( خد جة هب ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( كَانَ آخِرُ كَلَامِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ : ) (2) ( الصَلَاةَ الصَلَاةَ , اتَّقُوا اللَّهَ فِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) (3) ( فَمَا زَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُهَا ) (4) ( حَتَّى جَعَلَ يُغَرْغِرُ بِهَا فِي صَدْرِهِ وَمَا يُفِيضُ بِهَا لِسَانُهُ ) (5) "
__________
(1) ( خد ) 158 , ( د ) 5156 , ( جة ) 2698 , انظر صحيح الأدب المفرد : 118
(2) ( جة ) 2697
(3) ( خد ) 158 , ( د ) 5156 , ( حم ) 585 , انظر الصحيحة : 868 , والإرواء : 2178
(4) ( جة ) 1625 , ( ك ) 4388 , انظر فقه السيرة : 501
(5) ( هب ) 8552 , ( يع ) 2933 , ( ك ) 4388 , ( حب ) 6605 , ( حم ) 26526 , انظر الصحيحة تحت حديث : 868(2/1340)
( د ) , عَنْ أُمِّ فَرْوَةَ بِنْتِ أَبِي قُحَافَةَ القُرَشِيَّة - رضي الله عنها - قَالَتْ :
سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ ؟ , فَقَالَ : " الصَلَاةُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا " (1)
__________
(1) ( د ) 426 , ( ت ) 170 , ( حم ) 27147 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1093 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 399(2/1341)
( خ م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (1) ( أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ , قَالَ : " الصَلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا (2) " , قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ , قَالَ : " ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ " , قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ , قَالَ : " الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " ) (3) ( فَسَكَتُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَلَوْ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي ) (4) .
__________
(1) ( خ ) 2630
(2) قَالَ اِبْن بَطَّال فِيهِ أَنَّ الْبِدَارَ إِلَى الصَّلَاةِ فِي أَوَّلِ أَوْقَاتِهَا أَفْضَل مِنْ التَّرَاخِي فِيهَا ؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا شَرَطَ فِيهَا أَنْ تَكُونَ أَحَبّ الْأَعْمَالِ إِذَا أُقِيمَتْ لِوَقْتِهَا الْمُسْتَحَبِّ .( فتح الباري ) - (ج 2 / ص 294)
(3) ( م ) 139 - ( 85 ) , ( خ ) 504
(4) ( خ ) 2630 , ( م ) 137 - ( 85 ) , ( ت ) 1898 , ( س ) 611 , ( حم ) 3973(2/1342)
( خ م جة حم ) , وَعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كَانَ رَجُلَانِ مِنْ قُضَاعَةَ أَسْلَمَا مَعَ رسولِ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( وَكَانَ أَحَدُهُمَا أَفْضَلَ مِنْ الْآخَرِ ) (2) ( فَاسْتُشْهِدَ ) (3) ( الَّذِي هُوَ أَفْضَلُهُمَا ، ثُمَّ عُمِّرَ الْآخَرُ بَعْدَهُ ) (4) ( سَنَةً ثُمَّ تُوُفِّيَ ) (5) ( قَالَ طَلْحَةُ : فَأُرِيتُ الْجَنَّةَ ) (6) ( فِي الْمَنَامِ , فَرَأَيْتُ فِيهَا الْمُؤَخَّرَ مِنْهُمَا أُدْخِلَ قَبْلَ الشَّهِيدِ , فَعَجِبْتُ لِذَلِكَ ، فَأَصْبَحْتُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّاسَ فَعَجِبُوا , فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَحَدَّثُوهُ الْحَدِيثَ , فَقَالَ : " مِنْ أَيِّ ذَلِكَ تَعْجَبُونَ ؟ " , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا كَانَ أَشَدَّ الرَّجُلَيْنِ اجْتِهَادًا ثُمَّ اسْتُشْهِدَ , وَدَخَلَ هَذَا الْآخِرُ الْجَنَّةَ قَبْلَهُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هَذَا بَعْدَهُ سَنَةً ؟ " , قَالُوا : بَلَى , قَالَ : " وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصَامَ وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا مِنْ سَجْدَةٍ فِي السَّنَةِ ؟ " , قَالُوا : بَلَى ؟ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " فَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ " ) (7) مَا يُدْرِيكُمْ مَا بَلَغَتْ بِهِ صَلَاتُهُ (8) ؟( إنَّمَا مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ كَمَثَلِ نَهْرٍ جَارٍ غَمْرٍ (9) عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ ) (10) ( أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ مَا تَقُولُونَ ؟ ) (11) ( هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ (12) شَيْءٌ ؟ " ) (13) ( قَالُوا : لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ ، قَالَ : " فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ , يَمْحُو اللَّهُ بِهَا الْخَطَايَا ) (14) "
__________
(1) ( حم ) 8380 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 372 , وقال الشيخ الأرناؤوط : إسناده حسن .
(2) ( حم ) 1534, وصححه الألباني في الإرواء تحت حديث : 15 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده قوي .
(3) ( جة ) 3925 , انظر الصَّحِيحَة : 2591
(4) ( حم ) 1534
(5) ( جة ) 3925
(6) ( حم ) 8380
(7) ( جة ) 3925
(8) ( حم ) 1534
(9) الغَمْر : الكثير .
(10) ( م ) 668 , ( حم ) 9501
(11) ( خ ) 505 , ( م ) 667
(12) الدَّرَن : الوَسَخ .
(13) ( م ) 667 , ( خ ) 505
(14) ( خ ) 505 , ( م ) 667(2/1343)
( م ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ ) (1) ( كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ ) (2) ( إِذَا اجْتُنِبَتْ الْكَبَائِرُ ) (3) "
__________
(1) ( م ) 16 - ( 233 )
(2) ( م ) 15 - ( 233 )
(3) ( م ) 16 - ( 233 ) , ( ت ) 214 , ( حم ) 9186(2/1344)
( س ) , وَعَنْ عَاصِمِ بْنِ سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ قَالَ :
غَزَوْنَا غَزْوَةَ السُّلَاسِلِ فَفَاتَنَا الْغَزْوُ , فَرَابَطْنَا ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى مُعَاوِيَةَ وَعِنْدَهُ أَبُو أَيُّوبَ وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ è , فَقُلْتُ : يَا أَبَا أَيُّوبَ , فَاتَنَا الْغَزْوُ الْعَامَ , وَقَدْ أُخْبِرْنَا أَنَّهُ مَنْ صَلَّى فِي الْمَسَاجِدِ الْأَرْبَعَةِ غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ , فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي أَدُلُّكَ عَلَى أَيْسَرَ مِنْ ذَلِكَ ؟ , إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَنْ تَوَضَّأَ كَمَا أُمِرَ , وَصَلَّى كَمَا أُمِرَ , غُفِرَ لَهُ مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلٍ " , أَكَذَلِكَ يَا عُقْبَةُ ؟ , قَالَ : نَعَمْ . (1)
__________
(1) ( س ) 144 , ( جة ) 1396 , ( حم ) 23643 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6172 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 196(2/1345)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي أَيُّوب الْأَنْصَارِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ كُلَّ صَلَاةٍ تَحُطُّ مَا بيْنَ يَدَيْهَا مِنْ خَطِيئَةٍ " (1)
__________
(1) ( حم ) 23550 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2144 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 365(2/1346)
( حم طس ) , وَعَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( بَيْنَمَا نَحْنُ جَلُوسٌ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُسْنِدِي ظُهُورِنَا إِلَى قِبْلَةِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَبْعَةُ رَهْطٍ , أَرْبَعَةٌ مَوَالِينَا وَثَلَاثَةٌ مِنْ عَرَبِنَا , " إِذْ خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَاةَ الظُّهْرِ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْنَا , فَقَالَ : مَا يُجْلِسُكُمْ هَاهُنَا ؟ " , فَقُلْنَا : نَنْتَظِرُ الصَلَاةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " فَأَرَمَّ (1) قَلِيلًا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ : أَتَدْرُونَ مَا يَقُولُ رَبُّكُمْ - عز وجل - ؟ " , فَقُلْنَا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , قَالَ : " فَإِنَّ رَبَّكُمْ - عز وجل - يَقُولُ : ) (2) ( إِنِّي فَرَضْتُ عَلَى أُمَّتِكَ خَمْسَ صَلَوَاتٍ , وَعَهِدْتُ عِنْدِي عَهْدًا أَنَّهُ ) (3) ( مَنْ صَلَّى الصَلَاةَ لِوَقْتِهَا , وَحَافَظَ عَلَيْهَا وَلَمْ يُضَيِّعْهَا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهَا , فَلَهُ عَلَيَّ عَهْدٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ , وَمَنْ لَمْ يُصَلِّهَا لِوَقْتِهَا , وَلَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا , وَضَيَّعَهَا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهَا , فلَا عَهْدَ لَهُ عَلَيَّ , إِنْ شِئْتُ عَذَّبْتُهُ , وَإِنْ شِئْتُ غَفَرْتُ لَهُ ) (4) "
__________
(1) أَيْ : سكت .
(2) ( حم ) 18157 , وحسنه الألباني في صحيح أبي داود تحت حديث : 456
(3) ( د ) 430 , ( جة ) 1403
(4) ( طس ) 4764 , ( حم ) 18157 , ( د ) 430 , ( جة ) 1403 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 401 ، الصَّحِيحَة : 4033(2/1347)
( م د حم ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَسْجِدِ وَنَحْنُ قُعُودٌ مَعَهُ , إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ , " فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " , ثُمَّ أَعَادَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْ عَلَيَّ كِتَابَ اللَّهِ (1) " فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " وَأُقِيمَتْ الصَلَاةُ ) (2) ( " فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَلَمَّا فَرَغَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " ) (3) ( فَاتَّبَعَ الرَّجُلُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ انْصَرَفَ , وَاتَّبَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْظُرُ مَا يَرُدُّ عَلَى الرَّجُلِ , فَلَحِقَ الرَّجُلُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَرَأَيْتَ حِينَ خَرَجْتَ مِنْ بَيْتِكَ , أَلَيْسَ قَدْ تَوَضَّأْتَ فَأَحْسَنْتَ الْوُضُوءَ ؟ " , قَالَ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " ثُمَّ شَهِدْتَ الصَلَاةَ مَعَنَا ؟ " , فَقَالَ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ حَدَّكَ , ذَنْبَكَ ) (4) اذْهَبْ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ عَفَا عَنْكَ (5) "
__________
(1) ( حم ) 22217 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(2) ( م ) 45 - ( 2765 ) , ( حم ) 22217
(3) ( حم ) 22217 , ( م ) 45 - ( 2765 )
(4) ( م ) 45 - ( 2765 ) , ( حم ) 22217
(5) ( د ) 4381 , ( حم ) 22340
قال ابن القيم في إعلام الموقعين ج2ص60 : فَهَذَا لَمَّا جَاءَ تَائِبًا بِنَفْسِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَطْلُبَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ , وَلَمْ يُقِمْ عَلَيْهِ الْحَدَّ الَّذِي اعْتَرَفَ بِهِ , وَهُوَ أَحَدُ الْقَوْلَيْنِ فِي الْمَسْأَلَةِ , وَهُوَ إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ أَحْمَدَ , وَهُوَ الصَّوَابُ . فَإِنْ قِيلَ : فَمَاعِزٌ جَاءَ تَائِبًا وَالْغَامِدِيَّةُ جَاءَتْ تَائِبَةً , وَأَقَامَ عَلَيْهِمَا الْحَدَّ . قِيلَ : لَا رَيْبَ أَنَّهُمَا جَاءَا تَائِبَيْنِ , وَلَا رَيْبَ أَنَّ الْحَدَّ أُقِيمَ عَلَيْهِمَا , وَبِهِمَا احْتَجَّ أَصْحَابُ الْقَوْلِ الْآخَرِ , وَسَأَلْت شَيْخَنَا عَنْ ذَلِكَ ; فَأَجَابَ بِمَا مَضْمُونُهُ بِأَنَّ الْحَدَّ مُطَهِّرٌ , وَأَنَّ التَّوْبَةَ مُطَهِّرَةٌ , وَهُمَا اخْتَارَا التَّطْهِيرَ بِالْحَدِّ عَلَى التَّطْهِيرِ بِمُجَرَّدِ التَّوْبَةِ , وَأَبَيَا إلَّا أَنْ يُطَهَّرَا بِالْحَدِّ , فَأَجَابَهُمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلَى ذَلِكَ وَأَرْشَدَ إلَى اخْتِيَارِ التَّطْهِيرِ بِالتَّوْبَةِ عَلَى التَّطْهِيرِ بِالْحَدِّ , { فَقَالَ فِي حَقِّ مَاعِزٍ : هَلَّا تَرَكْتُمُوهُ يَتُوبُ فَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَيْهِ } وَلَوْ تَعَيَّنَ الْحَدُّ بَعْدَ التَّوْبَةِ لَمَا جَازَ تَرْكُهُ , بَلْ الْإِمَامُ مُخَيَّرٌ بَيْنَ أَنْ يَتْرُكَهُ كَمَا قَالَ لِصَاحِبِ الْحَدِّ الَّذِي اعْتَرَفَ بِهِ : { اذْهَبْ فَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَك } وَبَيْنَ أَنْ يُقِيمَ كَمَا أَقَامَهُ عَلَى مَاعِزٍ وَالْغَامِدِيَّةِ لَمَّا اخْتَارَا إقَامَتَهُ وَأَبَيَا إلَّا التَّطْهِيرَ بِهِ , وَلِذَلِكَ رَدَّهُمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِرَارًا وَهُمَا يَأْبَيَانِ إلَّا إقَامَتَهُ عَلَيْهِمَا , وَهَذَا الْمَسْلَكُ وَسَطُ مَسْلَكِ مَنْ يَقُولُ : لَا تَجُوزُ إقَامَتُهُ بَعْدَ التَّوْبَةِ أَلْبَتَّةَ , وَبَيْنَ مَسْلَكِ مَنْ يَقُولُ : لَا أَثَرَ لِلتَّوْبَةِ فِي إسْقَاطِهِ أَلْبَتَّةَ , وَإِذَا تَأَمَّلْت السُّنَّةَ رَأَيْتهَا لَا تَدُلُّ إلَّا عَلَى هَذَا الْقَوْلِ الْوَسَطِ , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ . أ . هـ(2/1348)
( م ) , وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا مِنْ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ , فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَخُشُوعَهَا وَرُكُوعَهَا , إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذُّنُوبِ مَا لَمْ تُؤْتَ كَبِيرَةٌ , وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ " (1)
__________
(1) ( م ) 7 - ( 228 ) , ( حم ) 484(2/1349)
( م ) , وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَتَوَضَّأُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ ثُمَّ يُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ , إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلَاةِ الَّتِي تَلِيهَا " (1)
__________
(1) ( م ) 5 - ( 227 )(2/1350)
( حم ) , وَعَنْ الْحَارِثِ مَوْلَى عُثْمَانَ - رضي الله عنه - قَالَ :
جَلَسَ عُثْمَانُ يَوْمًا وَجَلَسْنَا مَعَهُ , فَجَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ , فَدَعَا بِمَاءٍ فِي إِنَاءٍ فَتَوَضَّأَ , ثُمَّ قَالَ : " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَوَضَّأُ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ قَالَ : مَنْ تَوَضَّأَ وُضُوئِي , ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى صَلَاةَ الظُّهْرِ , غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الصُّبْحِ , ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ , غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ صَلَاةِ الظُّهْرِ , ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ , غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ , ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ , غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ , ثُمَّ لَعَلَّهُ أَنْ يَبِيتَ يَتَمَرَّغُ (1) لَيْلَتَهُ , ثُمَّ إِنْ قَامَ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى الصُّبْحَ , غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ , وَهُنَّ الْحَسَنَاتُ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ " , فَقَالُوا : هَذِهِ الْحَسَنَاتُ , فَمَا الْبَاقِيَاتُ يَا عُثْمَانُ ؟ , قَالَ : هُنَّ : سُبْحَانَ اللَّهِ , وَالْحَمْدُ لِلَّهِ , وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَاللَّهُ أَكْبَرُ , وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ . (2)
__________
(1) التمرغ : التقلب .
(2) ( حم ) 513 , 22291 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 336 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(2/1351)
( طص ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ ، فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْفَجْرَ غَسَلَتْهَا ، ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ ، فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الظُّهْرَ غَسَلَتْهَا ، ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ ، فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْعَصْرَ غَسَلَتْهَا ، ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ ، فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْمَغْرِبَ غَسَلَتْهَا ، ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ ، فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْعِشَاءَ غَسَلَتْهَا ، ثُمَّ تَنَامُونَ فلَا يُكْتَبُ عَلَيْكُمْ حَتَّى تَسْتَيْقِظُوا " (1)
__________
(1) ( طص ) 121 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 357(2/1352)
( طب ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يُبْعَثُ مُنَادٍ عِنْدَ حَضْرَةِ كُلِّ صَلَاةٍ فَيَقُولُ : يَا بَنِي آدَمَ ، قُومُوا فَأَطْفِئُوا عَنْكُمْ مَا أَوْقَدْتُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، فَيَقُومُونَ فَيَتَطَهَّرُونَ , وَتَسْقُطُ خَطَايَاهُمْ مِنْ أَعْيُنِهِمْ ، وَيُصَلُّونَ فَيُغْفَرُ لَهُمْ مَا بَيْنَهُمَا ، ثُمَّ يُوقِدُونَ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ صَلَاةِ الْأُولَى نَادَى : يَا بَنِي آدَمَ ، قُومُوا فَأَطْفِئُوا مَا أَوْقَدْتُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، فَيَقُومُونَ فَيَتَطَهَّرُونَ وَيُصَلُّونَ فَيُغْفَرُ لَهُمْ مَا بَيْنَهُمَا ، فَإِذَا حَضَرَتِ الْعَصْرُ فَمِثْلُ ذَلِكَ ، فَإِذَا حَضَرَتِ الْمَغْرِبُ فَمِثْلُ ذَلِكَ ، فَإِذَا حَضَرَتِ الْعَتَمَةُ (1) فَمِثْلُ ذَلِكَ ، فَيَنَامُونَ وَقَدْ غُفِرَ لَهُمْ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : فَمُدْلِجٌ فِي خَيْرٍ ، وَمُدْلِجٌ فِي شَرٍّ (2) " (3)
__________
(1) أَيْ : العِشاء .
(2) الإدلاج : السير أول الليل , والمراد هنا أن من الناس من ينام على فعل طاعة , ومنهم من ينام على فعل معصية .ع
(3) ( طب ) 10252 , انظر الصَّحِيحَة : 2520 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 359(2/1353)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ (1) قَالَ :
كُنْتُ مَعَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ - رضي الله عنه - تَحْتَ شَجَرَةٍ , فَأَخَذَ مِنْهَا غُصْنًا يَابِسًا فَهَزَّهُ حَتَّى تَحَاتَّ وَرَقُهُ (2) ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا عُثْمَانَ , أَلَا تَسْأَلُنِي لِمَ أَفْعَلُ هَذَا ؟ , فَقُلْتُ : وَلِمَ تَفْعَلُهُ ؟ , فَقَالَ : " هَكَذَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا مَعَهُ تَحْتَ شَجَرَةٍ , فَأَخَذَ مِنْهَا غُصْنًا يَابِسًا فَهَزَّهُ حَتَّى تَحَاتَّ وَرَقُهُ , فَقَالَ : يَا سَلْمَانُ أَلَا تَسْأَلُنِي لِمَ أَفْعَلُ هَذَا ؟ " , فَقُلْتُ : وَلِمَ تَفْعَلُهُ ؟ قَالَ : " إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ , ثُمَّ صَلَّى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ , تَحَاتَّتْ خَطَايَاهُ كَمَا يَتَحَاتُّ هَذَا الْوَرَقُ , ثُمَّ قَرأَ : { وَأَقِمْ الصَلَاةَ طَرَفَيْ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ , إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ , ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } (3) " (4)
فَضْلُ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَصَلَاةِ الْعَصْر
__________
(1) هو : عبد الرحمن بن مل بن عمرو ، أبو عثمان النهدي الكوفي , الطبقة : 2 من كبار التابعين , الوفاة : 95 هـ , روى له : خ م د ت س جة ، رتبته عند ابن حجر : ثقة ثبت عابد , ورتبته عند الذهبي : ( قال : كان فى حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - )
(2) أَيْ : تساقط .
(3) [هود/114]
(4) ( حم ) 23195 , ( مي ) 719 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 363(2/1354)
( جة ) , وَعَنْ جُنْدَبِ بْنِ سُفْيَانَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ - عز وجل - (1) فلَا تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي عَهْدِهِ (2) فَمَنْ قَتَلَهُ طَلَبَهُ اللَّهُ حَتَّى يَكُبَّهُ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ " (3)
__________
(1) أَيْ : فِي عَهْدِهِ وَأَمَانِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ , وَهَذَا غَيْرُ الْأَمَانِ الَّذِي ثَبَتَ بِكَلِمَةِ التَّوْحِيدِ . تحفة الأحوذي(ج1ص255)
(2) َفَرْتُ الرَّجُلَ أَيْ : أَجَرْته وَحَفِظْته , وَأَخْفَرْتُ الرَّجُلَ : إِذَا نَقَضْت عَهْدَهُ وَذِمَامَهُ ، وَالْهَمْزَةُ فِيهِ لِلْإِزَالَةِ ,
وَهُوَ الْمُرَادُ فِي الْحَدِيثِ . تحفة الأحوذي - (ج 1 / ص 255)
(3) ( جة ) 3945 , 3946 , ( ت ) 222 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 462(2/1355)
( م ) , وَعَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ , فلَا يَطْلُبَنَّكُمْ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ , فَإِنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ يُدْرِكْهُ , ثُمَّ يَكُبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ (1) " (2)
__________
(1) قال ابن العربي : هذا إشارة إلى أن الباري سيأخذ حقه من المؤذي في إخفار ذمته , فهو إخبار عن إيقاع الجزاء لا عن وقوع الحفظ من الأذى ، وقال الطيبي : المعنى أن من صلى الصبح فهو في ذمة الله , فلا تتعرضوا له بشيء ولو يسيرا , فإنكم إن تعرضتم يدركُكُم ولن تَفُوتُوه , فيحيط بكم من جوانبكم , والضمير في ( ذمته ) يعود لله , لا إلى من تعرضتم . فيض القدير - (ج 6 / ص 212)
(2) ( م ) 262 - ( 657 ) , ( ت ) 2164 صَحِيح الْجَامِع : 6339 , الصَّحِيحَة : 2890 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 367(2/1356)
( طب ) , وَعَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ :
أَمَرَ الْحَجَّاجُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَنْ يَقْتُلَ رَجُلًا ، فَقَالُ لَهُ سَالِمٌ : أَصَلَّيْتَ الصُّبْحَ ؟ , فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : نَعَمْ ، فَقَالَ : انْطَلِقْ ، فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ : مَا مَنَعَكَ مِنْ قَتْلِهِ ؟ , قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهو فِي جِوَارِ اللَّهِ يَوْمَهُ " فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْتُلَ رَجُلًا قَدْ أَجَارَهُ اللَّهُ ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ لِابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - : أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : نَعَمْ . (1)
__________
(1) ( طب ) 13211 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :462 , وتَفَكَّر في قيمة العلم في هذه القصة .ع(2/1357)
( طب ) , وَعَنْ طَارِقِ بْنِ أَشْيَمَ الْأَشْجَعِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ " (1)
__________
(1) ( طب ) 8188 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6345 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 458(2/1358)
( م ) , وَعَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ الثَّقَفِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا - يَعْنِي الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ - " (1)
__________
(1) ( م ) 213 - ( 634 ) , ( س ) 471 , ( د ) 427 , ( حم ) 17259(2/1359)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ (1) دَخَلَ الْجَنَّةَ " (2)
__________
(1) ( الْبَرْدَيْنِ ) : الْمُرَاد صَلَاةُ الْفَجْر وَالْعَصْر ، وَيَدُلّ عَلَى ذَلِكَ قَوْله فِي حَدِيث جَرِير " صَلَاة قَبْل طُلُوع الشَّمْس وَقَبْل غُرُوبهَا " زَادَ فِي رِوَايَة مُسْلِم " يَعْنِي الْعَصْر وَالْفَجْر , سُمِّيَتَا بَرْدَيْنِ لِأَنَّهُمَا تُصَلَّيَانِ فِي بَرْدَيْ النَّهَارِ , وَهُمَا طَرَفَاهُ حِين يَطِيبُ الْهَوَاءُ وَتَذْهَبُ سَوْرَةُ الْحَرِّ . ( فتح الباري) - (ج 2 / ص 356)
(2) ( خ ) 548 , ( م ) 215 - ( 635 ) , ( حم ) 16776(2/1360)
( خ م ) , وَعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّه الْبَجَلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , " فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فَقَالَ : إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ ) (1) ( عِيَانًا ) (2) ( كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ , لَا تُضَامُونَ (3) فِي رُؤْيَتِهِ , فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا (4) عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا (5) ثُمَّ قَرَأَ : { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ } (6) ) (7) "
__________
(1) ( خ ) 529 , ( م ) 633
(2) ( خ ) 6998 , ( م ) 633
(3) أَيْ : لَا يَحْصُلُ لَكُمْ ضَيْمٌ حِينَئِذٍ ، وَالْمُرَادُ نَفْيُ الِازْدِحَامِ .فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 329)
(4) فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى قَطْعِ أَسْبَابِ الْغَلَبَةِ الْمُنَافِيَةِ لِلِاسْتِطَاعَةِ , كَالنَّوْمِ وَالشُّغْلِ , وَمُقَاوَمَةِ ذَلِكَ بِالِاسْتِعْدَادِ لَهُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 329)
(5) قَالَ الْعُلَمَاءُ : وَوَجْهُ مُنَاسَبَةِ ذِكْرِ هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ عِنْدَ ذِكْرِ الرُّؤْيَةِ أَنَّ الصَّلَاةَ أَفْضَلُ الطَّاعَاتِ ، وَقَدْ ثَبَتَ لِهَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ مِنْ الْفَضْلِ عَلَى غَيْرِهِمَا مَا ذُكِرَ مِنْ اِجْتِمَاعِ الْمَلَائِكَةِ فِيهِمَا وَرَفْعِ الْأَعْمَالِ وَغَيْرِ ذَلِكَ ، فَهُمَا أَفْضَلُ الصَّلَوَاتِ ، فَنَاسَبَ أَنْ يُجَازِيَ الْمُحَافَظَ عَلَيْهِمَا بِأَفْضَلِ الْعَطَايَا وَهُوَ النَّظَرُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى . فتح الباري (ج 2 / ص 329)
(6) [ق/39]
(7) ( خ ) 529 , ( م ) 633(2/1361)
( م ) , وَعَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْعَصْرَ بِالْمُخَمَّصِ (1) فَقَالَ : إِنَّ هَذِهِ الصَلَاةَ عُرِضَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَضَيَّعُوهَا , فَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ " (2)
فَضْلُ أَدَاءِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِي جَمَاعَة
قَالَ تَعَالَى : { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ , يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ , لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } (3)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ , وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا , وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } (4)
__________
(1) ( الْمُخَمَّص ) : اِسْم مَوْضِع .
(2) ( م ) 292 - ( 830 ) , ( س ) 521 , ( حم ) 27268
(3) [النور : 36 - 38]
(4) [الكهف : 28](2/1362)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَحَبُّ البِلَادِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا ، وَأَبْغَضُ البِلَادِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا " (1)
( مسند الحارث ) , عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - لَيُنَادِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَيْنَ جِيرَانِي ؟ , أَيْنَ جِيرَانِي ؟ , فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ : رَبَّنَا وَمَنْ يَنْبَغِي أَنْ يُجَاوِرَكَ ؟ ، فَيَقُولُ : أَيْنَ عُمَّارُ الْمَسَاجِدِ ؟ " (2)
__________
(1) ( م ) 288 - ( 671 )
(2) مسند الحارث ( زوائد الهيثمي ) ج1ص251ح126 , انظر الصَّحِيحَة : 2728(2/1363)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ لِلْمَسَاجِدِ أَوْتَادًا , الْمَلَائِكَةُ جُلَسَاؤُهُمْ ، إِنْ غَابُوا يَفْتَقِدُونَهُمْ ، وَإِنْ مَرِضُوا عَادُوهُمْ , وَإِنْ كَانُوا فِي حَاجَةٍ أَعَانُوهُمْ " (1)
__________
(1) ( حم ) 9414 , ( ك ) 3507 , انظر الصَّحِيحَة : 3401 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 329(2/1364)
( جة حم خز ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَا تَوَطَّنَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ الْمَسَاجِدَ لِلصَلَاةِ وَالذِّكْرِ ) (1) ( فَشَغَلَهُ أَمْرٌ أَوْ عِلَّةٌ ، ثُمَّ عَادَ إِلَى مَا كَانَ ) (2) ( إِلَّا تَبَشْبَشَ (3) اللَّهُ لَهُ - يَعْنِي حِينَ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ - كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغَائِبِ بِغَائِبِهِمْ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِمْ ) (4) "
__________
(1) ( جة ) 800 , ( حم ) 8332
(2) ( خز ) 359 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 327
(3) البش : قال ابن الأثير في"النهاية" 1/130: فرح الصديق بالصديق، واللطف في المسألة والإقبال عليه .
بَشاشة اللقاء : الفَرحُ بالمرء والانبساط إليه والأُنْس به واللطف إليه .
قال ابن حبان : تَبَشْبُشُ الله جل وعلا لعبده المُوَطِّن المكانَ في المسجد للصلاة والخير إنما هو نظره إليه بالرأفة والرحمة والمحبة لذلك الفعل منه , وهذا كقوله - صلى الله عليه وسلم - يحكي عن الله تعالى ( من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ) يريد به من تقرب مني شبرا بالطاعة ووسائل الخير تقربت منه ذراعا بالرأفة والرحمة . ( حب ) 1607
(4) ( حم ) 9840 , ( جة ) 800 , ( حب ) 1607 , 2278 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 327 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في ( حب ) : إسناده صحيح .(2/1365)
( خز ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لا يَتَوَضَّأُ أَحَدُكُمْ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ وَيُسْبِغُهُ (1) ثُمَّ يَأْتِي الْمَسْجِدَ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلاةَ فِيهِ ، إِلا تَبَشْبَشَ اللَّهُ إِلَيْهِ كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغَائِبِ بِطَلْعَتِهِ " (2)
__________
(1) إسباغ الوضوء : إتمامه وإكماله واستيعاب أعضائه بالغسل .
(2) ( خز ) 1491 , ( حم ) 8051 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 303 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في ( حب ) تحت حديث 1607 : إسناده صحيح .(2/1366)
( طب ) , وَعَنْ سَلْمَانَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَهو زَائِرُ اللَّهِ ، وَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ الزَّائِرَ " (1)
__________
(1) ( طب ) 6139 , انظر الصَّحِيحَة : 1169 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 322(2/1367)
( د حب الحميدي ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ - عز وجل - ) (1) ( إِنْ عَاشَ رُزِقَ وَكُفِيَ ، وَإِنْ مَاتَ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ ) (2) ( رَجُلٌ خَرَجَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ , فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ , أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ , وَرَجُلٌ رَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ , فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ , أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ , وَرَجُلٌ دَخَلَ بَيْتَهُ بِسَلَامٍ , فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ - عز وجل - ) (3) وَرَجُلٌ خَرَجَ حَاجًّا (4) "
__________
(1) ( د ) 2494 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3053 , الصَّحِيحَة تحت حديث : 3384 ، وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1609
(2) ( حب ) 499 , ( خد ) 1094 , انظر صَحْيحِ الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 836 ، وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 321
(3) ( د ) 2494 , ( خد ) 1094 , ( حب ) 499 , ( ك ) 2400
(4) ( الحميدي ) 1090 , ( حل ) (9/251) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3051 , الصَّحِيحَة : 598(2/1368)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" جَلِيسُ الْمَسْجِدِ عَلَى ثَلَاث خِصَالٍ : أَخٍ مُسْتَفَادٍ ، أَوْ كَلِمَةٍ مُحْكَمَةٍ ، أَوْ رَحْمَةٍ مُنْتَظَرَةٍ " (1)
__________
(1) ( حم ) 9415 , انظر الصَّحِيحَة : 3401 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 329(2/1369)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ غَدَا (1) إِلَى الْمَسْجِدِ أَوْ رَاحَ ، أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ نُزُلًا (2) كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ (3) " (4)
__________
(1) الغدو : السير والذهاب أول النهار .
(2) النُّزُل : الْمَكَانُ الَّذِي يُهَيَّأُ لِلنُّزُولِ فِيهِ ، وَبِسُكُونِ الزَّاي : مَا يُهَيَّأُ لِلْقَادِمِ مِنْ الضِّيَافَة وَنَحْوِهَا . ( فتح الباري) - (ج2ص 488)
(3) أَيْ : بِكُلِّ غَدْوَة وَرَوْحَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 488)
(4) ( م ) 285 - ( 669 ) , ( خ ) 631 , ( حم ) 1061(2/1370)
( د ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَة - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" شَاهِدُ الصَلَاةِ يُكْتَبُ لَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ صَلَاةً ، وَيُكَفَّرُ عَنْهُ مَا بَيْنَهُمَا " (1)
__________
(1) ( د ) 515 , ( جة ) 724 , ( حم ) 9317 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6644 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :234(2/1371)
( هق ) , وَعَنْ قَبَاثِ بْنِ أَشْيَمَ اللَّيْثِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" صّلَاةُ رَجُلَيْنِ يَؤُمُّ (1) أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ ، أَزْكَى (2) عِنْدَ اللَّهِ مِنْ صَلَاةِ أَرْبَعَةٍ تَتْرَى (3) وَصّلَاةُ أَرْبَعَةٍ يَؤُمُّهُمْ أَحَدُهُمْ ، أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ مِنْ صَلَاةِ ثَمَانِيَةٍ تَتْرَى ، وَصّلَاةُ ثَمَانِيَةٍ يَؤُمُّهُمْ أَحَدُهُمْ ، أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ مِنْ صَلَاةِ مِائَةٍ تَتْرَى " (4)
__________
(1) يؤم : يصلي إماما .
(2) أزكى : أكثر أجرا .
(3) تترى : تتابعٌ على فتراتٍ بينها , التَّواتُر : أن يجيءَ الشَّيءُ بعْد الشيء بزمان , ويُصْرفُ تَتْرى .
(4) ( هق ) 4745 , ( ك ) 6626 , ( طب ) ج 19ص37 ح74 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3836 , الصَّحِيحَة : 1912(2/1372)
( حم ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ لَيَعْجَبُ مِنْ الصَلَاةِ فِي الْجَمِيعِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 5112 , ( فر ) (1/160 ، رقم 592) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1820 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 406(2/1373)
( خ م س حم طب ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ ، تَزِيدُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ وَصَلَاتِهِ فِي سُوقِهِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً ) (1) صَلَاةٌ مَعَ الْإِمَامِ أَفْضَلُ مِنْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ صَلَاةً يُصَلِّيهَا وَحْدَهُ (2) صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي الْجَمَاعَةِ تَزِيدُ عَلَى صَلَاتِهِ وَحْدَهُ سَبْعًا وَعِشْرِينَ (3) ( كُلُّهَا مِثْلُ صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ ) (4) ( وَذَلِكَ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ , ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَلَاةَ ، لَمْ يَخْطُ خُطْوَةً ) (5) ( مِنْ بَيْتِهِ إِلَى مَسْجِدِهِ ) (6) ( إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً , وَحَطَّ عَنْهُ خَطِيئَةً ) (7) ( حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ , فَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ كَانَ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَتِ الصَلَاةُ هِيَ تَحْبِسُهُ ) (8) ( لَا يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْقَلِبَ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا الصَّلَاةُ ) (9) ( وَتُصَلِّي عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ ) (10) ( يَقُولُونَ : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ ) (11) ( اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ ) (12) ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ , اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْهِ (13) ) (14) ( مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ (15) مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ (16) ) (17) "
__________
(1) ( خ ) 465 , ( م ) 649
(2) ( م ) 649 , ( حم ) 7681 , 10854
(3) ( م ) 250 - ( 650 ) , ( خ ) 619
(4) ( طب ) 10098 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 405
(5) ( خ ) 465 , ( م ) 649
(6) ( س ) 705
(7) ( خ ) 465 , ( م ) 649
(8) ( خ ) 465 , ( م ) 649
(9) ( م ) 649 , ( د ) 470
(10) ( خ ) 465 , ( م ) 649
(11) ( خ ) 465
(12) ( خ ) 465 , ( م ) 649
(13) أَيْ : وَفِّقْهُ لِلتَّوْبَةِ أَوْ اِقْبَلْهَا مِنْهُ أَوْ ثَبِّتْهُ عَلَيْهَا . عون المعبود - (ج 2 / ص 78)
(14) ( م ) 649 , ( جة ) 799
(15) أَيْ : مَا لَمْ يُبْطِل وُضُوءَهُ . عون المعبود - (ج 2 / ص 78)
(16) أَيْ : مَا لَمْ يُؤْذِ فِي مَجْلِسه الَّذِي صَلَّى فِيهِ أَحَدًا بِقَوْلِهِ أَوْ فِعْله . عون المعبود - (ج 2 / ص 78)
(17) ( خ ) 2013 , ( م ) 649(2/1374)
( د ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الصَلَاةُ فِي جَمَاعَةٍ تَعْدِلُ خَمْسًا وَعِشْرِينَ صَلَاةً , فَإِذَا صَلَّاهَا بِأَرْضٍ فَلَاةٍ (1) فَأَتَمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا بَلَغَتْ خَمْسِينَ صَلَاةً (2) " (3)
__________
(1) الفلاة : الصحراء والمفازة ، والقفر من الأرض ، وقيل : التي لا ماء بها ولا أنيس .
(2) قال في عون المعبود - (ج 2 / ص 79) : الْحَدِيث يَدُلّ عَلَى أَفْضَلِيَّة الصَّلَاة فِي الْفَلَاة مَعَ تَمَام الرُّكُوع وَالسُّجُود , وَأَنَّهَا تَعْدِل خَمْسِينَ صَلَاة فِي جَمَاعَة .
وقَالَ الشَّوْكَانِيُّ في نيل الأوطار - (ج 5 / ص 27) : الْأَوْلَى حَمْله عَلَى الِانْفِرَاد , لِأَنَّ مَرْجِع الضَّمِير فِي حَدِيث الْبَاب مِنْ قَوْله ( صَلَّاهَا ) إِلَى مُطْلَق الصَّلَاة لَا إِلَى الْمُقَيَّد بِكَوْنِهَا فِي جَمَاعَة ، وَلِأَنَّهُ جَعَلَ فِيهَا صَلَاةَ الرَّجُل فِي الْفَلَاة مُقَابِلَة لِصَلَاتِهِ فِي الْجَمَاعَة .
(3) ( د ) 560 , ( ك ) 753 , ( يع ) 1011 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3824 , الصَّحِيحَة : 3475(2/1375)
( جة ) , وَعَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ صَلَّى فِي مَسْجِدٍ جَمَاعَةً أَرْبَعِينَ لَيْلَةً , كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا عِتْقًا مِنْ النَّارِ " (1)
__________
(1) ( جة ) 798 وحسنه الألباني .(2/1376)
( ت ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ صَلَّى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الْأُولَى ، كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَتَانِ : بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ ، وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 241 , ( عب ) 2019 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6365 , الصَّحِيحَة : 1979 , 2652(2/1377)
( م ) , وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ تَوَضَّأَ لِلصَلَاةِ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ , ثُمَّ مَشَى إِلَى الصَلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ فَصَلَّاهَا مَعَ النَّاسِ أَوْ مَعَ الْجَمَاعَةِ أَوْ فِي الْمَسْجِدِ , غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ " (1)
__________
(1) ( م ) 13 - ( 232 ) , ( س ) 856 , ( حم ) 483 , ( خز ) 1489 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 300 , 407(2/1378)
( د ) , وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ :
حَضَرَ الْمَوْتُ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ : إِنِّي مُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا مَا أُحَدِّثُكُمُوهُ إِلَّا احْتِسَابًا , سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَلَاةِ , لَمْ يَرْفَعْ قَدَمَهُ الْيُمْنَى إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ - عز وجل - لَهُ حَسَنَةً , وَلَمْ يَضَعْ قَدَمَهُ الْيُسْرَى إِلَّا حَطَّ اللَّهُ - عز وجل - عَنْهُ سَيِّئَةً , فَلْيُقَرِّبْ أَحَدُكُمْ أَوْ لِيُبَعِّدْ , فَإِنْ أَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى فِي جَمَاعَةٍ غُفِرَ لَهُ , فَإِنْ أَتَى الْمَسْجِدَ وَقَدْ صَلَّوْا بَعْضًا وَبَقِيَ بَعْضٌ فَصَلَّى مَا أَدْرَكَ وَأَتَمَّ مَا بَقِيَ كَانَ كَذَلِكَ , فَإِنْ أَتَى الْمَسْجِدَ وَقَدْ صَلَّوْا فَأَتَمَّ الصَلَاةَ كَانَ كَذَلِكَ " (1)
__________
(1) ( د ) 563 , ( هق ) 4790 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 440 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 301(2/1379)
( س د ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ، ثُمَّ خَرَجَ عَامِدًا إِلَى الْمَسْجِدِ فَوَجَدَ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا ) (1) ( أَعْطَاهُ اللَّهُ مِثْلَ أَجْرِ مَنْ صَلَّاهَا وَحَضَرَهَا ) (2) ( لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ) (3) "
فَضْلُ أَدَاءِ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَالْعَصْر فِي جَمَاعَة
( الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم ) , وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال :
" بلغني أن الملك يغدو برايته مع أول من يغدو إلى المسجد , فلَا يزال بها معه حتى يرجع فيدخل بها منزله , وإن الشيطان يغدو مع أول من يغدو برايته إلى السوق , فلَا يزال بها حتى يرجع فيُدخِلَها منزله . (4)
__________
(1) ( س ) 855 , ( د ) 564
(2) ( د ) 564 , ( س ) 855
(3) ( س ) 855 , ( د ) 564 , ( حم ) 8934 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6163 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 410
(4) ( الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم ) 2715 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 422(2/1380)
( ط ) , وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ قَالَ :
فَقَدَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - سُلَيْمَانَ بْنَ أَبِي حَثْمَةَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ , فَغَدَا (1) عُمَرُ إِلَى السُّوقِ وَمَسْكَنُ سُلَيْمَانَ بَيْنَ السُّوقِ وَالْمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ , فَمَرَّ عَلَى الشِّفَاءِ أُمِّ سُلَيْمَانَ فَقَالَ لَهَا : لَمْ أَرَ سُلَيْمَانَ فِي الصُّبْحِ , فَقَالَتْ : إِنَّهُ بَاتَ يُصَلِّي فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ , فَقَالَ عُمَرُ : لَأَنْ أَشْهَدَ صَلَاةَ الصُّبْحِ فِي الْجَمَاعَةِ , أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُومَ لَيْلَةً . (2)
__________
(1) الغدو : السير والذهاب أول النهار .
(2) ( ط ) 294 , وصححه الألباني في المشكاة : 1080 , وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :423(2/1381)
( هق ) , وَعَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ :
أَصْبَحْتُ فِي الْحِجْرِ بَعْدَمَا صَلَّيْنَا الْغَدَاةَ (1) فَلَمَّا أَسْفَرْنَا إِذَا فِينَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - ، فَجَعَلَ يَسْتَقْرِئُنَا رَجُلًا رَجُلًا ، يَقُولُ : " أَيْنَ صَلَّيْتَ يَا فُلَانُ ؟ ، فَيَقُولُ : هَاهُنَا ، حَتَّى أَتَى عَلَيَّ ، فَقَالَ : أَيْنَ صَلَّيْتَ يَا ابْنَ عُبَيْدٍ ؟ ، فَقُلْتُ : هَاهُنَا ، قَالَ : بَخٍ (2) " مَا نَعْلَمُ صَلَاةً أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ جَمَاعَةً يَوْمَ الْجُمُعَةِ " (3)
__________
(1) أي : صَلَاةِ الْفجر .
(2) بَخٍ : كلمة تُقال عند استحسان الشيء .
(3) ( هق ) 19560 , وصححه الألباني في الإرواء تحت حديث : 1507(2/1382)
( هب ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ أَفْضَلَ الصَّلَوَاتِ عِنْدَ اللَّهِ صّلَاةُ الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي جَمَاعَةٍ " (1)
__________
(1) ( هب ) 2909 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1119 , والصحيحة : 1566(2/1383)
( طب ) , وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ , فَمَنْ أَخْفَرَ ذِمَّةَ اللَّهِ كَبَّهُ اللَّهُ فِي النَّارِ لِوَجْهِهِ " (1)
__________
(1) ( صحيح لغيره ) , أخرجه الطبراني كما فى مجمع الزوائد (1/296) , ( كنز ) 19304 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 420 , 461(2/1384)
( خ م حم ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ (1) مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ (2) وَيَجْتَمِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ (3) ) (4) ( فَيَصْعَدُ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ ) (5) ( الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ ) (6) ( وَتَثْبُتُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ ) (7) ( فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ - عز وجل - وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ - : كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي ؟ , فَيَقُولُونَ : تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ ) (8) ( فَإِذَا عَرَجَتْ (9) مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ قَالَ لَهُمْ اللَّهُ - عز وجل - : ) (10) ( كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي ؟ , فَيَقُولُونَ : تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ ) (11) ( ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ : { إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا } (12) ) (13) "
__________
(1) أَيْ : تَأْتِي طَائِفَةٌ عَقِبَ طَائِفَةٍ ، ثُمَّ تَعُودُ الْأُولَى عَقِبَ الثَّانِيَةِ , قَالَ اِبْنُ عَبْدِ الْبَرِّ : وَإِنَّمَا يَكُونُ التَّعَاقُبُ بَيْنَ طَائِفَتَيْنِ أَوْ رَجُلَيْنِ بِأَنْ يَأْتِيَ هَذَا مَرَّةً وَيَعْقُبُهُ هَذَا . ( فتح ) - (ج 2 / ص 330)
(2) هُمْ الْحَفَظَة , نَقَلَهُ عِيَاض وَغَيْره عَنْ الْجُمْهُور . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 330)
(3) الْأَظْهَر أَنَّهُمْ يَشْهَدُونَ مَعَهُمْ الصَّلَاة فِي الْجَمَاعَة ، وَالْحِكْمَة فِي اِجْتِمَاعهمْ فِي هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ مِنْ لُطْف اللَّه تَعَالَى بِعِبَادِهِ وَإِكْرَامه لَهُمْ بِأَنْ جَعَلَ اِجْتِمَاع مَلَائِكَته فِي حَال طَاعَة عِبَاده , لِتَكُونَ شَهَادَتهمْ لَهُمْ بِأَحْسَنِ الشَّهَادَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 330)
(4) ( خ ) 530 , ( م ) 632
(5) ( حم ) 9140 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(6) ( خ ) 530 , ( م ) 632
(7) ( حم ) 9140
(8) ( خ ) 530 , ( م ) 632
(9) أَيْ : صعدت إلى السماء .
(10) ( حم ) 8519 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(11) ( خ ) 530 , ( م ) 632
(12) [الإسراء/78]
(13) ( خ ) 621 , ( م ) 649(2/1385)
( د حم ) , وَعَنْ فَضَالَةَ اللَّيْثِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَسْلَمْتُ , وَعَلَّمَنِي حَتَّى عَلَّمَنِي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ لِمَوَاقِيتِهِنَّ , فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ هَذِهِ لَسَاعَاتٌ أُشْغَلُ فِيهَا , فَمُرْنِي ) (1) ( بِأَمْرٍ جَامِعٍ إِذَا أَنَا فَعَلْتُهُ أَجْزَأَ عَنِّي ) (2) ( فَقَالَ لِي : " إِنْ شُغِلْتَ فلَا تُشْغَلْ عَنْ الْعَصْرَيْنِ " , قُلْتُ : وَمَا الْعَصْرَانِ ؟ ) (3) ( قَالَ : " صَلَاةٌ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ , وَصَلَاةٌ قَبْلَ غُرُوبِهَا (4) ) (5) "
فَضْلُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَصَلَاةِ الصُّبْحِ فِي جَمَاعَة
__________
(1) ( حم ) 19046 , ( د ) 428
(2) ( د ) 428
(3) ( حم ) 19046 , ( د ) 428
(4) قال الحافظ الْعِرَاقِيّ : هَذَا الْحَدِيث مُشْكِل بَادِيَ الرَّأْي , إِذْ يُوهِم إِجْزَاءَ صَلَاة الْعَصْر لِمَنْ لَهُ أَشْغَال عَنْ غَيْرهَا , فَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنه فِي تَأْوِيله وَأَحْسَنَ : كَأَنَّهُ أَرَادَ - وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم - حَافِظْ عَلَى الصلوات بِأَوَّلِ أَوْقَاتهَا , فَاعْتَذَرَ بِأَشْغَال مُقْتَضِيَة لِتَأْخِيرِهَا عَنْ أَوَّلهَا , فَأَمَرَهُ بِالْمُحَافَظَةِ عَلَى الصَّلَاتَيْنِ بِأَوَّلِ وَقْتهمَا .عون المعبود(ج1ص470)
وقال الألباني في الصحيحة ح1813 : في المتن إشكال لأنه يوهم جواز الاقتصار على العصرين ، ويمكن أن يحمل على الجماعة ، فكأنه رخص له في ترك حضور بعض الصلوات في الجماعة ، لا على تركها أصلا , فالترخيص إنما كان من أجل شغل له كما هو في الحديث نفسه , و الله أعلم . أ . هـ
(5) ( د ) 428 , ( حم ) 19046 , انظر الصَّحِيحَة : 1813(2/1386)
( م ت ) , وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ , فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ ) (1) ( وَمَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ ) (2) ( فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ ) (3) "
__________
(1) ( م ) 260 - ( 656 ) , ( ت ) 221
(2) ( ت ) 221 , ( د ) 555 , ( م ) 260 - ( 656 )
(3) ( م ) 260 - ( 656 ) , ( ت ) 221 , ( د ) 555 , ( حم ) 491(2/1387)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ (1) وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لَاسْتَهَمُوا (2) وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ (3) لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَصَلَاةِ الْفَجْرِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا ) (4) "
__________
(1) أَيْ : الأذان .
(2) أَيْ : لاقترعوا , وفي الحديث جواز القُرعة .
(3) ( التَّهْجِير ) : التَّبْكِير إِلَى الصَّلَاة ، قَالَ الْهَرَوِيُّ : وَالْمُرَاد الْإِتْيَان إِلَى صَلَاة الظُّهْر فِي أَوَّل الْوَقْت ، لِأَنَّ التَّهْجِير مُشْتَقٌّ مِنْ الْهَاجِرَة , وَهِيَ شِدَّة الْحَرِّ نِصْفَ النَّهَار , وَهُوَ أَوَّلُ وَقْت الظُّهْر ، وَإِلَى ذَلِكَ مَالَ الْمُصَنِّفُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 418)
(4) ( خ ) 590 , ( م ) 437(2/1388)
( س حم مي ) , وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا صَلَاةَ الصُّبْحِ ) (1) ( فرَأَى مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ قِلَّةً , فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ ) (2) ( أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ ) (3) ( فَقَالَ : أَشَهِدَ فُلَانٌ الصَلَاةَ ؟ " , قَالُوا : لَا قَالَ : " فَفُلَانٌ ؟ " , قَالُوا : لَا ، قَالَ : " إِنَّ هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ مِنْ أَثْقَلِ الصَلَاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ , وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا ) (4) ( مِنَ الْفَضْلِ فِي جَمَاعَةٍ ) (5) ( لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا ) (6) "
__________
(1) ( س ) 843
(2) ( حم ) 21310 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : حسن .
(3) ( مي ) 1269 , وإسناده صحيح .
(4) ( س ) 843
(5) ( حم ) 21309 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : حسن .
(6) ( س ) 843 , ( د ) 554(2/1389)
( كر ) , وَعَنْ رَجُلٍ مِنَ النَّخَعِ قَالَ :
شَهِدْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَشْهَدَ الصَّلَاتَيْنِ الْعِشَاءَ وَالصُّبْحَ وَلَو حَبْوًا فَلْيَفْعَلْ " (1)
فَضْلُ صَلَاةِ اَلْجُمُعَةِ ويَوْمِهَا
__________
(1) ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 19 / 153 / 2 ) , انظر الصحيحة : 1474 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 418(2/1390)
( خ م ت د ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا (1) ) (2) ( وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْهِ (3) وَفِيهِ (4) مَاتَ (5) ) (6) ( وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ (7) ) (8) ( وَمَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا وَهِيَ تُصْبِحُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مُصِيخَةً (9) حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ (10) شَفَقًا (11) مِنْ السَّاعَةِ , إِلَّا الْجِنَّ وَالْإِنْسَ ) (12) ( وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى فِيهَا شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ) (13) ( وَلَا يَسْتَعِيذُ مِنْ شَرٍّ إِلَّا أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْهُ ) (14) ( وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا " ) (15)
__________
(1) الْإِخْرَاج مِنْ الْجَنَّة وَالْإِهْبَاط مِنْهَا إِلَى الْأَرْض ، يُفِيد أَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة , إِمَّا فِي يَوْم وَاحِد , وَإِمَّا فِي يَوْمَيْنِ , وَاللَّهُ أَعْلَم . عون المعبود - (ج 3 / ص 14)
(2) ( م ) 854 , ( ت ) 488
(3) أَيْ : وُفِّقَ لِلتَّوْبَةِ وَقُبِلَتْ مِنْهُ , وَهِيَ أَعْظَم الْمِنَّة عَلَيْهِ , قَالَ اللَّه تَعَالَى : { ثُمَّ اِجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى } [طه/122]. عون المعبود - (ج 3 / ص 14)
(4) أَيْ : فِي نَحْوه مِنْ أَيَّام الْجُمُعَة . عون المعبود - (ج 3 / ص 14)
(5) لَا شَكَّ أَنَّ خَلْق آدَم فِيهِ يُوجِب لَهُ شَرَفًا ، وَكَذَا وَفَاته . عون المعبود - (ج 3 / ص 14)
(6) ( د ) 1046 , ( س ) 1430
(7) وَفِيهَا نِعْمَتَانِ عَظِيمَتَانِ لِلْمُؤْمِنِينَ وُصُولهمْ إِلَى النَّعِيم الْمُقِيم وَحُصُول أَعْدَائِهِمْ فِي عَذَاب الْجَحِيم . عون المعبود - (ج 3 / ص 14)
وقَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ : الظَّاهِرُ أَنَّ هَذِهِ الْقَضَايَا الْمَعْدُودَةَ لَيْسَتْ لِذِكْرِ فَضِيلَتِهِ ؛ لِأَنَّ إِخْرَاجَ آدَمَ وَقِيَامَ السَّاعَةِ لَا يُعَدُّ فَضِيلَةً , وَإِنَّمَا هُوَ بَيَانٌ لِمَا وَقَعَ فِيهِ مِنْ الْأُمُورِ الْعِظَامِ , وَمَا سَيَقَعُ لِيَتَأَهَّبَ الْعَبْدُ فِيهِ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ لِنَيْلِ رَحْمَةِ اللَّهِ وَدَفْعِ نِقْمَتِهِ , وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَرَبِيِّ : الْجَمِيعُ مِنْ الْفَضَائِلِ , وَخُرُوجُ آدَمَ مِنْ الْجَنَّةِ هُوَ سَبَبُ وُجُودِ الذُّرِّيَّةِ , وَهَذَا النَّسْلُ الْعَظِيمُ , وَوُجُودُ الرُّسُلِ وَالْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَالْأَوْلِيَاءِ ، وَلَمْ يَخْرُجْ مِنْهَا طَرْدًا كَمَا كَانَ خُرُوجُ إِبْلِيسَ , وَإِنَّمَا كَانَ خُرُوجُهُ مُسَافِرًا لِقَضَاءِ أَوْطَارٍ ثُمَّ يَعُودُ إِلَيْهَا . تحفة الأحوذي - (ج 2 / ص 25)
(8) ( م ) 854 , ( ت ) 488
(9) مُصيخة : مُصْغِيَة مُسْتَمِعَة , يُقَال : أَصَاخَ وَأَسَاخَ بِمَعْنًى وَاحِد . عون المعبود - (ج 3 / ص 14)
(10) لِأَنَّ الْقِيَامَة تَظْهَر يَوْم الْجُمُعَة بَيْن الصُّبْح وَطُلُوع الشَّمْس . عون المعبود - (ج 3 / ص 14)
(11) أَيْ : خوفًا .
(12) ( د ) 1046 , ( س ) 1430
(13) ( خ ) 893 , ( م ) 852
(14) ( ت ) 3339
(15) ( خ ) 893 , ( م ) 852(2/1391)
( س ) , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّه - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَوْمُ الْجُمُعَةِ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَةً , لَا يُوجَدُ فِيهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّه شَيْئًا إِلَّا آتَاهُ إِيَّاهُ , فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ " (1)
__________
(1) ( س ) 1389 , ( د ) 1048 , ( حم ) 7674 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 8190 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 703(2/1392)
( طس ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَتَانِي جِبْرِيلُ وَفِي كَفِّهِ مِرْآةٌ بَيْضَاءٌ فِيهَا نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ , فَقُلْتُ : مَا هَذِهِ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَذِهِ الْجُمُعَةُ يَعْرِضُهَا عَلَيْكَ رَبُّكَ - عز وجل - لِتَكُونَ لَكَ عِيدًا وَلِقَوْمِكَ مِنْ بَعْدِكَ , تَكُونُ أَنْتَ الْأَوَّلَ , وَيَكُونُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى مِنْ بَعْدِكَ ، قُلْتُ : مَا لَنَا فِيهَا ؟ , قَالَ : لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ، لَكُمْ فِيهَا سَاعَةٌ مَنْ دَعَا رَبَّهُ - عز وجل - فِيهَا بِخَيْرٍ هو لَهُ قَسْمٌ أَعْطَاهُ اللَّهُ - عز وجل - , أَوْ لَيْسَ لَهُ بِقَسْمٍ إِلَّا ذُخِرَ لَهُ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ ، أَوْ تَعَوَّذَ فِيهَا مِنْ شَرِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ إِلَّا أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ أَعْظَمَ مِنْهُ ، وَنَحْنُ نَدْعُوهُ فِي الْآخِرَةِ يَوْمَ الْمَزِيدِ ، وَذَلِكَ أَنَّ رَبَّكَ اتَّخَذَ فِي الْجَنَّةِ وَادِيًا أَفْيَحَ (1) مِنْ مِسْكٍ أَبْيَضَ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ نَزَلَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْ عِلِّيِّينَ عَلَى كُرْسِيِّهِ ، ثُمَّ حَفَّ الْكُرْسِيَّ بِمَنَابِرَ مِنْ نُورٍ ، ثُمَّ جَاءَ النَّبِيُّونَ حَتَّى يَجْلِسُوا عَلَيْهَا ، ثُمَّ حَفَّ الْمَنَابِرَ بِكَرَاسِيَّ مِنْ ذَهَبٍ ، ثُمَّ جَاءَ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ حَتَّى يَجْلِسُوا عَلَيْهَا ، ثُمَّ يَجِيءُ أَهْلُ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا عَلَى الْكَثِيبِ (2) وَهُوَ كَثِيبٌ أَبْيَضُ مِنْ مِسْكٍ أَذْفَرَ (3) فَيَتَجَلَّى لَهُمْ رَبُّهُمْ - عز وجل - حَتَّى يَنْظُرُوا إِلَى وَجْهِهِ - عز وجل - وَهو يَقُولُ : أَنَا الَّذِي صَدَقْتُكُمْ وَعْدِي وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ، وَهَذَا مَحَلُّ كَرَامَتِي فَاسْأَلُونِي , فَيَسْأَلُونَهُ الرِّضَا ، فَيَقُولُ : رِضَايَ أَحَلَّكُمْ دَارِي وَأَنَالَكُمْ كَرَامَتِي ، فَسَلُونِي ، فَيَسْأَلُونَهُ حَتَّى تَنْتَهِيَ رَغْبَتُهُمْ , فَيُفْتَحُ لَهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ إِلَى مِقْدَارِ مُنْصَرَفِهِمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ثُمَّ يَرْجِعُ أَهْلُ الْغُرَفِ إِلَى غُرَفِهِمْ ، وَهِيَ زَبَرْجَدَةٌ (4) خَضْرَاءُ أَوْ يَاقُوتَةٌ (5) حَمْرَاءُ ، مُطَّرِدَةٌ فِيهَا أَنْهَارُهَا , مُتَدَلِّيَةٌ فِيهَا ثِمَارُهَا , فِيهَا أَزْوَاجُهَا وَخَدَمُهَا ، فَلَيْسُوا هُمْ فِي الْجَنَّةِ بِأَشْوَقَ إِلَى شَيْءٍ مِنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ لِيَزْدَادُوا مِنْهُ كَرَامَةً , وَلِيَزْدَادُوا نَظَرًا إِلَى وَجْهِهِ - عز وجل - ، وَلِذَلِكَ دُعِيَ يَوْمَ الْمَزِيدِ " (6)
__________
(1) أَيْ : واسع .
(2) الكَثِيب : الرَّمْل المسْتَطِيل المُحْدَوْدِب .
(3) الأذفر : الجيد إلى الغاية رائحته شديدة .
(4) الزبرجد : الزمرد , وهو حجر كريم .
(5) الياقوت : حجر كريم من أجود الأنواع وأكثرها صلابة بعد الماس ، خاصة ذو اللون الأحمر .
(6) ( طس ) 6717 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 694 , 3761(2/1393)
( ك ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ الْأَيَّامَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى هَيْئَتِهَا ، وَيَبْعَثُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ زَهْرَاءَ مُنِيرَةً , أَهْلُهَا يَحُفُّونَ بِهَا (1) كَالْعَرُوسِ تُهْدَى إِلَى كَرِيمِهَا ، تُضِيءُ لَهُمْ يَمْشُونَ فِي ضَوْئِهَا أَلْوَانُهُمْ كَالثَّلْجِ بَيَاضًا ، وَرِيحُهُمْ يَسْطَعُ كَالْمِسْكِ ، يَخُوضُونَ فِي جِبَالِ الْكَافُورِ (2) يَنْظُرُ إِلَيْهِمُ الثَّقَلَانِ ، لَا يُطْرِقُونَ (3) تَعَجُّبًا حَتَّى يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ ، لَا يُخَالِطُهُمُ أَحَدٌ إِلَّا الْمُؤَذِّنُونَ الْمُحْتَسِبُونَ " (4)
__________
(1) حف به : استدار حوله .
(2) الكافور : نبات طيب الرائحة .
(3) أَيْ : لا يصرفون أبصارهم .
(4) ( ك ) 1027 , ( خز ) 1730 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1872 , الصَّحِيحَة : 706 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :698 ,
وقال ابن خزيمة : إن صح هذا الخبر فإن في النفس من هذا الإسناد شيئا , وقال الحافظ المنذري , : إسناده حسن , وفي متنه غرابة .(2/1394)
( ت ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ , إِلَّا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ (1) " (2)
__________
(1) ( فِتْنَةَ الْقَبْرِ ) أَيْ : عَذَابَهُ وَسُؤَالَهُ . تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 138)
(2) ( ت ) 1074 , ( حم ) 6582 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :3562 , والمشكاة : 1367 , وأحكام الجنائز ص35(2/1395)
( جة ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
كُنْتُ قَائِدَ أَبِي حِينَ ذَهَبَ بَصَرُهُ , فَكُنْتُ إِذَا خَرَجْتُ بِهِ إِلَى الْجُمُعَةِ فَسَمِعَ الْأَذَانَ اسْتَغْفَرَ لِأَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ - رضي الله عنه - وَدَعَا لَهُ , فَمَكَثْتُ حِينًا أَسْمَعُ ذَلِكَ مِنْهُ , ثُمَّ قُلْتُ فِي نَفْسِي : وَاللَّهِ إِنَّ ذَا لَعَجْزٌ إِنِّي أَسْمَعُهُ كُلَّمَا سَمِعَ أَذَانَ الْجُمُعَةِ يَسْتَغْفِرُ لِأَبِي أُمَامَةَ وَيُصَلِّي عَلَيْهِ وَلَا أَسْأَلُهُ عَنْ ذَلِكَ لِمَ هُوَ , فَخَرَجْتُ بِهِ كَمَا كُنْتُ أَخْرُجُ بِهِ إِلَى الْجُمُعَةِ , فَلَمَّا سَمِعَ الْأَذَانَ اسْتَغْفَرَ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ , فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَتَاهُ , أَرَأَيْتَكَ صَلَاتَكَ عَلَى أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ كُلَّمَا سَمِعْتَ النِّدَاءَ بِالْجُمُعَةِ لِمَ هُوَ ؟ , قَالَ : أَيْ بُنَيَّ , كَانَ أَوَّلَ مَنْ صَلَّى بِنَا صَلَاةَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ مَقْدَمِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ مَكَّةَ , فِي نَقِيعِ الْخَضَمَاتِ (1) فِي هَزْمٍ (2) مِنْ حَرَّةِ بَنِي بَيَاضَةَ , فَقُلْتُ : كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ ؟ , قَالَ : أَرْبَعِينَ رَجُلًا . (3)
__________
(1) النَّقِيعُ : بَطْنٌ مِنْ الْأَرْضِ يَسْتَنْقِعُ فِيهِ الْمَاءُ مُدَّةً , فَإِذَا نَضَبَ الْمَاءُ نَبَتَ الْكَلَأُ .
وَالْخَضَمَاتُ : مَوْقِعٌ عَلَى بَعْدِ مِيلٍ مِنْ الْمَدِينَةِ لِبَنِي بَيَاضَةَ , بَطْنٌ مِنْ الْأَنْصَارِ .
(2) ( الْهَزْمُ ) : يُقَالُ لِمَا اطْمَأَنَّ مِنْ الْأَرْضِ هَزْمٌ , وَجَمْعُهُ هُزُومٌ .
(3) ( جة ) 1082 , ( د ) 1069 , ( حب ) 7013 , ( ك ) 4858 , وحسنه الألباني في الإرواء : 600(2/1396)
( خ ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
إِنَّ أَوَّلَ جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ بَعْدَ جُمُعَةٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فِي مَسْجِدِ عَبْدِ الْقَيْسِ بِجُوَاثَى , يَعْنِي قَرْيَةً مِنْ الْبَحْرَيْنِ (1) . (2)
__________
(1) ( الْبَحْرَيْنِ ) : هِيَ الْبَلَدُ الْمَشْهُورُ بِالْعِرَاقِ ، وَهُوَ بَيْنَ الْبَصْرَةِ وَهَجَرَ . ( فتح الباري) - (ج 9 / ص 426)
(2) ( خ ) 4113 , 852 , ( د ) 1068 , ( ن ) 1655(2/1397)
( خ م د جة حم ) , وَعَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
"( مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ) (1) ( فَأَحْسَنَ غُسْلَهُ ، وَتَطَهَّرَ فَأَحْسَنَ طُهُورَهُ ) (2) ( وَاسْتَاكَ ) (3) ( وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ , وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلَمْ يَتَخَطَّ أَعْنَاقَ النَّاسِ ) (4) ( وَلَمْ يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ ) (5) ( ثُمَّ صَلَّى مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ ) (6) ( وَلَمْ يَلْغُ عِنْدَ الْمَوْعِظَةِ ) (7) ( فَأَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ إِمَامُهُ ) (8) ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ (9) ( فَلَمْ يَتَكَلَّمْ ) (10) ( حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ خُطْبَتِهِ , ثُمَّ يُصَلِّي مَعَهُ , غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى ) (11) ( وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ (12) ) (13) ( مَا اجْتُنِبَتْ الْمَقْتَلَةُ ) (14) ( وَمَنْ لَغَا (15) وَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ كَانَتْ لَهُ ظُهْرًا (16) ) (17) "
__________
(1) ( خ ) 910 , ( م ) 26 - ( 857 )
(2) ( جة ) 1097 , ( خ ) 910 , ( م ) 26 - ( 857 )
(3) ( حم ) 11785 , انظر صحيح الجامع : 6066 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
(4) ( د ) 343 , ( خ ) 883
(5) ( خ ) 910 , ( جة ) 1097
(6) ( د ) 343 , ( خ ) 910 , ( م ) 26 - ( 857 )
(7) ( د ) 347 , ( جة ) 1097 , انظر صحيح الجامع : 6064 , 6067
(8) ( د ) 343 , ( خ ) 910 , ( م ) 26 - ( 857 )
(9) ( خ ) 883
(10) ( حم ) 11785
(11) ( م ) 26 - ( 857 ) , ( خ ) 910 , ( س ) 1403 , ( حم ) 23761
(12) وكان أبو هريرة يقول : إِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا . ( د ) 343 , ( حم ) 11785
(13) ( د ) 343 , ( م ) 26 - ( 857 ) , ( حم ) 11785
(14) ( حم ) 23769 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 689 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(15) ( لَغَا ) أَيْ : تَكَلَّمَ . عون المعبود - (ج 1 / ص 394)
(16) أَيْ : مِثْل صَلَاة الظُّهْر فِي الثَّوَاب , فَيُحْرَم هَذَا الْمُصَلِّي بِتَخَطِّي رِقَابِ النَّاس وَاللَّغْو عِنْد الْخُطْبَة عَنْ هَذَا الثَّوَاب الْجَزِيل الَّذِي يَحْصُل لِمُصَلِّي صَلَاة الْجُمُعَة , وَهُوَ الْكَفَّارَة مِنْ هَذِهِ الْجُمُعَة الْحَاضِرَة إِلَى الْجُمُعَة الْمَاضِيَة أَوْ الْآتِيَة , وَأَجْرِ عِبَادَةِ سَنَةٍ قِيَامُهَا وَصِيَامُهَا .عون المعبود - (ج 1 / ص 394)
(17) ( د ) 347 , انظر صحيح الجامع : 6067 , وصحيح الترغيب والترهيب : 721(2/1398)
( ت س د ) , وَعَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ غَسَّلَ رَأْسَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ (1) ) (2) ( وَبَكَّرَ (3) وَابْتَكَرَ (4) ) (5) وَغَدَا وَابْتَكَرَ (6) ( وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ , وَدَنَا مِنْ الْإِمَامِ ) (7) ( فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ ) (8) فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ (9) ( كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا ) (10) "
__________
(1) أَرَادَ بِقَوْلِهِ ( اِغْتَسَلَ ) أَيْ : غَسَلَ سَائِرَ بَدَنِهِ . تحفة الأحوذي - (ج 2 / ص 32)
(2) ( د ) 346 , ( حم ) 16206 , ( ت ) 496 , ( جة ) 1087
(3) أَيْ : رَاحَ فِي أَوَّلِ الْوَقْتِ .
(4) ( بَكَّرَ ) أَتَى الصَّلَاةَ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا ، وَكُلُّ مَنْ أَسْرَعَ إِلَى شَيْءٍ فَقَدْ بَكَّرَ إِلَيْهِ , وَأَمَّا ( اِبْتَكَرَ ) فَمَعْنَاهُ أَدْرَكَ أَوَّلَ الْخُطْبَةِ ، وَأَوَّلُ كُلِّ شَيْءٍ بَاكُورَتُهُ ، وَابْتَكَرَ الرَّجُلُ إِذَا أَكَلَ بَاكُورَةَ الْفَوَاكِهِ ، وَقِيلَ : كَرَّرَهُ لِلتَّأْكِيدِ ، وَبِهِ جَزَمَ اِبْنُ الْعَرَبِيِّ . تحفة الأحوذي - (ج 2 / ص 32)
(5) ( ت ) 496 , ( د ) 345 , ( جة ) 1087
(6) ( س ) 1384
(7) ( س ) 1384 , ( ت ) 496 , ( د ) 345
(8) ( ت ) 496 , ( حم ) 6954
(9) ( د ) 345 , ( س ) 1398 , ( جة ) 1087
(10) ( ت ) 496 , ( س ) 1381 , ( د ) 345 , ( جة ) 1087 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6405 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 690(2/1399)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ , غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ " (1)
__________
(1) ( ت ) 498 , ( م ) 27 - ( 857 ) , ( د ) 1050(2/1400)
( م ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ ) (1) ( كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ ) (2) ( إِذَا اجْتُنِبَتْ الْكَبَائِرُ ) (3) "
__________
(1) ( م ) 16 - ( 233 )
(2) ( م ) 15 - ( 233 )
(3) ( م ) 16 - ( 233 ) , ( ت ) 214 , ( حم ) 9186(2/1401)
( د حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( يَحْضُرُ الْجُمُعَةَ ثَلَاثَةٌ : فَرَجُلٌ حَضَرَهَا يَلْغُو , فَذَاكَ حَظُّهُ مِنْهَا , وَرَجُلٌ حَضَرَهَا بِدُعَاءٍ ) (1) ( وَصَلَاةٍ (2) فَذَلِكَ رَجُلٌ دَعَا رَبَّهُ - عز وجل - , إِنْ شَاءَ أَعْطَاهُ وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُ , وَرَجُلٌ حَضَرَهَا بِسُكُوتٍ وَإِنْصَاتٍ ) (3) ( وَلَمْ يَتَخَطَّ رَقَبَةَ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُؤْذِ أَحَدًا ) (4) ( فَذَلِكَ هُوَ حَقُّهَا ) (5) ( فَهِيَ كَفَّارَةٌ إِلَى الْجُمُعَةِ الَّتِي تَلِيهَا وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ , وَذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ - عز وجل - يَقُولُ : { مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا } (6) ) (7) "
فَضْلُ التَّبْكِيرِ إِلَى صَلَاةِ الْجُمُعَة
__________
(1) ( حم ) 7002 , ( د ) 1113 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(2) أَيْ : حَضَرَهَا مُشْتَغِلًا بِالدُّعَاءِ حَال الْخُطْبَة حَتَّى مَنَعَهُ ذَلِكَ مِنْ أَصْل سَمَاعه أَوْ كَمَالِهِ , أَخْذًا مِنْ قَوْله فِي الثَّالِث : ( بِإِنْصَاتٍ وَسُكُوت ) . عون المعبود - (ج 3 / ص 67)
(3) ( حم ) 6701 , ( د ) 1113 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حسن .
(4) ( حم ) 7002 , ( د ) 1113
(5) ( حم ) 6701
(6) [الأنعام/160]
(7) ( د ) 1113 , ( حم ) 7002 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 8045 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 723(2/1402)
( خ م س ط ) , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَقَفَتْ الْمَلَائِكَةُ ) (1) ( عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ يَكْتُبُونَ ) (2) ( مَنْ جَاءَ إِلَى الْجُمُعَةِ ) (3) ( الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ ) (4) ( فَمَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ (5) ثُمَّ رَاحَ (6) ) (7) ( فِي السَّاعَةِ الْأُولَى (8) ) (9) ( فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً (10) وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً (11) وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ (12) وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً ، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ (13) ) (14) ( طَوَتِ الْمَلَائِكَةُ الصُّحُفَ وَدَخَلَتْ تَسْمَعُ الذِّكْرَ (15) ) (16) الْخُطْبَةَ (17) "( قَالَ أَبُو غَالِبٍ (18) : فَقُلْتُ : يَا أَبَا أُمَامَةَ ، لَيْسَ لِمَنْ جَاءَ بَعْدَ خُرُوجِ الْإِمَامِ جُمُعَةٌ ؟ , قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنْ لَيْسَ مِمَّنْ يُكْتَبُ فِي الصُّحُفِ ) (19) .
فَضْلُ انْتِظَارِ الصَّلَاة
__________
(1) ( خ ) 887
(2) ( خ ) 3039 , ( م ) 850
(3) ( س ) 1385 , ( حم ) 7510
(4) ( خ ) 3039 , ( م ) 850
(5) أَيْ : غُسْلًا كَغُسْلِ الْجَنَابَة ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى ( وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ) , وَفِي رِوَايَة عَبْد الرَّزَّاق " فَاغْتَسَلَ أَحَدكُمْ كَمَا يَغْتَسِل مِنْ الْجَنَابَة " وَظَاهِره أَنَّ التَّشْبِيه لِلْكَيْفِيَّةِ لَا لِلْحُكْمِ وَهُوَ قَوْل الْأَكْثَر ، وَقِيلَ : فِيهِ إِشَارَة إِلَى الْجِمَاع يَوْم الْجُمُعَة لِيَغْتَسِل فِيهِ مِنْ الْجَنَابَة ، وَالْحِكْمَة فِيهِ أَنْ تَسْكُن نَفْسه فِي الرَّوَاح إِلَى الصَّلَاة وَلَا تَمْتَدّ عَيْنه إِلَى شَيْء يَرَاهُ ، وَفِيهِ حَمْلُ الْمَرْأَة أَيْضًا عَلَى الِاغْتِسَال ذَلِكَ الْيَوْم ،
وَعَلَيْهِ حَمَلَ قَائِلُ ذَلِكَ حَدِيث : " مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ " . فتح الباري لابن حجر - (ج 3 / ص 285)
(6) الرَّوَاح عِنْد مَالِك وَكَثِير مِنْ أَصْحَابه , وَالْقَاضِي حُسَيْن وَإِمَام الْحَرَمَيْنِ مِنْ أَصْحَابنَا بَعْد الزَّوَال , وَادَّعَوْا أَنَّ هَذَا مَعْنَاهُ فِي اللُّغَة , وَمَذْهَب الشَّافِعِيّ وَجَمَاهِير أَصْحَابه وَابْن حَبِيب الْمَالِكِيّ وَجَمَاهِير الْعُلَمَاء اِسْتِحْبَاب التَّبْكِير إِلَيْهَا أَوَّل النَّهَار ، وَالسَّاعَات عِنْدهمْ مِنْ أَوَّل النَّهَار ، وَالرَّوَاح يَكُون أَوَّل النَّهَار وَآخِره ، قَالَ الْأَزْهَرِيّ : فِي لُغَة الْعَرَب : الرَّوَاح الذَّهَاب , سَوَاء كَانَ أَوَّل النَّهَار أَوْ آخِره أَوْ فِي اللَّيْل , وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب الَّذِي يَقْتَضِيه الْحَدِيث وَالْمَعْنَى ؛ لِأَنَّ النَّبِيّ > أَخْبَرَ أَنَّ الْمَلَائِكَة تَكْتُب مَنْ جَاءَ فِي السَّاعَة الْأُولَى وَهُوَ كَالْمُهْدِي بَدَنَة ، وَمَنْ جَاءَ فِي السَّاعَة الثَّانِيَة ثُمَّ الثَّالِثَة ثُمَّ الرَّابِعَة ثُمَّ الْخَامِسَة ، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَام طَوَوْا الصُّحُف وَلَمْ يَكْتُبُوا بَعْد ذَلِكَ أَحَدًا ، وَمَعْلُوم أَنَّ النَّبِيّ > كَانَ يَخْرُج إِلَى الْجُمُعَة مُتَّصِلًا بِالزَّوَالِ - وَهُوَ بَعْد اِنْفِصَال السَّادِسَة - فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ لَا شَيْء مِنْ الْهَدْي وَالْفَضِيلَة لِمَنْ جَاءَ بَعْد الزَّوَال ، وَلِأَنَّ ذِكْر السَّاعَات إِنَّمَا كَانَ لِلْحَثِّ فِي التَّبْكِير إِلَيْهَا وَالتَّرْغِيب فِي فَضِيلَة السَّبَق , وَتَحْصِيل الصَّفّ الْأَوَّل , وَانْتِظَارهَا , وَالِاشْتِغَال بِالتَّنَفُّلِ وَالذِّكْر وَنَحْوه ، وَهَذَا كُلّه لَا يَحْصُل بِالذَّهَابِ بَعْد الزَّوَال ، وَلَا فَضِيلَة لِمَنْ أَتَى بَعْد الزَّوَال ؛ لِأَنَّ النِّدَاء يَكُون حِينَئِذٍ , وَيَحْرُم التَّخَلُّف بَعْد النِّدَاء ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ , وَاخْتَلَفَ أَصْحَابنَا هَلْ تَعْيِين السَّاعَات مِنْ طُلُوع الْفَجْر أَمْ مِنْ طُلُوع الشَّمْس ؟ , وَالْأَصَحّ عِنْدهمْ مِنْ طُلُوع الْفَجْر . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 217)
(7) ( خ ) 841 , ( م ) 850
(8) الْمُرَاد بِالسَّاعَاتِ مَا يَتَبَادَر الذِّهْن إِلَيْهِ مِنْ الْعُرْف فِيهَا ، وَقَالَ الْقَفَّالُ : فِيهِ نَظَر , إِذْ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الْمُرَاد لَاخْتَلَفَ الْأَمْر فِي الْيَوْم الشَّاتِي وَالصَّائِف ، لِأَنَّ النَّهَار يَنْتَهِي فِي الْقِصَر إِلَى عَشْر سَاعَات , وَفِي الطُّول إِلَى أَرْبَعَ عَشْرَة ، وَهَذَا الْإِشْكَال أَجَابَ عَنْهُ الْقَاضِي حُسَيْن بِأَنَّ الْمُرَاد بِالسَّاعَاتِ مَا لَا يُخْتَلَف عَدَده بِالطُّولِ وَالْقِصَر ، فَالنَّهَار اِثْنَتَا عَشْرَة سَاعَة , لَكِنْ يَزِيد كُلٌّ مِنْهَا وَيَنْقُص , وَاللَّيْل كَذَلِكَ ، وَهَذِهِ تُسَمَّى السَّاعَات الْآفَاقِيَّة عِنْد أَهْل الْمِيقَات وَتِلْكَ التَّعْدِيلِيَّة ، وَقَدْ رَوَى أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيث جَابِر مَرْفُوعًا " يَوْم الْجُمُعَة اِثْنَتَا عَشْرَة سَاعَة " , وَهَذَا وَإِنْ لَمْ يَرِد فِي حَدِيث التَّبْكِير فَيُسْتَأْنَس بِهِ فِي الْمُرَاد بِالسَّاعَاتِ ، وَقِيلَ الْمُرَاد بِالسَّاعَاتِ بَيَان مَرَاتِب الْمُبَكِّرِينَ مِنْ أَوَّلِ النَّهَار إِلَى الزَّوَال وَأَنَّهَا تَنْقَسِم إِلَى خَمْس ، وَتَجَاسَرَ الْغَزَالِيّ فَقَسَّمَهَا بِرَأْيِهِ فَقَالَ : الْأُولَى مِنْ طُلُوع الْفَجْر إِلَى طُلُوع الشَّمْس ، وَالثَّانِيَة إِلَى اِرْتِفَاعهَا ، وَالثَّالِثَة إِلَى اِنْبِسَاطهَا ، وَالرَّابِعَة إِلَى أَنْ تَرْمَض الْأَقْدَام ، وَالْخَامِسَة إِلَى الزَّوَال . وَاعْتَرَضَهُ اِبْنُ دَقِيق الْعِيد بِأَنَّ الرَّدّ إِلَى السَّاعَات الْمَعْرُوفَة أَوْلَى , وَإِلَّا لَمْ يَكُنْ لِتَخْصِيصِ هَذَا الْعَدَد بِالذِّكْرِ مَعْنًى , لِأَنَّ الْمَرَاتِب مُتَفَاوِتَة جِدًّا ، وَانْفَصَلَ الْمَالِكِيَّة إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَبَعْض الشَّافِعِيَّة عَنْ الْإِشْكَال بِأَنَّ الْمُرَاد بِالسَّاعَاتِ الْخَمْس لَحَظَات لَطِيفَة أَوَّلُهَا زَوَال الشَّمْس وَآخِرُهَا قُعُود الْخَطِيب عَلَى الْمِنْبَر ، وَاسْتَدَلُّوا عَلَى ذَلِكَ بِأَنَّ السَّاعَة تُطْلَق عَلَى جُزْء مِنْ الزَّمَان غَيْر مَحْدُود ، تَقُول : جِئْت سَاعَة كَذَا ، وَبِأَنَّ قَوْلَهُ فِي الْحَدِيث " ثُمَّ رَاحَ " يَدُلّ عَلَى أَنَّ أَوَّلَ الذَّهَاب إِلَى الْجُمُعَة مِنْ الزَّوَال ، لِأَنَّ حَقِيقَة الرَّوَاح مِنْ الزَّوَال إِلَى آخَرِ النَّهَار ، وَالْغُدُوّ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى الزَّوَال , ثُمَّ إِنِّي لَمْ أَرَ التَّعْبِير بِالرَّوَاحِ فِي شَيْء مِنْ طُرُق هَذَا الْحَدِيث إِلَّا فِي رِوَايَة مَالِك هَذِهِ عَنْ سُمَيٍّ ، وَقَدْ رَوَاهُ اِبْنُ جُرَيْجٍ عَنْ سُمَيٍّ بِلَفْظِ " غَدَا " وَرَوَاهُ أَبُو سَلَمَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة بِلَفْظِ " الْمُتَعَجِّل إِلَى الْجُمُعَة كَالْمُهْدِي بَدَنَة " الْحَدِيث , فَدَلَّ مَجْمُوع هَذِهِ الْأَحَادِيث عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالرَّوَاحِ الذَّهَاب ، وَقَدْ اِشْتَدَّ إِنْكَار أَحْمَد وَابْنِ حَبِيب مِنْ الْمَالِكِيَّة مَا نُقِلَ عَنْ مَالِك مِنْ كَرَاهِيَةِ التَّبْكِير إِلَى الْجُمُعَة , وَقَالَ أَحْمَد : هَذَا خِلَاف حَدِيث رَسُول اللَّه > , وَاحْتَجَّ بَعْض الْمَالِكِيَّة أَيْضًا بِقَوْلِهِ فِي رِوَايَة الزُّهْرِيِّ " مَثَل الْمُهَجِّر " لِأَنَّهُ مُشْتَقّ مِنْ التَّهْجِير , وَهُوَ السَّيْر فِي وَقْت الْهَاجِرَة ، وَأُجِيبَ بِأَنَّ الْمُرَاد بِالتَّهْجِيرِ هُنَا التَّبْكِير كَمَا تَقَدَّمَ نَقْله عَنْ الْخَلِيل فِي الْمَوَاقِيت ، وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ : الْحَقّ أَنَّ التَّهْجِير هُنَا مِنْ الْهَاجِرَة وَهُوَ السَّيْر وَقْت الْحَرّ ، وَهُوَ صَالِحِ لِمَا قَبْل الزَّوَال وَبَعْده ، فَلَا حُجَّة فِيهِ لِمَالِكٍ . فتح الباري لابن حجر - (ج 3 / ص 285)
(9) ( ط ) 227
(10) أَيْ : تَصَدَّقَ بِهَا مُتَقَرِّبًا إِلَى اللَّهِ ، وَالْمُرَاد بِالْبَدَنَةِ الْبَعِير , ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى . فتح الباري (ج 3 / ص 285)
(11) فِي الحديث دليل أَنَّ التَّضْحِيَة بِالْإِبِلِ أَفْضَل مِنْ الْبَقَرَة ؛ لِأَنَّ النَّبِيّ > قَدَّمَ الْإِبِل , وَجَعَلَ الْبَقَرَة فِي الدَّرَجَة الثَّانِيَة ، وَقَدْ أَجْمَعَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ الْإِبِل أَفْضَل مِنْ الْبَقَر فِي الْهَدَايَا ، وَاخْتَلَفُوا فِي الْأُضْحِيَّة , فَمَذْهَب الشَّافِعِيّ وَأَبِي حَنِيفَة وَالْجُمْهُور أَنَّ الْإِبِل أَفْضَل , ثُمَّ الْبَقَر , ثُمَّ الْغَنَم - كَمَا فِي الْهَدَايَا - وَمَذْهَب مَالِك أَنَّ أَفْضَل الْأُضْحِيَّة الْغَنَم , ثُمَّ الْبَقَر , ثُمَّ الْإِبِل , قَالُوا : لِأَنَّ النَّبِيّ > ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ ، وَحُجَّة الْجُمْهُور ظَاهِر هَذَا الْحَدِيث , وَالْقِيَاس عَلَى الْهَدَايَا ، وَأَمَّا تَضْحِيَته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا يَلْزَم مِنْهَا تَرْجِيح الْغَنَم ؛ لِأَنَّهُ مَحْمُول عَلَى أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَتَمَكَّن ذَلِكَ الْوَقْت إِلَّا مِنْ الْغَنَم أَوْ فَعَلَهُ لِبَيَانِ الْجَوَاز ، وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيح أَنَّهُ > ضَحَّى عَنْ نِسَائِهِ بِالْبَقَرِ . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 217)
(12) وَصَفَهُ بِالْأَقْرَنِ لِأَنَّهُ أَكْمَل وَأَحْسَن صُورَة وَلِأَنَّ قَرْنه يُنْتَفَع بِهِ . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 217)
(13) اِسْتَنْبَطَ مِنْهُ الْمَاوَرْدِيُّ أَنَّ التَّبْكِير لَا يُسْتَحَبّ لِلْإِمَامِ ، قَالَ : وَيَدْخُل لِلْمَسْجِدِ مِنْ أَقْرَبِ أَبْوَابه إِلَى الْمِنْبَر ، وَمَا قَالَهُ غَيْر ظَاهِرٍ , لِإِمْكَانِ أَنْ يَجْمَع الْأَمْرَيْنِ , بِأَنْ يُبَكِّر وَلَا يَخْرُج مِنْ الْمَكَان الْمُعَدّ لَهُ فِي الْجَامِع إِلَّا إِذَا حَضَرَ الْوَقْت . فتح الباري لابن حجر - (ج 3 / ص 285)
(14) ( خ ) 841 , ( م ) 850
(15) الْمُرَاد بِالذِّكْرِ مَا فِي الْخُطْبَة مِنْ الْمَوَاعِظ وَغَيْرهَا . عون المعبود - (ج 1 / ص 396)
(16) ( حم ) 7510 , ( خ ) 3039 , ( م ) 850
(17) ( س ) 1386 , ( جة ) 1092
(18) هو أبو غالب الباهلي , مولاهم ، الخياط البصري , اسمه نافع ، الطبقة : 5 من صغار التابعين , روى له : ( د ت جة ) , رتبته عند ابن حجر : ثقة
رتبته عند الذهبي : صويلح .
(19) ( حم ) : 22322 , وحسنه الألباني في صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 710(2/1403)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ؟ , قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ (1) عَلَى الْمَكَارِهِ (2) وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ ، وَانْتِظَارُ الصَلَاةِ بَعْدَ الصَلَاةِ ، فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ (3) فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ " (4)
__________
(1) إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ : إِتْمَامُهُ وَإِكْمَالُهُ بِاسْتِيعَابِ الْمَحَلِّ بِالْغُسْلِ , وَتَكْرَارِ الْغُسْلِ ثَلَاثًا . تحفة الأحوذي (ج1ص 61)
(2) الْمَكَارِه : تَكُون بِشِدَّةِ الْبَرْد , وَأَلَمِ الْجِسْم وَنَحْو ذَلِكَ . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 406)
(3) الرّباط : الإقامة على جِهَاد العَدوّ بالحرب ، وارْتباط الخيل وإعْدَادها , وَقَوْله : ( فَذَلِكُمْ الرِّبَاط ) أَيْ أَنَّهُ أَفْضَل الرِّبَاط كَمَا قِيلَ : الْجِهَاد جِهَاد النَّفْس . ( النووي - ج 1 / ص 406)
(4) ( م ) 41 - ( 251 ) , ( ت ) 51 , ( س ) 143 , ( جة ) 428 , ( حم ) 8008(2/1404)
( ك ) , وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ ، وَإِعْمَالُ الْأَقْدَامِ إِلَى الْمَسَاجِدِ ، وَانْتِظَارُ الصَلَاةِ بَعْدَ الصَلَاةِ , يَغْسِلُ الْخَطَايَا غَسْلًا " (1)
__________
(1) ( ك ) 456 , ( يع ) 488 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 926, صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :191 , 449(2/1405)
( جة حم ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَغْرِبَ ) (1) ( ذَاتَ لَيْلَةٍ ) (2) ( فَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ , وَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ (3) ) (4) ( " فَأَقْبَلَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (5) ( مُسْرِعًا ) (6) ( قَبْلَ أَنْ يَثُوبَ النَّاسُ لِصَلَاةِ الْعِشَاءِ , فَجَاءَ وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ ) (7) ( وَقَدْ حَسَرَ ثَوْبَهُ عَنْ رُكْبَتَيْهِ , فَقَالَ : أَبْشِرُوا ) (8) ( - وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ إِلَى السَّمَاءِ - ) (9) ( هَذَا رَبُّكُمْ , قَدْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يُبَاهِي بِكُمْ الْمَلَائِكَةَ , يَقُولُ : انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي , قَدْ ) (10) ( أَدَّوْا حَقًّا مِنْ حَقِّي , ثُمَّ هُمْ يَنْتَظِرُونَ أَدَاءَ حَقٍّ آخَرَ يُؤَدُّونَهُ ) (11) " (12)
__________
(1) ( جة ) 801
(2) ( حم ) 6752 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) أَيْ : بَقِي مَنْ بَقِي .
(4) ( جة ) 801 , ( حم ) 6752
(5) ( حم ) 6860 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(6) ( جة ) 801
(7) ( حم ) 6752
(8) ( جة ) 801
(9) ( حم ) 6752
(10) ( جة ) 801
(11) ( حم ) 6860 , ( جة ) 801
(12) , انظر الصحيحة : 661 , وصحيح الترغيب والترهيب : 445(2/1406)
( حم ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ جَلَسَ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُ الصَلَاةَ , فَهُوَ فِي صَلَاةٍ " (1)
__________
(1) ( حم ) 22863 , ( س ) 734 , ( حب ) 2772(2/1407)
( حم ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا عَشْرُ حَسَنَاتٍ , وَالْقَاعِدُ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُ الصَلَاةَ كَالْقَانِتِ (1) وَيُكْتَبُ مِنْ الْمُصَلِّينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ " (2)
__________
(1) القانت : القائم للصلاة .
(2) ( حم ) 17495 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 434 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 298(2/1408)
( خ م ت د ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ ثُمَّ جَلَسَ فِي مُصَلاَّهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ ) (1) ( لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ (2) مَا دَامَ فِي مُصَلاَّهُ ) (3) ( يَقُولُونَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ ) (4) ( اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْهِ (5) ) (6) ( مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ (7) ) (8) ( مَا لَمْ يَقُمْ مِنْ صَلَاتِهِ ) (9) ( مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ (10) ) (11) " , ( فَقَالَ رَجُلٌ : وَمَا يُحْدِثُ ؟ , قَالَ : يَفْسُو أَوْ يَضْرُطُ ) (12) .
__________
(1) ( ط ) 380
(2) أَيْ : يَدْعُونَ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ . عون المعبود - (ج 2 / ص 78)
(3) ( خ ) 620 , ( م ) 649
(4) ( خ ) 434 , ( م ) 649
(5) أَيْ : وَفِّقْهُ لِلتَّوْبَةِ أَوْ اِقْبَلْهَا مِنْهُ أَوْ ثَبِّتْهُ عَلَيْهَا . عون المعبود - (ج 2 / ص 78)
(6) ( م ) 649 , ( د ) 559
(7) أَيْ : مَا لَمْ يُؤْذِ فِي مَجْلِسه الَّذِي صَلَّى فِيهِ أَحَدًا بِقَوْلِهِ أَوْ فِعْله . عون المعبود - (ج 2 / ص 78)
(8) ( خ ) 2013 , ( م ) 649
(9) ( خ ) 3057
(10) أَيْ : مَا لَمْ يُبْطِل وُضُوءَهُ . عون المعبود - (ج 2 / ص 78)
(11) ( خ ) 2013 , ( م ) 649
(12) ( م ) 649 , ( ت ) 330(2/1409)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي الصَّلَاةٍ مَا كَانَ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُ الصَلَاةَ ) (1) ( لَا يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْقَلِبَ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا الصَّلَاةُ ) (2) ( وَتُصَلِّي عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ ) (3) ( يَقُولُونَ : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ ) (4) ( اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ ) (5) ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ , اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْهِ (6) ) (7) ( مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ (8) مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ (9) ) (10) "
__________
(1) ( خ ) 174
(2) ( م ) 649 , ( د ) 470
(3) ( خ ) 465 , ( م ) 649
(4) ( خ ) 465
(5) ( خ ) 465 , ( م ) 649
(6) أَيْ : وَفِّقْهُ لِلتَّوْبَةِ أَوْ اِقْبَلْهَا مِنْهُ أَوْ ثَبِّتْهُ عَلَيْهَا . عون المعبود - (ج 2 / ص 78)
(7) ( م ) 649 , ( جة ) 799
(8) أَيْ : مَا لَمْ يُبْطِل وُضُوءَهُ . عون المعبود - (ج 2 / ص 78)
(9) أَيْ : مَا لَمْ يُؤْذِ فِي مَجْلِسه الَّذِي صَلَّى فِيهِ أَحَدًا بِقَوْلِهِ أَوْ فِعْله . عون المعبود - (ج 2 / ص 78)
(10) ( خ ) 2013 , ( م ) 649(2/1410)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مُنْتَظِرُ الصَلَاةِ مِنْ بَعْدِ الصَّلَاة ، كَفَارِسٍ اشْتَدَّ بِهِ فَرَسُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَلَى كَشْحِهِ (1) تُصَلِّي عَلَيْهِ مَلَائِكَةُ اللَّهِ مَا لَمْ يُحْدِثْ أَوْ يَقُومُ ، وَهُوَ فِي الرِّبَاطِ الْأَكْبَرِ " (2)
__________
(1) الكاشح : العَدُوُّ الذي يُضْمِر عَداوَته , والكَشْح : الخَصْر , والذي يَطْوِي عنك كَشْحَه : لا يَألَفُك .
(2) ( حم ) 8610 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 450 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(2/1411)
( د ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" صَلَاةٌ عَلَى إِثْرِ صَلَاةٍ لَا لَغْوَ بَيْنَهُمَا كِتَابٌ فِي عِلِّيِّينَ " (1)
( الشهاب حل ) , وَعَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ :
كَتَبَ سَلْمَانُ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ : يَا أَخِي ، عَلَيْكَ بِالْمَسْجِدِ فَالْزَمْهُ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " الْمَسْجِدُ بَيْتُ كُلِّ تَقِيٍّ (2) الْمَسْجِدُ بَيْتُ كُلِّ مُؤْمِنٍ (3) "
فَضْلُ السُّنَنِ الرَّوَاتِب
__________
(1) ( د ) 558 , 1288 , ( حم ) 22358 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6228 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 320 ، 446
(2) القضاعي في مسند الشهاب ج1ص 78 ح73 , ( طب ) 6143 , انظر الصَّحِيحَة : 716 , وصحيح الترغيب والترهيب : 330
(3) ( حل ) ( 6 / 176 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6702(2/1412)
( ت س د جة ) , وَعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ , وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ ) (1)
وفي رواية : ( فَإِنْ صَلَحَتْ صَلَحَ لَهُ سَائِرُ عَمَلِهِ ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَسَدَ سَائِرُ عَمَلِهِ ) (2) ( فَإِنْ أَكْمَلَهَا (3) كُتِبَتْ لَهُ نَافِلَةٌ (4) ) (5) ( وَإِنْ كَانَ انْتُقِصَ ) (6) ( مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ - عز وجل - : انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ (7) يُكَمِّلُ لَهُ مَا انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ ؟ ) (8) ( فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ قَالَ : أَتِمُّوا لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ (9) ) (10) ( ثُمَّ يُفْعَلُ بِسَائِرِ الْأَعْمَالِ الْمَفْرُوضَةِ مِثْلُ ذَلِكَ ) (11) " (12)
__________
(1) ( ت ) 413
(2) ( طس ) 1859 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2573 ، الصَّحِيحَة : 1358
(3) أَيْ : أَدَّاهَا تَامَّة وَصَحِيحَة . عون المعبود - (ج 2 / ص 359)
(4) أَيْ : أن ما زاد على الفريضة من سنن ونوافل يُكتب له تطوعا .ع
(5) ( جة ) 1426
(6) ( س ) 466
(7) أَيْ : سُنَّة أَوْ نَافِلَة مِنْ الصَّلَاة , قَبْل الْفَرْض أَوْ بَعْده أَوْ مُطْلَقًا . عون المعبود - (ج 2 / ص 359)
(8) ( ت ) 413
(9) قَالَ الْعِرَاقِيّ فِي شَرْح التِّرْمِذِيّ : هَذَا الَّذِي وَرَدَ مِنْ إِكْمَال مَا يَنْتَقِصُ الْعَبْد مِنْ الْفَرِيضَة بِمَا لَهُ مِنْ التَّطَوُّع , يَحْتَمِل أَنْ يُرَاد بِهِ مَا اِنْتَقَصَ مِنْ السُّنَن وَالْهَيْئَات الْمَشْرُوعَة الْمُرَغَّب فِيهَا , مِنْ الْخُشُوع وَالْأَذْكَار وَالْأَدْعِيَة , وَأَنَّهُ يَحْصُل لَهُ ثَوَاب ذَلِكَ فِي الْفَرِيضَة وَإِنْ لَمْ يَفْعَلهُ فِي الْفَرِيضَة , وَإِنَّمَا فَعَلَهُ فِي التَّطَوُّع ، وَيَحْتَمِل أَنْ يُرَاد مَا تَرَكَ مِنْ الْفَرَائِض رَأْسًا فَلَمْ يُصَلِّهِ , فَيُعَوَّض عَنْهُ مِنْ التَّطَوُّع ، وَاَللَّه تَعَالَى يَقْبَل مِنْ التَّطَوُّعَات الصَّحِيحَة عِوَضًا عَنْ الصَّلَاة الْمَفْرُوضَة , وَلِلَّهِ سُبْحَانه أَنْ يَفْعَل مَا شَاءَ ، فَلَهُ الْفَضْل وَالْمَنّ ، بَلْ لَهُ أَنْ يُسَامِح وَإِنْ لَمْ يُصَلِّ شَيْئًا , لَا فَرِيضَة وَلَا نَفْلًا . عون المعبود - (ج 2 / ص 359)
(10) ( د ) 864
(11) ( جة ) 1425
(12) صَحِيح الْجَامِع : 2574(2/1413)
( م ت س ) , عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَتْ :
( سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً ) (1) ( تَطَوُّعًا ) (2) ( سِوَى الْفَرِيضَةِ ) (3) ( بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ) (4) مَنْ ثَابَرَ عَلَى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنْ السُّنَّةِ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ (5) مَنْ ثَابَرَ عَلَى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ دَخَلَ الْجَنَّةَ (6) ( أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ , وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا , وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ , وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ , وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ " ) (7) ( قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ : فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (8) .
فَضْلُ سُنَّةِ الْفَجْر
__________
(1) ( ت ) 415 , ( م ) 101 - ( 728 )
(2) ( م ) 102 - ( 728 ) , ( د ) 1250
(3) ( س ) 1808 , ( م ) 103 - ( 728 )
(4) ( م ) 103 - ( 728 )
(5) ( ت ) 414 , ( س ) 1795 , ( جة ) 1140
(6) ( س ) 1794 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 580
(7) ( ت ) 415 , ( س ) 1801 , ( جة ) 1142 , انظر صحيح الجامع : 6362 , وصحيح الترغيب والترهيب : 580
(8) ( م ) 101 - ( 728 ) , ( حم ) 26824(2/1414)
( خ م حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" ( لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى شَيْءٍ مِنْ النَّوَافِلِ أَشَدَّ مُعَاهَدَةً مِنْهُ عَلَى رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ ) (1) ( وَقَالَ : هُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا جَمِيعًا ) (2) "
__________
(1) ( م ) 94 - ( 724 ) , ( خ ) 1110 , ( د ) 1254 , ( حم ) 25403
(2) ( حم ) 24287 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 581 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(2/1415)
( م ) , عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" رَكْعَتَا الْفَجْرِ (1) خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " (2)
__________
(1) أَيْ : سُنَّة الْفَجْر , وَهِيَ الْمَشْهُورَة بِهَذَا الِاسْم . شرح سنن النسائي - (ج 3 / ص 127)
(2) ( م ) 96 - ( 725 ) , ( ت ) 416 , ( س ) 1759 , ( حم ) 25206(2/1416)
( د ) , وَعَنْ أَبِي زِيَادٍ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْكِنْدِيِّ , عَنْ بِلَالٍ بْنِ رَبَاحٍ - رضي الله عنه - , أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيُؤْذِنَهُ (1) بِصَلَاةِ الْغَدَاةِ (2) فَشَغَلَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها بِلَالًا بِأَمْرٍ سَأَلَتْهُ عَنْهُ حَتَّى فَضَحَهُ الصُّبْحُ (3) فَأَصْبَحَ جِدًّا , فَقَامَ بِلَالٌ فَآذَنَهُ بِالصَلَاةِ وَتَابَعَ أَذَانَهُ , " فَلَمْ يَخْرُجْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَلَمَّا خَرَجَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ " , أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ شَغَلَتْهُ بِأَمْرٍ سَأَلَتْهُ عَنْهُ حَتَّى أَصْبَحَ جِدًّا , ثُمَّ إِنَّهُ أَبْطَأَ عَلَيْهِ بِالْخُرُوجِ , فَقَالَ : " إِنِّي كُنْتُ رَكَعْتُ رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ " , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ أَصْبَحْتَ جِدًّا , قَالَ : " لَوْ أَصْبَحْتُ أَكْثَرَ مِمَّا أَصْبَحْتُ , لَرَكَعْتُهُمَا وَأَحْسَنْتُهُمَا وَأَجْمَلْتُهُمَا " (4)
__________
(1) مِنْ الْإِيذَان بِمَعْنَى الْإِعْلَام .
(2) أي : صَلَاةِ الْفجر .
(3) أَيْ : دَهَمَتْهُ فَضْحَة الصُّبْح وَهِيَ بَيَاضه ، وَالْأَفْضَح : الْأَبْيَض لَيْسَ بِشَدِيدِ الْبَيَاض .عون المعبود (ج3 ص 208)
(4) ( د ) 1257 , ( حم ) 23956(2/1417)
( ت حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَا يَدَعُ أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ عَلَى حَالٍ ) (1) "
فَضْلُ سُنَّةِ الْظُّهْرِ القَبْلِيّةِ وَالْبَعْدِيَّة
__________
(1) ( حم ) 24385 , ( خ ) 1127 , ( س ) 1757 , ( د ) 1253 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(2/1418)
( ت جة حم ) , وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ ) (1) ( أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ) (2) ( إِذَا زَالَتْ الشَّمْسُ " ) (3) ( فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذِهِ الرَّكَعَاتُ الَّتِي أَرَاكَ قَدْ أَدْمَنْتَهَا ؟ , فَقَالَ : " إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ إِذَا زَالَتْ الشَّمْسُ , فلَا تُرْتَجُ (4) حَتَّى يُصَلَّى الظُّهْرُ ) (5) ( فَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي فِيهَا عَمَلٌ صَالِحٌ ) (6) ( فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ تَقْرَأُ فِيهِنَّ كُلِّهِنَّ ؟ قَالَ : " نَعَمْ " , قُلْتُ : فَفِيهَا سَلَامٌ فَاصِلٌ ؟ , قَالَ : " لَا ) (7) "
__________
(1) ( جة ) 1157 , ( ت ) 478 , انظر صحيح الجامع : 4967
(2) ( حم ) 23579 , ( جة ) 1157 , انظر مختصر الشمائل : 249
(3) ( جة ) 1157 , ( ت ) 478
(4) أَيْ : لا تُغْلَق .
(5) ( حم ) 23579 , ( جة ) 1157 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1532
(6) ( ت ) 478 , ( حم ) 23597 , , 23611 , , انظر الصحيحة : 3404 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 587
(7) ( حم ) 23579 , انظر مختصر الشمائل : 249 , 250(2/1419)
( د ) , وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَرْبَعٌ قَبْلَ الظُّهْرِ لَيْسَ فِيهِنَّ تَسْلِيمٌ , تُفْتَحُ لَهُنَّ أَبْوَابُ السَّمَاءِ " (1)
__________
(1) ( د ) 1270 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 885 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 585(2/1420)
( ش ) , وَعَنْ عُمَرَ - رضي الله عنهما - ْنِ الْخَطَّابَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الزَّوَالِ (1) قَبْلَ الظُّهْرِ يُعْدَلْنَ بِصَلَاةِ السَّحَرِ (2) " (3)
__________
(1) زوال الشمس : أن تميل عن وسط السماء .
(2) السَّحَر : الثلث الأخير من الليل .
(3) ( ش ) 5991 , ( هب ) 3072 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 884 ، الصَّحِيحَة : 1431(2/1421)
( ت ) , عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ حَافَظَ عَلَى أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ وَأَرْبَعٍ بَعْدَهَا , حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 428 , ( س ) 1812 , ( د ) 1269 , ( حم ) 26815 , انظر صحيح الجامع : 6364 , وصحيح الترغيب والترهيب : 584(2/1422)
( س ) , وَعَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ يُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الظُّهْرِ , فَتَمَسُّ وَجْهَهُ النَّارُ أَبَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ " (1)
فَضْلُ سُنَّةِ الْعَصْر
__________
(1) ( س ) 1813 , وقال الشيخ الألباني في ( س ) : صحيح لغيره , وانظر صحيح الترغيب والترهيب : 584(2/1423)
( ت ) , عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً صَلَّى قَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعًا " (1)
فَضْلُ سُنَّةِ الْمَغْرِب
__________
(1) ( ت ) 430 , ( د ) 1271 , ( حم ) 5980 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3493 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 588(2/1424)
( ت د ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( إنَّ هَذِهِ الْآية : { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ } (1) نَزَلَتْ فِي انْتِظَارِ هَذِهِ الصَلَاةِ الَّتِى تُدْعَى الْعَتْمَةَ ) (2) ( كَانُوا يَتَيَقَّظُونَ مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ يُصَلُّونَ ) (3) ( قَالَ : وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : { كَانُوا قَلِيلًا مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } (4) ) (5) .
فَضْلُ صَلَاةِ الضُّحَى
__________
(1) [السجدة/16]
(2) ( ت ) 3196 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 444
(3) ( د ) 1321 ( هق ) 4526
(4) [الذاريات/17]
(5) ( د ) 1322 , ( ك ) 3737 , وصححه الألباني في الإرواء : 469(2/1425)
( خز ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يُحَافِظُ عَلَى صَلَاةِ الضُّحَى إِلَّا أَوَّابٌ (1) وَهِيَ صَلَاةُ الأَوَّابِينَ " (2)
__________
(1) الْأَوَّاب : الْمُطِيع ، وَقِيلَ : الرَّاجِعُ إِلَى الطَّاعَة .
(2) ( خز ) 1224 , ( ك ) 1182 , ( طس ) 3865 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7628 ، الصَّحِيحَة : 703(2/1426)
( ت حم ) , عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ , ارْكَعْ لِي مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ) (1) ( أَكْفِكَ بِهِنَّ آخِرَ يَوْمِكَ ) (2) "
وفي رواية (3) : أَتَعْجَزُ يَا ابْنَ آدَمَ أَنْ تُصَلِّيَ أَوَّلَ النَّهَارِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ أَكْفِكَ بِهِنَّ آخِرَ يَوْمِكَ ؟ "
__________
(1) ( ت ) 475 , ( ن ) 467 , وصححه الألباني في الإرواء : 465
(2) ( حم ) 17428 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1913 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 671
(3) ( حم ) 17828 , ( د ) 1289 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(2/1427)
( حم يع ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص - رضي الله عنهما - قَالَ :" ( بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَرِيَّةً ) (1) ( فَأَعْظَمُوا الْغَنِيمَةَ وَأَسْرَعُوا ) (2) ( الرَّجْعَةَ ، فَتَحَدَّثَ النَّاسُ بِقُرْبِ مَغْزَاهُمْ وَكَثْرَةِ غَنِيمَتِهِمْ وَسُرْعَةِ رَجْعَتِهِمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَقْرَبَ مِنْهُ مَغْزًى وَأَكْثَرَ غَنِيمَةً وَأَوْشَكَ رَجْعَةً ؟ ) (3) ( رَجُلٌ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ تَحَمَّلَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّى فِيهِ الْغَدَاةَ (4) ثُمَّ عَقَّبَ بِصَلَاةِ الضُّحَى ) (5) ( فَهُوَ أَقْرَبُ مَغْزًى وَأَكْثَرُ غَنِيمَةً وَأَوْشَكُ رَجْعَةً ) (6) "
__________
(1) ( حم ) 6638 , انظر الصحيحة تحت حديث : 2531 , وصحيح الترغيب والترهيب : 668
(2) ( يع ) 6559 , انظر الصَّحِيحَة : 2531
(3) ( حم ) 6638
(4) أي : صَلَاة الْفجر .
(5) ( يع ) 6559
(6) ( حم ) 6638 , ( يع ) 6559 , ( حب ) 2535(2/1428)
( ت ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ , تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ " (1)
__________
(1) ( ت ) 586 , ( طب ) 7741 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6346 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3403(2/1429)
( طس ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ صَلَّى الضُّحَى أَرْبَعًا ، وَقَبْلَ الْأُولَى أَرْبَعًا بُنِيَ لَهُ بِهَا بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ " (1)
__________
(1) ( طس ) 4753 , انظر الصَّحِيحَة : 2349 , وقال الشيخ الألباني : والمراد بالأولى صلاة الظهر فيما يبدو والله أعلم . أ . هـ(2/1430)
( خ خد م ت د حم حب ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( خُلِقَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ بَنِي آدَمَ عَلَى سِتِّينَ وَثَلَاثِ مِائَةِ مَفْصِلٍ (1) ) (2) ( فَعَلَيْهِ أَنْ يَتَصَدَّقَ عَنْ كُلِّ مَفْصِلٍ مِنْهُ بِصَدَقَةٍ ) (3) ( كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ " ) (4) ( فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ) (5) ( فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمِنْ أَيْنَ لَنَا صَدَقَةٌ نَتَصَدَّقُ بِهَا ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ أَبُوَابَ الْخَيْرِ لَكَثِيرَةٌ ) (6) ( فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ , وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ , وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ , وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ ) (7) ( وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ (8) ) (9) ( وَلَهُ بِكُلِّ صَلَاةٍ صَدَقَةٌ , وَصِيَامٍ صَدَقَةٌ , وَحَجٍّ صَدَقَةٌ ) (10) ( وَتَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ ) (11) ( وَسَلَامُكَ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ صَدَقَةٌ ) (12) ( وَتَعْدِلُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ , وَتُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عَلَيْهَا أَوْ تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ تَمْشِيهَا إِلَى الصَلَاةِ صَدَقَةٌ ) (13) ( وَأَمْرُكَ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ , وَنَهْيُكَ عَن الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ ) (14) ( وَتُمِيطُ الْأَذَى ) (15) ( وَالْحَجَرَ وَالشَّوْكَ وَالْعَظْمَ ) (16) ( عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ لَكَ صَدَقَةٌ ) (17) ( وَالنُّخَاعَةُ فِي الْمَسْجِدِ تَدْفِنُهَا ) (18) ( وَإِفْرَاغُكَ مِنْ دَلْوِكَ فِي دَلْوِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ ) (19) ( وَالشَّرْبَةُ مِنَ الْمَاءِ يَسْقِيهَا صَدَقَةٌ ) (20) ( وَتُسْمِعُ الْأَصَمَّ وَالْأَبْكَمَ حَتَّى يَفْقَهَ ) (21) ( صَدَقَةٌ , وَبَصَرُكَ لِلرَّجُلِ الرَّدِيءِ الْبَصَرِ صَدَقَةٌ , وَتَهْدِي الْأَعْمَى (22) ( وَدَلُّ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ ) (23) ( وَتَدُلُّ الْمُسْتَدِلَّ عَلَى حَاجَةٍ لَهُ قَدْ عَلِمْتَ مَكَانَهَا , وَتَسْعَى بِشِدَّةِ سَاقَيْكَ إِلَى اللَّهِفَانِ الْمُسْتَغِيثِ , وَتَرْفَعُ بِشِدَّةِ ذِرَاعَيْكَ مَعَ الضَّعِيفِ ) (24) ( فَهَذَا كُلُّهُ صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ ) (25) ( وَلَكَ فِي جِمَاعِكَ زَوْجَتَكَ ) (26) ( صَدَقَةٌ " , فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَقْضِي الرَّجُلُ شَهْوَتَهُ وَتَكُونُ لَهُ صَدَقَةٌ ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " نَعَمْ , أَرَأَيْتَ لَوْ جَعَلَ تِلْكَ الشَّهْوَةَ فِيمَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَلَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ وِزْرٌ ؟ " , قُلْنَا : بَلَى , قَالَ : " فَإِنَّهُ إِذَا جَعَلَهَا فِيمَا أَحَلَّ اللَّهُ - عز وجل - ) (27) ( كَانَ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ " ) (28) وفي رواية : ( أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ وَلَدٌ فَأَدْرَكَ وَرَجَوْتَ خَيْرَهُ فَمَاتَ , أَكُنْتَ تَحْتَسِبُ بِهِ ؟ " فَقُلْتُ : نَعَمْ , قَالَ : " فَأَنْتَ خَلَقْتَهُ ؟ " , فَقُلْتُ : بَلْ اللَّهُ خَلَقَهُ , قَالَ : " فَأَنْتَ هَدَيْتَهُ ؟ " , فَقُلْتُ : بَلْ اللَّهُ هَدَاهُ , قَالَ : " فَأَنْتَ تَرْزُقُهُ ؟ " , فَقُلْتُ : بَلْ اللَّهُ كَانَ يَرْزُقُهُ , قَالَ : " كَذَلِكَ فَضَعْهُ فِي حَلَالِهِ وَجَنِّبْهُ حَرَامَهُ , فَإِنْ شَاءَ اللَّهُ أَحْيَاهُ , وَإِنْ شَاءَ أَمَاتَهُ وَلَكَ أَجْرٌ ) (29) ( قَالَ : فَمَنْ كَبَّرَ اللَّهَ ، وَحَمِدَ وَهَلَّلَ وَسَبَّحَ وَاسْتَغْفَرَ وَعَزَلَ حَجَرًا أَوْ شَوْكَةً أَوْ عَظْمًا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ ، وَأَمَرَ بِمَعْرُوفٍ أَوْ نَهَى عَنْ مُنْكَرٍ عَدَدَ تِلْكَ السِّتِّينَ وَالثَّلَاثِ مِائَةِ السُّلَامَى ، فَإِنَّهُ يُمْسِي يَوْمَئِذٍ وَقَدْ زَحْزَحَ نَفْسَهُ عَنْ النَّارِ (30) ) (31) ( وَيُجْزِئُ أَحَدَكُمْ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى ) (32) "
فَضْلُ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ وَالصَّلَاةِ عَلَيْها
__________
(1) وفي رواية : سُلامى , وهي نفس المعنى , وفي الحديث دليل واضح على صدق نبوته ، فمن أين علم ? أن في الإنسان هذا العدد من المفاصل ؟ .ع
(2) ( م ) 54 - ( 1007 ) , ( د ) 5242 , ( حم ) 23048
(3) ( د ) 5242 , ( حم ) 23048 , ( خ ) 2734
(4) ( خ ) 2560
(5) ( حم ) 8336 , انظر الصحيحة تحت حديث : 1025 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حسن لغيره .
(6) ( حب ) 3377 , ( د ) 5242 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 2970
(7) ( م ) 84 - ( 720 )
(8) أَيْ أن قول ( أستغفر الله ) صدقة .
(9) ( حم ) 21522 , انظر صَحِيحِ الْجَامِع : 4038 , والصَّحِيحَة : 575 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(10) ( د ) 1286
(11) ( ت ) 1956 , انظر صحيح الجامع : 2908 , والصحيحة : 572
(12) ( حم ) 8336 , ( خ ) 2560 , ( د ) 1285
(13) ( م ) 56 - ( 1009 ) , ( خ ) 2734
(14) ( حم ) 21588 , ( م ) 84 - ( 720 ) , ( ت ) 1956
(15) ( حب ) 3377
(16) ( خد ) 891 , ( ت ) 1956
(17) ( خد ) 891 , ( خ ) 2560 , ( د ) 1285
(18) ( د ) 5242 , ( حم ) 23048
(19) ( ت ) 1956
(20) ( خد ) 422 , انظر الصحيحة : 576 , وصحيح الأدب المفرد : 325
(21) ( حم ) 21522 , ( حب ) 3377
(22) ( حم ) 21522 , ( حب ) 3377
(23) ( خ ) 2734 , ( ت ) 1956
(24) ( حم ) 21522 , ( حب ) 3377
(25) ( حب ) 3377 , ( حم ) 21522
(26) ( حم ) 21522
(27) ( حم ) 21588 , ( د ) 1285
(28) ( حم ) 21511 , ( م ) 53 - ( 1006 ) , ( د ) 1285
(29) ( حم ) 21522
(30) جملة الزحزحة عند ( م ) 1006
(31) ( م ) 54 - ( 1007 )
(32) ( حم ) 21513 , ( م ) 84 - ( 720 ) , ( د ) 1285(2/1431)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - :
( " مَنِ اتَّبَعَ جِنَازَةَ مُسْلِمٍ ) (1) ( مِنْ بَيْتِهَا ) (2) ( إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا وَكَانَ مَعَهُ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيَفْرُغَ مِنْ دَفْنِهَا , فَإِنَّهُ يَرْجِعُ مِنَ الْأَجْرِ بِقِيرَاطَيْنِ ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أَنْ تُدْفَنَ ، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاطٍ " ) (3)
وفي رواية : ( " مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ وَلَمْ يَتْبَعْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ , فَإِنْ تَبِعَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ ) (4) ( قِيلَ : وَمَا الْقِيرَاطَانِ ؟ , قَالَ : مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ ") (5)
فَضْلُ تِلَاوَةِ اَلْقُرْآنِ
قَالَ تَعَالَى : { الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } (6)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا } (7)
وَقَالَ تَعَالَى : { إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ } (8)
__________
(1) ( خ ) 2647
(2) ( م ) 945
(3) ( خ ) 47 , 2647
(4) ( م ) 945
(5) ( خ ) 1261 , ( م ) 945
(6) [البقرة/121]
(7) [الكهف/27]
(8) [فاطر/29](2/1432)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَقُولُ الصِّيَامُ : أَيْ رَبِّ ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ : مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، قَالَ : فَيُشَفَّعَانِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 6626 , ( ك ) 2036 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3882 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 984(2/1433)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ : أَوْصِنِي , قَالَ : " أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ , فَإِنَّهُ رَأْسُ كُلِّ شَيْءٍ , وَعَلَيْكَ بِالْجِهَادِ , فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ الْإِسْلَامِ (1) وَعَلَيْكَ بِذِكْرِ اللَّهِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ , فَإِنَّهُ رَوْحُكَ (2) فِي السَّمَاءِ , وَذِكْرُكَ فِي الْأَرْضِ (3) " (4)
__________
(1) قال في فيض القدير (ج 3 / ص 97) : إن الرهبان وإن تخلوا عن الدنيا وزهدوا فيها , فلا تَخَلِّي ولا زهد أفضل من بذل النفس في سبيل الله , فكما أن الرهبانية أفضل عمل أولئك , فالجهاد أفضل عملنا .
(2) أَيْ : راحتك . فيض القدير - (ج 3 / ص 97)
(3) بإجراء الله ألسنة الخلائق بالثناء الحَسَنِ عليك . فيض القدير - (ج 3 / ص 97)
(4) ( حم ) 11791 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2543 , الصَّحِيحَة : 555(2/1434)
( ت ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ , وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا , لَا أَقُولُ : { الم } حَرْفٌ , وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ , وَلَامٌ حَرْفٌ , وَمِيمٌ حَرْفٌ " (1)
( حل ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُحِبَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَلْيَقْرَأْ فِي الْمُصْحَفِ " (2)
( الذهبي ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" اجْعَلُوا مِنْ صَلَاتِكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ , وَلَا تَجْعَلُوهَا عَلَيكُمْ قُبُورًا كَمَا اتَّخَذَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى بُيُوتَهُمْ قُبُورًا ، وَإِنَّ الْبَيْتَ الذي يُقْرَأُ فِيهِ الْقُرْآنُ يَتَرَاءَى لِأَهْلِ السَّمَاءِ كَمَا تَتَرَاءَى النُّجُومُ لِأَهْلِ الْأَرْضِ " (3)
__________
(1) ( ت ) 2910 , ( ش ) 29933 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6469 , الصَّحِيحَة : 3327
(2) أخرجه ابن شاهين في " الترغيب " ( ق 288 / 1 ) , وابن عدي ( 111 / 2 ) , وأبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 209 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6289 , الصَّحِيحَة : 2342
(3) ( سير أعلام النبلاء ) ج8ص26-27 , انظر الصَّحِيحَة : 3112(2/1435)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَعْمَلُ بِهِ كَالْأُتْرُجَّةِ (1) طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ , وَالْمُؤْمِنُ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَعْمَلُ بِهِ كَالتَّمْرَةِ , طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا , وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الْفَاجِرِ (2) الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ , وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الْفَاجِرِ (3) الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالْحَنْظَلَةِ ) (4) ( لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ (5) ) (6) "
__________
(1) الأُتْرُجّ : قيل هو التفاح ، وقيل : هو ثمر طيب الطعم والرائحة يشبه الليمون , حامض يسكن شهوة النساء , ويجلو اللون والكلف , وقِشره يمنع السوس .
(2) ( خ ) 4732
(3) ( خ ) 4732
(4) ( خ ) 4772
(5) عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : مِنْ النَّاسِ مَنْ يُؤْتَى الْإِيمَانَ وَلَا يُؤْتَى الْقُرْآنَ , وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْتَى الْقُرْآنَ وَلَا يُؤْتَى الْإِيمَانَ , وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْتَى الْقُرْآنَ وَالْإِيمَانَ , وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْتَى الْقُرْآنَ وَلَا الْإِيمَانَ , ثُمَّ ضَرَبَ لَهُمْ مَثَلًا فَقَالَ : فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ الْإِيمَانَ وَلَمْ يُؤْتَ الْقُرْآنَ , فَمَثَلُهُ مَثَلُ التَّمْرَةِ , حُلْوَةُ الطَّعْمِ لَا رِيحَ لَهَا , وَأَمَّا مَثَلُ الَّذِي أُوتِيَ الْقُرْآنَ وَلَمْ يُؤْتَ الْإِيمَانَ فَمَثَلُ الْآسَةِ , طَيِّبَةُ الرِّيحِ مُرَّةُ الطَّعْمِ , وَأَمَّا الَّذِي أُوتِيَ الْقُرْآنَ وَالْإِيمَانَ فَمَثَلُ الْأُتْرُجَّةِ , طَيِّبَةُ الرِّيحِ حُلْوَةُ الطَّعْمِ , وَأَمَّا الَّذِي لَمْ يُؤْتَ الْقُرْآنَ وَلَا الْإِيمَانَ , فَمَثَلُهُ مَثَلُ الْحَنْظَلَةِ , مُرَّةُ الطَّعْمِ لَا رِيحَ لَهَا . إسناده ضعيف , رواه ( مي ) 3362 ( ذكرته لأنه فيه شرحا لحديث الباب ) .ع
(6) ( خ ) 5111 , ( م ) 243 - ( 797 ) , ( ت ) 2865 , ( س ) 5038 , ( حم ) 19567(2/1436)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهُ ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ ، وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ ، وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ " (1)
فَضْلُ حِفْظِ الْقُرْآن
__________
(1) ( م ) 38 - ( 2699 ) , ( ت ) 2945 , ( د ) 1455 , ( جة ) 225 , ( حم ) 7421(2/1437)
( خ م ) , وَعَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ : رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ , فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ (1) اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ ، فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ فَقَالَ : لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلَانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ ) (2) ( وَرَجُلٌ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يَتَصَدَّقُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ) (3) ( فَقَالَ رَجُلٌ : لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلَانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ ) (4) "
__________
(1) الآناء : الساعات .
(2) ( خ ) 4738 , ( حم ) 10218 , ( م ) 266 - ( 815 ) , ( ت ) 1936
(3) ( خ ) 4737 , 7091 , ( م ) 266 - ( 815 ) , ( ت ) 1936 , ( حم ) 4924
(4) ( خ ) 4738 , ( حم ) 10218(2/1438)
( ك ) , وَعَنْ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَتَعَلَّمَهُ وَعَمِلَ بِهِ أُلْبِسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَاجًا مِنْ نُورٍ ضَوْءُهُ مِثْلُ ضَوْءِ الشَّمْسِ ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَانِ لَا تَقُومُ بِهِمَا الدُّنْيَا , فَيَقُولَانِ : بِمَ كُسِينَا هَذَا ؟ , فَيُقَالُ : بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ " (1)
__________
(1) ( ك ) 2086 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1434(2/1439)
( ش طس ) , عَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِب ، فَيَقُولُ لَهُ : هَلْ تَعْرِفُنِي ؟ ، فَيَقُولُ : مَا أَعْرِفُكَ ، فَيَقُولُ لَهُ : أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ , الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي نَهَارِكَ (1) وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ ، قَالَ : فَيُعْطَى الْمُلْكَ بيَمِينِهِ ، وَالْخُلْدَ بشِمَالِهِ ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ ) (2) ( لَا تَقُومُ لَهُمَا الدُّنْيَا ) (3) ( فَيَقُولَانِ : بمَ كُسِينَا هَذِهِ ؟ , فَيُقَالُ لَهُمَا : بأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجِ (4) الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا ) (5) ( وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ مَعَكَ (6) ) (7) "
__________
(1) الهَجير والهاجِرة : اشتدادُ الحَرِّ نصفَ النهار .
(2) ( ش ) 30045 , ( طس ) 5764
(3) ( طس ) 5764 , ( ش ) 30045
(4) الدرج : المنازل .
(5) ( ش ) 30045 , ( طس ) 5764
(6) قال الألباني في الصحيحة 2240 : واعلم أن المراد بقوله : صاحب القرآن حافظه عن ظهر قلب على حد قوله - صلى الله عليه وسلم - : يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ...أي أحفظهم , فالتفاضل في درجات الجنة إنما هو على حسب الحفظ في الدنيا , وليس على حسب قراءته يومئذ واستكثاره منها كما توهَّم بعضهم , ففيه فضيلة ظاهرة لحافظ القرآن , لكن بشرط أن يكون حفظه لوجه الله تبارك وتعالى , وليس للدنيا والدرهم والدينار , وإلا فقد قال - صلى الله عليه وسلم - : أكثر منافقي أمتي قراؤها . أ . هـ
(7) ( طس ) 5764 , ( ش ) 30045 , ( حم ) 23000 , ( مي ) 3391 , ( جة ) 3781 , انظر الصَّحِيحَة : 2829 , وانظر ما تحته .(2/1440)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَة - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ حَلِّهِ ، فَيُلْبَسُ تَاجَ الْكَرَامَةِ ، ثُمَّ يَقُولُ : يَا رَبِّ زِدْهُ , فَيُلْبَسُ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ (1) ثُمَّ يَقُولُ : يَا رَبِّ ارْضَ عَنْهُ ، فَيَرْضَى عَنْهُ ، وَيُقَالُ لَهُ : اقْرَأْ وَارْقَ ، وَتُزَادُ بِكُلِّ آيَةٍ حَسَنَةً " (2)
__________
(1) الْحُلَّة : إِزَار وَرِدَاء مِنْ جِنْس وَاحِد .( فتح - ح30)
(2) ( ت ) 2915 , ( ك ) 2029 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 8030 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1425(2/1441)
( د جة ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ إِذَا دَخَلَ الْجَنَّةَ : اقْرَأْ وَاصْعَدْ ) (1) ( وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا ، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا ) (2) ( فَيَقْرَأُ وَيَصْعَدُ بِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَةً , حَتَّى يَقْرَأَ آخِرَ شَيْءٍ مَعَهُ ) (3) "
__________
(1) ( جة ) 3780 , ( حم ) 11378 , ( ت ) 2914 , انظر صحيح الجامع : 8121
(2) ( د ) 1464 , ( ت ) 2914 , ( حم ) 6799 , انظر الصَّحِيحَة : 2240
(3) ( جة ) 3780 , ( حم ) 11378 , قال الألباني في الصحيحة 2240 : واعلم أن المراد بقوله : ( صاحب القرآن ) حافظه عن ظهر قلب على حد قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ..) أَيْ : أحفظهم , فالتفاضل في درجات الجنة إنما هو على حسب الحفظ في الدنيا وليس على حسب قراءته يومئذ واستكثاره منها كما تَوَهَّم بعضهم , ففيه فضيلة ظاهرة لحافظ القرآن , لكن بشرط أن يكون حفظه لوجه الله تبارك وتعالى وليس للدنيا والدرهم والدينار وإلا فقد قال - صلى الله عليه وسلم - : ( أكثر منافقي أمتي قراؤها ) . أ . هـ(2/1442)
( طس ) , وَعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ فِي لَيْلَةٍ كُتِبَ لَهُ قِنْطَارٌ , وَالْقِنْطَارُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا , فَإِذَا كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ رَبُّكَ - عز وجل - : اقْرَأْ وَارْقَ , لِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَةً , حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى آخِرِ آيَةٍ مَعَهُ , يَقُولُ رَبُّكَ - عز وجل - لِلْعَبْدِ : اقْبِضْ , فَيَقُولُ الْعَبْدُ بِيَدِهِ : يَا رَبُّ أَنْتَ أَعْلَمُ , فَيَقُولُ : بِهَذِهِ الْخُلْدَ , وَبِهَذِهِ النَّعِيمَ " (1)
__________
(1) ( طس ) 8451 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 638(2/1443)
( حم ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَوْ أَنَّ الْقُرْآنَ جُعِلَ فِي إِهَابٍ ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ مَا احْتَرَقَ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : أن القرآن لو كان في داخل جِلدة لم تحرقها النار , فكيف لو كان في صدر إنسان فهل ستحرقه النار يوم القيامة .
(2) ( حم ) 17403 , ( يع ) 1745 , ( مي ) 3310 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5266 , الصَّحِيحَة : 3562(2/1444)
( ك ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ لَمْ يُرَدَّ إلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ ، ثُمَّ قَرَأَ : { وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا } (1) وَذَلِكَ قَوْلُهُ - عز وجل - : { ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ , إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } (2) قال : إِلَّا الَّذِينَ قَرَؤُوا الْقُرْآنَ . (3)
__________
(1) [النحل/70]
(2) [التين/5، 6]
(3) ( ك ) 3952 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1435(2/1445)
( حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أَخَذَ السَّبْعَ الْأُوَلَ مِنْ الْقُرْآنِ فَهُوَ حَبْرٌ (1) " (2)
__________
(1) حَبْر : أي عالم , والمقصود من السبع الأول : السور السبع الطوال من أول القرآن وهي مع عدد آياتها : 1 - البقرة 286 , 2 - آل عمران 200 , 3 - النساء 176 , 4 - المائدة 120 , 5 - الأنعام 165 , 6 - الأعراف 206 , 7 - التوبة 129 .
(2) ( حم ) 24487 , 24575 , ( ك ) 2070 , انظر الصَّحِيحَة : 2305 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(2/1446)
( م ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" اقْرَءُوا الْقُرْآنَ , تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ (1) فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ , اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ , تَعَلَّمُوا الزَّهْرَاوَيْنِ (2) الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ , فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ , أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا , اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ , فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ تَعَلَّمُوا الْبَقَرَةَ , فَإِنَّ تَعْلِيمَهَا بَرَكَةٌ (3) وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ , وَلَا يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ (4) " (5)
فَضْلُ الْمَاهِرِ بِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ ( غَيْبًا )
__________
(1) ( حم ) 22211 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح . قلت : وكلتا الروايتين بنفس المعنى , فمعنى القراءة في الحديث هو حفظ القرآن , وليس مجرد القراءة , بدليل قوله - صلى الله عليه وسلم - : " يؤم القوم أقرؤهم " .ع
(2) ( حم ) 22211
(3) ( حم ) 22211
(4) الْبَطَلَة : السَّحَرَة .
(5) ( م ) 252 - ( 804 ) , ( حم ) 22211 , 22267(2/1447)
( خ م ت ) , عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ مَاهِرٌ بِهِ (1) ) (2) وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ (3) ( مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ (4) وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ (5) وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ , لَهُ أَجْرَانِ (6) ) (7) "
فَضْلُ الْعَمَلِ بِالْقُرْآن
__________
(1) أَيْ : لَا يَتَوَقَّفُ وَلَا يَشُقُّ عَلَيْهِ الْقِرَاءَة لِجَوْدَةِ حِفْظه وَإِتْقَانه . عون المعبود - (ج 3 / ص 387)
(2) ( ت ) 2904 , ( م ) 244 - ( 798 )
(3) ( خ ) 4653
(4) السَّفَرَةُ : جَمْعُ سَافِر كَكَاتِبٍ وَكَتَبَة , وَالسَّافِر الرَّسُولُ , وَالسَّفَرَة الرُّسُلُ , لِأَنَّهُمْ يُسْفِرُونَ إِلَى النَّاس بِرِسَالَاتِ اللَّهِ ،
وَقِيلَ : السَّفَرَة الْكَتَبَة , وَالْبَرَرَة الْمُطِيعُونَ مِنْ الْبِرّ وَهُوَ الطَّاعَةُ , ويُحْتَمَل أَنَّ مَعْنَى كَوْنه مَعَ الْمَلَائِكَة أَنَّ لَهُ فِي الْآخِرَة مَنَازِل يَكُونُ فِيهَا رَفِيقًا لِلْمَلَائِكَةِ السَّفَرَة لِاتِّصَافِهِ بِصِفَتِهِمْ مِنْ حَمْل كِتَاب اللَّه تَعَالَى , وَيُحْتَمَل أَنْ يُرَادَ أَنَّهُ عَامِلٌ بِعَمَلِهِمْ وَسَالِك مَسْلَكهمْ . عون المعبود - (ج 3 / ص 387)
(5) أَيْ : يَتَرَدَّدُ فِي تِلَاوَتِهِ لِضَعْفِ حِفْظِهِ . عون المعبود - (ج 3 / ص 387)
(6) أَجْرُ الْقِرَاءَةِ وَأَجْرُ تَشَدُّدِهِ وَتَرَدُّده فِي تِلَاوَته , قَالَ الْقَاضِي وَغَيْرُهُ مِنْ الْعُلَمَاء : وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّ الَّذِي يَتَتَعْتَعُ لَهُ مِنْ الْأَجْر أَكْثَر مِنْ الْمَاهِر بِهِ ، بَلْ الْمَاهِرُ أَفْضَلُ وأَكْثَر أَجْرًا , لِأَنَّهُ مَعَ السَّفَرَة وَلَهُ أُجُورٌ كَثِيرَةٌ ، وَلَمْ يَذْكُر هَذِهِ الْمَنْزِلَة لِغَيْرِهِ ، وَكَيْف يَلْحَقُ بِهِ مَنْ لَمْ يَعْتَنِ بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَحِفْظه وَإِتْقَانه وَكَثْرَة تِلَاوَته وَدِرَايَته كَاعْتِنَائِهِ حَتَّى مَهَرَ فِيهِ ؟ , وَالْحَاصِل أَنَّ الْمُضَاعَفَة لِلْمَاهِرِ لَا تُحْصَى , فَإِنَّ الْحَسَنَة بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْع مِائَة ضِعْف وَأَكْثَر ، وَالْأَجْرُ شَيْء مُقَدَّرٌ ، وَهَذَا لَهُ أَجْرَانِ مِنْ تِلْكَ الْمُضَاعَفَات . عون المعبود - (ج 3 / ص 387)
(7) ( م ) 244 - ( 798 ) , ( خ ) 4653 , ( ت ) 2904 , ( د ) 1454 , ( حم ) 24257(2/1448)
( م ت ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ ) (1) ( بِهِ فِي الدُّنْيَا ) (2) ( تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ عِمْرَانَ , وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَلَاثَةَ أَمْثَالٍ مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ ) (3) ( قَالَ : تَأْتِيَانِ ) (4) ( كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ , أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَاوَانِ بَيْنَهُمَا شَرْقٌ , أَوْ كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ , تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا (5) ) (6) "
فَضْلُ تَعَلُّمِ الْقُرْآنِ وَتَعْلِيمِه
قَالَ تَعَالَى : { وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ } (7)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ } (8)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ } (9)
__________
(1) ( م ) 253 - ( 805 ) , ( ت ) 2883
(2) ( ت ) 2883
(3) ( م ) 253 - ( 805 ) , ( ت ) 2883
(4) ( ت ) 2883
(5) قال الترمذي : وَمَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُ يَجِيءُ ثَوَابُ قِرَاءَتِهِ كَذَا فَسَّرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ هَذَا الْحَدِيثَ وَمَا يُشْبِهُ هَذَا مِنْ الْأَحَادِيثِ أَنَّهُ يَجِيءُ ثَوَابُ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَفِي حَدِيثِ النَّوَّاسِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَدُلُّ عَلَى مَا فَسَّرُوا إِذْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَأَهْلُهُ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِهِ فِي الدُّنْيَا " , فَفِي هَذَا دَلَالَةٌ أَنَّهُ يَجِيءُ ثَوَابُ الْعَمَلِ ( ت ) 2883
(6) ( م ) 253 - ( 805 ) , ( ت ) 2883 , ( حم ) 17674
(7) [آل عمران/79]
(8) [الأعراف : 170]
(9) [التوبة : 122](2/1449)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهُ ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ ، وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ ، وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ " (1)
__________
(1) ( م ) 38 - ( 2699 ) , ( ت ) 2945 , ( د ) 1455 , ( جة ) 225 , ( حم ) 7421(2/1450)
( حم ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ (1) فَقَالَ : أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ (2) إِلَى بُطْحَانَ (3) أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ , فَيَأْتِيَ كُلَّ يَوْمٍ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ (4) زَهْرَاوَيْنِ (5) فَيَأْخُذَهُمَا فِي غَيْرِ إِثْمٍ وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ ؟ " , فَقُلْنَا : كُلُّنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ يُحِبُّ ذَلِكَ , قَالَ : " فَلَأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَتَعَلَّمَ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ - عز وجل - خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ , وَثَلَاثٌ خَيْرٌ مِنْ ثَلَاثٍ , وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ مِنْ أَرْبَعٍ , وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنْ الْإِبِلِ ) (6) "
__________
(1) أَصْحَاب الصُّفَّةِ : هُمْ الْفُقَرَاء الْغُرَبَاء الَّذِينَ كَانُوا يَأْوُونَ إِلَى مَسْجِد النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَكَانَتْ لَهُمْ فِي آخِره صُفَّة ، وَهُوَ مَكَان مُنْقَطِع مِنْ الْمَسْجِد مُظَلَّل عَلَيْهِ يَبِيتُونَ فِيهِ ، وَأَصْله مِنْ صُفَّة الْبَيْت ، وَهِيَ شَيْء كَالظُّلَّةِ قُدَّامه . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 380)
(2) الغدو : السير والذهاب أول النهار .
(3) ( بُطْحَان ) : مَوْضِع بِقُرْبِ الْمَدِينَة . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 158)
(4) الْكَوْمَاء مِنْ الْإِبِل : الناقة الضخمة الْعَظِيمَة السَّنَام . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 158)
(5) زهراوين : بيضاوين .
(6) ( حم ) 17444 , ( م ) 251 - ( 803 ) , ( د ) 1456(2/1451)
( خ ) , وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ ) (1) إِنَّ أَفْضَلَكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ (2) "
__________
(1) ( خ ) 4739 , ( ت ) 2909 , ( د ) 1452 , ( حم ) 413
(2) ( خ ) 4740 , ( ت ) 2908 , ( جة ) 212 , ( حم ) 405(2/1452)
( م ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا " (1)
( الأول من حديث علي بن شاذان ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ عَلَّمَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ , كَانَ لَهُ ثَوَابُهَا مَا تُلِيَتْ " (2)
فَضْلُ قِيَامِ اللَّيْل
قَالَ تَعَالَى : { بسم الله الرحمن الرحيم , يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ , قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا , نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا , أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا , إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا , إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا , إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا , وََاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا } (3)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا } (4)
وَقَالَ تَعَالَى : { تَتَجَافَى (5) جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ (6) يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ , فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (7)
وَقَالَ تَعَالَى : { أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ , إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ } (8)
وَقَالَ تَعَالَى : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ , آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ , كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ , وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } (9)
__________
(1) ( م ) 16 - ( 2674 ) , ( ت ) 2674 , ( د ) 4609 , ( جة ) 205 , ( حم ) 13829
(2) الصَّحِيحَة : 1335
(3) [المزمل : 1 - 8]
(4) [الفرقان/64]
(5) أَيْ : تَتَبَاعَدُ .
(6) أَيْ : الْمَفَارِشِ وَالْمَرَاقِدِ .
(7) [السجدة/16، 17]
(8) [الزمر/9]
(9) [الذاريات : 15 - 18](2/1453)
( خد ) , وَعَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
كُنْتُ أَبِيتُ عِنْدَ بَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأُعْطِيهِ وَضُوءَهُ , فَأَسْمَعُهُ الْهَوِيَّ مِنْ اللَّيْلِ يَقُولُ : " سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ , وَأَسْمَعُهُ الْهَوِيَّ مِنْ اللَّيْلِ يَقُولُ : { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } " (1)
__________
(1) ( خد ) 1218 , ( ت ) 3416 , انظر صحيح الأدب المفرد : 928(2/1454)
( د ) , وَعَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي قَيْسٍ قَالَ :
قَالَتْ لِي عَائِشَةُ - رضي الله عنها - : لَا تَدَعْ قِيَامَ اللَّيْلِ ، " فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ لَا يَدَعُهُ ، وَكَانَ إِذَا مَرِضَ أَوْ كَسِلَ صَلَّى قَاعِدًا " (1)
__________
(1) ( د ) 1307 , ( خد ) 800 , ( حم ) 26157 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4849 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 632(2/1455)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ ، فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ (1) قَبْلَكُمْ ، وَهُوَ قُرْبَةٌ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ ، وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ ، وَمَنْهَاةٌ عَنِ الْإِثْمِ " (2)
__________
(1) أَيْ : عَادَتُهُمْ وَشَأْنُهُمْ . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 446)
(2) ( ت ) 3549 , ( خز ) 1135 , ( ك ) 1156 , وحسنه الألباني في الإرواء : 452 ، وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 624 , وصَحِيح الْجَامِع : 4079(2/1456)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَفْضَلُ الصَلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ " (1)
__________
(1) ( م ) 202 - ( 1163 ) , ( ت ) 438 , ( س ) 1613 , ( د ) 2429 , ( حم ) 8013(2/1457)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا رَأَيْتُ مِثْلَ النَّارِ نَامَ هَارِبُهَا ، وَلَا مِثْلَ الْجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا " (1)
__________
(1) ( ت ) 2601 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5622 , الصَّحِيحَة : 953(2/1458)
( ت ) , وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ ؟ , الصَّوْمُ جُنَّةٌ (1) وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ , وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ , ثُمَّ قَرَأَ : { تَتَجَافَى (2) جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ (3) يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ , فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (4) } ) (5) "
__________
(1) ( الْجُنَّةٌ ) : الْوِقَايَةُ , والصَّوْمُ جُنَّةٌ , أَيْ : مَانِعٌ مِنْ الْمَعَاصِي بِكَسْرِ الْقُوَّةِ وَالشَّهْوَةِ .
وَقَالَ فِي النِّهَايَةِ : الصَّوْمُ جُنَّةٌ , أَيْ : يَقِي صَاحِبَهُ مَا يُؤْذِيهِ مِنْ الشَّهَوَاتِ . تحفة الأحوذي(ج2ص 148)
(2) أَيْ : تَتَبَاعَدُ .
(3) أَيْ : الْمَفَارِشِ وَالْمَرَاقِدِ .
(4) [السجدة/16، 17]
(5) ( ت ) 2616 , ( جة ) 3973 , ( ن ) 11394 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5136 , والصَّحِيحَة تحت حديث : 1122 ، وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2866(2/1459)
( طس ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ لِي : يَا مُحَمَّدُ ، عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ ، وَأَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ ، وَاعْلَمْ أَنَّ شَرَفَ الْمُؤْمِنِ قِيَامُ اللَّيْلِ ، وَعِزِّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ " (1)
( ابْنُ نَصْر ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" قَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ اللَّيْلِ وَامْرَأَةٌ تُصَلِّي بِصَلَاتِهِ ، فَلَمَّا أَحَسَّ الْتَفَتَ إِلَيْهَا فَقَالَ لَهَا : اضْطَجِعِي إِنْ شِئْتِ " ، قَالَتْ : إِنِّي أَجِدُ نَشَاطًا ، قَالَ : " إِنَّكِ لَسْتِ مَثَلِي ، إِنَّمَا جُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ " (2)
__________
(1) ( طس ) 4278 , ( ك ) 7921 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 73 , الصَّحِيحَة : 831
(2) ابن نصر في " تَعْظِيمُ قَدْرِ الصَلَاةِ " ( 68 / 2 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3098 , الصَّحِيحَة : 1107(2/1460)
( م ت س د جة ) , وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ لَيْلَةٍ ) (1) ( فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ ) (2) ( فَسَمِعْتُهُ حِينَ كَبَّرَ قَالَ : ) (3) ( اللَّهُ أَكْبَرُ , اللَّهُ أَكْبَرُ , اللَّهُ أَكْبَرُ , ذُو الْمَلَكُوتِ وَالْجَبَرُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ ) (4) ( فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ , فَقُلْتُ : يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ , ثُمَّ مَضَى , فَقُلْتُ : يُصَلِّي بِهَا يَخْتِمُهَا فِي الرَّكْعَتَيْنِ (5) فَمَضَى , فَقُلْتُ : يَرْكَعُ بِهَا , ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا , ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا , يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا ) (6) ( إِذَا مَرَّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ سَأَلَ , وَإِذَا مَرَّ بِآيَةِ عَذَابٍ اسْتَجَارَ تَعَوَّذَ (7) وَإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَنْزِيهٌ لِلَّهِ سَبَّحَ ) (8) ( ثُمَّ رَكَعَ , فَجَعَلَ يَقُولُ ) (9) ( فِي رُكُوعِهِ : ) (10) ( سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ , سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ , سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ ) (11) ( فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ ) (12) ( ثُمَّ قَالَ حِينَ رَفَعَ رَأْسَهُ ) (13) ( مِنْ الرُّكُوعِ : ) (14) ( سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ) (15) ( لِرَبِّيَ الْحَمْدُ , لِرَبِّيَ الْحَمْدُ ) (16) رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ (17) ( ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ , ثُمَّ سَجَدَ فَقَالَ : ) (18) ( سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى , سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى , سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى ) (19) ( فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ ) (20) ( وَكَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ : رَبِّي اغْفِرْ لِي , رَبِّي اغْفِرْ لِي ) (21) ( فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ , فَقَرَأَ فِيهِنَّ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ وَالنِّسَاءَ وَالْمَائِدَةَ ) (22) "
__________
(1) ( م ) 203 - ( 772 )
(2) ( س ) 1145
(3) ( س ) 1069 , ( د ) 874 , انظر الإرواء تحت حديث : 333
(4) ( د ) 874 , ( س ) 1069 , ( حم ) 23423 , انظر المشكاة : 1200
(5) ( س ) 1133
(6) ( م ) 203 - ( 772 ) , ( س ) 1664
(7) ( م ) 203 - ( 772 )
(8) ( جة ) 1351 , ( م ) 203 - ( 772 ) , ( ت ) 262 , ( س ) 1008
(9) ( م ) 203 - ( 772 )
(10) ( ت ) 262
(11) ( س ) 1133 , ( جة ) 888 , ( م ) 203 - ( 772 ) , ( ت ) 262
(12) ( م ) 203 - ( 772 ) , ( س ) 1145
(13) ( س ) 1145
(14) ( س ) 1069
(15) ( م ) 203 - ( 772 ) , ( س ) 1133
(16) ( س ) 1069
(17) ( س ) 1133
(18) ( م ) 203 - ( 772 ) , ( س ) 1133
(19) ( س ) 1133 , ( جة ) 888 , ( م ) 203 - ( 772 ) , ( ت ) 262
(20) ( م ) 203 - ( 772 ) , ( س ) 1664
(21) ( س ) 1145 , ( جة ) 897
(22) ( د ) 874 , ( حم ) 23423(2/1461)
( حب ) , وَعَنْ عَطَاءٍ قَالَ :
دَخَلْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها ، فَقَالَتْ لِعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ : قَدْ آنَ لَكَ أَنْ تَزُورَنَا , فَقَالَ : أَقُولُ يَا أُمَّاهُ كَمَا قَالَ الأَوَّلُ : زُرْ غِبًّا (1) تَزْدَدْ حُبًّا ، فَقَالَتْ : دَعُونَا مِنْ رَطَانَتِكُمْ هَذِهِ ، فَقَالَ ابْنُ عُمَيْرٍ : أَخْبِرِينَا بِأَعْجَبِ شَيْءٍ رَأَيْتِيهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَسَكَتَتْ ثُمَّ قَالَتْ : " لَمَّا كَانَ لَيْلَةٌ مِنَ اللَّيَالِي قَالَ : يَا عَائِشَةُ , ذَرِينِي أَتَعَبَّدُ اللَّيْلَةَ لِرَبِّي " , فَقُلْتُ : وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّ قُرْبَكَ وَأُحِبُّ مَا سَرَّكَ ، قَالَتْ : " فَقَامَ فَتَطَهَّرَ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ حِجْرَهُ ، ثُمَّ بَكَى فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ لِحْيَتَهُ ، ثُمَّ بَكَى فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ الْأَرْضَ " , فَجَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ (2) بِالصَلَاةِ ، فَلَمَّا رَآهُ يَبْكِي قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ تَبْكِي وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ ؟ , قَالَ : " أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ؟ ، لَقَدْ نَزَلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ آيَةٌ وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا : { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } (3) " (4)
__________
(1) الغِبُّ مِن أوْرَاد الإبِل : أنْ تَرِدَ الماء يَوماً وتَدَعَه يوما , ثم تَعُودَ , فَنقَله إلى الزِّيارة وإنْ جاء بعد أيام ,
يقال : غَبَّ الرجُل , إذا جاء زائرا بعد أيام , وقال الحسَن : في كلّ أسْبُوع . النهاية في غريب الأثر(ج 3 / ص 629)
(2) آذن : أعلَمَ وأخبر .
(3) [البقرة/164]
(4) ( حب ) 620 , انظر الصَّحِيحَة : 68 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1468 , وقال الألباني في الصَّحِيحَة : في الحديث فضل النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وكثرة خشيته ، وخوفه من ربه ، وإكثاره من عبادته ، مع أنه تعالى قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فهو المنتهى في الكمال البشري , ولا جرم في ذلك فهو سيد البشر - صلى الله عليه وسلم - , لكن ليس فيه ما يدل على أنه - صلى الله عليه وسلم - قام الليل كله ، لأنه لم يقع فيه بيان أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ابتدأ القيام من بعد العشاء أو قريبا من ذلك ، بل إن قوله : " قام ليلة من الليالي فقال ... " الظاهر أن معناه " قام من نومه .... " أي نام أوله ثم قام ، فهو على هذا بمعنى حديثها الآخر " كان ينام أول الليل ، ويحي آخره ... " أخرجه مسلم ( 2 / 167 ) , وإذا تبين هذا فلا يصح حينئذ الاستدلال بالحديث على مشروعية إحياء الليل كله ، كما فعل الشيخ عبد الحي اللكنوي في " إقامة الحجة على أن الإكثار من التعبد ليس بدعة " ، قال ( ص 13 ) : فدل ذلك على أن نفي عائشة قيام الليل كله محمول على غالب أوقاته - صلى الله عليه وسلم - " .
قلت : يشير بـ " نفي عائشة " إلى حديثها الآخر : " ولم يقم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة يتمها إلى الصباح ، ولم يقرأ القرآن في ليلة قط " . أخرجه مسلم ( 2 / 169 - 170 ) وأبو داود ( 1342 ) واللفظ له .
قلت : فهذا نص في النفي المذكور لَا يقبل التأويل ، وحَمْلُه على غالب الأوقات إنما يستقيم لو كان حديث الباب صريح الدلالة على أنه - صلى الله عليه وسلم - قام تلك الليله بتمامها ، أما وهو ليس كذلك كما بينا ، فالحمل المذكور مردود ، ويبقى النفي المذكور سالما من التقييد , وبالتالي تبقى دلالته على عدم مشروعية قيام الليل كله قائمة ، خلافا لما ذهب إليه الشيخ عبد الحي في كتابه المذكور , وفيه كثير من المؤاخذات التي لَا مجال لذكرها الآن , وإنما أقول : إن طابعه تساهل في سرد الروايات المؤيدة لوجهة نظره ، من أحاديث مرفوعة ، وآثار موقوفة ، وحسبك مثالا على هذا أنه ذهب إلى تحسين حديث " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " تقليدا منه لبعض المتأخرين , دون أن ينظر في دعواهم هل هي تطابق الحقيقة وتوافق القواعد العلمية ؟ , مع ما في التحسين المذكور من المخالفة لنصوص الأئمة المتقدمين كما بينته في " الأحاديث الضعيفة " ( 52 ) فراجعه لتزداد بصيرة بما ذكرنا . أ . هـ(2/1462)
( م ت س ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( ذَاتَ لَيْلَةٍ ) (2) ( مِنْ الْفِرَاشِ ) (3) ( فَظَنَنْتُ أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ ، فَتَحَسَّسْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ ) (4) ( فَجَعَلْتُ أَطْلُبُهُ بِيَدِي ، فَوَقَعَتْ يَدِي ) (5) ( عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ (6) ) (7) ( وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ سَاجِدٌ ) (8) ( فِي الْمَسْجِدِ ) (9) ( يَقُولُ : " سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ) (10) ( اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ (11) وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ ) (12) ( رَبِّ اغْفِرْ لِي مَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ " ) (13) ( فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، إِنِّي لَفِي شَأْنٍ وَإِنَّكَ لَفِي آخَرَ ) (14) "
__________
(1) ( س ) 1125
(2) ( س ) 5534
(3) ( م ) 222 - ( 486 )
(4) ( م ) 221 - ( 485 ) , ( حم ) 25219
(5) ( س ) 169
(6) في الحديث دليل على سُنِّية جمع القدمين في حالة السجود , وأن مسَّ المرأة لا ينقض الوضوء .ع
(7) ( ت ) 3493
(8) ( س ) 169 , ( م ) 222 - ( 486 ) , ( ت ) 3493
(9) ( ت ) 3493 , ( م ) 222 - ( 486 )
(10) ( م ) 221 - ( 485 ) , ( س ) 1131
(11) سَخِطَ : غَضِبَ , وأَسْخَطَه : أَغْضَبَه .
(12) ( م ) 222 - ( 486 ) , ( ت ) 3493 , ( س ) 1130 , ( د ) 879
(13) ( س ) 1124 , 1125 , ( حم ) 25183
(14) ( م ) 221 - ( 485 ) , ( س ) 1131(2/1463)
( تخ ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَعْجَبَهُ نَحْوُ الرَّجُلِ (1) أَمْرَهُ بِالصَلَاةِ " (2)
__________
(1) قال الألباني في الصَّحِيحَة : 2953 : " نحو الرجل " ، الذي أفهمه من هذه الكلمة أنه يعني قصده واتجاهه , أي إلى الخير والعبادة ( أمره بالصلاة ) أَيْ : النافلة . أ . هـ
قلت : ويؤيده ما رواه البيهقي في سننه الكبرى عَنْ أَبِى الأَسْوَدِ : أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ كَانَ بِالْعِرَاقِ يَلْعَبُ بَيْنَ يَدَيْهِ سَاحِرٌ , فَكَانَ يَضْرِبُ رَأْسَ الرَّجُلِ ثُمَّ يَصِيحُ بِهِ فَيَقُومُ خَارِجًا فَيَرْتَدُّ إِلَيْهِ رَأْسُهُ , فَقَالَ النَّاسُ : سُبْحَانَ اللَّهِ , يُحْيِي الْمَوْتَى , وَرَآهُ رَجُلٌ مِنْ صَالِحِ الْمُهَاجِرِينَ , فَنَظَرَ إِلَيْهِ , فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ اشْتَمَلَ عَلَى سَيْفِهِ , فَذَهَبَ يَلْعَبُ لَعِبَهُ ذَلِكَ فَاخْتَرَطَ الرَّجُلُ سَيْفَهُ فَضَرَبَ عُنُقَهُ فَقَالَ : إِنْ كَانَ صَادِقًا فَلْيُحْيِ نَفْسَهُ , فَأَمَرَ بِهِ الْوَلِيدُ دِينَارًا صَاحِبَ السِّجْنِ - وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا - فَسَجَنَهُ , فَأَعْجَبَهُ نَحْوُ الرَّجُلِ فَقَالَ : أَفَتَسْتَطِيعُ أَنْ تَهْرَبَ ؟ , قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : فَاخْرُجْ , لَا يَسْأَلُنِي اللَّهِ عَنْكَ أَبَدًا .ع
(2) ( تخ ) ( 1 / 1 / 180 ) , ( هب ) 3183 , ( بز ) ( 1 / 453 / 716 ) , انظر الصَّحِيحَة : 2953(2/1464)
( م ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ , وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ " (1)
__________
(1) ( م ) 166 - ( 757 ) , ( حم ) 14394(2/1465)
( خ م جة حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( يَنْزِلُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا (1) ) (2) ( إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ الَّليْلِ الْأوَّلُ ) (3) إِذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ أَوْ ثُلُثَاهُ (4) حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ (5) ( فَيَقُولُ : أَنَا الْمَلِكُ , أَنَا الْمَلِكُ , هَلْ مِنْ دَاعٍ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ؟ , هَلْ مِنْ سَائِلٍ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ ؟ , هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ؟ ) (6) ( هَلْ مِنْ مُذْنِبٍ يَتُوبُ ) (7) ( فَأَتُوبَ عَلَيْهِ ؟ ) (8) ( مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَرْزِقُنِي فَأَرْزُقَهُ ؟ , مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَكْشِفُ الضُّرَّ فَأَكْشِفَهُ عَنْهُ ؟ ) (9) ( فلَا يَبْقَى مُسْلِمٌ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ - عز وجل - لَهُ ، إِلَّا زَانِيَةً تَسْعَى بِفَرْجِهَا أَوْ عَشَّارًا (10) ) (11) ( ثُمَّ يَبْسُطُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَدَيْهِ فَيَقُولُ : مَنْ يُقْرِضُ غَيْرَ عَدِيمٍ (12) وَلَا ظَلُومٍ , فلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُضِيءَ الْفَجْرُ " ) (13) ( فَلِذَلِكَ كَانُوا يُفَضِّلُونَ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ عَلَى أَوَّلِهِ (14) ) (15) .
__________
(1) اُخْتُلِفَ فِي مَعْنَى النُّزُول عَلَى أَقْوَال : فَمِنْهُمْ مَنْ أَجْرَاهُ عَلَى مَا وَرَدَ مُؤْمِنًا بِهِ عَلَى طَرِيق الْإِجْمَال , مُنَزِّهًا اللَّه تَعَالَى عَنْ الْكَيْفِيَّة وَالتَّشْبِيه - وَهُمْ جُمْهُور السَّلَف - وَنَقَلَهُ الْبَيْهَقِيُّ وَغَيْره عَنْ الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة وَالسُّفْيَانَيْنِ وَالْحَمَّادَيْنِ وَالْأَوْزَاعِيُّ وَاللَّيْث وَغَيْرهمْ ، قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : وَأَسْلَمَهَا الْإِيمَان بِلَا كَيْف , وَالسُّكُوت عَنْ الْمُرَاد , إِلَّا أَنْ يَرِد ذَلِكَ عَنْ الصَّادِق > فَيُصَار إِلَيْهِ ، وَمِنْ الدَّلِيل عَلَى ذَلِكَ اِتِّفَاقهمْ عَلَى أَنَّ التَّأْوِيل الْمُعَيَّن غَيْر وَاجِب , فَحِينَئِذٍ التَّفْوِيض أَسْلَم , وَسَيَأْتِي مَزِيد بَسْط فِي ذَلِكَ فِي كِتَاب التَّوْحِيد إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 132)
(2) ( خ ) 1094 , ( م ) 758
(3) ( م ) 758 , ( ت ) 446
(4) ( م ) 758 , ( ن ) 10312
(5) ( خ ) 1094 , ( م ) 758
(6) ( م ) 758 , ( خ ) 1094
(7) ( حم ) 11911 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : صحيح .
(8) ( حم ) 9589 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(9) ( حم ) 7500 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : صحيح , وانظر ظلال الجنة : 497
(10) العَشَّار : الذي يأخذ عُشْر الأموال .
(11) ( طب ) 8391 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2971 , والصَّحِيحَة : 1073
(12) يُقَال : أَعْدَم الرَّجُل إِذَا اِفْتَقَرَ , فَهُوَ مُعْدِم وَعَدِيم وَعَدُوم ، وَالْمُرَاد بِالْقَرْضِ عَمَل الطَّاعَة , سَوَاء فِيهِ الصَّدَقَة وَالصَّلَاة وَالصَّوْم وَالذِّكْر وَغَيْرهَا مِنْ الطَّاعَات ، وَسَمَّاهُ سُبْحَانه وَتَعَالَى قَرْضًا مُلَاطَفَة لِلْعِبَادِ وَتَحْرِيضًا لَهُمْ عَلَى الْمُبَادَرَة إِلَى الطَّاعَة . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 99)
(13) ( م ) 758 , ( هق ) 4428
(14) وَفِي حَدِيث الْبَاب مِنْ الْفَوَائِد أَنَّ آخِر اللَّيْل أَفْضَل لِلدُّعَاءِ وَالِاسْتِغْفَار ، وَيَشْهَد لَهُ قَوْله تَعَالَى ( وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ) , وَأَنَّ الدُّعَاء فِي ذَلِكَ الْوَقْت مُجَاب ، وَلَا يُعْتَرَض عَلَى ذَلِكَ بِتَخَلُّفِهِ عَنْ بَعْض الدَّاعِينَ , لِأَنَّ سَبَب التَّخَلُّف وُقُوع الْخَلَل فِي شَرْط مِنْ شُرُوط الدُّعَاء , كَالِاحْتِرَازِ فِي الْمَطْعَم وَالْمَشْرَب وَالْمَلْبَس , أَوْ لِاسْتِعْجَالِ الدَّاعِي , أَوْ بِأَنْ يَكُون الدُّعَاء بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَة رَحِم ، أَوْ تَحْصُل الْإِجَابَة وَيَتَأَخَّر وُجُود الْمَطْلُوب لِمَصْلَحَةِ الْعَبْد , أَوْ لِأَمْرٍ يُرِيدهُ اللَّه . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 132)
(15) ( حم ) 7582 , ( جة ) 1366(2/1466)
( حم ) , وَعَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ - رضي الله عنه - قَالَ :
ذُكِرَ شُرَيْحٌ الْحَضْرَمِيُّ - رضي الله عنه - عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " ذَاكَ رَجُلٌ لَا يَتَوَسَّدُ الْقُرْآنَ (1) " (2)
__________
(1) أَرَادَ بِالتَّوَسُّدِ النَّوْمَ , أَيْ : لَا يَنَام اللَّيْل عَنْ الْقُرْآن , فَيَكُون الْقُرْآن مُتَوَسِّدًا مَعَهُ , بَلْ هُوَ يُدَاوِم عَلَى قِرَاءَته وَيُحَافِظ عَلَيْهَا . شرح سنن النسائي - (ج 3 / ص 133)
(2) ( حم ) 15762 , ( س ) 1783 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(2/1467)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : إِنَّ فُلَانًا يُصَلِّي بِاللَّيْلِ ، فَإِذَا أَصْبَحَ سَرَقَ , قَالَ : " إِنَّهُ سَيَنْهَاهُ مَا يَقُولُ " (1)
__________
(1) ( حم ) 9777 , ( حب ) 2560 , انظر الصَّحِيحَة : 3482 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في ( حم ) : إسناده صحيح .(2/1468)
( حم البيهقي ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( ثَلَاثةٌ يُحِبُّهُمُ اللَّهُ - عز وجل - وَيَضْحَكُ إِلَيْهِمْ وَيَسْتَبْشِرُ بِهِمْ ) (1) ( رَجُلٌ غَزَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ , فَلَقِيَ الْعَدُوَّ مُجَاهِدًا مُحْتَسِبًا , فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ) (2) الرَّجُلُ يَلْقَى الْعَدُوَّ فِي الْفِئَةِ , فَيَنْصِبُ لَهُمْ نَحْرَهُ حَتَّى يُقْتَلَ أَوْ يُفْتَحَ لِأَصْحَابِهِ (3) الَّذِي إِذَا انْكَشَفَتْ فِئَةٌ قَاتَلَ وَرَاءَهَا بِنَفْسِهِ لِلَّهِ - عز وجل - ، فَإِمَّا أَنْ يُقْتَلَ ، وَإِمَّا أَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ - عز وجل - وَيَكْفِيهِ (4) ( وَأَنْتُمْ تَجِدُونَ فِي كِتَابِ اللَّهِ - عز وجل - : { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا } (5) ) (6) ( فَيَقُولُ اللَّهُ - عز وجل - : انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي كَيْفَ صَبَرَ لِي نَفْسَهُ ) (7) ( وَرَجُلٌ لَهُ جَارٌ يُؤْذِيهِ , فَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُ وَيَحْتَسِبُهُ ) (8) ( حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا مَوْتٌ أَوْ ظَعْنٌ (9) ) (10) ( وَرَجُلٌ يَكُونُ مَعَ قَوْمٍ , فَيَسِيرُونَ حَتَّى يَشُقَّ عَلَيْهِمْ (11) النُّعَاسُ , فَيَنْزِلُونَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ , فَيَقُومُ إِلَى وُضُوئِهِ وَصَلَاتِهِ ) (12) وفي رواية (13) : ( وَالْقَوْمُ يُسَافِرُونَ فَيَطُولُ سَرَاهُمْ حَتَّى يُحِبُّوا أَنْ يَمَسُّوا الْأَرْضَ , فَيَنْزِلُونَ فَيَتَنَحَّى أَحَدُهُمْ فَيُصَلِّي حَتَّى يُوقِظَهُمْ لِرَحِيلِهِمْ )وفي رواية (14) : ( وَالَّذِي يَكُونُ فِي سَفَرٍ وَكَانَ مَعَهُ رَكْبٌ ، فَسَهِرُوا وَنَصِبُوا ثُمَّ هَجَعُوا (15) فَقَامَ فِي السَّحَرِ (16) فِي سَرَّاءٍ أَوْ ضَرَّاءٍ ) وفي رواية (17) : ( وَالَّذِي لَهُ امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ وَفِرَاشٌ لَيِّنٌ حَسَنٌ ، فَيَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ فَيَذَرُ شَهْوَتَهُ ، فَيَذْكُرُنِي وَيُنَاجِينِي (18) وَلَوْ شَاءَ لَرَقَدَ ) "
__________
(1) ( الأسماء والصفات للبيهقي ) ص471-472 , ( ت ) 2567 , ( حم ) 21570 , انظر الصَّحِيحَة : 3478 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 629
(2) ( حم ) 21570 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( حم ) 21378 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3074 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(4) ( الأسماء والصفات للبيهقي ) ص471-472 , ( ت ) 2567
(5) [الصف/4]
(6) ( حم ) 21570
(7) ( الأسماء والصفات للبيهقي ) ص471-472
(8) ( حم ) 21570
(9) أَيْ : ارتحال لأحدهما .
(10) ( حم ) 21378 , 21570
(11) شق عليه : صعب عليه أمره .
(12) ( حم ) 21570
(13) ( حم ) 21378
(14) ( الأسماء والصفات للبيهقي ) ص471-472
(15) الهجعة : النومة في وقت من الليل .
(16) السَّحَر : الثلث الأخير من الليل .
(17) ( الأسماء والصفات للبيهقي ) ص471-472 , ( ت ) 2567
(18) يناجيه : يحدثه سِرًّا .(2/1469)
( د حم طب ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( عَجِبَ رَبُّنَا (1) - عز وجل - مِنْ رَجُلَيْنِ ) (2) ( رَجُلٍ غَزَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَانْهَزَمَ أَصْحَابَهُ ) (3) ( فَعَلِمَ مَا عَلَيهِ فِي الْفِرَارِ , وَمَا لَهُ فِي الرُّجُوعِ , فَرَجَعَ حَتَّى أُهَرِيقَ دَمُهُ , فَيَقُولُ اللَّهُ - عز وجل - لِمَلَائِكَتِهِ : ) (4) ( مَا حَمَلَ عَبْدِي هَذَا عَلَى مَا صَنَعَ ؟ , فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا رَجَاءَ مَا عِنْدَكَ ، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدَكَ ، فَيَقُولُ : فَإِنَّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَعْطَيْتُهُ مَا رَجَا وَأَمَّنْتُهُ مِمَّا خَافَ ) (5) ( وَرَجُلٍ ثَارَ عَنْ وِطَائِهِ وَلِحَافِهِ مِنْ بَيْنِ أَهْلِهِ وَحِبِّهِ إِلَى صَلَاتِهِ ) (6) ( فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لِمَلَائِكَتِهِ ) (7) ( انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي , ثَارَ مِنْ فِرَاشِهِ وَوِطَائِهِ , وَمِنْ بَيْنِ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلَاتِهِ ) (8) ( مَا حَمَلَ عَبْدِي هَذَا عَلَى مَا صَنَعَ ؟ , فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا رَجَاءَ مَا عِنْدَكَ ، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدَكَ ، فَيَقُولُ : فَإِنَّي قَدْ أَعْطَيْتُهُ مَا رَجَا وَأَمَّنْتُهُ مِمَّا خَافَ ) (9) "
__________
(1) قَوْلُهُ : ( عَجِبَ رَبُّنَا ) أَيْ : رَضِيَ وَاسْتَحْسَنَ , وَإِطْلَاق التَّعَجُّب عَلَى اللَّهِ مَجَاز , لِأَنَّهُ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ أَسْبَاب الْأَشْيَاء , وَالْعَجَب مَا خَفِيَ سَبَبه وَلَمْ يُعْلَم .عون المعبود - (ج 5 / ص 433)
(2) ( حم ) 3949 , , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :630 , والمشكاة : 1251 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(3) ( د ) 2536 , ( حم ) 3949
(4) ( حم ) 3949 , ( د ) 2536 , ( حب ) 2557
(5) ( طب ) 8532 , ( د ) 2536 , ( حم ) 3949 , انظر الصحيحة تحت حديث : 3478 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :630
(6) ( حم ) 3949
(7) ( طب ) 8532 , ( حم ) 3949
(8) ( حم ) 3949 , ( حب ) 2557
(9) ( طب ) 8532(2/1470)
( د ت ) , وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَا مِنْ عَبْدٍ يَبِيتُ عَلَى ذِكْرٍ طَاهِرًا فَيَتَعَارُّ (1) مِنْ اللَّيْلِ , فَيَسْأَلُ اللَّهَ ) (2) ( شَيْئًا مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ) (3) "
__________
(1) تعارَّ : هَبَّ من نومه واستَيْقَظ .
(2) ( د ) 5042 , ( جة ) 3881
(3) ( ت ) 3526 , ( د ) 5042 , ( جة ) 3881 , ( حم ) 22101 , انظر صحيح الكلم الطيب : 36 , وقد تراجع الألباني عن تضعيف رواية ( ت ) في الكلم الطيب ص43 .(2/1471)
( خ د ) , وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ فَقَالَ [ حِينَ يَسْتَيْقِظُ ] (1) : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ , لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ , سُبْحَانَ اللَّهِ , وَالْحَمْدُ لِلَّهِ , وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَاللَّهُ أَكْبَرُ , وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ , ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ , فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ " (2)
__________
(1) ( د ) 5060
(2) ( خ ) 1103 , ( ت ) 3414 , ( د ) 5060 , ( جة ) 3878 , ( حم ) 22725(2/1472)
( خ ) , وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" ( اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةً فَزِعًا يَقُولُ : سُبْحَانَ اللَّهِ ) (1) لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (2) ( مَاذَا أُنْزِلَ (3) اللَّيْلَةَ مِنْ الْفِتَنِ (4) ؟ وَمَاذَا فُتِحَ مِنْ الْخَزَائِنِ (5) ؟ , أَيْقِظُوا صَوَاحِبَاتِ الْحُجَرِ (6) ) (7) ( - يُرِيدُ أَزْوَاجَهُ - لِكَيْ يُصَلِّينَ (8) ) (9) ( كَمْ مِنْ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الْآخِرَةِ (10) ) (11) "
__________
(1) ( خ ) 6658
(2) ( خ ) 5506
(3) قَوْله : ( أُنْزِلَ ) الْمُرَاد بِالْإِنْزَالِ إِعْلَام الْمَلَائِكَة بِالْأَمْرِ الْمَقْدُور ، أَوْ أَنَّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي نَوْمه ذَاكَ بِمَا سَيَقَعُ بَعْده مِنْ الْفِتَن , فَعَبَّرَ عَنْهُ بِالْإِنْزَالِ .( فتح الباري - ح115)
(4) قَوْله : ( سُبْحَان اللَّه مَاذَا ) مَا اِسْتِفْهَامِيَّة مُتَضَمِّنَة لِمَعْنَى التَّعَجُّب وَالتَّعْظِيم ، وَعَبَّرَ عَنْ الْعَذَاب بِالْفِتَنِ لِأَنَّهَا أَسْبَابه . ( فتح الباري - ح115)
(5) قَالَ الدَّاوُدِيّ : الثَّانِي هُوَ الْأَوَّل ، وَالشَّيْء قَدْ يُعْطَف عَلَى نَفْسه تَأْكِيدًا ؛ لِأَنَّ مَا يُفْتَح مِنْ الْخَزَائِن يَكُون سَبَبًا لِلْفِتْنَةِ .( فتح الباري - ح115)
(6) ( الْحُجُرات ) : جَمْع حُجْرَة , وَهِيَ مَنَازِل أَزْوَاج النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - .( فتح الباري - ح115)
(7) ( خ ) 115
(8) وَإِنَّمَا خَصَّهُنَّ بِالْإِيقَاظِ لِأَنَّهُنَّ الْحَاضِرَات حِينَئِذٍ ، أَوْ مِنْ بَاب " اِبْدَأْ بِنَفْسِك ثُمَّ بِمَنْ تَعُول " .( فتح الباري - ح115)
(9) ( خ ) 6658 , 5864
(10) أَيْ : يَنْبَغِي لَهُنَّ أَنْ لَا يَتَغَافَلْنَ عَنْ الْعِبَادَة وَيَعْتَمِدْنَ عَلَى كَوْنهنَّ أَزْوَاج النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - . ( فتح الباري - ح115)
(11) ( خ ) 5506 , ( ت ) 2196 , ( حم ) 26587(2/1473)
( ت جة ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ (1) وَقِيلَ : قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ , قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ , فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ , فَلَمَّا اسْتَثْبَتُّ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ , وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ : " أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ , وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ ) (2) ( وَصِلُوا الْأَرْحَامَ , وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ , تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ ) (3) " ( مكرر كثير )
__________
(1) أَيْ : ذَهَبُوا مُسْرِعِينَ إِلَيْهِ .
(2) ( ت ) 2485 , ( جة ) 1334
(3) ( جة ) 3251 , ( حم ) 23835 , ( ت ) 2485 , 1855 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7865 , الصَّحِيحَة : 569(2/1474)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْبِئْنِي عَنْ أَمْرٍ إِذَا أَخَذْتُ بِهِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ ، قَالَ : " أَفْشِ السَّلَامَ ، وَأَطْعِمْ الطَّعَامَ ، وَصِلْ الْأَرْحَامَ ، وَقُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ ، ثُمَّ ادْخُلْ الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ " (1)
__________
(1) ( حم ) 7919 , 8279 , 10404 , انظر صحيح الجامع : 1019 , والإرواء تحت حديث : 777(2/1475)
( ت ) , وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا , وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا (1) " , فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ : لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ (2) وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ (3) وَأَدَامَ الصِّيَامَ (4) وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ " (5)
__________
(1) لِكَوْنِهَا شَفَّافَةً لَا تَحْجُبُ مَا وَرَاءَهَا . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 226)
(2) أَيْ : لِمَنْ لَهُ خُلُقٌ حَسَنٌ مَعَ الْأَنَامِ , قَالَ تَعَالَى : { وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا } فَيَكُونُ مِنْ عِبَادِ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا , الْمَوْصُوفِينَ بِقَوْلِهِ : { أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا } . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 226)
(3) أَيْ : لِلْعِيَالِ وَالْفُقَرَاءِ وَالْأَضْيَافِ وَنَحْوِ ذَلِكَ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 226)
(4) أَيْ : أَكْثَرَ مِنْهُ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ , بِحَيْثُ تَابَعَ بَعْضَهَا بَعْضًا , وَلَا يَقْطَعُهَا رَأْسًا ، قَالَهُ اِبْنُ الْمَلَكِ , وَقِيلَ : أَقَلُّهُ أَنْ يَصُومَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 226)
(5) ( ت ) 2526 , 1984 , ( حم ) 1337 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2123 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 617 ، 2692 , المشكاة : 1233(2/1476)
( طس ) , وَعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ فِي لَيْلَةٍ كُتِبَ لَهُ قِنْطَارٌ , وَالْقِنْطَارُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا , فَإِذَا كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ رَبُّكَ - عز وجل - : اقْرَأْ وَارْقَ , لِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَةً , حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى آخِرِ آيَةٍ مَعَهُ , يَقُولُ رَبُّكَ - عز وجل - لِلْعَبْدِ : اقْبِضْ , فَيَقُولُ الْعَبْدُ بِيَدِهِ : يَا رَبُّ أَنْتَ أَعْلَمُ , فَيَقُولُ : بِهَذِهِ الْخُلْدَ , وَبِهَذِهِ النَّعِيمَ " (1)
__________
(1) ( طس ) 8451 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 638(2/1477)
( ك ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ حَافَظَ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ ، وَمَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ مِائَةَ أَيَّةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ (1) " (2)
__________
(1) ( الْقَانِت ) : يَرِدُ بِمَعَانٍ مُتَعَدِّدَةٍ : كَالطَّاعَةِ , وَالْخُشُوعِ , وَالصَّلَاةِ , وَالدُّعَاءِ , وَالْعِبَادَة , وَالْقِيَام , وَالسُّكُوت ,
وَالْمُرَاد هُنَا الْقِيَام فِي اللَّيْل . عون المعبود - (ج 3 / ص 335)
(2) ( ك ) 1160 , ( خز ) 1142 , ( هب ) 2191 , انظر الصَّحِيحَة : 657 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1437(2/1478)
( د ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنْ الْغَافِلِينَ , وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنْ الْقَانِتِينَ , وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنْ الْمُقَنْطِرِينَ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : كُتِبَ مِمَّنْ أُعْطِيَ مِنْ أَجْرًا عَظِيمًا . عون المعبود - (ج 3 / ص 335)
(2) ( د ) 1398 , ( حب ) 2572 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6439 ، الصَّحِيحَة : 642(2/1479)
( حم ) , وَعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ قَرَأَ بِمِائَةِ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ كُتِبَ لَهُ قُنُوتُ لَيْلَةٍ " (1)
__________
(1) ( حم ) 16999 , ( مي ) 3450 , انظر صحيح الجامع : 6468 , الصَّحِيحَة : 644(2/1480)
( خ م جة حم ) , وَعَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ (1) إِذَا هُوَ نَامَ ) (2) ( بِحَبْلٍ فِيهِ ثَلَاثُ عُقَدٍ (3) ) (4) ( يَضْرِبُ عَلَى كُلِّ عُقْدَةٍ (5) عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ (6) فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ (7) انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّهَا (8) فَيُصْبِحُ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ (9) ) (10) ( قَدْ أَصَابَ خَيْرًا ) (11) ( وَإِنْ هُوَ بَاتَ وَلَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ - عز وجل - ، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ وَلَمْ يُصَلِّ حَتَّى يُصْبِحَ (12) أَصْبَحَ وَعَلَيْهِ الْعُقَدُ جَمِيعًا ) (13) ( خَبِيثَ النَّفْسِ (14) كَسْلَانَ ) (15) ( لَمْ يُصِبْ خَيْرًا ) (16) "
__________
(1) أَيْ : مُؤَخَّر عُنُقه , وَقَافِيَة كُلّ شَيْء مُؤَخَّره وَمِنْهُ قَافِيَة الْقَصِيدَة ، وَفِي النِّهَايَة : الْقَافِيَة : الْقَفَا , وَقِيلَ : مُؤَخَّر الرَّأْس , وَقِيلَ : وَسَطه . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 127)
(2) ( خ ) 3096 , ( م ) 776
(3) اُخْتُلِفَ فِي هَذِهِ الْعُقَد , فَقِيلَ : هُوَ عَلَى الْحَقِيقَة , وَأَنَّهُ كَمَا يَعْقِد السَّاحِر مَنْ يَسْحَرهُ ، وَأَكْثَر مَنْ يَفْعَلهُ النِّسَاء , تَأْخُذ إِحْدَاهُنَّ الْخَيْط فَتَعْقِد مِنْهُ عُقْدَة وَتَتَكَلَّم عَلَيْهِ بِالسِّحْرِ , فَيَتَأَثَّر الْمَسْحُور عِنْد ذَلِكَ ، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى ( وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَات فِي الْعُقَد ) . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 127)
(4) ( جة ) 1329 , ( خ ) 3096
(5) مَعْنَى ( يَضْرِب ) أَيْ : يَحْجُب الْحِسّ عَنْ النَّائِم حَتَّى لَا يَسْتَيْقِظ ، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى : ( فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانهمْ ) , أَيْ : حَجَبْنَا الْحِسّ أَنْ يَلِج فِي آذَانهمْ فَيَنْتَبِهُوا . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 127)
(6) مَقْصُود الشَّيْطَان بِذَلِكَ تَسْوِيفه بِالْقِيَامِ وَالْإِلْبَاس عَلَيْهِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 127)
(7) لَا يَتَعَيَّن لِلذِّكْرِ شَيْء مَخْصُوص لَا يُجْزِئ غَيْره ، بَلْ كُلّ مَا صَدَقَ عَلَيْهِ ذِكْرُ اللَّه أَجْزَأَ ، وَيَدْخُل فِيه تِلَاوَة الْقُرْآن , وَقِرَاءَة الْحَدِيث النَّبَوِيّ , وَالِاشْتِغَال بِالْعِلْمِ الشَّرْعِيّ ، وَأَوْلَى مَا يُذْكَر بِهِ مَا رواه ( خ ) 1103 عَنْ النَّبِيِّ > قَالَ : " مَنْ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ فَقَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ , الْحَمْدُ لِلَّهِ , وَسُبْحَانَ اللَّهِ , وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَاللَّهُ أَكْبَرُ , وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ , ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ , فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ " . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 127)
(8) فالسِّرّ فِي اِسْتِفْتَاح صَلَاة اللَّيْل بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ الْمُبَادَرَة إِلَى حَلّ عُقَد الشَّيْطَان ، لأَنَّ الْحَلّ لَا يَتِمّ إِلَّا بِتَمَامِ الصَّلَاة - وَهُوَ وَاضِح - فَكَأَنَّ الشُّرُوع فِي حَلّ الْعُقَد يَحْصُل بِالشُّرُوعِ فِي الْعِبَادَة وَيَنْتَهِي بِانْتِهَائِهَا , وَقَدْ وَرَدَ الْأَمْر بِصَلَاةِ الرَّكْعَتَيْنِ الْخَفِيفَتَيْنِ عِنْد مُسْلِم مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 127)
(9) أَيْ : ذَات فَرَح , لِأَنَّهُ تَخَلَّصَ عَنْ وِثَاق الشَّيْطَان , وَتَخَفَّفَ عَنْهُ أَعْبَاء الْغَفْلَة وَالنِّسْيَان , وَحَصَلَ لَهُ رِضَا الرَّحْمَن . عون المعبود - (ج 3 / ص 253)
واَلَّذِي يَظْهَر أَنَّ فِي صَلَاة اللَّيْل سِرًّا فِي طِيب النَّفْس . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 127)
(10) ( خ ) 3096 , ( م ) 776 , ( حم ) 14427
(11) ( جة ) 1329
(12) أَيْ : وَإِنْ لَمْ يَفْعَل كَذَلِكَ بَلْ أَطَاعَ الشَّيْطَان وَنَامَ حَتَّى تَفُوتهُ صَلَاة الصُّبْح , ذَكَرَهُ مَيْرك , وَالظَّاهِر : حَتَّى تَفُوتهُ صَلَاة التَّهَجُّد . عون المعبود - (ج 3 / ص 253)
(13) ( حم ) 10457 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : صحيح .
(14) أَيْ : مَحْزُون الْقَلْب , كَثِير الْهَمّ , مُتَحَيِّرًا فِي أَمْره . عون المعبود - (ج 3 / ص 253)
(15) ( خ ) 3096 , ( م ) 776
(16) ( جة ) 1329(2/1481)
( حم ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" رَجُلَانِ مِنْ أُمَّتِي : يَقُومُ أَحَدُهُمَا بِاللَّيْلِ يُعَالِجُ نَفْسَهُ إِلَى الطُّهُورِ وَعَلَيْهِ عُقَدُهُ فَيَتَوَضَّأُ , فَإِذَا وَضَّأَ يَدَيْهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ , وَإِذَا وَضَّأَ وَجْهَهُ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ , وَإِذَا مَسَحَ بِرَأْسِهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ , وَإِذَا وَضَّأَ رِجْلَيْهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ , فَيَقُولُ اللَّهُ - عز وجل - لِلَّذِينَ وَرَاءَ الْحِجَابِ : انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُعَالِجُ نَفْسَهُ يَسْأَلُنِي , مَا سَأَلَنِي عَبْدِي فَهُوَ لَهُ " (1)
__________
(1) ( حم ) 17825 , ( حب ) 1052 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 631 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(2/1482)
( خ م حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : إِنَّ فُلَانًا نَامَ الْبَارِحَةَ وَلَمْ يُصَلِّ شَيْئًا حَتَّى أَصْبَحَ ) (1) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنَيْهِ (2) ) (3) "
فَضْلُ قِيَامِ رَمَضَان ( التَّرَاوِيح )
__________
(1) ( حم ) 9512 , ( خ ) 3097
(2) قِيلَ : هُوَ عَلَى حَقِيقَته , قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَغَيْره : لَا مَانِع مِنْ ذَلِكَ , إِذْ لَا إِحَالَة فِيهِ , لِأَنَّهُ ثَبَتَ أَنَّ الشَّيْطَان يَأْكُل وَيَشْرَب وَيَنْكِح , فَلَا مَانِع مِنْ أَنْ يَبُول , وَقَالَ الطِّيبِيُّ : خَصَّ الْأُذُن بِالذِّكْرِ وَإِنْ كَانَتْ الْعَيْن أَنْسَب بِالنَّوْمِ إِشَارَة إِلَى ثِقَل النَّوْم ،
فَإِنَّ الْمَسَامِع هِيَ مَوَارِد الِانْتِبَاه , وَخَصَّ الْبَوْل لِأَنَّهُ أَسْهَل مَدْخَلًا فِي التَّجَاوِيف , وَأَسْرَع نُفُوذًا فِي الْعُرُوق ,
فَيُورِث الْكَسَل فِي جَمِيع الْأَعْضَاء . ( فتح الباري ) - (ج 4 / ص 130)
(3) ( خ ) 3097 , ( م ) 205 - ( 774 ) , ( س ) 1608 , ( حم ) 3557(2/1483)
( خ م ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً (1) وَاحْتِسَاباً (2) غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ (3) " (4)
__________
(1) أَيْ : مُؤْمِنًا بِاللَّهِ وَمُصَدِّقًا بِأَنَّهُ تَقَرُّب إِلَيْهِ . عون المعبود - (ج 3 / ص 309)
(2) أَيْ : طَلَبًا لِلثَّوَابِ . عون المعبود - (ج 3 / ص 309)
(3) قَالَ السُّيُوطِيُّ : هُوَ مَحْمُولٌ عَلَى الصَّغَائِرِ دُونَ الْكَبَائِرِ , قَالَ النَّوَوِيُّ : إِنَّ الْمُكَفِّرَاتِ إِنْ صَادَفَتْ السَّيِّئَاتِ تَمْحُوهَا إِذَا كَانَتْ صَغَائِرَ , وَتُخَفِّفُهَا إِذَا كَانَتْ كَبَائِرَ , وَإِلَّا تَكُونُ مُوجِبَةً لِرَفْعِ الدَّرَجَاتِ فِي الْجَنَّاتِ .تحفة الأحوذي(ج2ص220)
(4) ( خ ) 37 , ( م ) 173 - ( 759 )(2/1484)
( خ م ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ , وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَجَدَّ , وَشَدَّ الْمِئْزَرَ وَرَفَعَ الْمِئْزَرَ (1) " (2)
__________
(1) ( ش ) 8673 , ( حم ) 1103 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
وقِيلَ لِأَبِي بَكْرٍ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ : مَا " رَفَعَ الْمِئْزَرَ " ؟ , قَالَ : اعْتَزَلَ النِّسَاءَ .
(2) ( م ) 7 - ( 1174 ) , ( خ ) 1920 , ( س ) 1639 , ( د ) 1376(2/1485)
( م ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ " (1)
فَضْلُ قِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْر
قَالَ تَعَالَى : { بسم الله الرحمن الرحيم ، إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ , وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ , لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ الفِ شَهْرٍ , تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ , سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } (2)
__________
(1) ( م ) 8 - ( 1175 ) , ( ت ) 796 , ( جة ) 1767 , ( حم ) 24572
(2) [القدر/1-5](2/1486)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَاناً (1) وَاحْتِسَاباً (2) غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " (3)
فَضْلُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
قَالَ تَعَالَى : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } (4)
__________
(1) أَيْ : مُؤْمِنًا بِاللَّهِ وَمُصَدِّقًا بِأَنَّهُ تَقَرُّب إِلَيْهِ . عون المعبود - (ج 3 / ص 309)
(2) أَيْ : طَلَبًا لِلثَّوَابِ . عون المعبود - (ج 3 / ص 309)
(3) ( خ ) 1802 , ( م ) 175 - ( 760 )
(4) [الأحزاب/56](2/1487)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا " (1)
__________
(1) ( م ) 70 - ( 408 ) , ( ت ) 485 , ( س ) 1296 , ( د ) 1530 , ( حم ) 8841(2/1488)
( س ن حم ) , وَعَنْ أَبِي طَلْحَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا طَيِّبَ النَّفْسِ يُرَى فِي وَجْهِهِ الْبِشْرُ " , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَصْبَحْتَ الْيَوْمَ طَيِّبَ النَّفْسِ يُرَى فِي وَجْهِكَ الْبِشْرُ , فَقَالَ : " أَجَلْ , إِنَّهُ أَتَانِي ) (1) ( جِبْرِيلُ ) (2) ( فَقَالَ : مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ مِنْ أُمَّتِكَ صَلَاةً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ , وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ وَرَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ , وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَهَا ) (3) "
وفي رواية (4) : " إِنَّهُ جَاءَنِي جِبْرِيلُ × فَقَالَ : إِنَّ رَبَّكَ يَقُولُ : أَمَا يُرْضِيكَ يَا مُحَمَّدُ أَنَّهُ لَا يُصَلِّيَ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلَّا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا , وَلَا يُسَلِّمَ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا ؟ "
__________
(1) ( حم ) 16399 , ( س ) 1283 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1661
(2) ( س ) 1295
(3) ( حم ) 16399 , ( س ) 1283
(4) ( ن ) 1218 , ( س ) 1295 , ( حم ) 16410 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2198 , الصَّحِيحَة : 829(2/1489)
( ن ) , وَعَنْ عُمَيْرٍ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مِنْ أُمَّتِي صَلَاةً مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرَ صَلَوَاتٍ (1) وَرَفَعَهُ بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ ، وَكَتَبَ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ " (2)
__________
(1) قَالَ الْقَاضِي : مَعْنَاهُ رَحْمَتُهُ وَتَضْعِيفُ أَجْرِهِ , كَقَوْلِهِ تَعَالَى : { مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْر أَمْثَالهَا } . شرح النووي على مسلم - (ج 2 / ص 144)
قال الطبري في تفسيره (ج 20 / ص 279) : قوله ( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ ) يقول تعالى ذكره : ربكم الذي تذكرونه الذكر الكثير وتسبحونه بكرة وأصيلا , إذا أنتم فعلتم ذلك فهو الذي يرحمكم ويثني عليكم , ويدعو لكم ملائكتُه , وقيل : إن معنى قوله ( يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ ) : يشيع عنكم الذكر الجميل في عباد الله . أ . هـ
(2) ( ن ) 9892 , ( س ) 1297 , ( حم ) 12017 , انظر الصَّحِيحَة : 3360 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1659(2/1490)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَتَوَجَّهَ نَحْوَ صَدَقَتِهِ (1) ) (2) ( فَاتَّبَعْتُهُ ) (3) ( فَدَخَلَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَخَرَّ سَاجِدًا , فَأَطَالَ السُّجُودَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ اللَّهَ - عز وجل - قَدْ قَبَضَ نَفْسَهُ فِيهَا " , فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَجَلَسْتُ , " فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ " , قُلْتُ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ , قَالَ : " مَا شَأْنُكَ ؟ " , قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ سَجَدْتَ سَجْدَةً خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ - عز وجل - قَدْ قَبَضَ نَفْسَكَ فِيهَا , فَقَالَ : " إِنَّ جِبْرِيلَ - عليه السلام - أَتَانِي فَبَشَّرَنِي فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - يَقُولُ : مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ , وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ , فَسَجَدْتُ لِلَّهِ - عز وجل - شُكْرًا ) (4) "
__________
(1) هي أرضٌ جعلها النبي - صلى الله عليه وسلم - صدقة لابن السبيل .
(2) ( حم ) 1664
(3) ( حم ) 1662 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حسن لغيره .
(4) ( حم ) 1664, ( ك ) 2019 , وحسنه الألباني في المشكاة : 937 , وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1658 , وفضل الصلاة على النبي بتحقيق الألباني ح7(2/1491)
( جة حم ) , وَعَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَلِّي عَلَيَّ إِلَّا صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ ) (1) ( مَا دَامَ يُصَلِّي عَلَيَّ , فَلْيُقِلَّ عَبْدٌ مِنْ ذَلِكَ أَوْ لِيُكْثِرْ ) (2) "
__________
(1) ( جة ) 907 , ( حم ) 15718
(2) ( حم ) 15718 , ( جة ) 907 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1669 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث حسن .(2/1492)
( ت ) , وَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً (1) " (2)
__________
(1) قَالَ ابن حبان في صحيحه ح911 : فِي هَذَا الْخَبَرِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْقِيَامَةِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ ,
إِذْ لَيْسَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَوْمٌ أَكْثَرَ صَلَاةً عَلَيْهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْهُمْ .
(2) ( ت ) 484 , ( ش ) 31787 , ( حب ) 911 , ( يع ) 5011 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1668 , صحيح موارد الظمآن : 2027 ، وقد كان الألباني قد ضعف هذا الحديث ثم تراجع عن تضعيفه .(2/1493)
( ت ) , وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَلَاةَ عَلَيْكَ , فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي (1) ؟ ، فَقَالَ : " مَا شِئْتَ " ، قُلْتُ : الرُّبُعَ ؟ ، قَالَ : " مَا شِئْتَ ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ " قُلْتُ : النِّصْفَ ؟ ، قَالَ : " مَا شِئْتَ , فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ " ، قُلْتُ : فَالثُّلُثَيْنِ ؟ ، قَالَ : " مَا شِئْتَ ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ " ، قُلْتُ : أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا (2) ؟ ، قَالَ : " إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ (3) " (4)
__________
(1) قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : مَعْنَاهُ أُكْثِرُ الدُّعَاءَ , فَكَمْ أَجْعَلُ لَك مِنْ دُعَائِي صَلَاةً عَلَيْك . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 249)
(2) أَيْ : أَصْرِفُ بِصَلَاتِي عَلَيْك جَمِيعَ الزَّمَنِ الَّذِي كُنْت أَدْعُو فِيهِ لِنَفْسِي . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 249)
(3) يَعْنِي : إِذَا صَرَفْت جَمِيعَ أَزْمَانِ دُعَائِك فِي الصَّلَاةِ عَلَيَّ , أُعْطِيت مَرَامَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 249)
(4) ( ت ) 2457 , ( ك ) 3578 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7863 ، الصَّحِيحَة : 954 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1670(2/1494)
( هق ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَلَاةِ فِي كُلِّ يَوْمِ جُمُعَةٍ , فَإِنَّ صَلَاةَ أُمَّتِي تُعْرَضُ عَلَيَّ فِي كُلِّ يَوْمِ جُمُعَةٍ ، فَمَنْ كَانَ أَكْثَرَهُمْ عَلَىَّ صَلَاةً كَانَ أَقْرَبَهُمْ مِنِّي مَنْزِلَةً " (1)
__________
(1) ( هق ) 5791 , ( ك ) 3577 , ( جة ) 1673 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1673 , وقد كان الألباني قد ضعف هذا الحديث ثم تراجع عن تضعيفه .(2/1495)
( س حم حب ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ (1) فِي الْأَرْضِ , يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِيَ السَّلَامَ " (2)
__________
(1) ( سَيَّاحِينَ ) صِفَة الْمَلَائِكَة , يُقَال : سَاحَ فِي الْأَرْض إِذَا ذَهَبَ فِيهَا , وَأَصْله مِنْ السَّيْح وَهُوَ الْمَاء الْجَارِي الْمُنْبَسِط عَلَى الْأَرْض . شرح سنن النسائي - (ج 2 / ص 372)
(2) ( س ) 1282 , ( حم ) 3666 , ( حب ) 914 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2174 ، الصَّحِيحَة : 2853(2/1496)
( ن ) , وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْبَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ " (1)
__________
(1) ( ن ) 8100 , ( ت ) الدعوات ( 3546) , ( حم ) 1736 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2878 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1683(2/1497)
( ش جة ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَنَسِيَ الصَلَاةَ عَلَيَّ ) (1) ( خَطِئَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ ) (2) "
__________
(1) ( ش ) 31793 , ( طب ) 2887 , ( جة ) 908
(2) ( جة ) 908 , ( طب ) 2887 , صَحِيح الْجَامِع : 6245 , الصَّحِيحَة : 2337 , وقال الألباني : ومعنى ذلك أن ترك الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - عند ذكره معصية . أ . هـ(2/1498)
( ت س د ) , وَعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَاعِدٌ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي ) (1) ( وَلَمْ يُمَجِّدْ اللَّهَ تَعَالَى , ولَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (2) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : عَجِلَ هَذَا , ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ : ) (3) ( عَجِلْتَ أَيُّهَا الْمُصَلِّي ) (4) ( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ (5) فَلْيَبْدَأْ بِتَمْجِيدِ رَبِّهِ جَلَّ وَعَزَّ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ ) (6) ( ثُمَّ لْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , ثُمَّ لْيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ " ) (7) ( قَالَ : ثُمَّ صَلَّى رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَ ذَلِكَ ) (8) ( فَمَجَّدَ اللَّهَ وَحَمِدَهُ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (9) ( فَقَالَ : رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَيُّهَا الْمُصَلِّي , ادْعُ تُجَبْ ) (10) ( وَسَلْ تُعْطَ ) (11) "
__________
(1) ( ت ) 3476
(2) ( س ) 1284 , ( ت ) 3477
(3) ( د ) 1481 , ( ت ) 3477
(4) ( ت ) 3476
(5) أَيْ : إِذَا صَلَّى وَفَرَغَ فَقَعَدَ لِلدُّعَاءِ . عون المعبود - (ج 3 / ص 412)
(6) ( د ) 1481 , ( ت ) 3477
(7) ( ت ) 3477 , ( د ) 1481 , ( حم ) 23982 , انظر صحيح الجامع : 648 , أصل صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - (3 / 990)
(8) ( ت ) 3476
(9) ( س ) 1284
(10) ( ت ) 3476
(11) ( س ) 1284 , انظر صحيح الجامع : 3988 , وصحيح الترغيب والترهيب : 1643(2/1499)
( طس ) , وَعَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كُلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ حَتَّى يُصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - " (1)
__________
(1) ( طس ) 721 , ( هب ) 1575 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4523 , الصَّحِيحَة : 2035 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :1675
وقال المنذري : رواه الطبراني في الأوسط موقوفا ورواته ثقات ورفعه بعضهم والموقوف أصح .
وقال الالباني في الصحيحة : وهو في حكم المرفوع , لأن مثله لَا يقال من قبل الرأي كما قال السخاوي ( ص223 ) وحكاه عن أئمة الحديث والأصول . أ . هـ(2/1500)
( ت ) , وَعَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" إِنَّ الدُّعَاءَ مَوْقُوفٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ , لَا يَصْعَدُ مِنْهُ شَيْءٌ حَتَّى تُصَلِّيَ عَلَى نَبِيِّكَ - صلى الله عليه وسلم - " (1)
الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ غَيْرِ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -
قَالَ تَعَالَى : { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ , وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ , وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } (2)
__________
(1) ( ت ) 486 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1676
(2) [الصافات : 180 - 182](2/1501)
( هب ) , عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" صَلُّوا عَلَى أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَهُمْ كَمَا بَعَثَنِي " (1)
__________
(1) ( هب ) 131 , ( عب ) 3118 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3782 , والصحيحة : 2963(2/1502)
( كر ) , وَعَنْ وَائِلِ بْنِ حَجَرٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" صَلُّوا عَلَى النَّبِيِّينَ إِذَا ذَكَرْتُمُونِي ، فَإِنَّهُمْ قَدْ بُعِثُوا كَمَا بُعِثْتُ " (1)
__________
(1) تاريخ دمشق - (62 / 391) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3781(2/1503)
( د حم ) , وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا ذَكَرَ الْأَنْبِيَاءَ بَدَأَ بِنَفْسِهِ فَقَالَ : رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى هُودٍ وَعَلَى صَالِحٍ ) (1) ( فَذَكَرَ ذَاتَ يَوْمٍ مُوسَى ) (2) ( فَقَالَ : رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى مُوسَى , لَوْ صَبَرَ لَرَأَى مِنْ صَاحِبِهِ الْعَجَبَ لَوْ كَانَ صَبَرَ لَقَصَّ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْنَا مِنْ خَبَرِهِ (3) وَلَكِنَّهُ قَالَ : { إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا } (4) ) (5) "
فَضْلُ بِرِّ الْوَالِدَيْن
قَالَ تَعَالَى : { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ , وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ , أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ } (6)
قَالَ تَعَالَى : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا , إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا , وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } (7)
__________
(1) ( حم ) 21168 , 21156 , ( ن ) 5844 , ( م ) 172 - ( 2380 ) , ( د ) 3984 , ( ت ) 3385
(2) ( حم ) 21164 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( حم ) 21164
(4) [الكهف/76]
(5) ( د ) 3984 , ( حم ) 21164 , ( ن ) 11310 , ( ش ) 29226 , ( حب ) 988 , ( ك ) 4096 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4720
(6) [لقمان/14]
(7) [الإسراء/23، 24](2/1504)
( خد ) , وَعَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئِ ابْنَةِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ :
كُنْتُ أَرْكَبُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - إِلَى أَرْضِهِ بِالْعَقِيقِ (1) فَإِذَا دَخَلَ أَرْضَهُ صَاحَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ : عَلَيْكِ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ يَا أُمَّتَاهُ ، تَقُولُ : وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ، يَقُولُ : رَحِمَكِ اللَّهُ رَبَّيْتِنِي صَغِيرًا ، فَتَقُولُ : يَا بُنَيَّ ، وَأَنْتَ فَجَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا وَرَضِيَ عَنْكَ كَمَا بَرَرْتَنِي كَبِيرًا . (2)
__________
(1) الْعَقِيق : موضعٌ بَيْنه وَبَيْنَ الْمَدِينَة أَرْبَعَة أَمْيَال . ( فتح الباري) - (ج 5 / ص 176)
(2) ( خد ) 14 , انظر صَحِيحُ الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 11(2/1505)
( خد ) , وَعَنْ أَبِي بُرْدة قَالَ :
شَهِدْتُ ابْنَ عُمَرَ - رضي الله عنهما - وَرَجُلٌ يَمَانِيٌّ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ قَدْ حَمَلَ أُمَّهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ، يَقُولُ :
إِنِّي لَهَا بَعِيرُهَا الْمُذَلَّل إِنْ أُذْعِرَتْ رِكَابُهَا (1) لَمْ أُذْعَرْ
ثُمَّ قَالَ : يَا ابْنَ عُمَرَ , أَتُرَانِي جَزَيْتُهَا ؟ , قَالَ : لاَ ، وَلاَ بِزَفْرَةٍ (2) وَاحِدَةٍ . (3)
__________
(1) أي : بعيرها .
(2) الزَّفْرة : الْمَرَّة من الزفير , وهو تردد النفس حتى تختلف الأضلاع , وهذا يعرض للمرأة عند الوضع .
(3) ( خد ) 11 , انظر صَحِيحُ الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 8(2/1506)
( خد ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَجْزِي (1) وَلَدٌ وَالِدَهُ (2) إِلَّا أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ " (3)
__________
(1) أَيْ : لَا يُكَافِئ . عون المعبود - (ج 11 / ص 177)
(2) أَيْ : إِحْسَانَ وَالِده . عون المعبود - (ج 11 / ص 177)
(3) ( خد ) 10 , ( م ) 25 - ( 1510 ) , ( د ) 5137 , ( حم ) 7143 , ( ت ) 1906(2/1507)
( خ م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (1) ( أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ , قَالَ : " الصَلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا (2) " , قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ , قَالَ : " ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ " , قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ , قَالَ : " الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " ) (3)
__________
(1) ( خ ) 2630
(2) قَالَ اِبْن بَطَّال فِيهِ أَنَّ الْبِدَارَ إِلَى الصَّلَاةِ فِي أَوَّلِ أَوْقَاتِهَا أَفْضَل مِنْ التَّرَاخِي فِيهَا ؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا شَرَطَ فِيهَا أَنْ تَكُونَ أَحَبّ الْأَعْمَالِ إِذَا أُقِيمَتْ لِوَقْتِهَا الْمُسْتَحَبِّ .( فتح الباري ) - (ج 2 / ص 294)
(3) ( م ) 139 - ( 85 ) , ( خ ) 504(2/1508)
( هب س ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي أُمًّا وَأَبًا , وَأَخًا وَأُخْتًا , وَعَمًّا وَعَمَّةً , وَخَالًا وَخَالَةً ، فَأَيُّهُمْ أَوْلَى إِلَيَّ بِصِلَتِي ؟ ) (1) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَدُ الْمُعْطِي الْعُلْيَا , وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ , أُمَّكَ وَأَبَاكَ , وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ , ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ ) (2) "
__________
(1) ( هب ) 7843 , 7842 , ( بز ) 1948
(2) ( س ) 2532 , ( حم ) 7105 , ( حب ) 3341 , ( ك ) 7245 , حسنه الألباني في الإرواء : 2171 ، وصَحِيحِ الْجَامِع : 8067(2/1509)
( خ م ت جة ) , وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (1) ( مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ ) (2) ( الصُّحْبَةِ ؟ ) (3) ( فَقَالَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أُمُّكَ " ، قُلْتُ : ثُمَّ مَنْ ؟ ، قَالَ : " أُمُّكَ " قُلْتُ : ثُمَّ مَنْ ؟ ، قَالَ : " أُمُّكَ " ، قُلْتُ : ثُمَّ مَنْ ؟ ) (4) ( قَالَ : " ثُمَّ أَبُوكَ ) (5) ( ثُمَّ الْأَقْرَبَ فَالْأَقْرَبَ ) (6) ثُمَّ الْأَدْنَى فَالْأَدْنَى (7) "
__________
(1) ( ت ) 1897
(2) ( خ ) 5626 , ( م ) 2 - ( 2548 )
(3) ( م ) 2 - ( 2548 ) , ( خ ) 5626
(4) ( ت ) 1897 , ( خ ) 5626 , ( م ) 2 - ( 2548 )
(5) ( خ ) 5626 , ( م ) 2 - ( 2548 ) , ( ت ) 1897 , ( جة ) 2706 , ( حم ) 8326
(6) ( ت ) 1897
(7) ( جة ) 3658 , ( م ) 2 - ( 2548 )(2/1510)
( جة ) , وَعَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيكَرِبَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ , إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ , إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ , إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِآبَائِكُمْ , إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِالْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ " (1)
__________
(1) ( جة ) 3661 , ( خد ) 60 , ( حم ) 17226 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1924 , الصَّحِيحَة : 1666(2/1511)
( ت حم ) , وَعَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ :
( كَانَ فِينَا رَجُلٌ لَمْ تَزَلْ بِهِ أُمُّهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ حَتَّى تَزَوَّجَ , ثُمَّ أَمَرَتْهُ أَنْ يُفَارِقَهَا , فَرَحَلَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ بِالشَّامِ , فَقَالَ : إِنَّ أُمِّي لَمْ تَزَلْ بِي حَتَّى تَزَوَّجْتُ , ثُمَّ أَمَرَتْنِي أَنْ أُفَارِقَ , قَالَ : مَا أَنَا بِالَّذِي آمُرُكَ أَنْ تُفَارِقَ , وَمَا أَنَا بِالَّذِي آمُرُكَ أَنْ تُمْسِكَ , سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ " ) (1) ( فَإِنْ شِئْتَ فَأَضِعْ ذَلِكَ الْبَابَ أَوْ احْفَظْهُ ) (2) ( قَالَ : فَرَجَعَ وَقَدْ فَارَقَهَا ) (3) .
__________
(1) ( حم ) 27551 , ( حب ) 425 , ( ت ) 1900 , انظر الصَّحِيحَة : 914 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(2) ( ت ) 1900 , ( جة ) 3663 , ( حم ) 27551
(3) ( حم ) 27551 , ( حب ) 425 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 2486(2/1512)
( خد ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" رِضَى الرَّبِّ فِي رِضَى الْوَالِدِ , وَسَخَطُ (1) الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ " (2)
__________
(1) سَخِطَ أَي : غضب , وأَسْخَطَه : أَغْضَبَه .
(2) ( خد ) 2 , ( ت ) 1899 , ( حب ) 429 , ( ك ) 7249 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3506 , الصَّحِيحَة : 516(2/1513)
( خ م س جة ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( فَقَالَ : أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ ) (2) ( أَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ ) (3) ( فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : " هَلْ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ ؟ " , قَالَ : نَعَمْ , بَلْ كِلَاهُمَا ) (4) ( وَلَقَدْ تَرَكْتُهُمَا يَبْكِيَانِ ) (5) ( قَالَ : " فَتَبْتَغِي الْأَجْرَ مِنْ اللَّهِ ؟ " , قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : " فَارْجِعْ إِلَى وَالِدَيْكَ ) (6) ( فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ (7) ) (8) ( أَحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا ) (9) ( وَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا ) (10) ( وَأَبَى أَنْ يُبَايِعَهُ (11) ) (12) "
__________
(1) ( خ ) 2842
(2) ( م ) 6 - م - ( 2549 ) , ( س ) 4163
(3) ( جة ) 2782 , ( م ) 6 - م - ( 2549 )
(4) ( م ) 6 - م - ( 2549 )
(5) ( س ) 4163 , ( د ) 2528 , ( جة ) 2782
(6) ( م ) 6 - م - ( 2549 )
(7) أَيْ : خَصِّصْهُمَا بِجِهَادِ النَّفْس فِي رِضَاهُمَا ، وَيُسْتَفَاد مِنْهُ أَنَّ بِرّ الْوَالِد قَدْ يَكُون أَفْضَل مِنْ الْجِهَاد ،
قَالَ جُمْهُور الْعُلَمَاء : يَحْرُم الْجِهَاد إِذَا مَنَعَ الْأَبَوَانِ أَوْ أَحَدهمَا بِشَرْطِ أَنْ يَكُونَا مُسْلِمَيْنِ ، لِأَنَّ بِرّهمَا فَرْضُ عَيْنٍ عَلَيْهِ وَالْجِهَاد فَرْض كِفَايَة ، فَإِذَا تَعَيَّنَ الْجِهَاد فَلَا إِذْن , وَيَشْهَد لَهُ مَا أَخْرَجَهُ اِبْن حِبَّانَ عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو قال : " جَاءَ رَجُل إِلَى رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلَهُ عَنْ أَفْضَل الْأَعْمَال ، قَالَ : الصَّلَاة . قَالَ ثُمَّ مَهْ ؟ , قَالَ الْجِهَاد . قَالَ فَإِنَّ لِي وَالِدَيْنِ ، فَقَالَ آمُرك بِوَالِدَيْك خَيْرًا , فَقَالَ وَالَّذِي بَعَثَك بِالْحَقِّ نَبِيًّا لَأُجَاهِدَنَّ وَلأَتْرُكَنَّهُما , قَالَ : فَأَنْتَ أَعْلَم " , وَهُوَ مَحْمُول عَلَى جِهَاد فَرْض الْعَيْن تَوْفِيقًا بَيْن الْحَدِيثَيْنِ ، وَهَلْ يَلْحَق الْجَدّ وَالْجَدَّة بِالْأَبَوَيْنِ فِي ذَلِكَ ؟ , الْأَصَحّ عِنْد الشَّافِعِيَّة نَعَمْ , وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى تَحْرِيم السَّفَر بِغَيْرِ إِذْن , لِأَنَّ الْجِهَاد إِذَا مُنِعَ مَعَ فَضِيلَته , فَالسَّفَر الْمُبَاح أَوْلَى , نَعَمْ إِنْ كَانَ سَفَره لِتَعَلُّمِ فَرْض عَيْنٍ , حَيْثُ يَتَعَيَّن السَّفَرُ طَرِيقًا إِلَيْهِ فَلَا مَنْع ، وَإِنْ كَانَ فَرْضَ كِفَايَةٍ فَفِيهِ خِلَاف .فتح الباري لابن حجر - (ج 9 / ص 208)
(8) ( خ ) 2842 , ( م ) 5 - ( 2549 ) , ( ت ) 1671
(9) ( م ) 6 - م - ( 2549 )
(10) ( س ) 4163 , ( د ) 2528 , ( جة ) 2782 , ( حم ) 6490
(11) هَذَا كُلّه دَلِيل لِعِظَمِ فَضِيلَة بِرّهمَا ، وَأَنَّهُ آكَد مِنْ الْجِهَاد ، وَفِيهِ حُجَّة لِمَا قَالَهُ الْعُلَمَاء أَنَّهُ لَا يَجُوز الْجِهَاد إِلَّا بِإِذْنِهِمَا إِذَا كَانَا مُسْلِمَيْنِ ، أَوْ بِإِذْنِ الْمُسْلِم مِنْهُمَا , فَلَوْ كَانَا مُشْرِكَيْنِ لَمْ يُشْتَرَط إِذْنهمَا عِنْد الشَّافِعِيّ وَمَنْ وَافَقَهُ .شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 333)
(12) ( حم ) 6833 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حسن .(2/1514)
( س جة ) , وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ :
جَاءَ جَاهِمَةُ - رضي الله عنه - إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَرَدْتُ أَنْ أَغْزُوَ وَجِئْتُكَ أَسْتَشِيرُكَ , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ ؟ " , قَالَ : نَعَمْ ) (1) ( قَالَ : " فَارْجِعْ إِلَيْهَا فَبَرَّهَا ) (2) ( فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا (3) ) (4) الْزَمْ رِجْلَهَا فَثَمَّ الْجَنَّةُ (5) "
__________
(1) ( س ) 3104 , ( حم ) 15577 , انظر الإرواء تحت حديث : 1199
(2) ( جة ) 2178
(3) الْمَعْنَى أَنَّ نَصِيبك مِنْ الْجَنَّة لَا يَصِلُ إِلَيْك إِلَّا بِرِضَاهَا . شرح سنن النسائي - (ج 4 / ص 388)
(4) ( س ) 3104 , ( حم ) 15577
(5) ( جة ) 2178 , انظر صحيح الجامع : 1248 , وصحيح الترغيب والترهيب : 2484(2/1515)
( حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" نِمْتُ فَرَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ ، فَسَمِعْتُ صَوْتَ قَارِئٍ يَقْرَأُ , فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ , قَالُوا : هَذَا حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : كَذَلِكَ الْبِرُّ ، كَذَلِكَ الْبِرُّ (1) " , قَالَتْ : وَكَانَ (2) أَبَرَّ النَّاسِ بِأُمِّهِ . (3)
__________
(1) أَيْ : هذه هي ثمرة بر الوالدين .
(2) أَيْ : حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ .
(3) ( حم ) 25376 , 25223 , 24126 , ( ن ) 8234 , ( حب ) 7015 , انظر الصَّحِيحَة : 913 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في ( حم ) 25376 : إسناده صحيح .(2/1516)
( خد حب ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :" ( صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمِنْبَرَ ) (1) ( فَلَمَّا رَقَى الدَّرَجَةَ الْأُولَى قَالَ : آمِينَ ، ثُمَّ رَقَى الثَّانِيَةَ فَقَالَ : آمِينَ ، ثُمَّ رَقَى الثَّالِثَةَ (2) فَقَالَ : آمِينَ " ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، سَمِعْنَاكَ تَقُولُ آمِينَ ثَلَاث مَرَّاتٍ ؟ , قَالَ : " لَمَّا رَقِيتُ الدَّرَجَةَ الْأُولَى ) (3) ( أَتَانِي جِبْرِيلُ - عليه السلام - فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ) (4) ( مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ ) (5) ( فَانْسَلَخَ مِنْهُ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ ) (6) ( فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ , قُلْ : آمِينَ , فَقُلْتُ : آمِينَ ) (7) ( قَالَ : وَمَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا ) (8) ( فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ ) (9) ( فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ , قُلْ : آمِينَ , فَقُلْتُ : آمِينَ ) (10) ( قَالَ : وَمَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ , قُلْ : آمِينَ , فَقُلْتُ : آمِينَ ) (11) "
__________
(1) ( حب ) 907 , ( خد ) 644
(2) فيه عدد درجات منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . ع
(3) ( خد ) 644 , ( حب ) 907
(4) ( حب ) 409
(5) ( حب ) 907
(6) ( خد ) 644
(7) ( حب ) 907 , ( خد ) 644
(8) ( حب ) 409 , ( حب ) 907
(9) ( خد ) 644
(10) ( حب ) 907 , ( خد ) 644
(11) ( حب ) 907 , 409 , ( خد ) 644 , ( ك ) 7256 , انظر صَحِيحُ الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 501 , صَحِيح الْجَامِع : 75 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :995(2/1517)
( م ت ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ (1) ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ ) (2) ( وَالِدَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا ثُمَّ لَمْ يَدْخُلْ الْجَنَّةَ (3) ) (4) "
__________
(1) أَيْ : لَصِقَ أَنْفُهُ بِالتُّرَابِ كِنَايَةً عَنْ حُصُولِ الذُّلِّ .تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 442)
(2) ( ت ) 3545 , ( حم ) 7444
(3) أَيْ : لَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ لِعَقُوقَهِ وَتَقْصِيرِهِ فِي حَقِّهِمَا , وَالْإِسْنَادُ مَجَازِيٌّ , فَإِنَّ الْمُدْخِلَ حَقِيقَةً هُوَ اللَّهُ ,
يَعْنِي : لَمْ يَخْدُمْهُمَا حَتَّى يَدْخُلَ بِسَبَبِهِمَا الْجَنَّةَ . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 442)
(4) ( م ) 10 - ( 2551 ) , ( حم ) 8538 , ( ت ) 3545(2/1518)
( حم ) , وَعَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا ثُمَّ لَمْ يَبَرَّهُمَا فَدَخَلَ النَّارَ فأَبْعَدَهُ اللَّهُ " (1)
__________
(1) ( حم ) 19049 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2543(2/1519)
( خ م ) ، وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( خَرَجَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ ) (1) ( مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ) (2) ( يَمْشُونَ فَأَصَابَهُمْ الْمَطَرُ فَدَخَلُوا فِي غَارٍ فِي جَبَلٍ ) (3) ( فَانْحَطَّتْ عَلَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنْ الْجَبَلِ فَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ ) (4) ( فَسَدَّتْ عَلَيْهِمْ الْغَارَ ) (5) ( فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : وَاللَّهِ يَا هَؤُلَاءِ لَا يُنْجِيكُمْ إِلَّا الصِّدْقُ ، فَليَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِمَا يَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ صَدَقَ فِيهِ ) (6) ( لَعَلَّ اللَّهَ يُفَرِّجُهَا عَنْكُمْ (7) ) (8) ( فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ : اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ , وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ كُنْتُ أَرْعَى عَلَيْهِمْ ، فَإِذَا رُحْتُ عَلَيْهِمْ حَلَبْتُ فَبَدَأْتُ بِوَالِدَيَّ أَسْقِيهِمَا قَبْلَ بَنِيَّ ، وَإِنِّي اسْتَأْخَرْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَلَمْ آتِ حَتَّى أَمْسَيْتُ , فَحَلَبْتُ كَمَا كُنْتُ أَحْلُبُ ) (9) ( فَوَجَدْتُهُمَا نَائِمَيْنِ ) (10) ( فَقُمْتُ عِنْدَ رُءُوسِهِمَا أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا ) (11) ( وَالْقَدَحُ عَلَى يَدَيَّ أَنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُمَا ) (12) ( وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ ، وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ (13) عِنْدَ قَدَمَيَّ ) (14) ( مِنْ الْجُوعِ ، وَكُنْتُ لَا أَسْقِيهِمْ حَتَّى يَشْرَبَ أَبَوَايَ ) (15) ( فَلَبِثْتُ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ ) (16) ( فَاسْتَيْقَظَا فَشَرِبَا غَبُوقَهُمَا (17) اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ , فَفَرِّجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ ) (18) ( فَفَرَجَ اللَّهُ مِنْهَا فُرْجَةً فَرَأَوْا مِنْهَا السَّمَاءَ ) (19) ( وَقَالَ الْآخَرُ : اللَّهُمَّ كَانَتْ لِي بِنْتُ عَمٍّ كَانَتْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ ) (20) ( وَأَنِّي رَاوَدْتُهَا عَنْ نَفْسِهَا (21) ) (22) ( فَامْتَنَعَتْ مِنِّي ، حَتَّى أَلَمَّتْ بِهَا سَنَةٌ مِنْ السِّنِينَ (23) فَجَاءَتْنِي ، فَأَعْطَيْتُهَا عِشْرِينَ وَمِائَةَ دِينَارٍ عَلَى أَنْ تُخَلِّيَ بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِهَا فَفَعَلَتْ ) (24) ( فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا (25) ) (26) ( قَالَتْ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَفْتَحْ الْخَاتَمَ (27) إِلَّا بِحَقِّهِ (28) فَقُمْتُ ) (29) ( فَتَحَرَّجْتُ مِنْ الْوُقُوعِ عَلَيْهَا , فَانْصَرَفْتُ عَنْهَا وَهِيَ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ ، وَتَرَكْتُ الذَّهَبَ الَّذِي أَعْطَيْتُهَا ) (30) ( اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ ) (31) ( فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ ، فَانْفَرَجَتْ الصَّخْرَةُ غَيْرَ أَنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ مِنْهَا ) (32) ( وَقَالَ الثَّالِثُ : اللَّهُمَّ إِنِّي اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقِ أَرُزٍّ (33) فَلَمَّا قَضَى عَمَلَهُ قَالَ : أَعْطِنِي حَقِّي ، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ فَرَغِبَ عَنْهُ (34) ) (35) ( فَتَرَكَ الَّذِي لَهُ وَذَهَبَ ) (36) ( فَعَمَدْتُ إِلَى ذَلِكَ الْفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ ) (37) ( فَثَمَّرْتُ أَجْرَهُ حَتَّى كَثُرَتْ مِنْهُ الْأَمْوَالُ (38) فَجَاءَنِي بَعْدَ حِينٍ فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ أَدِّ إِلَيَّ أَجْرِي , فَقُلْتُ لَهُ : كُلُّ مَا تَرَى مِنْ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالرَّقِيقِ مِنْ أَجْرِكَ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَسْتَهْزِئْ بِي ، فَقُلْتُ : إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ بِكَ ، فَأَخَذَهُ كُلَّهُ فَاسْتَاقَهُ فَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهُ شَيْئًا ، اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ ، فَانْفَرَجَتْ الصَّخْرَةُ فَخَرَجُوا يَمْشُونَ ) (39) "
__________
(1) ( خ ) 2102
(2) ( خ ) 2152
(3) ( خ ) 2102
(4) ( خ ) 2208
(5) ( خ ) 2152
(6) ( خ ) 3278
(7) اِسْتَدَلَّ أَصْحَابنَا بِهَذَا عَلَى أَنَّهُ يُسْتَحَبّ لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَدْعُوَ فِي دُعَاء الِاسْتِسْقَاء وَفِي حَال كَرْبه وَغَيْره بِصَالِحِ عَمَله ، وَيَتَوَسَّل إلى اللَّهِ تَعَالَى بِهِ ؛ لِأَنَّ هَؤُلَاءِ فَعَلُوهُ فَاسْتُجِيبَ لَهُمْ ، وَذَكَرَهُ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَعْرِض الثَّنَاءِ عَلَيْهِمْ وَجَمِيل فَضَائِلهمْ . ( النووي - ج 9 / ص 106)
(8) ( م ) 2743
(9) ( خ ) 2208
(10) ( خ ) 2152
(11) ( خ ) 2208
(12) ( خ ) 2152
(13) أَيْ : يرفعون أصواتهم بالصراخ والعويل .
(14) ( خ ) 2208
(15) ( خ ) 3278
(16) ( خ ) 2102
(17) الغَبُوق : شُرْبُ آخِرِ النهار .
(18) ( خ ) 2152
(19) ( م ) 2743
(20) ( خ ) 2152
(21) كناية عن الزنا .
(22) ( خ ) 3278
(23) أَيْ : وَقَعَتْ فِي سَنَة قَحْط . ( النووي - ج 9 / ص 106)
(24) ( خ ) 2152
(25) أَيْ : جَلَسْت مَجْلِس الرَّجُل لِلْوِقَاعِ . ( النووي - ج 9 / ص 106)
(26) ( خ ) 2102
(27) الْخَاتَم : كِنَايَة عَنْ بَكَارَتهَا .
(28) أَيْ : بِنِكَاحٍ لَا بِزِنًا .
(29) ( خ ) 2208
(30) ( خ ) 2152
(31) ( خ ) 3278
(32) ( خ ) 2152
(33) الْفَرَق : إِنَاء يَسَع ثَلَاثَة آصُع , والصاع أربعة أمداد , والمُدّ مِلء الكفين .
(34) أَيْ : كَرِهَهُ وَسَخِطَهُ وَتَرَكَهُ .
(35) ( خ ) 2208
(36) ( خ ) 2152
(37) ( خ ) 2102
(38) احْتَجَّ بِهَذَا الْحَدِيث أَصْحَاب أَبِي حَنِيفَة وَغَيْرهمْ مِمَّنْ يُجِيز بَيْع الْإِنْسَان مَالَ غَيْره وَالتَّصَرُّف فِيهِ بِغَيْرِ إِذْن مَالِكه إِذَا أَجَازَهُ الْمَالِك بَعْد ذَلِكَ . وَاَللَّه أَعْلَم .( النووي - ج 9 / ص 106)
(39) ( خ ) 2152(2/1520)
( حم ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
أَتَى رَجُلٌ إلَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا كَبِيرًا ، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٌ ؟ فقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَلَكَ وَالِدَانِ ؟ " ، قَالَ : لَا ، قَالَ : " فَلَكَ خَالَةٌ ؟ " ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : " فَبِرَّهَا إِذًا " (1)
__________
(1) ( حم ) 4624 , ( ت ) 3975 , ( حب ) 435 , انظر صحيح الترغيب والترهيب: 2504 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في ( حم ) 4624 : إسناده صحيح .(2/1521)
( خ ) , وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الْأُمِّ " (1)
__________
(1) ( خ ) 2552 , ( ت ) 1904 , ( د ) 2280 , ( حم ) 931(2/1522)
( خد ) , وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ :
أَتَى رَجُلٌ لابْنِ عَبَّاسٍ بفَقَالَ : إِنِّي خَطَبْتُ امْرَأَةً ، فَأَبَتْ أَنْ تَنْكِحَنِي ، وَخَطَبَهَا غَيْرِي ، فَأَحَبَّتْ أَنْ تَنْكِحَهُ ، فَغِرْتُ عَلَيْهَا فَقَتَلْتُهَا ، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ ؟ قَالَ : أُمُّكَ حَيَّةٌ ؟ قَالَ : لاَ ، قَالَ : تُبْ إِلَى اللهِ - عز وجل - ، وَتَقَرَّبْ إِلَيْهِ مَا اسْتَطَعْتَ , قَالَ عَطَاءٌ : فَذَهَبْتُ فَسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ : لِمَ سَأَلْتَهُ عَنْ حَيَاةِ أُمِّهِ ؟ , فَقَالَ : إِنِّي لاَ أَعْلَمُ عَمَلاً أَقْرَبَ إِلَى اللهِ - عز وجل - مِنْ بِرِّ الْوَالِدَةِ . (1)
فَضْلُ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّه
قَالَ تَعَالَى : { وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ } (2)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } (3)
وَقَالَ تَعَالَى : { مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ , ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ , إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ , وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ , لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (4)
وَقَالَ تَعَالَى : { إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (5)
وَقَالَ تَعَالَى : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ } (6)
وَقَالَ تَعَالَى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } (7)
وَقَالَ تَعَالَى : { أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ , وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ , الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ , وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ , يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ , خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا , إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } (8)
وَقَالَ تَعَالَى : { لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ , فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً , وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى , وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا } (9)
وَقَالَ تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ , تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ , ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ , يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ , ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ , وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ , وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ , يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ , كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ , قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ , فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ , فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ } (10)
__________
(1) ( خد ) 4 , انظر صَحِيحُ الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 4
(2) [الحج : 78]
(3) [العنكبوت : 6]
(4) [التوبة : 120 ، 121]
(5) [البقرة/218]
(6) [آل عمران : 142]
(7) [الحجرات : 15]
(8) [التوبة : 19 ، 22]
(9) [النساء : 95]
(10) [الصف : 10 - 14](2/1523)
( م ) , وَعَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ خَطِيبًا فَقَالَ : أَلَا إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا , وَإِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ (1) عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ (2) وَقَالَ : إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لِأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ (3) وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ (4) تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانَ (5) وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُحَرِّقَ قُرَيْشًا , فَقُلْتُ : يَا رَبِّ إِذًا يَثْلَغُوا رَأْسِي فَيَدَعُوهُ خُبْزَةً (6) فَقَالَ : اسْتَخْرِجْهُمْ كَمَا اسْتَخْرَجُوكَ , وَاغْزُهُمْ نُغْزِكَ (7) وَأَنْفِقْ فَسَنُنْفِقَ عَلَيْكَ , وَابْعَثْ جَيْشًا نَبْعَثْ خَمْسَةً مِثْلَهُ , وَقَاتِلْ بِمَنْ أَطَاعَكَ مَنْ عَصَاكَ " (8)
__________
(1) المَقت : أشد البُغْض .
(2) الْمُرَاد بِبَقَايَا أَهْل الْكِتَاب : الْبَاقُونَ عَلَى التَّمَسُّك بِدِينِهِمْ الْحَقّ مِنْ غَيْر تَبْدِيل .( النووي - ج 9 / ص 247)
(3) أَيْ : بَعَثْتُك لِأَمْتَحِنك بِمَا يَظْهَر مِنْك مِنْ قِيَامك بِمَا أَمَرْتُك بِهِ مِنْ تَبْلِيغ الرِّسَالَة وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ الْجِهَاد فِي اللَّهِ حَقّ جِهَاده ، وَالصَّبْرِ فِي اللَّهِ تَعَالَى وَغَيْر ذَلِكَ ، وَأَبْتَلِيَ بِكَ مَنْ أَرْسَلْتُك إِلَيْهِمْ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُظْهِر إِيمَانَه ، وَيُخْلِص فِي طَاعَاته ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَخَلَّف وَيَتَأَبَّد بِالْعَدَاوَةِ وَالْكُفْر ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُنَافِق ، وَالْمُرَاد أَنْ يَمْتَحِنهُ لِيَصِيرَ ذَلِكَ وَاقِعًا بَارِزًا , فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِنَّمَا يُعَاقِب الْعِبَاد عَلَى مَا وَقَعَ مِنْهُمْ ، لَا عَلَى مَا يَعْلَمهُ قَبْل وُقُوعه ، وَإِلَّا فَهُوَ سُبْحَانه عَالِمٌ بِجَمِيعِ الْأَشْيَاء قَبْل وُقُوعهَا ، وَهَذَا نَحْو قَوْله : { ولَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَم الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ } أَيْ : نَعْلَمُهُمْ فَاعِلِينَ ذَلِكَ مُتَّصِفِينَ بِهِ . ( النووي - ج 9 / ص 247)
(4) أَيْ : مَحْفُوظ فِي الصُّدُور ، لَا يَتَطَرَّق إِلَيْهِ الذَّهَاب ، بَلْ يَبْقَى عَلَى مَرّ الْأَزْمَان . ( النووي - ج 9 / ص 247)
(5) أَيْ : تَقْرَأُهُ فِي يُسْر وَسُهُولَة . ( النووي - ج 9 / ص 247)
(6) أَيْ : يَشْدَخُوا رَأْسِي وَيَشُجُّوهُ كَمَا يُشْدَخ الْخُبْز ، أَيْ : يُكْسَر . ( النووي - ج 9 / ص 247)
(7) أَيْ : اغْزُهُمْ نُعِينك .
(8) ( م ) 63 - ( 2865 ) , ( حم ) 17519(2/1524)
( خ م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (1) ( أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ , قَالَ : " الصَلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا (2) " , قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ , قَالَ : " ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ " , قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ , قَالَ : " الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " ) (3)
__________
(1) ( خ ) 2630
(2) قَالَ اِبْن بَطَّال فِيهِ أَنَّ الْبِدَارَ إِلَى الصَّلَاةِ فِي أَوَّلِ أَوْقَاتِهَا أَفْضَل مِنْ التَّرَاخِي فِيهَا ؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا شَرَطَ فِيهَا أَنْ تَكُونَ أَحَبّ الْأَعْمَالِ إِذَا أُقِيمَتْ لِوَقْتِهَا الْمُسْتَحَبِّ .( فتح الباري ) - (ج 2 / ص 294)
(3) ( م ) 139 - ( 85 ) , ( خ ) 504(2/1525)
( خ م ت ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (1) أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ ؟ ، قَالَ : " إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ " , قِيلَ : ثُمَّ مَاذَا ؟ ، قَالَ : " الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، الْجِهَادُ سَنَامُ الْعَمَلِ (2) " , قِيلَ : ثُمَّ مَاذَا ؟ ، قَالَ : " حَجٌّ مَبْرُورٌ (3) " (4)
__________
(1) السَّائِل هُوَ أَبُو ذَرّ الْغِفَارِيّ . فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 43)
(2) ( ت ) فضائل الجهاد ( 1658) , ( حم ) 7850 , والتَّقْدِيرُ : " الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , فَإِنَّهُ سَنَامُ الْعَمَلِ " ,
وَسَنَامُ كُلِّ شَيْءٍ أَعْلَاهُ . تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 334)
(3) ( مَبْرُورٌ ) أَيْ : مَقْبُولٌ , وَمِنْهُ بَرَّ حَجُّكُ , وَقِيلَ : الْمَبْرُورُ الَّذِي لَا يُخَالِطُهُ إِثْمٌ , وَقِيلَ الَّذِي لَا رِيَاءَ فِيهِ .
( فَائِدَةٌ ) : قَالَ النَّوَوِيُّ : ذَكَرَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْجِهَادَ بَعْدَ الْإِيمَانِ , وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ لَمْ يَذْكُرِ الْحَجَّ وَذَكَرَ الْعِتْقَ , وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ بَدَأَ بِالصَّلَاةِ ثُمَّ الْبِرِّ ثُمَّ الْجِهَادِ , وَفِي الْحَدِيثِ الْمُتَقَدِّمِ ذَكَرَ السَّلَامَةَ مِنَ الْيَدِ وَاللِّسَانِ ،
قَالَ الْعُلَمَاءُ : اخْتِلَافُ الْأَجْوِبَةِ فِي ذَلِكَ بِاخْتِلَافِ الْأَحْوَالِ وَاحْتِيَاجِ الْمُخَاطَبِينَ , وَذَكَرَ مَا لَمْ يَعْلَمْهُ السَّائِلُ وَالسَّامِعُونَ وَتَرَكَ مَا عَلِمُوهُ , وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ : إِنَّ لَفْظَةَ " مِنْ " مُرَادَةٌ كَمَا يُقَالُ : فُلَانٌ أَعْقَلُ النَّاسِ وَالْمُرَادُ مِنْ أَعْقَلِهِمْ ,
وَمِنْهُ حَدِيثُ خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ , وَمِنَ الْمَعْلُومِ أَنَّهُ لَا يَصِيرُ بِذَلِكَ خَيْرَ النَّاسِ ,
فَإِنْ قِيلَ : لِمَ قَدَّمَ الْجِهَادَ وَلَيْسَ بِرُكْنٍ عَلَى الْحَجِّ وَهُوَ رُكْنٌ ؟ ,
فَالْجَوَابُ : أَنَّ نَفْعَ الْحَجِّ قَاصِرٌ غَالِبًا , وَنَفْعَ الْجِهَادِ مُتَعَدٍّ غَالِبًا , أَوْ كَانَ ذَلِكَ حَيْثُ كَانَ الْجِهَادُ فَرْضَ عَيْنٍ , وَوُقُوعُهُ فَرْضَ عَيْنٍ إِذْ ذَاكَ مُتَكَرِّرٌ , فَكَانَ أَهَمَّ مِنْهُ فَقُدِّمَ , وَاللَّهُ أَعْلَمُ .فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 43)
(4) ( خ ) الإيمان ( 26) , ( م ) الإيمان ( 83)(2/1526)
( ت ) , وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ (1) كُلِّهِ , وَعَمُودِهِ , وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ (2) ؟ " , قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ (3) وَعَمُودُهُ الصَلَاةُ , وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ " (4)
__________
(1) ( رَأْسُ الْأَمْرِ ) أَيْ : أَمْرُ الدِّينِ .
(2) أَيْ : أَعْلَى الشَّيْءِ , وَالسَّنَامُ بِالْفَتْحِ : مَا اِرْتَفَعَ مِنْ ظَهْرِ الْجَمَلِ .
(3) يَعْنِي الشَّهَادَتَيْنِ , لِيَشْعُرَ بِأَنَّ الشَّهَادَتَيْنِ مِنْ سَائِرِ الْأَعْمَالِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنْ الْجَسَدِ فِي اِحْتِيَاجِهِ إِلَيْهِ وَعَدَمِ بَقَائِهِ دُونَهُ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 415)
(4) ( ت ) 2616 , ( جة ) 3973 , ( ن ) 11394 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5136 , والصَّحِيحَة تحت حديث : 1122 ، وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2866(2/1527)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ : أَوْصِنِي , قَالَ : " أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ , فَإِنَّهُ رَأْسُ كُلِّ شَيْءٍ , وَعَلَيْكَ بِالْجِهَادِ , فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ الْإِسْلَامِ (1) وَعَلَيْكَ بِذِكْرِ اللَّهِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ , فَإِنَّهُ رَوْحُكَ (2) فِي السَّمَاءِ , وَذِكْرُكَ فِي الْأَرْضِ (3) " (4)
__________
(1) قال في فيض القدير (ج 3 / ص 97) : إن الرهبان وإن تخلوا عن الدنيا وزهدوا فيها , فلا تَخَلِّي ولا زهد أفضل من بذل النفس في سبيل الله , فكما أن الرهبانية أفضل عمل أولئك , فالجهاد أفضل عملنا .
(2) أَيْ : راحتك . فيض القدير - (ج 3 / ص 97)
(3) بإجراء الله ألسنة الخلائق بالثناء الحَسَنِ عليك . فيض القدير - (ج 3 / ص 97)
(4) ( حم ) 11791 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2543 , الصَّحِيحَة : 555(2/1528)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( هَلْ تَدْرُونَ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ ؟ " , فَقَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , قَالَ : " أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ الْفُقَرَاءُ وَالْمُهَاجِرُونَ , فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ (1) الَّذِينَ تُسَدُّ بِهِمْ الثُّغُورُ (2) وَتُتَّقَى بِهِمْ الْمَكَارِهُ ) (3) ( وَإِذَا أُمِرُوا سَمِعُوا وَأَطَاعُوا , وَإِذَا كَانَتْ لِرَجُلٍ مِنْهُمْ حَاجَةٌ إِلَى السُّلْطَانِ لَمْ تُقْضَ لَهُ , حَتَّى يَمُوتَ وَهِيَ فِي صَدْرِهِ , وَإِنَّ اللَّهَ - عز وجل - يَدْعُو يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْجَنَّةَ , فَتَأْتِي بِزُخْرُفِهَا وَزِينَتِهَا فَيَقُولُ : أَيْنَ عِبَادِي الَّذِينَ قَاتَلُوا فِي سَبِيلِي , وَقُتِلُوا فِي سَبِيلِي , وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي , وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِي ؟ , ادْخُلُوا الْجَنَّةَ , فَيَدْخُلُونَهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ ) (4) ( فَيَقُولُ اللَّهُ - عز وجل - لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ مَلَائِكَتِهِ : ائْتُوهُمْ فَحَيُّوهُمْ , فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ : نَحْنُ سُكَّانُ سَمَائِكَ , وَخِيرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ , أَفَتَأْمُرُنَا أَنْ نَأْتِيَ هَؤُلَاءِ فَنُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ ؟ , فَيَقُولُ : إِنَّهُمْ كَانُوا عِبَادًا يَعْبُدُونِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا , وَتُسَدُّ بِهِمْ الثُّغُورُ , وَيُتَّقَى بِهِمْ الْمَكَارِهُ , وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لَا يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً , قَالَ : فَتَأْتِيهِمُ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ ذَلِكَ فَيَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ : { سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ , فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ } (5) ) (6) "
__________
(1) ( حم ) 6571 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : صحيح
(2) الثغر : الموضع الذي يكون حَدّا فاصلا بين بلاد المسلمين والكفار ، وهو موضع المخافة من أطراف البلاد .
(3) ( حم ) 6570 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده جيد , وانظر الصَّحِيحَة : 2559
(4) ( حم ) 6571 , انظر الصَّحِيحَة : 2559 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1373
(5) سورة : الرعد آية رقم : 23
(6) ( حم ) 6570 , ( حب ) 7421 , وقال شعيب الأرنؤوط في ( حب ) : إسناده صحيح .(2/1529)
( ك ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَتَعْلَمُ أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي ؟ " ، قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَقَالَ : " الْمُهَاجِرُونَ , يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ وَيَسْتَفْتِحُونَ ، فَيَقُولُ لَهُمُ الْخَزَنَةُ : أَوَقَدْ حُوسِبْتُمْ ؟ , فَيَقُولُونَ : بِأَيِّ شَيْءٍ نُحَاسَبُ ، وَإِنَّمَا كَانَتْ أَسْيَافُنَا عَلَى عَوَاتِقِنَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى مِتْنَا عَلَى ذَلِكَ " ، قَالَ : " فَيُفْتَحُ لَهُمْ ، فَيَقِيلُونَ فِيهَا أَرْبَعِينَ عَامًا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَهَا النَّاسُ " (1) قبل الأغنياء 500 سنة
__________
(1) ( ك ) 2389 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 96 , الصَّحِيحَة : 853(2/1530)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ : الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَالْمُكَاتَبُ (1) الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ " (2)
__________
(1) المُكاتَب : عَبْدٌ عَلَّقَ سَيِّدُهُ عِتْقَهُ عَلَى إِعْطَائِهِ كَذَا مِنْ الْمَالِ . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 460)
(2) ( ت ) 1655 , ( س ) 3120 , ( جة ) 2518 , ( حم ) 7410 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 1308 , 1917 , المشكاة : 3089(2/1531)
( د حب الحميدي ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ - عز وجل - ) (1) ( إِنْ عَاشَ رُزِقَ وَكُفِيَ ، وَإِنْ مَاتَ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ ) (2) ( رَجُلٌ خَرَجَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ , فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ , أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ , وَرَجُلٌ رَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ , فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ , أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ , وَرَجُلٌ دَخَلَ بَيْتَهُ بِسَلَامٍ , فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ - عز وجل - ) (3) وَرَجُلٌ خَرَجَ حَاجًّا (4) "
__________
(1) ( د ) 2494 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3053 , الصَّحِيحَة تحت حديث : 3384 ، وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1609
(2) ( حب ) 499 , ( خد ) 1094 , انظر صَحْيحِ الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 836 ، وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 321
(3) ( د ) 2494 , ( خد ) 1094 , ( حب ) 499 , ( ك ) 2400
(4) ( الحميدي ) 1090 , ( حل ) (9/251) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3051 , الصَّحِيحَة : 598(2/1532)
( خ م ت حم كر خط ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( مَرَّ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِشِعْبٍ فِيهِ عُيَيْنَةٌ مِنْ مَاءٍ عَذْبَةٌ ، فَأَعْجَبَتْهُ لِطِيبِهَا فَقَالَ : لَوْ اعْتَزَلْتُ النَّاسَ فَأَقَمْتُ فِي هَذَا الشِّعْبِ ) (1) ( فَيَقُوتُنِي مَا كَانَ فِيهِ مِنْ مَاءٍ ، وَأُصِيبُ مَا حَوْلَهُ مِنْ الْبَقْلِ ، وَأتَخَلَّى مِنْ الدُّنْيَا ، ثُمَّ قَالَ : لَوْ أَنِّي أَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ ، فَإِنْ أَذِنَ لِي فَعَلْتُ ، وَإِلَّا لَمْ أَفْعَلْ ) (2) ( فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا تَفْعَلْ ) (3) ( إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ بِالْيَهُودِيَّةِ وَلَا بِالنَّصْرَانِيَّةِ ، وَلَكِنِّي بُعِثْتُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ (4) وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ) (5) ( لَغَدْوَةٌ أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ) (6) ( وَلَمُقَامُ أَحَدِكُمْ فِي الصَّفِّ ) (7) ( لِلْقِتَالِ ) (8) ( فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) (9) ( سَاعَةً ) (10) ( أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ سَبْعِينَ عَامًا ) (11) ( أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ الْجَنَّةَ ؟ , اغْزُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فُوَاقَ نَاقَةٍ (12) وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ) (13) "
__________
(1) ( ت ) 1650 , ( حم ) 9761 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 1301 , المشكاة : 3830
(2) ( حم ) 22345 , 9761 , ( ت ) 1650 , انظر الصَّحِيحَة : 2924
(3) ( ت ) 1650 , ( حم ) 10796
(4) أَيْ : بعثت بالشريعة المائلة عن كل دين باطل , قال ابن القيم : جَمَعَ بين كونها حنيفية وكونها سمحة , فهي حنيفة في التوحيد , سمحة في العمل , وضد الأمرين : الشرك وتحريم الحلال , وهما اللذان عابهما الله في كتابه على المشركين في سورة الأنعام والأعراف . فيض القدير - (ج 3 / ص 265)
(5) ( حم ) 22345
(6) ( خ ) 2639 , ( م ) 112 - ( 1880 ) , ( ت ) 1651
(7) ( حم ) 22345 , 9761 , ( ت ) 1650
(8) ابن عساكر (22/444) , انظر صحيح الجامع : 4429
(9) ( ت ) 1650 , ( حم ) 9761
(10) العقيلي في " الضعفاء " ( ص 30 ) , والخطيب في " التاريخ " ( 10 / 295 ) , وصححه الألباني في الصَّحِيحَة : 1901
(11) ( ت ) 1650 , ( حم ) 9761 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4429 , الصَّحِيحَة : 2924
(12) الْفُوَاقُ كَغُرَابٍ : هُوَ مَا بَيْنَ الْحَلْبَتَيْنِ مِنْ الْوَقْتِ , لِأَنَّهَا تُحْلَبُ ثُمَّ تُتْرَكُ سَرِيعَةً تُرْضِعُ الْفَصِيلَ لِتُدِرَّ ثُمَّ تُحْلَبَ . تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 326)
(13) ( ت ) 1650 , ( حم ) 9761 , ( د ) 2541(2/1533)
( حب ) , وَعَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ :
كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - فِي الرِّبَاطِ (1) فَفَزِعُوا إِلَى السَّاحِلِ ، ثُمَّ قِيلَ : لَا بَأْسَ ، فَانْصَرَفَ النَّاسُ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَاقِفٌ ، فَمَرَّ بِهِ إِنْسَانٌ فَقَالَ : مَا يُوقِفُكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ؟ , فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَوْقِفُ سَاعَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ عِنْدَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ " (2)
__________
(1) الرّباط : الإقامة على جِهَاد العَدوّ بالحرب ، وارْتباط الخيل وإعْدَادها .
(2) ( حب ) 4603 , ( هب ) 4286 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6636 , الصَّحِيحَة : 1068 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :1223 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(2/1534)
( د ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ رَجَلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , ائْذَنْ لِي فِي السِّيَاحَةِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ سِيَاحَةَ أُمَّتِي الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى (1) " (2)
__________
(1) كَأَنَّ هَذَا السَّائِل اِسْتَأْذَنَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الذَّهَاب فِي الْأَرْض قَهْرًا لِنَفْسِهِ بِمُفَارَقَةِ الْمَأْلُوفَات وَالْمُبَاحَات وَاللَّذَّات ، وَتَرْك الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات ، وَتَعْلِيم الْعِلْم وَنَحْوه ، فَرَدَّ عَلَيْهِ ذَلِكَ كَمَا رَدّ عَلَى عُثْمَان بْن مَظْعُون فِي التَّبَتُّل . عون المعبود - (ج 5 / ص 375)
(2) ( د ) 2486 , ( ك ) 2398 , ( هق ) 18287(2/1535)
( د ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" قَفْلَةٌ (1) كَغَزْوَةٍ " (2)
__________
(1) ( القَفْلَة ) : هِيَ الْمَرَّةُ مِنْ الْقُفُول , وَهُوَ الرُّجُوع مِنْ سَفَر . عون المعبود - (ج 5 / ص 377)
(2) ( د ) 2487 , ( حم ) 6625(2/1536)
( خ م س حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يَعْدِلُ الْجِهَادَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا أَجِدُهُ , هَلْ تَسْتَطِيعُ إِذَا خَرَجَ الْمُجَاهِدُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَكَ فَتَقُومَ وَلَا تَفْتُرَ (1) وَتَصُومَ وَلَا تُفْطِرَ ؟ " , فَقَالَ الرَّجُلُ : مَنْ يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ ؟ ) (2) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) (3) ( - وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ (4) - ) (5) ( كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ (6) الْقَانِتِ (7) بِآيَاتِ اللَّهِ ) (8) ( الْخَاشِعِ الرَّاكِعِ السَّاجِدِ ) (9) ( لَا يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ وَلَا صَلَاةٍ حَتَّى يَرْجِعَ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) (10) ( إِلَى أَهْلِهِ ) (11) ( بِمَا رَجَعَ مِنْ غَنِيمَةٍ , أَوْ يَتَوَفَّاهُ اللَّهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ) (12) "
__________
(1) الفُتُور : الكسل والضعف .
(2) ( خ ) 2633 , ( س ) 3128 , ( حم ) 8521 , ( م ) 110 - ( 1878 ) , ( ت ) 1619
(3) ( م ) 110 - ( 1878 ) , ( خ ) 2635
(4) قَوْله : ( وَاَللَّه أَعْلَم بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ ) فِيهِ أَنَّ الْأَجْر لِلْمُخْلِصِ , لَا لِمَنْ يَظْهَر عِنْد النَّاس أَنَّهُ مُجَاهِد . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 373)
(5) ( خ ) 2635 , ( س ) 3124
(6) شَبَّهَ حَال الصَّائِم الْقَائِم بِحَالِ الْمُجَاهِد فِي سَبِيل اللَّه فِي نَيْل الثَّوَاب فِي كُلّ حَرَكَة وَسُكُون , لِأَنَّ الْمُرَاد مِنْ الصَّائِم الْقَائِم مِنْ لَا يَفْتُر سَاعَة عَنْ الْعِبَادَة فَأَجْره مُسْتَمِرّ ، وَكَذَلِكَ الْمُجَاهِد , لَا تَضِيع سَاعَة مِنْ سَاعَاته بِغَيْرِ ثَوَاب , وَأَصْرَح مِنْهُ قَوْله تَعَالَى ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبهُمْ ظَمَأ وَلَا نَصَب ) الْآيَتَيْنِ . ( فتح الباري) - (ج 8 / ص 373)
(7) ( الْقَانِت ) : يَرِدُ بِمَعَانٍ مُتَعَدِّدَةٍ : كَالطَّاعَةِ , وَالْخُشُوعِ , وَالصَّلَاةِ , وَالدُّعَاءِ , وَالْعِبَادَة , وَالْقِيَام , وَالسُّكُوت , وَالْمُرَاد هُنَا الْقِيَام فِي اللَّيْل . عون المعبود - (ج 3 / ص 335)
(8) ( م ) 110 - ( 1878 ) , ( خ ) 2635 , ( حم ) 9477 , ( ت ) 1619
(9) ( س ) 3127 , انظر صحيح الجامع : 5850 , وصحيح الترغيب والترهيب : 1320
(10) ( م ) 110 - ( 1878 ) , ( ت ) 1619
(11) ( حم ) 9477 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(12) ( حم ) 9646 , انظر الصحيحة تحت حديث : 2896 , وصحيح الترغيب والترهيب : 1320 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(2/1537)
( حم ) , وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسِ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
أَتَتْ امْرَأَةٌ إلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، انْطَلَقَ زَوْجِي غَازِيًا ، وَكُنْتُ أَقْتَدِي بِصَلَاتِهِ إِذَا صَلَّى ، وَبِفِعْلِهِ كُلِّهِ ، فَأَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُبَلِّغُنِي عَمَلَهُ حَتَّى يَرْجِعَ , فَقَالَ لَهَا : " أَتَسْتَطِيعِينَ أَنْ تَقُومِي وَلَا تَقْعُدِي ، وَتَصُومِي وَلَا تُفْطِرِي ، وَتَذْكُرِي اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَلَا تَفْتُرِي حَتَّى يَرْجِعَ ؟ " ، قَالَتْ : مَا أُطِيقُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَوْ طُوِّقْتِيهِ مَا بَلَغْتِ الْعُشْرَ مِنْ عَمَلِهِ حَتَّى يَرْجِعَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 15671 , ( طب ) ج20ص196ح440 , انظر الصَّحِيحَة : 3450 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1321 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث حسن .(2/1538)
( خ م ت س حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ مَنْزِلَةً ؟ " , قُلْنَا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (1) ( قَالَ : " مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ) (2) وفي رواية : ( رَجُلٌ مُمْسِكٌ بِعِنَانِ (3) فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) (4) ( كُلَّمَا سَمِعَ هَيْعَةً (5) أَوْ فَزْعَةً (6) طَارَ عَلَى مَتْنِهِ (7) يَبْتَغِي الْقَتْلَ وَالْمَوْتَ مَظَانَّهُ (8) ) (9) ( حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يُقْتَلَ ) (10) ( أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ مَنْزِلَةً بَعْدَهُ ؟ " ) (11) ( قُلْنَا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (12) ( قَالَ : " مُؤْمِنٌ ) (13) ( مُعْتَزِلٌ ) (14) ( شُرُورَ النَّاسِ ) (15) ( فِي غُنَيْمَةٍ (16) لَهُ ) (17) ( فِي رَأْسِ شَعَفَةٍ (18) مِنْ هَذِهِ الشَّعَفِ , أَوْ بَطْنِ وَادٍ مِنْ هَذِهِ الْأَوْدِيَةِ ، يُقِيمُ الصَلَاةَ ) (19) ( وَيُؤَدِّي حَقَّ اللَّهِ فِيهَا ) (20) ( وَيَقْرِي (21) ضَيْفَهُ ) (22) ( لَيْسَ مِنْ النَّاسِ إِلَّا فِي خَيْرٍ , يَعْبُدُ رَبَّهُ ) (23) ( لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ) (24) ( وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ ) (25) ( حَتَّى يَأْتِيَهُ الْيَقِينُ (26) ) (27) "
__________
(1) ( حم ) 2116 , 10789 , ( ت ) 1652 , ( س ) 2569
(2) ( خ ) 2634 , ( م ) 122 - ( 1888 )
(3) العِنان : هو اللجام الذي تقاد به الدابة .
(4) ( حم ) 2116 , 10789 , ( ت ) 1652 , ( س ) 2569
(5) ( الهَيْعَة ) : الصَّوْت عِنْد حُضُور الْعَدُوّ . ( النووي - ج 6 / ص 366)
(6) ( الْفَزْعَة ) : النُّهُوض إِلَى الْعَدُوّ .
(7) المتن : الظهر .
(8) أَيْ : يَطْلُبُ الْقَتْل فِي مَوَاطِنه الَّتِي يُرْجَى فِيهَا لِشِدَّةِ رَغْبَته فِي الشَّهَادَة .شرح النووي على مسلم(ج 6 / ص 366)
(9) ( م ) 125 - ( 1889 ) , ( جة ) 3977 , ( حم ) 10789
(10) ( حم ) 2116 , ( س ) 2569
(11) ( حم ) 10789 , ( ت ) 1652
(12) ( حم ) 9131 , ( س ) 2569
(13) ( خ ) 2634 , ( م ) 122 - ( 1888 )
(14) ( ت ) 1652 , ( حم ) 10789
(15) ( س ) 2569 , ( حم ) 1987
(16) ( الْغُنَيْمَة ) : تَصْغِير الْغَنَم .
(17) ( ت ) 1652
(18) ( الشَّعَفَة ) : أَعْلَى الْجَبَل .
(19) ( م ) 125 - ( 1889 ) , ( جة ) 3977 , ( حم ) 10789
(20) ( ت ) 1652 , ( حم ) 1987 , ( م ) 125 - ( 1889 )
(21) القِرَى : ما يُقَدَّم إلى الضيف .
(22) ( حم ) 1987 , ( حم ) 2838 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(23) ( م ) 125 - ( 1889 ) , ( جة ) 3977 , ( حم ) 10776
(24) ( حم ) 10789 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(25) ( خ ) 2634 , ( م ) 122 - ( 1888 )
(26) أَيْ : الموت .
(27) ( م ) 125 - ( 1889 ) , ( جة ) 3977 , ( حم ) 10776(2/1539)
( خ ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ (1) فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , أَشْعَثَ رَأْسُهُ (2) مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ , إِنْ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ , وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ (3) كَانَ فِي السَّاقَةِ (4) إِنْ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ , وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ " (5)
__________
(1) العِنان : هو اللجام الذي تقاد به الدابة .
(2) الأشعث : من تغير شعره وتلبَّد من قلة تعهده بالدهن .
(3) ( السَّاقَة ) : هُمْ الَّذِينَ يَكُونُونَ آخِر الْعَسْكَر .
(4) قَالَ اِبْن الْجَوْزِيِّ : الْمَعْنَى أَنَّهُ خَامِلُ الذِّكْرِ لَا يَقْصِدُ السُّمُوَّ , فَإِنْ اتَّفَقَ لَهُ السَّيْرُ سَارَ ؛ فَكَأَنَّهُ قَالَ : إِنْ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ اِسْتَمَرَّ فِيهَا , وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَة اِسْتَمَرَّ فِيهَا . ( فتح الباري) - (ج 9 / ص 32)
(5) ( خ ) 2730 , ( طس ) 2595 , ( هق ) 18279(2/1540)
( ت ) , وَعَنْ أُمِّ مَالِكٍ الْبَهْزِيَّةِ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِتْنَةً فَقَرَّبَهَا " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ خَيْرُ النَّاسِ فِيهَا ؟ , قَالَ : " رَجُلٌ فِي مَاشِيَتِهِ يُؤَدِّي حَقَّهَا وَيَعْبُدُ رَبَّهُ , وَرَجُلٌ آخِذٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ , يُخِيفُ الْعَدُوَّ وَيُخِيفُونَهُ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2177 , ( حم ) 27393 , انظر الصحيحة : 698 , وصحيح الترغيب والترهيب : 1227(2/1541)
( س ) , وَعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَنَا زَعِيمٌ (1) بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ (2) وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ آمَنَ بِي وَأَسْلَمَ وَهَاجَرَ , وَأَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ , وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ , وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى غُرَفِ الْجَنَّةِ لِمَنْ آمَنَ بِي وَأَسْلَمَ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَلَمْ يَدَعْ لِلْخَيْرِ مَطْلَبًا (3) وَلَا مِنْ الشَّرِّ مَهْرَبًا (4) يَمُوتُ حَيْثُ شَاءَ أَنْ يَمُوتَ " (5)
__________
(1) أَيْ : ضَامِن وَكَفِيل .
(2) ( رَبَضُ الْجَنَّة ) : مَا حَوْلهَا خَارِجًا عَنْهَا , تَشْبِيهًا بِالْأَبْنِيَةِ الَّتِي تَكُون حَوْل الْمُدُن وَتَحْت الْقِلَاع .
عون المعبود - (ج 10 / ص 322)
(3) أَيْ : مَا مِنْ مَكَان يَطْلُب فِيهِ الْخَيْر إِلَّا حَضَرَهُ وَطَلَب فِيهِ الْخَيْر وَأَخَذَ مِنْهُ حَظّه . شرح سنن النسائي(ج4 ص407)
(4) أَيْ : مَا مِنْ مَكَان يَهْرُب إِلَيْهِ مِنْ الشَّرّ وَيَلْجَأ إِلَيْهِ وَيَعْتَصِم بِهِ لِلْخَلَاصِ مِنْهُ إِلَّا هَرَبَ إِلَيْهِ وَاعْتَصَمَ بِهِ .
(5) ( س ) 3133 , ( حب ) 4619 , ( ك ) 2391 , ( هق ) 11176 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1465 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1300(2/1542)
( خ م س جة ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( قَالَ اللَّهُ - عز وجل - : أَيُّمَا عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي خَرَجَ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِي ) (1) ( لَا يُخْرِجُهُ مِنْ بَيْتِهِ ) (2) ( إِلَّا إِيمَانٌ بِي وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلِي (3) ) (4) ( وَابْتِغَاءُ مَرْضَاتِي ) (5) ( فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِنٌ ) (6) ( أَنْ أَرْجِعَهُ إِلَى مَنْزِلِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ ) (7) ( سَالِمًا ) (8) ( نَائِلًا مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ ) (9) ( وَإِنْ قَبَضْتُهُ ) (10) ( إِمَّا بِقَتْلٍ وَإِمَّا بِوَفَاةٍ ) (11) ( غَفَرْتُ لَهُ وَرَحِمْتُهُ ) (12) ( وَأَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ ) (13) "
__________
(1) ( س ) 3126 , ( حم ) 5977 , ( خ ) 36
(2) ( خ ) 7025
(3) أَيْ : لَا يُخْرِجهُ إِلَّا الْإِيمَان وَالتَّصْدِيق . ( فتح الباري - ح36)
(4) ( خ ) 36 , ( م ) 103 - ( 1876 )
(5) ( س ) 3126 , ( حم ) 5977 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : صحيح .
(6) ( م ) 103 - ( 1876 ) , ( ت ) 1620
(7) ( خ ) 2955 , ( س ) 3122
(8) ( خ ) 2635 , ( س ) 3124
(9) ( م ) 103 - ( 1876 ) , ( خ ) 2955
(10) ( س ) 3126 , ( ت ) 1620 , انظر صحيح الجامع : 8135 , وصحيح الترغيب والترهيب : 1315
(11) ( حم ) 10412 , ( س ) 5029
(12) ( س ) 3126 , ( حم ) 5977
(13) ( م ) 103 - ( 1876 ) , ( خ ) 36 , ( س ) 3122 , ( جة ) 2753 , ( حم ) 5977(2/1543)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي مُصَبِّحٍ الْحِمْصِيِّ قَالَ :
بَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ بِأَرْضِ الرُّومِ فِي طَائِفَةٍ عَلَيْهَا مَالِكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَثْعَمِيُّ ، إِذْ مَرَّ مَالِكٌ بِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - وَهُوَ يَمْشِي يَقُودُ بَغْلًا لَهُ ، فَقَالَ لَهُ مَالِكٌ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، ارْكَبْ فَقَدْ حَمَلَكَ اللَّهُ , فَقَالَ جَابِرٌ : أُصْلِحُ دَابَّتِي وَأَسْتَغْنِي عَنْ قَوْمِي ، وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ " ، فَأَعْجَبَ مَالِكًا قَوْلُهُ , فَسَارَ حَتَّى إِذَا كَانَ حَيْثُ يُسْمِعُهُ الصَّوْتَ نَادَاهُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، ارْكَبْ فَقَدْ حَمَلَكَ اللَّهُ ، فَعَرَفَ جَابِرٌ الَّذِي أَرَادَ ، فَأَجَابَهُ فَرَفَعَ صَوْتَهُ فَقَالَ : أُصْلِحُ دَابَّتِي ، وَأَسْتَغْنِي عَنْ قَوْمِي ، وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ " ، فَتَوَاثَبَ النَّاسُ عَنْ دَوَابِّهِمْ ، فَمَا رَأَيْتُ يَوْمًا أَكْثَرَ مَاشِيًا مِنْهُ . (1)
__________
(1) ( حب ) 4604 , ( حم ) 22012 , ( طل ) 1772، ( يع ) 2075 , انظر الصَّحِيحَة : 2219 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1273 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في ( حب ) : حديث صحيح .(2/1544)
( خ ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَبْرٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ " (1)
__________
(1) ( خ ) 865 , ( ت ) 1632 , ( س ) 3116 , ( حم ) 15977(2/1545)
( حم ) , وَعَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ (1) قَالَ :
دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها مُكَاتِبٌ (2) لَهَا بِبَقِيَّةِ مُكَاتَبَتِهِ ، فَقَالَتْ لَهُ : أَنْتَ غَيْرُ دَاخِلٍ عَلَيَّ غَيْرَ مَرَّتِكَ هَذِهِ ، فَعَلَيْكَ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَا خَالَطَ قَلْبَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ رَهَجٌ (3) فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ " (4)
__________
(1) هو : القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق , ( أحد الفقهاء بالمدينة ) الطبقة : 3 من الوسطى من التابعين
الوفاة : 106 هـ , روى له : خ م د ت س جة , رتبته عند ابن حجر : ثقة .
(2) المُكاتَب : عَبْدٌ عَلَّقَ سَيِّدُهُ عِتْقَهُ عَلَى إِعْطَائِهِ كَذَا مِنْ الْمَالِ . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 460)
(3) الرَّهَج : هو الغبار .
(4) ( حم ) 24592 , انظر الصَّحِيحَة : 2227 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(2/1546)
( س ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ فِي مَنْخَرَيْ مُسْلِمٍ أَبَدًا " (1)
__________
(1) ( س ) 3107 , ( ت ) 1633 , ( جة ) 2774 , ( حم ) 7474 , انظر صحيح الجامع : 7617 , وصحيح الترغيب والترهيب : 2606(2/1547)
( جة ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ رَاحَ رَوْحَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، كَانَ لَهُ بِمِثْلِ مَا أَصَابَهُ مِنَ الْغُبَارِ مِسْكًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
__________
(1) ( جة ) 2775 , ( طس ) 1359(2/1548)
( س د ) , وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( الْغَزْوُ غَزْوَانِ (1) فَأَمَّا مَنْ ابْتَغَى وَجْهَ اللَّهِ , وَأَطَاعَ الْإِمَامَ , وَأَنْفَقَ الْكَرِيمَةَ (2) وَيَاسَرَ الشَّرِيكَ (3) وَاجْتَنَبَ الْفَسَادَ , فَإِنَّ نَوْمَهُ وَنُبْهَتَهُ (4) أَجْرٌ كُلُّهُ , وَأَمَّا مَنْ فَخْرًا وَرِيَاءً وَسُمْعَةً وَعَصَى الْإِمَامَ وَأَفْسَدَ فِي الْأَرْضِ ) (5) ( فَإِنَّهُ لَا يَرْجِعُ بِالْكَفَافِ ) (6) "
__________
(1) أَيْ : الْغَزْو نَوْعَانِ .
(2) ( الْكَرِيمَة ) : النَّفِيسَة الْجَيِّدَة مِنْ كُلّ شَيْء . عون المعبود - (ج 5 / ص 410)
(3) أَيْ : سَاهَلَ الرَّفِيق وَعَامَلَهُ بِالْيُسْرِ . عون المعبود - (ج 5 / ص 410)
(4) ( نُبْهَتَهُ ) أَيْ : اِنْتِبَاهه .
(5) ( د ) 2515 , ( س ) 3188
(6) ( س ) 4195 , ( د ) 2515 , ( حم ) 22095 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4174 , الصَّحِيحَة : 1990(2/1549)
( م ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَا أَبَا سَعِيدٍ , مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ " قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : فَعَجِبَتْ لَهَا فَقُلْتُ : أَعِدْهَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ , " فَفَعَلَ , ثُمَّ قَالَ : وَأُخْرَى (1) يُرْفَعُ بِهَا الْعَبْدُ مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ , مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ " قُلْتُ : وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " (2)
__________
(1) أَيْ : وَأُعَلِّمك خَصْلَة أُخْرَى .
(2) ( م ) 116 - ( 1884 ) , ( س ) 3131 , ( د ) 1529 , ( حم ) 11117(2/1550)
( خ ) , وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّه لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ , مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ " (1)
__________
(1) ( خ ) 2637 , ( ت ) 2529(2/1551)
( س هق ) , وَعَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى فَبَلَغَ الْعَدُوَّ , أَصَابَ أَوْ أَخْطَأَ ) (1) ( كَانَ لَهُ كَعِتْقِ رَقَبَةٍ ) (2) "
وفي رواية (3) : " مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ "
__________
(1) ( س ) 3145 , ( حم ) 19456
(2) ( س ) 3142 , ( حم ) 19456 , ( ت ) 1638 , انظر الصحيحة : 2681
(3) ( هق ) 18290 , انظر الصَّحِيحَة : 2555 وما تحته .(2/1552)
( س حم ) , وَعَنْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( ارْمُوا , مَنْ بَلَغَ الْعَدُوَّ بِسَهْمٍ ) (1) ( فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) (2) ( رَفَعَهُ اللَّهُ بِهِ دَرَجَةً ) (3) ( فِي الْجَنَّةِ " ) (4) ( فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي النَّحَّامِ - رضي الله عنه - : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الدَّرَجَةُ ؟ , قَالَ : " أَمَا إِنَّهَا لَيْسَتْ بِعَتَبَةِ أُمِّكَ ) (5) ( وَلَكِنْ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ مِائَةُ عَامٍ ) (6) "
__________
(1) ( س ) 3144 , ( حم ) 18091
(2) ( س ) 3143
(3) ( س ) 3144 , ( حم ) 18091
(4) ( س ) 3143
(5) ( حم ) 18091 , ( س ) 3144
(6) ( س ) 3144 , ( حم ) 18091 , ( حب ) 4616 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1287(2/1553)
( حم ) , وَعَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْقِتَالِ " , فَرَمَى رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ بِسَهْمٍ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَوْجَبَ هَذَا (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : أوجب لنفسه الجنة بما فعل .
(2) ( حم ) 17678 , ( طب ) ج17/ص124ح306 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1291 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .(2/1554)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" سَافِرُوا تَصِحُّوا ، وَاغْزُوا تَسْتَغْنُوا (1) " (2)
__________
(1) السفر يأتي على مختلف الأهوية والأغذية , فمن سافر مع أهل الجدِّ والاحتشام , تكلف رعاية الأدب , وتحمَّل الأذى وموافقتهم بما يخالف طبعه , فيكون ذلك تأديبا له ورياضة لنفسه , فيتهذب لذلك ويهتدي إلى تجنب مساوئ الأخلاق واكتساب محاسنها , وأما من سافر مع من دونه , فكل من معه يحمل نفسه على موافقته , ويتحمل المكاره لطاعته , فتحسن أخلاقهم , فإن حُسْن الخلق في تحمُّل المكاره .فيض القدير - (ج 4 / ص 109)
(2) ( حم ) 8932 , انظر الصَّحِيحَة : 3352(2/1555)
( حم ) , وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" جَاهِدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى الْقَرِيبَ وَالْبَعِيدَ , فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ ، فَإِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ ، يُذْهِبُ اللَّهُ بِهِ الْهَمَّ وَالْغَمَّ " (1)
__________
(1) ( حم ) 22771 , ( ك ) 2404 , ( هق ) 17577 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4063 , الصَّحِيحَة : 1941(2/1556)
( حم ) , وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ الطُّفَاوَةِ قَالَ :
انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , " فَإِذَا هُوَ يُرِينِي بَيْتًا , قَالَ : إِنَّ امْرَأَةً كَانَتْ فِيهِ , فَخَرَجَتْ فِي سَرِيَّةٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَتَرَكَتْ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ عَنْزًا لَهَا وَصِيصِيَتَهَا (1) كَانَتْ تَنْسِجُ بِهَا , فَفَقَدَتْ عَنْزًا مِنْ غَنَمِهَا وَصِيصِيَتَهَا , فَقَالَتْ : يَا رَبِّ إِنَّكَ قَدْ ضَمِنْتَ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِكَ أَنْ تَحْفَظَ عَلَيْهِ , وَإِنِّي قَدْ فَقَدْتُ عَنْزًا مِنْ غَنَمِي وَصِيصِيَتِي وَإِنِّي أَنْشُدُكَ عَنْزِي وَصِيصِيَتِي , فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَذْكُرُ شِدَّةَ مُنَاشَدَتِهَا لِرَبِّهَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : فَأَصْبَحَتْ عَنْزُهَا وَمِثْلُهَا وَصِيصِيَتُهَا وَمِثْلُهَا , وَهَاتِيكَ فَأْتِهَا فَاسْأَلْهَا إِنْ شِئْتَ " , فَقُلْتُ : بَلْ أُصَدِّقُكَ . (2)
فَضْلُ الْجِهَادِ فِي الْبَحْر
__________
(1) الصِّيصيَّة : الصُّنَّارة التي يُغُزل بها ويُنْسَج . النهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 140)
(2) ( حم ) 20683 , انظر الصَّحِيحَة : 2935(2/1557)
( ك ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عَمْرِو بن الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" غَزْوَةٌ فِي الْبَحْرِ خَيْرٌ مِنْ عَشْرِ غَزَوَاتٍ فِي الْبَرِّ , وَمَنْ أَجَازَ الْبَحْرَ (1) فَكَأَنَّمَا أَجَازَ الْأَوْدِيَةَ كُلَّهَا , وَالْمَائِدُ فِيهِ (2) كَالْمُتَشَحِّطِ (3) فِي دَمِهِ " (4)
__________
(1) أَيْ : عَبَرَه بالسفينة .
(2) المائد : الَّذِي يُصِيبُهُ الدوار والْقَيْءُ .
(3) المتشحط : المتمرغ المضطرب .
(4) ( ك ) 2634 , ( جة ) 2777 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4154 , وفقه السيرة : ص212(2/1558)
( د ) , وَعَنْ أُمِّ الْعَلَاءِ الْأَنْصَارِيَّةِ ك قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْمَائِدُ فِي الْبَحْرِ الَّذِي يُصِيبُهُ الْقَيْءُ , لَهُ أَجْرُ شَهِيدٍ , وَالْغَرِيقُ لَهُ أَجْرُ شَهِيدَيْنِ " (1)
__________
(1) ( د ) 2493 , ( هق ) 8451 , انظر صَحِيحِ الْجَامِع : 5187 , صحيح الترغيب والترهيب : 1343 , المشكاة : 3839(2/1559)
( خ م س د ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا ذَهَبَ إِلَى قُبَاءٍ يَدْخُلُ عَلَى ) (1) ( خَالَتِي أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ (2) ) (3) ( وَكَانَتْ تَحْتَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ - رضي الله عنه - ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا فَأَطْعَمَتْهُ ، وَجَلَسَتْ تَفْلِي رَأْسَهُ , فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ ) (4) ( - وَكَانَتْ تَغْسِلُ رَأْسَهَا - ) (5) ( فَقَالَتْ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (6) ( أَتَضْحَكُ مِنْ رَأْسِي ؟ , قَالَ : " لَا ) (7) ( رَأَيْتُ قَوْمًا مِنْ أُمَّتِي ) (8) ( غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَرْكَبُونَ ثَبَجَ هَذَا الْبَحْرِ ) (9) ( مَثَلُهُمْ مَثَلُ الْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ " ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ) (10) ( قَالَ : " فَإِنَّكِ مِنْهُمْ " , ثُمَّ نَامَ , فَاسْتَيْقَظَ أَيْضًا وَهُوَ يَضْحَكُ " ) (11) ( فَقَالَتْ : وَمَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ ..كَمَا قَالَ فِي الْأَوَّلِ " , فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ , فَقَالَ : " أَنْتِ مِنَ الْأَوَّلِينَ " ) (12) ( قَالَ أَنَسٌ : فَخَرَجَتْ مَعَ زَوْجِهَا عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ غَازِيًا أَوَّلَ مَا رَكِبَ الْمُسْلِمُونَ الْبَحْرَ فِي زَمَانِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ - رضي الله عنه - ) (13) ( فَصُرِعَتْ عن دَابَّتِهَا حِينَ خَرَجَتْ مِنْ الْبَحْرِ ) (14) ( فَانْدَقَّتْ عُنُقُهَا فَمَاتَتْ ) (15) .
فَضْلُ الْحِرَاسَةِ فِي سَبِيلِ اللَّه
__________
(1) ( خ ) 5926
(2) قَالَ أَبُو دَاوُد : الرُّمَيْصَاءُ أُخْتُ أُمِّ سُلَيْمٍ مِنْ الرَّضَاعَةِ , انظر ( د ) 2492
(3) ( خ ) 2646 , ( م ) 162 - ( 1912 )
(4) ( خ ) 6600
(5) ( د ) 2492
(6) ( م ) 161 - ( 1912 )
(7) ( د ) 2492
(8) ( س ) 3172
(9) ( خ ) 2636 , ( م ) 160 - ( 1912 )
(10) ( خ ) 2722 , ( م ) 161 - ( 1912 )
(11) ( م ) 161 - ( 1912 )
(12) ( خ ) 2636
(13) ( خ ) 2646
(14) ( خ ) 2636 , 5926 , ( حم ) 27417
(15) ( د ) 2490 , ( خ ) 2737 , ( م ) 160 - ( 1912 ) , ( ت ) 1645 , ( س ) 3172 , ( جة ) 2776 , ( حم ) 27077(2/1560)
( د ) , عَنْ سَهْلِ بْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ - رضي الله عنه - قَالَ :
سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ حُنَيْنٍ فَأَطْنَبْنَا السَّيْرَ (1) حَتَّى كَانَتْ عَشِيَّةً , فَحَضَرْتُ الصَلَاةَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَجَاءَ رَجُلٌ فَارِسٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنِّي انْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ حَتَّى طَلَعْتُ جَبَلَ كَذَا وَكَذَا , فَإِذَا أَنَا بِهَوَازِنَ عَلَى بَكْرَةِ آبَائِهِمْ , بِظُعُنِهِمْ (2) وَنَعَمِهِمْ (3) وَشَائِهِمْ (4) اجْتَمَعُوا إِلَى حُنَيْنٍ , " فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ : تِلْكَ غَنِيمَةُ الْمُسْلِمِينَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ , ثُمَّ قَالَ : مَنْ يَحْرُسُنَا اللَّيْلَةَ ؟ " , فَقَالَ أَنَسُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ - رضي الله عنه - : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " فَارْكَبْ " , فَرَكِبَ فَرَسًا لَهُ فَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " اسْتَقْبِلْ هَذَا الشِّعْبَ (5) حَتَّى تَكُونَ فِي أَعْلَاهُ , وَلَا نُغَرَّنَّ مِنْ قِبَلِكَ اللَّيْلَةَ (6) فَلَمَّا أَصْبَحْنَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى مُصَلَّاهُ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ , ثُمَّ قَالَ : هَلْ أَحْسَسْتُمْ فَارِسَكُمْ ؟ " , فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَحْسَسْنَاهُ , فَثُوِّبَ بِالصَلَاةِ , " فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي وَهُوَ يَلْتَفِتُ إِلَى الشِّعْبِ , حَتَّى إِذَا قَضَى صَلَاتَهُ وَسَلَّمَ قَالَ : أَبْشِرُوا فَقَدْ جَاءَكُمْ فَارِسُكُمْ " , فَجَعَلْنَا نَنْظُرُ إِلَى خِلَالِ الشَّجَرِ فِي الشِّعْبِ , فَإِذَا هُوَ قَدْ جَاءَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَسَلَّمَ فَقَالَ : إِنِّي انْطَلَقْتُ حَتَّى كُنْتُ فِي أَعْلَى هَذَا الشِّعْبِ حَيْثُ أَمَرْتَنِي , فَلَمَّا أَصْبَحْتُ اطَّلَعْتُ الشِّعْبَيْنِ كِلَيْهِمَا فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : هَلْ نَزَلْتَ اللَّيْلَةَ ؟ , قَالَ : لَا , إِلَّا مُصَلِّيًا أَوْ قَاضِيًا حَاجَةً (7) فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " قَدْ أَوْجَبْتَ (8) فلَا عَلَيْكَ أَنْ لَا تَعْمَلَ بَعْدَهَا (9) " (10)
__________
(1) أطنبوا السير : بَالَغُوا فِيهِ . عون المعبود - (ج 5 / ص 394)
(2) الظُّعُن : النِّسَاء وَاحِدَتهَا ظَعِينَة . عون المعبود - (ج 5 / ص 394)
(3) النَّعَم : الْإِبِل . عون المعبود - (ج 5 / ص 394)
(4) جَمْع شَاة . عون المعبود - (ج 5 / ص 394)
(5) الشِّعب : الطريق في الجبل , أو الانفراج بين الجبلين .
(6) أَيْ : لَا يَجِيئنَا الْعَدُوّ مِنْ قِبَلك عَلَى غَفْلَة . عون المعبود - (ج 5 / ص 394)
(7) أَيْ : مِنْ بَوْل وَغَائِط . عون المعبود - (ج 5 / ص 394)
(8) أَيْ : عَمِلْت عَمَلًا يُوجِب لَك الْجَنَّة . عون المعبود - (ج 5 / ص 394)
(9) أَيْ : لَا ضَرَر وَلَا جُنَاح عَلَيْك فِي تَرْك الْعَمَل بَعْد هَذِهِ الْحِرَاسَة لِأَنَّهَا تَكْفِيك لِدُخُولِ الْجَنَّة . عون المعبود
(10) ( د ) : 2501 , ( ن ) 8870 , ( ك ) 2433 , ( طس ) 407 , انظر الصَّحِيحَة : 378 ، وفقه السيرة ص388 ، والإرواء : 371(2/1561)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةٍ ، فَأَتَيْنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ إِلَى شَرَفٍ (1) فَبِتْنَا عَلَيْهِ ، فَأَصَابَنَا بَرْدٌ شَدِيدٌ , حَتَّى رَأَيْتُ مَنْ يَحْفِرُ فِي الْأَرْضِ حُفْرَةً يَدْخُلُ فِيهَا يُلْقِي عَلَيْهِ التُّرْسَ , " فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ النَّاسِ نَادَى : مَنْ يَحْرُسُنَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَأَدْعُو لَهُ بِدُعَاءٍ يَكُونُ فِيهِ فَضْلٌ ؟ " , فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ : " ادْنُهْ " فَدَنَا ، فَقَالَ : " مَنْ أَنْتَ ؟ " , فَتَسَمَّى لَهُ الْأَنْصَارِيُّ ، " فَفَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالدُّعَاءِ فَأَكْثَرَ مِنْهُ " , قَالَ أَبُو رَيْحَانَةَ : فَلَمَّا سَمِعْتُ مَا دَعَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قُلْتُ : أَنَا رَجُلٌ آخَرُ ، فَقَالَ : " ادْنُهْ " ، فَدَنَوْتُ ، فَقَالَ : " مَنْ أَنْتَ ؟ " فَقُلْتُ : أَنَا أَبُو رَيْحَانَةَ ، " فَدَعَا بِدُعَاءٍ هُوَ دُونَ مَا دَعَا لِلْأَنْصَارِيِّ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " حُرِّمَتْ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ، وَحُرِّمَتْ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ سَهِرَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " (2)
__________
(1) الشَّرَف : المكان المرتفع .
(2) ( حم ) 17252 , ( ك ) 2432 , ( هق ) 18226 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1234 , 3321(2/1562)
( ت ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ : عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ , وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 1639 , ( ك ) 2431 , ( يع ) 4346 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4113 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3322(2/1563)
( طب ) , وَعَنْ معاويةَ بنِ حَيْدَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ثَلَاثةٌ لَا تَرَى أَعْيُنُهُمُ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ، وَعَيْنٌ حَرَسَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَعَيْنٌ غَضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ - عز وجل - " (1)
__________
(1) ( طب ) ج 19ص 416 ح1003 , ( كر ) (11/164) , انظر الصَّحِيحَة : 2673 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :1231(2/1564)
( ن ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِلَيْلَةٍ أَفْضَلُ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ ؟ , حَارِسٌ حَرَسَ فِي أَرْضِ خَوْفٍ , لَعَلَّهُ لَا يَرْجِعُ إِلَى أَهْلِهِ " (1)
فَضْلُ الرِّبَاطِ فِي سَبِيلِ اللَّه (2)
__________
(1) ( ن ) 8868 , ( ك ) 2424 , ( هق ) 18225 , انظر الصَّحِيحَة : 2811 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :1232
(2) الرّباط : الإقامة على جِهَاد العَدوّ بالحرب ، وارْتباط الخيل وإعْدَادها .
والمُرابط : المجاهد , ومن يقوم على حراسة الثغور , مع اليقظة والتأهب للقتال في سبيل الله .(2/1565)
( جة ) , وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ رَابَطَ لَيْلَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ , كَانَتْ كَأَلْفِ لَيْلَةٍ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا " (1)
__________
(1) ( جة ) 2766 , انظر حديث رقم : 5915 / 1 في صحيح الجامع , وهذا حديث مستدرك من الطبعة الأولى , وانظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1224(2/1566)
( ت ) , وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ يَوْمٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنْ الْمَنَازِلِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 1667 , ( س ) 3169 , ( حم ) 442 , ( حب ) 4609 , انظر الصحيحة تحت حديث : 2857 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1224 , وقد كان الألباني ضعَّفَ الحديث في ضعيف الجامع : 3084 , ثم تراجع عن تضعيفه .(2/1567)
( ت ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا " (1)
__________
(1) ( ت ) 1664 , ( خ ) 2735 , ( حم ) 22923(2/1568)
( حب ) , وَعَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ :
كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - فِي الرِّبَاطِ (1) فَفَزِعُوا إِلَى السَّاحِلِ ، ثُمَّ قِيلَ : لَا بَأْسَ ، فَانْصَرَفَ النَّاسُ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَاقِفٌ ، فَمَرَّ بِهِ إِنْسَانٌ فَقَالَ : مَا يُوقِفُكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ؟ , فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَوْقِفُ سَاعَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ عِنْدَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ " (2)
فَضْلُ مَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّه
__________
(1) الرّباط : الإقامة على جِهَاد العَدوّ بالحرب ، وارْتباط الخيل وإعْدَادها .
(2) ( حب ) 4603 , ( هب ) 4286 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6636 , الصَّحِيحَة : 1068 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :1223 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(2/1569)
( حم ) , عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ مَاتَ عَلَى مَرْتَبَةٍ مِنْ هَذِهِ الْمَرَاتِبِ (1) بُعِثَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
(1) قَالَ حَيْوَةُ : رِبَاطٌ أَوْ حَجٌّ أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ .
(2) ( حم ) 23986 , ( ك ) 2637 , ابن المبارك في الجهاد ج 1ص142ح173 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(2/1570)
( م ت س ) , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ :
( مَرَّ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ - رضي الله عنه - بِشُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ وَهُوَ فِي مُرَابَطٍ لَهُ وَقَدْ شَقَّ عَلَيْهِ وَعَلَى أَصْحَابِهِ , فَقَالَ : أَلَا أُحَدِّثُكَ يَا ابْنَ السِّمْطِ بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , قَالَ : بَلَى ) (1) ( قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ) (2) ( فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) (3) ( خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ ) (4) ( وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا أُجْرِيَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ مِنْ الْأَجْرِ ) (5) ( إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) (6) ( وَوُقِيَ فِتْنَةَ الْقَبْرِ ) (7) ( وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ ) (8) "
__________
(1) ( ت ) 1665
(2) ( م ) 163 - ( 1913 ) , ( س ) 3167
(3) ( ت ) 1665 , ( س ) 3167
(4) ( م ) 163 - ( 1913 ) , ( س ) 3167
(5) ( س ) 3167 , ( م ) 163 - ( 1913 ) , ( ت ) 1665
(6) ( ت ) 1665
(7) ( ت ) 1665 , ( م ) 163 - ( 1913 )
(8) ( م ) 163 - ( 1913 ) , ( س ) 3167 , ( حم ) 23779(2/1571)
( ت ) , وَعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ (1) إِلَّا الَّذِي مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ , فَإِنَّهُ يُنْمَى لَهُ عَمَلُهُ (2) إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَيَأْمَنُ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ " (3)
__________
(1) الْمُرَاد بِهِ طَيّ صَحِيفَته , وَأَنَّهُ لَا يَكْتُب لَهُ بَعْد مَوْته عَمَل .
(2) أَيْ : يَزِيد .
(3) ( ت ) 1621 , ( د ) 2500 , ( حم ) 23996 , انظر صحيح الجامع : 4562 , وصحيح الترغيب والترهيب : 1218(2/1572)
( جة حم طب ) , وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( رِبَاطُ شَهْرٍ خَيْرٍ مِنْ صِيَامِ دَهْرٍ , وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) (1) ( كُتِبَ لَهُ أَجْرُ الْمُرَابِطِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ , وَغُدِيَ عَلَيْهِ بِرِزْقِهِ وَرِيحَ مِنْ الْجَنَّةِ ) (2) ( وَأَمِنَ مِنَ الْفَتَّانِ ، وَبَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ آمِنًا مِنَ الْفَزَعِ ) (3) ( الْأَكْبَرِ ) (4) "
__________
(1) الطبراني كما فى مجمع الزوائد (5/290) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3479 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :1219
(2) ( حم ) 9233 , الطبراني كما فى مجمع الزوائد (5/290) , ( جة ) 2767 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(3) ( جة ) 2767 , ( حم ) 9233 , انظر صحيح الجامع : 6544 , وصحيح الترغيب والترهيب : 1221
(4) ( حم ) 9233 , الطبراني كما فى مجمع الزوائد (5/290)(2/1573)
( يع ) ، وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ خَرَجَ حَاجًّا فَمَاتَ , كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرَ الْحَاجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ , وَمَنْ خَرَجَ مُعْتَمِرًا فَمَاتَ , كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرَ الْمُعْتَمِرِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ , وَمَنْ خَرَجَ غَازِيًا فَمَاتَ , كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرَ الْغَازِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1)
فَضْلُ الصِّيَامِ فِي سَبِيلِ اللَّه
__________
(1) ( يع ) 6357 , ( طس ) 5321 , انظر الصَّحِيحَة : 2553 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :1114(2/1574)
( س ت ) , عَن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَاعَدَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ بِذَلِكَ الْيَوْمِ سَبْعِينَ خَرِيفًا (1) ) (2) مَسِيرَةَ مِائَةِ عَامٍ (3) جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ خَنْدَقًا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ (4) "
فَضْلُ مَنْ جُرِحَ فِي سَبِيلِ اللَّه
__________
(1) فِيهِ فَضِيلَةُ الصِّيَامِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى مَنْ لَا يَتَضَرَّرُ بِهِ وَلَا يُفَوِّتُ بِهِ حَقًّا ، وَلَا يَخْتَلُّ بِهِ قِتَالُه وَلَا غَيْرُهُ مِنْ مُهِمَّاتِ غَزْوِهِ ، وَالْخَرِيف : السَّنَة . وَالْمُرَاد : سَبْعِينَ سَنَةً . ( النووي - ج 4 / ص 156)
(2) ( س ) 2245 , ( خ ) 2685 , ( م ) 168 - ( 1153 ) , ( ت ) 1622 , ( حم ) 8675
(3) ( س ) 2254 , انظر صحيح الجامع : 6330 , والصحيحة : 2565
(4) ( ت ) 1624, ( طس ) 3574 , انظر صحيح الجامع : 6333 , والصحيحة : 563(2/1575)
( خ م جة ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ) (1) ( مَا مِنْ مَجْرُوحٍ يُجْرَحُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجْرَحُ فِي سَبِيلِهِ - إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ جُرِحَ ) (2) ( تَفَجَّرُ دَماً ) (3) ( اللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ ، وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ ) (4) "
__________
(1) ( خ ) 2649
(2) ( جة ) 2795 , ( م ) 106 - ( 1876 ) , ( خ ) 2649
(3) ( خ ) 235 , ( م ) 106 - ( 1876 )
(4) ( خ ) 2649 , ( م ) 105 - ( 1876 )(2/1576)
( س ) , عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ جُرِحَ جُرْحًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ نُكِبَ (1) نَكْبَةً (2) فَإِنَّهَا تَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَغْزَرِ مَا كَانَتْ , لَوْنُهَا كَالزَّعْفَرَانِ , وَرِيحُهَا كَالْمِسْكِ , وَمَنْ جُرِحَ جُرْحًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَعَلَيْهِ طَابَعُ الشُّهَدَاءِ (3) " (4)
فَضْلُ الشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِ اللَّه (5)
قَالَ تَعَالَى : { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ , يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ , وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ , فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ , وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } (6)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ , فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ , وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ , يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ } (7)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ , وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ } (8)
وَقَالَ تَعَالَى : { قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ , وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا , فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ } (9)
وَقَالَ تَعَالَى : { فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ , وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا } (10)
__________
(1) أَيْ : أُصِيبَ .
(2) الْجُرْحُ : مَا يَكُونُ مِنْ فِعْلِ الْكُفَّارِ , وَالنَّكْبَةِ : الْجِرَاحَةُ الَّتِي أَصَابَتْهُ مِنْ وُقُوعِهِ مِنْ دَابَّتِهِ أَوْ وُقُوعِ سِلَاحٍ عَلَيْهِ , وَالنَّكْبَةُ : مَا يُصِيبُ الْإِنْسَانَ مِنْ الْحَوَادِثِ .تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 333)
(3) ( الطَّابَع ) : الْخَاتَم يُخْتَم بِهِ عَلَى الشَّيْء , يَعْنِي عَلَيْهِ عَلَامَة الشُّهَدَاء وَأَمَارَاتهمْ . عون المعبود - (ج 5 / ص 439)
(4) ( س ) 3141 , ( ت ) 1657 , ( د ) 2541 , ( حم ) 22067
(5) سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ حَيّ لِأَنَّ أَرْوَاحهمْ شَهِدَتْ دَار السَّلَام , وَأَرْوَاح غَيْرهمْ لَا تَشْهَدهَا إِلَّا يَوْم الْقِيَامَة .
وَقِيلَ : لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى وَمَلَائِكَته يَشْهَدُونَ لَهُ بِالْجَنَّةِ , فَمَعْنَى شَهِيد مَشْهُود لَهُ .
وَقِيلَ : سُمِّيَ شَهِيدًا لِأَنَّهُ يَشْهَد عِنْد خُرُوج رُوحه مَا لَهُ مِنْ الثَّوَاب وَالْكَرَامَة ,
وَقِيلَ : لِأَنَّ مَلَائِكَة الرَّحْمَة يَشْهَدُونَهُ فَيَأْخُذُونَ رُوحه , وَقِيلَ : لِأَنَّهُ شُهِدَ لَهُ الْإِيمَان وَخَاتِمَة الْخَيْر بِظَاهِرِ حَاله ,
وَقِيلَ : لِأَنَّ عَلَيْهِ شَاهِدًا يَشْهَد بِكَوْنِهِ شَهِيدًا - وَهُوَ دَمه - فَإِنَّهُ يُبْعَث وَجُرْحه يَثْعَب دَمًا ,
وَقِيلَ :سُمِّيَ شَهِيدًا لِكَوْنِهِ مِمَّنْ يَشْهَد يَوْم الْقِيَامَة عَلَى الْأُمَم ، وَعَلَى هَذَا الْقَوْل لَا اِخْتِصَاص لَهُ بِهَذَا السَّبَب .
وَاعْلَمْ أَنَّ الشَّهِيد ثَلَاثَة أَقْسَام : أَحَدهَا الْمَقْتُول فِي حَرْب بِسَبَبٍ مِنْ أَسْبَاب الْقِتَال , فَهَذَا لَهُ حُكْم الشُّهَدَاء فِي ثَوَاب الْآخِرَة وَفِي أَحْكَام الدُّنْيَا , وَهُوَ أَنَّهُ لَا يُغَسَّل وَلَا يُصَلَّى عَلَيْهِ ,
وَالثَّانِي : شَهِيد فِي الثَّوَاب دُون أَحْكَام الدُّنْيَا , وَهُوَ الْمَبْطُون ، وَالْمَطْعُون ، وَصَاحِب الْهَدْم ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ ، وَغَيْرهمْ مِمَّنْ جَاءَتْ الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة بِتَسْمِيَتِهِ شَهِيدًا , فَهَذَا يُغَسَّل وَيُصَلَّى عَلَيْهِ , وَلَهُ فِي الْآخِرَة ثَوَاب الشُّهَدَاء وَلَا يَلْزَم أَنْ يَكُون مِثْل ثَوَاب الْأَوَّل ,
وَالثَّالِث : مَنْ غَلَّ فِي الْغَنِيمَة , وَشِبْهُه مَنْ وَرَدَتْ الْآثَار بِنَفْيِ تَسْمِيَته شَهِيدًا إِذَا قُتِلَ فِي حَرْب الْكُفَّار , فَهَذَا لَهُ حُكْم الشُّهَدَاء فِي الدُّنْيَا فَلَا يُغَسَّل وَلَا يُصَلَّى عَلَيْهِ ، وَلَيْسَ لَهُ ثَوَابهمْ الْكَامِل فِي الْآخِرَة . شرح النووي على مسلم(ج1 ص 262)
(6) [التوبة/111]
(7) [آل عمران/169-171]
(8) [آل عمران/157-158]
(9) [التوبة : 52]
(10) [النساء : 74](2/1577)
( خ م س جة ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , لَوْلَا أَنَّ رِجَالًا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي (1) وَلَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ (2) مَا تَخَلَّفْتُ عَنْ سَرِيَّةٍ (3) تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) (4) ( أَبَداً ) (5) ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , لَوَدِدْتُ أَنِّي أَغْزُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلَ ) (6) ( ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ) (7) "
__________
(1) أَيْ : فَيُوجِب ذَلِكَ مَشْيَهُمْ مَعِي عَلَى الرِّجْل , وَفِيهِ مِنْ الْمَشَقَّة عَلَيْهِمْ مَا لَا يَخْفَى .شرح سنن النسائي(ج4ص406)
(2) أَيْ : لَا أَجِد مَا أَحْمِلهُمْ عَلَيْهِ مِنْ الْجِمَال وَالدَّوَابّ .
(3) السَّرِية : طائفةٌ من الجَيش يبلغُ أقصاها أربَعمائة , تُبْعث سِرَّا إلى العَدُوّ ، وجمعُها سَرَايا .
(4) ( خ ) 2644 , ( س ) 3098
(5) ( م ) 1876 , ( جة ) 2753
(6) ( م ) 1876 , ( جة ) 2753
(7) ( خ ) 36 , ( م ) 1876 , ( حم ) 8971(2/1578)
( خ م ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ أُحُدٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فَأَيْنَ أَنَا ؟ , قَالَ : " فِي الْجَنَّةِ " , فَأَلْقَى تَمَرَاتٍ [ كُنَّ ] (1) فِي يَدِهِ , ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ . (2)
__________
(1) ( م ) 143 - ( 1899 )
(2) ( خ ) 3820 ، ( م ) 143 - ( 1899 ) ، ( س ) 3154 ، ( حم ) 14353(2/1579)
( د حم ) , وَعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّه - رضي الله عنه - قَالَ :
( خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُرِيدُ قُبُورَ الشُّهَدَاءِ ) (1) ( حَتَّى أَشْرَفْنَا (2) عَلَى حَرَّةِ وَاقِمٍ (3) فَدَنَوْنَا مِنْهَا فَإِذَا قُبُورٌ بِمَحْنِيَّةٍ (4) فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ قُبُورُ إِخْوَانِنَا هَذِهِ ؟ , قَالَ : " قُبُورُ أَصْحَابِنَا (5) " , ثُمَّ خَرَجْنَا , حَتَّى إِذَا جِئْنَا قُبُورَ الشُّهَدَاءِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " هَذِهِ قُبُورُ إِخْوَانِنَا (6) ) (7) "
__________
(1) ( د ) 2043 , ( حم ) 1387
(2) أَيْ : صَعِدْنَا .
(3) الْحَرَّة : الْأَرْض ذَات الْحِجَارَة , وَوَاقِم : أُطُم ( بناء مرتفع ) مِنْ آطَام الْمَدِينَة وَإِلَيْهِ تُنْسَب الْحَرَّة .
(4) أَيْ : قُبُورٌ بِمَحَلِّ اِنْعِطَاف الْوَادِي . عون المعبود - (ج 4 / ص 426)
(5) أَيْ : قُبُور الَّذِينَ مَاتُوا عَلَى الْإِسْلَام وَلَمْ يَنَالُوا مَنْزِلَة الشُّهَدَاء . عون المعبود - (ج 4 / ص 426)
(6) إِنَّمَا أَضَافَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - نِسْبَة الْأُخُوَّة وَشَرَّفَ بِهَا لمَنْزِلَة الشُّهَدَاء عِنْد اللَّه تَعَالَى . عون المعبود - (ج 4 / ص 426)
(7) ( حم ) 1387 , ( د ) 2043 , ( هق ) 10079(2/1580)
( حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه - قَالَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابُ أُحُدٍ : " أَمَا وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي غُودِرْتُ مَعَ أَصْحَابِي (1) بِسَفْحِ الْجَبَلِ " (2)
__________
(1) أَيْ : قُتِلْت معهم .
(2) ( حم ) 15067 , ( ك ) 2407 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .(2/1581)
( خ ) , وَعَنْ الْمُغِيرَةَ بْنِ شُعْبَةَ - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ لِقَائِدِ الْفُرْسِ :
أَخْبَرَنَا نَبِيُّنَا - صلى الله عليه وسلم - عَنْ رِسَالَةِ رَبِّنَا أَنَّهُ مَنْ قُتِلَ مِنَّا صَارَ إِلَى الْجَنَّةِ , فِي نَعِيمٍ لَمْ يَرَ مِثْلَهُ قَطُّ , وَمَنْ بَقِيَ مِنَّا مَلَكَ رِقَابَكُمْ " (1)
__________
(1) ( خ ) 2989 , ( هق ) 18440(2/1582)
( م ت جة ) , وَعَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ :
( سَأَلْنَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - عَنْ هَذِهِ الْآية : { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } (1) قَالَ : أَمَا إِنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ , فَأُخْبِرْنَا " أَنَّ أَرْوَاحَهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ , لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ , تَسْرَحُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ , ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ , فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ اطِّلَاعَةً فَقَالَ : هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا ) (2) ( فَأَزِيدُكُمْ ؟ , قَالُوا : رَبَّنَا ) (3) ( أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا ؟ ) (4) ( ثُمَّ اطَّلَعَ إِلَيْهِمْ الثَّانِيَةَ فَقَالَ : هَلْ تَسْتَزِيدُونَ شَيْئًا فَأَزِيدُكُمْ ؟ ) (5) ( فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ , فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يَسْأَلُوا قَالُوا : يَا رَبِّ , نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا ) (6) ( حَتَّى نَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَنُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى ) (7) ( فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُمْ لَا يَسْأَلُونَ إِلَّا ذَلِكَ تُرِكُوا ) (8) "
__________
(1) [آل عمران/169]
(2) ( م ) 121 - ( 1887 ) , ( ت ) 3011
(3) ( ت ) 3011
(4) ( م ) 121 - ( 1887 ) , ( ت ) 3011
(5) ( ت ) 3011
(6) ( م ) 121 - ( 1887 ) , ( ت ) 3011
(7) ( ت ) 3011 , ( م ) 121 - ( 1887 )
(8) ( جة ) 2801 , ( م ) 121 - ( 1887 )(2/1583)
( د ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ بِأُحُدٍ , جَعَلَ اللَّهُ أَرْوَاحَهُمْ فِي جَوْفِ (1) طَيْرٍ خُضْرٍ , تَرِدُ (2) أَنْهَارَ الْجَنَّةِ , تَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا وَتَأْوِي (3) إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ مُعَلَّقَةٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ فَلَمَّا وَجَدُوا طِيبَ مَأْكَلِهِمْ وَمَشْرَبِهِمْ وَمَقِيلِهِمْ (4) قَالُوا : مَنْ يُبَلِّغُ إِخْوَانَنَا عَنَّا أَنَّا أَحْيَاءٌ فِي الْجَنَّةِ نُرْزَقُ , لِئَلَّا يَزْهَدُوا فِي الْجِهَادِ وَلَا يَنْكُلُوا (5) عِنْدَ الْحَرْبِ ؟ , فَقَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ : أَنَا أُبَلِّغُهُمْ عَنْكُمْ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ : { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ , فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ إِلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ , يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ } (6) " (7)
__________
(1) الجوف : الداخل أو الباطن .
(2) الورود : الوصول والإتيان للمكان .
(3) تأوي : ترجع وتعود .
(4) المَقيل : المُسْتَقَر والمأوى والمنزل ، وأصله المكان الذي يُستراح فيه عند الظهيرة .
(5) نَكَلَ : جبن ورجع عن الأمر وانصرف عنه .
(6) [آل عمران/169-171]
(7) ( د ) 2520 , ( حم ) 2388 , ( ك ) 3165 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5205 , وصحيح الترغيب والترهيب : 1379(2/1584)
( حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الشُّهَدَاءُ عَلَى بَارِقِ نَهَرٍ بِبَابِ الْجَنَّةِ , فِي قُبَّةٍ خَضْرَاءَ (1) يَخْرُجُ عَلَيْهِمْ رِزْقُهُمْ مِنْ الْجَنَّةِ بُكْرَةً وَعَشِيًّا " (2)
__________
(1) القُبَّة : البناء المستدير المُقَوَّس المُجَوَّف .
(2) ( حم ) 2390 , و( حب ) 4658 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3742 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1378(2/1585)
( ت جة صم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :" ( لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ لِي : يَا جَابِرُ , مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا ؟ " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , اسْتُشْهِدَ أَبِي , قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا , قَالَ : " أَفَلَا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ ؟ " , فَقُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ , وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا (1) ) (2) ( لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ سِتْرٌ ) (3) ( فَقَالَ : يَا عَبْدِي , تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ , قَالَ : يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيَةً , فَقَالَ الرَّبُّ - عز وجل - : إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي ) (4) ( الْحُكْمُ ) (5) ( أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ , فَقَالَ : يَا رَبِّ فَأَبْلِغْ مَنْ وَرَائِي , فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا , بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } (6) ) (7) "
__________
(1) أَيْ : كَلَّمَهُ مُوَاجِهَةً لَيْسَ بَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَلَا رَسُولٌ . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 330)
(2) ( ت ) 3010 , ( جة ) 190
(3) ( صم ) 603 , انظر ظلال الجنة .
(4) ( ت ) 3010 , ( جة ) 190
(5) ( حم ) 14924 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(6) [آل عمران/169]
(7) ( جة ) 190 , 2800 , ( ت ) 3010 , ( حب ) 7022 , انظر الصَّحِيحَة : 3290 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1361(2/1586)
( خ م س ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُوتُ ) (1) ( فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا ) (2) ( وَأَنَّ لَهُ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا إِلَّا الشَّهِيدَ ) (3) ( يَقُولُ اللَّهُ - عز وجل - : يَا ابْنَ آدَمَ كَيْفَ وَجَدْتَ مَنْزِلَكَ ؟ ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ خَيْرَ مَنْزِلٍ ، فَيَقُولُ : سَلْ وَتَمَنَّ ، فَيَقُولُ : أَسْأَلُكَ أَنْ تَرُدَّنِي إِلَى الدُّنْيَا فَأُقْتَلَ فِي سَبِيلِكِ عَشْرَ مَرَّاتٍ ، لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ ) (4) ( ولِمَا يَرَى مِنْ الْكَرَامَةِ ) (5) "
__________
(1) ( خ ) 2642
(2) ( خ ) 2662 , ( م ) 108 - ( 1877 )
(3) ( خ ) 2642 , ( م ) 108 - ( 1877 ) , ( ت ) 1643 , ( حم ) 12022
(4) ( س ) 3160 , ( حم ) 13535 , ( خ ) 2662 , ( م ) 109 - ( 1877 )
(5) ( خ ) 2662 , ( م ) 109 - ( 1877 ) , ( ت ) 1661(2/1587)
( خ ت حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( انْطَلَقَ ابْنُ عَمَّتِي حَارِثَةُ بْنُ سُرَاقَةَ - رضي الله عنه - يَوْمَ بَدْرٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - غُلَامًا نَظَّارًا (1) مَا انْطَلَقَ لِلْقِتَالِ ، فَأَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ (2) ) (3) ( فَوَقَعَ فِي ثُغْرَةِ نَحْرِهِ فَقَتَلَهُ ) (4) ( فَجَاءَتْ أُمُّهُ عَمَّتِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (5) ( أَلَا تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ ؟ , فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ صَبَرْتُ ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ فِي الْبُكَاءِ ) (6) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَيْحَكِ ) (7) ( يَا أُمَّ حَارِثَةَ ) (8) ( أَوَهَبِلْتِ ؟ , أَوَجَنَّةٌ وَاحِدَةٌ هِيَ ؟ ، إِنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ ) (9) ( فِي الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى ) (10) ( وَالْفِرْدَوْسُ رَبْوَةُ الْجَنَّةِ (11) وَأَوْسَطُهَا وَأَفْضَلُهَا ) (12) "
__________
(1) النَّظَّار : الذي ينظر الأعداء ليأتي بأخبارهم .
(2) السهم الغرْب : الطائش الذي لا يُعْرَف راميه .
(3) ( حم ) 14043 , ( خ ) 6184 , ( ت ) 3174
(4) ( حم ) 13898 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(5) ( حم ) 14043 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(6) ( خ ) 2654
(7) ( خ ) 3761 , 6184
(8) ( خ ) 2654
(9) ( خ ) 3761
(10) ( خ ) 2654 , ( حم ) 13223 , انظر الصَّحِيحَة : 1811
(11) ( رَبْوَةُ الْجَنَّةِ ) : أَرْفَعُهَا ، وَالرَّبْوَةُ : مَا اِرْتَفَعَ مِنْ الْأَرْضِ . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 8)
(12) ( ت ) 3174 , ( حم ) 13767 , انظر صحيح الجامع : 7852 , والصحيحة : 2003(2/1588)
( حم ) , وَعَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ قَالَ :
سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - : أَيُّ الشُّهَدَاءِ أَفْضَلُ ؟ , قَالَ : " الَّذِينَ إِنْ يُلْقَوْا فِي الصَّفِّ لَا يَلْفِتُونَ وُجُوهَهُمْ حَتَّى يُقْتَلُوا ، أُولَئِكَ يَنْطَلِقُونَ فِي الْغُرَفِ الْعُلَى مِنْ الْجَنَّةِ ، وَيَضْحَكُ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ ، وَإِذَا ضَحِكَ رَبُّكَ إِلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا فلَا حِسَابَ عَلَيْهِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 22529 , ( يع ) 6855 , ( طس ) 3169 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1107 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :1371 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث قوي .(2/1589)
( حم البيهقي ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( ثَلَاثةٌ يُحِبُّهُمُ اللَّهُ - عز وجل - وَيَضْحَكُ إِلَيْهِمْ وَيَسْتَبْشِرُ بِهِمْ ) (1) ( رَجُلٌ غَزَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ , فَلَقِيَ الْعَدُوَّ مُجَاهِدًا مُحْتَسِبًا , فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ) (2) الرَّجُلُ يَلْقَى الْعَدُوَّ فِي الْفِئَةِ , فَيَنْصِبُ لَهُمْ نَحْرَهُ حَتَّى يُقْتَلَ أَوْ يُفْتَحَ لِأَصْحَابِهِ (3) الَّذِي إِذَا انْكَشَفَتْ فِئَةٌ قَاتَلَ وَرَاءَهَا بِنَفْسِهِ لِلَّهِ - عز وجل - ، فَإِمَّا أَنْ يُقْتَلَ ، وَإِمَّا أَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ - عز وجل - وَيَكْفِيهِ (4) ( وَأَنْتُمْ تَجِدُونَ فِي كِتَابِ اللَّهِ - عز وجل - : { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا } (5) ) (6) ( فَيَقُولُ اللَّهُ - عز وجل - : انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي كَيْفَ صَبَرَ لِي نَفْسَهُ ) (7) ( وَرَجُلٌ لَهُ جَارٌ يُؤْذِيهِ , فَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُ وَيَحْتَسِبُهُ ) (8) ( حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا مَوْتٌ أَوْ ظَعْنٌ (9) ) (10) ( وَرَجُلٌ يَكُونُ مَعَ قَوْمٍ , فَيَسِيرُونَ حَتَّى يَشُقَّ عَلَيْهِمْ (11) النُّعَاسُ , فَيَنْزِلُونَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ , فَيَقُومُ إِلَى وُضُوئِهِ وَصَلَاتِهِ ) (12) وفي رواية (13) : ( وَالْقَوْمُ يُسَافِرُونَ فَيَطُولُ سَرَاهُمْ حَتَّى يُحِبُّوا أَنْ يَمَسُّوا الْأَرْضَ , فَيَنْزِلُونَ فَيَتَنَحَّى أَحَدُهُمْ فَيُصَلِّي حَتَّى يُوقِظَهُمْ لِرَحِيلِهِمْ )وفي رواية (14) : ( وَالَّذِي يَكُونُ فِي سَفَرٍ وَكَانَ مَعَهُ رَكْبٌ ، فَسَهِرُوا وَنَصِبُوا ثُمَّ هَجَعُوا (15) فَقَامَ فِي السَّحَرِ (16) فِي سَرَّاءٍ أَوْ ضَرَّاءٍ ) وفي رواية (17) : ( وَالَّذِي لَهُ امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ وَفِرَاشٌ لَيِّنٌ حَسَنٌ ، فَيَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ فَيَذَرُ شَهْوَتَهُ ، فَيَذْكُرُنِي وَيُنَاجِينِي (18) وَلَوْ شَاءَ لَرَقَدَ ) "
__________
(1) ( الأسماء والصفات للبيهقي ) ص471-472 , ( ت ) 2567 , ( حم ) 21570 , انظر الصَّحِيحَة : 3478 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 629
(2) ( حم ) 21570 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( حم ) 21378 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3074 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(4) ( الأسماء والصفات للبيهقي ) ص471-472 , ( ت ) 2567
(5) [الصف/4]
(6) ( حم ) 21570
(7) ( الأسماء والصفات للبيهقي ) ص471-472
(8) ( حم ) 21570
(9) أَيْ : ارتحال لأحدهما .
(10) ( حم ) 21378 , 21570
(11) شق عليه : صعب عليه أمره .
(12) ( حم ) 21570
(13) ( حم ) 21378
(14) ( الأسماء والصفات للبيهقي ) ص471-472
(15) الهجعة : النومة في وقت من الليل .
(16) السَّحَر : الثلث الأخير من الليل .
(17) ( الأسماء والصفات للبيهقي ) ص471-472 , ( ت ) 2567
(18) يناجيه : يحدثه سِرًّا .(2/1590)
( د حم طب ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( عَجِبَ رَبُّنَا (1) - عز وجل - مِنْ رَجُلَيْنِ ) (2) ( رَجُلٍ غَزَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَانْهَزَمَ أَصْحَابَهُ ) (3) ( فَعَلِمَ مَا عَلَيهِ فِي الْفِرَارِ , وَمَا لَهُ فِي الرُّجُوعِ , فَرَجَعَ حَتَّى أُهَرِيقَ دَمُهُ , فَيَقُولُ اللَّهُ - عز وجل - لِمَلَائِكَتِهِ : ) (4) ( مَا حَمَلَ عَبْدِي هَذَا عَلَى مَا صَنَعَ ؟ , فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا رَجَاءَ مَا عِنْدَكَ ، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدَكَ ، فَيَقُولُ : فَإِنَّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَعْطَيْتُهُ مَا رَجَا وَأَمَّنْتُهُ مِمَّا خَافَ ) (5) ( وَرَجُلٍ ثَارَ عَنْ وِطَائِهِ وَلِحَافِهِ مِنْ بَيْنِ أَهْلِهِ وَحِبِّهِ إِلَى صَلَاتِهِ ) (6) ( فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لِمَلَائِكَتِهِ ) (7) ( انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي , ثَارَ مِنْ فِرَاشِهِ وَوِطَائِهِ , وَمِنْ بَيْنِ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلَاتِهِ ) (8) ( مَا حَمَلَ عَبْدِي هَذَا عَلَى مَا صَنَعَ ؟ , فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا رَجَاءَ مَا عِنْدَكَ ، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدَكَ ، فَيَقُولُ : فَإِنَّي قَدْ أَعْطَيْتُهُ مَا رَجَا وَأَمَّنْتُهُ مِمَّا خَافَ ) (9) "
__________
(1) قَوْلُهُ : ( عَجِبَ رَبُّنَا ) أَيْ : رَضِيَ وَاسْتَحْسَنَ , وَإِطْلَاق التَّعَجُّب عَلَى اللَّهِ مَجَاز , لِأَنَّهُ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ أَسْبَاب الْأَشْيَاء , وَالْعَجَب مَا خَفِيَ سَبَبه وَلَمْ يُعْلَم .عون المعبود - (ج 5 / ص 433)
(2) ( حم ) 3949 , , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :630 , والمشكاة : 1251 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(3) ( د ) 2536 , ( حم ) 3949
(4) ( حم ) 3949 , ( د ) 2536 , ( حب ) 2557
(5) ( طب ) 8532 , ( د ) 2536 , ( حم ) 3949 , انظر الصحيحة تحت حديث : 3478 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :630
(6) ( حم ) 3949
(7) ( طب ) 8532 , ( حم ) 3949
(8) ( حم ) 3949 , ( حب ) 2557
(9) ( طب ) 8532(2/1591)
( حم حب مي طب ) , وَعَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( الْقَتْلَى ثَلَاثَةٌ : مُؤْمِنٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيهِ : فَذَلِكَ الشَّهِيدُ ) (1) ( الْمُفْتَخِرُ ) (2) ( فِي خَيْمَةِ اللَّهِ تَحْتَ عَرْشِهِ , لَا يَفْضُلُهُ النَّبِيُّونَ إِلَّا بِدَرَجَةِ النُّبُوَّةِ , وَمُؤْمِنٌ خَلَطَ عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا ) (3) ( جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَ حَتَّى يُقْتَلَ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيهِ : ) (4) ( فَتِلْكَ مَصْمَصَةٌ (5) ) (6) ( مَحَتْ ذُنُوبَهُ وَخَطَايَاهُ , إِنَّ السَّيْفَ مَحَّاءُ الْخَطَايَا ) (7) ( وَأُدْخِلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ , فَإِنَّ لَهَا ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ ) (8) ( وَبَعْضُهَا أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ ) (9) ( وَلِجَهَنَّمَ سَبْعَةَ أَبْوَابٍ ) (10) ( وَمُنَافِقٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ , فَإِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ , فَذَاكَ فِي النَّارِ , إِنَّ السَّيْفَ لَا يَمْحُو النِّفَاقَ ) (11) "
__________
(1) ( مي ) 2411 , ( حب ) 4663 , ( حم ) 17693
(2) ( حم ) 17693 , ( طب ) ج17ص126ح311
(3) ( مي ) 2411 , ( حب ) 4663 , ( حم ) 17693
(4) ( مي ) 2411 , ( حب ) 4663 , ( حم ) 17693
(5) قَالَ عَبْد اللَّهِ : يُقَالُ لِلثَّوْبِ إِذَا غُسِلَ : مُصْمِصَ , والْمُمَصْمِصَةُ : هي المُمَحِّصة المكفرة .
(6) ( حب ) 4663 , ( هق ) 16607
(7) ( مي ) 2411 , ( حب ) 4663 , ( حم ) 17693
(8) ( حب ) 4663 , ( حم ) 17693
(9) ( طب ) ج17ص126ح311 , ( هق ) 16607
(10) ( حب ) 4663 , ( حم ) 17693
(11) ( مي ) 2411 , ( حب ) 4663 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1370 ، وهداية الرواة : 3782 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في ( حب ) 4663 : إسناده حسن .(2/1592)
( ت جة ) , وَعَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيكَرِبَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ , يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ , وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ , وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ , وَيَأْمَنُ مِنْ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ , وَيُحَلَّى حُلَّةَ الْإِيمَانِ ) (1) ( وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ , الْيَاقُوتَةُ مِنْهُ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا , وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنْ الْحُورِ الْعِينِ , وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ ) (2) "
__________
(1) ( جة ) 2799 , ( ت ) 1663
(2) ( ت ) 1663 , ( جة ) 2799 , ( حم ) 17818 , 17221 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5182 , وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1374(2/1593)
( س ) , وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا بَالُ الْمُؤْمِنِينَ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ إِلَّا الشَّهِيدَ ؟ , قَالَ : " كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتْنَةً (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : كَفَى بِثَبَاتِهِمْ عِنْدَ بُرُوقِ السُّيُوفِ وَبَذْلُهُمْ أَرْوَاحَهُمْ لِلَّهِ تَعَالَى دَلِيلُ إِيمَانِهِمْ , فَلَا حَاجَةَ إِلَى السُّؤَالِ وَاللَّه تَعَالَى أَعْلَمُ . شرح سنن النسائي - (ج 3 / ص 290)
(2) ( س ) 2053 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4483 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1380(2/1594)
( حم حب عبد بن حميد ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تُعْجِبُهُ الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ فَرُبَّمَا قَالَ : هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا ؟ ، فَإِذَا رَأَى الرَّجُلُ رُؤْيَا سَأَلَ عَنْهُ فَإِنْ كَانَ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ كَانَ أَعْجَبَ لِرُؤْيَاهُ إِلَيْهِ " ، قَالَ : فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، رَأَيْتُ كَأَنِّي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ ، فَسَمِعْتُ بِهَا وَجْبَةً ارْتَجَّتْ لَهَا الْجَنَّةُ ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا قَدْ جِيءَ بِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ ، وَفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ ، حَتَّى عَدَّتْ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا - وَقَدْ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَرِيَّةً قَبْلَ ذَلِكَ - قَالَتْ : فَجِيءَ بِهِمْ عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ طُلْسٌ (1) تَشْخُبُ (2) أَوْدَاجُهُمْ ، فَقِيلَ : اذْهَبُوا بِهِمْ إِلَى نَهْرِ الْبَيْدَجِ ، فَغُمِسُوا فِيهِ فَخَرَجُوا مِنْهُ وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ثُمَّ أُتُوا بِكَرَاسِيَّ مِنْ ذَهَبٍ فَقَعَدُوا عَلَيْهَا ) (3) ( وَجِيءَ بِصَحْفَةٍ (4) مِنْ ذَهَبٍ فِيهَا بُسْرٌ ) (5) ( فَمَا يَقْلِبُونَهَا لِوَجْهٍ إِلَّا أَكَلُوا مِنْ الْفَاكِهَةِ مَا أَرَادُوا ) (6) ( قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَكَلْتُ مَعَهُمْ ، قَالَ : فَجَاءَ الْبَشِيرُ مِنْ تِلْكَ السَّرِيَّةِ ) (7) ( فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , كَانَ مِنْ أَمْرِنَا كَذَا وَكَذَا , وَأُصِيبَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ , حَتَّى عَدَّ الِاثْنَيْ عَشَرَ الَّذِينَ عَدَّتْهُمُ الْمَرْأَةُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " عَلَيَّ بِالْمَرْأَةِ " ، فَجَاءَتْ ، فَقَالَ : " قُصِّي عَلَى هَذَا رُؤْيَاكِ " ، فَقَصَّتْ ) (8) ( فَقَالَ الرَّجُلُ : هُوَ كَمَا قَالَتْ ، أُصِيبَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ ) (9) "
__________
(1) الأطلس : الثوب الخَلِق الوسخ .
(2) أَيْ : تسيل .
(3) ( حم ) 12408 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(4) الصحفة : إِناءٌ كالقَصْعَة المبْسُوطة ونحوها ، وجمعُها صِحَاف .
(5) مسند عبد بن حميد :ج1/ص380 ح1275 , ( حم ) 12408
(6) ( حب ) 6054 , ( حم ) 12408 , انظر صحيح موارد الظمآن : 1513
(7) مسند عبد بن حميد:ج1/ص380 ح1275 , ( حم ) 12408
(8) ( حم ) 12408 , ( حب ) 6054
(9) مسند عبد بن حميد:ج1/ص380 ح1275 , ( حم ) 12408 , 13723 , ( حب ) 6054(2/1595)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ قَطْرَتَيْنِ وَأَثَرَيْنِ , قَطْرَةٌ مِنْ دُمُوعٍ فِي خَشْيَةِ اللَّهِ , وَقَطْرَةُ دَمٍ تُهَرَاقُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , وَأَمَّا الْأَثَرَانِ : فَأَثَرٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , وَأَثَرٌ فِي فَرِيضَةٍ مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ (1) " (2)
__________
(1) المراد خطوة الماشي وخطوة الساعي في فريضة من فرائض الله , أو ما بقي على المجاهد من أثر الجراحات وعلى الساعي المتعب نفسه في أداء الفرائض والقيام بها والكد فيها , كاحتراق الجبهة من حر الرمضاء التي يسجد عليها وانفطار الأقدام من برد ماء الوضوء ونحو ذلك . فيض القدير - (ج 5 / ص 465)
(2) ( ت ) 1669 , ( طب ) 7918 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1326(2/1596)
( بز ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" قَتْلُ الصَّبْرِ (1) لَا يَمُرُّ بِذَنْبٍ إِلَّا مَحَاهُ " (2)
__________
(1) الْقَتْل صَبْرًا : أَنْ يُمْسَكَ مِنْ ذَوَات الرُّوح بِشَيْءٍ حَيًّا ثُمَّ يُرْمَى بِشَيْءٍ حَتَّى يَمُوت ، وَكُلّ مَنْ قُتِلَ فِي غَيْر مَعْرَكَة وَلَا حَرْب وَلَا خَطَأ فَإِنَّهُ مَقْتُول صَبْرًا . عون المعبود - (ج 6 / ص 124)
(2) ( بز ) 1545 , وأبو الشيخ في " الطبقات " ( 66 / 2 ) , وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 36 ، 191 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4360 , والصحيحة : 2016(2/1597)
( ت ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّه يُكَفِّرُ كُلَّ خَطِيئَةٍ " , فَقَالَ جِبْرِيلُ : إِلَّا الدَّيْنَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِلَّا الدَّيْنَ " (1)
__________
(1) ( ت ) 1640 , انظر صحيح الجامع 4440(2/1598)
( خ م ش ) , وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
سَمِعْتُ أَبِي وَهُوَ بِحَضْرَةِ الْعَدُوِّ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ (1) إِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ (2) إنَّ السُّيُوفَ مَفَاتِيحُ الْجَنَّةِ (3) " , فَقَامَ رَجُلٌ رَثُّ الْهَيْئَةِ (4) فَقَالَ : يَا أَبَا مُوسَى , أَأَنْتَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ هَذَا ؟ , قَالَ : نَعَمْ , فَرَجَعَ الرَّجُلُ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ : أَقْرَأُ عَلَيْكُمْ السَّلَامَ , ثُمَّ كَسَرَ جَفْنَ سَيْفِهِ (5) فَأَلْقَاهُ , ثُمَّ مَشَى بِسَيْفِهِ إِلَى الْعَدُوِّ فَضَرَبَ بِهِ حَتَّى قُتِلَ " (6)
__________
(1) أَيْ : أَنَّ الْجِهَادَ وَحُضُورَ مَعْرَكَةِ الْقِتَالِ طَرِيقٌ إِلَى الْجَنَّةِ وَسَبَبٌ لِدُخُولِهَا . ( النووي - ج 6 / ص 379)
(2) ( خ ) 2664 , ( م ) 20 - ( 1742 ) , ( د ) 2631
(3) ( ش ) 19327 , الصَّحِيحَة : 2672
(4) الرَّثُّ : الشَّيْء الْبَالِي , وَفُلَان رَثُّ الْهَيْئَة ، وَفِي هَيْئَتِهِ رَثَاثَةٌ أَيْ : بَذَاذَة . عون المعبود - (ج 3 / ص 404)
(5) ( جَفْن السَّيْف ) : غِمْده .
(6) ( م ) 146 - ( 1902 ) , ( ت ) 1659 , ( حم ) 19556(2/1599)
( س ) , وَعَنْ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ - رضي الله عنه - قَالَ :
جَاءَ رَجُلٌ مِنْ الْأَعْرَابِ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَآمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَهُ , ثُمَّ قَالَ : أُهَاجِرُ مَعَكَ , " فَأَوْصَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْضَ أَصْحَابِهِ , فَلَمَّا كَانَتْ غَزْوَةٌ غَنِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَبْيًا فَقَسَمَ وَقَسَمَ لَهُ , فَأَعْطَى أَصْحَابَهُ مَا قَسَمَ لَهُ " , وَكَانَ يَرْعَى ظَهْرَهُمْ (1) فَلَمَّا جَاءَ دَفَعُوهُ إِلَيْهِ , فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ , قَالُوا : قَسْمٌ قَسَمَهُ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَأَخَذَهُ فَجَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ , قَالَ : " قَسَمْتُهُ لَكَ " , فَقَالَ : مَا عَلَى هَذَا اتَّبَعْتُكَ , وَلَكِنِّي اتَّبَعْتُكَ عَلَى أَنْ أُرْمَى بِسَهْمٍ هَاهُنَا - وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ - فَأَمُوتَ فَأَدْخُلَ الْجَنَّةَ (2) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنْ تَصْدُقْ اللَّهَ يَصْدُقْكَ (3) " , فَلَبِثُوا قَلِيلًا ثُمَّ نَهَضُوا فِي قِتَالِ الْعَدُوِّ , فَأُتِيَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُحْمَلُ قَدْ أَصَابَهُ سَهْمٌ حَيْثُ أَشَارَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَهُوَ هُوَ ؟ " , قَالُوا : نَعَمْ , قَالَ : " صَدَقَ اللَّهَ فَصَدَقَهُ , ثُمَّ كَفَّنَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي جُبَّتِهِ , ثُمَّ قَدَّمَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ , فَكَانَ فِيمَا ظَهَرَ مِنْ صَلَاتِهِ : اللَّهُمَّ هَذَا عَبْدُكَ , خَرَجَ مُهَاجِرًا فِي سَبِيلِكَ فَقُتِلَ شَهِيدًا , أَنَا شَهِيدٌ عَلَى ذَلِكَ (4) " (5)
__________
(1) أَيْ : يرعى إبلهم وخيولهم .
(2) أَيْ : مَا آمَنْت بِك لِأَجْلِ الدُّنْيَا , وَلَكِنْ آمَنْت لِأَجْلِ أَنْ أَدْخُلَ الْجَنَّةَ بِالشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ . شرح سنن النسائي (ج3ص229)
(3) أَيْ : إِنْ كُنْت صَادِقًا فِيمَا تَقُولُ وَتُعَاهِدُ اللَّهَ عَلَيْهِ , يُجْزِكَ عَلَى صِدْقِك بِإِعْطَائك مَا تُرِيدُهُ . شرح سنن النسائي
(4) في الحديث دليل على مشروعية الصلاة على شهيد المعركة .ع
(5) صححه الألباني في ( س ) 1953 ، وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1336(2/1600)
( م حم حب ) , وَعَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كَانَ جُلَيْبِيبٌ امْرَأً يَدْخُلُ عَلَى النِّسَاءِ , يَمُرُّ بِهِنَّ وَيُلَاعِبُهُنَّ , فَقُلْتُ لِامْرَأَتِي : لَا يَدْخُلَنَّ عَلَيْكُمْ جُلَيْبِيبٌ , فَإِنَّهُ إِنْ دَخَلَ عَلَيْكُمْ لَأَفْعَلَنَّ وَلَأَفْعَلَنَّ , قَالَ : وَكَانَتْ الْأَنْصَارُ إِذَا كَانَ لِأَحَدِهِمْ أَيِّمٌ (1) لَمْ يُزَوِّجْهَا حَتَّى يَعْلَمَ هَلْ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِيهَا حَاجَةٌ أَمْ لَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ : " زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ " , فَقَالَ : نِعِمَّ وَكَرَامَةٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَنُعْمَ عَيْنِي , فَقَالَ : " إِنِّي لَسْتُ أُرِيدُهَا لِنَفْسِي " , قَالَ : فَلِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " لِجُلَيْبِيبٍ " , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أُشَاوِرُ أُمَّهَا , فَأَتَى أُمَّهَا فَقَالَ : " رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ ابْنَتَكِ " , فَقَالَتْ : نِعِمَّ وَنُعْمَةُ عَيْنِي ) (2) ( زَوِّجْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ يُرِيدُهَا لِنَفْسِهِ , قَالَتْ : فَلِمَنْ ؟ , قَالَ : لِجُلَيْبِيبٍ , فَقَالَتْ : حَلْقَى (3) أَجُلَيْبِيبٌ ابْنَهْ ؟ , أَجُلَيْبِيبٌ ابْنَهْ ؟ , لَا , لَعَمْرُ اللَّهِ لَا أُزَوِّجُ جُلَيْبِيبًا ) (4) ( فَلَمَّا أَرَادَ ) (5) ( أَبُوهَا ) (6) ( أَنْ يَقُومَ لِيَأْتِيَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِيُخْبِرَهُ بِمَا قَالَتْ أُمُّهَا قَالَتْ الْجَارِيَةُ : مَنْ خَطَبَنِي إِلَيْكُمْ ؟ , فَأَخْبَرَتْهَا أُمُّهَا , فَقَالَتْ : أَتَرُدُّونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمْرَهُ ؟ ) (7) ( ادْفَعُونِي إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَإِنَّهُ لَا يُضَيِّعْنِي ) (8) ( فَانْطَلَقَ أَبُوهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : شَأْنَكَ بِهَا , " فَزَوَّجَهَا جُلَيْبِيبًا , فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةٍ لَهُ , فَلَمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ لِأَصْحَابِهِ : هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ ؟ " ) (9) ( قَالُوا : نَعَمْ , فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا , ثُمَّ قَالَ : " هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ ؟ " قَالُوا : نَعَمْ , فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا , ثُمَّ قَالَ : " هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ ؟ " قَالُوا : لَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا فَاطْلُبُوهُ (10) " , فَطُلِبَ فِي الْقَتْلَى , فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ ) (11) ( فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَا هُوَ ذَا إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ ) (12) ( " فَأَتَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَوَقَفَ عَلَيْهِ ) (13) ( فَقَالَ : أَقَتَلَ سَبْعَةً ثُمَّ قَتَلُوهُ ؟ ) (14) ( هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ , هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ , قَالَ : فَوَضَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى سَاعِدَيْهِ ) (15) ( فَحُفِرَ لَهُ مَا لَهُ سَرِيرٌ إِلَّا سَاعِدَا رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , ثُمَّ وَضَعَهُ فِي لَحْدِهِ " , وَلَمْ يَذْكُرْ أَبُو بَرْزَةَ أَنَّهُ غَسَّلَهُ ) (16) .
__________
(1) ( الْأَيِّم ) : الثَّيِّب الَّتِي فَارَقَتْ زَوْجهَا بِمَوْتٍ أَوْ طَلَاق ، وَهَذَا هُوَ الْأَصْل فِي الْأَيِّم ، وَمِنْهُ قَوْلهمْ " الْغَزْو مَأْيَمَة " أَيْ : يَقْتُلُ الرِّجَالَ فَتَصِيرُ النِّسَاءُ أَيَامَى ، وَقَدْ تُطْلَق عَلَى مَنْ لَا زَوْج لَهَا أَصْلًا ، صَغِيرَةً كَانَتْ أَوْ كَبِيرَة , بِكْرًا كَانَتْ أَوْ ثَيِّبًا .( فتح الباري) - (ج 14 / ص 395)
(2) ( حم ) 19799 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) يُقَال لِلْمَرْأَةِ عَقْرَى حَلْقَى , مَعْنَاهُ عَقَرَهَا اللَّهُ وَحَلَقَهَا , أَيْ : حَلَقَ شَعْرهَا . ( النووي - ج 4 / ص 300)
(4) ( حم ) 19823 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(5) ( حم ) 19799
(6) ( حم ) 19823
(7) ( حم ) 19799
(8) ( حم ) 19823
(9) ( حم ) 19799
(10) أَيْ : ابحثوا عنه .
(11) ( م ) 131 - ( 2472 ) , ( حم ) 19799
(12) ( حم ) 19799
(13) ( م ) 131 - ( 2472 ) , ( حم ) 19799
(14) ( حب ) 4035 , ( م ) 131 - ( 2472 )
(15) ( م ) 131 - ( 2472 ) , ( حم ) 19799
(16) ( حم ) 19799 , ( م ) 131 - ( 2472 ) , ( حب ) 4035 , انظر صحيح موارد الظمآن : 1924(2/1601)
( طب ) , وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ شَجَرَةَ (1) قَالَ :
" إِذَا صُفَّ النَّاسُ لِلصَلَاةِ أَوْ صُفُّوا لِلْقِتَالِ ، فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَأَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَأَبْوَابُ النَّارِ ، وَزُيِّنَ الْحُورُ الْعِينُ وَاطَّلَعْنَ ، فَإِذَا أَقْبَلَ رَجُلٌ قُلْنَ : اللَّهُمَّ انْصُرْهُ ، وَإِذَا أَدْبَرَ احْتَجَبْنَ مِنْهُ وَقُلْنَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، أَنْهِكُوا وُجُوهَ الْقَوْمِ (2) فِدًى لَكُمْ أَبِي وَأُمِّي وَلَا تُخْزُوا الْحُورَ الْعِينَ ، فَإِنَّ أَوَّلَ قَطْرَةٍ تَنْضَحُ مِنْ دَمِهِ يُكَفَّرُ عَنْهُ كُلُّ شَيْءٍ عَمِلَهُ ، وَيَنْزِلُ إِلَيْهِ زَوْجَتَانِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ ، تَمْسَحَانِ التُّرَابَ عَنْ وَجْهِهِ وَيَقُولَانِ : قَدْ آنَ لَكَ ، وَيَقُولُ : قَدْ آنَ لَكُمَا ، ثُمَّ يُكْسَى مِائَةَ حُلَّةً (3) لَيْسَ مِنْ نَسْجِ بَنِي آدَمَ ، لَكِنْ مِنْ نَبْتِ الْجَنَّةِ , لَوْ وُضِعَتْ بَيْنَ أَصْبُعَيْنِ لَوَسِعْنَ ، وَكَانَ يَقُولُ : نُبِّئْتُ أَنَّ السُّيوفَ مَفَاتِيحُ الْجَنَّةِ " (4)
__________
(1) مُختلفٌ في صحبته , قُتل هو وأصحابه في غزاة غزاها في البحر سنة ثمان وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان . الطبقات الكبرى لابن سعد - (ج 7 / ص 446) , الإصابة في معرفة الصحابة - (ج 3 / ص 260)
(2) أي : أجهِدوهم وابلغوا جهدهم , والنهك المبالغة في كل شيء .
(3) الْحُلَّة : إِزَار وَرِدَاء مِنْ جِنْس وَاحِد .( فتح - ح30)
(4) ( طب ) ج22ص247 ح641 , ( عب ) 9538 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1377(2/1602)
( ك ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ أَسْوَدٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي رَجُلٌ أَسْوَدُ مُنْتِنُ الرِّيحِ ، قَبِيحُ الْوَجْهِ ، لَا مَالَ لِي ، فَإِنْ أَنَا قَاتَلْتُ هَؤُلَاءِ حَتَّى أُقْتَلَ ، فَأَيْنَ أَنَا ؟ , قَالَ : " فِي الْجَنَّةِ " ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ , " فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : قَدْ بَيَّضَ اللَّهُ وَجْهَكَ وَطَيَّبَ رِيحَكَ وَأَكْثَرَ مَالَكَ ، وَقَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُ زَوْجَتَهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ نَازَعَتْهُ جُبَّةً (1) لَهُ مِنْ صُوفٍ ، تَدْخُلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ جُبَّتِهِ " (2)
__________
(1) الجُبَّة : ثوب سابغ واسع الكمين مشقوق المقدم , يُلبَس فوق الثياب .
(2) ( ك ) 2463 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1381(2/1603)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَجْتَمِعُ كَافِرٌ وَقَاتِلُهُ فِي النَّارِ أَبَدًا " (1)
وفي رواية : " ( لَا يَجْتَمِعَانِ فِي النَّارِ اجْتِمَاعًا يَضُرُّ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ " , قِيلَ : مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " مُؤْمِنٌ قَتَلَ كَافِرًا ثُمَّ سَدَّدَ ) (2) ( وَقَارَبَ (3) ) (4) "
__________
(1) ( م ) 130 - ( 1891 ) , ( د ) 2495 , ( حم ) 9152
(2) ( م ) 131 - ( 1891 ) , ( حم ) 9175
(3) يُفِيد أَنَّهُ مَشْرُوط بِعَدَمِ الِانْحِرَاف بَعْد ذَلِكَ , فَتَجَنَّبَ طَرَفَيْ إِفْرَاطِ الشِّرَّةِ وَتَفْرِيطِ الْفَتْرَةِ. شرح سنن النسائي(ج4ص392)
(4) ( س ) 3109 , ( حم ) 8460(2/1604)
( خ م س ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - يَعْجَبُ مِنْ رَجُلَيْنِ ) (1) ( يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ ) (2) ( ثُمَّ يَدْخُلَانِ الْجَنَّةَ " ) (3) ( فَقَالُوا : كَيْفَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : " يُقَاتِلُ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ - عز وجل - فَيُسْتَشْهَدُ , ثُمَّ يَتُوبُ اللَّه عَلَى الْقَاتِلِ ) (4) ( فَيَهْدِيهِ إِلَى الْإِسْلَامِ , ثُمَّ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ - عز وجل - فَيُسْتَشْهَدُ ) (5) "
__________
(1) ( س ) 3165
(2) ( خ ) 2671 , ( م ) 128 - ( 1890 )
(3) ( س ) 3165 , ( خ ) 2671
(4) ( م ) 128 - ( 1890 ) , ( خ ) 2671
(5) ( م ) 129 - ( 1890 ) , ( خ ) 2671 , ( س ) 3166 , ( حم ) 8208(2/1605)
( خ د ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ بِخَيْبَرَ بَعْدَمَا افْتَتَحُوهَا ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْهِمْ لِي فَقَالَ بَعْضُ بَنِي سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ : لَا تُسْهِمْ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقُلْتُ : هَذَا قَاتِلُ ابْنِ قَوْقَلٍ (1) فَقَالَ ابْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ : وَاعَجَبًا لِوَبْرٍ تَدَلَّى عَلَيْنَا مِنْ قَدُومِ ضَأْنٍ ) (2) ( يُعَيِّرُنِي بِقَتْلِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ أَكْرَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى يَدَيَّ وَلَمْ يُهِنِّي عَلَى يَدَيْهِ ) (3) .
__________
(1) النُّعْمَان بْن قَوْقَل لَهُ ذِكْرٌ فِي حَدِيث جَابِر عِنْد مُسْلِم قَالَ " جَاءَ النُّعْمَان بْن قَوْقَل فَقَالَ : يَا رَسُول اللَّه أَرَأَيْت إِذَا صَلَّيْت الْمَكْتُوبَات " الْحَدِيث . وَرَوَى الْبَغَوِيُّ فِي الصَّحَابَة " أَنَّ النُّعْمَان بْن قَوْقَل قَالَ يَوْم أُحُد : أَقْسَمْت عَلَيْك يَا رَبّ أَنْ لَا تَغِيب الشَّمْس حَتَّى أَطَأ بِعَرْجَتِي فِي الْجَنَّة , فَاسْتُشْهِدَ ذَلِكَ الْيَوْم ، فَقَالَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - : لَقَدْ رَأَيْته فِي الْجَنَّة " ( فتح الباري) - (ج 8 / ص 435)
(2) ( خ ) 2672 , , ( د ) 2724
(3) ( د ) 2724 , ( خ ) 2672(2/1606)
( خ م ) , وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ مُقَنَّعٌ بِالْحَدِيدِ ) (1) ( مِنْ بَنِي النَّبِيتِ - قَبِيلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ - ) (2) ( فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أُقَاتِلُ أَوْ أُسْلِمُ ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَسْلِمْ ثُمَّ قَاتِلْ " ) (3) ( فَقَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " عَمِلَ هَذَا يَسِيرًا وَأُجِرَ كَثِيرًا ) (4) "
__________
(1) ( خ ) 2653
(2) ( م ) 144 - ( 1900 )
(3) ( خ ) 2653 , ( م ) 144 - ( 1900 )
(4) ( م ) 144 - ( 1900 ) , ( خ ) 2653 , ( حم ) 18588(2/1607)
( ت س ) , وَعَنْ أَبِي قتادة - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ الْقَتْلِ إِلَّا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَسِّ الْقَرْصَةِ ) (1) ( يُقْرَصُهَا ) (2) "
__________
(1) ( ت ) 1668 , ( س ) 3161 , ( جة ) 2802 , ( حم ) 7940
(2) ( س ) 3161 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3745 , الصَّحِيحَة : 960(2/1608)
( ك ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" سَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جِبْرِيلَ - عليه السلام - عَنْ هَذِهِ الْآيَة : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ } (1) مَنِ الَّذِينَ لَمْ يَشَإِ اللَّهُ أَنْ يَصْعَقَهُمْ ؟ قَالَ : " هُمْ الشُّهَدَاءُ " (2)
__________
(1) [الزمر/68]
(2) ( ك ) 3000 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1387(2/1609)
( جة ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
حَضَرْتُ حَرْبًا فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ - رضي الله عنه - :
يَا نَفْسُ مَا لِي أَراكِ تَكْرَهِينَ الْجَنَّةَ
أَقْسَمْتُ بِاللَّهِ لَتَنْزِلَنَّهُ طَوْعًا أَوْ لَتُكْرَهِنَّهْ . (1)
__________
(1) ( جة ) 2793 , ( ش ) 26066(2/1610)
( خ م حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ الَّتِي لَقِيَ فِيهَا انْتَظَرَ حَتَّى مَالَتْ الشَّمْسُ , ثُمَّ قَامَ فِي النَّاسِ خَطِيبًا فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ , لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ , وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ ) (1) ( فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ مَا يَكُونُ فِي ذَلِكَ ) (2) ( فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا , وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ , ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ , وَمُجْرِيَ السَّحَابِ , وَهَازِمَ الْأَحْزَابِ , اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ ) (3) "
أَنْوَاعُ الشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِ اللَّه
__________
(1) ( خ ) 2804
(2) ( حم ) 9185 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : صحيح بطريقيه وشواهده .
(3) ( خ ) 2804 , ( م ) 20 - ( 1742 ) , ( د ) 2631 , ( حم ) 19137(2/1611)
( س د جة ) , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَعُودُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ثَابِتٍ - رضي الله عنه - فَوَجَدَهُ قَدْ غُلِبَ عَلَيْهِ (1) فَصَاحَ بِهِ فَلَمْ يُجِبْهُ , فَاسْتَرْجَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (2) وَقَالَ : قَدْ غُلِبْنَا عَلَيْكَ يَا أَبَا الرَّبِيعِ (3) " , فَصِحْنَ النِّسَاءُ وَبَكَيْنَ , فَجَعَلْتُ أُسَكِّتُهُنَّ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " دَعْهُنَّ ) (4) ( يَبْكِينَ ) (5) ( فَإِذَا وَجَبَ (6) فلَا تَبْكِيَنَّ بَاكِيَةٌ " , فَقَالُوا : وَمَا الْوُجُوبُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " الْمَوْتُ " ) (7) ( فَقَالَتْ ابْنَتُهُ : وَاللَّهِ ) (8) ( إِنْ كُنَّا لَنَرْجُو أَنْ تَكُونَ وَفَاتُهُ قَتْلَ شَهَادَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) (9) ( فَإنَّهُ قَدْ كَانَ قَضَى جَهَازَهُ (10) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " فَإِنَّ اللَّهَ - عز وجل - قَدْ أَوْقَعَ أَجْرَهُ عَلَيْهِ عَلَى قَدْرِ نِيَّتِهِ , وَمَا تَعُدُّونَ الشَّهَادَةَ ؟ " , فَقَالُوا : الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ - عز وجل - ) (11) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ ) (12) ( الشَّهَادَةُ سَبْعٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ - عز وجل - : الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ (13) وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ (14) وَالْغَرِيقُ شَهِيدٌ , وَصَاحِبُ الْهَدَمِ شَهِيدٌ (15) وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ (16) وَصَاحِبُ الْحَرْقِ شَهِيدٌ (17) وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدَةٌ (18) ) (19) وَالنُّفَسَاءُ شَهَادَةٌ (20) "
__________
(1) أَيْ : غَلَبَ عَلَيْهِ أَمْر اللَّه تَعَالَى وَدَنَا مِنْ الْمَوْت . عون المعبود - (ج 7 / ص 95)
(2) أَيْ : قَالَ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . عون المعبود - (ج 7 / ص 95)
(3) أَيْ : أَنَّا نُرِيد حَيَاتك , لَكِنَّ تَقْدِيرَ اللَّه تَعَالَى غَالِب . عون المعبود - (ج 7 / ص 95)
(4) ( س ) 1846 , ( د ) 3111
(5) ( س ) 3195 , ( حم ) 23802
(6) أَصْل الْوُجُوب فِي اللُّغَة السُّقُوط , قَالَ اللَّه تَعَالَى : { فَإِذَا وَجَبَتْ جَنُوبهَا فَكُلُوا مِنْهَا } وَهِيَ أَنْ تَمِيل فَتَسْقُط ، وَإِنَّمَا يَكُون ذَلِكَ إِذَا زَهَقَتْ نَفْسهَا , وَيُقَال لِلشَّمْسِ إِذَا غَابَتْ قَدْ وَجَبَتْ الشَّمْس . عون المعبود - (ج 7 / ص 95)
(7) ( س ) 1846 , ( د ) 3111
(8) ( د ) 3111 , ( س ) 1846
(9) ( جة )2802 , ( د ) 3111
(10) أَيْ : أَعْدَّ أَسْبَابَ الْجِهَادِ وَجَهَّزَ لَهُ , قَالَ فِي الْمِصْبَاح : ( جَهَازُ السَّفَر ) بِالْفَتْحِ : أُهْبَته وَمَا يُحْتَاج إِلَيْهِ فِي قَطْع الْمَسَافَة وَبِهِ قَرَأَ السَّبْعَة فِي قَوْله تَعَالَى { فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ } وَالْكَسْر لُغَة قَلِيلَة . عون المعبود - (ج 7 / ص 95)
(11) ( د ) 3111 , ( س ) 1846
(12) ( جة ) 2802
(13) ( الْمَطْعُون ) : الَّذِي قَتَلَهُ الطَّاعُون .
(14) ( الْمَبْطُون ) : الَّذِي يَمُوت بِمَرَضِ بَطْنه .
(15) ( صَاحِب الْهَدَمِ ) : صَاحِب الْبِنَاءُ الْمُنْهَدِمُ .
(16) ( ذَات الْجَنْبِ ) : الدُّمَّلَةُ الْكَبِيرَة الَّتِي تَظْهَر فِي بَاطِن الْجَنْبِ , وَتَنْفَجِر إِلَى دَاخِل , وَقَلَّمَا يَسْلَمُ صَاحِبُهَا .شرح سنن النسائي - (ج 3 / ص 158)
(17) ( صَاحِب الْحَرَق ) : مَنْ قَتَلَتْهُ النَّار .
(18) هِيَ الَّتِي تَمُوت وَفِي بَطْنهَا وَلَدها .
(19) ( س ) 1846 , ( د ) 3111 , ( جة ) 2803 , ( حم ) 23804
(20) ( س ) 2054 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 1393 , 1394 , 1395 , 1398(2/1612)
( خ م س حم ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ ؟ " ) (1) ( قَالُوا : الَّذِي يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى يُقْتَلَ ) (2) ( فَهُوَ شَهِيدٌ ) (3) ( قَالَ : " إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذاً لَقَلِيلٌ " ) (4) ( قَالُوا : فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ) (5) ( قَالَ : " مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ) (6) ( وَالْمَطْعُونُ (7) فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهِيدٌ ) (8) ( وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ فَهُوَ شَهِيدٌ (9) ( وَمَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ) (10) ( وَالْخَارُّ عَنْ دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهِيدٌ ) (11) ( وَالْغَرِيقُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهِيدٌ ) (12) وَمَنْ غَرِقَ فَهُوَ شَهِيد (13) ( وَالْمَجْنُوبُ (14) فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهِيدٌ ) (15) ( وَالْمَبْطُونُ (16) فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهِيدٌ ) (17) وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ (18) ( وَصَاحِبُ الْهَدْمِ (19) شَهِيدٌ ) (20) ( وَالنُّفَسَاءُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهِيدَةٌ ) (21) "
__________
(1) ( م ) 1915 , ( حم ) 8078
(2) ( حم ) 9693 , انظر الصحيحة : 1667
(3) ( م ) 1915
(4) ( م ) 1915 , ( جة ) 2804
(5) ( م ) 1915
(6) ( م ) 1915 , ( خ ) 2674
(7) ( الْمَطْعُون ) : الَّذِي يَمُوت فِي الطَّاعُون , كَمَا فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى : ( الطَّاعُون شَهَادَة لِكُلِّ مُسْلِم ) . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 396)
(8) ( س ) 3163 , ( حم ) 9693
(9) ( م ) 1915 , ( خ ) 688
(10) ( م ) 1915 , ( جة ) 2804
(11) ( حم ) 9693
(12) ( س ) 3163 , ( حم ) 9693
(13) ( م ) 1915 , ( خ ) 688
(14) الْمَجْنُوبُ : صَاحِبُ ذات الْجَنْبِ ، وَهِيَ قُرْحَة تَكُون فِي الْجَنْب بَاطِنًا . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 396)
(15) ( حم ) 9693
(16) ( الْمَبْطُون ) فَهُوَ صَاحِب دَاء الْبَطْن ، وَهُوَ الْإِسْهَال . قَالَ الْقَاضِي : وَقِيلَ : هُوَ الَّذِي بِهِ الِاسْتِسْقَاء وَانْتِفَاخ الْبَطْن ، وَقِيلَ : هُوَ الَّذِي تَشْتَكِي بَطْنه ، وَقِيلَ : هُوَ الَّذِي يَمُوت بِدَاءِ بَطْنه مُطْلَقًا . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 396)
(17) ( س ) 3163
(18) ( م ) 1915 , ( خ ) 688
(19) صَاحِبُ الْهَدْم : مَنْ يَمُوت تَحْتَه . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 396)
(20) ( خ ) 2674 , ( م ) 1914
(21) ( س ) 3163 , ( حم ) 8078 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .(2/1613)
( خ حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ الطَّاعُونِ , " فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ عَذَابٌ يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ ، وَأَنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ ) (1) ( فَمَا مِنْ عَبْدٍ ) (2) ( وَقَعَ الطَّاعُونُ فِي بَلَدِهِ ، فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا ، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبُهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدٍ ) (3) "
__________
(1) ( خ ) 3287 , ( حم ) 24403
(2) ( خ ) 6245
(3) ( حم ) 25253 , ( خ ) 6245(2/1614)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي عَسِيبٍ مَوْلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَتَانِي جِبْرِيلُ - عليه السلام - بِالْحُمَّى وَالطَّاعُونِ , فَأَمْسَكْتُ الْحُمَّى بِالْمَدِينَةِ , وَأَرْسَلْتُ الطَّاعُونَ إِلَى الشَّامِ , فَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِأُمَّتِي وَرَحْمَةٌ لَهُمْ , وَرِجْسٌ عَلَى الْكَافِرِينَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 20786 , ( طب ) (22/391 ح974) ، ( كر ) (4/295) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 60 , الصَّحِيحَة : 761(2/1615)
( خ م ) , وَعَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ قَالَتْ :
قَالَ لِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ - رضي الله عنه - : بِمَ مَاتَ يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرَةَ ؟ , فَقُلْتُ : بِالطَّاعُونِ , فَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ " (1)
__________
(1) ( م ) 166 - ( 1916 ) , ( خ ) 2675 , ( حم ) 12541(2/1616)
( حم طس ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَا تَفْنَى أُمَّتِي إِلَّا بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ فَمَا الطَّاعُونُ ؟ ) (1) ( قَالَ : وَخْزُ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ ) (2) ( غُدَّةٌ (3) كَغُدَّةِ الْبَعِيرِ ، تَخْرُجُ بِالْآبَاطِ وَالْمَرَاقِّ (4) مَنْ مَاتَ فِيهِ مَاتَ شَهِيدًا ، وَمَنْ أَقَامَ فِيهِ كَانَ كَالْمُرَابِطِ (5) فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَمَنْ فَرَّ مِنْهُ كَانَ كَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ ) (6) "
__________
(1) ( حم ) 25161 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده جيد
(2) ( طس ) 3422 , 5531
(3) الغُدَّة : الورم في الجسد , وهو قطعة صلبة يركبها الشحم ، تكون في العنق وغيره .
(4) المَرَاقّ : ما سفل من البطن فما تحته من المواضع التي تَرِق جلودها .
(5) المُرابط : المجاهد ومن يقوم على حراسة الثغور مع اليقظة والتأهب للقتال في سبيل الله .
(6) أبو بكر بن خلاد في " الفوائد " ( ق 36 / 1 ) , ( حم ) 26225 , ( طس ) 3422 , وصححه الألباني في الإرواء : 1638 ، وصَحِيحِ الْجَامِع : 4231 ، والصَّحِيحَة : 1928(2/1617)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ قَيْسٍ أَخِي أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" اللَّهُمَّ اجْعَلْ فَنَاءَ أُمَّتِي قَتْلًا فِي سَبِيلِكَ بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 15646 , 18105 , ( ك ) 2462 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1258 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1403(2/1618)
( س حم ) , وَعَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَخْتَصِمُ الشُّهَدَاءُ وَالْمُتَوَفَّوْنَ عَلَى فُرُشِهِمْ إِلَى رَبِّنَا فِي الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْ الطَّاعُونِ , فَيَقُولُ الشُّهَدَاءُ : إِخْوَانُنَا قُتِلُوا كَمَا قُتِلْنَا , وَيَقُولُ الْمُتَوَفَّوْنَ عَلَى فُرُشِهِمْ : إِخْوَانُنَا مَاتُوا عَلَى فُرُشِهِمْ كَمَا مُتْنَا , فَيَقُولُ الرَّبُّ - عز وجل - : انْظُرُوا إِلَى جِرَاحِهِمْ , فَإِنْ أَشْبَهَ جِرَاحُهُمْ جِرَاحَ الْمَقْتُولِينَ فَإِنَّهُمْ مِنْهُمْ وَمَعَهُمْ , فَإِذَا جِرَاحُهُمْ قَدْ أَشْبَهَتْ جِرَاحَهُمْ ) (1) ( فَيُلْحَقُونَ مَعَهُمْ ) (2) "
__________
(1) ( س ) 3164 , ( حم ) 17199 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 8046 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1407 , المشكاة : 1596
(2) ( حم ) 17204 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حسن لغيره .(2/1619)
( حم ) , وَعَنْ شُرَحْبِيلَ ابْنِ شُفْعَةَ قَالَ :
( لَمَّا وَقَعَ طَاعُونُ عَمَوَاسَ ) (1) ( وَاشْتَعَلَ الْوَجَعُ , قَامَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ - رضي الله عنه - فِي النَّاسِ خَطِيبًا فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ , إِنَّ هَذَا الْوَجَعَ رَحْمَةُ رَبِّكُمْ , وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ , وَمَوْتُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ , وَإِنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ يَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَقْسِمَ لَهُ مِنْهُ حَظَّهُ , قَالَ : فَطُعِنَ فَمَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ , وَاسْتُخْلِفَ عَلَى النَّاسِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ - رضي الله عنه - , فَقَامَ خَطِيبًا بَعْدَهُ فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ , إِنَّ هَذَا الْوَجَعَ رَحْمَةُ رَبِّكُمْ , وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ , وَمَوْتُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ , وَإِنَّ مُعَاذًا يَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَقْسِمَ لِآلِ مُعَاذٍ مِنْهُ حَظَّهُ , قَالَ : فَطُعِنَ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاذٍ فَمَاتَ , ثُمَّ قَامَ فَدَعَا رَبَّهُ لِنَفْسِهِ , فَطُعِنَ فِي رَاحَتِهِ فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا ثُمَّ يُقَبِّلُ ظَهْرَ كَفِّهِ ثُمَّ يَقُولُ : مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِمَا فِيكِ شَيْئًا مِنْ الدُّنْيَا , فَلَمَّا مَاتَ اسْتُخْلِفَ عَلَى النَّاسِ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ - رضي الله عنه - , فَقَامَ فِينَا خَطِيبًا فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ) (2) ( إِنَّ هَذَا الطَّاعُونُ رِجْسٌ مِثْلُ السَّيْلِ , مَنْ يَنْكُبْهُ (3) أَخْطَأَهُ (4) وَمِثْلُ النَّارِ مَنْ يَنْكُبْهَا أَخْطَأَتْهُ ) (5) ( وَمَنْ أَقَامَ أَحْرَقَتْهُ وَآذَتْهُ ) (6) ( فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ ) (7) ( فِي الْجِبَالِ ) (8) ( فَقَالَ لَهُ شُرَحْبِيلُ ابْنَ حَسَنَةَ - رضي الله عنه - : كَذَبْتَ , وَاللَّهِ لَقَدْ صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنْتَ ) (9) ( أَضَلُّ مِنْ بَعِيرِ أَهْلِي ) (10) ( إِنَّهُ رَحْمَةُ رَبِّكُمْ , وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ , وَمَوْتُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ , فَاجْتَمِعُوا وَلَا تَفَرَّقُوا عَنْهُ ) (11) ( فَقَالَ عَمْرٌو : وَاللَّهِ مَا أَرُدُّ عَلَيْكَ مَا تَقُولُ , وَايْمُ اللَّهِ (12) لَا نُقِيمُ عَلَيْهِ , ثُمَّ خَرَجَ وَخَرَجَ النَّاسُ فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ , فَدَفَعَهُ اللَّهُ عَنْهُمْ , فَبَلَغَ ذَلَكَ عُمَرَ - رضي الله عنه - , فَوَاللَّهِ مَا كَرِهَهُ ) (13) .
__________
(1) ( حم ) 17790 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : صحيح وهذا إسناد حسن .
(2) ( حم ) : 1697 وضعَّف شعيب الأرناءوط وأحمد شاكر هذه الرواية , لكني ذكرتها لأنها من التاريخ , وسردٌ لما حدث في تلك المحنة التي قضت على جَمٍّ غفير من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وكادت أن تأتي على البقية الباقية منهم بالشام , وذكرته أيضا لأن هذا هو العلاج الطبيعي للطاعون - أَلَا وهو التفرق - لأن عدوى هذا المرض تنتقل عن طريق النَّفَس , كما أن العلماء يقولون بأن البعوض ينقل هذا المرض للبشر عن طريق امتصاصه لدمٍ مريض مُلَوَّث بهذا المرض , ثم يمتص دم انسان آخر غير مريض , فينقل له مرض الطاعون , وفي هذا تصديق لحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي يقول فيه بأن " الطاعون وَخْزُ أعدائكم من الجن " .ع
(3) أَيْ : من يبتعد عنه .
(4) أَيْ : لم يصبه .
(5) ( حم ) 17991 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده قوي .
(6) ( حم ) 17991
(7) ( حم ) 17790
(8) ( حم ) 1697
(9) ( حم ) 1697
(10) ( حم ) 17790
(11) ( حم ) 17790
(12) أي : وَاللهِ .
(13) ( حم ) 1697(2/1620)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي مُنِيبٍ الْأَحْدَبِ قَالَ :
خَطَبَ مُعَاذٌ - رضي الله عنه - بِالشَّامِ فَذَكَرَ الطَّاعُونَ فَقَالَ : إِنَّهَا رَحْمَةُ رَبِّكُمْ , وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ , وَقَبْضُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ , اللَّهُمَّ أَدْخِلْ عَلَى آلِ مُعَاذٍ نَصِيبَهُمْ مِنْ هَذِهِ الرَّحْمَةِ , ثُمَّ نَزَلَ مِنْ مَقَامِهِ ذَلِكَ فَدَخَلَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاذٍ , فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : أَنَّهُ { الْحَقُّ مِنْ رَبِّك فلَا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ } (1) فَقَالَ : يَا بُنَيَّ { سَتَجِدُنِي إنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ } (2) . (3)
__________
(1) سورة : البقرة آية رقم : 147
(2) سورة : الصافات آية رقم : 102
(3) ( حم ) 22138 , ( ك ) 5186 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1402(2/1621)
( حم ) , عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - :
" الْفَارُّ مِنْ الطَّاعُونِ كَالْفَارِّ مِنْ الزَّحْفِ , وَالصَّابِرُ فِيهِ كَالصَّابِرِ فِي الزَّحْفِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 14518 , 24571 , 26226 , انظر صَحِيح الْجَامِع: 4277 ، الصَّحِيحَة : 1292(2/1622)
( طس ) , وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" السُّلُّ شَهَادَةٌ " (1)
__________
(1) ( طس ) 1243 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3691 , تلخيص أحكام الجنائز ص23(2/1623)
( طب ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ صُرِعَ عَنْ دَابَّتِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ " (1)
__________
(1) ( طب ) 892 , ( يع ) (3/290 ، رقم 1752) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6336 , الصَّحِيحَة تحت حديث : 1667(2/1624)
( ت ) , وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ (1) وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ (2) فَهُوَ شَهِيدٌ , وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ (3) فَهُوَ شَهِيدٌ , وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ (4) فَهُوَ شَهِيدٌ " (5)
__________
(1) أَيْ : مَنْ قُتِلَ عِنْدَ دَفْعِهِ مَنْ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِهِ ظُلْمًا ( فَهُوَ شَهِيد ) أَيْ : لَهُ ثَوَاب شَهِيد .عون المعبود (ج10ص 292)
(2) أَيْ : فِي نُصْرَة دِين اللَّه تَعَالَى وَالذَّبّ عَنْهُ وَفِي قِتَال الْمُرْتَدِّينَ عَنْ الدِّين . عون المعبود - (ج 10 / ص 292)
(3) أَيْ : فِي الدَّفْعِ عَنْ نَفْسِهِ . تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 56)
(4) أَيْ : فِي الدَّفْع عَنْ بُضْع حَلِيلَته أَوْ قَرِيبَته . عون المعبود - (ج 10 / ص 292)
(5) ( ت ) 1421 , ( س ) 4095 , ( د ) 4772 , ( جة ) 2580 , ( حم ) 1652 , ( خ ) 2348 , ( م ) 226 - ( 141 )(2/1625)
( س ) , وَعَنْ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ قُتِلَ دُونَ مَظْلَمَتِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ " (1)
__________
(1) ( س ) 4096 , ( حم ) 2780 , ( طب ) 6454 , انظر صحيح الجامع : 6447 , وصحيح الترغيب والترهيب : 1413(2/1626)
( ت ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أُرِيدَ مَالُهُ بِغَيْرِ حَقٍّ فَقَاتَلَ فَقُتِلَ , فَهُوَ شَهِيدٌ " (1)
__________
(1) ( ت ) 1420 , ( س ) 4088 , ( د ) 4771 , ( حم ) 6816 , وصححه الألباني في الإرواء : 1528 ، 2447(2/1627)
( م س حم ) , وَعَنْ مُخَارِقِ بْنِ سَلِيمٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ ) (1) ( أَنْ يَسْرِقَنِي أَوْ يَأْخُذَ مِنِّي ) (2) ( مَالِي ؟ ) (3) ( قَالَ : " لَا تُعْطِهِ مَالَكَ " ) (4) " ذَكِّرْهُ بِاللَّهِ " (5) ( قَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ ذَكَّرْتُهُ بِاللَّهِ ) (6) ( فَلَمْ يَنْتَهِ ؟ ) (7) ( قَالَ : " فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ مَنْ حَوْلَكَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ " , قَالَ : فَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَوْلِي أَحَدٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ؟ , قَالَ : " فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ بِالسُّلْطَانِ " قَالَ : فَإِنْ نَأَى السُّلْطَانُ عَنِّي (8) ؟ , قَالَ : " قَاتِلْ دُونَ مَالِكَ " ) (9) ( قَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِي ؟ , قَالَ : " فَأَنْتَ شَهِيدٌ " ، قَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ ؟ , قَالَ : " هُوَ فِي النَّارِ (10) ) (11) "
__________
(1) ( م ) 225 - ( 140 )
(2) ( حم ) 22566 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حسن لغيره , وهذا إسناد حسن إن كان متصلا .
(3) ( م ) 225 - ( 140 ) , ( س ) 4082
(4) ( م ) 225 - ( 140 )
(5) ( س ) 4081 , ( حم ) 22566
(6) ( حم ) 22567 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث حسن إن كان متصلا .
(7) ( حم ) 22566
(8) أَيْ : بَعُدَ .
(9) ( س ) 4081 , ( حم ) 22566 , ( م ) 225 - ( 140 )
(10) فِيهِ جَوَاز قَتْل الْقَاصِد لِأَخْذِ الْمَال بِغَيْرِ حَقّ , سَوَاء كَانَ الْمَال قَلِيلًا أَوْ كَثِيرًا لِعُمُومِ الْحَدِيث , وَهَذَا قَوْلٌ لِجَمَاهِير الْعُلَمَاء , وَقَالَ بَعْض أَصْحَاب مَالِك لَا يَجُوز قَتْله إِذَا طَلَبَ شَيْئًا يَسِيرًا كَالثَّوْبِ وَالطَّعَام وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ , وَالصَّوَاب مَا قَالَهُ الْجَمَاهِير , وَأَمَّا الْمُدَافَعَة عَنْ الْحَرِيم فَوَاجِبَة بِلَا خِلَاف , وَفِي الْمُدَافَعَة عَنْ النَّفْس بِالْقَتْلِ خِلَافٌ فِي مَذْهَبنَا وَمَذْهَبِ غَيْرِنَا , وَالْمُدَافَعَة عَنْ الْمَال جَائِزَة غَيْر وَاجِبَة وَاللَّه أَعْلَم .شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 262)
(11) ( م ) 225 - ( 140 ) , ( س ) 4081 , 4082 ( حم ) 8709 , 22566 , حسنه الألباني في الإرواء : 2446 ، وصَحِيح الْجَامِع : 4293 , وأحكام الجنائز : 41(2/1628)
( خز ) , وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا فِي بَيْتِي وَعِنْدَهُ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِهِ يَتَحَدَّثُونَ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا صَدَقَةُ كَذَا وَكَذَا مِنَ التَّمْرِ ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " كَذَا وَكَذَا " , فَقَالَ الرَّجُلُ : فَإِنَّ فُلَانًا تَعَدَّى عَلَيَّ فَأَخَذَ مِنِّي كَذَا وَكَذَا فَازْدَادَ صَاعًا ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " فَكَيْفَ إِذَا سَعَى عَلَيْكُمْ مَنْ يَتَعَدَّى عَلَيْكُمْ أَشَدَّ مِنْ هَذَا التَّعَدِّي ؟ " , فَخَاضَ النَّاسُ وَبَهَرَهُمُ الْحَدِيثُ ، حَتَّى قَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنْ كَانَ رَجُلٌ غَائِبًا عَنْكَ فِي إِبِلِهِ وَمَاشِيَتِهِ وَزَرْعِهِ ، فَأَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ فَتَعَدَّى عَلَيْهِ الْحَقَّ ، فَكَيْفَ يَصْنَعُ وَهُوَ عَنْكَ غَائِبٌ ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ أَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّبَ النَّفْسِ بِهَا , يُرِيدُ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةِ , لَمْ يُغَيِّبْ شَيْئًا مِنْ مَالِهِ ، وَأَقَامَ الصّلَاةَ ثُمَّ أَدَّى الزَّكَاةَ , فَتَعَدَّى عَلَيْهِ الْحَقَّ ، فَأَخَذَ سِلَاحَهُ فَقَاتَلَ فَقُتِلَ ، فَهُوَ شَهِيدٌ " (1)
__________
(1) ( خز ) 2336 , ( حب ) 3193 , ( ك ) 1470 , ( حم ) 26616 , وصححه الألباني في ( خز ) , والصَّحِيحَة : 2655 ,
قال الألباني : والجملة الأخيرة من الحديث : " فَأَخَذَ سِلَاحَهُ فَقَاتَلَ فَقُتِلَ فَهُوَ شَهِيدٌ " لها شواهد كثيرة في الصحيحين وغيرهما بألفاظ متقاربة ، قد خرجت بعضها في " أحكام الجنائز " ( ص 56 - 57 ) وفيما يأتي من هذه السلسلة ، ( المجلد السابع رقم 3247 ) ، وفي بعضها بيان أن الحديث ببعض القيود ، مثل أن يذكِّرَهُ بالله ثلاثا لعله يرعوي ، فإن لم يرتدع ، استعان بمن حوله من المسلمين ، فإن لم يكن حوله أحد استعان عليه بالسلطان إن أمكن ، فإذا تعاطى المظلوم هذه الأسباب ونحوها فلم يندفع الظلم قاتله ، فإن قتله فهو في النار , وإن قُتِل فهو شهيد . أ . هـ
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ - رضي الله عنه - : مَعْنَى هَذَا الْخَبَرِ إِذَا تَعَدَّى عَلَى الْمَرْءِ فِي أَخَذِ صَدَقَتِهِ أَوْ مَا يُشْبِهُ هَذِهِ الْحَالَةَ ، وَكَانَ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ الَّذِي يُوَاطِئُونَهُ عَلَى ذَلِكَ ، وَفِيهِمْ كِفَايَةٌ بَعْدَ أَنْ لَا يَكُونَ قَصْدُهُمُ الدُّنْيَا ، وَلَا شَيْئًا مِنْهَا دُونَ إِلْقَاءِ الْمَرْءِ نَفْسَهُ إِلَى التَّهْلُكَةِ . أ . هـ(2/1629)
( طس ) , وَعَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ ، فَرَأَى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ جَلَدِهِ وَنَشَاطِهِ مَا أَعْجَبَهُمْ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ ) (1) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَمَا سَبِيلُ اللَّهِ إِلَّا مَنْ قَتَلَ ؟ ) (2) ( إِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ يُعِفُّهَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى رِيَاءً وَتَفَاخُرًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ ) (3) "
فَضْلُ تَجْهِيزِ الْغُزَاةِ وَالْإنْفَاقِ فِي سَبِيلِ اللَّه
قَالَ تَعَالَى : { مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ , الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } (4)
__________
(1) ( طس ) 6835 , ( هق ) 17602 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1428 , الصَّحِيحَة : 3248
(2) ( طس ) 4214 , انظر الصحيحة : 2232
(3) ( طس ) 6835 , ( هق ) 17602 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 1692
(4) [البقرة : 261 ، 262](2/1630)
( جة حب ) , وَعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ , كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ ) (1) ( مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِ الْغَازِي شَيْئًا ) (2) "
__________
(1) ( حب ) 4630 , ( حم ) 17074 , صححه الألباني في صحيح أبي داود تحت حديث : 2266 , وصحيح الترغيب والترهيب : 1237 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في ( حب ) : إسناده صحيح .
(2) ( جة ) 2759 , ( حم ) 21720 , انظر صحيح الجامع : 6194(2/1631)
( حم ) , وَعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا , وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا (1) فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا " (2)
__________
(1) أَيْ : قَامَ مَقَامَهُ بَعْدَهُ وَصَارَ خَلَفًا لَهُ بِرِعَايَةِ أُمُورَهُ فِي أَهْلِهِ . تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 302)
(2) ( حم ) 17086 , ( خ ) 2688 , ( م ) 135 - ( 1895 ) , ( ت ) 1628 , ( س ) 3180 , ( د ) 2509(2/1632)
( م ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْثًا إِلَى بَنِي لَحْيَانَ مِنْ هُذَيْلٍ , فَقَالَ : لِيَنْبَعِثْ مِنْ كُلِّ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا وَالْأَجْرُ بَيْنَهُمَا " (1)
وفي رواية (2) : " لِيَخْرُجْ مِنْ كُلِّ رَجُلَيْنِ رَجُلٌ , ثُمَّ قَالَ لِلْقَاعِدِ : أَيُّكُمْ خَلَفَ الْخَارِجَ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ بِخَيْرٍ كَانَ لَهُ مِثْلُ نِصْفِ أَجْرِ الْخَارِجِ (3) "
__________
(1) ( م ) 137 - ( 1896 ) , ( حم ) 11479
(2) ( م ) 138 - ( 1896 ) , ( د ) 2510 , ( حم ) 11125
(3) فَإِنْ قُلْت : مَا وَجْهُ التَّوْفِيقِ بَيْنَ حَدِيثِ الْبَابِ وَحَدِيثِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ " مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا ؟ , قُلْت : قَالَ الْقُرْطُبِيُّ : لَفْظَةُ ( نِصْفِ ) يُشْبِهُ أَنْ تَكُونَ مُقْحَمَةً , أَيْ : مَزِيدَةً مِنْ بَعْضِ الرُّوَاةِ .
وَقَالَ الْحَافِظُ : لَا حَاجَةَ لِدَعْوَى زِيَادَتِهَا بَعْدَ ثُبُوتِهَا فِي الصَّحِيحِ ، وَالَّذِي يَظْهَرُ فِي تَوْجِيهِهَا أَنَّهَا أُطْلِقَتْ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَجْمُوعِ الثَّوَابِ لِلْغَازِي وَالْخَالِفِ لَهُ بِخَيْرٍ ، فَإِنَّ الثَّوَابَ إِذَا اِنْقَسَمَ بَيْنَهُمَا نِصْفَيْنِ كَانَ لِكُلٍّ مِنْهُمَا مِثْلُ مَا لِلْآخَرِ , فَلَا تَعَارُضَ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ . أ . هـ تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 302)(2/1633)
( م ت ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قَالَ فَتًى مِنْ أَسْلَمَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي أُرِيدُ الْغَزْوَ وَلَيْسَ مَعِي مَا أَتَجَهَّزُ ، قَالَ : " ائْتِ فُلَانًا فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ تَجَهَّزَ فَمَرِضَ " ، فَأَتَاهُ فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ : أَعْطِنِي الَّذِي تَجَهَّزْتَ بِهِ ، فَقَالَ : يَا فُلَانَةُ أَعْطِيهِ الَّذِي تَجَهَّزْتُ بِهِ وَلَا تَحْبِسِي عَنْهُ شَيْئًا , فَوَاللَّهِ لَا تَحْبِسِي مِنْهُ شَيْئًا فَيُبَارَكْ لَكِ فِيهِ ) (1) ( قَالَ : فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ : " إِنَّ الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ ) (2) "
__________
(1) ( م ) 134 - ( 1894 ) , ( ت ) 2670 , ( د ) 2780 , ( حم ) 13183
(2) ( ت ) 2670 , , ( حم ) 23077 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1605 , الصَّحِيحَة : 1660(2/1634)
( د ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لِلْغَازِي أَجْرُهُ , وَلِلْجَاعِلِ (1) أَجْرُهُ (2) وَأَجْرُ الْغَازِي (3) " (4)
__________
(1) أَيْ : الْمُجَهِّز الْغَازِي تَطَوُّعًا لَا اِسْتِئْجَارًا لِعَدَمِ جَوَازه , وَقَالَ اِبْن الْمَلِك : الْجَاعِل : مَنْ يَدْفَع جُعْلًا , أَيْ : أُجْرَة إِلَى غَازٍ لِيَغْزُوَ ، وَهَذَا عِنْدنَا صَحِيح , فَيَكُون لِلْغَازِي أَجْر سَعْيه , وَلِلْجَاعِلِ أَجْرَانِ , أَجْر إِعْطَاء الْمَال فِي سَبِيل اللَّه , وَأَجْرُ كَوْنه سَبَبًا لِغَزْوِ ذَلِكَ الْغَازِي ، وَمَنَعَهُ الشَّافِعِيّ وَأَوْجَبَ رَدَّهُ إِنْ أَخَذَهُ . عون المعبود - (ج 5 / ص 422)
(2) أَيْ : ثَوَاب مَا بَذَلَ مِنْ الْمَال .
(3) أَيْ : مِثْل أَجْره لِإِعَانَتِهِ عَلَى الْقِتَال .
(4) ( د ) 2526 , ( حم ) 6624 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5186 ، الصَّحِيحَة : 2153(2/1635)
( ت ) ، وَعَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ , كُتِبَتْ لَهُ بِسَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ " (1)
__________
(1) ( ت ) 1625 , ( س ) 3186 , ( حم ) 9058 , انظر الصَّحِيحَة : 2604 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1236(2/1636)
( م ) ، وَعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
جَاءَ رَجُلٌ بِنَاقَةٍ مَخْطُومَةٍ (1) فَقَالَ : هَذِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَكَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعُ مِائَةِ نَاقَةٍ كُلُّهَا مَخْطُومَةٌ (2) " (3)
عُقُوبَةُ تَرَكِ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّه
قَالَ تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ , أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ , فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ , إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا , وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (4)
وَقَالَ تَعَالَى : { قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ , فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ , وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } (5)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا } (6)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ } (7)
__________
(1) ( مَخْطُومَة ) أَيْ : فِيهَا خِطَام ، وَهُوَ قَرِيب مِنْ الزِّمَام .
(2) قِيلَ : يُحْتَمَل أَنَّ الْمُرَاد لَهُ أَجْر سَبْعمِائَةِ نَاقَة ، وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون عَلَى ظَاهِره ، وَيَكُون لَهُ فِي الْجَنَّة بِهَا سَبْعمِائَةٍ كُلّ وَاحِدَة مِنْهُنَّ مَخْطُومَة يَرْكَبهُنَّ حَيْثُ شَاءَ لِلتَّنَزُّهِ ، كَمَا جَاءَ فِي خَيْل الْجَنَّة وَنُجُبِهَا , وَهَذَا الِاحْتِمَال أَظْهَر , وَاللَّهُ أَعْلَم .
( النووي - ج 6 / ص 369)
(3) ( م ) 132 - ( 1892 ) , ( س ) 3187 , ( حم ) 17135
(4) [التوبة : 38 ، 39]
(5) [التوبة : 24]
(6) [الحج : 40]
(7) [البقرة : 251](2/1637)
( طس ) , عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا تَرَكَ قَوْمٌ الْجِهَادَ إِلَّا عَمَّهُمُ اللَّهُ بِالْعَذَابِ " (1)
__________
(1) ( طس ) 3839 , انظر الصَّحِيحَة : 2663(2/1638)
( د ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ لَمْ يَغْزُ أَوْ يُجَهِّزْ غَازِيًا , أَوْ يَخْلُفْ غَازِيًا فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ , أَصَابَهُ اللَّهُ بِقَارِعَةٍ (1) قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
(1) أَيْ : بمُصِيبَةٍ مُهْلِكَة .
(2) ( د ) 2503 , ( جة ) 2762 , انظر صحيح أبي داود : 2261 , الصحيحة : 2561 , صحيح الترغيب والترهيب : 1391(2/1639)
( د ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِالْغَزْوِ ، مَاتَ عَلَى شُعْبَةِ مِنْ نِفَاقٍ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : عَلَى نَوْع مِنْ أَنْوَاعه , والْمُرَاد أَنَّ مَنْ فَعَلَ هَذَا فَقَدْ أَشْبَهَ الْمُنَافِقِينَ الْمُتَخَلِّفِينَ عَنْ الْجِهَاد فِي هَذَا الْوَصْف ، فَإِنَّ تَرْك الْجِهَاد أَحَد شُعَب النِّفَاق . ( النووي - ج 6 / ص 391) , قلت : في الحديث دليل على أن الجهاد ينفي النفاق عن القلب .ع
(2) ( د ) 2502 , ( م ) 158 - ( 1910 ) , ( س ) 3097 , ( حم ) 8852(2/1640)
( ت د ) , وَعَنْ أَبِي عِمْرَانَ التُّجَيْبِيِّ قَالَ :
( غَزَوْنَا مِنْ الْمَدِينَةِ نُرِيدُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ , وَعَلَى أَهْلِ مِصْرَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ - رضي الله عنه - , وَعَلَى الْجَمَاعَةِ (1) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ ) (2) ( فَأَخْرَجَ الرُّومُ إِلَيْنَا صَفًّا عَظِيمًا مِنْهُمْ ) (3) ( وَأَلْصَقُوا ظُهُورَهُمْ بِحَائِطِ الْمَدِينَةِ ) (4) ( فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ مِنْ الْمُسْلِمِينَ مِثْلُهُمْ أَوْ أَكْثَرُ , فَحَمَلَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ عَلَى صَفِّ الرُّومِ حَتَّى دَخَلَ فِيهِمْ , فَصَاحَ النَّاسُ ) (5) ( وَقَالُوا : مَهْ , مَهْ ؟ , لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , يُلْقِي بِيَدَيْهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) (6) ( فَقَامَ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ - رضي الله عنه - فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ , إِنَّكُمْ تَتَأَوَّلُونَ هَذِهِ الْآيَةَ هَذَا التَّأْوِيلَ , وَإِنَّمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآية فِينَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ , لَمَّا أَعَزَّ اللَّهُ الْإِسْلَامَ وَكَثُرَ نَاصِرُوهُ , قَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ سِرًّا دُونَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ أَمْوَالَنَا قَدْ ضَاعَتْ , وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعَزَّ الْإِسْلَامَ وَكَثُرَ نَاصِرُوهُ , فَلَوْ أَقَمْنَا فِي أَمْوَالِنَا فَأَصْلَحْنَا مَا ضَاعَ مِنْهَا , فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَرُدُّ عَلَيْنَا مَا قُلْنَا : { وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ } (7) فَكَانَتْ التَّهْلُكَةُ : ) (8) ( أَنْ نُقِيمَ فِي أَمْوَالِنَا وَنُصْلِحَهَا وَنَدَعَ الْجِهَادَ , قَالَ أَبُو عِمْرَانَ : فَلَمْ يَزَلْ أَبُو أَيُّوبَ شَاخِصًا (9) يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى دُفِنَ بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ (10) ) (11)
فَضْلُ الصَّدَقَة
قَالَ تَعَالَى : { مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّه قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً , وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } (12)
وَقَالَ تَعَالَى : { إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ } (13)
وَقَالَ تَعَالَى : { إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ } (14)
وَقَالَ تَعَالَى : { الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } (15)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (16)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا , إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا , إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا , فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا , وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا } (17)
وَقَالَ تَعَالَى : { لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } (18)
__________
(1) أَيْ : أَمِيرُهُمْ . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 292)
(2) ( د ) 2512
(3) ( ت ) 2972
(4) ( د ) 2512
(5) ( ت ) 2972
(6) ( د ) 2512
(7) [البقرة/195]
(8) ( ت ) 2972
(9) شُخُوصُ الْمُسَافِرِ خُرُوجُهُ عَنْ مَنْزِلِهِ ، وَمِنْهُ حَدِيثُ عُثْمَانَ - رضي الله عنه - إِنَّمَا يَقْصُرُ الصَّلَاةَ مَنْ كَانَ شَاخِصًا أَيْ : مُسَافِرًا . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 292)
(10) الْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِإِلْقَاءِ الْأَيْدِي إِلَى التَّهْلُكَةِ هُوَ الْإِقَامَةُ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ وَتَرْكُ الْجِهَادِ ، وَقِيلَ : هُوَ الْبُخْلُ وَتَرْكُ الْإِنْفَاقِ فِي الْجِهَادِ . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 292)
(11) ( د ) 2512 ، ( ت ) 2972 ، ( ن ) 11029 ، ( حب ) 4711 ، انظر الصَّحِيحَة : 13 ، صحيح موارد الظمآن 1386
(12) [البقرة/245]
(13) [التغابن : 17]
(14) [الحديد : 18]
(15) [البقرة : 274]
(16) [التغابن : 16]
(17) [الإنسان : 8 - 12]
(18) [آل عمران : 92](2/1641)
( ت جة ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ (1) وَقِيلَ : قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ , قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ , فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ , فَلَمَّا اسْتَثْبَتُّ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ , وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ : " أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ , وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ ) (2) ( وَصِلُوا الْأَرْحَامَ , وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ , تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ ) (3) "
__________
(1) أَيْ : ذَهَبُوا مُسْرِعِينَ إِلَيْهِ .
(2) ( ت ) 2485 , ( جة ) 1334
(3) ( جة ) 3251 , ( حم ) 23835 , ( ت ) 2485 , 1855 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7865 , الصَّحِيحَة : 569(2/1642)
( ت ) , وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ ؟ , الصَّوْمُ جُنَّةٌ (1) وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ , وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ , ثُمَّ قَرَأَ : { تَتَجَافَى (2) جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ (3) يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ , فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (4) } ) (5) "
__________
(1) ( الْجُنَّةٌ ) : الْوِقَايَةُ , والصَّوْمُ جُنَّةٌ , أَيْ : مَانِعٌ مِنْ الْمَعَاصِي بِكَسْرِ الْقُوَّةِ وَالشَّهْوَةِ ,
وَقَالَ فِي النِّهَايَةِ : الصَّوْمُ جُنَّةٌ , أَيْ : يَقِي صَاحِبَهُ مَا يُؤْذِيهِ مِنْ الشَّهَوَاتِ . تحفة الأحوذي(ج2ص 148)
(2) أَيْ : تَتَبَاعَدُ .
(3) أَيْ : الْمَفَارِشِ وَالْمَرَاقِدِ .
(4) [السجدة/16، 17]
(5) ( ت ) 2616 , ( جة ) 3973 , ( ن ) 11394 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5136 , والصَّحِيحَة تحت حديث : 1122 ، وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2866(2/1643)
( م ) , وَعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَتِرَ مِنْ النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَلْيَفْعَلْ (1) " (2)
__________
(1) الشِّق : النصف , والمعنى لا تَسْتَقِلُّوا من الصدقة شيئا .
(2) ( م ) 66 - ( 1016 ) , ( ت ) 2415 , ( جة ) 185 , ( خ ) 1413 , 6023(2/1644)
( حم ) ، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَا عَائِشَةُ ، اسْتَتِرِي مِنْ النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ، فَإِنَّهَا تَسُدُّ مِنْ الْجَائِعِ مَسَدَّهَا مِنْ الشَّبْعَانِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 24545 , وحسنه الألباني في الصَّحِيحَة تحت حديث : 897 , وصحيح الترغيب والترهيب : 865(2/1645)
( طب ) ، وَعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" اجْعَلُوا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ النَّارِ حِجَابًا وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ " (1)
__________
(1) ( طب ) ج 18ص303 ح777 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 153 , والصحيحة : 897(2/1646)
( خ م ت س حم ) ، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( شَهِدْتُ الصَلَاةَ يَوْمَ الْفِطْرِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ - رضي الله عنهم - ، فَكُلُّهُمْ كَانَ يُصَلِّيهَا قَبْلَ الْخُطْبَةِ (1) ) (2) ( رَكْعَتَيْنِ ) (3) ( بِلَا أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ (4) ) (5) ( وَلَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا (6) ) (7) ( ثُمَّ يَخْطُبُ بَعْدُ ) (8) ( قَالَ : فَأَتَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْعَلَمَ (9) الَّذِي عِنْدَ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ (10) فَصَلَّى ) (11) ( فَلَمَّا قَضَى الصَلَاةَ قَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَى بِلَالٍ (12) ) (13) وَهُوَ مُتَوَكِّئٌ عَلَى قَوْسٍ (14) ( فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ النَّاسَ وَذَكَّرَهُمْ ) (15) ( وَأَمَرَهُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ ) (16) ( وَحَثَّهُمْ عَلَى طَاعَتِهِ ) (17) ( فَظَنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ لَمْ يُسْمِعْ النِّسَاءَ (18) ) (19) ( فَنَزَلَ (20) فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ حِينَ يُجَلِّسُ الرِّجَالَ بِيَدِهِ (21) ثُمَّ أَقْبَلَ يَشُقُّهُمْ حَتَّى أَتَى النِّسَاءَ (22) ) (23) ( وَهُوَ يَتَوَكَّأُ عَلَى يَدِ بِلَالٍ ) (24) ( فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ أَنْ يَتَصَدَّقْنَ ) (25) ( فَقَالَ : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (26) ثُمَّ قَالَ حِينَ فَرَغَ : أَنْتُنَّ عَلَى ذَلِكَ ؟ " , فَقَالَتْ امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ لَا يُدْرَى مَنْ هِيَ وَلَمْ يُجِبْهُ غَيْرُهَا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (27) ( قَالَ : " فَتَصَدَّقْنَ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ وَأَكْثِرْنَ الِاسْتِغْفَارَ ، فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ ) (28) ( يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (29) ( فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ : وَمَا لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ ؟ ) (30) ( قَالَ : " لِأَنَّكُنَّ ) (31) ( تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ (32) ) (33) ( وَتُكْثِرْنَ الشَّكَاةَ (34) ) (35) ( وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ (36) ) (37) ( وَمَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ ) (38) ( أَذْهَبَ لِقُلُوبِ ذَوِي الْأَلْبَابِ ) (39) ( وَذَوِي الرَّأْيِ مِنْكُنَّ (40) ) (41) ( قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَالدِّينِ ؟ , قَالَ : " أَمَّا نُقْصَانُ الْعَقْلِ فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ تَعْدِلُ شَهَادَةَ رَجُلٍ (42) فَهَذَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ (43) ) (44) ( وَأَمَّا نُقْصَانُ دِينِكُنَّ فَالْحَيْضَةُ الَّتِي تُصِيبُكُنَّ ، تَمْكُثُ إِحْدَاكُنَّ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَمْكُثَ لَا تُصَلِّي وَلَا تَصُومُ ) (45) ( وَتُفْطِرُ فِي رَمَضَانَ فَهَذَا نُقْصَانُ الدِّينِ (46) " ) (47) ( قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَرَأَيْتُهُنَّ ) (48) ( يَنْزِعْنَ قَلَائِدَهُنَّ وَأَقْرُطَهُنَّ (49) وَخَوَاتِيمَهُنَّ ) (50) ( وَبِلَالٌ يَأْخُذُ فِي طَرَفِ ثَوْبِهِ (51) ) (52) ( " ثُمَّ انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - هُوَ وَبِلَالٌ إِلَى بَيْتِهِ ) (53) ( فَقَسَمَهُ عَلَى فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ (54) " ) (55) ( قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: شَهِدْتُ ذَلِكَ مَعَ رَسُولِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَلَوْلَا مَنْزِلَتِي مِنْهُ مَا شَهِدْتُهُ - يَعْنِي مِنْ صِغَرِهِ - (56) ) (57) .
__________
(1) فِيهِ دَلِيل لِمَذْهَبِ الْعُلَمَاء كَافَّة , أَنَّ خُطْبَة الْعِيد بَعْد الصَّلَاة , قَالَ الْقَاضِي : هَذَا هُوَ الْمُتَّفَق عَلَيْهِ مِنْ مَذَاهِب عُلَمَاء الْأَمْصَار وَأَئِمَّة الْفَتْوَى ، وَلَا خِلَاف بَيْن أَئِمَّتهمْ فِيهِ ، وَهُوَ فِعْل النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْخُلَفَاء الرَّاشِدِينَ بَعْده .شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 275)
(2) ( خ ) 4613 , ( م ) 884
(3) ( م ) 884
(4) هَذَا دَلِيل عَلَى أَنَّهُ لَا أَذَان وَلَا إِقَامَة لِلْعِيدِ ، وَهُوَ إِجْمَاع الْعُلَمَاء الْيَوْم ، وَهُوَ الْمَعْرُوف مِنْ فِعْل النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْخُلَفَاء الرَّاشِدِينَ .شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 278)
(5) ( م ) 885 , ( خ ) 6894
(6) فِيهِ أَنَّهُ لَا سُنَّة لِصَلَاةِ الْعِيد قَبْلهَا وَلَا بَعْدهَا , وَاسْتَدَلَّ بِهِ مَالِك فِي أَنَّهُ يُكْرَه الصَّلَاة قَبْل الْعِيد وَبَعْدهَا , وَبِهِ قَالَ جَمَاعَة مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ , قَالَ الشَّافِعِيّ وَجَمَاعَة مِنْ السَّلَف : لَا كَرَاهَة فِي الصَّلَاة قَبْلهَا وَلَا بَعْدهَا , وَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ وَأَبُو حَنِيفَة وَالْكُوفِيُّونَ : لَا يُكْرَه بَعْدهَا وَتُكْرَه قَبْلهَا , وَلَا حُجَّة فِي الْحَدِيث لِمَنْ كَرِهَهَا , لِأَنَّهُ لَا يَلْزَم مِنْ تَرْك الصَّلَاة كَرَاهَتُهَا ، وَالْأَصْل أَلَّا مَنْع حَتَّى يَثْبُت . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 284)
(7) ( خ ) 921 , ( م ) 884
(8) ( خ ) 4613 , ( حم ) 3064
(9) ( الْعَلَم ) : الْمَنَار , وَالْجَبَل , وَالرَّايَة , وَالْعَلَامَة .عون المعبود - (ج 3 / ص 97)
(10) كَثِير بْن الصَّلْت : وُلِدَ فِي عَهْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَهُ دَار كَبِيرَة بِالْمَدِينَةِ قِبْلَة الْمُصَلَّى لِلْعِيدَيْنِ ، وَكَانَ اِسْمه قَلِيلًا فَسَمَّاهُ عُمَر بْن الْخَطَّاب كَثِيرًا .عون المعبود - (ج 3 / ص 97)
(11) ( خ ) 934 , ( س ) 1586
(12) قَالَ الطِّيبِيُّ : فِيهِ أَنَّ الْخَطِيب يَنْبَغِي أَنْ يَعْتَمِد عَلَى شَيْء كَالْقَوْسِ وَالسَّيْف وَالْعَنَزَة وَالْعَصَا أَوْ يَتَّكِئ عَلَى إِنْسَان .عون المعبود - (ج 3 / ص 94)
(13) ( س ) 1575
(14) ( حم ) 14409 , وصححها الألباني في الإرواء تحت حديث : 630 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم .
(15) ( س ) 1575 , ( م ) 885
(16) ( م ) 885
(17) ( س ) 1575 , ( م ) 885
(18) وذلك لِبُعْدِهِنَّ عَنْهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .عون المعبود - (ج 3 / ص 95)
(19) ( د ) 1143 , ( م ) 884
(20) فِيهِ إِشْعَارٌ بِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْطُبُ عَلَى مَكَانٍ مُرْتَفِعٍ , لِمَا يَقْتَضِيهِ قَوْلُهُ " نَزَلَ " فتح الباري لابن حجر - (ج 3 / ص 406)
(21) أَيْ : يَأْمُرهُمْ بِالْجُلُوسِ . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 275)
(22) هذا يُشْعِرُ بِأَنَّ النِّسَاءَ كُنَّ عَلَى حِدَةٍ مِنْ الرِّجَالِ , غَيْرَ مُخْتَلِطَاتٍ بِهِمْ .فتح الباري لابن حجر - (ج 3 / ص 404)
(23) ( خ ) 4613
(24) ( خ ) 918 , ( م ) 885
(25) ( خ ) 825
(26) [الممتحنة/12]
(27) ( خ ) 4613 , ( م ) 884
(28) ( م ) 79 , ( خ ) 936 , 1393
(29) ( حم ) 8849 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده جيد .
(30) ( م ) 79
(31) ( م ) 885
(32) اتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى تَحْرِيم اللَّعْن , فَإِنَّهُ فِي اللُّغَة الْإِبْعَاد وَالطَّرْد ، وَفِي الشَّرْع الْإِبْعَاد مِنْ رَحْمَة اللَّه تَعَالَى ؛ فَلَا يَجُوز أَنْ يُبْعَد مِنْ رَحْمَة اللَّه تَعَالَى مَنْ لَا يُعْرَف حَاله وَخَاتِمَة أَمْره مَعْرِفَة قَطْعِيَّة , فَلِهَذَا قَالُوا : لَا يَجُوز لَعْن أَحَد بِعَيْنِهِ مُسْلِمًا كَانَ أَوْ كَافِرًا أَوْ دَابَّة إِلَّا مَنْ عَلِمْنَا بِنَصٍّ شَرْعِيٍّ أَنَّهُ مَاتَ عَلَى الْكُفْر , أَوْ يَمُوت عَلَيْهِ كَأَبِي جَهْلٍ وَإِبْلِيس , وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَعْن الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ " , وَأَمَّا اللَّعْنُ بِالْوَصْفِ فَلَيْسَ بِحَرَامٍ , كَلَعْنٍ الْوَاصِلَة وَالْمُسْتَوْصِلَة وَالْوَاشِمَة وَالْمُسْتَوْشِمَة وَآكِل الرِّبَا وَمُوكِله وَالْمُصَوِّرِينَ وَالظَّالِمِينَ وَالْفَاسِقِينَ وَالْكَافِرِينَ , وَلَعْن مَنْ غَيَّرَ مَنَار الْأَرْضِ , وَمَنْ تَوَلَّى غَيْر مَوَالِيه وَمَنْ اِنْتَسَبَ إِلَى غَيْر أَبِيهِ , وَمَنْ أَحْدَث فِي الْإِسْلَام حَدَثًا , أَوْ آوَى مُحْدِثًا , وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا جَاءَتْ بِهِ النُّصُوص الشَّرْعِيَّة بِإِطْلَاقِهِ عَلَى الْأَوْصَاف لَا عَلَى الْأَعْيَان .شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 176)
(33) ( خ ) 1393
(34) أَيْ : الشَّكْوَى .شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 278)
(35) ( م ) 885 , ( س ) 1562
(36) أَيْ أَنَّهُنَّ يَجْحَدْنَ الْإِحْسَان لِضَعْفِ عَقْلهنَّ وَقِلَّة مَعْرِفَتهنَّ , فَيُسْتَدَلّ بِهِ عَلَى ذَمّ مَنْ يَجْحَد إِحْسَان ذِي إِحْسَان . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 278)
(37) ( خ ) 1393 , ( م ) 79
(38) ( خ ) 1393
(39) ( حم ) 8849 , ( خ ) 1393
(40) قال الحافظ في الفتح : وَيَظْهَر لِي أَنَّ ذَلِكَ مِنْ جُمْلَة أَسْبَاب كَوْنهنَّ أَكْثَر أَهْل النَّار ؛ لِأَنَّهُنَّ إِذَا كُنَّ سَبَبًا لِإِذْهَابِ عَقْل الرَّجُل الْحَازِم حَتَّى يَفْعَل أَوْ يَقُول مَا لَا يَنْبَغِي , فَقَدْ شَارَكْنَهُ فِي الْإِثْم وَزِدْنَ عَلَيْهِ .فتح الباري (ج1 / ص 476)
(41) ( ت ) 2613 , ( م ) 885
(42) قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَمَّا نُقْصَان الْعَقْل فَشَهَادَة اِمْرَأَتَيْنِ تَعْدِل شَهَادَة رَجُل ) تَنْبِيهٌ مِنْهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَا وَرَاءَهُ , وَهُوَ مَا نَبَّهَ اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِ فِي كِتَابه بِقَوْلِهِ تَعَالَى : { أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى } أَيْ : أَنَّهُنَّ قَلِيلَات الضَّبْط .شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 176)
(43) أَيْ : عَلَامَة نُقْصَانه .شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 176)
(44) ( م ) 79 , ( خ ) 298
(45) ( حم ) 8849 , ( خ ) 298
(46) أَيْ : تَمْكُث لَيَالِي وَأَيَّامًا لَا تُصَلِّي بِسَبَبِ الْحَيْض , وَتُفْطِر أَيَّامًا مِنْ رَمَضَان بِسَبَبِ الْحَيْض , فَإِنْ قِيلَ : فَإِنْ كَانَتْ مَعْذُورَةً فَهَلْ تُثَاب عَلَى الصَّلَاة فِي زَمَن الْحَيْض وَإِنْ كَانَتْ لَا تَقْضِيهَا كَمَا يُثَاب الْمَرِيضُ الْمُسَافِر وَيُكْتَب لَهُ فِي مَرَضه وَسَفَره , مِثْل نَوَافِل الصَّلَوَات الَّتِي كَانَ يَفْعَلهَا فِي صِحَّته وَحَضَرِهِ ؟ , فَالْجَوَابُ أَنَّ ظَاهِرَ هَذَا الْحَدِيث أَنَّهَا لَا تُثَاب , وَالْفَرْق أَنَّ الْمَرِيض وَالْمُسَافِر كَانَ يَفْعَلهَا بِنِيَّةِ الدَّوَام عَلَيْهَا مَعَ أَهْلِيَّتِهِ لَهَا , وَالْحَائِض لَيْسَتْ كَذَلِكَ , بَلْ نِيَّتُهَا تَرْكُ الصَّلَاةِ فِي زَمَن الْحَيْض ، بَلْ يَحْرُم عَلَيْهَا نِيَّة الصَّلَاة فِي زَمَن الْحَيْض , فَنَظِيرهَا مُسَافِرٌ أَوْ مَرِيض كَانَ يُصَلِّي النَّافِلَة فِي وَقْتٍ وَيَتْرُك فِي وَقْتٍ غَيْر نَاوٍ الدَّوَام عَلَيْهَا , فَهَذَا لَا يُكْتَب لَهُ فِي سَفَره وَمَرَضه فِي الزَّمَن الَّذِي لَمْ يَكُنْ يَنْتَفِل فِيهِ .شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 176)
(47) ( م ) 79 , ( خ ) 298
(48) ( خ ) 4951
(49) هُوَ جَمْع قُرْط , وهو كُلّ مَا عُلِّقَ في شَحْمَة الْأُذُن , سَوَاءٌ كَانَ مِنْ ذَهَب أَوْ خَرَز , وَأَمَّا الْخُرْص : فَهُوَ الْحَلْقَة الصَّغِيرَة مِنْ الْحُلِيّ .شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 278)
(50) ( س ) 1575 , ( خ ) 5541 , ( م ) 884
(51) فِي هَذَا الْحَدِيث مِنْ الْفَوَائِد أَنْ يُصَلِّي الناس العيد فِي الصَّحْرَاء , وَفِي هَذَا الْحَدِيث دَلِيل عَلَى جَوَاز صَدَقَة الْمَرْأَة مِنْ مَالهَا بِغَيْرِ إِذْن زَوْجهَا , وَلَا يَتَوَقَّف ذَلِكَ عَلَى ثُلُث مَالهَا ، هَذَا مَذْهَبنَا وَمَذْهَب الْجُمْهُور ، وَقَالَ مَالِك : لَا يَجُوز الزِّيَادَة عَلَى ثُلُث مَالهَا إِلَّا بِرِضَاءِ زَوْجهَا , وَدَلِيلنَا مِنْ الْحَدِيث أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَسْأَلهُنَّ أَسْتَأْذَنَّ أَزْوَاجهنَّ فِي ذَلِكَ أَمْ لَا ؟ , وَهَلْ هُوَ خَارِج مِنْ الثُّلُث أَمْ لَا ؟ , وَلَوْ اِخْتَلَفَ الْحُكْم بِذَلِكَ لَسَأَلَ , وَأَشَارَ الْقَاضِي إِلَى الْجَوَاب عَنْ مَذْهَبهمْ : بِأَنَّ الْغَالِب حُضُور أَزْوَاجهنَّ , فَتَرْكُهُمْ الْإِنْكَار يَكُون رِضَاء بِفِعْلِهِنَّ . وَهَذَا الْجَوَاب ضَعِيف أَوْ بَاطِل , لِأَنَّهُنَّ كُنَّ مُعْتَزِلَات لَا يَعْلَم الرِّجَال مَنْ الْمُتَصَدِّقَة مِنْهُنَّ مِنْ غَيْرهَا , وَلَا قَدْر مَا يَتَصَدَّق بِهِ ، وَلَوْ عَلِمُوا فَسُكُوتهمْ لَيْسَ إِذْنًا .شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 275)
(52) ( خ ) 98
(53) ( خ ) 934
(54) قال ابن جريج : قُلْتُ لِعَطَاءٍ : زَكَاةَ يَوْمِ الْفِطْرِ ؟ , قَالَ : لَا , وَلَكِنْ صَدَقَةً يَتَصَدَّقْنَ حِينَئِذٍ بِحُلِيِّهِنَّ , فَقُلْتُ : أَتَرَى حَقًّا عَلَى الْإِمَامِ الْآنَ أَنْ يَأْتِيَ النِّسَاءَ فَيُذَكِّرَهُنَّ حِينَ يَفْرُغُ ؟ , قَالَ : إِي لَعَمْرِي إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ عَلَيْهِمْ , وَمَا لَهُمْ أَنْ لَا يَفْعَلُوا ؟ . ( خ ) 918
ظَاهِرُهُ أَنَّ عَطَاءً كَانَ يَرَى وُجُوبَ ذَلِكَ ، وَلِهَذَا قَالَ عِيَاضٌ : لَمْ يَقُلْ بِذَلِكَ غَيْرُهُ , وَأَمَّا النَّوَوِيُّ فَحَمَلَهُ عَلَى الِاسْتِحْبَابِ وَقَالَ : لَا مَانِعَ مِنْ الْقَوْلِ بِهِ إِذَا لَمْ يَتَرَتَّبْ عَلَى ذَلِكَ مَفْسَدَةٌ .فتح الباري لابن حجر - (ج 3 / ص 406)
(55) ( د ) 1142
(56) أَيْ : لَوْلَا مَنْزِلَتِي مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا حَضَرْت لِأَجْلِ صِغَرِي ، لَكِنْ لَمَّا كَانَ اِبْن عَمّه , وَخَالَته أُمّ الْمُؤْمِنِينَ وَصَلَ بِذَلِكَ إِلَى الْمَنْزِلَة الْمَذْكُورَة ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَمْ يَصِل , قَالَ اِبْنُ بَطَّالٍ : خُرُوجُ الصِّبْيَانِ لِلْمُصَلَّى إِنَّمَا هُوَ إِذَا كَانَ الصَّبِيُّ مِمَّنْ يَضْبِطُ نَفْسَهُ عَنْ اللَّعِبِ وَيَعْقِلُ الصَّلَاةَ وَيَتَحَفَّظُ مِمَّا يُفْسِدُهَا ، أَلَا تَرَى إِلَى ضَبْطِ اِبْنِ عَبَّاسٍ الْقِصَّةَ ؟ .فتح الباري لابن حجر - (ج 3 / ص 404)
(57) ( خ ) 825(2/1647)
( خ م ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ (1) رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسَلَّطَهُ (2) عَلَى هَلَكَتِهِ (3) فِي الْحَقِّ (4) وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ (5) فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا " (6)
__________
(1) أُطْلِقَ الْحَسَدُ عَلَى الْغِبْطَةِ مَجَازًا ، ، فَكَأَنَّهُ قَالَ فِي الْحَدِيث : لَا غِبْطَة أَعْظَم أَوْ أَفْضَل مِنْ الْغِبْطَة فِي هَذَيْنِ الْأَمْرَيْنِ .فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 119)
(2) عَبَّرَ بِالتَّسْلِيطِ لِدَلَالَتِهِ عَلَى قَهْر النَّفْس الْمَجْبُولَة عَلَى الشُّحّ . ( فتح الباري - ح73)
(3) أَيْ : إِهْلَاكه ، وَعَبَّرَ بِذَلِكَ لِيَدُلّ عَلَى أَنَّهُ لَا يُبْقِي مِنْهُ شَيْئًا . ( فتح الباري - ح73)
(4) أَيْ : فِي الطَّاعَات , لِيُزِيلَ عَنْهُ إِيهَام الْإِسْرَاف الْمَذْمُوم . ( فتح الباري - ح73)
(5) الْمُرَاد بِهَا الْقُرْآن , وَقِيلَ : الْمُرَاد بِالْحِكْمَةِ كُلّ مَا مَنَعَ مِنْ الْجَهْل , وَزَجَرَ عَنْ الْقَبِيح , ( فَائِدَة ) : زَادَ أَبُو هُرَيْرَة فِي هَذَا الْحَدِيث مَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالْحَسَدِ الْمَذْكُور هُنَا الْغِبْطَة كَمَا ذَكَرْنَاهُ ، وَلَفْظه : " فَقَالَ رَجُل لَيْتَنِي أُوتِيت مِثْل مَا أُوتِيَ فُلَانٌ فَعَمِلْت مِثْل مَا يَعْمَل " أَوْرَدَهُ الْمُصَنِّف فِي فَضَائِل الْقُرْآن .
( فتح الباري - ح73 )
(6) ( خ ) 73 , ( م ) 268 - ( 816 )(2/1648)
( يع ) ، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" عَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِلالا " ، فَأَخْرَجَ إِلَيْهِ صُبَرًا مِنْ تَمْرٍ ، فَقَالَ : " مَا هَذَا يَا بِلالُ ؟ " , قَالَ : تَمْرٌ ادَّخَرْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " أَمَا خِفْتَ أَنْ تَسْمَعَ لَهُ بُخَارًا فِي جَهَنَّمَ ؟ , أَنْفِقْ بِلالُ وَلا تَخَافَنَّ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا " (1)
__________
(1) ( يع ) 6040 , ( طب ) 1024 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1512 , الصَّحِيحَة : 2661 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 922(2/1649)
( د ) , وَعَنْ مَالِكِ بْنِ نَضْلَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْأَيْدِي ثَلَاثَةٌ : فَيَدُ اللَّهِ الْعُلْيَا , وَيَدُ الْمُعْطِي الَّتِي تَلِيهَا , وَيَدُ السَّائِلِ السُّفْلَى , فَأَعْطِ الْفَضْلَ (1) وَلَا تَعْجِزْ عَنْ نَفْسِكَ (2) " (3)
__________
(1) أَيْ : أَعْطِ الْفَاضِل عَنْ نَفْسك وَعَنْ مَنْ تَلْزَمك مُؤْنَته . عون المعبود - (ج 4 / ص 60)
(2) أَيْ : لَا تَعْجِز بَعْد عَطِيَّتك عَنْ مُؤْنَة نَفْسك وَمَنْ عَلَيْك مُؤْنَته بِأَنْ تُعْطِي مَالَك كُلّه ثُمَّ تُعَوِّل عَلَى السُّؤَال .عون المعبود - (ج 4 / ص 60)
(3) ( د ) 1649 , ( حم ) 15931 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2794 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 821(2/1650)
( خز ابن المُبارك ) ، وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ :
( كَانَ مَرْثَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ أَوَّلَ أَهْلِ مِصْرَ يَرُوحُ إِلَى الْمَسْجِدِ ، وَمَا رَأَيْتُهُ دَاخِلًا الْمَسْجِدَ قَطُّ إِلَّا وَفِي كُمِّهِ صَدَقَةٌ ، إِمَّا فُلُوسٌ وَإِمَّا خُبْزٌ وَإِمَّا قَمْحٌ , حَتَّى رُبَّمَا رَأَيْتُهُ يَحْمِلُ الْبَصَلَ ، فَأَقُولُ يَا أَبَا الْخَيْرِ إِنَّ هَذَا يُنْتِنُ ثِيَابَكَ ، فَيَقُولُ : يَا ابْنَ حَبِيبٍ ، أَمَا إِنِّي لَمْ أَجِدْ فِي الْبَيْتِ شَيْئًا أَتَصَدَّقُ بِهِ غَيْرَهُ ، إِنَّهُ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ) (1) ( " كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِه يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ ) (2) "
__________
(1) ( خز ) 2432 , وقال الألباني : إسناده حسن صحيح .
(2) ( ابن المبارك فى الزهد ) 645 ، ( حم ) 17371, ( حب ) 3310 ، ( طب ) (17/280 ح771) ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 4510 ، وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 872 ، وهداية الرواة : 1867(2/1651)
( طب ) ، وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ عَنْ أَهْلِهَا حَرَّ الْقُبُورِ ، وَإِنَّمَا يَسْتَظِلُّ الْمُؤْمِنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ " (1)
__________
(1) ( طب ) ج 17ص286 ح788 , انظر الصَّحِيحَة : 3484(2/1652)
( هب ) ، وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مِنْ أَفْضَلِ الْعَمَلِ إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ ، تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا , تَقْضِي لَهُ حَاجَةً , تُنَفِّسُ عَنْهُ كُرْبَةً " (1)
__________
(1) ( هب ) 7679 , ( طس ) 5081 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5897 , الصَّحِيحَة : 2291 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2090(2/1653)
( هب ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ ؟ , قَالَ : " أَنْ تُدْخِلَ عَلَى أَخِيكَ الْمُسْلِمِ سُرُورًا , أَوْ تَقْضِيَ عَنْهُ دَيْنًا ، أَوْ تُطْعِمَهُ خُبْزًا " (1)
__________
(1) ( هب ) 7678 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1096 , الصَّحِيحَة : 1494(2/1654)
( خ س ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ (1) ؟ " , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مِنَّا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِ وَارِثِهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " اعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ ) (2) ( فَإِنَّ مَالَهُ مَا قَدَّمَ , وَمَالُ وَارِثِهِ مَا أَخَّرَ (3) ) (4) "
__________
(1) أيْ أَنَّ الَّذِي يُخَلِّفُهُ الْإِنْسَان مِنْ الْمَال وَإِنْ كَانَ هُوَ فِي الْحَال مَنْسُوبًا إِلَيْهِ , فَإِنَّهُ بِاعْتِبَارِ اِنْتِقَاله إِلَى وَارِثه يَكُون مَنْسُوبًا لِلْوَارِثِ فَنِسْبَته لِلْمَالِكِ فِي حَيَاته حَقِيقِيَّة , وَنِسْبَته لِلْوَارِثِ فِي حَيَاة الْمُوَرِّث مَجَازِيَّة , وَمِنْ بَعْد مَوْته حَقِيقِيَّة .
( فتح الباري) - (ج 18 / ص 257)
(2) ( س ) 3612 , ( خ ) 6077
(3) أَيْ أَنَّ مَاله هُوَ الَّذِي يُضَاف إِلَيْهِ فِي الْحَيَاة وَبَعْد الْمَوْت , بِخِلَافِ الْمَال الَّذِي يَخْلُفهُ ,
قَالَ اِبْن بَطَّال وَغَيْره : فِيهِ التَّحْرِيض عَلَى تَقْدِيم مَا يُمْكِن تَقْدِيمه مِنْ الْمَال فِي وُجُوه الْقُرْبَة وَالْبِرّ لِيَنْتَفِع بِهِ فِي الْآخِرَة , فَإِنَّ كُلّ شَيْء يُخَلِّفهُ الْمُوَرِّث يَصِير مِلْكًا لِلْوَارِثِ , فَإِنْ عَمِلَ فِيهِ بِطَاعَةِ اللَّهِ اخْتَصَّ بِثَوَابِ ذَلِكَ , وَكَانَ ذَلِكَ الَّذِي تَعِبَ فِي جَمْعه وَمَنْعه ، وَإِنْ عَمِلَ فِيهِ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ فَذَاكَ أَبْعَد لِمَالِكِهِ الْأَوَّل مِنْ الِانْتِفَاع بِهِ , إِنْ سَلِمَ مِنْ تَبِعَته , وَلَا يُعَارِضهُ قَوْله - صلى الله عليه وسلم - لِسَعْدٍ " إِنَّك أَنْ تَذَر وَرَثَتك أَغْنِيَاء خَيْر مِنْ أَنْ تَذَرهُمْ عَالَة " , لِأَنَّ حَدِيث سَعْد مَحْمُولٌ عَلَى مَنْ تَصَدَّقَ بِمَالِهِ كُلّه أَوْ مُعْظَمه فِي مَرَضه ، وَحَدِيث اِبْن مَسْعُود فِي حَقّ مَنْ يَتَصَدَّق فِي صِحَّته وَشُحّه . ( فتح الباري ) - (ج 18 / ص 257)
(4) ( خ ) 6077 , ( س ) 3612 , ( حم ) 3626(2/1655)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ (1) " (2)
__________
(1) ذَكَرُوا فِيهِ وَجْهَيْنِ : أَحَدهمَا مَعْنَاهُ أَنَّهُ يُبَارَك فِيهِ وَيَدْفَع عَنْهُ الْمَضَرَّات ، فَيَنْجَبِر نَقْصُ الصُّورَة بِالْبَرَكَةِ الْخَفِيَّة ، وَهَذَا مُدْرَكٌ بِالْحِسِّ وَالْعَادَة .
وَالثَّانِي : أَنَّهُ وَإِنْ نَقَصَتْ صُورَته , كَانَ فِي الثَّوَاب الْمُرَتَّب عَلَيْهِ جَبْر لِنَقْصِهِ ، وَزِيَادَة إِلَى أَضْعَاف كَثِيرَة .شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 399)
(2) ( م ) 69 - ( 2588 ) , ( ت ) 2029 , ( حم ) 7205(2/1656)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَا تَصَدَّقَ أَحَدٌ بِصَدَقَةٍ ) (1) ( مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ (2) وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ (3) ) (4) ( إِلَّا أَخَذَهَا الرَّحْمَنُ بِيَمِينِهِ (5) وَإِنْ كَانَتْ تَمْرَةً (6) ) (7) ( ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِعَبْدِهِ الْمُسْلِمِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ مُهْرَهُ (8) أَوْ فَصِيلَهُ (9) ) (10) ( حَتَّى تَكُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِثْلَ الْجَبَلِ ) (11) ( قَالَ أَبُو هُرَيْرَة : وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ : { أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ } (12) و { يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ } (13) ) (14) .
__________
(1) ( م ) 1014 , ( ت ) 661
(2) الْمُرَاد بِالطَّيِّبِ هُنَا الْحَلَالِ . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 455)
(3) قَالَ الْقُرْطُبِيُّ : وَإِنَّمَا لَا يَقْبَلُ اللَّهُ الصَّدَقَةَ بِالْحِرَامِ لِأَنَّهُ غَيْرُ مَمْلُوكٍ لِلْمُتَصَدِّقِ , وَهُوَ مَمْنُوعٌ مِنْ التَّصَرُّفِ فِيهِ , وَالْمُتَصَدِّقُ بِهِ مُتَصَرِّفٌ فِيهِ , فَلَوْ قُبِلَ مِنْهُ لَزِمَ أَنْ يَكُونَ الشَّيْءُ مَأْمُورًا وَمَنْهِيًّا مِنْ وَجْهٍ وَاحِدٍ , وَهُوَ مُحَالٌ . تحفة الأحوذي - (ج 2 / ص 195)
(4) ( خ ) 1344 , ( م ) 1014
(5) قَالَ أَهْل الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَة : نُؤْمِنُ بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ , وَلَا نَتَوَهَّمُ فِيهَا تَشْبِيهًا , وَلَا نَقُولُ كَيْفَ ، هَكَذَا رُوِيَ عَنْ مَالِك وَابْن عُيَيْنَةَ وَابْنِ الْمُبَارَك وَغَيْرِهِمْ . فتح الباري لابن حجر - (ج 5 / ص 1)
(6) أَيْ : بِقِيمَتِهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 5 / ص 1)
(7) ( م ) 1014 , ( ت ) 661
(8) الْمُهْرُ بِالضَّمِّ : وَلَدُ الْفَرَسِ , وَالْأُنْثَى مُهْرَةٌ .
(9) الْفَصِيل : وَلَد النَّاقَة إِذَا فَصْل مِنْ إِرْضَاع أُمّه . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 455)
(10) ( حم ) 9234 , ( م ) 1014
(11) ( خ ) 1344 , ( م ) 1014
(12) [التوبة/104]
(13) [البقرة/276]
(14) ( ت ) 662 , ( حم ) 10090 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .(2/1657)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : يَا ابْنَ آدَمَ ، مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي (1) ؟ ، قَالَ يَا رَبِّ : كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ؟ , قَالَ : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ ؟ ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ (2) ؟ ، يَا ابْنَ آدَمَ ، اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي ؟ ، قَالَ يَا رَبِّ : وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ؟ قَالَ : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ ؟ ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي ؟ , يَا ابْنَ آدَمَ ، اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي ؟ ، قَالَ يَا رَبِّ : كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ؟ , قَالَ : اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي " (3)
__________
(1) إِنَّمَا أَضَافَ الْمَرَض إِلَيْهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى وَالْمُرَاد الْعَبْد , تَشْرِيفًا لِلْعَبْدِ وَتَقْرِيبًا لَهُ .شرح النووي (ج 8 / ص 371)
(2) أَيْ : وَجَدْت ثَوَابِي وَكَرَامَتِي ، وَيَدُلّ عَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى فِي تَمَام الْحَدِيث : " لَوْ أَطْعَمْته لَوَجَدْت ذَلِكَ عِنْدِي ، لَوْ أَسْقَيْته لَوَجَدْت ذَلِكَ عِنْدِي " , أَيْ ثَوَابُه . وَاَللَّه أَعْلَم . ( النووي - ج 8 / ص 371)
(3) ( م ) 43 - ( 2569 ) , ( خد ) 517(2/1658)
( حم ) ، وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" اسْتَقْرَضْتُ عَبْدِي فَلَمْ يُقْرِضْنِي " (1)
__________
(1) ( حم ) 7975 , ( ك ) 1526 , انظر الصَّحِيحَة : 3477 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2804(2/1659)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ إِنْ تُعْطِ الْفَضْلَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ، وَإِنْ تُمْسِكْهُ فَهُوَ شَرٌّ لَكَ (1) وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ (2) وَلَا يَلُومُ اللَّهُ عَلَى الْكَفَافِ (3) وَالْيَدُ الْعُلْيَا (4) خَيْرٌ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى (5) " (6)
__________
(1) مَعْنَاهُ : إِنْ بَذَلْت الْفَاضِل عَنْ حَاجَتك وَحَاجَة عِيَالِك فَهُوَ خَيْر لَك لِبَقَاءِ ثَوَابه ، وَإِنْ أَمْسَكْته فَهُوَ شَرّ لَك ؛
لِأَنَّهُ إِنْ أَمْسَكَ عَنْ الْوَاجِب اِسْتَحَقَّ الْعِقَاب عَلَيْهِ ، وَإِنْ أَمْسَكَ عَنْ الْمَنْدُوب فَقَدْ نَقَصَ ثَوَابه ، وَفَوَّتَ مَصْلَحَة نَفْسه فِي آخِرَته ، وَهَذَا كُلّه شَرّ . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 487)
(2) أَيْ : بِمَنْ تُمَوِّنُهُ وَيَلْزَمُك نَفَقَتُهُ , قَالَ النَّوَوِيُّ : فِيهِ تَقْدِيمُ نَفَقَةِ نَفْسِهِ وَعِيَالِهِ , لِأَنَّهَا مُنْحَصِرَةٌ فِيهِ بِخِلَافِ نَفَقَةِ غَيْرِهِمْ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 128)
(3) ( الكَفَافٍ ) هُوَ الْقُوتُ , وَهُوَ مَا كَفَّ عَنْ النَّاسِ وَأَغْنَى عَنْهُمْ ,
وَالْمَعْنَى لَا تُذَمُّ عَلَى حِفْظِهِ وَإِمْسَاكِهِ , أَوْ عَلَى تَحْصِيلِهِ وَكَسْبِهِ ,
وَمَفْهُومُهُ إِنَّك إِنْ حَفِظْت أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَمْ تَتَصَدَّقْ بِمَا فَضَلَ عَنْك , فَأَنْتَ مَذْمُومٌ وَبَخِيلٌ وَمَلُومٌ .
تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 128)
(4) أَيْ : المُنْفِقَة .
(5) أَيْ : السَّائِلَةِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 128)
(6) ( حم ) 8728 , ( م ) 97 - ( 1036 ) , ( ت ) 2343(2/1660)
( خ م ) ، وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَنْفِقْ يَا ابْنَ آدَمَ أُنْفِقْ عَلَيْكَ " (1)
__________
(1) ( خ ) 5037 , ( م ) 993(2/1661)
( خ م حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا : ) (1) ( مَنْ يُقْرِضْ الْيَوْمَ يُجْزَى غَدًا ) (2) ( وَيَقُولُ الْآخَرُ : اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا (3) وَأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا ) (4) "
__________
(1) ( خ ) 1374 , ( م ) 1010
(2) ( حم ) 8040 , انظر الصحيحة تحت الحديث : 920 .
(3) قَالَ الْعُلَمَاء : هَذَا فِي الْإِنْفَاق فِي الطَّاعَات وَمَكَارِم الْأَخْلَاق وَعَلَى الْعِيَال وَالضِّيفَان وَالصَّدَقَات وَنَحْو ذَلِكَ ، بِحَيْثُ لَا يُذَمُّ وَلَا يُسَمَّى سَرَفًا ، وَالْإِمْسَاك الْمَذْمُوم هُوَ الْإِمْسَاك عَنْ هَذَا . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 450)
(4) ( خ ) 1374 , ( م ) 1010(2/1662)
( خ م س حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُتَصَدِّقِ ) (1) ( كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ مِنْ لَدُنْ ثَدْيَيْهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا (2) ) (3) ( فَجَعَلَ الْمُتَصَدِّقُ كُلَّمَا تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ) (4) ( اتَّسَعَتْ عَلَيْهِ ) (5) ( حَلَقَةٌ ) (6) ( فَسَبَغَتْ عَلَيْهِ (7) ) (8) ( حَتَّى تُخْفِيَ ) (9) ( أَنَامِلَهُ (10) ) (11) ( وَتَعْفُوَ أَثَرَهُ (12) ) (13) ( وَكُلَّمَا هَمَّ الْبَخِيلُ بِالصَّدَقَةِ انْقَبَضَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ مِنْهَا إِلَى صَاحِبَتِهَا وَتَقَلَّصَتْ عَلَيْهِ ) (14) ( حَتَّى أَخَذَتْ بِرَقَبَتِهِ ) (15) ( قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا فِي جَيْبِهِ ) (16) ( فَيَجْتَهِدُ أَنْ يُوَسِّعَهَا فلَا يَسْتَطِيعُ (17) ) (18) "
__________
(1) ( خ ) 5461 , ( م ) 1021
(2) التَّراقِي : جمع تَرْقُوَة : وهي عظمة مشرفة بين ثغرة النحر والعاتق وهما ترقوتان .
(3) ( خ ) 1375 , ( م ) 1021
(4) ( خ ) 5461 , ( م ) 1021
(5) ( خ ) 2760 , ( م ) 1021
(6) ( حم ) 7477 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(7) أَيْ : اِمْتَدَّتْ وَغَطَّتْ .
(8) ( م ) 1021
(9) ( خ ) 1375
(10) أَيْ : تَسْتُرُ أَصَابِعه .
(11) ( خ ) 5461 , ( م ) 1021
(12) أَيْ : تَسْتُرُ أَثَره ، وَالْمَعْنَى أَنَّ الصَّدَقَةَ تَسْتُرُ خَطَايَاهُ كَمَا يُغَطِّي الثَّوْب الَّذِي يَجُرُّ عَلَى الْأَرْضِ أَثَر صَاحِبِهِ إِذَا مَشَى بِمُرُورِ الذَّيْل عَلَيْهِ . ( فتح الباري ) - (ج 5 / ص 49)
(13) ( خ ) 1375 , ( م ) 1021
(14) ( خ ) 2760 , ( م ) 1021
(15) ( س ) 2547
(16) ( خ ) 5461 , ( م ) 1021
(17) الْمُرَاد أَنَّ الْجَوَادَ إِذَا هَمَّ بِالصَّدَقَةِ اِنْفَسَحَ لَهَا صَدْرُهُ وَطَابَتْ نَفْسه فَتَوَسَّعَتْ فِي الْإِنْفَاقِ ، وَالْبَخِيل إِذَا حَدَّثَ نَفْسه بِالصَّدَقَةِ شَحَّتْ نَفْسه فَضَاقَ صَدْرُهُ وَانْقَبَضَتْ يَدَاهُ , قال تعالى : ( وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسَهُ فَأُولَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ) . ( فتح الباري ) - (ج 5 / ص 49)
(18) ( م ) 1021 , ( خ ) 2760(2/1663)
( ت س حم ) , وَعَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنَّا بِالْمَدِينَةِ نَبِيعُ الْأَوْسَاقَ وَنَبْتَاعُهَا , وَكُنَّا نُسَمِّي أَنْفُسَنَا السَّمَاسِرَةَ (1) وَيُسَمِّينَا النَّاسُ , " فَخَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ ) (2) ( وَنَحْنُ نَبِيعُ ) (3) ( فِي السُّوقِ ) (4) ( فَسَمَّانا بِاسْمٍ هُوَ أَحْسَنُ مِمَّا كُنَّا نُسَمِّي أَنْفُسَنَا بِهِ ) (5) ( فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ , إِنَّ الشَّيْطَانَ وَالْإِثْمَ يَحْضُرَانِ الْبَيْعَ ) (6) إِنَّ هَذَا الْبَيْعَ يَحْضُرُهُ الْحَلِفُ وَالْكَذِبُ (7) إِنَّ هَذِهِ السُّوقَ يُخَالِطُهَا اللَّغْوُ وَالْكَذِبُ (8) ( فَشُوبُوا (9) بَيْعَكُمْ بِالصَّدَقَةِ ) (10) "
__________
(1) السِّمْسَارُ : اِسْمٌ لِلَّذِي يَدْخُلُ بَيْنَ الْبَائِعِ وَالْمُشْتَرِي مُتَوَسِّطًا لِإِمْضَاءِ الْبَيْعِ , وَالسَّمْسَرَةُ الْبَيْعُ وَالشِّرَاءُ .تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 300)
(2) ( س ) 3800
(3) ( س ) 3797
(4) ( س ) 3799
(5) ( حم ) 18490 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(6) ( ت ) 1208
(7) ( س ) 3797 , ( د ) 3327
(8) ( س ) 3799
(9) أَيْ : اِخْلِطُوا .
(10) ( ت ) 1208 , ( س ) 3797 , ( د ) 3327 , ( حم ) 16179 , انظر المشكاة : 2798(2/1664)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" بَيْنَمَا رَجُلٌ بِفَلَاةٍ (1) مِنْ الْأَرْضِ ، فَسَمِعَ صَوْتًا فِي سَحَابَةٍ : اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ ، فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ فَأَفْرَغَ مَاءَهُ فِي حَرَّةٍ (2) فَإِذَا شَرْجَةٌ (3) مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ قَدْ اسْتَوْعَبَتْ ذَلِكَ الْمَاءَ كُلَّهُ ، فَتَتَبَّعَ الْمَاءَ ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ ، فَقَالَ لَهُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا اسْمُكَ ، قَالَ : فُلَانٌ - لِلِاسْمِ الَّذِي سَمِعَ فِي السَّحَابَةِ - فَقَالَ لَهُ : لِمَ تَسْأَلُنِي عَنْ اسْمِي ؟ ، فَقَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا فِي السَّحَابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ يَقُولُ : اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ - لِاسْمِكَ - فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا ؟ ، قَالَ : أَمَا إِذْ قُلْتَ هَذَا فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا فَأَجْعَلُ ثُلُثَهُ فِي الْمَسَاكِينِ وَالسَّائِلِينَ وَابْنِ السَّبِيلِ ، وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِي ثُلُثًا ، وَأَرُدُّ فِيهَا ثُلُثًا " (4)
__________
(1) الفلاة : الصحراء والمفازة ، والقفر من الأرض ، وقيل : التي لا ماء بها ولا أنيس .
(2) الْحَرَّة : أَرْض مُلَبَّسَةٌ حِجَارَةً سُودًا .
(3) الشَّرْجَة : جَمْعهَا شِرَاج ، وَهِيَ مَسَائِل الْمَاء فِي الْحِرَار .
(4) ( م ) 45 - ( 2984 ) , ( حم ) 7928(2/1665)
( طب ) ، وَعَنْ زَيْدِ بن ثَابِتٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَزَالُ اللَّهُ فِي حَاجَةِ الْعَبْدِ مَا دَامَ الْعَبْدُ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ " (1)
__________
(1) ( طب ) 4801 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2619(2/1666)
( هق ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ " (1)
__________
(1) ( هق ) 6385 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3358 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :744(2/1667)
( ش ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
عَبَدَ رَاهِبٌ رَبَّهُ فِي صَوْمَعَتِهِ سِتِّينَ سَنَةً ، فَجَاءَتْ امْرَأَةٌ فَنَزَلَتْ إلَى جَنْبِهِ ، فَنَزَلَ إلَيْهَا فَوَاقَعَهَا (1) سِتَّ لَيَالٍ ، ثُمَّ سُقِطَ فِي يَدِهِ (2) فَهَرَبَ فَأَتَى مَسْجِدًا فَأَوَى فِيهِ ، فَمَكَثَ ثَلَاثًا لَا يَطْعَمُ شَيْئًا ، فَأُتِيَ بِرَغِيفٍ , فَكَسَرَ نِصْفَهُ فَأَعْطَاهُ رَجُلًا عَنْ يَمِينِهِ وَأَعْطَى الْآخَرَ رَجُلًا عَنْ يَسَارِهِ , ثُمَّ بُعِثَ إلَيْهِ مَلَكٌ فَقَبَضَ رُوحَهُ ، فَوُضِعَ عَمَلُ سِتِّينَ سَنَةً فِي كِفَّةٍ ، وَوُضِعَتْ السَّيِّئَةُ فِي أُخْرَى فَرَجَحَتْ ، ثُمَّ جِيءَ بِالرَّغِيفِ فَرَجَحَ بِالسَّيِّئَةِ . (3)
__________
(1) أَيْ : جامعها .
(2) أَيْ : ندم .
(3) ( ش ) 9813 , 34211 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 885(2/1668)
( حم ك ) ، وَعَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ فَقَالَ : إِنَّ لِفُلَانٍ فِي حَائِطِي (1) عَذْقًا (2) وَإِنَّهُ قَدْ آذَانِي وَشَقَّ عَلَيَّ مَكَانُ عَذْقِهِ ، " فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : بِعْنِي عَذْقَكَ الَّذِي فِي حَائِطِ فُلَانٍ " قَالَ : لَا , قَالَ : " فَهَبْهُ لِي " , قَالَ : لَا , قَالَ : " فَبِعْنِيهِ بِعَذْقٍ فِي الْجَنَّةِ " , قَالَ : لَا ) (3) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " هَذَا أَبْخَلُ النَّاسِ ) (4) مَا رَأَيْتُ أَبْخَلَ مِنْكَ إِلَّا الَّذِي يَبْخَلُ بِالسَّلَامِ (5) "
__________
(1) الْحَائِطُ : الْبُسْتَانُ مِنْ النَّخْلِ إِذَا كَانَ عَلَيْهِ حَائِطٌ وَهُوَ الْجِدَارُ .
(2) العَذْق بالفتح : النَّخْلة ، والعِذْق بالكسر : العُرجُون بما فيه من الشَّمارِيخ ، ويُجْمع على عِذَاقٍ .
(3) ( حم ) 14557 , انظر الصَّحِيحَة : 3383 , وصحيح الترغيب والترهيب : 2716
(4) ( حم ) 23134 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(5) ( ك ) 2195 , ( حم ) 14557 ( هق ) 11664(2/1669)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ ثَلَاثَةً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ : أَبْرَصَ (1) وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ (2) فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا ، فَأَتَى الْأَبْرَصَ فَقَالَ : أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ ، قَالَ : لَوْنٌ حَسَنٌ وَجِلْدٌ حَسَنٌ ، وَيَذْهَبُ عَنِّي الَّذِي قَدْ قَذِرَنِي (3) النَّاسُ ، فَمَسَحَهُ (4) فَذَهَبَ عَنْهُ قَذَرُهُ وَأُعْطِيَ لَوْنًا حَسَنًا وَجِلْدًا حَسَنًا ، قَالَ : فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ ، قَالَ : الْإِبِلُ , فَأُعْطِيَ نَاقَةً عُشَرَاءَ (5) فَقَالَ : بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهَا ، فَأَتَى الْأَقْرَعَ فَقَالَ : أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ قَالَ : شَعَرٌ حَسَنٌ ، وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا الَّذِي قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ ، فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ وَأُعْطِيَ شَعَرًا حَسَنًا ، قَالَ : فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ ، قَالَ : الْبَقَرُ ، فَأُعْطِيَ بَقَرَةً حَامِلًا فَقَالَ : بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهَا ، فَأَتَى الْأَعْمَى فَقَالَ : أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ ، قَالَ : أَنْ يَرُدَّ اللَّهُ إِلَيَّ بَصَرِي فَأُبْصِرَ بِهِ النَّاسَ ، فَمَسَحَهُ فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ بَصَرَهُ ، قَالَ : فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ ، قَالَ : الْغَنَمُ ، فَأُعْطِيَ شَاةً وَالِدًا ، فَأَنْتَجَ هَذَانِ (6) وَوَلَّدَ هَذَا ، فَكَانَ لِهَذَا وَادٍ مِنْ الْإِبِلِ ، وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ الْبَقَرِ ، وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ الْغَنَمِ ، ثُمَّ إِنَّهُ (7) أَتَى الْأَبْرَصَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ (8) فَقَالَ : رَجُلٌ مِسْكِينٌ , قَدْ انْقَطَعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي ، فلَا بَلَاغَ لِي الْيَوْمَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ , أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الْحَسَنَ وَالْجِلْدَ الْحَسَنَ وَالْمَالَ , بَعِيرًا أَتَبَلَّغُ عَلَيْهِ (9) فِي سَفَرِي ، فَقَالَ : الْحُقُوقُ كَثِيرَةٌ , فَقَالَ لَهُ : كَأَنِّي أَعْرِفُكَ ، أَلَمْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النَّاسُ فَقِيرًا فَأَعْطَاكَ اللَّهُ ؟ ، فَقَالَ : إِنَّمَا وَرِثْتُ هَذَا الْمَالَ كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ (10) فَقَالَ : إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ , وَأَتَى الْأَقْرَعَ فِي صُورَتِهِ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذَا ، وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا رَدَّ عَلَى هَذَا فَقَالَ : إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ ، وَأَتَى الْأَعْمَى فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ ، فَقَالَ : رَجُلٌ مِسْكِينٌ وَابْنُ سَبِيلٍ , انْقَطَعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي ، فلَا بَلَاغَ لِي الْيَوْمَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ , أَسْأَلُكَ بِالَّذِي رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ شَاةً أَتَبَلَّغُ بِهَا فِي سَفَرِي ؟ ، فَقَالَ : قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيَّ بَصَرِي ) (11) ( وَفَقِيرًا فَقَدْ أَغْنَانِي ) (12) ( فَخُذْ مَا شِئْتَ وَدَعْ مَا شِئْتَ ، فَوَاللَّهِ لَا أَجْهَدُكَ الْيَوْمَ شَيْئًا أَخَذْتَهُ لِلَّهِ (13) فَقَالَ : أَمْسِكْ مَالَكَ ، فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ ) (14) ( وَقَدْ رَضِي اللَّهُ عَنْكَ وَسَخِطَ (15) عَلَى صَاحِبَيْكَ (16) ) (17) "
( ابن أبي الدنيا ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ لِلَّهِ قَوْمًا يَخْتَصُّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ ، وَيُقِرُّهَا فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا ، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنْهُمْ فَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ " (18)
__________
(1) البَرَص : بياضٌ يصيب الجِلْد .
(2) الابتلاء : الاختبار والامتحان بالخير أو الشر .
(3) قذِرني : أنف مني وابتعد عني .
(4) أَيْ : مَسَحَ عَلَى جِسْمه .
(5) الْعُشَرَاء : هِيَ الْحَامِل الَّتِي أَتَى عَلَيْهَا فِي حَمْلهَا عَشْرَة أَشْهُر مِنْ يَوْم طَرَقَهَا الْفَحْل .( فتح الباري) (ج10ص265)
(6) أَيْ : صَاحِب الْإِبِل وَالْبَقَر .
(7) أَيْ : المَلَك .
(8) أَيْ : فِي الصُّورَة الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا لَمَّا اِجْتَمَعَ بِهِ وَهُوَ أَبْرَص , لِيَكُونَ ذَلِكَ أَبْلَغَ فِي إِقَامَة الْحُجَّة عَلَيْهِ .فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 265)
(9) ( أَتَبَلَّغ عَلَيْهِ ) أَيْ : أَتَوَصَّل بِهِ إِلَى مُرَادِي .
(10) الكابر : العظيم الكبير بين الناس , والمراد أنه ورث عن آبائه عن أجداده .
(11) ( م ) 10 - ( 2964 ) , ( خ ) 3277
(12) ( خ ) 3277
(13) أَيْ : لَا أَشُقّ عَلَيْك فِي رَدّ شَيْء تَطْلُبهُ مِنِّي أَوْ تَأْخُذهُ . ( فتح الباري) - (ج 10 / ص 265)
(14) ( م ) 10 - ( 2964 ) , ( خ ) 3277
(15) سَخِطَ أَي : غضب , وأَسْخَطَه : أَغْضَبَه .
(16) ما ينطبق على المال ينطبق على من كان جاهلا لَا يعرف حتى كيف يصلي الصلاة الصحيحة ، ثم أكرمه الله بالعلم ، فهو بعد ذلك يتكبر على خلق الله ويَتَّهِمُهُم بالجهل والفُسوق ، ويرفض أن يعلمهم ما جهلوا من أمر دينهم ،
ويريد منهم أن يأتوا هم إليه ليتعلموا .ع
(17) ( خ ) 3277 , ( م ) 10 - ( 2964 )
(18) أخرجه ابن أبي الدنيا فى قضاء الحوائج (1/24 ، رقم 5) ، ( طس ) 5162 , ( حل ) 6/115، والخطيب (9/459) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2164 , الصَّحِيحَة : 1692 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2617(2/1670)
( هب ) ، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا مِنْ عَبْدٍ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ نِعْمَةً فَأَسْبَغَهَا عَلَيْهِ إلَّا جَعَلَ إِلَيْهِ شَيْئًا مِنْ حَوَائِجِ النَّاسِ , فَإنْ تَبَرَّمَ (1) بِهِمْ فَقَدْ عَرَّضَ تِلْكَ النِّعْمَةَ لِلزَّوَالِ " (2)
__________
(1) أَيْ : تَضَجَّر .
(2) ( هب ) 7660 , ( طس ) 7529 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2618(2/1671)
( ت س حم ) , وَعَنْ أُمِّ بُجَيْدٍ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّ الْمِسْكِينَ لَيَقُومُ عَلَى بَابِي فَمَا أَجِدُ لَهُ شَيْئًا أُعْطِيهِ إِيَّاهُ ) (1) ( حَتَّى أَسْتَحْيِيَ ) (2) ( فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنْ لَمْ تَجِدِي شَيْئًا تُعْطِينَهُ إِيَّاهُ إِلَّا ظِلْفًا (3) مُحْرَقًا فَادْفَعِيهِ إِلَيْهِ ) (4) "
__________
(1) ( ت ) 665 , ( س ) 2574
(2) ( حم ) 27192 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(3) الظِّلف : الظفر المشقوق للبقرة والشاة والظبي ونحوها .
(4) ( س ) 2574 , ( ت ) 665 , ( د ) 1667 , ( حم ) 27192 , انظر صحيح الجامع : 1440 , وصحيح الترغيب والترهيب : 884(2/1672)
( حم ) , وَعَنْ عَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ :
وَقَفَ سَائِلٌ عَلَى بَابِنَا , فَقَالَتْ جَدَّتِي حَوَّاءُ بنت السَّكَنِ ك : أَطْعِمُوهُ تَمْرًا , فَقُلْنَا : لَيْسَ عِنْدَنَا , قَالَتْ : فَاسْقُوهُ سَوِيقًا , فَقُلْنَا : الْعَجَبُ لَكِ , نَسْتَطِيعُ أَنْ نُطْعِمَهُ مَا لَيْسَ عِنْدَنَا ؟ , فَقَالَتْ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " لَا تَرُدُّوا السَّائِلَ وَلَوْ بِظِلْفٍ مُحْرَقٍ " (1)
فَضْلُ صَدَقَةِ السِّرّ
__________
(1) ( حم ) 27491 , ( س ) 2565 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3502 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث حسن .(2/1673)
( خ م ت ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ (1) يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ : إِمَامٌ عَادِلُ (2) وَشَابٌّ (3) نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ , وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالْمَسْجِدِ (4) ) (5) ( إِذَا خَرَجَ مِنْهُ حَتَّى يَعُودَ إِلَيْهِ ) (6) ( وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ , اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ (7) وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ (8) فَقَالَ : إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا , حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ (9) خَالِياً (10) فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ (11) ) (12) "
__________
(1) إِضَافَة الظِّلّ إِلَى اللَّه إِضَافَة إِضَافَة تَشْرِيف ، لِيَحْصُلَ اِمْتِيَاز هَذَا عَلَى غَيْره ، كَمَا قِيلَ لِلْكَعْبَةِ بَيْت اللَّه , مَعَ أَنَّ الْمَسَاجِد كُلّهَا مِلْكُهُ وَالْمُرَاد ظِلّ عَرْشه ، وَيَدُلّ عَلَيْهِ حَدِيث سَلْمَانَ عِنْدَ سَعِيد بْن مَنْصُور بِإِسْنَادٍ حَسَن " سَبْعَة يُظِلُّهُمْ اللَّه فِي ظِلِّ عَرْشِهِ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(2) الْمُرَاد بِهِ صَاحِب الْوِلَايَة الْعُظْمَى ، وَيَلْتَحِقُ بِهِ كُلُّ مَنْ وَلِيَ شَيْئًا مِنْ أُمُور الْمُسْلِمِينَ فَعَدَلَ فِيهِ ، وَيُؤَيِّدهُ رِوَايَة مُسْلِم مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عَمْرو رَفَعَهُ " أَنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللَّه عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُور عَنْ يَمِين الرَّحْمَن ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمهمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وُلُّوا " وَأَحْسَن مَا فُسِّرَ بِهِ الْعَادِل أَنَّهُ الَّذِي يَتَّبِعُ أَمْر اللَّه بِوَضْعِ كُلّ شَيْء فِي مَوْضِعه , مِنْ غَيْر إِفْرَاط وَلَا تَفْرِيط ، وَقَدَّمَهُ فِي الذِّكْرِ لِعُمُومِ النَّفْع بِهِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(3) خَصَّ الشَّابّ لِكَوْنِهِ مَظِنَّة غَلَبَة الشَّهْوَة , لِمَا فِيهِ مِنْ قُوَّة الْبَاعِث عَلَى مُتَابَعَة الْهَوَى ؛ فَإِنَّ مُلَازَمَة الْعِبَادَة مَعَ ذَلِكَ أَشَدُّ , وَأَدَلّ عَلَى غَلَبَة التَّقْوَى . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(4) كَأَنَّهُ شَبَّهَهُ بِالشَّيْءِ الْمُعَلَّق فِي الْمَسْجِد , كَالْقِنْدِيلِ مَثَلًا , إِشَارَةً إِلَى طُول الْمُلَازَمَة بِقَلْبِهِ وَإِنْ كَانَ جَسَده خَارِجًا عَنْهُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(5) ( خ ) 6421 , ( م ) 1031
(6) ( م ) 1031 , ( ت ) 2388
(7) الْمُرَاد أَنَّهُمَا دَامَا عَلَى الْمَحَبَّة الدِّينِيَّة وَلَمْ يَقْطَعَاهَا بِعَارِضٍ دُنْيَوِيٍّ , سَوَاء اِجْتَمَعَا حَقِيقَةً أَمْ لَا , حَتَّى فَرَّقَ بَيْنَهُمَا الْمَوْت . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(8) الْمُرَاد بِالْمَنْصِبِ الْأَصْل أَوْ الشَّرَف ، وَقَدْ وَصَفَهَا بِأَكْمَلِ الْأَوْصَاف الَّتِي جَرَتْ الْعَادَة بِمَزِيدِ الرَّغْبَة لِمَنْ تَحْصُلُ فِيهِ , وَهُوَ الْمَنْصِب الَّذِي يَسْتَلْزِمُهُ الْجَاه وَالْمَال , مَعَ الْجَمَال , وَقَلَّ مَنْ يَجْتَمِع ذَلِكَ فِيهَا مِنْ النِّسَاء ، وَالظَّاهِر أَنَّهَا دَعَتْهُ إِلَى الْفَاحِشَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(9) أَيْ : بِقَلْبِهِ مِنْ التَّذَكُّر أَوْ بِلِسَانِهِ مِنْ الذِّكْرِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(10) أَيْ : فِي مَوْضِع خَالٍ , لِأَنَّهُ يَكُون حِينَئِذٍ أَبْعَدَ مِنْ الرِّيَاء . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(11) أَيْ : فَاضَتْ الدُّمُوع مِنْ عَيْنَيْهِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(12) ( خ ) 1357 , ( م ) 1031(2/1674)
( طس ) , وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" صَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ " (1)
__________
(1) ( طس ) 3450 , ( طص ) 1034 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3795 , 3796 , الصَّحِيحَة : 1908 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 888 , 890(2/1675)
( خط ) , وَعَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ خَبْءٌ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ فَلْيَفْعَلْ " (1)
__________
(1) أخرجه الخطيب في التاريخ ( 11 / 263 ) , والضياء في " الأحاديث المختارة " ( 1 / 296 ) , مسند الشهاب:ج1/ص267 ح434 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6018 , الصَّحِيحَة : 2313
أَفْضَلُ الصَّدَقَات(2/1676)
( خ م حم ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( قَالَ رَجُلٌ : لَأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَةَ بِصَدَقَةٍ , فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ سَارِقٍ (1) فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ : تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى [ فُلَانٍ ] (2) السَّارِقِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ (3) لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ اللَّيْلَةَ ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدَيْ زَانِيَةٍ ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ : تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى [ فُلَانَةَ ] (4) الزَّانِيَةِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى زَانِيَةٍ , لَأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَةَ بِصَدَقَةٍ ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدَيْ غَنِيٍّ ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ : تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى غَنِيٍّ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى سَارِقٍ ، وَعَلَى زَانِيَةٍ ، وَعَلَى غَنِيٍّ ، فَأُتِيَ ) (5) ( فِي الْمَنَامِ ) (6) ( فَقِيلَ لَهُ : أَنَّ صَدَقَتَكَ قَدْ قُبِلَتْ , وَأَمَّا السَّارِقُ , فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعِفَّ عَنْ سَرِقَتِهِ ، وَأَمَّا الزَّانِيَةُ , فَلَعَلَّهَا أَنْ تَسْتَعِفَّ عَنْ زِنَاهَا , وَأَمَّا الْغَنِيُّ فَلَعَلَّهُ يَعْتَبِرُ فَيُنْفِقُ مِمَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ (7) ) (8) "
__________
(1) أَيْ : وَهُوَ لَا يَعْلَمُ أَنَّهُ سَارِق . فتح الباري لابن حجر - (ج 5 / ص 18)
(2) ( حم ) 8586 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : صحيح .
(3) لَمَّا عَزَمَ عَلَى أَنْ يَتَصَدَّقَ عَلَى مُسْتَحِقٍّ فَوَضَعَهَا بِيَدِ سَارِق حَمِدَ اللَّه عَلَى أَنَّهُ لَمْ يُقَدِّرْ أَنْ يَتَصَدَّقَ عَلَى مَنْ يَسْتَحِقُّهَا ، وَسَلَّمَ وَفَوَّضَ وَرَضِيَ بِقَضَاءِ اللَّهِ فَحَمِدَهَُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ، لِأَنَّهُ الْمَحْمُودُ عَلَى جَمِيعِ الْحَالِ ، لَا يُحْمَدُ عَلَى الْمَكْرُوهِ سِوَاهُ ، وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ النَّبِيّ > كَانَ إِذَا رَأَى مَا لَا يُعْجِبُهُ قَالَ " اللَّهُمَّ لَك الْحَمْد عَلَى كُلِّ حَال " . فتح الباري لابن حجر - (ج 5 / ص 18)
(4) ( حم ) 8586
(5) ( م ) 1022 , ( خ ) 1355
(6) ( حم ) 8586
(7) فِي الحديث دليل على أَنَّ نِيَّةَ الْمُتَصَدِّقِ إِذَا كَانَتْ صَالِحَة قُبِلَتْ صَدَقَتُهُ وَلَوْ لَمْ تَقَعْ الْمَوْقِع . فتح الباري لابن حجر - (ج 5 / ص 18)
(8) ( خ ) 1355 , ( م ) 1022(2/1677)
أفضل الصدقات
( خ م س حم ) , عَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ مِنْ شَيْءٍ مِنْ الْأَشْيَاءِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) (1) وفي رواية : ( مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُنْفِقُ مِنْ كُلِّ مَالٍ لَهُ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا ) (2) ( دَعَاهُ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ , كُلُّ خَزَنَةِ بَابٍ ) (3) ( يَدْعُوهُ إِلَى مَا عِنْدَهُ : ) (4) ( يَا عَبْدَ اللَّهِ ) (5) ( هَلُمَّ فَادْخُلْ ) (6) ( هَذَا خَيْرٌ لَكَ (7) ) (8) ( فَإِنَّ لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ ) (9) ( وَلِكُلِّ أَهْلِ عَمَلٍ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يُدْعَوْنَ بِذَلِكَ الْعَمَلِ ) (10) ( فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَلَاةِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ (11) وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ " , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - رضي الله عنه - : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (12) ( مَا عَلَى أَحَدٍ مِنْ ضَرُورَةٍ مِنْ أَيِّهَا دُعِيَ (13) ) (14) ( فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا ؟ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " نَعَمْ ) (15) ( وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ يَا أَبَا بَكْرٍ ) (16) "
__________
(1) ( خ ) 3466 , ( م ) 85 - ( 1027 )
(2) ( س ) 3185 , ( حم ) 21379 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( خ ) 2686 , 1798 , 3044
(4) ( س ) 3185 , ( حم ) 21379
(5) ( خ ) 1798 , ( م ) 85 - ( 1027 )
(6) ( س ) 3184 , ( خ ) 2686
(7) ( قال صَعْصَعَةُ بْنُ مُعَاوِيَةَ لأبي ذر - رضي الله عنه - : وَكَيْفَ ذَلِكَ ؟ , قَالَ : إِنْ كَانَتْ رِجَالًا فَرَجُلَيْنِ , وَإِنْ كَانَتْ إِبِلًا فَبَعِيرَيْنِ , وَإِنْ كَانَتْ بَقَرًا فَبَقَرَتَيْنِ ) ( حم ) 21379 ( وَإِنْ كَانَتْ خَيْلًا فَفَرَسَانِ , حَتَّى عَدَّ أَصْنَافَ الْمَالِ كُلِّهِ ) ( حم ) 21451 , انظر الصحيحة : 567 , وتحت حديث : 2681 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(8) ( س ) 2439 , ( خ ) 1798 , ( م ) 85 - ( 1027 )
(9) ( حم ) 19456 , انظر الصحيحة : 2681
(10) ( حم ) 9799 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(11) فِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ الْمُرَاد مَا يُتَطَوَّع بِهِ مِنْ الْأَعْمَال الْمَذْكُورَة لَا وَاجِبَاتهَا , لِكَثْرَةِ مَنْ يَجْتَمِع لَهُ الْعَمَل بِالْوَاجِبَاتِ كُلّهَا ، بِخِلَافِ التَّطَوُّعَات , فَقَلَّ مَنْ يَجْتَمِع لَهُ الْعَمَل بِجَمِيعِ أَنْوَاع التَّطَوُّعَات ، ثُمَّ مَنْ يَجْتَمِع لَهُ ذَلِكَ إِنَّمَا يُدْعَى مِنْ جَمِيع الْأَبْوَاب عَلَى سَبِيل التَّكْرِيم لَهُ ، وَإِلَّا فَدُخُوله إِنَّمَا يَكُون مِنْ بَاب وَاحِد ، وَلَعَلَّهُ بَابُ الْعَمَل الَّذِي يَكُون أَغْلَب عَلَيْهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ , وَأَمَّا مَا أَخْرَجَهُ مُسْلِم عَنْ عُمَر " مَنْ تَوَضَّأَ ثُمَّ قَالَ أَشْهَد أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه " الْحَدِيث وَفِيهِ " فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَاب الْجَنَّة يَدْخُل مِنْ أَيّهَا شَاءَ " فَلَا يُنَافِي مَا تَقَدَّمَ , وَإِنْ كَانَ ظَاهِره أَنَّهُ يُعَارِضهُ ، لِأَنَّهُ يُحْمَل عَلَى أَنَّهَا تُفْتَح لَهُ عَلَى سَبِيل التَّكْرِيم ، ثُمَّ عِنْد دُخُوله لَا يَدْخُل إِلَّا مِنْ بَاب الْعَمَل الَّذِي يَكُون أَغْلَب عَلَيْهِ كَمَا تَقَدَّمَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . فتح الباري(ج10ص464)
(12) ( خ ) 1798
(13) أَيْ : لَيْسَ ضَرُورَةً وَاحْتِيَاجًا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ إِنْ لَمْ يُدْعَ مِنْ سَائِرِهَا لِحُصُولِ الْمَقْصُودِ وَهُوَ دُخُولُ الْجَنَّةِ , وَهَذَا النَّوْعُ تَمْهِيدُ قَاعِدَةِ السُّؤَالِ فِي قَوْلِهِ : ( فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا ) أَيْ : سَأَلْت عَنْ ذَلِكَ بَعْدَ مَعْرِفَتِي بِأَنْ لَا ضَرُورَةَ وَلَا اِحْتِيَاجَ لِمَنْ يُدْعَى مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ إِلَى الدُّعَاءِ مِنْ سَائِرِ الْأَبْوَابِ إِذْ يَحْصُلُ مُرَادُهُ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ . تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 85)
(14) ( حم ) 7621 , ( خ ) 3466 , ( م ) 85 - ( 1027 )
(15) ( خ ) 1798 , ( م ) 85 - ( 1027 )
(16) ( خ ) 3466 , ( م ) 85 - ( 1027 ) , ( ت ) 3674 , ( س ) 2238(2/1678)
( ت حم ) , وَعَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ ؟ ) (1) ( فَقَالَ : " أَفْضَلُ الصَّدَقَاتِ : ظِلُّ فُسْطَاطٍ (2) فِي سَبِيلِ اللَّهِ , أَوْ مَنِيحَةُ خَادِمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , أَوْ طَرُوقَةُ فَحْلٍ (3) فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) (4) "
__________
(1) ( حم ) 22375
(2) الْفُسْطَاط : الْبَيْت مِنْ الشَّعْر ، وَقَدْ يُطْلَق عَلَى غَيْر الشَّعْر .
(3) أَيْ : نَاقَةً أَوْ نَحْوَ فَرَسٍ بَلَغَتْ أَنْ يَطْرُقَهَا الْفَحْلُ ، يُعْطِيهِ إِيَّاهَا لِيَرْكَبَهَا إِعَارَةً أَوْ قَرْضًا أَوْ هِبَةً .تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 299)
(4) ( ت ) 1627 , ( حم ) 22375 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1109 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1240(2/1679)
( س د ) , وَعَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا ؟ , قَالَ : " نَعَمْ " , قُلْتُ : فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ ؟ , قَالَ : " سَقْيُ الْمَاءِ " ) (1) ( فَحَفَرْتُ بِئْرًا وَقُلْتُ : هَذِهِ لِأُمِّ سَعْدٍ ) (2) .
__________
(1) ( س ) 3664 , ( د ) 1679 , ( جة ) 3684 , ( حم ) 22512
(2) ( د ) 1681 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 962(2/1680)
( هب ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَيْسَ صَدَقَةٌ أَعْظَمَ أَجْرًا مِنْ مَاءٍ (1) " (2)
__________
(1) قال البيهقي : وفي هذا المعنى حكاية شيخنا الحاكم أبي عبد الله رحمه الله , فإنه قرح وجهه , وعالجه بأنواع المعالجة فلم يذهب وبقي فيه قريبا من سنة , فسأل الأستاذ الإمام أبا عثمان الصابوني أن يدعو له في مجلسه يوم الجمعة فدعا له وأكثر الناس التأمين , فلما كان يوم الجمعة الأخرى ألقت امرأة في المجلس رقعة بأنها عادت إلى بيتها واجتهدت في الدعاء للحاكم أبي عبد الله تلك الليلة , فرأت في منامها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنه يقول لها : قولي لأبي عبد الله يوزع الماء على المسلمين , فجئت بالرقعة إلى الحاكم , فأمر بسقاية بنيت على باب داره , وحين فرغوا من بنائها أمر بصب الماء فيها , وطرح الجمد في الماء , وأخذ الناس في الشرب , فما مر عليه أسبوع حتى ظهر الشفاء وزالت تلك القروح , وعاد وجهه إلى أحسن ما كان , وعاش بعد ذلك سنين .
انظر شعب الإيمان للبيهقي - (ج 7 / ص 383) , وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 964
(2) ( هب ) 3227 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 960(2/1681)
( تخ ) ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ حَفَرَ مَاءً لَمْ يَشْرَبْ مِنْهُ كَبِدٌ حَرَّى (1) مِنْ جِنٍّ وَلَا إِنْسٍ وَلَا طَائِرٍ وَلَا سَبُعٍ , إِلَّا آجَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
(1) حَرَّى : عَطْشىَ , وَهِيَ تَأْنِيث حَرَّان .
(2) ( تخ ) (1/331) ، ( خز ) 1292 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :963(2/1682)
( خ ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَرْبَعُونَ خَصْلَةً أَعْلَاهُنَّ مَنِيحَةُ الْعَنْزِ (1) مَا مِنْ عَامِلٍ يَعْمَلُ بِخَصْلَةٍ مِنْهَا رَجَاءَ ثَوَابِهَا وَتَصْدِيقَ مَوْعُودِهَا إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ بِهَا الْجَنَّةَ " , قَالَ حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ (2) : فَعَدَدْنَا مَا دُونَ مَنِيحَةِ الْعَنْزِ مِنْ رَدِّ السَّلَامِ وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ وَإِمَاطَةِ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ وَنَحْوِهِ , فَمَا اسْتَطَعْنَا أَنْ نَبْلُغَ خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً . (3)
__________
(1) أَيْ : عَطِيَّة شَاة يُنْتَفَع بِلَبَنِهَا وَصُوفهَا وَيُعِيدهَا . عون المعبود - (ج 4 / ص 90)
(2) أحد الرواة .
(3) ( خ ) 2488 , ( د ) 1683 , ( حم ) 6488(2/1683)
( خ ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" نِعْمَ الصَّدَقَةُ اللِّقْحَةُ الصَّفِيُّ مِنْحَةً (1) وَالشَّاةُ الصَّفِيُّ مِنْحَةً , تَغْدُو بِإِنَاءٍ وَتَرُوحُ بِإِنَاءٍ (2) " (3)
__________
(1) اللِّقْحَة : اَلنَّاقَة ذَات اَللَّبَنِ , الْقَرِيبَة اَلْعَهْد بِالْوِلَادَةِ , وَاللَّقْحَةُ بِفَتْحِ اَللَّامِ الْمَرَّة اَلْوَاحِدَة مِنْ اَلْحَلْبِ ،
وَالصَّفِيّ : اَلْكَرِيمَةُ الْغَزِيرَةُ اللَّبَن .( فتح الباري ) - (ج 8 / ص 130)
(2) أَيْ : تَحْلِبُ إِنَاءً مِنْ اللَّبَنِ بِالْغَدَاةِ وَإِنَاءً بِالْعَشِيِّ .
(3) ( خ ) 5285 , 2486(2/1684)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَلَا رَجُلٌ يَمْنَحُ أَهْلَ بَيْتٍ نَاقَةً تَغْدُو بِعُسٍّ (1) وَتَرُوحُ بِعُسٍّ , إِنَّ أَجْرَهَا لَعَظِيمٌ " (2)
__________
(1) ( الْعُسّ ) : الْقَدَح الْكَبِير .
(2) ( م ) 73 - ( 1019 ) , ( حم ) 7299(2/1685)
( ت حم ) , عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ مَنَحَ مَنِيحَةَ لَبَنٍ أَوْ وَرِقٍ أَوْ أَهْدَى زُقَاقًا , كَانَ لَهُ مِثْلَ عِتْقِ رَقَبَةٍ " (1)
__________
(1) ( ت ) 1957 , ( حم ) 18541 , انظر صحيح الجامع : 6436 , صحيح الترغيب والترهيب : 898 , 1535(2/1686)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ مَنَحَ مَنِيحَةً غَدَتْ بِصَدَقَةٍ وَرَاحَتْ بِصَدَقَةٍ , صَبُوحِهَا وَغَبُوقِهَا (1) " (2)
__________
(1) الصَّبُوح : الشُّرْب أَوَّلَ النَّهَار ، وَالْغَبُوق : الشُّرْب أَوَّلَ اللَّيْل . ( النووي - ج 3 / ص 464)
(2) ( م ) 74 - ( 1020 )(2/1687)
( حب ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" سَبَقَ دِرْهَمٌ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ " ، فَقَالَ رَجُلٌ : وَكَيْفَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : " رَجُلٌ لَهُ مَالٌ كَثِيرٌ فَأَخَذَ مِنْ عُرْضِهِ مِائَةَ أَلْفٍ فَتَصَدَّقَ بِهَا ، وَرَجُلٌ لَيْسَ لَهُ إِلَّا دِرْهَمَانِ ، فَأَخَذَ أَحَدَهُمَا فَتَصَدَّقَ بِهِ " (1)
__________
(1) ( حب ) 3347 , ( س ) 2527 , ( حم ) 8916 , ( خز ) 2443 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3606 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 883(2/1688)
( د حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ ؟ ، قَالَ : " جُهْدُ الْمُقِلِّ (1) وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ " (2)
__________
(1) الْجُهْد : الْوُسْع وَالطَّاقَة ، وَبِالْفَتْحِ الْمَشَقَّة , أَيْ أَفْضَل الصَّدَقَة قَدْرُ مَا يَحْتَمِلُهُ حَال الْقَلِيل الْمَال , وَالْجَمْع بَيْنه وَبَيْن قَوْله : ( أَفْضَل الصَّدَقَة مَا كَانَ عَنْ ظَهْر غِنًى ) أَنَّ الْفَضِيلَة تَتَفَاوَت بِحَسَبِ الْأَشْخَاص وَقُوَّةِ التَّوَكُّل وَضَعْف الْيَقِين , وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْمُقِلِّ الْغَنِيّ الْقَلْب , لِيُوَافِقَ قَوْله : ( أَفْضَل الصَّدَقَة مَا كَانَ عَنْ ظَهْر غِنًى ) , وَقِيلَ : الْمُرَاد بِالْمُقِلِّ الْفَقِير الصَّابِر عَلَى الْجُوع , وَبِالْغَنِيِّ فِي الْحَدِيث الثَّانِي مَنْ لَا يَصْبِرُ عَلَى الْجُوع وَالشِّدَّة . عون المعبود - (ج 3 / ص 382)
(2) ( د ) الزكاة ( 1677) , ( حم ) 8687(2/1689)
( خ م س جة ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ نَبِّئْنِي أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا ؟ ) (1) ( فَقَالَ : أَمَا وَأَبِيكَ لَتُنَبَّأَنَّ ) (2) ( أَنْ تَتَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ (3) وَأَنْتَ صَحِيحٌ حَرِيصٌ (4) تَخْشَى الْفَقْرَ وَتَأْمُلُ (5) الْغِنَى وَتَأْمُلُ الْبَقَاءَ (6) تَأْمُلُ الْعَيْشَ (7) وَلَا تُمْهِلُ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ [ نَفْسُكَ ] (8) الْحُلْقُومَ (9) قُلْتَ : ) (10) ( مَالِي لِفُلَانٍ ، وَمَالِي لِفُلَانٍ (11) أَلَا وَهُوَ لَهُمْ وَإِنْ كَرِهْتَ (12) ) (13) "
__________
(1) ( خ ) 1353 , ( م ) 1032
(2) هذه الجملة عند ( م ) 1032 ، ( حم ) 7159 ، لكن الألباني أنكرها كما في الضعيفة : 4992
(3) قَالَ صَاحِب الْمُنْتَهَى : الشُّحُّ بُخْلٌ مَعَ حِرْص , وقَالَ ابْن بَطَّال وَغَيْره : لَمَّا كَانَ الشُّحُّ غَالِبًا فِي الصِّحَّةِ , فَالسَّمَاح فِيهِ بِالصَّدَقَةِ أَصْدَقُ فِي النِّيَّةِ وَأَعْظَمُ لِلْأَجْرِ ، بِخِلَافِ مَنْ يَئِسَ مِنْ الْحَيَاةِ وَرَأَى مَصِيرَ الْمَالِ لِغَيْرِهِ . ( فتح الباري) - (ج 5 / ص 13)
(4) ( خ ) 2597
(5) أَيْ : تَطْمَعُ .
(6) ( م ) 1032 , ( س ) 3611
(7) ( س ) 2542 , ( جة ) 2706
(8) ( جة ) 2706
(9) الْحُلْقُومُ : مَجْرَى النَّفَس .
(10) ( خ ) 1353 , ( م ) 1032
(11) أَيْ : فَلَا فَائِدَة فِي الْإِعْطَاء , وَلَا وَجْه لِإِضَافَةِ الْمَال إِلَى نَفْسه بِقَوْلِهِ مَالِي . حاشية السندي على ابن ماجه(ج5ص350)
(12) الْمَعْنَى أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ عَنْ تَصَرُّفه وَكَمَال مِلْكِهِ وَاسْتِقْلَاله بِمَا شَاءَ مِنْ التَّصَرُّف , فَلَيْسَ لَهُ فِي وَصِيَّته كَبِير ثَوَاب بِالنِّسْبَةِ إِلَى صَدَقَة الصَّحِيح الشَّحِيح . ( النووي - ج 3 / ص 482)
(13) ( جة ) 2706 , ( م ) 1032 , ( خ ) 1353(2/1690)
( ك ) , وَعَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ الْقُرَشِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" تَلَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - هَذِهِ الْآية : { فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ , كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ } (1) ثُمَّ بَزَقَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى كَفِّهِ فَقَالَ : يَقُولُ اللَّهُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، أَنَّى تُعْجِزُنِي وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ ؟ , حَتَّى إِذَا سَوَّيْتُكَ وَعَدَلْتُكَ مَشَيْتَ بَيْنَ بُرْدَتَيْنِ وَلِلْأَرْضِ مِنْكَ وَئِيدٌ (2) فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ , حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ [ نَفْسُكَ ] (3) التَّرَاقِيَ (4) قُلْتَ أَتَصَدَّقُ وَأَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ ؟ " (5)
__________
(1) [المعارج/36-39]
(2) الوئيد : شِدَّةُ الوطءِ على الأَرض .
(3) ( جة ) 2707
(4) التَّراقِي : جمع تَرْقُوَة : وهي عظمة مشرفة بين ثغرة النحر والعاتق وهما ترقوتان .
(5) ( ك ) 3855 , ( جة ) 2707 , ( حم ) 17877 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 8144 , الصَّحِيحَة : 1143(2/1691)
( خ حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ مَا تَرَكَ غِنًى (1) ) (2) لَا صَدَقَةَ إِلَّا عَن ظَهْرِ غِنًى (3) ( وَلَا يَلُومُ اللَّهُ عَلَى الْكَفَافِ ) (4) ( وَلْيَبْدَأْ أَحَدُكُمْ بِمَنْ يَعُولُ (5) ) (6) ( قَالَ سَعِيدٌ : فَسُئِلَ أَبُو هُرَيْرَةَ مَنْ أَعُولُ ؟ , فَقَالَ : امْرَأَتُكَ مِمَّنْ تَعُولُ ) (7) ( تَقُولُ : أَطْعِمْنِي وَإِلَّا طَلِّقْنِي (8) ) (9) ( وَوَلَدُكَ , يَقُولُ : أَطْعِمْنِي إِلَى مَنْ تَدَعُنِي ) (10) ( وَخَادِمُكَ , يَقُولُ : أَطْعِمْنِي وَإِلَّا فَبِعْنِي ) (11) " (12)
__________
(1) أَيْ : أَفْضَل الصَّدَقَة مَا أَخْرَجَهُ الْإِنْسَانُ مِنْ مَالِهِ بَعْدَ أَنْ يَسْتَبْقِيَ مِنْهُ قَدْرَ الْكِفَايَة ، وَلِذَلِكَ قَالَ بَعْدَهُ : وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ , وَقَالَ النَّوَوِيّ : مَذْهَبُنَا أَنَّ التَّصَدُّقَ بِجَمِيعِ الْمَالِ مُسْتَحَبّ لِمَنْ لَا دَيْنَ عَلَيْهِ وَلَا لَهُ عِيَال لَا يَصْبِرُونَ ، وَيَكُونُ هُوَ مِمَّنْ يَصْبِرُ عَلَى الْإِضَاقَةِ وَالْفَقْرِ ، فَإِنْ لَمْ يَجْمَعْ هَذِهِ الشُّرُوطَ فَهُوَ مَكْرُوه , وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي " الْمُفْهِمِ " : مَعْنَى الْحَدِيثِ : أَفْضَلُ الصَّدَقَة مَا وَقَعَ بَعْدَ الْقِيَامِ بِحُقُوقِ النَّفْسِ وَالْعِيَال , بِحَيْثُ لَا يَصِيرُ الْمُتَصَدِّق مُحْتَاجًا بَعْدَ صَدَقَتِهِ إِلَى أَحَد ، فَمَعْنَى الْغِنَى فِي هَذَا الْحَدِيثِ حُصُول مَا تُدْفَعُ بِهِ الْحَاجَة الضَّرُورِيَّة , كَالْأَكْلِ عِنْدَ الْجُوعِ الْمُشَوِّشِ الَّذِي لَا صَبْرَ عَلَيْهِ ، وَسَتْرِ الْعَوْرَةِ ، وَالْحَاجَة إِلَى مَا يَدْفَعُ بِهِ عَنْ نَفْسِهِ الْأَذَى ، وَمَا هَذَا سَبِيله فَلَا يَجُوزُ الْإِيثَارُ بِهِ بَلْ يَحْرُمُ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا آثَرَ غَيْرَهُ بِهِ أَدَّى إِلَى إِهْلَاكِ نَفْسِهِ أَوْ الْإِضْرَارِ بِهَا أَوْ كَشْف عَوْرَتِهِ ، فَمُرَاعَاة حَقِّهِ أَوْلَى عَلَى كُلِّ حَال ، فَإِذَا سَقَطَتْ هَذِهِ الْوَاجِبَاتُ صَحَّ الْإِيثَارُ وَكَانَتْ صَدَقَتُهُ هِيَ الْأَفْضَل , لِأَجْلِ مَا يَتَحَمَّلُ مِنْ مَضَضِ الْفَقْر وَشِدَّةِ مَشَقَّتِهِ ، فَبِهَذَا يَنْدَفِعُ التَّعَارُض بَيْنَ الْأَدِلَّةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 5 / ص 26)
(2) ( خ ) 5040 , ( س ) 2534
(3) ( حم ) 7155 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(4) ( حم ) 8728 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(5) أَيْ : بِمَنْ يَجِب عَلَيْه نَفَقَته ، يُقَال : عَالَ الرَّجُلُ أَهْله إِذَا مَانَهُمْ ، أَيْ : قَامَ بِمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنْ قُوت وَكِسْوَة , وَهُوَ أَمْرٌ بِتَقْدِيمِ مَا يَجِبُ عَلَى مَا لَا يَجِبُ , وَقَالَ اِبْن الْمُنْذِر : اُخْتُلِفَ فِي نَفَقَة مَنْ بَلَغَ مِنْ الْأَوْلَاد وَلَا مَال لَهُ وَلَا كَسْب ، فَأَوْجَبَتْ طَائِفَة النَّفَقَة لِجَمِيعِ الْأَوْلَاد أَطْفَالًا كَانُوا أَوْ بَالِغِينَ , إِنَاثًا وَذُكْرَانًا إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُمْ أَمْوَال يَسْتَغْنُونَ بِهَا ، وَذَهَبَ الْجُمْهُور إِلَى أَنَّ الْوَاجِب أَنْ يُنْفِق عَلَيْهِمْ حَتَّى يَبْلُغ الذَّكَر أَوْ تَتَزَوَّج الْأُنْثَى , ثُمَّ لَا نَفَقَة عَلَى الْأَب إِلَّا إِنْ كَانُوا زَمْنَى ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُمْ أَمْوَال فَلَا وُجُوب عَلَى الْأَب , وَأَلْحَق الشَّافِعِيُّ وَلَد الْوَلَد وَإِنْ سَفَلَ بِالْوَلَدِ فِي ذَلِكَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 15 / ص 212)
(6) ( حم ) 15616 , ( خ ) 5041
(7) ( حم ) 10830
(8) اسْتَدَلَّ بِقَوْلِهِ " إِمَّا أَنْ تُطْعِمنِي وَإِمَّا أَنْ تُطَلِّقنِي " مَنْ قَالَ : يُفَرَّق بَيْن الرَّجُل وَامْرَأَته إِذَا أَعْسَر بِالنَّفَقَةِ وَاخْتَارَتْ فِرَاقه ، وَهُوَ قَوْل جُمْهُور الْعُلَمَاء . فتح الباري لابن حجر - (ج 15 / ص 212)
(9) ( حم ) 7423 , ( خ ) 5040
(10) ( خ ) 5040 , ( حم ) 10795
(11) ( حم ) 7423 , ( خ ) 5040
(12) صححه الألباني في الإرواء : 2181(2/1692)
( م ) ، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا أَعْطَى اللَّهُ أَحَدَكُمْ خَيْرًا فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ (1) " (2)
__________
(1) قلت : هذا ينطبق على العلم كما ينطبق على المال .ع
(2) ( م ) 10 - ( 1822 ) , ( حم ) 20862(2/1693)
( س د حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" تَصَدَّقُوا " ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ عِنْدِي دِينَارٌ ، قَالَ : " تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى نَفْسِكَ " قَالَ : عِنْدِي دِينَارٌ آخَرُ ، قَالَ : " تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى زَوْجَتِكَ " , قَالَ : عِنْدِي دِينَارٌ آخَرُ ، قَالَ : " تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى وَلَدِكَ " , قَالَ : عِنْدِي دِينَارٌ آخَرُ ، قَالَ : " تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى خَادِمِكَ " , قَالَ : عِنْدِي دِينَارٌ آخَرُ ، قَالَ : " أَنْتَ أَبْصَرُ " (1)
__________
(1) حسنه الألباني في الإرواء : 895(2/1694)
( خ م حم خز ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ :
( كَانَ أَبُو طَلْحَةَ t أَكْثَرَ الْأَنْصَارِ بِالْمَدِينَةِ مَالًا مِنْ نَخْلٍ ، وَكَانَ أَحَبُّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ ، وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ ، " وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ e يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ " ، قَالَ أنَس : فَلَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآية : { لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ }(1)قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ e فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ : ? لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ? ، وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءَ ، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ )(2)(وَلَوْ اسْتَطَعْتُ أَنْ أُسِرَّهَا لَمْ أُعْلِنْهَا )(3)(فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ e : " بَخٍ ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ ، وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا )(4)(فِي فُقَرَاءِ أَهْلِكَ أَدْنَى أَهْلِ بَيْتِكَ " )(5)(فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ : أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ )(6)(فَجَعَلَهَا فِي حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ (7) )(8).
__________
(1) [آل عمران/92]
(2 ( خ ) 1392 ، ( م ) 42 - ( 998 )
(3 ( حم ) 12165 , ( ت ) 2997 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(4 ( خ ) 1392 ، ( م ) 42 - ( 998 )
(5 ( خز ) 2458 ، ( حم ) 12165 وقال الألباني : إسناده صحيح .
(6 ( خ ) 1392 ، ( م ) 42 - ( 998 )
(7 قَالَ أَبُو دَاوُد : بَلَغَنِي عن الْأَنْصَارِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَبُو طَلْحَةَ زَيْدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَحَسَّانُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامٍ يَجْتَمِعَانِ إِلَى حَرَامٍ وَهُوَ الْأَبُ الثَّالِثُ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فَعَمْرٌو يَجْمَعُ حَسَّانَ وَأَبَا طَلْحَةَ وَأُبَيًّا قَالَ الْأَنْصَارِيُّ بَيْنَ أُبَيٍّ وَأَبِي طَلْحَةَ سِتَّةُ آبَاءٍ .( د ) 1689
(8 ( م ) 43 - ( 998 ) ، ( س ) 3602 ، ( خ ) 1392(2/1695)
( طب ) , وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ أَفْضَلَ الصَّدَقَةِ , الصَّدَقَةُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الْكَاشِحِ (1) " (2)
__________
(1) قال المنذري : يعني أن أفضل الصدقة على ذي الرحم القاطع المضمر العداوة في باطنه .
(2) ( طب ) 4051 , ( حم ) 15355 , ( ك ) 1475 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1110 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 893(2/1696)
( س ) , وَعَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ الصَّدَقَةَ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ , وَعَلَى ذِي الْقَرَابَةِ اثْنَتَانِ , صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ " (1)
__________
(1) ( س ) 2582 , ( ت ) 658 , ( جة ) 1844 , ( حم ) 16278 , انظر صحيح الجامع : 3858 , وصحيح الترغيب والترهيب : 892(2/1697)
فَضْلُ الْعَمَلِ عَلَى الصَّدَقَة
( ت ) , عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْعَامِلُ عَلَى الصَّدَقَةِ بِالْحَقِّ , كَالْغَازِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 645 , ( د ) 2936 , ( جة ) 1809 , ( حم ) 15864 , انظر صحيح الجامع : 4117 , وصحيح الترغيب والترهيب : 773(2/1698)
( طب ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْعَامِلُ إِذَا اسْتُعْمِلَ , فَأَخَذَ الْحَقَّ وَأَعْطَى الْحَقَّ , لَمْ يَزَلْ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ " (1)
__________
(1) ( طب ) 281 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 774(2/1699)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ الْخَازِنَ الْمُسْلِمُ الْأَمِينُ , الَّذِي يُعْطِي مَا أُمِرَ بِهِ , فَيُعْطِيهِ كَامِلًا مُوَفَّرًا طَيِّبَةً بِهِ نَفْسُهُ (1) فَيَدْفَعُهُ إِلَى الَّذِي أُمِرَ لَهُ بِهِ أَحَدُ الْمُتَصَدِّقَيْنِ " (2)
__________
(1) فيه دليل على أن طيب النفس له أثر في العمل .ع
(2) ( م ) 79 - ( 1023 ) , ( خ ) 1371 , ( د ) 1684 , ( حم ) 19530(2/1700)
فَضْلُ الصَّوْم
فَضْلُ الصَّوْمِ مُطْلَقًا
( خ م حم ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( قَالَ اللَّهُ - عز وجل - : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ (1) ) (2) وفي رواية (3) : كُلُّ الْعَمَلِ كَفَّارَةٌ (4) وفي رواية (5) : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ , ( إِلَّا الصَّوْمَ ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ (6) ) (7) ( يَدَعُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي ) (8) ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي (9) "
__________
(1) قال النووي : اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي مَعْنَاهُ مَعَ كَوْن جَمِيع الطَّاعَات لِلَّهِ تَعَالَى ، فَقِيلَ : سَبَب إِضَافَتِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنَّهُ لَمْ يُعْبَدْ أَحَدٌ غَيْرُ اللَّهِ تَعَالَى بِهِ ، فَلَمْ يُعَظِّم الْكُفَّارُ فِي عَصْرٍ مِنْ الْأَعْصَارِ مَعْبُودًا لَهُمْ بِالصِّيَامِ ، وَإِنْ كَانُوا يُعَظِّمُونَهُ بِصُورَةِ الصَّلَاةِ وَالسُّجُودِ وَالصَّدَقَةِ وَالذِّكْرِ وَغَيْر ذَلِكَ .
وَقِيلَ : لِأَنَّ الصَّوْم بَعِيدٌ مِنْ الرِّيَاء لِخَفَائِهِ ، بِخِلَافِ الصَّلَاة وَالْحَجّ وَالْغَزْوَة وَالصَّدَقَة وَغَيْرهَا مِنْ الْعِبَادَات الظَّاهِرَة ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ : أَنَا الْمُنْفَرِدُ بِعِلْمِ مِقْدَار ثَوَابه أَوْ تَضْعِيف حَسَنَاته , وَغَيْره مِنْ الْعِبَادَات أَظْهَر سُبْحَانَهُ بَعْض مَخْلُوقَاته عَلَى مِقْدَار ثَوَابهَا ، وَقِيلَ : هِيَ إِضَافَة تَشْرِيف ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : { نَاقَة اللَّه } مَعَ أَنَّ الْعَالَم كُلّه لِلَّهِ تَعَالَى .
وَفِي هَذَا الْحَدِيث بَيَان عِظَم فَضْل الصَّوْم وَالحَثّ إِلَيْهِ . ( النووي - ج 4 / ص 152)
(2) ( خ ) 1805 , ( م ) 161 - ( 1151 )
(3) ( حم ) 10026 , ( خ ) 7100
(4) أَيْ : كل عمل ابن آدم كفارة لخطاياه .ع
(5) ( جة ) 1638 , ( م ) 164 - ( 1151 ) , ( ت ) 764 , ( حم ) 9712
(6) قَوْله تَعَالَى : ( وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ) بَيَان لِعِظَمِ فَضْله ، وَكَثْرَةِ ثَوَابه ؛ لِأَنَّ الْكَرِيم إِذَا أَخْبَرَ بِأَنَّهُ يَتَوَلَّى بِنَفْسِهِ الْجَزَاء اقْتَضَى عِظَم قَدْر الْجَزَاء وَسَعَة الْعَطَاء .( النووي - ج 4 / ص 152)
(7) ( خ ) 1805 , ( م ) 161 - ( 1151 ) , ( س ) 2216 , ( ت ) 764
(8) ( حم ) 9101 , ( خ ) 7054 , ( م ) 164 - ( 1151 )
(9) ( حم ) 9127 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : صحيح وهذا إسناد قوي .(2/1701)
( س حم ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ : ) (1) ( يَا رَسُولَ اللَّهِ , مُرْنِي بِعَمَلٍ آخُذُهُ عَنْكَ ) (2) ( يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ ) (3) ( قَالَ : " عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ ) (4) فَإِنَّهُ لَا عَدْلَ لَهُ (5) " ( قَالَ رَجَاءٌ بْنُ حَيْوَةَ : فَمَا رُئِيَ أَبُو أُمَامَةَ وَلَا امْرَأَتُهُ وَلَا خَادِمُهُ إِلَّا صُيَّامًا , فَكَانَ إِذَا رُئِيَ فِي دَارِهِمْ دُخَانٌ بِالنَّهَارِ قِيلَ : اعْتَرَاهُمْ ضَيْفٌ , نَزَلَ بِهِمْ نَازِلٌ , قَالَ أَبُو أُمَامَةَ : فَلَبِثْتُ بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ , ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَمَرْتَنَا بِالصِّيَامِ , فَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ بَارَكَ اللَّهُ لَنَا فِيهِ , فَمُرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ بِعَمَلٍ آخَرَ , قَالَ : " اعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تَسْجُدَ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَ اللَّهُ لَكَ بِهَا دَرَجَةً , وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً ) (6) "
__________
(1) ( س ) 2220
(2) ( حم ) 22195 , ( س ) 2223
(3) ( حم ) 22203 , 22330 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( س ) 2220 , ( حم ) 22194
(5) ( س ) 2222 , أَيْ : لَا مِثْلَ لَهُ . شرح سنن النسائي - (ج 3 / ص 384)
(6) ( حم ) 22194 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4045 , الصَّحِيحَة : 1937 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 986 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(2/1702)
( خ م ت ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ , يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ , يُقَالُ : أَيْنَ الصَّائِمُونَ ؟ ) (1) ( فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ ) (2) ( فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ ) (3) ( فَمَنْ كَانَ مِنْ الصَّائِمِينَ دَخَلَهُ , وَمَنْ دَخَلَهُ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا ) (4) "
__________
(1) ( م ) 166 - ( 1152 ) , ( خ ) 1797
(2) ( خ ) 1797
(3) ( م ) 166 - ( 1152 ) , ( خ ) 1797 , ( س ) 2237 , ( حم ) 22869
(4) ( ت ) 765 , ( س ) 2236 , ( حم ) 22893 , انظر صحيح الجامع : 5184 , وصحيح الترغيب والترهيب : 979(2/1703)
( س حم ) , وَعَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ :
( دَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ - رضي الله عنه - , فَدَعَا بِلَبَنٍ فَقُلْتُ : إِنِّي صَائِمٌ ، فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " الصَّوْمُ جُنَّةٌ (1) مِنْ النَّارِ كَجُنَّةِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْقِتَالِ ) (2) ( وَحِصْنٌ حَصِينٌ مِنَ النَّارِ ) (3) "
__________
(1) ( الْجُنَّةٌ ) : الْوِقَايَةُ .
(2) ( س ) 2231 , ( حم ) 15839 , ( خ ) 1795 , ( م ) 162 - ( 1151 ) , ( ت ) 764 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 982
(3) ( حم ) 9217 , ( هب ) 3571 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3880 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 980(2/1704)
( خ م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا ، إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ ) (1) ( وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَجَزَاهُ فَرِحَ ) (2) ( بِصَوْمِهِ ) (3) "
__________
(1) ( م ) 163 - ( 1151 ) , ( خ ) 1805
(2) ( م ) 1151 , ( حم ) 11022 , ( خ ) 1805
(3) ( خ ) 1805 , ( م ) 163 - ( 1151 ) , ( ت ) 766 , ( س ) 2214 , ( حم ) 4256 , 9419(2/1705)
( خ م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ , لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ (1) أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ " (2)
__________
(1) ( الخُلُوف ) : تَغَيُّر رَائِحَة فَم الصَّائِم بِسَبَبِ الصِّيَام . ( فتح الباري) - (ج 6 / ص 129)
(2) ( م ) 163 - ( 1151 ) , ( خ ) 1805 , ( ت ) 764 , ( س ) 2217 , ( حم ) 4256 , 8043(2/1706)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَقُولُ الصِّيَامُ : أَيْ رَبِّ ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ : مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، قَالَ : فَيُشَفَّعَانِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 6626 , ( ك ) 2036 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3882 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 984(2/1707)
( خ جة ) , عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ :
( كُنْتُ أَمْشِي مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - بِمِنًى فَلَقِيَهُ عُثْمَانُ - رضي الله عنه - , فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً , فَخَلَوَا ) (1) ( فَجَلَسْتُ قَرِيبًا مِنْهُ ) (2) ( فَقَالَ عُثْمَانُ : هَلْ لَكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي أَنْ نُزَوِّجَكَ بِكْرًا تُذَكِّرُكَ ) (3) ( مِنْ نَفْسِكَ بَعْضَ مَا قَدْ مَضَى ؟ , فَلَمَّا رَأَى عَبْدُ اللَّهِ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ سِوَى هَذِهِ أَشَارَ إِلَيَّ بِيَدِهِ فَجِئْتُ ) (4) ( فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ : ) (5) ( كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - شَبَابًا لَا نَجِدُ شَيْئًا , فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ , مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ (6) فَلْيَتَزَوَّجْ , فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ , وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ , فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ " ) (7)
_________
(1) ( خ ) 4778
(2) ( جة ) 1845
(3) ( خ ) 4778
(4) ( جة ) 1845 , ( خ ) 4778
(5) ( خ ) 4778
(6) الْبَاءَةُ : النِّكَاحُ , لِأَنَّ مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً بَوَّأَهَا مَنْزِلًا , وَالْوَطْءُ سُمِّيَ بَاءَةً أَيْضًا , وَالْمَنِيُّ أَيْضًا سُمِّيَ بَاءَةً كَذَلِكَ .
قلت : فقوله : ( الباءة ) شامل للمعاني الثلاث .ع
(7) ( خ ) 4779 , 1806 , ( م ) 1 - ( 1400 ) , ( ت ) 1081 , ( س ) 2240 , ( د ) 2046 , ( حم ) 4271(2/1708)
فَضْلُ شَهْرِ رَمَضَانَ وَصَوْمِه
قَالَ تَعَالَى : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } [البقرة/185]
( طس ) , وَعَنْ وَاثِلَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَ الْإِنْجِيلُ لِثَلَاث عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَ الزَّبُورُ لِثَمَانِ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ , وَأُنْزِلَ الْقُرْآنُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ (1) " (2)
__________
(1) قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : يُرِيدُ بِهِ لَيْلَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ .
(2) ( طس ) 3740 , ( حم ) 17025 , ( يع ) 2190 , ( هق ) 18429 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1497 ، وصححه الألباني في صحيح السيرة ص90(2/1709)
( س جة حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( دَخَلَ رَمَضَانُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ) (1) ( " هَذَا رَمَضَانُ قَدْ جَاءَكُمْ ) (2) ( شَهْرٌ مُبَارَكٌ , فَرَضَ اللَّهُ - عز وجل - عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ ) (3) ( إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ صُفِّدَتْ (4) الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ (5) وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَنَادَى مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ (6) أَقْبِلْ (7) وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ (8) وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ , وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ (9) ) (10) ( حَتَّى يَنْقَضِيَ رَمَضَانُ ) (11) ( وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ ، وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا مَحْرُومٌ ) (12) "
__________
(1) ( جة ) 1644
(2) ( س ) 2103 , ( حم ) 13499
(3) ( س ) 2106
(4) صُفِّدَتْ : قيدت بالسلاسل والأغلال .
(5) ( مَرَدَةُ الْجِنِّ ) جَمْعُ مَارِدٍ , وَهُوَ الْمُتَجَرِّدُ لِلشَّرِّ ، وَمِنْهُ الْأَمْرَدُ لِتَجَرُّدِهِ مِنْ الشَّعْرِ ،
وَقِيلَ : الْحِكْمَةُ فِي تَقْيِيدِ الشَّيَاطِينِ وَتَصْفِيدِهِمْ كَيْ لَا يُوَسْوِسُوا فِي الصَّائِمِينَ , وَأَمَارَةُ ذَلِكَ تَنَزُّهُ أَكْثَرِ الْمُنْهَمِكِينَ فِي الطُّغْيَانِ عَنْ الْمَعَاصِي وَرُجُوعِهِمْ بِالتَّوْبَةِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى .
قَالَ الْقُرْطُبِيُّ : فَإِنْ قِيلَ : كَيْفَ نَرَى الشُّرُورَ وَالْمَعَاصِيَ وَاقِعَةً فِي رَمَضَانَ كَثِيرًا ؟ , فَلَوْ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ لَمْ يَقَعْ ذَلِكَ فَالْجَوَابُ أَنَّهَا إِنَّمَا تَقِلُّ عَنْ الصَّائِمِينَ الصَّوْمَ الَّذِي حُوفِظَ عَلَى شُرُوطِهِ وَرُوعِيَتْ آدَابُهُ , أَوْ الْمُصَفَّدُ بَعْضُ الشَّيَاطِين , وَهُمْ الْمَرَدَةُ لَا كُلُّهُمْ , وَهَذَا أَمْرٌ مَحْسُوسٌ , فَإِنَّ وُقُوعَ ذَلِكَ فِيهِ أَقَلُّ مِنْ غَيْرِهِ , إِذْ لَا يَلْزَمُ مِنْ تَصْفِيدِ جَمِيعِهِمْ أَنْ لَا يَقَعَ شَرٌّ وَلَا مَعْصِيَةٌ , لِأَنَّ لِذَلِكَ أَسْبَابًا غَيْرَ الشَّيَاطِينِ , كَالنُّفُوسِ الْخَبِيثَةِ وَالْعَادَاتِ الْقَبِيحَةِ وَالشَّيَاطِينِ الْإِنْسِيَّةِ . تحفة الأحوذي - (ج 2 / ص 219)
(6) أَيْ : طَالِبَ الْعَمَلِ وَالثَّوَابِ .
(7) أَيْ : أَقْبِلْ إِلَى اللَّهِ وَطَاعَتِهِ بِزِيَادَةِ الِاجْتِهَادِ فِي عِبَادَتِهِ , وَهُوَ أَمْرٌ مِنْ الْإِقْبَالِ , أَيْ : تَعَالَ فَإِنَّ هَذَا أَوَانُك , فَإِنَّك تُعْطَى الثَّوَابَ الْجَزِيلَ بِالْعَمَلِ الْقَلِيلِ .تحفة الأحوذي - (ج 2 / ص 219)
(8) أَيْ : أَمْسِكْ وَتُبْ فَإِنَّهُ أَوَان قَبُول التَّوْبَة . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 3 / ص 415)
(9) أَيْ : فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي رَمَضَانَ . تحفة الأحوذي - (ج 2 / ص 219)
(10) ( جة ) 1642 , ( ت ) 682 , ( خ ) 3103 , ( م ) 1 - ( 1079 ) , ( س ) 2097
(11) ( حم ) 23538 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(12) ( جة ) 1644 , ( س ) 2106 , ( حم ) 7148(2/1710)
( م ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ ) (1) ( كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ ) (2) ( إِذَا اجْتُنِبَتْ الْكَبَائِرُ ) (3) "
__________
(1) ( م ) 16 - ( 233 )
(2) ( م ) 15 - ( 233 )
(3) ( م ) 16 - ( 233 ) , ( ت ) 214 , ( حم ) 9186(2/1711)
( جة ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ لِلَّهِ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ (1) عُتَقَاءَ (2) وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ (3) " (4)
__________
(1) أَيْ : إن لله تعالى عند كل وقت فطر كل يوم من رمضان , وهو تمام الغروب . فيض القدير (ج 2 / ص 606)
(2) أَيْ : عتقاء من دخول نار جهنم . فيض القدير - (ج 2 / ص 606)
(3) أَيْ : في كل يوم من رمضان . فيض القدير
(4) ( جة ) 1643 , ( حم ) 22256 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2170 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1001(2/1712)
( طب ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" تَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ ، فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ " (1)
__________
(1) ( طب ) 720 , ( هب ) 1121 , انظر الصَّحِيحَة : 1890(2/1713)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً (1) وَاحْتِسَاباً (2) غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ (3) " (4)
__________
(1) أَيْ : مُؤْمِنًا بِاللَّهِ وَمُصَدِّقًا بِأَنَّهُ تَقَرُّبٌ إِلَيْهِ . عون المعبود - (ج 3 / ص 309)
(2) أَيْ : طَلَبًا لِلثَّوَابِ . عون المعبود - (ج 3 / ص 309)
(3) قَالَ السُّيُوطِيُّ : هُوَ مَحْمُولٌ عَلَى الصَّغَائِرِ دُونَ الْكَبَائِرِ , قَالَ النَّوَوِيُّ : إِنَّ الْمُكَفِّرَاتِ إِنْ صَادَفَتْ السَّيِّئَاتِ تَمْحُوهَا إِذَا كَانَتْ صَغَائِرَ , وَتُخَفِّفُهَا إِذَا كَانَتْ كَبَائِرَ , وَإِلَّا تَكُونُ مُوجِبَةً لِرَفْعِ الدَّرَجَاتِ فِي الْجَنَّاتِ .تحفة الأحوذي(ج2ص220)
(4) ( خ ) 38 , ( م ) 175 - ( 760 )(2/1714)
فَضْلُ صَوْمِ أَكْثَرِ شَعْبَان
( س ) , عَنْ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْراً مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ ، قَالَ : " ذَلِكَ شَهْرٌ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ ، يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ " (1)
__________
(1) ( س ) 2357 , ( حم ) 21801 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3711 , الصَّحِيحَة : 1898(2/1715)
( م س ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" ( لَمْ يَكُنْ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الشَّهْرِ مِنْ السَّنَةِ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ ) (1) ( كَانَ يَصُومُهُ إِلَّا قَلِيلًا , بَلْ كَانَ يَصُومُهُ كُلَّهُ ) (2) بَلْ كَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ (3) "
__________
(1) ( م ) 177 - ( 782 ) , 176 - ( 1156 ) , ( خ ) 1869 , ( س ) 2180 , ( د ) 2434
(2) ( س ) 2178 , 2179 , 2180 , 2354 , ( خ ) 1869 , ( م ) 176 - ( 1156 )
(3) ( س ) 2350 , ( د ) 2431 , ( جة ) 1649 , ( حم ) 25589(2/1716)
( ت د ) , وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصُومُ مِنْ السَّنَةِ شَهْرًا تَامًّا إِلَّا شَعْبَانَ , يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ " (1)
وفي رواية (2) : " مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ إِلَّا شَعْبَانَ وَرَمَضَانَ "
__________
(1) ( د ) 2336 , ( س ) 2353 , ( جة ) 1648 , ( حم ) 26695 , انظر صحيح الجامع : 4628 , وصحيح الترغيب والترهيب : 1024
(2) ( ت ) 736 , ( س ) 2352 , ( حم ) 26604 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 1025(2/1717)
فَضْلُ صِيَامِ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّال
( ن جة حم ) , عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( صِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ , وَصِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ ) (1) ( بَعْدَ الْفِطْرِ ) (2) ( بِشَهْرَيْنِ , فَذَلِكَ صِيَامُ سَنَةٍ ) (3) ( { مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا } (4) ) (5) "
__________
(1) ( ن ) 2860 , ( جة ) 1715
(2) ( حم ) 22465 , ( جة ) 1715
(3) ( ن ) 2860 , ( جة ) 1715, ( حم ) 22465
(4) [الأنعام/160]
(5) ( جة ) 1715 , صححه الألباني في الإرواء تحت حديث : 950 , وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1007(2/1718)
( ن ) , وَعَنْ ثَوْبَانَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" جَعَلَ اللَّهُ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، الشَّهْرُ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ ، وَصِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ بَعْدَ الشَّهْرِ تَمَامُ السَّنَةِ " (1)
__________
(1) ( ن ) 2861 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3094(2/1719)
( م ) , وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ صَامَ رَمَضَانَ , ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ , كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ " (1)
__________
(1) ( م ) 204 - ( 1164 ) , ( ت ) 759 , ( د ) 2433 , ( حم ) 23580(2/1720)
فَضْلُ صَوْمِ الثَّمَانِيَةِ الْأُولَى مِنْ ذِي الْحِجَّة
( ت ) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ " , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ " (1)
__________
(1) ( ت ) 757 , ( خ ) 926 , ( د ) 2438 , ( جة ) 1727 , ( حم ) 1968(2/1721)
( بز ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ أَفْضَلَ أَيَّامِ الدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ " ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا مِثْلُهُنَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ قَالَ : " وَلَا مِثْلُهُنَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , إِلَّا مَنْ عَفَّرَ وَجَهَهُ فِي التُّرَابِ " (1)
__________
(1) أخرجه البزار كما في كشف الأستار : (2/28 ، رقم 1128) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1133 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :1150(2/1722)
( حم ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ , فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 6154 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1248(2/1723)
فَضْلُ صِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ لِغَيْرِ الْحَاجّ
( ت ) , عَنْ أَبِي قَتَادَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ , إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ " (1)
__________
(1) ( ت ) 749 , ( م ) 196 - ( 1162 ) , , ( د ) 2425 , ( حم ) 22674(2/1724)
فَضْلُ صِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاء
( حم ) , وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ يُكَفِّرُ سَنَتَيْنِ مَاضِيَةً وَمُسْتَقْبَلَةً ، وَصَوْمُ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ سَنَةً مَاضِيَةً " (1)
__________
(1) ( حم ) 22588 , انظر صححه الألباني في الإرواء : 955(2/1725)
( م ت د حم ) , عَنْ أَبِي قَتَادَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ , أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ " (1)
__________
(1) ( م ) 196 - ( 1162 ) , ( ت ) 752 , ( د ) 2425 , ( حم ) 22674(2/1726)
فَضْلُ صَوْمِ شَهْرِ الْمُحَرَّم
( م ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ ، شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ " (1)
__________
(1) ( م ) 202 - ( 1163 ) , ( ت ) 740 , ( س ) 1613 , ( د ) 2429 , ( حم ) 8013(2/1727)
فَضْلُ صِيَامِ الثَّلَاثِ الْبِيض
( س حم ) , وَعَنْ قَتَادَةَ بْنِ مِلْحَانَ الْقَيْسِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأْمُرُنَا بِصَوْمِ أَيَّامِ اللَّيَالِي الْغُرِّ الْبِيضِ : ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ ) (1) ( وَقَالَ : هُنَّ كَصَوْمِ الدَّهْرِ ) (2) "
__________
(1) ( س ) 2432 , ( د ) 2449 , ( جة ) 1707
(2) ( حم ) 20336 , ( د ) 2449 , ( س ) 2430 , ( جة ) 1707 , والحديث صححه الألباني من رواية ( د ) 2449 , وفي صحيح موارد الظمآن : 782 ، وضعفه من روايات ( س جة ) ، وحسن الأرناءوط روايات ( حم ) لغيرها .ع(2/1728)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
أَتَى أَعْرَابِيٌّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِأَرْنَبٍ قَدْ شَوَاهَا وَمَعَهَا صِنَابُهَا (1) وَأُدْمُهَا (2) ، فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ ، " فَأَمْسَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ يَأْكُلْ ، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَأْكُلُوا " ، فَأَمْسَكَ الْأَعْرَابِيُّ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَأْكُلَ ؟ " , قَالَ : إِنِّي أَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ الشَّهْرِ قَالَ : " إِنْ كُنْتَ صَائِمًا فَصُمْ الْأَيَّامَ الْغُرَّ (3) " (4)
__________
(1) الصِّنَابُ : الْخَرْدَلُ بِالزَّيْت .
(2) الأُدْمُ : أَيْ مَا يُغْمَسُ فِيهِ الْخُبْزُ ( كَالطَّبِيخِ وَالْمَرَقِ وَالْخَلِّ وَالزَّيْتِ وَالسَّمْنِ وَالشَّيْرَجِ وَاللَّبَنِ وَالدِّبْسِ وَالْعَسَلِ أَوْ جَامِدٍ كَالشِّوَاءِ وَالْجُبْنِ وَالْبَاقِلَّاءِ وَالزَّيْتُونِ وَالْبَيْضِ وَالْمِلْحِ وَالتَّمْرِ وَالزَّبِيبِ وَنَحْوِهِ ) مِنْ كُلِّ مَا جَرَتْ الْعَادَةُ بِأَكْلِ الْخُبْزِ بِهِ , لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ التَّأَدُّمُ قَالَ تَعَالَى { وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ } , وَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - { نِعْمَ الْإِدَامُ الْخَلُّ } رَوَاهُ مُسْلِمٌ , وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - { ائْتَدِمُوا بِالزَّيْتِ وَادَّهِنُوا بِهِ } رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ . انظر ( كشَّاف القِناع )
(3) يعني : الأيام البيض .
(4) ( حم ) 8415 , 8541 , ( س ) 2421 , 4311 ( حب ) 3650 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1434 , الصحيحة : 1567 , وقال الشيخ الأرناؤوط : إسناده صحيح .(2/1729)
( س ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نَصُومَ مِنْ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ الْبِيضَ : ثَلَاثَ عَشْرَةَ , وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ , وَخَمْسَ عَشْرَةَ " (1)
__________
(1) ( س ) 2422 , ( ت ) 761 , ( حم ) 21388 , وحسنه الألباني في الإرواء : 947 ، وصَحِيح الْجَامِع : 7817 ، وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1038(2/1730)
( س حم ) , عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ (1) ؟ , صَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ (2)
وفي رواية (3) : " صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يُذْهِبْنَ وَحَرَ الصَّدْرِ "
__________
(1) ( وَحَرَ الصَّدْرِ ) : مَا يَحْصُلُ فِي الْقَلْبِ مِنْ الْكُدُورَاتِ وَالْقَسْوَة , وَقِيلَ : الْحِقْدُ وَالْغَيْظُ ، وَقِيلَ : أَشَدُّ الْغَضَبِ , كَذَا فِي النِّهَايَةِ . شرح سنن النسائي - (ج 3 / ص 444)
(2) ( س ) 2385 , ( عب ) 7867 , انظر صحيح الجامع : 2608 , وصحيح الترغيب والترهيب : 1036
(3) ( حم ) 20757 , ( ش ) 36635 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3804 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :1032(2/1731)
( س د حم ) , وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ : كَيْفَ تَصُومُ ؟ , " فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ قَوْلِهِ " , فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - غَضَبَهُ قَالَ : رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا , وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا , وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا , نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَمِنْ غَضَبِ رَسُولِهِ , فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَدِّدُهَا حَتَّى سَكَنَ غَضَبُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , كَيْفَ بِمَنْ يَصُومُ الدَّهْرَ كُلَّهُ ؟ , فَقَالَ : " لَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ لَمْ يَصُمْ وَلَمْ يُفْطِرْ (1) " , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , كَيْفَ بِمَنْ يَصُومُ يَوْمَيْنِ وَيُفْطِرُ يَوْمًا ؟ , قَالَ : " أَوَيُطِيقُ ذَلِكَ أَحَدٌ ؟ " , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَيْفَ بِمَنْ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا ؟ , قَالَ : " ذَلِكَ صَوْمُ دَاوُدَ - عليه السلام - " , قَالَ : فَكَيْفَ بِمَنْ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمَيْنِ ؟ ) (2) ( قَالَ : " وَدِدْتُ أَنِّي أُطِيقُ ذَلِكَ ) (3) ( فَقَالَ : صَوْمُ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ ؟ , قَالَ : " ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ , وَأُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ ) (4) ( ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ثَلَاثٌ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ , وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ , فَهَذَا صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ ) (5) "
__________
(1) هي أيضا من رواية ( د ) 2425 , ( ت ) 767 .
(2) ( د ) 2425 , ( م ) 197 - ( 1162 ) , ( س ) 2387 , ( جة ) 1713
(3) ( س ) 2387 , ( م ) 197 - ( 1162 )
(4) ( حم ) 22590 , ( م ) 197 - ( 1162 ) , ( د ) 2426
(5) ( د ) 2425 , ( م ) 197 - ( 1162 ) , ( س ) 2387 , ( جة ) 1713 , ( حم ) 22703(2/1732)
( خ م د حم ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( أَوْصَانِي خَلِيلِي (1) - صلى الله عليه وسلم - بِثَلَاثٍ لَا أَدَعُهُنَّ ) (2) ( فِي سَفَرٍ وَلَا حَضَرٍ ) (3) ( حَتَّى أَمُوتَ ) (4) ( أَوْصَانِي بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى (5) ) (6) ( فَإِنَّهَا صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ (7) ) (8) ( وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ ) (9) "
__________
(1) اَلْخَلِيل : اَلصَّدِيق اَلْخَالِص الَّذِي تَخَلَّلَتْ مَحَبَّتُهُ اَلْقَلْبَ فَصَارَتْ فِي خِلَالِهِ , أَيْ : فِي بَاطِنِهِ ، وَقَوْل أَبِي هُرَيْرَة هَذَا لَا يُعَارِضُهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ قَوْلِهِ - صلى الله عليه وسلم - " لَوْ كُنْت مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْر " لِأَنَّ اَلْمُمْتَنِعَ أَنْ يَتَّخِذَ هُوَ - صلى الله عليه وسلم - غَيْرَهُ خَلِيلًا لَا اَلْعَكْسُ ، وَلَا يُقَالُ إِنَّ الْمُخَالَلَةَ لَا تَتِمُّ حَتَّى تَكُونَ مِنْ اَلْجَانِبَيْنِ , لِأَنَّا نَقُولُ : إِنَّمَا نَظَرَ اَلصَّحَابِيُّ إِلَى أَحَدِ اَلْجَانِبَيْنِ فَأَطْلَقَ ذَلِكَ ، أَوْ لَعَلَّهُ أَرَادَ مُجَرَّدَ اَلصُّحْبَةِ أَوْ الْمَحَبَّةِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 178)
(2) ( خ ) 1124 , ( د ) 1432
(3) ( د ) 1432
(4) ( خ ) 1124 , ( حم ) 7138
(5) قال الألباني في الإرواء (ج 4 / ص 101) تحت حديث 946 : ( تنبيه ) : وقع في طريق الحسن البصري ( غسل الجمعة ) بدل ( صلاة الضحى ) في رواية للنسائي ( 2405 ) , وكذا وقع في بعض الطرق في ( حم ) 7658 , وكل ذلك شاذ , والصواب رواية الجماعة ( وركعتي الضحى ) , ويؤيده قول قتادة أحد رواته عن الحسن : ( ثم أوهم الحسن فجعل مكان الضحى غسل يوم الجمعة ) . أ . هـ
وفِي هَذَا الحديث دَلَالَة عَلَى اِسْتِحْبَاب صَلَاة اَلضُّحَى , وَأَنَّ أَقَلَّهَا رَكْعَتَانِ ، وَعَدَم مُوَاظَبَةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى فِعْلِهَا لَا يُنَافِي اِسْتِحْبَابهَا , لِأَنَّهُ حَاصِلٌ بِدَلَالَةِ اَلْقَوْلِ ، وَلَيْسَ مِنْ شَرْطِ اَلْحُكْمِ أَنْ تَتَضَافَرَ عَلَيْهِ أَدِلَّة اَلْقَوْلِ وَالْفِعْلِ ، لَكِنْ مَا وَاظَبَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى فِعْلِهِ مُرَجَّح عَلَى مَا لَمْ يُوَاظِبْ عَلَيْهِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 178)
(6) ( خ ) 1880 , ( م ) 721
(7) الْأَوَّاب : الْمُطِيع ، وَقِيلَ : الرَّاجِع إِلَى الطَّاعَة . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 88)
(8) ( حم ) 7586 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 664 , والإرواء تحت حديث : 459 , وصحيح ابن خزيمة تحت حديث : 1223
(9) ( خ ) 1880 , ( م ) 721(2/1733)
( ت س ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ الشَّهْرِ فَقَدْ صَامَ الدَّهْرَ كُلَّهُ , ثُمَّ قَالَ : صَدَقَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ { مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا } (1) ) (2) ( الْيَوْمُ بِعَشْرَةِ أَيَّامٍ ) (3) "
__________
(1) [الأنعام/160]
(2) ( س ) 2409 , ( ت ) 762
(3) ( ت ) 762 , ( جة ) 1708 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 1035 , الإرواء تحت حديث : 947(2/1734)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ :
كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - فِي سَفَرٍ ، فَلَمَّا نَزَلُوا أَرْسَلُوا إِلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي لِيَطْعَمَ (1) فَقَالَ لِلرُّسُولِ : إِنِّي صَائِمٌ ، فَلَمَّا وُضِعَ الطَّعَامُ وَكَادُوا يَفْرُغُونَ جَاءَ فَجَعَلَ يَأْكُلُ ، فَنَظَرَ الْقَوْمُ إِلَى رَسُولِهِمْ ، فَقَالَ : مَا تَنْظُرُونَ ؟ , قَدْ أَخْبَرَنِي أَنَّهُ صَائِمٌ , فَقَالَ : أَبُو هُرَيْرَةَ صَدَقَ ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، يَقُولُ : " صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ ، وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، صَوْمُ الدَّهْرِ " ، فَقَدْ صُمْتُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، فَأَنَا مُفْطِرٌ فِي تَخْفِيفِ اللَّهِ ، وَصَائِمٌ فِي تَضْعِيفِ اللَّهِ - عز وجل - . (2)
__________
(1) أَيْ : ليأكل .
(2) ( حم ) 8974 , وصححه الألباني في الإرواء تحت حديث : 946 , وقال الشيخ الأرناؤوط : إسناده صحيح .(2/1735)
( خ م ت س د جة حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( كُنْتُ أَصُومُ الدَّهْرَ , وَأَقْرَأُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ ) (1) ( فَزَوَّجَنِي أَبِي امْرَأَةً ) (2) ( ذَاتَ حَسَبٍ , فَكَانَ يَتَعَاهَدُ كَنَّتَهُ (3) فَيَسْأَلُهَا عَنْ بَعْلِهَا , فَتَقُولُ : نِعْمَ الرَّجُلُ مِنْ رَجُلٍ , لَمْ يَطَأْ لَنَا فِرَاشًا (4) وَلَمْ يُفَتِّشْ لَنَا كَنَفًا (5) مُنْذُ أَتَيْنَاهُ ) (6) ( لَا يَنَامُ اللَّيْلَ وَلَا يُفْطِرُ النَّهَارَ , فَوَقَعَ بِي (7) ) (8) ( أَبِي ) (9) ( وَقَالَ : زَوَّجْتُكَ امْرَأَةً ) (10) ( مِنْ قُرَيْشٍ ذَاتَ حَسَبٍ فَعَضَلْتَهَا (11) وَفَعَلْتَ وَفَعَلْتَ ؟ ) (12) ( قَالَ فَجَعَلْتُ لَا أَلْتَفِتُ إِلَى قَوْلِهِ مِمَّا أَرَى عِنْدِي مِنْ الْقُوَّةِ وَالِاجْتِهَادِ ) (13) ( فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَيْهِ ) (14) ( انْطَلَقَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَشَكَانِي ) (15) ( فَقَالَ : " ائْتِنِي بِهِ " , فَأَتَيْتُهُ مَعَهُ فَقَالَ : " كَيْفَ تَصُومُ ؟ " , فَقُلْتُ : كُلَّ يَوْمٍ ) (16) ( قَالَ : " لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَنَامُ , وَأَمَسُّ النِّسَاءَ (17) فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي ) (18) ( فلَا تَفْعَلْ , وَإِنَّ بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ فِي كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ , فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا , وَإِنَّ ذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ , فَصُمْ وَأَفْطِرْ , وَقُمْ وَنَمْ ) (19) "
__________
(1) ( م ) 182 - ( 1159 )
(2) ( س ) 2390 , ( حم ) 6477
(3) ( الكَنَّة ) : زَوْجة الْوَلَد . ( فتح الباري ) - (ج 14 / ص 276)
(4) أَيْ : لَمْ يُضَاجِعنَا حَتَّى يَطَأ فِرَاشنَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 14 / ص 276)
(5) الكَنَف : السِّتْر وَالْجَانِب ، وَأَرَادَتْ بِذَلِكَ الْكِنَايَة عَنْ عَدَم جِمَاعه لَهَا ، لِأَنَّ عَادَة الرَّجُل أَنْ يُدْخِل يَده مَعَ زَوْجَته فِي دَوَاخِل أَمْرِهَا . ( فتح الباري ) - (ج 14 / ص 276)
(6) ( خ ) 4765
(7) أَيْ : شَدَّدَ عَلَيَّ فِي الْقَوْلِ .
(8) ( س ) 2390
(9) ( خز ) 2105 , وقال الألباني : إسناده صحيح .
(10) ( س ) 2390
(11) العَضْل والإعضال : المَنْع والإضرار ، أراد أنك لم تُعَاملْها مُعامَلَة الأزواج لِنسَائهم .
(12) ( حم ) 6477 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(13) ( س ) 2390
(14) ( خ ) 4765
(15) ( حم ) 6477
(16) ( س ) 2389
(17) كناية عن الجماع .
(18) ( حم ) 6477
(19) ( خ ) 1874(2/1736)
فَضْلُ صِيَامِ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس
( جة حم ) , عَنْ أُسَامَةَ بْنُ زَيْدٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصُومُ الْأَيَّامَ ، يَسْرُدُ (1) حَتَّى يُقَالَ : لَا يُفْطِرُ ، وَيُفْطِرُ الْأَيَّامَ حَتَّى لَا يَكَادَ أَنْ يَصُومَ ، إِلَّا يَوْمَيْنِ مِنْ الْجُمُعَةِ ، إِنْ كَانَا فِي صِيَامِهِ وَإِلَّا صَامَهُمَا ، وَلَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنْ شَهْرٍ مِنْ الشُّهُورِ مَا يَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّكَ تَصُومُ لَا تَكَادُ أَنْ تُفْطِرَ ، وَتُفْطِرَ حَتَّى لَا تَكَادَ أَنْ تَصُومَ ، إِلَّا يَوْمَيْنِ ، إِنْ دَخَلَا فِي صِيَامِكَ وَإِلَّا صُمْتَهُمَا , قَالَ : " أَيُّ يَوْمَيْنِ ؟ " , قُلْتُ : يَوْمُ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمُ الْخَمِيسِ ، قَالَ : " ذَانِكَ يَوْمَانِ تُعْرَضُ فِيهِمَا الْأَعْمَالُ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ) (2) ( فَيَغْفِرُ اللَّهُ لِكُلِّ مُسْلِمٍ أَوْ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ إِلَّا الْمُتَهَاجِرَيْنِ ) (3) ( فَيَقُولُ : دَعْهُمَا حَتَّى يَصْطَلِحَا ) (4) ( فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ ) (5) "
__________
(1) أَيْ : يُتَابِعُهُ وَيُوَالِيهِ .
(2) ( حم ) 21801 , ( س ) 2358 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(3) ( حم ) 8343 , ( جة ) 1740 وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : صحيح .
(4) ( جة ) 1740 , ( حم ) 8343
(5) ( حم ) 21801 , ( ت ) 747 , ( د ) 2436 , وحسنه الألباني في الإرواء تحت حديث : 947(2/1737)
فَضْلُ صِيَامِ يَوْمٍ وَإِفْطَارُ يَوْم
( خ م ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( أَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ - عليه السلام - , كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا , وَأَحَبُّ الصَلَاةِ إِلَى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ , كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ , وَيَقُومُ ثُلُثَهُ , وَيَنَامُ سُدُسَهُ (1) ) (2) "
__________
(1) قَالَ الْمُهَلَّب : كَانَ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام يُجِمّ نَفْسه بِنَوْمٍ أَوَّل اللَّيْل , ثُمَّ يَقُوم فِي الْوَقْت الَّذِي يُنَادِي اللَّهِ فِيهِ : هَلْ مِنْ سَائِل فَأُعْطِيَهُ سُؤْله ، ثُمَّ يَسْتَدِرْك بِالنَّوْمِ مَا يَسْتَرِيح بِهِ مِنْ نَصَب الْقِيَام فِي بَقِيَّة اللَّيْل ، وَهَذَا هُوَ النَّوْم عِنْد السَّحَر كَمَا تَرْجَمَ بِهِ الْمُصَنِّف , وَإِنَّمَا صَارَتْ هَذِهِ الطَّرِيقَة أَحَبّ مِنْ أَجْل الْأَخْذ بِالرِّفْقِ لِلنَّفْسِ الَّتِي يُخْشَى مِنْهَا السَّآمَة ، وَقَدْ قَالَ - صلى الله عليه وسلم - " إِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلّ حَتَّى تَمَلُّوا " , وَاَللَّهُ أَحَبَّ أَنْ يُدِيم فَضْله وَيُوَالِي إِحْسَانه ، وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ أَرْفَق لِأَنَّ النَّوْم بَعْد الْقِيَام يُرِيح الْبَدَن وَيُذْهِب ضَرَر السَّهَر وَذُبُول الْجِسْم , بِخِلَافِ السَّهَر إِلَى الصَّبَاح , وَفِيهِ مِنْ الْمَصْلَحَة أَيْضًا اِسْتِقْبَال صَلَاة الصُّبْح وَأَذْكَار النَّهَار بِنَشَاطٍ وَإِقْبَال ، وَأَنَّهُ أَقْرَب إِلَى عَدَم الرِّيَاء , لِأَنَّ مَنْ نَامَ السُّدُس الْأَخِير أَصْبَحَ ظَاهِر اللَّوْن سَلِيم الْقُوَى , فَهُوَ أَقْرَب إِلَى أَنْ يُخْفِي عَمَله الْمَاضِي عَلَى مَنْ يَرَاهُ , وقَوْل عَائِشَة رضي الله عنها : مَا أَلْفَاهُ السَّحَرُ عِنْدِي إِلَّا نَائِمًا ، وَأَرَادَ الْبُخَارِيّ بِذَلِكَ بَيَان الْمُرَاد بِقَوْلِهِ : " وَيَنَام سُدُسه " , أَيْ : السُّدُس الْأَخِير ، وَكَأَنَّهُ قَالَ : يُوَافِق ذَلِكَ حَدِيث عَائِشَة , أَيْ : لَمْ يَجِئ السَّحَرُ وَالنَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - عِنْدِي إِلَّا وَجَدَهُ نَائِمًا .( فتح الباري) - (ج 10 / ص 217)
(2) ( خ ) 3238 , ( م ) 189 - ( 1159 ) , ( س ) 1630 , ( حم ) 6491(2/1738)
فَضْلُ الْحَجّ
قَالَ تَعَالَى : { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ , فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ , وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا , وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا , وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } [آل عمران : 96 ، 97]
وَقَالَ تَعَالَى : { وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا , وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ , وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ , لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ , فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ , ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ , وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ } [الحج : 26 - 29]
( خ م ت ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (1) أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ ؟ ، قَالَ : " إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ " , قِيلَ : ثُمَّ مَاذَا ؟ ، قَالَ : " الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، الْجِهَادُ سَنَامُ الْعَمَلِ (2) " , قِيلَ : ثُمَّ مَاذَا ؟ ، قَالَ : " حَجٌّ مَبْرُورٌ (3) " (4)
__________
(1) السَّائِل هُوَ أَبُو ذَرّ الْغِفَارِيّ . فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 43)
(2) ( ت ) فضائل الجهاد ( 1658) , ( حم ) 7850 , والتَّقْدِيرُ : " الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , فَإِنَّهُ سَنَامُ الْعَمَلِ " ,
وَسَنَامُ كُلِّ شَيْءٍ أَعْلَاهُ . تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 334)
(3) ( مَبْرُورٌ ) أَيْ : مَقْبُولٌ , وَمِنْهُ بَرَّ حَجُّكُ , وَقِيلَ : الْمَبْرُورُ الَّذِي لَا يُخَالِطُهُ إِثْمٌ , وَقِيلَ الَّذِي لَا رِيَاءَ فِيهِ .
( فَائِدَةٌ ) : قَالَ النَّوَوِيُّ : ذَكَرَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْجِهَادَ بَعْدَ الْإِيمَانِ , وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ لَمْ يَذْكُرِ الْحَجَّ وَذَكَرَ الْعِتْقَ , وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ بَدَأَ بِالصَّلَاةِ ثُمَّ الْبِرِّ ثُمَّ الْجِهَادِ , وَفِي الْحَدِيثِ الْمُتَقَدِّمِ ذَكَرَ السَّلَامَةَ مِنَ الْيَدِ وَاللِّسَانِ ،
قَالَ الْعُلَمَاءُ : اخْتِلَافُ الْأَجْوِبَةِ فِي ذَلِكَ بِاخْتِلَافِ الْأَحْوَالِ وَاحْتِيَاجِ الْمُخَاطَبِينَ , وَذَكَرَ مَا لَمْ يَعْلَمْهُ السَّائِلُ وَالسَّامِعُونَ وَتَرَكَ مَا عَلِمُوهُ , وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ : إِنَّ لَفْظَةَ " مِنْ " مُرَادَةٌ كَمَا يُقَالُ : فُلَانٌ أَعْقَلُ النَّاسِ وَالْمُرَادُ مِنْ أَعْقَلِهِمْ ,
وَمِنْهُ حَدِيثُ خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ , وَمِنَ الْمَعْلُومِ أَنَّهُ لَا يَصِيرُ بِذَلِكَ خَيْرَ النَّاسِ ,
فَإِنْ قِيلَ : لِمَ قَدَّمَ الْجِهَادَ وَلَيْسَ بِرُكْنٍ عَلَى الْحَجِّ وَهُوَ رُكْنٌ ؟ ,
فَالْجَوَابُ : أَنَّ نَفْعَ الْحَجِّ قَاصِرٌ غَالِبًا , وَنَفْعَ الْجِهَادِ مُتَعَدٍّ غَالِبًا , أَوْ كَانَ ذَلِكَ حَيْثُ كَانَ الْجِهَادُ فَرْضَ عَيْنٍ , وَوُقُوعُهُ فَرْضَ عَيْنٍ إِذْ ذَاكَ مُتَكَرِّرٌ , فَكَانَ أَهَمَّ مِنْهُ فَقُدِّمَ , وَاللَّهُ أَعْلَمُ .فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 43)
(4) ( خ ) الإيمان ( 26) , ( م ) الإيمان ( 83)(2/1739)
( حم ) , عَنْ مَاعِزٍ بن علَاء بن بشر البكائي - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَحْدَهُ , ثُمَّ الْجِهَادُ , ثُمَّ حَجَّةٌ بَرَّةٌ تَفْضُلُ سَائِرَ الْأَعْمَالِ كَمَا بَيْنَ مَطْلَعِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا " (1)
__________
(1) ( حم ) 19032 , ( طب ) 17565 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1091 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1103(2/1740)
( س جة ) ، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( وَفْدُ اللَّهِ ثَلَاثَةٌ : الْغَازِي وَالْحَاجُّ وَالْمُعْتَمِرُ ) (1) ( إِنْ دَعَوْهُ أَجَابَهُمْ ، وَإِنْ اسْتَغْفَرُوهُ غَفَرَ لَهُمْ ) (2)
وفي رواية (3) : دَعَاهُمْ فَأَجَابُوهُ ، وَسَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ "
__________
(1) ( س ) 2625 , انظر صحيح الجامع : 7112
(2) ( جة ) 2892 , انظر الصحيحة : 1820 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1109
(3) ( جة ) 2893 , انظر صحيح الجامع : 4171 , , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1108(2/1741)
( خ م حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ (1) وَلَمْ يَفْسُقْ (2) ) (3) ( خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ) (4) "
__________
(1) الرَّفَث : الْجِمَاع ، وَيُطْلَق عَلَى التَّعْرِيض بِهِ , وَعَلَى الْفُحْش فِي الْقَوْل ، وَقَالَ الْأَزْهَرِيّ : الرَّفَث اِسْم جَامِع لِكُلِّ مَا يُرِيدهُ الرَّجُل مِنْ الْمَرْأَة ، وَكَانَ اِبْن عُمَر يَخُصّهُ بِمَا خُوطِبَ بِهِ النِّسَاء , وَقَالَ عِيَاض : هَذَا مِنْ قَوْل اللَّه تَعَالَى :
{ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ } وَالْجُمْهُور عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِهِ فِي الْآيَة الْجِمَاع . فتح الباري لابن حجر - (ج 5 / ص 157)
(2) أَيْ : لَمْ يَأْتِ بِسَيِّئَةٍ وَلَا مَعْصِيَة . ( فتح الباري ) - (ج 5 / ص 157)
(3) ( خ ) 1723 , ( م ) 438 - ( 1350 )
(4) ( حم ) 10279 , ( خ ) 1723 , ( م ) 438 - ( 1350 ) , ( ت ) 811 , ( س ) 2627 , ( جة ) 2889(2/1742)
( خ م طس ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( الْحَجُّ الْمَبْرُورُ (1) لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ " ) (2) ( قِيلَ : وَمَا بِرُّهُ ؟ ، قَالَ : " إِطْعَامُ الطَّعَامِ ، وَطِيبُ الْكَلَامِ ) (3) "
__________
(1) ( مَبْرُور ) أَيْ : مَقْبُول , وَمِنْهُ بَرَّ حَجّك ، وَقِيلَ : ( الْمَبْرُور ) الَّذِي لَا يُخَالِطهُ إِثْم ، وَقِيلَ : الَّذِي لَا رِيَاء فِيهِ .فتح الباري (ج1ص43)
(2) ( خ ) 1683 , ( م ) 437 - ( 1349 ) , ( ت ) 933 , ( س ) 2622 , ( حم ) 7348
(3) ( طس ) 8405 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2819 , الصَّحِيحَة : 1264 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1104(2/1743)
( م ) , وَعَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنه - قَالَ :
لَمَّا جَعَلَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ فِي قَلْبِي أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ : ابْسُطْ يَمِينَكَ فَلْأُبَايِعْكَ , " فَبَسَطَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَمِينَهُ " , فَقَبَضْتُ يَدِي , فَقَالَ : " مَا لَكَ يَا عَمْرُو ؟ " , فَقُلْتُ : أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ , قَالَ : " تَشْتَرِطُ بِمَاذَا ؟ " , قُلْتُ : أَنْ يُغْفَرَ لِي , قَالَ : " أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ ؟ , وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلِهَا ؟ , وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ ؟ " (1)
__________
(1) ( م ) 192 - ( 121 ) , ( حم ) 17846(2/1744)
( س ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ , فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ (1) خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ , وَلَيْسَ لِلْحَجِّ الْمَبْرُورِ ثَوَابٌ إِلَّا الْجَنَّةُ " (2)
__________
(1) الكير : قِرْبَةٌ من جلد أو نحوه يستخدمها الحداد وغيره للنفخ في النار لإذكائها .
(2) ( س ) 2631 , ( ت ) 810 , ( جة ) 2887 , ( حم ) 3669 , انظر الصَّحِيحَة : 1200 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1105(2/1745)
( خ حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نَرَى الْجِهَادَ أَفْضَلَ الْعَمَلِ ، أَفَلَا نُجَاهِدُ ) (1) ( مَعَكُمْ ؟ ) (2) ( قَالَ : " لَا ) (3) ( لَكِنَّ أَحْسَنَ الْجِهَادِ وَأَجْمَلَهُ الْحَجُّ , حَجٌّ مَبْرُورٌ الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ هُوَ جِهَادُ النِّسَاءِ (4) " قَالَتْ عَائِشَةُ : فلَا أَدَعُ الْحَجَّ بَعْدَ إِذْ سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - ) (5) .
__________
(1) ( خ ) 1448
(2) ( خ ) 1762
(3) ( خ ) 1448
(4) ( حم ) 24507 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(5) ( خ ) 1762 , 2632 , ( س ) 2628 , ( حم ) 24541(2/1746)
( جة ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَى النِّسَاءِ جِهَادٌ ؟ ، قَالَ : " نَعَمْ ، عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لَا قِتَالَ فِيهِ ، الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ " (1)
__________
(1) ( جة ) 2901 , ( حم ) 25361 , انظر الإرواء ( 981 ) ، المشكاة ( 2534 )(2/1747)
( طس ) ، وَعَنِ الْحُسَيْنِ بن عَلِيًّ - رضي الله عنه - قَالَ :
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : إِنِّي جَبَانٌ , وَإِنِّي ضَعِيفٌ , قَالَ : " أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى جِهَادٍ لَا شَوْكَةَ فِيهِ ؟ " , قَالَ : بَلَى , قَالَ : " الْحَجُّ " (1)
__________
(1) ( طس ) 4287 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2611 , 7044 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1098(2/1748)
( س ) , وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ك قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" جِهَادُ الْكَبِيرِ وَالصَّغِيرِ وَالضَّعِيفِ وَالْمَرْأَةِ : الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ " (1)
__________
(1) ( س ) 2626 , ( حم ) 9440 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1100(2/1749)
( يع ) ، وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ خَرَجَ حَاجًّا فَمَاتَ , كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرَ الْحَاجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ , وَمَنْ خَرَجَ مُعْتَمِرًا فَمَاتَ , كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرَ الْمُعْتَمِرِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ , وَمَنْ خَرَجَ غَازِيًا فَمَاتَ , كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرَ الْغَازِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1)
__________
(1) ( يع ) 6357 , ( طس ) 5321 , انظر الصَّحِيحَة : 2553 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :1114(2/1750)
( د حب الحميدي ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ - عز وجل - ) (1) ( إِنْ عَاشَ رُزِقَ وَكُفِيَ ، وَإِنْ مَاتَ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ ) (2) ( رَجُلٌ خَرَجَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ , فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ , أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ , وَرَجُلٌ رَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ , فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ , أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ , وَرَجُلٌ دَخَلَ بَيْتَهُ بِسَلَامٍ , فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ - عز وجل - ) (3) وَرَجُلٌ خَرَجَ حَاجًّا (4) "
__________
(1) ( د ) 2494 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3053 , الصَّحِيحَة تحت حديث : 3384 ، وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1609
(2) ( حب ) 499 , ( خد ) 1094 , انظر صَحْيحِ الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 836 ، وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 321
(3) ( د ) 2494 , ( خد ) 1094 , ( حب ) 499 , ( ك ) 2400
(4) ( الحميدي ) 1090 , ( حل ) (9/251) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3051 , الصَّحِيحَة : 598(2/1751)
فَضْلُ أَعْمَالِ الْحَجّ
( طب ) , عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
جَاءَ رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفٍ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِلثَّقَفِيِّ : " يَا أَخَا ثَقِيفٍ سَلْ عَنْ حَاجَتِكَ ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ أُخْبِرَكَ عَمَّا جِئْتَ تَسْأَلُ عَنْهُ " , قَالَ : فَذَاكَ أَعْجَبُ إِلَيَّ أَنْ تَفْعَلَ , قَالَ : " فَإِنَّكَ جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ مَخْرَجِكَ مِنْ بَيْتِكَ تَؤُمُّ الْبَيْتَ الْحَرَامَ وَمَا لَكَ فِيهِ ، وَعَنْ طَوَافِكَ بِالْبَيْتِ وَمَا لَكَ فِيهِ ، وَعَنْ رَكْعَتَيْكَ بَعْدَ الطَّوَافِ وَمَا لَكَ فِيهَا ، وَعَنْ طَوَافِكَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَمَا لَكَ فِيهِ ، وَعَنْ وُقُوفِكَ بِعَرَفَةَ وَمَا لَكَ فِيهِ ، وَعَنْ رَمْيِكَ الْجِمَارَ وَمَا لَكَ فِيهِ ، وَعَنْ نَحْرِكَ وَمَا لَكَ فِيهِ ، وَعَنْ حَلْقِكَ رَأْسَكَ وَمَا لَكَ فِيهِ ، وَعَنْ طَوَافِكَ بَعْدَ ذَلِكَ وَمَا لَكَ فِيهِ " , قَالَ : إِي وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ عن هَذَا جِئْتُ أَسْأَلُكَ , قَالَ : " أَمَّا خُرُوجُكَ مِنْ بَيْتِكَ تَؤُمُّ الْبَيْتَ الْحَرَامَ ، فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ وَطْأَةٍ تَطَأُهَا رَاحِلَتُكَ يَكْتُبُ اللَّهُ لَكَ بِهَا حَسَنَةً ، وَيَمْحُو عَنْكَ بِهَا سَيِّئَةً ، وَأَمَّا رَكْعَتَيْكَ بَعْدَ الطَّوَافِ ، فَإِنَّهَا كَعِتْقِ رَقَبَةٍ مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ ، وَأَمَّا طَوَافُكَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، فَكَعِتْقِ سَبْعِينَ رَقَبَةً ، وَأَمَّا وُقُوفُكَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ ، فَإِنَّ اللَّهَ تعالى يَهْبِطُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِيَ بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ : انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي , جَاءُونِي شُعْثًا غُبْرًا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (1) يَرْجُونَ رَحْمَتِي وَمَغْفِرَتِي فَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبُكُمْ عَدَدَ الرَّمْلِ أَوْ كَزَبَدِ الْبَحْرِ (2) لَغَفَرْتُهَا , أَفِيضُوا عِبَادِي مَغْفُورًا لَكُمْ وَلِمَنْ شَفَعْتُمْ لَهُ , وَأَمَّا رَمْيُكَ الْجِمَارَ ، فَلَكَ بِكُلِّ حَصَاةٍ رَمَيْتَهَا تَكْفِيرُ كَبِيرَةٍ مِنَ الْكَبَائِرِ الْمُوبِقَاتِ الْمُوجِبَاتِ وَأَمَّا نَحْرُكَ فَمَدْخُورٌ لَكَ عِنْدَ رَبِّكَ ، وَأَمَّا حِلَاقُكَ رَأْسَكَ , فَبِكُلِّ شَعْرَةٍ حَلَقْتَهَا حَسَنَةٌ وَيُمْحَى عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةٌ " , قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَإِنْ كَانَتِ الذُّنُوبُ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ ؟ , قَالَ : " إِذًا تُدَّخَرُ لَكَ حَسَنَاتُكَ ، وَأَمَّا طَوَافُكَ بِالْبَيْتِ بَعْدَ ذَلِكَ ، فَإِنَّكَ تَطُوفُ وَلَا ذَنْبَ لَكَ يَأْتِي مَلَكٌ حَتَّى يَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْكَ ثُمَّ يَقُولُ : اعْمَلْ لِمَا تَسْتَقْبِلُ , فَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا مَضَى " (3)
__________
(1) الْفَجّ العميق : الطَّرِيق الْوَاسِع البعيد .
(2) ( الزَّبَدُ ) : مَا يَعْلُو الْمَاءَ وَغَيْرَهُ مِنْ الرَّغْوَةِ .
(3) ( طب ) في " الأحاديث الطوال " حديث رقم ( 61 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1360 , 1868 , 5596 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1106 , 1112(2/1752)
فَضْلُ الْإهْلَالِ وَالتَّلْبِيَة
( طس ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا أَهَلَّ مُهِلٌّ قَطُّ إِلَّا بُشِّرَ ، وَلَا كَبَّرَ مُكَبِّرٌ قَطُّ إِلَّا بُشِّرَ " , قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ بِالْجَنَّةِ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ " (1)
__________
(1) ( طس ) 7779 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5569 , الصَّحِيحَة : 1621(2/1753)
( ت ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُلَبِّي إِلَّا لَبَّى مَنْ عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ مِنْ حَجَرٍ أَوْ شَجَرٍ أَوْ مَدَرٍ حَتَّى تَنْقَطِعَ الْأَرْضُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا " (1)
__________
(1) ( ت ) 828 , ( جة ) 2921 , انظر صَحِيح الْجَامِع :5770 , المشكاة : 2550(2/1754)
فَضْلُ الطَّوَاف
( ت س حم ك ) , عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ أُسْبُوعًا فَأَحْصَاهُ (1) ) (2) سَبْعًا (3) ( لَا يَلْغُو فِيهِ ) (4) ( وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ , كَانَ لَهُ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ ) (5) ( يُعْتِقُهَا ) (6) ( وَلَا يَضَعُ قَدَمًا وَلَا يَرْفَعُ أُخْرَى إِلَّا حَطَّ اللَّهُ عَنْهُ خَطِيئَةً وَكَتَبَ لَهُ بِهَا حَسَنَةً ) (7) "
__________
(1) أَيْ : طَافَ سَبْعَ مَرَّاتٍ , وَقَالَ الْقَارِي : أَيْ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ كَمَا فِي رِوَايَةِ . تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 17)
(2) ( ت ) 959 , ( حم ) 5701
(3) ( س ) 2919
(4) ( ك ) 5925 , ( طب ) ( ج20ص360 ح845 ) انظر صحيح الترغيب والترهيب : 1140
(5) ( حم ) 4462 , ( جة ) 2956 , ( س ) 2919 , انظر الصحيحة : 2725 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1142
(6) ( ك ) 5925 , ( طب ) ( ج20ص360 ح845 )
(7) ( ت ) 959 , ( حم ) 5701 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6380 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1139(2/1755)
( ت جة حم ) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " وَاللَّهِ ) (1) ( لَيَأْتِيَنَّ هَذَا الْحَجَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا , وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ ) (2) ( يَشْهَدُ لِمَنْ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ " ) (3)
__________
(1) ( ت ) 961
(2) ( جة ) 2944
(3) ( حم ) 2215 ، ( ت ) 961 ، ( جة ) 2944 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 2184 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1144(2/1756)
فَضْلُ الْوُقُوفِ بِعَرَفَة
( م ) , عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ : مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ ؟ " (1)
__________
(1) ( م ) 436 - ( 1348 ) , ( س ) 3003 , ( جة ) 3014(2/1757)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - لَيُبَاهِي مَلَائِكَتَهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِأَهْلِ عَرَفَةَ ، يَقُولُ : انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا " (1)
__________
(1) ( حم ) 7089 , 8033 , انظر صحيح الجامع : 1867 , 1868 , وصحيح الترغيب والترهيب : 1153(2/1758)
( التمهيد ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِعَرَفَاتٍ وَقَدْ كَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَئُوبَ (1) فَقَالَ : يَا بِلَالُ ، أَنْصِتِ لِيَ النَّاسَ (2) " , فَقَامَ بِلَالٌ فَقال : أَنْصِتُوا لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَنَصَتَ النَّاسُ ، فَقال : " مَعَاشِرَ النَّاسِ ، أَتَانِي جِبْرِيلُ آنِفًا (3) فَأَقْرَانِي مِنْ رَبِّيَ السَّلَامَ وَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ غَفَرَ لِأَهْلِ عَرَفَاتٍ وَأَهْلِ الْمَشْعَرِ (4) وَضَمِنَ عَنْهُمُ التَّبِعَاتِ (5) " ، فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - فَقال : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا لَنَا خَاصٌّ ؟ , فَقَالَ : " هَذَا لَكُمْ وَلِمَنْ أَتَى بَعْدَكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " , فَقَالَ عُمَرُ : كَثُرَ خَيْرُ اللَّهِ وَطَابَ . (6)
__________
(1) أَيْ : تغيب .
(2) أَيْ : مُرهمْ بِالسُّكُوتِ لِلِاسْتِمَاعِ , وَقَدْ ذَكَرَ عَلِيّ بْن الْمَدِينِيّ أَنَّهُ قَالَ لِابْنِ عُيَيْنَةَ : أَخْبَرَنِي مُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان عَنْ كَهَمْسٍ عَنْ مُطَرِّف قَالَ : الْإِنْصَات مِنْ الْعَيْنَيْنِ فَقَالَ لَهُ اِبْن عُيَيْنَةَ : وَمَا نَدْرِي كَيْف ذَلِكَ ؟ , قَالَ : إِذَا حَدَّثْت رَجُلًا فَلَمْ يَنْظُر إِلَيْك لَمْ يَكُنْ مُنْصِتًا , وَهَذَا مَحْمُول عَلَى الْغَالِب . وَاللَّه أَعْلَم . فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 193)
(3) أي : قبل قليل .
(4) سُمِّيَ الْمَشْعَر لِأَنَّهُ مَعْلَم لِلْعِبَادَةِ وَالْحَرَامِ , لِأَنَّهُ مِنْ الْحَرَمِ , أَوْ لِحُرْمَتِهِ . ( فتح الباري ) - (ج 5 / ص 352)
(5) التبعات : حقوق العباد بعضهم من بعض .
(6) صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1151(2/1759)
فَضْلُ الْوُقُوفِ بِالْمُزْدَلِفَة
( جة ) , عَنْ بِلَالِ بْنِ رَبَاحٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - غَدَاةَ جَمْعٍ (1) : " يَا بِلَالُ أَنْصِتْ النَّاسَ , ثُمَّ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَطَوَّلَ عَلَيْكُمْ (2) فِي جَمْعِكُمْ هَذَا , فَوَهَبَ مُسِيئَكُمْ لِمُحْسِنِكُمْ , وَأَعْطَى مُحْسِنَكُمْ مَا سَأَلَ , ادْفَعُوا بِاسْمِ اللَّهِ " (3)
__________
(1) ( جَمْع ) : المزدلفة .
(2) أَيْ : تَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ .
(3) ( جة ) 3024 , ( طس ) 1251 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1734 ، الصَّحِيحَة : 1624(2/1760)
فَضْلُ رَمْيِ الْجِمَار
( بز ) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إذَا رَمَيْتَ الْجِمَارَ كَانَ لَكَ نُورًا يَومَ الْقِيَامَةِ " (1)
_________
(1) أخرجه البزار ( ص 113 - زوائده ) , انظر الصَّحِيحَة : 2515(2/1761)
فَضْلُ الْعُمْرَة
فَضْلُ الْعُمْرَةِ فِي رَمَضَان
( خ م د حم ) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" ( لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ حَجَّتِهِ قَالَ لِأُمِّ سِنَانٍ الْأَنْصَارِيَّةِ : مَا مَنَعَكِ ) (1) ( أَنْ تَحُجِّي مَعَنَا ؟ " ) (2) ( قَالَتْ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ) (3) ( لَمْ يَكُنْ لَنَا إِلَّا نَاضِحَانِ (4) فَحَجَّ أَبُو وَلَدِهَا (5) وَابْنُهَا ) (6) ( عَلَى أَحَدِهِمَا ) (7) ( وَتَرَكَ نَاضِحًا ) (8) ( يَسْقِي أَرْضًا لَنَا ) (9) ( قَالَ : " فَإِذَا كَانَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي فِيهِ , فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ ) (10) ( تَعْدِلُ حَجَّةً مَعِي (11) ) (12) "
__________
(1) ( خ ) 1764
(2) ( خ ) 1690 , ( م ) 221 - ( 1256 )
(3) ( حم ) 2025 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(4) أَيْ : بَعِيرَانِ نَسْتَقِي بِهِمَا .
(5) تعني : زَوْجهَا .
(6) ( م ) 221 - ( 1256 ) , ( خ ) 1764
(7) ( خ ) 1764
(8) ( خ ) 1690 , ( م ) 221 - ( 1256 )
(9) ( خ ) 1764 , ( م ) 221 - ( 1256 )
(10) ( خ ) 1690 , ( م ) 221 - ( 1256 )
(11) أَيْ : تعدل حَجَّةً مَعِي فِي الثَّوَاب .
(12) ( د ) 1990 , ( خ ) 1764 , ( م ) 222 - ( 1256 ) , ( ت ) 939 , ( س ) 2110 , ( حم ) 27326(2/1762)
( د ) , وَعَنْ أُمِّ مَعْقَلٍ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
لَمَّا حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَجَّةَ الْوَدَاعِ كَانَ لَنَا جَمَلٌ , فَجَعَلَهُ أَبُو مَعْقِلٍ - رضي الله عنه - فِي سَبِيلِ اللَّهِ , وَأَصَابَنَا مَرَضٌ وَهَلَكَ أَبُو مَعْقِلٍ , وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ حَجِّهِ جِئْتُهُ فَقَالَ : " يَا أُمَّ مَعْقِلٍ مَا مَنَعَكِ أَنْ تَخْرُجِي مَعَنَا ؟ " , فَقُلْتُ : لَقَدْ تَهَيَّأْنَا فَهَلَكَ أَبُو مَعْقِلٍ وَكَانَ لَنَا جَمَلٌ هُوَ الَّذِي نَحُجُّ عَلَيْهِ , فَأَوْصَى بِهِ أَبُو مَعْقِلٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , قَالَ : " فَهَلَّا خَرَجْتِ عَلَيْهِ (1) ؟ فَإِنَّ الْحَجَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , فَأَمَّا إِذْ فَاتَتْكِ هَذِهِ الْحَجَّةُ مَعَنَا فَاعْتَمِرِي فِي رَمَضَانَ , فَإِنَّهَا كَحَجَّةٍ " (2)
__________
(1) قلت : ربما كان موت أبي معقل قبل خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - للحج بوقت انقضت خلاله فترة حداد أم معقل .ع
(2) ( د ) 1989 , 1990(2/1763)
فَضْلُ الْعُمْرَةِ فِي غَيْرِ رَمَضَان
( س ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ , فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ (1) خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ , وَلَيْسَ لِلْحَجِّ الْمَبْرُورِ ثَوَابٌ إِلَّا الْجَنَّةُ " (2)
__________
(1) الكير : قِرْبَةٌ من جلد أو نحوه يستخدمها الحداد وغيره للنفخ في النار لإذكائها .
(2) ( س ) 2631 , ( ت ) 810 , ( جة ) 2887 , ( حم ) 3669 , انظر الصَّحِيحَة : 1200 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1105(2/1764)
( خ م حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا ) (1) ( مِنْ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا ) (2) "
__________
(1) ( خ ) 1683 , ( م ) 437 - ( 1349 ) , ( ت ) 933 , ( س ) 2622
(2) ( حم ) 15739 , 9942 , انظر صحيح الجامع : 4135(2/1765)
( حب ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : إِنَّ عَبْدًا صَحَّحْتُ لَهُ جِسْمَهُ وَوَسَّعْتُ عَلَيْهِ فِي الْمَعِيشَةِ ، يَمْضِي عَلَيْهِ خَمْسَةُ أَعْوَامٍ لَا يَفِدُ إِلَيَّ لَمَحْرُومٌ " (1)
__________
(1) ( حب ) 3703 , ( يع ) 1031 , ( هق ) 10172 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1909 ، الصَّحِيحَة : 1662(2/1766)
( ك ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي عُمْرَتِي : " إِنَّ لَكِ مِنَ الْأَجْرِ عَلَى قَدْرِ نَصَبِكِ وَنَفَقَتِكِ " (1)
__________
(1) ( ك ) 1733 , 1734 , ( قط ) ج 2/ ص 286 حديث رقم: 228 , ( خ ) 1695 , ( م ) 126 - ( 1211 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2160 , الصَّحِيحَة : 1116(2/1767)
فَضْلُ الْهِجْرَة
قَالَ تَعَالَى : { فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ , فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ } (2)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ , وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا , ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } (3)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً (4) وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ، وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } (5)
-----------------
(2) [آل عمران/195]
(3) [التوبة/100]
(4) هذه الجملة متضمنة للترغيب في الهجرة والتنشيط إليها , وقوله : { فِى سَبِيلِ الله } فيه دليل على أن الهجرة لا بدّ أن تكون بقصد صحيح ونية خالصة , غير مشوبة بشيء من أمور الدنيا ، ومنه الحديث الصحيح : " فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه "
وقد اختُلف في معنى قوله سبحانه : { يَجِدْ فِى الأرضِ مُرَاغَماً } فقال ابن عباس وجماعة من التابعين ومن بعدهم :
( المُرَاغَم ) : المُتَحَوَّل والمَذْهَب , وقال مجاهد : ( المُرَاغَم ) المُتَزَحْزَح , وقال ابن زيد : ( المُرَاغَم ) المُهاجَر ، وبه قال أبو عبيدة , قال النحاس : فهذه الأقوال متفقة المعاني ، وقيل : إنما سمي مُهاجِراً ، لأن الرجل كان إذا أسلم عادى قومه وهجرهم ، فَسُمِّي خُروجُه مُرَاغَماً ، وسمي مسيره إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - هجرة , والحاصل في معنى الآية أن المُهاجِر يجد في الأرض مكاناً يسكن فيه على رغم أنف قومه الذين هجرهم ، أي : على ذلهم وهوانهم ,
قوله : { وسِعَةً } أي : في البلاد , وقيل : في الرزق ، ولا مانع من حمل السَّعَة على ما هو أعمّ من ذلك .فتح القدير - (ج 2 / ص 200)
(5) [النساء/100](2/1768)
( س ) , وَعَنْ أَبِي فَاطِمَةَ الليثي - رضي الله عنه - قَالَ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنِي بِعَمَلٍ أَسْتَقِيمُ عَلَيْهِ وَأَعْمَلُهُ , قَالَ : " عَلَيْكَ بِالْهِجْرَةِ فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهَا " (1)
__________
(1) ( س ) 4167 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4045 , الصَّحِيحَة : 1937(2/1769)
( م ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ قَالَ :
لَمَّا جَعَلَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ فِي قَلْبِي أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ : ابْسُطْ يَمِينَكَ فَلْأُبَايِعْكَ , " فَبَسَطَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَمِينَهُ " , فَقَبَضْتُ يَدِي , فَقَالَ : " مَا لَكَ يَا عَمْرُو ؟ " , فَقُلْتُ : أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ , قَالَ : " تَشْتَرِطُ بِمَاذَا ؟ " , قُلْتُ : أَنْ يُغْفَرَ لِي , قَالَ : " أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ ؟ , وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلِهَا ؟ , وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ ؟ " (1)
__________
(1) ( م ) 192 - ( 121 ) , ( حم ) 17846(2/1770)
( م ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :أَتَى الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيَّ - رضي الله عنه - إلَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , هَلْ لَكَ فِي حِصْنٍ حَصِينٍ وَمَنَعَةٍ (1) ؟ - حِصْنٌ كَانَ لِدَوْسٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ - " فَأَبَى ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِلَّذِي ذَخَرَ اللَّهُ لِلْأَنْصَارِ " , فَلَمَّا هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمَدِينَةِ " هَاجَرَ إِلَيْهِ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَهَاجَرَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ , فَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ (2) فَمَرِضَ فَجَزِعَ , فَأَخَذَ مَشَاقِصَ لَهُ (3) فَقَطَعَ بِهَا بَرَاجِمَهُ (4) فَشَخَبَتْ (5) يَدَاهُ حَتَّى مَاتَ , فَرَآهُ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فِي مَنَامِهِ , فَرَآهُ وَهَيْئَتُهُ حَسَنَةٌ , وَرَآهُ مُغَطِّيًا يَدَيْهِ , فَقَالَ لَهُ : مَا صَنَعَ بِكَ رَبُّكَ ؟ , فَقَالَ : غَفَرَ لِي بِهِجْرَتِي إِلَى نَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ : مَا لِي أَرَاكَ مُغَطِّيًا يَدَيْكَ ؟ , قَالَ : قَالَ لِي : لَنْ نُصْلِحَ مِنْكَ مَا أَفْسَدْتَ , فَقَصَّهَا الطُّفَيْلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " اللَّهُمَّ وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ " (6)
__________
(1) أَيْ : جَمَاعَة يَمْنَعُونَك مِمَّنْ يَقْصِدك بِمَكْرُوهٍ . ( النووي - ج 1 / ص 230)
(2) أَيْ : كَرِهُوا الْمَقَام بِهَا لِضَجَرٍ وَنَوْع مِنْ سَقَم , قَالَ الْخَطَّابِيُّ : وَأَصْله مِنْ الْجَوَى وَهُوَ دَاء يُصِيب الْجَوْف . ( النووي - ج 1 / ص 230)
(3) ( المَشَاقِص ) جَمْع مِشْقَص , وهُوَ سَهْم فِيهِ نَصْل عَرِيض .( النووي - ج 1 / ص 230)
(4) ( الْبَرَاجِم ) : العُقَد التي في ظهور الأصابع يَجْتمع فيها الوَسَخ , الواحدة بُرْجُمة بالضم .النهاية (ج1 / ص 291)
(5) أَيْ : سَالَ دَمُهُمَا .
(6) ( م ) 184 - ( 116 ) , ( حم ) 15024(2/1771)
فَضْلُ الدِّفَاعِ عَنْ أَعْرَاضِ الْمُسْلِمِين
( هق ) , عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ نَصَرَ أَخَاهُ بِظَهْرِ الْغَيْبِ نَصَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " (1)
__________
(1) ( هق ) 16462، و( الضياء ) 1859, والقضاعي (1/288 ، رقم 473) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6574(2/1772)
( حم ) , وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ حَمَى مُؤْمِنًا مِنْ مُنَافِقٍ يَعِيبُهُ , بَعَثَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَكًا يَحْمِي لَحْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 15687 , ( د ) 4883 , انظر المشكاة ( 4986 / التحقيق الثاني )(2/1773)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ (1) رَدَّ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
(1) قَوْلُهُ : ( مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ ) أَيْ : مَنَعَ غِيبَةً عَنْ أَخِيهِ .
(2) ( ت ) 1931 , ( حم ) 27583 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6262 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2848(2/1774)
( حم ) , وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ ك قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ ذَبَّ عَنْ لَحْمِ أَخِيهِ بِالْغَيبَةِ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَعْتِقَهُ مِنَ النَّارِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 27650 , ( طل ) 1632 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6240 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2847(2/1775)
فَضْلُ إقْرَاضِ الْمُسْلِم
( طب ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" دَخَلَ رَجُلٌ الْجَنَّةَ , فَرَأَى عَلَى بَابِهَا مَكْتُوبًا : الصَّدَقَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، وَالْقَرْضُ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ " (1)
__________
(1) ( طب ) 7976 , ( هب ) 3565 ، ( كر ) (22/9) , انظر الصَّحِيحَة : 3407 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 900(2/1776)
( جة حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُقْرِضُ مُسْلِمًا قَرْضًا مَرَّتَيْنِ , إِلَّا كَانَ كَصَدَقَتِهَا مَرَّةً ) (1) إِنَّ السَّلَفَ يَجْرِي مَجْرَى شَطْرِ الصَّدَقَةِ " (2)
__________
(1) ( جة ) 2430 , انظر صحيح الجامع : 5769 , وصحيح الترغيب والترهيب : 901
(2) ( حم ) 3911 , وحسنه الألباني في الإرواء : 1389 ، والصَّحِيحَة : 1553(2/1777)
( هق ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أَقْرَضَ وَرِقًا (1) مَرَّتَيْنِ , كَانَ كَعِدْلِ صَدَقَةٍ مَرَّةً " (2)
__________
(1) الْوَرِقُ : الفِضة .
(2) ( هق ) 10734 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6080(2/1778)
فَضْلُ إنْظَارِ الْمُعْسِر (*)
( خ م س حم ) , وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ رَجُلًا ) (1) ( مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ) (2) ( لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ ) (3) ( وَكَانَ تَاجِراً يُدَايِنُ النَّاسَ ) (4) ( فَكَانَ يَقُولُ لِفَتَاهُ : إِذَا أَتَيْتَ مُعْسِرًا (5) ) (6) ( فَخُذْ مَا تَيَسَّرَ , وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ ) (7) ( وَتَجَاوَزْ عَنْهُ (8) لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَتَجَاوَزُ عَنَّا ) (9) ( فَلَمَّا هَلَكَ قَالَ لَهُ اللَّهُ - عز وجل - : هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ ؟ , قَالَ : لَا , إِلَّا أَنَّهُ ) (10) ( كَانَ مِنْ خُلُقِي الْجَوَازُ , فَكُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ ) (11) ( وَكَانَ لِي غُلَامٌ , فَكُنْتُ إِذَا بَعَثْتُهُ لِيَتَقَاضَى قُلْتُ لَهُ : خُذْ مَا تَيَسَّرَ , وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ وَتَجَاوَزْ ) (12) ( فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : أَنَا أَوْلَى بِذَلِكَ مِنْكَ ) (13) ( تَجَاوَزُوا عَنْ عَبْدِي ) (14) ( فَغُفِرَ لَهُ ) (15) "
__________
(*) المُعْسِر : المحتاج , وقليل المال , والعاجز عن أداء دينه .
(1) ( س ) 4694
(2) ( خ ) 1971
(3) ( س ) 4694
(4) ( خ ) 1972
(5) المُعسر : المحتاج , وقليل المال , والعاجز عن أداء دينه .
(6) ( خ ) 3293
(7) ( س ) 4694
(8) التَّجَاوُز : مَعْنَاهَا الْمُسَامَحَة فِي الِاقْتِضَاء وَالِاسْتِيفَاء , وَقَبُول مَا فِيهِ نَقْص يَسِير . شرح النووي على مسلم - (ج 5 / ص 409)
(9) ( خ ) 3293
(10) ( س ) 4694
(11) ( م ) 1560
(12) ( س ) 4694
(13) ( حم ) 17105 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(14) ( م ) 1560
(15) ( خ ) 2261(2/1779)
( حم ) , وَعَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلُهُ صَدَقَةٌ قَبْلَ أَنْ يَحِلَّ الدَّيْنُ , فَإِذَا حَلَّ الدَّيْنُ فَأَنْظَرَهُ , فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ " (1)
__________
(1) ( حم ) 23096 , ( جة ) 2418 , ( ك ) 2225 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6108 , الصَّحِيحَة : 86 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 907(2/1780)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا (1) أَوْ وَضَعَ لَهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ " (2)
__________
(1) المُعْسِر : المحتاج , وقليل المال , والعاجز عن أداء دينه .
(2) ( ت ) 1306 , ( حم ) 8696 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6106 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 909(2/1781)
( م جة حم ) , وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي نَطْلُبُ الْعِلْمَ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنْ الْأَنْصَارِ قَبْلَ أَنْ يَهْلِكُوا , فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ لَقِينَا أَبَا الْيَسَرِ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَعَهُ غُلَامٌ لَهُ مَعَهُ ضِمَامَةٌ مِنْ صُحُفٍ , وَعَلَى أَبِي الْيَسَرِ بُرْدَةٌ (1) وَمَعَافِرِيٌّ (2) وَعَلَى غُلَامِهِ بُرْدَةٌ وَمَعَافِرِيٌّ , فَقَالَ لَهُ أَبِي : يَا عَمِّ إِنِّي أَرَى فِي وَجْهِكَ سَفْعَةً مِنْ غَضَبٍ (3) قَالَ : أَجَلْ , كَانَ لِي عَلَى فُلَانِ ابْنِ فُلَانٍ الْحَرَامِيِّ (4) مَالٌ , فَأَتَيْتُ أَهْلَهُ فَسَلَّمْتُ فَقُلْتُ : ثَمَّ هُوَ (5) ؟ , قَالُوا : لَا , فَخَرَجَ عَلَيَّ ابْنٌ لَهُ جَفْرٌ (6) فَقُلْتُ لَهُ : أَيْنَ أَبُوكَ ؟ , فَقَالَ لِي : سَمِعَ صَوْتَكَ فَدَخَلَ أَرِيكَةَ (7) أُمِّي فَقُلْتُ : اخْرُجْ إِلَيَّ فَقَدْ عَلِمْتُ أَيْنَ أَنْتَ , فَخَرَجَ , فَقُلْتُ : مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ اخْتَبَأْتَ مِنِّي ؟ , فَقَالَ : أَنَا وَاللَّهِ أُحَدِّثُكَ ثُمَّ لَا أَكْذِبُكَ , خَشِيتُ وَاللَّهِ أَنْ أُحَدِّثَكَ فَأَكْذِبَكَ , وَأَنْ أَعِدَكَ فَأُخْلِفَكَ , وَكُنْتَ صَاحِبَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَكُنْتُ وَاللَّهِ مُعْسِرًا , فَقُلْتُ لَهُ : آللَّه ؟ , قَالَ : آللَّه , فَقُلْتُ لَهُ : آللَّه ؟ , قَالَ : آللَّه , فَقُلْتُ لَهُ : آللَّه ؟ , قَالَ : آللَّه فَأَتَيْتُ بِصَحِيفَتِي فَمَحَوْتُهَا بِيَدِي فَقُلْتُ : إِنْ وَجَدْتَ قَضَاءً فَاقْضِنِي , وَإِلَّا أَنْتَ فِي حِلٍّ , فَأَشْهَدُ بَصَرُ عَيْنَيَّ هَاتَيْنِ - وَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ - وَسَمْعُ أُذُنَيَّ هَاتَيْنِ , وَوَعَاهُ قَلْبِي هَذَا - وَأَشَارَ إِلَى مَنَاطِ قَلْبِهِ (8) - رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَقُولُ : " مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ , أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ ) (9) ( يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ ) (10) وفي رواية (11) : " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُظِلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ فَلْيُنْظِرْ مُعْسِرًا أَوْ لِيَضَعْ لَهُ "
وفي رواية (12) : " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللَّهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ , فَلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ أَوْ يَضَعْ عَنْهُ "
__________
(1) البْرُدُ والبُرْدة : الشَّمْلَةُ المخطَّطة ، وقيل كِساء أسود مُرَبَّع فيه صورٌ .
(2) المَعَافِرِيّ : نوع من الثياب اليمنية منسوب إلى صانعها معافر .
(3) أَيْ : عَلَامَة وَتَغَيُّرا مِنْ غَضَب . ( النووي - ج 9 / ص 391)
(4) ( الْحَرَامِيّ ) : نِسْبَة إِلَى بَنِي حَرَام .
(5) أَيْ : هل هو موجود .
(6) ( الجَفْر ) : الَّذِي قَارَبَ الْبُلُوغ ، وَقِيلَ : هُوَ الَّذِي قَوِيَ عَلَى الْأَكْل ، وَقِيلَ : اِبْن خَمْس سِنِينَ .
(7) قَالَ الْأَزْهَرِيّ : كُلّ مَا اِتَّكَأَتْ عَلَيْهِ فَهُوَ أَرِيكَة .
(8) ( مَنَاط القَلْب ) : العِرْق الذي القَلْبُ مُعَلَّق به.
(9) ( م ) 74 - ( 3006 )
(10) ( حم ) 15560 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(11) ( جة ) 2419 , ( حم ) 15559 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 912
(12) ( م ) 32 - ( 1563 )(2/1782)
( خ م ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً ) (1) ( مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا ) (2) ( فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) (3) ( وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ , وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ ) (4) "
__________
(1) ( خ ) 2310 , ( م ) 58 - ( 2580 )
(2) ( م ) 38 - ( 2699 ) , ( ت ) 1425
(3) ( م ) 58 - ( 2580 ) , ( خ ) 2310 , ( ت ) 1426 , ( د ) 4893
(4) ( م ) 38 - ( 2699 ) , ( ت ) 2945 , ( د ) 4946 , ( جة ) 225 , ( حم ) 7421(2/1783)
فَضْلُ إقَالَةِ النَّادِمِ فِي الْبَيْعِ وَالشِّرَاء
( حب ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أَقَالَ نَادِمًا بَيْعَتَهُ , أَقَالَ اللَّهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : غَفَرَ زَلَّته وَخَطِيئَته , وَصُورَة إِقَالَة الْبَيْع إِذَا اِشْتَرَى أَحَدٌ شَيْئًا مِنْ رَجُلٍ ثُمَّ نَدِمَ عَلَى اِشْتِرَائِهِ إِمَّا لِظُهُورِ الْغَبْن فِيهِ , أَوْ لِزَوَالِ حَاجَته إِلَيْهِ , أَوْ لِانْعِدَامِ الثَّمَن , فَرَدَّ الْمَبِيعَ عَلَى الْبَائِعِ وَقَبِلَ الْبَائِعُ رَدَّهُ , أَزَالَ اللَّهُ مَشَقَّته وَعَثْرَته يَوْم الْقِيَامَة , لِأَنَّهُ إِحْسَان مِنْهُ عَلَى الْمُشْتَرِي ، لِأَنَّ الْبَيْع كَانَ قَدْ بُتَّ , فَلَا يَسْتَطِيع الْمُشْتَرِي فَسْخه . عون المعبود (ج7 / ص 451)
(2) ( حب ) 5029 , ( د ) 3460 , انظر صحيح موارد الظمآن : 924 , الصَّحِيحَة : 2614 ، وهداية الرواة : 2812(2/1784)
فَضْلُ الْحُبِّ فِي اللَّه
( م ت ) , عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا (1) وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا (2) ) (3) ( أَفَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ؟ , أَفْشُوا السَّلَامَ (4) بَيْنَكُمْ (5) ) (6) " (7)
__________
(1) أَيْ : إِيمَانًا كَامِلًا . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 302)
(2) أَيْ : لَا يَكْمُل إِيمَانكُمْ وَلَا يَصْلُح حَالُكُمْ فِي الْإِيمَان حَتَّى يُحِبَّ كُلٌّ مِنْكُمْ صَاحِبَهُ . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 143)
(3) ( ت ) 2688 , ( م ) 54
(4) هو مِنْ الْإِفْشَاء أَيْ : أَظْهِرُوهُ , وَالْمُرَاد نَشْر السَّلَام بَيْن النَّاس لِيُحْيُوا سُنَّته صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ , وحَمَلَ النَّوَوِيّ الْإِفْشَاء عَلَى رَفْع الصَّوْت بِهِ , وَالْأَقْرَب حَمْلُهُ عَلَى الْإِكْثَار . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 60)
(5) فِيهِ الْحَثُّ الْعَظِيمُ عَلَى إِفْشَاء السَّلَام , وَبَذْله لِلْمُسْلِمِينَ كُلِّهِمْ ؛ مَنْ عَرَفْت وَمَنْ لَمْ تَعْرِف ، وَالسَّلَامُ أَوَّل أَسْبَاب التَّأَلُّف ، وَمِفْتَاح اِسْتِجْلَاب الْمَوَدَّة , وَفِي إِفْشَائِهِ تَمَكُّنُ أُلْفَةِ الْمُسْلِمِينَ بَعْضهمْ لِبَعْضِ ، وَإِظْهَارُ شِعَارهمْ الْمُمَيِّز لَهُمْ مِنْ غَيْرهمْ مِنْ أَهْل الْمِلَل ، مَعَ مَا فِيهِ مِنْ رِيَاضَة النَّفْس ، وَلُزُوم التَّوَاضُع ، وَإِعْظَام حُرُمَات الْمُسْلِمِينَ , وَقَدْ ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللَّه فِي صَحِيحه عَنْ عَمَّار بْن يَاسِر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : ( ثَلَاثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الْإِيمَان : الْإِنْصَافُ مِنْ نَفْسك ، وَبَذْل السَّلَام لِلْعَالَمِ ، وَالْإِنْفَاق مِنْ الْإِقْتَار ) , وَبَذْل السَّلَام لِلْعَالَمِ ، وَالسَّلَام عَلَى مَنْ عَرَفْت وَمَنْ لَمْ تَعْرِف ، وَإِفْشَاء السَّلَام , كُلّهَا بِمَعْنَى وَاحِد . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 143)
(6) ( م ) 54 , ( ت ) 2688
(7) صَحِيح الْجَامِع : 7081 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2694(2/1785)
( حم طب ) , وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : " أَيُّ عُرَى الْإِسْلَامِ (1) أَوْثَقُ (2) ؟ " , قَالُوا : الصَلَاةُ , قَالَ : " حَسَنَةٌ ، وَمَا هِيَ بِهَا " , قَالُوا : الزَّكَاةُ , قَالَ : " حَسَنَةٌ ، وَمَا هِيَ بِهَا " , قَالُوا : صِيَامُ رَمَضَانَ , قَالَ : " حَسَنٌ ، وَمَا هُوَ بِهِ " , قَالُوا : الْحَجُّ , قَالَ : " حَسَنٌ وَمَا هُوَ بِهِ " , قَالُوا : الْجِهَادُ , قَالَ : " حَسَنٌ وَمَا هُوَ بِهِ ) (3) ( إِنَّ أَوْثَقَ عُرَى الْإِيمَانِ الْمُوَالَاةُ فِي اللَّهِ وَالْمُعَادَاةُ فِي اللَّهِ , وَالْحُبُّ فِي اللَّهِ وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ ) (4) "
__________
(1) العُرَى : جمع عروة , وعروة القميص معروفة , وعروة الكوز أُذُنُه , وقوله ( عرى الإسلام ) على التشبيه بالعروة التي يُسْتَمْسَكُ بها . فيض القدير - (ج 2 / ص 559)
(2) أَيْ : أكثرها وثاقة , أي : قوة وثباتا . فيض القدير - (ج 2 / ص 559)
(3) ( حم ) 18547 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2009
(4) ( طب ) 11537 , انظر الصَّحِيحَة : 998(2/1786)
( ت د ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ (1) وَأَبْغَضَ لِلَّهِ , وَأَعْطَى لِلَّهِ (2) وَمَنَعَ لِلَّهِ , وَأَنْكَحَ لِلَّهِ (3) ) (4) ( فَقَدْ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ ) (5) " (6)
__________
(1) أَيْ : لِأَجْلِهِ وَلِوَجْهِهِ مُخْلِصًا , لَا لِمَيْلِ قَلْبه وَلَا لِهَوَاهُ . عون المعبود - (ج 10 / ص 200)
(2) أَيْ : لِثَوَابِهِ وَرِضَاهُ , لَا لِنَحْوِ رِيَاء . عون المعبود - (ج 10 / ص 200)
(3) وَكَذَلِكَ سَائِرُ الْأَعْمَالِ , فَتَكَلَّمَ لِلَّهِ , وَسَكَتَ لِلَّهِ , وَأَكَلَ لِلَّهِ , وَشَرِبَ لِلَّهِ , كَقَوْلِهِ تَعَالَى حَاكِيًا : { إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 313)
(4) ( ت ) 2521 , ( حم ) 15676
(5) ( د ) 4681
(6) صَحِيح الْجَامِع : 5965 ، والصَّحِيحَة : 380 ، وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3028(2/1787)
( حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ حَرُمَ عَلَى النَّارِ وَحَرُمَتِ النَّارُ عَلَيْهِ : إِيمَانٌ بِاللَّهِ ، وَحُبٌّ فِي اللَّهِ , وَأَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ فَيُحْرَقَ ، أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ فِي الْكُفْرِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 12143 , ( يع ) 4282 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .(2/1788)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَجِدَ طَعْمَ الْإِيمَانِ , فَلْيُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)
__________
(1) ( حم ) 7954 , 10749 , ( ك ) 3 , انظر صحيح الجامع : 5958 , والصحيحة : 2300(2/1789)
( خ م ت ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ (1) يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ : إِمَامٌ عَادِلُ (2) وَشَابٌّ (3) نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ , وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالْمَسْجِدِ (4) ) (5) ( إِذَا خَرَجَ مِنْهُ حَتَّى يَعُودَ إِلَيْهِ ) (6) ( وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ , اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ (7) وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ (8) فَقَالَ : إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا , حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ (9) خَالِياً (10) فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ (11) ) (12) "
__________
(1) إِضَافَة الظِّلّ إِلَى اللَّه إِضَافَة إِضَافَة تَشْرِيف ، لِيَحْصُلَ اِمْتِيَاز هَذَا عَلَى غَيْره ، كَمَا قِيلَ لِلْكَعْبَةِ بَيْت اللَّه , مَعَ أَنَّ الْمَسَاجِد كُلّهَا مِلْكُهُ وَالْمُرَاد ظِلّ عَرْشه ، وَيَدُلّ عَلَيْهِ حَدِيث سَلْمَانَ عِنْدَ سَعِيد بْن مَنْصُور بِإِسْنَادٍ حَسَن " سَبْعَة يُظِلُّهُمْ اللَّه فِي ظِلِّ عَرْشِهِ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(2) الْمُرَاد بِهِ صَاحِب الْوِلَايَة الْعُظْمَى ، وَيَلْتَحِقُ بِهِ كُلُّ مَنْ وَلِيَ شَيْئًا مِنْ أُمُور الْمُسْلِمِينَ فَعَدَلَ فِيهِ ، وَيُؤَيِّدهُ رِوَايَة مُسْلِم مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عَمْرو رَفَعَهُ " أَنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللَّه عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُور عَنْ يَمِين الرَّحْمَن ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمهمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وُلُّوا " وَأَحْسَن مَا فُسِّرَ بِهِ الْعَادِل أَنَّهُ الَّذِي يَتَّبِعُ أَمْر اللَّه بِوَضْعِ كُلّ شَيْء فِي مَوْضِعه , مِنْ غَيْر إِفْرَاط وَلَا تَفْرِيط ، وَقَدَّمَهُ فِي الذِّكْرِ لِعُمُومِ النَّفْع بِهِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(3) خَصَّ الشَّابّ لِكَوْنِهِ مَظِنَّة غَلَبَة الشَّهْوَة , لِمَا فِيهِ مِنْ قُوَّة الْبَاعِث عَلَى مُتَابَعَة الْهَوَى ؛ فَإِنَّ مُلَازَمَة الْعِبَادَة مَعَ ذَلِكَ أَشَدُّ , وَأَدَلّ عَلَى غَلَبَة التَّقْوَى . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(4) كَأَنَّهُ شَبَّهَهُ بِالشَّيْءِ الْمُعَلَّق فِي الْمَسْجِد , كَالْقِنْدِيلِ مَثَلًا , إِشَارَةً إِلَى طُول الْمُلَازَمَة بِقَلْبِهِ وَإِنْ كَانَ جَسَده خَارِجًا عَنْهُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(5) ( خ ) 6421 , ( م ) 1031
(6) ( م ) 1031 , ( ت ) 2388
(7) الْمُرَاد أَنَّهُمَا دَامَا عَلَى الْمَحَبَّة الدِّينِيَّة وَلَمْ يَقْطَعَاهَا بِعَارِضٍ دُنْيَوِيٍّ , سَوَاء اِجْتَمَعَا حَقِيقَةً أَمْ لَا , حَتَّى فَرَّقَ بَيْنَهُمَا الْمَوْت . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(8) الْمُرَاد بِالْمَنْصِبِ الْأَصْل أَوْ الشَّرَف ، وَقَدْ وَصَفَهَا بِأَكْمَلِ الْأَوْصَاف الَّتِي جَرَتْ الْعَادَة بِمَزِيدِ الرَّغْبَة لِمَنْ تَحْصُلُ فِيهِ , وَهُوَ الْمَنْصِب الَّذِي يَسْتَلْزِمُهُ الْجَاه وَالْمَال , مَعَ الْجَمَال , وَقَلَّ مَنْ يَجْتَمِع ذَلِكَ فِيهَا مِنْ النِّسَاء ، وَالظَّاهِر أَنَّهَا دَعَتْهُ إِلَى الْفَاحِشَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(9) أَيْ : بِقَلْبِهِ مِنْ التَّذَكُّر أَوْ بِلِسَانِهِ مِنْ الذِّكْرِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(10) أَيْ : فِي مَوْضِع خَالٍ , لِأَنَّهُ يَكُون حِينَئِذٍ أَبْعَدَ مِنْ الرِّيَاء . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(11) أَيْ : فَاضَتْ الدُّمُوع مِنْ عَيْنَيْهِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(12) ( خ ) 1357 , ( م ) 1031(2/1790)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي ؟ , الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي " (1)
__________
(1) ( م ) 37 - ( 2566 ) , ( حم ) 7230 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1915 صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3011(2/1791)
( طب ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ لِلَّهِ جُلَسَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ - وَكِلْتَا يَدَيِ اللَّهِ يَمِينٌ - عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ وُجُوهُهُمْ مِنْ نُورٍ ، لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ وَلَا صِدِّيقِينَ " ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ ؟ , قَالَ : " الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِ اللَّهِ تَعَالَى " (1)
__________
(1) ( طب ) 12686 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4312 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3022(2/1792)
( ت حم حب ) , وَعَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ :
( دَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقٍ ) (1) ( فَإِذَا حَلْقَةٌ فِيهَا ) (2) ( عِشْرُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , وَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ حَدِيثُ السِّنِّ , حَسَنُ الْوَجْهِ ) (3) ( أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ , بَرَّاقُ الثَّنَايَا (4) سَاكِتٌ ) (5) ( مُحْتَبٍ ) (6) ( كُلَّمَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ ) (7) ( سَأَلُوهُ فَأَخْبَرَهُمْ فَانْتَهَوْا إِلَى خَبَرِهِ ) (8) ( وَصَدَرُوا عَنْ رَأْيِهِ ) (9) ( فَقُلْتُ لِجَلِيسٍ لِي : مَنْ هَذَا ؟ , فَقَالَ : هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ - رضي الله عنه - ) (10) ( فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ هَجَّرْتُ (11) فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي بِالتَّهْجِيرِ وَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي , فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى إِذَا قَضَى صَلَاتَهُ جِئْتُهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ لَهُ : وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ فِي اللَّهِ , قَالَ : آللَّهِ ؟ , قُلْتُ : آللَّهِ ) (12) ( فَقَالَ : أَبْشِرْ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا , فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ ) (13) ( لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ , يَغْبِطُهُمْ النَّبِيُّونَ ) (14) ( وَالصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ بِمَجْلِسِهِمْ مِنْ الرَّبِّ - عز وجل - " ) (15) ( قَالَ : ثُمَّ قُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَإِذَا أَنَا ) (16) ( بِعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ - رضي الله عنه - , فَذَكَرْتُ لَهُ حَدِيثَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ) (17) ( فَقَالَ : قَدْ سَمِعْتُ ذَلِكَ وَأَفْضَلَ مِنْهُ , سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " قَالَ اللَّهُ - عز وجل - : ) (18) ( وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ , وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ , وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ (19) وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ (20) ) (21) وَالْمُتَوَاصِلِينَ فِيَّ (22) ( وَالْمُتَنَاصِحِينَ فِيَّ ) (23) "
__________
(1) ( حم ) 22083 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(2) ( حم ) 22117 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( حم ) 22055 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(4) الثنايا : الأسنان الأربع في مقدم الفم , اثنان من أسفل واثنان من أعلى .
(5) ( حم ) 22133 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(6) ( حم ) 22834 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(7) ( حم ) 22117
(8) ( حم ) 22834
(9) ( حم ) 22083
(10) ( حم ) 22117
(11) التهجير : التبكير .
(12) ( حم ) 22083 , 22055
(13) ( حم ) 22834
(14) ( ت ) 2390 , ( حم ) 22055
(15) ( حم ) 22055 , ( ت ) 2390
(16) ( حم ) 22835 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(17) ( حم ) 22117
(18) ( حم ) 22835
(19) المتزاورون : الذين يزور بعضهم بعضا حبا في الله .
(20) المتباذلون : المتسابقون للإنفاق في سبيل الله .
(21) ( حم ) 22083 , 22117
(22) ( حم ) 22055 , 22133
(23) ( حب ) 557 , انظر صحيح موارد الظمآن : 2129 , صَحِيح الْجَامِع : 4321 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3018(2/1793)
( د حم ك طب ) , وَعَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( لَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا صَلَاتَهُ أَقْبَلَ إِلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا وَاعْقِلُوا , وَاعْلَمُوا أَنَّ لِلَّهِ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ , يَغْبِطُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ ) (1) ( يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (2) ( عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنْ اللَّهِ " ) (3) ( فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ تُخْبِرُنَا مَنْ هُمْ ؟ ) (4) ( قَالَ : " هُمْ جُمَاعٌ (5) مِنْ نَوَازِعِ (6) الْقَبَائِلِ ) (7) ( تَصَادَقُوا فِي اللَّهِ وَتَحَابُّوْا فِيهِ ) (8) ( عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بَيْنَهُمْ وَلَا أَمْوَالٍ يَتَعَاطَوْنَهَا ) (9) ( يَجْتَمِعُونَ عَلَى ذِكْرِ اللَّهِ , فَيَنْتَقُونَ أَطَايِبَ الْكَلَامِ كَمَا يَنْتَقِي آكِلُ التَّمْرِ أَطَايِبَهُ ) (10) ( فَوَاللَّهِ إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ , وَإِنَّهُمْ عَلَى ) (11) ( مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ ) (12) ( لَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ , وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ ) (13) ( هُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ الَّذِينَ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) (14) ( ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآية : { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } (15) ) (16) .
__________
(1) ( حم ) 22957 , ( د ) 3527 , انظر فقه السيرة ص150
(2) ( د ) 3527
(3) ( حم ) 22957 , ( د ) 3527
(4) ( د ) 3527
(5) ( جُمَاع ) أَيْ : أخلاط من قبائل شتى ومواضع مختلفة .
(6) نوازع : جمع نازع , وهو الغريب , ومعناه أنهم لم يجتمعوا لقرابة بينهم وَلَا نسب وَلَا معرفة , وإنما اجتمعوا لذكر الله لَا غير .
(7) ( طب ) , انظر ( كنز ) 1893 , 29326 , ( ك ) 7318 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1508
(8) ( ك ) 7318 , ( د ) 3527 , ( حم ) 22957 , انظر الصَّحِيحَة : 3464
(9) ( د ) 3527 , ( حم ) 22957 , انظر صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3026
(10) ( طب ) , انظر ( كنز ) 29326 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1508 , 1509 , 3025
(11) ( د ) 3527 , ( يع ) 6842
(12) ( ك ) 7318 , ( ن ) 11236 , انظر الصحيحة تحت حديث : 3464
(13) ( د ) 3527 , ( ك ) 7318
(14) ( ك ) 7318 , ( حم ) 22957
(15) [يونس/62]
(16) ( د ) 3527 , ( ن ) 11236 , ( حب ) 573 , انظر صحيح موارد الظمآن : 2126(2/1794)
( م حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( خَرَجَ رَجُلٌ يَزُورُ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى ) (1) ( فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ مَلَكًا (2) فَجَلَسَ عَلَى طَرِيقِهِ ) (3) ( فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ , قَالَ : أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ ، قَالَ : هَلْ لَهُ عَلَيْكَ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا (4) ؟ , قَالَ : لَا ) (5) ( قَالَ : فَلِمَ تَأْتِيهِ ؟ ) (6) ( قَالَ : أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ - عز وجل - ، قَالَ : فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ ) (7) "
__________
(1) ( حم ) 7906 , ( م ) 2567
(2) أَيْ : أَقْعَدَهُ يَرْقُبهُ .
(3) ( حم ) 10252 , ( م ) 2567
(4) أَيْ : تَقُوم بِإِصْلَاحِهَا ، وَتَنْهَض إِلَيْهِ بِسَبَبِ ذَلِكَ . ( النووي - ج 8 / ص 366)
(5) ( م ) 2567 , ( حم ) 7906
(6) ( حم ) 7906 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(7) ( م ) 2567 , 7906(2/1795)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا أَحَبَّ عَبْدٌ عَبْدًا لِلَّهِ إِلَّا أَكْرَمَ رَبَّهُ - عز وجل - " (1)
__________
(1) ( حم ) 22283 , ( هب ) 9017 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5516 ، وهداية الرواة : 4949 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .(2/1796)
( طس ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا تَحَابَّ رَجُلَانِ فِي اللَّهِ , إِلَّا كَانَ أَحِبَّهُمَا إِلَى اللَّهِ أَشَدُّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ " (1)
__________
(1) ( طس ) 2899 , ( خد ) 544 , ( حب ) 566 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5594 ، الصَّحِيحَة : 450(2/1797)
( خ م ) , وَعَنْ عائشة ك قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ (1) " (2)
__________
(1) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : يُحْتَمَل أَنْ يَكُون إِشَارَة إِلَى مَعْنَى التَّشَاكُل فِي الْخَيْر وَالشَّرّ وَالصَّلَاح وَالْفَسَاد ، وَأَنَّ الْخَيِّرَ مِنْ النَّاس يَحِنّ إِلَى شَكْله , وَالشِّرِّير نَظِير ذَلِكَ يَمِيل إِلَى نَظِيره , فَتَعَارُف الْأَرْوَاح يَقَع بِحَسَبِ الطِّبَاع الَّتِي جُبِلَتْ عَلَيْهَا مِنْ خَيْر وَشَرّ ، فَإِذَا اِتَّفَقَتْ تَعَارَفَتْ ، وَإِذَا اِخْتَلَفَتْ تَنَاكَرَتْ , وَقَوْله " جُنُود مُجَنَّدَة " أَيْ : أَجْنَاس مُجَنَّسَة أَوْ جُمُوع مُجَمَّعَة ،
قَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ : وَيُسْتَفَاد مِنْ هَذَا الْحَدِيث أَنَّ الْإِنْسَان إِذَا وَجَدَ مِنْ نَفْسه نُفْرَة مِمَّنْ لَهُ فَضِيلَة أَوْ صَلَاح فَيَنْبَغِي أَنْ يَبْحَث عَنْ الْمُقْتَضِي لِذَلِكَ لِيَسْعَى فِي إِزَالَته حَتَّى يَتَخَلَّص مِنْ الْوَصْف الْمَذْمُوم ، وَكَذَلِكَ الْقَوْل فِي عَكْسه .( فتح الباري ) - (ج 10 / ص 116)
(2) ( خ ) 3158 , ( م ) 159 - ( 2638 ) , ( د ) 4834 , ( حم ) 7922(2/1798)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ تَلْتَقِي عَلَى مَسِيرَةِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ , مَا رَأَى أَحَدُهُمْ صَاحِبَهُ قَطُّ " (1)
__________
(1) ( حم ) 6636 , وقال الشيخ أحمد شاكر : إسناده صحيح , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حسن .(2/1799)
( ن حم ) , وَعَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَسْجُدُ عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : " إِنَّ الرُّوحَ لتَلْقَى الرُّوحَ ، وَأَقْنَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَأْسَهُ هَكَذَا " ) (1) ( - قَالَ عَفَّانُ بِرَأْسِهِ إِلَى خَلْفِهِ - ) (2) ( فَوَضَعْتُ جَبْهَتِي عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (3) .
__________
(1) ( حم ) 21913 , انظر الصَّحِيحَة : 3262
(2) ( ن ) 7631 , انظر الصحيحة تحت حديث : 3262
(3) ( حم ) 21913 , ( حب ) 7149(2/1800)
( د حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
رَأَيْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرِحُوا بِشَيْءٍ لَمْ أَرَهُمْ فَرِحُوا بِشَيْءٍ أَشَدَّ مِنْهُ ، قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، الرَّجُلُ يُحِبُّ الرَّجُلَ عَلَى الْعَمَلِ مِنَ الْخَيْرِ يَعْمَلُ بِهِ وَلَا يَعْمَلُ بِمِثْلِهِ وَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْمَلَ كَعَمَلِهِ (1) فقال رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ " (2)
__________
(1) ( حم ) 13340 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( د ) 5127 , ( خ ) 5818 , ( م ) 165 - ( 2640 ) , ( ت ) 2385 , ( حم ) 3718(2/1801)
( خ م حم ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَتَى السَّاعَةُ قَائِمَةٌ ؟ , قَالَ : " وَيْلَكَ وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا ) (1) ( فَإِنَّهَا قَائِمَةٌ ؟ " ) (2) ( فَكَأَنَّ الرَّجُلَ اسْتَكَانَ (3) ثُمَّ قَالَ : مَا أَعْدَدْتُ لَهَا ) (4) ( مِنْ كَثِيرِ عَمَلٍ ) (5) ( مِنْ صَلَاةٍ وَلَا صَوْمٍ وَلَا صَدَقَةٍ (6) وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) (7) ( فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ (8) ) (9) ( وَلَكَ مَا احْتَسَبْتَ (10) " ) (11) ( قَالَ أَنَسٌ : فَقُلْنَا : وَنَحْنُ كَذَلِكَ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ " ) (12) ( وَأَنْتُمْ كَذَلِكَ ) (13) ( قَالَ أَنَسٌ : فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ ) (14) ( بَعْدَ الْإِسْلَامِ فَرَحًا أَشَدَّ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : " أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ " , قَالَ أَنَسٌ : فَأَنَا أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ - صلى الله عليه وسلم - , وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - ) (15) ( وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ , وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ ) (16) .
__________
(1) ( خ ) 5815
(2) ( حم ) 12738 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(3) أَيْ : خَضَعَ , وَهُوَ مِنْ السُّكُون الدَّالّ عَلَى الْخُضُوع . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 175)
(4) ( خ ) 6734
(5) ( حم ) 12032 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(6) أَيْ : مَا أَعْدَدْت لَهَا كَثِير نَافِلَة مِنْ صَلَاة وَلَا صِيَام وَلَا صَدَقَة . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 486)
(7) ( خ ) 5819
(8) أَيْ : مُلْحَقٌ بِهِمْ حَتَّى تَكُون مِنْ زُمْرَتهمْ . ( فتح ) - (ج 17 / ص 363)
(9) ( م ) 163 - ( 2639 ) , ( خ ) 5815
(10) أَيْ : أَجْرُ مَا أَحْتَسَبْت ، وَالِاحْتِسَابُ طَلَبُ الثَّوَابِ , وَأَصْلُ الِاحْتِسَابِ بِالشَّيْءِ الِاعْتِدَادُ بِهِ , وَاحْتَسَبَ بِالْعَمَلِ إِذَا قَصَدَ بِهِ مَرْضَاةَ رَبِّهِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 173)
(11) ( حم ) 13386 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن , ( ت ) 2386
(12) ( خ ) 5815
(13) ( حم ) 13016 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(14) ( خ ) 3485
(15) ( م ) 163 - ( 2639 )
(16) ( خ ) 3485 , ( م ) 163 - ( 2639 )(2/1802)
( د ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ وَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْمَلَ كَعَمَلِهِمْ , فَقَالَ : " أَنْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ " , قُلْتُ : فَإِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ , قَالَ : " فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ " , قَالَ : فَأَعَادَهَا أَبُو ذَرٍّ , " فَأَعَادَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " (1)
__________
(1) ( د ) 5126 , ( حم ) 21416 , ( حب ) 556 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1483 ، الصَّحِيحَة : 3253 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3035(2/1803)
( خد ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
النِّعَمُ تُكْفَر , وَالرَّحِمُ تُقْطَع , وَلَم نَرَ مِثْلَ تَقَارُبِ الْقُلُوبِ . (1)
__________
(1) ( خد ) 262 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 198(2/1804)
فَضْلُ صِلَةِ الرَّحِم (*)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ ) (1) ( فَلَمَّا فَرَغَ ) (2) ( مِنْهُمْ ) (3) ( قَامَتْ الرَّحِمُ (4) فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ (5) ) (6) ( فَقَالَ : مَهْ ؟ ) (7) ( قَالَتْ : هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ مِنْ الْقَطِيعَةِ , قَالَ : نَعَمْ ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ (8) ؟ ، قَالَت : بَلَى يَا رَبِّ ) (9) ( قَالَ : فَذَلِكِ لَكِ ) (10) ( ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (11) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ } (12) ) (13) "
__________
(2) قَالَ الْقُرْطُبِيّ : الرَّحِم الَّتِي تُوصَل عَامَّة وَخَاصَّة ، فَالْعَامَّة رَحِم الدِّين , وَتَجِب مُوَاصَلَتهَا بِالتَّوَادُدِ وَالتَّنَاصُح وَالْعَدْل وَالْإِنْصَاف , وَالْقِيَام بِالْحُقُوقِ الْوَاجِبَة وَالْمُسْتَحَبَّة , وَأَمَّا الرَّحِم الْخَاصَّة فَتَزِيد لِلنَّفَقَةِ عَلَى الْقَرِيب ,وَتَفَقُّد أَحْوَالهمْ وَالتَّغَافُل عَنْ زَلَّاتهمْ , وَتَتَفَاوَت مَرَاتِب اِسْتِحْقَاقهمْ فِي ذَلِكَ كَمَا فِي الْحَدِيث " الْأَقْرَب فَالْأَقْرَب " ,وَقَالَ اِبْن أَبِي جَمْرَة : تَكُون صِلَة الرَّحِم بِالْمَالِ ، وَبِالْعَوْنِ عَلَى الْحَاجَة ، وَبِدَفْعِ الضَّرَر ، وَبِطَلَاقَةِ الْوَجْه ، وَبِالدُّعَاءِ . وَالْمَعْنَى الْجَامِع : إِيصَال مَا أَمْكَنَ مِنْ الْخَيْر ، وَدَفْع مَا أَمْكَن مِنْ الشَّرّ بِحَسَبِ الطَّاقَة ، وَهَذَا إِنَّمَا يَسْتَمِرّ إِذَا كَانَ أَهْل الرَّحِم أَهْلَ اسْتِقَامَةٍ ، فَإِنْ كَانُوا كُفَّارًا أَوْ فُجَّارًا فَمُقَاطَعَتهمْ فِي اللَّهِ هِيَ صِلَتهمْ ، بِشَرْطِ بَذْلِ الْجَهْد فِي وَعْظِهمْ ، ثُمَّ إِعْلَامُهُمْ إِذَا أَصَرُّوا أَنَّ ذَلِكَ بِسَبَبِ تَخَلُّفهمْ عَنْ الْحَقّ ، وَلَا يَسْقُط مَعَ ذَلِكَ صِلَتهمْ بِالدُّعَاءِ لَهُمْ بِظَهْرِ الْغَيْب أَنْ يَعُودُوا إِلَى الطَّرِيق الْمُثْلَى . ( فتح ) - (ج 17 / ص 115)
(1) ( خ ) 5641
(2) ( خ ) 4552
(3) ( م ) 16 - ( 2554 )
(4) يَحْتَمِل أَنْ يَكُون عَلَى الْحَقِيقَة ، وَالْأَعْرَاض يَجُوز أَنْ تَتَجَسَّد وَتَتَكَلَّم بِإِذْنِ اللَّه ، وَيَجُوز أَنْ يَكُون عَلَى حَذْفٍ , أَيْ قَامَ مَلَك فَتَكَلَّمَ عَلَى لِسَانهَا ، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون ذَلِكَ عَلَى طَرِيق ضَرْب الْمَثَل وَالِاسْتِعَارَة , وَالْمُرَاد تَعْظِيم شَأْنهَا وَفَضْل وَاصِلهَا وَإِثْم قَاطِعهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 13 / ص 398)
(5) قَالَ عِيَاض : الْحَقْو مَعْقِد الْإِزَار ، وَهُوَ الْمَوْضِع الَّذِي يُسْتَجَار بِهِ وَيُحْتَزَم بِهِ عَلَى عَادَة الْعَرَب ، لِأَنَّهُ مِنْ أَحَقّ مَا يُحَامَى عَنْهُ وَيُدْفَع ، كَمَا قَالُوا ( نَمْنَعهُ مِمَّا نَمْنَع مِنْهُ أُزُرنَا ) ، فَاسْتُعِيرَ ذَلِكَ مَجَازًا لِلرَّحِمِ فِي اِسْتِعَاذَتهَا بِاَللَّهِ مِنْ الْقَطِيعَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 13 / ص 398)
(6) ( خ ) 4552
(7) ( خ ) 7063
(8) الْوَصْل مِنْ اللَّه كِنَايَة عَنْ عَظِيم إِحْسَانه ، وَإِنَّمَا خَاطَبَ النَّاس بِمَا يَفْهَمُونَ ، وَلَمَّا كَانَ أَعْظَم مَا يُعْطِيه الْمَحْبُوب لِمُحِبِّهِ الْوِصَال - وَهُوَ الْقُرْب مِنْهُ وَإِسْعَافه بِمَا يُرِيد وَمُسَاعَدَته عَلَى مَا يُرْضِيه - وَكَانَتْ حَقِيقَة ذَلِكَ مُسْتَحِيلَة فِي حَقِّ اللَّه تَعَالَى ، عُرِفَ أَنَّ ذَلِكَ كِنَايَة عَنْ عَظِيم إِحْسَانه لِعَبْدِهِ , وَكَذَا الْقَوْل فِي الْقَطْع ، هُوَ كِنَايَة عَنْ حِرْمَان الْإِحْسَان . فتح الباري لابن حجر - (ج 17 / ص 114)
(9) ( خ ) 5641
(10) ( خ ) 7063
(11) أي : فهل عسيتم إن توليتم أمر الأمة أن تفسدوا في الأرض بالظلم , وقال كعب : { أَن تُفْسِدُواْ فِى الارض } أي : بقتل بعضكم بعضاً ، وقال قتادة : إن توليتم عن طاعة كتاب الله - عز وجل - أن تفسدوا في الأرض بسفك الدماء وتقطعوا أرحامكم ,
وقال ابن جريج : إن توليتم عن الطاعة ، وقيل : أعرضتم عن القتال وفارقتم أحكامه . فتح القدير (ج 6 / ص 481)
(12) [محمد/22-23]
(13) ( م ) 16 - ( 2554 ) , ( خ ) 5641 , ( حم ) 8349(2/1805)
( ت د ) , وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ :
اشْتَكَى أَبُو الرَّدَّادِ اللَّيْثِيُّ , فَعَادَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ - رضي الله عنه - , فَقَالَ أَبُو الرَّدَّادِ : خَيْرُهُمْ وَأَوْصَلُهُمْ مَا عَلِمْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ (1) فَقَالَ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَنَا اللَّهُ , وَأَنَا الرَّحْمَنُ , خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا [ اسْمًا ] (2) مِنْ اسْمِي فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ , وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ (3) " (4)
__________
(1) يعني عبد الرحمن بن عوف .
(2) ( د ) 1694
(3) أَيْ : قَطَعْته مِنْ رَحْمَتِي الْخَاصَّة , وَالْبَتّ الْقَطْع , وَالْمُرَاد بِهِ الْقَطْع الْكُلِّيّ , وَمِنْهُ طَلَاق الْبَتّ , وَكَذَا قَوْلهمْ الْبَتَّة .عون المعبود - (ج 4 / ص 103)
(4) ( ت ) 1907 , ( حم ) 1690 , ( خ ) 5643 , انظر الصَّحِيحَة : 520(2/1806)
( حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ الرَّحِمَ شِجْنَةٌ (1) آخِذَةٌ بِحُجْزَةِ الرَّحْمَنِ (2) يَصِلُ مَنْ وَصَلَهَا وَيَقْطَعُ مَنْ قَطَعَهَا (3) " (4)
__________
(1) أَيْ : أُخِذَ اِسْمهَا مِنْ هَذَا الِاسْم , كَمَا فِي حَدِيث عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف فِي السُّنَن مَرْفُوعًا : " أَنَا الرَّحْمَن ، خَلَقْت الرَّحِم , وَشَقَقْت لَهَا اِسْمًا مِنْ اِسْمِي " , وَالْمَعْنَى أَنَّهَا أَثَر مِنْ آثَار الرَّحْمَة مُشْتَبِكَة بِهَا ؛ فَالْقَاطِع لَهَا مُنْقَطِع مِنْ رَحْمَة اللَّه , وَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ : مَعْنَى الْحَدِيث أَنَّ الرَّحِم اشْتُقَّ اِسْمهَا مِنْ اِسْم الرَّحْمَن فَلَهَا بِهِ عَلَاقَة ، وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّهَا مِنْ ذَات اللَّه . تَعَالَى اللَّه عَنْ ذَلِكَ . ( فتح ) - (ج 17 / ص 115)
(2) الحُجزة : موضع شد الإزار من الوسط , ويقال : أخذ بحجزته : التجأ إليه واستعان به .
(3) قَالَ الْقُرْطُبِيّ : الرَّحِم الَّتِي تُوصَل عَامَّة وَخَاصَّة ، فَالْعَامَّة رَحِم الدِّين , وَتَجِب مُوَاصَلَتهَا بِالتَّوَادُدِ وَالتَّنَاصُح وَالْعَدْل وَالْإِنْصَاف , وَالْقِيَام بِالْحُقُوقِ الْوَاجِبَة وَالْمُسْتَحَبَّة , وَأَمَّا الرَّحِم الْخَاصَّة فَتَزِيد لِلنَّفَقَةِ عَلَى الْقَرِيب , وَتَفَقُّد أَحْوَالهمْ وَالتَّغَافُل عَنْ زَلَّاتهمْ , وَتَتَفَاوَت مَرَاتِب اِسْتِحْقَاقهمْ فِي ذَلِكَ كَمَا فِي الْحَدِيث " الْأَقْرَب فَالْأَقْرَب " , وَقَالَ اِبْن أَبِي جَمْرَة : تَكُون صِلَة الرَّحِم بِالْمَالِ ، وَبِالْعَوْنِ عَلَى الْحَاجَة ، وَبِدَفْعِ الضَّرَر ، وَبِطَلَاقَةِ الْوَجْه ، وَبِالدُّعَاءِ . وَالْمَعْنَى الْجَامِع : إِيصَال مَا أَمْكَنَ مِنْ الْخَيْر ، وَدَفْع مَا أَمْكَن مِنْ الشَّرّ بِحَسَبِ الطَّاقَة ، وَهَذَا إِنَّمَا يَسْتَمِرّ إِذَا كَانَ أَهْل الرَّحِم أَهْلَ اسْتِقَامَةٍ ، فَإِنْ كَانُوا كُفَّارًا أَوْ فُجَّارًا فَمُقَاطَعَتهمْ فِي اللَّهِ هِيَ صِلَتهمْ ،
بِشَرْطِ بَذْلِ الْجَهْد فِي وَعْظِهمْ ، ثُمَّ إِعْلَامُهُمْ إِذَا أَصَرُّوا أَنَّ ذَلِكَ بِسَبَبِ تَخَلُّفهمْ عَنْ الْحَقّ ، وَلَا يَسْقُط مَعَ ذَلِكَ صِلَتهمْ بِالدُّعَاءِ لَهُمْ بِظَهْرِ الْغَيْب أَنْ يَعُودُوا إِلَى الطَّرِيق الْمُثْلَى . ( فتح ) - (ج 17 / ص 115)
(4) ( حم ) 2956 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1629 , الصَّحِيحَة : 1602(2/1807)
( ت جة ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ (1) وَقِيلَ : قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ , قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ , فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ , فَلَمَّا اسْتَثْبَتُّ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ , وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ : " أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ , وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ ) (2) ( وَصِلُوا الْأَرْحَامَ , وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ , تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ ) (3) "
__________
(1) أَيْ : ذَهَبُوا مُسْرِعِينَ إِلَيْهِ .
(2) ( ت ) 2485 , ( جة ) 1334
(3) ( جة ) 3251 , ( حم ) 23835 , ( ت ) 2485 , 1855 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7865 , الصَّحِيحَة : 569(2/1808)
( حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ , وَأَنْ يُزَادَ لَهُ فِي رِزْقِهِ ، فَلْيَبَرَّ وَالِدَيْهِ وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ " (1)
__________
(1) ( حم ) 13425 , 13838 , ( خ ) 5639 , ( خ ) 5640 , ( م ) 21 - ( 2557 ) , ( د ) 1693(2/1809)
( حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" صِلَةُ الرَّحِمِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ وَحُسْنُ الْجِوَارِ ، يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ ، وَيَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَارِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 25298 , انظر الصَّحِيحَة : 519 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2524 , وقال شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(2/1810)
( حب ) , وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ أَعْجَلَ الطَّاعَةِ ثَوَابًا صِلَةُ الرَّحِمِ ، حَتَّى إِنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ لَيَكُونُونَ فَجَرَةً ، فَتَنْمُو أَمْوَالُهُمْ وَيَكْثُرُ عَدَدُهُمْ إِذَا تَوَاصَلُوا ، وَمَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ يَتَوَاصَلَونَ فَيَحْتَاجُونَ " (1)
__________
(1) ( حب ) 440 , ( طس ) 1092 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5705 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :2537(2/1811)
( ت حم ) , وَعَنْ عمرو بْنُ سَهْلٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ ، فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ فِي الْأَهْلِ ، مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ ، مَنْسَأَةٌ فِي الْأَثَرِ (1) " (2)
__________
(1) قَالَ أَبُو عِيسَى : مَعْنَى قَوْلِهِ : مَنْسَأَةٌ فِي الْأَثَرِ يَعْنِي : زِّيَادَةَ فِي الْعُمُرِ .
(2) ( ت ) 1979 , ( حم ) 8855 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2965 , الصَّحِيحَة : 276(2/1812)
( ك ) ، وعَنْ سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص (1) قَالَ :
كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - , فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَمَتَّ إِلَيْهِ بِرَحِمٍ بَعِيدَةٍ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ ، فَإِنَّهُ لَا قُرْبَ لِرَحِمٍ إِذَا قُطِعَتْ وَإِنْ كَانَتْ قَرِيبَةً ، وَلَا بُعْدَ لَهَا إِذَا وُصِلَتْ وَإِنْ كَانَتْ بَعِيدَةً " (2)
__________
(1) الطبقة : 3 من الوسطى من التابعين , الوفاة : بعد 120 هـ , روى له : خ م د س جة , رتبته عند ابن حجر : ثقة
(2) ( ك ) 7283 , ( هق ) 20369 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1051 , الصَّحِيحَة : 277(2/1813)
( خد ) , وَعَنْ ابن عباس - رضي الله عنهما - قَالَ :" احفظوا أنسابكم تصلوا أرحامكم , فإنه لَا بُعد بالرحم إذا قربت وإن كانت بعيدة , ولا قرب بها إذا بعدت وإن كانت قريبة , وكل رحم آتية يوم القيامة أمام صاحبها تشهد له بصلة إن كان وصلها , وعليه بقطيعة إن كان قطعها . (1)
__________
(1) ( خد ) 73 , انظر صَحِيحُ الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 54(2/1814)
( خد ) , وَعَنْ جبير بن مطعم - رضي الله عنه - قَالَ :
سمعت عمرَ بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول على المنبر : تعلموا أنسابكم ثم صِلُوا أرحامكم , واللَّهِ إنه ليكون بين الرجل وبين أخيه الشيء , ولو يعلم الذي بينه وبينه من داخلة الرحم لأوزعه (1) ذلك عن انتهاكه . (2)
__________
(1) أَيْ : لمنعه .
(2) ( خد ) 72 , انظر صَحِيحُ الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 53(2/1815)
( هب ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" بُلُّوا أَرْحَامَكُمْ (1) وَلَوْ بِالسَّلَامِ " (2)
__________
(1) بُلُّوا : أي نَدُّوها بصلتها , وهم يطلقون النداوة على الصلة , كما يطلقون اليُبْس على القطيعة .
(2) ( هب ) 7973 , ( كر ) (57/51) , هناد فى الزهد ( 1011 ) ، والقضاعي (654) ، والديلمي (2087 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2838 , والصحيحة : 1777(2/1816)
فَضْلُ السَّلَام
قَالَ تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } [النور : 27]
وَقَالَ تَعَالَى : { فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً } [النور : 61]
( خ م ت حم حب ) ، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :( لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الدَّيْنِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ) (1) ( " خَلَقَ اللَّهُ - عز وجل - آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ (2) طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا ) (3) ( قَالَ : فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ , وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا , فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدَهُ حَتَّى الْآنَ ) (4) ( فَلَمَّا نَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ عَطَسَ , فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ , فَحَمِدَ اللَّهَ بِإِذْنِهِ (5) فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ يَا آدَمُ ) (6) يَرْحَمُكَ رَبُّكَ (7) ( ثُمَّ قَالَ لَهُ : اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ - وَهُمْ نَفَرٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٌ - فَاسْتَمِعْ مَا يُجِيبُونَكَ ) (8) ( فَذَهَبَ فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ ، فَقَالُوا : وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، قَالَ : فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ) (9) ( ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ , فَقَالَ لَهُ : إِنَّ هَذِهِ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ) (10) ( ذُرِّيَّتِكَ ) (11) ( بَيْنَهُمْ ) (12) "
__________
(1) ( حم ) 2270 , وصححه الألباني في ظلال الجنة : 204 ، وهداية الرواة : 114
(2) قال الحافظ في الفتح (ج 8 / ص 31): اخْتُلِفَ فِي الضَّمِير عَلَى مَنْ يَعُود ؟ , فَالْأَكْثَر عَلَى أَنَّهُ يَعُودُ عَلَى الْمَضْرُوبِ لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ الْأَمْر بِإِكْرَامِ وَجْهه ، وَلَوْلَا أَنَّ الْمُرَاد التَّعْلِيل بِذَلِكَ لَمْ يَكُنْ لِهَذِهِ الْجُمْلَة اِرْتِبَاط بِمَا قَبْلهَا , وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ : أَعَادَ بَعْضُهُمْ الضَّمِير عَلَى اللَّهِ مُتَمَسِّكًا بِمَا وَرَدَ فِي بَعْض طُرُقه " إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَم عَلَى صُورَة الرَّحْمَن " , قَالَ : وَكَأَنَّ مَنْ رَوَاهُ أَوْرَدَهُ بِالْمَعْنَى مُتَمَسِّكًا بِمَا تَوَهَّمَهُ فَغَلِطَ فِي ذَلِكَ , وَقَدْ أَنْكَرَ الْمَازِرِيّ وَمَنْ تَبِعَهُ صِحَّة هَذِهِ الزِّيَادَة , ثُمَّ قَالَ : وَعَلَى تَقْدِير صِحَّتِهَا فَيُحْمَلُ عَلَى مَا يَلِيقُ بِالْبَارِي سُبْحَانه وَتَعَالَى , قُلْت : الزِّيَادَة أَخْرَجَهَا اِبْن أَبِي عَاصِم فِي " السُّنَّة " وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيث اِبْن عُمَر بِإِسْنَادٍ رِجَالُهُ ثِقَات , وَأَخْرَجَهَا اِبْن أَبِي عَاصِمٍ أَيْضًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِلَفْظٍ يَرُدُّ التَّأْوِيلَ الْأَوَّل , قَالَ : " مَنْ قَاتَلَ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْه , فَإِنَّ صُورَةَ وَجْهِ الْإِنْسَان عَلَى صُورَةِ وَجْهِ الرَّحْمَنِ " , فَتَعَيَّنَ إِجْرَاءُ مَا فِي ذَلِكَ عَلَى مَا تَقَرَّرَ بَيْن أَهْل السُّنَّة مِنْ إِمْرَاره كَمَا جَاءَ مِنْ غَيْر اِعْتِقَادِ تَشْبِيهٍ ، أَوْ مِنْ تَأْوِيلِهِ عَلَى مَا يَلِيقُ بِالرَّحْمَنِ جَلَّ جَلَاله ، وَزَعَمَ بَعْضهمْ أَنَّ الضَّمِير يَعُودُ عَلَى آدَم , أَيْ عَلَى صِفَتِهِ , أَيْ خَلَقَهُ مَوْصُوفًا بِالْعِلْمِ الَّذِي فَضَلَ بِهِ الْحَيَوَان , وَهَذَا مُحْتَمَل ، وَقَدْ قَالَ الْمَازِرِيّ : غَلِطَ اِبْن قُتَيْبَة فَأَجْرَى هَذَا الْحَدِيث عَلَى ظَاهِره وَقَالَ : صُورَة لَا كَالصُّوَرِ , وَقَالَ الْكَرْمَانِيُّ فِي " كِتَاب السُّنَّة " سَمِعْت إِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ يَقُولُ : صَحَّ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَم عَلَى صُورَة الرَّحْمَن , وَقَالَ إِسْحَاق الْكَوْسَج : سَمِعْت أَحْمَد يَقُولُ : هُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ , وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَاب السُّنَّة : " حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل قَالَ : قَالَ رَجُل لِأَبِي : إِنَّ رَجُلًا قَالَ : خَلَقَ اللَّهُ آدَم عَلَى صُورَته - أَيْ صُورَة الرَّجُل - فَقَالَ : كَذِب , هُوَ قَوْل الْجَهْمِيَّةِ " , وَقَدْ أَخْرَجَ الْبُخَارِيّ فِي " الْأَدَب الْمُفْرَد " وَأَحْمَد عَنْ أَبِي هُرَيْرَة مَرْفُوعًا " لَا تَقُولَنَّ قَبَّحَ اللَّه وَجْهك وَوَجْه مَنْ أَشْبَهَ وَجْهك فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَم عَلَى صُورَته " , وَهُوَ ظَاهِر فِي عَوْدِ الضَّمِير عَلَى الْمَقُول لَهُ ذَلِكَ , وَكَذَلِكَ أَخْرَجَهُ اِبْن أَبِي عَاصِم أَيْضًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَة بِلَفْظِ " إِذَا قَاتَلَ أَحَدكُمْ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْه , فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَم عَلَى صُورَة وَجْهه "
(3) ( خ ) 5873 , ( م ) 2841 , ( حم ) 8274
(4) ( م ) 2841 , ( خ ) 3148
(5) أَيْ : بِأَمْرِهِ وَحُكْمِهِ , أَوْ بِقَضَائِهِ وَقَدَرِهِ , أَوْ بِتَيْسِيرِهِ وَتَوْفِيقِهِ . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 264)
(6) ( ت ) 3368
(7) ( حب ) 6167 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده قوي على شرط مسلم .
(8) ( م ) 2841 , ( خ ) 3148
(9) ( م ) 2841 , ( خ ) 3148
(10) ( ت ) 3368 , ( م ) 2841 , ( خ ) 3148
(11) ( م ) 2841
(12) ( ت ) 3368 , ( حب ) 6167(2/1817)
( م ت ) , عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا (1) وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا (2) ) (3) ( أَفَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ؟ , أَفْشُوا السَّلَامَ (4) بَيْنَكُمْ (5) ) (6) " (7)
__________
(1) أَيْ : إِيمَانًا كَامِلًا . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 302)
(2) أَيْ : لَا يَكْمُل إِيمَانكُمْ وَلَا يَصْلُح حَالُكُمْ فِي الْإِيمَان حَتَّى يُحِبَّ كُلٌّ مِنْكُمْ صَاحِبَهُ . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 143)
(3) ( ت ) 2688 , ( م ) 54
(4) هو مِنْ الْإِفْشَاء أَيْ : أَظْهِرُوهُ , وَالْمُرَاد نَشْر السَّلَام بَيْن النَّاس لِيُحْيُوا سُنَّته صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ , وحَمَلَ النَّوَوِيّ الْإِفْشَاء عَلَى رَفْع الصَّوْت بِهِ , وَالْأَقْرَب حَمْلُهُ عَلَى الْإِكْثَار . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 60)
(5) فِيهِ الْحَثُّ الْعَظِيمُ عَلَى إِفْشَاء السَّلَام , وَبَذْله لِلْمُسْلِمِينَ كُلِّهِمْ ؛ مَنْ عَرَفْت وَمَنْ لَمْ تَعْرِف ، وَالسَّلَامُ أَوَّل أَسْبَاب التَّأَلُّف ، وَمِفْتَاح اِسْتِجْلَاب الْمَوَدَّة , وَفِي إِفْشَائِهِ تَمَكُّنُ أُلْفَةِ الْمُسْلِمِينَ بَعْضهمْ لِبَعْضِ ، وَإِظْهَارُ شِعَارهمْ الْمُمَيِّز لَهُمْ مِنْ غَيْرهمْ مِنْ أَهْل الْمِلَل ، مَعَ مَا فِيهِ مِنْ رِيَاضَة النَّفْس ، وَلُزُوم التَّوَاضُع ، وَإِعْظَام حُرُمَات الْمُسْلِمِينَ , وَقَدْ ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللَّه فِي صَحِيحه عَنْ عَمَّار بْن يَاسِر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : ( ثَلَاثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الْإِيمَان : الْإِنْصَافُ مِنْ نَفْسك ، وَبَذْل السَّلَام لِلْعَالَمِ ، وَالْإِنْفَاق مِنْ الْإِقْتَار ) , وَبَذْل السَّلَام لِلْعَالَمِ ، وَالسَّلَام عَلَى مَنْ عَرَفْت وَمَنْ لَمْ تَعْرِف ، وَإِفْشَاء السَّلَام , كُلّهَا بِمَعْنَى وَاحِد . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 143)
(6) ( م ) 54 , ( ت ) 2688
(7) صَحِيح الْجَامِع : 7081 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2694(2/1818)
( بز ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ السَّلَامَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ وَضَعَهُ فِي الْأَرْضِ فَأَفْشُوهُ بَيْنَكُمْ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ الْمُسْلِمَ إِذَا مَرَّ بِقَوْمٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ فَرَدُّوا عَلَيْهِ كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ فَضْلُ دَرَجَةٍ بِتَذْكِيرِهِ إِيَّاهُمُ السَّلَامَ ، فَإِنْ لَمْ يَرُدُّوا عَلَيْهِ رَدَّ عَلَيْهِ مَنْ هو خَيْرٌ مِنْهُمْ وَأَطْيَبُ " (1)
__________
(1) أخرجه البزَّار كما في كشف الأستار (2/417 ، رقم 1999) , ( خد ) 989 , ( طب ) 10391 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3697 , الصَّحِيحَة : 184 , 1607(2/1819)
( ت جة ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ (1) وَقِيلَ : قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ , قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ , فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ , فَلَمَّا اسْتَثْبَتُّ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ , وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ : " أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ , وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ ) (2) ( وَصِلُوا الْأَرْحَامَ , وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ , تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ ) (3) "
__________
(1) أَيْ : ذَهَبُوا مُسْرِعِينَ إِلَيْهِ .
(2) ( ت ) 2485 , ( جة ) 1334
(3) ( جة ) 3251 , ( حم ) 23835 , ( ت ) 2485 , 1855 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7865 , الصَّحِيحَة : 569(2/1820)
( طب ) , وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَفْشُوا السَّلَامَ كَيْ تَعْلُوا (1) " (2)
__________
(1) ( تعلوا ) : يرتفع شأنكم .
(2) أخرجه الطبراني كما فى مجمع الزوائد (8/30) ، والترغيب والترهيب (3/286) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1088 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2701(2/1821)
( طب ) , وَعَنْ هانِئ بن يزيد - رضي الله عنه - قَالَ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنِي عَلَى عَمِلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ , قَالَ : " إِنَّ مِنْ مُوجِبَاتِ الْمَغْفِرَةِ بَذْلُ السَّلَامِ ، وَحُسْنُ الْكَلَامِ " (1)
__________
(1) ( طب ) ج 22 ص 180 ح 469 , ( حب ) 490 , ( ك ) 61 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2232 , الصَّحِيحَة : 1035(2/1822)
( حم حب خد ) , وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَفْشُوا السَّلَامَ تَسْلَمُوا , وَالْأَشَرَةُ (1) شَرٌّ " (2)
__________
(1) " الأَشَرَة " : بطر النعمة وكفرها .
(2) ( خد ) 787 , ( حم ) 18553 , ( حب ) 491 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1087 , الصَّحِيحَة : 1493 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في ( حم ) : إسناده حسن .(2/1823)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , الرَّجُلَانِ يَلْتَقِيَانِ , أَيُّهُمَا يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ ؟ , فَقَالَ : " أَوْلَاهُمَا بِاللَّهِ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : أَقْرَبُ الْمُتَلَاقِيَيْنِ إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ مَنْ بَدَأَ بِالسَّلَامِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 495)
(2) ( ت ) 2694 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2703(2/1824)
( د ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِاللَّهِ مَنْ بَدَأَهُمْ بِالسَّلَامِ " (1)
__________
(1) ( د ) 5197 , ( حم ) 22246 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6121 , الصحيحة : 3382(2/1825)
( خد ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَأَرْسَلَ مَعِي أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ - رضي الله عنه - , قَالَ : فَكُلُّ مَنْ لَقِيَنَا سَلَّمُوا عَلَيْنَا ، فَقَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ : أَلَا تَرَى النَّاسَ يَبْدَؤُونَكَ بِالسَّلَامِ فَيَكُونُ لَهُمُ الْأَجْرُ ؟ ، ابْدَأْهُمْ بِالسَّلَامِ يَكُنْ لَكَ الْأَجْرُ . (1)
__________
(1) ( خد ) 984 , انظر صحيح الأدب المفرد : 758(2/1826)
( د حب الحميدي ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ - عز وجل - ) (1) ( إِنْ عَاشَ رُزِقَ وَكُفِيَ ، وَإِنْ مَاتَ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ ) (2) ( رَجُلٌ خَرَجَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ , فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ , أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ , وَرَجُلٌ رَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ , فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ , أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ , وَرَجُلٌ دَخَلَ بَيْتَهُ بِسَلَامٍ , فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ - عز وجل - ) (3) وَرَجُلٌ خَرَجَ حَاجًّا (4) "
__________
(1) ( د ) 2494 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3053 , الصَّحِيحَة تحت حديث : 3384 ، وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1609
(2) ( حب ) 499 , ( خد ) 1094 , انظر صَحْيحِ الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 836 ، وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 321
(3) ( د ) 2494 , ( خد ) 1094 , ( حب ) 499 , ( ك ) 2400
(4) ( الحميدي ) 1090 , ( حل ) (9/251) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3051 , الصَّحِيحَة : 598(2/1827)
( د ) , وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ , " فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ ثُمَّ جَلَسَ , فَقَالَ رَسُولُ - صلى الله عليه وسلم - : عَشْرٌ " , ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ , " فَرَدَّ عَلَيْهِ فَجَلَسَ , فَقَالَ رَسُولُ - صلى الله عليه وسلم - : عِشْرُونَ " , ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّه وَبَرَكَاتُهُ , " فَرَدَّ عَلَيْهِ فَجَلَسَ , فَقَالَ رَسُولُ - صلى الله عليه وسلم - : ثَلَاثُونَ " (1)
__________
(1) ( د ) 5195 , ( ت ) 2689 , ( حم ) 19962(2/1828)
فَضْلُ إِصْلَاحُ ذَاتِ بَيْنِ الْمُسْلِمِين
( تخ ) , وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنَ الصَلَاةِ وَصَلَاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ وَخُلُقٍ حَسَنٍ " (1)
__________
(1) ( تخ ) (1/63) ، ( هب ) (7/489 ، ح11091) ، ( كر ) (52/266) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5645 ، الصَّحِيحَة : 1448(2/1829)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَلَاةِ وَالصَّدَقَةِ ؟ " , قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2509 , ( خد ) 391 , ( د ) 4919 , ( حم ) 27548 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2595 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2814(2/1830)
( طب ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ أَفْضَلَ الصَّدَقَةِ إِصْلاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ " (1)
__________
(1) ( طب ) (13/20 ح31) ، ( هب ) 11092 , ( عبد بن حميد ) 335 ، انظر الصَّحِيحَة : 2639 , وقد تراجع الألباني عن تضعيفه في ضعيف الجامع حديث رقم : 1012 .(2/1831)
فَضْلُ الْبُكَاءِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّه
قَالَ تَعَالَى : { أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا , إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا } [مريم/58]
وَقَالَ تَعَالَى : { قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا , إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا , وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا } [الإسراء/107-109]
( خ م ت ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ (1) يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ : إِمَامٌ عَادِلُ (2) وَشَابٌّ (3) نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ , وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالْمَسْجِدِ (4) ) (5) ( إِذَا خَرَجَ مِنْهُ حَتَّى يَعُودَ إِلَيْهِ ) (6) ( وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ , اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ (7) وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ (8) فَقَالَ : إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا , حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ (9) خَالِياً (10) فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ (11) ) (12) "
__________
(1) إِضَافَة الظِّلّ إِلَى اللَّه إِضَافَة إِضَافَة تَشْرِيف ، لِيَحْصُلَ اِمْتِيَاز هَذَا عَلَى غَيْره ، كَمَا قِيلَ لِلْكَعْبَةِ بَيْت اللَّه , مَعَ أَنَّ الْمَسَاجِد كُلّهَا مِلْكُهُ وَالْمُرَاد ظِلّ عَرْشه ، وَيَدُلّ عَلَيْهِ حَدِيث سَلْمَانَ عِنْدَ سَعِيد بْن مَنْصُور بِإِسْنَادٍ حَسَن " سَبْعَة يُظِلُّهُمْ اللَّه فِي ظِلِّ عَرْشِهِ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(2) الْمُرَاد بِهِ صَاحِب الْوِلَايَة الْعُظْمَى ، وَيَلْتَحِقُ بِهِ كُلُّ مَنْ وَلِيَ شَيْئًا مِنْ أُمُور الْمُسْلِمِينَ فَعَدَلَ فِيهِ ، وَيُؤَيِّدهُ رِوَايَة مُسْلِم مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عَمْرو رَفَعَهُ " أَنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللَّه عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُور عَنْ يَمِين الرَّحْمَن ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمهمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وُلُّوا " وَأَحْسَن مَا فُسِّرَ بِهِ الْعَادِل أَنَّهُ الَّذِي يَتَّبِعُ أَمْر اللَّه بِوَضْعِ كُلّ شَيْء فِي مَوْضِعه , مِنْ غَيْر إِفْرَاط وَلَا تَفْرِيط ، وَقَدَّمَهُ فِي الذِّكْرِ لِعُمُومِ النَّفْع بِهِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(3) خَصَّ الشَّابّ لِكَوْنِهِ مَظِنَّة غَلَبَة الشَّهْوَة , لِمَا فِيهِ مِنْ قُوَّة الْبَاعِث عَلَى مُتَابَعَة الْهَوَى ؛ فَإِنَّ مُلَازَمَة الْعِبَادَة مَعَ ذَلِكَ أَشَدُّ , وَأَدَلّ عَلَى غَلَبَة التَّقْوَى . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(4) كَأَنَّهُ شَبَّهَهُ بِالشَّيْءِ الْمُعَلَّق فِي الْمَسْجِد , كَالْقِنْدِيلِ مَثَلًا , إِشَارَةً إِلَى طُول الْمُلَازَمَة بِقَلْبِهِ وَإِنْ كَانَ جَسَده خَارِجًا عَنْهُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(5) ( خ ) 6421 , ( م ) 1031
(6) ( م ) 1031 , ( ت ) 2388
(7) الْمُرَاد أَنَّهُمَا دَامَا عَلَى الْمَحَبَّة الدِّينِيَّة وَلَمْ يَقْطَعَاهَا بِعَارِضٍ دُنْيَوِيٍّ , سَوَاء اِجْتَمَعَا حَقِيقَةً أَمْ لَا , حَتَّى فَرَّقَ بَيْنَهُمَا الْمَوْت . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(8) الْمُرَاد بِالْمَنْصِبِ الْأَصْل أَوْ الشَّرَف ، وَقَدْ وَصَفَهَا بِأَكْمَلِ الْأَوْصَاف الَّتِي جَرَتْ الْعَادَة بِمَزِيدِ الرَّغْبَة لِمَنْ تَحْصُلُ فِيهِ , وَهُوَ الْمَنْصِب الَّذِي يَسْتَلْزِمُهُ الْجَاه وَالْمَال , مَعَ الْجَمَال , وَقَلَّ مَنْ يَجْتَمِع ذَلِكَ فِيهَا مِنْ النِّسَاء ، وَالظَّاهِر أَنَّهَا دَعَتْهُ إِلَى الْفَاحِشَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(9) أَيْ : بِقَلْبِهِ مِنْ التَّذَكُّر أَوْ بِلِسَانِهِ مِنْ الذِّكْرِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(10) أَيْ : فِي مَوْضِع خَالٍ , لِأَنَّهُ يَكُون حِينَئِذٍ أَبْعَدَ مِنْ الرِّيَاء . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(11) أَيْ : فَاضَتْ الدُّمُوع مِنْ عَيْنَيْهِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(12) ( خ ) 1357 , ( م ) 1031(2/1832)
( ت ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ : عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ , وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 1639 , ( ك ) 2431 , ( يع ) 4346 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4113 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3322(2/1833)
( ت س ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَبْكِي أَحَدٌ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ فَتَطْعَمَهُ النَّارُ حَتَّى [ يَعُودَ ] (1) اللَّبَنُ فِي الضَّرْعِ (2) " (3)
__________
(1) ( ت ) 1633
(2) هَذَا مِنْ بَابِ التَّعْلِيقِ بِالْمُحَالِ , كَقَوْلِهِ تَعَالَى { حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ } .تحفة الأحوذي (ج4ص306)
(3) ( س ) 3107 , ( ت ) 1633 , ( حم ) 10567 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7778 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1269(2/1834)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ قَطْرَتَيْنِ وَأَثَرَيْنِ , قَطْرَةٌ مِنْ دُمُوعٍ فِي خَشْيَةِ اللَّهِ , وَقَطْرَةُ دَمٍ تُهَرَاقُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , وَأَمَّا الْأَثَرَانِ : فَأَثَرٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , وَأَثَرٌ فِي فَرِيضَةٍ مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ (1) " (2)
_________
(1) المراد خطوة الماشي وخطوة الساعي في فريضة من فرائض الله , أو ما بقي على المجاهد من أثر الجراحات وعلى الساعي المتعب نفسه في أداء الفرائض والقيام بها والكد فيها , كاحتراق الجبهة من حر الرمضاء التي يسجد عليها وانفطار الأقدام من برد ماء الوضوء ونحو ذلك . فيض القدير - (ج 5 / ص 465)
(2) ( ت ) 1669 , ( طب ) 7918 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1326(2/1835)
فَضْلُ اِقْتِنَاءِ الْخَيْلِ وَإِكْرَامِهَا
قَالَ تَعَالَى : { بسم الله الرحمن الرحيم , وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا , فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا , فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا , فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا , فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا } [العاديات : 1 - 5]
( خ م حم ) , عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَلْوِي ) (1) ( عُرْفَ فَرَسٍ بِأُصْبُعَيْهِ ) (2) ( وَهُوَ يَقُولُ : الْخَيْلُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيهَا (3) الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ , الْأَجْرُ وَالْغَنِيمَةُ ) (4) "
__________
(1) ( م ) 97 - ( 1872 )
(2) ( حم ) 19219 , ( م ) 97 - ( 1872 )
(3) الناصية : مُقَدَّمُ الرأس , والمراد ملازمة الخير لنواصي الخيل حيثما توجهت .
(4) ( م ) 97 - ( 1872 ) , ( خ ) 2951 , ( س ) 3572 , ( حم ) 19219(2/1836)
( تخ ) , وَعَنْ سَوَادَةَ بْنِ الرَّبِيعِ - رضي الله عنه - قَالَ :
أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ لِي : " هَلْ لَكَ مِنْ مَالٍ ؟ " ، قُلْتُ : نَعَمْ ، لِي مَالٌ وَخَيْلٌ وَرَقِيقٌ قَالَ : " عَلَيْكَ بِالْخَيْلِ فَارْتَبِطْهَا ، الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ " (1)
__________
(1) ( تخ ) ( 2 / 2 / 184 ) , انظر الصَّحِيحَة : 1936(2/1837)
( د ) , وَعَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَقُصُّوا نَوَاصِيَ (1) الْخَيْلِ وَلَا مَعَارِفَهَا (2) وَلَا أَذْنَابَهَا , فَإِنَّ أَذْنَابَهَا مَذَابُّهَا (3) وَمَعَارِفَهَا دِفَاؤُهَا (4) وَنَوَاصِيَهَا مَعْقُودٌ فِيهَا الْخَيْرُ (5) إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (6)
__________
(1) أَيْ : شَعْر مُقَدَّم رَأْسهَا .
(2) ( المَعَارِف ) : جَمْع مَعْرِفَة , وهو الْمَوْضِع الَّذِي يَنْبُت عَلَيْهِ عُرْف الْفَرَس مِنْ رَقَبَته ، وَعُرْف الْفَرَس : شَعْر عُنُقه .
عون المعبود - (ج 5 / ص 441)
(3) ( مَذَابّهَا ) : جَمْع مِذَبَّة , وَهِيَ مَا يُذَبّ بِهِ الذُّبَاب ، وَالْخَيْل تَدْفَع بِأَذْنَابِهَا مَا يَقَع عَلَيْهَا مِنْ ذُبَاب وَغَيْره .
(4) أَيْ : كِسَاؤُهَا الَّذِي تَدَفَّأُ بِهِ .
(5) أَيْ : مُلَازِم بِهَا كَأَنَّهُ مَعْقُود فِيهَا . عون المعبود - (ج 5 / ص 441)
(6) ( د ) 2542 , ( حم ) 17680(2/1838)
( ط ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَمْسَحُ وَجْهَ فَرَسِهِ بِرِدَائِهِ " ، فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ فَعَلْتَ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ ، فَقَالَ : " إِنِّي عُوتِبْتُ اللَّيْلَةَ فِي الْخَيْلِ " (1)
__________
(1) ( ط ) 1002 , انظر الصَّحِيحَة : 3187(2/1839)
( جة ) , وَعَنْ عُرْوَةَ ابْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْبَارِقِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْإِبِلُ عِزٌّ لِأَهْلِهَا , وَالْغَنَمُ بَرَكَةٌ , وَالْخَيْرُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِي الْخَيْلِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1)
__________
(1) ( جة ) 2305 , ( يع ) 6828 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2760 , الصَّحِيحَة : 1763(2/1840)
( س حم حب ) , وَعَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( فُتِحَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَتْحٌ ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (1) ( أَذَالَ النَّاسُ الْخَيْلَ (2) وَوَضَعُوا السِّلَاحَ وَقَالُوا : لَا جِهَادَ , قَدْ وَضَعَتْ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا (3) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " كَذَبُوا , الْآنَ الْآنَ جَاءَ الْقِتَالُ ) (4) ( وَلَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ) (5) ( يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ) (6) ( ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ ) (7) ( يُزِيغُ (8) اللَّهُ لَهُمْ قُلُوبَ أَقْوَامٍ ) (9) ( فَيُقَاتِلُونَهُمْ وَيَرْزُقُهُمْ اللَّهُ مِنْهُمْ , حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ - عز وجل - وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ ) (10) حَتَّى يُقَاتِلُوا الدَّجَّالَ (11) ( وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " هُمْ أَهْلُ الشَّامِ - وَنَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِأُصْبُعِهِ يُومِئُ بِهَا إِلَى الشَّامِ حَتَّى أَوْجَعَهَا - ) (12) ( وَالْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) (13) "
__________
(1) ( حب ) 7307 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(2) أَيْ : أَهَانُوهَا وَاسْتَخَفُّوا بِهَا بِقِلَّةِ الرَّغْبَة فِيهَا . شرح سنن النسائي - (ج 5 / ص 194)
(3) أَيْ : اِنْقَضَى أَمْرهَا , وَخَفَّتْ أَثْقَالُهَا فَلَمْ يَبْقَ قِتَال .
(4) ( س ) 3561 , ( حم ) 17006
(5) ( حم ) 17006 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(6) ( س ) 3561
(7) ( حم ) 17006
(8) الزَّيْغ : البعد عن الحق ، والميل عن الاستقامة .
(9) ( س ) 3561
(10) ( حم ) 17006 , ( س ) 3561
(11) ( حم ) 19909 , انظر الصَّحِيحَة : 1584 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(12) ( يعقوب بن أبي سفيان في المعرفة والتاريخ ) ( 2 / 296 - 297 ) , انظر الصَّحِيحَة : 3425 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في ( حم ) 8257 : إسناده قوي .
(13) ( س ) 3561 , ( حم ) 17006 , ( حب ) 7307 , انظر الصحيحة : 1935 , 1961(2/1841)
( د حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( ارْتَبِطُوا الْخَيْلَ (1) ) (2) ( الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ وَالنَّيْلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَأَهْلُهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا ، فَامْسَحُوا بِنَوَاصِيهَا (3) ) (4) ( وَأَعْجَازِهَا (5) ) (6) ( وَادْعُوا لَهَا بِالْبَرَكَةِ ، وَقَلِّدُوهَا ، وَلَا تُقَلِّدُوهَا الْأَوْتَارَ (7) ) (8) "
__________
(1) أَيْ : بَالِغُوا فِي رَبْطهَا وَإِمْسَاكهَا عِنْدكُمْ .عون المعبود - (ج 5 / ص 456)
(2) ( د ) 2553 , ( س ) 3565
(3) أَيْ : تَلَطُّفًا بِهَا وَتَنْظِيفًا لَهَا .
(4) ( حم ) 14833 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1249 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حسن لغيره .
(5) جَمْع عَجُز , وَهُوَ مَا بَيْن الْوَرِكَيْنِ ، قَالَ اِبْن الْمَلِك : يُرِيد بِهَذَا الْمَسْح تَنْظِيفهَا مِنْ الْغُبَار وَتَعَرُّف حَالهَا مِنْ السِّمَن .
(6) ( د ) 2553
(7) أَيْ : لَا تَجْعَلُوا أَوْتَار الْقَوْس فِي أَعْنَاقهَا , لِأَنَّ الْخَيْل رُبَّمَا رَعَتْ الْأَشْجَار أَوْ حَكَّتْ بِهَا عُنُقهَا فَيَتَشَبَّث الْأَوْتَار بِبَعْضِ شُعَبهَا فَيَخْنُقهَا . عون المعبود - (ج 5 / ص 456)
(8) ( حم ) 14833 , ( د ) 2553 , ( س ) 3565 , ( حب ) 4674 , ( ك ) 2454(2/1842)
( د ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْمُنْفِقُ عَلَى الْخَيْلِ كَالْبَاسِطِ يَدَهُ بِالصَّدَقَةِ لَا يَقْبِضُهَا " (1)
__________
(1) ( د ) 4089 , ( حم ) 17659 , ( ك ) 2455 , انظر , انظر صحيح الجامع : 3349 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1246(2/1843)
( طب ) , وَعَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ ؟ ، قَالَ : " مُؤْمِنٌ بَيْنَ كَرِيمَيْنَ (1) " (2)
__________
(1) قال في نيل الأوطار : قَوْلُهُ : ( وَأَنْفَقَ الْكَرِيمَةَ ) هِيَ الْفَرَسُ الَّتِي يُغْزَى عَلَيْهَا .
قَالَ فِي الْقَامُوسِ : وَالْكَرِيمَانِ : الْحَجُّ وَالْجِهَادُ , وَمِنْهُ " خَيْرُ النَّاسِ مُؤْمِنٌ بَيْن كَرِيمَيْنِ " أَوْ مَعْنَاهُ بَيْنَ فَرَسَيْنِ يَغْزُو عَلَيْهِمَا أَوْ بَعِيرَيْنِ يَسْتَقِي عَلَيْهِمَا . أ . هـ
وقَالَ مَعْمَرٌ بن راشد : قَالَ رَجُلٌ لِلزُّهْرِيِّ : مَا كَرِيمَيْنِ ؟ ، قَالَ : " شَرِيفَيْنِ مُوسِرَيْنِ " ,
فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ آلِ الْعِرَاقِ : " كَذَبَ ، كَرِيمَيْنِ : تَقِيَّيْنِ صَالِحَيْنِ " , وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أَكْرَمِ النَّاسِ قَالَ : " أَتْقَاهُمْ "
(2) ( طب ) ج19ص82ح165 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1130 , الصَّحِيحَة : 1505(2/1844)
( حم ) , وَعَنْ رَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ (1) قَالَ :
زُرْتُ تَمِيمًا الدَّارِيَّ - رضي الله عنه - فَوَجَدْتُهُ يُنَقِّي شَعِيرًا لِفَرَسِهِ وَحَوْلَهُ أَهْلُهُ , فَقُلْتُ لَهُ : أَمَا كَانَ فِي هَؤُلَاءِ مَنْ يَكْفِيكَ ؟ , فَقَالَ تَمِيمٌ : بَلَى , وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَا مِنْ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يُنَقِّي لِفَرَسِهِ شَعِيرًا ثُمَّ يُعَلِّقُهُ عَلَيْهِ , إِلَّا كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ حَبَّةٍ حَسَنَةٌ " (2)
__________
(1) هو : رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعِ بْنِ رَوْحِ بْنِ سَلَامَةَ ، الْأَمِيرُ الشَّرِيفُ ، أَبُو زُرْعَةَ الْجُذَامِيُّ الْفِلَسْطِينِيُّ ، سَيِّدُ قَوْمِهِ ,
وَكَانَ شِبْهَ الْوَزِيرِ لِلْخَلِيفَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ , رَوى عَنْ أَبِيهِ - وَلأبيه صُحْبَةٌ - وَعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ , تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ . سِيَرُ أَعْلَامِ النُّبَلَاء
(2) ( جة ) 2791 , ( حم ) 16996 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5688 , الصحيحة : 2269(2/1845)
أَنْوَاعُ الْخَيْلِ مِنْ حَيْثُ الْأَجْر
( خ م ) , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ , وَالْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ : هِيَ لِرَجُلٍ وِزْرٌ ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ ، وَلِرَجُلٍ أَجْرٌ , فَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ وِزْرٌ : فَرَجُلٌ يَتَّخِذُهَا أَشَرًا وَبَطَرًا وَبَذَخًا وَرِآء النَّاسِ , وَفَخْرًا وَنِوَاءً (1) عَلَى أَهْلِ الْإِسْلَامِ , فَهِيَ لَهُ وِزْرٌ ، وَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ سِتْرٌ : فَالرَّجُلُ يَتَّخِذُهَا تَكَرُّمًا وَتَجَمُّلًا ) (2) ( وَلَا يَنْسَى حَقَّ اللَّهِ فِي ) (3) ( ظُهُورِهَا وَبُطُونِهَا ) (4) ( وَرِقَابِهَا (5) ) (6) ( فِي عُسْرِهَا وَيُسْرِهَا ) (7) ( فَهِيَ لَهُ سِتْرٌ ) (8) ( وَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ أَجْرٌ ، فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ (9) لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ فِي مَرْجٍ أَوْ رَوْضَةٍ , فَمَا أَكَلَتْ مِنْ ذَلِكَ الْمَرْجِ أَوْ الرَّوْضَةِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا كُتِبَ لَهُ عَدَدُ مَا أَكَلَتْ حَسَنَاتٌ , وَكُتِبَ لَهُ عَدَدُ أَرْوَاثِهَا وَأَبْوَالِهَا حَسَنَاتٌ ، وَلَا تَقْطَعُ طِوَلَهَا (10) فَاسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ (11) إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَدَدَ آثَارِهَا وَأَرْوَاثِهَا حَسَنَاتٍ ، وَلَا مَرَّ بِهَا صَاحِبُهَا عَلَى نَهْرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ وَلَا يُرِيدُ أَنْ يَسْقِيَهَا ، إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ تُغَيِّبُهَا فِي بُطُونِهَا حَسَنَاتٍ (12) " ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالْحُمُرُ ؟ , قَالَ : مَا أُنْزِلَ عَلَيَّ فِي الْحُمُرِ شَيْءٌ إِلَّا هَذِهِ الْآيَةُ الْفَاذَّةُ (13) الْجَامِعَةُ (14) : { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ , وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } ) (15) "
__________
(1) أي : مُعاداةً لهم .
(2) ( م ) 24 - ( 987 )
(3) ( خ ) 2242 , ( هق ) 7209
(4) ( م ) 24 - ( 987 )
(5) اِسْتَدَلَّ بِهِ أَبُو حَنِيفَة عَلَى وُجُوب الزَّكَاة فِي الْخَيْل لِقوله ( ثُمَّ لَمْ يَنْسَ حَقّ اللَّه فِي ظُهُورهَا وَلَا رِقَابهَا ) وَتَأَوَّلَ الْجُمْهُور هَذَا الْحَدِيث عَلَى أَنَّ الْمُرَاد : يُجَاهِد بِهَا ، وَقِيلَ : الْمُرَاد بِالْحَقِّ فِي رِقَابهَا الْإِحْسَان إِلَيْهَا وَالْقِيَام بِعَلْفِهَا وَسَائِر مُؤَنهَا ، وَالْمُرَاد بِظُهُورِهَا : إِطْرَاق فَحْلهَا إِذَا طُلِبَتْ عَارِيَتُه , وَقِيلَ : الْمُرَاد حَقّ اللَّه مِمَّا يَكْسِبهُ مِنْ مَال الْعَدُوّ عَلَى ظُهُورهَا , وَهُوَ خُمُس الْغَنِيمَة . عون المعبود - (ج 4 / ص 69)
(6) ( خ ) 2242
(7) ( م ) 24 - ( 987 )
(8) ( خ ) 4678
(9) أَيْ : أَعَدَّهَا لِلْجِهَادِ ، وَأَصْله مِنْ الرَّبْط ، وَمِنْهُ الرِّبَاط ، وَهُوَ حَبْسُ الرَّجُلِ نَفْسَهُ فِي الثَّغْر وَإِعْدَادُهُ الْأُهْبَةَ لِذَلِكَ . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 422)
(10) الطِّوَل : الْحَبْل الَّذِي تُرْبَط فِيهِ . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 422)
(11) أَيْ : عَدَت شَوْطاً أو شَوْطَين . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 422)
(12) هَذَا مِنْ بَاب التَّنْبِيه ؛ لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ تَحْصُل لَهُ هَذِهِ الْحَسَنَات مِنْ غَيْر أَنْ يَقْصِد سَقْيَهَا , فَإِذَا قَصَدَهُ فَأَوْلَى بِإِضْعَافِ الْحَسَنَات . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 422)
(13) أَيْ : المُنْفَرِدَة في مَعْناها . والفَذُّ : الواحِد . النهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 810)
(14) أَيْ : الْعَامَّة الْمُتَنَاوِلَة لِكُلِّ خَيْر وَمَعْرُوف , ومَعْنَى الْحَدِيث : لَمْ يَنْزِل عَلَيَّ فِيهَا نَصٌّ بِعَيْنِهَا ، لَكِنْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة الْعَامَّة . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 422)
(15) ( م ) 24 - ( 987 ) , ( خ ) 4679(2/1846)
( حم ) , وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ : فَرَسٌ يَرْبِطُهُ الرَّجُلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ - عز وجل - , فَثَمَنُهُ أَجْرٌ , وَرُكُوبُهُ أَجْرٌ , وَعَارِيَتُهُ (1) أَجْرٌ , وَعَلَفُهُ أَجْرٌ , وَفَرَسٌ يُغَالِقُ (2) عَلَيْهِ الرَّجُلُ وَيُرَاهِنُ , فَثَمَنُهُ وِزْرٌ , وَعَلَفُهُ وِزْرٌ , وَرُكُوبُهُ وِزْرٌ , وَفَرَسٌ لِلْبِطْنَةِ (3) فَعَسَى أَنْ يَكُونَ سَدَادًا مِنْ الْفَقْرِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى " (4)
__________
(1) أَيْ : إعارته .
(2) " يُغَالِقُ " : مِنْ الْمُغَالَقَةِ , والْمُغَالَقَةُ : الْمُرَاهَنَةُ ، فَيَكُونُ قَوْلُهُ " وَيُرَاهِنُ " عَطْفُ بَيَانٍ , وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى الْمُرَاهَنَةِ الْمُحَرَّمَةِ . نيل الأوطار - (ج 12 / ص 388)
(3) الْمُرَادُ مَا يُتَّخَذُ مِنْ الْأَفْرَاسِ لِلنِّتَاجِ . نيل الأوطار - (ج 12 / ص 388)
قَالَ فِي النِّهَايَةِ : رَجُلٌ ارْتَبَطَ فَرَسًا لِيَسْتَبْطِنَهَا : أَيْ يَطْلُبُ مَا فِي بَطْنِهَا مِنْ النِّتَاجِ .
(4) ( حم ) 16696 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1243 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(2/1847)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْخَيْلُ ثَلَاثةٌ : فَفَرَسٌ لِلرَّحْمَنِ ، وَفَرَسٌ لِلْإِنْسَانِ ، وَفَرَسٌ لِلشَّيْطَانِ ، فَأَمَّا فَرَسُ الرَّحْمَنِ : فَالَّذِي يُرْبَطُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَعَلَفُهُ وَرَوْثُهُ وَبَوْلُهُ ، وَذَكَرَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، وَأَمَّا فَرَسُ الشَّيْطَانِ : فَالَّذِي يُقَامَرُ أَوْ يُرَاهَنُ عَلَيْهِ ، وَأَمَّا فَرَسُ الْإِنْسَانِ : فَالْفَرَسُ يَرْتَبِطُهَا الْإِنْسَانُ يَلْتَمِسُ بَطْنَهَا (1) فَهِيَ تَسْتُرُ مِنْ فَقْرٍ " (2)
__________
(1) الْمُرَادُ مَا يُتَّخَذُ مِنْ الْأَفْرَاسِ لِلنِّتَاجِ . نيل الأوطار - (ج 12 / ص 388)
قَالَ فِي النِّهَايَةِ : رَجُلٌ ارْتَبَطَ فَرَسًا لِيَسْتَبْطِنَهَا : أَيْ يَطْلُبُ مَا فِي بَطْنِهَا مِنْ النِّتَاجِ .
(2) ( حم ) 3756 , وصححه الألباني في الإرواء : 1508 ، وصَحِيحِ الْجَامِع : 3350(2/1848)
أَفْضَلُ أَنْوَاعِ الْخَيْلِ مِنْ حَيْثُ اللَّوْن
( د ) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يُمْنُ الْخَيْلِ (1) فِي شُقْرِهَا " (2)
__________
(1) أَيْ : بَرَكَتهَا .
(2) ( د ) 2545 , ( ت ) 1695 , ( حم ) 2454 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6638 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :1255(2/1849)
( خط ) , وَعَنْ ابن عباس - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْخَيْلُ فِي نَوَاصِي شُقْرُهَا الْخَيْرُ " (1)
__________
(1) أخرجه الخطيب (6/261) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3351(2/1850)
( ت جة ) , وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( خَيْرُ الْخَيْلِ الْأَدْهَمُ (1) الْأَقْرَحُ (2) الْأَرْثَمُ (3) ثُمَّ الْأَقْرَحُ الْمُحَجَّلُ (4) ) (5) ( طَلْقُ الْيَدِ الْيُمْنَى (6) ) (7) ( فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَدْهَمَ , فَكُمَيْتٌ (8) عَلَى هَذِهِ الشِّيَةِ (9) ) (10) "
__________
(1) ( فَرَسٌ أَدْهَمُ ) : أَسْوَدُ .
(2) ( الأَقْرَحُ ) : فِي جَبْهَتِهِ قُرْحَةٌ , وَهِيَ بَيَاضٌ قَدْرَ الدِّرْهَمِ أَوْ دَوَّنَهُ .
(3) ( الأَرْثَمُ ) : شَفَتُهُ الْعُلْيَا بَيْضَاءُ .
(4) الْمُحَجَّلُ : هُوَ الَّذِي قَوَائِمُهُ بِيضٌ .
(5) ( ت ) 1696
(6) أَيْ : غَيْرُ مُحَجَّلِهَا .
(7) ( جة ) 2789
(8) ( الْكُمَيْتُ مِنْ الْخَيْلِ : بَيْنَ السَّوَادِ وَالْحُمْرَةِ , وَعَنْ أَبِي عُبَيْدٍ : الْفَرْقُ بَيْنَ الْأَشْقَرِ وَالْكُمَيْتِ بِالْعُرْفِ وَالذَّنَبِ ,
فَإِنْ كَانَا أَحْمَرَيْنِ فَهُوَ أَشْقَرُ , وَإِنْ كَانَا أَسْوَدَيْنِ فَهُوَ كُمَيْتٌ .
(9) الشِّيَةُ : كُلُّ لَوْنٍ يُخَالِفُ مُعْظَمَ لَوْنِ الْفَرَسِ وَغَيْرِهِ , أَرَادَ : عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ وَهَذَا اللَّوْنِ مِنْ الْخَيْلِ .
(10) ( ت ) 1696 , ( حم ) 22614 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3273 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1253(2/1851)
( طب ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَغْزُوَ فَاشْتَرِ فَرَسًا أَدْهَمَ أَغَرَّ مُحَجَّلًا مُطْلَقَ الْيُمْنَى ، فَإِنَّكَ تَسْلَمُ وَتَغْنَمُ " (1)
__________
(1) ( طب ) ج 17/ ص 294 ح 809 , ( ك ) 2459 , ( هق ) 12675 , انظر الصَّحِيحَة : 3449 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1254(2/1852)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَكْرَهُ الشِّكَالَ مِنْ الْخَيْلِ " , وَالشِّكَالُ أَنْ يَكُونَ الْفَرَسُ فِي رِجْلِهِ الْيُمْنَى بَيَاضٌ وَفِي يَدِهِ الْيُسْرَى , أَوْ فِي يَدِهِ الْيُمْنَى وَرِجْلِهِ الْيُسْرَى . (1)
__________
(1) ( م ) 101 - ( 1875 ) , ( ت ) 1698 , ( س ) 3566 , ( د ) 2547 , ( حم ) 7402(2/1853)
( د ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُسَمِّي الْأُنْثَى مِنَ الْخَيْلِ فَرَسًا " (1)
__________
(1) ( د ) 2546 , ( حب ) 4680 , ( ك ) 2639 , انظر صحيح الجامع : 4954 , والصحيحة : 2131(2/1854)
فَضْلُ إطْرَاقِ الْخَيْل (*)
( حم حب ) , عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْهَوْزَنِيِّ قَالَ :
( أَتَانِي أَبُو كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيُّ - رضي الله عنه - فَقَالَ : أَطْرِقْنِي مِنْ فَرَسِكَ , فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَنْ أَطْرَقَ فَعَقَّبَتْ لَهُ الْفَرَسُ (1) كَانَ لَهُ كَأَجْرِ سَبْعِينَ فَرَسًا حُمِلَ عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) (2) ( فَإِنْ لَمْ تُعَقِّبْ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ فَرَسٍ حَمَلَ عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) (3) "
__________
(*) الإطراق : إعارة الذكر من الخيل لِيُلَقِّحَ ما عنده من إناث الخيل .
(1) أَيْ : حملت .
(2) ( حم ) 18061 , ( حب ) 4679 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( حب ) 4679 , ( حم ) 18061 , انظر الصَّحِيحَة : 2898(2/1855)
فَضْلُ قَضَاءِ حَوَائِجِ عَامَّةِ الْمُسْلِمِين
قَالَ تَعَالَى : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } [المائدة : 2]
( خ م ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً ) (1) ( مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا ) (2) ( فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) (3) ( وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ , وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ ) (4) "
__________
(1) ( خ ) 2310 , ( م ) 58 - ( 2580 )
(2) ( م ) 38 - ( 2699 ) , ( ت ) 1425
(3) ( م ) 58 - ( 2580 ) , ( خ ) 2310 , ( ت ) 1426 , ( د ) 4893
(4) ( م ) 38 - ( 2699 ) , ( ت ) 2945 , ( د ) 4946 , ( جة ) 225 , ( حم ) 7421(2/1856)
( طب ) ، وَعَنْ زَيْدِ بن ثَابِتٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَزَالُ اللَّهُ فِي حَاجَةِ الْعَبْدِ مَا دَامَ الِعَبْدُ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ " (1)
__________
(1) ( طب ) 4801 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2619(2/1857)
( خ م ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ " (1)
__________
(1) ( خ ) 2310 , ( م ) 58 - ( 2580 ) , ( ت ) 1426 , ( د ) 4893 , ( حم ) 5646(2/1858)
( طص ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إلى اللَّهِ ؟ , وَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إلى اللَّهِ ؟ ، فَقَالَ : " أَحَبُّ النَّاسِ إلى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، يَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً ، أَوْ يَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا ، أَوْ يَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا ، وَلَأَنْ أَمْشِي مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ - مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ - شَهْرًا " (1)
__________
(1) ( طص ) 861 , , ( كر ) ( 18 / 1 / 2 ) , انظر الصَّحِيحَة : 906 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2623(2/1859)
( زوائد الزهد ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَحَبُّ الْعبادِ إلى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِعِيَالِهِ " (1)
-------
(1) أخرجه : ( عبدالله في زوائد الزهد ) , ( طب ) 10033 , ( يع ) 3315 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 172
أما حديث : ( الخلق كلهم عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله ) فضعيف جدا , انظر الضعيفة : 1900(2/1860)
( طص ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أَعَانَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ عَلَى حَاجَةٍ حَتَّى يُثْبِتَهَا لَهُ , ثَبَّتَ اللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ تَزُولُ الْأَقْدَامِ " (1)
__________
(1) ( طص ) 861 , , ( كر ) ( 18 / 1 / 2 ) , انظر الصَّحِيحَة : 906 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2623(2/1861)
فَضْلُ الْعِتْق
قَالَ تَعَالَى : { فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ , وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ , فَكُّ رَقَبَةٍ } [البلد : 11 - 13]
( خ م حم ) , وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْجَانَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( أَيُّمَا رَجُلٍ أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِمًا ، اسْتَنْقَذَ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ مِنْ النَّارِ ) (1) ( حَتَّى أَنَّهُ لَيَعْتِقُ بِالْيَدِ الْيَدَ , وَبِالرِّجْلِ الرِّجْلَ , وَبِالْفَرْجِ الْفَرْجَ " ) (2) ( قَالَ سَعِيدُ بْنُ مَرْجَانَةَ : فَانْطَلَقْتُ حِينَ سَمِعْتُ الْحَدِيثَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَذَكَرْتُهُ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ب ) (3) ( فَقَالَ حُسَيْنٌ : أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ؟ , قُلْتُ : نَعَمْ , فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ لِغُلَامٍ لَهُ : ادْعُ لِي مُطَرِّيًا ) (4) ( - عَبْداً لَهُ ) (5) ( أَفْرَهَ غِلْمَانِهِ ) (6) ( قَدْ أَعْطَاهُ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍبعَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ أَوْ أَلْفَ دِينَارٍ - ) (7) ( فَلَمَّا قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ : اذْهَبْ , فَأَنْتَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ - عز وجل - ) (8) .
__________
(1) ( خ ) 2381 , ( م ) 24 - ( 1509 )
(2) ( حم ) 9431 , ( خ ) 6337 , ( م ) 23 - ( 1509 ) , ( ت ) 1541
(3) ( خ ) 2381 , ( م ) 24 - ( 1509 )
(4) ( حم ) 9431 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(5) ( خ ) 2381 , ( م ) 24 - ( 1509 )
(6) ( حم ) 9431
(7) ( خ ) 2381 , ( م ) 24 - ( 1509 )
(8) ( حم ) 9431(2/1862)
( ت د ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( أَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَعْتَقَ رَجُلًا مُسْلِمًا ) (1) ( كَانَ فِكَاكَهُ مِنْ النَّارِ ، يُجْزِئُ كُلُّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ ) (2) ( وَأَيُّمَا رَجُلٍ ) (3) ( مُسْلِمٍ أَعْتَقَ امْرَأَتَيْنِ مُسْلِمَتَيْنِ , كَانَتَا فِكَاكَهُ مِنْ النَّارِ , يُجْزِئُ كُلُّ عُضْوٍ مِنْهُمَا عُضْوًا مِنْهُ , وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ أَعْتَقَتْ امْرَأَةً مُسْلِمَةً كَانَتْ فِكَاكَهَا مِنْ النَّارِ , يُجْزِئُ كُلُّ عُضْوٍ مِنْهَا عُضْوًا مِنْهَا (4) ) (5) "
__________
(1) ( د ) 3965
(2) ( ت ) 1547
(3) ( د ) 3966
(4) قَالَ الترمذي : وَفِي الْحَدِيثِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ عِتْقَ الذُّكُورِ لِلرِّجَالِ أَفْضَلُ مِنْ عِتْقِ الْإِنَاثِ , لِقَوْلِه - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِمًا , كَانَ فَكَاكَهُ مِنْ النَّارِ , يُجْزِئُ كُلُّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ .
(5) ( ت ) 1547 , ( جة ) 2522 , ( د ) 3965 , ( حم ) 18090 , انظر صحيح الجامع : 2700 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1896(2/1863)
فَضْلُ زِرَاعَةِ الْأَرْض
( حم ) , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيْتَةً فَلَهُ فِيهَا أَجْرٌ , وَمَا أَكَلَتْ الْعَافِيَةُ (1) مِنْهَا فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ " (2)
__________
(1) الْعَافِيَةُ : الطُّيُورُ وَالسِّبَاعُ الطَّالِبَةُ لِأَرْزَاقِهَا , الرَّاجِعَةُ إلَى أَوْكَارِهَا .
(2) ( حم ) 14540 , ( حب ) 5203 , ( ن ) 5765 , انظر صحيح الجامع : 5974 , والصحيحة : 568(2/1864)
( خ م ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا ) (1) ( إِلَّا كَانَ مَا أُكِلَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَةً , وَمَا سُرِقَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَةٌ , وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ مِنْهُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ , وَمَا أَكَلَتْ الطَّيْرُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ , وَلَا يَرْزَؤُهُ (2) أَحَدٌ إِلَّا كَانَ لَهُ صَدَقَةٌ ) (3) "
__________
(1) ( خ ) 2195 , ( م ) 12 - ( 1553 )
(2) أَيْ : يُنْقِصُهُ وَيَأْخُذ مِنْهُ .
(3) ( م ) 7 - ( 1552 ) , ( خ ) 2195 , ( ت ) 1382 , ( حم ) 15238(2/1865)
( م حم ) , وَعَنْ أُمُّ مُبَشِّرٍ امْرَأَةِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" ( دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( وَأَنَا فِي حَائِطٍ (2) ) (3) ( فَقَالَ : يَا أُمَّ مُبَشِّرٍ ) (4) ( أَلَكِ هَذَا ؟ " , فَقُلْتُ : نَعَمْ , فَقَالَ : " مَنْ غَرَسَهُ مُسْلِمٌ أَوْ كَافِرٌ ؟ " , قُلْتُ : مُسْلِمٌ ) (5) ( قَالَ : " لَا يَغْرِسُ الْمُسْلِمُ غَرْسًا وَلَا يَزْرَعَ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ وَلَا دَابَّةٌ وَلَا طَيْرٌ إِلَّا كَانَ لَهُ صَدَقَةً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) (6) "
__________
(1) ( م ) 8 - ( 1552 )
(2) الْحَائِطُ : الْبُسْتَانُ مِنْ النَّخْلِ إِذَا كَانَ عَلَيْهِ حَائِطٌ وَهُوَ الْجِدَارُ .
(3) ( م ) 10 - ( 1552 ) , ( حم ) 27401
(4) ( م ) 10 - ( 1552 )
(5) ( حم ) 27401 , ( م ) 8 - ( 1552 )
(6) ( م ) 10 - ( 1552 ) , ( حم ) 27401(2/1866)
( خد ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ (1) فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا (2) " (3)
__________
(1) ( الفَسِيلة ) : النخلة الصغيرة , وهي ( الوَدِيَّة ) .
(2) في الحديث دليل واضح على أن الإسلام ليس دين الرهبانية .ع
(3) ( خد ) 479 , ( حم ) 13004 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1424 , الصَّحِيحَة : 9(2/1867)
( خد ) , وَعَنْ الحارث بن لقيط قال :
كان الرجل مِنّا تُنْتِج فرسه فينحرها , فيقول : أنا أعيش حتى أركب هذا ؟ , فجاءنا كتاب عمر - رضي الله عنه - : أن أصلحوا ما رزقكم اللَّهُ , فإن في الأمر تَنَفُّساً . (1)
__________
(1) ( خد ) 478 , انظر صَحِيحُ الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 370 , الصَّحِيحَة تحت حديث : 9(2/1868)
( خد ) عن نافع بن عاصم قال :
قال عبد اللَّه بن عمروبلابن أخ له خرج من الوهْط (1) : أيعمل عُمَّالُك ؟ , قال : لَا أدري , قال : أما لو كنت ثقفياً لعلِمتَ ما يعمل عُمَّالُك , ثم التفت إلينا فقال : إن الرجل إذا عمل مع عماله في ماله كان عاملًا من عُمَّال اللَّهِ - عز وجل - . (2)
__________
(1) الوهْط في اللغة : البستان , وهي أرض عظيمة كانت لعمرو بن العاص - رضي الله عنه - بالطائف , على ثلاثة أميال من ( وَجٍّ ) يبدو أنه خلفها لأولاده ، وقد روى ابن عساكر في " تاريخه " ( 13 / 264 / 2 ) بسند صحيح عن عمرو بن دينار قال : دخل عمرو بن العاص في حائط له بالطائف يقال له : ( الوهط ) ( فيه ) ألف ألف خشبة ، اشترى كل خشبة بدرهم لِلَّهِ يعني يقيم بها الأعناب . , انظر السلسلة الصحيحة (1 / 8)
(2) ( خد ) 448 باب : ( عمل الرجل مع عماله ) , انظر الصَّحِيحَة تحت حديث : 9 , صَحِيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 349 .(2/1869)
فَضْلُ الْمَوْتِ فِي بَلَدِ الْغُرْبَة
( س ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
مَاتَ رَجُلٌ بِالْمَدِينَةِ مِمَّنْ وُلِدَ بِهَا , " فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ قَالَ : يَا لَيْتَهُ مَاتَ بِغَيْرِ مَوْلِدِهِ " , فَقَالُوا : وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا مَاتَ بِغَيْرِ مَوْلِدِهِ , قِيسَ لَهُ مِنْ مَوْلِدِهِ إِلَى مُنْقَطَعِ أَثَرِهِ (1) فِي الْجَنَّةِ " (2)
__________
(1) أَيْ : إِلَى مُنْتَهَى سَفَرِهِ , وَظَاهِره أَنَّهُ يُعْطَى لَهُ فِي الْجَنَّة هَذَا الْقَدْر لِأَجْلِ مَوْتِهِ غَرِيبًا , وَقِيلَ : الْمُرَاد أَنَّهُ يُفْسَح لَهُ فِي قَبْره بِهَذَا الْقَدْرِ . شرح سنن النسائي - (ج 3 / ص 151)
(2) ( س ) 1832 , ( جة ) 1614 , ( حم ) 6656 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1616 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3134(2/1870)
فَضْلُ الْإنْفَاقِ عَلَى الْأَهْل
( طس ) , وَعَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ ، فَرَأَى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ جَلَدِهِ وَنَشَاطِهِ مَا أَعْجَبَهُمْ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ ) (1) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَمَا سَبِيلُ اللَّهِ إِلَّا مَنْ قَتَلَ ؟ ) (2) ( إِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ يُعِفُّهَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى رِيَاءً وَتَفَاخُرًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ ) (3) "
__________
(1) ( طس ) 6835 , ( هق ) 17602 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1428 , الصَّحِيحَة : 3248
(2) ( طس ) 4214 , انظر الصحيحة : 2232
(3) ( طس ) 6835 , ( هق ) 17602 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 1692(2/1871)
( حم طل ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ قَالَ :
( أَتَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - عَلَى عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ وَهُوَ يَسُومُ (1) بِمِرْطٍ (2) فِي السُّوقِ فَقَالَ : مَا تَصْنَعُ يَا عَمْرُو ؟ , قَالَ : أَشْتَرِي هَذَا فَأَتَصَدَّقُ بِهِ ، فَقَالَ لَهُ : فَأَنْتَ إِذًا , ثُمَّ مَضَى ، ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ : يَا عَمْرُو مَا صَنَعَ الْمِرْطُ ؟ , قَالَ : اشْتَرَيْتُهُ فَتَصَدَّقْتُ بِهِ ، قَالَ : عَلَى مَنْ ؟ , قَالَ : عَلَى الرَّفِيقَةِ ، قَالَ : وَمَنْ الرَّفِيقَةُ ؟ , قَالَ : امْرَأَتِي ، قَالَ : وَتَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى امْرَأَتِكَ ؟ ) (3) ( قَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَا أَعْطَى الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ فَهُوَ صَدَقَةٌ " ) (4) ( فَقَالَ : يَا عَمْرُو ، لَا تَكْذِبْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : وَاللَّهِ لَا أُفَارِقُكَ حَتَّى نَأْتِيَ عَائِشَةَ رضي الله عنها فَنَسْأَلَهَا ، قَالَ : فَانْطَلَقَا حَتَّى دَخَلَا عَلَى عَائِشَةَ ، فَقَالَ لَهَا عَمْرٌو : يَا أُمَّاهُ ، هَذَا عُمَرُ يَقُولُ لِي : لَا تَكْذِبْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، نَشَدْتُكِ بِاللَّهِ ) (5) ( أَسَمِعْتِ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَا أَعْطَى الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ فَهُوَ صَدَقَةٌ ؟ " ) (6) ( فَقَالَتْ : اللَّهُمَّ نَعَمْ ، اللَّهُمَّ نَعَمْ ) (7) "
__________
(1) المُساومَة : المُجَاذَبَة بين البائِع والمشتري على السّلْعةِ , وفَصْلُ ثَمنِها .
(2) المِرط : كساء من صوف أو خز أو كتان .
(3) ( طل ) 1364 , انظر الصَّحِيحَة : 1024
(4) ( حم ) 17654 , ( هق ) 7547 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4546 ، 5540 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : صحيح لغيره .
(5) ( طل ) 1364
(6) ( حم ) 17654 , ( هق ) 7547
(7) ( طل ) 1364(2/1872)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا أَنْفَقَ الْمُسْلِمُ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةً يَحْتَسِبُهَا (1) كَانَتْ لَهُ صَدَقَةٌ "
__________
(1) قَوْله " يَحْتَسِبهَا " قَالَ الْقُرْطُبِيّ : أَفَادَ مَنْطُوقه أَنَّ الْأَجْر فِي الْإِنْفَاق إِنَّمَا يَحْصُل بِقَصْدِ الْقُرْبَة , سَوَاء كَانَتْ وَاجِبَة أَوْ مُبَاحَة ، وَأَفَادَ مَفْهُومه أَنَّ مَنْ لَمْ يَقْصِد الْقُرْبَة لَمْ يُؤْجَر ، لَكِنْ تَبْرَأ ذِمَّته مِنْ النَّفَقَة الْوَاجِبَة لِأَنَّهَا مَعْقُولَة الْمَعْنَى ، وَأَطْلَقَ الصَّدَقَة عَلَى النَّفَقَة مَجَازًا وَالْمُرَاد بِهَا الْأَجْر . فتح الباري لابن حجر - ( ح55)(2/1873)
( خ م ) , عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا ) (1) ( حَتَّى اللُّقْمَةُ الَّتِي ) (2) ( تَجْعَلُهَا ) (3) ( فِي فَمِ امْرَأَتِكَ " ) (4) "
__________
(1) ( خ ) 3056
(2) ( خ ) 2591
(3) ( خ ) 3721
(4) ( خ ) 3056 , ( م ) 5 - ( 1628 )(2/1874)
( خد ) , وَعَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيكَرِبَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا أَطْعَمْتَ نَفْسَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ , وَمَا أَطْعَمْتَ وَلَدَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ , وَمَا أَطْعَمْتَ زَوْجَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ , وَمَا أَطْعَمْتَ خَادِمَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ " (1)
__________
(1) ( خد ) 82 , ( حم ) 17218 , ( جة ) 2138 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5535 , الصحيحة : 452(2/1875)
( حم ) , وَعَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا سَقَى امْرَأَتَهُ مِنْ الْمَاءِ أُجِرَ " , فَأَتَيْتُ امْرَأَتِي فَسَقَيْتُهَا وَحَدَّثْتُهَا بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - . (1)
__________
(1) ( حم ) 17195 , ( طس ) 854 , انظر الصَّحِيحَة : 2736 ، وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1963(2/1876)
( حم ) , وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْمُسْلِمُ يُؤْجَرُ فِي كُلِّ شَيْءٍ , حَتَّى فِي اللُّقْمَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى فِيهِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 1531 , ( هب ) 4485 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3986 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .(2/1877)
( م ) , وَعَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ ، وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ ، أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ " (1)
__________
(1) ( م ) 39 - ( 995 ) , ( حم ) 10123(2/1878)
( م حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" ( جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا ، فَأَطْعَمْتُهَا ثَلَاثَ تَمْرَاتٍ ، فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً وَرَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلَهَا ، فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا ، فَشَقَّتْ التَّمْرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا ، فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا ، فَذَكَرْتُ الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ ، وَأَعْتَقَهَا بِهَا مِنْ النَّارِ ) (2) "
__________
(1) ( م ) 148 - ( 2630 ) , ( حم ) 24655
(2) ( حم ) 24655 , ( م ) 148 - ( 2630 ) , ( خد ) 89 , ( جة ) 3668(2/1879)
( خ م ت ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" ( جَاءَتْنِي امْرَأَةٌ وَمَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا فَسَأَلَتْنِي ، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ ، فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا ، فَأَخَذَتْهَا فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا شَيْئًا ، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ ) (1) ( فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَيْنَا فَأَخْبَرْتُهُ ) (2) ( فَقَالَ : " مَنْ ابْتُلِيَ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ (3) كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنْ النَّارِ ) (4) "
__________
(1) ( م ) 147 - ( 2629 ) , ( خ ) 1352
(2) ( خ ) 1352 , ( م ) 147 - ( 2629 )
(3) ( ت ) 1913
(4) ( م ) 147 - ( 2629 ) , ( خ ) 1352 , ( ت ) 1915 , ( حم ) 24101(2/1880)
( حم ) , وَعَنْ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيِّ قَالَ :
دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَتْ : يَا بُنَيَّ ، أَلَا أُحَدِّثُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , قُلْتُ : بَلَى يَا أُمَّهْ , قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَنْ أَنْفَقَ عَلَى ابْنَتَيْنِ أَوْ أُخْتَيْنِ أَوْ ذَوَاتَيْ قَرَابَةٍ يَحْتَسِبُ النَّفَقَةَ عَلَيْهِمَا حَتَّى يُغْنِيَهُمَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ أَوْ يَكْفِيَهُمَا ، كَانَتَا لَهُ سِتْرًا مِنْ النَّارِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 26559 , ( طب ) ج23ص393 ح938 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1974 , 2547(2/1881)
( حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ كُنَّ لَهُ ثَلَاث بَنَاتٍ يُؤْوِيهِنَّ وَيَرْحَمُهُنَّ وَيَكْفُلُهُنَّ ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ " , فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنْ كَانَتْ اثْنَتَيْنِ ؟ , قَالَ : " وَإِنْ كَانَتْ اثْنَتَيْنِ " ، فَرَأَى بَعْضُ الْقَوْمِ أَنْ لَوْ قَالُوا لَهُ وَاحِدَةً لَقَالَ : " وَاحِدَةً " (1)
__________
(1) ( حم ) 14286 , ( خد ) 78 , انظر الصَّحِيحَة : 1027 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1975(2/1882)
( م ت حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا ) (1) ( دَخَلْتُ أَنَا وَهُوَ الْجَنَّةَ كَهَاتَيْنِ ) (2) ( يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (3) ( وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى ) (4) "
__________
(1) ( م ) 149 - ( 2631 ) , ( ت ) 1914
(2) ( ت ) 1914 , ( م ) 149 - ( 2631 ) , ( خد ) 894
(3) ( م ) 149 - ( 2631 )
(4) ( حم ) 12520 , انظر الصَّحِيحَة : 296 , 297(2/1883)
( جة ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ , وَأَطْعَمَهُنَّ وَسَقَاهُنَّ وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ (1) كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنْ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
(1) أَيْ : غِنَاهُ وَمَالُه . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 7 / ص 75)
(2) ( جة ) 3669 , ( خد ) 76 , ( حم ) 17439 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6488 , الصَّحِيحَة : 294(2/1884)
( حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُدْرِكُ لَهُ ابْنَتَانِ , فَيُحْسِنُ إِلَيْهِمَا مَا صَحِبَتَاهُ أَوْ صَحِبَهُمَا إِلَّا أَدْخَلَتَاهُ الْجَنَّةَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 3424 , ( خد ) 77 , ( جة ) 3670 , انظر الصَّحِيحَة : 1026 ، 2776(2/1885)
فَضْلُ كَفَالَةِ الْيَتِيم
( خ م ت حم ) , عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ , أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ ) (1) ( - وَأَشَارَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى - ) (2) ( وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلًا ) (3) "
__________
(1) ( م ) 42 - ( 2983 )
(2) ( ت ) 1918 , ( خ ) 5659 , ( م ) 42 - ( 2983 ) , ( د ) 5150
(3) ( حم ) 22871 , انظر الصحيحة : 800 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(2/1886)
( حم ) , وَعَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ ضَمَّ يَتِيمًا بَيْنَ أَبَوَيْنِ مُسْلِمَيْنِ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يَسْتَغْنِيَ ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 19047 , ( يع ) 926 , انظر الصحيحة : 2882 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2543(2/1887)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ , كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، أَوْ كَالَّذِي يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ " (1)
__________
(1) ( خ ) 5660 , ( م ) 41 - ( 2982 ) , ( ت ) 1969 , ( س ) 2577 , ( حم ) 8717(2/1888)
فَضْلُ تَغْسِيلِ الْمَيِّتِ وَكَتْمِ مَا يَرَاهُ مِنْ عُيُوب
( ك ) , عَنْ أَبِي رَافِعٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا فَكَتَمَ عَلَيْهِ , غَفَرَ اللَّهُ لَهُ أَرْبَعِينَ مَرَّةً ، وَمَنْ كَفَّنَ مَيِّتًا كَسَاهُ اللَّهُ مِنَ سُنْدُسِ (1) وَإِسْتَبْرَقِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ حَفَرَ لِمَيِّتٍ قَبْرًا فَأَجَنَّهُ فِيهِ , أُجْرِيَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَأَجْرِ مَسْكَنٍ أَسْكَنَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
(1) السُّندس : ما رقَّ من الدِّيباج ورَفِع .
(2) ( ك ) 1307 , ( هق ) 6447 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :3492(2/1889)
( خ م ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " (1)
__________
(1) ( خ ) 2310 , ( م ) 58 - ( 2580 ) , ( ت ) 1425 , ( د ) 4893 , ( حم ) 5646(2/1890)
فَضْلُ عِيَادَةِ الْمَرِيض وَزِيَارَةُ الْمُسْلِمِين
( م ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : يَا ابْنَ آدَمَ ، مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي (1) ؟ ، قَالَ يَا رَبِّ : كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ؟ , قَالَ : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ ؟ ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ (2) ؟ " (3)
__________
(1) إِنَّمَا أَضَافَ الْمَرَض إِلَيْهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى وَالْمُرَاد الْعَبْد , تَشْرِيفًا لِلْعَبْدِ وَتَقْرِيبًا لَهُ .شرح النووي (ج 8 / ص 371)
(2) أَيْ : وَجَدْت ثَوَابِي وَكَرَامَتِي ، وَيَدُلّ عَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى فِي تَمَام الْحَدِيث : " لَوْ أَطْعَمْته لَوَجَدْت ذَلِكَ عِنْدِي ، لَوْ أَسْقَيْته لَوَجَدْت ذَلِكَ عِنْدِي " , أَيْ ثَوَابُه . وَاَللَّه أَعْلَم . ( النووي - ج 8 / ص 371)
(3) ( م ) 43 - ( 2569 ) , ( خد ) 517(2/1891)
( ت جة ) , وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أَتَى أَخَاهُ الْمُسْلِمَ عَائِدًا مَشَى فِي خَرَافَةِ الْجَنَّةِ (1) حَتَّى يَجْلِسَ , فَإِذَا جَلَسَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ , فَإِنْ كَانَ [ عَادَهُ ] (2) غُدْوَةً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ , وَإِنْ كَانَ [ عَادَهُ ] (3) مَسَاءً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ " (4)
__________
(1) أَيْ : مَشَى فِي اِجْتِنَاء ثِمَارهَا , قَالَ أَبُو بَكْر اِبْن الْأَنْبَارِيّ : يُشَبِّه رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - مَا يُحْرِزهُ عَائِد الْمَرِيض مِنْ الثَّوَاب بِمَا يُحْرِزهُ الْمُخْتَرِف مِنْ الثَّمَر , وَحُكِيَ أَنَّ الْمُرَاد بِذَلِكَ الطَّرِيق , فَيَكُون مَعْنَاهُ أَنَّهُ فِي طَرِيق تُؤَدِّيه إِلَى الْجَنَّة .حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 3 / ص 228)
(2) ( ت ) 969
(3) ( ت ) 969
(4) ( جة ) 1442 , ( حم ) 612 , ( ت ) 969 , ( د ) 3098 , انظر الصَّحِيحَة : 1367(2/1892)
( حب ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ يَخُوضُ فِي الرَّحْمَةِ حَتَّى يَجْلِسَ ، فَإِذَا جَلَسَ غُمِرَ فِيهَا " (1)
__________
(1) ( حب ) 2956 , ( خد ) 522 , ( حم ) 14299 , 12805 , ( ك ) 1295 , ( طس ) 8851 , انظر الصَّحِيحَة : 2504 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3477(2/1893)
( م ) , وَعَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ (1) حَتَّى يَرْجِعَ " ) (2) ( قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا خُرْفَةُ الْجَنَّةِ ؟ , قَالَ : " جَنَاهَا ) (3) "
__________
(1) الخُرْفَة : الثَّمَرَة إِذَا نَضِجَتْ ، شَبَّهَ مَا يَحُوزهُ عَائِد الْمَرِيض مِنْ الثَّوَاب بِمَا يَحُوزهُ الَّذِي يَجْتَنِي الثَّمَر ,
وَقِيلَ : الْمُرَاد بِهَاهُنَا الطَّرِيق ، وَالْمَعْنَى أَنَّ الْعَائِد يَمْشِي فِي طَرِيق تُؤَدِّيه إِلَى الْجَنَّة ، وَالتَّفْسِير الْأَوَّل أَوْلَى ،
فَقَدْ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ فِي " الْأَدَب الْمُفْرَد " مِنْ هَذَا الْوَجْه , وَفِيهِ " قُلْت لِأَبِي قِلَابَةَ : مَا خُرْفَة الْجَنَّة ؟ , قَالَ : جَنَاهَا " .
( فتح الباري) - (ج 16 / ص 139)
(2) ( م ) 40 - ( 2568 ) , ( ت ) 967 , ( حم ) 22429
(3) ( م ) 42 - ( 2568 ) , ( حم ) 22443(2/1894)
( ت يع ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ ، نَادَاهُ مُنَادٍ أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ , وَتَبَوَّأْتَ مِنَ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا ) (1) ( وَإِلَّا قَالَ اللَّهُ فِي مَلَكُوتِ عَرْشِهِ : عَبْدِي زَارَ فِيَّ , وَعَلَيَّ قِرَاهُ (2) فَلَمْ أَرْضَ لَهُ بِقِرًى دُونَ الْجَنَّةِ ) (3) "
__________
(1) ( ت ) 2008 , ( خد ) 345 , ( جة ) 1443, ( حم ) 8636 , انظر صحيح الجامع : 6387 , وصحيح الترغيب والترهيب : 2578
(2) القِرى : ما يُقَدَّم للضيف .
(3) ( يع ) 4140 , انظر الصَّحِيحَة : 2632(2/1895)
( م حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( خَرَجَ رَجُلٌ يَزُورُ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى ) (1) ( فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ مَلَكًا (2) فَجَلَسَ عَلَى طَرِيقِهِ ) (3) ( فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ , قَالَ : أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ ، قَالَ : هَلْ لَهُ عَلَيْكَ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا (4) ؟ , قَالَ : لَا ) (5) ( قَالَ : فَلِمَ تَأْتِيهِ ؟ ) (6) ( قَالَ : أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ - عز وجل - ، قَالَ : فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ ) (7) "
__________
(1) ( حم ) 7906 , ( م ) 2567
(2) أَيْ : أَقْعَدَهُ يَرْقُبهُ .
(3) ( حم ) 10252 , ( م ) 2567
(4) أَيْ : تَقُوم بِإِصْلَاحِهَا ، وَتَنْهَض إِلَيْهِ بِسَبَبِ ذَلِكَ . ( النووي - ج 8 / ص 366)
(5) ( م ) 2567 , ( حم ) 7906
(6) ( حم ) 7906 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(7) ( م ) 2567 , 7906(2/1896)
( حم حب ) , وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( قَالَ اللَّهُ - عز وجل - : وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ , وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ , وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ (1) وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ (2) ) (3) ( وَالْمُتَنَاصِحِينَ فِيَّ ) (4) "
__________
(1) المتزاورون : الذين يزور بعضهم بعضا حبا في الله .
(2) المتباذلون : المتسابقون للإنفاق في سبيل الله .
(3) ( حم ) 22083 , 22117
(4) ( حب ) 557 , انظر صحيح موارد الظمآن : 2129 , صَحِيح الْجَامِع : 4321 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3018(2/1897)
فَضْلُ إمَاطَةِ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيق
( خ م ت حم ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( الْإِيمَانُ بِضْعٌ (1) وَسِتُّونَ شُعْبَةً ) (2) بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً (3) أَرْبَعَةٌ وَسِتُّونَ بَابًا (4) بِضْعٌ وَسَبْعُونَ بَابًا (5) ( أَفْضَلُهَا أَعْلَاهَا أَرْفَعُهَا (6) أَرْفَعُهَا وَأَعْلَاهَا (7) قَوْلُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه (8) وَأَدْنَاهَا (9) إِمَاطَةُ الْأَذَى (10) إِمَاطَةُ الْعَظْمِ (11) عَنِ الطَّرِيقِ ) (12) ( وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ (13) مِنَ الْإِيمَانِ (14) ) (15) "
__________
(1) ( البِضْع ) : عَدَد مُبْهَم مُقَيَّد بِمَا بَيْن الثَّلَاث إِلَى التِّسْع , كَمَا جَزَمَ بِهِ الْقَزَّاز , وَيُرَجِّح مَا قَالَهُ الْقَزَّاز مَا اِتَّفَقَ عَلَيْهِ الْمُفَسِّرُونَ فِي قَوْله تَعَالَى ( فَلَبِثَ فِي السِّجْن بِضْع سِنِينَ ) . ( فتح - ح9)
(2) ( خ ) 9 , ( م ) 35
(3) ( م ) 35 , ( خد ) 598
(4) ( حم ) 8913 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم .
(5) ( ت ) 2614 , ( جة ) 57
(6) ( ت ) 2614 , ( جة ) 57
(7) ( حم ) 8913 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم .
(8) الْمُرَاد : الشَّهَادَة بِالتَّوْحِيدِ عَنْ صِدْق قَلْب . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 49)
(9) أَيْ : أَقَلُّهَا مِقْدَارًا .
(10) ( إِمَاطَة الْأَذَى ) : إِزَالَته ، وَالْأَذَى : كُلُّ مَا يُؤْذِي مِنْ حَجَرٍ أَوْ شَوْكٍ أَوْ غَيْرِهِ . تحفة الأحوذي(ج 6 / ص 412)
(11) ( د ) 4676 , ( حم ) 9350
(12) ( م ) 35 , ( ت ) 2614
(13) أَيْ : شُعْبَة عَظِيمَة , لِأَنَّهُ يَمْنَع مِنَ الْمَعَاصِي . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 49)
(14) قَالَ الْخَطَّابِيُّ فِي الْمُعَلِّم : فِي هَذَا الْحَدِيث بَيَان أَنَّ الْإِيمَان الشَّرْعِيّ اِسْم بِمَعْنَى ذِي شُعَب وَأَجْزَاء , لَهَا أَعْلَى وَأَدْنَى ، وَأَقْوَال وَأَفْعَال ، وَزِيَادَة وَنُقْصَان ، فَالِاسْم يَتَعَلَّق بِبَعْضِهَا كَمَا يَتَعَلَّق بِكُلِّهَا ، وَالْحَقِيقَة تَقْتَضِي جَمِيع شُعَبهَا ، وَتَسْتَوْفِي جُمْلَة أَجْزَائِهَا , كَالصَّلَاةِ الشَّرْعِيَّة لَهَا شُعَب وَأَجْزَاء ، وَالِاسْم يَتَعَلَّق بِبَعْضِهَا ، وَالْحَقِيقَة تَقْتَضِي جَمِيع أَجْزَائِهَا وَتَسْتَوْفِيهَا ، وَيَدُلّ عَلَى صِحَّة ذَلِكَ قَوْله " الْحَيَاء شُعْبَة مِنْ الْإِيمَان " فَأَخْبَرَ أَنَّ الْحَيَاء أَحَد الشُّعَب . عون المعبود - (ج 10 / ص 194)
قَالَ الْقَاضِي عِيَاض : تَكَلَّفَ جَمَاعَة حَصْر هَذِهِ الشُّعَب بِطَرِيقِ الِاجْتِهَاد ، وَفِي الْحُكْم بِكَوْنِ ذَلِكَ هُوَ الْمُرَاد صُعُوبَة ، وَلَا يَقْدَح عَدَم مَعْرِفَة حَصْر ذَلِكَ عَلَى التَّفْصِيل فِي الْإِيمَان . أ . هـ
وَلَمْ يَتَّفِق مَنْ عَدَّ الشُّعَب عَلَى نَمَط وَاحِد ، وَأَقْرَبهَا إِلَى الصَّوَاب طَرِيقَة اِبْن حِبَّانَ ، لَكِنْ لَمْ نَقِف عَلَى بَيَانهَا مِنْ كَلَامه ، وَقَدْ لَخَّصْت مِمَّا أَوْرَدُوهُ مَا أَذْكُرهُ ، وَهُوَ أَنَّ هَذِهِ الشُّعَب تَتَفَرَّع عَنْ أَعْمَال الْقَلْب ، وَأَعْمَال اللِّسَان ، وَأَعْمَال الْبَدَن , فَأَعْمَال الْقَلْب فِيهِ الْمُعْتَقَدَات وَالنِّيَّات ، وَتَشْتَمِل عَلَى أَرْبَع وَعِشْرِينَ خَصْلَة : الْإِيمَانُ بِاللَّهِ ، وَيَدْخُل فِيهِ الْإِيمَان بِذَاتِهِ وَصِفَاته وَتَوْحِيده بِأَنَّهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء ، وَاعْتِقَاد حُدُوث مَا دُونه , وَالْإِيمَان بِمَلَائِكَتِهِ ، وَكُتُبه ، وَرُسُله ، وَالْقَدَر خَيْره وَشَرّه , وَالْإِيمَان بِالْيَوْمِ الْآخِر ، وَيَدْخُل فِيهِ الْمَسْأَلَة فِي الْقَبْر ، وَالْبَعْث ، وَالنُّشُور ، وَالْحِسَاب ، وَالْمِيزَان ، وَالصِّرَاط ، وَالْجَنَّة وَالنَّار , وَمَحَبَّة اللَّه , وَالْحُبّ وَالْبُغْض فِيهِ , وَمَحَبَّة النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَاعْتِقَاد تَعْظِيمه ، وَيَدْخُل فِيهِ الصَّلَاة عَلَيْهِ ، وَاتِّبَاع سُنَّته , وَالْإِخْلَاص ، وَيَدْخُل فِيهِ تَرْك الرِّيَاء وَالنِّفَاق , وَالتَّوْبَة , وَالْخَوْف , وَالرَّجَاء , وَالشُّكْر , وَالْوَفَاء , وَالصَّبْر , وَالرِّضَا بِالْقَضَاءِ وَالتَّوَكُّل , وَالرَّحْمَة , وَالتَّوَاضُع , وَيَدْخُل فِيهِ تَوْقِير الْكَبِير وَرَحْمَة الصَّغِير , وَتَرْك الْكِبْر وَالْعُجْب , وَتَرْك الْحَسَد , وَتَرْك الْحِقْد , وَتَرْك الْغَضَب , وَأَعْمَال اللِّسَان : وَتَشْتَمِل عَلَى سَبْع خِصَال : التَّلَفُّظ بِالتَّوْحِيدِ , وَتِلَاوَة الْقُرْآن , وَتَعَلُّم الْعِلْم , وَتَعْلِيمه , وَالدُّعَاء , وَالذِّكْر ، وَيَدْخُل فِيهِ الِاسْتِغْفَار ، وَاجْتِنَاب اللَّغْو , وَأَعْمَال الْبَدَن : وَتَشْتَمِل عَلَى ثَمَان وَثَلَاثِينَ خَصْلَة ، مِنْهَا مَا يَخْتَصّ بِالْأَعْيَانِ وَهِيَ خَمْس عَشْرَة خُصْلَة : التَّطْهِير حِسًّا وَحُكْمًا ، وَيَدْخُل فِيهِ اِجْتِنَاب النَّجَاسَات , وَسَتْر الْعَوْرَة , وَالصَّلَاة فَرْضًا وَنَفْلًا , وَالزَّكَاة كَذَلِكَ , وَفَكّ الرِّقَاب , وَالْجُود ، وَيَدْخُل فِيهِ إِطْعَام الطَّعَام وَإِكْرَام الضَّيْف , وَالصِّيَام فَرْضًا وَنَفْلًا , وَالْحَجّ ، وَالْعُمْرَة كَذَلِكَ وَالطَّوَاف , وَالِاعْتِكَاف , وَالْتِمَاس لَيْلَة الْقَدْر , وَالْفِرَار بِالدِّينِ ، وَيَدْخُل فِيهِ الْهِجْرَة مِنْ دَار الشِّرْك , وَالْوَفَاء بِالنَّذْرِ ، وَالتَّحَرِّي فِي الْإِيمَان ، وَأَدَاء الْكَفَّارَات , وَمِنْهَا مَا يَتَعَلَّق بِالِاتِّبَاعِ ، وَهِيَ سِتّ خِصَال : التَّعَفُّف بِالنِّكَاحِ ، وَالْقِيَام بِحُقُوقِ الْعِيَال ؛ وَبِرّ الْوَالِدَيْنِ , وَيَدْخُل فِيهِ اِجْتِنَاب الْعُقُوق , وَتَرْبِيَة الْأَوْلَاد وَصِلَة الرَّحِم , وَطَاعَة السَّادَة أَوْ الرِّفْق بِالْعَبِيدِ , وَمِنْهَا مَا يَتَعَلَّق بِالْعَامَّةِ ، وَهِيَ سَبْع عَشْرَة خَصْلَة : الْقِيَام بِالْإِمْرَةِ مَعَ الْعَدْل , وَمُتَابَعَة الْجَمَاعَة , وَطَاعَة أُولِي الْأَمْر , وَالْإِصْلَاح بَيْن النَّاس ، وَيَدْخُل فِيهِ قِتَال الْخَوَارِج وَالْبُغَاة , وَالْمُعَاوَنَة عَلَى الْبِرّ ، وَيَدْخُل فِيهِ الْأَمْر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنْ الْمُنْكَر وَإِقَامَة الْحُدُود , وَالْجِهَاد ، وَمِنْهُ الْمُرَابَطَة , وَأَدَاء الْأَمَانَة ، وَمِنْهُ أَدَاء الْخُمُس , وَالْقَرْض مَعَ وَفَائِهِ , وَإِكْرَام الْجَار وَحُسْن الْمُعَامَلَة ، وَفِيهِ جَمْع الْمَال مِنْ حِلّه , وَإِنْفَاق الْمَال فِي حَقّه ، وَمِنْهُ تَرْك التَّبْذِير وَالْإِسْرَاف , وَرَدّ السَّلَام , وَتَشْمِيت الْعَاطِس , وَكَفّ الْأَذَى عَنْ النَّاس , وَاجْتِنَاب اللَّهْو , وَإِمَاطَة الْأَذَى عَنْ الطَّرِيق .
فَهَذِهِ تِسْع وَسِتُّونَ خَصْلَة ، وَيُمْكِن عَدّهَا تِسْعًا وَسَبْعِينَ خَصْلَة بِاعْتِبَارِ إِفْرَاد مَا ضُمَّ بَعْضه إِلَى بَعْض مِمَّا ذُكِرَ وَاَللَّه أَعْلَم .
( فَائِدَة ) :فِي رِوَايَة مُسْلِم مِنْ الزِّيَادَة " أَعْلَاهَا لَا إِلَه إِلَّا اللَّه ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَة الْأَذَى عَنْ الطَّرِيق " , وَفِي هَذَا إِشَارَة إِلَى أَنَّ مَرَاتِبهَا مُتَفَاوِتَة . ( فتح - ح9)
(15) ( خ ) 9 , ( م ) 35(2/1898)
( طس ) , عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أَخْرَجَ مِنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا يُؤْذِيهِمْ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهِ حَسَنَةً ، وَمَنْ كُتِبَ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةٌ ، أَدْخَلَهُ بِهَا الْجَنَّةَ " (1)
__________
(1) ( طس ) 32 , ( حم ) 27519 , انظر الصَّحِيحَة : 2306(2/1899)
( طب ) , وَعَنْ قُرَّةَ بْنِ إِيَاسٍ المُزَنِيِّ قَالَ :
كُنْتُ مَعَ مَعْقِلِ بن يَسَارٍ - رضي الله عنه - فِي بَعْضِ الطُّرُقَاتِ , فَمَرَرْنَا بِأَذًى فَنَحَّاهُ عَنِ الطَّرِيقِ , فَرَأَيْتُ مِثْلَهُ فَأَخَذْتُهُ فَنَحَّيْتُهُ , فَأَخَذَ بِيَدِي فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ ؟ قُلْتُ : يَا عَمِّ , رَأَيْتُكَ صَنَعْتَ شَيْئًا فَصَنَعْتُ مِثْلَهُ , فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَنْ أَمَاطَ أَذًى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ , وَمَنْ تُقُبِّلَتْ مِنْهُ حَسَنَةٌ دَخَلَ الْجَنَّةَ " (1)
__________
(1) ( طب ) ج20ص217ح502 , ( خد ) 593 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6098 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2972(2/1900)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَرَّ رَجُلٌ ) (1) ( لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ ) (2) ( بِغُصْنِ شَجَرَةٍ ) (3) ( عَلَى طَرِيقِ النَّاسِ ) (4) ( كَانَتْ تُؤْذِيهِمْ ) (5) ( فَقَالَ : وَاللَّهِ لَأُنَحِّيَنَّ هَذَا عَنْ الْمُسْلِمِينَ لَا يُؤْذِيهِمْ ) (6) ( لَعَلَّ اللَّهَ - عز وجل - يَغْفِرُ لِي بِهِ ) (7) ( فَعَزَلَهَا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ ) (8) ( إِمَّا كَانَ فِي شَجَرَةٍ فَقَطَعَهُ وَأَلْقَاهُ ، وَإِمَّا كَانَ مَوْضُوعًا فَأَمَاطَهُ ) (9) ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ ) (10) لَقَدْ رَأَيْتُهُ يَتَقَلَّبُ فِي ظِلِّهَا فِي الْجَنَّةِ (11) "
__________
(1) ( م ) 1914
(2) ( د ) 5245
(3) ( م ) 1914 , ( جة ) 3682
(4) ( حم ) 12593 , انظر صَحِيحَ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2977
(5) ( حم ) 13434 , ( م ) 1914
(6) ( م ) 1914 , ( حم ) 8479
(7) ( حم ) 10294 , , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(8) ( حم ) 13434
(9) ( د ) 5245
(10) ( خ ) 2340 , ( م ) 1914
(11) ( حم ) 12593 , ( م ) 1914(2/1901)
( م ) , وَعَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَا أَدْرِي , لَعَلَّكَ أَنْ تَمْضِيَ وَأَبْقَى بَعْدَكَ , فَزَوِّدْنِي شَيْئًا يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " افْعَلْ كَذَا , افْعَلْ كَذَا - نَسِيَهُ أَبُو بَكْرٍ (1) - ) (2) ( وَاعْزِلْ الْأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ ) (3) "
__________
(1) هو أحد رواة الحديث .
(2) ( م ) 132 - ( 2618 ) , ( حم ) 19800
(3) ( م ) 131 - ( 2618 ) , ( جة ) 3681 , ( حم ) 19783(2/1902)
الِاقْتِصَادُ فِي الْعَمَلِ وَتَرْكُ التَّكَلُّفِ وَالتَّشَدُّد (*)
( حب ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةً (1) وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةً (2) فَإِنْ كَانَ صَاحِبُهَا سَدَّدَ وَقَارَبَ (3) فَارْجُوهُ (4) وَإِنْ أُشِيرَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ (5) فَلَا تَعُدُّوهُ (6) " (7)
__________
(*) مُنَاسَبَة هذا الباب لِمَا قَبْله أَنَّهُ لَمَّا قَدَّمْنَا أَنَّ المرء يُفْلِحُ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَة أَرَدْنَا أَنْ نُنَبِّه عَلَى أَنَّ جِهَاد النَّفْس فِي ذَلِكَ إِلَى حَدّ الْمُغَالَبَة غَيْر مَطْلُوب .ع
(1) الشِّرَّةُ : النَّشَاطُ وَالرَّغْبَةُ فِي الْعَمَلِ .
(2) ( الفترة ) : السكون بعد الحركة ، واللين بعد الشدة , أَيْ : لِكُلِّ شِرَّةٍ وَهَنًا وَضَعْفًا وَسُكُونًا . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 245)
(3) أَيْ : جَعَلَ صَاحِبُ الشِّرَّةِ عَمَلَهُ مُتَوَسِّطًا , وَتَجَنَّبَ طَرَفَيْ إِفْرَاطِ الشِّرَّةِ وَتَفْرِيطِ الْفَتْرَةِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 245)
(4) أَيْ : ارْجُو الْفَلَاحَ مِنْهُ , فَإِنَّهُ يُمْكِنُهُ الدَّوَامُ عَلَى الْوَسَطِ ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إلى اللَّهِ أَدُومُهَا .تحفة الأحوذي(ج 6 / ص 245)
(5) أَيْ : اِجْتَهَدَ وَبَالَغَ فِي الْعَمَلِ لِيَصِيرَ مَشْهُورًا بِالْعِبَادَةِ وَالزُّهْدِ , وَصَارَ مَشْهُورًا مُشَارًا إِلَيْهِ . تحفة الأحوذي
(6) أَيْ : لَا تَعْتَدُّوا بِهِ وَلَا تَحْسَبُوهُ مِنْ الصَّالِحِينَ لِكَوْنِهِ مُرَائِيًا ، وَلَمْ يَقُلْ : ( فَلَا تَرْجُوهُ ) , إِشَارَةً إِلَى أَنَّهُ قَدْ سَقَطَ وَلَمْ يُمْكِنْهُ تَدَارُكُ مَا فَرَّطَ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 245)،
(7) ( حب ) 349 , ( ت ) 2453 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2151 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 57(2/1903)
( حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ , فَأَوْغِلُوا (1) فِيهِ بِرِفْقٍ " (2)
__________
(1) أوْغَل في الأمر : تَعَمَّق وبالغ وأبعد .
(2) ( حم ) 13074 , ( هق ) 4520 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2246 , والضعيفة تحت حديث : 2480 , وحسنه الأرناءوط بشواهده .(2/1904)
( خ س ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ هَذَا الدِّينَ يُسْرٌ (1) وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ (2) فَسَدِّدُوا (3) وَقَارِبُوا (4) وَأَبْشِرُوا (5) ) (6) ( وَيَسِّرُوا ) (7) ( وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنْ الدُّلْجَةِ (8) ) (9) "
__________
(1) أَيْ : دِين الْإِسْلَام ذُو يُسْر بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْأَدْيَان قَبْله ؛ لِأَنَّ اللَّه رَفَعَ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّة الْإِصْر الَّذِي كَانَ عَلَى مَنْ قَبْلهمْ . وَمِنْ أَوْضَح الْأَمْثِلَة لَهُ أَنَّ تَوْبَتهمْ كَانَتْ بِقَتْلِ أَنْفُسهمْ ، وَتَوْبَة هَذِهِ الْأُمَّة بِالْإِقْلَاعِ وَالْعَزْم وَالنَّدَم .( فتح - ج1ص139)
(2) الْمُشَادَّة : الْمُغَالَبَة ، وَالْمَعْنَى لَا يَتَعَمَّق أَحَد فِي الْأَعْمَال الدِّينِيَّة وَيَتْرُك الرِّفْق إِلَّا عَجَزَ وَانْقَطَعَ فَيُغْلَب .
قَالَ اِبْن الْمُنِير : فِي هَذَا الْحَدِيث عَلَم مِنْ أَعْلَام النُّبُوَّة ، فَقَدْ رَأَيْنَا وَرَأَى النَّاس قَبْلنَا أَنَّ كُلّ مُتَنَطِّع فِي الدِّين يَنْقَطِع ، وَلَيْسَ الْمُرَاد مَنْع طَلَب الْأَكْمَل فِي الْعِبَادَة , فَإِنَّهُ مِنْ الْأُمُور الْمَحْمُودَة ، بَلْ مَنْعُ الْإِفْرَاط الْمُؤَدِّي إِلَى الْمِلَال ، أَوْ الْمُبَالَغَة فِي التَّطَوُّع الْمُفْضِي إِلَى تَرْك الْأَفْضَل ، أَوْ إِخْرَاج الْفَرْض عَنْ وَقْته كَمَنْ بَاتَ يُصَلِّي اللَّيْل كُلّه وَيُغَالِب النَّوْم إِلَى أَنْ غَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ فِي آخِر اللَّيْل فَنَامَ عَنْ صَلَاة الصُّبْح فِي الْجَمَاعَة ، أَوْ إِلَى أَنْ طَلَعَتْ الشَّمْس فَخَرَجَ وَقْت الْفَرِيضَة ، وَفِي حَدِيث مِحْجَن بْن الْأَدْرَع عِنْد أَحْمَد " إِنَّكُمْ لَنْ تَنَالُوا هَذَا الْأَمْر بِالْمُغَالَبَةِ ، وَخَيْر دِينكُمْ الْيَسَرَة " وَقَدْ يُسْتَفَاد مِنْ هَذَا الْإِشَارَة إِلَى الْأَخْذ بِالرُّخْصَةِ الشَّرْعِيَّة ، فَإِنَّ الْأَخْذ بِالْعَزِيمَةِ فِي مَوْضِع الرُّخْصَة تَنَطُّع ، كَمَنْ يَتْرُك التَّيَمُّم عِنْد الْعَجْز عَنْ اِسْتِعْمَال الْمَاء , فَيُفْضِي بِهِ اِسْتِعْمَاله إِلَى حُصُول الضَّرَر . ( فتح الباري - ح39)
(3) أَيِ : الْزَمُوا السَّدَادَ , وَهُوَ الصَّوَابُ مِنْ غَيْرِ إِفْرَاطٍ وَلَا تَفْرِيطٍ , قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : السَّدَادُ التَّوَسُّطُ فِي الْعَمَلِ . ( فتح - ح39)
(4) أَيْ : إِنْ لَمْ تَسْتَطِيعُوا الْأَخْذَ بِالْأَكْمَلِ فَاعْمَلُوا بِمَا يَقْرُبُ مِنْهُ . ( فتح الباري - ح39)
(5) أَيْ : أَبْشِرُوا بِالثَّوَابِ عَلَى الْعَمَلِ الدَّائِمِ وَإِنْ قَلَّ , وَالْمُرَادُ تَبْشِيرُ مَنْ عَجَزَ عَنِ الْعَمَلِ بِالْأَكْمَلِ بِأَنَّ الْعَجْزَ إِذَا لَمْ يَكُنْ مِنْ صَنِيعِهِ لَا يَسْتَلْزِمُ نَقْصَ أَجْرِهِ , وَأَبْهَمَ الْمُبَشَّرَ بِهِ تَعْظِيمًا لَهُ وَتَفْخِيمًا . ( فتح الباري - ح39)
(6) ( خ ) 2339 , ( س ) 5034
(7) ( س ) 5034
(8) أَيِ : اسْتَعِينُوا عَلَى مُدَاوَمَةِ الْعِبَادَةِ بِإِيقَاعِهَا فِي الْأَوْقَاتِ الْمُنَشِّطَةِ , وَالْغَدْوَةُ : سَيْرُ أَوَّلِ النَّهَارِ , وَالرَّوْحَةُ : السَّيْرُ بَعْدَ الزَّوَالِ , وَالدُّلْجَةُ : سَيْرُ آخِرِ اللَّيْلِ , وَقِيلَ : سَيْرُ اللَّيْلِ كُلِّهِ , وَلِهَذَا عَبَّرَ فِيهِ بِالتَّبْعِيضِ؛ وَلِأَنَّ عَمَلَ اللَّيْلِ أَشَقُّ مِنْ عَمَلِ النَّهَارِ , وَهَذِهِ الْأَوْقَاتُ أَطْيَبُ أَوْقَاتِ الْمُسَافِرِ , وَكَأَنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - خَاطَبَ مُسَافِرًا إِلَى مَقْصِدٍ فَنَبَّهَهُ عَلَى أَوْقَاتِ نَشَاطِهِ ؛ لِأَنَّ الْمُسَافِرَ إِذَا سَافَرَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ جَمِيعًا عَجَزَ وَانْقَطَعَ , وَإِذَا تَحَرَّى السَّيْرَ فِي هَذِهِ الْأَوْقَاتِ الْمُنَشِّطَةِ أَمْكَنَتْهُ الْمُدَاوَمَةُ مِنْ غَيْرِ مَشَقَّةٍ , وَحُسْنُ هَذِهِ الِاسْتِعَارَةِ أَنَّ الدُّنْيَا فِي الْحَقِيقَةِ دَارُ نُقْلَةٍ إِلَى الْآخِرَةِ , وَأَنَّ هَذِهِ الْأَوْقَاتِ بِخُصُوصِهَا أَرْوَحُ مَا يَكُونُ فِيهَا الْبَدَنُ لِلْعِبَادَةِ . ( فتح الباري - ح39)
(9) ( خ ) 2339 , ( س ) 5034(2/1905)
( طس ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَحَبُّ الدِّينِ (1) إلى اللَّهِ الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ (2) " (3)
__________
(1) أَيْ : أَحَبّ الْأَدْيَان إلى اللَّهِ الْحَنِيفِيَّة , وَالْمُرَاد بِالْأَدْيَانِ الشَّرَائِع الْمَاضِيَة قَبْل أَنْ تُبَدَّل وَتُنْسَخ . ( فتح - ج1ص139)
(2) الْحَنِيفِيَّة : مِلَّة إِبْرَاهِيم ، وَالْحَنِيف فِي اللُّغَة : مَنْ كَانَ عَلَى مِلَّة إِبْرَاهِيم ، وَسُمِّيَ إِبْرَاهِيم حَنِيفًا لِمَيْلِهِ عَنْ الْبَاطِل إِلَى الْحَقّ , لِأَنَّ أَصْل الْحَنَف : الْمَيْل ، وَالسَّمْحَة : السَّهْلَة ، أَيْ : أَنَّهَا مَبْنِيَّة عَلَى السُّهُولَة ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى : ( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ) [الحج/78] . ( فتح - ج1ص139)
(3) ( طس ) 7351 , ( خد ) 287 , ( حم ) 2107 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 160 ، الصَّحِيحَة : 881(2/1906)
( جة ) , وَعَنْ ثَوْبَانَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا , وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمْ الصَلَاةَ , وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ " (1)
__________
(1) ( جة ) 278 , ( حم ) 22432 , ( ك ) 450 , ( طب ) 1444 , انظر صحيح الجامع : 952 , والصحيحة : 115 , الإرواء : 412(2/1907)
( خ م حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( قَارِبُوا وَسَدِّدُوا وَأَبْشِرُوا , وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَنْ يَنْجُوَ أَحَدٌ مِنْكُمْ بِعَمَلِهِ " ) (1) مَا مِنْ أَحَدٍ يُدْخِلُهُ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ (2) ( قَالُوا : وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : " وَلَا أَنَا ) (3) ( إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي رَبِّي ) (4) ( بِمَغْفِرَةٍ مِنْهُ وَرَحْمَةٍ ) (5) ( وَفَضْلٍ ) (6) ( - وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ - ) (7) ( فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا , وَاغْدُوا وَرُوحُوا , وَشَيْءٌ مِنْ الدُّلْجَةِ , وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ (8) تَبْلُغُوا (9) ) (10) "
__________
(1) ( م ) 2816 , ( خ ) 6099
(2) ( م ) 72 - ( 2816 )
(3) ( خ ) 6098 , ( م ) 78 - ( 2818 )
(4) ( م ) 72 - ( 2816 ) , ( حم ) 7202
(5) ( م ) 73 - ( 2816 ) , ( خ ) 6102
(6) ( م ) 71 - م - ( 2816 ) , ( جة ) 4201 , ( حم ) 7577
(7) ( حم ) 8990 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(8) الْقَصْدُ : الْأَخْذُ بِالْأَمْرِ الْأَوْسَطِ , أَيْ : اِلْزَمُوا الطَّرِيق الْوَسَط الْمُعْتَدِل .( فتح الباري - ح39)
(9) قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : فَفِي هَذَا دَلالَةٌ عَلَى أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ خَوْفُهُ بِحَيْثُ يُؤَيِّسُهُ وَيُقَنِّطُهُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ، كَمَا لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ رَجَاؤُهُ بِحَيْثُ يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ ، أَوْ يُجَرِّئُهُ عَلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ - عز وجل - . انظر ( هب ) 1058
(10) ( خ ) 6098 , ( حم ) 10688(2/1908)
( طس ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تُشَدِّدُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِتَشْدِيدِهِمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ، وَسَتَجِدُونَ بَقَايَاهُمْ فِي الصَّوَامِعِ (1) وَالدِّيَارَاتِ " (2)
__________
(1) الصومعة : مكان العبادة للرهبان .
(2) ( طس ) 3078 , ( يع ) 3694 , انظر الصَّحِيحَة : 3124(2/1909)
( م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ (1) هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ , هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ - قَالَهَا ثَلَاثًا - " (2)
__________
(1) أَيْ : الْمُتَعَمِّقُونَ الْغَالُونَ الْمُجَاوِزُونَ الْحُدُود فِي أَقْوَالهمْ وَأَفْعَالهمْ . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 26)
(2) ( م ) 7 - ( 2670 ) , ( د ) 4608 , ( حم ) 3655(2/1910)
( خ حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَمَرَهُمْ , أَمَرَهُمْ مِنْ الْأَعْمَالِ بِمَا يُطِيقُونَ (1) " ، فَقَالُوا : إِنَّا لَسْنَا كَهَيْئَتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ (2) إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ، " فَيَغْضَبُ حَتَّى يُعْرَفَ الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ يَقُولُ : ) (3) ( وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُكُمْ بِاللَّهِ - عز وجل - وَأَتْقَاكُمْ لَهُ قَلْبًا (4) ) (5) "
__________
(1) كَانَ إِذَا أَمَرَهُمْ بِعَمَلٍ مِنْ الْأَعْمَال أَمَرَهُمْ بِمَا يُطِيقُونَ الدَّوَام عَلَيْهِ ، فَأَمَرَهُمْ الثَّانِيَة جَوَاب الشَّرْط ، وَقَالُوا جَوَاب ثَانٍ .( فتح الباري ) ح20
(2) أَيْ : لَيْسَ حَالُنَا كَحَالِك . ( فتح الباري ) ح20
(3) ( خ ) 20 , ( حم ) 24334
(4) وَالْمَعْنَى : كَانَ إِذَا أَمَرَهُمْ بِمَا يَسْهُل عَلَيْهِمْ دُون مَا يَشُقّ خَشْيَة أَنْ يَعْجِزُوا عَنْ الدَّوَام عَلَيْهِ ، وَعَمِلَ هُوَ بِنَظِيرِ مَا يَأْمُرهُمْ بِهِ مِنْ التَّخْفِيف ، طَلَبُوا مِنْهُ التَّكْلِيف بِمَا يَشُقّ ، لِاعْتِقَادِهِمْ اِحْتِيَاجهمْ إِلَى الْمُبَالَغَة فِي الْعَمَل لِرَفْعِ الدَّرَجَات دُونه ، فَيَقُولُونَ : لَسْنَا كَهَيْئَتِك فَيَغْضَب مِنْ جِهَة أَنَّ حُصُول الدَّرَجَات لَا يُوجِب التَّقْصِير فِي الْعَمَل ، بَلْ يُوجِب الِازْدِيَاد شُكْرًا لِلْمُنْعِمِ الْوَهَّاب ، كَمَا قَالَ فِي الْحَدِيث الْآخَر " أَفَلَا أَكُون عَبْدًا شَكُورًا " . وَإِنَّمَا أَمَرَهُمْ بِمَا يَسْهُل عَلَيْهِمْ لِيُدَاوِمُوا عَلَيْهِ , كَمَا فِي الْحَدِيث الْآخَر : " أَحَبّ الْعَمَل إِلَى اللَّه أَدْوَمه " .
وَفِي هَذَا الْحَدِيث فَوَائِد ، الْأُولَى : أَنَّ فِيهِ دَلِيلًا عَلَى بُطْلَان قَوْل الْكَرَامِيَّة : إِنَّ الْإِيمَان قَوْل فَقَطْ ، وَدَلِيلًا عَلَى زِيَادَة الْإِيمَان وَنُقْصَانه لِأَنَّ قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَا أَعْلَمكُمْ بِاَللَّهِ " ظَاهِر فِي أَنَّ الْعِلْم بِاَللَّهِ دَرَجَات ، وَأَنَّ بَعْض النَّاس فِيهِ أَفْضَل مِنْ بَعْض ، وَأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ فِي أَعْلَى الدَّرَجَات . وَالْعِلْم بِاَللَّهِ يَتَنَاوَل مَا بِصِفَاتِهِ وَمَا بِأَحْكَامِهِ وَمَا يَتَعَلَّق بِذَلِكَ ، فَهَذَا هُوَ الْإِيمَان حَقًّا .الثَّانِيَة : الْوُقُوف عِنْد مَا حَدَّ الشَّارِع مِنْ عَزِيمَة وَرُخْصَة ، وَاعْتِقَاد أَنَّ الْأَخْذ بِالْأَرْفَقِ الْمُوَافِق لِلشَّرْعِ أَوْلَى مِنْ الْأَشَقّ الْمُخَالِف لَهُ .
الثَّالِثَة : أَنَّ الْأَوْلَى فِي الْعِبَادَة الْقَصْد وَالْمُلَازَمَة ، لَا الْمُبَالَغَة الْمُفْضِيَة إِلَى التَّرْك .
الرَّابِعَة : التَّنْبِيه عَلَى شِدَّة رَغْبَة الصَّحَابَة فِي الْعِبَادَة وَطَلَبهمْ الِازْدِيَاد مِنْ الْخَيْر .
الْخَامِسَة : جَوَاز تَحَدُّث الْمَرْء بِمَا فِيهِ مِنْ فَضْل بِحَسَبِ الْحَاجَة لِذَلِكَ عِنْد الْأَمْن مِنْ الْمُبَاهَاة وَالتَّعَاظُم .
السَّادِسَة : بَيَان أَنَّ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُتْبَة الْكَمَال الْإِنْسَانِيّ لِأَنَّهُ مُنْحَصِر فِي الْحِكْمَتَيْنِ الْعِلْمِيَّة وَالْعَمَلِيَّة ، وَقَدْ أَشَارَ إِلَى الْأُولَى بِقَوْلِهِ " أَعْلَمكُمْ " وَإِلَى الثَّانِيَة بِقَوْلِهِ " أَتْقَاكُمْ " .( فتح الباري ) ح20
(5) ( حم ) 24364 , ( خ ) 20(2/1911)
( خ م جة ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( اكْلَفُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ ) (1) ( فَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ ) (2) "
__________
(1) ( جة ) 4240 , ( خ ) 6100 , ( حم ) 8584
(2) ( خ ) 6099 , ( م ) 78 - ( 2818 ) , ( جة ) 4240 , ( حم ) 24985(2/1912)
( خ م ) , وَعَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إلى اللَّهِ ؟ , قَالَ : " أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ " ) (1) ( قَالَ الْقَاسِمُ : وَكَانَتْ عَائِشَةُ إِذَا عَمِلَتْ الْعَمَلَ لَزِمَتْهُ ) (2) .
__________
(1) ( خ ) 6100 , ( م ) 216 - ( 782 ) , ( حم ) 25356
(2) ( م ) 218 - ( 783 )(2/1913)
( خ س ) , وَعَنْ الْأَسْوَدِ قَالَ :
( قُلْتُ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها : حَدِّثِينِي بِأَحَبِّ الْعَمَلِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ ) (1) ( قَالَتْ : " كَانَ أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الَّذِي يَدُومُ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ ) (2) ( وَإِنْ كَانَ يَسِيرًا ) (3) "
__________
(1) ( حم ) 24863 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(2) ( خ ) 6097 , ( ت ) 2856 , ( س ) 1616
(3) ( س ) 1652 , ( جة ) 1225 , ( حم ) 24863 , ( ت ) 2856(2/1914)
( خ م ) , وَعَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ :
سَأَلْتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رضي الله عنها : هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْتَصُّ مِنْ الْأَيَّامِ شَيْئًا ؟ ، قَالَتْ : " لَا ، كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً (1) " , وَأَيُّكُمْ يُطِيقُ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُطِيقُ ؟ . (2)
__________
(1) قَالَ أَهْل اللُّغَة : الدِّيمَةُ : مَطَرٌ يَدُومُ أَيَّامًا ، ثُمَّ أُطْلِقَتْ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ يَسْتَمِرُّ . ( فتح الباري - ج 6/ص 266)
(2) ( خ ) 1886 , ( م ) 217 - ( 783 ) , ( د ) 1370 , ( حم ) 24327(2/1915)
( خ م س حم ) , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ (1) عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" ( كَانَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حَصِيرٌ يَبْسُطُهُ بِالنَّهَارِ ) (2) ( فَيَجْلِسُ عَلَيْهِ ، وَيَحْتَجِرُهُ (3) بِاللَّيْلِ فَيُصَلِّي ) (4) ( فِيهِ " ) (5) ( فَصَلَّى فِيهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَسَمِعَ الْمُسْلِمُونَ قِرَاءَتَهُ ) (6) ( فَصَلَّوْا بِصَلَاتِهِ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ الْحَصِيرَةُ ) (7) ( فَأَصْبَحُوا فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّاسِ , فَكَثُرَ النَّاسُ اللَّيْلَةَ الثَّانِيَةَ ، " فَاطَّلَعَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (8) ( فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ , خُذُوا مِنْ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ , فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا (9) وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إلى اللَّهِ ) (10) ( مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ وَإِنْ قَلَّ ) (11) ( قَالَتْ : ثُمَّ تَرَكَ مُصَلَّاهُ ذَلِكَ فَمَا عَادَ لَهُ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ - عز وجل - (12) ) (13) ( وَكَانَ آلُ مُحَمَّدٍ إِذَا عَمِلُوا عَمَلًا أَثْبَتُوهُ (14) " ) (15) ( قَالَ أَبُو سَلَمَةَ : قَالَ اللَّهُ - عز وجل - : { الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ } (16) ) (17) .
__________
(1) هو : أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري المدني ، قيل اسمه عبد الله ، وقيل إسماعيل , المولد : بضع وعشرين , الطبقة : 3 من الوسطى من التابعين , الوفاة : , 94 أو 104 هـ بالمدينة , روى له : ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه ) رتبته عند ابن حجر : , ثقة مكثر , رتبته عند الذهبي : أحد الأئمة .
(2) ( خ ) 697
(3) مَعْنَى اِحْتَجَرَ حُجْرَة أَيْ : حَوَّطَ مَوْضِعًا مِنْ الْمَسْجِد بِحَصِيرٍ لِيَسْتُرهُ لِيُصَلِّيَ فِيهِ ، وَلَا يَمُرَّ بَيْن يَدَيْهِ مَارٌّ ، وَيَتَوَفَّر خُشُوعه وَفَرَاغ قَلْبه . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 132)
(4) ( خ ) 5524
(5) ( م ) 782
(6) ( حم ) 26080 , 24367 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : صحيح .
(7) ( س ) 762 , ( خ ) 697
(8) ( حم ) 24367 , ( خ ) 5524
(9) الْمَلَال : اِسْتِثْقَال الشَّيْء وَنُفُور النَّفْس عَنْهُ بَعْد مَحَبَّته ، وَهُوَ مُحَال عَلَى اللَّهِ تَعَالَى بِاتِّفَاقٍ , قَالَ الْهَرَوِيُّ : مَعْنَاهُ لَا يَقْطَعُ عَنْكُمْ فَضْله حَتَّى تَمَلُّوا سُؤَالَه فَتَزْهَدُوا فِي الرَّغْبَة إِلَيْهِ , وَقِيلَ : مَعْنَاهُ لَا يَمَلُّ اللَّهُ إِذَا مَلَلْتُمْ ، وَمِنْهُ قَوْلهمْ فِي الْبَلِيغ : لَا يَنْقَطِعُ حَتَّى يَنْقَطِعَ خُصُومُه , لِأَنَّهُ لَوْ اِنْقَطَعَ حِين يَنْقَطِعُونَ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَلَيْهِمْ مَزِيَّة , وَيُؤَيِّدهُ مَا وَقَعَ فِي بَعْض طُرُق حَدِيث عَائِشَة بِلَفْظِ : " اِكْلَفُوا مِنْ الْعَمَل مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ مِنْ الثَّوَاب حَتَّى تَمَلُّوا مِنْ الْعَمَل " . فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 68)
(10) ( خ ) 5524
(11) ( م ) 782 , ( خ ) 5524
(12) فِي الحديثِ جَوَازُ مِثْل هَذَا إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ تَضْيِيق عَلَى الْمُصَلِّينَ وَنَحْوهمْ وَلَمْ يَتَّخِذهُ دَائِمًا ؛ لِأَنَّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَحْتَجِرهَا بِاللَّيْلِ يُصَلِّي فِيهَا ، وَيُنَحِّيهَا بِالنَّهَارِ وَيَبْسُطهَا , ثُمَّ تَرَكَهُ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار وَعَادَ إِلَى الصَّلَاة فِي الْبَيْت , وَفِيهِ : جَوَاز النَّافِلَة فِي الْمَسْجِد , وَفِيهِ : جَوَاز الْجَمَاعَة فِي غَيْر الْمَكْتُوبَة ، وَجَوَاز الِاقْتِدَاء بِمِنْ لَمْ يَنْوِ الْإِمَامَة , وَفِيهِ : تَرْكُ بَعْضِ الْمَصَالِحِ لِخَوْفِ مَفْسَدَةٍ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ , وَفِيهِ : بَيَان مَا كَانَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَيْهِ مِنْ الشَّفَقَة عَلَى أُمَّته وَمُرَاعَاة مَصَالِحهمْ وَأَنَّهُ يَنْبَغِي لِوُلَاةِ الْأُمُور وَكِبَار النَّاس وَالْمَتْبُوعِينَ - فِي عِلْم وَغَيْره - الِاقْتِدَاء بِهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي ذَلِكَ .شرح النووي (ج3ص132)
(13) ( س ) 762
(14) أَيْ : لَازَمُوهُ وَدَاوَمُوا عَلَيْهِ , وَالظَّاهِر أَنَّ الْمُرَاد بِالْآلِ هُنَا أَهْل بَيْته وَخَوَاصّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , مِنْ أَزْوَاجه وَقَرَابَته وَنَحْوهمْ . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 133)
(15) ( م ) 782 , ( خ ) 1869
(16) [المعارج/23]
(17) ( حم ) 24584 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : صحيح .(2/1916)
( حم ) , وَعَنْ مِحْجَنِ بْنِ الْأَدْرَعِ - رضي الله عنه - قَالَ :
كُنْتُ أَحْرُسُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ لَيْلَةٍ ، " فَخَرَجَ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ ، فَرَآنِي فَأَخَذَ بِيَدِي ، فَانْطَلَقْنَا فَمَرَرْنَا عَلَى رَجُلٍ يُصَلِّي يَجْهَرُ بِالْقُرْآنِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : عَسَى أَنْ يَكُونَ مُرَائِيًا " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ يُصَلِّي يَجْهَرُ بِالْقُرْآنِ ، " فَرَفَضَ (1) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدِي ثُمَّ قَالَ : إِنَّكُمْ لَنْ تَنَالُوا هَذَا الْأَمْرَ بِالْمُغَالَبَةِ " ، قَالَ : ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ لَيْلَةٍ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ وَأَنَا أَحْرُسُهُ ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَمَرَرْنَا عَلَى رَجُلٍ يُصَلِّي بِالْقُرْآنِ " فَقُلْتُ : عَسَى أَنْ يَكُونَ مُرَائِيًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " كَلَّا إِنَّهُ أَوَّابٌ (2) " , قَالَ : فَنَظَرْتُ ، فَإِذَا هو عَبْدُ اللَّهِ ذُو الْبِجَادَيْنِ . (3)
__________
(1) أَيْ : تَرَك .
(2) الأواب : هو الكثير الرجوع إلى اللّه بالتوبة , وقيل : هو المطيع ، وقيل : المُسَبِّحُ .
(3) ( حم ) 18992 , ( هب ) 581 , انظر الصَّحِيحَة : 1709(2/1917)
( حم طب ) , وَعَنْ مِحْجَنِ بْنَ الْأَدْرَعِ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِي فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ , وَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ يُصَلِّي ) (1) ( وَيَسْجُدُ وَيَرْكَعُ , وَيَسْجُدُ وَيَرْكَعُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ هَذَا ؟ " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا فُلَانٌ ) (2) ( قَالَ : " أَتَقَوَّلُهُ صَادِقًا " ) (3) ( فَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ خَيْرًا ) (4) ( وَقُلْتُ : هَذَا مِنْ أَكْثَرِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ صَلَاةً ) (5) ( فَقَالَ لِي : " اسْكُتْ , لَا تُسْمِعْهُ فَتُهْلِكَهُ ) (6) ( ثُمَّ أَتَى حُجْرَةَ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ , فَنَفَضَ يَدَهُ مِنْ يَدِي ثُمَّ قَالَ : إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ , إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسُرُهُ ) (7) "
وفي رواية (8) : " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى رَضِيَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ الْيُسْرَ , وَكَرِهَ لَهَا الْعُسْرَ - قَالَهَا ثَلَاثًا - "
__________
(1) ( حم ) 18997 , ( خد ) 341
(2) ( حم ) 20364 , ( خد ) 341
(3) ( حم ) 20362
(4) ( حم ) 18997
(5) ( حم ) 20362
(6) ( حم ) 20364 , ( خد ) 341
(7) ( حم ) 18997 , 15978 , ( خد ) 341 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3309 , صحيح الأدب المفرد : 261
(8) ( طب ) ج20ص298ح707 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1769 , والصَّحِيحَة : 1635(2/1918)
( حم ) , وَعَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( خَرَجْتُ يَوْمًا أَمْشِي , " فَإِذَا بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُتَوَجِّهًا " , فَظَنَنْتُهُ يُرِيدُ حَاجَةً , فَجَعَلْتُ أَخْنَسُ عَنْهُ وَأُعَارِضُهُ , " فَرَآنِي فَأَشَارَ إِلَيَّ " , فَأَتَيْتُهُ " فَأَخَذَ بِيَدِي " , فَانْطَلَقْنَا نَمْشِي جَمِيعًا , فَإِذَا نَحْنُ بِرَجُلٍ يُصَلِّي , يُكْثِرُ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ ) (1) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَتُرَاهُ يُرَائِي ؟ " , فَقُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ) (2) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا , بَلْ مُؤْمِنٌ مُنِيبٌ (3) لَا , بَلْ مُؤْمِنٌ مُنِيبٌ ) (4) ( فَأَرْسَلَ يَدِي , ثُمَّ طَبَّقَ بَيْنَ كَفَّيْهِ فَجَمَعَهُمَا , وَجَعَلَ يَرْفَعُهُمَا بِحِيَالِ مَنْكِبَيْهِ (5) وَيَضَعُهُمَا وَيَقُولُ : عَلَيْكُمْ هَدْيًا قَاصِدًا , عَلَيْكُمْ هَدْيًا قَاصِدًا , عَلَيْكُمْ هَدْيًا قَاصِدًا , فَإِنَّهُ مَنْ يُشَادَّ هَذَا الدِّينَ يَغْلِبْهُ ) (6) "
__________
(1) ( حم ) 19801 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( حم ) 23013 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) الإنابة : الرجوع إلى اللَّهِ بالتَّوبة .
(4) ( حم ) 23002 , ( ن ) 11244 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(5) المنكب : مُجْتَمَع رأس الكتف والعضد .
(6) ( حم ) 19801 , ( ك ) 1176 , ( خز ) 1179 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4086 , ظلال الجنة : 95(2/1919)
( جة ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :" مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى رَجُلٍ يُصَلِّي عَلَى صَخْرَةٍ , فَأَتَى نَاحِيَةَ مَكَّةَ فَمَكَثَ مَلِيًّا (1) ثُمَّ انْصَرَفَ , فَوَجَدَ الرَّجُلَ يُصَلِّي عَلَى حَالِهِ , فَقَامَ فَجَمَعَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ , عَلَيْكُمْ بِالْقَصْدِ , عَلَيْكُمْ بِالْقَصْدِ , عَلَيْكُمْ بِالْقَصْدِ , فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا " (2)
__________
(1) أَيْ : وقتا طويلا .
(2) ( جة ) 4241 , ( حب ) 357 , ( يع ) 1797(2/1920)
( د حم مي ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( دَخَلَتْ عَلَيَّ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ - رضي الله عنه - ، وَهِيَ بَاذَّةُ الْهَيْئَةِ (1) فَسَأَلْتُهَا مَا شَأْنُكِ ؟ , فَقَالَتْ : زَوْجِي يَقُومُ اللَّيْلَ وَيَصُومُ النَّهَارَ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : " فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ ) (2) ( " فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ " فَجَاءَهُ ، فَقَالَ : " يَا عُثْمَانُ أَرَغِبْتَ عَنْ سُنَّتِي ؟ , قَالَ : لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَلَكِنْ سُنَّتَكَ أَطْلُبُ , قَالَ : " فَإِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ ، وَأَنْكِحُ النِّسَاءَ ) (3) ( أَمَا لَكَ فِيَّ أُسْوَةٌ ؟ ، فَوَاللَّهِ إِنِّي أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ ، وَأَحْفَظُكُمْ لِحُدُودِهِ ) (4) ( فَاتَّقِ اللَّهَ يَا عُثْمَانُ ، فَإِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَإِنَّ لِضَيْفِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَإِنَّ لِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، فَصُمْ وَأَفْطِرْ ، وَصَلِّ وَنَمْ ) (5) ( أَتُؤْمِنُ بِمَا نُؤْمِنُ بِهِ ؟ " , قَالَ : نَعَمْ ، يَا رَسُول اللَّه ، قَالَ : " فَاصْنَعْ كَمَا نَصْنَعُ ) (6) ( فَإِنِّي لَمْ أُومَرْ بِالرَّهْبَانِيَّةِ " , قَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - : فَوَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ أَجْمَعَ رِجَالٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِنْ هُوَ أَقَرَّ عُثْمَانَ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ أَنْ نَخْتَصِيَ فَنَتَبَتَّلَ ) (7) .
__________
(1) أَيْ : تَلبَسُ ثيابًا بَالِية .
(2) ( حم ) 25935 , انظر الإرواء تحت حديث : 2015 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( د ) 1369 , ( حم ) 26351 , انظر صحيح الجامع : 7946 , الإرواء تحت حديث : 2015
(4) ( حم ) 25935
(5) ( د ) 1369 , ( حم ) 26351
(6) ( حم ) 24798 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث حسن .
(7) ( مي ) 2169 , ( حم ) 25935 , ( حب ) 9 , 316 , وصححه الألباني في الإرواء تحت حديث : 2015 ، والصَّحِيحَة : 394(2/1921)
( خ ت ) , وَعَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( آخَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ " , فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ , فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً (1) فَقَالَ لَهَا : مَا شَأْنُكِ مُتَبَذِّلَةً ؟ , قَالَتْ : إِنَّ أَخَاكَ أَبَا الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا , فَلَمَّا جَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ قَرَّبَ إِلَيْهِ طَعَامًا ) (2) ( فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ : كُلْ , قَالَ : إِنِّي صَائِمٌ , قَالَ : مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ , فَأَكَلَ ) (3) ( فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لِيَقُومَ , فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ : نَمْ فَنَامَ , ثُمَّ ذَهَبَ لِيَقُومَ فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ : نَمْ فَنَامَ ) (4) ( فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَ لَهُ سَلْمَانُ : قُمْ الْآنَ , فَصَلَّيَا , فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ : إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا , وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا , وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ) (5) ( وَلِضَيْفِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ) (6) ( فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ , فَأَتَى أَبُو الدَّرْدَاءِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " صَدَقَ سَلْمَانُ ) (7) "
__________
(1) ( مُتَبَذِّلَةً ) أَيْ : لَابِسَةً ثِيَابَ الْبِذْلَةِ , وَهِيَ الْمِهْنَةُ , وَالْمُرَادُ أَنَّهَا تَارِكَةٌ لِلُبْسِ ثِيَابِ الزِّينَةِ .فتح الباري (ج6ص236)
(2) ( ت ) 2413 , ( خ ) 1968
(3) ( خ ) 1968 , ( ت ) 2413
(4) ( ت ) 2413 , ( خ ) 1968
(5) ( خ ) 1968 , ( ت ) 2413
(6) ( ت ) 2413
(7) ( خ ) 5788 , ( ت ) 2413(2/1922)
( خ م ت س د جة حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( كُنْتُ أَصُومُ الدَّهْرَ , وَأَقْرَأُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ ) (1) ( فَزَوَّجَنِي أَبِي امْرَأَةً ) (2) ( ذَاتَ حَسَبٍ , فَكَانَ يَتَعَاهَدُ كَنَّتَهُ (3) فَيَسْأَلُهَا عَنْ بَعْلِهَا , فَتَقُولُ : نِعْمَ الرَّجُلُ مِنْ رَجُلٍ , لَمْ يَطَأْ لَنَا فِرَاشًا (4) وَلَمْ يُفَتِّشْ لَنَا كَنَفًا (5) مُنْذُ أَتَيْنَاهُ ) (6) ( لَا يَنَامُ اللَّيْلَ وَلَا يُفْطِرُ النَّهَارَ , فَوَقَعَ بِي (7) ) (8) ( أَبِي ) (9) ( وَقَالَ : زَوَّجْتُكَ امْرَأَةً ) (10) ( مِنْ قُرَيْشٍ ذَاتَ حَسَبٍ فَعَضَلْتَهَا (11) وَفَعَلْتَ وَفَعَلْتَ ؟ ) (12) ( قَالَ فَجَعَلْتُ لَا أَلْتَفِتُ إِلَى قَوْلِهِ مِمَّا أَرَى عِنْدِي مِنْ الْقُوَّةِ وَالِاجْتِهَادِ ) (13) ( فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَيْهِ ) (14) ( انْطَلَقَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَشَكَانِي ) (15) ( فَقَالَ : " ائْتِنِي بِهِ " , فَأَتَيْتُهُ مَعَهُ فَقَالَ : " كَيْفَ تَصُومُ ؟ " , فَقُلْتُ : كُلَّ يَوْمٍ ) (16) ( قَالَ : " لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَنَامُ , وَأَمَسُّ النِّسَاءَ (17) فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي ) (18) ( فلَا تَفْعَلْ , وَإِنَّ بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ فِي كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ , فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا , وَإِنَّ ذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ , فَصُمْ وَأَفْطِرْ , وَقُمْ وَنَمْ " , قَالَ : فَشَدَّدْتُ فَشُدِّدَ عَلَيَّ , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً ) (19) ( إِنِّي أَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ , قَالَ : " فَصُمْ مِنْ الْجُمُعَةِ يَوْمَيْنِ : الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ " ) (20) ( فَقُلْتُ : إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ , قَالَ : " فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ " ) (21) ( فَقُلْتُ : إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ قَالَ : " صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي الْجُمُعَةِ " , فَقُلْتُ : إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ , قَالَ : " فَصُمْ أَفْضَلَ الصَّوْمِ ) (22) ( صِيَامَ نَبِي اللَّهِ دَاوُدَ - عليه السلام - وَلَا تَزِدْ عَلَيْهِ ) (23) ( فَإِنَّهُ كَانَ أَعْبَدَ النَّاسِ " , فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَمَا صَوْمُ دَاوُدَ ؟ ) (24) ( قَالَ : " نِصْفُ الدَّهْرِ ) (25) ( صِيَامُ يَوْمٍ وَإِفْطَارُ يَوْمٍ " ) (26) ( وَهُوَ أَعْدَلُ الصِّيَامِ ) (27) ( فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ ) (28) ( لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ ) (29) ( لَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ " ) (30) ( ثُمَّ قَالَ : " وَفِي كَمْ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ ؟ " ) (31) ( فَقُلْتُ : كُلَّ لَيْلَةٍ ) (32) ( قَالَ : " فلَا تَفْعَلْ ) (33) ( فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتْ عَيْنَاكَ (34) وَنَفِهَتْ نَفْسُكَ (35) ) (36) ( فَاقْرَأْ الْقُرْآنَ فِي أَرْبَعِينَ ) (37) ( يَوْمًا " ) (38) [ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ]( فَقَالَ : " يَا عَبْدَ اللَّهِ , لَا تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٍ , كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ ) (39) ( فَاقْرَأْ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ ) (40) ( فَإِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةً فَإِنَّ لِكُلِّ عَابِدٍ شِرَّةً (41) وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ ) (42) ( فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّتِي فَقَدْ أَفْلَحَ ) (43) ( وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى مَعَاصِي اللَّهِ ) (44) ( فَقَدْ هَلَكَ " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ) (45) ( قَالَ : " فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ عِشْرِينَ " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ , قَالَ : " فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ عَشْرٍ " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ , قَالَ : " فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ سَبْعٍ " ) (46) ( فَقُلْتُ : إِنِّي أَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ) (47) ( قَالَ : " اخْتِمْهُ فِي خَمْسٍ " , فَقُلْتُ : إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ ) (48) ( قَالَ : " فَاقْرَأْهُ فِي ثَلَاثٍ ) (49) ( وَلَا تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ ) (50) ( فَإنَّهُ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ لَمْ يَفْقَهْهُ ) (51) ( وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ) (52) ( وَإِنَّ لِضَيْفِكَ عَلَيْكَ حَقًّا , وَإِنَّ لِصَدِيقِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ) (53) ( وَلِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ) (54) ( وَإِنَّ لِوَلَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ) (55) ( وَإِنَّكَ لَا تَدْرِي لَعَلَّكَ يَطُولُ بِكَ عُمُرٌ إِنِّي أَخْشَى أَنْ يَطُولَ عَلَيْكَ الزَّمَانُ وَأَنْ تَمَلَّ (56) " , قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَصِرْتُ إِلَى الَّذِي قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَلَمَّا كَبِرْتُ ) (57) ( وَضَعُفْتُ ) (58) ( قُلْتُ : يَا لَيْتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (59) ( وَلَأَنْ أَكُونَ قَبِلْتُ الثَلَاثَةَ الْأَيَّامَ الَّتِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِي وَمَالِي ) (60) ( لَكِنِّي فَارَقْتُهُ عَلَى أَمْرٍ أَكْرَهُ أَنْ أُخَالِفَهُ إِلَى غَيْرِهِ ) (61) ( قَالَ مُجَاهِدٌ : فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو حِينَ ضَعُفَ وَكَبِرَ يَصُومُ الْأَيَّامَ , يَصِلُ بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ لِيَتَقَوَّى بِذَلِكَ , ثُمَّ يُفْطِرُ بِعَدَدِ تِلْكَ الْأَيَّامِ , وَكَانَ يَقْرَأُ حِزْبَهِ كَذَلِكَ , يَزِيدُ أَحْيَانًا وَيُنْقِصُ أَحْيَانًا غَيْرَ أَنَّهُ يُوفِي الْعَدَدَ , إِمَّا فِي سَبْعٍ وَإِمَّا فِي ثَلَاثٍ ) (62) ( كَرَاهِيَةَ أَنْ يَتْرُكَ شَيْئًا فَارَقَ عَلَيْهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ) (63) .
__________
(1) ( م ) 182 - ( 1159 )
(2) ( س ) 2390 , ( حم ) 6477
(3) ( الكَنَّة ) : زَوْجة الْوَلَد . ( فتح الباري ) - (ج 14 / ص 276)
(4) أَيْ : لَمْ يُضَاجِعنَا حَتَّى يَطَأ فِرَاشنَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 14 / ص 276)
(5) الكَنَف : السِّتْر وَالْجَانِب ، وَأَرَادَتْ بِذَلِكَ الْكِنَايَة عَنْ عَدَم جِمَاعه لَهَا ، لِأَنَّ عَادَة الرَّجُل أَنْ يُدْخِل يَده مَعَ زَوْجَته فِي دَوَاخِل أَمْرِهَا . ( فتح الباري ) - (ج 14 / ص 276)
(6) ( خ ) 4765
(7) أَيْ : شَدَّدَ عَلَيَّ فِي الْقَوْلِ .
(8) ( س ) 2390
(9) ( خز ) 2105 , وقال الألباني : إسناده صحيح .
(10) ( س ) 2390
(11) العَضْل والإعضال : المَنْع والإضرار ، أراد أنك لم تُعَاملْها مُعامَلَة الأزواج لِنسَائهم .
(12) ( حم ) 6477 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(13) ( س ) 2390
(14) ( خ ) 4765
(15) ( حم ) 6477
(16) ( س ) 2389
(17) كناية عن الجماع .
(18) ( حم ) 6477
(19) ( خ ) 1874
(20) ( س ) 2393
(21) ( د ) 2427
(22) ( خ ) 4765
(23) ( خ ) 1874
(24) ( م ) 182 - ( 1159 )
(25) ( خ ) 1873
(26) ( خ ) 4765
(27) ( خ ) 3236 , ( س ) 2392
(28) ( خ ) 1875 , ( م ) 181 - ( 1159 )
(29) ( خ ) 1876
(30) ( س ) 2377
(31) ( خ ) 4766
(32) ( خ ) 4765
(33) ( خ ) 4903
(34) أَيْ : غَارَتْ وَضَعُفَتْ .
(35) أَيْ : أَعْيَتْ ونُهِكْت أَنْتَ . ( النووي - ج 4 / ص 172)
(36) ( م ) 188 - ( 1159 ) , ( خ ) 1102
(37) ( ت ) 2947
(38) ( د ) 1395
(39) ( خ ) 1101 , ( م ) 185 - ( 1159 ) , ( س ) 1763
(40) ( خ ) 1877 , ( م ) 184 - ( 1159 )
(41) ( حم ) 6477 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(42) ( حم ) 6764 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(43) ( حم ) 6958 , 6764 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(44) ( حم ) 6540 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(45) ( حم ) 6764
(46) ( م ) 182 - ( 1159 )
(47) ( حم ) 6546 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(48) ( ت ) 2946
(49) ( خ ) 1877 , ( د ) 1391 , ( حم ) 6764
(50) ( خ ) 4767 , ( م ) 182 - ( 1159 )
(51) ( حم ) 6535 , ( ت ) 2949 , ( د ) 1390 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(52) ( م ) 182 - ( 1159 ) , ( خ ) 1876 , 5783
(53) ( س ) 2391 , ( م ) 182 - ( 1159 ) , ( خ ) 1876 , 5783
(54) ( م ) 182 - ( 1159 ) , ( خ ) 1876 , 5783
(55) ( م ) 183 - ( 1159 )
(56) ( جة ) 1346
(57) ( م ) 182 - ( 1159 ) , ( خ ) 1876 , 5783
(58) ( خ ) 4765
(59) ( خ ) 1874 , ( م ) 182 - ( 1159 )
(60) ( م ) 181 - ( 1159 ) , ( س ) 2392
(61) ( حم ) 6477 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(62) ( حم ) 6477 , ( خ ) 4765
(63) ( خ ) 4765(2/1923)
( جة ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الْبَاهِلِيِّ قَالَ :
أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ : يَا نَبِي اللَّهِ ، أَنَا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتُكَ عَامَ الْأَوَّلِ ، قَالَ : " فَمَالِي أَرَى جِسْمَكَ نَاحِلًا ؟ " ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَكَلْتُ طَعَامًا بِالنَّهَارِ , مَا أَكَلْتُهُ إِلَّا بِاللَّيْلِ ، قَالَ : " مَنْ أَمَرَكَ أَنْ تُعَذِّبَ نَفْسَكَ ؟ " ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَقْوَى ، قَالَ : " صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ وَيَوْمًا بَعْدَهُ " ، قُلْتُ : إِنِّي أَقْوَى ، قَالَ : " صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ وَيَوْمَيْنِ بَعْدَهُ " ، قُلْتُ : إِنِّي أَقْوَى ، قَالَ : " صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ بَعْدَهُ " (1)
__________
(1) ( جة ) 1741 , ( ن ) 2743 , ( د ) 2428 , ( حم ) 20338 , انظر الصَّحِيحَة : 2623 , صَحِيح الْجَامِع : 3794 , والحديث ضعيف في مصادره .(2/1924)
( خ م حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" ( دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَعِنْدِي امْرَأَةٌ فَقَالَ : مَنْ هَذِهِ ؟ " ) (1) ( قُلْتُ : هَذِهِ الْحَوْلَاءُ بِنْتُ تُوَيْتٍ (2) وَزَعَمُوا أَنَّهَا لَا تَنَامُ اللَّيْلَ , قَالَ : " لَا تَنَامُ اللَّيْلَ ؟ ) (3) ( مَهْ (4) ) (5) ( خُذُوا مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ (6) ) (7) ( فَوَاللَّهِ لَا يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا (8) ) (9) ( وَأَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ وَإِنْ قَلَّ (10) ) (11) "
__________
(1) ( خ ) 43 , ( م ) 220 - ( 785 )
(2) هي الْحَوْلَاءُ بِنْتُ تُوَيْتِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى , انظر ( م ) 220 - ( 785 )
(3) ( م ) 220 - ( 785 )
(4) ( مَهْ ) : قَالَ الدَّاوُدِيّ : أَصْل هَذِهِ الْكَلِمَة " مَا هَذَا " كَالْإِنْكَارِ , فَطَرَحُوا بَعْض اللَّفْظَة فَقَالُوا : ( مَهْ ) فَصَيَّرُوا الْكَلِمَتَيْنِ كَلِمَة ، وَهَذَا الزَّجْر يَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد النَّهْي عَنْ ذَلِكَ الْفِعْل ، وَقَدْ أَخَذَ بِذَلِكَ جَمَاعَة مِنْ الْأَئِمَّة فَقَالُوا : يُكْرَه صَلَاة جَمِيع اللَّيْل , كَمَا سَيَأْتِي فِي مَكَانه . ( فتح الباري - ح43)
(5) ( خ ) 1100
(6) أَيْ : اِشْتَغِلُوا مِنْ الْأَعْمَال بِمَا تَسْتَطِيعُونَ الْمُدَاوَمَة عَلَيْهِ ، فَمَنْطُوقه يَقْتَضِي الْأَمْر بِالِاقْتِصَارِ عَلَى مَا يُطَاق مِنْ الْعِبَادَة ، وَمَفْهُومه يَقْتَضِي النَّهْي عَنْ تَكَلُّف مَا لَا يُطَاق , وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاض : يَحْتَمِل أَنْ يَكُون هَذَا خَاصًّا بِصَلَاةِ اللَّيْل ، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون عَامًّا فِي الْأَعْمَال الشَّرْعِيَّة .
قُلْت : سَبَب وُرُوده خَاصّ بِالصَّلَاةِ ، وَلَكِنَّ اللَّفْظ عَامّ ، وَهُوَ الْمُعْتَبَر .( فتح الباري - ح43)
(7) ( م ) 220 - ( 785 ) , ( خ ) 43
(8) الْمَلَال : اِسْتِثْقَال الشَّيْء وَنُفُور النَّفْس عَنْهُ بَعْد مَحَبَّته ، وَهُوَ مُحَال عَلَى اللَّه تَعَالَى بِاتِّفَاقٍ .
قَالَ الْهَرَوِيُّ : مَعْنَاهُ لَا يَقْطَع عَنْكُمْ فَضْله حَتَّى تَمَلُّوا سُؤَاله فَتَزْهَدُوا فِي الرَّغْبَة إِلَيْهِ . ( فتح الباري - ح43)
(9) ( خ ) 43 , ( م ) 220 - ( 785 )
(10) قَالَ النَّوَوِيّ : بِدَوَامِ الْقَلِيل تَسْتَمِرّ الطَّاعَة بِالذِّكْرِ وَالْمُرَاقَبَة وَالْإِخْلَاص وَالْإِقْبَال عَلَى اللَّه ، بِخِلَافِ الْكَثِير الشَّاقّ حَتَّى يَنْمُو الْقَلِيل الدَّائِم بِحَيْثُ يَزِيد عَلَى الْكَثِير الْمُنْقَطِع أَضْعَافًا كَثِيرَة .
وَقَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ : إِنَّمَا أَحَبَّ الدَّائِم لِمَعْنَيَيْنِ : أَحَدهمَا أَنَّ التَّارِك لِلْعَمَلِ بَعْد الدُّخُول فِيهِ كَالْمُعْرِضِ بَعْد الْوَصْل ، فَهُوَ مُتَعَرِّض لِلذَّمِّ ، وَلِهَذَا وَرَدَ الْوَعِيد فِي حَقّ مَنْ حَفِظَ آيَة ثُمَّ نَسِيَهَا وَإِنْ كَانَ قَبْل حِفْظهَا لَا يَتَعَيَّن عَلَيْهِ .
ثَانِيهمَا أَنَّ مُدَاوِم الْخَيْر مُلَازِم لِلْخِدْمَةِ ، وَلَيْسَ مَنْ لَازَمَ الْبَاب فِي كُلّ يَوْم وَقْتًا مَا كَمَنْ لَازَمَ يَوْمًا كَامِلًا ثُمَّ اِنْقَطَعَ . ( فتح الباري - ح43)
(11) ( حم ) 25673 , ( خ ) 43 , ( م ) 221 - ( 785 ) , ( س ) 1642(2/1925)
( م س ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَسْجِدَ , فَرَأَى حَبْلًا مَمْدُودًا بَيْنَ سَارِيَتَيْنِ ، فَقَالَ : مَا هَذَا الْحَبْلُ ؟ " ) (1) ( قَالُوا : لِزَيْنَبَ تُصَلِّي , فَإِذَا كَسِلَتْ أَوْ فَتَرَتْ أَمْسَكَتْ بِهِ , فَقَالَ : " حُلُّوهُ ، لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ , فَإِذَا كَسِلَ أَوْ فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ ) (2) "
__________
(1) ( س ) 1643 , ( خ ) 1099 , ( م ) 219 - ( 784 )
(2) ( م ) 219 - ( 784 ) , ( خ ) 1099 , ( د ) 1312 , ( جة ) 1371 , ( حم ) 12005(2/1926)
( م حم ) , وَعَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى قَالَ :
( أَرَادَ سَعْدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ أَنْ يَغْزُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) (1) ( فَطَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثُمَّ ارْتَحَلَ إِلَى الْمَدِينَةِ لِيَبِيعَ عَقَارًا لَهُ بِهَا وَيَجْعَلَهُ فِي السِّلَاحِ وَالْكُرَاعِ (2) ثُمَّ يُجَاهِدُ الرُّومَ حَتَّى يَمُوتَ ) (3) ( فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ ) (4) ( لَقِيَ رَهْطًا مِنْ قَوْمِهِ ) (5) ( فَنَهَوْهُ عَنْ ذَلِكَ ، وَأَخْبَرُوهُ أَنَّ رَهْطًا سِتَّةً أَرَادُوا ذَلِكَ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، " فَنَهَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ : أَلَيْسَ لَكُمْ فِيَّ أُسْوَةٌ ؟ " , فَلَمَّا حَدَّثُوهُ بِذَلِكَ رَاجَعَ امْرَأَتَهُ ) (6) ( وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى رَجْعَتِهَا , ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْنَا ) (7) .
__________
(1) ( م ) 139 - ( 746 )
(2) الكُرَاع : الخيل .
(3) ( حم ) 24314 , ( م ) 139 - ( 746 )
(4) ( م ) 139 - ( 746 )
(5) ( حم ) 24314
(6) ( م ) 139 - ( 746 ) , ( حم ) 24314
(7) ( حم ) 24314 , ( م ) 139 - ( 746 )(2/1927)
( خ م ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا (1) فَقَالُوا : وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ , فَقَالَ أَحَدُهُمْ : أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا ، وَقَالَ آخَرُ : أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ ، وَقَالَ آخَرُ : أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا ، " فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْهِمْ فَقَالَ : أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا ؟ , أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ ِللَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ (2) لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي (3) فَلَيْسَ مِنِّي (4) " (5)
__________
(1) أَيْ : اِسْتَقَلُّوهَا .
(2) فِي قَوْله : ( إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ ) إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الْعِلْم بِاللَّهِ وَمَعْرِفَةَ مَا يَجِب مِنْ حَقّه أَعْظَمُ قَدْرًا مِنْ مُجَرَّد الْعِبَادَة الْبَدَنِيَّة . ( فتح ) - (ج 14 / ص 290)
(3) الْمُرَاد بِالسُّنَّةِ الطَّرِيقَة , لَا الَّتِي تُقَابِل الْفَرْض ، وَالرَّغْبَة عَنْ الشَّيْء الْإِعْرَاض عَنْهُ إِلَى غَيْره ، وَالْمُرَاد : مَنْ تَرَكَ طَرِيقَتِي وَأَخَذَ بِطَرِيقَةِ غَيْرِي فَلَيْسَ مِنِّي ، وَلَمَّحَ بِذَلِكَ إِلَى طَرِيق الرَّهْبَانِيَّة , فَإِنَّهُمْ الَّذِينَ اِبْتَدَعُوا التَّشْدِيد كَمَا وَصَفَهُمْ اللَّه تَعَالَى , وَقَدْ عَابَهُمْ بِأَنَّهُمْ مَا وَفُّوا بِمَا اِلْتَزَمُوهُ ، وَطَرِيقَةُ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - الْحَنِيفِيَّة السَّمْحَة , فَيُفْطِر لِيَتَقَوَّى عَلَى الصَّوْم , وَيَنَام لِيَتَقَوَّى عَلَى الْقِيَام , وَيَتَزَوَّج لِكَسْرِ الشَّهْوَة وَإِعْفَافِ النَّفْس وَتَكْثِيرِ النَّسْل . ( فتح ) - (ج 14 / ص 290)
(4) إِنْ كَانَتْ الرَّغْبَةُ بِضَرْبٍ مِنْ التَّأْوِيل يُعْذَر صَاحِبُه فِيهِ , فَمَعْنَى " فَلَيْسَ مِنِّي " أَيْ عَلَى طَرِيقَتِي , وَلَا يَلْزَم أَنْ يَخْرُج عَنْ الْمِلَّة , وَإِنْ كَانَ إِعْرَاضًا وَتَنَطُّعًا يُفْضِي إِلَى اِعْتِقَاد أَرْجَحِيَّة عَمَله , فَمَعْنَى ( فَلَيْسَ مِنِّي ) لَيْسَ عَلَى مِلَّتِي , لِأَنَّ اِعْتِقَاد ذَلِكَ نَوْعٌ مِنْ الْكُفْر . ( فتح ) - (ج 14 / ص 290)
(5) ( خ ) 4776 , ( م ) 5 - ( 1401 )(2/1928)
تَكْفِيرُ الْأَمْرَاضِ وَالْمَصَائِبِ لِلذُّنُوب
( هق ) , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ :
دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ مَوْعُوْكٌ (1) عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ (2) فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَيْهِ فَوَجَدْتُ حَرَارَتَهَا فَوْقَ الْقَطِيفَةَ ، فَقُلْتُ : مَا أَشَدَّ حَرَّ حُمَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّا كَذَلِكَ , يُشَدَّدُ عَلَيْنَا الْبَلَاَءُ (3) وَيُضَاعَفُ لَنَا الْأَجْرُ " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَشَدُّ النَّاسِ بَلاَءً ؟ , قَالَ : " الْأَنْبِيَاءُ " , قُلْتُ : ثُمَّ مَنْ ؟ ، قَالَ : " ثُمَّ الْعُلَمَاءُ " , قُلْتُ : ثُمَّ مَنْ ؟ , قَالَ : " ثُمَّ الصَّالِحُونَ ، كَانَ أَحَدُهُمْ يُبْتَلَى بِالْفَقْرِ حَتَّى مَا يَجِدُ إِلَّا الْعَبَاءَةَ يَلْبَسُهَا ، وَيُبَتَلَى بِالْقَمْلِ حَتَّى يَقْتُلَهُ , وَلأَحَدُهُمْ أَشَدُّ فَرَحًا بِالْبَلاَءِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِالْعَطَاءِ " (4)
__________
(1) الْوَعْك بِإِسْكَانِ الْعَيْن : الْحُمَّى ، وَقِيلَ : أَلَمُهَا وَمَغَثُهَا . ( النووي - ج 8 / ص 373)
(2) القطيفة : كساء أو فِراش له أهداب .
(3) ( الْبَلَاء ) : الْمِحْنَةً وَالْمُصِيبَةً .
(4) ( هق ) 6325 , ( خد ) 510 , ( جة ) 4024 , ( ك ) 119 , 5463 , 7848 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 995 , الصَّحِيحَة : 2047 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3403(2/1929)
( حم ) , وَعَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْيَمَانِ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَعُودُهُ فِي نِسَاءٍ , فَإِذَا سِقَاءٌ مُعَلَّقٌ نَحْوَهُ يَقْطُرُ مَاؤُهُ عَلَيْهِ مِنْ شِدَّةِ مَا يَجِدُ مِنْ حَرِّ الْحُمَّى , فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ دَعَوْتَ اللَّهَ فَشَفَاكَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءَ , ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ , ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ , ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ " (1)
__________
(1) ( حم ) 27124 , ( ن ) 7496 , ( ك ) 8231 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 996 , الصَّحِيحَة : 145(2/1930)
( خ م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( فِي مَرَضِهِ , فَمَسِسْتُهُ وَهُوَ يُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا ) (2) ( فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا , قَالَ : " أَجَلْ , إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ " , قُلْتُ : ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ ؟ , قَالَ : " أَجَلْ , ذَلِكَ كَذَلِكَ , مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذَى شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا ) (3) "
__________
(1) ( خ ) 5343 , ( م ) 45 - ( 2571 )
(2) ( خ ) 5336 , ( م ) 45 - ( 2571 )
(3) ( خ ) 5343 , ( م ) 45 - ( 2571 ) , ( حم ) 3618(2/1931)
( حم ) , وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً ؟ , فَقَالَ : " الْأَنْبِيَاءُ , ثُمَّ الصَّالِحُونَ , ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ (1) يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ , فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ زِيدَ فِي بَلَائِهِ , وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ (2) خُفِّفَ عَنْهُ , وَمَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَمْشِي عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ [ وَمَا ] (3) عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ " (4)
__________
(1) أَيْ : الْأَشْرَفُ فَالْأَشْرَفُ , وَالْأَعْلَى فَالْأَعْلَى رُتْبَةً وَمَنْزِلَةً . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 188)
(2) أَيْ : إِنْ كَانَ فِي دِينِهِ ضَعْفٌ وَلِينٌ .
(3) ( جة ) 4023
(4) ( حم ) 1481 , ( ت ) 2398 , ( جة ) 4023 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 992 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3402(2/1932)
( خد ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي جَسَدِهِ وَأَهْلِهِ وَمَالِهِ ، حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ " (1)
__________
(1) ( خد ) 494 , ( ت ) 2399 , ( حم ) 7846 , انظر صحيح الجامع : 5815 , الصَّحِيحَة : 2280(2/1933)
( ت حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " انْظُرْ مَاذَا تَقُولُ " , قَالَ : وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ ، قَالَ : " انْظُرْ مَاذَا تَقُولُ " , قَالَ : وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنْ كُنْتَ تُحِبُّنِي فَأَعِدَّ لِلْفَقْرِ تِجْفَافًا (1) فَإِنَّ الْفَقْرَ البلَايا (2) إِلَى مَنْ يُحِبُّنِي أَسْرَعُ مِنَ السَّيْلِ ) (3) ( مِنْ أَعَلَى الْجَبَلِ إِلَى أَسْفَلِهُ ) (4) "
__________
(1) التِّجْفَافُ : آلَةٌ لِلْحَرْبِ يَلْبَسُهُ الْفَرَسُ وَالْإِنْسَانُ لِيَقِيَهُ فِي الْحَرْبِ , فَمَعْنَى الْحَدِيثِ : إِنْ كُنْت صَادِقًا فِي الدَّعْوَى وَمُحِقًّا فِي الْمَعْنَى , فَهَيِّءْ آلَةً تَنْفَعُك حَالَ الْبَلْوَى ، فَإِنَّ الْبَلَاءَ وَالْوَلَاءَ مُتَلَازِمَانِ فِي الْخَلَا وَالْمَلَا , وَمُجْمَلُهُ أَنَّهُ تَهَيَّأْ لِلصَّبْرِ خُصُوصًا عَلَى الْفَقْرِ , لِتَدْفَعَ بِهِ عَنْ دِينِك بِقُوَّةِ يَقِينِك مَا يُنَافِيهِ مِنْ الْجَزَعِ وَالْفَزَعِ وَقِلَّةِ الْقَنَاعَةِ وَعَدَمِ الرِّضَا بِالْقِسْمَةِ , وَكُنِيَ بِالتِّجْفَافِ عَنْ الصَّبْرِ لِأَنَّهُ يَسْتُرُ الْفَقْرَ كَمَا يَسْتُرُ التِّجْفَافُ الْبَدَنَ عَنْ الضُّرِّ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 137)
(2) صَحِيح الْجَامِع : 1592
(3) ( ت ) 2350 , ( حم ) 11397
(4) ( حم ) 11397 , ( ت ) 2350 , ( حب ) 2922 , ( ك ) 7944 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1592 , الصَّحِيحَة : 2827 , والحديث ضعيف عند ( ت حم ) .(2/1934)
( خ م حم ) , وَعَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ السُّنْبُلَةِ ) (1) كَمَثَلِ الزَّرْعِ (2) ( لَا تَزَالُ الرِّيحُ ) (3) ( تَصْرَعُهَا مَرَّةً ) (4) ( وَتَعْدِلُهَا مَرَّةً ) (5) ( وَكَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ ) (6) ( لَا يَزَالُ ) (7) ( يُكَفَّأُ (8) بِالْبَلَاءِ ) (9) ( حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ ) (10) ( وَمَثَلُ الْكَافِرِ الْمُنَافِقِ (11) كَمَثَلِ الْأَرْزَةِ الْمُجْذِيَةِ (12) عَلَى أَصْلِهَا ) (13) ( صَمَّاءَ (14) مُعْتَدِلَةٌ ) (15) ( لَا تَهْتَزُّ ) (16) لَا يُفِيئُهَا شَيْءٌ (17) ( حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا (18) مَرَّةً وَاحِدَةً ) (19) "
__________
(1) ( حم ) 14803 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(2) ( م ) 58 - ( 2809 ) , ( ت ) 2866
(3) ( م ) 58 - ( 2809 ) , ( خ ) 7028
(4) ( م ) 60 - ( 2810 )
(5) ( خ ) 5319
(6) ( خ ) 7028
(7) ( م ) 58 - ( 2809 ) , ( ت ) 2866
(8) أَيْ : يتقلَّب .
(9) ( خ ) 7028 , ( م ) 58 - ( 2809 )
(10) ( م ) 60 - ( 2810 )
(11) ( خ ) 5319 , ( م ) 60 - ( 2810 )
(12) أَيْ : الثَّابِتَة الْمُنْتَصِبَة . ( النووي - ج 9 / ص 186)
(13) ( م ) 59 - ( 2810 ) , ( خ ) 5319 , ( حم ) 15807
(14) أَيْ : صُلْبَةٌ شَدِيدَةٌ بِلَا تَجْوِيف .
(15) ( خ ) 5320 , ( حم ) 10785
(16) ( م ) 58 - ( 2809 ) , ( ت ) 2866
(17) ( م ) 59 - ( 2810 )
(18) الِانْجِعَاف : الِانْقِلَاع .
(19) ( م ) 59 - ( 2810 ) , ( خ ) 5319 , ( حم ) 15807(2/1935)
( خد ) , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ :
كُنْتُ مَعَ سَلْمَانَ - رضي الله عنه - وَعَادَ مَرِيضًا فِي كِنْدَةَ ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ : أَبْشِرْ ، فَإِنَّ مَرَضَ الْمُؤْمِنِ يَجْعَلُهُ اللَّهُ لَهُ كَفَّارَةً وَمُسْتَعْتَبًا (1) وَإِنَّ مَرَضَ الْفَاجِرِ كَالْبَعِيرِ عَقَلَهُ (2) أَهْلُهُ ثُمَّ أَرْسَلُوهُ فَلَمْ يَدْرِ لِمَ عَقَلُوهُ ، وَلَمْ يَدْرِ لِمَ أَرْسَلُوهُ . (3)
__________
(1) استَعْتَب : طلب أن يَرْضَى عنه , كما تقول : استَرْضَيتُه فأرْضاني . والمُعْتَب : المُرْضَى , ومنه الحديث :
[ لا يَتَمنينَّ أحَدُكم الموت إمَّا مُحْسِنا فلَعلَّه يَزْدَادُ وإمّا مُسِيئا فلعله يَسْتَعْتِب ] أَيْ : يَرْجِعُ عن الإساءة ويَطلُب الرِّضا . النهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 382)
(2) عقله : ربطه بالعقال ، وهو الحبل الذي تُربط به الإبل ونحوها .
(3) ( خد ) 493 , انظر صَحِيحُ الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 379(2/1936)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( مَرَّ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَعْرَابِيٌّ أَعْجَبَهُ صِحَّتُهُ وَجَلَدُهُ (1) " فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : مَتَى أَحْسَسْتَ أُمَّ مِلْدَم ؟ " , قَالَ : وَأَيُّ شَيْءٍ أُمُّ مِلْدَمٍ ؟ , قَالَ : " الْحُمَّى " , قَالَ : وَأَيُّ شَيْءٍ الْحُمَّى ؟ ) (2) ( قَالَ : " حَرٌّ بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ " , قَال : مَا وَجَدْتُ هَذَا قَطُّ ) (3) ( قَالَ : " فَمَتَى أَحْسَسْتَ بِالصُّدَاعِ ؟ " , قَالَ : وَأَيُّ شَيْءٍ الصُّدَاعُ ؟ ) (4) ( قَالَ : " عِرْقٌ يَضْرِبُ عَلَى الْإِنْسَانِ فِي رَأْسِهِ " , قَالَ : مَا وَجَدْتُ هَذَا قَطُّ ) (5) ( فَلَمَّا وَلَّى الْأَعْرَابِيُّ ) (6) ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا ) (7) "
__________
(1) الجَلَد : القُوَّة .
(2) ( حم ) 8780 , ( خد ) 495
(3) ( حم ) 8376 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(4) ( حم ) 8780 , ( خد ) 495
(5) ( حم ) 8376 , ( خد ) 495
(6) ( حم ) 8780 , ( خد ) 495
(7) ( حم ) 8376 , ( خد ) 495 , ( ن ) 7491 , ( حب ) 2916 , انظر صَحِيحُ الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 380(2/1937)
( د حم ) , وَعَنْ اللَّجْلَاجِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ , ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ , ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يُبَلِّغَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ ) (1) ( مِنْهُ ) (2) "
__________
(1) ( د ) 3090 , ( حم ) 22392
(2) ( حم ) 22392 , ( د ) 3090 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1625 , الصَّحِيحَة : 1599(2/1938)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ قَالَ :
أُخْبِرْتُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ - رضي الله عنه - قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ الصَّلَاحُ بَعْدَ هَذِهِ الْآية : { لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ } (1) فَكُلَّ سُوءٍ عَمِلْنَا جُزِينَا بِهِ ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ، أَلَسْتَ تَمْرَضُ ؟ , أَلَسْتَ تَنْصَبُ (2) ؟ , أَلَسْتَ تَحْزَنُ ؟ , أَلَسْتَ تُصِيبُكَ اللَّأْوَاءُ (3) ؟ " , قَالَ : بَلَى ، قَالَ : " فَهُوَ مَا تُجْزَوْنَ بِهِ " (4)
__________
(1) [النساء/123]
(2) النَّصَب : التعب والجهد .
(3) اللَّأواء : الشدة والمشقة وضيق المعيشة .
(4) ( حم ) 68 , 69 , 70 , ( حب ) 2926 , ( ك ) 4450 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :3430 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : صحيح بطرقه وشواهده .(2/1939)
( م ت ) ، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( لَمَّا نَزَلَتْ : { مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ } شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : " قَارِبُوا (1) وَسَدِّدُوا (2) وَفِي كُلِّ ) (3) ( مَا يُصَابُ بِهِ الْمُسْلِمُ كَفَّارَةٌ ، حَتَّى النَّكْبَةِ يُنْكَبُهَا (4) أَوْ الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا ) (5) "
__________
(1) أَيْ : اِقْتَصِدُوا فَلَا تَغْلُوا وَلَا تُقَصِّرُوا بَلْ تَوَسَّطُوا . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 359)
(2) أَيْ : اِقْصِدُوا السَّدَادَ وَهُوَ الصَّوَابُ . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 359)
(3) ( ت ) 3038 , ( م ) 2574 , ( حم ) 7380
(4) ( النَّكْبَةِ ) : مَا يُصِيبُ الْإِنْسَانَ مِنْ الْحَوَادِثِ . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 359)
(5) ( م ) 2574 , ( ت ) 3038 , ( ن ) 11122 , ( حم ) 7380(2/1940)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ (1) وَلَا وَصَبٍ (2) وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ " (3)
__________
(1) أَيْ : تَعَب .
(2) أَيْ : مَرَض .
(3) ( خ ) 5318 , ( م ) 52 - ( 2573 ) , ( ت ) 966 , ( حم ) 11020(2/1941)
( حم حب ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ هَذِهِ الْأَمْرَاضَ الَّتِي تُصِيبُنَا مَا لَنَا بِهَا ؟ , قَالَ : " كَفَّارَاتٌ " , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ قَلَّتْ ؟ , قَالَ : " وَإِنْ شَوْكَةً فَمَا فَوْقَهَا " ) (1) ( فَدَعَا الرَّجُلُ عَلَى نَفْسِهِ (2) أَنْ لَا يُفَارِقَهُ الْوَعْكُ (3) حَتَّى يَمُوتَ , فِي أَنْ لَا يَشْغَلَهُ عَنْ حَجٍّ وَلَا عُمْرَةٍ وَلَا جِهَادٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , وَلَا صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ فِي جَمَاعَةٍ ) (4) ( قَالَ : فَمَا مَسَّ إِنْسَانٌ جَسَدَهُ إِلَّا وَجَدَ حَرَّهَا حَتَّى مَاتَ ) (5) .
__________
(1) ( حب ) 2928 , ( ن ) 7489 , ( حم ) 11199 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(2) قَالَ أَبُو حَاتِمٍ ( ابن حبان ) : الَّذِي دَعَا عَلَى نَفْسِهِ هُوَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ - رضي الله عنه - .
(3) أَيْ : الحُمَّى .
(4) ( حم ) 11199 , ( حب ) 2928
(5) ( حب ) 2928 , ( حم ) 11199 , ( ك ) 7854 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3433 ، صحيح موارد الظمآن : 571(2/1942)
( خ م ) , وَعَنْ الْأَسْوَدِ قَالَ :
( دَخَلَ شَبَابٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها وَهِيَ بِمِنًى وَهُمْ يَضْحَكُونَ , فَقَالَتْ : مَا يُضْحِكُكُمْ ؟ قَالُوا : فُلَانٌ خَرَّ عَلَى طُنْبِ (1) فُسْطَاطٍ (2) فَكَادَتْ عَيْنُهُ أَنْ تَذْهَبَ ، فَقَالَتْ : لَا تَضْحَكُوا ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " ) (3) ( مَا مِنْ مُصِيبَةٍ يُصَابُ بِهَا الْمُسْلِمُ ) (4) ( حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا ) (5) ( إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً ) (6) "
__________
(1) ( الطُّنْب ) : الْحَبْل الَّذِي يُشَدّ بِهِ الْفُسْطَاط . ( النووي - ج 8 / ص 374)
(2) الْفُسْطَاط : الْبَيْت مِنْ الشَّعْر ، وَقَدْ يُطْلَق عَلَى غَيْر الشَّعْر .
(3) ( م ) 46 - ( 2572 )
(4) ( م ) 49 - ( 2572 ) , ( خ ) 5317
(5) ( خ ) 5317
(6) ( م ) 47 - ( 2572 ) , ( خ ) 5317 , ( ت ) 965 , ( حم ) 24203(2/1943)
( حم ابن سعد ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" ( مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَرَضًا اشْتَدَّ مِنْهُ وَجَعُهُ ) (1) ( فَجَعَلَ يَشْتَكِي وَيَتَقَلَّبُ عَلَى فِرَاشِهِ " ) (2) ( فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتَضْجَرُ ) (3) ( لَوْ صَنَعَ هَذَا بَعْضُنَا لَوَجِدْتَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : " إِنَّ الصَّالِحِينَ يُشَدَّدُ عَلَيْهِمْ وَإِنَّهُ ) (4) ( مَا مِنْ مَرَضٍ أَوْ وَجَعٍ ) (5) ( نَكْبَةٍ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ ) (6) ( يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ ) (7) ( إِلَّا حُطَّتْ بِهِ عَنْهُ خَطِيئَةٌ وَرُفِعَ بِهَا دَرَجَةً ) (8) "
__________
(1) ابن سعد ( 2 / 207 ) , انظر الصَّحِيحَة : 1103
(2) ( حم ) 25303 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ابن سعد ( 2 / 207 )
(4) ( حم ) 25303
(5) ( حم ) 25377 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(6) ( حم ) 25303
(7) ( حم ) 25377
(8) ( حم ) 25303 , انظر الصَّحِيحَة : 1610(2/1944)
( طص ) , وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا اخْتُلِجَ (1) عِرْقٌ وَلَا عَيْنٌ إِلَّا بِذَنْبٍ ، وَمَا يَدْفَعُ اللَّهُ عَنْهُ أَكْثَرُ " (2)
__________
(1) اختلج : انتُزِع أو اقتُطِع .
(2) ( طص ) 1053 , وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 247 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5521 , والصحيحة : 2215(2/1945)
( ت حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( لَقِيَ رَجُلٌ امْرَأَةً كَانَتْ بَغِيًّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ , فَجَعَلَ يُلَاعِبُهَا حَتَّى بَسَطَ يَدَهُ إِلَيْهَا , فَقَالَتْ الْمَرْأَةُ : مَهْ ؟ , فَإِنَّ اللَّهَ - عز وجل - قَدْ ذَهَبَ بِالْجَاهِلِيَّةِ وَجَاءَنَا بِالْإِسْلَامِ , فَوَلَّى الرَّجُلُ فَأَصَابَ الْحَائِطُ وَجْهَهُ فَشَجَّهُ (1) ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ : " أَنْتَ عَبْدٌ أَرَادَ اللَّهُ بِكَ خَيْرًا , إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَجَّلَ لَهُ عُقُوبَةَ ذَنْبِهِ فِي الدُّنْيَا , وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ شَرًّا أَمْسَكَ عَلَيْهِ بِذَنْبِهِ ) (2) ( حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (3) ) (4) "
__________
(1) أَيْ : أسَال منه الدم .
(2) ( حم ) 16852 , ( حب ) 2911 , ( ت ) 2396 , صححه الألباني في كتاب : " كلمة الإخلاص " ص47
(3) أَيْ : حَتَّى يَأْتِيَ الْعَبْدُ بِذَنْبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 185)
(4) ( ت ) 2396 , ( حب ) 2911 , ( حم ) 16852 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 308 , الصَّحِيحَة : 1220(2/1946)
( خ ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : يُصِبْ مِنْهُ بِالْمَرَضِ الْمُؤَثِّرِ فِي صِحَّتِهِ وَأَخْذِ الْمَالِ الْمُوَثِّرِ فِي غِنَاهُ وَالْحُزْنِ الْمُؤَثِّرِ فِي سُرُورِهِ وَالشِّدَّةِ الْمُؤَثِّرَةِ فِي صَلَاحِ حَالِهِ فَإِذَا صَبَرَ وَاحْتَسَبَ كَانَ ذَلِكَ سَبَبًا لِمَا أَرَادَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِهِ مِنَ الْخَيْرِ .المنتقى - شرح الموطأ - (ج 4 / ص 357)
(2) ( خ ) 5321 , ( حم ) 7234(2/1947)
( ت ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْط " (1)
__________
(1) ( ت ) 2396 , ( جة ) 4031 , ( حم ) 23672 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 285 , الصَّحِيحَة : 146(2/1948)
( خ م س حم ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ ؟ " ) (1) ( قَالُوا : الَّذِي يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى يُقْتَلَ ) (2) ( فَهُوَ شَهِيدٌ ) (3) ( قَالَ : " إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذاً لَقَلِيلٌ " ) (4) ( قَالُوا : فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ) (5) ( قَالَ : " مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ) (6) ( وَالْمَطْعُونُ (7) فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهِيدٌ ) (8) ( وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ فَهُوَ شَهِيدٌ (9) ( وَمَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ) (10) ( وَالْخَارُّ عَنْ دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهِيدٌ ) (11) ( وَالْغَرِيقُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهِيدٌ ) (12) وَمَنْ غَرِقَ فَهُوَ شَهِيد (13) ( وَالْمَجْنُوبُ (14) فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهِيدٌ ) (15) ( وَالْمَبْطُونُ (16) فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهِيدٌ ) (17) وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ (18) ( وَصَاحِبُ الْهَدْمِ (19) شَهِيدٌ ) (20) ( وَالنُّفَسَاءُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهِيدَةٌ ) (21) "
__________
(1) ( م ) 1915 , ( حم ) 8078
(2) ( حم ) 9693 , انظر الصحيحة : 1667
(3) ( م ) 1915
(4) ( م ) 1915 , ( جة ) 2804
(5) ( م ) 1915
(6) ( م ) 1915 , ( خ ) 2674
(7) ( الْمَطْعُون ) : الَّذِي يَمُوت فِي الطَّاعُون , كَمَا فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى : ( الطَّاعُون شَهَادَة لِكُلِّ مُسْلِم ) . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 396)
(8) ( س ) 3163 , ( حم ) 9693
(9) ( م ) 1915 , ( خ ) 688
(10) ( م ) 1915 , ( جة ) 2804
(11) ( حم ) 9693
(12) ( س ) 3163 , ( حم ) 9693
(13) ( م ) 1915 , ( خ ) 688
(14) الْمَجْنُوبُ : صَاحِبُ ذات الْجَنْبِ ، وَهِيَ قُرْحَة تَكُون فِي الْجَنْب بَاطِنًا . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 396)
(15) ( حم ) 9693
(16) ( الْمَبْطُون ) فَهُوَ صَاحِب دَاء الْبَطْن ، وَهُوَ الْإِسْهَال . قَالَ الْقَاضِي : وَقِيلَ : هُوَ الَّذِي بِهِ الِاسْتِسْقَاء وَانْتِفَاخ الْبَطْن ، وَقِيلَ : هُوَ الَّذِي تَشْتَكِي بَطْنه ، وَقِيلَ : هُوَ الَّذِي يَمُوت بِدَاءِ بَطْنه مُطْلَقًا . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 396)
(17) ( س ) 3163
(18) ( م ) 1915 , ( خ ) 688
(19) صَاحِبُ الْهَدْم : مَنْ يَمُوت تَحْتَه . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 396)
(20) ( خ ) 2674 , ( م ) 1914
(21) ( س ) 3163 , ( حم ) 8078 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .(2/1949)
( ك ) , وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْمُؤْمِنُ مُكَفَّرٌ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ أنَّهُ مُرَزَّأ في نفسه وأهْلِه ، وأنّهُ لَا يزالُ يُنْكَبُ وتُصِيبُه المكاره ، فتكون كفّارةً لذنُوبِه .
(2) ( ك ) 192 , 7640 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6657 , الصَّحِيحَة : 2367(2/1950)
( خ ت ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" ( مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ عَلَيْهِ الْوَجَعُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( وَمَا أَغْبِطُ (2) أَحَدًا بِهَوْنِ مَوْتٍ (3) ) (4) ( وَلَا أَكْرَهُ شِدَّةَ الْمَوْتِ لِأَحَدٍ أَبَدًا ) (5) ( بَعْدَ الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ شِدَّةِ مَوْتِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (6) " ) (7)
__________
(1) ( خ ) 5322 ، ( م ) 44 - ( 2570 )
(2) غَبَطْتُ الرَّجُلَ أَغْبِطُهُ : إِذَا اِشْتَهَيْتَ أَنْ يَكُونَ لَكَ مِثْلُ مَا لَهُ , وَأَنْ يَدُومَ عَلَيْهِ مَا هُوَ فِيهِ .تحفة الأحوذي(ج3ص37)
(3) أَيْ : بِسُهُولَةِ مَوْتٍ . تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 37)
(4) ( ت ) 979
(5) ( خ ) 4181 ، ( س ) 1830
(6) أَيْ : لَمَّا رَأَيْت شِدَّةَ وَفَاتِهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلِمْت أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ مِنْ الْمُنْذِرَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى سُوءِ عَاقِبَةِ الْمُتَوَفَّى ، وَأَنَّ هَوْنَ الْمَوْتِ وَسُهُولَتَهُ لَيْسَ مِنْ الْمُكْرِمَاتِ , وَإِلَّا لَكَانَ - صلى الله عليه وسلم - أَوْلَى النَّاسِ بِهِ , فَلَا أَكْرَهُ شِدَّةَ الْمَوْتِ لِأَحَدٍ , وَلَا أَغْبِطُ أَحَدًا يَمُوتُ مِنْ غَيْرِ شِدَّةٍ . تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 37)
(7) ( ت ) 979 ، ( خ ) 4181(2/1951)
( د ) , وَعَنْ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَوْتُ الْفَجْأَةِ أَخْذَةُ أَسِفٍ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : مَوْت الْفَجْأَة أَثَر مِنْ آثَار غَضَب اللَّه , فَلَا يَتْرُكهُ لِيَسْتَعِدّ لِمَعَادِهِ بِالتَّوْبَةِ وَإِعْدَاد زَاد الْآخِرَة , وَلَمْ يُمْرِضهُ لِيَكُونَ كَفَّارَة لِذُنُوبِهِ . وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْأَسِف : الْغَضْبَان , آسَفُونَا : أَغْضَبُونَا , وَمَنْ هَذَا قَوْله تَعَالَى : { فَلَمَّا آسَفُونَا اِنْتَقَمْنَا مِنْهُمْ } , وَمَعْنَاهُ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوجِب الْغَضَب عَلَيْهِمْ وَالِانْتِقَام مِنْهُمْ . عون المعبود - (ج 7 / ص 94)
(2) ( د ) 3110 , ( حم ) 15535 , انظر صححه الألباني في المشكاة : 1611(2/1952)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ قَالَ :
رُحْتُ إِلَى مَسْجِدِ دِمَشْقَ وَهَجَّرْتُ (1) بِالرَّوَاحِ , فَلَقِيتُ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ - رضي الله عنه - وَالصُّنَابِحِيَّ مَعَهُ فَقُلْتُ : أَيْنَ تُرِيدَانِ يَرْحَمُكُمَا اللَّهُ ؟ , فَقَالَا : نُرِيدُ هَاهُنَا إِلَى أَخٍ لَنَا مَرِيضٍ نَعُودُهُ , فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا حَتَّى دَخَلَا عَلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ , فَقَالَا لَهُ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ ؟ , قَالَ : أَصْبَحْتُ بِنِعْمَةٍ , فَقَالَ لَهُ شَدَّادٌ : أَبْشِرْ بِكَفَّارَاتِ السَّيِّئَاتِ وَحَطِّ الْخَطَايَا , فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - يَقُولُ : إِنِّي إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدًا مُؤْمِنًا مِنْ عِبَادِي فَحَمِدَنِي عَلَى مَا ابْتَلَيْتُهُ , فَإِنَّهُ يَقُومُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ مِنْ الْخَطَايَا كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ , وَيَقُولُ الرَّبُّ - عز وجل - : أَنَا قَيَّدْتُ عَبْدِي وَابْتَلَيْتُهُ , فَأَجْرُوا لَهُ كَمَا كُنْتُمْ تُجْرُونَ لَهُ وَهُوَ صَحِيحٌ " (2)
__________
(1) التهجير : التبكير .
(2) ( حم ) 17159 , وحسنه الألباني في الإرواء تحت حديث : 560 ، وصَحِيحِ الْجَامِع : 4300 , وفي الصحيحة تحت حديث : 1611(2/1953)
( ك ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنَ فَلَمْ يَشْكُنِي إِلَى عُوَّادِهِ (1) أَطْلَقْتُهُ مِنْ إِسَارِي (2) ثُمَّ أَبْدَلْتُهُ لَحْمًا خَيْرًا مِنْ لَحْمِهِ , وَدَمًا خَيْرًا مِنْ دَمِهِ ، ثُمَّ يَسْتَأْنِفُ الْعَمَلَ (3) " (4)
__________
(1) أَيْ : زُوَّارِه .
(2) أَيْ : أسري , وهو المَرَض .
(3) أَيْ : يُكَفِّرُ المرضُ عمله السيَّيء , ويخرج منه كيوم ولدته أمه , ثم يَستأنِف , وذلك لأن العبد لمَّا تلطّخ بالذنوب ولم يَتب طهَّره الله من الدنس بتسليط المرض , فلما صبر ورضي أطلقه من أسْره بعدما غَفر له ما كان من إصره ليَصلُح لجواره بدار إكرامه , فبلاؤُه نعمة وسَقَمُه مِنَّة . فيض القدير - (ج 4 / ص 648)
(4) ( ك ) 1290 , ( هق ) 6340 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4301 , الصَّحِيحَة : 272(2/1954)
( حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِذَا ابْتَلَى اللَّهُ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ بِبَلَاءٍ فِي جَسَدِهِ ، قَالَ اللَّهُ ) (1) ( لِلْمَلَكِ ) (2) ( الَّذِي يَكْتُبُ عَمَلَهُ : اكْتُبْ ) (3) ( لِعَبْدِي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُ مِنْ الْخَيْرِ مَا دَامَ مَحْبُوسًا فِي وَثَاقِي ) (4) ( حَتَّى أَقْبِضَهُ أَوْ أُطْلِقَهُ ) (5) ( فَإِنْ شَفَاهُ غَسَلَهُ وَطَهَّرَهُ ، وَإِنْ قَبَضَهُ غَفَرَ لَهُ وَرَحِمَهُ ) (6) "
__________
(1) ( حم ) 12525 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(2) ( حم ) 13526 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(3) ( حم ) 6916 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( حم ) 6870 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(5) ( حم ) 6916
(6) ( حم ) 12525 , ( يع ) 4235 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3422 , والمشكاة : 1560(2/1955)
( ك ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّمَا مَثَلُ الْعَبْدِ حِينَ يُصِيبُهُ الْوَعْكُ (1) أَوْ الْحُمَّى كَمَثَلِ حَدِيدَةٍ أُدْخِلَتِ النَّارَ , فَيَذْهَبُ خَبَثُهَا (2) وَيَبْقَى طِيبُهَا " (3)
__________
(1) الْوَعْك بِإِسْكَانِ الْعَيْن : هُوَ الْحُمَّى ، وَقِيلَ : أَلَمُهَا وَمَغَثُهَا . ( النووي - ج 8 / ص 373)
(2) الخَبَث : الأوساخ والشوائب والأقذار .
(3) ( ك ) 1288 , ( هق ) 6336 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2370 , الصَّحِيحَة : 1714(2/1956)
( طس ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا اشْتَكَى الْمُؤْمِنُ أَخْلَصَهُ اللَّهُ مِنَ الذُّنُوبِ كَمَا يُخَلِّصُ الْكِيرُ (1) الْخَبَثَ مِنَ الْحَدِيدِ " (2)
__________
(1) الكير : قِرْبَةٌ من جلد أو نحوه يستخدمها الحداد وغيره للنفخ في النار لإذكائها .
(2) ( طس ) 5351 , ( خد ) 497 , ( حب ) , 2936 , انظر الصَّحِيحَة : 344 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3417(2/1957)
( د ) , وَعَنْ أُمِّ الْعَلَاءِ الْأَنْصَارِيَّةِ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" عَادَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا مَرِيضَةٌ , فَقَالَ : أَبْشِرِي يَا أُمَّ الْعَلَاءِ , فَإِنَّ مَرَضَ الْمُسْلِمِ يُذْهِبُ اللَّهُ بِهِ خَطَايَاهُ كَمَا تُذْهِبُ النَّارُ خَبَثَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ " (1)
__________
(1) ( د ) 3092 , انظر صحيح الجامع : 34 , والصحيحة : 714(2/1958)
( م ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :" دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أُمِّ السَّائِبِ ك فَقَالَ : مَا لَكِ يَا أُمَّ السَّائِبِ تُزَفْزِفِينَ (1) ؟ " , قَالَتْ : الْحُمَّى لَا بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا , فَقَالَ : " لَا تَسُبِّي الْحُمَّى , فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ " (2)
__________
(1) أَيْ : تَتَحَرَّكِينَ حَرَكَةً سَرِيعَةً , وَمَعْنَاهُ تَرْتَعِدُ .
(2) ( م ) 53 - ( 2575 ) , ( خد ) 516(2/1959)
( جة ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
ذُكِرَتِ الْحُمَّى عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَسَبَّهَا رَجُلٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا تَسُبَّهَا ، فَإِنَّهَا تَنْفِي الذُّنُوبَ كَمَا تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الْحَدِيدِ " (1)
__________
(1) ( جة ) 3469(2/1960)
( طس ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْحُمَّى حَظُّ الْمُؤْمِنِ مِنَ النَّارِ " (1)
__________
(1) ( طس ) 7540 , ( كر ) (59/313) , انظر الصَّحِيحَة : 1821 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3445(2/1961)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْحُمَّى كِيرٌ مِنْ جَهَنَّمَ ، فَمَا أَصَابَ الْمُؤْمِنَ مِنْهَا كَانَ حَظَّهُ مِنْ جَهَنَّمَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 22328 , ( طب ) 7468 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3188 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3446(2/1962)
( ت جة ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( عَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلًا مِنْ وَعْكٍ كَانَ بِهِ ، فَقَالَ : أَبْشِرْ ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ : هِيَ نَارِي أُسَلِّطُهَا عَلَى عَبْدِي ) (1) ( الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا لِتَكُونَ حَظَّهُ مِنَ النَّارِ فِي الْآخِرَةِ ) (2) "
__________
(1) ( ت ) 2088 , ( جة ) 3470
(2) ( جة ) 3470 , ( ت ) 2088 , ( حم ) 9674(2/1963)
( حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :اسْتَأْذَنَتْ الْحُمَّى عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ : " مَنْ هَذِهِ ؟ " , فَقَالَتْ : أُمُّ مِلْدَمٍ , " فَأَمَرَ بِهَا إِلَى أَهْلِ قُبَاءَ " , فَلَقُوا مِنْهَا مَا يَعْلَمُ اللَّهُ , فَأَتَوْهُ فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ , فَقَالَ : " مَا شِئْتُمْ , إِنْ شِئْتُمْ أَنْ أَدْعُوَ اللَّهَ لَكُمْ فَيَكْشِفَهَا عَنْكُمْ , وَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ تَكُونَ لَكُمْ طَهُورًا " , قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَتَفْعَلُ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ " , قَالُوا : فَدَعْهَا . (1)
__________
(1) ( حم ) 14433 , ( حب ) 2935 , ( ك ) 1280 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3442(2/1964)
( خد ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
مَا مِنْ مَرَضٍ يُصِيبُنِي أَحَبُ إِلَيَّ مِنَ الْحُمَّى ، إِنَّهَا تَدْخُلُ فِي كُلِّ عُضْوٍ مِنِّي ، وَإِنَّ اللَّهَ يُعْطِي كُلَّ عُضْوٍ قِسْطَهُ مِنَ الْأَجْرِ . (1)
__________
(1) ( خد ) 503 , انظر صَحِيحُ الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 388(2/1965)
( حم ) , وَعَنْ أَسَدِ بْنِ كُرْزٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْمَرِيضُ تَحَاتُّ خَطَايَاهُ كَمَا يَتَحَاتُّ وَرَقُ الشَّجَرِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 16705 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3426(2/1966)
( م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَا مِنْ غَازِيَةٍ أَوْ سَرِيَّةٍ تَغْزُو ) (1) ( فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) (2) ( فَتَغْنَمُ وَتَسْلَمُ ) (3) ( إِلَّا تَعَجَّلُوا ثُلُثَيْ أَجْرِهِمْ مِنْ الْآخِرَةِ وَيَبْقَى لَهُمْ الثُّلُثُ ) (4) ( وَمَا مِنْ غَازِيَةٍ أَوْ سَرِيَّةٍ تُخْفِقُ وَتُصَابُ (5) إِلَّا ) (6) ( تَمَّ لَهُمْ أَجْرُهُمْ ) (7) "
__________
(1) ( م ) 154 - ( 1906 )
(2) ( م ) 153 - ( 1906 )
(3) ( م ) 154 - ( 1906 )
(4) ( م ) 153 - ( 1906 )
(5) أَيْ : تفشل في مَهَمَّتِها .
(6) ( م ) 154 - ( 1906 )
(7) ( م ) 153 - ( 1906 ) , ( س ) 3125 , ( د ) 2497 , ( جة ) 2785 , ( حم ) 6577(2/1967)
( خ ت ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ اللَّهَ قَالَ : إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ (1) فَصَبَرَ ) (2) ( وَاحْتَسَبَ ) (3) ( لَمْ يَكُنْ لَهُ جَزَاءٌ عِنْدِي إِلَّا الْجَنَّةُ ) (4) "
__________
(1) الْمُرَادُ بِالْحَبِيبَتَيْنِ الْعَيْنَيْنِ ؛ لِأَنَّهُمَا أَحَبُّ أَعْضَاءِ الْإِنْسَانِ إِلَيْهِ , لِمَا يَحْصُلُ لَهُ بِفَقْدِهِمَا مِنْ الْأَسَفِ عَلَى فَوَاتِ رُؤْيَةِ مَا يُرِيدُ رُؤْيَتَهُ مِنْ خَيْرٍ فَيُسَرُّ بِهِ , أَوْ شَرٍّ فَيَجْتَنِبُهُ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 191)
(2) ( خ ) 5329 , ( ت ) 2401
(3) ( ت ) 2401 , ( حم ) 14053
(4) ( ت ) 2400 , ( خ ) 5329 , ( حم ) 7587(2/1968)
( حب ) , وَعَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : إِذَا سَلَبْتُ مِنْ عَبْدِي كَرِيمَتَيْهِ (1) وَهو بِهِمَا ضَنِينٌ (2) لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ إِذَا حَمِدَنِي عَلَيْهِمَا " (3)
__________
(1) أَيْ : عينيه .
(2) أَيْ : حريص عليهما لما يحدث له من الانتفاع العظيم بهما , والحزن الشديد بفقدهما .
(3) ( حب ) 2931 , ( طب ) ج18ص257ح643 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4305 , الصَّحِيحَة : 2010 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3450(2/1969)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : يَا ابْنَ آدَمَ , إِذَا أَخَذْتُ كَرِيمَتَيْكَ فَصَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى لَمْ أَرْضَ لَكَ بِثَوَابٍ دُونَ الْجَنَّةِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 22282 , ( خد ) 535 , ( ن ) 11446 , انظر صحيح الأدب المفرد : 413 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(2/1970)
( حم ) , وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ - رضي الله عنه - قَالَ :
أَصَابَنِي رَمَدٌ فَعَادَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَلَمَّا بَرَأْتُ خَرَجْتُ , فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَتْ عَيْنَاكَ لِمَا بِهِمَا (1) مَا كُنْتَ صَانِعًا ؟ " , فَقُلْتُ : لَوْ كَانَتَا عَيْنَايَ لِمَا بِهِمَا صَبَرْتُ وَاحْتَسَبْتُ , قَالَ : " لَوْ كَانَتْ عَيْنَاكَ لِمَا بِهِمَا ثُمَّ صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ , لَلَقِيتَ اللَّهَ وَلَا ذَنْبَ لَكَ " (2)
__________
(1) أَيْ : ماذا تفعل لو أن ما أصاب عينيك هو العمى وليس الرمد كما حاصل الآن .
(2) ( حم ) 19367 , ( خد ) 532 , قال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .(2/1971)
( ت ) , وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ قَتَلَهُ بَطْنُهُ لَمْ يُعَذَّبْ فِي قَبْرِهِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 1064 , ( س ) 2052 , ( حم ) 18337 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6461 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1410(2/1972)
( ن حم ) , وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَا مِنْ رَجُلٍ يُجْرَحُ فِي جَسَدِهِ جِرَاحَةً فَيَتَصَدَّقُ بِهَا , إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ عَنْهُ ) (1) ( بِمِثْلِ مَا تَصَدَّقَ بِهِ ) (2) ( مِنْ ذُنُوبِهِ ) (3) "
__________
(1) ( حم ) 22753
(2) ( حم ) 22844
(3) ( ن ) 11146 , ( حم ) 22846 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5712 , والصحيحة : 2273(2/1973)
( س حم ) , وَعَنْ قُرَّةَ بْنِ إِيَاسٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا جَلَسَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ , وَفِيهِمْ رَجُلٌ لَهُ ابْنٌ صَغِيرٌ يَأْتِيهِ مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ فَيُقْعِدُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ) (1) ( فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَتُحِبُّهُ ؟ " , فَقَالَ : أَحَبَّكَ اللَّهُ كَمَا أُحِبُّهُ , فَمَاتَ ) (2) ( فَحَزِنَ عَلَيْهِ الرَّجُلُ فَامْتَنَعَ أَنْ يَحْضُرَ الْحَلْقَةَ لِذِكْرِ ابْنِهِ , " فَفَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (3) ( فَسَأَلَ عَنْهُ " ) (4) ( فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ بُنَيُّهُ الَّذِي رَأَيْتَهُ هَلَكَ , " فَلَقِيَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَعَزَّاهُ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : يَا فُلَانُ , أَيُّمَا كَانَ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ , أَنْ تَمَتَّعَ بِهِ عُمُرَكَ ؟ , أَوْ لَا تَأْتِي غَدًا إِلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِلَّا وَجَدْتَهُ قَدْ سَبَقَكَ إِلَيْهِ يَفْتَحُهُ لَكَ ؟ " , قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ بَلْ يَسْبِقُنِي إِلَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَيَفْتَحُهَا لِي أَحَبُّ إِلَيَّ , قَالَ : " فَذَاكَ لَكَ " ) (5) ( فَقَالَ الرَّجُلُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلِيَ خَاصَّةً أَمْ لِكُلِّنَا ؟ , قَالَ : " بَلْ لِكُلِّكُمْ ) (6) "
__________
(1) ( س ) 2088
(2) ( س ) 1870 , ( حم ) 15633
(3) ( س ) 2088
(4) ( س ) 1870
(5) ( س ) 2088
(6) ( حم ) 15633 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7963 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2007 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(2/1974)
( جة ) , وَعَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنْ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ (1) إِلَّا تَلَقَّوْهُ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ دَخَلَ " (2)
__________
(1) أَيْ : لَمْ يَبْلُغُوا أَنْ يَعْمَلُوا الْمَعَاصِي ، وَالْمَعْنَى لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُم فَتُكْتَب عَلَيْهِمْ الْآثَام , قَالَ الْخَلِيل : بَلَغَ الْغُلَام الْحِنْث : إِذَا جَرَى عَلَيْهِ الْقَلَم ، وَالْحِنْث الذَّنْب , قَالَ اللَّه تَعَالَى : ( وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْث الْعَظِيم ) , وَخَصَّ الصَّغِير بِذَلِكَ لِأَنَّ الشَّفَقَة عَلَيْهِ أَعْظَم , وَالْحُبّ لَهُ أَشَدّ , وَالرَّحْمَة لَهُ أَوْفَر . ( فتح الباري)(ج 4 / ص 274)
(2) ( جة ) 1604 , ( حم ) 17681 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5772 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1993(2/1975)
( س حم ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ) (1) ( وَلَدَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ ) (2) ( لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ ) (3) ( فَيَصْبِرَانِ أَوْ يَحْتَسِبَانِ فَيَرِدَانِ النَّارَ أَبَدًا ) (4) إِلَّا أَدْخَلَهُمَا اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ (5) "
__________
(1) ( حم ) 21491 , ( س ) 1874 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( حم ) 21410 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(3) ( س ) 1874 , ( حم ) 21491
(4) ( حم ) 21410 , ( حب ) 6671
(5) ( حم ) 21491 , ( س ) 1874 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5781 , الصَّحِيحَة : 2260(2/1976)
( خ م س حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( جَاءَ نِسْوَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْنَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَقْدِرُ عَلَيْكَ فِي مَجْلِسِكَ مِنْ الرِّجَالِ ) (1) ( ذَهَبَ الرِّجَالُ بِحَدِيثِكَ , فَاجْعَلْ لَنَا (2) مِنْ نَفْسِكَ يَوْمًا نَأْتِيكَ فِيهِ تُعَلِّمُنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ , فَقَالَ : " اجْتَمِعْنَ فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا فِي ) (3) ( بَيْتِ فُلَانٍ " ) (4) ( فَاجْتَمَعْنَ , " فَأَتَاهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (5) ( فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ ) (6) ( فَعَلَّمَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ ) (7) ( وَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ (8) فَكَانَ مِمَّا قَالَ لَهُنَّ : ) (9) ( أَيُّمَا امْرَأَةٍ ) (10) وفي رواية : ( مَا مِنَ النَّاسِ مُسْلِمٌ يَمُوتُ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنْ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ (11) ) (12) ( فَاحْتَسَبَهُمْ عَلَى اللَّهِ ) (13) ( إِلَّا كَانُوا لَهُ (14) حِجَابًا مِنْ النَّارِ (15) لَمْ يَدْخُلْ النَّارَ إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ (16) إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ (17) ( يُقَالُ لَهُمْ : ادْخُلُوا الْجَنَّةَ , فَيَقُولُونَ : حَتَّى يَدْخُلَ آبَاؤُنَا وَأُمَّهَاتُنَا ) (18) ( - يُقَالُ لَهُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ , فَيَقُولُونَ مِثْلَ ذَلِكَ - ) (19) ( فَيُقَالُ لَهُمْ : ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ (20) ") (21) ( فَقَالَتْ امْرَأَةٌ : وَاثْنَانِ ؟ ) (22) ( فَإِنَّهُ مَاتَ لِي اثْنَانِ ) (23) ( قَالَ : " وَاثْنَانِ " ) (24) ( فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ : يَا لَيْتَنِي قُلْتُ وَاحِدًا ) (25) "
__________
(1) ( حم ) 7351 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(2) أَيْ : عَيِّنْ لَنَا . ( فتح الباري - ح102)
(3) ( خ ) 6880 , ( م ) 2633
(4) ( خد ) 148 , ( حم ) 7351
(5) ( خ ) 6880 , ( م ) 2634
(6) ( حم ) 7351
(7) ( خ ) 6880 , ( م ) 2633
(8) أَيْ :بِالصَّدَقَةِ ، أَوْ حَذَفَ الْمَأْمُور بِهِ لِإِرَادَةِ التَّعْمِيم . فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 166)
(9) ( خ ) 101 , ( حم ) 7351
(10) ( خ ) 1192
(11) أَيْ : لَمْ يَبْلُغُوا سِنّ التَّكْلِيف الَّذِي يُكْتَب فِيهِ الْحِنْث ، وَهُوَ الْإِثْم . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 475)
(12) ( خ ) 1315 , ( م ) 2634
(13) ( حم ) 17336 , ( خد ) 146
(14) أَيْ : الْأَوْلَاد . فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 166)
(15) ( خ ) 101 , 1192 , 6880 , ( م ) 2634
(16) ( خ ) 1193 , ( م ) ( 2632) , وَقَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ البخاري : ( تَحِلَّةَ الْقَسَمِ ) قوله تعالى : { وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا } [مريم/71] .
(17) ( خ ) 1191 , ( س ) ( 1873) , وقَوْله ( بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ ) أَيْ : أَيْ : بِفَضْلِ رَحْمَة اللَّهِ لِلْأَوْلَادِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 274)
(18) ( حم ) 17012 , ( س ) 1876
(19) ( حم ) 10630 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(20) ( حم ) 10630 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين .
(21) ( حم ) 17012 , ( س ) 1876 , انظر صحيح الجامع : 5780 , صحيح الترغيب والترهيب : 1997 , 2003
(22) ( خ ) 101 , ( م ) 2633
(23) ( حم ) 11314
(24) ( خ ) 101 , ( م ) ( 2633)
(25) ( س ) 1872 , انظر الصحيحة : 2302(2/1977)
( مسند إسحق بن راهويه ) , وَعَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
كُنَّا فِي بَيْتِ عَائِشَةَ رضي الله عنها ، " فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثةُ أَطْفَالٍ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلَّا جِيءَ بِهِمْ حَتَّى يُوقَفُوا عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ ، فَيُقَالُ لَهُمُ : ادْخُلُوا الْجَنَّةَ ، فَيَقُولُونَ : أَنَدْخُلُ وَلَمْ يَدْخُلْ أَبَوَانَا ؟ ، فَيُقَالُ لَهُمْ : ادْخُلُوا الْجَنَّةَ وَأَبَوَاكُمْ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّه - عز وجل - : { فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ } , قَالَ : نَفَعَتِ الْآبَاءَ شَفَاعَةُ أَوْلَادِهِمْ " (26)
----------------
(1) ( مسند إسحق بن راهويه ) ج4ص230ح2 , انظر الصَّحِيحَة : 3416(2/1978)
( م حم ) , وَعَنْ أَبِي حَسَّانَ قَالَ :
( قُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - : إِنَّهُ قَدْ مَاتَ لِيَ ابْنَانِ , فَهَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا تُطَيِّبُ بِهِ أَنْفُسَنَا عَنْ مَوْتَانَا ؟ ، قَالَ : نَعَمْ ، " صِغَارُهُمْ دَعَامِيصُ الْجَنَّةِ (1) يَتَلَقَّى أَحَدُهُمْ أَبَاهُ أَبَوَيْهِ فَيَأْخُذُ بِثَوْبِهِ كَمَا آخُذُ أَنَا بِصَنِفَةِ ثَوْبِكَ (2) هَذَا ) (3) ( فلَا يُفَارِقُهُ ) (4) ( حَتَّى يُدْخِلَهُ اللَّهُ وَأَبَاهُ الْجَنَّةَ ) (5) "
__________
(1) دَعَامِيص : وَاحِدهمْ ( دُعْمُوص ) أَيْ : صِغَار أَهْلهَا ، وَأَصْل الدُّعْمُوص دُوَيْبَّة تَكُون فِي الْمَاء لَا تُفَارِقهُ ، أَيْ : أَنَّ هَذَا الصَّغِير فِي الْجَنَّة لَا يُفَارِقهَا . ( النووي - ج 8 / ص 476)
(2) أَيْ : طَرَفِه .
(3) ( م ) 154 - ( 2635 ) , ( حم ) 10336
(4) ( حم ) 10336 , ( م ) 154 - ( 2635 )
(5) ( م ) 154 - ( 2635 ) , ( حم ) 10336(2/1979)
( جة ) , وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , إِنَّ السِّقْطَ (1) لَيَجُرُّ أُمَّهُ بِسَرَرِهِ (2) إِلَى الْجَنَّةِ إِذَا احْتَسَبَتْهُ " (3)
__________
(1) السِّقْط : الولد الذي يسقط من بطن أمه قبل تمامه .
(2) ( السَّرَر ) : مَا تَقْطَعهُ الْقَابِلَة , وَأَمَّا السُّرَّة , فَهِيَ مَا يَبْقَى بَعْد الْقَطْع .حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 3 / ص 382)
(3) ( جة ) 1609 , ( حم ) 22143 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7064 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2008(2/1980)
( خد م حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِصَبِيٍّ لَهَا ) (1) ( مَرِيضٍ يَدْعُو لَهُ بِالشِّفَاءِ وَالْعَافِيَةِ ) (2) ( فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ لَهُ ) (3) ( إِنَّهُ يَشْتَكِي وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْهِ ) (4) ( فَلَقَدْ دَفَنْتُ ثَلَاثَةً [ قَبْلَهُ ] (5) فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " دَفَنْتِ ثَلَاثَةً ؟ " , قَالَتْ : نَعَمْ ) (6) ( قَالَ : " أَمُنْذُ أَسْلَمْتِ ؟ " , قَالَتْ : نَعَمْ ) (7) ( قَالَ : " لَقَدْ احْتَظَرْتِ بِحِظَارٍ شَدِيدٍ مِنْ النَّارِ (8) ) (9) " (10)
__________
(1) ( م ) 2636 , ( خد ) 144
(2) ( حم ) 10936 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده قوي .
(3) ( م ) 2636 , ( خد ) 144
(4) ( م ) 2636
(5) ( حم ) 20802 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : صحيح لغيره .
(6) ( م ) 2636 , ( خد ) 144
(7) ( حم ) 10936
(8) الْحِظَار : مَا يُجْعَل حَوْل الْبُسْتَان وَغَيْره مِنْ قُضْبَان وَغَيْرهَا كَالْحَائِطِ , أَيْ : اِمْتَنَعْتِ بِمَانِعٍ وَثِيق ، وَأَصْل الْحَظْر الْمَنْع . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 477)
(9) ( م ) 2636 , ( خد ) 144
(10) صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1994 , 2004(2/1981)
( طب ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ مَاتَ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ ، لَمْ يَرِدِ النَّارَ إِلَّا عَابِرَ سَبِيلٍ (1) " (2)
__________
(1) يَعْنِي : الْجَوَازَ عَلَى النَّارِ .
(2) مجمع الزوائد (3/7) , ( كنز ) 6616 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2001(2/1982)
( طب ) , وَعَنْ جَابِرِ بن سَمُرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ دَفَنَ ثَلَاثَةً مِنَ الْوَلَدِ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ " (1)
__________
(1) ( طب ) ج22ص96ح231 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6238(2/1983)
( حم ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أُثْكِلَ (1) ثَلَاثةً مِنْ صُلْبِهِ فَاحْتَسَبَهُمْ عَلَى اللَّهِ - عز وجل - وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ " (2)
__________
(1) أَيْ : توفي له .
(2) ( حم ) 17336 , ( طب ) ج17ص300ح829 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5949 , والصحيحة : 2296(2/1984)
( حم حب ) , وَعَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( بَخٍ بَخٍ (1) خَمْسٌ مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ : سُبْحَانَ اللَّهِ , وَالْحَمْدُ لِلَّهِ , وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ , وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ ) (2) ( يُتَوَفَّى لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فَيَحْتَسِبُهُ ) (3) "
__________
(1) بَخٍ : كلمة تدل على الاستحسان .
(2) ( حم ) 15700 , ( حب ) 833 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في ( حب ) : إسناده صحيح .
(3) ( حب ) 833 , ( حم ) 18101 , ( ن ) 9995 , ( ك ) 1885 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2817 ، الصَّحِيحَة : 1204(2/1985)
( خد ) , وَعَنْ عروة قال :
دَخَلْت أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى أَسْمَاءَ ك قَبْلَ قَتْلِ عَبْدِ اللَّهِ بِعَشْرِ لَيَالٍ وَأَسْمَاءُ وَجِعَةٌ , فَقَالَ لَهَا عَبْدُ اللَّهِ : كَيْفَ تَجِدِينَك ؟ قَالَتْ : وَجِعَةً , قَالَ : إنِّي فِي الْمَوْتِ , قَالَ : لَعَلَّك تَشْتَهِي مَوْتِي , فَتَمَنَّاهُ لِذَلِكَ , فَلَا تَفْعَلْ , فَوَاَللَّهِ مَا أَشْتَهِي أَنْ أَمُوتَ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَيَّ أَحَدُ طَرَفَيْك , إمَّا أَنْ تُقْتَلَ فَأَحْتَسِبُكَ , وَإِمَّا تَظْفَرَ فَتَقَرُّ عَيْنِي , فَإِيَّاكَ أَنْ تُعْرَضَ عَلَيْك خُطَّةٌ , لَا تُوَافِقُك فَتَقْبَلُهَا كَرَاهِيَةَ الْمَوْتِ - قَالَ عُرْوَةُ : وَإِنَّمَا عَنَى ابْنُ الزُّبَيْرِ أَنْ يُقْتَلَ فَيُحْزِنُهَا ذَلِكَ - . (1)
__________
(1) ( خد ) 509 , ( ش ) 37326 , انظر صَحِيحُ الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 394 , باب : هل يكون قول المريض " إني وجع " شكاية ؟ .(2/1986)
( م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا تَعُدُّونَ الرَّقُوبَ (1) فِيكُمْ ؟ " , فَقُلْنَا : الَّذِي لَا يُولَدُ لَهُ , قَالَ : " لَيْسَ ذَاكَ بِالرَّقُوبِ وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ الَّذِي لَمْ يُقَدِّمْ مِنْ وَلَدِهِ شَيْئًا (2) " (3)
__________
(1) ( الرَّقُوب ) : هو الَّذِي لَا يَعِيش لَهُ وَلَد , لأنه يرقُبُ موتَه ويرصُدُه خوفاً عليه .النهاية في غريب الأثر - (2 / 609)
(2) مَعْنَى الْحَدِيث أَنَّكُمْ تَعْتَقِدُونَ أَنَّ الرَّقُوب الْمَحْزُون هُوَ الْمُصَاب بِمَوْتِ أَوْلَاده ، وَلَيْسَ هُوَ كَذَلِكَ شَرْعًا ، بَلْ هُوَ مَنْ لَمْ يَمُتْ أَحَد مِنْ أَوْلَاده فِي حَيَاته فَيَحْتَسِبَهُ , فَيُكْتَب لَهُ ثَوَاب مُصِيبَته بِهِ وَثَوَاب صَبْره عَلَيْهِ ، وَيَكُون لَهُ فَرَطًا وَسَلَفًا . ( النووي - ج 8 / ص 431)
(3) ( م ) 106 - ( 2608 ) , ( خد ) 154 , ( حم ) 3626(2/1987)
( س ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى لِعَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ إِذَا ذَهَبَ بِصَفِيِّهِ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ فَصَبَرَ وَاحْتَسَبَ وَقَالَ مَا أُمِرَ بِهِ بِثَوَابٍ دُونَ الْجَنَّةِ " (1)
__________
(1) ( س ) 1871 , انظر صحيح الجامع : 1851 , أحكام الجنائز ص23(2/1988)
( خ ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : مَا لِعَبْدِيَ الْمُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ (1) مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبَهُ إِلَّا الْجَنَّةُ " (2)
__________
(1) ( الصَّفِيّ ) : الْحَبِيب الْمُصَافِي , كَالْوَلَدِ وَالْأَخ وَكُلّ مَنْ يُحِبّهُ الْإِنْسَان ، وَالْمُرَاد بِالْقَبْضِ قَبْض رُوحه وَهُوَ الْمَوْت .
( فتح الباري) - (ج 18 / ص 234)
(2) ( خ ) 6060 , ( حم ) 9382(2/1989)
( جة ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ : يَا ابْنَ آدَمَ , إِنْ صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى لَمْ أَرْضَ لَكَ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : إِذَا وَقَعَ الثَّبَات أَوَّلَ شَيْء يَهْجُمُ عَلَى الْقَلْب مِنْ مُقْتَضَيَات الْجَزَع , فَذَلِكَ هُوَ الصَّبْر الْكَامِل الَّذِي يَتَرَتَّب عَلَيْهِ الْأَجْر . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 326)
(2) ( جة ) 1597 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 8143 , المشكاة : 1758(2/1990)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ قَالَ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ (1) : قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي ؟ , فَيَقُولُونَ : نَعَمْ , فَيَقُولُ : قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ (2) ؟ , فَيَقُولُونَ : نَعَمْ , فَيَقُولُ : مَاذَا قَالَ عَبْدِي ؟ , فَيَقُولُونَ : حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ (3) فَيَقُولُ اللَّهُ : ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ " (4)
__________
(1) أَيْ : قَالَ اللَّهُ لِمَلَكِ الْمَوْتِ وَأَعْوَانِهِ .
(2) سَمَّى الْوَلَدَ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ لِأَنَّهُ نَتِيجَةُ الْأَبِ , كَالثَّمَرَةِ لِلشَّجَرَةِ . تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 78)
(3) أَيْ قَالَ : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ .
(4) ( ت ) 1021 , ( حم ) 19740 , ( حب ) 2948 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 795 , الصَّحِيحَة : 1408(2/1991)
( س حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" ( أَتَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْضَ بَنَاتِهِ وَهِيَ تَجُودُ بِنَفْسِهَا ) (1) ( فَأَخَذَهَا فَضَمَّهَا إِلَى صَدْرِهِ , ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا , فَقَضَتْ وَهِيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " , فَبَكَتْ أُمُّ أَيْمَنَ ) (2) ( فَقِيلَ لَهَا : ) (3) ( يَا أُمَّ أَيْمَنَ أَتَبْكِينَ , وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَكِ ؟ " , فَقَالَتْ : مَا لِي لَا أَبْكِي وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَبْكِي ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنِّي لَسْتُ أَبْكِي , وَلَكِنَّهَا رَحْمَةٌ , ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ) (4) ( الْحَمْدُ لِلَّهِ ) (5) ( الْمُؤْمِنُ بِخَيْرٍ عَلَى كُلِّ حَالٍ , تُنْزَعُ نَفْسُهُ مِنْ بَيْنِ جَنْبَيْهِ , وَهُوَ يَحْمَدُ اللَّهَ - عز وجل - ) (6) "
__________
(1) ( حم ) 2704 , 2475 , انظر الصَّحِيحَة : 1632 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(2) ( س ) 1843 , ( حم ) 2475
(3) ( حم ) 2412 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث حسن .
(4) ( س ) 1843 , ( حم ) 2412
(5) ( حم ) 2704
(6) ( س ) 1843 , ( حم ) 2704 , 2475 , ( حب ) 2914(2/1992)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - يَقُولُ : إِنَّ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنَ عِنْدِي بِمَنْزِلَةِ كُلِّ خَيْر ، يَحْمَدُنِي وَأَنَا أَنْزِعُ نَفْسَهُ مِنْ بَيْنِ جَنْبَيْهِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 8473 , 8716 , ( هب ) 4494 , انظر صحيح الجامع : 1910 , الصَّحِيحَة تحت حديث : 1632 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده جيد .(2/1993)
( طب ) , وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ أَفْضَلَ عِبَادِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْحَمَّادُونَ " (1)
__________
(1) ( طب ) ج18ص125ح254 , ( حم ) 19909 , ( ش ) 34692 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1571 , الصَّحِيحَة : 1584(2/1994)
( طس ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِرَجُلٍ : " كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا فُلَانُ ؟ " , قَالَ : أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " هَذَا الَّذِي أَرَدْتُ مِنْكَ " (1)
__________
(1) ( طس ) 4377 , ( خد ) 1132 ( موقوفًا ) , انظر الصَّحِيحَة : 2952(2/1995)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِهَا لَمَمٌ (1) فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَشْفِيَنِي ، قَالَ : " إِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يَشْفِيَكِ ، وَإِنْ شِئْتِ فَاصْبِرِي وَلَا حِسَابَ عَلَيْكِ " قَالَتْ : بَلْ أَصْبِرُ وَلَا حِسَابَ عَلَيَّ . (2)
__________
(1) اللَّمَم : طرف من الجنون أو المس يعتري الإنسان .
(2) ( حم ) 9687 , ( حب ) 2909 , انظر الصَّحِيحَة : 2502 , وقال الشيخ الأرناؤوط في ( حم ) : إسناده حسن .(2/1996)
( خ م ) , وَعَنْ عَطَاءَ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ :
قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: أَلَا أُرِيَكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ , قُلْتُ : بَلَى , قَالَ : هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ , أَتَتْ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ : إِنِّي أُصْرَعُ (1) وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ (2) فَادْعُ اللَّهَ لِي , قَالَ : " إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ , وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ " فَقَالَتْ : أَصْبِرُ , ثُمَّ قَالَتْ : إِنِّي أَتَكَشَّفُ , فَادْعُ اللَّهَ أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ , " فَدَعَا لَهَا " (3)
__________
(1) الصَّرَع : عِلَّةٌ تَمْنَعُ الأعضاءَ النَّفيسَةَ من أفعالِها مَنْعًا غيرَ تامٍّ , مع عدم القدرة على الحركة وفقدان الوعي .
(2) الْمُرَاد أَنَّهَا خَشِيَتْ أَنْ تَظْهَر عَوْرَتهَا وَهِيَ لَا تَشْعُر . فتح الباري لابن حجر - (ج 16 / ص 144)
(3) ( خ ) 5328 , ( م ) 54 - ( 2576 ) , ( حم ) 3240(2/1997)
( ت ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ الْبَلَاءِ الثَّوَابَ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالْمَقَارِيضِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2402 , ( هق ) 6345 , انظر الصَّحِيحَة : 2206(2/1998)
تكفير الذنوب بالحسنات
قَالَ تَعَالَى : { يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ , إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ } [النمل : 10 ، 11]
( م ت حم ) , وَعَنْ أَبِي الْيَسَرِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنه - قَالَ :
( أَتَتْنِي امْرَأَةٌ تَبْتَاعُ تَمْرًا , فَقُلْتُ : إِنَّ فِي الْبَيْتِ تَمْرًا أَطْيَبَ مِنْهُ , فَدَخَلَتْ مَعِي فِي الْبَيْتِ , فَأَهْوَيْتُ إِلَيْهَا فَقَبَّلْتُهَا , فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ - رضي الله عنه - فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ , فَقَالَ : اسْتُرْ عَلَى نَفْسِكَ وَتُبْ وَلَا تُخْبِرْ أَحَدًا , فَلَمْ أَصْبِرْ , فَأَتَيْتُ عُمَرَ - رضي الله عنه - فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ , فَقَالَ : اسْتُرْ عَلَى نَفْسِكَ وَتُبْ وَلَا تُخْبِرْ أَحَدًا , فَلَمْ أَصْبِرْ , فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ ) (1) ( فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنِّي أَخَذْتُ امْرَأَةً فَفَعَلْتُ بِهَا كُلَّ شَيْءٍ , قَبَّلْتُهَا وَلَزِمْتُهَا (2) غَيْرَ أَنِّي لَمْ أُجَامِعْهَا ) (3) ( فَأَنَا هَذَا فَاقْضِ فِيَّ مَا شِئْتَ , فَقَالَ لِي عُمَرُ : لَقَدْ سَتَرَكَ اللَّهُ لَوْ سَتَرْتَ نَفْسَكَ ) (4) ( فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَخَلَفْتَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فِي أَهْلِهِ بِمِثْلِ هَذَا ؟ " , قَالَ : حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ إِلَّا تِلْكَ السَّاعَةَ , حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي مِنْ أَهْلِ النَّارِ , قَالَ : " وَأَطْرَقَ (5) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - طَوِيلًا حَتَّى أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ : { وَأَقِمْ الصَلَاةَ طَرَفَيْ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ , إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ , ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } (6) قَالَ أَبُو الْيَسَرِ : فَقَرَأَهَا عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ أَصْحَابُهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , هَذَا لَهُ خَاصَّةً ) (7) ( قَالَ : " بَلْ لِلنَّاسِ كَافَّةً ) (8) "
__________
(1) ( ت ) 3115
(2) أَيْ : عانقتها .
(3) ( حم ) 4290 , ( م ) 42 - ( 2763 )
(4) ( م ) 42 - ( 2763 )
(5) أطرق : طأطأ رأسه .
(6) [هود/114]
(7) ( ت ) 3115 , ( م ) 42 - ( 2763 )
(8) ( م ) 42 - ( 2763 ) , ( ت ) 3112 , ( د ) 4468 , ( خ ) 503 , انظر الإرواء : 2353(2/1999)
( م د حم ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَسْجِدِ وَنَحْنُ قُعُودٌ مَعَهُ , إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ , " فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " , ثُمَّ أَعَادَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْ عَلَيَّ كِتَابَ اللَّهِ (1) " فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " وَأُقِيمَتْ الصَلَاةُ ) (2) ( " فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَلَمَّا فَرَغَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " ) (3) ( فَاتَّبَعَ الرَّجُلُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ انْصَرَفَ , وَاتَّبَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْظُرُ مَا يَرُدُّ عَلَى الرَّجُلِ , فَلَحِقَ الرَّجُلُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَرَأَيْتَ حِينَ خَرَجْتَ مِنْ بَيْتِكَ , أَلَيْسَ قَدْ تَوَضَّأْتَ فَأَحْسَنْتَ الْوُضُوءَ ؟ " , قَالَ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " ثُمَّ شَهِدْتَ الصَلَاةَ مَعَنَا ؟ " , فَقَالَ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ حَدَّكَ , ذَنْبَكَ ) (4) اذْهَبْ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ عَفَا عَنْكَ (5) "
__________
(1) ( حم ) 22217 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(2) ( م ) 45 - ( 2765 ) , ( حم ) 22217
(3) ( حم ) 22217 , ( م ) 45 - ( 2765 )
(4) ( م ) 45 - ( 2765 ) , ( حم ) 22217
(5) ( د ) 4381 , ( حم ) 22340
قال ابن القيم في إعلام الموقعين ج2ص60 : فَهَذَا لَمَّا جَاءَ تَائِبًا بِنَفْسِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَطْلُبَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ , وَلَمْ يُقِمْ عَلَيْهِ الْحَدَّ الَّذِي اعْتَرَفَ بِهِ , وَهُوَ أَحَدُ الْقَوْلَيْنِ فِي الْمَسْأَلَةِ , وَهُوَ إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ أَحْمَدَ , وَهُوَ الصَّوَابُ . فَإِنْ قِيلَ : فَمَاعِزٌ جَاءَ تَائِبًا وَالْغَامِدِيَّةُ جَاءَتْ تَائِبَةً , وَأَقَامَ عَلَيْهِمَا الْحَدَّ . قِيلَ : لَا رَيْبَ أَنَّهُمَا جَاءَا تَائِبَيْنِ , وَلَا رَيْبَ أَنَّ الْحَدَّ أُقِيمَ عَلَيْهِمَا , وَبِهِمَا احْتَجَّ أَصْحَابُ الْقَوْلِ الْآخَرِ , وَسَأَلْت شَيْخَنَا عَنْ ذَلِكَ ; فَأَجَابَ بِمَا مَضْمُونُهُ بِأَنَّ الْحَدَّ مُطَهِّرٌ , وَأَنَّ التَّوْبَةَ مُطَهِّرَةٌ , وَهُمَا اخْتَارَا التَّطْهِيرَ بِالْحَدِّ عَلَى التَّطْهِيرِ بِمُجَرَّدِ التَّوْبَةِ , وَأَبَيَا إلَّا أَنْ يُطَهَّرَا بِالْحَدِّ , فَأَجَابَهُمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلَى ذَلِكَ وَأَرْشَدَ إلَى اخْتِيَارِ التَّطْهِيرِ بِالتَّوْبَةِ عَلَى التَّطْهِيرِ بِالْحَدِّ , { فَقَالَ فِي حَقِّ مَاعِزٍ : هَلَّا تَرَكْتُمُوهُ يَتُوبُ فَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَيْهِ } وَلَوْ تَعَيَّنَ الْحَدُّ بَعْدَ التَّوْبَةِ لَمَا جَازَ تَرْكُهُ , بَلْ الْإِمَامُ مُخَيَّرٌ بَيْنَ أَنْ يَتْرُكَهُ كَمَا قَالَ لِصَاحِبِ الْحَدِّ الَّذِي اعْتَرَفَ بِهِ : { اذْهَبْ فَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَك } وَبَيْنَ أَنْ يُقِيمَ كَمَا أَقَامَهُ عَلَى مَاعِزٍ وَالْغَامِدِيَّةِ لَمَّا اخْتَارَا إقَامَتَهُ وَأَبَيَا إلَّا التَّطْهِيرَ بِهِ , وَلِذَلِكَ رَدَّهُمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِرَارًا وَهُمَا يَأْبَيَانِ إلَّا إقَامَتَهُ عَلَيْهِمَا , وَهَذَا الْمَسْلَكُ وَسَطُ مَسْلَكِ مَنْ يَقُولُ : لَا تَجُوزُ إقَامَتُهُ بَعْدَ التَّوْبَةِ أَلْبَتَّةَ , وَبَيْنَ مَسْلَكِ مَنْ يَقُولُ : لَا أَثَرَ لِلتَّوْبَةِ فِي إسْقَاطِهِ أَلْبَتَّةَ , وَإِذَا تَأَمَّلْت السُّنَّةَ رَأَيْتهَا لَا تَدُلُّ إلَّا عَلَى هَذَا الْقَوْلِ الْوَسَطِ , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ . أ . هـ(2/2000)
( حم ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ مَثَلَ الَّذِي يَعْمَلُ السَّيِّئَاتِ ثُمَّ يَعْمَلُ الْحَسَنَاتِ , كَمَثَلِ رَجُلٍ كَانَتْ عَلَيْهِ دِرْعٌ ضَيِّقَةٌ قَدْ خَنَقَتْهُ , ثُمَّ عَمِلَ حَسَنَةً فَانْفَكَّتْ حَلْقَةٌ , ثُمَّ عَمِلَ حَسَنَةً أُخْرَى فَانْفَكَّتْ حَلْقَةٌ أُخْرَى , حَتَّى يَخْرُجَ إِلَى الْأَرْضِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 17345 , ( طب ) ج17ص284ح783 ، 784 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2192 ، الصَّحِيحَة : 2854(2/2001)
( ت حم ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي ) (1) ( فَقَالَ : " اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ , وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا إِذَا عَمِلْتَ سَيِّئَةً فَاعْمَلْ حَسَنَةً ، فَإِنَّهَا عَشْرُ أَمْثَالِهَا (2) وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ " ) (3) ( فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَمِنْ الْحَسَنَاتِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ؟ , قَالَ : " هِيَ أَفْضَلُ الْحَسَنَاتِ ) (4) "
__________
(1) ( حم ) 21526 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) صححها الألباني في " كَلِمَةِ الْإِخْلَاص " ص55
(3) ( ت ) 1987 , ( حم ) 21526 , انظر صحيح الجامع : 97 , وصحيح الترغيب والترهيب : 2655
(4) ( حم ) 21526 , انظر الصحيحة : 1373(2/2002)
( طس ) , وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" صَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ " (1)
__________
(1) ( طس ) 3450 , ( طص ) 1034 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3795 , 3796 , الصَّحِيحَة : 1908 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 888 , 890(2/2003)
( ت حم طب ) , وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ , فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ ) (1) ( فَلَمَّا رَأَيْتُهُ خَلِيًّا ) (2) ( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي عَنْ النَّارِ , قَالَ : " لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ , وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ , تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا , وَتُقِيمُ الصَلَاةَ , وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ , وَتَصُومُ رَمَضَانَ , وَتَحُجُّ الْبَيْتَ , ثُمَّ قَالَ : أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ ؟ , الصَّوْمُ جُنَّةٌ (3) وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ , وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ , ثُمَّ قَرَأَ : { تَتَجَافَى (4) جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ (5) يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ , فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (6) ثُمَّ قَالَ : أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ (7) كُلِّهِ , وَعَمُودِهِ , وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ (8) ؟ " , قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ (9) وَعَمُودُهُ الصَلَاةُ , وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ , ثُمَّ قَالَ : أَلَا أُخْبِرُكَ بِمِلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ (10) ؟ " , قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ , " فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ فَقَالَ : كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ (11) بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ (12) ؟ , فَقَالَ : " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ (13) يَا مُعَاذُ , وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ (14) ؟ ) (15) ( إِنَّكَ لَنْ تَزَالَ سَالِمًا مَا سَكَتَّ ، فَإِذَا تَكَلَّمَتْ كُتِبَ عَلَيْكَ أَوْ لَكَ ) (16) "
__________
(1) ( ت ) 2616
(2) ( حم ) 22121 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : صحيح بطرقه وشواهده .
(3) ( الْجُنَّةٌ ) : الْوِقَايَةُ , والصَّوْمُ جُنَّةٌ , أَيْ : مَانِعٌ مِنْ الْمَعَاصِي بِكَسْرِ الْقُوَّةِ وَالشَّهْوَةِ ,
وَقَالَ فِي النِّهَايَةِ : الصَّوْمُ جُنَّةٌ , أَيْ : يَقِي صَاحِبَهُ مَا يُؤْذِيهِ مِنْ الشَّهَوَاتِ . تحفة الأحوذي(ج2ص 148)
(4) أَيْ : تَتَبَاعَدُ .
(5) أَيْ : الْمَفَارِشِ وَالْمَرَاقِدِ .
(6) [السجدة/16، 17]
(7) ( رَأْسُ الْأَمْرِ ) أَيْ : أَمْرُ الدِّينِ .
(8) أَيْ : أَعْلَى الشَّيْءِ , وَالسَّنَامُ بِالْفَتْحِ : مَا اِرْتَفَعَ مِنْ ظَهْرِ الْجَمَلِ .
(9) يَعْنِي الشَّهَادَتَيْنِ , لِيَشْعُرَ بِأَنَّ الشَّهَادَتَيْنِ مِنْ سَائِرِ الْأَعْمَالِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنْ الْجَسَدِ فِي اِحْتِيَاجِهِ إِلَيْهِ وَعَدَمِ بَقَائِهِ دُونَهُ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 415)
(10) الْمِلَاكُ : مَا بِهِ إِحْكَامُ الشَّيْءِ وَتَقْوِيَتُهُ ، وَأَكَّدَهُ بِقَوْلِهِ كُلِّهِ ، أَيْ بِمَا تَقُومُ بِهِ تِلْكَ الْعِبَادَاتُ جَمِيعُهَا . تحفة الأحوذي
(11) أَيْ : هَلْ يُؤَاخِذُنَا وَيُعَاقِبُنَا أَوْ يُحَاسِبُنَا رَبُّنَا . تحفة الأحوذي (ج 6 / ص 415)
(12) أَيْ : بِجَمِيعِ نَتَكَلَّمُ بِهِ , إِذْ لَا يَخْفَى عَلَى مُعَاذٍ الْمُؤَاخَذَةُ بِبَعْضِ الْكَلَامِ . تحفة الأحوذي (ج 6 / ص 415)
(13) أَيْ : فَقَدَتْك ، وَأَصْلُهُ الدُّعَاءُ بِالْمَوْتِ , ثُمَّ اسْتُعْمِلُ فِي التَّعَجُّبِ .
(14) أَيْ : مَحْصُودَاتُهَا ، فَشَبَّهَ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ الْإِنْسَانُ بِالزَّرْعِ الْمَحْصُودِ بِالْمِنْجَلِ , وَهُوَ مِنْ بَلَاغَةِ النُّبُوَّةِ ، فَكَمَا أَنَّ الْمِنْجَلَ يَقْطَعُ وَلَا يُمَيِّزُ بَيْنَ الرَّطْبِ وَالْيَابِسِ وَالْجَيِّدِ وَالرَّدِيءِ ، فَكَذَلِكَ لِسَانُ بَعْضِ النَّاسِ يَتَكَلَّمُ بِكُلِّ نَوْعٍ مِنْ الْكَلَامِ حَسَنًا وَقَبِيحًا
وَالْمَعْنَى لَا يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ مِنْ الْكُفْرِ وَالْقَذْفِ وَالشَّتْمِ وَالْغِيبَةِ وَالنَّمِيمَةِ وَالْبُهْتَانِ وَنَحْوِهَا وَالِاسْتِثْنَاءُ مُفَرَّغٌ ، وَهَذَا الْحُكْمُ وَارِدٌ عَلَى الْأَغْلَبِ , لِأَنَّك إِذَا جَرَّبْت لَمْ تَجِدْ أَحَدًا حَفِظَ لِسَانَهُ عَنْ السُّوءِ وَلَا يَصْدُرُ عَنْهُ شَيْءٌ يُوجِبُ دُخُولَ النَّارِ إِلَّا نَادِرًا .تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 415)
(15) ( ت ) 2616 , ( جة ) 3973 , ( ن ) 11394 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5136 , والصَّحِيحَة تحت حديث : 1122 ، وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2866
(16) ( طب ) ج20/ص73 ح137 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5136 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2866(2/2004)
مُضَاعَفَةُ الْحَسَنَات
( خ م س حم ) , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِذَا أَسْلَمَ الْعَبْدُ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ (1) إِذَا أَحْسَنَ أَحَدُكُمْ إِسْلَامَهُ (2) كَتَبَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ حَسَنَةٍ كَانَ أَزْلَفَهَا (3) وَمُحِيَتْ عَنْهُ كُلُّ سَيِّئَةٍ كَانَ أَزْلَفَهَا , ثُمَّ كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ الْقِصَاصُ (4) ) (5) ( فَكُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ (6) وَكُلُّ سَيِّئَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ لَهُ بِمِثْلِهَا ) (7) ( إِلَّا أَنْ يَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهَا ) (8) ( حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ (9) ) (10) "
__________
(1) أَيْ : صَارَ إِسْلَامُهُ حَسَنًا بِاعْتِقَادِهِ وَإِخْلَاصِهِ وَدُخُولِهِ فِيهِ بِالْبَاطِنِ وَالظَّاهِرِ , وَأَنْ يَسْتَحْضِرَ عِنْدَ عَمَلِهِ قُرْبَ رَبِّهِ مِنْهُ وَاطِّلَاعَهُ عَلَيْهِ , كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ تَفْسِيرُ الْإِحْسَانِ فِي حَدِيثِ سُؤَالِ جِبْرِيلَ .( فتح الباري - ح41)
(2) ( خ ) 2442 , ( م ) 129
(3) ( أَزْلَفَ ) أَيْ : أَسْلَفَ وَقَدَّمَ , قَالَ النَّوَوِيّ : الصَّوَاب الَّذِي عَلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ - بَلْ نَقَلَ بَعْضهمْ فِيهِ الْإِجْمَاع - أَنَّ الْكَافِر إِذَا فَعَلَ أَفْعَالًا جَمِيلَة كَالصَّدَقَةِ وَصِلَة الرَّحِم ثُمَّ أَسْلَمَ وَمَاتَ عَلَى الْإِسْلَام أَنَّ ثَوَاب ذَلِكَ يُكْتَب لَهُ . اِنْتَهَى .
وَالْحَقّ أَنَّهُ لَا يَلْزَم مِنْ كِتَابَة الثَّوَاب لِلْمُسْلِمِ فِي حَال إِسْلَامه تَفَضُّلًا مِنْ اللَّه وَإِحْسَانًا أَنْ يَكُون ذَلِكَ لِكَوْنِ عَمَله الصَّادِر مِنْهُ فِي الْكُفْر مَقْبُولًا ، وَالْحَدِيث إِنَّمَا تَضَمَّنَ كِتَابَة الثَّوَاب وَلَمْ يَتَعَرَّض لِلْقَبُولِ ، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْقَبُول يَصِير مُعَلَّقًا عَلَى إِسْلَامه , فَيُقْبَل وَيُثَاب إِنْ أَسْلَمَ , وَإِلَّا فَلَا ، وَهَذَا قَوِيّ ، وَقَدْ جَزَمَ بِمَا جَزَمَ بِهِ النَّوَوِيّ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وَابْن بَطَّال وَغَيْرهمَا مِنْ الْقُدَمَاء وَالْقُرْطُبِيّ وَابْن الْمُنِير مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ .
َقَالَ اِبْن بَطَّال : لِلَّهِ أَنْ يَتَفَضَّل عَلَى عِبَاده بِمَا شَاءَ وَلَا اِعْتِرَاض لِأَحَدٍ عَلَيْهِ . وَاسْتَدَلَّ غَيْره بِأَنَّ مَنْ آمَنَ مِنْ أَهْل الْكِتَاب يُؤْتَى أَجْره مَرَّتَيْنِ كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْقُرْآن وَالْحَدِيث الصَّحِيح ، وَهُوَ لَوْ مَاتَ عَلَى إِيمَانه الْأَوَّل لَمْ يَنْفَعهُ شَيْء مِنْ عَمَله الصَّالِح ، بَلْ يَكُون هَبَاء مَنْثُورًا . فَدَلَّ عَلَى أَنَّ ثَوَاب عَمَله الْأَوَّل يُكْتَب لَهُ مُضَافًا إِلَى عَمَله الثَّانِي ، وَبِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا سَأَلَتْهُ عَائِشَة عَنْ اِبْن جُدْعَان : وَمَا كَانَ يَصْنَعهُ مِنْ الْخَيْر هَلْ يَنْفَعهُ ؟ , فَقَالَ " إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا رَبّ اِغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْم الدِّين " , فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ لَوْ قَالَهَا بَعْد أَنْ أَسْلَمَ نَفَعَهُ مَا عَمِلَهُ فِي الْكُفْر . ( فتح الباري - ح41)
(4) أَيْ : كِتَابَة الْمُجَازَاة فِي الدُّنْيَا . ( فتح الباري - ح41)
(5) ( س ) 4998
(6) وَزَعَمَ بَعْض الْعُلَمَاء أَنَّ التَّضْعِيف لَا يَتَجَاوَز سَبْعمِائَةٍ ، وَرُدَّ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى ( وَاَللَّه يُضَاعِف لِمَنْ يَشَاء ) وَالْآيَة مُحْتَمِلَة لِلْأَمْرَيْنِ ، فَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد أَنَّهُ يُضَاعِف تِلْكَ الْمُضَاعَفَة بِأَنْ يَجْعَلهَا سَبْعمِائَةٍ ، وَيَحْتَمِل أَنَّهُ يُضَاعِف السَّبْعمِائَةِ بِأَنْ يَزِيد عَلَيْهَا ، وَالْمُصَرِّح بِالرَّدِّ عَلَيْهِ حَدِيثُ اِبْن عَبَّاس عِنْد ( خ ) 6126 : " مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً , فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ , إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ , إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ " . ( فتح الباري - ح41)
(7) ( خ ) 2442 , ( م ) 129
(8) ( س ) 4998
(9) وفِي هَذَا الْحَدِيث دَلِيل عَلَى الْخَوَارِج وَغَيْرهمْ مِنْ الْمُكَفِّرِينَ بِالذُّنُوبِ , وَالْمُوجِبِينَ لِخُلُودِ الْمُذْنِبِينَ فِي النَّار ، فَأَوَّل الْحَدِيث يَرُدّ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ الزِّيَادَة وَالنَّقْص فِي الْإِيمَان , لِأَنَّ الْحُسْن تَتَفَاوَت دَرَجَاته ، وَآخِره يَرُدّ عَلَى الْخَوَارِج وَالْمُعْتَزِلَة .( فتح الباري - ح41)
(10) ( م ) 129 , ( حم ) 8201(2/2005)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( قَالَتْ الْمَلَائِكَةُ : رَبِّ ذَاكَ عَبْدُكَ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً ) (1) ( فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : إِذَا أَرَادَ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فلَا تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلَهَا (2) ) (3) ( فَأَنَا أَغْفِرُهَا لَهُ مَا لَمْ يَعْمَلْهَا ) (4) ( فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا بِمِثْلِهَا ، وَإِنْ تَرَكَهَا مِنْ أَجْلِي فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَلَمْ يَعْمَلْهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً ، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا , إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ ) (5) "
__________
(1) ( م ) 129 , ( حم ) 8203
(2) مَذْهَب الْقَاضِي أَبِي بَكْر بْن الطَّيِّب أَنَّ مَنْ عَزَمَ عَلَى الْمَعْصِيَة بِقَلْبِهِ وَوَطَّنَ نَفْسه عَلَيْهَا ، أَثِمَ فِي اِعْتِقَاده وَعَزْمه , وَيُحْمَل مَا وَقَعَ فِي هَذِهِ الْأَحَادِيث وَأَمْثَاله عَلَى أَنَّ ذَلِكَ فِيمَنْ لَمْ يُوَطِّن نَفْسه عَلَى الْمَعْصِيَة ، وَإِنَّمَا مَرَّ ذَلِكَ بِفِكْرِهِ مِنْ غَيْر اِسْتِقْرَار ، وَيُسَمَّى هَذَا هَمًّا , وَيُفَرَّق بَيْنَ الْهَمّ وَالْعَزْم , قَالَ الْقَاضِي عِيَاض رَحِمَهُ اللَّه : عَامَّة السَّلَف وَأَهْل الْعِلْم مِنْ الْفُقَهَاء وَالْمُحَدِّثِينَ عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْقَاضِي أَبُو بَكْر لِلْأَحَادِيثِ الدَّالَّة عَلَى الْمُؤَاخَذَة بِأَعْمَالِ الْقُلُوب ، لَكِنَّهُمْ قَالُوا : إِنَّ هَذَا الْعَزْم يُكْتَب سَيِّئَة , وَلَيْسَتْ السَّيِّئَة الَّتِي هَمَّ بِهَا لِكَوْنِهِ لَمْ يَعْمَلهَا وَقَطَعَهُ عَنْهَا قَاطِع غَيْر خَوْف اللَّه تَعَالَى وَالْإِنَابَة , لَكِنَّ نَفْس الْإِصْرَار وَالْعَزْم مَعْصِيَة , فَتُكْتَب مَعْصِيَة , فَإِذَا عَمِلَهَا كُتِبَتْ مَعْصِيَة ثَانِيَة ، فَإِنْ تَرَكَهَا خَشْيَة لِلَّهِ تَعَالَى كُتِبَتْ حَسَنَة كَمَا فِي الْحَدِيث : " وَإِنْ تَرَكَهَا مِنْ أَجْلِي " فَصَارَ تَرْكه لَهَا لِخَوْفِ اللَّه تَعَالَى وَمُجَاهَدَته نَفْسه الْأَمَّارَة بِالسُّوءِ فِي ذَلِكَ وَعِصْيَانه هَوَاهُ حَسَنَة , فَأَمَّا الْهَمّ الَّذِي لَا يُكْتَب فَهِيَ الْخَوَاطِر الَّتِي لَا تُوَطَّن النَّفْس عَلَيْهَا ، وَلَا يَصْحَبهَا عَقْد وَلَا نِيَّة وَعَزْم , وَقَدْ تَظَاهَرَتْ نُصُوص الشَّرْع بِالْمُؤَاخَذَةِ بِعَزْمِ الْقَلْب الْمُسْتَقِرّ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْله تَعَالَى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيع الْفَاحِشَة فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَاب أَلِيم ) الْآيَة , وَقَوْله تَعَالَى : ( اِجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنّ إِنَّ بَعْض الظَّنّ إِثْم ) وَالْآيَات فِي هَذَا كَثِيرَة , وَقَدْ تَظَاهَرَتْ نُصُوص الشَّرْع وَإِجْمَاع الْعُلَمَاء عَلَى تَحْرِيم الْحَسَد وَاحْتِقَار الْمُسْلِمِينَ وَإِرَادَة الْمَكْرُوه بِهِمْ , وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ أَعْمَال الْقُلُوب وَعَزْمهَا , وَاَللَّه أَعْلَم . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 247)
(3) ( خ ) 7062 , ( م ) 128
(4) ( م ) 129
(5) ( خ ) 7062 , ( م ) 128(2/2006)
الْأَلْفَاظُ الْمَنْهِيُّ عَنْهَا
( هق ) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَكَلَّمَهُ فِى بَعْضِ الأَمْرِ , فَقَالَ الرَّجُلُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَجَعَلْتَنِي لِلَّهِ عِدْلًا ؟ , بَلْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ " (1)
__________
(1) ( هق ) 5603 , ( خد ) 783 , ( ن ) 10825 , ( حم ) 1839 , انظر الصَّحِيحَة : 139 ثم قال الألباني : وفي هذه الأحاديث دليل أن قول الرجل لغيره : " ما شاء الله وشئت " يُعتَبر شركا في نظر الشارع ، وهو من شرك الألفاظ ، لأنه يوهم أن مشيئة العبد في درجة مشيئة الرب سبحانه وتعالى ، وسببه القرن بين المشيئتين ، ومثل ذلك قول بعض العامة وأشباههم ممن يدعى العلم : ما لي غير الله وأنت . وتوكلنا على الله وعليك , ومثله قول بعض المحاضرين : باسم الله والوطن , أو : باسم الله والشعب , ونحو ذلك من الألفاظ الشركية التي يجب الانتهاء عنها والتوبة منها , أدبا مع الله تبارك وتعالى . أ . هـ(2/2007)
( جة ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا حَلَفَ أَحَدُكُمْ فلَا يَقُلْ : مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ , وَلَكِنْ لِيَقُلْ : مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شِئْتَ " (1)
__________
(1) ( جة ) 2117 , انظر صحيح الجامع : 495 , والصحيحة : 1093(2/2008)
( س جة حم ) , وَعَنْ قَتِيْلَةَ بِنْتِ صَيْفِيٍّ الْجُهَيْنِيَّةِ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( أَتَى حَبْرٌ مِنْ الْأَحْبَارِ إلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ , نِعْمَ الْقَوْمُ أَنْتُمْ لَوْلَا أَنَّكُمْ تُشْرِكُونَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " سُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا ذَاكَ ؟ " , قَالَ : تَقُولُونَ إِذَا حَلَفْتُمْ : وَالْكَعْبَةِ ) (1) ( وَتَقُولُونَ : مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ ) (2) ( " فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَرَادُوا أَنْ يَحْلِفُوا أَنْ يَقُولُوا : وَرَبِّ الْكَعْبَةِ , وَيَقُولُوا : مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شِئْتَ ) (3) "
__________
(1) ( حم ) 27138 , ( س ) 3773 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( جة ) 2118 , ( س ) 3773
(3) ( س ) 3773 , ( جة ) 2118 , ( حم ) 27138 , انظر الصَّحِيحَة : 137(2/2009)
( م ) , وَعَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
خَطَبَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : مَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ , وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ , قُلْ : وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ غَوَى " (1)
__________
(1) ( م ) 48 - ( 870 ) , ( س ) 3279 , ( د ) 1099 , ( حم ) 18273(2/2010)
( هق ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ : زَرَعْتُ ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ : حَرَثْتُ " ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : أَلَمْ تَسْمَعُوا إلَى قَوْلِ اللَّهِ ? : { أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ , أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ } (1) . (2) . أ . هـ
وَقَالَ تَعَالَى : { وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ } (3)
__________
(1) [الواقعة/63، 64]
(2) ( هق ) 11532 , ( حب ) 5723 , ( طس ) 8024 , انظر الصَّحِيحَة : 2801
(3) [الأنبياء : 78](2/2011)
( خ م د حم ) , وَعَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَا تَقُولُوا لِحَائِطِ (1) الْعِنَبِ : الْكَرْمُ ) (2) ( فَإِنَّ الْكَرْمَ هُوَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ ) (3) إِنَّمَا الْكَرْمُ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ (4) ( وَلَكِنْ قُولُوا : حَدَائِقُ الْأَعْنَابِ ) (5) ( وَالْحَبْلَةُ ) (6) "
__________
(1) الْحَائِطُ : الْبُسْتَانُ مِنْ النَّخْلِ إِذَا كَانَ عَلَيْهِ حَائِطٌ وَهُوَ الْجِدَارُ .
(2) ( حم ) 7896 , ( خ ) 5828 , ( م ) 9 - ( 2247 )
(3) ( حم ) 7668 , ( م ) 6 - ( 2247 ) , ( د ) 4974
(4) ( خ ) 5829 , ( م ) 9 - ( 2247 )
(5) ( د ) 4974 , ( ن ) 11644
(6) ( م ) 12 - ( 2248 ) , ( خد ) 795(2/2012)
( خ م حم ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( قَالَ اللَّهُ - عز وجل - : يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ ) (1) ( يَشْتُمُنِي وَهُوَ لَا يَدْرِي ) (2) ( وَلَا يَنْبَغِي لَهُ شَتْمِي ) (3) ( يَسُبُّ الدَّهْرَ ) (4) ( يَقُولُ : يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ ) (5) يَقُولُ : وَادَهْرَاهْ (6) وَادَهْرَاهْ (7) ( وَأَنَا الدَّهْرُ (8) بِيَدِي الْأَمْرُ , أُقَلِّبُ ) (9) ( الْأَيَّامَ وَاللَّيَالِي (10) أُجَدِّدُهَا وَأُبْلِيهَا , وَآتِي بِمُلُوكٍ بَعْدَ مُلُوكٍ ) (11) ( فَإِذَا شِئْتُ قَبَضْتُهُمَا ) (12) "
__________
(1) ( خ ) 4549 , ( م ) 3 - ( 2246 ) , ( د ) 5274
(2) ( حم ) 7975 , 10586 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(3) مشيخة ابن طهمان - (1 / 105) , انظر الصَّحِيحَة : 3477
(4) ( خ ) 4549
(5) ( م ) 3 - ( 2246 ) , ( خ ) 5828
(6) ( وا دهراه ) : أسلوب نَدْبٍ بمعنى : ويلي من قسوة الزمان .
(7) ( حم ) 7975 , 10586 , ( ك ) 1526 , انظر الصَّحِيحَة : 3477 , وقال الشيخ الأرناؤوط : إسناده حسن .
(8) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَاهُ أَنَا صَاحِب الدَّهْر وَمُدَبِّر الْأُمُور الَّتِي يَنْسُبُونَهَا إِلَى الدَّهْر ، فَمَنْ سَبَّ الدَّهْر مِنْ أَجْل أَنَّهُ فَاعِل هَذِهِ الْأُمُور عَادَ سَبّه إِلَى رَبّه الَّذِي هُوَ فَاعِلهَا ، وَإِنَّمَا الدَّهْر زَمَان جُعِلَ ظَرْفًا لِمَوَاقِع الْأُمُور , وَكَانَتْ عَادَتهمْ إِذَا أَصَابَهُمْ مَكْرُوه أَضَافُوهُ إِلَى الدَّهْر فَقَالُوا : بُؤْسًا لِلدَّهْرِ ، وَتَبًّا لِلدَّهْرِ . فتح الباري (ج 13 / ص 390)
وَقَالَ النَّوَوِيّ : قَوْله - عز وجل - : ( وَأَنَا الدَّهْر ) قَالَ الْعُلَمَاء : هُوَ مَجَاز ، وَسَبَبه أَنَّ الْعَرَب كَانَ شَأْنهَا أَنْ تَسُبّ الدَّهْر عِنْد النَّوَازِل وَالْحَوَادِث وَالْمَصَائِب النَّازِلَة بِهَا مِنْ مَوْت أَوْ هَرَم أَوْ تَلَف مَال أَوْ غَيْر ذَلِكَ ، فَيَقُولُونَ : يَا خَيْبَة الدَّهْر ، وَنَحْو هَذَا مِنْ أَلْفَاظ سَبّ الدَّهْر ، فَقَالَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا تَسُبُّوا الدَّهْر فَإِنَّ اللَّه هُوَ الدَّهْر " أَيْ : لَا تَسُبُّوا فَاعِل النَّوَازِل ، فَإِنَّكُمْ إِذَا سَبَبْتُمْ فَاعِلهَا وَقَعَ السَّبّ عَلَى اللَّه تَعَالَى ؛ لِأَنَّهُ هُوَ فَاعِلهَا وَمُنْزِلهَا , وَأَمَّا الدَّهْر الَّذِي هُوَ الزَّمَان فَلَا فِعْل لَهُ ، بَلْ هُوَ مَخْلُوق مِنْ جُمْلَة خَلْق اللَّه تَعَالَى , وَمَعْنَى " فَإِنَّ اللَّه هُوَ الدَّهْر " أَيْ فَاعِل النَّوَازِل وَالْحَوَادِث ، وَخَالِق الْكَائِنَات . وَاللَّهُ أَعْلَم . شرح النووي (ج 7 / ص 419)
(9) ( خ ) 7053 , ( م ) 3 - ( 2246 ) , ( د ) 5274
(10) هي في ( حم ) : " الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي لِي " , لكن حذفت " لي " ليتم المعنى .ع
(11) ( حم ) 10442 , ( هب ) 5237 , انظر الصحيحة : 532 , وصحيح الترغيب والترهيب : 2804
(12) ( م ) 3 - ( 2246 ) , ( حم ) 7702(2/2013)
( م ) , وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ , فَإِنَّ اللَّهَ هو الدَّهْرُ " (1)
__________
(1) ( م ) 5 - ( 2246 ) , ( حم ) 9126(2/2014)
( خ م د ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ : عَبْدِي وَأَمَتِي ، كُلُّكُمْ عَبِيدُ اللَّهِ ، وَكُلُّ نِسَائِكُمْ إِمَاءُ اللَّهِ ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ : غُلَامِي وَجَارِيَتِي ، وَفَتَايَ وَفَتَاتِي ) (1) ( وَلَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ : اسْقِ رَبَّكَ , أَطْعِمْ رَبَّكَ , وَضِّئْ رَبَّكَ ) (2) ( وَلَا يَقُلْ الْعَبْدُ رَبِّي , وَلَكِنْ لِيَقُلْ : سَيِّدِي ) (3) ( وَمَوْلَايَ ) (4) ( فَإِنَّكُمْ الْمَمْلُوكُونَ , وَالرَّبُّ اللَّهُ - عز وجل - ) (5) "
__________
(1) ( م ) 13 - ( 2249 ) , ( خ ) 2414 , ( حم ) 9965
(2) ( م ) 15 - ( 2249 ) , ( خ ) 2414
(3) ( م ) 14 - ( 2249 ) , ( خ ) 2414
(4) ( د ) 4976 , ( م ) 15 - ( 2249 ) , ( حم ) 8182
(5) ( د ) 4975 , ( حم ) 9465(2/2015)
( ت ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" بِئْسَمَا لِأَحَدِكُمْ أَنْ يَقُولُ : نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ , بَلْ هُوَ نُسِّيَ , وَاسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ , فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا (1) مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنْ النَّعَمِ (2) فِي [ عُقُلِهَا (3) ] (4) " (5)
__________
(1) التَّفَصِّي : الِانْفِصَال ، وَهُوَ بِمَعْنَى الرِّوَايَة الْأُخْرَى ( أَشَدُّ تَفَلُّتًا ) .
(2) ( النَّعَم ) : أَصْلهَا الْإِبِل وَالْبَقَر وَالْغَنَم ، وَالْمُرَاد هُنَا الْإِبِل خَاصَّة ؛ لِأَنَّهَا الَّتِي تُعْقَل .( النووي - ج 3 / ص 142)
(3) جَمْع عِقَال , أَيْ : الحبْل .
(4) ( م ) 228 - ( 790 )
(5) ( ت ) 2942 , ( خ ) 4744 , ( م ) 228 - ( 790 ) , ( س ) 943 , ( حم ) 3960(2/2016)
( حم ) , وَعَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ سَيِّدَنَا , فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ سَيِّدَكُمْ فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ (1) رَبَّكُمْ - عز وجل - " (2)
__________
(1) سَخِطَ أَي : غضب , وأَسْخَطَه : أَغْضَبَه .
(2) ( حم ) 22989 , ( خد ) 760 , ( ن ) 10073 , ( د ) الأدب ( 4977) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 711 , الصَّحِيحَة : 1389(2/2017)
( خ م ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ : خَبُثَتْ نَفْسِي (1) وَلَكِنْ لِيَقُلْ : لَقِسَتْ نَفْسِي (2) " (3)
قَالَ تَعَالَى : { فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى } (4)
وَقَالَ تَعَالَى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا , انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا } (5)
__________
(1) قَالَ وَكِيعٌ : هُوَ الْغَثَيَانُ .
(2) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : لَقِسَتْ وَخَبُثَتْ بِمَعْنًى وَاحِد , وَإِنَّمَا كَرِهَ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ ذَلِكَ اِسْم الْخُبْث فَاخْتَارَ اللَّفْظَة السَّالِمَة مِنْ ذَلِكَ وَكَانَ مِنْ سُنَّته تَبْدِيل الِاسْم الْقَبِيح بِالْحَسَنِ , وَقَالَ غَيْره : مَعْنَى لَقِسَتْ : غَثَتْ ، وَهُوَ يَرْجِع أَيْضًا إِلَى مَعْنًى خَبِيث ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ سَاءَ خُلُقهَا , وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الصَّلَاة فِي الَّذِي يَعْقِد الشَّيْطَان عَلَى قَافِيَة رَأْسه فَيُصْبِح خَبِيث النَّفْس , وَنَطَقَ الْقُرْآن بِهَذِهِ اللَّفْظَة فَقَالَ تَعَالَى ( وَمَثَل كَلِمَة خَبِيثَة ) , قُلْت : لَكِنْ لَمْ يَرِدْ ذَلِكَ إِلَّا فِي مَعْرِض الذَّمّ ، فَلَا يُنَافِي ذَلِكَ مَا دَلَّ عَلَيْهِ حَدِيث الْبَاب مِنْ كَرَاهَة وَصْف الْإِنْسَان نَفْسه بِذَلِكَ , وَيُؤْخَذ مِنْ الْحَدِيث اِسْتِحْبَاب مُجَانَبَة الْأَلْفَاظ الْقَبِيحَة وَالْأَسْمَاء ، وَالْعُدُول إِلَى مَا لَا قُبْح فِيهِ ، وَالْخُبْث وَاللَّقْس وَإِنْ كَانَ الْمَعْنَى الْمُرَاد يَتَأَدَّى بِكُلٍّ مِنْهُمَا , لَكِنَّ لَفْظ الْخُبْث قَبِيح وَيَجْمَع أُمُورًا زَائِدَة عَلَى الْمُرَاد ، بِخِلَافِ اللَّقْس , فَإِنَّهُ يَخْتَصّ بِامْتِلَاءِ الْمَعِدَة , وَفِيهِ أَنَّ الْمَرْء يَطْلُب الْخَيْر حَتَّى بِالْفَأْلِ الْحَسَن ، وَيُضِيف الْخَيْر إِلَى نَفْسه وَلَوْ بِنِسْبَةٍ مَا ، وَيَدْفَع الشَّرّ عَنْ نَفْسه مَهْمَا أَمْكَنَ وَيَقْطَع الْوَصْلَة بَيْنَه وَبَيْنَ أَهْل الشَّرّ حَتَّى فِي الْأَلْفَاظ الْمُشْتَرَكَة .( فتح الباري) - (ج 17 / ص 377)
(3) ( خ ) 5825 , ( م ) 16 - ( 2250 ) , ( د ) 4979 , ( حم ) 24289
(4) [النجم : 32]
(5) [النساء : 49 ، 50](2/2018)
( يع ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( اسْتُشْهِدَ غُلامٌ مِنَّا يَوْمَ أُحُدٍ ، فَوُجِدَ عَلَى بَطْنِهِ صَخْرَةٌ مَرْبُوطَةٌ مِنَ الْجُوعِ ، فَمَسَحَتْ أُمُّهُ التُّرَابَ عَنْ وَجْهِهِ وَقَالَتْ : هَنِيئًا لَكَ يَا بُنَيَّ الْجَنَّةُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا يُدْرِيكِ ؟ ) (1) ( لَعَلَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ ، أَوْ يَبْخَلُ بِمَا لَا يُنْقِصُهُ ) (2) "
__________
(1) ( يع ) 4017
(2) ( يع ) 6646 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2883 ، 2884(2/2019)
( طس ) , وَعَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا فَرَأَيْتُهُ مُتَغَيِّرًا " , فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي مَا لِيَ أَرَاكَ مُتَغَيِّرًا ؟ قَالَ : " مَا دَخَلَ جَوْفِي مَا يَدْخُلُ جَوْفَ ذَاتِ كَبِدٍ مُنْذُ ثَلَاث " , قَالَ : فَذَهَبْتُ ، فَإِذَا يَهُوديٌّ يَسْقِي إِبِلًا لَهُ ، فَسَقَيْتُ لَهُ عَلَى كُلِّ دَلْوٍ تَمْرَةٌ ، فَجَمَعْتُ تَمْرًا فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : " مِنْ أَيْنَ لَكَ يَا كَعْبُ ؟ " , فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَتُحِبُّنِي يَا كَعْبُ ؟ " , قُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ نَعَمْ , قَالَ : " إِنَّ الْفَقْرَ أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُحِبُّنِي مِنَ السَّيْلِ إِلَى مَعَادِنِهِ ، وَإِنَّهُ سَيُصِيبُكَ بَلاءٌ فَأَعِدَّ لَهُ تِجْفَافًا (1) " , قَالَ : " فَفَقْدَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلَ عَنِّي " ، فَقَالُوا : مَرِيضٌ ، " فَخَرَجَ يَمْشِي حَتَّى أَتَانِي ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيَّ قَالَ : أَبْشِرْ يَا كَعْبُ " ، فَقَالَتْ أُمِّي : هَنِيئًا لَكَ الْجَنَّةُ يَا كَعْبُ ، فَقَالَ : " مَنْ هَذِهِ الْمُتَأَلِّيَةُ عَلَى اللَّهِ ؟ " , قُلْتُ : هِيَ أُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ : " وَمَا يُدْرِيكِ يَا أُمَّ كَعْبٍ ، لَعَلَّ كَعْبًا قَالَ مَا لَا يَعْنِيهِ ، أَوْ مَنَعَ مَا لَا يُغْنِيهُ " (2)
__________
(1) التِّجْفَافُ : آلَةٌ لِلْحَرْبِ يَلْبَسُهُ الْفَرَسُ وَالْإِنْسَانُ لِيَقِيَهُ فِي الْحَرْبِ , فَمَعْنَى الْحَدِيثِ : إِنْ كُنْت صَادِقًا فِي الدَّعْوَى وَمُحِقًّا فِي الْمَعْنَى , فَهَيِّءْ آلَةً تَنْفَعُك حَالَ الْبَلْوَى ، فَإِنَّ الْبَلَاءَ وَالْوَلَاءَ مُتَلَازِمَانِ فِي الْخَلَا وَالْمَلَا ,
وَمُجْمَلُهُ أَنَّهُ تَهَيَّأْ لِلصَّبْرِ , خُصُوصًا عَلَى الْفَقْرِ , لِتَدْفَعَ بِهِ عَنْ دِينِك بِقُوَّةِ يَقِينِك مَا يُنَافِيهِ مِنْ الْجَزَعِ وَالْفَزَعِ وَقِلَّةِ الْقَنَاعَةِ وَعَدَمِ الرِّضَا بِالْقِسْمَةِ , وَكُنِيَ بِالتِّجْفَافِ عَنْ الصَّبْرِ لِأَنَّهُ يَسْتُرُ الْفَقْرَ كَمَا يَسْتُرُ التِّجْفَافُ الْبَدَنَ عَنْ الضُّرِّ .
تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 137)
(2) ( طس ) 7157 , انظر الصَّحِيحَة : 3103 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3271(2/2020)
( خ ) , وَعَنْ أُمِّ الْعَلَاءِ الْأَنْصَارِيَّةِ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَةَ , اقْتَرَعَتْ الْأَنْصَارُ عَلَى سَكَنِهِمْ , فَطَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ - رضي الله عنه - ) (1) ( فَسَكَنَ عِنْدَنَا ) (2) ( فَوَجِعَ وَجَعَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ , فَلَمَّا تُوُفِّيَ غُسِّلَ وَكُفِّنَ فِي أَثْوَابِهِ (3) ) (4) ( فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قُلْتُ : رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ , فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَكْرَمَهُ ؟ " , فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَمَنْ يُكْرِمُهُ اللَّهُ ؟ , قَالَ : " أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ , وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ , وَاللَّهِ وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِهِ ) (5) وَاللَّهِ مَا أَدْرِي- وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ - مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ (6) "( فَقُلْتُ : فَوَاللَّهِ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ أَبَدًا ) (7) ( وَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ , قَالَتْ : فَنِمْتُ فَأُرِيتُ لِعُثْمَانَ عَيْنًا تَجْرِي , فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرْتُهُ ) (8) ( فَقَالَ : " ذَلِكِ عَمَلُهُ ) (9) ( يَجْرِي لَهُ " ) (10)
__________
(1) ( حم ) 27498 , ( خ ) 2541
(2) ( خ ) 2541
(3) هذه عند ( خ )
(4) ( خ ) 6602
(5) ( خ ) 1186
(6) ( خ ) 6615 , ( حم ) 27498
(7) ( خ ) 1186
(8) ( خ ) 2541
(9) ( خ ) 3714
(10) ( خ ) 6615 , ( حم ) 27497(2/2021)
( س ) , وَعَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ السُّلَمِيِّ قَالَ :
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - : وَأُخْرَى تَقُولُونَهَا لِمَنْ قُتِلَ فِي مَغَازِيكُمْ أَوْ مَاتَ : قُتِلَ فُلَانٌ شَهِيدًا أَوْ مَاتَ فُلَانٌ شَهِيدًا , وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَوْقَرَ (1) عَجُزَ دَابَّتِهِ أَوْ دَفَّ رَاحِلَتِهِ ذَهَبًا أَوْ وَرِقًا (2) يَطْلُبُ التِّجَارَةَ , فلَا تَقُولُوا ذَاكُمْ , وَلَكِنْ قُولُوا كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مَاتَ , فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ " (3)
__________
(1) أَيْ : مَلَأ .
(2) أَيْ : فِضة .
(3) ( س ) 3349 , ( حم ) 285 , 340 , ( حب ) 4620 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده قوي .(2/2022)
( هب ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ أَبْغَضَ الْكَلَامِ إلى اللَّهِ - عز وجل - أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ : اتَّقِ اللَّهَ ، فَيَقُولُ : عَلَيْكَ بِنَفْسِكَ " (1)
__________
(1) رواه ابن مندة في " التوحيد " ( 123 / 2 ) , ومن طريقه الأصبهاني في " الترغيب " ( 739 ) , والبيهقي في " الشعب " ( 1 / 359 - هند ) , والنسائي في " عمل اليوم والليلة " ( 849 ) , انظر الصَّحِيحَة : 2598(2/2023)
( د ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" كَانَ رَجُلَانِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَآخِيَيْنِ ، فَكَانَ أَحَدُهُمَا يُذْنِبُ وَالْآخَرُ مُجْتَهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ ، فَكَانَ لَا يَزَالُ الْمُجْتَهِدُ يَرَى الْآخَرَ عَلَى الذَّنْبِ فَيَقُولُ : أَقْصِرْ (1) فَوَجَدَهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ فَقَالَ لَهُ : أَقْصِرْ , فَقَالَ : خَلِّنِي وَرَبِّي ، أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا ؟ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ ، أَوْ لَا يُدْخِلُكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ ، فَقَبَضَ اللَّهُ أَرْوَاحَهُمَا فَاجْتَمَعَا عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، فَقَالَ لِهَذَا الْمُجْتَهِدِ : أَكُنْتَ بِي عَالِمًا ؟ , أَوْ كُنْتَ عَلَى مَا فِي يَدِي قَادِرًا ؟ ، وَقَالَ لِلْمُذْنِبِ : اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي ، وَقَالَ لِلْآخَرِ : اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ " , قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ (2) . (3)
__________
(1) ( أَقْصِر ) : مِنْ الْإِقْصَار , وَهُوَ الْكَفّ عَنْ الشَّيْء مَعَ الْقُدْرَة عَلَيْهِ .
(2) أَيْ : أَهْلَكَتْ تِلْكَ الْكَلِمَة مَا سَعَى فِي الدُّنْيَا وَحَظّ الْآخِرَة . عون المعبود - (ج 10 / ص 429)
(3) ( د ) 4901 , ( حم ) 8275 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4455 ، وهداية الرواة : 2286(2/2024)
( م ) , وَعَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" قَالَ رَجُلٌ : وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلَانٍ , فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى (1) عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ ؟ , فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ " (2)
__________
(1) التألي : الحلف والقسم .
(2) ( م ) 137 - ( 2621 )(2/2025)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِذَا سَمِعْتَ الرَّجُلَ يَقُولُ : هَلَكَ النَّاسُ ، فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ ) (1) ( يَقُولُ اللَّهُ : إِنَّهُ هُوَ هَالِكٌ (2) ) (3) "
__________
(1) ( حم ) 10006 , ( م ) 139 - ( 2623 ) , ( د ) 4983
(2) قَالَ أَبُو دَاوُد : قَالَ مَالِكٌ : إِذَا قَالَ ذَلِكَ تَحَزُّنًا لِمَا يَرَى فِي النَّاسِ - يَعْنِي فِي أَمْرِ دِينِهِمْ - فَلَا أَرَى بِهِ بَأْسًا , وَإِذَا قَالَ ذَلِكَ عُجْبًا بِنَفْسِهِ وَتَصَاغُرًا لِلنَّاسِ , فَهُوَ الْمَكْرُوهُ الَّذِي نُهِيَ عَنْهُ .
(3) ( حم ) 7671 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(2/2026)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ : تَعَالَ أُقَامِرْكَ , فَلْيَتَصَدَّقْ بِشَيْءٍ " (1)
__________
(1) ( م ) 1647 , ( خ ) 4579 , ( ت ) 1545 , ( حم ) 8073(2/2027)
( خ م جة حم ) , وَعَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنْتُ فِي رَكْبٍ أَسِيرُ فِي غَزَاةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَحَلَفْتُ فَقُلْتُ : لَا وَأَبِي ) (1) ( " فَسَمِعَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : ) (2) ( مَهْ ) (3) ( لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ ) (4) ( إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ ) (5) ( إِنَّهُ مَنْ حَلَفَ بِشَيْءٍ دُونَ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ ) (6) ( فَمَنْ كَانَ حَالِفًا ) (7) ( فلَا يَحْلِفْ إِلَّا بِاللَّهِ ) (8) ( أَوْ لِيَصْمُتْ ) (9) ( وَمَنْ حَلَفَ بِاللَّهِ فَلْيَصْدُقْ , وَمَنْ حُلِفَ لَهُ بِاللَّهِ فَلْيَرْضَ , وَمَنْ لَمْ يَرْضَ بِاللَّهِ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ (10) ") (11) ( قَالَ عُمَرُ : فَوَاللَّهِ مَا حَلَفْتُ بِهَا مُنْذُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ذَاكِرًا وَلَا آثِرًا ) (12) .
__________
(1) ( حم ) 291 , ( خ ) 5757
(2) ( حم ) 241 , ( خ ) 6271 , ( م ) 1 - ( 1646 ) , ( د ) 3249
(3) ( حم ) 329 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( خ ) 3624
(5) ( خ ) 5757 , ( م ) 1 - ( 1646 ) , ( د ) 3249 , ( حم ) 241
(6) ( حم ) 329 , ( ت ) 1535
(7) ( خ ) 5757 , ( م ) 3 - ( 1646 ) , ( د ) 3249
(8) ( خ ) 3624 , ( م ) 1646
(9) ( خ ) 2533 , ( م ) 3 - ( 1646 ) , ( د ) 3249
(10) أَيْ : فَلَيْسَ مِنْ قُرْب اللَّهِ فِي شَيْء , وَالْحَاصِل أَنَّ أَهْل الْقُرْبِ يُصَدِّقُونَ الْحَالِف فِيمَا حَلَفَ عَلَيْهِ تَعْظِيمًا لِلَّهِ , وَمَنْ لَا يُصَدِّقُهُ مَعَ إِمْكَان التَّصْدِيق فَلَيْسَ مِنْهُمْ . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 4 / ص 339)
(11) ( جة ) 2101 , ( هق ) 20512 , انظر الإرواء : 2698 , صحيح الجامع : 7247 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2951
(12) ( خ ) 6271 , ( م ) 1 - ( 1646 ) , ( ت ) 1533 , ( س ) 3767 , ( حم ) 112(2/2028)
( م س ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَا تَحْلِفُوا بِالطَّوَاغِي (1) ) (2) ( وَلَا بِالْأَنْدَادِ (3) ) (4) ( وَلَا بِآبَائِكُمْ ) (5) ( وَلَا بِأُمَّهَاتِكُمْ ، لَا تَحْلِفُوا إِلَّا بِاللَّهِ , وَلَا تَحْلِفُوا بِاللَّهِ إِلَّا وَأَنْتُمْ صَادِقُونَ ) (6) "
__________
(1) هُوَ جَمْع طَاغُوت , وَهُوَ الصَّنَم ، وَيُطْلَق عَلَى الشَّيْطَان أَيْضًا ، وَيَكُون الطَّاغُوت وَاحِدًا وَجَمْعًا وَمُذَكَّرًا وَمُؤَنَّثًا ، قَالَ اللَّه تَعَالَى : { وَاجْتَنَبُوا الطَّاغُوت أَنْ يَعْبُدُوهَا } وَقَالَ تَعَالَى : { يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوت . . . } وسُمِّيَ ( الطَّاغُوت ) بِاسْمِ الْمَصْدَر لِطُغْيَانِ الْكُفَّار بِعِبَادَتِهِ ؛ لِأَنَّهُ سَبَبُ طُغْيَانِهِمْ وَكُفْرِهمْ ، وَكُلّ مَا جَاوَزَ الْحَدّ فِي تَعْظِيم أَوْ غَيْره فَقَدْ طَغَى ، فَالطُّغْيَان الْمُجَاوَزَة لِلْحَدِّ ، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى : { لَمَّا طَغَى الْمَاء } أَيْ : جَاوَزَ الْحَدّ .شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 38)
(2) ( م ) 6 - ( 1648 ) , ( جة ) 2095 , ( س ) 3774 , ( حم ) 20643
(3) الْأَنْدَاد : جَمْع نِدٍّ ، وَهُوَ مِثْل الشَّيْء الَّذِي يُضَادّهُ فِي أُمُوره ، وَيُنَادّهُ , أَيْ : يُخَالِفهُ ، وَيُرِيد بِهَا مَا كَانُوا يَتَّخِذُونَهُ آلِهَة مِنْ دُون اللَّه , قَالَ فِي الْفَتْح : وَهَلْ الْمَنْع لِلتَّحْرِيمِ ؟ , قَوْلَانِ عِنْد الْمَالِكِيَّة ، كَذَا قَالَ اِبْن دَقِيق الْعِيد , وَالْمَشْهُور عِنْدهمْ الْكَرَاهَة ، وَالْخِلَاف أَيْضًا عِنْد الْحَنَابِلَة ، لَكِنَّ الْمَشْهُورَ عِنْدهمْ التَّحْرِيم ، وَبِهِ جَزَمَ الظَّاهِرِيَّة .عون المعبود - (ج 7 / ص 234)
(4) ( س ) 3769 , ( د ) 3248
(5) ( م ) 6 - ( 1648 ) , ( س ) 3774 , ( حم ) 20643
(6) ( س ) 3769 , ( د ) 3248(2/2029)
( حل ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" احْلِفُوا بِاللَّهِ وَبَرُّوا وَاصْدُقُوا ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ أَنْ يُحْلَفَ بِهِ " (1)
------------
(1) أخرجه أبو نعيم فى الحلية (7/267) , والديلمي (1/101 ، رقم 333) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 211 , الصحيحة : 1119(2/2030)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ حَلَفَ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى فَلْيَقُلْ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (1) " (2)
__________
(1) قلت : فيه دليل على أن من حلف بغير اللات والعزى مما هو من دون الله , كالكعبة والأولاد وغيرها مما يحلف به الناس , فإنه يُسَنُّ في حقه أن يقول كما أُمِرَ أن يقولَ من حلف باللات والعزى .ع
(2) ( م ) 1647 , ( خ ) 6274 , ( ت ) 1545 , ( حم ) 8073(2/2031)
( حب ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ : قَبَّحَ اللَّهُ وَجْهَكَ , وَوَجْهَ مَنْ أَشْبَهَ وَجْهَكَ , فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ (1) " (2)
__________
(1) قال أبو حاتم ابن حبان : يريد به على صورة الذي قيل له ( قبح الله وجهك ) من ولده , والدليل على ان الخطاب لبني آدم دون غيرهم قوله - صلى الله عليه وسلم - ( ووجه من أشبه وجهك ) لأن وجه آدم في الصورة تشبه صورة ولده . أ . هـ
قال الألباني في صحيح الأدب المفرد ح128 : فإذا شتم المسلم أخاه وقال له : " قبح الله وجهك , ووجه من أشبه وجهك " شمل الشتم آدم أيضاً , فإن وجه المشتوم يشبه وجه آدم , والله خلق آدم على هذه الصورة التي نشاهدها في ذريته , إلا أن الفرق أن آدم خلقه الله بيده , ولم يمر بالأدوار والأطوار التي يمر بها بنوه , وإنما خلقه من تراب , قال تعالى في أول سورة المؤمنون : ؟ , ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين , ثم جعلناه نطفة في قرار مكين , ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقناالمضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ? . أ . هـ
(2) ( حب ) 5710 , ( خد ) ( 173 ) , ( حم ) 7414 , انظر الصَّحِيحَة تحت حديث : 862 , ظلال الجنة : 519(2/2032)
التَّوَسُّلُ فِي الدُّعَاء
( خ ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
كُنَّا إِذَا قَحَطْنَا (1) اسْتَسْقَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - رضي الله عنه - فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا , وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا , قَالَ : فَيُسْقَوْنَ . (2)
__________
(1) أَيْ : أَصَابَهُمْ الْقَحْط .
(2) ( خ ) 964 , 3507(2/2033)
( كر ) , وَعَنْ التابعي الجليل سليم ابن عامر الحَبائري قَالَ :
قحطت السماء ، فخرج معاوية بن أبي سفيانبوأهل دمشق يستسقون (1) فلما قعد معاوية على المنبر قال : أين يزيد بن الأسود الجرشي ؟ ، فناداه الناس ، فأقبل يتخطى الناس ، فأمره معاوية فصعد على المنبر ، فقعد عند رجليه ، فقال معاوية : اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بخيرنا وأفضلنا ، اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بيزيد بن الأسود الجرشي ، يا يزيد ، ارفع يديك إلى اللَّهِ ، فرفع يديه ورفع الناس أيديهم ، فما كان أوشك أن ثارت سحابة في الغرب كأنها تُرْس , وهبت لها ريح فَسَقَتْنَا حتى كاد الناس أن لَا يبلغوا منازلهم . (2)
__________
(1) الاستسقاء : طلب نزول المطر بالتوجه إلى الله بالدعاء .
(2) تاريخ دمشق - (65 / 112) , وصححه الألباني في الإرواء تحت حديث672 , وصححه كذلك في كتاب التوسل ص41(2/2034)
( ت جة حم ) , وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ ضَرِيرُ الْبَصَرِ , فَقَالَ : ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَنِي , فَقَالَ : " إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ لَكَ ) (1) ( وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ ) (2) ( فَهُوَ أَفْضَلُ لِآخِرَتِكَ " , قَالَ : لَا بَلْ ادْعُ اللَّهَ لِي ) (3) ( " فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءَهُ , وَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ , وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ ) (4) ( بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - نَبِيِّ الرَّحْمَةِ ) (5) ( يَا مُحَمَّدُ ) (6) ( إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكَ (7) إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقْضَى لِيَ (8) اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ (9) فِيَّ (10) " ) (11) ( قَالَ : فَفَعَلَ الرَّجُلُ فَبَرَأَ (12) ) (13) .
__________
(1) ( حم ) 17279 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( ت ) 3578 , ( جة ) 1385
(3) ( حم ) 17280 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( جة ) 1385 , ( ت ) 3578
(5) ( ت ) 3578
(6) ( جة ) 1385
(7) أَيْ : اِسْتَشْفَعْتُ بِك , وَالْخِطَابُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 476)
(8) أَيْ : لِتُقْضَى لِي حَاجَتِي بِشَفَاعَتِك . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 476)
(9) أَيْ : اِقْبَلْ شَفَاعَتَهُ . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 476)
(10) أَيْ : فِي حَقِّي . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 476)
(11) ( ت ) 3578 , ( حم ) 17279 , صححه الألباني في كتاب التوسل ص69
(12) قَالَ الشَّيْخُ عَبْدُ الْغَنِيِّ فِي إِنْجَاحِ الْحَاجَةِ : وَالْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ التَّوَسُّلِ وَالِاسْتِشْفَاعِ بِذَاتِهِ الْمُكَرَّمِ فِي حَيَاتِهِ ,
وَقَالَ الشَّوْكَانِيُّ فِي تُحْفَةِ الذَّاكِرِينَ : وَفِي الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ التَّوَسُّلِ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إلى اللَّهِ - عز وجل - , مَعَ اِعْتِقَادِ أَنَّ الْفَاعِلَ هُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى , وَأَنَّهُ الْمُعْطِي الْمَانِعُ , مَا شَاءَ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ , ثُمَّ قَالَ : وَأَمَّا التَّوَسُّلُ بِالصَّالِحِينَ فَمِنْهُ مَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّ الصَّحَابَةَ اِسْتَسْقَوْا بِالْعَبَّاسِ - رضي الله عنه - عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَقَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه - اللَّهُمَّ إِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْك بِعَمِّ نَبِيِّنَا إِلَخْ , قَالَ الشَّوْكَانِيُّ : وَقَالَ الشِّيحُ عِزُّ الدِّينِ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ : إِنَّهُ لَا يَجُوزُ التَّوَسُّلُ إلى اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِنْ صَحَّ الْحَدِيثُ فِيهِ , وَلَعَلَّهُ يُشِيرُ إِلَى الْحَدِيثِ الَّذِي أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي سُنَنِهِ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ اِبْنُ مَاجَهْ وَغَيْرُهُمْ أَنَّ أَعْمَى أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، قَالَ : وَلِلنَّاسِ فِي مَعْنَى هَذَا قَوْلَانِ : أَحَدُهُمَا أَنَّ التَّوَسُّلَ هُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لَمَّا قَالَ : كُنَّا إِذَا أَجْدَبْنَا نَتَوَسَّلُ بِنَبِيِّنَا إِلَيْك فَتَسْقِينَا وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْك بِعَمِّ نَبِيِّنَا وَهُوَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ , فَقَدْ ذَكَرَ عُمَرُ - رضي الله عنه - أَنَّهُمْ كَانُوا يَتَوَسَّلُونَ بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قِي حَيَاتِهِ فِي الِاسْتِسْقَاءِ , ثُمَّ تَوَسَّلَ بِعَمِّهِ الْعَبَّاسِ بَعْدَ مَوْتِهِ , وَتَوَسُّلُهُمْ هُوَ اِسْتِسْقَاؤُهُمْ , بِحَيْثُ يَدْعُو وَيَدْعُونَ مَعَهُ , فَيَكُونُ هُوَ وَسِيلَتُهُمْ إلى اللَّهِ تَعَالَى , وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ فِي مِثْلِ هَذَا شَافِعًا وَدَاعِيًّا لَهُمْ ، وَالْقَوْلُ الثَّانِي : أَنَّ التَّوَسُّلَ بِهِ - صلى الله عليه وسلم - يَكُونُ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ مَوْتِهِ وَفِي حَضْرَتِهِ وَمَغِيبِهِ , وَلَا يَخْفَاك أَنَّهُ قَدْ ثَبَتَ التَّوَسُّلُ بِهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَيَاتِهِ , وَثَبَتَ التَّوَسُّلُ بِغَيْرِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ بِإِجْمَاعِ الصَّحَابَةِ إِجْمَاعًا سُكُوتِيًّا لِعَدَمِ إِنْكَارِ أَحَدٍ مِنْهُمْ عَلَى عُمَرَ - رضي الله عنه - فِي تَوَسُّلِهِ بِالْعَبَّاسِ - رضي الله عنه - ، وَعِنْدِي أَنَّهُ لَا وَجْهَ لِتَخْصِيصِ جَوَازِ التَّوَسُّلِ بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - كَمَا زَعَمَهُ الشَّيْخُ عِزُّ الدِّينِ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ لِأَمْرَيْنِ : الْأَوَّلُ مَا عَرَّفْنَاك بِهِ مِنْ إِجْمَاعِ الصَّحَابَةِ - رضي الله عنهم - .
وَالثَّانِي : أَنَّ التَّوَسُّلَ إلى اللَّهِ بِأَهْلِ الْفَضْلِ وَالْعِلْمِ هُوَ فِي التَّحْقِيقِ تَوَسُّلٌ بِأَعْمَالِهِمْ الصَّالِحَةِ وَمَزَايَاهُمْ الْفَاضِلَةِ , إِذْ لَا يَكُونُ الْفَاضِلُ فَاضِلًا إِلَّا بِأَعْمَالِهِ ، فَإِذَا قَالَ الْقَائِلُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَوَسَّلُ إِلَيْك بِالْعَالِمِ الْفُلَانِيِّ فَهُوَ بِاعْتِبَارِ مَا قَامَ بِهِ مِنْ الْعِلْمِ ، وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - حَكَى عَنْ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ اِنْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ الصَّخْرَةُ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ تَوَسَّلَ إلى اللَّهِ بِأَعْظَمِ عَمَلٍ عَمِلَهُ فَارْتَفَعَتْ الصَّخْرَةُ ، فَلَوْ كَانَ التَّوَسُّلُ بِالْأَعْمَالِ الْفَاضِلَةِ غَيْرَ جَائِزٍ أَوْ كَانَ شِرْكًا كَمَا يَزْعُمُهُ الْمُتَشَدِّدُونَ فِي هَذَا الْبَابِ كَابْنِ عَبْدِ السَّلَامِ وَمَنْ قَالَ بِقَوْلِهِ مِنْ أَتْبَاعِهِ لَمْ تَحْصُلْ الْإِجَابَةُ لَهُمْ , وَلَا سَكَتَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ إِنْكَارِ مَا فَعَلُوهُ بَعْدَ حِكَايَتِهِ عَنْهُمْ , وَبِهَذَا تَعْلَمُ أَنَّ مَا يُورِدُهُ الْمَانِعُونَ مِنْ التَّوَسُّلِ بِالْأَنْبِيَاءِ وَالصُّلَحَاءِ مِنْ نَحْوِ قَوْلِهِ تَعَالَى { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إلى اللَّهِ زُلْفَى } وَنَحْوِ قَوْلِهِ تَعَالَى { فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا } وَنَحْوِ قَوْلِهِ تَعَالَى { لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَاَلَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ } لَيْسَ بِوَارِدٍ , بَلْ هُوَ مِنْ الِاسْتِدْلَالِ عَلَى مَحَلِّ النِّزَاعِ بِمَا هُوَ أَجْنَبِيٌّ عَنْهُ ، فَإِنَّ قَوْلَهُمْ { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إلى اللَّهِ زُلْفَى } مُصَرِّحٌ بِأَنَّهُمْ عَبَدُوهُمْ لِذَلِكَ , وَالْمُتَوَسِّلُ بِالْعَالِمِ مَثَلًا لَمْ يَعْبُدْهُ , بَلْ عَلِمَ أَنَّ لَهُ مَزِيَّةً عِنْدَ اللَّهِ بِحَمْلِهِ الْعِلْمَ فَتَوَسَّلَ بِهِ لِذَلِكَ ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ { وَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا } فَإِنَّهُ نَهْيٌ عَنْ أَنْ يُدْعَى مَعَ اللَّهِ غَيْرُهُ , كَأَنْ يَقُولَ بِاللَّهِ وَبِفُلَانٍ ، وَالْمُتَوَسِّلُ بِالْعَالِمِ مَثَلًا لَمْ يَدْعُ إِلَّا اللَّهَ , فَإِنَّمَا وَقَعَ مِنْهُ التَّوَسُّلُ عَلَيْهِ بِعَمَلٍ صَالِحٍ عَمِلَهُ بَعْضُ عِبَادِهِ , كَمَا تَوَسَّلَ الثَّلَاثَةُ الَّذِينَ اِنْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ الصَّخْرَةُ بِصَالِحِ أَعْمَالِهِمْ , وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ : { لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ } [الرعد/14] , فَإِنَّ هَؤُلَاءِ دَعَوْا مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُمْ وَلَمْ يَدْعُوا رَبَّهُمْ الَّذِي يَسْتَجِيبُ لَهُمْ , وَالْمُتَوَسِّلُ بِالْعَالِمِ مَثَلًا لَمْ يَدْعُ إِلَّا اللَّهَ وَلَمْ يَدْعُ غَيْرَهُ دُونَهُ وَلَا دَعَا غَيْرَهُ مَعَهُ , وَإِذَا عَرَفْت هَذَا لَمْ يَخْفَ عَلَيْك دَفْعُ مَا يُورِدُهُ الْمَانِعُونَ لِلتَّوَسُّلِ مِنْ الْأَدِلَّةِ الْخَارِجَةِ عَنْ مَحَلِّ النِّزَاعِ خُرُوجًا زَائِدًا عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ , كَاسْتِدْلَالِهِمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَمَا أَدْرَاك مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاك مَا يَوْمُ الدِّينِ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ } فَإِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ الشَّرِيفَةَ لَيْسَ فِيهَا إِلَّا أَنَّهُ تَعَالَى الْمُنْفَرِدُ بِالْأَمْرِ فِي يَوْمِ الدِّينِ , وَأَنَّهُ لَيْسَ لِغَيْرِهِ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ ، وَالْمُتَوَسِّلُ بِنَبِيٍّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ أَوْ عَالِمٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ هُوَ لَا يَعْتَقِدُ أَنَّ لِمَنْ تَوَسَّلَ بِهِ مُشَارَكَةً لِلَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ فِي أَمْرِ يَوْمِ الدِّينِ , وَمَنْ اِعْتَقَدَ هَذَا الْعَبْدَ مِنْ الْعِبَادِ سَوَاءٌ كَانَ نَبِيًّا أَوْ غَيْرَ نَبِيٍّ فَهُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ، وَهَكَذَا الِاسْتِدْلَالُ عَلَى مَنْعِ التَّوَسُّلِ بِقَوْلِهِ : { لَيْسَ لَك مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ } , { قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا } فَإِنَّ هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ مُصَرِّحَتَانِ بِأَنَّهُ لَيْسَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أَمْرِ اللَّهِ شَيْءٌ , وَأَنَّهُ لَا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا , فَكَيْفَ يَمْلِكُ لِغَيْرِهِ ، وَلَيْسَ فِيهِمَا مَنْعُ التَّوَسُّلِ بِهِ أَوْ بِغَيْرِهِ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ أَوْ الْأَوْلِيَاءِ أَوْ الْعُلَمَاءِ ، وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ لِمَقَامِ الشَّفَاعَةِ الْعُظْمَى , وَأَرْشَدَ الْخَلْقَ إِلَى أَنْ يَسْأَلُوهُ ذَلِكَ وَيَطْلُبُوهُ مِنْهُ , وَقَالَ لَهُ : سَلْ تُعْطَهْ , وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ , وَقِيلَ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ , بِأَنَّ الشَّفَاعَةَ لَا تَكُونُ إِلَّا بِإِذْنِهِ , وَلَا تَكُونُ إِلَّا لِمَنْ اِرْتَضَى ، وَهَكَذَا الِاسْتِدْلَالُ عَلَى مَنْعِ التَّوَسُّلِ بِقَوْلِهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَك الْأَقْرَبِينَ } يَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ لَا أَمْلِكُ لَك مِنْ اللَّهِ شَيْئًا ، يَا فُلَانَةُ بِنْتُ فُلَانٍ لَا أَمْلِكُ لَك مِنْ اللَّهِ شَيْئًا , فَإِنَّ هَذَا لَيْسَ فِيهَا إِلَّا التَّصْرِيحُ بِأَنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - لَا يَسْتَطِيعُ نَفْعَ مَنْ أَرَادَ اللَّهُ ضُرَّهُ , وَلَا ضُرَّ مَنْ أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى نَفْعَهُ , وَأَنَّهُ لَا يَمْلِكُ لِأَحَدٍ مِنْ قَرَابَتِهِ فَضْلًا عَنْ غَيْرِهِمْ شَيْئًا مِنْ اللَّهِ ، وَهَذَا مَعْلُومٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ , وَلَيْسَ فِيهِ أَنَّهُ لَا يُتَوَسَّلُ بِهِ إلى اللَّهِ فَإِنَّ ذَلِكَ هُوَ طَلَبُ الْأَمْرِ مِمَّنْ لَهُ الْأَمْرُ وَالنَّهْيُ , وَإِنَّمَا أَرَادَ الطَّالِبُ أَنْ يُقَدِّمَ بَيْنَ يَدَيْ طَلَبِهِ مَا يَكُونُ سَبَبًا لِلْإِجَابَةِ مِمَّنْ هُوَ الْمُنْفَرِدُ بِالْعَطَاءِ وَالْمَنْعِ , وَهُوَ مَالِكُ يَوْمِ الدِّينِ اِنْتَهَى كَلَامُ الشَّوْكَانِيِّ .
قُلْت : الْحَقُّ عِنْدِي أَنَّ التَّوَسُّلَ بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَيَاتِهِ بِمَعْنَى التَّوَسُّلِ بِدُعَائِهِ وَشَفَاعَتِهِ جَائِزٌ , وَكَذَا التَّوَسُّلُ بِغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ وَالصَّلَاحِ فِي حَيَاتِهِمْ , بِمَعْنَى التَّوَسُّلِ بِدُعَائِهِمْ وَشَفَاعَتِهِمْ أَيْضًا جَائِزٌ ، وَأَمَّا التَّوَسُّلُ بِهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ مَمَاتِهِ , وَكَذَا التَّوَسُّلُ بِغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ وَالصَّلَاحِ بَعْدَ مَمَاتِهِمْ فَلَا يَجُوزُ ، وَاخْتَارَهُ الْإِمَامُ اِبْنُ تَيْمِيَّةَ فِي رِسَالَتِهِ التَّوَسُّلُ وَالْوَسِيلَةُ , وَقَدْ أَشْبَعَ الْكَلَامَ فِي تَحْقِيقِهِ وَأَجَادَ فِيهِ ، وَمِنْ جُمْلَةِ كَلَامِهِ فِيهَا : وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَمَعْلُومٌ أَنَّهُ إِذَا ثَبَتَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ أَوْ غَيْرِهِ أَنَّهُ جَعَلَ مِنْ الْمَشْرُوعِ الْمُسْتَحَبِّ أَنْ يُتَوَسَّلَ بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ مَوْتِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - دَاعِيًا لَهُ وَلَا شَافِعًا فِيهِ , فَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّ عُمَرَ وَأَكَابِرَ الصَّحَابَةِ لَمْ يَرَوْا هَذَا مَشْرُوعًا بَعْدَ مَمَاتِهِ كَمَا كَانَ يُشْرَعُ فِي حَيَاتِهِ , بَلْ كَانُوا فِي الِاسْتِسْقَاءِ فِي حَيَاتِهِ يَتَوَسَّلُونَ بِهِ , فَلَمَّا مَاتَ لَمْ يَتَوَسَّلُوا بِهِ , بَلْ قَالَ عُمَرُ فِي دُعَائِهِ الصَّحِيحِ الْمَشْهُورِ الثَّابِتِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِمَحْضَرٍ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فِي عَامِ الرَّمَادَةِ الْمَشْهُورِ لَمَّا اِشْتَدَّ بِهِمْ الْجَدْبُ حَتَّى حَلَفَ عُمَرُ لَا يَأْكُلُ سَمْنًا حَتَّى يُخْصِبَ النَّاسُ ، فَلَمَّا اِسْتَسْقَى بِالنَّاسِ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا إِذَا أَجْدَبْنَا نَتَوَسَّلُ إِلَيْك بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا , وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْك بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا فَيُسْقَوْنَ ، وَهَذَا دُعَاءٌ أَقَرَّهُ عَلَيْهِ جَمِيعُ الصَّحَابَةِ لَمْ يُنْكِرْهُ أَحَدٌ مَعَ شُهْرَتِهِ , وَهُوَ مِنْ أَظْهَرْ الْإِجْمَاعَاتِ الْإِقْرَارِيَّةِ , وَدَعَا بِمِثْلِهِ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ فِي خِلَافَتِهِ لَمَّا اِسْتَسْقَى بِالنَّاسِ ، فَلَوْ كَانَ تَوَسُّلُهُمْ بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ مَمَاتِهِ كَتَوَسُّلِهِمْ فِي حَيَاتِهِ , لَقَالُوا : كَيْفَ نَتَوَسَّلُ بِمِثْلِ الْعَبَّاسِ وَيَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ وَنَحْوِهِمَا وَنَعْدِلُ عَنْ التَّوَسُّلِ بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - الَّذِي هُوَ أَفْضَلُ الْخَلَائِقِ , وَهُوَ أَفْضَلُ الْوَسَائِلِ وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللَّهِ ، فَلَمَّا لَمْ يَقُلْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْهُمْ - وَقَدْ عُلِمَ أَنَّهُمْ فِي حَيَاتِهِ إِنَّمَا تَوَسَّلُوا بِدُعَائِهِ وَشَفَاعَتِهِ وَبَعْدَ مَمَاتِهِ تَوَسَّلُوا بِدُعَاءِ غَيْرِهِ وَشَفَاعَةِ غَيْرِهِ - عُلِمَ أَنَّ الْمَشْرُوعَ عِنْدَهُمْ التَّوَسُّلُ بِدُعَاءِ الْمُتَوَسَّلِ بِهِ لَا بِذَاتِهِ ، وَحَدِيثُ الْأَعْمَى حُجَّةٌ لِعُمَرَ وَعَامَّةِ الصَّحَابَةِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ , فَإِنَّهُ إِنَّمَا أَمَرَ الْأَعْمَى أَنْ يَتَوَسَّلَ إلى اللَّهِ بِشَفَاعَةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَدُعَائِهِ لَا بِذَاتِهِ ، وَقَالَ لَهُ فِي الدُّعَاءِ " قُلْ اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِيَّ " وَإِذَا قُدِّرَ أَنَّ بَعْضَ الصَّحَابَةِ أَمَرَ غَيْرَهُ أَنْ يَتَوَسَّلَ بِذَاتِهِ لَا بِشَفَاعَتِهِ وَلَمْ يَأْمُرْ بِالدُّعَاءِ الْمَشْرُوعِ بَلْ بِبَعْضِهِ وَتَرَكَ سَائِرَهُ الْمُتَضَمِّنَ لِلتَّوَسُّلِ بِشَفَاعَتِهِ كَانَ مَا فَعَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ هُوَ الْمُوَافِقُ لِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَكَانَ الْمُخَالِفُ لِعُمَرَ مَحْجُوجًا بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَكَانَ الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حُجَّةً عَلَيْهِ لَا لَهُ , وَقَالَ فِيهَا : فَأَمَّا التَّوَسُّلُ بِذَاتِهِ فِي حُضُورِهِ أَوْ مَغِيبِهِ أَوْ بَعْدَ مَوْتِهِ مِثْلُ الْإِقْسَامِ بِذَاتِهِ أَوْ بِغَيْرِهِ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ , أَوْ السُّؤَالِ بِنَفْسِ ذَوَاتِهِمْ لَا بِدُعَائِهِمْ , فَلَيْسَ هَذَا مَشْرُوعًا عِنْدَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ بَلْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَمَنْ بِحَضْرَتِهِمَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ لَمَّا أَجْدَبُوا اِسْتَسْقَوْا وَتَوَسَّلُوا أَوْ اِسْتَشْفَعُوا بِمَنْ كَانَ حَيًّا كَالْعَبَّاسِ وَيَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ , وَلَمْ يَتَوَسَّلُوا وَلَمْ يَسْتَشْفِعُوا وَلَمْ يَسْتَسْقُوا فِي هَذِهِ الْحَالِ بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لَا عِنْدَ قَبْرِهِ وَلَا غَيْرِ قَبْرِهِ , بَلْ عَدَلُوا إِلَى الْبَدَلِ كَالْعَبَّاسِ وَكَيَزِيدَ , بَلْ كَانُوا يُصَلُّونَ عَلَيْهِ فِي دُعَائِهِمْ اِنْتَهَى . تحفة الأحوذي (ج 8 / ص 476)
(13) ( حم ) 17280(2/2035)
أَفْضَلِيَّةُ الْأُمَّةِ الْمُحَمَّدِيَّة
( ت ) , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } (1) قَالَ : " إِنَّكُمْ تَتِمُّونَ سَبْعِينَ أُمَّةً , أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى (2) " (3)
__________
(1) [آل عمران/110]
(2) قَالَ الْحَافِظُ اِبْنُ كَثِيرٍ : يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ بِأَنَّهُمْ خَيْرُ الْأُمَمِ , وَأَنْفَعُ النَّاسِ لِلنَّاسِ ، وإِنَّمَا حَازَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ قَصَبَ السَّبْقِ إِلَى الْخَيْرَاتِ بِنَبِيِّهَا مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ ، فَإِنَّهُ أَشْرَفُ خَلْقِ اللَّهِ وَأَكْرَمُ الرُّسُلِ عَلَى اللَّهِ ، وَبَعَثَهُ اللَّهُ بِشَرْعٍ كَامِلٍ عَظِيمٍ لَمْ يُعْطَهُ نَبِيٌّ قَبْلَهُ وَلَا رَسُولٌ مِنْ الرُّسُلِ , فَالْعَمَلُ عَلَى مِنْهَاجِهِ وَسَبِيلِهِ يَقُومُ الْقَلِيلُ مِنْهُ مَا لَا يَقُومُ الْعَمَلُ الْكَثِيرُ مِنْ أَعْمَالِ غَيْرِهِ مَقَامَهُ . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 321)
(3) ( ت ) 3001 , ( جة ) 4288 , وحسنه الألباني في هداية الرواة : 6249(2/2036)
( خ ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَثَلُ الْمُسْلِمِينَ وَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَأْجَرَ قَوْمًا يَعْمَلُونَ لَهُ عَمَلًا إِلَى اللَّيْلِ عَلَى أَجْرٍ مَعْلُومٍ , فَعَمِلُوا لَهُ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ فَقَالُوا : لَا حَاجَةَ لَنَا إِلَى أَجْرِكَ الَّذِي جَعَلْتَ شَرَطْتَ لَنَا , وَمَا عَمِلْنَا بَاطِلٌ , فَقَالَ لَهُمْ : لَا تَفْعَلُوا , أَكْمِلُوا بَقِيَّةَ عَمَلِكُمْ وَخُذُوا أَجْرَكُمْ كَامِلًا , فَأَبَوْا وَتَرَكُوا ) (1) ( فَاسْتَأْجَرَ آخَرِينَ , فَقَالَ : أَكْمِلُوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ ) (2) ( هَذَا ) (3) ( وَلَكُمْ الَّذِي شَرَطْتُ ) (4) ( لَهُمْ مِنْ الْأَجْرِ , فَعَمِلُوا حَتَّى إِذَا كَانَ حِينُ صَلَاةِ الْعَصْرِ ) (5) ( قَالُوا : ) (6) ( مَا عَمِلْنَا بَاطِلٌ , وَلَكَ الْأَجْرُ الَّذِي جَعَلْتَ لَنَا فِيهِ , فَقَالَ لَهُمْ : أَكْمِلُوا بَقِيَّةَ عَمَلِكُمْ , فَإنَّمَا بَقِيَ مِنْ النَّهَارِ شَيْءٌ يَسِيرٌ , فَأَبَوْا ) (7) ( فَاسْتَأْجَرَ قَوْمًا ) (8) ( أَنْ يَعْمَلُوا لَهُ بَقِيَّةَ يَوْمِهِمْ , فَعَمِلُوا بَقِيَّةَ يَوْمِهِمْ حَتَّى غَابَتْ الشَّمْسُ , وَاسْتَكْمَلُوا أَجْرَ الْفَرِيقَيْنِ كِلَيْهِمَا , فَذَلِكَ مَثَلُهُمْ وَمَثَلُ مَا قَبِلُوا مِنْ هَذَا النُّورِ ) (9) "
__________
(1) ( خ ) 2151
(2) ( خ ) 533
(3) ( خ ) 2151
(4) ( خ ) 533
(5) ( خ ) 2151
(6) ( خ ) 533
(7) ( خ ) 2151
(8) ( خ ) 533
(9) ( خ ) 2151(2/2037)
( خ ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّمَا بَقَاؤُكُمْ فِيمَا سَلَفَ قَبْلَكُمْ مِنْ الْأُمَمِ كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ أُوتِيَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ التَّوْرَاةَ ، فَعَمِلُوا حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ عَجَزُوا ، فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا , ثُمَّ أُوتِيَ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ الْإِنْجِيلَ ، فَعَمِلُوا إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ ثُمَّ عَجَزُوا ، فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا , ثُمَّ أُوتِينَا الْقُرْآنَ , فَعَمِلْنَا إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ ، فَأُعْطِينَا قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ ) (1) ( أَلَا لَكُمْ الْأَجْرُ مَرَّتَيْنِ ) (2) ( فَقَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ : أَيْ رَبَّنَا ، أَعْطَيْتَ هَؤُلَاءِ قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ ، وَأَعْطَيْتَنَا قِيرَاطًا قِيرَاطًا وَنَحْنُ كُنَّا أَكْثَرَ عَمَلًا , فَقَالَ اللَّهُ - عز وجل - : هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ أَجْرِكُمْ مِنْ شَيْءٍ ؟ ، قَالُوا : لَا ، قَالَ : فَهُوَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ (3) ) (4) "
__________
(1) ( خ ) 532
(2) ( خ ) 3272
(3) قال ابن كثير في تفسيره : كما قال تعالى : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ، وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ ، وَيَغْفِرْ لَكُمْ ، وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ، لِئَلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ، وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ، وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } [الحديد : 28 , 29]
(4) ( خ ) 532 , 2148 , 2149 , 4733 , 7029 , 7095 , ( ت ) 2871 , ( حم ) 4508(2/2038)
( م حم ) , وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( فُضِّلَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ بِثَلَاثٍ : جُعِلَتْ لَهَا الْأَرْضُ ) (1) ( كُلُّهَا مَسْجِدًا , وَجُعِلَتْ تُرْبَتُهَا لَنَا طَهُورًا إِذَا لَمْ نَجِدْ الْمَاءَ (2) ) (3) ( وَجُعِلَتْ صُفُوفُهَا عَلَى صُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ , وَأُعْطِيتُ هَذِهِ الْآيَاتِ مِنْ آخِرِ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ لَمْ يُعْطَهَا نَبِيٌّ قَبْلِي ) (4) "
__________
(1) ( حم ) 23299 , ( م ) 4 - ( 522 )
(2) فيه دليل على مشروعية الوضوء في الأمم السابقة , ويؤيده قوله - صلى الله عليه وسلم - : " هذا وضوئي ووضوء الأنبياء من قبلي " .ع
(3) ( م ) 4 - ( 522 ) , ( حم ) 23299
(4) ( حم ) 23299 , ( م ) 4 - ( 522 ) , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(2/2039)
( م ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ رَحْمَةَ أُمَّةٍ مِنْ عِبَادِهِ قَبَضَ نَبِيَّهَا قَبْلَهَا , فَجَعَلَهُ لَهَا فَرَطًا (1) وَسَلَفًا بَيْنَ يَدَيْهَا , وَإِذَا أَرَادَ هَلَكَةَ أُمَّةٍ عَذَّبَهَا وَنَبِيُّهَا حَيٌّ , فَأَهْلَكَهَا وَهُوَ يَنْظُرُ , فَأَقَرَّ عَيْنَهُ بِهَلَكَتِهَا حِينَ كَذَّبُوهُ وَعَصَوْا أَمْرَهُ " (2)
__________
(1) ( الفَرَط ) بمعنى الفارط , وهو المتقدم إلى الماء لِيُهَيِّئ السقي , قال الطيبي : يريد أنه شفيعٌ يتقدم .
فيض القدير - (ج 2 / ص 260)
(2) ( م ) 24 - ( 2288 ) , ( حب ) 6647(2/2040)
( جة ) , وَعَنْ أَبِي عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَزَالُ اللَّهُ يَغْرِسُ فِي هَذَا الدِّينِ غَرْسًا يَسْتَعْمِلُهُمْ فِي طَاعَتِهِ " (1)
__________
(1) ( جة ) 8 , ( حم ) 17822 , ( حب ) 326 , انظر الصَّحِيحَة : 2442(2/2041)
( خ م ت د جة حم ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ قَالَ :
( كُنْتُ عِنْدَ مَسْلَمَةَ بْنِ مُخَلَّدٍ وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ب فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ الْخَلْقِ , هُمْ شَرٌّ مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ , لَا يَدْعُونَ اللَّهَ بِشَيْءٍ إِلَّا رَدَّهُ عَلَيْهِمْ " , فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ - رضي الله عنه - , فَقَالَ لَهُ مَسْلَمَةُ : يَا عُقْبَةُ , اسْمَعْ مَا يَقُولُ عَبْدُ اللَّهِ , فَقَالَ عُقْبَةُ : هُوَ أَعْلَمُ , وَأَمَّا أَنَا فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : ) (1) ( " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ) (2) ( قَوَّامَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ ) (3) ( يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ , ظَاهِرِينَ (4) عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ (5) ) (6) ( قَاهِرِينَ لِعَدُوِّهِمْ ) (7) ( مَنْصُورِينَ ) (8) ( لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ (9) ) (10) لَا يُبَالُونَ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ نَصَرَهُمْ (11) ( حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمْ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ ) (12) حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ (13) حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَيَنْزِلَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ - عليه السلام - (14) ( وَهُمْ أَهْلُ الشَّامِ " ) (15) ( فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : أَجَلْ , ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا كَرِيحِ الْمِسْكِ , مَسُّهَا مَسُّ الْحَرِيرِ , فَلَا تَتْرُكُ نَفْسًا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ الْإِيمَانِ إِلَّا قَبَضَتْهُ , ثُمَّ يَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ , عَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ ) (16) .
__________
(1) ( م ) 176 - ( 1924 )
(2) ( م ) 174 - ( 1037 ) , ( خ ) 7021 , ( د ) 2484 , ( حم ) 18191
(3) ( جة ) 7 , ( خ ) 3442 , ( م ) 174 - ( 1037 )
(4) أَيْ : غَالِبِينَ مَنْصُورِينَ .
(5) أَيْ : عَلَى مَنْ عَادَاهُمْ .
(6) ( د ) 2484 , ( حم ) 18191 , 19909 , ( خ ) 7021 , ( م ) 171 - ( 1921 )
(7) ( م ) 176 - ( 1924 ) , ( حم ) 8465
(8) ( ت ) 2192 , ( جة ) 6 , ( حم ) 15635 , انظر صحيح الجامع : 702 , والصحيحة : 403
(9) أَيْ : الْمَهْدِيّ وَعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَأَتْبَاعهمَا .
قَالَ النَّوَوِيّ : وَأَمَّا هَذِهِ الطَّائِفَة , فَقَالَ الْبُخَارِيّ هُمْ أَهْل الْعِلْم .
وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل : إِنْ لَمْ يَكُونُوا أَهْل الْحَدِيث فَلَا أَدْرِي مَنْ هُمْ .
وقَالَ الْقَاضِي عِيَاض : إِنَّمَا أَرَادَ أَحْمَدُ أَهْلَ السُّنَّة وَالْجَمَاعَة وَمَنْ يَعْتَقِد مَذْهَب أَهْل الْحَدِيث ,
قَالَ النَّوَوِيّ : وَيَحْتَمِل أَنَّ هَذِهِ الطَّائِفَة مُتَفَرِّقَة بَيْن أَنْوَاع الْمُؤْمِنِينَ , مِنْهُمْ شُجْعَان مُقَاتِلُونَ ، وَمِنْهُمْ فُقَهَاء ، وَمِنْهُمْ مُحَدِّثُونَ ، وَمِنْهُمْ زُهَّاد وَآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَاهُونَ عَنْ الْمُنْكَر ، وَمِنْهُمْ أَهْل أَنْوَاع أُخْرَى مِنْ الْخَيْر ، وَلَا يَلْزَم أَنْ يَكُونُوا مُجْتَمَعِينَ , بَلْ قَدْ يَكُونُونَ مُتَفَرِّقِينَ فِي أَقْطَار الْأَرْض . عون المعبود - (ج 5 / ص 372)
وقال الألباني في الصَّحِيحَة تحت حديث 270 : وقد يستغرب بعض الناس تفسير هؤلاء الأئمة للطائفة الظاهرة والفرقة الناجية بأنهم أهل الحديث ، ولا غرابة في ذلك إذا تذكرنا ما يأتي :
أولا : أن أهل الحديث هم بحكم اختصاصهم في دراسة السنة وما يتعلق من معرفة تراجم الرواة وعلل الحديث وطُرُقِه أعلمُ الناس قاطبة بسنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - وهدْيه وأخلاقه وغزواته وما يتصل به - صلى الله عليه وسلم - .
ثانيا : أن الأمة قد انقسمت إلى فرق ومذاهب لم تكن في القرن الأول ، ولكل مذهب أصوله وفروعه ،
وأحاديثه التي يستدل بها ويعتمد عليها , وأن المتمذهب بواحد منها يتعصب له ويتمسك بكل ما فيه ، دون أن يلتفت إلى المذاهب الأخرى وينظر , لعله يجد فيها من الأحاديث ما لَا يجده في مذهبه الذي قلده ، فإن من الثابت لدى أهل العلم أن في كل مذهب من السُّنَّة والأحاديث ما لَا يوجد في المذهب الآخر , فالمتمسك بالمذهب الواحد يضِل ولابد عن قسم عظيم من السنة المحفوظة لدى المذاهب الأخرى ، وليس على هذا أهل الحديث , فإنهم يأخذون بكل حديث صح إسناده في أي مذهب كان ، ومن أي طائفة كان راويه ما دام أنه مسلم ثقة ، حتى لو كان شيعيا أو قدريا أو خارجيا فضلا عن أن يكون حنفيا أو مالكيا أو غير ذلك ، وقد صرح بهذا الإمام الشافعي - رضي الله عنه - حين خاطب الإمام أحمد بقوله : " أنتم أعلم بالحديث مني ، فإذا جاءكم الحديث صحيحا فأخبروني به حتى أذهب إليه , سواء كان حجازيا أم كوفيا أم مصريا " , فأهل الحديث - حشرنا الله معهم - لَا يتعصبون لقول شخص مُعَيَّن مهما علا وسما حاشا محمد - صلى الله عليه وسلم - ، بخلاف غيرهم ممن لَا ينتمي إلى الحديث والعمل به ، فإنهم يتعصبون لأقوال أئمتهم - وقد نَهَوْهُم عن ذلك - كما يتعصب أهل الحديث لأقوال نبيهم لِلَّهِ , فلا عجب بعد هذا البيان أن يكون أهل الحديث هم الطائفة الظاهرة والفرقة الناجية بل والأمة الوسط ، الشهداء على الخلق , ويعجبني بهذا الصدد قول الخطيب البغدادي في مقدمة كتابه " شرف أصحاب الحديث " انتصارا لهم وردا على من خالفهم : ولو أن صاحب الرأي المذموم اشتغل بما ينفعه من العلوم ، وطلب سنن رسول رب العالمين ، واقتفى آثار الفقهاء والمحدثين ، لوجد في ذلك ما يُغنيه عن سواه ، واكتفى بالأثر عن رأيه الذي يراه
لأن الحديث يشتمل على معرفة أصول التوحيد , وبيان ما جاء من وجوه الوعد والوعيد ، وصفات رب العالمين , والإخبار عن صفة الجنة والنار ، وما أعد الله فيها للمتقين والفجار ، وما خلق الله في الأرضين والسماوات , وصنوف العجائب وعظيم الآيات , وذكر الملائكة المقربين ، ونعت الصَّافِّين والمسبحين , وفي الحديث قصص الأنبياء وأخبار الزهاد والأولياء , ومواعظ البلغاء ، وكلام الفقهاء ، وسِيَرُ ملوك العرب والعجم ، وأقاصيص المتقدمين من الأمم وشرح مغازي الرسول - صلى الله عليه وسلم - وسراياه ، وجُمَل أحكامه وقضاياه ، وخطبه وعِظاته ، وأعلامه ومعجزاته ، وعِدَّة أزواجه وأولاده ، وأصهاره وأصحابه ، وذكر فضائلهم ومآثرهم ، وشرح أخبارهم ومناقبهم ، ومبلغ أعمارهم ، وبيان أنسابهم , وفيه تفسير القرآن العظيم ، وما فيه من النبأ والذكر الحكيم ، وأقاويل الصحابة في الأحكام المحفوظة عنهم ، وتسمية من ذهب إلى قول كل واحد منهم من الأئمة الخالفين ، والفقهاء المجتهدين , وقد جعل الله أهل الحديث أركان الشريعة ، وهدم بهم كل بدعة شنيعة ، فهم أمناء الله في خليقته ، والواسطة بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمته ، والمجتهدون في حفظ ملته ، أنوارهم زاهرة ، وفضائلهم سائرة ، وآياتهم باهرة ، ومذاهبهم ظاهرة ، وحججهم قاهرة , وكل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه ، وتستحسن رأيا تعكف عليه ، سوى أصحاب الحديث ، فإن الكتابَ عُدَّتهم ، والسنةَ حجتُهم ، والرسولَ فئتُهم ، وإليه نِسْبَتُهم ، لَا يُعَرِّجون على الأهواء ، ولا يلتفتون إلى الآراء , يُقْبَل منهم ما رووا عن الرسول ، وهم المأمونون عليه العدول , حَفَظَةُ الدين وخزنته ، وأوعية العلم وحملته ، إذا اختُلِف في حديث كان إليهم الرجوع ، فما حكموا به فهو المقبول المسموع , منهم كل عالم فقيه ، وإمام رفيع نِبِيهٍ ، وزاهد في قبيلة ومخصوص بفضيلة ، وقارىءٌ متقن ، وخطيبٌ محسن , وهم الجمهور العظيم , وسبيلهم السبيل المستقيم ، وكل مبتدع باعتقادهم يتظاهر ، وعلى الإفصاح بغير مذاهبهم لَا يتجاسر ، من كادهم قصمهم الله ، ومن عاندهم خذله الله ، لَا يضرهم من خذلهم ، ولا يُفلح من اعتزلهم ، المحتاط لدينه إلى إرشادهم فقير ، وبَصَر الناظر بالسوء إليهم حسير ، وإن الله على نصرهم لقدير , ثم ساق الخطيب الحديث عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال : " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ " , قَالَ عَلِيُّ بن المديني : هُمْ أَهْلُ الْحَدِيثِ , والذين يتعاهدون مذاهب الرسول ، ويَذُبُّون عن العلم لولاهم لم تجد عند المعتزلة والرافضة والجهمية وأهل الإرجاء والرأي شيئا من السنن , قال الخطيب : وكم من ملحد يروم أن يخلط بالشريعة ما ليس منها ، والله تعالى يَذُبُّ بأصحاب الحديث عنها ، فهم الحفاظ لأركانها ، والقَوَّامُون بأمرها وشأنها ، إذا صُدِف عن الدفاع عنها فهم دونها يناضلون ، أولئك حزب الله أَلَا إن حزب الله هم المفلحون .
ثم قال الألباني : وأختم هذه الكلمة بشهادة عظيمة لأهل الحديث من عالم من كبار علماء الحنفية في الهند ،
أَلَا وهو أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي ( 1264 - 1304 ) قال رحمه الله : ومن نظر بنظر الإنصاف ، وغاص في بحار الفقه والأصول متجنبا الاعتساف ، يعلم علما يقينيا أن أكثر المسائل الفرعية والأصلية التي اختلف العلماء فيها ، فمذهب المُحَدِّثين فيها أقوى من مذاهب غيرهم ، وإني كلما أسير في شِعب الاختلاف أجد قول المُحَدِّثين فيه قريبا من الإنصاف ، فلله درهم ، وعليه شكرهم , كيف لَا وَهُم وَرَثَةُ النبي - صلى الله عليه وسلم - حقا ، ونُوَّابُ شرعه صدقا ، حَشَرَنا الله في زُمرتهم ، وأماتنا على حُبِّهم وسيرتهم . أ . هـ
(10) ( م ) 174 - ( 1037 ) , ( خ ) 3442 , ( د ) 4252 , ( حم ) 16974
(11) ( جة ) 9
(12) ( د ) 2484 , ( حم ) 19934 , انظر صحيح الجامع : 7294 , والصحيحة : 1959
(13) ( م ) 174 - ( 1037 ) , ( خ ) 2948 , ( حم ) 16956
(14) ( حم ) 19864 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(15) ( حم ) 16974 , ( خ ) 3442
(16) ( م ) 176 - ( 1924 )(2/2042)
( س حم حب ) , وَعَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ) (1) ( يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ) (2) ( ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ ) (3) ( يُزِيغُ (4) اللَّهُ لَهُمْ قُلُوبَ أَقْوَامٍ ) (5) ( فَيُقَاتِلُونَهُمْ وَيَرْزُقُهُمْ اللَّهُ مِنْهُمْ , حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ - عز وجل - وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ ) (6) حَتَّى يُقَاتِلُوا الدَّجَّالَ (7) ( وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : هُمْ أَهْلُ الشَّامِ - وَنَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِأُصْبُعِهِ يُومِئُ بِهَا إِلَى الشَّامِ حَتَّى أَوْجَعَهَا - " ) (8)
__________
(1) ( حم ) 17006 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(2) ( س ) 3561
(3) ( حم ) 17006
(4) الزَّيْغ : البعد عن الحق ، والميل عن الاستقامة .
(5) ( س ) 3561
(6) ( حم ) 17006 , ( س ) 3561
(7) ( حم ) 19909 , انظر الصَّحِيحَة : 1584 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(8) ( يعقوب بن أبي سفيان في المعرفة والتاريخ ) ( 2 / 296 - 297 ) , انظر الصَّحِيحَة : 3425 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في ( حم ) 8257 : إسناده قوي .(2/2043)
( جة ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَوَّامَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهَا مَنْ خَالَفَهَا " (1)
__________
(1) ( جة ) 7 , ( مسند الشاميين ) 1563 , انظر صحيح الجامع : 7291 , والصحيحة : 1962(2/2044)
( حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا يُقَاتِلُ عَلَيْهِ عِصَابَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ " (1)
__________
(1) ( حم ) 20889 , ( م ) 172 - ( 1922 )(2/2045)
( م ) , وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَزَالُ أَهْلُ الْغَرْبِ (1) ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ " (2)
__________
(1) قَالَ عَلِيّ بْن الْمَدِينِيّ : الْمُرَاد بِأَهْلِ الْغَرْب الْعَرَب ، وَالْمُرَاد بِالْغَرْبِ الدَّلْو الْكَبِير لِاخْتِصَاصِهِمْ بِهَا غَالِبًا ،
وَقَالَ آخَرُونَ : الْمُرَاد بِهِ الْغَرْب مِنْ الْأَرْض ، وَقَالَ مُعَاذ : هُمْ بِالشَّامِ ، وَجَاءَ فِي حَدِيث آخِرهمْ بِبَيْتِ الْمَقْدِس ، وَقِيلَ : هُمْ أَهْل الشَّام وَمَا وَرَاء ذَلِكَ ، قَالَ الْقَاضِي : وَقِيلَ : الْمُرَاد بِأَهْلِ الْغَرْب أَهْل الشِّدَّة وَالْجَلَد ، ( النووي - ج 6 / ص 402)
(2) ( م ) 177 - ( 1925 ) , ( بز ) (4/57 ، رقم 1222) ، ( يع ) (2/118 ، رقم 783) .(2/2046)
( ت ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ ، لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2869 , ( حم ) 12349 , ( حب ) 7226 , انظر المشكاة : 6277 ، الصَّحِيحَة : 2286(2/2047)
( هق ) , وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَرِثُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلْفٍ عُدُولُهُ , يَنْفُونَ عَنْهُ تَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ , وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ , وَتَحْرِيفَ الْغَالِينَ " (1)
__________
(1) ( هق ) 20700 , ( مسند الشاميين ) 599 , وصححه الألباني في المشكاة : 248(2/2048)
( د ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا (1) " (2)
__________
(1) قال الإمام أحمد بن حنبل : إن اللَّه يُقَيِّضُ للناس في رأس كل مائة من يعلمهم السنن وينفي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكذب قال : فنظرنا فإذا في رأس المائة عمر بن عبد العزيز , وفي رأس المائتين الشافعي . ( الصَّحِيحَة : 599 )
(2) ( د ) 4291 , ( ك ) 8592 , ( طس ) 6527 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1874 , الصَّحِيحَة : 599(2/2049)
( جة ك ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ مَرْحُومَةٌ ) (1) ( جُعِلَ عَذَابُهَا بِأَيْدِيهَا فِي دُنْيَاهَا ) (2) ( فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ , دُفِعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ , فَيُقَالُ : هَذَا فِدَاؤُكَ مِنَ النَّارِ (3) ) (4) "
__________
(1) ( جة ) 4292
(2) ( ك ) 7650 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3994
(3) أَيْ : أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُعْطِي مَنْزِلَتك فِي النَّار إِيَّاهُ , وَيُعْطِي مَنْزِلَته فِي الْجَنَّة إِيَّاكَ , وَقَدْ جَاءَ أَنَّ لِكُلِّ وَاحِد مِنْ بَنِي آدَم مَنْزِلَيْنِ . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 8 / ص 143)
(4) ( جة ) 4292 , انظر الصحيحة : 1381(2/2050)
( م حم ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ , دَفَعَ اللَّهُ - عز وجل - إِلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ) (1) ( رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ (2) فَيَقُولُ : هَذَا فِدَاؤُكَ مِنْ النَّارِ (3) ) (4) "
__________
(1) ( م ) 2767
(2) أي : أهل الأديان الأخرى .
(3) مَعْنَى هَذَا الْحَدِيث مَا جَاءَ فِي حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة : " لِكُلِّ أَحَد مَنْزِل فِي الْجَنَّة وَمَنْزِل فِي النَّار " , فَالْمُؤْمِن إِذَا دَخَلَ الْجَنَّة خَلَفَه الْكَافِر فِي النَّار لِاسْتِحْقَاقِهِ ذَلِكَ بِكُفْرِهِ , ومَعْنَى ( فِدَاؤُكَ مِنْ النَّار ) أَنَّك كُنْت مُعَرَّضًا لِدُخُولِ النَّار ، وَهَذَا فِدَاؤُكَ ؛ لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى قَدَّرَ لَهَا عَدَدًا يَمْلَؤُهَا ، فَإِذَا دَخَلَهَا الْكُفَّارُ بِكُفْرِهِمْ وَذُنُوبهمْ , صَارُوا فِي مَعْنَى الْفِدَاءِ لِلْمُسْلِمِينَ . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 145)
(4) ( حم ) 19685 , ( م ) 2767(2/2051)
( م ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَمُوتُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلَّا أَدْخَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ النَّارَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا " (1)
__________
(1) ( م ) 2767 , ( حم ) 19503(2/2052)
( م ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاسٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ بِذُنُوبٍ أَمْثَالَ الْجِبَالِ , فَيَغْفِرُهَا اللَّهُ لَهُمْ [ وَيَضَعُهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ] (1) " (2)
__________
(1) ضعف الألباني جملة : ( وَيَضَعُهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ) في الضعيفة (5399 و 1316) , وهي عند ( م ) 2767
(2) ( م ) 2767(2/2053)
( خط ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" عُقُوبَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِالسَّيْفِ " (1)
__________
(1) أخرجه الخطيب البغدادي ( 1 / 317 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4017 , الصَّحِيحَة : 1347(2/2054)
( د ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أُمَّتِي هَذِهِ أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ , لَيْسَ عَلَيْهَا عَذَابٌ فِي الْآخِرَةِ , عَذَابُهَا فِي الدُّنْيَا الْفِتَنُ وَالزَّلَازِلُ وَالْقَتْلُ " (1)
__________
(1) ( د ) 4278 , ( ك ) 8372 , ( يع ) 7277 , ( طس ) 4055 , انظر صَحِيح الْجَامِع: 1396 , 1738 , الصحيحة : 959(2/2055)
( د ) , وَعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَنْ يَجْمَعَ اللَّهُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ سَيْفَيْنِ , سَيْفًا مِنْهَا وَسَيْفًا مِنْ عَدُوِّهَا " (1)
__________
(1) ( د ) 4301 , ( حم ) 24035 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5221 ، المشكاة ( 5756 / التحقيق الثاني )(2/2056)
( خ م س حم ) , وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (1) ( نَحْنُ آخِرُ الْأُمَمِ , وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ قَبْلَ الْخَلَائِقِ ) (2) ( يُقَالُ : أَيْنَ الْأُمَّةُ الْأُمِّيَّةُ وَنَبِيُّهَا ؟ , فَنَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ ) (3) ( وَنَحْنُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ ) (4) ( بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ ) (5) ( أَضَلَّ اللَّهُ عَنِ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا ) (6) ( فَهَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْهِمْ فَاخْتَلَفُوا فِيهِ ) (7) ( فَجَاءَ اللَّهُ - عز وجل - بِنَا ) (8) ( فَهَدَانَا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإذْنِهِ ) (9) ( فَهُمْ لَنَا تَبَعٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) (10) ( فَالْيَوْمُ لَنَا ) (11) ( وَلِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ ، وَلِلنَّصَارَى يَوْمُ الْأَحَدِ ) (12) ( وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (13) "
__________
(1) ( خ ) 836 , ( م ) 855
(2) ( م ) 856 , ( س ) 1368
(3) ( جة ) 4290
(4) ( م ) 855 , ( حم ) 7692
(5) ( خ ) 856 , ( م ) 855
(6) ( م ) 856 , ( س ) 1368
(7) ( خ ) 836 , ( م ) 855
(8) ( م ) 856
(9) ( حم ) 7692 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين .
(10) ( جة ) 1083 , ( خ ) 836 , ( م ) 855
(11) ( م ) 855 , ( حم ) 10624
(12) ( م ) 856 , ( س ) 1368
(13) ( م ) 856 , ( س ) 1368(2/2057)
( خ م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي قُبَّةٍ ) (1) ( نَحْوًا مِنْ أَرْبَعِينَ رَجُلًا ) (2) ( فَقَالَ : " أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ " , قُلْنَا : نَعَمْ , قَالَ : " أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ " , قُلْنَا : نَعَمْ ) (3) ( قَالَ : " فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ) (4) ( وَذَلِكَ أَنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ ) (5) ( وَمَا الْمُسْلِمُونَ فِي الْكُفَّارِ إِلَّا كَشَعْرَةٍ بَيْضَاءَ فِي ثَوْرٍ أَسْوَدَ , أَوْ كَشَعْرَةٍ سَوْدَاءَ فِي ثَوْرٍ أَبْيَضَ ) (6) "
__________
(1) ( خ ) 6163
(2) ( م ) 377 - ( 221 )
(3) ( خ ) 6163
(4) ( خ ) 6266
(5) ( خ ) 6163
(6) ( م ) 376 - ( 221 ) , ( خ ) 6163 , ( ت ) 2547 , ( جة ) 4283 , ( حم ) 3661(2/2058)
( حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَرْجُو أَنْ يَكُونَ مَنْ يَتَّبِعُنِي مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ " , فَكَبَّرْنَا , فَقَالَ : " أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ " , فَكَبَّرْنَا , فَقَالَ : " أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا الشَّطْرَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 15154 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(2/2059)
( ت ) , وَعَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ , ثَمَانُونَ صَفًّا مِنْهَا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ , وَأَرْبَعُونَ مِنْ سَائِرِ الْأُمَمِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2546 , ( جة ) 4289 , ( حم ) 22990 , ( حب ) 7459 , وصححه الألباني في المشكاة : 5644 ، وهداية الرواة : 5569(2/2060)
( خط ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا وَبَعْضُهَا فِي النَّارِ وَبَعْضُهَا فِي الْجَنَّةِ , إِلَّا أُمَّتِي فَإِنَّهَا كُلَّهَا فِي الْجَنَّةِ " (1)
__________
(1) أخرجه الخطيب (9/376) , ( طس ) 1837 , ( طص ) 648 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5693(2/2061)
تم بحمد الله الجزء الثاني(2/2062)
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }
{ كِتَابُ الْآدَاب الشَّرْعِيَّة }
وَيَشْتَمِلُ عَلَى أَرْبَعَةِ فُصُول : الْعِلْم , الْأَخْلَاق , آدَابُ الْمُعَامَلَة , الْعَادَات .
الْفَصْلُ الْأَوَّل : { الْعِلْم }
( 1 ) أَحْكَامُ الْعِلْم
( 1 ) فَضْلُ الْعِلْمِ والتَّعَلُّم
فَضْلُ الْعِلْمِ والتَّعَلُّم
قَالَ تَعَالَى : { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } (2)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا } (3)
وَقَالَ تَعَالَى : { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } (4)
وَقَالَ تَعَالَى : { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } (5)
وَقَالَ تَعَالَى : { فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا , قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ؟ } (6)
__________
(2) [المجادلة/11]
(3) [طه : 114]
(4) [الزمر : 9]
(5) [فاطر : 28]
(6) [الكهف/65، 66](3/1)
( حم ) , وَعَنْ عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ قَالَ :
سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ : { نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ } (1) قَالَ : بِالْعِلْمِ , قُلْتُ : مَنْ حَدَّثَكَ ؟ , قَالَ : زَعَمَ ذَاكَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ . (2)
__________
(1) [يوسف/76]
(2) قال الشيخ شعيب الأرنؤوط ( حم ) 449: ليس هذا بحديث , إنما هو أثر عن زيد بن أسلم التابعي .(3/2)
( خم ) , وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالىَ : { وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ } (1)
قَالَ : حُلَمَاءَ فُقَهَاءَ . (2)
__________
(1) [آل عمران/79]
(2) صححه الألباني مختصر صحيح البخاري تحت حديث : 52(3/3)
( جة ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ " (1)
__________
(1) ( جة ) 224 , ( يع ) 2903 , ( طس ) 2462 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3913 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 72(3/4)
( خ م ) ، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ (1) " (2)
__________
(1) قَوْله : ( يُفَقِّههُ ) أَيْ : يُفَهِّمهُ ، يُقَال فَقُهَ , إِذَا صَارَ الْفِقْه لَهُ سَجِيَّة ، وَفَقَهَ بِالْفَتْحِ : إِذَا سَبَقَ غَيْره إِلَى الْفَهْم ،
وَفَقِهَ بِالْكَسْرِ إِذَا فَهِمَ , وَمَفْهُوم الْحَدِيث أَنَّ مَنْ لَمْ يَتَفَقَّه فِي الدِّين - أَيْ : يَتَعَلَّم قَوَاعِد الْإِسْلَام وَمَا يَتَّصِل بِهَا مِنْ الْفُرُوع - فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْر , فتح الباري لابن حجر - ( ح71)
(2) ( خ ) 3971 , ( م ) 98 - ( 1037 ) , ( ت ) 2645 , ( جة ) 221 , ( حم ) 16885(3/5)
( خ م حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( النَّاسُ مَعَادِنٌ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ (1) ) (2) ( كَمَعَادِنِ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ , خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا (3) ) (4) "
__________
(1) أَيْ : أُصُولًا مُخْتَلِفَة ، وَالْمَعَادِن جَمْع مَعْدِن وَهُوَ الشَّيْء الْمُسْتَقِرّ فِي الْأَرْض ، فَتَارَة يَكُون نَفِيسًا وَتَارَة يَكُون خَسِيسًا ، وَكَذَلِكَ النَّاس . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 295)
(2) ( حم ) 10301 , ( خ ) 3394 , ( م ) 160 - ( 2638 ) , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) وَجْه التَّشْبِيه أَنَّ الْمَعْدِن لَمَّا كَانَ إِذَا اُسْتُخْرِجَ ظَهَرَ مَا اِخْتَفَى مِنْهُ وَلَا تَتَغَيَّر صِفَته , فَكَذَلِكَ صِفَة الشَّرَف لَا تَتَغَيَّر فِي ذَاتهَا , بَلْ مَنْ كَانَ شَرِيفًا فِي الْجَاهِلِيَّة , فَهُوَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى أَهْل الْجَاهِلِيَّة رَأْس , فَإِنْ أَسْلَمَ اِسْتَمَرَّ شَرَفه , وَكَانَ أَشْرَفَ مِمَّنْ أَسْلَمَ مِنْ الْمَشْرُوفِينَ فِي الْجَاهِلِيَّة ، وَأَمَّا قَوْله ( إِذَا فَقُهُوا ) فَفِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ الشَّرَف الْإِسْلَامِيّ لَا يَتِمّ إِلَّا بِالتَّفَقُّهِ فِي الدِّين .
وَالْمُرَاد بِالْخِيَارِ وَالشَّرَف وَغَيْر ذَلِكَ مَنْ كَانَ مُتَّصِفًا بِمَحَاسِن الْأَخْلَاق ، كَالْكَرَمِ وَالْعِفَّة وَالْحِلْم وَغَيْرهَا ،
مُتَوَقِّيًا لِمَسَاوِيهَا كَالْبُخْلِ وَالْفُجُور وَالظُّلْم وَغَيْرهَا , وقَوْله : ( إِذَا فَقِهُوا ) بِضَمِّ الْقَاف وَيَجُوز كَسْرهَا .فتح الباري(ج 10 / ص 295)
(4) ( م ) 160 - ( 2638 ) , ( حم ) 10969 , ( خ ) 3175(3/6)
( طب ) , وَعَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّكُمْ قَدْ أَصْبَحْتُمْ فِي زَمَانٍ كَثِيرٍ فُقَهَاؤُهُ ، قَلِيلٍ خُطَبَاؤُهُ ، كَثِيرٍ مُعْطُوهُ ، قَلِيلٍ سُؤَّالُهُ (1) الْعَمَلُ فِيهِ خَيْرٌ مِنَ الْعِلْمِ ، وَسَيَأْتِي [ مِنْ بَعْدِكُمْ ] (2) زَمَانٌ قَلِيلٌ فُقَهَاؤُهُ ، كَثِيرٌ خُطَبَاؤُهُ كَثِيرٌ سُؤَّالُهُ ، قَلِيلٌ مُعْطُوهُ ، الْعِلْمُ فِيهِ خَيْرٌ مِنَ الْعَمَلِ " (3)
__________
(1) أي : قليل من أهل زمانكم من يسأل الناس المال .
(2) هذه من رواية موقوفة على ابن مسعود في صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 609 , وقال الحافظ في " الفتح "(10/510) : وسنده صحيح , ومثله لَا يُقال من قبل الرأي .
(3) ( طب ) 3111 , انظر الصَّحِيحَة : 3189(3/7)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
ذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلَانِ , أَحَدُهُمَا عَابِدٌ , وَالْآخَرُ عَالِمٌ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ , كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ , ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ اللَّهَ , وَمَلَائِكَتَهُ , وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ , وَالْأَرَضِينَ , حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا , وَحَتَّى الْحُوتَ , لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ (1) " (2)
__________
(1) قَالَ أَبُو عِيسَى : سَمِعْت أَبَا عَمَّارٍ الْحُسَيْنَ بْنَ حُرَيْثٍ الْخُزَاعِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ :
عَالِمٌ , عَامِلٌ , مُعَلِّمٌ , يُدْعَى كَبِيرًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ .
(2) ( ت ) 2685 , ( مي ) 289 , ( طب ) 7911 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1838 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :81(3/8)
( هب ) , وَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" فَضْلٌ فِي عِلْمٍ خَيْرٌ مِنْ فَضْلٍ فِي عِبَادَةٍ " (1)
__________
(1) ( هب ) 5751 , وأخرجه أيضًا : ابن حبان فى الضعفاء (2/269 ، ترجمة 955 محمد بن عبد الملك أبو عبد الله الأنصاري ) ، وابن عدى (6/160 ترجمة 1649 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1727 , وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 68 ، والمشكاة : 255(3/9)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِلَّا إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ (1) مَلْعُونٌ مَا فِيهَا , إِلَّا ذِكْرُ اللَّهِ ، وَمَا وَالَاهُ (2) وَعَالِمٌ أَوْ مُتَعَلِّمٌ " (3)
__________
(1) أَيْ : مَبْغُوضَةٌ مِنْ اللَّهِ لِكَوْنِهَا مُبْعِدَةً عَنْ اللَّهِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 107)
(2) أَيْ : مَا أَحَبَّهُ اللَّهُ مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ وَأَفْعَالِ الْقُرْبِ ، أَوْ مَعْنَاهُ مَا وَالَى ذِكْرَ اللَّهِ , أَيْ قَارَبَهُ مِنْ ذِكْرِ خَيْرٍ أَوْ تَابَعَهُ مِنْ اِتِّبَاعِ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ , لِأَنَّ ذِكْرَهُ يُوجِبُ ذَلِكَ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 107)
(3) ( ت ) 2322 , ( جة ) 4112 , انظر صحيح الجامع : 1609 , والصحيحة : 2797(3/10)
( م ت د هب ) , وَعَنْ قَيْسِ بْنِ كَثِيرٍ قَالَ :
( كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ , فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ , إِنِّي جِئْتُكَ مِنْ مَدِينَةِ الرَّسُولِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( فَقَالَ : مَا أَقْدَمَكَ يَا أَخِي ؟ , قَالَ : حَدِيثٌ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , قَالَ : أَمَا جِئْتَ لِحَاجَةٍ ؟ , قَالَ : لَا , قَالَ : أَمَا قَدِمْتَ لِتِجَارَةٍ ؟ , قَالَ : لَا , مَا جِئْتُ إِلَّا فِي طَلَبِ هَذَا الْحَدِيثِ , قَالَ : فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا ) (2) ( يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا ) (3) ( سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا ) (4) ( مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا (5) ) (6) ( لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَصْنَعُ ) (7) ( وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ , حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْبَحْرِ (8) وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ , كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ (9) إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ , إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا , إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ , فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ (10) ) (11) "
__________
(1) ( د ) 3641 , ( جة ) 223
(2) ( ت ) 2682 , ( جة ) 223
(3) ( د ) 3641 , ( حب ) 84
(4) ( م ) 38 - ( 2699 )
(5) مَعْنَاهُ أَنَّهَا تَتَوَاضَع لِطَالِبِهِ تَوْقِيرًا لِعِلْمِهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى { وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ } أَيْ : تَوَاضَعْ لَهُمَا ، أَوْ الْمُرَاد الْكَفّ عَنْ الطَّيَرَان وَالنُّزُول لِلذِّكْرِ , أَوْ مَعْنَاهُ الْمَعُونَة وَتَيْسِير الْمُؤْنَة بِالسَّعْيِ فِي طَلَبه , أَوْ الْمُرَاد تَلْيِين الْجَانِب وَالِانْقِيَاد وَالْفَيْء عَلَيْهِ بِالرَّحْمَةِ وَالِانْعِطَاف ، أَوْ الْمُرَاد حَقِيقَته وَإِنْ لَمْ تُشَاهَد , وَهِيَ فَرْش الْجَنَاح وَبَسْطهَا لِطَالِبِ الْعِلْم لِتَحْمِلَهُ عَلَيْهَا وَتُبَلِّغهُ مَقْعَدَهُ مِنْ الْبِلَاد . عون المعبود - (ج 8 / ص 137)
(6) ( د ) 3641 , ( ت ) 2682 , ( م ) 38 - ( 2699 )
(7) ( هب ) 1696 , ( ت ) 3536 , ( س ) 158 , ( د ) 3641 , ( حب ) 1319 , انظر صحيح الجامع : 6297 , وصحيح الترغيب والترهيب : 70
(8) خُصَّ لِدَفْعِ إِيهَامِ أَنَّ مَنْ فِي الْأَرْضِ لَا يَشْمَلُ مَنْ فِي الْبَحْرِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 481)
(9) قَالَ الْقَاضِي : شَبَّهَ الْعَالِمَ بِالْقَمَرِ وَالْعَابِدَ بِالْكَوَاكِبِ , لِأَنَّ كَمَالَ الْعِبَادَةِ وَنُورَهَا لَا يَتَعَدَّى مِنْ الْعَابِدِ , وَنُورُ الْعَالِمِ يَتَعَدَّى إِلَى غَيْرِهِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 481)
(10) أَيْ : أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ مِنْ مِيرَاثِ النُّبُوَّةِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 481)
(11) ( ت ) 2682 , ( د ) 3641 , ( جة ) 223(3/11)
( طب ) , وَعَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ مُتَّكِئٌ عَلَى بُرْدٍ لَهُ أَحْمَرَ ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي جِئْتُ أَطْلُبُ الْعِلْمَ ، فَقَالَ : " مَرْحَبًا بِطَالِبِ الْعِلْمِ ، إِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ لَتَحُفُّهُ الْمَلَائِكَةُ وَتُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا ، ثُمَّ يَرْكَبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، حَتَّى يَبْلُغُوا السَّمَاءَ الدُّنْيَا مِنْ حُبِّهِمْ لِمَا يَطْلُبُ " (1)
__________
(1) ( طب ) (8/54 ، رقم 7347) , الضياء (8/45 ، رقم35 ) , انظر الصَّحِيحَة : 3397 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :71(3/12)
( طس ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ الرُّومِيِّ قَالَ :
مَرَّ أَبُو هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - بِسُوقِ الْمَدِينَةِ , فَوَقَفَ عَلَيْهَا فَقَالَ : يَا أَهْلَ السُّوقِ , مَا أَعْجَزَكُمْ !قَالُوا : وَمَا ذَاكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ؟ , قَالَ : ذَاكَ مِيرَاثُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُقْسَمُ , وَأَنْتُمْ هَاهُنَا لَا تَذْهَبُونَ فَتَأَخُذُونَ نَصِيبَكُمْ مِنْهُ ؟ , قَالُوا : وَأَيْنَ هُوَ ؟ , قَالَ : فِي الْمَسْجِدِ , فَخَرَجُوا سِرَاعًا إِلَى الْمَسْجِدِ , وَوَقَفَ أَبُو هُرَيْرَةَ لَهُمْ حَتَّى رَجَعُوا , فَقَالَ لَهُمْ : مَا لَكُمْ ؟ , قَالُوا : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ , قَدْ أَتَيْنَا الْمَسْجِدَ فَدَخَلْنَا , فَلَمْ نَرَ فِيهِ شَيْئًا يُقْسَمُ قَالَ : أَمَا رَأَيْتُمْ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا ؟ , قَالُوا : بَلَى , رَأَيْنَا قَوْمًا يُصَلُّونَ , وَقَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ , وَقَوْمًا يَتَذَاكَرُونَ الْحَلالَ وَالْحَرَامَ فَقَالَ لَهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَيْحَكُمْ , فَذَاكَ مِيرَاثُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - . (1)
__________
(1) ( طس ) 1429 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 83(3/13)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ ) (1) ( كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ أَرْضًا , فَكَانَ مِنْهَا طَائِفَةٌ (2) طَيِّبَةٌ , قَبِلَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ (3) الْكَثِيرَ , وَكَانَ مِنْهَا أَجَادِبُ (4) أَمْسَكَتْ الْمَاءَ , فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ , فَشَرِبُوا مِنْهَا وَسَقَوْا ) (5) ( وَزَرَعُوا , وَأَصَابَ (6) مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى , إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ (7) لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً , فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ (8) فِي دِينِ اللَّهِ , وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ , فَعَلِمَ وَعَلَّمَ , وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا , وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ ) (9) "
__________
(1) ( خ ) 79 , ( م ) 15 - ( 2282 )
(2) الْمُرَاد بِالطَّائِفَةِ الْقِطْعَة . فتح الباري لابن حجر - ( ح79)
(3) قَوْله : ( وَالْعُشْب ) هُوَ مِنْ ذِكْر الْخَاصّ بَعْد الْعَامّ ؛ لِأَنَّ الْكَلَأ يُطْلَق عَلَى النَّبْت الرَّطْب وَالْيَابِس مَعًا ، وَالْعُشْب لِلرَّطْبِ فَقَطْ . فتح الباري لابن حجر - ( ح79)
(4) قَوْله : ( أَجَادِب ) جَمْع جَدَب , وَهِيَ الْأَرْض الصُّلْبَة الَّتِي لَا يَنْضُب مِنْهَا الْمَاء . فتح الباري ( ح79)
(5) ( م ) 15 - ( 2282 ) , ( خ ) 79
(6) أَيْ : الْمَاء .
(7) ( قِيعَان ) : جَمْع قَاع , وَهُوَ الْأَرْض الْمُسْتَوِيَة الْمَلْسَاء الَّتِي لَا تُنْبِت . فتح الباري لابن حجر - ( ح79)
(8) ( فَقُهَ ) أَيْ : صَارَ فَقِيهًا , قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَغَيْره : ضَرَبَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - لِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ الدِّين مَثَلًا بِالْغَيْثِ الْعَامّ الَّذِي يَأْتِي فِي حَال حَاجَتهمْ إِلَيْهِ ، ثُمَّ شَبَّهَ السَّامِعِينَ لَهُ بِالْأَرْضِ الْمُخْتَلِفَة الَّتِي يَنْزِل بِهَا الْغَيْث ، فَمِنْهُمْ الْعَالِم الْعَامِل الْمُعَلِّم , فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْأَرْض الطَّيِّبَة , شَرِبَتْ فَانْتَفَعَتْ فِي نَفْسهَا وَأَنْبَتَتْ فَنَفَعَتْ غَيْرهَا , وَمِنْهُمْ الْجَامِع لِلْعِلْمِ الْمُسْتَغْرِق لِزَمَانِهِ فِيهِ , غَيْر أَنَّهُ لَمْ يَعْمَل بِنَوَافِلِهِ , أَوْ لَمْ يَتَفَقَّه فِيمَا جَمَعَ , لَكِنَّهُ أَدَّاهُ لِغَيْرِهِ ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْأَرْض الَّتِي يَسْتَقِرّ فِيهَا الْمَاء فَيَنْتَفِع النَّاس بِهِ ، وَهُوَ الْمُشَار إِلَيْهِ بِقَوْلِهِ : " نَضَّرَ اللَّه اِمْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَأَدَّاهَا كَمَا سَمِعَهَا " , وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْمَع الْعِلْم فَلَا يَحْفَظهُ وَلَا يَعْمَل بِهِ وَلَا يَنْقُلهُ لِغَيْرِهِ ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْأَرْض السَّبْخَة أَوْ الْمَلْسَاء الَّتِي لَا تَقْبَل الْمَاء أَوْ تُفْسِدهُ عَلَى غَيْرهَا . فتح الباري لابن حجر - ( ح79)
(9) ( خ ) 79 , ( م ) 15 - ( 2282 ) , ( حم ) 19588(3/14)
( خ م ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ (1) رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسَلَّطَهُ (2) عَلَى هَلَكَتِهِ (3) فِي الْحَقِّ (4) وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ (5) فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا " (6)
__________
(1) أُطْلِقَ الْحَسَدُ عَلَى الْغِبْطَةِ مَجَازًا ، ، فَكَأَنَّهُ قَالَ فِي الْحَدِيث : لَا غِبْطَة أَعْظَم أَوْ أَفْضَل مِنْ الْغِبْطَة فِي هَذَيْنِ الْأَمْرَيْنِ .فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 119)
(2) عَبَّرَ بِالتَّسْلِيطِ لِدَلَالَتِهِ عَلَى قَهْر النَّفْس الْمَجْبُولَة عَلَى الشُّحّ . ( فتح الباري - ح73)
(3) أَيْ : إِهْلَاكه ، وَعَبَّرَ بِذَلِكَ لِيَدُلّ عَلَى أَنَّهُ لَا يُبْقِي مِنْهُ شَيْئًا . ( فتح الباري - ح73)
(4) أَيْ : فِي الطَّاعَات , لِيُزِيلَ عَنْهُ إِيهَام الْإِسْرَاف الْمَذْمُوم . ( فتح الباري - ح73)
(5) الْمُرَاد بِهَا الْقُرْآن , وَقِيلَ : الْمُرَاد بِالْحِكْمَةِ كُلّ مَا مَنَعَ مِنْ الْجَهْل , وَزَجَرَ عَنْ الْقَبِيح , ( فَائِدَة ) : زَادَ أَبُو هُرَيْرَة فِي هَذَا الْحَدِيث مَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالْحَسَدِ الْمَذْكُور هُنَا الْغِبْطَة كَمَا ذَكَرْنَاهُ ، وَلَفْظه : " فَقَالَ رَجُل لَيْتَنِي أُوتِيت مِثْل مَا أُوتِيَ فُلَانٌ فَعَمِلْت مِثْل مَا يَعْمَل " أَوْرَدَهُ الْمُصَنِّف فِي فَضَائِل الْقُرْآن .
( فتح الباري - ح73 )
(6) ( خ ) 73 , ( م ) 268 - ( 816 )(3/15)
( ت ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
كَانَ أَخَوَانِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَكَانَ أَحَدُهُمَا يَأْتِي النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - (1) وَالآخَرُ يَحْتَرِفُ (2) فَشَكَا الْمُحْتَرِفُ أَخَاهُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (3) فَقَالَ : " لَعَلَّكَ تُرْزَقُ بِهِ " (4)
__________
(1) أَيْ : لِطَلَبِ الْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 130)
(2) أَيْ : يَكْتَسِبُ أَسْبَابَ الْمَعِيشَةِ , فَكَأَنَّهُمَا كَانَا يَأْكُلَانِ مَعًا . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 130)
(3) أَيْ : فِي عَدَمِ مُسَاعَدَةِ أَخِيهِ إِيَّاهُ فِي حِرْفَتِهِ وَفِي كَسْبٍ آخَرَ لِمَعِيشَتِهِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 130)
(4) ( ت ) 2345 , ( ك ) 320, انظر صَحِيح الْجَامِع : 5084 ، والصَّحِيحَة : 2769 ، وهداية الرواة : 5238(3/16)
( ت ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ خَرَجَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ , كَانَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى يَرْجِعَ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2647 , ( طص ) 380 , وقد كان الألباني ضعف الحديث في ( ت ) , والمشكاة ( 220 ) ، والضعيفة ( 2037 ) ، وضعيف الجامع ( 5570 ) , ثم تراجع عن تضعيفه في صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 88(3/17)
( ك طس ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" (مَنْهُومَانِ (1) لَا يَشْبَعَانِ ) (2) ( مَنْهُومٌ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ لَا تَنْقَضِي نُهْمَتُهُ ، وَمَنْهُومٌ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا لَا تَنْقَضِي نُهْمَتُهُ " (3)
__________
(1) النَّهْمة : بلوغ الهِمَّة في الشيء، والشَّرَهُ والرغبة الشديدة .
(2) ( ك ) 312 , ( مي ) 334 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6624 ، المشكاة : 260
(3) ( طس ) 5670 , ( أبو خيثمة في العلم ) ج1ص33 ح141 , انظر كتاب العلم بتخريج الألباني ص56(3/18)
( ك ) ، وَعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
{ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا } (1) قال : علموا أنفسكم وأهليكم الخير . (2)
__________
(1) [التحريم/6]
(2) ( ك ) 3826 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 119(3/19)
( خ ت ) , وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( لَقَدْ نَفَعَنِيَ اللَّهُ بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَيَّامَ الْجَمَلِ , بَعْدَمَا كِدْتُ أَنْ أَلْحَقَ بِأَصْحَابِ الْجَمَلِ فَأُقَاتِلَ مَعَهُمْ ) (1) ( لَمَّا هَلَكَ كِسْرَى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ اسْتَخْلَفُوا ؟ " , قَالُوا : ابْنَتَهُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً " , قَالَ : فَلَمَّا قَدِمَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها الْبَصْرَةَ , ذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَعَصَمَنِي اللَّهُ بِهِ ) (2) . (3)
__________
(1) ( خ ) 4163
(2) ( ت ) 2262 , ( خ ) 6686 , ( س ) 5388 , ( حم ) 20536 , انظر الإرواء : 2456
(3) صححه الألباني في(3/20)
( طب ) , وَعَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ :
أَمَرَ الْحَجَّاجُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَنْ يَقْتُلَ رَجُلًا ، فَقَالُ لَهُ سَالِمٌ : أَصَلَّيْتَ الصُّبْحَ ؟ , فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : نَعَمْ ، فَقَالَ : انْطَلِقْ ، فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ : مَا مَنَعَكَ مِنْ قَتْلِهِ ؟ , قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهو فِي جِوَارِ اللَّهِ يَوْمَهُ " فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْتُلَ رَجُلًا قَدْ أَجَارَهُ اللَّهُ ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ لِابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - : أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : نَعَمْ . (1)
__________
(1) ( طب ) 13211 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :462 , وتَفَكَّر في قيمة العلم في هذه القصة .ع(3/21)
( جة ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" سَتَكُونُ فِتَنٌ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا , إِلَّا مَنْ أَحْيَاهُ اللَّهُ بِالْعِلْمِ " (1) ( ضعيف )
__________
(1) ( جة ) 3954 , ( مي ) 338 , انظر الضعيفة : 3696(3/22)
( خم ) , وَعَنْ عُمَر - رضي الله عنه - قَالَ : تَفَقَّهُوا قَبْلَ أَنْ تُسَوَّدُوا (1) . (2)
__________
(1) وَإِنَّمَا أَرَادَ عُمَر أَنَّهَا قَدْ تَكُون سَبَبًا لِلْمَنْعِ ؛ لِأَنَّ الرَّئِيس قَدْ يَمْنَعهُ الْكِبْر وَالِاحْتِشَام أَنْ يَجْلِس مَجْلِس الْمُتَعَلِّمِينَ ، وَلِهَذَا قَالَ مَالِك عَنْ عَيْب الْقَضَاء : إِنَّ الْقَاضِي إِذَا عُزِلَ لَا يَرْجِع إِلَى مَجْلِسه الَّذِي كَانَ يَتَعَلَّم فِيهِ ,
وَقَالَ الشَّافِعِيّ : إِذَا تَصَدَّرَ الْحَدَثُ فَاتَهُ عِلْم كَثِير , وَقَدْ فَسَّرَهُ أَبُو عُبَيْد فِي كِتَابه : " غَرِيب الْحَدِيث " فَقَالَ : مَعْنَاهُ تَفَقَّهُوا وَأَنْتُمْ صِغَار ، قَبْل أَنْ تَصِيرُوا سَادَة فَتَمْنَعكُمْ الْأَنَفَة عَنْ الْأَخْذ عَمَّنْ هُوَ دُونكُمْ فَتَبْقُوا جُهَّالًا .
وَقِيلَ : أَرَادَ عُمَر الْكَفّ عَنْ طَلَب الرِّيَاسَة , لِأَنَّ الَّذِي يَتَفَقَّه يَعْرِف مَا فِيهَا مِنْ الْغَوَائِل فَيَجْتَنِبهَا فتح الباري( ح73)
(2) ( ش ) 26640 , وصححه الألباني في مختصر صحيح البخاري تحت حديث : 55(3/23)
( مي ) , وَعَنْ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ :
كَانَ أَبِي يَجْمَعُ بَنِيهِ فَيَقُولُ : يَا بَنِيَّ تَعَلَّمُوا , فَإِنْ تَكُونُوا صِغَارَ قَوْمٍ فَعَسَى أَنْ تَكُونُوا كِبَارَ آخَرِينَ , وَمَا أَقْبَحَ عَلَى شَيْخٍ يُسْأَلُ لَيْسَ عِنْدَهُ عِلْمٌ . (1)
__________
(1) ( مي ) 552 , إسناده صحيح .(3/24)
( مي ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
لَمَّا تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ : يَا فُلاَنُ , هَلُمَّ فَلْنَسْأَلْ أَصْحَابَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَإِنَّهُمُ الْيَوْمَ كَثِيرٌ , فَقَالَ : وَاعَجَباً لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ , أَتَرَى النَّاسَ يَحْتَاجُونَ إِلَيْكَ وَفِي النَّاسِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَنْ تَرَى ؟ , فَتَرَكَ ذَلِكَ وَأَقْبَلْتُ عَلَى الْمَسْأَلَةِ , فَإِنْ كَانَ لَيَبْلُغُنِي الْحَدِيثُ عَنِ الرَّجُلِ فَآتِيهِ وَهُوَ قَائِلٌ فَأَتَوَسَّدُ رِدَائِي عَلَى بَابِهِ , فَتَسْفِي الرِّيحُ عَلَى وَجْهِي التُّرَابَ , فَيَخْرُجُ فَيَرَانِي فَيَقُولُ : يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ , مَا جَاءَ بِكَ ؟ , أَلاَ أَرْسَلْتَ إِلَيَّ فَآتِيَكَ ؟ فَأَقُولُ : لاَ , أَنَا أَحَقُّ أَنْ آتِيَكَ , فَأَسْأَلُهُ عَنِ الْحَدِيثِ , قَالَ : فَبَقِىَ الرَّجُلُ حَتَّى رَآنِي وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيَّ فَقَالَ : كَانَ هَذَا الْفَتَى أَعْقَلَ مِنِّي . (1)
__________
(1) ( مي ) 570 , إسناده صحيح .(3/25)
( خد ) , وَعَنْ أبي العالية قَالْ :
كنت أقعد مع ابن عباس رضي الله عنه , فكان يُقعِدُني على سريره , وقال لي : أقم عندي حتى أجعل لك سهماً من مالي , فأقمت عنده شهرين . (1)
__________
(1) ( خد ) 1161 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 888(3/26)
( مي ) , وَعَنْ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ :
إِنَّ النَّاسَ لَيَحْتَاجُونَ إِلَى هَذَا الْعِلْمِ فِي دِينِهِمْ كَمَا يَحْتَاجُونَ إِلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ فِي دُنْيَاهُمْ . (1)
__________
(1) ( مي ) 326 , إسناده صحيح .(3/27)
( مي ) , وَعَنْ فُضَيْلٍ قَالَ :
كَانَ الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الْعُكْلِيُّ , وَابْنُ شُبْرُمَةَ , وَالْقَعْقَاعُ بْنُ يَزِيدَ , وَمُغِيرَةُ , إِذَا صَلَّوْا الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ جَلَسُوا فِي الْفِقْهِ , فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَهُمْ إِلَّا أَذَانُ الصُّبْحِ . (1)
__________
(1) ( مي ) 611 , إسناده صحيح .(3/28)
( حل ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْلَمَ مَا لَهُ عِنْدَ اللَّهِ , فَلْيَنْظَرْ مَا لِلَّهِ عِنْدَهُ " (1)
------------
(1) ( حل ) (6/176) , (8/216) , انظر صَحِيح الْجَامِع :6006 , الصَّحِيحَة : 2310(3/29)
( طس ) , وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ ، وَالْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ , وَمَنْ يَتَحَرَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ ، وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ " (1)
__________
(1) ( طس ) 2663 , أبو خيثمة في العلم ج 1ص28 ح114 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2328 , الصَّحِيحَة : 342(3/30)
( 2 ) فَضْلُ مَجَالِسِ الْعِلْم
( خ م ) , عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَالنَّاسُ مَعَهُ إِذْ أَقْبَلَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ , فَأَقْبَلَ اثْنَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى فُرْجَةً فِي الْحَلْقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا وَأَمَّا الْآخَرُ فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ , وَأَمَّا الثَّالِثُ فَأَدْبَرَ ذَاهِبًا , " فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنْ النَّفَرِ الثَلَاثَةِ ؟ , أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إِلَى اللَّهِ فَآوَاهُ اللَّهُ (2) وَأَمَّا الْآخَرُ فَاسْتَحْيَا فَاسْتَحْيَا اللَّهُ مِنْهُ (3) وَأَمَّا الْآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ (4) ) (5) "
__________
(1) ( خ ) 462
(2) مَعْنَى أَوَى إِلَى اللَّه : لَجَأَ إِلَى اللَّه ، أَيْ : اِنْضَمَّ إِلَى مَجْلِس رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - , وَمَعْنَى ( فَآوَاهُ اللَّه ) أَيْ : جَازَاهُ بِنَظِيرِ فِعْله بِأَنْ ضَمَّهُ إِلَى رَحْمَته وَرِضْوَانه , فتح الباري لابن حجر - ( ح66)
(3) أَيْ : رَحِمَهُ وَلَمْ يُعَاقِبهُ . فتح الباري لابن حجر - ( ح66)
(4) أَيْ : سَخِطَ عَلَيْهِ ، وَهُوَ مَحْمُول عَلَى مَنْ ذَهَبَ مُعْرِضًا لَا لِعُذْرٍ ، هَذَا إِنْ كَانَ مُسْلِمًا ، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون مُنَافِقًا وَاطَّلَعَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أَمْره ، كَمَا يَحْتَمِل أَنْ يَكُون قَوْله - صلى الله عليه وسلم - : " فَأَعْرَضَ اللَّه عَنْهُ " إِخْبَارًا أَوْ دُعَاء . وَوَقَعَ فِي حَدِيث أَنَس : " فَاسْتَغْنَى فَاسْتَغْنَى اللَّه عَنْهُ " وَهَذَا يُرَشِّح كَوْنه خَبَرًا . فتح الباري لابن حجر - ( ح66)
(5) ( خ ) 66 , ( م ) 26 - ( 2176 ) , ( ت ) 2724 , ( حم ) 21400(3/31)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهُ ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ ، وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ ، وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ " (1)
__________
(1) ( م ) 38 - ( 2699 ) , ( ت ) 2945 , ( د ) 1455 , ( جة ) 225 , ( حم ) 7421(3/32)
( حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا مِنْ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا يَذْكُرُونَ اللَّهَ ، لَا يُرِيدُونَ بِذَلِكَ إِلَّا وَجْهَهُ ، إِلَّا نَادَاهُمْ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ : أَنْ قُومُوا مَغْفُورًا لَكُمْ ، قَدْ بُدِّلَتْ سَيِّئَاتُكُمْ حَسَنَاتٍ " (1)
__________
(1) ( حم ) 12476 , ( يع ) 4141 , انظر الصَّحِيحَة : 2210 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :1504 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(3/33)
( خ م ت ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَة - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا ) (1) ( عَن كُتَّابِ النَّاسِ ) (2) ( يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ ) (3) ( مَجَالِسَ الذِّكْرِ ، فَإِذَا وَجَدُوا ) (4) ( قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا : هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ ) (5) ( فَيَجِيئُونَ ) (6) ( فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ ) (7) ( حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ ، قَالَ : فَيَسْأَلُهُمْ اللَّهُ - عز وجل - وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ : مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ ؟ , فَيَقُولُونَ : جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الْأَرْضِ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ ) (8) ( فَيَقُولُ : هَلْ رَأَوْنِي ؟ , فَيَقُولُونَ : لَا وَاللَّهِ مَا رَأَوْكَ , قَالَ : وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي ؟ , فَيَقُولُونَ : لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً , وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا وَتَحْمِيدًا , وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا , قَالَ : وَمَاذَا يَسْأَلُونِي ؟ ) (9) ( قَالُوا : يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ ، قَالَ : وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي ؟ , قَالُوا : لَا يَا رَبِّ ، قَالَ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي ؟ ) (10) ( فَيَقُولُونَ : لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا , وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا , وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً ) (11) ( قَالَ : فَمِمَّ يَسْتَجِرُونَ ؟ , قَالُوا : يَسْتَجِرُونَكَ مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ ، قَالَ : وَهَلْ رَأَوْا نَارِي ؟ , قَالُوا : لَا ) (12) ( قَالَ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا ؟ , فَيَقُولُونَ : لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا , وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً ) (13) ( قَالُوا : وَيَسْتَغْفِرُونَكَ , فَيَقُولُ : قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ وَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا ) (14) ( قَالَ : فَيَقُولُ مَلَكٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ : ) (15) ( رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ ) (16) ( لَيْسَ مِنْهُمْ ) (17) لَمْ يُرِدْهُمْ (18) ( إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ ) (19) ( فَجَلَسَ مَعَهُمْ ، فَيَقُولُ : وَلَهُ غَفَرْتُ ) (20) ( هُمْ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى لَهُمْ جَلِيسٌ ) (21) "
__________
(1) ( م ) 25 - ( 2689 )
(2) ( ت ) 3600
(3) ( خ ) 6045
(4) ( م ) 25 - ( 2689 )
(5) ( خ ) 6045
(6) ( ت ) 3600
(7) ( خ ) 6045
(8) ( م ) 25 - ( 2689 )
(9) ( خ ) 6045
(10) ( م ) 25 - ( 2689 )
(11) ( خ ) 6045
(12) ( م ) 25 - ( 2689 )
(13) ( خ ) 6045
(14) ( م ) 25 - ( 2689 )
(15) ( خ ) 6045
(16) ( م ) 25 - ( 2689 )
(17) ( خ ) 6045
(18) ( ت ) 3600 , ( حم ) 7420
(19) ( خ ) 6045
(20) ( م ) 25 - ( 2689 )
(21) ( ت ) 3600 , ( خ ) 6045 , ( م ) 25 - ( 2689 ) , ( حم ) 7420(3/34)
( طب ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُرِيدُ إِلَّا أَنْ يَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يَعْلَمَهُ , كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ تَامًّا حِجَّتُهُ " (1)
__________
(1) ( طب ) 7473 , ( ك ) 311 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 86(3/35)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ جَاءَ مَسْجِدِي هَذَا لَمْ يَأْتِ إِلَّا لِخَيْرٍ (1) يَتَعَلَّمُهُ أَوْ يُعَلِّمُهُ ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (2) وَمَنْ جَاءَهُ لِغَيْرِ ذَلِكَ ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ رَجُلٍ يَنْظُرُ إِلَى مَتَاعِ غَيْرِهِ (3) " (4)
__________
(1) الْكَلَام فِيمَنْ لَمْ يَأْتِ الصَّلَاة , وَإِلَّا فَالْإِتْيَان لَهَا هُوَ الْأَصْل الْمَطْلُوب فِي الْمَسَاجِد. حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 211)
(2) وَجْه مُشَابَهَة طَلَب الْعِلْم بِالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيل اللَّه أَنَّهُ إِحْيَاء لِلدِّينِ , وَإِذْلَال لِلشَّيْطَانِ , وَإِتْعَاب النَّفْس , وَكَسْر ذُرَى اللَّذَّة , كَيْف وَقَدْ أُبِيحَ لَهُ التَّخَلُّف عَنْ الْجِهَاد , فَقَالَ تَعَالَى : { وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا } الْآيَة . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 211)
(3) أَيْ : بِمَنْزِلَةِ مَنْ دَخَلَ السُّوق لَا يَبِيع وَلَا يَشْتَرِي , بَلْ لِيَنْظُر إِلَى أَمْتِعَة النَّاس , فَهَلْ يَحْصُل لَهُ بِذَلِكَ فَائِدَة ؟ , فَكَذَلِكَ هَذَا , وَفِي الحديث أَنَّ مَسْجِده > سُوق الْعِلْم , فَيَنْبَغِي لِلنَّاسِ شِرَاء الْعِلْم بِالتَّعَلُّمِ وَالتَّعْلِيم . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 211)
(4) ( حم ) 9409 , ( جة ) 227 , ( يع ) 6472 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6184 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 87(3/36)
( حم ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ (1) فَقَالَ : أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ (2) إِلَى بُطْحَانَ (3) أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ , فَيَأْتِيَ كُلَّ يَوْمٍ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ (4) زَهْرَاوَيْنِ (5) فَيَأْخُذَهُمَا فِي غَيْرِ إِثْمٍ وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ ؟ " , فَقُلْنَا : كُلُّنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ يُحِبُّ ذَلِكَ , قَالَ : " فَلَأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَتَعَلَّمَ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ - عز وجل - خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ , وَثَلَاثٌ خَيْرٌ مِنْ ثَلَاثٍ , وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ مِنْ أَرْبَعٍ , وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنْ الْإِبِلِ ) (6) "
__________
(1) أَصْحَاب الصُّفَّةِ : هُمْ الْفُقَرَاء الْغُرَبَاء الَّذِينَ كَانُوا يَأْوُونَ إِلَى مَسْجِد النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَكَانَتْ لَهُمْ فِي آخِره صُفَّة ، وَهُوَ مَكَان مُنْقَطِع مِنْ الْمَسْجِد مُظَلَّل عَلَيْهِ يَبِيتُونَ فِيهِ ، وَأَصْله مِنْ صُفَّة الْبَيْت ، وَهِيَ شَيْء كَالظُّلَّةِ قُدَّامه . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 380)
(2) الغدو : السير والذهاب أول النهار .
(3) ( بُطْحَان ) : مَوْضِع بِقُرْبِ الْمَدِينَة . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 158)
(4) الْكَوْمَاء مِنْ الْإِبِل : الناقة الضخمة الْعَظِيمَة السَّنَام . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 158)
(5) زهراوين : بيضاوين .
(6) ( حم ) 17444 , ( م ) 251 - ( 803 ) , ( د ) 1456(3/37)
( ت ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا (1) " , قَالُوا : وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ ؟ , قَالَ : حِلَقُ الذِّكْرِ " (2)
__________
(1) رَتَعَ : أَكَلَ وَشَرِبَ مَا شَاءَ فِي خِصْبٍ وَسَعَةٍ , أَوْ هُوَ الْأَكْلُ وَالشُّرْبُ رَغَدًا فِي الرِّيفِ . تحفة الأحوذي(ج 8 / ص 407)
(2) ( ت ) 3510 , ( حم ) 12545 , ( يع ) 1865 , الصَّحِيحَة : 2562 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1511(3/38)
( خد ) قال ابن عباس رضي الله عنهما : أكرمُ الناسِ عَلَيَّ جَلِيسِي . (1)
__________
(1) صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 877(3/39)
( 3 ) فَضْلُ التَّعْلِيم
قَالَ تَعَالَى : { وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ } [التوبة/122]
وَقَالَ تَعَالَى : { الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا } [الأحزاب/39]
( ت ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ , وَمَلَائِكَتَهُ , وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ , حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا , وَحَتَّى الْحُوتَ , لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ (1) " (2)
__________
(1) قَالَ أَبُو عِيسَى : سَمِعْت أَبَا عَمَّارٍ الْحُسَيْنَ بْنَ حُرَيْثٍ الْخُزَاعِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ :
عَالِمٌ , عَامِلٌ , مُعَلِّمٌ , يُدْعَى كَبِيرًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ .
(2) ( ت ) 2685 , ( مي ) 289 , ( طب ) 7911 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1838 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :81(3/40)
( طس ) , وَعَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مُعَلِّمُ الْخَيْرِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ (1) حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْبِحَارِ " (2)
__________
(1) قلت : فيه دليل على استغفار الجمادات له أيضا , لأنه قال : " كل شيء " . ع
(2) ( طس ) 6219 , انظر الصَّحِيحَة : 3024(3/41)
( م ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا " (1)
__________
(1) ( م ) 16 - ( 2674 ) , ( ت ) 2674 , ( د ) 4609 , ( جة ) 205 , ( حم ) 13829(3/42)
( الأول من حديث علي بن شاذان ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ عَلَّمَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ , كَانَ لَهُ ثَوَابُهَا مَا تُلِيَتْ " (2)
-------------
(2) الصَّحِيحَة : 1335(3/43)
( 4 ) النَّهْيُ عَنْ كِتْمَانِ الْعِلْم
قَالَ تَعَالَى : { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } (3)
قَالَ تَعَالَى : { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } (4)
( ابن أبي الدنيا ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ لِلَّهِ قَوْمًا يَخْتَصُّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ ، وَيُقِرُّهَا فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا ، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنْهُمْ فَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ " (5)
--------------
(3) [البقرة/159]
(4) [البقرة/174]
(5) أخرجه ابن أبي الدنيا فى قضاء الحوائج (1/24 ، رقم 5) ، ( طس ) 5162 , ( حل ) 6/115، والخطيب (9/459) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2164 , الصَّحِيحَة : 1692 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2617(3/44)
( د حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ يَعْلَمُهُ فَكَتَمَهُ ) (1) ( أَلْجَمَهُ اللَّهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (2) "
__________
(1) ( حم ) 10425 , ( ت ) 2649
(2) ( د ) 3658 , ( جة ) 266(3/45)
( جة طس ) , وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَا مِنْ رَجُلٍ ) (1) ( آتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا فَكَتَمَهُ ) (2) ( إِلَّا أُتِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلْجَمًا بِلِجَامٍ (3) مِنْ النَّارِ ) (4) "
__________
(1) ( جة ) 261
(2) ( طس ) 5540
(3) اللجام : الحديدة التي توضع في فم الفرس وما يتصل بها من سُيُور .
(4) ( جة ) 261 , ( ت ) 2649 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2714 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 121(3/46)
( طس ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَثَلُ الَّذِي يَتَعَلَّمُ الْعِلْمَ ثُمَّ لَا يُحَدِّثُ بِهِ ، كَمَثَلِ الَّذِي يَكْنِزُ الْكَنْزَ فلَا يُنْفِقُ مِنْهُ " (1)
( كتاب العلم لأبي خيثمة النسائي ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَثَلُ الَّذِي يَعْلَمُ الْعِلْمَ وَلَا يُحَدِّثُ بِهِ ، كَمَثَلِ رَجُلٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا فَلَمْ يُنْفِقْ مِنْهُ " (2)
__________
(1) ( طس ) 689 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5835 , الصَّحِيحَة : 3479
(2) حسنه الألباني في كتاب العلم : ص63(3/47)
( كر ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" عِلْمٌ لَا يُقَالُ بِهِ كَكَنْزٍ لَا يُنْفَقُ مِنْهُ " (1)
__________
(1) أخرجه ابن عساكر (9/22) , ( حم ) 10481 , ( مي ) 556 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4023 , المشكاة : 280(3/48)
( 5 ) أَهَمِّيَّةُ الْفَهْمِ فِي الْعِلْمِ
قَالَ تَعَالَى : { فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ } (2)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ } (3)
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " رُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ " (4)
-------------
(2) [الأنبياء/79]
(3) [النساء : 83]
(4) ( خ ) 1654 , ( ت ) 2657 , ( حم ) 20516(3/49)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ ) (1) ( مُتَعَطِّفًا مِلْحَفَةً عَلَى مَنْكِبَيْهِ , قَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ بِعِصَابَةٍ دَسِمَةٍ ) (2) ( فَتَلَقَّتْهُ الْأَنْصَارُ بَيْنَهُمْ , فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنِّي لَأُحِبُّكُمْ ) (3) ( فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ ) (4) ( - وَكَانَ آخِرَ مَجْلِسٍ جَلَسَهُ - فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ إِلَيَّ " , فَثَابُوا إِلَيْهِ ) (5) ( " فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : ) (6) ( إِنَّ اللَّهَ خَيَّرَ عَبْدًا ) (7) ( بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا مَا شَاءَ , وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ ) (8) ( فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ اللَّهِ " , فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - رضي الله عنه - ) (9) ( وَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي , بَلْ نَفْدِيكَ بِأَمْوَالِنَا وَأَنْفُسِنَا وَأَوْلَادِنَا ) (10) ( فَعَجِبْنَا لِبُكَائِهِ ) (11) ( وَقَالَ النَّاسُ : انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ , يُخْبِرُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ عَبْدٍ خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ وَهُوَ يَقُولُ : فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا ) (12) ( " فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - هُوَ الْعَبْدَ ) (13) ( الْمُخَيَّرَ " , وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا ) (14) ( بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (15) .
__________
(1) ( حم ) 11881 , ( خ ) 455
(2) ( خ ) 885 , ( حم ) 2074
(3) ( حم ) 12973 , ( حب ) 7271 , انظر الصَّحِيحَة : 916
(4) ( خ ) 455 , ( حم ) 2432
(5) ( خ ) 885
(6) ( خ ) 455 , ( حم ) 2432
(7) ( خ ) 454
(8) ( خ ) 3691
(9) ( خ ) 454
(10) ( حم ) 11881 , ( خ ) 3691 , ( ت ) 3660
(11) ( خ ) 3454
(12) ( خ ) 3691 , ( ت ) 3660
(13) ( خ ) 454
(14) ( خ ) 3454 , ( م ) 2 - ( 2382 )
(15) ( ت ) 3659 , ( حم ) 15964 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : صحيح لغيره .(3/50)
( خ م ت ) , عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" ( عُرِضْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( يَوْمَ أُحُدٍ فِي الْقِتَالِ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً ) (2) ( فَلَمْ يَقْبَلْنِي , ثُمَّ عُرِضْتُ عَلَيْهِ ) (3) ( يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً فَأَجَازَنِي " , قَالَ نَافِعٌ : فَقَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ خَلِيفَةٌ , فَحَدَّثْتُهُ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ : إِنَّ هَذَا لَحَدٌّ بَيْنَ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ , فَكَتَبَ إِلَى عُمَّالِهِ أَنْ يَفْرِضُوا لِمَنْ كَانَ ابْنَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً , وَمَنْ كَانَ دُونَ ذَلِكَ فَاجْعَلُوهُ فِي الْعِيَالِ ) (4) .
__________
(1) ( ت ) 1361
(2) ( م ) 91 - ( 1868 ) , ( خ ) 2521
(3) ( ت ) 1711
(4) ( م ) 91 - ( 1868 ) , ( خ ) 2521 , ( ت ) 1361 , ( س ) 3431 , ( د ) 2957 , ( حم ) 4661(3/51)
( 6 ) الْعَمَلُ بِالْعِلْم
قَالَ تَعَالَى : { مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } [الجمعة/5]
( م ت س ) , عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : تَنْتَفِعُ بِهِ إِنْ تَلَوْتَهُ وَعَمِلْتَ بِهِ , وَإِلَّا فَهُوَ حُجَّةٌ عَلَيْك . تحفة الأحوذي
(2) ( م ) 1 - ( 223 ) , ( ت ) 3517 , ( جة ) 280 , ( حم ) 22959(3/52)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَعْمَلُ بِهِ كَالْأُتْرُجَّةِ (1) طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ , وَالْمُؤْمِنُ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَعْمَلُ بِهِ كَالتَّمْرَةِ , طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا , وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الْفَاجِرِ (2) الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ , وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الْفَاجِرِ (3) الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالْحَنْظَلَةِ ) (4) ( لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ (5) ) (6) "
__________
(1) الأُتْرُجّ : قيل هو التفاح ، وقيل : هو ثمر طيب الطعم والرائحة يشبه الليمون , حامض يسكن شهوة النساء , ويجلو اللون والكلف , وقِشره يمنع السوس .
(2) ( خ ) 4732
(3) ( خ ) 4732
(4) ( خ ) 4772
(5) عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : مِنْ النَّاسِ مَنْ يُؤْتَى الْإِيمَانَ وَلَا يُؤْتَى الْقُرْآنَ , وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْتَى الْقُرْآنَ وَلَا يُؤْتَى الْإِيمَانَ , وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْتَى الْقُرْآنَ وَالْإِيمَانَ , وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْتَى الْقُرْآنَ وَلَا الْإِيمَانَ , ثُمَّ ضَرَبَ لَهُمْ مَثَلًا فَقَالَ : فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ الْإِيمَانَ وَلَمْ يُؤْتَ الْقُرْآنَ , فَمَثَلُهُ مَثَلُ التَّمْرَةِ , حُلْوَةُ الطَّعْمِ لَا رِيحَ لَهَا , وَأَمَّا مَثَلُ الَّذِي أُوتِيَ الْقُرْآنَ وَلَمْ يُؤْتَ الْإِيمَانَ فَمَثَلُ الْآسَةِ , طَيِّبَةُ الرِّيحِ مُرَّةُ الطَّعْمِ , وَأَمَّا الَّذِي أُوتِيَ الْقُرْآنَ وَالْإِيمَانَ فَمَثَلُ الْأُتْرُجَّةِ , طَيِّبَةُ الرِّيحِ حُلْوَةُ الطَّعْمِ , وَأَمَّا الَّذِي لَمْ يُؤْتَ الْقُرْآنَ وَلَا الْإِيمَانَ , فَمَثَلُهُ مَثَلُ الْحَنْظَلَةِ , مُرَّةُ الطَّعْمِ لَا رِيحَ لَهَا . إسناده ضعيف , رواه ( مي ) 3362 ( ذكرته لأنه فيه شرحا لحديث الباب ) .ع
(6) ( خ ) 5111 , ( م ) 243 - ( 797 ) , ( ت ) 2865 , ( س ) 5038 , ( حم ) 19567(3/53)
( م ت ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ ) (1) ( بِهِ فِي الدُّنْيَا ) (2) ( تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ عِمْرَانَ , وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَلَاثَةَ أَمْثَالٍ مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ ) (3) ( قَالَ : تَأْتِيَانِ ) (4) ( كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ , أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَاوَانِ بَيْنَهُمَا شَرْقٌ , أَوْ كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ , تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا (5) ) (6) "
__________
(1) ( م ) 253 - ( 805 ) , ( ت ) 2883
(2) ( ت ) 2883
(3) ( م ) 253 - ( 805 ) , ( ت ) 2883
(4) ( ت ) 2883
(5) قال الترمذي : وَمَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُ يَجِيءُ ثَوَابُ قِرَاءَتِهِ كَذَا فَسَّرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ هَذَا الْحَدِيثَ وَمَا يُشْبِهُ هَذَا مِنْ الْأَحَادِيثِ أَنَّهُ يَجِيءُ ثَوَابُ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَفِي حَدِيثِ النَّوَّاسِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَدُلُّ عَلَى مَا فَسَّرُوا إِذْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَأَهْلُهُ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِهِ فِي الدُّنْيَا " , فَفِي هَذَا دَلَالَةٌ أَنَّهُ يَجِيءُ ثَوَابُ الْعَمَلِ ( ت ) 2883
(6) ( م ) 253 - ( 805 ) , ( ت ) 2883 , ( حم ) 17674(3/54)
( حم هب ) , عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى قَوْمٍ تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ (1) مِنْ نَارٍ , كلما قُرِضَتْ وَفَتْ , فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلَاءِ يا جبريل ؟ , مَنْ هَؤُلَاءِ ؟ , قَالَ : هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ أُمَّتِكَ الَّذِينَ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ، وَيَقْرَؤُنَ كِتَابَ اللَّه وَلَا يَعْمَلُونَ بِهِ ) (2) وفي رواية (3) : هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ أُمَّتِكَ , الَّذِينَ يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا يَعْقِلُونَ ؟ "
__________
(1) المقاريض : جمع المقراض وهو المِقَصّ .
(2) ( هب ) 1773 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :125 , وصَحِيح الْجَامِع : 129
(3) ( حم ) 12879 , ( يع ) 3992 , انظر الصَّحِيحَة : 291(3/55)
( ت ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ : عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ (1) وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ (2) وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ (3) وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ (4) وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ (5) وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ (6) وَفِيمَ أَنْفَقَهُ (7) " (8)
__________
(1) أَيْ : صَرَفَهُ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 206)
(2) فِيهِ تَخْصِيصٌ بَعْدَ تَعْمِيمٍ , وَإِشَارَةٌ إِلَى الْمُسَامَحَةِ فِي طَرَفَيْهِ مِنْ حَالِ صِغَرِهِ وَكِبَرِهِ , قَالَ الطِّيبِيُّ : فَإِنْ قُلْت : هَذَا دَاخِلٌ فِي الْخَصْلَةِ الْأُولَى فَمَا وَجْهُهُ ؟ , قُلْت : الْمُرَادُ سُؤَالُهُ عَنْ قُوَّتِهِ , وَزَمَانِهِ الَّذِي يَتَمَكَّنُ مِنْهُ عَلَى أَقْوَى الْعِبَادَةِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 206)
(3) ( ت ) 2417
(4) فِيهِ إِيذَانٌ بِأَنَّ الْعِلْمَ مُقَدِّمَةُ الْعَمَلِ , وَهُوَ لَا يُعْتَدُّ بِهِ لَوْلَا الْعَمَلُ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 206)
(5) ( ت ) 2417
(6) أَيْ : مِنْ حَرَامٍ أَوْ حَلَالٍ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 206)
(7) أَيْ : فِي طَاعَةٍ أَوْ مَعْصِيَةٍ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 206)
(8) ( ت ) 2416 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7299 , الصَّحِيحَة : 946(3/56)
( هب ) , وَعَنْ لقمان بن عامر قال :
كان أبو الدرداء - رضي الله عنه - يقول : إنما أخشى من ربي يوم القيامة أن يدعوني على رؤوس الخلائق فيقول لي : يا عويمر ، فأقول : لبيك ربي ، فيقول لي : ما عملت فيما علمت ؟ . (1)
__________
(1) ( هب ) 1852 , ( ش ) 35741 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 129(3/57)
( خ م حم ) , وَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( يُؤْتَى بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ , فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُ بَطْنِهِ (1) فَيَدُورُ بِهَا كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِالرَّحَى (2) فَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ أَهْلُ النَّارِ (3) فَيَقُولُونَ : يَا فُلَانُ مَا لَكَ ؟ , أَلَمْ تَكُنْ ) (4) ( تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عَنْ الْمُنْكَرِ ؟ ) (5) ( فَيَقُولُ : بَلَى , قَدْ كُنْتُ ) (6) ( آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ ) (7) إِنِّي كُنْتُ آمُرُكُمْ بِأَمْرٍ وَأُخَالِفُكُمْ إِلَى غَيْرِهِ (8) "
__________
(1) الِانْدِلَاق : خُرُوج الشَّيْء مِنْ مَكَانه , وَالْأَقْتَاب : الْأَمْعَاء .
(2) أَيْ : يَسْتَدِير فِيهَا كَمَا يَسْتَدِير الْحِمَار حول الرحى .
(3) أَيْ : يَجْتَمِعُونَ حَوْلَهُ .
(4) ( م ) 51 - ( 2989 ) , ( خ ) 3094
(5) ( خ ) 3094 , ( م ) 51 - ( 2989 )
(6) ( م ) 51 - ( 2989 )
(7) ( خ ) 3094 , 6685 , ( م ) 51 - ( 2989 ) , ( حم ) 21832
(8) ( حم ) 21842 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(3/58)
( جة ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" سَلُوا اللَّهَ عِلْمًا نَافِعًا , وَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ " (1)
__________
(1) ( جة ) 3843 , ( يع ) 2196 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3635 ، الصَّحِيحَة : 1511(3/59)
( طب ) , وَعَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ البَجَلِي - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَثَلُ الْعَالِمِ الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ وَيَنْسَى نَفْسَهُ , كَمَثَلِ السِّرَاجِ يُضِيءُ لِلنَّاسِ وَيُحْرِقُ نَفْسَهُ " (1)
__________
(1) ( طب ) 1681 , 1685 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5831 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :131(3/60)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ :
حَدَّثَنَا مَنْ كَانَ يُقْرِئُنَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , أَنَّهُمْ كَانُوا يَقْتَرِئُونَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَشْرَ آيَاتٍ , فلَا يَأْخُذُونَ فِي الْعَشْرِ الْأُخْرَى حَتَّى يَعْلَمُوا مَا فِي هَذِهِ مِنْ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ قَالُوا : فَعَلِمْنَا الْعِلْمَ وَالْعَمَلَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 23529 , ( ش ) 29929 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .(3/61)
( مي ) , وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ :
لاَ تَكُونُ عَالِماً حَتَّى تَكُونَ مُتَعَلِّماً ، وَلاَ تَكُونُ بِالْعِلْمِ عَالِماً حَتَّى تَكُونَ بِهِ عَامِلاً ، وَكَفَى بِكَ إِثْماً أَنْ لاَ تَزَالَ مُخَاصِماً ، وَكَفَى بِكَ إِثْماً أَنْ لاَ تَزَالَ مُمَارِياً ، وَكَفَى بِكَ كَاذِباً أَنْ لاَ تَزَالَ مُحَدِّثاً فِى غَيْرِ ذَاتِ اللَّهِ . (1)
__________
(1) ( مي ) 293 , وإسناده حسن .(3/62)
( مي ) , وَعَنْ الْحَسَنِ قَالَ :
الْعِلْمُ عِلْمَانِ : عِلْمٌ فِى الْقَلْبِ , فَذَلِكَ الْعِلْمُ النَّافِعُ ، وَعِلْمٌ عَلَى اللِّسَانِ , فَذَلِكَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى ابْنِ آدَمَ . (1)
__________
(1) ( مي ) 364 , ( ش ) ( مرسلا ) 34361 , وصحح الألباني ( الموقوف ) في هداية الرواة : 260(3/63)
( مي ) , وَعَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ قَالَ :
كَانَ يُقَالُ الْعُلَمَاءُ ثَلَاثَةٌ : عَالِمٌ بِاللَّهِ يَخْشَى اللَّهَ , لَيْسَ بِعَالِمٍ بِأَمْرِ اللَّهِ , وَعَالِمٌ بِاللَّهِ عَالِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ يَخْشَى اللَّهَ , فَذَاكَ الْعَالِمُ الْكَامِلُ , وَعَالِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَيْسَ بِعَالِمٍ بِاللَّهِ لَا يَخْشَى اللَّهَ , فَذَلِكَ الْعَالِمُ الْفَاجِرُ . (1)
__________
(1) ( مي ) 363 , ( هب ) 1919 , وإسناده صحيح .(3/64)
( 7 ) وُجُوبُ عَدَمِ التَّقْصِير فِي طَلَب الْعِلْم
( خ ) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ (1) فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ : الصِّحَّةُ , وَالْفَرَاغُ (2) " (3)
__________
(1) الْمَغْبُونُ : الْخَاسِرُ فِي التِّجَارَةِ , مَأْخُوذٌ مِنْ الْغَبْنِ فِي الْبَيْعِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 89)
(2) أَيْ : لَا يَعْرِفُ قَدْرَ هَاتَيْنِ النِّعْمَتَيْنِ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ , حَيْثُ لَا يَكْسِبُونَ فِيهِمَا مِنْ الْأَعْمَالِ كِفَايَةَ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ فِي مَعَادِهِمْ , فَيَنْدَمُونَ عَلَى تَضْيِيعِ أَعْمَارِهِمْ عِنْدَ زَوَالِهَا ، وَلَا يَنْفَعُهُمْ النَّدَمُ , قَالَ تَعَالَى { ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ } .
تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 89)
(3) ( خ ) 6049 , ( ت ) 2304 , ( جة ) 4170 , ( حم ) 2340(3/65)
( خم ) , وَعَنْ رَبِيعَةَ (1) قَالَ :
لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ عِنْدَهُ شَيْءٌ مِنْ الْعِلْمِ أَنْ يُضَيِّعَ نَفْسَهُ (2) . (3)
__________
(1) هُوَ اِبْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن الْفَقِيه الْمَدَنِيّ ، الْمَعْرُوف بِرَبِيعَة الرَّأْي , قِيلَ لَهُ ذَلِكَ لِكَثْرَةِ اِشْتِغَاله بِالِاجْتِهَادِ .
فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 131)
(2) مُرَاد رَبِيعَة أَنَّ مَنْ كَانَ فِيهِ فَهْم وَقَابِلِيَّة لِلْعِلْمِ , لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُهْمِل نَفْسه فَيَتْرُك الِاشْتِغَال ، لِئَلَّا يُؤَدِّي ذَلِكَ إِلَى رَفْع الْعِلْم . فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 131)
(3) قال الألباني في مختصر صحيح البخاري تحت حديث 60 : وصله الخطيب في ( الجامع ) , والبيهقي في ( المدخل ) .(3/66)
( 8 ) اِتِّخَاذُ الْعِلْمِ مَطِيَّةً لِمَنَاصِبِ الدُّنْيَا
( د ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ تَعَلَّمَ عِلْماً مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ (1) وَجْهُ اللَّهِ - عز وجل - (2) لَا يَتَعَلَّمُهُ إِلَّا لِيُصِيبَ بِهِ (3) عَرَضاً مِنَ الدُّنْيَا (4) لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ (5) يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (6)
__________
(1) أَيْ : مِمَّا يُطْلَب . عون المعبود - (ج 8 / ص 162)
(2) أَيْ : رِضَاهُ . عون المعبود - (ج 8 / ص 162)
(3) أَيْ : لِيَنَالَ وَيُحَصِّل بِذَلِكَ الْعِلْم . عون المعبود - (ج 8 / ص 162)
(4) أَيْ : حَظًّا , مَالًا أَوْ جَاهًا . عون المعبود - (ج 8 / ص 162)
(5) أَيْ : رِيحَهَا , وهذا مُبَالَغَة فِي تَحْرِيم الْجَنَّة , لِأَنَّ مَنْ لَمْ يَجِد رِيح الشَّيْء لَا يَتَنَاوَلهُ قَطْعًا ، وَهَذَا مَحْمُول عَلَى أَنَّهُ يَسْتَحِقّ أَنَّهُ لَا يَدْخُل أَوَّلًا , ثُمَّ أَمْره إِلَى اللَّه تَعَالَى كَأَمْرِ أَصْحَاب الذُّنُوب كُلّهمْ إِذَا مَاتَ عَلَى الْإِيمَان . عون المعبود - (ج 8 / ص 162)
(6) ( د ) 3664 , ( جة ) 252 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6159 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 105(3/67)
( ت ) , وَعَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ (1) أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ (2) أَوْ لِيَصْرِفَ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ (3) أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ " (4)
__________
(1) أَيْ : يَجْرِي مَعَهُمْ فِي الْمُنَاظَرَةِ وَالْجِدَالِ لِيُظْهِرَ عِلْمَهُ فِي النَّاسِ رِيَاءً وَسُمْعَةً .تحفة الأحوذي(ج 6 / ص 454)
(2) ( السُّفَهَاءَ ) : جَمْعُ السَّفِيهِ , وَهُوَ قَلِيلُ الْعَقْلِ ، وَالْمُرَادُ بِهِ الْجَاهِلُ , أَيْ : لِيُجَادِلَ بِهِ الْجُهَّالَ ، وَالْمُمَارَاةُ مِنْ الْمِرْيَةِ , وَهِيَ الشَّكُّ , فَإِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ الْمُتَحَاجَّيْنِ يَشُكُّ فِيمَا يَقُولُ صَاحِبُهُ وَيُشَكِّكُهُ بِمَّا يُورِدُ عَلَى حُجَّتِهِ .تحفة الأحوذي(ج6ص454)
(3) أَيْ : يَطْلُبَهُ بِنِيَّةِ تَحْصِيلِ الْمَالِ وَالْجَاهِ وَإِقْبَالِ الْعَامَّةِ عَلَيْهِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 454)
(4) ( ت ) 2654 , ( جة ) 260 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5930 , 6158 , 6382 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 106 , 109(3/68)
( جة ) , وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ , أَوْ لِتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ , أَوْ لِتَصْرِفُوا وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْكُمْ , فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ فِي النَّارِ " (1)
__________
(1) ( جة ) 259 , انظر صحيح الجامع : 7370 / 1 , وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 107(3/69)
( د حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :" ( خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا وَنَحْنُ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَفِينَا الْأَعْرَابِيُّ وَالْأَعْجَمِيُّ ) (1) ( فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ , كِتَابُ اللَّهُ وَاحِدٌ , وَفِيكُمْ الْأَحْمَرُ وَفِيكُمْ الْأَبْيَضُ وَفِيكُمْ الْأَسْوَدُ ) (2) ( اقْرَءُوا فَكُلٌّ حَسَنٌ ) (3) ( تَعَلَّمُوهُ ) (4) ( وَابْتَغُوا بِهِ اللَّهَ - عز وجل - ) (5) ( مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ زَمَانٌ يَتَعَلَّمُهُ نَاسٌ ) (6) ( يُقَوِّمُونَهُ كَمَا يُقَوَّمُ السَّهْمُ , يَتَعَجَّلُونَ أَجْرَهُ وَلَا يَتَأَجَّلُونَهُ (7) ) (8) " (9)
__________
(1) ( د ) 830
(2) ( د ) 831
(3) ( د ) 830
(4) ( حم ) 22916 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث حسن .
(5) ( حم ) 14898 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(6) ( حم ) 22916
(7) أَيْ : لَا يَتَأَجَّلُونَهُ بِطَلَبِ الْأَجْر فِي الْعُقْبَى ، بَلْ يُؤْثِرُونَ الْعَاجِلَة عَلَى الْآجِلَة ، وَيَتَأَكَّلُونَ وَلَا يَتَوَكَّلُونَ . عون المعبود - (ج 2 / ص 331)
(8) ( د ) 831 , ( حم ) 22916
(9) الصَّحِيحَة : 259(3/70)
( ك مي ) , وَعَنْ عَلْقَمَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَبِسَتْكُمْ فِتْنَةٌ يَهْرَمُ (1) فِيهَا الْكَبِيرُ , وَيَرْبُو (2) فِيهَا الصَّغِيرُ , وَيَتَّخَذُهَا النَّاسُ سُنَّةً , فَإِذَا غُيِّرَتْ يَوْمًا قَالُوا : غُيِّرَتْ السُّنَّةُ , قِيلَ : وَمَتَى ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ ) (3) ( قَالَ : إِذَا ذَهَبَتْ عُلَمَاؤُكُمْ وَكَثُرَتْ جُهَلَاؤُكُمْ , وَكَثُرَتْ قُرَّاؤُكُمْ (4) وَقَلَّتْ فُقَهَاؤُكُمْ , وَكَثُرَتْ أُمَرَاؤُكُمْ , وَقَلَّتْ أُمَنَاؤُكُمْ , وَتُفُقِّهَ لِغَيْرِ الدِّينِ , وَالْتُمِسَتْ (5) الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ ) (6) .
__________
(1) الهرم : كِبر السّن وضعفه .
(2) أَيْ : يكبر .
(3) ( ك ) 8570
(4) القُرَّاء : الحَفَظَة لكتاب اللهِ .
(5) التمس الشيء : طلبه .
(6) ( مي ) 185 , 186 , ( ش ) 37156 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 111 , وصححه الألباني في كتاب : تحريم آلات الطرب ص16(3/71)
( ابن نصر ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَسَلُوا اللَّهَ بِهِ الْجَنَّةَ , قَبْلَ أَنْ يَتَعَلَّمَهُ قَوْمٌ يَسْأَلُونَ بِهِ الدُّنْيَا ، فَإِنَّ الْقُرْآنَ يَتَعَلَّمُهُ ثَلَاثَةٌ : رَجُلٌ يُبَاهِي بِهِ ، وَرَجُلٌ يَسْتَأْكِلُ بِهِ ، وَرَجُلٌ يَقْرَأُهُ لِلَّهِ - عز وجل - " (7)
------------
(7) ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 74 ) , انظر الصَّحِيحَة : 258(3/72)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَقْرَأُ الْقُرْآنَ ثَلَاثةٌ : مُؤْمِنٌ ، وَمُنَافِقٌ ، وَفَاجِرٌ " ، قَالَ بَشِيرٌ (1) : فَقُلْتُ لِلْوَلِيدِ (2) : مَا هَؤُلَاءِ الثَلَاثةُ ؟ ، فَقَالَ : الْمُنَافِقُ كَافِرٌ بِهِ ، وَالْفَاجِرُ يَتَأَكَّلُ بِهِ ، وَالْمُؤْمِنُ يُؤْمِنُ بِهِ . (3)
__________
(1) هو بشير بن أبي عمرو الخولاني , الطبقة : 7 : من كبار أتباع التابعين , روى له : ( البخاري في خلق أفعال العباد ) , رتبته عند ابن حجر : ثقة .
(2) هو الوليد بن قيس بن الأخرم التجيبي المصري , الطبقة : 5 : من صغار التابعين , الوفاة : 100 هـ تقريبا , روى له : عخ د ت ( البخاري في خلق أفعال العباد - أبو داود - الترمذي ) , رتبته عند ابن حجر : مقبول , رتبته عند الذهبي : وثق .
(3) ( حم ) 11358 , ( حب ) 755 , انظر الصَّحِيحَة : 3034(3/73)
( ت ) , وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَلْيَسْأَلْ اللَّهَ بِهِ , فَإِنَّهُ سَيَجِيءُ أَقْوَامٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ يَسْأَلُونَ بِهِ النَّاسَ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2917 , ( حم ) 19958 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6467 , الصَّحِيحَة : 257(3/74)
( طب ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" سَيَخْرُجُ أَقْوَامٌ مِنْ أُمَّتِي يَشْرَبُونَ الْقُرْآنَ كَشُرْبِهِمُ اللَّبَنَ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : يسلقونه بألسنتهم من غير تدبر لمعانيه ولا تأمل في أحكامه , بل يمر على ألسنتهم كما يمر اللبن المشروب عليها بسرعة . فيض القدير - (ج 4 / ص 156)
(2) ( طب ) ج17ص297ح821 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3653 , الصَّحِيحَة : 1886(3/75)
( جة ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ صَانُوا الْعِلْمَ , وَوَضَعُوهُ عِنْدَ أَهْلِهِ , لَسَادُوا بِهِ أَهْلَ زَمَانِهِمْ , وَلَكِنَّهُمْ بَذَلُوهُ لِأَهْلِ الدُّنْيَا لِيَنَالُوا بِهِ مِنْ دُنْيَاهُمْ , فَهَانُوا عَلَيْهِمْ , سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا هَمَّ آخِرَتِهِ , كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ , وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ فِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا , لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهَا هَلَكَ " (1)
__________
(1) ( جة ) 257 , 4106 , ( ك ) 3658 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6189 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3171 , المشكاة : 263(3/76)
( مي ) , وَعَنْ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ :
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ - رضي الله عنه - : مَنْ أَرْبَابُ الْعِلْمِ ؟ , قَالَ : الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِمَا يَعْلَمُونَ , قَالَ : فَمَا يَنْفِي الْعِلْمَ مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ ؟ فَمَا أَخْرَجَ الْعِلْمَ مِنْ قُلُوبِ الْعُلَمَاءِ (1) ؟ قَالَ : الطَّمَعُ . (2)
__________
(1) ( مي ) 584
(2) ( مي ) 575 , وإسناده صحيح .(3/77)
( 9 ) ذَمُّ عُلَمَاءِ السُّوء
قَالَ تَعَالَى : { مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا , بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ , وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } (3)
وَقَالَ تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ } (4)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ , فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا , فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ } (5)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ , وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ , وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } (6)
-----------
(3) [الجمعة : 5]
(4) [التوبة : 34]
(5) [البقرة : 78 ، 79]
(6) [آل عمران : 78](3/78)
( حم ) , عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي , كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَانِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 143 , 310 , ( طب ) ج18ص237ح593 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 239 , الصَّحِيحَة : 239(3/79)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَكْثَرُ مُنَافِقِي أُمَّتِي قُرَّاؤُهَا (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : الذين يتأولونه على غير وجهه ويضعونه في غير مواضعه , أو يحفظون القرآن تَقِيَّةً للتهمة عن أنفسهم , وهم معتقدون خلافه ، فكان المنافقون في عصر النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذه الصفة . وقال الزمخشري : أراد بالنفاق الرياء , لأن كُلًّا منهما إرادةٌ لما في الظاهر خلافا لما في الباطن . فيض القدير (ج2ص102)
(2) ( حم ) 6633 , ( طب ) ج17ص179ح471 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1203 ، الصَّحِيحَة : 750(3/80)
( حم ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" هَلَاكُ أُمَّتِي فِي الْكِتَابِ وَاللَّبَنِ " , فَقِيلَ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا بَالُ الْكِتَابِ ؟ , قَالَ : " يَتَعَلَّمُهُ الْمُنَافِقُونَ , فَيَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل - , ثُمَّ يُجَادِلُونَ بِهِ الْمُؤْمِنِينَ " , فَقِيلَ لَهُ : وَمَا بَالُ اللَّبَنِ ؟ , قَالَ : " أُنَاسٌ يُحِبُّونَ اللَّبَنَ , فَيَبْتَغُونَ الرِّيفَ (1) فَيَخْرُجُونَ مِنْ الْجَمَاعَاتِ , وَيَتْرُكُونَ الْجُمُعَاتِ " (2)
__________
(1) الرِّيف : هُوَ الْأَرْض الَّتِي فِيهَا زَرْع وَخِصْب ، وَجَمْعه أَرْيَاف . ( النووي - ج 5 / ص 39)
(2) ( حم ) 17451 , انظر الصَّحِيحَة : 2778(3/81)
( مي ) , وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
سَيَبْلَى الْقُرْآنُ فِي صُدُورِ أَقْوَامٍ كَمَا يَبْلَى الثَّوْبُ , فَيَقْرَءُونَهُ لَا يَجِدُونَ لَهُ شَهْوَةً وَلَا لَذَّةً , يَلْبَسُونَ جُلُودَ الضَّأْنِ عَلَى قُلُوبِ الذِّئَابِ , أَعْمَالُهُمْ طَمَعٌ لَا يُخَالِطُهُ خَوْفٌ , إِنْ قَصَّرُوا قَالُوا : سَنَبْلُغُ , وَإِنْ أَسَاءُوا قَالُوا : سَيُغْفَرُ لَنَا , إِنَّا لَا نُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا . (1)
__________
(1) ( مي ) 3346 , وصححه حسين أسد .(3/82)
( مي ) , وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ :
مَا زَالَ أَمْرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُعْتَدِلًا لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ حَتَّى نَشَأَ فِيهِمْ الْمُوَلَّدُونَ أَبْنَاءُ سَبَايَا الْأُمَمِ (1) أَبْنَاءُ النِّسَاءِ الَّتِي سَبَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ غَيْرِهِمْ , فَقَالُوا فِيهِمْ بِالرَّأْيِ فَأَضَلُّوهُمْ . (2)
__________
(1) السبايا : الأسرى من النساء .
(2) ( مي ) 120 , وصححه الألباني في الضعيفة تحت حديث 4336 .
(3) ( لا تجفوا عنه ) : لا تبعدوا عن تلاوته .
(4) ( ولا تغلوا فيه ) : لا تجاوزوا حده ، بأن تتأولوه بباطل ، أو المراد : لا تبذلوا جهدكم فى قراءته وتتركوا غيره من العبادات .(3/83)
( 10 ) أَخْذُ الْأُجْرَةِ عَلَى تَعْلِيمِ الْعِلْم
( الآحاد والمثاني ) , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" اقْرَءُوا الْقُرْآنَ وَاعْمَلُوا بِهِ , وَلَا تَجْفُوا عَنْهُ (3) وَلَا تَغْلُوا فِيهِ (4) وَلَا تَأْكُلُوا بِهِ وَلَا تَسْتَكْثِرُوا بِهِ " (5)
---------------
(5) ( الآحاد والمثاني ) 2116 , ( حم ) 15568 , ( يع ) 1518 , ( ش ) 7742 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1168 , الصحيحة : 260(3/84)
( ت ) , وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَلْيَسْأَلْ اللَّهَ بِهِ , فَإِنَّهُ سَيَجِيءُ أَقْوَامٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ يَسْأَلُونَ بِهِ النَّاسَ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2917 , ( حم ) 19958 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6467 , الصَّحِيحَة : 257(3/85)
( طب ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" سَيَخْرُجُ أَقْوَامٌ مِنْ أُمَّتِي يَشْرَبُونَ الْقُرْآنَ كَشُرْبِهِمُ اللَّبَنَ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : يسلقونه بألسنتهم من غير تدبر لمعانيه ولا تأمل في أحكامه , بل يمر على ألسنتهم كما يمر اللبن المشروب عليها بسرعة . فيض القدير - (ج 4 / ص 156)
(2) ( طب ) ج17ص297ح821 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3653 , الصَّحِيحَة : 1886(3/86)
( د حم ) , وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُشْغَلُ , فَإِذَا قَدِمَ رَجُلٌ مُهَاجِرٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - دَفَعَهُ إِلَى رَجُلٍ مِنَّا يُعَلِّمُهُ الْقُرْآنَ , فَدَفَعَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلًا " , فَكَانَ مَعِي فِي الْبَيْتِ , أُعَشِّيهِ عَشَاءَ أَهْلِ الْبَيْتِ , فَكُنْتُ أُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ , فَانْصَرَفَ انْصِرَافَةً إِلَى أَهْلِهِ فَرَأَى أَنَّ عَلَيْهِ حَقًّا , فَأَهْدَى إِلَيَّ قَوْسًا لَمْ أَرَ أَجْوَدَ مِنْهَا عُودًا وَلَا أَحْسَنَ مِنْهَا عِطْفًا ) (1) ( فَقُلْتُ : لَيْسَتْ بِمَالٍ , وَأَرْمِي عَنْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ - عز وجل - , لَآتِيَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلَأَسْأَلَنَّهُ , فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , رَجُلٌ أَهْدَى إِلَيَّ قَوْسًا مِمَّنْ كُنْتُ أُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْقُرْآنَ , وَلَيْسَتْ بِمَالٍ , وَأَرْمِي عَنْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ , فَمَا تَرَى فِيهَا ؟ , قَالَ : " إِنْ كُنْتَ تُحِبُّ أَنْ تُطَوَّقَ طَوْقًا مِنْ نَارٍ فَاقْبَلْهَا ) (2) جَمْرَةٌ بَيْنَ كَتِفَيْكَ تَقَلَّدْتَهَا أَوْ تَعَلَّقْتَهَا (3) "
__________
(1) ( حم ) 22818 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(2) ( د ) 3416 , ( جة ) 2157 , ( حم ) 22741 , انظر الصَّحِيحَة تحت حديث : 256
(3) ( د ) 3417 , ( حم ) 22818(3/87)
( جة ) , وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
عَلَّمْتُ رَجُلًا الْقُرْآنَ فَأَهْدَى إِلَيَّ قَوْسًا ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ : " إِنْ أَخَذْتَهَا أَخَذْتَ قَوْسًا مِنْ نَارٍ " ، فَرَدَدْتُهَا . (1)
__________
(1) ( جة ) 2158 , ( هق ) 11465 , انظر الإرواء : 1493 ، والصَّحِيحَة : 256(3/88)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( انْطَلَقَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَاسْتَضَافُوهُمْ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ , فَلُدِغَ سَيِّدُ ذَلِكَ الْحَيِّ , فَسَعَوْا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ فَلَمْ يَنْفَعْهُ شَيْءٌ , فَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَوْ أَتَيْتُمْ هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ نَزَلُوا لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ شَيْءٌ , فَأَتَوْهُمْ فَقَالُوا : يَا أَيُّهَا الرَّهْطُ , إِنَّ سَيِّدَنَا لُدِغَ , وَسَعَيْنَا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لَا يَنْفَعُهُ ) (1) ( فَهَلْ مَعَكُمْ مِنْ دَوَاءٍ أَوْ رَاقٍ ؟ ) (2) ( فَقَالَ بَعْضُهُمْ : نَعَمْ , وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْقِي وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَقَدْ اسْتَضَفْنَاكُمْ فَلَمْ تُضَيِّفُونَا , فَمَا أَنَا بِرَاقٍ لَكُمْ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا (3) فَصَالَحُوهُمْ عَلَى قَطِيعٍ مِنْ الْغَنَمِ , فَانْطَلَقَ يَتْفُلُ عَلَيْهِ وَيَقْرَأُ : { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } فَكَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ , فَانْطَلَقَ يَمْشِي وَمَا بِهِ قَلَبَةٌ (4) ) (5) ( فَأَمَرَ لَهُ بِثَلَاثِينَ شَاةً وَسَقَاهُمْ لَبَنًا ) (6) ( فَقَالَ بَعْضُهُمْ : اقْسِمُوا , فَقَالَ الَّذِي رَقَى : لَا تَفْعَلُوا حَتَّى نَأْتِيَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَنَذْكُرَ لَهُ الَّذِي كَانَ فَنَنْظُرَ مَا يَأْمُرُنَا , فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرُوا لَهُ , " فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ : وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ ؟ , ثُمَّ قَالَ : قَدْ أَصَبْتُمْ , اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ سَهْمًا " ) (7)
__________
(1) ( خ ) 2156
(2) ( خ ) 5404
(3) الجُعْل : الأجْرة على الشيء فعْلاً أو قولا , أو هو العطاء .
(4) أَيْ : مَا بِهِ أَلَمٌ يَتَقَلَّبُ لِأَجْلِهِ عَلَى الْفِرَاش . فتح الباري لابن حجر - (ج 16 / ص 280)
(5) ( خ ) 2156
(6) ( خ ) 4721
(7) ( خ ) 2156 , 5417 , ( م ) 65 - ( 2201 ) , ( ت ) 2063 , ( د ) 3418 , ( جة ) 2156 , ( حم ) 10998(3/89)
( خ ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
مَرَّ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمَاءٍ فِيهِمْ لَدِيغٌ , فَعَرَضَ لَهُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَاءِ فَقَالَ : هَلْ فِيكُمْ مِنْ رَاقٍ ؟ , إِنَّ فِي الْمَاءِ رَجُلًا لَدِيغًا , فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ عَلَى شَاءٍ (1) فَبَرَأَ , فَجَاءَ بِالشَّاءِ إِلَى أَصْحَابِهِ فَكَرِهُوا ذَلِكَ وَقَالُوا : أَخَذْتَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ أَجْرًا ؟ , حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخَذَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ أَجْرًا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ أَحَقَّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كِتَابُ اللَّهِ " (2)
__________
(1) أَيْ : اشترط إذا برأ الرجل أن يعطوه شِياها ( جمع شاة ) .
(2) ( خ ) 5405(3/90)
( د ) , وَعَنْ عبد الله بن حُثَيْر التَّمِيمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( أَقْبَلْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَأَتَيْنَا عَلَى حَيٍّ مِنْ الْعَرَبِ ) (1) ( عِنْدَهُمْ رَجُلٌ مَجْنُونٌ مُوثَقٌ بِالْحَدِيدِ , فَقَالَ أَهْلُهُ : إِنَّا ) (2) ( أُنْبِئْنَا أَنَّكُمْ قَدْ جِئْتُمْ مِنْ عِنْدِ هَذَا الرَّجُلِ بِخَيْرٍ , فَهَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ دَوَاءٍ أَوْ رُقْيَةٍ ؟ , فَقُلْنَا : نَعَمْ , قَالَ : فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً , كُلَّمَا خَتَمْتُهَا أَجْمَعُ بُزَاقِي ثُمَّ أَتْفُلُ ) (3) ( فَبَرَأَ , فَأَعْطَوْنِي مِائَةَ شَاةٍ ) (4) ( فَقُلْتُ : لَا , حَتَّى أَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (5) ( فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرْتُهُ , فَقَالَ : " هَلْ قُلْتَ غَيْرَ هَذَا ؟ " , قُلْتُ : لَا , قَالَ : " خُذْهَا , فَلَعَمْرِي لَمَنْ أَكَلَ بِرُقْيَةِ بَاطِلٍ لَقَدْ أَكَلْتَ بِرُقْيَةِ حَقٍّ " ) (6)
__________
(1) ( د ) 3901
(2) ( د ) 3896
(3) ( د ) 3901
(4) ( د ) 3896
(5) ( د ) 3901
(6) ( د ) 3896 , ( حم ) 21884 , ( حب ) 6111 , انظر الصَّحِيحَة : 2027(3/91)
( خ م س د حم ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( جَاءَتْ امْرَأَةٌ إلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي قَدْ ) (1) ( جِئْتُ لِأَهَبَ لَكَ نَفْسِي ) (2) ( " فَنَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَصَعَّدَ النَّظَرَ فِيهَا وَصَوَّبَهُ ) (3) ( ثُمَّ طَأْطَأَ رَأْسَهُ " ) (4) ( فَقَامَتْ قِيَامًا طَوِيلًا ) (5) ( فَلَمَّا رَأَتْ الْمَرْأَةُ أَنَّهُ لَمْ يَقْضِ فِيهَا شَيْئًا جَلَسَتْ , فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ بِهَا حَاجَةٌ فَزَوِّجْنِيهَا , فَقَالَ : " هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ ) (6) ( تُصْدِقُهَا إِيَّاهُ ؟ " ) (7) ( قَالَ : لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " اذْهَبْ إِلَى أَهْلِكَ فَانْظُرْ هَلْ تَجِدُ شَيْئًا ؟ " , فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ : لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا وَجَدْتُ شَيْئًا , قَالَ : " انْظُرْ الْتَمِسْ (8) وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ (9) " , فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ : لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا وَجَدْتُ شَيْئًا وَلَا خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ , وَلَكِنْ هَذَا إِزَارِي - قَالَ سَهْلٌ : مَا لَهُ رِدَاءٌ - فَلَهَا نِصْفُهُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا تَصْنَعُ بِإِزَارِكَ ؟ , إِنْ لَبِسْتَهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا مِنْهُ شَيْءٌ , وَإِنْ لَبِسَتْهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ شَيْءٌ " , فَجَلَسَ الرَّجُلُ حَتَّى طَالَ مَجْلِسُهُ ثُمَّ قَامَ ، " فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُوَلِّيًا فَأَمَرَ بِهِ فَدُعِيَ , فَلَمَّا جَاءَ قَالَ : مَاذَا مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ ؟ " , قَالَ : مَعِي سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا ) (10) ( - لِسُوَرٍ سَمَّاهَا - ) (11) ( قَالَ : " أَتَقْرَؤُهُنَّ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِكَ ؟ " قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : " اذْهَبْ ) (12) ( فَقَدْ زَوَّجْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ ) (13) انْطَلِقْ فَقَدْ زَوَّجْتُكَهَا فَعَلِّمْهَا مِنْ الْقُرْآنِ (14) "( قَالَ سَهْلٌ : فَرَأَيْتُهُ يَمْضِي وَهِيَ تَتْبَعُهُ ) (15) .
__________
(1) ( خ ) 2187
(2) ( خ ) 4742
(3) ( خ ) 4799
(4) ( خ ) 4742
(5) ( س ) 3359 , ( د ) 2111
(6) ( خ ) 4742
(7) ( د ) 2111
(8) ( خ ) 4842
(9) قَوْله " اِذْهَبْ فَالْتَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيد " اُسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى جَوَاز لُبْس خَاتَم الْحَدِيد ، وَلَا حُجَّة فِيهِ , لِأَنَّهُ لَا يَلْزَم مِنْ جَوَاز الِاتِّخَاذ جَوَاز اللُّبْس ، فَيُحْتَمَل أَنَّهُ أَرَادَ وُجُوده لِتَنْتَفِع الْمَرْأَة بِقِيمَتِهِ , وَقَوْله " وَلَوْ خَاتَمًا " فَإِنَّهُ لَمَّا أَمَرَهُ بِالْتِمَاسِ مَهْمَا وَجَدَ كَأَنَّهُ خَشِيَ أَنْ يُتَوَهَّم خُرُوج خَاتَم الْحَدِيد لِحَقَارَتِهِ , فَأَكَّدَ دُخُوله بِالْجُمْلَةِ الْمُشْعِرَة بِدُخُولِ مَا بَعْدهَا فِيمَا قَبْلهَا .فتح الباري لابن حجر - (ج 16 / ص 449)
(10) ( خ ) 4742
(11) ( خ ) 4842
(12) ( خ ) 4742
(13) ( خ ) 4741 , 4799 , 4829 , 4833 , 4839 , 4842 , 4847 , 4854 , 4855 , 5533 , ( م ) 76 - ( 1425 ) , ( ت ) 1114 , ( س ) 3200 , ( د ) 2111 , ( جة ) 1889 , ( حم ) 22850
(14) لهذا الحديث أكثر من عشر روايات , ليس فيها هذه الجملة إِلَّا عند ( م ) 76 - ( 1425 ) , ( هق ) 14177 .ع
(15) ( حم ) 22883 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(3/92)
( 11 ) أَقْسَامُ الْعِلْم
( 1 ) الْعِلْم الْمَحْمُود
الْعِلْم الْمَحْمُود الَّذِي هُوَ فَرْض عَيْن
( جة ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ " (1)
__________
(1) ( جة ) 224 , ( يع ) 2903 , ( طس ) 2462 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3913 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 72(3/93)
( ت ) , وَعَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ :
لَا يَبِعْ فِي سُوقِنَا إِلَّا مَنْ قَدْ تَفَقَّهَ فِي الدِّينِ . (1)
__________
(1) ( ت ) 487(3/94)
( 2 ) الْعِلْمُ الْمَذْمُوم
( ت ) , وَعَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ (1) أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ (2) أَوْ لِيَصْرِفَ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ (3) أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ " (4)
__________
(1) أَيْ : يَجْرِي مَعَهُمْ فِي الْمُنَاظَرَةِ وَالْجِدَالِ لِيُظْهِرَ عِلْمَهُ فِي النَّاسِ رِيَاءً وَسُمْعَةً .تحفة الأحوذي(ج 6 / ص 454)
(2) ( السُّفَهَاءَ ) : جَمْعُ السَّفِيهِ , وَهُوَ قَلِيلُ الْعَقْلِ ، وَالْمُرَادُ بِهِ الْجَاهِلُ , أَيْ : لِيُجَادِلَ بِهِ الْجُهَّالَ ، وَالْمُمَارَاةُ مِنْ الْمِرْيَةِ , وَهِيَ الشَّكُّ , فَإِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ الْمُتَحَاجَّيْنِ يَشُكُّ فِيمَا يَقُولُ صَاحِبُهُ وَيُشَكِّكُهُ بِمَّا يُورِدُ عَلَى حُجَّتِهِ .تحفة الأحوذي(ج6ص454)
(3) أَيْ : يَطْلُبَهُ بِنِيَّةِ تَحْصِيلِ الْمَالِ وَالْجَاهِ وَإِقْبَالِ الْعَامَّةِ عَلَيْهِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 454)
(4) ( ت ) 2654 , ( جة ) 253 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5930 , 6158 , 6382 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 106 , 109(3/95)
( خ د حب ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْكَبَائِرُ ؟ , فَقَالَ : " هُنَّ تِسْعٌ " ) (1) ( قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ ؟ , قَالَ : " الشِّرْكُ بِاللَّهِ ، وَالسِّحْرُ " ) (2) وفي رواية : " وَتَعَلُّمُ السِّحْرِ "(3)
قَالَ تَعَالَى : { وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فلَا تَكْفُرْ , فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ , وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ , وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ , وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } [البقرة/102]
__________
(1) ( د ) 2874
(2) ( خ ) 2615 , ( م ) 89
(3) ( حب ) 6559 , و ( ك ) 1447, وصححها الألباني في الإرواء : 2198 ، 2238 ، وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1341 ، 2801 , وصحيح موارد الظمآن : 661(3/96)
( د ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ اقْتَبَسَ (1) عِلْمًا مِنْ النُّجُومِ , اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنْ السِّحْرِ , زَادَ مَا زَادَ (2) " (3)
__________
(1) أَيْ : أَخَذَ وَحَصَّلَ وَتَعَلَّمَ .
(2) أَيْ زَادَ مِنْ السِّحْر مَا زَادَ مِنْ النُّجُوم , قَالَ الْخَطَّابِيُّ : عِلْم النُّجُوم الْمَنْهِيّ عَنْهُ هُوَ مَا يَدُلّ عَلَيْهِ أَهْل التَّنْجِيم مِنْ عِلْم الْكَوَائِن وَالْحَوَادِث الَّتِي لَمْ تَقَع , كَمَجِيءِ الْأَمْطَار وَتَغَيُّر الْأَسْعَار ، وَأَمَّا مَا يُعْلَم بِهِ أَوْقَات الصَّلَاة وَجِهَة الْقِبْلَة فَغَيْر دَاخِل فِيمَا نُهِيَ عَنْهُ , فَأَمَّا مَا يُدْرَك مِنْ طَرِيق الْمُشَاهَدَة مِنْ عِلْم النُّجُوم الَّذِي يُعْرَف بِهِ الزَّوَال وَجِهَة الْقِبْلَة , فَإِنَّهُ غَيْر دَاخِل فِيمَا نُهِيَ عَنْهُ ، قَالَ اللَّه تَعَالَى { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ } , وَقَالَ تَعَالَى { وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ } , فَأَخْبَرَ اللَّه تَعَالَى أَنَّ النُّجُوم طُرُق لِمَعْرِفَةِ الْأَوْقَات وَالْمَسَالِك , وَلَوْلَاهَا لَمْ يَهْتَدِ النَّاس إِلَى اِسْتِقْبَال الْكَعْبَة . عون المعبود - (ج 8 / ص 432)
(3) ( د ) 3905 , ( جة ) 3726 , ( حم ) 2000(3/97)
( خ ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ , وَيُفَسِّرُونَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : لَا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ , وَقُولُوا : { آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ , وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } (1) " (2)
__________
(1) [العنكبوت : 46]
(2) ( خ ) 4215(3/98)
( حم ) , عَنْ أَبِي نَمْلَةَ الْأَنْصَارِيُّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إذَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ , وَقُولُوا : آمَنَّا بِاللَّهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ , فَإِنْ كَانَ حَقًّا لَمْ تُكَذِّبُوهُمْ , وَإِنْ كَانَ بَاطِلًا لَمْ تُصَدِّقُوهُمْ " (1)
__________
(1) ( حم ) 17264 ، ( د ) 3644 , ( حب ) 6257 , انظر الصحيحة : 2800(3/99)
( خ ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ , كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ ) (1) ( عَنْ كُتُبِهِمْ وَعِنْدَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ ) (2) ( الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّكُمْ - صلى الله عليه وسلم - ) (3) ( أَقْرَبُ الْكُتُبِ عَهْدًا بِاللَّهِ , تَقْرَءُونَهُ مَحْضًا (4) لَمْ يُشَبْ (5) ) (6) ( وَقَدْ حَدَّثَكُمْ اللَّهُ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ بَدَّلُوا ) (7) ( كِتَابَ اللَّهُ وَغَيَّرُوهُ , وَكَتَبُوا بِأَيْدِيهِمْ الْكِتَابَ وَقَالُوا : { هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا } ) (8) ( أَوَلَا يَنْهَاكُمْ مَا جَاءَكُمْ مِنْ الْعِلْمِ عَنْ مُسَاءَلَتِهِمْ ؟ , فَلَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا ) (9) ( مِنْهُمْ رَجُلًا قَطُّ يَسْأَلُكُمْ عَنْ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْكُمْ ) (10) .
__________
(1) ( خ ) 2539
(2) ( خ ) 7084
(3) ( خ ) 7085
(4) المحض : الخالص الذي لَا يشوبه شيء .
(5) لم يُشَب : لم يخلط بغيره من الأباطيل .
(6) ( خ ) 7084
(7) ( خ ) 2539
(8) ( خ ) 6929
(9) ( خ ) 7085
(10) ( خ ) 2539(3/100)
( مي ) , وَعَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى التَّيْمِيِّ قَالَ :
مَنْ أُوتِيَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَا يُبْكِيهِ , لَخَلِيقٌ أَنْ لَا يَكُونَ أُوتِيَ عِلْمًا يَنْفَعُهُ , لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى نَعَتَ الْعُلَمَاءَ فَقَالَ : { إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا , وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا } (1) . (2)
__________
(1) [الإسراء/107-109]
(2) ( مي ) 291 , ( ش ) 36508 , وإسناده جيد .(3/101)
( 2 ) آدَابُ الْمُتَعَلِّم
( 1 ) مِنْ آدَابِ الْمُتَعَلِّمِ اِحْتِرَامُ الْمُعَلِّمِ وَالتَّوَاضُعُ لَهُ
( حم ) , وَعَنْ أُسَامَةَ بْنَ شَرِيكٍ الْعَامِرِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ :
أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَإِذَا أَصْحَابُهُ كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمْ الطَّيْرُ . (1)
__________
(1) ( حم ) 18476 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(3/102)
( حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا , وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا , وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ " (1)
__________
(1) ( حم ) 22807 , ( ك ) 421 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5443 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 101 , ( الحديث حجة بنفسه ) ص83(3/103)
( د ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ (1) إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ (2) وَحَامِلِ الْقُرْآنِ (3) غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ (4) وَالْجَافِي عَنْهُ (5) وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ " (6)
__________
(1) أَيْ : تَبْجِيله وَتَعْظِيمه . عون المعبود - (ج 10 / ص 365)
(2) أَيْ : تَعْظِيم الشَّيْخ الْكَبِير فِي الْإِسْلَام بِتَوْقِيرِهِ فِي الْمَجَالِس وَالرِّفْق بِهِ وَالشَّفَقَة عَلَيْهِ وَنَحْو ذَلِكَ .
عون المعبود (ج 10 / ص 365)
(3) أَيْ : حَافِظه . عون المعبود - (ج 10 / ص 365)
(4) الْغُلُوّ : التَّشْدِيد وَمُجَاوَزَة الْحَدّ ، يَعْنِي : غَيْر الْمُتَجَاوِز الْحَدّ فِي الْعَمَل بِهِ وَتَتَبُّع مَا خَفِيَ مِنْهُ وَاشْتَبَهَ عَلَيْهِ مِنْ مَعَانِيه وَفِي حُدُود قِرَاءَته وَمَخَارِج حُرُوفه . عون المعبود - (ج 10 / ص 365)
(5) الْجَفَاء أَنْ يَتْرُكهُ بَعْد مَا عَلِمَهُ , لَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ نَسِيَهُ , فَإِنَّهُ عُدَّ مِنْ الْكَبَائِر ،
قَالَ فِي النِّهَايَة : وَمِنْهُ الْحَدِيث : " اِقْرَءُوا الْقُرْآن وَلَا تَجْفُوا عَنْهُ " أَيْ : تَعَاهَدُوهُ وَلَا تَبْعُدُوا عَنْ تِلَاوَته بِأَنْ تَتْرُكُوا قِرَاءَته وَتَشْتَغِلُوا بِتَفْسِيرِهِ وَتَأْوِيله , وَلِذَا قِيلَ : اِشْتَغِلْ بِالْعِلْمِ بِحَيْثُ لَا يَمْنَعك عَنْ الْعَمَل , وَاشْتَغِلْ بِالْعَمَلِ بِحَيْثُ لَا يَمْنَعك عَنْ الْعِلْم ، وَحَاصِله أَنَّ كُلًّا مِنْ طَرَفَيْ الْإِفْرَاط وَالتَّفْرِيط مَذْمُوم ، وَالْمَحْمُود هُوَ الْوَسَط الْعَدْل الْمُطَابِق لِحَالِهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي جَمِيع الْأَقْوَال وَالْأَفْعَال . عون المعبود - (ج 10 / ص 365)
(6) ( د ) 4843 , ( هق ) 16435 , انظر صحيح الجامع : 2199 , صحيح الترغيب والترهيب : 98(3/104)
( حب ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْبَرَكَةُ مَعَ أَكَابِرِكُمْ " (1)
__________
(1) , ( حب ) 559 , ( ك ) 210 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2884 ، الصَّحِيحَة : 1778(3/105)
( خ س د جة حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :" ( لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ ) (1) ( أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْقَتْلَى أَنْ يُرَدُّوا إِلَى مَصَارِعِهِمْ " - وَكَانُوا قَدْ نُقِلُوا إِلَى الْمَدِينَةِ - ) (2) ( قَالَ : فَبَيْنَمَا أَنَا فِي النَّظَّارِينَ (3) إِذْ جَاءَتْ عَمَّتِي بِأَبِي وَخَالِي , عَادِلَتَهُمَا عَلَى نَاضِحٍ (4) فَدَخَلَتْ بِهِمَا الْمَدِينَةَ , لِتَدْفِنَهُمَا فِي مَقَابِرِنَا , إِذْ لَحِقَ رَجُلٌ يُنَادِي : " أَلَا إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَرْجِعُوا بِالْقَتْلَى فَتَدْفِنُوهُمْ فِي مَصَارِعِهِمْ حَيْثُ قُتِلُوا " , فَرَجَعْنَا بِهِمَا فَدَفَنَّاهُمَا حَيْثُ قُتِلَا ) (5) ( " وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِدَفْنِهِمْ فِي دِمَائِهِمْ ) (6) ( وَقَالَ : زَمِّلُوهُمْ بِدِمَائِهِمْ ) (7) ( وَلَا تُغَسِّلُوهُمْ ) (8) ( فَإِنَّهُ مَا مِنْ مَجْرُوحٍ جُرِحَ فِي اللَّهِ - عز وجل - , إِلَّا بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجُرْحُهُ يَدْمَى , اللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ , وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ ) (9) ( وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ " ) (10) ( قَالَ : وَشَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (11) ( أَصَابَنَا قَرْحٌ وَجَهْدٌ ) (12) ( وَالْحَفْرُ عَلَيْنَا لِكُلِّ إِنْسَانٍ شَدِيدٌ ) (13) ( فَكَيْفَ تَأْمُرُنَا ؟ ) (14) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " احْفِرُوا وَأَعْمِقُوا وَأَحْسِنُوا , وَادْفِنُوا الِاثْنَيْنِ وَالثَلَاثَةَ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ " , فَقُلْنَا : فَمَنْ نُقَدِّمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " قَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا ) (15) ( قَالَ : فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ وَالثَلَاثَةِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ , فِي الْقَبْرِ الْوَاحِدِ ) (16) ( ثُمَّ يُسْأَلُ : أَيُّهُمْ كَانَ ) (17) ( أَكْثَرَ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ ؟ " , فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى ) (18) ( أَحَدِهِمْ قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ " ) (19)
__________
(1) ( حم ) 23709 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( جة ) 1516 , ( حم ) 14344
(3) النَّظَّار : القاعد عن القتال ينتظر نتيجة المعركة .
(4) الناضح : الجمل أو الثور أو الحمار الذي يستقى عليه الماء .
(5) ( حم ) 15316 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(6) ( خ ) 1278
(7) ( حم ) 23709
(8) ( حم ) 14225 , انظر الإرواء تحت حديث : 707 , أحكام الجنائز ص54
(9) ( حم ) 23707 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(10) ( خ ) 1278 , ( ت ) 1036 , ( حم ) 14225
(11) ( س ) 2010 , ( ت ) 1713
(12) ( د ) 3215
(13) ( س ) 2010
(14) ( د ) 3215
(15) ( س ) 2010 , ( ت ) 1713 , ( د ) 3215
(16) ( جة ) 1514 , ( حم ) 23709 , ( خ ) 1278 , ( ت ) 1036
(17) ( حم ) 23709 , ( يع ) 3568 , ( جة ) 1514
(18) ( خ ) 1278 , ( ت ) 1036
(19) ( جة ) 1514 , ( خ ) 1283 , ( ت ) 1036(3/106)
( 2 ) مِنْ آدَابِ الْمُتَعَلِّمِ قِلَّةُ الْأَسْئِلَةِ وَعَدَمُ الْإِحْرَاج
قَالَ تَعَالَى : { فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا , قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا , قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا , وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا , قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا , قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا } [الكهف : 65 - 70]
وَقَالَ تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ , وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ , عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ , قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ } [المائدة : 101 ، 102]
( خ م ) , عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُمَرَ - رضي الله عنه - ) (1) ( فَقَالَ : أَيُّكُمْ يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْفِتْنَةِ (2) ؟ , فَقُلْتُ : أَنَا أَحْفَظُهُ ) (3) ( قَالَ : فَهَاتِ , إِنَّكَ لَجَرِيءٌ (4) ) (5) ( فَقُلْتُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ (6) عُودًا عُودًا (7) كَالْحَصِيرِ (8) فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا (9) نُكِتَ (10) فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ , وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا (11) نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ , حَتَّى يَصِيرَ الْقَلْبُ عَلَى قَلْبَيْنِ , عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا (12) لَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ , وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا (13) كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا (14) - وَأَمَالَ كَفَّهُ - لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ " ) (15) ( فَقَالَ عُمَرُ : لَعَلَّكُمْ تَعْنُونَ فِتْنَةَ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ ) (16) ( وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ ؟ , قَالُوا : أَجَلْ , قَالَ : تِلْكَ تُكَفِّرُهَا الصَلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ , وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ (17) لَيْسَ هَذَا أُرِيدُ , إِنَّمَا أُرِيدُ الْفِتْنَةَ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ (18) ) (19) ( فَقُلْتُ : لَيْسَ عَلَيْكَ مِنْهَا بَأْسٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا (20) فَقَالَ عُمَرُ : أَيُكْسَرُ أَمْ يُفْتَحُ ؟ ) (21) ( فَقُلْتُ : لَا , بَلْ يُكْسَرُ , قَالَ : فَإِنَّهُ إِذَا كُسِرَ لَمْ يُغْلَقَ أَبَدًا , فَقُلْتُ : أَجَلْ ) (22) ( قَالَ أَبُو وَائِلٍ : فَقُلْنَا لِحُذَيْفَةَ : أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ الْبَابَ ؟ , قَالَ : نَعَمْ , كَمَا أَنَّ دُونَ الْغَدِ اللَّيْلَةَ , إِنِّي حَدَّثْتُهُ بِحَدِيثٍ لَيْسَ بِالْأَغَالِيطِ (23) قَالَ أَبُو وَائِلٍ : فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَ حُذَيْفَةَ عَنْ الْبَابِ , فَقُلْنَا لِمَسْرُوقٍ (24) : سَلْهُ , فَسَأَلَهُ فَقَالَ : الْبَابُ عُمَرُ (25) ) (26) .
__________
(1) ( خ ) 502
(2) مَعْنَى الْفِتْنَة فِي الْأَصْلِ الِاخْتِبَار وَالِامْتِحَان ، ثُمَّ اِسْتُعْمِلَتْ فِي كُلِّ أَمْرٍ يَكْشِفُهُ الِامْتِحَانُ عَنْ سُوء , وَتُطْلَقُ عَلَى الْكُفْرِ ، وَالْغُلُوِّ فِي التَّأْوِيلِ الْبَعِيدِ ، وَعَلَى الْفَضِيحَةِ وَالْبَلِيَّة , وَالْعَذَابِ , وَالْقِتَالِ , وَالتَّحَوُّلِ مِنْ الْحَسَنِ إِلَى الْقَبِيحِ , وَالْمَيْلِ إِلَى الشَّيْءِ وَالْإِعْجَابِ بِهِ ، وَتَكُونُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرّ كَقَوْلِهِ تَعَالَى ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْر فِتْنَة ) . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 291)
(3) ( خ ) 1368
(4) أَيْ : شَجِيع عَلَى حِفْظه قَوِيّ عَلَيْهِ . ( النووي - ج 1 / ص 268)
(5) ( خ ) 3393
(6) أَيْ : أَنَّهَا تُلْصَق بِعَرْضِ الْقُلُوب , أَيْ جَانِبهَا كَمَا يُلْصَق الْحَصِير بِجَنْبِ النَّائِم ، وَيُؤَثِّر فِيهِ شِدَّة اِلْتِصَاقهَا بِهِ . النووي
(7) أَيْ : تُعَاد وَتُكَرَّر شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ . ( النووي - ج 1 / ص 268)
(8) أَيْ : كَمَا يُنْسَج الْحَصِير عُودًا عُودًا , وَشَظِيَّة بَعْد أُخْرَى , وَذَلِكَ أَنَّ نَاسِج الْحَصِير عِنْد الْعَرَب كُلَّمَا صَنَعَ عُودًا أَخَذَ آخَر وَنَسَجَهُ , فَشَبَّهَ عَرْضَ الْفِتَن عَلَى الْقُلُوب وَاحِدَة بَعْد أُخْرَى بِعَرْضِ قُضْبَان الْحَصِير عَلَى صَانِعهَا وَاحِدًا بَعْد وَاحِد . ( النووي - ج 1 / ص 268)
(9) أَيْ : دَخَلَتْ فِيهِ دُخُولًا تَامًّا وَأُلْزِمَهَا , وَحَلَّتْ مِنْهُ مَحَلّ الشَّرَاب , وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى : { وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبهمْ الْعِجْل } أَيْ : حُبّ الْعِجْل ، وَمِنْهُ قَوْلهمْ : ثَوْبٌ مُشْرَبٌ بِحُمْرَةٍ : أَيْ خَالَطَتْهُ الْحُمْرَة مُخَالَطَة لَا اِنْفِكَاك لَهَا .( النووي ج1ص268) , قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ( وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْعِجْلَ ) أَيْ : أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمْ حُبَّ الْعِجْلِ ، وَمَنْ قَالَ إِنَّ الْعِجْلَ أُحْرِقَ ثُمَّ ذُرِّيَ فِي الْمَاءِ فَشَرِبُوهُ , فَلَمْ يَعْرِفْ كَلَامِ الْعَرَبِ ، لِأَنَّهَا لَا تَقُولُ فِي الْمَاءِ : أُشْرِبَ فُلَانٌ فِي قَلْبِهِ .فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 192)
(10) أَيْ : نُقِطَ نُقْطَة , قَالَ : اِبْن دُرَيْدٍ : كُلّ نُقْطَة فِي شَيْء بِخِلَافِ لَوْنه فَهُوَ نَكْت .( النووي - ج 1 / ص 268)
(11) أَيْ : رَدَّهَا .
(12) الصَّفَا : هُوَ الْحَجْر الْأَمْلَس الَّذِي لَا يَعْلَق بِهِ شَيْء .
(13) الرُّبْدَة : لَوْن أَكْدَر , وَمِنْهُ ( اِرْبَدَّ لَوْنه ) إِذَا تَغَيَّرَ وَدَخَلَهُ سَوَاد . ( النووي - ج 1 / ص 268)
(14) أَيْ : مَائِلًا , قَالَ ابْن سَرَّاج : لَيْسَ قَوْله كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا تَشْبِيهًا لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ سَوَاده , بَلْ هُوَ وَصْف آخَر مِنْ أَوْصَافه بِأَنَّهُ قُلِبَ وَنُكِّسَ حَتَّى لَا يَعْلَق بِهِ خَيْر وَلَا حِكْمَة . ( النووي - ج 1 / ص 268)
(15) ( م ) 144
(16) ( حم ) 23328, وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(17) قَالَ بَعْض الشُّرَّاح : يَحْتَمِل أَنْ يَكُون كُلّ وَاحِدَة مِنْ الصَّلَاة وَمَا مَعَهَا مُكَفِّرَة لِلْمَذْكُورَاتِ كُلّهَا , لَا لِكُلِّ وَاحِدَة مِنْهَا ، وَأَنْ يَكُون مِنْ بَاب اللَّفّ وَالنَّشْر , بِأَنَّ الصَّلَاة مَثَلًا مُكَفِّرَة لِلْفِتْنَةِ فِي الْأَهْل , وَالصَّوْم فِي الْوَلَد إِلَخْ ، وَالْمُرَاد بِالْفِتْنَةِ مَا يَعْرِض لِلْإِنْسَانِ مَعَ مَنْ ذُكِرَ مِنْ الْبَشَر ؛ أَوْ الِالْتِهَاء بِهِمْ , أَوْ أَنْ يَأْتِي لِأَجْلِهِمْ بِمَا لَا يَحِلّ لَهُ , أَوْ يُخِلّ بِمَا يَجِب عَلَيْهِ , وَاسْتَشْكَلَ اِبْن أَبِي جمْرة وُقُوع التَّفْكِير بِالْمَذْكُورَاتِ لِلْوُقُوعِ فِي الْمُحَرَّمَات وَالْإِخْلَال بِالْوَاجِبِ ؛ لِأَنَّ الطَّاعَات لَا تُسْقِط ذَلِكَ ، وَالْجَوَاب اِلْتِزَام الْأَوَّل , وَأَنَّ الْمُمْتَنِع مِنْ تَكْفِير الْحَرَام وَالْوَاجِب مَا كَانَ كَبِيرَة فَهِيَ الَّتِي فِيهَا النِّزَاع ، وَأَمَّا الصَّغَائِر فَلَا نِزَاع أَنَّهَا تُكَفَّر لِقَوْلِهِ تَعَالَى ( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِر مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّر عَنْكُمْ سَيِّئَاتكُمْ ) الْآيَة ، وَقَالَ الزَّيْن بْن الْمُنِير : الْفِتْنَة بِالْأَهْلِ تَقَع بِالْمَيْلِ إِلَيْهِنَّ أَوْ عَلَيْهِنَّ فِي الْقِسْمَة وَالْإِيثَار حَتَّى فِي أَوْلَادهنَّ ، وَمِنْ جِهَة التَّفْرِيط فِي الْحُقُوق الْوَاجِبَة لَهُنَّ ، وَبِالْمَالِ يَقَع الِاشْتِغَال بِهِ عَنْ الْعِبَادَة , أَوْ بِحَبْسِهِ عَنْ إِخْرَاج حَقّ اللَّه ، وَالْفِتْنَة بِالْأَوْلَادِ تَقَع بِالْمَيْلِ الطَّبِيعِيّ إِلَى الْوَلَد وَإِيثَاره عَلَى كُلّ أَحَد ، وَالْفِتْنَة بِالْجَارِ تَقَع بِالْحَسَدِ وَالْمُفَاخَرَة وَالْمُزَاحَمَة فِي الْحُقُوق وَإِهْمَال التَّعَاهُد ، ثُمَّ قَالَ : وَأَسْبَاب الْفِتْنَة بِمَنْ ذُكِرَ غَيْر مُنْحَصِرَة فِيمَا ذَكَرْت مِنْ الْأَمْثِلَة ، وَأَمَّا تَخْصِيص الصَّلَاة وَمَا ذُكِرَ مَعَهَا بِالتَّكْفِيرِ دُون سَائِر الْعِبَادَات فَفِيهِ إِشَارَة إِلَى تَعْظِيم قَدْرهَا لَا نَفْي أَنَّ غَيْرهَا مِنْ الْحَسَنَات لَيْسَ فِيهَا صَلَاحِيَّة التَّكْفِير ، ثُمَّ إِنَّ التَّكْفِير الْمَذْكُور يَحْتَمِل أَنْ يَقَع بِنَفْسِ فِعْل الْحَسَنَات الْمَذْكُورَة ، وَيَحْتَمِل أَنْ يَقَع بِالْمُوَازَنَةِ ، وَالْأَوَّل أَظْهَر ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَقَالَ اِبْن أَبِي جَمْرَة : خُصَّ الرَّجُل بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُ فِي الْغَالِب صَاحِب الْحُكْم فِي دَاره وَأَهْله ، وَإِلَّا فَالنِّسَاء شَقَائِق الرِّجَال فِي الْحُكْم , ثُمَّ أَشَارَ إِلَى أَنَّ التَّكْفِير لَا يَخْتَصّ بِالْأَرْبَعِ الْمَذْكُورَات ، بَلْ نَبَّهَ بِهَا عَلَى مَا عَدَاهَا ، وَالضَّابِط أَنَّ كُلّ مَا يَشْغَل صَاحِبه عَنْ اللَّهِ فَهُوَ فِتْنَة لَهُ ، وَكَذَلِكَ الْمُكَفِّرَات لَا تَخْتَصّ بِمَا ذُكِرَ , بَلْ نَبَّهَ بِهِ عَلَى مَا عَدَاهَا ، فَذَكَرَ مِنْ عِبَادَة الْأَفْعَال الصَّلَاة وَالصِّيَام ، وَمِنْ عِبَادَة الْمَال الصَّدَقَة ، وَمِنْ عِبَادَة الْأَقْوَال الْأَمْر بِالْمَعْرُوفِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 391)
(18) كَنَّى بِذَلِكَ عَنْ شِدَّة الْمُخَاصَمَة وَكَثْرَة الْمُنَازَعَة , وَمَا يَنْشَأ عَنْ ذَلِكَ مِنْ الْمُشَاتَمَة وَالْمُقَاتَلَة .فتح الباري(ج10ص 391)
وانظر إلى حرص أمير المؤمنين على معرفة أوقات الفتن وكيفياتها , ففيه دليل على استحباب معرفة كيفية ظهور الفتن وعلاماتها , خصوصا في زمان كزماننا هذا .ع
(19) ( م ) 144
(20) أَيْ : أَنَّ تِلْكَ الْفِتَن لَا يَخْرُج شَيْء مِنْهَا فِي حَيَاتك . ( النووي - ج 1 / ص 268)
(21) ( خ ) 502
(22) ( خ ) 1368
(23) أَيْ : حَدَّثْته حَدِيثًا صِدْقًا مُحَقَّقًا مِنْ حَدِيث النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - لَا عَنْ اِجْتِهَاد وَلَا رَأْي . فتح الباري (ج 10 / ص 391)
(24) هُوَ اِبْنُ الْأَجْدَعِ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ , وَكَانَ مِنْ أَخِصَّاءِ أَصْحَابِ اِبْنِ مَسْعُودٍ وَحُذَيْفَةَ وَغَيْرِهِمَا مِنْ كِبَارِ الصَّحَابَةِ .
(25) أي ان الحائل بين الفتنة والإسلام , عمر رضي الله عنه , وهو الباب , فما دام حيا لا تدخل فيه الفتن , فإذا مات دخلت , وهذا ما كان .
(26) ( خ ) 502(3/107)
( مي ) , وَعَنْ طَاوُسٍ قَالَ :
قَالَ عُمَرُ عَلَى الْمِنْبَرِ : أُحَرِّجُ بِاللَّهِ عَلَى رَجُلٍ سَأَلَ عَمَّا لَمْ يَكُنْ , فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ بَيَّنَ مَا هُوَ كَائِنٌ . (1)
__________
(1) ( مي ) 124 , صححه الألباني في الضعيفة تحت حديث : 882(3/108)
( مي ) , وَعَنْ يَزِيدَ الْمَنْقَرِيِّ قَالَ :
جَاءَ رَجُلٌ يَوْماً إِلَى ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَا أَدْرِي مَا هُوَ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ : لَا تَسْأَلْ عَمَّا لَمْ يَكُنْ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ - رضي الله عنه - يَلْعَنُ مَنْ سَأَلَ عَمَّا لَمْ يَكُنْ . (1)
__________
(1) ( مي ) 121 , صححه الألباني في الضعيفة تحت حديث : 882(3/109)
( مي ) , عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ :
( كُنْتُ أَمْشِي مَعَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - رضي الله عنه - ، فَقَالَ فَتًى : مَا تَقُولُ يَا عَمَّاهُ فِي كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ، أَكَانَ هَذَا ؟ ، قَالَ : لَا ، قَالَ : فَأَعْفِنَا حَتَّى يَكُونَ ) (1) ( فإذا كان اجتهدنا لك رأينا ) (2) .
__________
(1) ( مي ) 150 , وإسناده صحيح .
(2) قال الألباني في الضعيفة تحت حديث 882 : أخرجه ابن عبد البر في " الجامع " ( 2 / 58 ) . وإسناده صحيح .(3/110)
( مي ) , وَعَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيّ قَالَ :
سُئِلَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍبعَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ : هَلْ كَانَ هَذَا بَعْدُ ؟ ، قَالُوا : لَا ، قَالَ : دَعُونَا حَتَّى يَكُونَ ، فَإِذَا كَانَ تَجَشَّمْنَاهَا (1) لَكُمْ . (2)
__________
(1) تجشم : تكلف .
(2) ( مي ) 123 , صححه الألباني في الضعيفة تحت حديث : 882 ، وقال : ولذلك كان مما أخذه الأئمة على أبي حنيفة / فرضه المسائل التي لَا تقع أو لمَّا تقع ، وجوابه عليها ، ثم قلده أتباعه على ذلك ، فشحنوا كتبهم العديدة بها ، ولذلك قال الحافظ ابن عبد البر في " باب ما جاء في ذم القول في دين الله بالرأي والظن والقياس على غير أصله ، وعيب الإكثار من المسائل دون اعتبار " من كتابه " الجامع " ( 2 / 145 ) : " وسئل رقبة بن مصقلة عن أبي حنيفة ؟ فقال : " هو أعلم الناس بما لم يكن , وأجهلهم بما قد كان " , وقد روي هذا القول عن حفص بن غياث في أبي حنيفة , يريد أنه لم يكن له علم بآثار من مضى , والله أعلم . وانظر ما يشبه هذا الكلام في أبي حنيفة وأصحابه في ( ص148 منه ) . أ . هـ(3/111)
( 3 ) مِنْ آدَابِ الْمُتَعَلِّمِ عَدَمُ تَخْطِئَةِ الْمُعَلِّمِ وَتَصْوِيبِ رَأْيِ غَيْره
قَالَ تَعَالَى : { فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا , قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا , قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا , قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا , فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ , قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا , قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا , قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا , فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا , فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ , قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا , قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ } [الكهف : 71 - 78]
( مي ) , وَعَنْ يُونُسَ قَالَ :
كَتَبَ إِلَيَّ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ : إِيَّاكَ وَالْخُصُومَةَ وَالْجِدَالَ فِي الدِّينِ , لَا تُجَادِلَنَّ عَالِمًا وَلَا جَاهِلًا , أَمَّا الْعَالِمُ فَإِنَّهُ يَخْزُنُ عَنْكَ عِلْمَهُ وَلَا يُبَالِي مَا صَنَعْتَ , وَأَمَّا الْجَاهِلُ فَإِنَّهُ يُخَشِّنُ بِصَدْرِكَ وَلَا يُطِيعُكَ . (1)
__________
(1) ( مي ) 302 , وإسناده صحيح .(3/112)
( مي ) , وَعَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ :
إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ خَطَأَ مُعَلِّمِكَ فَجَالِسْ غَيْرَهُ . (1)
__________
(1) ( مي ) 643 , وإسناده صحيح .
(2) قال أَبُو القَاسِمِ بنُ عَقِيْلٍ الوَرَّاق : إنَّ أَبَا جَعْفَرٍ الطَّبرِيَّ قَالَ لأَصْحَابِهِ : هَلْ تَنْشَطُوْنَ لتَارِيْخِ العَالَمْ مِنْ آدم إِلَى وَقْتِنَا ؟ , قَالُوا : كم قدرُه ؟ , فذكر نَحْو ثَلاَثِيْنَ أَلفِ وَرقَة ، فَقَالُوا : هَذَا مِمَّا تَفْنَى الأَعْمَارُ قَبْل تمَامِه لِلَّهِ , فَقَالَ : إِنَّا للهِ لِلَّهِ مَاتَتِ الهِمَم . ( سير أعلام النبلاء ) - (14/275)(3/113)
( 4 ) مِنْ آدَابِ الْمُتَعَلِّمِ أَنْ يَكُونَ ذَا هِمَّةٍ عَالِيَةٍ لَا يَشْبَعُ عِلْمًا
قَالَ تَعَالَى : { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا , فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا , فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا , قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ , وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا , قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ , فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا } [الكهف : 60 ، 64]
( مي ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
لَمَّا تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ : يَا فُلاَنُ , هَلُمَّ فَلْنَسْأَلْ أَصْحَابَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَإِنَّهُمُ الْيَوْمَ كَثِيرٌ , فَقَالَ : وَاعَجَباً لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ , أَتَرَى النَّاسَ يَحْتَاجُونَ إِلَيْكَ وَفِي النَّاسِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَنْ تَرَى ؟ , فَتَرَكَ ذَلِكَ وَأَقْبَلْتُ عَلَى الْمَسْأَلَةِ , فَإِنْ كَانَ لَيَبْلُغُنِي الْحَدِيثُ عَنِ الرَّجُلِ فَآتِيهِ وَهُوَ قَائِلٌ فَأَتَوَسَّدُ رِدَائِي عَلَى بَابِهِ , فَتَسْفِي الرِّيحُ عَلَى وَجْهِي التُّرَابَ , فَيَخْرُجُ فَيَرَانِي فَيَقُولُ : يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ , مَا جَاءَ بِكَ ؟ , أَلاَ أَرْسَلْتَ إِلَيَّ فَآتِيَكَ ؟ فَأَقُولُ : لاَ , أَنَا أَحَقُّ أَنْ آتِيَكَ , فَأَسْأَلُهُ عَنِ الْحَدِيثِ , قَالَ : فَبَقِىَ الرَّجُلُ حَتَّى رَآنِي وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيَّ فَقَالَ : كَانَ هَذَا الْفَتَى أَعْقَلَ مِنِّي . (1)
__________
(1) ( مي ) 570 , إسناده صحيح .(3/114)
( مي ) , وَعَنْ فُضَيْلٍ قَالَ :
كَانَ الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الْعُكْلِيُّ , وَابْنُ شُبْرُمَةَ , وَالْقَعْقَاعُ بْنُ يَزِيدَ , وَمُغِيرَةُ , إِذَا صَلَّوْا الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ جَلَسُوا فِي الْفِقْهِ , فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَهُمْ إِلَّا أَذَانُ الصُّبْحِ . (1)
__________
(1) ( مي ) 611 , إسناده صحيح .(3/115)
( م ) , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ : لَا يُسْتَطَاعُ الْعِلْمُ بِرَاحَةِ الْجِسْمِ . (1)
__________
(1) ( م ) 175 - ( 612 )(3/116)
مِنْ آدَابِ الْمُتَعَلِّمِ الْبِدْءُ بِأَهَمِّ الْعُلُوم
( جة ) , عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه - قَالَ :
كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ فِتْيَانٌ حَزَاوِرَةٌ (1) فَتَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ قَبْلَ أَنْ نَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ , ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ فَازْدَدْنَا بِهِ إِيمَانًا . (2)
__________
(1) جمع حَزَوَّر ، وهو الغلام إذا بلغ الرشد واشتد عوده وقوي حزمه .
(2) ( جة ) 61 , وقال الشيخ الألباني : صحيح .(3/117)
( خ ) , عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكٍ قَالَ :
إِنِّي عِنْدَ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ك إِذْ جَاءَهَا عِرَاقِيٌّ فَقَالَ : أَيُّ الْكَفَنِ خَيْرٌ ؟ ، قَالَتْ : وَيْحَكَ وَمَا يَضُرُّكَ ؟ ، قَالَ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَرِينِي مُصْحَفَكِ ، قَالَتْ : لِمَ ؟ قَالَ : لَعَلِّي أُأَلِّفُ الْقُرْآنَ عَلَيْهِ ، فَإِنَّهُ يُقْرَأُ غَيْرَ مُؤَلَّفٍ , قَالَتْ : وَمَا يَضُرُّكَ أَيَّهُ قَرَأْتَ قَبْلُ (1) ؟ إِنَّمَا نَزَلَ أَوَّلَ مَا نَزَلَ مِنْهُ سُوَرٌ مِنْ الْمُفَصَّلِ (2) فِيهَا ذِكْرُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، حَتَّى إِذَا ثَابَ (3) النَّاسُ إِلَى الْإِسْلَامِ ، نَزَلَ الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ (4) وَلَوْ نَزَلَ أَوَّلَ شَيْءٍ : لَا تَشْرَبُوا الْخَمْرَ لَقَالُوا : لَا نَدَعُ الْخَمْرَ أَبَدًا ، وَلَوْ نَزَلَ : لَا تَزْنُوا ، لَقَالُوا : لَا نَدَعُ الزِّنَا أَبَدًا ، لَقَدْ أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - بِمَكَّةَ : { بَلْ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ } (5) وَإِنِّي لَجَارِيَةٌ أَلْعَبُ ، وَمَا نَزَلَتْ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَالنِّسَاءِ إِلَّا وَأَنَا عِنْدَهُ ، قَالَ : فَأَخْرَجَتْ لَهُ الْمُصْحَفَ فَأَمْلَتْ عَلَيْهِ آيَ السُّوَرِ . (6)
__________
(1) قَالَ اِبْن بَطَّال : لَا نَعْلَم أَحَدًا قَالَ بِوُجُوبِ تَرْتِيب السُّوَر فِي الْقِرَاءَة لَا دَاخِل الصَّلَاة وَلَا خَارِجهَا ، بَلْ يَجُوز أَنْ يَقْرَأ الْكَهْف قَبْل الْبَقَرَة , وَالْحَجّ قَبْل الْكَهْف مَثَلًا ، وَأَمَّا مَا جَاءَ عَنْ السَّلَف مِنْ النَّهْي عَنْ قِرَاءَة الْقُرْآن مَنْكُوسًا , فَالْمُرَاد بِهِ أَنْ يَقْرَأ مِنْ آخِر السُّورَة إِلَى أَوَّلهَا ، وَكَانَ جَمَاعَة يَصْنَعُونَ ذَلِكَ فِي الْقَصِيدَة مِنْ الشِّعْر مُبَالَغَة فِي حِفْظهَا وَتَذْلِيلًا لِلِسَانِهِ فِي سَرْدهَا ، فَمَنَعَ السَّلَفُ ذَلِكَ فِي الْقُرْآن فَهُوَ حَرَام فِيهِ .
وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاض فِي شَرْح حَدِيث حُذَيْفَة أَنَّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قَرَأَ فِي صَلَاته فِي اللَّيْل بِسُورَةِ النِّسَاء قَبْل آلَ عِمْرَان , وَفِيهِ حُجَّة لِمَنْ يَقُول إِنَّ تَرْتِيب السُّوَر اِجْتِهَاد وَلَيْسَ بِتَوْقِيفٍ مِنْ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - , وَهُوَ قَوْل جُمْهُور الْعُلَمَاء , وَاخْتَارَهُ الْقَاضِي الْبَاقِلَّانِيّ قَالَ : وَتَرْتِيب السُّوَر لَيْسَ بِوَاجِبٍ فِي التِّلَاوَة وَلَا فِي الصَّلَاة وَلَا فِي الدَّرْس , وَلَا خِلَاف أَنَّ تَرْتِيب آيَات كُلّ سُورَة عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ الْآن فِي الْمُصْحَف تَوْقِيف مِنْ اللَّه تَعَالَى , وَعَلَى ذَلِكَ نَقَلَتْهُ الْأُمَّة عَنْ نَبِيّهَا - صلى الله عليه وسلم - . ( فتح الباري ) - (ج 14 / ص 202)
(2) المُفَصَّل : قصار السور ، سُميت : مفصلا لقصرها ، وكثرة الفصول فيها بسطر : بسم الله الرحمن الرحيم ،
وهو السُّبُع الأخير من القرآن الكريم , أَيْ : من سورة الذاريات إلى سورة الناس .
(3) أَيْ : رَجَعَ .
(4) أَشَارَتْ إِلَى الْحِكْمَة الْإِلَهِيَّة فِي تَرْتِيب التَّنْزِيل ، وَأَنَّ أَوَّل مَا نَزَلَ مِنْ الْقُرْآن الدُّعَاء إِلَى التَّوْحِيد ، وَالتَّبْشِير لِلْمُؤْمِنِ وَالْمُطِيع بِالْجَنَّةِ وَلِلْكَافِرِ وَالْعَاصِي بِالنَّارِ ، فَلَمَّا اِطْمَأَنَّتْ النُّفُوس عَلَى ذَلِكَ , أُنْزِلَتْ الْأَحْكَام ، وَلِهَذَا قَالَتْ : " وَلَوْ نَزَلَ أَوَّل شَيْء لَا تَشْرَبُوا الْخَمْر , لَقَالُوا لَا نَدَعهَا " وَذَلِكَ لِمَا طُبِعَتْ عَلَيْهِ النُّفُوس مِنْ النَّفْرَة عَنْ تَرْك الْمَأْلُوف .فتح الباري لابن حجر - (ج 14 / ص 202)
(5) [القمر/46]
(6) ( خ ) 4707(3/118)
( خ م ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ - رضي الله عنه - إِلَى الْيَمَنِ ) (1) ( فَقَالَ : إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ , فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ (2) ) (3) ( شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه , وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ (4) فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ (5) فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّه قَدْ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ , فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّه افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ (6) تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ (7) وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ ) (8) ( فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَخُذْ مِنْهُمْ ) (9) ( وَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ (10) ) (11) ( وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ (12) فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ (13) ) (14) "
__________
(1) ( خ ) 1331 , ( م ) 19
(2) في الحديث قَبُولُ خَبَرِ الْوَاحِدِ وَوُجُوبُ الْعَمَلِ بِهِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 5 / ص 123)
(3) ( خ ) 1389 , ( م ) 19
(4) وَقَعَتْ الْبُدَاءَةُ بِهِمَا لِأَنَّهُمَا أَصْلُ الدِّينِ الَّذِي لَا يَصِحُّ شَيْءٌ غَيْرُهُمَا إِلَّا بِهِمَا , فَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ غَيْرَ مُوَحِّدٍ فَالْمُطَالَبَةُ مُتَوَجِّهَةٌ إِلَيْهِ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْ الشَّهَادَتَيْنِ عَلَى التَّعْيِينِ ، وَمَنْ كَانَ مُوَحِّدًا فَالْمُطَالَبَةُ لَهُ بِالْجَمْعِ بَيْنَ الْإِقْرَارِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَالْإِقْرَارِ بِالرِّسَالَةِ ، وَإِنْ كَانُوا يَعْتَقِدُونَ مَا يَقْتَضِي الْإِشْرَاكَ أَوْ يَسْتَلْزِمُهُ كَمَنْ يَقُولُ بِبُنُوَّةِ عُزَيْرٍ , أَوْ يَعْتَقِدُ التَّشْبِيهَ , فَتَكُونُ مُطَالَبَتُهُمْ بِالتَّوْحِيدِ لِنَفْيِ مَا يَلْزَمُ مِنْ عَقَائِدِهِمْ . فتح الباري لابن حجر - (ج 5 / ص 123)
(5) أَيْ : شَهِدُوا وَانْقَادُوا . فتح الباري لابن حجر - (ج 5 / ص 123)
(6) ذِكْرَ الصَّدَقَةِ أُخِّرَ عَنْ ذِكْرِ الصَّلَاةِ لِأَنَّهَا إِنَّمَا تَجِبُ عَلَى قَوْمٍ دُونَ قَوْمٍ , وَلأَنَّهَا لَا تُكَرَّرُ تَكْرَارَ الصَّلَاةِ ، وَتَمَامُهُ أَنْ يُقَالَ : بَدَأَ بِالْأَهَمِّ فَالْأَهَمِّ ، وَذَلِكَ مِنْ التَّلَطُّفِ فِي الْخِطَابِ , لِأَنَّهُ لَوْ طَالَبَهُمْ بِالْجَمِيعِ فِي أَوَّلِ مَرَّةٍ لَمْ يَأْمَنْ النُّفْرَةَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 5 / ص 123)
(7) اُسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى أَنَّ الْإِمَامَ هُوَ الَّذِي يَتَوَلَّى قَبْضَ الزَّكَاةِ وَصَرْفَهَا , إِمَّا بِنَفْسِهِ وَإِمَّا بِنَائِبِهِ ، فَمَنْ اِمْتَنَعَ مِنْهَا أُخِذَتْ مِنْهُ قَهْرًا . فتح الباري لابن حجر - (ج 5 / ص 123)
(8) ( خ ) 1331 , ( م ) 19
(9) ( خ ) 1389 , ( م ) 19
(10) الْكَرَائِمُ : جَمْعُ كَرِيمَةٍ , أَيْ : نَفِيسَةٍ ، فَفِيهِ تَرْكُ أَخْذِ خِيَارِ الْمَالِ ، وَالنُّكْتَةُ فِيهِ أَنَّ الزَّكَاةَ لِمُوَاسَاةِ الْفُقَرَاءِ , فَلَا يُنَاسِبُ ذَلِكَ الْإِجْحَافَ بِمَالِ الْأَغْنِيَاءِ , إِلَّا إِنْ رَضُوْا بِذَلِكَ . ( فتح ) - (ج 5 / ص 123)
(11) ( خ ) 1425 , ( م ) 19
(12) أَيْ : تَجَنَّبْ الظُّلْمَ لِئَلَّا يَدْعُوَ عَلَيْك الْمَظْلُومُ , وَالنُّكْتَةُ فِي ذِكْرِهِ عَقِبَ الْمَنْعِ مِنْ أَخْذِ الْكَرَائِمِ الْإِشَارَةُ إِلَى أَنَّ أَخْذَهَا ظُلْمٌ ، وَلَكِنَّهُ عَمَّمَ إِشَارَةً إِلَى التَّحَرُّزِ عَنْ الظُّلْمِ مُطْلَقًا . فتح الباري لابن حجر - (ج 5 / ص 123)
(13) أَيْ : لَيْسَ لَهَا صَارِفٌ يَصْرِفُهَا وَلَا مَانِعٌ ، وَالْمُرَادُ أَنَّهَا مَقْبُولَةٌ وَإِنْ كَانَ صَاحِبُهَا عَاصِيًا , كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عِنْدَ أَحْمَدَ مَرْفُوعًا " دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ مُسْتَجَابَةٌ ، وَإِنْ كَانَ فَاجِرًا فَفُجُورُهُ عَلَى نَفْسِهِ " وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ . فتح الباري لابن حجر - (ج 5 / ص 123)
(14) ( خ ) 1425 , ( ت ) 625(3/119)
( 6 ) مِنْ آدَابَ الْمُتَعَلِّمِ كِتَابَةُ الْعِلْم
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
كُنَّا قُعُودًا نَكْتُبُ مَا نَسْمَعُ مِنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , " فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ : مَا تَكْتُبُونَ ؟ " , فَقُلْنَا : مَا نَسْمَعُ مِنْكَ , فَقَالَ : " أَكِتَابٌ مَعَ كِتَابِ اللَّهِ ؟ " , فَقُلْنَا : مَا نَسْمَعُ , فَقَالَ : " اكْتُبُوا كِتَابَ اللَّهُ , أَمْحِضُوا كِتَابَ اللَّهُ , أَكِتَابٌ غَيْرُ كِتَابِ اللَّهِ ؟ , أَمْحِضُوا كِتَابَ اللَّهُ , أَوْ خَلِّصُوهُ " , قَالَ : فَجَمَعْنَا مَا كَتَبْنَا فِي صَعِيدٍ (1) وَاحِدٍ ثُمَّ أَحْرَقْنَاهُ بِالنَّارِ , قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَنَتَحَدَّثُ عَنْكَ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ , تَحَدَّثُوا عَنِّي وَلَا حَرَجَ , وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ " , فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَتَحَدَّثُ عَن بَنِي إِسْرَائِيلَ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ , تَحَدَّثُوا عَن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ , فَإِنَّكُمْ لَا تَحَدَّثُوا عَنْهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا وَقَدْ كَانَ فِيهِمْ أَعْجَبُ مِنْهُ " (2)
__________
(1) الصعيد : الأرض الواسعة المستوية .
(2) ( حم ) 11107 , انظر الصحيحة : 2926 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : صحيح .(3/120)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
اسْتَأْذَنَّا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْكِتَابَةِ " فَلَمْ يَأْذَنْ لَنَا " (1)
__________
(1) ( ت ) 2665 , ( مي ) 451(3/121)
( م ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَكْتُبُوا عَنِّي , وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ , وَحَدِّثُوا عَنِّي وَلَا حَرَجَ " (1)
__________
(1) ( م ) 72 - ( 3004 ) , ( حم ) 11100(3/122)
( د ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" تَسْمَعُونَ , وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ , وَيُسْمَعُ مِمَّنْ سَمِعَ مِنْكُمْ " (1)
__________
(1) ( د ) 3659 , ( حم ) 2947 , انظر صحيح الجامع : 2947 , والصحيحة : 1784(3/123)
( الشهاب ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ " (2)
----------------
(2) ( القضاعي في مسند الشهاب ) ج1ص370ح637 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4434 , والصحيحة : 2026(3/124)
( حم حب ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ :
( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّا نَسْمَعُ مِنْكَ أَحَادِيثَ لَا نَحْفَظُهَا ) (1) ( أَفَتَأْذَنُ لَنَا أَنْ نَكْتُبَهَا ؟ , قَالَ : " نَعَمْ " ، قَالَ : فَكَانَ أَوَّلُ مَا كَتَبْتُ : كِتَابَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ : " لَا يَجُوزُ شَرْطَانِ فِي بَيْعٍ وَاحِدٍ ، وَلَا بَيْعٌ وَسَلَفٌ جَمِيعًا ، وَلَا بَيْعُ مَا لَمْ يُضْمَنْ ، وَمَنْ كَانَ مُكَاتَبًا عَلَى مِائَةِ دِرْهَمٍ فَقَضَاهَا إِلَّا عَشْرَةَ دَرَاهِمَ فَهُوَ عَبْدٌ ، أَوْ عَلَى مِائَةِ أُوقِيَّةٍ فَقَضَاهَا إِلَّا أُوقِيَّةً فَهُوَ عَبْدٌ " ) (2)
__________
(1) ( حم ) 7018 , ( حب ) 4321 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : صحيح .
(2) ( حب ) 4321 , انظر صحيح موارد الظمآن : 929(3/125)
( د حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أُرِيدُ حِفْظَهُ , فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ وَقَالُوا : أَتَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ تَسْمَعُهُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَشَرٌ يَتَكَلَّمُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا ؟ , فَأَمْسَكْتُ عَنْ الْكِتَابِ ) (1) ( حَتَّى ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (2) ( " فَأَوْمَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِأُصْبُعِهِ إِلَى فِيهِ وَقَالَ : اكْتُبْ , فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , مَا يَخْرُجُ مِنْهُ إِلَّا حَقٌّ " ) (3)
__________
(1) ( حم ) 6510 , ( د ) 3646
(2) ( حم ) 6802 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( د ) 3646 , ( حم ) 6802 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1196 , الصَّحِيحَة : 1532(3/126)
( خ ت حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
( لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أَكْثَرَ حَدِيثاً عن رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنِّي , إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍوب, فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ ) (1) ( بِيَدِهِ وَيَعِيهِ بِقَلْبِهِ , وَكُنْتُ أَعِيهِ بِقَلْبِي ) (2) ( وَلَا أَكْتُبُ ) (3) ( بِيَدِي , وَاسْتَأْذَنَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي الْكِتَابِ عنهُ " فَأَذِنَ لَهُ ) (4) "
__________
(1) ( خ ) 113 , ( ت ) 2668
(2) ( حم ) 9220 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : صحيح وهذا إسناد حسن .
(3) ( خ ) 113 , ( ت ) 2668
(4) ( حم ) 9220(3/127)
( مي ) , وَعَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ قَالَ :
كُنْتُ أَكْتُبُ مَا أَسْمَعُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - , فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أُفَارِقَهُ أَتَيْتُهُ بِكِتَابِهِ فَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ , وَقُلْتُ لَهُ : هَذَا سَمِعْتُ مِنْكَ ؟ , قَالَ نَعَمْ . (1)
__________
(1) ( مي ) 494 , وقال الشيخ حسين أسد : إسناده صحيح .(3/128)
( خم مي ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ :
كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ : أَنْ اكْتُبْ إِلَيَّ بِمَا ثَبَتَ عِنْدَكَ مِنْ الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَبِحَدِيثِ عَمْرَةَ , فَإِنِّي قَدْ خَشِيتُ دُرُوسَ الْعِلْمِ وَذَهَابَهُ . (1)
_________
(1) ( مي ) 487 , ( خم ) باب : ( 34 ) كيف يُقبض العلم , وقال الشيخ حسين أسد في ( مي ) : إسناده صحيح .(3/129)
( 3 ) آدَابُ الْمُعَلِّم
( 1 ) مِنْ آدَابِ الْمُعَلِّمِ الشَّفَقَةُ وَالرَّحْمَةُ بِالْمُتَعَلِّمِين
قَالَ تَعَالَى : { وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } [الشعراء : 215]
وَقَالَ تَعَالَى : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ , وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ , فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ } [آل عمران : 159]
( م جة ) , وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - سِتَّةَ نَفَرٍ : ) (1) ( أَنَا , وَابْنُ مَسْعُودٍ , وَصُهَيْبٌ , وَعَمَّارٌ , وَالْمِقْدَادُ , وَبِلَالٌ ) (2) ( فَجَاءَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ وَعُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ , فَوَجَدَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَاعِدًا فِي نَاسٍ مِنْ الضُّعَفَاءِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ , فَلَمَّا رَأَوْهُمْ حَوْلَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حَقَرُوهُمْ , فَأَتَوْهُ فَخَلَوْا بِهِ وَقَالُوا : إِنَّا نُرِيدُ أَنْ تَجْعَلَ لَنَا مِنْكَ مَجْلِسًا تَعْرِفُ لَنَا بِهِ الْعَرَبُ فَضْلَنَا , فَإِنَّ وُفُودَ الْعَرَبِ تَأْتِيكَ , فَنَسْتَحْيِي أَنْ تَرَانَا الْعَرَبُ مَعَ هَذِهِ الْأَعْبُدِ , فَإِذَا نَحْنُ جِئْنَاكَ فَأَقِمْهُمْ عَنْكَ , فَإِذَا نَحْنُ فَرَغْنَا فَاقْعُدْ مَعَهُمْ إِنْ شِئْتَ , قَالَ : " نَعَمْ " , قَالُوا : فَاكْتُبْ لَنَا عَلَيْكَ كِتَابًا , " فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِصَحِيفَةٍ وَدَعَا عَلِيًّا لِيَكْتُبَ " - وَنَحْنُ قُعُودٌ فِي نَاحِيَةٍ - فَنَزَلَ جِبْرَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ : { وَلَا تَطْرُدْ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ , مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنْ الظَّالِمِينَ } (3) ثُمَّ ذَكَرَ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ وَعُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ فَقَالَ : { وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا ؟ , أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ؟ } (4) ثُمَّ قَالَ : { وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ , كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ , أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (5) قَالَ : فَدَنَوْنَا مِنْهُ حَتَّى وَضَعْنَا رُكَبَنَا عَلَى رُكْبَتِهِ , " وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَجْلِسُ مَعَنَا , فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ قَامَ وَتَرَكَنَا " , فَأَنْزَلَ اللَّهُ : { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ , وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ } (6) وَلَا تُجَالِسْ الْأَشْرَافَ { تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا , وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ } يَعْنِي : عُيَيْنَةَ وَالْأَقْرَعَ { وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } (7) قَالَ أَمْرُ عُيَيْنَةَ وَالْأَقْرَعِ , قَالَ : { فُرُطًا } هَلَاكًا , ثُمَّ ضَرَبَ لَهُمْ مَثَلَ الرَّجُلَيْنِ وَمَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا , قَالَ : فَكُنَّا نَقْعُدُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَإِذَا بَلَغْنَا السَّاعَةَ الَّتِي يَقُومُ فِيهَا قُمْنَا وَتَرَكْنَاهُ حَتَّى يَقُومَ ) (8) . (9)
__________
(1) ( م ) 46 - ( 2413 )
(2) ( جة ) 4128 , ( م ) 46 - ( 2413 )
(3) [الأنعام 52]
(4) [الأنعام 53]
(5) [الأنعام/54]
(6) [الكهف/28]
(7) [الكهف/28]
(8) ( جة ) 4127 , 4128 , انظر صحيح السيرة ص224
(9) قال الألباني في الصحيحة ح3297 : قال الحافظ ابن كثير في تفسيره قال (2/135) : "وهذا حديث غريب ؛ فإن هذه الآية مكية ، والأقرع بن حابس وعُيَيْنَة إنما أسلما بعد الهجرة بدهر " انتهى كلام الحافظ .
قلت : والظاهر أن الوهم من أسباط بن نصر ؛ فإنه وإن كان صدوقاً ومن رجال مسلم ، فقد كان كثير الخطأ يُغرب ؛ كما قال الحافظ في "التقريب " , وأبو سعد الأزدي وأبو الكنود لم يوثقهما غير ابن حبان ، ووثق الأخير منهما ابن سعد في "طبقاته "، وقال الحافظ في كل منهما : " مقبول " , ولم أجد لهما متابِعاً في ذكر الأقرع وعيينة ، فهو غير محفوظ . وقد جرى البوصيري في "الزوائد" على ظاهر ما قيل في رجال الإسناد فقال : "إسناده صحيح ، وقد روى مسلم والنسائي والمصنف بعضه من حديث سعد بن أبي وقاص "!
قلت : قول ابن كثير عندي أرجح وأقوى ؛ فإن سياق القصة يدل على أنها كانت في مكة والمسلمون ضعفاء ، وحديث سعد الذي أشار إليه البوصيري يؤيد ذلك ، فقال سعد : كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ستة نفر , فقال المشركون للنبي :اطرد هؤلاء، لا يجترئون علينا. قال: وكنت أنا، وابن مسعود، ورجل من هذيل، وبلال، ورجلان لست أسميهما، فوقع في نفس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما شاء الله أن يقع ، فحدث نفسه ، فأنزل الله عز وجل : ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) .أخرجه مسلم 46 - ( 2413 ) . أ . هـ(3/130)
( جة ك ) , وَعَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ :
( مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُوصِينَا بِكُمْ ) (1) ( يَقُولُ : سَيَأْتِيكُمْ أَقْوَامٌ يَطْلُبُونَ الْعِلْمَ , فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَقُولُوا لَهُمْ : مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَعَلِّمُوهُمْ " (2)
__________
(1) ( ك ) 298 , ( مي ) 348 , انظر الصَّحِيحَة : 280
(2) ( جة ) 247 , انظر صحيح الجامع : 3651(3/131)
( ابن أبي الدنيا ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ لِلَّهِ قَوْمًا يَخْتَصُّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ ، وَيُقِرُّهَا فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا ، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنْهُمْ فَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ " (3)
------------------
(3) أخرجه ابن أبي الدنيا فى قضاء الحوائج (1/24 ، رقم 5) ، ( طس ) 5162 , ( حل ) 6/115، والخطيب (9/459) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2164 , الصَّحِيحَة : 1692 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2617(3/132)
( هب ) ، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا مِنْ عَبْدٍ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ نِعْمَةً فَأَسْبَغَهَا عَلَيْهِ إلَّا جَعَلَ إِلَيْهِ شَيْئًا مِنْ حَوَائِجِ النَّاسِ , فَإنْ تَبَرَّمَ (1) بِهِمْ فَقَدْ عَرَّضَ تِلْكَ النِّعْمَةَ لِلزَّوَالِ " (2)
__________
(1) أَيْ : تَضَجَّر .
(2) ( هب ) 7660 , ( طس ) 7529 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2618(3/133)
( م ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا بَعَثَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي بَعْضِ أَمْرِهِ قَالَ : بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا , وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا " (1)
__________
(1) ( م ) 6 - ( 1732 ) , ( د ) 4835 , ( خ ) 69 , ( حم ) 19588(3/134)
( م ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ : يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا , وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا , وَتَطَاوَعَا وَلَا تَخْتَلِفَا " (1)
__________
(1) ( م ) 7 - ( 1733 )(3/135)
( خ ) , وَعَنْ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" عَلِّمُوا ، وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا , وَبَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا , وَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْكُتْ " (1)
__________
(1) ( خد ) 245 , ( حم ) 2136 , انظر صحيح الجامع : 4027 , الصَّحِيحَة : 1375(3/136)
( مي ) , وَعَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَقَ قَالَ :
لَمَنْ أَدْرَكْتُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَكْثَرُ مِمَّنْ سَبَقَنِي مِنْهُمْ , فَمَا رَأَيْتُ قَوْمًا أَيْسَرَ سِيرَةً وَلَا أَقَلَّ تَشْدِيدًا مِنْهُمْ . (1)
__________
(1) ( مي ) 126 , وإسناده صحيح .(3/137)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ :
( كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - يُذَكِّرُ النَّاسَ فِي كُلِّ خَمِيسٍ , فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , إِنَّا نُحِبُّ حَدِيثَكَ وَنَشْتَهِيهِ وَلَوَدِدْنَا (1) أَنَّكَ حَدَّثْتَنَا كُلَّ يَوْمٍ ) (2) ( فَقَالَ : أَمَا إِنَّهُ ) (3) ( مَا يَمْنَعُنِي ) (4) ( مِنْ ذَلِكَ ) (5) ( إِلَّا كَرَاهِيَةُ أَنْ أُمِلَّكُمْ (6) ) (7) ( وَإِنِّي أَتَخَوَّلُكُمْ (8) بِالْمَوْعِظَةِ " كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَخَوَّلُنَا بِهَا ) (9) ( فِي الْأَيَّامِ ) (10) ( مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا " ) (11)
__________
(1) قَوْله : ( لَوَدِدْنا ) اللَّام جَوَاب قَسَمَ مَحْذُوف ، أَيْ : وَاَللَّه لَوَدِدْنا . فتح الباري لابن حجر - ( ح70)
(2) ( م ) 83 - ( 2821 ) , ( خ ) 70
(3) ( خ ) 70
(4) ( م ) 83 - ( 2821 )
(5) ( خ ) 70
(6) أَيْ : أُضْجِركُمْ .
(7) ( م ) 83 - ( 2821 )
(8) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْخَائِل هُوَ الْقَائِم الْمُتَعَهِّد لِلْمَالِ ، يُقَال خَالَ الْمَال يَخُولهُ تَخَوُّلًا إِذَا تَعَهَّدَهُ وَأَصْلَحَهُ , وَالْمَعْنَى كَانَ يُرَاعِي الْأَوْقَات فِي تَذْكِيرنَا ، وَلَا يَفْعَل ذَلِكَ كُلّ يَوْم لِئَلَّا نَمَلّ . فتح الباري لابن حجر - ( ح68)
(9) ( خ ) 70
(10) ( خ ) 68
(11) ( خ ) 70 , ( م ) 83 - ( 2821 ) , ( ت ) 2855 , ( حم ) 3581(3/138)
( خ ) , وَعَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ :
قَالَ لِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: حَدِّثْ النَّاسَ كُلَّ جُمُعَةٍ مَرَّةً , فَإِنْ أَبَيْتَ فَمَرَّتَيْنِ , فَإِنْ أَكْثَرْتَ فَثَلَاثَ مِرَارٍ , وَلَا تُمِلَّ النَّاسَ هَذَا الْقُرْآنَ , وَلَا أُلْفِيَنَّكَ تَأْتِي الْقَوْمَ وَهُمْ فِي حَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِهِمْ فَتَقُصُّ عَلَيْهِمْ فَتَقْطَعُ عَلَيْهِمْ حَدِيثَهُمْ فَتُمِلُّهُمْ , وَلَكِنْ أَنْصِتْ , فَإِذَا أَمَرُوكَ فَحَدِّثْهُمْ وَهُمْ يَشْتَهُونَهُ , وَانْظُرْ السَّجْعَ (1) مِنْ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ (2) " فَإِنِّي عَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابَهُ لَا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ (3) " (4)
__________
(1) السَّجْع : مُوَالَاة الْكَلَام عَلَى رَوِيّ وَاحِد ، وَمِنْهُ سَجَعَتْ الْحَمَامَة إِذَا رَدَّدَتْ صَوْتهَا ، قَالَهُ اِبْن دُرَيْدٍ .
وَقَالَ الْأَزْهَرِيّ : هُوَ الْكَلَام الْمُقَفَّى مِنْ غَيْر مُرَاعَاة وَزْن . فتح الباري (ج 18 / ص 106)
(2) أَيْ : لَا تَقْصِد إِلَيْهِ وَلَا تَشْغَل فِكْرك بِهِ , لِمَا فِيهِ مِنْ التَّكَلُّف الْمَانِع لِلْخُشُوعِ الْمَطْلُوب فِي الدُّعَاء .
فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 107)
(3) وَلَا يَرُدّ عَلَى ذَلِكَ مَا وَقَعَ فِي الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة , لِأَنَّ ذَلِكَ كَانَ يَصْدُر مِنْ غَيْر قَصْد إِلَيْهِ , وَلِأَجْلِ هَذَا يَجِيء فِي غَايَة الِانْسِجَام كَقَوْلِهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْجِهَاد : " اللَّهُمَّ مُنْزِل الْكِتَاب ، سَرِيع الْحِسَاب ، هَازِم الْأَحْزَاب " , وَكَقَوْلِهِ - صلى الله عليه وسلم - : " صَدَقَ وَعْده ، وَأَعَزّ جُنْده " الْحَدِيث وَكَقَوْلِهِ : " أَعُوذ بِك مِنْ عَيْن لَا تَدْمَع ، وَنَفْس لَا تَشْبَع ، وَقَلْب لَا يَخْشَع " وَكُلّهَا صَحِيحَة . قَالَ الْغَزَالِيّ : الْمَكْرُوه مِنْ السَّجْع هُوَ الْمُتَكَلَّف , لِأَنَّهُ لَا يُلَائِم الضَّرَاعَة وَالذِّلَّة ، وَإِلَّا فَفِي الْأَدْعِيَة الْمَأْثُورَة كَلِمَات مُتَوَازِيَة لَكِنَّهَا غَيْر مُتَكَلَّفَة ،
قَالَ الْأَزْهَرِيّ : وَإِنَّمَا كَرِهَهُ - صلى الله عليه وسلم - لِمُشَاكَلَتِهِ كَلَام الْكَهَنَة كَمَا فِي قِصَّة الْمَرْأَة مِنْ هُذَيْل . فتح الباري(ج 18 / ص 107)
(4) ( خ ) 5978(3/139)
( مي ) , وَعَنْ مُغِيرَةَ قَالَ :
كَانَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ لَا يَبْتَدِئُ الْحَدِيثَ حَتَّى يُسْأَلَ . (1)
__________
(1) ( مي ) 520 , وإسناده صحيح .(3/140)
( مي ) , وَعَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ :
لَا تُطْعِمْ طَعَامَكَ مَنْ لَا يَشْتَهِيهِ . (1)
__________
(1) ( مي ) 380 , وإسناده صحيح .(3/141)
( مي ) , وَعَنْ الْحَسَنِ قَالَ :
كَانَ يُقَالُ : حَدِّثْ الْقَوْمَ مَا أَقْبَلُوا عَلَيْكَ بِوُجُوهِهِمْ , فَإِذَا الْتَفَتُوا فَاعْلَمْ أَنَّ لَهُمْ حَاجَاتٍ . (1)
__________
(1) ( مي ) 449 , وإسناده حسن .(3/142)
( 2 ) مِنْ آدَابِ الْمُعَلِّمِ النُّصْحُ لِلْمُتَعَلِّمِ وَتَوْضِيحُ الْأُمُورِ لَه
( حب ك ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ , أَرَأَيْتَ جَنَّةً عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ فَأَيْنَ النَّارُ ؟ , قَالَ : " أَرَأَيْتَ هَذَا اللَّيْلَ ) (1) ( الَّذِي قَدْ أَلْبَسَ كُلَّ شَيْءٍ ) (2) ( ثُمَّ لَيْسَ شَيْءٌ , أَيْنَ جُعِلَ ؟ , قَالَ : اللَّهُ أَعْلَمُ ) (3) ( قَالَ : " كَذَلِكَ يَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ " ) (4)
__________
(1) ( حب ) 103
(2) ( ك ) 103
(3) ( حب ) 103
(4) ( ك ) 103 , ( حب ) 103 , انظر الصَّحِيحَة : 2892 , وقال الشيخ الألباني : وإن من فقه الحديث ما ترجم له ابن حبان بقوله :
" ذكر الخبر الدال على إجابة العالم السائل بالأجوبة على سبيل التشبيه والمقايسة دون الفصل في القصة " . أ . هـ
قلت : وفي الحديث دليل على مشروعية القياس .ع(3/143)
( خ م حم ) , وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَدِيثِ الشَّفَاعَة :
( " وَيَنْجُوا الْمُؤْمِنُونَ ، فَتَنْجُو أَوَّلُ زُمْرَةٍ كَالْبَرْقِ وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، سَبْعُونَ أَلْفًا لَا يُحَاسَبُونَ , ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ كَأَضْوَإِ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ ، ثُمَّ كَذَلِكَ " ) (1) ( فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ شَيْءٍ كَمَرِّ الْبَرْقِ ؟ , قَالَ : " أَلَمْ تَرَوْا إِلَى الْبَرْقِ كَيْفَ يَمُرُّ وَيَرْجِعُ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ ؟ , قَالَ : ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ " ) (2)
_________
(1) ( م ) 191 , ( حم ) 14763
(2) ( م ) 195 , ( خ ) 7001(3/144)
( 3 ) مِنْ آدَابِ الْمُعَلِّمِ كَوْنُهُ قُدْوَةً حَسَنَةً لِلْمُتَعَلِّمِين
قَالَ تَعَالَى : { وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ } [هود/88]
وَقَالَ تَعَالَى : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } [الأحزاب : 21]
( م ) , وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ :
إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ ، فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ . (1)
__________
(1) ( م ) في المقدمة ص12 , ( مي ) 424 , ( ش ) 26636(3/145)
( مي ) , وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ :
كَانُوا إِذَا أَتَوْا الرَّجُلَ لِيَأْخُذُوا عَنْهُ الْعِلْمَ , نَظَرُوا إِلَى صَلَاتِهِ وَإِلَى سَمْتِهِ وَإِلَى هَيْئَتِهِ ثُمَّ يَأْخُذُونَ عَنْهُ . (1)
__________
(1) ( مي ) 420 , وإسناده صحيح .(3/146)
( 4 ) مِنْ آدَابِ الْمُعَلِّمِ عِزَّةُ النَّفْسِ وَاحْتِرَامُهَا
( خ م ) , عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" مَا رَأَيْتُ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُسْتَجْمِعًا (1) قَطُّ ضَاحِكًا حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ (2) إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ " (3)
__________
(1) أَيْ : مُبَالِغًا فِي الضَّحِك لَمْ يَتْرُك مِنْهُ شَيْئًا . عون المعبود - (ج 11 / ص 134)
(2) جَمْع لَهَاة , وَهِيَ اللَّحْمَة الَّتِي بِأَعْلَى الْحَنْجَرَة مِنْ أَقْصَى الْفَم . عون المعبود - (ج 11 / ص 134)
(3) ( خ ) 5741 , ( م ) 16 - ( 899 ) , ( د ) 5098 , ( حم ) 24414(3/147)
( م ت حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( كَانَ رَسُولُ - صلى الله عليه وسلم - طَوِيلَ الصَّمْتِ , قَلِيلَ الضَّحِكِ , وَكَانَ أَصْحَابُهُ ) (1) ( يَتَنَاشَدُونَ ) (2) ( عِنْدَهُ الشِّعْرَ ) (3) ( وَيَتَذَاكَرُونَ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ ) (4) ( فَيَضْحَكُونَ ) (5) ( وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَاكِتٌ ) (6) ( وَرُبَّمَا تَبَسَّمَ مَعَهُمْ " ) (7)
__________
(1) ( حم ) 20829 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث حسن .
(2) ( ت ) 2850 , انظر الصَّحِيحَة : 434
(3) ( حم ) 20829 , ( ت ) 2850
(4) ( ت ) 2850 , ( م ) 286 - ( 670 )
(5) ( م ) 286 - ( 670 )
(6) ( حم ) 21048 , ( ت ) 2850
(7) ( ت ) 2850 , ( م ) 286 - ( 670 ) , ( س ) 1358 , ( حم ) 20829(3/148)
( ك ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَكْرَهُ أَنْ يَطَأَ أَحَدٌ عَقِبَهُ ، وَلَكِنْ يَمِينٌ وَشِمَالٌ " (1)
__________
(1) ( ك ) 7744 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5009 , الصَّحِيحَة : 1239(3/149)
( مي ) , وَعَنْ بِسْطَامِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ :
كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ إِذَا مَشَى مَعَهُ الرَّجُلُ قَامَ فَقَالَ : أَلَكَ حَاجَةٌ ؟ , فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ قَضَاهَا , وَإِنْ عَادَ يَمْشِي مَعَهُ قَامَ فَقَالَ : أَلَكَ حَاجَةٌ ؟ . (1)
__________
(1) ( مي ) 525 , وإسناده صحيح .(3/150)
( مي ) , وَعَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ : إِنَّ أَزْهَدَ النَّاسِ فِي عَالِمٍ أَهْلُهُ . (1)
__________
(1) ( مي ) 594 , وإسناده صحيح .(3/151)
( 5 ) آدَابُ الْمُعَلِّمِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِدَرْسِهِ وَتَعْلِيمِهِ لِلْعِلْم
( ت ) , عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا , فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ , فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ , وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2656 , ( د ) 3660 , ( جة ) 230 , ( حم ) 21630 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6763 , الصَّحِيحَة : 404(3/152)
( حب ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا , فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَهُ , فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ " (1)
__________
(1) ( حب ) 66 , ( ت ) 2657 , ( جة ) 232 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6764 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 89(3/153)
( د ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" كَانَ فِي كَلَامِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَرْتِيلٌ (1) أَوْ تَرْسِيلٌ (2) " (3)
__________
(1) أَيْ : تَأَنٍّ وَتَمَهُّل مَعَ تَبْيِين الْحُرُوف وَالْحَرَكَات , بِحَيْثُ يَتَمَكَّن السَّامِع مِنْ عَدِّهَا . عون المعبود(ج 10 / ص 360)
(2) مَعْنَى التَّرْتِيل وَالتَّرْسِيل وَاحِد ، وَفِي بَعْض النُّسَخ بِالْوَاوِ فَهُوَ عَطْف تَفْسِير . عون المعبود - (ج 10 / ص 360)
(3) ( د ) 4838 , انظر صحيح الجامع : 4823 , المشكاة ( 5827 / التحقيق الثاني )(3/154)
( خ م ت د ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" ( لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَسْرُدُ الْحَدِيثَ كَسَرْدِكُمْ (1) ) (2) ( وَلَكِنَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ بَيْنَهُ فَصْلٌ ) (3) ( يَفْهَمُهُ كُلُّ مَنْ سَمِعَهُ ) (4) كَانَ يُحَدِّثُ حَدِيثًا لَوْ عَدَّهُ الْعَادُّ لَأَحْصَاهُ (5) "
__________
(1) السَّرد : الاستعجال بمتابعة الحديث .
(2) ( م ) 160 - ( 2493 ) , ( خ ) 3375
(3) ( ت ) 3639 , ( حم ) 26252
(4) ( د ) 4839 , ( حم ) 22121
(5) ( خ ) 3375 , ( م ) 160 - ( 2493 )(3/155)
( خ حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ (1) أَعَادَهَا ثَلَاثًا حَتَّى تُفْهَمَ عَنْهُ ، وَإِذَا أَتَى عَلَى قَوْمٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثَلَاثًا (2) وَكَانَ يَسْتَأْذِنُ ثَلَاثًا (3) " (4)
__________
(1) أَيْ : بِجُمْلَةٍ مُفِيدَة . فتح الباري لابن حجر - ( ح95)
(2) قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ : يُشْبِه أَنْ يَكُون ذَلِكَ كَانَ إِذَا سَلَّمَ سَلَام الِاسْتِئْذَان , عَلَى مَا رَوَاهُ أَبُو مُوسَى وَغَيْره ، وَأَمَّا أَنْ يَمُرّ الْمَارّ مُسَلِّمًا فَالْمَعْرُوف عَدَم التَّكْرَار .
قُلْت : وَقَدْ فَهِمَ الْمُصَنِّف هَذَا بِعَيْنِهِ فَأَوْرَدَ هَذَا الْحَدِيث مَقْرُونًا بِحَدِيثِ أَبِي مُوسَى فِي قِصَّته مَعَ عُمَر فِي الِاسْتِئْذَان . فتح الباري لابن حجر - ( ح95)
(3) ( حم ) 13332 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(4) ( خ ) 95 , ( ت ) 2723 , ( حم ) 13244(3/156)
( خ ) , وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ (1) أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ؟ . (2)
__________
(1) الْمُرَاد بِقَوْلِهِ : " بِمَا يَعْرِفُونَ " أَيْ : يَفْهَمُونَ , وَزَادَ آدَم بْن أَبِي إِيَاس فِي كِتَاب الْعِلْم لَهُ عَنْ عَبْد اللَّه بْن دَاوُدَ عَنْ مَعْرُوف فِي آخِره " وَدَعُوا مَا يُنْكِرُونَ " أَيْ : يَشْتَبِه عَلَيْهِمْ فَهْمه , وَفِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ الْمُتَشَابِه لَا يَنْبَغِي أَنْ يُذْكَر عِنْد الْعَامَّة , وَمِثْله قَوْل اِبْن مَسْعُود : " مَا أَنْتَ مُحَدِّثًا قَوْمًا حَدِيثًا لَا تَبْلُغهُ عُقُولهمْ إِلَّا كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَة " رَوَاهُ مُسْلِم .
وَمِمَّنْ كَرِهَ التَّحْدِيث بِبَعْضٍ دُون بَعْض أَحْمَد فِي الْأَحَادِيث الَّتِي ظَاهِرهَا الْخُرُوج عَلَى السُّلْطَان ، وَمَالِك فِي أَحَادِيث الصِّفَات ، وَأَبُو يُوسُف فِي الْغَرَائِب ، وَمِنْ قَبْلهمْ أَبُو هُرَيْرَة كَمَا تَقَدَّمَ عَنْهُ فِي الْجِرَابَيْنِ , وَأَنَّ الْمُرَاد مَا يَقَع مِنْ الْفِتَن ، وَنَحْوه عَنْ حُذَيْفَة , وَعَنْ الْحَسَن أَنَّهُ أَنْكَرَ تَحْدِيث أَنَس لِلْحَجَّاجِ بِقِصَّةِ الْعُرَنِيِّينَ لِأَنَّهُ اِتَّخَذَهَا وَسِيلَة إِلَى مَا كَانَ يَعْتَمِدهُ مِنْ الْمُبَالَغَة فِي سَفْك الدِّمَاء بِتَأْوِيلِهِ الْوَاهِي ، وَضَابِط ذَلِكَ أَنْ يَكُون ظَاهِر الْحَدِيث يُقَوِّي الْبِدْعَة , وَظَاهِره فِي الْأَصْل غَيْر مُرَاد ، فَالْإِمْسَاك عَنْهُ عِنْد مَنْ يُخْشَى عَلَيْهِ الْأَخْذ بِظَاهِرِهِ مَطْلُوب . وَاَللَّه أَعْلَم . فتح الباري لابن حجر - ( ح127)
(2) ( خ ) 127(3/157)
( ك ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا أَدْرِي تُبَّعٌ أَلِعِينًا كَانَ أَمْ لَا ؟ , وَمَا أَدْرِي ذُو الْقَرْنَيْنِ أَنَبِيًّا كَانَ أَمْ لَا ؟ , وَمَا أَدْرِي الْحُدُودُ كَفَّارَاتٌ لأَهْلِهَا أَمْ لَا ؟ " (1)
__________
(1) , ( ك ) 2174 , ( هق ) 17373 , ( د ) 4674 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5524 , الصَّحِيحَة : 2217 ,
وقال الألباني : فائدة : من السنة أن يقول : لَا أدري , وقال ابن عساكر : وهذا الشك من النبي - صلى الله عليه وسلم - كان قبل أن يُبَيَّنَ له أمره , ثم أَخْبَرَ أنه كان مسلما وذاك فيما أخبرنا ... ثم ساق إسناده بحديث : " لَا تسبوا تبعا فإنه قد كان أسلم " , ولهذا الحديث شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن كما سيأتي برقم 2423 , ونحوه قول الهيثمي : يحتمل أنه - صلى الله عليه وسلم - قاله في وقت لم يأته فيه العلم عن الله , ثم لما أتاه قال ما رويناه في حديث عبادة وغيره , يعني قوله - صلى الله عليه وسلم - : " ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب فهو كفارة له ..." أخرجه الشيخان وغيرهما أ . هـ(3/158)
( حم ) , وَعَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
أَتَى رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ ؟ , فَقَالَ : " لَا أَدْرِي , فَلَمَّا أَتَاهُ جِبْرِيلُ - عليه السلام - قَالَ : يَا جِبْرِيلُ , أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ ؟ " , قَالَ : لَا أَدْرِي حَتَّى أَسْأَلَ رَبِّي - عز وجل - , فَانْطَلَقَ جِبْرِيلُ - عليه السلام - , ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ , إِنَّكَ سَأَلْتَنِي أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ فَقُلْتُ : لَا أَدْرِي , وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي - عز وجل - أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ فَقَالَ : أَسْوَاقُهَا " (1)
__________
(1) , ( حم ) 16790 , ( يع ) 7403 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 167 ، والمشكاة : 741 ، وانظر كتاب صفة الفتوى بتحقيق الألباني ص9(3/159)
( خ م ) , وَعَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ :
( بَيْنَمَا رَجُلٌ يُحَدِّثُ ) (1) ( فِي الْمَسْجِدِ ) (2) ( فَقَالَ : يَجِيءُ دُخَانٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , فَيَأْخُذُ بِأَسْمَاعِ الْمُنَافِقِينَ وَأَبْصَارِهِمْ , وَيَأْخُذُ الْمُؤْمِنَ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ , فَفَزِعْنَا , فَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - وَكَانَ مُتَّكِئًا فَغَضِبَ فَجَلَسَ ) (3) ( فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ عَلِمَ شَيْئًا فَلْيَقُلْ بِهِ , وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلْ : اللَّهُ أَعْلَمُ , فَإِنَّ مِنْ الْعِلْمِ أَنْ يَقُولَ لِمَا لَا يَعْلَمُ : اللَّهُ أَعْلَمُ , قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِنَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم - : { قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُتَكَلِّفِينَ } (4) ) (5)
__________
(1) ( خ ) 4496
(2) ( م ) 40 - ( 2798 )
(3) ( خ ) 4496
(4) [ص/86]
(5) ( خ ) 4531 , ( م ) 40 - ( 2798 )(3/160)
( خ ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ - رضي الله عنه - فَقَالَ : " نُهِينَا عَنْ التَّكَلُّفِ (1) " (2)
__________
(1) ( التكلف ) قال في النهاية : أراد كثرة السؤال , والبحث عن الأشياء الغامضة التي لا يجب البحث عنها .
ذَكَرَ الْحُمَيْدِيّ أَنَّهُ جَاءَ فِي رِوَايَة أُخْرَى عَنْ ثَابِت عَنْ أَنَس أَنَّ عُمَر قَرَأَ : { وَفَاكِهَة وَأَبًّا } فَقَالَ : مَا الْأَبّ ؟ , ثُمَّ قَالَ : مَا كُلِّفْنَا أَوْ مَا أُمِرْنَا بِهَذَا , وَأَوْلَى مِنْهُ مَا أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْم فِي الْمُسْتَخْرَج مِنْ طَرِيق أَبِي مُسْلِم الْكَجِّيّ عَنْ سُلَيْمَان بْن حَرْب شَيْخ الْبُخَارِيّ فِيهِ ، وَلَفْظه عَنْ أَنَس : " كُنَّا عِنْد عُمَر وَعَلَيْهِ قَمِيص فِي ظَهْره أَرْبَع رِقَاع ، فَقَرَأَ : { وَفَاكِهَة وَأَبًّا } , فَقَالَ : هَذِهِ الْفَاكِهَة قَدْ عَرَفْنَاهَا فَمَا الْأَبّ ؟ , ثُمَّ قَالَ : مَهْ , نُهِينَا عَنْ التَّكَلُّف " وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيح عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ " الْأَبّ مَا تُنْبِتهُ الْأَرْض مِمَّا تَأْكُلهُ الدَّوَابّ ، وَلَا يَأْكُلهُ النَّاس " ثُمَّ أَخْرَجَ مِنْ طَرِيق عَلِيّ اِبْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس بِسَنَدٍ صَحِيح قَالَ " الْأَب الثِّمَار الرَّطْبَة " , وَأَخْرَجَ أَيْضًا مِنْ طَرِيق عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس بِسَنَدٍ حَسَن " الْأَبّ الْحَشِيش لِلْبَهَائِمِ " وَذَكَرَ بَعْض أَهْل اللُّغَة أَنَّ الْأَبّ مُطْلَق الْمَرْعَى ، وَاسْتَشْهَدَ بِقَوْلِ الشَّاعِر : لَهُ دَعْوَة مَيْمُونَة رِيحهَا الصَّبَا بِهَا يُنْبِت اللَّه الْحَصِيدَة وَالْأَبَا
وَقِيلَ : الْأَبّ يَابِس الْفَاكِهَة , وَقِيلَ : إِنَّهُ لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ ، وَيُؤَيِّدهُ خَفَاؤُهُ عَلَى مِثْل أَبِي بَكْر وَعُمَر . فتح الباري(ج 20 / ص 345)
(2) ( خ ) 6863(3/161)
( م س ) , وَعَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ قَالَ :
( أَتَيْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَسْأَلُهَا عَنْ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ , فَقَالَتْ : عَلَيْكَ بِابْنِ أَبِي طَالِبٍ فَسَلْهُ ) (1) ( فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنِّي ) (2) ( فَإِنَّهُ كَانَ يُسَافِرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (3) ( فَأَتَيْتُ عَلِيًّا فَسَأَلْتُهُ عَنْ الْمَسْحِ ) (4) ( فَقَالَ : " جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِلْمُسَافِرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ , وَيَوْمًا وَلَيْلَةً لِلْمُقِيمِ " ) (5)
__________
(1) ( م ) 85 - ( 276 ) , ( س ) 129
(2) ( م ) 86 - ( 276 ) , ( س ) 129
(3) ( م ) 85 - ( 276 ) , ( حم ) 748
(4) ( س ) 129 , ( جة ) 552
(5) ( س ) 128 , ( م ) 85 - ( 276 ) , ( جة ) 552 , ( حم ) 1126(3/162)
( مي ) , وَعَنْ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ :
لَقَدْ أَدْرَكْتُ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ عِشْرِينَ وَمِائَةً مِنْ الْأَنْصَارِ , وَمَا مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ يُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ إِلَّا وَدَّ أَنَّ أَخَاهُ كَفَاهُ الْحَدِيثَ , وَلَا يُسْأَلُ عَنْ فُتْيَا إِلَّا وَدَّ أَنَّ أَخَاهُ كَفَاهُ الْفُتْيَا . (1)
__________
(1) ( مي ) 135 , وإسناده صحيح .(3/163)
( د ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أُفْتِيَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ، كَانَ إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ " (1)
__________
(1) ( د ) 3657 , ( خد ) 259 , ( جة ) 53 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6068 ، المشكاة : 242(3/164)
( مي ) , وَعَنْ أَيُّوبَ قَالَ :
سَمِعْتُ الْقَاسِمَ يُسْأَلُ , فَقَالَ : إِنَّا وَاللَّهِ مَا نَعْلَمُ كُلَّ مَا تَسْأَلُونَ عَنْهُ , وَلَوْ عَلِمْنَا مَا كَتَمْنَاكُمْ , وَلَا حَلَّ لَنَا أَنْ نَكْتُمَكُمْ . (1)
__________
(1) ( مي ) 112 , وإسناده صحيح .(3/165)
( مي ) , وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ قَالَ :
كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا سُئِلَ عَنْ الْأَمْرِ فَكَانَ فِي الْقُرْآنِ أَخْبَرَ بِهِ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْقُرْآنِ وَكَانَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَخْبَرَ بِهِ , فَإِنْ لَمْ يَكُنْ , فَعَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - , فَإِنْ لَمْ يَكُنْ قَالَ فِيهِ بِرَأْيِهِ . (1)
__________
(1) ( مي ) 166 , وإسناده صحيح .(3/166)
( مي ) , وَعَنْ الْأَعْمَشِ قَالَ :
مَا سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ يَقُولُ بِرَأْيِهِ فِي شَيْءٍ قَطُّ . (1)
__________
(1) ( مي ) 105 , وإسناده صحيح .(3/167)
( مي ) , وَعَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ قَالَ :
سُئِلَ عَطَاءٌ عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ : لَا أَدْرِي , فَقِيلَ لَهُ : أَلَا تَقُولُ فِيهَا بِرَأْيِكَ ؟ , قَالَ : إِنِّي أَسْتَحْيِي مِنْ اللَّهِ أَنْ يُدَانَ فِي الْأَرْضِ بِرَأْيِي . (1)
__________
(1) ( مي ) 107 , وإسناده صحيح .(3/168)
( مي ) , وَعَنْ قَتَادَةَ قَالَ : مَا قُلْتُ بِرَأْيِي مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً . (1)
__________
(1) ( مي ) 106 , وإسناده صحيح .(3/169)
( مي ) , وَعَنْ الْأَعْمَشِ قَالَ :
مَا سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ قَطُّ : حَلَالٌ وَلَا حَرَامٌ , إِنَّمَا كَانَ يَقُولُ : كَانُوا يَكْرَهُونَ , وَكَانُوا يَسْتَحِبُّونَ . (1)
__________
(1) ( مي ) 184 , وإسناده صحيح .(3/170)
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }
الْفَصْلُ الثَّانِي مِنْ كِتَابِ الْآدَاب الشَّرْعِيَّة : { الْأَخْلَاق }
( 1 ) الْأَخْلَاق الذَّمِيمَة
( 1 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ الْغَضَب
( 1 ) حَقِيقَةُ الْغَضَب
( بز ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِقَوْمٍ يَصْطَرِعُونَ ، فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ " , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , فُلَانٌ الصِّرِّيعُ ، لَا يُنْتَدَبُ لَهُ أَحَدٌ إِلَّا صَرَعَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ ؟ ، رَجُلٌ ظَلَمَهُ رَجُلٌ فَكَظَمَ غَيْظَهُ فَغَلَبَهُ ، وَغَلَبَ شَيْطَانَهُ ، وَغَلَبَ شَيْطَانَ صَاحِبِهِ " (1)
__________
(1) أخرجه البزار كما فى كشف الأستار (2/439 ، رقم 2054) , انظر الصَّحِيحَة : 3295(3/171)
( م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا تَعُدُّونَ الصُّرَعَةَ (1) فِيكُمْ ؟ " , فَقُلْنَا : الَّذِي لَا يَصْرَعُهُ الرِّجَالُ , قَالَ : " لَيْسَ بِذَلِكَ , وَلَكِنَّهُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ " (2)
__________
(1) الصُّرَعَة : الْقَوِيّ الَّذِي لَا يَصْرَعُهُ الرِّجَال .
(2) ( م ) 106 - ( 2608 ) , ( د ) 4779 , ( حب ) 2950 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3555 ، الصَّحِيحَة : 3406 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 886(3/172)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
" لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ " (1)
__________
(1) ( خ ) 5763 , ( م ) 107 - ( 2609 ) , ( حم ) 7218(3/173)
( ن ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَيْسَ الشَّدِيدُ مَنْ غَلَبَ الرِّجَالَ , وَلَكِنَّ الشَّدِيدَ مَنْ غَلَبَ نَفْسَهُ " (1)
__________
(1) ( ن ) 10229 , ( حب ) 717 , انظر ( صحيح ) - صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2750 ، وصحيح موارد الظمآن : 2135(3/174)
( 2 ) ذَمُّ الْغَضَب
قَالَ تَعَالَى : { وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ } [الشورى/37]
( حم ) , وَعَنْ جَارِيَةَ بْنِ قُدَامَةَ السَّعْدِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , قُلْ لِي قَوْلًا يَنْفَعُنِي , وَأَقْلِلْ عَلَيَّ لَعَلِّي أَعِيهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " لَا تَغْضَبْ " , فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ مِرَارًا , " كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ لِي : لَا تَغْضَبْ " ) (1) ( قَالَ : فَفَكَّرْتُ حِينَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا قَالَ , فَإِذَا الْغَضَبُ يَجْمَعُ الشَّرَّ كُلَّهُ ) (2) .
__________
(1) ( حم ) 20372 , ( خ ) 5765 , ( ت ) 2020 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( حم ) 23219 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 2746 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(3/175)
( م حم ) , عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنْتُ أَضْرِبُ غُلَامًا لِي بِالسَّوْطِ , فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ خَلْفِي : " اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ " , فَلَمْ أَفْهَمْ الصَّوْتَ مِنْ الْغَضَبِ , فَلَمَّا دَنَا مِنِّي إِذَا هُوَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَإِذَا هُوَ يَقُولُ : " اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ , اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ " ) (1) ( فَسَقَطَ السَّوْطُ مِنْ يَدِي مِنْ هَيْبَتِهِ ) (2) ( فَقَالَ : " اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ أَنَّ اللَّهَ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا الْغُلَامِ " ) (3) ( فَقُلْتُ : هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ , فَقَالَ : " أَمَا لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَمَسَّتْكَ النَّارُ " ) (4) ( فَحَلَفْتُ أَنْ لَا أَضْرِبَ مَمْلُوكًا أَبَدًا ) (5) .
__________
(1) ( م ) 34 - ( 1659 )
(2) ( م ) ( 1659 )
(3) ( م ) 34 - ( 1659 ) , ( ت ) 1948 , ( حم ) 22404
(4) ( م ) 35 - ( 1659 ) , ( د ) 5159
(5) ( حم ) 17128 , ( م ) 34 - ( 1659 )(3/176)
( حب ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا يَمْنَعُنِي مِنْ غَضَبِ اللَّهِ - عز وجل - ؟ ، قَالَ : " لَا تَغْضَبْ " (1)
__________
(1) ( حب ) 296 , ( حم ) 6635 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2747 ، صحيح موارد الظمآن : 1655(3/177)
( يع طب ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ خَزَنَ لِسَانَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ ، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ عَذَابَهُ ، وَمَنِ اعْتَذَرَ إلى اللَّهِ قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ عُذْرَهُ " (1)
وفي رواية (2) مَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ لَو شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلَأَ اللَّهُ قَلْبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجَاءً "
__________
(1) ( يع ) 4338 , ( طس ) 1320 , انظر الصَّحِيحَة : 2360
(2) ( طب ) " ( 3 / 209 / 2 ) , وابن عساكر في " التاريخ " ( 18 / 1 / 2 ) , انظر صحيح الجامع : 176 , الصَّحِيحَة : 906(3/178)
( 3 ) عِلَاجُ الْغَضَب
( 1 ) عِلَاجُ الْغَضَبِ بِالْجُلُوسِ أَوْ الِاضْطِجَاع
( د ) , عَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ , فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلَّا فَلْيَضْطَجِعْ " (1)
__________
(1) ( د ) 4782 , ( حم ) 21386 , ( حب ) 5688 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 696 ، المشكاة : 5114(3/179)
( 2 ) عِلَاجُ الْغَضَبِ بِالِاسْتِعَاذَة
قَالَ تَعَالَى : { وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ , إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ } [الأعراف/200، 201]
( خ م حم ) , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( اسْتَبَّ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَغَضِبَ أَحَدُهُمَا فَاشْتَدَّ غَضَبُهُ حَتَّى ) (1) ( احْمَرَّ وَجْهُهُ وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ ) (2) ( لَوْ قَالَ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) (3) ( ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ " ) (4) ( فَقَامَ إِلَى الرَّجُلِ رَجُلٌ مِمَّنْ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ) (5) ( فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , وَقَالَ : تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ ) (6) ( الرَّجِيمِ ) (7) ( فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : أَمَجْنُونًا تَرَانِي ؟ ) (8) ( اذْهَبْ ) (9) .
__________
(1) ( خ ) 6048 , ( م ) 109 - ( 2610 )
(2) ( خ ) 3282 , ( م ) 109 - ( 2610 )
(3) ( خ ) 6115
(4) ( خ ) 3282 , ( م ) 109 - ( 2610 )
(5) ( م ) 110 - ( 2610 )
(6) ( خ ) 6048
(7) ( حم ) 27249 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(8) ( م ) 110 - ( 2610 ) , ( خ ) 6115 , ( د ) 4781 , ( حم ) 27249
(9) ( خ ) 6048(3/180)
( عد ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا غَضِبَ الرَّجُلُ فَقَالَ : أَعُوذُ بِاللَّهِ ، سَكَنَ غَضَبُهُ " (1)
__________
(1) الكامل لابن عدي - (5 / 256) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 695 , والصحيحة : 1376(3/181)
( 2 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ الْكِبْر
قَالَ تَعَالَى : { فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ } (2)
وقَالَ تَعَالَى : { إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ , فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ , لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ , إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ } (3)
وَقَالَ تَعَالَى : { سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ } (4)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ } (5)
وَقَالَ تَعَالَى : { إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ , وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ , لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ , وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ } (6)
وَقَالَ تَعَالَى : { إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ , فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } (7)
-----------------
(2) [النحل/29]
(3) [النحل/22، 23]
(4) [الأعراف : 146]
(5) [الجاثية : 31]
(6) [الأعراف : 40 ، 41]
(7) [غافر : 56](3/182)
( خد م د ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( قَالَ اللَّهُ - عز وجل - : الْعِزُّ إِزَارِي ) (1) الْعَظَمَةُ إِزَارِي (2) ( وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي ، فَمَنْ نَازَعَنِي بِشَيْءٍ مِنْهُمَا عَذَّبْتُهُ ) (3) قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ (4) "
__________
(1) ( خد ) 552 , ( م ) 136 - ( 2620 )
(2) ( د ) 4090 , ( جة ) 4175
(3) ( خد ) 552 , ( م ) 136 - ( 2620 )
(4) ( د ) 4090 , ( جة ) 4175 , ( حم ) 9701(3/183)
( ت حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ (1) فِي صُوَرِ الرِّجَالِ (2) يَعْلُوهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مِنْ الصَّغَارِ (3) ) (4) ( يُسَاقُونَ (5) ) (6) ( حَتَّى يَدْخُلُوا سِجْنًا فِي جَهَنَّمَ يُقَالُ لَهُ : بُولَسَ , فَتَعْلُوَهُمْ (7) نَارُ الْأَنْيَارِ (8) يُسْقَوْنَ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ (9) عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ (10) ) (11) " (12)
__________
(1) الذَّر : النَّمْلُ الْأَحْمَرُ الصَّغِيرُ , وَاحِدُهَا ذَرَّةٌ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 284)
(2) أَيْ : مِنْ جِهَةِ وُجُوهِهِمْ , أَوْ مِنْ حَيْثِيَّةِ هَيْئَتِهِمْ مِنْ اِنْتِصَابِ الْقَامَةِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 284)
(3) أَيْ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ فِي غَايَةٍ مِنْ الْمَذَلَّةِ وَالنَّقِيصَةِ , يَطَأهُمْ أَهْلُ الْحَشْرِ بِأَرْجُلِهِمْ مِنْ هَوَانِهِمْ عَلَى اللَّهِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 284)
(4) ( حم ) 6677 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن , ( ت ) 2492
(5) أَيْ : يُسْحَبُونَ وَيُجَرُّونَ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 284)
(6) ( ت ) 2492
(7) أَيْ : تُحِيطُ بِهِمْ وَتَغْشَاهُمْ كَالْمَاءِ يَعْلُو الْغَرِيقَ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 284)
(8) أَيْ : نَارُ النِّيرَانِ ، وَإِضَافَةُ النَّارِ إِلَيْهَا لِلْمُبَالَغَةِ , لِأَنَّهَا أَصْلُ نِيرَانِ الْعَالَمِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : { الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى } , وَلِقَوْلِهِ - صلى الله عليه وسلم - : ( نَارُكُمْ هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ ) تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 284)
(9) الْخَبَالُ فِي الْأَصْلِ : الْفَسَادُ وَيَكُونُ فِي الْأَفْعَالِ وَالْأَبْدَانِ وَالْعُقُولِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 284)
(10) ( عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ ) : مَا يَسِيلُ مِنْهُمْ مِنْ الصَّدِيدِ وَالْقَيْحِ وَالدَّمِ .
(11) ( حم ) 6677
(12) صَحِيح الْجَامِع : 8040 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2911 ، وهداية الرواة : 5039(3/184)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ :
الْتَقَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - عَلَى الْمَرْوَةِ فَتَحَدَّثَا ، ثُمَّ مَضَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو وَبَقِيَ ابْنُ عُمَرَ يَبْكِي ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ فَقَالَ : هَذَا - يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو - زَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ أَكَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 7015 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2909 , وقال شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح على شرط البخاري .(3/185)
( حم ) , وَعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ثَلَاثَةٌ لَا تَسْأَلْ عَنْهُمْ : رَجُلٌ نَازَعَ اللَّهَ - عز وجل - رِدَاءَهُ (1) فَإِنَّ رِدَاءَهُ الْكِبْرُ , وَإِزَارَهُ (2) الْعِزَّةُ , وَرَجُلٌ فِي شَكٍّ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ , وَالْقَنُوطُ (3) مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ " (4)
__________
(1) الرِّداء : ما يوضع على أعالي البدن من الثياب .
(2) الإزار : ثوب يحيط بالنصف الأسفل من البدن .
(3) القُنوط : أشَدُّ اليأس من الشيء .
(4) ( حم ) 23988 , ( خد ) 590 , ( حب ) 4559 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3059 , ، الصَّحِيحَة : 542 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1887(3/186)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ : شَيْخٌ زَانٍ ، وَمَلِكٌ كَذَّابٌ ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ (1) " (2)
__________
(1) تَخْصِيصه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ ( الشَّيْخ الزَّانِي وَالْمَلِك الْكَذَّاب وَالْعَائِل الْمُسْتَكْبِر ) بِالْوَعِيدِ الْمَذْكُور سَبَبه أَنَّ كُلَّ وَاحِد مِنْهُمْ اِلْتَزَمَ الْمَعْصِيَة الْمَذْكُورَة مَعَ بُعْدِهَا مِنْهُ ، وَعَدَم ضَرُورَته إِلَيْهَا ، وَضَعْف دَوَاعِيهَا عِنْده - وَإِنْ كَانَ لَا يُعْذَر أَحَدٌ بِذَنْبٍ - لَكِنْ لَمَّا لَمْ يَكُنْ إِلَى هَذِهِ الْمَعَاصِي ضَرُورَة مُزْعِجَة ، وَلَا دَوَاعِي مُعْتَادَة ، أَشْبَهَ إِقْدَامُهُمْ عَلَيْهَا الْمُعَانَدَةَ وَالِاسْتِخْفَاف بِحَقِّ اللَّه تَعَالَى ، وَقَصْد مَعْصِيَته لَا لِحَاجَةٍ غَيْرهَا ؛ فَإِنَّ الشَّيْخ لِكَمَالِ عَقْله وَتَمَام مَعْرِفَته بِطُولِ مَا مَرَّ عَلَيْهِ مِنْ الزَّمَان ، وَضَعْف أَسْبَاب الْجِمَاع وَالشَّهْوَة لِلنِّسَاءِ ، وَاخْتِلَال دَوَاعِيهِ لِذَلِكَ ، عِنْدَهُ مَا يُرِيحهُ مِنْ دَوَاعِي الْحَلَال فِي هَذَا وَيُخَلِّي سِرَّهُ مِنْهُ , فَكَيْف بِالزِّنَا الْحَرَام ؟ ، وَإِنَّمَا دَوَاعِي ذَلِكَ الشَّبَاب ، وَالْحَرَارَة الْغَرِيزِيَّة ، وَقِلَّة الْمَعْرِفَة ، وَغَلَبَة الشَّهْوَة لِضَعْفِ الْعَقْل وَصِغَر السِّنّ , وَكَذَلِكَ الْإِمَام لَا يَخْشَى مِنْ أَحَدٍ مِنْ رَعِيَّتِهِ ، وَلَا يَحْتَاج إِلَى مُدَاهَنَته وَمُصَانَعَته ؛ فَإِنَّ الْإِنْسَان إِنَّمَا يُدَاهِن وَيُصَانِع بِالْكَذِبِ وَشِبْهه مَنْ يَحْذَرُهُ ، وَيَخْشَى أَذَاهُ وَمُعَاتَبَتَه ، أَوْ يَطْلُب عِنْده بِذَلِكَ مَنْزِلَة أَوْ مَنْفَعَة ، وَهُوَ غَنِيٌّ عَنْ الْكَذِب مُطْلَقًا , وَكَذَلِكَ الْعَائِلُ الْفَقِيرُ قَدْ عَدِمَ الْمَال , وَإِنَّمَا سَبَب الْفَخْر وَالْخُيَلَاء وَالتَّكَبُّر وَالِارْتِفَاع عَلَى الْقُرَنَاء الثَّرْوَة فِي الدُّنْيَا لِكَوْنِهِ ظَاهِرًا فِيهَا ، وَحَاجَات أَهْلهَا إِلَيْهِ ؛ فَإِذَا لَمْ يَكُنْ عِنْده أَسْبَابهَا فَلِمَاذَا يَسْتَكْبِر وَيَحْتَقِر غَيْره ؟ , فَلَمْ يَبْقَ فِعْله ، وَفِعْل الشَّيْخِ الزَّانِي ، وَالْإِمَام الْكَاذِب ، إِلَّا لِضَرْبٍ مِنْ الِاسْتِخْفَاف بِحَقِّ اللَّه تَعَالَى .شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 219)
(2) ( م ) 107 , ( س ) 2575(3/187)
( ت ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا , وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ (1) وَالْمُتَشَدِّقُونَ (2) وَالْمُتَفَيْهِقُونَ " , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ , فَمَا الْمُتَفَيْهِقُونَ ؟ , قَالَ : " الْمُتَكَبِّرُونَ " (3)
__________
(1) الثَّرْثَارُ : هُوَ الْكَثِيرُ الْكَلَامِ تَكَلُّفًا .
(2) الْمُتَشَدِّقُونَ : الْمُتَوَسِّعُونَ فِي الْكَلَامِ مِنْ غَيْرِ اِحْتِيَاطٍ وَاحْتِرَازٍ , وَقِيلَ : أَرَادَ بِالْمُتَشَدِّقِ الْمُسْتَهْزِئِ بِالنَّاسِ يَلْوِي شَدْقَهُ بِهِمْ وَعَلَيْهِمْ , وَالشِّدْقُ جَانِبُ الْفَمِ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 272)
(3) ( ت ) 2018 , ( خد ) 1308 , ( حم ) 17767 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1535 , الصَّحِيحَة : 791(3/188)
( م ت د حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ , وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ (1) " ) (2) ( فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : ) (3) ( يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ قُسِمَ لِي مِنْ الْجِمَالِ مَا تَرَى ) (4) ( وَإِنَّهُ يُعْجِبُنِي أَنْ يَكُونَ ثَوْبِي حَسَنًا وَنَعْلِي حَسَنَةً ) (5) ( أَفَمِنْ الْكِبْرِ ذَلِكَ ؟ , قَالَ : " لَا ) (6) ( إِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِالْكِبْرِ ) (7) ( إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ) (8) ( وَلَكِنَّ الْكِبْرَ ) (9) ( بَطَرُ الْحَقِّ (10) وَغَمْطُ النَّاسِ (11) ) (12) "
__________
(1) قال الترمذي : قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ لَا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ إِنَّمَا مَعْنَاهُ لَا يُخَلَّدُ فِي النَّارِ وَهَكَذَا رُوِيَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ وَقَدْ فَسَّرَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ التَّابِعِينَ هَذِهِ الْآيَةَ رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلْ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ فَقَالَ مَنْ تُخَلِّدُ فِي النَّارِ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ ( ت ) 1999
(2) ( ت ) 1999 , ( م ) 148 - ( 91 ) , ( د ) 4091 , ( جة ) 59 , ( حم ) 3913
(3) ( ت ) 1999
(4) ( حم ) 3644 , ( د ) 4092
(5) ( ت ) 1999 , ( م ) 147 - ( 91 )
(6) ( د ) 4092
(7) ( حم ) 17246 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : صحيح لغيره .
(8) ( م ) 147 - ( 91 ) , ( ت ) 1999
(9) ( ت ) 1999 , ( د ) 4092
(10) ( بَطَرُ الْحَقِّ ) : دَفْعه وَإِنْكَاره تَرَفُّعًا وَتَجَبُّرًا . ( النووي - ج 1 / ص 194)
(11) ( غَمْط النَّاسِ ) : اِحْتِقَارهمْ .
(12) ( م ) 147 - ( 91 ) , ( ت ) 1999 , ( د ) 4092 , ( حم ) 3644(3/189)
( ت د ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( قُلْتُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ ) (1) [ أَنَّهَا ]( - وَقَالَتْ بِيَدِهَا هَكَذَا - كَأَنَّهَا تَعْنِي : قَصِيرَةً ) (2) ( فَقَالَ : " لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ (3) ) (4) "
__________
(1) ( د ) 4875
(2) ( ت ) 2502
(3) الْمَعْنَى أَنَّ هَذِهِ الْغِيبَةَ لَوْ كَانَتْ مِمَّا يُمْزَجُ بِالْبَحْرِ لَغَيَّرَتْهُ عَنْ حَالِهِ مَعَ كَثْرَتِهِ وَغَزَارَتِهِ ، فَكَيْفَ بِأَعْمَالٍ نَزِرَةٍ خُلِطَتْ بِهَا ؟ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 294)
(4) ( د ) 4875 , ( ت ) 2502 , ( حم ) 25601 , انظر صحيح الجامع : 5140 , وصحيح الترغيب والترهيب : 2834(3/190)
( ت ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
حَكَيْتُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلًا (1) فَقَالَ : " مَا يَسُرُّنِي أَنِّي حَكَيْتُ إِنْسَانًا وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا " (2)
__________
(1) حكَيْت فلانًا وحاكَيْتُه : فَعلْتُ مثل فِعْله .
(2) ( ت ) 2502 , 2503 , ( د ) 4875 , ( حم ) 25601(3/191)
( ت ) , وَعَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْتَقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ " (1)
__________
(1) ( ت ) 1927, ( م ) 32 - ( 2564 ) , ( د ) 4882 , ( جة ) 4213 , ( حم ) 7713(3/192)
الِاخْتِيَالُ فِي الْمِشْيَة (2)
قَالَ تَعَالَى : { وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا , إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } (3)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا , إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا } (4)
-----------
(2) اخْتَالَ الرَّجُلُ وَبِهِ خُيَلَاءُ : هُوَ الْكِبْرُ وَالْإِعْجَابُ . المصباح المنير في غريب الشرح الكبير , - (ج 3 / ص 166)
(3) [لقمان : 18]
(4) [الإسراء : 37](3/193)
( ك ) , عَنْ عِكْرِمَةَ بْنَ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الْمَخْزُومِيِّ قَالَ :
لَقِيَتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ - رضي الله عنهما - ْنِ الْخَطَّابِ بفَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , إِنَّا بَنُو الْمُغِيرَةِ قَوْمٌ فِينَا نَخْوَةٌ (1) فَهَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ فِي ذَلِكَ شَيْئًا ؟ , فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَا مِنْ رَجُلٍ يَتَعَاظَمُ (2) فِي نَفْسِهِ وَيَخْتَالُ فِي مِشْيَتِهِ , إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ وَهو عَلَيْهِ غَضْبَانُ " (3)
__________
(1) النَّخْوَةُ : الْعَظَمَةُ , وَانْتَخَى تَعَاظَمَ وَتَكَبَّرَ . المصباح المنير في غريب الشرح الكبير , - (ج 9 / ص 209)
(2) تعاظم : تكبر .
(3) ( ك ) 201 , ( خد ) 549 , ( حم ) 5995 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5711 , 6157 , الصَّحِيحَة : 2272(3/194)
( خ م حم ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( بَيْنَمَا رَجُلٌ ) (1) ( مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يَتَبَخْتَرُ فِي حُلَّةٍ (2) ) (3) ( تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ , مُرَجِّلٌ جُمَّتَهُ (4) ) (5) ( يَجُرُّ إِزَارَهُ مِنْ الْخُيَلَاءِ ) (6) ( إِذْ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ الْأَرْضَ , فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا (7) إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (8) ) (9) "
__________
(1) ( خ ) 5452
(2) الْحُلَّة : إِزَار وَرِدَاء مِنْ جِنْس وَاحِد .( فتح - ح30)
(3) ( م ) 2088
(4) ( الجُمَّة ) : مُجْتَمَع الشَّعْر إِذَا تَدَلَّى مِنْ الرَّأْس إِلَى الْمَنْكِبَيْنِ وَإِلَى أَكْثَر مِنْ ذَلِكَ ، وَأَمَّا الَّذِي لَا يَتَجَاوَز الْأُذُنَيْنِ فَهُوَ الْوَفْرَة ، وَتَرْجِيل الشَّعْر : تَسْرِيحه وَدَهْنه . فتح الباري (ج 16 / ص 334)
(5) ( خ ) 5452 , ( م ) 2088
(6) ( خ ) 3297 , 5453 , ( س ) 5326 , ( حم ) 5340
(7) أَيْ : يَنْزِل فِي الْأَرْض مُضْطَرِبًا مُتَدَافِعًا . ( فتح ) - (ج 16 / ص 334)
(8) وَمُقْتَضَى هَذَا الْحَدِيث أَنَّ الْأَرْضَ لَا تَأْكُل جَسَد هَذَا الرَّجُل , فَيُمْكِن أَنْ يُلْغَز بِهِ فَيُقَال : كَافِر لَا يَبْلَى جَسَده بَعْد الْمَوْت . ( فتح ) - (ج 16 / ص 334)
قلت : ويستدل من هذا الحديث على أن عذاب القبر قد يقع على البدن والروح .ع
(9) ( حم ) 9053 , ( خ ) 5452 , ( م ) 2088 , ( ت ) 2491(3/195)
التَّكَبُّرُ بِالنَّسَبِ
( حم ) , عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
انْتَسَب رَجُلَانِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ ، فَمَنْ أَنْتَ لَا أُمَّ لَكَ ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " انْتَسَبَ رَجُلَانِ عَلَى عَهْدِ مُوسَى - عليه السلام - ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ ، حَتَّى عَدَّ تِسْعَةً ، فَمَنْ أَنْتَ لَا أُمَّ لَكَ ؟ , قَالَ : أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ ابْنُ الْإِسْلَامِ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى - عليه السلام - : إِنَّ هَذَيْنِ الْمُنْتَسِبَيْنِ أَمَّا أَنْتُ أَيُّهَا الْمُنْتَسِبُ إِلَى تِسْعَةٍ فِي النَّارِ فَأَنْتَ عَاشِرُهُمْ ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا هَذَا الْمُنْتَسِبُ إِلَى اثْنَيْنِ فِي الْجَنَّةِ ، فَأَنْتَ ثَالِثُهُمَا فِي الْجَنَّةِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 21216 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1492 ، الصَّحِيحَة : 1270(3/196)
( حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَفْتَخِرُوا بِآبَائِكُمْ الَّذِينَ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ , فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَمَا يُدَهْدِهُ (1) الْجُعَلُ (2) بِمَنْخَرَيْهِ خَيْرٌ مِنْ آبَائِكُمْ الَّذِينَ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ " (3)
__________
(1) " يُدَهْدِهُ " يُدَحْرِجُ .
(2) " الْجُعَل " : دُوَيْبَةٌ سَوْدَاءُ , تُدِيرُ الْغَائِطَ , يُقَالُ لَهَا : الْخُنْفُسَاءُ .
(3) ( حم ) 2739 , ( حب ) 5775 , انظر صحيح موارد الظمآن : 1630 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(3/197)
( ت حب ) ، وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" ( خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - النَّاسَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ فَقَالَ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ (1) وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا ) (2) ( لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَفْتَخِرُونَ بِآبَائِهِمْ الَّذِينَ مَاتُوا إِنَّمَا هُمْ فَحْمُ جَهَنَّمَ , أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنْ الْجُعَلِ الَّذِي يُدَهْدِهُ الْخِرَاءَ بِأَنْفِهِ ) (3) ( النَّاسُ رَجُلَانِ : بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ ، وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ ، وَخَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ ، قَالَ اللَّهُ : { يَأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا , إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ , إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } (4) ) (5) ( أَقُولُ هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ ) (6) " (7)
__________
(1) عُبِّيَّة الجاهلية : نَخْوتُها وكبرها وفخرها وتعاظمها .
(2) ( ت ) 3270 , ( د ) 5116
(3) ( ت ) 3955 , ( د ) 5116
(4) [الحجرات/13]
(5) ( ت ) 3270 , 3956 , ( د ) 5116 , ( حم ) 8721
(6) ( حب ) 3828 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(7) صَحِيح الْجَامِع : 5482 ، الصَّحِيحَة : 2803(3/198)
( حم ) , وَعَنْ عُتَيِّ بْنِ ضَمْرَةَ السَّعْدِيِّ قَالَ :
( اعْتَزَى (1) رَجُلٌ بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ , فَأَعَضَّهُ أُبَيُّ بْنِ كَعْبٍ - رضي الله عنه - وَلَمْ يَكْنِهِ ، فَنَظَرَ الْقَوْمُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لِلْقِوْمِ : إِنِّي قَدْ أَرَى الَّذِي فِي أَنْفُسِكُمْ ، إِنِّي لَمْ أَسْتَطِعْ إِلَّا أَنْ أَقُولَ هَذَا ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَنَا فَقَالَ : " إِذَا سَمِعْتُمْ مَنْ يَعْتَزِى بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَعِضُّوهُ ) (2) ( بِهُنِّ أَبِيهِ وَلَا تَكْنُوا (3) ) (4) "
__________
(1) الاعتزاء : التفاخر بالانتماء والانتساب إلى القوم .
(2) ( حم ) 21271 , ( خد ) 963 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 619 , صحيح الأدب المفرد : 745 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث حسن .
(3) قَالَ ابن الأثيرُ : مَعْنَاهُ : قُولُوا لَهُ : اعْضُضْ بِأَيْرِ أَبِيك , وَلَا تَكْنُوا عَنْ الْأَيْرِ بِالْهُنِّ , تَأْدِيبًا لَهُ وَتَنْكِيلًا . النهاية في غريب الأثر - (3 / 494)
(4) ( حم ) 21274 , ( خد ) 963 , ( ن ) 10811 , ( حب ) 3153 , انظر الصَّحِيحَة : 269(3/199)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : مَنْ كَانَ عَمَله نَاقِصًا ، لَمْ يُلْحِقهُ بِمَرْتَبَةِ أَصْحَاب الْأَعْمَال ، فَيَنْبَغِي أَلَّا يَتَّكِل عَلَى شَرَف النَّسَب وَفَضِيلَة الْآبَاء وَيُقَصِّر فِي الْعَمَل .( النووي - ج 9 / ص 63)
(2) ( م ) 38 - ( 2699 ) , ( ت ) 2945 , ( د ) 3643 , ( حم ) 7421(3/200)
( حم حب صم ) , وَعَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ :
" ( لَمَّا بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ - رضي الله عنه - إِلَى الْيَمَنِ , خَرَجَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُوصِيهِ وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَمْشِي تَحْتَ رَاحِلَتِهِ (1) فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ : يَا مُعَاذُ , إِنَّكَ عَسَى أَنْ لَا تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا , وَلَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي وَقَبْرِي " , فَبَكَى مُعَاذٌ جَشَعًا (2) لِفِرَاقِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا تَبْكِ يَا مُعَاذُ , إِنَّ الْبُكَاءَ مِنْ الشَّيْطَانِ ) (3) ( ثُمَّ الْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَحْوَ الْمَدِينَةِ فَقَالَ : إِنَّ أَهْلَ بَيْتِي هَؤُلَاءِ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ أَوْلَى النَّاسِ بِي ) (4) ( وَلَيْسَ كَذَلِكَ ) (5) ( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِيَ الْمُتَّقُونَ , مَنْ كَانُوا وَحَيْثُ كَانُوا , اللَّهُمَّ إِنِّي لَا أُحِلُّ لَهُمْ فَسَادَ مَا أَصْلَحْتُ ) (6) ( وَايْمُ اللَّهِ (7) لَتُكْفَأَنَّ أُمَّتِي عَنْ دِينِهَا ) (8) ( كَمَا يُكْفَأُ (9) الْإنَاءُ فِي الْبَطْحَاءِ ) (10) " (11)
__________
(1) الراحلة : البَعيرُ القويّ على الأسفار والأحمال ، ويَقَعُ على الذكر والأنثى .
(2) أَيْ : خوفا وحزنا .
(3) ( حم ) 22107 , انظر الصَّحِيحَة : 2497 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( حب ) 647 , وصححه الألباني في ظلال الجنة : 212 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده قوي .
(5) ظلال الجنة : 212
(6) ( حب ) 647 , ظلال الجنة : 212 وصححه الألباني في الصحيحة تحت حديث : 2497
(7) أي : وَاللهِ .
(8) ظلال الجنة : 212 , ( حب ) 647
(9) يُكْفَأُ : يُقْلَبُ .
(10) ( حب ) 647 , ظلال الجنة : 212 , 1011 , ( مسند الشاميين ) 991 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2012
(11) قال الألباني في الصَّحِيحَة : 2497 : ( تنبيه ) : هذا الحديث استدل به الدكتور البوطي في آخر كتابه " فقه السيرة " على شرعية زيارة قبره - صلى الله عليه وسلم - التي زعم أن ابن تيمية ينكرها لِلَّهِ , ونحن وإن كنا لَا نخالفه في هذا الاستدلال فإنه ظاهر ، ولكننا ننبه القراء بأن هذا الزعم باطل وافتراء على ابن تيمية رحمه الله ، فإن كتبه طافحة بالتصريح بشرعيتها ، بل وتوسع في بيان آدابها ، وإنما يُنكِر ابن تيمية قصدها بالسفر إليها ، المَعْنِيُّ بحديث : " لَا تشد الرحال إِلَّا إلى ثلاثة مساجد ... " .الحديث ، كما كنت بينت ذلك وبسطت القول فيه من أقوال ابن تيمية نفسه في رَدِّي على البوطي في كتابي المسمى : " دفاع عن الحديث النبوي " ، فما معنى إصرار الدكتور على هذه الفرية حتى الطبعة الأخيرة من كتابه ؟ لِلَّهِ , الجواب عند القراء الْأَلِبَّاء . أ . هـ(3/201)
التَّكَبُّرُ بِالمَالِ
قَالَ تَعَالَى : { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا , كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا , وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا , وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا } (12)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ , وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ , قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ , وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى , إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ , وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ } (13)
وَقَالَ تَعَالَى : { كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى , أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى } (14)
وَقَالَ تَعَالَى : { إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ , وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ , إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ , وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ , إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ , قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي , أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ , فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ , وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ , فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ , فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ , وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ , لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا , وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ , تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا , وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } (15)
----------------
(12) [الكهف : 32 - 34]
(13) [سبأ : 34 - 38]
(14) [العلق : 6 ، 7]
(15) [القصص : 76 ، 83](3/202)
عِلَاجُ الْكِبْر
( خد ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا اسْتَكْبَرَ مَنْ أَكَلَ مَعَهُ خَادِمُهُ ، وَرَكِبَ الْحِمَارَ بِالْأَسْوَاقِ ، وَاعْتَقَلَ الشَّاةَ (1) فَحَلَبَهَا " (2)
__________
(1) اعتقل شاته : إذا وضع رجليها بين فخذه وساقه فحلبها . غريب الحديث لإبراهيم الحربي - (ج 4 / ص 448)
(2) ( خد ) 550 , ( هب ) 7963 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5527 والصحيحة : 2218(3/203)
( ت ) , وَعَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
يَقُولُونَ فِيَّ التِّيهُ (1) وَقَدْ رَكِبْتُ الْحِمَارَ , وَلَبِسْتُ الشَّمْلَةَ (2) وَحَلَبْتُ الشَّاةَ , وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ فَعَلَ هَذَا فَلَيْسَ فِيهِ مِنْ الْكِبْرِ شَيْءٌ " (3)
__________
(1) أَيْ : يَقُولُونَ فِي نَفْسِي الْكِبْرُ .
(2) ( الشَّمْلَةَ ) : كِسَاءٌ يُتَغَطَّى بِهِ وَيُتَلَفَّفُ فِيهِ .
(3) ( ت ) 2001 , ( ك ) 7373(3/204)
( ك ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ الرَّاهِبِ قَالَ :
مَرَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ - رضي الله عنه - فِي السُّوقِ وَعَلَيْهِ حِزْمَةُ حَطَبٍ , فَقِيلَ لَهُ : مَا يَحْمِلُكَ عَلَى هَذَا وَقَدْ أَغْنَاكَ اللَّهُ عَنْ هَذَا ؟ , قَالَ : أَرَدْتُ أَنْ أَدْفَعَ بِهِ الْكِبْرَ , سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ فِي قَلْبِهِ خَرْدَلَةٌ مِنْ كِبْرٍ " (1)
__________
(1) ( ك ) 5757 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2910 ، إصلاح الساجد ص170(3/205)
( 3 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ سُوءُ الظَّنّ
( 1 ) ذَمُّ سُوءِ الظَّنّ
قَالَ تَعَالَى : { وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ , فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا , وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ , وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ , فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ } (2)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ , دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ , وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } (3)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ } (4)
وَقَالَ تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ } (5)
وَقَالَ تَعَالَى : { إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ , لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ , لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ , وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ , لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا , وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ } (6)
-----------------
(2) [الأعراف/19-22]
(3) [الفتح : 6]
(4) [فصلت : 23]
(5) [الحجرات/12]
(6) [النور : 11 ، 12](3/206)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ (1) " (2)
__________
(1) قَالَ أَبُو عِيسَى : قَالَ سفيان الثوري : الظَّنُّ ظَنَّانِ , فَظَنٌّ إِثْمٌ , وَظَنٌّ لَيْسَ بِإِثْمٍ , فَأَمَّا الظَّنُّ الَّذِي هُوَ إِثْمٌ , فَالَّذِي يَظُنُّ ظَنًّا وَيَتَكَلَّمُ بِهِ , وَأَمَّا الظَّنُّ الَّذِي لَيْسَ بِإِثْمٍ , فَالَّذِي يَظُنُّ وَلَا يَتَكَلَّمُ بِه . أ . هـ
قلت : قول سفيان يصدقه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الظن أنه أكذب الحديث ، فهذا فيه دليل على أن الظن الذي فيه إثم هو الظن الذي يُعْرَبُ عنه بالحديث والفعل , وليس مجرد الوساوس التي تخطر على قلب الإنسان ولا يكاد يسلم منها أحد .ع
(2) ( خ ) 4849 , ( م ) 28 - ( 2563 ) , ( د ) 4917 , ( حم ) 7333(3/207)
( م حم ) , وَعَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِي الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيهَا عِنْدِي ، " انْقَلَبَ (1) فَوَضَعَ رِدَاءَهُ ، وَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عِنْدَ رِجْلَيْهِ ، وَبَسَطَ طَرَفَ إِزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ فَاضْطَجَعَ ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا رَيْثَمَا ظَنَّ أَنِّي قَدْ رَقَدْتُ ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا وَانْتَعَلَ رُوَيْدًا ، وَفَتَحَ الْبَابَ فَخَرَجَ ، ثُمَّ أَجَافَهُ (2) رُوَيْدًا " ) (3) ( قَالَتْ : فَغِرْتُ عَلَيْهِ ) (4) ( فَجَعَلْتُ دِرْعِي فِي رَأْسِي ، وَاخْتَمَرْتُ ، وَتَقَنَّعْتُ (5) إِزَارِي (6) ثُمَّ انْطَلَقْتُ عَلَى إِثْرِهِ ، " حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ (7) فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ انْحَرَفَ فَانْحَرَفْتُ ، فَأَسْرَعَ فَأَسْرَعْتُ ، فَهَرْوَلَ فَهَرْوَلْتُ ، فَأَحْضَرَ فَأَحْضَرْتُ (8) فَسَبَقْتُهُ فَدَخَلْتُ ، فَلَيْسَ إِلَّا أَنْ اضْطَجَعْتُ , " فَدَخَلَ فَقَالَ : مَا لَكِ يَا عَائِشُ حَشْيَا رَابِيَةً (9) ؟ " فَقُلْتُ : لَا شَيْءَ ، قَالَ : " لَتُخْبِرِينِي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي .. فَأَخْبَرْتُهُ ، قَالَ : " فَأَنْتِ السَّوَادُ (10) الَّذِي رَأَيْتُ أَمَامِي ؟ " , قُلْتُ : نَعَمْ ) (11) ( قَالَ : " يَا عَائِشَةُ أَغِرْتِ ؟ " , فَقُلْتُ : وَمَا لِي لَا يَغَارُ مِثْلِي عَلَى مِثْلِكَ ؟ ) (12) ( قَالَ : " أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ (13) اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ ؟ " , فَقُلْتُ : مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ، نَعَمْ , " فَلَهَدَنِي (14) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي صَدْرِي لَهْدَةً أَوْجَعَتْنِي ) (15) ( ثُمَّ قَالَ : أَقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ ؟ " فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْ مَعِيَ شَيْطَانٌ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ " , قُلْتُ : وَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ " , قُلْتُ : وَمَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : " نَعَمْ ، وَلَكِنَّ رَبِّي أَعَانَنِي عَلَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَ " ) (16)
__________
(1) أَيْ : رَجَعَ مِنْ صَلَاة الْعِشَاء . شرح سنن النسائي - (ج 5 / ص 377)
(2) أَيْ : أَغْلَقَهُ ، وَإِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ - صلى الله عليه وسلم - فِي خُفْيَة لِئَلَّا يُوقِظهَا وَيَخْرُج عَنْهَا ، فَرُبَّمَا لَحِقَهَا وَحْشَة فِي اِنْفِرَادهَا فِي ظُلْمَة اللَّيْل . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 401)
(3) ( م ) 974 , ( س ) 3963
(4) ( م ) 2815
(5) التقنع : تغطية الرأس وأكثر الوجه برداء أو غيره .
(6) الإزار : ثوب يحيط بالنصف الأسفل من البدن .
(7) الْبَقِيع : مَقْبَرَة الْمُسْلِمِينَ بالمدينة .
(8) الْإِحْضَار : الْعَدْوُ .
(9) ( حَشْيَا ) أَيْ مُرْتَفِعَة النَّفْس مُتَوَاتِرَته كَمَا يَحْصُل لِلْمُسْرِعِ فِي الْمَشْي . شرح سنن النسائي - (ج 3 / ص 278)
وَقَوْله : ( رَابِيَة ) أَيْ مُرْتَفِعَة الْبَطْن . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 401)
(10) أَيْ : الشَّخْص .
(11) ( م ) 974 , ( س ) 3963
(12) ( م ) 2815
(13) الْحَيْف بِمَعْنَى الْجَوْر , أَيْ : بِأَنْ يَدْخُلَ الرَّسُولُ فِي نَوْبَتِك عَلَى غَيْرك , وَذِكْرُ اللَّهِ لِتَعْظِيمِ الرَّسُولِ , وَالدَّلَالَة عَلَى أَنَّ الرَّسُول لَا يُمْكِنُ أَنْ يَفْعَلَ بِدُونِ إِذْن مِنْ اللَّه تَعَالَى , وَفِيهِ دَلَالَة عَلَى أَنَّ الْقَسْم عَلَيْهِ وَاجِب , إِذْ لَا يَكُونُ تَرْكُهُ جَوْرًا إِلَّا إِذَا كَانَ وَاجِبًا . شرح سنن النسائي(ج 3 / ص 278)
(14) مِنْ اللَّهْد , وَهُوَ الدَّفْعُ الشَّدِيدُ فِي الصَّدْر , وَهَذَا كَانَ تَأْدِيبًا لَهَا مِنْ سُوءِ الظَّنِّ . شرح سنن النسائي
(15) ( م ) 974 , ( س ) 3963
(16) ( م ) 2815 , ( س ) 3960(3/208)
( د ) , عَنْ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ الْأَمِيرَ إِذَا ابْتَغَى الرِّيبَةَ فِي النَّاسِ أَفْسَدَهُمْ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : إِنَّ الْأَمِير إِذَا اِتَّهَمَهُمْ وَجَاهَرَهُمْ بِسُوءِ الظَّنّ فِيهِمْ , أَدَّاهُمْ ذَلِكَ إِلَى اِرْتِكَاب مَا ظُنَّ بِهِمْ فَفَسَدُوا ,
قَالَ الْمَنَاوِيُّ : وَمَقْصُود الْحَدِيث حَثُّ الْإِمَام عَلَى التَّغَافُل وَعَدَمِ تَتَبُّع الْعَوْرَات . عون المعبود - (ج 10 / ص 415)
(2) ( د ) 4889 , ( حم ) 23866 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1049 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2343(3/209)
( خد ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
ما يزال المسروق منه يَتَظَنَّى (1) حتى يصير أعظم من السارق . (2)
__________
(1) أي : يتظنن , قال في " القاموس " : ( التظني ) إعمال الظن , وأصله التظنن " .
(2) ( خد ) 1289 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 979(3/210)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي ) (1) ( مَا وَسْوَسَتْ بِهِ صُدُورُهَا ) (2) مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا (3) ( مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ يَعْمَلُوا بِهِ (4) " ) (5)
__________
(1) ( خ ) 4968
(2) ( خ ) 2391 , ( جة ) 2044
(3) ( خ ) 4968 , ( م ) 127
(4) احْتَجَّ مَنْ قَالَ : إِذَا طَلَّقَ نَفْسه طَلُقَتْ ، بِأَنَّ مَنْ اِعْتَقَدَ الْكُفْر بِقَلْبِهِ كَفَرَ , وَمَنْ أَصَرَّ عَلَى الْمَعْصِيَة أَثِمَ ، وَكَذَلِكَ مَنْ رَاءَى بِعَمَلِهِ وَأُعْجِبَ ، وَكَذَا مَنْ قَذَفَ مُسْلِمًا بِقَلْبِهِ ، وَكُلّ ذَلِكَ مِنْ أَعْمَال الْقَلْب دُون اللِّسَان , وَأُجِيب بِأَنَّ الْعَفْو عَنْ حَدِيث النَّفْس مِنْ فَضَائِل هَذِهِ الْأُمَّة ، وَالْمُصِرّ عَلَى الْكُفْر لَيْسَ مِنْهُمْ ، وَبِأَنَّ الْمُصِرّ عَلَى الْمَعْصِيَة الْآثِم مَنْ تَقَدَّمَ لَهُ عَمَل الْمَعْصِيَة , لَا مَنْ لَمْ يَعْمَل مَعْصِيَة قَطُّ ، وَأَمَّا الرِّيَاء وَالْعُجْب وَغَيْر ذَلِكَ فَكُلّه مُتَعَلِّق بِالْأَعْمَالِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 15 / ص 100)
(5) ( م ) 127 , ( خ ) 6287(3/211)
( 2 ) عِلَاجُ سُوءِ الظَّنّ
( عد ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا حَسَدْتُمْ (1) فلَا تَبْغُوُا (2) وَإِذَا ظَنَنْتُمْ (3) فلَا تُحَقِّقُوا (4) " (5)
__________
(1) أَيْ : إذا تمنيتم زوال نعمة الله على من أنعم عليه .فيض القدير - (ج 1 / ص 424)
(2) أَيْ : لا تعتدوا وتفعلوا بمقتضى التمني , فمن خطر له ذلك فليبادر إلى استكراهه , كما يكره ما طُبِع عليه من حب المنهيات ، نعم إن كانت النعمة لكافر أو فاسق يستعين بها على المحرمات فلا . فيض القدير (ج 1 / ص 424)
(3) أَيْ : إذا ظننتم سوءا بمن ليس محلا لسوء الظن به .
(4) أَيْ : فلا تحققوا ذلك باتباع موارده وتعملوا بمقتضاه , قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) [الحجرات/12] ومن أساء الظن بمن ليس محلا لسوء الظن به دل على عدم استقامته في نفسه , كما قيل : إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه , وصدق ما يعتاده من توهم , والظن أكذبُ الحديث , أما من هو محلٌ لسوء الظن به , فيُعامل بمقتضى حاله كما يدل له الخبر : الحزم سوء الظن , وخبر : من حَسُنَ ظَنُّه بالناس طالت ندامته . فيض القدير - (ج 1 / ص 424)
(5) الكامل لابن عدي - (ج 4 / ص 315) , انظر الصَّحِيحَة : 3942(3/212)
( خ م ) , وَعَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَتْ :
" ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُعْتَكِفًا ) (1) ( فِي الْمَسْجِدِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ " ) (2) ( فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلًا ) (3) ( وَعِنْدَهُ أَزْوَاجُهُ ) (4) ( فَتَحَدَّثْتُ عِنْدَهُ سَاعَةً ) (5) ( ثُمَّ قُمْتُ فَانْقَلَبْتُ , " فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَعِي لِيَقْلِبَنِي (6) " - وَكَانَ مَسْكَنِي فِي دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ (7) - فَمَرَّ رَجُلَانِ مِنْ الْأَنْصَارِ , فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَسْرَعَا , فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " عَلَى رِسْلِكُمَا (8) ) (9) ( هَذِهِ زَوْجَتِي ) (10) ( صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ " , فَقَالَا : سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ (11) - وَكَبُرَ عَلَيْهِمَا ذَلِكَ - ) (12) وفي رواية (13) : فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَنْ كُنْتُ أَظُنُّ بِهِ فَلَمْ أَكُنْ أَظُنُّ بِكَ ( فَقَالَ : " إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ (14) ) (15) ( وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَيْئًا (16) ) (17) "
__________
(1) ( خ ) 3281
(2) ( خ ) 2035
(3) ( خ ) 3281
(4) ( خ ) 2038
(5) ( خ ) 2035
(6) أَيْ : يَرُدّنِي إِلَى بَيْتِي , وَفِيهِ أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ الْمَسْجِد مَعَهَا لِتَبْلُغ مَنْزِلهَا ، وَفِي هَذَا حُجَّة لِمَنْ رَأَى أَنَّ الِاعْتِكَاف لَا يَفْسُد إِذَا خَرَجَ فِي وَاجِب , وَأَنَّهُ لَا يَمْنَعُ الْمُعْتَكِفَ مِنْ إِتْيَان الْمَعْرُوف . عون المعبود - (ج 5 / ص 357)
(7) الَّذِي يَظْهَر أَنَّ اِخْتِصَاص صَفِيَّة بِذَلِكَ لِكَوْنِ بُيُوتَ رُفْقَتِهَا كَانَتْ أَقْرَب مِنْ مَنْزِلهَا , فَخَشِيَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 6 / ص 326)
(8) أَيْ : عَلَى هِينَتِكُمَا فِي الْمَشْي , فَلَيْسَ هُنَا شَيْءٌ تَكْرَهَانِهِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 6 / ص 326)
(9) ( خ ) 3281
(10) ( م ) 2174
(11) ( سُبْحَان اللَّه ) : حَقِيقَة تَنَزّه اللَّه تَعَالَى عَنْ أَنْ يَكُون رَسُوله مُتَّهَمًا بِمَا لَا يَنْبَغِي , أَوْ كِنَايَة عَنْ التَّعَجُّب مِنْ هَذَا الْقَوْل . عون المعبود - (ج 5 / ص 357)
(12) ( خ ) 2035
(13) عند ( م ) 2174 , عن أنس " أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ مَعَ إِحْدَى نِسَائِهِ ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ ، فَدَعَاهُ...
(14) قِيلَ هُوَ عَلَى ظَاهِرِهِ وَأَنَّ اللَّه تَعَالَى أَقَدَرَهُ عَلَى ذَلِكَ ، وَقِيلَ هُوَ عَلَى سَبِيل الِاسْتِعَارَة مِنْ كَثْرَةِ إِغْوَائِهِ ، وَكَأَنَّهُ لَا يُفَارِقُ كَالدَّمِ فَاشْتَرَكَا فِي شِدَّة الِاتِّصَال وَعَدَمِ الْمُفَارَقَةِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 6 / ص 326)
(15) ( خ ) 2039 , ( م ) 2175
(16) لَمْ يَنْسُبْهُمَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَنَّهُمَا يَظُنَّانِ بِهِ سُوءًا لِمَا تَقَرَّرَ عِنْده مِنْ صِدْقِ إِيمَانِهِمَا ، وَلَكِنْ خَشِيَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُوَسْوِسَ لَهُمَا الشَّيْطَان ذَلِكَ , لِأَنَّهُمَا غَيْرُ مَعْصُومَيْنِ , فَقَدْ يُفْضِي بِهِمَا ذَلِكَ إِلَى الْهَلَاكِ , فَبَادَرَ إِلَى إِعْلَامهمَا حَسْمًا لِلْمَادَّةِ , وَتَعْلِيمًا لِمَنْ بَعْدَهُمَا إِذَا وَقَعَ لَهُ مِثْل ذَلِكَ كَمَا قَالَهُ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى ، فَقَدْ رَوَى الْحَاكِم أَنَّ الشَّافِعِيّ كَانَ فِي مَجْلِس اِبْن عُيَيْنَةَ فَسَأَلَهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيث , فَقَالَ الشَّافِعِيُّ : إِنَّمَا قَالَ لَهُمَا ذَلِكَ لِأَنَّهُ خَافَ عَلَيْهِمَا الْكُفْرَ إِنْ ظَنَّا بِهِ التُّهْمَةَ , فَبَادَرَ إِلَى إِعْلَامِهِمَا نَصِيحَةً لَهُمَا قَبْل أَنْ يَقْذِفَ الشَّيْطَانُ فِي نُفُوسهمَا شَيْئًا يَهْلِكَانِ بِهِ , وَفِي الْحَدِيث مِنْ الْفَوَائِد جَوَاز اِشْتِغَال الْمُعْتَكِفِ بِالْأُمُورِ الْمُبَاحَةِ مِنْ تَشْيِيعِ زَائِرِهِ وَالْقِيَام مَعَهُ وَالْحَدِيث مَعَ غَيْره ، وَإِبَاحَة خَلْوَةِ الْمُعْتَكِفِ بِالزَّوْجَةِ ، وَزِيَارَة الْمَرْأَة لِلْمُعْتَكِفِ ، وَبَيَان شَفَقَتِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُمَّته وَإِرْشَادهمْ إِلَى مَا يَدْفَع عَنْهُمْ الْإِثْم , وَفِيهِ التَّحَرُّز مِنْ التَّعَرُّض لِسُوءِ الظَّنّ وَالِاحْتِفَاظ مِنْ كَيَدِ الشَّيْطَان وَالِاعْتِذَار ، قَالَ اِبْن دَقِيق الْعِيد : وَهَذَا مُتَأَكِّد فِي حَقّ الْعُلَمَاء وَمَنْ يُقْتَدَى بِهِ , فَلَا يَجُوز لَهُمْ أَنْ يَفْعَلُوا فِعْلًا يُوجِب سُوء الظَّنّ بِهِمْ وَإِنْ كَانَ لَهُمْ فِيهِ مَخْلَص , لِأَنَّ ذَلِكَ سَبَبٌ إِلَى إِبْطَال الِانْتِفَاع بِعِلْمِهِمْ ، وَمِنْ ثَمَّ قَالَ بَعْض الْعُلَمَاء : يَنْبَغِي لِلْحَاكِمِ أَنْ يُبَيِّن لِلْمَحْكُومِ عَلَيْهِ وَجْه الْحُكْم إِذَا كَانَ خَافِيًا نَفْيًا لِلتُّهْمَةِ , وَفِيهِ جَوَازُ خُرُوجِ الْمَرْأَةِ لَيْلًا . فتح الباري لابن حجر - (ج 6 / ص 326)
(17) ( خ ) 3101 , ( م ) 2175(3/213)
( خد ) , عَنْ سلمان - رضي الله عنه - قال :
إني لَأَعُد العَرَاق (1) على خادمي مخافة الظن . (2)
__________
(1) العَرَاق : جمع عَرْق , وهو الْعَظْم إِذَا أُخِذَ عَنْهُ مُعْظَم اللَّحْم .
(2) ( خد ) 128 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 125(3/214)
( خد ) , وَعَنْ أبي العالية قَالْ :
" كنا نؤمر أن نختم على الخادم , ونكيل ونعدها , كراهية أن يتعودوا خلق سوء , أو يظن أحدنا ظن سوء . (1)
__________
(1) ( خد ) 127 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 124(3/215)
( 4 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ الْبُغْض
( 1 ) ذَمُّ الْبُغْض
( م ت ) , عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا (1) وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا (2) ) (3) ( أَفَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ؟ , أَفْشُوا السَّلَامَ (4) بَيْنَكُمْ (5) ) (6) " (7)
__________
(1) أَيْ : إِيمَانًا كَامِلًا . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 302)
(2) أَيْ : لَا يَكْمُل إِيمَانكُمْ وَلَا يَصْلُح حَالُكُمْ فِي الْإِيمَان حَتَّى يُحِبَّ كُلٌّ مِنْكُمْ صَاحِبَهُ . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 143)
(3) ( ت ) 2688 , ( م ) 54
(4) هو مِنْ الْإِفْشَاء أَيْ : أَظْهِرُوهُ , وَالْمُرَاد نَشْر السَّلَام بَيْن النَّاس لِيُحْيُوا سُنَّته صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ , وحَمَلَ النَّوَوِيّ الْإِفْشَاء عَلَى رَفْع الصَّوْت بِهِ , وَالْأَقْرَب حَمْلُهُ عَلَى الْإِكْثَار . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 60)
(5) فِيهِ الْحَثُّ الْعَظِيمُ عَلَى إِفْشَاء السَّلَام , وَبَذْله لِلْمُسْلِمِينَ كُلِّهِمْ ؛ مَنْ عَرَفْت وَمَنْ لَمْ تَعْرِف ، وَالسَّلَامُ أَوَّل أَسْبَاب التَّأَلُّف ، وَمِفْتَاح اِسْتِجْلَاب الْمَوَدَّة , وَفِي إِفْشَائِهِ تَمَكُّنُ أُلْفَةِ الْمُسْلِمِينَ بَعْضهمْ لِبَعْضِ ، وَإِظْهَارُ شِعَارهمْ الْمُمَيِّز لَهُمْ مِنْ غَيْرهمْ مِنْ أَهْل الْمِلَل ، مَعَ مَا فِيهِ مِنْ رِيَاضَة النَّفْس ، وَلُزُوم التَّوَاضُع ، وَإِعْظَام حُرُمَات الْمُسْلِمِينَ , وَقَدْ ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللَّه فِي صَحِيحه عَنْ عَمَّار بْن يَاسِر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : ( ثَلَاثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الْإِيمَان : الْإِنْصَافُ مِنْ نَفْسك ، وَبَذْل السَّلَام لِلْعَالَمِ ، وَالْإِنْفَاق مِنْ الْإِقْتَار ) , وَبَذْل السَّلَام لِلْعَالَمِ ، وَالسَّلَام عَلَى مَنْ عَرَفْت وَمَنْ لَمْ تَعْرِف ، وَإِفْشَاء السَّلَام , كُلّهَا بِمَعْنَى وَاحِد . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 143)
(6) ( م ) 54 , ( ت ) 2688
(7) صَحِيح الْجَامِع : 7081 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2694(3/216)
( خ م ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَا تَجَسَّسُوا ، وَلَا تَحَسَّسُوا (1) وَلَا تَبَاغَضُوا ) (2) ( وَلَا تَحَاسَدُوا (3) ) (4) ( وَلَا تَنَافَسُوا (5) ) (6) ( وَلَا تَقَاطَعُوا (7) ) (8) ( وَلَا تَدَابَرُوا (9) ) (10) ( وَلَا تَنَاجَشُوا (11) ) (12) ( وَكُونُوا إِخْوَانًا كَمَا أَمَرَكُمْ اللَّهُ (13) ) (14) "
__________
(1) أَيْ : لَا تَبْحَثُوا عَنْ عُيُوب النَّاس وَلَا تَتَّبِعُوهَا ، قَالَ اللَّه تَعَالَى حَاكِيًا عَنْ يَعْقُوبَ - عليه السلام - : ( يَا بَنِيَّ اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُف وَأَخِيهِ ) ( فتح ) - (ج 17 / ص 231)
(2) ( خ ) 4849
(3) الْحَسَد : تَمَنِّي الشَّخْص زَوَال النِّعْمَة عَنْ مُسْتَحِقٍّ لَهَا ، فَإِنْ سَعَى فِي ذَلِكَ كَانَ بَاغِيًا . ( فتح )- (ج17/ ص231)
(4) ( خ ) 5717
(5) الْمُنَافَسَة وَالتَّنَافُس : الرَّغْبَة فِي الشَّيْء وَفِي الِانْفِرَاد بِهِ ، وَنَافَسْته مُنَافَسَة إِذَا رَغِبْت فِيمَا رَغِبَ , وَقِيلَ : مَعْنَى الْحَدِيث التَّبَارِي فِي الرَّغْبَة فِي الدُّنْيَا وَأَسْبَابهَا وَحُظُوظهَا .( النووي - ج 8 / ص 357)
(6) ( م ) 28 - ( 2563 ) , ( خد ) 1287
(7) القطيعة : الهجران والصد وترك الإحسان .
(8) ( م ) 24 - ( 2559 )
(9) قَالَ مَالِك : لَا أَحْسِبُ التَّدَابُرَ إِلَّا الْإِعْرَاضَ عن أَخِيكَ الْمُسْلِمِ فَتُدْبِرَ عَنْهُ بِوَجْهِكَ . ( ط ) : 1411
(10) ( خ ) 6345 , ( م ) 28 - ( 2563 )
(11) ( النَّجْش ) بِفَتْحِ النُّونِ وَسُكُون الْجِيمِ : أَنْ يَزِيد فِي السِّلْعَة وَهُوَ لَا يُرِيد شِرَاءَهَا لِيَقَع غَيْره فِيهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 6 / ص 469)
(12) ( خ ) 5719 , ( م ) 30 - ( 2563 )
(13) هَذِهِ الْجُمْلَة تُشْبِه التَّعْلِيل لِمَا تَقَدَّمَ ، كَأَنَّهُ قَالَ : إِذَا تَرَكْتُمْ هَذِهِ الْمَنْهِيَّات كُنْتُمْ إِخْوَانًا , وَمَفْهُومه إِذَا لَمْ تَتْرُكُوهَا تَصِيرُوا أَعْدَاء ، وَمَعْنَى ( كُونُوا إِخْوَانًا ) : اِكْتَسِبُوا مَا تَصِيرُونَ بِهِ إِخْوَانًا مِمَّا سَبَقَ ذِكْره , وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ الْأُمُور الْمُقْتَضِيَة لِذَلِكَ إِثْبَاتًا وَنَفْيًا . ( فتح ) - (ج 17 / ص 231)
(14) ( م ) 24 - ( 2559 ) , ( خ ) 6345 , ( ت ) 1935 , ( د ) 4910(3/217)
( 2 ) بُغْضُ الزَّوْجَة
( م ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَفْرَكْ (1) مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً ، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ " (2)
__________
(1) أَيْ : لَا يُبْغِض .
(2) ( م ) 61 - ( 1469 ) , ( حم ) 8345(3/218)
( 5 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ الْعُجْب
قَالَ تَعَالَى : { إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ } [القصص : 76]
( يع طب ) , عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " يَظْهَرُ هَذَا الدِّينُ حَتَّى يُجَاوِزَ الْبِحَارَ ، وَحَتَّى يُخَاضَ بِالْخَيْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، ثُمَّ يَأْتِي أَقْوَامٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ ، فَإِذَا قَرَءُوهُ قَالُوا : قَدْ قَرَأْنَا الْقُرْآنَ ، فَمَنْ أَقْرَأُ مِنَّا ؟ , مَنْ أَعْلَمُ مِنَّا ؟ , ثُمَّ الْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ : هَلْ تَرَوْنَ فِي أُولَئِكَ مِنْ خَيْرٍ ؟ " ) (1) ( قَالُوا : لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَمَنْ أُولَئِكَ ؟ ) (2) ( قَالَ : " أُولَئِكَ مِنْكُمْ ، أُولَئِكَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ ، وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ " ) (3)
__________
(1) أخرجه ابن المبارك في الزهد (1/152 رقم 450) ، وأبو يعلى (12/56 ، رقم 6698) , انظر الصَّحِيحَة : 3230
(2) ( طب ) 13019 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 135 , 137
(3) أخرجه ابن المبارك في الزهد (1/152 رقم 450) ، وأبو يعلى (12/56 ، رقم 6698)(3/219)
( هب ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَو لَمْ تَكُونُوا تُذْنِبُونَ ، خَشِيتُ عَلَيْكُمْ مَا هو أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ ، الْعُجْبَ الْعُجْبَ " (1)
__________
(1) ( هب ) 7255 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5303 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2921(3/220)
( حم ) , وَعَنْ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْكِنْدِيِّ قَالَ :
رَكِبْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - أَسْأَلُهُ عَنْ الْقَصَصِ فَقُلْتُ : إِنَّهُمْ أَرَادُونِي عَلَى الْقَصَصِ فَقَالَ : مَا شِئْتَ - كَأَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَمْنَعَنِي - فَقُلْتُ : إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَنْتَهِيَ إِلَى قَوْلِكَ , قَالَ : أَخْشَى عَلَيْكَ أَنْ تَقُصَّ فَتَرْتَفِعَ عَلَيْهِمْ فِي نَفْسِكَ , ثُمَّ تَقُصَّ فَتَرْتَفِعَ , حَتَّى يُخَيَّلَ إِلَيْكَ أَنَّكَ فَوْقَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الثُّرَيَّا , فَيَضَعَكَ اللَّهُ تَحْتَ أَقْدَامِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقَدْرِ ذَلِكَ . (1)
__________
(1) ( حم ) 111 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(3/221)
( 6 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ الظُّلْم
( 1 ) حَقِيقَةُ الظُّلْم
( بز ) , عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الظُّلْمُ ثَلَاثةٌ : فَظُلْمٌ لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ ، وَظُلْمٌ يَغْفِرُهُ ، وَظُلْمٌ لَا يَتْرُكُهُ ، فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ ، فَالشِّرْكُ , قَالَ اللَّهُ : { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } (1) وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي يَغْفِرُهُ ، فَظُلْمُ العِبَادِ أَنْفُسَهُمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَبِّهِمْ - عز وجل - ، وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لَا يَتْرُكُهُ ، فَظُلْمُ العِبَادِ بُعْضَهُمْ بَعْضًا , حَتَّى [ يَقُصُّ ] (2) بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ " (3)
__________
(1) [لقمان/13]
(2) ( طل ) 2109
(3) ( بز ) 6493 , ( طل ) 2109 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3961 , الصَّحِيحَة : 1927(3/222)
( 2 ) حُكْمُ الظُّلْم
( م ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : يَا عِبَادِي , إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فلَا تَظَالَمُوا (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : لَا تَتَظَالَمُوا ، وَالْمُرَاد لَا يَظْلِم بَعْضكُمْ بَعْضًا . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 384)
(2) ( م ) 55 - ( 2577 ) , ( حم ) 21458(3/223)
( خ م حم ) , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( أَيُّهَا النَّاسُ ) (1) ( اتَّقُوا الظُّلْمَ , فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (2) "
__________
(1) ( حم ) 5662 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(2) ( م ) 56 - ( 2578 ) , ( خ ) 2315 , ( ت ) 2030 , ( حم ) 14501(3/224)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ (1) حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ (2) ثُمَّ قَرَأَ : { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ , إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } (3) " (4)
__________
(1) أَيْ : يُمْهِلُهُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 13 / ص 140)
(2) أَيْ : إِذَا أَهْلَكَهُ لَمْ يَرْفَع عَنْهُ الْهَلَاك . فتح الباري لابن حجر - (ج 13 / ص 140)
(3) [هود/102]
(4) ( خ ) 4409 , ( م ) 61 - ( 2583 ) , ( ت ) 3110 , ( جة ) 4018(3/225)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ ، لَا يَظْلِمُهُ ، وَلَا يُسْلِمُهُ ) (1) ( لَا يَخُونُهُ , وَلَا يَكْذِبُهُ ) (2) ( وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ , التَّقْوَى هَاهُنَا ) (3) ( - وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْقَلْبِ - ) (4) ( بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْتَقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ " ) (5)
__________
(1) ( خ ) 2310 , ( م ) 58 - ( 2580 ) , ( ت ) 1426
(2) ( ت ) 1927
(3) ( م ) 32 - ( 2564 ) , ( حم ) 7713
(4) ( حم ) 16062 , ( م ) 32 - ( 2564 )
(5) ( ت ) 1927, ( م ) 32 - ( 2564 ) , ( د ) 4882 , ( جة ) 4213 , ( حم ) 7713(3/226)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ الْبَغْيِ (1) وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ ) (2) ( وَالْخِيَانَةِ وَالْكَذِبِ ) (3) "
__________
(1) البَغْي : الظلم والتعدي .
(2) ( ت ) 2511 , ( خد ) 67 , ( د ) 4902 , ( جة ) 4211 , ( حم ) 20390 , انظر الصَّحِيحَة : 918
(3) ( كنز ) 6986 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5705 , صحيح الترغيب والترهيب : 2537(3/227)
( تخ ) , وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" اثْنَتَانُ يُعَجِّلُهُمَا اللَّهُ فِي الدُّنْيَا : الْبَغْيُ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ " (1)
__________
(1) ( تخ ) 494 , ( كنز ) 45458 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 137(3/228)
( ك ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" بَابَانِ مُعَجَّلَانِ عُقُوبَتُهُمَا فِي الدُّنْيَا : الْبَغْيُ وَالْعُقُوق " (1)
__________
(1) ( ك ) 7350 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2810 , الصَّحِيحَة : 1120(3/229)
( خد ) , وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" كُلُّ ذُنُوبٍ يُؤَخِّرُ اللَّهُ مِنْهَا مَا شَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، إِلَّا الْبَغْيَ (1) وَعُقُوقَ الْوَالِدَيْنِ أَوْ قَطِيعَةَ الرَّحِمِ ، يُعَجَّلُ لِصَاحِبِهَا فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الْمَوْتِ " (2)
__________
(1) البغي : الظلم والتعدي .
(2) ( خد ) 591 , انظر صَحِيحُ الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 460(3/230)
( هق ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَيْسَ شَيْءٌ أُطِيعُ اللَّهَ فِيهِ أَعْجَلُ ثَوَابًا مِنْ صِلَةِ الرَّحِمِ ، وَلَيْسَ شَيْءٌ أَعْجَلَ عِقَابًا مِنَ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ " (1)
__________
(1) ( هق ) 19655 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5391 , الصَّحِيحَة : 978(3/231)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ (1) حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ (2) ثُمَّ قَرَأَ : { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ , إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } (3) " (4)
__________
(1) أَيْ : يُمْهِلُهُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 13 / ص 140)
(2) أَيْ : إِذَا أَهْلَكَهُ لَمْ يَرْفَع عَنْهُ الْهَلَاك . فتح الباري لابن حجر - (ج 13 / ص 140)
(3) [هود/102]
(4) ( خ ) 4409 , ( م ) 61 - ( 2583 ) , ( ت ) 3110 , ( جة ) 4018(3/232)
( خد ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
لو أن جبلا بغى على جبل لَدُكَّ الباغي . (1)
__________
(1) ( خد ) 588 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 458(3/233)
الْإعَانَةُ عَلَى الظُّلْمِ
( م حم ) , عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ (1) يَغْضَبُ لِعَصَبَتِهِ (2) وَيُقَاتِلُ لِعَصَبَتِهِ وَيَنْصُرُ عَصَبَتَهُ فَقُتِلَ ، فَقِتْلَتُهُ جَاهِلِيَّةٌ , فَلَيْسَ مِنْ أُمَّتِي (3) " (4)
__________
(1) ( العِمِّيَّة ) بِكَسْرِ العَيْن وَبِكَسْرِ الْمِيم الْمُشَدَّدَة وَبِمُثَنَّاةٍ تَحْتِيَّةٍ مُشَدَّدَة : هِيَ الْأَمْر الْأَعْمَى لَا يَسْتَبِينُ وَجْهُه ، كَذَا قَالَهُ أَحْمَد بْن حَنْبَل وَالْجُمْهُور ، وقَالَ إِسْحَاق بْن رَاهوَيْهِ : هَذَا كَتَقَاتُلِ الْقَوْم لِلْعَصَبِيَّةِ . ( النووي ج6ص 322)
وقَوْله : ( تَحْت رَايَةٍ عِمِّيَّة ) كِنَايَة عَنْ جَمَاعَة مُجْتَمِعِينَ عَلَى أَمْر مَجْهُول لَا يُعْرَف . شرح سنن النسائي (ج5ص434)
(2) الْعَصَبَة : الْأَقَارِب الذكور مِنْ جِهَة الْأَب ، سموا عَصَبَةً لأنهم أحاطوا به ، كما سميت العمائم عصائب .
(3) ( م ) 54 - ( 1848 )
(4) ( حم ) 7931 , ( م ) 57 - ( 1850 ) , ( س ) 4114 , ( جة ) 3948(3/234)
( د ) , وَعَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ - رضي الله عنه - قَالَ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْعَصَبِيَّةُ ؟ , قَالَ : " أَنْ تُعِينَ قَوْمَكَ عَلَى الظُّلْمِ "( ضعيف ) (1)
__________
(1) ( د ) 5119 , ( خد ) 396 , ( جة ) 3949 , ( حم ) 17030 , قلت : هو ضعيف , لكن فيه تفسير معنى العصبية .ع(3/235)
( طس ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أَعَانَ ظَالِمًا بِبَاطِلٍ لِيَدْحَضَ بِبَاطِلِهِ حَقًّا فَقَدْ بَرِئَ مِنْ ذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ " (1)
__________
(1) ( طس ) 2944 , ( ك ) 7052 , انظر صحيح الجامع حديث رقم : 6048 / 1 , والصحيحة : 1020(3/236)
( جة ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أَعَانَ عَلَى خُصُومَةٍ بِظُلْمٍ , أَوْ يُعِينُ عَلَى ظُلْمٍ , لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَنْزِعَ " (1)
__________
(1) ( جة ) 2320 , ( ك ) 7051 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6196 , الصَّحِيحَة : 1021 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :2248(3/237)
( د ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أَعَانَ عَلَى خُصُومَةٍ بِظُلْمٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ " (1)
__________
(1) ( د ) 3598 , ( هق ) 11225 , ( صحيح لغيره ) - صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2248 , والحديث ضعيف في مصادره .(3/238)
( حب ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَثَلُ الَّذِي يُعِينُ قَوْمَهُ عَلَى غَيْرِ الْحَقِّ , كَمَثَلِ بَعِيرٍ تَرَدَّى (1) فِي بِئْرٍ ، فَهو يُنْزَعُ مِنْهَا بِذَنَبِهِ (2) " (3)
__________
(1) التردي : السقوط من مكان عال .
(2) أَيْ : أنه قد وقع في الإثم وهلك , كالبعير إذا تردى في بئر فصار يُنزع بذنبه ولا يقدر على الخلاص .
فيض القدير - (ج 5 / ص 652)
(3) ( حب ) 5942 , ( د ) 5117 , ( حم ) 3726 , ( ك ) 7275 , انظر الصَّحِيحَة : 1383 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .(3/239)
( خ ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ ثَلَاثَةٌ : مُلْحِدٌ فِي الْحَرَمِ (1) وَمُبْتَغٍ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ (2) وَمُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ (3) " (4)
__________
(1) الْمُرَاد بِالْإِلْحَادِ فِعْل الْكَبِيرَة ، وَقَدْ يُؤْخَذ ذَلِكَ مِنْ سِيَاق الْآيَة فَإِنَّ الْإِتْيَان بِالْجُمْلَةِ الِاسْمِيَّة فِي قَوْله ( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ ) يُفِيد ثُبُوت الْإِلْحَاد وَدَوَامه ، وَالتَّنْوِين لِلتَّعْظِيمِ , أَيْ : مَنْ يَكُون إِلْحَاده عَظِيمًا وَاَللَّه أَعْلَمُ .
فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 323)
(2) أَيْ : يَكُون لَهُ الْحَقّ عِنْد شَخْص فَيَطْلُبهُ مِنْ غَيْره مِمَّنْ لَا يَكُون لَهُ فِيهِ مُشَارَكَة , كَوَالِدِهِ أَوْ وَلَده أَوْ قَرِيبه ،
وَقِيلَ : الْمُرَاد مَنْ يُرِيد بَقَاء سِيرَة الْجَاهِلِيَّة أَوْ إِشَاعَتهَا أَوْ تَنْفِيذهَا , وَسُنَّة الْجَاهِلِيَّة اِسْم جِنْس يَعُمّ جَمِيع مَا كَانَ أَهْل الْجَاهِلِيَّة يَعْتَمِدُونَهُ مِنْ أَخْذ الْجَار بِجَارِهِ , وَالْحَلِيف بِحَلِيفِهِ وَنَحْو ذَلِكَ .( فتح ) - (ج 19 / ص 323)
(3) الْمُرَاد مَنْ يُبَالِغ فِي الطَّلَب , وَقَدْ تَمَسَّكَ بِهِ مَنْ قَالَ : إِنَّ الْعَزْم الْمُصَمَّم يُؤَاخَذُ بِهِ .( فتح ) - (ج 19 / ص 323)
(4) ( خ ) 6488(3/240)
( 6 ) مِنْ الْأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ الْبُخْل
ذَمُّ الْبُخْل
قَالَ تَعَالَى : { وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (5)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } (6)
وَقَالَ تَعَالَى : { الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا } (7)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ , فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ , فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ } (8)
وَقَالَ تَعَالَى : { هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ , فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ , وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ , وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ , وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ } (9)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى , وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى , فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى , وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى } (10)
--------------
(5) [التغابن/16]
(6) [آل عمران : 180]
(7) [النساء : 37]
(8) [التوبة : 75 - 77]
(9) [محمد : 38]
(10) [الليل : 8 - 11](3/241)
( س ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَة - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَا يَجْتَمِعُ الشُّحُّ (1) وَالْإِيمَانُ جَمِيعًا فِي قَلْبِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ ) (2) ( أَبَدًا ) (3) "
__________
(1) قال التوربشتي : الشحُّ بخل مع حرص , فهو أبلغ في المنع من البخل , فالبخلُ يُستعمل في الضِّنَّة بالمال , والشح في كل ما يمنع النفس عن الاسترسال فيه من بذل مال أو معروف أو طاعة . فيض القدير - (ج 4 / ص 211)
(2) ( س ) 3114 , ( حم ) 9691 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7616 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2606
(3) ( س ) 3110(3/242)
( خ م س د ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْكَبَائِرُ ؟ , فَقَالَ : " هُنَّ تِسْعٌ " ) (1) ( قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ ؟ , قَالَ : " الشِّرْكُ بِاللَّهِ ، وَالسِّحْرُ ، وَتَعَلُّمُ السِّحْرِ (2) وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ، وَأَكْلُ الرِّبَا ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ (3) وَقَذْفُ الْمُحْصِنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ (4) ) (5) ( وَالشُّحُّ ) (6) "
__________
(1) ( د ) 2874
(2) ( حب ) 6559 , و ( ك ) 1447, وصححها الألباني في الإرواء : 2198 ، 2238 ،
وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1341 ، 2801 , وصحيح موارد الظمآن : 661
(3) التَّوَلِّي يَوْم الزَّحْف : الْفِرَار عَنْ الْقِتَال يَوْم اِزْدِحَام الطَّائِفَتَيْنِ .
(4) الْمُرَاد بِالْمُحْصَنَاتِ هُنَا الْعَفَائِف ، وَبِالْغَافِلَاتِ : الْغَافِلَات عَنْ الْفَوَاحِش وَمَا قُذِفْنَ بِهِ , وَقَدْ وَرَدَ الْإِحْصَان فِي الشَّرْع عَلَى خَمْسَة أَقْسَام : الْعِفَّة ، وَالْإِسْلَام ، وَالنِّكَاح ، وَالتَّزْوِيج ، وَالْحُرِّيَّة . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 192)
(5) ( خ ) 2615 , ( م ) 89
(6) ( س ) 3671(3/243)
( هق ) , وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ الْحَيَاءَ وَالْعَفَافَ وَالْفِقْهَ وَالْعِيَّ , عِيَّ اللِّسَانِ لَا عِيَّ الْقَلْبِ مِنْ الْإِيمَانِ , وَإنَّهُنَّ يَزِدْنَ فِي الْآخِرَةِ وَيُنْقِصْنَ مِنْ الدُّنْيَا , وَمَا يَزِدْنَ فِي الْآخِرَةِ أَكْثَرُ مِمَّا يُنْقِصْنَ مِنْ الدُّنْيَا , وَإِنَّ الْبَذَاءَ (1) وَالْفُحْشَ وَالشُّحَّ مِنْ النِّفَاقِ , وَإنَّهُنَّ يَزِدْنَ فِي الدُّنْيَا وَيُنْقِصْنَ فِي الْآخِرَةِ وَمَا يُنْقِصْنَ فِي الْآخِرَةِ أَكْثَرُ مِمَّا يَزِدْنَ فِي الدُّنْيَا " (2)
__________
(1) البذاء : الفحش في القول .
(2) أخرجه يعقوب بن سفيان الفسويّ في "المعرفة" (1/ 311) , ( هق ) 20597 , انظر الصَّحِيحَة : 3381 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2630(3/244)
( م ) , عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ : الضَّعِيفُ الَّذِي لَا زَبْرَ لَهُ (1) الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعٌ لَا يَبْتَغُونَ (2) أَهْلًا وَلَا مَالًا (3) وَالْخَائِنُ الَّذِي لَا يَخْفَى عَلَيْهِ طَمَعٌ وَإِنْ دَقَّ إِلَّا خَانَهُ , وَرَجُلٌ لَا يُصْبِحُ وَلَا يُمْسِي إِلَّا وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ , وَذَكَرَ الْبُخْلَ أَوْ الْكَذِبَ , وَالشِّنْظِيرُ (4) الْفَحَّاشُ " (5)
__________
(1) أَيْ : لَا عَقْل لَهُ يَزْبُرهُ وَيَمْنَعُهُ مِمَّا لَا يَنْبَغِي .
(2) أَيْ : لَا يَطْلُبُونَ .
(3) فَقَالَ رَجُلٌ لِمُطَرِّف بْن عَبْد اللَّه الشخير : وَيَكُونُ ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ؟ , قَالَ : نَعَمْ , وَاللَّهِ لَقَدْ أَدْرَكْتُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْعَى عَلَى الْحَيِّ , مَا بِهِ إِلَّا وَلِيدَتُهُمْ يَطَؤُهَا . ( م ) 2865
(4) ( الشِّنْظِير ) : فَسَّرَهُ فِي الْحَدِيث بِأَنَّهُ الْفَحَّاش , وَهُوَ السَّيِّئ الْخُلُق , البذيء اللسان .
(5) ( م ) 2865 , ( حم ) 17519(3/245)
( م ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" اتَّقُوا الشُّحَّ (1) فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ (2) حَمَلَهُمْ عَلَى أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ , وَقَطَّعُوا أَرْحَامَهُمْ , وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ " (3)
__________
(1) الْبُخْل : أَنْ يَضَنّ بِمَالِهِ وَبِمَعْرُوفِهِ , وَالشُّحُّ : أَنْ يَبْخَل بِمَالِهِ ,
وَقَالَ اِبْن الْأَثِير : الشُّحّ أَشَدّ الْبُخْل , وَهُوَ أَبْلَغ فِي الْمَنْع مِنْ الْبُخْل ، وَقِيلَ : هُوَ الْبُخْل مَعَ الْحِرْص ,
وَقِيلَ : الْبُخْل فِي أَفْرَاد الْأُمُور وَآحَادهَا وَالشُّحّ عَامّ ، وَقِيلَ : الْبُخْل بِالْمَالِ وَالشُّحّ بِالْمَالِ وَالْمَعْرُوف .
عون المعبود - (ج 4 / ص 106)
(2) أَيْ : مِنْ الْأُمَم , ويَحْتَمِل أَنَّ هَذَا الْهَلَاك هُوَ الْهَلَاك الَّذِي أَخْبَرَ بِهِ فِي الدُّنْيَا بِأَنَّهُمْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ ،
وَيَحْتَمِل أَنَّهُ هَلَاك الْآخِرَة ، وَهَذَا الثَّانِي أَظْهَر , وَيَحْتَمِل أَنَّهُ أَهْلَكَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة . شرح النووي (ج 8 / ص 385)
(3) ( م ) 56 - ( 2578 ) , ( خد ) 483 , ( حم ) 14501 , انظر الصَّحِيحَة : 858(3/246)
( د حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ , فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ) (1) ( أَمَرَهُمْ بِالْبُخْلِ فَبَخِلُوا , وَأَمَرَهُمْ بِالْقَطِيعَةِ فَقَطَعُوا , وَأَمَرَهُمْ بِالْفُجُورِ (2) فَفَجَرُوا ) (3) " (4)
__________
(1) ( حم ) 6837 , 6792 , ( د ) 1698 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( الْفُجُور ) : هُوَ الْمَيْل عَنْ الْقَصْد وَالسَّدَاد , وَقِيلَ : هُوَ الِانْبِعَاث فِي الْمَعَاصِي أَوْ الزِّنَا . عون المعبود (ج 4 / ص 106)
(3) ( د ) 1698 , ( حم ) 6837 , 6792 , ( د ) 1698
(4) صَحِيح الْجَامِع : 2678 , والصحيحة تحت حديث : 858(3/247)
( س د حم طب ) , وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَا مِنْ ذِي رَحِمٍ (1) يَأْتِي رَحِمَهُ فَيَسْأَلُهُ فَضْلًا (2) أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ فَيَبْخَلُ عَلَيْهِ ، إِلَّا أُخْرِجَ لَهُ ) (3) ( فَضْلُهُ الَّذِي مَنَعَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (4) ( مِنْ جَهَنَّمَ ) (5) ( شُجَاعًا أَقْرَعَ (6) يَتَلَمَّظُ (7) ) (8) ( يَنْهَسُهُ (9) قَبْلَ الْقَضَاءِ ) (10) "
__________
(1) أَيْ : ذُو الْقُرْبَى وَذُو الْأَرْحَام . عون المعبود - (ج 11 / ص 179)
(2) أَيْ : الْمَال الْفَاضِل مِنْ الْحَاجَة . عون المعبود - (ج 11 / ص 179)
(3) ( طب ) 2343 , انظر الصَّحِيحَة : 2548
(4) ( د ) 5139
(5) ( طب ) 2343
(6) الشُّجَاع : الْحَيَّة , وَالْأَقْرَع : هُوَ الَّذِي اِنْحَسَرَ الشَّعْر مِنْ رَأْسه مِنْ كَثْرَة سُمّه . عون المعبود - (ج 11 / ص 179)
(7) تَلَمَّظَ : أخرج لسانه فمسح شفتيه .
(8) ( س ) 2566
(9) النَّهْس : أخْذ اللَّحم بأطراف الأسْنان , والنَّهْش : الأخْذ بِجَميعها . النهاية في غريب الأثر - (ج 5 / ص 285)
(10) ( حم ) 20036 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .(3/248)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) (1) ( رَجُلٌ كَانَ لَهُ فَضْلُ مَاءٍ (2) بِالطَّرِيقِ ) (3) ( يَمْنَعُ مِنْهُ ابْنَ السَّبِيلِ (4) ) (5) ( فَيَقُولُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : الْيَوْمَ أَمْنَعُكَ فَضْلِي كَمَا مَنَعْتَ فَضْلَ مَا لَمْ تَعْمَلْ يَدَاكَ (6) ) (7) ( وَرَجُلٌ سَاوَمَ رَجُلًا بِسِلْعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ ) (8) ( فَحَلَفَ لَهُ بِاللَّهِ ) (9) ( وَهُوَ كَاذِبٌ ) (10) ( لَأَخَذَهَا بِكَذَا وَكَذَا ) (11) ( أُعْطِيتُ بِهَا (12) كَذَا وَكَذَا (13) فَصَدَّقَهُ الرَّجُلُ ) (14) ( فَأَخَذَهَا (15) ) (16) ( وَرَجُلٌ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ (17) لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ (18) ( ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآية : { إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّه وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ (19) فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّه وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } (20) وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا (21) لَا يُبَايِعُهُ إِلَّا لِدُنْيَا ) (22) ( فَإِنْ أَعْطَاهُ مِنْهَا ) (23) ( مَا يُرِيدُ ) (24) ( وَفَى لَهُ (25) وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ مِنْهَا لَمْ يَفِ لَهُ (26) ) (27) فَإِنْ أَعْطَاهُ مِنْهَا رَضِيَ , وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ مِنْهَا سَخِطَ (28) "
__________
(1) ( م ) 108 , ( خ ) 2230
(2) أَيْ : زَائِدًا عَنْ حَاجَته . عون المعبود - (ج 7 / ص 468)
(3) ( خ ) 2230
(4) لَا شَكَّ فِي غِلَظ تَحْرِيم مَا فَعَلَ ، وَشِدَّة قُبْحِهِ , فَإِذَا كَانَ مَنْ يَمْنَع الْمَاشِيَةَ فَضْل الْمَاءِ عَاصِيًا , فَكَيْف بِمَنْ يَمْنَعُهُ الْآدَمِيَّ الْمُحْتَرَم ؟ , أمَّا إن كَانَ اِبْن السَّبِيل غَيْر مُحْتَرَم كَالْحَرْبِيِّ وَالْمُرْتَدِّ لَمْ يَجِب بَذْلُ الْمَاءِ لَهُما .شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 220)
(5) ( خ ) 2527
(6) الْمُعَاقَبَة وَقَعَتْ عَلَى مَنْعه الْفَضْل , فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ أَحَقّ بِالْأَصْلِ ، وَيُؤْخَذ أَيْضًا مِنْ قَوْله : " مَا لَمْ تَعْمَل يَدَاك " فَإِنَّ مَفْهُومه أَنَّهُ لَوْ عَالَجَهُ لَكَانَ أَحَقّ بِهِ مِنْ غَيْره , وَحَكَى اِبْن التِّين عَنْ أَبِي عَبْد الْمَلِك أَنَّهُ قَالَ : هَذَا يَخْفَى مَعْنَاهُ ، وَلَعَلَّهُ يُرِيد أَنَّ الْبِئْر لَيْسَتْ مِنْ حَفْره , وَإِنَّمَا هُوَ فِي مَنْعه غَاصِب ظَالِم ، وَهَذَا لَا يَرِد فِيمَا حَازَهُ وَعَمِلَهُ , قَالَ : وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون هُوَ حَفَرَهَا وَمَنَعَهَا مِنْ صَاحِب الشَّفَة , أَيْ : الْعَطْشَان ، وَيَكُون مَعْنَى " مَا لَمْ تَعْمَل يَدَاك " أَيْ : لَمْ تُنْبِع الْمَاء وَلَا أَخْرَجْتَهُ .فتح الباري لابن حجر - (ج 7 / ص 231)
(7) ( خ ) 7008
(8) ( خ ) 2527
(9) ( م ) 108
(10) ( خ ) 2240
(11) ( م ) 108
(12) أَيْ : بِالسِّلْعَةِ .عون المعبود - (ج 7 / ص 468)
(13) أَيْ : مِنْ الثَّمَن .عون المعبود - (ج 7 / ص 468)
(14) ( خ ) 2230
(15) أَيْ : اِشْتَرَى السِّلْعَة بِالثَّمَنِ الَّذِي حَلَفَ الْبَائَعُ أَنَّهُ أُعْطِيه , اِعْتِمَادًا عَلَى حَلِفه .عون المعبود - (ج 7 / ص 468)
(16) ( خ ) 6786
(17) خَصَّ وَقْت الْعَصْر بِتَعْظِيمِ الْإِثْم فِيهِ - وَإِنْ كَانَتْ الْيَمِين الْفَاجِرَة مُحَرَّمَة فِي كُلّ وَقْت - لِأَنَّ اللَّه عَظَّمَ شَأْن هَذَا الْوَقْت , بِأَنْ جَعَلَ الْمَلَائِكَة تَجْتَمِع فِيهِ , وَهُوَ وَقْت خِتَام الْأَعْمَال ، وَالْأُمُور بِخَوَاتِيمِهَا , وَكَانَ السَّلَف يَحْلِفُونَ بَعْد الْعَصْر .فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 253)
(18) ( خ ) 2240 , ( م ) 108
(19) أَيْ : لَا نَصِيب لهم .
(20) [آل عمران/77]
(21) أَيْ : عَاهَدَ الْإِمَام الْأَعْظَم .عون المعبود - (ج 7 / ص 468)
(22) ( خ ) 2240
(23) ( م ) 108 , ( خ ) 2527
(24) ( خ ) 2527
(25) أَيْ مَا عَلَيْهِ مِنْ الطَّاعَة مَعَ أَنَّ الْوَفَاء وَاجِب عَلَيْهِ مُطْلَقًا .شرح سنن النسائي - (ج 6 / ص 143)
(26) فِي الْحَدِيث وَعِيد شَدِيد فِي نَكْث الْبَيْعَة وَالْخُرُوج عَلَى الْإِمَام , لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ تَفَرُّق الْكَلِمَة ، وَلِمَا فِي الْوَفَاء مِنْ تَحْصِين الْفُرُوج وَالْأَمْوَال وَحَقْن الدِّمَاء ، وَالْأَصْل فِي مُبَايَعَة الْإِمَام أَنْ يُبَايِعهُ عَلَى أَنْ يَعْمَل بِالْحَقِّ , وَيُقِيم الْحُدُود , وَيَأْمُر بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنْ الْمُنْكَر ، فَمَنْ جَعَلَ مُبَايَعَته لِمَالٍ يُعْطَاهُ دُونَ مُلَاحَظَة الْمَقْصُود فِي الْأَصْل فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا , وَدَخَلَ فِي الْوَعِيد الْمَذْكُور وَحَاقَ بِهِ إِنْ لَمْ يَتَجَاوَز اللَّه عَنْهُ ، وَفِيهِ أَنَّ كُلّ عَمَل لَا يُقْصَد بِهِ وَجْه اللَّه وَأُرِيدَ بِهِ عَرَض الدُّنْيَا فَهُوَ فَاسِد وَصَاحِبه آثِم .فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 253)
(27) ( م ) 108 , ( خ ) 2527
(28) ( خ ) 2240(3/249)
( خد ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
لَقَدْ أَتَى عَلَيْنَا زَمَانٌ وَمَا أَحَدٌ أَحَقُّ بِدِينَارِهِ وَدِرْهَمِهِ مِنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ ، ثُمَّ الْآنَ الدِّينَارُ وَالدِّرْهَمُ أَحَبُّ إِلَى أَحَدِنَا مِنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " كَمْ مِنْ جَارٍ مُتَعَلِّقٌ بِجَارِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ : يَا رَبِّ ، سَلْ هَذَا لِمَ أَغْلَقَ بَابَهُ دُونِي وَمَنَعَنِي فَضْلَهُ " (1)
__________
(1) ( خد ) 111 , انظر الصَّحِيحَة : 2646 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2564 ، وصَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 81(3/250)
( حم ) , وَعَنْ ابن عمرو - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ مَنَعَ فَضْلَ مَائِهِ أَوْ فَضْلَ كَلَئِهِ (1) مَنْعَهُ اللَّهُ فَضْلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
(1) الكلأ : العشب .
(2) ( حم ) 6673 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6560 , والصحيحة : 1422(3/251)