بَعْضُ الْعَلَامَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى حُسْنِ أَوْ سُوءِ الْخَاتِمَة
( حم ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ :
( كَانَ بُرَيْدَةُ - رضي الله عنه - بِخُرَاسَانَ , فَعَادَ أَخًا لَهُ وَهُوَ مَرِيضٌ فَوَجَدَهُ بِالْمَوْتِ ) (1) ( فَرَأَى جَبِينَهُ يَعْرَقُ , فَقَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ , سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " الْمُؤْمِنُ يَمُوتُ بِعَرَقِ الْجَبِينِ (2) ) (3) " (4)
__________
(1) ( حم ) 23072 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : صحيح .
(2) اُخْتُلِفَ فِي مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ , فَقِيلَ إِنَّ عَرَقَ الْجَبِينِ لِمَا يُعَالِجُ مِنْ شِدَّةِ الْمَوْتِ , وَقِيلَ : مِنْ الْحَيَاءِ , وَذَلِكَ لِأَنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا جَاءَتْهُ الْبُشْرَى مَعَ مَا كَانَ قَدْ اِقْتَرَفَ مِنْ الذُّنُوبِ , حَصَلَ لَهُ بِذَلِكَ خَجَلٌ , وَاسْتَحَى مِنْ اللَّهِ تَعَالَى , فَعَرِقَ لِذَلِكَ جَبِينُهُ . تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 38)
(3) ( حم ) 23097 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : صحيح , ( ت ) 982 , ( س ) 1828
(4) صَحِيح الْجَامِع : 6665 ، المشكاة : 1610(1/525)
( طب ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" نَفْسُ الْمُؤْمِنِ تَخْرُجُ رَشْحًا (1) وَنَفَسُ الْكَافِرِ تَخْرُجُ مِنْ شِدْقِهِ (2) كَمَا تَخْرُجُ نَفْسُ الْحِمَارِ " (3)
__________
(1) الرَّشْح : العرق .
(2) الشِّدْق : جانب الفم .
(3) ( طب ) 8866 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5149 , الصَّحِيحَة : 2151(1/526)
( التدوين في أخبار قزوين ) , وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ سُوقَةَ قَالَ :
دَخَلْنَا عَلَى سَلْمَانَ - رضي الله عنه - وَهو مَبْطُونٌ (1) فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ ، فَجَلَسْنَا عِنْدَهُ طَوِيلًا حَتَّى ظَنْنَا أَنَّهُ قَدْ شَقَّ عَلَيْهِ (2) ثُمَّ قُمْنَا فَأَخَذَ بِثَوْبِي فَجَلَسْتُ ، فَقَالَ : أَلَا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ لَمْ أُحَدِّثْ بِهِ أَحَدًا وَلَا أُحَدِّثُ بِهِ أَحَدًا بَعْدَكَ ؟ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " ارْقُبُوا الْمَيِّتَ عِنْدَ وَفَاتِهِ ، فَإِذَا ذَرَفَتْ عَيْنَاهُ ، وَرَشَحَ جَبِينُهُ ، وَانْتَشَرَ مِنْخَرَاهُ , فَهو رَحْمَةٌ مِنَ اللَّهِ نَزَلَتْ بِهِ ، وَإِذَا غَطَّ (3) غَطِيطَ الْبَكْرِ (4) الْخَنِقِ , وَكَمَدَ لَوْنُهُ , وَأَزْبَدَ شَفَتَاهُ ، فَهو عَذَابٌ مِنَ اللَّهِ نَزَلَ بِهِ " , ثُمَّ قَالَ لِأَهْلِهِ : مَا فَعَلَ الْمِسْكُ الَّذِي قَدِمْتُ بِهِ مِنْ بَلَنْجَرَ (5) ؟ ، قَالَتْ : هو ذَا ، قَالَ : بُلِّيهِ ثُمَّ انْفُخِيهِ حَوْلَ فِرَاشِي ، فَإِنَّهُ يَدْخِلُ عَلَيْكِ أَقْوَامٌ يَشِمُّونَ الرِّيحَ وَمَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ , ثُمَّ قَضَى - رضي الله عنه - . (6)
__________
(1) الْمَبْطُونِ : مَنْ اِشْتَكَى بَطْنه لِإِفْرَاطِ الْإِسْهَال ، وَأَسْبَابُ ذَلِكَ مُتَعَدِّدَة . ( فتح ) - (ج 16 / ص 234)
(2) شق عليه : صعب عليه أمره .
(3) الغطيط : الصوت الذي يخرج مع نَفَس النائم .
(4) البَكر : الفتي من الإبل , والبَكر يَغُطُّ إذا شُدَّ خِناقه للرياضة لِيَذِل . غريب الحديث لإبراهيم الحربي
(5) هي مدينة تقع على بحر الخزر , شمالي باب الأبواب ( دربند ) في الطرف الأقصى للقوقاز .
(6) التدوين في أخبار قزوين - (ج 1 / ص 168) , لم تتم دراسة إسناده , وذكرته لجمال معانيه .ع(1/527)
لِمَاذَا يَشْخَصُ بَصَرُ الْمَيِّتِ (*) بَعْدَ قَبْضِ رُوحِه
( م ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَلَمْ تَرَوْا الْإِنْسَانَ إِذَا مَاتَ شَخَصَ بَصَرُهُ ؟ " , قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : " فَذَلِكَ حِينَ يَتْبَعُ بَصَرُهُ نَفْسَهُ (1) " (2)
__________
(*) شَخَصَ : أَيْ : اِرْتَفَعَ وَلَمْ يَرْتَدّ . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 332)
(1) الْمُرَاد بِالنَّفْسِ هُنَا الرُّوح : قَالَ الْقَاضِي : وَفِيهِ أَنَّ الْمَوْت لَيْسَ بِإِفْنَاءٍ وَإِعْدَام ، وَإِنَّمَا هُوَ اِنْتِقَال وَتَغَيُّر حَال , وَإِعْدَام الْجَسَد دُون الرُّوح , إِلَّا مَا اِسْتَثْنَى مِنْ عَجْب الذَّنَب , قَالَ : وَفِيهِ حُجَّة لِمَنْ يَقُول : الرُّوح وَالنَّفْس بِمَعْنًى . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 332)
(2) ( م ) 921(1/528)
( م جة ) , وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أَبِي سَلَمَةَ - رضي الله عنه - وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ (1) فَأَغْمَضَهُ (2) ثُمَّ قَالَ : إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ (3) " (4)
__________
(1) أَيْ : فتح عينيه .
(2) قَالُوا : وَالْحِكْمَة فِيهِ أَلَّا يَقْبُح بِمَنْظَرِهِ لَوْ تَرَكَ إِغْمَاضه . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 331)
(3) أَيْ : إِذَا خَرَجَ الرُّوح مِنْ الْجَسَد , يَتْبَعهُ الْبَصَر نَاظِرًا أَيْنَ يَذْهَب . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 331)
(4) ( م ) 920 , ( جة ) 1454(1/529)
أَحْوَالُ الْمَيِّتِ فِي الجِنَازَة
( خ ) , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِذَا وُضِعَتْ الْجِنَازَةُ وَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ , فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ لِأَهْلِهَا (1) : قَدِّمُونِي قَدِّمُونِي , وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ لِأَهْلِهَا : يَا وَيْلَهَا , أَيْنَ تَذْهَبُونَ بِهَا (2) ؟ , يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الْإِنْسَانَ ) (3) ( وَلَوْ سَمِعَهَا الْإِنْسَانُ لَصَعِقَ (4) ) (5) "
__________
(1) يُرِيد بِالْجِنَازَةِ نَفْس الْمَيِّت , لِقَوْلِهِ بَعْد ذَلِكَ " فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَة قَالَتْ " , فَإِنَّ الْمُرَاد بِهِ الْمَيِّت , وَقَائِل ذَلِكَ هُوَ الرُّوح . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 373)
(2) مَعْنَى النِّدَاء : يَا حُزْنِي , وَأَضَافَ الْوَيْل إِلَى ضَمِير الْغَائِب حَمْلًا عَلَى الْمَعْنَى , كَرَاهِيَة أَنْ يُضِيف الْوَيْل إِلَى نَفْسه ، وَيُؤَيِّده أَنَّ فِي رِوَايَة أَبِي هُرَيْرَة الْمَذْكُورَة " قَالَ : يَا وَيْلَتَاهُ أَيْنَ تَذْهَبُونَ بِي " فَدَلَّ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ مِنْ تَصَرُّف الرُّوَاة . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 373)
(3) ( خ ) 1251 , ( س ) 1909
(4) أَيْ : لَغُشِيَ عَلَيْهِ مِنْ شِدَّة مَا يَسْمَعهُ ، وَرُبَّمَا أُطْلِقَ ذَلِكَ عَلَى الْمَوْت ، وَالضَّمِير فِي ( يَسْمَعهُ ) رَاجِع إِلَى دُعَائِهِ بِالْوَيْلِ , أَيْ : يَصِيح بِصَوْتٍ مُنْكَر , لَوْ سَمِعَهُ الْإِنْسَان لَغُشِيَ عَلَيْهِ , قَالَ اِبْن بَزِيزَة : هُوَ مُخْتَصّ بِالْمَيِّتِ الَّذِي هُوَ غَيْر صَالِح ، وَأَمَّا الصَّالِح فَمِنْ شَأْنه اللُّطْف وَالرِّفْق فِي كَلَامه , فَلَا يُنَاسِب الصَّعْق مِنْ سَمَاع كَلَامه . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 373)
(5) ( خ ) 1314 , ( س ) 1909(1/530)
( س حم ) ، وَعَن عبدِ الرحمنِ بنِ مِهْرَانَ قَالَ :
( لَمَّا حَضَرَ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - الْمَوْتُ ) (1) ( قَالَ : إِذَا مُتُّ فلَا تَتَّبِعُونِي بِنَارٍ , بِمِجْمَرٍ (2) وَلَا تَضْرِبُوا عَلَيَّ فُسْطَاطًا (3) وَأَسْرِعُوا بِي إِلَى رَبِّي , فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِذَا وُضِعَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ عَلَى سَرِيرِهِ قَالَ : قَدِّمُونِي قَدِّمُونِي ، وَإِذَا وُضِعَ الرَّجُلُ السُّوءُ عَلَى سَرِيرِهِ ) (4) ( قَالَ : يَا وَيْلِي , أَيْنَ تَذْهَبُونَ بِي ؟ ) (5) "
__________
(1) ( حم ) 10498 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(2) ( حم ) 7901 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(3) الْفُسْطَاط : هُوَ الْبَيْت مِنْ الشَّعْر ، وَقَدْ يُطْلَق عَلَى غَيْر الشَّعْر .
(4) ( حم ) 10141 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(5) ( س ) 1908 , ( حم ) 10498(1/531)
( خ م ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَتْبَعُ الْمَيِّتَ (1) ثَلَاثَةٌ ، فَيَرْجِعُ اثْنَانِ ، وَيَبْقَى مَعَهُ وَاحِدٌ ، يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ (2) وَمَالُهُ (3) وَعَمَلُهُ ، فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ ، وَيَبْقَى عَمَلُهُ (4) " (5)
__________
(1) أَيْ : إِلَى قَبْرِهِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 165)
(2) أَيْ : أَوْلَادُهُ وَأَقَارِبُهُ وَأَهْلُ صُحْبَتِهِ وَمَعْرِفَتِهِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 165)
(3) كَالْعَبِيدِ وَالْإِمَاءِ وَالدَّابَّةِ وَالْخَيْمَةِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 165)
(4) هَذَا يَقَع فِي الْأَغْلَب , وَرُبَّ مَيِّتٍ لَا يَتْبَعُهُ إِلَّا عَمَلُهُ فَقَطْ , وَمَعْنَى بَقَاءِ عَمَلِهِ أَنَّهُ يَدْخُلُ مَعَهُ الْقَبْرَ , وَقَدْ وَقَعَ فِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ الطَّوِيلِ فِي صِفَةِ الْمَسْأَلَةِ فِي الْقَبْرِ : " وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ حَسَنُ الرِّيحِ , فَيَقُولُ : أَبْشِرْ بِاَلَّذِي يَسُرُّك , فَيَقُول : مَنْ أَنْتَ ؟ , فَيَقُول أَنَا عَمَلك الصَّالِح " وَقَالَ فِي حَقِّ الْكَافِرِ : " وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ " الْحَدِيثَ وَفِيهِ " أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُك , فَيَقُول : مَنْ أَنْتَ ؟ , فَيَقُول أَنَا عَمَلك الْخَبِيثُ " . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 356)
(5) ( خ ) 6149 , ( م ) 2960(1/532)
( حب ك بز ) ، وَعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَثَلُ الْمُؤْمِنِ وَمَثَلُ الْمَوْتِ كَمَثَلِ رَجُلٍ لَهُ ثَلَاثَةُ أَخِلَّاءَ ) (1) ( فَأَمَّا خَلِيلٌ فَيَقُولُ : مَا أَنْفَقْتَ فَلَكَ ، وَمَا أَمْسَكْتَ فَلَيْسَ لَكَ ) (2) ( فَذَلِكَ مَالُهُ , وَأَمَّا خَلِيلٌ فَيَقُولُ : ) (3) ( أَنَا مَعَكَ أَحْمِلُكَ وَأَضَعُكَ ) (4) ( حَتَّى تَأْتِيَ بَابَ الْمَلِكِ ) (5) ( فَإذَا أَتَيْتَ بَابَ الْمَلِكِ تَرَكْتُكَ وَرَجَعْتُ فَذَلِكَ أَهْلُهُ ) (6) ( وَوَلَدُهُ ) (7) ( وَعَشِيرَتُهُ , يُشَيِّعُونَهُ حَتَّى يَأْتِيَ قَبْرَهُ ، ثُمَّ يَرْجِعُونَ فَيَتْرُكُونَهُ ) (8) ( وَأَمَّا خَلِيلٌ فَيَقُولُ : أَنَا مَعَكَ , أَدْخَلُ مَعَكَ , وَأَخْرُجُ مَعَكَ ) (9) ( فَذَلِكَ عَمَلُهُ ، فَيَقُولُ : وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتَ أَهْوَنَ الثَلَاثةِ عَلِيَّ ) (10) " (11)
__________
(1) ( بز ) 3272 , ( ك ) 251
(2) ( حب ) 3108 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(3) ( ك ) 1375
(4) ( ك ) 251 , ( حب ) 3108
(5) ( ك ) 248
(6) ( حب ) 3108
(7) ( بز ) 3272
(8) مشيخة ابن طهمان : 184
(9) ( بز ) 3272
(10) مشيخة ابن طهمان : 184 , ( حب ) 3108
(11) الصَّحِيحَة : 2481 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 919 ,(1/533)
ضَمَّةُ الْقَبْر
( خد س حم ابن سعد ) , وَعَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ - رضي الله عنه - (1) قَالَ :
( لَمَّا أُصِيبَ أَكْحَلُ (2) سَعْدٍ - رضي الله عنه - يَوْمَ الْخَنْدَقِ فَثَقُلَ , حَوَّلُوهُ عِنْدَ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا : رُفَيْدَةُ , وَكَانَتْ تُدَاوِي الْجَرْحَى ، " فَكَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا مَرَّ بِهِ يَقُولُ : كَيْفَ أَمْسَيْتَ ؟ ، وَإِذَا أَصْبَحَ قَالَ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ ؟ " ، فَيُخْبِرُهُ ) (3) ( حَتَّى كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي ثَقُلَ فِيهَا , فَاحْتَمَلَهُ قَوْمُهُ إِلَى بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ إِلَى مَنَازِلِهِمْ , " وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَسْأَلُ عَنْهُ كَمَا كَانَ يَسْأَلُ " , فَقَالُوا : قَدِ انْطَلَقُوا بِهِ ، " فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَخَرَجْنَا مَعَهُ ، فَأَسْرَعَ الْمَشْي حَتَّى تَقَطَّعَتْ شُسُوعُ (4) نِعَالِنَا وَسَقَطَتْ أَرْدِيَتُنَا (5) عَنْ أَعْنَاقِنَا " ، فَشَكَا أَصْحَابُهُ ذَلِكَ إِلَيْهِ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتْعَبْتَنَا فِي الْمَشْيِ ، فَقَالَ : " إِنِّي أَخْشَى أَنْ تَسْبِقَنَا الْمَلَائِكَةُ إِلَيْهِ فَتَغْسِلُهُ كَمَا غَسَلَتْ حَنْظَلَةَ , فَانْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْبَيْتِ وَهو يُغْسَّلُ " ، وَأُمُّهُ تَبْكِيهِ وَهِيَ تَقُولُ : وَيْلُ أُمِّ سَعْدٍ سَعْدَا , بَرَاعَةً وَجِدَّا , بَعْدَ أَيَادٍ لَهُ وَمَجْدًا ، مُقَدَّمٌ سُدَّ بِهِ مَسَدًّا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " كُلُّ نَائِحَةٍ تَكْذِبُ إِلَّا أُمَّ سَعْدٍ ) (6) ( فَلَمَّا أَخْرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جِنَازَةَ سَعْدٍ " قَالَ نَاسٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ : مَا أَخَفَّ سَرِيرَ سَعْدٍ أَوْ جِنَازَةَ سَعْدٍ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَقَدْ نَزَلَ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ شَهِدُوا جِنَازَةَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ , مَا وَطِئُوا الْأَرْضَ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ ) (7) ( فَلَمَّا صَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَوُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَسُوِّيَ عَلَيْهِ , سَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " فَسَبَّحْنَا طَوِيلًا , " ثُمَّ كَبَّرَ " فَكَبَّرْنَا , فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ سَبَّحْتَ ثُمَّ كَبَّرْتَ ؟ , فَقَالَ : " هَذَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ ) (8) ( الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ , وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ , وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ ) (9) ( لَقَدْ تَضَايَقَ عَلَيْهِ قَبْرُهُ , ثُمَّ فَرَّجَهُ اللَّهُ - عز وجل - عَنْهُ ) (10) لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ (11) ( فَلَوْ كَانَ أَحَدٌ يَنْفَلِتُ مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ , لَانْفَلَتَ مِنْهَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ ) (12) "
__________
(1) هو : محمود بن لبيد بن عقبة بن رافع الأنصارى الأوسي الأشهلي الطبقة : 1 صحابي , الوفاة : , 96 هـ
وقيل 97 هـ , بالمدينة روى له : ( البخاري في الأدب المفرد - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )
(2) ( الْأَكْحَل ) : عِرْقٌ فِي وَسَطِ الذِّرَاعِ ، قَالَ الْخَلِيل : هُوَ عِرْق الْحَيَاة , وَيُقَال إِنْ فِي كُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ شُعْبَةٌ ,
فَهُوَ فِي الْيَدِ الْأَكْحَلِ , وَفِي الظَّهْرِ الْأَبْهَرِ , وَفِي الْفَخِذِ النَّسَا , إِذَا قُطِعَ لَمْ يَرْقَأْ الدَّمُ .
(3) ( خد ) 1129 , انظر صحيح الأدب المفرد : 863
(4) ( الشِّسْع ) : أَحَد سُيُور النِّعَال ، وَهُوَ الَّذِي يَدْخُل بَيْن الْأُصْبُعَيْنِ ، وَيَدْخُل طَرَفه فِي النَّقْب الَّذِي فِي صَدْر النَّعْل الْمَشْدُود فِي الزِّمَام , وَجَمَعَهُ شُسُوع , وَالزِّمَام : هُوَ السَّيْر الَّذِي يُعْقَد فِيهِ الشِّسْع . ( النووي - ج 7 / ص 195)
(5) الأردية : جمع رداء , وهو ما يلبس فوق الثياب كالجُبَّة والعباءة ، أو ما يستر الجزء الأعلى من الجسم .
(6) ابن سعد ( 3 / 427 - 428 ) , انظر الصحيحة : 1158
(7) فضائل الصحابة : 1491 , ( ش ) 36797 , انظر الصَّحِيحَة : 3345
(8) ( حم ) 14916 , انظر الصحيحة : 3348 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(9) ( س ) 2055 , ( حب ) 7033 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6987
(10) ( حم ) 14916 , انظر الصحيحة : 3348
(11) ( س ) 2055 , انظر الصحيحة : 3345
(12) البزار (3/256/2698- كشف الأستار) , انظر الصحيحة : 3345(1/534)
( حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ لِلْقَبْرِ ضَغْطَةً ، وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ نَاجِيًا مِنْهَا نَجَا مِنْهَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ " (1)
__________
(1) ( حم ) 24328 , انظر صَحِيح الْجَامِع: 2180 ، الصَّحِيحَة : 1695(1/535)
( طب ) , وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ - رضي الله عنه - قَالَ :
دُفِنَ صَبِيٌّ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَوْ أَفْلَتَ أَحَدٌ مِنْ ضَمَّةِ الْقَبْرِ لَأَفْلَتَ هَذَا الصَّبِيُّ " (1)
__________
(1) ( طب ) 3858 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5238 , الصَّحِيحَة : 2164(1/536)
( ت ) , عَنْ هَانِئٍ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ :
كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ - رضي الله عنه - إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ يَبْكِي حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ , فَقِيلَ لَهُ : تَذْكُرُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ فَلَا تَبْكِي , وَتَبْكِي مِنْ هَذَا ؟ , فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ , فَإِنْ نَجَا مِنْهُ (1) فَمَا بَعْدَهُ (2) أَيْسَرُ مِنْهُ , وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ , فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ (3) " , قَالَ : وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ , إِلَّا وَالْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ (4) " (5)
__________
(1) أَيْ : مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 93)
(2) أَيْ : مِنْ الْمَنَازِلِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 93)
(3) لِأَنَّ النَّارَ أَشَدُّ الْعَذَابِ , وَالْقَبْرُ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النِّيرَانِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 93)
(4) أَيْ : مَا رَأَيْت مَنْظَرًا فَظِيعًا عَلَى حَالَةٍ مِنْ أَحْوَالِ الْفَظَاعَةِ ، إِلَّا وَالْقَبْرِ أَقْبَحَ مِنْهُ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 93)
(5) ( ت ) 2308 , ( جة ) 4267 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5623 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3550(1/537)
سُؤالُ الْقَبْر
( د ) , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ : اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ وَسَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ (1) فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ " (2)
__________
(1) أَيْ : أَنْ يُثَبِّتهُ اللَّه فِي الْجَوَاب . عون المعبود - (ج 7 / ص 208)
(2) ( د ) 3221 , ( ك ) 1372 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 945 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3511(1/538)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ , فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ (1) وَلَمْ يُلْحَدْ بَعْدُ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (2) ( عَلَى شَفِيرِ (3) الْقَبْرِ ) (4) ( مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ ) (5) ( وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ (6) وَفِي يَدِهِ - صلى الله عليه وسلم - عُودٌ يَنْكُتُ بِهِ فِي الْأَرْضِ (7) ) (8) ( فَبَكَى حَتَّى بَلَّ الثَّرَى (9) مِنْ دُمُوعِهِ ) (10) ( ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ : ) (11) ( " يَا إِخْوَانِي , لِمِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ فَأَعِدُّوا (12) ) (13) ( ثُمَّ قَالَ : اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ , اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ) (14) ( ثُمَّ قَالَ : إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ , نَزَلَ إِلَيْهِ ) (15) ( مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ ) (16) ( مِنْ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الشَّمْسُ مَعَهُمْ كَفَنٌ ) (17) حَرِيرَةٌ بَيْضَاءُ (18) ( مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ , وَحَنُوطٌ (19) مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ , حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ , ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ - عليه السلام - حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ : ) (20) ( اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ ، اخْرُجِي حَمِيدَةً ) (21) ( اخْرُجِي رَاضِيَةً مَرْضِيًّا عَنْكِ ) (22) ( اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ ) (23) ( وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ (24) وَرَيْحَانٍ (25) وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ , فَلَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ ) (26) ( قَالَ : فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ , فَيَأْخُذُهَا مَلَكُ الْمَوْتِ - عليه السلام - , وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ رِيحِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ , فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا ) (27) ( حَتَّى أَنَّهُ لَيُنَاوِلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ) (28) ( ثُمَ يَجْعَلُونَهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ ) (29) ( فَيَتَلَقَّاهَا مَلَكَانِ يُصْعِدَانِهَا ) (30) ( حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى [ بَابِ ] (31) السَّمَاءِ الدُّنْيَا , فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ ) (32) ( فَيَقُولُ أَهْلُ السَّمَاءِ : ) (33) ( مَا أَطْيَبَ هَذِهِ الرِّيحَ ) (34) ( رُوحٌ طَيِّبَةٌ ) (35) ( جَاءَتْكُمْ مِنَ الْأَرْضِ ) (36) ( مَنْ هَذَا ؟ ) (37) ( فَيَقُولُونَ : فُلَانٌ بْنُ فُلَانٍ - بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا ) (38) ( - فَيُقَالُ : مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الطَّيِّبَةِ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ ) (39) ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكِ وَعَلَى جَسَدٍ كُنْتِ تَعْمُرِينَهُ ) (40) ( ادْخُلِي حَمِيدَةً ، وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ , وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ ) (41) ( وَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا ) (42) ( قَالَ : فلَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ ) (43) ( حَتَّى يُنْتَهَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ) (44) ( الَّتِي فِيهَا اللَّه - عز وجل - ) (45) ( فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلَى رَبِّهِ - عز وجل - ) (46) ( فَيَقُولُ اللَّهُ - عز وجل - : اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ , وَأَعِيدُوهُ إِلَى الْأَرْضِ , فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ , وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ , وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى , قَالَ : فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ ) (47) ( إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ ) (48) ( وَإِنَّهُ (49) لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ (50) إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ , فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ ) (51) ( أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ (52) يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا : الْمُنْكَرُ ، وَالْآخَرُ : النَّكِيرُ (53) ) (54) ( فَيُجْلِسَانِهِ ) (55) ( غَيْرَ فَزِعٍ وَلَا مَشْعُوفٍ (56) ) (57) ( فَيَقُولَانِ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ ؟ , فَيَقُولُ : رَبِّيَ اللَّهُ ) (58) ( فَيَقُولَانِ لَهُ : هَلْ رَأَيْتَ اللَّهَ ؟ , فَيَقُولُ : مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَرَى اللَّهَ ) (59) ( فَيَقُولَانِ لَهُ : مَا دِينُكَ ؟ , فَيَقُولُ : دِينِيَ الْإِسْلَامُ ؟ ) (60) ( فَيَقُولَانِ لَهُ : مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ) (61) ( الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ (62) ؟ ) (63) ( فَيَقُولُ : هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ , أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) (64) ( فَيَقُولَانِ لَهُ : وَمَا يُدْرِيك (65) ؟ , فَيَقُولُ : قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْتُ بِهِ (66) ) (67) ( وَجَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَصَدَّقْنَاهُ ) (68) ( قَالَ : فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ - عز وجل - : { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ } (69) فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ أَنْ : صَدَقَ عَبْدِي , فَأَفْرِشُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ , وَأَلْبِسُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ , وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ ) (70) ( فَيَقُولَانِ لَهُ : قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ هَذَا ) (71) ( فَيُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا ، فَيُقَالُ لَهُ : انْظُرْ إِلَى مَا وَقَاكَ اللَّهُ ، ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ قِبَلَ الْجَنَّةِ ، فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا ، فَيُقَالُ لَهُ : هَذَا مَقْعَدُكَ ) (72) ( فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا (73) وَطِيبِهَا ) (74) ( وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ (75) ) (76) ( ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ (77) ) (78) ( وَيُقَالُ لَهُ : عَلَى الْيَقِينِ كُنْتَ ، وَعَلَيْهِ مُتَّ ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّه ) (79) ( ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : نَمْ ) (80) ( فَيَقُولُ : دَعُونِي ) (81) ( أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي ) (82) ( فَأُبَشِّرُهُمْ (83) ) (84) ( فَيَقُولَانِ لَهُ : نَمْ كَنَوْمَةِ الْعَرُوسِ (85) الَّذِي لَا يُوقِظُهُ إِلَّا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ (86) حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ ) (87) ( قَالَ : وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ , حَسَنُ الثِّيَابِ , طَيِّبُ الرِّيحِ , فَيَقُولُ : أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ , هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ , فَيَقُولُ لَهُ : مَنْ أَنْتَ ؟ , فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ , فَيَقُولُ : أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ , فَيَقُولُ : رَبِّ أَقِمْ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي ) (88) وفي رواية : ( فَيَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَلَهُمْ أَشَدُّ فَرَحًا بِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِغَائِبِهِ يَقْدَمُ عَلَيْهِ ، فَيَسْأَلُونَهُ مَاذَا فَعَلَ فُلَانٌ ؟ , مَاذَا فَعَلَ فُلَانٌ ؟ ) (89) ( فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : أَنْظِرُوا أَخَاكُمْ حَتَّى يَسْتَرِيحَ , فَإِنَّهُ كَانَ فِي كَرْبٍ , فَيُقْبِلُونَ عَلَيْهِ يَسْأَلُونَهُ : مَا فَعَلَ فُلَانٌ ؟ , مَا فَعَلَتْ فُلَانَةُ ؟ , هَلْ تَزَوَّجَتْ ؟ , فَإِذَا سَألُوا عَنِ الرَّجُلِ قَدْ مَاتَ قَبْلَهُ قَالَ لَهُمْ : إِنُّهُ قَدْ هَلَكَ ) (90) ( أَمَا أَتَاكُمْ ؟ ) (91) ( قَالُوا : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ , ذُهِبَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ ، فَبِئْسَتِ الْأُمُّ ، وَبِئْسَتِ الْمُرَبِيَّةُ ، قَالَ : فَيَعْرِضُ عَلَيْهِمْ أَعْمَالُهُمْ ، فَإِذَا رَأَوْا حَسَنًا فَرِحُوا وَاسْتَبْشَرُوا وَقَالُوا : اللَّهُمَّ هَذِهِ نِعْمَتُكَ عَلَى عَبْدِكَ فَأَتِمَّهَا ، وَإِنْ رَأَوْا سُوءًا قَالُوا : اللَّهُمَّ رَاجِعْ بِعَبْدِكِ ) (92) ( قَالَ : وَإِنَّ الْكَافِرَ الرَّجُلَ السَّوْءَ (93) إِذَا احْتُضِرَ أَتَتْهُ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ ) (94) ( سُودُ الْوُجُوهِ , مَعَهُمْ الْمُسُوحُ (95) فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ , ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ : ) (96) ( اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ ، اخْرُجِي ذَمِيمَةً ) (97) ( اخْرُجِي سَاخِطَةً مَسْخُوطًا عَلَيْكِ إِلَى عَذَابِ اللَّهِ - عز وجل - ) (98) ( وَأَبْشِرِي بِحَمِيمٍ وَغَسَّاقٍ ، وَآخَرَ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ (99) ) (100) ( قَالَ : فَتَفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ , فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ (101) مِنْ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ ) (102) ( فَتَتَقَطَّعُ مَعَهَا الْعُرُوقُ وَالْعَصَبُ ) (103) ( وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ , فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ ) (104) ( ثُمَّ يُعْرَجُ بِهَا ) (105) ( حَتَّى يَأْتُونَ بَابَ الْأَرْضِ ) (106) ( فَيَقُولُ أَهْلُ السَّمَاءِ : ) (107) ( مَا أَنْتَنَ هَذِهِ الرِّيحَ ) (108) ( رُوحٌ خَبِيثَةٌ جَاءَتْ مِنْ قِبَلِ الْأَرْضِ - قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَيْطَةً (109) كَانَتْ عَلَيْهِ عَلَى أَنْفِهِ هَكَذَا - ) (110) ( مَنْ هَذَا ؟ ) (111) ( فَيَقُولُونَ : فُلَانٌ بْنُ فُلَانٍ - بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا - ) (112) ( فَيُقَالُ : لَا مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الْخَبِيثَةِ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ ، ارْجِعِي ذَمِيمَةً ، فَإِنَّهَا لَا تُفْتَحُ لَكِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ) (113) ( ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : { إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ } (114) فَيَقُولُ اللَّهُ - عز وجل - : اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ (115)
__________
(1) أَيْ : وَصَلْنَا إِلَيْهِ . عون المعبود - (ج 10 / ص 274)
(2) ( د ) 3212 , ( حم ) 18557
(3) الشفير : الحرف والجانب والناحية .
(4) ( جة ) 4195
(5) ( د ) 3212 , ( جة ) 1548
(6) كِنَايَة عَنْ غَايَة السُّكُون أَيْ : لَا يَتَحَرَّك مِنَّا أَحَد تَوْقِيرًا لِمَجْلِسِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . عون المعبود - (ج 10 / ص 274)
(7) أَيْ : يَضْرِب بِطَرَفِهِ الْأَرْض ، وَذَلِكَ فِعْل الْمُفَكِّر الْمَهْمُوم . عون المعبود - (ج 10 / ص 274)
(8) ( د ) 4753 , ( حم ) 18557 , ( س ) 2001
(9) أَيْ : التراب .
(10) ( جة ) 4195
(11) ( د ) 4753 , ( حم ) 18557
(12) أَيْ : فَأَعِدُّوا صَالِح الْأَعْمَال الَّتِي تَدْخُلُ الْقَبْر مَعَ الْمُؤْمِن . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 8 / ص 50)
(13) ( جة ) 4195
(14) ( د ) 4753 , ( حم ) 18557
(15) ( حم ) 18557 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(16) ( س ) 1833
(17) ( حم ) 18557 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(18) ( س ) 1833
(19) الحنوط : ما يُخْلط من الطِّيب لأكفان الموْتَى وأجْسَامِهم خاصَّة .
(20) ( حم ) 18557
(21) ( جة ) 4262
(22) ( س ) 1833
(23) ( حم ) 18557
(24) ( الرَّوْح ) بِالْفَتْحِ : الرَّاحَة وَالنَّسِيم . عون المعبود - (ج 10 / ص 274)
(25) أَيْ : طِيب . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 8 / ص 114)
(26) ( جة ) 4262 , ( س ) 1833
(27) ( حم ) 18557
(28) ( س ) 1833
(29) ( حم ) 18557
(30) ( م ) 2872
(31) ( س ) 1833
(32) ( حم ) 18557
(33) ( م ) 2872
(34) ( س ) 1833
(35) ( م ) 2872
(36) ( س ) 1833 , ( م ) 2872
(37) ( جة ) 4262
(38) ( حم ) 18557
(39) ( جة ) 4262
(40) ( م ) 2872
(41) ( جة ) 4262
(42) ( حم ) 18557
(43) ( جة ) 4262
(44) ( حم ) 18557 , ( جة ) 4262
(45) ( جة ) 4262
(46) ( م ) 2872
(47) ( حم ) 18557
(48) ( م ) 2870 , ( س ) 2049
(49) أَيْ : الْمَيِّت . عون المعبود - (ج 10 / ص 274)
(50) أَيْ : صَوْت نِعَالهمْ . عون المعبود - (ج 10 / ص 274)
(51) ( د ) 4753 , ( خ ) 1273
(52) أَيْ : أَزْرَقَانِ أَعْيُنُهُمَا , زَادَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى : أَعْيُنُهُمَا مِثْلُ قُدُورِ النُّحَاسِ ، وَأَنْيَابُهُمَا مِثْلُ صَيَاصِي الْبَقَرِ ، وَأَصْوَاتُهُمَا مِثْلُ الرَّعْدِ , وَنَحْوُهُ لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ : يَحْفِرَانِ بِأَنْيَابِهِمَا , وَيَطَآنِ فِي أَشْعَارِهِمَا ، مَعَهُمَا مِرْزَبَّةٌ لَوْ اِجْتَمَعَ عَلَيْهَا أَهْلُ مِنَى لَمْ يُقِلُّوهَا . كَذَا فِي فَتْحِ الْبَارِي . تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 134)
(53) كِلَاهُمَا ضِدُّ الْمَعْرُوفِ , سُمِّيَا بِهِمَا لِأَنَّ الْمَيِّتَ لَمْ يَعْرِفْهُمَا , وَلَمْ يَرَ صُورَةً مِثْلَ صُورَتِهِمَا . تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 134)
(54) ( ت ) 1071
(55) ( د ) 4753 , ( حم ) 18557
(56) قَالَ السُّيُوطِيُّ : الشَّعَف : شِدَّة الْفَزَع حَتَّى يَذْهَب بِالْقَلْبِ . حاشية السندي على ابن ماجه .
(57) ( جة ) 4268
(58) ( د ) 4753
(59) ( جة ) 4268
(60) ( د ) 4753
(61) ( خ ) 1273 , ( ت ) 1071
(62) أَيْ : مَا هُوَ اِعْتِقَادك فِيهِ . عون المعبود - (ج 10 / ص 274)
(63) ( د ) 4753 , ( حم ) 18557
(64) ( ت ) 1071 , ( خ ) 1273
(65) أَيْ : أَيُّ شَيْء أَخْبَرَك وَأَعْلَمَك بِمَا تَقُول مِنْ الرُّبُوبِيَّة وَالْإِسْلَام وَالرِّسَالَة . عون المعبود - (ج 10 / ص 274)
(66) أَيْ : بِالْقُرْآنِ أَوْ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ حَقّ . عون المعبود - (ج 10 / ص 274)
(67) ( د ) 4753 , ( حم ) 18557
(68) ( جة ) 4268
(69) [إبراهيم/27]
(70) ( د ) 4753 , ( حم ) 18557 , ( خ ) 1303 , ( م ) 2871
(71) ( ت ) 1071
(72) ( جة ) 4268 , ( خ ) 1273
(73) ( الرَّوْح ) بِالْفَتْحِ : الرَّاحَة وَالنَّسِيم . عون المعبود - (ج 10 / ص 274)
(74) ( د ) 4753 , ( حم ) 18557
(75) أَيْ : مُنْتَهَى بَصَره . عون المعبود - (ج 10 / ص 274)
(76) ( حم ) 18557
(77) أَيْ : يُجْعَلُ النُّورُ لَهُ فِي قَبْرِهِ الَّذِي وُسِّعَ عَلَيْهِ ، وَفِي رِوَايَةِ اِبْنِ حِبَّانَ : وَيُنَوَّرُ لَهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ . تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 134)
(78) ( ت ) 1071
(79) ( جة ) 4268
(80) ( ت ) 1071
(81) ( د ) 4751
(82) ( ت ) 1071
(83) أَيْ : بِأَنَّ حَالِي طَيِّبٌ وَلَا حُزْنَ لِي لِيَفْرَحُوا بِذَلِكَ . تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 134)
(84) ( د ) 4751
(85) ( الْعَرُوسِ ) : يُطْلَقُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى فِي أَوَّلِ اِجْتِمَاعِهِمَا , وَقَدْ يُقَالُ لِلذَّكَرِ الْعَرِيسُ , وَإِنَّمَا شَبَّهَ نَوْمَهُ بِنَوْمَةِ الْعَرُوسِ لِأَنَّهُ يَكُونُ فِي طَيِّبِ الْعَيْشِ . تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 134)
(86) هَذَا عِبَارَةٌ عَنْ عِزَّتِهِ وَتَعْظِيمِهِ عِنْدَ أَهْلِهِ , يَأْتِيهِ غَدَاةَ لَيْلَةِ زِفَافِهِ مَنْ هُوَ أَحَبُّ وَأَعْطَفُ فَيُوقِظُهُ عَلَى الرِّفْقِ وَاللُّطْفِ . تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 134)
(87) ( ت ) 1071
(88) ( حم ) 18557
(89) ( س ) 1833
(90) ابن المبارك في " الزهد " ( 149 / 443 ) , انظر الصَّحِيحَة : 2758
(91) ( س ) 1833
(92) ابن المبارك في " الزهد " ( 149 / 443 ) , انظر الصَّحِيحَة : 2758
(93) ( جة ) 4262 , ( حم ) 8754
(94) ( س ) 1833
(95) المسوح : جمع المِسح بالكسر وهو اللباس الخشن .
(96) ( حم ) 18557
(97) ( جة ) 4262
(98) ( س ) 1833
(99) أَيْ : وَبِأَصْنَافٍ كَائِنَة مِنْ جِنْس الْمَذْكُور مِنْ الْحَمِيم وَالْغَسَّاق . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 8 / ص 114)
(100) ( جة ) 4262 , ( حم ) 8754
(101) السُّفُّود : عود من حديد يُنظَم فيه اللحم لِيُشوى .
(102) ( حم ) 18557
(103) ( حم ) 18558 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(104) ( حم ) 18557
(105) ( جة ) 4262
(106) ( س ) 1833
(107) ( م ) 2872
(108) ( س ) 1833
(109) الرَّيْطَة : ثَوْب رَقِيق ، وَقِيلَ : هِيَ الْمُلَاءَة ، وَكَانَ سَبَب رَدّهَا عَلَى الْأَنْف بِسَبَبِ مَا ذَكَرَ مِنْ نَتْن رِيح رُوح الْكَافِر . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 252)
(110) ( م ) 2872
(111) ( جة ) 4262
(112) ( حم ) 18557
(113) ( جة ) 4262 , ( حم ) 25133
(114) [الأعراف/40]
(115) السِّجِّين : السِّجْن , وسِجِّينٌ : واد في جهنم نعوذ بالله منها , مُشْتَقٌّ من ذلك , وقوله تعالى : { كلا إنَّ كتابَ الفُجَّار لفي سِجِّين } , قيل : المعنى أَن كتابهم في حَبْسٍ لخساسة منزلتهم عند الله - عز وجل - , وقيل : { في سِجِّين } في حَجَر تحت الأَرض السابعة , وقال مجاهد { في سِجِّين } في الأرض السابعة , وفي حديث أَبي سعيد ويُؤتى بكتابه مختوماً فيوضع في السِّجِّين , قال ابن الأَثير : هكذا جاء بالأَلف واللام , وهو بغيرهما اسم عَلَمٍ للنار .
لسان العرب - (ج 13 / ص 203)(1/539)
فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى , فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا , ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : { وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ , فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ } (1) ) (2) ( فَيُرْسَلُ بِهَا مِنْ السَّمَاءِ , ثُمَّ تَصِيرُ إِلَى الْقَبْرِ ) (3) ( فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ , وَيَأْتِيهِ الْمَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ ) (4) ( فِي قَبْرِهِ فَزِعًا مَشْعُوفًا (5) ) (6) ( فَيَقُولَانِ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ ؟ , فَيَقُولُ : هَاهْ , هَاهْ (7) لَا أَدْرِي ، فَيَقُولَانِ لَهُ : مَا دِينُكَ ؟ , فَيَقُولُ : هَاهْ , هَاهْ , لَا أَدْرِي ) (8) ( فَيَقُولَانِ لَهُ : مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ) (9) ( الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ ؟ , فَيَقُولُ : فَيَقُولُ : هَاهْ , هَاهْ , لَا أَدْرِي ) (10) ( سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ [ قَوْلًا ] (11) فَقُلْتُ مِثْلَهُ (12) ) (13) ( فَيَقُولَانِ لَهُ : لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ (14) ) (15) ( قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ ) (16) ( ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ , فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا ) (17) ( الْخَلْقُ ) (18) ( إِلَّا الثَّقَلَيْنِ (19) ) (20) ( فَيُفْرَجُ لَهُ قِبَلَ الْجَنَّةِ ، فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا ، فَيَقُولَانِ لَهُ : انْظُرْ إِلَى مَا صَرَفَ اللَّهُ عَنْكَ ، ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا ، فَيَقُولَانِ لَهُ : هَذَا مَقْعَدُكَ ، عَلَى الشَّكِّ كُنْتَ ، وَعَلَيْهِ مُتَّ ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ) (21) ( فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ ) (22) ( انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى آخِرِ الْأَجَلِ (23) ) (24) ( حَتَّى تَأْتُوا بِهِ أَرْوَاحَ الْكُفَّارِ ) (25) ( فَافْرِشُوا لَهُ مِنْ النَّارِ , وَأَلْبِسُوهُ مِنْ النَّارِ , وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ , فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا (26) وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ ) (27) ( فَيُقَالُ لِلْأَرْضِ : الْتَئِمِي عَلَيْهِ (28) فَتَلْتَئِمُ عَلَيْهِ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهَا أَضْلَاعُهُ (29) فَلَا يَزَالُ فِيهَا (30) مُعَذَّبًا حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ ) (31) ( وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ , قَبِيحُ الثِّيَابِ , مُنْتِنُ الرِّيحِ , فَيَقُولُ : أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ , هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ , فَيَقُولُ : مَنْ أَنْتَ ؟ , فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ الَّذِي يَجِيءُ بِالشَّرِّ , فَيَقُولُ : أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ , فَيَقُولُ : رَبِّ لَا تُقِمْ السَّاعَةَ ) (32) ( وفي رواية : ( ثُمَّ يُقَيَّضُ لَهُ (33) أَعْمَى أَبْكَمُ (34) ) (35) ( لَا يَسْمَعُ صَوْتَهُ فَيَرْحَمَهُ ) (36) ( مَعَهُ مِرْزَبَّةٌ (37) مِنْ حَدِيدٍ , لَوْ ضُرِبَ بِهَا جَبَلٌ لَصَارَ تُرَابًا , فَيَضْرِبُهُ بِهَا ضَرْبَةً يَسْمَعُهَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ , فَيَصِيرُ تُرَابًا , ثُمَّ تُعَادُ فِيهِ الرُّوحُ (38) ) (39) "
__________
(1) [الحج/31]
(2) ( حم ) 18557
(3) ( جة ) 4262 , ( حم ) 25133
(4) ( د ) 4753
(5) وفي رواية : وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ أَتَاهُ مَلَكٌ فَيَنْتَهِرُهُ , فَيَقُولُ لَهُ : مَا كُنْتَ تَعْبُدُ ؟ , فَيَقُولُ : لَا أَدْرِي . ( د ) 4751
(6) ( جة ) 4268
(7) ( هَاهْ ) كَلِمَة يَقُولهَا الْمُتَحَيِّر الَّذِي لَا يَقْدِر مِنْ حِيرَته لِلْخَوْفِ أَوْ لِعَدَمِ الْفَصَاحَة أَنْ يَسْتَعْمِل لِسَانه فِي فِيهِ . عون المعبود - (ج 10 / ص 274)
(8) ( د ) 4753
(9) ( خ ) 1308
(10) ( د ) 4753
(11) ( جة ) 4268
(12) قال ابن عبد البر : كان شهد بهذه الشهادة على غير يقين يرجع إلى قلبه , فكان يسمع الناس يقولون شيئا فيقوله .
(13) ( ت ) 1071 , ( خ ) 1308
(14) أَيْ : لَا فَهِمْت وَلَا قَرَأْت الْقُرْآن ، وَالْمَعْنَى لَا دَرَيْت وَلَا اِتَّبَعْت مَنْ يَدْرِي .فتح الباري (ج 4 / ص 449)
(15) ( خ ) 1273 , ( س ) 2051
(16) ( ت ) 1071
(17) ( خ ) 1273 , ( س ) 2051
(18) ( د ) 4751
(19) أَيْ : الْإِنْس وَالْجِنّ .عون المعبود - (ج 10 / ص 273)
(20) ( خ ) 1273 , ( س ) 2051
(21) ( جة ) 4268
(22) ( د ) 4753 , ( حم ) 18557
(23) قَالَ الْقَاضِي : الْمُرَاد بِالْأَوَّلِ : اِنْطَلِقُوا بِرُوحِ الْمُؤْمِن إِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهَى ، وَالْمُرَاد بِالثَّانِي اِنْطَلِقُوا بِرُوحِ الْكَافِر إِلَى سِجِّين ، فَهِيَ مُنْتَهَى الْأَجَل ، وَيُحْتَمَل أَنَّ الْمُرَاد إِلَى اِنْقِضَاء أَجَل الدُّنْيَا . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 252)
(24) ( م ) 2872
(25) ( س ) 1833
(26) ( السَّمُوم ) : الرِّيح الْحَارَّة . عون المعبود - (ج 10 / ص 274)
(27) ( د ) 4753 , ( حم ) 18557
(28) أَيْ : اِنْضَمِّي وَاجْتَمِعِي . تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 134)
(29) ( الأَضْلَاع ) جَمْع ضِلْع , وَهُوَ عَظْم الْجَنْب , أَيْ : حَتَّى يَدْخُل بَعْضهَا فِي بَعْض مِنْ شِدَّة التَّضْيِيق وَالضَّغْط . عون المعبود - (ج 10 / ص 274)
(30) أَيْ : فِي الْأَرْضِ أَوْ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ . تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 134)
(31) ( ت ) 1071 , ( د ) 4753
(32) ( حم ) 18557
(33) أَيْ : يُسَلَّط وَيُوَكَّل . عون المعبود - (ج 10 / ص 274)
(34) الأبْكَم : الذي خُلق أخْرَس لا يتكلَّم .
(35) ( د ) 4753
(36) ( حم ) 27021 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : رجاله ثقات رجال الصحيح .
(37) المِرْزَبَّة : المِطْرَقَة الكبيرة الَّتِي يُكْسَرُ بِهَا الحِجَارة .عون المعبود - (ج 10 / ص 274)
(38) فِي الحديث ذَمّ التَّقْلِيد فِي الِاعْتِقَادَات , لِمُعَاقَبَةِ مَنْ قَالَ : كُنْت أَسْمَع النَّاس يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْته ، وَفِيهِ أَنَّ الْمَيِّت يَحْيَا فِي قَبْره لِلْمَسْأَلَةِ , خِلَافًا لِمَنْ رَدَّهُ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى ( قَالُوا رَبّنَا أَمَتَّنَا اِثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتنَا اِثْنَتَيْنِ ) قَالَ : فَلَوْ كَانَ يَحْيَا فِي قَبْره لَلَزِمَ أَنْ يَحْيَا ثَلَاث مَرَّات وَيَمُوت ثَلَاثًا , وَهُوَ خِلَاف النَّصّ ، وَالْجَوَاب بِأَنَّ الْمُرَاد بِالْحَيَاةِ فِي الْقَبْر لِلْمَسْأَلَةِ لَيْسَتْ الْحَيَاة الْمُسْتَقِرَّة الْمَعْهُودَة فِي الدُّنْيَا الَّتِي تَقُوم فِيهَا الرُّوح بِالْبَدَنِ وَتَدْبِيره وَتَصَرُّفه , وَتَحْتَاج إِلَى مَا يَحْتَاج إِلَيْهِ الْأَحْيَاء ، بَلْ هِيَ مُجَرَّد إِعَادَة لِفَائِدَةِ الِامْتِحَان الَّذِي وَرَدَتْ بِهِ الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة ، فَهِيَ إِعَادَة عَارِضَة ، كَمَا حَيِيَ خَلْق لِكَثِيرٍ مِنْ الْأَنْبِيَاء لِمَسْأَلَتِهِمْ لَهُمْ عَنْ أَشْيَاء , ثُمَّ عَادُوا مَوْتَى . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 449)
(39) ( د ) 4753(1/540)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جِنَازَةً , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَيُّهَا النَّاسُ , إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا , فَإِذَا الْإِنْسَانُ دُفِنَ فَتَفَرَّقَ عَنْهُ أَصْحَابُهُ جَاءَهُ مَلَكٌ فِي يَدِهِ مِطْرَاقٌ فَأَقْعَدَهُ فَقَالَ : مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ؟ , فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , فَيَقُولُ : صَدَقْتَ , ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى النَّارِ فَيَقُولُ : هَذَا كَانَ مَنْزِلُكَ لَوْ كَفَرْتَ بِرَبِّكَ , فَأَمَّا إِذْ آمَنْتَ فَهَذَا مَنْزِلُكَ , فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ , فَيُرِيدُ أَنْ يَنْهَضَ إِلَيْهِ , فَيَقُولُ لَهُ : اسْكُنْ , وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ , وَإِنْ كَانَ كَافِرًا أَوْ مُنَافِقًا يَقُولُ لَهُ : مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ؟ , فَيَقُولَ : لَا أَدْرِي , سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا , فَيَقُولُ : لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ وَلَا اهْتَدَيْتَ , ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ فَيَقُولُ : هَذَا مَنْزِلُكَ لَوْ آمَنْتَ بِرَبِّكَ , فَأَمَّا إِذْ كَفَرْتَ بِهِ فَإِنَّ اللَّهَ أَبْدَلَكَ بِهِ هَذَا , وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى النَّارِ , ثُمَّ يَقْمَعُهُ قَمْعَةً بِالْمِطْرَاقِ يَسْمَعُهَا خَلْقُ اللَّهِ كُلُّهُمْ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ " , فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا أَحَدٌ يَقُومُ عَلَيْهِ مَلَكٌ فِي يَدِهِ مِطْرَاقٌ إِلَّا هُبِلَ عِنْدَ ذَلِكَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ , وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ , وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ } (1) " (2)
__________
(1) [إبراهيم/27]
(2) ( حم ) 11013, وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : صحيح , وهذا إسناد حسن .(1/541)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما - قَالَ :" ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَتَّانَ الْقُبُورِ " ، فَقَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه - : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَتُرَدُّ عَلَيْنَا عُقُولُنَا ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " نَعَمْ ، كَهَيْئَتِكُمْ الْيَوْمَ " ، فَقَالَ عُمَرُ : بِفِيهِ الْحَجَرُ . (1)
__________
(1) ( حم ) 6603 , ( حب ) 3115 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :3553 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في ( حب ) : إسناده حسن .(1/542)
( جة ) , وَعَنْ جَابِر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا دَخَلَ الْمَيِّتُ الْقَبْرَ مُثِّلَتْ لَهُ الشَّمْسُ عِنْدَ غُرُوبِهَا , فَيَجْلِسُ يَمْسَحُ عَيْنَيْهِ وَيَقُولُ : دَعُونِي أُصَلِّي " (1)
__________
(1) ( جة ) 4272 , ( حب ) 3116 , صححه الألباني في هداية الرواة : 134(1/543)
عَذَابُ الْقَبْر
إثْبَاتُ عَذَابِ الْقَبْر
قَالَ تَعَالَى : { وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ } (2)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ , الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ } (3)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ , النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ } (4)
__________
(2) [الأنفال : 50]
(3) [الأنعام : 93]
(4) [غافر : 45 ، 46](1/544)
( خ م س حم حب ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( جَاءَتْ يَهُودِيَّةٌ فَاسْتَطْعَمَتْ عَلَى بَابِي فَقَالَتْ : أَطْعِمُونِي ) (1) ( إِنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ ) (2) ( أَعَاذَكِ اللَّهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ) (3) وفي رواية : ( أَنَّ يَهُودِيَّةً كَانَتْ تَخْدُمُهَا ، فلَا تَصْنَعُ عَائِشَةُ إِلَيْهَا شَيْئًا مِنْ الْمَعْرُوفِ إِلَّا قَالَتْ لَهَا الْيَهُودِيَّةُ : وَقَاكِ اللَّهُ عَذَابَ الْقَبْر ) (4) ( قَالَتْ عَائِشَةُ : فَكَذَّبْتُهَا ) (5) ( وَلَمْ أَنْعَمْ أَنْ أُصَدِّقَهَا , فَخَرَجَتْ " وَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " فَقُلْتُ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , إِنَّ عَجُوزاً مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ دَخَلَتْ عَلَيَّ , فَزَعَمَتْ أَنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ ) (6) ( أَيُعَذَّبُ النَّاسُ فِي قُبُورِهِمْ ؟ ) (7) ( قَالَتْ : " فَارْتَاعَ (8) رَسُولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - ) (9) ( فَقَامَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا يَسْتَعِيذُ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ ) (10) ( وَقَالَ : عَائِذًا بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ ) (11) ( كَذَبَتْ يَهُودُ , وَهُمْ عَلَى اللَّهِ أَكْذَبُ ) (12) ( إِنَّمَا تُفْتَنُ يَهُودُ ) (13) ( لَا عَذَابَ دُونَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ " ) (14) ( قَالَتْ عَائِشَةُ : فَلَبِثْنَا لَيَالِيَ ) (15) ( " ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَرْكَبًا ) (16) ( فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ ، فَانْكَسَفَتْ الشَّمْسُ ) (17) (......)( فَفَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ ) (18) ( وَقَدْ انْجَلَتْ (19) الشَّمْسُ (20) ) (21) ( فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ ) (22) ( فَخَطَبَ النَّاسَ (23) فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : " إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَان (24) مِنْ آيَاتِ اللَّهِ (25) ) (26) ( يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِمَا عِبَادَهُ ) (27) ( لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ ) (28) ( وَلَا لِحَيَاتِهِ ) (29) ( فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا كَذَلِكَ فَافْزَعُوا (30) إِلَى الْمَسَاجِدِ ) (31) فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلَاةِ (32) فَادْعُوا اللَّهَ ، وَكَبِّرُوا ، وَصَلُّوا ، وَتَصَدَّقُوا (33) ( حَتَّى يَنْجَلِيَا ) (34) ( ثُمَّ قَالَ وَهُوَ يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ مُحْمَرَّةً عَيْنَاهُ : " أَيُّهَا النَّاسُ ) (35) ( يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ، وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنْ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ (36) ) (37) ( أَظَلَّتْكُمْ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ) (38) ( يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ , وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ (39) لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا (40) وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ) (41) ( فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا فِي مَقَامِكَ ، ثُمَّ رَأَيْنَاكَ تَكَعْكَعْتَ (42) ) (43) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا مِنْ شَيْءٍ تُوعَدُونَهُ إِلَّا قَدْ رَأَيْتُهُ فِي صَلَاتِي هَذِهِ , فَعُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ ) (44) ( فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ ) (45) ( فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا عُنْقُودًا ) (46) ( حِينَ رَأَيْتُمُونِي جَعَلْتُ أَتَقَدَّمُ ) (47) ( فَقَصُرَتْ يَدِي عَنْهُ ) (48) ( وَلَوْ أَصَبْتُهُ لَأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتْ الدُّنْيَا ) (49) ( ثُمَّ عُرِضَتْ عَلَيَّ ) (50) ( جَهَنَّمُ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا ، وَذَلِكَ حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرْتُ ) (51) ( حَتَّى لَقَدْ جَعَلْتُ أَتَّقِيهَا ) (52) ( مَخَافَةَ أَنْ يُصِيبَنِي مِنْ لَفْحِهَا ) (53) ( وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ " ، قَالُوا : لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : " بِكُفْرِهِنَّ " ، قِيلَ : يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ ؟ ، قَالَ : " يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ (54) وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ (55) لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا (56) قَالَتْ : مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ ) (57) ( وَرَأَيْتُ فِيهَا عَمْرَو بْنَ لُحَيٍّ ) (58) ( يَجُرُّ قُصْبَهُ (59) ) (60) ( - وَهُوَ الَّذِي سَيَّبَ السَّوَائِبَ (61) - ) (62) ( وَرَأَيْتُ فِيهَا امْرَأَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ تُعَذَّبُ فِي هِرَّةٍ لَهَا رَبَطَتْهَا ، فَلَمْ تُطْعِمْهَا ) (63) ( وَلَمْ تَسْقِهَا ) (64) ( وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ (65) حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا ) (66) ( فَهِيَ إذَا أَقْبَلَتْ تَنْهَشُهَا وَإذَا أَدْبَرَتْ تَنْهَشُهَا ) (67) ( وَرَأَيْتُ فِيهَا صَاحِبَ الْمِحْجَنِ مُتَّكِئًا عَلَى مِحْجَنِهِ فِي النَّارِ , يَقُولُ : أَنَا سَارِقُ الْمِحْجَنِ - ) (68) ( وَكَانَ يَسْرِقُ ) (69) ( الْحَجِيجَ ) (70) ( بِمِحْجَنِهِ ، فَإِنْ فُطِنَ لَهُ ) (71) ( قَالَ : لَسْتُ أَنَا أَسْرِقُكُمْ , إِنَّمَا تَعَلَّقَ بِمِحْجَنِي ) (72) ( وَإِنْ غُفِلَ عَنْهُ ذَهَبَ بِهِ ) (73) ( وَالَّذِي سَرَقَ بَدَنَتَيْ (74) رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (75) ( فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ ) (76) ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ (77) فِي الْقُبُورِ قَرِيبًا مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ (78) يُؤْتَى أَحَدُكُمْ فَيُقَالُ لَهُ : مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ ؟ , فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَقُولُ : هُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ , جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى , فَأَجَبْنَا وَآمَنَّا وَاتَّبَعْنَا ) (79) ( - ثَلَاثَ مِرَارٍ (80) - فَيُقَالُ : قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ إِنَّكَ لَتُؤْمِنُ بِهِ , فَنَمْ صَالِحًا , وَأَمَّا الْمُنَافِقُ أَوْ الْمُرْتَابُ (81) فَيَقُولُ : لَا أَدْرِي , سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ ) (82) ( فَاسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، فَإِنَّ عَذَابَ الْقَبْرِ حَقٌّ ) (83) ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ) (84) ( إِنَّ الْمَوْتَى لَيُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ ) (85) ( عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ كُلُّهَا ) (86) ( قَالَتْ عَائِشَةُ : فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ ذَلِكَ صَلَّى صَلَاةً إِلَّا تَعَوَّذَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ) (87) "
__________
(1) ( حم ) 25133, وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( خ ) 6005
(3) ( خ ) 1002
(4) ( حم ) 24564 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(5) ( حم ) 25747 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(6) ( م ) 586 , ( خ ) 6005
(7) ( خ ) 1002
(8) أَيْ : فَزِعَ وخاف بِشِدَّة .
(9) ( م ) 584
(10) ( حم ) 25133
(11) ( خ ) 1002
(12) ( حم ) 24564
(13) ( م ) 584
(14) ( حم ) 24564
(15) ( م ) 584
(16) ( خ ) 1002
(17) ( م ) 904
(18) ( س ) 1500
(19) أَيْ : صَفَتْ وَعَادَ نُورهَا . عون المعبود - (ج 3 / ص 126)
(20) اُسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى إِطَالَة الصَّلَاة حَتَّى يَقَع الِانْجِلَاء . فتح الباري لابن حجر - (ج 3 / ص 486)
(21) ( خ ) 997
(22) ( س ) 1475
(23) فِيهِ مَشْرُوعِيَّة الْخُطْبَة لِلْكُسُوفِ ، وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى أَنَّ الِانْجِلَاء لَا يُسْقِط الْخُطْبَة ، بِخِلَافِ مَا لَوْ اِنْجَلَتْ قَبْل أَنْ يَشْرَع فِي الصَّلَاة , فَإِنَّهُ يُسْقِط الصَّلَاة وَالْخُطْبَة ، فَلَوْ اِنْجَلَتْ فِي أَثْنَاء الصَّلَاة أَتَمَّهَا عَلَى الْهَيْئَة الْمَذْكُورَة عِنْد مَنْ قَالَ بِهَا ، وَعَنْ أَصْبَغ : يُتِمّهَا عَلَى هَيْئَة النَّوَافِل الْمُعْتَادَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 3 / ص 491)
(24) ( آيَتَانِ ) أَيْ عَلَامَتَانِ .
(25) ( مِنْ آيَات اللَّه ) أَيْ الدَّالَّة عَلَى قُدْرَته عَلَى تَخْوِيف الْعِبَاد مِنْ بَأْس اللَّه وَسَطَوْته ، وَيُؤَيِّدهُ قَوْله تَعَالَى ( وَمَا نُرْسِل بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا )
(26) ( خ ) 997
(27) ( م ) 901
(28) ( م ) 904
(29) ( خ ) 997
(30) أَيْ : اِلْتَجِئُوا وَتَوَجَّهُوا . فتح الباري لابن حجر - (ج 3 / ص 495)
(31) ( حم ) : 23679 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناد جيد رجاله رجال الصحيح .
(32) ( خ ) 999 , قَوْله : ( إِلَى الصَّلَاة ) أَيْ : الْمَعْهُودَة الْخَاصَّة ، وَهِيَ الَّتِي تَقَدَّمَ فِعْلهَا مِنْهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْل الْخُطْبَة , وَلَمْ يُصِبْ مَنْ اِسْتَدَلَّ بِهِ عَلَى مُطْلَق الصَّلَاة , وَيُسْتَنْبَط مِنْهُ أَنَّ الْجَمَاعَة لَيْسَتْ شَرْطًا فِي صِحَّتهَا , لِأَنَّ فِيهِ إِشْعَارًا بِالْمُبَادَرَةِ إِلَى الصَّلَاة وَالْمُسَارَعَة إِلَيْهَا ، وَانْتِظَارُ الْجَمَاعَة قَدْ يُؤَدِّي إِلَى فَوَاتهَا , وَإِلَى إِخْلَاء بَعْض الْوَقْت مِنْ الصَّلَاة . فتح الباري لابن حجر - (ج 3 / ص 495)
(33) ( خ ) 997 ، وَفِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ الِالْتِجَاء إِلَى اللَّه عِنْد الْمَخَاوِف بِالدُّعَاءِ وَالِاسْتِغْفَار سَبَب لِمَحْوِ مَا فُرِّطَ مِنْ الْعِصْيَان , يُرْجَى بِهِ زَوَال الْمَخَاوِف , وَأَنَّ الذُّنُوب سَبَبٌ لِلْبَلَايَا وَالْعُقُوبَات الْعَاجِلَة وَالْآجِلَة ، نَسْأَل اللَّه تَعَالَى رَحْمَته وَعَفْوه وَغُفْرَانه . فتح الباري لابن حجر - (ج 3 / ص 495)
(34) ( م ) 901
(35) ( حم ) 24564
(36) لَمَّا أُمِرُوا بِاسْتِدْفَاعِ الْبَلَاء بِالذِّكْرِ وَالدُّعَاء وَالصَّلَاة وَالصَّدَقَة نَاسَبَ رَدْعهمْ عَنْ الْمَعَاصِي الَّتِي هِيَ مِنْ أَسْبَاب جَلْب الْبَلَاء ، وَخَصَّ مِنْهَا الزِّنَا لِأَنَّهُ أَعْظَمهَا فِي ذَلِكَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 3 / ص 491)
(37) ( خ ) 997 , ( م ) 901
(38) ( حم ) 24564
(39) أَيْ : مِنْ عَظِيم قُدْرَة اللَّه وَانْتِقَامه مِنْ أَهْل الْإِجْرَام . فتح الباري لابن حجر - (ج 3 / ص 491)
(40) أَيْ : لَتَرَكْتُمْ الضَّحِك , وَلَمْ يَقَع مِنْكُمْ إِلَّا نَادِرًا , لِغَلَبَةِ الْخَوْف وَاسْتِيلَاء الْحُزْن . فتح الباري لابن حجر - (ج 3 / ص 491)
(41) ( خ ) 997
(42) أَيْ : تَأَخَّرْت .
(43) ( خ ) 715
(44) ( م ) 904
(45) ( م ) 2737
(46) ( خ ) 715
(47) ( خ ) 1154
(48) ( م ) 904
(49) ( خ ) 1004
(50) ( م ) 904
(51) ( خ ) 1154 , ( م ) 904
(52) ( س ) 1482
(53) ( م ) 904
(54) أَيْ أَنَّهُنَّ يَجْحَدْنَ الْإِحْسَان لِضَعْفِ عَقْلهنَّ وَقِلَّة مَعْرِفَتهنَّ , فَيُسْتَدَلّ بِهِ عَلَى ذَمّ مَنْ يَجْحَد إِحْسَان ذِي إِحْسَان . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 278)
(55) الْمُرَاد بِكُفْرِ الْإِحْسَان تَغْطِيَته أَوْ جَحْده . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 5)
(56) أَيْ : شَيْئًا قَلِيلًا لَا يُوَافِق غَرَضهَا مِنْ أَيّ نَوْع كَانَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 5)
(57) ( خ ) 1004
(58) ( خ ) 1154
(59) ( القُصْب ) : هِيَ الْأَمْعَاء .
(60) ( م ) 904
(61) السائبة والسوائب : كان الرجُل إذا نَذَر لِقدُوم من سَفَر، أو بُرْءٍ من مَرَض، أو غير ذلك قال ناقِتي سائبةٌ ، فلا تُمنَع من ماءِ ولا مَرْعى، ولا تُحْلَب ولا تُرْكَب ، وكان الرجُل إذا أعْتَق عَبدا فقال هو سائبةٌ فلا عَقْل بينهما ولا ميراثَ ، وأصلُه من تسيِيبِ الدَّواب ، وهو إرسالُها تذهَبُ وتجيء كيف شاءت .
(62) ( خ ) 1154
(63) ( م ) 904
(64) ( س ) 1496
(65) ( خَشَاش الْأَرْض ) : حَشَرَات الْأَرْضِ .
(66) ( م ) 904
(67) ( حب ) 5622 , ( خ ) 712 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب تحت حديث : 2274
(68) ( س ) 1482
(69) ( م ) 904
(70) ( س ) 1496
(71) ( م ) 904
(72) ( حم ) 6483 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث حسن , ( م ) 904
(73) ( م ) 904
(74) البُدْن والبَدَنَة : تقع على الجمل والناقة والبقرة ، وهي بالإبل أشبه ، وسُمِّيَت بدَنةً لِعِظَمِها وسِمَنِها .
(75) ( حب ) 7489 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2274
(76) ( خ ) 1004 , ( م ) 907
(77) الفِتْنة : الامْتِحانُ والاخْتِبار .
(78) وَجْه الشَّبَه بَيْن الْفِتْنَتَيْنِ : الشِّدَّة وَالْهَوْل وَالْعُمُوم . شرح سنن النسائي - (ج 3 / ص 296)
(79) ( خ ) 994
(80) يعني أن السؤال يُكَرَّر عليه ثلاث مرار , فيكرِّرُ نفسَ الجواب ثلاث مرار .ع
(81) قال الراوي : لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ .
(82) ( م ) 905 , ( خ ) 6857
(83) ( حم ) 24564
(84) ( حم ) 25747 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(85) ( س ) 2066 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1965, والصَّحِيحَة تحت حديث : 1377
(86) ( خ ) 6005 , ( س ) 2066
(87) ( خ ) 1306 , ( حم ) 24313(1/545)
( م ) , وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَائِطٍ (1) لِبَنِي النَّجَّارِ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ وَنَحْنُ مَعَهُ , إِذْ حَادَتْ بِهِ (2) فَكَادَتْ تُلْقِيهِ (3) " , وَإِذَا أَقْبُرٌ سِتَّةٌ أَوْ خَمْسَةٌ أَوْ أَرْبَعَةٌ , فَقَالَ : " مَنْ يَعْرِفُ أَصْحَابَ هَذِهِ الْأَقْبُرِ ؟ " , فَقَالَ رَجُلٌ : أَنَا , قَالَ : " فَمَتَى مَاتَ هَؤُلَاءِ ؟ " , قَالَ : مَاتُوا فِي الْإِشْرَاكِ (4) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا , فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا (5) لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ , ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ : تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ " , فَقُلْنَا : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ , فَقَالَ : " تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ " , فَقُلْنَا : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ , فَقَالَ : " تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ (6) مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ (7) " , فَقُلْنَا : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ , فَقَالَ : " تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ " , فَقُلْنَا : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ . (8)
__________
(1) الْحَائِطُ : الْبُسْتَانُ مِنْ النَّخْلِ إِذَا كَانَ عَلَيْهِ حَائِطٌ وَهُوَ الْجِدَارُ .
(2) أَيْ : مَالَتْ عَنْ الطَّرِيق وَنَفَرَتْ .
(3) أَيْ : تُسقِطُه وترميه عن ظهرها . مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (ج 1 / ص 460)
(4) قال ابن حجر : أي بعد بعثتك , بدليل قوله ( إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ) أي : بالعذاب فيها , قال : وإنما حملته على ذلك ليوافق الأصح أن أهل الفترة لا عقاب عليهم . أ . هـ وأهل الفترة على ما حققوا فيه نادر الوجود , فكيف يحمل على أهل الشرك ؟ , فقال : ( إن هذه الأمة ) أي : جنس الإنسان , فهذه إشارة لما في الذهن , وأصل الأمة : كل جماعة يجمعهم أمر واحد , إما دين أو زمان أو مكان , ( تُبْتَلَى ) أي : تُمْتَحَنُ في قبورها , ثم تُنَعَّمُ أو تُعَذَّب . مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (ج 1 / ص 460)
(5) أَيْ : لَوْلَا أَنْ يُفْضِي سَمَاعُكُمْ إِلَى تَرْكِ أَنْ يَدْفِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا . شرح سنن النسائي - (ج 3 / ص 294)
(6) الفتن : جمع فتنة , وهي الامتحان , وتستعمل في المكر والبلاء , وهو تعميم بعد تخصيص . مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (ج 1 / ص 461)
(7) هو عبارة عن شمولها , لأن الفتنة لا تخلو منهما , أي : ما جهر وأسر , وقيل : ما يجري على ظاهر الإنسان وما يكون في القلب من الشرك والرياء والحسد وغير ذلك من مذمومات الخواطر . مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (ج 1 / ص 461)
(8) ( م ) 2867 , ( حم ) 21701(1/546)
( حب ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إنَّ الْمُؤْمِنَ فِي قَبْرِهِ لَفِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ ، وَيُرَحَّبُ (1) لَهُ قَبْرُهُ سَبْعِينَ ذِرَاعًا ، وَيُنَوَّرُ لَهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ أَتَدْرُوْنَ فِيمَ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآية : { فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ؟ } (2) قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا الْمَعِيشَةُ الضَّنْكُ ؟ " , قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : " عَذَابُ الْكَافِرِ فِي قَبْرِهِ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيُسَلَّطُ عَلَيْهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ تِنِّينًا , أَتَدْرُونَ مَا التِّنِّينُ ؟ , سَبْعُونَ حَيَّةً لِكُلِّ حَيَّةٍ سَبْعَةُ رُءُوسٍ , يَلْسَعُونَهُ وَيَخْدِشُونَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (3)
__________
(1) أَيْ : يُوَسَّع .
(2) [طه/124]
(3) ( حب ) 3122 , ( يع ) 6644 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :3552 ، وصحيح موارد الظمآن : 651 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .(1/547)
أَسْبَابُ عَذَابِ الْقَبْر
الْكُفْرُ وَالْإشْرَاكُ بِاللَّه
( حب ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" عُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ ، فَرَأَيْتُ فِيهَا عَمْرَو بْنَ لُحَيِّ بْنِ قَمَعَةَ بْنِ خِنْدِفٍ يَجُرُّ قُصْبَهُ (1) فِي النَّارِ ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ غَيَّرَ عَهْدَ إِبْرَاهِيمَ وَسَيَّبَ السَّوَائِبَ (2) وَكَانَ أَشْبَهَ شَيْءٍ بِأَكْثَمَ بْنِ أَبِي الْجَوْنِ الْخُزَاعِيِّ " ، فَقَالَ الْأَكْثَمُ , - رضي الله عنه - : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ يَضُرُّنِي شَبَهُهُ ؟ ، فَقَالَ : " إِنَّكَ مُسْلِمٌ وَهُوَ كَافِرٌ " (3)
__________
(1) هِيَ الْأَمْعَاء . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 315)
(2) قَالَ أَبُو عُبَيْدَة : كَانَتْ السَّائِبَة مِنْ جَمِيع الْأَنْعَام ، وَتَكُون مِنْ النُّذُور لِلْأَصْنَامِ , فَتُسَيَّب فَلَا تُحْبَس عَنْ مَرْعًى وَلَا عَنْ مَاء وَلَا يَرْكَبهَا أَحَد ، قَالَ : وَقِيلَ : السَّائِبَة لَا تَكُون إِلَّا مِنْ الْإِبِل ، كَانَ الرَّجُل يَنْذُر إِنْ بَرِئَ مِنْ مَرَضه أَوْ قَدِمَ مِنْ سَفَره لَيُسَيِّبَنَّ بَعِيرًا ، وَرَوَى عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مَعْمَر عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : السَّائِبَة كَانُوا يُسَيِّبُونَ بَعْض إِبِلهمْ فَلَا تُمْنَع حَوْضًا أَنْ تَشْرَب فِيهِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 13 / ص 31)
(3) ( حب ) 7490 , انظر الصَّحِيحَة : 1677 ، صحيح موارد الظمآن : 2215(1/548)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَمَا غَرَبَتْ الشَّمْسُ فَسَمِعَ صَوْتًا (1) فَقَالَ : يَهُودُ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا (2) " (3)
__________
(1) يَحْتَمِل أَنْ يَكُون سَمِعَ صَوْت الْيَهُود الْمُعَذَّبِينَ , أَوْ صَوْت وَقْع الْعَذَاب . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 451)
(2) إِذَا ثَبَتَ أَنَّ الْيَهُود تُعَذَّب بِيَهُودِيَّتِهِمْ , ثَبَتَ تَعْذِيب غَيْرهمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ , لِأَنَّ كُفْرهمْ بِالشِّرْكِ أَشَدّ مِنْ كُفْر الْيَهُود . فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 451)
(3) ( م ) 2869 , ( خ ) 1309(1/549)
( حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَمْشِي فِي نَخْلٍ لَأَبِي طَلْحَةَ - رضي الله عنه - " ، وَبِلَالٌ - رضي الله عنه - يَمْشِي ورَاءَهُ - يُكْرِمُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَمْشِيَ إِلَى جَنْبِهِ - " فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِقَبْرٍ فَقَامَ " حَتَّى تَمَّ إِلَيْهِ بِلَالٌ ، فَقَالَ : وَيْحَكَ يَا بِلَالُ ، هَلْ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ ؟ " , قَالَ : مَا أَسْمَعُ شَيْئًا قَالَ : " صَاحِبُ الْقَبْرِ يُعَذَّبُ , قَالَ : فَسُئِلَ عَنْهُ فَوُجِدَ يَهُودِيًّا " (1)
__________
(1) ( حم ) 12552 ( خد ) 853 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 659 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(1/550)
مِنْ أَسْبَابِ عَذَابِ الْقَبْرِ عَدَمُ الِاسْتِنْزَاهِ مِنَ الْبَوْل
( حم قط ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( تَنَزَّهُوا (1) مِنَ الْبَوْلِ ) (2) ( فَإِنَّ أَكْثَرَ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ الْبَوْلِ (3) ) (4) " (5)
__________
(1) التَّنَزُّه : الْبُعْدُ .
(2) ( قط ) 2
(3) أَيْ : مِنْ جِهَة عَدَم الِاحْتِرَاز مِنْهُ . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 319)
(4) ( حم ) 9047 , ( جة ) ( 348)
(5) صححه الألباني في الإرواء : 280 ، وصَحِيح الْجَامِع : 3002 .(1/551)
( س د جة ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنَةَ - رضي الله عنه - (1) قَالَ :
" ( خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (2) ( وَمَعَهُ دَرَقَةٌ (3) ) (4) ( فَوَضَعَهَا ثُمَّ جَلَسَ خَلْفَهَا فَبَالَ إِلَيْهَا " , فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : انْظُرُوا , يَبُولُ كَمَا تَبُولُ الْمَرْأَةُ , " فَسَمِعَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (5) ( فَقَالَ : وَيْحَكَ , أَمَا عَلِمْتَ مَا أَصَابَ صَاحِبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (6) ؟) (7) ( كَانُوا إِذَا أَصَابَهُمْ شَيْءٌ مِنْ الْبَوْلِ ) (8) ( قَطَعُوا مَا أَصَابَهُ الْبَوْلُ مِنْهُمْ ) (9) ( بِالْمَقَارِيضِ (10) فَنَهَاهُمْ صَاحِبُهُمْ (11) فَعُذِّبَ فِي قَبْرِهِ (12) ) (13) "
__________
(1) هُوَ أَخُو شُرَحْبِيل بْن حَسَنَة , وَحَسَنَة اِسْم أُمِّهِما , وَاسْم أَبِيهِمَا عَبْد اللَّه بْن الْمُطَاع ، وَلَيْسَ لِعَبْدِ اللَّهِ فِي الْكُتُب السِّتَّة سِوَى هَذَا الْحَدِيث الْوَاحِد . شرح سنن النسائي - (ج 1 / ص 26)
(2) ( س ) 30
(3) ( الدَّرَقَة ) : التُّرْس مِنْ جُلُود , لَيْسَ فِيهِ خَشَب وَلَا عَصَب .عون المعبود - (ج 1 / ص 26)
(4) ( د ) 22
(5) ( س ) 30
(6) ( صَاحِبُ بَنِي إِسْرَائِيل ) : أَيْ وَاحِد مِنْهُمْ . عون المعبود - (ج 1 / ص 26)
(7) ( جة ) 346
(8) ( س ) 30
(9) ( س ) 30
(10) وفِي رِوَايَة ( م ) 273 عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ : كَانَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ - رضي الله عنه - يُشَدِّدُ فِي الْبَوْلِ , وَيَبُولُ فِي قَارُورَةٍ , وَيَقُولُ : إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ إِذَا أَصَابَ جِلْدَ أَحَدِهِمْ بَوْلٌ قَرَضَهُ بِالْمَقَارِيضِ , وقَالَ الْقُرْطُبِيّ : مُرَاده بِالْجِلْدِ , وَاحِدُ الْجُلُودِ الَّتِي كَانُوا يَلْبَسُونَهَا , وَحَمَلَهُ بَعْضهمْ عَلَى ظَاهِره , وَزَعَمَ أَنَّهُ مِنْ الْإِصْر الَّذِي حَمَلُوهُ , وَيُؤَيِّدهُ رِوَايَة أَبِي دَاوُدَ ، فَفِيهَا ( كَانَ إِذَا أَصَابَ جَسَد أَحَدهمْ ) . عون المعبود - (ج 1 / ص 26)
(11) أَيْ : نَهَاهُمْ عَنِ الْقَطْع .
(12) فيه دليل على أن شرعَ من قبلنا شرع لنا إذا وافق شرعنا .ع
(13) ( س ) 30(1/552)
( حم ) ، وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى قَبْرٍ فَقَالَ : ائْتُونِي بِجَرِيدَتَيْنِ (1) فَجَعَلَ إِحْدَاهُمَا عِنْدَ رَأْسِهِ وَالْأُخْرَى عِنْدَ رِجْلَيْهِ " ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَنْفَعُهُ ذَلِكَ ؟ , قَالَ : " لَنْ يَزَالَ يُخَفَّفُ عَنْهُ بَعْضُ عَذَابِ الْقَبْرِ مَا كَانَ فِيهِمَا نُدُوٌّ (2) " (3)
__________
(1) الْجَرِيدَةُ : سَعَفَةُ النَّخْلِ , سُمِّيَتْ بِهَا لِكَوْنِهَا مُجَرَّدَةً عَنْ الْخُوصِ , وَهُوَ وَرَقُ النَّخْلِ .تحفة الأحوذي(ج4ص80)
(2) أي : رطوبة وخُضرة .
(3) ( حم ) 9684 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(1/553)
مِنْ أَسْبَابِ عَذَابِ الْقَبْرِ الْإفْسَادُ بَيْنَ النَّاس
( خ م ) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" ( مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِحَائِطٍ (1) مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ , فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا ) (2) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ , وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ (3) ) (4) ( ثُمَّ قَالَ : بَلَى ) (5) ( إِنَّهُ لَكَبِيرٌ (6) ) (7) ( أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ (8) لَا يَسْتَنْزِهُ (9) مِنْ بَوْلِهِ , وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ (10) ) (11) وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُعَذَّبُ فِي الْغَيْبَةِ (12) ( ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ (13) ) (14) ( رَطْبَةٍ فَشَقَّهَا نِصْفَيْنِ ) (15) ( فَوَضَعَ عَلَى كُلِّ قَبْرٍ مِنْهُمَا كِسْرَةً ) (16) فَغَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً (17) " ( فَقِيلَ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ فَعَلْتَ هَذَا ؟ , قَالَ : " لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا (18) ) (19) "
__________
(1) الْحَائِطُ : الْبُسْتَانُ مِنْ النَّخْلِ إِذَا كَانَ عَلَيْهِ حَائِطٌ وَهُوَ الْجِدَارُ .
(2) ( خ ) 213
(3) أَيْ : لَيْسَ بِكَبِيرٍ فِي اِعْتِقَادهمَا أَوْ فِي اِعْتِقَاد الْمُخَاطَبِينَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 341)
(4) ( خ ) 215 , ( م ) 292
(5) ( خ ) 213
(6) أَيْ : هُوَ عِنْد اللَّهِ كَبِير , كَقَوْلِهِ تَعَالَى ( وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْد اللَّهِ عَظِيم ) [النور/15] . فتح الباري(ج 1 / ص 341)
(7) ( خ ) 5708
(8) مَعْنَى الِاسْتِتَار أَنَّهُ لَا يَجْعَل بَيْنه وَبَيْن بَوْله سُتْرَة , يَعْنِي لَا يَتَحَفَّظ مِنْهُ ، فَتُوَافِق رِوَايَة ( لَا يَسْتَنْزِه ) , لِأَنَّهَا مِنْ التَّنَزُّه وَهُوَ الْإِبْعَاد . فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 341)
(9) ( م ) 292 , والتَّنَزُّه : الْبُعْدُ .
(10) النَّمِيمَة : نَقْل كَلَام النَّاس بِقَصْدِ الْفَسَاد وَالشَّرّ . عون المعبود - (ج 1 / ص 25)
(11) ( خ ) 213 , ( م ) 292
(12) ( جة ) 349 , ( حم ) 20389 .
(13) الْجَرِيدَة : الَّتِي لَمْ يَنْبُت فِيهَا خُوص ، فَإِنْ نَبَتَ فَهِيَ السَّعَفَة , وَقِيلَ : إِنَّهُ خَصَّ الْجَرِيد بِذَلِكَ لِأَنَّهُ بَطِيء الْجَفَاف . فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 341)
(14) ( خ ) 213
(15) ( خ ) 215
(16) ( خ ) 213
(17) ( خ ) 215 , ( م ) 292
(18) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : هُوَ مَحْمُول عَلَى أَنَّهُ دَعَا لَهُمَا بِالتَّخْفِيفِ مُدَّة بَقَاء النَّدَاوَة ، لَا أَنَّ فِي الْجَرِيدَة مَعْنًى يَخُصّهُ ، وَلَا أَنَّ فِي الرَّطْب مَعْنًى لَيْسَ فِي الْيَابِس , قَالَ : وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ الْمَعْنَى فِيهِ أَنَّهُ يُسَبِّح مَا دَامَ رَطْبًا , فَيَحْصُل التَّخْفِيف بِبَرَكَةِ التَّسْبِيح ، وَقَالَ الطِّيبِيّ : الْحِكْمَة فِي كَوْنهمَا مَا دَامَتَا رَطْبَتَيْنِ تَمْنَعَانِ الْعَذَاب يَحْتَمِل أَنْ تَكُون غَيْر مَعْلُومَة لَنَا كَعَدَدِ الزَّبَانِيَة , وَقَدْ اِسْتَنْكَرَ الْخَطَّابِيُّ وَمَنْ تَبِعَهُ وَضْعَ النَّاس الْجَرِيد وَنَحْوه فِي الْقَبْر عَمَلًا بِهَذَا الْحَدِيث , قَالَ الطُّرْطُوشِيّ : لِأَنَّ ذَلِكَ خَاصّ بِبَرَكَةِ يَده , وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاض : لِأَنَّهُ عَلَّلَ غَرْزهمَا عَلَى الْقَبْر بِأَمْرٍ مُغَيَّب , وَهُوَ قَوْله " لَيُعَذَّبَانِ " , قُلْت : لَا يَلْزَم مِنْ كَوْننَا لَا نَعْلَم أَيُعَذَّبُ أَمْ لَا أَنْ لَا نَتَسَبَّب لَهُ فِي أَمْر يُخَفِّف عَنْهُ الْعَذَاب أَنْ لَوْ عُذِّبَ ، كَمَا لَا يَمْنَع كَوْننَا لَا نَدْرِي أَرُحِمَ أَمْ لَا أَنْ لَا نَدْعُوَ لَهُ بِالرَّحْمَةِ , وَلَيْسَ فِي السِّيَاق مَا يَقْطَع عَلَى أَنَّهُ بَاشَرَ الْوَضْع بِيَدِهِ الْكَرِيمَة ، بَلْ يَحْتَمِل أَنْ يَكُون أَمَرَ بِهِ , وَقَدْ تَأَسَّى بُرَيْدَة بْن الْحُصَيْب الصَّحَابِيّ بِذَلِكَ فَأَوْصَى أَنْ يُوضَع عَلَى قَبْره جَرِيدَتَانِ , كَمَا سَيَأْتِي فِي الْجَنَائِز مِنْ هَذَا الْكِتَاب ، وَهُوَ أَوْلَى أَنْ يُتَّبَع مِنْ غَيْره . فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 341)
(19) ( خ ) 213 , ( م ) 292(1/554)
( د ) , وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ , يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ ؟ , قَالَ : هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ (1) وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ " (2)
__________
(1) أَيْ يَغْتَابُونَ الْمُسْلِمِينَ .
(2) ( د ) 4878 , ( حم ) 13364 , انظر صحيح الجامع : 5213 , والصحيحة : 533(1/555)
مِنْ أَسْبَابِ عَذَابِ الْقَبْرِ الْغُلُولُ فِي الْغَنِيمَة
( خ م ت ) , عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى خَيْبَرَ ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْنَا ، فَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً ، إِنَّمَا غَنِمْنَا الْمَتَاعَ وَالطَّعَامَ وَالثِّيَابَ ) (1) ( وَالْبَقَرَ وَالْإِبِلَ وَالْحَوَائِطَ (2) ثُمَّ انْصَرَفْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى وَادِي الْقُرَى - وَمَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَبْدٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ : مِدْعَمٌ , أَهْدَاهُ لَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي الضُّبَيْبِ - ) (3) ( فَلَمَّا نَزَلْنَا الْوَادِي قَامَ عَبْدُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَحُلُّ رَحْلَهُ (4) فَرُمِيَ بِسَهْمٍ فَكَانَ فِيهِ حَتْفُهُ ، فَقُلْنَا : هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " كَلَّا ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ) (5) ( إِنَّ الشَّمْلَةَ (6) الَّتِي أَخَذَهَا مِنَ الْغَنَائِمِ يَوْمَ خَيْبَرَ لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ (7) لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا " ) (8) ( فَفَزِعَ النَّاسُ ) (9) ( فَجَاءَ رَجُلٌ حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِشِرَاكيْنِ (10) فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذَا شَيْءٌ كُنْتُ أَصَبْتُهُ يَوْمَ خَيْبَرَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " شِرَاكَانِ مِنَ نَارٍ ) (11) ( ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : يَا ابْنَ الْخَطَّابِ , اذْهَبْ فَنَادِ فِي النَّاسِ ) (12) ( ثَلَاثًا ) (13) ( أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ " , قَالَ : فَخَرَجْتُ فَنَادَيْتُ : أَلَا إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ ) (14) .
__________
(1) ( م ) 115
(2) أَيْ : البساتين .
(3) ( خ ) 3993
(4) ( الرَّحْل ) : مَرْكَب الرَّجُل عَلَى الْبَعِير .
(5) ( م ) 115
(6) هِيَ كِسَاء يَشْتَمِل بِهِ الرَّجُل . عون المعبود - (ج 6 / ص 152)
(7) أَيْ : أَخَذَهَا قَبْل الْقِسْمَة فَكَانَ غُلُولًا , لِأَنَّهَا كَانَتْ مُشْتَرَكَة بَيْن الْغَانِمِينَ . عون المعبود - (ج 6 / ص 152)
(8) ( خ ) 6329
(9) ( م ) 115
(10) الشِّرَاكُ : سَيْرُ النَّعْلِ الذي يُمْسِك بالنعل عَلَى ظَهْرِ الْقَدَمِ .
(11) ( خ ) 3993 , ( م ) 115
(12) ( م ) 114
(13) ( ت ) 1574
(14) ( م ) 114(1/556)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ , رُبَّمَا ذَهَبَ إِلَى بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَيَتَحَدَّثُ عِنْدَهُمْ حَتَّى يَنْحَدِرَ لِلْمَغْرِبِ , قَالَ أَبُو رَافِعٍ : فَبَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُسْرِعُ إِلَى الْمَغْرِبِ مَرَرْنَا بِالْبَقِيعِ (1) فَقَالَ : أُفٍّ لَكَ , أُفٍّ لَكَ " , قَالَ : فَكَبُرَ ذَلِكَ فِي ذَرْعِي (2) فَاسْتَأْخَرْتُ وَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُرِيدُنِي , فَقَالَ : " مَا لَكَ ؟ , امْشِ " , فَقُلْتُ : أَحْدَثْتُ حَدَثًا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " مَا ذَاكَ ؟ " , قُلْتُ : أَفَّفْتَ بِي , قَالَ : " لَا , وَلَكِنْ هَذَا قَبْرُ فُلَانٍ , بَعَثْتُهُ سَاعِيًا (3) عَلَى بَنِي فُلَانٍ فَغَلَّ (4) نَمِرَةً (5) فَدُرِّعَ الْآنَ مِثْلَهَا مِنْ نَارٍ (6) " (7)
__________
(1) الْبَقِيع مَقْبَرَة الْمُسْلِمِينَ بالمدينة .
(2) الذَّرْع : الْوُسْع وَالطَّاقَة , وَالْمُرَاد : فَعَظُمَ وَقْعُهُ وَجَلَّ عِنْدِي .شرح سنن النسائي - (ج 2 / ص 119)
(3) الساعي : القائم على جمع الصدقات .
(4) ( الْغُلُول ) قَالَ أَبُو عُبَيْد : هُوَ الْخِيَانَة فِي الْغَنِيمَة خَاصَّة ، وَقَالَ غَيْره : هِيَ الْخِيَانَة فِي كُلِّ شَيْءٍ . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 228)
(5) النَّمِرة : كلُّ شَمْلَةٍ مُخَطَّطة من مَآزِر وسراويل الأعراب ، وجمعُها : نِمار.
(6) أَيْ : أُلْبِسَ عِوَضهَا دِرْعًا مِنْ نَار .
(7) ( حم ) 27236 , ( س ) 862 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1350(1/557)
مِنْ أَسْبَابِ عَذَابِ الْقَبْرِ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَعَدَمُ إتْيَانِه وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ وَإتْيَانِه
( حم هب ) , عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى قَوْمٍ تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ (1) مِنْ نَارٍ , كلما قُرِضَتْ وَفَتْ , فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلَاءِ يا جبريل ؟ , مَنْ هَؤُلَاءِ ؟ , قَالَ : هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ أُمَّتِكَ الَّذِينَ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ، وَيَقْرَؤُنَ كِتَابَ اللَّه وَلَا يَعْمَلُونَ بِهِ ) (2) وفي رواية (3) : هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ أُمَّتِكَ , الَّذِينَ يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا يَعْقِلُونَ ؟ "
__________
(1) المقاريض : جمع المقراض وهو المِقَصّ .
(2) ( هب ) 1773 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :125 , وصَحِيح الْجَامِع : 129
(3) ( حم ) 12879 , ( يع ) 3992 , انظر الصَّحِيحَة : 291(1/558)
أَحَادِيثٌ جَامِعَةٌ فِي أَسْبَابِ عَذَابِ الْقَبْر
( خ م ) , عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ : هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ ) (1) ( اللَّيْلَةَ رُؤْيَا ؟ , فَإِنْ رَأَى أَحَدٌ رُؤْيَا قَصَّهَا , فَيَقُولُ مَا شَاءَ اللَّهُ (2) فَسَأَلَنَا يَوْمًا فَقَالَ : هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا ؟ " , فَقُلْنَا : لَا , قَالَ : " لَكِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي فَأَخَذَا بِيَدَيَّ فَأَخْرَجَانِي إِلَى الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ (3) فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ , وَرَجُلٌ قَائِمٌ بِيَدِهِ كَلُّوبٌ (4) مِنْ حَدِيدٍ , فَيُدْخِلُ ذَلِكَ الْكَلُّوبَ فِي شِدْقِهِ (5) فَيَشُقُّ شِدْقَهُ حَتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ ) (6) ( وَمَنْخِرَهُ إِلَى قَفَاهُ , وَعَيْنَهُ إِلَى قَفَاهُ , ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِالْجَانِبِ الْأَوَّلِ , فَمَا يَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ الْجَانِبِ حَتَّى يَصِحَّ ذَلِكَ الْجَانِبُ كَمَا كَانَ , ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الْأُولَى , فَقُلْتُ : سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ ؟ , فَقَالَا : انْطَلِقْ انْطَلِقْ ) (7) ( فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ عَلَى قَفَاهُ , وَرَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ بِصَخْرَةٍ فَيَشْدَخُ (8) بِهَا رَأْسَهُ , فَإِذَا ضَرَبَهُ تَدَهْدَهَ (9) الْحَجَرُ , فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ لِيَأْخُذَهُ , فلَا يَرْجِعُ إِلَى هَذَا ) (10) ( حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ , ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الْأُولَى فَقُلْتُ لَهُمَا : سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ ؟ , فَقَالَا لِي : انْطَلِقْ انْطَلِقْ , قَالَ : فَانْطَلَقْنَا ) (11) ( إِلَى ثَقْبٍ مِثْلِ التَّنُّورِ (12) أَعْلَاهُ ضَيِّقٌ وَأَسْفَلُهُ وَاسِعٌ ) (13) ( فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ (14) وَأَصْوَاتٌ , قَالَ : فَاطَّلَعْنَا فِيهِ فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ , وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَئوا (15) ) (16) ( وَارْتَفَعُوا حَتَّى كَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا , فَإِذَا خَمَدَ رَجَعُوا ) (17) ( فَقُلْتُ لَهُمَا : مَا هَؤلَاء ؟ , فَقَالَا لِي : انْطَلِقْ انْطَلِقْ , قَالَ : فَانْطَلَقْنَا ) (18) ( حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ مِنْ دَمٍ ) (19) ( وَإِذَا فِي النَّهَرِ رَجُلٌ سَابِحٌ يَسْبَحُ ) (20) ( وَعَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ حِجَارَةٌ كَثِيرَةٌ , فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ الَّذِي فِي النَّهَرِ لِيَخْرُجَ , فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ ) (21) ( فَغَرَ (22) لَهُ فَاهُ فَأَلْقَمَهُ حَجَرًا , فَيَنْطَلِقُ يَسْبَحُ , ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ , كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ فَغَرَ لَهُ فَاهُ فَأَلْقَمَهُ حَجَرًا ) (23) ( فِي فِيهِ فَرَدَّهُ حَيْثُ كَانَ ) (24) ( فَقُلْتُ لَهُمَا : مَا هَذَانِ ؟ , فَقَالَا لِي : انْطَلِقْ انْطَلِقْ , قَالَ : فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ كَرِيهِ الْمَرْآةِ (25) كَأَكْرَهِ مَا أَنْتَ رَاءٍ رَجُلًا مَرْآةً , وَإِذَا عِنْدَهُ نَارٌ يَحُشُّهَا (26) وَيَسْعَى حَوْلَهَا , فَقُلْتُ لَهُمَا : مَا هَذَا ؟ , فَقَالَا لِي : انْطَلِقْ انْطَلِقْ , فَانْطَلَقْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى رَوْضَةٍ (27) ) (28) ( خَضْرَاءَ ) (29) ( فِيهَا مِنْ كُلِّ نَوْر الرَّبِيعِ (30) ) (31) ( وَفِيهَا شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ وَفِي أَصْلِهَا شَيْخٌ ) (32) ( طَوِيلٌ لَا أَكَادُ أَرَى رَأْسَهُ طُولًا فِي السَّمَاءِ , وَإِذَا حَوْلَ الرَّجُلِ مِنْ أَكْثَرِ وِلْدَانٍ رَأَيْتُهُمْ قَطُّ , فَقُلْتُ لَهُمَا : مَا هَذَا ؟ , مَا هَؤُلَاءِ ؟ , فَقَالَا لِي : انْطَلِقْ انْطَلِقْ ) (33) ( فَصَعِدَا بِي فِي الشَّجَرَةِ ) (34) ( فَانْتَهَيْنَا إِلَى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنِ ذَهَبٍ وَلَبِنِ فِضَّةٍ (35) ) (36) ( لَمْ أَرَ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا ) (37) ( فَأَتَيْنَا بَابَ الْمَدِينَةِ فَاسْتَفْتَحْنَا فَفُتِحَ لَنَا فَدَخَلْنَاهَا ) (38) ( فَتَلَقَّانَا رِجَالٌ شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ , وَشَطْرٌ كَأَقْبَحِ مَا أَنْتَ رَاءٍ , فَقَالَا لَهُمْ : اذْهَبُوا فَقَعُوا فِي ذَلِكَ النَّهْرِ (39) ) (40) ( وَإِذَا نَهَرٌ مُعْتَرِضٌ (41) يَجْرِي كَأَنَّ مَاءَهُ الْمَحْضُ (42) فِي الْبَيَاضِ , فَذَهَبُوا فَوَقَعُوا فِيهِ ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْنَا قَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ السُّوءُ عَنْهُمْ , فَصَارُوا فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ , فَقَالَا لِي : هَذِهِ جَنَّةُ عَدْنٍ (43) ) (44) ( ثُمَّ أَخْرَجَانِي مِنْهَا فَصَعِدَا بِي الشَّجَرَةَ , فَأَدْخَلَانِي دَارًا هِيَ أَحْسَنُ وَأَفْضَلُ , فِيهَا شُيُوخٌ وَشَبَابٌ , فَقُلْتُ : طَوَّفْتُمَانِي اللَّيْلَةَ , فَأَخْبِرَانِي عَمَّا رَأَيْتُ , فَقَالَا : نَعَمْ , أَمَّا الَّذِي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ , فَكَذَّابٌ يُحَدِّثُ بِالْكَذْبَةِ فَتُحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الْآفَاقَ فَيُصْنَعُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ , وَالَّذِي رَأَيْتَهُ يُشْدَخُ رَأْسُهُ , فَرَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ , فَنَامَ عَنْهُ بِاللَّيْلِ , وَلَمْ يَعْمَلْ فِيهِ بِالنَّهَارِ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ (45) وَيَنَامُ عَنْ الصَلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ (46) يُفْعَلُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) (47) ( وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ , فَإِنَّهُمْ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي (48) وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يَسْبَحُ فِي النَّهَرِ وَيُلْقَمُ الْحَجَرَ , فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا ) (49) ( وَالشَّيْخُ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ إِبْرَاهِيمُ - عليه السلام - ) (50) ( وَأَمَّا الْوِلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ , فَكُلُّ مَوْلُودٍ مَاتَ عَلَى الْفِطْرَةِ " , فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ ؟ , فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - : " وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ , وَأَمَّا الرَّجُلُ الْكَرِيهُ الْمَرْآةِ الَّذِي ) (51) ( يُوقِدُ النَّارَ , فَمَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ , وَالدَّارُ الْأُولَى الَّتِي دَخَلْتَ , دَارُ عَامَّةِ الْمُؤْمِنِينَ ) (52) ( وَأَمَّا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَانُوا شَطْرٌ مِنْهُمْ حَسَنٌ وَشَطْرٌ مِنْهُمْ قَبِيحٌ , فَإِنَّهُمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُمْ ) (53) ( وَأَمَّا هَذِهِ الدَّارُ فَدَارُ الشُّهَدَاءِ , وَأَنَا جِبْرِيلُ وَهَذَا مِيكَائِيلُ , فَارْفَعْ رَأْسَكَ , فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا فَوْقِي ) (54) ( قَصْرٌ مِثْلُ السَّحَابَةِ الْبَيْضَاءِ , فَقَالَا لِي : ذَاكَ مَنْزِلُكَ ) (55) ( فَقُلْتُ : دَعَانِي أَدْخُلْ مَنْزِلِي , فَقَالَا : إِنَّهُ بَقِيَ لَكَ عُمُرٌ لَمْ تَسْتَكْمِلْهُ , فَلَوْ اسْتَكْمَلْتَهُ أَتَيْتَ مَنْزِلَكَ ) (56) "
__________
(1) ( م ) 2275
(2) أَيْ : يَعْبُر لَهُمْ الرُّؤْيَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 52)
(3) وَعِنْدَ أَحْمَد إِلَى أَرْض فَضَاء أَوْ أَرْض مُسْتَوِيَة ، وَفِي حَدِيث عَلِيّ " فَانْطَلَقَا بِي إِلَى السَّمَاء " .فتح الباري(ج20ص 52)
(4) الكَلُّوب : مفرد الكلاليب , وهو حديدة معوجة الرأس تشبه الخَطاف .
(5) الشِّدْق : جَانِب الْفَم مما يلي الخَدَّ . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 52)
(6) ( خ ) 1320
(7) ( خ ) 6640
(8) الشَّدْخُ : كَسْر الشَّيْء الْأَجْوَف . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 52)
(9) تدهده : تدحرج .
(10) ( خ ) 1320
(11) ( خ ) 6640
(12) التنور : المَوْقِدُ .
(13) ( خ ) 1320
(14) اللَّغط : الأصوات المختلطة المبهمة والضجة لَا يُفهم معناها .
(15) أَيْ : رَفَعُوا أَصْوَاتهمْ مُخْتَلِطَة .
(16) ( خ ) 6640
(17) ( خ ) 1320 , ( حم ) 20177
(18) ( خ ) 6640
(19) ( خ ) 1320
(20) ( خ ) 6640
(21) ( خ ) 1320
(22) أَيْ : فَتَحَ .
(23) ( خ ) 6640
(24) ( خ ) 1320
(25) أَيْ : قَبِيح الْمَنْظَر .
(26) أَيْ : يُوقِدهَا ، وَقَالَ فِي التَّهْذِيب : حَشَشْت النَّار بِالْحَطَبِ : ضَمَمْت مَا تَفَرَّقَ مِنْ الْحَطَب إِلَى النَّار .
(27) الروضة : البستان .
(28) ( خ ) 6640
(29) ( خ ) 1320
(30) النَّوْر بِالْفَتْحِ : الزَّهْرُ .
(31) ( خ ) 6640
(32) ( خ ) 1320
(33) ( خ ) 6640
(34) ( خ ) 1320
(35) اللَّبِن : جَمْع لَبِنَة , وَأَصْلهَا مَا يُبْنَى بِهِ مِنْ طِين .
(36) ( خ ) 4397
(37) ( خ ) 1320
(38) ( خ ) 6640
(39) الْمُرَاد أَنَّهُمْ يَنْغَمِسُونَ فِيهِ لِيَغْسِلَ تِلْكَ الصِّفَة بِهَذَا الْمَاء الْخَاصّ . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 52)
(40) ( خ ) 4397
(41) أَيْ : يَجْرِي عَرْضًا .
(42) ( الْمَحْض ) : هُوَ اللَّبَن الْخَالِص عَنْ الْمَاء , حُلْوًا كَانَ اللَّبَن أَوْ حَامِضًا .فتح الباري (ج 20 / ص 52)
(43) أَيْ : هَذِهِ الْمَدِينَةُ جَنَّة عَدْن .
(44) ( خ ) 6640
(45) قَالَ اِبْن هُبَيْرَة : رَفْض الْقُرْآن بَعْدَ حِفْظه جِنَايَة عَظِيمَة , لِأَنَّهُ يُوهِم أَنَّهُ رَأَى فِيهِ مَا يُوجِب رَفْضه , فَلَمَّا رَفَضَ أَشْرَفَ الْأَشْيَاء وَهُوَ الْقُرْآن , عُوقِبَ فِي أَشْرَفِ أَعْضَائِهِ وَهُوَ الرَّأْس فتح الباري (ج 20 / ص 52).
(46) ( خ ) 6640 , وهَذَا أَوْضَح مِنْ رِوَايَة جَرِير بْن حَازِم بِلَفْظِ " عَلَّمَهُ اللَّه الْقُرْآن فَنَامَ عَنْهُ بِاللَّيْلِ وَلَمْ يَعْمَل فِيهِ بِالنَّهَارِ " , فَإِنَّ ظَاهِره أَنَّهُ يُعَذَّب عَلَى تَرْك قِرَاءَة الْقُرْآن بِاللَّيْلِ ، بِخِلَافِ رِوَايَة عَوْف فَإِنَّهُ عَلَى تَرْكه الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة ، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون التَّعْذِيب عَلَى مَجْمُوع الْأَمْرَيْنِ : تَرْك الْقِرَاءَة وَتَرْك الْعَمَل . فتح الباري (ج 20 / ص 52)
(47) ( خ ) 1320
(48) مُنَاسَبَة الْعُرْي لَهُمْ لِاسْتِحْقَاقِهِمْ أَنْ يُفْضَحُوا , لِأَنَّ عَادَتهمْ أَنْ يَسْتَتِرُوا فِي الْخَلْوَة , فَعُوقِبُوا بِالْهَتْكِ ، وَالْحِكْمَة فِي إِتْيَان الْعَذَاب مِنْ تَحْتِهِمْ كَوْنُ جِنَايَتهمْ مِنْ أَعْضَائِهِمْ السُّفْلَى . ( فتح ) - (ج 20 / ص 52)
(49) ( خ ) 6640
(50) ( خ ) 1320
(51) ( خ ) 6640
(52) ( خ ) 1320
(53) ( خ ) 4397
(54) ( خ ) 1320
(55) ( خ ) 6640
(56) ( خ ) 1320(1/559)
( خز ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أَتَانِي رَجُلَانِ ، فَأَخَذَا بِضَبْعَيَّ (1) فَأَتَيَا بِي جَبَلا وَعْرًا ، فَقَالَا : اصْعَدْ , فَقُلْتُ : إِنِّي لَا أُطِيقُهُ , فَقَالَا : إِنَّا سَنُسَهِّلُهُ لَكَ , فَصَعِدْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي سَوَاءِ الْجَبَلِ إِذَا بِأَصْوَاتٍ شَدِيدَةٍ , فَقُلْتُ : مَا هَذِهِ الْأَصْوَاتُ ؟ , قَالُوا : هَذَا عُوَاءُ أَهْلِ النَّارِ , ثُمَّ انْطَلَقَا بِي فَإِذَا أَنَا بِقَوْمٍ مُعَلَّقِينَ بِعَرَاقِيبِهِمْ (2) مُشَقَّقَةٍ أَشْدَاقُهُمْ (3) تَسِيلُ أَشْدَاقُهُمْ دَمًا , فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلَاءِ ؟ , قَالَا : هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُفْطِرُونَ قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهِمْ (4) فَقُلْتُ : خَابَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى - قَالَ سُلَيْمَانُ : مَا أَدْرِي أَسَمِعَهُ أَبُو أُمَامَةَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمْ شَيْءٌ مِنْ رَأْيِهِ ؟ - قَالَ : ثُمَّ انْطَلَقْنَا ، فَإِذَا بِقَوْمٍ أَشَدَّ شَيْءٍ انْتِفَاخًا , وَأَنْتَنِهِ رِيحًا ، وَأَسْوَئِهِ مَنْظَرًا ، فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلَاءِ ؟ , قَالَا : هَؤُلَاءِ قَتْلَى الْكُفَّارِ ، ثُمَّ انْطَلَقَا بِي ، فَإِذَا بِقَوْمٍ أَشَدَّ شَيْءٍ انْتِفَاخًا ، وَأَنْتَنِهِ رِيحًا ، كَأَنَّ رِيحَهُمُ الْمَرَاحِيضُ , فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلَاءِ ؟ , قَالَا : هَؤُلَاءِ الزَّانُونَ وَالزَّوَانِي , ثُمَّ انْطَلَقَا بِي ، فَإِذَا أَنَا بِنِسَاءٍ تَنْهَشُ ثُدِيَّهُنَّ الْحَيَّاتُ , فَقُلْتُ : مَا بَالُ هَؤُلَاءِ ؟ , قَالَا : هَؤُلَاءِ يَمْنَعْنَ أَوْلَادَهُنَّ أَلْبَانَهُنَّ , ثُمَّ انْطَلَقَا بِي ، فَإِذَا أَنَا بِغِلْمَانِ يَلْعَبُونَ بَيْنَ نَهْرَيْنِ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلَاءِ ؟ , قَالَا : هَؤُلَاءِ ذَرَارِيُّ (5) الْمُؤْمِنِينَ ، ثُمَّ شَرَفَا بِيَ شَرَفًا (6) فَإِذَا أَنَا بِنَفَرٍ ثَلَاثةٍ يَشْرَبُونَ مِنْ خَمْرٍ لَهُمْ ، قُلْتُ : مَنْ هَؤُلَاءِ ؟ , قَالَا : هَؤُلَاءِ جَعْفَرٌ ، وَزِيدٌ ، وَابْنُ رَوَاحَةَ - رضي الله عنهم - , ثُمَّ شَرَفَانِي شَرَفًا آخَرَ ، فَإِذَا أَنَا بِنَفَرٍ ثَلَاثةٍ ، قُلْتُ : مَنْ هَؤُلَاءِ ؟ قَالَا : هَذَا إِبْرَاهِيمُ وَمُوسَى وَعِيسَى - عليه السلام - ، وَهُمْ يَنْتَظِرُونَك " (7)
__________
(1) الضَّبْع : الْعَضُد .
(2) العراقيب : جَمْع عُرْقُوب , وهو : عَصَب غَلِيظ فَوْق عَقِب الْإِنْسَان .
(3) الشِّدْق : جانب الفم مما يلي الخد .
(4) أَيْ : يفطرون قبل وقت الإفطار .
(5) أَيْ : أَوْلَادهمْ الصِّغَار وَالنِّسَاء .
(6) الشرف : المكان المرتفع .
(7) ( خز ) 1986 , ( حب ) 7491 , انظر الصَّحِيحَة : 3951 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2393(1/560)
الأسباب المانعة من عذاب القبر
( ت د ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ سُورَةً مِنْ الْقُرْآنِ ثَلَاثُونَ آيَةً ) (1) ( تَشْفَعُ لِصَاحِبِهَا حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ ) (2) ( وَهِيَ سُورَةُ : { تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ } ) (3) "
( أبو الشيخ ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" سُورَةُ تَبَارَكَ هِيَ الْمَانِعَةُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ " (4)
__________
(1) ( ت ) 2891 , ( د ) 1400
(2) ( د ) 1400 , ( ت ) 2891
(3) ( ت ) 2891 , ( د ) 1400 , ( جة ) 3786 , ( حم ) 7962
(4) أخرجه أبو الشيخ في " طبقات الأصبهانيين " ( 264 ) , والحاكم ( 2 / 498 ) , ( كنز ) 2649 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3643 , الصَّحِيحَة : 1140(1/561)
( ك ) , وَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" يُؤْتَى الرَّجُلُ فِي قَبْرِهِ فَتُؤْتَى رِجْلاهُ ، فَتَقُولُ رِجْلاهُ : لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي سَبِيلٌ كَانَ يَقُومُ يَقْرَأُ بِي سُورَةَ الْمُلْكِ ، ثُمَّ يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ صَدْرِهِ فَيَقُولُ : لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي سَبِيلٌ , كَانَ يَقْرَأُ بِي سُورَةَ الْمُلْكِ , ثُمَّ يُؤْتَى رَأْسُهُ فَيَقُولُ : لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي سَبِيلٌ , كَانَ يَقْرَأُ بِي سُورَةَ الْمُلْكِ , قَالَ : فَهِيَ الْمَانِعَةُ , تَمْنَعُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ , وَهِيَ فِي التَّوْرَاةِ سُورَةُ الْمُلْكِ ، وَمَنْ قَرَأَهَا فِي لَيْلَةٍ فَقَدْ أَكْثَرَ وَأَطَابَ " (1)
__________
(1) ( ك ) 3839 , ( ش ) 6025 , ( طب ) 8651 , ( ن ) 10547 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1475 , 1589(1/562)
( ت ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ , إِلَّا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ (1) " (2)
__________
(1) ( فِتْنَةَ الْقَبْرِ ) أَيْ : عَذَابَهُ وَسُؤَالَهُ . تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 138)
(2) ( ت ) 1074 , ( حم ) 6582 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :3562 , والمشكاة : 1367 , وأحكام الجنائز ص35(1/563)
مُسْتَقَرُّ الْأَرْوَاحِ بَعْدَ الْمَوْت
( جة حم ) , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
( لَمَّا حَضَرَتْ كَعْبًا - رضي الله عنه - الْوَفَاةُ , أَتَتْهُ أُمُّ بِشْرٍ بِنْتُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍب, فَقَالَتْ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , إِنْ لَقِيتَ ) (1) ( ابْنِي - تَعْنِي مُبَشِّرًا - ) (2) ( فَاقْرَأْ عَلَيْهِ مِنِّي السَّلَامَ فَقَالَ : غَفَرَ اللَّهُ لَكِ يَا أُمَّ بِشْرٍ , نَحْنُ أَشْغَلُ مِنْ ذَلِكَ , فَقَالَتْ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِنَّ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ ) (3) ( فِي طَيْرٍ خُضْرٍ تَعَلَّقُ بِشَجَرِ الْجَنَّةِ ) (4) ( حَتَّى يُرْجِعَهَا اللَّهُ - عز وجل - إِلَى أَجْسَادِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ " ) (5) ( قَالَ : بَلَى , قَالَتْ : فَهُوَ ذَاكَ ) (6) . (7)
__________
(1) ( جة ) 1449
(2) ( حم ) 15814 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(3) ( جة ) 1449
(4) ( جة ) 1449 , ( س ) 2073
(5) ( حم ) 15814 , ( جة ) 4271
(6) ( جة ) 1449
(7) صَحِيح الْجَامِع : 1560 , الصَّحِيحَة : 995(1/564)
( حم ) , وَعَنْ أُمِّ هَانِئٍ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَنَتَزَاوَرُ إِذَا مِتْنَا وَيَرَى بَعْضُنَا بَعْضًا ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " تَكُونُ النَّسَمُ (1) طَيْرًا تَعَلَّقُ بِالشَّجَرِ , حَتَّى إِذَا كَانُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ دَخَلَتْ كُلُّ نَفْسٍ فِي جَسَدِهَا " (2)
__________
(1) النَّسَم : جمع نَسَمَة , وهي الروح أو النفس .
(2) ( حم ) 27427 , انظر الصَّحِيحَة : 679(1/565)
وُصُولُ ثَوَابِ بَعْضِ الْأَعْمَالِ لِلْمَيِّت
( م جة ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ ) (1) ( وَإِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ ) (2) ( صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ ) (3) ( أَوْ مُصْحَفًا وَرَّثَهُ ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ ، أَوْ بَيْتًا بَنَاهُ لِابْنِ السَّبِيلِ ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ , أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ ) (4) ( أَوْ عِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ ) (5) ( عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ ) (6) أَوْ عِلْمٌ يُعْمَلُ بِهِ مِنْ بَعْدِهِ (7) ( أَوْ وَلَدٌ صَالِحٌ تَرَكَهُ ) (8) أَوْ وَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ (9) "
__________
(1) ( م ) 1631
(2) ( جة ) 242
(3) ( م ) 1631 , ( س ) 3651
(4) ( جة ) 242
(5) ( م ) 1631
(6) ( جة ) 242
(7) ( جة ) 241
(8) ( جة ) 242
(9) ( م ) 1631 , ( ت ) 1376(1/566)
( حل ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" سَبْعَةٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ وَهُوَ فِي قَبْرِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ : مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا ، أَوْ أَجْرَى نَهَرًا , أَوْ حَفَرَ بِئْرًا ، أَوْ غَرَسَ نَخْلًا ، أَوْ بَنَى مَسْجِدًا ، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا ، أَوْ تَرَكَ وَلَدًا يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ " (1)
________
(1) ( حل ) 2757 , ( هب ) 3284 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3602 , وصحيح الترغيب والترهيب : 73(1/567)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ أَنَّى لِي هَذِهِ ؟ فَيَقُولُ : بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 10618 , ( جة ) 3660 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1617 ، الصَّحِيحَة : 1598(1/568)
( طب ) , عَنْ سَلْمَانَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَرْبَعٌ مِنْ عَمَلِ الْأَحْيَاءِ يَجْرِي لِلْأَمْوَاتِ : رَجُلٌ تَرَكَ عَقِبًا (1) صَالِحًا , فَيَدْعُو فَيَبْلُغُهُ دُعَاؤُهُمْ , وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ جَارِيَةٍ , لَهُ أَجْرُهَا مِنْ بَعْدِهِ مَا جَرَتْ , وَرَجُلٌ عَلَّمَ عِلْمًا فَعُمِلُ بِهِ مِنْ بَعْدِهِ , فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ مِنْ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهِ شَيْئٌ ، وَرَجُلٌ مُرَابِطٌ (2) يُنْمَى لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْحِسَابِ " (3)
__________
(1) العَقِب : الذرية والولد .
(2) الرّباط : الإقامة على جِهَاد العَدوّ بالحرب ، وارْتباطُ الخيلِ وإعْدَادُها .
(3) ( طب ) 6181 , ( مسند الشاميين ) 3531 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 888 , الصَّحِيحَة : 3984(1/569)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ أَبِي مَاتَ وَتَرَكَ مَالًا وَلَمْ يُوصِ , فَهَلْ يُكَفِّرُ عَنْهُ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهُ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ " (1)
__________
(1) ( م ) ( 1630) , ( س ) 3652(1/570)
خَاتِمَة
( حم ) , عَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ مَاتَ عَلَى شَيْءٍ بَعَثَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 14413 , ( ك ) 7872 , الصَّحِيحَة : 283(1/571)
( د ) , وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ :
لَمَّا حَضَرَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ الْمَوْتُ دَعَا بِثِيَابٍ جُدُدٍ فَلَبِسَهَا ثُمَّ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِنَّ الْمَيِّتَ يُبْعَثُ فِي ثِيَابِهِ الَّتِي يَمُوتُ فِيهَا (1) " (2)
__________
(1) يُجْمَعُ بَيْنَهُ وبين حديث ( إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا ) بِأَنَّ بَعْضَهُمْ يُحْشَرُ عَارِيًا وَبَعْضَهُمْ كَاسِيًا , أَوْ يُحْشَرُونَ كُلُّهُمْ عُرَاةً ثُمَّ يُكْسَى الْأَنْبِيَاءُ , فَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام , أَوْ يَخْرُجُونَ مِنْ الْقُبُور بِالثِّيَابِ الَّتِي مَاتُوا فِيهَا , ثُمَّ تَتَنَاثَرُ عَنْهُمْ عِنْد اِبْتِدَاءِ الْحَشْرِ فَيُحْشَرُونَ عُرَاة , ثُمَّ يَكُون أَوَّلُ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيمَ , وَحَمَلَ بَعْضهمْ حَدِيث أَبِي سَعِيد عَلَى الشُّهَدَاء , لِأَنَّهُمْ الَّذِينَ أَمَرَ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُزَمَّلُوا فِي ثِيَابِهِمْ وَيُدْفَنُوا فِيهَا , فَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون أَبُو سَعِيد سَمِعَهُ فِي الشَّهِيد فَحَمَلَهُ عَلَى الْعُمُوم , وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ : فَيُحْمَلُ مَا دَلَّ عَلَيْهِ حَدِيث أَبِي سَعِيد عَلَى الشُّهَدَاء , لِأَنَّهُمْ يُدْفَنُونَ بِثِيَابِهِمْ فَيُبْعَثُونَ فِيهَا تَمْيِيزًا لَهُمْ عَنْ غَيْرِهِمْ , وَقَدْ نَقَلَهُ اِبْن عَبْد الْبَرّ عَنْ أَكْثَر الْعُلَمَاء .وَمِمَّنْ حَمَلَهُ عَلَى عُمُومه مُعَاذ بْن جَبَلٍ - رضي الله عنه - , فَأَخْرَجَ اِبْن أَبِي الدُّنْيَا بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ عَمْرو بْن الْأَسْوَد قَالَ : " دَفَنَّا أُمَّ مُعَاذ بْن جَبَل , فَأَمَرَ بِهَا فَكُفِّنَتْ فِي ثِيَابٍ جُدُدٍ وَقَالَ : أَحْسِنُوا أَكْفَانَ مَوْتَاكُمْ فَإِنَّهُمْ يُحْشَرُونَ فِيهَا " فتح الباري(ج18ص370)
(2) ( د ) 3114 , ( حب ) 7316 , انظر الصَّحِيحَة : 1671(1/572)
( خ م ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ , عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ (1) إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ , وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ , فَيُقَالُ : هَذَا مَقْعَدُكَ , حَتَّى يَبْعَثَكَ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
(1) أَيْ : أُظْهِرَ لَهُ مَكَانُهُ الْخَاصُّ مِنْ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، قَالَ الْقُرْطُبِيُّ : وَالْمُرَادُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ وَقْتُهُمَا ، وَإِلَّا فَالْمَوْتَى لَا صَبَاحَ عِنْدَهُمْ وَلَا مَسَاءَ , ثُمَّ هُوَ مَخْصُوصٌ بِغَيْرِ الشُّهَدَاءِ , لِأَنَّهُمْ أَحْيَاءٌ وَأَرْوَاحُهُمْ تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ , وَفَائِدَةُ الْعَرْضِ فِي حَقِّهِمْ تَبْشِيرُ أَرْوَاحِهِمْ بِاسْتِقْرَارِهَا فِي الْجَنَّةِ مُقْتَرِنَةً بِأَجْسَادِهَا , فَإِنَّ فِيهِ قَدْرًا زَائِدًا عَلَى مَا هِيَ فِيهِ الْآنَ . تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 135)
(2) ( م ) 2866 , ( خ ) 1313(1/573)
عَلَامَاتُ السَّاعَةِ الصُّغْرَى
قَالَ تَعَالَى : { فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا , فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ } [محمد/18]
قُرْبُ قِيَامِ السَّاعَة
قَالَ تَعَالَى : { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ } [القمر/1]
( حم ) , عَنْ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - وَاقِفًا بِعَرَفَاتٍ ، فَنَظَرَ إِلَى الشَّمْسِ حِينَ تَدَلَّتْ مِثْلَ التُّرْسِ لِلْغُرُوبِ , فَبَكَى وَاشْتَدَّ بُكَاؤُهُ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ عِنْدَهُ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَدْ وَقَفْتَ مَعِي مِرَارًا لِمَ تَصْنَعُ هَذَا ؟ , فَقَالَ : ذَكَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ وَاقِفٌ بِمَكَانِي هَذَا فَقَالَ : " أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ دُنْيَاكُمْ فِيمَا مَضَى مِنْهَا إِلَّا كَمَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكُمْ هَذَا فِيمَا مَضَى مِنْهُ " (1)
__________
(1) ( حم ) 6173 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : صحيح لغيره .(1/574)
( ك ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ , وَلَا يَزْدَادُ النَّاسُ عَلَى الدُّنْيَا إِلَّا حِرْصًا ، وَلَا يَزْدَادُونَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا بُعْدًا " (1)
__________
(1) ( ك ) 7917 , ( طب ) 9787 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1146 , والصَّحِيحَة : 1510(1/575)
( الدولابي في الكنى ) , وَعَنْ أَبِي جَبِيرَةَ بْنِ الضَّحَّاكِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" بُعِثْتُ فِي نَسَمِ السَّاعَةِ (1) " (2)
________
(1) قال الدولابي : سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا يَقُولُ : فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا .
(2) صَحِيح الْجَامِع : 5143 , 808(1/576)
( حم ) , وَعَنْ بُرَيْدَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ جَمِيعًا , إِنْ كَادَتْ لَتَسْبِقُنِي " (1)
__________
(1) قال الشيخ شعيب الأرنؤوط في ( حم ) 22997 : حسن لغيره , وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد .(1/577)
( الضياء ) , وَعَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ :
قَدِمَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ - رضي الله عنه - عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، فَقَالَ لَهُ الْوَلِيدُ : مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَذْكُرُ بِهِ السَّاعَةَ ؟ ، فَحَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " لَسْتُ مِنَ الدُّنْيَا وَلَيْسَتْ مِنِّي ، إِنِّي بُعِثْتُ وَالسَّاعَةَ نَسْتَبِقُ " (1)
__________
(1) رواه الضياء في " المختارة " ( 1 / 486 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5080 , والصَّحِيحَة : 1275(1/578)
( حم ) , وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :" رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَقُولُ : بُعِثْتُ مِنْ السَّاعَةِ كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 18793 , ( م ) 2951 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : صحيح لغيره .(1/579)
( حم ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَثَلِي وَمَثَلُ السَّاعَةِ كَهَاتَيْنِ - وَفَرَّقَ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ - ثُمَّ قَالَ : مَثَلِي وَمَثَلُ السَّاعَةِ كَمَثَلِ فَرَسَيْ رِهَانٍ ، ثُمَّ قَالَ : مَثَلِي وَمَثَلُ السَّاعَةِ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَعَثَهُ قَوْمُهُ طَلِيعَةً (1) فَلَمَّا خَشِيَ أَنْ يُسْبَقَ أَلَاحَ بِثَوْبِهِ : أُتِيتُمْ أُتِيتُمْ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَنَا ذَلِكَ , أَنَا ذَلِكَ " (2)
__________
(1) الطَّلِيعَة : مقدمة الجيش , أو الذي يَنْظُرُ للقوم لَئلاَّ يَدْهَمَهم عدوٌّ .
(2) ( حم ) 22860 , صَحِيح الْجَامِع : 7901 , الصَّحِيحَة : 3220(1/580)
( ت حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( كَيْفَ أَنْعَمُ (1) وَصَاحِبُ الْقَرْنِ (2) قَدْ الْتَقَمَ الْقَرْنَ (3) وَحَنَى جَبْهَتَهُ , وَأَصْغَى (4) ) (5) ( السَّمْعَ ) (6) ( مَتَى يُؤْمَرُ بِالنَّفْخِ فَيَنْفُخُ " ) (7) ( فَسَمِعَ ذَلِكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَشَقَّ عَلَيْهِمْ (8) ) (9) ( فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ - صلى الله عليه وسلم - : " قُولُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا ) (10) " (11)
__________
(1) أَيْ : كَيْفَ أَفْرَحُ وَأَتَنَعَّمُ , وَفِي النِّهَايَةِ : وَالنَّعْمَةِ بِالْفَتْحِ : الْمَسَرَّةُ وَالْفَرَحُ وَالتَّرَفُّهُ .
(2) القرن : كالبوق الذي ينفخ فيه .
(3) أَيْ : وَضَعَ طَرَفَ الْقَرْنِ فِي فَمِهِ .
(4) أصغى : أحسن الاستماع .
(5) ( ت ) 3243
(6) ( حم ) 19364 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : صحيح .
(7) ( ت ) 2431
(8) شق عليه : صعب عليه أمره .
(9) ( حم ) 19364
(10) ( ت ) 2431
(11) الصَّحِيحَة : 1079(1/581)
( ك ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ طَرْفَ صَاحِبِ الصُّوَرِ (1) مُذْ وُكِّلَ بِهِ مُسْتَعِدٌّ يَنْظُرُ نَحْو الْعَرْشِ ، مَخَافَةَ أَنْ يُؤْمَرَ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْهِ طَرْفُهُ ، كَأَنَّ عَيْنَيْهِ كَوْكَبَانِ دُرِّيَّانِ (2) " (3)
__________
(1) الصور : البوق .
(2) ( الدُّرِّيّ ) : هُوَ النَّجْم الشَّدِيد الْإِضَاءَة ، وَقَالَ الْفَرَّاء : هُوَ النَّجْم الْعَظِيم الْمِقْدَار ، كَأَنَّهُ مَنْسُوب إِلَى الدُّرّ لِبَيَاضِهِ وَضِيَائِهِ .
(3) ( ك ) 8676 , انظر الصَّحِيحَة : 1078(1/582)
( ك ) ، وَعن أبي عبدِ الرحمنِ السُّلَمي (1) قال :
نزلنا من المدائن على فرسخ (2) فلما جاءت الجمعة حضر أبي وحضرت معه , فخطبنا حذيفة - رضي الله عنه - فقال : إن اللَّهَ - عز وجل - يقول : { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ } , أَلَا وأن الساعة قد اقتربت , أَلَا وأن القمر قد انشق , أَلَا وأن الدنيا قد آذنت بفراق (3) ألا وأن اليوم المضمار (4) وغدا السباق , فقلت لأبي : أيَسْتَبِقُ الناسُ غدا ؟ , قال : يا بني إنك لجاهل , إنما يعني : العمل اليوم والجزاء غدا , فلما جاءت الجمعة الأخرى حضرنا فخطبنا حذيفة فقال : إن اللَّهَ - عز وجل - يقول : { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ } , أَلَا وأن الدنيا قد آذنت بفراق , أَلَا وأن اليوم المضمار وغدا السباق , إِلَّا وأن الغاية (5) النار , والسابق من سبق إلى الجنة . (6)
__________
(1) هو : عبد الله بن حبيب بن ربيعة ، أبو عبد الرحمن السلمى ، الكوفي ، المقرىء , الطبقة : 2 من كبار التابعين , الوفاة : بعد 70 هـ , روى له : ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )
رتبته عند ابن حجر : , ثقة ثبت , رتبته عند الذهبي : الإمام .
(2) ذَكَرَ الْفَرَّاء أَنَّ الْفَرْسَخ فَارِسِيّ مُعَرَّب ، وَهُوَ ثَلَاثَة أَمْيَال ، وَقَالَ النَّوَوِيّ الْمِيل سِتَّة آلَاف ذِرَاع ,
وَالذِّرَاع أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ إِصْبَعًا مُعْتَرِضَة مُعْتَدِلَة , وَالْإِصْبَع سِتّ شَعِيرَات مُعْتَرِضَة مُعْتَدِلَة .فتح الباري(ج4 / ص 53)
(3) ( آذَنَتْ ) أَيْ : أَعْلَمَتْ . وَ( الفِراق ) أَيْ : الِانْقِطَاع وَالذَّهَاب .
(4) التَّضْمِيرِ : هُوَ أَنْ يُظَاهَرَ عَلَيْهَا بِالْعَلَفِ حَتَّى تَسْمَنَ , ثُمَّ لَا تُعْلَفَ إِلَّا قُوتَهَا لِتَخِفَّ , وَذَلِكَ فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا ،
وَهَذِهِ الْمُدَّةُ تُسَمَّى الْمِضْمَارَ . سبل السلام - (ج 6 / ص 232)
(5) الغاية : مدى كل شيء .
(6) ( ك ) 8800 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3352(1/583)
مَنْ مَاتَ قَامَتْ قِيَامَتُه
( خ م حم ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَتَى السَّاعَةُ قَائِمَةٌ ؟ , قَالَ : " وَيْلَكَ وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا ) (1) ( فَإِنَّهَا قَائِمَةٌ ؟ " ) (2) ( فَكَأَنَّ الرَّجُلَ اسْتَكَانَ (3) ثُمَّ قَالَ : مَا أَعْدَدْتُ لَهَا ) (4) ( مِنْ كَثِيرِ عَمَلٍ ) (5) ( مِنْ صَلَاةٍ وَلَا صَوْمٍ وَلَا صَدَقَةٍ (6) وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) (7) ( فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ (8) ) (9) ( وَلَكَ مَا احْتَسَبْتَ (10) " ) (11) ( قَالَ أَنَسٌ : فَقُلْنَا : وَنَحْنُ كَذَلِكَ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ " ) (12) ( وَأَنْتُمْ كَذَلِكَ ) (13) ( قَالَ أَنَسٌ : فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ ) (14) ( بَعْدَ الْإِسْلَامِ فَرَحًا أَشَدَّ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : " أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ " , قَالَ أَنَسٌ : فَأَنَا أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ - صلى الله عليه وسلم - , وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - ) (15) ( وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ , وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ ) (16) ( قَالَ أَنَسٌ : " ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي , فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ : أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ ؟ فَأُتِيَ بِالرَّجُلِ ، " فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْبَيْتِ ، فَإِذَا غُلَامٌ مِنْ دَوْسٍ مِنْ رَهْطِ أَبِي هُرَيْرَةَ يُقَالُ لَهُ : سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ ، وَكَانَ مِنْ أَقْرَانِي (17) ) (18) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنْ يَعِشْ هَذَا الْغُلَامُ فَعَسَى أَنْ لَا يُدْرِكَهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ (19) ) (20) " (21)
__________
(1) ( خ ) 5815
(2) ( حم ) 12738 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(3) أَيْ : خَضَعَ , وَهُوَ مِنْ السُّكُون الدَّالّ عَلَى الْخُضُوع . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 175)
(4) ( خ ) 6734
(5) ( حم ) 12032 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(6) أَيْ : مَا أَعْدَدْت لَهَا كَثِير نَافِلَة مِنْ صَلَاة وَلَا صِيَام وَلَا صَدَقَة . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 486)
(7) ( خ ) 5819
(8) أَيْ : مُلْحَقٌ بِهِمْ حَتَّى تَكُون مِنْ زُمْرَتهمْ . ( فتح ) - (ج 17 / ص 363)
(9) ( م ) 163 - ( 2639 ) , ( خ ) 5815
(10) أَيْ : أَجْرُ مَا أَحْتَسَبْت ، وَالِاحْتِسَابُ طَلَبُ الثَّوَابِ , وَأَصْلُ الِاحْتِسَابِ بِالشَّيْءِ الِاعْتِدَادُ بِهِ , وَاحْتَسَبَ بِالْعَمَلِ إِذَا قَصَدَ بِهِ مَرْضَاةَ رَبِّهِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 173)
(11) ( حم ) 13386 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن , ( ت ) 2386
(12) ( خ ) 5815
(13) ( حم ) 13016 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(14) ( خ ) 3485
(15) ( م ) 163 - ( 2639 )
(16) ( خ ) 3485 , ( م ) 163 - ( 2639 )
(17) أَيْ : مِثْلِي فِي السِّنّ .
(18) ( حم ) 14044 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن , ( م ) 2953
(19) الْمُرَاد بِالسَّاعَةِ , سَاعَة الَّذِينَ كَانُوا حَاضِرِينَ عِنْدَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - , وَأَنَّ الْمُرَاد مَوْتهمْ , وَأَنَّهُ أَطْلَقَ عَلَى يَوْم مَوْتهمْ اِسْم السَّاعَة لِإِفْضَائِهِ بِهِمْ إِلَى أُمُور الْآخِرَة ، وَيُؤَيِّد ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ اِسْتَأْثَرَ بِعِلْمِ قِيَام السَّاعَة الْعُظْمَى كَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ الْآيَات وَالْأَحَادِيث الْكَثِيرَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 17 / ص 363)
(20) ( م ) 2953 , ( خ ) 5815
(21) الصَّحِيحَة : 3253(1/584)
( خ م ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأَعْرَابِ جُفَاةً (1) يَأْتُونَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَيَسْأَلُونَهُ مَتَى السَّاعَةُ ؟ ، " فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَنْظُرُ إِلَى أَصْغَرِهِمْ فَيَقُولُ : إِنْ يَعِشْ هَذَا لَا يُدْرِكْهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ (2) " ، قَالَ هِشَامٌ (3) : يَعْنِي مَوْتَهُمْ . (4)
__________
(1) إِنَّمَا وَصَفَتْهُمْ بِذَلِكَ لِأَنَّ سُكَّانَ الْبَوَادِي يَغْلِبُ عَلَيْهِمْ الشَّظَفُ وَخُشُونَةُ الْعَيْشِ , فَتَجْفُو أَخْلَاقُهُمْ غَالِبًا . ( فتح ) - (ج 18 / ص 353)
(2) قَالَ الدَّاوُدِيُّ : الْمَحْفُوظ أَنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ ذَلِكَ لِلَّذِينَ خَاطَبَهُمْ بِقَوْلِهِ ( تَأْتِيكُمْ سَاعَتكُمْ ، يَعْنِي بِذَلِكَ مَوْتهمْ ) ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا أَعْرَابًا , فَخَشِيَ أَنْ يَقُول لَهُمْ : لَا أَدْرِي مَتَى السَّاعَة فَيَرْتَابُوا , فَكَلَّمَهُمْ بِالْمَعَارِيضِ , وقَالَ عِيَاض : هَذِهِ رِوَايَة وَاضِحَة تُفَسِّر كُلّ مَا وَرَدَ مِنْ الْأَلْفَاظ الْمُشْكِلَة فِي غَيْرهَا , وقَالَ الْكَرْمَانِيُّ : هَذَا الْجَوَاب مِنْ الْأُسْلُوب الْحَكِيم , أَيْ : دَعُوا السُّؤَال عَنْ وَقْت الْقِيَامَة الْكُبْرَى , فَإِنَّهَا لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ , وَاسْأَلُوا عَنْ الْوَقْت الَّذِي يَقَع فِيهِ اِنْقِرَاضُ عَصْرِكُمْ , فَهُوَ أَوْلَى لَكُمْ , لِأَنَّ مَعْرِفَتَكُمْ بِهِ تَبْعَثُكُمْ عَلَى مُلَازَمَةِ الْعَمَل الصَّالِح قَبْلَ فَوْتِهِ , لِأَنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَنْ الَّذِي يَسْبِقُ الْآخَرَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 353)
(3) هُوَ اِبْن عُرْوَةَ , رَاوِي الحديث .
(4) ( خ ) 6146 , ( م ) 2952(1/585)
( خ م ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" ( صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ لَيْلَةٍ صَلَاةَ الْعِشَاءِ فِي آخِرِ حَيَاتِهِ (1) فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ فَقَالَ : أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ ؟ , فَإِنَّ عَلَى رَأْسِ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا (2) لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ " , قَالَ ابْنُ عُمَرَ : فَوَهَلَ النَّاسُ فِي مَقَالَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تِلْكَ إِلَى مَا يَتَحَدَّثُونَ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ عَنْ مِائَةِ سَنَةٍ , وَإِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ " ) (3) ( يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنَّهَا تَخْرِمُ ذَلِكَ الْقَرْنَ (4) ) (5) .
__________
(1) جَاءَ مُقَيَّدًا فِي رِوَايَة جَابِر أَنَّ ذَلِكَ كَانَ قَبْل مَوْته - صلى الله عليه وسلم - بِشَهْرٍ . ( فتح - ح116)
(2) أَيْ : عِنْد اِنْتِهَاء مِائةِ سَنَة . ( فتح - ح116)
(3) ( م ) 2537 , ( خ ) 539 , 576
(4) قَالَ اِبْن بَطَّال : إِنَّمَا أَرَادَ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ هَذِهِ الْمُدَّة تَخْتَرِم الْجِيلَ الَّذِي هُمْ فِيهِ ، فَوَعَظَهُمْ بِقِصَرِ أَعْمَارهمْ ، وَأَعْلَمهُمْ أَنَّ أَعْمَارهمْ لَيْسَتْ كَأَعْمَارِ مَنْ تَقَدَّمَ مِنْ الْأُمَم لِيَجْتَهِدُوا فِي الْعِبَادَة , وَقَالَ النَّوَوِيّ : الْمُرَاد أَنَّ كُلّ مَنْ كَانَ تِلْكَ اللَّيْلَة عَلَى الْأَرْض لَا يَعِيش بَعْد هَذِهِ اللَّيْلَة أَكْثَر مِنْ مِائَة سَنَة , سَوَاء قَلَّ عُمْره قَبْل ذَلِكَ أَمْ لَا ، وَلَيْسَ فِيهِ نَفْيُ حَيَاةِ أَحَدٍ يُولَدُ بَعْد تِلْكَ اللَّيْلَة مِائَة سَنَة . فتح الباري(ج1 ص 186)
(5) ( خ ) 576 , ( م ) 2537(1/586)
( حم ) , وَعَنْ نُعَيْمِ بْنِ دَجَاجَةَ قَالَ :
دَخَلَ أَبُو مَسْعُودٍ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيُّ - رضي الله عنه - عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ : لَا يَأْتِي عَلَى النَّاسِ مِائَةُ سَنَةٍ وَعَلَى الْأَرْضِ عَيْنٌ تَطْرِفُ ؟ , إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا يَأْتِي عَلَى النَّاسِ مِائَةُ سَنَةٍ وَعَلَى الْأَرْضِ عَيْنٌ تَطْرِفُ مِمَّنْ هُوَ حَيٌّ الْيَوْمَ " ، وَاللَّهِ إِنَّ رَخَاءَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ مِائَةِ عَامٍ . (1)
__________
(1) ( حم ) 714 , انظر الصَّحِيحَة : 2906(1/587)
مُقَدِّمَةٌ عَنْ عَلَامَاتِ السَّاعَة
( م ) , عَنْ عَمْرِو بْنِ أَخْطَبَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْفَجْرَ ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ , فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتْ الظُّهْرُ , ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى , ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتْ الْعَصْرُ , ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى , ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى غَرَبَتْ الشَّمْسُ , فَأَخْبَرَنَا بِمَا كَانَ وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ , فَأَعْلَمُنَا أَحْفَظُنَا " (1)
__________
(1) ( م ) 2892 , ( حم ) 22939(1/588)
( خ م ) , وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خُطْبَةً مَا تَرَكَ فِيهَا شَيْئًا ) (1) ( يَكُونُ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ ) (2) ( إِلَّا ذَكَرَهُ " ) (3) ( حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ , وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ , قَدْ عَلِمَهُ (4) أَصْحَابِي هَؤُلَاءِ (5) فَمَا مِنْهُ شَيْءٌ إِلَّا قَدْ سَأَلْتُهُ عَنْهُ , إِلَّا أَنِّي لَمْ أَسْأَلْهُ : مَا يُخْرِجُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ مِنْ الْمَدِينَةِ ) (6) ( وَإِنَّهُ لَيَكُونُ مِنْهُ الشَّيْءُ قَدْ نَسِيتُهُ , فَأَرَاهُ فَأَذْكُرُهُ كَمَا يَذْكُرُ الرَّجُلُ وَجْهَ الرَّجُلِ إِذَا غَابَ عَنْهُ ثُمَّ إِذَا رَآهُ عَرَفَهُ ) (7) .
__________
(1) ( خ ) 6230
(2) ( م ) 2891
(3) ( خ ) 6230
(4) أَيْ : هَذَا الْقِيَام أَوْ هَذَا الْكَلَام . عون المعبود - (ج 9 / ص 284)
(5) أَيْ : الْمَوْجُودُونَ مِنْ جُمْلَة الصَّحَابَة ، لَكِنَّ بَعْضهمْ لَا يَعْلَمُونَهُ مُفَصَّلًا , لِمَا وَقَعَ لَهُمْ بَعْض النِّسْيَان الَّذِي هُوَ مِنْ خَوَاصّ الْإِنْسَان ، وَأَنَا الْآخَر مِمَّنْ نَسِيَ بَعْضه . عون المعبود - (ج 9 / ص 284)
(6) ( م ) 2891
(7) ( خ ) 6230 , ( د ) 4240(1/589)
أَحَادِيثٌ جَامِعَةٌ عَنْ عَلَامَاتِ السَّاعَة
( خ م د حم ) , عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( إِنَّ النَّاسَ كَانُوا يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ الْخَيْرِ , وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ , فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ , فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ ) (1) ( فِتْنَةٌ وَشَرٌّ " , قُلْتُ : فَمَا الْعِصْمَةُ مِنْ ذَلِكَ (2) ؟ , قَالَ : " السَّيْفُ (3) ") (4) ( قُلْتُ : وَهَلْ بَعْدَ هَذَا السَّيْفِ بَقِيَّةٌ ؟ ) (5) ( قَالَ : " يَا حُذَيْفَةُ , تَعَلَّمْ كِتَابَ اللَّهِ وَاتَّبِعْ مَا فِيهِ , يَا حُذَيْفَةُ , تَعَلَّمْ كِتَابَ اللَّهِ وَاتَّبِعْ مَا فِيهِ , يَا حُذَيْفَةُ , تَعَلَّمْ كِتَابَ اللَّهِ وَاتَّبِعْ مَا فِيهِ , قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَبَعْدَ هَذَا الشَّرِّ خَيْرٌ ؟ ) (6) ( قَالَ : " نَعَمْ , وَفِيهِ دَخَنٌ (7) " , فَقُلْتُ : وَمَا دَخَنُهُ ؟ ) (8) ( قَالَ : " يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ , وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي ) (9) ( تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ (10) ) (11) وفي رواية : ( هُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ (12) وَجَمَاعَةٌ عَلَى أَقْذَاءٍ فِيهَا أَوْ فِيهِمْ (13) فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , الْهُدْنَةُ عَلَى الدَّخَنِ , مَا هِيَ ؟ , قَالَ : " لَا تَرْجِعُ قُلُوبُ أَقْوَامٍ عَلَى الَّذِي كَانَتْ عَلَيْهِ (14) " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَبَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ , فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ (15) صَمَّاءُ (16) عَلَيْهَا ) (17) ( دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ (18) مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا ,قَالَ : " هُمْ رِجَالٌ مِنْ جِلْدَتِنَا , وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا ) (19) ( قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ " , فَقُلْتُ : وَكَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ ؟ ) (20) ( قَالَ : " إِنْ كَانَ لِلَّهِ خَلِيفَةٌ فِي الْأَرْضِ ) (21) ( فَالْزَمْ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ ) (22) ( وَاسْمَعْ وَأَطِعْ لِلْأَمِيرِ (23) وَإِنْ جَلَدَ ظَهْرُكَ (24) وَأَخَذَ مَالَكَ (25) وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ ) (26) ( فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا ) (27) ( وَاهْرُبْ حَتَّى تَمُوتَ , فَإِنْ تَمُتْ وَأَنْتَ عَاضٌّ (28) بِجِذْلِ شَجَرَةٍ (29) خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَتَّبِعَ أَحَدًا مِنْهُمْ (30) ") (31) ( قُلْتُ : ثُمَّ مَاذَا ؟ , قَالَ : " ثُمَّ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ , مَعَهُ نَهْرٌ وَنَارٌ , فَمَنْ وَقَعَ فِي نَارِهِ (32) وَجَبَ أَجْرُهُ (33) وَحُطَّ وِزْرُهُ (34) وَمَنْ وَقَعَ فِي نَهْرِهِ وَجَبَ وِزْرُهُ وَحُطَّ أَجْرُهُ (35) " ) (36) ( قُلْتُ : فَمَا بَعْدَ الدَّجَّالِ ؟ , قَالَ : " عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ " , قُلْتُ : فَمَا بَعْدَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ؟ , قَالَ : " لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْتَجَ فَرَسَهُ (37) مَا رَكِبَ مُهْرَهَا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ) (38) "
__________
(1) ( خ ) 3411
(2) أَيْ : فَمَا طَرِيق النَّجَاة مِنْ الثَّبَات عَلَى الْخَيْر وَالْمُحَافَظَة عَنْ الْوُقُوع فِي ذَلِكَ الشَّرّ .عون المعبود(ج9ص 288)
(3) أَيْ : تَحْصُل الْعِصْمَة بِاسْتِعْمَالِ السَّيْف , أَوْ طَرِيقهَا أَنْ تَضْرِبهُمْ بِالسَّيْفِ , قَالَ قَتَادَةَ : الْمُرَاد بِهَذِهِ الطَّائِفَة هُمْ الَّذِينَ اِرْتَدُّوا بَعْد وَفَاة النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فِي زَمَن خِلَافَة الصِّدِّيق - رضي الله عنه - .عون المعبود(ج9ص 288)
(4) ( د ) 4244
(5) ( حم ) 23476 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : حديث حسن .
(6) ( د ) 4246
(7) ( الدَّخَن ) : هُوَ الْحِقْد ، وَقِيلَ الدَّغَل ، وَقِيلَ : فَسَاد فِي الْقَلْب ، وَمَعْنَى الثَّلَاثَة مُتَقَارِب , يُشِير إِلَى أَنَّ الْخَيْر الَّذِي يَجِيء بَعْدَ الشَّرّ لَا يَكُون خَيْرًا خَالِصًا بَلْ فِيهِ كَدَر , وَقِيلَ : الْمُرَاد بِالدَّخَنِ الدُّخَان , وَيُشِير بِذَلِكَ إِلَى كَدَر الْحَال ، وَقِيلَ : الدَّخَن كُلّ أَمْر مَكْرُوه . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 89)
(8) ( خ ) 6673
(9) ( م ) 1847
(10) أَيْ : تَعْرِف مِنْ أَعْمَالهمْ وَتُنْكِر . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 89)
(11) ( خ ) 3411
(12) أَيْ : عَلَى فَسَاد وَاخْتِلَاف , تَشْبِيهًا بِدُخَانِ الْحَطَب الرَّطْب , لِمَا بَيْنهمْ مِنْ الْفَسَاد الْبَاطِن تَحْت الصَّلَاح الظَّاهِر . عون المعبود - (ج 9 / ص 288)
وَقَالَ أَبُو عُبَيْد : يُفَسِّر الْمُرَاد بِهَذَا الْحَدِيث الْحَدِيثُ الْآخَر " لَا تَرْجِع قُلُوب قَوْم عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ " , وَأَصْله أَنْ يَكُون فِي لَوْن الدَّابَّة كُدُورَة , فَكَأَنَّ الْمَعْنَى أَنَّ قُلُوبهمْ لَا يَصْفُو بَعْضهَا لِبَعْضٍ .( فتح ) - (ج20ص 89)
(13) أَيْ : وَاجْتِمَاع عَلَى أَهْوَاء مُخْتَلِفَة , أَوْ عُيُوب مُؤْتَلِفَة , وَفِي النِّهَايَة : أَرَادَ أَنَّ اِجْتِمَاعهمْ يَكُون عَلَى فَسَاد فِي قُلُوبهمْ , فَشَبَّهَهُ بِقَذَى الْعَيْن وَالْمَاء وَالشَّرَاب .عون المعبود(ج9ص 288)
(14) أَيْ : لَا تَكُون قُلُوبهمْ صَافِيَة عَنْ الْحِقْد وَالْبُغْض كَمَا كَانَتْ صَافِيَة قَبْل ذَلِكَ .
(15) أَيْ : يَعْمَى فِيهَا الْإِنْسَان عَنْ أَنْ يَرَى الْحَقّ .عون المعبود - (ج 9 / ص 288)
(16) أَيْ : يُصَمّ أَهْلهَا عَنْ أَنْ يُسْمَع فِيهَا كَلِمَة الْحَقّ أَوْ النَّصِيحَة . قَالَ الْقَاضِي : الْمُرَاد بِكَوْنِهَا عَمْيَاء صَمَّاء أَنْ تَكُون بِحَيْثُ لَا يُرَى مِنْهَا مَخْرَج وَلَا يُوجَد دُونهَا مُسْتَغَاث , أَوْ أَنْ يَقَع النَّاسُ فِيهَا عَلَى غِرَّة مِنْ غَيْر بَصِيرَة , فَيَعْمُونَ فِيهَا وَيَصِمُّونَ عَنْ تَأَمُّل قَوْل الْحَقّ وَاسْتِمَاع النُّصْح , وقَالَ الْقَارِي : وَيُمْكِن أَنْ يَكُون وَصَفَ الْفِتْنَة بِهِمَا كِنَايَة عَنْ ظُلْمَتهَا وَعَدَم ظُهُور الْحَقّ فِيهَا , وَعَنْ شِدَّة أَمْرهَا وَصَلَابَة أَهْلهَا . عون المعبود - (ج 9 / ص 288)
(17) عند ( د ) 4245 , و( حم ) 23330
(18) أَيْ : كَأَنَّهُمْ كَائِنُونَ عَلَى شَفَا جُرُف مِنْ النَّار يَدْعُونَ الْخَلْق إِلَيْهَا . عون المعبود - (ج 9 / ص 288)
(19) ( خ ) 3411 , ( م ) 1847
(20) ( م ) 1847
(21) ( د ) 4244
(22) ( خ ) 6673
(23) أَيْ : وَلَا تُخَالِفهُ لِئَلَّا تَثُور فِتْنَة . عون المعبود - (ج 9 / ص 288)
(24) أَيْ : ضَرَبَ ظَهْرك بِالْبَاطِلِ , وَظَلَمَك فِي نَفْسك . عون المعبود - (ج 9 / ص 288)
(25) أَيْ : بِالْغَصْبِ .
(26) ( م ) 1847
(27) ( خ ) 3411
(28) أَيْ : آخِذ بِقُوَّةٍ . عون المعبود - (ج 9 / ص 288)
(29) أَيْ : بِأَصْلِهَا , أَيْ : اُخْرُجْ مِنْهُمْ إِلَى الْبَوَادِي وَكُلْ فِيهَا أُصُولَ الشَّجَرِ وَاكْتَفِ بِهَا , قَالَهُ السِّنْدِيُّ , وقَالَ فِي الْفَتْح : الْجِذْل : عُود يُنْصَب لِتَحْتَكّ بِهِ الْإِبِل , قَالَ الْبَيْضَاوِيّ : الْمَعْنَى إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي الْأَرْض خَلِيفَة , فَعَلَيْك بِالْعُزْلَةِ وَالصَّبْر عَلَى تَحَمُّل شِدَّة الزَّمَان ، وَعَضّ أَصْل الشَّجَرَة , كِنَايَة عَنْ مُكَابَدَة الْمَشَقَّة , كَقَوْلِهِمْ فُلَان يَعَضّ الْحِجَارَة مِنْ شِدَّة الْأَلَم , أَوْ الْمُرَاد اللُّزُوم كَقَوْلِهِ فِي الْحَدِيث الْآخَر : " عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ " عون المعبود - (ج 9 / ص 288)
(30) أَيْ : مِنْ أَهْل الْفِتْنَة أَوْ مِنْ دُعَاتهمْ .
(31) ( د ) 4244 , ( خ ) 6673
(32) أَيْ : مَنْ خَالَفَهُ حَتَّى يُلْقِيه فِي نَاره .
(33) أَيْ : ثَبَتَ وَتَحَقَّقَ أَجْرُ الْوَاقِع .
(34) أَيْ : رُفِعَ وَسُومِحَ .
(35) أَيْ : بَطَلَ عَمَله السَّابِق .
(36) ( د ) 4244
(37) أَيْ : سَعَى فِي تَحْصِيل وَلَدِهَا بِمُبَاشَرَةِ الْأَسْبَاب .
(38) ( ش ) 38268 , انظر الصَّحِيحَة : 2739(1/590)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ (1) عَظِيمَتَانِ , فَيَكُونَ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ ) (2) ( دَعْوَاهُمَا وَاحِدَةٌ (3) ) (4) ( وَحَتَّى يُبْعَثَ (5) دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ (6) ) (7) ( مِنْهُمْ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ ) (8) ( كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ) (9) ( يَكْذِبُ عَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ (10) ) (11) ( وَإِنِّي خَاتَمُ النَّبِيِّينَ , لَا نَبِيَّ بَعْدِي ) (12) ( وَحَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ (13) ) (14) ( وَيَظْهَرُ الْجَهْلُ (15) ) (16) ( وَيَنْقُصَ الْعَمَلُ ) (17) ( وَيُلْقَى الشُّحُّ (18) ) (19) ( وَيَكْثُرَ الْكَذِبُ وَتَتَقَارَبَ الْأسْوَاقُ ) (20) ( وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ ) (21) ( فَتَكُونُ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ ، وَالشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ ، وَتَكُونُ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ ، وَيَكُونُ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ , وَتَكُونُ السَّاعَةُ ) (22) ( كَاحْتِرَاقِ السَّعَفَةِ (23) ) (24) ( وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ , وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ " , قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْهَرْجُ ؟ ) (25) ( قَالَ : " الْقَتْلُ ) (26) ( وَحَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمَالُ فَيَفِيضَ , حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ الْمَالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ ) (27) ( يَخْرُجُ بِزَكَاةِ مَالِهِ فلَا يَجِدُ أَحَدا يَقْبَلُهَا مِنْهُ ) (28) ( يَقُولَ الَّذِي يَعْرِضُهُ عَلَيْهِ : لَا أَرَبَ لِي بِهِ (29) وَحَتَّى يَتَطَاوَلَ النَّاسُ فِي الْبُنْيَانِ (30) ) (31) ( وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأنْهَارًا ) (32) ( وَحَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ ) (33) ( فَيَتَمَرَّغُ عَلَيْهِ وَيَقُولُ : يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَكَانَ صَاحِبِ هَذَا الْقَبْرِ ) (34) ( مَا بِهِ حُبُّ لِقَاءِ اللَّهِ ) (35) لَيْسَ بِهِ الدَّيْنُ (36) ( مَا بِهِ إِلَّا الْبَلَاءُ (37) ) (38) ( وَيُلْقَى بيْنَ النَّاسِ التَّنَاكُرُ (39) فَلَا يَكَادُ أَحَدٌ يَعْرِفُ أَحَدًا ) (40) ( وَحَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ آمَنُوا أَجْمَعُونَ ، فَذَلِكَ حِينَ { لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا } (41) ) (42) ( وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلَانِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا ، فَلَا يَتَبَايَعَانِهِ وَلَا يَطْوِيَانِهِ ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ (43) فَلَا يَطْعَمُهُ ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهُوَ يُلِيطُ حَوْضَهُ (44) فَلَا يَسْقِي فِيهِ ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ (45) إِلَى فِيهِ فلَا يَطْعَمُهَا ) (46) "
__________
(1) الْمُرَاد بِهِمَا مَنْ كَانَ مَعَ عَلِيّ وَمُعَاوِيَة لَمَّا تَحَارَبَا بِصِفِّينَ . ( فتح ) - (ج 10 / ص 410)
(2) ( خ ) 6704 , ( م ) 157
(3) أَيْ : أَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا كَانَ يَدَّعِي أَنَّهُ الْمُحِقّ ، وَذَلِكَ أَنَّ عَلِيًّا كَانَ إِذْ ذَاكَ إِمَامَ الْمُسْلِمِينَ وَأَفْضَلهمْ يَوْمَئِذٍ بِاتِّفَاقِ أَهْل السُّنَّة
وَلِأَنَّ أَهْل الْحَلّ وَالْعَقْد بَايَعُوهُ بَعْد قَتْل عُثْمَان ، وَتَخَلَّفَ عَنْ بَيْعَته مُعَاوِيَة فِي أَهْل الشَّام ، ثُمَّ خَرَجَ طَلْحَة وَالزُّبَيْر وَمَعَهُمَا عَائِشَة إِلَى الْعِرَاق , فَدَعَوْا النَّاس إِلَى طَلَب قَتَلَة عُثْمَان , لِأَنَّ الْكَثِير مِنْهُمْ اِنْضَمُّوا إِلَى عَسْكَر عَلِيّ ،
فَخَرَجَ عَلِيّ إِلَيْهِمْ , فَرَاسَلُوهُ فِي ذَلِكَ , فَأَبَى أَنْ يَدْفَعهُمْ إِلَيْهِمْ إِلَّا بَعْد قِيَام دَعْوَى مِنْ وَلِيّ الدَّم وَثُبُوت ذَلِكَ عَلَى مَنْ بَاشَرَهُ بِنَفْسِهِ ، وَرَحَلَ عَلِيٌّ بِالْعَسْكَرِ طَالِبًا الشَّام ، دَاعِيًا لَهُمْ إِلَى الدُّخُول فِي طَاعَته ، مُجِيبًا لَهُمْ عَنْ شُبَههمْ فِي قَتَلَة عُثْمَان بِمَا تَقَدَّمَ , فَرَحَلَ مُعَاوِيَة بِأَهْلِ الشَّام فَالْتَقَوْا بِصِفِّينَ بَيْن الشَّام وَالْعِرَاق , فَكَانَتْ بَيْنهمْ مَقْتَلَة عَظِيمَة كَمَا أَخْبَرَ بِهِ - صلى الله عليه وسلم -
وَآلَ الْأَمْر بِمُعَاوِيَةَ وَمَنْ مَعَهُ عِنْد ظُهُور عَلِيّ عَلَيْهِمْ إِلَى طَلَب التَّحْكِيم ، ثُمَّ رَجَعَ عَلِيّ إِلَى الْعِرَاق ، فَخَرَجَتْ عَلَيْهِ الْحَرُورِيَّة فَقَتَلَهُمْ بِالنَّهْرَوَان وَمَاتَ بَعْد ذَلِكَ ، وَخَرَجَ اِبْنه الْحَسَن بْن عَلِيّ بَعْده بِالْعَسَاكِرِ لِقِتَالِ أَهْل الشَّام , وَخَرَجَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَة فَوَقَعَ بَيْنهمْ الصُّلْح كَمَا أَخْبَرَ بِهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَدِيث أَبِي بَكْرَة . ( فتح ) - (ج 10 / ص 410)
(4) ( خ ) 6537 , ( م ) 157
(5) أَيْ : يَخْرُج ، وَلَيْسَ الْمُرَاد بِالْبَعْثِ مَعْنَى الْإِرْسَال الْمُقَارِن لِلنُّبُوَّةِ ، بَلْ هُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى ( إِنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِين عَلَى الْكَافِرِينَ ) ( فتح ) - (ج 10 / ص 410)
(6) لَيْسَ الْمُرَاد بِالْحَدِيثِ مَنْ اِدَّعَى النُّبُوَّة مُطْلَقًا , فَإِنَّهُمْ لَا يُحْصَوْنَ كَثْرَةً , وَإِنَّمَا الْمُرَاد مَنْ قَامَتْ لَهُ شَوْكَة وَبَدَتْ لَهُ شُبْهَة كَمَنْ وَصَفْنَا ، وَقَدْ أَهْلَكَ اللَّه تَعَالَى مَنْ وَقَعَ لَهُ ذَلِكَ مِنْهُمْ , وَبَقِيَ مِنْهُمْ مَنْ يُلْحِقهُ بِأَصْحَابِهِ , وَآخِرهمْ الدَّجَّال الْأَكْبَر .
( فتح ) - (ج 10 / ص 410)
(7) ( خ ) 6704 , ( م ) 157
(8) ( حم ) 23406 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(9) ( خ ) 6704 , ( م ) 157
(10) رَوَى ( د ) 4334 : " قال إِبْرَاهِيم النَّخَعِيِّ لِعُبَيْدَة بْن عَمْرو : أَتَرَى الْمُخْتَارَ بن أبي عبيد الثقفي مِنْهُمْ , فَقَالَ عُبَيْدَةُ : أَمَا إِنَّهُ مِنْ الرُّءُوسِ .
(11) ( د ) 4334
(12) ( حم ) 23406
(13) الْقَبْض يُفَسِّرهُ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عَمْرو أَنَّهُ يَقَع بِمَوْتِ الْعُلَمَاء . ( فتح - ح85)
(14) ( خ ) 989 , ( م ) 157
(15) هُوَ مِنْ لَازِم ذَلِكَ , أَيْ : من مَوْتِ الْعُلَمَاء . ( فتح - ح85) :
(16) ( خ ) 4485
(17) ( خ ) 5690
(18) الشُّحّ : أَخَصُّ مِنْ الْبُخْل , فَإِنَّهُ بُخْل مَعَ حِرْص . ( فتح ) - (ج 17 / ص 186)
(19) ( خ ) 5690 , ( م ) 157
(20) ( حم ) 10735 , ( حب ) 6718 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(21) ( خ ) 989 , ( حم ) 10875
(22) ( ت ) 2332 , ( حم ) 10956
(23) السَّعَف : ورق النخل وجريده .
(24) ( حم ) 10956 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم .
(25) ( خ ) 989 , ( م ) 157
(26) ( خ ) 6652 , ( م ) 157
(27) ( خ ) 6704 , ( م ) 157
(28) ( م ) 157 , ( حم ) 9384
(29) أَيْ : لَا حَاجَةَ لِي بِهِ لِاسْتِغْنَائِي عَنْهُ .
(30) مَعْنَى التَّطَاوُل فِي الْبُنْيَان أَنَّ كُلًّا مِمَّنْ كَانَ يَبْنِي بَيْتًا يُرِيد أَنْ يَكُون اِرْتِفَاعه أَعْلَى مِنْ اِرْتِفَاع الْآخَر ،
وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد الْمُبَاهَاة بِهِ فِي الزِّينَة وَالزَّخْرَفَة أَوْ أَعَمّ مِنْ ذَلِكَ ، وَقَدْ وُجِدَ الْكَثِير مِنْ ذَلِكَ وَهُوَ فِي اِزْدِيَاد . ( فتح ) - (ج 20 / ص 131)
(31) ( خ ) 6704
(32) ( م ) 157 , ( حم ) 9384
(33) ( خ ) 6704 , ( م ) 157
(34) ( م ) 157 , ( خ ) 6698
(35) ( حم ) 10878 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم .
(36) ( م ) 157 , ( جة ) 4037
(37) أَيْ : لَيْسَ الدَّاعِي لَهُ عَلَى هَذَا الْفِعْل الدَّيْن , وَإِنَّمَا الدَّاعِي لَهُ الْبَلَاء .
(38) ( م ) 157 , ( جة ) 4037
(39) التناكر : الاختلاف , والتناكر أيضا ضد التعارف , ومعناه أن لَا يعرف الرجل من هو جاره , ويجهل كثيرا من أقاربه .
(40) ( حم ) 23354 , انظر الصَّحِيحَة : 2771
(41) [الأنعام/158]
(42) ( خ ) 6704 , ( م ) 157
(43) اللِّقْحَة : النَّاقَة ذَات الدَّرّ ، وَهِيَ إِذَا نُتِجَتْ لَقُوح شَهْرَيْنِ أَوْ ثَلَاثَة , ثُمَّ لَبُون . ( فتح ) - (ج 20 / ص 131)
(44) أَيْ : يُصْلِحهُ بِالطِّينِ وَالْمَدَر , فَيَسُدّ شُقُوقه لِيَمْلَأهُ وَيَسْقِي مِنْهُ دَوَابّه , يُقَال : لَاطَ الْحَوْض يَلِيطهُ إِذْ أَصْلَحَهُ بِالْمَدَرِ وَنَحْوه ، وَمِنْهُ قِيلَ اللَّائِط لِمَنْ يَفْعَل الْفَاحِشَة ، وَجَاءَ فِي مُضَارِعه يَلُوط تَفْرِقَة بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْحَوْض .( فتح ) (ج 20 / ص 131)
(45) أَيْ : رَفَعَ لُقْمَته إِلَى فِيهِ .
(46) ( خ ) 6704 , 6141 , ( حم ) 8810(1/591)
( ت جة حم ) , وَعَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " إِنَّ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ بَابًا مَسِيرَةُ عَرْضِهِ سَبْعُونَ عَامًا ) (1) ( فَتَحَهُ اللَّهُ - عز وجل - لِلتَّوْبَةِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ ) (2) ( فلَا يَزَالُ ذَلِكَ الْبَابُ مَفْتُوحًا لِلتَّوْبَةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ نَحْوِهِ , فَإِذَا طَلَعَتْ مِنْ نَحْوِهِ لَمْ يَنْفَعْ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا " ) (3)
__________
(1) ( ت ) 3535
(2) ( حم ) 18120 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
(3) ( جة ) 4070 , ( ت ) 3536 , ( حم ) 18125 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3137 , هداية الرواة : 2284(1/592)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى بَعْثَةُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
( م ت د حم ) , عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ قَالَتْ :
( سَمِعْتُ نِدَاءَ مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ ? - صلى الله عليه وسلم - يُنَادِي : الصَلَاةَ جَامِعَةً , فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ? - صلى الله عليه وسلم - , فَكُنْتُ فِي صَفِّ النِّسَاءِ الَّتِي تَلِي ظُهُورَ الْقَوْمِ , " فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَاتَهُ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَضْحَكُ ، فَقَالَ : لِيَلْزَمْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُصَلَّاهُ (1) ثُمَّ قَالَ : هَلْ تَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُمْ ؟ " , قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : " إِنِّي مَا وَاللَّهِ مَا جَمَعْتُكُمْ لِرَهْبَةٍ (2) وَلَا رَغْبَةٍ (3) وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ لِأَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ كَانَ رَجُلًا نَصْرَانِيًّا ، فَجَاءَ فَبَايَعَ وَأَسْلَمَ ، وَحَدَّثَنِي حَدِيثًا وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ حَدَّثْتُكُمْ عَنْ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ، حَدَّثَنِي أَنَّهُ رَكِبَ فِي سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ مَعَ ثَلَاثِينَ رَجُلًا مِنْ لَخْمٍ وَجُذَامٍ (4) فَلَعِبَ بِهِمْ الْمَوْجُ (5) شَهْرًا فِي الْبَحْرِ ) (6) وفي رواية : ( حَدَّثَنِي أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ رَكِبُوا سَفِينَةً فِي الْبَحْرِ فَجَالَتْ بِهِمْ ) (7) ( ثُمَّ أَرْفَئُوا إِلَى جَزِيرَةٍ (8) فِي الْبَحْرِ حَتَّى (9) مَغْرِبِ الشَّمْسِ , فَجَلَسُوا فِي أَقْرُبِ (10) السَّفِينَةِ فَدَخَلُوا الْجَزِيرَةَ يَلْتَمِسُونَ الْمَاءَ ، فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ أَهْلَبٌ (11) كَثِيرَةُ الشَّعْرِ ، فَإِذَا بِامْرَأَةٍ تَجُرُّ شَعْرَهَا (12) لَا يَدْرُونَ مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ ) (13) لَا يُدْرَى ذَكَرٌ هُوَ أَمْ أُنْثَى لِكَثْرَةِ شَعْرِهِ (14) ( فَفَرِقُوا (15) مِنْهَا أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً ، فَقَالُوا : وَيْلَكِ مَا أَنْتِ ؟ ، قَالَتْ : أَنَا الْجَسَّاسَةُ (16) فَقَالُوا : وَمَا الْجَسَّاسَةُ ؟ , قَالَتْ : أَيُّهَا الْقَوْمُ , انْطَلِقُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي هَذَا الدَّيْرَ (17) ذَلِكَ الْقَصْرِ (18) فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالْأَشْوَاقِ ، قَالَ : فَانْطَلَقْنَا سِرَاعًا حَتَّى دَخَلْنَا الدَّيْرَ فَإِذَا فِيهِ أَعْظَمُ إِنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ خَلْقًا قَطُّ ، يَنْزُو (19) فِيمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ (20) وَأَشَدُّهُ وِثَاقًا ) (21) ( يَجُرُّ شَعْرَهُ , مُسَلْسَلٌ فِي الْأَغْلَالِ ) (22) ( مَا بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى كَعْبَيْهِ بِالْحَدِيدِ ، مَجْمُوعَةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ ، فَقُلْنَا : مَنْ أَنْتَ ؟ ، قَالَ : قَدْ قَدَرْتُمْ عَلَى خَبَرِي فَأَخْبِرُونِي مَا أَنْتُمْ ؟ , فَقُلْنَا : نَحْنُ أُنَاسٌ مِنْ الْعَرَبِ , رَكِبْنَا فِي سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ فَصَادَفْنَا الْبَحْرَ حِينَ اغْتَلَمَ (23) فَلَعِبَ بِنَا الْمَوْجُ شَهْرًا ثُمَّ أَرْفَأْنَا إِلَى جَزِيرَتِكَ هَذِهِ , فَجَلَسْنَا فِي أَقْرُبِهَا فَدَخَلْنَا الْجَزِيرَةَ , فَلَقِيَتْنَا دَابَّةٌ أَهْلَبٌ كَثِيرُةُ الشَّعَرِ , لَا يُدْرَى مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ , فَقُلْنَا : وَيْلَكِ مَا أَنْتِ ؟ , فَقَالَتْ : أَنَا الْجَسَّاسَةُ , فَقُلْنَا : وَمَا الْجَسَّاسَةُ ؟ , فَقَالَتْ : اعْمِدُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي الدَّيْرِ فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالْأَشْوَاقِ , فَأَقْبَلْنَا إِلَيْكَ سِرَاعًا , وَفَزِعْنَا مِنْهَا وَلَمْ نَأْمَنْ أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً , فَقَالَ : أَخْبِرُونِي عَنْ نَخْلِ بَيْسَانَ ) (24) ( الَّذِي بَيْنَ الْأُرْدُنِّ وَفِلَسْطِينَ ؟ ) (25) ( فَقُلْنَا : عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ ؟ , قَالَ : أَسْأَلُكُمْ عَنْ نَخْلِهَا هَلْ يُثْمِرُ ؟ , فَقُلْنَا لَهُ : نَعَمْ , قَالَ : أَمَا إِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ لَا يُثْمِرُ , ثُمَّ قَالَ : أَخْبِرُونِي عَنْ بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ ؟ , قُلْنَا : عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ ؟ , قَالَ : هَلْ فِيهَا مَاءٌ ؟ , فَقُلْنَا لَهُ : نَعَمْ , هِيَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ , قَالَ : أَمَا إِنَّ مَاءَهَا يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ , ثُمَّ قَالَ : أَخْبِرُونِي عَنْ عَيْنِ زُغَرَ (26) ؟ , قُلْنَا : عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ ؟ , قَالَ : هَلْ فِي الْعَيْنِ مَاءٌ , وَهَلْ يَزْرَعُ أَهْلُهَا بِمَاءِ الْعَيْنِ ؟ , فَقُلْنَا لَهُ : نَعَمْ , هِيَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ , وَأَهْلُهَا يَزْرَعُونَ مِنْ مَائِهَا ) (27) ( قَالَ : هَلْ خَرَجَ نَبِيُّ الْأُمِّيِّينَ ؟ ، فَقُلْنَا : نَعَمْ ) (28) ( قَالَ : مَا فَعَلَ ؟ , فَقُلْنَا لَهُ : قَدْ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ وَنَزَلَ يَثْرِبَ , قَالَ : أَقَاتَلَهُ الْعَرَبُ ؟ , فَقُلْنَا : نَعَمْ , قَالَ : كَيْفَ صَنَعَ بِهِمْ ؟ , فَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ عَلَى مَنْ يَلِيهِ مِنْ الْعَرَبِ وَأَطَاعُوهُ , فَقَالَ لَنَا : قَدْ كَانَ ذَلِكَ ؟ , قُلْنَا : نَعَمْ , قَالَ : أَمَا إِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ لَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ ) (29)
__________
(1) أَيْ : مَوْضِع صَلَاته فَلَا يَتَغَيَّر وَلَا يَتَقَدَّم وَلَا يَتَأَخَّر . عون المعبود - (ج 9 / ص 363)
(2) أَيْ : لِخَوْفٍ مِنْ عَدُوّ . عون المعبود - (ج 9 / ص 363)
(3) أَيْ : وَلَا لِأَمْرٍ مَرْغُوب فِيهِ مِنْ عَطَاء كَغَنِيمَةٍ . عون المعبود - (ج 9 / ص 363)
(4) قبيلتين من قبائل اليمن .
(5) أَيْ : دَار بِهِمْ ، وَاللَّعِب فِي الْأَصْل مَا لَا فَائِدَة فِيهِ مِنْ فِعْل أَوْ قَوْل , فَاسْتُعِيرَ لِصَدِّ الْأَمْوَاج السُّفُن عَنْ صَوْب الْمَقْصِد وَتَحْوِيلهَا يَمِينًا وَشِمَالًا . عون المعبود - (ج 9 / ص 363)
(6) ( م ) 2942
(7) عند ( ت ) 2253 , ( حم ) 27146 , وأنا أميل إلى هذه الرواية , لأن معظم الأمارات التي سأل عنها الدجال موجودة في فلسطين , وأهل مكة أدرى بشعابها .ع
(8) أَيْ : اِلْتَجَئُوا إِلَيْهَا , ومَرْفَأ السُّفُن : الْمَوْضِع الَّذِي تُشَدّ إِلَيْهِ وَتُوقَف عِنْده . ( فتح ) - (ج 20 / ص 131)
(9) وفي رواية ( ثُمَّ أَرْفَئُوا إِلَى جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ حَيْثُ مَغْرِبِ الشَّمْسِ ) انظر السنن الواردة في الفتن (ج2 ص 235) , وانظر ( طب ) ج24ص388ح958
(10) ( أَقْرُب ) : جَمْع قَارِب .
(11) الْهُلْب : الشَّعْر ، وَقِيلَ : مَا غَلُظَ مِنْ الشَّعْر ، وَقِيلَ : مَا كَثُرَ مِنْ شَعْر الذَّنَب , وَإِنَّمَا ذَكَّرَهُ لِأَنَّ الدَّابَّة يُطْلَق عَلَى الذَّكَر وَالْأُنْثَى لِقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَمَا مِنْ دَابَّة فِي الْأَرْض } , وقَالَ النَّوَوِيّ : الْأَهْلَب غَلِيظ الشَّعْر كَثِيره .عون المعبود(ج9ص 363)
(12) ( د ) 4325
(13) ( م ) 2942
(14) ( حم ) 27146 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(15) أي : خافوا .
(16) الْجَسَّاسَة سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِتَجَسُّسِهَا الْأَخْبَار لِلدَّجَّالِ . عون المعبود - (ج 9 / ص 363)
(17) أَيْ : دَيْر النَّصَارَى . عون المعبود - (ج 9 / ص 363)
(18) ( د ) 4325
(19) أَيْ : يَثِب وُثُوبًا . عون المعبود - (ج 9 / ص 363)
(20) ( د ) 4325
(21) ( م ) 2942
(22) ( د ) 4325
(23) أَيْ : حين هاج .
(24) ( م ) 2942
(25) ( ت ) 2253
(26) ( عَيْن زُغَر ) : بَلْدَة مَعْرُوفَة فِي الْجَانِب الْقِبْلِيّ مِنْ الشَّام قَلِيلَة النَّبَات . ( النووي - ج 9 / ص 333) , قال ياقوت الحموي : حدثني الثقة أن زُغَر هذه في طرف البحيرة المنتنة , في واد هناك , بينها وبين البيت المقدس ثلاثة أيام , وهي من ناحية الحجاز , ولهم هناك زروع , قال ابن عباس رضي الله عنهما : لما هلك قوم لوط , مضى لوط عليه السلام وبناته يريدون الشام , فماتت الكُبَرى من بناته وكان يقال لها ( رَيَّة ) , فدُفنت عند عين هناك , فسميت باسمها عين رَيّة , ثم ماتت بعد ذلك الصغرى وكان اسمها زُغَر , فدفنت عند عين فسميت عين زغر، وهذه في واد وَخِمٍ رديءٍ في أشأم بقعة , إنما يسكنه أهله لأجل الوطن , وقد يهيج فيهم في بعض الأعوام مرض فيُفني كل من فيه أو أكثرهم .معجم البلدان (ج2ص397)
(27) ( م ) 2942
(28) ( د ) 4325
(29) ( م ) 2942(1/593)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى انْشِقَاقُ الْقَمَر
( خ م ت ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( إنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً (1) " فَأَرَاهُمْ الْقَمَرَ ) (2) ( فِلْقَتَيْنِ ، فَسَتَرَ الْجَبَلُ فِلْقَةً , وَكَانَتْ فِلْقَةٌ فَوْقَ الْجَبَلِ ) (3) فَأَرَاهُمْ الْقَمَرَ شِقَّتَيْنِ (4) حَتَّى رَأَوْا حِرَاءً بَيْنَهُمَا (5) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : اشْهَدُوا ، اشْهَدُوا ) (6) ( قَالَ : فَأَرَاهُمْ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ ) (7) ( بِمَكَّةَ ) (8) ( مَرَّتَيْنِ (9) " ) (10) ( فَقَالُوا : سَحَرَنَا مُحَمَّدٌ ) (11) ( فَنَزَلَتْ : { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ , وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (12) } (13) ) (14) ( فَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَئِنْ كَانَ سَحَرَنَا فَمَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْحَرَ النَّاسَ كُلَّهُمْ (15) ) (16) .
__________
(1) أَيْ : علامة ودليل .
(2) ( خ ) 3438 , ( م ) 2802
(3) ( م ) 2801 , ( خ ) 4583
(4) أَيْ : نِصْفَيْنِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 192)
(5) ( خ ) 3655
(6) ( م ) 2801 , ( خ ) 4584
(7) ( م ) 2802 , ( حم ) 13177
(8) ( ت ) 3286
(9) لَا أَعْرِف مَنْ جَزَمَ مِنْ عُلَمَاء الْحَدِيث بِتَعَدُّدِ الِانْشِقَاق فِي زَمَنه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَمْ يَتَعَرَّض لِذَلِكَ أَحَد مِنْ شُرَّاح الصَّحِيحَيْنِ , وَتَكَلَّمَ اِبْن الْقَيِّم عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَة فَقَالَ : الْمَرَّات يُرَاد بِهَا الْأَفْعَال تَارَة وَالْأَعْيَان أُخْرَى ، وَالْأَوَّل أَكْثَر , وَمِنْ الثَّانِي " أَنْشَقَّ الْقَمَرُ مَرَّتَيْنِ " وَقَدْ خَفِيَ عَلَى بَعْض النَّاس فَادَّعَى أَنَّ اِنْشِقَاق الْقَمَر وَقَعَ مَرَّتَيْنِ ، وَهَذَا مِمَّا يَعْلَم أَهْل الْحَدِيث وَالسِّيَر أَنَّهُ غَلَط , فَإِنَّهُ لَمْ يَقَع إِلَّا مَرَّة وَاحِدَة , وَقَدْ قَالَ الْعِمَاد بْن كَثِير : فِي الرِّوَايَة الَّتِي فِيهَا " مَرَّتَيْنِ " نَظَر ، وَلَعَلَّ قَائِلهَا أَرَادَ فِرْقَتَيْنِ , قُلْت : وَهَذَا الَّذِي لَا يُتَّجَه غَيْره جَمْعًا بَيْن الرِّوَايَات . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 192)
(10) ( م ) 2802 , ( ت ) 3286
(11) ( ت ) 3289 , ( حم ) 16796
(12) أَيْ : سِحْرٌ ذَاهِبٌ .
(13) [القمر/1، 2]
(14) ( ت ) 3286 , ( حم ) 12711
(15) وَعِنْدَ الْبَيْهَقِيِّ : " فَقَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ : هَذَا سِحْرٌ سَحَرَكُمْ بِهِ اِبْنُ أَبِي كَبْشَةَ , اُنْظُرُوا السُّفَّارَ , فَإِنْ كَانُوا رَأَوْا مَا رَأَيْتُمْ فَقَدْ صَدَقَ , وَإِنْ كَانُوا لَمْ يَرَوْا مِثْلَ مَا رَأَيْتُمْ فَهُوَ سِحْرٌ سَحَرَكُمْ بِهِ ، قَالَ : فَسُئِلَ السُّفَّارُ وَقَدِمُوا مِنْ كُلِّ وُجْهَةٍ فَقَالُوا : رَأَيْنَا , فَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَئِنْ كَانَ سَحَرَنَا فَمَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْحَرَ النَّاسَ كُلَّهُمْ . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 148)
(16) ( ت ) 3289 , ( حم ) 16796(1/594)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى وَفَاةُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
( خ د جة حم ) , عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ ) (1) ( مِنْ آخِرِ السَّحَرِ (2) ) (3) ( وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ (4) ) (5) ( فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ) (6) ( " فَرَدَّ وَقَالَ : ادْخُلْ " , فَقُلْتُ : كُلِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ (7) ؟ , قَالَ : " كُلُّكَ " فَدَخَلْتُ ) (8) ( فَقَالَ : " يَا عَوْفُ , احْفَظْ خِلَالًا (9) سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ ) (10) ( أَوَّلُهُنَّ مَوْتِي " ) (11) ( قَالَ عَوْفٌ : فَوَجَمْتُ (12) عِنْدَهَا وَجْمَةً شَدِيدَةً ) (13) ( وَبَكَيْتُ ) (14) ( " حَتَّى جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُسْكِتُنِي قَالَ : وَالثَّانِيَةُ : فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ) (15) ( وَالثَّالِثَةُ : دَاءٌ يَظْهَرُ فِيكُمْ (16) يَسْتَشْهِدُ اللَّهُ بِهِ ذَرَارِيَّكُمْ (17) وَأَنْفُسَكُمْ , وَيُزَكِّي (18) بِهِ أَعْمَالَكُمْ ) (19) وفي رواية : ( ثُمَّ مَوَتَانٌ (20) يَكُونُ فِي أُمَّتِي يَأْخُذُهُمْ مِثْلَ قُعَاصِ الْغَنَمِ (21) ) (22) ( وَالرَّابِعَةُ : يَفِيضُ الْمَالُ فِيكُمْ ) (23) ( حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلَّ سَاخِطًا (24) ) (25) ( وَالْخَامِسَةُ : فِتْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ لَا يَبْقَى بَيْتُ مُسْلِمٍ إِلَّا دَخَلَتْهُ , ثُمَّ هُدْنَةٌ (26) تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ (27) فَيَغْدِرُونَ بِكُمْ , فَيَسِيرُونَ إِلَيْكُمْ فِي ثَمَانِينَ غَايَةٍ , تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا " ) (28) ( فَقُلْتُ : وَمَا الْغَايَةُ ؟ , قَالَ : " الرَّايَةُ , فُسْطَاطُ الْمُسْلِمِينَ (29) يَوْمَئِذٍ فِي أَرْضٍ يُقَالُ لَهَا الْغُوطَةُ (30) فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ ) (31) "
__________
(1) ( خ ) 3005
(2) السَّحَر : الثلث الأخير من الليل .
(3) ( حم ) 24025 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده جيد .
(4) أَيْ : قُبة من جِلْد .
(5) ( خ ) 3005
(6) ( حم ) 24031 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(7) إِنَّمَا قَالَ : أَدْخُلُ كُلِّي مِنْ صِغَرِ الْقُبَّةِ , بِحَيْثُ كَانَ فِي مَحِلّ التَّرَدُّد أَنَّهُ يَسَعُ جَسَدَه كُلّه أَمْ لَا .حاشية السندي على ابن ماجه (ج 7 / ص 409)
(8) ( د ) 5000
(9) أي : خِصَالًا .
(10) ( جة ) 4042 , ( خ ) 3005
(11) ( حم ) 24031
(12) الوُجُوم : السكوت مع الهَمِّ والكآبة والحزن .
(13) ( جة ) 4042
(14) ( حم ) 24042 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : صحيح .
(15) ( حم ) 24031 , ( خ ) 3005
(16) أَيْ : الطَّاعُون . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 7 / ص 409)
(17) أَيْ : أَوْلَادهمْ الصِّغَار وَالنِّسَاء .
(18) الزَّكَاةُ : هِيَ النَّمَاءُ , وَهِيَ الطَّهَارَةُ أَيْضًا , وَسُمِّيَتْ الزَّكَاةُ زَكَاةً لِأَنَّهُ يَزْكُو بِهَا الْمَالُ بِالْبَرَكَةِ , وَيَطْهُرُ بِهَا الْمَرْءُ بِالْمَغْفِرَةِ . طِلبة الطَّلَبة - (ج 1 / ص 227)
(19) ( جة ) 4042
(20) ( المَوَتَانِ ) : هُوَ الْمَوْت الْكَثِير الْوُقُوع , وفيه لغتان : سكون الواوِ وفَتحها مع فتح الميم .النهاية في غريب الأثر - (ج 4 / ص 809)
(21) هُوَ دَاءٌ يَأْخُذ الدَّوَابّ , فَيَسِيل مِنْ أُنُوفهَا شَيْء فَتَمُوت فَجْأَة , وَهَذِهِ الْآية ظَهَرَتْ فِي طَاعُون عَمْوَاسٍ فِي خِلَافَة عُمَر , وَكَانَ ذَلِكَ بَعْد فَتْح بَيْت الْمَقْدِس . فتح الباري لابن حجر - (ج 9 / ص 452)
(22) ( حم ) 24031 , ( خ ) 3005
(23) ( حم ) 24031
(24) أَيْ : غضبان .
(25) ( خ ) 3005
(26) الهُدْنَة : الصُّلْح والمُوادَعَة بيْن كُلِّ مُتَحارِبَيْن .
(27) ( بَنُو الْأَصْفَر ) هُمْ الرُّوم .
(28) ( جة ) 4042 , ( خ ) 3005
(29) أَيْ : حِصْن الْمُسْلِمِينَ الَّذِي يَتَحَصَّنُونَ بِهِ , وَأَصْله الْخَيْمَة .
(30) ( الْغُوطَةِ ) : مَوْضِع بِالشَّامِ كَثِير الْمَاء وَالشَّجَر .
(31) ( حم ) 24031(1/595)
( م حم ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , ثُمَّ قُلْنَا : لَوْ جَلَسْنَا حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَهُ الْعِشَاءَ , قَالَ : فَجَلَسْنَا , " فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَيْنَا فَقَالَ : مَا زِلْتُمْ هَهُنَا ؟ " , فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّيْنَا مَعَكَ الْمَغْرِبَ , ثُمَّ قُلْنَا : نَجْلِسُ حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَكَ الْعِشَاءَ فَقَالَ : " أَحْسَنْتُمْ , ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ - وَكَانَ كَثِيرًا مِمَّا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ - فَقَالَ : النُّجُومُ أَمَنَةٌ (1) لِلسَّمَاءِ (2) فَإِذَا ذَهَبَتْ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ (3)وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي (4) فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ , وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي (5) فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ " (6)
__________
(1) ( الْأَمَنَة ) : الْأَمْن وَالْأَمَان . ( النووي - ج 8 / ص 307)
(2) مَعْنَى الْحَدِيث أَنَّ النُّجُوم مَا دَامَتْ بَاقِيَة فَالسَّمَاء بَاقِيَة , فَإِذَا اِنْكَدَرَتْ النُّجُوم وَتَنَاثَرَتْ فِي الْقِيَامَة ، وَهَنَتْ السَّمَاء فَانْفَطَرَتْ وَانْشَقَّتْ وَذَهَبَتْ . ( النووي - ج 8 / ص 307)
(3) قال تعالى : { وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ } [التكوير/2]
(4) أَيْ : مِنْ الْفِتَن وَالْحُرُوب ، وَارْتِدَاد مَنْ اِرْتَدَّ مِنْ الْأَعْرَاب ، وَاخْتِلَاف الْقُلُوب ، وَنَحْو ذَلِكَ مِمَّا أَنْذَرَ بِهِ صَرِيحًا ، وَقَدْ وَقَعَ كُلّ ذَلِكَ . ( النووي - ج 8 / ص 307)
(5) مَعْنَاهُ مِنْ ظُهُور الْبِدَع ، وَالْحَوَادِث فِي الدِّين ، وَالْفِتَن فِيهِ ، وَطُلُوع قَرْن الشَّيْطَان ، وَظُهُور الرُّوم وَغَيْرهمْ عَلَيْهِمْ ، وَانْتَهَاكُ الْمَدِينَة وَمَكَّة وَغَيْر ذَلِكَ . ( النووي - ج 8 / ص 307)
(6) ( م ) 2531 , ( حم ) 19584(1/596)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى كَثْرَةُ مُدَّعِي النُّبُوَّة
( خ م د حم ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ ) (1) ( حَتَّى يُبْعَثَ (2) دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ (3) ) (4) ( مِنْهُمْ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ ) (5) ( كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ) (6) ( يَكْذِبُ عَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ (7) ) (8) ( وَإِنِّي خَاتَمُ النَّبِيِّينَ , لَا نَبِيَّ بَعْدِي ) (9) "
__________
(1) ( خ ) 6537 , ( م ) 157
(2) أَيْ : يَخْرُج ، وَلَيْسَ الْمُرَاد بِالْبَعْثِ مَعْنَى الْإِرْسَال الْمُقَارِن لِلنُّبُوَّةِ ، بَلْ هُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى ( إِنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِين عَلَى الْكَافِرِينَ ) ( فتح ) - (ج 10 / ص 410)
(3) لَيْسَ الْمُرَاد بِالْحَدِيثِ مَنْ اِدَّعَى النُّبُوَّة مُطْلَقًا , فَإِنَّهُمْ لَا يُحْصَوْنَ كَثْرَةً , وَإِنَّمَا الْمُرَاد مَنْ قَامَتْ لَهُ شَوْكَة وَبَدَتْ لَهُ شُبْهَة كَمَنْ وَصَفْنَا ، وَقَدْ أَهْلَكَ اللَّه تَعَالَى مَنْ وَقَعَ لَهُ ذَلِكَ مِنْهُمْ , وَبَقِيَ مِنْهُمْ مَنْ يُلْحِقهُ بِأَصْحَابِهِ , وَآخِرهمْ الدَّجَّال الْأَكْبَر . ( فتح ) - (ج 10 / ص 410)
(4) ( خ ) 6704 , ( م ) 157
(5) ( حم ) 23406 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(6) ( خ ) 6704 , ( م ) 157
(7) رَوَى ( د ) 4334 : " قال إِبْرَاهِيم النَّخَعِيِّ لِعُبَيْدَة بْن عَمْرو : أَتَرَى الْمُخْتَارَ بن أبي عبيد الثقفي مِنْهُمْ , فَقَالَ عُبَيْدَةُ : أَمَا إِنَّهُ مِنْ الرُّءُوسِ .
(8) ( د ) 4334
(9) ( حم ) 23406(1/597)
( م حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ ، يَأْتُونَكُمْ مِنَ الَأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ ، لَا يُضِلُّونَكُمْ وَلَا يَفْتِنُونَكُمْ " (1)
__________
(1) ( م ) 7 , ( حم ) 8580(1/598)
( د مي ) , وَعَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ (1) قَالَ :
( أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - فَقُلْتُ : مَا بَيْنِي وَبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ الْعَرَبِ حِنَةٌ (2) وَإِنِّي مَرَرْتُ بِمَسْجِدٍ لِبَنِي حَنِيفَةَ ) (3) ( فَسَمِعْتُهُمْ يَشْهَدُونَ أَنَّ مُسَيْلَمَةَ رَسُولُ اللَّهِ ) (4) ( فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ فَجِيءَ بِهِمْ , فَاسْتَتَابَهُمْ (5) ) (6) ( فَتَابَ الْقَوْمُ وَرَجَعُوا عَنْ قَوْلِهِمْ , فَخَلَّى سَبِيلَهُمْ , وَقَدَّمَ رَجُلًا مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ النَّوَّاحَةِ ) (7) ( فَقَالَ لَهُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " لَوْلَا أَنَّكَ رَسُولٌ لَقَتَلْتُكَ " , فَأَنْتَ الْيَوْمَ لَسْتَ بِرَسُولٍ , فَأَمَرَ قَرَظَةَ بْنَ كَعْبٍ - رضي الله عنه - (8) فَضَرَبَ عُنُقَهُ فِي السُّوقِ , ثُمَّ قَالَ : مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى ابْنِ النَّوَّاحَةِ قَتِيلًا بِالسُّوقِ ) (9) .
__________
(1) هو : حارثة بن مضرب العبدي الكوفي , الطبقة : 2 من كبار التابعين , روى له : ( البخاري في الأدب المفرد , وأبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه ) , رتبته عند ابن حجر : ثقة .
(2) ( حِنَة ) أَيْ : عَدَاوَة وَحِقْد , قَالَ الْخَطَّابِيُّ : وَاللُّغَة الصَّحِيحَة : إِحْنَة بِالْهَمْزَةِ .
(3) ( د ) 2762
(4) ( مي ) 2503 , وقال حسين أسد : إسناده حسن ولكن الحديث صحيح .
(5) أَيْ : طَلَبَ التَّوْبَة مِنْهُمْ .
(6) ( د ) 2762
(7) ( مي ) 2503
(8) قال البخاري : له صحبة , وقال البغوي : سكن الكوفة , وقال ابن سعد : أمه خليدة بنت ثابت بن سنان , وهو أخو عبد الله بن أنيس لأمه , وشهد قرظة أُحُداً وما بعدها , وكان ممن وجَّهَهُ عمر إلى الكوفة يُفَقِّه الناس , ومات في خلافة علي فصلى عليه . الإصابة في معرفة الصحابة - (ج 2 / ص 458)
(9) ( د ) 2762 , ( حب ) 4879(1/599)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى تَوَلِّي اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً مِنْ قُرَيْشٍ
( خ م حم ) , عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ عَزِيزًا مَنِيعًا ) (1) ( وَلَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ ) (2) ( يُنْصَرُونَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ عَلَيْهِ (3) ) (4) ( إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً ) (5) (
كُلُّهُمْ تَجْتَمِعُ عَلَيْهِ الْأُمَّةُ (6) ) (7) ( وَكُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ ) (8) "
__________
(1) ( م ) 1821
(2) ( حم ) 20962 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(3) أَيْ : يُنصرون على من عاداهم في دينهم .
(4) ( حم ) 20964 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(5) ( م ) 1821 , ( خ ) 6796
(6) الْمُرَاد بِالِاجْتِمَاعِ اِنْقِيَادهمْ لِبَيْعَتِهِ ، واَلَّذِي وَقَعَ أَنَّ النَّاس اِجْتَمَعُوا عَلَى أَبِي بَكْر , ثُمَّ عُمَر , ثُمَّ عُثْمَان , ثُمَّ عَلِيّ إِلَى أَنْ وَقَعَ أَمْرُ الْحَكَمَيْنِ فِي صِفِّين ، فَسُمِّيَ مُعَاوِيَة يَوْمَئِذٍ بِالْخِلَافَةِ ، ثُمَّ اِجْتَمَعَ النَّاس عَلَى مُعَاوِيَة عِنْدَ صُلْح الْحَسَنِ ، ثُمَّ اِجْتَمَعُوا عَلَى وَلَدِهِ يَزِيد , وَلَمْ يَنْتَظِم لِلْحُسَيْنِ أَمْرٌ بَلْ قُتِلَ قَبْل ذَلِكَ ، ثُمَّ لَمَّا مَاتَ يَزِيد وَقَعَ الِاخْتِلَاف إِلَى أَنْ اِجْتَمَعُوا عَلَى عَبْد الْمَلِك بْن مَرْوَان بَعْد قَتْل اِبْنِ الزُّبَيْر ، ثُمَّ اِجْتَمَعُوا عَلَى أَوْلَاده الْأَرْبَعَة : الْوَلِيد ثُمَّ سُلَيْمَان ثُمَّ يَزِيد ثُمَّ هِشَام ، وَتَخَلَّلَ بَيْن سُلَيْمَان وَيَزِيد , عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز ، فَهَؤُلَاءِ سَبْعَة بَعْد الْخُلَفَاء الرَّاشِدِينَ ، وَالثَّانِي عَشَرَ هُوَ الْوَلِيد بْن يَزِيد بْن عَبْد الْمَلِك اِجْتَمَعَ النَّاس عَلَيْهِ لَمَّا مَاتَ عَمُّهُ هِشَام ، فَوَلِيَ نَحْوَ أَرْبَعِ سِنِينَ , ثُمَّ قَامُوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ ، وَانْتَشَرَتْ الْفِتَنُ وَتَغَيَّرَتْ الْأَحْوَال مِنْ يَوْمِئِذٍ وَلَمْ يَتَّفِق أَنْ يَجْتَمِع النَّاس عَلَى خَلِيفَة بَعْد ذَلِكَ ، لِأَنَّ يَزِيد بْن الْوَلِيد الَّذِي قَامَ عَلَى اِبْنِ عَمِّهِ الْوَلِيد بْن يَزِيد لَمْ تَطُلْ مُدَّتُهُ بَلْ ثَارَ عَلَيْهِ قَبْل أَنْ يَمُوت اِبْنُ عَمِّ أَبِيهِ مَرْوَان بْن مُحَمَّد بْن مَرْوَان , وَلَمَّا مَاتَ يَزِيد وَلِيَ أَخُوهُ إِبْرَاهِيم , فَغَلَبَهُ مَرْوَان ، ثُمَّ ثَارَ عَلَى مَرْوَان بَنُو الْعَبَّاس إِلَى أَنْ قُتِلَ ، ثُمَّ كَانَ أَوَّلَ خُلَفَاء بَنِي الْعَبَّاس أَبُو الْعَبَّاس السَّفَّاح ، وَلَمْ تَطُلْ مُدَّته مَعَ كَثْرَة مَنْ ثَارَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ وَلِيَ أَخُوهُ الْمَنْصُور فَطَالَتْ مُدَّته ، لَكِنْ خَرَجَ عَنْهُمْ الْمَغْرِب الْأَقْصَى بِاسْتِيلَاءِ الْمَرْوَانِيِّينَ عَلَى الْأَنْدَلُس ، وَاسْتَمَرَّتْ فِي أَيْدِيهمْ مُتَغَلِّبِينَ عَلَيْهَا إِلَى أَنْ تَسَمَّوْا بِالْخِلَافَةِ بَعْد ذَلِكَ ، وَانْفَرَطَ الْأَمْر فِي جَمِيع أَقْطَار الْأَرْض إِلَى أَنْ لَمْ يَبْقَ مِنْ الْخِلَافَة إِلَّا الِاسْم فِي بَعْض الْبِلَاد ، بَعْد أَنْ كَانُوا فِي أَيَّام بَنِي عَبْد الْمَلِك بْن مَرْوَان يُخْطَب لِلْخَلِيفَةِ فِي جَمِيع أَقْطَار الْأَرْض شَرْقًا وَغَرْبًا وَشِمَالًا وَيَمِينًا مِمَّا غَلَبَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ ، وَلَا يَتَوَلَّى أَحَدٌ فِي بَلَدٍ مِنْ الْبِلَاد كُلّهَا الْإِمَارَة عَلَى شَيْء مِنْهَا إِلَّا بِأَمْرِ الْخَلِيفَة ، وَمَنْ نَظَرَ فِي أَخْبَارهمْ عَرَفَ صِحَّة ذَلِكَ , فَالْأَوْلَى أَنْ يُحْمَل قَوْله " يَكُونُ بَعْدِي اِثْنَا عَشَرَ خَلِيفَة " عَلَى حَقِيقَة الْبَعْدِيَّة ، فَإِنَّ جَمِيع مَنْ وَلِيَ الْخِلَافَة مِنْ الصِّدِّيق إِلَى عُمَرَ - رضي الله عنهما - ْن عَبْد الْعَزِيز أَرْبَعَةَ عَشَرَ نَفْسًا ، مِنْهُمْ اِثْنَانِ لَمْ تَصِحّ وِلَايَتهمَا وَلَمْ تَطُلْ مُدَّتُهُمَا , وَهُمَا : مُعَاوِيَة بْن يَزِيد , وَمَرْوَان بْن الْحَكَم ، وَالْبَاقُونَ اِثْنَا عَشَرَ نَفْسًا عَلَى الْوَلَاء كَمَا أَخْبَرَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَتْ وَفَاة عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز سَنَة إِحْدَى وَمِائَة ، وَتَغَيَّرَتْ الْأَحْوَال بَعْدَهُ ، وَانْقَضَى الْقَرْن الْأَوَّل الَّذِي هُوَ خَيْر الْقُرُون ، وَلَا يَقْدَح فِي ذَلِكَ قَوْله " يَجْتَمِع عَلَيْهِمْ النَّاس " لِأَنَّهُ يُحْمَل عَلَى الْأَكْثَر الْأَغْلَب ، لِأَنَّ هَذِهِ الصِّفَة لَمْ تُفْقَد مِنْهُمْ إِلَّا فِي الْحَسَنِ بْن عَلِيّ وَعَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر مَعَ صِحَّة وِلَايَتهمَا ، وَالْحُكْم بِأَنَّ مَنْ خَالَفَهُمَا لَمْ يَثْبُت اِسْتِحْقَاقه إِلَّا بَعْدَ تَسْلِيم الْحَسَنِ وَبَعْد قَتْل اِبْنِ الزُّبَيْر وَاَللَّه أَعْلَمُ , وَكَانَتْ الْأُمُور فِي غَالِبِ أَزْمِنَة هَؤُلَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ مُنْتَظِمَة , وَإِنْ وُجِدَ فِي بَعْض مُدَّتهمْ خِلَاف ذَلِكَ ، فَهُوَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الِاسْتِقَامَة نَادِر وَاَللَّه أَعْلَمُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 266)
(7) ( د ) 4280
(8) ( م ) 1821 , ( خ ) 6796(1/600)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى ارْتِدَادُ بَعْضِ الْقَبَائِلِ عَنِ الْإسْلَامِ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
( خ د ) , عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( إِنَّ النَّاسَ كَانُوا يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ الْخَيْرِ , وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ , فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ , فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ ) (1) ( فِتْنَةٌ وَشَرٌّ " , قُلْتُ : فَمَا الْعِصْمَةُ مِنْ ذَلِكَ (2) ؟ , قَالَ : " السَّيْفُ (3) ") (4)
__________
(1) ( خ ) 3411
(2) أَيْ : فَمَا طَرِيق النَّجَاة مِنْ الثَّبَات عَلَى الْخَيْر وَالْمُحَافَظَة عَنْ الْوُقُوع فِي ذَلِكَ الشَّرّ .عون المعبود(ج9ص 288)
(3) أَيْ : تَحْصُل الْعِصْمَة بِاسْتِعْمَالِ السَّيْف , أَوْ طَرِيقهَا أَنْ تَضْرِبهُمْ بِالسَّيْفِ , قَالَ قَتَادَةَ : الْمُرَاد بِهَذِهِ الطَّائِفَة هُمْ الَّذِينَ اِرْتَدُّوا بَعْد وَفَاة النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فِي زَمَن خِلَافَة الصِّدِّيق - رضي الله عنه - .عون المعبود(ج9ص 288)
(4) ( د ) 4244(1/601)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى كَثْرَةُ الْفُتُوحَاتِ وانْتِشَارُ الدِّينِ فِي الْعَالَم
( حم ) , عَنْ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَبْقَى عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ بَيْتُ مَدَرٍ (1) وَلَا وَبَرٍ (2) إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ كَلِمَةَ الْإِسْلَامِ , بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ , إِمَّا يُعِزُّهُمْ اللَّهُ فَيَجْعَلُهُمْ مِنْ أَهْلِهَا , أَوْ يُذِلُّهُمْ فَيَدِينُونَ لَهَا (3) " (4)
__________
(1) المَدَر : الطين اللزج المتماسك ، وما يُصنع منه مثل اللَّبِنِ والبيوت .
(2) الوَبَر : صوف الإبل , والمقصود أهل البادية , لأنهم يتخذون بيوتهم منهم .
(3) أَيْ : يُذلِّه اللهُ بسبب إبائها بذل سَبْيٍ أو قتال , حتى ينقاد إليها كرها أو طوعا , أو يُذعِن لها ببدل الجزية , والحديث مقتبس من قوله تعالى ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) . مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (ج 1 / ص 276)
(4) ( حم ) 23865 , انظر الصحيحة : 3 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(1/602)
( حم ) , وَعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ :
" لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ , وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ , بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ , عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ , وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ " , قَالَ تَمِيمٌ : وَقَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي أَهْلِ بَيْتِي , لَقَدْ أَصَابَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ الْخَيْرُ وَالشَّرَفُ وَالْعِزُّ , وَلَقَدْ أَصَابَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ كَافِرًا الذُّلُّ وَالصَّغَارُ وَالْجِزْيَةُ . (1)
__________
(1) ( حم ) 16998 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم(1/603)
( خ ) , وَعَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً (1) لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ وَقَدْ لَقِينَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ شِدَّةً , فَقُلْتُ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (2) ( أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا ؟ , أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا (3) ؟ ) (4) ( " فَقَعَدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ مُحْمَرٌّ وَجْهُهُ فَقَالَ : لَقَدْ كَانَ ) (5) ( الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ ) (6) ( فَيُجْعَلُ فِيهَا , فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى ) (7) ( مَفْرِقِ رَأْسِهِ ) (8) ( فَيُشَقُّ ) (9) ( نِصْفَيْنِ ) (10) ( مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ (11) عَنْ دِينِهِ ) (12) ( وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ ) (13) ( مَا دُونَ عِظَامِهِ مِنْ لَحْمٍ أَوْ عَصَبٍ (14) مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ (15) ) (16) ( وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ (17) حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ (18) لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ , وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ (19) ) (20) "
__________
(1) البْرُدُ والبُرْدة : الشَّمْلَةُ المخطَّطة ، وقيل : هو كِساء أسود مُرَبَّع فيه صورٌ , وَالْمَعْنَى : جَعل الْبُرْدَة وِسَادَة لَهُ ، مِنْ تَوَسَّدَ الشَّيْء جَعَلَهُ تَحْت رَأْسه . عون المعبود - (ج 6 / ص 79)
(2) ( خ ) 3639
(3) أَيْ : عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَإِنَّهُمْ يُؤْذُونَنَا . عون المعبود - (ج 6 / ص 79)
(4) ( خ ) 3416 , ( س ) 5320
(5) ( خ ) 3639
(6) ( خ ) 3416
(7) ( خ ) 6544
(8) ( خ ) 3639
(9) ( خ ) 3639
(10) ( خ ) 6544
(11) أَيْ : لَا يَمْنَعهُ ذَلِكَ الْعَذَاب الشَّدِيد . عون المعبود - (ج 6 / ص 79)
(12) ( خ ) 3639
(13) ( خ ) 3416
(14) قَالَ الطِّيبِيُّ : فِيهِ مُبَالَغَة بِأَنَّ الْأَمْشَاط لِحِدَّتِهَا وَقُوَّتهَا كَانَتْ تَنْفُذ مِنْ اللَّحْم إِلَى الْعَظْم وَمَا يَلْتَصِق بِهِ مِنْ الْعَصَب . عون المعبود - (ج 6 / ص 79)
(15) قَالَ اِبْن بَطَّال : أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ مَنْ أُكْرِهَ عَلَى الْكُفْر وَاخْتَارَ الْقَتْل أَنَّهُ أَعْظَمُ أَجْرًا عِنْد اللَّه مِمَّنْ اِخْتَارَ الرُّخْصَة ، وَأَمَّا غَيْر الْكُفْر فَإِنْ أُكْرِهَ عَلَى أَكْل الْخِنْزِير وَشُرْب الْخَمْر مَثَلًا فَالْفِعْل أَوْلَى ، وَقَالَ بَعْض الْمَالِكِيَّة : بَلْ يَأْثَم إِنْ مُنِعَ مِنْ أَكْل غَيْرهَا , فَإِنَّهُ يَصِير كَالْمُضْطَرِّ عَلَى أَكْل الْمَيْتَة إِذَا خَافَ عَلَى نَفْسه الْمَوْت فَلَمْ يَأْكُل . فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 402)
(16) ( خ ) 3639
(17) أَيْ : أَمْر الدِّين . عون المعبود - (ج 6 / ص 79)
(18) بَيْن صنعاء وحَضْرَمَوْت مَسَافَة بَعِيدَة , نَحْو خَمْسَة أَيَّام . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 413)
(19) أَيْ : سَيَزُولُ عَذَاب الْمُشْرِكِينَ ، فَاصْبِرُوا عَلَى أَمْر الدِّين كَمَا صَبَرَ مَنْ سَبَقَكُمْ . عون المعبود - (ج 6 / ص 79)
(20) ( خ ) 6544 , ( د ) 2649(1/604)
( م د جة ) , وَعَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى زَوَى لِي الْأَرْضَ (1) فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا , وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا , وَإِنِّي أُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ : الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ ) (2) ( - يَعْنِي الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ (3) - وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي ثَلَاثًا : أَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَى أُمَّتِي جُوعًا فَيُهْلِكَهُمْ بِهِ ) (4) ( وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ (5) فَيَسْتَبِيحَ (6) بَيْضَتَهُمْ (7) ) (8) ( وَأَنْ لَا يَلْبِسَهُمْ شِيَعًا (9) وَيُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ (10) ) (11) ( فَقَالَ لِي رَبِّي : يَا مُحَمَّدُ , إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ (12) وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ ) (13) ( أَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ جُوعًا فَأُهْلِكَهُمْ بِهِ (14) ) (15) ( وَلَنْ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ , وَلَوْ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا (16) حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا , وَيَسْبِيَ (17) بَعْضُهُمْ بَعْضًا ) (18) ( وَإِنِّي لَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي إِلَّا الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ (19) وَإِذَا وُضِعَ السَّيْفُ فِي أُمَّتِي لَمْ يُرْفَعْ عَنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (20) ) (21) " (22)
__________
(1) أَيْ : جَمَعَهَا لِأَجْلِي , يُرِيدُ بِهِ تَقْرِيبَ الْبَعِيدِ مِنْهَا ، حَتَّى اِطَّلَعَ عَلَيْهِ اِطِّلَاعَهُ عَلَى الْقَرِيبِ مِنْهَا .( النووي ج9ص268)
(2) ( م ) 2889
(3) قَالَ الْعُلَمَاء : الْمُرَاد بِالْكَنْزَيْنِ الذَّهَب وَالْفِضَّة ، وَالْمُرَاد كَنْزَيْ كِسْرَى وَقَيْصَر مَلِكَيْ الْعِرَاق وَالشَّام , وفِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ مُلْك هَذِهِ الْأُمَّة يَكُون مُعْظَم اِمْتِدَاده فِي جِهَتَيْ الْمَشْرِق وَالْمَغْرِب ، وَهَكَذَا وَقَعَ , وَأَمَّا فِي جِهَتَيْ الْجَنُوب وَالشِّمَال فَقَلِيل بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمَشْرِق وَالْمَغْرِب . ( النووي - ج 9 / ص 268)
(4) ( جة ) 3952 , ( م ) 2889
(5) أَيْ : الْكُفَّارُ .
(6) أَيْ : يَسْتَأْصِلُ .
(7) أَيْ : جَمَاعَتهمْ وَأَصْلهمْ ، وَالْبَيْضَة أَيْضًا الْعِزّ وَالْمُلْك . ( النووي - ج 9 / ص 268)
وقَالَ الْجَزَرِيُّ فِي النِّهَايَةِ : أَيْ : مُجْتَمَعَهُمْ وَمَوْضِعَ سُلْطَانِهِمْ ، وَمُسْتَقَرَّ دَعْوَتِهِمْ ، وَبَيْضَةُ الدَّارِ وَسَطُهَا وَمُعْظَمُهَا ، أَرَادَ عَدُوًّا يَسْتَأْصِلُهُمْ وَيُهْلِكُهُمْ جَمِيعَهُمْ ، قِيلَ : أَرَادَ إِذَا أُهْلِكَ أَصْلُ الْبَيْضَةِ كَانَ هَلَاكُ كُلِّ مَا فِيهَا مِنْ طَعِمٍ أَوْ فَرْخٍ . وَإِذَا لَمْ يُهْلِكْ أَصْلَ الْبَيْضَةِ سَلِمَ بَعْضُ فِرَاخِهَا . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 468)
(8) ( م ) 2889 , ( ت ) 2176
(9) الشِّيَع : الفِرَق والجماعات .
(10) أَيْ : بِالْحَرْبِ وَالْقَتْل بِسَبَبِ ذَلِكَ ، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ مِنْ عَذَاب اللَّه , لَكِنْ أَخَفّ مِنْ الِاسْتِئْصَال , وَفِيهِ لِلْمُؤْمِنِينَ كَفَّارَة . ( فتح ) - (ج 20 / ص 371)
(11) ( جة ) 3952
(12) قال ابن أبي عاصم في كتابه ( السنة ) : وسمعت حامدا - وكان مما ينسب إلى معرفة بالكلام والفقه - قال : ما على أهل القدر حديث أشد من هذا , لأن الله تعالى منعه الثالثة , لأن من إرادة الله أن يُهلِكَ بعضُهم بعضا , ويسوءَ بعضُهم بعضا , وأعلمه أنه قضى ذلك وأنه كائن , قَالَ الْمُظْهِرُ : اِعْلَمْ أَنَّ لِلَّهِ تَعَالَى فِي خَلْقِهِ قَضَاءَيْنِ : مُبْرَمًا وَمُعَلَّقًا بِفِعْلٍ ، كَمَا قَالَ : إِنَّ الشَّيْءَ الْفُلَانِيَّ كَانَ كَذَا وَكَذَا ، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْهُ فَلَا يَكُونُ كَذَا وَكَذَا , مِنْ قَبِيلِ مَا يَتَطَرَّقُ إِلَيْهِ الْمَحْوُ وَالْإِثْبَاتُ , كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ : { يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ } , وَأَمَّا الْقَضَاءُ الْمُبْرَمُ فَهُوَ عِبَارَةٌ عَمَّا قَدَّرَهُ سُبْحَانَهُ فِي الْأَزَلِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُعَلِّقَهُ بِفِعْلٍ ، فَهُوَ فِي الْوُقُوعِ نَافِذٌ غَايَةَ النَّفَاذِ ، بِحَيْثُ لَا يَتَغَيَّرُ بِحَالَةٍ وَلَا يَتَوَقَّفُ عَلَى الْمُقْضَى عَلَيْهِ ، وَلَا الْمَقْضِيِّ لَهُ ؛ لِأَنَّهُ مِنْ عِلْمِهِ بِمَا كَانَ وَمَا يَكُونُ ،
وَخِلَافُ مَعْلُومِهِ مُسْتَحِيلٌ قَطْعًا ، وَهَذَا مِنْ قَبِيلِ مَا لَا يَتَطَرَّقُ إِلَيْهِ الْمَحْوُ وَالْإِثْبَاتُ , قَالَ تَعَالَى : { لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ } وَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا مَرَدَّ لِقَضَائِهِ وَلَا مَرَدَّ لِحُكْمِهِ " , فَقَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم - : " إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَلَا يُرَدُّ " مِنْ الْقَبِيلِ الثَّانِي , وَلِذَلِكَ لَمْ يُجَبْ إِلَيْهِ ، وَفِيهِ أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ مُسْتَجَابُو الدَّعْوَةِ إِلَّا فِي مِثْلِ هَذَا . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 468)
(13) ( م ) 2889
(14) بَلْ إِنْ وَقَعَ قَحْط فَيَكُون فِي نَاحِيَة يَسِيرَة بِالنِّسْبَةِ إِلَى بَاقِي بِلَاد الْإِسْلَام , فَلِلَّهِ الْحَمْد وَالشُّكْر عَلَى جَمِيع نِعَمه . ( النووي - ج 9 / ص 268)
(15) ( جة ) 3952
(16) أَيْ : نَوَاحِي الْأَرْض .
(17) أَيْ : يَأْسِرُ .
(18) ( م ) 2889 , ( ت ) 2176
(19) أَيْ : الدَّاعِينَ إِلَى الْبِدَع وَالْفِسْق وَالْفُجُور .
(20) فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي بَلَد يَكُون فِي بَلَد آخَر , وَقَدْ اُبْتُدِئَ فِي زَمَن مُعَاوِيَة وَهَلُمَّ جَرًّا , لَا يَخْلُو عَنْهُ طَائِفَة مِنْ الْأُمَّة , وَالْحَدِيث مُقْتَبَس مِنْ قَوْله تَعَالَى : { أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ } عون المعبود(ج 9 / ص 292)
(21) ( د ) 4252 , ( ت ) 2202 , 2229
(22) الصَّحِيحَة : 1582(1/605)
( س ) , وَعَنْ رَجُلٍ مَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
لَمَّا أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِحَفْرِ الْخَنْدَقِ عَرَضَتْ لَهُمْ صَخْرَةٌ حَالَتْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْحَفْرِ " فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَخَذَ الْمِعْوَلَ , وَوَضَعَ رِدَاءَهُ نَاحِيَةَ الْخَنْدَقِ وَقَالَ : { تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا , لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } (1) فَنَدَرَ (2) ثُلُثُ الْحَجَرِ , وَبَرَقَ (3) مَعَ ضَرْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَرْقَةٌ - وَسَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ - رضي الله عنه - قَائِمٌ يَنْظُرُ - ثُمَّ ضَرَبَ الثَّانِيَةَ وَقَالَ : { تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا , لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } , فَنَدَرَ الثُّلُثُ الْآخَرُ , وَبَرَقَتْ بَرْقَةٌ فَرَآهَا سَلْمَانُ , ثُمَّ ضَرَبَ الثَّالِثَةَ وَقَالَ : { تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا , لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } , فَنَدَرَ الثُّلُثُ الْبَاقِي , وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخَذَ رِدَاءَهُ وَجَلَسَ " فَقَالَ سَلْمَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , رَأَيْتُكَ حِينَ ضَرَبْتَ مَا تَضْرِبُ ضَرْبَةً إِلَّا كَانَتْ مَعَهَا بَرْقَةٌ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " رَأَيْتَ ذَلِكَ يَا سَلْمَانُ ؟ " , قَالَ : إِي وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " فَإِنِّي حِينَ ضَرَبْتُ الضَّرْبَةَ الْأُولَى رُفِعَتْ (4) لِي مَدَائِنُ كِسْرَى وَمَا حَوْلَهَا , وَمَدَائِنُ كَثِيرَةٌ حَتَّى رَأَيْتُهَا بِعَيْنَيَّ " , فَقَالَ لَهُ مَنْ حَضَرَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَفْتَحَهَا عَلَيْنَا وَيُغَنِّمَنَا دِيَارَهُمْ وَيُخَرِّبَ بِأَيْدِينَا بِلَادَهُمْ , " فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِذَلِكَ , قَالَ : ثُمَّ ضَرَبْتُ الضَّرْبَةَ الثَّانِيَةَ , فَرُفِعَتْ لِي مَدَائِنُ قَيْصَرَ وَمَا حَوْلَهَا حَتَّى رَأَيْتُهَا بِعَيْنَيَّ " , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَفْتَحَهَا عَلَيْنَا وَيُغَنِّمَنَا دِيَارَهُمْ , وَيُخَرِّبَ بِأَيْدِينَا بِلَادَهُمْ " فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِذَلِكَ , قَالَ : ثُمَّ ضَرَبْتُ الثَّالِثَةَ فَرُفِعَتْ لِي مَدَائِنُ الْحَبَشَةِ وَمَا حَوْلَهَا مِنْ الْقُرَى حَتَّى رَأَيْتُهَا بِعَيْنَيَّ , ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَ ذَلِكَ : دَعُوا الْحَبَشَةَ (5) مَا وَدَعُوكُمْ (6) وَاتْرُكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوكُمْ (7) " (8)
__________
(1) [الأنعام/115]
(2) أَيْ : سَقَطَ .
(3) مِنْ الْبَرِيق بِمَعْنَى اللَّمَعَان .
(4) أَيْ : أُظْهِرَتْ .
(5) أَيْ : اُتْرُكُوا التَّعَرُّض لِابْتِدَائِهِمْ بِالْقِتَالِ . عون المعبود - (ج 9 / ص 340)
(6) أَيْ : مَا تَرَكُوكُمْ . عون المعبود - (ج 9 / ص 340)
(7) أَيْ مُدَّة تَرْكهمْ لَكُمْ , فَلَا تَتَعَرَّضُوا لَهُمْ إِلَّا إِنْ تَعَرَّضُوا لَكُمْ , قَالَ الْخَطَّابِيُّ : إِنَّ الْجَمْع بَيْن قَوْله تَعَالَى : { قَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً } وَبَيْن هَذَا الْحَدِيث , أَنَّ الْآية مُطْلَقَة وَالْحَدِيث مُقَيِّد , فَيُحْمَل الْمُطْلَق عَلَى الْمُقَيَّد .عون المعبود(ج9ص340)
(8) ( س ) 3176 , ( د ) 4302(1/606)
( خ م ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فلَا كِسْرَى بَعْدَهُ , وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ , وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ (1) " (2)
__________
(1) قَالَ الشَّافِعِيّ وَسَائِر الْعُلَمَاء : مَعْنَاهُ لَا يَكُون كِسْرَى بِالْعِرَاقِ ، وَلَا قَيْصَر بِالشَّامِ كَمَا كَانَ فِي زَمَنه - صلى الله عليه وسلم - ، فَعَلَّمَنَا - صلى الله عليه وسلم - بِانْقِطَاعِ مُلْكهمَا فِي هَذَيْنِ الْإِقْلِيمَيْنِ ، فَكَانَ كَمَا قَالَ - صلى الله عليه وسلم - , فَأَمَّا كِسْرَى فَانْقَطَعَ مُلْكه وَزَالَ بِالْكُلِّيَّةِ مِنْ جَمِيع الْأَرْض ، وَتَمَزَّقَ مُلْكه كُلّ مُمَزَّق ، وَاضْمَحَلَّ بِدَعْوَةِ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - , وَأَمَّا قَيْصَر فَانْهَزَمَ مِنْ الشَّام وَدَخَلَ أَقَاصِي بِلَاده ، فَافْتَتَحَ الْمُسْلِمُونَ بِلَادهمَا وَاسْتَقَرَّتْ لِلْمُسْلِمِينَ وَلِلَّهِ الْحَمْد ، وَأَنْفَقَ الْمُسْلِمُونَ كُنُوزهمَا فِي سَبِيل اللَّه كَمَا أَخْبَرَ - صلى الله عليه وسلم - ، وَهَذِهِ مُعْجِزَات ظَاهِرَة . ( النووي - ج 9 / ص 304)
(2) ( خ ) 2952 , ( م ) 2918(1/607)
( م حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَتَفْتَحَنَّ عِصَابَةٌ (1) مِنْ الْمُسْلِمِينَ ) (2) ( الْبَيْتَ الْأَبْيَضَ , بَيْتَ كِسْرَى وَآلِ كِسْرَى ) (3) ( فَيَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ ) (4) "( قَالَ جَابِرٌ : فَكُنْتُ فِيهِمْ فَأَصَابَنِي أَلْفُ دِرْهَمٍ (5) .
__________
(1) أَيْ : جَمَاعَة ، وَهِيَ تُطْلَق عَلَى الْأَرْبَعِينَ فَمَا دُونهَا . ( فتح ) - (ج 8 / ص 283)
(2) ( م ) 2919
(3) ( حم ) 20862 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(4) ( حم ) 20824 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(5) ( حم ) 21034 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .(1/608)
( حم ) , وَعَنْ حُيَيِّ بن هانئ المعافري قَالَ :
كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاصب، فَسُئِلَ أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا ؟ , الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ ؟ , فَدَعَا عَبْدُ اللَّهِ بِصُنْدُوقٍ لَهُ حَلَقٌ فَأَخْرَجَ مِنْهُ كِتَابًا ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَكْتُبُ , إِذْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا ؟ , قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا , بَلْ مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلًا " (1)
__________
(1) ( حم ) 6645 , ( ك ) 8301 , انظر الصَّحِيحَة : 4 , ثم قال الألباني : و( رومية ) هي روما كما في " معجم البلدان " وهي عاصمة إيطاليا اليوم , وقد تحقق الفتح الأول على يد محمد الفاتح العثماني كما هو معروف ، وذلك بعد أكثر من ثمانمائة سنة من إخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - بالفتح ، وسيتحقق الفتح الثاني بإذن الله تعالى ولابد ، { وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ } [ص/88] , ومن فوائد الحديث أن فيه دليلا على أن الحديث كُتِب في عهده - صلى الله عليه وسلم - خلافا لما يظنه بعض الخَرَّاصين . أ . هـ(1/609)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى مَقْتَلُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - نِ الْخَطَّاب - رضي الله عنه -
( خ م ) , عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُمَرَ - رضي الله عنه - ) (1) ( فَقَالَ : أَيُّكُمْ يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْفِتْنَةِ (2) ؟ , فَقُلْتُ : أَنَا أَحْفَظُهُ ) (3) ( قَالَ : فَهَاتِ , إِنَّكَ لَجَرِيءٌ (4) ) (5) ( فَقُلْتُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ (6) عُودًا عُودًا (7) كَالْحَصِيرِ (8) فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا (9) نُكِتَ (10) فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ , وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا (11) نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ , حَتَّى يَصِيرَ الْقَلْبُ عَلَى قَلْبَيْنِ , عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا (12) لَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ , وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا (13) كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا (14) - وَأَمَالَ كَفَّهُ - لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ " ) (15) ( فَقَالَ عُمَرُ : لَعَلَّكُمْ تَعْنُونَ فِتْنَةَ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ ) (16) ( وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ ؟ , قَالُوا : أَجَلْ , قَالَ : تِلْكَ تُكَفِّرُهَا الصَلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ , وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ (17) لَيْسَ هَذَا أُرِيدُ , إِنَّمَا أُرِيدُ الْفِتْنَةَ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ (18) ) (19) ( فَقُلْتُ : لَيْسَ عَلَيْكَ مِنْهَا بَأْسٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا (20) فَقَالَ عُمَرُ : أَيُكْسَرُ أَمْ يُفْتَحُ ؟ ) (21) ( فَقُلْتُ : لَا , بَلْ يُكْسَرُ , قَالَ : فَإِنَّهُ إِذَا كُسِرَ لَمْ يُغْلَقَ أَبَدًا , فَقُلْتُ : أَجَلْ ) (22) ( قَالَ أَبُو وَائِلٍ : فَقُلْنَا لِحُذَيْفَةَ : أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ الْبَابَ ؟ , قَالَ : نَعَمْ , كَمَا أَنَّ دُونَ الْغَدِ اللَّيْلَةَ , إِنِّي حَدَّثْتُهُ بِحَدِيثٍ لَيْسَ بِالْأَغَالِيطِ (23) قَالَ أَبُو وَائِلٍ : فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَ حُذَيْفَةَ عَنْ الْبَابِ , فَقُلْنَا لِمَسْرُوقٍ (24) : سَلْهُ , فَسَأَلَهُ فَقَالَ : الْبَابُ عُمَرُ (25) ) (26) .
__________
(1) ( خ ) 502
(2) مَعْنَى الْفِتْنَة فِي الْأَصْلِ الِاخْتِبَار وَالِامْتِحَان ، ثُمَّ اِسْتُعْمِلَتْ فِي كُلِّ أَمْرٍ يَكْشِفُهُ الِامْتِحَانُ عَنْ سُوء , وَتُطْلَقُ عَلَى الْكُفْرِ ، وَالْغُلُوِّ فِي التَّأْوِيلِ الْبَعِيدِ ، وَعَلَى الْفَضِيحَةِ وَالْبَلِيَّة , وَالْعَذَابِ , وَالْقِتَالِ , وَالتَّحَوُّلِ مِنْ الْحَسَنِ إِلَى الْقَبِيحِ , وَالْمَيْلِ إِلَى الشَّيْءِ وَالْإِعْجَابِ بِهِ ، وَتَكُونُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرّ كَقَوْلِهِ تَعَالَى ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْر فِتْنَة ) . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 291)
(3) ( خ ) 1368
(4) أَيْ : شَجِيع عَلَى حِفْظه قَوِيّ عَلَيْهِ . ( النووي - ج 1 / ص 268)
(5) ( خ ) 3393
(6) أَيْ : أَنَّهَا تُلْصَق بِعَرْضِ الْقُلُوب , أَيْ جَانِبهَا كَمَا يُلْصَق الْحَصِير بِجَنْبِ النَّائِم ، وَيُؤَثِّر فِيهِ شِدَّة اِلْتِصَاقهَا بِهِ . النووي
(7) أَيْ : تُعَاد وَتُكَرَّر شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ . ( النووي - ج 1 / ص 268)
(8) أَيْ : كَمَا يُنْسَج الْحَصِير عُودًا عُودًا , وَشَظِيَّة بَعْد أُخْرَى , وَذَلِكَ أَنَّ نَاسِج الْحَصِير عِنْد الْعَرَب كُلَّمَا صَنَعَ عُودًا أَخَذَ آخَر وَنَسَجَهُ , فَشَبَّهَ عَرْضَ الْفِتَن عَلَى الْقُلُوب وَاحِدَة بَعْد أُخْرَى بِعَرْضِ قُضْبَان الْحَصِير عَلَى صَانِعهَا وَاحِدًا بَعْد وَاحِد . ( النووي - ج 1 / ص 268)
(9) أَيْ : دَخَلَتْ فِيهِ دُخُولًا تَامًّا وَأُلْزِمَهَا , وَحَلَّتْ مِنْهُ مَحَلّ الشَّرَاب , وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى : { وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبهمْ الْعِجْل } أَيْ : حُبّ الْعِجْل ، وَمِنْهُ قَوْلهمْ : ثَوْبٌ مُشْرَبٌ بِحُمْرَةٍ : أَيْ خَالَطَتْهُ الْحُمْرَة مُخَالَطَة لَا اِنْفِكَاك لَهَا .( النووي ج1ص268) , قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ( وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْعِجْلَ ) أَيْ : أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمْ حُبَّ الْعِجْلِ ، وَمَنْ قَالَ إِنَّ الْعِجْلَ أُحْرِقَ ثُمَّ ذُرِّيَ فِي الْمَاءِ فَشَرِبُوهُ , فَلَمْ يَعْرِفْ كَلَامِ الْعَرَبِ ، لِأَنَّهَا لَا تَقُولُ فِي الْمَاءِ : أُشْرِبَ فُلَانٌ فِي قَلْبِهِ .فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 192)
(10) أَيْ : نُقِطَ نُقْطَة , قَالَ : اِبْن دُرَيْدٍ : كُلّ نُقْطَة فِي شَيْء بِخِلَافِ لَوْنه فَهُوَ نَكْت .( النووي - ج 1 / ص 268)
(11) أَيْ : رَدَّهَا .
(12) الصَّفَا : هُوَ الْحَجْر الْأَمْلَس الَّذِي لَا يَعْلَق بِهِ شَيْء .
(13) الرُّبْدَة : لَوْن أَكْدَر , وَمِنْهُ ( اِرْبَدَّ لَوْنه ) إِذَا تَغَيَّرَ وَدَخَلَهُ سَوَاد . ( النووي - ج 1 / ص 268)
(14) أَيْ : مَائِلًا , قَالَ ابْن سَرَّاج : لَيْسَ قَوْله كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا تَشْبِيهًا لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ سَوَاده , بَلْ هُوَ وَصْف آخَر مِنْ أَوْصَافه بِأَنَّهُ قُلِبَ وَنُكِّسَ حَتَّى لَا يَعْلَق بِهِ خَيْر وَلَا حِكْمَة . ( النووي - ج 1 / ص 268)
(15) ( م ) 144
(16) ( حم ) 23328, وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(17) قَالَ بَعْض الشُّرَّاح : يَحْتَمِل أَنْ يَكُون كُلّ وَاحِدَة مِنْ الصَّلَاة وَمَا مَعَهَا مُكَفِّرَة لِلْمَذْكُورَاتِ كُلّهَا , لَا لِكُلِّ وَاحِدَة مِنْهَا ، وَأَنْ يَكُون مِنْ بَاب اللَّفّ وَالنَّشْر , بِأَنَّ الصَّلَاة مَثَلًا مُكَفِّرَة لِلْفِتْنَةِ فِي الْأَهْل , وَالصَّوْم فِي الْوَلَد إِلَخْ ، وَالْمُرَاد بِالْفِتْنَةِ مَا يَعْرِض لِلْإِنْسَانِ مَعَ مَنْ ذُكِرَ مِنْ الْبَشَر ؛ أَوْ الِالْتِهَاء بِهِمْ , أَوْ أَنْ يَأْتِي لِأَجْلِهِمْ بِمَا لَا يَحِلّ لَهُ , أَوْ يُخِلّ بِمَا يَجِب عَلَيْهِ , وَاسْتَشْكَلَ اِبْن أَبِي جمْرة وُقُوع التَّفْكِير بِالْمَذْكُورَاتِ لِلْوُقُوعِ فِي الْمُحَرَّمَات وَالْإِخْلَال بِالْوَاجِبِ ؛ لِأَنَّ الطَّاعَات لَا تُسْقِط ذَلِكَ ، وَالْجَوَاب اِلْتِزَام الْأَوَّل , وَأَنَّ الْمُمْتَنِع مِنْ تَكْفِير الْحَرَام وَالْوَاجِب مَا كَانَ كَبِيرَة فَهِيَ الَّتِي فِيهَا النِّزَاع ، وَأَمَّا الصَّغَائِر فَلَا نِزَاع أَنَّهَا تُكَفَّر لِقَوْلِهِ تَعَالَى ( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِر مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّر عَنْكُمْ سَيِّئَاتكُمْ ) الْآيَة ، وَقَالَ الزَّيْن بْن الْمُنِير : الْفِتْنَة بِالْأَهْلِ تَقَع بِالْمَيْلِ إِلَيْهِنَّ أَوْ عَلَيْهِنَّ فِي الْقِسْمَة وَالْإِيثَار حَتَّى فِي أَوْلَادهنَّ ، وَمِنْ جِهَة التَّفْرِيط فِي الْحُقُوق الْوَاجِبَة لَهُنَّ ، وَبِالْمَالِ يَقَع الِاشْتِغَال بِهِ عَنْ الْعِبَادَة , أَوْ بِحَبْسِهِ عَنْ إِخْرَاج حَقّ اللَّه ، وَالْفِتْنَة بِالْأَوْلَادِ تَقَع بِالْمَيْلِ الطَّبِيعِيّ إِلَى الْوَلَد وَإِيثَاره عَلَى كُلّ أَحَد ، وَالْفِتْنَة بِالْجَارِ تَقَع بِالْحَسَدِ وَالْمُفَاخَرَة وَالْمُزَاحَمَة فِي الْحُقُوق وَإِهْمَال التَّعَاهُد ، ثُمَّ قَالَ : وَأَسْبَاب الْفِتْنَة بِمَنْ ذُكِرَ غَيْر مُنْحَصِرَة فِيمَا ذَكَرْت مِنْ الْأَمْثِلَة ، وَأَمَّا تَخْصِيص الصَّلَاة وَمَا ذُكِرَ مَعَهَا بِالتَّكْفِيرِ دُون سَائِر الْعِبَادَات فَفِيهِ إِشَارَة إِلَى تَعْظِيم قَدْرهَا لَا نَفْي أَنَّ غَيْرهَا مِنْ الْحَسَنَات لَيْسَ فِيهَا صَلَاحِيَّة التَّكْفِير ، ثُمَّ إِنَّ التَّكْفِير الْمَذْكُور يَحْتَمِل أَنْ يَقَع بِنَفْسِ فِعْل الْحَسَنَات الْمَذْكُورَة ، وَيَحْتَمِل أَنْ يَقَع بِالْمُوَازَنَةِ ، وَالْأَوَّل أَظْهَر ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَقَالَ اِبْن أَبِي جَمْرَة : خُصَّ الرَّجُل بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُ فِي الْغَالِب صَاحِب الْحُكْم فِي دَاره وَأَهْله ، وَإِلَّا فَالنِّسَاء شَقَائِق الرِّجَال فِي الْحُكْم , ثُمَّ أَشَارَ إِلَى أَنَّ التَّكْفِير لَا يَخْتَصّ بِالْأَرْبَعِ الْمَذْكُورَات ، بَلْ نَبَّهَ بِهَا عَلَى مَا عَدَاهَا ، وَالضَّابِط أَنَّ كُلّ مَا يَشْغَل صَاحِبه عَنْ اللَّهِ فَهُوَ فِتْنَة لَهُ ، وَكَذَلِكَ الْمُكَفِّرَات لَا تَخْتَصّ بِمَا ذُكِرَ , بَلْ نَبَّهَ بِهِ عَلَى مَا عَدَاهَا ، فَذَكَرَ مِنْ عِبَادَة الْأَفْعَال الصَّلَاة وَالصِّيَام ، وَمِنْ عِبَادَة الْمَال الصَّدَقَة ، وَمِنْ عِبَادَة الْأَقْوَال الْأَمْر بِالْمَعْرُوفِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 391)
(18) كَنَّى بِذَلِكَ عَنْ شِدَّة الْمُخَاصَمَة وَكَثْرَة الْمُنَازَعَة , وَمَا يَنْشَأ عَنْ ذَلِكَ مِنْ الْمُشَاتَمَة وَالْمُقَاتَلَة .فتح الباري(ج10ص 391)
وانظر إلى حرص أمير المؤمنين على معرفة أوقات الفتن وكيفياتها , ففيه دليل على استحباب معرفة كيفية ظهور الفتن وعلاماتها , خصوصا في زمان كزماننا هذا .ع
(19) ( م ) 144
(20) أَيْ : أَنَّ تِلْكَ الْفِتَن لَا يَخْرُج شَيْء مِنْهَا فِي حَيَاتك . ( النووي - ج 1 / ص 268)
(21) ( خ ) 502
(22) ( خ ) 1368
(23) أَيْ : حَدَّثْته حَدِيثًا صِدْقًا مُحَقَّقًا مِنْ حَدِيث النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - لَا عَنْ اِجْتِهَاد وَلَا رَأْي . فتح الباري (ج 10 / ص 391)
(24) هُوَ اِبْنُ الْأَجْدَعِ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ , وَكَانَ مِنْ أَخِصَّاءِ أَصْحَابِ اِبْنِ مَسْعُودٍ وَحُذَيْفَةَ وَغَيْرِهِمَا مِنْ كِبَارِ الصَّحَابَةِ .
(25) أي ان الحائل بين الفتنة والإسلام , عمر رضي الله عنه , وهو الباب , فما دام حيا لا تدخل فيه الفتن , فإذا مات دخلت , وهذا ما كان .
(26) ( خ ) 502(1/610)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى اتِّسَاعُ الْعِمْرَانِ فِي الْمَدِينَة
( م ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" تَبْلُغُ الْمَسَاكِنُ إِهَابَ " قَالَ زُهَيْرٌ : قُلْتُ لِسُهَيْلٍ : فَكَمْ ذَلِكَ مِنْ الْمَدِينَةِ ، قَالَ : كَذَا وَكَذَا مِيلًا . (1)
__________
(1) ( م ) 2903(1/611)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى كَثْرَةُ الْمَالِ وَفَيَضَانُهُ بَيْنَ النَّاس
( حم ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ الْأَزْدِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَوْلَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَقْدَامِنَا (1) لِنَغْنَمَ " , فَرَجَعْنَا وَلَمْ نَغْنَمْ شَيْئًا , " فَعَرَفَ الْجَهْدَ فِي وُجُوهِنَا (2) فَقَامَ فِينَا فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَا تَكِلْهُمْ (3) إِلَيَّ فَأَضْعُفَ (4) وَلَا تَكِلْهُمْ إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَيَعْجِزُوا عَنْهَا (5) وَلَا تَكِلْهُمْ إِلَى النَّاسِ فَيَسْتَأْثِرُوا عَلَيْهِمْ (6) ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : لَيُفْتَحَنَّ لَكُمْ الشَّامُ وَالرُّومُ وَفَارِسُ , حَتَّى يَكُونَ لِأَحَدِكُمْ مِنْ الْإِبِلِ كَذَا وَكَذَا , وَمِنْ الْبَقَرِ كَذَا وَكَذَا , وَمِنْ الْغَنَمِ كَذَا وَكَذَا , حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَسْخَطَهَا (7) " (8)
__________
(1) أَيْ : رَاجِلِينَ لَيْسَ لَنَا مَرْكَب . عون المعبود - (ج 5 / ص 432)
(2) أَيْ : عَرَفَ الْمَشَقَّة وَالتَّعَب . عون المعبود - (ج 5 / ص 432)
(3) ( لَا تَكِلهُمْ ) : مِنْ وَكَلَ إِلَيْهِ الْأَمْر وُكُولًا , أي : سَلَّمَهُ . عون المعبود - (ج 5 / ص 432)
(4) أَيْ : أَضْعُف عَنْ مُؤْنَتهمْ . عون المعبود - (ج 5 / ص 432)
(5) أَيْ : يَعْجَزُوا عَنْ مُؤْنَة أَنْفُسهمْ . عون المعبود - (ج 5 / ص 432)
(6) قَالَ الطِّيبِيُّ : الْمَعْنَى لَا تُفَوِّض أُمُورهمْ إِلَيَّ فَأَضْعُف عَنْ كِفَايَة مُؤْنَتهمْ ، وَلَا تُفَوِّضهُمْ إِلَى أَنْفُسهمْ فَيَعْجَزُوا عَنْ أَنْفُسهمْ لِكَثْرَةِ شَهَوَاتهَا وَشُرُورهَا ، وَلَا تُفَوِّضهُمْ إِلَى النَّاس فَيَخْتَارُوا أَنْفُسهمْ عَلَى هَؤُلَاءِ فَيَضِيعُوا ، بَلْ هُمْ عِبَادك فَافْعَلْ بِهِمْ مَا يَفْعَل السَّادَة بِالْعَبِيدِ . عون المعبود - (ج 5 / ص 432)
(7) السُّخط : الكَراهيةُ للشيء وعدُم الرِضا به .
(8) ( حم ) 22540 , ( د ) 2535(1/612)
( س ) , وَعَنْ عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَفْشُوَ الْمَالُ وَيَكْثُرَ , وَتَفْشُوَ التِّجَارَةُ , وَيَبِيعَ الرَّجُلُ الْبَيْعَ فَيَقُولَ : لَا , حَتَّى أَسْتَأْمِرَ (1) تَاجِرَ بَنِي فُلَانٍ ,
وَيَظْهَرَ الْعِلْمُ (2) وَيُلْتَمَسَ فِي الْحَيِّ الْعَظِيمِ الْكَاتِبُ (3) فلَا يُوجَدُ " (4)
__________
(1) الاستئمار : الاستئذان والاستشارة .
(2) مَعْنَى ( يَظْهَر ) : يَزُول وَيَرْتَفِع , أَيْ : يَذْهَب الْعِلْم عَنْ وَجْه الْأَرْض . شرح سنن النسائي(ج 6 / ص 138)
(3) أَيْ : الَّذِي يَعْرِف أَنْ يَكْتُب بِالْعَدْلِ وَلَا يَطْمَع فِي الْمَال بِغَيْرِ حَقّ . شرح سنن النسائي - (ج 6 / ص 138)
(4) ( س ) 4456 , انظر الصَّحِيحَة : 2767(1/613)
( خ م ) , وَعَنْ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( تَصَدَّقُوا , فَسَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَمْشِي الرَّجُلُ بِصَدَقَتِهِ فلَا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا ) (1) ( يَقُولُ الَّذِي أُعْطِيَهَا (2) : ) (3) ( لَوْ جِئْتَ بِهَا بِالْأَمْسِ لَقَبِلْتُهَا , فَأَمَّا الْيَوْمَ فلَا حَاجَةَ لِي بِهَا (4) ) (5) "
__________
(1) ( خ ) 6703
(2) أَيْ : عُرِضَتْ عَلَيْهِ . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 451)
(3) ( م ) 1011
(4) سَبَب عَدَم قَبُولهمْ الصَّدَقَة فِي آخِر الزَّمَان لِكَثْرَةِ الْأَمْوَال وَظُهُور كُنُوز الْأَرْض ، وَوَضْع الْبَرَكَات فِيهَا ، كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيح بَعْد هَلَاك يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَقِلَّة آمَالهمْ ، وَقُرْب السَّاعَة وَعَدَم اِدِّخَارهمْ الْمَال ، وَكَثْرَة الصَّدَقَات , وَاللَّه أَعْلَم . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 451)
(5) ( خ ) 1345 , ( م ) 1011(1/614)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَطُوفُ الرَّجُلُ فِيهِ بِالصَّدَقَةِ مِنْ الذَّهَبِ , ثُمَّ لَا يَجِدُ أَحَدًا يَأْخُذُهَا مِنْهُ " (1)
__________
(1) ( خ ) 1348 , ( م ) 1012(1/615)
( ت ) , وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
إِنَّا لَجُلُوسٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَسْجِدِ , إِذْ طَلَعَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ - رضي الله عنه - , مَا عَلَيْهِ إِلَّا بُرْدَةٌ (1) لَهُ مَرْقُوعَةٌ بِفَرْوٍ , " فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَكَى لِلَّذِي كَانَ فِيهِ مِنْ النَّعْمَةِ (2) وَالَّذِي هُوَ الْيَوْمَ فِيهِ , ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : كَيْفَ بِكُمْ إِذَا غَدَا (3) أَحَدُكُمْ فِي حُلَّةٍ (4) وَرَاحَ (5) فِي حُلَّةٍ ؟ , وَوُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ صَحْفَةٌ (6) وَرُفِعَتْ أُخْرَى ؟ , وَسَتَرْتُمْ بُيُوتَكُمْ (7) كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ (8) ؟ " , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَنَحْنُ عَلَى دِينِنَا الْيَوْمَ ؟ , قَالَ : " وَأَنْتُمْ عَلَى دِينِكُمُ الْيَوْمَ " فَقَالُوا : نَحْنُ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مِنَّا الْيَوْمَ , نَتَفَرَّغُ لِلْعِبَادَةِ , وَنُكْفَى الْمُؤْنَةَ (9) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَأَنْتُمْ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْكُمْ يَوْمَئِذٍ (10) " (11)
__________
(1) البُرْدة : الشَّمْلَةُ المُخطَّطة ، وقيل : كِساء أسود مُرَبَّع فيه صورٌ .
(2) النَّعْمة ( بالفتح ) : التنعيم ، يقال : نعّمه الله , وامرأة مُنَعَّمة , والنِّعمة ( بالكسر ) : اليد والصنِيعة والمِنّة وما أُنعِم به عليك . الجامع لأحكام القرآن للقرطبي- (ج 1 / ص 5081)
(3) الغدو : السير والذهاب أول النهار .
(4) الْحُلَّة : إِزَار وَرِدَاء مِنْ جِنْس وَاحِد .( فتح - ح30)
(5) الرَّوَاح : السير والذهاب آخر النهار .
(6) أَيْ : قَصْعَةٌ مِنْ مَطْعُومٍ .
(7) أَيْ : سَتَرْتُمْ جُدْرَانَهَا فزَيَّنْتُمُوهَا بِالثِّيَابِ النَّفِيسَةِ مِنْ فَرْطِ التَّنَعُّمِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 268)
(8) فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ سِتْرَهَا مِنْ خُصُوصِيَّاتِهَا لِامْتِيَازِهَا . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 268)
(9) الْمَعْنَى : نَدْفَعُ عَنَّا تَحْصِيلَ الْقُوتِ لِحُصُولِهِ بِأَسْبَابٍ مُهَيَّأَةٍ لَنَا , فَنَتَفَرَّغُ لِلْعِبَادَةِ مِنْ تَحْصِيلِ الْعُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ , وَالْعَمَلِ بِالْخَيْرَاتِ الْبَدَنِيَّةِ وَالْمَبَرَّاتِ الْمَالِيَّةِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 268)
(10) لِأَنَّ الْفَقِيرَ الَّذِي لَهُ كَفَافٌ خَيْرٌ مِنْ الْغَنِيِّ , لِأَنَّ الْغَنِيَّ يَشْتَغِلُ بِدُنْيَاهُ وَلَا يَتَفَرَّغُ لِلْعِبَادَةِ مِثْلُ مَنْ لَهُ كَفَافٌ , لِكَثْرَةِ اِشْتِغَالِهِ بِتَحْصِيلِ الْمَالِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 268)
(11) ( ت ) 2476 , انظر الصَّحِيحَة : 2486 ، وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2142 ، وهداية الرواة : 5295 , والحديث ضعيف في ( ت ) .(1/616)
( بز ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْجُوعِ فِي وجُوهِ أَصْحَابِهِ فَقَالَ : أَبْشِرُوا ، فَإِنَّهُ سَيَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يُغْدَى (1) عَلَى أَحَدِكُمْ بِالْقَصْعَةِ (2) مِنَ الثَّرِيدِ (3) وَيُرَاحُ (4) عَلَيْهِ بِمِثْلِهَا " فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ ، قَالَ : " بَلْ أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْكُمْ يَوْمَئِذٍ " (5)
__________
(1) أي : يؤتى عليه بالطعام صباحا .
(2) القصعة : وعاء يؤكل ويُثْرَدُ فيه , وكان يتخذ من الخشب غالبا .
(3) الثريد : الطعام الذي يصنع بخلط اللحم والخبز المُفَتَّت مع المرق , وأحيانا يكون من غير اللحم .
(4) أي : يؤتى بالطعام مساءا .
(5) ( بز ) 1941 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2141 , 3308(1/617)
( حم ) , وَعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنه - قَالَ :
أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ وَلَيْسَ لِي بِهَا مَعْرِفَةٌ , فَنَزَلْتُ فِي الصُّفَّةِ (1) مَعَ رَجُلٍ , فَكَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ كُلَّ يَوْمٍ مُدٌّ (2) مِنْ تَمْرٍ , " فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ " , فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَحْرَقَ بُطُونَنَا التَّمْرُ وَتَخَرَّقَتْ عَنَّا الْخُنُفُ (3) " فَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَخَطَبَ ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ لَوْ وَجَدْتُ خُبْزًا أَوْ لَحْمًا لَأَطْعَمْتُكُمُوهُ , أَمَا إِنَّكُمْ تُوشِكُونَ أَنْ يُرَاحَ عَلَيْكُمْ بِالْجِفَانِ (4) وَتَلْبَسُونَ مِثْلَ أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ " , قَالَ : فَمَكَثْتُ أَنَا وَصَاحِبِي ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْمًا وَلَيْلَةً مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا الْبَرِيرَ (5) حَتَّى جِئْنَا إِلَى إِخْوَانِنَا مِنْ الْأَنْصَارِ فَوَاسَوْنَا (6) وَكَانَ خَيْرَ مَا أَصَبْنَا هَذَا التَّمْرُ . (7)
__________
(1) أَصْحَاب الصُّفَّةِ : هُمْ الْفُقَرَاء الْغُرَبَاء الَّذِينَ كَانُوا يَأْوُونَ إِلَى مَسْجِد النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَكَانَتْ لَهُمْ فِي آخِره صُفَّة ، وَهُوَ مَكَان مُنْقَطِع مِنْ الْمَسْجِد , مُظَلَّل عَلَيْهِ يَبِيتُونَ فِيهِ ، وَأَصْله مِنْ صُفَّة الْبَيْت ، وَهِيَ شَيْء كَالظُّلَّةِ قُدَّامه .شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 380)
(2) المد : كيل يُساوي ربع صاع , وهو ما يملأ الكفين .
(3) الخُنُف : جمْعُ خَنِيف ، وهو نَوْعٌ غَلِيظٌ من أرْدَأ الكَتَّان .
(4) الجِفان : جمع جَفْنْة , وهي الأواني الخشبية .
(5) الْبَرِير : ثَمَر الْأَرَاك إذا اسود وفسد , والأراك : هو شجر معروف له حَمْلٌ كعناقيد العنب ، واسمه الكَباث بفتح الكاف ، وإذا نَضِج يسمى المرْدَ .
(6) الْمُوَاسَاة : هِيَ أَنْ يَجْعَل صَاحِب الْمَال يَده وَيَد صَاحِبه فِي مَاله سَوَاء .
(7) ( حم ) 16031 , ( ك ) 4290 , 8648 , انظر الصَّحِيحَة : 2486 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(1/618)
( هق ) , وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ (1) قَالَ :
دُعِيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ - رضي الله عنه - إِلَى طَعَامٍ ، فَلَمَّا جَاءَ رَأَى الْبَيْتَ مُنَجَّدًا (2) فَقَعَدَ خَارِجًا وَبَكَى ، فَقِيلَ لَهُ : مَا يُبْكِيكَ ؟ ، قَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا شَيَّعَ (3) جَيْشًا فَبَلَغَ ثَنِيّةَ الْوَدَاعِ (4) قَالَ : أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكُمْ وَأَمَانَاتِكُمْ وَخَوَاتِيمَ أَعْمَالِكُمْ ، فَرَأَى رَجُلًا ذَاتَ يَوْمٍ قَدْ رَقَعَ بُرْدَةً لَهُ بِقِطْعَةٍ ، فَاسْتَقْبَلَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَقَالَ هَكَذَا - وَمَدَّ يَدَيْهِ - وَقَالَ : تَطَالَعَتْ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا , تَطَالَعَتْ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا , تَطَالَعَتْ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا - أَيْ أَقْبَلَتْ - ثُمَّ قَالَ : أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ أَمْ إِذَا غَدَتْ عَلَيْكُمْ قَصْعَةٌ (5) وَرَاحَتْ أُخْرَى ؟ , وَيَغْدُو أَحَدُكُمْ فِي حُلَّةٍ وَيَرُوحُ فِي أُخْرَى ؟ ، وَتَسْتُرُونَ بُيُوتَكُمْ كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ ؟ " ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ : أَفَلَا أَبْكِي وَقَدْ بَقِيتُ حَتَّى تَسْتُرُونَ بُيُوتَكُمْ كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ ؟ . (6)
__________
(1) قال ابن سعد : محمد بن كعب بن حيان بن سليم ، الإمام العلامة الصادق , أبو حمزة ، وكان أبوه كعب من سبي بني قريظة ، سكن الكوفة ، ثم المدينة ، قالت أم محمد بن كعب القرظي له : يا بني , لولا أني أعرفك طيبا صغيرا وكبيرا لقلت: إنك أذنبت ذنبا موبقا لما أراك تصنع بنفسك ، قال : يا أماه لِلَّهِ وما يؤمنني أن يكون الله قد اطلع علي وأنا في بعض ذنوبي فمقتني وقال : اذهب لَا أغفر لك ، مع أن عجائب القرآن ترد بي على أمور حتى إنه لينقضي الليل ولم أفرغ من حاجتي قال أبو معشر وجماعة : توفي سنة ثمان ومئة . سير أعلام النبلاء - (ج 5 / ص 65)
(2) بيتٌ مُنَجَّد : إِذا كان مزيناً بالثياب والفُرش , ونُجُوده ستوره التي تعلق على حِيطانِه يُزَين بها .لسان العرب(ج3ص413)
(3) التَّشْيِيعُ : الْخُرُوجُ مَعَ الْمُسَافِرِ لِتَوْدِيعِهِ ، يُقَال : شَيَّعَ فُلَانًا , خَرَجَ مَعَهُ لِيُوَدِّعَهُ وَيُبْلِغَهُ مَنْزِلَهُ .نيل الأوطار(ج12ص54)
(4) ( ثَنِيّةَ الْوَدَاعِ ) : مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ , سُمِّيَتْ بِهَا لِأَنَّ مَنْ سَافَرَ كَانَ يُوَدَّعُ ثَمَّةَ وَيُشَيَّعُ إِلَيْهَا . وَالثَّنِيَّةُ مَا اِرْتَفَعَ مِنْ الْأَرْضِ , وَقِيلَ : الطَّرِيقُ فِي الْجَبَلِ .تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 407)
(5) القصعة : وعاء يؤكل ويُثْرَدُ فيه وكان يتخذ من الخشب غالبا .
(6) ( هق ) 14364 , انظر الصَّحِيحَة تحت حديث : 2384(1/619)
( خ م حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :( لَمَّا تَزَوَّجْتُ قَالَ لِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَتَّخَذْتَ أَنْمَاطًا (1) ؟ " ) (2) ( فَقُلْتُ : وَأَنَّى يَكُونُ لَنَا أَنْمَاطٌ ؟ , قَالَ : " أَمَا إِنَّهُ سَتَكُونُ لَكُمْ أَنْمَاطٌ " ) (3) ( قَالَ جَابِرٌ : فَأَنَا الْيَوْمَ أَقُولُ لِامْرَأَتِي : أَخِّرِي عَنِّي أَنْمَاطَكِ (4) ) (5) ( فَتَقُولُ : أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّهَا سَتَكُونُ لَكُمْ الْأَنْمَاطُ ؟ " , فَأَدَعُهَا ) (6) .
__________
(1) الْأَنْمَاط : جَمْع نَمَط ، وهو ظِهَارَة الْفِرَاش ، وَقِيلَ : ظَهْر الْفِرَاش ، وَيُطْلَق أَيْضًا عَلَى بِسَاط لَطِيف لَهُ خَمْل يُجْعَل عَلَى الْهَوْدَج ، وَقَدْ يُجْعَل سِتْرًا ، وَمِنْهُ حَدِيث عَائِشَة فِي بَاب الصُّوَر قَالَتْ : ( فَأَخَذْت نَمَطًا فَسَتَرْته عَلَى الْبَاب ) . وَالْمُرَاد فِي حَدِيث جَابِر هُوَ النَّوْع الْأَوَّل . شرح النووي على مسلم - (ج 7 / ص 165)
(2) ( م ) 2083
(3) ( خ ) 3432
(4) أَيْ : أَخْرِجِيهِ مِنْ بَيْتِي , كَأَنَّهُ كَرِهَهُ كَرَاهَة تَنْزِيه ، لِأَنَّهُ مِنْ زِينَة الدُّنْيَا وَمُلْهِيَاتهَا . شرح النووي على مسلم - (ج 7 / ص 166)
(5) ( حم ) 14164 , ( خ ) 3432
(6) ( خ ) 3432(1/620)
( ت جة ) , وَعَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآية : { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنْ النَّعِيمِ } (1) قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيُّ نَعِيمٍ نُسْأَلُ عَنْهُ وَإِنَّمَا هُمَا الْأَسْوَدَانِ (2) التَّمْرُ وَالْمَاءُ ) (3) ( وَالْعَدُوُّ حَاضِرٌ (4) وَسُيُوفُنَا عَلَى عَوَاتِقِنَا (5) ؟ , قَالَ : " أَمَا إِنَّ ذَلِكَ سَيَكُونُ (6) ) (7) "
__________
(1) [التكاثر/8]
(2) التَّمْر وَالْمَاء عَلَى التَّغْلِيب , وَإِلَّا فَالْمَاء لَا لَوْن لَهُ ؛ وَلِذَلِكَ قَالُوا : الْأَبْيَضَانِ اللَّبَن وَالْمَاء ، وَإِنَّمَا أَطْلَقَ عَلَى التَّمْر الْأَسْوَد , لِأَنَّهُ غَالِب تَمْر الْمَدِينَة ، وَقَدْ تَظَاهَرَتْ الْأَخْبَار بِالتَّفْسِيرِ الْمَذْكُور .( فتح )(ج8ص 44)
(3) ( جة ) 4158 , ( ت ) 3356
(4) أَيْ : يُرِيدُ أَنْ يَسْتَأْصِلَنَا . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 249)
(5) أَيْ : لِقِتَالِ الْعَدُوِّ . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 249)
(6) أَيْ أَنَّ النَّعِيمَ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ سَيَكُونُ . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 248)
(7) ( ت ) 3357 , ( حم ) 23690(1/621)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى افْتِتَانُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِالْمَال
( ت ) , عَنْ كَعْبِ بْنِ عِيَاضٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً (1) وَفِتْنَةُ أُمَّتِي الْمَالُ (2) " (3)
__________
(1) أَيْ : ضَلَالًا وَمَعْصِيَةً . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 121)
(2) أَيْ : اللَّهْوُ بِهِ , لِأَنَّهُ يُشْغِلُ الْبَالَ عَنْ الْقِيَامِ بِالطَّاعَةِ وَيُنْسِي الْآخِرَةَ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 121)
(3) ( ت ) 2336 , ( حم ) 17506 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2148 ، الصَّحِيحَة : 592(1/622)
( حب ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إنَّ الدِّينَارَ وَالدِّرْهَمَ أَهْلَكَا مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ , وَهُمَا مُهْلِكَاكُمْ " (1)
__________
(1) ( حب ) 694 , ( طب ) 10069 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2245 , الصَّحِيحَة : 1703(1/623)
( حم ) , وَعَنْ ثَوْبَانَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" تَبًّا لِلذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 23150 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2907 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حسن لغيره .(1/624)
( خ م ) , وَعَنْ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْأَنْصَارِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ - رضي الله عنه - إِلَى الْبَحْرَيْنِ (1) يَأْتِي بِجِزْيَتِهَا (2) - وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَالَحَ أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ - رضي الله عنه - " فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنْ الْبَحْرَيْنِ , فَسَمِعَتْ الْأَنْصَارُ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ , فَوَافَوْا صَلَاةَ الْفَجْرِ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , " فَلَمَّا صَلَّى بِهِمُ الْفَجْرَ انْصَرَفَ " فَتَعَرَّضُوا لَهُ (3) " فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ رَآهُمْ وَقَالَ : أَظُنُّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدْ جَاءَ بِشَيْءٍ " قَالُوا : أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا (4) مَا يَسُرُّكُمْ , فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنِّي أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ , فَتَنَافَسُوهَا (5) كَمَا تَنَافَسُوهَا (6) فَتُهْلِكَكُمْ (7) كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ (8) " (9)
__________
(1) الْبَحْرَيْنِ : هِيَ الْبَلَدُ الْمَشْهُورُ بِالْعِرَاقِ ، وَهُوَ بَيْنَ الْبَصْرَةِ وَهَجَرَ . ( فتح ) - (ج 9 / ص 426)
(2) أَيْ : بِجِزْيَةِ أَهْلهَا ، وَكَانَ غَالِب أَهْلهَا إِذْ ذَاكَ الْمَجُوس ، وَمِنْ ثَمَّ تَرْجَمَ عَلَيْهِ النَّسَائِيُّ " أَخْذ الْجِزْيَة مِنْ الْمَجُوس " ، وَذَكَرَ اِبْن سَعْد أَنَّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - بَعْد قِسْمَة الْغَنَائِم بِالْجِعِرَّانَةِ أَرْسَلَ الْعَلَاء إِلَى الْمُنْذِر بْن سَاوَى عَامِل الْبَحْرَيْنِ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَام , فَأَسْلَمَ وَصَالَحَ مَجُوس تِلْكَ الْبِلَاد عَلَى الْجِزْيَة . ( فتح ) - (ج 9 / ص 426)
والجزية : عبارة عن الْمَال الذي يُعْقَد للْكِتَابي عليه الذِّمَّة، وهي فِعْلة ، من الجزَاء ، كأنها جَزَت عن قتله ، والجزية مقابل إقامتهم في الدولة الإسلامية وحمايتها لهم .
(3) أَيْ : سَأَلُوهُ بِالْإِشَارَةِ .فتح الباري لابن حجر - (ج 9 / ص 426)
(4) أَيْ : تفاءلوا بتحقيق الآمال .
(5) التنافس : الرغبة في الشيء ومحبة الانفراد به والمغالبة عليه .
(6) أَيْ : كَمَا رَغِبَ فِيهَا مَنْ قَبْلَكُمْ .
(7) أَيْ : الدُّنْيَا .
(8) فِي هَذَا الْحَدِيث أَنَّ طَلَب الْعَطَاء مِنْ الْإِمَام لَا غَضَاضَة فِيهِ ، وَفِيهِ أَنَّ الْمُنَافَسَة فِي الدُّنْيَا قَدْ تَجُرّ إِلَى هَلَاك الدِّين , وَوَقَعَ عِنْد مُسْلِم مَرْفُوعًا : " تَتَنَافَسُونَ ، ثُمَّ تَتَحَاسَدُونَ ، ثُمَّ تَتَدَابَرُونَ ، ثُمَّ تَتَبَاغَضُونَ " ، وَفِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ كُلّ خَصْلَة مِنْ الْمَذْكُورَات مُسَبَّبَة عَنْ الَّتِي قَبْلهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 9 / ص 426)
(9) ( خ ) 2988 , ( م ) 2961(1/625)
( جة حم ) , وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ نَذْكُرُ الْفَقْرَ وَنَتَخَوَّفُهُ , فَقَالَ : " أَلْفَقْرَ تَخَافُونَ ؟ ) (1) ( أَوَتُهِمُّكُمْ الدُّنْيَا ؟ , فَإِنَّ اللَّهَ فَاتِحٌ لَكُمْ أَرْضَ فَارِسَ وَالرُّومِ ) (2) ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , لَتُصَبَّنَّ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا صَبًّا ) (3) ( حَتَّى لَا يُزِيغُكُمْ (4) بَعْدِي إِنْ أَزَاغَكُمْ إِلَّا هِيَ ) (5) ( وَايْمُ اللَّهِ (6) لَقَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى مِثْلِ الْبَيْضَاءِ (7) لَيْلُهَا وَنَهَارُهَا سَوَاءٌ " , قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : صَدَقَ وَاللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , تَرَكَنَا عَلَى مِثْلِ الْبَيْضَاءِ , لَيْلُهَا وَنَهَارُهَا سَوَاءٌ ) (8) .
__________
(1) ( جة ) 5
(2) ( حم ) 24028 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3257 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : حسن لغيره .
(3) ( جة ) 5
(4) أَيْ : يُميلكم عن الحق .
(5) ( حم ) 24028
(6) أي : وَاللهِ .
(7) ( البيضاء) وفي رواية ( المَحَجَّة البيضاء ) هي جادة الطريق , مَفْعَلَةٌ من الحج , وهو القصد -والميم زائدة .
فيض القدير - (ج 4 / ص 663)
وقال السندي : أَيْ : الْمِلَّة وَالْحُجَّة الْوَاضِحَة الَّتِي لَا تَقْبَل الشُّبَه أَصْلًا , فَصَارَ حَال إِيرَاد الشُّبَه عَلَيْهَا كَحَالِ كَشْف الشُّبَه عَنْهَا وَدَفْعهَا وَإِلَيْهِ الْإِشَارَة بِقَوْلِهِ لَيْلهَا كَنَهَارِهَا . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 36)
(8) ( جة ) 5(1/626)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى كَثْرَةُ الْفِتَنِ والْبَلَايَا
( ت ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
مَا نَفَضْنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْأَيْدِي وَإِنَّا لَفِي دَفْنِهِ حَتَّى أَنْكَرْنَا قُلُوبَنَا (1) " (2)
__________
(1) يُرِيد أَنَّهُمْ وَجَدُوهَا تَغَيَّرَتْ عَمَّا عَهِدُوهُ فِي حَيَاته مِنْ الْأُلْفَة وَالصَّفَاء وَالرِّقَّة ، لِفِقْدَانِ مَا كَانَ يَمُدّهُمْ بِهِ مِنْ التَّعْلِيم وَالتَّأْدِيب . فتح الباري لابن حجر - (ج 12 / ص 272)
(2) ( ت ) 3618 , ( جة ) 1631 , وصححه الألباني في فقه السيرة ص201 ، والمشكاة : 5962 ، ومختصر الشمائل : 329(1/627)
( جة ) , وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَإِنَّمَا وَجْهُنَا وَاحِدٌ (1) فَلَمَّا قُبِضَ نَظَرْنَا هَكَذَا وَهَكَذَا (2) " (3)
__________
(1) أَيْ : قَصْدنَا وَاحِد , وَهُوَ إِقَامَة الدِّين وَإِعْلَاؤُهُ . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 3 / ص 406)
(2) أَيْ : تَفَرَّقَتْ الْمَقَاصِد وَالْمَهَامّ , فَيَمِيل مَائِلٌ إِلَى الدُّنْيَا , وَآخَرُ إِلَى غَيْرهَا .حاشية السندي(ج 3 / ص 406)
(3) ( جة ) 1633(1/628)
( خ م ) , وَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :" ( أَشْرَفَ (1) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أُطُمٍ (2) مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ : هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى ؟ ) (3) ( قَالُوا : لَا ) (4) ( قَالَ : " إِنِّي لَأَرَى مَوَاقِعَ الْفِتَنِ خِلَالَ بُيُوتِكُمْ كَمَوَاقِعِ الْقَطْرِ (5) ) (6) "
__________
(1) أَيْ : نَظَرَ مِنْ مَكَان مُرْتَفِع . فتح الباري لابن حجر - (ج 6 / ص 111)
(2) الْأُطُم : هُوَ الْقَصْر وَالْحِصْن ، وَجَمْعه آطَام . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 262)
(3) ( خ ) 1779 , ( م ) 2885
(4) ( خ ) 6651
(5) ( مَوَاقِع الْقَطْر ) : مكان تجمع مياه الأمطار , قال الحافظ في الفتح : وَإِنَّمَا اِخْتُصَّتْ الْمَدِينَة بِذَلِكَ لِأَنَّ قَتْل عُثْمَان - رضي الله عنه - كَانَ بِهَا ، ثُمَّ اِنْتَشَرَتْ الْفِتَن فِي الْبِلَاد بَعْدَ ذَلِكَ ، فَالْقِتَال بِالْجَمَلِ وَبِصِفِّينَ كَانَ بِسَبَبِ قَتْل عُثْمَان ، وَالْقِتَال بِالنَّهْرَوَانِ كَانَ بِسَبَبِ التَّحْكِيم بِصِفِّينَ , وَكُلّ قِتَال وَقَعَ فِي ذَلِكَ الْعَصْر إِنَّمَا تَوَلَّدَ عَنْ شَيْء مِنْ ذَلِكَ أَوْ عَنْ شَيْء تَوَلَّدَ عَنْهُ , ثُمَّ أَنَّ قَتْل عُثْمَان كَانَ أَشَدّ أَسْبَابه الطَّعْنُ عَلَى أُمَرَائِهِ , ثُمَّ عَلَيْهِ بِتَوْلِيَتِهِ لَهُمْ ، وَأَوَّل مَا نَشَأَ ذَلِكَ مِنْ الْعِرَاق ,
وَهِيَ مِنْ جِهَة الْمَشْرِق , فَلَا مُنَافَاة بَيْنَ حَدِيث أَنَّ الْفِتْنَة مِنْ قِبَل الْمَشْرِق ، وَحَسُنَ التَّشْبِيه بِالْمَطَرِ لِإِرَادَةِ التَّعْمِيم , لِأَنَّهُ إِذَا وَقَعَ فِي أَرْض مُعَيَّنَة عَمَّهَا وَلَوْ فِي بَعْض جِهَاتهَا ، قَالَ اِبْن بَطَّال : أَخْبَرَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَدِيث أُسَامَة بِوُقُوعِ الْفِتَن خِلَالَ الْبُيُوت لِيَتَأَهَّبُوا لَهَا فَلَا يَخُوضُوا فِيهَا , وَيَسْأَلُوا اللَّهَ الصَّبْر وَالنَّجَاةَ مِنْ شَرّهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 65)
(6) ( خ ) 1779 , ( م ) 2885(1/629)
( خ ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ (1) وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ (2) يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنْ الْفِتَنِ (3) " (4)
__________
(1) جَمْعُ شَعَفَةٍ , وَهِيَ رُءُوسُ الْجِبَالِ .( فتح الباري ) ح19
(2) أَيْ : الْمَوَاضِع الَّتِي يَسْتَقِرّ فِيهَا الْمَطَر كَالْأَوْدِيَةِ . شرح سنن النسائي - (ج 6 / ص 438)
وَخَصَّهُمَا - أي شعف الجبال ومواضع القطر - بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُمَا مَظَانّ الْمَرْعَى .( فتح الباري ) ح19
(3) الْخَبَر دَالّ عَلَى فَضِيلَة الْعُزْلَة لِمَنْ خَافَ عَلَى دِينه ، وَقَدْ اِخْتَلَفَ السَّلَفُ فِي أَصْل الْعُزْلَة , فَقَالَ الْجُمْهُور : الِاخْتِلَاط أَوْلَى لِمَا فِيهِ مِنْ اِكْتِسَاب الْفَوَائِد الدِّينِيَّة لِلْقِيَامِ بِشَعَائِر الْإِسْلَام وَتَكْثِير سَوَاد الْمُسْلِمِينَ , وَإِيصَال أَنْوَاع الْخَيْر إِلَيْهِمْ مِنْ إِعَانَة وَإِغَاثَة وَعِيَادَة وَغَيْر ذَلِكَ , وَقَالَ قَوْم : الْعُزْلَة أَوْلَى لِتَحَقُّقِ السَّلَامَة بِشَرْطِ مَعْرِفَة مَا يَتَعَيَّن ، وَقَالَ النَّوَوِيّ : الْمُخْتَار تَفْضِيل الْمُخَالَطَة لِمَنْ لَا يَغْلِب عَلَى ظَنّه أَنَّهُ يَقَع فِي مَعْصِيَة ، فَإِنْ أَشْكَلَ الْأَمْر فَالْعُزْلَة أَوْلَى وَقَالَ غَيْره : يَخْتَلِف بِاخْتِلَافِ الْأَشْخَاص ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَتَحَتَّم عَلَيْهِ أَحَد الْأَمْرَيْنِ , وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَرَجَّح , فَمَنْ يَتَحَتَّم عَلَيْهِ الْمُخَالَطَة مَنْ كَانَتْ لَهُ قُدْرَة عَلَى إِزَالَة الْمُنْكَر فَيَجِب عَلَيْهِ إِمَّا عَيْنًا وَإِمَّا كِفَايَة بِحَسَبِ الْحَال وَالْإِمْكَان ، وَمِمَّنْ يَتَرَجَّح مَنْ يَغْلِب عَلَى ظَنّه أَنَّهُ يَسْلَم فِي نَفْسه إِذَا قَامَ فِي الْأَمْر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنْ الْمُنْكَر ، وَمِمَّنْ يَسْتَوِي مَنْ يَأْمَن عَلَى نَفْسه , وَلَكِنَّهُ يَتَحَقَّق أَنَّهُ لَا يُطَاع ، وَهَذَا حَيْثُ لَا يَكُون هُنَاكَ فِتْنَة عَامَّة , فَإِنْ وَقَعَتْ الْفِتْنَة تَرَجَّحَتْ الْعُزْلَة لِمَا يَنْشَأ فِيهَا غَالِبًا مِنْ الْوُقُوع فِي الْمَحْذُور ، وَقَدْ تَقَع الْعُقُوبَة بِأَصْحَابِ الْفِتْنَة فَتَعُمّ مَنْ لَيْسَ مِنْ أَهْلهَا كَمَا قَالَ اللَّه تَعَالَى ( وَاتَّقُوا فِتْنَة لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) , وَيُؤَيِّد التَّفْصِيل الْمَذْكُور حَدِيث أَبِي سَعِيد أَيْضًا : " خَيْر النَّاس رَجُل جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَاله ، وَرَجُل فِي شِعْب مِنْ الشِّعَاب يَعْبُد رَبّه وَيَدَع النَّاس مِنْ شَرّه " فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 96)
(4) ( خ ) 3124 , ( س ) 5036(1/630)
( ت ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" تَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا ، يَبِيعُ أَقْوَامٌ دِينَهُمْ بِعَرَضٍ (1) مِنَ الدُّنْيَا (2) " (3)
__________
(1) أَيْ : بِأَخْذِ مَتَاعٍ دَنِيءٍ وَثَمَنٍ رَدِيءٍ .
(2) قال الحسن : والله لقد رأيناهم , صورا ولا عقول , أجساما ولا أحلام , فراش نار وذبان طمع , يغدون بدرهمين ويروحون بدرهمين , يبيع أحدهم دينه بثمن العنز , انظر ( حم ) 18428
(3) ( ت ) 2197 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2814 , الصَّحِيحَة : 810(1/631)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" بَادِرُوا (12) بِالْأَعْمَالِ (13) فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ (14) يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا , وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا ، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ قَلِيلٍ مِنَ الدُّنْيَا (15) " (16)
____________
(12) أَيْ : سَابِقُوا وَسَارِعُوا . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 483)
(13) أَيْ : بِالِاشْتِغَالِ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 483)
(14) أَيْ : كَقِطَعٍ مِنْ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ لِفَرْطِ سَوَادِهَا وَظُلْمَتِهَا وَعَدَمِ تَبَيُّنِ الصَّلَاحِ وَالْفَسَادِ فِيهَا .تحفة الأحوذي(ج5ص483)
(15) مَعْنَى الْحَدِيث الْحَثّ عَلَى الْمُبَادَرَة إِلَى الْأَعْمَال الصَّالِحَة قَبْل تَعَذُّرهَا وَالِاشْتِغَال عَنْهَا بِمَا يَحْدُث مِنْ الْفِتَن الشَّاغِلَة الْمُتَكَاثِرَة الْمُتَرَاكِمَة كَتَرَاكُمِ ظَلَام اللَّيْل الْمُظْلِم لَا الْمُقْمِر , وَوَصَفَ - صلى الله عليه وسلم - نَوْعًا مِنْ شَدَائِد تِلْك الْفِتَن ، وَهُوَ أَنَّهُ يُمْسِي مُؤْمِنًا ثُمَّ يُصْبِح كَافِرًا أَوْ عَكْسه , وَهَذَا لِعِظَمِ الْفِتَن , يَنْقَلِب الْإِنْسَان فِي الْيَوْم الْوَاحِد هَذَا الِانْقِلَاب . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 232)
(16) ( م ) 118 , ( ت ) 2195 , ( حم ) 8017(1/632)
( خ ) , وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" ( اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةً فَزِعًا يَقُولُ : سُبْحَانَ اللَّهِ ) (1) لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (2) ( مَاذَا أُنْزِلَ (3) اللَّيْلَةَ مِنْ الْفِتَنِ (4) ؟ وَمَاذَا فُتِحَ مِنْ الْخَزَائِنِ (5) ؟ , أَيْقِظُوا صَوَاحِبَاتِ الْحُجَرِ (6) ) (7) ( - يُرِيدُ أَزْوَاجَهُ - لِكَيْ يُصَلِّينَ (8) ) (9) ( كَمْ مِنْ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الْآخِرَةِ (10) ) (11) "
__________
(1) ( خ ) 6658
(2) ( خ ) 5506
(3) قَوْله : ( أُنْزِلَ ) الْمُرَاد بِالْإِنْزَالِ إِعْلَام الْمَلَائِكَة بِالْأَمْرِ الْمَقْدُور ، أَوْ أَنَّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي نَوْمه ذَاكَ بِمَا سَيَقَعُ بَعْده مِنْ الْفِتَن , فَعَبَّرَ عَنْهُ بِالْإِنْزَالِ .( فتح الباري - ح115)
(4) قَوْله : ( سُبْحَان اللَّه مَاذَا ) مَا اِسْتِفْهَامِيَّة مُتَضَمِّنَة لِمَعْنَى التَّعَجُّب وَالتَّعْظِيم ، وَعَبَّرَ عَنْ الْعَذَاب بِالْفِتَنِ لِأَنَّهَا أَسْبَابه . ( فتح الباري - ح115)
(5) قَالَ الدَّاوُدِيّ : الثَّانِي هُوَ الْأَوَّل ، وَالشَّيْء قَدْ يُعْطَف عَلَى نَفْسه تَأْكِيدًا ؛ لِأَنَّ مَا يُفْتَح مِنْ الْخَزَائِن يَكُون سَبَبًا لِلْفِتْنَةِ .( فتح الباري - ح115)
(6) ( الْحُجُرات ) : جَمْع حُجْرَة , وَهِيَ مَنَازِل أَزْوَاج النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - .( فتح الباري - ح115)
(7) ( خ ) 115
(8) وَإِنَّمَا خَصَّهُنَّ بِالْإِيقَاظِ لِأَنَّهُنَّ الْحَاضِرَات حِينَئِذٍ ، أَوْ مِنْ بَاب " اِبْدَأْ بِنَفْسِك ثُمَّ بِمَنْ تَعُول " .( فتح الباري - ح115)
(9) ( خ ) 6658 , 5864
(10) أَيْ : يَنْبَغِي لَهُنَّ أَنْ لَا يَتَغَافَلْنَ عَنْ الْعِبَادَة وَيَعْتَمِدْنَ عَلَى كَوْنهنَّ أَزْوَاج النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - . ( فتح الباري - ح115)
(11) ( خ ) 5506 , ( ت ) 2196 , ( حم ) 26587(1/633)
( جة ) , وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَمْ يَبْقَ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا بَلَاءٌ وَفِتْنَةٌ " (1)
__________
(1) ( جة ) 4035 , 4199, ( حم ) 16899(1/634)
( م ) , وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ :
وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّاسِ بِكُلِّ فِتْنَةٍ هِيَ كَائِنَةٌ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ السَّاعَةِ , وَمَا بِي أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَسَرَّ إِلَيَّ فِي ذَلِكَ شَيْئًا لَمْ يُحَدِّثْهُ غَيْرِي , وَلَكِنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَدَّثَ مَجْلِسًا أَنَا فِيهِ عَنْ الْفِتَنِ , فَذَهَبَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ كُلُّهُمْ غَيْرِي , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَعُدُّ الْفِتَنَ : " مِنْهُنَّ ثَلَاثٌ لَا يَكَدْنَ يَذَرْنَ (1) شَيْئًا , وَمِنْهُنَّ فِتَنٌ كَرِيَاحِ الصَّيْفِ , مِنْهَا صِغَارٌ وَمِنْهَا كِبَارٌ " (2)
__________
(1) أَيْ : يترُكْن .
(2) ( م ) 2891 , ( حم ) 23339(1/635)
( خ ) , عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ (1) قَالَ :
أَتَيْنَا أنَسَ بْنَ مَالِكٍ - رضي الله عنه - فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنَ الْحَجَّاجِ (2) فَقَالَ : اصْبِرُوا ، " فَإِنَّهُ لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ عَامٌ (3) إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ " ، سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ - صلى الله عليه وسلم - (4) . (5)
__________
(1) هُوَ كُوفِيّ هَمْدَانِيّ , وَلِيَ قَضَاء الرَّيّ وَيُكَنَّى أَبَا عَدِيّ ، وَهُوَ مِنْ صِغَار التَّابِعِينَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 71)
(2) هو ابْن يُوسُف الثَّقَفِيّ , الْأَمِير الْمَشْهُور ، وَالْمُرَاد شَكْوَاهُمْ مَا يَلْقَوْنَ مِنْ ظُلْمه لَهُمْ وَتَعَدِّيهِ ، وَعَنْ الشَّعْبِيّ قَالَ : " كَانَ عُمَر فَمَنْ بَعْدَهُ إِذَا أَخَذُوا الْعَاصِي أَقَامُوهُ لِلنَّاسِ وَنَزَعُوا عِمَامَتَهُ ، فَلَمَّا كَانَ زِيَادٌ ضَرَبَ فِي الْجِنَايَات بِالسِّيَاطِ ، ثُمَّ زَادَ مُصْعَب بْن الزُّبَيْر حَلْقَ اللِّحْيَة ، فَلَمَّا كَانَ بِشْر بْن مَرْوَان سَمَّرَ كَفّ الْجَانِي بِمِسْمَارٍ ، فَلَمَّا قَدِمَ الْحَجَّاج قَالَ : هَذَا كُلّه لَعِب ، فَقَتَلَ بِالسَّيْفِ " . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 71)
(3) ( ت ) 2206
(4) اِسْتَشْكَلَ هَذَا الْإِطْلَاق , مَعَ أَنَّ بَعْض الْأَزْمِنَة تَكُون فِي الشَّرّ دُونَ الَّتِي قَبْلَهَا , وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ إِلَّا زَمَن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز - وَهُوَ بَعْدَ زَمَن الْحَجَّاج بِيَسِيرٍ - وَقَدْ اِشْتَهَرَ الْخَبَر الَّذِي كَانَ فِي زَمَن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز ، بَلْ لَوْ قِيلَ أَنَّ الشَّرّ اِضْمَحَلَّ فِي زَمَانه لَمَّا كَانَ بَعِيدًا , فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُون شَرًّا مِنْ الزَّمَن الَّذِي قَبْلَهُ , وَقَدْ حَمَلَهُ الْحَسَن الْبَصْرِيّ عَلَى الْأَكْثَر الْأَغْلَب ، فَسُئِلَ عَنْ وُجُود عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز بَعْدَ الْحَجَّاج فَقَالَ : لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ تَنْفِيس , وَأَجَابَ بَعْضهمْ أَنَّ الْمُرَاد بِالتَّفْضِيلِ تَفْضِيل مَجْمُوع الْعَصْر عَلَى مَجْمُوع الْعَصْر , فَإِنَّ عَصْر الْحَجَّاج كَانَ فِيهِ كَثِير مِنْ الصَّحَابَة الْأَحْيَاء , وَفِي عَصْر عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز اِنْقَرَضُوا ، وَالزَّمَان الَّذِي فِيهِ الصَّحَابَة خَيْر مِنْ الزَّمَان الَّذِي بَعْدَهُ , لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " خَيْر الْقُرُون قَرْنِي " وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَقَوْله " أَصْحَابِي أَمَنَة لِأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ " أَخْرَجَهُ مُسْلِم , ثُمَّ وَجَدْت عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود التَّصْرِيح بِالْمُرَادِ , وَهُوَ أَوْلَى بِالِاتِّبَاعِ ، فَعَنْ زَيْد بْن وَهْب قَالَ " سَمِعْت عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود يَقُول : لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ يَوْم إِلَّا وَهُوَ شَرّ مِنْ الْيَوْم الَّذِي كَانَ قَبْلَهُ حَتَّى تَقُوم السَّاعَة ، لَسْت أَعْنِي رَخَاء مِنْ الْعَيْش يُصِيبهُ وَلَا مَالًا يُفِيدُهُ , وَلَكِنْ لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ يَوْم وَإِلَّا وَهُوَ أَقَلّ عِلْمًا مِنْ الْيَوْم الَّذِي مَضَى قَبْلَهُ ، فَإِذَا ذَهَبَ الْعُلَمَاء اِسْتَوَى النَّاس , فَلَا يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا يَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَر , فَعِنْدَ ذَلِكَ يَهْلَكُونَ " , وَاسْتَشْكَلُوا أَيْضًا زَمَان عِيسَى بْن مَرْيَم بَعْدَ زَمَان الدَّجَّال ، وَاسْتَدَلَّ اِبْن حِبَّان فِي صَحِيحه بِأَنَّ حَدِيث أَنَس لَيْسَ عَلَى عُمُومه , للْأَحَادِيثِ الْوَارِدَة فِي الْمَهْدِيّ , وَأَنَّهُ يَمْلَأ الْأَرْض عَدْلًا بَعْدَ أَنْ مُلِئَتْ جَوْرًا ، ثُمَّ وَجَدْت عَنْ اِبْن مَسْعُود مَا يَصْلُح أَنْ يُفَسَّر بِهِ الْحَدِيث وَهُوَ مَا أَخْرَجَهُ الدَّارِمِيُّ بِسَنَدٍ حَسَن عَنْ عَبْد اللَّه قَالَ : " لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ عَام إِلَّا وَهُوَ شَرّ مِنْ الَّذِي قَبْلَهُ ، أَمَا إِنِّي لَسْت أَعْنِي عَامًا " . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 71)
(5) ( خ ) 6657(1/636)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى مَقْتَلُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه -
( حم ) , عَنْ زَائِدَةَ بْنُ حَوَالَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ مِنْ أَسْفَارِهِ , فَنَزَلَ النَّاسُ مَنْزِلًا , " وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي ظِلِّ دَوْحَةٍ (1) فَرَآنِي وَأَنَا مُقْبِلٌ مِنْ حَاجَةٍ لِي وَلَيْسَ غَيْرُهُ وَغَيْرُ كَاتِبِهِ , فَقَالَ : أَنَكْتُبُكَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ ؟ " , فَقُلْتُ : عَلَامَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ) (2) ( " فَأَعْرَضَ عَنِّي وَأَكَبَّ عَلَى كَاتِبِهِ يُمْلِي عَلَيْهِ " ) (3) ( ثُمَّ دَنَوْتُ دُونَ ذَلِكَ فَقَالَ : " أَنَكْتُبُكَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ ؟ " , فَقُلْتُ : عَلَامَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ " ) (4) ( فَأَعْرَضَ عَنِّي وَأَكَبَّ عَلَى كَاتِبِهِ يُمْلِي عَلَيْهِ " ) (5) ( ثُمَّ جِئْتُ فَقُمْتُ عَلَيْهِمَا , فَإِذَا فِي صَدْرِ الْكِتَابِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ , فَظَنَنْتُ أَنَّهُمَا لَنْ يُكْتَبَا إِلَّا فِي خَيْرٍ , فَقَالَ : " أَنَكْتُبُكَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ ؟ " , فَقُلْتُ : نَعَمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ , فَقَالَ : " يَا ابْنَ حَوَالَةَ , كَيْفَ تَصْنَعُ فِي فِتْنَةٍ تَثُورُ فِي أَقْطَارِ الْأَرْضِ كَأَنَّهَا صَيَاصِي (6) بَقَرٍ ؟ " فَقُلْتُ : أَصْنَعُ مَاذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " عَلَيْكَ بِالشَّامِ " , ثُمَّ قَالَ : " كَيْفَ تَصْنَعُ فِي فِتْنَةٍ كَأَنَّ الْأُولَى فِيهَا نَفْجَةُ أَرْنَبٍ (7) ؟ " ) (8) ( قُلْتُ : لَا أَدْرِي , مَا خَارَ اللَّهُ لِي وَرَسُولُهُ , قَالَ : " اتَّبِعُوا هَذَا " - قَالَ : وَرَجُلٌ مُقَفٍّ (9) حِينَئِذٍ - فَانْطَلَقْتُ فَسَعَيْتُ وَأَخَذْتُ بِمَنْكِبَيْهِ (10) فَأَقْبَلْتُ بِوَجْهِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ - رضي الله عنه - , فَقُلْتُ : هَذَا ؟ , قَالَ : " نَعَمْ ) (11) " (12)
__________
(1) الدَّوْحةُ : الشجرة العظيمة المتسعة من أَيّ الشجر كانت . لسان العرب - (ج 2 / ص 436)
(2) ( حم ) 20369 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(3) ( حم ) 17045 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(4) ( حم ) 20369
(5) ( حم ) 17045
(6) الصياصي : القرون .
(7) يُقَال : نَفَجَ الْأَرْنَب , إِذَا ثَارَ وَعَدَا ، وَانْتَفَجَ كَذَلِكَ ، وَأَنْفَجْتُهُ إِذَا أَثَرْته مِنْ مَوْضِعه . ( فتح ) - (ج 15 / ص 487)
(8) ( حم ) 20369
(9) أَيْ : مُوَلٍّ قَدْ أَعْطَانَا قَفَاهُ .
(10) المَنْكِب : مُجْتَمَع رأس الكتف والعضد .
(11) ( حم ) 17045
(12) الصَّحِيحَة تحت حديث 3118(1/637)
( جة حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَرَضِهِ : وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدِي بَعْضَ أَصْحَابِي " , قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَدْعُو لَكَ أَبَا بَكْرٍ ؟ , " فَسَكَتَ " ، فَقُلْنَا : أَلَا نَدْعُو لَكَ عُمَرَ ؟ , " فَسَكَتَ " ، فَقُلْنَا : أَلَا نَدْعُو لَكَ عُثْمَانَ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ " فَجَاءَ عُثْمَانُ - رضي الله عنه - فَخَلَا بِهِ ، " فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُكَلِّمُهُ وَوَجْهُ عُثْمَانَ يَتَغَيَّر ) (1) ( فَكَانَ مِنْ آخِرِ كَلَامٍ كَلَّمَهُ أَنْ ضَرَبَ مَنْكِبَهُ وَقَالَ : يَا عُثْمَانُ ) (2) ( إِنْ وَلَّاكَ اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ يَوْمًا (3) فَأَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تَخْلَعَ قَمِيصَكَ (4) الَّذِي قَمَّصَكَ اللَّهُ (5) فلَا تَخْلَعْهُ (6) ) (7) (حَتَّى تَلْقَانِي ) (8) ( يَقُولُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ " ) (9) ( قَالَ أَبُو سَهْلَةَ مَوْلَى عُثْمَانَ : فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الدَّارِ (10) وَحُصِرَ فِيهَا قُلْنَا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا تُقَاتِلُ ؟ ، قَالَ : لَا ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا وَإِنِّي صَابِرٌ نَفْسِي عَلَيْهِ ) (11) ( قَالَ قَيْسٌ (12) : فَكَانُوا يُرَوْنَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ ) (13) ( قَالَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ - رضي الله عنه - : فَقُلْتُ لِعَائِشَةَ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ فَأَيْنَ كَانَ هَذَا عَنْكِ ) (14) ( مَا مَنَعَكِ أَنْ تُعْلِمِي النَّاسَ بِهَذَا ؟ ) (15) ( قَالَتْ : وَاللَّهِ لَقَدْ أُنْسِيتُهُ ) (16) ( فَمَا ذَكَرْتُهُ , قَالَ النُّعْمَانُ : فَأَخْبَرْتُهُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ - رضي الله عنه - ، فَلَمْ يَرْضَ بِالَّذِي أَخْبَرْتُهُ حَتَّى كَتَبَ إِلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ : أَنْ اكْتُبِي إِلَيَّ بِهِ ، فَكَتَبَتْ إِلَيْهِ بِهِ كِتَابًا ) (17) . (18)
__________
(1) ( جة ) 113
(2) ( حم ) 24610, وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) أَيْ : يَجْعَلُك وَالِيًا لِهَذَا الْأَمْر . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 99)
(4) الْمُرَاد بِالْقَمِيصِ : الْخِلَافَة . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 99)
(5) أَيْ : أَلْبَسَكَ اللَّهُ إِيَّاهُ . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 99)
(6) أَيْ : إِنْ قَصَدُوا عَزْلَك عَنْ الْخِلَافَةِ فَلَا تَعْزِلْ نَفْسَك عَنْهَا لِأَجْلِهِمْ , لِكَوْنِك عَلَى الْحَقِّ وَكَوْنِهِمْ عَلَى الْبَاطِلِ .تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 117)
(7) ( جة ) 112 , ( ت ) 3705
(8) ( حم ) 24610
(9) ( جة ) 112
(10) أي : أيام الحصار التي جلس فيها عثمان - رضي الله عنه - في داره لأجل أهل الفتنة .
(11) ( حم ) 24298 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح , ( جة ) 113
(12) هو : ابن أبي حازم , راوي الحديث عن عائشة .
(13) ( جة ) 113
(14) ( حم ) 24610
(15) ( جة ) 112
(16) ( حم ) 25203قال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث حسن , ( جة ) 112
(17) ( حم ) 24610
(18) المشكاة : 6070 ، صحيح موارد الظمآن : 1842(1/638)
( ت ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِتْنَةً " , فَمَرَّ رَجُلٌ فَقَالَ : " يُقْتَلُ فِيهَا هَذَا يَوْمَئِذٍ مَظْلُومًا " , قَالَ : فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ - رضي الله عنه - . (1)
__________
(1) ( ت ) 3708 , ( حم ) 5953(1/639)
( جة حم ) , وَعَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِتْنَةً فَقَرَّبَهَا (1) وَعَظَّمَهَا ) (2) ( فَمَرَّ رَجُلٌ مُقَنِّعٌ (3) رَأْسَهُ ) (4) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : هَذَا يَوْمَئِذٍ (5) وَمَنْ اتَّبَعَهُ عَلَى الْهُدَى ") (6) ( فَانْطَلَقْتُ مُسْرِعًا فَأَخَذْتُ بِضَبْعَيْهِ (7) ) (8) ( فَحَوَّلْتُ وَجْهَهُ إِلَيْهِ وَكَشَفْتُ عَنْ رَأْسِهِ وَقُلْتُ : هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ " , فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ - رضي الله عنه - ) (9) .
__________
(1) أَيْ : عَدَّهَا قَرِيبَةَ الْوُقُوعِ ، وقَالَ الْأَشْرَفُ : مَعْنَاهُ وَصَفَهَا لِلصَّحَابَةِ وَصْفًا بَلِيغًا ، فَإِنَّ مَنْ وَصَفَ عِنْدَ أَحَدٍ وَصْفًا بَلِيغًا فَكَأَنَّهُ قَرَّبَ ذَلِكَ الشَّيْءَ إِلَيْهِ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 469)
(2) ( حم ) 18143 , ( ت ) 3704
(3) التَّقْنِيع : سَتْر الرَّأْس بِالرِّدَاءِ .
(4) ( جة ) 111
(5) أَيْ : يَوْمَ وُقُوعِ تِلْكَ الْفِتَنِ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 469)
(6) ( حم ) 18092 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(7) الضَّبْع : الْعَضُد . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 98)
(8) ( حم ) 18143 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : صحيح .
(9) ( حم ) 18154 , ( ت ) 3704(1/640)
( حم ) ، وَعَن أَبِي حَبِيبَةَ مولى الزُّبَيْرِ بن العوام قَالَ :
دَخَلْتُ الدَّارَ وَعُثْمَانُ - رضي الله عنه - مَحْصُورٌ فِيهَا ، فَسَمِعَتُ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - يَسْتَأْذِنُ عُثْمَانَ فِي الْكَلَامِ فَأَذِنَ لَهُ ، فَقَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِنَّكُمْ تَلْقَوْنَ بَعْدِي اخْتِلَافًا وَفِتْنَةً " ، فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ مِنْ النَّاسِ : فَمَنْ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " عَلَيْكُمْ بِالْأَمِينِ وَأَصْحَابِهِ - وَهُوَ يُشِيرُ إِلَى عُثْمَانَ بِذَلِكَ - " (1)
__________
(1) ( حم ) 8522 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .(1/641)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ الْأَزْدِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ نَجَا مِنْ ثَلَاثٍ فَقَدْ نَجَا , مَنْ نَجَا مِنْ ثَلَاثٍ فَقَدْ نَجَا , مَنْ نَجَا مِنْ ثَلَاثٍ فَقَدْ نَجَا " , فَقَالُوا : مَاذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " مَوْتِي , وَمِنْ قَتْلِ خَلِيفَةٍ مُصْطَبِرٍ (1) بِالْحَقِّ مُعْطِيهِ , وَالدَّجَّالِ " (2)
__________
(1) المصطبر : الصابر على الحق المتمسك به .
(2) ( حم ) 17014 , وصححه الألباني في ظلال الجنة : 1177(1/642)
( حم ) , وَعَنْ مطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ (1) قَالَ :
قُلْنَا لِلزُّبَيْرِ - رضي الله عنه - : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا جَاءَ بِكُمْ ؟ , ضَيَّعْتُمْ الْخَلِيفَةَ حَتَّى قُتِلَ , ثُمَّ جِئْتُمْ تَطْلُبُونَ بِدَمِهِ ؟ , فَقَالَ الزُّبَيْرُ : نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ وَنَحْنُ مُتَوَافِرُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : { وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً } (2) فَقَرَأْنَاهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ è , فَجَعَلْنَا نَقُولُ : مَا هَذِهِ الْفِتْنَةُ ؟ , وَمَا نَشْعُرُ أَنَّا أَهْلُهَا حَتَّى وَقَعَتْ مِنَّا حَيْثُ وَقَعَتْ . (3)
__________
(1) هو الامام ، القدوة ، الحجة ، أبو عبد الله الحرشي العامري البصري ، وكان ثقة له فضل وورع وعقل وأدب , وقال العجلي: كان ثقة لم ينج بالبصرة من فتنة ابن الاشعث إِلَّا هو وابن سيرين , ولم ينج منها بالكوفة إِلَّا خيثمة بن عبد الرحمن ، وإبراهيم النخعي , قال مهدي بن ميمون : حدثنا غيلان بن جرير أن مطرفا كان بينه وبين رجل كلام ، فكذب عليه فقال : اللهم إن كان كاذبا فأمِته , فخر ميتا مكانه , قال : فرُفع ذلك إلى زياد بن أبيه فقال له : قتلت الرجل ؟ , فقال مطرف : لا ، ولكنها دعوة وافقت أجلا , وتوفي مطرف سنة خمس وتسعين .سير أعلام النبلاء(ج4 ص 187)
(2) [الأنفال/25]
(3) ( حم ) 1414 , وقال الشيخ أحمد شاكر : إسناده صحيح , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده جيد .(1/643)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى مَقْتَلُ عَمَّارَ بْنِ يَاسَرَ - رضي الله عنه -
( خ م حم ) , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبِنَاءِ الْمَسْجِدِ فَجَعَلْنَا نَنْقُلُ لَبِنَةً لَبِنَةً (1) ) (2) ( وَكَانَ عَمَّارٌ - رضي الله عنه - يَنْقُلُ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ ) (3) ( فَتَتَرَّبُ رَأْسُهُ (4) ) (5) ( " فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (6) ( فَجَعَلَ يَنْفُضُ ) (7) ( عَنْ رَأْسِهِ الْغُبَارَ وَيَقُولُ : وَيْحَ عَمَّارٍ , تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ (8) عَمَّارٌ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ (9) " ) (10) ( فَقَالَ عَمَّارٌ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ ) (11) .
__________
(1) اللَّبِنَةُ : مَا يُصْنَع مِنْ الطِّين وَغَيْره لِلْبِنَاءِ قَبْل أَنْ يُحْرَق .
(2) ( حم ) 11024, وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( خ ) 2657
(4) أَيْ : امتلأ غُبارا وأتربة .
(5) ( حم ) 11024
(6) ( خ ) 436
(7) ( حم ) 11024
(8) قَالَ الْعُلَمَاء : هَذَا الْحَدِيث حُجَّة ظَاهِرَة فِي أَنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - كَانَ مُحِقًّا مُصِيبًا ، وَالطَّائِفَة الْأُخْرَى بُغَاةٌ , لَكِنَّهُمْ مُجْتَهِدُونَ فَلَا إِثْم عَلَيْهِمْ لِذَلِكَ . ( النووي - ج 9 / ص 300)
والْمُرَادُ بِالْفِئَةِ أَصْحَابُ مُعَاوِيَةَ , وَالْفِئَةُ الْجَمَاعَةُ , وَ( الْبَاغِيَةُ ) هُمْ الَّذِينَ خَالَفُوا الْإِمَامَ وَخَرَجُوا عَنْ طَاعَتِهِ بِتَأْوِيلٍ بَاطِلٍ ، وَأَصْلُ الْبَغْيِ مُجَاوَزَةُ الْحَدِّ . تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 222)
(9) قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : فَإِنْ قِيلَ : كَانَ قَتْلُهُ بِصِفِّينَ وَهُوَ مَعَ عَلِيٍّ , وَالَّذِينَ قَتَلُوهُ مَعَ مُعَاوِيَةَ , وَكَانَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ الصَّحَابَةِ , فَكَيْفَ يَجُوزُ عَلَيْهِمْ الدُّعَاءُ إِلَى النَّارِ , فَالْجَوَابُ أَنَّهُمْ كَانُوا ظَانِّينَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَ إِلَى الْجَنَّةِ , وَهُمْ مُجْتَهِدُونَ لَا لَوْمَ عَلَيْهِمْ فِي اِتِّبَاعِ ظُنُونِهِمْ , فَالْمُرَادُ بِالدُّعَاءِ إِلَى الْجَنَّةِ الدُّعَاءُ إِلَى سَبَبِهَا وَهُوَ طَاعَةُ الْإِمَامِ ، وَكَذَلِكَ كَانَ عَمَّارٌ يَدْعُوهُمْ إِلَى طَاعَةِ عَلِيٍّ , وَهُوَ الْإِمَامُ الْوَاجِبُ الطَّاعَةِ إِذْ ذَاكَ , وَكَانُوا هُمْ يَدْعُونَ إِلَى خِلَافِ ذَلِكَ , لَكِنَّهُمْ مَعْذُورُونَ لِلتَّأْوِيلِ الَّذِي ظَهَرَ لَهُمْ , اِنْتَهَى . تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 222)
(10) ( خ ) 2657 , ( م ) 2915
(11) ( خ ) 436(1/644)
( ك ) , وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ :
سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ بِصِفِّينَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ وَهو يُنَادِي : أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ ، وَزُوِّجَتِ الْحُورُ الْعَيْنُ ، الْيَوْمَ نَلْقَى حَبِيبَنَا مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - , عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّ آخِرَ زَادَكَ مِنَ الدُّنْيَا ضَيْحٌ (1) مِنْ لَبَنٍ " (2)
__________
(1) الضَّيْح : هو اللبن الخاثر , يُمزج بالماء حتى يصبح رقيقاً .
(2) ( ك ) 5668 ، ( طس ) 6471 ، انظر الصَّحِيحَة : 3217(1/645)
( حم ) , وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ حَزْمٍ قَالَ :
لَمَّا قُتِلَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍبدَخَلَ عَمْرُو بْنُ حَزْمٍ عَلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنه - فَقَالَ : قُتِلَ عَمَّارٌ , وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ " , فَقَامَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَزِعًا يُرَجِّعُ (1) حَتَّى دَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ - رضي الله عنه - , فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ : مَا شَأْنُكَ ؟ , قَالَ : قُتِلَ عَمَّارٌ , فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : قَدْ قُتِلَ عَمَّارٌ فَمَاذَا ؟ فَقَالَ عَمْرٌو : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ " , فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ : لَا تَزَالُ تَأْتِينَا بِهَنَةٍ (2) أَوَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ ؟ , إِنَّمَا قَتَلَهُ عَلِيٌّ وَأَصْحَابُهُ , جَاءُوا بِهِ حَتَّى أَلْقَوْهُ بَيْنَ رِمَاحِنَا . (3)
__________
(1) أي : يقول : إنا لِلَّهِ وإنا إليه راجعون .
(2) الْهَنَة : الشُّرُور وَالفَسَاد ، يُقَال : فِي فُلَان هَنَات أَيْ : خِصَال شَرٍّ , وَلَا يُقَال فِي الْخَيْر .النهاية (ج 5 / ص 651)
(3) ( حم ) 6499 , 17813 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(1/646)
( حم ) , وَعَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ الْعَنْزِيِّ قَالَ :
بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ - رضي الله عنه - , إِذْ جَاءَهُ رَجُلَانِ يَخْتَصِمَانِ فِي رَأْسِ عَمَّارٍ - رضي الله عنه - , يَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا : أَنَا قَتَلْتُهُ , فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عمروب: لِيَطِبْ بِهِ أَحَدُكُمَا نَفْسًا لِصَاحِبِهِ , فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ " , فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ : فَمَا بَالُكَ مَعَنَا ؟ , فَقَالَ : إِنَّ أَبِي شَكَانِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ لِي : " أَطِعْ أَبَاكَ مَا دَامَ حَيًّا وَلَا تَعْصِهِ " , فَأَنَا مَعَكُمْ وَلَسْتُ أُقَاتِلُ . (1)
__________
(1) ( حم ) 6538 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .(1/647)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي الْغَادِيَةَ - رضي الله عنه - (1) قَالَ :
قُتِلَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ - رضي الله عنه - , فَأُخْبِرَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ - رضي الله عنه - , فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِنَّ قَاتِلَهُ وَسَالِبَهُ فِي النَّارِ " , فَقِيلَ لِعَمْرٍو : فَإِنَّكَ هُوَ ذَا تُقَاتِلُهُ , قَالَ : إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " قَاتِلَهُ وَسَالِبَهُ " (2)
__________
(1) أبو الغادية صحابي من مزينة , وقيل : من جهينة , من وجوه العرب وفرسان أهل الشام , يقال: شهد الحديبية , روى له الامام أحمد في " المسند " , وقال البخاري وغيره : له صحبة . سير أعلام النبلاء
(2) ( حم ) 17811 , ( طس ) 9252 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4294 , الصَّحِيحَة : 2008(1/648)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى ظُهُورُ الْخَوَارِج (*)
( خ م ت حم ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - غَنَائِمَ حُنَيْنٍ بِالْجِعِرَّانَةِ (1) ) (2) ( فَآثَرَ (3) أُنَاسًا فِي الْقِسْمَةِ , فَأَعْطَى الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ مِائَةً مِنْ الْإِبِلِ , وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ بْنَ بَدْرٍ مِثْلَ ذَلِكَ , وَأَعْطَى أُنَاسًا مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ فَآثَرَهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْقِسْمَةِ , فَقَالَ رَجُلٌ [ مِنْ الْأَنْصَارِ ] (4) : وَاللَّهِ إِنَّ هَذِهِ الْقِسْمَةَ مَا عُدِلَ فِيهَا ) (5) ( وَمَا أَرَادَ مُحَمَّدٌ بِهَا وَجْهَ اللَّهِ وَلَا الدَّارَ الْآخِرَةَ ) (6) ( كُنَّا نَحْنُ أَحَقَّ بِهَذَا مِنْ هَؤُلَاءِ ) (7) ( فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لَأُخْبِرَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (8) ( فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ فِي مَلَإٍ (9) ) (10) ( مِنْ أَصْحَابِهِ ) (11) ( فَسَارَرْتُهُ (12) ) (13) ( " فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (14) ( وَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا وَاحْمَرَّ وَجْهُهُ حَتَّى تَمَنَّيْتُ ) (15) ( أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَخْبَرْتُهُ ) (16) ( فَقَالَ : فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ يَعْدِلْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ؟ ) (17) ( ثُمَّ قَالَ : رَحِمَ اللَّهُ مُوسَى , قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ ) (18) ( ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّ نَبِيًّا ) (19) ( مِنْ الْأَنْبِيَاءِ ) (20) ( بَعَثَهُ اللَّهُ - عز وجل - إِلَى قَوْمِهِ , فَكَذَّبُوهُ , وَشَجُّوهُ (21) ) (22) ( فَأَدْمَوْهُ (23) ) (24) ( حِينَ جَاءَهُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ , فَقَالَ وَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) (25) ( قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَمْسَحُ جَبْهَتَهُ يَحْكِي الرَّجُلَ ) (26) ( ثُمَّ قَالَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَلَا تَأْمَنُونِي وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ ؟ ) (27) ( يَأْمَنُنِي عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ وَلَا تَأْمَنُونِي ؟ " ) (28) ( فَقَامَ رَجُلٌ ) (29) ( مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ) (30) ( غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ (31) مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ (32) نَاشِزُ الْجَبْهَةِ (33) كَثُّ اللِّحْيَةِ (34) مَحْلُوقُ الرَّأْسِ (35) مُشَمَّرُ الْإِزَارِ ) (36) ( فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ اعْدِلْ فَوَاللَّهِ مَا عَدَلْتَ مُنْذُ الْيَوْمَ ) (37) ( فَقَالَ : " وَيْلَكَ , وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ ؟ ) (38) ( قَدْ شَقِيتُ ) (39) ( وَخِبْتُ وَخَسِرْتُ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ " ) (40) ( ثُمَّ وَلَّى الرَّجُلُ , فَقَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ - رضي الله عنه - : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أَضْرِبُ عُنُقَهُ ؟ , قَالَ : " لَا ) (41) ( مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ يَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنِّي أَقْتُلُ أَصْحَابِي ) (42) ( لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ يُصَلِّي " , فَقَالَ خَالِدٌ : وَكَمْ مِنْ مُصَلٍّ يَقُولُ بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ وَلَا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ (43) ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ مُقَفٍّ (44) ) (45) ( فَقَالَ : إِنَّ هَذَا سَيَكُونُ لَهُ شِيعَةٌ (46) ) (47) ( مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ ) (48) ( يَحْقِرُ (49) أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ , وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ ) (50) ( وَعَمَلَكُمْ مَعَ عَمَلِهِمْ ) (51) ( يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ لَيِّنًا رَطْبًا (52) ) (53) ( لَا يُجَاوِزُ (54) حَنَاجِرَهُمْ (55) ) (56) ( يَتَعَمَّقُونَ (57) فِي الدِّينِ حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهُ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ (58) ) (59) ( ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ إِلَى فُوقِهِ (60) ) (61) ( يَنْظُرُ [الرَّامِي ] (62) فِي النَّصْلِ (63) فَلَا يَرَى شَيْئًا وَيَنْظُرُ فِي الْقِدْحِ (64) فَلَا يَرَى شَيْئًا , وَيَنْظُرُ فِي الرِّيشِ فلَا يَرَى شَيْئًا ) (65) ( فَيَتَمَارَى فِي الْفُوقَةِ هَلْ عَلِقَ بِهَا مِنْ الدَّمِ شَيْءٌ ؟ ) (66) ( قَدْ سَبَقَ الْفَرْثَ (67) وَالدَّمَ (68) ) (69) ( يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ , وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ ) (70) ( هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ , طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ , يَدْعُونَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَلَيْسُوا مِنْهُ فِي شَيْءٍ ) (71) ( فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَأَنِيمُوهُمْ (72) ) (73) ( لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ ) (74) قَتْلَ ثَمُودَ (75) ( سِيمَاهُمْ التَّحْلِيقُ , أَوْ قَالَ : التَّسْبِيدُ (76) ) (77) ( آيَتُهُمْ (78) رَجُلٌ أَسْوَدُ , إِحْدَى عَضُدَيْهِ (79) مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ , أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ (80) تَدُرْدِرُ (81) يَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنْ النَّاسِ ) (82) ( يَقْتُلُهُمْ أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ (83) ) (84) ( يَقْتُلُهُمْ أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِاللَّهِ (85) " ( قَالَ أَبُو سَعِيدٍ - رضي الله عنه - : فَنَزَلَتْ فِيهِمْ : { وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ (86) فِي الصَّدَقَاتِ , فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا , وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ } (87) ) (88) ( فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَأَشْهَدُ أَنِّي كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - حِينَ قَاتَلَهُمْ , فَالْتُمِسَ فِي الْقَتْلَى (89) فَأُتِيَ بِهِ عَلَى النَّعْتِ (90) الَّذِي نَعَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (91) .
__________
(*) سُمُّوا بِذَلِكَ لِخُرُوجِهِمْ عَنْ الدِّينِ وَابْتِدَاعِهِمْ , أَوْ خُرُوجِهِمْ عَنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ , وَأَصْلُ بِدْعَتِهِمْ فِيمَا حَكَاهُ الرَّافِعِيُّ فِي الشَّرْحِ الْكَبِيرِ أَنَّهُمْ خَرَجُوا عَلَى عَلِيٍّ - رضي الله عنه - , حَيْثُ اعْتَقَدُوا أَنَّهُ يَعْرِفُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ وَيَقْدِرُ عَلَيْهِمْ , وَلَا يَقْتَصُّ مِنْهُمْ لِرِضَاهُ بِقَتْلِهِ أَوْ مُوَاطَأَتِهِ ، كَذَا قَالَ ، وَهُوَ خِلَافُ مَا قَالَهُ أَهْلُ الْأَخْبَارِ ، فَإِنَّهُ لَا نِزَاعَ عِنْدَهُمْ أَنَّ الْخَوَارِجَ لَمْ يَطْلُبُوا بِدَمِ عُثْمَانَ , بَلْ كَانُوا يُنْكِرُونَ عَلَيْهِ شَيْئًا وَيَتَبَرَّءُونَ مِنْهُ ، وَأَصْلُ ذَلِكَ أَنَّ بَعْضَ أَهْلِ الْعِرَاقِ أَنْكَرُوا سِيرَةَ بَعْضِ أَقَارِبِ عُثْمَانَ ، فَطَعَنُوا عَلَى عُثْمَانَ بِذَلِكَ ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُمْ : الْقُرَّاءُ لِشِدَّةِ اجْتِهَادِهِمْ فِي التِّلَاوَةِ وَالْعِبَادَةِ ، إِلَّا أَنَّهُمْ يَتَأَوَّلُونَ الْقُرْآنَ عَلَى غَيْرِ الْمُرَادِ مِنْهُ ، وَيَسْتَبِدُّونَ بِآرَائِهِمْ ، وَيُبَالِغُونَ فِي الزُّهْدِ وَالْخُشُوعِ , فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ قَاتَلُوا مَعَ عَلِيٍّ , وَاعْتَقَدُوا كُفْرَ عُثْمَانَ وَمَنْ تَابَعَهُ , وَاعْتَقَدُوا إمَامَةَ عَلِيٍّ وَكُفْرَ مَنْ قَاتَلَهُ مِنْ أَهْلِ الْجَمَلِ الَّذِينَ كَانَ رَئِيسُهُمْ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ ، فَإِنَّهُمَا خَرَجَا إلَى مَكَّةَ بَعْدَ أَنْ بَايَعَا عَلِيًّا , فَلَقِيَا عَائِشَةَ رضي الله عنها وَكَانَتْ حَجَّتْ تِلْكَ السَّنَةَ ، فَاتَّفَقُوا عَلَى طَلَبِ قَتَلَةِ عُثْمَانَ وَخَرَجُوا إلَى الْبَصْرَةِ يَدْعُونَ النَّاسَ إلَى ذَلِكَ ، فَبَلَغَ عَلِيًّا فَخَرَجَ إلَيْهِمْ ، فَوَقَعَتْ بَيْنَهُمْ وَقْعَةُ الْجَمَلِ الْمَشْهُورَةُ , وَانْتَصَرَ عَلِيٌّ وَقُتِلَ طَلْحَةُ فِي الْمَعْرَكَةِ , وَقُتِلَ الزُّبَيْرُ بَعْدَ أَنْ انْصَرَفَ مِنْ الْوَقْعَةِ , فَهَذِهِ الطَّائِفَةُ هِيَ الَّتِي كَانَتْ تَطْلُبُ بِدَمِ عُثْمَانَ بِالِاتِّفَاقِ , ثُمَّ قَامَ مُعَاوِيَةُ بِالشَّامِ فِي مِثْلِ ذَلِكَ , وَكَانَ أَمِيرَ الشَّامِ إذْ ذَاكَ , وَكَانَ عَلِيٌّ أَرْسَلَ إلَيْهِ أَنْ يُبَايِعَ لَهُ أَهْلَ الشَّامِ ، فَاعْتَلَّ بِأَنَّ عُثْمَانَ قُتِلَ مَظْلُومًا , وَأَنَّهَا تَجِبُ الْمُبَادَرَةُ إلَى الِاقْتِصَاصِ مِنْ قَتَلَتِهِ , وَأَنَّهُ أَقْوَى النَّاسِ عَلَى الطَّلَبِ بِذَلِكَ , وَالْتَمَسَ مِنْ عَلِيٍّ أَنْ يُمَكِّنَهُ مِنْهُمْ ثُمَّ يُبَايِعَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ ، وَعَلِيٌّ يَقُولُ : اُدْخُلْ فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ , وَحَاكِمْهُمْ إلَيَّ أَحْكُمْ فِيهِمْ بِالْحَقِّ , فَلَمَّا طَالَ الْأَمْرُ خَرَجَ عَلِيٌّ فِي أَهْلِ الْعِرَاقِ طَالِبًا قِتَالَ أَهْلِ الشَّامِ , فَخَرَجَ مُعَاوِيَةُ فِي أَهْلِ الشَّامِ قَاصِدًا لِقِتَالِهِ ، فَالْتَقَيَا بِصِفِّينَ ، فَدَامَتْ الْحَرْبُ بَيْنَهُمْ أَشْهُرًا , وَكَادَ مُعَاوِيَةُ وَأَهْلُ الشَّامِ أَنْ يَنْكَسِرُوا , فَرَفَعُوا الْمَصَاحِفَ عَلَى الرِّمَاحِ وَنَادَوْا : نَدْعُوكُمْ إلَى كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى - وَكَانَ ذَلِكَ بِإِشَارَةِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ مَعَ مُعَاوِيَةَ - فَتَرَكَ الْقِتَالَ جَمْعٌ كَثِيرٌ مِمَّنْ كَانَ مَعَ عَلِيٍّ ، خُصُوصًا الْقُرَّاءُ بِسَبَبِ ذَلِكَ تَدَيُّنًا , وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى : { أَلَمْ تَرَ إلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنْ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ } الْآية ، فَرَاسَلُوا أَهْلَ الشَّامِ فِي ذَلِكَ ، فَقَالُوا : ابْعَثُوا حَكَمًا مِنْكُمْ وَحَكَمًا مِنَّا ، وَيَحْضُرُ مَعَهُمَا مَنْ لَمْ يُبَاشِرْ الْقِتَالَ ، فَمَنْ رَأَوْا الْحَقَّ مَعَهُ أَطَاعُوهُ ، فَأَجَابَ عَلِيٌّ وَمَنْ مَعَهُ إلَى ذَلِكَ ، وَأَنْكَرَتْ ذَلِكَ الطَّائِفَةُ الَّتِي صَارَتْ خَوَارِجَ وَفَارَقُوا عَلِيًّا ، وَهُمْ ثَمَانِيَةُ آلَافٍ , وَقِيلَ : كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ عَشَرَةِ آلَافٍ ، وَنَزَلُوا مَكَانًا يُقَالُ لَهُ حَرُورَاءُ ، وَمِنْ ثَمَّ قِيلَ لَهُمْ : الْحَرُورِيَّةُ , وَكَانَ كَبِيرَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْكَوَّاءِ الْيَشْكُرِيَّ ، وَشَبَثُ التَّمِيمِيَّ , فَأَرْسَلَ إلَيْهِمْ عَلِيٌّ ابْنَ عَبَّاسٍ فَنَاظَرَهُمْ فَرَجَعَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ مَعَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ إلَيْهِمْ عَلِيٌّ فَأَطَاعُوهُ وَدَخَلُوا مَعَهُ الْكُوفَةَ وَمَعَهُمْ رَئِيسَاهُمْ الْمَذْكُورَانِ ، ثُمَّ أَشَاعُوا أَنَّ عَلِيًّا تَابَ مِنْ الْحُكُومَةِ وَلِذَلِكَ رَجَعُوا مَعَهُ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا فَخَطَبَ وَأَنْكَرَ ذَلِكَ ، فَتَنَادَوْا مِنْ جَانِبِ الْمَسْجِدِ : لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ ، فَقَالَ : كَلِمَةُ حَقٍّ يُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ ، فَقَالَ لَهُمْ : لَكُمْ عَلَيْنَا ثَلَاثٌ أَنْ نَمْنَعَكُمْ مِنْ الْمَسَاجِدِ ، وَمِنْ رِزْقِكُمْ مِنْ الْفَيْءِ ، وَلَا نَبْدَأَكُمْ بِقِتَالٍ مَا لَمْ تُحْدِثُوا فَسَادًا , فَخَرَجُوا شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ إلَى أَنْ اجْتَمَعُوا بِالْمَدَائِنِ ، فَرَاسَلَهُمْ عَلِيٌّ فِي الرُّجُوعِ , فَأَصَرُّوا عَلَى الِامْتِنَاعِ حَتَّى يَشْهَدَ عَلَى نَفْسِهِ بِالْكُفْرِ لِرِضَاهُ بِالتَّحْكِيمِ وَيَتُوبَ ، ثُمَّ رَاسَلَهُمْ أَيْضًا فَأَرَادُوا قَتْلَ رَسُولِهِ , ثُمَّ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنَّ مَنْ لَا يَعْتَقِدُ مُعْتَقَدَهُمْ يَكْفُرُ وَيُبَاحُ دَمُهُ وَمَالُهُ وَأَهْلُهُ ، وَاسْتَعْرَضُوا النَّاسَ , فَقَتَلُوا مَنْ اجْتَازَ بِهِمْ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ، وَمَرَّ بِهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَبَّابُ بْنِ الْأَرَتِّ وَالِيًا لِعَلِيٍّ عَلَى بَعْضِ تِلْكَ الْبِلَادِ وَمَعَهُ سُرِّيَّتُهُ وَهِيَ حَامِلٌ , فَقَتَلُوهُ وَبَقَرُوا بَطْنَ سُرِّيَّتِهِ عَنْ وَلَدٍ ، فَبَلَغَ عَلِيًّا فَخَرَجَ إلَيْهِمْ فِي الْجَيْشِ الَّذِي كَانَ هَيَّأَهُ لِلْخُرُوجِ إلَى الشَّامِ ، فَأَوْقَعَ بِهِمْ فِي النَّهْرَوَانُ , وَلَمْ يَنْجُ مِنْهُم إِلَّا دُونَ الْعَشَرَةِ , وَما قُتِلَ مِمَّنْ مَعَهُ إِلَّا نَحْوُ الْعَشَرَةِ ، فَهَذَا مُلَخَّصُ أَوَّلِ أَمْرِهِمْ ، ثُمَّ انْضَمَّ إلَى مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ مِمَّنْ مَالَ إلَى رَأْيِهِمْ ، فَكَانُوا مُخْتَفِينَ فِي خِلَافَةِ عَلِيٍّ , حَتَّى كَانَ مِنْهُمْ ابْنُ مُلْجَمٍ لَعَنَهُ اللَّهُ ، الَّذِي قَتَلَ عَلِيًّا - رضي الله عنه - بَعْدَ أَنْ دَخَلَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ , ثُمَّ لَمَّا وَقَعَ صُلْحُ الْحَسَنِ وَمُعَاوِيَةَ ثَارَتْ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ , فَأَوْقَعَ بِهِمْ عَسْكَرُ الشَّامِ بِمَكَانٍ يُقَالُ لَهُ النُّخَيْلَةُ ، وَكَانُوا مُنْقَمِعِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي إمَارَةِ زِيَادٍ وَابْنِهِ طُولَ مُدَّةِ وِلَايَةِ مُعَاوِيَةَ وَابْنِهِ يَزِيدَ , وَظَفِرَ زِيَادٌ وَابْنُهُ بِجَمَاعَةٍ مِنْهُمْ فَأَبَادَهُمْ بَيْنَ قَتْلٍ وَحَبْسٍ طَوِيلٍ , فَلَمَّا مَاتَ يَزِيدُ وَوَقَعَ الِافْتِرَاقُ وَوُلِّيَ الْخِلَافَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ , وَأَطَاعَهُ أَهْلُ الْأَمْصَارِ إِلَّا بَعْضَ أَهْلِ الشَّامِ , وَثَارَ مَرْوَانُ فَادَّعَى الْخِلَافَةَ , وَغَلَبَ عَلَى جَمِيعِ الشَّامِ ثُمَّ مِصْرَ ، ظَهَرَ الْخَوَارِجُ حِينَئِذٍ بِالْعِرَاقِ مَعَ نَافِعِ بْنِ الْأَزْرَقِ بِالْيَمَامَةِ , وَمَعَ نَجْدَةَ بْنِ عَامِرٍ , وَزَادَ نَجْدَةُ عَلَى مُعْتَقَدِ الْخَوَارِجِ أَنَّ مَنْ لَمْ يَخْرُجْ وَيُحَارِبْ الْمُسْلِمِينَ فَهُوَ كَافِرٌ وَلَوْ اعْتَقَدَ مُعْتَقَدَهُمْ , وَعَظُمَ الْبَلَاءُ بِهِمْ , وَتَوَسَّعُوا فِي مُعْتَقَدِهِمْ الْفَاسِدِ , فَأَبْطَلُوا رَجْمَ الْمُحْصَنِ , وَقَطَعُوا السَّارِقَ مِنْ الْإِبْطِ ، وَأَوْجَبُوا الصَّلَاةَ عَلَى الْحَائِضِ فِي حَيْضِهَا , وَكَفَّرُوا مَنْ تَرَكَ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنْ الْمُنْكَرِ إنْ كَانَ قَادِرًا ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ قَادِرًا فَقَدْ ارْتَكَبَ كَبِيرَةً ، وَحُكْمُ مُرْتَكِبِ الْكَبِيرَةِ عِنْدَهُمْ حُكْمُ الْكَافِرِ , وَكَفُّوا عَنْ أَمْوَالِ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَعَنْ التَّعَرُّضِ لَهُمْ مُطْلَقًا ، وَفَتَكُوا فِي الْمُنْتَسِبِينَ إلَى الْإِسْلَامِ بِالْقَتْلِ وَالسَّبْيِ وَالنَّهْبِ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مُطْلَقًا بِغَيْرِ دَعْوَةٍ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَدْعُو أَوَّلًا ثُمَّ يَفْتِكُ , وَلَمْ يَزَلْ الْبَلَاءُ بِهِمْ إلَى أَنْ أُمِّرَ الْمُهَلَّبُ بْنُ أَبِي صُفْرَةَ عَلَى قِتَالِهِمْ ، فَطَاوَلَهُمْ حَتَّى ظَفِرَ بِهِمْ وَتَفَلَّلَ جَمْعُهُمْ ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ مِنْهُمْ بَقَايَا فِي طُولِ الدَّوْلَةِ الْأُمَوِيَّةِ وَصَدْرِ الدَّوْلَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ ، وَدَخَلَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ الْمَغْرِبَ , وَجَمَعَ أَخْبَارَهُمْ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ فِي كِتَابِهِ الْكَامِلِ , هَذَا خُلَاصَةُ مُعْتَقَدِ الْخَوَارِجِ وَالسَّبَبُ الَّذِي لِأَجْلِهِ خَرَجُوا ، وَهُوَ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ عِنْدَ عُلَمَاءِ الْأَخْبَارِ ، وَبِهِ يَتَبَيَّنُ بُطْلَانُ مَا حَكَاهُ الرَّافِعِيُّ فِي كَلَامِهِ السَّالِفِ . نيل الأوطار - (ج 11 / ص 367 وما بعدها)
(1) الجِعرانة : بين مكة والطائف ، وهي إلى مكة أقرب , وقال الفاكهي: بينها وبين مكة بريد , وَهو اثْنَا عَشَرَ مِيلًا ، وقال الباجي : ثمانية عشر ميلا .
(2) ( حم ) 4057 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(3) أي : اختصَّ وفضَّل .
(4) ( خ ) 5749
(5) ( خ ) 2981
(6) ( ت ) 3896 , ( خ ) 2981
(7) ( خ ) 4094
(8) ( خ ) 2981
(9) الملأ : الجماعة .
(10) ( خ ) 5933
(11) ( خ ) 5749
(12) أي : كلمته سِرَّا .
(13) ( خ ) 5933
(14) ( خ ) 5749
(15) ( م ) 1062
(16) ( خ ) 5749
(17) ( خ ) 2981
(18) ( خ ) 3224
(19) ( حم ) 4331 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(20) ( خ ) 3290
(21) الشَّجّ : هُوَ الْجَرْح فِي الرَّأْس .
(22) ( حم ) 4057 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(23) أي : ضربوه حتى نزل الدم منه .
(24) ( خ ) 3290
(25) ( حم ) 4331
(26) ( حم ) 4057
(27) ( خ ) 4094
(28) ( خ ) 6995
(29) ( خ ) 4094
(30) ( خ ) 3414
(31) الْمُرَاد أَنَّ عَيْنَيْهِ دَاخِلَتَانِ فِي مَحَاجِرهمَا لَاصِقَتَيْنِ بِقَعْرِ الْحَدَقَة ، وَهُوَ ضِدّ الْجُحُوظ .فتح الباري(ج12ص 162)
(32) أَيْ : بَارِزهمَا ، وَالْوَجْنَتَانِ : الْعَظْمَان الْمُشْرِفَانِ عَلَى الْخَدَّيْنِ .
(33) ( نَاشِز الْجَبْهَةِ ) أَيْ : مُرْتَفِعهَا .
(34) ( كَثّ اللِّحْيَة ) أَيْ : غَلِيظهَا .
(35) الْخَوَارِج سِيمَاهُمْ التَّحْلِيق ، وَكَانَ السَّلَف يُوَفِّرُونَ شُعُورهمْ لَا يَحْلِقُونَهَا ، وَكَانَتْ طَرِيقَة الْخَوَارِج حَلْق جَمِيع رُءُوسِهِمْ . فتح الباري(ج12ص 162)
(36) ( خ ) 4094
(37) ( حم ) 11639 , ( جة ) 172 , ( خ ) 3414
(38) ( خ ) 3414
(39) ( خ ) 2969
(40) ( م ) 1064 , ( خ ) 3414
(41) ( خ ) 4094
(42) ( حم ) 14846
(43) أَيْ : أنِّي أُمِرْت بِالْحُكْمِ بِالظَّاهِرِ ، وَاللَّهُ يَتَوَلَّى السَّرَائِر ، كَمَا قَالَ - صلى الله عليه وسلم - : " فَإِذَا قَالُوا ذَلِكَ فَقَدْ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالهمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابهمْ عَلَى اللَّهِ " . وَفِي الْحَدِيث : " هَلَّا شَقَقْت عَنْ قَلْبه " . ( النووي - ج 4 / ص 21)
(44) أَيْ : مُوَلٍّ قَدْ أَعْطَانَا قَفَاهُ .
(45) ( خ ) 4094
(46) الشِّيعة : الفِرْقةُ من النَّاس , وشيعة الإنسان أوْلياؤُه وأنصارُه .
(47) ( حم ) 7038 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(48) ( خ ) 7123
(49) أَيْ : يَسْتَقِلُّ .
(50) ( خ ) 3414
(51) ( خ ) 4771
(52) أَيْ : يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ سَهْلًا لِكَثْرَةِ حِفْظِهِمْ , وَيُؤَيِّده قَوْلُهُ فِي رِوَايَة مُسْلِم عَنْ أَبِي بَكْرَة " قَوْم أَشِدَّاء أَحِدَّاء , ذَلِقَة أَلْسِنَتهمْ بِالْقُرْآن " شرح النووي على مسلم - (ج 4 / ص 21)
(53) ( م ) 1064
(54) أَيْ : يتعدى .
(55) أَيْ أَنَّ قِرَاءَتهمْ لَا يَرْفَعهَا اللَّهُ وَلَا يَقْبَلهَا ، وَقِيلَ : لَا يَعْمَلُونَ بِالْقُرْآنِ فَلَا يُثَابُونَ عَلَى قِرَاءَته , فَلَا يَحْصُل لَهُمْ إِلَّا سَرْده , وَقَالَ النَّوَوِيّ : الْمُرَاد أَنَّهُمْ لَيْسَ لَهُمْ فِيهِ حَظّ إِلَّا مُرُوره عَلَى لِسَانهمْ , لَا يَصِل إِلَى حُلُوقهمْ فَضْلًا عَنْ أَنْ يَصِل إِلَى قُلُوبهمْ ، لِأَنَّ الْمَطْلُوب تَعَقُّله وَتَدَبُّره بِوُقُوعِهِ فِي الْقَلْب , قُلْت : وَهُوَ مِثْل قَوْله فِيهِمْ أَيْضًا " لَا يُجَاوِز إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ " , أَيْ : يَنْطِقُونَ بِالشَّهَادَتَيْنِ وَلَا يَعْرِفُونَهَا بِقُلُوبِهِمْ . فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 389)
(56) ( حم ) 14846
(57) التَّعَمُّق : التَّشْدِيد فِي الْأَمْر حَتَّى يَتَجَاوَز الْحَدّ فِيهِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 352)
(58) الرَّمِيَّة : الهدف الذي يُرمى , والمعنى أنه اخترقها وخرج من الجانب الآخر بسرعة .
(59) ( حم ) 7038 , ( خ ) 4771
(60) الفُوْقُ : مكان الوتر من السهم .
(61) ( خ ) 7123
(62) ( خ ) 6532
(63) النَّصْل : حديدة السهم والرمح .
(64) الْقِدْحُ بِالْكَسْرِ : عُودُ السَّهْمِ قَبْلَ أَنْ يُرَاشَ وَيُرَكَّبَ نَصْلُهُ .
(65) ( خ ) 4771
(66) ( خ ) 6532
(67) الفَرْثُ : السِّرْجينُ ( الروث ) ما دام في الكَرِشِ . لسان العرب - (ج 2 / ص 176)
(68) أَيْ : جَاوَزَ الْفَرْث وَالدَّم وَلَمْ يَتَعَلَّق فِيهِ مِنْهُمَا شَيْءٌ , بَلْ خَرَجَا بَعْده .فتح الباري (ج 19 / ص 389)
(69) ( خ ) 6534
(70) ( خ ) 6995
(71) ( د ) 4765 , ( م ) 1064
(72) أي : اقتلوهم .
(73) ( د ) 4766
(74) ( خ ) 6995
(75) ( خ ) 4094
(76) قَالَ أَبُو دَاوُد : التَّسْبِيدُ : اسْتِئْصَالُ الشَّعْرِ , قال النووي : وَاسْتَدَلَّ بِهِ بَعْض النَّاس عَلَى كَرَاهَة حَلْق الرَّأْس , وَلَا دَلَالَة فِيهِ ، وَإِنَّمَا هُوَ عَلَامَةٌ لَهُمْ ، وَالْعَلَامَة قَدْ تَكُون بِحِرَامٍ وَقَدْ تَكُون بِمُبَاحٍ ، كَمَا قَالَ - صلى الله عليه وسلم - : ( آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ إِحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْل ثَدْي الْمَرْأَة ) وَمَعْلُوم أَنَّ هَذَا لَيْسَ بِحِرَامٍ ، وَقَدْ ثَبَتَ فِي سُنَن أَبِي دَاوُدَ بِإِسْنَادٍ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم أَنَّ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - رَأَى صَبِيًّا قَدْ حَلَقَ بَعْض رَأْسه فَقَالَ : " اِحْلِقُوهُ كُلّه أَوْ اُتْرُكُوهُ كُلّه " ، وَهَذَا صَرِيح فِي إِبَاحَة حَلْق الرَّأْس لَا يَحْتَمِل تَأْوِيلًا , وقَالَ أَصْحَابنَا : حَلْقُ الرَّأْس جَائِز بِكُلِّ حَال ، لَكِنْ إِنْ شَقَّ عَلَيْهِ تَعَهُّدُهُ بِالدُّهْنِ وَالتَّسْرِيح اُسْتُحِبَّ حَلْقُهُ ، وَإِنْ لَمْ يَشُقَّ اُسْتُحِبَّ تَرْكُهُ .شرح النووي على مسلم - (ج4ص24)
(77) ( خ ) 7123
(78) أي : علامتهم .
(79) العَضُد : ما بين المرفق والكتف .
(80) أَيْ : قِطْعَة لَحْم .
(81) أَيْ : تترجرج وتضطرب وتتحرك وتجيء وتذهب .
(82) ( خ ) 3414
(83) قال النووي : هَذِهِ الرِّوَايَات صَرِيحَة فِي أَنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - كَانَ هُوَ الْمُصِيبَ الْمُحِقَّ ، وَالطَّائِفَة الْأُخْرَى أَصْحَاب مُعَاوِيَة - رضي الله عنه - كَانُوا بُغَاة مُتَأَوِّلِينَ ، وَفِيهِ التَّصْرِيح بِأَنَّ الطَّائِفَتَيْنِ مُؤْمِنُونَ لَا يَخْرُجُونَ بِالْقِتَالِ عَنْ الْإِيمَان وَلَا يَفْسُقُونَ ، وَهَذَا مَذْهَبُنَا وَمَذْهَبُ مُوَافِقِينَا .شرح النووي على مسلم - (ج 4 / ص 24)
(84) ( م ) 1064
(85) ( حم ) 11639 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : صحيح .
(86) اللَّمْز : الْعَيْب , وَقِيلَ : الْوُقُوع فِي النَّاس , وَقِيلَ : بِقَيْدِ أَنْ يَكُون مُوَاجَهَة ، وَالْهَمْز فِي الْغَيْبَة , أَيْ : يَعِيبُك فِي قَسْم الصَّدَقَات ، وَيُؤَيِّد الْقول الْمَذْكُور مَا وَقَعَ فِي قِصَّة الْمَذْكُور حَيْثُ وَاجَهَ رَسُولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - بِقَوْله : ( يَا مُحَمَّدُ اعْدِلْ فَإِنَّكَ لَمْ تَعْدِلْ ) فتح الباري (ج 19 / ص 389)
(87) [التوبة/58]
(88) ( خ ) 6534 , ( حم ) 11554
(89) أَيْ : المُخْدَج .
(90) أي : على الصفة .
(91) ( خ ) 5811(1/649)
( مي ) , وَعَنْ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ الْهَمْدَانِيِّ (1) قَالَ :
كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ (2) فَإِذَا خَرَجَ مَشَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ , فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ - رضي الله عنه - فَقَالَ : أَخَرَجَ إِلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ , فَقُلْنَا : لَا , فَجَلَسَ مَعَنَا حَتَّى خَرَجَ , فَلَمَّا خَرَجَ قُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعًا , فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ آنِفًا (3) أَمْرًا أَنْكَرْتُهُ وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِلَّا خَيْرًا , قَالَ : فَمَا هُوَ ؟ , قَالَ : رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمًا حِلَقًا جُلُوسًا يَنْتَظِرُونَ الصَلَاةَ , فِي كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ وَفِي أَيْدِيهِمْ حَصًى , فَيَقُولُ : كَبِّرُوا مِائَةً , فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً , فَيَقُولُ : هَلِّلُوا مِائَةً , فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً , فَيَقُولُ : سَبِّحُوا مِائَةً , فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً , قَالَ : فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ ؟ , قَالَ : مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئًا انْتِظَارَ رَأْيِكَ وَانْتِظَارَ أَمْرِكَ ,
قَالَ : أَفَلَا أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ , وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ شَيْءٌ ؟ ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ , فَقَالَ : مَا هَذَا الَّذِي أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ ؟ , فَقَالُوا : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , حَصًى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ ,
قَالَ : فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ , فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَيْءٌ , وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ , هَؤُلَاءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ - صلى الله عليه وسلم - مُتَوَافِرُونَ , وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ , وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ , وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِيَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ , أَوْ مُفْتَتِحُو بَابِ ضَلَالَةٍ , فَقَالُوا : وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَرَدْنَا إِلَّا الْخَيْرَ , فَقَالَ : وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَا يُصِيبَهُ , إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَدَّثَنَا أَنَّ قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ (4) وَايْمُ اللَّهِ (5) مَا أَدْرِي لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ , ثُمَّ تَوَلَّى عَنْهُمْ , قَالَ عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ : فَرَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا (6) يَوْمَ النَّهْرَوَانِ (7) مَعَ الْخَوَارِجِ . (8)
__________
(1) تَابِعِيٌّ كَبِيرٌ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ , سَمِعَ عَلِيًّا وَابْنَ مَسْعُودٍ , حَدَّثَ عَنْهُ الشَّعْبِيُّ ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ , مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ , وَدُفِنَ هُوَ وَعَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ . سِيَرُ أَعْلَامِ النُّبَلَاء
(2) أي : صَلَاةِ الْفجر .
(3) أي : قبل قليل .
(4) التَّراقِي : جمع تَرْقُوَة : وهي عظمة مُشْرِفة بين ثغرة النحر والعاتق , وهما ترقوتان .
(5) أي : وَاللَّهِ .
(6) أي : يقاتلوننا .
(7) النَّهْرَوَان : ثَلَاث قُرَى : أَعْلَى وَأَوْسَط وَأَسْفَل , وَهُنَّ بَيْن وَاسِط وَبَغْدَاد , وَكَانَ بِهَا وَقْعَة لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيّ - رضي الله عنه - مَعَ الْخَوَارِج . عون المعبود - (ج 10 / ص 284)
(8) ( مي ) 204 , انظر الصَّحِيحَة : 2005(1/650)
( خ م حم ) , وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
( كُنْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - حِينَ خَرَجَتْ الْحَرُورِيَّةَ (1) فَقَالُوا : لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ , فَقَالَ عَلِيٌّ : كَلِمَةُ حَقٍّ أُرِيدَ بِهَا بَاطِلٌ ) (2) ( وَإِنِّي إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَوَاللَّهِ لَأَنْ أَخِرَّ (3) مِنْ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ , وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ , سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : ) (4) ( " تَخْرُجُ خَارِجَةٌ مِنْ أُمَّتِي ) (5) ( حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ (6) سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ (7) ) (8) ( لَيْسَ قِرَاءَتُكُمْ إِلَى قِرَاءَتِهِمْ بِشَيْءٍ , وَلَا صَلَاتُكُمْ إِلَى صَلَاتِهِمْ بِشَيْءٍ , وَلَا صِيَامُكُمْ إِلَى صِيَامِهِمْ بِشَيْءٍ , يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ , يَحْسِبُونَ أَنَّهُ لَهُمْ وَهُوَ عَلَيْهِمْ ) (9) يَقُولُونَ الْحَقَّ بِأَلْسِنَتِهِمْ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ (10) ( يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ (11) يَمْرُقُونَ (12) مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ ) (13) ( مِنْ أَبْغَضِ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيْهِ ) (14) ( فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ) (15) ( فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا عِنْدَ اللَّهِ لِمَنْ قَتَلَهُمْ ) (16) ( وَآيَةُ (17) ذَلِكَ أَنَّ فِيهِمْ رَجُلًا مُخْدَجُ الْيَدِ (18) ) (19) ( كَأَنَّ يَدَهُ ثَدْيُ حَبَشِيَّةٍ " ) (20) ( قَالَ عَلِيٌّ : وَلَوْلَا أَنْ تَبْطَرُوا لَحَدَّثْتُكُمْ بِمَا وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - (21) قَالَ زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ الْجُهَنِيُّ (22) : فَلَمَّا الْتَقَيْنَا (23) - وَعَلَى الْخَوَارِجِ يَوْمَئِذٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الرَّاسِبِيُّ (24) - فَقَالَ لَهُمْ : أَلْقُوا الرِّمَاحَ , وَسُلُّوا سُيُوفَكُمْ مِنْ جُفُونِهَا (25) فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يُنَاشِدُوكُمْ كَمَا نَاشَدُوكُمْ يَوْمَ حَرُورَاءَ (26) فَرَجَعُوا فَوَحَّشُوا بِرِمَاحِهِمْ (27) وَسَلُّوا السُّيُوفَ , فَشَجَرَهُمْ النَّاسُ بِرِمَاحِهِمْ (28) وَقُتِلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ , وَمَا أُصِيبَ مِنْ النَّاسِ (29) يَوْمَئِذٍ إِلَّا رَجُلَانِ , فَقَالَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - : الْتَمِسُوا فِيهِمْ الْمُخْدَجَ , فَالْتَمَسُوهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ ) (30) ( فَقَالَ عَلِيٌّ : ارْجِعُوا فَالْتَمِسُوهُ , فَوَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِبْتُ ) (31) ( فَقُلْنَا : لَمْ نَجِدْهُ ) (32) ( فَقَامَ عَلِيٌّ ) (33) ( بِنَفْسِهِ , فَجَعَلَ يَقُولُ : اقْلِبُوا ذَا , اقْلِبُوا ذَا ) (34) ( حَتَّى أَتَى نَاسًا (35) قَدْ قُتِلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ , فَقَالَ : أَخِّرُوهُمْ , فَوَجَدُوهُ (36) مِمَّا يَلِي الْأَرْضَ ) (37) ( قَالَ أَبُو الْوَضِيءِ (38) : فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ , حَبَشِيٌّ قَدْ طَبَقَ إِحْدَى يَدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ , عَلَيْهَا شَعَرَاتٌ مِثْلُ شَعَرَاتٍ تَكُونُ عَلَى ذَنَبِ الْيَرْبُوعِ (39) ) (40) ( فَكَبَّرَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - ثُمَّ قَالَ : صَدَقَ اللَّهُ وَبَلَّغَ رَسُولُهُ ) (41) ( أَمَا إِنَّ خَلِيلِي أَخْبَرَنِي أَنَّهُمْ ثَلَاثةُ إِخْوَةٍ مِنْ الْجِنِّ , هَذَا أَكْبَرُهُمْ , وَالثَّانِي لَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ , وَالثَّالِثُ فِيهِ ضَعْفٌ ) (42) فَقَامَ إِلَيْهِ عَبِيدَةُ السَّلْمَانِيُّ (43) فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , آللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَسَمِعْتَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , فَقَالَ : إِي وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ , حَتَّى اسْتَحْلَفَهُ ثَلَاثًا , كُلُّ ذَلِكَ يَحْلِفُ لَهُ ) (44) .
__________
(1) الحَرورية : طائفة من الخوارج نُسِبُوا إلى حَرُوراء .
(2) ( م ) 1066
(3) أي : أقَعَ .
(4) ( خ ) 6531
(5) ( حم ) 706
(6) قَالَ فِي النِّهَايَة : حَدَاثَة السِّنّ كِنَايَة عَنْ الشَّبَاب .
(7) أَيْ : ضُعَفَاء الْعُقُول .
(8) ( خ ) 3415
(9) ( م ) 1066
(10) ( م ) 1066 ( 157 )
(11) أَيْ : مِنْ الْقُرْآن , كَمَا فِي حَدِيث أَبِي سَعِيد الَّذِي قَبْله " يَقْرَءُونَ الْقُرْآن " وَكَانَ أَوَّل كَلِمَة خَرَجُوا بِهَا قَوْلهمْ : لَا حَكَم إِلَّا اللَّه ، وَانْتَزَعُوهَا مِنْ الْقُرْآن وَحَمَلُوهَا عَلَى غَيْر مَحْمَلهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 412)
(12) أَيْ : يجوزون ويخرقون ويخرجون .
(13) ( خ ) 3415
(14) ( م ) 1066
(15) ( خ ) 6531
(16) ( حم ) 3831 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن , ( خ ) 6531
(17) أَيْ : عَلَامَتُهُ .
(18) قَالَ الْجَوْهَرِيّ : يُقَال أَخْدَجَتْ النَّاقَة , إِذَا جَاءَتْ بِوَلَدِهَا نَاقِص الْخَلْق , فَالْوَلَد مُخْدَج .عون المعبود (ج10ص288)
(19) ( م ) 1066
(20) ( حم ) 1379
(21) الْبَطَر : هُوَ الطُّغْيَان عِنْد النِّعْمَة , أَيْ : لَوْلَا خَوْف الْبَطَر مِنْكُمْ بِسَبَبِ الثَّوَاب الَّذِي أُعِدّ لِقَاتِلِيهِمْ فَتُعْجَبُوا بِأَنْفُسِكُمْ لخَبَّرْتُكُمْ . عون المعبود - (ج 10 / ص 284)
(22) مُخَضْرَمٌ ثِقَةٌ جَلِيلٌ , تحفة الأحوذي - (ج 1 / ص 188)
(23) أَيْ : نَحْنُ وَالْخَوَارِج .
(24) أَيْ : كَانَ أَمِيرهمْ .
(25) أَيْ : مِنْ أَغْمِدَتِهَا .
(26) أَيْ : يَطْلُبُوكُمْ الصُّلْحَ بِالْإِيمَانِ لَوْ تُقَاتِلُونَ بِالرُّمْحِ مِنْ بَعِيد ، فَأَلْقُوا الرِّمَاح وَادْخُلُوا فِيهِمْ بِالسُّيُوفِ حَتَّى لَا يَجِدُوا فُرْصَة , فَدَبَّرُوا تَدْبِيرًا قَادَهُمْ إِلَى التَّدْمِير . عون المعبود - (ج 10 / ص 288)
(27) أَيْ : رَمَوْا بِهَا عَنْ بُعْد , قَالَ الْجَوْهَرِيّ فِي الصِّحَاح : وَحَّشَ الرَّجُل , إِذَا رَمَى بِثَوْبِهِ وَسِلَاحه مَخَافَة أَنْ يُلْحَق , قَالَ الشَّاعِر : فَذَرُوا السِّلَاح وَوَحِّشُوا بِالْأَبْرُقِ . عون المعبود - (ج 10 / ص 288)
(28) شَجَرَهُ بِالرُّمْحِ أَيْ طَعَنَهُ . عون المعبود - (ج 10 / ص 288)
(29) أَيْ : الَّذِينَ مَعَ عَلِيّ - رضي الله عنه - .
(30) ( م ) 1066
(31) ( حم ) 1179 , ( م ) 1066
(32) ( حم ) 1188 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(33) ( م ) 1066
(34) ( حم ) 1189 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(35) أَيْ : مِنْ الْخَوَارِج .
(36) أَيْ : الْمُخْدَج الْخَارِجِيّ .
(37) ( م ) 1066
(38) اِسْمه : عَبَّاد بْن نُسَيْب القيسي ، أبو الوضيء السحتني , الطبقة : 3 من الوسطى من التابعين , روى له : ( أبو داود - النسائي في مسند علي - ابن ماجه ) , رتبته عند ابن حجر : ثقة .
(39) قَالَ الدَّمِيرِيّ فِي حَيَاة الْحَيَوَان : الْيَرْبُوع حَيَوَان طَوِيل الرِّجْلَيْنِ قَصِير الْيَدَيْنِ جِدًّا , وَلَهُ ذَنَب كَذَنَبِ الْجُرْذ , وَيَسْكُن بَطْن الْأَرْض لِتَقُومَ رُطُوبَتهَا مَقَام الْمَاء , قَالَ الْجَاحِظ وَالْقَزْوِينِيّ : الْيَرْبُوع مِنْ نَوْع الْفَأْر .عون المعبود(ج10ص288)
(40) ( حم ) 1179 , ( د ) 4768
(41) ( م ) 1066
(42) ( حم ) 1196 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن , وصححه أحمد شاكر .
(43) مَنْسُوب إِلَى سَلْمَان جَدّ قَبِيلَة مَعْرُوفَة , وَهُمْ بَطْن مِنْ مُرَاد , أَسْلَمَ عبَيْدَة قَبْل وَفَاة النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - بِسَنَتَيْنِ وَلَمْ يَرَهُ , وَسَمِعَ عُمَر وَعَلِيًّا وَابْن مَسْعُود وَغَيْرهمْ مِنْ الصَّحَابَة . عون المعبود - (ج 10 / ص 288)
(44) ( م ) 1066(1/651)
( جة حم ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ ) (1) ( أَحْدَاثٌ , أَحِدَّاءُ (2) أَشِدَّاءُ (3) ذَلِقَةٌ (4) أَلْسِنَتُهُمْ بِالْقُرْآنِ , يَقْرَءُونَهُ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ , ثُمَّ إِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ , فَإِنَّهُ يُؤْجَرُ قَاتِلُهُمْ ) (5) ( كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ (6) قُطِعَ (7) " , قَالَ ابْنُ عُمَرَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ , أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ مَرَّةً (8) حَتَّى يَخْرُجَ فِي عِرَاضِهِمُ (9) الدَّجَّالُ ) (10) "
__________
(1) ( حم ) 20464 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده قوي على شرط مسلم .
(2) أحِدَّاء : أقوياء .
(3) أشِدَّاء : غلاظ .
(4) الذَّلِق : الفصيح البليغ .
(5) ( حم ) 20398 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده قوي على شرط مسلم , ( جة ) 175
(6) أَيْ : ظَهَرَتْ طَائِفَة مِنْهُمْ .حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 159)
(7) أَيْ : اِسْتَحَقَّ أَنْ يُقْطَع , وَكَثِيرًا مَا يُقْطَع أَيْضًا , كَالْحَرُورِيَّة قَطَعَهُمْ عَلِيٌّ .حاشية السندي(ج 1 / ص 159)
(8) وفي ( حم ) 5562 قال ابن عمر : فَرَدَّدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عِشْرِينَ مَرَّةً أَوْ أَكْثَرَ وَأَنَا أَسْمَعُ .
(9) جَمْع عَرْض بِمَعْنَى الْجَيْش الْعَظِيم . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 159)
(10) ( جة ) 174(1/652)
( خ م حم ) , وَعَنْ يُسَيْرِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ :
( دَخَلْتُ عَلَى سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ - رضي الله عنه - فَقُلْتُ : ) (1) ( هَلْ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الْخَوَارِجِ شَيْئًا ؟ , قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ " - وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْعِرَاقِ - ) (2) وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ (3) - : ( يَخْرُجُ مِنْ هَاهُنَا ) (4) ( قَوْمٌ مُحَلَّقَةٌ رُءُوسُهُمْ , يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ) (5) ( لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ ) (6) ( يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ " ) (7) ( قُلْتُ : فَهَلْ ذَكَرَ لَهُمْ عَلَامَةً ؟ , قَالَ : هَذَا مَا سَمِعْتُ , لَا أَزِيدُكَ عَلَيْهِ ) (8) .
__________
(1) ( حم ) 16020 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : صحيح .
(2) ( خ ) 6535 , ( حم ) 16020
(3) ( م ) 1068
(4) ( حم ) 16020
(5) ( م ) 1068
(6) ( حم ) 16020 , ( خ ) 6535
(7) ( خ ) 6535
(8) ( حم ) 16020(1/653)
( جة ) , وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - : هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَذْكُرُ فِي الْحَرُورِيَّةِ شَيْئًا ؟ , فَقَالَ : " سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ قَوْمًا يَتَعَبَّدُونَ ، يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ ، وَصَوْمَهُ مَعَ صَوْمِهِمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، أَخَذَ سَهْمَهُ فَنَظَرَ فِي نَصْلِهِ (1) فَلَمْ يَرَ شَيْئًا ، فَنَظَرَ فِي رِصَافِهِ (2) فَلَمْ يَرَ شَيْئًا ، فَنَظَرَ فِي قِدْحِهِ (3) فَلَمْ يَرَ شَيْئًا ، فَنَظَرَ فِي الْقُذَذِ (4) فَتَمَارَى هَلْ يَرَى شَيْئًا أَمْ لَا ؟ " (5)
__________
(1) أَيْ : حَدِيدَة السَّهْم .
(2) أَيْ : عَصَبه الَّذِي يَكُون فَوْق مَدْخَل النَّصْل ، وَالرِّصَاف جَمْعٌ , وَاحِدُهُ رَصَفَة بِحَرَكَاتٍ .( فتح )(ج10ص 411)
(3) أَيْ : عُود السَّهْم قَبْل أَنْ يُرَاشَ وَيُنَصَّل .
(4) " الْقُذَذ " جَمْع قُذَّة , وَهِيَ رِيش السَّهْم , يُقَال لِكُلِّ وَاحِدَة قُذَّة . ( فتح ) - (ج 10 / ص 411)
(5) ( جة ) 169 , ( ش ) 37909 , انظر الإرواء ( 2470 )(1/654)
( حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ فِيكُمْ قَوْمًا يَعْبُدُونَ وَيَدْأَبُونَ (1) حَتَّى يُعْجَبَ بِهِمْ النَّاسُ وَتُعْجِبَهُمْ أَنْفُسُهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنْ الرَّمِيَّةِ " (2)
__________
(1) الدَّأْبُ في العمل : ملازمته والجِدُّ فيه .
(2) ( حم ) 12909, وصححه الألباني في ظلال الجنة : 940(1/655)
( ت جة حم ) , وَعَنْ أَبِي غَالِبٍ (1) قَالَ :
( لَمَّا أُتِيَ بِرُءُوسِ الْأزَارِقَةِ (2) ) (3) ( مِنْ قِبَلِ الْعِرَاقِ , نُصِبَتْ عِنْدَ بَابِ ) (4) ( مَسْجِدِ دِمَشْقَ ) (5) ( فَجَاءَ أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ - رضي الله عنه - ) (6) ( فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ ) (7) ( فَلَمَّا رَآهُمْ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ فَقَالَ : " كِلَابُ النَّارِ (8) كِلَابُ النَّارِ , كِلَابُ النَّارِ , هَؤُلَاءِ شَرُّ قَتْلَى قُتِلُوا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ (9) ) (10) ( وَخَيْرُ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ مَنْ قَتَلُوهُ ) (11) ( قَدْ كَانَ هَؤُلَاءِ مُسْلِمِينَ فَصَارُوا كُفَّارًا ) (12) ( ثُمَّ قَرَأَ : { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ , فَأَمَّا الَّذِينَ اِسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ , وَأَمَّا الَّذِينَ اِبْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّه هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } (13) " ) (14) ( ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُمْ , فَقُلْتُ : يَا أَبَا أُمَامَةَ , أَرَأَيْتَ هَذَا الْحَدِيثَ حَيْثُ قُلْتَ : " كِلَابُ النَّارِ " , أَشَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , أَوْ شَيْءٌ تَقُولُهُ بِرَأْيِكَ ؟ , قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ , إِنِّي إِذًا لَجَرِيءٌ ) (15) ( لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ إِلَّا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا - حَتَّى عَدَّ سَبْعًا - مَا حَدَّثْتُكُمُوهُ ) (16) ( قُلْتُ : فَلِأَيِّ شَيْءٍ بَكَيْتَ ؟ , قَالَ : رَحْمَةً لَهُمْ ) (17) ( إِنَّهُمْ كَانُوا مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ ) (18) .
__________
(1) هو : أبو غالب البصري ، الطبقة : 5 من صغار التابعين , روى له : ( البخاري في الأدب المفرد - أبو داود - الترمذي - ابن ماجه ) , رتبته عند ابن حجر : , صدوق يخطىء , ورتبته عند الذهبي : صالح الحديث .
(2) ( الْأَزَارِقَةُ ) : مِنْ الْخَوَارِجِ , نُسِبُوا إِلَى نَافِعِ بْنِ الْأَزْرَقِ . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 320)
(3) ( حم ) 22237 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(4) ( حم ) 22205 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(5) ( ت ) 3000
(6) ( حم ) 22237
(7) ( حم ) 22205
(8) أَيْ : أَصْحَابُ هَذِهِ الرُّءُوسِ كِلَابُ النَّارِ . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 320)
(9) أديم السماء : ما يظهر من السماء .
(10) ( حم ) 22237 , ( ت ) 3000
(11) ( حم ) 22205
(12) ( جة ) 17
(13) [آل عمران/106]
(14) ( ت ) 3000
(15) ( حم ) 22205
(16) ( ت ) 3000
(17) ( حم ) 22205
(18) ( حم ) 22237(1/656)
( جة ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْخَوَارِجُ كِلَابُ النَّارِ " (1)
__________
(1) ( جة ) ( 173) , ( حم ) 19153(1/657)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى تَحَوُّلُ الْخِلَافَةِ الرّاشِدَةِ إلَى مُلْكٍ وِرَاثِي
( حم ) , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَتُنْقَضَنَّ عُرَى الْإِسْلَامِ (1) عُرْوَةً عُرْوَةً , كُلَّمَا انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ تَشَبَّثَ (2) النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا وَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا الْحُكْمُ , وَآخِرُهُنَّ الصَلَاةُ " (3)
__________
(1) عُرَى الْإِسْلَامِ : مَا شَدَّ الْمُسْلِمُ بِهِ نَفْسَهُ مِنْ حُدُودِ الْإِسْلَامِ وَأَحْكَامِهِ وَأَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ .تحفة الأحوذي(ج7ص183)
(2) التشبث : التعلق بالشيء والتمسك به .
(3) ( حم ) 22214 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5075 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :572(1/658)
( ش ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ :
" أَوَّلُ مَنْ يُبَدِّلُ سُنَّتِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ " (1)
__________
(1) ( ش ) 35877 , ( يع ) 870 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2582 , الصَّحِيحَة : 1749
وقال الألباني : ولعل المراد بالحديث تغيير نظام اختيار الخليفة ، وجعله وراثة . والله أعلم أ . هـ(1/659)
( حم ) , وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ , ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا , ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ , فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ , ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا , ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا (1) فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ , ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا , ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً (2) فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ , ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا , ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ , ثُمَّ سَكَتَ " (3)
__________
(1) أَيْ : يُصِيبُ الرَّعيَّة فيه عَسْفٌ وظُلْمٌ , كأنَّهم يُعَضُّون فيه عَضًّا .النهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 494)
(2) الجَبر : القهر والحمل على الفعل , والظلم الشديد .
(3) ( حم ) 18430 , انظر الصَّحِيحَة : 5 ، وهداية الرواة : 5306(1/660)
( طب ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَوَّلُ هَذَا الْأَمْرِ نُبُوَّةٌ وَرَحْمَةٌ ، ثُمَّ يَكُونُ خِلَافَةً وَرَحْمَةً ، ثُمَّ يَكُونُ مُلْكًا وَرَحْمَةً ، ثُمَّ يَتَكادَمُونَ (1) عَلَيْهِ تَكادُمَ الْحُمُرِ ، فَعَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ ، وَإِنَّ أَفْضَلَ جهادِكُمُ الرِّبَاطُ (2) وَإِنَّ أَفْضَلَ رباطِكُمْ عَسْقَلَانُ (3) " (4)
__________
(1) أَيْ : يَعَضُّ بعضهم بعضا .
(2) الرّباط : الإقامة على جِهَاد العَدوّ بالحرب ، وارْتباط الخيل وإعْدَادها .
(3) عسقلان : مدينة من مدن فلسطين , تقع على الساحل الغربي , بالقرب من قطاع غزة .
(4) ( طب ) 11138 , انظر الصَّحِيحَة : 3270(1/661)
( ت د حم ) , وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ (1) عَنْ سَفِينَةَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ ك قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ (2) ) (3) ( فِي أُمَّتِي ثَلَاثُونَ سَنَةً ) (4) ( ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ (5) " ) (6) ( قَالَ سَعِيدٌ : ثُمَّ قَالَ لِي سَفِينَةُ - رضي الله عنه - : أَمْسِكْ عَلَيْكَ خِلَافَةَ أَبِي بَكْرٍ سَنَتَيْنِ (7) وَخِلَافَةَ عُمَرَ عَشْرًا , وَخِلَافَةَ عُثْمَانَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ , وَخِلَافَةَ عَلِيٍّ سِتَّ سِنِينَ ) (8) ( قَالَ سَعِيدٌ : فَوَجَدْنَاهَا ثَلَاثِينَ سَنَةً , فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ بَنِي أُمَيَّةَ يَزْعُمُونَ أَنَّ الْخِلَافَةَ فِيهِمْ فَقَالَ : كَذَبَ بَنُو الزَّرْقَاءِ (9) بَلْ هُمْ مُلُوكٌ مِنْ شَرِّ الْمُلُوكِ ) (10) . (11)
__________
(1) هو : سعيد بن جمهان الأسلمي ، أبو حفص البصري , الطبقة ( 4 ) طبقة تلى الوسطى من التابعين , الوفاة : , 136 هـ , روى له : ( أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه ) رتبته عند ابن حجر : صدوق له أفراد .
(2) الْمُرَاد بِخِلَافَةِ النُّبُوَّة هِيَ الْخِلَافَة الْكَامِلَة , وَهِيَ مُنْحَصِرَة فِي الْأربعة , فَلَا يُعَارَض الْحَدِيث " لَا يَزَال هَذَا الدِّين قَائِمًا حَتَّى يَمْلِك اِثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَة " لِأَنَّ الْمُرَاد بِهِ مُطْلَق الْخِلَافَة وَاَللَّه أَعْلَم . عون المعبود - (ج 10 / ص 164)
(3) ( د ) 4646
(4) ( ت ) 2226
(5) أَيْ : بَعْد اِنْقِضَاء زَمَان خِلَافَة النُّبُوَّة يَكُون مُلْكًا , لِأَنَّ اِسْم الْخِلَافَة إِنَّمَا هُوَ لِمَنْ صَدَقَ عَلَيْهِ هَذَا الِاسْم بِعَمَلِهِ لِلسُّنَّةِ , وَالْمُخَالِفُونَ مُلُوكٌ لَا خُلَفَاء ، وَإِنَّمَا تَسَمَّوْا بِالْخُلَفَاءِ لِخُلْفِهِمْ الْمَاضِي . عون المعبود - (ج 10 / ص 164)
(6) ( د ) 4646
(7) أَيْ : عُدَّهُ وَاحْسِبْ مُدَّة خِلَافَته . عون المعبود - (ج 10 / ص 164)
(8) ( حم ) 21969 , ( د ) 4646
(9) ( الزَّرْقَاءُ ) اِمْرَأَةٌ مِنْ أُمَّهَاتِ بَنِي أُمَيَّةَ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 8)
(10) ( ت ) 2226
(11) الصَّحِيحَة : 459(1/662)
( د ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" تَدُورُ تَزُولُ رَحَى (1) الْإِسْلَامِ (2) لِخَمْسٍ وَثَلَاثِينَ أَوْ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ أَوْ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ , فَإِنْ يَهْلَكُوا فَسَبِيلُ مَنْ هَلَكَ (3) وَإِنْ يَقُمْ لَهُمْ دِينُهُمْ (4) يَقُمْ لَهُمْ سَبْعِينَ عَامًا " , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمِمَّا بَقِيَ أَوْ مِمَّا مَضَى (5) ؟ , قَالَ : " مِمَّا مَضَى (6) " (7)
__________
(1) الرحى : الأداة التي يُطحن بها ، وهي حجران مستديران يوضع أحدهما على الآخر , ويدور الأعلى على قطب .
(2) قَالَ الْعَلَّامَة الْأَرْدَبِيلِيُّ فِي الْأَزْهَار : قَالَ الْأَكْثَرُونَ الْمُرَاد بِدَوَرَانِ رَحَى الْإِسْلَام اِسْتِمْرَار أَمْر النُّبُوَّة وَالْخِلَافَة وَاسْتِقَامَة أَمْر الْوُلَاة وَإِقَامَة الْحُدُود وَالْأَحْكَام مِنْ غَيْر فُتُور وَلَا فُطُور إِلَى سَنَة خَمْس وَثَلَاثِينَ أَوْ سِتّ وَثَلَاثِينَ أَوْ سَبْع وَثَلَاثِينَ مِنْ الْهِجْرَة بِدَلِيلِ قَوْله - صلى الله عليه وسلم - فِي آخِر الْحَدِيث مِمَّا مَضَى , وَالْمَعْنَى أَنَّ الْإِسْلَام يَمْتَدّ قِيَام أَمْره عَلَى سُنَن الِاسْتِقَامَة وَالْبُعْد مِنْ إِحْدَاثَات الظَّلَمَة إِلَى تَقَضِّي هَذِهِ الْمُدَّة الَّتِي هِيَ بِضْع وَثَمَانُونَ اِنْتَهَى . عون المعبود(ج9ص294)
(3) اِعْلَمْ أَنَّهُمْ لَمَّا اِخْتَلَفُوا فِي الْمُرَاد بِدَوَرَانِ رَحَى الْإِسْلَام عَلَى الْقَوْلَيْنِ الْمَذْكُورَيْنِ اِخْتَلَفُوا فِي بَيَان مَعْنَى هَذَا الْكَلَام وَتَفْسِيره أَيْضًا عَلَى قَوْلَيْنِ ، فَتَفْسِير هَذَا الْكَلَام عَلَى قَوْل الْأَكْثَرِينَ هَكَذَا : فَقَوْله : ( فَإِنْ يَهْلِكُوا ) يَعْنِي بِالتَّغْيِيرِ وَالتَّبْدِيل وَالتَّحْرِيف وَالْخُرُوج عَلَى الْإِمَام , وَبِالْمَعَاصِي وَالْمَظَالِم وَتَرْك الْحُدُود وَإِقَامَتهَا ، وَقَوْله : ( فَسَبِيل مَنْ هَلَكَ ) أَيْ : فَسَبِيلهمْ فِي الْهَلَاك بِالتَّغْيِيرِ وَالتَّبْدِيل وَالْوَهْن فِي الدِّين سَبِيل مَنْ هَلَكَ مِنْ الْأُمَم السَّالِفَة وَالْقُرُون الْمَاضِيَة فِي الْهَلَاك بِالتَّغْيِيرِ وَالتَّبْدِيل وَالْوَهْن فِي الدِّين , وَقَوْله : ( وَإِنْ يَقُمْ لَهُمْ دِينهمْ ) أَيْ : لِعَدَمِ التَّغْيِير وَالتَّبْدِيل وَالتَّحْرِيف وَالْوَهْن يَقُمْ لَهُمْ سَبْعِينَ عَامًا , وَلَيْسَ الْهَلَاك فِيهِ عَلَى حَقِيقَته , بَلْ سَمَّى أَسْبَابَ الْهَلَاكِ وَالِاشْتِغَال بِمَا يُؤَدِّي إِلَيْهِ هَلَاكًا , فَإِنْ قُلْتَ : فِي هَذَا الْكَلَام مَوْعِدَانِ : الْأَوَّل : أَنَّهُمْ إِنْ يَهْلِكُوا فَسَبِيلهمْ سَبِيل مَنْ هَلَكَ ، وَالثَّانِي أَنَّهُمْ إِنْ يَقُمْ لَهُمْ دِينهمْ يَقُمْ لَهُمْ سَبْعِينَ عَامًا ، وَهَذَانِ الْمَوْعِدَانِ لَا يُوجَدَانِ مَعًا بَلْ إِنْ وُجِدَ الْأَوَّل لَا يُوجَد الثَّانِي ، وَإِنْ وُجِدَ الثَّانِي لَا يُوجَد الْأَوَّل ، فَأَيّ مِنْ هَذَيْنِ الْمَوْعِدَيْنِ وُجِدَ وَوَقَعَ ؟ , قُلْت : قَالَ الْقَارِي فِي الْمِرْقَاة : قَدْ وَقَعَ الْمَحْذُور فِي الْمَوْعِد الْأَوَّل , وَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ كَذَلِكَ إِلَى الْآن اِنْتَهَى .قُلْت : لَا شَكّ فِي وُقُوعه فَقَدْ ظَهَرَ بَعْد اِنْقِضَاء مُدَّة الْخُلَفَاء الرَّاشِدِينَ مَا ظَهَرَ وَجَرَى مَا جَرَى ، فَلَمَّا وَقَعَ مَا وَقَعَ فِي الْمَوْعِد الْأَوَّل , اِرْتَفَعَ الْمَوْعِد الثَّانِي كَمَا لَا يَخْفَى عَلَى الْمُتَأَمِّل , فَإِنْ قُلْت : قَالَ الْخَطَّابِيُّ : يَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِالدِّينِ هُنَا الْمُلْك , قَالَ : وَيُشْبِه أَنْ يَكُون أَرَادَ بِهَذَا مُلْك بَنِي أُمَيَّة وَانْتِقَاله عَنْهُمْ إِلَى بَنِي الْعَبَّاس ، وَكَانَ مَا بَيْن اِسْتِقْرَار الْمُلْك لِبَنِي أُمَيَّة إِلَى أَنْ ظَهَرَتْ دُعَاة الدَّوْلَة الْعَبَّاسِيَّة بِخُرَاسَان وَضَعُفَ أَمْر بَنِي أُمَيَّة وَدَخَلَ الْوَهْن فِيهِ نَحْوًا مِنْ سَبْعِينَ سَنَة ، فَعَلَى قَوْل الْخَطَّابِيِّ هَذَا يَظْهَر أَنَّ الْمَوْعِد الثَّانِي قَدْ وَقَعَ , قُلْت : قَوْل الْخَطَّابِيِّ هَذَا ضَعِيف جِدًّا , بَلْ بَاطِل قَطْعًا ، وَلِذَلِكَ تُعُقِّبَ عَلَيْهِ مِنْ وُجُوه , قَالَ اِبْن الْأَثِير - بَعْد نَقْل قَوْله هَذَا التَّأْوِيل كَمَا تَرَاهُ - : إِنَّ الْمُدَّة الَّتِي أَشَارَ إِلَيْهَا لَمْ تَكُنْ سَبْعِينَ سَنَة , وَلَا كَانَ الدِّين فِيهَا قَائِمًا وَقَالَ الْأَرْدَبِيلِيُّ بَعْد نَقْل كَلَامه : وَضَعَّفُوهُ بِأَنَّ مُلْك بَنِي أُمَيَّة كَانَ أَلْف شَهْر وَهُوَ ثَلَاث وَثَمَانُونَ سَنَة وَأَرْبَعَة أَشْهُر وَقَالَ التُّورْبَشْتِيُّ بَعْد نَقْل قَوْله : يَرْحَم اللَّه أَبَا سُلَيْمَان أَيْ : الْخَطَّابِيّ , فَإِنَّهُ لَوْ تَأَمَّلَ الْحَدِيث كُلّ التَّأَمُّل وَبَنَى التَّأْوِيل عَلَى سِيَاقه لَعَلِمَ أَنَّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يُرِدْ بِذَلِكَ مُلْك بَنِي أُمَيَّة دُون غَيْرهمْ مِنْ الْأُمَّة , بَلْ أَرَادَ بِهِ اِسْتِقَامَة أَمْر الْأُمَّة فِي طَاعَة الْوُلَاة وَإِقَامَة الْحُدُود وَالْأَحْكَام ، وَجَعْل الْمَبْدَأ فِيهِ أَوَّل زَمَان الْهِجْرَة ، وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُمْ يَلْبَثُونَ عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ خَمْسًا وَثَلَاثِينَ أَوْ سِتًّا وَثَلَاثِينَ أَوْ سَبْعًا وَثَلَاثِينَ , ثُمَّ يَشُقُّونَ عَصَا الْخِلَاف فَتَتَفَرَّقُ كَلِمَتُهمْ ، فَإِنْ هَلَكُوا فَسَبِيلهمْ سَبِيل مَنْ قَدْ هَلَكَ قَبْلهمْ , وَإِنْ عَادَ أَمْرهمْ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ إِيثَار الطَّاعَة وَنُصْرَة الْحَقّ يَتِمّ لَهُمْ ذَلِكَ إِلَى تَمَام السَّبْعِينَ , هَذَا مُقْتَضَى اللَّفْظ , وَلَوْ اِقْتَضَى اللَّفْظ أَيْضًا غَيْر ذَلِكَ لَمْ يَسْتَقِمْ لَهُمْ ذَلِكَ الْقَوْل , فَإِنَّ الْمُلْك فِي أَيَّام بَعْض الْعَبَّاسِيَّة لَمْ يَكُنْ أَقَلّ اِسْتِقَامَة مِنْهُ فِي أَيَّام الْمَرْوَانِيَّة . عون المعبود - (ج 9 / ص 294)
(4) الْمُرَاد بِالدِّينِ فِي قَوْله " يَقُمْ لَهُمْ دِينهمْ " الْمُلْك ، فَيُشْبِه أَنْ يَكُونُ إِشَارَة إِلَى مُدَّة بَنِي أُمَيَّة فِي الْمُلْك , وَانْتِقَاله عَنْهُمْ إِلَى بَنِي الْعَبَّاس , فَكَانَ مَا بَيْن اِسْتِقْرَار الْمُلْك لِبَنِي أُمَيَّة وَظُهُور الْوَهَن فِيهِ نَحْوًا مِنْ سَبْعِينَ سَنَة , قُلْت : لَكِنْ يُعَكِّر عَلَيْهِ أَنَّ مِنْ اِسْتِقْرَار الْمُلْك لِبَنِي أُمَيَّة عِنْد اِجْتِمَاع النَّاس عَلَى مُعَاوِيَة سَنَة إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ إِلَى أَنْ زَالَتْ دَوْلَة بَنِي أُمَيَّة فَقُتِلَ مَرْوَان بْن مُحَمَّد فِي أَوَائِل سَنَة اِثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة أَزْيَدَ مِنْ تِسْعِينَ سَنَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 266)
(5) يُرِيد أَنَّ السَّبْعِينَ تَتِمّ لَهُمْ مُسْتَأْنَفَة بَعْد خَمْس وَثَلَاثِينَ , أَمْ تَدْخُل الْأَعْوَام الْمَذْكُورَة فِي جُمْلَتهَا .عون المعبود(ج9ص294)
(6) أَيْ : يَقُوم لَهُمْ أَمْر دِينهمْ إِلَى تَمَام سَبْعِينَ سَنَة مِنْ أَوَّل دَوْلَة الْإِسْلَام , لَا مِنْ اِنْقِضَاء خَمْس وَثَلَاثِينَ أَوْ سِتّ وَثَلَاثِينَ أَوْ سَبْع وَثَلَاثِينَ إِلَى اِنْقِضَاء سَبْعِينَ . عون المعبود - (ج 9 / ص 294)
(7) ( د ) 4254 , ( حم ) 3707 , انظر الصَّحِيحَة : 976(1/663)
( ت د ) , وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ : مَنْ رَأَى مِنْكُمْ رُؤْيَا ؟ " , فَقَالَ رَجُلٌ : أَنَا , رَأَيْتُ كَأَنَّ مِيزَانًا نَزَلَ مِنْ السَّمَاءِ , فَوُزِنْتَ أَنْتَ وَأَبُو بَكْرٍ , فَرَجَحْتَ أَنْتَ بِأَبِي بَكْرٍ , وَوُزِنَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ك , فَرَجَحَ أَبُو بَكْرٍ , وَوُزِنَ عُمَرُ وَعُثْمَانُ , فَرَجَحَ عُمَرُ , ثُمَّ رُفِعَ الْمِيزَانُ , قَالَ : " فَرَأَيْنَا الْكَرَاهِيَةَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (1) ( فَقَالَ : خِلَافَةُ نُبُوَّةٍ ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ الْمُلْكَ مَنْ يَشَاءُ ) (2) "
__________
(1) ( ت ) 2287
(2) ( د ) 4634(1/664)
( م ) , وَعَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ الْعَدَوِيِّ قَالَ :
خَطَبَنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ - رضي الله عنه - وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى الْبَصْرَةِ - فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : إِنَّهَا لَمْ تَكُنْ نُبُوَّةٌ قَطُّ إِلَّا تَنَاسَخَتْ (1) حَتَّى يَكُونَ آخِرُ عَاقِبَتِهَا (2) مُلْكًا , فَسَتَخْبُرُونَ وَتُجَرِّبُونَ الْأُمَرَاءَ بَعْدَنَا . (3)
__________
(1) أَيْ : تحولت من حال إِلى حال , يعني أَمر الأُمة وتغير أحوالها , والعرب تقول نسَخَت الشمسُ الظلّ وانتسخته أَيْ : أَزالته , والمعنى أَذهبت الظلّ وحلّت محله . لسان العرب - (ج 3 / ص 61)
(2) العاقبة : الخاتمة .
(3) ( م ) 2967 , ( حم ) 17611(1/665)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى جَوْرُ السُّلْطَان
( حم ) , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَتُنْقَضَنَّ عُرَى الْإِسْلَامِ (1) عُرْوَةً عُرْوَةً , كُلَّمَا انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ تَشَبَّثَ (2) النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا وَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا الْحُكْمُ , وَآخِرُهُنَّ الصَلَاةُ " (3)
__________
(1) عُرَى الْإِسْلَامِ : مَا شَدَّ الْمُسْلِمُ بِهِ نَفْسَهُ مِنْ حُدُودِ الْإِسْلَامِ وَأَحْكَامِهِ وَأَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ .تحفة الأحوذي(ج7ص183)
(2) التشبث : التعلق بالشيء والتمسك به .
(3) ( حم ) 22214 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5075 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :572(1/666)
( خ ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ " إذْ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ : مَتَى السَّاعَةُ ؟ " فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُحَدِّثُ (1) " ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : سَمِعَ مَا قَالَ فَكَرِهَ مَا قَالَ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : بَلْ لَمْ يَسْمَعْ (2) " حَتَّى إِذَا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَدِيثَهُ قَالَ : أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ ؟ " , قَالَ : هَا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " إِذَا ضُيِّعَتِ الْأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ (3) " , قَالَ : كَيْفَ إِضَاعَتُهَا (4) ؟ , قَالَ : إِذَا وُسِّدَ (5) الَأَمْرُ (6) إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ (7) " (8)
__________
(1) أَيْ : اِسْتَمَرَّ يُحَدِّث الْقَوْم الْحَدِيث الَّذِي كَانَ فِيهِ .( فتح - ح59)
(2) إِنَّمَا حَصَلَ لَهُمْ التَّرَدُّد فِي ذَلِكَ لِمَا ظَهَرَ مِنْ عَدَم اِلْتِفَات النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سُؤَاله وَإِصْغَائِهِ نَحْوه ؛ وَلِكَوْنِهِ كَانَ يَكْرَه السُّؤَال عَنْ هَذِهِ الْمَسْأَلَة بِخُصُوصِهَا .( فتح - ح59)
(3) فيه التَّنْبِيه عَلَى أَدَب الْعَالِم وَالْمُتَعَلِّم ، أَمَّا الْعَالِم فَلِمَا تَضَمَّنَهُ مِنْ تَرْك زَجْر السَّائِل ، بَلْ أَدَّبَهُ بِالْإِعْرَاضِ عَنْهُ أَوَّلًا حَتَّى اِسْتَوْفَى مَا كَانَ فِيهِ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى جَوَابه , فَرَفَقَ بِهِ لِأَنَّهُ مِنْ الْأَعْرَاب , وَهُمْ جُفَاة .
وَفِيه الْعِنَايَة جَوَاب سُؤَال السَّائِل وَلَوْ لَمْ يَكُنْ السُّؤَال مُتَعَيِّنًا وَلَا الْجَوَاب .
وَأَمَّا الْمُتَعَلِّم فَلِمَا تَضَمَّنَهُ مِنْ أَدَب السَّائِل أَنْ لَا يَسْأَل الْعَالِم وَهُوَ مُشْتَغِل بِغَيْرِهِ لِأَنَّ حَقّ الْأَوَّل مُقَدَّم .
وَقَدْ أَخَذَ بِظَاهِرِ هَذِهِ الْقِصَّة مَالِك وَأَحْمَد وَغَيْرهمَا فِي الْخُطْبَة فَقَالُوا : لَا نَقْطَع الْخُطْبَة لِسُؤَالِ سَائِل ، بَلْ إِذَا فَرَغَ نُجِيبهُ .
وَفَصَّلَ الْجُمْهُور بَيْن أَنْ يَقَع ذَلِكَ فِي أَثْنَاء وَاجِبَاتهَا فَيُؤَخِّر الْجَوَاب ، أَوْ فِي غَيْر الْوَاجِبَات فَيُجِيب . وَالْأَوْلَى حِينَئِذٍ التَّفْصِيل ، فَإِنْ كَانَ مِمَّا يُهْتَمّ بِهِ فِي أَمْر الدِّين ، وَلَا سِيَّمَا إِنْ اِخْتَصَّ بِالسَّائِلِ فَيُسْتَحَبّ إِجَابَته ثُمَّ يُتِمّ الْخُطْبَة ، وَكَذَا بَيْن الْخُطْبَة وَالصَّلَاة ، وَإِنْ كَانَ بِخِلَافِ ذَلِكَ فَيُؤَخَّر ، وَكَذَا قَدْ يَقَع فِي أَثْنَاء الْوَاجِب مَا يَقْتَضِي تَقْدِيم الْجَوَاب ، لَكِنْ إِذَا أَجَابَ اِسْتَأْنَفَ عَلَى الْأَصَحّ ، وَيُؤْخَذ ذَلِكَ كُلّه مِنْ اِخْتِلَاف الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي ذَلِكَ ، فَإِنْ كَانَ السُّؤَال مِنْ الْأُمُور الَّتِي لَيْسَتْ مَعْرِفَتهَا عَلَى الْفَوْر مُهِمَّة فَيُؤَخَّر كَمَا فِي هَذَا الْحَدِيث ، وَلَا سِيَّمَا إِنْ كَانَ تَرْك السُّؤَال عَنْ ذَلِكَ أَوْلَى . وَقَدْ وَقَعَ نَظِيره فِي الَّذِي سَأَلَ عَنْ السَّاعَة وَأُقِيمَتْ الصَّلَاة ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ الصَّلَاة قَالَ : أَيْنَ السَّائِل ؟ , فَأَجَابَهُ . وَإِنْ كَانَ السَّائِل بِهِ ضَرُورَة نَاجِزَة فَتُقَدَّم إِجَابَته ، كَمَا فِي حَدِيث أَبِي رِفَاعَة عِنْد مُسْلِم أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُب : رَجُل غَرِيب لَا يَدْرِي دِينه جَاءَ يَسْأَل عَنْ دِينه ، فَتَرَكَ خُطْبَته وَأَتَى بِكُرْسِيٍّ فَقَعَدَ عَلَيْهِ فَجَعَلَ يُعَلِّمهُ ، ثُمَّ أَتَى خُطْبَته فَأَتَمَّ آخِرهَا . وَكَمَا فِي حَدِيث سَمُرَة عِنْد أَحْمَد أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الضَّبّ . وَكَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي قِصَّة سَالِم لَمَّا دَخَلَ الْمَسْجِد وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُب فَقَالَ لَهُ : أَصَلَّيْت رَكْعَتَيْنِ ؟ الْحَدِيث . وَفِي حَدِيث أَنَس : كَانَتْ الصَّلَاة تُقَام فَيَعْرِض الرَّجُل فَيُحَدِّث النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى رُبَّمَا نَعَسَ بَعْض الْقَوْم ، ثُمَّ يَدْخُل فِي الصَّلَاة ، وَفِي بَعْض طُرُقه وُقُوع ذَلِكَ بَيْن الْخُطْبَة وَالصَّلَاة .( فتح - ج1ص209)
(4) فِيهِ مُرَاجَعَة الْعَالِم إِذَا لَمْ يَفْهَم مَا يُجِيب بِهِ حَتَّى يَتَّضِح ، لِقَوْلِهِ " كَيْف إِضَاعَتهَا " .( فتح - ج1ص209)
(5) أَيْ : أُسْنِدَ ، وَأَصْله مِنْ الْوِسَادَة ، وَكَانَ مِنْ شَأْن الْأَمِير عِنْدهمْ إِذَا جَلَسَ أَنْ تُثْنَى تَحْته وِسَادَة .( فتح - ح59)
(6) الْمُرَاد مِنْ " الْأَمْر " جِنْسُ الْأُمُورِ الَّتِي تَتَعَلَّقُ بِالدِّينِ , كَالْخِلَافَةِ وَالْإِمَارَة وَالْقَضَاءِ وَالْإِفْتَاءِ وَغَيْر ذَلِكَ . فتح الباري(ج18ص333)
(7) مَعْنَى " أُسْنِدَ الْأَمْرُ إِلَى غَيْر أَهْلِهِ " أَنَّ الْأَئِمَّةَ قَدْ اِئْتَمَنَهُمْ اللَّهُ عَلَى عِبَادِهِ وَفَرَضَ عَلَيْهِمْ النَّصِيحَةَ لَهُمْ ، فَيَنْبَغِي لَهُمْ تَوْلِيَةَ أَهْلِ الدِّينِ ، فَإِذَا قَلَّدُوا غَيْرَ أَهْلِ الدِّينِ , فَقَدْ ضَيَّعُوا الْأَمَانَةَ الَّتِي قَلَّدَهُمْ اللَّهُ تَعَالَى إِيَّاهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 333)
وَإِسْنَاد الْأَمْر إِلَى غَيْر أَهْله إِنَّمَا يَكُون عِنْد غَلَبَة الْجَهْل وَرَفْع الْعِلْم ، وَذَلِكَ مِنْ جُمْلَة الْأَشْرَاط , وَمُقْتَضَاهُ أَنَّ الْعِلْم مَا دَامَ قَائِمًا فَفِي الْأَمْر فُسْحَة , فَالْعِلْم إِنَّمَا يُؤْخَذ عَنْ الْأَكَابِر .( فتح - ح59)
(8) ( خ ) ( 59) , ( حم ) 8714(1/667)
( م س حم ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ (1) قَالَ :
( انْتَهَيْتُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍوبوَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : ) (2) ( كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ " فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا " , فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِبَاءَهُ (3) وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ (4) وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشَرِهِ (5) إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : الصَلَاةَ جَامِعَةً , فَاجْتَمَعْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ : " إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ , وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا , وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا , وَتَجِيءُ فِتْنٌ يُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا (6) تَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ : هَذِهِ مُهْلِكَتِي , ثُمَّ تَنْكَشِفُ , وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ : هَذِهِ هَذِهِ , فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنْ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ , فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ (7) وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ (8) وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ (9) فَلْيُطِعْهُ (10) مَا اسْتَطَاعَ , فَإِنْ جَاءَ آخَرُ (11) يُنَازِعُهُ (12) فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَرِ (13) " , قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقُلْتُ لَهُ : أَنْشُدُكَ اللَّهَ , أَأَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , فَأَهْوَى إِلَى أُذُنَيْهِ وَقَلْبِهِ بِيَدَيْهِ وَقَالَ : سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي , فَقُلْتُ لَهُ : هَذَا ابْنُ عَمِّكَ مُعَاوِيَةُ يَأْمُرُنَا أَنْ نَأْكُلَ أَمْوَالَنَا بَيْنَنَا بِالْبَاطِلِ وَنَقْتُلَ أَنْفُسَنَا (14) وَاللَّهُ يَقُولُ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ , وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا } (15) ) (16) ( قَالَ : فَجَمَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو يَدَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عَلَى جَبْهَتِهِ ثُمَّ نَكَسَ (17) هُنَيَّةً (18) ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ : أَطِعْهُ (19) فِي طَاعَةِ اللَّهِ , وَاعْصِهِ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ (20) ) (21) .
__________
(1) هو : عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة العائذي الكوفي , الطبقة : 3 من الوسطى من التابعين , روى له : ( مسلم - أبو داود - النسائي - ابن ماجه ) , رتبته عند ابن حجر : ثقة .
(2) ( س ) 4191
(3) الخباء : الخيمة .
(4) هُوَ مِنْ الْمُنَاضَلَة ، وَهِيَ الرمي بِالنُّشَّابِ .شرح النووي (ج 6 / ص 318)
(5) يُقَالُ : جَشَرْنَا الدَّوَابَّ , إذَا أَخْرَجْنَاهَا إلَى الْمَرْعَى . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 318)
(6) أَيْ : يَصِير بَعْضهَا خَفِيفًا لِعِظَمِ مَا بَعْده . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 318)
(7) هَذِهِ قَاعِدَة مُهِمَّة يَنْبَغِي الِاعْتِنَاء بِهَا ، وَهِيَ أَنَّ الْإِنْسَان يَلْزَمُه أَلَّا يَفْعَل مَعَ النَّاس إِلَّا مَا يُحِبّ أَنْ يَفْعَلُوهُ مَعَهُ .شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 318)
(8) الصَّفْقَة : الْمَرَّة مِنْ التَّصْفِيق بِالْيَدِ , لِأَنَّ الْمُتَبَايِعَيْنِ يَضَع أَحَدهمَا يَده فِي يَد الْآخَر عِنْد يَمِينه وَبَيْعَته كَمَا يَفْعَل الْمُتَبَايِعَانِ . عون المعبود - (ج 9 / ص 289)
(9) ( ثَمَرَة قَلْبه ) : كِنَايَة عَنْ الْإِخْلَاص فِي الْعَهْد وَالْتِزَامه . عون المعبود - (ج 9 / ص 289)
(10) أَيْ : الْإِمَام .
(11) أَيْ : جَاءَ إِمَام آخَر .
(12) أَيْ : يُنَازِع الْإِمَام الْأَوَّل أَوْ الْمُبَايَع .
(13) أَيْ : اِدْفَعُوا الثَّانِي ، فَإِنَّهُ خَارِج عَلَى الْإِمَام ، فَإِنْ لَمْ يَنْدَفِع إِلَّا بِحَرْبٍ وَقِتَال فَقَاتِلُوهُ ، فَإِنْ دَعَتْ الْمُقَاتَلَة إِلَى قَتْله جَازَ قَتْله وَلَا ضَمَان فِيهِ ، لِأَنَّهُ ظَالِم مُتَعَدٍّ فِي قِتَاله . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 318)
(14) الْمَقْصُود بِهَذَا الْكَلَام : أَنَّ هَذَا الْقَائِل لَمَّا سَمِعَ كَلَام عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الْعَاصِ ، وَذَكَرَ الْحَدِيث فِي تَحْرِيم مُنَازَعَة الْخَلِيفَة الْأَوَّل ، وَأَنَّ الثَّانِي يُقْتَل ، فَاعْتَقَدَ هَذَا الْقَائِل هَذَا الْوَصْف فِي مُعَاوِيَة لِمُنَازَعَتِهِ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّه عَنْهُ ، وَكَانَتْ قَدْ سَبَقَتْ بَيْعَة عَلِيّ , فَرَأَى هَذَا أَنَّ نَفَقَة مُعَاوِيَة عَلَى أَجْنَاده وَأَتْبَاعه فِي حَرْب عَلِيّ وَمُنَازَعَته وَمُقَاتَلَته إِيَّاهُ مِنْ أَكْل الْمَال بِالْبَاطِلِ ، وَمِنْ قَتْل النَّفْس ، لِأَنَّهُ قِتَال بِغَيْرِ حَقّ ، فَلَا يَسْتَحِقّ أَحَد مَالًا فِي مُقَاتَلَته . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 318)
(15) [النساء/29]
(16) ( م ) 1844
(17) أَيْ : خَفَضَ رَأْسه وَطَأْطَأَ إِلَى الْأَرْض عَلَى هَيْئَة الْمَهْمُوم . عون المعبود - (ج 9 / ص 289)
(18) أَيْ : قَلِيلًا .
(19) أَيْ : مُعَاوِيَة .
(20) هَذَا فِيهِ : دَلِيل لِوُجُوبِ طَاعَة الْمُتَوَلِّينَ لِلْإِمَامَةِ بِالْقَهْرِ مِنْ غَيْر إِجْمَاع وَلَا عَهْد . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 318)
(21) ( حم ) 6503 , ( م ) 1844(1/668)
( طس ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" قَامْ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَطِيبًا ، فَكَانَ مِنْ خُطْبَتِهِ أَنْ قَالَ : أَلَا إِنِّي أُوشِكُ أَنْ أُدْعَى فَأُجِيبَ , فَيَلِيَكُمْ عُمَّالٌ (1) مِنْ بَعْدِي ، يَقُولُونَ بِمَا يَعْلَمُونَ ، وَيَعْمَلُونَ بِمَا يَعْرِفُونَ ، وَطَاعَةُ أُولَئِكَ طَاعَةٌ ، فَتَلْبَثُونَ كَذَلِكَ دَهْرًا ، ثُمَّ يَلِيَكُمْ عُمَّالٌ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَعْلَمُونَ وَيَعْمَلُونَ مَا لَا يَعْرِفُونَ ، فَمَنْ نَاصَحَهُمْ وَوَازَرَهُمْ وَشَدَّ عَلَى أَعْضَادِهِمْ فَأُولَئِكَ قَدْ هَلَكُوا وَأَهْلَكُوا ، فَخَالِطُوهُمْ بِأَجْسَادِكُمْ وَزَايِلُوهُمْ بِأَعْمَالِكُمْ ، وَاشْهَدُوا عَلَى الْمُحْسِنِ بِأَنَّهُ مُحْسِنٌ , وَعَلَى الْمُسِيءِ بِأَنَّهُ مُسِيءٌ " (2)
__________
(1) أي : خلفاء ووُلاة .
(2) ( طس ) 6988 , انظر الصَّحِيحَة : 457(1/669)
( حم ) , وَعَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ :
قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ - رضي الله عنه - لِأَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، إِنَّكَ لَمْ تَكُنْ مَعَنَا إِذْ بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، إِنَّا بَايَعْنَاهُ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي النَّشَاطِ وَالْكَسَلِ ، وَعَلَى النَّفَقَةِ فِي الْيُسْرِ وَالْعُسْرِ ، وَعَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ ، وَعَلَى أَنْ نَقُولَ فِي اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَلَا نَخَافَ لَوْمَةَ لَائِمٍ فِيهِ (1) وَعَلَى أَنْ نَنْصُرَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا قَدِمَ عَلَيْنَا يَثْرِبَ ، فَنَمْنَعُهُ (2) مِمَّا نَمْنَعُ مِنْهُ أَنْفُسَنَا وَأَزْوَاجَنَا وَأَبْنَاءَنَا وَلَنَا الْجَنَّةُ ، فَهَذِهِ بَيْعَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الَّتِي بَايَعْنَا عَلَيْهَا ، فَمَنْ نَكَثَ (3) فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ ، وَمَنْ أَوْفَى بِمَا بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَفَّى اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِمَا بَايَعَ عَلَيْهِ نَبِيَّهُ - صلى الله عليه وسلم - ، فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ - رضي الله عنه - إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه - : إنَّ عُبَادَةَ قَدْ أَفْسَدَ عَلَيَّ الشَّامَ وَأَهْلَهُ ، فَإِمَّا تُكِنُّ إِلَيْكَ عُبَادَةَ (4) وَإِمَّا أُخَلِّي بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشَّامِ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ رَحِّلْ عُبَادَةَ حَتَّى تُرْجِعَهُ إِلَى دَارِهِ مِنْ الْمَدِينَةِ ، فَبَعَثَ بِعُبَادَةَ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، فَدَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ فِي الدَّارِ وَلَيْسَ فِي الدَّارِ غَيْرُ رَجُلٍ مِنْ السَّابِقِينَ أَوْ مِنْ التَّابِعِينَ قَدْ أَدْرَكَ الْقَوْمَ ، فَلَمْ يَفْجَأْ عُثْمَانُ إِلَّا وَهُوَ قَاعِدٌ فِي جَنْبِ الدَّارِ ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَقَالَ : يَا عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ مَا لَنَا وَلَكَ ؟ , فَقَامَ عُبَادَةُ بَيْنَ ظَهْرَيْ النَّاسِ فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِنَّهُ سَيَلِي أُمُورَكُمْ بَعْدِي رِجَالٌ يُعَرِّفُونَكُمْ مَا تُنْكِرُونَ , وَيُنْكِرُونَ عَلَيْكُمْ مَا تَعْرِفُونَ , فلَا طَاعَةَ لِمَنْ عَصَى اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى " (5)
__________
(1) أَيْ : نَأْمُر بِالْمَعْرُوفِ وَنَنْهَى عَنْ الْمُنْكَر فِي كُلّ زَمَان وَمَكَان ، الْكِبَار وَالصِّغَار ، لَا نُدَاهِن فِيهِ أَحَدًا وَلَا نَخَافهُ ، وَلَا نَلْتَفِت إِلَى الْأَئِمَّة ، فَفِيهِ : الْقِيَام بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنْ الْمُنْكَر .شرح النووي (ج 6 / ص 313)
(2) أي : نحميه .
(3) النَّكث : نقض العهد .
(4) أي : تأمره أن يترك الشام ويأتي المدينة .
(5) ( حم ) 22821 , ( ك ) 5528 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2397 , 3672 , الصَّحِيحَة : 590(1/670)
( ت حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ : " أَعَاذَكَ اللَّهُ مِنْ إِمَارَةِ السُّفَهَاءِ " , قَالَ : وَمَا إِمَارَةُ السُّفَهَاءِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " أُمَرَاءُ يَكُونُونَ بَعْدِي , لَا يَقْتَدُونَ بِهَدْيِي , وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي ) (1) ( يَكْذِبُونَ وَيَظْلِمُونَ ) (2) ( فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ , وَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ , وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ , فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ (3) وَلَيْسَ بِوَارِدٍ عَلَيَّ الْحَوْضَ (4) وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِمْ , وَلَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ , وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ , فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ , وَهُوَ وَارِدٌ عَلَيَّ الْحَوْضَ ) (5) " (6)
__________
(1) ( حم ) 14481 , قال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده قوي على شرط مسلم
(2) ( حم ) 18151 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(3) أَيْ : بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ بَرَاءَةٌ وَنَقْضُ ذِمَّةٍ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 45)
(4) أَيْ : حَوْضَ الْكَوْثَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
(5) ( ت ) 2259 , ( حم ) 18151
(6) صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2242 , وظلال الجنة : 758(1/671)
( حب ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَيَأْتِيَنَّ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءٌ يُقَرِّبُونَ شِرَارَ النَّاسِ ، وَيُؤَخِّرُونَ الصّلَاةَ عَنْ مَوَاقِيتِهَا ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فلَا يَكُونَنَّ عَرِيفًا (1) وَلَا شُرْطِيًا وَلَا جَابِيًا (2) وَلَا خَازِنًا " (3)
__________
(1) الْعَرِيف : هُوَ الْقَيِّم بِأُمُورِ الْقَبِيلَة أَوْ الْجَمَاعَة مِنْ النَّاس , يَلِي أُمُورهمْ وَيَتَعَرَّف الْأَمِير مِنْهُ أَحْوَالهمْ .
(2) الجابي : هو الذي يجبي الضرائب والخراج .
(3) ( حب ) 4586 , انظر الصَّحِيحَة : 360 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 790(1/672)
( م هق ) , وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ك قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( سَيَكُونُ بَعْدِي خُلَفَاءُ يَعْمَلُونَ بِمَا يَعْلَمُونَ ، وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ، وسيكون بعدهم خُلَفَاءُ يَعْمَلُونَ بِمَا لَا يَعْلَمُونَ ، وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ ، فَمَنْ أَنْكَرَ عَلَيْهِمْ فقد بَرِئَ (1) وَمَنْ أَمْسَكَ يَدَهُ سَلِمَ (2) وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ (3) وَتَابَعَ (4) " ) (5) ( قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نُقَاتِلُهُمْ ؟ , قَالَ : " لَا , مَا صَلَّوْا ) (6) "
__________
(1) أَيْ : مِنْ الْمُدَاهَنَة وَالنِّفَاق . عون المعبود - (ج 10 / ص 282)
(2) أَيْ : مَنْ أَنْكَرَ بِقَلْبِهِ , وَكَرِهَ بِقَلْبِهِ فقد سَلِمَ مِنْ مُشَارَكَتهمْ فِي الْوِزْر . عون المعبود - (ج 10 / ص 282)
(3) أَيْ : رَضِيَ بِقَلْبِهِ بِفِعْلِهِمْ . عون المعبود - (ج 10 / ص 282)
(4) أَيْ : تَابَعَهُمْ فِي الْعَمَل , وَالْخَبَر مَحْذُوف أَيْ : فَهُوَ الَّذِي شَارَكَهُمْ فِي الْعِصْيَان . عون المعبود(ج 10 / ص 282)
(5) ( هق ) 16395 , ( حب ) 6660 , ( يع ) 5902 , ( م ) 63 - ( 1854 ) , انظر الصَّحِيحَة : 3007 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في ( حب ) : إسناده صحيح .
(6) ( م ) 63 - ( 1854 ) , ( ت ) 2265 , ( د ) 4760 , ( حم ) 26571(1/673)
( يع ) , وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ :
خَطَبَنَا مُعَاوِيَةُ - رضي الله عنه - فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ فَقَالَ : إِنَّمَا الْمَالُ مَالُنَا , وَالْفَيْءُ (1) فَيْئُنَا ، مَنْ شِئْنَا أَعْطَيْنَا ، وَمَنْ شِئْنَا مَنَعْنَا ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ أَحَدٌ ، فَلَمَّا كَانَتِ الْجُمُعَةُ الثَّانِيَةُ قَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ أَحَدٌ ، فَلَمَّا كَانَتِ الْجُمُعَةُ الثَّالِثَةُ قَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِمَّنْ شَهِدَ الْمَسْجِدَ ، فَقَالَ : كَلَّا ، بَلِ الْمَالُ مَالُنَا , وَالْفَيْءُ فَيْئُنَا ، مَنْ حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ حَاكَمْنَاهُ بِأَسْيَافِنَا ، فَلَمَّا صَلَّى أَمَرَ بِالرَّجُلِ فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ ، فَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ ، ثُمَّ أَذِنَ لِلنَّاسِ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنِّي تَكَلَّمْتُ فِي أَوَّلِ جُمُعَةٍ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ أَحَدٌ ، وَفِي الثَّانِيَةِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ أَحَدٌ ، فَلَمَّا كَانَتِ الثَّالِثَةُ أَحْيَانِي هَذَا أَحْيَاهُ اللَّهُ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، يَقُولُ : " يَكُونُ أُمَرَاءُ يَتَكَلَّمُونَ فلَا يُرَدُّ عَلَيْهِمْ ، يَتَقَاحَمُونَ فِي النَّارِ تَقَاحُمَ الْقِرَدَةِ , يَتَهَافَتُونَ فِي النَّارِ يَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا (2) " ، فَخَشِيتُ أَنْ يَجْعَلَنِيَ اللَّهُ مِنْهُمْ ، فَلَمَّا رَدَّ هَذَا عَلَيَّ أَحْيَانِي أَحْيَاهُ اللَّهُ ، وَرَجَوْتُ أَنْ لَا يَجْعَلَنِيَ اللَّهُ مِنْهُمْ . (3)
__________
(1) الفيء : ما يؤخذ من العدو من مال ومتاع بغير حرب .
(2) ( طب ) ج19ص341ح790
(3) ( يع ) 7328 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2990 , الصَّحِيحَة : 1790(1/674)
( خ م حم ) , وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ (1) قَالَ :
( كُنْتُ مَعَ مَرْوَانَ (2) وَأَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - ) (3) ( فِي الْحَلْقَةِ قَبْلَ أَنْ يَلِيَ مَرْوَانُ شَيْئًا ) (4) ( فَسَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " هَلَاكُ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ ) (5) ( أُمَرَاءَ ) (6) ( سُفَهَاءَ (7) ) (8) ( مِنْ هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ " ، قَالُوا : فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : " لَوْ أَنَّ النَّاسَ اعْتَزَلُوهُمْ " ) (9) ( فَقَالَ مَرْوَانُ : لَعْنَةُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ , غِلْمَةٌ ؟ , قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : لَوْ شِئْتُ أَنْ أَقُولَ بَنِي فُلَانٍ وَبَنِي فُلَانٍ لَفَعَلْتُ ) (10) ( قَالَ (11) : فَكُنْتُ أَخْرُجُ مَعَ أَبِي وَجَدِّي ) (12) ( إِلَى بَنِي مَرْوَانَ ) (13) ( بَعْدَمَا مُلِّكُوا ) (14) ( بِالشَّامَ (15) ) (16) ( فَإِذَا هُمْ يُبَايِعُونَ الصِّبْيَانَ مِنْهُمْ , وَمَنْ يُبَايَعُ لَهُ وَهُوَ فِي خِرْقَةٍ ) (17) ( فَإِذَا رَآهُمْ غِلْمَانًا أَحْدَاثًا ) (18) ( قَالَ لَنَا : عَسَى أَصْحَابُكُمْ هَؤُلَاءِ أَنْ يَكُونُوا الَّذِينَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَذْكُرُ ؟ , إِنَّ هَذِهِ الْمُلُوكَ يُشْبِهُ بَعْضُهَا بَعْضًا (19) ) (20) ( فَقُلْنَا : أَنْتَ أَعْلَمُ (21) ) (22) .
__________
(1) هو : سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية القرشي ، أبو عثمان ، الأموي , الطبقة : 3 من الوسطى من التابعين , الوفاة : بعد 120 هـ , روى له : ( البخاري - مسلم - أبو داود - النسائي - ابن ماجه ) , رتبته عند ابن حجر : ثقة
(2) أي : مروان بن الحكم .
(3) ( خ ) 3410
(4) ( حم ) 8287 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(5) ( حم ) 7858 , ( خ ) 3410
(6) ( حم ) 7961 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : صحيح .
(7) السَّفَه : الخفّة والطَّيْشُ ، وسَفِه رأيُه إذا كان مَضْطربا لَا اسِتقامَةَ له ، والسفيه : الجاهلُ .
(8) ( حب ) 6712 , انظر الصحيحة تحت حديث : 3191
(9) ( خ ) 3409 , ( م ) 2917
(10) ( خ ) 6649
(11) قَائِل ذَلِكَ عَمْرو بْن يَحْيَى بْن سَعِيد بْن عَمْرو , وَجَدّه سَعِيد بْن عَمْرو , وَكَانَ مَعَ أَبِيهِ لَمَّا غَلَبَ عَلَى الشَّام ، ثُمَّ لَمَّا قُتِلَ تَحَوَّلَ سَعِيد بْن عَمْرو إِلَى الْكُوفَة , فَسَكَنَهَا إِلَى أَنْ مَاتَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 62)
(12) ( حم ) 8287
(13) ( خ ) 6649
(14) ( حم ) 8287
(15) أَيْ : لَمَّا وُلُّوا الْخِلَافَة ، وَإِنَّمَا خُصَّتْ الشَّام بِالذِّكْرِ لِأَنَّهَا كَانَتْ مَسَاكِنهمْ مِنْ عَهْد مُعَاوِيَةَ .فتح الباري(ج20ص62)
(16) ( خ ) 6649
(17) ( حم ) 8287
(18) ( خ ) 6649
(19) هَذَا يُقَوِّي الِاحْتِمَال الْمَاضِي , وَأَنَّ الْمُرَاد أَوْلَاد مَنْ اُسْتُخْلِفَ مِنْهُمْ ، وَأَمَّا تَرَدُّده فِي أَيّهمْ الْمُرَاد بِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَة , فَمِنْ جِهَة كَوْن أَبِي هُرَيْرَة لَمْ يُفْصِح بِأَسْمَائِهِمْ ، وَاَلَّذِي يَظْهَر أَنَّ الْمَذْكُورِينَ مِنْ جُمْلَتهمْ ، وَأَنَّ أَوَّلهمْ يَزِيد كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ قَوْل أَبِي هُرَيْرَة : ( رَأْس السِّتِّينَ وَإِمَارَة الصِّبْيَان ) , فَإِنَّ يَزِيد كَانَ غَالِبًا يَنْتَزِع الشُّيُوخ مِنْ إِمَارَة الْبُلْدَان الْكِبَار وَيُوَلِّيهَا الْأَصَاغِر مِنْ أَقَارِبه . فتح الباري(ج20ص62)
(20) ( حم ) 8287
(21) الْقَائِل لَهُ ذَلِكَ أَوْلَاده وَأَتْبَاعه مِمَّنْ سَمِعَ مِنْهُ ذَلِكَ ، وَهَذَا مُشْعِر بِأَنَّ هَذَا الْقَوْل صَدَرَ مِنْهُ فِي أَوَاخِر دَوْلَة بَنِي مَرْوَان , بِحَيْثُ يُمْكِن لعَمْرو بْن يَحْيَى أَنْ يَسْمَع مِنْهُ ذَلِكَ . وَقَدْ ذَكَرَ اِبْن عَسَاكِر أَنَّ سَعِيد بْن عَمْرو هَذَا بَقِيَ إِلَى أَنْ وَفَدَ عَلَى الْوَلِيد بْن يَزِيد بْن عَبْد الْمَلِك , وَذَلِكَ قُبَيْل الثَّلَاثِينَ وَمِائَة ، وَوَقَعَ فِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ أَنَّ بَيْنَ تَحْدِيث عَمْرو بْن يَحْيَى بِذَلِكَ وَسَمَاعه لَهُ مِنْ جَدّه سَبْعِينَ سَنَة ، قَالَ اِبْن بَطَّال : وَفِي هَذَا الْحَدِيث أَيْضًا حُجَّة لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ تَرْك الْقِيَام عَلَى السُّلْطَان وَلَوْ جَارَ ، لِأَنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - أَعْلَمَ أَبَا هُرَيْرَة بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ وَأَسْمَاء آبَائِهِمْ , وَلَمْ يَأْمُرهُمْ بِالْخُرُوجِ عَلَيْهِمْ , مَعَ إِخْبَاره أَنَّ هَلَاك الْأُمَّة عَلَى أَيْدِيهمْ , لِكَوْنِ الْخُرُوج أَشَدّ فِي الْهَلَاك وَأَقْرَب إِلَى الِاسْتِئْصَال مِنْ طَاعَتهمْ ، فَاخْتَارَ أَخَفّ الْمَفْسَدَتَيْنِ وَأَيْسَر الْأَمْرَيْنِ , ( تَنْبِيهٌ ) : يُتَعَجَّب مِنْ لَعْن مَرْوَان الْغِلْمَة الْمَذْكُورِينَ , مَعَ أَنَّ الظَّاهِر أَنَّهُمْ مِنْ وَلَده , فَكَأَنَّ اللَّه تَعَالَى أَجْرَى ذَلِكَ عَلَى لِسَانه لِيَكُونَ أَشَدّ فِي الْحُجَّة عَلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَتَّعِظُونَ ، وَقَدْ وَرَدَتْ أَحَادِيثٌ فِي لَعْن الْحَكَم وَالِد مَرْوَان وَمَا وَلَدَ , أَخْرَجَهَا الطَّبَرَانِيُّ وَغَيْره , وغَالِبهَا فِيهِ مَقَال وَبَعْضهَا جَيِّد , وَلَعَلَّ الْمُرَاد تَخْصِيص الْغِلْمَة الْمَذْكُورِينَ بِذَلِكَ .فتح الباري(ج20ص62)
(22) ( خ ) 6649(1/675)
( حم طب ) عَنْ عُلَيْمٍ قَالَ :
( كُنَّا جُلُوسًا عَلَى سَطْحٍ مَعَنَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - اسْمُهُ عَبْسٌ الْغِفَارِيُّ ) (1) ( فَمَرَّ قَوْمٌ يَتَحَمَّلُونَ ، فَقَالَ : مَا هَؤُلَاءِ ؟ , فَقِيلَ : يَفِرُّونَ مِنَ الطَّاعُونِ ، فَقَالَ : يَا طَاعُونُ خُذْنِي ، يَا طَاعُونُ خُذْنِي ، يَا طَاعُونُ خُذْنِي ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَخٍ لَهُ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ : تَمَنَّى الْمَوْتَ وَقَدْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " لَا يَتَمَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ , فَإِنَّ الْمَوْتَ آخِرُ عَمَلِ الْمُؤْمِنِ , لَا يَرْجِعُ فَيَسْتَعْتِبُ (2) ؟ " , فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ) (3) ( إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " بَادِرُوا (4) بِالْمَوْتِ سِتًّا : إِمْرَةَ السُّفَهَاءِ , وَبَيْعَ الْحُكْمِ , وَكَثْرَةَ الشُّرَطِ (5) واسْتِخْفَافًا بِالدَّمِ ، وَقَطِيعَةَ الرَّحِمِ ، وَنَشْئًا (6) يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ , يُقَدِّمُونَ الرَّجُلَ لِيُغَنِّيَهُمْ وَإِنْ كَانَ أَقَلَّهُمْ فِقْهًا ) (7) " (8)
__________
(1) ( حم ) 16083
(2) أَيْ : يتوب ويطلب رضا الله عز وجل ومغفرته .
(3) ( طب ) ج18ص35ح59
(4) بادر الشيءَ : عجل إليه , واستبق وسارع .
(5) أي : أفراد الشرطة والحرس .
(6) النشء : الحَدَثُ الصغير .
(7) ( حم ) 16083 , ( ك ) 5871
(8) صَحِيح الْجَامِع : 2812 , الصحيحة : 979(1/676)
( حم ) , وَعَنْ عَامِرِ بْنِ شَهْرٍ - رضي الله عنه - (1) قَالَ :
سَمِعْتُ كَلِمَتَيْنِ : مِنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - كَلِمَةٌ , وَمِنْ النَّجَاشِيِّ أُخْرَى , سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " انْظُرُوا قُرَيْشًا (2) فَخُذُوا مِنْ قَوْلِهِمْ وَذَرُوا فِعْلَهُمْ (3) " وَكُنْتُ عِنْدَ النَّجَاشِيِّ جَالِسًا , فَجَاءَ ابْنُهُ مِنْ الْكُتَّابِ (4) فَقَرَأَ آيَةً مِنْ الْإِنْجِيلِ فَفَهِمْتُهَا فَضَحِكْتُ , فَقَالَ النَّجَاشِيُّ : مِمَّ تَضْحَكُ ؟ , أَمِنْ كِتَابِ اللَّهِ ؟ , فَوَاللَّهِ إِنَّ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ : أَنَّ اللَّعْنَةَ تَكُونُ فِي الْأَرْضِ إِذَا كَانَ أُمَرَاؤُهَا الصِّبْيَانَ " (5)
__________
(1) هو : عامر بن شهر الهمداني أبي الكَنُود ( بفتح الكاف ) صحابي نزل الكوفة , وهو أحد عُمَّال النبي - صلى الله عليه وسلم - على اليمن , وأول من اعترض على الأسود العنسي الكذاب باليمن .
(2) قال الزمخشري : هو من النظر الذي هو التأمل والتصفح .
(3) أَيْ : اتركوا اتِّبَاعهم في أفعالهم , فإنهم ذو الرأي المصيب والحدس الذي لَا يخطئ ولا يخيب , لكنهم قد يفعلون ما لَا يسوغ شرعا , فاحذروا متابعتهم فيه . فيض القدير - (ج 3 / ص 77)
(4) الكُتَّابُ : موضع تَعْلِيم الكُتَّابِ , والكُتَّابُ : الصِّبيان , والجمع كَتَاتِيبُ , والمُكْتِبُ المُعَلِّم .
(5) ( حم ) 15575 , ( د ) 4736 , انظر الصَّحِيحَة : 1508 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .(1/677)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ رَأْسِ السَّبْعِينَ (1) وَمَنْ إِمَارَةِ الصِّبْيَانِ " (2)
__________
(1) أَمْرُهُ - صلى الله عليه وسلم - بِالتَّعَوُّذِ مِنْ رَأْسِ السَّبْعِينَ , لَعَلَّهُ لِمَا ظَهَرَ فِيهَا مِنْ الْفِتَنِ الْعَظِيمَةِ ، مِنْهَا قَتْلُ الْحُسَيْنِ - رضي الله عنه - ، وَوَقْعَةُ الْحَرَّةِ , وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا وَقَعَ فِي عَشْرِ السَّبْعِينَ . نيل الأوطار - (ج 13 / ص 311)
(2) ( حم ) 8302 , انظر الصحيحة : 3191(1/678)
( حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَتَى نَتْرُكُ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ ؟ , قَالَ : " إِذَا ظَهَرَ فِيكُمْ مَا ظَهَرَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، إِذَا كَانَتِ الْفَاحِشَةُ فِي كِبَارِكُمْ (1) وَالْمُلْكُ فِي صِغَارِكُمْ (2) وَالْعِلْمُ فِي رُذَّالِكُمْ (3) "( ضعيف ) (4)
__________
(1) أَيْ أَنَّهَا تُنْشَر وَتَفْشُو إِلَى أَنْ تُوجَد فِي الْكِبَار أَيْضًا , والْمُرَاد الْفَاحِشَة الزِّنَا . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 7 / ص 382)
(2) أَيْ : أَنَّ الْمُلُوك يَكُونُونَ صِغَار النَّاس سِنًّا , غَيْر مُجَرَّبِينَ لِلْأُمُورِ , أَوْ ضِعَافهمْ عَقْلًا . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 7 / ص 382)
(3) أَيْ : فِيمَنْ لَا يَعْمَل بِهِ , وَلَا يُرِيدهُ إِلَّا لِأَمْرِ الدُّنْيَا . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 7 / ص 382)
(4) الحديث ضعفه الألباني في( جة ) 4015 , وقال : ضعيف الإسناد لعنعنة مكحول ، وكذلك هو من رواية ( حم ) : 12966(1/679)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : " لَغَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَى أُمَّتِي , لَغَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَى أُمَّتِي , لَغَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَى أُمَّتِي - قَالَهَا ثَلَاثًا - " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا هَذَا الَّذِي غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُكَ عَلَى أُمَّتِكَ ؟ , قَالَ : " أَئِمَّةً مُضِلِّينَ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : دَاعِينَ الْخَلْق إِلَى الْبِدَع .حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 7 / ص 322)
(2) ( حم ) 21334 , صَحِيح الْجَامِع : 4165 , الصَّحِيحَة : 1989(1/680)
( طب ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي فِي آخِرِ زَمَانِهَا : إيمَانًا بِالنُجُومِ , وَحَيْفَ (1) السُّلْطَانِ , وَتَكْذِيبًا بِالْقَدَرِ " (2)
__________
(1) الْحَيْفِ : الْجَوْرِ .
(2) رواه أبو عمرو الداني في " السنن الواردة في الفتن " ( 23 / 1 - 2 ) , ( طب ) 1853 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1553 , والصحيحة : 1127(1/681)
( بز ) , وَعَنْ عمرو بن سفيان السلمي - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي إِلَّا ثَلَاثا : شُحٌّ مُطَاعٌ (1) وَهَوًى مُتَّبَعٌ ، وَإِمَامٌ ضَالٌّ " (2)
__________
(1) الشُّح : أشد البخل , والحرص على متاع الدنيا .
(2) أخرجه البزار في"مسنده "(2/238/1602) ، والدَّولابي في "الكنى" (1/16) , انظر الصَّحِيحَة : 3237(1/682)
( طب ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَسْتُ أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي جُوعًا يَقْتُلُهُمْ , وَلَا عَدُوًّا يَجْتَاحُهُمْ , وَلَكِنِّي أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي أَئِمَّةً مُضِلِّينَ , إِنْ أَطَاعُوهُمْ فَتَنُوهُمْ , وَإِنْ عَصَوْهُمْ قَتَلُوهُمْ "( ضعيف ) (1)
__________
(1) رواه ( طب ) 7653 , وهو ( ضعيف ) انظر حديث رقم : 4671 في ضعيف الجامع , وذكرته استئناساً .ع(1/683)
( مي ) , وَعَنْ زِيَادِ بْنِ حُدَيْرٍ (1) قَالَ :
قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - : هَلْ تَعْرِفُ مَا يَهْدِمُ الْإِسْلَامَ ؟ , قُلْتُ : لَا , قَالَ : يَهْدِمُهُ زَلَّةُ الْعَالِمِ , وَجِدَالُ الْمُنَافِقِ بِالْكِتَابِ , وَحُكْمُ الْأَئِمَّةِ الْمُضِلِّينَ . (2)
__________
(1) هو : زياد بن حدير الأسدي ، أبو المغيرة ، الطبقة : 2 من كبار التابعين , روى له : ( أبو داود ) ,
رتبته عند ابن حجر : ثقة عابد .
(2) ( مي ) 649 , صححه الألباني في المشكاة : 269(1/684)
( خد ) , وَعَنْ أبي ظبيان قال :
قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - : يا أبا ظبيان كم عطاؤك ؟ , قلت : ألفان وخمسُمائة , فَقال لي : يا أبا ظبيان , اتخذ من الحرث والسّابياء (1) من قبل أن تَلِيكُم غلمة قريش , لَا يُعَدُّ العطاءُ معهم مالاً . (2)
__________
(1) أَيْ : الزراعة والنِّتاج , و(السابياء) هي النِّتاج .
(2) ( خد ) 576 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 449(1/685)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى ارْتِفَاعُ الْأَمَانَة
( طب ) , عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَوَّلُ مَا يُرْفَعُ مِنَ النَّاسِ الْأَمَانَةُ ، وَآخِرُ مَا يَبْقَى مِنْ دِينِهِمُ الصَلَاةُ ، وَرُبَّ مُصَلٍّ لَا خَلَاقَ لَهُ (1) عِنْدَ اللَّهِ " (2)
__________
(1) أَيْ : لَا نَصِيب له .
(2) ( طب ) 9562 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2575(1/686)
( الضياء ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الْأَمَانَةُ ، وَآخِرُ مَا تَفْقِدُونَ الصَلَاةُ " (1)
__________
(1) الضياء في " المختارة " ( 1 / 495 ) , انظر الصَّحِيحَة : 1739(1/687)
( حب ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلا ، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ، يَظْهَرُ النِّفَاقُ ، وَتُرْفَعُ الْأَمَانَةُ وَتُقْبَضُ الرَّحْمَةُ ، وَيُتَّهَمُ الْأَمِينُ ، وَيُؤْتَمَنُ غَيْرُ الْأَمِينِ , أَنَاخَ بِكُمُ الشُّرْفُ الْجُونُ " , قَالُوا : وَمَا الشُّرْفُ الْجُونُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ (1) " (2)
__________
(1) قال الألباني في صحيح موارد الظمآن : شَبَّهَ الفتنَ في اتصالها وامتداد أوقاتها بالنُّوقِ المُسِنَّةِ السُّود .
(2) ( حب ) 6706 , انظر الصَّحِيحَة : 3194 ، صحيح موارد الظمآن : 1568(1/688)
( خ م ) , وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ :
" حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَدِيثَيْنِ رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْآخَرَ , حَدَّثَنَا أَنَّ الْأَمَانَةَ (1) نَزَلَتْ مِنْ السَّمَاءِ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ (2) ثُمَّ نَزَلَ الْقُرْآنُ فَعَلِمُوا مِنْ الْقُرْآنِ وَعَلِمُوا مِنْ السُّنَّةِ (3) ثُمَّ حَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِهَا (4) فَقَالَ : يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ , فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ (5) ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ , فَتُقْبَضُ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ الْمَجْلِ (6) كَجَمْرٍ (7) دَحْرَجْتَهُ (8) عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ (9) فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا (10) وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ (11) فَيُصْبِحُ النَّاسُ (12) يَتَبَايَعُونَ (13) فَلَا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الْأَمَانَةَ (14) حَتَّى يُقَالَ : إِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا , حَتَّى يُقَالَ لِلرَّجُلِ (15) : مَا أَعْقَلَهُ وَمَا أَظْرَفَهُ وَمَا أَجْلَدَهُ (16) وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ (17) " وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ (18) وَمَا أُبَالِي أَيَّكُمْ بَايَعْتُ (19) لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ دِينُهُ (20) وَإِنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا أَوْ يَهُودِيًّا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ سَاعِيهِ (21) فَأَمَّا الْيَوْمَ (22) فَمَا كُنْتُ لِأُبَايِعَ مِنْكُمْ إِلَّا فُلَانًا وَفُلَانًا (23) . (24)
__________
(1) ( الْأَمَانَةَ ) هي الْمَذْكُورَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ } وَهِيَ عَيْنُ الْإِيمَانِ ، أَوْ كُلُّ مَا يَخْفَى وَلَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ مِنْ الْمُكَلَّفِ أَوْ الْمُرَادُ بِهَا التَّكْلِيفُ الَّذِي كَلَّفَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ عِبَادَهُ , أَوْ الْعَهْدُ الَّذِي أَخَذَهُ عَلَيْهِمْ .تحفة الأحوذي(ج 5 / ص 471)
(2) أَيْ : نَزَلَتْ فِي أَصْلِ قُلُوبِهِمْ ، وَجَذْرُ كُلِّ شَيْءٍ أَصْلُهُ , أَيْ : أَنَّ الْأَمَانَةَ أَوَّلَ مَا نَزَلَتْ فِي قُلُوبِ الرِّجَالِ وَاسْتَوْلَتْ عَلَيْهَا فَكَانَتْ هِيَ الْبَاعِثَةُ عَلَى الْأَخْذِ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ , وَهَذَا هُوَ الْمَعْنِيُّ بِقَوْلِهِ : ( ثُمَّ عَلِمُوا مِنْ الْقُرْآنِ ) . تحفة الأحوذي
(3) فِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّهُمْ كَانُوا يَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآن قَبْلَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا السُّنَن ، وَالْمُرَاد بِالسُّنَنِ مَا يَتَلَقَّوْنَهُ عَنْ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - وَاجِبًا كَانَ أَوْ مَنْدُوبًا . ( فتح ) - (ج 20 / ص 93)
(4) وَهُوَ الْحَدِيثُ الثَّانِي . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 471)
(5) ( الْوَكْت ) : الْأَثَرُ فِي الشَّيْءِ , كَالنُّقْطَةِ مِنْ غَيْرِ لَوْنِهِ , يُقَالُ : وَكَتَ الْبُسْرُ , إِذْ بَدَتْ فِيهِ نُقْطَةُ الْإِرْطَابِ .تحفة الأحوذي
(6) ( الْمَجْل ) هُوَ أَثَرُ الْعَمَلِ فِي الْكَفِّ , قَالَ فِي الْفَائِقِ : الْفَرْقُ بَيْنَ الْوَكْتِ وَالْمَجْلِ أَنَّ الْوَكْتَ النُّقْطَةُ فِي الشَّيْءِ مِنْ غَيْرِ لَوْنِهِ , والمجل غِلَظُ الْجِلْدِ مِنْ الْعَمَلِ لَا غَيْرُ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 471)
(7) أَيْ : تَأْثِيرٌ كَتَأْثِيرِ جَمْرٍ , يَعْنِي أنَّ أَثَرَ الْمَجْلِ كَأَثَر جَمْرٍ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 471)
قلت : وهذا ملاحظ , حيث أن من يعمل بيده ممسكا بعصًا أو نحوها , فإن يده يحدث في باطنها انتفاخ في الجلد يشبه الانتفاخ الحاصل من الاحتراق بالجمر وغيره .ع
(8) أَيْ : قَلَّبْته وَدَوَّرْته . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 471)
(9) أَيْ : وَرِم وانتفخ وامتلأ ماء وارتفع .
(10) أي : مُنْتَفِخًا .
(11) أَيْ : يُخَيَّلُ إِلَيْك أَنَّ الرَّجُلَ ذُو أَمَانَةٍ , وَهُوَ فِي ذَلِكَ بِمَثَابَةِ نَفِطَةً تَرَاهَا مُنْتَفِطَةً مُرْتَفِعَةً كَبِيرَةً لَا طَائِلَ تَحْتَهَا . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 471)
(12) أَيْ : يَدْخُلُونَ فِي الصَّبَاحِ .
(13) أَيْ : يَتَبَايَعُونَ السِّلَعَ وَنَحْوَهَا بِأَنْ يَشْتَرِيَهَا أَحَدُهُمْ مِنْ الْآخَرِ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 471)
(14) لِأَنَّ مَنْ كَانَ مَوْصُوفًا بِالْأَمَانَةِ سُلِبَهَا حَتَّى صَارَ خَائِنًا . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 471)
(15) أَيْ : مِنْ أَرْبَابِ الدُّنْيَا ، مِمَّنْ لَهُ عَقْلٌ فِي تَحْصِيلِ الْمَالِ وَالْجَاهِ وَطَبْعٌ فِي الشِّعْرِ وَالنَّثْرِ ، وَفَصَاحَةٌ وَبَلَاغَةٌ وَصَبَاحَةٌ وَقُوَّةٌ بَدَنِيَّةٌ وَشَجَاعَةٌ وَشَوْكَةٌ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 471)
(16) أي : أَنَّهُمْ يَمْدَحُونَهُ بِكَثْرَةِ الْعَقْلِ وَالظَّرَافَةِ وَالْجَلَادَةِ وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْهُ ، وَلَا يَمْدَحُونَ أَحَدًا بِكَثْرَةِ الْعِلْمِ النَّافِعِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 471)
(17) قَالَ الطِّيبِيُّ . لَعَلَّهُ إِنَّمَا حَمَلَهُمْ عَلَى تَفْسِيرِ الْأَمَانَةِ فِي قَوْلِهِ ( إِنَّ الْأَمَانَةَ نَزَلَتْ بِالْإِيمَانِ ) لِقَوْلِهِ آخِرًا : وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ ، فَهَلَّا حَمَلُوهَا عَلَى حَقِيقَتِهَا , لِقَوْلِهِ : ( وَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ وَلَا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الْأَمَانَةَ ) فَيَكُونُ وَضْعُ الْإِيمَانِ آخِرًا مَوْضِعَهَا تَفْخِيمًا لِشَأْنِهَا ، وَحَثًّا عَلَى أَدَائِهَا , قَالَ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا دِينَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ " , قَالَ الْقَارِي : إِنَّمَا حَمَلَهُمْ عَلَيْهِ مَا ذَكَرَ آخِرًا وَمَا صَدَّرَ أَوَّلًا مِنْ قَوْلِهِ : ( نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ ) , فَإِنَّ نُزُولَ الْأَمَانَةِ بِمَعْنَى الْإِيمَانِ هُوَ الْمُنَاسِبُ لِأَصْلِ قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ , ثُمَّ يَعْلَمُونَ إِيقَانَهُ , وَإِيقَانُهُمْ بِتَتَبُّعِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ , وَأَمَّا الْأَمَانَةُ فَهِيَ جُزْئِيَّةٌ مِنْ كُلِّيَّةٍ , مَا يَتَعَلَّقُ بِالْإِيمَانِ وَالْقُرْآنِ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 471)
(18) أي : كُنْت أَعْلَمُ فِيهِ أَنَّ الْأَمَانَةَ مَوْجُودَةٌ فِي النَّاسِ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 471)
(19) أَيْ : بِعْت أَوْ اِشْتَرَيْت غَيْرَ مُبَالٍ بِحَالِهِ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 471)
(20) أَيْ : فَلَا يَخُونُنِي , بَلْ يَحْمِلُهُ إِسْلَامُهُ عَلَى أَدَاءِ الْأَمَانَةِ , فَأَنَا وَاثِقٌ بِأَمَانَتِهِ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 471)
(21) أَيْ الْوَالِي الَّذِي عَلَيْهِ , وَكُلُّ مَنْ وَلِيَ أَمْرَ قَوْمٍ فَهُوَ سَاعٍ عَلَيْهِمْ ، يَعْنِي : أَنَّ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا مُهْتَمِّينَ بِالْإِسْلَامِ , فَيَحْفَظُونَ بِالصِّدْقِ وَالْأَمَانَةِ ، وَالْمُلُوكُ ذَوُو عَدْلٍ ، فَمَا كُنْت أُبَالِي مَنْ أُعَامِلُ , إِنْ كَانَ مُسْلِمًا رَدَّهُ عَنْ الْخُرُوجِ إِلَى الْحَقِّ عَمَلُهُ بِمُقْتَضَى الْإِسْلَامِ ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ مُسْلِمٍ أَنْصَفَنِي مِنْهُ الْوَالِي الَّذِي عَلَيْهِ .تحفة الأحوذي(ج 5 / ص 471)
(22) أَيْ : فَأَمَّا الْيَوْمَ فَقَدْ ذَهَبَتْ الْأَمَانَةُ وَظَهَرَتْ الْخِيَانَةُ , فَلَسْت أَثِقُ بِأَحَدٍ فِي بَيْعٍ وَلَا شِرَاءٍ . تحفة الأحوذي
(23) أَيْ : أَفْرَادًا مِنْ النَّاسِ قَلَائِلَ مِمَّنْ أَثِقُ بِهِمْ , والَّذِينَ أَشَارَ إِلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ ( مَا كُنْت أُبَايِعُ إِلَّا فُلَانًا وَفُلَانًا ) هُمْ مِنْ أَهْلِ الْعَصْرِ الْأَخِيرِ الَّذِي أَدْرَكَهُ , وَالْأَمَانَةُ فِيهِمْ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْعَصْرِ الْأَوَّلِ أَقَلُّ ، وَأَمَّا الَّذِي يَنْتَظِرُهُ فَإِنَّهُ حَيْثُ تُفْقَدُ الْأَمَانَةُ مِنْ الْجَمِيعِ إِلَّا النَّادِرَ , وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ حَالَ الْأَمَانَةِ أَخَذَ فِي النَّقْصِ مِنْ ذَلِكَ الزَّمَانِ , وَكَانَتْ وَفَاةُ حُذَيْفَةَ أَوَّلَ سَنَةِ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ بِقَلِيلٍ ، فَأَدْرَكَ بَعْضَ الزَّمَنِ الَّذِي وَقَعَ فِيهِ التَّغَيُّرُ , وَقَالَ اِبْنُ الْعَرَبِيِّ : قَالَ حُذَيْفَةُ هَذَا الْقَوْلُ لَمَّا تَغَيَّرَتْ الْأَحْوَالُ الَّتِي كَانَ يَعْرِفُهَا عَلَى عَهْدِ النُّبُوَّةِ وَالْخَلِيفَتَيْنِ ، فَأَشَارَ إِلَى ذَلِكَ بِالْمُبَايَعَةِ , وَكَنَّى عَنْ الْإِيمَانِ بِالْأَمَانَةِ , وَعَمَّا يُخَالِفُ أَحْكَامَهُ بِالْخِيَانَةِ .تحفة الأحوذي(ج5ص471)
(24) ( م ) 143 , ( خ ) 6132(1/689)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى كَثْرَةُ الشُّرَط(*)
( حم ) , وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" بَادِرُوا (1) بِالْمَوْتِ سِتًّا : إِمَارَةَ السُّفَهَاءِ , وَكَثْرَةَ الشُّرَطِ , واسْتِخْفَافًا بِالدَّمِ ، وَقَطِيعَةَ الرَّحِمِ وَنَشْئًا (2) يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ , يُقَدِّمُونَ الرَّجُلَ لِيُغَنِّيَهُمْ وَإِنْ كَانَ أَقَلَّهُمْ فِقْهًا " (3)
__________
(*) أي : أفراد الشرطة والحرس .
(1) بادر الشيءَ : عجل إليه , واستبق وسارع .
(2) النشء : الحَدَثُ الصغير .
(3) ( حم ) 16083 , ( ك ) 5871 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2812 , والصحيحة : 979(1/690)
( م حم ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنْ طَالَتْ بِكَ مُدَّةٌ أَوْشَكْتَ أَنْ تَرَى قَوْمًا يَغْدُونَ (1) فِي غَضَبِ اللَّهِ وَيَرُوحُونَ (2) فِي لَعْنَتِهِ , فِي أَيْدِيهِمْ [ أَسْيَاطٌ (3) ] (4) مِثْلُ أَذْنَابِ الْبَقَرِ " (5)
__________
(1) الغدو : السير والذهاب أول النهار .
(2) الرَّواح : السير والذهاب آخر النهار .
(3) السِّياط : جمعُ سَوْط , وهو الذي يُجْلَدُ به .
(4) ( حم ) 22204 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(5) ( م ) 2857(1/691)
( طب ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" سَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ شَرَطَةٌ , يَغْدُونَ فِي غَضِبِ اللَّهِ وَيَرُوحُونَ فِي سَخَطِ اللَّهِ " (1)
__________
(1) ( طب ) 7616 , صَحِيح الْجَامِع : 3666 الصحيحة : 1893(1/692)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى قِلَّةُ الْعُلَمَاءِ فِي آخِرِ الزَّمَان
( خ م حم ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا (1) يَنْتَزِعُهُ مِنْ النَّاسِ ) (2) ( بَعْدَ أَنْ يُعْطِيَهُمْ إِيَّاهُ ) (3) ( وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ ) (4) ( كُلَّمَا ذَهَبَ عَالِمٌ ذَهَبَ بِمَا مَعَهُ مِنْ الْعِلْمِ ) (5) ( حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا (6) جُهَّالًا , فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا ) (7) ( بِرَأْيِهِمْ ) (8) ( بِغَيْرِ عِلْمٍ , فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا (9) ) (10) "
__________
(1) أَيْ : مَحْوًا مِنْ الصُّدُور .
(2) ( م ) 2673 , ( خ ) 100
(3) ( حم ) 6896, وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( خ ) 100
(5) ( حم ) 6896, وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(6) ( رُءُوسًا ) : جَمْع رَئِيس .
(7) ( م ) 2673
(8) ( خ ) 6877
(9) فِي هَذَا الْحَدِيث الْحَثّ عَلَى حِفْظ الْعِلْم ، وَالتَّحْذِير مِنْ تَرْئِيس الْجَهَلَة ، وَفِيهِ أَنَّ الْفَتْوَى هِيَ الرِّيَاسَة الْحَقِيقِيَّة , وَذَمَّ مَنْ يُقْدِم عَلَيْهَا بِغَيْرِ عِلْم , وَاسْتَدَلَّ بِهِ الْجُمْهُور عَلَى الْقَوْل بِخُلُوِّ الزَّمَان عَنْ مُجْتَهِد ، وَلِلَّهِ الْأَمْر , يَفْعَل مَا يَشَاء . ( فتح - ح100)
(10) ( م ) 2673(1/693)
( طب ) عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الْجُمَحِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ (1) السَّاعَةِ أَنْ يُلْتَمَسَ (2) الْعِلْمُ عِنْدَ الْأَصَاغِرِ (3) " (4)
__________
(1) الأشراط : العلامات .
(2) التمس الشيء : طلبه .
(3) قال أبو صالح محبوب بن موسى : سألت ابن المبارك : من الأصاغر ؟ , قال : أهل البدع . الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي - (ج 1 / ص 180) , وقال أبو عبيد : والذي أرى أنا في الأصاغر أن يؤخذ العلم عمن كان بعد أصحاب النبي ، ويقدم ذلك على رأي الصحابة وعلمهم ، فهذا هو أخذ العلم من الأصاغر , قال أبو عبيد : ولا أرى عبد الله بن المبارك أراد إِلَّا هذا .غريب الحديث لأبي عبيد(ج3ص369)
(4) ( طب ) (ج 22ص361 ح908 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2207 , الصحيحة : 695(1/694)
( خ ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ " إذْ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ : مَتَى السَّاعَةُ ؟ " فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُحَدِّثُ (1) " ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : سَمِعَ مَا قَالَ فَكَرِهَ مَا قَالَ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : بَلْ لَمْ يَسْمَعْ (2) " حَتَّى إِذَا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَدِيثَهُ قَالَ : أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ ؟ " , قَالَ : هَا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " إِذَا ضُيِّعَتِ الْأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ (3) " , قَالَ : كَيْفَ إِضَاعَتُهَا (4) ؟ , قَالَ : إِذَا وُسِّدَ (5) الَأَمْرُ (6) إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ (7) " (8)
__________
(1) أَيْ : اِسْتَمَرَّ يُحَدِّث الْقَوْم الْحَدِيث الَّذِي كَانَ فِيهِ .( فتح - ح59)
(2) إِنَّمَا حَصَلَ لَهُمْ التَّرَدُّد فِي ذَلِكَ لِمَا ظَهَرَ مِنْ عَدَم اِلْتِفَات النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سُؤَاله وَإِصْغَائِهِ نَحْوه ؛ وَلِكَوْنِهِ كَانَ يَكْرَه السُّؤَال عَنْ هَذِهِ الْمَسْأَلَة بِخُصُوصِهَا .( فتح - ح59)
(3) فيه التَّنْبِيه عَلَى أَدَب الْعَالِم وَالْمُتَعَلِّم ، أَمَّا الْعَالِم فَلِمَا تَضَمَّنَهُ مِنْ تَرْك زَجْر السَّائِل ، بَلْ أَدَّبَهُ بِالْإِعْرَاضِ عَنْهُ أَوَّلًا حَتَّى اِسْتَوْفَى مَا كَانَ فِيهِ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى جَوَابه , فَرَفَقَ بِهِ لِأَنَّهُ مِنْ الْأَعْرَاب , وَهُمْ جُفَاة .
وَفِيه الْعِنَايَة جَوَاب سُؤَال السَّائِل وَلَوْ لَمْ يَكُنْ السُّؤَال مُتَعَيِّنًا وَلَا الْجَوَاب .
وَأَمَّا الْمُتَعَلِّم فَلِمَا تَضَمَّنَهُ مِنْ أَدَب السَّائِل أَنْ لَا يَسْأَل الْعَالِم وَهُوَ مُشْتَغِل بِغَيْرِهِ لِأَنَّ حَقّ الْأَوَّل مُقَدَّم .
وَقَدْ أَخَذَ بِظَاهِرِ هَذِهِ الْقِصَّة مَالِك وَأَحْمَد وَغَيْرهمَا فِي الْخُطْبَة فَقَالُوا : لَا نَقْطَع الْخُطْبَة لِسُؤَالِ سَائِل ، بَلْ إِذَا فَرَغَ نُجِيبهُ .
وَفَصَّلَ الْجُمْهُور بَيْن أَنْ يَقَع ذَلِكَ فِي أَثْنَاء وَاجِبَاتهَا فَيُؤَخِّر الْجَوَاب ، أَوْ فِي غَيْر الْوَاجِبَات فَيُجِيب . وَالْأَوْلَى حِينَئِذٍ التَّفْصِيل ، فَإِنْ كَانَ مِمَّا يُهْتَمّ بِهِ فِي أَمْر الدِّين ، وَلَا سِيَّمَا إِنْ اِخْتَصَّ بِالسَّائِلِ فَيُسْتَحَبّ إِجَابَته ثُمَّ يُتِمّ الْخُطْبَة ، وَكَذَا بَيْن الْخُطْبَة وَالصَّلَاة ، وَإِنْ كَانَ بِخِلَافِ ذَلِكَ فَيُؤَخَّر ، وَكَذَا قَدْ يَقَع فِي أَثْنَاء الْوَاجِب مَا يَقْتَضِي تَقْدِيم الْجَوَاب ، لَكِنْ إِذَا أَجَابَ اِسْتَأْنَفَ عَلَى الْأَصَحّ ، وَيُؤْخَذ ذَلِكَ كُلّه مِنْ اِخْتِلَاف الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي ذَلِكَ ، فَإِنْ كَانَ السُّؤَال مِنْ الْأُمُور الَّتِي لَيْسَتْ مَعْرِفَتهَا عَلَى الْفَوْر مُهِمَّة فَيُؤَخَّر كَمَا فِي هَذَا الْحَدِيث ، وَلَا سِيَّمَا إِنْ كَانَ تَرْك السُّؤَال عَنْ ذَلِكَ أَوْلَى . وَقَدْ وَقَعَ نَظِيره فِي الَّذِي سَأَلَ عَنْ السَّاعَة وَأُقِيمَتْ الصَّلَاة ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ الصَّلَاة قَالَ : أَيْنَ السَّائِل ؟ , فَأَجَابَهُ . وَإِنْ كَانَ السَّائِل بِهِ ضَرُورَة نَاجِزَة فَتُقَدَّم إِجَابَته ، كَمَا فِي حَدِيث أَبِي رِفَاعَة عِنْد مُسْلِم أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُب : رَجُل غَرِيب لَا يَدْرِي دِينه جَاءَ يَسْأَل عَنْ دِينه ، فَتَرَكَ خُطْبَته وَأَتَى بِكُرْسِيٍّ فَقَعَدَ عَلَيْهِ فَجَعَلَ يُعَلِّمهُ ، ثُمَّ أَتَى خُطْبَته فَأَتَمَّ آخِرهَا . وَكَمَا فِي حَدِيث سَمُرَة عِنْد أَحْمَد أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الضَّبّ . وَكَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي قِصَّة سَالِم لَمَّا دَخَلَ الْمَسْجِد وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُب فَقَالَ لَهُ : أَصَلَّيْت رَكْعَتَيْنِ ؟ الْحَدِيث . وَفِي حَدِيث أَنَس : كَانَتْ الصَّلَاة تُقَام فَيَعْرِض الرَّجُل فَيُحَدِّث النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى رُبَّمَا نَعَسَ بَعْض الْقَوْم ، ثُمَّ يَدْخُل فِي الصَّلَاة ، وَفِي بَعْض طُرُقه وُقُوع ذَلِكَ بَيْن الْخُطْبَة وَالصَّلَاة .( فتح - ج1ص209)
(4) فِيهِ مُرَاجَعَة الْعَالِم إِذَا لَمْ يَفْهَم مَا يُجِيب بِهِ حَتَّى يَتَّضِح ، لِقَوْلِهِ " كَيْف إِضَاعَتهَا " .( فتح - ج1ص209)
(5) أَيْ : أُسْنِدَ ، وَأَصْله مِنْ الْوِسَادَة ، وَكَانَ مِنْ شَأْن الْأَمِير عِنْدهمْ إِذَا جَلَسَ أَنْ تُثْنَى تَحْته وِسَادَة .( فتح - ح59)
(6) الْمُرَاد مِنْ " الْأَمْر " جِنْسُ الْأُمُورِ الَّتِي تَتَعَلَّقُ بِالدِّينِ , كَالْخِلَافَةِ وَالْإِمَارَة وَالْقَضَاءِ وَالْإِفْتَاءِ وَغَيْر ذَلِكَ . فتح الباري(ج18ص333)
(7) مَعْنَى " أُسْنِدَ الْأَمْرُ إِلَى غَيْر أَهْلِهِ " أَنَّ الْأَئِمَّةَ قَدْ اِئْتَمَنَهُمْ اللَّهُ عَلَى عِبَادِهِ وَفَرَضَ عَلَيْهِمْ النَّصِيحَةَ لَهُمْ ، فَيَنْبَغِي لَهُمْ تَوْلِيَةَ أَهْلِ الدِّينِ ، فَإِذَا قَلَّدُوا غَيْرَ أَهْلِ الدِّينِ , فَقَدْ ضَيَّعُوا الْأَمَانَةَ الَّتِي قَلَّدَهُمْ اللَّهُ تَعَالَى إِيَّاهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 333)
وَإِسْنَاد الْأَمْر إِلَى غَيْر أَهْله إِنَّمَا يَكُون عِنْد غَلَبَة الْجَهْل وَرَفْع الْعِلْم ، وَذَلِكَ مِنْ جُمْلَة الْأَشْرَاط , وَمُقْتَضَاهُ أَنَّ الْعِلْم مَا دَامَ قَائِمًا فَفِي الْأَمْر فُسْحَة , فَالْعِلْم إِنَّمَا يُؤْخَذ عَنْ الْأَكَابِر .( فتح - ح59)
(8) ( خ ) ( 59) , ( حم ) 8714(1/695)
( طب ) , وَعَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّكُمْ قَدْ أَصْبَحْتُمْ فِي زَمَانٍ كَثِيرٍ فُقَهَاؤُهُ ، قَلِيلٍ خُطَبَاؤُهُ ، كَثِيرٍ مُعْطُوهُ ، قَلِيلٍ سُؤَّالُهُ (1) الْعَمَلُ فِيهِ خَيْرٌ مِنَ الْعِلْمِ ، وَسَيَأْتِي [ مِنْ بَعْدِكُمْ ] (2) زَمَانٌ قَلِيلٌ فُقَهَاؤُهُ ، كَثِيرٌ خُطَبَاؤُهُ , كَثِيرٌ سُؤَّالُهُ ، قَلِيلٌ مُعْطُوهُ ، الْعِلْمُ فِيهِ خَيْرٌ مِنَ الْعَمَلِ " (3)
__________
(1) أي : قليل من أهل زمانكم من يسأل الناس المال .
(2) هذه من رواية موقوفة على ابن مسعود في صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 609 , وقال الحافظ في " الفتح "(10/510) : وسنده صحيح , ومثله لَا يُقال من قبل الرأي .
(3) ( طب ) 3111 , انظر الصَّحِيحَة : 3189(1/696)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّكُمُ الْيَوْمَ فِي زَمَانٍ كَثِيرٍ عُلَمَاؤُهُ ، قَلِيلٍ خُطَبَاؤُهُ ، مَنْ تَرَكَ عُشْرَ مَا يَعْرِفُ فَقَدْ هَوَى ، وَيَأْتِي مِنْ بَعْدُ زَمَانٌ كَثِيرٌ خُطَبَاؤُهُ ، قَلِيلٌ عُلَمَاؤُهُ ، مَنِ اسْتَمْسَكَ بِعُشْرِ مَا يَعْرِفُ فَقَدْ نَجَا " (1)
__________
(1) ( حم ) 21409 , انظر الصَّحِيحَة : 2510 , وقال الألباني : كنت خرجت حديث أبي هريرة بنحوه في الضعيفة برقم 684 ، ثم وجدت أن محمد بن طفر لم يتفرد به , فلم أر من الأمانة العلمية إِلَّا تصحيحه . أ . هـ(1/697)
( ك مي ) , وَعَنْ عَلْقَمَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَبِسَتْكُمْ فِتْنَةٌ يَهْرَمُ (1) فِيهَا الْكَبِيرُ , وَيَرْبُو (2) فِيهَا الصَّغِيرُ , وَيَتَّخَذُهَا النَّاسُ سُنَّةً , فَإِذَا غُيِّرَتْ يَوْمًا قَالُوا : غُيِّرَتْ السُّنَّةُ , قِيلَ : وَمَتَى ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ ) (3) ( قَالَ : إِذَا ذَهَبَتْ عُلَمَاؤُكُمْ وَكَثُرَتْ جُهَلَاؤُكُمْ , وَكَثُرَتْ قُرَّاؤُكُمْ (4) وَقَلَّتْ فُقَهَاؤُكُمْ , وَكَثُرَتْ أُمَرَاؤُكُمْ , وَقَلَّتْ أُمَنَاؤُكُمْ , وَتُفُقِّهَ لِغَيْرِ الدِّينِ , وَالْتُمِسَتْ (5) الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ ) (6) .
__________
(1) الهرم : كِبر السّن وضعفه .
(2) أَيْ : يكبر .
(3) ( ك ) 8570
(4) القُرَّاء : الحَفَظَة لكتاب اللهِ .
(5) التمس الشيء : طلبه .
(6) ( مي ) 185 , 186 , ( ش ) 37156 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 111 , وصححه الألباني في كتاب : تحريم آلات الطرب ص16(1/698)
( ت جة حم ) , وَعَنْ جُبْيَرِ بْنِ نُفَيْرٍ (1) عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , " فَشَخَصَ (2) بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ : هَذَا أَوَانُ (3) يُخْتَلَسُ الْعِلْمُ مِنْ النَّاسِ (4) حَتَّى لَا يَقْدِرُوا مِنْهُ عَلَى شَيْءٍ " , فَقَالَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ - رضي الله عنه - (5) : كَيْفَ يُخْتَلَسُ مِنَّا [ الْعِلْمُ ] (6) وَقَدْ قَرَأْنَا الْقُرْآنَ ؟ , فَوَاللَّهِ لَنَقْرَأَنَّهُ , وَلَنُقْرِئَنَّهُ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا ) (7) ( وَيُقْرِئُهُ أَبْنَاؤُنَا أَبْنَاءَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (8) ) (9) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ (10) يَا زِيَادُ , إِنْ كُنْتُ لَأَعُدُّكَ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , هَذِهِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ عِنْدَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى , فَمَاذَا تُغْنِي عَنْهُمْ (11) ؟) (12) وفي رواية : ( أَوَلَيْسَ هَذِهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ لَا يَعْمَلُونَ بِشَيْءٍ مِمَّا فِيهِمَا ؟ ) (13) وفي رواية : ( أَلَيْسَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فِيهِمْ كِتَابُ اللَّهِ - عز وجل - ثُمَّ لَمْ يَنْتَفِعُوا مِنْهُ بِشَيْءٍ ؟ " ) (14) ( قَالَ جُبَيْرٌ : فَلَقِيتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ - رضي الله عنه - , فَقُلْتُ : أَلَا تَسْمَعُ إِلَى مَا يَقُولُ أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ ؟ , فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ , فَقَالَ عُبَادَةُ : صَدَقَ أَبُو الدَّرْدَاءِ ) (15) ( " وَهَلْ تَدْرِي مَا رَفْعُ الْعِلْمِ ؟ " , قُلْتُ : لَا , قَالَ : " ذَهَابُ أَوْعِيَتِهِ (16) وَهَلْ تَدْرِي أَيُّ الْعِلْمِ يُرْفَعُ مِنْ النَّاسِ أَوَّلًا ؟ , قُلْتُ : لَا , قَالَ : " الْخُشُوعُ (17) ) (18) ( يُوشِكُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَ جَمَاعَةٍ فلَا تَرَى فِيهِ رَجُلًا خَاشِعًا ) (19) "
__________
(1) هو جبير بن نفير ابن مالك بن عامر ، الإمام الكبير ، أبو عبد الرحمن الحضرمي الحمصي , أدرك حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - وحدث عن أبي بكر - فيحتمل أنه لقيه - وعن عمر والمقداد وكان جبير من علماء أهل الشام . سير أعلام النبلاء
(2) الشخوص : ارتفاع الأجفان وتثبيت النظر .
(3) أَيْ : وَقْتُ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 453)
(4) أَيْ : يُخْتَطَفُ وَيُسْلَبُ عِلْمُ الْوَحْيِ مِنْهُمْ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 453)
قال البيهقي : ويحتمل أن يكون المراد به اختلاس الانتفاع بالعلم وإن كانوا له حافظين , كما اختُلِس من اليهود والنصارى , قال الله - عز وجل - : ( فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ ) . المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي - (ج 2 / ص 226)
(5) هو : زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ , خَرَجَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَكَّةَ فَأَقَامَ مَعَهُ حَتَّى هَاجَرَ ، فَكَانَ يُقَالُ لَهُ : مُهَاجِرِيٌّ أَنْصَارِيٌّ .تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 453)
(6) ( جة ) 4048
(7) ( ت ) 2653
(8) يَعْنِي : أَنَّ الْقُرْآنَ مُسْتَمِرٌّ بَيْنَ النَّاسِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 453)
(9) ( جة ) 4048
(10) ( ثكلتك ) أَيْ : فَقَدَتْك ، وَأَصْلُهُ الدُّعَاءُ بِالْمَوْتِ , ثُمَّ اسْتُعْمِلُ فِي التَّعَجُّبِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 453)
(11) أَيْ : فَمَاذَا تَنْفَعُهُمْ وَتُفِيدُهُمْ ؟ ، قَالَ الْقَارِي : أَيْ : فَكَمَا لَمْ تُفِدْهُمْ قِرَاءَتُهُمَا مَعَ عَدَمِ الْعِلْمِ بِمَا فِيهِمَا فَكَذَلِكَ أَنْتُمْ , فَنَزَّلَ الْعَالِمَ الَّذِي لَا يَعْمَلُ بِعِلْمِهِ مَنْزِلَةَ الْجَاهِلِ , بَلْ مَنْزِلَةَ الْحِمَارِ الَّذِي يَحْمِلُ أَسْفَارًا , بَلْ أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 453)
(12) ( ت ) 2653
(13) ( جة ) 4048
(14) ( حم ) : 17508 , 17949 وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح .
(15) ( ت ) 2653
(16) يقصِد أنَّ ذَهَابَ الْعِلْمِ أَنْ يَذْهَبَ حَمَلَتُهُ أي : العلماء .
(17) قَالَ فِي الْمَجْمَعِ : الْخُشُوعُ فِي الصَّوْتِ وَالْبَصَرِ كَالْخُضُوعِ فِي الْبَدَنِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 453)
(18) ( حم ) 24036 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده قوي .
(19) ( ت ) 2653(1/699)
( مسند الشاميين ) , وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَوَّلُ مَا يُرْفَعُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْخُشُوعُ ، حَتَّى لَا تَرَى فِيهَا خَاشِعًا " (1)
__________
(1) ( مسند الشاميين ) 1579 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2569 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :542(1/700)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
لَقَدْ سَمِعْتُ حَدِيثًا مُنْذُ زَمَانٍ : " إِذَا كُنْتَ فِي قَوْمٍ عِشْرِينَ رَجُلًا أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ , فَتَصَفَّحْتَ فِي وُجُوهِهِمْ فَلَمْ تَرَ فِيهِمْ رَجُلًا يُهَابُ فِي اللَّهِ , فَاعْلَمْ أَنَّ الْأَمْرَ قَدْ رَقَّ (1) " (2)
__________
(1) أي : ضَعُف , والرِّقَّةُ مصدر الرقيق وهو عامٌّ في كل شيء , حتى يقال : فلان رَقيقُ الدِّين .لسان العرب(ج10ص121)
(2) ( حم ) 17715 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 104 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .(1/701)
( خ ) , وَعَنْ أَبِي وَائِلٍ (1) قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - :
لَقَدْ أَتَانِي الْيَوْمَ رَجُلٌ فَسَأَلَنِي عَنْ أَمْرٍ مَا دَرَيْتُ مَا أَرُدُّ عَلَيْهِ , فَقَالَ : أَرَأَيْتَ رَجُلًا مُؤْدِيًا (2) نَشِيطًا , نَخْرُجُ مَعَ أُمَرَائِنَا فِي الْمَغَازِي , فَيَعْزِمُ عَلَيْنَا (3) فِي أَشْيَاءَ لَا نُحْصِيهَا (4) فَقُلْتُ لَهُ : وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لَكَ , إِلَّا أَنَّا كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - " فَعَسَى أَنْ لَا يَعْزِمَ عَلَيْنَا فِي أَمْرٍ إِلَّا مَرَّةً حَتَّى نَفْعَلَهُ (5) " , وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَنْ يَزَالَ بِخَيْرٍ مَا اتَّقَى اللَّهَ , وَإِذَا شَكَّ فِي نَفْسِهِ شَيْءٌ سَأَلَ رَجُلًا فَشَفَاهُ مِنْهُ , وَأَوْشَكَ أَنْ لَا تَجِدُوهُ وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ , مَا أَذْكُرُ مَا غَبَرَ (6) مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا كَالثَّغْبِ (7) شُرِبَ صَفْوُهُ وَبَقِيَ كَدَرُهُ . (8)
__________
(1) هو : شقيق بن سلمة الأسدي ، أبو وائل الكوفي , الطبقة : 2 من كبار التابعين , الوفاة : في خلافة عمر بن عبد العزيز , روى له : ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي- ابن ماجه ) رتبته عند ابن حجر : ثقة , رتبته عند الذهبي : من العلماء العاملين .
(2) ( مُؤْدِيًا ) بِهَمْزَةٍ سَاكِنَة وَتَحْتَانِيَّة خَفِيفَة أَيْ : كَامِل أَدَاة الْحَرْب ، وَلَا يَجُوز حَذْف الْهَمْزَة مِنْهُ لِئَلَّا يَصِير مِنْ أَوْدَى إِذَا هَلَكَ . ( فتح ) - (ج 9 / ص 142)
(3) ( عَزَمْت ) أَيْ : أَقْسَمْت أَوْ أَوْجَبْت . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 421)
فَقَوْله : ( عَزَمْت عَلَيْك ) أَيْ : أَمَرْتُك أَمْرًا جَازِمًا عَزِيمَةً مُحَتَّمَةً ، وَأَمْر وُلَاة الْأُمُور تَجِبُ طَاعَتُهُ فِي غَيْر مَعْصِيَة . ( النووي - ج 4 / ص 95)
(4) أَيْ : لَا نُطِيقهَا , كقَوْلِهِ تَعَالَى ( عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ ) , وَقِيلَ : لَا نَدْرِي أَهِيَ طَاعَة أَمْ مَعْصِيَة ، وَالْأَوَّل مُطَابِق لِمَا فَهِمَ الْبُخَارِيّ فَتَرْجَمَ بِهِ ، وَالثَّانِي مُوَافِق لِقَوْلِ اِبْن مَسْعُود " وَإِذَا شَكَّ فِي نَفْسه شَيْء سَأَلَ رَجُلًا فَشَفَاهُ مِنْهُ " ، أَيْ : مِنْ تَقْوَى اللَّهِ أَنْ لَا يُقْدِم الْمَرْءُ عَلَى مَا يَشُكّ فِيهِ حَتَّى يَسْأَل مَنْ عِنْده عِلْمٌ فَيَدُلَّهُ عَلَى مَا فِيهِ شِفَاؤُهُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 9 / ص 142)
(5) أي أَنَّ الرَّجُل سَأَلَ اِبْن مَسْعُود عَنْ حُكْم طَاعَة الْأَمِير , فَأَجَابَهُ اِبْن مَسْعُود بِالْوُجُوبِ بِشَرْطِ أَنْ يَكُون الْمَأْمُور بِهِ مُوَافِقًا لِتَقْوَى اللَّه تَعَالَى . فتح الباري لابن حجر - (ج 9 / ص 142)
(6) أَيْ : مَضَى ، وَهُوَ مِنْ الْأَضْدَاد , يُطْلَق عَلَى مَا مَضَى وَعَلَى مَا بَقِيَ ، وَهُوَ هُنَا مُحْتَمَل لِلْأَمْرَيْنِ . فتح الباري
(7) ( الثَّغْب ) بِمُثَلَّثَةِ مَفْتُوحَة وَمُعْجَمَة سَاكِنَة وَيَجُوز فَتْحهَا , قَالَ الْقَزَّاز : وَهُوَ أَكْثَر ، هُوَ الْغَدِير يَكُون فِي ظِلّ فَيَبْرُد مَاؤُهُ وَيَرُوق . فتح الباري لابن حجر - (ج 9 / ص 142)
(8) ( خ ) 2803(1/702)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى فَسَادُ الْعُلَمَاء
( حم ) , عَنْ شَقِيقٍ (1) قَالَ :
دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ - رضي الله عنه - عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ ك فَقَالَ : يَا أُمَّاهْ , قَدْ خِفْتُ أَنْ يُهْلِكَنِي كَثْرَةُ مَالِي , أَنَا أَكْثَرُ قُرَيْشٍ مَالًا , فَقَالَتْ : يَا بُنَيَّ أَنْفِقْ , فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِنَّ مِنْ أَصْحَابِي مَنْ لَا أَرَاهُ وَلَا يَرَانِي بَعْدَ أَنْ أُفَارِقَهُ " , فَخَرَجَ فَلَقِيَ عُمَرَ - رضي الله عنه - فَأَخْبَرَهُ , فَأَتَاهَا عُمَرُ يُسْرِعُ , فَدَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ لَهَا : أَنْشُدُكِ بِاللَّهِ أَنَا مِنْهُمْ ؟ , فَقَالَتْ : لَا , وَلَنْ أُبَرِّئَ أَحَدًا بَعْدَكَ أَبَدًا . (2)
__________
(1) هو : شقيق بن سلمة الأسدي , وتقدمت ترجمته .
(2) ( حم ) 26532 , انظر الصَّحِيحَة : 2982 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(1/703)
( حم ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" هَلَاكُ أُمَّتِي فِي الْكِتَابِ وَاللَّبَنِ " , فَقِيلَ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا بَالُ الْكِتَابِ ؟ , قَالَ : " يَتَعَلَّمُهُ الْمُنَافِقُونَ , فَيَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل - , ثُمَّ يُجَادِلُونَ بِهِ الْمُؤْمِنِينَ " , فَقِيلَ لَهُ : وَمَا بَالُ اللَّبَنِ ؟ , قَالَ : " أُنَاسٌ يُحِبُّونَ اللَّبَنَ , فَيَبْتَغُونَ الرِّيفَ (1) فَيَخْرُجُونَ مِنْ الْجَمَاعَاتِ , وَيَتْرُكُونَ الْجُمُعَاتِ " (2)
__________
(1) الرِّيف : هُوَ الْأَرْض الَّتِي فِيهَا زَرْع وَخِصْب ، وَجَمْعه أَرْيَاف . ( النووي - ج 5 / ص 39)
(2) ( حم ) 17451 , انظر الصَّحِيحَة : 2778(1/704)
( د حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :" ( خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا وَنَحْنُ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَفِينَا الْأَعْرَابِيُّ وَالْأَعْجَمِيُّ ) (1) ( فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ , كِتَابُ اللَّهُ وَاحِدٌ , وَفِيكُمْ الْأَحْمَرُ وَفِيكُمْ الْأَبْيَضُ وَفِيكُمْ الْأَسْوَدُ ) (2) ( اقْرَءُوا فَكُلٌّ حَسَنٌ ) (3) ( تَعَلَّمُوهُ ) (4) ( وَابْتَغُوا بِهِ اللَّهَ - عز وجل - ) (5) ( مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ زَمَانٌ يَتَعَلَّمُهُ نَاسٌ ) (6) ( يُقَوِّمُونَهُ كَمَا يُقَوَّمُ السَّهْمُ , يَتَعَجَّلُونَ أَجْرَهُ وَلَا يَتَأَجَّلُونَهُ (7) ) (8) " (9)
( ابن نصر ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَسَلُوا اللَّهَ بِهِ الْجَنَّةَ , قَبْلَ أَنْ يَتَعَلَّمَهُ قَوْمٌ يَسْأَلُونَ بِهِ الدُّنْيَا ، فَإِنَّ الْقُرْآنَ يَتَعَلَّمُهُ ثَلَاثَةٌ : رَجُلٌ يُبَاهِي بِهِ ، وَرَجُلٌ يَسْتَأْكِلُ بِهِ ، وَرَجُلٌ يَقْرَأُهُ لِلَّهِ - عز وجل - " (10)
__________
(1) ( د ) 830
(2) ( د ) 831
(3) ( د ) 830
(4) ( حم ) 22916 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث حسن .
(5) ( حم ) 14898 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(6) ( حم ) 22916
(7) أَيْ : لَا يَتَأَجَّلُونَهُ بِطَلَبِ الْأَجْر فِي الْعُقْبَى ، بَلْ يُؤْثِرُونَ الْعَاجِلَة عَلَى الْآجِلَة ، وَيَتَأَكَّلُونَ وَلَا يَتَوَكَّلُونَ . عون المعبود - (ج 2 / ص 331)
(8) ( د ) 831 , ( حم ) 22916
(9) الصَّحِيحَة : 259
(10) ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 74 ) , انظر الصَّحِيحَة : 258(1/705)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَقْرَأُ الْقُرْآنَ ثَلَاثةٌ : مُؤْمِنٌ ، وَمُنَافِقٌ ، وَفَاجِرٌ " ، قَالَ بَشِيرٌ (1) : فَقُلْتُ لِلْوَلِيدِ (2) : مَا هَؤُلَاءِ الثَلَاثةُ ؟ ، فَقَالَ : الْمُنَافِقُ كَافِرٌ بِهِ ، وَالْفَاجِرُ يَتَأَكَّلُ بِهِ ، وَالْمُؤْمِنُ يُؤْمِنُ بِهِ . (3)
__________
(1) هو بشير بن أبي عمرو الخولاني , الطبقة : 7 : من كبار أتباع التابعين , روى له : ( البخاري في خلق أفعال العباد ) , رتبته عند ابن حجر : ثقة .
(2) هو الوليد بن قيس بن الأخرم التجيبي المصري , الطبقة : 5 : من صغار التابعين , الوفاة : 100 هـ تقريبا , روى له : عخ د ت ( البخاري في خلق أفعال العباد - أبو داود - الترمذي ) , رتبته عند ابن حجر : مقبول , رتبته عند الذهبي : وثق .
(3) ( حم ) 11358 , ( حب ) 755 , انظر الصَّحِيحَة : 3034(1/706)
( ت ) , وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَلْيَسْأَلْ اللَّهَ بِهِ , فَإِنَّهُ سَيَجِيءُ أَقْوَامٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ يَسْأَلُونَ بِهِ النَّاسَ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2917 , ( حم ) 19958 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6467 , الصَّحِيحَة : 257(1/707)
( طب ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" سَيَخْرُجُ أَقْوَامٌ مِنْ أُمَّتِي يَشْرَبُونَ الْقُرْآنَ كَشُرْبِهِمُ اللَّبَنَ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : يسلقونه بألسنتهم من غير تدبر لمعانيه ولا تأمل في أحكامه , بل يمر على ألسنتهم كما يمر اللبن المشروب عليها بسرعة . فيض القدير - (ج 4 / ص 156)
(2) ( طب ) ج17ص297ح821 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3653 , الصَّحِيحَة : 1886(1/708)
( ك مي ) , وَعَنْ عَلْقَمَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَبِسَتْكُمْ فِتْنَةٌ يَهْرَمُ (1) فِيهَا الْكَبِيرُ , وَيَرْبُو (2) فِيهَا الصَّغِيرُ , وَيَتَّخَذُهَا النَّاسُ سُنَّةً , فَإِذَا غُيِّرَتْ يَوْمًا قَالُوا : غُيِّرَتْ السُّنَّةُ , قِيلَ : وَمَتَى ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ ) (3) ( قَالَ : إِذَا ذَهَبَتْ عُلَمَاؤُكُمْ وَكَثُرَتْ جُهَلَاؤُكُمْ , وَكَثُرَتْ قُرَّاؤُكُمْ (4) وَقَلَّتْ فُقَهَاؤُكُمْ , وَكَثُرَتْ أُمَرَاؤُكُمْ , وَقَلَّتْ أُمَنَاؤُكُمْ , وَتُفُقِّهَ لِغَيْرِ الدِّينِ , وَالْتُمِسَتْ (5) الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ ) (6) .
__________
(1) الهرم : كِبر السّن وضعفه .
(2) أَيْ : يكبر .
(3) ( ك ) 8570
(4) القُرَّاء : الحَفَظَة لكتاب اللهِ .
(5) التمس الشيء : طلبه .
(6) ( مي ) 185 , 186 , ( ش ) 37156 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 111 , وصححه الألباني في كتاب : تحريم آلات الطرب ص16(1/709)
( مي ) , وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
سَيَبْلَى الْقُرْآنُ فِي صُدُورِ أَقْوَامٍ كَمَا يَبْلَى الثَّوْبُ , فَيَقْرَءُونَهُ لَا يَجِدُونَ لَهُ شَهْوَةً وَلَا لَذَّةً , يَلْبَسُونَ جُلُودَ الضَّأْنِ عَلَى قُلُوبِ الذِّئَابِ , أَعْمَالُهُمْ طَمَعٌ لَا يُخَالِطُهُ خَوْفٌ , إِنْ قَصَّرُوا قَالُوا : سَنَبْلُغُ , وَإِنْ أَسَاءُوا قَالُوا : سَيُغْفَرُ لَنَا , إِنَّا لَا نُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا . (1)
__________
(1) ( مي ) 3346 , وصححه حسين أسد .(1/710)
( مي ) , وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ :
مَا زَالَ أَمْرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُعْتَدِلًا لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ حَتَّى نَشَأَ فِيهِمْ الْمُوَلَّدُونَ أَبْنَاءُ سَبَايَا الْأُمَمِ (1) أَبْنَاءُ النِّسَاءِ الَّتِي سَبَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ غَيْرِهِمْ , فَقَالُوا فِيهِمْ بِالرَّأْيِ فَأَضَلُّوهُمْ . (2)
( البِدَع ) , وَعَنْ مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ (3) قَالَ :
إِنَّمَا هَلَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى يَدَيْ قُرَّائِهِمْ وَفُقَهَائِهِمْ ، وَسَتَهْلِكُ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى يَدَيْ قُرَّائِهِمْ وَفُقَهَائِهِمْ . (4)
__________
(1) السبايا : الأسرى من النساء .
(2) ( مي ) 120 , وصححه الألباني في الضعيفة تحت حديث 4336 .
(3) هو : المرواني الأندلسي القرطبي 280هـ مؤلف كتاب البدع .
(4) كتاب البدع : 153(1/711)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى اتِّبَاعُ هَذِهِ الْأُمَّةِ سُنَنَ أَهْلِ الْكِتَاب
( ت حم ) , عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( خَرَجَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى حُنَيْنٍ (1) وَنَحْنُ حَدِيثُو عَهْدٍ بِكُفْرٍ - وَكُنَّا أَسْلَمْنَا يَوْمَ الْفَتْحِ - ) (2) ( قَالَ : فَمَرَرْنَا ) (3) ( بِشَجَرَةٍ لِلْمُشْرِكِينَ يُقَالُ لَهَا : ذَاتُ أَنْوَاطٍ ) (4) ( يَعْكُفُونَ عِنْدَهَا ) (5) ( وَيُعَلِّقُونَ عَلَيْهَا أَسْلِحَتَهُمْ , فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ ) (6) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " اللَّهُ أَكْبَرُ , هَذَا كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى : { اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ } (7) ) (8) ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ) (9) ( لَتَرْكَبُنَّ (10) سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ سُنَّةً سُنَّةً (11) ) (12) " (13)
__________
(1) هو : مَوْضِعٌ بَيْنَ الطَّائِفِ وَمَكَّةَ , حدثت فيه معركة حنين المشهورة .
(2) ( صم ) 76 , وصححه الألباني في ظلال الجنة .
(3) ( حم ) 21950 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(4) ( ت ) 2180 , ( حب ) 6702
(5) ( حم ) 21947 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(6) ( ت ) 2180
(7) [الأعراف/138]
(8) ( حم ) 21950
(9) ( ت ) 2180
(10) أَيْ : لَتَتَّبِعُنَّ .
(11) ( السُّنَّةُ ) لُغَةً : الطَّرِيقَةُ حَسَنَةً كَانَتْ أَوْ سَيِّئَةً ، وَالْمُرَادُ هُنَا طَرِيقَةُ أَهْلِ الْهَوَاءِ وَالْبِدَعِ الَّتِي اِبْتَدَعُوهَا مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِمْ بَعْدَ أَنْبِيَائِهِمْ , مِنْ تَغْيِيرِ دِينِهِمْ وَتَحْرِيفِ كِتَابِهِمْ كَمَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ , حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 472)
(12) ( حم ) 21947
(13) صحيح موارد الظمآن : 1540(1/712)
( خ م جة حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَتَتَّبِعُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ , لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ (1) بَاعًا بِبَاعٍ ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ وَشِبْرًا بِشِبْرٍ ) (2) ( حَتَّى لَو أَنَّ أَحَدَهُمْ دَخَلَ جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ ) (3) ( وَحَتَّى لَو أَنَّ أَحَدَهُمْ جَامَعَ أُمَّهُ بِالطَّرِيقِ لَفَعَلْتُمْ ") (4) ( فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمَا فَعَلَتْ فَارِسُ وَالرُّومُ ) (5) ( الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى (6) ؟ , قَالَ : " وَمَنْ النَّاسُ إِلَّا أُولَئِكَ ؟ ) (7) "
__________
(1) ( خ ) 6889 , ( م ) 2669 , قَوْله : ( لَتَتَّبِعُنَّ سَنَن الَّذِينَ مِنْ قَبْلكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ إِلَخْ ) ( السَّنَن ) بِفَتْحِ السِّين وَالنُّون : هُوَ الطَّرِيق ، وَالْمُرَاد بِالشِّبْرِ وَالذِّرَاع وَجُحْر الضَّبّ , التَّمْثِيل بِشِدَّةِ الْمُوَافَقَة لَهُمْ . ( النووي - ج 9 / ص 25)
قَوْله : ( لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ ) بِفَتْحِ السِّين لِلْأَكْثَرِ ، وَقَالَ اِبْن التِّين : قَرَأْنَاهُ بِضَمِّهَا ، وَقَالَ الْمُهَلَّب : بِالْفَتْحِ أَوْلَى لِأَنَّهُ الَّذِي يُسْتَعْمَل فِيهِ الذِّرَاع وَالشِّبْر وَهُوَ الطَّرِيق . قُلْت : وَلَيْسَ اللَّفْظ الْأَخِير بِبَعِيدٍ مِنْ ذَلِكَ . ( فتح ) - (ج 20 / ص 378)
(2) ( جة ) 3994 , ( خ ) 6889
(3) ( حم ) 10839 , ( خ ) 6888
(4) الدولابي في " الكنى " ( 2 / 30 ) , والحاكم ( 4 / 455 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5067 , والصحيحة : 1348
وقد ورد في رواية ضعيفة لـ ( يع ) 6292 : اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمُ : { كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ , وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا } [التوبة/69]
(5) ( حم ) 8291 , ( خ ) 6888
(6) ( جة ) 3994 , ( خ ) 6889
(7) ( خ ) 6888(1/713)
( ت د جة حم ) , وَعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَيَحْمِلَنَّ شِرَارُ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى سَنَنِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ حَذْوَ (1) الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ (2) ) (3) ( حَتَّى إِنْ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ أَتَى أُمَّهُ عَلَانِيَةً , لَكَانَ فِي أُمَّتِي مَنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ ) (4) ( وَإِنَّ الْيَهُودَ افْتَرَقُوا [ فِي دِينِهِمْ ] (5) عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً , فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ , وَإِنَّ النَّصَارَى افْتَرَقُوا فِي دِينِهِمْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً , فَإِحْدَى وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ , وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ [ هَذِهِ الْأُمَّةُ ] (6) عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً , وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ ) (7) ( وَهِيَ الْجَمَاعَةُ (8) ") (9) ( فَقَالُوا : وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي (10) ) (11) "
824الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ أَبُو عَمَّارٍ الْفَضْلُ بْنُ عَن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَفَرَّقَتْ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ أَوْ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَالنَّصَارَى مِثْلَ ذَلِكَ وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَفِي الْبَاب سَعْدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
__________
(1) حذوَ الشيء : في موازاته ومقابلته ومساواته .
(2) " الْقُذَذ " جَمْع قُذَّة , وَهِيَ رِيش السَّهْم , يُقَال لِكُلِّ وَاحِدَة قُذَّة . ( فتح ) - (ج 10 / ص 411)
والمراد أنهم يسيرون على نهج واحد ولا يختلفان , ويتبع بعضهم بعضا .
(3) ( حم ) 17175 , انظر الصحيحة : 3312
(4) ( ت ) 2641
(5) ( حم ) 16979 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(6) ( د ) 4597 , ( حم ) 16979
(7) ( جة ) 3992
(8) ( وَهِيَ ) أَيْ : الْوَاحِدَة الَّتِي فِي الْجَنَّة .
( الْجَمَاعَة ) أَيْ : أَهْل الْقُرْآن وَالْحَدِيث وَالْفِقْه وَالْعِلْم الَّذِينَ اِجْتَمَعُوا عَلَى اِتِّبَاع أَثَارَهُ - صلى الله عليه وسلم - فِي جَمِيع الْأَحْوَال كُلّهَا وَلَمْ يَبْتَدِعُوا بِالتَّخْرِيفِ وَالتَّغْيِير وَلَمْ يُبَدِّلُوا بِالْآرَاءِ الْفَاسِدَة . عون المعبود - (ج 10 / ص 116)
(9) ( د ) 4597 , ( جة ) 3993
(10) قال الشيخ الألباني في الصَّحِيحَة تحت حديث : 204 : قد تكلم الشيخ صالح المقبلي على هذا الحديث بكلام جيد من جهة ثبوته ومعناه ، وأرى أن أنقل خلاصة كلامه المشار إليه لما فيه من الفوائد . قال رحمه الله تعالى في " العلم الشامخ في إيثار الحق على الآباء والمشايخ "( ص 414 ) :
والإشكال في قوله : " كلها في النار إِلَّا ملة " ، فمن المعلوم أنهم خير الأمم ، وأن المرجو أن يكونوا نصف أهل الجنة ، مع أنهم في سائر الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود حسبما صرحت به الأحاديث , فكيف يتمشى هذا ؟ , ومن المعلوم أنه ليس المراد من الفرقة الناجية أن لَا يقع منها أدنى اختلاف ، فإن ذلك قد كان في فضلاء الصحابة , إنما الكلام في مخالفة تُصيِّر صاحبها فرقة مستقلة ابتدعها , ثم أجاب عن الإشكال بما خلاصته :
إن الناس عامة وخاصة ، فالعامة آخرهم كأولهم ، كالنساء والعبيد والفلاحين والسوقة ونحوهم ممن ليس من أمر الخاصة في شيء ، فلا شك في براءة آخرهم من الابتداع كأولهم , وأما الخاصة ، فمنهم مبتدع اخترع البدعة وجعلها نصب عينيه ، وبلغ في تقويتها كل مبلغ ، وجعلها أصلا يرد إليها صرائح الكتاب والسنة ، ثم تبعه أقوام من نمطه في الفقه والتعصب ، وربما جددوا بدعته وفرعوا عليها وحمَّلوه ما لم يتحمله ولكنه إمامهم المقدم , وهؤلاء هم المبتدعة حقا ، وهو شيء كبير( تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا ) ، كَنَفْيِ حِكْمَة الله تعالى ، ونفي إقداره المكلف ، وككونه يكلف ما لَا يطاق ، ويفعل سائر القبائح ولا تُقَبَّح منه ، وأخواتهن لِلَّهِ , ومنها ما هو دون ذلك ، وحقائقها جميعها عند الله تعالى ، ولا ندري بأيها يصير صاحبها من إحدى الثلاث وسبعين فرقة ومن الناس من تبع هؤلاء وناصرهم وقوى سوادهم بالتدريس والتصنيف ، ولكنه عند نفسه راجع إلى الحق ،
وقد دسَّ في تلك الأبحاث نقوضها في مواضع , لكن على وجه خفي ، ولعله تخيل مصلحة دنيئة ، أو عظم عليه انحطاط نفسه وإيذاؤهم له في عرضه , وربما بلغت الأذية إلى نفسه , وعلى الجملة فالرجل قد عرف الحق من الباطل ، وتخبط في تصرفاته ، وحسابه على الله سبحانه ، إما أن يحشره مع من أحب بظاهر حاله ، أو يقبل عذره ، وما تكاد تجد أحدا من هؤلاء النُّظَّار إِلَّا قد فعل ذلك ، لكن شرهم والله كثير ، فلربما لم يقع خبرهم بمكان ، وذلك لأنه لَا يفطن لتلك اللمحة الخفية التي دسوها إِلَّا الأذكياء المحيطون بالبحث ، وقد أغناهم الله بعلمهم عن تلك اللمحة وليس بكبير فائدة أن يعلموا أن الرجل كان يعلم الحق ويخفيه , والله المستعان , ومن الناس من ليس من أهل التحقيق ، ولا مؤهل للهجوم على الحقائق ، وقد تدرب في كلام الناس ،
وعرف أوائل الأبحاث ، وحفظ كثيرا من غُثاء ما حصلوه , ولكن أرواح الأبحاث بينه وبينها حائل , وقد يكون ذلك لقصور الهمة والاكتفاء , والرضا عن السلف لوقعهم في النفوس , وهؤلاء هم الأكثرون عددا ، والأرذلون قدرا ، فإنهم لم يحظوا بخصيصة الخاصة ، ولا أدركوا سلامة العامة ,
فالقسم الأول من الخاصة مبتدعة قطعا . والثاني ظاهره الابتداع ، والثالث له حكم الابتداع . ومن الخاصة قسم رابع ثلة من الأولين ، وقليل من الآخرين ، أقبلوا على الكتاب والسنة , وساروا بسيرها ، وسكتوا عما سكتا عنه ، وأقدموا وأحجموا بهما , وتركوا تكلف مالا يعنيهم ، وكانوا تُهِمُّهُم السلامة ، وحياة السنة آثر عندهم من حياة نفوسهم ، وقرة عين أحدهم تلاوة كتاب الله تعالى وفهم معانيه على السليقة العربية والتفسيرات المروية ، ومعرفة ثبوت حديثٍ نبوي لفظا وحكما , فهؤلاء هم السنية حقا ، وهم الفرقة الناجية ، وإليهم العامة بأسرهم ومن شاء ربك من أقسام الخاصة الثلاثة المذكورين ، بحسب علمه بقدْر بدعتهم ونياتهم , إذا حققتَ جميع ما ذكرنا لك لم يلزمك السؤال المحذور وهو الهلاك على معظم الأمة ، لأن الأكثر عددا هم العامة قديما وحديثا ، وكذلك الخاصة في الأعصار المتقدمة ، ولعل القسمين الأوسطين ، وكذا من خفيت بدعته من الأول تنقذهم رحمة ربك من النظام في سلك الابتداع بحسب المجازاة الأخروية ، ورحمة ربك أوسع لكل مسلم ، لكنا تكلمنا على مقتضى الحديث ومصداقه ، وأن أفراد الفرق المبتدعة وإن كثرت الفرق , فلعله لَا يكون مجموع أفرادهم جزءا من ألف جزء من سائر المسلمين , فتأمل هذا تسلم من اعتقاد مناقضة الحديث لأحاديث فضائل الأمة المرحومة .
(11) ( ت ) 2641(1/714)
( ت ) 2640
824وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ عَن خَالِدٍ عَن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ افْتَرَقَتْ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى أَوْ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَتَفَرَّقَتْ النَّصَارَى عَلَى إِحْدَى أَوْ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً(1/715)
( د ) 4596
824أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحْمَّدُ بْنُ بِشْرٍ عَمْرٍو أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَفَرَّقَتْ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً(1/716)
( جة ) 3991
824وَبِإِسْنَادِهِ عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ افْتَرَقَتْ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى أَوْ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً(1/717)
( حم ) 8377(1/718)
( طس ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَتَبُوا كِتَابًا فَاتَّبَعُوهُ وَتَرَكُوا التَّوْرَاةَ " (1)
__________
(1) ( طس ) 5548 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2044 , الصَّحِيحَة : 2832(1/719)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى اسْتِحلَالُ هَذِه الْأُمَّة مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهَا
( مسند الشاميين ) , عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا اسْتَحَلَّتْ أُمَّتِي خَمْسًا فَعَلَيْهِمُ الدَّمَارُ : إِذَا ظَهَرَ التَّلَاعُنُ ، وَشَرِبُوا الْخُمُورَ ، وَلَبِسُوا الْحَرِيرَ ، وَاتَّخِذُوا الْقِيَانَ (1) وَاكْتَفَى الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ (2) وَالنِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ (3) " (4)
__________
(1) القِيان : جمع قينة ، وهي : الجارية المغنية .
(2) كناية عن انتشار اللواط .
(3) كناية عن انتشار السِّحاق بين النساء .
(4) ( مسند الشاميين ) 519 , وصححه الألباني في صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2054 , 2386(1/720)
( ك طب ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( خَمْسٌ بِخَمْسٍ : مَا نَقَضَ قَوْمٌ الْعَهْدَ (1) إِلَّا سُلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوُّهُمْ ) (2) وفي رواية : ( مَا نَقَضَ قَوْمٌ الْعَهْدَ قَطُّ إِلَّا كَانَ الْقَتْلُ بَيْنَهُمْ ) (3) ( وَمَا حَكَمُوا بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الْفَقْرُ , وَلَا ظَهَرَتْ فِيهِمُ الْفَاحِشَةُ (4) إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الْمَوْتُ , وَلَا طفَّفُوا الْمِكْيَالَ إِلَّا مُنِعُوا النَّبَاتَ وَأُخِذُوا بِالسِّنِينَ (5) وَلَا مَنَعُوا الزَّكَاةَ إِلَّا حُبِسَ عَنْهُمُ الْقَطْرُ ) (6) "
__________
(1) هُوَ مَا جَرَى بَيْنهمْ وَبَيْن أَهْل الْحَرْب . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 7 / ص 386)
(2) ( طب ) 10992 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3240 , الصَّحِيحَة : 107
(3) ( ك ) 2577 , وصححه الألباني في الصَّحِيحَة : 107 , وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2418
(4) أَيْ : الزِّنَا . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 7 / ص 386)
(5) أَيْ : بِالْقَحْطِ . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 7 / ص 386)
(6) ( طب ) 10992 , ( هق ) 6190 , 18630(1/721)
( جة ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ : لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ (1) فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا , إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا ، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ ، إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ (2) وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا , وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ (3) إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ , وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ (4) إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ " (5)
__________
(1) أَيْ : الزِّنَا . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 7 / ص 386)
(2) أَيْ : بِالْقَحْطِ . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 7 / ص 386)
(3) ( عَهْد اللَّه ) : هُوَ مَا جَرَى بَيْنهمْ وَبَيْن أَهْل الْحَرْب . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 7 / ص 386)
(4) أَيْ : يطلبوا الخير ، أَيْ : وما لم يطلبوا الخير والسعادة مما أنزل الله . الصحيحة - (ج 1 / ص 105)
(5) ( جة ) 4019 , انظر الصَّحِيحَة : 106(1/722)
( خم د جة ) , وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْخَزَّ (1) يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ (2) وَالْحَرِيرَ ) (3) ( وَلَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا , يُعْزَفُ عَلَى رُءُوسِهِمْ بِالْمَعَازِفِ (4) وَالْمُغَنِّيَاتِ ) (5) ( يَأْتِيهِمْ آتٍ (6) لِحَاجَةٍ , فَيَقُولُونَ : ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا ) (7) ( فَيَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمْ الْأَرْضَ ) (8) ( وَيَمْسَخُ مِنْهُمْ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) (9) "
__________
(1) قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ : الْمَشْهُورُ فِي رِوَايَاتِ هَذَا الْحَدِيثِ بِالْإِعْجَامِ ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنْ الْإِبْرَيْسَمِ .نيل الأوطار(ج12ص423)
وَالْإِبْرَيْسَمُ : هُوَالْحَرِيرِ . المصباح المنير في غريب الشرح الكبير - (ج 2 / ص 340)
قَالَ أَبُو دَاوُد 4039 : وَعِشْرُونَ نَفْسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَوْ أَكْثَرُ لَبِسُوا الْخَزَّ , مِنْهُمْ أَنَسٌ وَالْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ قال صاحب عون المعبود - (ج 9 / ص 64) : قَالَ فِي مُنْتَقَى الْأَخْبَار : وَقَدْ صَحَّ لُبْسه عَنْ غَيْر وَاحِد مِنْ الصَّحَابَة - رضي الله عنهم - وقَالَ الشَّوْكَانِيُّ في النيل (ج3ص41) تَحْت هَذَا الْقَوْل : لَا يَخْفَاك أَنَّهُ لَا حُجَّة فِي فِعْل بَعْض الصَّحَابَة وَإِنْ كَانُوا عَدَدًا كَثِيرًا ، وَالْحُجَّة إِنَّمَا هِيَ فِي إِجْمَاعهمْ عِنْد الْقَائِلِينَ بِحُجِّيَّةِ الْإِجْمَاع ، وَقَدْ أَخْبَرَ الصَّادِق الْمَصْدُوق أَنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ أُمَّته أَقْوَام يَسْتَحِلُّونَ الْخَزّ وَالْحَرِير , وَذَكَرَ الْوَعِيد الشَّدِيد فِي آخِر هَذَا الْحَدِيث مِنْ الْمَسْخ إِلَى الْقِرَدَة وَالْخَنَازِير اِنْتَهَى .
وَقال الحافظ فِي الفَتْح (ج16 / ص 398) : وَقَدْ ثَبَتَ لُبْس الْخَزّ عَنْ جَمَاعَة مِنْ الصَّحَابَة وَغَيْرهمْ , قَالَ أَبُو دَاوُدَ لَبِسَهُ عِشْرُونَ نَفْسًا مِنْ الصَّحَابَة وَأَكْثَر , وَأَوْرَدَهُ اِبْن أَبِي شَيْبَة عَنْ جَمْع مِنْهُمْ .وَأَعْلَى مَا وَرَدَ فِي ذَلِكَ مَا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيق عَبْد اللَّه بْن سَعْد الدَّشْتَكِيّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : رَأَيْت رَجُلًا عَلَى بَغْلَة وَعَلَيْهِ عِمَامَة خَزّ سَوْدَاء وَهُوَ يَقُول كَسَانِيهَا رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - .وَأَخْرَجَ اِبْن أَبِي شَيْبه مِنْ طَرِيق عَمَّار بْن أَبِي عَمَّار قَالَ : أَتَتْ مَرْوَان بْن الْحَكَم مَطَارِف خَزّ فَكَسَاهَا أَصْحَاب رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - . وَالْأَصَحّ فِي تَفْسِير الْخَزِّ أنها ثِيَاب سَدَاهَا مِنْ حَرِير وَلُحْمَتهَا مِنْ غَيْره ، وَقِيلَ : تُنْسَج مَخْلُوطَة مِنْ حَرِير وَصُوف أَوْ نَحْوه ، وَقِيلَ : أَصْله اِسْم دَابَّة يُقَال لَهَا الْخَزّ , سُمِّيَ الثَّوْب الْمُتَّخَذ مِنْ وَبَره خَزًّا لِنُعُومَتِهِ , ثُمَّ أُطْلِقَ عَلَى مَا يُخْلَط بِالْحَرِيرِ لِنُعُومَةِ الْحَرِير ,
وَعَلَى هَذَا فَلَا يَصِحّ الِاسْتِدْلَال بِلُبْسِهِ عَلَى جَوَاز لُبْس مَا يُخَالِطهُ الْحَرِير مَا لَمْ يُتَحَقَّق أَنَّ الْخَزّ الَّذِي لَبِسَهُ السَّلَف كَانَ مِنْ الْمَخْلُوط بِالْحَرِيرِ , وَأَجَازَ الْحَنَفِيَّة وَالْحَنَابِلَة لُبْس الْخَزّ مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شُهْرَة , وَعَنْ مَالِكٍ الْكَرَاهَة , وَهَذَا كُلّه فِي الْخَزّ اِنْتَهَى كَلَام الْحَافِظ .
(2) ( خم ) 5268 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5466 , الصَّحِيحَة : 91 , و( الْحِرَ ) : الْمُرَادُ بِهِ الزِّنَى . سبل السلام - (ج 3 / ص 33) , وَيُؤَيِّدُ الرِّوَايَةَ بِالْمُهْمَلَتَيْنِ مَا أَخْرَجَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي الزُّهْدِ عَنْ عَلِيٍّ مَرْفُوعًا بِلَفْظِ : ( يُوشِكُ أَنْ تَسْتَحِلَّ أُمَّتِي فُرُوجَ النِّسَاءِ وَالْحَرِيرَ ) وَوَقَعَ عِنْدَ الدَّاوُدِيِّ بِالْمُعْجَمَتَيْنِ أَيْ : ( الخَزّ ) ثُمَّ تَعَقَّبَهُ بِأَنَّهُ لَيْسَ بِمَحْفُوظٍ ، لِأَنَّ كَثِيرًا مِنْ الصَّحَابَةِ لَبِسُوهُ . نيل الأوطار - (ج 12 / ص 423)
(3) ( د ) 4039
(4) المعازف : آلات الطرب .
(5) ( جة ) 4020 , ( حم ) 22951
(6) يَعْنِي : الْفَقِيرَ .
(7) ( خم ) 5268
(8) ( جة ) 4020
(9) ( د ) 4039 , ( خم ) 5268(1/723)
( ت طب ) , وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ (1) " , فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ : وَمَتَى ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ) (2) ( قَالَ : " إِذَا شَرِبُوا الْخُمُورَ ، وَاتَّخَذُوا الْقَيْنَاتِ (3) وَضَرَبُوا بِالْمَعَازِفِ ) (4) وفي رواية : ( إِذَا ظَهَرَتِ الْمَعَازِفُ وَالْقَيْنَاتُ , وَاسْتُحِلَّتِ الْخَمْرُ ) (5) "
__________
(1) القذف : رمي بالحجارة من جهة السماء . فيض القدير - (ج 4 / ص 604)
(2) ( ت ) 2212 , ( جة ) 4059
(3) القينات : جمع قينة ، وهي : الجارية المُغَنية .
(4) ابن أبي الدنيا في " ذم الملاهي " ( ق 153 / 1 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5467 , الصَّحِيحَة : 2203
(5) ( طب ) 5810 , ( ت ) 2212 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3665(1/724)
( ك طب ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَيَبِيتَنَّ أَقْوَامٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى أَكْلٍ وَلَهْوٍ وَلَعِبٍ , ثُمَّ لَيُصْبِحُنَّ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ ) (1) ( بِشُرْبِهِمُ الْخَمْرَ ، وَأَكْلِهِمُ الرِّبَا ، وَلُبْسِهِمُ الْحَرِيرَ ، وَاتِّخَاذِهِمُ الْقَيْنَاتِ , وَقَطِيعَتِهِمُ الرَّحِمَ ) (2) "
__________
(1) ( طب ) 7997 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5354 , والصَّحِيحَة : 1604
(2) ( ك ) 8572 , وصححه الألباني في كتاب : تحريم آلات الطرب ص67(1/725)
( جة ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَذْهَبُ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامُ حَتَّى تَشْرَبَ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ , يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : يَتَوَصَّلُونَ إِلَى شُرْبهَا بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِذَة الْمُبَاحَة , كَمَاءِ الْعَسَل وَمَاءِ الذُّرَة وَنَحْو ذَلِكَ , وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُ غَيْر مُحَرَّم ، لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ الْعِنَب وَالتَّمْر ، وَهُمْ فِيهِ كَاذِبُونَ , لِأَنَّ كُلّ مُسْكِر حَرَام , فَالْمَدَار عَلَى حُرْمَة الْمُسْكِر , فَلَا يَضُرّ شُرْب الْقَهْوَة الْمَأْخُوذَة مِنْ قِشْر شَجَر مَعْرُوف , حَيْثُ لَا سُكْر فِيهَا مَعَ الْإِكْثَار مِنْهَا , وَأَمَّا التَّشَبُّه بِشُرْبِ الْخَمْر , فَهُوَ مَنْهِيّ عَنْهُ إِذَا تَحَقَّقَ , وَلَوْ فِي شُرْب الْمَاء وَاللَّبَن وَغَيْرهمَا . عون المعبود - (ج 8 / ص 189)
(2) ( جة ) 3384 , ( د ) 3688(1/726)
( مي ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ أَوَّلَ مَا يُكْفَأُ فِي الْإِسْلَامِ الْإنَاءُ (1) " فَقِيلَ : كَيْفَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ فِيهَا مَا بَيَّنَ ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا فَيَسْتَحِلُّونَهَا " (2)
__________
(1) يَعْنِي : الْخَمْرِ .
(2) ( مي ) 2100 , انظر الصَّحِيحَة : 89 ، وهداية الرواة : 5305(1/727)
( خ س حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
"( يَأْتِى عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُبَالِي ) (1) (الرَّجُلُ مِنْ أَيْنَ أَصَابَ الْمَالَ ) (2) ( أَمِنَ الْحَلَالِ أَمْ مِنْ الْحَرَامِ ) (3) "
__________
(1) ( خ ) 1977 , ( حم ) 9618
(2) ( س ) 4454
(3) ( خ ) 1977(1/728)
( حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَكُونُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَخْضِبُونَ (1) بِهَذَا السَّوَادِ كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ (2) لَا يَرِيحُونَ (3) رَائِحَةَ الْجَنَّةِ " (4)
__________
(1) أي : يصبغون .
(2) أَيْ : كَصُدُورِهَا , فَإِنَّهَا سُود غَالِبًا , وَأَصْل الْحَوْصَلَة الْمَعِدَة , وَالْمُرَاد هُنَا صَدْره الْأَسْوَد ,
قَالَ الطِّيبِيُّ : مَعْنَاهُ كَحَوَاصِل الْحَمَام فِي الْغَالِب , لِأَنَّ حَوَاصِل بَعْض الْحَمَامَات لَيْسَتْ بِسُودٍ .عون المعبود(ج9ص257)
(3) أَيْ : لَا يَشُمُّونَ وَلَا يَجِدُونَ .
(4) ( حم ) 2470 , ( د ) 4212 , ( س ) 5075 , انظر المشكاة ( 4452 ) ، غاية المرام ( 107 )(1/729)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي رِجَالٌ يَرْكَبُونَ عَلَى السُّرُوجِ كَأَشْبَاهِ الرِّحَالِ , يَنْزِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ , نِسَاؤُهُمْ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ , عَلَى رُءُوسِهِمْ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ (1) الْعِجَافِ , الْعَنُوهُنَّ فَإِنَّهُنَّ مَلْعُونَاتٌ , لَوْ كَانَتْ وَرَاءَكُمْ أُمَّةٌ مِنْ الْأُمَمِ , لَخَدَمْنَ نِسَاؤُكُمْ نِسَاءَهُمْ كَمَا يَخْدِمْنَكُمْ نِسَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ " (2)
__________
(1) نَوْع من الْجِمال طِوَال الأعناق .
(2) ( حم ) 7083 , و( حب ) 5753 , انظر الصَّحِيحَة : 2683 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2043 ،
وقال الألباني في الصَّحِيحَة : في الحديث معجزة علمية غيبية أخرى غير المتعلقة بالنساء الكاسيات العاريات ، أَلَا وهي المتعلقة برجالهن الذين يركبون السيارات وينزلون على أبواب المساجد , ولعمر الله إنها لنبوءة صادقة نشاهدها كل يوم جمعة حينما تتجمع السيارات أمام المساجد حتى ليكاد الطريق على رحبه يضيق بها ، ينزل منها رجال ليحضروا صلاة الجمعة ، وجمهورهم لَا يصلون الصلوات الخمس ، أو على الأقل لَا يصلونها في المساجد ، فكأنهم قَنِعوا من الصلوات بصلاة الجمعة ، ولذلك يتكاثرون يوم الجمعة وينزلون بسياراتهم أمام المساجد , فلا تظهر ثمرة الصلاة عليهم في معاملتهم لأزواجهم وبناتهم ، فهم بحق " نساؤهم كاسيات عاريات " لِلَّهِ وثمة ظاهرة أخرى ينطبق عليها الحديث تمام الانطباق ، ألا وهي التي نراها في تشييع الجنائز على السيارات في الآونة الأخيرة من هذا العصر , يركبها أقوام لَا خلاق لهم من الموسرين المُترفين التاركين للصلاة ، حتى إذا وقفت السيارة التي تحمل الجنازة وأُدخلت المسجد للصلاة عليها ، مكث أولئك المُترفون أمام المسجد في سياراتهم ، وقد ينزل عنها بعضهم ينتظرون الجنازة ليتابعوا تشييعها إلى قبرها نفاقا اجتماعيا ومداهنة ، وليس تعبدا وتذكرا للآخرة ، والله المستعان , هذا هو الوجه في تأويل هذا الحديث عندي ، فإن أصبت فمن الله ، وإن أخطأت فمن نفسي ، والله تعالى هو المسؤول أن يغفر لي خطئي وعمدي ، وكل ذلك عندي . أ . هـ(1/730)
( د ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ (1) وَأَخَذْتُمْ بِأَذْنَابِ الْبَقَرِ , وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ (2) وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا (3) لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ (4) " (5)
أبا واقد الليثي قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال- ونحن جلوس على بساط-: إنَّها ستكونُ فتنةٌ. فقالوا: كيف لنا يا رسول الله؟! أو كيف نصنعُ ؟ قال: ترجعون إلى أمْرِكم الأوَّلِ ).أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 181- 182)
السلسلة الصحيحة : 3165
__________
(1) قَالَ فِي الْقَامُوس : هو التَّاجِر إذا بَاعَ سِلْعَته بِثَمَنٍ إِلَى أَجَل , ثُمَّ اِشْتَرَاهَا مِنْهُ بِأَقَلّ مِنْ ذَلِكَ الثَّمَن , اِنْتَهَى . وقَالَ الرَّافِعِيّ : وَبَيْع الْعِينَة أَنْ يَبِيع شَيْئًا مِنْ غَيْره بِثَمَنٍ مُؤَجَّل , وَيُسَلِّمهُ إِلَى الْمُشْتَرِي , ثُمَّ يَشْتَرِيه قَبْل قَبْض الثَّمَن بِثَمَنِ نَقْد أَقَلّ مِنْ ذَلِكَ الْقَدْر اِنْتَهَى . عون المعبود - (ج 7 / ص 453)
وقَالَ الْحَافِظ شَمْس الدِّين ابْن الْقَيِّم رَحِمَهُ اللَّه كما في عون المعبود - (ج 7 / ص 453) : وَفِي الْبَاب حَدِيث أَبِي إِسْحَاق السُّبَيْعِيِّ عَنْ اِمْرَأَته " أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَة فَدَخَلَتْ مَعَهَا أُمّ وَلَد زَيْد بْن أَرْقَمَ ، فَقَالَتْ : يَا أُمّ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنِّي بِعْت غُلَامًا مِنْ زَيْد بْن أَرْقَمَ بِثَمَانِمِائَةِ دِرْهَم نَسِيئَة ، وَإِنِّي اِبْتَعْته مِنْهُ بِسِتِّمِائَةٍ نَقْدًا ، فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَة : بِئْسَمَا اِشْتَرَيْت ، وَبِئْسَمَا شَرَيْت ، أَخْبِرِي زَيْدًا أَنَّ جِهَاده مَعَ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قَدْ بَطَلَ إِلَى أَنْ يَتُوب " هَذَا الْحَدِيث رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيّ ، وَذَكَرَهُ الشَّافِعِيّ ، وَأَعَلَّهُ بِالْجَهَالَةِ بِحَالِ اِمْرَأَة أَبِي إِسْحَاق ، وَقَالَ : لَوْ ثَبَتَ , فَإِنَّمَا عَابَتْ عَلَيْهَا بَيْعًا إِلَى الْعَطَاء ، لِأَنَّهُ أَجَل غَيْر مَعْلُوم .ثُمَّ قَالَ : وَلَا يَثْبُت مِثْل هَذَا عَنْ عَائِشَة ، وَزَيْد بْن أَرْقَمَ لَا يَبِيع إِلَّا مَا يَرَاهُ حَلَالًا .قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : وَرَوَاهُ يُونُس بْن أَبِي إِسْحَاق عَنْ أُمّه الْعَالِيَة بِنْت أَنْفَع " أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَة مَعَ أُمّ مُحَمَّد " .وَقَالَ غَيْره : هَذَا الْحَدِيث حَسَن ، وَيُحْتَجّ بِمِثْلِهِ ، لِأَنَّهُ قَدْ رَوَاهُ عَنْ الْعَالِيَة ثِقَتَانِ ثَبْتَانِ : أَبُو إِسْحَاق زَوْجهَا ،
وَيُونُس اِبْنهَا ، وَلَمْ يُعْلَم فِيهَا جَرْح ، وَالْجَهَالَة تَرْتَفِع عَنْ الرَّاوِي بِمِثْلِ ذَلِكَ , ثُمَّ إِنَّ هَذَا مِمَّا ضُبِطَتْ فِيهِ الْقِصَّة ، وَمَنْ دَخَلَ مَعَهَا عَلَى عَائِشَة ، وَقَدْ صَدَّقَهَا زَوْجهَا وَابْنهَا وَهُمَا مَنْ هُمَا ، فَالْحَدِيث مَحْفُوظ .وَقَوْله فِي الْحَدِيث الْمُتَقَدِّم " مَنْ بَاعَ بَيْعَتَيْنِ فِي بَيْعَة فَلَهُ أَوْكَسهمَا أَوْ الرِّبَا " هُوَ مُنَزَّل عَلَى الْعِينَة بِعَيْنِهَا ، قَالَهُ شَيْخنَا ، لِأَنَّهُ بَيْعَانِ فِي بَيْع وَاحِد ، فَأَوْكَسهمَا : الثَّمَن الْحَالّ وَإِنْ أَخَذَ بِالْأَكْثَرِ وَهُوَ الْمُؤَجَّل - أَخَذَ بِالرِّبَا . فَالْمَعْنَيَانِ لَا يَنْفَكَّانِ مِنْ أَحَد الْأَمْرَيْنِ , إِمَّا الْأَخْذ بِأَوْكَس الثَّمَنَيْنِ ، أَوْ الرِّبَا ، وَهَذَا لَا يَتَنَزَّل إِلَّا عَلَى الْعِينَة .
(2) حُمِلَ هَذَا عَلَى الِاشْتِغَال بِالزَّرْعِ فِي زَمَن يَتَعَيَّن فِيهِ الْجِهَاد . عون المعبود - (ج 7 / ص 453)
(3) أَيْ : سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صَغَارًا وَمَسْكَنَة , وَمَنْ أَنْوَاع الذُّلّ الْخَرَاج الَّذِي يُسَلِّمُونَهُ كُلّ سَنَة لِمُلَّاكِ الْأَرْض , وَسَبَب هَذَا الذُّلّ وَاَللَّه أَعْلَم أَنَّهُمْ لَمَّا تَرَكُوا الْجِهَاد فِي سَبِيل اللَّه الَّذِي فِيهِ عِزّ الْإِسْلَام وَإِظْهَاره عَلَى كُلّ دِين , عَامَلَهُمْ اللَّهُ بِنَقِيضِهِ وَهُوَ إِنْزَال الذِّلَّة بِهِمْ , فَصَارُوا يَمْشُونَ خَلْف أَذْنَاب الْبَقَر بَعْد أَنْ كَانُوا يَرْكَبُونَ عَلَى ظُهُور الْخَيْل الَّتِي هِيَ أَعَزّ مَكَان . عون المعبود - (ج 7 / ص 453)
(4) قال الألباني في الصَّحِيحَة ح11: فتأمل كيف بين هذا الحديث ما أُجْمِلَ في حديث أبي أمامة حين رأى سكة وشيئا من آلة الحرث فقال : سمعت رسول - صلى الله عليه وسلم - يقول : " لا يدخل هذا بيت قوم إلا أدخله اللهُ الذل " ، فذكر أن تسليط الذل ليس هو لمجرد الزرع والحرث , بل لما اقترن به من الإخلاد إليه والانشغال به عن الجهاد في سبيل الله فهذا هو المراد بالحديث ، وأما الزرع الذي لم يقترن به شيء من ذلك فهو المُراد بالأحاديث المُرَغِّبة في الحرث , فلا تعارض بينها ولا إشكال . أ . هـ
(5) ( د ) 3462(1/731)
( د ) , وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ تَجَارَى (1) بِهِمْ الْأَهْوَاءُ (2) كَمَا يَتَجَارَى الْكَلَبُ بِصَاحِبِهِ (3) لَا يَبْقَى مِنْهُ (4) عِرْقٌ وَلَا مَفْصِلٌ إِلَّا دَخَلَهُ " (5)
__________
(1) ( تَجَارَى ) بِحَذْفِ إِحْدَى التَّاءَيْنِ أَيْ : تَدَخُّل وَتَسْرِي .
(2) ( الْأَهْوَاء ) : الْبِدَع . عون المعبود - (ج 10 / ص 116)
(3) ( الْكَلَب ) : دَاءٌ يَعْرِض لِلْإِنْسَانِ مِنْ عَضّ الْكَلْب , وَهُوَ دَاء يُصِيب الْكَلْب فَيُصِيبهُ شِبْه الْجُنُون , فَلَا يَعَضّ أَحَدًا إِلَّا كَلُبَ , وَيَعْرِض لَهُ أَعْرَاض رَدِيَّة ، وَيَمْتَنِع مِنْ شُرْب الْمَاء حَتَّى يَمُوت عَطَشًا كَذَا فِي النِّهَايَة .عون المعبود(ج10ص116)
(4) أَيْ : مِنْ صَاحِبه .
(5) ( د ) 4597(1/732)
( طب ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْروٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الْأَعَاجِمِ " , قِيلَ : وَمَا قُلُوبُ الْأَعَاجِمِ ؟ قَالَ : " حُبُّ الدُّنْيَا ، سُنَّتُهُمْ سُنَّةُ الْأَعْرَابِ ، مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ رِزْقٍ جَعَلُوهُ فِي الْحَيَوَانِ (1) يَرَوْنَ الْجِهَادَ ضَرَرًا ، وَالصَّدَقَةَ مَغْرَمًا (2) " (3)
__________
(1) الْحَيَوَانُ مُبَالَغَةٌ فِي الْحَيَاةِ , كَمَا قِيلَ لِلْمَوْتِ الْكَثِيرِ مَوَتَانٌ .المصباح المنير في غريب الشرح الكبير(ج3 ص 6)
(2) أَيْ : يشق عليهم أداؤها , بحيث يَعُدُّون إخراجها غرامة يغرمونها , ومصيبة يصابونها .فيض القدير(ج1ص525)
(3) ( طب ) ج13ص36ح82 , ( مسند الحارث ) 289 , انظر الصَّحِيحَة : 3357(1/733)
( طس ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" سَيَكُونُ رِجَالٌ مِنْ أُمَّتِي يَأْكُلُونَ أَلْوَانَ الطَّعَامِ ، وَيَشْرَبُونَ أَلْوَانَ الشَّرَابِ ، وَيَلْبَسُونَ أَلْوَانَ اللِّبَاسِ ، وَيَتَشَدَّقَونَ فِي الْكَلَامِ (1) أُولَئِكَ شِرَارُ أُمَّتِي " (2)
__________
(1) أَيْ : يتوسعون فيه من غير احتياط واحتراز , وأراد بالمتشدق المستهزئ بالناس , يلوي شدقه عليهم وبهم . فيض القدير - (ج 3 / ص 614)
(2) , ( طس ) 2351 , ( طب ) 7512 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3663 , الصَّحِيحَة : 1891(1/734)
( ت ) , وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا فَعَلَتْ أُمَّتِي خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً حَلَّ بِهَا الْبَلَاءُ " , فَقِيلَ : وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " إِذَا كَانَ الْمَغْنَمُ (1) دُوَلًا (2) وَالْأَمَانَةُ مَغْنَمًا (3) وَالزَّكَاةُ مَغْرَمًا (4) وَأَطَاعَ الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ وَعَقَّ أُمَّهُ (5) وَبَرَّ صَدِيقَهُ (6) وَجَفَا أَبَاهُ (7) وَارْتَفَعَتْ الْأَصْوَاتُ فِي الْمَسَاجِدِ (8) وَكَانَ زَعِيمُ الْقَوْمِ أَرْذَلَهُمْ (9) وَأُكْرِمَ الرَّجُلُ مَخَافَةَ شَرِّهِ (10) وَشُرِبَتْ الْخُمُورُ , وَلُبِسَ الْحَرِيرُ , وَاتُّخِذَتْ الْقَيْنَاتُ (11) وَالْمَعَازِفُ (12) وَلَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا (13) فَلْيَرْتَقِبُوا عِنْدَ ذَلِكَ رِيحًا حَمْرَاءَ , أَوْ خَسْفًا وَمَسْخًا "( ضعيف ) (14)
__________
(1) أَيْ : الغنيمة . فيض القدير - (ج 1 / ص 525)
(2) هو : اسم لكل ما يتداول من المال , يعني : إذا كان الأغنياء وأهل الشرف والمناصب يتداولون أموال الفيء , ويستأثرون بحقوق العجزة والفقراء , ويمنعون الحق عن مستحقيه قهرا وغلبة كما هو صنيع أهل الجاهلية وذي العدوان
فيض القدير - (ج 1 / ص 525)
(3) أَيْ : غنيمة يذهبون بها ويغنمونها , فيرى من بيده أمانة أن الخيانة فيها غنيمة غنمها .فيض القدير(ج1ص 525)
(4) أَيْ : يشق عليهم أداؤها , بحيث يعدون إخراجها غرامة يغرمونها ومصيبة يصابونها . فيض القدير
(5) أَيْ : عصاها وآذاها , والمراد أنه قَدَّم رضا امرأته على رضا أمه , فتغضب تلك لرضا هذه عند تباين غرضيهما .
(6) أَيْ : أحسن إليه وأدناه وتفضل عليه وجباه .
(7) أَيْ : أبعده وأقصاه وأعرض عنه وقلاه , وترك صِلته وأهمل مودته . فيض القدير - (ج 1 / ص 525)
(8) أَيْ : بالخصومات ونحوها كالبيع والشراء . فيض القدير - (ج 1 / ص 525)
(9) أَيْ : أخسِّهم وأسفلهم .
(10) أَيْ : خشية من تعدي شره إليهم وجنايته عليهم . فيض القدير - (ج 1 / ص 525)
(11) القينات : جمع قينة ، وهي : الجارية المغنية .
(12) المعازف : آلات الطرب .
(13) أَيْ : لعن أهل الزمن الآخر الصدر الأول من الصحابة والتابعين , الذين مهدوا قواعد الدين , وأَصَّلُوا أعلامه وأحكموا أحكامه , والمراد باللعن : الطعن , والذكر بالسوء , وعدم الاقتداء بهم في الأعمال والاعتقاد . فيض القدير
(14) ( ت ) 2210(1/735)
( يع ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا طَغَتْ نِسَاؤُكُمْ ، وَفَسُقَ شُبَّانُكُمْ , وَتَرَكْتُمْ جِهَادَكُمْ " ، قَالُوا : وَإِنَّ ذَلِكَ لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ ، وَأَشَدُّ مِنْهُ سَيَكُونُ ، قَالَ : كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَمْ تَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْا عَنِ الْمُنْكِرِ ؟ " قَالُوا : وَكَائِنٌ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ ، وَأَشَدُّ مِنْهُ يَكُونُ ، قَالَ : كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا رَأَيْتُمُ الْمَعْرُوفُ مُنْكَرًا ، وَرَأَيْتُمُ الْمُنْكَرَ مَعْرُوفًا ؟ " قَالُوا : وَكَائِنٌ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ ، وَأَشَدُّ مِنْهُ يَكُونُ ، قَالَ : " كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا أَمَرْتُمْ بِالْمُنْكَرِ وَنَهَيْتُمْ عَنِ الْمَعْرُوفِ ؟ " قَالُوا : وَكَائِنٌ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ ، وَأَشَدُّ مِنْهُ يَكُونُ ، يَقُولُ اللَّهُ - عز وجل - : بِي حَلَفْتُ لأُتِيحَنَّ لَهُمْ فِتْنَةً يَصِيرُ الْحَلِيمُ فِيهَا حَيْرَانَ "( ضعيف ) (1)
( حل ) , وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مِنِ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ اثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ خَصْلَةً : إِذَا رَأَيْتُمُ النَّاسَ أَمَاتُوا الصَلَاةَ ، وَأَضَاعُوا الأَمَانَةَ ، وَأَكَلُوا الرِّبَا ، وَاسْتَحَلُّوا الْكَذِبَ ، وَاسْتَخَفُّوا الدِّمَاءَ ، وَاسْتَعْلَوُا الْبِنَاءَ وَبَاعُوا الدِّينَ بِالدُّنْيَا ، وَتَقَطَّعَتِ الأَرْحَامُ ، وَيَكُونُ الْحُكْمُ ضَعْفًا ، وَالْكَذِبُ صِدْقًا وَالْحَرِيرُ لِبَاسًا ، وَظَهَرَ الْجَوْرُ ، وَكَثُرَ الطَّلاقُ ، وَمَوْتُ الْفُجَاءَةِ ، وَائْتُمِنَ الْخَائِنُ ، وَخُوِّنَ الأَمِينُ ، وَصُدِّقَ الْكَاذِبُ ، وَكُذِّبَ الصَّادِقُ ، وَكَثُرَ الْقَذْفُ ، وَكَانَ الْمَطَرُ قَيْظًا وَالْوَلَدُ غَيْظًا ، وَفَاضَ اللِّئَامُ فَيْضًا ، وَغَاضَ (2) الْكِرَامُ غَيْضًا ، وَكَانَ الْأُمَرَاءُ فَجَرَةً ، وَالْوُزَرَاءُ كَذِبَةً ، وَالْأُمَنَاءُ خَوَنَةً ، وَالْعُرْفَاءُ ظَلَمَةً ، وَالْقُرَّاءُ (3) فَسَقَةً ، وَإِذَا لَبِسُوا مُسُوكَ (4) الضَّأْنِ ، قُلُوبُهُمْ أَنْتَنُ مِنَ الْجِيفَةِ ، وَأَمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ ، يُغَشِّيهِمُ اللَّهُ فِتْنَةً يَتَهَاوَكُونَ (5) فِيهَا تَهَاوُكَ الْيَهُودِ الظَّلَمَةِ ، وَتَظْهَرُ الصَّفْرَاءُ - يَعْنِي الدَّنَانِيرَ - وَتُطْلَبُ الْبَيْضَاءُ - يَعْنِي الْدَرَاهِمَ - وَتَكْثُرُ الْخَطَايَا ، وَتَغُلُّ الأُمَرَاءُ ، وَحُلِّيَتِ الْمَصَاحِفُ , وَصُوِّرَتِ الْمَسَاجِدُ ، وَطُوِّلَتِ الْمَنَائِرُ ، وَخُرِّبَتِ الْقُلُوبُ ، وَشُرِبَتِ الْخُمُورُ ، وَعُطِّلَتِ الْحُدُودُ ، وَوَلَدَتِ الْأَمَةُ رَبَّهَا ، وَتَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ وَقَدْ صَارُوا مُلُوكًا ، وَشَارَكَتِ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا فِي التِّجَارَةِ ، وَتَشَبَّهَ الرِّجَالُ بِالنِّسَاءِ ، وَالنِّسَاءُ بِالرِّجَالِ ، وَحُلِفَ بِاللَّهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُسْتَحْلَفَ ، وَشَهِدَ الْمَرْءُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُسْتَشْهَدَ ، وَسُلِّمَ لِلْمَعْرِفَةِ ، وَتُفِقِّهَ لِغَيْرِ الدِّينِ ، وَطُلِبَتِ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ ، وَاتُّخِذَ الْمَغْنَمُ دُوَلًا ، وَالأَمَانَةُ مَغْنَمًا وَالزَّكَاةُ مَغْرَمًا ، وَكَانَ زَعِيمُ الْقَوْمِ أَرْذَلَهُمْ ، وَعَقَّ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَبَرَّ صَدِيقَهُ ، وَجَفَا أُمَّهُ وَأَطَاعَ زَوْجَتَهُ ، وَعَلَتْ أَصْوَاتُ الْفَسَقَةِ فِي الْمَسَاجِدِ ، وَاتُّخِذَتِ الْقَيْنَاتُ وَالْمَعَازِفُ , وَشُرِبَتِ الْخُمُورُ فِي الطُّرُقِ ، وَاتُّخِذَ الظُّلْمُ فَخْرًا ، وَبِيعَ الْحُكْمُ ، وَكَثُرَتِ الشُّرَطُ ، وَاتُّخِذَ الْقُرْآنُ مَزَامِيرَ ، وَجُلُودُ السِّبَاعِ صِفَاقًا (6) وَالْمَسَاجِدُ طُرُقًا ، وَلَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَوَّلَهَا , فَلْيَتَّقُوا عِنْدَ ذَلِكَ رِيحًا حَمْرَاءَ ، وَخَسْفًا وَمَسْخًا وَآيَاتٍ "( ضعيف ) (7)
__________
(1) رواه ابن أبي حاتم في العلل (2/ 417-418) ، والحافظ عبد الغني المقدسي في " كتاب الأمر بالمعروف " (91-92) , انظر الضعيفة تحت حديث : 5204
(2) غاضَ الماءُ يَغِيضُ غَيْضاً , أَيْ : نقَصَ أَو غارَ فذهبَ . لسان العرب - (ج 7 / ص 201)
(3) القُرَّاء : الحفظة لكتاب اللهِ .
(4) أي : جلود .
(5) التَّهُوُّك : كالتَّهُوُّر , وهو الوُقُوع في الأمْرِ بِغَيْرِ رَوِيَّة . والمُتَهَوِّك : الذي يقَعَ في كُلِّ أمْرٍ , وقيل : هُوَ التَّحَيُّر . النهاية في غريب الأثر - (ج 5 / ص 660)
(6) الصَفّاق : جِلدةٌ رقيقةٌ تحت الجلد الأعلى وفوق اللحم . النهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 71)
(7) أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3/358 ) , انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة : ( 3/170) ح1171(1/736)
( د ) , وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
" لَنْ يَهْلِكَ النَّاسُ حَتَّى يُعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسِهِمْ (1) " (2)
__________
(1) يُقَال : أَعْذَرَ فُلَان مِنْ نَفْسه , إِذَا أَمْكَنَ مِنْهَا , يَعْنِي أَنَّهُمْ لَا يَهْلِكُونَ حَتَّى تَكْثُر ذُنُوبهمْ وَعُيُوبهمْ فَيَسْتَوْجِبُونَ الْعُقُوبَة ، وَيَكُون لِمَنْ يُعَذِّبهُمْ عُذْر . عون المعبود - (ج 9 / ص 380)
(2) ( د ) 4347 , ( حم ) 18315 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5231 , والمشكاة : 5146 ، وهداية الرواة : 5074(1/737)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى اخْتِلَافُ هَذِه الْأُمَّةِ وَاقْتِتَالُهَا فِيمَا بَيْنَهَا
( خ ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة : { قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ } (1) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَعُوذُ بِوَجْهِكَ " , قَالَ : { أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ } , قَالَ : " أَعُوذُ بِوَجْهِكَ " , قَالَ : { أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ (2) } , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " هَذَا أَهْوَنُ (3) " (4)
__________
(1) [الأنعام/65]
(2) أَيْ : يَجْعَلُ كُلَّ فِرْقَةٍ مِنْكُمْ مُتَابِعَةً لِإِمَامٍ , وَيَنْشَبُ الْقِتَالُ بَيْنَكُمْ , وَتَخْتَلِطُوا وَتَشْتَبِكُوا فِي مَلَاحِمِ الْقِتَالِ , يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ , وَيُذِيقُ بَعْضُكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 467)
(3) أَيْ : خَصْلَة الِالْتِبَاس وَخَصْلَة إِذَاقَة بَعْضهمْ بَأْس بَعْض أَهْوَنُ ، وَقَدْ رَوَى اِبْن مَرْدَوْيهِ مِنْ حَدِيث أُبَيِّ بْن كَعْب قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى ( عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ ) قَالَ الرَّجْم ( أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ) قَالَ الْخَسْف , وَقِيلَ : الْمُرَاد بِالْفَوْقِ حَبْس الْمَطَر , وَبِالتَّحْتِ مَنْع الثَّمَرَات , وَالْأَوَّل هُوَ الْمُعْتَمَد . فتح الباري لابن حجر - (ج 13 / ص 39)
(4) ( خ ) 4352 , ( ت ) 3065(1/738)
( م د جة ) , وَعَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى زَوَى لِي الْأَرْضَ (1) فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا , وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا , وَإِنِّي أُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ : الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ ) (2) ( - يَعْنِي الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ (3) - وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي ثَلَاثًا : أَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَى أُمَّتِي جُوعًا فَيُهْلِكَهُمْ بِهِ ) (4) ( وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ (5) فَيَسْتَبِيحَ (6) بَيْضَتَهُمْ (7) ) (8) ( وَأَنْ لَا يَلْبِسَهُمْ شِيَعًا (9) وَيُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ (10) ) (11) ( فَقَالَ لِي رَبِّي : يَا مُحَمَّدُ , إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ (12) وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ ) (13) ( أَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ جُوعًا فَأُهْلِكَهُمْ بِهِ (14) ) (15) ( وَلَنْ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ , وَلَوْ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا (16) حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا , وَيَسْبِيَ (17) بَعْضُهُمْ بَعْضًا ) (18) ( وَإِنِّي لَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي إِلَّا الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ (19) وَإِذَا وُضِعَ السَّيْفُ فِي أُمَّتِي لَمْ يُرْفَعْ عَنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (20) ) (21) " (22)
__________
(1) أَيْ : جَمَعَهَا لِأَجْلِي , يُرِيدُ بِهِ تَقْرِيبَ الْبَعِيدِ مِنْهَا ، حَتَّى اِطَّلَعَ عَلَيْهِ اِطِّلَاعَهُ عَلَى الْقَرِيبِ مِنْهَا .( النووي ج9ص268)
(2) ( م ) 2889
(3) قَالَ الْعُلَمَاء : الْمُرَاد بِالْكَنْزَيْنِ الذَّهَب وَالْفِضَّة ، وَالْمُرَاد كَنْزَيْ كِسْرَى وَقَيْصَر مَلِكَيْ الْعِرَاق وَالشَّام , وفِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ مُلْك هَذِهِ الْأُمَّة يَكُون مُعْظَم اِمْتِدَاده فِي جِهَتَيْ الْمَشْرِق وَالْمَغْرِب ، وَهَكَذَا وَقَعَ , وَأَمَّا فِي جِهَتَيْ الْجَنُوب وَالشِّمَال فَقَلِيل بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمَشْرِق وَالْمَغْرِب . ( النووي - ج 9 / ص 268)
(4) ( جة ) 3952 , ( م ) 2889
(5) أَيْ : الْكُفَّارُ .
(6) أَيْ : يَسْتَأْصِلُ .
(7) أَيْ : جَمَاعَتهمْ وَأَصْلهمْ ، وَالْبَيْضَة أَيْضًا الْعِزّ وَالْمُلْك . ( النووي - ج 9 / ص 268)
وقَالَ الْجَزَرِيُّ فِي النِّهَايَةِ : أَيْ : مُجْتَمَعَهُمْ وَمَوْضِعَ سُلْطَانِهِمْ ، وَمُسْتَقَرَّ دَعْوَتِهِمْ ، وَبَيْضَةُ الدَّارِ وَسَطُهَا وَمُعْظَمُهَا ، أَرَادَ عَدُوًّا يَسْتَأْصِلُهُمْ وَيُهْلِكُهُمْ جَمِيعَهُمْ ، قِيلَ : أَرَادَ إِذَا أُهْلِكَ أَصْلُ الْبَيْضَةِ كَانَ هَلَاكُ كُلِّ مَا فِيهَا مِنْ طَعِمٍ أَوْ فَرْخٍ . وَإِذَا لَمْ يُهْلِكْ أَصْلَ الْبَيْضَةِ سَلِمَ بَعْضُ فِرَاخِهَا . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 468)
(8) ( م ) 2889 , ( ت ) 2176
(9) الشِّيَع : الفِرَق والجماعات .
(10) أَيْ : بِالْحَرْبِ وَالْقَتْل بِسَبَبِ ذَلِكَ ، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ مِنْ عَذَاب اللَّه , لَكِنْ أَخَفّ مِنْ الِاسْتِئْصَال , وَفِيهِ لِلْمُؤْمِنِينَ كَفَّارَة . ( فتح ) - (ج 20 / ص 371)
(11) ( جة ) 3952
(12) قال ابن أبي عاصم في كتابه ( السنة ) : وسمعت حامدا - وكان مما ينسب إلى معرفة بالكلام والفقه - قال : ما على أهل القدر حديث أشد من هذا , لأن الله تعالى منعه الثالثة , لأن من إرادة الله أن يُهلِكَ بعضُهم بعضا , ويسوءَ بعضُهم بعضا , وأعلمه أنه قضى ذلك وأنه كائن , قَالَ الْمُظْهِرُ : اِعْلَمْ أَنَّ لِلَّهِ تَعَالَى فِي خَلْقِهِ قَضَاءَيْنِ : مُبْرَمًا وَمُعَلَّقًا بِفِعْلٍ ، كَمَا قَالَ : إِنَّ الشَّيْءَ الْفُلَانِيَّ كَانَ كَذَا وَكَذَا ، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْهُ فَلَا يَكُونُ كَذَا وَكَذَا , مِنْ قَبِيلِ مَا يَتَطَرَّقُ إِلَيْهِ الْمَحْوُ وَالْإِثْبَاتُ , كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ : { يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ } , وَأَمَّا الْقَضَاءُ الْمُبْرَمُ فَهُوَ عِبَارَةٌ عَمَّا قَدَّرَهُ سُبْحَانَهُ فِي الْأَزَلِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُعَلِّقَهُ بِفِعْلٍ ، فَهُوَ فِي الْوُقُوعِ نَافِذٌ غَايَةَ النَّفَاذِ ، بِحَيْثُ لَا يَتَغَيَّرُ بِحَالَةٍ وَلَا يَتَوَقَّفُ عَلَى الْمُقْضَى عَلَيْهِ ، وَلَا الْمَقْضِيِّ لَهُ ؛ لِأَنَّهُ مِنْ عِلْمِهِ بِمَا كَانَ وَمَا يَكُونُ ،
وَخِلَافُ مَعْلُومِهِ مُسْتَحِيلٌ قَطْعًا ، وَهَذَا مِنْ قَبِيلِ مَا لَا يَتَطَرَّقُ إِلَيْهِ الْمَحْوُ وَالْإِثْبَاتُ , قَالَ تَعَالَى : { لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ } وَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا مَرَدَّ لِقَضَائِهِ وَلَا مَرَدَّ لِحُكْمِهِ " , فَقَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم - : " إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَلَا يُرَدُّ " مِنْ الْقَبِيلِ الثَّانِي , وَلِذَلِكَ لَمْ يُجَبْ إِلَيْهِ ، وَفِيهِ أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ مُسْتَجَابُو الدَّعْوَةِ إِلَّا فِي مِثْلِ هَذَا . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 468)
(13) ( م ) 2889
(14) بَلْ إِنْ وَقَعَ قَحْط فَيَكُون فِي نَاحِيَة يَسِيرَة بِالنِّسْبَةِ إِلَى بَاقِي بِلَاد الْإِسْلَام , فَلِلَّهِ الْحَمْد وَالشُّكْر عَلَى جَمِيع نِعَمه . ( النووي - ج 9 / ص 268)
(15) ( جة ) 3952
(16) أَيْ : نَوَاحِي الْأَرْض .
(17) أَيْ : يَأْسِرُ .
(18) ( م ) 2889 , ( ت ) 2176
(19) أَيْ : الدَّاعِينَ إِلَى الْبِدَع وَالْفِسْق وَالْفُجُور .
(20) فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي بَلَد يَكُون فِي بَلَد آخَر , وَقَدْ اُبْتُدِئَ فِي زَمَن مُعَاوِيَة وَهَلُمَّ جَرًّا , لَا يَخْلُو عَنْهُ طَائِفَة مِنْ الْأُمَّة , وَالْحَدِيث مُقْتَبَس مِنْ قَوْله تَعَالَى : { أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ } عون المعبود(ج 9 / ص 292)
(21) ( د ) 4252 , ( ت ) 2202 , 2229
(22) الصَّحِيحَة : 1582(1/739)
( س جة ) , وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا صَلَاةً فَأَطَالَ فِيهَا " ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَطَلْتَ الْيَوْمَ الصَلَاةَ ، فَقَالَ : إِنِّي صَلَّيْتُ صَلَاةَ رَغْبَةٍ وَرَهْبَةٍ (1) سَأَلْتُ رَبِّي - عز وجل - لِأُمَّتِي ثَلَاثًا فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً ) (2) ( سَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُهْلِكَهُمْ بِمَا أَهْلَكَ بِهِ الْأُمَمَ قَبْلَهُمْ فَأَعْطَانِيهَا , وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُظْهِرَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ (3) فَأَعْطَانِيهَا ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَلْبِسَهُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ فَمَنَعَنِيهَا (4) ) (5) " (6)
__________
(1) أَيْ : صَلَاة دَعَوْت فِيهَا رَاغِبًا فِي الْإِجَابَة , رَاهِبًا مِنْ رَدّهَا . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 7 / ص 321)
(2) ( جة ) 3951
(3) أَيْ : مِنْ فَرِق الْكُفْر , وَالْمُرَاد أَنْ لَا يُسَلَّطَ عَلَيْهِمْ بِحَيْثُ يَسْتَأْصِلهُمْ . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 7 / ص 321)
(4) فِيهِ أَنَّ الِاسْتِجَابَة بِإِعْطَاءِ عَيْن الْمَدْعُوّ لَهُ لَيْسَتْ كُلِّيَّة , بَلْ قَدْ تَتَخَلَّف مَعَ تَحَقُّق شَرَائِط الدُّعَاء . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 7 / ص 321)
(5) ( س ) 1638 , ( ت ) 2175
(6) صَحِيح الْجَامِع : , 2466 ، والصَّحِيحَة : 1724(1/740)
( خ م حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :( غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , وَقَدْ ثَابَ مَعَهُ (1) نَاسٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ حَتَّى كَثُرُوا , وَكَانَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلٌ لَعَّابٌ , فَكَسَعَ (2) أَنْصَارِيًّا , فَغَضِبَ الْأَنْصَارِيُّ غَضَبًا شَدِيدًا حَتَّى تَدَاعَوْا , فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ : يَا لَلْأَنْصَارِ , وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ : يَا لَلْمُهَاجِرِينَ ) (3) ( فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (4) ( فَخَرَجَ فَقَالَ : " ) (5) ( مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ ؟ ) (6) ( دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ " ) (7)
__________
(1) قَوْله : ( ثَابَ مَعَهُ ) أَيْ : اِجْتَمَعَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 322)
(2) أَيْ : ضَرَبَهُ عَلَى دُبُره بِشَيْءٍ .
(3) ( خ ) 3330 , ( م ) 63 - ( 2584 )
(4) ( خ ) 4622
(5) ( خ ) 3330
(6) ( خ ) 4622
(7) ( خ ) 4624(1/741)
( طب ) , وَعَنْ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" قَدِ اخْتَلَفْتُمْ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ، وَأَنْتُمْ بَعْدِي أَشَدَّ اخْتِلَافًا " (1)
__________
(1) ( طب ) 2908 , انظر الصَّحِيحَة : 3256(1/742)
( طب ) , وَعَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ قَالَ :
لَمَّا دَنَا عَلِيٌّ - رضي الله عنه - وَأَصْحَابُهُ مِنْ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِب، وَدَنَتِ الصُّفُوفُ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ , خَرَجَ عَلِيٌّ فَنَادَى : ادْعُوا لِي الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ ، فَدُعِيَ لَهُ فَأَقْبَلَ حَتَّى اخْتَلَفَتْ أَعْنَاقُ دَوَابِّهِمَا ، فَقَالَ : يَا زُبَيْرُ ، نَشَدْتُكَ اللَّهَ , أَتَذْكُرُ يَوْمَ مَرَّ بِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ كَذَا وَكَذَا وَقَالَ : " يَا زُبَيْرُ ، أَتُحِبُّ عَلِيًّا ؟ " ، قُلْتُ : أَلَا أُحِبُّ ابْنَ خَالِي وَابْنَ عَمَّتِي وَعَلَى دِينِي ؟ , فَقَالَ : " يَا عَلِيُّ أَتُحِبُّهُ ؟ " ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أُحِبُّ ابْنَ عَمَّتِي وَعَلَى دِينِي ؟ ، فَقَالَ : " يَا زُبَيْرُ , أَمَا وَاللَّهِ لَتُقَاتِلَنَّهُ وَأَنْتَ ظَالِمٌ لَهُ " , قَالَ : بَلَى وَاللَّهِ , لَقَدْ أُنْسِيْتُهُ مُنْذُ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، ثُمَّ ذَكَرْتُهُ الْآنَ ، وَاللَّهِ لَا أُقَاتِلُكَ ، فَرَجَعَ الزُّبَيْرُ عَلَى دَابَّتِهِ يَشُقُّ الصُّفُوفَ . (1)
__________
(1) ( كنز ) 31652 , ( ك ) 5575 , انظر الصَّحِيحَة : 2659(1/743)
( س حم ) , وَعَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : تَزْعُمُونَ أَنِّي آخِرُكُمْ وَفَاةً ؟ , أَلَا إِنَّهُ ) (1) ( يُوحَى إِلَيَّ ) (2) ( أَنِّي مِنْ أَوَّلِكُمْ وَفَاةً ) (3) ( وَأَنْتُمْ تَتَّبِعُونِي أَفْنَادًا (4) يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ ) (5) "
__________
(1) ( حم ) 17019 , انظر الصَّحِيحَة : 851
(2) ( س ) 3561
(3) ( حم ) 17019
(4) ( أَفْنَادًا ) أَيْ : جَمَاعَات مُتَفَرِّقِينَ . شرح سنن النسائي - (ج 5 / ص 194)
(5) ( س ) 3561(1/744)
( حم ) , وَعَنْ كُرْزِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْخُزَاعِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
أَتَى أَعْرَابِيٌّ إلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , هَلْ لِلْإِسْلامِ مِنْ مُنْتَهَى ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " نَعَمْ , أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ الْعَرَبِ أَوْ الْعَجَمِ أَرَادَ اللَّهُ بِهِمْ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمْ الْإِسْلَامَ " , قَالَ : ثُمَّ مَاذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " ثُمَّ تَقَعُ الْفِتَنُ كَأَنَّهَا الظُّلَلُ (1) " , فَقَالَ الرَّجُلُ : كَلَّا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَعُودُنَّ فِيهَا أَسَاوِدَ صُبًّا (2) يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ , وَأَفْضَلُ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ مُؤْمِنٌ مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ مِنْ الشِّعَابِ (3) يَتَّقِي رَبَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ " (4)
__________
(1) الظُلل : جمع ظلة , وهي كل ما أظلَّ من الشمس ، والمراد كأنها الجبال أو السُّحب .
(2) الأساود : جمع الأسود وهو : الْحَيَّةُ السَّوْدَاءُ , وذلك أنَّ الأسود - أي الحية - إذا أراد أن يَنْهش ارْتفع ثم انْصَبَّ على الملْدُوغ . النهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 7)
(3) الشِّعب : الطريق في الجبل , أو الانفراج بين الجبلين .
(4) ( حم ) 15960 , انظر الصَّحِيحَة : 3091 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .(1/745)
( د ) , وَعَنْ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَ فِتْنَةً فَعَظَّمَ أَمْرَهَا , فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَئِنْ أَدْرَكَتْنَا هَذِهِ لَتُهْلِكَنَّا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " كَلَّا , إِنَّ بِحَسْبِكُمْ الْقَتْلَ (1) " , قَالَ سَعِيدٌ : فَرَأَيْتُ إِخْوَانِي قُتِلُوا . (2)
__________
(1) أي : أَنَّ هَذِهِ الْفِتْنَة لَوْ أَدْرَكَتْكُمْ لَيَكْفِيكُمْ فِيهَا الْقَتْل , وَالضَّرَر الَّذِي يَحْصُل لَكُمْ مِنْهَا لَيْسَ إِلَّا الْقَتْل , وَأَمَّا هَلَاك عَاقِبَتكُمْ فَكَلَّا ، بَلْ يَرْحَم اللَّهُ عَلَيْكُمْ هُنَاكَ وَيَغْفِر لَكُمْ ، هَذَا ما ظَهَرَ لِي فِي مَعْنَى هَذِهِ الْجُمْلَة , وَاللَّه تَعَالَى أَعْلَم . عون المعبود - (ج 9 / ص 313)
(2) ( د ) 4277 , و( حم ) 1647(1/746)
( حم ) , وَعَنْ طَارِقِ بْنِ أَشْيَمَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" بِحَسْبِ أَصْحَابِي الْقَتْلُ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : يكفي المخطئ منهم في قتاله في الفتن القتل , فإنه كفارة لجُرمه وتمحيصٌ لذنوبه , وأما المصيب فهو شهيد , وأما من قاتل مع علمه بخطئه فقُتل مُصِرًّا فأمره إلى الله , إن شاء عذبه وإن شاء عفى عنه , ولا يناقضه خبر ( من فعل معصية فأقيم عليه الحد فهو كفارة ) , لأن قتال أهل الحق له كفارة عن قتاله لهم , وأما إصراره على معصية ربه في مدافعته أهل الحق عن حقهم وإقامته على العزم للعود لمثله فأمره إلى الله , فقتله على قتاله هو الذي أخبر عنه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بأنه عقوبة ذنبه . فيض القدير - (ج 3 / ص 257)
(2) ( حم ) 15917 , صَحِيح الْجَامِع : 2816 , والصحيحة : 1346 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(1/747)
( م ) , وَعَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ البَجَلِيِّ قَالَ :
جِئْتُ يَوْمَ الْجَرَعَةِ (1) فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ , فَقُلْتُ : لَيُهْرَاقَنَّ الْيَوْمَ هَاهُنَا دِمَاءٌ , فَقَالَ ذَاكَ الرَّجُلُ : كَلَّا وَاللَّهِ , فَقُلْتُ : بَلَى وَاللَّهِ , فَقَالَ : كَلَّا وَاللَّهِ , فَقُلْتُ : بَلَى وَاللَّهِ , فَقَالَ : كَلَّا وَاللَّهِ , إِنَّهُ لَحَدِيثٌ حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَقُلْتُ لَهُ : بِئْسَ الْجَلِيسُ لِي أَنْتَ مُنْذُ الْيَوْمِ , تَسْمَعُنِي أُخَالِفُكَ وَقَدْ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فلَا تَنْهَانِي ؟ , ثُمَّ قُلْتُ : مَالِي وَلِلْغَضَبِ ؟ , فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِ أَسْأَلُهُ , فَإِذَا الرَّجُلُ حُذَيْفَةُ . (2)
__________
(1) ( الْجَرَعَة ) : مَوْضِع بِقُرْبِ الْكُوفَة عَلَى طَرِيق الْحِيرَة , وَيَوْمُ الْجَرَعَة يَوْمٌ خَرَجَ فِيهِ أَهْل الْكُوفَة يَتَلَقَّوْنَ وَالِيًا وَلَّاهُ عَلَيْهِمْ عُثْمَان ، فَرَدُّوهُ وَسَأَلُوا عُثْمَان أَنْ يُوَلِّي عَلَيْهِمْ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فَوَلَّاهُ .( النووي - ج 9 / ص 272)
(2) ( م ) 2893 , ( حم ) 23436(1/748)
( خ م د ت حم ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ (1) يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا (2) مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا , وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا (3) ) (4) ( النَّائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمُضْطَجِعِ , وَالْمُضْطَجِعُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَاعِدِ وَالْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ , وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي ) (5) ( وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي (6) وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا (7) تَسْتَشْرِفْهُ (8) ) (9) ( قَتْلَاهَا كُلُّهُمْ فِي النَّارِ (10) فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَتَى ذَلِكَ ؟ , قال : ذَلِكَ أَيَّامَ الْهَرْجِ (11) " , قَالَ : وَمَتَى أَيَّامُ الْهَرْجِ ؟ , قال : " حِينَ لَا يَأْمَنُ الرَّجُلُ جَلِيسَهُ " ) (12) ( فَقَالُوا : فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ) (13) ( قال : " إِذَا نَزَلَتْ أَوْ وَقَعَتْ مَنْ كَانَ لَهُ إِبِلٌ فَلْيَلْحَقْ بِإِبِلِهِ , وَمَنْ كَانَتْ لَهُ غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ , وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ " , فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِبِلٌ وَلَا غَنَمٌ وَلَا أَرْضٌ ؟ ) (14) ( قَالَ : " كَسِّرُوا قَسِيَّكُمْ (15) وَقَطِّعُوا أَوْتَارَكُمْ (16) وَاضْرِبُوا سُيُوفَكُمْ بِالْحِجَارَةِ (17) ) (18) ( وَالْزَمُوا فِيهَا أَجْوَافَ بُيُوتِكُمْ ) (19) وَكُونُوا أَحْلَاسَ بُيُوتِكُمْ (20) "( فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَرَأَيْتَ إِنْ دَخَلَ رَجُلٌ عَلَيَّ دَارِي ؟ ) (21) ( وَبَسَطَ يَدَهُ لِيَقْتُلَنِي ) (22) ( قال : " فَادْخُلْ بَيْتَكَ " قال : أَرَأَيْتَ إِنْ دَخَلَ عَلَيَّ بَيْتِي ؟ , قال : " فَادْخُلْ مَسْجِدَكَ ) (23) ( وَكُنْ كَخَيْرِ ابْنَيْ آدَمَ (24) ) (25) ( وَتَلَا يَزِيدُ : { لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّه رَبَّ الْعَالَمِينَ } (26) ) (27) ( وَاصْنَعْ هَكَذَا - وَقَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِيَمِينِهِ عَلَى الْكُوعِ - وَقُلْ : رَبِّيَ اللَّهُ حَتَّى تَمُوتَ عَلَى ذَلِكَ ) (28) ( اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ , اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ , اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ " فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَرَأَيْتَ إِنْ أُكْرِهْتُ حَتَّى يُنْطَلَقَ بِي إِلَى أَحَدِ الصَّفَّيْنِ أَوْ إِحْدَى الْفِئَتَيْنِ , فَضَرَبَنِي رَجُلٌ بِسَيْفِهِ أَوْ يَجِيءُ سَهْمٌ فَيَقْتُلُنِي ) (29) ( مَاذَا يَكُونُ مِنْ شَأْنِي ؟ ) (30) ( قَالَ : " يَبُوءُ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِكَ (31) وَيَكُونُ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (32) ) (33) "
__________
(1) يُرِيد بِذَلِكَ اِلْتِبَاسهَا وَفَظَاعَتهَا وَشُيُوعهَا وَاسْتِمْرَارهَا . عون المعبود - (ج 9 / ص 297)
(2) أَيْ : فِي تِلْكَ الْفِتَن . عون المعبود - (ج 9 / ص 297)
(3) الْمُرَاد بِالْإِصْبَاحِ وَالْإِمْسَاء تَقَلُّب النَّاس فِيهَا وَقْت دُون وَقْت , لَا بِخُصُوصِ الزَّمَانَيْنِ , فَكَأَنَّهُ كِنَايَة عَنْ تَرَدُّد أَحْوَالهمْ , وَتَذَبْذُب أَقْوَالهمْ , وَتَنَوُّع أَفْعَالهمْ , مِنْ عَهْد وَنَقْض , وَأَمَانَة وَخِيَانَة , وَمَعْرُوف وَمُنْكَر , وَسُنَّة وَبِدْعَة , وَإِيمَان وَكُفْر . عون المعبود - (ج 9 / ص 297)
(4) ( د ) 4259
(5) ( حم ) 4286 , انظر الصَّحِيحَة : 3254
(6) الظَّاهِر أَنَّ الْمُرَاد مَنْ يَكُون مُبَاشِرًا لَهَا فِي الْأَحْوَال كُلّهَا ، يَعْنِي أَنَّ بَعْضهمْ فِي ذَلِكَ أَشَدّ مِنْ بَعْض ، فَأَعْلَاهُمْ فِي ذَلِكَ السَّاعِي فِيهَا بِحَيْثُ يَكُون سَبَبًا لِإِثَارَتِهَا ، ثُمَّ مَنْ يَكُون قَائِمًا بِأَسْبَابِهَا وَهُوَ الْمَاشِي ، ثُمَّ مَنْ يَكُون مُبَاشِرًا لَهَا وَهُوَ الْقَائِم ، ثُمَّ مَنْ يَكُون مَعَ النَّظَّارَة وَلَا يُقَاتِل وَهُوَ الْقَاعِد ، ثُمَّ مَنْ يَكُون مُجْتَنِبًا لَهَا وَلَا يُبَاشِر وَلَا يَنْظُر وَهُوَ الْمُضْطَجِع الْيَقْظَان ، ثُمَّ مَنْ لَا يَقَع مِنْهُ شَيْء مِنْ ذَلِكَ وَلَكِنَّهُ رَاضٍ وَهُوَ النَّائِم ، وَالْمُرَاد بِالْأَفْضَلِيَّةِ فِي هَذِهِ الْخَيْرِيَّة مَنْ يَكُون أَقَلّ شَرًّا مِمَّنْ فَوْقَهُ عَلَى التَّفْصِيل الْمَذْكُور . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 86)
(7) أَيْ : مَن تَطَلَّعَ لَهَا بِأَنْ يَتَصَدَّى وَتَعَرَّض لَهَا وَلَا يُعْرِض عَنْهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 86)
(8) يُرِيد مَنْ اِنْتَصَبَ لَهَا اِنْتَصَبَتْ لَهُ , وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْهَا أَعْرَضَتْ عَنْهُ ، وَحَاصِله أَنَّ مَنْ طَلَعَ فِيهَا بِشَخْصِهِ قَابَلَتْهُ بِشَرِّهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 86)
(9) ( خ ) 3406
(10) الْمُرَاد بِقَتْلَاهَا مَنْ قُتِلَ فِي تِلْكَ الْفِتْنَة , وَإِنَّمَا هُمْ مِنْ أَهْل النَّار لِأَنَّهُمْ مَا قَصَدُوا بِتِلْكَ الْمُقَاتَلَة وَالْخُرُوج إِلَيْهَا إِعْلَاء دِين , أَوْ دَفْع ظَالِم , أَوْ إِعَانَة مُحِقّ ، وَإِنَّمَا كَانَ قَصْدهمْ التَّبَاغِي وَالتَّشَاجُر طَمَعًا فِي الْمَال وَالْمُلْك , كَذَا فِي الْمِرْقَاة . عون المعبود - (ج 9 / ص 296)
(11) ( الْهَرْج ) : الْفِتْنَة . عون المعبود - (ج 9 / ص 296)
(12) ( حم ) 4286 , ( د ) 4258
(13) ( د ) 4262
(14) ( م ) 2887
(15) القِسِيّ : جَمْعُ الْقَوْسِ .
(16) الأَوْتَار : جَمْعُ وَتَرِ , وَفِي الحديث زِيَادَةٌ مِنْ الْمُبَالَغَةِ ، إِذْ لَا مَنْفَعَةَ لِوُجُودِ الْأَوْتَارِ مَعَ كَسْرِ الْقِسِيِّ , أَوْ الْمُرَادُ بِهِ أَنَّهُ لَا يَنْتَفِعُ بِهَا الْغَيْرُ وَلَا يَسْتَعْمِلُهَا فِي دُونِ الْخَيْرِ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 485)
(17) أَيْ : حَتَّى تَنْكَسِر أَوْ حَتَّى تَذْهَب حِدَّتُهَا .
(18) ( د ) 4259
(19) ( ت ) 2204
(20) ( د ) 4262 , الأَحْلَاس : جَمْع حِلْس , وَهُوَ الْكِسَاء الَّذِي يَلِي ظَهْر الْبَعِير تَحْت الْقَتَب , أَيْ : اِلْزَمُوا بُيُوتكُمْ , وَالْتَزِمُوا سُكُوتكُمْ , كَيْلَا تَقَعُوا فِي الْفِتْنَة الَّتِي بِهَا دِينكُمْ يَفُوتكُمْ . عون المعبود - (ج 9 / ص 296)
(21) ( حم ) 4286
(22) ( د ) 4256 , ( ت ) 2194
(23) ( حم ) 4286
(24) أَيْ : فَلْيَسْتَسْلِمْ حَتَّى يَكُون قَتِيلًا كَهَابِيل , وَلَا يَكُون قَاتِلًا كَقَابِيل . عون المعبود - (ج 9 / ص 297)
(25) ( د ) 4259
(26) [المائدة/28]
(27) ( د ) 4257
(28) ( حم ) 4286
(29) ( م ) 2887
(30) ( حم ) 20508 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده قوي .
(31) مَعْنَى ( يَبُوء بِهِ ) يَلْزَمهُ ، أَيْ : يَبُوء الَّذِي أَكْرَهَك بِإِثْمِهِ فِي إِكْرَاهك ، وَفِي دُخُوله فِي الْفِتْنَة ، وَبِإِثْمِك فِي قَتْلك غَيْره ، وَيَكُون مِنْ أَصْحَاب النَّار ، أَيْ : مُسْتَحِقًّا لَهَا , وَفِي هَذَا الْحَدِيث رَفْع الْإِثْم عَنْ الْمُكْرَه عَلَى الْحُضُور هُنَاكَ , وَأَمَّا الْقَتْل فَلَا يُبَاح بِالْإِكْرَاهِ , بَلْ يَأْثَم الْمُكْرَه عَلَى الْمَأْمُور بِهِ بِالْإِجْمَاعِ , وَقَدْ نَقَلَ الْقَاضِي وَغَيْره فِيهِ الْإِجْمَاع , قَالَ أَصْحَابنَا : وَكَذَا الْإِكْرَاه عَلَى الزِّنَا ، لَا يُرْفَع الْإِثْم فِيهِ , هَذَا إِذَا أُكْرِهَتْ الْمَرْأَة حَتَّى مَكَّنَتْ مِنْ نَفْسهَا , فَأَمَّا إِذَا رُبِطَتْ وَلَمْ يُمْكِنهَا مُدَافَعَته ، فَلَا إِثْم , وَاَللَّه أَعْلَم . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 264)
(32) فِيهِ التَّحْذِير مِنْ الْفِتْنَة , وَالْحَثّ عَلَى اِجْتِنَاب الدُّخُول فِيهَا , وَأَنَّ شَرّهَا يَكُون بِحَسَبِ التَّعَلُّق بِهَا ، وَالْمُرَاد بِالْفِتْنَةِ مَا يَنْشَأ عَنْ الِاخْتِلَاف فِي طَلَب الْمُلْك , حَيْثُ لَا يُعْلَم الْمُحِقّ مِنْ الْمُبْطِل , قَالَ الطَّبَرِيُّ : اِخْتَلَفَ السَّلَف , فَحَمَلَ ذَلِكَ بَعْضهمْ عَلَى الْعُمُوم , وَهُمْ مَنْ قَعَدَ عَنْ الدُّخُول فِي الْقِتَال بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ مُطْلَقًا , كَسَعْدٍ وَابْن عُمَر وَمُحَمَّد بْن مَسْلَمَةَ وَأَبِي بَكْرَة فِي آخَرِينَ ، وَتَمَسَّكُوا بِالظَّوَاهِرِ الْمَذْكُورَة وَغَيْرهَا ، ثُمَّ اِخْتَلَفَ هَؤُلَاءِ , فَقَالَتْ طَائِفَة بِلُزُومِ الْبُيُوت ، وَقَالَتْ طَائِفَة : بَلْ بِالتَّحَوُّلِ عَنْ بَلَد الْفِتَن أَصْلًا , وَقَالَ آخَرُونَ : إِذَا بَغَتْ طَائِفَة عَلَى الْإِمَام فَامْتَنَعَتْ مِنْ الْوَاجِب عَلَيْهَا وَنَصَبَتْ الْحَرْب وَجَبَ قِتَالهَا ، وَكَذَلِكَ لَوْ تَحَارَبَتْ طَائِفَتَانِ وَجَبَ عَلَى كُلّ قَادِر الْأَخْذ عَلَى يَد الْمُخْطِئ وَنَصْر الْمُصِيب ، وَهَذَا قَوْل الْجُمْهُور ، وَفَصَّلَ آخَرُونَ فَقَالُوا : كُلّ قِتَال وَقَعَ بَيْنَ طَائِفَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ حَيْثُ لَا إِمَام لِلْجَمَاعَةِ , فَالْقِتَال حِينَئِذٍ مَمْنُوع ، وَتَنْزِل الْأَحَادِيث الَّتِي فِي هَذَا الْبَاب وَغَيْره عَلَى ذَلِكَ , وَهُوَ قَوْل الْأَوْزَاعِيِّ . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 86)
قال النووي : اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي قِتَال الْفِتْنَة ، فَقَالَتْ طَائِفَة : لَا يُقَاتِل فِي فِتَن الْمُسْلِمِينَ وَإِنْ دَخَلُوا عَلَيْهِ بَيْته وَطَلَبُوا قَتْله ، فَلَا يَجُوز لَهُ الْمُدَافَعَة عَنْ نَفْسه ؛ لِأَنَّ الطَّالِب مُتَأَوِّل ، وَهَذَا مَذْهَب أَبِي بَكْرَة الصَّحَابِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَغَيْره , وَقَالَ اِبْن عُمَر وَعِمْرَان بْن الْحُصَيْن رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ وَغَيْرهمَا : لَا يَدْخُل فِيهَا ، لَكِنْ إِنْ قُصِدَ دَفَعَ عَنْ نَفْسه . فَهَذَانِ الْمَذْهَبَانِ مُتَّفِقَانِ عَلَى تَرْك الدُّخُول فِي جَمِيع فِتَن الْإِسْلَام , وَقَالَ مُعْظَم الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَعَامَّة عُلَمَاء الْإِسْلَام : يَجِب نَصْر الْمُحِقّ فِي الْفِتَن ، وَالْقِيَام مَعَهُ بِمُقَاتَلَةِ الْبَاغِينَ , كَمَا قَالَ تَعَالَى : { فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي ... } الْآيَة . وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح ، وَتُتَأَوَّل الْأَحَادِيث عَلَى مَنْ لَمْ يَظْهَر لَهُ الْحَقّ ، أَوْ عَلَى طَائِفَتَيْنِ ظَالِمَتَيْنِ لَا تَأْوِيل لِوَاحِدَةٍ مِنْهُمَا ، وَلَوْ كَانَ كَمَا قَالَ الْأَوَّلُونَ لَظَهَرَ الْفَسَاد ، وَاسْتَطَالَ أَهْل الْبَغْي وَالْمُبْطِلُونَ , وَاَللَّه أَعْلَم . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 264)
قَالَ الطَّبَرِيُّ : لَوْ كَانَ الْوَاجِب فِي كُلّ اِخْتِلَاف يَقَع بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ الْهَرَب مِنْهُ بِلُزُومِ الْمَنَازِل وَكَسْر السُّيُوف , لَمَا أُقِيمَ حَدّ وَلَا أُبْطِلَ بَاطِل ، وَلَوَجَدَ أَهْل الْفُسُوق سَبِيلًا إِلَى اِرْتِكَاب الْمُحَرَّمَات , مِنْ أَخْذ الْأَمْوَال وَسَفْك الدِّمَاء وَسَبْي الْحَرِيم , بِأَنْ يُحَارِبُوهُمْ وَيَكُفّ الْمُسْلِمُونَ أَيْدِيهمْ عَنْهُمْ , بِأَنْ يَقُولُوا هَذِهِ فِتْنَة وَقَدْ نُهِينَا عَنْ الْقِتَال فِيهَا , وَهَذَا مُخَالِف لِلْأَمْرِ بِالْأَخْذِ عَلَى أَيْدِي السُّفَهَاء . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 87)
(33) ( م ) 2887(1/749)
( فر ) ، وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" سَلَامَةُ الرَّجُلِ فِي الْفِتْنَةِ أَنْ يَلْزَمَ بَيْتَهُ " (1)
__________
(1) صَحِيح الْجَامِع : 3649(1/750)
( جة حم ) , وَعَنْ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ :
( بَعَثَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ - رضي الله عنه - بِالرَّبَذَةِ (1) فَجِيءَ بِهِ ، فَقَالَ : مَا خَلَّفَكَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ ؟ , قَالَ : دَفَعَ إِلَيَّ ابْنُ عَمِّكَ - يَعْنِي النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سَيْفًا فَقَالَ : " قَاتِلْ بِهِ مَا قُوتِلَ الْعَدُوُّ ) (2) ( وَإِنَّهُ سَتَكُونُ فِتْنَةٌ وَفُرْقَةٌ وَاخْتِلَافٌ ) (3) ( فَإِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، فَاعْمَدْ بِهِ إِلَى صَخْرَةٍ فَاضْرِبْهُ بِهَا ) (4) ( حَتَّى يَنْقَطِعَ ، ثُمَّ اجْلِسْ فِي بَيْتِكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ مَنِيَّةٌ (5) قَاضِيَةٌ ، أَوْ يَدٌ خَاطِئَةٌ (6) " ، فَقَدْ وَقَعَتْ , وَفَعَلْتُ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (7) ( فَقَالَ عَلِيٌّ : خَلُّوا عَنْهُ ) (8) . (9)
__________
(1) ( الرَّبَذة ) قرية بقرب المدينة , على ثلاث مراحل منها , بقرب ذات عِرْق .فيض القدير - (ج 4 / ص 335)
(2) ( حم ) 18008 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : حسن .
(3) ( جة ) 3962
(4) ( حم ) 18008
(5) أَيْ : مَوْت .
(6) أَيْ : يَد نَفْس خَاطِئَة , وَالْمُرَاد حَتَّى يَأْتِيك مَنْ يَقْتُلك .حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 7 / ص 332)
(7) ( جة ) 3962
(8) ( حم ) 18008
(9) صَحِيح الْجَامِع : 2432(1/751)
( د جة حم ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا أَبَا ذَرٍّ " , فَقُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ) (1) ( قَالَ : " كَيْفَ تَصْنَعُ ) (2) ( إِذَا أَصَابَ النَّاسَ مَوْتٌ ) (3) ( شَدِيدٌ ) (4) ( يَكُونُ الْبَيْتُ فِيهِ بِالْوَصِيفِ (5) ؟ فَقُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , قَالَ : " عَلَيْكَ بِالصَّبْرِ , ثُمَّ قَالَ لِي : " يَا أَبَا ذَرٍّ ) (6) ( كَيْفَ تَصْنَعُ ) (7) ( وَجُوعًا يُصِيبُ النَّاسَ حَتَّى تَأْتِيَ مَسْجِدَكَ فلَا تَسْتَطِيعَ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى فِرَاشِكَ , وَلَا تَسْتَطِيعَ أَنْ تَقُومَ مِنْ فِرَاشِكَ إِلَى مَسْجِدِكَ ) (8) ( مِنْ الْجَهْدِ (9) ؟ " ) (10) ( فَقُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , قَالَ : " عَلَيْكَ بِالْعِفَّةِ ) (11) ( ثُمَّ قَالَ لِي : يَا أَبَا ذَرٍّ , كَيْفَ تَصْنَعُ إِنْ قَتَلَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا حَتَّى تَغْرَقَ أَحْجَارُ الزَّيْتِ (12) مِنْ الدِّمَاءِ ؟ " , فَقُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ) (13) ( قَالَ : " الْحَقْ بِمَنْ أَنْتَ مِنْهُ (14) " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَفَلَا آخُذُ سَيْفِي فَأَضْرِبَ بِهِ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : " إِذَنْ شَارَكْتَ الْقَوْمَ ) (15) ( فِيمَا هُمْ فِيهِ , وَلَكِنْ اقْعُدْ فِي بَيْتِكَ , وَأَغْلِقْ عَلَيْكَ بَابَكَ ) (16) ( فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنْ دُخِلَ عَلَيَّ بَيْتِي ؟ قَالَ : " إِنْ خَشِيتَ أَنْ يَبْهَرَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ فَأَلْقِ ثَوْبَكَ عَلَى وَجْهِكَ , فَيَبُوءُ بِإِثْمِكَ وَإِثْمِهِ ) (17) ( فَيَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (18) ) (19) ( ثُمَّ قَالَ لِي : يَا أَبَا ذَرٍّ , كَيْفَ تَصْنَعُ وَأَئِمَّةٌ مِنْ بَعْدِي يَسْتَأْثِرُونَ بِهَذَا الْفَيْءِ (20) ؟ " , فَقُلْتُ : إِذَنْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ أَضَعُ سَيْفِي عَلَى عَاتِقِي ثُمَّ أَضْرِبُ بِهِ (21) حَتَّى أَلْقَاكَ (22) فَقَالَ : " أَوَلَا أَدُلُّكَ عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ ؟ , تَصْبِرُ (23) حَتَّى تَلْقَانِي ) (24) " (25)
__________
(1) ( د ) 4261
(2) ( حم ) 21363 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( د ) 4261
(4) ( حم ) 21363
(5) ( الْوَصِيفِ ) : بِالْعَبْدِ , والْمُرَاد أَنَّ الْبُيُوت تَصِير رَخِيصَة لِكَثْرَةِ الْمَوْت وَقِلَّة مَنْ يَسْكُنهَا , فَيُبَاع الْبَيْت بِعَبْدٍ , مَعَ أَنَّ الْبَيْت عَادَة يَكُون أَكْثَر قِيمَة . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 7 / ص 328)
(6) ( د ) 4261
(7) ( حم ) 21363
(8) ( جة ) 3958
(9) أَيْ : الجوع .
(10) ( حم ) 21483, وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(11) ( جة ) 3958
(12) ( حِجَارَة الزَّيْت ) مَوْضِع بِالْمَدِينَةِ فِي الْحَرَّة , سُمِّيَ بِهَا لِسَوَادِ الْحِجَارَة كَأَنَّهَا طُلِيَتْ بِالزَّيْتِ , والمراد أن الدَّم يَعْلُو حِجَارَة الزَّيْت وَيَسْتُرهَا لِكَثْرَةِ الْقَتْلَى , وَهَذَا إِشَارَة إِلَى وَقْعَة الْحَرَّة الَّتِي كَانَتْ زَمَن يَزِيد بن معاوية . ( فتح - ح114)
(13) ( حم ) 21363
(14) أَيْ : اِرْجِعْ إِلَى أَهْلِك وَعَشِيرَتك الَّذِين خَرَجْت مِنْ عِنْدهمْ . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 7 / ص 328)
(15) ( جة ) 3958
(16) ( حم ) 21363
(17) ( د ) 4261
(18) أَيْ : فَمَكِّنْهُ مِنْ نَفْسك , فَإِنْ قَدَرْت عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ الْمَطْلُوب , وَإنْ غَلَبَك ضَوْءُ السَّيْف وَبَرِيقُه فَغَطِّ وَجْهك حَتَّى يَقْتُلَك , قِيلَ : الْمُرَاد الْإِخْبَارُ بِهَذِهِ الْوَقَائِع عَلَى اِحْتِمَال أَنَّ أَبَا ذَرٍّ لَعَلَّهُ يُدْرِكهَا , وَإِلَّا فَأَبُو ذَرٍّ مَاتَ قَبْل وَقْعَة الْحَرَّة , فَإِنَّهُ مَاتَ فِي خِلَافَة عُثْمَان , وَأَمَّا وُقُوع الْجُوع وَالْمَوْت بِالْمَدِينَةِ فَيَحْتَمِل أَنَّهُ أَدْرَكَهَا أَبُو ذَرٍّ , لِأَنَّهُ وَقَعَ قَحْطٌ وَمَوْتٌ بِهَا فِي عَامِ الرَّمَادَةِ وَغَيْرِه . ( فتح - ح114)
(19) ( جة ) 3958
(20) أَيْ : يَنْفَرِدُونَ بِهِ وَيَخْتَارُونَهُ وَلَا يُعْطُونَ الْمُسْتَحِقِّينَ مِنْهُ , وَالْفَيْء : مَا نِيلَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ بَعْد وَضْع الْحَرْب أَوْزَارهَا , وَهُوَ لِكَافَّةِ الْمُسْلِمِينَ , وَلَا يُخَمَّس ، وَالْغَنِيمَة : مَا نِيلَ مِنْهُمْ عَنْوَة وَالْحَرْب قَائِمَة , وَهِيَ تُخَمَّس , وَسَائِر مَا بَعْد الْخُمْس لِلْغَانِمِينَ خَاصَّة . عون المعبود - (ج 10 / ص 281)
(21) أَيْ : أُحَارِبهُمْ . عون المعبود - (ج 10 / ص 281)
(22) أَيْ : حَتَّى أَمُوت شَهِيدًا وَأَصِل إِلَيْك . عون المعبود - (ج 10 / ص 281)
(23) أَيْ : اِصْبِرْ عَلَى ظُلْمهمْ . عون المعبود - (ج 10 / ص 281)
(24) ( د ) 4759
(25) صححه الألباني في الإرواء : 2451 ، وصحيح موارد الظمآن : 1559(1/752)
( ت ) , وَعَنْ أُمِّ مَالِكٍ الْبَهْزِيَّةِ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِتْنَةً فَقَرَّبَهَا " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ خَيْرُ النَّاسِ فِيهَا ؟ , قَالَ : " رَجُلٌ فِي مَاشِيَتِهِ يُؤَدِّي حَقَّهَا وَيَعْبُدُ رَبَّهُ , وَرَجُلٌ آخِذٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ , يُخِيفُ الْعَدُوَّ وَيُخِيفُونَهُ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2177 , ( حم ) 27393 , انظر الصحيحة : 698 , وصحيح الترغيب والترهيب : 1227(1/753)
( ت جة حم ) , وَعَنْ عُدَيْسَةَ بِنْتِ أُهْبَانَ بْنِ صَيْفِيٍّ الْغِفَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَتْ :
( لَمَّا جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - إِلَى الْبَصْرَةَ , دَخَلَ عَلَى أَبِي فَقَالَ : يَا أَبَا مُسْلِمٍ , أَلَا تُعِينُنِي عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ ؟ , قَالَ : بَلَى , فَدَعَا جَارِيَةً لَهُ فَقَالَ : يَا جَارِيَةُ , أَخْرِجِي سَيْفِي , فَأَخْرَجَتْهُ , فَسَلَّ (1) مِنْهُ قَدْرَ شِبْرٍ فَإِذَا هُوَ خَشَبٌ , فَقَالَ لَهُ أَبِي : إِنَّ خَلِيلِي وَابْنَ عَمِّكَ - صلى الله عليه وسلم - ) (2) ( أَوْصَانِي فَقَالَ : " سَتَكُونُ فِتَنٌ وَفُرْقَةٌ , فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَاكْسِرْ سَيْفَكَ وَاتَّخِذْ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ " , فَقَدْ وَقَعَتْ الْفِتْنَةُ وَالْفُرْقَةُ , فَكَسَرْتُ سَيْفِي وَاتَّخَذْتُ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ ) (3) ( فَإِنْ شِئْتَ خَرَجْتُ بِهِ مَعَكَ , فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - : لَا حَاجَةَ لَنَا فِيكَ وَلَا فِي سَيْفِكَ ) (4) .
__________
(1) أي : أخرجَ .
(2) ( جة )3960
(3) ( حم ) 20690 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : حسن , ( جة )3960
(4) ( حم ) 20689 , ( ت ) 2203(1/754)
( خ م جة حم ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ لَأَيَّامًا ) (1) ( يَزُولُ فِيهَا الْعِلْمُ , وَيَظْهَرُ فِيهَا الْجَهْلُ ) (2) ( وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ " ) (3) ( قَالَ أَبُو مُوسَى : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْهَرْجُ ؟ , قَالَ : " الْقَتْلُ " , فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (4) ( أَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ الْآنَ ؟ ) (5) ( إِنَّا نَقْتُلُ فِي الْعَامِ الْوَاحِدِ مِنْ الْمُشْرِكِينَ كَذَا وَكَذَا ) (6) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمْ الْكُفَّارَ , وَلَكِنَّهُ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا , حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ , وَيَقْتُلَ أَخَاهُ [ وَأَبَاهُ ] (7) وَيَقْتُلَ عَمَّهُ وَيَقْتُلَ ابْنَ عَمِّهِ ") (8) ( فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَعَنَا عُقُولُنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَا , تُنْزَعُ عُقُولُ أَكْثَرِ ذَلِكَ الزَّمَانِ , وَيَخْلُفُ لَهُ هَبَاءٌ (9) مِنْ النَّاسِ لَا عُقُولَ لَهُمْ ) (10) ( يَحْسَبَ أَكْثَرُهُمْ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ وَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ " ) (11) ( ثُمَّ قَالَ أَبُو مُوسَى : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ , لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ تُدْرِكَنِي وَإِيَّاكُمْ تِلْكَ الْأُمُورُ , وَمَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مِنْهَا مَخْرَجًا فِيمَا عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا - صلى الله عليه وسلم - إِلَّا أَنْ نَخْرُجَ مِنْهَا كَمَا دَخَلْنَا فِيهَا ) (12) ( لَمْ نُصِبْ مِنْهَا دَمًا وَلَا مَالًا ) (13) .
__________
(1) ( خ ) 6653
(2) ( خ ) 6656
(3) ( خ ) 6653 , ( م ) 2672
(4) ( جة ) 3959 , ( ت ) 2200
(5) ( حم ) 19653 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح , وانظر الصَّحِيحَة تحت حديث : 1682
(6) ( جة ) 3959
(7) ( خد ) 118 , انظر الصَّحِيحَة : 3185
(8) ( حم ) 19653
(9) أَيْ : نَاسٌ بِمَنْزِلَةِ الْغُبَار .
(10) ( جة ) 3959
(11) ( حم ) 19510 , انظر الصَّحِيحَة : 1682
(12) ( حم ) 19653 , ( جة ) 3959
(13) ( حم ) 19510(1/755)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِي أَيِّ شَيْءٍ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ قُتِلَ " , فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ ؟ ، قَالَ : " الْهَرْجُ , الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ (1) " (2)
__________
(1) اتَّفَقَ أَهْل السُّنَّة عَلَى وُجُوب مَنْع الطَّعْن عَلَى أَحَد مِنْ الصَّحَابَة بِسَبَبِ مَا وَقَعَ لَهُمْ مِنْ ذَلِكَ وَلَوْ عَرَفَ الْمُحِقّ مِنْهُمْ , لِأَنَّهُمْ لَمْ يُقَاتِلُوا فِي تِلْكَ الْحُرُوب إِلَّا عَنْ اِجْتِهَاد , وَقَدْ عَفَا اللَّه تَعَالَى عَنْ الْمُخْطِئ فِي الِاجْتِهَاد ، بَلْ ثَبَتَ أَنَّهُ يُؤْجَر أَجْرًا وَاحِدًا , وَأَنَّ الْمُصِيب يُؤْجَر أَجْرَيْنِ , كَمَا سَيَأْتِي بَيَانه فِي كِتَاب الْأَحْكَام ، وَحُمِلَ الْوَعِيد الْمَذْكُور فِي الْحَدِيث عَلَى مَنْ قَاتَلَ بِغَيْرِ تَأْوِيل سَائِغ , بَلْ بِمُجَرَّدِ طَلَب الْمُلْك ، وَلَا يَرِد عَلَى ذَلِكَ مَنْع أَبِي بَكْرَة الْأَحْنَف مِنْ الْقِتَال مَعَ عَلِيّ , لِأَنَّ ذَلِكَ وَقَعَ عَنْ اِجْتِهَاد مِنْ أَبِي بَكْرَة أَدَّاهُ إِلَى الِامْتِنَاع وَالْمَنْع , اِحْتِيَاطًا لِنَفْسِهِ وَلِمَنْ نَصَحَهُ , قَالَ الْقُرْطُبِيّ : فَبَيَّنَ هَذَا الْحَدِيث أَنَّ الْقِتَال إِذَا كَانَ عَلَى جَهْلٍ مِنْ طَلَب للدُّنْيَا أَوْ اِتِّبَاع للهَوًى فَهُوَ الَّذِي أُرِيدَ بِقَوْلِهِ " الْقَاتِل وَالْمَقْتُول فِي النَّار " , قُلْت : وَمِنْ ثَمَّ كَانَ الَّذِينَ تَوَقَّفُوا عَنْ الْقِتَال فِي الْجَمَل وَصِفِّينَ أَقَلّ عَدَدًا مِنْ الَّذِينَ قَاتَلُوا ، وَكُلّهمْ مُتَأَوِّلٌ مَأْجُور إِنْ شَاءَ اللَّه ، بِخِلَافِ مَنْ جَاءَ بَعْدَهُمْ مِمَّنْ قَاتَلَ عَلَى طَلَب الدُّنْيَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 87)
(2) ( م ) 2908(1/756)
( م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا فُتِحَتْ عَلَيْكُمْ خَزَائِنُ فَارِسَ وَالرُّومِ , أَيُّ قَوْمٍ أَنْتُمْ ؟ " , فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ - رضي الله عنه - : نَقُولُ كَمَا أَمَرَنَا اللَّهُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَوَغَيْرَ ذَلِكَ ؟ , تَتَنَافَسُونَ (1) ثُمَّ تَتَحَاسَدُونَ (2) ثُمَّ تَتَدَابَرُونَ (3) ثُمَّ تَتَبَاغَضُونَ (4) ثُمَّ تَنْطَلِقُونَ فِي مَسَاكِينِ الْمُهَاجِرِينَ (5) فَتَجْعَلُونَ بَعْضَهُمْ عَلَى رِقَابِ بَعْضٍ (6) " (7)
__________
(1) التَّنَافُس إِلَى الشَّيْء الْمُسَابَقَة إِلَيْهِ ، وَكَرَاهَةُ أَخْذ غَيْرك إِيَّاهُ ، وَهُوَ أَوَّل دَرَجَات الْحَسَد .( النووي ج9ص 348)
(2) الْحَسَد : تَمَّنِي زَوَال النِّعْمَة عَنْ صَاحِبهَا . ( النووي ج9ص 348)
(3) التَّدَابُر : التَّقَاطُع , وَقَدْ بَقِيَ مَعَ التَّدَابُر شَيْء مِنْ الْمَوَدَّة ، أَوْ لَا يَكُون مَوَدَّة .( النووي ج9ص 348)
(4) فِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ كُلّ خَصْلَة مِنْ الْمَذْكُورَات مُسَبَّبَة عَنْ الَّتِي قَبْلهَا ( فتح ) - (ج 9 / ص 426)
(5) أَيْ : ضُعَفَائِهِمْ . ( النووي - ج 9 / ص 348)
(6) أي : فَتَجْعَلُونَ بَعْضهمْ أُمَرَاءً عَلَى بَعْض , هَكَذَا فَسَّرُوهُ . ( النووي - ج 9 / ص 348)
(7) ( م ) 2962 , ( جة ) 3996 , انظر الصحيحة : 2665(1/757)
( خ م ) , وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - أَنَّهُ قَالَ :
( يَوْمُ الْخَمِيسِ وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ , ثُمَّ بَكَى حَتَّى بَلَّ دَمْعُهُ الْحَصَى , فَقُلْتُ : يَا أَبَا عَبَّاسٍ مَا يَوْمُ الْخَمِيسِ ؟ , فَقَالَ : " اشْتَدَّ (1) بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَجَعُهُ (2) ) (3) ( يَوْمَ الْخَمِيسِ " ) (4) ( - وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - ) (5) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " ائْتُونِي بِاللَّوْحِ وَالدَّوَاةِ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا " ) (6) ( فَقَالَ عُمَرُ : إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ غَلَبَهُ الْوَجَعُ (7) وَعِنْدَنَا كِتَابُ اللَّهِ حَسْبُنَا ) (8) ( فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ فَاخْتَصَمُوا , مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ , وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ , فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغْوَ وَالِاخْتِلَافَ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ) (9) ( - وَلَا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ - فَقَالُوا : مَا لَهُ أَهَجَرَ (10) ؟ , اسْتَفْهِمُوهُ ) (11) ( فَذَهَبُوا يُعِيدُونَ عَلَيْهِ ) (12) ( فَقَالَ : " قُومُوا ) (13) ( دَعُونِي , فَالَّذِي أَنَا فِيهِ خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونِي إِلَيْهِ (14) ) (15) ( وَأَمَرَهُمْ ) (16) ( عِنْدَ مَوْتِهِ بِثَلَاثٍ , قَالَ : أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ (17) وَأَجِيزُوا الْوَفْدَ (18) بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ (19) وَنَسِيتُ الثَّالِثَةَ (20) " ) (21) ( فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ : إِنَّ الرَّزِيَّةَ (22) كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ , لِاخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ (23) ) (24) .
__________
(1) أَيْ : قَوِيَ .
(2) أَيْ : فِي مَرَضِ مَوْته , ويَوْم الْخَمِيس قَبْل مَوْته - صلى الله عليه وسلم - بِأَرْبَعَةِ أَيَّام .
(3) ( خ ) 2997
(4) ( خ ) 2888
(5) ( خ ) 5345
(6) ( م ) 1637 , ( خ ) 2888
(7) أَيْ : يَشُقّ عَلَيْهِ إِمْلَاء الْكِتَاب ، وَكَأَنَّ عُمَر - رضي الله عنه - فَهِمَ مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ يَقْتَضِي التَّطْوِيل ، قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَغَيْره : ( اِئْتُونِي ) أَمْر ، وَكَانَ حَقّ الْمَأْمُور أَنْ يُبَادِر لِلِامْتِثَالِ ، لَكِنْ ظَهَرَ لِعُمَر - رضي الله عنه - مَعَ طَائِفَة أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى الْوُجُوب ، وَأَنَّهُ مِنْ بَاب الْإِرْشَاد إِلَى الْأَصْلَح , فَكَرِهُوا أَنْ يُكَلِّفُوهُ مِنْ ذَلِكَ مَا يَشُقّ عَلَيْهِ فِي تِلْكَ الْحَالَة , مَعَ اِسْتِحْضَارهمْ قَوْله تَعَالَى : ( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَاب مِنْ شَيْء ) , وَقَوْله تَعَالَى : ( تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْء ) ، وَلِهَذَا قَالَ عُمَر : ( حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ ) , وَظَهَرَ لِطَائِفَةٍ أُخْرَى أَنَّ الْأَوْلَى أَنْ يُكْتَب لِمَا فِيهِ مِنْ اِمْتِثَال أَمْره وَمَا يَتَضَمَّنهُ مِنْ زِيَادَة الْإِيضَاح ، وَدَلَّ أَمْرُه لَهُم بِالْقِيَامِ عَلَى أَنَّ أَمْرَهُ الْأَوَّل كَانَ عَلَى الِاخْتِيَار ، وَلِهَذَا عَاشَ - صلى الله عليه وسلم - بَعْد ذَلِكَ أَيَّامًا وَلَمْ يُعَاوِد أَمْرَهُمْ بِذَلِكَ ، وَلَوْ كَانَ وَاجِبًا لَمْ يَتْرُكهُ لِاخْتِلَافِهِمْ , لِأَنَّهُ لَمْ يَتْرُك التَّبْلِيغ لِمُخَالَفَةِ مَنْ خَالَفَ ، وَقَدْ كَانَ الصَّحَابَة يُرَاجِعُونَهُ فِي بَعْض الْأُمُور مَا لَمْ يَجْزِم بِالْأَمْرِ ، فَإِذَا عَزَمَ اِمْتَثَلُوا , وَاخْتُلِفَ فِي الْمُرَاد بِالْكِتَابِ ، فَقِيلَ : كَانَ أَرَادَ أَنْ يَكْتُب كِتَابًا يَنُصّ فِيهِ عَلَى الْأَحْكَام لِيَرْتَفِع الِاخْتِلَاف ، وَقِيلَ : بَلْ أَرَادَ أَنْ يَنُصّ عَلَى أَسَامِي الْخُلَفَاء بَعْدَه حَتَّى لَا يَقَع بَيْنهمْ الِاخْتِلَاف ، قَالَهُ سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ , وَيُؤَيِّدهُ أَنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ فِي أَوَائِل مَرَضه وَهُوَ عِنْد عَائِشَة : " اُدْعِ لِي أَبَاكِ وَأَخَاكِ حَتَّى أَكْتُب كِتَابًا ، فَإِنِّي أَخَاف أَنْ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ وَيَقُول قَائِل ، وَيَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَّا أَبَا بَكْر " أَخْرَجَهُ مُسْلِم . وَلِلْمُصَنِّفِ مَعْنَاهُ ، وَمَعَ ذَلِكَ فَلَمْ يَكْتُب .فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 182)
(8) ( خ ) 114
(9) ( خ ) 5345
(10) قَالَ عِيَاض : مَعْنَى ( أَهْجَرَ ) أَفْحَشَ ، يُقَال : هَجَرَ الرَّجُلُ إِذَا هَذَى ، وَأَهْجَرَ إِذَا أَفْحَشَ , وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ يَسْتَلْزِم أَنْ يَكُون بِسُكُونِ الْهَاء , وَالرِّوَايَات كُلّهَا إِنَّمَا هِيَ بِفَتْحِهَا ، وَلَخَصَّهُ الْقُرْطُبِيّ تَلْخِيصًا حَسَنًا ثُمَّ لَخَّصْته مِنْ كَلَامه ، وَحَاصِله أَنَّ قَوْله ( هَجَرَ ) الرَّاجِحُ فِيهِ إِثْبَات هَمْزَة الِاسْتِفْهَام وَبِفَتَحَاتٍ عَلَى أَنَّهُ فِعْل مَاضٍ ، أَيْ : قَالَ هُجْرًا ، وَالْهُجْر بِالضَّمِّ : الْهَذَيَان , وَالْمُرَاد بِهِ هُنَا مَا يَقَع مِنْ كَلَام الْمَرِيض الَّذِي لَا يَنْتَظِم وَلَا يُعْتَدّ بِهِ لِعَدَمِ فَائِدَته , وَوُقُوع ذَلِكَ مِنْ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - مُسْتَحِيل لِأَنَّهُ مَعْصُوم فِي صِحَّته وَمَرَضه لِقَوْلِهِ تَعَالَى : ( وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى ) وَلِقَوْلِهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنِّي لَا أَقُول فِي الْغَضَب وَالرِّضَا إِلَّا حَقًّا " , وَإِذَا عُرِفَ ذَلِكَ فَإِنَّمَا قَالَهُ مَنْ قَالَهُ مُنْكِرًا عَلَى مَنْ يُوقَف فِي اِمْتِثَال أَمْره بِإِحْضَارِ الْكَتِف وَالدَّوَاة , فَكَأَنَّهُ قَالَ : كَيْفَ تَتَوَقَّف ؟ , أَتَظُنُّ أَنَّهُ كَغَيْرِهِ يَقُول الْهَذَيَان فِي مَرَضه ؟ , اِمْتَثِلْ أَمْرَهُ وَأَحْضِرْ مَا طَلَبَ , فَإِنَّهُ لَا يَقُول إِلَّا الْحَقّ , قَالَ : وَيَحْتَمِل أَنَّ بَعْضهمْ قَالَ ذَلِكَ عَنْ شَكّ عَرَضَ لَهُ ، وَلَكِنْ يُبْعِدهُ أَنْ لَا يُنْكِرهُ الْبَاقُونَ عَلَيْهِ مَعَ كَوْنهمْ مِنْ كِبَار الصَّحَابَة ، وَلَوْ أَنْكَرُوهُ عَلَيْهِ لَنُقِلَ ، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الَّذِي قَالَ ذَلِكَ صَدَرَ عَنْ دَهَشٍ وَحَيْرَة , كَمَا أَصَابَ كَثِيرًا مِنْهُمْ عِنْد مَوْته ،
قُلْت : وَيَظْهَر لِي تَرْجِيح ثَالِث الِاحْتِمَالَات الَّتِي ذَكَرهَا الْقُرْطُبِيّ , وَيَكُون قَائِل ذَلِكَ بَعْضُ مَنْ قَرُبَ دُخُوله فِي الْإِسْلَام , وَكَانَ يَعْهَد أَنَّ مَنْ اِشْتَدَّ عَلَيْهِ الْوَجَع قَدْ يَشْتَغِل بِهِ عَنْ تَحْرِير مَا يُرِيد أَنْ يَقُولهُ لِجَوَازِ وُقُوع ذَلِكَ ، وَيُؤَيِّدهُ أَنَّهُ بَعْد أَنْ قَالَ ذَلِكَ ( اِسْتَفْهَمُوهُ ) بِصِيغَةِ الْأَمْر بِالِاسْتِفْهَامِ , أَيْ : اِخْتَبِرُوا أَمْرَهُ بِأَنْ يَسْتَفْهِمُوهُ عَنْ هَذَا الَّذِي أَرَادَهُ وَابْحَثُوا مَعَهُ فِي كَوْنه الْأَوْلَى أَوْ لَا . ( فتح ) - (ج 12 / ص 252)
(11) ( خ ) 2997
(12) ( حم ) 1935, وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(13) ( خ ) 5345
(14) قَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ وَغَيْره : يَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمَعْنَى دَعُونِي فَاَلَّذِي أُعَايِنهُ مِنْ كَرَامَةِ اللَّهِ الَّتِي أَعَدَّهَا لِي بَعْد فِرَاقِ الدُّنْيَا خَيْر مِمَّا أَنَا فِيهِ فِي الْحَيَاة ، أَوْ أَنَّ الَّذِي أَنَا فِيهِ مِنْ الْمُرَاقَبَة وَالتَّأَهُّب لِلِقَاءِ اللَّهِ وَالتَّفَكُّرِ فِي ذَلِكَ وَنَحْوهِ أَفْضَلُ مِنْ الَّذِي تَسْأَلُونَنِي فِيهِ مِنْ الْمُبَاحَثَةِ عَنْ الْمَصْلَحَةِ فِي الْكِتَابَةِ أَوْ عَدَمِهَا , وَيَحْتَمِل أَنَّ الَّذِي أَشَرْتُ عَلَيْكُمْ بِهِ مِنْ الْكِتَابَة خَيْر مِمَّا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ مِنْ عَدَمهَا , بَلْ هَذَا هُوَ الظَّاهِر .( فتح )(ج12ص252)
(15) ( خ ) 2888
(16) ( خ ) 2997
(17) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : " كَانَ آخِرُ مَا عَهِدَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ قَالَ : لَا يُتْرَكُ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ دِينَانِ " ( حم ) 26395 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : صحيح لغيره , وهذا إسناد حسن .
(18) " أَجِيزُوا الْوَفْد " أَيْ : أَعْطَوْهُمْ ، وَالْجَائِزَة الْعَطِيَّة . ( فتح ) - (ج 12 / ص 252)
(19) أَيْ : بِقَرِيبٍ مِمَّا كُنْتُ أُجِيزهُمْ ، وَكَانَتْ جَائِزَة الْوَاحِد عَلَى عَهْده - صلى الله عليه وسلم - وُقِيَّة مِنْ فِضَّة , وَهِيَ أَرْبَعُونَ دِرْهَمًا . ( فتح ) - (ج 12 / ص 252)
(20) قَائِل ذَلِكَ هُوَ اِبْن عُيَيْنَةَ .
(21) ( خ ) 2888
(22) ( الرَّزِيَّة ) : الْمُصِيبَة ، أَيْ : أَنَّ الِاخْتِلَاف كَانَ سَبَبًا لِتَرْكِ كِتَابَة الْكِتَاب , وَفِي الْحَدِيث دَلِيل عَلَى جَوَاز كِتَابَة الْعِلْم ، وَعَلَى أَنَّ الِاخْتِلَاف قَدْ يَكُون سَبَبًا فِي حِرْمَان الْخَيْر , كَمَا وَقَعَ فِي قِصَّة الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ تَخَاصَمَا فَرُفِعَ تَعْيِين لَيْلَة الْقَدْر بِسَبَبِ ذَلِكَ . ( فتح - ح114)
(23) اللَّغَط : الأصوات المختلطة المبهمة , والضجة لَا يفهم معناها .
(24) ( خ ) 4169(1/758)
( حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَقُولُ : يَا عَائِشَةُ ، قَوْمُكِ أَسْرَعُ أُمَّتِي بِي لَحَاقًا " قَالَتْ : فَلَمَّا جَلَسَ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ ، لَقَدْ دَخَلْتَ وَأَنْتَ تَقُولُ كَلَامًا ذَعَرَنِي ، فَقَالَ : " وَمَا هُوَ ؟ " , فَقُلْتُ : تَزْعُمُ أَنَّ قَوْمِي أَسْرَعُ أُمَّتِكَ بِكَ لَحَاقًا قَالَ : " نَعَمْ " , قُلْتُ : وَعَمَّ ذَاكَ ؟ , قَالَ : " تَسْتَحْلِيهِمْ الْمَنَايَا , وَتَنَفَّسُ عَلَيْهِمْ (1) أُمَّتُهُمْ " فَقُلْتُ : فَكَيْفَ النَّاسُ بَعْدَ ذَلِكَ ؟ ، قَالَ : " دَبًى (2) يَأْكُلُ شِدَادُهُ ضِعَافَهُ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْهِمْ السَّاعَةُ " (3)
__________
(1) أي : تَحْسُدُهُم .
(2) الدَّبَى : الْجَنَادِبُ الَّتِي لَمْ تَنْبُتْ أَجْنِحَتُهَا .
(3) ( حم ) 24563 , انظر الصَّحِيحَة : 1953(1/759)
( حم ) , وَعَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ :
( لَمَّا بَلَغَتْ عَائِشَةُك مِيَاهَ بَنِي عَامِرٍ لَيْلًا ) (1) ( سَمِعَتْ نُبَاحَ الْكِلَابِ ) (2) ( فَقَالَتْ : أَيُّ مَاءٍ هَذَا ؟ , قَالُوا : مَاءُ الْحَوْأَبِ (3) قَالَتْ : مَا أَظُنُّنِي إِلَّا رَاجِعَةٌ ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَنَا ذَاتَ يَوْمٍ : ) (4) ( " أَيَّتُكُنَّ تَنْبَحُ عَلَيْهَا كِلَابُ الْحَوْأَبِ ؟ " , فَقَالَ لَهَا الزُّبَيْرُ - رضي الله عنه - : تَرْجِعِينَ ؟ ) (5) ( بَلْ تَقْدَمِينَ فَيَرَاكِ الْمُسْلِمُونَ ) (6) ( فَعَسَى اللَّهُ - عز وجل - أَنْ يُصْلِحَ بِكِ بَيْنَ النَّاسِ ) (7) .
__________
(1) ( حم ) 24299 , انظر الصَّحِيحَة : 474 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(2) ( حم ) 24698, وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) الحَوْأَب : ماء قريب من البصرة على طريق مكة .
(4) ( حم ) 24299 , ( حب ) 6732
(5) ( حم ) 24698
(6) ( حم ) 24299
(7) ( حم ) 24698(1/760)
( خ ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْأَسَدِيُّ قَالَ :
لَمَّا سَارَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَائِشَةُ - رضي الله عنهم - إِلَى الْبَصْرَةِ (1) بَعَثَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّبفَقَدِمَا عَلَيْنَا الْكُوفَةَ (2) فَصَعِدَا الْمِنْبَرَ , فَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَوْقَ الْمِنْبَرِ فِي أَعْلَاهُ , وَقَامَ عَمَّارٌ أَسْفَلَ مِنْ الْحَسَنِ , فَاجْتَمَعْنَا إِلَيْهِ , فَسَمِعْتُ عَمَّارًا يَقُولُ (3) : إِنَّ عَائِشَةَ قَدْ سَارَتْ إِلَى الْبَصْرَةِ , وَوَاللَّهِ إِنَّهَا لَزَوْجَةُ نَبِيِّكُمْ - صلى الله عليه وسلم - فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ , وَلَكِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ابْتَلَاكُمْ لِيَعْلَمَ إِيَّاهُ تُطِيعُونَ أَمْ هِيَ (4) . (5)
__________
(1) أَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق كُلَيْب الْجَرْمِيّ قَالَ : رَأَيْت فِي زَمَن عُثْمَان أَنَّ رَجُلًا أَمِيرًا مَرِضَ وَعِنْدَ رَأْسه اِمْرَأَة وَالنَّاس يُرِيدُونَهُ , فَلَوْ نَهَتْهُمْ الْمَرْأَة لَانْتَهَوْا , وَلَكِنَّهَا لَمْ تَفْعَل فَقَتَلُوهُ , ثُمَّ غَزَوْت تِلْكَ السَّنَة , فَبَلَغَنَا قَتْل عُثْمَان ، فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ غَزَاتنَا وَانْتَهَيْنَا إِلَى الْبَصْرَة قِيلَ لَنَا : هَذَا طَلْحَة وَالزُّبَيْر وَعَائِشَة , فَتَعَجَّبَ النَّاس وَسَأَلُوهُمْ عَنْ سَبَب مَسِيرهمْ , فَذَكَرُوا أَنَّهُمْ خَرَجُوا غَضَبًا لِعُثْمَانَ , وَتَوْبَةً مِمَّا صَنَعُوا مِنْ خِذْلَانه , وَقَالَتْ عَائِشَة : غَضِبْنَا لَكُمْ عَلَى عُثْمَان فِي ثَلَاث : إِمَارَة الْفَتَى , وَضَرْب السَّوْط وَالْعَصَا , فَمَا أَنْصَفْنَاهُ إِنْ لَمْ نَغْضَب لَهُ فِي ثَلَاث : حُرْمَة الدَّم وَالشَّهْر وَالْبَلَد , قَالَ : فَسِرْت أَنَا وَرَجُلَانِ مِنْ قَوْمِي إِلَى عَلِيّ وَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ وَسَأَلْنَاهُ , فَقَالَ : عَدَا النَّاسُ عَلَى هَذَا الرَّجُل فَقَتَلُوهُ وَأَنَا مُعْتَزِل عَنْهُمْ , ثُمَّ وَلَّوْنِي , وَلَوْلَا الْخَشْيَة عَلَى الدِّين لَمْ أُجِبْهُمْ ، ثُمَّ اِسْتَأْذَنَنِي الزُّبَيْر وَطَلْحَة فِي الْعُمْرَة , فَأَخَذْت عَلَيْهِمَا الْعُهُود وَأَذِنْت لَهُمَا , فَعَرَّضَا أُمّ الْمُؤْمِنِينَ لِمَا لَا يَصْلُح لَهَا , فَبَلَغَنِي أَمْرهمْ فَخَشِيت أَنْ يَنْفَتِق فِي الْإِسْلَام فَتْق فَأَتْبَعْتهمْ ، فَقَالَ أَصْحَابه : وَاللَّه مَا نُرِيد قِتَالهمْ إِلَّا أَنْ يُقَاتِلُوا ، وَمَا خَرَجْنَا إِلَّا لِلْإِصْلَاحِ , فَذَكَرَ الْقِصَّة , وَفِيهَا أَنَّ أَوَّل مَا وَقَعَتْ الْحَرْب أَنَّ صِبْيَان الْعَسْكَرَيْنِ تَسَابُّوا ثُمَّ تَرَامَوْا , ثُمَّ تَبِعَهُمْ الْعَبِيد , ثُمَّ السُّفَهَاء , فَنَشِبَتْ الْحَرْب ، وَكَانُوا خَنْدَقُوا عَلَى الْبَصْرَة , فَقُتِلَ قَوْم وَجُرِحَ آخَرُونَ ، وَغَلَبَ أَصْحَاب عَلِيّ , وَنَادَى مُنَادِيه : لَا تَتَّبِعُوا مُدْبِرًا , وَلَا تُجْهِزُوا جَرِيحًا , وَلَا تَدْخُلُوا دَار أَحَد ، ثُمَّ جَمَعَ النَّاس وَبَايَعَهُمْ , وَاسْتَعْمَلَ اِبْن عَبَّاس عَلَى الْبَصْرَة وَرَجَعَ إِلَى الْكُوفَة , وَأَخْرَجَ اِبْن أَبِي شَيْبَة بِسَنَدٍ جَيِّد عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبْزَى قَالَ : اِنْتَهَى عَبْد اللَّه بْن بُدَيْل بْن وَرْقَاء الْخُزَاعِيُّ إِلَى عَائِشَة يَوْمَ الْجَمَل وَهِيَ فِي الْهَوْدَج , فَقَالَ : يَا أُمّ الْمُؤْمِنِينَ , أَتَعْلَمِينَ أَنِّي أَتَيْتُك عِنْدَمَا قُتِلَ عُثْمَان فَقُلْتُ : مَا تَأْمُرِينِي ، فَقُلْتِ اِلْزَمْ عَلِيًّا ؟ , فَسَكَتَتْ , فَقَالَ : اِعْقِرُوا الْجَمَل , فَعَقَرُوهُ ، فَنَزَلْت أَنَا وَأَخُوهَا مُحَمَّد فَاحْتَمَلْنَا هَوْدَجهَا فَوَضَعْنَاهُ بَيْنَ يَدَيْ عَلِيّ ، فَأَمَرَ بِهَا فَأُدْخِلَتْ بَيْتًا , وَأَخْرَجَ أَيْضًا بِسَنَدٍ صَحِيح عَنْ زَيْد بْن وَهْب قَالَ فَكَفَّ يَده حَتَّى بَدَءُوهُ بِالْقِتَالِ , فَقَاتَلَهُمْ بَعْدَ الظُّهْر , فَمَا غَرَبَتْ الشَّمْس وَحَوْلَ الْجَمَل أَحَدٌ ، فَقَالَ عَلِيّ : لَا تُتَمِّمُوا جَرِيحًا وَلَا تَقْتُلُوا مُدْبِرًا وَمَنْ أَغْلَقَ بَابه وَأَلْقَى سِلَاحه فَهُوَ آمِن . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 108)
(2) ذَكَرَ عُمَر بْن شَبَّة وَالطَّبَرِيُّ سَبَب ذَلِكَ بِسَنَدِهِمَا إِلَى اِبْن أَبِي لَيْلَى قَالَ : كَانَ عَلِيّ أَقَرَّ أَبَا مُوسَى عَلَى إِمْرَة الْكُوفَة ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ الْمَدِينَة أَرْسَلَ هَاشِم بْن عُتْبَةَ بْن أَبِي وَقَّاص إِلَيْهِ أَنْ أَنْهِضْ مَنْ قِبَلَك مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَكُنْ مِنْ أَعْوَانِي عَلَى الْحَقّ ، فَاسْتَشَارَ أَبُو مُوسَى السَّائِب بْن مَالِك الْأَشْعَرِيّ , فَقَالَ : اِتَّبِعْ مَا أَمَرَك بِهِ ، قَالَ : إِنِّي لَا أَرَى ذَلِكَ ، وَأَخَذَ فِي تَخْذِيل النَّاس عَنْ النُّهُوض ، فَكَتَبَ هَاشِم إِلَى عَلِيّ بِذَلِكَ , وَبَعَثَ بِكِتَابِهِ مَعَ عَقْل بْن خَلِيفَة الطَّائِيّ ، فَبَعَثَ عَلِيٌّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِر وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيّ يَسْتَنْفِرَانِ النَّاس ، وَأَمَّرَ قَرَظَة بْن كَعْب عَلَى الْكُوفَة ، فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابه عَلَى أَبِي مُوسَى اِعْتَزَلَ , وَدَخَلَ الْحَسَنُ وَعَمَّار الْمَسْجِد , وَأَخْرَجَ اِبْن أَبِي شَيْبَة بِسَنَدٍ صَحِيح عَنْ زَيْد بْن وَهْب قَالَ : أَقْبَلَ طَلْحَة وَالزُّبَيْر حَتَّى نَزَلَا الْبَصْرَة , فَقَبَضَا عَلَى عَامِل عَلِيّ عَلَيْهَا اِبْن حَنِيف ، وَأَقْبَلَ عَلِيّ حَتَّى نَزَلَ بِذِي قَار ، فَأَرْسَلَ عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس إِلَى الْكُوفَة فَأَبْطَأُوا عَلَيْهِ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ عَمَّارًا فَخَرَجُوا إِلَيْهِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 108)
(3) وَفِي رِوَايَة إِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ : " فَقَالَ عَمَّار : إِنَّ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ بَعَثَنَا إِلَيْكُمْ لِنَسْتَنْفِركُمْ ، فَإِنَّ أُمَّنَا قَدْ سَارَتْ إِلَى الْبَصْرَة " , وَعِنْدَ عُمَر بْن شَبَّة : " فَكَانَ عَمَّار يَخْطُب وَالْحَسَن سَاكِت " وَوَقَعَ فِي رِوَايَة اِبْن أَبِي لَيْلَى فِي الْقِصَّة الْمَذْكُورَة : " فَقَالَ الْحَسَن : إِنَّ عَلِيًّا يَقُول إِنِّي أُذَكِّر اللَّه رَجُلًا رَعَى لِلَّهِ حَقًّا إِلَّا نَفَرَ ، فَإِنْ كُنْت مَظْلُومًا أَعَانَنِي وَإِنْ كُنْت ظَالِمًا أَخْذَلَنِي ، وَاَللَّه إِنَّ طَلْحَة وَالزُّبَيْر لَأَوَّل مَنْ بَايَعَنِي ثُمَّ نَكَثَا ، وَلَمْ أَسْتَأْثِر بِمَالٍ وَلَا بَدَّلْت حُكْمًا " قَالَ : فَخَرَجَ إِلَيْهِ اِثْنَا عَشَرَ أَلْف رَجُل . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 108)
(4) وَفِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ : " وَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَقُول لَكُمْ هَذَا , وَوَاللَّهِ إِنَّهَا لَزَوْجَة نَبِيّكُمْ " زَادَ عُمَر بْن شَبَّة فِي رِوَايَته : " وَأَنَّ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ بَعَثَنَا إِلَيْكُمْ وَهُوَ بِذِي قَار " , وَمُرَاد عَمَّار بِذَلِكَ أَنَّ الصَّوَاب فِي تِلْكَ الْقِصَّة كَانَ مَعَ عَلِيّ , وَأَنَّ عَائِشَة مَعَ ذَلِكَ لَمْ تَخْرُج بِذَلِكَ عَنْ الْإِسْلَام , وَلَا أَنْ تَكُون زَوْجَة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَنَّة , فَكَانَ ذَلِكَ يُعَدّ مِنْ إِنْصَاف عَمَّار وَشِدَّة وَرَعه وَتَحَرِّيه قَوْل الْحَقّ , وَقَدْ أَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيح عَنْ أَبِي يَزِيد الْمَدِينِيّ قَالَ : " قَالَ عَمَّار بْن يَاسِر لِعَائِشَةَ لَمَّا فَرَغُوا مِنْ الْجَمَل : مَا أَبْعَدَ هَذَا الْمَسِير مِنْ الْعَهْد الَّذِي عُهِدَ إِلَيْكُمْ " يُشِير إِلَى قَوْله تَعَالَى ( وَقَرْن فِي بُيُوتكُنَّ ) , فَقَالَتْ : أَبُو الْيَقْظَان ؟ , قَالَ : نَعَمْ , قَالَتْ : وَاللَّه إِنَّك مَا عَلِمْتُ لَقَوَّالٌ بِالْحَقِّ , قَالَ : الْحَمْد لِلَّهِ الَّذِي قَضَى لِي عَلَى لِسَانك , وَقَوْله " لِيَعْلَم إِيَّاهُ تُطِيعُونَ أَمْ هِيَ " , الْمُرَاد إِظْهَار الْمَعْلُوم , كَمَا فِي نَظَائِره . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 108)
(5) ( خ ) 6687 , ( ت ) 3889(1/761)
( د ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ أَمْرٍ قَدْ اقْتَرَبَ (1) أَفْلَحَ مَنْ كَفَّ يَدَهُ (2) " (3)
__________
(1) أَرَادَ بِهِ الِاخْتِلَاف الَّذِي ظَهَرَ بَيْن الْمُسْلِمِينَ مِنْ وَقْعَة عُثْمَان رَضِيَ اللَّه عَنْهُ , أَوْ مَا وَقَعَ بَيْن عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَمُعَاوِيَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ . عون المعبود - (ج 9 / ص 290)
(2) أَيْ : عَنْ الْقِتَال وَالْأَذَى , أَوْ تَرَكَ الْقِتَال إِذَا لَمْ يَتَمَيَّزْ الْحَقُّ مِنْ الْبَاطِل .عون المعبود - (ج 9 / ص 290)
(3) ( د ) 4249 , ( حم ) 9689 , انظر صَحِيحَ الجَامِع : 7135 , والمشكاة : 5404(1/762)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى احْتِرَاقُ الْبَيْتِ الْعَتِيق
( حم طب ) , عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَتْ :
( " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ : كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا مَرِجَ الدِّينُ (1) وَظَهَرَتْ الرَّغْبَةُ (2) ) (3) ( وَسُفِكَ الدَّمُ ، وَظَهَرَتِ الزِّينَةُ (4) وَشَرُفَ الْبُنْيَانُ (5) وَاخْتَلَفَ الْإِخْوَانُ , وَحُرِّقَ الْبَيْتُ الْعَتِيقُ ؟ " ) (6)
__________
(1) أَيْ : اضْطَرَبَ والتَبَسَ المَخْرَجُ فيه . لسان العرب - (ج 2 / ص 364)
(2) قال ابن الأثير : ( الرغبة ) قلة العفة , وكثرة السؤال .
(3) ( حم ) 26872 , انظر الصَّحِيحَة : 2744 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(4) قال الألباني في الصحيحة (2744) : قد انتشرت في الأبنية والألبسة والمحلات التجارية انتشارا غريبا ، حتى في قمصان الشباب ونعالهم ، بل ونعال النساء لِلَّهِ , فصلى الله على الموصوف بقوله تعالى : ( وما ينطق عن الهوى , إن هو إِلَّا وحي يوحى ) . أ . هـ
(5) أي : علا وارتفع .
(6) ( طب ) ج24ص10ح14 , انظر الصَّحِيحَة : 2744(1/763)
( حم ) , وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ :
( أَتَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍوبابْنَ الزُّبَيْرِ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْحِجْرِ , فَقَالَ : يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ , إِيَّاكَ وَالْإِلْحَادَ (1) فِي حَرَمِ اللَّهِ , فَإِنِّي أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " يُحِلُّهَا - يَعْنِي مَكَّةَ - وَيَحُلُّ بِهِ - يَعْنِي الْحَرَمَ الْمَكِّيّ- رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ , لَوْ وُزِنَتْ ذُنُوبُهُ بِذُنُوبِ الثَّقَلَيْنِ (2) ) (3) ( لَرَجَحَتْ ") (4) وفي رواية : ( " يُلْحَدُ بِمَكَّةَ كَبْشٌ مِنْ قُرَيْشٍ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ ، عَلَيْهِ مِثْلُ نِصْفِ أَوْزَارِ النَّاسِ " ) (5) ( فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ : فَانْظُرْ أَنْ لَا تَكُونَ هُوَ يَا ابْنَ عَمْرٍو (6) فَإِنَّكَ قَدْ قَرَأْتَ الْكُتُبَ وَصَحِبْتَ الرَّسُولَ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو : فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ هَذَا وَجْهِي إِلَى الشَّامِ مُجَاهِدًا ) (7) .
__________
(1) الإلحاد : الظُلْم والعُدْوان ، وأصل الإلْحاد : المَيْل والعُدول عن الشيء .
(2) الثقلين : الإنس والجن .
(3) ( حم ) 7043 , انظر الصَّحِيحَة : 2462
(4) ( حم ) 6200 , انظر الصحيحة : 3108
(5) ( حم ) 461 , انظر الصحيحة تحت حديث : 2462
(6) لأن ابن عمرٍو أيضا اسمه عبد الله .ع
(7) ( حم ) 7043(1/764)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى أَنْ يَكُونَ الْعِرَاقُ مَرْكَزًا لِلْفِتَن
( خ م حم ) , عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" ( قَامَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَطِيبًا فَأَشَارَ بِيَدِهِ ) (1) ( إِلَى الْعِرَاقَ ) (2) إِلَى الْمَشْرِقِ (3) ( فَقَالَ : رَأْسُ الْكُفْرِ مِنْ هَهُنَا ) (4) إِنَّ الْفِتْنَةَ (5) هَهُنَا , إِنَّ الْفِتْنَةَ هَهُنَا (6) ( مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ (7) ) (8) "
__________
(1) ( خ ) 2937
(2) ( حم ) : 6302 وقال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين .
(3) ( خ ) 3105
(4) ( م ) 2905
(5) أَيْ : الْبَلِيَّاتِ وَالْمِحَنِ الْمُوجِبَةِ لِضَعْفِ الدِّينِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 54)
(6) ( خ ) 3105
(7) قَالَ فِي الْقَامُوسِ : قَرْنُ الشَّيْطَانِ وَقَرْنَاهُ : أُمَّتُهُ وَالْمُتَّبِعُونَ لِرَأْيِهِ , وَانْتِشَارُهُ وَتَسْلِيطُهُ .تحفة الأحوذي(ج6ص54)
(8) ( م ) 2905(1/765)
( خ ت حم ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا , وَبَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا " ) (1) ( فَقَالَ رَجُلٌ : وَفِي عِرَاقِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ) (2) وَفِي نَجْدِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ (3) ؟ ، وَفِي مَشْرِقِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ (4) ؟ ( فَقَالَ : " اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا , وَبَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا " ) (5) ( فَقَالَ الرَّجُلٌ : وَفِي عِرَاقِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ) (6) ( فَقَالَ : " اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا , وَبَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا " ) (7) ( فَقَالَ الرَّجُلٌ : وَفِي عِرَاقِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ) (8) ( قَالَ : " هُنَاكَ الزَّلَازِلُ (9) وَالْفِتَنُ (10) ) (11) ( وَمِنْ هُنَالِكَ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ (12) ) (13) " (14)
__________
(1) ( ت ) 2268 , ( خ ) 990
(2) يعقوب الفسوي في " المعرفة " ( 2 / 746 - 748 ) , والمخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 7 / 2 - 3 ) , والجرجاني في " الفوائد " ( 164 / 2 ) , وأبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 133 ) , وابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 1 / 120 ) , وصححها الألباني في الصَّحِيحَة : 2246 , وفي كتاب فضائل الشام ح8 , وصحيح الترغيب والترهيب : 1204
(3) ( خ ) 990
(4) ( حم ) 5642 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن , قال الألباني في الصَّحِيحَة 2246 : والمعنى واحد .
(5) ( ت ) 2268 , ( خ ) 990
(6) الفسوي في " المعرفة " ( 2 / 746 - 748 )
(7) ( خ ) 6681
(8) الفسوي في " المعرفة " ( 2 / 746 - 748 )
(9) أَيْ : الزَّلَازِلُ الْحِسِّيَّةُ أَوْ الْمَعْنَوِيَّةُ , وَهِيَ تَزَلْزُلُ الْقُلُوبِ وَاضْطِرَابُ أَهْلِهَا .تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 54)
(10) أَيْ : الْبَلِيَّاتُ وَالْمِحَنُ الْمُوجِبَةُ لِضَعْفِ الدِّينِ وَقِلَّةِ الدِّيَانَةِ , فَلَا يُنَاسِبُهُ دَعْوَةُ الْبَرَكَةِ لَهُ ،
وَقَالَ الْمُهَلَّبُ : إِنَّمَا تَرَكَ - صلى الله عليه وسلم - الدُّعَاءَ لِأَهْلِ الْمَشْرِقِ لِيَضْعُفُوا عَنْ الشَّرِّ الَّذِي هُوَ مَوْضُوعٌ فِي جِهَتِهِمْ , لِاسْتِيلَاءِ الشَّيْطَانِ بِالْفِتَنِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 54)
(11) ( خ ) 990
(12) أَيْ : يَخْرُجُ حِزْبُهُ وَأَهْلُ وَقْتِهِ وَزَمَانِهِ وَأَعْوَانُهُ , وَقِيلَ : يُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِالْقَرْنِ قُوَّةَ الشَّيْطَانِ وَمَا يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى الْإِضْلَالِ , وَكَانَ أَهْلُ الْمَشْرِقِ يَوْمَئِذٍ أَهْلَ كُفْرٍ , فَأَخْبَرَ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ الْفِتْنَةَ تَكُونُ مِنْ تِلْكَ النَّاحِيَةِ , فَكَانَ كَمَا أَخْبَرَ , وَأَوَّلُ الْفِتَنِ كَانَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ , فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبًا لِلْفُرْقَةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ , وَذَلِكَ مِمَّا يُحِبُّهُ الشَّيْطَانُ وَيَفْرَحُ بِهِ , وَكَذَلِكَ الْبِدَعُ نَشَأَتْ مِنْ تِلْكَ الْجِهَةِ -كَذَا فِي فَتْحِ الْبَارِي , وَقَالَ الْعَيْنِيُّ : إِنَّمَا أَشَارَ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمَشْرِقِ لِأَنَّ بِهِ حَدَثَتْ وَقْعَة صِفِّينَ , ثُمَّ ظُهُورُ الْخَوَارِجِ فِي أَرْضِ نَجْدٍ وَالْعِرَاقِ وَمَا وَرَائِهَا مِنْ الْمَشْرِقِ ، وَكَانَتْ الْفِتْنَةُ الْكُبْرَى الَّتِي كَانَتْ مِفْتَاحَ فَسَادِ ذَاتِ الْبَيْنِ قَتْلَ عُثْمَانَ - رضي الله عنه - , وَكَانَ - صلى الله عليه وسلم - يُحَذِّرُ مِنْ ذَلِكَ , وَيُعْلِمُ بِهِ قَبْلَ وُقُوعِهِ , وَذَلِكَ مِنْ دَلَالَاتِ نُبُوَّتِهِ - صلى الله عليه وسلم - . تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 403)
(13) ( حم ) 5642 , ( خ ) 990
(14) قال الألباني في الصَّحِيحَة : 2246 : وإنما أفضت في تخريج هذا الحديث الصحيح وذِكْرِ طُرُقه وبعض ألفاظه , لأن بعض المبتدعة المحاربين للسنة والمنحرفين عن التوحيد يطعنون في الإمام محمد بن عبد الوهاب مجدد دعوة التوحيد في الجزيرة العربية ، ويحملون الحديث عليه باعتباره من بلاد ( نجد ) المعروفة اليوم بهذا الاسم ، وجهلوا أو تجاهلوا أنها ليست هي المقصودة بهذا الحديث ، وإنما هي ( العراق ) كما دل عليه أكثر طرق الحديث ، وبذلك قال العلماء قديما كالإمام الخطابي , وابن حجر العسقلاني وغيرهم , وجهلوا أيضا أن كون الرجل من بعض البلاد المذمومة لَا يستلزم أنه هو مذموم أيضا إذا كان صالحا في نفسه ، والعكس بالعكس , فكم في مكة والمدينة والشام من فاسق وفاجر ، وفي العراق من عالم وصالح , وما أحكم قول سلمان الفارسي لأبي الدرداء حينما دعاه أن يهاجر من العراق إلى الشام : أما بعد ، فإن الأرض لَا تُقَدِّسُ أحدا ، وإنما يقدس الإنسان عمله , وفي مقابل أولئك المبتدعة من أنكر هذا الحديث وحكم عليه بالوضع لما فيه من ذَمِّ العراق , كما فعل الأستاذ صلاح الدين المنجد في مقدمته على " فضائل الشام ودمشق " ، ورددت عليه في تخريجي لأحاديثه ، وأثبتُّ أن الحديث من معجزاته - صلى الله عليه وسلم - العلمية ، فانظر الحديث الثامن منه . أ . هـ(1/766)
( د ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا أَنَسُ ، إِنَّ النَّاسَ يُمَصِّرُونَ أَمْصَارًا (1) وَإِنَّ مِصْرًا مِنْهَا يُقَالُ لَهُ : الْبَصْرَةُ ، فَإِنْ أَنْتَ مَرَرْتَ بِهَا أَوْ دَخَلْتَهَا فَإِيَّاكَ وَسِبَاخَهَا (2) وَكَلَّاءَهَا (3) وَسُوقَهَا (4) وَبَابَ أُمَرَائِهَا (5) وَعَلَيْكَ بِضَوَاحِيهَا (6) فَإِنَّهُ يَكُونُ بِهَا خَسْفٌ وَقَذْفٌ (7) وَرَجْفٌ (8) وَقَوْمٌ (9) يَبِيتُونَ يُصْبِحُونَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ (10) " (11)
__________
(1) أَيْ : يَتَّخِذُونَ بِلَادًا , وَالتَّمْصِير اِتِّخَاذ الْمِصْر , والمِصر : البلد أو القطر .عون المعبود - (ج 9 / ص 345)
(2) أَيْ : فَاحْذَرْ سِبَاخهَا , وهِيَ الْأَرْض الَّتِي تَعْلُوهَا الْمُلُوحَة وَلَا تَكَاد تُنْبِت إِلَّا بَعْض الشَّجَر .عون المعبود(ج9ص345)
(3) الْكَلَّاء بِالتَّشْدِيدِ وَالْمَدّ : الْمَوْضِع الَّذِي تُرْبَط فِيهِ السُّفُن , وَمِنْهُ سُوق الْكَلَّاء بِالْبَصْرَةِ .عون المعبود(ج9ص 345)
(4) إِمَّا لِحُصُولِ الْغَفْلَة فِي سُوقهَا , أَوْ لِكَثْرَةِ اللَّغْو بِهَا أَوْ فَسَاد الْعُقُود وَنَحْوهَا .عون المعبود(ج9ص 345)
(5) أَيْ : لِكَثْرَةِ الظُّلْم الْوَاقِع بِهَا . عون المعبود(ج9ص 345)
(6) الضَّاحِيَة الْمُرَاد بِهَا جِبَالهَا ، وَهَذَا أَمْر بِالْعُزْلَةِ ، فَالْمَعْنَى اِلْزَمْ نَوَاحِيهَا . عون المعبود - (ج 9 / ص 345)
(7) أَيْ : رَمْي أَهْلهَا بِالْحِجَارَةِ بِأَنْ تُمْطِر عَلَيْهِمْ . عون المعبود - (ج 9 / ص 345)
(8) أَيْ : زَلْزَلَة شَدِيدَة .
(9) أَيْ : فِيهَا قَوْم .
(10) قَالَ الطِّيبِيُّ : الْمُرَاد بِهِ الْمَسْخ , وَقِيلَ : فِي هَذَا إِشَارَة إِلَى أَنَّ بِهَا قَدَرِيَّة , لِأَنَّ الْخَسْف وَالْمَسْخ إِنَّمَا يَكُون فِي هَذِهِ الْأُمَّة لِلْمُكَذِّبِينَ بِالْقَدَرِ . عون المعبود(ج9ص 345)
(11) ( د ) 4307 , انظر صحيح الجامع : 7859 , والمشكاة : 5433(1/767)
( خ ت ) , وَعَنْ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ (1) قَالَ :
( كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - , فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ ) (2) ( يُصِيبُ الثَّوْبَ ؟ ) (3) ( فَقَالَ : مِمَّنْ أَنْتَ ؟ , قَالَ : مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ , فَقَالَ : انْظُرُوا إِلَى هَذَا , يَسْأَلُنِي عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ رَيْحَانَتَايَ مِنْ الدُّنْيَا (4) ) (5) "
__________
(1) ( ابْن أَبِي نُعْم ) بِضَمِّ النُّون وَسُكُون الْمُهْمَلَة , هُوَ عَبْد الرَّحْمَن ، وَاسْم أَبِيهِ لَا يُعْرَف ، وَهُوَ كُوفِيّ عَابِد اِتَّفَقُوا عَلَى تَوْثِيقه . فتح الباري لابن حجر - (ج 17 / ص 126)
(2) ( خ ) 5648
(3) ( ت ) 3770
(4) الْمَعْنَى أَنَّهُمَا مِمَّا أَكْرَمَنِي اللَّهُ وَحَبَانِي بِهِ ، لِأَنَّ الْأَوْلَاد يُشَمُّونَ وَيُقَبَّلُونَ , فَكَأَنَّهُمْ مِنْ جُمْلَة الرَّيَاحِين , وَقَوْله : " مِنْ الدُّنْيَا " أَيْ : نَصِيبِي مِنْ الرَّيْحَان الدُّنْيَوِيّ , وَاَلَّذِي يَظْهَر أَنَّ اِبْن عُمَر لَمْ يَقْصِد ذَلِكَ الرَّجُل بِعَيْنِهِ أَنَّهُ أَعَان عَلَى قَتْل الْحُسَيْن , بَلْ أَرَادَ التَّنْبِيه عَلَى جَفَاء أَهْل الْعِرَاق وَغَلَبَة الْجَهْلِ عَلَيْهِمْ بِالنِّسْبَةِ لِأَهْلِ الْحِجَاز . فتح الباري لابن حجر . (ج17ص 126)
(5) ( خ ) 5648 , ( ت ) 3770(1/768)
( م ) , وَعَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ :
يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ , مَا أَسْأَلَكُمْ عَنْ الصَّغِيرَةِ وَأَرْكَبَكُمْ لِلْكَبِيرَةِ , سَمِعْتُ أَبِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ - رضي الله عنهما - يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِنَّ الْفِتْنَةَ تَجِيءُ مِنْ هَاهُنَا , وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ , مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ " , وَأَنْتُمْ يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ , وَإِنَّمَا قَتَلَ مُوسَى الَّذِي قَتَلَ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ خَطَأً , فَقَالَ لَهُ اللَّهُ - عز وجل - : { وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنْ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا } (1) . (2)
__________
(1) [طه/40]
(2) ( م ) 2905(1/769)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى فَسَادُ أَكْثَرِ النَّاسِ وَذَهَابُ الصَّالِحِين
( خ حم ) , عَنْ أُمَّ الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( دَخَلَ عَلَيَّ أَبُو الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - وَهُوَ مُغْضَبٌ , فَقُلْتُ : مَا أَغْضَبَكَ ؟ , فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُ ) (1) ( فِيهِمْ (2) شَيْئًا مِنْ أَمْرِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - (3) ) (4) ( إِلَّا أَنَّهُمْ يُصَلُّونَ جَمِيعًا (5) ) (6) .
__________
(1) ( خ ) 622
(2) أَيْ : فِي أَهْل الْبَلَد الَّذِي كَانَ فِيهِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 473)
(3) أَيْ : مِنْ شَرِيعَة مُحَمَّد شَيْئًا لَمْ يَتَغَيَّر عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 473)
(4) ( حم ) 27540 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(5) مُرَاد أَبِي الدَّرْدَاء أَنَّ أَعْمَال الْمَذْكُورِينَ حَصَلَ فِي جَمِيعهَا النَّقْص وَالتَّغْيِير , إِلَّا الصَّلَاة فِي جَمَاعَة ، وَهُوَ أَمْر نِسْبِيّ , لِأَنَّ حَال النَّاسِ فِي زَمَن النُّبُوَّة كَانَ أَتَمَّ مِمَّا صَارَ إِلَيْهِ بَعْدَهَا ، ثُمَّ كَانَ فِي زَمَن الشَّيْخَيْنِ أَتَمَّ مِمَّا صَارَ إِلَيْهِ بَعْدَهُمَا , وَكَأَنَّ ذَلِكَ صَدَرَ مِنْ أَبِي الدَّرْدَاء فِي أَوَاخِر عُمُره , وَكَانَ ذَلِكَ فِي أَوَاخِرِ خِلَافَة عُثْمَانَ ، فَيَا لَيْتَ شِعْرِي إِذَا كَانَ ذَلِكَ الْعَصْر الْفَاضِل بِالصِّفَةِ الْمَذْكُورَة عِنْدَ أَبِي الدَّرْدَاء , فَكَيْفَ بِمَنْ جَاءَ بَعْدَهُمْ مِنْ الطَّبَقَات إِلَى هَذَا الزَّمَان ؟ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 473)
(6) ( خ ) 622(1/770)
( ك ) , وَعَنْ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
قُرِّبَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَمْرٌ وَرُطَبٌ ، فَأَكَلُوا مِنْهُ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ إِلَّا نَوَاةٌ وَمَا لَا خَيْرَ فِيهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَتَدْرُونَ مَا هَذَا ؟ " ، قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ,قَالَ : " تَذْهَبُونَ الْخَيِّرَ فَالْخَيِّرَ ، حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْكُمْ إِلَّا مِثْلُ هَذَا " (1)
__________
(1) ( ك ) 8336 , ( حب ) 7225 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2935 ، الصَّحِيحَة : 1781(1/771)
( خ ) , وَعَنْ مِرْدَاسٍ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( يُقْبَضُ الصَّالِحُونَ الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ , وَتَبْقَى حُثَالَةٌ (1) كَحُثَالَةِ التَّمْرِ وَالشَّعِيرِ , لَا يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِمْ شَيْئًا ) (2) لَا يُبَالِيهِمْ اللَّهُ بَالَةً (3) "
__________
(1) الْحُثَالَة : الرَّدِيء مِنْ كُلّ شَيْء . فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 483)
(2) ( خ ) 3925
(3) ( خ ) 6070 , أَيْ : لَا يَرْفَع لَهُمْ قَدْرًا , وَلَا يُقِيم لَهُمْ وَزْنًا . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 247)(1/772)
( جة حب ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَتُنْتَقُنَّ كَمَا يُنْتَقَى التَّمْرُ ) (1) ( مِنْ حُثَالَتِهِ ) (2) ( فَلْيَذْهَبَنَّ خِيَارُكُمْ ، وَلَيَبْقَيَنَّ شِرَارُكُمْ ) (3) "
__________
(1) ( جة ) 4038 , ( ك ) 7886
(2) ( حب ) 6851 , انظر صحيح موارد الظمآن : 1538
(3) ( جة ) 4038(1/773)
( حم ) , وَعَنْ عِلْبَاءَ السُّلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى حُثَالَةِ النَّاسِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 16115 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(1/774)
( د ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ ذَكَرَ الْفِتْنَةَ فَقَالَ : ) (1) ( " كَيْفَ بِكُمْ إِذَا بَقِيتُمْ إلَى ِزَمَانٍ يُغَرْبَلُ النَّاسُ (2) فِيهِ غَرْبَلَةً , فَتَبْقَى حُثَالَةٌ مِنْ النَّاسِ قَدْ مَرَجَتْ (3) عُهُودُهُمْ ) (4) ( وَخَفَّتْ (5) أَمَانَاتُهُمْ (6) ) (7) ( وَاخْتَلَفُوا فَكَانُوا هَكَذَا -وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ (8) - " ) (9) ( فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ : كَيْفَ أَفْعَلُ عِنْدَ ذَلِكَ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ ؟ , قَالَ : " الْزَمْ بَيْتَكَ , وَامْلِكْ (10) عَلَيْكَ لِسَانَكَ (11) وَخُذْ بِمَا تَعْرِفُ , وَدَعْ مَا تُنْكِرُ , وَعَلَيْكَ بِأَمْرِ خَاصَّةِ نَفْسِكَ , وَدَعْ عَنْكَ أَمْرَ الْعَامَّةِ (12) " ) (13) ( فَقَالُوا : وَكَيْفَ بِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " تَأْخُذُونَ مَا تَعْرِفُونَ (14) وَتَدَعُونَ مَا تُنْكِرُونَ (15) وَتُقْبِلُونَ عَلَى أَمْرِ خَاصَّتِكُمْ , وَتَدَعُونَ أَمْرَ عَامَّتِكُمْ ) (16) " (17)
__________
(1) ( د ) 4343
(2) أَيْ : يَذْهَب خِيَارُهمْ وَيَبْقَى أَرَاذِلهمْ , كَأَنَّهُم نَقُّوا بِالْغِرْبَالِ .عون المعبود - (ج 9 / ص 376)
(3) أَيْ : اخْتَلَطَتْ وَفَسَدَتْ . عون المعبود - (ج 9 / ص 376)
(4) ( د ) 4342 , ( خ ) 466
(5) أَيْ : قَلَّتْ .
(6) أَيْ : لَا يَكُون أَمْرهمْ مُسْتَقِيمًا , بَلْ يَكُون كُلّ وَاحِد فِي كُلّ لَحْظَة عَلَى طَبْع وَعَلَى عَهْد , يَنْقُضُونَ الْعُهُود , وَيَخُونُونَ الْأَمَانَات . عون المعبود - (ج 9 / ص 376)
(7) ( د ) 4343
(8) أَيْ : يُمْزَج بَعْضُهمْ بِبَعْضٍ , وَتَلَبَّسَ أَمْر دِينهمْ , فَلَا يُعْرَف الْأَمِين مِنْ الْخَائِن , وَلَا الْبَرّ مِنْ الْفَاجِر .عون المعبود
قلت : فكيف لو رآى النبي - صلى الله عليه وسلم - أهل زماننا ماذا تُراه كان يسميهم ؟ .ع
(9) ( د ) 4342 , ( جة ) 3957
(10) أَيْ : أَمْسِكْ .
(11) أي : لَا تَتَكَلَّم فِي أَحْوَال النَّاس كَيْلَا يُؤْذُوك .
(12) أَيْ : اِلْزَمْ أَمْر نَفْسك , وَاحْفَظْ دِينك , وَاتْرُكْ النَّاس وَلَا تَتْبَعهُمْ ، وَهَذَا رُخْصَة فِي تَرْك الْأَمْر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنْ الْمُنْكَر إِذَا كَثُرَ الْأَشْرَار وَضَعُفَ الْأَخْيَار . عون المعبود - (ج 9 / ص 377)
(13) ( د ) 4343
(14) أَيْ : مَا تَعْرِفُونَ كَوْنه حَقًّا .
(15) أَيْ : مَا تُنْكِرُونَ أَنَّهُ حَقّ .
(16) ( د ) 4342 , ( جة ) 3957
(17) الصَّحِيحَة : 205 ، 206(1/775)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" خَيْرُ أُمَّتِي الْقَرْنُ الَّذِينَ بُعِثْتُ فِيهِمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَذَكَرَ الثَّالِثَ أَمْ لَا قَالَ : ثُمَّ يَخْلُفُ قَوْمٌ يُحِبُّونَ السَّمَانَةَ (1) يَشْهَدُونَ قَبْلَ أَنْ يُسْتَشْهَدُوا " (2)
__________
(1) الْمُرَاد بِالسِّمَنِ هُنَا كَثْرَة اللَّحْم ، وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ يَكْثُر ذَلِكَ فِيهِمْ ، وَالْمَذْمُوم مِنْهُ مَنْ يَسْتَكْسِبُهُ ، وَأَمَّا مَنْ هُوَ فِيهِ خِلْقَة فَلَا يَدْخُل فِي هَذَا وَالْمُتَكَسِّب لَهُ هُوَ الْمُتَوَسِّع فِي الْمَأْكُول وَالْمَشْرُوب زَائِدًا عَلَى الْمُعْتَاد . شرح النووي (ج 8 / ص 313)
(2) ( م ) 2534 , ( حم ) 7123(1/776)
( خ ت طب حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ ؟ , فَقَالَ : " قَرْنِي (1) ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ (2) ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ (3) ) (4) ( ثُمَّ يَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ قَوْمٌ ) (5) ( لَا خَيْرَ فِيهِمْ ) (6) ( يَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ (7) وَيَنْذِرُونَ وَلَا يَفُونَ , وَيَظْهَرُ فِيهِمْ السِّمَنُ (8) ) (9) ( وَيَفْشُو فِيهِمُ الْكَذِبُ حَتَّى ) (10) ( يَحْلِفَ أَحَدُهُمْ عَلَى الْيَمِينِ قَبْلَ أَنْ يُسْتَحْلَفَ عَلَيْهَا , وَيَشْهَدَ عَلَى الشَّهَادَةِ قَبْلَ أَنْ يُسْتَشْهَدَ (11) ) (12) ( وَلَهُمْ لَغَطٌ (13) فِي أَسْوَاقِهِمْ ") (14) ( قَالَ إِبْرَاهِيمُ (15) : وَكَانَ أَصْحَابُنَا (16) يَنْهَوْنَا وَنَحْنُ غِلْمَانٌ أَنْ نَحْلِفَ بِالشَّهَادَةِ وَالْعَهْدِ (17) ) (18) .
__________
(1) أَيْ : أَهْل قَرْنِي ، وَالْقَرْن أَهْل زَمَان وَاحِد مُتَقَارِب اِشْتَرَكُوا فِي أَمْر مِنْ الْأُمُور الْمَقْصُودَة , وَيُقَال : إِنَّ ذَلِكَ مَخْصُوص بِمَا إِذَا اِجْتَمَعُوا فِي زَمَن نَبِيّ أَوْ رَئِيس يَجْمَعهُمْ عَلَى مِلَّة أَوْ مَذْهَب أَوْ عَمَل ، وَيُطْلَق الْقَرْن عَلَى مُدَّة مِنْ الزَّمَان ، وَاخْتَلَفُوا فِي تَحْدِيدهَا مِنْ عَشَرَة أَعْوَام إِلَى مِائَة وَعِشْرِينَ ، وَقَدْ وَقَعَ فِي حَدِيث عَبْد اللَّه بْن بُسْر عِنْد مُسْلِم مَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ الْقَرْن مِائَة ، وَهُوَ الْمَشْهُور ، وَالْمُرَاد بِقَرْنِ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فِي هَذَا الْحَدِيث الصَّحَابَة ، وَاتَّفَقَ العلماء أَنَّ آخِر مَنْ كَانَ مِنْ أَتْبَاع التَّابِعِينَ مِمَّنْ يُقْبَل قَوْله مَنْ عَاشَ إِلَى حُدُود الْعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ ، وَفِي هَذَا الْوَقْت ظَهَرَتْ الْبِدَع ظُهُورًا فَاشِيًّا ، وَأَطْلَقَتْ الْمُعْتَزِلَة أَلْسِنَتهَا ، وَرَفَعَتْ الْفَلَاسِفَة رُءُوسهَا ، وَامْتُحِنَ أَهْل الْعِلْم لِيَقُولُوا بِخَلْقِ الْقُرْآنِ ، وَتَغَيَّرَتْ الْأَحْوَال تَغَيُّرًا شَدِيدًا ، وَلَمْ يَزَلْ الْأَمْر فِي نَقْص إِلَى الْآن , وَظَهَرَ قَوْله - صلى الله عليه وسلم - " ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِب " ظُهُورًا بَيِّنًا حَتَّى يَشْمَل الْأَقْوَال وَالْأَفْعَال وَالْمُعْتَقَدَات وَاَللَّهُ الْمُسْتَعَانُ . ( فتح ) - (ج 10 / ص 445)
(2) أَيْ : الْقَرْن الَّذِي بَعْدهمْ وَهُمْ التَّابِعُونَ . ( فتح ) - (ج 10 / ص 445)
(3) وَهُمْ أَتْبَاع التَّابِعِينَ ، وَاقْتَضَى هَذَا الْحَدِيث أَنْ تَكُون الصَّحَابَة أَفْضَل مِنْ التَّابِعِينَ , وَالتَّابِعُونَ أَفْضَل مِنْ أَتْبَاع التَّابِعِينَ ، لَكِنْ هَلْ هَذِهِ الْأَفْضَلِيَّة بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمَجْمُوع أَوْ الْأَفْرَاد ؟ , مَحَلّ بَحْث ، وَإِلَى الثَّانِي نَحَا الْجُمْهُور ، وَالْأَوَّل قَوْل اِبْن عَبْد الْبَرّ ، وَالَّذِي يَظْهَر أَنَّ مَنْ قَاتَلَ مَعَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أَوْ فِي زَمَانه بِأَمْرِهِ أَوْ أَنْفَقَ شَيْئًا مِنْ مَاله بِسَبَبِهِ لَا يَعْدِلهُ فِي الْفَضْل أَحَد بَعْده كَائِنًا مَنْ كَانَ ، وَأَمَّا مَنْ لَمْ يَقَع لَهُ ذَلِكَ فَهُوَ مَحَلّ الْبَحْث ، وَالْأَصْل فِي ذَلِكَ قَوْله تَعَالَى : ( لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْل الْفَتْح وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَم دَرَجَة مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا ) الْآية , وَاحْتَجَّ اِبْن عَبْد الْبَرّ بِحَدِيثِ : " مَثَل أُمَّتِي مَثَل الْمَطَر لَا يُدْرَى أَوَّله خَيْر أَمْ آخِره " , وَرَوَى أَحْمَد وَالدَّارِمِيُّ وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيث أَبِي جُمْعَة قَالَ : " قَالَ أَبُو عُبَيْدَة : يَا رَسُول اللَّهِ ، أَأَحَد خَيْر مِنَّا ؟ , أَسْلَمْنَا مَعَك ، وَجَاهَدْنَا مَعَك . قَالَ : قَوْم يَكُونُونَ مِنْ بَعْدكُمْ يُؤْمِنُونَ بِي وَلَمْ يَرَوْنِي " ( فتح ) - (ج 10 / ص 445)
(4) ( خ ) 2509
(5) ( حم ) 3594 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(6) ( طب ) 10058 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3293 , والضعيفة تحت حديث : 3569
(7) أَيْ : لَا يَثِقُ اَلنَّاسُ بِهِمْ ، وَلَا يَعْتَقِدُونَهُمْ أُمَنَاءَ ، بِأَنْ تَكُونَ خِيَانَتُهُمْ ظَاهِرَةً بِحَيْثُ لَا يَبْقَى لِلنَّاسِ اِعْتِمَادٌ عَلَيْهِمْ . ( فتح ) - (ج 8 / ص 160)
(8) أَيْ : يُحِبُّونَ اَلتَّوَسُّعَ فِي اَلْمَآكِل وَالْمَشَارِب وَهِيَ أَسْبَابُ اَلسِّمَنِ . ( فتح ) - (ج 8 / ص 160)
(9) ( خ ) 2508
(10) ( ت ) 2165
(11) يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ اَلْمُرَاد التَّحَمُّلَ بِدُونِ التَّحْمِيلِ , أَوْ الْأَدَاءَ بِدُونِ طَلَبٍ ، وَالثَّانِي أَقْرَب , وَيُعَارِضُهُ مَا رَوَاهُ مُسْلِم مِنْ حَدِيثِ زَيْد بْن خَالِد مَرْفُوعًا " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ اَلشُّهَدَاءِ ؟ , اَلَّذِي يَأْتِي بِالشَّهَادَةِ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا " , وَاخْتَلَفَ اَلْعُلَمَاءُ فِي تَرْجِيحِهِمَا , فَجَنَحَ اِبْن عَبْد اَلْبَرّ إِلَى تَرْجِيح حَدِيث زَيْد بْن خَالِد لِكَوْنِهِ مِنْ رِوَايَةِ أَهْلِ اَلْمَدِينَةِ فَقَدَّمَهُ عَلَى رِوَايَةِ أَهْلِ اَلْعِرَاقِ , وَبَالَغَ فَزَعَمَ أَنَّ حَدِيثَ عِمْرَانَ هَذَا لَا أَصْلَ لَهُ , وَجَنَحَ غَيْرُهُ إِلَى تَرْجِيح حَدِيث عِمْرَانَ لِاتِّفَاقِ صَاحِبَيْ اَلصَّحِيحِ عَلَيْهِ وَانْفِرَادِ مُسْلِمٍ بِإِخْرَاجِ حَدِيثِ زَيْد بْن خَالِد . وَذَهَبَ آخَرُونَ إِلَى الْجَمْعِ بَيْنَهُمَا فَأَجَابُوا بِأَجْوِبَة : أَحَدُهَا : أَنَّ اَلْمُرَادَ بِحَدِيثِ زَيْد : مَنْ عِنْدَهُ شَهَادَة لِإِنْسَانٍ بِحَقٍّ لَا يَعْلَمُ بِهَا صَاحِبُهَا فَيَأْتِي إِلَيْهِ فَيُخْبِرُهُ بِهَا , أَوْ يَمُوتُ صَاحِبُهَا اَلْعَالِمُ بِهَا وَيُخَلِّفُ وَرَثَةً , فَيَأْتِي اَلشَّاهِدُ إِلَيْهِمْ أَوْ إِلَى مَنْ يَتَحَدَّثُ عَنْهُمْ فَيُعْلِمُهُمْ بِذَلِكَ , وَهَذَا أَحْسَنُ اَلْأَجْوِبَةِ , وَبِهَذَا أَجَابَ يَحْيَى بْن سَعِيد شَيْخُ مَالِكٍ وَمَالِكٌ وَغَيْرُهُمَا . ثَانِيهَا : أَنَّ اَلْمُرَادَ بِهِ شَهَادَة اَلْحِسْبَة , وَهِيَ مَا لَا يَتَعَلَّقُ بِحُقُوقِ اَلْآدَمِيِّينَ اَلْمُخْتَصَّةِ بِهِمْ مَحْضًا ، وَيَدْخُلُ فِي اَلْحِسْبَةِ مِمَّا يَتَعَلَّقُ بِحَقِّ اَللَّهِ أَوْ فِيهِ شَائِبَة , مِنْهُ اَلْعَتَاقُ وَالْوَقْفُ وَالْوَصِيَّة اَلْعَامَّة وَالْعِدَّة وَالطَّلَاق وَالْحُدُود وَنَحْوُ ذَلِكَ ، وَحَاصِلُهُ أَنَّ اَلْمُرَادَ بِحَدِيثِ اِبْن مَسْعُود الشَّهَادَة فِي حُقُوقِ اَلْآدَمِيِّينَ ، وَالْمُرَادُ بِحَدِيثِ زَيْدِ بْن خَالِد اَلشَّهَادَةُ فِي حُقُوقِ اَللَّهِ . ثَالِثُهَا : أَنَّهُ مَحْمُولٌ عَلَى اَلْمُبَالَغَةِ فِي اَلْإِجَابَةِ إِلَى اَلْأَدَاءِ , فَيَكُونُ لِشِدَّةِ اِسْتِعْدَادِهِ لَهَا كَاَلَّذِي أَدَّاهَا قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا , كَمَا يُقَالُ فِي وَصْفِ اَلْجَوَادِ : إِنَّهُ لَيُعْطِي قَبْلَ اَلطَّلَبِ أَيْ : يُعْطِي سَرِيعًا عَقِبَ اَلسُّؤَالِ مِنْ غَيْرِ تَوَقُّفٍ . وَهَذِهِ اَلْأَجْوِبَةُ مَبْنِيَّة عَلَى أَنَّ اَلْأَصْلَ فِي أَدَاءِ اَلشَّهَادَةِ عِنْدَ اَلْحَاكِمِ أَنْ لَا يَكُونَ إِلَّا بَعْدَ اَلطَّلَبِ مَنْ صَاحِبِ اَلْحَقِّ , فَيَخُصُّ ذَمَّ مَنْ يَشْهَدُ قَبْلَ أَنْ يُسْتَشْهَدَ بِمَنْ ذَكَرَ مِمَّنْ يُخْبِرُ بِشَهَادَةٍ عِنْدَهُ لَا يَعْلَمُ صَاحِبهَا بِهَا أَوْ شَهَادَةِ اَلْحِسْبَة , وَذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى جَوَازِ أَدَاءِ اَلشَّهَادَةِ قَبْلَ اَلسُّؤَالِ عَلَى ظَاهِرِ عُمُومِ حَدِيثِ زَيْد بْن خَالِد ، وَتَأَوَّلُوا حَدِيث عِمْرَانَ بِتَأْوِيلَات : أَحَدُهَا : أَنَّهُ مَحْمُولٌ عَلَى شَهَادَةِ اَلزُّورِ , أَيْ : يُؤَدُّونَ شَهَادَةً لَمْ يُسْبَقْ لَهُمْ تَحَمُّلُهَا , وَهَذَا حَكَاهُ اَلتِّرْمِذِيُّ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ اَلْعِلْمِ . ثَانِيهَا : اَلْمُرَاد بِهَا الشَّهَادَة فِي اَلْحَلِفِ , يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْل إِبْرَاهِيمَ فِي آخِر حَدِيثِ اِبْن مَسْعُود " كَانُوا يَضْرِبُونَنَا عَلَى اَلشَّهَادَةِ " أَيْ : قَوْلِ اَلرَّجُلِ : أَشْهَدُ بِاَللَّهِ مَا كَانَ إِلَّا كَذَا , عَلَى مَعْنَى اَلْحَلِفِ , فَكُرِهَ ذَلِكَ كَمَا كُرِهَ اَلْإِكْثَار مِنْ اَلْحَلِفِ , وَالْيَمِينُ قَدْ تُسَمَّى شَهَادَةً كَمَا قَالَ تَعَالَى : ( فَشَهَادَة أَحَدِهِمْ ) وَهَذَا جَوَاب اَلطَّحَاوِيّ . ثَالِثُهَا : اَلْمُرَاد بِهَا اَلشَّهَادَة عَلَى اَلْمُغَيَّبِ مِنْ أَمْرِ اَلنَّاسِ , فَيَشْهَدُ عَلَى قَوْمٍ أَنَّهُمْ فِي اَلنَّارِ , وَعَلَى قَوْمٍ أَنَّهُمْ فِي اَلْجَنَّةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ , كَمَا صَنَعَ ذَلِكَ أَهْل اَلْأَهْوَاءِ , حَكَاهُ الْخَطَّابِيّ . رَابِعُهَا : اَلْمُرَاد بِهِ مَنْ يَنْتَصِبُ شَاهِدًا وَلَيْسَ مَنْ أَهْلِ اَلشَّهَادَة , خَامِسُهَا : اَلْمُرَاد بِهِ اَلتَّسَارُع إِلَى اَلشَّهَادَةِ وَصَاحِبُهَا عَالِمٌ بِهَا مِنْ قَبْلِ أَنْ يَسْأَلَهُ . وَاَللَّهُ أَعْلَمُ . وَقَوْلُهُ : " يَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ " اُسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى أَنَّ مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ : لِفُلَانٍ عِنْدِي كَذَا , فَلَا يَسُوغُ لَهُ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْهِ بِذَلِكَ إِلَّا إِنْ اِسْتَشْهَدَهُ , وَهَذَا بِخِلَافِ مَنْ رَأَى رَجُلًا يَقْتُلُ رَجُلًا أَوْ يَغْصِبُهُ مَالَهُ , فَإِنَّهُ يَجُوزُ لَهُ أَنْ يَشْهَدَ بِذَلِكَ ، وَإِنْ لَمْ يَسْتَشْهِدْهُ اَلْجَانِي . ( فتح ) - (ج 8 / ص 160)
(12) ( حم ) 177 , ( ت ) 2165
(13) اللغط : الأصوات المختلطة المبهمة والضجة لَا يفهم معناها .
(14) ( طل ) 32 , انظر الصحيحة : 3431
(15) هُوَ النَّخَعِيُّ .
(16) يَعْنِي : مَشَايِخه وَمَنْ يَصْلُح مِنْهُ اِتِّبَاع قَوْله .
(17) أَيْ : أَنْ يَقُول أَحَدُنَا : أَشْهَدُ بِاَللَّهِ أَوْ عَلَى عَهْد اللَّه . ( فتح ) - (ج 8 / ص 160)
(18) ( خ ) 2509 , ( م ) 2533(1/777)
( جة ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
خَطَبَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - بِالْجَابِيَةِ (1) فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَامَ فِينَا مِثْلَ مُقَامِي فِيكُمْ فَقَالَ : " احْفَظُونِي فِي أَصْحَابِي (2) ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ , حَتَّى يَشْهَدَ الرَّجُلُ وَمَا يُسْتَشْهَدُ , وَيَحْلِفَ وَمَا يُسْتَحْلَفُ " (3)
__________
(1) الجَابيَة : قرية من أعمال دمشق , ثم من عمل الجيدوُر من ناحية الجولان , قرب مرج الصفر في شمالي حوران ويقال لها : جابية الجولان أيضاً , وبالقرب منها تل يسمى تل الجابية , وفي هذا الموضع خطب عمربن الخطاب - رضي الله عنه - خطبته المشهورة ، وباب الجابية بدمشق منسوب إلى هذا الموضع . معجم البلدان - (ج 1 / ص 459)
(2) أَيْ : رَاعُونِي فِي شَأْنهمْ , فَلَا تُؤْذُوهُمْ لِأَجْلِ حَقِّي وَصُحْبَتِي , أَوْ اِقْتِدَاءً بِأَخْلَاقِي وَأَحْوَالِي فِيهِمْ وَأَنَّهُمْ عَلَى الْخَيْر .حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 5 / ص 63)
(3) ( جة ) 2363(1/778)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
قِيلَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ ؟ , قَالَ : " أَنَا وَمَنْ مَعِي " ، فَقِيلَ لَهُ : ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " ثُمَّ الَّذِينَ عَلَى الْأَثَرِ " ، فَقِيلَ لَهُ : ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " ثُمَّ الَّذِينَ عَلَى الْأَثَرِ " ، فَقِيلَ لَهُ : ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " فَرَفَضَهُمْ " (1)
__________
(1) ( حم ) 7944 ، انظر الصَّحِيحَة تحت حديث : 1839 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده جيد .(1/779)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَكُونُ خَلْفٌ مِنْ بَعْدِ سِتِّينَ سَنَةً , أَضَاعُوا الصَلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ، فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : خُسْرَانًا , قلت : في الحديث دلالة على أن المقصود بخيرية القرون الثلاثة هي الأجيال الثلاثة الأولى ، وليس المئات الثلاثة الأولى , فإنه - صلى الله عليه وسلم - يقول : " بعد ستين سنة " ، وهذا في القرن الأول .ع
(2) ( حم ) 11358 , ( حب ) 755 , ( ك ) 8643 , انظر الصَّحِيحَة : 3034(1/780)
( خ م ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّمَا النَّاسُ كَإِبِلٍ مِائَةٍ , لَا تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً (1) " (2)
__________
(1) الْمَعْنَى أَنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ أَهْلُ نَقْصٍ , وَأَمَّا أَهْلُ الْفَضْلِ فَعَدَدُهُمْ قَلِيلٌ جِدًّا ، فَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الرَّاحِلَةِ فِي الْإِبِلِ الْحَمُولَةِ ، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } , وَنُقِلَ عَنْ اِبْن قُتَيْبَةَ أَنَّ الرَّاحِلَةَ هِيَ النَّجِيبَةُ الْمُخْتَارَةُ مِنْ الْإِبِل لِلرُّكُوبِ ، فَإِذَا كَانَتْ فِي إِبِلٍ عُرِفَتْ , وَقَالَ اِبْن بَطَّال : مَعْنَى الْحَدِيث أَنَّ النَّاس كَثِيرٌ , وَالْمَرْضِيَّ مِنْهُمْ قَلِيلٌ ، وَأَشَارَ اِبْن بَطَّال إِلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالنَّاسِ فِي الْحَدِيث مَنْ يَأْتِي بَعْدَ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ , حَيْثُ يَصِيرُونَ يَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ .فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 335)
(2) ( خ ) 6133 , ( م ) 2547(1/781)
( ت ) , وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَصِيرَ الدُّنْيَا لِلُكَعِ ابْنِ لُكَعٍ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : لَئِيمُ ابْنُ لَئِيمٍ ، أَيْ رَدِيءُ النَّسَبِ ، دَنِيءُ الْحَسَبِ , وَقِيلَ : أَرَادَ بِهِ مَنْ لَا يُعْرَفُ لَهُ أَصْلٌ ، وَلَا يُحْمَدُ لَهُ خُلُقٌ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 491)
(2) ( ت ) 2209 , ( حم ) 15869 , انظر صحيح الجامع : 7272 , الصحيحة : 1505(1/782)
( خ م حم ) , وَعَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَتْ :
" ( اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ النَّوْمِ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ ) (1) ( فَزِعًا ) (2) ( يَقُولُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ , فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ (3) يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ ) (4) ( وَحَلَّقَ بِإِصْبَعَيْهِ (5) ) (6) ( السَّبَّابَةِ وَالْإِبْهَامِ " ) (7) ( فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ (8) ) (9) "
__________
(1) ( خ ) 7059
(2) ( خ ) 3346
(3) الْمُرَاد بِالرَّدْمِ : السَّدّ الَّذِي بَنَاهُ ذُو الْقَرْنَيْنِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 148)
(4) ( خ ) 7059 , ( م ) 2880
(5) أَيْ : جَعَلَهُمَا مِثْل الْحَلَقَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 148)
(6) ( خ ) 7135
(7) ( حم ) 27456
(8) أَيْ : الْمَعَاصِي وَالشُّرُور وَأَهْلهَا , قَالَ تَعَالَى { وَاتَّقُوا فِتْنَة لَا تُصِيبَن الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّة } .حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 7 / ص 323)
وقَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ : فِيهِ الْبَيَان بِأَنَّ الْخَيِّر يَهْلِكُ بِهَلَاكِ الشِّرِّير إِذَا لَمْ يُغَيِّر عَلَيْهِ خُبْثه ، وَكَذَلِكَ إِذَا غَيَّرَ عَلَيْهِ لَكِنْ حَيْثُ لَا يُجْدِي ذَلِكَ وَيُصِرُّ الشِّرِّيرُ عَلَى عَمَلِهِ السَّيِّئ ؛ وَيَفْشُو ذَلِكَ وَيَكْثُر حَتَّى يَعُمّ الْفَسَاد , فَيَهْلِك حِينَئِذٍ الْقَلِيل وَالْكَثِير ، ثُمَّ يُحْشَر كُلّ أَحَد عَلَى نِيَّته . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 148)
(9) ( خ ) 3346 , ( م ) 2880(1/783)
( صم ) , وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" وَايْمُ اللَّهِ (1) لَتُكْفَأَنَّ أُمَّتِي عَنْ دِينِهَا كَمَا يُكْفَأُ (2) الْإنَاءُ فِي الْبَطْحَاءِ " (3)
__________
(1) أي : وَاللهِ .
(2) يُكْفَأُ : يُقْلَبُ .
(3) صححه الألباني في ظلال الجنة : 212 , 1011 , وانظر ( حب ) 674(1/784)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى غُرْبَةُ الْإسْلَامِ بَيْنَ أَهْلِهِ فِي آخِرِ الزَّمَان
( م حم يع ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا (1) وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ , فَطُوبَى (2) لِلْغُرَبَاءِ (3) ) (4) ( يَوْمَئِذٍ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ " ) (5) ( فَقِيلَ : مَنْ الْغُرَبَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " أُنَاسٌ صَالِحُونَ فِي أُنَاسِ سُوءٍ كَثِيرٍ ، مَنْ يَعْصِيهِمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ يُطِيعُهُمْ ) (6) " وفي رواية : ( فَقِيلَ : مَنْ الْغُرَبَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : " الَّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ ) (7) "
__________
(1) أَيْ : بَدَأَ فِي آحَادٍ مِنْ النَّاسِ وَقِلَّةٍ , يُنْكِرُهُمْ النَّاسُ وَلَا يُخَالِطُونَهُمْ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 427)
(2) اخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي مَعْنَى ( طُوبَى ) , فَرُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا أَنَّ مَعْنَاهُ فَرَح وَقُرَّة عَيْن , وَقَالَ عِكْرِمَة : نِعْمَ مَا لَهُمْ , وَقَالَ إِبْرَاهِيم : خَيْر لَهُمْ وَكَرَامَة , وَقِيلَ : الْجَنَّة , وَقِيلَ : شَجَرَة فِي الْجَنَّة , وَكُلّ هَذِهِ الْأَقْوَال مُحْتَمَلَة فِي الْحَدِيث . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 269)
(3) ( الْغُرَبَاءِ ) أَيْ : الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ فِي أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ , لِصَبْرِهِمْ عَلَى الْأَذَى . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 427)
(4) ( م ) 145
(5) ( حم ) 1604 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده جيد .
(6) ( حم ) 6650 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3921 , والصحيحة : 1619
(7) ( حم ) 16736 , انظر الصَّحِيحَة : 1273(1/785)
( ت ابن نصر ) , وَعَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ (1) كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ (2) ) (3) ( لِلْمُتَمَسِّكِ فِيهِنَّ يَوْمَئِذٍ بِمَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرُ خَمْسِينَ ) (4) ( رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ " , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ رَجُلًا مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ ؟ , قَالَ : " بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ (5) ) (6) " (7)
__________
(1) أَيْ : عَلَى حِفْظِ أَمْرِ دِينِهِ بِتَرْكِ دُنْيَاهُ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 46)
(2) أَيْ : كَصَبْرِ الْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ فِي الشِّدَّةِ وَنِهَايَةِ الْمِحْنَةِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 46)
(3) ( ت ) 2260 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 8002 , الصَّحِيحَة : 957
(4) ابن نصر في " السنة " ( ص 9 )
(5) الحديث يَدُلُّ عَلَى فَضْلِ هَؤُلَاءِ فِي الْأَجْرِ عَلَى الصَّحَابَةِ مِنْ هَذِهِ الْحَيْثِيَّةِ ، وَقَدْ جَاءَ أَمْثَالُ هَذَا أَحَادِيثُ أُخَرُ ، وَتَوْجِيهُهُ كَمَا ذَكَرُوا أَنَّ الْفَضْلَ الْجُزْئِيَّ لَا يُنَافِي الْفَضْلَ الْكُلِّيَّ , وَتَكَلَّمَ اِبْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ فَقَالَ : يُمْكِنُ أَنْ يَجِيءَ بَعْدَ الصَّحَابَةِ مَنْ هُوَ فِي دَرَجَةِ بَعْضٍ مِنْهُمْ أَوْ أَفْضَلَ , وَمُخْتَارُ الْعُلَمَاءِ خِلَافُهُ , وقال الشَّيْخُ عِزُّ الدِّينِ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ : لَيْسَ هَذَا عَلَى إِطْلَاقِهِ , بَلْ هُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى قَاعِدَتَيْنِ : أَنَّ الْأَعْمَالَ تَشْرُفُ بِثَمَرَاتِهَا ، وَالثَّانِيَةُ أَنَّ الْغَرِيبَ فِي آخِرِ الْإِسْلَامِ كَالْغَرِيبِ فِي أَوَّلِهِ وَبِالْعَكْسِ ، لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : " بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ " ، يُرِيدُ الْمُنْفَرِدِينَ عَنْ أَهْلِ زَمَانِهِمْ , إِذَا تَقَرَّرَ ذَلِكَ فَنَقُولُ : الْإِنْفَاقُ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ , لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ " ، أَيْ : مُدَّ الْحِنْطَةِ , لأَنَّ تِلْكَ النَّفَقَةِ أَثْمَرَتْ فِي فَتْحِ الْإِسْلَامِ وَإِعْلَاءِ كَلِمَةِ اللَّهِ مَا لَا يُثْمِرُ غَيْرُهَا ، وَكَذَلِكَ الْجِهَادُ بِالنُّفُوسِ , لَا يَصِلُ الْمُتَأَخِّرُونَ فِيهِ إِلَى فَضْلِ الْمُتَقَدِّمِينَ لِقِلَّةِ عَدَدِ الْمُتَقَدِّمِينَ وَقِلَّةِ أَنْصَارِهِمْ ، فَكَانَ جِهَادُهُمْ أَفْضَلَ ، وَلِأَنَّ بَذْلَ النَّفْسِ مَعَ النُّصْرَةِ وَرَجَاءَ الْحَيَاةِ لَيْسَ كَبَذْلِهَا مَعَ عَدَمِهَا ، ، وَلِذَلِكَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام " أَفْضَل الْجِهَاد كَلِمَة حَقّ عِنْد سُلْطَان جَائِر " , فجَعَلَهُ أَفْضَل الْجِهَاد لِيَأْسِهِ مِنْ حَيَاته , وَأَمَّا النَّهْي عَنْ الْمُنْكَر بَيْن ظُهُور الْمُسْلِمِينَ وَإِظْهَار شَعَائِر الْإِسْلَام , فَإِنَّ ذَلِكَ شَاقّ عَلَى الْمُتَأَخِّرِينَ لِعَدَمِ الْمُعِين , وَكَثْرَة الْمُنْكَر فِيهِمْ , كَالْمُنْكِرِ عَلَى السُّلْطَان الْجَائِر , وَلِذَلِكَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : " يَكُونُ الْقَابِضُ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ , أَيْ : لَا يَسْتَطِيعُ دَوَامَ ذَلِكَ لِمَزِيدِ الْمَشَقَّةِ , فَكَذَلِكَ الْمُتَأَخِّرُ فِي حِفْظِ دِينِهِ ، وَأَمَّا الْمُتَقَدِّمُونَ فَلَيْسُوا كَذَلِكَ لِكَثْرَةِ الْمُعِينِ وَعَدَمِ الْمُنْكِرِ " . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 379)
(6) ( ت ) 3058 , ( د ) 4341
(7) صَحِيح الْجَامِع : 2234 , الصَّحِيحَة : 494 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3172(1/786)
( بحر الفوائد ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْمُتَمَسِّكُ بِسُنَّتِي عِنْدَ اخْتِلَافِ أُمَّتِي كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ " (1)
__________
(1) رواه الكلأباذي في بحر الفوائد : 338 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6676(1/787)
( م ) , وَعَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ الْمُزنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ (1) كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ (2) " (3)
__________
(1) الْمُرَاد بِالْهَرْجِ هُنَا الْفِتْنَة وَاخْتِلَاط أُمُور النَّاس .( النووي - ج 9 / ص 339)
(2) سَبَب كَثْرَة فَضْل الْعِبَادَة فِي الْهَرْجِ أَنَّ النَّاس يَغْفُلُونَ عَنْهَا ، وَيَشْتَغِلُونَ عَنْهَا ، وَلَا يَتَفَرَّغ لَهَا إِلَّا أَفْرَاد . ( النووي )
(3) ( م ) 2948 , ( ت ) 2201(1/788)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يُخَيَّرُ فِيهِ الرَّجُلُ بَيْنَ الْعَجْزِ وَالْفُجُورِ (1) فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ , فَلْيَخْتَرْ الْعَجْزَ عَلَى الْفُجُورِ (2) "( ضعيف ) (3)
__________
(1) أي : بين أن يعجِز فيُبعَدَ ويُقهر , وبين أن يخرج عن طاعة الله .فيض القدير - (ج 4 / ص 155)
(2) لأن سلامة الدين واجبة التقديم , والمخيِّر هم الأمراء وولاة الأمور . فيض القدير - (ج 4 / ص 155)
(3) ( حم ) 7730 , ( ك ) 8352 , ( يع ) 6403 , انظر حديث رقم : 3294 في ضعيف الجامع , الضعيفة : 3711(1/789)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى تَخْوِينُ الْأمِينِ وَتَأْمِينُ الْخَائِن
( جة حم ) , عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ ) (1) ( سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتٌ ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ " ، قِيلَ : وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ , قَالَ : " الرَّجُلُ التَّافِهُ (2) يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ ) (3) " (4)
__________
(1) ( حم ) 13324 وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(2) التافه : قليل العلم .
(3) ( جة ) 4036 , ( حم ) 8440
(4) صَحِيح الْجَامِع : 3650 , الصَّحِيحَة : 1887 , 2253(1/790)
( حب ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ (1) وَالْبُخْلُ ، وَيُخَوَّنَ الْأَمِينُ ، وَيُؤْتَمَنَ الْخَائِنُ ، وَيَهْلِكَ الْوُعُولُ ، وَتَظْهَرَ التَّحُوتُ " ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوُعُولُ وَالتَّحُوتُ ؟ , قَالَ : " الْوُعُولُ : وجُوهُ النَّاسِ وَأَشْرَافُهُمْ , وَالتَّحُوتُ : الَّذِينَ كَانُوا تَحْتَ أَقْدَامِ النَّاسِ لَا يُعْلَمُ بِهِمْ " (2)
__________
(1) ( الْفُحْشُ ) : مَا اِشْتَدَّ قُبْحُهُ مِنْ الْكَلَامِ .
(2) ( حب ) 6844 , ( ك ) 8664 , انظر الصَّحِيحَة : 3211(1/791)
( مي ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" أَلَا إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُرْفَعَ الْأَشْرَارُ وَتُوضَعَ الْأَخْيَارُ , أَلَا إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَظْهَرَ الْقَوْلُ وَيُخْزَنَ الْعَمَلُ , أَلَا إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُتْلَى الْمَثْنَاةُ فلَا يُوجَدُ مَنْ يُغَيِّرُهَا " , فَقِيلَ لَهُ : وَمَا الْمَثْنَاةُ ؟ , قَالَ : " مَا اسْتُكْتِبَ مِنْ كِتَابٍ غَيْرِ الْقُرْآنِ (1) فَعَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ , فَبِهِ هُدِيتُمْ , وَبِهِ تُجْزَوْنَ , وَعَنْهُ تُسْأَلُونَ " (2)
__________
(1) ( طس ) , عَنْ أَبِي موسى - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَتَبُوا كِتَابًا فَاتَّبَعُوهُ ، وَتَرَكُوا التَّوْرَاةَ "
(2) ( مي ) 476 , انظر الصَّحِيحَة : 2821 , قال الألباني : هو من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وهو في حكم المرفوع , لأنه لَا يقال بمجرد الرأي ( فائدة ) : هذا الحديث من أعلام نبوته - صلى الله عليه وسلم - ، فقد تحقق كل ما فيه من الأنباء ، وبخاصة منها ما يتعلق بـ ( المثناة ) وهي كل ما كُتِب سوى كتاب الله كما فسره الراوي ، وما يتعلق به من الأحاديث النبوية والآثار السلفية ، فكأن المقصود بـ ( المثناة ) الكتب المَذْهَبِيَّة المفروضة على المقلدين , التي صرفتهم مع تطاول الزمن عن كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - كما هو مشاهد اليوم مع الأسف من جماهير المتمذهبين ، وفيهم كثير من الدكاترة والمتخرجين من كليات الشريعة ، فإنهم جميعا يتدينون بالتمذهب ، ويوجبونه على الناس حتى العلماء منهم ، فهذا كبيرهم أبو الحسن الكرخي الحنفي يقول كلمته المشهورة : كل آية تخالف ما عليه أصحابنا فهي مؤولة أو منسوخة ، وكل حديث كذلك فهو مؤول أو منسوخ " , فقد جعلوا المذهب أصلا ، والقرآن الكريم تبعا ، فذلك هو( المثناة ) دون ما شك أو ريب , وأما ما جاء في " النهاية " عقب الحديث وفيه تفسير ( المثناة ) : " وقيل : إن المثناة هي أخبار بني إسرائيل بعد موسى - عليه السلام - وضعوا كتابا فيما بينهم على ما أرادوا من غير كتاب الله ، فهو( المثناة ) ، فكأن ابن عمرو كره الأخذ عن أهل الكتاب ، وقد كان عنده كتب وقعت إليه يوم اليرموك منهم , فقال هذا لمعرفته بما فيها " , قلت : وهذا التفسير بعيد كل البعد عن ظاهر الحديث ، وأن ( المثناة ) من علامات اقتراب الساعة ، فلا علاقة لها بما فعله اليهود قبل بعثته - صلى الله عليه وسلم - ، فلا جرم أن ابن الأثير أشار إلى تضعيف هذا التفسير بتصديره إياه بصيغة " قيل " أ . هـ(1/792)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ (1) وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ , لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ وَالتَّفَحُّشُ , وَقَطِيعَةُ الْأَرْحَامِ , وَسُوءُ الْجِوَارِ , وَحَتَّى يُخَوَّنَ الْأَمِينُ وَيُؤْتَمَنَ الْخَائِنُ " (2)
__________
(1) ( التَّفَحُّش ) : تَكَلُّف الْفُحْش وَتَعَمُّده .
(2) ( حم ) 6872 , ( ك ) 253 , انظر الصَّحِيحَة : 2288(1/793)
( ت ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا مَشَتْ أُمَّتِي الْمُطَيْطِيَاءَ (1) وَخَدَمَهَا أَبْنَاءُ الْمُلُوكِ , أَبْنَاءُ فَارِسَ وَالرُّومِ , سَلَّطَ اللَّهُ شِرَارَهَا عَلَى خِيَارِهَا (2) سُلِّطَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ (3) "
__________
(1) ( الْمُطَيْطِيَاءَ ) : مِشْيَةٌ فِيهَا تَبَخْتُرٌ وَمَدُّ الْيَدَيْنِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 47) , قال الألباني في صحيح موارد الظمآن : 1560 : كما هو النظام العسكري عند الغربيين ومقلديهم . أ . هـ
(2) ( ت ) 2261 , ( حب ) 6717 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 801 , الصَّحِيحَة : 956
قَوْلُهُ : ( سُلِّطَ شِرَارُهَا عَلَى خِيَارِهَا ) هُوَ مِنْ الْمُعْجِزَاتِ , فَإِنَّهُمْ لَمَّا فَتَحُوا بِلَادَ فَارِسَ وَالرُّومِ وَأَخَذُوا أَمْوَالَهُمْ , وَسَبَوْا أَوْلَادَهُمْ , سَلَّطَ اللَّهُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ عَلَيْهِ حَتَّى قَتَلُوهُ , ثُمَّ سَلَّطَ بَنِي أُمَيَّةَ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ فَفَعَلُوا مَا فَعَلُوا . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 47)
(3) الصَّحِيحَة : 956 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2919(1/794)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( بَيْنَمَا رَجُلٌ رَاكِبٌ عَلَى بَقَرَةٍ ) (1) ( فَضَرَبَهَا ) (2) ( فَالْتَفَتَتْ إِلَيْهِ الْبَقَرَةُ فَقَالَتْ : إِنِّي لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا ، وَلَكِنِّي إِنَّمَا خُلِقْتُ ) (3) ( لِلْحِرَاثَةِ " ) (4) ( فَقَالَ النَّاسُ تَعَجُّبًا وَفَزَعًا : سُبْحَانَ اللَّه , بَقَرَةٌ تَكَلَّمُ ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " فَإِنِّي أُومِنُ بِهِ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ " ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " بَيْنَا رَاعٍ فِي غَنَمِهِ عَدَا عَلَيْهِ الذِّئْبُ فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً فَطَلَبَهُ الرَّاعِي حَتَّى اسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الذِّئْبُ ) (5) ( فَقَالَ لَهُ : هَذِهِ اسْتَنْقَذْتَهَا مِنِّي , فَمَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ (6) يَوْمَ لَا رَاعِيَ لَهَا غَيْرِي ؟ " , فَقَالَ النَّاسُ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، ذِئْبٌ يَتَكَلَّمُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " فَإِنِّي أُومِنُ بِذَلِكَ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ " ) (7) ( قَالَ أَبُو سَلَمَةَ : وَمَا هُمَا يَوْمَئِذٍ فِي الْقَوْمِ (8) ) (9) "
__________
(1) ( خ ) 2199
(2) ( خ ) 3284
(3) ( م ) 2388
(4) ( خ ) 2199
(5) ( م ) 2388
(6) السَّبُع : كل ما له ناب يعدو به , ويَوْم السَّبُع , أَيْ : يَوْمَ يَطْرُدُك عَنْهَا السَّبُع ، وَبَقِيت أَنَا فِيهَا لَا رَاعِيَ لَهَا غَيْرِي لِفِرَارِك مِنْهُ ، فَأَفْعَلُ فِيهَا مَا أَشَاءُ .شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 131)
(7) ( خ ) 3284
(8) أَيْ : لَمْ يَكُونَا يَوْمَئِذٍ حَاضِرَيْنِ , وإِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذلك ثِقَةً بِهِمَا لِعِلْمِهِ بِصِدْقِ إِيمَانِهِمَا وَقُوَّةِ يَقِينِهِمَا , وَكَمَالِ مَعْرِفَتِهِمَا بِقُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 131)
(9) ( خ ) 2199(1/795)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى انْحِسَارُ الْإيمَانِ بَيْنَ الْمَسْجِدَيْن
( خ م حم ) , عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَيَأْرِزَنَّ (1) الْإِيمَانُ بَيْنَ هَذَيْنِ الْمَسْجِدَيْنِ ) (2) ( كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ فِي جُحْرِهَا ) (3) كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إلَى جُحْرِهَا (4) "
__________
(1) أَيْ : يَنْضَمُّ وَيَجْتَمِعُ , قَالَ الْقَارِي : وَالْمُرَادُ أَنَّ أَهْلَ الْإِيمَانِ يَفِرُّونَ بِإِيمَانِهِمْ إِلَى الْمَدِينَةِ وِقَايَةً بِهَا , أَوْ لِأَنَّهَا وَطَنُهُ الَّذِي ظَهَرَ وَقَوِيَ بِهَا ، وَهَذَا إِخْبَارٌ عَنْ آخِرِ الزَّمَانِ حِينَ يَقِلُّ الْإِسْلَامُ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 428)
(2) ( حم ) 1604 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده جيد .
(3) ( م ) 146
(4) ( خ ) 1777 , ( م ) 147 , أَيْ : إِنَّهَا كَمَا تَنْتَشِر مِنْ جُحْرهَا فِي طَلَب مَا تَعِيش بِهِ , فَإِذَا رَاعَهَا شَيْء رَجَعَتْ إِلَى جُحْرهَا .( فتح )(ج6ص107)(1/796)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى زَخْرَفَةُ الْمَسَاجِد
( الحكيم ) , عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا زَخْرَفْتُمْ مَسَاجِدَكُمْ ، وَحَلَّيْتُمْ (1) مَصَاحِفَكُمْ (2) فَالدَّمَارُ (3) عَلَيْكُمْ (4) " (5)
__________
(1) أَيْ : زيَّنتم .
(2) أَيْ : بالذهب والفضة . فيض القدير - (ج 1 / ص 470)
(3) الدمار : الهلاك المستأصِل . فيض القدير - (ج 1 / ص 470)
(4) ( الدمار عليكم ) دعاء أو خبر . فيض القدير - (ج 1 / ص 470)
(5) رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1 / 100 / 2 - مخطوطة الظاهرية ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 585 , والصحيحة : 1351 , والثمر المستطاب ج1ص465(1/797)
( د ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَبَاهَى النَّاسُ فِي الْمَسَاجِدِ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : يَتَفَاخَرُوا فِي شَأْنهَا أَوْ بِنَائِهَا , قَالَ اِبْن رَسْلَان : هَذَا الْحَدِيث فِيهِ مُعْجِزَة ظَاهِرَة لِإِخْبَارِهِ - صلى الله عليه وسلم - عَمَّا سَيَقَعُ بَعْده فَإِنَّ تَزْوِيق الْمَسَاجِد وَالْمُبَاهَاة بِزَخْرَفَتِهَا كَثُرَ مِنْ الْمُلُوك وَالْأُمَرَاء فِي هَذَا الزَّمَان بِالْقَاهِرَةِ وَالشَّام وَبَيْت الْمَقْدِس بِأَخْذِهِمْ أَمْوَال النَّاس ظُلْمًا وَعِمَارَتهمْ بِهَا الْمَدَارِس عَلَى شَكْل بَدِيع , نَسْأَل اللَّه السَّلَامَة وَالْعَافِيَة . عون المعبود - (ج 1 / ص 484)
(2) ( د ) 449 , ( س ) 689 , انظر الثمر المستطاب - (ج 1 / ص 465)(1/798)
( د ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا أُمِرْتُ بِتَشْيِيدِ (1) الْمَسَاجِدِ " , قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : لَتُزَخْرِفُنَّهَا (2) كَمَا زَخْرَفَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى . (3)
__________
(1) التَّشْيِيدُ : رَفْعُ الْبِنَاءِ وَتَطْوِيلُهُ ، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى : { بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ } وَهِيَ الَّتِي طُوِّلَ بِنَاؤُهَا ، يُقَالُ : شَيَّدْته تَشْيِيدًا : طَوَّلْته وَرَفَعْته . نيل الأوطار - (ج 3 / ص 197)
(2) ( الزَّخْرَفَةُ ) : الزِّينَةُ ، قَالَ مُحْيِي السُّنَّةِ : أَيْ : أَنَّهُمْ زَخْرَفُوا الْمَسَاجِدَ عِنْدَمَا بَدَّلُوا دِينَهُمْ وَحَرَّفُوا كُتُبَهُمْ , وَأَنْتُمْ تَصِيرُونَ إلَى مِثْلِ حَالِهِمْ ، وَسَيَصِيرُ أَمْرُكُمْ إلَى الْمُرَاءَاةِ بِالْمَسَاجِدِ وَالْمُبَاهَاةِ بِتَشْيِيدِهَا وَتَزْيِينِهَا ، وَالْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ تَشْيِيدَ الْمَسَاجِدِ بِدْعَةٌ . نيل الأوطار - (ج 3 / ص 198)
(3) ( د ) 448 , ( جة ) 740 , صححه الألباني في المشكاة : 718 وقال في تخريج كتاب ( إصلاح المساجد من البدع والعوائد ح94 ) عن قول ابن عباس : صحيح في حكم المعروف .(1/799)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى اتِّخَاذُ الْمَسَاجِدِ طُرُقًا(*)
( طص ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مِنِ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ انْتِفَاخُ الْأَهِلَّةِ ، أَنْ يُرَى الْهِلَالُ لِلَيْلَةٍ فَيُقَالُ : هُوَ ابْنُ لَيْلَتَيْنِ ، وَأَنْ تُتَّخَذَ الْمَسَاجِدُ طُرُقًا ، وَأَنْ يَظْهَرَ مَوْتُ الْفُجأَةِ " (1)
__________
(*) ( خ م د حم ) , عَنْ أَبِي طَلْحَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : كُنَّا قُعُودًا بِالْأَفْنِيَةِ نَتَحَدَّثُ , فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَامَ عَلَيْنَا فَقَالَ : " مَا لَكُمْ وَلِمَجَالِسِ الطُّرُقَاتِ ، اجْتَنِبُوا مَجَالِسَ الطُّرُقَاتِ " , فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا بُدٌّ , نَغْتَمُّ فِي الْبُيُوتِ فَنَبْرُزُ فَنَتَحَدَّثُ .
(1) ( طص ) 1132 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5899 , الصَّحِيحَة : 2292(1/800)
( حب طب ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" سَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يَجْلِسُونَ فِي الْمَسَاجِدِ حِلَقًا حِلَقًا (1) إِمَامُهُمُ الدُّنْيَا , يكون حَدِيثُهُمْ فِي مَسَاجِدِهِمْ (2) فلَا تُجَالِسُوهُمْ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لِلَّهِ فِيهِمْ حَاجَةٌ " (3)
__________
(1) ( الحِلَق ) جَمْعُ حَلْقَةٍ بِإِسْكَانِ اللَّامِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ . نيل الأوطار - (ج 3 / ص 224)
(2) ( حب ) 6761 , انظر صَحِيحَ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 296
(3) ( طب ) 10452 , انظر الصَّحِيحَة : 1163(1/801)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى أَنْ تُهْجَرَ الْمَسَاجِد
( طب ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَمُرَّ الرَّجُلُ بِالْمَسْجِدِ لَا يُصَلِّي فِيهِ رَكْعَتَيْنِ " (1)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى أَنْ لَا يُسَلِّمَ الرَّجُلُ إِلَّا عَلَى مَنْ يَعْرِف
__________
(1) ( طب ) 9489 , ( خز ) 1326 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5896 الصَّحِيحَة : 647(1/802)
( حم طب ) , عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ (1) قَالَ :
كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - جُلُوسًا , فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ : قَدْ أُقِيمَتْ الصَلَاةُ , فَقَامَ وَقُمْنَا مَعَهُ , فَلَمَّا دَخَلْنَا الْمَسْجِدَ رَأَيْنَا النَّاسَ رُكُوعًا فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ , فَكَبَّرَ وَرَكَعَ وَرَكَعْنَا , ثُمَّ مَشَيْنَا وَصَنَعْنَا مِثْلَ الَّذِي صَنَعَ , فَمَرَّ رَجُلٌ يُسْرِعُ فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , فَقَالَ : صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَلَمَّا صَلَّيْنَا وَرَجَعْنَا دَخَلَ إِلَى أَهْلِهِ , فَجَلَسْنَا فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ : أَمَا سَمِعْتُمْ رَدَّهُ عَلَى الرَّجُلِ : صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ؟ , أَيُّكُمْ يَسْأَلُهُ ؟ , قَالَ طَارِقٌ : فَقُلْتُ : أَنَا أَسْأَلُهُ , فَسَأَلْتُهُ حِينَ خَرَجَ ) (2) ( فَقَالَ : إنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ ) (3) ( تَسْلِيمَ الْخَاصَّةِ ) (4) ( أَنْ لَا يُسَلِّمَ الرَّجُلُ إِلَّا عَلَى مَنْ يَعْرِفُ ) (5) ( وَفُشُوَّ التِّجَارَةِ , حَتَّى تُعِينَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا عَلَى التِّجَارَةِ , وَقَطْعَ الْأَرْحَامِ , وَشَهَادَةَ الزُّورِ , وَكِتْمَانَ شَهَادَةِ الْحَقِّ , وَظُهورَ الْقَلَمِ ) (6) "
__________
(1) هو طارق بن شهاب بن عبد شمس البجلي الأحمسي , الطبقة : 1 له رؤية ( قاله أبو داود ) , الوفاة : 82 هـ , روى له : ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه ) .
(2) ( حم ) 3870 , انظر الصَّحِيحَة : 647
(3) ( طب ) 9489 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5896
(4) ( حم ) 3870
(5) ( طب ) 9489
(6) ( حم ) 3870 , ( خد ) 1049(1/803)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى زَخْرَفَةُ الْبُيُوت
( خد ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَبْنِيَ النَّاسُ بُيُوتًا يُوشُونَهَا (1) وَشْيَ الْمَرَاحِيلِ (2) " (3)
__________
(1) ( وَشْيُ الثَّوْب ) : نَقْشه .
(2) قَالَ إِبْرَاهِيمُ شيخ البخاري : يَعْنِي الثِّيَابَ الْمُخَطَّطَةَ , وفي " النهاية " : " الْمُرَحَّل الذي قد نُقِشَ فيه تصاوير الرحال ، ومنه الحديث : كان يصلي وعليه من هذه المُرَحَّلات , يعني المُروط المُرَحَّلة .النهاية في غريب الأثر(ج2ص503)
(3) ( خد ) 777 , انظر الصَّحِيحَة : 279(1/804)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى انْتِفَاخُ الْأَهِلَّة(*)
( طص ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مِنِ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ انْتِفَاخُ الْأَهِلَّةِ , أَنْ يُرَى الْهِلَالُ لِلَيْلَةٍ فَيُقَالُ : هُوَ ابْنُ لَيْلَتَيْنِ" (1)
__________
(*) ( انتفاخ الأهلة ) أي : عِظَمُها . فيض القدير - (ج 6 / ص 13)
(1) ( طص ) 1132 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5899 , الصَّحِيحَة : 2292(1/805)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى أَنْ يَكْثُرَ مَوْتُ الْفُجْأَة
( المجالسة وجواهر العلم للدينوري ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مِنَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ أَنْ يَفْشُوَ مَوْتُ الْفُجْأَةِ " (2)
__________
(2) ( عب ) 6780 , ( عد ) ( 83 /1 ) , والدينوري في " المنتقى من المجالسة " ( 270 / 2 ) , وحسنه الألباني في الصَّحِيحَة تحت حديث : 2292(1/806)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى صِدْقُ رُؤْيَا الْمُؤْمِن
( خ م ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ (1) لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ تَكْذِبُ ) (2) ( وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا ) (3) "
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى خُرُوجُ نَارٍ مِنْ أَرْضِ الْحِجَاز
__________
(1) اِقْتِرَاب الزَّمَان اِنْتِهَاء مُدَّته إِذَا دَنَا قِيَام السَّاعَة , فَالْمَعْنَى إِذَا اِقْتَرَبَتْ السَّاعَة وَقُبِضَ أَكْثَر الْعِلْم , وَدَرَسَتْ مَعَالِم الدِّيَانَة بِالْهَرْجِ وَالْفِتْنَة , فَكَانَ النَّاس عَلَى مِثْل الْفَتْرَة مُحْتَاجِينَ إِلَى مُذَكِّر وَمُجَدِّد لِمَا دَرَسَ مِنْ الدِّين , كَمَا كَانَتْ الْأُمَم تُذَكَّر بِالْأَنْبِيَاءِ ، لَكِنْ لَمَّا كَانَ نَبِيّنَا خَاتَم الْأَنْبِيَاء , وَصَارَ الزَّمَان الْمَذْكُور يُشْبِه زَمَان الْفَتْرَة , عُوِّضُوا بِمَا مُنِعُوا مِنْ النُّبُوَّة بَعْدَهُ بِالرُّؤْيَا الصَّادِقَة , الَّتِي هِيَ جُزْء مِنْ النُّبُوَّةِ الْآتِيَةِ بِالتَّبْشِيرِ وَالْإِنْذَار . ( فتح ) - (ج 20 / ص 6)
(2) ( خ ) 6614
(3) ( م ) 2263(1/807)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَخْرُجَ نَارٌ مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ (1) تُضِيءُ أَعْنَاقَ الْإِبِلِ بِبُصْرَى (2) " (3)
__________
(1) قَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي " التَّذْكِرَة " : قَدْ خَرَجَتْ نَارٌ بِالْحِجَازِ بِالْمَدِينَةِ ، وَكَانَ بَدْؤُهَا زَلْزَلَة عَظِيمَة فِي لَيْلَة الْأَرْبِعَاء بَعْدَ الْعَتَمَة في الثَّالِث مِنْ جُمَادَى الْآخِرَة سَنَة أَرْبَع وَخَمْسِينَ وَسِتِّمِائَةٍ , وَاسْتَمَرَّتْ إِلَى ضُحَى النَّهَار يَوْمَ الْجُمُعَة فَسَكَنَتْ ، وَظَهَرَتْ النَّار بِقُرَيْظَةَ بِطَرَفِ الْحَرَّة ، تُرَى فِي صُورَة الْبَلَد الْعَظِيم عَلَيْهَا سُوَر مُحِيط , وَيَخْرُج مِنْ مَجْمُوع ذَلِكَ مِثْل النَّهَر أَحْمَر وَأَزْرَق , لَهُ دَوِيّ كَدَوِيِّ الرَّعْد , يَأْخُذ الصُّخُور بَيْنَ يَدَيْهِ , وَيَنْتَهِي إِلَى مَحَطّ الرَّكْب الْعِرَاقِيّ ، وَاجْتَمَعَ مِنْ ذَلِكَ رَدْم صَارَ كَالْجَبَلِ الْعَظِيم ، فَانْتَهَتْ النَّار إِلَى قُرْب الْمَدِينَة ، وَمَعَ ذَلِكَ فَكَانَ يَأْتِي الْمَدِينَة نَسِيم بَارِد ، وَشُوهِدَ لِهَذِهِ النَّار غَلَيَان كَغَلَيَانِ الْبَحْر ، وَقَالَ لِي بَعْض أَصْحَابنَا : رَأَيْتهَا صَاعِدَة فِي الْهَوَاء مِنْ نَحْو خَمْسَة أَيَّام ، وَسَمِعْت أَنَّهَا رُؤِيَتْ مِنْ مَكَّة وَمِنْ جِبَال بُصْرَى , وَقَالَ النَّوَوِيّ : تَوَاتَرَ الْعِلْم بِخُرُوجِ هَذِهِ النَّار عِنْدَ جَمِيع أَهْل الشَّام , وَقَالَ أَبُو شَامَة فِي " ذَيْل الرَّوْضَتَيْنِ " : وَرَدَتْ فِي أَوَائِل شَعْبَان سَنَة أَرْبَع وَخَمْسِينَ كُتُبٌ مِنْ الْمَدِينَة الشَّرِيفَة , فِيهَا شَرْح أَمْر عَظِيم حَدَثَ بِهَا , فِيهِ تَصْدِيقٌ لِمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ ، فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيث ، قَالَ : فَأَخْبَرَنِي بَعْض مَنْ أَثِق بِهِ مِمَّنْ شَاهَدَهَا أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّهُ كَتَبَ بِتَيْمَاء عَلَى ضَوْئِهَا الْكُتُب . ( فتح )- (ج20 /ص 128)
(2) أَيْ : يَبْلُغ ضَوْؤُهَا إِلَى الْإِبِل الَّتِي تَكُون بِبُصْرَى , وَهِيَ مَدِينَة مَعْرُوفَة مِنْ أَرْض الشَّام , بَيْنهَا وَبَيْن دِمَشْق نَحْو ثَلَاث مَرَاحِل وَهِيَ مَدِينَة حُورَان ، بَيْنهَا وَبَيْن مَكَّة شَهْر .شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 341)
(3) ( خ ) 6701 , ( م ) 2902(1/808)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى قِتَالُ التُّرْك (*)
( خ م جة حم ) , عَنْ عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ (1) - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا التُّرْكَ ) (2) ( خُوزًا وَكَرْمَانَ مِنْ الْأَعَاجِمِ (3) ) (4) ( صِغَارَ الْأَعْيُنِ ) (5) ( كَأَنَّ أَعْيُنَهُمْ حَدَقُ الْجَرَادِ , عِرَاضَ الْوُجُوهِ ) (6) ( حُمْرَ الْوُجُوهِ , فُطْسَ الْأُنُوفِ ) (7) ( وُجُوهَهُمْ مِثْلُ الْمَجَانِّ (8) الْمُطْرَقَةُ (9) يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرُ (10) وَيَلْبَسُونَ الشَّعَرَ ) (11) ( وَيَتَّخِذُونَ الدَّرَقَ (12) حَتَّى يَرْبُطُوا خُيُولَهُمْ بِالنَّخْلِ ) (13) ( وَهُمْ أَهْلُ الْبَارِزِ (14) ) (15) " (16)
__________
(*) اِخْتُلِفَ فِي أَصْلِ التُّرْكِ , فَقَالَ الْخَطَّابِيّ : هُمْ بَنُو قَنْطُورَاء , أَمَةٌ كَانْت لِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام , وَقَالَ وَهْبُ بْن مُنَبِّه : هُمْ بَنُو عَمِّ يَأْجُوج وَمَأْجُوج , لَمَّا بَنَى ذُو الْقَرْنَيْنِ السَّدَّ كَانَ بَعْضُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوج غَائِبِينَ فَتُرِكُوا لَمْ يَدْخُلُوا مَعَ قَوْمِهِمْ فَسُمُّوا التُّرْكَ , وقِيلَ : إِنَّ بِلَادهمْ مَا بَيْن مَشَارِق خُرَاسَان إِلَى مَغَارِب الصِّين , وَشِمَال الْهِنْد إِلَى أَقْصَى الْمَعْمُور . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 393)
قلت : الترك في ذلك الزمان اسم يُطلق على أهل شرق آسيا , ومنهم ( التتار ) الذين غزو بلاد المسلمين .ع
(1) هو : عمرو بن تغلب النمري , ويقال العبدي الطبقة : 1 صحابي , الوفاة : بعد 40 هـ روى له : ( خ س جة )
(2) ( خ ) 2770
(3) اسْتُشْكِلَ الحديث , لِأَنَّ خُوزًا وَكَرْمَان لَيْسَا مِنْ بِلَاد التُّرْك ، أَمَّا خُوز فَمِنْ بِلَاد الْأَهْوَاز , وَهِيَ مِنْ عِرَاق الْعَجَم , وَقِيلَ : الْخُوز صِنْف مِنْ الْأَعَاجِم ، وَأَمَّا كَرْمَان فَبَلْدَة مَشْهُورَة مِنْ بِلَاد الْعَجَم أَيْضًا بَيْن خُرَاسَان وَبَحْر الْهِنْد .فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 393)
(4) ( خ ) 3395
(5) ( خ ) 2770
(6) ( جة ) 4099
(7) ( خ ) 3395
(8) جَمْع الْمِجَنّ , وَهُوَ التُّرْس . عون المعبود - (ج 9 / ص 341)
(9) الْمُطْرَقَة : اِسْم مَفْعُول مِنْ الْإِطْرَاق وَهُوَ جَعْل الطِّرَاق بِكَسْرِ الطَّاء أَيْ : الْجِلْد عَلَى وَجْه التُّرْس , وَقَالَ النَّوَوِيّ : مَعْنَاهُ تَشْبِيه وُجُوه التُّرْك فِي عَرْضهَا وَنُتُوء وَجَنَاتهَا بِالتُّرْسَةِ الْمُطْرَقَة . عون المعبود (ج9ص 341)
(10) أَيْ : أَنَّ نِعَالهمْ مِنْ الشَّعْر , بِأَنْ يَجْعَلُوا نِعَالهمْ مِنْ شَعْر مَضْفُور ، وَزَعَمَ اِبْن دِحْيَة أَنَّ الْمُرَاد بِهِ الْقُنْدُس الَّذِي يَلْبَسُونَهُ ، قَالَ : وَهُوَ جِلْد كَلْب الْمَاء . ( فتح ) - (ج 10 / ص 393)
(11) ( م ) 2912 , ( خ ) 2770
(12) ( الدَّرَق ) جمع دَرَقَة , أي : الحَجَفة , وهي تُرْس من جلود ليس فيه خشب ولا عَقَب .لسان العرب(ج10ص95)
(13) ( حم ) 11279 , ( جة ) 4099
(14) قَالَ الْقَابِسِيّ : مَعْنَاهُ الْبَارِزِينَ لِقِتَالِ أَهْل الْإِسْلَام ، أَيْ الظَّاهِرِينَ فِي بِرَاز مِنْ الْأَرْض , وَأَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْم مِنْ طَرِيق إِبْرَاهِيم بْن بَشَّار عَنْ سُفْيَان وَقَالَ فِي آخِره " قَالَ أَبُو هُرَيْرَة : وَهَمَ هَذَا الْبَارِز يَعْنِي الْأَكْرَاد " وَقَالَ غَيْره : الْبَارِز : الدَّيْلَم , لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا يَسْكُنُونَ فِي بِرَاز مِنْ الْأَرْض أَوْ الْجِبَال , وَهِيَ بَارِزَة عَنْ وَجْه الْأَرْض ، وَقَدْ كَانَ مَشْهُورًا فِي زَمَن الصَّحَابَة حَدِيث " اُتْرُكُوا التُّرْك مَا تَرَكُوكُمْ " , وَرَوَى أَبُو يَعْلَى مِنْ وَجْه آخَر عَنْ مُعَاوِيَة بْن خَدِيج قَالَ " كُنْت عِنْد مُعَاوِيَة فَأَتَاهُ كِتَاب عَامِله أَنَّهُ وَقَعَ بِالتُّرْكِ وَهَزَمَهُمْ ، فَغَضَب مُعَاوِيَة مِنْ ذَلِكَ ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ : لَا تُقَاتِلهُمْ حَتَّى يَأْتِيك أَمْرِي ، فَإِنِّي سَمِعْت رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يَقُول إِنَّ التُّرْك تُجْلِي الْعَرَب حَتَّى تُلْحِقهَا بِمَنَابِت الشِّيح ، قَالَ : فَأَنَا أَكْرَه قِتَالهمْ لِذَلِكَ " , وَقَاتَلَ الْمُسْلِمُونَ التُّرْك فِي خِلَافَة بَنِي أُمَيَّة ، وَكَانَ مَا بَيْنهمْ وَبَيْن الْمُسْلِمِينَ مَسْدُودًا إِلَى أَنْ فُتِحَ ذَلِكَ شَيْئًا بَعْد شَيْء , وَكَثُرَ السَّبْي مِنْهُمْ , وَتَنَافَسَ الْمُلُوك فِيهِمْ لِمَا فِيهِمْ مِنْ الشِّدَّة وَالْبَأْس , حَتَّى كَانَ أَكْثَر عَسْكَر الْمُعْتَصِم مِنْهُمْ ، ثُمَّ غَلَبَ الْأَتْرَاك عَلَى الْمُلْك , فَقَتَلُوا اِبْنَة الْمُتَوَكِّل , ثُمَّ أَوْلَاده وَاحِدًا بَعْد وَاحِد , إِلَى أَنْ خَالَطَ الْمَمْلَكَة الدَّيْلَم ، ثُمَّ كَانَ الْمُلُوك السَّامَانِيَّة مِنْ التُّرْك أَيْضًا , فَمَلَكُوا بِلَاد الْعَجَم ، ثُمَّ غَلَبَ عَلَى تِلْكَ الْمَمَالِك آلِ سبكتكين , ثُمَّ آلُ سُلْجُوق , وَامْتَدَّتْ مَمْلَكَتهمْ إِلَى الْعِرَاق وَالشَّام وَالرُّوم ، ثُمَّ كَانَ بَقَايَا أَتْبَاعهمْ بِالشَّامِ وَهُمْ آلُ زِنْكِي , وَأَتْبَاع هَؤُلَاءِ وَهُمْ بَيْت أَيُّوب ، وَاسْتَكْثَرَ هَؤُلَاءِ أَيْضًا مِنْ التُّرْك , فَغَلَبُوهُمْ عَلَى الْمَمْلَكَة بِالدِّيَارِ الْمِصْرِيَّة وَالشَّامِيَّة وَالْحِجَازِيَّة ، وَخَرَجَ عَلَى آلِ سُلْجُوق فِي الْمِائَة الْخَامِسَة الغُزّ , فَخَرَّبُوا الْبِلَاد وَفَتَكُوا فِي الْعِبَاد ، ثُمَّ جَاءَتْ الطَّامَّة الْكُبْرَى بِالطَّطَر , فَكَانَ خُرُوج جَنْكِز خَان بَعْد السِّتّمِائَةِ فَأُسْعِرَتْ بِهِمْ الدُّنْيَا نَارًا , خُصُوصًا الْمَشْرِق بِأَسْرِهِ , حَتَّى لَمْ يَبْقَ بَلَد مِنْهُ إلا دَخَلَهُ شَرّهمْ ، ثُمَّ كَانَ خَرَاب بَغْدَاد وَقَتْل الْخَلِيفَة الْمُسْتَعْصِم آخِر خُلَفَائِهِمْ عَلَى أَيْدِيهمْ فِي سَنَة سِتّ وَخَمْسِينَ وَسِتّمِائَةِ ، ثُمَّ لَمْ تَزَلْ بَقَايَاهُمْ يَخْرُجُونَ إِلَى أَنْ كَانَ آخِرهمْ تيمورلنْك وَمَعْنَاهُ الْأَعْرَج ,
فَطَرَقَ الدِّيَار الشَّامِيَّة وَعَاثَ فِيهَا ، وَحَرَقَ دِمَشْق حَتَّى صَارَتْ خَاوِيَة عَلَى عُرُوشهَا ، وَدَخَلَ الرُّومَ وَالْهِنْد وَمَا بَيْن ذَلِكَ ، وَطَالَتْ مُدَّته إِلَى أَنْ أَخَذَهُ اللَّه , وَتَفَرَّقَ بَنُوهُ الْبِلَاد ، وَظَهَرَ بِجَمِيعِ مَا أَوْرَدْته مِصْدَاق قَوْله - صلى الله عليه وسلم - " إِنَّ بَنِي قَنْطُورَا أَوَّل مَنْ سَلَبَ أُمَّتِي مُلْكهمْ " وَهُوَ حَدِيث أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيث مُعَاوِيَة ، وَالْمُرَاد بِبَنِي قَنْطُورَا التُّرْك . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 394)
(15) ( خ ) 3396
(16) الصَّحِيحَة : 2429(1/809)
( د حب ) , وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَنْزِلُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي بِغَائِطٍ (1) يُسَمُّونَهُ : الْبَصْرَةَ , عِنْدَ نَهْرٍ يُقَالُ لَهُ : دِجْلَةُ , يَكُونُ عَلَيْهِ جِسْرٌ , يَكْثُرُ أَهْلُهَا وَتَكُونُ مِنْ أَمْصَارِ (2) الْمُسْلِمِينَ , فَإِذَا كَانَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ جَاءَ بَنُو قَنْطُورَاءَ , عِرَاضُ الْوُجُوهِ , صِغَارُ الْأَعْيُنِ , حَتَّى يَنْزِلُوا عَلَى شَطِّ النَّهْرِ
فَيَتَفَرَّقُ أَهْلُهَا ثَلَاثَ فِرَقٍ : فِرْقَةٌ يَأْخُذُونَ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَالْبَرِّيَّةِ وَهَلَكُوا (3) وَفِرْقَةٌ يَأْخُذُونَ لِأَنْفُسِهِمْ (4) وَكَفَرُوا , وَفِرْقَةٌ يَجْعَلُونَ ذَرَارِيَّهُمْ (5) خَلْفَ ظُهُورِهِمْ وَيُقَاتِلُونَهُمْ , وَهُمْ الشُّهَدَاءُ (6) " (7)
__________
(1) الْغَائِط الْمُطَمْئِن الْوَاسِع مِنْ الْأَرْض . عون المعبود - (ج 9 / ص 344)
(2) المِصْر : البلد أو القُطْر .
(3) أَيْ : أَنَّ فِرْقَة يُعْرِضُونَ عَنْ الْمُقَاتَلَة هَرَبًا مِنْهَا وَطَلَبًا لِخَلَاصِ أَنْفُسهمْ وَمَوَاشِيهمْ , وَيَحْمِلُونَ عَلَى الْبَقَر فَيَهِيمُونَ فِي الْبَوَادِي وَيَهْلِكُونَ فِيهَا , أَوْ يُعْرِضُونَ عَنْ الْمُقَاتَلَة وَيَشْتَغِلُونَ بِالزِّرَاعَةِ , وَيَتَّبِعُونَ الْبَقَر لِلْحِرَاثَةِ إِلَى الْبِلَاد الشَّاسِعَة فَيَهْلِكُونَ . عون المعبود - (ج 9 / ص 344)
(4) أَيْ : يَطْلُبُونَ أَوْ يَقْبَلُونَ الْأَمَان مِنْ بَنِي قَنْطُورَاء . عون المعبود - (ج 9 / ص 344)
(5) أَيْ : أَوْلَادهمْ الصِّغَار وَالنِّسَاء . عون المعبود - (ج 9 / ص 344)
(6) قَالَ الْقَارِي : وَهَذَا مِنْ مُعْجِزَاته - صلى الله عليه وسلم - فَإِنَّهُ وَقَعَ كَمَا أَخْبَرَ , وَكَانَتْ هَذِهِ الْوَاقِعَة فِي صَفَر سَنَة سِتّ وَخَمْسِينَ وَسِتّ مِائَة . عون المعبود - (ج 9 / ص 344)
(7) ( د ) 4306 , ( حب ) 6748 , انظر المشكاة : 5432 ، صحيح موارد الظمآن : 1570(1/810)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى انْتِزَاعُ الْخِلَافَةِ مِنْ قُرَيْش
( م حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَذْهَبُ الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ [ مِنْ الْمَوَالِي ] (1) يُقَالُ لَهُ : الْجَهْجَاهُ " (2)
__________
(1) ( حم ) 8346
(2) ( م ) 2911(1/811)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ (1) " (2)
__________
(1) قَوْله " يَسُوق النَّاس بِعَصَاهُ " كِنَايَة عَنْ غَلَبَته عَلَيْهِمْ وَانْقِيَادهمْ لَهُ ، وَلَمْ يُرِدْ نَفْس الْعَصَا ، لَكِنْ فِي ذِكْرهَا إِشَارَة إِلَى خُشُونَته عَلَيْهِمْ وَعَسْفه بِهِمْ ، وَلَعَلَّهُ جَهْجَاه الْمَذْكُور فِي الْحَدِيث الْآخَر , وَأَصْل الْجَهْجَاه : الصَّيَّاح , وَهِيَ صِفَة تُنَاسِب ذِكْر الْعَصَا , وَاسْتُدِلَّ بِقَصِّهِ الْقَحْطَانِيّ عَلَى أَنَّ الْخِلَافَة يَجُوز أَنْ تَكُون فِي غَيْر قُرَيْش ، وَأَجَابَ اِبْن الْعَرَبِيّ : بِأَنَّهُ إِنْذَار بِمَا يَكُون مِنْ الشَّرّ فِي آخِر الزَّمَان مِنْ تَسَوُّر الْعَامَّة عَلَى مَنَازِل الِاسْتِقَامَة ، فَلَيْسَ فِيهِ حُجَّة لِأَنَّهُ لَا يَدُلّ عَلَى الْمُدَّعَى ، وَلَا يُعَارِض مَا ثَبَتَ مِنْ أَنَّ الْأَئِمَّة مِنْ قُرَيْش . فتح الباري (ج 20 / ص 126)
(2) ( خ ) 3329 , ( م ) 2910(1/812)
( حم ) , عَنْ ذِي مِخْمَرٍ (1) - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" كَانَ هَذَا الْأَمْرُ فِي حِمْيَرَ , فَنَزَعَهُ اللَّهُ - عز وجل - مِنْهُمْ فَجَعَلَهُ فِي قُرَيْشٍ , وَ سَ يَ عُ و دُ إِ لَ يْ هِ مْ (2) " ,
قال عبد اللَّهِ بنُ الإمامِ أحمد : كَذَا كَانَ فِي كِتَابِ أَبِي مُقَطَّعًا , وَحَيْثُ حَدَّثَنَا بِهِ تَكَلَّمَ عَلَى الِاسْتِوَاءِ (3) . (4)
__________
(1) هو : ذو مخبر ، ويقال ذو مخمر الحبشي ( خادم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، و هو ابن أخي النجاشي ) الطبقة : 1 صحابي , روى له : ( أبو داود - ابن ماجه )
(2) قال الحافظ في الفتح : وَهُوَ شَاهِد قَوِيّ لِحَدِيثِ الْقَحْطَانِيّ ، فَإِنَّ حِمْيَر يَرْجِع نَسَبهَا إِلَى قَحْطَان ، وَبِهِ يَقْوَى أَنَّ مَفْهُوم حَدِيث مُعَاوِيَة ( مَا أَقَامُوا الدِّين ) أَنَّهُمْ إِذَا لَمْ يُقِيمُوا الدِّين خَرَجَ الْأَمْر عَنْهُمْ ، وَيُؤْخَذ مِنْ بَقِيَّة الْأَحَادِيث أَنَّ خُرُوجه عَنْهُمْ إِنَّمَا يَقَع بَعْدَ إِيقَاع مَا هُدِّدُوا بِهِ مِنْ اللَّعْن أَوَّلًا , وَهُوَ الْمُوجِب لِلْخِذْلَانِ وَفَسَاد التَّدْبِير ، وَقَدْ وَقَعَ ذَلِكَ فِي صَدْر الدَّوْلَة الْعَبَّاسِيَّة ، ثُمَّ التَّهْدِيد بِتَسْلِيطِ مَنْ يُؤْذِيهِمْ عَلَيْهِمْ ، وَوُجِدَ ذَلِكَ فِي غَلَبَة مَوَالِيهمْ , بِحَيْثُ صَارُوا مَعَهُمْ كَالصَّبِيِّ الْمَحْجُور عَلَيْهِ , يَقْتَنِع بِلَذَّاتِهِ وَيُبَاشِر الْأُمُور غَيْره ، ثُمَّ اِشْتَدَّ الْخَطْب فَغَلَبَ عَلَيْهِمْ الدَّيْلَم , فَضَايَقُوهُمْ فِي كُلّ شَيْء , حَتَّى لَمْ يَبْقَ لِلْخَلِيفَةِ إِلَّا الْخُطْبَة ، وَاقْتَسَمَ الْمُتَغَلِّبُونَ الْمَمَالِك فِي جَمِيع الْأَقَالِيم ، ثُمَّ طَرَأَ عَلَيْهِمْ طَائِفَةٌ بَعْدَ طَائِفَة , حَتَّى اُنْتُزِعَ الْأَمْر مِنْهُمْ فِي جَمِيع الْأَقْطَار , وَلَمْ يَبْقَ لِلْخَلِيفَةِ إِلَّا مُجَرَّد الِاسْم فِي بَعْض الْأَمْصَار . ( فتح ) - (ج 20 / ص 155)
(3) أي : حين تكلم به الإمام أحمد , تكلم بالحديث متواصلا دون أن يقطِّعه كما فعل عندما كتبه في مسنده .
(4) ( حم ) 16873 , ( طب ) 4227 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4463(1/813)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى صَنِيعُ اللَّهِ بِمُضَر
( حم ) , عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَيَأْتِيَنَّ عَلَى مُضَرَ يَوْمٌ لَا تَدَعُ لِلَّهِ فِي الْأَرْضِ عَبْدًا صَالِحًا إِلَّا فَتَنَتْهُ وَأَهْلَكَتْهُ , حَتَّى يُدْرِكَهَا اللَّهُ بِجُنُودٍ مِنْ عِبَادِهِ فَيُذِلَّهَا حَتَّى لَا تَمْنَعَ ذَنَبَ تَلْعَةٍ (1) " (2)
__________
(1) ( التلعة ) : مَسِيلُ الْمَاء مِنْ أَعْلَى الْوَادِي , ومعنى ( لا تَمنع ذنبَ تلعة ) أي : لَا تحمي ولا تحفظ مثل هذا المكان لضعفه وهوانه .
(2) الصَّحِيحَة : 2752 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في ( حم ) 23364 : إسناده صحيح على شرط مسلم .(1/814)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى نُصْرَةُ أَهْلِ الْيَمَنِ لِدِينِ الْإسْلَام
( حم ) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَخْرُجُ مِنْ عَدَنِ أَبْيَنَ (1) اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا يَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ , هُمْ خَيْرُ مَنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ " (2)
__________
(1) قَالَ فِي النِّهَايَة : ( عَدْن أَبْيَن ) قَرْيَة إِلَى جَانِب الْبَحْر مِنْ نَاحِيَة الْيَمَن ، وَقِيلَ : هُوَ اِسْم مَدِينَة عَدَن .
عون المعبود - (ج 8 / ص 449)
(2) ( حم ) 3079 , انظر الصَّحِيحَة : 2782(1/815)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى فَنَاءُ قُرَيْش
( حم ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَسْرَعُ قَبَائِلِ الْعَرَبِ فَنَاءً قُرَيْشٌ ، وَيُوشِكُ أَنْ تَمُرَّ الْمَرْأَةُ بِالنَّعْلِ فَتَقُولَ : إِنَّ هَذَا نَعْلُ قُرَشِيٍّ " (1)
__________
(1) ( حم ) 8418 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 962 , الصحيحة : 738(1/816)
( كر ) , وَعَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَوَّلُ النَّاسِ هَلَاكًا قُرَيْشٌ ، وَأَوَّلُ قُرَيْشٍ هَلَاكًا أَهْلُ بَيْتِي " (1)
__________
(1) ( كر ) ( 1 / 371 - طبع المجمع العلمي ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2561 , الصَّحِيحَة : 1737(1/817)
( حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَقُولُ : يَا عَائِشَةُ ، قَوْمُكِ أَسْرَعُ أُمَّتِي بِي لَحَاقًا " قَالَتْ : فَلَمَّا جَلَسَ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ ، لَقَدْ دَخَلْتَ وَأَنْتَ تَقُولُ كَلَامًا ذَعَرَنِي ، فَقَالَ : " وَمَا هُوَ ؟ " , فَقُلْتُ : تَزْعُمُ أَنَّ قَوْمِي أَسْرَعُ أُمَّتِكَ بِكَ لَحَاقًا , قَالَ : " نَعَمْ " , قُلْتُ : وَعَمَّ ذَاكَ ؟ , قَالَ : " تَسْتَحْلِيهِمْ الْمَنَايَا , وَتَنَفَّسُ عَلَيْهِمْ (1) أُمَّتُهُمْ " فَقُلْتُ : فَكَيْفَ النَّاسُ بَعْدَ ذَلِكَ ؟ ، قَالَ : " دَبًى (2) يَأْكُلُ شِدَادُهُ ضِعَافَهُ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْهِمْ السَّاعَةُ " (3)
__________
(1) أي : تَحْسُدُهُم .
(2) الدَّبَى : الْجَنَادِبُ الَّتِي لَمْ تَنْبُتْ أَجْنِحَتُهَا .
(3) ( حم ) 24563 , انظر الصَّحِيحَة : 1953(1/818)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى امْتِنَاعُ أَهْلِ الذِّمَّةِ عَنْ أَدَاءِ الْجِزْيَة (*)
( م حم ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنَعَتْ الْعِرَاقُ (1) دِرْهَمَهَا وَقَفِيزَهَا (2) وَمَنَعَتْ الشَّامُ مُدْيَهَا (3) وَدِينَارَهَا ، وَمَنَعَتْ مِصْرُ إِرْدَبَّهَا (4) وَدِينَارَهَا ، وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ (5) وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ " ، شَهِدَ عَلَى ذَلِكَ لَحْمُ أَبِي هُرَيْرَةَ وَدَمُهُ ) (6) ( فَقِيلَ لَهُ : وَهَلْ تَرَى ذَلِكَ كَائِنًا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ؟ , فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ عَن قَوْلِ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ , قَالُوا : وَعَمَّ ذَاكَ ؟ قَالَ : تُنْتَهَكُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ (7) فَيَشُدُّ اللَّهُ قُلُوبَ أَهْلِ الذِّمَّةِ فَيَمْنَعُونَ مَا بِأَيْدِيهِمْ (8) وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ لَيَكُونَنَّ ، وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ لَيَكُونَنَّ ) (9) "
__________
(*) الجِزْية : عبارة عن الْمَال الذي يُعْقَد للْكِتَابي عليه الذِّمَّة ، وهي فِعْلة ، من الجزَاء ، كأنها جَزَت عن قَتْلِه ، والجزية مقابل إقامتهم في الدولة الإسلامية وحمايتها لهم .
(1) أَيْ : مَنَعَ أَهْلهَا .
(2) ( الْقَفِيز ) مِكْيَال مَعْرُوف لِأَهْلِ الْعِرَاق , يسع اثنا عشر صاعا ، ويعادل حاليا ستة عشر كيلو جراما .
(3) ( الْمُدْي ) بِضَمِّ الْمِيم عَلَى وَزْن ( قُفْل ) : مِكْيَال مَعْرُوف لِأَهْلِ الشَّام , يسع خمسة عشر صاعا ونصفاً .
(4) ( الْإِرْدَبّ ) : مِكْيَال مَعْرُوف لِأَهْلِ مِصْر , يسع أربعاً وعشرين صاعاً , وأراد بالقفيز : العُشْر ، وأراد بالدرهم : الخراج , وَمَعْنَى ( مَنَعَتْ الْعِرَاق وَغَيْرهَا..) : أَنَّ الْعَجَم وَالرُّوم يَسْتَوْلُونَ عَلَى الْبِلَاد فِي آخِر الزَّمَان ، فَيَمْنَعُونَ حُصُول ذَلِكَ لِلْمُسْلِمِينَ ، وَقَدْ رَوَى مُسْلِم هَذَا عَنْ جَابِر قَالَ : يُوشِك أَلَّا يَجِيء إِلَيْهِمْ قَفِيز وَلَا دِرْهَم , قُلْنَا : مِنْ أَيْنَ ذَلِكَ ؟ , قَالَ : مِنْ قِبَل الْعَجَم يَمْنَعُونَ ذَاكَ , وَذَكَرَ فِي مَنْع الرُّوم ذَلِكَ بِالشَّامِ مِثْله ، وَهَذَا قَدْ وُجِدَ فِي زَمَاننَا فِي الْعِرَاق ، وَهُوَ الْآن مَوْجُود , وَقِيلَ : مَعْنَاهُ أَنَّ الْكُفَّار الَّذِينَ عَلَيْهِمْ الْجِزْيَة تَقْوَى شَوْكَتهمْ فِي آخِر الزَّمَان فَيَمْتَنِعُونَ مِمَّا كَانُوا يُؤَدُّونَهُ مِنْ الْجِزْيَة وَالْخَرَاج وَغَيْر ذَلِكَ . ( النووي - ج 9 / ص 275)
(5) قَوْله : ( وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ ) , هُوَ بِمَعْنَى الْحَدِيث الْآخَر " بَدَأَ الْإِسْلَام غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ " ( النووي )
(6) ( م ) 2896 , ( د ) 3035
(7) أَيْ : تُتَنَاوَل بِمَا لَا يَحِلّ مِنْ الْجَوْر وَالظُّلْم .
(8) أَيْ : يَمْتَنِعُونَ مِنْ أَدَاء الْجِزْيَة .
(9) ( حم ) 8368 , وقال الشيخ الأرناؤوط : إسناده صحيح .(1/819)
( م حم ) , وَعَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ :
( كُنَّا عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - فَقَالَ : يُوشِكُ أَهْلُ الْعِرَاقِ أَنْ لَا يُجْبَى إِلَيْهِمْ قَفِيزٌ وَلَا دِرْهَمٌ , قُلْنَا : مِنْ أَيْنَ ذَاكَ ؟ , قَالَ : مِنْ قِبَلِ الْعَجَمِ يَمْنَعُونَ ذَاكَ , ثُمَّ قَالَ : يُوشِكُ أَهْلُ الشَّامِ أَنْ لَا يُجْبَى إِلَيْهِمْ دِينَارٌ وَلَا مُدْيٌ , قُلْنَا : مِنْ أَيْنَ ذَاكَ ؟ , قَالَ : مِنْ قِبَلِ الرُّومِ ) (1) ( يَمْنَعُونَ ذَاكَ ) (2) ( ثُمَّ سَكَتَ هُنَيَّةً ثُمَّ قَالَ : ) (3) ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ خَلِيفَةٌ ) (4) ( يَحْثِي الْمَالَ حَثْيًا (5) وَلَا يَعُدُّهُ عَدًّا " , قَالَ الْجُرَيْرِيُ : فَقُلْتُ لِأَبِي نَضْرَةَ وَأَبِي الْعَلَاءِ : أَتَرَيَانِهِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - ْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ - رضي الله عنه - ؟ , فَقَالَا : لَا ) (6) .
__________
(1) ( م ) 2913
(2) ( حم ) 14446 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( م ) 2913
(4) ( م ) 2914
(5) الْحَثْو : هُوَ الْحَفْن بِالْيَدَيْنِ ، وَهَذَا الْحَثْو الَّذِي يَفْعَلهُ هَذَا الْخَلِيفَة يَكُون لِكَثْرَةِ الْأَمْوَال وَالْغَنَائِم وَالْفُتُوحَات , مَعَ سَخَاء نَفْسه . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 298)
(6) ( م ) 2913(1/820)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى زَوَالُ الْجِبَالِ عَنْ أَمَاكِنِهَا
قال تعالى : { وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ } التكوير : (3)
( طب ) , وَعَنْ سَمُرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَزُولَ الْجِبَالُ عَنْ أَمَاكِنِهَا , وَتَرَوْنَ الْأُمُورَ الْعِظَامَ الَّتِي لَمْ تَكُونُوا تَرَوْنَهَا " (1)
__________
(1) ( طب ) 6857 , انظر الصَّحِيحَة : 3061(1/821)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى ارْتِدَادُ بَعْضِ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَنِ الْإسْلَام
( د ) , عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ , وَحَتَّى تَعْبُدَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي الْأَوْثَانَ " (1)
__________
(1) ( د ) 4252 , ( ت ) 2219(1/822)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى كَثْرَةُ النَّفْطِ وَالذَّهَبِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْمَعَادِنِ النَّفِيسَةِ فِي أَرْضِ الْمُسْلِمِين
( حم ) , عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ عَنْ جَدِّهِ قَالَ :
أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بِفِضَّةٍ فَقُلْتُ : هَذِهِ مِنْ مَعْدِنٍ لَنَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " سَتَكُونُ مَعَادِنُ (1) يَحْضُرُهَا شِرَارُ النَّاسِ " (2)
__________
(1) (المعادن) جمع معدن , وهو الجوهر المستخرج من مكان خلقه الله فيه , ويسمى به مكانه أيضا . فيض القدير - (ج 4 / ص 134)
(2) ( حم ) 23695 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5938 , الصحيحة : 1885(1/823)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى تَحَوُّلُ صَحَارِي الْجَزِيرَةِ إلَى جِنَان
( م حم ) , عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ , " فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَجْمَعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ ) (1) ( قَالَ : فَأَخَّرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الصَلَاةَ يَوْمًا , ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا ثُمَّ دَخَلَ , ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا ثُمَّ قَالَ : إِنَّكُمْ سَتَأْتُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَيْنَ تَبُوكَ , وَإِنَّكُمْ لَنْ تَأْتُوهَا حَتَّى يُضْحِيَ النَّهَارُ (2) فَمَنْ جَاءَهَا مِنْكُمْ فلَا يَمَسَّ مِنْ مَائِهَا شَيْئًا حَتَّى آتِيَ " , قَالَ : فَجِئْنَاهَا وَقَدْ سَبَقَنَا إِلَيْهَا رَجُلَانِ , وَالْعَيْنُ مِثْلُ الشِّرَاكِ (3) تَبِضُّ (4) بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ " فَسَأَلَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : هَلْ مَسَسْتُمَا مِنْ مَائِهَا شَيْئًا ؟ " , فَقَالَا : نَعَمْ , " فَسَبَّهُمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ لَهُمَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ " , ثُمَّ غَرَفُوا بِأَيْدِيهِمْ مِنْ الْعَيْنِ قَلِيلًا قَلِيلًا حَتَّى اجْتَمَعَ فِي شَيْءٍ , " فَغَسَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيهِ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ , ثُمَّ أَعَادَهُ فِيهَا " , فَجَرَتْ الْعَيْنُ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ حَتَّى اسْتَقَى النَّاسُ , ثُمَّ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَا مُعَاذُ , يُوشِكُ إِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ أَنْ تَرَى مَا هَهُنَا قَدْ مُلِئَ جِنَانًا (5) ) (6) "
__________
(1) ( حم ) 22123 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح , ( م ) 706
(2) الضحى : وقت انتشار نور النهار وارتفاع الشمس قبل الظهر .
(3) ( الشِّرَاك ) : سَيْر النَّعْل ، وَمَعْنَاهُ مَاء قَلِيل جِدًّا . شرح النووي على مسلم - (ج 7 / ص 479)
(4) أَيْ : تَسِيلُ .
(5) أَيْ : بَسَاتِين وَعُمْرَانًا . شرح النووي على مسلم - (ج 7 / ص 479)
وقال الألباني في صحيح موارد الظمآن ح456 : هذا من معجزاته العلمية الغيبية ، فقد صارت تبوك جِنانا أو كادت ، فصلى اللهُ وسلم على محمد النبي الأمي . أ . هـ
(6) ( م ) 706 , ( حم ) 22123(1/824)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأنْهَارًا " (1)
__________
(1) ( م ) 157 , ( حم ) 9384(1/825)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى تَكَالُبُ سَائِرِ الْأُمَمِ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ وَاجْتِمَاعُهُمْ عَلَيْهَا
( د حم ) , عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( يُوشِكُ الْأُمَمُ (1) أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ (2) ) (3) ( مِنْ كُلِّ أُفُقٍ ) (4) ( كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ (5) إِلَى قَصْعَتِهَا (6) ") (7) ( فَقُلْنَا : أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ) (8) ( قَالَ : " بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ , وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ (9) ) (10) ( يَنْتَزِعُ اللَّهُ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ (11) ) (12) ( مِنْكُمْ , وَيَقْذِفُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ (13) " , فَقُلْنَا : وَمَا الْوَهْنُ (14) يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ (15) ) (16) " (17)
__________
(1) أَيْ : يَقْرَبُ فِرَقُ الْكُفْرِ وَأُمَمُ الضَّلَالَة . عون المعبود - (ج 9 / ص 334)
(2) أَيْ : تَتَدَاعَى بِأَنْ يَدْعُو بَعْضهمْ بَعْضًا لِمُقَاتَلَتِكُمْ وَكَسْر شَوْكَتكُمْ , وَسَلْب مَا مَلَكْتُمُوهُ مِنْ الدِّيَار وَالْأَمْوَال .عون المعبود - (ج 9 / ص 334)
(3) ( د ) 4297
(4) ( حم ) 22450 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(5) ( الْأَكَلَة ) : جَمْع آكِل .
(6) القصعة : وعاء يؤكل ويُثْرَدُ فيه , وكان يتخذ من الخشب غالبا , والضَّمِير في ( قَصْعَتهَا ) لِلْأَكَلَةِ , أَيْ : الَّتِي يَتَنَاوَلُونَ مِنْهَا بِلَا مَانِع وَلَا مُنَازِع , فَيَأْكُلُونَهَا عَفْوًا وَصَفْوًا , كَذَلِكَ يَأْخُذُونَ مَا فِي أَيْدِيكُمْ بِلَا تَعَب يَنَالهُمْ , أَوْ ضَرَر يَلْحَقهُمْ , أَوْ بَأْس يَمْنَعهُمْ . عون المعبود - (ج 9 / ص 334)
(7) ( د ) 4297
(8) ( حم ) 22450
(9) ( غُثَّاء السَّيْل ) مَا يَحْمِلهُ السَّيْل مِنْ زَبَد وَوَسَخ , شَبَّهَهُمْ بِهِ - صلى الله عليه وسلم - لِقِلَّةِ شَجَاعَتهمْ وَدَنَاءَة قَدْرهمْ .عون المعبود(ج9ص334)
(10) ( د ) 4297
(11) ( الْمَهَابَة ) أَيْ : الْخَوْف وَالرُّعْب .
(12) ( حم ) 22450
(13) ( الْوَهْن ) : أَيْ الضَّعْف ، وَكَأَنَّهُ أَرَادَ بِالْوَهْنِ مَا يُوجِبهُ , وَلِذَلِكَ فَسَّرَهُ بِحُبِّ الدُّنْيَا وَكَرَاهَة الْمَوْت . عون المعبود
(14) أَيْ : مَا يُوجِبهُ وَمَا سَبَبه .
(15) هذه هي نقطة الضعف عند هذه الأمة , ألا وهي حب الدنيا , لذلك أغرق الأعداءُ هذه الأمة بالشهوات .ع
(16) ( د ) 4297
(17) صَحِيح الْجَامِع : 8183 , الصَّحِيحَة : 958(1/826)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى أن تُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْس
( ت حم ) , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( عَدَا ذِئْبٌ عَلَى شَاةٍ فَأَخَذَهَا , فَطَلَبَهُ الرَّاعِي فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ , فَأَقْعَى (1) الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ فَقَالَ : أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ ؟ , تَنْزِعُ مِنِّي رِزْقًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ ؟ , فَقَالَ الرَّاعِي : يَا عَجَبِي , ذِئْبٌ مُقْعٍ عَلَى ذَنَبِهِ يُكَلِّمُنِي كَلَامَ الْإِنْسِ ؟ , فَقَالَ الذِّئْبُ : أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ ؟ , مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - بِيَثْرِبَ يُخْبِرُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ , قَالَ : فَأَقْبَلَ الرَّاعِي يَسُوقُ غَنَمَهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ , فَزَوَاهَا إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا , ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرَهُ , " فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَنُودِيَ : الصّلَاةُ جَامِعَةٌ , ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ لِلرَّاعِي : أَخْبِرْهُمْ " , فَأَخْبَرَهُمْ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " صَدَقَ , وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ) (2) ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ , وَحَتَّى تُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ (3) سَوْطِهِ (4) وَشِرَاكُ (5) نَعْلِهِ , وَتُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ مِنْ بَعْدِهِ ) (6) "
__________
(1) الإقْعاء : أن يُلْصِقَ ألْيَتَيه بالأرض، ويَنْصِب ساقَيه وفَخِذَيه ، ويَضَع يديه على الأرض كما يُقْعِي الكلْب .سبل السلام - (ج 2 / ص 87)
(2) ( حم ) 11809 , الصَّحِيحَة : 122
(3) الْعَذَبَةُ : طَرَفُ السوط .
(4) السوط : أداة جِلْدية تستخدم في الجَلْد والضرب .
(5) الشِّرَاكُ : سَيْرُ النَّعْلِ الذي يُمسك بالنعل عَلَى ظَهْرِ الْقَدَمِ .
(6) ( ت ) 2181 , ( حم ) 11809(1/827)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( بَيْنَمَا رَجُلٌ رَاكِبٌ عَلَى بَقَرَةٍ ) (1) ( فَضَرَبَهَا ) (2) ( فَالْتَفَتَتْ إِلَيْهِ الْبَقَرَةُ فَقَالَتْ : إِنِّي لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا ، وَلَكِنِّي إِنَّمَا خُلِقْتُ ) (3) ( لِلْحِرَاثَةِ " ) (4) ( فَقَالَ النَّاسُ تَعَجُّبًا وَفَزَعًا : سُبْحَانَ اللَّه , بَقَرَةٌ تَكَلَّمُ ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " فَإِنِّي أُومِنُ بِهِ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ " ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " بَيْنَا رَاعٍ فِي غَنَمِهِ عَدَا عَلَيْهِ الذِّئْبُ فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً فَطَلَبَهُ الرَّاعِي حَتَّى اسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الذِّئْبُ ) (5) ( فَقَالَ لَهُ : هَذِهِ اسْتَنْقَذْتَهَا مِنِّي , فَمَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ (6) يَوْمَ لَا رَاعِيَ لَهَا غَيْرِي ؟ " , فَقَالَ النَّاسُ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، ذِئْبٌ يَتَكَلَّمُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " فَإِنِّي أُومِنُ بِذَلِكَ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ " ) (7) ( قَالَ أَبُو سَلَمَةَ : وَمَا هُمَا يَوْمَئِذٍ فِي الْقَوْمِ (8) ) (9) "
__________
(1) ( خ ) 2199
(2) ( خ ) 3284
(3) ( م ) 2388
(4) ( خ ) 2199
(5) ( م ) 2388
(6) السَّبُع : كل ما له ناب يعدو به , ويَوْم السَّبُع , أَيْ : يَوْمَ يَطْرُدُك عَنْهَا السَّبُع ، وَبَقِيت أَنَا فِيهَا لَا رَاعِيَ لَهَا غَيْرِي لِفِرَارِك مِنْهُ ، فَأَفْعَلُ فِيهَا مَا أَشَاءُ .شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 131)
(7) ( خ ) 3284
(8) أَيْ : لَمْ يَكُونَا يَوْمَئِذٍ حَاضِرَيْنِ , وإِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذلك ثِقَةً بِهِمَا لِعِلْمِهِ بِصِدْقِ إِيمَانِهِمَا وَقُوَّةِ يَقِينِهِمَا , وَكَمَالِ مَعْرِفَتِهِمَا بِقُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى . شرح النووي على مسلم - (ج 8 / ص 131)
(9) ( خ ) 2199(1/828)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى كَثْرَةُ الْخُسُوفِ وَالزَّلَازِل
( خ م ت حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكْثُرَ الزَّلَازِلُ " (1)
__________
(1) ( خ ) 989 , ( حم ) 10875(1/829)
( ت ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَكُونُ فِي آخِرِ الْأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ (1) " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ ؟ , قَالَ : " نَعَمْ ، إِذَا ظَهَرَ الْخَبَثُ (2) " (3)
__________
(1) ( القذف ) : رمي بالحجارة من جهة السماء . فيض القدير - (ج 4 / ص 604)
(2) أَيْ : الْمَعَاصِي وَالشُّرُور وَأَهْلهَا , قَالَ تَعَالَى { وَاتَّقُوا فِتْنَة لَا تُصِيبَن الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّة } .حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 7 / ص 323)
وقَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ : فِيهِ الْبَيَان بِأَنَّ الْخَيِّر يَهْلِكُ بِهَلَاكِ الشِّرِّير إِذَا لَمْ يُغَيِّر عَلَيْهِ خُبْثه ، وَكَذَلِكَ إِذَا غَيَّرَ عَلَيْهِ لَكِنْ حَيْثُ لَا يُجْدِي ذَلِكَ وَيُصِرُّ الشِّرِّيرُ عَلَى عَمَلِهِ السَّيِّئ ؛ وَيَفْشُو ذَلِكَ وَيَكْثُر حَتَّى يَعُمّ الْفَسَاد فَيَهْلِك حِينَئِذٍ الْقَلِيل وَالْكَثِير ، ثُمَّ يُحْشَر كُلّ أَحَد عَلَى نِيَّته . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 148)
(3) ( ت ) 2185 , ( جة ) 4060(1/830)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى امْتِنَاعُ الْأَرْضِ عَنْ إنْبَاتِ الزَّرْع
( م ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَيْسَتْ السَّنَةُ (1) بِأَنْ لَا تُمْطَرُوا ، وَلَكِنَّ السَّنَةَ أَنْ تُمْطَرُوا ثُمَّ تُمْطَرُوا ، وَلَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ شَيْئًا " (2)
__________
(1) أي : القحط .
(2) ( م ) 2904 , ( حم ) 8688(1/831)
( حم ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُمْطَرَ النَّاسُ مَطَرًا عَامًّا ، وَلَا تَنْبُتَ الْأَرْضُ شَيْئًا " (1)
__________
(1) ( حم ) 12452 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5447 , والصحيحة : 2773(1/832)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى انْقِطَاعُ الْمَطَرِ مِنَ السَّمَاء
( خ م ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا تُمْطِرَ السَّمَاءُ , وَلَا تَنْبُتُ الَأَرْضُ (1) ) (2) ( ويَقِلَّ الْعِلْمُ ) (3) وَيُرْفَعَ الْعِلْمُ (4) ( وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ ) (5) ( وَيَكْثُرَ الزِّنَا الزِّنَا (6) وَيَكْثُرَ شُرْبُ الْخَمْرِ ) (7) "
__________
(1) جملة ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا تُمْطِرَ السَّمَاءُ وَلَا تَنْبُتُ الَأَرْضُ ) عند ( حم ) : 14079 وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم .
(2) ( حم ) 13977 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(3) ( خ ) 81
(4) ( خ ) 80 , والْمُرَاد بِرَفْعِ الْعِلْم مَوْت حَمَلَته كَمَا تَقَدَّمَ , ويَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِقِلَّتِهِ أَوَّل الْعَلَامَة , وَبِرَفْعِهِ آخِرهَا ، أَوْ أُطْلِقَتْ الْقِلَّة وَأُرِيد بِهَا الْعَدَم , كَمَا يُطْلَق الْعَدَم وَيُرَاد بِهِ الْقِلَّة ، وَهَذَا أَلْيَق لِاتِّحَادِ الْمَخْرَج . ( فتح )
(5) ( خ ) 81 , ( م ) 2671
(6) أَيْ : يَفْشُو .
(7) ( خ ) 4933 , ( م ) 2671(1/833)
( ك ) وعن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه قال : قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
يوشك أن تطلبوا في قراكم هذه طستا من ماء فلا تجدونه , ينزوي كل ماء إلى عنصره , فيكون في الشام بقية المؤمنين والماء . ( 1 )
________
( ك ) 8538 وقال الحاكم "صحيح الإسناد". ووافقه الذهبي.
قال الألباني : وهو كما قالا ؛ والحديث وإن كان موقوفاً؛ فهو في حكم المرفوع؛ لأنه لا يقال من قبل الرأي،كما هو ظاهر.
والحديث حمله مؤلف كتاب "المسيح الدجال قراءة سياسية في أصول الديانات الكبرى" (ص 214) على أنه يكون بعد القحط الذي قال: إنه يأتي بعده الدجال! , وليس فيه ولا في غيره- فيما أعلم- ما يدل على هذا التحديد، فيمكن أن يكون قبل ذلك أو بعده، وهذا لعله هو الأقرب أن يكون بين يدي القيامة أ . هـ(1/834)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى قِلَّةُ الرِّجَال وَكَثْرَةُ النِّسَاء
( خ م ) , عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُرَى الرَّجُلُ الْوَاحِدُ يَتْبَعُهُ أَرْبَعُونَ امْرَأَةً يَلُذْنَ بِهِ (1) مِنْ قِلَّةِ الرِّجَالِ وَكَثْرَةِ النِّسَاءِ (2) " (3)
__________
(1) أَيْ : يَنْتَمِينَ إِلَيْهِ لِيَقُومَ بِحَوَائِجِهِنَّ وَيَذُبَّ عَنْهُنَّ , كَقَبِيلَةٍ بَقِيَ مِنْ رِجَالهَا وَاحِد فَقَطْ وَبَقِيَتْ نِسَاؤُهَا , فَيَلُذْنَ بِذَلِكَ الرَّجُل لِيَذُبَّ عَنْهُنَّ وَيَقُوم بِحَوَائِجِهِنَّ ، وَلَا يَطْمَعُ فِيهِنَّ أَحَدٌ بِسَبَبِهِ . ( النووي - ج 3 / ص 452)
(2) سَبَب قِلَّة الرِّجَال وَكَثْرَة النِّسَاء هُوَ الْحُرُوب وَالْقِتَال الَّذِي يَقَع فِي آخِر الزَّمَان , وَتَرَاكُمِ الْمَلَاحِم ، كَمَا قَالَ - صلى الله عليه وسلم - : " وَيَكْثُر الْهَرْجُ " أَيْ الْقَتْلُ . ( النووي - ج 3 / ص 452)
(3) ( خ ) 1348 , ( م ) 1012(1/835)
( خ م حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكْثُرَ النِّسَاءُ (1) وَيَقِلَّ الرِّجَالُ , حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً الْقَيِّمُ الْوَاحِدُ (2) ) (3)
وفي رواية : ( حَتَّى إِنَّ الْمَرْأَةَ لَتَمُرُّ بِالرَّجُلِ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا فَيَقُولُ : لَقَدْ كَانَ لِهَذِهِ مَرَّةً رَجُلٌ " ) (4)
__________
(1) يُقَدِّر اللَّهُ فِي آخِر الزَّمَان أَنْ يَقِلّ مَنْ يُولَد مِنْ الذُّكُور , وَيَكْثُر مَنْ يُولَد مِنْ الْإِنَاث .فتح الباري(ج 1 / ص 133)
(2) ( الْقَيِّم ) : مَنْ يَقُوم بِأَمْرِهِنَّ ، وَكَأَنَّ هَذِهِ الْأُمُور الْخَمْسَة خُصَّتْ بِالذِّكْرِ لِكَوْنِهَا مُشْعِرَة بِاخْتِلَالِ الْأُمُور الَّتِي يَحْصُل بِحِفْظِهَا صَلَاح الْمَعَاش وَالْمَعَاد ، وَهِيَ الدِّين , لِأَنَّ رَفْع الْعِلْم يُخِلّ بِهِ ، وَالْعَقْل , لِأَنَّ شُرْب الْخَمْر يُخِلّ بِهِ ، وَالنَّسَب , لِأَنَّ الزِّنَا يُخِلّ بِهِ ، وَالنَّفْس وَالْمَال , لِأَنَّ كَثْرَة الْفِتَن تُخِلّ بِهِمَا .
قَالَ الْكَرْمَانِيُّ : وَإِنَّمَا كَانَ اِخْتِلَال هَذِهِ الْأُمُور مُؤْذِنًا بِخَرَابِ الْعَالَم لِأَنَّ الْخَلْق لَا يُتْرَكُونَ هَمَلًا ، وَلَا نَبِيّ بَعْد نَبِيّنَا - صلى الله عليه وسلم - ، فَيَتَعَيَّن ذَلِكَ , وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي " الْمُفْهِم " : فِي هَذَا الْحَدِيث عَلَم مِنْ أَعْلَام النُّبُوَّة ، إِذْ أَخْبَرَ عَنْ أُمُور سَتَقَعُ فَوَقَعَتْ ، خُصُوصًا فِي هَذِهِ الْأَزْمَان . ( فتح - ح81)
(3) ( خ ) 81 , ( م ) 2671
(4) حم ( 14079 ) , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(1/836)
عَلَامَاتُ السَّاعَةِ الْكُبْرَى
( م ت د ) , عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غُرْفَةٍ وَنَحْنُ أَسْفَلَ مِنْهُ , فَاطَّلَعَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ السَّاعَةَ ) (1) ( وَقَدْ ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا ) (2) ( فَقَالَ : " مَا تَذَاكَرُونَ ؟ " , فَقُلْنَا : نَذْكُرُ السَّاعَةَ , فَقَالَ : " إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْا قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ (3) : فَذَكَرَ الدُّخَانَ , وَالدَّجَّالَ , وَالدَّابَّةَ (4) وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا , وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ - صلى الله عليه وسلم - , وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ , وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ (5) : خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ , وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ , وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ , وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ الْيَمَنِ ) (6) ( مِنْ قَعْرِ عَدَنٍ (7) تَسُوقُ النَّاسَ ) (8) ( إِلَى مَحْشَرِهِمْ (9) ) (10) ( فَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا , وَتَقِيلُ (11) مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا ) (12) "
__________
(1) ( م ) 2901
(2) ( د ) 4311
(3) الآيات : العلامات والأشراط التي تسبق يوم القيامة .
(4) ( الدَّابَّةَ ) : هِيَ الْمَذْكُورَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنْ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ } , قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : هِيَ دَابَّةٌ عَظِيمَةٌ تَخْرُجُ مِنْ صَدْعٍ فِي الصَّفَا ، وَعَنْ اِبْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : أنَّهَا الْجَسَّاسَةُ الْمَذْكُورَةُ فِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ ، قَالَهُ النَّوَوِيُّ , وَقِيلَ : تخرج مِنْ أَرْضِ الطَّائِفِ وَمَعَهَا عَصَا مُوسَى وَخَاتَمُ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ , لَا يُدْرِكُهَا طَالِبٌ وَلَا يُعْجِزُهَا هَارِبٌ ، تَضْرِبُ الْمُؤْمِنَ بِالْعَصَا وَتَكْتُبُ فِي وَجْهِهِ مُؤْمِنٌ ، وَتَطْبَعُ الْكَافِرَ بِالْخَاتَمِ وَتَكْتُبُ فِي وَجْهِهِ كَافِرٌ اِنْتَهَى , اِعْلَمْ أَنَّ الْمُفَسِّرِينَ قَدْ ذَكَرُوا لِدَابَّةِ الْأَرْضِ أَوْصَافًا كَثِيرَةً مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ مَا يَدُلُّ عَلَى ثُبُوتِهَا ، فَكُلُّ مَا ثَبَتَ بِالْكِتَابِ أَوْ السُّنَّةِ الصَّحِيحَةِ فَهُوَ الْمُعْتَمَدُ ، وَمَا لَا فَلَا اِعْتِمَادَ عَلَيْهِ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 477)
(5) قَدْ وُجِدَ الْخَسْفُ فِي مَوَاضِعَ , لَكِنْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْخُسُوفِ الثَّلَاثَةَ قَدْرًا زَائِدًا عَلَى مَا وُجِدَ , كَأَنْ يَكُونَ أَعْظَمَ مَكَانًا وَقَدْرًا . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 477)
(6) ( م ) 2901
(7) مَعْنَاهُ : مِنْ أَقْصَى قَعْر أَرْض عَدَن ، وَعَدَن مَدِينَة مَعْرُوفَة مَشْهُورَة بِالْيَمَنِ . ( النووي - ج 9 / ص 281)
(8) ( ت ) 2183
(9) الْمُرَادُ مِنْ الْمَحْشَرِ أَرْضُ الشَّامِ , إِذْ صَحَّ فِي الْخَبَرِ أَنَّ الْحَشْرَ يَكُونُ فِي أَرْضِ الشَّامِ ، وَلَكِنَّ الظَّاهِرَ أَنَّ الْمُرَادَ أَنْ يَكُونَ مُبْتَدَؤُهُ مِنْهَا , أَوْ تُجْعَلَ وَاسِعَةً تَسَعُ خَلْقَ الْعَالَمِ فِيهَا . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 477)
(10) ( م ) 2901
(11) ( تَقِيلُ ) من القَيْلُولَ : وَهو النوم فِي نِصْفِ النَّهَارِ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 477)
(12) ( ت ) 2183(1/837)
( م ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" بَادِرُوا (1) بِالْأَعْمَالِ سِتًّا : الدَّجَّالَ ، وَالدُّخَانَ ، وَدَابَّةَ الْأَرْضِ ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا , وَأَمْرَ الْعَامَّةِ (2) وَخَاصَّةَ أَحَدِكُمْ (3) " (4)
__________
(1) بادر الشيءَ : عجل إليه , واستبق وسارع .
(2) كَانَ قَتَادَةُ إِذَا قَالَ ( وَأَمْرَ الْعَامَّةِ ) قَالَ : أَيْ أَمْرُ السَّاعَةِ .
(3) ( خَاصَّة أَحَدكُمْ ) : الْمَوْت . ( النووي - ج 9 / ص 337)
(4) ( م ) 2947 , ( حم ) ( حم ) 8286(1/838)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْآيَاتُ (1) خَرَزَاتٌ مَنْظُومَاتٌ فِي سِلْكٍ ، فَإِنْ يُقْطَعْ السِّلْكُ يَتْبَعْ بَعْضُهَا بَعْضًا " (2)
__________
(1) الآيات : العلامات والأشراط التي تسبق يوم القيامة .
(2) ( حم ) 7040 , ( ك ) 8461 , انظر صحيح الجامع : 2755 , والصحيحة : 1762(1/839)
( طس ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" خُرُوجُ الْآيَاتِ بَعْضُهَا عَلَى أَثَرِ بَعْضٍ ، يَتَتَابَعْنَ كَمَا تَتَابَعُ الْخَرَزُ فِي النِّظَامِ (1) " (2)
__________
(1) يعني لَا يفصل بينهن فاصل طويل عرفا . فيض القدير - (ج 3 / ص 584)
(2) ( طس ) 4271 , ( حب ) 6833 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3227 ، الصَّحِيحَة : 3210(1/840)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الْكُبْرَى ظُهُورُ جَبَلِ الذَّهَبِ تَحْتَ نَهْرِ الْفُرَات
( خ م حم ) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ :
( كُنْتُ وَاقِفًا مَعَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - رضي الله عنه - ) (1) ( فَقَالَ لِي : أَلَا تَرَى النَّاسَ مُخْتَلِفَةً أَعْنَاقُهُمْ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا ؟ , قُلْتُ : بَلَى ) (2) ( قَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " يُوشِكُ (3) الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ (4) عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ ، فَإِذَا سَمِعَ بِهِ النَّاسُ سَارُوا إِلَيْهِ , فَيَقُولُ مَنْ عِنْدَهُ : لَئِنْ تَرَكْنَا النَّاسَ يَأْخُذُونَ مِنْهُ لَيُذْهَبُنَّ بِهِ كُلِّهِ ، قَالَ : فَيَقْتَتِلُونَ عَلَيْهِ ، فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ ) (5) ( وَيَبْقَى وَاحِدٌ ) (6) ( يَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ : لَعَلِّي أَكُونُ أَنَا الَّذِي أَنْجُو ) (7) ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : فَمَنْ حَضَرَهُ فلَا يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا (8) ) (9) "
__________
(1) ( م ) 2895
(2) ( حم ) 21297 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(3) أَيْ : يَقْرُب .
(4) أَيْ : يَنْكَشِف .
(5) ( م ) 2895
(6) ( حم ) 8540 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(7) ( م ) 2894
(8) قَوْله : ( فَمَنْ حَضَرَهُ فَلَا يَأْخُذ مِنْهُ شَيْئًا ) هَذَا يُشْعِر بِأَنَّ الْأَخْذ مِنْهُ مُمْكِن ، وَعَلَى هَذَا فَيَجُوز أَنْ يَكُون دَنَانِير وَيَجُوز أَنْ يَكُون قِطَعًا , وَيَجُوز أَنْ يَكُون تِبْرًا , وَاَلَّذِي يَظْهَر أَنَّ النَّهْي عَنْ أَخْذه لِمَا يَنْشَأ عَنْ أَخْذه مِنْ الْفِتْنَة وَالْقِتَال عَلَيْهِ . ( فتح ) - (ج 20 / ص 129)
(9) ( خ ) 6702 , ( م ) 2894(1/841)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" تَقِيءُ الْأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا أَمْثَالَ الْأُسْطُوَانِ (1) مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ، فَيَجِيءُ الْقَاتِلُ (2) فَيَقُولُ : فِي هَذَا قَتَلْتُ ، وَيَجِيءُ الْقَاطِعُ فَيَقُولُ : فِي هَذَا قَطَعْتُ رَحِمِي , وَيَجِيءُ السَّارِقُ فَيَقُولُ : فِي هَذَا قُطِعَتْ يَدِي ، ثُمَّ يَدَعُونَهُ فلَا يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئًا (3) " (4)
__________
(1) ( الْأُسْطُوَان ) هِيَ السَّارِيَة وَالْعَمُود ، وَشَبَّهَهُ بِالْأُسْطُوَانِ لِعِظَمِهِ وَكَثْرَتِهِ .شرح النووي (ج 3 / ص 454)
(2) يعني بعد انتهاء الاقتتال عليه .
(3) أَيْ : يَتْرُكُونَ مَا قَاءَتْهُ الْأَرْضُ مِنْ الْكَنْزِ أَوْ الْمَعْدِنِ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 490)
(4) ( م ) 1013 , ( ت ) 2208(1/842)
( حب ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقِيءُ الأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ , فلَا يُنْتَفَعُ بِهَا بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ ، يَمُرُّ بِهَا الرَّجُلُ فَيَضْرِبُهَا بِرِجْلِهِ وَيَقُولُ : فِي هَذِهِ كَانَ يَقْتَتِلُ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا ، وَأَصْبَحَتِ الْيَوْمَ لَا يُنْتَفَعُ بِهَا " (1)
تَحَالُفُ الْمُسْلِمِينَ وَالرُّومِ ضِدَّ الْعَالَمِ الشَّرْقِيِّ فِي حَرْبِهِمْ مِنْ أَجْلِ جَبَلِ الذَّهَب
__________
(1) ( حب ) 6853 , انظر صحيح موارد الظمآن : 1603 ، والتعليقات الحسان : 6814(1/843)
( د جة حم ) , عَنْ ذِي مِخْمَرٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( سَتُصَالِحُكُمْ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا , ثُمَّ تَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا ) (1) ( مِنْ وَرَائِكُمْ (2) فَتُنْصَرُونَ وَتَغْنَمُونَ وَتَسْلَمُونَ , ثُمَّ تَرْجِعُونَ حَتَّى تَنْزِلُوا بِمَرْجٍ (3) ذِي تُلُولٍ (4) فَيَرْفَعُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّصْرَانِيَّةِ (5) الصَّلِيبَ فَيَقُولُ : غَلَبَ الصَّلِيبُ (6) فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ) (7) ( فَيَقُومُ إِلَيْهِ فَيَقْتُلُهُ ) (8) ( فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ الرُّومُ (9) وَيَجْتَمِعُونَ (10) لِلْمَلْحَمَةِ (11) ) (12) ( فَيَأْتُونَكُمْ ) (13) ( حِينَئِذٍ ) (14) ( فِي ثَمَانِينَ غَايَةٍ (15) ) (16) ( تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا ) (17) ( فَيَثُورُ الْمُسْلِمُونَ إِلَى أَسْلِحَتِهِمْ , فَيَقْتَتِلُونَ , فَيُكْرِمُ اللَّهُ تِلْكَ الْعِصَابَةَ (18) بِالشَّهَادَةِ ) (19) "
اقْتِتَالُ الرُّومِ وَالْمُسْلِمِينَ بَعْدَ انْتِصَارِهِم عَلَى الْعَالَمِ الشَّرْقِيّ
__________
(1) ( جة ) 4089
(2) أَيْ : عَدُوًّا مِنْ خَلْفكُمْ , وَقَالَ السِّنْدِيُّ : أَيْ عَدُوًّا آخَرِينَ بِالْمُشَارَكَةِ وَالِاجْتِمَاع , بِسَبَبِ الصُّلْح الَّذِي بَيْنكُمْ وَبَيْنهمْ . عون المعبود - (ج 9 / ص 328)
(3) ( المَرْجٍ ) : الْمَوْضِع الَّذِي تَرْعَى فِيهِ الدَّوَابّ , وَفِي النِّهَايَة أَرْض وَاسِعَة ذَات نَبَات كَثِيرَة .عون المعبود(ج9ص328)
(4) ( تُلُول ) : جَمْع تَلّ , وَهُوَ مَوْضِع مُرْتَفِع . عون المعبود - (ج 9 / ص 328)
(5) ( أَهْل النَّصْرَانِيَّة ) : هُمْ الْأَرْوَام حِينَئِذٍ . عون المعبود - (ج 9 / ص 328)
(6) أَيْ : غَلَبَ دِين النَّصَارَى , قَصْدًا لِإِبْطَالِ الصُّلْح , أَوْ لِمُجَرَّدِ الِافْتِخَار وَإِيقَاع الْمُسْلِمِينَ فِي الْغَيْظ .عون المعبود
(7) ( د ) 4292
(8) ( حم ) 16872 , ( د ) 4292
(9) أَيْ : تَنْقُض الْعَهْد .
(10) أَيْ : يَجْمَعُونَ رِجَالهمْ .
(11) أَيْ : لِلْحَرْبِ .
(12) ( جة ) 4089
(13) ( حم ) 16872
(14) ( جة ) 4089
(15) الغاية : الراية .
(16) ( حم ) 16872
(17) ( جة ) 4089
(18) أَيْ : تِلْكَ الجَمَاعَة من الْمُسْلِمِينَ .
(19) ( د ) 4292(1/844)
( م حم ) , عَنْ يُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ :
كُنْتُ بِالْكُوفَةِ فِي بَيْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - وَالْبَيْتُ مَلْآنُ - فَهَاجَتْ رِيحٌ حَمْرَاءُ فَجَاءَ رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ هِجِّيرَى (1) إِلَّا : يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ , جَاءَتْ السَّاعَةُ , فَقَعَدَ عَبْدُ اللَّهِ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ : " إِنَّ السَّاعَةَ لَا تَقُومُ حَتَّى لَا يُقْسَمَ مِيرَاثٌ وَلَا يُفْرَحَ بِغَنِيمَةٍ , ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا وَنَحَّاهَا نَحْوَ الشَّامِ فَقَالَ : عَدُوٌّ يَجْمَعُونَ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ , وَيَجْمَعُ لَهُمْ أَهْلُ الْإِسْلَامِ " , فَقُلْتُ : الرُّومَ تَعْنِي ؟ , قَالَ : " نَعَمْ , وَتَكُونُ عِنْدَ ذَاكُمْ الْقِتَالِ رَدَّةٌ شَدِيدَةٌ , فَيَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً (2) لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً , فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجُزَ بَيْنَهُمْ اللَّيْلُ , فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ (3) كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ , وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ , ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً , فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجُزَ بَيْنَهُمْ اللَّيْلُ , فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ , كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ , وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ , ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً , فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يُمْسُوا , فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ , وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ , فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الرَّابِعِ نَهَدَ إِلَيْهِمْ (4) بَقِيَّةُ أَهْلِ الْإِسْلَامِ , فَيَجْعَلُ اللَّهُ الدَّبْرَةَ (5) عَلَيْهِمْ , فَيُقْتُلُونَ مَقْتَلَةً لَمْ يُرَ مِثْلُهَا , حَتَّى إِنَّ الطَّائِرَ لَيَمُرُّ بِجَنَبَاتِهِمْ (6) فَمَا يَخْلُفهُمْ (7) حَتَّى يَخِرَّ مَيْتًا (8) فَيَتَعَادُّ بَنُو الْأَبِ كَانُوا مِائَةً فلَا يَجِدُونَهُ بَقِيَ مِنْهُمْ إِلَّا الرَّجُلُ الْوَاحِدُ , فَبِأَيِّ غَنِيمَةٍ يُفْرَحُ , أَوْ أَيُّ مِيرَاثٍ يُقَاسَمُ ؟ , فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعُوا بِبَأْسٍ هُوَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ , فَجَاءَهُمْ الصَّرِيخُ إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي ذَرَارِيِّكُمْ (9) فَيَرْفُضُونَ (10) مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَيُقْبِلُونَ , فَيَبْعَثُونَ عَشَرَةَ فَوَارِسَ طَلِيعَةً (11) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنِّي لَأَعْرِفُ أَسْمَاءَهُمْ , وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ , وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ , هُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ " (12)
__________
(1) أَيْ : شَأْنُه وَدَأْبُه ذَلِكَ . ( النووي - ج 9 / ص 279)
(2) ( الشُّرْطَة ) : طَائِفَة مِنْ الْجَيْش تُقَدَّم لِلْقِتَالِ . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 279)
(3) أَيْ : يَرْجِع هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ .
(4) أَيْ : نَهَضَ وَتَقَدَّمَ .
(5) أَيْ : الْهَزِيمَة .
(6) أَيْ : نَوَاحِيهمْ .
(7) أَيْ : ما يُجَاوِزهُمْ .
(8) قال بعض أهل العلم : ربما يكون سقوط الطير إذا مر بجانب أرض المعركة بسبب استعمال الأسلحة الفتاكة في تلك الحرب الرهيبة .ع
(9) أَيْ : أَوْلَادهمْ الصِّغَار وَالنِّسَاء .
(10) أي : يتركون .
(11) الطَّلِيعَة : مقدمة الجيش أو الذي يَنْظُرُ للقوم لَئلاَّ يَدْهَمَهم عدوٌّ .
(12) ( م ) 2899 , ( حم ) 4146(1/845)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" سَمِعْتُمْ بِمَدِينَةٍ جَانِبٌ مِنْهَا فِي الْبَرِّ وَجَانِبٌ مِنْهَا فِي الْبَحْرِ (1) ؟ " ، قَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَغْزُوَهَا سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ بَنِي إِسْحاَقَ (2) فَإِذَا جَاءُوهَا نَزَلُوا ، فَلَمْ يُقَاتِلُوا بِسِلَاحٍ وَلَمْ يَرْمُوا بِسَهْمٍ ، قَالُوا : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، فَيَسْقُطُ أَحَدُ جَانِبَيْهَا الَّذِي فِي الْبَحْرِ ، ثُمَّ يَقُولُونَ الثَّانِيَةَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، فَيَسْقُطُ جَانِبُهَا الْآخَرُ ، ثُمَّ يَقُولُونَ الثَّالِثَةَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، فَيُفَرَّجُ لَهُمْ فَيَدْخُلُوهَا فَيَغْنَمُوا , فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْمَغَانِمَ إِذْ جَاءَهُمْ الصَّرِيخُ فَقَالَ : إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ ، فَيَتْرُكُونَ كُلَّ شَيْءٍ وَيَرْجِعُونَ " (3)
__________
(1) هَذِهِ الْمَدِينَة هِيَ الْقُسْطَنْطِينِيَّة . ( النووي - ج 9 / ص 307)
(2) قَالَ الْقَاضِي : كَذَا هُوَ فِي جَمِيع أُصُول صَحِيح مُسْلِم ( مِنْ بَنِي إِسْحَاق ) , وقَالَ بَعْضهمْ : الْمَعْرُوف الْمَحْفُوظ : مِنْ ( بَنِي إِسْمَاعِيل ) ، وَهُوَ الَّذِي يَدُلّ عَلَيْهِ الْحَدِيث وَسِيَاقه ؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا أَرَادَ الْعَرَب . ( النووي - ج 9 / ص 307)
(3) ( م ) 2920(1/846)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقٍ (1) فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنْ الْمَدِينَةِ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ ، فَإِذَا تَصَافُّوا (2) قَالَتْ الرُّومُ : خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا (3) مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ ، فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ : لَا وَاللَّهِ لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا ، فَيُقَاتِلُونَهُمْ ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا ، وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ هُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ ، وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا ، فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ (4) فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ , إِذْ صَاحَ فِيهِمْ الشَّيْطَانُ : إِنَّ الْمَسِيحَ (5) قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ ، فَيَخْرُجُونَ - وَذَلِكَ بَاطِلٌ - فَإِذَا جَاءُوا الشَّامَ خَرَجَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ ، إِذْ أُقِيمَتْ الصَلَاةُ ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ - صلى الله عليه وسلم - فَأَمَّهُمْ ، فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللَّهِ (6) ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ ، فَلَوْ تَرَكَهُ لَانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ ، وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بِيَدِهِ (7) فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ " (8)
__________
(1) ( الْأَعْمَاق وَدَابِق ) مَوْضِعَانِ بِالشَّامِ بِقُرْبِ حَلَب . ( النووي - ج 9 / ص 276)
(2) تصافَّ : قام في مواجهة غيره وجها لوجه .
(3) سَبَوا : أسروا .
(4) أي : مدينة استنبول .
(5) أي : الدجال .
(6) أي : الدجال .
(7) يعني : أن اللَّه يقتله على يد عيسى . كقوله تعالى : { فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم } .
(8) ( م ) 2897(1/847)
( م ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ - رضي الله عنه - , عَنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةٍ فَقَالَ : " تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ [ لَكُمْ ] (1) ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ [ لَكُمْ ] (2) ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ [ لَكُمْ ] (3) ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ (4) فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ [ لَكُمْ (5) ] (6) " , فَقَالَ لِي نَافِعٌ : يَا جَابِرُ , لَا نَرَى الدَّجَّالَ يَخْرُجُ حَتَّى تُفْتَحَ الرُّومُ . (7)
__________
(1) ( حم ) 1540 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(2) ( حم ) 1540
(3) ( حم ) 1540
(4) الخطاب فيه للصحابة , والمراد الأمة . مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (ج 15 / ص 398)
(5) أَيْ : يجعله مقهورا مغلوبا . مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (ج 15 / ص 398)
(6) ( حم ) 1540
(7) ( م ) ( 2900) , ( جة ) ( 4091)(1/848)
( د ) , وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ (1) خَرَابُ يَثْرِبَ (2) وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ (3) وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ , وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ (4) " (5)
__________
(1) أَيْ : عِمَارَته بِكَثْرَةِ الرِّجَال وَالْعَقَار وَالْمَال . عون المعبود - (ج 9 / ص 330)
(2) ( يَثْرِب ) : اِسْم الْمَدِينَة الْمُشَرَّفَة , أَيْ : عُمْرَان بَيْت الْمَقْدِس كَامِلًا مُجَاوِزًا عَنْ الْحَدِّ , وَقْت خَرَاب الْمَدِينَة . عون المعبود - (ج 9 / ص 330)
(3) أَيْ : ظُهُور الْحَرْب الْعَظِيمة , قَالَ اِبْن الْمَلَك : بَيْن أَهْل الشَّام وَالرُّوم . عون المعبود - (ج 9 / ص 330)
(4) خُلَاصَته أَنَّ كُلّ وَاحِد مِنْ هَذِهِ الْأُمُور أَمَارَةٌ لِوُقُوعِ مَا بَعْده , وَإِنْ وَقَعَ هُنَاكَ مُهْمَلَة . عون المعبود - (ج 9 / ص 330)
(5) ( د ) 4294 , ( حم ) 22076 , انظر صحيح الجامع : 4096 , المشكاة : 5424(1/849)
( د ك ) , وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( فُسْطَاطُ الْمُسْلِمِينَ (1) يَوْمَ الْمَلْحَمَةِ الْكُبْرَى (2) بِأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا الْغُوطَةِ (3) ) (4) ( إِلَى جَانِبِ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ ) (5) ( خَيْرُ مَنَازِلِ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ " (6)
__________
(1) أَيْ : حِصْن الْمُسْلِمِينَ الَّذِي يَتَحَصَّنُونَ بِهِ .
(2) أَيْ : الْحَرْب الْعَظِيمة .
(3) ( الْغُوطَة ) : مَوْضِعٌ بِالشَّامِ كَثِير الْمَاء وَالشَّجَر .
(4) ( ك ) 8496 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 4205 , صحيح الترغيب والترهيب : 3097 , وفضائل الشام : 15
(5) ( د ) 4298 , ( حم ) 21773
(6) ( ك ) 8496(1/850)
( جة ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِذَا وَقَعَتِ الْمَلَاحِمُ بَعَثَ اللَّهُ بَعْثًا مِنَ الْمَوَالِي [ مِنْ دِمَشْقَ ] (1) هُمْ أَكْرَمُ الْعَرَبِ فَرَسًا وَأَجْوَدُهُ سِلَاحًا ، يُؤَيِّدُ اللَّهُ بِهِمُ الدِّينَ " (2)
__________
(1) هذه عند ( ك ) 8646 , وصححها الذهبي , وحسنها الألباني في الصحيحة : 2777
(2) حسنه الألباني في ( جة ) 4090 , والصَّحِيحَة : 2777(1/851)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الْكُبْرَى ظُهُورُ الْمَهْدِيّ
كَيْفِيَّةُ ظُهُورِ الْمَهْدِيّ
( جة ) , عَنْ ثَوْبَانَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَقْتَتِلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ (1) ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ ابْنُ خَلِيفَةٍ , ثُمَّ لَا يَصِيرُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ , ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ (2) فَيَقْتُلُونَكُمْ قَتْلًا لَمْ يُقْتَلْهُ قَوْمٌ , ثُمَّ ذَكَرَ شَيْئًا لَا أَحْفَظُهُ فَقَالَ : فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ وَلَوحَبْوًا (3) عَلَى الثَّلْجِ , فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللَّهِ الْمَهْدِيُّ " (4)
__________
(1) أَيْ : عِنْد مُلْكِكُمْ , وَقَالَ اِبْن كَثِير : الظَّاهِر أَنَّ الْمُرَاد بِالْكَنْزِ الْمَذْكُور كَنْز الْكَعْبَة .حاشية السندي(ج 7 / ص 446)
(2) قَالَ اِبْن كَثِير : هَذِهِ الرَّايَات السُّود لَيْسَتْ هِيَ الَّتِي أَقْبَلَ بِهَا أَبُو مُسْلِم الْخُرَاسَانِيّ فَاسْتَلَبَ بِهَا دَوْلَة بَنِي أُمَيَّة , بَلْ رَايَات سُودٌ أُخَرُ تَأْتِي بِصُحْبَة الْمَهْدِيّ . عون المعبود - (ج 9 / ص 330)
(3) الحَبْوُ : الزحف كمشي الطفل على الأيدي والركب .
(4) ( جة ) 4084 , حسنه الألباني في الضعيفة ح85 ، فقال : الحديث صحيح المعنى دون قوله : ( فإن فيها خليفة الله المهدي , واسناده حسن ) , وهذه الزيادة : ( خليفة الله ) ليس لها طريق ثابت فهي منكرة , ولا يجوز في الشرع أن يقال : فلان خليفة الله , لما فيه من ايهام ما لَا يليق بالله تعالى من النقص والعجز , وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فقال في الفتاوى : وقد ظن بعض القائلين الغالطين كابن عربي أن الخليفة هو الخليفة عن الله , مثل نائب الله , والله تعالى لَا يجوز له خليفة , ولهذا قالوا لأبي بكر : يا خليفة الله فقال : لست بخليفة الله , ولكن خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , حسبي ذلك , بل هو سبحانه يكون خليفة لغيره , قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل , اللهم اصحبنا في سفرنا واخلفنا في أهلنا , وذلك لأن الله حي شهيد مهيمن قيوم رقيب حفيظ غني عن العالمين , ليس له شريك ولا ظهير , ولا يشفع أحد عنده إِلَّا بإذنه , والخليفة إنما يكون عند عدم المستخلَف بموت أو غَيبة , ويكون لحاجة المستخلَف , وسمي خليفة لأنه خلف عن الغزو , وهو قائم خلفه , وكل هذه المعاني منتفية في حق الله تعالى وهو منزه عنها , فإنه حي قيوم شهيد لَا يموت ولايغيب ... ولا يجوز أن يكون أحد خَلَفا منه ولا يقوم مقامه , إنه لَا سَمِيَّ له ولا كُفء , فمن جعل له خليفة فهو مشرك به . أ . هـ(1/852)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يُبَايَعُ لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ الْبَيْتَ إِلَّا أَهْلُهُ ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ فلَا تَسْأَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ ، ثُمَّ تَجِيءُ الْحَبَشَةُ فَيُخَرِّبُونَهُ خَرَابًا لَا يُعْمَرُ بَعْدَهُ أَبَدًا ، وَهُمْ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ " (1)
__________
(1) ( حم ) 7897 , 8099 , ( حب ) 6827 , انظر الصَّحِيحَة :579 ، 2743(1/853)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَمْتَلِئَ الْأَرْضُ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا , ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي , يَمْلَؤُهَا قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا " (1)
__________
(1) ( حم ) 11331 , ( حب ) 6823 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .(1/854)
صِفَاتُ الْمَهْدِيّ
( ت د جة طب ) , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( الْمَهْدِيُّ مِنْ عِتْرَتِي (1) مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ ) (2) ( يُوَاطِئُ (3) اسْمُهُ اسْمِي , وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي ) (4) ( أَجْلَى الْجَبْهَةِ (5) أَقْنَى الْأَنْفِ (6) ) (7) ( يُصْلِحُهُ اللَّهُ فِي لَيْلَةٍ ) (8) ( يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا ) (9) ( يَلْبَثُ فِيكُمْ سَبْعًا أَوْ ثَمَانِيًا , فَإِنْ كَثُرَ فَتِسْعًا ) (10) ( فَتَنْعَمُ فِيهِ أُمَّتِي نِعْمَةً لَمْ يَنْعَمُوا مِثْلَهَا قَطُّ ) (11) ( وَلَا تَمْنَعُ السَّمَاءُ شَيْئًا مِنْ قَطْرِهَا , وَلَا الْأَرْضُ شَيْئًا مِنْ نَبَاتِهَا ) (12) ( وَالْمَالُ يَوْمَئِذٍ كُدُوسٌ (13) ) (14) ( فَيَجِيءُ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَيَقُولُ : يَا مَهْدِيُّ أَعْطِنِي أَعْطِنِي , قَالَ : فَيَحْثِي لَهُ فِي ثَوْبِهِ مَا اسْتَطَاعَ أَنْ يَحْمِلَهُ ) (15) "
__________
(1) عِتْرَة الرَّجُل : أَخَصّ أَقَارِبه ، وَعِتْرَة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنُو عَبْد الْمُطَّلِب , وَقِيلَ : قُرَيْش , وَالْمَشْهُور الْمَعْرُوف أَنَّهُمْ الَّذِينَ حُرِّمَتْ عَلَيْهِمْ الزَّكَاة . عون المعبود - (ج 9 / ص 320)
(2) ( د ) 4284 , ( جة ) 4086
(3) أَيْ : يُوَافِقُ وَيُطَابِقُ .
(4) ( د ) 4282 , ( ت ) 2231
(5) أَيْ : مُنْحَسِر الشَّعْر مِنْ مُقَدَّم رَأْسه أَوْ وَاسِع الْجَبْهَة . عون المعبود - (ج 9 / ص 321)
(6) قَالَ فِي النِّهَايَة : اِلْقَنَا فِي الْأَنْف طُوله وَدِقَّة أَرْنَبَته مَعَ حَدَب فِي وَسَطه .عون المعبود - (ج 9 / ص 321)
(7) ( د ) 4285
(8) ( جة ) 4085
(9) ( د ) 4282
(10) عند ( طب ) ج19ص32ح68 , ( ت ) 2232 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5073
(11) ( جة ) 4083
(12) ( طب ) ج19ص32ح68 , ( جة ) 4083
(13) أي : كثير فائض .
(14) ( جة ) 4083
(15) ( ت ) 2232(1/855)
( أبو نعيم في كتاب المهدي ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مِنَّا الَّذِي يُصَلِّي عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ خَلْفَهُ " (1)
__________
(1) ( كنز العمال ) 38673 , صَحِيح الْجَامِع : 5920 , الصَّحِيحَة : 2293(1/856)
( ك ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَخْرُجُ فِي آخِرِ أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ ، يَسْقِيهِ اللَّهُ الْغَيْثَ (1) وَتُخْرِجُ الْأَرْضُ نَبَاتَهَا ، وَيُعْطِي الْمَالَ صِحَاحًا (2) وَتَكْثُرُ الْمَاشِيَةُ ، وَتَعْظُمُ الْأُمَّةُ ، يَعِيشُ سَبْعًا أَوْ ثَمَانِيًا " (3)
__________
(1) الغيث : المطر الخاص بالخير .
(2) في روايةٍ في مسند مُسَدِّد : " قلنا : وما الصحاح ؟ , قال : بالسوية بين الناس "
(3) ( ك ) 6873 , انظر الصَّحِيحَة : 711(1/857)
( ك ) , وَعَنْ محمد بن الحنفية قَالَ :
كنا عند علي - رضي الله عنه - ، فسأله رجل عن المهدي ، فقال علي : " هيهات ، ثم عقد بيده سبعا فقال : ذاك يخرج في آخر الزمان , إذا قال الرجل : اللَّهُ اللَّهُ قُتِل ، فيجمع اللَّهُ تعالى له قوما قزعا (1) كقزع السحاب ، يؤلف اللَّهُ بين قلوبهم , لَا يستوحشون إلى أحد ، ولا يفرحون بأحد ، يدخل فيهم على عدة أصحاب بدر ، وعلى عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر , لم يسبقهم الأولون , ولا يدركهم الآخرون " قال أبو الطفيل : قال ابن الحنفية : أتريده ؟ , قلت : نعم ، قال : إنه يخرج من بين هاتين الخشبتين ، قلت : لَا جرم (2) واللَّهِ لَا أفارقهما حتى أموت ، فمات بها - يعني مكة - . (3)
__________
(1) القُزْع : قِطَع السَّحاب المُتَفَرقة .
(2) لَا جرم : كلمة تَرِد بمعْنى لَا بُدَّ ، واسْتُعْمِلت في معْنى حَقًّا .
(3) ( ك ) 8659 , وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه , وقال الذهبي في التلخيص : على شرط البخاري ومسلم .(1/858)
الدَّلِيلُ عَلَى صِدْق الْمَهْديّ
( م ت د ) , عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غُرْفَةٍ وَنَحْنُ أَسْفَلَ مِنْهُ , فَاطَّلَعَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ السَّاعَةَ ) (1) ( وَقَدْ ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا ) (2) ( فَقَالَ : " مَا تَذَاكَرُونَ ؟ " , فَقُلْنَا : نَذْكُرُ السَّاعَةَ , فَقَالَ : " إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْا قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ (3) : فَذَكَرَ الدُّخَانَ , وَالدَّجَّالَ , وَالدَّابَّةَ (4) وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا , وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ - صلى الله عليه وسلم - , وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ , وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ (5) : خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ , وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ , وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ , وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ الْيَمَنِ ) (6) ( مِنْ قَعْرِ عَدَنٍ (7) تَسُوقُ النَّاسَ ) (8) ( إِلَى مَحْشَرِهِمْ (9) ) (10) ( فَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا , وَتَقِيلُ (11) مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا ) (12) "
__________
(1) ( م ) 2901
(2) ( د ) 4311
(3) الآيات : العلامات والأشراط التي تسبق يوم القيامة .
(4) ( الدَّابَّةَ ) : هِيَ الْمَذْكُورَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنْ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ } , قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : هِيَ دَابَّةٌ عَظِيمَةٌ تَخْرُجُ مِنْ صَدْعٍ فِي الصَّفَا ، وَعَنْ اِبْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : أنَّهَا الْجَسَّاسَةُ الْمَذْكُورَةُ فِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ ، قَالَهُ النَّوَوِيُّ , وَقِيلَ : تخرج مِنْ أَرْضِ الطَّائِفِ وَمَعَهَا عَصَا مُوسَى وَخَاتَمُ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ , لَا يُدْرِكُهَا طَالِبٌ وَلَا يُعْجِزُهَا هَارِبٌ ، تَضْرِبُ الْمُؤْمِنَ بِالْعَصَا وَتَكْتُبُ فِي وَجْهِهِ مُؤْمِنٌ ، وَتَطْبَعُ الْكَافِرَ بِالْخَاتَمِ وَتَكْتُبُ فِي وَجْهِهِ كَافِرٌ اِنْتَهَى , اِعْلَمْ أَنَّ الْمُفَسِّرِينَ قَدْ ذَكَرُوا لِدَابَّةِ الْأَرْضِ أَوْصَافًا كَثِيرَةً مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ مَا يَدُلُّ عَلَى ثُبُوتِهَا ، فَكُلُّ مَا ثَبَتَ بِالْكِتَابِ أَوْ السُّنَّةِ الصَّحِيحَةِ فَهُوَ الْمُعْتَمَدُ ، وَمَا لَا فَلَا اِعْتِمَادَ عَلَيْهِ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 477)
(5) قَدْ وُجِدَ الْخَسْفُ فِي مَوَاضِعَ , لَكِنْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْخُسُوفِ الثَّلَاثَةَ قَدْرًا زَائِدًا عَلَى مَا وُجِدَ , كَأَنْ يَكُونَ أَعْظَمَ مَكَانًا وَقَدْرًا . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 477)
(6) ( م ) 2901
(7) مَعْنَاهُ : مِنْ أَقْصَى قَعْر أَرْض عَدَن ، وَعَدَن مَدِينَة مَعْرُوفَة مَشْهُورَة بِالْيَمَنِ . ( النووي - ج 9 / ص 281)
(8) ( ت ) 2183
(9) الْمُرَادُ مِنْ الْمَحْشَرِ أَرْضُ الشَّامِ , إِذْ صَحَّ فِي الْخَبَرِ أَنَّ الْحَشْرَ يَكُونُ فِي أَرْضِ الشَّامِ ، وَلَكِنَّ الظَّاهِرَ أَنَّ الْمُرَادَ أَنْ يَكُونَ مُبْتَدَؤُهُ مِنْهَا , أَوْ تُجْعَلَ وَاسِعَةً تَسَعُ خَلْقَ الْعَالَمِ فِيهَا . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 477)
(10) ( م ) 2901
(11) ( تَقِيلُ ) من القَيْلُولَ : وَهو النوم فِي نِصْفِ النَّهَارِ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 477)
(12) ( ت ) 2183(1/859)
( د ) , وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ك قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَكُونُ اخْتِلَافٌ (1) عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ , فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ (2) هَارِبًا إِلَى مَكَّةَ , فَيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَيُخْرِجُونَهُ (3) وَهُوَ كَارِهٌ , فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ (4) وَالْمَقَامِ (5) وَيُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْثٌ (6) مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَيُخْسَفُ بِهِمْ بِالْبَيْدَاءِ (7) بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ , فَإِذَا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ (8) أَتَاهُ أَبْدَالُ الشَّامِ (9) وَعَصَائِبُ أَهْلِ الْعِرَاقِ (10) فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ , ثُمَّ يَنْشَأُ (11) رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ (12) أَخْوَالُهُ كَلْبٌ (13) فَيَبْعَثُ (14) إِلَيْهِمْ (15) بَعْثًا فَيَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ (16) وَذَلِكَ بَعْثُ كَلْبٍ , وَالْخَيْبَةُ لِمَنْ لَمْ يَشْهَدْ غَنِيمَةَ كَلْبٍ , فَيَقْسِمُ الْمَالَ (17) وَيَعْمَلُ فِي النَّاسِ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ - صلى الله عليه وسلم - , وَيُلْقِي الْإِسْلَامُ بِجِرَانِهِ (18) فِي الْأَرْضِ فَيَلْبَثُ سَبْعَ سِنِينَ , تِسْعَ سِنِينَ , ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ "( ضعيف ) (19)
__________
(1) أَيْ : فِي مَا بَيْن أَهْل الْحَلّ وَالْعَقْد .عون المعبود - (ج 9 / ص 322)
(2) أَيْ : يَخْرُج كَرَاهِيَة لِأَخْذِ مَنْصِب الْإِمَارَة , أَوْ خَوْفًا مِنْ الْفِتْنَة الْوَاقِعَة فِيهَا , وَهِيَ الْمَدِينَة الْمُعَطَّرَة , أَوْ الْمَدِينَة الَّتِي فِيهَا الْخَلِيفَة . عون المعبود - (ج 9 / ص 330)
(3) أَيْ : يُخْرِجُونَهُ مِنْ بَيْته .
(4) أَيْ : الْحَجَر الْأَسْوَد .
(5) أَيْ : مَقَام إِبْرَاهِيم - عليه السلام - .
(6) أَيْ : جَيْش .
(7) ( الْبَيْدَاءِ ) : اِسْم مَوْضِع بَيْن مَكَّة وَالْمَدِينَة . عون المعبود - (ج 9 / ص 330)
(8) أَيْ : رَأَوْا مَا ذُكِرَ مِنْ خَرْق الْعَادَة وَمَا جُعِلَ لِلْمَهْدِيِّ مِنْ الْعَلَامَة . عون المعبود - (ج 9 / ص 330)
(9) قَالَ فِي النِّهَايَة : هُمْ الْأَوْلِيَاء وَالْعُبَّاد , الْوَاحِد بَدَل , سُمُّوا بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ كُلَّمَا مَاتَ مِنْهُمْ وَاحِد أُبْدِلَ بِآخَر . عون المعبود - (ج 9 / ص 330)
(10) أَيْ : خِيَارهمْ , مِنْ قَوْلهمْ عُصْبَة الْقَوْم خِيَارهمْ . عون المعبود - (ج 9 / ص 330)
(11) أَيْ : يَظْهَر .
(12) هَذَا الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يُخَالِف الْمَهْدِيّ . عون المعبود - (ج 9 / ص 330)
(13) يُرِيد أَنَّ أُمّ الْقُرَشِيّ تَكُون كَلْبِيَّة , فَيُنَازِع الْمَهْدِيّ فِي أَمْره وَيَسْتَعِين عَلَيْهِ بِأَخْوَالِهِ مِنْ بَنِي كَلْب .عون المعبود
(14) أَيْ : ذَلِكَ الرَّجُل الْقُرَشِيّ الْكَلْبِيّ .
(15) أَيْ : الْمُبَايِعِينَ لِلْمَهْدِيِّ .
(16) أَيْ : يَغْلِب الْمُبَايِعُونَ عَلَى الْبَعْث الَّذِي بَعَثَهُ الرَّجُل الْقُرَشِيّ الْكَلْبِيّ .
(17) أَيْ : الْمَهْدِيّ .
(18) الْجِرَان : بَاطِن الْعُنُق , أَيْ : قَرَّ قَرَاره وَاسْتَقَامَ , كَمَا أَنَّ الْبَعِير إِذَا بَرَكَ وَاسْتَرَاحَ مَدَّ عُنُقه عَلَى الْأَرْض . عون المعبود
(19) ( د ) 4286 , و( حم ) 26731(1/860)
( م ) , وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْقِبْطِيَّةِ قَالَ :
دَخَلَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ وَأَنَا مَعَهُمَا عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ك فَسَأَلَاهَا عَنْ الْجَيْشِ الَّذِي يُخْسَفُ بِهِ - وَكَانَ ذَلِكَ فِي أَيَّامِ ابْنِ الزُّبَيْرِ - فَقَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يَعُوذُ عَائِذٌ بِالْبَيْتِ , فَيُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْثٌ , فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنْ الْأَرْضِ (1) خُسِفَ بِهِمْ " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَيْفَ بِمَنْ كَانَ كَارِهًا ؟ , قَالَ : " يُخْسَفُ بِهِ مَعَهُمْ , وَلَكِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى نِيَّتِهِ " (2)
__________
(1) قَالَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ : فَلَقِيتُ أَبَا جَعْفَرٍ فَقُلْتُ : إِنَّهَا إِنَّمَا قَالَتْ : بِبَيْدَاءَ مِنْ الْأَرْضِ , فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : كَلَّا وَاللَّهِ إِنَّهَا لَبَيْدَاءُ الْمَدِينَةِ . ( م ) 2882
(2) ( م ) 2882 , ( ت ) 2171(1/861)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
" ( عَبَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَنَامِهِ (1) " , فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ صَنَعْتَ شَيْئًا فِي مَنَامِكَ لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ ؟ ، فَقَالَ : " الْعَجَبُ أَنَّ أُنَاسًا مِنْ أُمَّتِي ) (2) ( يَؤُمُّونَ هَذَا الْبَيْتَ (3) لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ اسْتَعَاذَ (4) بِالْحَرَمِ ) (5) ( وفي رواية : ( سَيَعُوذُ بِهَذَا الْبَيْتِ - يَعْنِي الْكَعْبَةَ - قَوْمٌ لَيْسَتْ لَهُمْ مَنَعَةٌ (6) وَلَا عَدَدٌ وَلَا عُدَّةٌ يُبْعَثُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ , حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنْ الْأَرْضِ ) (7) ( خُسِفَ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ) (8) ( وَلَمْ يَنْجُ أَوْسَطُهُمْ ) (9) ( فلَا يَبْقَى مِنْهُمْ إِلَّا الشَّرِيدُ الَّذِي يُخْبِرُ عَنْهُمْ " ) (10) ( فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الطَّرِيقَ قَدْ يَجْمَعُ النَّاسَ ) (11) ( كَيْفَ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ وَفِيهِمْ أَسْوَاقُهُمْ (12) وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ ؟ ) (13) ( قَالَ : " نَعَمْ ، فِيهِمْ الْمُسْتَبْصِرُ (14) وَالْمَجْبُورُ (15) وَابْنُ السَّبِيلِ (16) يَهْلِكُونَ مَهْلَكًا وَاحِدًا (17) وَيَصْدُرُونَ مَصَادِرَ شَتَّى , يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ عَلَى نِيَّاتِهِمْ (18) ) (19) "
__________
(1) أَيْ : حَرَّكَ أَطْرَافه كَمَنْ يَأْخُذ شَيْئًا أَوْ يَدْفَعهُ . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 261)
(2) ( م ) 2884
(3) أي : يقصدون .
(4) أي : احتمى .
(5) ( حم ) 24782 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح , ( م ) 2884
(6) أَيْ : لَيْسَ لَهُمْ مَنْ يَحْمِيهِمْ وَيَمْنَعهُمْ . ( النووي - ج 9 / ص 260)
(7) ( م ) 2883
(8) ( خ ) 2012
(9) ( ت ) 2184 , ( جة ) 4064
(10) ( جة ) 4063
(11) ( م ) 2884
(12) أَيْ : أَهْل أَسْوَاقهمْ أَوْ السُّوقَةُ مِنْهُمْ . فتح الباري لابن حجر - (ج 6 / ص 442)
(13) ( خ ) 2012
(14) ( الْمُسْتَبْصِر ) : هُوَ الْمُسْتَبِين لِذَلِكَ الْقَاصِد لَهُ عَمْدًا .
(15) ( الْمَجْبُور ) : هُوَ الْمُكْرَه ، يُقَال : أَجْبَرْته فَهُوَ مُجْبَر .
(16) ( اِبْن السَّبِيل ) : الْمُرَاد بِهِ سَالِك الطَّرِيق مَعَهُمْ وَلَيْسَ مِنْهُمْ .
(17) أَيْ : يَقَع الْهَلَاك فِي الدُّنْيَا عَلَى جَمِيعهمْ . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 261)
(18) أَيْ : يُبْعَثُونَ مُخْتَلِفِينَ عَلَى قَدْر نِيَّاتهمْ فَيُجَازَوْنَ بِحَسَبِهَا . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 261)
(19) ( م ) 2884 , ( خ ) 2012(1/862)
( س ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَا تَنْتَهِي الْبُعُوثُ (1) عَن غَزْوِ هَذَا الْبَيْتِ ، حَتَّى يُخْسَفَ بِجَيْشٍ مِنْهُمْ ) (2) ( بِالْبَيْدَاءِ ) (3) "
__________
(1) أَيْ : الجيوش .
(2) ( س ) 2878
(3) ( س ) 2877(1/863)
( حم ) , وَعَنْ بُقَيْرَةَ الهلالية - امْرَأَةِ الْقَعْقَاعِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ - - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( إِنِّي لَجَالِسَةٌ فِي صُفَّةِ النِّسَاءِ , فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ وَهُوَ يُشِيرُ بِيَدِهِ الْيُسْرَى , فَقَالَ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ) (1) ( إِذَا سَمِعْتُمْ بِجَيْشٍ قَدْ خُسِفَ بِهِ هَهُنَا قَرِيبًا فَقَدْ أَظَلَّتْ السَّاعَةُ ) (2) " (3)
__________
(1) ( حم ) 27174
(2) ( حم ) 27173 , ( طب ) ج24ص203ح522
(3) صَحِيح الْجَامِع : 618 , والصحيحة : 1355(1/864)
بَيْتُ الْمَقْدِسِ عَاصِمَةُ خِلَافَةِ الْمَهْدِيّ
( حم ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ الْأَزْدِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدَهُ عَلَى رَأْسِي ثُمَّ قَالَ : يَا ابْنَ حَوَالَةَ , إِذَا رَأَيْتَ الْخِلَافَةَ (1) قَدْ نَزَلَتْ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ (2) فَقَدْ دَنَتْ (3) الزَّلَازِلُ وَالْبَلَايَا وَالْأُمُورُ الْعِظَامُ , وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْ النَّاسِ مِنْ يَدِي هَذِهِ مِنْ رَأْسِكَ " (4)
__________
(1) أَيْ : خِلَافَة النُّبُوَّة . عون المعبود - (ج 5 / ص 432)
(2) أَيْ : انتقلت مِنْ الْمَدِينَة إِلَى أَرْض الشَّام . عون المعبود - (ج 5 / ص 432)
(3) أَيْ : قَرُبَتْ .
(4) ( حم ) 22540 , ( د ) 2435 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7838(1/865)
( د ) , وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ (1) خَرَابُ يَثْرِبَ (2) وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ (3) وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ , وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ (4) " (5)
__________
(1) أَيْ : عِمَارَته بِكَثْرَةِ الرِّجَال وَالْعَقَار وَالْمَال . عون المعبود - (ج 9 / ص 330)
(2) ( يَثْرِب ) : اِسْم الْمَدِينَة الْمُشَرَّفَة , أَيْ : عُمْرَان بَيْت الْمَقْدِس كَامِلًا مُجَاوِزًا عَنْ الْحَدِّ , وَقْت خَرَاب الْمَدِينَة . عون المعبود - (ج 9 / ص 330)
(3) أَيْ : ظُهُور الْحَرْب الْعَظِيمة , قَالَ اِبْن الْمَلَك : بَيْن أَهْل الشَّام وَالرُّوم . عون المعبود - (ج 9 / ص 330)
(4) خُلَاصَته أَنَّ كُلّ وَاحِد مِنْ هَذِهِ الْأُمُور أَمَارَةٌ لِوُقُوعِ مَا بَعْده , وَإِنْ وَقَعَ هُنَاكَ مُهْمَلَة . عون المعبود - (ج 9 / ص 330)
(5) ( د ) 4294 , ( حم ) 22076 , انظر صحيح الجامع : 4096 , المشكاة : 5424(1/866)
( حم ) , وَعَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ :
أَغْزَى مُعَاوِيَةُ - رضي الله عنه - النَّاسَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ , فَقَالَ أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ - رضي الله عنه - : إِذَا رَأَيْتَ الشَّامَ مَائِدَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ , فَعِنْدَ ذَلِكَ فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ . (1)
__________
(1) ( حم ) 17769 , ( ك ) 8425 , انظر صحيح موارد الظمآن : 1592 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(1/867)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الْكُبْرَى خُرُوجُ الدَّجَّال
خطورة فتنة الدجال
( خ ) , عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنهما - قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَقَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ (1) فِي الْقُبُورِ قَرِيبًا مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ (2) " (3)
__________
(1) الفِتْنة : الامْتِحانُ والاخْتِبار .
(2) وَجْه الشَّبَه بَيْن الْفِتْنَتَيْنِ الشِّدَّة وَالْهَوْل وَالْعُمُوم . شرح سنن النسائي - (ج 3 / ص 296)
(3) ( خ ) 994(1/868)
( جة ) , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّهُ لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ مُنْذُ ذَرَأَ اللَّهُ ذُرِّيَّةَ آدَمَ أَعْظَمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ " (1)
__________
(1) ( جة ) 4077 , ( ك ) 8620(1/869)
( م ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ أَمْرٌ أَعْظَمُ مِنْ الدَّجَّالِ " (1)
وفي رواية (2) : " مَا كَانَتْ فِتْنَةٌ وَلَا تَكُونُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ أَكْبَرَ مِنْ فِتْنَةِ الدّجَّالِ "
__________
(1) ( م ) ( 2946) , ( حم ) 16298
(2) عند ( ك ) 64 , انظر الصَّحِيحَة : 3081(1/870)
( حم ) , وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ :
ذُكِرَ الدَّجَّالُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : " لَأَنَا لِفِتْنَةِ بَعْضِكُمْ أَخْوَفُ عِنْدِي مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ , وَلَنْ يَنْجُوَ أَحَدٌ مِمَّا قَبْلَهَا إِلَّا نَجَا مِنْهَا , وَمَا صُنِعَتْ فِتْنَةٌ مُنْذُ كَانَتْ الدُّنْيَا صَغِيرَةٌ وَلَا كَبِيرَةٌ إِلَّا لِفِتْنَةِ الدَّجَّالِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 23352 , ( حب ) 6807 , انظر الصَّحِيحَة : 3082 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .(1/871)
الِاسْتِعَاذَةُ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّال
( م ) , وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَائِطٍ (1) لِبَنِي النَّجَّارِ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ وَنَحْنُ مَعَهُ , إِذْ حَادَتْ بِهِ (2) فَكَادَتْ تُلْقِيهِ (3) " , وَإِذَا أَقْبُرٌ سِتَّةٌ أَوْ خَمْسَةٌ أَوْ أَرْبَعَةٌ , فَقَالَ : " مَنْ يَعْرِفُ أَصْحَابَ هَذِهِ الْأَقْبُرِ ؟ " , فَقَالَ رَجُلٌ : أَنَا , قَالَ : " فَمَتَى مَاتَ هَؤُلَاءِ ؟ " , قَالَ : مَاتُوا فِي الْإِشْرَاكِ (4)فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا , فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا (5) لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ , ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ : تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ " , فَقُلْنَا : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ , فَقَالَ : " تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ " , فَقُلْنَا : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ , فَقَالَ : " تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ (6) مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ (7) " , فَقُلْنَا : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ , فَقَالَ : " تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ " , فَقُلْنَا : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ . (8)
__________
(1) الْحَائِطُ : الْبُسْتَانُ مِنْ النَّخْلِ إِذَا كَانَ عَلَيْهِ حَائِطٌ وَهُوَ الْجِدَارُ .
(2) أَيْ : مَالَتْ عَنْ الطَّرِيق وَنَفَرَتْ .
(3) أَيْ : تُسقِطُه وترميه عن ظهرها . مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (ج 1 / ص 460)
(4) قال ابن حجر : أي بعد بعثتك , بدليل قوله ( إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ) أي : بالعذاب فيها , قال : وإنما حملته على ذلك ليوافق الأصح أن أهل الفترة لا عقاب عليهم . أ . هـ وأهل الفترة على ما حققوا فيه نادر الوجود , فكيف يحمل على أهل الشرك ؟ , فقال : ( إن هذه الأمة ) أي : جنس الإنسان , فهذه إشارة لما في الذهن , وأصل الأمة : كل جماعة يجمعهم أمر واحد , إما دين أو زمان أو مكان , ( تُبْتَلَى ) أي : تُمْتَحَنُ في قبورها , ثم تُنَعَّمُ أو تُعَذَّب . مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (ج 1 / ص 460)
(5) أَيْ : لَوْلَا أَنْ يُفْضِي سَمَاعُكُمْ إِلَى تَرْكِ أَنْ يَدْفِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا . شرح سنن النسائي - (ج 3 / ص 294)
(6) الفتن : جمع فتنة , وهي الامتحان , وتستعمل في المكر والبلاء , وهو تعميم بعد تخصيص . مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (ج 1 / ص 461)
(7) هو عبارة عن شمولها , لأن الفتنة لا تخلو منهما , أي : ما جهر وأسر , وقيل : ما يجري على ظاهر الإنسان وما يكون في القلب من الشرك والرياء والحسد وغير ذلك من مذمومات الخواطر . مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (ج 1 / ص 461)
(8) ( م ) 2867 , ( حم ) 21701(1/872)
( م ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُعَلِّمُنَا هَذَا الدُّعَاءَ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ ) (1) ( يَقُولُ : إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنْ التَّشَهُّدِ الْآخِرِ (2) فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ (3) يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ , وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ , وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ (4) وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ) (5) "
__________
(1) ( م ) 590
(2) قوله : ( إِذَا فَرَغَ أَحَدكُمْ مِنْ التَّشَهُّد الْآخَر ) : فِيهِ تَعْيِين مَحَلّ هَذِهِ الِاسْتِعَاذَة بَعْد التَّشَهُّد الْأَخِير , وَهُوَ مُقَيَّد وَحَدِيث عَائِشَة الْمَرْوِيّ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَالسُّنَن بِلَفْظِ " أَنَّ النَّبِيّ > كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلَاة اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذ بِك مِنْ عَذَاب الْقَبْر " الْحَدِيث , مُطْلَق , فَيُحْمَل عَلَيْهِ ، وَهُوَ يَرُدّ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ اِبْن حَزْم مِنْ وُجُوبهَا فِي التَّشَهُّد الْأَوَّل ، وَمَا وَرَدَ مِنْ الْإذْن لِلْمُصَلِّي بِالدُّعَاءِ بِمَا شَاءَ بَعْد التَّشَهُّد يَكُون بَعْد هَذِهِ الِاسْتِعَاذَة لِقَوْلِهِ (ثُمَّ يَدْعُو لِنَفْسِهِ بِمَا بَدَا لَهُ ) . عون المعبود - (ج 2 / ص 463)
(3) اُسْتُدِلَّ بِهَذَا الْأَمْر عَلَى وُجُوب الِاسْتِعَاذَة ، وَقَدْ ذَهَبَ إِلَى ذَلِكَ بَعْض الظَّاهِرِيَّة , وَفِي السُّبُل : وَالْحَدِيث دَلِيل عَلَى وُجُوب الِاسْتِعَاذَة مِمَّا ذَكَرَ ، وَهُوَ مُذْهَب الظَّاهِرِيَّة , وَابْن حَزْم مِنْهُمْ ، وَأَمَرَ طَاوُسٌ اِبْنه بِإِعَادَةِ الصَّلَاة لَمَّا لَمْ يَسْتَعِذْ فِيهَا , فَإِنَّهُ يَقُول بِالْوُجُوبِ وَبُطْلَان الصَّلَاة مَنْ تَرَكَهَا ، وَالْجُمْهُور جَعَلُوا الْأَمْرَ عَلَى النَّدْب . عون المعبود - (ج 2 / ص 463)
(4) قَالَ اِبْن دَقِيق الْعِيد : فِتْنَة الْمَحْيَا مَا يَعْرِض لَلْأَنِسَانِ مُدَّة حَيَاته مِنْ الِافْتِنَان بِالدُّنْيَا وَالشَّهَوَات وَالْجَهَالَات , وَأَعْظَمهَا وَالْعِيَاذ بِاللَّهِ أَمْر الْخَاتِمَة عِنْد الْمَوْت , وَ( فِتْنَة الْمَمَات ) يَجُوز أَنْ يُرَاد بِهَا الْفِتْنَة عِنْد الْمَوْت , أُضِيفَتْ إِلَيْهِ لِقُرْبِهَا مِنْهُ ، وَيَكُون الْمُرَاد عَلَى هَذَا بِفِتْنَةِ الْمَحْيَا مَا قَبْل ذَلِكَ ، وَيَجُوز أَنْ يُرَاد بِهَا فِتْنَة الْقَبْر ، وَقَدْ صَحَّ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورهمْ , وَقِيلَ : أَرَادَ بِفِتْنَةِ الْمَحْيَا الِابْتِلَاء مَعَ زَوَال الصَّبْر , وَبِفِتْنَةِ الْمَمَات السُّؤَال فِي الْقَبْر مَعَ الْحَيْرَة . عون المعبود - (ج 2 / ص 463)
(5) ( م ) 588 , ( ت ) 3494 , ( خ ) 1311(1/873)
تَحْذِيرُ الْأَنْبِيَاءِ لِأَقْوَامِهِمْ مِنَ الدَّجَّال
( خ م جة ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الْأَعْوَرَ الْكَذَّابَ ) (1) ( أَنْذَرَهُ نُوحٌ وَالنَّبِيُّونَ مِنْ بَعْدِهِ ) (2) ( وَإِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ ) (3) ( وَأَنَا آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ ، وَأَنْتُمْ آخِرُ الْأُمَمِ ، وَهُوَ خَارِجٌ فِيكُمْ لَا مَحَالَةَ ) (4) ( فَإِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ , فَأَنَا حَجِيجُهُ (5) دُونَكُمْ (6) وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ ) (7) ( فَكُلُّ امْرِئٍ ) (8) ( حَجِيجُ نَفْسِهِ (9) وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ (10) ) (11) "
__________
(1) ( خ ) 6712
(2) ( خ ) 4141
(3) ( خ ) 2892
(4) ( جة ) 4077 , انظر صحيح الجامع : 7875 , وقصة الدجال ص41 , والحديث ضعيف في ( جة )
(5) أَيْ : خَصْمُه وَمُحَاجُّه وَمُغَالِبُه بِإِظْهَارِ الْحِجَج عَلَيْهِ , وَالْحُجَّة : الدَّلِيل وَالْبُرْهَان .عون المعبود (ج 9 / ص 359)
(6) أَيْ : قُدَّامَكُمْ وَدَافِعُهُ عَنْكُمْ . عون المعبود (ج 9 / ص 359)
(7) ( م ) 2937
(8) ( جة ) 4077
(9) أَيْ : فَكُلُّ اِمْرِئٍ يُحَاجُّهُ وَيُحَاوِرُهُ وَيُغَالِبُهُ بِنَفْسِهِ . عون المعبود (ج 9 / ص 359)
(10) أَيْ : اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَلِيُّ كُلِّ مُسْلِمٍ وَحَافِظُهُ , فَيُعِينُهُ عَلَيْهِ وَيَدْفَعُ شَرَّهُ .عون المعبود (ج 9 / ص 359)
(11) ( م ) 2937(1/874)
عَلَامَاتُ ظُهُورِ الدَّجَّال
( م ت د حم ) , عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍك قَالَتْ :
( سَمِعْتُ نِدَاءَ مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ ? - صلى الله عليه وسلم - يُنَادِي : الصَلَاةَ جَامِعَةً , فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ? - صلى الله عليه وسلم - , فَكُنْتُ فِي صَفِّ النِّسَاءِ الَّتِي تَلِي ظُهُورَ الْقَوْمِ , " فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَاتَهُ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَضْحَكُ ، فَقَالَ : لِيَلْزَمْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُصَلَّاهُ (1) ثُمَّ قَالَ : هَلْ تَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُمْ ؟ " , قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : " إِنِّي مَا وَاللَّهِ مَا جَمَعْتُكُمْ لِرَهْبَةٍ (2) وَلَا رَغْبَةٍ (3) وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ لِأَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ كَانَ رَجُلًا نَصْرَانِيًّا ، فَجَاءَ فَبَايَعَ وَأَسْلَمَ ، وَحَدَّثَنِي حَدِيثًا وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ حَدَّثْتُكُمْ عَنْ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ، حَدَّثَنِي أَنَّهُ رَكِبَ فِي سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ مَعَ ثَلَاثِينَ رَجُلًا مِنْ لَخْمٍ وَجُذَامٍ (4) فَلَعِبَ بِهِمْ الْمَوْجُ (5) شَهْرًا فِي الْبَحْرِ ) (6) وفي رواية : ( حَدَّثَنِي أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ رَكِبُوا سَفِينَةً فِي الْبَحْرِ فَجَالَتْ بِهِمْ ) (7) ( ثُمَّ أَرْفَئُوا إِلَى جَزِيرَةٍ (8) فِي الْبَحْرِ حَتَّى (9) مَغْرِبِ الشَّمْسِ , فَجَلَسُوا فِي أَقْرُبِ (10) السَّفِينَةِ فَدَخَلُوا الْجَزِيرَةَ يَلْتَمِسُونَ الْمَاءَ ، فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ أَهْلَبٌ (11) كَثِيرَةُ الشَّعْرِ ، فَإِذَا بِامْرَأَةٍ تَجُرُّ شَعْرَهَا (12) لَا يَدْرُونَ مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ ) (13) لَا يُدْرَى ذَكَرٌ هُوَ أَمْ أُنْثَى لِكَثْرَةِ شَعْرِهِ (14) ( فَفَرِقُوا (15) مِنْهَا أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً ، فَقَالُوا : وَيْلَكِ مَا أَنْتِ ؟ ، قَالَتْ : أَنَا الْجَسَّاسَةُ (16) فَقَالُوا : وَمَا الْجَسَّاسَةُ ؟ , قَالَتْ : أَيُّهَا الْقَوْمُ , انْطَلِقُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي هَذَا الدَّيْرَ (17) ذَلِكَ الْقَصْرِ (18) فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالْأَشْوَاقِ ، قَالَ : فَانْطَلَقْنَا سِرَاعًا حَتَّى دَخَلْنَا الدَّيْرَ فَإِذَا فِيهِ أَعْظَمُ إِنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ خَلْقًا قَطُّ ، يَنْزُو (19) فِيمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ (20) وَأَشَدُّهُ وِثَاقًا ) (21) ( يَجُرُّ شَعْرَهُ , مُسَلْسَلٌ فِي الْأَغْلَالِ ) (22) ( مَا بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى كَعْبَيْهِ بِالْحَدِيدِ ، مَجْمُوعَةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ ، فَقُلْنَا : مَنْ أَنْتَ ؟ ، قَالَ : قَدْ قَدَرْتُمْ عَلَى خَبَرِي فَأَخْبِرُونِي مَا أَنْتُمْ ؟ , فَقُلْنَا : نَحْنُ أُنَاسٌ مِنْ الْعَرَبِ , رَكِبْنَا فِي سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ فَصَادَفْنَا الْبَحْرَ حِينَ اغْتَلَمَ (23) فَلَعِبَ بِنَا الْمَوْجُ شَهْرًا ثُمَّ أَرْفَأْنَا إِلَى جَزِيرَتِكَ هَذِهِ , فَجَلَسْنَا فِي أَقْرُبِهَا فَدَخَلْنَا الْجَزِيرَةَ , فَلَقِيَتْنَا دَابَّةٌ أَهْلَبٌ كَثِيرُةُ الشَّعَرِ , لَا يُدْرَى مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ , فَقُلْنَا : وَيْلَكِ مَا أَنْتِ ؟ , فَقَالَتْ : أَنَا الْجَسَّاسَةُ , فَقُلْنَا : وَمَا الْجَسَّاسَةُ ؟ , فَقَالَتْ : اعْمِدُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي الدَّيْرِ فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالْأَشْوَاقِ , فَأَقْبَلْنَا إِلَيْكَ سِرَاعًا , وَفَزِعْنَا مِنْهَا وَلَمْ نَأْمَنْ أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً , فَقَالَ : أَخْبِرُونِي عَنْ نَخْلِ بَيْسَانَ ) (24) ( الَّذِي بَيْنَ الْأُرْدُنِّ وَفِلَسْطِينَ ؟ ) (25) ( فَقُلْنَا : عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ ؟ , قَالَ : أَسْأَلُكُمْ عَنْ نَخْلِهَا هَلْ يُثْمِرُ ؟ , فَقُلْنَا لَهُ : نَعَمْ , قَالَ : أَمَا إِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ لَا يُثْمِرُ , ثُمَّ قَالَ : أَخْبِرُونِي عَنْ بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ ؟ , قُلْنَا : عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ ؟ , قَالَ : هَلْ فِيهَا مَاءٌ ؟ , فَقُلْنَا لَهُ : نَعَمْ , هِيَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ , قَالَ : أَمَا إِنَّ مَاءَهَا يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ , ثُمَّ قَالَ : أَخْبِرُونِي عَنْ عَيْنِ زُغَرَ (26) ؟ , قُلْنَا : عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ ؟ , قَالَ : هَلْ فِي الْعَيْنِ مَاءٌ , وَهَلْ يَزْرَعُ أَهْلُهَا بِمَاءِ الْعَيْنِ ؟ , فَقُلْنَا لَهُ : نَعَمْ , هِيَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ , وَأَهْلُهَا يَزْرَعُونَ مِنْ مَائِهَا ) (27) ( قَالَ : هَلْ خَرَجَ نَبِيُّ الْأُمِّيِّينَ ؟ ، فَقُلْنَا : نَعَمْ ) (28) ( قَالَ : مَا فَعَلَ ؟ , فَقُلْنَا لَهُ : قَدْ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ وَنَزَلَ يَثْرِبَ , قَالَ : أَقَاتَلَهُ الْعَرَبُ ؟ , فَقُلْنَا : نَعَمْ , قَالَ : كَيْفَ صَنَعَ بِهِمْ ؟ , فَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ عَلَى مَنْ يَلِيهِ مِنْ الْعَرَبِ وَأَطَاعُوهُ , فَقَالَ لَنَا : قَدْ كَانَ ذَلِكَ ؟ , قُلْنَا : نَعَمْ , قَالَ : أَمَا إِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ لَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ , وَإِنِّي مُخْبِرُكُمْ عَنِّي , إِنِّي أَنَا الْمَسِيحُ , أَنَا الدَّجَّالُ (29) وَإِنَّهُ يُوشَكُ أَنْ يُؤْذَنَ لِي فِي الْخُرُوجِ فَأَخْرُجَ , فَأَسِيرَ فِي الْأَرْضِ فلَا أَدَعَ قَرْيَةً إِلَّا هَبَطْتُهَا فِي أَرْبَعِينَ لَيْلَةً , غَيْرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ , فَهُمَا مُحَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا , كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً مِنْهُمَا اسْتَقْبَلَنِي مَلَكٌ بِيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتًا (30) يَصُدُّنِي عَنْهَا , وَإِنَّ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَائِكَةً يَحْرُسُونَهَا , قَالَتْ فَاطِمَةُ : " فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَطَعَنَ بِمِخْصَرَتِهِ (31) فِي الْمِنْبَرِ - ) (32) ( أَبْشِرُوا يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ) (33) ( هَذِهِ طَيْبَةُ , هَذِهِ طَيْبَةُ , هَذِهِ طَيْبَةُ - يَعْنِي الْمَدِينَةَ - أَلَا هَلْ كُنْتُ حَدَّثْتُكُمْ ذَلِكَ ؟ " , فَقَالَ النَّاسُ : نَعَمْ , قَالَ : " فَإِنَّهُ أَعْجَبَنِي حَدِيثُ تَمِيمٍ أَنَّهُ وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْهُ (34) وَعَنْ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ , أَلَا إِنَّهُ فِي بَحْرِ الشَّامِ أَوْ بَحْرِ الْيَمَنِ , لَا بَلْ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ , لَا بَلْ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ - وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ قِبَلَ الْمَشْرِقِ ) (35) " (36)
__________
(1) أَيْ : مَوْضِع صَلَاته فَلَا يَتَغَيَّر وَلَا يَتَقَدَّم وَلَا يَتَأَخَّر . عون المعبود - (ج 9 / ص 363)
(2) أَيْ : لِخَوْفٍ مِنْ عَدُوّ . عون المعبود - (ج 9 / ص 363)
(3) أَيْ : وَلَا لِأَمْرٍ مَرْغُوب فِيهِ مِنْ عَطَاء كَغَنِيمَةٍ . عون المعبود - (ج 9 / ص 363)
(4) قبيلتين من قبائل اليمن .
(5) أَيْ : دَار بِهِمْ ، وَاللَّعِب فِي الْأَصْل مَا لَا فَائِدَة فِيهِ مِنْ فِعْل أَوْ قَوْل , فَاسْتُعِيرَ لِصَدِّ الْأَمْوَاج السُّفُن عَنْ صَوْب الْمَقْصِد وَتَحْوِيلهَا يَمِينًا وَشِمَالًا . عون المعبود - (ج 9 / ص 363)
(6) ( م ) 2942
(7) عند ( ت ) 2253 , ( حم ) 27146 , وأنا أميل إلى هذه الرواية , لأن معظم الأمارات التي سأل عنها الدجال موجودة في فلسطين , وأهل مكة أدرى بشعابها .ع
(8) أَيْ : اِلْتَجَئُوا إِلَيْهَا , ومَرْفَأ السُّفُن : الْمَوْضِع الَّذِي تُشَدّ إِلَيْهِ وَتُوقَف عِنْده . ( فتح ) - (ج 20 / ص 131)
(9) وفي رواية ( ثُمَّ أَرْفَئُوا إِلَى جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ حَيْثُ مَغْرِبِ الشَّمْسِ ) انظر السنن الواردة في الفتن (ج2 ص 235) , وانظر ( طب ) ج24ص388ح958
(10) ( أَقْرُب ) : جَمْع قَارِب .
(11) الْهُلْب : الشَّعْر ، وَقِيلَ : مَا غَلُظَ مِنْ الشَّعْر ، وَقِيلَ : مَا كَثُرَ مِنْ شَعْر الذَّنَب , وَإِنَّمَا ذَكَّرَهُ لِأَنَّ الدَّابَّة يُطْلَق عَلَى الذَّكَر وَالْأُنْثَى لِقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَمَا مِنْ دَابَّة فِي الْأَرْض } , وقَالَ النَّوَوِيّ : الْأَهْلَب غَلِيظ الشَّعْر كَثِيره .عون المعبود(ج9ص 363)
(12) ( د ) 4325
(13) ( م ) 2942
(14) ( حم ) 27146 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(15) أي : خافوا .
(16) الْجَسَّاسَة سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِتَجَسُّسِهَا الْأَخْبَار لِلدَّجَّالِ . عون المعبود - (ج 9 / ص 363)
(17) أَيْ : دَيْر النَّصَارَى . عون المعبود - (ج 9 / ص 363)
(18) ( د ) 4325
(19) أَيْ : يَثِب وُثُوبًا . عون المعبود - (ج 9 / ص 363)
(20) ( د ) 4325
(21) ( م ) 2942
(22) ( د ) 4325
(23) أَيْ : حين هاج .
(24) ( م ) 2942
(25) ( ت ) 2253
(26) ( عَيْن زُغَر ) : بَلْدَة مَعْرُوفَة فِي الْجَانِب الْقِبْلِيّ مِنْ الشَّام قَلِيلَة النَّبَات . ( النووي - ج 9 / ص 333) , قال ياقوت الحموي : حدثني الثقة أن زُغَر هذه في طرف البحيرة المنتنة , في واد هناك , بينها وبين البيت المقدس ثلاثة أيام , وهي من ناحية الحجاز , ولهم هناك زروع , قال ابن عباس رضي الله عنهما : لما هلك قوم لوط , مضى لوط عليه السلام وبناته يريدون الشام , فماتت الكُبَرى من بناته وكان يقال لها ( رَيَّة ) , فدُفنت عند عين هناك , فسميت باسمها عين رَيّة , ثم ماتت بعد ذلك الصغرى وكان اسمها زُغَر , فدفنت عند عين فسميت عين زغر، وهذه في واد وَخِمٍ رديءٍ في أشأم بقعة , إنما يسكنه أهله لأجل الوطن , وقد يهيج فيهم في بعض الأعوام مرض فيُفني كل من فيه أو أكثرهم .معجم البلدان (ج2ص397)
(27) ( م ) 2942
(28) ( د ) 4325
(29) ( حم ) 27146 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(30) أَيْ : مَسْلُولًا . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 333)
(31) المِخصرة : ما يَختصره الإنسان بيده فيُمسِكه من عصا أو عُكَّازةٍ أو مِقْرَعَةٍ أو قضيب , وقد يتكئ عليه .
(32) ( م ) 2942
(33) ( حم ) 27146
(34) أَيْ : عن الدجال .
(35) ( م ) 2942 , ( د ) 4325
(36) قال الألباني في قصة الدجال ص82 : اعلم أن هذه القصة صحيحة - بل متواترة - لم ينفرد بها تميم الداري كما يظن بعض الجهلة من المُعَلِّقين على ( النهاية ) لابن كثير ( ص 96 - طبعة الرياض ) , فقد تابعه عليها أبو هريرة وعائشة وجابر كما يأتي ( ص 83 و87 ) , ثم قال الألباني في تمام المنة ص79 : قرأت منذ بضعة أيام كتاب : " الإسلام المصفَّى " تأليف محمد عبد الله السمان وهو - والحق يقال - كتاب قيم قد عالج فيه كثيرا من المسائل والقواعد التي تهم المسلم في العصر الحاضر ولكنه عفا الله عنه قد اشتط كثيرا في بعض ما تحدث عنه ولم يكن الصواب فيه حليفه , مثل مسألة نزول عيسى وخروج الدجال والمهدي ، فقد أنكر كل ذلك وزعم أنها " ضلالات مصنوعة " , وأن الأحاديث التي وردت فيها أحاديث آحاد لم تبلغ حد التواتر ، ونحن نقول للأستاذ : تقسيمك أنت وغيرك - أيا كان - الأحاديث الصحيحة إلى قسمين , قسم يجب على المسلم قبولها ويلزمه العمل بها وهي أحاديث الأحكام ونحوها , وقسم لَا يجب عليه قبولها والاعتقاد بها , وهي أحاديث العقائد وما يتعلق منها بالأمور الغيبية , أقول : إن هذا تقسيم مبتدَع لَا أصل في كتاب الله ولا في سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - , ولا يعرفه السلف الصالح , بل عموم الأدلة الموجبة للعمل بالحديث تقتضي وجوب العمل بالقسمين كليهما ولا فرق , فمن ادعى التخصيص فليتفضل بالبينة مشكورا , وهيهات , ثم أَلَّفْتُ رسالتين هامتين جدا في بيان بطلان التقسيم المذكور , الأولى : " وجوب الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة " , والأخرى : " الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام " . أ . هـ(1/875)
( جة ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ قَبْلَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ ثَلَاثُ سَنَوَاتٍ شِدَادٍ ، يُصِيبُ النَّاسَ فِيهَا جُوعٌ شَدِيدٌ ، يَأْمُرُ اللَّهُ السَّمَاءَ فِي السَّنَةِ الْأُولَى أَنْ تَحْبِسَ ثُلُثَ مَطَرِهَا ، وَيَأْمُرُ الْأَرْضَ فَتَحْبِسُ ثُلُثَ نَبَاتِهَا , ثُمَّ يَأْمُرُ السَّمَاءَ فِي الثَّانِيَةِ فَتَحْبِسُ ثُلُثَيْ مَطَرِهَا , وَيَأْمُرُ الْأَرْضَ فَتَحْبِسُ ثُلُثَيْ نَبَاتِهَا ,
ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ السَّمَاءَ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ فَتَحْبِسُ مَطَرَهَا كُلَّهُ فلَا تُقْطِرُ قَطْرَةً ، وَيَأْمُرُ الْأَرْضَ فَتَحْبِسُ نَبَاتَهَا كُلَّهُ فلَا تُنْبِتُ خَضْرَاءَ ، فلَا تَبْقَى ذَاتُ ظِلْفٍ (1) إلَّا هَلَكَتْ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ , قِيلَ : فَمَا يُعِيشُ النَّاسُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ ؟ , قَالَ : " التَّهْلِيلُ وَالتَّكْبِيرُ وَالتَّسْبِيحُ وَالتَّحْمِيدُ , وَيُجْرَى ذَلِكَ عَلَيْهِمْ مَجْرَى الطَّعَامِ " (2)
__________
(1) الظِّلف : الظُّفُر المشقوق للبقرة والشاة والظبي ونحوها .
(2) ( جة ) 4077 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7875 , وصححه الألباني في كتاب : قصة المسيح الدجال ص41(1/876)
( د حم ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , " فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ فِي ذِكْرِهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ (1) " فَقَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ ؟ ) (2) ( قَالَ : " هِيَ فِتْنَةُ هَرَبٍ (3) وَحَرَبٍ (4) ) (5) ( ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ (6) دَخَنُهَا (7) مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي , يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي (8) وَلَيْسَ مِنِّي (9) وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ , ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ (10) عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ (11) ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ (12) لَا تَدَعُ (13) أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً (14) فَإِذَا قِيلَ انْقَضَتْ (15) تَمَادَتْ (16) يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا , حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ (17) فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ , وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ (18) مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ ) (19) "
__________
(1) الْأَحْلَاس : جَمْع حِلْس وَهُوَ الْكِسَاء الَّذِي يَلِي ظَهْر الْبَعِير تَحْت الْقَتَب ، وشَبَّهَهَا بِهِ لِلُزُومِهَا وَدَوَامهَا . عون المعبود - (ج 9 / ص 286)
(2) ( د ) 4242
(3) أَيْ : يَفِرّ بَعْضهمْ مِنْ بَعْض لِمَا بَيْنهمْ مِنْ الْعَدَاوَة وَالْمُحَارَبَة .عون المعبود - (ج 9 / ص 286)
(4) الْحَرَب بِالتَّحْرِيكِ : نَهْبُ مَال الْإِنْسَان وَتَرْكُه لَا شَيْء لَهُ , وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْحَرَب ذَهَاب الْمَال وَالْأَهْل .عون المعبود - (ج 9 / ص 286)
(5) ( حم ) 6168 , انظر صحيح الجامع : 4194 , الصحيحة : 974
(6) الْمُرَاد بِالسَّرَّاءِ النَّعْمَاء الَّتِي تَسُرّ النَّاس مِنْ الصِّحَّة وَالرَّخَاء وَالْعَافِيَة مِنْ الْبَلَاء وَالْوَبَاء ، وَأُضِيفَتْ إِلَى السَّرَّاء لِأَنَّ السَّبَب فِي وُقُوعهَا اِرْتِكَاب الْمَعَاصِي بِسَبَبِ كَثْرَة التَّنَعُّم . عون المعبود - (ج 9 / ص 286)
(7) أَيْ : سَبَبُ ظُهُورِهَا وَإِثَارَتِهَا , شَبَّهَهَا بِالدُّخَانِ الْمُرْتَفِع ، وَ( الدَّخَنُ ) بِالتَّحْرِيكِ مَصْدَر دَخِنَتْ النَّار تَدْخَن , إِذَا أُلْقِيَ عَلَيْهَا حَطَب رَطْبٌ فَكَثُرَ دُخَانهَا . عون المعبود - (ج 9 / ص 286)
(8) أَيْ : يَزْعُم أَنَّهُ مِنِّي فِي الْفِعْل , وَإِنْ كَانَ مِنِّي فِي النَّسَب , وَالْحَاصِل أَنَّ تِلْكَ الْفِتْنَة بِسَبَبِهِ وَأَنَّهُ بَاعِث عَلَى إِقَامَتهَا .عون المعبود - (ج 9 / ص 286)
(9) أَيْ : لَيْسَ مِنْ أَهْلِي فِي الْفِعْل , لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ مِنْ أَهْلِي لَمْ يُهَيِّج الْفِتْنَة , وَنَظِيره قَوْله تَعَالَى : { إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ } . عون المعبود - (ج 9 / ص 286)
(10) أَيْ : يَجْتَمِعُونَ عَلَى بَيْعَة رَجُل . عون المعبود - (ج 9 / ص 286)
(11) الْوَرِك مَا فَوْق الْفَخِذ , وقَالَ الْخَطَّابِيُّ : هُوَ مَثَل , وَمَعْنَاهُ الْأَمْر الَّذِي لَا يَثْبُت وَلَا يَسْتَقِيم , وَذَلِكَ أَنَّ الضِّلَع لَا يَقُوم بِالْوَرِكِ , وَبِالْجُمْلَةِ يُرِيد أَنَّ هَذَا الرَّجُل غَيْر خَلِيق لِلْمُلْكِ وَلَا مُسْتَقِلّ بِهِ , وقَالَ فِي النِّهَايَة : أَيْ يَصْطَلِحُونَ عَلَى أَمْر وَاهٍ لَا نِظَام لَهُ وَلَا اِسْتِقَامَة , لِأَنَّ الْوَرِك لَا يَسْتَقِيم عَلَى الضِّلَع وَلَا يَتَرَكَّب عَلَيْهِ لِاخْتِلَافِ مَا بَيْنهمَا وَبُعْده . عون المعبود - (ج 9 / ص 286)
(12) الدَّهْمَاء : السَّوْدَاء , وَالتَّصْغِير لِلذَّمِّ , أَيْ : الْفِتْنَة الْعَظْمَاء , وَالطَّامَّة الْعَمْيَاء .عون المعبود - (ج 9 / ص 286)
(13) أَيْ : لَا تَتْرُك تِلْكَ الْفِتْنَة . عون المعبود - (ج 9 / ص 286)
(14) أَيْ : أَصَابَتْهُ بِمِحْنَةٍ وَمَسَّتْهُ بِبَلِيَّةٍ ، وَأَصْل اللَّطْم هُوَ الضَّرْب عَلَى الْوَجْه بِبَطْنِ الْكَفّ ، وَالْمُرَاد أَنَّ أَثَر تِلْكَ الْفِتْنَة يَعُمّ النَّاس , وَيَصِل لِكُلِّ أَحَد مِنْ ضَرَرهَا . عون المعبود - (ج 9 / ص 286)
(15) أَيْ : فَمَهْمَا تَوَهَّمُوا أَنَّ تِلْكَ الْفِتْنَة اِنْتَهَتْ . عون المعبود - (ج 9 / ص 286)
(16) أَيْ : اِسْتَطَالَتْ وَاسْتَمَرَّتْ وَاسْتَقَرَّتْ . عون المعبود - (ج 9 / ص 286)
(17) الفسطاط : المقصود هنا هو الجماعة من الناس , أي : ينقسم الناس إلى معسكرين : معسكر إيمان ومعسكر نفاق .ع
(18) أَيْ : انْتَظِرُوا ظُهُوره . عون المعبود - (ج 9 / ص 286)
(19) ( د ) 4242(1/877)
( حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي خَفْقَةٍ مِنْ الدِّينِ (1) وَإِدْبَارٍ مِنْ الْعِلْمِ " (2)
__________
(1) أَيْ : في حالِ ضَعْفٍ من الدّين وقِلَّةِ أهله . النهاية في غريب الأثر - (ج 2 / ص 131)
(2) ( حم ) 14997 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(1/878)
( ك ) , وَعَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ :
كُنْتُ بِالْكُوفَةِ فَقِيلَ : خَرَجَ الدَّجَّالُ ، قَالَ : فَأَتَيْنَا عَلَى حُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ الْغِفَارِيِّ - رضي الله عنه - وَهُوَ يُحَدِّثُ ، فَقُلْتُ : هَذَا الدَّجَّالُ قَدْ خَرَجَ ، فَقَالَ : اجْلِسْ ، فَجَلَسْتُ ، فَأَتَى عَلَيْهِ الْعَرِّيفُ (1) فَقَالَ : هَذَا الدَّجَّالُ قَدْ خَرَجَ ، وَأَهْلُ الْكُوفَةِ يُطَاعِنُونَهُ ، قَالَ : اجْلِسْ ، فَجَلَسَ ، فَنُودِيَ : إِنَّهَا كَذِبَةٌ صَبَّاغٌ ، فَقُلْنَا : يَا أَبَا سَرِيحَةَ ، مَا أَجْلَسْتَنَا إِلَّا لِأَمْرٍ فَحَدِّثْنَا ، قَالَ : إِنَّ الدَّجَّالَ لَوْ خَرَجَ فِي زَمَانِكُمْ لَرَمَتْهُ الصِّبْيَانُ بِالْخَذْفِ (2)
وَلَكِنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ فِي بُغْضٍ مِنَ النَّاسِ ، وَخِفَّةٍ مِنَ الدِّينِ ، وَسُوءِ ذَاتِ بَيْنٍ " (3)
__________
(1) العريف : القَيِّم الذي يتولى مسئولية جماعة من الناس .
(2) أي : لقذفوه بالحجارة .
(3) ( ك ) 8612 ا , وصححه الألباني في كتاب قصة المسيح الدجال ص106(1/879)
( طس ) , وَعَنْ حُذَيْفَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي زَمَانٌ يَتَمَنَّوْنَ فِيهِ الدَّجَّالَ " ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي مِمَّ ذَاكَ ؟ , قَالَ : " مِمَّا يَلْقُونَ مِنَ الْعَنَاءِ (1) " (2)
__________
(1) قلت : هذا يدل على أنه قبل الدجال تكون فِتَنٌ شديدة كما ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - في فتنة الدهيماء التي لا تدع أحدا إلا لطمته .ع
(2) ( طس ) 4289 , انظر الصَّحِيحَة : 3090(1/880)
( حم ) , وَعَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ :
لَمَّا فُتِحَتْ إِصْطَخْرُ نَادَى مُنَادٍ : أَلَا إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ , فَلَقِيَهُمْ الصَّعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ - رضي الله عنه - فَقَالَ : لَوْلَا مَا تَقُولُونَ لَأَخْبَرْتُكُمْ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " لَا يَخْرُجُ الدَّجَّالُ حَتَّى يَذْهَلَ النَّاسُ عَنْ ذِكْرِهِ , وَحَتَّى تَتْرُكَ الْأَئِمَّةُ ذِكْرَهُ عَلَى الْمَنَابِرِ "( ضعيف ) (1)
__________
(1) ( حم ) 16718 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده ضعيف لانقطاعه , راشد بن سعد المقرائي الحمصي لم يدرك الصعب بن جثامة . أ . هـ
قلت : الحديث ضعيف الإسناد , لكنَّ هذا هو الحاصل على أرض الواقع .ع(1/881)
( م ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ - رضي الله عنه - , عَنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةٍ فَقَالَ : " تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ [ لَكُمْ ] (1) ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ [ لَكُمْ ] (2) ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ [ لَكُمْ ] (3) ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ (4) فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ [ لَكُمْ (5) ] (6) " , فَقَالَ لِي نَافِعٌ : يَا جَابِرُ , لَا نَرَى الدَّجَّالَ يَخْرُجُ حَتَّى تُفْتَحَ الرُّومُ . (7)
__________
(1) ( حم ) 1540 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(2) ( حم ) 1540
(3) ( حم ) 1540
(4) الخطاب فيه للصحابة , والمراد الأمة . مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (ج 15 / ص 398)
(5) أَيْ : يجعله مقهورا مغلوبا . مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (ج 15 / ص 398)
(6) ( حم ) 1540
(7) ( م ) 2900 , ( جة ) 4091(1/882)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقٍ (1) فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنْ الْمَدِينَةِ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ ، فَإِذَا تَصَافُّوا (2) قَالَتْ الرُّومُ : خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا (3) مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ ، فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ : لَا وَاللَّهِ لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا ، فَيُقَاتِلُونَهُمْ ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا ، وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ هُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ ، وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا ، فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ (4) فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ , إِذْ صَاحَ فِيهِمْ الشَّيْطَانُ : إِنَّ الْمَسِيحَ (5) قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ ، فَيَخْرُجُونَ - وَذَلِكَ بَاطِلٌ - فَإِذَا جَاءُوا الشَّامَ خَرَجَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ ، إِذْ أُقِيمَتْ الصَلَاةُ ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ - صلى الله عليه وسلم - فَأَمَّهُمْ ، فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللَّهِ (6) ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ ، فَلَوْ تَرَكَهُ لَانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ ، وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بِيَدِهِ (7) فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ " (8)
__________
(1) ( الْأَعْمَاق وَدَابِق ) مَوْضِعَانِ بِالشَّامِ بِقُرْبِ حَلَب . ( النووي - ج 9 / ص 276)
(2) تصافَّ : قام في مواجهة غيره وجها لوجه .
(3) سَبَوا : أسروا .
(4) أي : مدينة استنبول .
(5) أي : الدجال .
(6) أي : الدجال .
(7) يعني : أن اللَّه يقتله على يد عيسى . كقوله تعالى : { فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم } .
(8) ( م ) 2897(1/883)
( د ) , وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ (1) خَرَابُ يَثْرِبَ (2) وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ (3) وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ , وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ (4) " (5)
__________
(1) أَيْ : عِمَارَته بِكَثْرَةِ الرِّجَال وَالْعَقَار وَالْمَال . عون المعبود - (ج 9 / ص 330)
(2) ( يَثْرِب ) : اِسْم الْمَدِينَة الْمُشَرَّفَة , أَيْ : عُمْرَان بَيْت الْمَقْدِس كَامِلًا مُجَاوِزًا عَنْ الْحَدِّ , وَقْت خَرَاب الْمَدِينَة . عون المعبود - (ج 9 / ص 330)
(3) أَيْ : ظُهُور الْحَرْب الْعَظِيمة , قَالَ اِبْن الْمَلَك : بَيْن أَهْل الشَّام وَالرُّوم . عون المعبود - (ج 9 / ص 330)
(4) خُلَاصَته أَنَّ كُلّ وَاحِد مِنْ هَذِهِ الْأُمُور أَمَارَةٌ لِوُقُوعِ مَا بَعْده , وَإِنْ وَقَعَ هُنَاكَ مُهْمَلَة . عون المعبود - (ج 9 / ص 330)
(5) ( د ) 4294 , ( حم ) 22076 , انظر صحيح الجامع : 4096 , المشكاة : 5424(1/884)
كَثْرَةُ الدَّجَاجِلَة قَبْلَ خُرُوجِ الدَّجَّال
( خ م د حم ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ (1) دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ (2) ) (3) ( مِنْهُمْ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ ) (4) ( كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ) (5) ( يَكْذِبُ عَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ (6) ) (7) ( وَإِنِّي خَاتَمُ النَّبِيِّينَ , لَا نَبِيَّ بَعْدِي ) (8)
صِفَةُ الدَّجَّال
__________
(1) أَيْ : يَخْرُج ، وَلَيْسَ الْمُرَاد بِالْبَعْثِ مَعْنَى الْإِرْسَال الْمُقَارِن لِلنُّبُوَّةِ ، بَلْ هُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى ( إِنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِين عَلَى الْكَافِرِينَ ) ( فتح ) - (ج 10 / ص 410)
(2) لَيْسَ الْمُرَاد بِالْحَدِيثِ مَنْ اِدَّعَى النُّبُوَّة مُطْلَقًا , فَإِنَّهُمْ لَا يُحْصَوْنَ كَثْرَةً , وَإِنَّمَا الْمُرَاد مَنْ قَامَتْ لَهُ شَوْكَة وَبَدَتْ لَهُ شُبْهَة كَمَنْ وَصَفْنَا ، وَقَدْ أَهْلَكَ اللَّه تَعَالَى مَنْ وَقَعَ لَهُ ذَلِكَ مِنْهُمْ , وَبَقِيَ مِنْهُمْ مَنْ يُلْحِقهُ بِأَصْحَابِهِ , وَآخِرهمْ الدَّجَّال الْأَكْبَر .
( فتح ) - (ج 10 / ص 410)
(3) ( خ ) 6704 , ( م ) 157
(4) ( حم ) 23406 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(5) ( خ ) 6704 , ( م ) 157
(6) رَوَى ( د ) 4334 : " قال إِبْرَاهِيم النَّخَعِيِّ لِعُبَيْدَة بْن عَمْرو : أَتَرَى الْمُخْتَارَ بن أبي عبيد الثقفي مِنْهُمْ , فَقَالَ عُبَيْدَةُ : أَمَا إِنَّهُ مِنْ الرُّءُوسِ .
(7) ( د ) 4334
(8) ( حم ) 23406(1/885)
( خ م ) , عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( أُرَانِي اللَّيْلَةَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فِي الْمَنَامِ ) (1) ( فَرَأَيْتُ رَجُلًا آدَمَ (2) كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنْ أُدْمِ الرِّجَالِ أَحْمَرُ جَعْدٌ عَرِيضُ الصَّدْرِ (3) لَهُ لِمَّةٌ (4) كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنَ اللِّمَمِ ) (5) ( تَضْرِبُ بَيْنَ مَنْكِبَيْهِ ) (6) ( قَدْ رَجَّلَهَا (7) فَهِيَ تَقْطُرُ مَاءً (8) ) (9) ( وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ رَجُلَيْنِ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ , فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ , فَقَالُوا : هَذَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ (10) ثُمَّ رَأَيْتُ رَجُلًا وَرَاءَهُ ) (11) ( أَحْمَرًا (12) جَسِيمًا (13) ) (14) ( جَعْدًا قَطَطًا (15) أَعْوَرَ الْعَيْنِ الْيُمْنَى ) (16) ( كَأَنَّهَا عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ (17) ) (18) ( وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ رَجُلٍ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ , فَقُلْتُ مَنْ هَذَا ؟ , فَقَالُوا : هَذَا الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ ) (19) ( وَأَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا ابْنُ قَطَنٍ (20) ) (21) "
__________
(1) ( خ ) 3256
(2) أَيْ : أَسْمَر .
(3) ( خ ) 3255
(4) ( اللِّمَّة ) جَمْعهَا لِمَم , كَقِرْبَةِ وَقِرَب , وَهُوَ الشَّعْر الْمُتَدَلِّي الَّذِي جَاوَزَ شَحْمَة الْأُذُنَيْنِ , فَإِذَا بَلَغَ الْمَنْكِبَيْنِ فَهُوَ ( جُمَّة ) وَإِذَا قَصُرَتْ عَنْهُمَا فَهِيَ وَفْرَة . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 303)
(5) ( خ ) 5562 , ( م ) 169
(6) ( خ ) 3256
(7) أَيْ : سَرَّحَهَا بِمُشْطٍ مَعَ مَاء أَوْ غَيْره . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 303)
(8) يُحْتَمَل أَنْ يُرِيد أَنَّهَا تَقْطُر مِنْ الْمَاء الَّذِي سَرَّحَهَا بِهِ لِقُرْبِ تَرْجِيله , وقَالَ الْقَاضِي عِيَاض : وَمَعْنَاهُ عِنْدِي أَنْ يَكُون ذَلِكَ عِبَارَة عَنْ نَضَارَته وَحُسْنه ، وَاسْتِعَارَةً لِجَمَالِهِ . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 303)
(9) ( خ ) 5562 , ( م ) 169
(10) اخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي سَبَب تَسْمِيَته مَسِيحًا , قَالَ الْوَاحِدِيّ : ذَهَبَ أَبُو عُبَيْد وَاللَّيْث إِلَى أَنَّ أَصْله بِالْعِبْرَانِيَّةِ مَشِيحًا فَعَرَّبَتْهُ الْعَرَب وَغَيَّرَتْ لَفْظه ، كَمَا قَالُوا : مُوسَى وَأَصْله مُوشِى بِالْعِبْرَانِيَّةِ , فَلَمَّا عَرَّبُوهُ غَيَّرُوهُ , فَعَلَى هَذَا لَا اِشْتِقَاق لَهُ , وَذَهَبَ أَكْثَر الْعُلَمَاء إِلَى أنَّهُ مُشْتَقّ , ثُمَّ اِخْتَلَفَ هَؤُلَاءِ , فَحُكِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاسرضي الله عنهماأَنَّهُ قَالَ : لِأَنَّهُ لَمْ يَمْسَح ذَا عَاهَة إِلَّا بَرِئَ وَقَالَ إِبْرَاهِيم وَابْن الْأَعْرَابِيّ : الْمَسِيح الصِّدِّيق , وَقِيلَ : لِكَوْنِهِ مَمْسُوح أَسْفَل الْقَدَمَيْنِ لَا أَخْمُص لَهُ ، وَقِيلَ : لِمَسْحِ زَكَرِيَّا إِيَّاهُ ، وَقِيلَ : لِمَسْحِهِ الْأَرْض , أَيْ : قَطْعهَا ، وَقِيلَ : لِأَنَّهُ خَرَجَ مِنْ بَطْن أُمّه مَمْسُوحًا بِالدُّهْنِ ، وَقِيلَ : لِأَنَّهُ مُسِحَ بِالْبَرَكَةِ حِين وُلِدَ ، وَقِيلَ : لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مَسَحَهُ , أَيْ : خَلَقَهُ خَلْقًا حَسَنًا , وَقِيلَ غَيْر ذَلِكَ . وَاَللَّه أَعْلَم . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 303)
(11) ( خ ) 3256
(12) الْأَحْمَر عِنْد الْعَرَب : الشَّدِيد الْبَيَاض مَعَ الْحُمْرَة .
(13) أي : ضخم الجسد .
(14) ( خ ) 3257 , ( م ) 169
(15) الْمُرَاد بِهِ شِدَّة جُعُودَة الشَّعْر .
(16) ( خ ) 3256
(17) ( طَافِيَة ) أَيْ : بَارِزَة ، وَمَعْنَاهُ أَنَّهَا نَاتِئَة نُتُوء حَبَّة الْعِنَب مِنْ بَيْن أَخَوَاتهَا ، وَضَبَطَهُ بَعْض الشُّيُوخ بِالْهَمْزِ ( طافئة ) فَقَدْ جَاءَ فِي حديث آخَر أَنَّهُ مَمْسُوح الْعَيْن ( مَطْمُوسَة ) وَلَيْسَتْ جَحْرَاءَ وَلَا نَاتِئَة ، وَهَذِهِ صِفَة حَبَّة الْعِنَب إِذَا سَالَ مَاؤُهَا وَهُوَ يُصَحِّح رِوَايَة الْهَمْز . ( فتح الباري ) - (ج 20 / ص 139)
(18) ( خ ) 5562
(19) ( خ ) 3256
(20) قَالَ الزُّهْرِيُّ : هو رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ هَلَكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ . ( خ ) 3257
(21) ( خ ) 3257 , ( م ) 169(1/886)
( خ م د جة حم ك ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ حَذَّرَ أُمَّتَهُ ) (1) ( الْأَعْوَرَ الْكَذَّابَ ) (2) ( لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوحٌ قَوْمَهُ (3) ) (4) ( وَإِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ ) (5) ( وَلَكِنِّي سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ ) (6) ( إِنَّهُ يَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ ) (7) ( وَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ لَنْ يَرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ - عز وجل - حَتَّى يَمُوتَ ) (8) ( وَإِنَّهُ أَعْوَرٌ ) (9) ( مَمْسُوحُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى , عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ (10) ) (11) مَطْمُوسُ الْعَيْنِ , لَيْسَ بِنَاتِئَةٍ (12) وَلَا حَجْرَاءَ (13) إِحْدَى عَيْنَيْهِ كَأَنَّهَا زُجَاجَةٌ خَضْرَاءُ (14) ( وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ) (15) ( وَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كُفْرٌ ) (16) ( ثُمَّ تَهَجَّاهَا :
__________
(1) ( حم ) 14144 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : صحيح .
(2) ( خ ) 6712
(3) قَوْله : ( مَا مِنْ نَبِيّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَهُ قَوْمه ، لَقَدْ أَنْذَرَ نُوح قَوْمه ) هَذَا الْإِنْذَار لِعِظَمِ فِتْنَته وَشِدَّة أَمْرهَا . فتح الباري
(4) ( خ ) 2892
(5) ( ت ) 2234 , ( خ ) 2892
(6) ( خ ) 5821
(7) ( جة ) 4077 , ( خ ) 2892
(8) ( ت ) 2235 , ( حم ) 23722
(9) ( خ ) 6712 , ( م ) 2933
(10) ( الظَّفَرَة ) : جِلْدَة تُغْشِي الْبَصَر ، وَقَالَ الْأَصْمَعِيّ : لَحْمَة تَنْبُت عِنْد الْمَآقِي . ( النووي - ج 9 / ص 326)
(11) ( حم ) 23327 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(12) أي : بارزة .
(13) أَيْ : عَمِيقَة , وهذه الجملة في ( د ) 4320 , وانظر صَحِيح الْجَامِع : 2459
(14) ( حم ) : 21173 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3401 , الصَّحِيحَة : 1863 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(15) ( خ ) 6712 , ( م ) 2933
(16) ( حم ) 13168 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح , ( خ ) 6712(1/887)
( ك ف ر ) ) (1) ( يَقْرَؤُهَا كُلُّ مُؤْمِنٍ أُمِّيٌّ وَكَاتِبٌ ) (2) قَارِئٌ وَغَيْرُ قَارِئٍ (3) ( هِجَانٌ أَزْهَرُ (4) كَأَنَّ رَأْسَهُ أَصَلَةٌ (5) ) (6) ( وَكَأَنَّ شَعْرَ رَأْسِهِ أَغْصَانُ شَجَرَةٍ ) (7) ( حُبُكٌ حُبُكٌ حُبُكٌ (8) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ) (9) ( قَصِيرٌ (10) أَفْحَجُ (11) ) (12) ( وَلَا يُسَخَّرُ لَهُ مِنَ الْمَطَايَا (13) إِلَّا الْحِمَارُ ، فَهُوَ رِجْسٌ (14) عَلَى رِجْسٍ ) (15) "
__________
(1) ( م ) 2933 , ( ت ) 2245
(2) ( حم ) 13168 , ( م ) 2933
(3) ( حم ) : 20417 , وصححها الألباني في قصة الدجال ص70 , وقال شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح
(4) الهِجان : الشديد البياض , والأزهر بمعناه .
(5) قال الشيخ الألباني في الصحيحة : 1193 : ( الأصَلة ) : الحية العظيمة الضخمة القصيرة , والعرب تشبه الرأس الصغير الكثير الحركة برأس الحية . كما في النهاية , والحديث صريح في أن الدجال الأكبر من البشر , وهو من الأدلة على بطلان تأويلهم بأنه ليس بشخص , وإنما هو رمز للحضارة الأوربية وزخارفها وفتنها , فالدجال بشر , وفتنته أكبر من ذلك . أ . هـ
وهذه القطعة من رواية ( حم ) : 2148
(6) ( حم ) 2148 , انظر الصحيحة : 1193
(7) ( حم ) 3546 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح , وانظر كتاب الإسراء والمعراج للألباني ص75
(8) أَيْ : شعر رأسه مُتَكَسِّرٌ من الجعودة , مثل الرمل الذي تهب عليه الريح فيصير له حُبُك .
(9) ( حم ) 23207 , انظر الصَّحِيحَة : 2808
(10) هَذَا يَدُلّ عَلَى قِصَر قَامَة الدَّجَّال ، وَقَدْ وَرَدَ فِي حَدِيث تَمِيم الدَّارِيّ فِي شَأْن الدَّجَّال أَنَّهُ أَعْظَم إِنْسَان , وَوَجْه الْجَمْع أَنَّهُ لَا يَبْعُد أَنْ يَكُون قَصِيرًا بَطِينًا عَظِيم الْخِلْقَة , قَالَ الْقَارِي : وَهُوَ الْمُنَاسِب لِكَوْنِهِ كَثِير الْفِتْنَة ، أَوْ الْعَظَمَة مَصْرُوفَة إِلَى الْهَيْبَة , وقِيلَ : يَحْتَمِل أَنَّ اللَّه تَعَالَى يُغَيِّرهُ عِنْد الْخُرُوج . عون المعبود - (ج 9 / ص 358)
(11) ( الأَفْحَج ) : هُوَ الَّذِي إِذَا مَشَى بَاعَدَ بَيْن رِجْلَيْهِ , فَهُوَ مِنْ جُمْلَة عُيُوبه . عون المعبود - (ج 9 / ص 358)
(12) ( د ) 4320
(13) المطايا : جمع مطية , وهي الدابة التي يُركبُ مَطاها , أَيْ : ظهرها .
(14) الرِّجس : اسم لكل مستقذر أو عمل قبيح .
(15) قال الحاكم في المستدرك : 8612 هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ ، وقال الذهبي في التلخيص : على شرط البخاري ومسلم ، وقال الألباني في قصة الدجال ص106 : وهو كما قالا , وصححه الألباني في صحيح الجامع : 7875(1/888)
( م ) , وَعَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سِمْعَانَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ (1) فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ (2) " حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ , فَلَمَّا رُحْنَا إِلَيْهِ (3) " عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا فَقَالَ : مَا شَأْنُكُمْ ؟ " , فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ غَدَاةً فَخَفَّضْتَ فِيهِ وَرَفَّعْتَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ , فَقَالَ : " غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ (4) إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ , وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ , وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ , إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ (5) عَيْنُهُ طَافِئَةٌ , كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ " (6)
__________
(1) أَيْ : ذات صباح .
(2) قَوْلُهُ : ( فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ ) فِي مَعْنَاهُ قَوْلَانِ : أَحَدهمَا أَنَّ خَفَّضَ بِمَعْنَى حَقَّرَ ، وَقَوْله : ( رَفَّعَ ) أَيْ عَظَّمَهُ وَفَخَّمَهُ فَمِنْ تَحْقِيره أَنَّ اللَّه تَعَالَى عَوَرَهُ ، وَمِنْهُ قَوْله - صلى الله عليه وسلم - : " هُوَ أَهْوَن عَلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ " , وَأَنَّهُ لَا يَقْدِر عَلَى قَتْل أَحَد إِلَّا ذَلِكَ الرَّجُل ، ثُمَّ يَعْجِز عَنْهُ ، وَأَنَّهُ يَضْمَحِلّ أَمْره ، وَيُقْتَل بَعْد ذَلِكَ هُوَ وَأَتْبَاعه ,
وَمِنْ تَفْخِيمه وَتَعْظِيم فِتْنَته وَالْمِحْنَة بِهِ هَذِهِ الْأُمُور الْخَارِقَة لِلْعَادَةِ ، وَأَنَّهُ مَا مِنْ نَبِيّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَهُ قَوْمه .شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 327)
(3) أصْل الرَّواح أن يكونَ بعد الزوال , فالمعنى أنهم سمعوا الحديث بعد صلاة الفجر , ثم رجعوا إلى المسجد عند صلاة الظهر .
(4) أَيْ : غَيْر الدَّجَّال أَخْوَف مُخَوِّفَاتِي عَلَيْكُمْ ، فَأَخْوَف مَا أَخَاف عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّة الْمُضِلُّونَ . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 327)
(5) أَيْ : شَدِيد جُعُودَة الشَّعْر ، مُبَاعِد لِلْجُعُودَةِ الْمَحْبُوبَة . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 327)
(6) ( م ) 2937 , ( ت ) 2240(1/889)
خَبَرُ ابْنِ صَيَّادْ وَمُشَابَهَتُهُ لِلدَّجَّال
( خ م ت حم ) , عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( انْطَلَقَ عُمَرُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي رَهْطٍ (1) قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ , فَوَجَدُوهُ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ عِنْدَ أُطُمِ (2) بَنِي مَغَالَةَ ، وَقَدْ قَارَبَ ابْنُ صَيَّادٍ الْحُلُمَ (3) ) (4) ( فَلَمْ يَشْعُرْ ابْنُ صَيَّادٍ بِشَيْءٍ " حَتَّى ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ظَهْرَهُ بِيَدِهِ ، ثُمَّ قَالَ لِابْنِ صَيَّادٍ : تَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ؟ " , فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ صَيَّادٍ فَقَالَ : أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الْأُمِّيِّينَ (5) ثُمَّ قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : أَتَشْهَدُ أَنْتَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ؟ ) (6) ( " فَرَفَضَهُ (7) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ : آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ) (8) ( ثُمَّ قَالَ لَهُ : يَا ابْنَ صَائِدٍ مَاذَا تَرَى ؟ " ) (9) ( قَالَ : أَرَى عَرْشًا عَلَى الْمَاءِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " تَرَى عَرْشَ إِبْلِيسَ عَلَى الْبَحْرِ , وَمَا تَرَى ؟ " , قَالَ : أَرَى صَادِقَيْنِ وَكَاذِبًا , أَوْ كَاذِبَيْنِ وَصَادِقًا ) (10) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " خُلِّطَ عَلَيْكَ الْأَمْرُ ) (11) ( ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا تُرْبَةُ الْجَنَّةِ " , قَالَ : دَرْمَكَةٌ (12) بَيْضَاءُ مِسْكٌ (13) يَا أَبَا الْقَاسِمِ قَالَ : " صَدَقْتَ ) (14) ( ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئَةً (15) ) (16) ( - وَخَبَأَ لَهُ : { يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ } (17) - " ) (18) ( فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ : هُوَ الدُّخُّ (19) فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : اخْسَأْ (20) فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ (21) " , فَقَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه - : دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ ) (22) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " دَعْهُ , فَإِنْ يَكُنْ الَّذِي نَخَافُ فَلَنْ تَسْتَطِيعَ قَتْلَهُ ) (23) ( فَلَسْتَ صَاحِبَهُ إِنَّمَا صَاحِبُهُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، وَإِنْ لَا يَكُنْ هُوَ ، فَلَيْسَ لَكَ أَنْ تَقْتُلَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْعَهْدِ ، قَالَ : فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُشْفِقًا (24) أَنَّهُ الدَّجَّالُ ) (25) ( ثُمَّ انْطَلَقَ بَعْدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ - رضي الله عنه - إِلَى النَّخْلِ الَّتِي فِيهَا ابْنُ صَيَّادٍ ، وَهُوَ يَخْتِلُ (26) أَنْ يَسْمَعَ مِنْ ابْنِ صَيَّادٍ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ ابْنُ صَيَّادٍ ، فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ مُضْطَجِعٌ فِي قَطِيفَةٍ (27) لَهُ فِيهَا زَمْزَمَةٌ (28) فَرَأَتْ أمُّ ابْنِ صَيّادٍ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ " ، فَقَالَتْ لِابْنِ صَيَّادٍ : يَا عَبْدَ اللَّهِ - وَهُوَ اسْمُ ابْنِ صَيَّادٍ (29) - هَذَا مُحَمَّدٌ ، فَثَارَ ابْنُ صَيَّادٍ (30) ) (31) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَا لَهَا قَاتَلَهَا اللَّهُ ؟ , لَوْ تَرَكَتْهُ لَبَيَّنَ ) (32) ( قَالَ ابْنُ عُمَرَ : فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي النَّاسِ , فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ , ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ ) (33) ( فَقَالَ : مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ أَمْرٌ أَعْظَمُ مِنْ الدَّجَّالِ ) (34) وفي رواية : ( مَا كَانَتْ فِتْنَةٌ وَلَا تَكُونُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ أَكْبَرَ مِنْ فِتْنَةِ الدّجَّالِ ) (35) ( وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ حَذَّرَ أُمَّتَهُ ) (36) ( الْأَعْوَرَ الْكَذَّابَ ) (37) ( لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوحٌ قَوْمَهُ (38) ) (39) ( وَإِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ ) (40) ( وَلَكِنِّي سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ ) (41) ( إِنَّهُ يَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ ) (42) ( وَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ لَنْ يَرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ - عز وجل - حَتَّى يَمُوتَ ) (43) ( وَإِنَّهُ أَعْوَرٌ ) (44) ( مَمْسُوحُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى , عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ (45) ) (46) مَطْمُوسُ الْعَيْنِ , لَيْسَ بِنَاتِئَةٍ (47) وَلَا حَجْرَاءَ (48) إِحْدَى عَيْنَيْهِ كَأَنَّهَا زُجَاجَةٌ خَضْرَاءُ (49) ( وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ) (50) ( وَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كُفْرٌ ) (51) ( ثُمَّ تَهَجَّاهَا :
__________
(1) ( الرَّهْطُ ) : عَدَدٌ مِنَ الرِّجَالِ مِنْ ثَلَاثَةٍ إِلَى عَشَرَةٍ , قَالَ الْقَزَّازُ : وَرُبَّمَا جَاوَزُوا ذَلِكَ قَلِيلًا .
(2) الْأُطُم : البناء المرتفع .
(3) أَيْ : قَارَبَ الْبُلُوغ .
(4) ( خ ) 1289
(5) قَوْله : ( أَشْهَد أَنَّك رَسُول الْأُمِّيِّينَ ) فِيهِ إِشْعَار بِأَنَّ الْيَهُود الَّذِينَ كَانَ اِبْن صَيَّاد مِنْهُمْ كَانُوا مُعْتَرِفِينَ بِبَعْثَةِ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - ، لَكِنَّهم يَدَّعُونَ أَنَّهَا بَعْثةٌ مَخْصُوصَة بِالْعَرَبِ ، وَفَسَاد حُجَّتهمْ وَاضِح جِدًّا ، لِأَنَّهُمْ إِذَا أَقَرُّوا بِأَنَّهُ رَسُول اللَّه اِسْتَحَالَ أَنْ يَكْذِب عَلَى اللَّهِ ، فَإِذَا اِدَّعَى أَنَّهُ رَسُوله إِلَى الْعَرَب وَإِلَى غَيْرهَا تَعَيَّنَ صِدْقه ، فَوَجَبَ تَصْدِيقه .( فتح ) - (ج 9 / ص 291)
(6) ( خ ) 2890
(7) أَيْ : تَرَكَهَ , وقد كان مُمْسِكًا به كما تقدم .ع
(8) ( خ ) 1289
(9) ( حم ) 14998 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(10) ( م ) 2925
(11) ( خ ) 1289
(12) الدَّرْمَك : هُوَ الدَّقِيق الْحُوَّارِيّ الْخَالِص الْبَيَاض . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 317)
(13) أَيْ أَنَّهَا فِي الْبَيَاض دَرْمَكَة ، وَفِي الطِّيب مِسْك . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 317)
(14) ( م ) 2928
(15) أَيْ : أَخْفَيْت لَك شَيْئًا . ( فتح ) - (ج 9 / ص 291)
(16) ( خ ) 1289
(17) [الدخان/10]
(18) ( ت ) 2249
(19) روى الْبَزَّارِ وَالطَّبَرَانِيِّ فِي " الْأَوْسَط " مِنْ حَدِيث زَيْد اِبْن حَارِثَة قَالَ " كَانَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - خَبَّأَ لَهُ سُورَة الدُّخَان " , وَكَأَنَّهُ أَطْلَقَ السُّورَة وَأَرَادَ بَعْضهَا ، فَإِنَّ عِنْد أَحْمَد عَنْ عَبْد الرَّزَّاق فِي حَدِيث الْبَاب : " وَخَبَّأْت لَهُ : يَوْم تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُبِينٍ " وَحَكَى أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ أَنَّ السِّرّ فِي اِمْتِحَان النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - لَهُ بِهَذِهِ الْآيَة , الْإِشَارَة إِلَى أَنَّ عِيسَى ابْن مَرْيَم يَقْتُل الدَّجَّال بِجَبَلِ الدُّخَّان ، فَأَرَادَ التَّعْرِيض لِابْنِ الصَّيَّاد بِذَلِكَ , وَأَمَّا جَوَاب اِبْن صَيَّاد بِالدُّخِّ فَقِيلَ : إِنَّهُ اِنْدَهَشَ فَلَمْ يَقَع مِنْ لَفْظ الدُّخَان إِلَّا عَلَى بَعْضه . فتح الباري - (ج 9 / ص 291)
(20) خَسَأْتُ الْكَلْبَ : بَعَّدْتُهُ , وخَاسِئِينَ مُبْعَدِينَ .
(21) أَيْ : قَدْر أَمثَالك مِنْ الْكُهَّان الَّذِينَ يَحْفَظُونَ مِنْ إِلْقَاء شَيَاطِينهمْ مَا يَحْفَظُونَهُ مُخْتَلَطًا صِدْقه بِكَذِبِهِ .( فتح )(ج9ص291)
(22) ( خ ) 1289
(23) ( م ) 2924 , ( حم ) 3610
(24) أي : خائفا .
(25) ( حم ) 14998
(26) أَيْ : يَخْدَع اِبْن صَيَّاد وَيَتَغَفَّلهُ لِيَسْمَع شَيْئًا مِنْ كَلَامه ، وَيَعْلَم هُوَ وَالصَّحَابَة حَاله فِي أَنَّهُ كَاهِن أَمْ سَاحِر وَنَحْوهمَا , وَفِي الحديث كَشْف أَحْوَال مَنْ تُخَاف مَفْسَدَته , وَفِيهِ كَشْف الْإِمَام الْأُمُور الْمُهِمَّة بِنَفْسِهِ . فتح الباري(ج9 ص291)
(27) القطيفة : كساء أو فِراش له أهداب .
(28) ( الزَّمْزَمَة ) : صَوْت خَفِيّ لَا يَكَادُ يُفْهَم .
(29) من رواية ( حم ) : 14998 وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده على شرط مسلم .
(30) أَيْ : نَهَضَ مِنْ مَضْجَعه وَقَامَ .
(31) ( خ ) 1289
(32) ( حم ) 14998 , ( خ ) 1289
(33) ( خ ) 5821
(34) ( م ) ( 2946) , ( حم ) 16298
(35) عند ( ك ) 64 , انظر الصَّحِيحَة : 3081
(36) ( حم ) 14144 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : صحيح .
(37) ( خ ) 6712
(38) قَوْله : ( مَا مِنْ نَبِيّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَهُ قَوْمه ، لَقَدْ أَنْذَرَ نُوح قَوْمه ) هَذَا الْإِنْذَار لِعِظَمِ فِتْنَته وَشِدَّة أَمْرهَا . فتح الباري
(39) ( خ ) 2892
(40) ( ت ) 2234 , ( خ ) 2892
(41) ( خ ) 5821
(42) ( جة ) 4077 , ( خ ) 2892
(43) ( ت ) 2235 , ( حم ) 23722
(44) ( خ ) 6712 , ( م ) 2933
(45) ( الظَّفَرَة ) : جِلْدَة تُغْشِي الْبَصَر ، وَقَالَ الْأَصْمَعِيّ : لَحْمَة تَنْبُت عِنْد الْمَآقِي . ( النووي - ج 9 / ص 326)
(46) ( حم ) 23327 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(47) أي : بارزة .
(48) أَيْ : عَمِيقَة , وهذه الجملة في ( د ) 4320 , وانظر صَحِيح الْجَامِع : 2459
(49) ( حم ) : 21173 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3401 , الصَّحِيحَة : 1863 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(50) ( خ ) 6712 , ( م ) 2933
(51) ( حم ) 13168 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح , ( خ ) 6712(1/890)
( ك ف ر ) ) (1) ( يَقْرَؤُهَا كُلُّ مُؤْمِنٍ أُمِّيٌّ وَكَاتِبٌ ) (2) قَارِئٌ وَغَيْرُ قَارِئٍ (3) ( هِجَانٌ أَزْهَرُ (4) كَأَنَّ رَأْسَهُ أَصَلَةٌ (5) ) (6) ( وَكَأَنَّ شَعْرَ رَأْسِهِ أَغْصَانُ شَجَرَةٍ ) (7) ( حُبُكٌ حُبُكٌ حُبُكٌ (8) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ) (9) ( قَصِيرٌ (10) أَفْحَجُ (11) ) (12) ( وَلَا يُسَخَّرُ لَهُ مِنَ الْمَطَايَا (13) إِلَّا الْحِمَارُ ، فَهُوَ رِجْسٌ (14) عَلَى رِجْسٍ ) (15) ( قَالَ : وَأُرَانِي اللَّيْلَةَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فِي الْمَنَامِ ) (16) ( فَرَأَيْتُ رَجُلًا آدَمَ (17) كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنْ أُدْمِ الرِّجَالِ أَحْمَرُ جَعْدٌ عَرِيضُ الصَّدْرِ (18) لَهُ لِمَّةٌ (19) كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنَ اللِّمَمِ ) (20) ( تَضْرِبُ بَيْنَ مَنْكِبَيْهِ ) (21) ( قَدْ رَجَّلَهَا (22) فَهِيَ تَقْطُرُ مَاءً (23) ) (24) ( وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ رَجُلَيْنِ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ , فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ , فَقَالُوا : هَذَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ (25) ثُمَّ رَأَيْتُ رَجُلًا وَرَاءَهُ ) (26) ( أَحْمَرًا (27) جَسِيمًا (28) ) (29) ( جَعْدًا قَطَطًا (30) أَعْوَرَ الْعَيْنِ الْيُمْنَى ) (31) ( كَأَنَّهَا عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ (32) ) (33) ( وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ رَجُلٍ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ , فَقُلْتُ مَنْ هَذَا ؟ , فَقَالُوا : هَذَا الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ ) (34) ( وَأَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا ابْنُ قَطَنٍ ) (35) "
__________
(1) ( م ) 2933 , ( ت ) 2245
(2) ( حم ) 13168 , ( م ) 2933
(3) ( حم ) : 20417 , وصححها الألباني في قصة الدجال ص70 , وقال شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح
(4) الهِجان : الشديد البياض , والأزهر بمعناه .
(5) قال الشيخ الألباني في الصحيحة : 1193 : ( الأصَلة ) : الحية العظيمة الضخمة القصيرة , والعرب تشبه الرأس الصغير الكثير الحركة برأس الحية . كما في النهاية , والحديث صريح في أن الدجال الأكبر من البشر , وهو من الأدلة على بطلان تأويلهم بأنه ليس بشخص , وإنما هو رمز للحضارة الأوربية وزخارفها وفتنها , فالدجال بشر , وفتنته أكبر من ذلك . أ . هـ
وهذه القطعة من رواية ( حم ) : 2148
(6) ( حم ) 2148 , انظر الصحيحة : 1193
(7) ( حم ) 3546 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح , وانظر كتاب الإسراء والمعراج للألباني ص75
(8) أَيْ : شعر رأسه مُتَكَسِّرٌ من الجعودة , مثل الرمل الذي تهب عليه الريح فيصير له حُبُك .
(9) ( حم ) 23207 , انظر الصَّحِيحَة : 2808
(10) هَذَا يَدُلّ عَلَى قِصَر قَامَة الدَّجَّال ، وَقَدْ وَرَدَ فِي حَدِيث تَمِيم الدَّارِيّ فِي شَأْن الدَّجَّال أَنَّهُ أَعْظَم إِنْسَان , وَوَجْه الْجَمْع أَنَّهُ لَا يَبْعُد أَنْ يَكُون قَصِيرًا بَطِينًا عَظِيم الْخِلْقَة , قَالَ الْقَارِي : وَهُوَ الْمُنَاسِب لِكَوْنِهِ كَثِير الْفِتْنَة ، أَوْ الْعَظَمَة مَصْرُوفَة إِلَى الْهَيْبَة , وقِيلَ : يَحْتَمِل أَنَّ اللَّه تَعَالَى يُغَيِّرهُ عِنْد الْخُرُوج . عون المعبود - (ج 9 / ص 358)
(11) ( الأَفْحَج ) : هُوَ الَّذِي إِذَا مَشَى بَاعَدَ بَيْن رِجْلَيْهِ , فَهُوَ مِنْ جُمْلَة عُيُوبه . عون المعبود - (ج 9 / ص 358)
(12) ( د ) 4320
(13) المطايا : جمع مطية , وهي الدابة التي يُركبُ مَطاها , أَيْ : ظهرها .
(14) الرِّجس : اسم لكل مستقذر أو عمل قبيح .
(15) قال الحاكم في المستدرك : 8612 هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ ، وقال الذهبي في التلخيص : على شرط البخاري ومسلم ، وقال الألباني في قصة الدجال ص106 : وهو كما قالا , وصححه الألباني في صحيح الجامع : 7875
(16) ( خ ) 3256
(17) أَيْ : أَسْمَر .
(18) ( خ ) 3255
(19) ( اللِّمَّة ) جَمْعهَا لِمَم , كَقِرْبَةِ وَقِرَب , وَهُوَ الشَّعْر الْمُتَدَلِّي الَّذِي جَاوَزَ شَحْمَة الْأُذُنَيْنِ , فَإِذَا بَلَغَ الْمَنْكِبَيْنِ فَهُوَ ( جُمَّة ) وَإِذَا قَصُرَتْ عَنْهُمَا فَهِيَ وَفْرَة . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 303)
(20) ( خ ) 5562 , ( م ) 169
(21) ( خ ) 3256
(22) أَيْ : سَرَّحَهَا بِمُشْطٍ مَعَ مَاء أَوْ غَيْره . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 303)
(23) يُحْتَمَل أَنْ يُرِيد أَنَّهَا تَقْطُر مِنْ الْمَاء الَّذِي سَرَّحَهَا بِهِ لِقُرْبِ تَرْجِيله , وقَالَ الْقَاضِي عِيَاض : وَمَعْنَاهُ عِنْدِي أَنْ يَكُون ذَلِكَ عِبَارَة عَنْ نَضَارَته وَحُسْنه ، وَاسْتِعَارَةً لِجَمَالِهِ . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 303)
(24) ( خ ) 5562 , ( م ) 169
(25) اخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي سَبَب تَسْمِيَته مَسِيحًا , قَالَ الْوَاحِدِيّ : ذَهَبَ أَبُو عُبَيْد وَاللَّيْث إِلَى أَنَّ أَصْله بِالْعِبْرَانِيَّةِ مَشِيحًا فَعَرَّبَتْهُ الْعَرَب وَغَيَّرَتْ لَفْظه ، كَمَا قَالُوا : مُوسَى وَأَصْله مُوشِى بِالْعِبْرَانِيَّةِ , فَلَمَّا عَرَّبُوهُ غَيَّرُوهُ , فَعَلَى هَذَا لَا اِشْتِقَاق لَهُ , وَذَهَبَ أَكْثَر الْعُلَمَاء إِلَى أنَّهُ مُشْتَقّ , ثُمَّ اِخْتَلَفَ هَؤُلَاءِ , فَحُكِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاسرضي الله عنهماأَنَّهُ قَالَ : لِأَنَّهُ لَمْ يَمْسَح ذَا عَاهَة إِلَّا بَرِئَ وَقَالَ إِبْرَاهِيم وَابْن الْأَعْرَابِيّ : الْمَسِيح الصِّدِّيق , وَقِيلَ : لِكَوْنِهِ مَمْسُوح أَسْفَل الْقَدَمَيْنِ لَا أَخْمُص لَهُ ، وَقِيلَ : لِمَسْحِ زَكَرِيَّا إِيَّاهُ ، وَقِيلَ : لِمَسْحِهِ الْأَرْض , أَيْ : قَطْعهَا ، وَقِيلَ : لِأَنَّهُ خَرَجَ مِنْ بَطْن أُمّه مَمْسُوحًا بِالدُّهْنِ ، وَقِيلَ : لِأَنَّهُ مُسِحَ بِالْبَرَكَةِ حِين وُلِدَ ، وَقِيلَ : لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مَسَحَهُ , أَيْ : خَلَقَهُ خَلْقًا حَسَنًا , وَقِيلَ غَيْر ذَلِكَ . وَاَللَّه أَعْلَم . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 303)
(26) ( خ ) 3256
(27) الْأَحْمَر عِنْد الْعَرَب : الشَّدِيد الْبَيَاض مَعَ الْحُمْرَة .
(28) أي : ضخم الجسد .
(29) ( خ ) 3257 , ( م ) 169
(30) الْمُرَاد بِهِ شِدَّة جُعُودَة الشَّعْر .
(31) ( خ ) 3256
(32) ( طَافِيَة ) أَيْ : بَارِزَة ، وَمَعْنَاهُ أَنَّهَا نَاتِئَة نُتُوء حَبَّة الْعِنَب مِنْ بَيْن أَخَوَاتهَا ، وَضَبَطَهُ بَعْض الشُّيُوخ بِالْهَمْزِ ( طافئة ) فَقَدْ جَاءَ فِي حديث آخَر أَنَّهُ مَمْسُوح الْعَيْن ( مَطْمُوسَة ) وَلَيْسَتْ جَحْرَاءَ وَلَا نَاتِئَة ، وَهَذِهِ صِفَة حَبَّة الْعِنَب إِذَا سَالَ مَاؤُهَا وَهُوَ يُصَحِّح رِوَايَة الْهَمْز . ( فتح الباري ) - (ج 20 / ص 139)
(33) ( خ ) 5562
(34) ( خ ) 3256
(35) ( خ ) 3257 , ( م ) 169(1/891)
( خ م ) , وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ :
رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِبيَحْلِفُ بِاللَّهِ أَنَّ ابْنَ صَائِدٍ هُوَ الدَّجَّالُ ، فَقُلْتُ لَهُ : أَتَحْلِفُ بِاللَّهِ (1) ؟ , قَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ - رضي الله عنه - يَحْلِفُ عَلَى ذَلِكَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , " فَلَمْ يُنْكِرْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (2) " (3)
__________
(1) أَيْ : أَتَحْلِفُ بِاَللَّهِ مَعَ أَنَّهُ أَمْر مَظْنُون غَيْر مَجْزُوم بِهِ . عون المعبود - (ج 9 / ص 367)
(2) أَيْ : لَوْ لَمْ يَكُنْ مَقْطُوعًا لَأَنْكَرَهُ , قِيلَ : لَعَلَّ عُمَر أَرَادَ بِذَلِكَ أَنَّ اِبْن الصَّيَّاد مِنْ الدَّجَّالِينَ الَّذِينَ يَخْرُجُونَ فَيَدَّعُونَ النُّبُوَّة , لِأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَدَّدَ حَيْثُ قَالَ : " إِنْ يَكُنْ هُوَ , وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُوَ " ، وَلَكِنْ فِيهِ أَنَّ الظَّاهِر الْمُتَبَادِر مِنْ إِطْلَاق الدَّجَّال هُوَ الْفَرْد الْأَكْمَل ، فَالْوَجْهُ حَمْلُ يَمِينه عَلَى الْجَوَاز عِنْد غَلَبَة الظَّنّ , وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم , قَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي كِتَابه الْبَعْث وَالنُّشُور : اِخْتَلَفَ النَّاس فِي أَمْر اِبْن صَيَّاد اِخْتِلَافًا كَثِيرًا هَلْ هُوَ الدَّجَّال ؟ ، قَالَ : وَمَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّهُ غَيْره اِحْتَجَّ بِحَدِيثِ تَمِيم الدَّارِيّ , قَالَ : وَيَجُوز أَنْ تُوَافِق صِفَة اِبْن صَيَّاد صِفَة الدَّجَّال كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيح أَنَّ أَشْبَهَ النَّاس بِالدَّجَّالِ عَبْد الْعُزَّى بْن قَطَن , وَلَيْسَ هُوَ كَمَا قَالَ , وَكَانَ أَمْر اِبْن صَيَّاد فِتْنَة اِبْتَلَى اللَّه تَعَالَى بِهَا عِبَاده فَعَصَمَ اللَّه تَعَالَى مِنْهَا الْمُسْلِمِينَ وَوَقَاهُمْ شَرّهَا ، قَالَ : وَلَيْسَ فِي حَدِيث جَابِر أَكْثَر مِنْ سُكُوت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقَوْلِ عُمَر ، فَيَحْتَمِل أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ كَالْمُتَوَقِّفِ فِي أَمْره , ثُمَّ جَاءَهُ الْبَيَان أَنَّهُ غَيْره كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي حَدِيث تَمِيم , اِنْتَهَى كَلَام الْبَيْهَقِيِّ . عون المعبود - (ج 9 / ص 367)
(3) ( م ) 2929 , ( خ ) 6922(1/892)
( د ) , وَعَنْ نَافِعٍ قَالَ :
كَانَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - يَقُولُ : وَاللَّهِ مَا أَشُكُّ أَنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ ابْنُ صَيَّادٍ . (1)
__________
(1) ( د ) 4330(1/893)
( م ت حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( خَرَجْنَا حُجَّاجًا أَوْ عُمَّارًا وَمَعَنَا ) (1) ( عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَيَّادٍ , وَكَانَ لَا يُسَايِرُهُ أَحَدٌ وَلَا يُرَافِقُهُ وَلَا يُؤَاكِلُهُ وَلَا يُشَارِبُهُ , وَيُسَمُّونَهُ الدَّجَّالَ ) (2) ( قَالَ : فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا , فَتَفَرَّقَ النَّاسُ وَبَقِيتُ أَنَا وَهُوَ , فَاسْتَوْحَشْتُ مِنْهُ وَحْشَةً شَدِيدَةً مِمَّا يُقَالُ عَلَيْهِ , فَجَاءَ بِمَتَاعِهِ فَوَضَعَهُ مَعَ مَتَاعِي , فَقُلْتُ : إِنَّ الْحَرَّ شَدِيدٌ , فَلَوْ وَضَعْتَهُ تَحْتَ تِلْكَ الشَّجَرَةِ , فَفَعَلَ ) (3) ( فَأَبْصَرَ غَنَمًا , فَأَخَذَ الْقَدَحَ فَانْطَلَقَ فَاسْتَحْلَبَ (4) ثُمَّ أَتَانِي بِلَبَنٍ , فَقَالَ : اشْرَبْ يَا أَبَا سَعِيدٍ ) (5) ( فَقُلْتُ : إِنَّ الْحَرَّ شَدِيدٌ , وَاللَّبَنُ حَارٌّ - وَمَا بِي إِلَّا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَشْرَبَ مِنْ يَدِهِ - فَقَالَ يَا أَبَا سَعِيدٍ : لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آخُذَ حَبْلًا فَأُعَلِّقَهُ بِشَجَرَةٍ ثُمَّ أَخْتَنِقَ (6) مِمَّا ) (7) ( يَصْنَعُ النَّاسُ , لَا يُسَايِرُنِي أَحَدٌ , وَلَا يُرَافِقُنِي أَحَدٌ , وَلَا يُشَارِبُنِي أَحَدٌ , وَلَا يُؤَاكِلُنِي أَحَدٌ , وَيَدْعُونِي الدَّجَّالَ ) (8) ( يَا أَبَا سَعِيدٍ , مَنْ خَفِيَ عَلَيْهِ حَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا خَفِيَ عَلَيْكُمْ مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ , أَلَسْتَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّهُ يَهُودِيٌّ " , وَقَدْ أَسْلَمْتُ ؟ , وَقَالَ : " هُوَ عَقِيمٌ لَا يُولَدُ لَهُ " , وَقَدْ تَرَكْتُ وَلَدِي بِالْمَدِينَةِ ؟ , وَقَالَ : " لَا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ وَلَا مَكَّةَ " , وَقَدْ أَقْبَلْتُ مِنْ الْمَدِينَةِ وَأَنَا أُرِيدُ مَكَّةَ ؟ ) (9) ( وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّهُ أَعْوَرُ " , وَأَنَا صَحِيحٌ ؟ ) (10) ( قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : فَمَا زَالَ حَتَّى كَادَ أَنْ يَأْخُذَ فِيَّ قَوْلُهُ (11) ) (12) ( ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا سَعِيدٍ , أَمَا وَاللَّهِ لَأُخْبِرَنَّكَ خَبَرًا حَقًّا , وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْرِفُهُ ) (13) ( وَأَعْرِفُ مَوْلِدَهُ ) (14) ( وَأَيْنَ هُوَ السَّاعَةَ مِنْ الْأَرْضِ ) (15) ( وَأَعْرِفُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ , وَقِيلَ لِي : أَيَسُرُّكَ أَنَّكَ ذَاكَ الرَّجُلُ ؟ , فَقُلْتُ : لَوْ عُرِضَ عَلَيَّ مَا كَرِهْتُ (16) فَقُلْتُ لَهُ : تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ ) (17) .
__________
(1) ( م ) 2927
(2) ( حم ) 11766 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(3) ( م ) 2927
(4) أَيْ : طلب من صاحب الغنم أن يعطيه حليبا .
(5) ( ت ) 2246
(6) أَيْ : أَعْصِرُ حَلْقِي بِذَلِكَ الْحَبْلِ وَأَمُوتُ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 32)
(7) ( م ) 2927
(8) ( حم ) 11766
(9) ( م ) 2927
(10) ( حم ) 11225 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : رجاله ثقات رجال الشيخين .
(11) أَيْ : حَتَّى كَادَ أَنْ يُؤَثِّر فِيَّ وَأُصَدِّقهُ فِي أَنَّ مَا يَقُولُهُ النَّاسُ فِي حَقِّهِ مِنْ أَنَّهُ دَجَّالٌ هُوَ كَذِبٌ عَلَيْهِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 32)
(12) ( م ) 2927
(13) ( ت ) 2246
(14) ( م ) 2927
(15) ( ت ) 2246
(16) قلت : فإن لم يكن هو فهو بِنِيَّتِه , كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : مَثَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمَثَلِ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ .. وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يُؤْتِهِ عِلْمًا , فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ يُنْفِقُهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ , وَرَجُلٌ لَمْ يُؤْتِهِ اللَّهُ عِلْمًا وَلَا مَالًا فَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ هَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَهُمَا فِي الْوِزْرِ سَوَاءٌ . انظر سنن ابن ماجه (4228)
(17) ( م ) 2927 , ( ت ) 2246(1/894)
( د ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :فَقَدْنَا ابْنَ صَيَّادٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ (1) . (2)
__________
(1) ( يَوْم الْحَرَّة ) : هُوَ يَوْم غَلَبَةِ يَزِيد بْن مُعَاوِيَة عَلَى أَهْل الْمَدِينَة وَمُحَارَبَته إِيَّاهُمْ ، وَقَالَ الْحَافِظ فِي الْفَتْح : وَهَذَا الأثر يُضْعِف مَا تَقَدَّمَ أَنَّهُ مَاتَ بِالْمَدِينَةِ وَأَنَّهُمْ صَلَّوْا عَلَيْهِ وَكَشَفُوا عَنْ وَجْهه فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 418)
(2) ( د ) 4332(1/895)
كَيْفِيَّةُ ظُهُورِ الدَّجَّال
( م حم ) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
( لَقِيتُ ابْنَ صَائِدٍ مَرَّتَيْنِ , فَأَمَّا مَرَّةً فَلَقِيتُهُ وَمَعَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ , فَقُلْتُ لِبَعْضِهِمْ : نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ , إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ لَتَصْدُقُنِّي ؟ , قَالُوا : نَعَمْ ) (1) ( فَقُلْتُ : هَلْ تُحَدِّثُونِي أَنَّهُ هُوَ ؟ , قَالُوا : لَا وَاللَّهِ ) (2) ( فَقُلْتُ : كَذَبْتُمْ , وَاللَّهِ لَقَدْ حَدَّثَنِي بَعْضُكُمْ - وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَقَلُّكُمْ مَالًا وَوَلَدًا - أَنَّهُ لَا يَمُوتُ حَتَّى يَكُونَ أَكْثَرَكُمْ مَالًا وَوَلَدًا , وَهُوَ الْيَوْمَ كَذَلِكَ ) (3) ( قَالَ : فَتَحَدَّثْنَا ثُمَّ فَارَقْتُهُ ) (4) ( ثُمَّ لَقِيتُهُ مَرَّةً أُخْرَى ) (5) ( وَقَدْ نَفَرَتْ عَيْنُهُ (6) فَقُلْتُ لَهُ : مَتَى فَعَلَتْ عَيْنُكَ مَا أَرَى ؟ , قَالَ : لَا أَدْرِي , قُلْتُ : لَا تَدْرِي وَهِيَ فِي رَأْسِكَ ؟ ) (7) ( فَقَالَ : مَا تُرِيدُ مِنِّي يَا ابْنَ عُمَرَ ؟ ) (8) ( إِنْ شَاءَ اللَّهُ خَلَقَهَا فِي عَصَاكَ هَذِهِ ) (9) ( وَنَخَرَ (10) كَأَشَدِّ نَخِيرِ حِمَارٍ سَمِعْتُهُ قَطُّ ) (11) ( وَانْتَفَخَ حَتَّى سَدَّ الطَّرِيقَ ) (12) ( فَزَعَمَ أَصْحَابِي أَنِّي ضَرَبْتُهُ بِعَصًا كَانَتْ مَعِي حَتَّى تَكَسَّرَتْ , وَأَمَّا أَنَا فَوَاللَّهِ مَا شَعَرْتُ , فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ك فَحَدَّثْتُهَا , فَقَالَتْ لِي : رَحِمَكَ اللَّهُ مَا أَرَدْتَ مِنْ ابْنِ صَائِدٍ ؟ ) (13) ( أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " إِنَّمَا يَخْرُجُ الدَّجَّالُ ) (14) ( عَلَى النَّاسِ مِنْ غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا ؟ ) (15) "
__________
(1) ( حم ) 26469 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(2) ( م ) 2932
(3) ( حم ) 26469
(4) ( م ) 2932
(5) ( حم ) 26469
(6) أَيْ : وَرِمَتْ وَنَتَأَتْ . ( النووي - ج 9 / ص 321)
(7) ( م ) 2932
(8) ( حم ) 26469
(9) ( م ) 2932
(10) النَّخِيرُ : صوتُ الأَنفِ , نَخَرَ الإِنسانُ والحمار والفرس بأَنفه نَخِيراً , أَيْ : مدّ الصوت والنفَس في خَياشِيمه . لسان العرب - (ج 5 / ص 197)
(11) ( حم ) 26469
(12) ( حم ) 26468 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح , ( م ) 2932
(13) ( م ) 2932
(14) ( حم ) 26468 , ( م ) 2932
(15) ( حم ) 26469 , ( م ) 2932(1/896)
مَكَانُ خُرُوجِ الدَّجَّال
( جة ) , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ خَلَّةٍ (1) بَيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ ، فَيَعِيثُ يَمِينًا وَيَعِيثُ شِمَالًا (2) يَا عِبَادَ اللَّهِ فَاثْبُتُوا " (3)
__________
(1) الخَلَّة : مَا بَيْن الْبَلَدَيْنِ . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 327)
(2) الْعَيْث : الْفَسَاد ، أَوْ أَشَدّ الْفَسَاد وَالْإِسْرَاع فِيهِ . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 327)
(3) ( جة ) 4075 , ( م ) 2937(1/897)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الدَّجَّالُ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍ بِالْمَشْرِقِ يُقَالُ لَهَا : خُرَاسَانُ (1) يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الْمَجَانُّ (2) الْمُطْرَقَةُ (3) " (4)
__________
(1) هِيَ بِلَادٌ مَعْرُوفَةٌ بَيْنَ بِلَادِ مَا وَرَاءَ النَّهْرِ وَبُلْدَانِ الْعِرَاقِ , مُعْظَمُهَا الْآنَ بَلْدَةُ هِرَاةَ ( في أفغانستان ) .تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 22)
(2) ( الْمَجَانُّ ) : جَمْعُ الْمِجَنِّ بِكَسْرِ الْمِيمِ , وَهُوَ التُّرْسُ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 22)
(3) الطِّرَاقُ بِكَسْرِ الطَّاءِ : الْجِلْدُ الَّذِي يُقْطَعُ عَلَى مِقْدَارِ التُّرْسِ فَيُلْصَقُ عَلَى ظَهْرِهِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّ وُجُوهَهُمْ عَرِيضَةٌ , وَوَجَنَاتُهُمْ مُرْتَفِعَةٌ كَالْمِجَنَّةِ ، وَهَذَا الْوَصْفُ إِنَّمَا يُوجَدُ فِي طَائِفَةِ التَّرْكِ وَالْأُزْبَكِ مَا وَرَاءَ النَّهْرِ .تحفة الأحوذي(ج6ص22)
(4) ( ت ) 2237 , ( جة ) 4072(1/898)
أَتْبَاعُ الدَّجَّال
( م حم ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ (1) سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمْ الطَّيَالِسَةُ (2) عَلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ سَاجٌ (3) وَسَيْفٌ مُحَلًّى (4) "
__________
(1) أصبهان : إحدى محافظات إيران .
(2) ( م ) 2944 , والطيالسة : جمع طيلسان , وهو غطاء للرأس يلبسه اليهود عند صلاتهم , يشبه الشماغ في شكله , ويشبهه في طريقة ارتدائه , إِلَّا أن طيلسان اليهود أبيض مذيل بخَطَّين أزرقين .ع
(3) السِّيجانُ : الطيالسة السُّودُ , واحدها ساجٌ .
(4) ( حم ) 14144 , انظر الصَّحِيحَة : 3081(1/899)
الْأَشْيَاءُ الَّتِي يَفْتِنُ بِهَا الدَّجَّالُ النَّاس
( خ م ت جة حم ) , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لِلدَّجَّالِ حِمَارٌ يَرْكَبُهُ ، عَرْضُ مَا بَيْنَ أُذُنَيْهِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا ) (1) ( يَسِيرُ مَعَهُ جِبَالُ الْخُبْزِ وَأَنْهَارُ الْمَاءِ ) (2) ( وَالنَّاسُ فِي جَهْدٍ (3) إِلَّا مَنْ تَبِعَهُ) (4) ( وَمَعَهُ نَهْرَانِ يَجْرِيَانِ ) (5) ( - أَنَا أَعْلَمُ بِهِمَا مِنْهُ - نَهَرٌ يَقُولُ : الْجَنَّةُ ، وَنَهَرٌ يَقُولُ : النَّارُ ) (6) ( أَحَدُهُمَا رَأْيَ الْعَيْنِ مَاءٌ أَبْيَضُ , وَالْآخَرُ رَأْيَ الْعَيْنِ نَارٌ تَأَجَّجُ ) (7) ( فَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهَا النَّارُ , فَمَاءٌ بَارِدٌ ) (8) ( عَذْبٌ ) (9) ( وَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ , فَنَارٌ تُحْرِقُ ) (10) ( فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِك مِنْكُمْ ) (11) ( فلَا يَهْلَكَنَّ بِهِ ) (12) ( فَلْيَأْتِ النَّهْرَ الَّذِي يَرَاهُ نَارًا وَلْيُغَمِّضْ ) (13) ( عَيْنَيْهِ ) (14) ( ثُمَّ لْيُطَأْطِئْ رَأْسَهُ فَيَشْرَبَ مِنْهُ , فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ) (15) وفي رواية : ( فَمَنْ أُدْخِلَ الَّذِي يُسَمِّيهِ الْجَنَّةَ فَهُوَ النَّارُ ، وَمَنْ أُدْخِلَ الَّذِي يُسَمِّيهِ النَّارَ فَهُوَ الْجَنَّةُ ) (16) ( فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ ) (17) ( قَالَ : وَيَبْعَثُ اللَّهُ مَعَهُ شَيَاطِينَ تُكَلِّمُ النَّاسَ ) (18) ( فَيَقُولَ لِأَعْرَابِيٍّ : أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ أَبَاكَ وَأُمَّكَ ، أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ ؟ , فَيَقُولُ : نَعَمْ ، فَيَتَمَثَّلُ لَهُ شَيْطَانَانِ فِي صُورَةِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ ، فَيَقُولَانِ لَهُ : يَا بُنَيَّ اتَّبِعْهُ فَإِنَّهُ رَبُّكَ) (19) ( وَيَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ (20) فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ ) (21) ( فَيَأْمُرَ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرَ , وَيَأْمُرَ الْأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتَ ) (22) ( حَتَّى تَرُوحَ مَوَاشِيهِمْ (23) مِنْ يَوْمِهِمْ ذَلِكَ أَسْمَنَ مَا كَانَتْ ، وَأَعْظَمَهُ وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ (24) وَأَدَرَّهُ (25) ضُرُوعًا (26) ) (27) ( ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ فَيُكَذِّبُونَهُ وَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ (28) ) (29) ( فَلَا تَبْقَى لَهُمْ سَائِمَةٌ (30) إلَّا هَلَكَتْ ) (31) ( وَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ فَتَتْبَعُهُ أَمْوَالُهُمْ ) (32) ( فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ (33) لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ (34) وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ (35) فَيَقُولُ لَهَا : أَخْرِجِي كُنُوزَكِ (36) ) (37) ( وَيَنْطَلِقُ ) (38) ( فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ (39) ثُمَّ يَدْعُو (40) رَجُلًا مُمْتَلِئًا شَبَابًا فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ رَمْيَةَ الْغَرَضِ (41) فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ (42) ثُمَّ يَدْعُوهُ , فَيُقْبِلُ (43) إِلَيْهِ يَتَهَلَّلُ (44) وَجْهُهُ يَضْحَكُ (45) ) (46) وفي رواية (47) : ( وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يُسَلَّطَ عَلَى نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ، فَيَقْتُلَهَا وَيَنْشُرَهَا بِالْمِنْشَارِ حَتَّى يُلْقَى شِقَّتَيْنِ ، ثُمَّ يَقُولَ : انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا ، فَإِنِّي أَبْعَثُهُ الْآنَ ، ثُمَّ يَزْعُمُ أَنَّ لَهُ رَبًّا غَيْرِي ، فَيَبْعَثُهُ اللَّهُ ، وَيَقُولُ لَهُ الْخَبِيثُ مَنْ رَبُّكَ ؟ , فَيَقُولُ : رَبِّيَ اللَّهُ ، وَأَنْتَ عَدُوُّ اللَّهِ ، أَنْتَ الدَّجَّالُ ، وَاللَّهِ مَا كُنْتُ بَعْدُ أَشَدَّ بَصِيرَةً بِكَ مِنِّي الْيَوْمَ ) (48) ( فَيَقُولُ : أَيُّهَا النَّاسُ ، هَلْ يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا إِلَّا الرَّبُّ ؟ ) (49) "
__________
(1) ( حم ) 14997 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(2) ( حم ) 23139 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(3) الجَهد : المشقة .
(4) ( حم ) 14997
(5) ( م ) 2934
(6) ( حم ) 14997
(7) ( م ) 2934
(8) ( خ ) 3266
(9) ( م ) 2934
(10) ( خ ) 3266
(11) ( م ) 2934
(12) ( حم ) 23386 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(13) ( م ) 2934
(14) ( حم ) 23386
(15) ( م ) 2934
(16) ( حم ) 14997
(17) ( م ) 2934
(18) ( حم ) 14997
(19) ( جة ) 4077 , انظر صحيح الجامع : 7875 , وقصة الدجال ص134
(20) أي : يدعوهم لعبادته .
(21) ( م ) 2937
(22) ( ت ) 2240 , وقصة الدجال ص135
(23) أَيْ : فَتَرْجِعُ إِلَيْهِمْ مَاشِيَتُهُمْ الَّتِي تَذْهَبُ بِالْغَدْوَةِ إِلَى مَرَاعِيهَا بَعْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ . تحفة الأحوذي(ج6ص25)
(24) ( خَوَاصِرَ ) جَمْعُ خَاصِرَةٍ ، وَهِيَ مَا تَحْتَ الْجَنْبِ ، وَمَدُّهَا كِنَايَةٌ عَنْ الِامْتِلَاءِ وَكَثْرَةِ الْأَكْلِ .تحفة الأحوذي(ج6ص25)
(25) هو اسم تَفْضِيلٍ مِنْ الدَّرِّ ، وَهُوَ اللَّبَنُ .
(26) ( الضُّرُوع ) جَمْعُ ضَرْعٍ : وَهُوَ الثَّدْيُ , كِنَايَةً عَنْ كَثْرَةِ اللَّبَنِ .
(27) ( جة ) 4077 , ( م ) 2937
(28) أَيْ : لَا يَقْبَلُونَهُ .
(29) ( ت ) 2240 , ( م ) 2937
(30) أي : ماشية .
(31) ( جة ) 4077 , انظر قصة الدجال ص135
(32) ( ت ) 2240 , ( م ) 2937
(33) أَيْ : مُجْدِبِينَ .
(34) ( م ) 2937
(35) أَيْ : يَأْتِي الْأَرْضَ الْخَرِبَةَ .
(36) أَيْ : أَخْرِجِي مَدْفُونَك أَوْ مَعَادِنَك .
(37) ( م ) 2937 , ( ت ) 2240
(38) ( جة ) 4075
(39) أَيْ : كَمَا يَتْبَعُ النَّحْلُ الْيَعْسُوبَ , وَالْيَعْسُوبُ : أَمِيرُ النَّحْلِ , وَذَكَرُهَا الرَّئِيسُ الْكَبِيرُ . تحفة الأحوذي (ج6ص25)
(40) أَيْ : يَطْلُبُ .
(41) أَيْ : أَنَّهُ يُصِيبَهُ إِصَابَةَ رَمْيَةِ الْغَرَضِ ( الْهَدَفِ ) فَيَقْطَعَهُ جَزْلَتَيْنِ .تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 25)
(42) أَيْ : قِطْعَتَيْنِ .
(43) أَيْ : الرَّجُلُ الشَّابُّ عَلَى الدَّجَّالِ .
(44) أَيْ : يَتَلَأْلَأُ وَيُضِيءُ .
(45) أَيْ : يُقْبِلُ ضَاحِكًا فَيَقُولُ : كَيْفَ يَصْلُحُ هَذَا إِلَهًا ؟ , انظر ( م ) 5228
(46) ( م ) 2937 , ( ت ) 2240
(47) ( جة ) 4077 , انظر قصة الدجال ص134
(48) ( جة ) 4077
(49) ( حم ) 14997(1/900)
( خ م ) , وَعَنْ الْمُغِيرَةَ بْنِ شُعْبَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( مَا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَحَدٌ عَنْ الدَّجَّالِ أَكْثَرَ مِمَّا سَأَلْتُهُ , فَقَالَ لِي : " وَمَا يُنْصِبُكَ مِنْهُ (1) ؟ " فَقُلْتُ : إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ مَعَهُ أَنْهَارَ الْمَاءِ ) (2) ( وَجِبَالًا مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ , فَقَالَ : " هُوَ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ (3) ) (4) "
__________
(1) أَيْ : مَا يَشُقّ عَلَيْك وَيُتْعِبك مِنْهُ ؟ .شرح النووي على مسلم - (ج 7 / ص 277)
(2) ( م ) 2152 , ( خ ) 6705
(3) أَيْ : هُوَ أَهْوَن مِنْ أَنْ يَجْعَل مَا يَخْلُقهُ عَلَى يَدَيْهِ مُضِلًّا لِلْمُؤْمِنِينَ وَمُشَكِّكًا لِقُلُوبِ الْمُوقِنِينَ ، بَلْ لِيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا , وَيَرْتَاب الَّذِينَ فِي قُلُوبهمْ مَرَض , فَهُوَ مِثْل قَوْل الَّذِي يَقْتُلهُ ( مَا كُنْت أَشَدّ بَصِيرَةً مِنِّي فِيك ) ، لَا أَنَّ قَوْله " هُوَ أَهْوَن عَلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ " أَنَّهُ لَا يُجْعَل عَلَى يَدَيْهِ شَيْئٌ مِنْ ذَلِكَ ، بَلْ الْمُرَاد : هُوَ أَهْوَن مِنْ أَنْ يَجْعَل شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ آيَة عَلَى صِدْقه ، وَلَا سِيَّمَا وَقَدْ جَعَلَ فِيهِ آيَة ظَاهِرَة فِي كَذِبه وَكُفْره يَقْرَأهَا مَنْ قَرَأَ وَمَنْ لَا يَقْرَأ , زَائِدَةً عَلَى شَوَاهِد كَذِبه مَنْ حَدَثه وَنَقْصه . ( فتح ) - (ج 20 / ص 133)
(4) ( م ) 2939 , ( خ ) 6705(1/901)
الْعِصْمَةُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّال
( حم ) , عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ مِنْ بَعْدِكُمْ الْكَذَّابَ الْمُضِلَّ , وَإِنَّهُ سَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ , فَمَنْ قَالَ : لَسْتَ رَبَّنَا , لَكِنَّ رَبَّنَا اللَّهُ , عَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْهِ أَنَبْنَا , نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّكَ , لَمْ يَكُنْ لَهُ عَلَيْهِ سُلْطَانٌ " (1)
__________
(1) ( حم ) 23207 , انظر الصَّحِيحَة : 2808 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(1/902)
( د ) , وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْف , مِنْ آخِرِ الْكَهْفِ (1) عُصِمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ " (2)
__________
(1) ( م ) 809 , ( د ) 4323 , انظر الصَّحِيحَة : 2651
(2) ( د ) 4323 , ( م ) 809 , ( حم ) 21760(1/903)
( د حم ) , وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ (1) فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ ) (2) ( فلَا يَزَالُ بِهِ حَتَّى يَتَّبِعَهُ ) (3) ( لِمَا يَبْعَثُ بِهِ مِنْ الشُّبُهَاتِ ) (4) " (5)
__________
(1) أَيْ : فَلْيَبْتَعِدْ عنه .
(2) ( د ) 4319
(3) ( حم ) 19888 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(4) ( د ) 4319
(5) صَحِيح الْجَامِع : 6301 , المشكاة : 5488(1/904)
( م ت جة ) , وَعَنْ أُمِّ شَرِيكٍ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " لَيَفِرَّنَّ (1) النَّاسُ (2) مِنْ الدَّجَّالِ حَتَّى يَلْحَقُوا بِالْجِبَالِ " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيْنَ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ (3) ؟) (4) ( قَالَ : " هُمْ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ ) (5) "
__________
(1) أَيْ : لَيَهْرُبَنَّ .
(2) أي : الْمُؤْمِنُونَ .
(3) أَيْ : إِذَا كَانَ هَذَا حَالُ النَّاسِ ، فَأَيْنَ الْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , الذَّابُّونَ عَنْ حَرِيمِ الْإِسْلَامِ الْمَانِعُونَ عَنْ أَهْلِهِ صَوْلَةَ أَعْدَاءِ اللَّهِ , فَكُنِّي عَنْهُمْ بِهَا . تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 376)
(4) ( ت ) 3930 , ( م ) 2945
(5) ( جة ) 4077 , ( م ) 2945(1/905)
مُدّةُ فِتْنَةِ الدَّجَّال
( م ك ) , عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سِمْعَانَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ (1) " , فَقُلْنَا : وَمَا لَبْثُهُ (2) فِي الْأَرْضِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " أَرْبَعُونَ يَوْمًا : يَوْمٌ كَسَنَةٍ , وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ , وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ , ثُمَّ سَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ " , فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ , أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ ؟ , قَالَ : " لَا , اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ (3) " , فَقُلْنَا : وَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الْأَرْضِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " كَالْغَيْثِ (4) اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ (5) ) (6) ( وَتُطْوَى لَهُ الْأَرْضُ طَيَّ فَرْوَةِ الْكَبْشِ ) (7) "
__________
(1) أي : صباحاً .
(2) أَيْ : مَا مُدَّةُ فِتْنَتِه .
(3) أَيْ : إِذَا مَضَى بَعْد طُلُوع الْفَجْر قَدْر مَا يَكُون بَيْنه وَبَيْن الظُّهْر كُلّ يَوْم فَصَلُّوا الظُّهْر ، ثُمَّ إِذَا مَضَى بَعْده قَدْر مَا يَكُون بَيْنهَا وَبَيْن الْعَصْر فَصَلُّوا الْعَصْر ، وَإِذَا مَضَى بَعْد هَذَا قَدْر مَا يَكُون بَيْنهَا وَبَيْن الْمَغْرِب فَصَلُّوا الْمَغْرِب ، وَكَذَا الْعِشَاء وَالصُّبْح ، ثُمَّ الظُّهْر ، ثُمَّ الْعَصْر ، ثُمَّ الْمَغْرِب ، وَهَكَذَا حَتَّى يَنْقَضِي ذَلِكَ الْيَوْم , وَأَمَّا الثَّانِي الَّذِي كَشَهْرٍ وَالثَّالِث الَّذِي كَجُمْعَةٍ ، فَقِيَاس الْيَوْم الْأَوَّل أَنْ يُقَدَّر لَهُمَا كَالْيَوْمِ الْأَوَّل عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ ، وَاَللَّه أَعْلَم .( النووي ج9ص327)
(4) ( الْغَيْثِ ) الْمُرَادُ بِهِ هُنَا الْغَيْمُ , أَيْ : يُسْرِعُ فِي الْأَرْضِ إِسْرَاعَ الْغَيْمِ .تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 25)
(5) أي أن مقدار سرعته كسرعة الغيم المصحوب بكتلة هوائية , فهي تنقله من بلد إلى آخر خلال يوم أو يومين , قلت : وهذا مُشاهد في عصرنا , فأنت إذا استمعت إلى النشرة الجوية في فصل الشتاء , تجدهم يقولون بأن هناك منخَفَضا جويا يتمركز فوق قبرص ( مثلا ) وسيبدأ تأثيره على بلادنا ( أي الشام ) غدا , ثم بعد ذلك سينتقل المنخفَض إلى العراق , ثم يتجه شرقًا نحو كذا.. وتشاهد أحيانا ذلك المنخفَض كيف يتحرك من بلد إلى بلد على شاشة التلفاز , فإذا تخيلت هذا المثال استطعت أن تفهم إلى حد كبير كيفية انتقال الدجال من بلد إلى آخر , سيما والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلَّا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ ، إِلَّا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ " .ع
(6) ( م ) 2937 , ( ت ) 2240
(7) ( ك ) 8612 , انظر قصة الدجال ص135 , والكبش : هو الذكر أو الفحل من الضأن .(1/906)
حِصَارُ الدَّجَّالِ لِمَدِينَةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
( د ) , عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يُوشِكُ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يُحَاصَرُوا إِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى يَكُونَ أَبْعَدَ مَسَالِحِهِمْ (1) سَلَاحِ (2) " (3)
__________
(1) الْمَسَالِح : جَمْع الْمَسْلَح , وَالْمَسْلَحَة الْقَوْم الَّذِينَ يَحْفَظُونَ الثُّغُور مِنْ الْعَدُوّ ، وَسُمُّوا مَسْلَحَة لِأَنَّهُمْ يَكُونُونَ ذَوِي سِلَاح , أَوْ لِأَنَّهُمْ يَسْكُنُونَ الْمَسْلَحَة , وَهِيَ كَالثَّغْرِ وَالْمَرْقَب , يَكُون فِيهِ أَقْوَام يَرْقُبُونَ الْعَدُوّ لِئَلَّا يَطْرُقهُمْ عَلَى غَفْلَة , فَإِذَا رَأَوْهُ أَعْلَمُوا أَصْحَابهمْ لِيَتَأَهَّبُوا لَهُ , وَفِي الْمِصْبَاح الْمُنِير : الْمَسْلَح : الثَّغْر مِنْ الْبِلَاد , وهو الْمَوْضِع الَّذِي يُخَاف مِنْهُ هُجُوم الْعَدُوّ , فَهُوَ كَالثُّلْمَةِ فِي الْحَائِط , يُخَاف هُجُوم السَّارِق مِنْهَا ، أَيْ : أَبْعَد ثُغُورهمْ هَذَا الْمَوْضِع الْقَرِيب مِنْ خَيْبَر , الْقَرِيب مِنْ الْمَدِينَة عَلَى عِدَّة مَرَاحِل , وَهَذَا يَدُلّ عَلَى كَمَال التَّضْيِيق عَلَيْهِمْ وَإِحَاطَة الْكُفَّار حَوَالَيْهِمْ .عون المعبود - (ج 9 / ص 291)
(2) ( سَلَاح ) : مَوْضِع أَسْفَل خَيْبَر .
(3) ( د ) 4250 , ( حب ) 6771 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 8181 , والمشكاة : 5427(1/907)
( حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَبْلُغُ سُلْطَانُهُ (1) كُلَّ مَنْهَلٍ (2) يَرِدُ كُلَّ مَاءٍ وَمَنْهَلٍ , وَلَا يَقْرَبُ أَرْبَعَةَ مَسَاجِدَ : مَسْجِدَ الْحَرَامِ , وَمَسْجِدَ الْمَدِينَةِ , وَالْمَسْجِدَ الْأَقْصَى , وَمَسْجِدَ الطُّورِ " (3)
__________
(1) أَيْ : الدجال .
(2) يُقال : مَنْهَل بَني فُلان , أي : مَشْرَبُهم ومَوْضِع نَهَلهم .
(3) ( حم ) 23733 , انظر الصَّحِيحَة : 2934 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .(1/908)
( خ ) , وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ رُعْبُ (1) الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ , وَلَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ , عَلَى كُلِّ بَابٍ مَلَكَانِ (2) " (3)
__________
(1) الرُّعْب : هُوَ الْخَوْف وَالْفَزَع , فَلَا يَحْصُل لِأَحَدٍ فِيهَا بِسَبَبِ نُزُوله قُرْبَهَا شَيْء مِنْهُ .فتح الباري (ج 20 / ص 135)
(2) قَالَ الْقَاضِي اِبْن الْعَرَبِيّ : ضَلَّ قَوْم فَرَوَوْهُ الْمَسِيخ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة ، لِيُفَرِّقُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَسِيح عِيسَى بْن مَرْيَم بِزَعْمِهِمْ , وَقَدْ فَرَّقَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَهُمَا بِقَوْلِهِ فِي الدَّجَّال " مَسِيح الضَّلَالَة " , فَدَلَّ عَلَى أَنَّ عِيسَى مَسِيح الْهُدَى ، فَأَرَادَ هَؤُلَاءِ تَعْظِيم عِيسَى فَحَرَّفُوا الْحَدِيث . ( فتح ) - (ج 20 / ص 136)
(3) ( خ ) 6707 , ( حم ) 20493(1/909)
( خ م ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلَّا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ ، إِلَّا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ , لَيْسَ لَهُ مِنْ نِقَابِهَا نَقْبٌ (1) إِلَّا عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ صَافِّينَ يَحْرُسُونَهَا ) (2) ( فلَا يَقْرَبُهَا الدَّجَّالُ وَلَا الطَّاعُونُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ " ) (3)
__________
(1) النَّقْب : الطريق بين الجبلين ، والمراد : طرق المدينة وحدودها .
(2) ( خ ) 1782 ، ( م ) 485 - ( 1379 ) ، ( حم ) 10270
(3) ( خ ) 7035 , ( م ) 1379 , ( ت ) 2242(1/910)
( خ م جة حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( يَأْتِي الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ وَهِمَّتُهُ الْمَدِينَةُ ) (1) ( وَقَامَتْ الْمَلَائِكَةُ بِأَبْوَابِهَا ) (2) ( - وَلَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ - عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَكَانِ ) (3) ( فلَا يَأْتِيهَا مِنْ نَقْبٍ مِنْ نِقَابِهَا إِلَّا لَقِيَتْهُ الْمَلَائِكَةُ بِالسُّيُوفِ صَلْتَةً (4) ) (5) ( حَتَّى يَنْزِلَ دُبُرَ أُحُدٍ (6) ) (7) ( فَيَأْتِي سَبْخَةَ الْجُرُفِ (8) فَيَضْرِبُ رِوَاقَهُ (9) ) (10) ( ثُمَّ تَرْجُفُ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ (11) فَيُخْرِجُ اللَّهُ كُلَّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ ) (12) ( ثُمَّ تَصْرِفُ الْمَلَائِكَةُ وَجْهَهُ قِبَلَ الشَّامِ , وَهُنَالِكَ يَهْلِكُ ) (13) وفي رواية : ( ثُمَّ يَسِيرُ حَتَّى يَأْتِيَ الشَّامَ , فَيُهْلِكُهُ اللَّهُ - عز وجل - عِنْدَ عَقَبَةِ أَفِيقَ (14) ) (15) "
__________
(1) ( م ) 1380 , ( حم ) 9155
(2) ( حم ) 14997 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(3) ( حم ) 24511 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(4) أَيْ : مُجَرَّدَة من أَغمادها .
(5) ( جة ) 4077
(6) أَيْ : خَلْفَ أُحُدٍ , وَهُوَ جَبَلٌ مَعْرُوفٌ , بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ أَقَلُّ مِنْ فَرْسَخٍ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 28)
(7) ( م ) 1380
(8) السبخة : الأرض المالحة التي لَا تُنبِت .
(9) أَيْ : فُسْطاطه وقُبَّته وموضعَ جلوسه .
(10) ( م ) 2943
(11) الْجَمْع بَيْنَ قَوْله " تَرْجُف ثَلَاث رَجَفَات " وَبَيْنَ قَوْله فِي الْحَدِيث " لَا يَدْخُل الْمَدِينَة رُعْب الْمَسِيح الدَّجَّال " أَنَّ الرُّعْب الْمَنْفِيّ هُوَ الْخَوْف وَالْفَزَع , حَتَّى لَا يَحْصُل لِأَحَدٍ فِيهَا بِسَبَبِ نُزُوله قُرْبَهَا شَيْء مِنْهُ ، أَوْ هُوَ عِبَارَة عَنْ غَايَته , وَهُوَ غَلَبَته عَلَيْهَا ، وَالْمُرَاد بِالرَّجْفَةِ إِشَاعَة مَجِيئِهِ , وَأَنَّهُ لَا طَاقَة لِأَحَدٍ بِهِ ، فَيُسَارِع حِينَئِذٍ إِلَيْهِ مَنْ كَانَ يَتَّصِف بِالنِّفَاقِ أَوْ الْفِسْق ، فَيَظْهَر حِينَئِذٍ تَمَام أَنَّهَا تَنْفِي خَبَثهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 135)
(12) ( خ ) 1782
(13) ( م ) 1380 , ( حم ) 9155
(14) عقبة أفيق : قرية من حوران ، وحوران كورة واسعة من أعمال دمشق .
(15) ( حم ) 21979 , وحسنها الألباني في قصة الدجال ص74 , 143(1/911)
أَعْظَمُ النَّاسِ شَهَادَةً عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِين
( م ) , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَأْتِي الدَّجَّالُ بَعْضَ السِّبَاخِ (1) الَّتِي تَلِي الْمَدِينَة , وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ نِقَابَ الْمَدِينَةِ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ , هُوَ خَيْرُ النَّاسِ , أَوْ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ , فَتَلْقَاهُ مَسَالِحُ (2) الدَّجَّالِ , فَيَقُولُونَ لَهُ : أَيْنَ تَعْمِدُ (3) ؟ , فَيَقُولُ : أَعْمِدُ إِلَى هَذَا الَّذِي خَرَجَ فَيَقُولُونَ لَهُ : أَوَمَا تُؤْمِنُ بِرَبِّنَا ؟ , فَيَقُولُ : مَا بِرَبِّنَا خَفَاءٌ , فَيَقُولُونَ : اقْتُلُوهُ , فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : أَلَيْسَ قَدْ نَهَاكُمْ رَبُّكُمْ أَنْ تَقْتُلُوا أَحَدًا دُونَهُ ؟ ,
قَالَ : فَيَنْطَلِقُونَ بِهِ إِلَى الدَّجَّالِ , فَإِذَا رَآهُ الْمُؤْمِنُ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ , هَذَا الدَّجَّالُ الَّذِي ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَيَأْمُرُ الدَّجَّالُ بِهِ فَيُشَبَّحُ (4) فَيَقُولُ : خُذُوهُ َشُجُّوهُ (5) فَيُوسَعُ ظَهْرُهُ وَبَطْنُهُ ضَرْبًا , فَيَقُولُ : أَوَمَا تُؤْمِنُ بِي ؟ , فَيَقُولُ : أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الَّذِي حَدَّثَنَا عَنْكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَدِيثَهُ , فَيَقُولُ الدَّجَّالُ : أَرَأَيْتُمْ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ هَلْ تَشُكُّونَ فِي الْأَمْرِ ؟ , فَيَقُولُونَ : لَا , فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُنْشَرُ بِالْمِنْشَارِ مِنْ مَفْرِقِهِ حَتَّى يُفَرَّقَ بَيْنَ رِجْلَيْهِ , ثُمَّ يَمْشِي الدَّجَّالُ بَيْنَ الْقِطْعَتَيْنِ , ثُمَّ يَقُولُ لَهُ : قُمْ , فَيَسْتَوِي قَائِمًا ثُمَّ يَقُولُ لَهُ : أَتُؤْمِنُ بِي ؟ , فَيَقُولُ : وَاللَّهِ مَا ازْدَدْتُ فِيكَ إِلَّا بَصِيرَةً , ثُمَّ يَقُولُ (6) : يَا أَيُّهَا النَّاسُ , إِنَّهُ (7) لَا يَفْعَلُ بَعْدِي بِأَحَدٍ مِنْ النَّاسِ , قَالَ : فَيَأْخُذُهُ الدَّجَّالُ لِيَذْبَحَهُ , فَيُجْعَلُ مَا بَيْنَ رَقَبَتِهِ إِلَى تَرْقُوَتِهِ (8) نُحَاسًا , فلَا يَسْتَطِيعُ إِلَيْهِ سَبِيلًا , فَيَأْخُذُ بِيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ فَيَقْذِفُ بِهِ , فَيَحْسِبُ النَّاسُ أَنَّمَا قَذَفَهُ إِلَى النَّارِ , وَإِنَّمَا أُلْقِيَ فِي الْجَنَّةِ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : فَهَذَا أَعْظَمُ النَّاسِ شَهَادَةً عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ " (9)
__________
(1) السبخة : هي الأرض المالحة التي لَا تُنبِت .
(2) ( الْمَسَالِح ) : قَوْم مَعَهُمْ سِلَاح يُرَتَّبُونَ فِي الْمَرَاكِز كَالْخُفَرَاءِ , سُمُّوا بِذَلِكَ لِحَمْلِهِمْ السِّلَاح .
شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 329)
(3) أي : أين تريد .
(4) الشَّبْح : مَدُّكَ الشيءَ بين أوتادٍ كالْجِلْد والحَبْل .
(5) الشَّجّ : الْجَرْح فِي الرَّأْس .
(6) أي : ذلك الشاب .
(7) أي : الدجال .
(8) التَرْقُوَة : عظمة مشرفة بين ثغرة النحر والعاتق , وهما ترقوتان .
(9) ( م ) 2938 , ( خ ) 6713(1/912)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الْكُبْرَى نُزُولُ عِيسَى - عليه السلام -
( خ م د حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ (1) أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى (2) وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ , وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ - عليه السلام - ) (3) ( فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ) (4) ( لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ ) (5) ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ) (6) ( وَإِنِّي لَأَرْجُو إِنْ طَالَتْ بِيَ حَيَاةٌ ) (7) ( أَنْ أَلْقَاهُ , فَإِنْ عَجِلَ بِي مَوْتٌ فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَلْيُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ ) (8) ( فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ , رَجُلٌ مَرْبُوعٌ (9) إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ ) (10) ( عَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَانِ (11) ) (12) ( سَبْطٌ (13) كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ , فَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ ) (14) ( إِمَامًا مُقْسِطًا , وَحَكَمًا عَدْلًا ) (15) ( مَهْدِيًّا ) (16) ( يَكْسِرَ الصَّلِيبَ , وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ (17) ) (18) ( وَالْخَرَاجَ (19) وَتُجْمَعُ لَهُ الصَّلَاةُ ) (20) ( وَيَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ ) (21) ( وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ (22) كُلَّهَا غَيْرَ الْإِسْلَامَ ) (23) ( وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ ) (24) ( مَسِيحَ الضَّلَالَةِ , الْأَعْوَرَ الْكَذَّابَ ) (25) ( وَتَكُونَ الدَّعْوَةُ وَاحِدَةً (26) ) (27) ( وَيَنْزِلُ ) (28) ( بِفَجِّ الرَّوْحَاءَ (29) وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَيُهِلَّنَّ (30) مِنْهَا حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا ، أَوْ لَيُثَنِّيَهُمَا (31) ) (32) ( جَمِيعًا ) (33) ( ثُمَّ لَئِنْ قَامَ عَلَى قَبْرِي فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ , لأُجِيبَنَّهُ ) (34) ( وَلَتُتْرَكَنَّ الْقِلَاصُ (35) فَلَا يُسْعَى عَلَيْهَا (36) ) (37) ( وَيَفِيضُ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ , حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا (38) ) (39) ( وَلَتَذْهَبَنَّ الشَّحْنَاءُ (40) وَالتَّبَاغُضُ وَالتَّحَاسُدُ ) (41) ( وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ) (42) ( وَتُتَّخَذُ السُّيُوفُ مَنَاجِلَ ) (43) ( وَتَقَعُ الْأَمَنَةُ عَلَى الْأَرْضِ , حَتَّى تَرْتَعَ الْأُسُودُ مَعَ الْإِبِلِ , وَالنِّمَارُ (44) مَعَ الْبَقَرِ , وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ ) (45) ( وَتَذْهَبُ حُمَةُ (46) كُلِّ ذَاتِ حُمَةٍ (47) ) (48) ( فَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ بِالْحَيَّاتِ لَا تَضُرُّهُمْ ) (49) ( وَتُنْزِلُ السَّمَاءُ رِزْقَهَا , وَتُخْرِجُ الْأَرْضُ بَرَكَتَهَا ) (50) ( وَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً , ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ ) (51) ( وَيَدْفِنُونَهُ " ) (52) ( ثُمَّ تَلَا أَبُو هُرَيْرَةَ : { وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا } (53) ) (54) ( قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : { يُؤْمِنُ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ } : عِيسَى ) (55) .
__________
(1) أَوْلَاد الْعَلَّات : الْإِخْوَة مِنْ الْأَب وَأُمَّهَاتهمْ شَتَّى .
(2) شتى : مختلفين متفرقين .
(3) ( حم ) 9259 , انظر الصحيحة : 2182
(4) ( حم ) 10994 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن , وانظر صحيح الجامع 1452
(5) ( حم ) 9259 , ( خ ) 3259 , ( م ) 143 - ( 2365 ) , ( د ) 4675
(6) ( خ ) 2109 , ( م ) 155
(7) ( حم ) 7958 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(8) ( حم ) 7957 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(9) المربوع : المتوسط القامة بين الطول والقصر .
(10) ( د ) 4324 , ( حم ) 9259
(11) المُمَصَّرَة : التي فيها صفرة خفيفة .
(12) ( حم ) 9259 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : صحيح , وانظر روضة المحدثين : 1198
(13) الشعر السبط : المنبسط المسترسل .
(14) ( د ) 4324 , ( حم ) 9259
(15) ( م ) 155 , ( حم ) 7665
(16) ( حم ) 9312 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(17) الجِزْية : عبارة عن الْمَال الذي يُعْقَد للْكِتَابي عليه الذِّمَّة ، وهي فِعْلة ، من الجزَاء ، كأنها جَزَت عن قَتْلِه ، والجزية مقابل إقامتهم في الدولة الإسلامية وحمايتها لهم .
(18) ( خ ) 2109 , ( م ) 155
(19) الخَرَاج : معناه الغَلَّة , لأَن عمرَ بن الخطاب - رضي الله عنه - أَمر بِمَسَاحَةِ أَرضِ السَّوَادِ وأَرضِ الفَيْء ودفعها إِلى الفلاحين الذين كانوا فيه على غلة يؤدونها كل سنة , ولذلك سمي خَراجاً , ثم قيل بعد ذلك للبلاد التي افتتحت صُلْحاً ووُظِّف ما صولحوا عليه على أَراضيهم : خراجية , لأَن تلك الوظيفة أَشبهت الخراج الذي أُلزم به الفلاَّحون , وهو الغَلَّة . لسان العرب - (ج 2 / ص 249)
(20) ( حم ) 7890 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(21) ( حم ) 9259
(22) أي : الأديان .
(23) ( د ) 4324 , ( حم ) 9259
(24) ( حم ) 9259
(25) ( حم ) 9630 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : صحيح , ( د ) 4324
(26) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : أَيْ يُكْرِهُ أَهْل الْكِتَاب عَلَى الْإِسْلَام ، فَلَا يَقْبَل مِنْهُمْ الْجِزْيَة , بَلْ الْإِسْلَام أَوْ الْقَتْل . عون المعبود - (ج 9 / ص 361)
(27) ( حم ) 9110 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(28) ( حم ) 7890
(29) ( فَجّ الرَّوْحَاء ) : بَيْن مَكَّة وَالْمَدِينَة , وَكَانَ طَرِيق رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - إِلَى بَدْر وَإِلَى مَكَّة عَام الْفَتْح وَعَام حَجَّة الْوَدَاع . ( النووي - ج 4 / ص 353)
(30) الإهلال : رفع الصوت بالتلبية .
(31) أي : يَقْرُن بَيْنهمَا .
(32) ( م ) 1252 , ( حم ) 7270
(33) ( حم ) 10671 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(34) الصَّحِيحَة : 2733 من رواية أبي يعلى في مسنده ( 4 / 1552ح6584 ) .
(35) الْقِلَاص : جَمْع قَلُوص , وَهِيَ مِنْ الْإِبِل كَالْفَتَاةِ مِنْ النِّسَاء , وَالْحَدَث مِنْ الرِّجَال , وَمَعْنَاهُ أَنْ يُزْهَد فِيهَا وَلَا يُرْغَب فِي اِقْتِنَائِهَا لِكَثْرَةِ الْأَمْوَال ، وَقِلَّة الْآمَال ، وَعَدَم الْحَاجَة ، وَالْعِلْم بِقُرْبِ الْقِيَامَة , وَإِنَّمَا ذُكِرَتْ الْقِلَاص لِكَوْنِهَا أَشْرَف الْإِبِل الَّتِي هِيَ أَنْفَس الْأَمْوَال عِنْد الْعَرَب , وَهُوَ شَبِيه بِمَعْنَى قَوْل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ { وَإِذَا الْعِشَار عُطِّلَتْ } . ( النووي - ج 1 / ص 282)
(36) أَيْ : لَا يُعْتَنَى بِهَا . ( النووي - ج 1 / ص 282)
(37) ( م ) 155 , ( حم ) 10409
(38) أَيْ : أَنَّهُمْ حِينَئِذٍ لَا يَتَقَرَّبُونَ إِلَى اللَّه إِلَّا بِالْعِبَادَةِ ، لَا بِالتَّصَدُّقِ بِالْمَالِ ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ أَنَّ النَّاس يَرْغَبُونَ عَنْ الدُّنْيَا حَتَّى تَكُون السَّجْدَة الْوَاحِدَة أَحَبّ إِلَيْهِمْ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا .فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 250)
(39) ( خ ) 3264
(40) أَيْ : الْعَدَاوَة .
(41) ( م ) 155 , ( حم ) 10409
(42) ( حم ) 9312
(43) ( حم ) 10266 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : صحيح , وهذا إسناد محتمل للتحسين .
(44) أي : النُّمُور .
(45) ( حم ) 9259
(46) الْحُمَةُ : السُّمُّ .
(47) أي : الحشرات السامة كالأفعى والعقرب وغيرها .
(48) ( حم ) 10266
(49) ( حم ) 9259
(50) ( حم ) 10266
(51) ( حم ) 9259 , ( د ) 4324
(52) ( حم ) 9630
(53) [النساء/159]
(54) ( خ ) 3264 , ( م ) 155
(55) ( حم ) 7890(1/913)
تَرْكُ الدَّجَّالِ حِصَارَ الْمَدِينَةِ وَتَوَجُّهُهُ نَحْوَ الشَّامِ وَهَلَاكُهُ فِيهَا
( خ م جة حم ك ) , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( يَأْتِيَ الدَّجَّالُ الْمَدِينَةَ ، فَيَغْلِبُ عَلَى خَارِجِهَا وَيُمْنَعُ دَاخَلَهَا (1) ثُمَّ يَأْتِي إِيلِيَاءَ (2) ) (3) ( فَيَفِرُّ الْمُسْلِمُونَ إِلَى جَبَلِ الدُّخَانِ بِالشَّامِ ، فَيَأْتِيهِمْ فَيُحَاصِرُهُمْ ، فَيَشْتَدُّ حِصَارُهُمْ ، وَيُجْهِدُهُمْ جَهْدًا شَدِيدًا ) (4) ( فَيَقُولُ لَهُمُ الَّذِينَ عَلَيْهِمْ (5) ) (6) ( مِنْ السَّحَرِ (7) : ) (8) ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تَخْرُجُوا إِلَى الْكَذَّابِ الْخَبِيثِ ؟ ) (9) ( مَا تَنْتَظِرُونَ بِهَذَا الطَّاغِيَةِ أَنْ تُقَاتِلُوهُ حَتَّى تَلْحَقُوا بِاللَّهِ (10) أَوْ يُفْتَحَ لَكُمْ ) (11) ( فَيَقُولُونَ : هَذَا رَجُلٌ جِنِّيٌّ " ) (12) ( فَقَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ بِنْتُ أَبِي الْعَكَرِك : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيْنَ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ ؟ , قَالَ : " هُمْ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ ، وَجُلُّهُمْ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ , وَإِمَامُهُمْ رَجُلٌ صَالِحٌ ) (13) ( فَيَأْتَمِرُونَ أَنْ يُقَاتِلُوهُ إِذَا أَصْبَحُوا ) (14) ( فَبَيْنَمَا إِمَامُهُمْ قَدْ تَقَدَّمَ يُصَلِّي بِهِمُ الصُّبْحَ ، إِذْ نَزَلَ عَلَيْهِمْ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ - عليه السلام - ) (15) ( عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ (16) شَرْقِيَّ دِمَشْقَ , بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ (17) وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ , إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ , وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ (18) كَاللُّؤْلُؤِ , فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ ) (19) ( فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ (20) ) (21) ( تَقَدَّمْ يَا رُوحَ اللَّهِ ) (22) ( صَلِّ لَنَا , فَيَقُولُ : لَا ، لِيَتَقَدَّمْ إِمَامُكُمْ فَلْيُصَلِّ بِكُمْ ، إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ ، تَكْرِمَةُ اللَّهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ ) (23) ( فَيُصَلِّي بِهِمْ إِمَامُهُمْ ، فَإِذَا انْصَرَفَ قَالَ عِيسَى : افْتَحُوا الْبَابَ , فَيُفْتَحُ وَوَرَاءَهُ الدَّجَّالُ , مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ يَهُودِيٍّ ، كُلُّهُمْ ذُو سَيْفٍ مُحَلًّى وَسَاجٍ ، فَإِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ الدَّجَّالُ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ ، وَيَنْطَلِقُ هَارِبًا ) (24) ( فلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ (25) إِلَّا مَاتَ , وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ (26) فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ ) (27) ( بِفِلَسْطِينَ ) (28) ( عِنْدَ بَابِ اللُّدِّ الشَّرْقِيِّ (29) فَيَقْتُلُهُ ، وَيَهْزِمُ اللَّهُ الْيَهُودَ ، فلَا يَبْقَى شَيْءٌ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ يَتَوَارَى بِهِ يَهُودِيٌّ إِلَّا أَنْطَقَ اللَّهُ ذَلِكَ الشَّيْءَ ، لَا حَجَرَ وَلَا شَجَرَ وَلَا حَائِطَ (30) وَلَا دَابَّةً إِلَّا قَالَ ) (31) ( يَا مُسْلِمُ , يَا عَبْدَ اللَّهِ , هَذَا يَهُودِيٌّ ) (32) ( يَخْتَبِئُ وَرَائِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ ) (33) ( إِلَّا الْغَرْقَدَ (34) ) (35) ( لَا تَنْطِقُ ) (36) ( فَإِنَّهَا مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ ) (37) ( فَلَا يَتْرُكُ مِمَّنْ كَانَ يَتْبَعُهُ أَحَدًا إِلَّا قَتَلَهُ ) (38) " (39)
__________
(1) أي : يُمْنَع من السيطرة على داخلها .
(2) أي : بيت المقدس .
(3) ( ك ) 8612 , انظر قصة الدجال ص104
(4) ( حم ) 14997 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(5) أَيْ : أميرهم .
(6) ( ك ) 8612
(7) السحر : الثلث الأخير من الليل .
(8) ( حم ) 14997
(9) ( حم ) 14997
(10) أي : تُستشهدوا .
(11) ( ك ) 8612
(12) ( حم ) 14997
(13) ( جة ) 4077 , انظر صحيح الجامع : 7875 , قصة الدجال ص43
(14) ( ك ) 8612
(15) ( جة ) 4077
(16) هَذِهِ الْمَنَارَة مَوْجُودَة الْيَوْم شَرْقِيّ دِمَشْق . ( النووي - ج 9 / ص 327)
(17) ( الْمَهْرُودَتَانِ ) : ثَوْبَانِ مَصْبُوغَانِ بِوَرْسٍ ثُمَّ بِزَعْفَرَانٍ .
(18) الْجُمَان : حَبَّات مِنْ الْفِضَّة تُصْنَع عَلَى هَيْئَة اللُّؤْلُؤ الْكِبَار ، وَالْمُرَاد يَتَحَدَّر مِنْهُ الْمَاء عَلَى هَيْئَة اللُّؤْلُؤ فِي صَفَائِهِ ، فَسُمِّيَ الْمَاء جُمَانًا لِشَبَهِهِ بِهِ فِي الصَّفَاء . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 327)
(19) ( م ) 2937
(20) قال الألباني في الصَّحِيحَة : 2236 : فالأمير في هذه الرواية هو المهدي كما في حديث الترجمة وهو مُفسِّرٌ لها , واعلم أيها الأخ المؤمن أن كثيرا من الناس تطيش قلوبهم عن حدوث بعض الفتن ، ولا بصيرة عندهم تجاهها ، بحيث إنها تُوَضَّح لهم السبيل الوسط الذي يجب عليهم أن يسلكوه إبانها ، فيضلون عنه ضلالا بعيدا ، فمنهم مثلا من يتبع من ادعى أنه المهدي أو عيسى ، كالقاديانيين الذين اتبعوا ميرزا غلام أحمد القادياني , الذي ادعى المهدوية أولا ، ثم العيسوية ، ثم النبوة ، ومثل جماعة ( جهيمان ) السعودي الذي قام بفتنة الحرم المكي على رأس سنة ( 1400 ) هجرية ، وزعم أن معه المهدي المنتظر ، وطلب من الحاضرين في الحرم أن يبايعوه ، وكان قد اتبعه بعض البسطاء والمغفَّلين والأشرار من أتباعه ، ثم قضى الله على فتنتهم بعد أن سفكوا كثيرا من دماء المسلمين ، وأراح الله تعالى العباد من شرهم , ومنهم من يشاركنا في النقمة على هؤلاء المدعين للمهدوية ، ولكنه يبادر إلى إنكار الأحاديث الصحيحة الواردة في خروج المهدي في آخر الزمان ، ويدعي بكل جُرأة أنها موضوعة وخرافة !! ويُسَفِّه أحلام العلماء الذين قالوا بصحتها ، يزعم أنه بذلك يقطع دابر أولئك المدعين الأشرار لِلَّهِ وما علم هذا وأمثاله أن هذا الأسلوب قد يؤدي بهم إلى إنكار أحاديث نزول عيسى - عليه السلام - أيضا مع كونها متواترة لِلَّهِ وهذا ما وقع لبعضهم ، كالأستاذ فريد وجدي , والشيخ رشيد رضا وغيرهما ، فهل يؤدي ذلك بهم إلى إنكار ألوهية الرب سبحانه وتعالى , لأن بعض البشر ادعوها كما هو معلوم ؟! , نسأل الله السلامة من فتن أولئك المدعين ، وهؤلاء المنكرين للأحاديث الصحيحة الثابتة عن سيد المرسلين ، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم . أ . هـ
(21) ( م ) 156
(22) ( حم ) 14997 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(23) ( م ) 156 , انظر الصَّحِيحَة : 1960 , 2236
(24) ( جة ) 4077
(25) أي : ريح نَفَس عيسى - عليه السلام - .
(26) أي : بصره .
(27) ( م ) 2937
(28) ( حم ) 24511 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(29) اللُّدّ : بَلْدَة قَرِيبَة مِنْ بَيْت الْمَقْدِس . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 327)
(30) الْحَائِطُ : الْبُسْتَانُ مِنْ النَّخْلِ إِذَا كَانَ عَلَيْهِ حَائِطٌ وَهُوَ الْجِدَارُ .
(31) ( جة ) 4077 , ( م ) 2937
(32) ( م ) 2922 , ( خ ) 2767
(33) ( حم ) 10869 , ( م ) 2921
(34) ( الْعَوْسَجُ ) مِنْ شَجَرِ الشَّوْكِ , لَهُ ثَمَرٌ مُدَوَّرٌ , فَإِذَا عَظُمَ فَهُوَ الْغَرْقَدُ . المصباح المنير في غريب الشرح الكبير
(35) ( م ) 2922
(36) ( جة ) 4077
(37) ( م ) 2922
(38) ( حم ) 14997(1/914)
( س ) , وَعَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" عِصَابَتَانِ (1) مِنْ أُمَّتِي أَحْرَزَهُمَا (2) اللَّهُ مِنْ النَّارِ , عِصَابَةٌ تَغْزُو الْهِنْدَ , وَعِصَابَةٌ تَكُونُ مَعَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ - عليه السلام - " (3)
__________
(1) أي : جماعتان .
(2) أي : نجَّاهما وحفظهما .
(3) ( س ) 3175 , ( حم ) 22449 , انظر الصَّحِيحَة : 1934(1/915)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الْكُبْرَى خُرُوُجُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوج
( ت جة حم ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ لَيَحْفِرُونَ السَّدَّ كُلَّ يَوْمٍ , حَتَّى إِذَا كَادُوا ) (1) ( يَخْرِقُونَهُ ) (2) ( وَيَرَوْا شُعَاعَ الشَّمْسِ ) (3) ( قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمْ : ارْجِعُوا فَسَتَخْرِقُونَهُ غَدًا ، فَيُعِيدُهُ اللَّهُ كَأَشَدَّ مَا كَانَ ) (4) ( حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ مُدَّتُهُمْ وَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَهُمْ عَلَى النَّاسِ حَفَرُوا , حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمْ : ارْجِعُوا ) (5) ( فَسَتَخْرِقُونَهُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ - وَاسْتَثْنَى - قَالَ : فَيَرْجِعُونَ إِلَيْهِ فَيَجِدُونَهُ كَهَيْئَتِهِ حِينَ تَرَكُوهُ , فَيَخْرِقُونَهُ فَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ ) (6) " (7)
__________
(1) ( حم ) 10640 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(2) ( ت ) 3153
(3) ( جة ) 4080
(4) ( ت ) 3153
(5) ( جة ) 4080
(6) ( ت ) 3153
(7) صَحِيح الْجَامِع : 2276 , الصَّحِيحَة : 1735(1/916)
( م ت جة حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( فَيَطْلُبُهُ عِيسَى - عليه السلام - (1) حَتَّى يُدْرِكَهُ ) (2) ( بِفِلَسْطِينَ ) (3) ( عِنْدَ بَابِ اللُّدِّ الشَّرْقِيِّ (4) فَيَقْتُلُهُ ) (5) ( فَيَلْبَثُ كَذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ , ثُمَّ يُوحِي اللَّهُ إِلَيْهِ ) (6) ( أَنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي لَا يَدَانِ (7) لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ , فَحَرِّزْ (8) عِبَادِي إِلَى الطُّورِ (9) وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ) (10) ( وَهُمْ كَمَا قَالَ اللَّهُ : { مِنْ كُلِّ حَدَبٍ (11) يَنْسِلُونَ (12) } (13) ) (14) ( فَيَعُمُّونَ الْأَرْضَ , وَيَنْحَازُ مِنْهُمْ الْمُسْلِمُونَ ) (15) ( وَلَا يَبْقَى مِنْ النَّاسِ أَحَدٌ إِلَّا فِي حِصْنٍ أَوْ مَدِينَةٍ , وَيَضُمُّونَ إِلَيْهِمْ مَوَاشِيَهُمْ (16) وَيَشْرَبُونَ مِيَاهَ الْأَرْضِ ) (17) ( فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ (18) فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا , ثُمَّ يَمُرُّ بِهَا آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ : لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ , ثُمَّ يَسِيرُونَ حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى جَبَلِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ , فَيَقُولُونَ : لَقَدْ قَتَلْنَا مَنْ فِي الْأَرْضِ , هَلُمَّ فَلْنَقْتُلْ مَنْ فِي السَّمَاءِ , فَيَرْمُونَ بِنُشَّابِهِمْ (19) إِلَى السَّمَاءِ , فَيَرُدُّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ نُشَّابَهُمْ مَخْضُوبَةً دَمًا ) (20) ( لِلْبَلَاءِ وَالْفِتْنَةِ ) (21) ( فَيَقُولُونَ : قَدْ قَتَلْنَا أَهْلَ السَّمَاءِ ) (22) ( وَيُحَاصَرُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ , حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لِأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمْ الْيَوْمَ (23) فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ , فَيُرْسِلُ اللَّه عَلَيْهِمْ النَّغَفَ (24) فِي رِقَابِهِمْ ) (25) ( فَيَقْتُلُهُمْ بِهَا (26) ) (27) ( فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى (28) كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ) (29) ( يَرْكَبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا , فَيُصْبِحُ الْمُسْلِمُونَ لَا يَسْمَعُونَ لَهُمْ حِسًّا , فَيَقُولُونَ : مَنْ رَجُلٌ يَشْرِي نَفْسَهُ وَيَنْظُرُ مَا فَعَلُوا ؟ , فَيَنْزِلُ ) (30) ( رَجُلٌ مِنْهُمْ لِذَلِكَ مُحْتَسِبًا لِنَفْسِهِ , قَدْ وَطَّنَهَا عَلَى أَنَّهُ مَقْتُولٌ , فَيَجِدُهُمْ مَوْتَى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ , فَيُنَادِي : يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ , أَلَا أَبْشِرُوا , فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَاكُمْ عَدُوَّكُمْ ) (31) ( ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الْأَرْضِ , فلَا يَجِدُونَ فِي الْأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا مَلَأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ (32) فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ , فَيُرْسِلُ اللَّهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ (33) فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ ) (34) ( بِالْمَهْبَلِ (35) وَيَسْتَوْقِدُ الْمُسْلِمُونَ مِنْ قِسِيِّهِمْ (36) وَنُشَّابِهِمْ وَأَتْرِسَتِهِمْ (37) سَبْعَ سِنِينَ ) (38) ( ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لَا يَكُنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ (39) وَلَا وَبَرٍ فَيَغْسِلُ الْأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ (40) كَفَاثُورِ الْفِضَّةِ (41) ثُمَّ يُقَالُ لِلْأَرْضِ : أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ وَرُدِّي بَرَكَتَكِ ) (42) ( بِعَهْدِ آدَمَ (43) ) (44) ( فَلَو بَذَرْتَ حَبَّكَ عَلَى الصَّفَا (45) لَنَبَتَ ) (46) ( فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ (47) مِنْ الرُّمَّانَةِ وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا (48) ) (49) ( وَيَجْتَمِعُ النَّفَرُ عَلَى الْقِطْفِ مِنَ الْعِنَبِ فَيُشْبِعَهُمْ ، وَيَكُونَ الثَّوْرُ بِكَذَا وَكَذَا مِنَ الْمَالِ ، وَتَكُونَ الْفَرَسُ بِالدُّرَيْهِمَاتِ ) (50) ( وَيُبَارَكُ فِي الرِّسْلِ (51) حَتَّى إِنَّ الْفِئَامَ (52) مِنْ النَّاسِ لَيَكْتَفُونَ بِاللِّقْحَةِ (53) مِنْ الْإِبِلِ , وَإِنَّ الْقَبِيلَةَ لَيَكْتَفُونَ بِاللِّقْحَةِ مِنْ الْبَقَرِ , وَإِنَّ الْفَخْذَ (54) مِنْ النَّاسِ لَيَكْتَفُونَ بِاللِّقْحَةِ مِنْ الْغَنَمِ ) (55) ( فَيَمْكُثَ عِيسَى - عليه السلام - ) (56) ( فِي أُمَّتِي ) (57) ( أَرْبَعِينَ سَنَةً ) (58) ( حَكَمًا (59) عَدْلًا ، وَإِمَامًا مُقْسِطًا (60) فَيَكْسِر الصَّلِيبَ ، وَيَذْبَحُ الْخِنْزِيرَ (61) وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ (62) وَيَتْرُكُ الصَّدَقَةَ , فلَا يُسْعَى عَلَى شَاةٍ وَلَا بَعِيرٍ ، وَتُرْفَعُ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ ) (63) ( لَيْسَ بَيْنَ اثْنَيْنِ عَدَاوَةٌ ) (64) ( وَتُمْلَأُ الْأَرْضُ مِنَ السِّلْمِ كَمَا يُمْلَأُ الْإنَاءُ مِنَ الْمَاءِ , وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ، وَتَكُونُ الْكَلِمَةُ وَاحِدَةً , فلَا يُعْبَدُ إِلَّا اللَّهُ ، وَتُسْلَبُ قُرَيْشٌ مُلْكَهَا , وَتُنْزَعُ حُمَةُ كُلِّ ذَاتِ حُمَةٍ (65) حَتَّى يُدْخِلَ الْوَلِيدُ يَدَهُ فِي فِي الْحَيَّةِ فلَا تَضُرَّهُ ، وَتُفِرَّ الْوَلِيدَةُ الْأَسَدَ [ كما تُفِرُّ ولد الكلب الصغير ] (66) فَلَا يَضُرُّهَا , وَيَكُونَ الذِّئْبُ فِي الْغَنَمِ كَأَنَّهُ كَلْبُهَا ) (67) ( طُوبَى لِعَيْشٍ بَعْدَ الْمَسِيحِ ، طُوبَى لِعَيْشٍ بَعْدَ الْمَسِيحِ ) (68) "
__________
(1) أَيْ : يطلب الدجال .
(2) ( م ) 2937
(3) ( حم ) 24511 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(4) اللُّدّ : بَلْدَة قَرِيبَة مِنْ بَيْت الْمَقْدِس . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 327)
(5) ( جة ) 4077 , ( م ) 2937
(6) ( ت ) 2240
(7) أي : لَا قُدْرَة وَلَا طَاقَة .
(8) يُقَال : أَحْرَزْت الشَّيْء أُحْرِزهُ إِحْرَازًا إِذَا حَفِظْتَه وَضَمَمْتَه إِلَيْك ، وَصُنْته عَنْ الْأَخْذ .شرح النووي(ج9 ص 327)
(9) هو جبل في بيت المقدس .
(10) ( م ) 2937
(11) ( الحَدَب ) : مُرْتَفَع مِنْ الْأَرْض .
(12) ( يَنْسِلُونَ ) : يَمْشُونَ مُسْرِعِينَ .
(13) [الأنبياء/96]
(14) ( ت ) 2240
(15) ( جة ) 4079
(16) أي : يأخذون مواشي الناس .
(17) ( حم ) 11749 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن , ( جة ) 4079
(18) هي بحيرة كبيرة في أرض فلسطين كثيرة الماء , تُستَغل في مياه الشرب .ع
(19) أَيْ : سِهَامِهِمْ .
(20) ( م ) 2937 , ( ت ) 2240
(21) ( حم ) 11749
(22) ( جة ) 4079
(23) أَيْ : تَبْلُغُ بِهِمْ الْفَاقَةُ إِلَى هَذَا الْحَدِّ , وإِنَّمَا ذَكَرَ رَأْسَ الثَّوْرِ لِيُقَاسَ الْبَقِيَّةُ عَلَيْهِ فِي الْقِيمَةِ .تحفة الأحوذي(ج6ص25)
(24) ( النَّغَف ) : دُود يَكُون فِي أُنُوف الْإِبِل وَالْغَنَم ، الْوَاحِدَة : نَغَفَة .
(25) ( ت ) 2240 , ( م ) 2937
(26) انظر على كل جبروتهم بم أهلكهم الله ..!
(27) ( جة ) 4080 , انظر الصحيحة : 1735
(28) أَيْ : قَتْلَى ، وَاحِدهمْ فَرِيس .
(29) ( م ) 2937
(30) ( جة ) 4079
(31) ( حم ) 11749 , ( جة ) 4079
(32) أَيْ : دَسْمهمْ وَرَائِحَتهمْ الْكَرِيهَة .
(33) نَوْع من الْجِمال طِوَال الأعناق .
(34) ( م ) 2937
(35) قَالَ فِي النِّهَايَةِ : هُوَ الْهُوَّةُ الذَّاهِبَةُ فِي الْأَرْضِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 25)
قَالَ ابْنُ جَابِرٍ : فَقُلْتُ : يَا أَبَا يَزِيدَ , وَأَيْنَ الْمَهْبَلُ ؟ , قَالَ : مَطْلَعُ الشَّمْسِ . ( حم ) 17666
(36) القِسِيُّ : جمع قوس .
(37) الأترِسَة : جمع تُرْس .
(38) ( ت ) 2240 , ( جة ) 4076
(39) أَيْ : لَا يَمْنَع مِنْ نُزُول الْمَاء بَيْت , والْمَدَر هُوَ الطِّين الصُّلْب .
(40) ( الزَّلَقَة ) : الْمِرْآةِ ، وَشَبَّهَهَا بِالْمِرْآةِ فِي صَفَائِهَا وَنَظَافَتهَا . ( النووي - ج 9 / ص 327)
(41) ( جة ) 4077 , الفاثورة : المائدة أو الطست والإناء الواسع .
(42) ( م ) 2937
(43) قلت : فيه دليل على انتزاع البركة من الأرزاق على مَرِّ الزمان بسبب كثرة المعاصي ، وهذا قد يفسر بعض ما ورد عن الصحابة ومن بعدهم من الصالحين أنهم كانوا يكتفون بالشيء اليسير من الطعام , الذي لا يمكننا الاكتفاء بمثله في هذا الزمان . ع
(44) ( جة ) 4077
(45) الصَّفَا : هُوَ الْحَجْر الْأَمْلَس الَّذِي لَا يَعْلَق بِهِ شَيْء .
(46) أبو بكر الأنباري في " حديثه " ( ج 1 ورقة 6 / 1 - 2 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3919 , الصَّحِيحَة : 1926
(47) ( الْعِصَابَة ) : الْجَمَاعَة مِنْ النَّاس مِنْ الْعَشَرَة إِلَى الْأَرْبَعِينَ .
(48) ( قِحْفهَا ) بِكَسْرِ الْقَاف : هُوَ مُقَعَّر قِشْرهَا .
(49) ( م ) 2937
(50) ( جة ) 4077 , انظر صحيح الجامع : 7875 , وقصة الدجال ص45
(51) ( الرِّسْل ) : اللَّبَن .
(52) ( الْفِئَام ) : الْجَمَاعَة الْكَثِيرَة . ( النووي - ج 9 / ص 327)
(53) اللِقْحَةُ : النّاقَةُ الحَلُوْبُ ، فإذا جَعَلْتَها نَعْتاً قُلْتَ : ناقَةٌ لَقُوْحٌ , واللِّقَاحُ: جَمَاعَةُ اللِّقْحَةِ , وإذا وَلَدَتِ الإِبِلُ كُلُّها فهي : لِقَاحٌ .
(54) الْفَخْذ ( بِإِسْكَانِ الْخَاء ) : الْجَمَاعَة مِنْ الْأَقَارِب ، وَهُمْ دُون الْبَطْن ، وَالْبَطْن دُون الْقَبِيلَة .( النووي - ج9ص327)
(55) ( ت ) 2240 , ( م ) 2937
(56) ( حم ) 24511 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن .
(57) ( جة ) 4077
(58) ( حم ) 24511
(59) أَيْ : حَاكِمًا ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ يَنْزِل حَاكِمًا بِهَذِهِ الشَّرِيعَة , فَإِنَّ هَذِهِ الشَّرِيعَة بَاقِيَة لَا تُنْسَخ ، بَلْ يَكُون عِيسَى حَاكِمًا مِنْ حُكَّام هَذِهِ الْأُمَّة .فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 250)
(60) ( الْمُقْسِط ) : الْعَادِل , بِخِلَافِ الْقَاسِط فَهُوَ الْجَائِر .فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 250)
(61) أَيْ : يُبْطِل دِين النَّصْرَانِيَّة , بِأَنْ يَكْسِر الصَّلِيب حَقِيقَة , وَيُبْطِل مَا تَزْعُمهُ النَّصَارَى مِنْ تَعْظِيمه ، وَيُسْتَفَاد مِنْهُ تَحْرِيم اِقْتِنَاء الْخِنْزِير وَتَحْرِيم أَكْله وَأَنَّهُ نَجَس ، لِأَنَّ الشَّيْء الْمُنْتَفَع بِهِ لَا يُشْرَع إِتْلَافه . ( فتح ) - (ج 10 / ص 250)
(62) الْمَعْنَى أَنَّ الدِّين يَصِير وَاحِدًا , فَلَا يَبْقَى أَحَد مِنْ أَهْل الذِّمَّة يُؤَدِّي الْجِزْيَة ، قَالَ النَّوَوِيّ : وَمَعْنَى وَضْع عِيسَى الْجِزْيَة مَعَ أَنَّهَا مَشْرُوعَة فِي هَذِهِ الشَّرِيعَة أَنَّ مَشْرُوعِيَّتهَا مُقَيَّدَة بِنُزُولِ عِيسَى لِمَا دَلَّ عَلَيْهِ هَذَا الْخَبَر ، وَلَيْسَ عِيسَى بِنَاسِخِ لِحُكْمِ الْجِزْيَة , بَلْ نَبِيّنَا - صلى الله عليه وسلم - هُوَ الْمُبَيِّن لِلنَّسْخِ بِقَوْلِهِ هَذَا ، قَالَ اِبْن بَطَّال : وَإِنَّمَا قَبِلْنَاهَا قَبْل نُزُول عِيسَى لِلْحَاجَةِ إِلَى الْمَال , بِخِلَافِ زَمَن عِيسَى فَإِنَّهُ لَا يُحْتَاج فِيهِ إِلَى الْمَال , فَإِنَّ الْمَال فِي زَمَنه يَكْثُر حَتَّى لَا يَقْبَلهُ أَحَد ، وَيُحْتَمَل أَنْ يُقَال : إِنَّ مَشْرُوعِيَّة قَبُولهَا مِنْ الْيَهُود وَالنَّصَارَى لِمَا فِي أَيْدِيهمْ مِنْ شُبْهَة الْكِتَاب وَتَعَلُّقهمْ بِشَرْعِ قَدِيم بِزَعْمِهِمْ فَإِذَا نَزَلَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام , زَالَتْ الشُّبْهَة بِحُصُولِ مُعَايَنَته , فَيَصِيرُونَ كَعَبَدَةِ الْأَوْثَان فِي اِنْقِطَاع حُجَّتهمْ وَانْكِشَاف أَمْرهمْ ، فَنَاسَبَ أَنْ يُعَامَلُوا مُعَامَلَتهمْ فِي عَدَم قَبُول الْجِزْيَة مِنْهُمْ . ( فتح ) - (ج 10 / ص 250)
(63) ( جة ) 4077
(64) ( م ) 2940
(65) قَالَ أَبُو دَاوُد : الْحُمَةُ : الْحَيَّاتِ وَمَا يَلْسَعُ .
(66) قال الألباني في قصة الدجال ص113 : أخرجه عبد الرزاق ( 20843 ) ، وإسناده مرسل صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين . أ . هـ
(67) ( جة ) 4077
(68) أبو بكر الأنباري في " حديثه " ( ج 1 ورقة 6 / 1 - 2 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3919 , الصَّحِيحَة : 1926(1/917)
( خ ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَيُحَجَّنَّ الْبَيْتُ وَلَيُعْتَمَرَنَّ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ " (1)
__________
(1) ( خ ) 1516 , ( حم ) 11233(1/918)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الْكُبْرَى طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا
( خ م د حم ) , عَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنْتُ رَدِيفَ (1) رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ وَالشَّمْسُ عِنْدَ غُرُوبِهَا , فَقَالَ : " هَلْ تَدْرِي أَيْنَ تَغْرُبُ هَذِهِ ؟ " , فَقُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , قَالَ : " فَإِنَّهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَامِيَةٍ (2) ) (3) ( تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَخِرُّ سَاجِدَةً ) (4) ( بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهَا - عز وجل - ) (5) ( فَإِذَا حَانَ خُرُوجُهَا ) (6) ( تَسْتَأْذِنَ فِي الرُّجُوعِ فَيُؤْذَنَ لَهَا ) (7) ( فَتَخْرُجُ ) (8) ( فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا , ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } (9) ) (10) ( فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ - عز وجل - أَنْ يُطْلِعَهَا مِنْ حَيْثُ تَغْرُبُ حَبَسَهَا ) (11) ( فَتَسْتَأْذِنَ فَلَا يُؤْذَنَ لَهَا ) (12) ( فَتَقُولُ : يَا رَبِّ إِنَّ مَسِيرِي بَعِيدٌ , فَيَقُولُ لَهَا : اطْلُعِي مِنْ حَيْثُ غِبْتِ ) (13) ( فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِهَا ) (14) ( ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : فَذَلِكَ حِينَ { لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا } (15) ) (16) "
__________
(1) الرَّديف : الراكب خلف قائد الدابة .
(2) قَالَ الْبَغَوِيُّ : قَرَأَ حَمْزَة وَالْكِسَائِيّ ( حَامِيَة ) بِالْأَلِفِ غَيْر مَهْمُوزَة , أَيْ : حَارَّة ، وَقَرَأَ الْآخَرُونَ ( حَمِئَة ) أَيْ : ذَات حَمْأَة , وَهِيَ الطِّينَة السَّوْدَاء , وَقَالَ بَعْضهمْ يَجُوز أَنْ يَكُون مَعْنَى قَوْله : ( فِي عَيْن حَمِئَة ) أَيْ : عِنْد عَيْن حَمِئَة , وَسَأَلَ مُعَاوِيَة كَعْبًا : كَيْف تَجِد فِي التَّوْرَاة تَغْرُب الشَّمْس وَأَيْنَ تَغْرُب ؟ , قَالَ نَجِد فِي التَّوْرَاة أَنَّهَا تَغْرُب فِي مَاء وَطِين , وَذَلِكَ أَنَّهُ ( ذو القرنين ) بَلَغَ مَوْضِعًا مِنْ الْمَغْرِب لَمْ يَبْقَ بَعْده شَيْء مِنْ الْعُمْرَانِ , فَوَجَدَ الشَّمْس كَأَنَّهَا تَغْرُب فِي وَهْدَة مُظْلِمَة , كَمَا أَنَّ رَاكِب الْبَحْر يَرَى أَنَّ الشَّمْس كَأَنَّهَا تَغِيب فِي الْبَحْر , قَالَهُ الْخَازِن , وَفِي الْبَيْضَاوِيّ ( فِي عَيْن حَمِئَة ) أَيْ : ذَات حَمْأَة , مِنْ حَمِيَتْ الْبِئْر , إِذَا صَارَتْ ذَات حَمْأَة , وَلَا تَنَافِي بَيْنهمَا , لِجَوَازِ أَنْ تَكُون الْعَيْنُ جَامِعَةً لِلْوَصْفَيْنِ .
(3) ( د ) 4002
(4) ( م ) 159 , ( خ ) 3027
(5) ( حم ) 21390 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(6) ( حم ) 21497 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(7) ( حم ) 21390 , ( خ ) 3027
(8) ( حم ) 21497
(9) [يس/38]
(10) ( خ ) 4524
(11) ( حم ) 21497
(12) ( خ ) 3027
(13) ( حم ) 21497 , ( خ ) 3027
(14) ( م ) 159 , ( خ ) 3027
(15) [الأنعام/158]
(16) ( حم ) 21497 , ( م ) 159(1/919)
( م د حم ) , وَعَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرٍو البَجَلِيِّ قَالَ :
جَلَسَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ إِلَى مَرْوَانَ (1) بِالْمَدِينَةِ , فَسَمِعُوهُ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ الْآيَاتِ (2) أَنَّ أَوَّلَهَا خُرُوجًا الدَّجَّالُ , فَانْصَرَفَ النَّفَرُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍوبفَحَدَّثُوهُ بِالَّذِي سَمِعُوهُ مِنْ مَرْوَانَ فِي الْآيَاتِ , فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو : لَمْ يَقُلْ مَرْوَانُ شَيْئًا (3) ) (4) ( قَدْ حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَدِيثًا لَمْ أَنْسَهُ بَعْدُ , سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ خُرُوجًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحًى (5) ) (6) ( فَأَيَّتُهُمَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا فَالْأُخْرَى عَلَى إِثْرِهَا ) (7) ( قَرِيبًا " ) (8) ( قَالَ عَبْدُ اللَّهِ - وَكَانَ يَقْرَأُ الْكُتُبَ (9) - : وَأَظُنُّ أَوَّلَهُمَا خُرُوجًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ) (10) ( وَذَلِكَ أَنَّهَا كُلَّمَا غَرَبَتْ أَتَتْ تَحْتَ الْعَرْشِ فَسَجَدَتْ , وَاسْتَأْذَنَتْ فِي الرُّجُوعِ فَأُذِنَ لَهَا , حَتَّى إِذَا بَدَا لِلَّهِ أَنْ تَطْلُعَ مِنْ مَغْرِبِهَا , فَعَلَتْ كَمَا كَانَتْ تَفْعَلُ , أَتَتْ تَحْتَ الْعَرْشِ فَسَجَدَتْ فَاسْتَأْذَنَتْ فِي الرُّجُوعِ فَلَمْ يُرَدَّ عَلَيْهَا شَيْءٌ , ثُمَّ تَسْتَأْذِنُ فِي الرُّجُوعِ فلَا يُرَدُّ عَلَيْهَا شَيْءٌ ثُمَّ تَسْتَأْذِنُ فلَا يُرَدُّ عَلَيْهَا شَيْءٌ , حَتَّى إِذَا ذَهَبَ مِنْ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَذْهَبَ , وَعَرَفَتْ أَنَّهُ إِنْ أُذِنَ لَهَا فِي الرُّجُوعِ لَمْ تُدْرِكْ الْمَشْرِقَ , قَالَتْ : رَبِّ مَا أَبْعَدَ الْمَشْرِقَ , مَنْ لِي بِالنَّاسِ ؟ , فَيُقَالُ لَهَا : مِنْ مَكَانِكِ فَاطْلُعِي , فَطَلَعَتْ عَلَى النَّاسِ مِنْ مَغْرِبِهَا , ثُمَّ تَلَا عَبْدُ اللَّهِ هَذِهِ الْآية : { يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا } ) (11) "
__________
(1) هو مروان بن الحكم بْن أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ ، المَلِكُ ، أَبُو عَبْدِ المَلِكِ القُرَشِيُّ ، الأُمَوِيُّ , مَوْلِدُهُ: بِمَكَّةَ ، وَهُوَ أَصْغَرُ مِنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ بِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ , وَقِيْلَ : لَهُ رُؤْيَةٌ ، وَذَلِكَ مُحْتَمَلٌ , وَكَانَ كَاتِبَ ابْنِ عَمِّهِ عُثْمَانَ ، وَلِي المَدِيْنَةَ غَيْرَ مَرَّةٍ لِمُعَاوِيَةَ , وَلَمَّا هَلَكَ وَلَدُ يَزِيْدَ ؛ أَقْبَلَ مَرْوَانُ وَانْضَمَّ إِلَيْهِ بَنُو أُمَيَّةَ وَغَيْرُهُم ، وَحَارَبَ الضَّحَّاكَ الفِهْرِيَّ فَقَتَلَهُ ، وَأَخَذَ دِمَشْقَ ، ثُمَّ مِصْرَ ، وَدَعَا بِالخِلاَفَةِ . سير أعلام النبلاء - (ج 5 / ص 475)
(2) أَيْ : عَلَامَات الْقِيَامَة . عون المعبود - (ج 9 / ص 349)
(3) أَيْ : لَمْ يَقُلْ شَيْئًا يُعْتَبَر بِهِ وَيُعْتَدّ , لَكِنْ نَقَلَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ الْحَلِيمِيّ أَنَّ أَوَّل الْآيَات ظُهُور الدَّجَّال , ثُمَّ نُزُول عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام , , ثُمَّ خُرُوج يَأْجُوج وَمَأْجُوج , ثُمَّ خُرُوج الدَّابَّة وَطُلُوع الشَّمْس مِنْ مَغْرِبهَا , وَذَلِكَ لِأَنَّ الْكُفَّار يُسْلِمُونَ فِي زَمَان عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام , حَتَّى تَكُون الدَّعْوَة وَاحِدَة , فَلَوْ كَانَتْ الشَّمْس طَلَعَتْ مِنْ مَغْرِبِهَا قَبْل خُرُوج الدَّجَّال وَنَزَلَ عِيسَى لَمْ يَنْفَع الْكُفَّار إِيمَانهمْ أَيَّامَ عِيسَى ، وَلَوْ لَمْ يَنْفَعهُمْ لَمَا صَارَ الدِّين وَاحِدًا ، وَلِذَلِكَ أَوَّلَ بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيث بِأَنَّ الْآيَات إِمَّا أَمَارَات دَالَّة عَلَى قُرْب الْقِيَامَة وَعَلَى وُجُودهَا , وَمِنْ الْأَوَّل الدَّجَّال وَنَحْوه ، وَمِنْ الثَّانِي طُلُوع الشَّمْس وَنَحْوه , فَأَوَّلِيَّة طُلُوع الشَّمْس إِنَّمَا هِيَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْقِسْم الثَّانِي . عون المعبود - (ج 9 / ص 349)
(4) ( حم ) 6881 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح , ( م ) 2941
(5) أَيْ : وَقْت اِرْتِفَاع النَّهَار , قَالَ اِبْن كَثِير : أَيْ أَوَّل الْآيَات الَّتِي لَيْسَتْ مَأْلُوفَة - وَإِنْ كَانَ الدَّجَّال وَنُزُول عِيسَى ابْن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام قَبْل ذَلِكَ - وَكَذَلِكَ خُرُوج يَأْجُوج وَمَأْجُوج , كُلّ ذَلِكَ أُمُور مَأْلُوفَة , لِأَنَّهُمْ بَشَر , مُشَاهَدَتهمْ وَأَمْثَالهمْ مَأْلُوفَة , فَإِنَّ خُرُوج الدَّابَّة عَلَى شَكْل غَرِيب غَيْر مَأْلُوف , وَمُخَاطَبَتهَا النَّاس , وَوَسْمَهَا إِيَّاهُمْ بِالْإِيمَانِ أَوْ الْكُفْر أَمْرٌ خَارِج عَنْ مَجَارِي الْعَادَات , وَذَلِكَ أَوَّل الْآيَات الْأَرْضِيَّة , كَمَا أَنَّ طُلُوع الشَّمْس مِنْ مَغْرِبهَا عَلَى خِلَاف عَادَتهَا الْمَأْلُوفَة أَوَّلُ الْآيَات السَّمَاوِيَّة . عون المعبود - (ج 9 / ص 349)
(6) ( م ) 2941
(7) ( د ) 4310
(8) ( م ) 2941
(9) أَيْ : كَانَ يَقْرَأ التَّوْرَاة وَنَحْوهَا مِنْ الْكُتُب السَّمَاوِيَّة , فَالظَّاهِر أَنَّ مَا قَالَهُ عَبْد اللَّه يَكُون مَكْتُوبًا فِيهَا أَوْ مُسْتَنْبَطًا مِنْهَا . عون المعبود - (ج 9 / ص 349)
(10) ( د ) 4310 , ( جة ) 4069
(11) ( حم ) 6881 , انظر الصَّحِيحَة : 3305(1/920)
( حم ) ، وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُدَامَةَ السَّعْدِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا دَامَ الْعَدُوُّ يُقَاتَلُ " , فَقَالَ مُعَاوِيَةُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهم - : إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " إِنَّ الْهِجْرَةَ خَصْلَتَانِ : إِحْدَاهُمَا أَنْ تَهْجُرَ السَّيِّئَاتِ , وَالْأُخْرَى أَنْ تُهَاجِرَ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ , وَلَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا تُقُبِّلَتْ التَّوْبَةُ , وَلَا تَزَالُ التَّوْبَةُ مَقْبُولَةً حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ الْمَغْرِبِ فَإِذَا طَلَعَتْ طُبِعَ عَلَى كُلِّ قَلْبٍ بِمَا فِيهِ , وَكُفِيَ النَّاسُ الْعَمَلَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 1671 , ( د ) 2479 , وحسنه الألباني في الإرواء تحت حديث : 1208 , وصَحِيح الْجَامِع : 7469(1/921)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ " (1)
__________
(1) ( م ) 2703 , ( حم ) 9505(1/922)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الْكُبْرَى خُرُوجُ الدَّابَّة
قَالَ تَعَالَى : { وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ } [النمل/82]
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ثَلَاثٌ (1) إِذَا خَرَجْنَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا , طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا , وَالدَّجَّالُ (2) وَدَابَّةُ الْأَرْضِ " (3)
__________
(1) أَيْ : ثَلَاثُ آيَاتٍ . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 394)
(2) قال الألباني في الصحيحة تحت حديث 3620 : ( تنبيه ) : وقع في طبعة "مسند أحمد "- بدلاً من : " الدجال " - : " الدخان " لِلَّهِ ولا أراه إلا تصحيفاً . أ . هـ
(3) ( م ) 158 , ( ت ) 3072(1/923)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" تَخْرُجُ الدَّابَّةُ فَتَسِمُ النَّاسَ (1) عَلَى خَرَاطِيمِهِمْ (2) ثُمَّ يُعَمَّرُونَ فِيكُمْ (3) حَتَّى يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ الْبَعِيرَ فَيَقُولُ : مِمَّنْ اشْتَرَيْتَهُ ؟ , فَيَقُولُ : اشْتَرَيْتُهُ مِنْ أَحَدِ الْمُخَطَّمِينَ " (4)
__________
(1) أي تؤثر في وجهه أثرا كالكي , والوسم : الأثر في الوجه . فيض القدير - (ج 3 / ص 310)
(2) ( الخراطيم ) : جمع خرطوم , وهو الأنف , قال تعالى : ( سنسمه على الخرطوم ) .
(3) أي : تطول أعمارهم .
(4) ( حم ) 22362 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2927 , الصَّحِيحَة : 322 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(1/924)
( م ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" بَادِرُوا (1) بِالْأَعْمَالِ سِتًّا : الدَّجَّالَ ، وَالدُّخَانَ ، وَدَابَّةَ الْأَرْضِ ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا , وَأَمْرَ الْعَامَّةِ (2) وَخَاصَّةَ أَحَدِكُمْ (3) " (4)
__________
(1) بادر الشيءَ : عجل إليه , واستبق وسارع .
(2) كَانَ قَتَادَةُ إِذَا قَالَ ( وَأَمْرَ الْعَامَّةِ ) قَالَ : أَيْ أَمْرُ السَّاعَةِ .
(3) ( خَاصَّة أَحَدكُمْ ) : الْمَوْت . ( النووي - ج 9 / ص 337)
(4) ( م ) 2947 , ( حم ) ( حم ) 8286(1/925)
( خ م ) , وَعَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ :
( بَيْنَمَا رَجُلٌ يُحَدِّثُ ) (1) ( فِي الْمَسْجِدِ ) (2) ( فَقَالَ : يَجِيءُ دُخَانٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , فَيَأْخُذُ بِأَسْمَاعِ الْمُنَافِقِينَ وَأَبْصَارِهِمْ , وَيَأْخُذُ الْمُؤْمِنَ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ , فَفَزِعْنَا , فَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - وَكَانَ مُتَّكِئًا فَغَضِبَ فَجَلَسَ ) (3) ( فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ عَلِمَ شَيْئًا فَلْيَقُلْ بِهِ , وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلْ : اللَّهُ أَعْلَمُ , فَإِنَّ مِنْ الْعِلْمِ أَنْ يَقُولَ لِمَا لَا يَعْلَمُ : اللَّهُ أَعْلَمُ , قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِنَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم - : { قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُتَكَلِّفِينَ } (4) وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَنْ الدُّخَانِ , إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - دَعَا قُرَيْشًا إِلَى الْإِسْلَامِ ) (5) ( فَكَذَّبُوهُ وَاسْتَعْصَوْا عَلَيْهِ ) (6) ( " فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ ) (7) ( بِسِنِينَ كَسِنِيِّ يُوسُفَ ) (8) ( فَأَصَابَتْهُمْ سَنَةٌ (9) حَصَّتْ (10) كُلَّ شَيْءٍ ) (11) ( حَتَّى أَكَلُوا الْمَيْتَةَ وَالْعِظَامَ ) (12) ( وَالْجُلُودَ ) (13) ( حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ فَيَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا مِثْلَ الدُّخَانِ ) (14) ( مِنْ الْجَهْدِ وَالْجُوعِ ) (15) وَجَعَلَ يَخْرُجُ مِنْ الْأَرْضِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ (16) ( فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ , يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } (17) ) (18) ( فَأَتَاهُ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ , إِنَّكَ جِئْتَ تَأْمُرُ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَبِصِلَةِ الرَّحِمِ , وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا , فَادْعُ اللَّهَ ) (19) ( أَنْ يَكْشِفَ عَنْهُمْ ) (20) ( " فَاسْتَسْقَى ) (21) ( لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " ) (22) ( فَنَزَلَتْ : { رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ , أَنَّى لَهُمْ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ , ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ , إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ } (23) ) (24) ( فَقِيلَ لَهُ : إِنْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَادُوا ) (25) ( قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : أَفَيُكْشَفُ عَنْهُمْ عَذَابُ الْآخِرَةِ إِذَا جَاءَ ؟ ) (26) ( فَدَعَا رَبَّهُ فَكَشَفَ عَنْهُمْ ) (27) فَسُقُوا الْغَيْثَ (28) ( فَلَمَّا أَصَابَتْهُمْ الرَّفَاهِيَةُ ) (29) ( عَادُوا إِلَى كُفْرِهِمْ ) (30) ( فَانْتَقَمَ اللَّهُ مِنْهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ , فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : { يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ } (31) ) (32) ( قَالَ : يَعْنِي يَوْمَ بَدْرٍ ) (33) ( وَ { لِزَامًا } (34) يَوْمَ بَدْرٍ ) (35) ( فَقَدْ مَضَتْ آيَةُ الدُّخَانُ ) (36) ( وَمَضَتْ الْبَطْشَةُ ) (37) ( وَاللِّزَامُ وَآيَةُ الرُّومِ ) (38) .
__________
(1) ( خ ) 4496
(2) ( م ) 40 - ( 2798 )
(3) ( خ ) 4496
(4) [ص/86]
(5) ( خ ) 4531 , ( م ) 40 - ( 2798 )
(6) ( خ ) 4546
(7) ( خ ) 4496
(8) ( م ) 40 - ( 2798 ) , ( خ ) 4496
(9) السَّنَة : القحْط والجَدْب .
(10) حَصَّت : استأصلت .
(11) ( خ ) 4416 , ( م ) 39 - ( 2798 )
(12) ( خ ) 4496 , ( م ) 40 - ( 2798 )
(13) ( خ ) 4547 , ( م ) 39 - ( 2798 )
(14) ( خ ) 4416 , ( م ) 40 - ( 2798 )
(15) ( خ ) 4546 , ( م ) 40 - ( 2798 )
(16) ( خ ) 4547
(17) [الدخان/10]
(18) ( خ ) 4544
(19) ( م ) 39 - ( 2798 ) , ( خ ) 4496
(20) ( خ ) 4547
(21) ( خ ) 4544
(22) ( م ) 40 - ( 2798 )
(23) [الدخان/15]
(24) ( خ ) 4544 , 4531
(25) ( خ ) 4545
(26) ( خ ) 4496 , ( م ) 39 - ( 2798 )
(27) ( خ ) 4545
(28) ( خ ) 974
(29) ( م ) 40 - ( 2798 ) , ( خ ) 4544
(30) ( خ ) 974 , ( م ) 40 - ( 2798 )
(31) [الدخان/16]
(32) ( خ ) 4545
(33) ( خ ) 4544 , ( م ) 40 - ( 2798 )
(34) أَيْ : قوله تعالى : { فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا } [الفرقان/77]
(35) ( خ ) 4496
(36) ( م ) 39 - ( 2798 ) , ( خ ) 4416
(37) ( خ ) 4416 , ( م ) 39 - ( 2798 )
(38) ( خ ) 962 , ( م ) 39 - ( 2798 ) , ( ت ) 3254 , ( حم ) 4104(1/926)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الْكُبْرَى أنْ يَجْهَلَ النَّاسُ تَعَالِيمَ الْإسْلَامِ الْأَسَاسِيَّة
( جة ) , عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَدْرُسُ الْإِسْلَامُ (1) كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ (2) حَتَّى لَا يُدْرَى مَا صِيَامٌ وَلَا صَلَاةٌ وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ , وَلَيُسْرَى (3) عَلَى كِتَابِ اللَّهِ فِي لَيْلَةٍ فلَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِنْ النَّاسِ , الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ , يَقُولُونَ : أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , فَنَحْنُ نَقُولُهَا , فَقَالَ صِلَةُ لِحُذَيْفَةَ : مَا تُغْنِي عَنْهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَهُمْ لَا يَدْرُونَ مَا صَلَاةٌ وَلَا صِيَامٌ وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ ؟ , فَقَالَ حُذَيْفَةُ : يَا صِلَةُ , " تُنْجِيهِمْ مِنْ النَّارِ , تُنْجِيهِمْ مِنْ النَّارِ , تُنْجِيهِمْ مِنْ النَّارِ " (4)
__________
(1) مِنْ دَرَسَ الثَّوْب دَرْسًا , إِذَا صَارَ عَتِيقًا . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 7 / ص 416)
(2) وَشْيُ الثَّوْب : نَقْشه . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 7 / ص 416)
(3) مِنْ السَّرَايَة أَيْ : الدَّرْس أَوْ الدُّرُوس . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 7 / ص 416)
(4) صححه الألباني في ( جة ) 4049 , والصَّحِيحَة : 87(1/927)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الْكُبْرَى الرِّيحُ الَّتِي تَقْبِضُ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِين
( م ) , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ الْخَلْقِ ) (1) ( يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أُمَّتِي فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا , فَيَبْعَثُ اللَّهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ , فَيَطْلُبُهُ فَيُهْلِكُهُ , ثُمَّ يَمْكُثُ النَّاسُ سَبْعَ سِنِينَ لَيْسَ بَيْنَ اثْنَيْنِ عَدَاوَةٌ , ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ ) (2) ( رِيحًا طَيِّبَةً ) (3) ( كَرِيحِ الْمِسْكِ ) (4) ( مِنْ قِبَلِ الشَّامِ ) (5) ( مِنْ الْيَمَنِ أَلْيَنُ مِنْ الْحَرِيرِ ) (6) ( تَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ ) (7) ( فلَا تَتْرُكُ ) (8) ( عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ) (9) ( أَحَدًا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ إِلَّا قَبَضَتْهُ ) (10) ( حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ فِي كَبِدِ جَبَلٍ (11) لَدَخَلَتْهُ عَلَيْهِ حَتَّى تَقْبِضَهُ ) (12) ( فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ , وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ ) (13) ( فِي خِفَّةِ الطَّيْرِ وَأَحْلَامِ السِّبَاعِ (14) لَا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا ) (15) ( يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الْحُمُرِ (16) ) (17) يَتَسَافَدُونَ فِي الطَّرِيقِ تَسَافُدَ الْحَمِيرِ (18) ( هُمْ شَرٌّ مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ ) (19) ( فَيَتَمَثَّلُ لَهُمْ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ : أَلَا تَسْتَجِيبُونَ ؟ , فَيَقُولُونَ : فَمَا تَأْمُرُنَا ؟ , فَيَأْمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ الْأَوْثَانِ , وَهُمْ فِي ذَلِكَ دَارٌّ رِزْقُهُمْ , حَسَنٌ عَيْشُهُمْ ) (20) ( لَا يَدْعُونَ اللَّهَ بِشَيْءٍ إِلَّا رَدَّهُ عَلَيْهِمْ ) (21) ( فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ ) (22) "
__________
(1) ( م ) 1924
(2) ( م ) 2940
(3) ( م ) 2937
(4) ( م ) 176 - ( 1924 )
(5) ( م ) 2940
(6) ( م ) 117
(7) ( م ) 2937
(8) ( م ) 1924
(9) ( م ) 2940
(10) ( م ) 117
(11) أَيْ : وَسَطه وَدَاخِله ، وَكَبِد كُلّ شَيْء وَسَطه .
(12) ( م ) 2940
(13) ( م ) 2937
(14) أَيْ : يَكُونُونَ فِي سُرْعَتهمْ إِلَى الشُّرُور وَقَضَاء الشَّهَوَات وَالْفَسَاد كَطَيَرَانِ الطَّيْر ، وَفِي الْعُدْوَان وَظُلْم بَعْضهمْ بَعْضًا فِي أَخْلَاق السِّبَاع الْعَادِيَة . ( النووي - ج 9 / ص 331)
(15) ( م ) 2940
(16) أَيْ : يُجَامِع الرِّجَال النِّسَاء بِحَضْرَةِ النَّاس كَمَا يَفْعَل الْحَمِير ، وَلَا يَكْتَرِثُونَ لِذَلِكَ , ( وَالْهَرْج ) : الْجِمَاع ، يُقَال : هَرَجَ زَوْجَته أَيْ جَامَعَهَا . ( النووي - ج 9 / ص 327)
(17) ( م ) 2937
(18) ( حب ) 6767 , انظر الصَّحِيحَة : 481
(19) ( م ) 1924
(20) ( م ) 2940
(21) ( م ) 1924
(22) ( م ) 2937(1/928)
( حب ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُبْعَثَ رِيحٌ حَمْرَاءُ مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ ، فَيَكْفِتُ (1) اللَّهُ بِهَا كُلَّ نَفْسٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، وَمَا يُنْكِرُهَا النَّاسُ مِنْ قِلَّةِ مَنْ يَمُوتُ فِيهَا , مَاتَ شَيْخٌ فِي بَنِي فُلَانٍ ، وَمَاتَتْ عَجُوزٌ فِي بَنِي فُلَانٍ ، وَيُسَرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ فَيُرْفَعُ إِلَى السَّمَاءِ ، فلَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ " (2)
__________
(1) الكَفْتُ : تَقَلُّبُ الشيء ظَهْراً لبَطْنٍ , وبَطْناً لظَهْر , وانْكَفَتُوا إِلى منازلهم : انْقَلَبُوا , والكَفْتُ : المَوْتُ ,
يقال : وقَعَ في الناس كَفْتٌ شديد , أَيْ : موت . لسان العرب - (ج 2 / ص 78)
(2) ( حب ) 6853 , انظر صحيح موارد الظمآن : 1603 ، والتعليقات الحسان : 6814(1/929)
( م ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " لَا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى تُعْبَدَ اللَّاتُ وَالْعُزَّى " فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ : { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } (1) أَنَّ ذَلِكَ تَامًّا ، قَالَ : " إِنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً ، فَتَوَفَّى كُلَّ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ ، فَيَبْقَى مَنْ لَا خَيْرَ فِيهِ ، فَيَرْجِعُونَ إِلَى دِينِ آبَائِهِمْ " (2)
__________
(1) [التوبة/33]
(2) ( م ) 2907(1/930)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ (1) نِسَاءِ دَوْسٍ حَوْلَ ذِي الْخَلَصَةِ " , وَكَانَتْ ذُو الْخَلَصَةِ صَنَمًا تَعْبُدُهَا دَوْسٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِتَبَالَةَ (2) . (3)
__________
(1) ( أَلَيَات ) : جَمْع أَلْيَة ، وَالْأَلْيَةُ الْعَجِيزَة , وَجَمْعهَا أَعْجَاز .
(2) ( تَبَالَةَ ) : قَرْيَة بَيْنَ الطَّائِف وَالْيَمَن بَيْنَهُمَا سِتَّة أَيَّام .
(3) ( م ) 2906 , ( خ ) 6699(1/931)
( م حب ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى أَحَدٍ يَقُولُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) (1) لَا تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى أَحَدٍ يَقُولُ : اللَّهُ , اللَّهُ (2) "
__________
(1) ( حب ) 6848 , انظر صحيح موارد الظمآن : 1604 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(2) ( م ) 148(1/932)
( م ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تُقَامُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ : اللَّهُ ، اللَّهُ " (1)
__________
(1) ( م ) 148 , ( ت ) 2207(1/933)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" شِرَارُ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكْهُمْ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ " (1)
__________
(1) ( حم ) 3844 , ( خ ) 6656 , ( حب ) 6847 , انظر صحيح الجامع : 5916(1/934)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الْكُبْرَى هَدْمُ الْكَعْبَة
( حب ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" اسْتَمْتِعُوا مِنْ هَذَا الْبَيْتِ (1) فَإِنَّهُ قَدْ هُدِمَ مَرَّتَيْنِ ، وَيُرْفَعُ فِي الثَّالِثَةِ " (2)
__________
(1) الاستمتاع به هنا يشمل : النظر إليه ، والطواف حوله ، والصلاة فيه .
(2) ( حب ) 6753 ، ( ك ) 1610 ، انظر صَحِيح الْجَامِع : 955 , الصَّحِيحَة : 1451(1/935)
( حب ) , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُحَجَّ الْبَيْتُ " (1)
__________
(1) ( حب ) 6750 , ( ك ) 8397 , انظر صَحِيحَ الْجَامِع : 7419 , الصَّحِيحَة : 2430(1/936)
( خ م د حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( اتْرُكُوا الْحَبَشَةَ (1) مَا تَرَكُوكُمْ , فَإِنَّهُ لَا ) (2) ( يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ [ إِلَّا ] (3) ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ (4) مِنْ الْحَبَشَةِ ) (5) ( كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ ) (6) ( أُصَيْلِعَ (7) أُفَيْدِعَ (8) ) (9) أَسْوَدَ أَفْحَجَ (10) ( يُجَرِّدُهَا مِنْ كِسْوَتِهَا , وَيَضْرِبُ عَلَيْهَا بِمِسْحَاتِهِ (11) وَمِعْوَلِهِ ) (12) ( فَيَنْقُضُهَا (13) حَجَرًا حَجَرًا ) (14) ( وَيَسْلُبُهَا حِلْيَتَهَا ) (15) ( وَيَسْتَخْرِجُ كَنْزَهَا ) (16) "
__________
(1) الحبشة : هم أهل أثيوبيا .
(2) ( د ) 4309
(3) ( د ) 4309
(4) ( السُّوَيْقَتَيْنِ ) تَثْنِيَة سُوَيْقَة , وَهِيَ تَصْغِير سَاقَ , أَيْ : لَهُ سَاقَانِ دَقِيقَانِ , وَهِيَ صِفَة سُوق السُّودَان غَالِبًا .
شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 291)
(5) ( خ ) 1514 , ( م ) 2909
(6) ( خ ) 1518
(7) الْأُصَيْلِع : تصغيرُ الأَصْلَعِ , وهو الذي انحسَرَ الشعرُ عن رأْسِه .
(8) الفَدَعُ بالتحريك : زيغ بين القدم وبين عظم الساق , وكذلك في اليد , وهو أَن تزول المفاصل عن أَماكِنها .
لسان العرب - (ج 8 / ص 246)
(9) ( حم ) 7053 , وقال الألباني في الصحيحة تحت حديث 2743 : قال ابن كثير : " وهذا إسناد جيد قوي " ، وسكت عنه الحافظ , قلت : فيه عنعنة ابن إسحاق ، فلعل تقويته إياه بالنظر لشواهده المتقدمة . أ . هـ
(10) ( خ ) 1518 , والْفَحَج : تَبَاعُد مَا بَيْنَ السَّاقَيْنِ . ( فتح الباري - ح 1518 )
(11) المِسحاة : الفأس أو الجاروف , وهي مجرفة من حديد .
(12) ( حم ) 7053
(13) أي : يهدمها .
(14) ( خ ) 1518 , ( حم ) 2010
(15) ( حم ) 7053
(16) ( د ) 4309 , ( حم ) 23203(1/937)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يُبَايَعُ لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ الْبَيْتَ إِلَّا أَهْلُهُ ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ فلَا تَسْأَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ ، ثُمَّ تَجِيءُ الْحَبَشَةُ فَيُخَرِّبُونَهُ خَرَابًا لَا يُعْمَرُ بَعْدَهُ أَبَدًا ، وَهُمْ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ " (1)
__________
(1) ( حم ) 7897 , 8099 , ( حب ) 6827 , انظر الصَّحِيحَة :579 ، 2743(1/938)
مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الْكُبْرَى خُرُوجُ النَّارِ الَّتِي تَحْشُرُ النَّاس
( حم ) , عَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَنَزَلْنَا ذَا الْحُلَيْفَةِ , فَتَعَجَّلَتْ رِجَالٌ إِلَى الْمَدِينَةِ , " وَبَاتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " وَبِتْنَا مَعَهُ , " فَلَمَّا أَصْبَحَ سَأَلَ عَنْهُمْ " , فَقِيلَ : تَعَجَّلُوا إِلَى الْمَدِينَةِ , فَقَالَ : " تَعَجَّلُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَالنِّسَاءِ ؟ , أَمَا إِنَّهُمْ سَيَدَعُونَهَا أَحْسَنَ مَا كَانَتْ , ثُمَّ قَالَ : لَيْتَ شِعْرِي مَتَى تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ الْيَمَنِ مِنْ جَبَلِ الْوِرَاقِ تُضِيءُ مِنْهَا أَعْنَاقُ الْإِبِلِ بُرُوكًا (1) بِبُصْرَى (2) كَضَوْءِ النَّهَارِ ؟ " (3)
__________
(1) بَرَكَ الْبَعِير يَبْرُك بُرُوكًا , أَيْ : اِسْتَنَاخَ .
(2) أَيْ : يَبْلُغ ضَوْؤُهَا إِلَى الْإِبِل الَّتِي تَكُون بِبُصْرَى , وَبُصْرَى : بَلَدٌ بِالشَّامِ وَهِيَ حَوْرَان .
(3) ( حم ) 21327 , ( حب ) 6841 , انظر الصَّحِيحَة : 3083(1/939)
( ت ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" سَتَخْرُجُ نَارٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ , أَوْ مِنْ نَحْوِ بَحْرِ حَضْرَمَوْتَ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ تَحْشُرُ النَّاسَ " , قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَأْمُرُنَا ؟ , قَالَ : " عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 2217 , ( حم ) 4536 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3609 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3096(1/940)
( بز ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الشَّامُ أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ " (1)
__________
(1) ( بز ) 3965 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3726 , وكتاب فضائل الشام : 4(1/941)
( د ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" سَتَكُونُ هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ (1) فَخِيَارُ أَهْلِ الْأَرْضِ أَلْزَمُهُمْ مُهَاجَرَ إِبْرَاهِيمَ , وَيَبْقَى فِي الْأَرْضِ شِرَارُ أَهْلِهَا , تَلْفِظُهُمْ (2) أَرْضُوهُمْ , تَقْذَرُهُمْ (3) نَفْسُ اللَّهِ , وَتَحْشُرُهُمْ النَّارُ مَعَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ " (4)
__________
(1) معنى الهجرة الثانية الهجرة إلى الشام , يُرَغِّب في المُقام بها , وهي مهاجر إبراهيم - عليه السلام - . الأسماء والصفات للبيهقي - (ج 3 / ص 2)
(2) لَفَظَ الشيءَ : رماه وطرحه .
(3) قذر الشيء : كرهه وأَنِفَ منه .
(4) ( د ) 2482 , و( حم ) 6952 , انظر الصَّحِيحَة : 3203 , وقد كان الألباني ضعفه في ( د ) , وفي ضعيف الجامع الصغير ( 3259 ) , لكنه تراجع عن تضعيفه في الصَّحِيحَة , وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3091(1/942)
( م ت د ) , عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غُرْفَةٍ وَنَحْنُ أَسْفَلَ مِنْهُ , فَاطَّلَعَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ السَّاعَةَ ) (1) ( وَقَدْ ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا ) (2) ( فَقَالَ : " مَا تَذَاكَرُونَ ؟ " , فَقُلْنَا : نَذْكُرُ السَّاعَةَ , فَقَالَ : " إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْا قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ (3) : فَذَكَرَ الدُّخَانَ , وَالدَّجَّالَ , وَالدَّابَّةَ (4) وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا , وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ - صلى الله عليه وسلم - , وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ , وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ (5) : خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ , وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ , وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ , وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ الْيَمَنِ ) (6) ( مِنْ قَعْرِ عَدَنٍ (7) تَسُوقُ النَّاسَ ) (8) ( إِلَى مَحْشَرِهِمْ (9) ) (10) ( فَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا , وَتَقِيلُ (11) مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا ) (12) "
__________
(1) ( م ) 2901
(2) ( د ) 4311
(3) الآيات : العلامات والأشراط التي تسبق يوم القيامة .
(4) ( الدَّابَّةَ ) : هِيَ الْمَذْكُورَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنْ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ } , قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : هِيَ دَابَّةٌ عَظِيمَةٌ تَخْرُجُ مِنْ صَدْعٍ فِي الصَّفَا ، وَعَنْ اِبْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : أنَّهَا الْجَسَّاسَةُ الْمَذْكُورَةُ فِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ ، قَالَهُ النَّوَوِيُّ , وَقِيلَ : تخرج مِنْ أَرْضِ الطَّائِفِ وَمَعَهَا عَصَا مُوسَى وَخَاتَمُ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ , لَا يُدْرِكُهَا طَالِبٌ وَلَا يُعْجِزُهَا هَارِبٌ ، تَضْرِبُ الْمُؤْمِنَ بِالْعَصَا وَتَكْتُبُ فِي وَجْهِهِ مُؤْمِنٌ ، وَتَطْبَعُ الْكَافِرَ بِالْخَاتَمِ وَتَكْتُبُ فِي وَجْهِهِ كَافِرٌ اِنْتَهَى , اِعْلَمْ أَنَّ الْمُفَسِّرِينَ قَدْ ذَكَرُوا لِدَابَّةِ الْأَرْضِ أَوْصَافًا كَثِيرَةً مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ مَا يَدُلُّ عَلَى ثُبُوتِهَا ، فَكُلُّ مَا ثَبَتَ بِالْكِتَابِ أَوْ السُّنَّةِ الصَّحِيحَةِ فَهُوَ الْمُعْتَمَدُ ، وَمَا لَا فَلَا اِعْتِمَادَ عَلَيْهِ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 477)
(5) قَدْ وُجِدَ الْخَسْفُ فِي مَوَاضِعَ , لَكِنْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْخُسُوفِ الثَّلَاثَةَ قَدْرًا زَائِدًا عَلَى مَا وُجِدَ , كَأَنْ يَكُونَ أَعْظَمَ مَكَانًا وَقَدْرًا . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 477)
(6) ( م ) 2901
(7) مَعْنَاهُ : مِنْ أَقْصَى قَعْر أَرْض عَدَن ، وَعَدَن مَدِينَة مَعْرُوفَة مَشْهُورَة بِالْيَمَنِ . ( النووي - ج 9 / ص 281)
(8) ( ت ) 2183
(9) الْمُرَادُ مِنْ الْمَحْشَرِ أَرْضُ الشَّامِ , إِذْ صَحَّ فِي الْخَبَرِ أَنَّ الْحَشْرَ يَكُونُ فِي أَرْضِ الشَّامِ ، وَلَكِنَّ الظَّاهِرَ أَنَّ الْمُرَادَ أَنْ يَكُونَ مُبْتَدَؤُهُ مِنْهَا , أَوْ تُجْعَلَ وَاسِعَةً تَسَعُ خَلْقَ الْعَالَمِ فِيهَا . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 477)
(10) ( م ) 2901
(11) ( تَقِيلُ ) من القَيْلُولَ : وَهو النوم فِي نِصْفِ النَّهَارِ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 477)
(12) ( ت ) 2183(1/943)
( خ م س ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( يُحْشَرُ النَّاسُ ) (1) ( يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (2) ( عَلَى ثَلَاثِ طَرَائِقَ (3) : رَاغِبِينَ , وَرَاهِبِينَ , وَاثْنَانِ عَلَى بَعِيرٍ ، وَثَلَاثَةٌ عَلَى بَعِيرٍ ، وَأَرْبَعَةٌ عَلَى بَعِيرٍ ، وَعَشَرَةٌ عَلَى بَعِيرٍ (4) ) (5) ( وَتَحْشُرُ بَقِيَّتَهُمْ النَّارُ , تَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا ، وَتَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا , وَتُصْبِحُ مَعَهُمْ حَيْثُ أَصْبَحُوا , وَتُمْسِي مَعَهُمْ حَيْثُ أَمْسَوْا (6) ) (7) " (8)
__________
(1) ( خ ) 6157
(2) ( س ) 2085
(3) الطَّرَائِق : جَمْع طَرِيق . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 367)
(4) يُرِيدُ أَنَّهُمْ يَعْتَقِبُونَ ( يتناوبون ) الْبَعِيرَ الْوَاحِدَ , يَرْكَبُ بَعْضٌ وَيَمْشِي بَعْضٌ . ( فتح ) - (ج 18 / ص 367)
(5) ( خ ) 6157
(6) فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى مُلَازَمَةِ النَّارِ لَهُمْ إِلَى أَنْ يَصِلُوا إِلَى مَكَان الْحَشْر , قَالَ الْخَطَّابِيُّ : هَذَا الْحَشْر يَكُون قَبْل قِيَام السَّاعَة , يُحْشَر النَّاسُ أَحْيَاءً إِلَى الشَّام , وَأَمَّا الْحَشْر مِنْ الْقُبُور إِلَى الْمَوْقِف فَهُوَ عَلَى خِلَاف هَذِهِ الصُّورَة مِنْ الرُّكُوب عَلَى الْإِبِل وَالتَّعَاقُبِ عَلَيْهَا , وَإِنَّمَا هُوَ عَلَى مَا وَرَدَ فِي حَدِيث اِبْن عَبَّاس فِي الْبَاب " حُفَاةً عُرَاةً مُشَاةً " وَصَوَّبَ عِيَاضٌ مَا ذَهَب إِلَيْهِ الْخَطَّابِيُّ , وَقَوَّاهُ بِقَوْلِهِ فِي آخِر حَدِيث الْبَاب " تَقِيل مَعَهُمْ وَتَبِيت وَتُصْبِحُ وَتُمْسِي " , فَإِنَّ هَذِهِ الْأَوْصَافَ مُخْتَصَّةٌ بِالدُّنْيَا . ( فتح ) - (ج 18 / ص 367)
(7) ( م ) 2861 , ( خ ) 6157
(8) الصَّحِيحَة : 3395 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3584(1/944)
لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا يَوْمَ جُمُعَة
( خ م ت د ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا (1) ) (2) ( وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْهِ (3) وَفِيهِ (4) مَاتَ (5) ) (6) ( وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ (7) ) (8) ( وَمَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا وَهِيَ تُصْبِحُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مُصِيخَةً (9) حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ (10) شَفَقًا (11) مِنْ السَّاعَةِ , إِلَّا الْجِنَّ وَالْإِنْسَ ) (12) "
__________
(1) الْإِخْرَاج مِنْ الْجَنَّة وَالْإِهْبَاط مِنْهَا إِلَى الْأَرْض ، يُفِيد أَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة , إِمَّا فِي يَوْم وَاحِد , وَإِمَّا فِي يَوْمَيْنِ , وَاللَّهُ أَعْلَم . عون المعبود - (ج 3 / ص 14)
(2) ( م ) 854 , ( ت ) 488
(3) أَيْ : وُفِّقَ لِلتَّوْبَةِ وَقُبِلَتْ مِنْهُ , وَهِيَ أَعْظَم الْمِنَّة عَلَيْهِ , قَالَ اللَّه تَعَالَى : { ثُمَّ اِجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى } [طه/122]. عون المعبود - (ج 3 / ص 14)
(4) أَيْ : فِي نَحْوه مِنْ أَيَّام الْجُمُعَة . عون المعبود - (ج 3 / ص 14)
(5) لَا شَكَّ أَنَّ خَلْق آدَم فِيهِ يُوجِب لَهُ شَرَفًا ، وَكَذَا وَفَاته . عون المعبود - (ج 3 / ص 14)
(6) ( د ) 1046 , ( س ) 1430
(7) وَفِيهَا نِعْمَتَانِ عَظِيمَتَانِ لِلْمُؤْمِنِينَ وُصُولهمْ إِلَى النَّعِيم الْمُقِيم وَحُصُول أَعْدَائِهِمْ فِي عَذَاب الْجَحِيم . عون المعبود - (ج 3 / ص 14)
وقَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ : الظَّاهِرُ أَنَّ هَذِهِ الْقَضَايَا الْمَعْدُودَةَ لَيْسَتْ لِذِكْرِ فَضِيلَتِهِ ؛ لِأَنَّ إِخْرَاجَ آدَمَ وَقِيَامَ السَّاعَةِ لَا يُعَدُّ فَضِيلَةً , وَإِنَّمَا هُوَ بَيَانٌ لِمَا وَقَعَ فِيهِ مِنْ الْأُمُورِ الْعِظَامِ , وَمَا سَيَقَعُ لِيَتَأَهَّبَ الْعَبْدُ فِيهِ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ لِنَيْلِ رَحْمَةِ اللَّهِ وَدَفْعِ نِقْمَتِهِ , وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَرَبِيِّ : الْجَمِيعُ مِنْ الْفَضَائِلِ , وَخُرُوجُ آدَمَ مِنْ الْجَنَّةِ هُوَ سَبَبُ وُجُودِ الذُّرِّيَّةِ , وَهَذَا النَّسْلُ الْعَظِيمُ , وَوُجُودُ الرُّسُلِ وَالْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَالْأَوْلِيَاءِ ، وَلَمْ يَخْرُجْ مِنْهَا طَرْدًا كَمَا كَانَ خُرُوجُ إِبْلِيسَ , وَإِنَّمَا كَانَ خُرُوجُهُ مُسَافِرًا لِقَضَاءِ أَوْطَارٍ ثُمَّ يَعُودُ إِلَيْهَا . تحفة الأحوذي - (ج 2 / ص 25)
(8) ( م ) 854 , ( ت ) 488
(9) مُصيخة : مُصْغِيَة مُسْتَمِعَة , يُقَال : أَصَاخَ وَأَسَاخَ بِمَعْنًى وَاحِد . عون المعبود - (ج 3 / ص 14)
(10) لِأَنَّ الْقِيَامَة تَظْهَر يَوْم الْجُمُعَة بَيْن الصُّبْح وَطُلُوع الشَّمْس . عون المعبود - (ج 3 / ص 14)
(11) أَيْ : خوفًا .
(12) ( د ) 1046 , ( س ) 1430(1/945)
( د ) , وَعَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ , فِيهِ خُلِقَ آدَمُ - عليه السلام - , وَفِيهِ قُبِضَ , وَفِيهِ الصَّعْقَةُ (1) وَفِيهِ النَّفْخَةُ (2) " (3)
__________
(1) أَيْ : الصَّيْحَة , وَالْمُرَاد بِهَا الصَّوْت الْهَائِل الَّذِي يَمُوت الْإِنْسَان مِنْ هَوْله وَهِيَ النَّفْخَة الْأُولَى .
(2) أَيْ : النَّفْخَة الثَّانِيَة .
(3) ( د ) 1047 , ( س ) 1374(1/946)
قِيَامُ السَّاعَةِ فُجْأَة
قَالَ تَعَالَى : { يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا , قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ , ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً , يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا , قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [الأعراف/187]
( خ ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلَانِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا ، فَلَا يَتَبَايَعَانِهِ وَلَا يَطْوِيَانِهِ ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ (1) فَلَا يَطْعَمُهُ ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهُوَ يُلِيطُ حَوْضَهُ (2) فَلَا يَسْقِي فِيهِ ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ (3) إِلَى فِيهِ فلَا يَطْعَمُهَا " (4)
__________
(1) اللِّقْحَة : النَّاقَة ذَات الدَّرّ ، وَهِيَ إِذَا نُتِجَتْ لَقُوح شَهْرَيْنِ أَوْ ثَلَاثَة , ثُمَّ لَبُون . ( فتح ) - (ج 20 / ص 131)
(2) أَيْ : يُصْلِحهُ بِالطِّينِ وَالْمَدَر , فَيَسُدّ شُقُوقه لِيَمْلَأهُ وَيَسْقِي مِنْهُ دَوَابّه , يُقَال : لَاطَ الْحَوْض يَلِيطهُ إِذْ أَصْلَحَهُ بِالْمَدَرِ وَنَحْوه ، وَمِنْهُ قِيلَ اللَّائِط لِمَنْ يَفْعَل الْفَاحِشَة ، وَجَاءَ فِي مُضَارِعه يَلُوط تَفْرِقَة بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْحَوْض .( فتح ) (ج 20 / ص 131)
(3) أَيْ : رَفَعَ لُقْمَته إِلَى فِيهِ .
(4) ( خ ) 6704 , 6141 , ( حم ) 8810(1/947)
( م ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ , فلَا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلَّا أَصْغَى لِيتًا (1) وَرَفَعَ لِيتًا , وَأَوَّلُ مَنْ يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ (2) حَوْضَ إِبِلِهِ , فَيَصْعَقُ وَيَصْعَقُ النَّاسُ " (3)
__________
(1) اللِّيت : جانب الرقبة .
(2) لَاط الحوض : طَلَاه بالطين ومَلَّسه به وأصلحه .
(3) ( م ) 2940 , ( حم ) 6555 , انظر الصَّحِيحَة : 1735(1/948)
( خ م حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَيدَعَنَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ الْمَدِينَةَ ) (1) ( عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ , مُذَلَّلَةً ) (2) ( مُرْطِبَةً ، مُونِعَةً ) (3) ( لَا يَغْشَاهَا إِلَّا الْعَوَافِي - يَعَنْي السِّبَاعَ وَالطَّيْرَ - وَآخِرُ مَنْ يُحْشَرُ : رَاعِيَانِ مِنْ مُزَيْنَةَ (4) يُرِيدَانِ الْمَدِينَةَ ، يَنْعِقَانِ (5) بِغَنَمِهِمَا ، فَيَجِدَانِهَا [ وُحُوشًا (6) ] (7) حَتَّى إِذَا بَلَغَا ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ (8) خَرَّا عَلَى وُجُوهِهِمَا ) (9) "
__________
(1) ( حم ) 9055 , ( م ) 1389
(2) ( م ) 1389
(3) ( حم ) 9055 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : صحيح .
(4) ( مُزَيْنَة ) : قبيلة من قبائل العرب بالحجاز .
(5) النَّعِيق : زَجْر الْغَنَم ، يُقَال : نَعَقَ , إِذَا صَاحَ بِالْغَنَمِ .
(6) أَيْ : يَجِدَانِهَا كَثُرَتْ بها الْوَحْش لَمَّا خَلَتْ مِنْ سُكَّانهَا . ( فتح ) - (ج 6 / ص 104)
قلت : بدليل قوله - صلى الله عليه وسلم - : " لَا يَغْشَاهَا إِلَّا الْعَوَافِي - يَعَنْي : السِّبَاعَ وَالطَّيْرَ - " .ع
(7) ( حم ) 7193 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(8) ( ثَنِيّةَ الْوَدَاعِ ) : مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ , سُمِّيَتْ بِهَا لِأَنَّ مَنْ سَافَرَ كَانَ يُوَدَّعُ ثَمَّةَ وَيُشَيَّعُ إِلَيْهَا , وَالثَّنِيَّةُ مَا اِرْتَفَعَ مِنْ الْأَرْضِ , وَقِيلَ : الطَّرِيقُ فِي الْجَبَلِ . تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 407)
(9) ( خ ) 1775 , ( م ) 1389(1/949)
يَوْمُ الْقِيَامَة
قَالَ تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ , يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا , وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ } [الحج/1، 2]
وَقَالَ تَعَالَى : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ , ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ , وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا , وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ , وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ , وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ , وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا , قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ , قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ , وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ , وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ , وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ , وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [الزمر/68-74](1/950)
( ت ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
قَالَ أَعْرَابِيٌّ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الصُّورُ ؟ , قَالَ : " قَرْنٌ يُنْفَخُ فِيهِ " (1)
__________
(1) ( ت ) 3244 , ( ن ) 11312 , ( حم ) 6507 ، انظر الصَّحِيحَة : 1080 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3568(1/951)
( خ م د جة حم ) , وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ قَالَ :
( نَظَرْتُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - كَيْفَ يَحْكِي (1) رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (2) ( قَالَ : " قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - هَذِهِ الْآية ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ : { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ , سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } (3) ) (4) ( ثُمَّ قَالَ : يَطْوِي اللَّهُ - عز وجل - السَّمَاوَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (5) ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى , ثُمَّ يَطْوِي الْأَرَضِينَ (6) ) (7) ( ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيَدِهِ الْأُخْرَى ) (8) بِشِمَالِهِ (9) ثُمَّ يَقُولُ : أَنَا اللَّهُ ) (10) ( أَنَا الْعَزِيزُ , أَنَا الْجَبَّارُ , أَنَا الْمُتَكَبِّرُ ) (11) ( أَنَا الْمُتَعَالِي ) (12) ( أَنَا الْكَرِيمُ ) (13) ( أَنَا الْمَلِكُ , أَيْنَ مُلُوكُ الْأَرْضِ ؟ ) (14) ( أَيْنَ الْجَبَّارُونَ ؟ , أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ ؟ ) (15) ( وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ هَكَذَا بِيَدِهِ ) (16) ( يَقْبِضُ أَصَابِعَهُ وَيَبْسُطُهَا ) (17) ( وَيُحَرِّكُهَا يُقْبِلُ بِهَا وَيُدْبِرُ ) (18) ( قَالَ : وَيَتَمَايَلُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ) (19) ( فَرَجَفَ الْمِنْبَرُ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (20) ( حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى الْمِنْبَرِ يَتَحَرَّكُ مِنْ أَسْفَلِ شَيْءٍ مِنْهُ , حَتَّى إِنِّي لَأَقُولُ : أَسَاقِطٌ هُوَ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ (21) ) (22) "
__________
(1) أي : يقلد ويُمَثِّل .
(2) ( م ) 2788
(3) [الزمر/67]
(4) ( حم ) 5414 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(5) هَذَا الْحَدِيثُ جَاءَ فِي الصَّحِيحِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَلْفَاظٍ . الْقَبْضُ وَالطَّيُّ وَالْأَخْذُ , وَكُلُّهَا بِمَعْنَى الْجَمْعِ , فَإِنَّ السَّمَاوَاتِ مَبْسُوطَةٌ , وَالْأَرْض مَدْحُوَّةٌ مَمْدُودَةٌ , ثُمَّ رَجَعَ ذَلِكَ إِلَى مَعْنَى الرَّفْع وَالْإِزَالَة وَالتَّبْدِيل , فَعَادَ ذَلِكَ إِلَى ضَمِّ بَعْضِهَا إِلَى بَعْض وَإِبَادَتِهَا , فَهُوَ تَمْثِيلٌ لِصِفَةِ قَبْضِ هَذِهِ الْمَخْلُوقَاتِ وَجَمْعِهَا بَعْدَ بَسْطِهَا , وَتَفَرُّقهَا دَلَالَة عَلَى الْمَقْبُوض وَالْمَبْسُوط , لَا عَلَى الْبَسْطِ , وَالْقَبْضِ قَدْ يَحْتَمِل أَنْ يَكُون إِشَارَةً إِلَى الِاسْتِيعَاب . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 363)
(6) ( الْأَرْضِينَ ) جَمْع أَرْض . عون المعبود - (ج 10 / ص 251)
(7) ( م ) 2788 , ( خ ) 6977
(8) ( د ) 4732
(9) حكم الألباني في الصحيحة : 3136 بنكارة لفظة ( بشماله ) , وهي عند ( م ) 2788
(10) ( م ) 2788
(11) ( حم ) 5414
(12) ( حم ) 5608 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(13) ( حم ) 5414
(14) ( خ ) 4534 , ( م ) 2787
(15) ( م ) 2788 , ( د ) 4732
(16) ( حم ) : 5414
(17) ( م ) 2788 , انظر الصَّحِيحَة : 3196
(18) ( حم ) : 5414
(19) ( جة ) 4275
(20) ( حم ) 5414
(21) اَللَّه أَعْلَم بِمُرَادِ نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا وَرَدَ فِي هَذِهِ الْأَحَادِيث مِنْ مُشْكِل ، وَنَحْنُ نُؤْمِن بِاَللَّهِ تَعَالَى وَصِفَاته ، وَلَا نُشَبِّه شَيْئًا بِهِ ، وَلَا نُشَبِّههُ بِشَيْءٍ ، { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير } وَمَا قَالَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَثَبَتَ عَنْهُ فَهُوَ حَقّ وَصِدْق ، فَمَا أَدْرَكْنَا عِلْمه فَبِفَضْلِ اللَّه تَعَالَى ، وَمَا خَفِيَ عَلَيْنَا آمَنَّا بِهِ وَوَكَّلْنَا عِلْمه إِلَيْهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى ، وَحَمَلْنَا لَفْظه عَلَى مَا اُحْتُمِلَ فِي لِسَان الْعَرَب الَّذِي خُوطِبْنَا بِهِ ، وَلَمْ نَقْطَع عَلَى أَحَد مَعْنَيَيْهِ بَعْد تَنْزِيهه سُبْحَانه عَنْ ظَاهِره الَّذِي لَا يَلِيق بِهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى . وَبِاَللَّهِ التَّوْفِيق . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 168)
(22) ( م ) 2788 , ( جة ) 198(1/952)
( خ م حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( جَاءَ حَبْرٌ مِنْ الْيَهُودِ ) (1) ( إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا أَبَا الْقَاسِمِ ) (2) ( أَبَلَغَكَ أَنَّ اللَّهَ - عز وجل - ) (3) ( إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَعَلَ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ , وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ ) (4) ( وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ , وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ , وَسَائِرَ الْخَلَائِقِ (5) عَلَى إِصْبَعٍ ) (6) ( ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ فَيَقُولُ : أَنَا الْمَلِكُ , أَنَا الْمَلِكُ ؟ ) (7) ( " فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ (8) تَصْدِيقًا لِقَوْلِ الْحَبْرِ , ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : { وَمَا قَدَرُوا اللَّه حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ (9) سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } (10) ) (11) "
__________
(1) ( خ ) 7075
(2) ( خ ) 6979
(3) ( حم ) 3590 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(4) ( خ ) 7075 , ( م ) 2786
(5) أَيْ : مَنْ لَمْ يَتَقَدَّم لَهُ ذِكْر ، قَالَ مُحَمَّد : عَدَّهَا عَلَيْنَا يَحْيَى بِإِصْبَعِهِ , وَكَذَا أَخْرَجَهُ أَحْمَد بْن حَنْبَل فِي " كِتَاب السُّنَّة " عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد , وَقَالَ : وَجَعَلَ يَحْيَى يُشِير بِإِصْبَعِهِ , يَضَع إِصْبَعًا عَلَى إِصْبَع , حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرهَا ، وَرَوَاهُ أَبُو بَكْر الْخَلَّال فِي " كِتَاب السُّنَّة " عَنْ أَبِي بَكْر الْمَرْوَزِيِّ عَنْ أَحْمَد ، وَقَالَ : رَأَيْت أَبَا عَبْد اللَّه يُشِير بِإِصْبَع إِصْبَع ، وَوَقَعَ فِي حَدِيث اِبْن عَبَّاس عِنْد التِّرْمِذِيّ " مَرَّ يَهُودِيّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا يَهُودِيّ حَدِّثْنَا فَقَالَ : كَيْف تَقُول يَا أَبَا الْقَاسِم إِذَا وَضَعَ اللَّه السَّمَاوَات عَلَى ذِهِ , وَالْأَرْضِينَ عَلَى ذِهِ , وَالْمَاء عَلَى ذِهِ , وَالْجِبَال عَلَى ذِهِ , وَسَائِر الْخَلْق عَلَى ذِهِ " , وَأَشَارَ أَبُو جَعْفَر - يَعْنِي أَحَد رُوَاته - بِخِنْصَرٍ أَوَّلًا ثُمَّ تَابَعَ حَتَّى بَلَغَ الْإِبْهَام . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 490)
(6) ( خ ) 4533 , ( م ) 2786
(7) ( خ ) 7075
(8) النواجذ : أواخُر الأسنان , وقيل : التي بعد الأنياب .
(9) قَالَ اِبْن بَطَّال : لَا يُحْمَل ذِكْر الْإِصْبَع عَلَى الْجَارِحَة , بَلْ يُحْمَل عَلَى أَنَّهُ صِفَة مِنْ صِفَات الذَّات , لَا تُكَيَّفُ وَلَا تُحَدَّدُ , وَهَذَا يُنْسَب لِلْأَشْعَرِيّ , وَعَنْ اِبْن فَوْرَكٍ : يَجُوز أَنْ يَكُون الْإِصْبَع خَلْقًا يَخْلُقهُ اللَّه فَيُحَمِّلهُ اللَّه مَا يَحْمِل الْإِصْبَع ، وَيَحْتَمِل أَنْ يُرَاد بِهِ الْقُدْرَة وَالسُّلْطَان ، كَقَوْلِ الْقَائِل : مَا فُلَان إِلَّا بَيْن إِصْبَعِي , إِذَا أَرَادَ الْإِخْبَار عَنْ قُدْرَته عَلَيْهِ ، وَأَيَّدَ اِبْن التِّين الْأَوَّل بِأَنَّهُ قَالَ ( عَلَى إِصْبَع ) وَلَمْ يَقُلْ عَلَى إِصْبَعَيْهِ ، قَالَ اِبْن بَطَّال : وَحَاصِل الْخَبَر أَنَّهُ ذَكَرَ الْمَخْلُوقَات وَأَخْبَرَ عَنْ قُدْرَة اللَّه عَلَى جَمِيعهَا , فَضَحِكَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَصْدِيقًا لَهُ وَتَعَجُّبًا مِنْ كَوْنه يَسْتَعْظِم ذَلِكَ فِي قُدْرَة اللَّه تَعَالَى ، وَأَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ فِي جَنْب مَا يَقْدِر عَلَيْهِ بِعَظِيمٍ ، وَلِذَلِكَ قَرَأَ قَوْله تَعَالَى ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) الْآيَة أَيْ : لَيْسَ قَدْره فِي الْقُدْرَة عَلَى مَا يَخْلُق عَلَى الْحَدّ الَّذِي يَنْتَهِي إِلَيْهِ الْوَهْم ، وَيُحِيط بِهِ الْحَصْر ؛ لِأَنَّهُ تَعَالَى يَقْدِر عَلَى إِمْسَاك مَخْلُوقَاته عَلَى غَيْر شَيْء كَمَا هِيَ الْيَوْم ، قَالَ تَعَالَى : ( إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَات وَالْأَرْض أَنْ تَزُولَا ) وَقَالَ : ( رَفَعَ السَّمَاوَات بِغَيْرِ عَمَد تَرَوْنَهَا ) , وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : لَمْ يَقَع ذِكْر الْإِصْبَع فِي الْقُرْآن وَلَا فِي حَدِيث مَقْطُوع بِهِ ، وَقَدْ تَقَرَّرَ أَنَّ الْيَد لَيْسَتْ بِجَارِحَةٍ حَتَّى يُتَوَهَّم مِنْ ثُبُوتهَا ثُبُوت الْأَصَابِع , بَلْ هُوَ تَوْقِيف أَطْلَقَهُ الشَّارِع , فَلَا يُكَيَّف وَلَا يُشَبَّه ، وَلَعَلَّ ذِكْر الْأَصَابِع مِنْ تَخْلِيط الْيَهُودِيّ ، فَإِنَّ الْيَهُود مُشَبِّهَة , وَفِيمَا يَدَّعُونَهُ مِنْ التَّوْرَاة أَلْفَاظ تَدْخُل فِي بَاب التَّشْبِيه , وَلَا تَدْخُل فِي مَذَاهِب الْمُسْلِمِينَ ، وَأَمَّا ضَحِكه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَوْل الْحَبْر فَيَحْتَمِل الرِّضَا وَالْإِنْكَار ، وَأَمَّا قَوْل الرَّاوِي " تَصْدِيقًا " لَهُ فَظَنّ مِنْهُ وَحُسْبَان ، وَقَدْ جَاءَ الْحَدِيث مِنْ عِدَّة طُرُق لَيْسَ فِيهَا هَذِهِ الزِّيَادَة ، وَعَلَى تَقْدِير صِحَّتهَا فَقَدْ يُسْتَدَلّ بِحُمْرَةِ الْوَجْه عَلَى الْخَجَل ، وَبِصُفْرَتِهِ عَلَى الْوَجَل ، وَيَكُون الْأَمْر بِخِلَافِ ذَلِكَ ، فَقَدْ تَكُون الْحُمْرَة لِأَمْرٍ حَدَثَ فِي الْبَدَن , كَثَوَرَانِ الدَّم ، وَالصُّفْرَة لِثَوَرَان خُلِطَ مِنْ مِرَار وَغَيْره ، وَعَلَى تَقْدِير أَنْ يَكُون ذَلِكَ مَحْفُوظًا , فَهُوَ مَحْمُول عَلَى تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى ( وَالسَّمَاوَات مَطْوِيَّات بِيَمِينِهِ ) أَيْ : قُدْرَته عَلَى طَيّهَا ، وَسُهُولَة الْأَمْر عَلَيْهِ فِي جَمْعهَا بِمَنْزِلَةِ مَنْ جَمَعَ شَيْئًا فِي كَفّه وَاسْتَقَلَّ بِحَمْلِهِ مِنْ غَيْر أَنْ يَجْمَع كَفّه عَلَيْهِ بَلْ يُقِلّهُ بِبَعْضِ أَصَابِعه ، وَقَدْ جَرَى فِي أَمْثَالهمْ : فُلَان يُقِلّ كَذَا بِإِصْبَعِهِ , وَيَحْمَلهُ بِخِنْصَرِهِ , اِنْتَهَى مُلَخَّصًا ، وَقَدْ تَعَقَّبَ بَعْضهمْ إِنْكَار وُرُود الْأَصَابِع لِوُرُودِهِ فِي عِدَّة أَحَادِيث , كَالْحَدِيثِ الَّذِي أَخْرَجَهُ مُسْلِم " إِنَّ قَلْب اِبْن آدَم بَيْن إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِع الرَّحْمَن " وَلَا يَرِد عَلَيْهِ ؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا نَفَى الْقَطْع ، قَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي الْمُفْهِم : قَوْله " إِنَّ اللَّه يُمْسِك " إِلَى آخِر الْحَدِيث ، هَذَا كُلّه قَوْل الْيَهُودِيّ , وَهُمْ يَعْتَقِدُونَ التَّجْسِيم , وَأَنَّ اللَّه شَخْص ذُو جَوَارِح , كَمَا يَعْتَقِدهُ غُلَاة الْمُشَبِّهَة مِنْ هَذِهِ الْأُمَّة ، وَضَحِكُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا هُوَ لِلتَّعَجُّبِ مِنْ جَهْل الْيَهُودِيّ ، وَلِهَذَا قَرَأَ عِنْد ذَلِكَ ( وَمَا قَدَرُوا اللَّه حَقّ قَدْره ) أَيْ : مَا عَرَفُوهُ حَقّ مَعْرِفَته وَلَا عَظَّمُوهُ حَقّ تَعْظِيمه , فَهَذِهِ الرِّوَايَة هِيَ الصَّحِيحَة الْمُحَقَّقَة ، وَأَمَّا مَنْ زَادَ " وَتَصْدِيقًا لَهُ " فَلَيْسَتْ بِشَيْءٍ , فَإِنَّهَا مِنْ قَوْل الرَّاوِي وَهِيَ بَاطِلَة ؛ لِأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُصَدِّق الْمُحَال , وَهَذِهِ الْأَوْصَاف فِي حَقّ اللَّه مُحَال ؛ إِذْ لَوْ كَانَ ذَا يَد وَأَصَابِع وَجَوَارِح , كَانَ كَوَاحِدٍ مِنَّا , فَكَانَ يَجِب لَهُ مِنْ الِافْتِقَار وَالْحُدُوث وَالنَّقْص وَالْعَجْز مَا يَجِب لَنَا ، وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَاسْتَحَالَ أَنْ يَكُون إِلَهًا , إِذْ لَوْ جَازَتْ الْإِلَهِيَّة لِمَنْ هَذِهِ صِفَته لَصَحَّتْ لِلدَّجَّالِ , وَهُوَ مُحَال ، فَالْمُفْضِي إِلَيْهِ كَذِب , فَقَوْل الْيَهُودِيّ كَذِب وَمُحَال ، وَلِذَلِكَ أَنْزَلَ اللَّه فِي الرَّدّ عَلَيْهِ ( وَمَا قَدَرُوا اللَّه حَقّ قَدْره ) وَإِنَّمَا تَعَجَّبَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جَهْله , فَظَنَّ الرَّاوِي أَنَّ ذَلِكَ التَّعَجُّب تَصْدِيق وَلَيْسَ كَذَلِكَ ، فَإِنْ قِيلَ قَدْ صَحَّ حَدِيث " إِنَّ قُلُوب بَنِي آدَم بَيْن إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِع الرَّحْمَن " فَالْجَوَاب أَنَّهُ إِذَا جَاءَنَا مِثْل هَذَا فِي الْكَلَام الصَّادِق تَأَوَّلْنَاهُ , أَوْ تَوَقَّفْنَا فِيهِ إِلَى أَنْ يَتَبَيَّن وَجْهه , مَعَ الْقَطْع بِاسْتِحَالَةِ ظَاهِره , لِضَرُورَةِ صِدْق مَنْ دَلَّتْ الْمُعْجِزَة عَلَى صِدْقه ، وَأَمَّا إِذَا جَاءَ عَلَى لِسَان مَنْ يَجُوز عَلَيْهِ الْكَذِب , بَلْ عَلَى لِسَان مَنْ أَخْبَرَ الصَّادِق عَنْ نَوْعه بِالْكَذِبِ وَالتَّحْرِيف , كَذَّبْنَاهُ وَقَبَّحْنَاهُ ، ثُمَّ لَوْ سَلَّمْنَا أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَرَّحَ بِتَصْدِيقِهِ , لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ تَصْدِيقًا لَهُ فِي الْمَعْنَى , بَلْ فِي اللَّفْظ الَّذِي نَقَلَهُ مِنْ كِتَابه عَنْ نَبِيّه ، وَنَقْطَع بِأَنَّ ظَاهِره غَيْر مُرَاد , اِنْتَهَى , وَهَذَا الَّذِي نَحَا إِلَيْهِ أَخِيرًا أَوْلَى مِمَّا اِبْتَدَأَ بِهِ , لِمَا فِيهِ مِنْ الطَّعْن عَلَى ثِقَات الرُّوَاة وَرَدّ الْأَخْبَار الثَّابِتَة ، وَلَوْ كَانَ الْأَمْر عَلَى خِلَاف مَا فَهِمَهُ الرَّاوِي بِالظَّنِّ , لَلَزِمَ مِنْهُ تَقْرِير النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْبَاطِل , وَسُكُوته عَنْ الْإِنْكَار , وَحَاشَا لِلَّهِ مِنْ ذَلِكَ ، وَقَدْ اِشْتَدَّ إِنْكَار اِبْن خُزَيْمَةَ عَلَى مَنْ اِدَّعَى أَنَّ الضَّحِك الْمَذْكُور كَانَ عَلَى سَبِيل الْإِنْكَار ، فَقَالَ بَعْد أَنْ أَوْرَدَ هَذَا الْحَدِيث فِي " كِتَاب التَّوْحِيد " مِنْ صَحِيحه بِطَرِيقِهِ : قَدْ أَجَلَّ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهَ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَنْ يُوصَف رَبُّه بِحَضْرَتِهِ بِمَا لَيْسَ هُوَ مِنْ صِفَاته , فَيَجْعَل بَدَل الْإِنْكَار وَالْغَضَب عَلَى الْوَاصِف ضَحِكًا ، بَلْ لَا يُوصِف النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا الْوَصْف مَنْ يُؤْمِن بِنُبُوَّتِهِ ، وَقَدْ وَقَعَ فِي الْحَدِيث فِي الرِّقَاق عَنْ أَبِي سَعِيد رَفَعَهُ : " تَكُون الْأَرْض يَوْم الْقِيَامَة خُبْزَة وَاحِدَة يَتَكَفَّؤُهَا الْجَبَّار بِيَدِهِ كَمَا يَتَكَفَّؤُ أَحَدُكُمْ خُبْزَته " الْحَدِيث ، وَفِيهِ أَنَّ يَهُودِيًّا دَخَلَ فَأَخْبَرَ بِمِثْلِ ذَلِكَ , فَنَظَرَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَصْحَابه ثُمَّ ضَحِكَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 490)
(10) [الزمر/67]
(11) ( خ ) 4533 , ( م ) 2786(1/953)
( خ م حم صم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ (1) أَرْبَعُونَ " , فَقَالُوا : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ : أَرْبَعُونَ يَوْمًا ؟ ، قَالَ : أَبَيْتُ ، قَالُوا : أَرْبَعُونَ شَهْرًا ؟ ، قَالَ : أَبَيْتُ ، قَالُوا : أَرْبَعُونَ سَنَةً ؟ ، قَالَ : أَبَيْتُ (2) ) (3) ( " ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مَاءَ الْحَيَاةِ ) (4) ( فَتَنْبُتُ مِنْهُ أَجْسَادُ النَّاسِ ) (5) ( كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ (6) وَلَيْسَ مِنْ الْإِنْسَانِ شَيْءٌ إِلَّا يَبْلَى , إِلَّا عَظْمًا وَاحِدًا وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ (7) ) (8) ( لَا تَأْكُلُهُ الْأَرْضُ أَبَدًا ) (9) ( فَإِنَّهُ مِنْهُ خُلِقَ (10) ) (11) ( وَمِنْهُ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (12) ( حَتَّى إِذَا أُخْرِجَتِ الْأَجْسَادُ أَرْسَلَ اللَّهُ الْأَرْوَاحَ ، وَكَانَ كُلُّ رُوحٍ أَسْرَعَ إِلَى صَاحِبِهِ مِنَ الطَّرْفِ ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّوَرِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ) (13) ( ثُمَّ يُقَالُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ , { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ } (14) ثُمَّ يُقَالُ : أَخْرِجُوا بَعْثَ النَّارِ , فَيُقَالُ : مِنْ كَمْ ؟ , فَيُقَالُ : مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ , فَذَاكَ يَوْمَ يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا , وَذَلِكَ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) (15) "
__________
(1) النفخة : نفخ الملك في الصور يوم القيامة .
(2) أَيْ : أَبَيْتُ أَنْ أَجْزِم أَنَّ الْمُرَاد أَرْبَعُونَ يَوْمًا أَوْ سَنَة أَوْ شَهْرًا ، بَلْ الَّذِي أَجْزِم بِهِ أَنَّهَا أَرْبَعُونَ مُجْمَلَة ، وَقَدْ جَاءَتْ مُفَسَّرَة مِنْ رِوَايَة غَيْر مُسْلِم ( أَرْبَعُونَ سَنَة ) . ( النووي - ج 9 / ص 343)
(3) ( خ ) 4651
(4) رواه ابن ابي عاصم في السُّنَّة , وصححه الألباني في الظلال : 891 , ( خ ) 4651
(5) ( م ) 2940
(6) البقل : نبات عُشبي يتغذى به الإنسان دون أن يُصنع .
(7) ( عَجْب الذَّنَب ) : الْعَظْم اللَّطِيف الَّذِي فِي أَسْفَل الصُّلْب ، وَهُوَ رَأْس الْعُصْعُص ، وَيُقَال لَهُ ( عَجْم ) بِالْمِيمِ ، وَهُوَ أَوَّل مَا يُخْلَق مِنْ الْآدَمِيّ ، وَهُوَ الَّذِي يَبْقَى مِنْهُ لِيُعَادَ تَرْكِيب الْخَلْق عَلَيْهِ . ( النووي - ج 9 / ص 343)
(8) ( خ ) 4651
(9) ( م ) 2955
(10) أَيْ : اُبْتُدِئَ مِنْهُ خَلْق الْإِنْسَان أَوَّلًا . عون المعبود - (ج 10 / ص 264)
(11) ( حم ) 8266 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح , ( م ) 2955
(12) ( خ ) 4651 , ( م ) 2955
(13) رواه ابن ابي عاصم في السنة , وصححه الألباني في الظلال : 891 , ( م ) 2940
(14) [الصافات/24]
(15) ( م ) 2940(1/954)
( خ م حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( بَيْنَمَا يَهُودِيٌّ يَعْرِضُ سِلْعَةً لَهُ أُعْطِيَ بِهَا شَيْئًا ) (1) ( لَمْ يَرْضَهُ ، فَقَالَ : لَا وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ ، فَسَمِعَهُ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَلَطَمَ وَجْهَهُ وَقَالَ : تَقُولُ وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ أَظْهُرِنَا ؟ ، فَذَهَبَ الْيَهُودِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا أَبَا الْقَاسِمِ ، إِنَّ لِي ذِمَّةً وَعَهْدًا ، وَفُلَانٌ لَطَمَ وَجْهِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لِمَ لَطَمْتَ وَجْهَهُ " ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ قَالَ : وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ ، وَأَنْتَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا " فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى عُرِفَ الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ : لَا تُفَضِّلُوا بَيْنَ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ ، فَإِنَّهُ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (2) ( فَيُصْعَقُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ ) (3) ( فَأُصْعَقُ مَعَهُمْ ) (4) ( ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى ) (5) ( فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ ) (6) فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ (7) ( فَإِذَا مُوسَى - عليه السلام - آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ ) (8) ( فلَا أَدْرِي ، أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ فَأَفَاقَ قَبْلِي , أَوْ كَانَ مِمَّنْ اسْتَثْنَاهُ اللَّهُ - عز وجل - (9) ) (10) ( فَحُوسِبَ بِصَعْقَتِهِ يَوْمَ الطُّورِ ) (11) ( وَلَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ : أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى ) (12) ( - وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ - ) (13) ( أَصَابَ ذَنْبًا ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ ) (14) "
__________
(1) ( خ ) 3233
(2) ( م ) 2373 , ( خ ) 3233
(3) ( خ ) 3233
(4) ( خ ) 2280
(5) ( خ ) 3233
(6) ( حم ) 9820 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(7) ( خ ) 2280
(8) ( خ ) 6991
(9) الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ : ( مِمَّنْ اِسْتَثْنَى اللَّهُ ) قوله تعالى : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ } . [الزمر/68]
(10) ( خ ) 2280 , ( م ) 2373 , ( حم ) 7576
(11) ( خ ) 3233 , ( م ) 2373
(12) ( خ ) 3234 , ( م ) 2376
(13) ( حم ) 3180 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(14) ( حم ) 3252 ، وقال الأرناؤوط : إسناده صحيح .(1/955)
مِقْدَارُ يَوْمِ الْقِيَامَة
قَالَ تَعَالَى : { تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا , إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا , وَنَرَاهُ قَرِيبًا , يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ , وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ , وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا } [المعارج/4-10]
( ك ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ :
" تَلَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْآية : { يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } (1) وَقَالَ : كَيْفَ بِكُمْ إِذَا جَمَعَكُمُ اللَّهُ كَمَا يُجْمَعُ النَّبْلُ فِي الْكِنَانَةِ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، ثُمَّ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْكُمْ " (2)
__________
(1) [المطففين/6]
(2) ( ك ) 8707 , انظر الصَّحِيحَة : 2817(1/956)
( خ م ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" { يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } , قَالَ : حَتَّى يَغِيبَ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ " (1)
__________
(1) ( خ ) 4654 , ( م ) 2862(1/957)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَعْرَقُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَذْهَبَ عَرَقُهُمْ فِي الْأَرْضِ سَبْعِينَ ذِرَاعًا ، وَيُلْجِمُهُمْ حَتَّى يَبْلُغَ آذَانَهُمْ " (1)
__________
(1) ( خ ) 6167 , ( م ) 2863(1/958)
تَخْفِيفُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ عَلَى الْمُؤمِنِين
( يع ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ مِقْدَارَ نِصْفِ يَوْمٍ مِنْ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، فَيَهُونُ ذَلِكَ الْيَوْمُ عَلَى الْمُؤْمِنِ كَتَدَلِّي الشَّمْسِ لِلْغُرُوبِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ " (1)
__________
(1) ( يع ) 6025 , ( حب ) 7333 , وصححه الألباني في الصَّحِيحَة تحت حديث : 2817 , وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :3589 , وقال شعيب الأرنؤوط في ( حب ) 7327 : إسناده صحيح على شرط البخاري .(1/959)
( ك ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَوْمُ الْقِيَامَةِ كَقَدْرِ مَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ " (1)
__________
(1) ( ك ) 283 , انظر الصَّحِيحَة : 2456 , وقال الألباني : وهذا يدل على خِفَّة يوم القيامة على المؤمنين . أ . هـ(1/960)
( د ك ) , وَعَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَنْ يُعْجِزَ اللَّهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ مِنْ نِصْفِ يَوْمٍ (1) وفي رواية (2) : إِنَّ اللَّهَ لَنْ يُعْجِزَنِي فِي أُمَّتِي أَنْ يُؤَخِّرَهَا نِصْفَ يَوْمٍ (3) "
__________
(1) ( د ) 4349 , انظر صَحِيحَ الْجَامِع : 5224 , الصحيحة : 1643
(2) ( ك ) 8307 , انظر صَحِيحَ الْجَامِع : 1811
(3) أَيْ : نِصْف يَوْمٍ مِنْ أَيَّام الْآخِرَة .(1/961)
( د ) , وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا تَعْجِزَ أُمَّتِي (1) عِنْدَ رَبِّهَا أَنْ يُؤَخِّرَهُمْ (2) نِصْفَ يَوْمٍ " , فَقِيلَ لِسَعْدٍ : وَكَمْ نِصْفُ ذَلِكَ الْيَوْمِ ؟ , قَالَ : خَمْسُ مِائَةِ سَنَةٍ . (3)
__________
(1) أَيْ : أَغْنِيَاؤُهَا عَنْ الصَّبْر عَلَى الْوُقُوف لِلْحِسَابِ . عون المعبود - (ج 9 / ص 384)
(2) أَيْ : يُؤَخِّرهُمْ عَنْ لِحَاق فُقَرَاء أُمَّتِي السَّابِقِينَ إِلَى الْجَنَّة . عون المعبود - (ج 9 / ص 384)
(3) ( د ) 4350(1/962)
( حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يُبْعَثُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاءُ تَطِشُّ (1) عَلَيْهِمْ " (2)
__________
(1) أَيْ : تُمْطِر مطراً خفيفا .
(2) ( حم ) 13841 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .(1/963)
هَوْلُ الْمَطْلَعِ يَوْمَ الْقِيَامَة
قَالَ تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ , يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّه شَدِيدٌ } (3)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ , إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ , مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ , وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ , وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ , فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ , يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ , سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ , هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ } (4)
وَقَالَ تَعَالَى : { إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ , وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ , وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ , وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ , وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ , وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ , بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ , وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ , وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ , وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ , عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ } (5)
وَقَالَ تَعَالَى : { إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ , وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ , وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ , عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ } (6)
وَقَالَ تَعَالَى : { إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا , وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا , وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا , بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا , يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ , فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ , وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } (7)
وَقَالَ تَعَالَى : { الْقَارِعَةُ , مَا الْقَارِعَةُ , وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ , يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ , وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ , فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ , وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ , وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ , نَارٌ حَامِيَةٌ } (8)
___________
(3) [الحج/1، 2]
(4) [إبراهيم/42-52]
(5) [التكوير/1-14]
(6) [الإنفطار/1-5]
(7) [الزلزلة/1-8]
(8) [القارعة/1-11](1/964)
( حم ) , وَعَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَوْ أَنَّ رَجُلًا يُجَرُّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلَى يَوْمِ يَمُوتُ هَرَمًا فِي مَرْضَاةِ اللَّهِ - عز وجل - لَحَقَّرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (1)
وفي رواية (2) : لَوْ أَنَّ عَبْدًا خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلَى أَنْ يَمُوتَ هَرَمًا فِي طَاعَةِ اللَّهِ لَحَقَّرَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ , وَلَوَدَّ أَنَّهُ يُرَدُّ إِلَى الدُّنْيَا كَيْمَا يَزْدَادَ مِنْ الْأَجْرِ وَالثَّوَابِ "
__________
(1) ( حم ) 17686 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5249 , الصَّحِيحَة : 446
(2) ( حم ) 17687 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3597 ، وهداية الرواة : 5224 , وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح .(1/965)
( خ م ت ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا (1) ثُمَّ قَرَأَ : { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ، وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ } (2) ) (3) ( فَقُلْتُ : يَا رَسُول اللَّهِ ، الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ ؟ ) (4) ( فَقَالَ : " يَا عَائِشَةُ { لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } (5) ) (6) ( وَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ (7) ) (8) "
__________
(1) ( غُرْلًا ) : جَمْع أَغْرَلَ , وَهُوَ الْأَقْلَفُ , وَهُوَ مَنْ بَقِيَتْ غُرْلَتُهُ , وَهِيَ الْجِلْدَةُ الَّتِي يَقْطَعُهَا الْخَاتِنُ مِنْ الذَّكَرِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 370)
(2) [الأنبياء/104]
(3) ( خ ) 3171 , ( م ) 2860
(4) ( خ ) 6162
(5) [عبس/37]
(6) ( ت ) 3332 , ( م ) 2859
(7) يُقَال إِنَّ الْحِكْمَة فِي خُصُوصِيَّة إِبْرَاهِيم بِذَلِكَ لِكَوْنِهِ أُلْقِيَ فِي النَّار عُرْيَانًا ، وَقِيلَ : لِأَنَّهُ أَوَّل مَنْ لَبِسَ السَّرَاوِيل , وَلَا يَلْزَم مِنْ خُصُوصِيَّته عَلَيْهِ السَّلَام بِذَلِكَ تَفْضِيله عَلَى نَبِيّنَا مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , لِأَنَّ الْمَفْضُول قَدْ يَمْتَاز بِشَيْءٍ يُخَصّ بِهِ , وَلَا يَلْزَم مِنْهُ الْفَضِيلَة الْمُطْلَقَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 134)
(8) ( خ ) 3171 , ( م ) 2860(1/966)
صِفَةُ أَرْضِ يَوْمِ الْقِيَامَة
قَالَ تَعَالَى : { يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } (9)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا , فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (10) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (11) } (12)
__________
(9) [إبراهيم/48]
(10) القاع : المستوى من الأرض , والصفصف : المستوي الأملس الذي لا نبات فيه ولا بناء ، فإنه على صفٍّ واحد في استوائه . أضواء البيان - (ج 4 / ص 169)
(11) الأمت : النتوء اليسير , أي : ليس فيها اعوجاج ولا ارتفاع بعضها على بعض ، بل هي مستوية . أضواء البيان
(12) [طه/105-107](1/967)
( خ م ) , وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَرْضٍ بَيْضَاءَ عَفْرَاءَ (1) كَقُرْصَةِ النَّقِيِّ (2) ) (3) ( لَيْسَ فِيهَا مَعْلَمٌ لِأَحَدٍ (4) ) (5) "
__________
(1) العفراء : من الْعَفَر , وهو بَيَاضٌ لَيْسَ بِالنَّاصِعِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 8 / ص 82)
(2) ( النَّقِيّ ) : خُبْز الدَّقِيق الْحُوَّارَي , وَهُوَ النَّظِيف الْأَبْيَض . فتح الباري لابن حجر - (ج 15 / ص 298)
(3) ( م ) 2790
(4) يُرِيد أَنَّهَا مُسْتَوِيَةٌ , لَيْسَ فِيهَا عَلَامَة سُكْنَى وَلَا بِنَاء وَلَا أَثَر , وَلَا شَيْء مِنْ الْعَلَامَات الَّتِي يُهْتَدَى بِهَا فِي الطَّرَقَات كَالْجَبَلِ وَالصَّخْرَة الْبَارِزَة . ( فتح ) - (ج 18 / ص 365)
(5) ( خ ) 6156(1/968)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" تَكُونُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُبْزَةً وَاحِدَةً يَتَكَفَّؤُهَا (1) الْجَبَّارُ بِيَدِهِ كَمَا يَكْفَأُ أَحَدُكُمْ خُبْزَتَهُ فِي السَّفَرِ (2) نُزُلًا لِأَهْلِ الْجَنَّةِ (3) " , فَأَتَى رَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ فَقَالَ : بَارَكَ الرَّحْمَنُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ , أَلَا أُخْبِرُكَ بِنُزُلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ , قَالَ : " بَلَى " , قَالَ : تَكُونُ الْأَرْضُ خُبْزَةً وَاحِدَةً - كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْنَا ثُمَّ ضَحِكَ (4) حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ (5) " , ثُمَّ قَالَ : أَلَا أُخْبِرُكَ بِإِدَامِهِمْ (6) ؟ , قَالَ : إِدَامُهُمْ بَالَامٌ وَنُونٌ , قَالُوا : وَمَا هَذَا ؟ , قَالَ : ثَوْرٌ وَنُونٌ (7) يَأْكُلُ مِنْ زَائِدَةِ كَبِدِهِمَا سَبْعُونَ أَلْفًا (8) " (9)
__________
(1) أَيْ : يُمِيلُهَا , مِنْ كَفَأْتُ الْإِنَاءَ إِذَا قَلَّبْته . ( فتح ) - (ج 18 / ص 364)
(2) يَعْنِي خُبْزَ الْمَلَّةِ الَّذِي يَصْنَعُهُ الْمُسَافِرُ , فَإِنَّهَا لَا تُدْحَى كَمَا تُدْحَى الرُّقَاقَةُ , وَإِنَّمَا تُقَلَّبُ عَلَى الْأَيْدِي حَتَّى تَسْتَوِيَ . ( فتح ) - (ج 18 / ص 364)
(3) النُّزُلُ : مَا يُقَدَّمُ لِلضَّيْفِ , يُقَال : أَصْلَحَ لِلْقَوْمِ نُزُلَهُمْ , أَيْ : مَا يَصْلُحُ أَنْ يَنْزِلُوا عَلَيْهِ مِنْ الْغِذَاءِ , وَيُطْلَقُ عَلَى مَا يُعَجَّلُ لِلضَّيْفِ قَبْل الطَّعَام , وَهُوَ اللَّائِقُ هُنَا , وَيُسْتَفَاد مِنْهُ أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ لَا يُعَاقَبُونَ بِالْجُوعِ فِي طُول زَمَان الْمَوْقِفِ , بَلْ يَقْلِبُ اللَّهُ لَهُمْ بِقُدْرَتِهِ طَبْعَ الْأَرْضِ , حَتَّى يَأْكُلُوا مِنْهَا مِنْ تَحْت أَقْدَامِهِمْ مَا شَاءَ اللَّهُ بِغَيْرِ عِلَاجٍ وَلَا كُلْفَةٍ , وَيَكُون مَعْنَى قَوْله " نُزُلًا لِأَهْلِ الْجَنَّةِ " أَيْ : الَّذِينَ يَصِيرُونَ إِلَى الْجَنَّة أَعَمَّ مِنْ كَوْنِ ذَلِكَ يَقَعُ بَعْدَ الدُّخُولِ إِلَيْهَا أَوْ قَبْلَهُ , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ . ( فتح ) - (ج 18 / ص 364)
(4) يُرِيدُ أَنَّهُ أَعْجَبَهُ إِخْبَارُ الْيَهُودِيِّ عَنْ كِتَابِهِمْ بِنَظِيرِ مَا أَخْبَرَ بِهِ مِنْ جِهَةِ الْوَحْيِ , وَكَانَ يُعْجِبُهُ مُوَافَقَةُ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يَنْزِلْ عَلَيْهِ , فَكَيْفَ بِمُوَافَقَتِهِمْ فِيمَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ . ( فتح ) - (ج 18 / ص 364)
(5) النواجذ : أواخُر الأسنان , وقيل : التي بعد الأنياب .
(6) ( الإِدَامُ ) : مَا يُؤْكَلُ بِهِ الْخُبْزُ .
(7) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : النُّونٌ هُوَ الْحُوتُ عَلَى مَا فُسِّرَ فِي الْحَدِيث . ( فتح ) - (ج 18 / ص 364)
(8) زِيَادَةُ الْكَبِدِ وَزَائِدَتُهَا هِيَ الْقِطْعَةُ الْمُنْفَرِدَةُ الْمُتَعَلِّقَةُ بِهَا وَهِيَ أَطْيَبُهُ , وَلِهَذَا خُصَّ بِأَكْلِهَا السَّبْعُونَ أَلْفًا , وَلَعَلَّهُمْ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ , فُضِّلُوا بِأَطْيَبِ النُّزُلِ . ( فتح ) - (ج 18 / ص 364)
(9) ( خ ) 6155 , ( م ) 2792
(10) أَيْ : فُتِّتْ تفتيتاً حتى صارت كالبَسِيسَة ، وهي دقيق ملتوت بسمن . أضواء البيان - (ج 8 / ص 109)(1/969)
أَحْوَالُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَة
قَالَ تَعَالَى : { إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ , لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ , خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ , إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا , وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (10) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا , وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً , فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ , وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ } [الواقعة/1-10]
حَالُ السَّابِقِينَ يَوْمَ الْقِيَامَة
قَالَ تَعَالَى : { وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ , أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ , فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ , ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ , عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ , مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ , يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ , بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ , لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ , وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ , وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ , وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ , جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ , لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا } [الواقعة/10-26](1/970)
( حب ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" تَجْتَمِعُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيُقَالُ : أَيْنَ فُقَرَاءُ هَذِهِ الْأُمَّةِ ؟ , فَيَقُومُونَ ، فَيُقَالُ لَهُمْ : مَاذَا عَمِلْتُمْ ؟ , فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا , ابْتُلِينَا فَصَبَرْنَا ، وَولَّيْتَ الْأُمُورَ وَالسُّلْطَانَ غَيْرَنَا فَيَقُولُ اللَّهُ - عز وجل - : صَدَقْتُمْ ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ النَّاسِ ، وَتَبْقَى شِدَّةُ الْحِسَابِ عَلَى ذَوِي الْأَمْوَالِ وَالسُّلْطَانِ " ، قَالُوا : فَأَيْنَ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَئِذٍ ؟ , قَالَ : " يُوضَعُ لَهُمْ كَرَاسِيُّ مِنْ نُورٍ ، مُظَلَّلٌ عَلَيْهِمُ الْغَمَامُ ، يَكُونُ ذَلِكَ الْيَوْمُ أَقْصَرَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مِنْ سَاعَةٍ مِنْ نَهَارٍ " (1)
__________
(1) ( حب ) 7419 , ( إسناده حسن ) , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3187 ، صحيح موارد الظمآن : 2193(1/971)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما - قَالَ :كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَطَلَعَتْ الشَّمْسُ ، فَقَالَ : " يَأْتِي اللَّهَ قَوْمٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نُورُهُمْ كَنُورِ الشَّمْسِ " ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَنَحْنُ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " لَا ، وَلَكُمْ خَيْرٌ كَثِيرٌ ، وَلَكِنَّهُمْ الْفُقَرَاءُ وَالْمُهَاجِرُونَ , الَّذِينَ يُحْشَرُونَ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 7072 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3188(1/972)
( خ م ت ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ (1) يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ : إِمَامٌ عَادِلُ (2) وَشَابٌّ (3) نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ , وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالْمَسْجِدِ (4) ) (5) ( إِذَا خَرَجَ مِنْهُ حَتَّى يَعُودَ إِلَيْهِ ) (6) ( وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ , اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ (7) وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ (8) فَقَالَ : إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا , حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ (9) خَالِياً (10) فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ (11) ) (12) "
__________
(1) إِضَافَة الظِّلّ إِلَى اللَّه إِضَافَة إِضَافَة تَشْرِيف ، لِيَحْصُلَ اِمْتِيَاز هَذَا عَلَى غَيْره ، كَمَا قِيلَ لِلْكَعْبَةِ بَيْت اللَّه , مَعَ أَنَّ الْمَسَاجِد كُلّهَا مِلْكُهُ وَالْمُرَاد ظِلّ عَرْشه ، وَيَدُلّ عَلَيْهِ حَدِيث سَلْمَانَ عِنْدَ سَعِيد بْن مَنْصُور بِإِسْنَادٍ حَسَن " سَبْعَة يُظِلُّهُمْ اللَّه فِي ظِلِّ عَرْشِهِ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(2) الْمُرَاد بِهِ صَاحِب الْوِلَايَة الْعُظْمَى ، وَيَلْتَحِقُ بِهِ كُلُّ مَنْ وَلِيَ شَيْئًا مِنْ أُمُور الْمُسْلِمِينَ فَعَدَلَ فِيهِ ، وَيُؤَيِّدهُ رِوَايَة مُسْلِم مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عَمْرو رَفَعَهُ " أَنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللَّه عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُور عَنْ يَمِين الرَّحْمَن ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمهمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وُلُّوا " وَأَحْسَن مَا فُسِّرَ بِهِ الْعَادِل أَنَّهُ الَّذِي يَتَّبِعُ أَمْر اللَّه بِوَضْعِ كُلّ شَيْء فِي مَوْضِعه , مِنْ غَيْر إِفْرَاط وَلَا تَفْرِيط ، وَقَدَّمَهُ فِي الذِّكْرِ لِعُمُومِ النَّفْع بِهِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(3) خَصَّ الشَّابّ لِكَوْنِهِ مَظِنَّة غَلَبَة الشَّهْوَة , لِمَا فِيهِ مِنْ قُوَّة الْبَاعِث عَلَى مُتَابَعَة الْهَوَى ؛ فَإِنَّ مُلَازَمَة الْعِبَادَة مَعَ ذَلِكَ أَشَدُّ , وَأَدَلّ عَلَى غَلَبَة التَّقْوَى . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(4) كَأَنَّهُ شَبَّهَهُ بِالشَّيْءِ الْمُعَلَّق فِي الْمَسْجِد , كَالْقِنْدِيلِ مَثَلًا , إِشَارَةً إِلَى طُول الْمُلَازَمَة بِقَلْبِهِ وَإِنْ كَانَ جَسَده خَارِجًا عَنْهُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(5) ( خ ) 6421 , ( م ) 1031
(6) ( م ) 1031 , ( ت ) 2388
(7) الْمُرَاد أَنَّهُمَا دَامَا عَلَى الْمَحَبَّة الدِّينِيَّة وَلَمْ يَقْطَعَاهَا بِعَارِضٍ دُنْيَوِيٍّ , سَوَاء اِجْتَمَعَا حَقِيقَةً أَمْ لَا , حَتَّى فَرَّقَ بَيْنَهُمَا الْمَوْت . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(8) الْمُرَاد بِالْمَنْصِبِ الْأَصْل أَوْ الشَّرَف ، وَقَدْ وَصَفَهَا بِأَكْمَلِ الْأَوْصَاف الَّتِي جَرَتْ الْعَادَة بِمَزِيدِ الرَّغْبَة لِمَنْ تَحْصُلُ فِيهِ , وَهُوَ الْمَنْصِب الَّذِي يَسْتَلْزِمُهُ الْجَاه وَالْمَال , مَعَ الْجَمَال , وَقَلَّ مَنْ يَجْتَمِع ذَلِكَ فِيهَا مِنْ النِّسَاء ، وَالظَّاهِر أَنَّهَا دَعَتْهُ إِلَى الْفَاحِشَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(9) أَيْ : بِقَلْبِهِ مِنْ التَّذَكُّر أَوْ بِلِسَانِهِ مِنْ الذِّكْرِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(10) أَيْ : فِي مَوْضِع خَالٍ , لِأَنَّهُ يَكُون حِينَئِذٍ أَبْعَدَ مِنْ الرِّيَاء . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(11) أَيْ : فَاضَتْ الدُّمُوع مِنْ عَيْنَيْهِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 485)
(12) ( خ ) 1357 , ( م ) 1031(1/973)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا (1) أَوْ وَضَعَ لَهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ " (2)
__________
(1) المُعْسِر : المحتاج , وقليل المال , والعاجز عن أداء دينه .
(2) ( ت ) 1306 , ( حم ) 8696 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6106 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 909(1/974)
( جة حم طب ) , وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( رِبَاطُ شَهْرٍ خَيْرٍ مِنْ صِيَامِ دَهْرٍ , وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) (1) ( كُتِبَ لَهُ أَجْرُ الْمُرَابِطِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ , وَغُدِيَ عَلَيْهِ بِرِزْقِهِ وَرِيحَ مِنْ الْجَنَّةِ ) (2) ( وَأَمِنَ مِنَ الْفَتَّانِ ، وَبَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ آمِنًا مِنَ الْفَزَعِ ) (3) ( الْأَكْبَرِ ) (4) "
__________
(1) الطبراني كما فى مجمع الزوائد (5/290) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3479 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :1219
(2) ( حم ) 9233 , الطبراني كما فى مجمع الزوائد (5/290) , ( جة ) 2767 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(3) ( جة ) 2767 , ( حم ) 9233 , انظر صحيح الجامع : 6544 , وصحيح الترغيب والترهيب : 1221
(4) ( حم ) 9233 , الطبراني كما فى مجمع الزوائد (5/290)(1/975)
( خ م جة ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ) (1) ( مَا مِنْ مَجْرُوحٍ يُجْرَحُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجْرَحُ فِي سَبِيلِهِ - إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ جُرِحَ ) (2) ( تَفَجَّرُ دَماً ) (3) ( اللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ ، وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ ) (4) "
__________
(1) ( خ ) 2649
(2) ( جة ) 2795 , ( م ) 106 - ( 1876 ) , ( خ ) 2649
(3) ( خ ) 235 , ( م ) 106 - ( 1876 )
(4) ( خ ) 2649 , ( م ) 105 - ( 1876 )(1/976)
( س ) , عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ جُرِحَ جُرْحًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ نُكِبَ (1) نَكْبَةً (2) فَإِنَّهَا تَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَغْزَرِ مَا كَانَتْ , لَوْنُهَا كَالزَّعْفَرَانِ , وَرِيحُهَا كَالْمِسْكِ , وَمَنْ جُرِحَ جُرْحًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَعَلَيْهِ طَابَعُ الشُّهَدَاءِ (3) " (4)
__________
(1) أَيْ : أُصِيبَ .
(2) الْجُرْحُ : مَا يَكُونُ مِنْ فِعْلِ الْكُفَّارِ , وَالنَّكْبَةِ : الْجِرَاحَةُ الَّتِي أَصَابَتْهُ مِنْ وُقُوعِهِ مِنْ دَابَّتِهِ أَوْ وُقُوعِ سِلَاحٍ عَلَيْهِ , وَالنَّكْبَةُ : مَا يُصِيبُ الْإِنْسَانَ مِنْ الْحَوَادِثِ .تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 333)
(3) ( الطَّابَع ) : الْخَاتَم يُخْتَم بِهِ عَلَى الشَّيْء , يَعْنِي عَلَيْهِ عَلَامَة الشُّهَدَاء وَأَمَارَاتهمْ . عون المعبود - (ج 5 / ص 439)
(4) ( س ) 3141 , ( ت ) 1657 , ( د ) 2541 , ( حم ) 22067(1/977)
( حم ) , عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ مَاتَ عَلَى مَرْتَبَةٍ مِنْ هَذِهِ الْمَرَاتِبِ (1) بُعِثَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
(1) قَالَ حَيْوَةُ : رِبَاطٌ أَوْ حَجٌّ أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ .
(2) ( حم ) 23986 , ( ك ) 2637 , ابن المبارك في الجهاد ج 1ص142ح173 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(1/978)
( م ) , وَعَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ :
كُنْتُ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَب, فَجَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ يَدْعُوهُ إِلَى الصَلَاةِ , فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " الْمُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ (1) " (2)
__________
(1) اخْتَلَفَ السَّلَف وَالْخَلَف فِي مَعْنَاهُ ، فَقِيلَ : مَعْنَاهُ المؤذنون أَكْثَرُ النَّاس تَشَوُّفًا إِلَى رَحْمَة اللَّه تَعَالَى ، لِأَنَّ الْمُتَشَوِّف يُطِيل عُنُقه إِلَى مَا يَتَطَلَّع إِلَيْهِ , فمَعْنَاهُ كَثْرَة مَا يَرَوْنَهُ مِنْ الثَّوَاب .
وَقَالَ النَّضْر بْن شُمَيْلٍ : إِذَا أَلْجَمَ النَّاسَ الْعَرَقُ يَوْم الْقِيَامَة طَالَتْ أَعْنَاقهمْ لِئَلَّا يَنَالهُمْ ذَلِكَ الْكَرْب وَالْعَرَق .
وَقِيلَ : مَعْنَاهُ أَنَّهُمْ سَادَةٌ وَرُؤَسَاء ، وَالْعَرَب تَصِفُ السَّادَةَ بِطُولِ الْعُنُق , وَقِيلَ : مَعْنَاهُ أَكْثَر أَتْبَاعًا .
وَقَالَ اِبْن الْأَعْرَابِيّ : مَعْنَاهُ أَكْثَر النَّاس أَعْمَالًا . نيل الأوطار - (ج 2 / ص 395)
(2) ( م ) 14 - ( 387 ) , ( جة ) 725 , ( حم ) 16907(1/979)
حَالُ عَامَّةِ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَة
( ت حم ) , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( هَاهُنَا تُحْشَرُونَ , هَاهُنَا تُحْشَرُونَ , هَاهُنَا تُحْشَرُونَ - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى نَحْوِ الشَّامِ - ) (1) ( مُشَاةً وَرُكْبَانًا (2) ) (3) ( وَتُجَرُّونَ عَلَى وُجُوهِكُمْ ) (4) ( تُعْرَضُونَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَى أَفْوَاهِكُمْ الْفِدَامُ (5) مُفَدَّمَةٌ أَفْوَاهُكُمْ بِالْفِدَامِ (6) وَأَوَّلُ مَا يُعْرِبُ (7) عَنْ أَحَدِكُمْ فَخِذُهُ ) (8) وفي رواية : ( وَإِنَّ أَوَّلَ مَا يَتَكَلَّمُ مِنْ الْآدَمِيِّ فَخِذُهُ وَكَفُّهُ ) (9) "
__________
(1) ( حم ) 20025 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(2) أَيْ : عَلَى النُّوقِ , وَهُوَ بِضَمِّ الرَّاءِ جَمْعُ رَاكِبٍ , وَهُمْ السَّابِقُونَ الْكَامِلُو الْإِيمَانِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 215)
(3) ( حم ) 20036 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(4) ( ت ) 2424
(5) الفِدام : ما يُشَدّ على فَمِ الإبْرِيق والكُوز مِن خِرْقةٍ لتَصْفِيَة الشَّراب الذي فيه , أَيْ : أنهم يُمْنَعون الكلامَ بأفواهِهم حتى تَتَكَّلم جوارِحُهم , فشَبَّه ذلك بالفِدام . النهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 807)
(6) ( حم ) 20049 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن , وانظر الصَّحِيحَة : 2713
(7) أَيْ : يُبِين ويشهد وينطق ويُظْهُر ما عنده .
(8) ( حم ) 20036
(9) ( حم ) 20038 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن , وانظر الصَّحِيحَة : 2713(1/980)
( م حم ) , وَعَنْ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ الْخَلْقِ حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ (1) فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فِي الْعَرَقِ , فَمِنْهُمْ ) (2) ( مَنْ يَبْلُغُ عَرَقُهُ عَقِبَيْهِ , وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ , وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ , وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ الْعَجُزَ , وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ الْخَاصِرَةَ , وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ مَنْكِبَيْهِ (3) وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ عُنُقَهُ , وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ وَسَطَ فِيهِ - وَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ فَأَلْجَمَهَا فَاهُ - وَمِنْهُمْ مَنْ يُغَطِّيهِ عَرَقُهُ - وَضَرَبَ بِيَدِهِ إِشَارَةً - ) (4) "
__________
(1) قَالَ سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ : فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا يَعْنِي بِالْمِيلِ , أَمَسَافَةَ الْأَرْضِ , أَمْ الْمِيلَ الَّذِي تُكْتَحَلُ بِهِ الْعَيْنُ . ( م ) 2864
(2) ( م ) 2864 , ( ت ) 2421
(3) المنكب : مُجْتَمَع رأس الكتف والعضد .
(4) ( حم ) 17475 ( صحيح ) , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3588(1/981)
حَالُ أَصْحَابِ الْكَبَائِرِ يَوْمَ الْقِيَامَة
قَالَ تَعَالَى : { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا , قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى } (5)
وَقَالَ تَعَالَى : { الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ } (6)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ } (7)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا } (8)
___________
(5) [طه/124، 125]
(6) [البقرة/275]
(7) [الزمر/60]
(8) [الإسراء : 97](1/982)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ فَذَكَرَ الْغُلُولَ (1) فَعَظَّمَهُ وَعَظَّمَ أَمْرَهُ ، ثُمَّ قَالَ : لَا أَلْفِيَنَّ (2) أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ (3) يَقُولُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغِثْنِي ، فَأَقُولُ : لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا (4) قَدْ أَبْلَغْتُكَ , لَا أَلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ فَرَسٌ لَهُ حَمْحَمَةٌ (5) فَيَقُولُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغِثْنِي ، فَأَقُولُ : لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا ، قَدْ أَبْلَغْتُكَ , لَا أَلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ شَاةٌ لَهَا ثُغَاءٌ (6) يَقُولُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغِثْنِي فَأَقُولُ : لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا ، قَدْ أَبْلَغْتُكَ , لَا أَلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ نَفْسٌ لَهَا صِيَاحٌ , فَيَقُولُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغِثْنِي ، فَأَقُولُ : لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا ، قَدْ أَبْلَغْتُكَ , لَا أَلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ رِقَاعٌ تَخْفِقُ (7) فَيَقُولُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغِثْنِي ، فَأَقُولُ : لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا ، قَدْ أَبْلَغْتُكَ , لَا أَلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ صَامِتٌ (8) فَيَقُولُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغِثْنِي فَأَقُولُ : لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا ، قَدْ أَبْلَغْتُكَ " (9)
__________
(1) أَصْل الْغُلُول : الْخِيَانَة مُطْلَقًا ، ثُمَّ غَلَبَ اِخْتِصَاصه فِي الِاسْتِعْمَال بِالأخذ من الغنيمة قبل قِسمتها . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 303)
(2) أَيْ : لَا أَجِدَنَّ ، وَهُوَ وَإِنْ كَانَ مِنْ نَهْي الْمَرْء نَفْسه فَلَيْسَ الْمُرَاد ظَاهِره ، وَإِنَّمَا الْمُرَاد نَهْيُ مَنْ يُخَاطِبهُ عَنْ ذَلِكَ , وَهُوَ أَبْلُغ . فتح الباري لابن حجر - (ج 9 / ص 318)
(3) الرُّغَاء : صوتُ الإبل .
(4) مَعْنَاهُ لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا مِنْ الْمَغْفِرَة وَالشَّفَاعَة إِلَّا بِإِذْنِ اللَّه تَعَالَى ، قَالَ : وَيَكُون ذَلِكَ أَوَّلًا غَضَبًا عَلَيْهِ لِمُخَالَفَتِهِ ، ثُمَّ يَشْفَع > فِي جَمِيع الْمُوَحِّدِينَ بَعْد ذَلِكَ . شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 303)
(5) الحَمْحَمَة : صوت الفرس دون الصَّهِيل .
(6) الثُّغاء : صِياح الغَنم .
(7) أَيْ : رِقَاع تَتَقَعْقَع وَتَضْطَرِب إِذَا حَرَّكَتْهَا الرِّيَاح ، وَالْمُرَاد بِهَا الثِّيَاب , وَالْحَمْل الْمَذْكُور عُقُوبَةٌ لَهُ بِذَلِكَ لِيَفْتَضِح عَلَى رُءُوس الْأَشْهَاد ، وهَذَا الْحَدِيث يُفَسِّر قَوْله - عز وجل - ( يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) , أَيْ : يَأْتِ بِهِ حَامِلًا لَهُ عَلَى رَقَبَته . ( فتح ) - (ج 9 / ص 318)
(8) ( الصَّامِت ) أَيْ : الذَّهَب وَالْفِضَّة ، وَقِيلَ : مَا لَا رُوح فِيهِ مِنْ أَصْنَاف الْمَال . ( فتح ) - (ج 9 / ص 318)
(9) ( م ) 1831 , ( خ ) 2908(1/983)
( خ م جة حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ (1) يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ (2) لَهُ زَبِيبَتَانِ (3) ) (4) ( يَتْبَعُ صَاحِبَهُ حَيْثُمَا ذَهَبَ فَاتِحًا فَاهُ , وَهُوَ يَفِرُّ مِنْهُ ) (5) ( فَيَقُولُ : وَيْلَكَ مَا أَنْتَ ؟ ) (6) ( فَيَقُولُ : أَنَا مَالُكَ ) (7) ( الَّذِي كُنْتَ تَبْخَلُ بِهِ ) (8) ( أَنَا كَنْزُكَ ) (9) ( الَّذِي خَبَأْتَهُ ) (10) ( قَالَ : فَوَاللَّهِ لَنْ يَزَالَ يَطْلُبُهُ ) (11) ( حَتَّى يُطَوَّقُهُ ) (12) ( فَيَتَقِيهِ بِيَدِهِ فَيَلْقَمُهَا ) (13) ( فلَا يَزَالُ يَقْضَمُهَا (14) ) (15) ( كَمَا يَقْضَمُ الْفَحْلُ ) (16) ( ثُمَّ يُتْبِعُهُ بِسَائِرِ جَسَدِهِ ) (17) ( فَيَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ - يَعْنِي بِشِدْقَيْهِ (18) - ) (19) ( حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ ) (20) ( ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآية : { وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّه مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } (21) ) (22) "
__________
(1) أَيْ : نُصِّبَ وَصُيِّرَ , بِمَعْنَى أَنَّ مَاله يَصِير عَلَى صُورَة الشُّجَاع . ( النووي - ج 3 / ص 424)
(2) الشُّجَاع : الْحَيَّة الذَّكَر ، وَالْأَقْرَع : الَّذِي تَمَعَّطَ شَعْره لِكَثْرَةِ سَمِّهِ . ( النووي - ج 3 / ص 424)
(3) الزبيبتان : نابان يخرجان من فمه ، أو نقطتان سوداوان فوق عينيه ، وهو أوحش ما يكون من الحيات وأخبثه .
(4) ( خ ) 1338 , ( م ) 988
(5) ( م ) 988 , ( خ ) 6557
(6) ( خز ) 2255 , ( حم ) 10349 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : صحيح .
(7) ( خ ) 1338
(8) ( م ) 988 , ( س ) 2454
(9) ( خ ) 1338
(10) ( م ) 988 , ( حم ) 14482
(11) ( خ ) 6557 , ( حم ) 8170
(12) ( هق ) 7016 , ( خ ) 1338
(13) ( جة ) 1786 , ( خ ) 6557 , ( م ) 988
(14) قَضَمَتْ الدَّابَّةُ شَعِيرَهَا إِذَا أَكَلَتْهُ . ( النووي - ج 3 / ص 424)
(8) [آل عمران/180]
(15) ( حم ) 7742 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(16) ( م ) 988 , ( س ) 2454
(17) ( حم ) 10349
(18) الشدق : جانب الفم .
(19) ( خ ) 4289 , ( س ) 2482
(20) ( حم ) 7742
(21) [آل عمران/180]
(22) ( خ ) 4289 , ( س ) 2482(1/984)
( خ م س د حم ) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ , فَأحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ , فَيُكْوَى بِهَا (1) جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ ، كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ , فَيُرَى سَبِيلُهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ (2) وَإِمَّا إِلَى النَّارِ (3) " ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالْإِبِلُ ؟ ، قَالَ : " وَلَا صَاحِبُ إِبِلٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاتَهَا لَا يُؤَدِّي حَقَّهَا " ) (4) ( فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا حَقُّ الْإِبِلِ ؟ ، قَالَ : " تُعْطِي الْكَرِيمَةَ (5) وَتَمْنَحُ الْغَزِيرَةَ (6) وَإِعَارَةُ دَلْوِهَا (7) وَتُفْقِرُ الظَّهْرَ (8) وَتُطْرِقُ الْفَحْلَ (9) وَتَسْقِي اللَّبَنَ ) (10) ( وَحَمْلٌ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) (11) ( وَمِنْ حَقِّهَا أَنْ تُحْلَبَ عَلَى الْمَاءِ ) (12) ( يَوْمَ وِرْدِهَا (13) ) (14) ( فِي نَجْدَتِهَا وَرِسْلِهَا " , قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَجْدَتُهَا وَرِسْلُهَا ؟ , قَالَ : " فِي عُسْرِهَا وَيُسْرِهَا ) (15) ( إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ (16) لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ (17) أَوْفَرَ مَا كَانَتْ (18) ) (19) ( وَأَسْمَنَهُ وَآشَرَهُ (20) ) (21) ( لَا يَفْقِدُ مِنْهَا فَصِيلًا (22) وَاحِدًا ) (23) ( تَخْبِطُ وَجْهَهُ بِأَخْفَافِهَا (24) ) (25) ( وَتَعَضُّهُ بِأَفْوَاهِهَا ، كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولَاهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا , فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ ، فَيُرَى سَبِيلُهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ " قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ ؟ ، قَالَ : " وَلَا صَاحِبُ بَقَرٍ وَلَا غَنَمٍ لَا يُؤَدِّي حَقَّهَا ) (26) ( فِي نَجْدَتِهَا وَرِسْلِهَا ) (27) ( إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ , كَأَوْفَرِ مَا كَانَتْ (28) ) (29) ( وَأَسْمَنِهِ وَآشَرِهِ ) (30) ( لَا يَفْقِدُ مِنْهَا شَيْئًا , لَيْسَ فِيهَا عَقْصَاءُ (31) وَلَا جَلْحَاءُ (32) وَلَا عَضْبَاءُ (33) تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا , وَتَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا (34) كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولَاهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا , فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ ، فَيُرَى سَبِيلُهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ " ، قَالُوا : فَالْخَيْلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ , وَالْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ : هِيَ لِرَجُلٍ وِزْرٌ ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ ، وَلِرَجُلٍ أَجْرٌ , فَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ وِزْرٌ : فَرَجُلٌ يَتَّخِذُهَا أَشَرًا وَبَطَرًا وَبَذَخًا وَرِآء النَّاسِ , وَفَخْرًا وَنِوَاءً (35) عَلَى أَهْلِ الْإِسْلَامِ , فَهِيَ لَهُ وِزْرٌ ، وَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ سِتْرٌ : فَالرَّجُلُ يَتَّخِذُهَا تَكَرُّمًا وَتَجَمُّلًا ) (36) ( وَلَا يَنْسَى حَقَّ اللَّهِ فِي ) (37) ( ظُهُورِهَا وَبُطُونِهَا ) (38) ( وَرِقَابِهَا (39) ) (40) ( فِي عُسْرِهَا وَيُسْرِهَا ) (41) ( فَهِيَ لَهُ سِتْرٌ ) (42) ( وَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ أَجْرٌ ، فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ (43) لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ فِي مَرْجٍ أَوْ رَوْضَةٍ , فَمَا أَكَلَتْ مِنْ ذَلِكَ الْمَرْجِ أَوْ الرَّوْضَةِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا كُتِبَ لَهُ عَدَدُ مَا أَكَلَتْ حَسَنَاتٌ , وَكُتِبَ لَهُ عَدَدُ أَرْوَاثِهَا وَأَبْوَالِهَا حَسَنَاتٌ ، وَلَا تَقْطَعُ طِوَلَهَا (44) فَاسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ (45) إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَدَدَ آثَارِهَا وَأَرْوَاثِهَا حَسَنَاتٍ ، وَلَا مَرَّ بِهَا صَاحِبُهَا عَلَى نَهْرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ وَلَا يُرِيدُ أَنْ يَسْقِيَهَا ، إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ تُغَيِّبُهَا فِي بُطُونِهَا حَسَنَاتٍ (46) " ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالْحُمُرُ ؟ , قَالَ : مَا أُنْزِلَ عَلَيَّ فِي الْحُمُرِ شَيْءٌ إِلَّا هَذِهِ الْآيَةُ الْفَاذَّةُ (47) الْجَامِعَةُ (48) : { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ , وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } ) (49) "
__________
(1) أَيْ : بِتِلْكَ الدَّرَاهِم . عون المعبود - (ج 4 / ص 69)
(2) أَيْ : إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ ذَنْب سِوَاهُ , وَكَانَ الْعَذَاب تَكْفِيرًا لَهُ . عون المعبود - (ج 4 / ص 69)
(3) أَيْ : إِنْ كَانَ عَلَى خِلَاف ذَلِكَ . عون المعبود - (ج 4 / ص 69)
(4) ( م ) 987
(5) أَيْ : النَّفِيسَة .
(6) ( الْغَزِيرَةَ ) : الْكَثِيرَة اللَّبَن , وَالْمَنِيحَة : الشَّاة اللَّبُون , أَوْ النَّاقَة ذَات الدَّرّ , تُعَار لِدَرِّهَا , فَإِذَا حُلِبَتْ رُدَّتْ إِلَى أَهْلهَا . عون المعبود - (ج 4 / ص 69)
(7) أَيْ : إِعَارَة ضَرْعهَا .
(8) أَيْ : تُعِيرهُ لِلرُّكُوبِ . عون المعبود - (ج 4 / ص 69)
(9) إِطْرَاق الْفَحْل عَارِيَته لِلضِّرَابِ , لَا يَمْنَعهُ إذا طُلِبَه وَلَا يَأْخُذ عَلَيْهِ أَجْرًا ، يُقَال : طَرَقَ الْفَحْل النَّاقَة , فَهِيَ مَطْرُوقَة , وَهِيَ طَرُوقَة الْفَحْل إِذَا حَانَ لَهَا أَنْ تُطْرَق . عون المعبود - (ج 4 / ص 69)
(10) ( د ) 1658 , ( م ) 988
(11) ( م ) 988
(12) ( خ ) 1337
(13) الْمُرَادُ حَلْبهَا عَلَى الْمَاءِ لِنَفْعِ مَنْ يَحْضُرُ مِنْ الْمَسَاكِينِ , وَلِأَنَّ ذَلِكَ يَنْفَعُ الْإِبِل أَيْضًا ، وَهُوَ نَحْوُ النَّهْيِ عَنْ الْجِدَادِ بِاللَّيْلِ أَرَادَ أَنْ تَجُدَّ نَهَارًا لِتَحْضُرَ الْمَسَاكِين . ( فتح ) - (ج 7 / ص 245)
(14) ( م ) 987
(15) ( س ) 2442
(16) الْبَطْح فِي اللُّغَة بِمَعْنَى الْبَسْط وَالْمَدّ ، فَقَدْ يَكُون عَلَى وَجْهه ، وَقَدْ يَكُون عَلَى ظَهْرِهِ ، وَمِنْهُ سُمِّيَتْ بَطْحَاء مَكَّة لِانْبِسَاطِهَا . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 422)
(17) الْقَاع : الْمَكَان الْمُسْتَوِي الْوَاسِع ، وَالْقَرْقَر : الْمَكَان الْمُسْتَوِي , فَيَكُون صِفَة مُؤَكِّدَة . عون المعبود - (ج 4 / ص 69)
(18) يُرِيد بِهِ كَمَال حَال الْإبل الَّتِي وَطِئَتْ صَاحِبهَا فِي الْقُوَّة وَالسِّمَن لِيَكُونَ أَثْقَل لِوَطْئِهَا . عون المعبود - (ج 4 / ص 69)
(19) ( م ) 987 , ( خ ) 1391
(20) أَيْ : أَبْطَرِهِ وَأَنْشَطِهِ .
(21) ( س ) 2442
(22) الْفَصِيل : وَلَد النَّاقَة إِذَا فَصْل مِنْ إِرْضَاع أُمّه . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 455)
(23) ( م ) 987
(24) أَيْ : بِأَرْجُلِهَا . عون المعبود - (ج 4 / ص 69)
(25) ( حم ) 8169 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح , ( خ ) 1391
(26) ( م ) 987
(27) ( س ) 2442
(28) هَذَا لِلزِّيَادَةِ فِي عُقُوبَته بِكَثْرَتِهَا وَقُوَّتهَا وَكَمَال خَلْقهَا ، فَتَكُون أَثْقَل فِي وَطْئِهَا ، كَمَا أَنَّ ذَوَات الْقُرُون تَكُون بِقُرُونِهَا , لِيَكُونَ أَنْكَى وَأَصْوَبَ لِطَعْنِهَا وَنَطْحهَا . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 422)
(29) ( م ) 987
(30) ( س ) 2442
(31) العَقْصاء : المُلْتَوِيَة القرْنين .
(32) الجلحاء : الَّتي لَا قَرْنَ لها .
(33) العَضْبَاءُ : مَكْسُورَة الْقَرْنِ , أَوْ مَشْقُوقَةُ الْأُذُنِ . المُغرب - (ج 3 / ص 479)
(34) الظِّلْف لِلْبَقَرِ وَالْغَنَم وَالظِّبَاء ، وَهُوَ الْمُنْشَقّ مِنْ الْقَوَائِم ، وَالْخُفّ لِلْبَعِيرِ ، وَالْقَدَم لِلْآدَمِيِّ ، وَالْحَافِر لِلْفَرَسِ وَالْبَغْل وَالْحِمَار . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 422)
(35) أي : مُعاداةً لهم .
(36) ( م ) 24 - ( 987 )
(37) ( خ ) 2242 , ( هق ) 7209
(38) ( م ) 24 - ( 987 )
(39) اِسْتَدَلَّ بِهِ أَبُو حَنِيفَة عَلَى وُجُوب الزَّكَاة فِي الْخَيْل لِقوله ( ثُمَّ لَمْ يَنْسَ حَقّ اللَّه فِي ظُهُورهَا وَلَا رِقَابهَا ) وَتَأَوَّلَ الْجُمْهُور هَذَا الْحَدِيث عَلَى أَنَّ الْمُرَاد : يُجَاهِد بِهَا ، وَقِيلَ : الْمُرَاد بِالْحَقِّ فِي رِقَابهَا الْإِحْسَان إِلَيْهَا وَالْقِيَام بِعَلْفِهَا وَسَائِر مُؤَنهَا ، وَالْمُرَاد بِظُهُورِهَا : إِطْرَاق فَحْلهَا إِذَا طُلِبَتْ عَارِيَتُه , وَقِيلَ : الْمُرَاد حَقّ اللَّه مِمَّا يَكْسِبهُ مِنْ مَال الْعَدُوّ عَلَى ظُهُورهَا , وَهُوَ خُمُس الْغَنِيمَة . عون المعبود - (ج 4 / ص 69)
(40) ( خ ) 2242
(41) ( م ) 24 - ( 987 )
(42) ( خ ) 4678
(43) أَيْ : أَعَدَّهَا لِلْجِهَادِ ، وَأَصْله مِنْ الرَّبْط ، وَمِنْهُ الرِّبَاط ، وَهُوَ حَبْسُ الرَّجُلِ نَفْسَهُ فِي الثَّغْر وَإِعْدَادُهُ الْأُهْبَةَ لِذَلِكَ . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 422)
(44) الطِّوَل : الْحَبْل الَّذِي تُرْبَط فِيهِ . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 422)
(45) أَيْ : عَدَت شَوْطاً أو شَوْطَين . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 422)
(46) هَذَا مِنْ بَاب التَّنْبِيه ؛ لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ تَحْصُل لَهُ هَذِهِ الْحَسَنَات مِنْ غَيْر أَنْ يَقْصِد سَقْيَهَا , فَإِذَا قَصَدَهُ فَأَوْلَى بِإِضْعَافِ الْحَسَنَات . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 422)
(47) أَيْ : المُنْفَرِدَة في مَعْناها . والفَذُّ : الواحِد . النهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 810)
(48) أَيْ : الْعَامَّة الْمُتَنَاوِلَة لِكُلِّ خَيْر وَمَعْرُوف , ومَعْنَى الْحَدِيث : لَمْ يَنْزِل عَلَيَّ فِيهَا نَصٌّ بِعَيْنِهَا ، لَكِنْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة الْعَامَّة . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 422)
(49) ( م ) 24 - ( 987 ) , ( خ ) 4679(1/985)
( س د حم طب ) , وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَا مِنْ ذِي رَحِمٍ (1) يَأْتِي رَحِمَهُ فَيَسْأَلُهُ فَضْلًا (2) أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ فَيَبْخَلُ عَلَيْهِ ، إِلَّا أُخْرِجَ لَهُ ) (3) ( فَضْلُهُ الَّذِي مَنَعَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (4) ( مِنْ جَهَنَّمَ ) (5) ( شُجَاعًا أَقْرَعَ (6) يَتَلَمَّظُ (7) ) (8) ( يَنْهَسُهُ (9) قَبْلَ الْقَضَاءِ ) (10) "
__________
(1) أَيْ : ذُو الْقُرْبَى وَذُو الْأَرْحَام . عون المعبود - (ج 11 / ص 179)
(2) أَيْ : الْمَال الْفَاضِل مِنْ الْحَاجَة . عون المعبود - (ج 11 / ص 179)
(3) ( طب ) 2343 , انظر الصَّحِيحَة : 2548
(4) ( د ) 5139
(5) ( طب ) 2343
(6) الشُّجَاع : الْحَيَّة , وَالْأَقْرَع : هُوَ الَّذِي اِنْحَسَرَ الشَّعْر مِنْ رَأْسه مِنْ كَثْرَة سُمّه . عون المعبود - (ج 11 / ص 179)
(7) تَلَمَّظَ : أخرج لسانه فمسح شفتيه .
(8) ( س ) 2566
(9) النَّهْس : أخْذ اللَّحم بأطراف الأسْنان , والنَّهْش : الأخْذ بِجَميعها . النهاية في غريب الأثر - (ج 5 / ص 285)
(10) ( حم ) 20036 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .(1/986)
( حم حب ) , وَعَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( أَيُّمَا رَجُلٍ ظَلَمَ شِبْرًا مِنْ الْأَرْضِ ، كَلَّفَهُ اللَّهُ - عز وجل - أَنْ يَحْفِرَهُ حَتَّى يَبْلُغَ آخِرَ سَبْعِ أَرَضِينَ ) (1) ( ثُمَّ يَحْمِلَ تُرَابَهَا إِلَى الْمَحْشَرِ ) (2) ( يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ ) (3) "
__________
(1) ( حم ) 17607 , انظر الصَّحِيحَة : 240
(2) ( حم ) 17594 , انظر صحيح الجامع : 5984 , الصحيحة : 242 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(3) ( حب ) 5164 , انظر صحيح الترغيب والترهيب: 1868(1/987)
( خ م حم ) , وَعَنْ نَافِعٍ قَالَ :
( لَمَّا خَلَعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ (1) جَمَعَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - حَشَمَهُ (2) وَوَلَدَهُ فَقَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : ) (3) ( " لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ (4) يُعْرَفُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (5) ( يُنْصَبُ لَهُ ) (6) ( بِغَدْرَتِهِ (7) ) (8) ( عِنْدَ اسْتِهِ (9) ) (10) ( يُقَالُ : هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ (11) ) (12) ( أَلَا وَلَا غَادِرَ أَعْظَمُ مِنْ غَدْرَةِ أَمِيرِ عَامَّةٍ " ) (13) ( وَإِنَّا قَدْ بَايَعْنَا هَذَا الرَّجُلَ عَلَى بَيْعِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ (14) وَإِنِّي لَا أَعْلَمُ غَدْرًا أَعْظَمَ مِنْ أَنْ يُبَايِعَ رَجُلٌ رَجُلًا عَلَى بَيْعِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يَنْصِبُ لَهُ الْقِتَالَ ) (15) ( فلَا يَخْلَعَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَزِيدَ , وَلَا يُشْرِفَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ فِي هَذَا الْأَمْرِ ) (16) ( فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْكُمْ خَلَعَهُ وَلَا تَابَعَ فِي هَذَا الْأَمْرِ إِلَّا كَانَتْ الْفَيْصَلَ (17) فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ (18) ) (19) .
__________
(1) وَكَانَ السَّبَب أَنَّ يَزِيد بْن مُعَاوِيَة كَانَ أَمَّرَ عَلَى الْمَدِينَة اِبْن عَمّه عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن أَبِي سُفْيَان ، فَأَوْفَدَ إِلَى يَزِيد جَمَاعَة مِنْ أَهْل الْمَدِينَة , مِنْهُمْ عَبْد اللَّه بْن غَسِيل الْمَلَائِكَة , حَنْظَلَة بْن أَبِي عَامِر , وَعَبْد اللَّه بْن أَبِي عَمْرو بْن حَفْص الْمَخْزُومِيّ فِي آخَرِينَ , فَأَكْرَمَهُمْ وَأَجَازَهُمْ ، فَرَجَعُوا فَأَظْهَرُوا عَيْبَهُ وَنَسَبُوهُ إِلَى شُرْب الْخَمْر وَغَيْر ذَلِكَ ، ثُمَّ وَثَبُوا عَلَى عُثْمَان فَأَخْرَجُوهُ ، وَخَلَعُوا يَزِيد بْن مُعَاوِيَة ، فَبَلَغَ ذَلِكَ يَزِيدُ فَجَهَّزَ إِلَيْهِمْ جَيْشًا مَعَ مُسْلِم بْن عُقْبَةَ الْمُرِّيِّ , وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوهُمْ ثَلَاثًا , فَإِنْ رَجَعُوا وَإِلَّا فَقَاتِلْهُمْ ، فَإِذَا ظَهَرَتْ فَأَبِحْهَا لِلْجَيْشِ ثَلَاثًا , ثُمَّ اُكْفُفْ عَنْهُمْ , فَتَوَجَّهَ إِلَيْهِمْ , فَوَصَلَ فِي ذِي الْحِجَّة سَنَةَ ثَلَاثِينَ , فَحَارَبُوهُ ، وَكَانَ الْأَمِير عَلَى الْأَنْصَار عَبْد اللَّه بْن حَنْظَلَة , وَعَلَى قُرَيْش عَبْد اللَّه بْن مُطِيع , وَعَلَى غَيْرهمْ مِنْ الْقَبَائِل مَعْقِل بْن يَسَار الْأَشْجَعِيُّ ، وَكَانُوا اِتَّخَذُوا خَنْدَقًا ، فَلَمَّا وَقَعَتْ الْوَقْعَة اِنْهَزَمَ أَهْل الْمَدِينَة ، فَقُتِلَ اِبْن حَنْظَلَة ، وَفَرَّ اِبْن مُطِيع ، وَأَبَاحَ مُسْلِم بْن عُقْبَةَ الْمَدِينَة ثَلَاثًا ، فَقُتِلَ جَمَاعَة صَبْرًا ، مِنْهُمْ مَعْقِل بْن سِنَان , وَمُحَمَّد بْن أَبِي الْجَهْم اِبْن حُذَيْفَة , وَيَزِيد بْن عَبْد اللَّه بْن زَمْعَةَ , وَبَايَعَ الْبَاقِينَ عَلَى أَنَّهُمْ خَوَل لِيَزِيدَ , يَحْكُم فِي دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالهمْ وَأَهْلهمْ بِمَا شَاءَ , وَكَانَتْ وَقْعَة الْحِرَّة فِي ذِي الْقَعْدَة سَنَة ثَلَاث وَسِتِّينَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 118)
(2) أَيْ : خَدَمه وَمَنْ يَغْضَب لَهُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 118)
(3) ( خ ) 6694
(4) أَيْ : عَلَمَ . تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 247)
(5) ( خ ) 6565
(6) ( خ ) 5824
(7) أَيْ : بِقَدْرِ غَدْرَته كَمَا فِي رِوَايَة مُسْلِم ، قَالَ الْقُرْطُبِيّ : هَذَا خِطَاب مِنْهُ لِلْعَرَبِ بِنَحْرِ مَا كَانَتْ تَفْعَل ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَرْفَعُونَ لِلْوَفَاءِ رَايَة بَيْضَاء ، وَلِلْغَدْرِ رَايَة سَوْدَاء ، لِيَلُومُوا الْغَادِر وَيَذُمُّوهُ ، فَاقْتَضَى الْحَدِيثُ وُقُوع مِثْل ذَلِكَ لِلْغَادِرِ لِيَشْتَهِر بِصِفَتِهِ فِي الْقِيَامَة , فَيَذُمّهُ أَهْل الْمَوْقِف . فتح الباري لابن حجر - (ج 9 / ص 468)
(8) ( خ ) 3016
(9) أي : عند مُؤخِّرته .
(10) ( م ) 1738
(11) أَيْ : هذه عَلَامَة غَدْرَته ؛ وَالْمُرَاد بِذَلِكَ شُهْرَته , وَأَنْ يَفْتَضِح بِذَلِكَ عَلَى رُءُوس الْأَشْهَاد ، وَفِيهِ تَعْظِيم الْغَدْر , سَوَاء كَانَ مِنْ قِبَل الْآمِر أَوْ الْمَأْمُور . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 118)
(12) ( خ ) 5823 , ( م ) 1735
(13) ( م ) 1738
(14) أَيْ : عَلَى شَرْط مَا أَمَرَ اللَّه وَرَسُوله بِهِ مِنْ بَيْعَة الْإِمَام ، وَذَلِكَ أَنَّ مَنْ بَايَعَ أَمِيرًا فَقَدْ أَعْطَاهُ الطَّاعَة وَأَخَذَ مِنْهُ الْعَطِيَّة , فَكَانَ شَبِيه مَنْ بَاعَ سِلْعَة وَأَخَذَ ثَمَنَهَا ، وَقِيلَ : إِنَّ أَصْله أَنَّ الْعَرَب كَانَتْ إِذَا تَبَايَعَتْ تَصَافَقَتْ بِالْأَكُفِّ عِنْدَ الْعَقْد ، وَكَذَا كَانُوا يَفْعَلُونَ إِذَا تَحَالَفُوا ، فَسَمَّوْا مُعَاهَدَة الْوُلَاة وَالْتِمَاسك فِيهِ بِالْأَيْدِي بَيْعَة , وَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِم مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عَمْرو رَفَعَهُ " مَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَة يَده وَثَمَرَة قَلْبه فَلْيُطِعْهُ مَا اِسْتَطَاعَ ، فَإِنْ جَاءَ أَحَد يُنَازِعهُ فَاضْرِبُوا عُنُق الْآخَر " . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 118)
(15) ( خ ) 6694
(16) ( حم ) 5088 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(17) أَيْ : الْقَاطِعَة , وَهِيَ فَيْعَل , مِنْ فَصَلَ الشَّيْء إِذَا قَطَعَهُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 118)
(18) فِي الْحَدِيث غِلَظ تَحْرِيم الْغَدْر , لَا سِيَّمَا غدر صَاحِب الْوِلَايَة الْعَامَّة , لِأَنَّ غَدْره يَتَعَدَّى ضَرَره إِلَى خَلْق كَثِير ، فالْمُرَاد نَهْي الرَّعِيَّة عَنْ الْغَدْر بِالْإِمَامِ , فَلَا تَخْرُج عَلَيْهِ وَلَا تَتَعَرَّض لِمَعْصِيَتِهِ , لِمَا يَتَرَتَّب عَلَى ذَلِكَ مِنْ الْفِتْنَة , وَفِيهِ أَنَّ النَّاس يُدْعَوْنَ يَوْم الْقِيَامَة بِآبَائِهِمْ , لِقَوْلِهِ " هَذِهِ غَدْرَة فُلَان اِبْن فُلَان " ,
وَفِي هَذَا الْحَدِيث وُجُوب طَاعَة الْإِمَام الَّذِي اِنْعَقَدَتْ لَهُ الْبَيْعَة , وَالْمَنْع مِنْ الْخُرُوج عَلَيْهِ وَلَوْ جَارَ فِي حُكْمه , وَأَنَّهُ لَا يَنْخَلِع بِالْفِسْقِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 9 / ص 468)
(19) ( خ ) 6694(1/988)
( ت س جة ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ كَانَ لَهُ امْرَأَتَانِ ) (1) ( فَلَمْ يَعْدِلْ بَيْنَهُمَا ) (2) ( جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَدُ شِقَّيْهِ (3) مَائِلٌ (4) ) (5) جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَحَدُ شِقَّيْهِ سَاقِطٌ (6) " (7)
__________
(1) ( س ) 3942
(2) ( ت ) 1141
(3) أَيْ : أَحَد جَنْبَيْهِ وَطَرَفه . عون المعبود - (ج 5 / ص 17)
(4) أَيْ : مَفْلُوج . عون المعبود - (ج 5 / ص 17)
(5) ( س ) 3942
(6) ( جة ) 1969 , وَفِي ( حم ) 7923 : " جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَجُرُّ أَحَدَ شِقَّيْهِ سَاقِطًا أَوْ مَائِلًا " , وَهَذَا الْحُكْمُ غَيْرُ مَقْصُورٍ عَلَى اِمْرَأَتَيْنِ ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَتْ ثَلَاثٌ أَوْ أَرْبَعٌ كَانَ السُّقُوطُ ثَابِتًا . تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 216)
وَالْحَدِيث دَلِيل عَلَى أَنَّهُ يَجِب عَلَى الزَّوْج التَّسْوِيَة بَيْن الزَّوْجَات ، وَيَحْرُم عَلَيْهِ الْمَيْل إِلَى إِحْدَاهُنَّ , وَقَدْ قَالَ تَعَالَى { فَلَا تَمِيلُوا كُلّ الْمَيْل } وَالْمُرَاد الْمَيْل فِي الْقَسْم وَالْإِنْفَاق , لَا فِي الْمَحَبَّة , لِأَنَّهَا مِمَّا لَا يَمْلِكهُ الْعَبْد . عون المعبود - (ج 5 / ص 17)
(7) صححه الألباني في الإرواء : 2017(1/989)
( جة طس ) , وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَا مِنْ رَجُلٍ ) (1) ( آتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا فَكَتَمَهُ ) (2) ( إِلَّا أُتِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلْجَمًا بِلِجَامٍ (3) مِنْ النَّارِ ) (4) " (5)
__________
(1) ( جة ) 261
(2) ( طس ) 5540
(3) اللجام : الحديدة التي توضع في فم الفرس وما يتصل بها من سُيُور .
(4) ( جة ) 261 , ( ت ) 2649
(5) صَحِيح الْجَامِع : 2714 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 121(1/990)
( د حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ يَعْلَمُهُ فَكَتَمَهُ ) (1) ( أَلْجَمَهُ اللَّهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (2) "
__________
(1) ( حم ) 10425 , ( ت ) 2649
(2) ( د ) 3658 , ( جة ) 266(1/991)
( م جة ) , وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ ) (1) ( قَبْلَ أَنْ تَمُوتَ , فَإِنَّهَا تُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (2) ( وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ (3) مِنْ قَطِرَانٍ وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ (4) ) (5) وَدِرْعٌ مِنْ لَهَبِ النَّارِ (6) "
__________
(1) ( م ) 29 - ( 934 ) , ( جة ) 1582
(2) ( جة ) 1582 , ( م ) 29 - ( 934 )
(3) السِرْبَال : الْقَمِيص .
(4) الدرع : قميص النساء , أَيْ : يصير جلدها أجرب , حتى يكون جلدها كقميصٍ على أعضائها , والقطران : دُهنٌ يُدهَنُ به الجمل الأجرب , فيحترق لحدته وحرارته , فيشتمل على لذع القطران وحرقته وإسراع النار في الجلد , واللون الوحش , ونتن الريح , جزاءا وفاقا . فيض القدير - (ج 6 / ص 381)
(5) ( م ) 29 - ( 934 ) , ( حم ) 22963
(6) ( جة ) 1581 , ( حم ) 22955 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 875 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3528(1/992)
( ت حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ (1) فِي صُوَرِ الرِّجَالِ (2) يَعْلُوهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مِنْ الصَّغَارِ (3) ) (4) ( يُسَاقُونَ (5) ) (6) ( حَتَّى يَدْخُلُوا سِجْنًا فِي جَهَنَّمَ يُقَالُ لَهُ : بُولَسَ , فَتَعْلُوَهُمْ (7) نَارُ الْأَنْيَارِ (8) يُسْقَوْنَ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ (9) عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ (10) ) (11) " (12)
__________
(1) الذَّر : النَّمْلُ الْأَحْمَرُ الصَّغِيرُ , وَاحِدُهَا ذَرَّةٌ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 284)
(2) أَيْ : مِنْ جِهَةِ وُجُوهِهِمْ , أَوْ مِنْ حَيْثِيَّةِ هَيْئَتِهِمْ مِنْ اِنْتِصَابِ الْقَامَةِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 284)
(3) أَيْ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ فِي غَايَةٍ مِنْ الْمَذَلَّةِ وَالنَّقِيصَةِ , يَطَأهُمْ أَهْلُ الْحَشْرِ بِأَرْجُلِهِمْ مِنْ هَوَانِهِمْ عَلَى اللَّهِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 284)
(4) ( حم ) 6677 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن , ( ت ) 2492
(5) أَيْ : يُسْحَبُونَ وَيُجَرُّونَ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 284)
(6) ( ت ) 2492
(7) أَيْ : تُحِيطُ بِهِمْ وَتَغْشَاهُمْ كَالْمَاءِ يَعْلُو الْغَرِيقَ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 284)
(8) أَيْ : نَارُ النِّيرَانِ ، وَإِضَافَةُ النَّارِ إِلَيْهَا لِلْمُبَالَغَةِ , لِأَنَّهَا أَصْلُ نِيرَانِ الْعَالَمِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : { الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى } , وَلِقَوْلِهِ - صلى الله عليه وسلم - : ( نَارُكُمْ هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ ) تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 284)
(9) الْخَبَالُ فِي الْأَصْلِ : الْفَسَادُ وَيَكُونُ فِي الْأَفْعَالِ وَالْأَبْدَانِ وَالْعُقُولِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 284)
(10) ( عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ ) : مَا يَسِيلُ مِنْهُمْ مِنْ الصَّدِيدِ وَالْقَيْحِ وَالدَّمِ .
(11) ( حم ) 6677
(12) صَحِيح الْجَامِع : 8040 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2911 ، وهداية الرواة : 5039(1/993)
( هب ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قال : قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ سَأَلَ النَّاسَ فِي غَيْرِ فَاقَةٍ (1) نَزَلَتْ بِهِ , أَوْ عِيَالٍ لَا يُطِيقُهُمْ ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِوَجْهٍ لَيْسَ عَلَيْهِ لَحْمٌ " (2)
__________
(1) الفَاقَة : الفقر والحاجة .
(2) ( هب ) 3526 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 794(1/994)
( حم ) , وَعَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ سَأَلَ مَسْأَلَةً وَهُوَ عَنْهَا غَنِيٌّ , كَانَتْ شَيْنًا (1) فِي وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
(1) الشَّيْن : العيب والنقيصة والقبح .
(2) ( حم ) 22473 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 799(1/995)
مِيزَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَنْ بَقِيَّةِ الْأُمَم
( ت حم ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا مِنْ أُمَّتِي مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَأَنَا أَعْرِفُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " , فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : وَكَيْفَ تَعْرِفُهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي كَثْرَةِ الْخَلَائِقِ ؟ , قَالَ : " أَرَأَيْتَ لَوْ دَخَلْتَ صُبْرَةً فِيهَا خَيْلٌ دُهْمٌ (1) بُهْمٌ (2) وَفِيهَا فَرَسٌ أَغَرُّ (3) مُحَجَّلٌ (4) أَمَا كُنْتَ تَعْرِفُهُ مِنْهَا ؟ " , قَالَ : بَلَى , قَالَ : " فَإِنَّ أُمَّتِي يَوْمَئِذٍ غُرٌّ (5) مِنْ السُّجُودِ , مُحَجَّلُونَ مِنْ الْوُضُوءِ (6) " (7)
__________
(1) ( الدُّهْم ) : جَمْع أَدْهَم , وَهُوَ الْأَسْوَد , وَالدُّهْمَة السَّوَاد .
(2) ( الْبُهْم ) : قِيلَ السُّود أَيْضًا ، وَقِيلَ : الْبُهْم : الَّذِي لَا يُخَالِط لَوْنه لَوْنًا سِوَاهُ , سَوَاء كَانَ أَسْوَد أَوْ أَبْيَض أَوْ أَحْمَر .شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 404)
(3) الأَغَرَّ , أَيْ : ذُو غُرَّة ، وَأَصْل الْغُرَّة لَمْعَة بَيْضَاء تَكُون فِي جَبْهَة الْفَرَس . فتح الباري (ج 1 / ص 218)
(4) الْمُحَجَّلُ مِنْ الدَّوَابِّ : الَّتِي قَوَائِمُهَا بِيضٌ , مَأْخُوذٌ مِنْ الْحَجْلِ , وَهُوَ الْقَيْدُ , كَأَنَّهَا مُقَيَّدَةٌ بِالْبَيَاضِ . تحفة الأحوذي(ج 2 / ص 142)
(5) ( الغُرٌّ ) : جَمْعُ أَغَرَّ , وَالْمُرَاد بِهَا هُنَا النُّورُ الْكَائِن فِي وُجُوه أُمَّة مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم - . فتح الباري (ج 1 / ص 218)
(6) أَيْ : يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِيضَ الْوُجُوهِ مِنْ آثَارِ السُّجُودِ ، وَبِيضَ مَوَاضِعِ الْوُضُوءِ مِنْ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ ، فَالْغُرَّةُ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ، وَالتَّحْجِيلُ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ , سِيمَاءُ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . تحفة الأحوذي(ج 2 / ص 142)
(7) ( حم ) 17729 , ( ت ) 607 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1397 ، الصَّحِيحَة : 2836(1/996)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَنَا أَوَّلُ مَنْ يُؤْذَنُ لَهُ بِالسُّجُودِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يُؤْذَنُ لَهُ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ ، فَأَنْظُرَ إِلَى بَيْنِ يَدَيَّ ، فَأَعْرِفَ أُمَّتِي مِنْ بَيْنِ الْأُمَمِ ، وَمِنْ خَلْفِي مِثْلُ ذَلِكَ ، وَعَنْ يَمِينِي مِثْلُ ذَلِكَ ، وَعَنْ شِمَالِي مِثْلُ ذَلِكَ " ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَيْفَ تَعْرِفُ أُمَّتَكَ مِنْ بَيْنِ الْأُمَمِ فِيمَا بَيْنَ نُوحٍ إِلَى أُمَّتِكَ ؟ , قَالَ : " هُمْ غُرٌّ مُحَجَّلُونَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ ، لَيْسَ أَحَدٌ كَذَلِكَ غَيْرَهُمْ ، وَأَعْرِفُهُمْ أَنَّهُمْ يُؤْتَوْنَ كُتُبَهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ ، وَأَعْرِفُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ذُرِّيَّتُهُمْ " (1)
__________
(1) ( حم ) 21785 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :180 ، وهداية الرواة : 288(1/997)
الشَّفَاعَة
( حم ) , وَعَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" رَأَيْتُ مَا تَلْقَى أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي (1) وَسَفْكَ بَعْضِهِمْ دِمَاءَ بَعْضٍ (2) وَسَبَقَ ذَلِكَ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى كَمَا سَبَقَ فِي الْأُمَمِ (3) فَأَحْزَنَنِي وَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيَّ ، فَسَأَلْتُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُوَلِّيَنِي فِيهِمْ شَفَاعَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَفَعَلَ (4) " (5)
__________
(1) أَيْ : أطلعني الله بالوحي , أو بالعرض التمثيلي . فيض القدير - (ج 1 / ص 613)
(2) أي : أراني الله ما وقع بينهم من الفتن والحروب , حتى أهرق بعضهم دماء بعض . فيض القدير - (ج 1 / ص 614)
(3) أَيْ : أن سفك بعضهم دم بعض سبق به قضاء الله كما وقع لمن قبلهم . فيض القدير - (ج 1 / ص 614)
(4) أَيْ : أعطاني ما سألته . فيض القدير - (ج 1 / ص 614)
(5) ( حم ) 27450 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 918 , الصَّحِيحَة : 1440(1/998)
( صم ) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُقَيْلٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنَّا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلَا سَأَلْتَ رَبَّكَ مُلْكًا كَمُلْكِ سُلَيْمَانَ ؟ " فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ قَالَ : لَعَلَّ لِصَاحِبِكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَفْضَلَ مِنْ مُلْكِ سُلَيْمَانَ , إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلَّا أَعْطَاهُ دَعْوَةً ، فَمِنْهُمْ مَنِ اتَّخَذَهَا دُنْيَا فَأُعْطِيهَا ، وَمِنْهُمْ مَنْ دَعَا بِهَا عَلَى قَوْمِهِ إِذْ عَصَوْهُ فَأُهْلِكُوا بِهَا ، وَإِنَّ اللَّهَ أَعْطَانِي دَعْوَةً فَخَبَّيْتُهَا عِنْدَ رَبِّي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
__________
(1) صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3635 , ظلال الجنة : 824(1/999)
( خ م حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ ) (1) ( قَدْ دَعَا بِهَا لِأُمَّتِهِ ) (2) ( دَعَا بِهَا فِي أُمَّتِهِ فَاسْتُجِيبَ لَهُ , وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ , فَهِيَ نَائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا ) (3) "
__________
(1) ( خ ) 5945
(2) ( حم ) 13305 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح , ( جة ) 4307
(3) ( م ) 199 , ( خ ) 7036(1/1000)
( حم ) , وَعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
عَرَّسَ (1) بِنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ لَيْلَةٍ , فَافْتَرَشَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا ذِرَاعَ رَاحِلَتِهِ , قَالَ : فَانْتَهَيْتُ إِلَى بَعْضِ الْإِبِلِ , فَإِذَا نَاقَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيْسَ قُدَّامَهَا أَحَدٌ , فَانْطَلَقْتُ أَطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَإِذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍبقَائِمَانِ , فَقُلْتُ : أَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ , فَقَالَا : مَا نَدْرِي , غَيْرَ أَنَّا سَمِعْنَا صَوْتًا بِأَعْلَى الْوَادِي مِثْلُ هَزِيزِ [ الرَّحَا ] (2) فَقُلْتُ : امْكُثُوا يَسِيرًا , " ثُمَّ جَاءَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي , فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ , فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ " ، فَقُلْنَا : نَنْشُدُكَ اللَّهَ وَالصُّحْبَةَ لَمَا جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ , قَالَ : " فَإِنَّكُمْ مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِي " , قَالَ : فَأَقْبَلْنَا مَعَانِيقَ (3) إِلَى النَّاسِ , فَإِذَا هُمْ قَدْ فَزِعُوا وَفَقَدُوا نَبِيَّهُمْ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ مِنْ رَبِّي آتٍ فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ , وَإِنِّي اخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ " , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ نَنْشُدُكَ اللَّهَ وَالصُّحْبَةَ لَمَا جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ , فَلَمَّا أَضَبُّوا عَلَيْهِ (4) قَالَ : " فَأَنَا أُشْهِدُكُمْ أَنَّ شَفَاعَتِي لِمَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا مِنْ أُمَّتِي " (5)
__________
(1) التعريس : نُزُول الْمُسَافِر آخِر اللَّيْل لِلنَّوْمِ وَالِاسْتِرَاحَة . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 305)
(2) ( حم ) 19634 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(3) أَيْ : مُسْرِعين .
(4) أي : اجتمعوا عليه .
(5) ( حم ) 24048 , ( ت ) 2441 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 56 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3637 ، المشكاة : 5600(1/1001)
( خ ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
قُلْتُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لَا يَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلَ مِنْكَ , لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَالِصًا (1) مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ " (2)
__________
(1) في قَوْله : ( خَالِصًا ) اِحْتِرَازٌ مِنْ الْمُنَافِق . ( فتح - ح99)
(2) ( خ ) 4999 , 6201 , ( حم ) 8845(1/1002)
( حم ) , وَعَنِ ابْنِ دَارَّةَ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ :
إِنَّا لَبِالْبَقِيعِ (1) مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - إِذْ سَمِعْنَاهُ يَقُولُ : أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، قَالَ : فَتَدَاكَّ النَّاسُ عَلَيْهِ (2) فَقَالُوا : إِيهِ (3) يَرْحَمُكَ اللَّهُ ؟ , قَالَ : " يَقُولُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِكُلِّ عَبْدٍ مُسْلِمٍ لَقِيَكَ يُؤْمِنُ بِي وَلَا يُشْرِكُ بِكَ " (4)
__________
(1) الْبَقِيع : مَقْبَرَة الْمُسْلِمِينَ بالمدينة .
(2) أي : اجتمعوا عليه .
(3) أي : حدِّثْنا من هم .
(4) ( حم ) 10478 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .(1/1003)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وأبي سَعِيدٍ قَالَا :
(كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي دَعْوَةٍ ) (1) ( فَوُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَصْعَةٌ (2) مِنْ ثَرِيدٍ (3) وَلَحْمٍ ، فَتَنَاوَلَ الذِّرَاعَ - وَكَانَتْ أَحَبَّ الشَّاةِ إِلَيْهِ - فَنَهَسَ (4) مِنْهَا نَهْسَةً وَقَالَ : ) (5) ( " إِنِّي لَأَوَّلُ النَّاسِ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ عَنْ جُمْجُمَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ (6) وَلَا فَخْرَ ) (7) ( وَلِوَاءُ الْحَمْدِ بِيَدِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ (8) وَلَا فَخْرَ , وَأَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ (9) وَلَا فَخْرَ ) (10) ( وَمَا مِنْ نَبِيٍّ يَوْمَئِذٍ آدَمَ فَمَنْ سِوَاهُ إِلَّا تَحْتَ لِوَائِي ) (11) ( وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ ) (12) ( وَأَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (13) وَلَا فَخْرَ ) (14) ( ثُمَّ نَهَسَ أُخْرَى فَقَالَ : أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَلَمَّا رَأَى أَصْحَابَهُ لَا يَسْأَلُونَهُ قَالَ : أَلَا تَقُولُونَ كَيْفَ ؟ " , قَالُوا : كَيْفَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ) (15) ( قَالَ : يَجْمَعُ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ) (16) ( لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ) (17) ( فِي صَعِيدٍ (18) وَاحِدٍ ) (19) ( قِيَامًا أَرْبَعِينَ سَنَةً , شَاخِصَةً (20) أَبْصَارُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ يَنْتَظِرُونَ فَصْلَ الْقَضَاءِ ) (21) ( يُبْصِرُهُمْ النَّاظِرُ , وَيُسْمِعُهُمْ الدَّاعِي ) (22) ( وَنَجِيءُ نَحْنُ عَلَى كَذَا وَكَذَا انْظُرْ (23)
__________
(1) ( خ ) 3162
(2) القصعة : وعاء يؤكل ويُثْرَدُ فيه وكان يتخذ من الخشب غالبا .
(3) الثَّريد : الطعام الذي يُصنع بخلط اللحم والخبز المُفتَّت مع المَرَق , وأحيانا يكون من غير اللحم .
(4) النَّهْس : أخْذ اللَّحم بأطراف الأسْنان , والنَّهْش : الأخْذ بِجَميعها . النهاية في غريب الأثر - (ج 5 / ص 285)
(5) ( م ) 194 , ( خ ) 3162
(6) أَيْ : أَوَّل مَنْ يُبْعَث مِنْ قَبْره عون المعبود - (ج 10 / ص 190)
وهَذَا لَا يُنَافِي مَا جَاءَ فِي مُوسَى أَنَّهُ مُسْتَثْنًى مِنْ الصَّعْق فَلْيُتَأَمَّلْ . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 8 / ص 159)
(7) ( حم ) 12491 , ( م ) 2278 , انظر الصَّحِيحَة : 1571
(8) يُرِيد بِهِ اِنْفِرَاده بِالْحَمْدِ يَوْم الْقِيَامَة وَشُهْرَته عَلَى رُءُوس الْخَلَائِق , وَالْعَرَب تَضَع اللِّوَاء مَوْضِع الشُّهْرَة , فَاللِّوَاء مَجَاز عَنْ الشُّهْرَة وَالِانْفِرَاد , وَقِيلَ : يَحْتَمِل أَنْ يَكُون لِحَمْدِهِ لِوَاء يَوْم الْقِيَامَة حَقِيقَة يُسَمَّى الْحَمْد , وَلَمَّا كَانَ نَبِيّنَا سَيِّد الْمُرْسَلِينَ صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ أَحْمَد الْخَلَائِق فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة , أُعْطِيَ لِوَاء الْحَمْد لِيَأْوِيَ إِلَى لِوَائِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ , وَإِلَيْهِ الْإِشَارَة بِقَوْلِهِ - صلى الله عليه وسلم - آدَم وَمَنْ دُونه تَحْت لِوَائِي , وَاشْتُقَّ اِسْمه مِنْ الْحَمْد , فَقَالَ : مُحَمَّد وَأَحْمَد , وَأُقِيم يَوْم الْقِيَامَة الْمَقَام الْمَحْمُود , وَيُفْتَح عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ الْمَقَام مِنْ الْمَحَامِد مَا لَمْ يُفْتَح عَلَى أَحَد قَبْله , وَأَمَدَّ أُمَّته بِبَرَكَتِهِ مِنْ الْفَضْل الَّذِي أَتَاهُ , فَنَعَتَ أُمَّته فِي الْكُتُب الْمُنَزَّلَة قَبْله بِهَذَا النَّعْت فَقَالَ : أُمَّته الْحَامِدُونَ , يَحْمَدُونَ اللَّه فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 8 / ص 159)
(9) أَيْ : أَوَّلُ مَقْبُولُ الشَّفَاعَةِ . تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 23)
(10) ( جة ) 4308 , ( م ) 2278
(11) ( ت ) 3148 , صَحِيح الْجَامِع : 1468 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3543
(12) ( حم ) 12491
(13) السَّيِّد : هُوَ الَّذِي يَفُوقُ قَوْمه فِي الْخَيْر ، وَقِيل : هُوَ الَّذِي يُفْزَعُ إِلَيْهِ فِي النَّوَائِب وَالشَّدَائِد ، فَيَقُومُ بِأَمْرِهِمْ ، وَيَتَحَمَّلُ عَنْهُمْ مَكَارِههمْ ، وَيَدْفَعُهَا عَنْهُمْ . وَأَمَّا قَوْله > : ( يَوْم الْقِيَامَة ) مَعَ أَنَّهُ سَيِّدهمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة ، فَسَبَبُ التَّقْيِيد أَنَّ فِي يَوْم الْقِيَامَة يَظْهَرُ سُؤْدُده لِكُلِّ أَحَدٍ ، وَلَا يَبْقَى مُنَازِع وَلَا مُعَانِد ، بِخِلَافِ الدُّنْيَا , فَقَدْ نَازَعَهُ ذَلِكَ فِيهَا مُلُوكُ الْكُفَّار وَزُعَمَاء الْمُشْرِكِينَ , وَهَذَا التَّقْيِيد قَرِيب مِنْ مَعْنَى قَوْله تَعَالَى : { لِمَنْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } مَعَ أَنَّ الْمُلْكَ لَهُ سُبْحَانه قَبْل ذَلِكَ ، لَكِنْ كَانَ فِي الدُّنْيَا مَنْ يَدَّعِي الْمُلْكَ ، أَوْ مَنْ يُضَافُ إِلَيْهِ مَجَازًا ، فَانْقَطَعَ كُلّ ذَلِكَ فِي الْآخِرَة , وَقَوْله > : ( أَنَا سَيِّد وَلَد آدَم ) لَمْ يَقُلْهُ فَخْرًا ، بَلْ صَرَّحَ بِنَفْيِ الْفَخْر , وَإِنَّمَا قَالَهُ لِأَنَّهُ مِنْ الْبَيَان الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِ تَبْلِيغه إِلَى أُمَّته لِيَعْرِفُوهُ وَيَعْتَقِدُوهُ ، وَيَعْمَلُوا بِمُقْتَضَاهُ ، وَيُوَقِّرُوهُ > بِمَا تَقْتَضِي مَرْتَبَتُهُ كَمَا أَمَرَهُمْ اللَّه تَعَالَى , وَهَذَا الْحَدِيث دَلِيل لِتَفْضِيلِهِ > عَلَى الْخَلْقِ كُلِّهِمْ ؛ وَأَمَّا الْحَدِيث الْآخَر : " لَا تُفَضِّلُوا بَيْن الْأَنْبِيَاء " فَجَوَابه مِنْ أَوْجُه : أَحَدهمَا أَنَّهُ > قَالَهُ أَدَبًا وَتَوَاضُعًا . وَالثَّاني أَنَّ النَّهْيَ مُخْتَصٌّ بِالتَّفْضِيلِ فِي نَفْس النُّبُوَّة ، فَلَا تَفَاضُلَ فِيهَا ، وَإِنَّمَا التَّفَاضُل بِالْخَصَائِصِ وَفَضَائِل أُخْرَى , وَلَا بُدَّ مِنْ اِعْتِقَادِ التَّفْضِيل ، فَقَدْ قَالَ اللَّه تَعَالَى { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ } . شرح النووي على مسلم - (ج 7 / ص 473)
(14) ( ت ) 3148
(15) ( م ) 194
(16) ( خ ) 3162 , ( م ) 194
(17) ( طب ) 9763 ( صحيح ) - صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3591
(18) الصعيد : الأرض الواسعة المستوية .
(19) ( خ ) 3162 , ( م ) 194
(20) شَخَصَ الرَّجُلُ بَصَرَهُ : إذَا فَتَحَ عَيْنَيْهِ لَا يَطْرِفُ . المصباح المنير في غريب الشرح الكبير - (ج 4 / ص 459)
(21) ( طب ) 9763
(22) ( خ ) 3162 , ( م ) 194
(23) هَكَذَا وَقَعَ هَذَا اللَّفْظ فِي جَمِيع الْأُصُول مِنْ صَحِيح مُسْلِم وَاتَّفَقَ الْمُتَقَدِّمُونَ وَالْمُتَأَخِّرُونَ عَلَى أَنَّهُ تَصْحِيف وَتَغْيِير وَاخْتِلَاط فِي اللَّفْظ , قَالَ الْحَافِظ عَبْد الْحَقّ فِي كِتَابه ( الْجَمْع بَيْن الصَّحِيحَيْنِ ) : هَذَا الَّذِي وَقَعَ فِي كِتَاب مُسْلِم تَخْلِيط مِنْ أَحَد النَّاسِخِينَ أَوْ كَيْف كَانَ , وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاض : هَذِهِ صُورَة الْحَدِيث فِي جَمِيع النُّسَخ ، وَفِيهِ تَغْيِير كَثِير وَتَصْحِيف , قَالَ : وَصَوَابه : ( نَجِيء يَوْم الْقِيَامَة عَلَى كَوْم ) هَكَذَا رَوَاهُ بَعْض أَهْل الْحَدِيث ,
وفي رواية ( حم ) 15821 , ( حب ) 6479 عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يُبْعَثُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي عَلَى تَلٍّ , وَيَكْسُونِي رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى حُلَّةً خَضْرَاءَ , ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي فَأَقُولُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَقُولَ , فَذَاكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ " , انظر الصَّحِيحَة : 2370 , وصحيح موارد الظمآن : 2187 ، وقال شعيب الأرناؤوط في ( حم ) : إسناده صحيح على شرط مسلم , قَالَ الْقَاضِي : فَهَذَا كُلّه يُبَيِّن مَا تَغَيَّرَ مِنْ الْحَدِيث , وَأَنَّهُ كَانَ أَظْلَمَ هَذَا الْحَرْف عَلَى الرَّاوِي أَوْ أُمْحِيَ فَعَبَّرَ عَنْهُ بِكَذَا وَكَذَا وَفَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ : أَيْ : فَوْق النَّاس ، وَكَتَبَ عَلَيْهِ اُنْظُرْ تَنْبِيهًا , فَجَمَعَ النَّقَلَة الْكُلّ وَنَسَّقُوهُ عَلَى أَنَّهُ مِنْ مَتْن الْحَدِيث كَمَا تَرَاهُ ، هَذَا كَلَام الْقَاضِي , وَقَدْ تَابَعَهُ عَلَيْهِ جَمَاعَة مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ , وَاللَّه أَعْلَم .( النووي - ج 1 / ص 334)(1/1004)
أَيْ : ذَلِكَ فَوْقَ النَّاسِ ) (1) ( وَمَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ (2) ) (3) ( وَتَدْنُو مِنْهُمْ الشَّمْسُ عَلَى قَدْرِ مِيلٍ ) (4) ( وَيُزَادُ فِي حَرِّهَا كَذَا وَكَذَا , يَغْلِي مِنْهَا الْهَوَامُّ كَمَا تَغْلِي الْقُدُورُ ) (5) ( فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ عَلَى قَدْرِ خَطَايَاهُمْ (6) فِي الْعَرَقِ , فَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ الْعَرَقُ إِلَى كَعْبَيْهِ , وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ الْعَرَقُ إِلَى سَاقَيْهِ , وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ الْعَرَقُ إِلَى وَسَطِهِ , وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ إلْجَامًا - وَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ - ) (7) ( ويُطَوَّلُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ عَلَى النَّاسِ ) (8) ( فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لَا يُطِيقُونَ وَلَا يَحْتَمِلُونَ ) (9) ( فأَمَّا الْكَافِرُ فَيَتَغَشَّاهُ الْمَوْتُ , وَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَهُوَ عَلَيْهِ كَالزَّكْمَةِ (10) ) (11) ( وَيَقُومُ الْمُؤْمِنُونَ حَتَّى تُزْلَفَ لَهُمْ الْجَنَّةُ (12) ) (13) ( فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ : أَلَا تَرَوْنَ إِلَى مَا أَنْتُمْ فِيهِ ؟ , أَلَا تَرَوْنَ إِلَى مَا بَلَغَكُمْ ؟ , أَلَا تَنْظُرُونَ إِلَى مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ ؟ ) (14) ( لَوْ اسْتَشْفَعْنَا (15) إِلَى رَبِّنَا فَيُرِيحُنَا مِنْ مَكَانِنَا ) (16) ( فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى آدَمَ أَبِي الْبَشَرِ فَيَشْفَعَ لَنَا إِلَى رَبِّنَا فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا ) (17) ( قَالَ : فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ : يَا آدَمُ , أَنْتَ آدَمُ أَبُو الْبَشَرِ , خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ , وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ (18) ) (19) ( وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ ) (20) ( أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا ؟ ) (21) ( فَاشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا ) (22) ( فَيَقُولُ آدَمُ : وَهَلْ أَخْرَجَكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَّا خَطِيئَةُ أَبِيكُمْ آدَمَ ؟ (23) لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ ) (24) ( إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَإِنَّهُ قَدْ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ , نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي , اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي ، اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ ) (25) ( فَإِنَّهُ أَوَّلُ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ ) (26) ( قَالَ : فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ : يَا نُوحُ , أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ , وَسَمَّاكَ اللَّهُ { عَبْدًا شَكُورًا } (27) اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ , أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ , أَلَا تَرَى إِلَى مَا بَلَغَنَا ؟ ) (28) ( فَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ ) (29) ( - سُؤَالَهُ رَبَّهُ مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْمٌ (30) - ) (31) ( فَيَقُولُ : إِنَّ رَبِّي - عز وجل - قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ دَعَوْتُهَا عَلَى قَوْمِي , إِنِّي دَعَوْتُ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ دَعْوَةً فَأُهْلِكُوا (32) نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي (33) اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي ، اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ ) (34) ( خَلِيلِ الرَّحْمَنِ ) (35) ( قَالَ : فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ : يَا إِبْرَاهِيمُ ، أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ , اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ , أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ ) (36) ( فَيَقُولُ لَهُمْ إِبْرَاهِيمُ : لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ ، إِنَّمَا كُنْتُ خَلِيلًا مِنْ وَرَاءَ وَرَاءَ (37) ) (38) ( وَإِنِّي قَدْ كُنْتُ كَذَبْتُ ثَلَاثَ كَذِبَاتٍ (39) ) (40) ( - وهي قَوْلَهُ : { إِنِّي سَقِيمٌ } (41) وَقَوْلَهُ : { بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا } (42) وَقَوْلَهُ فِي الْكَوْكَبِ : { هَذَا رَبِّي } (43) ) (44) ( وَأَتَى عَلَى جَبَّارٍ مُتْرَفٍ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ ، فَقَالَ : أَخْبِرِيهِ أَنِّي أَخُوكِ فَإِنِّي مُخْبِرُهُ أَنَّكِ أُخْتِي - ) (45) ( فَيَقُولُ لَهُمْ : إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ , وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي ، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي ، اذْهَبُوا إِلَى مُوسَى ) (46) ( عَبْدًا ) (47) ( اصْطَفَاهُ اللَّهُ بِرِسَالَاتِهِ وَبِكَلَامِهِ ) (48) ( وَقَرَّبَهُ نَجِيًّا (49) ) (50) ( قَالَ : فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُونَ : يَا مُوسَى ، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ ، فَضَّلَكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلَامِهِ عَلَى النَّاسِ ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ ) (51) ( فَيَذْكُرُ مُوسَى خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ ) (52) ( فَيَقُولُ : إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَإِنِّي قَدْ قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِهَا , نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي ، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي ، اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ) (53) ( عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهُ , وَرُوحِ اللَّهِ وَكَلِمَتِهِ ) (54) ( قَالَ : فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ : يَا عِيسَى ، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ , وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ، وَكَلَّمْتَ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا , اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ , أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ ، فَيَقُولُ عِيسَى : إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ - وَلَمْ يَذْكُرْ عِيسَى ذَنْبًا - نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي ، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي ، اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ ) (55) ( عَبْدٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ) (56) ( وَهُوَ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ , فَإِنَّهُ قَدْ حَضَرَ الْيَوْمَ ، قَالَ عِيسَى : أَرَأَيْتُمْ لَوْ كَانَ مَتَاعٌ فِي وِعَاءٍ قَدْ خُتِمَ عَلَيْهِ ، هَلْ كَانَ يُقْدَرُ عَلَى مَا فِي الْوِعَاءِ حَتَّى يُفَضَّ الْخَاتَمُ ؟ فَيَقُولُونَ : لَا ، قَالَ : فَإِنَّ مُحَمَّدًا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ ) (57) ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : فَيَأْتُونِي ، وَإِنِّي لَقَائِمٌ أَنْتَظِرُ أُمَّتِي تَعْبُرُ عَلَى الصِّرَاطِ ، إِذْ جَاءَنِي عِيسَى فَقَالَ : هَذِهِ الْأَنْبِيَاءُ قَدْ جَاءَتْكَ يَجْتَمِعُونَ إِلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ ، وَيَدْعُونَ اللَّهَ أَنْ يُفَرِّقَ جَمْعَ الْأُمَمِ إِلَى حَيْثُ يَشَاءُ اللَّهُ لِغَمِّ مَا هُمْ فِيهِ , فالْخَلْقُ مُلْجَمُونَ فِي الْعَرَقِ ) (58) ( فَيَقُولُونَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ ، وَخَاتَمُ الَأَنْبِيَاءِ ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ) (59) ( فَلِيَقْضِ بَيْنَنَا ) (60) ( أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ ، أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا ؟ ) (61) ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : فَأَقُولُ : أَنَا لَهَا ) (62) ( انْتَظِرْ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ ) (63) ( فَيَوْمَئِذٍ يَبْعَثُهُ اللَّهُ مَقَامًا مَحْمُودًا يَحْمَدُهُ أَهْلُ الْجَمْعِ كُلُّهُمْ ) (64) ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ ) (65) وفي رواية: ( فَآتِي بَابَ الْجَنَّةِ ، فَآخُذُ بِحَلْقَةِ الْبَابِ ) (66) ( فَأُقَعْقِعُهَا , فَيُقَالُ : مَنْ هَذَا ؟ فَأَقُولُ : مُحَمَّدٌ , فَيَفْتَحُونَ لِي وَيُرَحِّبُونَ بِي , فَيَقُولُونَ : مَرْحَبًا ) (67) ( فَإِذَا الْجَبَّارُ - عز وجل - مُسْتَقْبِلِي ) (68) ( فَأَخِرُّ سَاجِدًا ) (69) ( ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ ) (70) ( وَيُلْهِمُنِي ) (71) ( مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي ) (72) ( فَلَقِيَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا لَمْ يَلْقَ مَلَكٌ مُصْطَفًى وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ ، فَأَوْحَى اللَّهُ - عز وجل - إِلَى جِبْرِيلَ : اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ لَهُ : ) (73) ( يَا مُحَمَّدُ ، ارْفَعْ رَأْسَكَ , وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ , وَسَلْ تُعْطَهْ ) (74) ( وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ ) (75) ( قَالَ : فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ : أُمَّتِي يَا رَبِّ ، أُمَّتِي يَا رَبِّ , أُمَّتِي يَا رَبِّ (76) فَيُقَالُ : يَا مُحَمَّدُ ، أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ ، وَهُمْ (77) شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الْأَبْوَابِ (78) ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ (79) مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرٍ (80) أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى (81) ) (82) ( ثُمَّ يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ تُعْرَضُ كَأَنَّهَا سَرَابٌ (83) ) (84) ( فَيُنَادِي مُنَادٍ فَيَقُولُ : لِيتَتْبَعْ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ ) (85) ( مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْهُ ) (86) ( فَيُمَثَّلُ لِصَاحِبِ الصَّلِيبِ صَلِيبُهُ ) (87) ( وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عِيسَى شَيْطَانُ عِيسَى ، وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عُزَيْرًا شَيْطَانُ عُزَيْرٍ ) (88) ( وَيُمَثَّلُ لِصَاحِبِ التَّصَاوِيرِ تَصَاوِيرُهُ ، وَلِصَاحِبِ النَّارِ نَارُهُ ) (89) ( وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ الشَّمْسَ ، وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الْقَمَرَ الْقَمَرَ ، وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ الطَّوَاغِيتَ ) (90) ( وَأَصْحَابُ الْأَوْثَانِ مَعَ أَوْثَانِهِمْ , وَأَصْحَابُ كُلِّ آلِهَةٍ مَعَ آلِهَتِهِمْ ) (91) ( فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ كَانَ يَعْبُدُ غَيْرَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ مِنَ الَأَصْنَامِ وَالَأَنْصَابِ إِلَّا يَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ , حَتَّى لَمْ يَبْقَ إِلَّا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ وَفَاجِرٍ ) (92) ( وَغُبَّرُ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ (93) ) (94) وفي رواية : ( فَيُدْعَى الْيَهُودُ فَيُقَالُ لَهُمْ : مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ؟ , قَالُوا : كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ ابْنَ اللَّهِ ، فَيُقَالُ لَهُمْ : كَذَبْتُمْ ، مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ صَاحِبَةٍ وَلَا وَلَدٍ ، فَمَا تُرِيدُونَ ؟ ، قَالُوا : عَطِشْنَا يَا رَبَّنَا فَاسْقِنَا ، فَيُشَارُ إِلَيْهِمْ أَلَا تَرِدُونَ ؟ ) (95) ( اشْرَبُوا ) (96) ( فَيُحْشَرُونَ إِلَى النَّارِ كَأَنَّهَا سَرَابٌ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا (97) فَيَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ , ثُمَّ يُدْعَى النَّصَارَى فَيُقَالُ لَهُمْ : مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ؟ , قَالُوا : كُنَّا نَعْبُدُ الْمَسِيحَ ابْنَ اللَّهِ ، فَيُقَالُ لَهُمْ : كَذَبْتُمْ ، مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ صَاحِبَةٍ وَلَا وَلَدٍ ، فَمَا تُرِيدُونَ ؟ , فَيَقُولُونَ : عَطِشْنَا يَا رَبَّنَا فَاسْقِنَا ، فَيُشَارُ إِلَيْهِمْ أَلَا تَرِدُونَ ؟ ) (98) ( اشْرَبُوا , فَيَذْهَبُ أَصْحَابُ الصَّلِيبِ مَعَ صَلِيبِهِمْ ) (99) ( فَيُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ كَأَنَّهَا سَرَابٌ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا ، فَيَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ ) (100) ( حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ ) (101) ( مِن هَذِهِ الْأُمَّةِ ) (102) ( مِنْ بَرٍّ (103) أَوْ فَاجِرٍ ) (104) ( فِيهَا مُنَافِقُوهَا ) (105) ( وَبَقَايَا أَهْلِ الْكِتَابِ - وَقَلَّلَهُمْ بِيَدِهِ - ) (106) ( فَيَأْتِيهِمْ اللَّهُ - عز وجل - فِي غَيْرِ الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ ) (107) ( فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ - وَالْمُؤْمِنُونَ عَلَى كَوْمٍ (108) - ) (109) ( فَيَقُولُ لَهُمْ : مَا بَالُ النَّاسِ ذَهَبُوا وَأَنْتُمْ هَاهُنَا ؟ ) (110) ( مَا يَحْبِسُكُمْ وَقَدْ ذَهَبَ النَّاسُ ؟ ) (111) ( مَا تَنْتَظِرُونَ ؟ ) (112) ( أَلَا تَتَّبِعُونَ النَّاسَ ؟ ) (113) ( لِتَتْبَعُ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ ) (114) ( قَالَ : فلَا يُكَلِّمُهُ إِلَّا الْأَنْبِيَاءُ ) (115) ( فَيَقُولُونَ : فَارَقْنَا النَّاسَ فِي الدُّنْيَا عَلَى أَفْقَرِ مَا كُنَّا إِلَيْهِمْ وَلَمْ نُصَاحِبْهُمْ (116) )
__________
(1) ( حم ) 15155 , ( م ) 191
(2) أَيْ : اِخْتَلَطُوا ، يُقَال : مَاجَ الْبَحْر , أَيْ : اِضْطَرَبَتْ أَمْوَاجه . فتح الباري لابن حجر - (ج 21 / ص 92)
(3) ( خ ) : 7072 , ( م ) 193
(4) ( م ) 2864
(5) ( حم ) 22240 وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده قوي .
(6) ( حم ) 22240
(7) ( م ) 2864
(8) ( حم ) 13615 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
(9) ( خ ) 4435 , ( م ) 194
(10) الزكمة : الزُّكام .
(11) ( حم ) 12847 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3639
(12) أَيْ : حَتَّى تُقَرَّبَ لَهُمْ الْجَنَّة , كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّة لِلْمُتَّقِينَ } أَيْ : قُرِّبَتْ وَأُدْنِيَتْ . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 342)
(13) ( م ) 195
(14) ( خ ) 3162 , ( م ) 194
(15) الِاسْتِشْفَاعَ طَلَب الشَّفَاعَة , وَهِيَ اِنْضِمَام الْأَدْنَى إِلَى الْأَعْلَى لِيَسْتَعِينَ بِهِ عَلَى مَا يَرُومُهُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 410)
(16) ( خ ) : 7078
(17) ( حم ) 13615 , ( خ ) 3162
(18) قوله ( وَنَفَخَ فِيك مِنْ رُوحِهِ ) الْإِضَافَةُ لِلتَّشْرِيفِ وَالتَّخْصِيصِ ، أَيْ : مِنْ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ مَخْلُوقٌ , وَلَا يَدَ لِأَحَدٍ فِيهِ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 422)
(19) ( خ ) 3162 , ( ت ) 2434
(20) ( خ ) 7002 , ( حم ) 12174
(21) ( خ ) 4435 , ( م ) 194
(22) ( خ ) 4206 , ( م ) 193
(23) أَيْ : أَكْلَهُ مِنْ الشَّجَرَة , وَقَدْ نُهِيَ عَنْهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 410)
(24) ( م ) 195
(25) ( خ ) 4435 , ( م ) 194
(26) ( خ ) 4206 , ( م ) 193
(27) أَيْ : فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : { ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا } [الإسراء/3] . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 226)
(28) ( م ) 194 , ( خ ) 3162
(29) ( م ) 193 , ( خ ) 6975
(30) قال تعالى { وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ , قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ } [هود/45 , 46]
(31) ( خ ) 4206 , ( جة ) 4312
(32) ( ت ) 3148 , قال تعالى : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا , إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا } [نوح/26، 27]
(33) أَيْ : نَفْسِي هِيَ الَّتِي تَسْتَحِقُّ أَنْ يُشْفَعَ لَهَا . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 226)
(34) ( خ ) 4435 , ( ت ) 2434
(35) ( خ ) 4206 , ( جة ) 4312
(36) ( خ ) 4435 , ( م ) 194
(37) أَيْ : لَمْ أَكُنْ فِي التَّقْرِيب وَالْإِدْلَال بِمَنْزِلَةِ الْحَبِيب , أَيْ : لَسْت فِي تِلْكَ الدَّرَجَة , فالْفَضْل الَّذِي أَعْطَيْته كَانَ بِسِفَارَةِ جِبْرِيل ، وَلَكِنْ اِئْتُوا مُوسَى الَّذِي كَلَّمَهُ اللَّه بِلَا وَاسِطَة ، وَكَرَّرَ ( وَرَاء ) إِشَارَة إِلَى نَبِيّنَا > , لِأَنَّهُ حَصَلَتْ لَهُ الرُّؤْيَةُ وَالسَّمَاعُ بِلَا وَاسِطَة ، فَكَأَنَّهُ قَالَ : أَنَا مِنْ وَرَاء مُوسَى , الَّذِي هُوَ مِنْ وَرَاء مُحَمَّد . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 410)
(38) ( م ) 195
(39) قَالَ الْبَيْضَاوِيُّ : والْحَقُّ أَنَّ الْكَلِمَاتِ الثَّلَاثَ إِنَّمَا كَانَتْ مِنْ مَعَارِيضِ الْكَلَامِ ، لَكِنْ لَمَّا كَانَتْ صُورَتُهَا صُورَةَ الْكَذِبِ أَشْفَقَ مِنْهَا اِسْتِصْغَارًا لِنَفْسِهِ عَنْ الشَّفَاعَةِ مَعَ وُقُوعِهَا ؛ لِأَنَّ مَنْ كَانَ أَعْرَفَ بِاَللَّهِ وَأَقْرَبَ مَنْزِلَةً كَانَ أَعْظَمَ خَوْفًا . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 226)
(40) ( خ ) 4435 , ( ت ) 2434
(41) [الصافات/89]
(42) [الأنبياء/63]
(43) [الأنعام/76]
(44) ( م ) 194
(45) ( حم ) 13587 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح .
(46) ( خ ) 4435 , ( م ) 194
(47) ( خ ) 7002
(48) ( حم ) 13615 , ( خ ) 7002
(49) قوله تعالى : { وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً } أي : أدنيناه بتقريب المنزلة حتى كلمناه ، والنَجِيّ بمعنى المناجي , كالجليس والنديم ، فالتقريب هنا هو تقريب التشريف والإكرام ، مُثِّلَت حالُه بحال من قرّبه الملك لمناجاته , قال الزجاج : قربه منه في المنزلة حتى سمع مناجاته . فتح القدير - (ج 4 / ص 462)
(50) ( خ ) 7002
(51) ( خ ) 4435 , ( م ) 194
(52) ( خ ) 6975 , ( م ) 193
(53) ( خ ) 4435 , ( م ) 194
(54) ( خ ) 7002
(55) ( خ ) 4435 , ( م ) 194
(56) ( حب ) 6464 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح , ( حم ) 2546
(57) ( حم ) 13615 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(58) ( حم ) 12847 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 3639
(59) ( م ) 194 , ( خ ) 4435
(60) ( حم ) 13615
(61) ( م ) 194 , ( خ ) 4435
(62) ( خ ) 7072 , ( م ) 193
(63) ( حم ) 12847
(64) ( خ ) 1405
(65) ( خ ) 4435 , ( م ) 194
(66) ( حم ) 13615
(67) ( ت ) 3148 , ( حم ) 12491
(68) ( حم ) 12491
(69) ( ت ) 3148
(70) ( خ ) 4435 , ( م ) 194
(71) ( م ) 194 , ( ت ) 3148
(72) ( خ ) 4435 , ( م ) 194
(73) ( حم ) 12847
(74) ( خ ) 4435 , ( م ) 194
(75) ( خ ) 7072 , ( ت ) 3148
(76) أَيْ : اِرْحَمْهُمْ وَاغْفِرْ لَهُمْ , والتَّكْرَارُ لِلتَّذْكِيرِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 226)
(77) أَيْ : مَنْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 226)
(78) أَيْ : لَيْسُوا مَمْنُوعِينَ مِنْ سَائِرِ الْأَبْوَابِ , بَلْ هُمْ مَخْصُوصُونَ لِلْعِنَايَةِ بِذَلِكَ الْبَابِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 226)
(79) ( الْمِصْرَاعَانِ ) : جَانِبَا الْبَاب . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 341)
(80) ( هَجَر ) : مَدِينَة عَظِيمَة فِي بِلَاد الْبَحْرَيْنِ .
(81) ( بُصْرَى ) : مَدِينَة مَعْرُوفَة , بَيْنهَا وَبَيْن دِمَشْق نَحْو ثَلَاث مَرَاحِل ، وَهِيَ مَدِينَة حُورَان بَيْنهَا وَبَيْن مَكَّة شَهْر . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 341)
(82) ( خ ) 4435 , ( م ) 194
(83) السَّرَاب : هُوَ الَّذِي يَتَرَاءَى لِلنَّاسِ فِي الْأَرْض الْقَفْر وَالْقَاع الْمُسْتَوِي وَسَط النَّهَار فِي الْحَرّ الشَّدِيد , لَامِعًا مِثْل الْمَاء , يَحْسَبهُ الظَّمْآن مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدهُ شَيْئًا ، فَالْكُفَّار يَأْتُونَ جَهَنَّم - أَعَاذَنَا اللَّه الْكَرِيم وَسَائِر الْمُسْلِمِينَ مِنْهَا وَمِنْ كُلّ مَكْرُوه - وَهُمْ عِطَاش فَيَحْسَبُونَهَا مَاء فَيَتَسَاقَطُونَ فِيهَا . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 324)
(84) ( خ ) 7001 , ( حب ) 7377
(85) , ( م ) 183 , ( خ ) 4305
(86) ( خ ) 7000 , ( م ) 182
(87) ( ت ) 2557 , ( حم ) 8803
(88) ( طب ) 9763 ( صحيح ) - صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3591
(89) ( ت ) 2557 , ( حم ) 8803
(90) ( خ ) 7000 , ( م ) 182
(91) ( خ ) 7001
(92) ( خ ) 4305 , ( م ) 183
(93) ( غُبَّر ) جَمْع غَابِر , مَعْنَاهُ بَقَايَاهُمْ . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 324)
(94) ( م ) 183 , ( خ ) 7001
(95) ( م ) 183 , ( خ ) 7001
(96) ( خ ) 7001
(97) يَحْطِم بَعْضهَا بَعْضًا لِشِدَّةِ اِتِّقَادهَا , وَتَلَاطُم أَمْوَاج لَهَبهَا . وَالْحَطْم : الْكَسْر وَالْإِهْلَاك ، وَالْحُطَمَة : اِسْم مِنْ أَسْمَاء النَّار لِكَوْنِهَا تَحْطِم مَا يُلْقَى فِيهَا . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 324)
(98) ( م ) 183 , ( خ ) 7001
(99) ( خ ) 7001
(100) ( م ) 183 , ( خ ) 7001
(101) ( خ ) 7001 , ( م ) 183
(102) ( خ ) 773 , ( م ) 182
(103) الْبَرّ : الْمُطِيع . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 324)
(104) ( خ ) 7001 , ( م ) 183
(105) ( خ ) 773 , ( م ) 182
(106) ( حم ) 11143
(107) ( خ ) 6204 , ( م ) 183
(108) فَقَالُوا لِعُقْبَةَ : مَا الْكَوْمُ ؟ , قَالَ : الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ .
(109) ابن خزيمة في التوحيد ص153 , انظر الصَّحِيحَة : 756
(110) ( مي ) 2803 , انظر الصَّحِيحَة : 584
(111) ( خ ) 7001 , ( حب ) 7377
(112) ( م ) 183
(113) ( ت ) 2557 , ( حم ) 8803
(114) ( خ ) 4305 , ( م ) 183
(115) ( خ ) 7001
(116) أَيْ : فَارَقُوا فِي الدُّنْيَا مَنْ زَاغَ عَنْ طَاعَته مِنْ أَقَارِبهمْ مَعَ حَاجَتهمْ إِلَيْهِمْ فِي مَعَاشهمْ وَمَصَالِح دُنْيَاهُمْ ، كَمَا جَرَى لِمُؤْمِنِي الصَّحَابَة حِين قَاطَعُوا مِنْ أَقَارِبهمْ مَنْ حَادَّ اللَّه وَرَسُوله مَعَ حَاجَتهمْ إِلَيْهِمْ وَالِارْتِفَاق بِهِمْ ..فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 419)(1/1005)
(1) ( وَإِنَّمَا نَنْتَظِرُ رَبَّنَا ) (2) ( الَّذِي كُنَّا نَعْبُدُ ، فَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ ) (3) ( فَيَقُولُونَ : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ ) (4) ( لَا نُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا - مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا - ) (5) ( هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا , فَإِذَا أَتَانَا رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ ) (6) ( - قَالَ : وَهُوَ يَأْمُرُهُمْ وَيُثَبِّتُهُمْ - " ) (7) ( فَيَقُولُ : هَلْ تَعْرِفُونَهُ ؟ , فَيَقُولُونَ : إِذَا تَعَرَّفَ إِلَيْنَا عَرَفْنَاهُ ) (8) ( فَيَقُولُ : هَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ آيَةٌ فَتَعْرِفُونَهُ بِهَا ؟ ) (9) ( فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ) (10) ( السَّاقُ ) (11) وفي رواية : ( ثُمَّ يَأْتِينَا رَبُّنَا بَعْدَ ذَلِكَ فَيَقُولُ : مَنْ تَنْظُرُونَ ؟ , فَيَقُولُونَ : نَنْظُرُ رَبَّنَا , فَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ , فَيَقُولُونَ : حَتَّى نَنْظُرَ إِلَيْكَ ) (12) ( فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , وهَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ , فَقَالَ : " هَلْ تُضَارُّونَ (13) فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ بِالظَّهِيرَةِ صَحْوًا لَيْسَ مَعَهَا سَحَابٌ ؟ " ، قُلْنَا : لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ صَحْوًا لَيْسَ فِيهَا سَحَابٌ ؟ " قُلْنَا : لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (14) ( قَالَ : " فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ ) (15) وفي رواية : ( فَإِنَّكُمْ لَا تُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ يَوْمَئِذٍ إِلَّا كَمَا تُضَارُونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا ) (16) ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : فَيَأْتِيهِمْ اللَّهُ فِي الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ ) (17) ( فَيَتَجَلَّى لَنَا ضَاحِكًا ) (18) ( وَيَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ ) (19) ( فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ كَانَ يَسْجُدُ لِلَّهِ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ إِلَّا أَذِنَ اللَّهُ لَهُ بِالسُّجُودِ ) (20) ( فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ ) (21) ( وَيَبْقَى كُلُّ مُنَافِقٍ ) (22) ( وَمَنْ كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا رِيَاءً وَسُمْعَةً ) (23) ( يَجْعَلُ اللَّهُ ظَهْرَهُ طَبَقَةً وَاحِدَةً (24) كُلَّمَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ خَرَّ عَلَى قَفَاهُ ) (25) ( فلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْجُدَ , فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّه تَعَالَى : { يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فلَا يَسْتَطِيعُونَ } (26) ) (27) ( ثُمَّ يَرْفَعُونَ رُءُوسَهُمْ وَقَدْ تَحَوَّلَ فِي صُورَتِهِ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ، فَقَالَ : أَنَا رَبُّكُمْ ) (28) ( فَاتَّبِعُونِي ) (29) ( فَيَقُولُونَ : أَنْتَ رَبُّنَا (30) ) (31) ( فَيَتْبَعُونَهُ ) (32) ( فَيَقُودُهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ ) (33) ( وَيُعْطَى كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ مُنَافِقٍ أَوْ مُؤْمِنٍ نُورًا ) (34) ( فَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ مِثْلَ الْجَبَلِ الْعَظِيمِ يَسْعَى بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورًا مِثْلَ النَّخْلَةِ بِيَمِينِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورًا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ ، حَتَّى يَكُونَ رَجُلٌ يُعْطَى نُورَهُ عَلَى إِبْهَامِ قَدَمِهِ , يُضِيءُ مَرَّةً وَيُطْفِئُ مَرَّةً ، فَإِذَا أَضَاءَ قَدَّمَ قَدَمَهُ فَمَشَى , وَإِذَا طُفِئَ قَامَ ) (35) ( ثُمَّ يُؤْتَى بِالْجَسْرِ الصِّرَاط (36) فَيُجْعَلُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ ) (37) ( وَالرَّبُّ - عز وجل - أَمَامَهُمْ يَقُولُ : مُرُّوا " ) (38) ( فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْجِسْرُ ؟ ، قَالَ : مَدْحَضَةٌ مَزَلَّةٌ (39) ) (40) ( كَحَدِّ السَّيْفِ ) (41) مِثْلَ حَدِّ السَّيْفِ الْمُرْهَفِ (42) ( وَفِي حَافَّتَيْ الصِّرَاطِ ) (43) ( خَطَاطِيفُ وَكَلَالِيبُ (44) وَحَسَكَةٌ مُفَلْطَحَةٌ لَهَا شَوْكَةٌ عُقَيْفَاءُ ) (45) ( مِثْلُ شَوْكٍ ) (46) ( تَكُونُ بِنَجْدٍ يُقَالُ لَهَا السَّعْدَانُ ) (47) ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : هَلْ رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ ؟ " ، قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : " فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَّا اللَّهُ ) (48) ( مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ بِأَخْذِ مَنْ أُمِرَتْ بِهِ ) (49) ( فَتَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ ) (50) ( قَالَ : وَتُرْسَلُ الْأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ ، فَتَقُومَانِ جَنَبَتَيِ الصِّرَاطِ يَمِينًا وَشِمَالًا ) (51) ( قَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ يَوْمَئِذٍ مِنْ الْمُؤْمِنِ ) (52) ( فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُ ) (53) ( فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُهَا (54) فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ مِنْ الرُّسُلِ بِأُمَّتِهِ (55) ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : فَيُطْفَأُ نُورُ الْمُنَافِقِينَ ، وَيَنْجُوا الْمُؤْمِنُونَ ، فَتَنْجُو أَوَّلُ زُمْرَةٍ كَالْبَرْقِ وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، سَبْعُونَ أَلْفًا لَا يُحَاسَبُونَ , ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ كَأَضْوَإِ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ ، ثُمَّ كَذَلِكَ " ) (56) ( فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ شَيْءٍ كَمَرِّ الْبَرْقِ ؟ , قَالَ : " أَلَمْ تَرَوْا إِلَى الْبَرْقِ كَيْفَ يَمُرُّ وَيَرْجِعُ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ ؟ , قَالَ : ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ ) (57) ( ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ ) (58) ( وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ (59) ) (60) ( وَآخَرُونَ يَسْعَوْنَ سَعْيًا وَآخَرُونَ يَمْشُونَ مَشْيًا ) (61) ( تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ ، وَنَبِيُّكُمْ قَائِمٌ عَلَى الصِّرَاطِ يَقُولُ : رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ ) (62) وفي رواية : ( وَلَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلَّا الرُّسُلُ , وَدُعَاءُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ : اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ ) (63) ( فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ , وَمَخْدُوشٌ مُرْسَلٌ ) (64) ( وَمِنْهُمْ الْمُخَرْدَلُ (65) ثُمَّ يَنْجُو (66) ) (67) ( حَتَّى تَعْجِزَ أَعْمَالُ الْعِبَادِ ) (68) ( حَتَّى يَمُرَّ الَّذِي أُعْطِيَ نُورَهُ عَلَى إِبْهَامِ قَدَمَيْهِ , يَحْبُو عَلَى وَجْهِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ , تَخِرُّ رِجْلُ وَتَعْلَقُ رِجْلٌ ، وَيُصِيبُ جَوَانُبَهُ النَّارُ ) (69) ( فَلَا يَسْتَطِيعُ السَّيْرَ إِلَّا زَحْفًا ) (70) يُسْحَبُ سَحْبًا (71) ( فلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَخْلُصَ ، فَإِذَا خَلَصَ وَقَفَ عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ , لَقَدْ أَعْطَانِي اللَّهُ مَا لَمْ يُعْطِ أَحَدًا أَنْ نَجَّانِي مِنْهَا بَعْدَ إِذْ رَأَيْتُهَا ) (72) ( وَمِنْهُمْ مَنْ يُوبَقُ بِعَمَلِهِ ) (73) ( مَكْدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ) (74) ( وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ ، إِنَّ قَعْرَ جَهَنَّمَ لَسَبْعُونَ خَرِيفًا ) (75) ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : فَمِنْهُمْ الْمُؤْمِنُ بَقِيَ بِعَمَلِهِ ) (76) ( وَمِنْهُمْ الْمُجَازَى حَتَّى يُنَجَّى ) (77) ( ثُمَّ يُقَالُ لِجَهَنَّم : هَلْ امْتَلَأْتِ ؟ , فَتَقُولُ : هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ؟ , ثُمَّ يُطْرَحُ فِيهَا فَوْجٌ فَيُقَالُ : هَلْ امْتَلَأْتِ ؟ , فَتَقُولُ : هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ؟ , حَتَّى إِذَا أُوعِبُوا فِيهَا وَضَعَ الرَّحْمَنُ قَدَمَهُ فِيهَا (78) ) (79) ( فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ (80) وَتَقُولُ : قَطٍّ قَطٍّ (81) بِعِزَّتِكَ وَكَرَمِكَ ) (82) ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ ، فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ (83) ) (84) ( فَأَدْخُلُ ، فَإِذَا الْجَبَّارُ - عز وجل - مُسْتَقْبِلِي ) (85) ( فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا ) (86) ( وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا , لَا تَحْضُرُنِي الْآنَ , فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ) (87) ( فَيَدَعُنِي اللَّهُ مَا شَاءَ أَنْ يَدَعَنِي ، ثُمَّ يَقُولُ : يَا مُحَمَّدُ ، ارْفَعْ رَأْسَكَ ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ، وَسَلْ تُعْطَ ) (88) ( قَالَ فَأَرْفَعُ رَأْسِي ) (89) ( فَأَقُولُ : يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي , فَيَقُولُ : انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ ، فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ) (90) ( فَأَدْخِلْهُمْ الْجَنَّةَ ) (91) ( قَالَ : ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا ، فَيَقُولُ : يَا مُحَمَّدُ ، ارْفَعْ رَأْسَكَ ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ ، وَسَلْ تُعْطَ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي ) (92) ( يَا رَبِّ , أَدْخِلْ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ خَرْدَلَةٌ ) (93) ( فَيَقُولُ : انْطَلِقْ فَمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنْهَا , قَالَ : فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ) (94) ( فَأَدْخِلْهُمْ الْجَنَّةَ ) (95) ( ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا , فَيَقُولُ : يَا مُحَمَّدُ ، ارْفَعْ رَأْسَكَ ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ ، وَسَلْ تُعْطَ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي ) (96) ( أَدْخِلْ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى شَيْءٍ " - قَالَ أَنَسٌ : كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ) (97) ( فَيَقُولُ : انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنْ النَّارِ , قَالَ : فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ) (98) ( فَأَدْخِلْهُمْ الْجَنَّةَ ) (99) ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنْ الْخَيْرِ (100) مَا يَزِنُ شَعِيرَةً ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنْ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مَا يَزِنُ مِنْ الْخَيْرِ ذَرَّةً (101) ) (102) ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ ، فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا ، فَيَقُولُ : يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ ، وَقُلْ يُسْمَعْ ، وَسَلْ تُعْطَهْ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ) (103) ( فَأَقُولُ : يَا رَبِّ ، مَا بَقِيَ فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ (104) وَوَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ ) (105) ( يَا رَبِّ ، ائْذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) (106) ( فَيَقُولُ : هَذِهِ لَيْسَتْ لَكَ يَا مُحَمَّدُ وَلَا لِأَحَدٍ ، هَذِهِ لِي ) (107) ( وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَرَحْمَتِي لَا أَدَعُ فِي النَّارِ أَحَدًا يَقُولُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) (108) وفي رواية : ( فَيَقُولُ الرَّبُّ - عز وجل - : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي لَأُخْرِجَنَّ مِنْهَا مَنْ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) (109) ( يَوْمًا وَاحِدًا مُخْلِصًا ، وَمَاتَ عَلَى ذَلِكَ ") (110) ( ثُمَّ تَلَا أنَسٌ هَذِهِ الْآية : { عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا } (111) قَالَ : وَهَذَا الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي وُعِدَهُ نَبِيُّكُمْ - صلى الله عليه وسلم - " ) (112) وفي رواية: ( حَتَّى إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ ) (113) ( وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ نَجَوْا , فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ) (114) ( مَا مُجَادَلَةُ أَحَدِكُمْ لِصَاحِبِهِ فِي الْحَقِّ يَكُونُ لَهُ فِي الدُّنْيَا بِأَشَدَّ مُجَادَلَةً مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لِرَبِّهِمْ فِي إِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ أُدْخِلُوا النَّارَ (115) ) (116) ( يَقُولُونَ : رَبَّنَا إِخْوَانُنَا , كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا , وَيَصُومُونَ مَعَنَا , وَيَحُجُّونَ مَعَنَا , وَيَعْمَلُونَ مَعَنَا ) (117) ( فَأَدْخَلْتَهُمْ النَّارَ ) (118) ( أَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا فَإِنَّهُمْ لَا يَمُوتُونَ فِيهَا وَلَا يَحْيَوْنَ ) (119) ( وَإِنَّ أَهْلَ النَّارِ الَّذِينَ يُرِيدُ اللَّهُ - عز وجل - إِخْرَاجَهُمْ يُمِيتُهُمْ فِيهَا إِمَاتَةً حَتَّى يَصِيرُوا فَحْمًا ) (120) ( حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنْ الْقَضَاءِ بَيْنَ عِبَادِهِ ) (121) ( وَأَرَادَ رَحْمَةَ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ) (122) ( مِمَّنْ كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوهُمْ ) (123) أَذِنَ بِالشَّفَاعَةِ (124) ( فَقَالَ لَهُمْ : اذْهَبُوا فَأَخْرِجُوا مَنْ عَرَفْتُمْ مِنْهُمْ ) (125) ( وَيَعْرِفُونَهُمْ بِآثَارِ السُّجُودِ ) (126) ( فَكُلُّ ابْنِ آدَمَ تَأْكُلُهُ النَّارُ إِلَّا أَثَرَ السُّجُودِ , وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ ) (127) إِلَّا دَارَاتِ وُجُوهِهِمْ (128) فَيَعْرِفُونَهُمْ بِصُوَرِهِمْ لَا تَأْكُلُ النَّارُ صُوَرَهُمْ (129) ( فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا ) (130) ( مِنْهُم مَنْ أَخَذَتْهُ النَّارُ إِلَى كَعْبَيْهِ ) (131) ( وَمِنْهُم مَنْ أَخَذَتْهُ النَّارُ إِلَى نِصْفِ سَاقَيْهِ , وَمِنْهُم مَنْ أَخَذَتْهُ النَّارُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ ) (132) ( وَمِنْهُم مَنْ أَخَذَتْهُ النَّارُ إِلَى حُجْزَتِهِ (133) وَمِنْهُم مَنْ أَخَذَتْهُ النَّارُ إِلَى عُنُقِهِ ) (134) ( قَدْ امْتُحِشُوا (135)
__________
(1) ( خ ) 4305 , ( م ) 183
(2) ( خ ) 7001 , ( مي ) 2803
(3) ( خ ) 4305
(4) ( خ ) 6204 , ( م ) 183
(5) ( خ ) 4305 , ( م ) 183
(6) ( خ ) 6204 , ( م ) 182
(7) ( ت ) 2557 , ( حم ) 8803
(8) ( مي ) 2803
(9) ( م ) 183 , ( خ ) 7001
(10) ( م ) 183
(11) ( خ ) 7001
(12) ( م ) 191 , ( حم ) 15155
(13) أَيْ : لَا تَضُرُّونِ أَحَدًا وَلَا يَضُرُّكُمْ بِمُنَازَعَةٍ وَلَا مُجَادَلَةٍ وَلَا مُضَايِقَةٍ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 350)
(14) ( م ) 183 ( خ ) 4305
(15) ( خ ) 773 , ( م ) 182
(16) ( خ ) 7001 , ( م ) 183
(17) ( خ ) 6204 , ( ن ) 11488
(18) ابن خزيمة في " التوحيد " ( 153 ) , ( م ) 191 , ( حم ) 19671 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 8018 , وانظر الصَّحِيحَة : 755 , 756
(19) ( خ ) 4635 , 7001 , ( مي ) 2803 وانظر الصَّحِيحَة : 583
(20) ( م ) 183
(21) ( خ ) 4635
(22) ( مي ) 2803
(23) ( خ ) 4635 , ( م ) 183
(24) أَيْ : يَسْتَوِي فَقَارُ ظَهْره فَلَا يَنْثَنِي لِلسُّجُودِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 419)
(25) ( م ) 183 , ( خ ) 7001
(26) [القلم/42]
(27) ( مي ) 2803 , انظر الصحيحة : 584
(28) ( م ) 183
(29) ( ت ) 2557
(30) إِنَّمَا عَرَفُوهُ بِالصِّفَةِ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَقَدَّمَتْ لَهُمْ رُؤْيَتُهُ , لِأَنَّهُمْ يَرَوْنَ حِينَئِذٍ شَيْئًا لَا يُشْبِهُ الْمَخْلُوقِينَ ، وَقَدْ عَلِمُوا أَنَّهُ لَا يُشْبِهُ شَيْئًا مِنْ مَخْلُوقَاته , فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَبّهمْ فَيَقُولُونَ : أَنْتَ رَبّنَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 419)
(31) ( خ ) 773 , ( م ) 183
(32) ( خ ) 6204 , ( م ) 182
(33) ( مي ) 2803
(34) ( م ) 191 , ( حم ) 15155
(35) ( طب ) 9763 ( صحيح ) - صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3591
(36) ( خ ) 773
(37) ( خ ) 7001 , ( م ) 183
(38) ( طب ) 9763
(39) أَيْ : زَلِق تَزْلَق فِيهِ الْأَقْدَام . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 419)
(40) ( خ ) 7001 , ( م ) 183
(41) ( طب ) 9763
(42) ( طب ) 8992 , ( م ) 183
(43) ( م ) 195
(44) هَذِهِ الْكَلَالِيب هِيَ الشَّهَوَات الْمُشَار إِلَيْهَا فِي الْحَدِيث " حُفَّتْ النَّار بِالشَّهَوَاتِ " فَالشَّهَوَات مَوْضُوعَة عَلَى جَوَانِبهَا , فَمَنْ اِقْتَحَمَ الشَّهْوَة سَقَطَ فِي النَّار لِأَنَّهَا خَطَاطِيفُهَا . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 419)
(45) ( خ ) 7001 , ( م ) 183
(46) ( خ ) 773 , ( م ) 182
(47) ( خ ) 7001 , ( م ) 183
(48) ( خ ) 773 , ( م ) 182
(49) ( م ) 195
(50) ( خ ) 6204 , ( ن ) 11488
(51) ( م ) 329 - ( 195 ) , ( ك ) 7849
(52) ( خ ) 7001
(53) ( خ ) 6204 , ( س ) 1140
(54) ( خ ) 7000
(55) ( خ ) 773 , أَيْ : أَكُون أَنَا وَأُمَّتِي أَوَّل مَنْ يَمْضِي عَلَى الصِّرَاط وَيَقْطَعُهُ ، وَفِي الحَدِيث " نَحْنُ آخِر الْأُمَم , وَأَوَّل مَنْ يُحَاسَب " . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 419)
(56) ( م ) 191 , ( حم ) 14763
(57) ( م ) 195 , ( خ ) 7001
(58) ( م ) 195
(59) فَرَسٌ جَوَادٌ : أَيْ : بَيِّنُ الْجُودَةِ ( بِالضَّمِّ ) أَيْ : رَائِعٌ , وَالْجَمْعُ جِيَادٌ وَقَدْ جَادَ فِي عَدْوِهِ جُودَةً ، ( وَالرِّكَابِ ) الْمُرَادُ بِهَا الْإِبِلُ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 350)
(60) ( خ ) 7001 , ( م ) 183
(61) ( حم ) 11217 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .
(62) ( م ) 195
(63) ( خ ) 7000 , ( م ) 182
(64) ( م ) 183 , ( خ ) 7001
(65) ( الْمُخَرْدَل ) : الَّذِي تَقْطَعهُ كَلَالِيب النَّار .
(66) أَيْ : يُخَلَّى عَنْهُ , قَالَ اِبْن أَبِي جَمْرَة : يُؤْخَذ مِنْهُ أَنَّ الْمَارِّينَ عَلَى الصِّرَاط ثَلَاثَة أَصْنَاف : نَاجٍ بِلَا خُدُوش ، وَهَالِك مِنْ أَوَّل وَهْلَة ، وَمُتَوَسِّط بَيْنَهُمَا يُصَاب ثُمَّ يَنْجُو . وَكُلُّ قِسْم مِنْهَا يَنْقَسِم أَقْسَامًا تُعْرَف بِقَوْلِهِ " بِقَدْرِ أَعْمَالهمْ " ( فتح ) - (ج 18 / ص 419)
(67) ( خ ) 6204 , ( حم ) 7703
(68) ( م ) 195
(69) ( طب ) 9763
(70) ( م ) 195
(71) ( خ ) 7001
(72) ( طب ) 9763
(73) ( خ ) 773
(74) ( خ ) 7001 , ( م ) 183
(75) ( م ) 195 , ( ك ) 8749
(76) ( خ ) 7000 , ( م ) 182
(77) ( م ) 182
(78) مَذْهَبُ السَّلَفِ التَّسْلِيمُ وَالتَّفْوِيضُ مَعَ التَّنْزِيهِ , فَالْإِيمَانُ بِهَا فَرْضٌ , وَالِامْتِنَاعُ عَنْ الْخَوْضِ فِيهَا وَاجِبٌ , فَالْمُهْتَدِي مَنْ سَلَكَ فِيهَا طَرِيقَ التَّسْلِيمِ ، وَالْخَائِضُ فِيهَا زَائِغٌ , وَالْمُنْكِرُ مُعَطِّلٌ , وَالْمُكَيِّفُ مُشَبِّهٌ ، تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 350)
(79) ( ت ) 2557 , ( خ ) 4568
(80) أَيْ : يُضَمُّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ فَتَجْتَمِعُ وَتَلْتَقِي عَلَى مَنْ فِيهَا . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 350)
(81) مَعْنَى ( قَط ) أَيْ : حَسْبِي , يَكْفِينِي هَذَا . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 350)
(82) ( م ) 2848 , ( خ ) 6949
(83) اِسْتِئْذَانه وَالْإِذْن لَهُ إِنَّمَا هُوَ فِي دُخُول الدَّار وَهِيَ الْجَنَّة ، وَأُضِيفَتْ إِلَى اللَّه تَعَالَى إِضَافَةَ تَشْرِيفٍ . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 410)
(84) ( خ ) 7002 , ( م ) 193
(85) ( حم ) 12491 , وصححه الألباني في مختصر العلو ص75 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده جيد .
(86) ( خ ) 7002 , ( م ) 193
(87) ( خ ) 7072 , ( م ) 193
(88) ( خ ) 7072 , ( م ) 193
(89) ( حم ) 2546 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : حسن لغيره .
(90) ( خ ) 7072 , ( م ) 193
(91) ( خ ) 4206 , ( م ) 193
(92) ( خ ) 7072 , ( م ) 193
(93) ( خ ) 7071
(94) ( خ ) 7072 , ( م ) 193
(95) ( خ ) 4206 , ( م ) 193
(96) ( خ ) 7072
(97) ( خ ) 7071
(98) ( خ ) 7072 , ( م ) 193
(99) ( خ ) 4206 , ( م ) 193
(100) الْمُرَاد بِالْخَيْرِ : الْإِيمَان , فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي يَخْرُج بِهِ مِنْ النَّار . عون المعبود - (ج 10 / ص 208)
(101) في الحديث الرَّدّ عَلَى الْمُرْجِئَة , لِمَا فِيهِ مِنْ بَيَان ضَرَر الْمَعَاصِي مَعَ الْإِيمَان ، وَعَلَى الْمُعْتَزِلَة , فِي أَنَّ الْمَعَاصِيَ مُوجِبَةٌ لِلْخُلُودِ .( فتح الباري ) ح22
(102) ( خ ) 6975 , ( م ) 193
(103) ( خ ) 7072 , ( م ) 193
(104) قَالَ البُخاري : ( إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ ) , يَعْنِي قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: { خَالِدِينَ فِيهَا } . ( خ ) : 4206
(105) ( خ ) 4206 , ( م ) 193
(106) ( خ ) 7072 , ( م ) 193
(107) ظلال الجنة في تخريج السنة لابن أبي عاصم ( 828 ) , ( م ) 193
(108) ظلال الجنة ( 828 )
(109) ( خ ) : 7072 , ( م ) 193
(110) ( حم ) 12847 , ( صحيح ) - صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3639
(111) [الإسراء/79]
(112) ( خ ) 7002
(113) ( م ) 183 , ( جة ) 60
(114) ( م ) 183
(115) أَيْ : أَحَد يُجادل فِي الدُّنْيَا لاِسْتِيفَاء حَقّه وَتَحْصِيله مِنْ خَصْمه وَالْمُتَعَدِّي عَلَيْهِ بِأَشَدَّ مجادلة مِنْ الْمُؤْمِنِينَ للَّه تَعَالَى فِي الشَّفَاعَة لِإِخْوَانِهِمْ يَوْم الْقِيَامَة .
(116) ( جة ) 60 , ( م ) 183
(117) ( س ) 5010 , ( خ ) 7001
(118) ( س ) 5010 , ( م ) 183
(119) ( م ) 185 , ( جة ) 4309
(120) ( حم ) 11167 , ( م ) 185
(121) ( خ ) 6204
(122) ( خ ) 773
(123) ( خ ) 6204 , ( م ) 182
(124) ( م ) 185 , ( س ) 1140
(125) ( س ) 5010 , ( م ) 183
(126) ( خ ) 773
(127) ( خ ) 773 ( جة ) 4326
(128) ( م ) 191
(129) ( جة ) 60 , ( م ) 183
(130) ( خ ) 7001 , ( م ) 183
(131) ( م ) 2845
(132) ( م ) 183
(133) الحُجْزَة : مَعْقِد الْإِزَار السَّرَاوِيل . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 227)
(134) ( م ) 2845
(135) أَيْ : اِحْتَرَقُوا ، وَالْمَحْش اِحْتِرَاق الْجِلْد وَظُهُور الْعَظْم ..( فتح ) - (ج 18 / ص 419)(1/1006)
وَعَادُوا حُمَمًا (1) ) (2) ( فَيُخْرِجُونَ مِنْ النَّارِ خَلْقًا كَثِيرًا ) (3) ( فَجِيءَ بِهِمْ ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ (4) ) (5) ( فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرِ الْحَيَاةِ , فَيَنْبُتُونَ فِيهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ (6) فِي حَمِيلِ السَّيْلِ (7) ) (8) ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَلَا تَرَوْنَ مَا يَكُونُ مِنْ النَّبْتِ إِلَى الشَّمْسِ يَكُونُ أَخْضَرَ ، وَمَا يَكُونُ إِلَى الظِّلِّ يَكُونُ أَصْفَرَ ؟ ) (9) ( أَلَمْ تَرَوْهَا كَيْفَ تَنْبُتُ صَفْرَاءَ مُلْتَوِيَةً (10) ؟ (11) " ( فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ : ) (12) ( يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّكَ كُنْتَ قَدْ رَعَيْتَ الْغَنَمَ ؟ ) (13) ( قَالَ : " أَجَلْ قَدْ رَعَيْتُ الْغَنَمَ ) (14) ( قَالَ : فَيَخْرُجُونَ مِنْ أَجْسَادِهِمْ مِثْلَ اللُّؤْلُؤِ ، فِي أَعْنَاقِهِمْ الْخَاتَمُ : عُتَقَاءُ اللَّهُ ، فَيُقَالُ لَهُمْ : ادْخُلُوا الْجَنَّةَ ، فَمَا تَمَنَّيْتُمْ أَوْ رَأَيْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ لَكُمْ ) (15) ( ثُمَّ يَقُولُونَ : رَبَّنَا مَا بَقِيَ فِيهَا أَحَدٌ مِمَّنْ أَمَرْتَنَا بِهِ , فَيَقُولُ : ارْجِعُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ ) (16) ( فَيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا , ثُمَّ يَقُولُونَ : رَبَّنَا لَمْ نَذَرْ فِيهَا أَحَدًا مِمَّنْ أَمَرْتَنَا ) (17) ( فَيَقُولُ : ارْجِعُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ نِصْفِ دِينَارٍ مِنْ خَيْرٍ فَأَخْرِجُوهُ , قَالَ : فَيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا ، ثُمَّ يَقُولُونَ : رَبَّنَا لَمْ نَذَرْ فِيهَا أَحَدًا مِمَّنْ أَمَرْتَنَا ) (18) ( فَيَقُولُ : ارْجِعُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنَ خَيْرٍ فَأَخْرِجُوهُ ، قَالَ : فَيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا ) (19) ( ثُمَّ يَقُولُونَ : رَبَّنَا لَمْ نَذَرْ فِيهَا مِمَّنْ أَمَرْتَنَا أَحَدًا ، فَيَقُولُ : ارْجِعُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ , قَالَ : فَيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا ، ثُمَّ يَقُولُونَ : رَبَّنَا لَمْ نَذَرْ فِيهَا خَيْرًا ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : فَإِنْ لَمْ تُصَدِّقُونِي فَاقْرَءُوا : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ , وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا } (20) ) (21) وفي رواية : ( فَإذا فَرَغَ اللَّهُ مِنْ حِسَابِ النَّاسِ وَأَدْخَلَ مَنْ بَقِيَ مِنْ أُمَّتِي النَّارَ مَعَ أَهْلِ النَّارِ فَيَقُولُ أَهْلُ النَّارِ : مَا أَغْنَى عَنْكُمْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْبَدُونَ اللَّهَ لَا تُشْرِكُونَ بِهِ شَيْئًا ؟ ) (22) ( فَيَقُولُ الْجَبَّارُ - عز وجل - : ) (23) ( شَفَعَتِ الْمَلَائِكَةُ ، وَشَفَعَ النَّبِيُّونَ ، وَشَفَعَ الْمُؤْمِنُونَ , وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا شَفَاعَةُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) (24) ( فَبِعِزَّتِي لَأُعْتِقَنَّهُمْ مِنْ النَّارِ ) (25) ( فَيَقْبِضُ الْجَبَّارُ - عز وجل - قَبْضَةً مِنَ النَّارِ ، فَيُخْرِجُ مِنْهَا قَوْمًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَطُّ , قَدْ عَادُوا حُمَمًا ) (26) ( فَيُلْقِيهِمْ فِي نَهَرٍ بِأَفْوَاهِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ نَهَرُ الْحَيَاةِ ) (27) ( فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ اللُّؤْلُؤُ ، فَيُجْعَلُ فِي رِقَابِهِمْ الْخَوَاتِيمُ ) (28) ( وَيُكْتَبُ بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ : هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ اللَّهِ - عز وجل - ) (29) ( فَيُذْهَبُ بِهِمْ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ) (30) ( فَيَعْرِفُهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ ) (31) ( فَيَقُولُونَ : هَؤُلَاءِ الْجَهَنَّمِيُّونَ ) (32) ( الَّذِينَ أَدْخَلَهُمْ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ , وَلَا خَيْرٍ قَدَّمُوهُ ) (33) ( فَيَقُولُ الْجَبَّارُ : بَلْ هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ الْجَبَّارُ (34) )
__________
(1) الحُمَم : جمع الحُمَمَة , وهي الفَحْمَة .
(2) ( خ ) 6192 , ( م ) 184
(3) ( م ) 183
(4) الضَّبَائِر : جَمَاعَات فِي تَفْرِقَة . ( النووي - ج 1 / ص 327)
(5) ( م ) 185 , ( جة ) 4309
(6) ( الْحِبَّةُ ) : جَمْعُ بُذُورِ النَّبَاتِ , وَاحِدَتُهَا حَبَّةٌ بِالْفَتْحِ , وَأَمَّا الْحِبُّ فَهُوَ الْحِنْطَةُ وَالشَّعِيرُ , وَاحِدَتُهَا حَبَّةٌ بِالْفَتْحِ أَيْضًا وَإِنَّمَا افْتَرَقَا فِي الْجَمْعِ ، وَقَالَ أَبُو الْمَعَالِي : الْحِبَّةُ بِالْكَسْرِ بُذُورُ الصَّحْرَاءِ مِمَّا لَيْسَ بِقُوتٍ . ( فتح - ح22)
(7) الحَمِيل : ما يجيء به السَّيْل من طين أو غُثَاء وغيره .
(8) ( خ ) 6192 , ( م ) 184
(9) ( حم ) 11143 , ( م ) 183 , ( خ ) 7001
(10) أَيْ أَنَّ الْمُذْنِبِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ يُمِيتهُمْ اللَّه تَعَالَى إِمَاتَة بَعْد أَنْ يُعَذَّبُوا الْمُدَّة الَّتِي أَرَادَهَا اللَّه تَعَالَى ، وَهَذِهِ الْإِمَاتَة إِمَاتَة حَقِيقِيَّة , يَذْهَب مَعَهَا الْإِحْسَاس وَيَكُون عَذَابهمْ عَلَى قَدْر ذُنُوبهمْ ، ثُمَّ يُمِيتهُمْ ، ثُمَّ يَكُونُونَ مَحْبُوسِينَ فِي النَّار مِنْ غَيْر إِحْسَاس الْمُدَّة الَّتِي قَدَّرَهَا اللَّه تَعَالَى ، ثُمَّ يَخْرُجُونَ مِنْ النَّار مَوْتَى قَدْ صَارُوا فَحْمًا ، فَيُحْمَلُونَ ضَبَائِر كَمَا تُحْمَل الْأَمْتِعَة وَيُلْقَوْنَ عَلَى أَنْهَار الْجَنَّة فَيُصَبّ عَلَيْهِمْ مَاء الْحَيَاة , وَيَنْبُتُونَ نَبَات الْحِبَّة فِي حَمِيل السَّيْل فِي سُرْعَة نَبَاتهَا وَضَعْفهَا ، فَتَخْرُج لِضَعْفِهَا صَفْرَاء مُلْتَوِيَة , ثُمَّ تَشْتَدّ قُوَّتهمْ بَعْد ذَلِكَ وَيَصِيرُونَ إِلَى مَنَازِلهمْ وَتَكْمُل أَحْوَالهمْ . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 327)
(11) ( خ ) 6075 , ( م ) 184
(12) ( م ) 185
(13) ( م ) 183
(14) ( حم ) 11143 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(15) ( حم ) 11917 , انظر الصَّحِيحَة : 2250
(16) ( خ ) 7001 , ( م ) 183
(17) ( م ) 183 , ( خ ) 7001
(18) ( م ) 183 , ( خ ) 7001
(19) ( جة ) 60 , ( حم ) 11550
(20) [النساء/40]
(21) ( م ) 183 , ( خ ) 7001
(22) ( حم ) 12491, ( ك ) 2954 , وصححه الألباني في ظلال الجنة تحت حديث : 844 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده جيد .
(23) ( حم ) 12491 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده جيد .
(24) ( م ) 183 , ( خ ) 7001
(25) ( حم ) 12491
(26) ( م ) 183 , ( خ ) 7001
(27) ( خ ) 7001 , ( م ) 183
(28) ( خ ) 7001 , ( م ) 183
(29) ( حم ) 12491 , ( خ ) 7001 , ( م ) 183
(30) ( حم ) 12491
(31) ( م ) 183
(32) ( حم ) 12491 , ( ك ) 8736
(33) ( خ ) 7001 , ( م ) 183
(34) قلت : في هذا الحديث فصل بين أهل السنة وأهل الإرجاء ، فإن أهل الإرجاء يقولون : من قال لَا إله إِلَّا الله دخل الجنة ولو لم يعمل عملا واحداً من أعمال الإسلام , وأهل السنة يقولون : إنه لَا بد مع الإيمان من عمل يصدقه ، فالأمر بهذا الحديث واضح ، فمن قام بأعمال الدين كما أراد الله , فإنه يدخل الجنة - بعد رحمة الله - بعمله ، كما قال تعالى : { وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [الأعراف/43] ، وَلَا يمسه شيء من العذاب لأنه قام بالمطلوب منه ، قال تعالى : { وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } [الزمر/61] وأما الذين قصَّروا في طاعة ربهم ، فإنهم مُرْجَوْنَ لأمر الله , إما يعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليم حكيم ، دليله حديث : يا محمد هؤلاء الصلوات من حافظ عليهن فله علي عهد .... رواه ( جة ) 1403 وهؤلاء هم الذين سيطلب النبي - صلى الله عليه وسلم - من الله أن يشفع لهم ، بدليل حديث ( ت جة حب ) " شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي " , وكما ترى من حديث الشفاعة ، فإن قسماً من هؤلاء العصاة سيكونون في النار عندما يطلب النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم الشفاعة ، حتى يُخْرِج كلَّ من أذن اللهُ له بإخراجه ، ثم بعد ذلك ، يُخْرِج اللهُ تعالى من النار كلَّ من قال لَا إله إِلَّا الله كما في الحديث ، وله شاهد من قوله - صلى الله عليه وسلم - : " من قال لَا إله إِلَّا الله , نفعته يوما من دهره أصابه قبل ذلك ما أصابه "
وبناء على ما تقدم نقول : الذي يريد أن يدخل الجنة بدون عذاب , فما عليه إِلَّا أن يطيع ربه كما أمره ، ومن أراد أن يدخل الجنة بعد العذاب فما عليه إِلَّا أن ينطق بالشهادتين يصدق قلبه لسانه , ثم لا يأتي بعد ذلك بناقض لتوحيده ، ثم ليفعل في هذه الدنيا ما يحلو له , وبعد الموت - إن لم يغفر الله له - يُعَذَّب في قبره على ترك الأوامر وفعل النواهي , ويكفيك في أسباب عذاب القبر دليلاً حديث الملكان اللذان ابتعثا النبي ، أخرجه ( خ ) الجنائز ( 1320) , و( م ) الرؤيا ( 2275) , ( ت ) الرؤيا ( 2294) , و( حم ) 20106 ثم بعد البعث يقوم هذا العاصي في أرض المحشر مئات السنين تحت حَرِّ الشمس حتى يُغطِّي العرق رأسه ، وقد يعذب في أرض المحشر بأشد من مجرد الوقوف في حر الشمس , ويكفيك في ذلك دليلاً حديث مانع الزكاة ، ومقتطع الأرض ظلما ، والغادر ، والنائحة ، والمتكبرون ، والذي لَا يعدل بين نسائه ، ومنهم من يُحشَر أعمى ، ومنهم من لَا يستطيع السجود لربه حين يؤمر الناس بالسجود , ومنهم من يصاب بالجنون كآكل الربا ، ومنهم المخدوش في وجهه من كثرة المسألة ، ومنهم من يحمل البقر والإبل والغنم والأموال على ظهره لأنه غلَّها قال تعالى : { ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة } ، ثم بعد ذلك يمر العصاة على الصراط , فتقف الأمانة والرحم على جنبتيه فتلقيهم في النار فينزلون فيها ، وَلَا أحد يعلم على وجه التحديد كم المدة التي سيمكثها هؤلاء العصاة في النار قبل أن يُؤذَنَ للأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين بالشفاعة .. وقد أخبرنا الله تعالى أن اليهود قالوا : { لن تمسنا النار إِلَّا أياماً معدودة } فرد عليهم سبحانه قائلا : { قل أتخذتم عند الله عهداً أم تقولون على الله ما لَا تعلمون } , ولنفترض أن أصحاب الكبائر سيمكثون في النار أياماً معدودة كما يقولون اتباعا لسَنَنِ من سبقهم من أهل الكتاب كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن هذه الأمة ستتَّبِعُ سَنَنَ من كان قبلها.. فلنفترض مكوثهم في النار أياماً ، فهل هذه الأيام كأيامنا ؟ , لقد قال تعالى : { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } [الحج/47] , ولذلك نقول كما قال الله سبحانه : { أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ , اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ , إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } [فصلت/40] , ولو كان ما يقوله المرجئة صحيحاً أن من قال لَا إله إِلَّا الله دخل الجنة ( بدون حساب وَلَا عذاب ) , فإذن ما فائدة الشفاعة ؟ , لماذا يَطلب النبي - صلى الله عليه وسلم - من الله الشفاعة ؟ , لماذا دخل هؤلاء الموحدون النار وأصبحوا بحاجة إلى هذه الشفاعة ؟ , أليس بسبب ذنوبهم ؟ , أم أن شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - ستكون للمشركين من أهل النار !؟ .ع(1/1007)
(1) ( ثُمَّ يَقُولُ الرَّبُّ - عز وجل - : ادْخُلُوا الْجَنَّةَ ، فَمَا رَأَيْتُمُوهُ فَهُوَ لَكُمْ وَمِثْلَهُ مَعَهُ ) (2) ( فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ فَيَقُولُ : لَكُمْ عِنْدِي أَفْضَلُ مِنْ هَذَا ، فَيَقُولُونَ : يَا رَبَّنَا أَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا ؟ , فَيَقُولُ : رِضَايَ فلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا ) (3) ( ثُمَّ يَفْرُغُ اللَّهُ مِنْ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ , وَيَبْقَى رَجُلٌ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ , وَهُوَ آخِرُ أَهْلِ النَّارِ دُخُولًا الْجَنَّةَ , مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى النَّارِ ) (4) ( فَهْوَ يَمْشِي مَرَّةً , وَيَكْبُو (5) مَرَّةً , وَتَسْفَعُهُ النَّارُ مَرَّةً (6) ) (7) ( فَيَقُولُ : يَا رَبِّ اصْرِفْ وَجْهِي عَنْ النَّارِ , قَدْ قَشَبَنِي (8) رِيحُهَا وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا (9) ) (10) ( فَلَا يَزَالُ يَدْعُو اللَّهَ ، فَيَقُولُ اللَّهُ : لَعَلَّكَ إِنْ أَعْطَيْتُكَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ ؟ ، فَيَقُولُ : لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ ) (11) ( فَيُعْطِي اللَّهَ مَا يَشَاءُ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ , فَيَصْرِفُ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ ) (12) ( فَإِذَا مَا جَاوَزَهَا الْتَفَتَ إِلَيْهَا فَقَالَ : تَبَارَكَ الَّذِي نَجَّانِي مِنْكِ , لَقَدْ أَعْطَانِي اللَّهُ شَيْئًا مَا أَعْطَاهُ أَحَدًا مِنْ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ , قَالَ : فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ , فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلْأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا , وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا , فَيَقُولُ اللَّهُ - عز وجل - : يَا ابْنَ آدَمَ , لَعَلِّي إِنَّ أَعْطَيْتُكَهَا سَأَلْتَنِي غَيْرَهَا ؟ , فَيَقُولُ : لَا يَا رَبِّ , وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا - وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ - فَيُدْنِيهِ مِنْهَا فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا , ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ هِيَ أَحْسَنُ مِنْ الْأُولَى , فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ لِأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا وَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا , فَيَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ , أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا ؟ ) (13) ( فَيَقُولُ : يَا رَبِّ , هَذِهِ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا ) (14) ( فَيَقُولُ : لَعَلِّي إِنْ أَدْنَيْتُكَ مِنْهَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا ؟ , فَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا - وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ - فَيُدْنِيهِ مِنْهَا فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا , ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ هِيَ أَحْسَنُ مِنْ الْأُولَيَيْنِ , فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ لِأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا , لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا , فَيَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ , أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا ؟ , قَالَ : بَلَى يَا رَبِّ , هَذِهِ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا - وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ - قَالَ : فَيُدْنِيهِ مِنْهَا , فَإِذَا أَدْنَاهُ مِنْهَا ) (15) ( رَأَى بَهْجَتَهَا وَمَا فِيهَا مِنْ النَّضْرَةِ وَالسُّرُورِ ) (16) ( وَسَمِعَ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ) (17) ( فَيَسْكُتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ ، ثُمَّ يَقُولُ : يَا رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ ، فَيَقُولُ اللَّهُ : وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ , أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ الْعُهُودَ وَالْمِيثَاقَ أَنْ لَا تَسْأَلَ غَيْرَ الَّذِي أُعْطِيتَ ؟ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ لَا تَجْعَلْنِي أَشْقَى خَلْقِكَ , فَيَضْحَكُ اللَّهُ - عز وجل - مِنْهُ , ثُمَّ يَأْذَنُ لَهُ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ ) (18) ( فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى , فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلْأَى , فَيَقُولُ : اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ , فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى , فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلْأَى ) (19) ( فَيَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ مَا يَصْرِينِي مِنْكَ (20) ؟ , أَيُرْضِيكَ أَنْ أُعْطِيَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا ) (21) ( وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا مَعَهَا ؟ ) (22) ( فَيَقُولُ : يَا رَبِّ , أَتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ؟ " , فَضَحِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - وَقَالَ : أَلَا تَسْأَلُونِي مِمَّ أَضْحَكُ ؟ , فَقَالُوا : مِمَّ تَضْحَكُ ؟ قَالَ : " هَكَذَا ضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - [ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ (23) " ] (24) فَقَالُوا : مِمَّ تَضْحَكُ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " مِنْ ضِحْكِ رَبِّ الْعَالَمِينَ حِينَ قَالَ : أَتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ؟ , فَيَقُولُ اللَّهُ - عز وجل - : إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ مِنْكَ , وَلَكِنِّي عَلَى مَا أَشَاءُ قَادِرٌ ) (25) ( قَالَ : فَإِذَا دَخَلَهَا قَالَ اللَّهُ لَهُ : تَمَنَّهْ ، فَسَأَلَ رَبَّهُ وَتَمَنَّى ) (26) ( حَتَّى تَنْقَطِعَ بِهِ الْأَمَانِيُّ ) (27) ( حَتَّى إِذَا انْقَطَعَتْ أُمْنِيَّتُهُ قَالَ اللَّهُ - عز وجل - : تَمَنَّ مِنْ كَذَا وَكذَا ) (28) ( فَيَتَمَنَّى ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : تَمَنَّ مِنْ كَذَا فَيَتَمَنَّى ) (29) ( - يُذَكِّرُهُ رَبُّهُ - ) (30) ( حَتَّى إِذَا انْتَهَتْ بِهِ الْأَمَانِيُّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : لَكَ ذَلِكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ مَعَهُ ) (31) ( قَالَ : ثُمَّ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ ) (32) ( حَتَّى إِذَا دَنَا مِنَ النَّاسِ رُفِعَ لَهُ قَصْرٌ مِنْ دُرَّةٍ فَيَخِرُّ سَاجِدًا ، فَيُقَالَ لَهُ : ارْفَعْ رَأْسَكَ مَا لَكَ ؟ , فَيَقُولُ : رَأَيْتُ رَبِّي أَوْ تَرَاءَى لِي رَبِّي , فَيُقَالُ لَهُ : إِنَّمَا هُوَ مَنْزِلٌ مِنْ مَنَازِلِكَ , قَالَ : ثُمَّ يَلْقَى رَجُلًا فَيَتَهَيَّأُ لِلسُّجُودِ لَهُ , فَيُقَالَ لَهُ : مَا لَكَ ؟ , فَيَقُولُ : رَأَيْتُ أَنَّكَ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، فَيَقُولُ : إِنَّمَا أَنَا خَازِنٌ مِنْ خُزَّانِكَ ، عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِكَ , تَحْتَ يَدِي أَلْفُ قَهْرَمَانٍ (33) عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ , قَالَ : فَيَنْطَلِقُ أَمَامَهُ حَتَّى يَفْتَحَ لَهُ الْقَصْرَ , وَهُوَ فِي دُرَّةٍ مُجَوَّفَةٍ , سَقَائِفُهَا وَأَبْوَابُهَا وَأَغْلاقُهَا وَمَفَاتِيحُهَا مِنْهَا , تَسْتَقْبِلُهُ جَوْهَرَةٌ خَضْرَاءُ مُبَطَّنَةٌ بِحَمْرَاءَ , كُلُّ جَوْهَرَةٍ تُفْضِي إِلَى جَوْهَرَةٍ عَلَى غَيْرِ لَوْنِ الْأُخْرَى , فِي كُلِّ جَوْهَرَةٍ سُرَرٌ وَأَزْوَاجٌ ، وَوَصَائِفُ أَدْنَاهُنَّ حَوْرَاءُ (34) عَيْنَاءُ (35) عَلَيْهَا سَبْعُونَ حُلَّةً (36) يَرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ حُلَلِهَا (37) كَبِدُهَا مِرْآتُهُ , وَكَبِدُهُ مِرْآتُهَا , إِذَا أَعْرَضَ عَنْهَا (38) إِعْرَاضَةً ازْدَادَتْ فِي عَيْنِهِ سَبْعِينَ ضِعْفًا عَمَّا كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ ، وَإِذَا أَعْرَضَتْ عَنْهُ إِعْرَاضَةً ازْدَادَ فِي عَيْنِهَا سَبْعِينَ ضِعْفًا عَمَّا كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ ، فَيَقُولُ لَهَا : وَاللَّهِ لَقَدِ ازْدَدْتِ فِي عَيْنِي سَبْعِينَ ضِعْفًا ، وَتَقُولُ لَهُ : وَأَنْتَ وَاللَّهِ لَقَدِ ازْدَدْتَ فِي عَيْنِي سَبْعِينَ ضِعْفًا ) (39) وفي رواية: ( فَتَدْخُلُ عَلَيْهِ زَوْجَتَاهُ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ , فَتَقُولَانِ لَهُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَاكَ لَنَا وَأَحْيَانَا لَكَ ) (40) ( ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : أَشْرِفْ (41) قَالَ : فَيُشْرِفُ ، فَيُقَالُ لَهُ : مُلْكُكَ مَسِيرَةُ مِائَةِ عَامٍ يَنْفُذُهُ بَصَرُهُ ) (42) ( فَيَقُولُ : مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُعْطِيتُ ) (43) ( وَذَلِكَ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً ) (44) ( فَإِذَا أَدْخَلَ اللَّهُ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلَ النَّارِ النَّارَ ، أُتِيَ بِالْمَوْتِ ) (45) ( كَبْشًا أَمْلَحاً (46) ) (47) ( مُلَبَّبًا (48) فَيُوقَفُ عَلَى السُّورِ بَيْنَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ ، ثُمَّ يُقَالُ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ ، فَيَطَّلِعُونَ خَائِفِينَ ) (49) ( وَجِلِينَ أَنْ يُخْرَجُوا مِنْ مَكَانِهِمْ الَّذِي هُمْ فِيهِ ) (50) ( ثُمَّ يُقَالُ : يَا أَهْلَ النَّارِ ، فَيَطَّلِعُونَ مُسْتَبْشِرِينَ ) (51) ( فَرِحِينَ أَنْ يُخْرَجُوا مِنْ مَكَانِهِمْ الَّذِي هُمْ فِيهِ ) (52) ( وَيَرَوْنَ أَنْ قَدْ جَاءَ الْفَرَجُ ) (53) ( فَيُقَالُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ ) (54) ( - وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ - : ) (55) ( هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ , فَيَقُولُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ : قَدْ عَرَفْنَاهُ , هُوَ الْمَوْتُ الَّذِي وُكِّلَ بِنَا ، قَالَ : فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُضْجَعُ , فَيُذْبَحُ ذَبْحًا عَلَى السُّورِ الَّذِي بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ) (56) ( ثُمَّ يُقَالُ لِلْفَرِيقَيْنِ كِلَاهُمَا : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ , خُلُودٌ فِيمَا تَجِدُونَ ، لَا مَوْتَ فِيهَا أَبَدًا ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ , خُلُودٌ فِيمَا تَجِدُونَ ، لَا مَوْتَ فِيهَا أَبَدًا ) (57) ( فَيَزْدَادُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَرَحًا إِلَى فَرَحِهِمْ ، وَيَزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْنًا إِلَى حُزْنِهِمْ ) (58) فَيَأْمَنُ هَؤُلَاءِ ، وَيَنْقَطِعُ رَجَاءُ هَؤُلَاءِ (59) ( ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : { وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ , وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ - وَهَؤُلَاءِ فِي غَفْلَةٍ أَهْلُ الدُّنْيَا - وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ } (60) ) (61) "
__________
(1) ( حم ) 12491 , ( مي ) 52
(2) ( م ) 183 , ( خ ) 7001
(3) ( م ) 183
(4) ( خ ) 773
(5) أَيْ : يَسْقُط عَلَى وَجْهه .
(6) أَيْ : تَضْرِب وَجْهه وَتُسَوِّدهُ وَتُؤَثِّر فِيهِ أَثَرًا . ( النووي - ج 1 / ص 330)
(7) ( م ) 187
(8) أَيْ : سَمَّنِي وَآذَانِي وَأَهْلَكَنِي ، وَقَالَ الدَّاوُدِيُّ مَعْنَاهُ : غَيْر جِلْدِي وَصُورَتِي . ( النووي - ج 1 / ص 330)
(9) أَيْ : لَهَبهَا وَاشْتِعَالهَا وَشِدَّة وَهَجهَا . ( النووي - ج 1 / ص 323)
(10) ( خ ) 773
(11) ( خ ) 6204
(12) ( خ ) 773
(13) ( م ) 187
(14) ( حم ) 3714
(15) ( م ) 187
(16) ( خ ) 773
(17) ( م ) 187
(18) ( خ ) 773
(19) ( خ ) 6202 , ( م ) 186
(20) أَيْ : مَا يَقْطَعُ مَسْأَلَتَك مِنِّي . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 330)
(21) ( م ) 187 , ( حم ) 3899
(22) ( خ ) 6202 , ( م ) 186
(23) النواجذ : أواخُر الأسنان , وقيل : التي بعد الأنياب .
(24) ( خ ) 6202 , ( م ) 186
(25) ( م ) 187 , ( حم ) 3899
(26) ( خ ) 7000
(27) ( خ ) 6204
(28) ( خ ) 773
(29) ( خ ) 6204
(30) ( خ ) 773
(31) ( خ ) 773 , ( م ) 188
(32) ( حم ) 11232 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(33) القهرمان : الخازن الأمين المحافظ على ما في عُهْدَته ، وَهُوَ بِلِسَانِ الْفُرْس .
(34) الحَوْراء : هي الشديدة بياض العين , الشديدةُ سوادها . النهاية في غريب الأثر - (ج 1 / ص 1079)
(35) وفيه [ إنَّ في الجنة لَمُجْتَمَعاً للحُور العِين ] العِينُ : جمع عَيْنَاء وهي الواسِعة العَيْن . النهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 625)
(36) الْحُلَّة : إِزَار وَرِدَاء مِنْ جِنْس وَاحِد .( فتح - ح30)
(37) الْمُرَاد بِهِ وَصْفهَا بِالصَّفَاءِ الْبَالِغ , وَأَنَّ مَا فِي دَاخِل الْعَظْم لَا يَسْتَتِر بِالْعَظْمِ وَاللَّحْم وَالْجِلْد . فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 30)
(38) أي : التفت .
(39) ( طب ) 9763 ( صحيح ) - صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3591
(40) ( م ) 188 , و( حم ) 11232
(41) أَيْ : انظر .
(42) ( طب ) 9763
(43) ( م ) 188
(44) ( خ ) 6202 , ( م ) 186
(45) ( ت ) 2557
(46) الْأَمْلَحُ :الَّذِي بَيَاضُهُ أَكْثَرُ مِنْ سَوَادِهِ .
(47) ( خ ) 4453 , ( م ) 2849
(48) لَبَّبَهُ تَلْبِيبًا : جَمَعَ ثِيَابَهُ عِنْدَ نَحْرِهِ فِي الْخُصُومَةِ ثُمَّ جَرَّهُ . تحفة الأحوذي(ج 6 / ص 350)
(49) ( ت ) 2557 , ( خ ) 4453
(50) ( جة ) 4327 , ( حم ) 7537
(51) ( ت ) 2557
(52) ( جة ) 4327 , ( حم ) 7537
(53) ( حم ) 9463 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(54) ( ت ) 2557
(55) ( خ ) 4453
(56) ( ت ) 2557 , ( م ) 2849
(57) ( جة ) 4327 , ( حم ) 7537 , ( خ ) 4453
(58) ( خ ) 6182 , ( م ) 2850
(59) ( يع ) 2898 , ( صحيح ) - صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3774
(60) [مريم/39]
(61) ( خ ) 4453 , ( م ) 2849(1/1008)
( م ) , وَعَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ (1) قَالَ :
كُنْتُ قَدْ شَغَفَنِي (2) رَأْيٌ مِنْ رَأْيِ الْخَوَارِجِ (3) فَخَرَجْنَا فِي عِصَابَةٍ ذَوِي عَدَدٍ نُرِيدُ أَنْ نَحُجَّ ثُمَّ نَخْرُجَ عَلَى النَّاسِ (4) قَالَ : فَمَرَرْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ ، فَإِذَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِبجَالِسٌ إِلَى سَارِيَةٍ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : فَإِذَا هُوَ قَدْ ذَكَرَ الْجَهَنَّمِيِّينَ , فَقُلْتُ لَهُ : يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ ، مَا هَذَا الَّذِي تُحَدِّثُونَ وَاللَّهُ يَقُولُ : { إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلْ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ } (5) وَ { كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا } (6) فَمَا هَذَا الَّذِي تَقُولُونَ ؟ ، فَقَالَ جَابِرٌ : أَتَقْرَأُ الْقُرْآنَ ؟ ، قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَهَلْ سَمِعْتَ بِمَقَامِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - الَّذِي يَبْعَثُهُ اللَّهُ فِيهِ ؟ ، قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَإِنَّهُ مَقَامُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - الْمَحْمُودُ الَّذِي يُخْرِجُ اللَّهُ بِهِ مَنْ يُخْرِجُ ، قَالَ يَزِيدٌ : فَزَعَمَ جَابِرٌ أَنَّ قَوْمًا يَخْرُجُونَ مِنْ النَّارِ بَعْدَ أَنْ يَكُونُوا فِيهَا ، فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ عِيدَانُ السَّمَاسِمِ (7) فَيَدْخُلُونَ نَهَرًا مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ فَيَغْتَسِلُونَ فِيهِ ، فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ الْقَرَاطِيسُ (8) قَالَ يَزِيدٌ : فَرَجَعْنَا فَقُلْنَا : وَيْحَكُمْ ، أَتُرَوْنَ الشَّيْخَ يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (9) ؟ ، فَرَجَعْنَا ، فلَا وَاللَّهِ مَا خَرَجَ مِنَّا غَيْرُ رَجُلٍ وَاحِدٍ (10) . (11)
__________
(1) هو يزيد بن صهيب ، أبو عثمان الكوفي ، المعروف بالفقير , الطبقة : 4 طبقة تلي الوسطى من التابعين
روى له : خ م د س جة , رتبته عند ابن حجر : ثقة , رتبته عند الذهبي : ثقة
(2) ( شَغَفَنِي ) : لَصِقَ بِشِغَافِ قَلْبِي وَهُوَ غِلَافه . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 336)
(3) رَأْي الْخَوَارِج : أَنَّهُمْ يَرَوْنَ أَنَّ أَصْحَاب الْكَبَائِر يَخْلُدُونَ فِي النَّار , وَمَنْ دَخَلَهَا لَا يَخْرُج مِنْهَا . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 336)
(4) أَيْ : خَرَجْنَا مِنْ بِلَادنَا وَنَحْنُ جَمَاعَة كَثِيرَة لِنَحُجَّ , ثُمَّ نَخْرُج عَلَى النَّاس مُظْهِرِينَ مَذْهَب الْخَوَارِج , وَنَدْعُو إِلَيْهِ وَنَحُثُّ عَلَيْهِ . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 336)
(5) [آل عمران/192]
(6) [السجدة/20]
(7) ( السَّمَاسِم ) جَمْع سِمْسِم ، وَهُوَ هَذَا السِّمْسِم الْمَعْرُوف الَّذِي يُسْتَخْرَج مِنْهُ الشَّيْرَج ، وَعِيدَانه تَرَاهَا إِذَا قُلِعَتْ وَتُرِكَتْ فِي الشَّمْس لِيُؤْخَذ حَبُّهَا دِقَاقًا سُودًا كَأَنَّهَا مُحْتَرِقَة ، فَشَبَّه بِهَا هَؤُلَاءِ . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 336)
(8) الْقَرَاطِيس : جَمْع قِرْطَاس وَهُوَ : الصَّحِيفَة الَّتِي يُكْتَب فِيهَا ، وَشَبَّههمْ بِالْقَرَاطِيسِ لِشِدَّةِ بَيَاضهمْ بَعْد اِغْتِسَالهمْ وَزَوَال مَا كَانَ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّوَاد . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 336)
(9) يَعْنِي بِالشَّيْخِ : جَابِر بْن عَبْد اللَّه رَضِيَ اللَّه عَنْهُ ، وَهُوَ اِسْتِفْهَام إِنْكَار وَجَحْد , أَيْ : لَا يُظَنّ بِهِ الْكَذِب . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 336)
(10) أَيْ : رَجَعْنَا مِنْ حَجّنَا وَلَمْ نَتَعَرَّض لِرَأْيِ الْخَوَارِج ، بَلْ كَفَفْنَا عَنْهُ وَتُبْنَا مِنْهُ , إِلَّا رَجُلًا مِنَّا , فَإِنَّهُ لَمْ يُوَافِقنَا فِي الِانْكِفَاف عَنْهُ . شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 336)
(11) ( م ) 191(1/1009)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يُحْمَلُ النَّاسُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , فَتَقَادَعُ (1) بِهِمْ جَنَبَةُ الصِّرَاطِ تَقَادُعَ الْفَرَاشِ فِي النَّارِ , فَيُنْجِي اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ , ثُمَّ يُؤْذَنُ لِلْمَلَائِكَةِ وَالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ أَنْ يَشْفَعُوا , فَيَشْفَعُونَ وَيُخْرِجُونَ , وَيَشْفَعُونَ وَيُخْرِجُونَ , وَيَشْفَعُونَ وَيُخْرِجُونَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً مِنْ إِيمَانٍ " (2)
__________
(1) أَيْ : تَتَابع وتهافت وسقط بعضهم فوق بعض .
(2) ( حم ) 20457 , وصححه الألباني في ظلال الجنة : 837 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .(1/1010)
( خ حم ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا يُصِيبُهُمْ سَفْعٌ (1) ) (2) ( عُقُوبَةً بِذُنُوبٍ أَصَابُوهَا , ثُمَّ يُدْخِلُهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ ) (3) ( وَشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ ) (4) ( يُقَالُ لَهُمُ : الْجَهَنَّمِيُّونَ ) (5) "
__________
(1) أَيْ : سَوَاد فِيهِ زُرْقَة أَوْ صُفْرَة ، يُقَال : سَفَعَتْهُ النَّار إِذَا لَفَحَتْهُ فَغَيَّرَتْ لَوْن بَشَرَتِهِ . فتح الباري (ج 18 / ص 404)
(2) ( حم ) 13866 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح , ( خ ) 6191
(3) ( خ ) 6191 , ( حم ) 13866
(4) ( حم ) 23471 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(5) ( خ ) 6191 , ( حم ) 12384(1/1011)
( حم ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَدْخُلُ النَّارَ أَقْوَامٌ مِنْ أُمَّتِي ، حَتَّى إِذَا صَارُوا فَحْمًا أُدْخِلُوا الْجَنَّةَ ، فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ : مَنْ هَؤُلَاءِ ؟ , فَيُقَالُ : هُمُ الجَهَنَّمِيُّونَ " (1)
__________
(1) ( حم ) 12280 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .(1/1012)
( ت د جة حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي (1) " (2)
__________
(1) قَالَ اِبْن الْقَيِّم رَحِمَهُ اللَّه : تَضَمَّنَتْ هَذِهِ الْأَحَادِيث خَمْسَة أَنْوَاع مِنْ الشَّفَاعَة , أَحَدهَا : الشَّفَاعَة الْعَامَّة الَّتِي يَرْغَب فِيهَا النَّاس إِلَى الْأَنْبِيَاء ، نَبِيًّا بَعْد نَبِيّ ، حَتَّى يُرِيحهُمْ اللَّه مِنْ مَقَامهمْ , النَّوْع الثَّانِي : الشَّفَاعَة فِي فَتْح الْجَنَّة لِأَهْلِهَا , النَّوْع الثَّالِث : الشَّفَاعَة فِي دُخُول مَنْ لَا حِسَاب عَلَيْهِمْ الْجَنَّة ,
النَّوْع الرَّابِع : الشَّفَاعَة فِي إِخْرَاج قَوْم مِنْ أَهْل التَّوْحِيد مِنْ النَّار , النَّوْع الْخَامِس : فِي تَخْفِيف الْعَذَاب عَنْ بَعْض أَهْل النَّار , وَيَبْقَى نَوْعَانِ يَذْكُرهُمَا كَثِير مِنْ النَّاس , أَحَدهمَا : فِي قَوْم اِسْتَوْجَبُوا النَّار فَيُشْفَع فِيهِمْ أَنْ لَا يَدْخُلُوهَا . وَهَذَا النَّوْع لَمْ أَقِف إِلَى الْآن عَلَى حَدِيث يَدُلّ عَلَيْهِ , وَأَكْثَر الْأَحَادِيث صَرِيحَة فِي أَنَّ الشَّفَاعَة فِي أَهْل التَّوْحِيد مِنْ أَرْبَاب الْكَبَائِر إِنَّمَا تَكُون بَعْد دُخُولهمْ النَّار ، وَأَمَّا أَنْ يُشْفَع فِيهِمْ قَبْل الدُّخُول فَلَا يَدْخُلُونَ , فَلَمْ أَظْفَر فِيهِ بِنَصٍّ , وَالنَّوْع الثَّانِي : شَفَاعَته لِقَوْمٍ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي زِيَادَة الثَّوَاب ، وَرِفْعَة الدَّرَجَات , وَهَذَا قَدْ يُسْتَدَلّ عَلَيْهِ بِدُعَاءِ النَّبِيّ > لِأَبِي سَلَمَة ، وَقَوْله " اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِأَبِي سَلَمَة ، وَارْفَعْ دَرَجَته فِي الْمَهْدِيِّينَ " , وَقَوْله فِي حَدِيث أَبِي مُوسَى " اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِر ، وَاجْعَلْهُ يَوْم الْقِيَامَة فَوْق كَثِير مِنْ خَلْقك " .
وَفِي قَوْله فِي حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة " أَسْعَد النَّاس بِشَفَاعَتِي مَنْ قَالَ : لَا إِلَه إِلَّا اللَّه " , سِرٌّ مِنْ أَسْرَار التَّوْحِيد , وَهُوَ أَنَّ الشَّفَاعَة إِنَّمَا تُنَال بِتَجْرِيدِ التَّوْحِيد ، فَمَنْ كَانَ أَكْمَل تَوْحِيدًا كَانَ أَحْرَى بِالشَّفَاعَةِ . لَا أَنَّهَا تُنَال بِالشِّرْكِ بِالشَّفِيعِ , كَمَا عَلَيْهِ أَكْثَر الْمُشْرِكِينَ , وَبِاَللَّهِ التَّوْفِيق . عون المعبود - (ج 10 / ص 259)
(2) ( ت ) 2435 , ( د ) 4739 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3714 ، وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3649(1/1013)
( ت حم ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي ) (1) ( مِثْلُ الْحَيَّيْنِ , أَوْ مِثْلُ أَحَدِ الْحَيَّيْنِ , رَبِيعَةَ وَمُضَرَ " ) (2) ( فَقُلْنَا : سِوَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " سِوَايَ ) (3) "
__________
(1) ( ت ) 2438 , ( جة ) 4316
(2) ( حم ) 22269 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5363 ، الصَّحِيحَة : 2178
(3) ( ت ) 2438 , ( جة ) 4316 , انظر صحيح الترغيب والترهيب : 3646(1/1014)
( جة ) , وَعَنْ الْحَارِثِ بْنِ أُقَيْشٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ أَكْثَرُ مِنْ مُضَرَ " (1)
__________
(1) ( جة )4323 , ( حم ) 22717(1/1015)
( التوحيد لابن خزيمة ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ الرَّجُلَ يَشْفَعُ لِلرَّجُلَيْنِ وَالثَلَاثةِ , وَالرَّجُلُ لِلرَّجُلِ " (1)
________
(1) ( خز ) في " التوحيد " ( ص 205 ) , انظر الصَّحِيحَة : 2505(1/1016)
مَكَانُ حُصُولِ الشَّفَاعَة
( ت حم ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَشْفَعَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ (1) فَقَالَ : " أَنَا فَاعِلٌ " , قُلْتُ : فَأَيْنَ أَطْلُبُكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا رَسُولَ اللَّه (2) ؟ , قَالَ : " اطْلُبْنِي أَوَّلَ مَا تَطْلُبُنِي عَلَى الصِّرَاطِ " , قُلْتُ : فَإِذَا لَمْ أَلْقَكَ عَلَى الصِّرَاطِ ؟ قَالَ : " فَاطْلُبْنِي عِنْدَ الْمِيزَانِ " , قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عِنْدَ الْمِيزَانِ ؟ , قَالَ : " فَاطْلُبْنِي عِنْدَ الْحَوْضِ (3) فَإِنِّي لَا أُخْطِئُ هَذِهِ الثَلَاثَ مَوَاطِنَ ) (4) ( يَوْمَ الْقِيَامَةِ (5) ) (6) " (7)
__________
(1) أَيْ : الشَّفَاعَةَ الْخَاصَّةَ مِنْ بَيْنِ هَذِهِ الْأُمَّةِ دُونَ الشَّفَاعَةِ الْعَامَّةِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 225)
(2) أَيْ : فِي أَيِّ مَوْطِنٍ مِنْ الْمَوَاطِنِ الَّتِي اِحْتَاجَ إِلَى شَفَاعَتِك أَطْلُبُك لِتُخَلِّصَنِي مِنْ تِلْكَ الْوَرْطَةِ ، فَأَجَابَ : " عَلَى الصِّرَاطِ وَعِنْدَ الْمِيزَانِ وَالْحَوْضِ " , أَيْ : أَفْقَرُ الْأَوْقَاتِ إِلَى شَفَاعَتِي هَذِهِ الْمَوَاطِنِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 225)
(3) اِسْتَشْكَلَ كَوْنُ الْحَوْضِ بَعْدَ الصِّرَاطِ بِمَا ثَبَتَ أَنَّ جَمَاعَةً يُدْفَعُونَ عَنْ الْحَوْضِ بَعْدَ أَنْ يَكَادُوا يَرِدُونَ وَيُذْهَبُ بِهِمْ إِلَى النَّارِ , وَوَجْهُ الْإِشْكَالِ أَنَّ الَّذِي يَمُرُّ عَلَى الصِّرَاطِ إِلَى أَنْ يَصِلَ إِلَى الْحَوْضِ يَكُونُ قَدْ نَجَا مِنْ النَّارِ ، فَكَيْفَ يُرَدُّ إِلَيْهَا ؟ , وَيُمْكِنُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى أَنَّهُمْ يُقَرَّبُونَ مِنْ الْحَوْضِ بِحَيْثُ يَرَوْنَهُ وَيَرَوْنَ النَّارَ , فَيُدْفَعُونَ إِلَى النَّارِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُصُوا مِنْ بَقِيَّةِ الصِّرَاطِ , وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقُرْطُبِيُّ فِي التَّذْكِرَةِ : وَالصَّحِيحُ أَنَّ لِلنَّبِيِّ > حَوْضَيْنِ ، أَحَدُهُمَا فِي الْمَوْقِفِ قَبْلَ الصِّرَاطِ , وَالْآخَرُ دَاخِلَ الْجَنَّةِ ، وَكُلٌّ مِنْهُمَا يُسَمَّى كَوْثَرًا , وَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِم مِنْ حَدِيث أَبِي ذَرّ أَنَّ الْحَوْض يَشْخَب فِيهِ مِيزَابَانِ مِنْ الْجَنَّة . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 225)
(4) ( ت ) 2433 , ( حم ) 12848
(5) قلت : في الحديث ترتيب لبعض الأحداث يوم القيامة .ع
(6) ( حم ) 12848
(7) الصَّحِيحَة : 2630 ، المشكاة ( 5595 ) ، التعليق الرغيب ( 4 / 211 )(1/1017)
مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَاب
( حب ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" تَجْتَمِعُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيُقَالُ : أَيْنَ فُقَرَاءُ هَذِهِ الْأُمَّةِ ؟ , فَيَقُومُونَ ، فَيُقَالُ لَهُمْ : مَاذَا عَمِلْتُمْ ؟ , فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا , ابْتُلِينَا فَصَبَرْنَا ، وَولَّيْتَ الْأُمُورَ وَالسُّلْطَانَ غَيْرَنَا فَيَقُولُ اللَّهُ - عز وجل - : صَدَقْتُمْ ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ النَّاسِ ، وَتَبْقَى شِدَّةُ الْحِسَابِ عَلَى ذَوِي الْأَمْوَالِ وَالسُّلْطَانِ " ، قَالُوا : فَأَيْنَ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَئِذٍ ؟ , قَالَ : " يُوضَعُ لَهُمْ كَرَاسِيُّ مِنْ نُورٍ ، مُظَلَّلٌ عَلَيْهِمُ الْغَمَامُ ، يَكُونُ ذَلِكَ الْيَوْمُ أَقْصَرَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مِنْ سَاعَةٍ مِنْ نَهَارٍ " (1)
__________
(1) ( حب ) 7419 , ( حسن ) - صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3187 ، صحيح موارد الظمآن : 2193(1/1018)
( حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( هَلْ تَدْرُونَ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ ؟ " , فَقَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , قَالَ : " أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ الْفُقَرَاءُ وَالْمُهَاجِرُونَ , فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ (1) الَّذِينَ تُسَدُّ بِهِمْ الثُّغُورُ (2) وَتُتَّقَى بِهِمْ الْمَكَارِهُ ) (3) ( وَإِذَا أُمِرُوا سَمِعُوا وَأَطَاعُوا , وَإِذَا كَانَتْ لِرَجُلٍ مِنْهُمْ حَاجَةٌ إِلَى السُّلْطَانِ لَمْ تُقْضَ لَهُ , حَتَّى يَمُوتَ وَهِيَ فِي صَدْرِهِ , وَإِنَّ اللَّهَ - عز وجل - يَدْعُو يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْجَنَّةَ , فَتَأْتِي بِزُخْرُفِهَا وَزِينَتِهَا فَيَقُولُ : أَيْنَ عِبَادِي الَّذِينَ قَاتَلُوا فِي سَبِيلِي , وَقُتِلُوا فِي سَبِيلِي , وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي , وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِي ؟ , ادْخُلُوا الْجَنَّةَ , فَيَدْخُلُونَهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ ) (4) ( فَيَقُولُ اللَّهُ - عز وجل - لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ مَلَائِكَتِهِ : ائْتُوهُمْ فَحَيُّوهُمْ , فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ : نَحْنُ سُكَّانُ سَمَائِكَ , وَخِيرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ , أَفَتَأْمُرُنَا أَنْ نَأْتِيَ هَؤُلَاءِ فَنُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ ؟ , فَيَقُولُ : إِنَّهُمْ كَانُوا عِبَادًا يَعْبُدُونِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا , وَتُسَدُّ بِهِمْ الثُّغُورُ , وَيُتَّقَى بِهِمْ الْمَكَارِهُ , وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لَا يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً , قَالَ : فَتَأْتِيهِمُ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ ذَلِكَ فَيَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ : { سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ , فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ } (5) ) (6) "
__________
(1) ( حم ) 6571 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : صحيح
(2) الثغر : الموضع الذي يكون حَدّا فاصلا بين بلاد المسلمين والكفار ، وهو موضع المخافة من أطراف البلاد .
(3) ( حم ) 6570 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده جيد , وانظر الصَّحِيحَة : 2559
(4) ( حم ) 6571 , انظر الصَّحِيحَة : 2559 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1373
(5) سورة : الرعد آية رقم : 23
(6) ( حم ) 6570 , ( حب ) 7421 , وقال شعيب الأرنؤوط في ( حب ) : إسناده صحيح .(1/1019)
( ك ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَتَعْلَمُ أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي ؟ " ، قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَقَالَ : " الْمُهَاجِرُونَ , يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ وَيَسْتَفْتِحُونَ ، فَيَقُولُ لَهُمُ الْخَزَنَةُ : أَوَقَدْ حُوسِبْتُمْ ؟ , فَيَقُولُونَ : بِأَيِّ شَيْءٍ نُحَاسَبُ ، وَإِنَّمَا كَانَتْ أَسْيَافُنَا عَلَى عَوَاتِقِنَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى مِتْنَا عَلَى ذَلِكَ " ، قَالَ : " فَيُفْتَحُ لَهُمْ ، فَيَقِيلُونَ فِيهَا أَرْبَعِينَ عَامًا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَهَا النَّاسُ " (1)
__________
(1) ( ك ) 2389 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 96 , الصَّحِيحَة : 853(1/1020)
( خ م ) , وَعَنْ حُصَيْنٍ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ :
كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ : أَيُّكُمْ رَأَى الْكَوْكَبَ الَّذِي انْقَضَّ (1) الْبَارِحَةَ ؟ , فَقُلْتُ : أَنَا , ثُمَّ قُلْتُ : أَمَا إِنِّي لَمْ أَكُنْ فِي صَلَاةٍ , وَلَكِنِّي لُدِغْتُ , قَالَ : فَمَاذَا صَنَعْتَ ؟ , قُلْتُ : اسْتَرْقَيْتُ (2) قَالَ : فَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ ؟ , قُلْتُ : حَدِيثٌ حَدَّثَنَاهُ الشَّعْبِيُّ , فَقَالَ : وَمَا حَدَّثَكُمْ الشَّعْبِيُّ ؟ , قُلْتُ : حَدَّثَنَا عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ حُصَيْبٍ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ : لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ (3) فَقَالَ : قَدْ أَحْسَنَ مَنْ انْتَهَى إِلَى مَا سَمِعَ , وَلَكِنْ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ , فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ (4) وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ , إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ (5) فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ أُمَّتِي , فَقِيلَ لِي : هَذَا مُوسَى - صلى الله عليه وسلم - وَقَوْمُهُ , وَلَكِنْ انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ , فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ , فَقِيلَ لِي : انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ الْآخَرِ , فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ , فَقِيلَ لِي : هَذِهِ أُمَّتُكَ , وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ , ثُمَّ نَهَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ " , فَخَاضَ النَّاسُ فِي أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ , فَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَعَلَّهُمْ الَّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَعَلَّهُمْ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا , وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ , " فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : مَا الَّذِي تَخُوضُونَ فِيهِ ؟ " , فَأَخْبَرُوهُ , فَقَالَ : " هُمْ الَّذِينَ لَا يَرْقُونَ , وَلَا يَسْتَرْقُونَ (6) وَلَا يَتَطَيَّرُونَ (7) [ وَلَا يَكْتَوُونَ ] (8) وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (9) " (10)
__________
(1) ( اِنْقَضَّ ) : سَقَطَ .
(2) استرقى : طلب الرقية , وهي التي تُقرأ على صاحب الآفة مثل الحمى أو الصرع أو الحسد طلبا لشفائه .
(3) قَالَ أَبُو دَاوُد : الْحُمَةُ : الْحَيَّاتِ وَمَا يَلْسَعُ .
(4) ( الرُّهَيْط ) : تَصْغِير الرَّهْط ، وَهِيَ الْجَمَاعَة دُون الْعَشَرَة .
(5) السَّوَادُ : الشَّخْصُ , وَالْمَالُ الْكَثِيرُ , وَمِنْ الْبَلْدَةِ قُرَاهَا , وَالْعَدَدُ الْكَثِيرُ , وَمِنْ النَّاسِ عَامَّتُهُمْ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 238)
(6) قال الحافظ في الفتح : وَقَدْ أَنْكَرَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ بْنُ تَيْمِيَّةَ هَذِهِ الرِّوَايَةَ وَزَعَمَ أَنَّهَا غَلَطٌ مِنْ رَاوِيهَا ، وَاعْتَلَّ بِأَنَّ الرَّاقِيَ يُحْسِنُ إِلَى الَّذِي يَرْقِيهِ , فَكَيْف يَكُونُ ذَلِكَ مَطْلُوبَ التَّرْكِ ؟ , وَأَيْضًا فَقَدْ رَقَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - , وَرَقَى النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أَصْحَابه , وَأَذِنَ لَهُمْ فِي الرُّقَى , وَقَالَ " مَنْ اِسْتَطَاعَ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ " , وَالنَّفْعُ مَطْلُوبٌ . قَالَ : وَأَمَّا الْمُسْتَرِقِي فَإِنَّهُ يَسْأَلُ غَيْرَهُ وَيَرْجُو نَفْعَهُ ، وَتَمَامُ التَّوَكُّلِ يُنَافِي ذَلِكَ , قَالَ : وَإِنَّمَا الْمُرَاد وَصْف السَّبْعِينَ بِتَمَامِ التَّوَكُّل فَلَا يَسْأَلُونَ غَيْرَهُمْ أَنْ يَرْقِيَهُمْ وَلَا يَكْوِيهِمْ , وَلَا يَتَطَيَّرُونَ مِنْ شَيْءٍ . وَأَجَابَ غَيْره بِأَنَّ الزِّيَادَة مِنْ الثِّقَةِ مَقْبُولَةٌ , وَسَعِيد بْن مَنْصُور حَافِظٌ , وَقَدْ اِعْتَمَدَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم , وَاعْتَمَدَ مُسْلِم عَلَى رِوَايَته هَذِهِ , وَبِأَنَّ تَغْلِيطَ الرَّاوِي مَعَ إِمْكَانِ تَصْحِيحِ الزِّيَادَةِ لَا يُصَارُ إِلَيْهِ , وَالْمَعْنَى الَّذِي حَمَلَهُ عَلَى التَّغْلِيطِ مَوْجُودٌ فِي الْمُسْتَرِقِي , لِأَنَّهُ اِعْتَلَّ بِأَنَّ الَّذِي لَا يَطْلُبُ مِنْ غَيْرِهِ أَنْ يَرْقِيَهُ تَامُّ التَّوَكُّلِ , فَكَذَا يُقَال لَهُ , وَالَّذِي يَفْعَلُ غَيْرُهُ بِهِ ذَلِكَ يَنْبَغِي أَنْ لَا يُمَكِّنَهُ مِنْهُ لِأَجْلِ تَمَامِ التَّوَكُّل ، وَلَيْسَ فِي وُقُوع ذَلِكَ مِنْ جِبْرِيلَ دَلَالَةٌ عَلَى الْمُدَّعَى , وَلَا فِي فِعْل النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - لَهُ أَيْضًا دِلَالَةٌ , لِأَنَّهُ فِي مَقَام التَّشْرِيعِ وَتَبَيُّنِ الْأَحْكَامِ ، وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ : إِنَّمَا تَرَكَ الْمَذْكُورُونَ الرُّقَى وَالِاسْتِرْقَاءَ حَسْمًا لِلْمَادَّةِ , لِأَنَّ فَاعِلَ ذَلِكَ لَا يَأْمَنُ أَنْ يَكِلَ نَفْسَهُ إِلَيْهِ , وَإِلَّا فَالرُّقْيَة فِي ذَاتهَا لَيْسَتْ مَمْنُوعَةً , وَإِنَّمَا مُنِعَ مِنْهَا مَا كَانَ شِرْكًا أَوْ اِحْتَمَلَهُ , وَمِنْ ثَمَّ قَالَ - صلى الله عليه وسلم - " اِعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ ، وَلَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ شِرْكٌ " فَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى عِلَّةِ النَّهْيِ , وَقَدْ نَقَلَ الْقُرْطُبِيُّ عَنْ غَيْره أَنَّ اِسْتِعْمَال الرُّقَى وَالْكَيّ قَادِح فِي التَّوَكُّل بِخِلَافِ سَائِر أَنْوَاع الطِّبّ ، وَفُرِّقَ بَيْن الْقِسْمَيْنِ بِأَنَّ الْبُرْءَ فِيهِمَا أَمْرٌ مَوْهُومٌ , وَمَا عَدَاهُمَا مُحَقَّقٌ عَادَةً كَالْأَكْلِ وَالشُّرْبِ فَلَا يَقْدَحُ ، قَالَ الْقُرْطُبِيُّ : وَهَذَا فَاسِدٌ مِنْ وَجْهَيْنِ : أَحَدُهُمَا أَنَّ أَكْثَرَ أَبْوَابِ الطِّبِّ مَوْهُومٌ ، وَالثَّانِي : أَنَّ الرُّقَى بِأَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى تَقْتَضِي التَّوَكُّلَ عَلَيْهِ وَالِالْتِجَاءَ إِلَيْهِ , وَالرَّغْبَة فِيمَا عِنْده وَالتَّبَرُّكَ بِأَسْمَائِهِ ، فَلَوْ كَانَ ذَلِكَ قَادِحًا فِي التَّوَكُّل لَقَدَحَ الدُّعَاءُ , إِذْ لَا فَرْقَ بَيْنَ الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ ، وَقَدْ رُقِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَرَقَى , وَفَعَلَهُ السَّلَفُ وَالْخَلَفُ فَلَوْ كَانَ مَانِعًا مِنْ اللَّحَاقِ بِالسَّبْعِينَ أَوْ قَادِحًا فِي التَّوَكُّل لَمْ يَقَعْ مِنْ هَؤُلَاءِ وَفِيهِمْ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ وَأَفْضَلُ مِمَّنْ عَدَاهُمْ , وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ بَنَى كَلَامَهُ عَلَى أَنَّ السَّبْعِينَ الْمَذْكُورِينَ أَرْفَعُ رُتْبَةً مِنْ غَيْرِهِمْ مُطْلَقًا ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ , فقَدْ أَخْرَجَ أَحْمَد وَصَحَّحَهُ اِبْن خُزَيْمَةَ وَابْن حِبَّانَ مِنْ حَدِيث رِفَاعَةَ الْجُهَنِيِّ قَالَ : " أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَذَكَرَ حَدِيثًا وَفِيهِ : " وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يَدْخُلُوهَا حَتَّى تَبَوَّءُوا أَنْتُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ أَزْوَاجكُمْ وَذُرِّيَّاتِكُمْ مَسَاكِنَ فِي الْجَنَّةِ " , فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَزِيَّةَ السَّبْعِينَ بِالدُّخُولِ بِغَيْرِ حِسَابٍ لَا يَسْتَلْزِمُ أَنَّهُمْ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِمْ ، بَلْ فِيمَنْ يُحَاسَبُ فِي الْجُمْلَةِ مَنْ يَكُون أَفْضَلَ مِنْهُمْ , وَفِيمَنْ يَتَأَخَّرُ عَنْ الدُّخُولِ مِمَّنْ تَحَقَّقَتْ نَجَاتُهُ وَعُرِفَ مَقَامُهُ مِنْ الْجَنَّةِ يَشْفَعُ فِي غَيْرِهِ مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُمْ . ( فتح )(ج18ص389)
(7) الْمُرَادُ أَنَّهُمْ لَا يَتَشَاءَمُونَ كَمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ . ( فتح )(ج18ص389)
(8) ( خ ) 5378
(9) قَوْله ( وَعَلَى رَبّهمْ يَتَوَكَّلُونَ ) يَحْتَمِل أَنْ تَكُون هَذِهِ الْجُمْلَة مُفَسِّرَة لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ تَرْك الِاسْتِرْقَاء وَالِاكْتِوَاء وَالطِّيَرَة ، وَيَحْتَمِل أَنْ تَكُون مِنْ الْعَامّ بَعْد الْخَاصّ , لِأَنَّ صِفَة وَاحِدَة مِنْهَا صِفَة خَاصَّة مِنْ التَّوَكُّل , وَهُوَ أَعَمّ مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَغَيْره : قَالَتْ طَائِفَة مِنْ الصُّوفِيَّة لَا يَسْتَحِقّ اِسْم التَّوَكُّل إِلَّا مَنْ لَمْ يُخَالِط قَلْبه خَوْف غَيْر اللَّه تَعَالَى ، حَتَّى لَوْ هَجَمَ عَلَيْهِ الْأَسَد لَا يَنْزَعِج ، وَحَتَّى لَا يَسْعَى فِي طَلَب الرِّزْق لِكَوْنِ اللَّه ضَمِنَهُ لَهُ , وَأَبَى هَذَا الْجُمْهُور , وَقَالُوا : يَحْصُل التَّوَكُّل بِأَنْ يَثِق بِوَعْدِ اللَّه , وَيُوقِن بِأَنَّ قَضَاءَهُ وَاقِع ، وَلَا يَتْرُك اِتِّبَاع السُّنَّة فِي اِبْتِغَاء الرِّزْق مِمَّا لَا بُدّ لَهُ مِنْهُ مِنْ مَطْعَم وَمُشْرَب وَتَحَرُّز مِنْ عَدُوّ , بِإِعْدَادِ السِّلَاح وَإِغْلَاق الْبَاب وَنَحْو ذَلِكَ ، وَمَعَ ذَلِكَ فَلَا يَطْمَئِنُّ إِلَى الْأَسْبَاب بِقَلْبِهِ , بَلْ يَعْتَقِد أَنَّهَا لَا تَجْلِب بِذَاتِهَا نَفْعًا وَلَا تَدْفَع ضُرًّا ، بَلْ السَّبَب وَالْمُسَبِّب فِعْل اللَّه تَعَالَى , وَالْكُلّ بِمَشِيئَتِهِ ، فَإِذَا وَقَعَ مِنْ الْمَرْء رُكُونٌ إِلَى السَّبَب قَدَحَ فِي تَوَكُّله ، وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ فِيهِ عَلَى قِسْمَيْنِ : وَاصِل وَسَالِك ، فَالْأَوَّل صِفَة الْوَاصِل , وَهُوَ الَّذِي لَا يَلْتَفِت إِلَى الْأَسْبَاب وَلَوْ تَعَاطَاهَا ، وَأَمَّا السَّالِك فَيَقَع لَهُ الِالْتِفَات إِلَى السَّبَب أَحْيَانًا , إِلَّا أَنَّهُ قَدْ يَدْفَع ذَلِكَ عَنْ نَفْسه بِالطُّرُقِ الْعِلْمِيَّة وَالْأَذْوَاق الْحَالِيَّة , إِلَى أَنْ يَرْتَقِي إِلَى مَقَام الْوَاصِل , وَقَالَ أَبُو الْقَاسِم الْقُشَيْرِيُّ : التَّوَكُّل مَحَلّه الْقَلْب ، وَأَمَّا الْحَرَكَة الظَّاهِرَة فَلَا تُنَافِيه إِذَا تَحَقَّقَ الْعَبْد أَنَّ الْكُلّ مِنْ قِبَل اللَّه ، فَإِنْ تَيَسَّرَ شَيْء فَبِتَيْسِيرِهِ , وَإِنْ تَعَسَّرَ فَبِتَقْدِيرِهِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 389)
(10) ( م ) 220 , ( خ ) 6175 , ( حم ) 2448(1/1021)
( ت حم ) , وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلَا عَذَابَ , مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا , وَثَلَاثُ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ رَبِّي - عز وجل - (1) ) (2) وفي رواية (3) : أُعْطِيتُ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ , وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ (4) وَقُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ (5) فَاسْتَزَدْتُ رَبِّي - عز وجل - (6) فَزَادَنِي مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ سَبْعِينَ أَلْفًا "
__________
(1) قلت : بدون الثلاث حثيات يكونون عددهم نصف مليون تقريبا , نسأل الله أن يجعلنا منهم .ع
(2) ( ت ) 2437 , ( جة ) 4286
(3) ( حم ) 22 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1057 , والصحيحة : 1484
(4) أي : كضيائه ليلة كماله , وهي ليلة أربعة عشر . فيض القدير - (ج 1 / ص 726)
(5) أي : متوافقة متطابقة في الصفاء والجلاء .
(6) أي : طلبت منه أن يدخل من أمتي بغير حساب زيادة على السبعين ألف .(1/1022)
( حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي أَرْبَعَ مِائَةِ أَلْفٍ " , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - : زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " وَهَكَذَا - وَجَمَعَ كَفَّهُ -" ، قَالَ : زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " وَهَكَذَا " , فَقَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه - : حَسْبُكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : دَعْنِي يَا عُمَرُ ، مَا عَلَيْكَ أَنْ يُدْخِلَنَا اللَّهُ - عز وجل - الْجَنَّةَ كُلَّنَا ؟ , فَقَالَ عُمَرُ : إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - إِنْ شَاءَ أَدْخَلَ خَلْقَهُ الْجَنَّةَ بِكَفٍّ وَاحِدٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " صَدَقَ عُمَرُ " (1)
__________
(1) ( حم ) 12718 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في : إسناده صحيح .(1/1023)
( مسند ابن الجعد ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" سَأَلْتُ اللَّهَ - عز وجل - الشَّفَاعَةَ لِأُمَّتِي ، فَقَالَ لِي : لَكَ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ فَقُلْتُ : يَا رَبِّ زِدْنِي , فَقَالَ : فَإِنَّ لَكَ هَكَذَا , فَحَثَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ " ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - : حَسْبُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه - : دَعْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُكْثِرُ لَنَا كَمَا أَكْثَرَ اللَّهُ تَعَالَى لَنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " صَدَقَ أَبُو بَكْرٍ " (1)
_____________
(1) ( مسند ابن الجعد ) 2849 , انظر الصَّحِيحَة : 187(1/1024)
دُخُولُ الْفُقَرَاءِ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاء
( خ م ) , وَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ ، فَكَانَ عَامَّةَ مَنْ دَخَلَهَا الْمَسَاكِينُ ، وَأَصْحَابُ الْجَدِّ (1) مَحْبُوسُونَ , غَيْرَ أَنَّ أَصْحَابَ النَّارِ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ (2) وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ , فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا النِّسَاءُ " (3)
__________
(1) الْمُرَاد بِهِ أَصْحَاب الْبَخْت وَالْحَظّ فِي الدُّنْيَا ، وَالْغِنَى وَالْوَجَاهَة بِهَا ، وَقِيلَ : الْمُرَاد أَصْحَاب الْوِلَايَات ، وَمَعْنَاهُ مَحْبُوسُونَ لِلْحِسَابِ ، وَيَسْبِقهُمْ الْفُقَرَاء بِخَمْسِمِائَةِ عَام كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيث .شرح النووي(ج 9 / ص 103)
(2) أَيْ : مَنْ اِسْتَحَقَّ مِنْ أَهْل الْغِنَى النَّار بِكُفْرِهِ أَوْ مَعَاصِيه فَقَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ .شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 103)
(3) ( خ ) 4900 , ( م ) 93 - ( 2736 ) , ( حم ) 2187499(1/1025)
( ت حم ) , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِينَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصْفِ يَوْمٍ , وَهُوَ خَمْسُ مِائَةِ سَنَةٍ ) (1) ( وتلَا : { وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ } (2) ) (3) "
__________
(1) ( ت ) 2353 , ( جة ) 4122 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3189 , صَحِيح الْجَامِع : 7976
(2) [الحج/47]
(3) ( حم ) 10741 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : صحيح .(1/1026)
الْحِسَاب
أُمُورٌ تَحْدُثُ فِي بِدَايَةِ الْحِسَاب
قَالَ تَعَالَى : { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ , قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ , وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ } (4)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ , فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ , هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ } (5)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ , بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا , وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ } (6)
__________
(4) [القصص/62-64]
(5) [يونس/28-30]
(6) [سبأ/40-42]99999(1/1027)
( ت ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
" يُلَقَّى عِيسَى حُجَّتَهُ (1) لَقَّاهُ اللَّهُ فِي قَوْلِهِ : { وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ؟ } (2) قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : فَلَقَّاهُ اللَّهُ (3) : { سُبْحَانَكَ (4) مَا يَكُونُ لِي (5) أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ (6) إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ (7) تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ , إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ , مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ , وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ , فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ , إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ , وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (8) " (9)
وَقَالَ تَعَالَى : { فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ } (10)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ , فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ } (11)
__________
(1) أَيْ : يُعَلَّمُ وَيُنَبَّهُ عَلَى حُجَّتَهُ .
(2) [المائدة/116]
(3) أَيْ : عَلَّمَهُ اللَّهُ .
(4) أَيْ : تَنْزِيهًا لَك عَمَّا لَا يَلِيقُ بِك مِنْ الشَّرِيكِ وَغَيْرِهِ .
(5) أَيْ : مَا يَنْبَغِي لِي .
(6) أَيْ : أَنْ أَقُولَ قَوْلًا لَا يَحِقُّ لِي أَنْ أَقُولَهُ .
(7) أَيْ : إِنْ صَحَّ أَنِّي قُلْتُه فِيمَا مَضَى فَقَدْ عَلِمْتَه , وَالْمَعْنَى أَنِّي لَا أَحْتَاجُ إِلَى الِاعْتِذَارِ , لِأَنَّك تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَقُلْهُ , وَلَوْ قُلْته عَلِمْتَه . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 383)
(8) [المائدة/116-118]
(9) ( ت ) 3062 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 8159
(10) [الأعراف/6]
(11) [القصص/65، 66]99(1/1028)
( خ جة حم ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( يُدْعَى نُوحٌ ) (1) ( وَأُمَّتُهُ ) (2) ( يَوْمَ الْقِيَامَةِ , فَيَقُولُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَبِّ ) (3) ( فَيَقُولُ لَهُ اللَّهُ تَعَالَى : هَلْ بَلَّغْتَ ؟ , فَيَقُولُ : نَعَمْ رَبِّ , فَيَقُولُ لِأُمَّتِهِ : هَلْ بَلَّغَكُمْ ؟ ) (4) ( فَيَقُولُونَ : مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ (5) ) (6) ( فَيَقُولُ لِنُوحٍ : مَنْ يَشْهَدُ لَكَ (7) ؟ , فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - وَأُمَّتُهُ ) (8) ( فَتُدْعَى أُمَّةُ مُحَمَّدٍ فَيُقَالُ : هَلْ بَلَّغَ هَذَا ؟ , فَيَقُولُونَ : نَعَمْ , فَيَقُولُ : وَمَا عِلْمُكُمْ بِذَلِكَ ؟ , فَيَقُولُونَ : أَخْبَرَنَا نَبِيُّنَا أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ بَلَّغُوا فَصَدَّقْنَاهُ ) (9) ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : فَتَشْهَدُونَ لَهُ (10) بِالْبَلَاغِ , ثُمَّ أَشْهَدُ عَلَيْكُمْ , وَهُوَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ (11) وَيَكُونَ الرَّسُولُ (12) عَلَيْكُمْ شَهِيدًا (13) } (14) وَالْوَسَطُ : الْعَدْلُ (15) ) (16) "
وَقَالَ تَعَالَى : { كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا , وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا , وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ , يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى } (17)
__________
(1) ( خ ) 4217
(2) ( خ ) 3161
(3) ( خ ) 4217
(4) ( خ ) 3161 , ( ت ) 2961
(5) أَيْ : أَتَانَا مِنْ مُنْذِرٍ , لَا هُوَ وَلَا غَيْرُهُ , مُبَالَغَةً فِي الْإِنْكَارِ , تَوَهُّمًا أَنَّهُ يَنْفَعُهُمْ الْكَذِبُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ فِي الْخَلَاصِ مِنْ النَّارِ ، وَنَظِيرُهُ قَوْلُ جَمَاعَةٍ مِنْ الْكُفَّارِ : { وَاَللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 282)
(6) ( خ ) 4217
(7) إِنَّمَا طَلَبَ اللَّهُ مِنْ نُوحٍ شُهَدَاءَ عَلَى تَبْلِيغِهِ الرِّسَالَةَ أُمَّتَهُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِ إِقَامَةً لِلْحَجَّةِ , وَإِنَافَةً لِمَنْزِلَةِ أَكَابِرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 282)
(8) ( خ ) 3161
(9) ( جة ) 4284 , ( حم ) 11575 , صَحِيح الْجَامِع : 8033 , الصَّحِيحَة : 2448
(10) أي : لنوح .
(11) أَيْ : عَلَى مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ الْكُفَّارِ أَنَّ رُسُلَهُمْ بَلَّغْتهمْ . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 282)
(12) أَيْ : رَسُولُكُمْ , وَالْمُرَادُ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 282)
(13) أَيْ : أَنَّهُ بَلَّغَكُمْ . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 282)
(14) [البقرة/143]
(15) قَالَ الطَّبَرِيُّ : الْوَسَط فِي كَلَام الْعَرَب : الْخِيَار ، يَقُولُونَ : فُلَان وَسَط فِي قَوْمه , إِذَا أَرَادُوا الرَّفْع فِي حَسَبه , قَالَ : وَاَلَّذِي أَرَى أَنَّ مَعْنَى الْوَسَط فِي الْآيَة : الْجُزْء الَّذِي بَيْن الطَّرَفَيْنِ ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُمْ وَسَط لِتَوَسُّطِهِمْ فِي الدِّين , فَلَمْ يَغْلُوا كَغُلُوِّ النَّصَارَى , وَلَمْ يُقَصِّرُوا كَتَقْصِيرِ الْيَهُود ، وَلَكِنَّهُمْ أَهْل وَسَط وَاعْتِدَال ، قُلْت : لَا يَلْزَم مِنْ كَوْن الْوَسَط فِي الْآيَة صَالِحًا لِمَعْنَى التَّوَسُّط أَنْ لَا يَكُون أُرِيدَ بِهِ مَعْنَاهُ الْآخَر , كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ الْحَدِيث ، فَلَا مُغَايَرَة بَيْن الْحَدِيث وَبَيْن مَا دَلَّ عَلَيْهِ مَعْنَى الْآيَة , وَاللَّهُ أَعْلَمُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 12 / ص 313)
(16) ( حم ) 11301 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح , ( خ ) 4217
(17) [الفجر/21-23]99(1/1029)
( م ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ (1) مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا " (2)
__________
(1) الزِّمَام : مَا يُجْعَلُ فِي أَنْفِ الْبَعِيرِ دَقِيقًا ، وَقِيلَ : مَا يُشَدُّ بِهِ رُءُوسُهَا مِنْ حَبْلٍ وَسَيْرٍ .تحفة الأحوذي(ج6ص 367)
(2) ( م ) 2842 , ( ت ) 257399(1/1030)
( ت حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( تَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ (1) يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، لَهَا عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ ، وَأُذُنَانِ تَسْمَعَانِ ، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ (2) ) (3) ( تَقُولُ : إِنِّي وُكِّلْتُ الْيَوْمَ بِثَلَاثَةٍ (4) ) (5) ( بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (6) وَبِكُلِّ مَنْ دَعَا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ , وَبِالْمُصَوِّرِينَ ) (7) ( وَبِمَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ , فَيَنْطَوِي عَلَيْهِمْ ، فَيَقْذِفُهُمْ فِي غَمَرَاتِ جَهَنَّمَ ) (8) "
__________
(1) الْعُنُقُ : طَائِفَةٌ وَجَانِبٌ مِنْ النَّارِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 368)
(2) تصديقه قوله تعالى { إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا } [الفرقان : 12] , فَهَلْ تَرَاهُمْ إِلَّا بِعَيْنَيْنِ ؟ .
(3) ( ت ) 2574 , ( حم ) 8411
(4) أَيْ : وَكَّلَنِي اللَّهُ بِأَنْ أُدْخِلَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةَ النَّارَ , وَأُعَذِّبَهُمْ بِالْفَضِيحَةِ عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ .تحفة الأحوذي(ج6ص368)
(5) ( حم ) 11372 , انظر الصَّحِيحَة : 2699 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2451
(6) الْجَبَّارُ : الْمُتَمَرِّدُ الْعَاتِي ، وَالْعَنِيدُ : الْجَائِرُ عَنْ الْقَصْدِ ، الْبَاغِي الَّذِي يَرُدُّ الْحَقَّ مَعَ الْعِلْمِ بِهِ .تحفة الأحوذي(ج6ص368)
(7) ( ت ) 2574 , ( حم ) 8411
(8) ( حم ) 1137299(1/1031)
( خ ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ثَوْرَانِ (1) مُكَوَّرَانِ فِي النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (2) " (3)
__________
(1) كأنهما يمسخان . فيض القدير - (ج 4 / ص 234)
(2) لَا يَلْزَمُ مِنْ جَعْلهمَا فِي النَّار تَعْذِيبهمَا ، فَإِنَّ لِلَّهِ فِي النَّار مَلَائِكَة وَحِجَارَة وَغَيْرهَا لِتَكُونَ لِأَهْلِ النَّار عَذَابًا , وَآلَة مِنْ آلَات الْعَذَاب وَمَا شَاءَ اللَّه مِنْ ذَلِكَ ، فَلَا تَكُون هِيَ مُعَذَّبَة , وَلَكِنَّهُ تَبْكِيت لِمَنْ كَانَ يَعْبُدهُمَا فِي الدُّنْيَا , لِيَعْلَمُوا أَنَّ عِبَادَتهمْ لَهُمَا كَانَتْ بَاطِلًا , كَمَا قَالَ تَعَالَى ( إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ ) . ( فتح الباري ) - (ج 9 / ص 484)
(3) ( خ ) 3028 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1643 , الصَّحِيحَة : 12499(1/1032)
( م جة حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (1) ( فَيُقَالُ : اغْمِسُوهُ فِي النَّارِ غَمْسَةً (2) فَيُغْمَسُ فِيهَا ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ ) (3) ( يَا ابْنَ آدَمَ ، هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ ؟ , هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ ؟ , فَيَقُولُ : لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ ) (4) ( مَا رَأَيْتُ خَيْرًا قَطُّ ، وَلَا قُرَّةَ عَيْنٍ قَطُّ ) (5) ( وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ الْمُؤْمِنِينَ ضُرًّا وَبَلَاءً ) (6) ( كَانَ فِي الدُّنْيَا ) (7) ( فَيُقَالُ : اغْمِسُوهُ غَمْسَةً فِي الْجَنَّةِ , فَيُغْمَسُ فِيهَا غَمْسَةً ، فَيُقَالُ لَهُ ) (8) ( يَا ابْنَ آدَمَ ، هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ ؟ , هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ ؟ , فَيَقُولُ : لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ ، مَا مَرَّ بِي بُؤُسٌ قَطُّ ، وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ ) (9) "
__________
(1) ( م ) 2807
(2) أَيْ : أَدْخِلُوهُ فِيهَا سَاعَة قَدْر مَا يُغْمَس فِي الْمَاء وَنَحْوه , فَإِطْلَاق الْغَمْس هَاهُنَا بِالْمُشَاكَلَةِ . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 8 / ص 172)
(3) ( جة ) 4321
(4) ( م ) 2807
(5) ( حم ) 13685 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(6) ( جة ) 4321
(7) ( حم ) 13685
(8) ( جة ) 4321
(9) ( م ) 280799(1/1033)
( خ م ت حم ) ، وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ , فَتَفَاوَتَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ فِي السَّيْرِ , " فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَوْتَهُ بِهَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ , يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ } (1) فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ أَصْحَابُهُ حَثُّوا الْمَطِيَّ (2) وَعَرَفُوا أَنَّهُ عِنْدَ قَوْلٍ يَقُولُهُ , فَقَالَ : " أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ ذَلِكَ ؟ " , قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , قَالَ : ذَاكَ يَوْمٌ يُنَادِي اللَّهُ فِيهِ آدَمَ ) (3) ( وَأَوَّلُ مَنْ يُدْعَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ آدَمُ ) (4) ( فَيُنَادِيهِ رَبُّهُ تَعَالَى فَيَقُولُ : يَا آدَمُ ) (5) ( فَيَقُولُ : لَبَّيْكَ يَا رَبِّ وَسَعْدَيْكَ ) (6) ( فَتَرَاءَى ذُرِّيَّتَهُ (7) فَيُقَالُ : هَذَا أَبُوكُمْ آدَمُ ) (8) ( فَيَقُولُ لَهُ رَبُّنَا : أَخْرِجْ نَصِيبَ جَهَنَّمَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ , فَيَقُولُ : يَا رَبِّ وَكَمْ ) (9) ( أُخْرِجُ ؟ ) (10) ( فَيَقُولُ اللَّهُ - عز وجل - : مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ ) (11) ( مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ (12) ( فِي النَّارِ , وَوَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ ) (13) ( فَحِينَئِذٍ ) (14) ( يَشِيبُ الصَّغِيرُ , وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا (15) وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى , وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ " ) (16) ( فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ حَتَّى تَغَيَّرَتْ وُجُوهُهُمْ ) (17) ( فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَرَأَيْتَ إِذَا أُخِذَ مِنَّا مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ , فَمَاذَا يَبْقَى مِنَّا ؟ ) (18) ( فَقَالَ : " اعْمَلُوا وَأَبْشِرُوا , فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ , إِنَّكُمْ لَمَعَ خَلِيقَتَيْنِ (19) مَا كَانَتَا مَعَ شَيْءٍ إِلَّا كَثَّرَتَاهُ , يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ ) (20) ( فَإِنَّ مِنْكُمْ رَجُلًا , وَمِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفًا ) (21) ( وَمَنْ هَلَكَ مِنْ بَنِي آدَمَ وَبَنِي إِبْلِيسَ ) (22) ( قَالَ : فَسُرِّيَ (23) عَنْ الْقَوْمِ بَعْضُ الَّذِي يَجِدُونَ ) (24) ( فَقَالَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ " , فَكَبَّرْنَا , فَقَالَ : " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ " , فَكَبَّرْنَا , فَقَالَ : " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ " , فَكَبَّرْنَا , فَقَالَ : " مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلَّا كَالشَّعَرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَبْيَضَ , أَوْ كَشَعَرَةٍ بَيْضَاءَ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَسْوَدَ ) (25) "
__________
(1) [الحج/1، 2]
(2) أَيْ : حَضُّوهَا , وَالْمَطِيُّ جَمْعُ الْمَطِيَّةِ , وَهِيَ الدَّابَّةُ تَمْطُو فِي سَيْرِهَا , أَيْ : تَجِدُّ وَتُسْرِعُ فِي سَيْرِهَا .
تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 3)
(3) ( ت ) 3169
(4) ( خ ) 6164
(5) ( ت ) 3169
(6) ( حم ) 8900 , ( خ ) 4464
(7) أي : فيرى آدم ذريته كلها .
(8) ( خ ) 6164
(9) ( حم ) 8900 , ( خ ) 6164
(10) ( خ ) 6164
(11) ( خ ) 3170
(12) ( خ ) 6164
(13) ( ت ) 3169 , ( حم ) 19915
(14) ( خ ) 4464
(15) ظَاهِره أَنَّ ذَلِكَ يَقَع فِي الْمَوْقِف , وَقَدْ اُسْتُشْكِلَ بِأَنَّ ذَلِكَ الْوَقْت لَا حَمْلَ فِيهِ وَلَا وَضْعَ وَلَا شَيْبَ , وَمِنْ ثَمَّ قَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ : إِنَّ ذَلِكَ قَبْلَ يَوْم الْقِيَامَةِ , لَكِنَّ الْحَدِيثَ يَرُدُّ عَلَيْهِ , وَأَجَابَ الْكَرْمَانِيُّ بِأَنَّ ذَلِكَ وَقَعَ عَلَى سَبِيلِ التَّمْثِيلِ وَالتَّهْوِيل , وَسَبَقَ إِلَى ذَلِكَ النَّوَوِيُّ فَقَالَ : فِيهِ وَجْهَانِ لِلْعُلَمَاءِ فَذَكَرَهُمَا , وَقَالَ : التَّقْدِير أَنَّ الْحَال يَنْتَهِي أَنَّهُ لَوْ كَانَتْ النِّسَاء حِينَئِذٍ حَوَامِلَ لَوَضَعَتْ كَمَا تَقُولُ الْعَرَبُ : " أَصَابَنَا أَمْرٌ يَشِيبُ مِنْهُ الْوَلِيدُ " , وَأَقُولُ يَحْتَمِل أَنْ يُحْمَلَ عَلَى حَقِيقَتِهِ , فَإِنَّ كُلَّ أَحَدٍ يُبْعَثُ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ , فَتُبْعَث الْحَامِلُ حَامِلًا , وَالْمُرْضِع مُرْضِعَة وَالطِّفْلُ طِفْلًا , فَإِذَا وَقَعَتْ زَلْزَلَةُ السَّاعَةِ وَقِيلَ ذَلِكَ لِآدَمَ , وَرَأَى النَّاسُ آدَمَ وَسَمِعُوا مَا قِيلَ لَهُ وَقَعَ بِهِمْ مِنْ الْوَجَلِ مَا يَسْقُطُ مَعَهُ الْحَمْلُ , وَيَشِيبُ لَهُ الطِّفْلُ , وَتَذْهَلُ بِهِ الْمُرْضِعَةُ , كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ( يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا , السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ ) ( فتح ) - (ج 18 / ص 375)
(16) ( خ ) 3170
(17) ( خ ) 4464
(18) ( حم ) 8900 , ( خ ) 6164
(19) أَيْ : مَخْلُوقَيْنِ .
(20) ( ت ) 3169
(21) ( خ ) 3170
(22) ( ت ) 3169
(23) أَيْ : كُشِفَ وَأُزِيلُ .
(24) ( ت ) 3169
(25) ( خ ) 3170 , ( م ) 22299(1/1034)
( خ ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أبَاهُ آزَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَعَلَى وَجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ وَغَبَرَةٌ (1) فَيَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ : ألَمْ أقُلْ لَكَ لَا تَعْصِنِي ؟ , فَيَقُولُ أبُوهُ : فَالْيَوْمَ لَا أعْصِيكَ , فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ : يَارَبِّ ، إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أنْ لَا تُخْزِيَنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ , فَأيُّ خِزْيٍ أخْزَى مِنْ أَبِي الْأبْعَدِ (2) فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : إِنِّي حَرَّمْتُ الْجَنَّةَ عَلَى الْكَافِرِينَ , ثُمَّ يُقَالُ : يَا إِبْرَاهِيمُ مَا تَحْتَ رِجليكَ ؟ , فَيَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ بِذِيخٍ (3) مُتَلَطِّخٍ (4) فَيُؤْخَذُ بِقَوائِمِهِ فَيُلْقَى فِي النَار (5) " (6)
__________
(1) هَذَا مُوَافِق لِظَاهِرِ الْقُرْآن ( وُجُوه يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَة تَرْهَقهَا قَتَرَة ) أَيْ : يَغْشَاهَا قَتَرَة ، فَالَذِي يَظْهَر أَنَّ الْغَبَرَة الْغُبَار مِنْ التُّرَاب وَالْقَتَرَة السَّوَاد الْكَائِن عَنْ الْكَآبَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 13 / ص 287)
(2) الْأَبْعَد : صِفَة أَبِيهِ , أَيْ أَنَّهُ شَدِيد الْبُعْد مِنْ رَحْمَة اللَّه , لِأَنَّ الْفَاسِق بَعِيد مِنْهَا , فَالْكَافِر أَبْعَد ، وَقِيلَ : الْأَبْعَد بِمَعْنَى الْبَعِيد , وَالْمُرَاد الْهَالِك . فتح الباري (ج 13 / ص 287)
(3) الذِّيخ : ذَكَر الضِّبَاع ، وَقِيلَ : لَا يُقَال لَهُ ذِيخ إِلَّا إِذَا كَانَ كَثِير الشَّعْر . ( فتح ) - (ج 13 / ص 287)
(4) أَيْ : مُتَلَطِّخٌ فِي رَجِيع أَوْ دَم أَوْ طِين .
(5) قال الحافظ في الفتح : الْحِكْمَة فِي مَسْخه لِتَنْفِرَ نَفْسُ إِبْرَاهِيم مِنْهُ , وَلِئَلَّا يَبْقَى فِي النَّار عَلَى صُورَته فَيَكُون فِيهِ غَضَاضَة عَلَى إِبْرَاهِيم , وَقَدْ اِسْتَشْكَلَ الْإِسْمَاعِيلِيّ هَذَا الْحَدِيث مِنْ أَصْله وَطَعَنَ فِي صِحَّته فَقَالَ : هَذَا الْحَدِيث مُخَالِف لِظَاهِرِ قَوْله تَعَالَى ( وَمَا كَانَ اِسْتِغْفَار إِبْرَاهِيم لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَة وَعَدَهَا إِيَّاهُ ، فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ) , وَالْجَوَاب عَنْ ذَلِكَ أَنَّ أَهْل التَّفْسِير اِخْتَلَفُوا فِي الْوَقْت الَّذِي تَبَرَّأَ فِيهِ إِبْرَاهِيم مِنْ أَبِيهِ ، فَقِيلَ : كَانَ ذَلِكَ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا لَمَّا مَاتَ آزَرَ مُشْرِكًا ، وَقِيلَ : إِنَّمَا تَبَرَّأَ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَة لَمَّا يَئِسَ مِنْهُ حِينَ مُسِخَ , وَهَذَا الَّذِي أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ أَيْضًا مِنْ طَرِيق عَبْد الْمَلِك بْن أَبِي سُلَيْمَان سَمِعْت سَعِيد بْن جُبَيْر يَقُول : إِنَّ إِبْرَاهِيم يَقُول يَوْمَ الْقِيَامَة : رَبِّ وَالِدِي ، رَبِّ وَالِدِي , فَإِذَا كَانَ الثَّالِثَة أُخِذَ بِيَدِهِ فَيَلْتَفِت إِلَيْهِ وَهُوَ ضِبْعَان فَيَتَبَرَّأ مِنْهُ , وَيُمْكِن الْجَمْع بَيْنَ الْقَوْلَيْنِ بِأَنَّهُ تَبَرَّأَ مِنْهُ لَمَّا مَاتَ مُشْرِكًا فَتَرَكَ الِاسْتِغْفَار لَهُ ، لَكِنْ لَمَّا رَآهُ يَوْمَ الْقِيَامَة أَدْرَكَتْهُ الرَّأْفَة وَالرِّقَّة فَسَأَلَ فِيهِ ، فَلَمَّا رَآهُ مُسِخَ يَئِسَ مِنْهُ حِينَئِذٍ فَتَبَرَّأَ مِنْهُ تَبَرُّءًا أَبَدِيًّا . وَاَللَّه أَعْلَم . ( فتح ) - (ج 13 / ص 287)
(6) ( خ ) 317299(1/1035)
( جة ك ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ مَرْحُومَةٌ ) (1) ( جُعِلَ عَذَابُهَا بِأَيْدِيهَا فِي دُنْيَاهَا ) (2) ( فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ , دُفِعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ , فَيُقَالُ : هَذَا فِدَاؤُكَ مِنَ النَّارِ (3) ) (4) "
__________
(1) ( جة ) 4292
(2) ( ك ) 7650 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3994
(3) أَيْ : أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُعْطِي مَنْزِلَتك فِي النَّار إِيَّاهُ , وَيُعْطِي مَنْزِلَته فِي الْجَنَّة إِيَّاكَ , وَقَدْ جَاءَ أَنَّ لِكُلِّ وَاحِد مِنْ بَنِي آدَم مَنْزِلَيْنِ . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 8 / ص 143)
(4) ( جة ) 4292 , انظر الصحيحة : 138199(1/1036)
( م حم ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ , دَفَعَ اللَّهُ - عز وجل - إِلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ) (1) ( رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ (2) فَيَقُولُ : هَذَا فِدَاؤُكَ مِنْ النَّارِ (3) ) (4) "
__________
(1) ( م ) 2767
(2) أي : أهل الأديان الأخرى .
(3) مَعْنَى هَذَا الْحَدِيث مَا جَاءَ فِي حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة : " لِكُلِّ أَحَد مَنْزِل فِي الْجَنَّة وَمَنْزِل فِي النَّار " , فَالْمُؤْمِن إِذَا دَخَلَ الْجَنَّة خَلَفَه الْكَافِر فِي النَّار لِاسْتِحْقَاقِهِ ذَلِكَ بِكُفْرِهِ , ومَعْنَى ( فِدَاؤُكَ مِنْ النَّار ) أَنَّك كُنْت مُعَرَّضًا لِدُخُولِ النَّار ، وَهَذَا فِدَاؤُكَ ؛ لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى قَدَّرَ لَهَا عَدَدًا يَمْلَؤُهَا ، فَإِذَا دَخَلَهَا الْكُفَّارُ بِكُفْرِهِمْ وَذُنُوبهمْ , صَارُوا فِي مَعْنَى الْفِدَاءِ لِلْمُسْلِمِينَ . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 145)
(4) ( حم ) 19685 , ( م ) 276799(1/1037)
( م ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا يَمُوتُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلَّا أَدْخَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ النَّارَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا " (1)
__________
(1) ( م ) 2767 , ( حم ) 1950399(1/1038)
( م ) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاسٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ بِذُنُوبٍ أَمْثَالَ الْجِبَالِ , فَيَغْفِرُهَا اللَّهُ لَهُمْ [ وَيَضَعُهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ] (1) " (2)
__________
(1) ضعف الألباني جملة : ( وَيَضَعُهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ) في الضعيفة (5399 و 1316) , وهي عند ( م ) 2767
(2) ( م ) 2767(1/1039)
وزن أعمال العباد
وَقَالَ تَعَالَى : { فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ , فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ , وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ , وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ } (3)
وَقَالَ تَعَالَى : { فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ , فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ , وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ } (4)
وَقَالَ تَعَالَى : { فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ , فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ , وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ , فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ , وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ , نَارٌ حَامِيَةٌ (5) } (6)
صِفَةُ الْمِيزَان
قَالَ تَعَالَى : { وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ (7) لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا , وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } (8)
__________
(3) [الأعراف : 6 - 9]
(4) [المؤمنون : 101 - 103]
(5) قَالَ الْقَاضِي أَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ فِي الرَّدّ عَلَيْهِمْ : الْقَوْل الْفَصْل فِي هَذَا أَنَّ الْإِحْبَاط إحْبَاطَانِ : أَحَدهمَا إِبْطَال الشَّيْء لِلشَّيْءِ وَإِذْهَابه جُمْلَة كَإِحْبَاطِ الْإِيمَان لِلْكُفْرِ وَالْكُفْر لِلْإِيمَانِ ، وَذَلِكَ فِي الْجِهَتَيْنِ إِذْهَاب حَقِيقِيّ . ثَانِيهمَا إِحْبَاط الْمُوَازَنَة إِذَا جُعِلَتْ الْحَسَنَات فِي كِفَّة وَالسَّيِّئَات فِي كِفَّة ، فَمَنْ رَجَحَتْ حَسَنَاته نَجَا ، وَمَنْ رَجَحَتْ سَيِّئَاته وُقِفَ فِي الْمَشِيئَة : إِمَّا أَنْ يُغْفَر لَهُ وَإِمَّا أَنْ يُعَذَّب . فَالتَّوْقِيف إِبْطَال مَا ؛ لِأَنَّ تَوْقِيف الْمَنْفَعَة فِي وَقْت الْحَاجَة إِلَيْهَا إِبْطَال لَهَا ، وَالتَّعْذِيب إِبْطَال أَشَدّ مِنْهُ إِلَى حِين الْخُرُوج مِنْ النَّار ، فَفِي كُلّ مِنْهُمَا إِبْطَال نِسْبِيّ أُطْلِقَ عَلَيْهِ اِسْم الْإِحْبَاط مَجَازًا ، وَلَيْسَ هُوَ إِحْبَاط حَقِيقَة لِأَنَّهُ إِذَا أُخْرِجَ مِنْ النَّار وَأُدْخِلَ الْجَنَّة عَادَ إِلَيْهِ ثَوَاب عَمَله ، وَهَذَا بِخِلَافِ قَوْل الْإحْبَاطِيَّة الَّذِينَ سَوَّوْا بَيْن الْإحْبَاطَيْنِ وَحَكَمُوا عَلَى الْعَاصِي بِحُكْمِ الْكَافِر ، وَهُمْ مُعْظَم الْقَدَرِيَّة . وَاَللَّه الْمُوَفِّق . ( فتح - ج1ص163)
(6) [القارعة : 6 - 11]
(7) أَيْ : ذَوَاتَ الْعَدْلِ . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 498)
(8) [الأنبياء/47](1/1040)
( ك ) , وَعَنْ سَلْمَانَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يُوضَعُ الْمِيزَانُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَلَوْ وُزِنَ فِيهِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ لَوُسِعَتْ ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ : يَا رَبِّ لِمَنْ يَزِنُ هَذَا ؟ , فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : لِمَنْ شِئْتُ مِنْ خَلْقِي , فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ : سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ ، وَيُوضَعُ الصِّرَاطُ مِثْلَ حَدِّ الْمُوسَى ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ : يَا رَبِّ مَنْ تُجِيزُ عَلَى هَذَا ؟ فَيَقُولُ : مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِي ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ : سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ (1) " (2)
__________
(1) قَالَ إِمَام الْحَرَمَيْنِ : الْوَزْن لِلصُّحُفِ الْمُشْتَمِلَة عَلَى الْأَعْمَال ، وَيَقَع وَزْنهَا عَلَى قَدْر أُجُور الْأَعْمَال .
وَقَالَ غَيْره : يَجُوز أَنْ تُجَسَّد الْأَعْرَاض فَتُوزَن ، وَمَا ثَبَتَ مِنْ أُمُور الْآخِرَة بِالشَّرْعِ لَا دَخْل لِلْعَقْلِ فِيهِ .( فتح الباري ) ح22
(2) ( ك ) 8739 , انظر الصَّحِيحَة : 941 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :3626(1/1041)
مَعْنَى الْحِسَاب
( خ م حم ) , عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
( كُنُتُ لَا أَسْمَعُ شَيْئًا لَا أَعْرِفُهُ إِلَّا رَاجَعْتُ فِيهِ حَتَّى أَعْرِفَهُ ، وَإنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ ) (1) ( " لَيْسَ أَحَدٌ يُحَاسَبُ ) (2) ( إِلَّا عُذِّبَ " ) (3) ( فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَوَلَيْسَ يَقُولُ اللَّه تَعَالَى : { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ؟ } (4) ) (5) ( قَالَ : " لَيْسَ ذَاكَ الْحِسَابُ ) (6) ( إِنَّمَا ذَلِكِ الْعَرْضُ (7) ) (8) ( الرَّجُلُ تُعْرَضُ عَلَيْهِ ذُنُوبُهُ ثُمَّ يُتَجَاوَزُ لَهُ عَنْهَا ) (9) ( وَلَكِنْ مَنْ نُوقِشَ (10) الْحِسَابَ هَلَكَ (11) ) (12) "
__________
(1) ( خ ) 103
(2) ( خ ) 4655
(3) ( خ ) 103 , 6172
(4) [الإنشقاق/7]
(5) ( خ ) 103
(6) ( م ) 2876
(7) أَيْ : عَرْض النَّاس عَلَى الْمِيزَان . فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 168)
(8) ( خ ) 103 , ( م ) 2876
(9) ( حم ) 25555 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده قوي , وانظر ظلال الجنة : 885
(10) الْمُنَاقَشَة أَصْلهَا الِاسْتِخْرَاج ، وَمِنْهُ نَقَشَ الشَّوْكَة إِذَا اِسْتَخْرَجَهَا ، وَالْمُرَاد هُنَا الْمُبَالَغَة فِي الِاسْتِيفَاء ، وَالْمَعْنَى أَنَّ تَحْرِير الْحِسَاب يُفْضِي إِلَى اِسْتِحْقَاق الْعَذَاب ؛ لِأَنَّ حَسَنَات الْعَبْد مَوْقُوفَة عَلَى الْقَبُول ، وَإِنْ لَمْ تَقَع الرَّحْمَة الْمُقْتَضِيَة لِلْقَبُولِ لَا يَحْصُل النَّجَاء . فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 168)
(11) فِي الْحَدِيث مَا كَانَ عِنْد عَائِشَة مِنْ الْحِرْص عَلَى تَفَهُّم مَعَانِي الْحَدِيث ، وَأَنَّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَكُنْ يَتَضَجَّر مِنْ الْمُرَاجَعَة فِي الْعِلْم , وَفِيهِ مُقَابَلَة السُّنَّة بِالْكِتَابِ ، وَتَفَاوُت النَّاس فِي الْحِسَاب .فتح الباري (ج 1 / ص 168)
(12) ( م ) 2876 , ( خ ) 103(1/1042)
( حب ) , وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَت :
سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " اللَّهُمَّ حَاسِبْنِي حِسَابًا يَسِيرًا " ، فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا الْحِسَابُ الْيَسِيرُ ؟ ، قَالَ : " أَنْ يُنْظَرَ فِي سَيِّئَاتِهِ وَيُتَجَاوَزَ لَهُ عَنْهَا ، يَا عَائِشَةُ , إِنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَئِذٍ هَلَكَ " (1)
__________
(1) ( حب ) 7372 , ( حم ) 24261 , وصححه الألباني في المشكاة : 5562 ، صحيح موارد الظمآن : 2188(1/1043)
حِسَابُ الْعَبْدِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّه
قَالَ تَعَالَى : { فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ , عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [الحجر/92، 93]
( ت حم ) , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( هَاهُنَا تُحْشَرُونَ , هَاهُنَا تُحْشَرُونَ , هَاهُنَا تُحْشَرُونَ - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى نَحْوِ الشَّامِ - ) (1) ( مُشَاةً وَرُكْبَانًا (2) ) (3) ( وَتُجَرُّونَ عَلَى وُجُوهِكُمْ ) (4) ( تُعْرَضُونَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَى أَفْوَاهِكُمْ الْفِدَامُ (5) مُفَدَّمَةٌ أَفْوَاهُكُمْ بِالْفِدَامِ (6) وَأَوَّلُ مَا يُعْرِبُ (7) عَنْ أَحَدِكُمْ فَخِذُهُ ) (8) وفي رواية : ( وَإِنَّ أَوَّلَ مَا يَتَكَلَّمُ مِنْ الْآدَمِيِّ فَخِذُهُ وَكَفُّهُ ) (9) "
__________
(1) ( حم ) 20025 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(2) أَيْ : عَلَى النُّوقِ , وَهُوَ بِضَمِّ الرَّاءِ جَمْعُ رَاكِبٍ , وَهُمْ السَّابِقُونَ الْكَامِلُو الْإِيمَانِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 215)
(3) ( حم ) 20036 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(4) ( ت ) 2424
(5) الفِدام : ما يُشَدّ على فَمِ الإبْرِيق والكُوز مِن خِرْقةٍ لتَصْفِيَة الشَّراب الذي فيه , أَيْ : أنهم يُمْنَعون الكلامَ بأفواهِهم حتى تَتَكَّلم جوارِحُهم , فشَبَّه ذلك بالفِدام . النهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 807)
(6) ( حم ) 20049 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن , وانظر الصَّحِيحَة : 2713
(7) أَيْ : يُبِين ويشهد وينطق ويُظْهُر ما عنده .
(8) ( حم ) 20036
(9) ( حم ) 20038 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن , وانظر الصَّحِيحَة : 2713(1/1044)
مَا يُسْأَلُ عَنْهُ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَة
قَالَ تَعَالَى : { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } [التكاثر/8]
( ت ك ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ النَّعِيمِ أَنْ يُقَالَ لَهُ ) (1) ( أَلَمْ أُصِحَّ لَكَ جِسْمَكَ ؟ ، وَأَرْوِكَ مِنَ الْمَاءِ الْبَارِدِ ؟ ) (2) "
__________
(1) ( ت ) 3358 , ( حب ) 7364
(2) ( ك ) 7203 , انظر الصَّحِيحَة : 539 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3223(1/1045)
( ت ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ : عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ (1) وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ (2) وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ (3) وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ (4) وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ (5) وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ (6) وَفِيمَ أَنْفَقَهُ (7) " (8)
__________
(1) أَيْ : صَرَفَهُ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 206)
(2) فِيهِ تَخْصِيصٌ بَعْدَ تَعْمِيمٍ , وَإِشَارَةٌ إِلَى الْمُسَامَحَةِ فِي طَرَفَيْهِ مِنْ حَالِ صِغَرِهِ وَكِبَرِهِ , قَالَ الطِّيبِيُّ : فَإِنْ قُلْت : هَذَا دَاخِلٌ فِي الْخَصْلَةِ الْأُولَى فَمَا وَجْهُهُ ؟ , قُلْت : الْمُرَادُ سُؤَالُهُ عَنْ قُوَّتِهِ , وَزَمَانِهِ الَّذِي يَتَمَكَّنُ مِنْهُ عَلَى أَقْوَى الْعِبَادَةِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 206)
(3) ( ت ) 2417
(4) فِيهِ إِيذَانٌ بِأَنَّ الْعِلْمَ مُقَدِّمَةُ الْعَمَلِ , وَهُوَ لَا يُعْتَدُّ بِهِ لَوْلَا الْعَمَلُ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 206)
(5) ( ت ) 2417
(6) أَيْ : مِنْ حَرَامٍ أَوْ حَلَالٍ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 206)
(7) أَيْ : فِي طَاعَةٍ أَوْ مَعْصِيَةٍ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 206)
(8) ( ت ) 2416 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 7299 , الصَّحِيحَة : 946(1/1046)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي صَدْرِ النَّهَارِ , فَجَاءَهُ نَاسٌ مِنْ الْأَعْرَابِ حُفَاةٌ عُرَاةٌ مُجْتَابِي النِّمَارِ (1) مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ , كُلُّهُمْ مِنْ مُضَرَ , " فَتَمَعَّرَ (2) وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنْ الْفَاقَةِ (3) فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ (4) فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ وَأَقَامَ , فَصَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ صَعِدَ مِنْبَرًا صَغِيرًا , فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ , فَإِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ فِي كِتَابِهِ : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (5) } (6) وَقَالَ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ , وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } (7) ) (8) ( ثُمَّ قَالَ : مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَسَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (9) ( لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ تَرْجُمَانٌ (10) ) (11) ( يُتَرْجِمُ لَهُ ) (12) ( وَلَا حِجَابٌ يَحْجُبُهُ ) (13) ( فَيَقُولُ لَهُ : أَلَمْ أُعْطِكَ مَالًا وَوَلَدًا وَأُفْضِلْ عَلَيْكَ ؟ , فَيَقُولُ : بَلَى , فَيَقُولُ لَهُ : أَلَمْ أُرْسِلْ إِلَيْكَ رَسُولًا فَيُبَلِّغَكَ ؟ , فَيَقُولُ : بَلَى ) (14) ( فَيَقُولُ : أَلَمْ أَجْعَلْ لَكَ سَمْعًا وَبَصَرًا ؟ , فَيَقُولُ : بَلَى , فَيَقُولُ : أَيْنَ مَا قَدَّمْتَ لِنَفْسِكَ ؟ فَيَنْظُرُ قُدَّامَهُ وَبَعْدَهُ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ فَلَا يَجِدُ شَيْئًا يَقِي بِهِ وَجْهَهُ حَرَّ جَهَنَّمَ (15) ) (16) ( إلَّا مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ ) (17) ( ثُمَّ يَنْظُرُ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ فَتَسْتَقْبِلُهُ النَّارُ (18) ) (19) ( ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : اتَّقُوا النَّارَ , ثُمَّ أَشَاحَ بِوَجْهِهِ (20) ثُمَّ قَالَ : اتَّقُوا النَّارَ , ثُمَّ أَشَاحَ بِوَجْهِهِ , ثُمَّ قَالَ : اتَّقُوا النَّارَ , ثُمَّ أَشَاحَ بِوَجْهِهِ , حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا ) (21) ( ثُمَّ قَالَ : تَصَدَّقَ رَجُلٌ (22) مِنْ دِينَارِهِ , مِنْ دِرْهَمِهِ , مِنْ ثَوْبِهِ مِنْ صَاعِ بُرِّهِ (23) مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ , حَتَّى قَالَ ) (24) ( مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَتِرَ مِنْ النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ (25) فَلْيَفْعَلْ (26) ) (27) ( فَإنْ لَمْ يَجِدْ شِقَّ تَمْرَةٍ ) (28) ( فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ (29) ) (30)
__________
(1) النَّمِرة : كلُّ شَمْلَةٍ مُخَطَّطةٍ من مَآزِرِ وسراويلِ الأعراب ، وجمعُها : نِمار , وقَوْله : مُجْتَابِي النِّمَار , أَيْ : خَرَقُوهَا وَقَوَّرُوا وَسَطَهَا . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 461)
(2) أَيْ : تَغَيَّرَ .
(3) أي : الفقر .
(4) لَعَلَّهُ دَخَل لِاحْتِمَالِ أَنْ يَجِد فِي الْبَيْت مَا يَدْفَع بِهِ فَاقَتهمْ , فَلَعَلَّهُ مَا وَجَدَ فَخَرَجَ . شرح سنن النسائي - (ج 4 / ص 40)
(5) سَبَب قِرَاءَة هَذِهِ الْآيَة أَنَّهَا أَبْلَغُ فِي الْحَثّ عَلَى الصَّدَقَة عَلَيْهِمْ ، وَلِمَا فِيهَا مِنْ تَأَكُّد الْحَقّ لِكَوْنِهِمْ إِخْوَةً . شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 461)
(6) [النساء/1]
(7) [الحشر/18]
(8) ( م ) 1017
(9) ( خ ) 6539
(10) أَيْ : مُفَسِّرٌ لِلْكَلَامِ بِلُغَةٍ عَنْ لُغَةٍ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 205)
(11) ( خ ) 7443
(12) ( خ ) 3400
(13) ( خ ) 7443
(14) ( خ ) 3400
(15) نَظَرُ الْيَمِينِ وَالشِّمَالِ هُنَا كَالْمِثْلِ , لِأَنَّ الْإِنْسَانَ مِنْ شَأْنِهِ إِذَا دَهَمَهُ أَمْرٌ أَنْ يَلْتَفِتَ يَمِينًا وَشِمَالًا يَطْلُبُ الْغَوْثَ , وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون سَبَبُ الِالْتِفَاتِ أَنَّهُ يَتَرَجَّى أَنْ يَجِدَ طَرِيقًا يَذْهَبُ فِيهَا لِيَحْصُلَ لَهُ النَّجَاةُ مِنْ النَّارِ , فَلَا يَرَى إِلَّا مَا يُفْضِي بِهِ إِلَى النَّارِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 387)
(16) ( ت ) 2954
(17) ( خ ) 7512
(18) وَالسَّبَبُ فِي ذَلِكَ أَنَّ النَّارَ تَكُونُ فِي مَمَرِّهِ , فَلَا يُمْكِنُهُ أَنْ يَحِيدَ عَنْهَا , إِذْ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ الْمُرُورِ عَلَى الصِّرَاطِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 387)
(19) ( ت ) 2415 , ( خ ) 6539
(20) أَشَاحَ بِوَجْهِهِ عَنْ الشَّيْء : نَحَّاهُ عَنْهُ .
(21) ( حم ) 18297 , ( خ ) 6539
(22) أَصْلُهُ ( لِيَتَصَدَّقْ ) فهو صِيغَة مَاضٍ بِمَعْنَى الْأَمْرِ , ذُكِرَ بِصُورَةِ الْإِخْبَار مُبَالَغَةً . شرح سنن النسائي - (ج 4 / ص 40)
(23) الْبُرّ : القمح .
(24) ( م ) 1017
(25) شق التمرة : نصفها .
(26) أَيْ : اِجْعَلُوا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا وِقَايَةً مِنْ الصَّدَقَةِ وَعَمَلِ الْبِرِّ , وَلَوْ بِشَيْءٍ يَسِيرٍ . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 387)
(27) ( م ) 1016
(28) ( هق ) 9911 , ( خ ) 6023
(29) الْمُرَاد بِالْكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ هُنَا : أَنْ يَدُلُّ عَلَى هُدًى , أَوْ يُرَدُّ عَنْ رَدًى , أَوْ يُصْلِحُ بَيْنَ اِثْنَيْنِ , أَوْ يَفْصِلُ بَيْنَ مُتَنَازِعَيْنِ , أَوْ يَحُلُّ مُشْكِلًا , أَوْ يَكْشِف غَامِضًا , أَوْ يَدْفَع ثَائِرًا , أَوْ يُسَكِّنُ غَضَبًا . فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 387)
(30) ( خ ) 6023(1/1047)
( م ت حم ) , وَعَن سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ :
( تَفَرَّقَ النَّاسُ عَن أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - ، فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ : أَيُّهَا الشَّيْخُ ) (1) ( أَنْشُدُكَ بِحَقٍّ وَبِحَقٍّ لَمَا حَدَّثْتَنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَقَلْتَهُ وَعَلِمْتَهُ ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : أَفْعَلُ ، لَأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَقَلْتُهُ وَعَلِمْتُهُ ، ثُمَّ نَشَغَ (2) أَبُو هُرَيْرَةَ نَشْغَةً فَمَكَثَ قَلِيلًا , ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ : لَأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي هَذَا الْبَيْتِ مَا مَعَنَا أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُهُ ، ثُمَّ نَشَغَ أَبُو هُرَيْرَةَ نَشْغَةً أُخْرَى ، ثُمَّ أَفَاقَ فَمَسَحَ وَجْهَهُ فَقَالَ : لَأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا وَهُوَ فِي هَذَا الْبَيْتِ مَا مَعَنَا أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُهُ ، ثُمَّ نَشَغَ أَبُو هُرَيْرَةَ نَشْغَةً أُخْرَى ، ثُمَّ أَفَاقَ وَمَسَحَ وَجْهَهُ فَقَالَ : أَفْعَلُ , لَأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا مَعَهُ فِي هَذَا الْبَيْتِ مَا مَعَهُ أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُهُ ، ثُمَّ نَشَغَ أَبُو هُرَيْرَةَ نَشْغَةً شَدِيدَةً ، ثُمَّ مَالَ خَارًّا عَلَى وَجْهِهِ فَأَسْنَدْتُهُ عَلَيَّ طَوِيلًا ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ : " حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَنْزِلُ إِلَى الْعِبَادِ لِيَقْضِيَ بَيْنَهُمْ ، وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَةٌ (3) فَأَوَّلُ مَنْ يَدْعُو اللَّهُ بِهِ ) (4) ( رَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ (5) ) (6) ( وَرَجُلٌ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ ، فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْقَارِئِ : أَلَمْ أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُولِي ؟ , قَالَ : بَلَى يَا رَبِّ ، قَالَ : فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عُلِّمْتَ ؟ ) (7) ( قَالَ : تَعَلَّمْتُ فِيكَ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ ، وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ ) (8) ( فَكُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ (9) اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ : كَذَبْتَ ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ : كَذَبْتَ ، وَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ : بَلْ ) (10) ( تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ : هُوَ عَالِمٌ ، وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ ) (11) ( لِيُقَالَ : إِنَّ فُلَانًا قَارِئٌ ، فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ ) (12) ( ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ ) (13) ( وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ الْمَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ : أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ حَتَّى لَمْ أَدَعْكَ تَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ ؟ , قَالَ : بَلَى يَا رَبِّ ، قَالَ : فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ ؟ , قَالَ : كُنْتُ أَصِلُ الرَّحِمَ ، وَأَتَصَدَّقُ ) (14) ( وَمَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ ) (15) ( فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ : كَذَبْتَ ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ : كَذَبْتَ ، وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ : فُلَانٌ جَوَادٌ ، فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ ) (16) ( ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ ) (17) ( وَيُؤْتَى بِالَّذِي قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ : فِي مَاذَا قُتِلْتَ ؟ , فَيَقُولُ : أُمِرْتُ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِكَ ، فَقَاتَلْتُ حَتَّى قُتِلْتُ ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ : كَذَبْتَ ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ : كَذَبْتَ ، وَيَقُولُ اللَّهُ : بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ : فُلَانٌ جَرِيءٌ ، فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ ) (18) ( ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ ) (19) ( ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى رُكْبَتِي فَقَالَ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، أُولَئِكَ الثَلَاثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ تُسَعَّرُ بِهِمْ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " , قَالَ الْوَلِيدُ أَبُو عُثْمَانَ : فَأَخْبَرَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ أَنَّ الشَّامِيَّ دَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ - رضي الله عنه - فَأَخْبَرَهُ بِهَذَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : قَدْ فُعِلَ بِهَؤُلَاءِ هَذَا فَكَيْفَ بِمَنْ بَقِيَ مِنَ النَّاسِ ؟ ، ثُمَّ بَكَى مُعَاوِيَةُ بُكَاءً شَدِيدًا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ هَالِكٌ وَقُلْنَا : قَدْ جَاءَنَا هَذَا الرَّجُلُ بِشَرٍّ ، ثُمَّ أَفَاقَ مُعَاوِيَةُ وَمَسَحَ عَنْ وَجْهِهِ وَقَالَ : صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ، وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا ، وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (20) ) (21) .
__________
(1) ( م ) 1905 , ( س ) 3137
(2) النَّشْغ : الشَّهيق حتى يكاد يَبْلُغُ به الغَشْي . النهاية في غريب الأثر - (ج 5 / ص 132)
(3) الجاثي : القاعد , وفي التنزيل العزيز : { وترى كل أُمَّةٍ جاثِيَةً } قال مجاهد : مُستوفِزينَ على الرُّكَب , قال أَبو معاذ : المُسْتَوْفِزُ : الذي رفع أَلْيَتَيه ووضع ركبتيه . لسان العرب - (ج 14 / ص 131)
(4) ( ت ) 2382
(5) أَيْ : حفظه عن ظهر قلب .
(6) ( م ) 1905
(7) ( ت ) 2382 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 22
(8) ( حم ) 8260 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(9) الآناء : الساعات .
(10) ( ت ) 2382
(11) ( حم ) 8260
(12) ( ت ) 2382
(13) ( م ) 1905
(14) ( ت ) 2382
(15) ( م ) 1905
(16) ( ت ) 2382
(17) ( م ) 1905
(18) ( ت ) 2382
(19) ( م ) 1905
(20) [هود/15]
(21) ( ت ) 2382(1/1048)
( ت س د جة ) , وَعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ , وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ ) (1)
وفي رواية : ( فَإِنْ صَلَحَتْ صَلَحَ لَهُ سَائِرُ عَمَلِهِ ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَسَدَ سَائِرُ عَمَلِهِ ) (2) ( فَإِنْ أَكْمَلَهَا (3) كُتِبَتْ لَهُ نَافِلَةٌ (4) ) (5) ( وَإِنْ كَانَ انْتُقِصَ ) (6) ( مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ - عز وجل - : انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ (7) يُكَمِّلُ لَهُ مَا انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ ؟ ) (8) ( فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ قَالَ : أَتِمُّوا لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ (9) ) (10) ( ثُمَّ يُفْعَلُ بِسَائِرِ الْأَعْمَالِ الْمَفْرُوضَةِ مِثْلُ ذَلِكَ ) (11) " (12)
__________
(1) ( ت ) 413
(2) ( طس ) 1859 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2573 ، الصَّحِيحَة : 1358
(3) أَيْ : أَدَّاهَا تَامَّة وَصَحِيحَة . عون المعبود - (ج 2 / ص 359)
(4) أَيْ : أن ما زاد على الفريضة من سنن ونوافل يُكتب له تطوعا .ع
(5) ( جة ) 1426
(6) ( س ) 466
(7) أَيْ : سُنَّة أَوْ نَافِلَة مِنْ الصَّلَاة , قَبْل الْفَرْض أَوْ بَعْده أَوْ مُطْلَقًا . عون المعبود - (ج 2 / ص 359)
(8) ( ت ) 413
(9) قَالَ الْعِرَاقِيّ فِي شَرْح التِّرْمِذِيّ : هَذَا الَّذِي وَرَدَ مِنْ إِكْمَال مَا يَنْتَقِصُ الْعَبْد مِنْ الْفَرِيضَة بِمَا لَهُ مِنْ التَّطَوُّع , يَحْتَمِل أَنْ يُرَاد بِهِ مَا اِنْتَقَصَ مِنْ السُّنَن وَالْهَيْئَات الْمَشْرُوعَة الْمُرَغَّب فِيهَا , مِنْ الْخُشُوع وَالْأَذْكَار وَالْأَدْعِيَة , وَأَنَّهُ يَحْصُل لَهُ ثَوَاب ذَلِكَ فِي الْفَرِيضَة وَإِنْ لَمْ يَفْعَلهُ فِي الْفَرِيضَة , وَإِنَّمَا فَعَلَهُ فِي التَّطَوُّع ، وَيَحْتَمِل أَنْ يُرَاد مَا تَرَكَ مِنْ الْفَرَائِض رَأْسًا فَلَمْ يُصَلِّهِ , فَيُعَوَّض عَنْهُ مِنْ التَّطَوُّع ، وَاَللَّه تَعَالَى يَقْبَل مِنْ التَّطَوُّعَات الصَّحِيحَة عِوَضًا عَنْ الصَّلَاة الْمَفْرُوضَة , وَلِلَّهِ سُبْحَانه أَنْ يَفْعَل مَا شَاءَ ، فَلَهُ الْفَضْل وَالْمَنّ ، بَلْ لَهُ أَنْ يُسَامِح وَإِنْ لَمْ يُصَلِّ شَيْئًا , لَا فَرِيضَة وَلَا نَفْلًا . عون المعبود - (ج 2 / ص 359)
(10) ( د ) 864
(11) ( جة ) 1425
(12) صَحِيح الْجَامِع : 2574(1/1049)
( طب ) , وَعَنْ عَائِذِ بْنِ قُرْطٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يُتِمَّهَا زِيدَ عَلَيْهَا مِنْ سُبْحَاتِهِ (1) حَتَّى تَتِمَّ (2) " (3)
__________
(1) السُّبْحة : صلاة النافلة وما يتطوع المؤمن بالقيام به تقربا لله تعالى .
(2) الظاهر أن المراد إذا صلى صلاة مفروضة وأخلَّ بشيء من أبعاضها أو هيئاتها كُمِّلت من نوافله حتى تصير صلاة مفروضة مُكَمَّلَة السنن والآداب , ويحتمل أن المراد أنه إذا حصل منه خلل في بعض الشروط أو الأركان ولم يعلم به في الدنيا يُتمم له من تطوعه , ولا مانع من شموله للأمرين فتدبر . فيض القدير - (ج 6 / ص 221)
(3) ( طب ) ج18ص22ح37 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6348 , الصَّحِيحَة : 2350(1/1050)
( حم حب ) , وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ اللَّهَ لَيَسْأَلُ الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , حَتَّى إِنَّهُ لَيَقُولُ لَهُ ) (1) ( مَا مَنَعَكَ أَنْ تُنْكِرَ الْمُنْكَرَ إِذْ رَأَيْتَهُ ؟ , فَمَنْ لَقَّنَهُ اللَّهُ حُجَّتَهُ قَالَ : يَا رَبِّ , رَجَوْتُكَ وَخِفْتُ مِنْ النَّاسِ ) (2) " (3)
__________
(1) ( حب ) 7368 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده قوي .
(2) ( حم ) 11230 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده حسن , ( جة ) 4017
(3) الصَّحِيحَة : 929 ، وهداية الرواة : 5081 , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في ( حم ) 11263 : إسناده حسن .(1/1051)
( خ م ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) (1) ( فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ ) (2) ( عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ , وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا ) (3) ( وَوَلَدِهِ , وَهِيَ مَسْئُولَةٌ ) (4) ( عَنْهُمْ ، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) (5) ( أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ , وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ " ) (6)
__________
(1) ( خ ) 853
(2) ( خ ) 2416
(3) ( خ ) 853
(4) ( خ ) 2416
(5) ( خ ) 853
(6) ( خ ) 2416 , ( م ) 20 - ( 1829 ) , ( ت ) 1705 , ( د ) 2928 , ( حم ) 4495(1/1052)
( حم حب ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
( " لَا يَسْتَرْعِي اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَبْدًا رَعِيَّةً قَلَّتْ أَوْ كَثُرَتْ , إِلَّا سَأَلَهُ اللَّهُ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَقَامَ فِيهِمْ أَمْرَ اللَّهِ أَمْ أَضَاعَهُ ) (1) ( حَتَّى يَسْأَلَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ خَاصَّةً " ) (2)
__________
(1) ( حم ) 4637 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح .
(2) ( حب ) 4493 , ( حم ) 4637 , ( ن ) 9174 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1774 , الصَّحِيحَة : 1636(1/1053)
( خ م ) , وَعَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ الْمُزنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ (1) إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ " (2)
__________
(1) إِمَّا بِتَضْيِيعِهِ تَعْرِيفَهُمْ مَا يَلْزَمهُمْ مِنْ دِينهمْ وَأَخْذِهِمْ بِهِ ، وَإِمَّا بِالْقِيَامِ بِمَا يَتَعَيَّن عَلَيْهِ مِنْ حِفْظ شَرَائِعهمْ وَالذَّبّ عَنْهَا لِكُلِّ مُتَصَدٍّ لِإِدْخَالِ دَاخِلَة فِيهَا أَوْ تَحْرِيف لِمَعَانِيهَا , أَوْ إِهْمَال حُدُودهمْ ، أَوْ تَضْيِيع حُقُوقهمْ ، أَوْ تَرْك حِمَايَة حَوْزَتهمْ وَمُجَاهَدَةِ عَدُوّهِمْ ، أَوْ تَرْك سِيرَة الْعَدْلِ فِيهِمْ فَقَدْ غَشَّهُمْ . شرح النووي على مسلم (ج 1 / ص 264)
(2) ( م ) 227 - ( 142 ) , ( خ ) 6732(1/1054)
قَصَصُ بَعْضِ مَنْ حَاسَبَهُمُ الرَّبُّ - عز وجل -
( م ت حم ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( يُؤْتَى بِالْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ : ) (1) ( أَيْ فُلْ (2) ) (3) ( أَلَمْ أَجْعَلْ لَكَ سَمْعًا وَبَصَرًا وَمَالًا وَوَلَدًا ؟ ) (4) ( وَسَخَّرْتُ لَكَ الْخَيْلَ وَالْإِبِلَ ) (5) ( وَالْحَرْثَ ؟ ) (6) ( وَتَرَكْتُكَ تَرْأَسُ (7) وَتَرْبَعُ (8) ) (9) ( أَلَمْ أُكْرِمْكَ وَأُسَوِّدْكَ (10) وَأُزَوِّجْكَ ؟ , فَيَقُولُ : بَلَى ) (11) ( فَيَقُولُ : فَأَيْنَ شُكْرُ ذَلِكَ ؟ ) (12) ( أَفَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلَاقِيَّ ) (13) ( يَوْمَكَ هَذَا ؟ ) (14) ( فَيَقُولُ : لَا ، فَيَقُولُ لَهُ : فَإِنِّي الْيَوْمَ أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي (15) ) (16) ( ثُمَّ يَلْقَى الثَّانِيَ فَيَقُولُ : أَيْ فُلْ , أَلَمْ أُكْرِمْكَ وَأُسَوِّدْكَ وَأُزَوِّجْكَ ؟ , وَأُسَخِّرْ لَكَ الْخَيْلَ وَالْإِبِلَ ؟ ، وَأَذَرْكَ (17) تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ ؟ ، فَيَقُولُ : بَلَى أَيْ رَبِّ ، فَيَقُولُ : أَفَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلَاقِيَّ ؟ ، فَيَقُولُ : لَا ، فَيَقُولُ : فَإِنِّي أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي ، ثُمَّ يَلْقَى الثَّالِثَ فَيَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ آمَنْتُ بِكَ وَبِكِتَابِكَ وَبِرُسُلِكَ ، وَصَلَّيْتُ وَصُمْتُ وَتَصَدَّقْتُ ، وَيُثْنِي بِخَيْرٍ مَا اسْتَطَاعَ ، فَيَقُولُ : هَاهُنَا إِذًا (18) ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : الْآنَ نَبْعَثُ شَاهِدَنَا عَلَيْكَ فَيَتَفَكَّرُ فِي نَفْسِهِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْهَدُ عَلَيَّ ؟ ، فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ ، وَيُقَالُ لِفَخِذِهِ وَلَحْمِهِ وَعِظَامِهِ : انْطِقِي ، فَتَنْطِقُ فَخِذُهُ وَلَحْمُهُ وَعِظَامُهُ بِعَمَلِهِ ، وَذَلِكَ لِيُعْذَرَ مِنْ نَفْسِهِ ، وَذَلِكَ الْمُنَافِقُ ، وَذَلِكَ الَّذِي يَسْخَطُ اللَّهُ عَلَيْهِ (19) ) (20) " (21)
__________
(1) ( ت ) 2428 , ( م ) 2968
(2) يعني : يا فلان .
(3) ( م ) 2968
(4) ( ت ) 2428
(5) ( م ) 2968 , ( ت ) 2428
(6) ( ت ) 2428
(7) أَيْ : تصبح رَئِيس الْقَوْم وَكَبِيرهمْ . ( النووي - ج 9 / ص 354)
(8) أَيْ : تَرَكْتُك مُسْتَرِيحًا لَا تَحْتَاج إِلَى مَشَقَّة وَتَعَب وتَعِيش فِي سَعَة , مِنْ قَوْلهمْ : أَرْبِعْ عَلَى نَفْسك أَيْ اُرْفُقْ بِهَا . ( النووي - ج 9 / ص 354)
(9) ( ت ) 2428 , ( م ) 2968
(10) أَيْ : أَجْعَلك سَيِّدًا عَلَى غَيْرك . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 354)
(11) ( م ) 2968
(12) ( حم ) 10383 , وقال الشيخ الأرناؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم .
(13) ( م ) 2968 , ( ت ) 2428
(14) ( ت ) 2428
(15) قَالَ أَبُو عِيسَى : مَعْنَى قَوْلِهِ ( الْيَوْمَ أَنْسَاكَ ) : الْيَوْمَ أَتْرُكُكَ فِي الْعَذَابِ , وفَسَّرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ هَذِهِ الْآية : { فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا } [الأعراف/51] ، قَالُوا : إِنَّمَا مَعْنَاهُ الْيَوْمَ نَتْرُكُهُمْ فِي الْعَذَابِ .
(16) ( م ) 2968 , ( ت ) 2428
(17) أي : أدعك .
(18) مَعْنَاهُ : قِفْ هَاهُنَا حَتَّى يَشْهَد عَلَيْك جَوَارِحك إِذْ قَدْ صِرْت مُنْكِرًا . شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 354)
(19) هذا الحديث قاصم ظهر المرجئة , الذين يَدَّعُون إجزاء التوحيد ومجرد الإيمان القلبي عن العمل .ع
(20) ( م ) 2968 , ( حب ) 4642
(21) صَحِيح الْجَامِع : 7032 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3609 ، والمشكاة : 5555(1/1055)
( م ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، " فَضَحِكَ فَقَالَ : هَلْ تَدْرُونَ مِمَّ أَضْحَكُ ؟ " , قُلْنَا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : " مِنْ مُخَاطَبَةِ الْعَبْدِ رَبَّهُ ، يَقُولُ : يَا رَبِّ ، أَلَمْ تُجِرْنِي مِنَ الظُّلْمِ ؟ , فَيَقُولُ : بَلَى ، فَيَقُولُ : فَإِنِّي لَا أُجِيزُ عَلَى نَفْسِي إِلَّا شَاهِدًا مِنِّي ، فَيَقُولُ : كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ شَهِيدًا ، وَبِالْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ شُهُودًا ، قَالَ : فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ ، وَيُقَالُ لَأَرْكَانِهِ : انْطِقِي ، فَتَنْطِقُ بِأَعْمَالِهِ ، ثُمَّ يُخَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَلَامِ فَيَقُولُ : بُعْدًا لَكُنَّ وَسُحْقًا ، فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أُنَاضِلُ (1) " (2)
__________
(1) أي : عنكن كنت أدافع .
(2) ( م ) 2969(1/1056)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , لَا يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ , اقْرَءُوا : { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا , الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا , أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا } (1) " (2)
__________
(1) [الكهف/103-105]
(2) ( خ ) 4452 , ( م ) 2785(1/1057)
( خ م ) , وَعَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ الْمَازِنِيِّ قَالَ :
( بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي مَعَ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - آخِذٌ بِيَدِهِ , إِذْ عَرَضَ رَجُلٌ فَقَالَ : كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ فِي النَّجْوَى (1) ؟ ، فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ (2) فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ (3) وَيَسْتُرُهُ ) (4) ( فَيَقُولُ : عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا ؟ ، فَيَقُولُ : نَعَمْ , فَيَقُولُ : عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا ؟ ، فَيَقُولُ : نَعَمْ ) (5) ( حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ قَالَ : سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ (6) ثُمَّ يُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ ، وَأَمَّا الْكُفَّارُ وَالْمُنَافِقُونَ , فَيَقُولُ الْأَشْهَادُ (7) ) (8) ( عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ : { هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ ، أَلَا لَعْنَةُ اللَّه عَلَى الظَّالِمِينَ } (9) ) (10) "
__________
(1) ( النَّجْوَى ) : مَا تَكَلَّمَ بِهِ الْمَرْء يُسْمِع غَيْره سِرًّا دُون مَنْ يَلِيه ، وَالْمُرَاد بِهَا هُنَا الْمُنَاجَاة الَّتِي تَقَع مِنْ الرَّبّ سُبْحَانه وَتَعَالَى يَوْم الْقِيَامَة مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَقَالَ الْكَرْمَانِيُّ : أَطْلَقَ عَلَى ذَلِكَ النَّجْوَى لِمُقَابَلَةِ مُخَاطَبَة الْكُفَّار عَلَى رُءُوس الْأَشْهَاد هُنَاكَ . فتح الباري لابن حجر - (ج 17 / ص 239)
(2) أَيْ : يَقْرَب مِنْهُ قُرْب كَرَامَة وَعُلُوّ مَنْزِلَة . فتح الباري لابن حجر - (ج 17 / ص 239)
(3) أَيْ : سِتْره عَنْ أَهْل الْمَوْقِف حَتَّى لَا يَطَّلِع عَلَى سِرّه غَيْره . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 169)
(4) ( خ ) 2309 , ( م ) 2768
(5) ( خ ) 5722 , ( م ) 2768
(6) الْمُرَاد بِالذُّنُوبِ فِي حَدِيث اِبْن عُمَر مَا يَكُون بَيْنَ الْمَرْء وَرَبّه سُبْحَانه وَتَعَالَى دُون مَظَالِم الْعِبَاد ، لحَدِيث أَبِي سَعِيد " إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ النَّار حُبِسُوا بِقَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّة وَالنَّار يَتَقَاصُّونَ مَظَالِم كَانَتْ بَيْنَهمْ فِي الدُّنْيَا ، حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُول الْحِنَة " فَمُقْتَضَى الْحَدِيث أَنَّهَا تَحْتَاج إِلَى الْمُقَاصَصَة ، وَدَلَّ حَدِيث الشَّفَاعَة أَنَّ بَعْض الْمُؤْمِنِينَ مِنْ الْعُصَاة يُعَذَّب بِالنَّارِ ثُمَّ يُخْرَج مِنْهَا بِالشَّفَاعَةِ ، فَدَلَّ مَجْمُوع الْأَحَادِيث عَلَى أَنَّ الْعُصَاة مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْقِيَامَة عَلَى قِسْمَيْنِ : أَحَدهمَا مَنْ مَعْصِيَتُه بَيْنَه وَبَيْنَ رَبّه ، فَدَلَّ حَدِيث اِبْن عُمَر عَلَى أَنَّ هَذَا الْقِسْم عَلَى قِسْمَيْنِ : قِسْم تَكُون مَعْصِيَته مَسْتُورَة فِي الدُّنْيَا , فَهَذَا الَّذِي يَسْتُرهَا اللَّه عَلَيْهِ فِي الْقِيَامَة , وَهُوَ بِالْمَنْطُوقِ ، وَقِسْم تَكُون مَعْصِيَتُه مُجَاهَرَة , فَدَلَّ مَفْهُومه عَلَى أَنَّهُ بِخِلَافِ ذَلِكَ , وَالْقِسْم الثَّانِي مَنْ تَكُون مَعْصِيَته بَيْنَه وَبَيْنَ الْعِبَاد , فَهُمْ عَلَى قِسْمَيْنِ أَيْضًا : قِسْم تَرْجَح سَيِّئَاتهمْ عَلَى حَسَنَاتهمْ , فَهَؤُلَاءِ يَقَعُونَ فِي النَّار ثُمَّ يُخْرَجُونَ بِالشَّفَاعَةِ ، وَقِسْم تَتَسَاوَى سَيِّئَاتهمْ وَحَسَنَاتهمْ , فَهَؤُلَاءِ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّة حَتَّى يَقَع بَيْنَهمْ التَّقَاصّ كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ حَدِيث أَبِي سَعِيد ، وَهَذَا كُلّه بِنَاء عَلَى مَا دَلَّتْ عَلَيْهِ الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة أَنْ يَفْعَلهُ اللَّهُ بِاخْتِيَارِهِ ، وَإِلَّا فَلَا يَجِب عَلَى اللَّه شَيْء , وَهُوَ يَفْعَل فِي عِبَاده مَا يَشَاء . فتح الباري لابن حجر - (ج 17 / ص 239)
(7) الْأَشْهَاد : جَمْع شَاهِد , مِثْل أَصْحَاب وَصَاحِب . فتح الباري لابن حجر - (ج 17 / ص 239)
(8) ( خ ) 2309 , ( م ) 2768
(9) [هود/18]
(10) ( خ ) 4408 , ( م ) 2768(1/1058)
( م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : يَا ابْنَ آدَمَ ، مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي (1) ؟ ، قَالَ يَا رَبِّ : كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ؟ , قَالَ : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ ؟ ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ (2) ؟ ، يَا ابْنَ آدَمَ ، اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي ؟ ، قَالَ يَا رَبِّ : وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ؟ قَالَ : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ ؟ ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي ؟ , يَا ابْنَ آدَمَ ، اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي ؟ ، قَالَ يَا رَبِّ : كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ؟ , قَالَ : اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي " (3)
__________
(1) إِنَّمَا أَضَافَ الْمَرَض إِلَيْهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى وَالْمُرَاد الْعَبْد , تَشْرِيفًا لِلْعَبْدِ وَتَقْرِيبًا لَهُ .شرح النووي (ج 8 / ص 371)
(2) أَيْ : وَجَدْت ثَوَابِي وَكَرَامَتِي ، وَيَدُلّ عَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى فِي تَمَام الْحَدِيث : " لَوْ أَطْعَمْته لَوَجَدْت ذَلِكَ عِنْدِي ، لَوْ أَسْقَيْته لَوَجَدْت ذَلِكَ عِنْدِي " , أَيْ ثَوَابُه . وَاَللَّه أَعْلَم . ( النووي - ج 8 / ص 371)
(3) ( م ) 43 - ( 2569 ) , ( خد ) 517(1/1059)
( ت جة حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ اللَّهَ سَيَسْتَخْلِصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (1) ( فَيَنْشُرُ لَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا , كُلُّ سِجِلٍّ مَدَّ الْبَصَرِ ,
ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ - عز وجل - : هَلْ تُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا ؟ , فَيَقُولُ : لَا يَا رَبِّ , فَيَقُولُ اللَّهُ - عز وجل - : هَلْ ظَلَمَكَ كَتَبَتِيَ الْحَافِظُونَ ؟ ) (2) ( فَيَقُولُ : لَا يَا رَبِّ , فَيَقُولُ اللَّهُ - عز وجل - : فَهَلْ لَكَ عُذْرٌ ؟ , فَيَقُولُ : لَا يَا رَبِّ ) (3) ( فَيَقُولُ اللَّهُ - عز وجل - : فَهَلْ لَكَ حَسَنَةٌ ؟ ) (4) ( فَيَهَابُ الرَّجُلُ فَيَقُولُ : لَا , فَيَقُولُ اللَّهُ : بَلَى ) (5) ( إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً وَاحِدَةً ) (6) ( وَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ , فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ فِيهَا : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) (7) ( فَيَقُولُ لَهُ اللَّهُ - عز وجل - : احْضُرْ وَزْنَكَ (8) فَيَقُولُ : يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ ؟ , فَيَقُولُ اللَّهُ - عز وجل - : فَإِنَّكَ لَا تُظْلَمُ , قَالَ : فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كِفَّةٍ , وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ , فَطَاشَتْ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتْ الْبِطَاقَةُ , وَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ ) (9) " (10)
__________
(1) ( حم ) 6994 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده قوي .
(2) ( جة ) 4300
(3) ( ت ) 2639
(4) ( حم ) 6994
(5) ( جة ) 4300
(6) ( حم ) 6994
(7) ( جة ) 4300
(8) أَيْ : احْضُرْ وَزْنَ عَمَلِك , لِيَظْهَرَ لَك اِنْتِفَاءُ الظُّلْمِ , وَظُهُورُ الْعَدْلِ , وَتَحَقُّقُ الْفَضْلِ .تحفة الأحوذي(ج6ص438)
(9) ( ت ) 2639
(10) صَحِيح الْجَامِع : 1776 ، الصَّحِيحَة : 135(1/1060)
( م ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ , وَآخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا , رَجُلٌ يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ : اعْرِضُوا عَلَيْهِ صِغَارَ ذُنُوبِهِ وَارْفَعُوا عَنْهُ كِبَارَهَا , فَتُعْرَضُ عَلَيْهِ صِغَارُ ذُنُوبِهِ , فَيُقَالُ لَهُ : عَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا , كَذَا وَكَذَا , وَعَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا , كَذَا وَكَذَا , فَيَقُولُ : نَعَمْ - لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنْكِرَ , وَهُوَ مُشْفِقٌ (1) مِنْ كِبَارِ ذُنُوبِهِ أَنْ تُعْرَضَ عَلَيْهِ - فَيُقَالُ لَهُ : فَإِنَّ لَكَ مَكَانَ كُلِّ سَيِّئَةٍ حَسَنَةً , فَيَقُولُ : رَبِّ قَدْ عَمِلْتُ أَشْيَاءَ لَا أَرَاهَا هَاهُنَا , قَالَ أَبُو ذَرٍّ : فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ (2) " (3)
__________
(1) أي : خائف .
(2) النواجذ : أواخُر الأسنان , وقيل : التي بعد الأنياب .
(3) ( م ) 190 , ( ت ) 2596(1/1061)
( خ م س حم ) , وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ رَجُلًا ) (1) ( مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ) (2) ( لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ ) (3) ( وَكَانَ تَاجِراً يُدَايِنُ النَّاسَ ) (4) ( فَكَانَ يَقُولُ لِفَتَاهُ : إِذَا أَتَيْتَ مُعْسِرًا (5) ) (6) ( فَخُذْ مَا تَيَسَّرَ , وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ ) (7) ( وَتَجَاوَزْ عَنْهُ (8) لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَتَجَاوَزُ عَنَّا ) (9) ( فَلَمَّا هَلَكَ قَالَ لَهُ اللَّهُ - عز وجل - : هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ ؟ , قَالَ : لَا , إِلَّا أَنَّهُ ) (10) ( كَانَ مِنْ خُلُقِي الْجَوَازُ , فَكُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ ) (11) ( وَكَانَ لِي غُلَامٌ , فَكُنْتُ إِذَا بَعَثْتُهُ لِيَتَقَاضَى قُلْتُ لَهُ : خُذْ مَا تَيَسَّرَ , وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ وَتَجَاوَزْ ) (12) ( فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : أَنَا أَوْلَى بِذَلِكَ مِنْكَ ) (13) ( تَجَاوَزُوا عَنْ عَبْدِي ) (14) ( فَغُفِرَ لَهُ ) (15) "
__________
(1) ( س ) 4694
(2) ( خ ) 1971
(3) ( س ) 4694
(4) ( خ ) 1972
(5) المُعسر : المحتاج , وقليل المال , والعاجز عن أداء دينه .
(6) ( خ ) 3293
(7) ( س ) 4694
(8) التَّجَاوُز : مَعْنَاهَا الْمُسَامَحَة فِي الِاقْتِضَاء وَالِاسْتِيفَاء , وَقَبُول مَا فِيهِ نَقْص يَسِير . شرح النووي على مسلم - (ج 5 / ص 409)
(9) ( خ ) 3293
(10) ( س ) 4694
(11) ( م ) 1560
(12) ( س ) 4694
(13) ( حم ) 17105 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(14) ( م ) 1560
(15) ( خ ) 2261(1/1062)
( حب ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أَقَالَ نَادِمًا بَيْعَتَهُ , أَقَالَ اللَّهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (1) " (2)
__________
(1) أَيْ : غَفَرَ زَلَّته وَخَطِيئَته , وَصُورَة إِقَالَة الْبَيْع إِذَا اِشْتَرَى أَحَدٌ شَيْئًا مِنْ رَجُلٍ ثُمَّ نَدِمَ عَلَى اِشْتِرَائِهِ إِمَّا لِظُهُورِ الْغَبْن فِيهِ , أَوْ لِزَوَالِ حَاجَته إِلَيْهِ , أَوْ لِانْعِدَامِ الثَّمَن , فَرَدَّ الْمَبِيعَ عَلَى الْبَائِعِ وَقَبِلَ الْبَائِعُ رَدَّهُ , أَزَالَ اللَّهُ مَشَقَّته وَعَثْرَته يَوْم الْقِيَامَة , لِأَنَّهُ إِحْسَان مِنْهُ عَلَى الْمُشْتَرِي ، لِأَنَّ الْبَيْع كَانَ قَدْ بُتَّ , فَلَا يَسْتَطِيع الْمُشْتَرِي فَسْخه . عون المعبود(ج7 / ص 451)
(2) ( حب ) 5029 , ( د ) 3460 , انظر صحيح موارد الظمآن : 924 , الصَّحِيحَة : 2614 ، وهداية الرواة : 2812(1/1063)
حِسَابُ الْعِبَادِ بَيْنَ بَعْضِهِمُ الْبَعْض
قَالَ تَعَالَى : { وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ } [التكوير/5]
( بز ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الظُّلْمُ ثَلَاثةٌ : فَظُلْمٌ لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ ، وَظُلْمٌ يَغْفِرُهُ ، وَظُلْمٌ لَا يَتْرُكُهُ ، فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ ، فَالشِّرْكُ , قَالَ اللَّهُ : { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } (1) وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي يَغْفِرُهُ ، فَظُلْمُ العِبَادِ أَنْفُسَهُمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَبِّهِمْ - عز وجل - ، وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لَا يَتْرُكُهُ ، فَظُلْمُ العِبَادِ بُعْضَهُمْ بَعْضًا , حَتَّى [ يَقُصُّ ] (2) بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ " (3)
__________
(1) [لقمان/13]
(2) ( طل ) 2109
(3) ( بز ) 6493 , ( طل ) 2109 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3961 , الصَّحِيحَة : 1927(1/1064)
( ت حم ) , وَعَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ - رضي الله عنه - قَالَ :
( لَمَّا نَزَلَتْ : { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ , ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ } (1) قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَتُكَرَّرُ عَلَيْنَا الْخُصُومَةُ بَعْدَ الَّذِي كَانَ بَيْنَنَا فِي الدُّنْيَا ؟ ) (2) ( قَالَ : " نَعَمْ , لَيُكَرَّرَنَّ عَلَيْكُمْ حَتَّى يُؤَدَّى إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقُّهُ " , فَقُلْتُ : وَاللَّهِ إِنَّ الْأَمْرَ لَشَدِيدٌ ) (3) .
__________
(1) [الزمر/30، 31]
(2) ( ت ) 3236
(3) ( حم ) 1434 , انظر الصَّحِيحَة : 340 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .(1/1065)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَة - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَلَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَخْتَصِمَنَّ كُلُّ شَيْءٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، حَتَّى الشَّاتَانِ فِيمَا انْتَطَحَتَا " (1)
__________
(1) ( حم ) 9060 , ( صحيح لغيره ) - صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3604(1/1066)
( م حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، حَتَّى يُقَادَ (1) لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ (2) مِنْ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ [ تَنْطَحُهَا ] (3) " (4)
__________
(1) الْقَوَد : الْقِصَاص . عون المعبود - (ج 10 / ص 42)
(2) الجلحاء : الشاة التي ليس لها قرون .
(3) ( حم ) 7203 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(4) ( م ) 2582 , ( ت ) 2420(1/1067)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَقْتَصُّ الْخَلْقُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ، حَتَّى الْجَمَّاءُ (1) مِنْ الْقَرْنَاءِ ، وَحَتَّى الذَّرَّةُ (2) مِنْ الذَّرَّةِ " (3)
__________
(1) الجَمَّاء : التي لَا قَرْن لها .
(2) الذَّرّ : النَّملُ الأحمرُ الصَّغير , واحِدتُها ذَرَّةٌ . النهاية في غريب الأثر - (ج 2 / ص 394)
(3) ( حم ) 8741 , انظر الصَّحِيحَة تحت حديث : 1588(1/1068)
( حم ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
" رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَاتَيْنِ تَنْتَطِحَانِ فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، هَلْ تَدْرِي فِيمَ تَنْتَطِحَانِ ؟ " قُلْتُ : لَا ، قَالَ : " لَكِنَّ اللَّهَ يَدْرِي ، وَسَيَقْضِي بَيْنَهُمَا " (1)
__________
(1) ( حم ) 21476 , انظر الصَّحِيحَة تحت حديث : 1588(1/1069)
مَكَانُ اقْتِصَاصِ الْحُقُوقِ يَوْمَ الْقِيَامَة
( خ حم ) , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ النَّارِ ) (1) ( حُبِسُوا عَلَى قَنْطَرَةٍ (2) بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ (3) ) (4) ( فَيُقْتَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ مَظَالِمَ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا ) (5) ( حَتَّى إِذَا نُقُّوا (6) وَهُذِّبُوا (7) أُذِنَ لَهُمْ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ ) (8) ( فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ , لَأَحَدُهُمْ أَهْدَى بِمَنْزِلِهِ فِي الْجَنَّةِ مِنْهُ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا (9) ) (10) "
__________
(1) ( خ ) 2308
(2) القَنْطَرَة : الجِسْرُ . مختار الصحاح - (ج 1 / ص 258)
(3) قال الحافظ في الفتح : الصِّرَاط جِسْرٌ مَوْضُوعٌ عَلَى مَتْنِ جَهَنَّمَ , وَالْجَنَّة وَرَاءَ ذَلِكَ , فَيَمُرُّ عَلَيْهِ النَّاسُ بِحَسَبِ أَعْمَالهمْ فَمِنْهُمْ النَّاجِي - وَهُوَ مَنْ زَادَتْ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ أَوْ اِسْتَوَيَا أَوْ تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ - وَمِنْهُمْ السَّاقِطُ - وَهُوَ مَنْ رَجَحَتْ سَيِّئَاتُهُ عَلَى حَسَنَاتِهِ , إِلَّا مَنْ تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ - فَالسَّاقِط مِنْ الْمُوَحِّدِينَ يُعَذَّبُ مَا شَاءَ اللَّهُ , ثُمَّ يَخْرُجُ بِالشَّفَاعَةِ وَغَيْرِهَا ، وَالنَّاجِي قَدْ يَكُون عَلَيْهِ تَبِعَاتٌ وَلَهُ حَسَنَات تُوَازِيهَا أَوْ تَزِيدُ عَلَيْهَا , فَيُؤْخَذُ مِنْ حَسَنَاتِهِ مَا يَعْدِلُ تَبِعَاتِهِ فَيَخْلُصُ مِنْهَا , وَاخْتُلِفَ فِي الْقَنْطَرَة الْمَذْكُورَة , فَقِيلَ : هِيَ مِنْ تَتِمَّةِ الصِّرَاطِ , وَهِيَ طَرَفُهُ الَّذِي يَلِي الْجَنَّة ، وَقِيلَ : إِنَّهُمَا صِرَاطَانِ ، وَبِهَذَا الثَّانِي جَزَمَ الْقُرْطُبِيّ . ( فتح ) - (ج 18 / ص 382)
(4) ( خ ) 6170
(5) ( حم ) 11110 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح , ( خ ) 2308
(6) أَيْ : أَكْمَلُوا التَّقَاصَّ . فتح الباري لابن حجر - (ج 7 / ص 343)
(7) أَيْ : خُلِّصُوا مِنْ الْآثَامِ بِمُقَاصَصَة بَعْضهَا بِبَعْض . فتح الباري لابن حجر - (ج 7 / ص 343)
(8) ( خ ) 2308
(9) قَالَ الْعُلَمَاء : مَا يُشْبِهُ لَهُمْ إِلَّا أَهْلُ جُمُعَةٍ حِينَ انْصَرَفُوا مِنْ جُمُعَتِهِمْ . ( حم ) 11724
(10) ( خ ) 6170(1/1070)
كَيْفِيَّةُ اقْتِصَاصِ الْحُقُوقِ يَوْمَ الْقِيَامَة
( حم ) , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ :بَلَغَنِي عَنْ رَجُلٍ حَدِيثًا سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , فَاشْتَرَيْتُ بَعِيرًا ثُمَّ شَدَدْتُ عَلَيْهِ رَحْلِي , فَسِرْتُ إِلَيْهِ شَهْرًا حَتَّى قَدِمْتُ عَلَيْهِ الشَّامَ , فَإِذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ - رضي الله عنه - , فَقُلْتُ لِلْبَوَّابِ : قُلْ لَهُ جَابِرٌ عَلَى الْبَابِ , فَرَجَعَ الرَّسُولُ فَقَالَ : جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ ، فَخَرَجَ يَطَأُ ثَوْبَهُ , فَاعْتَنَقَنِي وَاعْتَنَقْتُهُ , فَقُلْتُ : حَدِيثًا بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْقِصَاصِ , فَخَشِيتُ أَنْ تَمُوتَ أَوْ أَمُوتَ قَبْلَ أَنْ أَسْمَعَهُ , فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " يَحْشُرُ اللَّهُ - عز وجل - النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُرَاةً غُرْلًا (1) بُهْمًا " فَقُلْتُ : مَا بُهْمًا ؟ ، قَالَ : لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ ، " ثُمَّ يُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ : أَنَا الْمَلِكُ , أَنَا الدَّيَّانُ (2) لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ , وَلَهُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَقٌّ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ , وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ , وَلِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ عِنْدَهُ حَقٌّ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ , حَتَّى اللَّطْمَةُ " , فَقُلْتُ : وَكَيْفَ وَإِنَّا إِنَّمَا نَأْتِي اللَّهَ - عز وجل - عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا , قَالَ : بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ . (3)
__________
(1) أي : غير مختونين .
(2) [ الدَّيَّان ] قيل : هو القهَّارُ , مِن ( دانَ الناسَ ) : أي قَهَرَهم على الطاعةِ , يقال : دِنْتُهم فدانوا أَيْ : قَهَرتُهم فأطاعُوا . وقيل : هو الحاكمُ والقاضي . النهاية في غريب الأثر - (ج 2 / ص 370)
(3) ( حم ) 16085 , ( خد ) 970 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3608 , وصححه في ظلال الجنة : 514 , صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 570(1/1071)
( خ ت حم ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَخِيهِ ) (1) ( مِنْ عِرْضٍ أَوْ مَالٍ ) (2) ( فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ ) (3) ( قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ ) (4) ( لَا يَكُونَ هُنَاكَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ , إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ ) (5) ( أُخِذَ مِنْ حَسَنَاتِهِ ) (6) ( بِقَدْرِ مَظْلِمَتِهِ , وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ ) (7) ( أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ (8) فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ) (9) . (10)
__________
(1) ( خ ) 6169
(2) ( ت ) 2418
(3) ( خ ) 2317
(4) ( حم ) 10580 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(5) ( خ ) 2317
(6) ( ت ) 2418
(7) ( خ ) 2317
(8) أَيْ : صَاحِبِ الْمَظْلِمَةِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 7 / ص 361)
(9) ( خ ) 6169
(10) الصَّحِيحَة : 3265(1/1072)
( جة ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ دِينَارٌ أَوْ دِرْهَمٌ قُضِيَ مِنْ حَسَنَاتِهِ , لَيْسَ ثَمَّ (1) دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ " (2)
__________
(1) أي : ليس هناك في أرض المحشر .
(2) ( جة ) 2414 , ( حم ) 5385(1/1073)
( طب ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الدَّيْن دَيْنان , فمن مات وهو ينوي قضاءَه فأنا وليه , ومن مات وهو لَا ينوي قضاءَه فذاك الذي يُؤخَذُ من حسناته , ليس يومئذ دينار ولا درهم " (1)
__________
(1) ( كنز العمال ) 15477 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3418 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :1803 , أحكام الجنائز ص5(1/1074)
مَا يُقْضَى بِهِ بَيْنَ الْخَلْقِ يَوْمَ الْقِيَامَة
( خ م ) , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ (1) " (2)
__________
(1) لَيْسَ هَذَا الْحَدِيثُ مُخَالِفًا لِقَوْلِهِ : أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ صَلَاتُهُ , لِأَنَّ ذَلِكَ فِي حَقٍّ لِلَّهِ , وَهَذَا فِيمَا بَيْنَ الْعِبَادِ , وَفِي الْحَدِيثِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الْأَوَّلَ الْحَقِيقِيَّ هُوَ الصَّلَاةُ , فَإِنَّ الْمُحَاسَبَةَ قَبْلَ الْحُكْمِ . تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 29)
(2) ( م ) 1678 , ( خ ) 6168(1/1075)
( ت س جة حم ) , وَعَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ :
( جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - فَقَالَ : أَرَأَيْتَ رَجُلًا قَتَلَ رَجُلًا مُتَعَمِّدًا ؟ , قَالَ : { جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا } (1) لَقَدْ أُنْزِلَتْ فِي آخِرِ مَا نَزَلَ , مَا نَسَخَهَا شَيْءٌ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَمَا نَزَلَ وَحْيٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , قَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ؟ , قَالَ : ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ (2) وَأَنَّى لَهُ التَّوْبَةُ وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ ) (3) ( " إِنَّ الْمَقْتُولَ يَجِيءُ بِالْقَاتِلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاصِيَتُهُ (4) وَرَأْسُهُ فِي يَدِهِ (5) وَأَوْدَاجُهُ (6) تَشْخَبُ (7) دَمًا حَتَّى يُدْنِيَهُ مِنْ الْعَرْشِ ) (8) ( يَقُولُ : يَا رَبِّ , سَلْ عَبْدَكَ ) (9) ( هَذَا لِمَ قَتَلَنِي ) (10) ( فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ : لِمَ قَتَلْتَهُ ؟ , فَيَقُولُ : قَتَلْتُهُ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لَكَ , فَيَقُولُ : فَإِنَّهَا لِي , وَيَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذًا بِيَدِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ , إِنَّ هَذَا قَتَلَنِي , فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ : لِمَ قَتَلْتَهُ ؟ , فَيَقُولُ : قَتَلْتُهُ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لِفُلَانٍ , فَيَقُولُ : إِنَّهَا لَيْسَتْ لِفُلَانٍ , فَيَبُوءُ بِإِثْمِهِ (11) ) (12) "
__________
(1) [النساء/93]
(2) الثَّكْلى : من فقَدت ولدها ، وثكلتك أمك : دعاء بالفقد , والمراد به التعجب .
(3) ( حم ) 2142 , قال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح , ( س ) 3999
(4) أَيْ : شَعْرُ مُقَدَّمِ رَأْسِ الْقَاتِلِ .
(5) أَيْ : في يَدِ الْمَقْتُولِ .
(6) ( الأَوْدَاج ) : مَا أَحَاطَ بِالْعُنُقِ مِنْ الْعُرُوقِ الَّتِي يَقْطَعُهَا الذَّابِحُ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 480)
(7) أَيْ : تَسِيلُ .
(8) ( ت ) 3029
(9) ( حم ) 2142 , ( س ) 3999
(10) ( جة ) 2621 , ( س ) 3999
(11) الضَّمِير في ( إِثْمِهِ ) لِلْقَاتِلِ أَوْ الْمَقْتُول , أَيْ : يَصِيرُ مُتَلَبِّسًا بِإِثْمِهِ ثَابِتًا عَلَيْهِ ذَلِكَ , أَوْ إِثْم الْمَقْتُول بِتَحْمِيلِ إِثْمه عَلَيْهِ , وَالتَّحْمِيل قَدْ جَاءَ , وَلَا يُنَافِيه قَوْله تَعَالَى ( وَلَا تَزُرْ وَازِرَة وِزْر أُخْرَى ) , لِأَنَّ ذَلِكَ لَمْ يَسْتَحِقَّ حَمْل ذَنْب الْغَيْر بِفِعْلِهِ وَأَمَّا إِذَا اِسْتَحَقَّ رَجَعَ ذَلِكَ أَنَّهُ حَمَلَ أَثَر فِعْلِهِ فَلْيُتَأَمَّلْ . شرح سنن النسائي - (ج 5 / ص 386)
(12) ( س ) 3997(1/1076)
( طب ) , وَعَنْ نَافِعِ بن جُبَيْرِ بن مُطْعِمٍ قَالَ :
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - فَقَالَ : يَا أَبَا الْعَبَّاسٍ , هَلْ لِلْقَاتِلِ مِنْ تَوْبَةٍ ؟ , فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ كَالْمُتَعَجِّبِ مِنْ شَأْنِهِ : مَاذَا تَقُولُ ؟ , فَأَعَادَ عَلَيْهِ الْمَسْأَلَةَ , فَقَالَ لَهُ : مَاذَا تَقُولُ ؟ - مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا - ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أَنَّى لَهُ التَّوْبَةُ ؟ , سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " يَأْتِي الْمَقْتُولُ مُتَعَلِّقًا رَأْسَهُ بِإِحْدَى يَدَيْهِ , مُتَلَبِّبًا قَاتِلَهُ (1) بِيَدِهِ الْأُخْرَى , تَشْخُبُ أَوْدَاجُهُ دَمًا حَتَّى يَأْتِيَ بِهِ الْعَرْشَ , فَيَقُولُ الْمَقْتُولُ لِلَّهِ : رَبِّ هَذَا قَتَلَنِي , فَيَقُولُ اللَّهُ - عز وجل - لِلْقَاتِلِ : تَعِسْتَ , وُيَذْهَبُ بِهِ إِلَى النَّارِ " (2)
__________
(1) أي : آخذ بعنق قاتله .
(2) ( طب ) 10742 , انظر الصَّحِيحَة : 2697 , وقال الألباني في الصحيحة ( 2799 ) : وفي رواية البخاري المتقدمة عن ابن عباس أنه قال : لَا توبة للقاتل عمدا ، وهذا مشهور عنه ، له طرق كثيرة كما قال ابن كثير وابن حجر ، والجمهور على خلافه ، وهو الصواب الذي لَا ريب فيه ، وآية ( الفرقان ) صريحة في ذلك ، ولا تخالفها آية ( النساء ) , لأن هذه في عقوبة القاتل وليست في توبته ، وهذا ظاهر جدا ، وكأنه لذلك رجع إليه كما وقفت عليه في بعض الروايات عنه , فرأيت أنه لابد من ذكرها لعزتها وإغفال الحافظين لها , الأولى : ما رواه عطاء بن يسار عنه : أنه أتاه رجل فقال : إني خطبت امرأة فأبت أن تنكحني ، وخطبها غيري فأحبت أن تنكحه ، فغرت عليها فقتلتها ، فهل لي من توبة ؟ , قال : أمك حية ؟ , قال : لَا , قال : " تب إلى الله - عز وجل - وتقرب إليه ما استطعت " , فذهبت فسألت ابن عباس : لم سألته عن حياة أمه ؟ فقال : " إني لَا أعلم عملا أقرب إلى الله - عز وجل - من بر الوالدة " . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 4 ) بسند صحيح الثانية : ما رواه سعيد عن ابن عباس في قوله : { ومن يقتل مؤمنا متعمدا } ، قال : ليس لقاتل توبة ، إِلَّا أن يستغفر الله . أخرجه ابن جرير ( 5 / 138 ) بسند جيد . والله أعلم .(1/1077)
( حم ) , وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَوَّلُ خَصْمَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَارَانِ " (1)
__________
(1) ( حم ) 17410 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 2563 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2557(1/1078)
( خد ) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ :
لَقَدْ أَتَى عَلَيْنَا زَمَانٌ وَمَا أَحَدٌ أَحَقُّ بِدِينَارِهِ وَدِرْهَمِهِ مِنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ ، ثُمَّ الْآنَ الدِّينَارُ وَالدِّرْهَمُ أَحَبُّ إِلَى أَحَدِنَا مِنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " كَمْ مِنْ جَارٍ مُتَعَلِّقٌ بِجَارِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ : يَا رَبِّ ، سَلْ هَذَا لِمَ أَغْلَقَ بَابَهُ دُونِي وَمَنَعَنِي فَضْلَهُ " (1)
__________
(1) ( خد ) 111 , انظر الصَّحِيحَة : 2646 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2564 ، وصَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 81(1/1079)
( م س ) , وَعَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( حُرْمَةُ نِسَاءِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ كَحُرْمَةِ أُمَّهَاتِهِمْ (1) وَمَا مِنْ رَجُلٍ مِنْ الْقَاعِدِينَ يَخْلُفُ رَجُلًا (2) مِنْ الْمُجَاهِدِينَ فِي أَهْلِهِ (3) فَيَخُونُهُ فِيهِمْ (4) إِلَّا وُقِفَ لَهُ (5) يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (6) ( فَيُقَالَ : يَا فُلَانُ , هَذَا فُلَانٌ ) (7) ( قَدْ خَانَكَ فِي أَهْلِكَ ) (8) ( فَخُذْ مِنْ حَسَنَاتِهِ مَا شِئْتَ ) (9) ( ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : مَا ظَنُّكُمْ ؟ , تُرَوْنَ يَدَعُ لَهُ مِنْ حَسَنَاتِهِ شَيْئًا ؟ ) (10) " (11)
__________
(1) فِيه تَحْرِيم التَّعَرُّض لَهُنَّ بِرِيبَةٍ مِنْ نَظَر مُحَرَّم وَخَلْوَة وَحَدِيث مُحَرَّم وَغَيْر ذَلِكَ . شرح النووي (ج6ص374)
(2) أَيْ : يَصِير خَلِيفَةً لَهُ وَيَنُوبهُ . عون المعبود - (ج 5 / ص 385)
(3) أَيْ : فِي إِصْلَاح حَال عِيَال ذَلِكَ الرَّجُل الْمُجَاهِد وَقَضَاء حَاجَاتهمْ . عون المعبود - (ج 5 / ص 385)
(4) أَيْ : يزني بزوجة المجاهد .
(5) أَيْ : وُقِفَ الْخَائِن . عون المعبود - (ج 5 / ص 385)
(6) ( م ) 1897
(7) ( س ) 3191
(8) ( س ) 3190
(9) ( م ) 1897
(10) ( س ) 3191 , ( م ) 1897
(11) صَحِيح الْجَامِع : 3141 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2046(1/1080)
( خ حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ لَا يُعْجِبُهُمْ أَنْ يُسْتَمَعَ حَدِيثُهُمْ ) (1) ( صُبَّ فِي أُذُنَيْهِ الْآنُكُ (2) يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (3) "
__________
(1) ( حم ) 10556 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح , ( خ ) 6635
(2) الآنُك : القصدير .
(3) ( خد ) 1159 , ( خ ) 6635(1/1081)
( د ك ) , وَعَنْ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أَكَلَ بِمُسْلِمٍ أَكْلَةً , أَطْعَمَهُ اللَّهُ بِهَا أَكْلَةً مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ اكْتَسَى بِمُسْلِمٍ ثَوْبًا , كَسَاهُ اللَّهُ ثَوْبًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَمَنْ قَامَ بِمُسْلِمٍ مَقَامَ سُمْعَةٍ [ وَرِيَاءٍ ] (1) أَقَامَهُ اللَّهُ مَقَامَ سُمْعَةٍ وَرِيَاءٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
(1) ( د ) 4881
(2) ( ك ) 7166 , ( د ) 4881 , ( حم ) 18040 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6083 , الصَّحِيحَة : 934(1/1082)
( ت ) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ :
قَعَدَ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي مَمْلُوكِينَ (1) يَكْذِبُونَنِي (2) وَيَخُونُونَنِي (3) وَيَعْصُونَنِي (4) وَأَشْتُمُهُمْ وَأَضْرِبُهُمْ ، فَكَيْفَ أَنَا مِنْهُمْ (5) ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يُحْسَبُ مَا خَانُوكَ وَعَصَوْكَ وَكَذَبُوكَ ، وَعِقَابُكَ إِيَّاهُمْ ، فَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ بِقَدْرِ ذُنُوبِهِمْ ، كَانَ كَفَافًا لَا لَكَ وَلَا عَلَيْكَ (6) وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ دُونَ ذُنُوبِهِمْ ، كَانَ فَضْلًا لَكَ ، وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ فَوْقَ ذُنُوبِهِمْ ، اقْتُصَّ لَهُمْ مِنْكَ الْفَضْلُ (7) " , قَالَتْ : فَتَنَحَّى الرَّجُلُ فَجَعَلَ يَبْكِي وَيَهْتِفُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَمَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّه : { وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ؟ } (8) " , فَقَالَ الرَّجُلُ : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلِهَؤُلَاءِ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ مُفَارَقَتِهِمْ ، أُشْهِدُكُمْ أَنَّهُمْ أَحْرَارٌ كُلُّهُمْ . (9)
__________
(1) أي : عبيد .
(2) أَيْ : يَكْذِبُونَ فِي إِخْبَارِهِمْ لِي . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 498)
(3) أَيْ : فِي مَالِي . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 498)
(4) أَيْ : فِي أَمْرِي وَنَهْيِي . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 498)
(5) أَيْ : كَيْفَ يَكُونُ حَالِي مِنْ أَجْلِهِمْ وَبِسَبَبِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 498)
(6) أَيْ : لَيْسَ لَك فِيهِ ثَوَابٌ وَلَا عَلَيْك فِيهِ عِقَابٌ . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 498)
(7) أَيْ : أُخِذَ بِمِثْلِهِ لِأَجْلِهِمْ الزِّيَادَةُ . تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 498)
(8) [الأنبياء/47]
(9) ( ت ) 3165 , ( حم ) 26444 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 8039 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2290(1/1083)
( خد ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ ضَرَبَ بِسَوْطٍ ظُلْمًا اقْتُصَّ مِنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ " (1)
__________
(1) ( خد ) 186 , ( هق ) 15783 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6374 , وصحيح الأدب المفرد : 137(1/1084)
( خد ) , وَعَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ ك قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" مَا مِنْ رَجُلٍ يَضْرِبُ عَبْدًا لَهُ ظُلْمًا إِلَّا أُقِيدَ مِنْهُ (1) يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)
__________
(1) أي : اقْتُصَّ مِنْهُ .
(2) ( خد ) 181 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 6376 , الصَّحِيحَة : 2352(1/1085)
( خ م ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( مَنْ قَذَفَ مَمْلُوكَهُ بِالزِّنَا (1) ) (2) ( وَهُوَ بَرِيءٌ مِمَّا قَالَ (3) جُلِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (4) ( الْحَدَّ ) (5) ( إِلَّا أَنْ يَكُونَ كَمَا قَالَ (6) ) (7) "
__________
(1) أَيْ : قال له : يا زاني .
(2) ( م ) 1660
(3) أَيْ أَنَّ مَمْلُوكَهُ بَرِيءٌ مِمَّا قَالَ سَيِّدُهُ . تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 178)
(4) ( خ ) 6466 , ( ت ) 1947
(5) ( م ) 1660 , ( د ) 5165
(6) أَيْ : أَنْ يَكُونَ الْعَبْدُ كَمَا قَالَ السَّيِّدُ فِي الْوَاقِعِ , وَلَمْ يَكُنْ بَرِيئًا , فَإِنَّ اللَّه لَا يُقِيمُ عَلَيْهِ الْحَدَّ , لِكَوْنِهِ صَادِقًا فِي نَفْسِ الْأَمْرِ . اللَّهُ
(7) ( خ ) 6466 , ( ت ) 1947(1/1086)
( خد ) , وَعَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ :
صَنَعَ رَجُلٌ لِابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - طَعَامًا , فَبَيْنَمَا الْجَارِيَةُ تَعْمَلُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ، إِذْ قَالَ لَهَا الرَّجُلُ : يَا زَانِيَةُ ، فَقَالَ : ابْنُ عَبَّاسٍ : مَهْ (1) إِنْ لَمْ تَحُدَّكَ فِي الدُّنْيَا (2) تَحُدُّكَ فِي الْآخِرَةِ ، قَالَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ كَذَاكَ (3) ؟ , فَقَالْ ابْنُ عَبَّاسٍ الَّذِي قَالَ : إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ . (4)
__________
(1) أَيْ : ما هذا !؟ .
(2) أي : إن لم تُقِم عليك حَدَّ القذف وهو ثمانين جلدة .
(3) أي : ما رأيك إذا كان كلامي صحيحا وأنها قد زنت بالفعل .
(4) ( خد ) 331 , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد : 252(1/1087)
خُطُورَةُ الْمَظَالِمِ وَعِظَمُ شَأْنِهَا
( م ت حم ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( أَتَدْرُونَ مَنْ الْمُفْلِسُ ؟ " ) (1) ( قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ (2) فَقَالَ : " إِنَّ الْمُفْلِسَ (3) مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا (4) وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا ، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ [ مِنْ الْخَطَايَا ] (5) أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ (6) ) (7) "
__________
(1) ( حم ) 8016 , ( م ) 2581
(2) المتاع : مَا يُتَمَتَّعُ بِهِ مِنْ الْأَقْمِشَةِ وَالْعَقَارِ وَالْجَوَاهِرِ وَالْعَبِيدِ وَالْمَوَاشِي وَأَمْثَالِ ذَلِكَ , وَالْحَاصِلُ أَنَّهُمْ أَجَابُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنْ الْعِلْمِ بِحَسَبِ عُرْفِ أَهْلِ الدُّنْيَا كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُمْ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 208)
(3) أَيْ : الْحَقِيقِيُّ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 208)
(4) أَيْ : بِالزِّنَا وَنَحْوِهِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 208)
(5) ( ت ) 2418
(6) أَيْ أَنَّ حَقِيقَةَ الْمُفْلِسِ هَذَا الَّذِي ذَكَرْت , وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ مَالٌ وَمَنْ قَلَّ مَالُهُ , فَالنَّاسُ يُسَمُّونَهُ مُفْلِسًا وَلَيْسَ هَذَا حَقِيقَةَ الْمُفْلِسِ ؛ لِأَنَّ هَذَا أَمْرٌ يَزُولُ وَيَنْقَطِعُ بِمَوْتِهِ ، وَرُبَّمَا اِنْقَطَعَ بِيَسَارٍ يَحْصُلُ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي حَيَّاتِهِ , بِخِلَافِ ذَلِكَ الْمُفْلِسِ , فَإِنَّهُ يَهْلَكُ الْهَلَاكَ التَّامَّ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 208)
(7) ( م ) 2581 , ( ت ) 2418(1/1088)
( يع ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ أَنْ تُعْبَدَ الْأَصْنَامُ فِي أَرْضِ الْعَرَبِ ، وَلَكِنَّهُ سَيَرْضَى مِنْكُمْ بِدُونِ ذَلِكَ , بِالْمُحَقَّرَاتِ (1) وَهِيَ الْمُوبِقَاتُ (2) يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، اتَّقُوا الْمَظَالِمَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ، فَإِنَّ الْعَبْدَ يَجِيءُ بِالْحَسَنَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَرَى أَنَّهُ سَتُنَجِّيهِ ، فَمَا يَزَالُ عَبْدٌ يَقُومُ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ظَلَمَنِي عَبْدُكَ مَظْلَمَةً ، فَيَقُولُ : امْحُوا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، مَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى مَا يَبْقَى لَهُ حَسَنَةٌ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَسَفْرٍ (3) نَزَلُوا بِفَلاةٍ مِنَ الْأَرْضِ لَيْسَ مَعَهُمْ حَطَبٌ ، فَتَفَرَّقَ الْقَوْمُ لِيَحْتَطِبُوا ، فَلَمْ يَلْبَثُوا أَنْ حَطَبُوا فَأَعْظَمُوا النَّارَ وَطَبَخُوا مَا أَرَادُوا ، وَكَذَلِكَ الذُّنُوبُ " (4)
__________
(1) أي : ما تستصغرون من الذنوب .
(2) أي : المهلكات .
(3) أَيْ : كقوم مسافرين .
(4) ( يع ) 5122 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2221(1/1089)
( طب ) , وَعَنْ سَلْمَانَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" يَجِيءُ الرَّجُلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْحَسَنَاتِ بِمَا يَظُنُّ أَنَّهُ يَنْجُوَ بِهَا ، فلَا يَزَالُ يَقُومُ رَجُلٌ قَدْ ظَلَمَهُ مَظْلِمَةً ، فَيُؤْخَذُ مِنْ حَسَنَاتِهِ فَيُعْطَى الْمَظْلُومَ حَتَّى لَا تَبْقَى لَهُ حَسَنَةٌ , ثُمَّ يَجِيءُ مَنْ قَدْ ظَلَمَهُ وَلَمْ يَبْقَ مِنْ حَسَنَاتِهِ شَيْءٌ ، فَيُؤْخَذُ مِنْ سَيِّئَاتِ الْمَظْلُومِ فَتُوضَعُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ " (1)
__________
(1) ( طب ) 6513 , انظر الصَّحِيحَة : 3373(1/1090)
( ك ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
إن الرجل لتُرفَع له يوم القيامة صحيفةٌ حتى يرى أنه ناج ، فما تزال مظالمُ بني آدم تتبعه حتى ما تُبْقِي له حسنة ، ويُحمَل عليه من سيئاتهم . (1)
__________
(1) ( ك ) 2268 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 2224(1/1091)
( هب ) , وَعَنْ زَاذَانَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُكَفِّرُ الذُّنُوبَ كُلَّهَا إِلَّا الْأَمَانَةَ , يُؤْتَى بِصَاحِبِ الْأَمَانَةِ وَإِنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقَالُ لَهُ : أَدِّ أَمَانَتَكَ ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ , كَيْفَ وَقَدْ ذَهَبَتِ الدُّنْيَا ؟ , فَيَقُولُ : اذْهَبُوا بِهِ إِلَى الْهَاوِيَةِ ، فَيُذْهَبُ بِهِ إِلَيْهَا وتُمَثَّلُ له أمانتُه , فَيَجِدُهَا كَهَيْئَتِهَا يوم دُفِعَتْ إِلَيْهِ , فَيَرَاهَا فَيَعْرِفُهَا فَيَهْوِي في أثَرِهَا حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى قَعْرِهَا , فَيَأْخُذُهَا فَيَحْمِلُهَا عَلَى عَاتِقِهِ ثُمَّ يَصْعَدُ بِهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، حَتَّى إِذَا رَأَى أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ بِهَا زَلَّتْ فَهَوَتْ ، فَهُوَ فِي أَثَرِهَا أَبَدَ الْآبِدِينَ ، ثُمَّ قَالَ : الصَلَاةُ أَمَانَةٌ ، وَالْوُضُوءُ أَمَانَةٌ والوزنُ أَمَانَةٌ , والكَيْلُ أَمَانَة , وَأَشَدُّ ذَلِكَ الْوَدَائِعُ " , قَالَ زَاذَانُ : فَلَقِيتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ - رضي الله عنه - فَقُلْتُ : أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ أَخُوكَ عَبْدُ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : صَدَقَ ، أما سمعتَ اللَّهَ يقول : { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ؟ } (1) . (2)
__________
(1) [النساء/58]
(2) ( هب ) 5266 ( حسن ) - صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 1763 , 2995(1/1092)
الْحَوْض
( خ م جة ) , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( أَتَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَقْبَرَةَ فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ , وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ , وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا " , قَالُوا : أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " أَنْتُمْ أَصْحَابِي , وَإِخْوَانِي الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ " , قَالُوا : كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلَا يَعْرِفُ خَيْلَهُ ؟ " , قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ) (1) ( قَالَ : " فَإِنَّ لَكُمْ سِيمَا (2) لَيْسَتْ لِأَحَدٍ مِنْ الْأُمَمِ غَيْرِكُمْ , تَرِدُونَ عَلَيَّ غُرًّا مُحَجَّلِينَ ) (3) ( بُلْقًا (4) ) (5) ( مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ ) (6) ( أَلَا وَإِنِّي فَرَطُكُمْ (7) عَلَى الْحَوْضِ , وَأُكَاثِرُ بِكُمْ الْأُمَمَ ) (8) ( أَذُودُ النَّاسَ (9) ) (10) ( عن حَوْضِي كَمَا تُذَادُ الْغَرِيبَةُ مِنْ الْإِبِلِ عَن الْحَوْضِ ) (11) ( مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ , وَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا ) (12) ( فلَا تُسَوِّدُوا وَجْهِي , أَلَا وَإِنِّي مُسْتَنْقِذٌ أُنَاسًا وَمُسْتَنْقَذٌ مِنِّي أُنَاسٌ (13) ) (14) ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الْحَوْضَ رِجَالٌ مِمَّنْ صَاحَبَنِي , حَتَّى إِذَا رُفِعُوا إِلَيَّ ) (15) ( وَعَرَفْتُهُمْ ) (16) ( أُنَادِيهِمْ : أَلَا هَلُمَّ ) (17) ( فَخَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ فَقَالَ : هَلُمَّ , فَقُلْتُ : أَيْنَ ؟ , قَالَ : إِلَى النَّارِ وَاللَّهِ ) (18) ( فَأَقُولُ : أَيْ رَبِّ ) (19) ( إِنَّهُمْ مِنِّي وَمِنْ أُمَّتِي ) (20) ( أُصَيْحَابِي أُصَيْحَابِي ) (21) ( فَيَقُولُ : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ (22) ) (23) ( إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ ) (24) ( إِنَّهُمْ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمْ الْقَهْقَرَى (25) ( فَأَقُولُ : سُحْقًا سُحْقًا (26) لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي (27) ) (28) ( ثُمَّ إِذَا زُمْرَةٌ , حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ فَقَالَ : هَلُمَّ , قُلْتُ : أَيْنَ ؟ , قَالَ : إِلَى النَّارِ وَاللَّهِ , قُلْتُ : مَا شَأْنُهُمْ ؟ , قَالَ : إِنَّهُمْ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمْ الْقَهْقَرَى ) (29) ( مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ ) (30) ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : فلَا أُرَاهُ يَخْلُصُ مِنْهُمْ (31) إِلَّا مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ (32) ) (33) ( فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ : { وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ، إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ، وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (34) ) (35) "
__________
(1) ( م ) 249
(2) أي : علامة .
(3) ( م ) 247
(4) البُلق : جمع أبلق , وهو الذي فيه سواد وبياض , والمعنى أن أعضاء الوضوء تلمع وتبرق من أثره .
(5) ( جة ) 284 , ( حم ) 3820
(6) ( م ) 247 , ( س ) 150
(7) الْفَرَط وَالْفَارِط : هُوَ الَّذِي يَتَقَدَّمُ الْوَارِد لِيُصْلِحَ لَهُمْ الْحِيَاض وَالدِّلَاء وَنَحْوهَا مِنْ أُمُور الِاسْتِقَاء , فَمَعْنَى ( فَرَطكُمْ عَلَى الْحَوْض ) أَيْ : سَابِقكُمْ إِلَيْهِ كَالْمُهَيِّئِ لَهُ . ( النووي - ج 7 / ص 495)
(8) ( جة ) 3057 , ( خ ) 6213
(9) أي : أمنع الناس .
(10) ( م ) 247
(11) ( خ ) 2238 , ( م ) 2302
(12) ( خ ) 6213 , ( م ) 2291
(13) أي : أن هناك أناس أشفع لهم فتُقبل شفاعتي فيهم , وهناك أناس أشفع فلا تُقبل شفاعتي فيهم .
(14) ( جة ) 3057
(15) ( م ) 2304
(16) ( خ ) 6211
(17) ( م ) 249
(18) ( خ ) 6215
(19) ( م ) 2304
(20) ( م ) 2294 , ( خ ) 6213
(21) ( م ) 2304 , ( جة ) 3057
(22) قلت : فيه دليل على أن أعمال الأحياء لَا تُعرَض على الأموات ، وإلا لَعَلِمَ النبيُ - صلى الله عليه وسلم - بشأنهم قبل يوم القيامة .ع
(23) ( م ) 2294 , ( جة ) 3057
(24) ( م ) 249
(25) ( خ ) 6215 , وحَاصِل مَا حُمِلَ عَلَيْهِ حَال الْمَذْكُورِينَ , أَنَّهُمْ إِنْ كَانُوا مِمَّنْ اِرْتَدَّ عَنْ الْإِسْلَام فَلَا إِشْكَال فِي تَبَرِّي النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْهُمْ وَإِبْعَادهمْ , وَإِنْ كَانُوا مِمَّنْ لَمْ يَرْتَدّ لَكِنْ أَحْدَثَ مَعْصِيَةً كَبِيرَةً مِنْ أَعْمَال الْبَدَن أَوْ بِدْعَة مِنْ اِعْتِقَاد الْقَلْب , فَقَدْ أَجَابَ بَعْضهمْ بِأَنَّهُ يَحْتَمِل أَنْ يَكُون أَعْرَضَ عَنْهُمْ وَلَمْ يَشْفَع لَهُمْ اِتِّبَاعًا لِأَمْرِ اللَّه فِيهِمْ حَتَّى يُعَاقِبَهُمْ عَلَى جِنَايَتهمْ ، وَلَا مَانِعَ مِنْ دُخُولهمْ فِي عُمُوم شَفَاعَته لِأَهْلِ الْكَبَائِر مِنْ أُمَّته , فَيَخْرُجُونَ عِنْدَ إِخْرَاج الْمُوَحِّدِينَ مِنْ النَّارِ , وَاللَّه أَعْلَم . فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 55)
(26) أَيْ : بُعْدًا , يُقَالُ : سَحِيقٌ بَعِيدٌ , سَحَقَهُ وَأَسْحَقَهُ : أَبْعَدَهُ .
(27) تأمَّل كيف يأتون غُرّاً محجلين من أثر الوضوء - فذلك يعني أنهم كانوا من المصلين - ثم هم يُطردون عن حوض نبيهم ..! فهذا دليل واضح على أن الصلاة عمود من أعمدة الإسلام , وليست كل الإسلام , كما يظن كثير من المسلمين اليوم .ع
(28) ( خ ) 6643
(29) ( خ ) 6215
(30) ( خ ) 3171
(31) أَيْ : مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ دَنَوْا مِنْ الْحَوْض وَكَادُوا يَرِدُونَهُ فَصُدُّوا عَنْهُ .( فتح ) - (ج 18 / ص 430)
(32) الْهَمَل : الْإِبِل بِلَا رَاعٍ ، وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : وَيُطْلَق عَلَى الضَّوَالّ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ لَا يَرِدهُ مِنْهُمْ إِلَّا الْقَلِيل ، لِأَنَّ الْهَمَل فِي الْإِبِل قَلِيلٌ بِالنِّسْبَةِ لِغَيْرِهِ . ( فتح ) - (ج 18 / ص 430)
(33) ( خ ) 6215
(34) [المائدة/116-118]
(35) ( خ ) 3171 , 3263 , ( م ) 2860(1/1093)
( حم ) , وَعَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيَّةِ ك (1) قَالَتْ :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَزُورُ حَمْزَةَ فِي بَيْتِي , فَجَاءَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا " , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ تُحَدِّثُ أَنَّ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَوْضًا مَا بَيْنَ كَذَا إِلَى كَذَا , فَقَالَ : " أَجَلْ , وَأَحَبُّ مَنْ وَرَدَهُ عَلَيَّ قَوْمُكِ " (2)
__________
(1) وَكَانَتْ تَحْتَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - رضي الله عنه - .
(2) ( حم ) 27356 , صَحِيح الْجَامِع : 1527 , وصححه الألباني في ظلال الجنة : 704(1/1094)
( د حم ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ :
( شَكَّ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ (1) فِي الْحَوْضِ , فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - فَأَتَاهُ ) (2) ( فَلَمَّا رَآهُ عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ : مُحَمَّدِيُّكُمْ (3) هَذَا الدَّحْدَاحُ (4) ؟ , فَفَهِمَهَا الشَّيْخُ ) (5) ( فَقَالَ : مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنِّي أَعِيشُ حَتَّى ) (6) ( أَبْقَى فِي قَوْمٍ يُعَيِّرُونِي بِصُحْبَةِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ لَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ : إِنَّ صُحْبَةَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - لَكَ زَيْنٌ غَيْرُ شَيْنٍ , إِنَّمَا بَعَثْتُ إِلَيْكَ لِأَسْأَلَكَ عَنْ الْحَوْضِ , هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَذْكُرُ فِيهِ شَيْئًا ؟ , فَقَالَ لَهُ أَبُو بَرْزَةَ : نَعَمْ , لَا مَرَّةً وَلَا ثِنْتَيْنِ وَلَا ثَلَاثًا وَلَا أَرْبَعًا وَلَا خَمْسًا , فَمَنْ كَذَّبَ بِهِ فلَا سَقَاهُ اللَّهُ مِنْهُ , ثُمَّ خَرَجَ مُغْضَبًا ) (7) .
__________
(1) زِيَاد : هُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ : اِبْن أَبِي سُفْيَان , وابنه عبيد الله كَانَ أَمِير الْكُوفَة عَنْ يَزِيد بْن مُعَاوِيَة , وَقُتِلَ الْحُسَيْن فِي إِمَارَته فَأُتِيَ بِرَأْسِهِ . ( فتح ) - (ج 11 / ص 49)
(2) ( حم ) 19778 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(3) أَيْ : المَنْسُوب إِلَى مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم - .
(4) ( الدِّحْدَاح ) : الْقَصِير السَّمِين .
(5) ( د ) 4749
(6) ( حم ) 19794 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(7) ( د ) 4749(1/1095)
( صم ) , وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَنَا مُمْسِكٌ بِحُجَزِكُمْ (1) عَنِ النَّارِ ، وَتَغْلِبُونَنِي تَقَاحَمُونَ فِيهَا تَقَاحُمَ الْفَرَاشِ وَالْجَنَادِبِ وَأُوشِكُ أَنْ أُرْسِلَ بِحُجَزِكُمْ وَأَفْرُطَ لَكُمْ عَلَى الْحَوْضِ ، وَتَرِدُونَ عَلَيَّ جَمْعًا وَأَشْتَاتًا " (2)
__________
(1) ( الْحُجْزة ) : مَعْقِد الْإِزَار وَالسَّرَاوِيل .
(2) صححه الألباني في ظلال الجنة : 744(1/1096)
( ت طب ) , وَعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوْضًا , وَإِنَّهُمْ يَتَبَاهَوْنَ أَيُّهُمْ أَكْثَرُ ) (1) ( أَصْحَابًا مِنْ أُمَّتِهِ , وَإِنَّ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ قَائِمٌ عَلَى حَوْضٍ مَلْآنَ مَعَهُ عَصًا , يَدْعُو مَنْ عَرَفَ مِنْ أُمَّتِهِ , وَلِكُلِّ أُمَّةٍ سِيمَا يَعْرِفُهُمْ بِهَا نَبِيُّهُمْ ) (2) ( وَإِنِّي أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ وَارِدَةً ) (3) "
__________
(1) ( ت ) 2443
(2) ( طب ) 6881 , 7053 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 1586, الصَّحِيحَة : 1589
(3) ( ت ) 2443(1/1097)
صِفَةُ الْحَوْض
( حب ) , عَنْ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ - رضي الله عنه - قَالَ :
جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ : مَا حَوْضُكَ الَّذِي تُحَدِّثُ عَنْهُ ؟ , قَالَ : " كَمَا بَيْنَ الْبَيْضَاءِ (1) إِلَى بُصْرَى (2) يَمُدُّني اللَّهُ فِيهِ بِكُرَاعٍ (3) لَا يَدْرِي إِنْسَانٌ مِمَّنْ خُلِقَ أَيْنَ طَرَفَيْهِ " ، فَكَبَّرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَمَّا الْحَوْضُ فَيَزْدَحِمُ عَلَيْهِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ ، الَّذِينَ يُقْتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، ويَمُوتُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , وَأَرْجُو أَنْ يُورِدَنِي اللَّهُ الْكُرَاعَ فَأَشْرَبَ مِنْهُ " (4)
__________
(1) َالْبَيْضَاء : جَبَلٌ مِثْلُ أُحُدٍ .
(2) ( بُصْرَى ) : مَدِينَة مَعْرُوفَة , بَيْنهَا وَبَيْن دِمَشْق نَحْو ثَلَاث مَرَاحِل ، وَهِيَ مَدِينَة حُورَان بَيْنهَا وَبَيْن مَكَّة شَهْر .
(3) الكُراعُ : ماء السماء . لسان العرب - (ج 8 / ص 306)
(4) ( حب ) 6450 , ( طس ) 402 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3620(1/1098)
( خ م ت د جة حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" ( بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ بَيْنَ أَظْهُرِنَا إِذْ أَغْفَى إِغْفَاءَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا " , فَقُلْنَا : مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ , قَالَ : " أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفاً (1) سُورَةٌ ، فَقَرَأَ : { بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ , إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ , فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ , إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الَأَبْتَرُ } ثُمَّ قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ ؟ " , فَقُلْنَا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ) (2) ( فَقَالَ : هُوَ نَهَرٌ يَجْرِي وَلَمْ يُشَقَّ شَقًّا ) (3) ( يَجْرِي كَذَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ لَيْسَ مَشْقُوقًا (4) ( أَعْطَانِيهُ اللَّهُ - عز وجل - فِي الْجَنَّةِ ) (5) ( عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ ) (6) ( عَلَيْهِ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (7) ( مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْهِ ) (8) ( كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ (9) وَصَنْعَاءَ مِنَ الْيَمَنِ ) (10) ( أَوْ كَمَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَعُمَانَ ) (11) ( وَزَوَايَاهُ سَوَاءٌ ) (12) ( - يَعْنِي عَرْضُهُ مِثْلُ طُولِهِ - ) (13) ( حَافَّتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ الْمُجَوَّفِ ) (14) ( حَصَاهُ اللُّؤْلُؤُ ) (15) ( تُرَابُهُ الْمِسْكٌ ) (16) ( يَغُتُّ فِيهِ مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ مِنْ الْجَنَّةِ أَحَدُهُمَا مِنْ ذَهَبٍ وَالْآخَرُ مِنْ وَفِضَّةٍ ) (17) ( مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ ) (18) ( وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنْ الْمِسْكِ ) (19) ( فِيهِ أَبَارِيقُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ ) (20) ( مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا ) (21) ( وَلَمْ يَسْوَدَّ وَجْهُهُ أَبَدًا ) (22) ( تَرِدُهُ طَيْرٌ أَعْنَاقُهَا مِثْلُ أَعْنَاقِ الْجُزُرِ (23) " , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا لَنَاعِمَةٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَكَلَتُهَا (24) أَنْعَمُ مِنْهَا ) (25) ( وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَأْكُلُ مِنْهَا يَا أَبَا بَكْرٍ ) (26) " (27)
__________
(1) أي : قبل قليل .
(2) ( م ) 400
(3) ( حم ) 13603 , ( س ) 904
(4) ( حم ) 12564 , ( صحيح ) - صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3619 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(5) ( حم ) 13500 , ( د ) 784
(6) ( م ) 400
(7) ( د ) 4747 , ( م ) 400
(8) ( م ) 2299
(9) مدينة في أقصى جنوب فلسطين على البحر الأحمر , بقرب مدينة العقبة الأردنية .
(10) ( خ ) 6209 , ( م ) 2303
(11) ( جة ) 4304
(12) ( م ) 2292
(13) ( حم ) 15161 , ( م ) 2300
(14) ( خ ) 4680 , ( ت ) 3359
(15) ( حم ) 12564 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(16) ( حم ) 13500 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(17) ( م ) 2301
(18) ( م ) 2300 , ( ت ) 2444
(19) ( خ ) 6208 , ( م ) 2292
(20) ( جة ) 4305 , ( خ ) 6209 , ( م ) 247
(21) ( ت ) 2444 , ( خ ) 6208 , ( م ) 2299
(22) ( حم ) 22210 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده قوي .
(23) أي : مثل أعناق الإبل .
(24) أي : الذين يأكلون منها .
(25) ( حم ) 13500
(26) ( حم ) 13335 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : صحيح , ( ت ) 2542
(27) صَحِيح الْجَامِع : 4614 , الصَّحِيحَة : 2514 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3614 , 3740(1/1099)
( م ت جة حم طب ) , وَعَنْ أَبِي سَلَامٍ الْحَبَشِيِّ قَالَ :
( بَعَثَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَأَتَيْتُهُ عَلَى بَرِيدٍ (1) فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَيْهِ قَالَ : لَقَدْ شَقَقْنَا عَلَيْكَ يَا أَبَا سَلَامٍ فِي مَرْكَبِكَ , قُلْتُ : أَجَلْ وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ الْمَشَقَّةَ عَلَيْكَ , وَلَكِنْ حَدِيثٌ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُ بِهِ عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْحَوْضِ , فَأَحْبَبْتُ أَنْ تُشَافِهَنِي بِهِ (2) فَقُلْتُ : حَدَّثَنِي ثَوْبَانُ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ ) (3) ( " إِنِّي لَبِعُقْرِ حَوْضِي ) (4) ( يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (5) ( أَذُودُ النَّاسَ لِأَهْلِ الْيَمَنِ (6) أَضْرِبُ بِعَصَايَ حَتَّى يَرْفَضَّ عَلَيْهِمْ (7) " , فَسُئِلَ عَنْ عَرْضِهِ فَقَالَ : " مِنْ مَقَامِي إِلَى عُمَانَ " , وَسُئِلَ عَنْ شَرَابِهِ فَقَالَ : أَشَدُّ بَيَاضًا مِنْ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنْ الْعَسَلِ ) (8) ( وَأَكَاوِيبُهُ (9) عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ ) (10) ( يَصُبُّ فِيهِ مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ مِنْ الْجَنَّةِ , أَحَدُهُمَا مِنْ ذَهَبٍ وَالْآخَرُ مِنْ وَرِقٍ (11) ) (12) ( مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا , وَأَوَّلُ النَّاسِ وُرُودًا عَلَيْهِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ ) (13) ( الشَّعِثَةُ رُءُوسُهُمْ (14) الشَّحِبَةُ وُجُوهُهُمْ , الدَّنِسَةُ (15) ثِيَابُهُمْ ) (16) ( الَّذِينَ لَا يَنْكِحُونَ الْمُتَنَعِّمَاتِ (17) وَلَا تُفْتَحُ لَهُمْ السُّدَدُ ) (18) ( - يَعْنِي أَبْوَابَ السُّلْطَانِ (19) - ) (20) ( يُوَكَّلُ بِهِمْ مَشَارِقُ الْأَرْضِ وَمَغَارِبُهَا , يُعْطُونَ كُلَّ الَّذِي عَلَيْهِمْ , وَلَا يُعْطَوْنَ كُلَّ الَّذِي لَهُمْ " ) (21) ( فَبَكَى عُمَرُ حَتَّى اخْضَلَّتْ (22) لِحْيَتُهُ ثُمَّ قَالَ : لَكِنِّي قَدْ نَكَحْتُ الْمُنَعَّمَاتِ ) (23) ( نَكَحْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمَلِكِ (24) ) (25) ( وَفُتِحَتْ لِي السُّدَدُ , لَا جَرَمَ أَنِّي لَا أَغْسِلُ ثَوْبِي ) (26) ( الَّذِي يَلِي جَسَدِي حَتَّى يَتَّسِخَ , وَلَا أَغْسِلُ رَأْسِي حَتَّى يَشْعَثَ ) (27) .
__________
(1) الْبَرِيدُ كَلِمَةٌ فَارِسِيَّةٌ , يُرَادُ بِهَا فِي الْأَصْلِ الْبَغْلُ , وَأَصْلُهَا بريده دم ، أَيْ : مَحْذُوفُ الذَّنَبِ ؛ لِأَنَّ بِغَالَ الْبَرِيدِ كَانَتْ مَحْذُوفَةَ الْأَذْنَابِ كَالْعَلَامَةِ لَهَا , فَأُعْرِبَتْ وَخُفِّفَتْ , ثُمَّ سُمِّيَ الرَّسُولُ الَّذِي يَرْكَبُهُ بَرِيدًا , قُلْت : وَالْمُرَادُ هُنَا مَعْنَاهُ الْأَصْلِيُّ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 236)
(2) أَيْ : تُحَدِّثَنِي بِهِ مُشَافَهَةً وَأَسْمَعَهُ مِنْك مِنْ غَيْرِ وَاسِطَةٍ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 236)
(3) ( جة ) 4303
(4) ( م ) 2301
(5) ( حم ) 22500 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده قوي .
(6) أَيْ : أَطْرُدُ النَّاس عَنْهُ غَيْر أَهْل الْيُمْن لِيَرْفَضَّ عَلَى أَهْل الْيُمْن ، وَهَذِهِ كَرَامَة لِأَهْلِ الْيَمَن فِي تَقْدِيمهمْ فِي الشُّرْبِ مِنْهُ مُجَازَاة لَهُمْ بِحُسْنِ صَنِيعهمْ وَتَقَدُّمهمْ فِي الْإِسْلَام , وَالْأَنْصَار مِنْ الْيَمَن ، فَيَدْفَعُ غَيْرهمْ حَتَّى يَشْرَبُوا كَمَا دَفَعُوا فِي الدُّنْيَا عَنْ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أَعْدَاءَهُ وَالْمَكْرُوهَات . ( النووي - ج 8 / ص 5)
(7) أَيْ : يَسِيلُ عَلَيْهِمْ . ( النووي - ج 8 / ص 5)
(8) ( م ) 2301
(9) جَمْعُ كُوبٍ , وَهُوَ الْكُوزُ الَّذِي لَا خُرْطُومَ لَهُ .
(10) ( ت ) 2444
(11) أي : من فضة .
(12) ( حم ) 22500
(13) ( ت ) 2444
(14) أَيْ : الْمُتَفَرِّقُوا الشَّعْرِ , المتغيرة المتلبدة من قلة تعهدها بالدَّهن .
(15) الدُّنْسُ : الْوَسَخُ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 236)
(16) ( حم ) 6162 , ( ت ) 2444 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3616
(17) أَيْ : لَوْ خَطَبُوا الْمُتَنَعِّمَاتِ مِنْ النِّسَاءِ لَمْ يُجَابُوا . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 236)
(18) ( ت ) 2444
(19) أَيْ : لَوْ دَقُّوا الْأَبْوَابَ وَاسْتَأْذَنُوا الدُّخُولَ لَمْ يُفْتَحْ لَهُمْ وَلَمْ يُؤْذَنْ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 236)
(20) ( طب ) 7546 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3617
(21) ( طب ) 13223 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3186 , ظلال الجنة : 727
(22) أي : ابتلَّت .
(23) ( جة ) 4303
(24) أي : نَكَحَ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَهِيَ بِنْتُ الْخَلِيفَةِ , وَجَدُّهَا خَلِيفَةٌ وَهُوَ مَرْوَانُ , وَإِخْوَتُهَا الأَرْبَعَةٌ : سُلَيْمَانُ وَيَزِيدُ وَهِشَامُ وَوَلِيدُ خُلَفَاءُ , وَزَوْجُهَا خَلِيفَةٌ ، فَهَذَا مِنْ الْغَرَائِبِ , وَفِيهَا قَالَ الشَّاعِرُ : بِنْتُ الْخَلِيفَةِ جَدُّهَا خَلِيفَةٌ زَوْجُ الْخَلِيفَةِ أُخْتُ الْخَلَائِفِ
(25) ( ت ) 2444
(26) ( جة ) 4303
(27) ( ت ) 2444(1/1100)
( د ) , وَعَنْ طَلْحَةَ مَوْلَى قَرَظَةَ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رضي الله عنه قَالَ :
كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا , فَقَالَ : " مَا أَنْتُمْ بِجُزْءٍ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ جُزْءٍ مِمَّنْ يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ " , قَالَ طَلْحَةُ : فَقُلْنَا لِزَيْدٍ : وَكَمْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ ؟ , قَالَ : كُنَّا سَبْعَ مِائَةٍ أَوْ ثَمَانِ مِائَةٍ .(1)
_______
( 1 ) ( د ) 4746 , ( حم ) 19310 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5557 , الصَّحِيحَة : 123(1/1101)
النَّار
أَسْمَاءُ النَّار
قَالَ تَعَالَى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ } (2)
وَقَالَ تَعَالَى : { سَأُصْلِيهِ سَقَرَ , وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ , لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ , لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ } (3)
وَقَالَ تَعَالَى : { كَلَّا إِنَّهَا لَظَى , نَزَّاعَةً لِلشَّوَى , تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى , وَجَمَعَ فَأَوْعَى } (4)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ , فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ , وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ , نَارٌ حَامِيَةٌ } (5)
وَقَالَ تَعَالَى : { كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ , وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ , نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ , إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ , فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ } (6)
صِفَةُ النَّار
قَالَ تَعَالَى : { فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ , أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } (7)
وَقَالَ تَعَالَى : { بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا , إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا , وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا , لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا } (8)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ , وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ , وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ , أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ , مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ , الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ , قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ , قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ , مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ , يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ } (9)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ , إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ , تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ } (10)
وَقَالَ تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا , وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } (11)
وَقَالَ تَعَالَى : { إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا } (12)
وَقَالَ تَعَالَى : { انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ , لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ , كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ } (13)
وَقَالَ تَعَالَى : { فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى , لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى , الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى } (14)
__________
(2) [إبراهيم/28، 29]
(3) [المدثر/26-30]
(4) [المعارج/15-18]
(5) [القارعة/8-11]
(6) [الهمزة/4-9]
(7) [البقرة/24]
(8) [الفرقان/11-14]
(9) [ق/20-30]
(10) [المُلك/6-8]
(11) [التحريم/6]
(12) [الإنسان/4]
(13) [المرسلات/30، 33]
(14) [الليل/14, 15](1/1102)
( حم ) , وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِجِبْرِيلَ - عليه السلام - : مَا لِي لَمْ أَرَ مِيكَائِيلَ ضَاحِكًا قَطُّ ؟ ، قَالَ : مَا ضَحِكَ مِيكَائِيلُ مُنْذُ خُلِقَتِ النَّارُ " (1)
__________
(1) ( حم ) 13367 , انظر الصَّحِيحَة : 2511 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3664(1/1103)
( حم ) , وَعَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ - رضي الله عنه - قَالَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ يَقُولُ : " أَنْذَرْتُكُمْ النَّارَ , أَنْذَرْتُكُمْ النَّارَ , أَنْذَرْتُكُمْ النَّارَ حَتَّى لَوْ أَنَّ رَجُلًا كَانَ فِي [ أَقْصَى ] (1) السُّوقِ لَسَمِعَهُ مِنْ مَقَامِي هَذَا , حَتَّى وَقَعَتْ خَمِيصَةٌ (2) كَانَتْ عَلَى عَاتِقِهِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ " (3)
__________
(1) ( حم ) 18423 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده حسن .
(2) ثوب مخطط من حرير أو صوف .
(3) ( حم ) 18422 , و( حب ) 667 , صححه الألباني في المشكاة : 5687 ، وهداية الرواة : 5615 , وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب :3659(1/1104)
( ت ) ، وَعَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ :
أَكْثِرُوا ذِكْرَ النَّارِ , فَإِنَّ حَرَّهَا شَدِيدٌ ، وَإِنَّ قَعْرَهَا بَعِيدٌ ، وَإِنَّ مَقَامِعَهَا (1) حَدِيدٌ . (2)
__________
(1) المِقْمَعة بالكسر : واحدة المقَامِع , وهي سِياط تعمل من حديد رُؤوسها مُعْوَجَّة .النهاية في غريب الأثر(ج4ص175)
(2) ( ت ) 2575 , ( ش ) 34156 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3671(1/1105)
عَدَدُ أَبْوَابِ جَهَنَّم
قَالَ تَعَالَى : { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ } [الحِجر/43، 44]
( ابن سعد ) , وَعَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" الْجَنَّةُ لَهَا ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ ، وَالنَّارُ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ " (1)
__________
(1) ابن سعد ( 7 / 430 ) , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3119 والصحيحة : 1812(1/1106)
سَعَةُ جَهَنَّم
( م حم ) , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا فَسَمِعْنَا وَجْبَةً (1) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " تَدْرُونَ مَا هَذَا ؟ " فَقُلْنَا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ) (2) ( قَالَ : " هَذَا حَجَرٌ رُمِيَ بِهِ فِي جَهَنَّمَ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا ، فَهُوَ يَهْوِي فِي النَّارِ ) (3) ( فَالْآنَ انْتَهَى إِلَى قَعْرِهَا ) (4) ( فَسَمِعْتُمْ وَجْبَتَهَا ) (5) "
__________
(1) الوجبة : صَوْتُ السُّقُوط .
(2) ( حم ) 8826 , ( م ) 2844
(3) ( م ) 2844
(4) ( حم ) 8826 , ( م ) 2844
(5) ( م ) 2844(1/1107)
( طب ) , وَعَنْ معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، إِنَّ قَدْرَ مَا بَيْنَ شَفِيرِ (1) النَّارِ وَقَعْرِهَا ، كَصَخْرَةٍ زِنَتُهَا سَبْعُ خَلِفَاتٍ (2) بِشُحُومِهِنَّ وَلُحُومِهِنَّ وَأَوْلَادِهِنَّ ، تَهْوِي فِيمَا بَيْنَ شَفِيرِ النَّارِ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ قَعْرَهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا " (3)
__________
(1) الشفير : الحرف والجانب والناحية .
(2) الخَلِفة : الناقة الحامل العشراء .
(3) ( طب ) ج20ص169ح361 , ( ك ) 8767 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 5248 , الصَّحِيحَة : 1612 , 2165 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3674(1/1108)
( حم ) , وَعَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ :
قَالَ لِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: أَتَدْرِي مَا سَعَةُ جَهَنَّمَ ؟ , قُلْتُ : لَا ، قَالَ : أَجَلْ وَاللَّهِ مَا تَدْرِي , إنَّ بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِ أَحَدِهِمْ وَبَيْنَ عَاتِقِهِ مَسِيرَةَ سَبْعِينَ خَرِيفًا , تَجْرِي فِيهَا أَوْدِيَةُ الْقَيْحِ وَالدَّمِ , قُلْتُ : أَنْهَارًا ؟ , قَالَ : لَا ، بَلْ أَوْدِيَةً , ثُمَّ قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا سِعَةُ جَهَنَّمَ ؟ ، حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ رضي الله عنها أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ قَوْلِهِ - عز وجل - : { وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ } (1) قَالَتْ : فَأَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، فَقَالَ : " هُمْ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ (2) " (3)
__________
(1) سورة الزمر آية رقم : 67
(2) الْمُرَاد بِهِ هُنَا الصِّرَاط . شرح النووي على مسلم - (ج 2 / ص 14)
(3) ( حم ) 24900 , ( م ) 2791 , ( ت ) 3121 , انظر الصَّحِيحَة : 561(1/1109)
( م ت ) , وَعَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ الْعَدَوِيِّ قَالَ :
( خَطَبَنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ - رضي الله عنه - وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى الْبَصْرَةِ - فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ (1) بِصُرْمٍ (2) وَوَلَّتْ حَذَّاءَ (3) وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا صُبَابَةٌ (4) كَصُبَابَةِ الْإنَاءِ يَتَصَابُّهَا (5) صَاحِبُهَا , وَإِنَّكُمْ مُنْتَقِلُونَ مِنْهَا إِلَى دَارٍ لَا زَوَالَ لَهَا , فَانْتَقِلُوا بِخَيْرِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ ) (6) ( فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَنَا : " إنَّ الصَّخْرَةَ الْعَظِيمَةَ لَتُلْقَى مِنْ شَفِيرِ (7) جَهَنَّمَ , فَتَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ عَامًا وَمَا تُفْضِي إِلَى قَرَارِهَا (8) " ) (9) ( وَوَاللَّهِ لَتُمْلَأَنَّ , أَفَعَجِبْتُمْ ؟ , وَلَقَدْ ذَكَرَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ (10) مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً , وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهَا يَوْمٌ وَهُوَ كَظِيظٌ (11) مِنْ الزِّحَامِ ) (12) " (13)
__________
(1) أَيْ : أَعْلَمَتْ .
(2) ( الصُّرْم ) : الِانْقِطَاع وَالذَّهَاب .
(3) أَيْ : وَلَّتْ مُسْرِعَة الِانْقِطَاع .
(4) الصُّبَابة : البَقِيَّةُ اليَسيرة من الشراب تَبْقَى في أسْفل الإناء .
(5) أَيْ : يَشْرَبهَا .
(6) ( م ) 2967
(7) الشفير : الحرف والجانب والناحية .
(8) قَعْر الشَّيْء أَسْفَله .
(9) ( ت ) 2575 , ( م ) 2967
(10) المِصراع : جانب الباب .
(11) الْكَظِيظ : الْمُمْتَلِئ .
(12) ( م ) 2967 , ( حم ) 17611
(13) صَحِيح الْجَامِع : 2190 , 5590 , الصَّحِيحَة : 1698(1/1110)
شِدَّةُ حَرِّهَا
( خ م ت حم ) , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( نَارُكُمْ هَذِهِ الَّتِي تُوقِدُونَ , جُزْءٌ وَاحِدٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ حَرِّ نَارِ جَهَنَّمَ ) (1) ( وَضُرِبَتْ بِالْبَحْرِ مَرَّتَيْنِ , وَلَوْلَا ذَلِكَ مَا جَعَلَ اللَّهُ فِيهَا مَنْفَعَةً لِأَحَدٍ ) (2) ( فَقَالُوا : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً (3) قَالَ : " فَإِنَّهَا فُضِّلَتْ عَلَيْهَا بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا (4) ) (5) "
__________
(1) ( ت ) 2589 , ( خ ) 3092
(2) ( حم ) 7323 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(3) أَيْ : إِنَّ هَذِهِ النَّارَ الَّتِي نَرَاهَا فِي الدُّنْيَا كَانَتْ كَافِيَةً فِي الْعُقْبَى لِتَعْذِيبِ الْعُصَاةِ ، فَهَلَّا اِكْتَفَى بِهَا ؟ , وَلِأَيِّ شَيْءٍ زِيدَ فِي حَرِّهَا ؟ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 385)
(4) أَيْ : حَرَارَةُ كُلِّ جُزْءٍ مِنْ تِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ مِثْلُ حَرَارَةِ نَارِكُمْ فِي الدُّنْيَا , أَيْ : لَا بُدَّ مِنْ التَّفْضِيلِ , لِحِكْمَةِ كَوْنِ عَذَابِ اللَّهِ أَشَدَّ مِنْ عَذَابِ النَّاسِ ، وَإِنَّمَا أَظْهَرَ اللَّهُ هَذَا الْجُزْءَ مِنْ النَّارِ فِي الدُّنْيَا أُنْمُوذَجًا لِمَا فِي تِلْكَ الدَّارِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 385)
(5) ( م ) 2843 , ( خ ) 3092(1/1111)
( هق في البعث والنشور ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" أَتَحْسَبُونَ أَنَّ نَارَ جَهَنَّمَ مِثْلُ نَارِكُمْ هَذِهِ ؟ ، هِيَ أَشَدُّ سَوَادًا مِنَ الْقَارِ (1) هِيَ جُزْءٌ مِنْ بَضْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا مِنْهَا " (2)
__________
(1) الْقَارُ : الزِّفْتُ .
(2) صححه الألباني في صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3666 , 3670(1/1112)
( خ م حم ) , وَعَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ تُوضَعُ فِي أَخْمَصِ (1) قَدَمَيْهِ جَمْرَتَانِ , يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ كَمَا يَغْلِي الْمِرْجَلُ (2) ) (3) ( مَا يَرَى أَنَّ أَحَدًا أَشَدُّ مِنْهُ عَذَابًا , وَإِنَّهُ لَأَهْوَنُهُمْ عَذَابًا ) (4) ( وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ فِي النَّارِ إِلَى كَعْبَيْهِ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ , وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ فِي النَّارِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ , وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ فِي النَّارِ إِلَى صَدْرِهِ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ , وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ فِي النَّارِ إِلَى أَرْنَبَتِهِ (5) مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ , وَمِنْهُمْ مَنْ اغْتُمِرَ فِي النَّارِ مَعَ إِجْرَاءِ الْعَذَابِ ) (6) "
__________
(1) ( الأَخْمَص ) : مَا لَا يَصِل إِلَى الْأَرْض مِنْ بَاطِن الْقَدَم عِنْد الْمَشْيِ .
(2) الْمِرْجَلُ : الْإِنَاء الَّذِي يُغْلَى فِيهِ الْمَاء وَغَيْره .
(3) ( خ ) 6194 , 6193 , ( م ) 213
(4) ( م ) 213
(5) الأَرنَبة : مقدمة الأنف .
(6) ( حم ) 11115 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3686 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح .(1/1113)
( خ م حم ) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( أَهْوَنُ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا أَبُو طَالِبٍ ) (1) ( لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُجْعَلُ فِي ضَحْضَاحٍ (2) مِنْ النَّارِ يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ ) (3) ( وَهُوَ مُنْتَعِلٌ بِنَعْلَيْنِ مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ ) (4) "
__________
(1) ( م ) 212
(2) الضَّحْضَاح مِنْ الْمَاء : مَا يَبْلُغ الْكَعْب .
(3) ( خ ) 3672 , ( م ) 210
(4) ( حم ) 2636 , ( م ) 212(1/1114)
( م جة حم ) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" ( يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (1) ( فَيُقَالُ : اغْمِسُوهُ فِي النَّارِ غَمْسَةً (2) فَيُغْمَسُ فِيهَا ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ ) (3) ( يَا ابْنَ آدَمَ ، هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ ؟ , هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ ؟ , فَيَقُولُ : لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ ) (4) ( مَا رَأَيْتُ خَيْرًا قَطُّ ، وَلَا قُرَّةَ عَيْنٍ قَطُّ ) (5) ( وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ الْمُؤْمِنِينَ ضُرًّا وَبَلَاءً ) (6) ( كَانَ فِي الدُّنْيَا ) (7) ( فَيُقَالُ : اغْمِسُوهُ غَمْسَةً فِي الْجَنَّةِ , فَيُغْمَسُ فِيهَا غَمْسَةً ، فَيُقَالُ لَهُ ) (8) ( يَا ابْنَ آدَمَ ، هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ ؟ , هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ ؟ , فَيَقُولُ : لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ ، مَا مَرَّ بِي بُؤُسٌ قَطُّ ، وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ ) (9) "
__________
(1) ( م ) 2807
(2) أَيْ : أَدْخِلُوهُ فِيهَا سَاعَة قَدْر مَا يُغْمَس فِي الْمَاء وَنَحْوه , فَإِطْلَاق الْغَمْس هَاهُنَا بِالْمُشَاكَلَةِ . حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 8 / ص 172)
(3) ( جة ) 4321
(4) ( م ) 2807
(5) ( حم ) 13685 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط : إسناده صحيح .
(6) ( جة ) 4321
(7) ( حم ) 13685
(8) ( جة ) 4321
(9) ( م ) 2807(1/1115)
( خ م ت حم ) , وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ :
( كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ ) (1) ( وَمَعَهُ بِلَالٌ ) (2) ( فَأَرَادَ أَنْ يُؤَذِّنَ لِلظُّهْرِ (3) ) (4) فَأَرَادَ أَنْ يُقِيمَ (5) ( فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " انْتَظِرْ انْتَظِرْ " ) (6) ( ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يُؤَذِّنَ , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " أَبْرِدْ " ) (7) ( قَالَ : حَتَّى رَأَيْنَا فَيْءَ التُّلُولِ (8) ) (9) حَتَّى سَاوَى الظِّلُّ التُّلُولَ (10) ( ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى ) (11) ( فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِذَا كَانَ الْيَوْمُ الْحَارُّ فَأَبْرِدُوا (12) بِالصَلَاةِ ) (13) فَأَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ (14) ( فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ (15) اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ : رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضاً , فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ : نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ , وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ ) (16) ( فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ ) (17) ( فَمِنْ نَفَسِ جَهَنَّمَ ) (18) ( وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ (19) ) (20) ( فَمِنْ نَفَسِ جَهَنَّمَ (21) ) (22)
وفي رواية (23) : فَأَمَّا نَفَسُهَا فِي الشِّتَاءِ فَزَمْهَرِيرٌ ، وَأَمَّا نَفَسُهَا فِي الصَّيْفِ فَسَمُومٌ (24)
وفي رواية (25) : فَشِدَّةُ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْبَرْدِ مِنْ زَمْهَرِيرِهَا , وَشِدَّةُ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ مِنْ سَمُومِهَا " (26)
__________
(1) ( خ ) 514
(2) ( ت ) 158
(3) وَرَدَ الْأَمْرُ بِالْإِبْرَادِ فِي رِوايَةٍ لِلْمُصَنِّفِ بَعْدَ تَقَدُّم الْأَذَان مِنْهُ ، فَيُجْمِعُ بَيْنَهُمَا عَلَى أَنَّهُ شَرَعَ فِي الْأَذَانِ فَقِيلَ لَهُ أَبْرِدْ فَتَرَكَ ، فَمَعْنَى أَذَّنَ : شَرَعَ فِي الْأَذَانِ , وَمَعْنَى أَرَادَ أَنْ يُؤَذِّنَ : أَيْ : يُتِمّ الْأَذَانَ , وَاللَّه أَعْلَمُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 305)
(4) ( خ ) 514 , ( م ) 616
(5) ( ت ) 158
(6) ( خ ) 511 , ( م ) 616
(7) ( خ ) 511 , ( د ) 401
(8) الْفَيْءُ : هُوَ مَا بَعْدَ الزَّوَالِ مِنْ الظِّلِّ ، وَالتُّلُولُ : جَمْعُ تَلٍّ ، وَهِيَ فِي الْغَالِبِ مُنْبَطِحَةٌ غَيْرُ شَاخِصَةٍ , فَلَا يَظْهَرُ لَهَا ظِلٌّ إِلَّا إِذَا ذَهَبَ أَكْثَرُ وَقْتِ الظُّهْرِ , وَقَدْ اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي غَايَةِ الْإِبْرَادِ ، وَالْجَارِي عَلَى الْقَوَاعِدِ أَنَّهُ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْأَحْوَالِ ، لَكِنْ يُشْتَرَطُ أَنْ لَا يَمْتَدَّ إِلَى آخِرِ الْوَقْتِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 309)
(9) ( خ ) 511 , ( م ) 616
(10) ( خ ) 603 , وظَاهِرُ هذه الرواية يَقْتَضِي أَنَّهُ أَخَّرَهَا إِلَى أَنْ صَارَ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَهُ ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يُرَادَ بِهَذِهِ الْمُسَاوَاةِ ظُهُورُ الظِّلِّ بِجَنْبِ التَّلِّ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ ظَاهِرًا , فَسَاوَاهُ فِي الظُّهُورِ لَا فِي الْمِقْدَارِ ، أَوْ يُقَالُ : قَدْ كَانَ ذَلِكَ فِي السَّفَرِ , فَلَعَلَّهُ أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى يَجْمَعَهَا مَعَ الْعَصْرِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 309)
(11) ( ت ) 158
(12) قَوْله ( فَأَبْرِدُوا ) أَيْ : أَخِّرُوا إِلَى أَنْ يَبْرُدَ الْوَقْت , يُقَالُ ( أَبْرَدَ ) إِذَا دَخَلَ فِي الْبَرْدِ , كَأَظْهَرَ إِذَا دَخَلَ فِي الظَّهِيرَةِ ، وَمِثْله فِي الْمَكَانِ أَنْجَدَ إِذَا دَخَلَ نَجْدًا ، وَأَتْهَمَ إِذَا دَخَلَ تِهَامَة , وَالْأَمْرُ بِالْإِبْرَادِ أَمْر اِسْتِحْبَاب ، وَقِيلَ : أَمْر إِرْشَاد ، وَقِيلَ : بَلْ هُوَ لِلْوُجُوبِ , وجُمْهُور أَهْلِ الْعِلْمِ يُسْتَحَبُّ تَأْخِير الظُهْر فِي شِدَّةِ الْحَرِّ إِلَى أَنْ يَبْرُدَ الْوَقْت وَيَنْكَسِرَ الْوَهَج ، وَخَصَّهُ بَعْضهمْ بِالْجَمَاعَةِ ، فَأَمَّا الْمُنْفَرِدُ فَالتَّعْجِيل فِي حَقِّهِ أَفْضَل ، وَهَذَا قَوْل أَكْثَرِ الْمَالِكِيَّةِ وَالشَّافِعِيِّ أَيْضًا , لَكِنْ خَصَّهُ بِالْبَلَدِ الْحَارِّ , وَقَيَّدَ الْجَمَاعَةَ بِمَا إِذَا كَانُوا يَنْتَابُونَ مَسْجِدًا مِنْ بُعْد ، فَلَوْ كَانُوا مُجْتَمِعِينَ أَوْ كَانُوا يَمْشُونَ فِي كَنٍّ فَالْأَفْضَل فِي حَقِّهِمْ التَّعْجِيل ، وَالْمَشْهُور عَنْ أَحْمَدَ التَّسْوِيَة مِنْ غَيْرِ تَخْصِيص وَلَا قَيْد ، وَهُوَ قَوْلُ إِسْحَاق وَالْكُوفِيِّينَ وَابْن الْمُنْذِر , وَاسْتَدَلَّ لَهُ التِّرْمِذِيّ بِحَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُمْ كَانُوا فِي سَفَر ، فَلَوْ كَانَ عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الشَّافِعِيّ لَمْ يَأْمُرْ بِالْإِبْرَادِ لِاجْتِمَاعِهِمْ فِي السَّفَرِ , وَكَانُوا لَا يَحْتَاجُونَ إِلَى أَنْ يَنْتَابُوا مِنْ الْبُعْدِ , وَذَهَبَ بَعْضهمْ إِلَى أَنَّ تَعْجِيل الظُهْر أَفْضَل مُطْلَقًا , وَالْحَامِل لَهُمْ عَلَى ذَلِكَ حَدِيث خَبَّاب " شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ > حَرّ الرَّمْضَاء فِي جِبَاهِنَا وَأَكُفِّنَا فَلَمْ يُشْكِنَا " أَيْ : فَلَمْ يُزِلْ شَكْوَانَا ، وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ مُسْلِم , وَتَمَسَّكُوا أَيْضًا بِالْأَحَادِيثِ الدَّالَّةِ عَلَى فَضِيلَةِ أَوَّلِ الْوَقْتِ ، وَبِأَنَّ الصَّلَاةَ حِينَئِذٍ أَكْثَرُ مَشَقَّة فَتَكُونُ أَفْضَل , وَالْجَوَاب عَنْ حَدِيث خَبَّاب أَنَّهُ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُمْ طَلَبُوا تَأْخِيرًا زَائِدًا عَنْ وَقْتِ الْإِبْرَادِ وَهُوَ زَوَالُ حَرِّ الرَّمْضَاء ، وَذَلِكَ قَدْ يَسْتَلْزِمُ خُرُوج الْوَقْت ، فَلِذَلِكَ لَمْ يُجِبْهُمْ ، أَوْ هُوَ مَنْسُوخٌ بِأَحَادِيثِ الْإِبْرَاد , فَإِنَّهَا مُتَأَخِّرَة عَنْهُ وَاسْتَدَلَّ لَهُ الطَّحَاوِيّ بِحَدِيثِ الْمُغِيرَة بْن شُعْبَة قَالَ " كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُهْر بِالْهَاجِرَةِ ، ثُمَّ قَالَ لَنَا أَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ " الْحَدِيث ، وَهُوَ حَدِيثُ رِجَالِهِ ثِقَات رَوَاهُ أَحْمَد وَابْن مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ اِبْنُ حِبَّانَ , وَنَقَلَ الْخَلَّال عَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ قَالَ : هَذَا آخِرُ الْأَمْرَيْنِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ > وَجَمَعَ بَعْضهمْ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ بِأَنَّ الْإِبْرَادَ رُخْصَة وَالتَّعْجِيلَ أَفْضَل ، وَهُوَ قَوْلُ مَنْ قَالَ إِنَّهُ أَمْرُ إِرْشَادِ ، وَعَكَسَهُ بَعْضهمْ فَقَالَ : الْإِبْرَادُ أَفْضَل , وَحَدِيث جَبَّاب يَدُلُّ عَلَى الْجَوَازِ , وَهُوَ الصَّارِفُ لِلْأَمْرِ عَنْ الْوُجُوبِ ، وَلَا اِلْتِفَاتَ إِلَى مَنْ قَالَ التَّعْجِيلَ أَكْثَر مَشَقَّة فَيَكُونُ أَفْضَل ؛ لِأَنَّ الْأَفْضَلِيَّةَ لَمْ تَنْحَصِرْ فِي الْأَشَقِّ ، بَلْ قَدْ يَكُونُ الْأَخَفّ أَفْضَل كَمَا فِي قَصْرِ الصَّلَاةِ فِي السَّفَرِ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 304)
(13) ( م ) 615 , ( خ ) 512
(14) ( جة ) 678 , ( حم ) 8887
(15) فَيْحُ جَهَنَّمَ : غَلَيَانُهَا , وَانْتِشَارُ لَهَبِهَا وَوَهَجِهَا , وسَجْرُ جَهَنَّم سَبَب فَيْحِهَا , وَفَيْحُهَا سَبَب وُجُودِ شِدَّةِ الْحَرِّ , وَهُوَ مَظِنَّة الْمَشَقَّة الَّتِي هِيَ مَظِنَّة سَلْب الْخُشُوع , فَنَاسَبَ أَنْ لَا يُصَلَّى فِيهَا , والتَّعْلِيلَ إِذَا جَاءَ مِنْ جِهَةِ الشَّارِعِ وَجَبَ قَبُوله وَإِنْ لَمْ يُفْهَمْ مَعْنَاهُ . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 304)
(16) ( خ ) 512 , ( م ) 617
(17) ( خ ) 3087 , ( م ) 617
(18) ( م ) 617
(19) الْمُرَادُ بِالزَّمْهَرِيرِ شِدَّةُ الْبُرْدِ ، وَاسْتُشْكِلَ وُجُودُهُ فِي النَّارِ وَلَا إِشْكَالَ , لِأَنَّ الْمُرَادَ بِالنَّارِ مَحَلُّهَا , وَفِيهَا طَبَقَةٌ زَمْهَرِيرِيَّةٌ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 388)
(20) ( خ ) 3087 , ( م ) 617
(21) قَضِيَّة التَّعْلِيل الْمَذْكُور قَدْ يُتَوَهَّمُ مِنْهَا مَشْرُوعِيَّةُ تَأْخِيرِ الصَّلَاةِ فِي وَقْتِ شِدَّةِ الْبَرْدِ ، وَلَمْ يَقُلْ بِهِ أَحَد ؛ لِأَنَّهَا تَكُونُ غَالِبًا فِي وَقْتِ الصُّبْحِ , فَلَا تَزُولُ إِلَّا بِطُلُوعِ الشَّمْسِ ، فَلَوْ أُخِّرَتْ لَخَرَجَ الْوَقْت . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 306)
(22) ( م ) 617
(23) ( ت ) 2592
(24) السَّمُوم : الرِّيحُ الْحَارَّةُ تَكُونُ غَالِبًا بِالنَّهَارِ . تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 388)
(25) ( جة ) 4319
(26) الصَّحِيحَة : 1457(1/1116)
( يع ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
" لَوْ كَانَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ مِائَةُ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ , وَفِيهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَتَنَفَّسَ فَأَصَابَهُمْ نَفَسُهُ , لَاحْتَرَقَ الْمَسْجِدُ وَمَنْ فِيهِ " (1)
__________
(1) ( يع ) 6670 , انظر الصَّحِيحَة : 2509(1/1117)
( ك ) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِ - عز وجل - :
{ وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ } (1) قَالَ : " حِجَارَةٌ مِنْ كِبْرِيتٍ , خلقها اللَّهُ عِنْدَهُ كَمَا شَاءَ " (2)
__________
(1) [البقرة : 24] .
(2) ( ك ) 3827 , ( طب ) 9026 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3675(1/1118)
كَيْفِيَّةُ دُخُولِ الْكُفَّارِ النَّار
قَالَ تَعَالَى : { وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا , مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا } (3)
وَقَالَ تَعَالَى : { فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ , إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ , يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ , وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ , سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ , لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } (4)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ , قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ } (5)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآَيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } (6)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ , وَقَالَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ } (7)
وَقَالَ تَعَالَى : { فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ , الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ , يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا , هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ , أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ , اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } (8)
وَقَالَ تَعَالَى : { بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا , إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا , وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا , لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا } (9)
مَكَانُهُمْ فِي النَّار
قَالَ تَعَالَى : { إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ , وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ } (10)
وَقَالَ تَعَالَى : { قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ , لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ } (11)
وَقَالَ تَعَالَى : { وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ , فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ , وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ , لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ } (12)
وَقَالَ تَعَالَى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ , الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ,
إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ , فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ } (13)
__________
(1) [البقرة : 24] .
(2) ( ك ) 3827 , ( طب ) 9026 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب : 3675
(3) [الإسراء/97]
(4) [إبراهيم/47-51]
(5) [الأنعام/30، 31]
(6) [الأنعام/27]
(7) [الشورى44 , 45]
(8) [الطور/11-16]
(9) [الفرقان/12-14]
(10) [الأعراف/40، 41]
(11) [الزمر/15، 16]
(12) [الواقعة/41-44]
(13) [غافر/69-72](1/1119)