حَزْنٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( جَاءَ أَبِي حَزْنٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا اسْمُكَ ؟ " , قَالَ : حَزْنٌ (1) ) (2) ( قَالَ : " بَلْ أَنْتَ سَهْلٌ " ) (3) ( قَالَ : لَا أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي ) (4) ( وَالسَّهْلُ يُوطَأُ وَيُمْتَهَنُ (5) ) (6) ( قَالَ سَعِيدُ ابْنُ الْمُسَيَّبِ : فَمَا زَالَتْ الْحُزُونَةُ (7) فِينَا بَعْدُ ) (8) .
__________
(1) الْحَزْن : مَا غَلُظَ مِنْ الْأَرْض ، وَالسَّهْل مِنْ الْأَرْض ضِدّ الْحَزْن . عون المعبود - (ج 10 / ص 487)
(2) ( خ ) 5836
(3) ( خ ) 5840
(4) ( خ ) 5836
(5) أَيْ : يُدَاس بِالْأَقْدَامِ . عون المعبود - (ج 10 / ص 487)
(6) ( د ) 4956 , انظر الصحيحة : 214
(7) أَيْ : صُعُوبَة الْخُلُق . عون المعبود - (ج 10 / ص 487)
(8) ( خ ) 5836 , ( د ) 4956 , ( حم ) 23723(3/1174)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سبرة - رضي الله عنه - قَالَ :
ذَهَبْتُ مَعَ أَبِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِأَبِي : " مَا اسْمُ ابْنِكَ ؟ " , قَالَ : عَزِيزٌ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا تُسَمِّهِ عَزِيزًا ، وَلَكِنْ سَمِّهِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ " ، ثُمَّ قَالَ : " إِنَّ خَيْرَ الْأَسْمَاءِ عَبْدُ اللَّهِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ، وَالْحَارِثُ " (1)
__________
(1) ( حم ) 17643 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3269 , وصححه الألباني في الصَّحِيحَة تحت حديث : 904 , وللحديث شاهد عند ( حم ) 17641 عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سبرة - رضي الله عنه - قَالَ : كَانَ اسْمِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَزِيزًا , " فَسَمَّانِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَبْدَ الرَّحْمَنِ " , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح , وهذا إسناد حسن .(3/1175)
( خد م د ) , وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ قَالَ :
( سَمَّيْتُ ابْنَتِي بَرَّةَ , فَقَالَتْ لِي زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ ك : ) (1) ( غَيِّرِ اسْمَهَا ) (2) ( " فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ هَذَا الِاسْمِ ) (3) ( وَنَكَحَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ وَاسْمُهَا بَرَّةُ ، فَغَيَّرَ اسْمَهَا إِلَى زَيْنَبَ ، وَدَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ حِينَ تَزَوَّجَهَا وَاسْمِي بَرَّةُ ، فَسَمِعَهَا تَدْعُونِي : بَرَّةَ ، فَقَالَ : لَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ , فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْبَرَّةِ مِنْكُنَّ وَالْفَاجِرَةِ " ) (4) ( فَقَالَتْ : مَا نُسَمِّيهَا ؟ ) (5) ( قَالَ : " سَمِّيهَا زَيْنَبَ " , فَقَالَتْ : فَهِيَ زَيْنَبُ ، قَالَ مُحَمَّدٌ : فَقُلْتُ لَهَا : سَمِّي ، فَقَالَتْ : غَيِّرْ إِلَى مَا غَيَّرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَسَمِّهَا زَيْنَبَ ) (6) .
__________
(1) ( م ) 19 - ( 2142 )
(2) ( خد ) 821 , انظر الصَّحِيحَة : 210
(3) ( م ) 19 - ( 2142 ) , ( د ) 4953
(4) ( خد ) 821 , ( م ) 19 - ( 2142 )
(5) ( د ) 4953 , ( م ) 19 - ( 2142 )
(6) ( خد ) 821 , ( م ) 19 - ( 2142 ) , ( د ) 4953 , ( خ ) 5839 , ( جة ) 3732(3/1176)
( م حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( كَانَ اسْمُ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بَرَّةَ ) (1) ( " فَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - اسْمَهَا جُوَيْرِيَةَ , وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُقَالَ : خَرَجَ مِنْ عِنْدَ بَرَّةَ " ) (2)
__________
(1) ( حم ) 2334 , ( م ) 16 - ( 2140 )
(2) ( م ) 16 - ( 2140 ) , ( خد ) 647 , ( د ) 1503 , ( حم ) 2334(3/1177)
( د ) , وَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ أَخْدَرِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
كَانَ فِي النَّفَرِ الَّذِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ : أَصْرَمُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا اسْمُكَ ؟ " , قَالَ : أَنَا أَصْرَمُ (1) قَالَ : " بَلْ أَنْتَ زُرْعَةُ (2) " (3)
__________
(1) مِنْ الصَّرْم بِمَعْنَى الْقَطْع . عون المعبود - (ج 10 / ص 485)
(2) مَأْخُوذ مِنْ الزَّرْع ، وَهُوَ مُسْتَحْسَن بِخِلَافِ أَصْرَم ، لِأَنَّهُ مُنْبِئ عَنْ اِنْقِطَاع الْخَيْر وَالْبَرَكَة ، فَبَادَلَهُ بِهِ . عون المعبود
(3) ( د ) 4954 , ( ك ) 7729 , انظر المشكاة : 4775 , الكلم الطيب : 219(3/1178)
( م ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
كَانَتْ ابْنَةٌ لِعُمَرَ يُقَالُ لَهَا : عَاصِيَةُ فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَمِيلَةَ " (1)
__________
(1) ( م ) 15 - ( 2139 ) , ( ت ) 2838 , ( د ) 4952 , ( جة ) 3733 , ( حم ) 4682(3/1179)
( حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( " سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلًا يَقُولُ لِرَجُلٍ : مَا اسْمُكَ ؟ ، فَقَالَ : شِهَابٌ ) (1) ( فَقَالَ : بَلْ أَنْتَ هِشَامٌ " ) (2)
__________
(1) ( حم ) 24509 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(2) ( خد ) 825 , ( ك ) 7733 , ( حم ) 24509 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 636 , الصَّحِيحَة : 215(3/1180)
( خ م ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ :
أُتِيَ بِالْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ وُلِدَ , " فَوَضَعَهُ عَلَى فَخِذِهِ " - وَأَبُو أُسَيْدٍ جَالِسٌ - " فَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِشَيْءٍ بَيْنَ يَدَيْهِ " , فَأَمَرَ أَبُو أُسَيْدٍ بِابْنِهِ فَاحْتُمِلَ مِنْ فَخِذِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , " فَاسْتَفَاقَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : أَيْنَ الصَّبِيُّ ؟ " , فَقَالَ أَبُو أُسَيْدٍ : قَلَبْنَاهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " مَا اسْمُهُ ؟ " , قَالَ : فُلَانٌ , قَالَ : " وَلَكِنْ أَسْمِهِ الْمُنْذِرَ " , فَسَمَّاهُ يَوْمَئِذٍ الْمُنْذِرَ . (1)
__________
(1) ( خ ) 5838 , ( م ) 29 - ( 2149 )(3/1181)
( ك ) , عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
جَاءَتْ عَجُوزٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَهو عِنْدِي ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ أَنْتَ ؟ " , قَالَتْ : أَنَا جَثَّامَةُ الْمُزَنِيَّةُ , قَالَ : " بَلْ أَنْتِ حَسَّانَةُ الْمُزَنِيَّةُ " (1)
__________
(1) ( ك ) 40 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2056 , الصَّحِيحَة : 216(3/1182)
( س ) , وَعَنْ هَانِئٍ بْنِ يَزِيدَ - رضي الله عنه - قَالَ :
لَمَّا وَفَدْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَمِعَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُمْ يَكْنُونِي أَبَا الْحَكَمِ , فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ لِي : " إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ , وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ , فَلِمَ تُكَنَّى أَبَا الْحَكَمِ ؟ " فَقُلْتُ : إِنَّ قَوْمِي إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ أَتَوْنِي فَحَكَمْتُ بَيْنَهُمْ فَرَضِيَ كِلَا الْفَرِيقَيْنِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا أَحْسَنَ هَذَا , فَمَا لَكَ مِنْ الْوُلْدِ ؟ " , فَقُلْتُ : لِي شُرَيْحٌ , وَعَبْدُ اللَّهِ , وَمُسْلِمٌ , قَالَ : " فَمَنْ أَكْبَرُهُمْ ؟ " , قُلْتُ : شُرَيْحٌ , قَالَ : " فَأَنْتَ أَبُو شُرَيْحٍ (1) وَدَعَا لِي وَلِوَلَدِي " (2)
__________
(1) قَالَ أَبُو دَاوُد شُرَيْحٌ هَذَا هُوَ الَّذِي كَسَرَ بَابَ تُسْتَرَ وَذَلِك أَنْهُ دَخَلَ مِنْ سِرْبٍ .
(2) ( س ) 5387 , ( د ) 4955 , صححه الألباني في الإرواء : 2615 ، والصَّحِيحَة : 1939(3/1183)
( د ) , عَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ - رضي الله عنهما - ْنِ الْخَطَّابِ قَالَ :
ضَرَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - ابْنًا لَهُ تَكَنَّى أَبَا عِيسَى (1) وَأَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ - رضي الله عنه - تَكَنَّى بِأَبِي عِيسَى , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : أَمَا يَكْفِيكَ أَنْ تُكَنَّى بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ؟ , فَقَالَ : " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَنَّانِي (2) " , فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ , وَإِنَّا فِي جَلْجَلَتِنَا (3) فَلَمْ يَزَلْ يُكْنَى بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ حَتَّى هَلَكَ . (4)
__________
(1) كَرِهَ - رضي الله عنه - التَّكَنِّي بِأَبِي عِيسَى لِمَا فِيهِ مِنْ إِيهَام أَب لعِيسَى × . عون المعبود - (ج 10 / ص 495)
(2) أَيْ : كَنَّانِي بِأَبِي عِيسَى . عون المعبود - (ج 10 / ص 495)
(3) قَوْلُهُ : يَتَجَلْجَلُ أَيْ : يَتَحَرَّكُ وَيَنْزِلُ مُضْطَرِبًا . عون المعبود - (ج 10 / ص 495)
(4) ( د ) 4963 , ( هق ) 19115(3/1184)
( د ) , وَعَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَا يَتَطَيَّرُ مِنْ شَيْءٍ (1) وَكَانَ إِذَا بَعَثَ عَامِلًا سَأَلَ عَنْ اسْمِهِ , فَإِذَا أَعْجَبَهُ اسْمُهُ فَرِحَ بِهِ وَرُئِيَ بِشْرُ (2) ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ , وَإِنْ كَرِهَ اسْمَهُ رُئِيَ كَرَاهِيَةُ ذَلِكَ (3) فِي وَجْهِهِ (4) وَإِذَا دَخَلَ قَرْيَةً سَأَلَ عَنْ اسْمِهَا , فَإِنْ أَعْجَبَهُ اسْمُهَا فَرِحَ وَرُئِيَ بِشْرُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ , وَإِنْ كَرِهَ اسْمَهَا رُئِيَ كَرَاهِيَةُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ " (5)
__________
(1) أَيْ : مَا كَانَ يَتَطَيَّر بِشَيْءٍ مِمَّا يَتَطَيَّر بِهِ النَّاس . عون المعبود - (ج 8 / ص 446)
(2) الْبِشْر : طَلَاقَة الْوَجْه . عون المعبود - (ج 8 / ص 446)
(3) أَيْ : ذَلِكَ الِاسْم الْمَكْرُوه . عون المعبود - (ج 8 / ص 446)
(4) لَا تَشَاؤُمًا وَتَطَيُّرًا بِاسْمِهِ , بَلْ لِانْتِفَاءِ التَّفَاؤُل , وَقَدْ غَيَّرَ - صلى الله عليه وسلم - ذَلِكَ الِاسْم إِلَى اِسْم حَسَن ، قَالَ اِبْن الْمَلِك : فَالسُّنَّة أَنْ يَخْتَار الْإِنْسَان لِوَلَدِهِ وَخَادِمه مِنْ الْأَسْمَاء الْحَسَنَة ، فَإِنَّ الْأَسْمَاء الْمَكْرُوهَة قَدْ تُوَافِق الْقَدَر ، كَمَا لَوْ سَمَّى أَحَدٌ اِبْنَهُ بِـ ( خَسَارَةٍ ) , فَرُبَّمَا جَرَى قَضَاء اللَّه بِأَنْ يَلْحَق بِذَلِكَ الرَّجُل أَوْ اِبْنه خَسَارَة , فَيَعْتَقِد بَعْض النَّاس أَنَّ ذَلِكَ بِسَبَبِ اِسْمه , فَيَتَشَاءَمُونَ وَيَحْتَرِزُونَ عَنْ مُجَالَسَته وَمُوَاصَلَته , رَوَى سَعِيد بْن الْمُسَيِّب أَنَّ عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ لِرَجُلٍ مَا اِسْمك ؟ , قَالَ : جَمْرَة ، قَالَ اِبْن مَنْ ؟ , قَالَ : اِبْن شِهَاب ، قَالَ مِمَّنْ ؟ , قَالَ : مِنْ الْحَرَّاقَة ، قَالَ : أَيْنَ مَسْكَنك ؟ , قَالَ بِحَرَّةِ النَّار ، قَالَ : بِأَيِّهَا ؟ , قَالَ : بِذَاتِ لَظًى ، فَقَالَ عُمَر : أَدْرِك أَهْلك فَقَدْ اِحْتَرَقُوا ، فَكَانَ كَمَا قَالَ عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ , قَالَ الْقَارِي : فَالْحَدِيث فِي الْجُمْلَة يَرُدّ عَلَى مَا فِي الْجَاهِلِيَّة مِنْ تَسْمِيَة أَوْلَادهمْ بِأَسْمَاءٍ قَبِيحَة , كَكَلْبٍ وَذِئْب . عون المعبود - (ج 8 / ص 446)
(5) ( د ) 3920 , ( حم ) 22996 , انظر الصَّحِيحَة : 762(3/1185)
( طس ) , وَعَنْ بُرَيْدَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا بَعَثْتُمْ إلَيَّ رَسُولًا فابْعَثُوهُ حَسَنَ الْوَجْهِ حَسَنَ الِاسْمِ " (1)
__________
(1) ( طس ) 7747 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 259 , الصَّحِيحَة : 1186(3/1186)
( خد م د ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :" ( أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَنْهَى عَنْ أَنْ يُسَمَّى : يَعْلَى , وَبَرَكَةٌ , وَأَفْلَحٌ , وَيَسَارٌ , وَنَافِعٌ , وَبِنَحْوِ ذَلِكَ ) (1) ( وَقَالَ : إِنْ عِشْتُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْهَيَنَّ أُمَّتِي أَنْ يُسَمُّوا : نَافِعًا , وَأَفْلَحَ , وَبَرَكَةَ ) (2) ( وَيَسَارًا , وَرَبَاحًا , وَنَجِيحًا ) (3) ( فَإِنَّ الرَّجُلَ يَقُولُ إِذَا جَاءَ : أَثَمَّ بَرَكَةُ ؟ فَيَقُولُونَ : لَا " ) (4) ( قَالَ جَابِرٌ : " ثُمَّ رَأَيْتُهُ سَكَتَ عَنْهَا بَعْدُ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا , ثُمَّ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَلَمْ يَنْهَ عَنْ ذَلِكَ (5) ", ثُمَّ أَرَادَ عُمَرُ - رضي الله عنه - أَنْ يَنْهَى عَنْ ذَلِكَ ثُمَّ تَرَكَهُ ) (6) . (7)
__________
(1) ( م ) 2183 , ( ت ) 2835
(2) ( د ) 4960 , ( خد ) 833
(3) ( م ) 2137 , ( د ) 4958
(4) ( د ) 4960
(5) قال الألباني في الصَّحِيحَة : 2143 : ( تنبيه ) قوله : ( ثُمَّ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَلَمْ يَنْهَ عَنْ ذَلِكَ ) إنما هو بالنسبة لِعِلِمِ جابر , وإلَّا فقد حَفِظ نَهْيَه عن ذلك سمُرة بن جندب , كما رواه مسلم وغيره . أ . هـ
(6) ( م ) 2183
(7) الصَّحِيحَة : 1870(3/1187)
( م ت ) , وَعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نُسَمِّيَ رَقِيقَنَا بِأَرْبَعَةِ أَسْمَاءٍ : أَفْلَحَ , وَرَبَاحٍ , وَيَسَارٍ , وَنَافِعٍ ) (1) وَنَجِيحٍ (2) ( فَإِنَّكَ تَقُولُ : أَثَمَّ هُوَ ؟ , فلَا يَكُونُ ) (3) ( فَيُقَالُ : لَا " ) (4) ( قَالَ سَمُرَةُ : إِنَّمَا هُنَّ أَرْبَعٌ فلَا تَزِيدُنَّ عَلَيَّ ) (5) .
__________
(1) ( م ) 10 - ( 2136 ) , ( د ) 4959 , ( جة ) 3730
(2) ( م ) 12 - ( 2137 ) , ( ت ) 2836 , ( د ) 4958
(3) ( م ) 12 - ( 2137 ) , ( د ) 4958 , ( حم ) 20119
(4) ( ت ) 2836
(5) ( م ) 12 - ( 2137 ) , ( د ) 4958 , ( حم ) 20119(3/1188)
( خد م د ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :" ( أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَنْهَى عَنْ أَنْ يُسَمَّى : يَعْلَى , وَبَرَكَةٌ , وَأَفْلَحٌ , وَيَسَارٌ , وَنَافِعٌ , وَبِنَحْوِ ذَلِكَ ) (1) ( وَقَالَ : إِنْ عِشْتُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْهَيَنَّ أُمَّتِي أَنْ يُسَمُّوا : نَافِعًا , وَأَفْلَحَ , وَبَرَكَةَ ) (2) ( وَيَسَارًا , وَرَبَاحًا , وَنَجِيحًا ) (3) ( فَإِنَّ الرَّجُلَ يَقُولُ إِذَا جَاءَ : أَثَمَّ بَرَكَةُ ؟ فَيَقُولُونَ : لَا " ) (4) ( قَالَ جَابِرٌ : " ثُمَّ رَأَيْتُهُ سَكَتَ عَنْهَا بَعْدُ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا , ثُمَّ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَلَمْ يَنْهَ عَنْ ذَلِكَ (5) ", ثُمَّ أَرَادَ عُمَرُ - رضي الله عنه - أَنْ يَنْهَى عَنْ ذَلِكَ ثُمَّ تَرَكَهُ ) (6) . (7)
__________
(1) ( م ) 2183 , ( ت ) 2835
(2) ( د ) 4960 , ( خد ) 833
(3) ( م ) 2137 , ( د ) 4958
(4) ( د ) 4960
(5) قال الألباني في الصَّحِيحَة : 2143 : ( تنبيه ) قوله : ( ثُمَّ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَلَمْ يَنْهَ عَنْ ذَلِكَ ) إنما هو بالنسبة لِعِلِمِ جابر , وإلَّا فقد حَفِظ نَهْيَه عن ذلك سمُرة بن جندب , كما رواه مسلم وغيره . أ . هـ
(6) ( م ) 2183
(7) الصَّحِيحَة : 1870(3/1189)
( حم ) , وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - غُلَامٌ يُسَمَّى رَبَاحًا " (1)
__________
(1) , ( حم ) 16542 , قال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(3/1190)
( الضياء ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كان رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يلاعب زينب بنت أم سلمة ويقول : يا زوينب , يا زوينب - مرارا - " (1)
__________
(1) رواه الضياء في " المختارة " ( 45 / 2 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5025 ، الصَّحِيحَة : 2141(3/1191)
( 5 ) تَكْنِيَةُ الْمَوْلُود
( خ م د ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا " ) (1) ( وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَيْنَا وَلِي أَخٌ صَغِيرٌ يُكْنَى : أَبَا عُمَيْرٍ ، وَكَانَ لَهُ نُغَرٌ (2) يَلْعَبُ بِهِ فَمَاتَ " فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ فَرَآهُ حَزِينًا فَقَالَ : مَا شَأْنُهُ ؟ " ، قَالُوا : مَاتَ نُغَرُهُ ، فَقَالَ : " يَا أَبَا عُمَيْرٍ ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ ؟ " ) (3)
__________
(1) ( خ ) 5850 , ( م ) 30 - ( 2150 )
(2) هو طَائِر يُشْبِه الْعُصْفُور أَحْمَر الْمِنْقَار ، وَقِيلَ : أَهْل الْمَدِينَة يُسَمُّونَهُ الْبُلْبُل . عون المعبود - (ج 11 / ص 2)
(3) ( د ) 4969 , ( خ ) 5850 , ( م ) 30 - ( 2150 ) , ( ت ) 333 , ( جة ) 3720 , ( حم ) 12980(3/1192)
( جة ) , وَعَنْ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ قَالَ :
قَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه - لِصُهَيْبٍ : مَا لَكَ تَكْتَنِي بِأَبِي يَحْيَى وَلَيْسَ لَكَ وَلَدٌ ؟ , فَقَالَ : " كَنَّانِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِأَبِي يَحْيَى " (1)
__________
(1) ( جة ) 3738 , ( حم ) 18962 , انظر الصحيحة : 44(3/1193)
( 6 ) تَحْنِيكُ (2) الْمَوْلُود
( د ) , عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُؤْتَى بِالصِّبْيَانِ فَيَدْعُو لَهُمْ بِالْبَرَكَةِ وَيُحَنِّكُهُمْ " (1)
__________
(*) اِتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى اِسْتِحْبَاب تَحْنِيك الْمَوْلُود عِنْد وِلَادَته بِتَمْرٍ ، فَإِنْ تَعَذَّرَ فَمَا فِي مَعْنَاهُ وَقَرِيب مِنْهُ مِنْ الْحُلْو ، فَيَمْضُغ الْمُحَنِّك التَّمْر حَتَّى تَصِير مَائِعَة بِحَيْثُ تُبْتَلَع ، ثُمَّ يَفْتَح فَم الْمَوْلُود ، وَيَضَعهَا فِيهِ لِيَدْخُل شَيْء مِنْهَا جَوْفه ، وَيُسْتَحَبّ أَنْ يَكُون الْمُحَنِّك مِنْ الصَّالِحِينَ وَمِمَّنْ يُتَبَرَّك بِهِ رَجُلًا كَانَ أَوْ اِمْرَأَة ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَاضِرًا عِنْد الْمَوْلُود حُمِلَ إِلَيْهِ .شرح النووي على مسلم - (ج 7 / ص 268)
(1) ( د ) 5106 , ( م ) 27 - ( 2147 )(3/1194)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( أَوَّلُ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ ) (1) ( " رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَيْتِ الزُّبَيْرِ مِصْبَاحًا فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ ، مَا أُرَى أَسْمَاءَ إِلَّا قَدْ نُفِسَتْ ، فلَا تُسَمُّوهُ حَتَّى أُسَمِّيَهُ " ) (2) ( قَالَتْ : فَجِئْنَا بِهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يُحَنِّكُهُ ، فَطَلَبْنَا تَمْرَةً فَعَزَّ عَلَيْنَا طَلَبُهَا ) (3) ( " فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - التَّمْرَةً فَلَاكَهَا ثُمَّ أَدْخَلَهَا فِي فِيهِ ) (4) ( فَحَنَّكَهُ ) (5) ( وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ " ) (6) ( فَأَوَّلُ مَا دَخَلَ بَطْنَهُ رِيقُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (7) ( فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كُلُّ نِسَائِكَ لَهُنَّ كُنًى غَيْرِي ) (8) ( قال : " فَاكْتَنِي بابنِكِ عَبْدِ اللَّهِ (9) ) (10) ( هَذَا عَبْدُ اللَّهِ ، وَأَنْتِ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ " ) (11) ( قَالَ : فَكَانَتْ تُكَنَّى بِأُمِّ عَبْدِ اللَّهِ حَتَّى مَاتَتْ ، وَلَمْ تَلِدْ قَطُّ ) (12) .
__________
(1) ( خ ) 3698
(2) ( ت ) 3826
(3) ( م ) 28 - ( 2148 )
(4) ( خ ) 3698
(5) ( حم ) 24663 , ( ت ) 3826
(6) ( ت ) 3826
(7) ( خ ) 3698
(8) ( حم ) 24800 , ( د ) 4970
(9) يَعْنِي ابْن اخْتُهَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ .
(10) ( د ) 4970 , ( جة ) 3739
(11) ( حم ) 24663 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(12) ( حم ) 25222 , ( د ) 4970(3/1195)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
وُلِدَ لِي غُلَامٌ فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - , " فَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ , وَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ , وَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ وَدَفَعَهُ إِلَيَّ " , وَكَانَ أَكْبَرَ وَلَدِ أَبِي مُوسَى . (1)
__________
(1) ( خ ) 5150 , ( م ) 24 - ( 2145 ) , ( حم ) 19588(3/1196)
( 7 ) النَّفَقَةُ عَلَى الْأَبْنَاء
( خ حم ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ مَا تَرَكَ غِنًى (1) ) (2) لَا صَدَقَةَ إِلَّا عَن ظَهْرِ غِنًى (3) ( وَلَا يَلُومُ اللَّهُ عَلَى الْكَفَافِ ) (4) ( وَلْيَبْدَأْ أَحَدُكُمْ بِمَنْ يَعُولُ (5) ) (6) ( قَالَ سَعِيدٌ : فَسُئِلَ أَبُو هُرَيْرَةَ مَنْ أَعُولُ ؟ , فَقَالَ : امْرَأَتُكَ مِمَّنْ تَعُولُ ) (7) ( تَقُولُ : أَطْعِمْنِي وَإِلَّا طَلِّقْنِي (8) ) (9) ( وَوَلَدُكَ , يَقُولُ : أَطْعِمْنِي إِلَى مَنْ تَدَعُنِي ) (10) ( وَخَادِمُكَ , يَقُولُ : أَطْعِمْنِي وَإِلَّا فَبِعْنِي ) (11) " (12)
__________
(1) أَيْ : أَفْضَل الصَّدَقَة مَا أَخْرَجَهُ الْإِنْسَانُ مِنْ مَالِهِ بَعْدَ أَنْ يَسْتَبْقِيَ مِنْهُ قَدْرَ الْكِفَايَة ، وَلِذَلِكَ قَالَ بَعْدَهُ : وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ , وَقَالَ النَّوَوِيّ : مَذْهَبُنَا أَنَّ التَّصَدُّقَ بِجَمِيعِ الْمَالِ مُسْتَحَبّ لِمَنْ لَا دَيْنَ عَلَيْهِ وَلَا لَهُ عِيَال لَا يَصْبِرُونَ ، وَيَكُونُ هُوَ مِمَّنْ يَصْبِرُ عَلَى الْإِضَاقَةِ وَالْفَقْرِ ، فَإِنْ لَمْ يَجْمَعْ هَذِهِ الشُّرُوطَ فَهُوَ مَكْرُوه , وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي " الْمُفْهِمِ " : مَعْنَى الْحَدِيثِ : أَفْضَلُ الصَّدَقَة مَا وَقَعَ بَعْدَ الْقِيَامِ بِحُقُوقِ النَّفْسِ وَالْعِيَال , بِحَيْثُ لَا يَصِيرُ الْمُتَصَدِّق مُحْتَاجًا بَعْدَ صَدَقَتِهِ إِلَى أَحَد ، فَمَعْنَى الْغِنَى فِي هَذَا الْحَدِيثِ حُصُول مَا تُدْفَعُ بِهِ الْحَاجَة الضَّرُورِيَّة , كَالْأَكْلِ عِنْدَ الْجُوعِ الْمُشَوِّشِ الَّذِي لَا صَبْرَ عَلَيْهِ ، وَسَتْرِ الْعَوْرَةِ ، وَالْحَاجَة إِلَى مَا يَدْفَعُ بِهِ عَنْ نَفْسِهِ الْأَذَى ، وَمَا هَذَا سَبِيله فَلَا يَجُوزُ الْإِيثَارُ بِهِ بَلْ يَحْرُمُ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا آثَرَ غَيْرَهُ بِهِ أَدَّى إِلَى إِهْلَاكِ نَفْسِهِ أَوْ الْإِضْرَارِ بِهَا أَوْ كَشْف عَوْرَتِهِ ، فَمُرَاعَاة حَقِّهِ أَوْلَى عَلَى كُلِّ حَال ، فَإِذَا سَقَطَتْ هَذِهِ الْوَاجِبَاتُ صَحَّ الْإِيثَارُ وَكَانَتْ صَدَقَتُهُ هِيَ الْأَفْضَل , لِأَجْلِ مَا يَتَحَمَّلُ مِنْ مَضَضِ الْفَقْر وَشِدَّةِ مَشَقَّتِهِ ، فَبِهَذَا يَنْدَفِعُ التَّعَارُض بَيْنَ الْأَدِلَّةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 5 / ص 26)
(2) ( خ ) 5040 , ( س ) 2534
(3) ( حم ) 7155 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(4) ( حم ) 8728 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(5) أَيْ : بِمَنْ يَجِب عَلَيْه نَفَقَته ، يُقَال : عَالَ الرَّجُلُ أَهْله إِذَا مَانَهُمْ ، أَيْ : قَامَ بِمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنْ قُوت وَكِسْوَة , وَهُوَ أَمْرٌ بِتَقْدِيمِ مَا يَجِبُ عَلَى مَا لَا يَجِبُ , وَقَالَ اِبْن الْمُنْذِر : اُخْتُلِفَ فِي نَفَقَة مَنْ بَلَغَ مِنْ الْأَوْلَاد وَلَا مَال لَهُ وَلَا كَسْب ، فَأَوْجَبَتْ طَائِفَة النَّفَقَة لِجَمِيعِ الْأَوْلَاد أَطْفَالًا كَانُوا أَوْ بَالِغِينَ , إِنَاثًا وَذُكْرَانًا إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُمْ أَمْوَال يَسْتَغْنُونَ بِهَا ، وَذَهَبَ الْجُمْهُور إِلَى أَنَّ الْوَاجِب أَنْ يُنْفِق عَلَيْهِمْ حَتَّى يَبْلُغ الذَّكَر أَوْ تَتَزَوَّج الْأُنْثَى , ثُمَّ لَا نَفَقَة عَلَى الْأَب إِلَّا إِنْ كَانُوا زَمْنَى ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُمْ أَمْوَال فَلَا وُجُوب عَلَى الْأَب , وَأَلْحَق الشَّافِعِيُّ وَلَد الْوَلَد وَإِنْ سَفَلَ بِالْوَلَدِ فِي ذَلِكَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 15 / ص 212)
(6) ( حم ) 15616 , ( خ ) 5041
(7) ( حم ) 10830
(8) اسْتَدَلَّ بِقَوْلِهِ " إِمَّا أَنْ تُطْعِمنِي وَإِمَّا أَنْ تُطَلِّقنِي " مَنْ قَالَ : يُفَرَّق بَيْن الرَّجُل وَامْرَأَته إِذَا أَعْسَر بِالنَّفَقَةِ وَاخْتَارَتْ فِرَاقه ، وَهُوَ قَوْل جُمْهُور الْعُلَمَاء . فتح الباري لابن حجر - (ج 15 / ص 212)
(9) ( حم ) 7423 , ( خ ) 5040
(10) ( خ ) 5040 , ( حم ) 10795
(11) ( حم ) 7423 , ( خ ) 5040
(12) صححه الألباني في الإرواء : 2181(3/1197)
( م ) , وَعَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ ، وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ ، أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ " (1)
__________
(1) ( م ) 39 - ( 995 ) , ( حم ) 10123(3/1198)
( م حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" ( جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا ، فَأَطْعَمْتُهَا ثَلَاثَ تَمْرَاتٍ ، فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً وَرَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلَهَا ، فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا ، فَشَقَّتْ التَّمْرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا ، فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا ، فَذَكَرْتُ الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ ، وَأَعْتَقَهَا بِهَا مِنْ النَّارِ ) (2) "
__________
(1) ( م ) 148 - ( 2630 ) , ( حم ) 24655
(2) ( حم ) 24655 , ( م ) 148 - ( 2630 ) , ( خد ) 89 , ( جة ) 3668(3/1199)
( خ م ت ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" ( جَاءَتْنِي امْرَأَةٌ وَمَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا فَسَأَلَتْنِي ، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ ، فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا ، فَأَخَذَتْهَا فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا شَيْئًا ، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ ) (1) ( فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَيْنَا فَأَخْبَرْتُهُ ) (2) ( فَقَالَ : " مَنْ ابْتُلِيَ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ (3) كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنْ النَّارِ ) (4) "
__________
(1) ( م ) 147 - ( 2629 ) , ( خ ) 1352
(2) ( خ ) 1352 , ( م ) 147 - ( 2629 )
(3) ( ت ) 1913
(4) ( م ) 147 - ( 2629 ) , ( خ ) 1352 , ( ت ) 1915 , ( حم ) 24101(3/1200)
( حم ) , وَعَنْ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيِّ قَالَ :
دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَتْ : يَا بُنَيَّ ، أَلَا أُحَدِّثُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , قُلْتُ : بَلَى يَا أُمَّهْ , قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَنْ أَنْفَقَ عَلَى ابْنَتَيْنِ أَوْ أُخْتَيْنِ أَوْ ذَوَاتَيْ قَرَابَةٍ يَحْتَسِبُ النَّفَقَةَ عَلَيْهِمَا حَتَّى يُغْنِيَهُمَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ أَوْ يَكْفِيَهُمَا ، كَانَتَا لَهُ سِتْرًا مِنْ النَّارِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 26559 , ( طب ) ج23ص393 ح938 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1974 , 2547(3/1201)
( حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ كُنَّ لَهُ ثَلَاث بَنَاتٍ يُؤْوِيهِنَّ وَيَرْحَمُهُنَّ وَيَكْفُلُهُنَّ ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ " , فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنْ كَانَتْ اثْنَتَيْنِ ؟ , قَالَ : " وَإِنْ كَانَتْ اثْنَتَيْنِ " ، فَرَأَى بَعْضُ الْقَوْمِ أَنْ لَوْ قَالُوا لَهُ وَاحِدَةً لَقَالَ : " وَاحِدَةً " (1)
__________
(1) ( حم ) 14286 , ( خد ) 78 , انظر الصَّحِيحَة : 1027 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1975(3/1202)
( جة ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ , وَأَطْعَمَهُنَّ وَسَقَاهُنَّ وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ (1) كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنْ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
(1) أَيْ : غِنَاهُ وَمَالُه . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 7 / ص 75)
(2) ( جة ) 3669 , ( خد ) 76 , ( حم ) 17439 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6488 , الصَّحِيحَة : 294(3/1203)
( م ت حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا ) (1) ( دَخَلْتُ أَنَا وَهُوَ الْجَنَّةَ كَهَاتَيْنِ ) (2) ( يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (3) ( وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى ) (4) "
__________
(1) ( م ) 149 - ( 2631 ) , ( ت ) 1914
(2) ( ت ) 1914 , ( م ) 149 - ( 2631 ) , ( خد ) 894
(3) ( م ) 149 - ( 2631 )
(4) ( حم ) 12520 , انظر الصَّحِيحَة : 296 , 297(3/1204)
( حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُدْرِكُ لَهُ ابْنَتَانِ , فَيُحْسِنُ إِلَيْهِمَا مَا صَحِبَتَاهُ أَوْ صَحِبَهُمَا إِلَّا أَدْخَلَتَاهُ الْجَنَّةَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 3424 , ( خد ) 77 , ( جة ) 3670 , انظر الصَّحِيحَة : 1026 ، 2776(3/1205)
( 8 ) تَرْبِيَةُ الْأَبْنَاءِ وَتَعْلِيمهمْ
( ك ) ، وَعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : { قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا }
قال : علموا أنفسكم وأهليكم الخير . (1)
__________
(1) ( ك ) 3826 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 119
(6) قال الشيخ الألباني في الصَّحِيحَة : 2508: حديث موقوف على أبي هريرة غير مرفوع ، وهو في حكم المرفوع ، لأنه لَا يقال بمجرد الرأي ، مع احتمال كونه من الإسرائيليات , وإسناده صحيح على شرط مسلم . أ . هـ(3/1206)
( ش طس ) , عَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِب ، فَيَقُولُ لَهُ : هَلْ تَعْرِفُنِي ؟ ، فَيَقُولُ : مَا أَعْرِفُكَ ، فَيَقُولُ لَهُ : أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ , الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي نَهَارِكَ (1) وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ ، قَالَ : فَيُعْطَى الْمُلْكَ بيَمِينِهِ ، وَالْخُلْدَ بشِمَالِهِ ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ ) (2) ( لَا تَقُومُ لَهُمَا الدُّنْيَا ) (3) ( فَيَقُولَانِ : بمَ كُسِينَا هَذِهِ ؟ , فَيُقَالُ لَهُمَا : بأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجِ (4) الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا ) (5) ( وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ مَعَكَ (6) ) (7) "
__________
(1) الهَجير والهاجِرة : اشتدادُ الحَرِّ نصفَ النهار .
(2) ( ش ) 30045 , ( طس ) 5764
(3) ( طس ) 5764 , ( ش ) 30045
(4) الدرج : المنازل .
(5) ( ش ) 30045 , ( طس ) 5764
(6) قال الألباني في الصحيحة 2240 : واعلم أن المراد بقوله : صاحب القرآن حافظه عن ظهر قلب على حد قوله - صلى الله عليه وسلم - : يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ...أي أحفظهم , فالتفاضل في درجات الجنة إنما هو على حسب الحفظ في الدنيا , وليس على حسب قراءته يومئذ واستكثاره منها كما توهَّم بعضهم , ففيه فضيلة ظاهرة لحافظ القرآن , لكن بشرط أن يكون حفظه لوجه الله تبارك وتعالى , وليس للدنيا والدرهم والدينار , وإلا فقد قال - صلى الله عليه وسلم - : أكثر منافقي أمتي قراؤها . أ . هـ
(7) ( طس ) 5764 , ( ش ) 30045 , ( حم ) 23000 , ( مي ) 3391 , ( جة ) 3781 , انظر الصَّحِيحَة : 2829 , وانظر ما تحته .(3/1207)
( د ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ , وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ , وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ " (1)
__________
(1) ( د ) 495 , ( ت ) 407 , ( حم ) 6689 , انظر صحيح الجامع : 5868 , المشكاة : 572 , الإرواء : 247(3/1208)
( 1 ) ضَرْبُ الْوَلَدِ تَأْدِيبًا
( خد ) , وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ :
" أَوْصَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِتِسْعٍ : لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا وَإِنْ قُطِّعْتَ أَوْ حُرِّقْتَ ، وَلَا تَتْرُكَنَّ الصّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ مُتَعَمِّدًا ، فَمَنْ تَرَكَهَا مُتَعَمِّدًا بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ (1) وَلَا تَشْرَبَنَّ الْخَمْرَ ، فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ ، وَأَطِعْ وَالِدَيْكَ وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ دُنْيَاكَ فَاخْرُجْ لَهُمَا ، وَلَا تُنَازِعَنَّ وُلاةَ الْأَمْرِ وَإِنْ رَأَيْتَ أَنَّكَ أَنْتَ (2) وَلَا تَفْرُرْ مِنَ الزَّحْفِ وَإِنْ هَلَكْتَ وَفَرَّ أَصْحَابُكَ ، وَأَنْفِقْ مِنْ طَوْلِكَ عَلَى أَهْلِكَ ، وَلَا تَرْفَعْ عَصَاكَ عَنْ أَهْلِكَ ، وَأَخِفْهُمْ فِي اللَّهِ - عز وجل - " (3)
__________
(1) أي أن لكل أحد من الله عهداً بالحفظ والكلاءة , فإذا ألقى بيده إلى التهلكة , أو فعل ما حرم عليه , أو خالف ما أمر به خذلته ذمة الله , " النهاية .
(2) أي : وحدك على الحق .
(3) ( خد ) 18 , ( جة ) 4034 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 14 , الإرواء تحت حديث : 2026(3/1209)
( خد ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِتَعْلِيقِ السَّوْطِ فِي الْبَيْتِ " (1)
__________
(1) ( خد ) 1229 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 937(3/1210)
( عب ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" عَلِّقُوا السَّوْطَ حَيْثُ يَرَاهُ أَهْلُ الْبَيْتِ , فَإِنَّهُ أَدَبٌ لَهُمْ " (1)
__________
(1) ( عب ) 17963 , ( طب ) 10/284ح10671 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4022 , الصَّحِيحَة : 1447(3/1211)
( حب ) , وَعَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مِمَّا أَضْرِبُ مِنْهُ يَتِيمِي ؟ , قَالَ : " مِمَّا كُنْتَ ضَارِبًا مِنْهُ وَلَدَكَ , غَيْرَ وَاقٍ مَالَكَ بِمَالِهِ ، وَلَا مُتَأَثِّلٍ (1) مِنْ مَالِهِ مَالًا " (2)
__________
(1) أَيْ : غَيْر جَامِع . فتح الباري لابن حجر - (ج 7 / ص 159)
(2) ( حب ) 4244 , ( عب ) 21377 , انظر صحيح موارد الظمآن : 1720(3/1212)
( خد ) , وَعَنْ شُمَيْسَةَ الْعَتَكِيَّةِ قَالَتْ :
ذُكِرَ أَدَبُ الْيَتِيمِ عِنْدَ عَائِشَةَ رضي الله عنها فَقَالَتْ : إِنِّي لأَضْرِبُ الْيَتِيمَ حَتَّى يَنْبَسِطَ . (1)
__________
(1) ( خد ) 142 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 105(3/1213)
( خد ) , وَعَنْ أَسْمَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ قَال :
قُلْتُ لِابْنِ سِيرِينَ : عِنْدِي يَتِيمٌ ، قَالَ : اصْنَعْ بِهِ مَا تَصْنَعُ بِوَلَدِكَ ، اضْرِبْهُ كَمَا تَضْرِبُ وَلَدَكَ . (1)
__________
(1) ( خد ) 140 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 104(3/1214)
( 2 ) تَعْلِيمُ الْأَبْنَاءِ الْعُلُومَ الشَّرْعِيَّةَ الضَّرُورِيَّة
( خد ) , عَنْ نَافِعٍ قَالَ :
كَانَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - يَضْرِبُ وَلَدَهُ عَلَى اللَّحْنِ . (1)
__________
(1) , ( خد ) 880 , انظر صحيح الدب المفرد : 680(3/1215)
( 9 ) الرَّحْمَةُ وَالتَّلَطُّفُ بِالْأَوْلَاد
( ت س ) , عَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُنَا , إِذْ جَاءَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ , عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ , يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ , فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ الْمِنْبَرِ ) (1) ( فَقَطَعَ كَلَامَهُ فَحَمَلَهُمَا ثُمَّ عَادَ إِلَى الْمِنْبَرِ ) (2) ( وَوَضَعَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ , ثُمَّ قَالَ : صَدَقَ اللَّهُ { إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ } (3) فَنَظَرْتُ إِلَى هَذَيْنِ الصَّبِيَّيْنِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ فِي قَمِيصَيْهِمَا , فَلَمْ أَصْبِرْ حَتَّى قَطَعْتُ حَدِيثِي وَرَفَعْتُهُمَا " ) (4)
__________
(1) ( ت ) 3774
(2) ( س ) 1413
(3) [التغابن/15]
(4) ( ت ) 3774 , ( س ) 1413 , ( د ) 1109 , ( جة ) 3600 , ( حم ) 23045 , انظر صحيح الجامع : 3757 , المشكاة : 6159(3/1216)
( خد ) , وَعَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ :
مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَجَلَّ إِذَا جَلَسَ مَعَ الْقَوْمِ ، وَلاَ أَفْكَهَ (1) فِي بَيْتِهِ مِنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رضي الله عنه - . (2)
__________
(1) أَيْ : ممازحة وانبساطا .
(2) ( خد ) 286 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 219(3/1217)
( 10 ) التَّسْوِيَةُ بَيْنَ الْأَوْلَاد
( خ م س حب ) , عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( سَأَلَتْ أُمِّي ) (1) ( عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ ك ) (2) ( أَبِي بَعْضَ الْمَوْهِبَةِ لِي مِنْ مَالِهِ ) (3) ( فَالْتَوَى بِهَا سَنَةً (4) ثُمَّ بَدَا لَهُ فَوَهَبَهَا لِي ) (5) ( فَقَالَتْ : لَا وَاللَّهِ ) (6) ( لَا أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى مَا وَهَبْتَ لِابْنِي , فَأَخَذَ أَبِي بِيَدِي وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ , فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (7) ( إِنِّي نَحَلْتُ (8) ابْنِي هَذَا غُلَامًا ) (9) ( وَإِنَّ أُمَّ هَذَا بِنْتَ رَوَاحَةَ أَعْجَبَهَا أَنْ أُشْهِدَكَ عَلَى الَّذِي وَهَبْتُ لِابْنِهَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا بَشِيرُ , أَلَكَ وَلَدٌ (10) سِوَى هَذَا ؟ " قَالَ : نَعَمْ ) (11) ( قَالَ : " أَفَكُلُّهُمْ وَهَبْتَ لَهُمْ مِثْلَ الَّذِي وَهَبْتَ لِابْنِكَ هَذَا ؟ " , قَالَ : لَا ) (12) ( قَالَ : " فَأَشْهِدْ عَلَى هَذَا غَيْرِي (13) ) (14) ( فَإِنِّي لَا أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ ) (15) ( أَلَيْسَ تُرِيدُ مِنْهُمْ الْبِرَّ مِثْلَ مَا تُرِيدُ مِنْ هَذَا ؟ " , قَالَ : بَلَى ) (16) ( قَالَ : فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ ) (17) ( فِي النَّحْلِ كَمَا تُحِبُّونَ أَنْ يَعْدِلُوا بَيْنَكُمْ فِي الْبِرِّ وَاللُّطْفِ " ) (18) ( قَالَ : فَرَجَعَ أَبِي فَرَدَّ ) (19) ( عَطِيَّتَهُ (20) ) (21) .
__________
(1) ( خ ) 2507
(2) ( خ ) 2447
(3) ( خ ) 2507
(4) أَيْ : تَثَاقَلَ وَأَخَّرَ بِذَلِكَ سَنَةً .
(5) ( س ) 3681 , ( م ) 14 - ( 1623 ) , ( خ ) 2507
(6) ( حب ) 5104 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1046 ، الصَّحِيحَة : 3946
(7) ( م ) 14 - ( 1623 ) , ( خ ) 2447
(8) النِّحْلَة بِكَسْرِ النُّون : الْعَطِيَّة بِغَيْرِ عِوَض . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 72)
(9) ( خ ) 2446 , ( م ) 9 - ( 1623 )
(10) لَفْظ الْوَلَد يَشْمَلُ مَا لَوْ كَانُوا ذُكُورًا ، أَوْ إِنَاثًا وَذُكُورًا . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 72)
(11) ( م ) 14 - ( 1623 )
(12) ( س ) 3681 , ( م ) 12 - ( 1623 ) , ( خ ) 2447 , ( ت ) 1367
(13) قَالَ أَبُو حَاتِمٍ - رضي الله عنه - : قَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم - ( أَشْهِدْ عَلَى هَذَا غَيْرِي ) أَرَادَ بِهِ الإِعْلَامَ بِنَفْيِ جَوَازِ اسْتِعْمَالِ الْفِعْلِ الْمَأْمُورِ بِهِ لَوْ فَعَلَهُ ، فَزَجَرَ عَنِ الشَّيْءِ بِلَفْظِ الأَمْرِ بِضِدِّهِ ، كَمَا قَالَ لِعَائِشَةَ : اشْتَرِطِي لَهُمُ الْوَلَاءَ ، فَإِنَّمَا الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ . انظر ( حب ) 5104
(14) ( م ) 17 - ( 1623 ) , ( جة ) 2375
(15) ( م ) 14 - ( 1623 ) , ( خ ) 2507
(16) ( م ) 18 - ( 1623 ) , ( س ) 3680
(17) ( خ ) 2447 , ( م ) 13 - ( 1623 )
(18) ( حب ) 5104 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1046 ، الصَّحِيحَة : 3946
(19) ( م ) 13 - ( 1623 )
(20) تَمَسَّكَ بِهذا الْحَدِيث مَنْ أَوْجَبَ التَّسْوِيَة فِي عَطِيَّة الْأَوْلَاد ، وَبِهِ صَرَّحَ الْبُخَارِيّ ، وَهُوَ قَوْل طَاوُسٍ وَالثَّوْرِيِّ وَأَحْمَد وَإِسْحَاق ، وَقَالَ بِهِ بَعْض الْمَالِكِيَّة .
ثُمَّ الْمَشْهُور عَنْ هَؤُلَاءِ أَنَّهَا بَاطِلَة , وَعَنْ أَحْمَد تَصِحُّ ، وَيَجِبُ أَنْ يَرْجِعَ , وَعَنْهُ يَجُوزُ التَّفَاضُلُ إِنْ كَانَ لَهُ سَبَبٌ ، كَأَنْ يَحْتَاجَ الْوَلَد لِزَمَانَتِهِ وَدَيْنه أَوْ نَحْو ذَلِكَ دُون الْبَاقِينَ ,
وَقَالَ أَبُو يُوسُف : تَجِب التَّسْوِيَة إِنْ قَصَدَ بِالتَّفْضِيلِ الْإِضْرَار ,
وَذَهَبَ الْجُمْهُور إِلَى أَنَّ التَّسْوِيَة مُسْتَحَبَّة ، فَإِنْ فَضَّلَ بَعْضًا صَحَّ وَكُرِهَ , وَاسْتُحِبَّتْ الْمُبَادَرَة إِلَى التَّسْوِيَة أَوْ الرُّجُوع ، فَحَمَلُوا الْأَمْر عَلَى النَّدْب , وَالنَّهْي عَلَى التَّنْزِيه , وَمِنْ حُجَّة مَنْ أَوْجَبَهُ أَنَّهُ مُقَدِّمَة الْوَاجِب , لِأَنَّ قَطْع الرَّحِم وَالْعُقُوق مُحَرَّمَانِ فَمَا يُؤَدِّي إِلَيْهِمَا يَكُون مُحَرَّمًا وَالتَّفْضِيل مِمَّا يُؤَدِّي إِلَيْهِمَا , ثُمَّ اِخْتَلَفُوا فِي صِفَة التَّسْوِيَة , فَقَالَ مُحَمَّد بْن الْحَسَن وَأَحْمَد وَإِسْحَاق وَبَعْض الشَّافِعِيَّة وَالْمَالِكِيَّة : الْعَدْل أَنْ يُعْطِيَ الذَّكَر حَظَّيْنِ كَالْمِيرَاثِ ، وَاحْتَجُّوا بِأَنَّهُ حَظُّهَا مِنْ ذَلِكَ الْمَال لَوْ أَبْقَاهُ الْوَاهِب فِي يَده حَتَّى مَاتَ .
وَقَالَ غَيْرهمْ : لَا فَرْق بَيْن الذَّكَر وَالْأُنْثَى ، وَظَاهِر الْأَمْر بِالتَّسْوِيَةِ يَشْهَد لَهُ , وَاسْتَأْنَسُوا بِحَدِيثِ اِبْن عَبَّاس رَفَعَهُ : " سَوُّوا بَيْن أَوْلَادكُمْ فِي الْعَطِيَّة ، فَلَوْ كُنْت مُفَضِّلًا أَحَدًا لَفَضَّلْت النِّسَاء " أَخْرَجَهُ سَعِيد بْن مَنْصُور وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقه وَإِسْنَاده حَسَن . وضعفه الألباني في الضعيفة ( 340 )
وَفِي الْحَدِيث أَيْضًا النَّدْب إِلَى التَّآلُفِ بَيْن الْإِخْوَة وَتَرْك مَا يُوقِعُ بَيْنَهُمْ الشَّحْنَاء أَوْ يُورِثُ الْعُقُوق لِلْآبَاءِ ، وَأَنَّ عَطِيَّة الْأَب لِابْنِهِ الصَّغِير فِي حِجْره لَا تَحْتَاج إِلَى قَبْض ، وَأَنَّ الْإِشْهَاد فِيهَا يُغْنِي عَنْ الْقَبْض ,
وَقِيلَ : إِنْ كَانَتْ الْهِبَة ذَهَبًا أَوْ فِضَّة فَلَا بُدَّ مِنْ عَزْلهَا وَإِفْرَازهَا , وَفِيهِ كَرَاهَة تَحَمُّل الشَّهَادَة فِيمَا لَيْسَ بِمُبَاحٍ , وَأَنَّ الْإِشْهَاد فِي الْهِبَة مَشْرُوع وَلَيْسَ بِوَاجِبٍ . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 72)
(21) ( خ ) 2447(3/1218)
( حم ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَكْرَهُوا الْبَنَاتِ ، فَإِنَّهُنَّ الْمُؤْنِسَاتُ الْغَالِيَاتُ " (1)
__________
(1) ( حم ) 17411 , ( طب ) ج17ص310 ح856 , انظر الصَّحِيحَة : 3206(3/1219)
( طح ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ ، فَجَاءَ ابْنٌ لَهُ فَقَبَّلَهُ وَأَجْلَسَهُ عَلَى فَخِذِهِ ، ثُمَّ جَاءَتْ بِنْتٌ لَهُ فَأَجْلَسَهَا إِلَى جَنْبِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : فَهَلَّا عَدَلْتَ بَيْنَهُمَا ؟ " (1)
__________
(1) ( طح ) 5847 , ( هب ) 8700 , انظر الصَّحِيحَة : 2883 ، 2994(3/1220)
( خد ) , وَعَنْ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ :
كَانَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها إِذَا وُلِدَ فِيهِمْ مَوْلُودٌ ، يَعْنِي : فِي أَهْلِهَا - لاَ تَسْأَلُ : غُلاَمًا وَلاَ جَارِيَةً (1) تَقُولُ : خُلِقَ سَوِيًّا ؟ , فَإِذَا قِيلَ : نَعَمْ ، قَالَتِ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . (2)
_________
(1) أَيْ : لا تقول : هل المولود ذكر أو أنثى .
(2) ( خد ) 1256 , انظر ( صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد ) : 956(3/1221)
( 5 ) حُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ عَلَى الْأَوْلَاد
( 1 ) بِرُّ الْوَالِدَيْن
( 1 ) حُكْمُ بِرّ الْوَالِدَيْن
قَالَ تَعَالَى : { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ , وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ , أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ } [لقمان/14]
قَالَ تَعَالَى : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا , إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا , وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } [الإسراء/23، 24]
( خد ) عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : { وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ }
قَالَ : لاَ تَمْتَنِعْ مِنْ شَيْءٍ أَحَبَّاهُ . (1)
__________
(1) ( خد ) 9 ، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 7(3/1222)
( خد ) , وَعَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئِ ابْنَةِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ :
كُنْتُ أَرْكَبُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - إِلَى أَرْضِهِ بِالْعَقِيقِ (1) فَإِذَا دَخَلَ أَرْضَهُ صَاحَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ : عَلَيْكِ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ يَا أُمَّتَاهُ ، تَقُولُ : وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ، يَقُولُ : رَحِمَكِ اللَّهُ رَبَّيْتِنِي صَغِيرًا ، فَتَقُولُ : يَا بُنَيَّ ، وَأَنْتَ فَجَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا وَرَضِيَ عَنْكَ كَمَا بَرَرْتَنِي كَبِيرًا . (2)
__________
(1) الْعَقِيق : موضعٌ بَيْنه وَبَيْنَ الْمَدِينَة أَرْبَعَة أَمْيَال . ( فتح الباري) - (ج 5 / ص 176)
(2) ( خد ) 14 , انظر صَحِيحُ الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 11(3/1223)
( خد ) , وَعَنْ أَبِي بُرْدة قَالَ :
شَهِدْتُ ابْنَ عُمَرَ - رضي الله عنهما - وَرَجُلٌ يَمَانِيٌّ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ قَدْ حَمَلَ أُمَّهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ، يَقُولُ :
إِنِّي لَهَا بَعِيرُهَا الْمُذَلَّل إِنْ أُذْعِرَتْ رِكَابُهَا (1) لَمْ أُذْعَرْ
ثُمَّ قَالَ : يَا ابْنَ عُمَرَ , أَتُرَانِي جَزَيْتُهَا ؟ , قَالَ : لاَ ، وَلاَ بِزَفْرَةٍ (2) وَاحِدَةٍ . (3)
__________
(1) أي : بعيرها .
(2) الزَّفْرة : الْمَرَّة من الزفير , وهو تردد النفس حتى تختلف الأضلاع , وهذا يعرض للمرأة عند الوضع .
(3) ( خد ) 11 , انظر صَحِيحُ الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 8(3/1224)
( خد ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَجْزِي (1) وَلَدٌ وَالِدَهُ (2) إِلَّا أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ " (3)
__________
(1) أَيْ : لَا يُكَافِئ . عون المعبود - (ج 11 / ص 177)
(2) أَيْ : إِحْسَانَ وَالِده . عون المعبود - (ج 11 / ص 177)
(3) ( خد ) 10 , ( م ) 25 - ( 1510 ) , ( د ) 5137 , ( حم ) 7143 , ( ت ) 1906(3/1225)
( خ م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (1) ( أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ , قَالَ : " الصَلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا (2) " , قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ , قَالَ : " ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ " , قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ , قَالَ : " الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " ) (3)
__________
(1) ( خ ) 2630
(2) قَالَ اِبْن بَطَّال فِيهِ أَنَّ الْبِدَارَ إِلَى الصَّلَاةِ فِي أَوَّلِ أَوْقَاتِهَا أَفْضَل مِنْ التَّرَاخِي فِيهَا ؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا شَرَطَ فِيهَا أَنْ تَكُونَ أَحَبّ الْأَعْمَالِ إِذَا أُقِيمَتْ لِوَقْتِهَا الْمُسْتَحَبِّ .( فتح الباري ) - (ج 2 / ص 294)
(3) ( م ) 139 - ( 85 ) , ( خ ) 504(3/1226)
( خد ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" رِضَى الرَّبِّ فِي رِضَى الْوَالِدِ , وَسَخَطُ (1) الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ " (2)
__________
(1) سَخِطَ أَي : غضب , وأَسْخَطَه : أَغْضَبَه .
(2) ( خد ) 2 , ( ت ) 1899 , ( حب ) 429 , ( ك ) 7249 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3506 , الصَّحِيحَة : 516(3/1227)
( س جة ) , وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ :
( جَاءَ جَاهِمَةُ - رضي الله عنه - إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَرَدْتُ أَنْ أَغْزُوَ وَجِئْتُكَ أَسْتَشِيرُكَ , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ ؟ " , قَالَ : نَعَمْ ) (1) ( قَالَ : " فَارْجِعْ إِلَيْهَا فَبَرَّهَا ) (2) ( فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا (3) ) (4) الْزَمْ رِجْلَهَا فَثَمَّ الْجَنَّةُ (5) "
__________
(1) ( س ) 3104 , ( حم ) 15577 , انظر الإرواء تحت حديث : 1199
(2) ( جة ) 2178
(3) الْمَعْنَى أَنَّ نَصِيبك مِنْ الْجَنَّة لَا يَصِلُ إِلَيْك إِلَّا بِرِضَاهَا . شرح سنن النسائي - (ج 4 / ص 388)
(4) ( س ) 3104 , ( حم ) 15577
(5) ( جة ) 2178 , انظر صحيح الجامع : 1248 , وصحيح الترغيب والترهيب : 2484(3/1228)
( حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" نِمْتُ فَرَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ ، فَسَمِعْتُ صَوْتَ قَارِئٍ يَقْرَأُ , فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ , قَالُوا : هَذَا حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : كَذَلِكَ الْبِرُّ ، كَذَلِكَ الْبِرُّ (1) " , قَالَتْ : وَكَانَ (2) أَبَرَّ النَّاسِ بِأُمِّهِ . (3)
__________
(1) أَيْ : هذه هي ثمرة بر الوالدين .
(2) أَيْ : حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ .
(3) ( حم ) 25376 , 25223 , 24126 , ( ن ) 8234 , ( حب ) 7015 , انظر الصَّحِيحَة : 913 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في ( حم ) 25376 : إسناده صحيح .(3/1229)
( خد حب ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :" ( صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمِنْبَرَ ) (1) ( فَلَمَّا رَقَى الدَّرَجَةَ الْأُولَى قَالَ : آمِينَ ، ثُمَّ رَقَى الثَّانِيَةَ فَقَالَ : آمِينَ ، ثُمَّ رَقَى الثَّالِثَةَ (2) فَقَالَ : آمِينَ " ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، سَمِعْنَاكَ تَقُولُ آمِينَ ثَلَاث مَرَّاتٍ ؟ , قَالَ : " لَمَّا رَقِيتُ الدَّرَجَةَ الْأُولَى ) (3) ( أَتَانِي جِبْرِيلُ - عليه السلام - فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ) (4) ( مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ ) (5) ( فَانْسَلَخَ مِنْهُ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ ) (6) ( فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ , قُلْ : آمِينَ , فَقُلْتُ : آمِينَ ) (7) ( قَالَ : وَمَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا ) (8) ( فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ ) (9) ( فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ , قُلْ : آمِينَ , فَقُلْتُ : آمِينَ ) (10) ( قَالَ : وَمَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ , قُلْ : آمِينَ , فَقُلْتُ : آمِينَ ) (11) "
__________
(1) ( حب ) 907 , ( خد ) 644
(2) فيه عدد درجات منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . ع
(3) ( خد ) 644 , ( حب ) 907
(4) ( حب ) 409
(5) ( حب ) 907
(6) ( خد ) 644
(7) ( حب ) 907 , ( خد ) 644
(8) ( حب ) 409 , ( حب ) 907
(9) ( خد ) 644
(10) ( حب ) 907 , ( خد ) 644
(11) ( حب ) 907 , 409 , ( خد ) 644 , ( ك ) 7256 , انظر صَحِيحُ الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 501 , صَحِيح الْجَامِع : 75 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :995(3/1230)
( م ت ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ (1) ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ ) (2) ( وَالِدَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا ثُمَّ لَمْ يَدْخُلْ الْجَنَّةَ (3) ) (4) "
__________
(1) أَيْ : لَصِقَ أَنْفُهُ بِالتُّرَابِ كِنَايَةً عَنْ حُصُولِ الذُّلِّ .تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 442)
(2) ( ت ) 3545 , ( حم ) 7444
(3) أَيْ : لَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ لِعَقُوقَهِ وَتَقْصِيرِهِ فِي حَقِّهِمَا , وَالْإِسْنَادُ مَجَازِيٌّ , فَإِنَّ الْمُدْخِلَ حَقِيقَةً هُوَ اللَّهُ ,
يَعْنِي : لَمْ يَخْدُمْهُمَا حَتَّى يَدْخُلَ بِسَبَبِهِمَا الْجَنَّةَ . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 442)
(4) ( م ) 10 - ( 2551 ) , ( حم ) 8538 , ( ت ) 3545(3/1231)
( حم ) , وَعَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا ثُمَّ لَمْ يَبَرَّهُمَا فَدَخَلَ النَّارَ فأَبْعَدَهُ اللَّهُ " (1)
__________
(1) ( حم ) 19049 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2543(3/1232)
( حم ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
أَتَى رَجُلٌ إلَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا كَبِيرًا ، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٌ ؟ فقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَلَكَ وَالِدَانِ ؟ " ، قَالَ : لَا ، قَالَ : " فَلَكَ خَالَةٌ ؟ " ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : " فَبِرَّهَا إِذًا " (1)
__________
(1) ( حم ) 4624 , ( ت ) 3975 , ( حب ) 435 , انظر صحيح الترغيب والترهيب: 2504 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في ( حم ) 4624 : إسناده صحيح .(3/1233)
( خ ) , وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الْأُمِّ " (1)
__________
(1) ( خ ) 2552 , ( ت ) 1904 , ( د ) 2280 , ( حم ) 931(3/1234)
( خد ) , وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ :
أَتَى رَجُلٌ لابْنِ عَبَّاسٍ بفَقَالَ : إِنِّي خَطَبْتُ امْرَأَةً ، فَأَبَتْ أَنْ تَنْكِحَنِي ، وَخَطَبَهَا غَيْرِي ، فَأَحَبَّتْ أَنْ تَنْكِحَهُ ، فَغِرْتُ عَلَيْهَا فَقَتَلْتُهَا ، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ ؟ قَالَ : أُمُّكَ حَيَّةٌ ؟ قَالَ : لاَ ، قَالَ : تُبْ إِلَى اللهِ - عز وجل - ، وَتَقَرَّبْ إِلَيْهِ مَا اسْتَطَعْتَ , قَالَ عَطَاءٌ : فَذَهَبْتُ فَسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ : لِمَ سَأَلْتَهُ عَنْ حَيَاةِ أُمِّهِ ؟ , فَقَالَ : إِنِّي لاَ أَعْلَمُ عَمَلاً أَقْرَبَ إِلَى اللهِ - عز وجل - مِنْ بِرِّ الْوَالِدَةِ . (1)
__________
(1) ( خد ) 4 , انظر صَحِيحُ الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 4(3/1235)
( 2 ) أَوْجُهُ بِرِّ الْوَالِدَيْن
( 1 ) حَقُّ الْأُمِّ فِي الْبِرِّ أَكْثَرُ مِنْ حَقِّ الْأَب
( هب س ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي أُمًّا وَأَبًا , وَأَخًا وَأُخْتًا , وَعَمًّا وَعَمَّةً , وَخَالًا وَخَالَةً ، فَأَيُّهُمْ أَوْلَى إِلَيَّ بِصِلَتِي ؟ ) (1) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَدُ الْمُعْطِي الْعُلْيَا , وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ , أُمَّكَ وَأَبَاكَ , وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ , ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ ) (2) "
__________
(1) ( هب ) 7843 , 7842 , ( بز ) 1948
(2) ( س ) 2532 , ( حم ) 7105 , ( حب ) 3341 , ( ك ) 7245 , حسنه الألباني في الإرواء : 2171 ، وصَحِيحِ الْجَامِع : 8067(3/1236)
( خ م ت جة ) , وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (1) ( مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ ) (2) ( الصُّحْبَةِ ؟ ) (3) ( فَقَالَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أُمُّكَ " ، قُلْتُ : ثُمَّ مَنْ ؟ ، قَالَ : " أُمُّكَ " قُلْتُ : ثُمَّ مَنْ ؟ ، قَالَ : " أُمُّكَ " ، قُلْتُ : ثُمَّ مَنْ ؟ ) (4) ( قَالَ : " ثُمَّ أَبُوكَ ) (5) ( ثُمَّ الْأَقْرَبَ فَالْأَقْرَبَ ) (6) ثُمَّ الْأَدْنَى فَالْأَدْنَى (7) "
__________
(1) ( ت ) 1897
(2) ( خ ) 5626 , ( م ) 2 - ( 2548 )
(3) ( م ) 2 - ( 2548 ) , ( خ ) 5626
(4) ( ت ) 1897 , ( خ ) 5626 , ( م ) 2 - ( 2548 )
(5) ( خ ) 5626 , ( م ) 2 - ( 2548 ) , ( ت ) 1897 , ( جة ) 2706 , ( حم ) 8326
(6) ( ت ) 1897
(7) ( جة ) 3658 , ( م ) 2 - ( 2548 )(3/1237)
( جة ) , وَعَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيكَرِبَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ , إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ , إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ , إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِآبَائِكُمْ , إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِالْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ " (1)
__________
(1) ( جة ) 3661 , ( خد ) 60 , ( حم ) 17226 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1924 , الصَّحِيحَة : 1666(3/1238)
( 2 ) بِرُّ الْوَالِدَيْنِ الْمُشْرِكَيْن
قَالَ تَعَالَى : { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ , حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ , وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ , أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ , وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فلَا تُطِعْهُمَا , وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا , وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ , ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [لقمان/14، 15]
( خ م ) , وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي ) (1) ( وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ وَمُدَّتِهِمْ إِذْ عَاهَدُوا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (2) ( فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ عَلَيَّ وَهِيَ رَاغِبَةٌ (3) أَفَأَصِلُهَا ؟ , قَالَ : " نَعَمْ ) (4) ( صِلِي أُمَّكِ (5) " ) (6) ( قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهَا : { لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ , إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } (7) ) (8) .
__________
(1) ( خ ) 3012
(2) ( حم ) 26959 , ( خ ) 3012
(3) يَعْنِي : مُحْتَاجَةٌ .
(4) ( خ ) 3012
(5) قال الإمام أحمد : وَأَظُنُّهَا ظِئْرَهَا .
(6) ( خ ) 2427 , ( م ) 50 - ( 1003 ) , ( د ) 1668 , ( حم ) 27039
(7) [الممتحنة/8، 9]
(8) ( خ ) 5634(3/1239)
( 3 ) اِسْتِئْذَانُ الْوَالِدَيْنِ فِي الْجِهَاد
( خ م س جة ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( فَقَالَ : أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ ) (2) ( أَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ ) (3) ( فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : " هَلْ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ ؟ " , قَالَ : نَعَمْ , بَلْ كِلَاهُمَا ) (4) ( وَلَقَدْ تَرَكْتُهُمَا يَبْكِيَانِ ) (5) ( قَالَ : " فَتَبْتَغِي الْأَجْرَ مِنْ اللَّهِ ؟ " , قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : " فَارْجِعْ إِلَى وَالِدَيْكَ ) (6) ( فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ (7) ) (8) ( أَحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا ) (9) ( وَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا ) (10) ( وَأَبَى أَنْ يُبَايِعَهُ (11) ) (12) "
__________
(1) ( خ ) 2842
(2) ( م ) 6 - م - ( 2549 ) , ( س ) 4163
(3) ( جة ) 2782 , ( م ) 6 - م - ( 2549 )
(4) ( م ) 6 - م - ( 2549 )
(5) ( س ) 4163 , ( د ) 2528 , ( جة ) 2782
(6) ( م ) 6 - م - ( 2549 )
(7) أَيْ : خَصِّصْهُمَا بِجِهَادِ النَّفْس فِي رِضَاهُمَا ، وَيُسْتَفَاد مِنْهُ أَنَّ بِرّ الْوَالِد قَدْ يَكُون أَفْضَل مِنْ الْجِهَاد ،
قَالَ جُمْهُور الْعُلَمَاء : يَحْرُم الْجِهَاد إِذَا مَنَعَ الْأَبَوَانِ أَوْ أَحَدهمَا بِشَرْطِ أَنْ يَكُونَا مُسْلِمَيْنِ ، لِأَنَّ بِرّهمَا فَرْضُ عَيْنٍ عَلَيْهِ وَالْجِهَاد فَرْض كِفَايَة ، فَإِذَا تَعَيَّنَ الْجِهَاد فَلَا إِذْن , وَيَشْهَد لَهُ مَا أَخْرَجَهُ اِبْن حِبَّانَ عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو قال : " جَاءَ رَجُل إِلَى رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلَهُ عَنْ أَفْضَل الْأَعْمَال ، قَالَ : الصَّلَاة . قَالَ ثُمَّ مَهْ ؟ , قَالَ الْجِهَاد . قَالَ فَإِنَّ لِي وَالِدَيْنِ ، فَقَالَ آمُرك بِوَالِدَيْك خَيْرًا , فَقَالَ وَالَّذِي بَعَثَك بِالْحَقِّ نَبِيًّا لَأُجَاهِدَنَّ وَلأَتْرُكَنَّهُما , قَالَ : فَأَنْتَ أَعْلَم " , وَهُوَ مَحْمُول عَلَى جِهَاد فَرْض الْعَيْن تَوْفِيقًا بَيْن الْحَدِيثَيْنِ ، وَهَلْ يَلْحَق الْجَدّ وَالْجَدَّة بِالْأَبَوَيْنِ فِي ذَلِكَ ؟ , الْأَصَحّ عِنْد الشَّافِعِيَّة نَعَمْ , وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى تَحْرِيم السَّفَر بِغَيْرِ إِذْن , لِأَنَّ الْجِهَاد إِذَا مُنِعَ مَعَ فَضِيلَته , فَالسَّفَر الْمُبَاح أَوْلَى , نَعَمْ إِنْ كَانَ سَفَره لِتَعَلُّمِ فَرْض عَيْنٍ , حَيْثُ يَتَعَيَّن السَّفَرُ طَرِيقًا إِلَيْهِ فَلَا مَنْع ، وَإِنْ كَانَ فَرْضَ كِفَايَةٍ فَفِيهِ خِلَاف .فتح الباري لابن حجر - (ج 9 / ص 208)
(8) ( خ ) 2842 , ( م ) 5 - ( 2549 ) , ( ت ) 1671
(9) ( م ) 6 - م - ( 2549 )
(10) ( س ) 4163 , ( د ) 2528 , ( جة ) 2782 , ( حم ) 6490
(11) هَذَا كُلّه دَلِيل لِعِظَمِ فَضِيلَة بِرّهمَا ، وَأَنَّهُ آكَد مِنْ الْجِهَاد ، وَفِيهِ حُجَّة لِمَا قَالَهُ الْعُلَمَاء أَنَّهُ لَا يَجُوز الْجِهَاد إِلَّا بِإِذْنِهِمَا إِذَا كَانَا مُسْلِمَيْنِ ، أَوْ بِإِذْنِ الْمُسْلِم مِنْهُمَا , فَلَوْ كَانَا مُشْرِكَيْنِ لَمْ يُشْتَرَط إِذْنهمَا عِنْد الشَّافِعِيّ وَمَنْ وَافَقَهُ .شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 333)
(12) ( حم ) 6833 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حسن .(3/1240)
( د ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
هَاجَرَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ الْيَمَنِ , فَقَالَ : " هَلْ لَكَ أَحَدٌ بِالْيَمَنِ ؟ " , قَالَ : أَبَوَايَ , قَالَ : " أَذِنَا لَكَ ؟ " , قَالَ : لَا , قَالَ : " ارْجِعْ إِلَيْهِمَا فَاسْتَأْذِنْهُمَا , فَإِنْ أَذِنَا لَكَ فَجَاهِدْ , وَإِلَّا فَبِرَّهُمَا " (1)
__________
(1) ( د ) 2530 , ( حم ) 11739 , انظر صَحِيح الْجَامِع : : 892 , وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :2482 , والإرواء تحت حديث : 1199(3/1241)
( س جة ) , وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ :
( جَاءَ جَاهِمَةُ - رضي الله عنه - إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَرَدْتُ أَنْ أَغْزُوَ وَجِئْتُكَ أَسْتَشِيرُكَ , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ ؟ " , قَالَ : نَعَمْ ) (1) ( قَالَ : " فَارْجِعْ إِلَيْهَا فَبَرَّهَا ) (2) ( فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا (3) ) (4) الْزَمْ رِجْلَهَا فَثَمَّ الْجَنَّةُ (5) "
__________
(1) ( س ) 3104 , ( حم ) 15577 , انظر الإرواء تحت حديث : 1199
(2) ( جة ) 2178
(3) الْمَعْنَى أَنَّ نَصِيبك مِنْ الْجَنَّة لَا يَصِلُ إِلَيْك إِلَّا بِرِضَاهَا . شرح سنن النسائي - (ج 4 / ص 388)
(4) ( س ) 3104 , ( حم ) 15577
(5) ( جة ) 2178 , انظر صحيح الجامع : 1248 , وصحيح الترغيب والترهيب : 2484(3/1242)
( حب ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما - قَالَ :جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلَهُ عَنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " الصّلَاةُ " , قَالَ : ثُمَّ مَهْ ؟ , قَالَ : " ثُمَّ الصّلَاةُ " , قَالَ : ثُمَّ مَهْ ؟ , قَالَ : " ثُمَّ الصّلَاةُ " - ثَلَاث مَرَّاتٍ - قَالَ : ثُمَّ مَهْ ؟ , قَالَ : " ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " , قَالَ : فَإِنَّ لِي وَالِدَيْنِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " آمُرُكَ بِوَالِدَيْكَ خَيْرًا " , فَقَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ نَبِيًّا لَأُجَاهِدَنَّ وَلَأَتْرُكَنَّهُمَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " فَأَنْتَ أَعْلَمُ " (1)
__________
(1) ( حب ) 1722 , ( حم ) 6602 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 378 , وقال شعيب الأرنؤوط في ( حب ) : إسناده حسن .(3/1243)
( 4 ) التَّأَدُّبُ مَعَ الْوَالِدَيْنِ فِي الْجُلُوسِ وَالْكَلَام
قَالَ تَعَالَى : { وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا }
( خد ) , وَعَنْ عُرْوَةَ قَالَ :
رَأَى أَبُو هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - رَجُلًا يَمْشِي بَيْنَ يَدَيْ رَجُلٍ ، فَقَالَ لَهُ : مَا هَذَا مِنْكَ ؟ " , قَالَ : أَبِي , قَالَ : فلَا تَمْشِ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَلَا تَجْلِسْ حَتَّى يَجْلِسْ ، وَلَا تَدْعُهُ بِاسْمِهِ . (1)
__________
(1) ( خد ) 44 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 32(3/1244)
( 5 ) بِرُّ الْوَالِدَيْنِ بَعْدَ الْمَوْت
( 1 ) الدُّعَاءُ لِلْوَالِدَيْنِ بَعْدَ الْمَوْت
( م جة ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ ) (1) ( وَإِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ ) (2) ( صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ ) (3) ( أَوْ مُصْحَفًا وَرَّثَهُ ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ ، أَوْ بَيْتًا بَنَاهُ لِابْنِ السَّبِيلِ ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ , أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ ) (4) ( أَوْ عِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ ) (5) ( عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ ) (6) أَوْ عِلْمٌ يُعْمَلُ بِهِ مِنْ بَعْدِهِ (7) ( أَوْ وَلَدٌ صَالِحٌ تَرَكَهُ ) (8) أَوْ وَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ (9) "
__________
(1) ( م ) 1631
(2) ( جة ) 242
(3) ( م ) 1631 , ( س ) 3651
(4) ( جة ) 242
(5) ( م ) 1631
(6) ( جة ) 242
(7) ( جة ) 241
(8) ( جة ) 242
(9) ( م ) 1631 , ( ت ) 1376(3/1245)
( حل ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" سَبْعَةٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ وَهُوَ فِي قَبْرِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ : مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا ، أَوْ أَجْرَى نَهَرًا , أَوْ حَفَرَ بِئْرًا ، أَوْ غَرَسَ نَخْلًا ، أَوْ بَنَى مَسْجِدًا ، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا ، أَوْ تَرَكَ وَلَدًا يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ " (1)
--------------
(1) ( حل ) 2757 , ( هب ) 3284 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3602 , وصحيح الترغيب والترهيب : 73(3/1246)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ أَنَّى لِي هَذِهِ ؟ فَيَقُولُ : بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 10618 , ( جة ) 3660 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1617 ، الصَّحِيحَة : 1598(3/1247)
( 2 ) صِلَةُ أَقْرِبَاءِ وَأَصْدِقَاءِ الْوَالِدَيْن
( م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ :
( لَقِيَ رَجُلٌ مِنْ الْأَعْرَابِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ - رضي الله عنهما - بِطَرِيقِ مَكَّةَ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ وَحَمَلَهُ عَلَى حِمَارٍ كَانَ يَرْكَبُهُ ) (1) ( إِذَا مَلَّ رُكُوبَ الرَّاحِلَةِ ) (2) ( وَأَعْطَاهُ عِمَامَةً كَانَتْ عَلَى رَأْسِهِ ، قَالَ ابْنُ دِينَارٍ : فَقُلْنَا لَهُ : أَصْلَحَكَ اللَّهُ , إِنَّهُمْ الْأَعْرَابُ ، وَإِنَّهُمْ يَرْضَوْنَ بِالْيَسِيرِ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : إِنَّ أَبَا هَذَا كَانَ ) (3) ( صَدِيقًا ) (4) ( لِعُمَرَ - رضي الله عنهما - ْنِ الْخَطَّابِ ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ ) (5) ( صِلَةُ الرَّجُلِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ (6) بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ (7) " ) (8)
__________
(1) ( م ) 11 - ( 2552 )
(2) ( م ) 13 - ( 2552 )
(3) ( م ) 11 - ( 2552 )
(4) ( م ) 13 - ( 2552 )
(5) ( م ) 11 - ( 2552 )
(6) أَيْ : أَصْحَاب مَوَدَّته وَمَحَبَّته . عون المعبود - (ج 11 / ص 183)
(7) أَيْ : بَعْد مَوْت الْأَب . عون المعبود - (ج 11 / ص 183)
(8) ( م ) 13 - ( 2552 ) , ( ت ) 1903 , ( د ) 5143 , ( حم ) 5612(3/1248)
( حب ) , وَعَنْ أَبِي بُرْدَةَ (1) قَالَ :
قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ ، فَأَتَانِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - فقَالَ : أَتَدْرِي لِمَ أَتَيْتُكَ ؟ , قُلْتُ لَا , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَصِلَ أَبَاهُ فِي قَبْرِهِ ، فَلْيَصِلْ إِخْوَانَ أَبِيهِ مِنْ بَعْدِهِ " , وَإِنَّهُ كَانَ بَيْنَ أَبِي عُمَرَ وَبَيْنَ أَبِيكَ إِخَاءٌ وَوُدٌّ ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَصِلَ ذَاكَ . (2)
__________
(1) هو ابن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - .
(2) ( حب ) 432 , , ( يع ) 5669 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5960 , الصَّحِيحَة : 1432(3/1249)
( 3 ) التَّصَدُّقُ وَغَيْرُه مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ عَنِ الْوَالِدَيْن
( خ ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
تُوُفِّيَتْ أُمُّ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ - رضي الله عنه - وَهُوَ غَائِبٌ عَنْهَا , فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا , فَهَلْ يَنْفَعُهَا شَيْءٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنْهَا ؟ , قَالَ : " نَعَمْ " , قَالَ : فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ حَائِطِي (1) الْمِخْرَافَ صَدَقَةٌ [ عَنْهَا ] (2) . (3)
__________
(1) قَالَ صَاحِبُ النِّهَايَةِ : الْحَائِطُ : الْبُسْتَانُ مِنْ النَّخْلِ إِذَا كَانَ عَلَيْهِ حَائِطٌ , وَهُوَ الْجِدَارُ .
(2) ( خ ) 2618
(3) ( خ ) 2611 , ( ت ) 669 , ( س ) 3654 , ( د ) 2882 , ( حم ) 3080(3/1250)
( 6 ) طَاعَةُ الْوَالِدَيْنِ بِالْمَعْرُوف
( حم ) , عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ الْعَنْزِيِّ قَالَ :
بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ - رضي الله عنه - , إِذْ جَاءَهُ رَجُلَانِ يَخْتَصِمَانِ فِي رَأْسِ عَمَّارٍ - رضي الله عنه - , يَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا : أَنَا قَتَلْتُهُ , فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عمروب: لِيَطِبْ بِهِ أَحَدُكُمَا نَفْسًا لِصَاحِبِهِ , فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ " , فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ : فَمَا بَالُكَ مَعَنَا ؟ , فَقَالَ : إِنَّ أَبِي شَكَانِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ لِي : " أَطِعْ أَبَاكَ مَا دَامَ حَيًّا وَلَا تَعْصِهِ " , فَأَنَا مَعَكُمْ وَلَسْتُ أُقَاتِلُ . (1)
__________
(1) ( حم ) 6538 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .(3/1251)
طَاعَةُ الْوَالِدَيْنِ فِي الطَّلَاق
( ت د جة حم ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( كَانَتْ تَحْتِي امْرَأَةٌ أُحِبُّهَا ) (1) ( وَكَانَ عُمَرُ يَكْرَهُهَا ، فَقَالَ لِي : طَلِّقْهَا ، فَأَبَيْتُ , فَأَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ) (2) ( فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا عَبْدَ اللَّهِ طَلِّقْ امْرَأَتَكَ ) (3) أَطِعْ أَبَاكَ (4) "( قَالَ : فَطَلَّقْتُهَا ) (5) .
__________
(1) ( ت ) 1189
(2) ( د ) 5138
(3) ( حم ) 5011 , ( ت ) 1189 , ( د ) 5138
(4) ( حم ) 4711 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده قوي .
(5) ( جة ) 2088 , ( حم ) 5011 , انظر الصَّحِيحَة : 919(3/1252)
( ت حم ) , وَعَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ :
( كَانَ فِينَا رَجُلٌ لَمْ تَزَلْ بِهِ أُمُّهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ حَتَّى تَزَوَّجَ , ثُمَّ أَمَرَتْهُ أَنْ يُفَارِقَهَا , فَرَحَلَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ بِالشَّامِ , فَقَالَ : إِنَّ أُمِّي لَمْ تَزَلْ بِي حَتَّى تَزَوَّجْتُ , ثُمَّ أَمَرَتْنِي أَنْ أُفَارِقَ , قَالَ : مَا أَنَا بِالَّذِي آمُرُكَ أَنْ تُفَارِقَ , وَمَا أَنَا بِالَّذِي آمُرُكَ أَنْ تُمْسِكَ , سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ " ) (1) ( فَإِنْ شِئْتَ فَأَضِعْ ذَلِكَ الْبَابَ أَوْ احْفَظْهُ ) (2) ( قَالَ : فَرَجَعَ وَقَدْ فَارَقَهَا ) (3) .
__________
(1) ( حم ) 27551 , ( حب ) 425 , ( ت ) 1900 , انظر الصَّحِيحَة : 914 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(2) ( ت ) 1900 , ( جة ) 3663 , ( حم ) 27551
(3) ( حم ) 27551 , ( حب ) 425 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 2486(3/1253)
( 6 ) حَقُّ الرَّحِمِ وَالْقَرَابَة
صِلَةُ الرَّحِم
( 1 ) عُقُوبَة قَاطِع اَلرَّحِم اَلْأُخْرَوِيَّة
قَالَ تَعَالَى : { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّه فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ } [محمد/22، 23]
( يع ) , وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ خَثْعَمَ قَالَ :
أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَهو فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ , فَقُلْتُ : أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ؟ قَالَ : " نَعَمْ " , قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ , قَالَ : " إِيمَانٌ بِاللَّهِ " , قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ مَهْ (1) ؟ , قَالَ : " ثُمَّ صِلَةُ الرَّحِمِ " قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَبْغَضُ (2) إِلَى اللَّهِ ؟ , قَالَ : " الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ " , قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ مَهْ ؟ , قَالَ : " ثُمَّ قَطِيعَةُ الرَّحِمِ " , قُلْتُ : ثُمَّ مَهْ ؟ , قَالَ : " ثُمَّ الْأَمْرُ بِالْمُنْكَرِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمَعْرُوفِ " (3)
__________
(1) أَيْ : ثُمَّ مَاذَا .
(2) البُغْض : عكس الحُبّ , وهو الكُرْهُ والمقت .
(3) ( يع ) 6839 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 166, صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :2522(3/1254)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ الْبَغْيِ (1) وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ ) (2) ( وَالْخِيَانَةِ وَالْكَذِبِ ) (3) "
__________
(1) البَغْي : الظلم والتعدي .
(2) ( ت ) 2511 , ( خد ) 67 , ( د ) 4902 , ( جة ) 4211 , ( حم ) 20390 , انظر الصَّحِيحَة : 918
(3) ( كنز ) 6986 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5705 , صحيح الترغيب والترهيب : 2537(3/1255)
( خد ) , وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" كُلُّ ذُنُوبٍ يُؤَخِّرُ اللَّهُ مِنْهَا مَا شَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، إِلَّا الْبَغْيَ (1) وَعُقُوقَ الْوَالِدَيْنِ أَوْ قَطِيعَةَ الرَّحِمِ ، يُعَجَّلُ لِصَاحِبِهَا فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الْمَوْتِ " (2)
__________
(1) البغي : الظلم والتعدي .
(2) ( خد ) 591 , انظر صَحِيحُ الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 460(3/1256)
( هق ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَيْسَ شَيْءٌ أُطِيعُ اللَّهَ فِيهِ أَعْجَلُ ثَوَابًا مِنْ صِلَةِ الرَّحِمِ ، وَلَيْسَ شَيْءٌ أَعْجَلَ عِقَابًا مِنَ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ " (1)
__________
(1) ( هق ) 19655 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5391 , الصَّحِيحَة : 978(3/1257)
( م ) , وَعَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ " (1)
__________
(1) ( م ) 19 - ( 2556 ) , ( خد ) 64 , ( خ ) 5638 , ( ت ) 1909 , ( د ) 1696 , ( حم ) 16778(3/1258)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ ) (1) ( فَلَمَّا فَرَغَ ) (2) ( مِنْهُمْ ) (3) ( قَامَتْ الرَّحِمُ (4) فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ (5) ) (6) ( فَقَالَ : مَهْ ؟ ) (7) ( قَالَتْ : هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ مِنْ الْقَطِيعَةِ , قَالَ : نَعَمْ ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ (8) ؟ ، قَالَت : بَلَى يَا رَبِّ ) (9) ( قَالَ : فَذَلِكِ لَكِ ) (10) ( ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (11) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ } (12) ) (13) "
__________
(1) ( خ ) 5641
(2) ( خ ) 4552
(3) ( م ) 16 - ( 2554 )
(4) يَحْتَمِل أَنْ يَكُون عَلَى الْحَقِيقَة ، وَالْأَعْرَاض يَجُوز أَنْ تَتَجَسَّد وَتَتَكَلَّم بِإِذْنِ اللَّه ، وَيَجُوز أَنْ يَكُون عَلَى حَذْفٍ , أَيْ قَامَ مَلَك فَتَكَلَّمَ عَلَى لِسَانهَا ، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون ذَلِكَ عَلَى طَرِيق ضَرْب الْمَثَل وَالِاسْتِعَارَة , وَالْمُرَاد تَعْظِيم شَأْنهَا وَفَضْل وَاصِلهَا وَإِثْم قَاطِعهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 13 / ص 398)
(5) قَالَ عِيَاض : الْحَقْو مَعْقِد الْإِزَار ، وَهُوَ الْمَوْضِع الَّذِي يُسْتَجَار بِهِ وَيُحْتَزَم بِهِ عَلَى عَادَة الْعَرَب ، لِأَنَّهُ مِنْ أَحَقّ مَا يُحَامَى عَنْهُ وَيُدْفَع ، كَمَا قَالُوا ( نَمْنَعهُ مِمَّا نَمْنَع مِنْهُ أُزُرنَا ) ، فَاسْتُعِيرَ ذَلِكَ مَجَازًا لِلرَّحِمِ فِي اِسْتِعَاذَتهَا بِاَللَّهِ مِنْ الْقَطِيعَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 13 / ص 398)
(6) ( خ ) 4552
(7) ( خ ) 7063
(8) الْوَصْل مِنْ اللَّه كِنَايَة عَنْ عَظِيم إِحْسَانه ، وَإِنَّمَا خَاطَبَ النَّاس بِمَا يَفْهَمُونَ ، وَلَمَّا كَانَ أَعْظَم مَا يُعْطِيه الْمَحْبُوب لِمُحِبِّهِ الْوِصَال - وَهُوَ الْقُرْب مِنْهُ وَإِسْعَافه بِمَا يُرِيد وَمُسَاعَدَته عَلَى مَا يُرْضِيه - وَكَانَتْ حَقِيقَة ذَلِكَ مُسْتَحِيلَة فِي حَقِّ اللَّه تَعَالَى ، عُرِفَ أَنَّ ذَلِكَ كِنَايَة عَنْ عَظِيم إِحْسَانه لِعَبْدِهِ , وَكَذَا الْقَوْل فِي الْقَطْع ، هُوَ كِنَايَة عَنْ حِرْمَان الْإِحْسَان . فتح الباري لابن حجر - (ج 17 / ص 114)
(9) ( خ ) 5641
(10) ( خ ) 7063
(11) أي : فهل عسيتم إن توليتم أمر الأمة أن تفسدوا في الأرض بالظلم , وقال كعب : { أَن تُفْسِدُواْ فِى الارض } أي : بقتل بعضكم بعضاً ، وقال قتادة : إن توليتم عن طاعة كتاب الله - عز وجل - أن تفسدوا في الأرض بسفك الدماء وتقطعوا أرحامكم ,
وقال ابن جريج : إن توليتم عن الطاعة ، وقيل : أعرضتم عن القتال وفارقتم أحكامه . فتح القدير (ج 6 / ص 481)
(12) [محمد/22-23]
(13) ( م ) 16 - ( 2554 ) , ( خ ) 5641 , ( حم ) 8349(3/1259)
( خ حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ الرَّحِمَ شِجْنَةٌ (1) مِنْ الرَّحْمَنِ - عز وجل - ) (2) ( تَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (3) ( لَهَا لِسَانٌ طَلْقٌ ذَلْقٌ ) (4) ( تَقُولُ : يَا رَبِّ إِنِّي قُطِعْتُ , يَا رَبِّ إِنِّي ظُلِمْتُ , يَا رَبِّ إِنِّي أُسِيءَ إِلَيَّ , يَا رَبِّ يَا رَبِّ ، قَالَ : فَيُجِيبُهَا رَبُّهَا - عز وجل - : أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ ؟ ) (5) "
__________
(1) الشِّجْنَة عُرُوق الشَّجَر الْمُشْتَبِكَة ، وَالشَّجَن وَاحِد الشُّجُون , وَهِيَ طُرُق الْأَوْدِيَة ، وَمِنْهُ قَوْلهمْ : " الْحَدِيث ذُو شُجُون " أَيْ : يَدْخُل بَعْضه فِي بَعْض . ( فتح ) - (ج 17 / ص 115)
(2) ( خ ) 5642
(3) ( حم ) 7918 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : صحيح .
(4) ( خد ) 54 , انظر صَحِيحُ الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 37
(5) ( حم ) 9871 , 9262 , 24381 , ( خد ) 65 , ( حب ) 444 , ( خ ) 5642 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 2530 , صحيح الأدب المفرد : 46(3/1260)
( حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ الرَّحِمَ شِجْنَةٌ (1) آخِذَةٌ بِحُجْزَةِ الرَّحْمَنِ (2) يَصِلُ مَنْ وَصَلَهَا وَيَقْطَعُ مَنْ قَطَعَهَا (3) " (4)
__________
(1) أَيْ : أُخِذَ اِسْمهَا مِنْ هَذَا الِاسْم , كَمَا فِي حَدِيث عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف فِي السُّنَن مَرْفُوعًا : " أَنَا الرَّحْمَن ، خَلَقْت الرَّحِم , وَشَقَقْت لَهَا اِسْمًا مِنْ اِسْمِي " , وَالْمَعْنَى أَنَّهَا أَثَر مِنْ آثَار الرَّحْمَة مُشْتَبِكَة بِهَا ؛ فَالْقَاطِع لَهَا مُنْقَطِع مِنْ رَحْمَة اللَّه , وَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ : مَعْنَى الْحَدِيث أَنَّ الرَّحِم اشْتُقَّ اِسْمهَا مِنْ اِسْم الرَّحْمَن فَلَهَا بِهِ عَلَاقَة ، وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّهَا مِنْ ذَات اللَّه . تَعَالَى اللَّه عَنْ ذَلِكَ . ( فتح ) - (ج 17 / ص 115)
(2) الحُجزة : موضع شد الإزار من الوسط , ويقال : أخذ بحجزته : التجأ إليه واستعان به .
(3) قَالَ الْقُرْطُبِيّ : الرَّحِم الَّتِي تُوصَل عَامَّة وَخَاصَّة ، فَالْعَامَّة رَحِم الدِّين , وَتَجِب مُوَاصَلَتهَا بِالتَّوَادُدِ وَالتَّنَاصُح وَالْعَدْل وَالْإِنْصَاف , وَالْقِيَام بِالْحُقُوقِ الْوَاجِبَة وَالْمُسْتَحَبَّة , وَأَمَّا الرَّحِم الْخَاصَّة فَتَزِيد لِلنَّفَقَةِ عَلَى الْقَرِيب , وَتَفَقُّد أَحْوَالهمْ وَالتَّغَافُل عَنْ زَلَّاتهمْ , وَتَتَفَاوَت مَرَاتِب اِسْتِحْقَاقهمْ فِي ذَلِكَ كَمَا فِي الْحَدِيث " الْأَقْرَب فَالْأَقْرَب " , وَقَالَ اِبْن أَبِي جَمْرَة : تَكُون صِلَة الرَّحِم بِالْمَالِ ، وَبِالْعَوْنِ عَلَى الْحَاجَة ، وَبِدَفْعِ الضَّرَر ، وَبِطَلَاقَةِ الْوَجْه ، وَبِالدُّعَاءِ . وَالْمَعْنَى الْجَامِع : إِيصَال مَا أَمْكَنَ مِنْ الْخَيْر ، وَدَفْع مَا أَمْكَن مِنْ الشَّرّ بِحَسَبِ الطَّاقَة ، وَهَذَا إِنَّمَا يَسْتَمِرّ إِذَا كَانَ أَهْل الرَّحِم أَهْلَ اسْتِقَامَةٍ ، فَإِنْ كَانُوا كُفَّارًا أَوْ فُجَّارًا فَمُقَاطَعَتهمْ فِي اللَّهِ هِيَ صِلَتهمْ ،
بِشَرْطِ بَذْلِ الْجَهْد فِي وَعْظِهمْ ، ثُمَّ إِعْلَامُهُمْ إِذَا أَصَرُّوا أَنَّ ذَلِكَ بِسَبَبِ تَخَلُّفهمْ عَنْ الْحَقّ ، وَلَا يَسْقُط مَعَ ذَلِكَ صِلَتهمْ بِالدُّعَاءِ لَهُمْ بِظَهْرِ الْغَيْب أَنْ يَعُودُوا إِلَى الطَّرِيق الْمُثْلَى . ( فتح ) - (ج 17 / ص 115)
(4) ( حم ) 2956 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1629 , الصَّحِيحَة : 1602(3/1261)
( م ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ , تَقُولُ : مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللَّهُ , وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ " (1)
__________
(1) ( م ) 17 - ( 2555 )(3/1262)
( ت د ) , وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ :
اشْتَكَى أَبُو الرَّدَّادِ اللَّيْثِيُّ , فَعَادَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ - رضي الله عنه - , فَقَالَ أَبُو الرَّدَّادِ : خَيْرُهُمْ وَأَوْصَلُهُمْ مَا عَلِمْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ (1) فَقَالَ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَنَا اللَّهُ , وَأَنَا الرَّحْمَنُ , خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا [ اسْمًا ] (2) مِنْ اسْمِي فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ , وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ (3) " (4)
__________
(1) يعني عبد الرحمن بن عوف .
(2) ( د ) 1694
(3) أَيْ : قَطَعْته مِنْ رَحْمَتِي الْخَاصَّة , وَالْبَتّ الْقَطْع , وَالْمُرَاد بِهِ الْقَطْع الْكُلِّيّ , وَمِنْهُ طَلَاق الْبَتّ , وَكَذَا قَوْلهمْ الْبَتَّة .عون المعبود - (ج 4 / ص 103)
(4) ( ت ) 1907 , ( حم ) 1690 , ( خ ) 5643 , انظر الصَّحِيحَة : 520(3/1263)