1693 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ، أَنْشَدَنَا أَبُو الْفَضْلِ الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا لِسَابِقٍ الْبَرْبَرِيِّ:
(إِنْ كُنْتَ مُتَّخِذًا خَلِيلًا ... فَتَنَقَّ وَانْتَقِدِ الْخَلِيلا)
(مَنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ مُنْصِفًا ... فِي الْوُدِّ فَأَبْغِ بِهِ بَدِيلا)
(وَعَلَيْكَ نَفْسَكَ فَارْعَهَا ... وَاكْسَبْ لَهَا عَمَلًا جَمِيلا)
(وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِنَفْسِهِ ... زُرِعَتْ لَهُ قَالًا وَقِيلا)
(وَأَقَلُّ مَا تَجِدُ اللَّئِيمَ ... عَلَيْكَ إِلا مُسْتَطِيلا)
(وَالْمَرْءُ إِنْ عَرَفَ الْجَمِيلَ ... وَجَدْتَهُ يَأْتِي الْجَمِيلا)
(وَلَرُبَّمَا سُئِلَ الْبَخِيلُ ... الشَّيْءَ لا يَسْوَى فَتِيلا)
(فيقول لا أجد السبيل ... إليه يكره أن ينيلا)
(فَكَذَاكَ لا جَعَلَ الإِلَهُ لَهُ ... إِلَى خَيْرٍ سَبِيلا)
(يَا مُبْتَنِي الدَّارِ الَّتِي هِيَ ... مُسْرِعٌ عَنْهَا الرَّحِيلا)
(إِنْ لَمْ تُنِلْ خَيْرًا أَخَاكَ ... فَكُنْ لَهُ عَبْدًا ذَلِيلًا)
(وَتَجَنَّبَ الشَّهَوَاتِ وَاحْذَرْ ... أَنْ تَكُونَ لَهَا قَتِيلا [ص:476])
(فَلَرُبَّ شَهْوَةِ سَاعَةٍ ... قَدْ أَوْرَثَتْ حُزْنًا طَوِيلا)(4/475)
1694 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ دَأْبٍ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَتَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَأَنَا أَخَافُ أَنْ أُضَيِّعَهُ وَلا أَعْمَلُ بِهِ. قَالَ: إِنَّكَ إِنْ تُوَسَّدَ الْعِلْمَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُوَسَّدَ الْجَهْلَ. ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ رَحِمَهُ اللهُ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ: إِنَّ النَّاسَ يُبْعَثُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ عَلَى مَا مَاتُوا عَلَيْهِ، فَيُبْعَثُ الْعَالِمُ عَالِمًا وَالْجَاهِلُ جَاهِلًا. ثُمَّ جَاءَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ رَحِمَهُ اللهُ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ؛ فَقَالَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا أَنْتَ بِوَاجِدٍ شَيْئًا أَضْيَعَ لَكَ مِنْ تَرْكِهِ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/476)
1695 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ بَكْرٍ الْعَابِدِ؛ قَالَ: قَالَ الثَّوْرِيُّ: [ص:477] الْعَالِمُ مِثْلُ السِّرَاجِ، مَنْ مَرَّ بِهِ اقْتَبَسَ مِنْهُ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/476)
1696 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: كُلُّ إِنَاءٍ يُفَرَّغُ فِيهِ يَضِيقُ وَيَمْتَلِئُ إِلا الْقَلْبَ؛ فَإِنَّهُ كُلَّمَا أُفْرِغَ فِيهِ اتَّسَعَ، وَهَذَا مِنْ أَدَلِّ الدَّلائِلِ عَلَى اللَّطِيفِ الْخَبِيرِ.(4/477)
1697 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ. الْعَاقِلُ أَحْرَصُ عَلَى إِقَامَةِ لِسَانِهِ مِنْهُ عَلَى طَلَبِ مَعَاشِهِ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/477)
1698 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ لابْنِهِ: يَا بُنَيَّ! احْتَفِظْ مِنَ النَّزَقِ عِنْدَ سَوْرَةِ الْغَضَبِ؛ فَإِنَّكَ مَتَى افْتَتَحْتَ بَدْوَ غَضَبِكَ بِكَظْمٍ خُتِمَتْ عَاقِبَتُهُ بِالْحِلْمِ، [ص:478] وَمَتَى افْتَتَحْتَهُ بِالْقَلَقِ وَالضَّجَرِ خَتَمْتَهُ بِالسَّفَهِ، وَإِذَا حَاجَجْتَ؛ فَلا تَغْضَبْ؛ فَإِنَّ الْغَضَبَ يَقْطَعُ الْحُجَّةَ، وَيُظْهِرُ عَلَيْكَ الْخَصْمَ.(4/477)
1698 - / م - ثُمَّ أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ:
(صَفُوحٌ عَنِ الإِجْرَامِ حَتَّى كَأَنَّهُ ... مِنَ الْعَفْوِ لَمْ يَعْرِفْ مِنَ النَّاسِ مُجْرِمَا)
(وَلَيْسَ يُبَالِي أَنْ يَكُونَ بِهِ الأَذَى ... إِذَا مَا الأَذَى بِالْكُرْهِ لَمْ يَغْشَ مُسْلِمَا)(4/478)
1699 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدٌ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ مؤرق الْعِجْلِيُّ: مَا تَكَلَّمْتُ فِي الْغَضَبِ بِكَلِمَةٍ نَدِمْتُ عَلَيْهَا فِي الرِّضَا، وَمَا دَعَوْتُ عَلَى أَحَدٍ لِي فِي مَوْتِهِ رَاحَةٌ.(4/478)
1700 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الطُّفَيْلِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص:480] كَانَ يَقُولُ: «يَا عَائِشَةُ! إِيَّاكِ وَمُحَقِّرَاتِ الذُّنُوبِ؛ فَإِنَّ لَهَا مِنَ اللهِ طَالِبًا»
__________
[إسناده حسن] .(4/478)
1701 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نَا أَبِي، نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: [ص:482] إِنَّ الْقَتْلَ فِي سَبِيلِ اللهِ يُكَفِّرُ الذُّنُوبَ كُلَّهَا غَيْرَ الأَمَانَةِ، يُؤْتَى بِهِ وَإِنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ؛ فَيُقَالُ لَهُ: أَدِّ أَمَانَتَكَ. قَالَ: رَبِّ! كَيْفَ أُؤَدِّيهَا وَقَدْ ذَهَبَتِ الدُّنْيَا؟ فَيَقُولُ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى الْهَاوِيَةِ، حَتَّى إِذَا انْتُهِيَ بِهِ إِلَى قَرَارِ الْهَاوِيَةِ؛ مُثِّلَتْ لَهُ أَمَانَتُهُ كَيَوْمِ دُفِعَتْ إِلَيْهِ، فَيَحْمِلُهَا، فَيَضَعُهَا عَلَى عَاتِقِهِ، فَيَصْعَدُ فِي النَّارِ حَتَّى إِذَا رَأَى أَنْ قَدْ خَرَجَ مِنْهَا زَلَّتْ عَنْ عَاتِقِهِ؛ فَهَوَتْ وَهَوَى فِي أَثَرِهَا أَبَدَ الآبِدِينَ. ثُمَّ تَلَا ابْنُ مَسْعُودٍ: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمانات إلى أهلها} [النساء: 58] ؛ قَالَ زَاذَانُ: فَلَقِيتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، فَحَدَّثْتُهُ بِمَا قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ؛ فَقَالَ: صَدَقَ أَخِي، {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إلى أهلها} [النساء: 58]
__________
[إسناده حسن] .(4/480)
1702 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَفَّانَ، حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، نَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ رَجُلٍ يَنْتَقِصُ مِنْ أَمَانَتِهِ إِلا انْتُقِصَ إِيمَانُهُ.(4/482)
1703 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَزَّازُ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِيُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ: رَأَيْتُكَ الْبَارِحَةَ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ آتٍ أَتَاكَ وَمَعَهُ إِبْرِيقُ فِضَّةٍ، فَقَالَ: اشْرَبْ مِنَ الرَّحِيقِ. فَقَالَ يُوسُفُ: الْحَمِيمُ أَشْبَهُ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/482)
1704 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: مَا الْمُرُوءَةُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: فِقْهُ الرجل في دينه، وإصلاح مَعِيشَتِهِ، وَحُسْنُ مُخَالَقَتِهِ. قَالَ: فَمَا النَّجْدَةُ؟ قَالَ: الذَّبُّ عَنِ الْجَارِ، وَالإِقْدَامُ عَلَى الْكَرِيهَةِ، وَالصَّبْرُ عَلَى النَّائِبَةِ. قَالَ: فَمَا الْجُودُ؟ قَالَ: [ص:484] التَّبَرُّعُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالإِعْطَاءُ قَبْلَ السُّؤَالِ، وَالإِطْعَامُ فِي الْمَحْلِ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/483)
1705 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: سُئِلَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ عَنِ الْمُرُوءَةِ، فَقَالَ: إِنْصَافُ مَنْ هُوَ دُونَكَ، وَالسُّمُوُّ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكَ، وَالْجَزَاءُ بِمَا أُوتِيَ إِلَيْكَ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ.(4/484)
1706 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ لا يُسَوِّدُونَ إِلا مَنْ كَانَتْ فِيهِ سِتُّ خِصَالٍ: السَّخَاءُ، وَالنَّجْدَةُ، وَالصَّبْرُ، وَالْحِلْمُ، وَالْبَيَانُ، وَالْمَوْضِعُ، وَصَارَ الْإِسْلامُ بِالْعَفَافِ لَهُ سَبْعًا.(4/484)
1707 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ: [ص:485] الصَّبْرُ اعْتِرَافُ الْعَبْدِ إِلَى اللهِ بِمَا أَصَابَهُ، وَإِحْسَانُهُ إِلَيْهِ، وَرَجَاءُ جَزَائِهِ، وَقَدْ يَجْزَعُ الرَّجُلُ وَهُوَ لا يُرَى مِنْهُ إِلا الصَّبْرُ.(4/484)
1708 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: اعْرِفِ الْحَقَّ لِمَنْ عَرَّفَهُ لَكَ شَرِيفًا أَوْ وَضِيعًا، وَاطْرَحْ عَنْكَ وَارِدَاتِ الْهُمُومِ بِعَزَائِمِ الصَّبْرِ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/485)
1709 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: سَأَلَ الْحَجَّاجُ ابن الْقِرِّيَّةِ عَنِ الصَّبْرِ، قال: كَظْمُ مَا يَغِيظُكَ، وَاحْتِمَالُ مَا يَنُوبُكَ.(4/485)
1710 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: ذَكَرَ أَعْرَابِيٌّ رَجُلًا؛ فَقَالَ: مَا أَدْرِي أَيُّ الصَّبْرَيْنِ أَشَدُّ؛ صَبْرٌ عَلَى مَا هُوَ فِيهِ مِنَ الضِّيقِ، أَمْ صَبْرٌ عَلَى مَا [ص:486] كَانَ فِيهِ مِنَ الْخَيْرِ وَالسِّعَةِ! !(4/485)
1711 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ كَانَ صَبْرُهُ عَلَى حَادِثَاتِ الرَّزِيَّةِ كَشُكْرِهِ عَلَى مُتَدَاوَمِ الْعَطِيَّةِ؛ اسْتَوْجَبَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا أَعَدَّ لِلصَّابِرِينَ مِنْ ثَوَابِهِ.(4/486)
1712 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُهُمْ: مَنْ فَازَ بِالإِيمَانِ رَبِحَتْ تِجَارَتُهُ، وَمَنْ سَعِدَ بِالتَّقْوَى امْتَنَعَتْ مِنْهُ الأَسْوَاءُ.(4/486)
1713 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: مَنِ اتَّخَذَ الصَّبْرَ جُنَّةً؛ وَقَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عَثَرَاتِ الزَّلَلِ.(4/486)
1714 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ جَدِّي يَقُولُ: قَالَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: [ص:487] مَاتَ أَبِي؛ فَمَا سَأَلْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَوْلًا كَامِلًا؛ إِلا الْعَفْوَ عَنْهُ(4/486)
1715 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ؛ قَالَ: كُنْ إِلَى الاستماع مِنْكَ إِلَى الْقَوْلِ، وَكُنْ مِنَ خطإ الْكَلامِ أَشَدَّ حَذَرًا مِنْ خطإ السُّكُوتِ.(4/487)
1716 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا أَبُو زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: مَا اجْتَمَعَتِ الْعَرَبُ اجْتِمَاعَهَا عَلَى السُّؤْدُدِ، وَالإِفْضَالِ فِي الْعُسْرِ، وَالصَّوَابِ فِي الْغَضَبِ، وَالرَّحْمَةِ مَعَ الْقُدْرَةِ، وَالرِّضَا لِلْعَامَّةِ، وَالْبُعْدِ عَنِ الْحِقْدِ، وَالتَّوَدُّدِ إِلَى النَّاسِ، وَالْمُسَارَعَةِ إِلَى الْمَعُونَةِ.(4/487)
1717 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبِي وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: [ص:488] مَنْ عَلِمَ أَنَّ لِلْكَلامِ ثَوَابًا وَعِقَابًا قَلَّ كَلامُهُ إِلا فِيمَا يَعْنِيهِ.(4/487)
1718 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: [ص:489] مَا الْبَلاغَةُ؟ قَالَ: مَنْ تَرَكَ الْفُضُولَ وَاقْتَصَرَ عَلَى الإِيجَازِ. قَالَ: فَمَنْ أَصْبَرُ النَّاسِ؟ قَالَ: مَنْ كَانَ رَأْيُهُ رَادًّا لِهَوَاهُ. قَالَ: فَمَنْ أَسْخَى النَّاسِ؟ قَالَ: مَنْ بَذَلَ دُنْيَاهُ فِي صَلاحِ دِينِهِ. قَالَ: فَمَنْ أَشْجَعُ النَّاسِ؟ قَالَ: مَنْ رَدَّ جَهْلَهُ بِحِلْمِهِ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/488)
1719 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ: لِسَانُ الْمَرْءِ تُرْجُمَانُ عقله.(4/489)
1719 - / م - حدثنا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: الصِّدْقُ يُزَيِّنُ صَاحِبَهُ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ إِلا مَوْطِنَيْنِ: إِذَا سَعَى، أَوْ مَدَحَ نَفْسَهُ؛ فَإِنَّهُ فِي هَاتَيْنِ الْحَالَتَيْنِ نَقْصٌ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/489)
1720 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ اللِّحْيَانِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ يَقُولُ: [ص:490] مَا أَتَيْتُ عَالِمًا قَطُّ فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ، وَلَكِنْ صَبَرْتُ حَتَّى يَخْرُجَ إِلَيَّ، وَتَأَوَّلْتُ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: (وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى يَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ) [الحجرات: 5] .(4/489)
1721 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ الأَزْدِيُّ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ: [ص:491] أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! مُرْ لِي فِي الْإِسْلامِ بِأَمْرٍ لا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ. قَالَ: «قُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ» . قُلْتُ: فَمَاذَا أَتَّقِي؟ قَالَ: «هَذَا» وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ
__________
[إسناده صحيح] .(4/490)
1722 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، نَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ؛ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: [ص:492] طَلَبْنَا الْعِلْمَ وَمَا لَنَا فِيهِ نِيَّةٌ، ثُمَّ رَزَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ النِّيَّةَ بَعْدُ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/491)
1723 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: كَفَاكَ مِنْ عِلْمِ الدِّينِ أَنْ تَعْرِفَ مَا لا يَسَعُ جَهْلُهُ، وَكَفَاكَ مِنْ عِلْمِ الأَدَبِ أَنْ تَرْوِيَ الشَّاهِدَ وَالْمَثَلَ. وَأَنْشَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى:
(أَلا إِنَّ خَيْرَ الْعَقْلِ مَا حَضَّ أَهْلَهُ ... عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى بَدْءًا وَعَاقِبَهْ)
(وَلا خَيْرَ فِي عَقْلٍ يَزِيغُ عَنِ التُّقَى ... وَيُشْغَلُ بِالدُّنْيَا الَّتِي هِيَ ذَاهِبَهْ)(4/492)
1724 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بُزْرُجُمْهِرُ الْحَكِيمُ: آخِ ذَا الْعَقْلِ وَالْكَرَمِ، وَاسْتَرْسِلْ إِلَيْهِ، وَإِيَّاكَ وَمُفَارَقَتَهُ، وَلا عَلَيْكَ أَنْ تَصْحَبَ الْعَاقِلَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَرِيمًا لِتَنْتَفِعَ بِعَقْلِهِ وَتَنْفَعَهُ أَنْتَ [ص:493] بِكَرَمِكَ، وَاهْرَبْ كُلَّ الْهَرَبِ مِنَ اللئيم الأحمق.(4/492)
1724 - / م - قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: لا تُسَارِينِي، وَلا تُسَاعِينِي، وَلا تُمَارِينِي: لا تُخَالِفْنِي. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: لا تُسَارِينِي، وَلا تُمَارِينِي: لا تُجَادِلْنِي.(4/493)
1725 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: أَفْضَلُ الْعَقْلِ مَعْرِفَةُ الرَّجُلِ نَفْسَهُ، وَأَفْضَلُ الْعِلْمِ وُقُوفُ الرَّجُلِ عِنْدَ عِلْمِهِ.(4/493)
1726 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَائِشَةَ يَقُولُ: قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: عُقُولُ كُلِّ قَوْمٍ عَلَى قَدْرِ زَمَانِهِمْ.(4/493)
1727 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْعُبَّادِ: لَحَقٌّ عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَدُومَ ذِكْرُهُ لِمَا بَعْدَ هَذِهِ [ص:494] الدَّارِ، وَمَا يُنْسِيهِ بشْرَةِ نَفْسِهِ مِنْ هَذِهِ الْعَاجِلَةِ، وأن يستحي مِنْ مُشَارَكَةِ أَهْلِ الْغَفْلَةِ فِي حُبِّ هَذِهِ الْفَانِيَةِ الَّتِي لا بَقَاءَ لَهَا، وَلا يَنْخَدِعُ لَهَا إِلا الْمُفْتَرُونَ، وَالْعَقْلُ نَوْعَانِ: عَقْلُ غَرِيزَةٍ، وَعَقْلُ أَدَبٍ.(4/493)
1728 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لِخَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ: أَخْبِرْنِي عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ. قَالَ: إِنْ شِئْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبَرْتُكْ عَنْهُ فِي ثَلاثٍ، وَإِنْ شِئْتَ بِاثْنَتَيْنِ، وَإِنْ شِئْتَ بِوَاحِدَةٍ. قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْهُ بِثَلاثٍ. قَالَ: كَانَ لا يَحْرِصُ وَلا يَجْهَلُ وَلا يَدْفَعُ الْحَقَّ إِذَا نَزَلَ بِهِ، وَخَضَعَ لِذَلِكَ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْهُ بِاثْنَتَيْنِ. قَالَ: كَانَ يَأْتِي الْخَيْرَ وَيَتَوَقَّى الشَّرَّ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْهُ بِوَاحِدَةٍ. قَالَ: كَانَ أَعْظَمُ النَّاسِ سُلْطَانًا عَلَى نَفْسِهِ.(4/494)
1729 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ: قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: مَا أَعَانَ عَلَى نَظْمِ مُرُوءَاتِ الرِّجَالِ كَالنِّسَاءِ الصَّوَالِحِ.(4/495)
1729 - / م - قَالَ: وَقَالَ أَيْضًا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ: الدُّنْيَا الْعَافِيَةُ، وَالشَّبَابُ الصِّحَّةُ، وَالْمُرُوءَةُ الصَّبْرُ عَلَى الرِّجَالِ، وَلا خَيْرَ فِي الْمَعْرُوفِ إِذَا أُحْصِيَ، وَمِنَ الْمُرُوءَةِ أَيْضًا أَنْ تَصُونَ ثَوْبَي جُمُعَتِكَ، وَتُكْثِرَ تَعَاهُدَ ضَيْفِكَ، وتَعْرِفَ فِي الْمَسْجِدَ مَجْلِسَكَ.(4/495)
1730 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا الأَصْمَعِيُّ: [ص:496] سُئِلَ الأَحْنَفُ عَنِ الْمُرُوءَةِ، فَقَالَ: الْفِقْهُ فِي الدِّينِ، وَالصَّبْرُ عَلَى النَّوَائِبِ، وَالْحِلْمُ عِنْدَ الْغَضَبِ، وَالْعَفْوُ عِنْدَ الْمَقْدِرَةِ، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ، وَالسَّيِّدُ مَنْ حَمُقَ فِي مَالِهِ، وَذَلَّ فِي عِرْضِهِ، وَكَاسَ فِي دِينِهِ، وَاطَّرَّحَ حِقْدَهُ، وعنى بِأَمْرِ عَشِيرَتِهِ.(4/495)
1731 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِحُصَيْنِ بْنِ الْمُنْذِرِ الرِّقَاشِيِّ: بِأَيِّ شَيْءٍ سُدْتَ قَوْمَكَ؟ قَالَ: بِحَسَبٍ لا يُطْعَنُ فِيهِ، وَرَأْيٍ لا يُسْتَغْنَى عَنْهُ، وَمِنْ تَمَامِ السُّؤْدُدِ أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ ثَقِيلَ السَّمْعِ، عَظِيمَ الرَّأْسِ.(4/496)
1732 - حَدَّثَنَا أحمد، نا إسماعيل بْنُ يُونُسَ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: قِيلَ لِعَرَابَةَ الأَوْسِيِّ: بِمَ سُدْتَ قَوْمَكَ؟ قَالَ: أَعْفُو عَنْ جَاهِلِهِمْ، وَأُعْطِي سَائِلَهُمْ، وَأَسْعَى فِي حَوَائِجِهِمْ؛ فَمَنْ فَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلْتُ؛ فَهُوَ مِثْلِي، وَمَنْ قَصَرَ عَنْهُ؛ فَأَنَا خَيْرٌ مِنْهُ، وَمَنْ زَادَ عَلَيْهِ؛ فَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي.(4/496)
1733 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ لأَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ رَحِمَهُمَا اللهُ: يَا أَهْلَ الْيَمَنِ! إِنَّ فِيكُمْ خِلالًا مَا تُخْطِئُكُمْ. قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: الْجُودُ، وَالْحِدَّةُ، وَكَثْرَةُ الأَوْلادِ. قَالَ: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الْجُودِ؛ فَذَلِكَ لِمَعْرِفَتِنَا مِنَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِحُسْنِ الْخَلَفِ، وَأَمَّا الْحِدَّةُ؛ فَإِنَّ قُلُوبَنَا مُلِئَتْ خَيْرًا؛ فَلَيْسَ فِيهَا لِلشَّرِّ مَوْضِعٌ، وَأَمَّا كَثْرَةُ الأَوْلادِ؛ فَإِنَّا لَسْنَا نُعْزَلُ عَنْ نِسَائِنَا. قَالَ: صَدَقْتَ، لا يُفَضِضُ اللهُ فَاكَ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/497)
1734 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ: لا أَعْتَذِرُ مِنَ الْعِيِّ فِي حَالَيْنِ: إِذَا خَاطَبْتُ سَفِيهًا، أَوْ طَلَبْتُ حَاجَةً لِنَفْسِي
__________
[إسناده ضعيف] .(4/497)
1735 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كَانَ سلم بْنُ نَوْفَلٍ الدِّيلِيُّ سَيِّدَ بَنِي كِنَانَةَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ رَجُلٌ مِنَ قَوْمِهِ، فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ، فَأُخِذَ بَعْدَ أَيَّامٍ، فَأُتِيَ بِهِ سَلْمُ بْنُ نَوْفَلٍ، فَقَالَ: مَا الَّذِي فَعَلْتَ؟ أَمَا خَشِيتَ انْتِقَامِي؟ ! قَالَ: لَهُ: فَلِمَ سَوَّدْنَاكَ إِلَّا أَنْ تَكْظِمَ الْغَيْظَ، وَتَعْفُوَ عَنِ الْجَانِي، وَتَحْلُمَ عَنِ الْجَاهِلِ، وَتَحْتَمِلَ الْمَكْرُوهَ فِي النَّفْسِ وَالْمَالِ. فَخَلَّى سَبِيلَهُ. فَقَالَ فيه الشَّاعِرُ:
(يُسَوَّدُ أَقْوَامٌ وَلَيْسُوا بِقَادَةٍ ... بَلِ السَّيِّدُ الْمَعْرُوفُ سَلْمُ بْنُ نَوْفَلٍ)(4/498)
1736 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَيُّ النِّسَاءِ أَشْهَى إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْمُوَاتِيَةُ لِمَا نَهْوَى. قَالَ: أَيُّ النِّسَاءِ أَسْوَأُ؟ قَالَ: الْمُتَجَانِبَةُ لِمَا نَرْضَى. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا النَّقْدُ الْعَاجِلُ. فَقَالَ لَهُ عَقِيلٌ: بِالْمِيزَانِ الْعَادِلِ.(4/498)
1737 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ، نَا أَبِي، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: سَمِعَ الْحَسَنُ رَجُلًا يَعِيبُ الْفَالُوذَجَ؛ فَقَالَ الْحَسَنُ: لُبَابُ الْبُرِّ بِلُعَابِ النَّحْلِ بِخَالِصِ السَّمْنِ، مَا عَابَ هَذَا مُسْلِمٌ.(4/499)
1738 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِخَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ: إِنِّي إِذَا رَأَيْتُكُمْ تَتَذَاكَرُونَ الأَخْبَارَ وَتَتَدَارَسُونَ الآثَارَ وَتَتَنَاشَدُونَ الأَشْعَارَ؛ وَقَعَ عَلَيَّ النُّعَاسُ. قَالَ: لأَنَّكَ حِمَارٌ فِي مِثَالِ إِنْسَانٍ.(4/499)
1739 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَأَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْوَرْدِ؛ قَالَ: قَالَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ: [ص:500] طُولُ بَقَاءِ الْبَخِيلِ أَثْقَلُ شَيْءٍ عَلَى الأَبْرَارِ.(4/499)
1740 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، نَا أَبِي، عَنْ بَكْرٍ الْعَابِدِ؛ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ لأَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ: إِنِّي لأَعْلَمُ رَجُلًا إِنْ صَلُحَ صَلُحَتِ الأُمَّةُ. قَالَ: وَمَنْ؟ قَالَ: أَنْتَ(4/500)
1741 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بنان الطُّفَيْلِيَّ يَقُولُ: أَشَدُّ مَا يَمُرُّ بِالضَّيْفِ إِذَا كَانَ صاحب المنزل شبعان أو غضبان.(4/500)
1742 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ بَكْرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: أَرْبَعَةُ أَشْيَاءَ مِنَ الْعَجَبِ: عَمْيَاءُ مُخْتَضِبَةٌ، وَسَوْدَاءُ مُنْتَقِبَةٌ، [ص:501] وَكِنْدِيٌّ شِيعِيٌّ، وَلَخْمِيٌّ مُرْجِئٌ.(4/500)
1743 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبِي؛ قَالَ: يُقَالُ: لِكُلِّ شَيْءٍ حِلْيَةٌ، وَحِلْيَةُ الْمَنْطِقِ الصِّدْقُ.(4/501)
1744 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ؛ قال: سمعت صالحا [ص:502] قَالَ بَعْضُ الزُّهَّادِ: رَحِمَ الله امرءا كَانَ ذَا حَسَبٍ، فَصَانَ حَسَبَهُ عَنِ الْكَذِبِ، أَوْ كَانَ ذَا دِينٍ فَطَهَّرَ دِينَهُ عَنِ الْكَذِبِ، أَوْ كَانَ ذَا مُرُوءَةٍ وَأَدَبٍ فَنَزَّهَهُمَا عَنِ الْكَذِبِ؛ فَإِنَّهُ مَا مِنْ شَيْءٍ مِنْ دَنَسِ الأَخْلاقِ إِلا وَالْكَذِبُ أَوْضَعُ مِنْهُ. قَالَ صَالِحٌ: وَبَلَغَنِي عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ أَنَّهُ قَالَ: مَا النَّارُ فِي يَبَسِ الْعَرْفَجِ بِأَسْرَعَ مِنَ الْكَذِبِ فِي فَسَادِ مُرُوءَةِ أَحَدِكُمْ؛ فَاتَّقُوا الْكَذِبَ، وَاتْرُكُوهُ فِي جَدٍّ وَهَزَلٍ
__________
[إسناده واه بمرة] .(4/501)
1745 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: الْحَرِيصُ الْجَاهِدُ، وَالْقَانِعُ الزَّاهِدُ، وَكِلاهُمَا مُسْتَوْفٍ مَا قُدِّرَ لَهُ وَرِزْقُهُ غَيْرُ مَنْقُوصٍ شَيْئًا؛ فَعَلامَ التَّهَافُتُ فِي النَّارِ؟ !
__________
[إسناده ضعيف] .(4/502)
1746 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ: [ص:503] أَنَّ مُوسَى صَلَّى الله عَلَيْهِ لَمَّا قَرَّبَهُ اللهُ نَجِيًّا رَأَى عَبْدًا جَالِسًا تَحْتَ ظِلِّ الْعَرْشِ، فَأَعْجَبَهُ مَكَانَهُ، فَقَالَ: يَا رَبِّ! مَنْ هَذَا؟ قَالَ اللهُ تَعَالَى لَهُ: هَذَا عَبْدٌ لا يَحْسِدُ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ
__________
[إسناده واه جداً] .(4/502)
1747 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ رَحِمَهُ اللهُ؛ قَالَ: [ص:504] سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظْرَةِ الْفَجْأَةِ، فَقَالَ: «اصْرِفْ بَصَرَكَ»
__________
[إسناده صحيح] .(4/503)
1748 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ الْمَرْعَشِيَّ يَقُولُ لِبَعْضِ إِخْوَانِهِ: هُوَ ذَا، أَجْمَعُ الْخَيْرَ كُلَّهُ فِي كَلِمَتَيْنِ. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: الْخُبْزُ مِنْ حِلِّهِ، وَإِخْلاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ لَهُ: حَسْبُكَ.(4/505)
1749 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ؛ قَالَ: [ص:506] أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى دَاوُدَ صَلَّى الله عَلَيْهِ: يَا دَاوُدُ! اسْمَعْ مِنِّي وَالْحَقُّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّهُ مَنْ ذَكَرَ ذُنُوبَهُ فِي الْخَلاءِ، فَاسْتَحْيَى عِنْدَ ذِكْرِهَا؛ سَتَرْتُهَا عَنِ الْحَفَظَةِ، وَغَفَرْتُهَا لَهُ، يَا دَاوُدُ! اسْمَعْ مِنِّي وَالْحَقُّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنَ الذُّنُوبِ حَشْوَ الأَرْضِ مِنَ شَرْقِهَا إِلَى غَرْبِهَا، ثُمَّ نَدِمَ عَلَيْهَا حَلْبَ شَاةٍ؛ سَتَرْتُهَا عَنِ الْحَفَظَةِ، وَغَفَرْتُهَا لَهُ، يَا دَاوُدُ! اسْمَعْ مِنِّي الْحَقَّ وَالْحَقُّ أَقُولُ: إِنَّهُ مَنْ عَمِلَ حَسَنَةً وَاحِدَةً؛ أَدْخَلْتُهُ جَنَّتِي. قَالَ لَهُ دَاوُدُ: إِلَهِي! وَمَا تِلْكَ الْحَسَنَةُ؟ قَالَ: يَكْشِفُ عَنْ مَكْرُوبٍ كَرْبًا وَلَوُ بِشِقِّ تَمْرَةٍ.(4/505)
1750 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ صَلَّى الله عَلَيْهِ لِرَجُلٍ: كُنْ لِرَبِّكَ كَالْحَمَامِ الأَلُوفِ لأَهْلِهِ، تُذْبَحُ فِرَاخُهُ وَلا يَطِيرُ عَنْهُمْ
__________
[إسناده مظلم] .(4/506)
1751 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمَخْزُومِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ هُرْمُزُ بْنُ كِسْرَى: كُلُّ شَيْءٍ وَكُلُّ إِنْسَانٍ فِي طَلَبِ شَيْءٍ، وَهَذَا الأَمْرُ مَصِيرُهُ إِلَى لا شَيْءٍ، إِلا مَا كَانَ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.(4/506)
1752 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبِي وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ؛ قَالَ: قَالَ دَاوُدُ صَلَّى الله عَلَيْهِ: يَا رَبِّ! دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ. قَالَ: آثِرْ هَوَايَ عَلَى هَوَاكَ.(4/507)
1753 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلابَةَ، نَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، نَا دَاوُدُ الْعَطَّارُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص:508] اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ عُمَرٍ: عُمْرَةُ الْحَصْرِ، والعمرة الثانية حين تواطؤوا عَلَى عُمْرَةِ قَابِلُ، وَالثَّالِثَةُ مِنَ الْجِعْرَانَةِ، وَالرَّابِعَةُ الَّتِي مَعَ حَجَّتِهِ
__________
[إسناده حسن] .(4/507)
1754 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَنْمَاطِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلانِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْعُبَّادِ: لا تُغْضِبْهُ فَيُعَادِيَكَ، وَيَنْتَصِبَ لَكَ فَلا تَقُومُ لِمَكْرِهِ.(4/508)
1755 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ: [ص:509] مَا أَطْوَلَ خَجْلَةَ الْمَرْءِ غَدًا إِذَا خَرَجَ اسْمُهُ مَعَ اسْمِ أَهْلِ الْعَارِ وَالرَّدَى فِي مَجْلِسِ الْمَلَأِ حِينَ لا عُذْرَ يُقْبَلُ مِنْهُ، مَاذَا يَعُودُ عَلَى جِسْمِكَ مِنَ اسْمِهِ، وَمَاذَا يُحْصَى عَلَيْكَ مِنْ فِعْلِكَ، وَمَا جَرَتْ بِهِ الأَيَّامُ مِنْ رَسْمِكَ؟ فَيَا لِعَيْنِكَ تَرَى مَا لا تَرَى حِينَ اجْتَمَعَ الْمَلَأُ وَحَضَرَ الْوَرَى لفصل القضاء؛ (هُنَالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ مَّآ أَسْلَفَتْ وَرُدُّوآ إِلَى اللهِ مَوْلَاهُمُ الحَقِّ) [يونس: 30]
__________
[إسناده ضعيف] .(4/508)
1756 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكِسَائِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْعَوَقِيُّ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ: فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: إِنَّ أَغْبَطَ أَوْلِيَائِي عِنْدِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ خَفِيٌّ مَاتَ فَقَلَّتْ بَوَاكِيهِ وَقَلَّ تُرَاثُهُ، وَلَقَدْ عَاشَ قَوْمٌ أَخْفِيَاءُ وَمَاتُوا غُرَبَاءَ، وَقَدَّمُوا الآخِرَةَ نُجُبًا؛ فَطُوبَى لَهُ مِنْ رَجُلٍ عَرَفَ وَلَمْ يُعْرَفْ، وَوَصَفَ وَلَمْ يُوصَفْ، يَصِفُ الْقُدْرَةَ وَيَنْطِقُ بِالْحِكْمَةِ، عَلِيمٌ بِالْخَيْرِ، مَخْصُوصٌ بِالذَّخْرِ وَالْحُظْوَةِ
__________
[إسناده صحيح] .(4/509)
1757 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا محمد بن موس بْنِ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ: [ص:510] لَوْ حَدَّثْتُ النَّاسَ بِكُلِّ مَا أَعْلَمُ؛ لَقَالُوا: رَحِمَ اللهُ قَاتِلَ سَلْمَانَ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/509)
1757 - / م - قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى؛ قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: لا تقلّ فِيمَا لا تَعْلَمُ؛ فَتُتَّهَمَ فِيمَا تَعْلَمُ.(4/510)
1758 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، نَا أَبُو مُصْعَبٍ، نَا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَسَنِ لابْنِهِ: يَا بُنَيَّ! اسْتَعِنْ عَلَى الْكَلامِ بِطُولِ الْفِكْرِ فِي الْمَوَاطِنِ الَّتِي تَدْعُوكَ فِيهَا نَفْسُكَ إِلَى الْقَوْلِ؛ فَإِنَّ لِلْقَوْلِ سَاعَاتٍ يَضُرُّ فِيهَا الْخَطَأُ، وَلا يَنْفَعُ فِيهَا الصَّوَابُ.(4/510)
1759 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى السَّعْدِيُّ وَابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالا: [ص:511] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: سَلِ الأَرْضَ، فَقُلْ لَهَا: مَنْ شَقَّ أَنْهَارَكِ وَغَرَسَ أَشْجَارَكِ وَجَنَى ثِمَارَكِ؟ فَإِنْ لَمْ تُجِبْكَ حِوَارًا أَجَابَتْكَ اعْتِبَارًا. ثُمَّ أَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ يَذْكُرُ مَيِّتًا:
(أَتَيْنَاهُ زُوَّارًا فَأَمْجَدْنَا قِرًى ... مِنَ الْبَثِّ وَالدَّاءِ الدَّخِيلِ الْمُخَامِرِ)
(وَأَوْسَعْنَا عِلْمًا بِرَدِّ جَوَابَنَا ... فَيَا عَجَبًا مِنْ نَاطِقٍ لَمْ يُحَاوِرِ)(4/510)
1760 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: النِّسْنَاسُ خَلْقٌ بِالْيَمَنِ لأَحَدِهِمْ عَيْنٌ وَيَدٌ وَرِجْلٌ يَنْقُزُ بِهَا، وَأَهْلُ الْيَمَنِ يَصْطَادُونَهُمْ، فَخَرَجَ قَوْمٌ فِي صَيْدِهِمْ، فَرَأَوْا ثَلاثَةَ نَفَرٍ مِنْهُمْ، فَأَدْرَكُوا وَاحِدًا، فَعَقَرُوهُ وَتَوَارَى اثْنَانِ فِي الشَّجَرِ، فَذُبِحَ الَّذِي عُقِرَ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ لِصَاحِبِهِ: إِنَّهُ لَسَمِينٍ، فَقَالَ أَحَدُ الاثْنَيْنِ: إِنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ الضَّرْوَ، فَأَخَذُوهُ فَذَبَحُوهُ، فَقَالَ الَّذِي ذَبَحَهُ: مَا أَنْفَعَ الصَّمْتَ فَقَالَ [ص:512] الثَّالِثُ: فَأَنَا الصَّمِّيتُ. فَأَخَذُوهُ فَذَبَحُوهُ. قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: الضَّرْوُ: الْحَبَّةُ الْخَضْرَاءُ.(4/511)
1761 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِطَاوُسٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَجْرَأَ عَلَى اللهِ مِنْ فُلانٍ. قَالَ: لَمْ تَرَ قَاتِلَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ!(4/512)
1762 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:514] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَيَّاتُ مَا سَالَمْنَاهُنَّ مُنْذُ حَارَبْنَاهُنَّ؛ فَمَنْ تَرَكَ شَيْئًا مِنْ خِيفَتِهِنَّ؛ فَلَيْسَ مِنَّا»
__________
[إسناده ضعيف، والحديث صحيح بشواهده] .(4/512)
1763 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ زُهَيْرٌ الْبَابِيُّ: مَنْ ذَكَرَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى دَنَسٍ عَادَتْ عَلَيْهِ عُقُوبَاتُ أَدْنَاسِهِ، وَقُبْحُ أَسْرَارِهِ، وَلا يَجِدُ لِذِكْرِهِ فِي قَلْبِهِ نُورًا وَلا لَذَّةً، إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا ذَكَرُوهُ بِأَلْسِنَةٍ دَنِسَةٍ، وَحَضَرُوا بَيْنَ يَدَيْهِ بِقُلُوبٍ مُعْرِضَةٍ، وَرَفَعُوا إِلَيْهِ أَكُفًّا خَاطِئَةً، وَلَحَظُوا السَّمَاءَ بِأَعْيُنٍ خَائِنَةٍ؛ فَمِثْلُ هَؤُلاءِ يَسْأَلُونَهُ مَقَامَاتِ الْمُطَهِّرِينَ وَمَنَازِلَ الْمُتَّقِينَ؟ ! هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ! خَابَتْ ظُنُونُ الْمُغْتَرِّينَ بِاللهِ وَالْمُؤْثِرِينَ بِالْعَرَضِ الأَدْنَى عَلَيْهِ؛ فَاعْلَمْ أَنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عِبَادًا ذَكَرُوهُ؛ فَخَرَجَتْ نُفُوسُهُمْ إِعْظَامًا وَاشْتِيَاقًا، وَقَوْمًا ذَكَرُوهُ؛ فَوَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ فَرْقًا وَهَيْبَةً لَهُ، فَلَوْ أُحْرِقُوا بِالنَّارِ؛ لَمْ يَجِدُوا لَمْسَ النَّارِ، وَآخَرِينَ ذَكَرُوهُ فِي الشِّتَاءِ وَبَرْدِهِ؛ فَارْفَضُّوا عَرَقًا مِنْ خَوْفِهِ، وَقَوْمًا ذَكَرُوهُ؛ فَحَالَتْ أَلْوَانُهُمْ غَيْرًا، وَقَوْمًا ذَكَرُوهُ؛ فَجَفَّتْ أَعْيُنُهُمْ سَهَرًا.(4/514)
1764 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ؛ قَالا: نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: لَيْسَ غِنًى أَغْنَى مِنْ سُكُونِ الْقَلْبِ، وَلَيْسَ فَقْرٌ أَفْقَرَ مِنَ اضْطِرَابِ الْقَلْبِ، وَلَيْسَ عِزٌّ أَعَزَّ مِنَ الزُّهْدِ، وَلَيْسَ ذُلٌّ أَذَلَّ مِنَ الرَّغْبَةِ فِي الدُّنْيَا وَالطَّمَعِ، وَلَيْسَ شَرَفٌ أَشْرَفَ مِنَ الْيَقِينِ، وَلَيْسَ دَرَجَةٌ أَعْلَى مِنَ الصَّبْرِ، وَلَيْسَ حَلاوَةٌ أَحْلَى مِنْ مَحَبَّةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَيْسَ مَرَارَةٌ أَمَرَّ مِنْ سَخْطِهِ، وَلَيْسَ زَيْنٌ أَزْيَنَ مِنَ التَّوَاضُعِ، وَلَيْسَ جَهْلٌ أَجْهَلَ مِنَ الْكِبْرِ، وَلَيْسَ قُوَّةٌ أَقْوَى مِنَ الْجُوعِ، وَلَيْسَ دَاءٌ أَدْوَى مِنَ التَّعَرُّضِ لِسَخْطِ اللهِ، وَلَيْسَ كَلامٌ أَحْسَنَ مِنْ قَوْلِ لا إِلَهَ إِلا اللهُ.(4/515)
1765 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: دَعَا رَجُلٌ رَجُلًا إِلَى الْغَدَاءِ، فَقَالَ لَهُ: هَذَا بِكْرًا، وَلَمْ نَسْتَعْدِدْ لَكَ؛ فَلَعَلَّ تَقْصِيرًا يَقَعُ فِيمَا أُحِبُّ بُلُوغَهُ مِنْ بِرِّكَ. فَقَالَ الآخَرُ: حِرْصُكَ عَلَى كَرَامَتِي يَكْفِيكَ مُؤْنَةَ التَّكَلُّفِ لِي.(4/515)
1766 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى؛ قَالا: نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: [ص:516] قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِمُؤَدِّبِ وَلَدِهِ: عَلِّمْهُمُ الصِّدْقَ كَمَا تُعَلِّمُهُمُ الْقُرْآنَ، وَجَنِّبْهُمُ السفلة؛ فإنهم أسوأ النَّاسِ دِعَةً وَأَقَلُّهُمْ أَدَبًا، وَجَنِّبْهُمُ الْحَشَمَ؛ فَإِنَّهُمْ لَهُمْ مَفْسَدَةٌ، وَأَخْفِ شُعُورَهُمْ تَغْلُظْ رِقَابُهُمْ، وَأَطْعِمْهُمُ اللَّحْمَ يَقْوَوْا، وَعَلِّمْهُمُ الشِّعْرَ يُمَجَّدُوا وَيَنْجِدُوا، وَمُرْهُمْ أَنْ يَسْتَاكُوا عَرْضًا، وَيَمُصُّوا الْمَاءَ مَصًّا، وَلا يَعُبُّوا عَبًّا، وَإِذَا احْتَجْتَ أَنْ تَتَنَاوَلَهُمْ بِأَدَبٍ، فَلْيَكُنْ ذَلِكَ فِي سِرٍّ لا يَعْلَمُ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الْغَاشِيَةِ فَيَهُونُوا عَلَيْهِمْ.(4/515)
1767 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ؛ قَالا: نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: [ص:517] مَا سَمِعَ النَّاسُ بِمِثْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي بَابِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، كَانَ مُنَوَّرَ الْقَلْبِ، فَطِنًا بِجَمِيعِ الأمور، بينا هو يَطُوفُ ذَاتَ لَيْلَةٍ سَمِعَ امْرَأَةً تَقُولُ فِي الطَّوَافِ وَهِيَ تُنْشِدُ:
(فَمِنْهُنَّ مَنْ تُسْقَى بِعَذْبٍ مُبَرَّدٍ ... نُقَاخٍ فَتِلْكُمْ عِنْدَ ذَلِكَ قَرَّتِ)
(وَمِنْهُنَّ مَنْ تُسْقَى بَأَخْضَرَ آجِنٍ ... أُجَاجٍ وَلَوْلا خَشْيَةُ اللهِ فَرَّتِ)
فَفَطِنَ رَحِمَهُ اللهُ مَا تَشْكُو، فَبَعَثَ إِلَى زَوْجِهَا، فَقَالَ لِرَجُلٍ: اسْتَنْكِهْهُ. فَوَجَدَهُ مُتَغَيِّرَ الْفَمِ، فخيره بين خمس مئة دِرْهَمٍ وَجَارِيَةٍ مِنَ الْفَيْءِ عَلَى أَنْ يُطَلِّقَهَا، فَاخْتَارَ خمس مئة دِرْهَمٍ وَالْجَارِيَةَ، فَأَعْطَاهُ، فَطَلَّقَهَا
__________
[إسناده ضعيف] .(4/516)
1767 - / م - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا مَحْمُودٌ:
(مَا أَفْضَحَ الْمَوْتِ لِلدُّنْيَا وَزِينَتِهَا ... جِدًّا وَمَا أَفْضَحَ الدُّنْيَا لأَهْلِيهَا [ص:518])
(لا تَرْجِعَنَّ عَلَى الدُّنْيَا بِلائِمَةٍ ... فَعُذْرُهَا لَكَ بَادٍ فِي مَسَاوِيهَا)
(لَمْ تُبْقِ مِنْ عَيْبِهَا شَيْئًا لِصَاحِبِهَا ... إِلا وَقَدْ بَيَّنَتْهُ فِي مَعَانِيهَا)
(تُفْنِي الْبَنِينَ وَتُفْنِي الأَهْلَ دَائِبَةً ... وَتَسْتَلِيمُ إِلَى مَنْ لا يُعَادِيهَا)
(فَمَا يَزِيدُهُمْ قَتْلُ الَّذِي قَتَلَتْ ... وَلا الْعَدَاوَةُ إِلا رَغْبَةً فِيهَا)
__________
[إسناده ضعيف] .(4/517)
1768 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فَضَالَةَ فِي يَوْمِ الْحِسَابِ:
(خَطْبُ يَوْمَ الْحِسَابِ خَطْبٌ جَلِيلٌ ... لأَهَاوِيلِهِ تَطِيشُ الْعُقُولُ)
(فِيهِ نَارٌ تَفُورُ مِنْ طَفَحِ الْغَيْظِ ... الَّذِي يَسْتَطِيلُهَا وَيَصُولُ)
(وَيَطِيرُ الشرار منها ويستعلي ... دُخَانٌ لَهُ قَتَامٌ يَحُولُ)(4/518)
1769 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، نَا حَيْوَةُ، نَا أَبُو صَخْرٍ؛ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ مَرَّ عَلَى إِبْرَاهِيمَ صَلَّى الله عَلَيْهِ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «يَا جِبْرِيلُ! مَنْ هَذَا الَّذِي مَعَكَ» ؟ قَالَ جِبْرِيلُ: «هَذَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مُرْ أُمَّتَكَ؛ فَلْيُكْثِرُوا مِنْ غِرَاسِ الْجَنَّةِ؛ فَإِنَّ تُرْبَتَهَا طَيِّبَةٌ، وَأَرْضَهَا وَاسِعَةٌ» . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَا غِرَاسُ الْجَنَّةِ؟» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: «لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ»
__________
[حسن بشواهده] .(4/518)
1770 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ مُطَرِّفٌ الْمَازِنِيُّ: مَا تَلَذَّذْتُ لَذَاذَةً قَطُّ وَلا تَنَعَّمْتُ نَعِيمًا أَكْبَرَ عِنْدِي مِنْ بُكَاءٍ فِي حُرْقَةٍ.(4/519)
1771 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: قَالَ حَكِيمٌ لِحَكِيمٍ: أَوْصِنِي. قَالَ: اجْعَلِ اللهَ هِمَّتَكَ، وَاجْعَلِ الْحُزْنَ عَلَى قَدْرِ ذَنْبِكَ؛ فَكَمْ مِنْ حَزِينٍ وَفَدَ بِهِ حُزْنُهُ عَلَى سُرُورِ الأَبَدِ! وَكَمْ مِنْ فَرِحٍ نَقَلَهُ فَرَحُهُ إِلَى طُولِ الشَّقَاءِ!(4/519)
1772 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: مَا مِنَ الْعَمَلِ شَيْءٌ أَشَدُّ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ طُولِ الْكَمَدِ؛ الْكَمَدُ جُرْحٌ لا [ص:520] يَنْدَمِلُ أَبَدًا دُونَ الْمَوْتِ.(4/519)
1773 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ؛ قَالَ: كَانَ عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ يَوْمًا جَالِسًا فِي حَدَاثَتِهِ مَعَ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، فَقَالَ مَالِكٌ: يَا عَطَاءُ! إِنَّ فِي الجنة حوراء يتباهى بها أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ حُسْنِهَا، لَوْلا أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَضَى عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ لا يَمُوتُوا؛ لَمَاتُوا مِنْ حُسْنِهَا. قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ عَطَاءٌ كَمِدًا مِنْ قَوْلِ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ أَرْبَعِينَ سَنَةً حَتَّى مَاتَ.(4/520)
1774 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ دَاوُدَ؛ قَالَ: عُزِّيَ السَّائِبُ بْنُ الأَقْرَعِ عَنِ ابْنٍ لَهُ، فَقَالَ السَّائِبُ: هَكَذَا الدُّنْيَا، تُصْبِحُ لَكَ مَسَرَّةً وَتُمْسِي عَلَيْكَ مُتَنَكِّرَةً؛ ثُمَّ أَنْشَأَ:
(أَلا قَدْ أَرَى أَلَّا خُلُودَ وَأَنَّهُ ... سَيَنْعِقُ فِي دَارِي غُرَابُ وَيَحْجِلُ)
(وَيَقْسِمُ مِيرَاثِي رِجَالٌ أَعِزَّةٌ ... وَتَذْهَلُ عَنِّي الْوَالِدَاتُ وَتَشْغَلُ)(4/520)
1775 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ذَكْوَانَ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ خَازِمٍ يُعَزِّيهِ بِابْنِهِ حِينَ قُتِلَ؛ فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
(أَبَا صَالحٍ صَبْرًا فَكُلُّ مُعَمَّرٍ ... يَصِيرُ إِلَى مَا صَارَ فِيهِ مُحَمَّدُ)
فَأَجَابَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ خَازِمٍ؛ فَقَالَ:
(أُعَزَّى عَلَيْهِ وَالْعَزَاءُ سَجِيَّتِي ... وَمَا أَنَا بِالآسِي عَلَى حَدَثِ الدَّهْرِ)(4/521)
1776 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: [ص:522] أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى مُوسَى صَلَّى الله عَلَيْهِ: يَا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ! إِنَّ الَّذِي لَكَ عِنْدِي عَلَى قَدْرِ مَا لِي عِنْدَكَ
__________
[إسناده واه جداً] .(4/521)
1777 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، نَا أَبِي؛ قَالَ: كَانَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ يَقُولُ _ وَكَانَ مِنَ الْخَاشِعِينَ -: يَا ابْنَ آدَمَ! أَمَرَكَ رَبُّكَ أَنْ تَكُونَ كَرِيمًا وَتَدْخُلَ الْجَنَّةَ، وَنَهَاكَ أَنْ تَكُونَ لَئِيمًا وَتَدْخُلَ النَّارَ.(4/522)
1778 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: الْحُزْنُ هُوَ الْمَلِكُ، وَالمَلِكُ لا يَحِلُّ بِدَارٍ حَتَّى تُفْرَغَ لَهُ الدَّارُ.(4/522)
1779 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبراهيم بن دازيل الهمذاني؛ قَالَ: سَمِعْتُ نُعَيْمًا يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: سَمِعْتُ وُهَيْبَ بْنَ الْوَرْدِ يَقُولُ: [ص:523] جَرَّبْتُ الدُّنْيَا مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً؛ فَمَا وَجَدْتُ أَحَدًا غَفَرَ لِي ذَنْبًا فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَلا سَتَرَ عَلَيَّ عَوْرَةً، وَلا وَصَلَنِي إِنْ قَطَعْتُهُ، وَلا أَمِنْتُهُ إِذَا غَضِبَ؛ فَالاشْتِغَالُ بِهَؤُلاءِ حُمْقٌ كَبِيرٌ، فَانْقَطِعْ إِلَى مَنْ يَغْفِرُ لَكَ سَرِيرَتَكَ وَعَلانِيَّتَكَ، وَيَسْتُرُ عَلَيْكَ عَوْرَتَكَ وَلا يَمْقُتُكَ بِذَلِكَ.(4/522)
1780 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ، نَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ [ص:524] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِذَا أَخَذْتُ مِنْ عَبْدِي كَرِيمَتَيْهِ وَهُوَ بِهِمَا ضَنِينٌ؛ لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ»
__________
[إسناده ضعيف، والحديث حسن] .(4/523)
1781 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، نَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص:525]: «يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: مَا أُصِيبَ ابْنُ آدَمَ بَعْدَ ذَهَابِ دِينِهِ أَشَدُّ مِنْ ذَهَابِ عَيْنَيْهِ، فَمَنْ أَذْهَبْتُ كَرِيمَتَيْهِ فَصَبَرَ وَاحْتَسَبَ؛ لَمْ يَكُنْ لَهُ عِنْدِي ثَوَابٌ إِلا الْجَنَّةُ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(4/524)
1782 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: [ص:526] أَنَّ رَجُلًا أَتَى الْبَرَاثِيَّ، فَقَالَ: مَا حاجتك؟ قال: جئت أَكُونُ مَعَكَ. فَقَالَ: يَا أَخِي! إِنَّ الْعِبَادَةَ لا تَكُونُ بِالشِّرْكَةِ، إِنَّهُ مَنْ لَمْ يَأْنَسْ بِاللهِ لَمْ يَأْنَسْ بِشَيْءٍ.(4/525)
1783 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ: أَنَّ الْخَضِرَ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ لِمُوسَى صَلَّى الله عَلَيْهِ: يَا مُوسَى! إِنَّ النَّاسَ مُعَذَّبُونَ فِي الدُّنْيَا عَلَى قَدْرِ هُمُومِهِمْ بِهَا
__________
[إسناده واه جداً] .(4/526)
1784 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: بَذْلُ الْحِيلَةِ فِي طَلَبِ الْحَلالِ، وَقِلَّةُ الْحَوَائِجِ إِلَى النَّاسِ؛ أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ.(4/526)
1785 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص:527] ادْعُ اللهَ فِي الرَّخَاءِ يَسْتَجِبْ لَكَ فِي الْبَلاءِ، أَلا تَرَى أَنَّهُ حَبَسَ يُونُسَ مَحْبَسًا لَمْ يَحْبِسْ بِهِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ، ثُمَّ قَالَ جَلَّ وَعَزَّ: (فَلَوْلَآ أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144)) [الصافات: 143، 144] .(4/526)
1786 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ لأَبِي ذَرٍّ رَحِمَهُ اللهُ: يَا أَبَا ذَرٍّ! مَنْ أَنْعَمُ النَّاسِ بَالًا؟ فَقَالَ: بَدَنٌ فِي التُّرَابِ قَدْ أَمِنَ الْعِقَابَ يَنْتَظِرُ الثَّوَابَ. قَالَ: صَدَقْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/527)
1787 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُهُمْ: لا تَشْغَلْكَ ذُنُوبُ النَّاسِ عَنْ ذَنْبِكَ، وَلا تَشْغَلْكَ نِعَمُ النَّاسِ عَنْ نِعَمِ اللهِ عَلَيْكَ، وَلا تُقَنِّطِ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ وَأَنْتَ تَرْجُوهَا لِنَفْسِكَ.(4/527)
1788 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: [ص:528] قَرَأْتُ فِي سِيَرِ الْعَجَمِ أَنَّ أَرْدَشِيرَ قَالَ يَوْمًا لِوُزَرَائِهِ وَخَاصَّتِهِ: بِحَسْبِكُمْ دَلالَةً عَلَى فَضِيلَةِ الْعِلْمِ أَنَّهُ مَمْدُوحٌ بِكُلِّ لِسَانٍ، يَتَزَيَّنُ بِهِ غَيْرُ أَهْلِهِ، وَبِحَسْبِكُمْ دَلالَةً عَلَى عَيْبِ الْجَهْلِ أَنَّ كُلَّ النَّاسِ يَنْتَفِي مِنْهُ، وَيَغْضَبُ إِنْ سُمِّيَ بِهِ.(4/527)
1789 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قِيلَ لِخَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ: مَا بَلَغَ مِنْ عِلْمِ الْحَسَنِ؟ قَالَ: اسْتَغْنَى بِهِ عَنْ عِلْمِ غَيْرِهِ.(4/528)
1790 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا دَاوُدُ بْنُ مُحَبَّرٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: صَدْرُكَ أَوْسَعُ لِسِرِّكَ؛ فَإِنَّ سِرَّكَ مِنْ دَمِكَ.(4/528)
1791 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: عُنْوَانُ صَحِيفَةِ الْمُسْلِمِ حُسْنُ خُلُقِهِ.(4/528)
1792 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قَالَ بَعْضُهُمْ: الْتَمِسْ لِحَوَائِجِكَ صِبَاحَ الْوُجُوهِ؛ فَإِنَّ حُسْنَ الصُّورَةِ أَوَّلُ نِعْمَةٍ تَلْقَاكَ مِنَ الرَّجُلِ.(4/529)
1793 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ: مَا أَصْبَحْتُ صَبَاحًا قَطُّ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا بِبَابِي طَالِبَ حَاجَةً؛ إِلا عَدَدْتُهَا مُصِيبَةً أَرْجُو ثَوَابَهَا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.(4/529)
1794 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ: [ص:530] لا تَطْلُبُوا مَا لا تَسْتَحِقُّونَ؛ فَإِنَّ مَنْ طَلَبَ مَا لا يَسْتَحِقُّ اسْتَوْجَبَ الْحِرْمَانَ.(4/529)
1795 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيِمْتَحِنُ قَلْبَ الْعَبْدِ بِالدُّعَاءِ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/530)
1796 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا أَبِي؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قَالَ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ: مَا سَايَرْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ فِي حَاجَةٍ قَطُّ إِلا كَانَ أَوَّلَ مَا يَبْدَأُ بِهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ. ثُمَّ يَذْكُرُ حَاجَتَهُ.(4/530)
1797 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؛ قَالَ: إِذَا جَاءَكَ مَا تُحِبُّ؛ فَأَكْثِرْ مِنَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ» ، وَإِذَا جَاءَكَ مَا تَكْرَهُ؛ فَأَكْثِرْ مِنْ: «لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ» ، وَإِذَا اسْتَبْطَأْتَ الرِّزْقَ؛ [ص:531] فَأَكْثِرْ مِنَ «الاسْتِغْفَارِ» . قَالَ سُفْيَانُ رَحِمَهُ اللهُ: فَانْتَفَعْتُ بِهَذِهِ الْمَوْعِظَةِ.(4/530)
1798 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ العزيز، نَا الْمَضَاءُ بْنُ الْجَارُودِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَحِمَهُ اللهُ: مَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِذَا أَصْبَحَ إِلا اجْتَمَعَ هَوَاهُ وَعِلْمُهُ، فَإِنْ كَانَ هَوَاهُ تَابِعًا لِعِلْمِهِ؛ فَيَوْمُهُ يَوْمٌ صَالِحٌ، وَإِنْ كَانَ عِلْمُهُ تَابِعًا لِهَوَاهُ؛ فَيَوْمُهُ يَوْمُ سُوءٍ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/531)
1799 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ ابْنِ عَائِشَةَ؛ قَالَ: نَظَرَ شُرَيْحٌ إِلَى رَجُلٍ يَقُومُ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ يَضْحَكُ، وَهُوَ فِي مَجْلِسِ الْقَضَاءِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ شُرَيْحٌ، فَقَالَ: تَضْحَكُ وَأَنْتَ تَرَانِي أَتَقَلَّبُ [ص:532] بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ؟ !(4/531)
1800 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ - وَسُئِلَ عَنْ رَجُلٍ - فقال: بلغ مع كَرَمِهِ أَنَّهُ لا يَسْأَلُ أَحَدًا عَنْ عُذْرِهِ مَخَافَةَ أَنْ لا يَكُونَ لَهُ مَخْرَجٌ مِنْ ذَنْبِهِ.(4/532)
1801 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ،، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ النَّضْرِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنِ الْبَرَاثِيِّ، عَنْ عَوَانَةَ؛ أَنَّهُ قَالَ: يُعْرَضُ أَهْلُ الأَهْوَاءِ عَلَى إِبْلِيسَ اللَّعِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ فَلا تُسَمَّى لَهُ مِلَّةٌ، وَلا تُعْرَضُ عَلَيْهِ طَبَقَةٌ مِنْ أَهْلِ الأَهْوَاءِ؛ إِلا قَالَ فِيهِمْ: كَانُوا وَكَانُوا؛ حَتَّى تَمُرَّ بِهِ الرَّافِضَةُ، فَيُسْأَلُ عَنْهُمْ؛ فَيُنَكِّسُ رَأْسَهُ طَوِيلًا، ثُمَّ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ لِهَؤُلاءِ رَأْيًا قَطُّ، إِنِّي لَمْ أَرَ رَأْيًا قَطُّ، وَلَمْ أَهْوَ هَوًى قَطُّ؛ [ص:533] إِلا سَبَقُونِي إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ آمُرَهُمْ بِذَلِكَ، وَإِنِّي لأَسْتَحِي مِنْهُمْ
آخر الجزء الثاني عشر، ويتلوه الثالث عشر إن شاء الله تعالى والحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم(4/532)
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثالث عشر
من كتاب «المجالسة وجواهر العلم»
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
أخبرنا الشيخان أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري، وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذنا؛ قالا: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي؛ قال البوصيري: قراءة عليه وأنا أسمع؛ وقال ابن حمد: إجازة؛ أنا الشيخ أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل بن الضراب، أنا أبي، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن مروان المالكي الدينوري:(5/9)
1802 - أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ سَخْبَرَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص:14]: «أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرَهُنَّ مُؤَنَةً»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(5/9)
1803 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا أَبُو سَلْمَةَ الْجُهَنِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:17] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ، فَقَالَ: اللهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ؛ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَجَلاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي؛ إِلا أَذْهَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا» . فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَلا نَتَعَلَّمُهَا؟ قَالَ: «بَلَى، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا»
__________
[إسناده حسن] .(5/14)
1804 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ: [ص:18] تَعْمَلُونَ لِلدُّنْيَا وَأَنْتُمْ تُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ الْعَمَلِ، وَلا تَعْمَلُونَ لِلآخِرَةِ وَأَنْتُمْ لا تُرْزَقُونَ فِيهَا إِلا بِالْعَمَلِ!(5/17)
1805 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، عَنْ عَمْرٍو النَّاقِدِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خُثَيْمٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مِنْ هَوَانِ الدُّنْيَا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ لا يُعْصَى إِلا فِيهَا، وَلا يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلا بِتَرْكِهَا.(5/18)
1806 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأَزْدِيُّ، نَا ابْنُ الأَعْرَابِيِّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: لَا يَغْلِبَنَّ جَهْلُ غَيْرِكَ عِلْمَكَ بِنَفْسِكَ.(5/18)
1807 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ حِينَ ثَقُلَ؛ جَعَلَ يَلُومُ نَفْسَهُ، وَيَضْرِبُ بِيَدِهِ عَلَى رَأْسِهِ وَقَالَ: وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ أَكْسِبُ يَوْمًا بِيَوْمٍ مَا يَقُوتُنِي، وَأَشْتَغِلُ بِطَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. فَذَكَرَ ذَلِكَ لأَبِي حَازِمٍ؛ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَهُمْ يَتَمَنَّوْنَ عِنْدَ الْمَوْتِ مَا نَحْنُ فِيهِ، وَلا نَتَمَنَّى عندالموت مَا هُمْ فِيهِ.(5/19)
1808 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ آدَمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ:
(فَإِنْ قَالَتْ رِجَالٌ قَدْ تَوَلَّى ... زَمَانُكُمْ وَذَا زَمَنٌ جَدِيدُ)
(فَمَا ذَهَبَ الزَّمَانُ لَنَا بِمَجْدٍ ... وَلا حَسَبٍ إِذَا ذُكِرَ الْجُدُودُ)
(وَمَا كُنَّا لِنَخْلُدَ لَوْ مَلَكْنَا ... وَأَيُّ النَّاسِ دام له الخلود)(5/20)
1809 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ يُونُسَ بْنُ عُبَيْدٍ: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا دَامُوا تَخْتَلِجُ فِي صَدْرِ الرَّجُلِ شَيْءٌ فَيَجِدُ مَنْ يُفرِّجُ عَنْهُ.(5/20)
1810 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَخُو خَطَّابٍ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: قَالَ بَعْضُ بَنِي مَرْوَانَ لأَبِي حَازِمٍ: مَا الْمَخْرَجُ مِمَّا نَحْنُ فِيهِ؟ قَالَ: تَنْظُرُ مَا عِنْدَكَ؛ فَلَا تَضَعْهُ إِلا فِي حَقِّهِ، وَمَا لَيْسَ عِنْدَكَ فَلا تَأْخُذْهُ إِلا بِحَقِّهِ. قَالَ: وَمَنْ يُطِيقُ هَذَا؟ قَالَ: فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مُلِئَتْ جَهَنَّمُ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ. قَالَ لَهُ: مَا مَالُكَ؟ قَالَ: مَالانِ. قَالَ: مَا هُمَا؟ قَالَ: الثِّقَةُ بِمَا عِنْدِ اللهِ، وَالإِيَاسُ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ. قَالَ: ارْفَعْ إِلَيَّ حَوَائِجَكَ. قَالَ: هَيْهَاتَ! قَدْ رَفَعْتُهَا إِلَى مَنْ لا تُخْتَزَلُ الْحَوَائِجُ دُونَهُ؛ فَإِنْ أَعْطَى مِنْهَا شَيْئًا؛ قَبِلْتُ، وَإِنْ زَوَى عَنِّي مِنْهَا شَيْئًا؛ رَضِيتُ.(5/21)
1811 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: [ص:22] لَمَّا صَافَّ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الترك وَهَالَهُ أَمْرُهُمْ سَأَلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، فَقَالَ: انْظُرُوا مَا يصنع. [قالوا:] هُوَ ذَاكَ فِي أَقْصَى الْمَيْمَنَةِ جَانِحٌ عَلَى سِيَةِ قَوْسِهِ يُنَضْنِضُ بِأَصْبِعِهِ نَحْوَ السَّمَاءِ. فَقَالَ قُتَيْبَةُ: تِلْكَ الأصبع الْفَارِدَةُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مِئَةِ أَلْفِ سَيْفٍ شَهِيرٍ وَسِنَانٍ طَرِيرٍ.(5/21)
1812 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا بَنِيَّ! لَا تَطْلُبُوا مَا عِنْدَ اللهِ مِنْ غَيْرِ اللهِ فَتُسْخِطُوا اللهَ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/22)
1813 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: دَعَا رَجُلٌ بِعَرَفَاتٍ إِلَى جَنْبِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ فِي دُعَائِهِ: اللهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ الْأَقَلِّينَ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا هَذَا الدُّعَاءُ؟ قَالَ: سَمِعْتُ اللهَ يَقُولُ: {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} [ص: 24] ، وسمعته يقول: (وَمَآ ءامَنَ مَعَهُ إلَّا قَلِيلٌ) [هود: 40] ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: 13] . فَقَالَ لَهُ: عَلَيْكَ مِنَ الدُّعَاءِ بِمَا يُعْرَفُ. فَقَالَ الرَّجُلُ: لَوْ دَعَوْتُ مَخْلُوقًا؛ لَدَعَوْتُهُ بِمَا يُعْرَفُ، وَلَكِنِّي أَدْعُو مَنْ يَعْلَمُ مَا فِي الْقَلْبِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْطِقَ بِهِ لِسَانٌ. فَقَالَ عُمَرُ: صَدَقْتَ.(5/23)
1814 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا الْفَضْلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَزْهَرَ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ؛ قَالَ: [ص:24] اخْتَصَمَ إِلَى شُرَيْحٍ رَجُلَانِ قَدْ كَسَرَ هَذَا ثَنِيَّةَ هَذَا وَهَذَا ضِرْسَ هَذَا، فَقَالَ شُرَيْحٌ: الثَّنِيَّةُ لَهَا جَمَالٌ، وَالضِّرْسُ لَهُ منفعة، وهذا بِهَذَا، قُومَا!(5/23)
1815 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ؛ قَالَ: لِلْإِنْسَانِ أَرْبَعُ ثَنَايَا، وَأَرْبَعُ رُبَاعِيَّاتٍ؛ الْوَاحِدَةُ رَبَاعِيَةٌ مُخَفَّفَةٌ، وَأَرْبَعَةُ أَنْيَابٍ ضَوَاحِكَ، وَاثْنَتَا عَشَرَ رَحَى، ثَلَاثٌ فِي كُلِّ شِقٍّ، وَأَرْبَعَةُ نَوَاجِذَ، وَهِيَ أَقْصَاهَا.(5/24)
1816 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ؛ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيَّ: كَمْ كَانَ جُنْدُ بَنِي أُمَيَّةَ؟ قال: ثلاث مئة أَلْفٍ وَخَمْسُونَ أَلْفًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، وَمِئَةٌ وَخَمْسُونَ أَلْفًا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ.(5/24)
1817 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَإِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْخٍ، نَا صَالِحُ بْنُ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَوْ تَخَابَثَتِ الْأُمَمُ وَجِئْنَا بِالْحَجَّاجِ؛ لَغَلَبْنَاهُمْ، وَمَا كَانَ يَصْلُحُ لِدُنْيَا وَلَا لآخِرَةٍ، لَقَدْ وَلِيَ الْعِرَاقَ وَهِيَ أَوْفَرُ مَا تَكُونُ مِنَ الْعِمَارَةِ، فَأَخَسَّ بِهِ حَتَّى صَيَّرَهُ إِلَى أَرْبَعِينَ أَلْفِ أَلْفٍ، وَلَقَدْ أدي إِلَيَّ فِي عَامِي هَذَا ثَمَانُونَ أَلْفِ أَلْفٍ، وَإِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ رَجَوْتُ أَنْ يُؤَدُّوا إِلَيَّ مَا أدى إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: مِئَةَ أَلْفِ أَلْفٍ وَعَشْرَةَ آلَافِ أَلْفٍ.(5/25)
1818 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَائِشَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا يَقُولُ: لَوْ صُوِّرَ الْعَقْلُ؛ لَأَظْلَمَتْ مَعَهُ الشَّمْسُ، وَلَوْ صُوِّرَ الْحُمْقُ؛ لَأَظْلَمَ مَعَهُ اللَّيْلُ.(5/26)
1819 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ رُشَيْدٍ يَقُولُ: فِي حِكْمَةِ الْهِنْدِ: الْأَدَبُ يُذْهِبُ عَنِ الْعَاقِلِ السُّكْرَ وَيَزِيدُ الْأَحْمَقَ سُكْرًا، كَمَا أَنَّ النَّهَارَ يَزِيدُ كُلَّ ذِي بَصَرٍ بَصَرًا وَيَزِيدُ الْخُفَّاشَ سُوءَ بَصَرٍ.(5/26)
1820 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ؛ قَالَ: [ص:27] أَغْلَظَ عَبْدٌ لِسَيِّدِهِ، فَسَكَتَ عَنْهُ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنِّي أَصْبِرُ لِهَذَا الْغُلَامِ عَلَى مَا تَرَوْنَ لِأُرَوِّضَ نَفْسِي، فَإِذَا صَبَرْتُ عَلَى الْمَكْرُوهِ لِلْمَمْلُوكِ؛ كُنْتُ لِغَيْرِ الْمَمْلُوكِ أَصْبَرُ.(5/26)
1821 - حَدَّثَنَا الحربي، نا أبو نصر، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ الْأَحْنَفُ: وَجَدْتُ الْحِلْمَ أَنْصَرَ لِي مِنَ الرِّجَالِ. ثُمَّ أَنْشَدَ فِي أَثَرِهِ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ قَوْلَ الشَّاعِرِ:
(وَإِنَّ اللهَ ذُو حِلْمٍ وَلَكِنْ ... بِقَدْرِ الْحِلْمِ يَنْتَقِمُ الْحَلِيمُ)
(لَقَدْ وَلَّتْ بِدَوْلَتِكَ اللَّيَالِي ... وَأَنْتَ مُلَعَّنٌ فِيهَا ذَمِيمُ)
(وَزَالَتْ لَمْ يَعِشْ فِيهَا كَرِيمٌ ... وَلَا اسْتَغْنَى بِثَرْوَتِهَا عَدِيمُ)
(فَبُعْدًا لَا انْقِضَاءَ لَهُ وَسُحْقًا ... فَغَيْرُ مُصَابِكَ الْحَدَثُ الْعَظِيمُ)(5/27)
1822 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بشر، عن الزهري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: [ص:30] لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسْوَسَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَكُنْتُ مِمَّنْ وَسْوَسَ، فَمَرَّ عَلَيَّ عُمَرُ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ؛ فَلَمْ أَرُدَّ عَلَيْهِ، فَشَكَانِي إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ فَجَاءَا، فَقَالَ: سَلَّمَ عَلَيْكَ أَخُوكَ فَلَمْ تُسَلِّمْ عَلَيْهِ؟ فَقُلْتُ: مَا عَلِمْتُ بِتَسْلِيمِهِ، وَإِنِّي عَنْ ذَلِكَ لَفِي شُغْلٍ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: ولم؟ قال: قلت: قُبِضَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْ نَجَاةِ هَذَا الْأَمْرِ. فَقَالَ: قَدْ سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ. فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَاعْتَنَقْتُهُ وَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ؛ أَحَقٌّ ذَلِكَ؟ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَجَاةِ هَذَا الْأَمْرِ؛ فَقَالَ: «مَنْ قَبِلَ الْكَلِمَةَ الَّتِي عَرَضْتُهَا عَلَى عَمِّي فَرَدَّهَا؛ فَهِيَ النَّجَاةُ»
__________
[إسناده حسن] .(5/28)
1823 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نَا ابْنُ جُرَيْجٍ؛ قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ: نَا وَقَّاصُ بْنُ رَبِيعَةَ أَنَّ الْمُسْتَوْرِدَ حَدَّثَهُمْ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص:33]: «مَنْ أَكَلَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ أَكْلَةً؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُطْعِمَهُ مِثْلَهَا مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنِ اكْتَسَى بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ ثَوْبًا؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَكْسُوهُ مِثْلَهُ مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ قَامَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ مَقَامَ سُمْعَةٍ؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُومُ بِهِ مَقَامَ سُمْعَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
__________
[إسناده رجاله ثقات وهو حسن] .(5/30)
1824 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا أَبِي، نَا وَكِيعٌ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَوْفَى بْنِ دَلْهَمٍ؛ قَالَ: [ص:34] قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لِكُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ حِينَ ذَكَرَ حُجَجَ اللهِ فِي الْأَرْضِ، فَقَالَ: هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقَائِقِ الْأُمُورِ؛ فَبَاشَرُوا رَوْحَ الْيَقِينِ، وَاسْتَلَانُوا مَا اسْتَوْعَرَ الْمُتْرَفُونَ، وَأَنِسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ [ص:35] الْجَاهِلُونَ، وَصَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بالملأ الأعلى، [ها] شَوْقًا إِلَى رُؤْيَتِهِمْ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/33)
1825 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: قَالَ خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ: مَرَرْتُ بِدَيْرِ حَرْمَلَةٍ وَبِهِ رَاهِبٌ كَأَنَّ عَيْنَيْهِ عُدِلَا مَزَادَةٍ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: يَا مُسْلِمُ! أَبْكِي عَلَى مَا فرَّطْتُ مِنْ عُمْرِي، وَعَلَى يَوْمٍ مَضَى مِنْ أَجَلِي لَمْ يَسُرْ فِيهِ عَمَلِي. قَالَ: ثُمَّ مَرَرْتُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَقَالُوا: أَسْلَمَ وَغَزَا فَقُتِلَ فِي بِلَادِ الرُّومِ.(5/35)
1826 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: أُخِذَ لِرَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ مَالٌ، فَكَتَبَ إِلَى آخِذِهِ: أَمَّا بَعْدُ: أَيَا هَذَا! إِنَّ الرَّجُلَ يَنَامُ عَلَى الثُّكْلِ وَلَا يَنَامُ عَلَى الْحَرَبِ؛ فَإِمَّا رَدَدْتَهُ، وَإِمَّا عَرَضْتُ اسْمَكَ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ. [ص:36] قَالَ: فَرَدَّ عَلَيْهِ مَالَهُ.(5/35)
1827 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَرِّزٍ الْهَرَوِيُّ نَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ النَّخَعِيِّ؛ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَعْرَابِ بَنِي عَامِرٍ لَهُ شُوَيْهَاتٍ تَرْعَى، فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ؛ صَيَّرَهَا إِلَى عَرْصَةِ إِيوَانِ كِسْرَى، وَفِي الْعَرْصَةِ سَرِيرُ رُخَامٍ كَانَ يَجْلِسُ عَلَيْهِ كِسْرَى؛ فَكَانَتْ تَصْعَدُ غُنَيْمَاتُ الْعَامِرِيِّ إِلَى السَّرِيرِ، فَقَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ لِحُذَيْفَةَ لَمَّا رَأَى ذَلِكَ: وَمِنْ أَعْجَبَ مَا رَأَيْنَا يَا حُذَيْفَةُ صُعُودَ غُنَيْمَاتِ الْعَامِرِيِّ عَلَى سَرِيرِ كِسْرَى!
__________
[إسناده ضعيف] .(5/36)
1828 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ أَبُو حُذَيْفَةُ، عَنِ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: بَيْنَا أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ؛ إِذْ سَطَعَ لَهُمْ نُورٌ فِي الْجَنَّةِ، فَقِيلَ: مَا هَذَا النُّورُ؟ فَقِيلَ: حَوْرَاءُ ضَحِكَتْ فِي وَجْهِ زَوْجِهَا فَبَدَتْ ثَنَايَاهَا.(5/36)
1829 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ [ص:37] بِتُّ لَيْلَةً أَتَمَنَّى لَيْلَتِي كُلَّهَا حَتَّى كَسَوْتُ الْبَحْرَ الْأَخْضَرَ بِالذَّهَبِ الْأَحْمَرِ، ثُمَّ نَظَرْتُ؛ فَإِذَا يَكْفِينِي مِنْ ذَلِكَ رَغِيفَانِ وَكُوزَانِ وَطِمْرَانِ.(5/36)
1830 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا أبي، عن بكرالعابد؛ قَالَ: قَالَ الثَّوْرِيُّ: مَنْ طَلَبَ الرِّئَاسَةَ بِالْعِلْمِ؛ فَاتَهُ عِلْمٌ كَثِيرٌ.(5/37)
1831 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: لَوْلَا الْعِلْمُ لَمْ يُطْلَبِ الْعَمَلُ، وَلَوْلَا الْعَمَلُ لَمْ يُطْلَبِ الْعِلْمُ، وَلَأَنْ أَدَعَ الْحَقَّ جَهْلًا بِهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَدَعَهُ زَاهِدًا [ص:38] فِيهِ.(5/37)
1832 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: مَا أَحْسَنَ الرَّجُلَ نَاطِقًا عَالِمًا، وَمُسْتَمِعًا وَاعِيًا، وَوَاعِيًا عَامِلًا!(5/38)
1833 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا أَبُو زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: لَوْلَا أَنَّ فِي قَوْلِي أَنِّي لَا أَعْلَمُ شَيْئًا لِأَنِّي أَعْلَمُ؛ لَقُلْتُ أَنِّي لَا أَعْلَمُ.(5/38)
1834 - حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحَ الْهَمَذَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: قَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: ثَلَاثَةٌ مَا أَقُولُهُنَّ إِلَّا لِيَعْتَبِرَ بِهِنَّ مُعْتَبِرٌ: لَا أَخْلُفُ جَلِيسِي بِغَيْرِ مَا [ص:39] أَحْضُرُهُ بِهِ، وَلَا أَدْخِلُ نَفْسِي فِي أَمْرٍ لَمْ أُدْخَلْ فِيهِ، وَلَا آتِي سُلْطَانًا حَتَّى يُرْسِلَ إِلَيَّ.(5/38)
1835 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: مَرَّ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ بِقَوْمٍ وَهُوَ يُرِيدُ مَكَّةَ، فَقَالَوا لَهُ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ قَالَ: مِنَ الْفَجَّ الْعَمِيقِ. قَالَوا: فَأَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: الْبَيْتَ الْعَتِيقَ. قَالُوا: هَلْ كَانَ مِنْ مَطَرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، عَفَّى الْأَثَرُ، وَأَنْضَرَ الشَّجَرُ، وَدَهْدَهَ الْحَجَرُ. قَالُوا: أيُّ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحْكَمُ؟ قَالَ: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)) [الزلزلة: 7، 8] .(5/39)
1836 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، قَالَ: لَمَّا دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ بي طَالِبٍ الْكُوفَةَ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ حُكَمَاءِ [ص:40] الْعَرَبِ، فَقَالَ: وَاللهِ يَا أَمِيرَ المؤمنين، لقد زنت الْخِلَافَةَ وَمَا زَانَتْكَ، وَرَفَعْتَهَا وَمَا رَفَعَتْكَ، وَلَهِيَ كَانَتْ أحوج [إليك] مِنْكَ إِلَيْهَا
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(5/39)
1837 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:42] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمِكْيَالُ مِكْيَالُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَالْوَزْنُ وَزْنُ أَهْلِ مَكَّةَ»
__________
[إسناده جيد] .(5/40)
1838 - حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، نَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، نَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ؛ قَالَ: [ص:43] دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي عَضُدِي حَلَقَةُ صُفْرٍ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» قُلْتُ: مِنَ الْوَاهِنَةِ. قَالَ: «أَتُحِبُّ أَنْ تُوكَلَ إِلَيْهَا؟ ! انْبِذْهَا عَنْكَ»
__________
[إسناده ضعيف] .(5/42)
1839 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبِي، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيّ: [ص:44] الْمُؤْمِنَ لَمْ يَأْخُذْ دِينَهُ عَنْ رَأْيِهِ، وَلَكِنْ أَخَذَهُ مِنْ قِبَلِ رَبِّهِ، وَإِنَّ هَذَا الْحَقَّ قَدِ اجْتَهَدَ أَهْلُهُ، وَلَا يَصْبِرُ عَلَيْهِ إِلَّا مَنْ عَرِفَ فَضْلَهُ وَرَجَا عَاقِبَتَهُ، فَمَنْ حَمِدَ الدُّنْيَا؛ ذَمَّ الْآخِرَةَ، وَلَيْسَ يَكْرَهُ لِقَاءَ اللهِ إِلَّا مُقِيمًا عَلَى سَخَطِهِ. وَكَانَ إِذَا قرأ: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرَ (1)) [التَّكَاثُرُ: 1] ؛ قَالَ: عَنْ مَاذَا أَلْهَاكُمْ؛ عَنْ دَارِ الْخُلُودِ وَجَنَّةٍ لَا تَبِيدُ؟ هَذَا وَاللهِ فَضَحَ الْقَوْمُ وَهَتَكَ السِّتْرَ وَأَبْدَى الْعَوَارَ، رَحِمَ اللهُ رَجُلًا خَلَا بِكِتَابِ اللهِ، فَعَرَضَهُ عَلَى نَفْسِهِ، فَإِنْ وَافَقَهُ؛ حَمْدِ رَبَّهُ وَسَأَلَ الزِّيَادَةَ مِنْ فَضْلِهِ، وَإِنْ خَالَفَهُ؛ عَاتَبَ نَفْسَهُ وَأَنَابَ وَرَاجَعَ مِنْ قَرِيبٍ، رَحِمَ اللهُ رَجُلًا وَعَظَ أَخَاهُ وَأَهْلَهُ، فَقَالَ: يَا هلاه صَلَاتَكُمْ صَلَاتَكُمْ، زَكَاتَكُمْ زَكَاتَكُمْ، لَعَلَّ اللهُ يَرْحَمَكُمْ؛ فَإِنَّ اللهَ أَثْنَى عَلَى عَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ، فَقَالَ: (وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَوةِ وَالزَّكَوةِ وَكَّانَ عِنْدَ رَبِّهٍ مَرْضِيًّا (55)) [مريم: 55] . ابْنَ آدَمَ! كَيْفَ تَكُونُ مُسْلِمًا وَلَا يَسْلَمُ مِنْكَ جَارُكَ؟ ! وَكَيْفَ تَكُونُ مُؤْمِنًا وَلَمْ يَأْمَنَكَ النَّاسُ؟ !(5/43)
1840 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ عَمِّهِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ يَقُولُ: [ص:45] لَقَدْ وَقَذَتْنِي كَلِمَةٌ سَمِعْتُهَا مِنَ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ، قُلْتُ: وَإِنَّ كَلَامَ الْحَجَّاجِ لَيُوقِذُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ عَلَى هَذِهِ الأعواد: إن امرءا ذَهَبَتْ سَاعَةٌ مِنْ عُمْرِهِ لِغَيْرِ مَا خُلِقَ لَهُ؛ لَحَرِيٌّ أَنْ تَطُولَ عَلَيْهَا حَسْرَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.(5/44)
1841 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الْخَرَّازُ، نَا سَعِيدٌ الْجَرْمِيُّ؛ قَالَ: تَكَلَّمَ ابْنُ السَّمَّاكِ يَوْمًا، فَأَعْجَبَهُ كَلَامُهُ، فَقَالَ: أَلْسُنٌ تَصِفُ، وَقُلُوبٌ تَعرِفُ، وَأَعْمَالٌ تُخَالِفُ.(5/45)
1842 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ الْهِلَالِيَّ يَقُولُ: [ص:46] دَخَلَ طَاوُسُ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ؛ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ، وَسَكَتَ، فَمَا تَكَلَّمَ إِلَّا بِجَوَابِ كَلَامِهِ فَقَطْ وَسَكَتَ، فَعُوتِبَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: أَرَدْتُ أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ فِي عَبَّادِ اللهِ مَنْ يَسْتَصْغِرُ مَا يَسْتَعْظِمُهُ.(5/45)
1843 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ! إِذَا طَلَبْتَ الْغِنَى؛ فَاطْلُبْهُ بِالْقَنَاعَةِ؛ فَإِنَّهُ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ قَنَاعَةٌ لَمْ يُغْنِهِ مَالٌ
__________
[إسناده منقطع] .(5/46)
1844 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ، نَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ تَمِيمٍ: سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: [ص:47] يَا أَهْلَ الْخُلُودِ وَيَا أَهْلَ الْغِنَى! إِنَّكُمْ لَمْ تُخْلَقُوا لِلْفَنَاءِ، وَإِنَّمَا تُنْقَلُونَ مِنْ دَارٍ إِلَى دَارٍ؛ كَمَا تُنْقَلُونَ مِنَ الْأَصْلَابِ إِلَى الْأَرْحَامِ، وَمِنَ الْأَرْحَامِ إِلَى الدُّنْيَا، وَمِنَ الدُّنْيَا إِلَى الْقُبُورِ، وَمِنَ الْقُبُورِ إِلَى الْمَوْقِفِ، وَمِنَ الْمَوْقِفِ إِلَى الْخُلُودِ: إِلَى الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ.(5/46)
1845 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، نَا لُقْمَانُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءَ؛ قَالَ: لَوْ أَنَّ الْوَحْشَ طَعِمَتْ طَعْمَ الْإِسْلَامِ؛ مَا تَرَكَتْهُ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/47)
1846 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ! إِنَّ الْكِبْرَ رِدَاءِ اللهِ؛ فَلَا تُنَازِعَنَّ اللهَ رِدَاءَهُ «.(5/47)
1847 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا الزِّيَادِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ: [ص:48] أَنَّ عُمَرَ بْنَ هُبَيْرَةَ قَالَ لِإِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ لَمَّا أَرَادَهُ عَلَى الْقَضَاءِ، قَالَ: إِنِّي لَا أَصْلُحُ. قَالَ لَهُ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: لِأَنِّي عَيِيٌّ، وَأَنِّي ذَمِيمٌ، وَأَنِّي حِدِّيدٌ. فَقَالَ ابْنُ هُبَيْرَةَ: أَمَّا الْحِدَّةُ؛ فَإِنَّ السَّوْطَ يُقَوِّمَكَ، وَأَمَّا الدَّمَامَةُ؛ فَإِنِّي لَا أُرِيدُ أُحَاسِنُ بِكَ، وَأَمَّا الْعِيُّ؛ فَقَدْ عَبَّرْتَ عَمَّا تُرِيدُ، وَإِنْ كُنْتَ عِنْدَ نَفْسِكَ عَيِيًّا؛ فَذَاكَ أَجْدَرُ. قَالَ الزِّيَادِيُّ: وَقِيلَ لِإِيَاسٍ لَمَّا وَلِيَ الْقَضَاءَ: إِنَّكَ تَعْجَلُ بِالْقَضَاءِ. فَقَالَ إِيَاسٌ: كَمْ لِكَفِّكَ مِنْ أُصْبُعٍ؟ فَقَالَ: خَمْسَةٌ! فَقَالَ لَهُ إِيَاسٌ: عَجِلْتَ بِالْجَوَابِ. قَالَ: لَمْ يَعْجَلْ مَنِ اسْتَيْقَنَ عِلْمًا! فَقَالَ إِيَاسٌ: هَذَا جَوَابِي.(5/47)
1848 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: [ص:49] قِيلَ لِإِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ: مَا فِيكَ عَيْبٌ إِلَّا كَثْرَةَ الْكَلَامِ. قَالَ: أَفَتَسْمَعُونَ صَوَابًا أو خطأ؟ قالو: لَا، بَلْ صَوَابًا. قَالَ: فَالزِّيَادَةُ مِنَ الْخَيْرِ خَيْرٌ. قَالَ: وَمَا رُمِيَ إِيَاسٌ بِالْعِيَّ قَطُّ، وَإِنَّمَا عَابُوهُ بِالْإِكْثَارِ، وَكَانَ يُقَالَ: بِالْبَصْرَةِ شَيْخُهَا الْحَسَنُ، وَفَتَاهَا إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ.(5/48)
1849 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِإِيَاسٍ: مَا فِيكَ عَيْبٌ غَيْرَ أَنَّكَ مُعْجَبٌ بِقَوْلِكَ. فَقَالَ لَهُمْ: أَفَأَعْجَبَكُمْ قَوْلِي؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَأَنَا أَحَقُّ أَنْ أُعْجَبَ بِمَا أَقُولُ وَبِمَا يَكُونُ مِنِّي. قَالَ: وَهَذَا مِمَّا اسْتَحْسَنَهُ النَّاسُ مِنْ قَوْلِهِ.(5/49)
1850 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا أَشْهَلُ بْنُ حَاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص:51] قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ بَعْضِ الْفُرُوجِ عَلَى عَمْرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ، فَنَثَرَ كِنَانَتَهُ، فَسَقَطَتْ صَحِيفَةٌ؛ فَإِذَا فِيهَا
(أَلَا أَبْلِغْ أَبَا حَفْصٍ رَسُولًا ... فِدًى لَكَ مِنْ أَخِي ثِقَةٍ إِزَارِي)
(قَلَائِصَنَا هَدَاكَ اللهُ إِنَّا ... شُغِلْنَا عَنْكُمُ زَمَنَ الْحِصَارِ)
(فَمَا قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلَاتٍ ... قَفَا سَلْعَ بِمُخْتَلَفِ النِّجَارِ)
(يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدَةُ شَيْظَمِيٌّ ... وَبِئْسَ معقل الذود الظؤار)
__________
[إسناده ضعيف] .(5/49)
1850 - / م - سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: [ص:52] تَفْسِيرُ هَذَا الْحَدِيثُ؛ قَالَ: الفُرُوجُ: الثُّغُورُ، وَاحِدَهَا فَرْجٌ، قَالَ لَبِيدٌ:
(رَابِطَ الْجَأْشِ عَلَى فَرْجِهِمُ ... أَعْطِفُ الْجَوْنِ بِمَرْبُوعٍ مَثِلُ)
وَقَوْلُهُ: رَسُولًا؛ أَيْ: رِسَالَةٌ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرُ:
(لَقَدْ كَذَبَ الْوَاشُونَ بُحْتُ عِنْدَهُمُ ... بِسِرٍّ وَلَا أَرْسَلْتُهُمْ بِرَسُولِ)
وَقَوْلُهُ: فِدًى لَكَ إِزَارِي؛ أَيْ: أَهْلِي، وَمِنْهُ قَوْلُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وأنتم لباس لهن} [البقرة: 187] . وَقَالَ الْجَعْدِيُّ - وَذَكَرَ امْرَأَةً -:
(إِذَا مَا الضَّجِيعُ ثَنَى جِيدَهَا ... تَدَاعَتْ عَلَيْهِ فَكَانَتْ عَلَيْهِ لِبَاسَهُ)
وَقَالَ أَيْضًا: أَرَادَ بِالْإِزَارِ نَفْسَهُ؛ لِأَنَّ الْإِزَارَ يَشْتَمِلُ عَلَى جِسْمِهِ؛ فَسُمِّيَ الْجِسْمُ إِزَارًا. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ - وَذَكَرَ امْرَأَةً -:
(تَبْرَأُ مِنْ دَمِّ الْقَتِيلِ وَبَزِّهِ ... وَقَدْ عَلِقْتَ دَمَ الْقَتِيلِ إِزَارُهَا)
يَعْنِي: نَفْسَهَا، وَالْإِزَارُ يُؤَنَّثُ وَيُذَكَّرُ. [ص:53] وَقَوْلُهُ: قَلَائِصَنَا: وَهِيَ النُّوقُ الشَّوَابُ كَنَّى بِهَا عَنِ النِّسَاءِ، وَأَرَادَ النِّسَاءَ؛ فَوَرَّى عَنْهُ بِالْقُلُصِ، وَقَوْلُهُ: قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلَاتٍ؛ يَعْنِي: نِسَاءً مُغَيَّبَاتٍ فِي الْمَغَازِي، يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدَةُ شَيْظَمِيٌّ، وَأَرَادَ أَنَّ جَعْدَةَ هَذَا يُخَالِفُ إِلَى نِسَاءِ الْمُغَيَّبَاتِ؛ فَفَهِمَ عُمَرُ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ مَا أَرَادَ، وَوَجَّهَ إِلَى جَعْدَةَ، فَأَتَى بِهِ، فَضَرَبَهُ وَنَفَاهُ.(5/51)
1851 - حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمِّهِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: إِنِّي لَفِي أُغَيْلَمَةَ الَّذِينَ يَجُرُّونَ جَعْدَةَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَتَّى ضَرَبَهُ. وَقَوْلُهُ: شَيْظَمِيٌّ؛ فَالشَيْظَمِيُّ هُوَ الطَّوِيلُ، وَالظُّؤَارُ؛ جَمْعُ ظِئْرٍ، (وَيُقَالَ: إِنَّ أَصْلَ) هَذَا أَنَّ النَّاقَةَ تُعْقَلُ لِلضِّرَابِ؛ فَكَنَّى عَنْهُ بِهِ، وَقَفَا سَلْعٍ وَرَاءَهُ، وَهُوَ جَبَلٌ.(5/53)
1852 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: [ص:54] أَنْشَدَنَا الْمَدَائِنِيُّ لِابْنِ عَبَّاسٍ:
(إِنْ يَأْخُذِ اللهُ مِنْ عَيْنَيَّ نُورَهُمَا ... فَفِي لِسَانِي وَسَمْعِي مِنْهُمَا نُورُ)
(قَلْبِي ذَكِيٌّ وَعَقْلِي غَيْرُ ذِي دَخَلٍ ... وَفِي فَمِي صَارِمٌ كَالسَّيْفِ مَأْثُورُ)(5/53)
1853 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: ثَلَاثَةٌ يُخْلِقْنَ الْعَقْلَ وَفِيهِنَّ دَلِيلٌ عَلَى الضَّعْفِ: سُرْعَةُ الْجَوَابِ، وَطُولُ التَّمَنِّي، وَالِاسْتِفْرَاغُ فِي الضَّحِكِ.(5/54)
1854 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ، نَا أَبُو زَيْدٍ؛ قَالَ: ثَمَانِيَةٌ مِنَ النَّاسِ إِنْ أُهِينُوا؛ فَاللَّوْمُ عَلَيْهِمْ: مَنْ أَتَى مَائِدَةَ قَوْمٍ وَلَمْ [ص:55] يُدْعَ إِلَيْهَا، وَالْمُتآِمرُ عَلَى رَبِّ الْبَيْتِ فِي بَيْتِهِ، وَالدَّاخِلِ بَيْنَ اثْنَيْنِ فِي حَدِيثِهِمَا وَلَمْ يُدْخِلَاهُ، وَالْمُسْتَخِفُّ بِالسُّلْطَانِ، وَالْجَالِسُ مَجْلِسًا لَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ، وَالْمُقْبِلُ بِحَدِيثِهِ عَلَى من لا يمسع مِنْهُ، وَرَاجِيَ الْعُرْفُ مِنَ اللِّئَامِ.(5/54)
1855 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ فَهْمٍ، نَا ابْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: اصْحَبُ النَّاسَ بِثَلَاثَةٍ: بِالْحَذَرِ، وَرَفْضِ الدَّالَّةِ، وَالِاجْتِهَادِ فِي النَّصِيحَةِ. وَقَالَ أَيْضًا: اصْحَبُ السُّلْطَانَ بِالْحَذَرِ، وَالصَّدِيقَ بِالتَّوَاضُعِ، وَالْعَدُوَّ بِالْجَهْدِ، وَالْعَامَةَ بِالْبِشْرِ.(5/55)
1856 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ يَقُولُ: قُلْتُ لِبَعْضِ الصُّوفِيِّينَ: تَبِيعُ جُبَّتَكَ الصُّوفِ؟ فقَالَ: إِذَا بَاعَ الصَّيَّادُ شَبَكَتَهُ؛ فَبِأَيِّ شَيْءٍ يَصْطَادُ؟ !(5/55)
1857 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ أرْدَشِيرُ: [ص:56] رِضَا الرَّجُلِ عَنْ نَفْسِهِ دَلِيلٌ عَلَى قِلَّةِ عَقْلِهِ.(5/55)
1858 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ العَتَّابِيُّ: قَالَ أَنُوشِرْوَانُ: ثِقَةُ الرَّجُلِ بجودة عَقَلَهُ، وَإِقْرَارُهُ بِوُفُورِ عَقْلِهِ، دَلِيلٌ عَلَى جَهْلِهِ.(5/56)
1859 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِزِيَادٍ: مَنِ الْمَحْظُوظُ الْمَغْبُوطُ عِنْدَكُمْ؟ قَالَ: مَنْ طَالَ عُمْرُهُ، وَرَأَى فِي عَدُوِّهِ مَا يَسُرُّهُ. وَقِيلَ لِمُعَاوِيَةَ: مَا الْحَظُّ؟ قَالَ: مَا أَقْعَصَ عَنْكَ مَا تَكْرَهُ.(5/56)
1860 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، نَا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: [ص:57] لَمَّا احْتَضَرَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بِأَنْقَرَةَ؛ نَظَرَ إِلَى قَبْرٍ، فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقَالُوا: قَبْرُ امْرَأَةٍ غَرِيبَةٍ. فَقَالَ:
(أَجَارَتَنَا إِنَّ المَزَارَ قَرِيبُ ... وَإِنِّي مُقِيمٌ مَا أَقَامَ عَسِيبُ)
(أجارتنا إنا غريبان ها هنا ... وَكُلُّ غَرِيبٍ للغريب نَسِيبُ) قَالَ: وَعَسِيبُ: جَبَلٌ كَانَ الْقَبْرُ فِي سَنَدِهِ.(5/56)
1861 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ , نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: [ص:58] مَنِ اعْتَدَلَ يَوْمَاهُ؛ فَهُوَ مَغْبُونٌ، وَمَنْ كَانَ غَدُهُ شَرَّ يَوْمَيْهِ؛ فَهُوَ مَحْرُومٌ، وَمَنْ لَمْ يَرَ الزِّيَادَةَ فِي نَفْسِهِ؛ كَانَ فِي نُقْصَانٍ، وَمَنْ كَانَ فِي نُقْصَانٍ؛ فَالْمَوْتُ خَيْرٌ لَهُ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَكَانَ يُقَالَ: لَا تَنْسَوْا نَصِيبَكُمْ مِنَ الدُّنْيَا؛ فَإِنَّ نَصِيبَكُمْ مِنْهَا بَقِيَّةُ أَعْمَارِكُمْ، وَلَيْسَ لِبَقِيَّةِ الْعُمُرِ مِنْ ثَمَنٍ.(5/57)
1862 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُلَاعِبٍ، نَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا قَيْسٌ، نَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؛ قَالَ: [ص:60] كُنَّا نَنْقُلُ الْحِجَارَةَ إِلَى الْبَيْتِ حِينَ كَانَتْ قُرَيْشٌ تَبْنِي الْبَيْتَ، وَكَانَ الرِّجَالُ مِنْ قُرَيْشٍ يَنْقُلُونَ الْحِجَارَةَ، وَكَانَتِ النِّسَاءُ تَنْقُلُ. قَالَ: وَكُنْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَكُنَّا نَحْمِلُ الْحِجَارَةَ عَلَى أَرْقَابِنَا وَأُزُرِنَا تَحْتَ الْحِجَارَةِ، فَإِذَا غَشِيَنَا النَّاسَ؛ اتَّزَرْنَا، فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَامِي لَيْسَ عَلَيْهِ إِزَارٌ؛ إِذْ خَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْبَطَحَ. قَالَ: فَأَلْقَيْتُ حَجَرِي وَجِئْتُ أَسْعَى؛ فَإِذَا هُوَ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقُلْتُ: مَا شَأْنَكَ؟ فَقَامَ فَأَخَذَ إِزَارَهُ، فَقَالَ: «نُهِيتُ أَنْ أَمْشِي عُرْيَانًا» . قَالَ: فَكُنْتُ أَكْتُمُهُ النَّاسَ مَخَافَةَ أَنْ يَقُولُوا: مَجْنُونٌ، حَتَّى أَظْهَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ نُبُوَّتَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/58)
1863 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا شُعْبَةَ، عَنْ حَاجِبِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ؛ قَالَ: [ص:62] هُوَ الْيَوْمُ التَّاسِعُ. قُلْتُ: كَذَاكَ صَامَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ
__________
[إسناده لين، وهو صحيح عن ابن عباس] .(5/60)
1864 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: إِنَّ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ يَرْقَى فِي دَرَجَتِهِ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ فَقَالَ: جِئْتُ لِأَقْبِضَ رُوحَكَ. قَالَ: فَدَعْنِي أَرْقَى. قَالَ: لَا وَاللهِ! قَالَ: فَدَعْنِي أَنْزِلُ أُوصِي. قَالَ: لَا وَاللهِ! ثُمَّ قَالَ لَهُ: يَا دَاوُدُ! مَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ قَالَ: مَاتَ. قَالَ: فَمَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ قَالَ: مَاتَ. قَالَ لَهُ: يَا دَاوُدَ! فَمَا كَانَ فِيهِمْ عِبْرَةٌ؟ !(5/62)
1865 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: [ص:63] يُرْزَقُ الصَّادِقُ ثَلَاثَ خِصَالٍ: الْحَلَاوَةَ، وَالْمَلَاحَةَ، وَالْمَهَابَةَ.(5/62)
1866 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدِّينَوَرِيُّ، نَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، نَا جَرِيرٌ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ؛ قَالَ: كَانَ بَيْنَ مُطَرِّفٍ وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ فِي مَسْجِدِهِمْ كَلَامٌ وَكَذَبَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ مُطَرِّفٌ: فَإِنْ كُنْتَ كَاذِبًا؛ فَأَمَاتَكَ اللهُ. فَخَرَّ مَيِّتًا، فَاسْتَعْدَوْا عَلَيْهِ بَنُو عَمِّهِ إِلَى زِيَادٍ، فَقَالَ لَهُمْ: هَلْ مَسَّ صَاحِبَكُمْ بِشَيْءٍ أَوْ ضَرَبَهُ؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: كَلِمَةُ عَبْدٍ صَالِحٍ وَافَقَتْ قَدَرًا.(5/63)
1867 - حَدَّثَنَا أحمد بْنُ عِيسَى وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدِ الْقَاسِمِ بْنِ سَلامٍ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ؛ قَالَ: [ص:64] لَمَّا مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أُذَيْنَةَ ذُكِرَ أَبُو قِلَابَةَ لِلْقَضَاءِ؛ فَهَرَبَ حَتَّى أَتَى الشَّامَ، فَوَافَى ذَلِكَ عَزْلَ قَاضِيهَا، فَذُكِرَ لِلْقَضَاءِ؛ فَهَرَبَ حَتَّى أَتَى الْيَمَامَةَ. قَالَ أَيُّوبُ: فَلَقِيتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: مَا وَجَدْتُ مَثَلَ الْقَاضِي الْعَالِمَ إِلَّا مَثَلَ رَجُلٍ وَقَعَ فِي بَحْرٍ، فَمَا عَسَى أَنْ يَسْبَحَ حَتَّى يَغْرَقَ.(5/63)
1868 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبُو الرَّبِيعِ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ رَجُلًا جَلَسَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَتَنَاوَلَ مِنْ رَأْسِهِ كَأَنَّهُ أَخَذَ شَيْئًا، فَسَكَتَ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَأَخَذَ عُمَرُ بِيَدِهِ، فَقَالَ: مَا أَرَى أَخَذْتَ شَيْئًا. فَإِذَا هُوَ لَمْ يَأْخُذْ شَيْئًا، فَقَالَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا مَا يَصْنَعُ بِي أَخَذَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؛ كُلُّ ذَلِكَ لَا يَأْخُذُ شَيْئًا. ثُمَّ قَالَ: إِذَا أَخَذَ أَحَدُكُمْ مِنْ رَأْسِ أَخِيهِ شَيْئًا؛ فَلْيُرِهِ إِيَّاهُ. قَالَ: وَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخْذِ رَجُلٍ، وَقَالَ: نَهَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَنِ الْمَلَقِ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(5/64)
1869 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: قَالَ شَعْيَا النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَذَكَرَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ، وَذَكَرَ قصة العرب يَوْمَ بَدْرٍ -، فَقَالَ: يَدُوسُونَ الْأُمَمَ كَدِيَاسِ الْبَيَادِرِ، وَيَنْزِلُ الْبَلَاءُ بِمُشْرِكِي الْعَرَبِ، وَيُهْزَمُونَ بَيْنَ يَدَيْ سُيُوفٍ مَسْلُولَةٍ وَقِسِيٍّ مُوتِرَةٍ. ثُمَّ قَالَ: وَتُشَقُّ في البادية مياه وسواقي فِي أَرْضِ الْفَلَاةِ وَالْأَمَاكِنِ العطاش، وتصير هنا مَحَجَّةً، وَطَرِيقُ الْحَرَمِ لَا يَمُرُّ بِهِ أَنْجَاسُ الْأُمَمِ، وَالْجَاهِلُ بِهِ لَا يَضِلُّ هُنَاكَ، وَلَا يَكُونُ بِهِ سِبَاعٌ وَلَا أُسْدُ، وَيَكُونُ هُنَاكَ مِنَ الْمُخْلِصِينَ، أَعْطَى الْبَادِيَةَ كَرَامَةَ لُبْنَانَ، وَبِهَا الْكَرَامَاتُ، وَلُبْنَانُ الشَّامِ وَبَيْتُ الْمَقْدِسِ. يُرِيدُ: اجْعَلِ الْكَرَامَةَ الَّتِي كَانَتْ هُنَاكَ بِالْوَحْيِ وَظُهُورِ الْأَنْبِيَاءِ لِلْبَادِيَةِ بِالْحِجَجِ وَبِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ قَالَ: وَتُفْتَحُ أَبْوَابَ أَبْوَابِكِ دَائِمًا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا تُغْلَقُ، وَيَغْذُونَكِ قِبْلَةً، وَتُدْعِينَ بَعْدَ ذَلِكَ مَدِينَةَ الرَّبِّ؛ أَيْ: بَيْتُ اللهِ. قَالَ وَهْبٌ: وَقَرَأْتُ فِي كِتَابِ شَعْيَا: وَقَدْ أَقْسَمْتُ بِنَفْسِي كَقَسَمِي أَيَّامَ الطُّوفَانِ: أَنِّي لَا أُغْرِقُ الْأَرْضَ بِالطُّوفَانِ، كَذَلِكَ أَقْسَمْتُ أَنِّي لَا أَسْخَطُ عَلَيْكَ وَلَا أَرْفُضُكَ، وَإِنَّ [ص:66] الْجِبَالَ تَزُولُ وَالْقِلَاعَ تَنْحَطُّ وَنِعْمَتِي عَلَيْكَ لَا تَزُولُ، وَكُلُّ لِسَانٍ وَلُغَةٍ تَقُومُ مَعَكَ بِالْخُصُومَةِ تُفْلَجِينَ مَعَهَا، وَيُسَمِّيكِ اللهُ اسْمًا جَدِيدًا. يُرِيدُ أَنَّهُ سُمِّي مَسْجِدَ الْحَرَامِ، وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ يُسَمَّى الْكَعْبَةَ. قَالَ: وَيُسَاقُ إِلَيْكِ كِبَاشُ مَدْيَنَ، وَيَأْتِيكِ أَهْلُ سَبَأٍ، وَيَخْدِمُكِ وَلَدُ يناوثَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، وَإِنَّ الذِّئْبَ وَالْحَمَلَ يَرْعَيَانِ فِيهِ مَعًا، وَكَذَلِكَ جَمِيعُ السِّبَاعِ لَا تُؤْذِي وَلَا يُفْسِدُ فِي كُلِّ حَرَمٍ، وَتُبْعَدِينَ مِنَ الظُّلْمِ؛ فَلَا تَخَافِي، وَمِنَ الضَّعْفِ؛ فَلَا تَضْعَفِي، وَكُلُّ سِلَاحٍ يَصْنَعُهُ صَانِعٌ لَا يَعْمَلُ فِيكِ وَيَحُجُّ إِلَيْكِ عَسَاكِرُ الْأُمَمِ، وَسَأَبْعَثُ مِنَ الصَّبَا قَوْمًا، فَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشْرِقِ مُجِيبِينَ أَفْوَاجًا كَالصَّعِيدِ كَثْرَةً. وَالصَّبَا مَطْلَعُ الشَّمْسِ، وَذَلِكَ كُلُّهُ كَرَامَةٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَنَاوِثُ هُوَ ابْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَقُيْذَارُ أَخُوهُ، وَهُوَ أَبُو النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
[إسناده واه] .(5/65)
1870 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، حدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ وَهْبٍ الْحَارِثِيُّ؛ قَالَ: سَأَلَ الْحَجَّاجُ رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ عَنْ عَشِيرَتِهِ، فَقَالَ: أَيُّ عَشِيرَتِكَ أَفْضَلُ؟ قَالَ: أَتْقَاهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالرَّغْبَةِ فِي الآِخرَةِ وَالزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا. قَالَ: فَأَيُّهُمْ أَسْوَدُ؟ قَالَ: أَوْزَنَهُمْ حِلْمًا حِينَ يُسْتَجْهَلُ، وَأَسْخَاهُمْ حِينَ [ص:67] يُسْأَلُ. قَالَ: فَأَيُّهُمْ أَدْهَى؟ قَالَ: مَنْ كَتَمَ سِرَّهُ مَخَافَةَ أَنْ يُشَارَ إِلَيْهِ يَوْمًا. قَالَ: فَأَيُّهُمْ أَكْيَسُ؟ قَالَ: مَنْ يُصْلِحُ مَالَهُ وَيَقْتَصِدُ فِي مَعِيشَتِهِ. [قَالَ: فَأَيُّهُمْ أَرْفَقُ؟ قَالَ: مَنْ يُعْطِي بِشْرَ وَجْهِهِ أصدقائه] وَيَتَعَاهَدَ حُقُوقَ إِخْوَانِهِ فِي إِجَابَةِ دَعْوَتِهِمْ، وَعِيَادَةِ مَرْضَاهُمْ، وَالتَّسْلِيمِ عَلَيْهِمْ، وَالْمَشْيِ مَعَ جَنَائِزِهِمْ، وَالنُّصْحِ لَهُمْ بِالْغَيْبِ. قَالَ: فَأَيُّهُمْ أَفْطَنُ؟ قَالَ: مَنْ عَرِفَ مَا يُوَافِقُ الرِّجَالَ مِنَ الْحَدِيثِ حِينَ يُجَالِسُهُمْ. قَالَ: فَأَيُّهُمْ أَصْلَبُ؟ قَالَ: مَنِ اشْتَدَّتْ عَارِضَتَهُ فِي الْيَقِينِ، وَجَزَمَ فِي التَّوَكُّلِ، وَمَنَعَ جَارَهُ مِنَ الضَّيْمِ.(5/66)
1871 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ يَقُولُ: [ص:68] أُنْشِدَ حَاتِمٌ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ:
(قَلِيلُ الْمَالِ تُصْلِحُهُ فَيَبْقَى ... . . . . . . . . . . . . . . . . . .)
فقَالَ: قَطَعَ اللهُ لِسَانَهُ؛ فَأَيْنَ هُوَ عَنْ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ:
(فَلَا الْجُودُ يُفْنِي الْمَالَ قَبْلَ فَنَائِهِ ... وَلَا الْبُخْلُ فِي مَالِ الشَّحِيحِ يَزِيدُ)
(فَلَا يَعِشْ يَوْمًا بِعَيْشٍ مُقَتَّرٍ ... لِكُلِّ غَدٍ رِزْقٌ يَجِيءُ جَدِيدُ)(5/67)
1872 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ؛ قَالَ: قَالَ عَوْفُ بْنُ النُّعْمَانِ الشَّيْبَانِيُّ - وَكَانَ جَاهِلِيًّا -: لِأَنْ أَمُوتَ عَطَشًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ مِخْلافًا لِلْوَعْدِ.(5/68)
1873 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ؛ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: [ص:71] خِلَالُ الْمَكَارِمِ عَشْرٌ، تَكُونُ فِي الرَّجُلِ وَلَا تَكُونُ فِي ابْنِهِ، وَتَكُونُ فِي الْعَبْدِ وَلَا تَكُونُ فِي سَيِّدِهِ: صِدْقُ الْحَدِيثِ، وَصِدْقُ الْبَأْسِ، وَإِعْطَاءُ السَّائِلِ، وَالْمُكَافَأَةُ بِالصَّنَائِعِ، وَالتَّذَمُّمُ لِلْجَارِ وَالصَّاحِبِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ، وَقَرْيُ الضَّيْفِ، وَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ، وَرَأْسُهُنَّ الحياء
__________
[إسناده ضعيف] .(5/68)
1873 - / م - أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ:
(بَادِرْ هَوَاكَ إِذَا هَمَمْتَ بِصَالِحٍ ... وَتَجَنَّبِ الْأَمْرَ الَّذِي يُتَجَنَّبُ)
(وَاعْمَلْ لِنَفْسِكَ فِي زَمَانِكَ صَالِحًا ... إِنَّ الزَّمَانَ بِأَهْلِهِ يَتَقَلَّبُ)
(وَاحْذَرْ ذَوِي الْمَلَقِ اللِّئَامِ فَإِنَّهُمْ ... فِي النَّائِبَاتِ عَلَيْكَ مِمَّنْ يَحْطِبُ)(5/71)
1874 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي أَصْحَابُنَا الْبَصْرِيُّونَ: أَنَّ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ وَالْفَرَزْدَقَ بْنَ غَالِبٍ اجْتَمَعَا فِي جَنَازَةٍ، فَقَالَ الفرزدق: ياأبا سَعِيدٍ! تَدْرِي ما يَقُولُ النَّاسُ؟ يَقُولُونَ: اجْتَمَعَ فِي هَذِهِ الجَّنَازَةِ خَيْرُ النَّاسِ وَشَرُّ النَّاسِ. قَالَ: لَسْتُ بِخَيْرِهِمْ وَلَسْتَ بِشَرِّهِمْ، وَلَكِنْ مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْيَوْمِ؟ فقال: شهادة أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهَ مُنْذُ سِتِّينَ عَامًا. ثُمَّ اطلع الْفَرَزْدَقُ فِي الْقَبْرِ اطِّلَاعَةً؛ فَأَنْشَأَ يَقُولُ: (أَخَافُ وَرَاءَ الْقَبْرِ إن لم يعافني ... أشد من القبر التهابا وأضيقا [ص:72])
(إذا جاءني يوم القيامة قائد ... عنيف وسواق يسوق الفرزدقا)
(لقد خاب من أولاد آدم من مشى ... إلى النار مغلول القلادة أزرقا)
(يساق إلى نار الجحيم مسربلا ... سرابيل قطران شرابا محرقا)
(إذا شربوا منها الصديد رأيتهم ... يذوبون من حر الصديد تمزقا)(5/71)
1875 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: [ص:73] أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَلِيهِ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ لِيَأْخُذُوا عَنْهُ
__________
[إسناده لين، والحديث صحيح] .(5/72)
1876 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا قَبِيصَةُ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص:76]: «إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِ الْأَوَّلِ»
__________
[إسناده صحيح] .(5/73)
1877 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا يَعْقُوبُ بْنُ كَعْبٍ، نَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ مَوْلَى بَنِي عَامِرٍ، نَا أَبُو عَامِرٍ الْجُرْجَانِيُّ؛ قَالَ: كُنْتُ وَاقِفًا إِلَى جَنْبِ سَلْمَةَ بِعَرَفَةَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ قِلَّةَ عِلْمِي بِكَ.(5/76)
1878 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ خَارِجَةَ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ الْمُهَاجِرِ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي مَرْحُومٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ تَقُولُ: أَفْضَلُ الْعِلْمِ الْمَعْرِفَةُ.(5/77)
1879 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا هَارُونُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرًا يَقُولُ: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: خَرَجَ أَهْلُ الدُّنْيَا مِنَ الدنيا ولم يذوقوا أَطْيَبَ شَيْءٍ فِيهَا. قَالُوا: وَمَا هُوَ يَا أَبَا يَحْيَى؟ ! فَقَالَ: مَعْرِفَةُ اللهِ.(5/77)
1880 - حَدَّثَنَا أحمد بن عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ الْكِنْدِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ رُزَيْقٍ أَبِي عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَانَ يَقُولُ: قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: لَيْسَ مَعِي مِنْ فَضِيلَةِ الْعِلْمِ إِلَّا عِلْمِي أَنِّي [ص:78] لَسْتُ أَعْلَمُ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(5/77)
1881 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِنَفْسِهِ؛ فَالْقَلِيلُ مِنْهُ يَكْفِي، وَمَنْ طَلَبَهُ لِلنَّاسِ؛ فَحَوَائِجُ النَّاسِ كَثِيرَةٌ.(5/78)
1882 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ، نَا الْمَازِنِيُّ، عَنْ مُوَرِّقٍ؛ قَالَ: قال أنو شروان لِلْمُؤبذِ: مَا رَأْسُ الْأَشْيَاءِ؟ قَالَ: الطَّبِيعَةُ النَّقِيَّةُ تَكْتَفِي مِنَ الْأَدَبِ بِرَائِحَتِهِ وَمِنَ الْعِلْمِ بِالْإِشَارَةِ إِلَيْهِ، وَكَمَا يُذْهَبُ الْبَذْرُ فِي السِّبَاخِ طَيِّبَ الْبَذْرِ إِلَى الْعَفَنِ كَذَلِكَ الْحِكْمَةُ تُفْسَدُ عِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهَا. قَالَ كِسْرَى: صَدَقْتَ، [ص:79] وَبِحَقٍّ قَلَّدْنَاكَ مَا قَلَّدْنَاكَ.(5/78)
1883 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قُرَيْشِ بْنِ أَنَسٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدٍ قَالَ: إِذَا نُسِخَ الْكِتَابُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؛ تَحَوَّلَ بِالْفَارِسِيَّةِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ الْخَلِيلَ يَقُولُ: اجْعَلْ مَا فِي الْكُتُبِ رَأْسَ مَالٍ، وَمَا فِي قَلْبِكَ لِلنَّفَقَةِ.(5/79)
1884 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: نَزَلَ بِبَعْضِ عُلَمَاءِ الْبَصْرَةِ الْمَوْتُ وَهُوَ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، فقَالَ لِعَدِيلِهِ: قَدْ أَتَانِي الْمَوْتُ وَلَمْ أَتَأَهَّبْ لَهُ. ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَسْنَحْ لِي أَمْرَانِ لَكَ فِي أَحَدِهِمَا رِضًا وَلِي فِي الْآخَرِ هَوًى إِلَّا اخْتَرْتُ رِضَاكَ عَلَى هَوَايَ؛ فَاغْفِرْ لِي!(5/79)
1885 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا أَبُو عُتْبَةَ بَكْرٌ الْأَعْنَقُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً يَقُولُ: أَقْبَلَ ابْنُ عُمَرُ غَدَاةَ جَمْعٍ حَتَّى أَتَى الجَّمْرَةَ؛ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مَحْمُولٍ، فَقِيلَ: مَاتَ السَّاعَةَ. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: هَلْ شَهِدَ عَرَفَةَ وَأَتَى جَمْعًا؟ قَالُوا: نَعَمْ، وَرَمَى الجَّمْرَةَ ثُمَّ مَاتَ. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ لِأَصْحَابِهِ: انْطَلِقُوا بِنَا نُصَلِّي عَلَى مَنْ لَمْ يُصِبْ ذَنْبًا مُذْ غُفِرَ لَهُ
__________
[إسناده لين] .(5/80)
1886 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا أَبِي، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقُرَشِيِّ؛ قَالَ: رَأَيْتُ الْخِضْرَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ يَمْشِي مَشْيًا سَرِيعًا وَهُوَ يَقُولُ: صَبْرًا يَا نَفْسُ صَبْرًا لأيام [ص:81] تنفد لتلك الْأَيَّامُ الْأَبَدُ! صَبْرًا لِأَيَّامٍ قِصَارٍ لِتِلْكَ الْأَيَّامِ الطِّوَالِ!(5/80)
1887 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الطَّلْحِيُّ، نَا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنِ الْمُسَاحِقِيِّ؛ قَالَ: كَانَ الْعُمَرِيُّ الزَّاهِدُ لَا يُجَالِسُ النَّاسَ، وَنَزَلَ مَقْبَرَةً، وَكَانَ لَا يُرَى إِلَّا وَفِي يَدِهِ كِتَابٌ يَقْرَؤُهُ، فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: لَمْ أَرَ وَاعِظًا أَوْعَظَ مِنْ [ص:82] قَبْرٍ، وَلَا مُمْتِعًا أَمْتَعَ مِنْ كِتَابٍ، وَلَا شَيْئًا أَسْلَمَ مِنَ الْوِحْدَةِ. فَقِيلَ لَهُ: قَدْ جَاءَ فِي الْوِحْدَةِ مَا جَاءَ. فَقَالَ: مَا أَفْسَدَهَا لِلْجَاهِلِ!(5/81)
1888 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ: النَّاسُ يَكْتُبُونَ أحسن مَا يَسْمَعُونَ، وَيَحْفَظُونَ أَحْسَنَ مَا يَكْتُبُونَ، وَيَتَحَدَّثُونَ بِأَحْسَنَ مَا يَحْفَظُونَ.(5/82)
1889 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، عَنْ يُونُسَ بْنُ حَبِيبٍ؛ قَالَ: وَصَفَ رَجُلٌ رَجُلًا، فَقَالَ: كَانَ يَغْلَطُ فِي عِلْمِهِ مِنْ وُجُوهٍ أَرْبَعَةٍ: كَانَ يَسْمَعُ غَيْرَ مَا يُقَالُ، وَيَحْفَظُ غَيْرَ مَا يَسْمَعُ، وَيَكْتُبُ غَيْرَ مَا يَحْفَظُ، وَيُحَدِّثُ بِغَيْرِ مَا يَكْتُبُ.(5/82)
1890 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ؛ قَالَ: [ص:83] سُئِلَ شُعْبَةَ: مَنِ الَّذِي يُتْرَكُ حَدِيثُهُ؟ قَالَ: مَنْ يُتَّهَمُ بِالْكَذِبِ، وَمَنْ يُكْثِرُ الْغَلَطَ، وَمَنْ يُخْطِئ فِي حَدِيثٍ مُجْمَعٍ عَلَيْهِ وَلَا يَتَّهِمُ نَفْسَهُ، وَيُقِيمُ عَلَى غَلَطِهِ، وَرَجُلٌ رَوَى عَنِ الْمَعْرُوفِينَ بِمَا لَا يَعْرِفُهُ الْمَعْرُوفُونَ.(5/82)
1891 - حَدَّثَنَا عُمَيْرُ بْنُ مِرَادِسٍ، نَا سَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ؛ قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: لا يؤخذ الْعِلْمَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: سَفِيهٍ مُعْلَنٍ بِالسَّفَهِ، وَصَاحِبِ هَوًى، وَرَجُلٍ كَذَّابٍ فِي أَحَادِيثِ النَّاسِ وَإِنْ كَانَ لَا يُتَّهَمُ فِي الْحَدِيثِ، وَرَجُلٍ لَهُ فَضْلٌ وَعِبَادَةٌ وَصَلَاحٌ لَا يَعْرِفُ مَا يُحَدِّثُ.(5/83)
1891 - / م - أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ لِبَعْضِهِمْ:
(وَمَا مِنْ كَاتِبٍ إِلَّا سَتَبْقَى ... كِتَابَتُهُ وَإِنْ بَلِيَتْ يَدَاهُ [ص:84])
(فَلَا تَنْسَخْ بِخَطِّكَ غَيْرِ عِلْمٍ ... يَسُرُّكَ فِي الْعَوَاقِبِ أَنْ تَرَاهُ)(5/83)
1892 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:87] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلَّا الْبِرُّ، وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ، وَإِنَّ الرَّجُلُ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ»
__________
[إسناده لين، والحديث حسن] .(5/84)
1893 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا أَبُو سَعِيدٍ عُبَيْدُ بْنُ جَنَّادٍ الْحَلَبِيُّ، نَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص:90]: «اغْدُ عَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا أَوْ مُسْتَمِعًا أَوْ مُحِبًّا، وَلَا تَكُنِ الْخَامِسَ فَتَهْلَكَ» . قَالَ عَطَاءٌ: فَقَالَ لِي مِسْعَرٌ: يَا عَطَاءُ! هَذِهِ خَامِسَةٌ زَادَنَا اللهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ لَمْ تَكُنْ فِي أَيْدِينَا، إِنَّمَا كَانَ فِي أَيْدِينَا: عَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا أَوْ مُسْتَمِعًا، وَلَا تَكُنِ الرَّابِعَ فَتَهْلَكَ. يَا عَطَاءُ! وَيْلٌ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنْ هَذِهِ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/87)
1894 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: [ص:91] أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا مُوسَى! لَوْ شِئْتُ أَنْ أُزَيِّنَكُمَا بِزِينَةٍ يَعْلَمُ فِرْعَوْنُ حِينَ يَنْظُرُ إِلَيْهَا أَنَّ مَقْدِرَتَهُ تَعْجَزُ عَمَّا أُوتِيتُمَا فَعَلْتُ، وَلَكِنِّي أَرْغَبُ بِكُمَا عَنْ ذَلِكَ وَأَزْوِيهِ عَنْكُمَا، وَهَكَذَا أَفْعَلُ بِأَوْلِيَائِي، إِنِّي لَأَذُودَهُمْ عَنْ نَعِيمِهَا وَرَخَائِهَا كَمَا يَذُودُ الرَّاعِي الشَّفِيقُ غَنَمَهُ عَنْ مَرَاتِعِ الْهَلَكَةِ، وَإِنِّي لَأَحْمِيَهُمْ عَيْشَهَا وَسَلْوَتَهَا كَمَا يُجَنِّبُ الرَّاعِي الشَّفِيقُ إِبِلَهُ عَنْ مَبَارِكِ الغِرَّةِ، وَمَا ذَاكَ لِهَوَانِهِمْ عَلَيَّ، وَلَكِنْ لِيَسْتَكْمِلُوا نَصِيبَهُمْ مِنْ كَرَامَتِي سَالِمًا مُوفَرًا لَمْ يَكْلِمْهُ الطَّمَعُ، وَلَا يُطْغِيهِ الْهَوَى، وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَنْ يَتَزَيَّنَ لِيَ الْعِبَادُ بِزِينَةٍ أَبْلَغُ فِيمَا عِنْدِي مِنَ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا، إِنَّمَا هِيَ زِينَةُ الْأَبْرَارِ عِنْدِي، وَأَنْقَى مَا تَزَيَّنَ بِهِ الْعِبَادُ فِي عَيْنِي مِنْهَا لِبَاسٌ يَعْرِفُونَ بِهِ السَّكِينَةَ وَالْخُشُوعَ، سِيمَاهُمُ النُّحُولُ وَالسُّجُودُ، أُولَئِكَ أَوْلِيَائِي حَقًّا، فَإِذَا لَقِيتَهُمْ؛ فَاخْفِضْ لَهُمْ جَنَاحَكَ، وَذَلِّلْ لَهُمْ قَلْبَكَ وَلِسَانَكَ. وَاعْلَمْ أَنَّ مَنْ أَهَانَ لِي وَلِيًّا وَأَخَافَهُ؛ فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ، وَبَادَانِي، وَعَرَّضَنِي بِنَفْسِهِ وَدَعَانِي إِلَيْهَا، وَأَنَا أَسْرَعُ إِلَى نُصْرَةِ أَوْلِيَائِي؛ أَفَيَظُنُّ الَّذِي يُحَارِبُنِي فِيهِمْ أَنَّهُ يَقُومُ لِي، أَمْ يَظُنُّ الَّذِي يُعَادِينِي فِيهِمْ أَنَّهُ يُعْجِزَنِي، أَمْ يَظُنُّ الَّذِي يُبَادِرُنِي إِلَيْهِمْ أَنَّهُ يَسْبِقَنِي أَمْ يَفُوتُنِي؟ ! كَيْفَ وَأَنَا [ص:92] الثَّائِرُ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَلَا أَكِلُ نُصْرَتَهُمْ إِلَى غَيْرِي. يَا موسى! أنا إلهك الديان، ولا تَسْتَذِلَّ الْفَقِيرَ، وَلَا تَغْبِطِ الْغَنِيَّ بِشَيْءٍ يَسِيرٍ، وَكُنْ عِنْدَ ذِكْرِي خَاشِعًا، وَعِنْدَ تِلَاوَةِ وَحْيِي طَمِعًا، أَسْمِعْنِي لَذَاذَةَ التَّوْرَاةِ بِصَوْتٍ حَزِينٍ
__________
[إسناده واه جداً] .(5/90)
1895 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْخَرَّازُ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: وَعَظَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ رَجُلًا، فَقَالَ: لَا يُلْهِكَ النَّاسُ عَنْ نَفْسِكَ؛ فَإِنَّ الْأَمْرَ يَصِيرُ إِلَيْكَ دُونَهُمْ، وَلَا تَقْطَعِ النَّهَارَ سَادِرًا؛ فَإِنَّهُ مَحْفُوظٌ عَلَيْكَ مَا عَمِلْتَ، وَإِذَا أَسَأْتَ؛ فَأَحْسِنْ؛ فَإِنِّي لَمْ أَرَ شَيْئًا أَشَدَّ طَلَبًا وَلَا أَسْرَعَ دَرَكًا مِنْ حَسَنَةٍ حَدِيثَةٍ لِذَنْبٍ قَدِيمٍ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(5/92)
1896 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: [ص:93] ذَكَرَ جَبَّارُ بْنُ سُلْمَى عَامِرَ بْنَ الطُّفَيْلِ، فَقَالَ: كَانَ وَاللهِ إِذَا وَعَدَ الْخَيْرَ؛ وَفَّى، وَإِذَا أَوْعَدَ الشَّرَّ؛ أَخْلَفَ.(5/92)
1896 - / م - وَأَنْشَدَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ فِي نَحْوِ هَذَا الْمَعْنَى [ص:94]:
(وَلَا يَرْهَبُ ابْنُ الْعَمِّ مَا عِشْتُ صَوْلَتِي ... وَيَأْمَنُ مِنِّي صَوْلَةَ الْمُتَهَدِّدِ)
(وَإِنِّي وَإِنْ أَوْعَدْتُهُ أَوْ وَعَدْتُهُ ... لَمُخْلِفٌ إِيعَادِي وَيَصْدُقُ مَوْعِدِي)(5/93)
1897 - حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ الرَّقَاشِيُّ وَالْعَبَّاسُ الرَّقَاشِيُّ الْبَغْدَادِيَّانِ لِخَالِدٍ عَامِلِ الرَّيِّ:
(أَخَالِدُ إِنَّ الرَّيَّ قَدْ أَجْحَفَتْ بِنَا ... وَضَاقَ عَلَيْنَا رَحْبُهَا وَمَعَاشُهَا)
(وقد أطمعتنا مِنْكَ يَوْمًا سَحَابَةٌ ... أَضَاءَ لَنَا بَرْقٌ وَكَفَّ رَشَاشُهَا)
(فَلَا غَيْمُهَا يَصْحُو فَيُؤَيِّسُ طَامِعًا ... وَلَا مَاؤُهَا يَأْتِي فَتُرْوَى عِطَاشُهَا)(5/94)
1897 - / 1 - قَالَ: [ص:95] وَأَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِرَجُلٍ فِي الْحَجَّاجِ:
(كَأَنَّ فُؤَادِي بَيْنَ أَظْفَارِ طَائِرٍ ... مِنَ الْخَوْفِ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مُحَلِّقِ)
(حَذَارَ امْرِئ قَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ ... مَتَى مَا يَعِدْ مِنْ نَفْسِهِ الشَّرَّ يَصْدُقِ)(5/94)
1897 - / 2 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ:
(لِسَانُكَ أَحْلَى مِنْ جَنَى النَّحْلِ مَوْعِدًا ... وَكَفُّكَ بِالْمَعْرُوفِ أَضْيَقُ مِنْ قُفْلِ)
(تُمَنِّي الَّذِي يَأْتِيكَ حَتَّى إِذَا انْتَهَى ... إِلَى أَمَدٍ نَاوَلْتَهُ طَرَفَ الْحَبْلِ)(5/95)
1898 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النَّهَاوَنْدِيُّ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح: 29] ؛ قَالَ: [ص:96] لَيْسَ النَّدَبُ، وَلَكِنْ صُفْرَةَ الْوَجْهِ وَالْخُشُوعِ.(5/95)
1899 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ؛ أَنَّهُ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ مَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي أَوْ يُصْبِحَ: أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ السَّامَّةِ وَالْحَامَّةِ، وَمِنْ شَرِّ مَا خَلَقْتَ؛ لَمْ تَضُرُّهُ دَابَةٌ.(5/96)
1900 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنُ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: السَّامَّةُ: الْخَاصَّةُ. يُقَالَ: كَيْفَ السَّامَةُ وَالْعَامَةُ؛ أَيْ: كَيْفَ مَنْ تَخُصُّ وَتَعُمُّ؟ وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ شَرِّ السَّامَّةِ وَالْعَامَّةِ. وَقَوْلُ الزُّهْرِيِّ: الْحَامَّةُ؛ فَالْحَامَّةُ: الْقَرَابَةُ، وَمِنْهُ يُقَالَ: كَيْفَ أَهْلُكَ وَحَامَّتُكُ؟ قِيلَ لِلْقَرَابَةِ: الْحَمِيمُ. وَقَوْلُهُمْ فِي الْعَوْذِ: مِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ؛ فَإِنَّهُ مِنْ أَلَمَّ يَلُمُّ إِذَا اعْتَلَا.(5/97)
1901 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: كَادَ الْعُلَمَاءُ أَنْ يَكُونُوا أَرْبَابًا، وَكُلُّ عِزٍّ لَمْ يُؤَيَّدْ بِعِلْمٍ؛ فَإِلَى ذُلٍّ مَا يَصِيرُ.(5/97)
1901 - / م - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نَا الْعَبَّاسُ الرِّيَاشِيُّ، نَا مُؤَرِّجٌ؛ قَالَ: قَالَ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ: [ص:98] عِلْمُكَ مِنْ رُوحِكَ، وَفِعَالُكَ مِنْ بَدَنِكَ.(5/97)
1902 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: كَانَتْ لِكِسْرَى جَامَاتٌ مِنْ ذَهَبٍ يَأْكُلُ فِيهَا، فَسَرَقَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ جَامًا وَكِسْرَى يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا رُفِعَتِ الْمَوَائِدُ افْتَقَدَ الطَّبَّاخُ الْجَامَ، فَرَجَعَ يَطْلُبُهُ، فَقَالَ لَهُ كِسْرَى: لَا تَتَعَنَّ؛ فَقَدْ أَخَذَهُ مَنْ لَا يَرُدُّهُ، وَرَآهُ مَنْ لَا يُفْشِي عَلَيْهِ. وَدَخَلَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ وَقَدْ حَلَّى سَيْفَهُ وَمِنْطَقَتَهُ ذَهَبًا، فَقَالَ لَهُ كِسْرَى بِالْفَارِسِيَّةِ: يَا فُلَانُ! هَذَا - يَعْنِي السَّيْفَ وَالْمِنْطَقَةَ - مِنْ ذَاكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَلَمْ يَفْطُنْ بِذَاكَ أَحَدٌ غَيْرُهُمَا، وَسَكَتَ.(5/98)
1903 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: [ص:99] جَاءَ رَجُلٌ إِلَى مَعْنِ بْنِ زَائِدَةَ، فَاسْتَحْمَلَهُ بَعِيرًا، فَقَالَ: يَا غُلَامُ! أَعْطِهِ بَعِيرًا وَبَغْلًا وَبِرْذَوْنًا وَفَرَسًا وَعَيْرًا وَجَارِيَةً، وَلَوْ عَرَفْتُ مَرْكُوبًا غَيْرَ هَذَا لَأَعْطَيْتُكَ. وَكَانَ يُقَالُ: حَدِّثْ عَنِ الْبَحْرِ وَلَا حَرَجٌ، وَحَدِّثْ عَنْ مَعْنٍ وَلَا حَرَجٌ.(5/98)
1904 - حَدَّثَنَا أَبُو قُبَيْصَةَ، نَا سَعِيدٌ الْجَرْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ كَلْبٍ لِلْحَكَمِ بْنِ عَوَانَةَ وَهُوَ عَلَى السِّنْدِ: إِنَّمَا أَنْتَ عَبْدٌ. فَقَالَ الْحَكَمُ: وَاللهِ! لَأُعْطِيَنَّكَ عطية لا يعطيها الْعَبْدُ. فَأَعْطَاهُ مِئَةَ رَأْسٍ مِنَ السَّبْيِ.(5/99)
1905 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ؛ قَالَ: [ص:100] كَانَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكَرَةَ مِنَ الْأَجْوَادِ، فَاشْتَرَى يَوْمًا جَارِيَةً نَفِيسَةً بِمَالٍ عَظِيمٍ، فَطَلَبَ دَابَةً تُحْمَلُ عَلَيْهَا، فَجَاءَ رَجُلٌ عَلَى دَابَةٍ، فَنَزَلَ عَنْهَا فَحَمَلَهَا، فَقَالَ لَهُ عُبَيْدُ اللهِ: اذْهَبْ بِهَا إِلَى مَنْزِلِكَ. وَبَاعَ ابْنُهُ ثَابِتُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنُ أَبِي بَكَرَةَ دَارَ الصِّفَاقِ مِنْ مُقَاتِلِ بْنِ مُسْمِعٍ بِسِتَّةِ آلَافِ دِينَارٍ ثُمَّ اقْتَضَاهُ، فَلَزِمَهُ فِي دَارِ أَبِيهِ، فَرَآهُ عُبَيْدُ اللهِ، فَقَالَ: مَا لك؟ فقال: حبسي ابْنُكَ بِثَمَنِ دَارِ الصِّفَاقِ. فَقَالَ لَهُ: يَا ثَابِتُ! مَا وَجَدْتَ لِغُرَمَائِكَ مَحْبَسًا إِلَّا دَارِي؟ ادْفَعْ إِلَيْهِ صَكَّهُ وَأُعَوِّضُكَ.(5/99)
1906 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: سُئِلَ رَجُلٌ عَنْ حَالِهِ، فَقَالَ: (كُنَّا إِذَا نَحْنُ أَرَدْنَا لَمْ نَجِدْ ... حَتَّى إِذَا وَجَدْنَا لَمْ نُرِدْ)
يَقُولُ: كُنَّا قَبْلُ نُرِيدُ فَلَا نَجِدُ، حَتَّى إِذَا وَجَدْنَا؛ ضَعُفْنَا وَكَبِرْنَا.(5/100)
1907 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: [ص:101] وَجَّهَ الْمَأْمُونُ بِجَارِيَةٍ نَفِيسَةٍ إِلَى يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، فَخَلَا بِهَا، فَلَمْ يَتَهَيَّأْ لَهُ بِشَيْءٍ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ بِالْفَارِسِيَّةِ: وَقْتُ كَانَ لِي سِنٌّ لَمْ يَكُنْ لِي خُبْزٌ، وَالسَّاعَةِ الَّتِي قَدْ رُزِقْتُ خُبْزًا لَيْسَ لِي أَسْنَانٌ.(5/100)
1908 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: كَيْفَ حُزْنُكَ الْيَوْمَ عَلَى وَلَدِكَ؟ فَقَالَ: مَا تَرَكَ حُبُّ الْغَدَاءِ وَالْعَشَاءِ لَنَا حُزْنًا.(5/101)
1909 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبِي، نَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ: أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قَالَ: مَا جَلَسَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ فِي مَجْلِسٍ مُنْذُ شَدَّ عَلَيْهِ إِزَارَهُ، وَقَالَ: أَخَافُ أَنْ أَرَى مَظْلُومًا فَلَا أُعِينُهُ، أَوْ يَفْتَرِي الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ [ص:102] فَأُسْتَشْهَدُ، أَوْ تَقَعُ الْحَمَالَةُ فَلَا أَحْمِلُهَا.(5/101)
1910 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبِي، عَنِ ابْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَجْلِسُونَ فِي مَسْجِدِهِمْ وَلَا يَجْلِسُونَ فِي الطُّرُقِ، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ؛ جَلَسُوا فِي الطُّرُقِ وَيَسْأَلُونَ عَنِ الْخَبَرِ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/102)
1911 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الْكُوفِيُّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْقَتَّاتِ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: أَحْمَدُ الْبَلَاغَاتِ الصَّمْتُ حَيْثُ لَا يَحْسُنُ الْكَلَامُ، وَأَعْيَى الْعِيِّ زِيَادَةُ الْمَنْطِقِ عَلَى حَاجَةِ النَّاطِقِ، وَأَفْضَلُ الذُّخْرِ التَّقْوَى، وَأَحْسَنُ اللِّبَاسِ الْوَرَعُ، وَأَوْفَى الْخَيْرِ الِاعْتِزَالُ، وَأَزْيَنُ الْأَصْحَابِ الِاحْتِمَالُ.(5/102)
1912 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبُو صَالِحٍ الْمَرْوَزِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: قَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: [ص:103] مَا يَسُرُّنِي بِذُلِّ نَفْسِي كَذَا وَكَذَا.
وَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: " لَضَرْبَةُ بِسَيْفٍ أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ كَلِمَةٍ فِي مَذَلَّةٍ(5/102)
1913 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، أَخْبَرَنِي هَارُونُ الْأَعْوَرُ؛ قَالَ: قَالَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ: [ص:104] أَرْسَلَنِي أَبِي إِلَى ضِرَارِ بْنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ زُرَارَةَ، فَقَالَ: قُلْ لَهُ: كَانَ فِي قَوْمِكَ دَمٌ وَجِرَاحٌ وَحِمَالَاتٌ، وَقَدِ اجْتَمَعُوا فِي الْمَسْجِدِ وَأَحَبُّوا حُضُورَكَ، وَأَنْ يحملوك بَعْضَ ذَلِكَ وَيُقَسَّمُ بَاقِيَ ذَلِكَ عَلَى مَنْ حَضَرَ الْمَسْجِدَ. قَالَ قُتَيْبَةُ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ مَنْزِلَهُ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: يَا جَارِيَةُ! غَدِّينِي. فَجَاءَتْ لَهُ بِكُسَيْرَاتٍ خُشُنٍ وَبِتُمَيْرَاتٍ وَشَيْءٍ مِنْ زَيْتٍ، فَجَعَلَتْهُنَّ في مريس، ثم صبت عَلَيْهِ مِنَ الزَّيْتِ وَالْمَاءِ، فَأَكَلَ، ثُمَّ شَرِبَ عَلَيْهِ شَرِبَةً مِنِ مَاءٍ وَمَسَحَ يَدَهُ. قَالَ قُتَيْبَةُ: فَجَعَلَ شَأْنَهُ يَصْغُرُ فِي عَيْنِي، وَقُلْتُ: وَمَا عَسَى أَنْ يَكُونَ مِنْ هَذَا؟ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، حنطة الأهواز، وتمر وَزَيْتُ الشَّامِ، مَنْ يَقْدِرُ يُؤَدِّي شُكْرُ هَذَا؟ ! ثُمَّ أَخَذَ نَعْلَيْهِ وَارْتَدَى بِرِدَائِهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ مَعِي إِلَى الْمَسْجِدَ الْجَامِعَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرَ إِلَى كِسْوَتِهِ؛ فَإِذَا هِيَ رَثَّةٌ تُسَاوِي دُرَيْهِمَاتٍ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: ما يغني هَذَا؟ ّ لَوْ صَلُحَ صَلُحَ لِنَفْسِهِ. ثُمَّ قَامَ حَتَّى أَتَى حَلَقَةَ [ص:105] الْقَوْمِ، فَلَمَّا أَتَاهُمْ؛ قَامَ لَهُ وُجُوهِ أَشْرَافِ الْبَصْرَةِ، فَجَلَسَ وَاحْتَبَى وَدَارُوا حَوْلَهُ حَلْقَةٌ، فَاجْتَمَعَ الطَّالِبُونَ وَالْمَطْلُوبُونَ، فَأَكْثَرُوا الْكَلَامَ، فَقَالَ: إِلَى مَاذَا صَارَ أَمْرُهُمْ؟ قَالُوا: إِلَى خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ دِيَّةً. فَقَالَ لَهُمْ: هِيَ عَلَيَّ كُلُّهَا. ثُمَّ قَامَ، فَالْتَفَتَ أَبِي إِلَى مَنْ حَضَرَ، فَقَالَ: هَذَا وَأَبِيكَ السُّؤْدَدُ وَالشَّرَفُ.(5/103)
1914 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: [ص:107] كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَى الْخَلَاءَ - أَوْ قَالَ: قَضَاءُ الْحَاجَةِ -؛ لَمْ يَرْفَعْ ثِيَابَهُ حَتَّى يَدْنُوَ مِنَ الْأَرْضِ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/105)
1915 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، نَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ قَالَتْ: [ص:108] سَأَلْنَاهَا: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَلَا مَعَ نِسَائِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ كَرَجُلٍ مِنْ رِجَالِكُمْ، كَأَحْسَنِ الناس خلقا، أكرمه، ضَحَّاكًا بَسَّامًا
__________
[إسناده ضعيف] .(5/107)
1916 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ، عَنْ عَوْفٍ الْأَعْرَابِيِّ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: [ص:109] لَا يَسْتَحِقُّ أَحَدٌ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى لَا يَعِيبَ النَّاسَ بِعَيْبٍ هُوَ فِيهِ، وَلَا يَأْمُرَ بِإِصْلَاحِ عُيُوبِهِمْ حَتَّى يَبْدَأَ بِصَلَاحِ ذَلِكَ مِنْ نَفْسِهِ؛ فَإِنه إذَا فَعَلَ ذَلِكَ؛ لَمْ يُصْلِحْ عَيْبًا إِلَّا وَجَدَ فِي نَفْسِهِ عَيْبًا آخَرَ، فَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُصْلِحَهُ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ؛ شُغِلَ بِخَاصَةِ نَفْسِهِ عَنْ عَيْبِ غَيْرِهِ.(5/108)
1917 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النَّهَاوَنْدِيُّ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيّ: يَا ابْنَ آدَمَ لَا غِنَى بِكَ عَنْ نَصِيبِكَ مِنَ الدُّنْيَا، وَأَنْتَ إِلَى نَصِيبِكَ مِنَ الْآخِرَةِ أَفْقَرُ، وَالَّذِي نَفْسُ الْحَسَنِ بِيَدِهِ؛ مَا أَصْبَحَ فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ مُؤْمِنٌ إِلَّا وَقَدْ أَصْبَحَ مَهْمُومًا حَزِينًا، وَلَيْسَ لِمُؤْمِنٍ رَاحَةٌ دُونَ اللهِ، النَّاسُ مَا دَامُوا فِي عَافِيَةٍ مَسْرُورِينَ، فَإِذَا نَزَلَ الْبَلَاءُ؛ صَارُوا إِلَى حَقَائِقِهِمْ؛ فَصَارَ الْمُؤْمِنُ إِلَى إِيمَانِهِ وَالْمُنَافِقُ إِلَى نِفَاقِهِ، فَسَارِعُوا إِلَى رَبِّكُمْ؛ فَإِنَّهُ لَا يَزَالُ الْعَبْدُ بِخَيْرٍ مَا كَانَ لَهُ وَاعِظٌ مِنْ نَفْسِهِ، وَكَانَتِ الْمُحَاسَبَةُ مِنْ هِمَّتِهِ.(5/109)
1918 - حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا سَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ الزَّنْبَرِيُّ؛ قَالَ: قَالَ الْمَسَاحِقِيُّ: قَالَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ: لَقَدْ رَأَيْتُ بِالْمَدِينَةِ مَشْيَخَةً فِي زِيِّ الْفِتْيَانِ، لَهُمُ الْغَدَائِرُ وَعَلَيْهِمُ الْمُوَرَّدَةُ وَالْمُعَصْفَرَةُ، فِي أَيْدِيهِمُ الْمَخَاصِرُ وَبِهَا أَثَرُ الْحِنَّاءِ، وَدِينُ أَحَدِهِمْ أَبْعَدُ مِنَ الثُّرَيَّا إِذَا أُرِيدَ دِينَهُ.(5/110)
1919 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدِّينَوَرِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ؛ قَالَ: رَأَيْتُ قَمِيصَ أَيُّوبَ يَكَادُ يَمَسُّ الْأَرْضَ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّ الشُّهْرَةَ فِيمَا مَضَى كَانَتْ فِي تَذْيِيلِ الْقَمِيصِ، وَإِنَّهَا الْيَوْمَ فِي تَشْمِيرِهِ.(5/110)
1920 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنْ عَبَّادٍ؛ قَالَ: [ص:111] قَدِمَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْبَصْرَةَ، فَجَاءَ فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ وَعَلَيْهِ ثِيَابُ صُوفٍ وَسِخَةٌ، فَقَالَ لَهُ حَمَّادٌ: يَا فَرْقَدُ! ضَعْ نَصْرَانِيَّتِكَ هَذِهِ عَنْكَ؛ فَلَقَدْ رَأَيْتَنَا نَأْتِي إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ فَيَخْرُجُ إِلَيْنَا وَعَلَيْهِ مُعَصْفَرَةٌ، وَنَحْنُ نَرَى أَنَّ الْمَيْتَةَ قَدْ حَلَّتْ لَهُ. وَكَانَ يُجَالِسُ قَوْمًا أَدْنِيَاءَ لِئَلَّا يُذَكَّرُ بِاللهِ، وَكَانَ يُرِيدُ بِذَلِكَ إِخْفَاءَ نَفْسِهِ وَسَتْرَ عَمَلِهِ.(5/110)
1921 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ لِلْعَتَّابِيِّ فِي لِبَاسِهِ، وَكَانَ لايبالي مَا لَبِسَ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَلِيُّ! أَخْزَى اللهُ امرءاً رَضِيَ أَنْ يَرْفَعَهُ هَيِّنَاهُ مِنْ مَالِهِ وَجَمَالِهِ؛ فَإِنَّمَا ذَلِكَ حَظُّ الْأَدْنِيَاءِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، لَا وَاللهِ؛ حَتَّى يَرْفَعَهُ أَكْبَرَاهُ: هِمَّتُهُ وَنَفْسُهُ، وَأَصْغَرَاهُ: لِسَانُهُ وَقَلْبُهُ.(5/111)
1922 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَزْدِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ، أَخْبَرَنِي الْأَصْمَعِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ ابْنِ أَخِي الْمَاجِشُونَ، عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ؛ قَالَ: قَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيِّ: مَا يَسُرُّنِي أَنِّي أَقَمْتُ بِدَارِ مُعْجِزَةٍ وَأَنِّي أَسْمَنْتُ وَأَلْبَنْتُ. فَقِيلَ لَهُ: مَاذَا تَبْتَغِي؟ قَالَ: نَكْرَهُ عَادَةَ الْعَجَزِ.(5/112)
1923 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا أَبِي، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: [ص:113] قِيلَ لِنُصَيْبٍ: هَرِمَ شِعْرُكَ. قَالَ: لَا، وَلَكِنْ هَرِمَ الْجُودُ وَالْمَعْرُوفُ، لَقَدْ مَدَحْتُ الْحَكَمَ بْنَ الْمُطَّلِبِ بِقَصِيدَةِ؛ فَأَعْطَانِي أَرْبَعَمِائَةِ شَاةٍ، وَأَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ، وَأَرْبَعَمِائَةِ نَاقَةٍ. قَالَ الْعُتْبِيُّ: فَأَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ مَنْبِجَ؛ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا الْحَكَمُ وَهُوَ مُمْلِقٌ لَا شَيْءَ مَعَهُ، فَأَغْنَانَا، قِيلَ لَهُ: كَيْفَ أَغْنَاكُمْ وَهُوَ مُمْلِقٌ لَا شَيْءَ معه؟ فقال: عَلَّمَنَا الْمَكَارِمَ؛ فَعَادَ أَغْنِيَاؤُنَا عَلَى فُقَرَائِنَا، فَاسْتَوَتِ الْحَالُ. قَالَ الْعُتْبِيُّ: وَأَعْطَى الْحَكَمُ بْنُ الْمُطَّلِبِ كُلَّ شَيْءٍ يَمْلِكُهُ، حَتَّى إِذَا نَفَذَ مَا عِنْدَهُ؛ رَكِبَ فَرَسَهُ وَأَخَذَ رُمْحَهُ يُرِيدُ الْغَزْوَ، فَمَاتَ بِمَنْبِجَ، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ ابْنُ هَرْمَةَ الشَّاعِرُ:
(سَأَلَا عَنِ الْجُودِ وَالْمَعْرُوفِ أَيْنَ هُمَا ... فَقِيلَ إِنَّهُمَا مَاتَا مَعَ الْحَكَمِ)
(مَاذَا بِمَنْبِجَ لَوْ تُنْشَرُ قُبُورُهُمْ ... مِنَ التَّقَدُّمِ بِالْمَعْرُوفِ وَالْكَرَمِ)(5/112)
1924 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: [ص:114] قِيلَ لِلْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ فِي الصَّمْتِ وَالْمَنْطِقِ: أَيُّهُمَا أَفْضَلُ؟ فَقَالَ الْأَحْنَفُ: الصَّمْتُ لَا يَعْدُو صَاحِبَهُ، وَفَضْلُ الْمَنْطِقِ يَنْتَفِعُ بِهِ مَنْ سَمِعَهُ، وَمُحَادَثَةُ الرِّجَالِ تَلْقِيحٌ لِأَلْبَابِهَا. وَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا بَحْرٍ! إِنَّكَ لَصَبُورٍ عَلَى الْجَزَعِ! فَقَالَ: الْجَزَعُ شَرُّ الْحَالَيْنِ؛ يُبَاعِدُ الْمَطْلُوبَ، وَيُورِثُ الْحَسْرَةَ، وَيُبْقِي عَلَى صَاحِبِهِ النَّدَمَ.(5/113)
1925 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنُ عَائِشَةَ يَقُولُ: كَفَى بِالْمَوْتِ وَاعِظًا، وَكَفَى بِالْيَقِينِ غِنًى، وَكَفَى بِالْعِبَادَةِ شُغْلًا، وَكَفَى بِالْخَشْيَةِ عِلْمًا.(5/114)
1926 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازِ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي مُطَهَّرُ بْنُ سُلَيْمٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ دَاوُدَ الطَّائِيَّ يَقُولُ: [ص:115] مَا سَأَلْتُ اللهَ الْجَنَّةَ قَطُّ، وَإِنِّي لأستحي مِنْهُ، وَلَوَدَدْتُ أَنِّي أَنْجُو مِنَ النَّارِ وَأَصِيرُ رَمَادًا. وَكَانَ يَقُولُ: قَدْ مَلَلْنَا الْحَيَاةَ؛ لِكَثْرَةِ مَا نَقْتَرِفُ مِنَ الذُّنُوبِ.(5/114)
1927 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ قَالَ: قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: مَنْ رَأَى مِنْ أَخٍ لَهُ مُنْكَرًا، فَضَحِكَ فِي وَجْهِهِ؛ فَقَدْ خَانَهُ.(5/115)
1928 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُخَرِّمِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السِّنْدِيِّ الْخُرَاسَانِيِّ؛ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: [ص:116] أَعْرَبْنَا فِي الْكَلَامِ؛ فَلَمْ نُلْحِنْ، وَلَحَنَّا فِي الْأَعْمَالِ؛ فَلَمْ نُعْرِبْ.(5/115)
1929 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، نَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ سِيرِينَ. هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُصْعَقُونَ إِذَا قُرِئ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ؛ يَجِيئُونَ حَتَّى نُقْعِدَهُمْ عَلَى الْحِيطَانِ، ثُمَّ يُقْرَأُ عَلَيْهُمُ الْقُرْآنَ، فَإِنْ سَقَطُوا مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلَ؛ فَهُمْ صَادِقُونَ.(5/116)
1930 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا أَبُو زَيْدٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَال: [ص:117] كَانَ أَبُو بَصِيرٍ اسْمُهُ يَشْكُرُ بْنُ وَائِلٍ مِنْ بَنِي يَشْكُرُ، وَكَانَ يَرْوِي عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَتَوْا بِهِ مُسَيْلَمَةَ وَهُوَ صَبِيٌّ لِيَدْعُو لَهُ؛ فَمَسَحَ وَجْهَهُ، فَعَمِيَ، فَكُنِّيَ أَبَا بَصِيرٍ عَلَى الْقَلْبِ؛ كَمَا قِيلَ لِلْغُرَابِ أَعْوَرُ؛ لِحِدَّةِ بَصَرِهِ.(5/116)
1931 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، نَا عُمَرُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ حَمَّادٍ الرَّاوِيَةِ؛ قَالَ: [ص:118] كَانَ لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ يُثْبِتُ الْقَدَرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَمِنْ قَوْلِهِ فِي ذَلِكَ:
(إِنَّ تَقْوَى رَبِّنَا خَيْرُ نَفَلْ ... وَبِإِذْنِ اللهِ رَيْثِي وَعَجَلْ)
(أَحْمَدُ اللهَ فَلَا نِدَّ لَهُ ... بِيَدَيْهِ الْخَيْرُ مَا شَاءَ فَعَلْ)
(مَنْ هَدَاهُ سُبُلَ الْخَيْرِ اهْتَدَى ... نَاعِمَ الْبَالِ وَمَنْ شَاءَ أَضَلَّ)(5/117)
1932 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ فُضَيْلٍ؛ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ هُبَيْرَةَ يَقُولُ: اللهُمَّ! إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ طُولِ الْغَفْلَةِ وَإِفْرَاطُ الْفِطْنَةِ. اللهُمَّ! لَا تَجْعَلْ قَوْلِي فَوْقَ عَمَلِي، وَلَا تَجْعَلْ أَسْوَأَ عَمَلِي مَا قَرُبَ مِنْ أَجَلِي.(5/118)
1933 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: دَعَتْ أَعْرَابِيَّةٌ لِرَجُلٍ، فَقَالَتْ: كَبَتَ اللهُ كُلَّ عَدُوٍّ لَكَ إِلَّا نَفْسَكَ، [ص:119] وَجَعَلَ خَيْرَ عَمَلِكَ مَا وَلِيَ أَجَلَكَ.(5/118)
1934 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا شَاذُ بْنُ فَيَّاضٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: سَمِعَ مُطَرِّفٌ رَجُلًا يَقُولُ: استغفر الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ. فَأَخَذَ بِذِرَاعِهِ، فَقَالَ: لَعَلَّكَ لَا تَفْعَلْ! مَنْ وَعَدَ؛ فَقَدْ أُوجِبَ.(5/119)
1935 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ؛ قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَكْرَهُونَ اتِّخَاذَ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ؛ حَتَّى نَشَأَ فِيهِمُ الْغُرَرُ السَّادَةُ: عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابَ [ص:120] رَحِمَهُ الله؛ فقهاء، ففاقوا أَهْلَ الْمَدِينَةِ عِلْمًا وَتُقًى وَعِبَادَةً وَوَرَعًا، فَرَغِبَ النَّاسُ حِينَئِذٍ فِي السَّرَارِي.(5/119)
1936 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا حُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ تَلْقَاهُ الزَّمَانَ بَعْدَ الزَّمَانِ بِأَمْرٍ وَاحِدٍ وَوَجْهٍ وَاحِدٍ، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ تَلْقَاهُ مُتَلَوِّنًا يُشَاكِلُ كُلَّ قَوْمٍ، وَيَسْعَى مع كل ريح.(5/120)
1936 - / م - أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ لِبَعْضِهِمْ:
(شَرِهْتُ فَلَسْتُ أَرْضَى بِالْقَلِيلِ ... وَمَا أَنْفَكُّ مِنْ حَدَثٍ جَلِيلِ)
(وَمَا أَنْفَكُّ مِنْ أَمَلٍ مُضِرٍّ ... وَمَا أَنْفَكُّ مِنْ قَالٍ وَقِيلِ)
(وَمَا أَنْفَكُّ مِنْ شَهَوَاتِ نَفْسٍ ... أُجَارُ بِهِنَّ عَنْ مَحْضِ السَّبِيلِ)
(لَئِنْ عُوفِيتُ مِنْ شَهَوَاتِ نَفْسِي ... لَقَدْ عُوفِيتُ مِنْ شَرٍّ طَوِيلِ)
(أَلَا يَا عَاشِقَ الدُّنْيَا أَطِعْنِي ... كَأَنَّكَ قَدْ دُعِيتَ إِلَى الرَّحِيلِ [ص:121])
(وللدنيا دوائر دائرات ... لِتَذْهَبَ بِالْعَزِيزِ وَبِالذَّلِيلِ)
(وَلِلدُّنْيَا يَدٌ تَهَبُ الْمَنَايَا ... وَتَخْتَلِسُ الْخَلِيلَ مِنَ الْخَلِيلِ)
(يَدُورُ عَلَى الْقُرُونِ بِهَا رَحَاهَا ... لِتَطْحَنَهُنَّ جِيلًا بَعْدَ جِيلِ)
(رَمَتْهُ الْحَادِثَاتُ بِكُلِّ سَهْمٍ ... مِنَ الْأَمَلِ الْمُقَصِّرِ وَالْمُطِيلِ)
(كِلَانَا فِي تَصَرُّفِهِ عَلِيلٌ ... وَقَدْ يَشْكُو الْعَلِيلُ إِلَى الْعَلِيلِ)
(دِعِ الدُّنْيَا وَكُلَّ أَخٍ عَلَيْهَا ... يَسُومُكَ وُدُّهُ سَوْمَ الْبَخِيلِ)
(وَمَا لَكَ غَيْرَ عَقْلِكَ مِنْ نَصِيحٍ ... وَمَا لَكَ غَيْرَ عَقْلِكَ مِنْ دَلِيلِ)
(وَمَا لَكَ غَيْرَ تَقْوَى اللهِ مَالٌ ... وَغَيْرَ فِعَالِكَ الْحَسَنِ الْجَمِيلِ)
(وَقَارُ الْحِلْمِ يَقْرَعُ كُلَّ جَهْلٍ ... وَعَزْمُ الصَّبْرِ يَنْهَضُ بِالثَّقِيلِ)(5/120)
1937 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ أَيُّوبَ: [ص:122] أَنَّ الْمَنْصُورَ خَطَبَ بِمَكَّةَ؛ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَمَضَى فِي كَلَامِهِ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهَ؛ قَامَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: أُذَكِّرُكَ مَنْ تَذْكُرُ. فَسَكَتَ الْمَنْصُورُ، ثُمَّ قَالَ: سَمْعًا لِمَنْ فَهِمَ عَنِ اللهِ وَذُكِّرَ بِهِ، وَأَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ جَبَّارًا عَصِيًّا، وَأَنْ تَأْخُذَنِي الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ، لَقَدْ: {ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ المهتدين} [الأنعام: 56] ، وَأَنْتَ وَاللهِ أَيُّهَا الْقَائِلُ مَا اللهَ أَرَدْتَ بِهَا، وَلَكِنْ حَاوَلْتَ إِلَى أَنْ يُقَالَ: قَامَ، فَقَالَ، فَعُوقِبَ، فَصَبَرَ، فَأَهْوَنُ بِقَائِلِهَا، وَيْلُكَ! إِذَا سَهَوْتُ أَنَا؛ فَمَنْ يَعْلَمُ؟ ! وَإِيَّاكُمْ مَعْشَرَ النَّاسِ وَأُخْتَهَا؛ فَإِنَّ الْمَوْعِظَةَ عَلَيْنَا نَزَلَتْ، وَمِنْ عِنْدِنَا انْبَثَّتْ؛ فَرُدُّوا الْأَمْرَ إِلَى أَهْلِهِ، يُصْدِرُوهُ كَمَا أَوْرَدُوهُ. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى خُطْبَتِهِ كَأَنَّهُ يَقْرَؤُهَا مِنْ كَفِّهِ، فَقَالَ: وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.(5/121)
1938 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ الدِّينَوَرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَفِينَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَفِينَةَ؛ قَالَ: [ص:123] تَعَبَّدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاعْتَزَلَ النِّسَاءَ؛ حَتَّى صَارَ كَالشَّنِّ الْبَالِي، قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرَيْنِ
__________
[إسناده مظلم] .(5/122)
1939 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبُو غَسَّانَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ أَبِي مُعَانٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص:125]: «إِنَّ فِي جَهَنَّمَ وَادِيًا يُقَالُ لَهُ: (جُبُّ الْحَزَنِ) تَتَعَوَّذُ مِنْهُ جَهَنَّمُ كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعَمِائَةِ مَرَّةٍ، يسكنها القراء المراؤون بِأَعْمَالِهِمْ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(5/123)
1940 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النَّهَاوَنْدِيُّ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو؛ قَالَ: رَأَيْتُ دَاوُدَ الطَّائِيَّ يُصَلِّي كَأَنَّمَا يَطَّلِعُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ.(5/125)
1941 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، عَنْ مُعَلًّى الْوَرَّاقِ: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: لَأَنْ يَتْرُكَ الرَّجُلُ دِرْهَمًا حَرَامًا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَتَصَدَّقَ بمئة أَلْفِ [ص:126] دِرْهَمٍ.(5/125)
1942 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَلْوَانِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، عَنْ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ غَالِبٍ: قَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَوْرَعِ مَنْ أَدْرَكْنَا فِي زَمَانِنَا؛ فَلْيَنْظُرْ إِلَى ابْنِ سِيرِينَ؛ فَإِنَّهُ كَانَ يَدَعُ الْحَلَالَ تَأَثُّمًا.(5/126)
1943 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ خَلَفَ بْنَ تَمِيمٍ يَقُولُ: [ص:127] سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ: مُنْذُ [كَمْ] قَدِمْتَ الشَّامَ؟ قَالَ: مُذْ أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةٍ، وَمَا جِئْتُ لِرِبَاطٍ وَلَا لِجِهَادٍ. فَقُلْتُ: لِمَ جِئْتَنَا؟ قَالَ: جِئْتُ أَشْبَعُ مِنْ خُبْزِ الْحَلالِ.(5/126)
1944 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا قُبَيْصَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: يَا شَفِيُّ! كُلِ الْحَلَالِ وَصَلِّ آخِرَ الصُّفُوفِ تُقْبَلُ مِنْكَ، وَلَا تَأْكُلَ حَرَامًا وَتُصَلِّي أَوَّلَ الصُّفُوفِ فَلَا يُقْبَلُ مِنْكَ.(5/127)
1945 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْمَكِّيِّ؛ قَالَ: كَانَ فَتًى بِمَكَّةَ لَا يَنَامُ اللَّيْلَ كُلَّهُ، فَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ لَا تَنَامُ؟ قَالَ: أَذْهَبَ بِنَوْمِي عَجَائِبُ الْقُرْآنِ.(5/127)
1946 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَزَّازُ، نَا مَحْبُوبُ بْنُ مُكْرَمٍ: قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: تَخْلِيصُ النِّيَّةِ مِنْ فَسَادِهَا أَشَدُّ عَلَى الْعَامِلِينَ مِنْ طُولِ الِاجْتِهَادِ.(5/128)
1947 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ غَانِمٍ، عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ؛ قَالَ: دَعَانِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ إِلَى طَعَامِهِ، فَأَتَيْتُ فَجَلَسْتُ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى تَحْتَ إِلْيَتِهِ وَنَصَبَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا، فَقَالَ لِي: أَتَعْرِفُ هَذِهِ الْجِلْسَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، هَذِهِ جِلْسَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَجْلِسُ جِلْسَةَ الْعَبِيدِ.(5/128)
1948 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَفَّانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص:129] مَا مِنْ رَجُلٍ يُنْتَقَصُ مِنْ أَمَانَتِهِ؛ إِلَّا انْتُقِصَ مِنْ إِيمَانِهِ.(5/128)
1949 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ طَرِيفٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْأَسْوَدِ - وَكَانَ قَدْ رَافَقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً -؛ قَالَ: حَجَجْتُ، فَلَقِيتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي رَوَّادٍ، فَقَالَ لِي: مَا فَعَلَ أَخُوكَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ؟ قُلْتُ: بِالشَّامِ فِي مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ: أَمَا إِنَّ عَهْدِي بِهِ وَإِنَّهُ لَيَرْكَبُ بَيْنَ يَدَيْهِ ثَلَاثُونَ شَاكِرِيًّا بِخُرَاسَانَ، وَلَكِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَتَبَحْبَحَ فِي الْجَنَّةِ.(5/129)
1950 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص:130] قِيلَ لِلْحَسَنِ: إِنَّكَ كُنْتَ تَقُولُ: الْآخِرُ شَرٌّ، وَهَذَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بعد الْحَجَّاجِ. فَقَالَ الْحَسَنُ: لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ مُتُنَفْسَاتٍ.(5/129)
1951 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ ابن أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: دَخَلَ مَعْنُ بْنُ زَائِدَةَ عَلَى الْمَنْصُورِ، فَقَالَ لَهُ: يَا مَعْنُ! شَابَ رَأْسُكَ. قَالَ: فِي طَاعَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: إِنَّ فِيكَ لَبَقِيَّةً. قَالَ: هِيَ لَكَ يَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ الْمَنْصُورُ: بَلَغَنِي أَنَّكَ أَعْطَيْتَ شَاعِرًا عَلَى بَيْتَيْ شعر مئة أَلْفِ دِرْهَمٍ! فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! عَلَى قَوْلِهِ:
(مَا زِلْتَ يَوْمَ الْهَاشِمِيَّةِ مُعَلِّمًا ... بِالسَّيْفِ دُونَ خَلِيفَةِ الرَّحْمَنِ)
(فَحَمَيْتَ حَوْزَتَهُ وَكُنْتَ وِقَاءَهُ ... مِنْ وَقْعِ كُلِّ مُهَنَّدٍ وَسِنَانِ)
فَلَمّا سَمِعَهُ الْمَنْصُورُ؛ قَالَ: نَعِمَّا أَعْطَيْتَ يَا مَعْنُ.(5/130)
1952 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ وَمُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ؛ قَالَا: نَا عَمْرُو بْنُ نَاجِيَةَ، نَا يَغْنَمُ بْنُ سَالِمِ بْنِ قَنْبَرٍ مَوْلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: لَمَّا حَشَرَ اللهُ الْخَلَائِقَ إِلَى بَابِلَ، بَعَثَ إِلَيْهِمْ رِيحًا شَرْقِيَّةً وَغَرْبِيَّةً وَقِبْلِيَّةً وَبَحَرِيَّةً، فَجَمَعَتْهُمْ إِلَى بَابِلَ، فَاجْتَمَعُوا يَوْمَئِذٍ يَنْتَظِرُونَ لِمَا [ص:132] حُشِرُوا لَهُ؛ إِذْ نَادَى مُنَادٍ: مَنْ جَعَلَ الْمَغْرِبَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْمَشْرِقَ عَنْ يَسَارِهِ وَاقْتَصَدَ إِلَى الْبَيْتِ الْحَرَامِ بِوَجْهِهِ؛ فَلَهُ كَلَامُ أَهْلِ السَّمَاءِ. فَقَامَ يَعْرُبُ بْنُ قَحْطَانَ، فَقِيلَ لَهُ: يَا يَعْرُبَ بْنَ قَحْطَانَ بْنَ هُودٍ! أَنْتَ هُوَ. فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ بِالْعَرَبِيَّةِ، وَلَمْ يَزَلِ الْمُنَادِي يُنَادِي: مَنْ فَعَلَ كَذَا وَكَذَا فَلَهُ كَذَا وَكَذَا؛ حَتَّى افْتَرَقُوا عَلَى اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ لِسَانًا، وَانْقَطَعَ الصَّوْتُ، وَتَبَلْبَلَتِ الْأَلْسُنُ، فَسُمِّيَتْ بَابِلُ، وَكَانَ اللِّسَانُ يَوْمَئِذٍ بَابِلِيًّا، وَهَبَطَتْ مَلَائِكَةُ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَمَلَائِكَةُ الْحَيَاءِ وَالْإِيمَانِ، وَمَلَائِكَةُ الصِّحَّةِ وَالشَّقَاءُ، وَمَلَائِكَةُ الْغِنَى، وَمَلَائِكَةُ الشَّرَفِ، وَمَلَائِكَةُ الْمَرُوءَةِ، وَمَلَائِكَةُ الْجَفَاءِ، وَمَلَائِكَةُ الْجَهْلِ، وَمَلَائِكَةُ السَّيْفِ، وَمَلَائِكَةُ الْبَأْسِ؛ [فَسَارُوا] حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى الْعِرَاقِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: افْتَرِقُوا. فَقَالَ مَلَكُ الْإِيمَانِ: أنا أَسْكُنُ الْمَدِينَةَ وَمَكَّةَ. فَقَالَ مَلَكُ الْحَيَاءِ: أَنَا مَعَكَ. فَاجْتَمَعَتِ الْأُمَّةُ عَلَى أَنَّ الْإِيمَانَ وَالْحَيَاءَ بِبَلَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ مَلَكُ الشَّقَاءِ: أَنَا أَسْكُنُ الْبَادِيَةَ. قَالَ مَلَكُ الصِّحَّةِ: أَنَا مَعَكَ. فَاجْتَمَعَتِ الْأُمَّةُ عَلَى أَنَّ الصِّحَّةَ وَالشَّقَاءَ فِي الْأَعْرَابِ. وَقَالَ مَلَكُ الْجَفَاءِ: أَنَا أَسْكُنُ الْمَغْرِبَ. فَقَالَ مَلَكُ الْجَهْلِ: أَنَا مَعَكَ. فَاجْتَمَعَتِ الْأُمَّةُ عَلَى أَنَّ الْجَفَاءَ وَالْجَهْلَ فِي الْبَرْبَرِ. وَقَالَ مَلَكُ السَّيْفِ: أَنَا أَسْكُنُ الشَّامَ. فَقَالَ مَلَكُ الْبَأْسِ: أَنَا مَعَكَ. وَقَالَ مَلَكُ الْغِنَى: أَنَا أقيم ها هنا. فَقَالَ لَهُ مَلَكُ الْمَرُوءَةِ: أَنَا مَعَكَ. فَقَالَ مَلَكُ الشَّرَفِ: أَنَا مَعَكُمَا. فَاجْتَمَعَ مَلَكُ الْغِنَى وَالْمَرُوءَةِ وَالشَّرَفِ بِالْعِرَاقِ
__________
[إسناده واه جدا] .(5/131)
1953 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، نَا دُرَيْكٌ الْعُطَارِدِيُّ؛ قَالَ: صَلَّى بِنَا أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ الْعَتَمةَ ثُمَّ آوَى إِلَى فِرَاشِهِ، فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَبَا رَجَاءٍ! إِنَّ لِطَارِقِ اللَّيْلِ حَقًّا، وَإِنَّ بَنِي فُلَانٍ خَرَجُوا إِلَى سَفَوَانَ وَتَرَكُوا كُتُبَهُمْ وَشَيْئًا مِنْ مَتَاعِهِمْ عِنْدِي. فَانْتَعَلَ أَبُو رَجَاءٍ، وَأَخَذَ الْكُتُبَ وَالْمَتَاعَ فَأَدَّاهَا، وَصَلَّى بِنَا الْفَجْرَ، وَهِيَ مَسِيرَةُ لَيْلَةٍ لِلْإِبِلِ، وَكَانَ قَدْ أَتَتْ له مئة سَنَةٍ.(5/133)
1954 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالا: نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، نَا عِيسَى بْنُ يَزِيدَ؛ قَالَ: [ص:134] خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا فِي طَلَبِ ضَالَّةٍ لَهُ، قَالَ: فَسِرْتُ أَيَّامًا فِي طَلَبِ ضَالَّتِي، فَآوَانِي اللَّيْلُ إِلَى بِنَاءٍ، فَسَلَّمْتُ، فَرَدَّتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ السَّلَامَ، فَقَالَتْ: مَنِ الرَّجُلُ؟ فَقُلْتُ لَهَا: إِنِّي طَالِبُ ضَالَّةٍ، وَإِنِّي أَحْتَاجُ إِلَى قِرًى. قَالَتْ: أَقِمْ عِنْدَنَا؛ فَالآنَ يَأْتِي إِبِلُنَا وَغَنَمُنَا. فَاضْطَجَعْتُ، فَلَمَّا اخْتَلَطَ الظَّلَامُ إِذَا بِرَجُلٍ يَسُوقُ أَبْعِرَةً وَغَنَمًا، فَلَمَّا غَشِيَنِي؛ قَالَ: مَنِ الرَّجُلُ؟ قُلْتُ: بَاغِي ضَالَّةٍ وَضَيْفٌ. فَقَالَ: مَا عِنْدَنَا ضِيَافَةٌ، إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الضِّيَافَةَ؛ فَأَمَامَكَ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْبَيَاتَ؛ فَوَرَاءَكَ. قَالَ: قُلْتُ: مَا بِي مِنْ ذَهَابٍ هَذِهِ السَّاعَةِ أَمَامِي وَلَا وَرَائِي، وَلَكِنِّي أمكث ها هنا حَتَّى أُصْبِحَ. فَلَمَّا دَخَلَ بَيْتَهُ؛ قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: احْلِبْ لِضَيْفِنَا. فَقَالَ: فَإِنَّنَا وَعِيَالَنَا وَأَوْلَادَنَا أَحَقُّ بِهِ. قَالَتْ: وَاخَيْبَتَاهُ! وَجَعَلَتْ تَدْخُلُ وَتَخْرُجُ إِلَى الصَّبَاحِ، فَعُدْتُ غَادِيًا، فَأَدْرَكَنِي الْمَبِيتُ إِلَى بِنَاءٍ آخَرَ، فَسَلَّمْتُ، فَقَالَتْ الْمَرْأَةُ: مَنِ الرَّجُلُ؟ قُلْتُ: بَاغِي ضَالَّةٍ وَطَالِبُ قِرًى. قَالَتْ: مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ. قُلْتُ: لَكِنَّ الْأَرْضَ لَا تَمْنَعِينِي مِنْهَا. وَاضْطَجَعْتُ، وَجَاءَ زَوْجُهَا يَسُوقُ غُنَيْمَةً وَأَبْعِرَةً، فَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَنِ الرَّجُلُ؟ فَقُلْتُ: رَجُلٌ أَدْرَكَنِي الْمَبِيتُ وَأَنَا أَطْلُبُ ضَالَّةً لِي. فَقَالَ: فِي الرَّحْبِ وَالسِّعَةِ، أَصَبْتَ مَبِيتًا وَقِرًى. وَدَخَلَ الرَّجُلُ؛ فَهَارَّتْهُ امْرَأَتُهُ؛ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى أَخْرَجَ إِلَيَّ قِرًى، فَضَحِكْتُ، فَقَالَ: مَا [ص:135] أَضْحَكَكَ؟ قُلْتُ: بَعْضُ مَا ذَكَرْتُ. فَقَالَ: لِتُخْبِرَنِي. فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا لَقِيتُ وَبِمَا صَنَعَ الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ وَمَا سَمِعْتُهَا تَقُولُ، وَمَا سَمِعْتُكَ وَسَمِعْتُ هَذِهِ. قَالَ: فَضَحِكَ، فَقَالَ: تِلْكَ وَاللهِ أُخْتِي، وَهَذِهِ أُخْتُهُ.(5/133)
1955 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا قُبَيْصَةُ. وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ جَارُ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عَلَيٍّ الْهَرَوِيُّ رَفِيقُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ؛ قَالَ: شَارَطَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ رَجُلًا عَلَى شَيْءٍ يَعْمَلُهُ فِي الْكَرْمِ، فَقَالَ: أَفْسَدْتَ عَلَيَّ كَرْمِي. فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: أَيُّمَا أَكْثَرُ؛ كِرَايَ أَوْ مَا أَفْسَدْتُ عَلَيْكَ؟ فَقَالَ: كِرَاكَ أَكْثَرُ مِنَ الْفَسَادِ. قَالَ: فَأَطْرَحُ لَكَ مِنَ الْكِرَاءِ بِقَدْرِ مَا أَفْسَدْتُ عَلَيْكَ. فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: نَعَمْ. فَوَلَّى إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى الرَّجُلِ، فَقَالَ: هَذَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ لَهُ: خُذْ كِرَاكَ كُلَّهُ وَأَنْتَ فِي حِلٍّ مِمَّا أَفْسَدْتَ [ص:136] فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: الْمُؤْمِنُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ. وَأَبَى أَنْ يَأْخُذَ شَيْئًا.
آخر الجزء الثالث عشر، يتلوه الرابع عشر إن شاء الله تعالى والحمد لله وحده، وصلاته على محمد وآله(5/135)
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الرابع عشر
من كتاب «المجالسة وجواهر العلم»
صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.
أخبرنا الشيخان أبو القاسم هبة الله بن علي بن [المسعودي] وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأنصاري إذنا؛ قالا: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي؛ قال: قال البوصيري: قراءة عليه وأنا أسمع، وقال الأرتاحي: إجازة؛ قال: أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسين بن إسماعيل، أنا أبي أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب، أنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي:(5/143)
1956 - نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يزيد الوارق، نَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْعَسْقَلَانِيُّ، نَا رِشْدِينُ، عَنْ قُرَّةَ، وَعُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُصَلَّى عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ.(5/143)
1957 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص:145]: «يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ فِي صُوَرِ النَّاسِ، يَغْشَاهُمُ الذُّلُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، يُسَاقُونَ إِلَى جَهَنَّمَ، إِلَى سِجْنٍ يُسَمَّى بُولَسُ، تَعْلُوهُمْ نَارُ الْأَنْيَارِ، يُسْقَوْنَ مِنْ عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ»
__________
[إسناده حسن] .(5/143)
1958 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَمَذَانِيُّ، نَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سَعِيدٍ السُّلَمِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ خُمَيْرٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ؛ قَالَ: [ص:146] بَلَغَنِي: أَنَّ فِي السَّمَاءِ مَلَكَيْنِ يُنَادِيَانِ فِي كُلِّ يَوْمٍ: يَا لَيْتَ الْخَلْقَ لَمْ يُخْلَقُوا! وَيَا لَيْتَهُمْ إِذْ خُلِقُوا عَرَفُوا لِمَاذَا خُلِقُوا، وَجَلَسُوا فِي مجلس فتذاكروا مَا عَمِلُوا.(5/145)
1959 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلُوَيْهِ الدِّينَوَرِيُّ، نَا هَارُونُ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ: أَنَّ قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ اشْتَرَوْا جَارِيَةً قُرْبَ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَرَأَتْهُمْ يَشْتَرُونَ الْمَأْكُولَ وَالْمَشْرُوبَ، فَقَالَتْ لَهُمْ: مَا تَصْنَعُونَ بِهَذَا؟ فَقَالُوا لَهَا: لِشَهْرِ رَمَضَانَ. فَقَالَتْ لَهُمْ: أَنَا كُنْتُ لِقَوْمٍ كَانَ دَهْرُهُمْ كُلُّهُ شَهْرَ رَمَضَانَ، فَوَاللهِ؛ لَا أُقِيمُ عِنْدَكُمْ.(5/146)
1960 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ؛ قَالَ: قَالَ وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ: إِنَّ مِنْ صَلَاحِ نَفْسِي؛ مَعْرِفَتِي بِفَسَادِهَا، وَكَفَى بِالْمَرْءِ شَرًّا؛ يَعْرِفُ مِنْ نَفْسِهِ فَسَادًا ثُمَّ يُقِيمُ عَلَيْهِ، وَبِئْسَ مَنْزِلٌ مُتَحَوِّلٌ مِنْ ذَنْبٍ إِلَى غَيْرِ تَوْبَةٍ.(5/146)
1961 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدٌ، نَا ابْنُ خبيق، نا شعيب بْنُ حَرْبٍ؛ قَالَ: [ص:147] جَاءَ رَجُلٌ إِلَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ: مِنْ أَيْنَ مَعِيشَتُكَ؟ قَالَ إِبْرَاهِيمُ:
(نُرَقِّعُ دُنْيَانَا بِتَمْزِيقِ دِينِنَا ... فَلا دِينِنَا يَبْقَى وَلَا مَا نُرقِّعُ)(5/146)
1962 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدٌ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، نَا حُذَيْفَةُ الْمَرْعَشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: [ص:148] خَلُّوا لَهُمْ دُنْيَاهُمْ يُخَلُّونَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ آخِرَتِكُمْ، وَخَلُّوا لَهُمْ شَهَوَاتِهِمْ يُحِبُّونَكُمْ.(5/147)
1963 - حَدَّثَنَا أحمد، نا ابن أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: جِهَادُ الْهَوَى.(5/148)
1964 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنِ الْوَلِيدِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَا شَيْءٍ أَقْعَدُ بِامْرِئٍ عَنْ مَكْرَمَةٍ مِنْ صِغَرِ هِمَّةٍ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/148)
1965 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: [ص:149] سُئِلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ قَتْلَى صِفِّينَ، فَقَالَ: تِلْكَ دِمَاءٌ طَهَّرَ اللهُ يَدِي مِنْهَا؛ فَمَا لي أخضب لساني فيها؟ !(5/148)
1966 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كَتَبَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ إِلَى الْحَكَمِ بْنِ أَيُّوبَ: اخْطُبْ لِي عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْحَجَّاجِ امْرَأَةً جَمِيلَةً مِنْ بَعِيدٍ، مَلِيحَةً مِنْ قَرِيبٍ، شَرِيفَةً فِي قَوْمِهَا، ذَلِيلَةً فِي نَفْسِهَا، أَمَةَ بَعْلِهَا، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: قَدْ أَصَبْتَهَا، لَوْلَا عِظَمِ ثَدْيَيْهَا، فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ: لَا يَحْسُنُ نَحْرِ الْمَرْأَةِ حتى يعظم ثدياها.(5/149)
1967 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَذُكِرَ عِنْدَهُ صِغَرُ ثديي الْمَرْأَةِ؛ فَقَالَ: لَا، حَتَّى تدفئ الضَّجِيعَ، وَتَرْوِيَ الرَّضِيعَ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/149)
1968 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: [ص:150] قَرَأْتُ فِي سِيَرِ الْعَجَمِ أَنَّ أَرْدَشِيرَ بْنَ بَابَكَ بْنَ سَاسَانَ كَتَبَ إِلَى الرَّعِيَّةِ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ أَرْدَشِيرَ بْنِ بَابَكَ الْمُسْتَأْثِرِ دُونَهُ بِحَقِّهِ، الْمَغْلُوبُ عَلَى تُرَابِ آبَائِهِ، الدَّاعِي إِلَى قَوَامِ دِينِ اللهِ وَسُنَّتِهِ، الْمُسْتَنْصِرُ بِاللهِ الَّذِي وَعَدَ الْمُحِقِّينَ الفلج، وَجَعَلَ لَهُمُ الْعَوَاقِبَ؛ إِلَى مَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي مِنْ مُلُوكِ الطَّوَائِفِ، وَالْفُقَهَاءِ الَّذِينَ هُمْ حَمَلَةُ الدِّينِ، وَالْأَسَاوِرَةُ الَّذِينَ هُمْ حَفَظَةُ الْبَيْضَةِ، وَالْكُتَّابُ الَّذِينَ هُمْ زِينَةُ الْمَمْلَكَةِ، وَذَوِي الْحَرْثِ الَّذِينَ بِهِمْ عَمُودُ الْبِلَادِ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِقَدْرِ مَا تَسْتَوْعِبُونَ بِمَعْرِفَةِ الْحَقِّ وَإِنْكَارِ الْبَاطِلِ وَالْحَذَرِ؛ فَقَدْ وَضَعْنَا عَنْ رَعِيَّتِنَا، لِفَضْلِ رَأْفَتِنَا؛ أُتَاوَتِهَا الْمُوَظَّفَةِ عَلَيْهِمْ، وَنَحْنُ مَعَ ذَلِكَ كَاتِبُونَ إِلَيْكُمْ بِوَصِيَّةٍ: لَا تَسْتَشْعِرُوا الْحِقْدَ؛ فَيَدْهَمَكُمُ الْعَدُوُّ، وَلَا تَحْتَكِرُوا؛ فَيَشْمَلَكُمُ الْقَحْطُ، وَتَزَوَّجُوا فِي الْأَقْرَبِينَ، فَإِنَّهُ أَمَسُّ لِلرَّحِمِ، وَأَثْبَتُ لِلنَّسَبِ، وَلَا تَعُدُّوا هَذِهِ الدُّنْيَا شَيْئًا؛ فَإِنَّهَا لَا تُبْقِي عَلَى أَحَدٍ، وَلَا تَرْفُضُوهَا مَعَ ذَلِكَ؛ فَإِنَّ الْآخِرَةَ لَا تُنَالُ إِلَّا بها.(5/149)
1969 - حَدَّثَنَا محمد، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: [ص:151] سُئِلَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: مَا الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: كِتْمَانُ السِّرِّ، وَالتَّبَاعُدُ مِنَ الشَّرِّ.(5/150)
1970 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سهلوية، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ؛ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بن الْحَنَفِيَّةِ: الْكَمَالُ فِي ثَلَاثٍ: الْفِقْهِ فِي الدِّينِ، وَالصَّبْرِ عَلَى النَّوَائِبِ، وَحُسْنِ تَقْدِيرِ الْمَعِيشَةِ.(5/151)
1971 - حَدَّثَنَا محمد، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا أَبِي، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ ضُبَارَةَ يَخْطُبُ، فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: أَيُّهَا النَّاسُ! [ص:152] الصَّبْرَ عَلَى طَاعَةِ اللهِ أَهْوَنُ مِنَ الصَّبْرِ عَلَى عَذَابِ اللهِ.(5/151)
1972 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الدِّينَوَرِيُّ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لِمُعَاوِيَةَ: يَا أَمِيرَ المؤمنين! لاتكونن لِشَيْءٍ مِنْ أُمُورِ رَعِيَّتِكَ أَشَدَّ تَفَقُّدًا مِنْكَ لِخَصَاصَةِ الشَّرِيفِ حَتَّى تَعْمَلَ فِي سَدِّهَا، وَلِطُغْيَانِ اللَّئِيمِ حَتَّى تَعْمَلَ فِي قَمْعِهِ، وَاسْتَوْحِشْ مِنَ الْكَرِيمِ الْجَائِعِ وَمِنَ اللَّئِيمِ الشَّبْعَانِ؛ فَإِنَّ الْكَرِيمِ يَصُولُ إِذَا جَاعَ، وَاللَّئِيمِ يَصُولُ إِذَا شَبِعَ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/152)
1973 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالَ: شَرُّ خِصَالِ الْمُلُوكِ: الْجُبْنُ مِنَ الْأَعْدَاءِ، وَالْقَسْوَةُ عَلَى الضُّعَفَاءِ، وَالْبُخْلُ عِنْدَ الْعَطَاءِ.(5/152)
1974 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: [ص:153] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: اطْلُبُوا الرِّزْقَ عِنْدَ الرُّحَمَاءِ؛ تَعِيشُوا فِي أَكْنَافِهِمْ، وَلَا تَطْلُبُوا إِلَى الْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ، فَإِنَّ اللَّعْنَةَ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ.(5/152)
1975 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَسَدِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَجْلِيُّ - وَسَأَلَهُ رَجُلٌ حَاجَةً فَقَضَاهَا، فَعَاتَبَهُ بَعْضُ أَهْلِهِ -، فَقَالَ: الْمَالُ وَدَائِعُ اللهِ فِي الدُّنْيَا وَأَنْتُمْ وَنَحْنُ وُكَلَاؤُهَا، فَمِنْ جَوْعَانٍ تُشْبِعَهُ، وَمِنْ ظَمْآنَ تَرْوِيهِ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/153)
1976 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مجالسة أهل الدينانة تَجْلُو عَنِ الْقُلُوبِ صَدَأَ الذُّنُوبِ، وَمُجَالَسَةُ ذَوِي الْمُرُوءَةِ تَدُلُّ عَلَى مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ، وَمُجَالَسَةُ الْعُلَمَاءِ تُنْتِجُ ذَكَاءَ الْقُلُوبِ، وَمَنْ عَرِفَ تَقَلُّبَ الزَّمَانِ؛ لَمْ يَرْكَنْ إِلَيْهِ.(5/153)
1977 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: [ص:154] كَانَ يُقَالَ: السُّؤْدُدُ؛ الصَّبْرُ عَلَى الذُّلِّ.(5/153)
1978 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: كَانَ بَيْنَ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَبَيْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ كَلَامٌ، فَجَعَلَ عَبْدَ الْمَلِكِ يَتَهَدَّدَهُ، فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ: أَتُهَدِّدَنِي وَيَدُ اللهِ فَوْقَكَ مَانِعَةٌ! وَتَمْنَعُنِي وَعَطَاءُ اللهِ دُونَكَ مَبْذُولٌ؟ !(5/154)
1979 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، حَدَّثَنِي الزِّيَادِيُّ وَأَبُو نَصْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: [ص:155] وَقَفَتِ امْرَأَةٌ مِنْ هَوَازِنَ عَلَى عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ بِالْبَصْرَةِ وَكَانَ سَيِّدًا، فَقَامَتْ عِنْدَ أَدْنَى مَجْلِسِهِ ثُمَّ قَالَتْ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. أَمَّا بَعْدُ! فَإِنِّي جِئْتُ مِنْ بِلَادٍ شَاسِعَةٍ تُخْفِضُنِي خَافِضَةً، وَتَرْفَعُنِي رَافِعَةً، لِمُلِمَّاتٍ مِنَ الْأُمُورِ نَزَلَتْ بِي فَمَخَضْنَ لَحْمِي، وَبَرَيْنَ عَظْمِي، وَذَهَبْنِ بِسَبَدِي وَلَبَدِي، فَبَقِيتُ كَالْحَرِيضِ فِي الْبَلَدِ الْعَرِيضِ، فَسَأَلْتُ يَرْحَمُكَ اللهُ فِي قَبَائِلَ الْعَرَبِ: مَنِ الْمَحْمُودُ غَيْثُهُ، وَالْمُرْتَجَى سَيْبُهُ، وَالْبَاذَلُ مَعْرُوفَهُ، وَالْمُعْطِي سَائِلَهُ؟ فَدُلِلْتُ عَلَيْكَ. أَنَا امْرَأَةٌ مِنْ هَوَازِنَ، مَاتَ الْوَالِدُ، وَغَابَ الْوَافِدُ، افْعَلْ بِي خِصْلَةً مِنْ ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُقِيمَ أَوْدِي، وَإِمَّا أَنْ تُحْسِنَ صَفَدِي، وَإِمَّا أَنْ تَرُدَّنِي إِلَى بَلَدِي. قَالَ: اجْلِسِي، وَكُلُّ ذَلِكَ لَكِ عِنْدِي.(5/154)
1980 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمِّهِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: [ص:156] أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَأَى رَجُلًا قَاعِدًا فِي الشَّمْسِ، فَنَهَاهُ عَنِ الْقُعُودِ، وَقَالَ: قُمْ عَنْهَا؛ فَإِنَّهَا مَبْخَرَةٌ مُجْفَرَةٌ، تُتْفِلُ الرِّيحَ وَتُبْلِي الثَّوْبَ وَتُظْهِرَ الدَّاءَ الدَّفِينَ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/155)
1981 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: [ص:157] قَوْلُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مُجْفِرَةٌ؛ أَيْ: تُذْهِبُ بِشَهْوَةِ النِّسَاءِ. وَقَوْلُهُ: تُتْفِلُ الرِّيحَ: تُنْتِنُ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: «لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ مَسَاجِدَ اللهِ، وَلْيَخْرُجْنَ تَفِلَاتٍ غَيْرَ مُتَطَيِّبَاتٍ» . وَالدَّاءُ الدَّفِينُ: هُوَ الدَّاءُ الْمُسْتَتِرُ، فَإِذَا قَعَدَ فِي الشَّمْسِ؛ أَخْرَجَتْهُ الطَّبِيعَةُ.(5/156)
1982 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا ابْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: كَانَ الشَّعْبِيُّ يَقُولُ: [ص:158] اسقنى أَهْوَنَ مَوْجُودٍ وَأَعَزَّ مَفْقُودٍ.(5/157)
1983 - نَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، نَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنِ الْحَسَنِ الْهِلَالِيُّ نَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ؛ قَالَ: أَتَيْتُ الْحَارِثَ بْنَ كِلْدَةَ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْبَرْدِ وَهُوَ جَالِسٌ بَيْنَ حَائِطَيْنِ فِي الظِّلِّ، فَقُلْتُ: مَا يَمْنَعُكَ مِنَ الشَّمْسِ؟ قَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ مِنْهَا خِصَالًا؛ تُبْلِي الثِّيَابَ، وَتُتْفِلُ الرِّيحَ، وَتُظْهِرُ الدَّاءَ الدين.(5/158)
1984 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَزْدِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ، نَا عَبَّاسٌ الْأَزْرَقُ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى؛ قَالَ: مَرَّ الْحَجَّاجُ فِي يَوْمِ جُمْعَةٍ، فَسَمِعَ اسْتِغَاثَةً، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقِيلَ لَهُ: أَهْلُ السُّجُونِ يَقُولُونَ: قَتَلَنَا الْحَرُّ. قَالَ: قُولُوا لَهُمْ: (اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108)) [المؤمنون: 108] . قَالَ: فَمَا عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا أَقَلَّ مِنْ جُمْعَةٍ حَتَّى مَاتَ.(5/159)
1985 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنِي عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، أَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ؛ قَالَ: قَالَ الْحَجَّاجُ لِطَبِيبِهِ تِيَاذَوْقَ: صِفْ لِي شَيْئًا أَعْمَلُ عَلَيْهِ؛ فَإِنِّي أَظُنُّ أَنِّي أُفَارِقُكَ سَرِيعًا. قَالَ: احْفَظْ عَنِّي خِلَالًا؛ لَا تَشْرَبَنَّ دَوَاءً مِنْ غَيْرِ وَجَعٍ، وَلَا تَأْكُلَنَّ عَلَى شِبَعٍ، وَلَا تَأْكُلَنَّ بِشَهْوَةِ عَيْنٍ، وَلَا تَأْكُلَنَّ فَاكِهَةً مُولِيَةً، وَلَا تَأْكُلَنَّ مِنَ اللَّحْمِ إِلَّا طَرِيًّا، وَلَا تَلْبَسْ إِلَّا نَقِيًّا، وَلَا [ص:160] تَنْكِحَنَّ إِلَّا فَتِيًّا، وَاشْرَبْ مِنْ أَلْبَانِ الْإِبِلِ؛ فَإِنَّهَا تُعَضِّدَ الْقَلْبِ، وَأَمَّا السَّوِيقَ؛ فَسُمْنَةٌ، وَأَدِمِ النَّظَرَ إِلَى الْخُضْرَةِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يَجْلُو الْبَصَرَ، وَأَمَّا الْعَسَلُ؛ فَشِفَاءٌ يَجْثَمُ عَلَى فَمِ الْمَعِدَةِ فَيَقْذِفُ الدَّاءَ.(5/159)
1986 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، نَا نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ؛ قَالَ: قَالَ هِشَامٌ: مَا نَهَانِي الْأَطِبَّاءُ عَنْ شَيْءٍ مَا نَهَوْنِي عَنِ الشُّرْبِ مُتَّكِئًا، فَقَالَ: وَاللهِ؛ لَا أَشْرَبُ مُتَّكِئًا أَبَدًا.(5/160)
1987 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ ابْنِ أَبْجَرَ؛ قَالَ: [ص:161] دَعِ الدَّوَاءَ مَا احْتَمَلَ بَدَنُكَ الدَّاءَ.(5/160)
1988 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ: «لاتقولوا: شَاءَ اللهُ وَشَاءَ فُلَانٌ، وَلَكِنْ قُولُوا: شَاءَ اللهُ ثُمَّ شَاءَ فُلَانٌ»
__________
[إسناده صحيح] .(5/161)
1989 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، نَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُرَيْدَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ [ص:163]: «رَأْسُ مِائَةِ سَنَةٍ يَبْعَثُ الله رِيحًا طَيِّبَةً تُقْبَضُ فِيهَا رُوحُ كُلُّ مُسْلِمٍ»
__________
[إسناده لين] .(5/161)
1990 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلْمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زَرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (وَلَقَدْ رَءاهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ المُنتَهَى (14)) [النجم: 13، 14] ؛ قَالَ النَّبِيُّ [ص:165] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَأَيْتُ جِبْرِيلَ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عَلَيْهِ ست مئة جَنَاحٍ تَتَنَاثَرُ مِنْهَا التَّهَاوِيلُ؛ وَالتَّهَاوِيلُ: الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ»
__________
[إسناده حسن] .(5/163)
1991 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَحْمَرُ، نَا أَحْمَدُ بن بشير، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كلم الله} [البقرة: 253] ؛ قَالَ: مُوسَى [ص:166][صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ؛ {وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ درجات} [البقرة: 235] ؛ قال: محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ (وَءَاتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ) [البقرة: 253] . قَالَ: فَكَانَ الشَّعْبِيُّ يَقُولُ: هَؤُلَاءِ أَشْرَافُ الرُّسُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.(5/165)
1992 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ الْوَلِيدِ، نَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ؛ قَالَ: التَّقِيُّ عَنِ الْخَطَّائِينَ مَشْغُولٌ، وَإِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ خَطَايَا أَكْثَرُهُمْ ذِكْرًا لِخَطَايَا الناس.(5/166)
1992 - / م - قَالَ: نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدٌ جَارَ مَرْدَوَيْهِ؛ قَالَ: سُئِلَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَا أَعْوَنَ الْأَشْيَاءِ عَلَى طَاعَةِ اللهِ تعالى؟ قَالَ: إِخْرَاجُ غُمُومِ الدُّنْيَا مِنَ الْقَلْبِ.(5/166)
1993 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَبْدِ الْقَاهِرِ؛ قَالَ: [ص:167] أَوْصَى بَعْضُ الْحُكَمَاءِ ابْنَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ! إِيَّاكَ وَالتَّسْوِيفَ لِمَا تَهِمُّ بِهِ مِنْ فِعَلِ الْخَيْرِ، فَإِنَّ وَقْتَهُ إِذَا زَالَ؛ لَمْ يَعُدْ إِلَيْكَ، وَاحْذَرْ طُولَ الْأَمَلِ؛ فَإِنَّهُ هَلَاكُ الْأُمَمِ، وَلَا تَدْفَعِ الْوَاجِبَ بِالْبَاطِلِ؛ فَيُدَالُ مِنْكَ سَرِيعًا، وَكُنْ فِي وَقْتِ الرِّحْلَةِ إِلَى الْآخِرَةِ؛ تَغْتَبِطُ بِالْعَاقبة، وَتَنَكَّبِ الْعَجَلَةَ فِعْلًا وَقَوْلًا، وَتَفَهَّمْ مَا قِيلَ فِيمَنْ عُرِفَ بِهَا، وَاعْلَمْ أَنَّكَ الْمَوْقُوفُ بِهَا، إِذَا فَعَلْتَهَا؛ فَاحْذَرْهَا قَبْلَ أَنْ تَقَعَ بِكَ، وَاسْتَعِدَّ لِحَرِيقِ الْغَضَبِ بِالْأَنَاةِ قَبْلَ أَنْ تَلْتَهِبَ نَارُهُ فِي لَحْمِكَ وَدَمِكَ؛ فَإِنَّ إِطْفَاءَهُ قَبْلَ اسْتِيثَارِهِ سَرِيعٌ، وَإِذَا اشْتَعَلَ؛ قَبَّحَ مَحَاسِنَ مَا كُنْتَ تَجْمُلُ بِهَا إِنْ كُنْتَ سُلْطَانًا؛ فَعُقُوبَتُكَ تَكُونُ مِنْ وَرَاءِ الْمُذْنِبِ، وَالْغَضَبُ فَضْلٌ لَا وَجْهٌ لَهُ، وَإِنْ كُنْتَ سُوفِهَ؛ فَمَا قَدْرُ كَلِمَةٍ وَإِنْ بَلَغَتْ مِنْكَ فِي جَنْبٍ مَا يَفُوزُ بِهِ مِنْ عَاجِلِ الْحَمْدِ، وَالطُّولِ عَلَى مَنْ نَازَعَكَ بِالْعَفْوِ، إِنَّهُ لَا تَسْقُطُ مَكْرُمَةً وَلَا تَخْفَى حَسَنَةٌ عَنْ حَامِلٍ لِنَشْرِهَا عَنْكَ فَتَكْتَسِبَ جَمَالًا، وَتُبْرِدَ بِهَا اللهَبَ الْوَاصِلَ لِخِزْيِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَلَيْسَ فِي وقت الرضى وَصْفُ الْحِلْمِ، وَلَا عِنْدَ الْإِمْسَاكِ وَصْفُ حَمْدِ الْجَوَادِ؛ وَإِنَّمَا نَذْكُرُ بِالشَّجَاعَةِ مَنْ مَارَسَ الْحُرُوبَ، وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ! أَنَّ لِلْمَحَامِدِ مَحَافِلًا، وَلِلْمَحَاسِنِ أَسْوَاقًا يَبْتَاعُهَا النَّاسُ، ثُمَّ يَسِيرُ بِهَا الرُّكْبَانُ إِلَى الْبُلْدَانِ وَالْأَمْصَارِ، فَتَعَاهَدْ نَفْسَكَ لِنَفْسِكَ، فَإِنَّ أَخْلَاقَ الْمَرْءِ إِذَا صَلُحَتْ؛ كَانَتْ كُنُوزًا يُبْضَعُ لَهُ [ص:168] بِهَا فِي الْآفَاقِ، وَيَتَعَجَّلُ مَا يَسُرُّهُ مِنَ التَّعْظِيمِ، إِنَّ الْفَرَائِضَ فِي الْأَمْوَالِ أَقَلُّ مِنْهَا فِي الْأَخْلَاقِ، وَإِنَّمَا قُدْرَةُ الْمَالِ مَا صَحِبَكَ وَكَانَ لَكَ، وَجَاهِلًا بِأَخْلَاقِكَ غَيْرُ زَائِلٍ عَنْكَ، وَالْمَالُ لِبَاسٌ وَالزَّمَانُ يُبْلِيهِ، وَالْعِرْضُ المصون لاتبلى حِدَّتُهُ وَبَهْجَتُهُ.(5/166)
1994 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، نَا عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ السَّرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: [ص:169] كَانَ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ مِنْ قُضَاعَةَ، وَأَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَرَهُ، وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَلٍّ، وَكَانَ مِنْ سَاكِنِي الْكُوفَةِ، فَلَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنَ تَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَقَالَ: لَا أَسْكُنُ بَلَدًا قُتِلَ فِيهِ ابْنُ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَجَّ سِتِّينَ حِجَّةً مَا بَيْنَ حِجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، وَقَالَ: أَتَتْ علي ثلاثون ومئة سَنَةٍ، وَمَا مِنِّي شَيْءٌ إِلَّا وَقَدْ أَنْكَرْتُهُ خَلَا أَمَلِي، فَإِنِّي أَجِدُهُ كَمَا هُوَ.(5/168)
1995 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ مِنْ وَلَدِ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، عَنْ أَبِي بِشْرِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص:170] مَرَّ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] بِبَقَرَةٍ قَدِ اعْتَرَضَ وَلَدُهَا فِي بَطْنِهَا، فَقَالَ: يَا كَلِمَةَ اللهِ! ادْعُ اللهَ أَنْ يُخَلِّصَنِي. فقال [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : ياخالق النَّفْسِ مِنَ النَّفْسِ! وَيَا مُخْرِجَ النَّفَسِ مِنَ النَّفْسِ! خَلِّصْهَا، فَأَلْقَتْ مَا فِي بَطْنِهَا. قَالَ: فَإِذَا عَسِرَ عَلَى الْمَرْأَةِ وَلْدُهَا؛ فَلْيُكْتَبْ لَهَا هَذَا
__________
[إسناده مظلم] .(5/169)
1996 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: حَدَّثُونِي عَنْ يَعْلَى، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص:171] إِذَا عَسِرَ عَلَى الْمَرْأَةِ وِلَادُهَا؛ فَلْيُكْتَبْ لَهَا: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهَ الْحَلِيمَ الْكَرِيمَ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إلا القوم الفاسقون} [الأحقاف: 35]
__________
[إسناده ضعيف] .(5/170)
1997 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: [ص:172] قَرَأْتُ فِي سِيَرِ الْعَجَمِ أَنَّ أَرْدَشِيرَ حِينَ اسْتَوْثَقَ لَهُ أَمْرُهُ وَأَقَرَّ لَهُ بِالطَّاعَةِ مُلُوكُ الطَّوَائِفِ؛ حاصر ملك السوريانية، وَكَانَ مُتَحَصِّنًا فِي بَلَدٍ يُقَالَ لَهَا: الْحَضْرُ، بِإِزَاءِ مَسْكَنٍ مِنْ تُرْبَةِ الثِّرْثَارُ، وَهِيَ بَرِيَّةُ شِنْجَارٍ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي ذَلِكَ الْمَكَانَ: السَّاطِرُونَ، فَحَاصَرَهُ، فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى فَتْحِهَا، حَتَّى رَقَتْ بِنْتُ الْمَلِكِ عَلَى الْحِصْنِ يَوْمًا، فرأت أردشير، فهويته، فَنَزَلَتْ، فَأَخَذَتْ نُشَّابَةً وَكَتَبَتْ عَلَيْهَا: إِنْ أَنْتَ شَرَطْتَ لِي أَنْ تَتَزَوَّجَنِي؛ دَلَلْتُكَ عَلَى مَوْضِعٍ تَفْتَحُ بِهِ الْمَدِينَةَ بَأَيْسَرِ الْحِيلَةِ وَأَخَفِّ الْمُؤَنَةِ، ثُمَّ رَمَتِ النُّشَابَةَ نَحْوَ أَرْدَشِيرَ، فَقَرَأَهُ وَأَخَذَ نُشَّابَةً وَكَتَبَ إِلَيْهَا: لَكِ الْوَفَاءُ بِمَا سَأَلْتِنِي، ثُمَّ أَلْقَاهَا إِلَيْهَا، فَكَتَبَتْ، فَدَلَّتْهُ عَلَى الْمَوْضِعِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا، فَافْتَتَحَهَا، فَدَخَلَ وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ غَادُونَ لَا يَشْعُرُونَ، فَقَتَلَ الْمَلِكَ وَأَكْثَرَ الْقَتْلَ فِيهَا، وَتَزَوَّجَهَا، فَبَيْنَمَا هِيَ ذَاتَ لَيْلَةٍ عَلَى فِرَاشِهِ أَنْكَرَتْ مَكَانَهَا حَتَّى سَهِرَتْ أَكْثَرَ لَيْلِهَا. فَقَالَ لَهَا: مَا لَكِ؟ قَالَتْ: أَنْكَرْتُ فِرَاشِي، فَنَظَرُوا تَحْتَ الْفِرَاشِ فَإِذَا تَحْتَ الْمَجْلِسِ طَاقَةُ أَسٍّ قَدْ أَثَّرَتْ فِي جِلْدِهَا، فَتَعَجَّبَ مِنْ دِقَّةِ بَشْرَتِهَا، فَقَالَ لَهَا: مَا كَانَ أَبُوكِ يَغْذُوكِ؟ قَالَتْ: أَكْثَرُ غِذَائِي عِنْدَهُ الشَّهْدُ وَالْمُخُّ وَالزُّبْدُ. فَقَالَ لَهَا: مَا أَحَدٌ بَالَغَ بِكِ فِي الْحَبَاءِ وَالْكَرَامَةِ مَبْلَغَ أَبِيكِ، وَلَئِنْ كَانَ جَزَاؤُهُ عِنْدَكِ عَلَى جَهْدِ إِحْسَانِهِ مَعَ لُطْفِ [ص:173] قَرَابَتِهِ وَعِظَمِ إِسَاءَتِكِ إِلَيْهِ، مَا أَنَا بِآمِنٍ مِثْلُ ذَلِكَ مِنْكِ، ثُمَّ أَمَرَ بِأَنْ تُعْقَدَ قُرُونَهَا بِذَنَبِ فَرَسٍ شَدِيدِ الْجَرْيِ جَمُوحٍ ثُمَّ يَجْرِي، فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهَا حَتَّى تَسَاقَطَتْ عُضْوًا عُضْوًا، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ فِيهِ أَبُو دُؤَادٍ الأيادي:
(وَأَرَى الْمَوْتَ قَدْ تَدَلَّى مِنَ الْحَضْرِ ... عَلَى رَبِّ أَهْلِهِ السَّاطِرُونِ)(5/171)
1998 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ أَبِي الزِّنَادِ؛ قَالَ: كُنْتُ مِئْنَاثًا، فَقُلْتُ ذَلِكَ لِبَعْضِ إِخْوَانِي، فَقَالَ لِي: إِذَا جَامَعْتَ؛ فَاسْتَغْفِرْ. فَوُلِدَ لِي بِضْعَةَ عَشَرَ ذَكَرًا.(5/173)
1999 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبُو زَيْدٍ، نَا أَبُو عَاصِمٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي جَلِيسٌ لِهِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِعَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدٍ: [ص:174] أَخْبِرْنِي بِبَعْضِ مَا رَأَيْتَ مِنْ عَجَائِبِ الْحَجَّاجِ. قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، قَالَ: فَأُتِيَ بِرَجُلٍ، فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةِ، وَقَدْ قُلْتُ لَا أَجِدُ فِيهَا أَحَدًا إِلَّا فَعَلْتُ بِهِ وَفَعَلْتُ؟ قَالَ: أَمَا وَاللهِ! لَا أَكْذِبُ الْأَمِيرَ، أُغْمِيَ عَلَى أُمِّي مُنْذُ ثَلَاثٍ، فَكُنْتُ عِنْدَهَا، فَأَفَاقَتِ السَّاعَةُ، فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ! مُذْ كَمْ أَنْتَ عِنْدِي؟ فَقُلْتُ لَهَا: مُنْذُ ثَلَاثٍ. قَالَتْ: أَعْزِمُ عَلَيْكَ أَلَّا رَجَعْتَ إِلَى أَهْلِكَ؛ فإنهم مغمومون بِتَخَلُّفِكَ عَنْهُمْ، فَكُنْ عِنْدَهُمُ اللَّيْلَةَ وَتَعُودَ إِلَيَّ غَدًا. فَخَرَجْتُ فَأَخَذَنِي الطَّائِفُ، فَقَالَ: نَنْهَاكُمْ وَتَعْصُونَا؟ ! اضْرِبُوا عُنُقَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بِرَجُلٍ آخَرَ، فقال: ما أخرجك من هَذِهِ السَّاعَةَ؟ فَقَالَ: وَاللهِ! لَا أَكْذِبُكَ، لَزِمَنِي غَرِيمٌ لِي عَلَى بَابِهِ، فَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ أَغْلَقَ بَابَهُ دُونِي وَتَرَكَنِي عَلَى بَابِهِ، فَجَاءَنِي طَائِفُكَ، فَأَخَذَنِي. فَقَالَ: اضْرِبُوا عُنُقَهُ. فَضَرَبُوا عُنُقَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بِآخَرَ، فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ فَقَالَ: كُنْتُ مَعَ شَرَبَةٍ أَشْرَبُ، فَلَمَّا سَكِرْتُ خَرَجْتُ، فَأَخَذَنِي الطَّائِفُ، فَذَهَبَ عَنِّي السُّكْرُ فَزَعًا. فَقَالَ: يَا عَنْبَسَةُ! مَا أَرَاهُ إِلَّا صَادِقًا، خَلِّيَا سَبِيلَهُ. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَمَا قُلْتُ لَهُ شَيْئًا؟ فَقَالَ: لَا. فَقَالَ عُمَرُ لِابْنِهِ: لَا تَأْذَنَنَّ لِعَنْبَسَةَ عَلَيْنَا إِلَّا أَنْ تَكُونَ لَهُ حَاجَةٌ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/173)
2000 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: [ص:175] بَيْنَمَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُسَابِقُ بَيْنَ يَدَيْهِ الْخَيْلُ، فَسَبَقَ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. فَقَالَ عُمَرُ: اللهُ أَكْبَرُ، سَبَقَنَا وَاللهِ؛ رَجُلٌ كَانَ أَبُوهُ سَبَّاقًا إِلَى الْخَيْرِ.(5/174)
2001 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، نَا الْهَيْثَمُ، أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ أَسْلَمَ؛ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ؛ قَالَ: [ص:176] خَرَجْتُ مَعَ نَاسٍ مِنْ قُرَيْشٍ فِي تِجَارَةٍ إِلَى الشَّامِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ مَكَّةَ نَسِيتُ قَضَاءَ حَاجَةٍ، فَرَجَعْتُ، فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي: أَلْحَقُكُمْ، فَوَاللهِ! إِنِّي لَفِي سُوقٍ مِنْ أَسْوَاقِهَا إِذَا أَنَا بِبِطْرِيقٍ قَدْ جَاءَ، فَأَخَذَ بِعُنُقِي، فَذَهَبْتُ أُنَازِعُهُ، فَأَدْخَلَنِي كَنِيسَةً، فَإِذَا تُرَابٌ مُتَرَاكِمٌ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ، فَدَفَعَ إِلَيَّ مَجْرَفَةً وَفَأْسًا وَزِنْبِيلًا، وَقَالَ: انْقِلْ هَذَا التُّرَابَ، فَجَلَسْتُ أَتَفَكَّرُ فِي أَمْرِي كَيْفَ أَصْنَعُ؟ فَأَتَانِي فِي الْهَاجِرَةِ وَعَلَيْهِ سَبَنِيَّةُ قَصَبٍ أَرَى سَائِرَ جَسَدِهِ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ لِي: لَمْ أَرَكَ أَخْرَجْتَ شَيْئًا، ثُمَّ ضَمَّ أَصَابِعَهُ، فَضَرَبَ بِهَا وَسَطَ رَأْسِي، فَقُلْتُ: ثكلتك أمك [يا] عُمْرَ، وَبَلَغْتَ مَا أَرَى؟ ! فقمت بالمجرمة، فَضَرَبْتُ بِهَا هَامَّتَهُ فَإِذَا دِمَاغُهُ قَدِ انْتَثَرَ، فَأَخَذْتُهُ ثُمَّ وَارَيْتُهُ تَحْتَ التُّرَابِ، ثُمَّ خَرَجْتُ عَلَى وَجْهِي مَا أَدْرِي أَيْنَ أَسْلُكُ، فَمَشَيْتُ بَقِيَّةَ يَوْمِي وَلَيْلَتِي وَمِنَ الْغَدِ حَتَّى أَصْبَحْتُ، ثُمَّ انْتَهَيْتُ إِلَى دَيْرٍ فَاسْتَظْلَلْتُ فِي ظِلِّهِ، فَخَرَجَ إِلَيَّ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الدَّيْرِ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ الله! ما يجلسك ها هنا؟ قُلْتُ: أُضْلِلْتُ عَنْ أَصْحَابِي. قَالَ: مَا أَنْتَ عَلَى الطَّرِيقِ، وَإِنَّكَ لَتَنْظُرُ بِعَيْنِ خَائِفٍ، ادْخُلْ فَأَصِبِ الطَّعَامَ وَاسْتَرِحْ وَنَمْ، فَدَخَلْتُ، فَجَاءَنِي بِطَعَامٍ وَشَرَابٍ وَلَطَفٍ [ص:177] وَصَعَّدَ فِي الْبَصَرِ وخفضة ثُمَّ قَالَ: يَا هَذَا! قَدْ عَلِمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَدٌ أَعْلَمُ مِنِّي بِالْكِتَابِ، وإني أَجِدُ صِفَتَكَ الَّذِي يُخْرِجُنَا مَنْ هَذَا الدِّيرِ وَيَغْلِبُ عَلَى هَذِهِ الْبَلْدَةِ. فَقُلْتُ لَهُ: أَيُّهَا الرَّجُلُ! قَدْ ذَهَبْتُ فِي غَيْرِ مَذْهَبٍ. قَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قُلْتُ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. قَالَ: أَنْتَ وَاللهِ! صَاحِبُنَا غَيْرُ شَكٍّ، فَاكْتُبْ لِي عَلَى دَيْرِي وَمَا فِيهِ. قُلْتُ: أَيُّهَا الرَّجُلُ! قَدْ صَنَعْتَ مَعْرُوفًا فَلَا تُكَدِّرْهُ. فَقَالَ: اكْتُبْ لِي كِتَابًا فِي رَقٍّ، لَيْسَ عليك فيه شيء؛ فَإِنْ تَكُ صَاحِبُنَا؛ فَهُوَ مَا نُرِيدُ، وَإِنْ تَكُنِ الْأُخْرَى؛ فَلَيْسَ يَضُرُّكَ. قُلْتُ: هَاتِ، فَكَتَبْتُ لَهُ، ثُمَّ خَتَمْتُ عَلَيْهِ، فَدَعَا بِنَفَقَةٍ فَدَفَعَهَا إِلَيَّ وَبِأَثْوَابٍ وَبِأَتَانٍ قَدْ أُوكِفَتْ، فَقَالَ: أَلَا تَسْمَعُ. قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: اخرج عليها؛ فإنك لَا تَمُرُّ بِأَهْلِ دَيْرٍ إِلَّا عَلَفُوهَا وَسَقَوْهَا حَتَّى إِذَا بَلَغْتَ مَأْمَنَكَ؛ فَاضْرِبْ وَجْهَهَا مُدْبِرَةً؛ فَإِنَّهَا لَا تَمُرُّ بِقَوْمٍ وَلَا أَهْلِ دَيْرٍ إِلَّا عَلَفُوهَا وَسَقَوْهَا حَتَّى تَصِيرَ إِلَيَّ، فَرَكِبْتُ، فلم أمر بِقَوْمٍ إِلَّا عَلَفُوهَا وَسَقَوْهَا، حَتَّى إِذَا أَدْرَكْتُ أَصْحَابِي مُتَوَجِّهِينَ إِلَى الْحِجَازِ فَضَرَبْتُ وَجْهَهَا مُدْبِرَةً ثُمَّ صِرْتُ مَعَهُمْ، فَلَمَّا قَدِمَ عُمَرُ الشَّامَ فِي خِلَافَتِهِ أَتَاهُ ذَلِكَ الرَّاهِبُ - وَهُوَ صَاحِبُ دِيرِ الْعَدَسِ - بِذَلِكَ الْكِتَابِ، فَلَمَّا رَآهُ عُمَرُ تَعَجَّبَ مِنْهُ، فَقَالَ: أَوْفِ لِي بِشَرْطِي. فَقَالَ عُمَرُ: لَيْسَ لِعُمَرَ وَلَا لَابْنِ عُمَرَ مِنْهُ شَيْءٌ، وَلَكِنْ عِنْدَكَ لِلْمُسْلِمِينَ مَنْفَعَةٌ؟ فَأَنْشَأَ عُمَرُ يُحَدِّثُنَا حَدِيثَهُ حَتَّى أَتَى آخِرَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنْ أَضَفْتُمُ الْمُسْلِمِينَ وَهَدَيْتُمُوهُمُ الطَّرِيقَ وَمَرَّضْتُمُ الْمَرِيضَ؛ فَعَلْنَا ذَلِكَ، قَالَ: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! فَوَفَّى لَهُ بِشَرْطِهِ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/175)
2002 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوَلَةَ؛ قَالَ: [ص:179] بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ بِالْأَهْوَازِ عَلَى دَابَةٍ لِي، فَإِذَا بَيْنَ يَدَيَّ رَجُلٌ عَلَى دَابَةٍ لَهُ وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ! ذَهَبَ قَرْنِي مِنْ هَذِهِ الْأُمَةِ، اللهُمَّ! أَلْحِقْنِي بِهِمْ، فَلَحِقْتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: وَأَنَا مَعَكَ يَرْحَمُكَ اللهُ. قَالَ: اللهُمَّ! وَصَاحِبِي هَذَا إِنْ أَرَادَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ لِي: يَا ابْنَ أَخِي! سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «خَيْرُ أُمَّتِي قَرْنٌ بُعِثْتُ فِيهِمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» . قَالَ الْجُرَيْرِيُّ: وَلَا أَدْرِي ذَكَرَ الثَّالِثَةَ أَمْ لَا. «ثُمَّ يَظْهَرُ فيهم السمن، ويرهقون الشَّهَادَةَ وَلَا يَسْأَلُونَهَا» . قَالَ: فَإِذَا الرَّجُلُ بُرَيْدَةُ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/178)
2003 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْوَرَّاقِ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، نَا فِطْرٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:181] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الرَّحِمَ مُعَلَّقَةٌ بالعرش، وليس الواصل بالمكافئ؛ لَكِنَّ الْوَاصِلَ الَّذِي إِذَا انْقَطَعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا»
__________
[الحديث صحيح] .(5/179)
2004 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِد، عَنِ الْوَاقِدِيِّ؛ قَالَ: [ص:182] قِيلَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ: تَرَكْتَ الْمَدِينَةَ دَارَ الْهِجْرَةَ، فَلَوْ رَجَعْتَ لَقِيتَ النَّاسَ وَلَقِيَكَ النَّاسُ. فَقَالَ: وَأَيْنَ النَّاسُ؟ إِنَّمَا النَّاسُ رَجُلَانِ؛ شَامِتٌ لِنَكْبَةٍ، أَوْ حَاسِدٌ لِنِعْمَةٍ.(5/181)
2005 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ؛ قَالَ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ لَا يَفْضُلُ عَلَيْهِ أَحَدٌ فِي زَمَانِهِ فِي الْعِلْمِ وَالزُّهْدِ، وَكَانَ يَقُولُ: إِنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ أَمَسَّ فَرْجِي بِيَمِينِي، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ [ص:183] آخُذَ بِهَا كِتَابِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(5/182)
2006 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْأُشْنَانِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: عَجَبًا كَيْفَ تَنَامُ عَيْنٌ مَعَ الْمَخَافَةِ، أَوْ يَغْفَلُ قَلْبٌ بَعْدَ الْيَقِينِ بِالْمُحَاسَبَةِ، وَمَنْ عَرَفَ وُجُوبَ حَقِّ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ؛ لَمْ تَسْتَحِلْ عَيْنَاهُ أَحَدًا إِلَّا بِإِعْطَاءِ الْمَجْهُودِ مِنْ نَفْسِهِ، خَلَقَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْقُلُوبَ فَجَعَلَهَا مَسَاكِنَ لِلذِّكْرِ، فَصَارَتْ مَسَاكِنَ لِلشَّهَوَاتِ، إِنَّ الشَّهَوَاتِ مُفْسِدَةٌ لِلْقُلُوبِ، وَتَلَفُ الْأَمْوَالِ، وَإِذْلَاقُ الْوُجُوهِ، وَلَا يَمْحُو الشَّهَوَاتِ مِنَ الْقُلُوبِ إِلَّا خَوْفٌ مُزْعِجٌ أَوْ شَوْقٌ مُقْلِقٌ.(5/183)
2007 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ مُوسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قَالَ لِلْخِضْرِ: ادْعُ لِي، فَقَالَ لَهُ الْخِضْرُ: يَسَّرَ اللهُ عَلَيْكَ طَاعَتَهُ.(5/183)
2008 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَعْصِيَ اللهَ؛ لَمْ يَزْكُ لَهُ عَمَلٌ، وَمَنْ دَعَا لِظَالِمٍ بِطُولِ الْبَقَاءِ؛ فَقَدْ أَحَبَّ أَنْ يَعْصِيَ اللهَ.(5/184)
2009 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمَّارُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ خُبَيْقٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ؛ فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! مَا تَقُولُ إِذَا خَتَمْتَ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: أَقُولُ خَمْسِينَ مَرَّةً: اللهُمَّ! لا تمقتني. قا: وَرُبَّمَا كَانَ ابْنِي خَارِجًا فَأَنْتَظِرُهُ حَتَّى يَجِيءَ لَعَلَّ اللهَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا الرَّحْمَةَ.(5/184)
2010 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْهَرَوِيُّ، نَا أَبِي، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَسَدٍ، عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ؛ قَالَ: قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ [ص:185] صِلَةُ الرَّحِمِ تُهَوِّنُ عَلَى الْمَرْءِ الْحِسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ تَلَا: (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونُ سُوءَ الحِسَابِ (21)) [الرعد: 21] .(5/184)
2011 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدِّينَوَرِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنُ عَائِشَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى عَلَى قُبَّةِ فَاطِمَةَ ابْنَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ امْرَأَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَكْتُوبٌ:
(بِنْتُ الْخَلِيفَةِ وَالْخَلِيفَةُ جَدُّهَا ... أُخْتُ الْخَلائِفِ وَالْخَلِيفَةُ بَعْلُهَا)(5/185)
2012 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدُ، نَا قُبَيْصَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيُّ، نَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: [ص:186] مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَاهِبٍ، فَقَالَ لَهُ: يَا رَاهِبُ! كَيْفَ رَأَيْتَ نَشَاطَكَ؟ قَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى أَحَدًا يَسْمَعُ بِذِكْرِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ تَأْتِي عَلَيْهِ سَاعَةٌ لَا يُصَلِّي فِيهَا. قَالَ: فَقِيلَ: وَكَيْفَ ذِكْرُ الْمَوْتِ؟ قَالَ: مَا أَرْفَعُ قَدَمًا وَلَا أَضَعُ قَدَمًا إِلَّا رَأَيْتُ أَنَّ الْمَوْتَ خَلْفِي. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنِّي لَأَبْكِي حَتَّى يُنْبِتُ الْبَقْلُ حَوْلِي مِنْ دُمُوعِي. قَالَ: فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ: إِنَّكَ إِنْ تَضْحَكَ وَأَنْتَ مُعْتَرِفٌ بِذَنْبِكَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَبْكِي وَأَنْتَ مُدِلٌّ بِعَمَلِكَ؛ إِنَّ صَلَاةَ الْمُدِلِّ لَا تَصْعَدُ فَوْقَهُ. فَقَالَ الرَّجُلُ لِلرَّاهِبِ: أَوْصِنِي. فَقَالَ: ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا وَلَا تُنَازِعَهَا أَهْلَهَا، كُنْ كَالنَّحْلَةِ، إِنْ أَكَلْتَ أَكَلْتَ طَيِّبًا، وَإِنْ وَضَعْتَ وَضَعْتَ طَيِّبًا، وَإِنْ وَقَعْتَ عَلَى عُودٍ لَمْ تَضُرُّهُ، وَلَمْ يَنْكَسِرْ، وَانْصَحْ لِلَّهِ حَتَّى تَكُونَ كَنُصْحِ الْكَلْبِ لِأَهْلِهِ؛ فَإِنَّهُمْ يُجَوِّعُونَهُ وَيَضْرِبُونَهُ وَيَأْبَى إِلَّا أَنْ يُحِيطَ بِهِمْ نُصْحًا
__________
[إسناده ضعيف] .(5/185)
2013 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا حُذَيْفَةُ الْمَرْعَشِيُّ؛ قَالَ: [ص:187] مَرَرْتُ عَلَى رَاهِبٍ فِي جَبَلٍ أَسْوَدَ، فَنَادَيْتُهُ: يَا رَاهِبُ! فَأَشْرَفَ عَلَيَّ. فَقُلْتُ لَهُ: بِأَيِّ شَيْءٍ تُجْلَبُ الْأَحْزَانُ؟ قَالَ: بِطُولِ الْغُرْبَةِ، وَمَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَجْلَبَ لِذَوِي الْأَحْزَانِ مِنَ الْوَحْشَةِ وَالْوِحْدَةِ.(5/186)
2014 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نَا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: نَظَرَ قَوْمٌ إِلَى رَاهِبٍ يَخْرُجُ نَحْوَ الْجَبَلِ، فَقَالُوا لَهُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أَطْلُبُ الْعَيْشَ. قَالُوا لَهُ: خَلَّفْتَ الْعَيْشَ وَرَاءَكَ. قَالَ: وَمَا تَعُدُّونَ الْعَيْشَ فِيكُمْ؟ قَالُوا: الطَّعَامَ وَاللِّبَاسَ وَالشَّهَوَاتِ. قَالَ: لَيْسَ هُوَ عِنْدَنَا هَكَذَا؛ إِنَّمَا الْعَيْشُ أَنْ تَدْعُو أَطْوَارَكَ إِلَى طَاعَةِ اللهِ فَتُجِيبَكَ.(5/187)
2015 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي عَنْ بَكْرٍ الْعَابِدِ؛ قَالَ: [ص:188] كَانَ لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَبَاءَةٌ يَلْبَسُهَا بِالنَّهَارِ وَيَرْتَدِي بِهَا، وَكَانَ إِذَا جَاءَ اللَّيْلُ؛ طَوَاهَا وَجَعَلَهَا تَحْتَ رَأْسِهِ، وَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الثَّوْبَ إِذَا طُوِيَ؛ يَرْجِعُ إِلَيْهِ مَاؤُهُ.(5/187)
2016 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبِي عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقُولُ: مَا هَبَّتِ الصَّبَا إِلَّا بَكَيْتُ عَلَى أَخِي زَيْدٍ، وَكَانَ إِذَا لَقِيَ مُتَمِّمَ بْنَ نُوَيْرَةَ اسْتَنْشَدَهُ قَصِيدَتَهُ فِي أَخِيهِ:
(وَكُنَّا كَنِدْمَانِي جُذَيْمَةَ حِقْبَةً ... مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى قِيلَ لَنْ نَتَصَدَّعَا)
(فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا كَأَنِّي وَمَالِكًا ... لِطُولِ اجْتِمَاعٍ لَمْ نَبِتْ لَيْلَةً مَعًا)(5/188)
2017 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَوْدِيُّ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مَعْنٍ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ حَكَمِ بْنِ جَابِرٍ؛ قَالَ: [ص:189] قَالَتِ الصِّحَّةُ: أَنَا لَاحِقَةٌ بِأَرْضِ الْعَرَبِ. قَالَ الْجُوعُ: أَنَا مَعَكِ. قَالَ الْإِيمَانُ: أَنَا لَاحِقٌ بِأَرْضِ الْحِجَازِ. قَالَ الصَّبْرُ: أَنَا مَعَكَ. قَالَ الْمُلْكُ: أَنَا لَاحِقٌ بارض الْعِرَاقِ. قَالَ الْقَتْلُ: أَنَا مَعَكَ.(5/188)
2018 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ، نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُنِيبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَطَاءَ الْخُرَاسَانِيِّ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، حَدَّثَنِي عَمِّي يَزِيدُ بْنُ حَوْشَبٍ؛ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ الْمَنْصُورُ - أَبُو جَعْفَرٍ -، فَقَالَ: حَدِّثْنِي بِوَصِيَّةِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ. فَقُلْتُ: اعْفِنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! قَالَ: حَدِّثْنِي بِهَا. فَقُلْتُ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ، أَوْصَى؛ أَنَّهُ يَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهَ؛ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّهُ لَا يَعْرِفُ إِلَّا طَاعَةَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَلَيْهَا يَحْيَى وَعَلَيْهَا يَمُوتُ وَعَلَيْهَا يُبْعَثُ، وَأَوْصَى بِتِسْعِمِائَةِ دِرْعٍ حَدِيدٍ؛ سِتِّمِائَةٍ مِنْهَا لِمُنَافِقِي أَهْلِ الْعِرَاقِ يَغْزُونَ بِهَا، وثلاث مئة لِلتُّرْكِ. قَالَ: فَرَفَعَ أَبُو جَعْفَرٍ رَأْسَهُ إِلَى أَبِي الْعَبَّاسِ الطُّوسِيِّ، وَكَانَ قَائِمًا عَلَى رَأْسِهِ، فَقَالَ: هَذِهِ وَاللهِ الشِّيعَةُ لَا شِيعَتُكُمْ.(5/189)
2019 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: [ص:190] أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ النَّحْوِيُّ:
(تَعَوَّدْتُ من الضُّرِّ حَتَّى أَلِفْتُهُ ... وَأَخْرَجَنِي حُسْنُ الْعَزَاءِ إِلَى الصَّبْرِ)
(إِذَا أَنَا لَمْ أَقْبَلْ مِنَ الدَّهْرِ كَلِمًا ... تَكَرَّهْتُ مِنْهُ طَالَ عَتْبِي عَلَى الدَّهْرِ)(5/189)
2019 - / 1 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا لِمَحْمُودٍ:
(يَا رُبَّ مَالٍ لِغَيْرِ مَنْ جَمَعَهْ ... وَرُبَّ زَرْعٍ لِغَيْرِ مَنْ زَرَعَهْ)
(لَيْسَ مَعَ الْبُخْلِ لِلْبَخِيلِ غِنًى ... وَلَا مَعَ الْحِرْصِ لِلْحَرِيصِ دَعَهْ)
(فَكُنْ مَعَ الْقَصْدِ حَيْثُ مَالَ بِكَ ... الْعَقْلُ إِلَى الْقَصْدِ فَالسَّدَادِ مَعَهْ)
(مَنْ صَارَفَ الدَّهْرَ فِي تَصَرُّفِهِ ... وَرَامَ لِلْجَهْلِ خُدْعَةً خَدَعَهْ)(5/190)
2019 - / 2 - قَالَ: وَأَنْشَدَنِي أَيْضًا لِمَحْمُودٍ:
(إِذَا أعْطَى الْقَلِيلَ فَتًى شَرِيفٌ ... فَإِنَّ قَلِيلَ مَا يُعْطِيكَ زَيْنُ)
(وَإِنْ تَكُنِ الْعَطِيَّةَ مِنْ دَنِيٍّ ... فَإِنَّ كَثِيرَهُ عَارٌ وَشَيْنُ)
(وَلَا يَرْضَى الْكَرِيمُ بِيَوْمِ عَادٍ ... وَإِنْ أُوهِيَ وَهَدَّ قُوَاهُ دَيْنُ)
(فَعُذْ بِاللهِ وَالْجَأْ إِلَيْهِ إِمَّا ... بَدَتْ لَكَ حَاجَةٌ أَوْ كَانَ كَوْنُ)(5/191)
2020 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نَا الْمَدَائِنِيُّ، عَنِ ابْنِ الْمِنْهَالِ؛ قَالَ: [ص:192] سَأَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَمْرَو بْنَ مَعْدِي كَرْبٍ عَنْ خَبَرِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، فَقَالَ: مُتَوَاضِعٌ فِي جِبَايَتِهِ، عَرَبِيٌّ فِي نَمِرَتِهِ، أَسَدٌ فِي تَامُورِهِ، يَعْدِلُ فِي الْقَضِيَّةِ، وَيَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ، وَيَبْعُدُ فِي السَّرِيَّةِ، وَيَعْطِفُ عَلَيْنَا عَطْفَ الْأُمِّ الْبَرَّةِ، وَيَنْقِلُ إِلَيْنَا حَقَّنَا نَقْلَ الذَّرَّةِ
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(5/191)
2021 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: دَخَلَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ مَسْجِدَ دِمَشْقَ، فَرَأَى شَيْخًا كَبِيرًا، فَقَالَ لَهُ: يَا شَيْخُ! أَيَسُرُّكَ أَنْ تَمُوتَ؟ قَالَ: لَا وَاللهِ. قَالَ: وَلِمَ؟ وَقَدْ بَلَغْتُ فِي السِّنِّ مَا أَرَى! قَالَ: ذَهَبَ الشَّبَابُ وَشَرُّهُ، وَجَاءَ الْكِبَرُ وَخَيْرُهُ، فَإِذَا قَعَدْتُ؛ ذَكَرْتُ اللهَ، وَإِذَا قُمْتُ؛ حَمِدْتُ اللهَ، فَأُحِبُّ أَنْ تَدُومَ لِي هَاتَانِ الْحَالَتَانِ.(5/192)
2022 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: [ص:193] قِيلَ لِمُعَاوِيَةَ: أَسْرَعَ إِلَيْكَ الشَّيْبُ. قَالَ: كَيْفَ لَا يُسْرِعُ إِلَيَّ الشَّيْبُ وَلَا أَعْدَمْ رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ قَائِمًا عَلَى رَأْسِي يُلَقِّحُ لِي كَلَامًا يُلْزِمُنِي جَوَابَهُ، فَإِنْ أَنَا أَصَبْتُ؛ لَمْ أُحْمَدْ، وَإِنْ أَخْطَأْتُ؛ سَارَتْ بِهِ الْبُرُدُ
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(5/192)
2023 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا يَقُولُ: [ص:194] إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنَ الْعُلُومِ مَا لَا يُحْصَى، يُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ ذَلِكَ مَا لَا يُعْطِي غَيْرَهُ. لَقَدْ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الطَّائِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ قَوْمًا كَانُوا فِي سَفَرٍ، وَكَانَ فِيهِمْ رَجُلٌ يَمُرُّ بِالطَّائِرِ فَيَقُولُ: أَتَدْرُونَ مَا يَقُولُ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: لَا. فَيَقُولُ: يَقُولُ كَذَا وَكَذَا، فَيُحِيلَنَا عَلَى شَيْءٍ لَا نَدْرِي أَصَادِقٌ هُوَ أَمْ كَاذِبٌ، إِلَى أَنْ مَرُّوا عَلَى غَنَمٍ وَفِيهَا شَاةٌ قَدْ تَخَلَّفَتْ عَلَى سَخْلَةٍ لَهَا، فَجَعَلَتْ تَحْنُو عُنُقَهَا إِلَيْهَا وَتَثْغُوا. فَقَالَ: أَتَدْرُونَ مَا تَقُولُ هَذِهِ الشَّاةُ؟ قُلْنَا: لَا. قَالَ: تَقُولُ لِلسَّخْلَةِ: الْحَقِي لَا يَأْكُلَكِ الذِّئْبُ كَمَا أَكَلَ أَخَاكِ عَامَ أَوَّلَ فِي هَذَا الْمَكَانَ. قَالَ: فَانْتَهَيْنَا إِلَى الرَّاعِي. فَقُلْنَا لَهُ: وَلَدَتْ هَذِهِ الشَّاةُ قَبْلَ عَامِكَ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَدَتْ سَخْلَةٌ عَامَ أَوَّلَ فَأَكَلَهَا الذِّئْبُ بِهَذَا الْمَكَانِ. ثُمَّ أَتَيْنَا عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ ظَعِينَةٌ عَلَى جَملٍ لَهَا وَهُوَ يَرْغُو وَيَحْنُو عُنُقَهُ إِلَيْهَا. قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا يَقُولُ هَذَا الْبَعِيرُ؟ قُلْنَا: لَا. قَالَ: فَإِنَّهُ يَلْعَنُ رَاكِبَتَهُ وَيَزْعُمُ أَنَّهَا رِحْلَتُهُ عَلَى مِخْيَطٍ؛ فَهُوَ مُرْتَزٌّ فِي سَنَامِهِ. قَالَ: فانتهيا إِلَيْهِمْ، فَقُلْنَا: يَا هَؤُلَاءِ! إِنَّ صَاحِبَنَا هَذَا يَزْعُمُ أَنَّ هَذَا الْبَعِيرَ يَلْعَنُ رَاكِبَتَهُ وَيَزْعُمُ أَنَّهَا رِحْلَتُهُ عَلَى مِخْيَطٍ وَأَنَّهُ فِي سَنَامِهِ. قَالَ: فَأَنَاخُوا الْبَعِيرَ فَحَطُّوا عَنْهُ، فَإِذَا هُوَ كَمَا قَالَ.(5/193)
2024 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: [ص:195] كَتَبَ إِلَيَّ حُذَيْفَةَ بْنِ قَتَادَةَ الْمَرْعَشِيِّ وَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ بِعْتَ دِينَكَ بِفِلْسَيْنِ. قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِ يُوسُفُ فَقَالَ: مَا ذَاكَ يَرْحَمُكَ اللهُ الَّذِي كَتَبْتَ إِلَيَّ؟ فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ وَقَفْتَ عَلَى رَجُلٍ يَبِيعُ لَبَنًا؛ الْكَيْلُ بِسَبْعَةِ أَفْلُسٍ، فَسَأَلْتُهُ كَيْفَ يَبِيعُ الْكَيْلَ؟ فَقَالَ: بِسَبْعَةِ أَفْلُسٍ، فَوَلَّيْتُ عَنْهُ، فَقِيلَ لَهُ: هَذَا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ. فَقَالَ: هُوَ لَكَ بِخَمْسَةِ أَفْلُسٍ، وَإِنَّمَا حَابَاكَ لِدِينِكَ لَا لِنَفْسِكَ. قَالَ: فَآلَى يُوسُفُ عَلَى نَفْسِهِ لَا يَأْكُلَ لَبَنًا أَبَدًا.(5/194)
2025 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثَ يَقُولُ: أَدْنَى الْقُنُوعِ التَّمَتُّعُ بِالْعِزِّ.(5/195)
2026 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِ الْعَرَبِ: [ص:196] ذَا الْبُرْدَيْنِ؛ مَا مَعْنَاهُ؟ فَقَالَ: إِنَّ وُفُودَ الْعَرَبِ اجْتَمَعَتْ عِنْدَ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ، فَأَخْرَجَ بُرْدَيِّ مُحَرَّقٍ - وَهُوَ عَمْرُو بْنُ هِنْدٍ -، فَقَالَ: لِيَقُمْ أَعَزُّ الْعَرَبِ قَبِيلَةً فَلْيَأْخُذْهُمَا. فَقَامَ عَامِرُ بْنُ أُجَيْمَرِ بْنِ بَهْدَلَةَ فَأَخَذَهُمَا، فَأْتَزَرَ بِوَاحِدٍ، وَارْتَدَى بِآخَرَ، فَقَالَ لَهُ النُّعْمَانُ: بِمَ أَنْتَ أَعَزُّ الْعَرَبِ؟ قَالَ: الْعِزُّ وَالْعَدَدُ مِنَ الْعَرَبِ فِي مَعَدٍّ، ثُمَّ فِي نِزَارٍ، ثُمَّ فِي مُضَرٍ، ثُمَّ فِي خِنْدِفٍ، ثُمَّ فِي تَمِيمٍ، ثُمَّ فِي سَعْدٍ، ثُمَّ فِي كَعْبٍ، ثُمَّ فِي عَوْفٍ، ثُمَّ فِي بَهْدَلَةَ، فَمَنْ أَنْكَرَ هَذَا؛ فَلْيُنَافِرَنِي. فَسَكَتَ النَّاسُ، فَقَالَ النُّعْمَانُ: هَذِهِ عَشِيرَتُكَ كَمَا تَزْعُمُ؛ فَكَيْفَ أَنْتَ فِي أَهْلِ بَيْتِكَ وَفِي بَدَنِكَ؟ فَقَالَ: أَنَا أَبُو عَشْرَةٍ، وَعَمُّ عَشْرَةٍ، وَخَالُ عَشْرَةٍ، مُعِينُ الْأَكَابِرِ عَلَى الْأَصَاغِرِ وَالْأَصَاغِرِ عَلَى الْأَكَابِرِ، وَأَمَّا أَنَا فِي بَدَنِي؛ فَهَذَا شَاهِدِي، فَوَضَعَ قَدَمَهُ عَلَى الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَزَالَهَا عَنْ مَكَانِهَا؛ فَلَهُ مِنَ الْإِبِلِ كَذَا وَكَذَا. فَلَمْ يَقُمْ إِلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، فَذَهَبَ بِالْبُرْدَيْنِ؛ فَسُمِّيَ ذَا الْبُرْدَيْنِ، وَقَالَ فِيهِ الْفَرَزْدَقُ: (فَمَا ثَمَّ فِي سَعْدٍ وَلَا آلِ مَلَكٍ ... غُلَامٌ إِذَا مَا قِيلَ لَمْ يَتَبَهْدَلِ)
(لَهُمْ وَهَبَ النُّعْمَانُ بُرْدَيِّ مُحَرِّقٍ ... لِمَجْدِ مَعَدٍّ وَالْعَدِيدِ الْمُحَصِّلِ)(5/195)
2026 - / 1 - قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: [ص:197] وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ هُنَيْدُ بِنْتُ صَعْصَعَةَ عَمَّةُ الْفَرَزْدَقِ ذَاتَ الْخِمَارِ؛ لِأَنَّهَا قَالَتْ: مَنْ جَاءَ مِنْ نِسَاءِ الْعَرَبِ بَأَرْبَعَةٍ سَادُوا يَحِلُّ لَهَا أَنْ تَضَعَ خِمَارَهَا عِنْدَهُمْ [فَصِرْمَتِي لَهَا] ، أَبِي صَعْصَعَةُ، وَأَخِي غَالِبٌ، وَخَالِي الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ، وَزَوْجِي الزِّبْرِقَانُ بْنُ بَدْرٍ؛ فَسُمِّيتُ بِذَلِكَ ذَاتَ الْخِمَارِ.(5/196)
2026 - / 2 - قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: وَأَحْسَنُ مِنْ هَذَا قَوْلُ هِنْدِ بْنِ أَبِي هَالَةَ رَبِيبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ: أَنَا أَكْرَمُ أَرْبَعَةٍ: أَبًا وَأُمًّا وَأَخًا وَأُخْتًا؛ أَبِي: رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُمِّي خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَأُخْتِي فَاطِمَةُ، وَأَخِي الْقَاسِمُ. قَالَ: فَهَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةُ بِهِمْ فَخْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَا أَرْبَعْتُهَا.(5/197)
2027 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَعِيشَ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ: مَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ دَاءٌ، فَلَا يَتَعَالَجْ؛ لِأَنَّ الدَّوَاءَ إِذَا لَمْ يَجِدْ دَاءً يَعْمَلَ فِيهِ وَجَدَ الصِّحَّةِ فَعَمِلَ فِيهَا.(5/197)
2028 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّبَعِيُّ، حَدَّثَنِي قَحْطَبَةُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ قَحْطَبَةَ؛ قَالَ: كُنْتُ وَاقِفًا عَلَى رَأْسِ الْمَأْمُونِ عَبْدِ اللهِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمًا وَقَدْ قَعَدَ إِلَى الْمَظَالِمِ، فَأَطَالَ الْجُلُوسَ حَتَّى زَالَتِ الشَّمْسُ؛ فَإِذَا امْرَأَةٌ قَدْ أَقْبَلَتْ تُعَثَّرُ فِي ذَيْلِهَا حَتَّى وَقَفَتْ عَلَى طَرَفِ الْبِسَاطِ. فَقَالَتْ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ. فَنَظَرَ الْمَأْمُونُ إِلَى يَحْيَى بْنِ أَكْثَمَ، فَأَقْبَلَ يَحْيَى عَلَيْهَا، فَقَالَ: تَكَلَّمِي. فَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! قَدْ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَ ضَيْعَتِي، وَلَيْسَ لِي نَاصِرٌ إِلَّا اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. فَقَالَ لَهَا يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ: إِنَّ الْوَقْتَ قَدْ فَاتَ، وَلَكِنْ عُودِي يَوْمَ الْمَجْلِسِ. قَالَ: فَرَجَعَتْ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ الْمَجْلِسِ؛ قَالَ الْمَأْمُونُ: أَوَّلُ مَنْ تُدْعَى الْمَرَأَةُ الْمَظْلُومَةُ. فَدُعِيَ بِهَا، فَقَالَ لَهَا: أَيْنَ خَصْمُكِ؟ قَالَتْ: وَاقِفٌ عَلَى رَأْسِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! قَدْ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَأَوْمَأَتْ إِلَى الْعَبَّاسِ ابْنِهِ. [ص:199] فَقَالَ لِأَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ: خُذْ بِيَدِهِ وَأَقْعِدْهُ مَعَهَا. فَفَعَلَ، فَتَنَاظَرَا سَاعَةً حَتَّى عَلا صَوْتُهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ: أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ! إِنَّكِ تُنَاظِرِينَ الْأَمِيرَ أَعَزَّهُ اللهُ بِحَضْرَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَطَالَ اللهُ بَقَاءَهُ؛ فَاخْفِضِي عَلَيْكِ. فَقَالَ الْمَأْمُونُ: دَعْهَا يَا أَحْمَدُ! فَإِنَّ الْحَقَّ أَنْطَقَهَا وَالْبَاطِلَ أَخْرَسَهُ. فَلَمْ تَزَلْ تُنَاظِرُهُ حَتَّى حَكَمَ لَهَا الْمَأْمُونُ عَلَيْهِ، وَأَمَرَهُ بِرَدِّ ضَيْعَتِهَا، وَأَمَرَ ابْنَ أَبِي خَالِدٍ أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْهَا عَشْرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ.(5/198)
2029 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: كَانَتِ الْخَيْلُ وُحُوشًا لَا تُرْكَبُ، فَأَوَّلُ مَنْ رَكِبَهَا إِسْمَاعِيلُ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ؛ فَبِذَلِكَ سُمِّيَتِ الْعَرَبُ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(5/199)
2030 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: [ص:200] مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ إِلَّا وملك الموت يطوف بهم فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ.(5/199)
2031 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِخَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ: ما لك لَا تُنْفِقُ؛ فَإِنَّ مَالَكَ عَرِيضٌ؟ فَقَالَ: الدَّهْرُ أَعْرَضُ مِنْهُ. فَقِيلَ: كَأَنَّكَ تَأْمَلُ أَنْ تَعِيشَ الدَّهْرَ كُلَّهُ؟ ! قَالَ: وَلَا أَخَافُ أَنْ أَمُوتَ فِي أَوَّلِهِ.(5/200)
2032 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا هَوْذَةُ بْنِ خَلِيفَةَ، نَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ؛ أَنَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص:202]: «قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ؛ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ يَدْخُلُهَا الْمَسَاكِينُ، وَإِذَا أَصْحَابُ الْجِدِّ مَحْبُوسُونَ، وَإِذَا أَصْحَابُ النَّارِ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ، وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ؛ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ يَدْخُلُهَا النِّسَاءُ»
__________
[إسناده حسن] .(5/200)
2033 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ الْكَرْمَانِيُّ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَالِمٍ اللَّخْمِيِّ؛ قَالَ: [ص:207] بَعَثَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَبِي سَلامٍ، فَحَمَلَ عَلَى الْبَرِيدِ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ أَبُو سَلامٍ؛ قَالَ: لَقَدْ شَقَّ عَلَيَّ مَحْمَلِي عَلَى الْبَرِيدِ. فَقَالَ: مَا أَرَدْنَا الْمَشَقَّةَ عَلَيْكَ، وَلَكِنْ بَلَغَنِي عَنْكَ حَدِيثَ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَوْضِ؛ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُشَافِهَكَ بِهِ. فَقَالَ: سَمِعْتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ حَوْضِي مَا بَيْنَ عَدَنٍ إِلَى عَمَّانَ الْبَلْقَاءِ، مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ [ص:208] اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَآنِيَتُهُ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا، وَأَوَّلُ النَّاسِ وُرُودًا عَلَيْهِ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ» . قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: صِفْهُمْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ! فَقَالَ: «هُمُ الشُّعْثُ رؤوسا، الدُّنُسُ ثِيَابًا، الَّذِينَ لَا يَنْكِحُونَ الْمُتَنَعِّمَاتِ فِي الْمَكَاتِيرِ، وَلَا تُفْتَحْ لَهَمْ أَبْوَابَ السُّدَدِ» . فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: وَاللهِ! لَقَدْ نَكَحْتُ الْمُتَنَعِّمَاتِ: فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَفُتِحَتْ لِي أَبْوَابَ السُّدَدِ؛ إِلَّا أَنْ يَرْحَمَ اللهُ، لَا جَرْمَ أَنْ لَا أَدْهُنَ رَأْسِي حَتَّى تَشْعَثَ، وَلَا أَغْسِلَ ثَوْبِي الَّذِي يَلِي جَسَدِي حَتَّى يَتَّسِخَ
__________
[الحديث صحيح] .(5/202)
2034 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلَابَةَ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، نَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، نَا أَبُو الْبَخْتَرِيُّ الطَّائِيُّ؛ قَالَ: [ص:209] كَانَ بَيْنَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ كَلَامٌ، فَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ: إِذَا كُنْتَ كَذِبْتَ عَلَيَّ؛ فاسأل اللهَ أَنْ لَا يُمِيتَكَ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يُوطِئَ عقبكم وَيُكْثِرَ مَالَكَ وَوَلَدَكَ
__________
[حسن] .(5/208)
2035 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَةَ زَوْجَةَ الْهَيْثَمِ بْنِ جَمِيلٍ تَقُولُ: غَمَزْتُ رِجْلَ الْهَيْثَمِ عِنْدَ مَوْتِهِ، فَقَالَ: اغْمِزِينِي يَا سُلَيْمَةُ؛ فَإِنَّهُمَا مَا مَشَتَا إِلَى حَرَامٍ قَطُّ.(5/209)
2036 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، نَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، حَدَّثَنِي حَبِيبٌ رَفِيقُ يوسف بْنِ أَسْبَاطٍ؛ قَالَ: قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: وَرِثْتُ عَنْ أَبِي ضياعا بخمس مئة أَلْفٍ بِالْكُوفَةِ، فَجَرَى بَيْنِي وَبَيْنَ عُمُومَتِي كَلَامٌ، فَشَاوَرْتُ الْحَسَنَ بْنَ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ، فَقَالَ لِي: مَا أَرَى لَكَ أَنْ تُخَاصِمَ، إِنَّهَا مِنْ أَرْضِ الْخَرَاجِ، فَتَرَكْتُهَا لِلَّهِ وَأَنَا مُحْتَاجٌ إِلَى فَلْسٍ.(5/210)
2037 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ؛ قَالَ: [ص:212] يُجْمَعُ فُقَرَاءُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَمَسَاكِينُهَا فَيُبْرَزُونَ، فَيُقَالُ لَهُمْ: مَا عَمِلْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: يَا رَبَّنَا! ابْتُلِينَا فَصَبَرْنَا وَأَنْتَ أَعْلَمُ - قَالَ: وَأَكْبَرُ عِلْمِي فِيهِ - وَوَلَّيْتَ السُّلْطَانَ وَالْأُمُورَ غَيْرَنَا. فَيُقَالُ: صَدَقْتُمْ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ سَائِرِ النَّاسِ بِزَمَنٍ، وَتَبْقَى شِدَّةُ الْحِسَابِ عَلَى ذَوِي الْأَمْوَالِ وَالسُّلْطَانِ. قَالَ: قُلْتُ: فَأَيْنَ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: يُوضَعُ لَهُمْ كَرَاسِيُّ مِنْ نُورٍ، وَيُظَلِّلُ عَلَيْهِمُ الْغَمَامُ، وَيَكُونُ ذَلِكَ الْيَوْمُ أَقْصَرَ عَلَيْهِمْ مِنْ سَاعَةٍ مِنْ نَهَارٍ
__________
[إسناده جيد] .(5/210)
2038 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، نَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: [ص:213] لَقَدْ رَأَيْتَنِي أَرْبُطُ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
[إسناده ضعيف ومنقطع] .(5/212)
2039 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَلْوَانِيُّ، نَا هَارُونُ بْنُ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيُّ، نَا أَبُو الْمَلِيحِ؛ قَالَ: قَالَ مَيْمُونٌ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ مَنْ كُنْتُ أَسْتَحِي أَنْ أَتَكَلَّمَ عِنْدَهُ، وَقَدْ أَدْرَكْتُ مَنْ لَمْ يَكُنْ يَتَكَلَّمُ إِلَّا بِحَقٍّ أَوْ يَسْكُتَ، وَأَدْرَكْتُ مَنْ لَمْ يَكُنْ يَمْلَأُ عَيْنَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ فَرَقًا مِنْ رَبِّهِ.(5/213)
2040 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ الْأَصْبَهَانِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ النَّاجِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: الْوُضُوءُ قَبْلَ الطَّعَامِ يَنْفِي الْفَقْرَ، وَبَعْدَهُ يَنْفِي اللَّمَمَ.(5/214)
2041 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سِنَانَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ طَاوُسٍ؛ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ ثَوَّبَ بِصَلَاةِ الصُّبْحِ عَلَى عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ بِلَالٌ، وَكَانَ إِذَا قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ؛ قَالَ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/214)
2042 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الصَّالِحِينَ قَدِ احْتَاجَ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: يَا هَذَا! إِنَّ النَّاسَ يَتَّبِعُونَ السُّلْطَانَ فَيُصِيبُونَ مَعَهُ فَاتَّبِعْهُ؛ فَقَدْ هَلَكْنَا جَهْدًا. فَقَالَ: [ص:216] إِنَّ النَّاسَ أَقْبَلُوا عَلَى جِيفَةٍ يَنْهَشُونَ مِنْهَا، وَلأَنْ أَمُوتَ مُؤْمِنًا مَهْزُولًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَمُوتَ مُنَافِقًا سَمِينًا، إِنَّ الْقَبْرَ يَأْكُلُ الْوَدَكَ وَلَا يَأْكُلُ الْإِيمَانَ.(5/215)
2043 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أبو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذيُّ، نَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: أَنَّهُ شَهِدَ وَفَاةَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَمَرَّ بِعَبَّادِيٍّ وَهُوَ يُثِيرُ عَلَى ثَوْرٍ، فَقَامَ حِينَ مَرَّ بِهِ مُجَاهِدٌ، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ أَشَهِدْتَ وَفَاةَ هَذَا الرَّجُلِ. قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَبَكَى وَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ. فَقُلْتُ: تَرَحَّمْ عَلَيْهِ وَلَيْسَ عَلَى دِينِكَ؟ فَقَالَ: إِنِّي لَا أَبْكِي عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِ، وَلَكِنِّي أَبْكِي عَلَى نُورٍ كَانَ فِي الْأَرْضِ فَطُفِئَ.(5/216)
2044 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، نَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَنَسٍ السُّلَمِيِّ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مرادس السُّلَمِيِّ: [ص:218] أَنَّهُ كَانَ فِي لِقَاحٍ لَهُ نِصْفَ النَّهَارِ؛ إِذْ طَلَعَتْ عَلَيْهِ نَعَامَةٌ بَيْضَاءُ عَلَيْهَا رَاكِبٌ عَلَيْهِ ثِيَابٌ بِيضٌ مِثْلُ اللَّبَنِ، فَقَالَ: يَا عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسَ! أَلَمْ تَرَ أَنَّ السَّمَاءَ تَكَفَّفَتْ أَحْرَاسَهَا؟ وَأَنَّ الْحَرْبَ جَرَّعَتْ أَنْفَاسَهَا، وَأَنَّ [ص:219] الْخَيْلَ وَضَعَتْ أَجْرَاسَهَا؟ وَأَنَّ الَّدِينَ نَزَلَ بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى يَوْمَ الاثْنَيْنِ مَعَ صَاحِبِ النَّاقَةِ الْقَصْوَاءِ؟ ! قَالَ: فَخَرَجْتُ مَذْعُورًا قَدْ رَاعَنِي مَا رَأَيْتُ وَسَمِعْتُ، حَتَّى أَتَيْتُ وَثَنًا لَنَا يُدْعَى (الضِّمَادُ) ، فَكُنَّا نَعْبُدُهُ وَنُكَلَّمُ مِنْ جَوْفِهِ، فَكَنَسْتُ وَقَمَّمْتُ وَمَسَحْتُ ثُمَّ قَبَّلْتُهُ فَإِذَا بِصَائِحٍ يَصِيحُ مِنْ جَوْفِهِ:
(قُلْ لِلْقَبَائِلِ مِنْ سُلَيْمٍ كُلِّهَا ... هَلَكَ الضِّمَادُ وَفَازَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ)
(إِنَّ الَّذِي بِالْفَوْزِ أُرْسِلَ وَالْهُدَى ... بَعْدَ ابْنِ مَرْيَمَ مِنْ قُرَيْشٍ مُهْتَدِي)
قَالَ: فَخَرَجْتُ مَذْعُورًا، حَتَّى جِئْتُ قَوْمِي، فَقَصَصْتُ عَلَيْهِمُ الْقِصَّةَ، وَأَخْبَرْتُهُمُ الْخَبَرَ، فَخَرَجْتُ في ثلاث مئة مِنْ قَوْمِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَلَمَّا رَآنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرِحَ بِي، وَقَالَ: «يَا عَبَّاسُ! كَيْفَ كَانَ إِسْلَامُكَ؟» فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْخَبَرَ فَسُرَّ بِذَلِكَ، وَقَالَ: «صَدَقْتَ»
__________
[إسناده ضعيف] .(5/217)
2045 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: أُتِيَ الْحَجَّاجُ بِرَجُلٍ مِنَ الْخَوَارِجِ وَهُوَ فِي خَضْرَاءَ وَاسِطٍ، فَلَمَّا مَثَلَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَنَظَرَ إِلَى بِنَائِهِ؛ قَالَ: (أَتَبْنُونَ بِكُلِ رِيعٍ ءايَةً تَعْبَثُونَ (138) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (139) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (140)) [الشعراء: 128 - 130] . فَقَالَ بَعْضُ جُلَسَائِهِ: اقْتُلُوهُ قَتَلَهُ اللهُ. فَقَالَ الْخَارِجِيُّ: [ص:220] جُلَسَاءُ أَخِيكَ كَانُوا خَيْرًا مِنْ جُلَسَائِكَ. قَالَ الْحَجَّاجُ: أَيُّ إِخْوَتِي تَعْنِي؟ قَالَ: فِرْعَوْنَ مُوسَى حِينَ قَالُوا لموسى: {أرجه وأخاه} [الشعراء: 36] . فَقَالُوا هَؤُلَاءِ لَكَ: اقْتُلْهُ. قَالَ: فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ فَقُتِلَ.(5/219)
2046 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى؛ قَالَ: قَالَ خَوَّاتُ بْنُ جُبَيْرٍ: [ص:221] نَوْمُ أَوَّلِ النَّهَارِ خُرْقٌ، وَأَوْسَطِهِ خُلُقٌ، وَآخِرِهِ حُمْقٌ.(5/220)
2047 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدُ بْنُ النَّضْرِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: مَرَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَبَّاسِ بِالْفَضْلِ ابْنِهِ وَهُوَ نَائِمٌ نَوْمَةَ الضُّحَى، فَرَكَلَهُ بِرِجْلِهِ وَقَالَ لَهُ: قُمْ؛ إِنَّكَ لَنَائِمُ السَّاعَةِ الَّتِي يُقَسِّمُ اللهُ فِيهَا الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ، أَمَا سَمِعْتَ مَا قَالَتِ الْعَرَبُ فِيهَا؟ قَالَ: وَمَا قَالَتِ الْعَرَبُ فِيهَا يَا أَبَتِ؟ قَالَ: زَعَمَتْ أَنَّهَا مُكْسِلَةٌ مُهْرِمَةٌ مُنْسِأَةٌ لِلْحَاجَةِ، ثُمَّ قَالَ: يَا بُنَيَّ! نَوْمُ النَّهَارِ عَلَى ثَلَاثَةٍ؛ نَوْمُ حُمْقٍ؛ وَهِيَ نَوْمَةُ الضُّحَى، وَنَوْمَةُ الْخُلُقِ؛ وَهِيَ الَّتِي رُوِيَ: قِيلُوا فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَا تَقِيلُ، وَنَوْمَةُ الْخُرْقِ؛ وَهِيَ نَوْمَةٌ بَعْدَ الْعَصْرِ لَا يَنَامُهَا إِلَّا سَكْرَانُ أَوْ مَجْنُونٌ.(5/221)
2048 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ: [ص:222] أَرْبَعٌ لَا يَطْمَعُ فِيهِنَّ أَحَدٌ عِنْدِي؛ الْقَرْضُ وَالْفَرْضُ وَالْهَرِيسُ، وَأَنْ أَسْعَى لِأَحَدٍ فِي حَاجَةٍ. فَقِيلَ لَهُ: فَمَا نَصْنَعُ بِكَ بَعْدَ هَذَا؟ قَالَ: مَاءٌ بَارِدٌ وَحَدِيثٌ مَا يُنَادَى وَلِيدُهُ.(5/221)
2049 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَدَائِنِيَّ يَقُولُ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ مِنْ غَسَّانَ، فَكَلَّمَهُ فِي حَوَائِجَ لَهُ فَقَضَاهَا. فَقَالَ: أَتَأْذَنُ لِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَقْبِيلِ يَدِكَ؟ فَقَالَ: مَهْ! أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهَا مِنَ الْعَرَبِ مَذَلَّةٌ وَمِنَ الْعَجَمِ خِدْعَةٌ؟ !(5/222)
2050 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الرِّيَاشِيَّ يَقُولُ: قِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: مَا تَعُدُّونَ السَّيِّدَ فِيكُمْ؟ قَالَ: مَنْ غَلَبَ رَأْيَهُ هَوَاهُ، وَسَبَقَ غَضَبَهُ رِضَاهُ، وَكَفَّ عَنِ الْعَشِيرَةِ أَذَاهُ.(5/223)
2051 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: قَالَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ: إِنِّي أَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ الْمُنَزَّلِ أَنَّ الظَّلِمَ يُخَرِّبُ الدِّيَارَ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَا أَوْجِدْكَهُ فِي الْقُرْآنِ؛ قَوْلُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظلموا} [النمل: 52]
__________
[إسناده ضعيف] .(5/223)
2052 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: كَتَبَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ إِلَى سُلْطَانٍ: أُعِيذُكَ بِاللهِ أَنْ تَكُونَ لَاهِيًا [ص:224] عَنِ الشُّكْرِ مَحْجُوبًا بِالنِّعَمِ، صَارِفًا [فَضْلَ] مَا أُوتِيتُهُ مِنَ السُّلْطَانِ إِلَى مَا تَقِلُّ عَائِدَتُهُ وَتَعْظُمُ تَبِعَتُهُ مِنَ الظُّلْمِ وَالْعُدْوَانِ؛ فَيَبِينَ لَكَ الشَّيْطَانُ بِخِدَعِهِ وَغُرُورِهِ وَتَسْوِيلِهِ، فَيُزِيلُ عَاجِلَ الْغِبْطَةِ وَيُنْسِيكَ مَذْمُومَ الْعَاقِبَةِ، فَإِنَّ الْحَازِمَ مَنْ تَفَكَّرَ فِي يَوْمِهِ الْمَخُوفِ مِنْ عَوَاقِبَ غَيِّهِ، وَلَمْ يَغُرَّهُ طُولَ الْأَمَلِ وَتَرَاضِي الْغَايَةِ، وَلَمْ يَضْرِبْ فِي غَمْرَةٍ مِنَ الْبَاطِلِ مَا لَا يَدْرِي مَا يَتَجَلَّى بِهِ مَغَبَّتُهَا، هَذَا إِلَى مَا يَتْبَعُ الظُّلْمَ مِنْ سُوءِ الْمُنْقَلَبِ، وَقَبِيحِ الذِّكْرِ الَّذِي لَا يُفْنِيهِ كَرُّ الْجَدِيدَيْنَ وَاخْتِلَافُ الْعَصْرَيْنِ، فِي دَارٍ يَقُولُ لَهُمْ أَكْرَمُ الْأَكْرَمِينَ: (اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ) [المؤمنون: 108](5/223)
2053 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا أَبُو غَسَّانَ، نَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ لَيْثٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: [ص:225] كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَمَرَرْنَا بِبِرْكَةٍ مِنْ مَاءٍ، فَكَرَعْنَا فِيهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا تَكْرَعُوا، وَاغْسِلُوا أَيْدِيَكُمْ وَاشْرَبُوا فِيهَا؛ فَإِنَّهُ لَا إِنَاءَ أَنْظَفُ مِنْهَا»
__________
[إسناده ضعيف] .(5/224)
2054 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، نَا زُهَيْرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:227] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا لَبِسْتُمْ وَإِذَا توضأتم؛ فابدؤوا بِمَيَامِنِكُمْ»
__________
[إسناده حسن] .(5/225)
2055 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ مَعْمَرٍ؛ قَالَ: كَتَبَ بَعْضُ الْعُبَّادِ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّ الدُّنْيَا لَيْسَتْ دَارَ إِقَامَةٍ، وَلَكِنَّهَا دَارٌ يَسْلَمُ أَهْلُهَا إِلَى النِّقْمَةِ، أَوِ الْكَرَامَةِ، مَثَلُهَا مَثْلُ الْحَيَّةِ مَسُّهَا لَيِّنٌ وَفِيهَا الْمَوْتُ، فَكُنْ فِيهَا كَالْمَرِيضِ الَّذِي يُكْرِهُ نَفْسَهُ عَلَى الدَّوَاءِ رَجَاءَ الْعَافِيَةِ، وَيَدَعُ مَا يَشْتَهِي مِنَ الطَّعَامِ رَجَاءَ الْعَاقِبَةِ.(5/227)
2056 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص:228] مَا الدُّنْيَا كُلُّهَا مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا إِلَّا كَرَجُلٍ نَامَ نَوْمَةً رأى فِي مَنَامِهِ مَا يُحِبُّ ثُمَّ انْتَبَهَ.(5/227)
2057 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ سَلْمِ بْنِ مَيْمُونٍ، نَا أَبُو طَيْبَةَ الْجُرْجَانِيُّ؛ قَالَ: قُلْتُ لِكُرْزٍ: مَنْ ذَا الَّذِي يُبْغِضُهُ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ؟ قَالَ: الْعَبْدُ يَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْآخِرَةِ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى الدُّنْيَا.(5/228)
2058 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمِسْمَعِيُّ الْبَصْرِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ الْأَعْرَجُ: اضْمَنُوا لِي اثْنَيْنِ أَضْمَنُ لَكُمْ عَلَى اللهِ الْجَنَّةَ، عَمَلٌ فِيمَا تَكْرَهُونَ إِذَا أَحَبَّ اللهُ، وَتَرْكَ مَا تُحِبُّونَ إِذَا كَرِهَ اللهُ.(5/228)
2059 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا أَبُو شِهَابٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي سِنَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: إِذَا جَثَتِ الْأُمَمُ لِلْحِسَابِ؛ وَكَّلَ اللهُ مَلَكًا لِلَّذِي كَانَ ظَلَمَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا، فَيَقُولُ لَهُ: انْطَلِقْ فَمَنْ كَانَ لَهُ قِبَلَ هَذَا ظِلَامَةٌ؛ فَاقْتَصَّهَا لَهُ مِنْهُ، فَتُؤْخَذُ حَسَنَاتُهُ فَيُعْطَاهَا الْآخَرُ، فَإِذَا لَمْ يَبْقَ لَهُ حَسَنَةٌ؛ جَاءَ الْمَلَكُ إِلَى رَبِّهِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! لَمْ تَبْقَ لَهُ حَسَنَةٌ، وَقَدْ بَقِيَتْ قِبَلِهِ حُقُوقٌ كَثِيرَةٌ لِلنَّاسِ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: خُذْ مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ فَحَمِّلْهَا إِيَّاهُ ثُمَّ صُكَّ لَهُ [ص:230] صَكًّا إِلَى النَّارِ. قَالَ أَبُو سِنَانَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ السَّائِبَ: فَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا؛ أَبْقَى لَهُ حَسَنَةٌ فَيُضَاعِفُهَا ثُمَّ يُدْخِلُهُ بِهَا الْجَنَّةَ، ثُمَّ تَلَا: {إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ [النساء: 40]
[إسناده لين، وهو حسن] .(5/229)
2060 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلَانِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو زَيْدٍ لِتُّبَّعٍ الْأَوَّلِ:
(مَنَعَ الْبَقَاءَ تَقَلُّبُ الشَّمْسِ ... وَطُلُوعًا مِنْ حَيْثُ لَا تُمْسِي)
(وَطُلُوعَهَا بَيْضَاءَ صَافِيَةً ... وَغُرُوبَهَا صَفْرَاءَ كَالوَرْسِ) [ص:231]
(تَجْرِي عَلَى كَبِدِ السَّمَاءِ كَمَا ... تَجْرِي حِمَامُ الْمَوْتِ بِالنَّفْسِ)(5/230)
2061 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، نَا سُنَيْدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا مَعْمَرٌ الرَّقِّيُّ، نَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ؛ قَالَ: يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنْتَصِرُ بِمَنْ أُبْغِضُ مِمَّنْ أُبْغِضُ ثُمَّ أُصَيِّرَ كُلًّا إِلَى النَّارِ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/231)
2062 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، نَا ضَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ؛ قَالَ: لَمَّا مَاتَ الْحَجَّاجُ قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: اللهُمَّ! قَدْ أَمَتَّهُ، فَأَمِتْ عَنَّا سُنَّتَهُ. ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ لِمُوسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : ذَكِّرْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَيَّامَ اللهِ، وَقَدْ كَانَتْ عَلَيْكُمْ أَيَّامٌ كَأَيَّامِ الْقَوْمِ.(5/231)
2063 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الزِّيَادِيُّ وَالْمَازِنِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ؛ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا رَأَى رَجُلًا يَظْلِمُ؛ قَالَ: إِنَّ هَذَا لَا يَمُوتُ سَوِيًّا. فَقِيلَ لَهُ: قَدْ مَاتَ فُلَانٌ سَوِيًّا فَلَمْ يَقْبَلُ حَتَّى تَتَابَعَتِ الْأَخْبَارُ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ، إِنَّ لَكُمْ دَارًا سِوَى هَذِهِ الدَّارِ تُجَازُونَ فِيهَا.(5/232)
2064 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُقَالَ لَهُ: فَرْغَانُ، لَا يَزَالُ يُغِيرُ عَلَى النَّاسِ فَيَأْخُذَ إِبِلَهُمْ وَيُقَاتِلَهُمْ عَلَيْهَا، وَكَانَ مِنْ مَرَدَةِ الْعَرَبِ وَمَعَهُ بَأْسٌ وَشِدَّةٌ، إِلَى أَنْ أَغَارَ عَلَى رَجُلٍ ضَعِيفٍ لَهُ جَمَلٌ وَاحِدٌ، فَجَاءَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ فَأَخَذَ بِشَعْرِهِ فَجَذَبَهُ وَرَمَى بِهِ عَلَى وَجْهِهِ. فَقَالَ النَّاسُ: كَبِرَتْ وَاللهِ سِنُّكَ يَا فَرْغَانُ! فَقَالَ: لَا، وَاللهِ؛ وَلَكِنَّهُ جَذَبَنِي جَذْبَةَ مُحِقٍّ.(5/232)
2065 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، نَا مَحْمُودُ بْنُ سَهْلٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: [ص:233] أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : يَا مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ! لِأَنْ تَجْعَلَ يَدَكَ فِي فَمِ تِنِّينٍ إِلَى الْمِرْفَقِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَسْأَلَ غَنِيًّا كَانَ فَقِيرًا حَاجَةً.(5/232)
2066 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ:
(تَرَى الْمَرْءَ يَبْكِيهِ الَّذِي عَاشَ بَعْدَهُ ... وَمَوْتُ الَّذِي يَبْكِي عَلَيْهِ قَرِيبُ)
(يُحِبُّ الْفَتَى الْمَالَ الْكَثِيرَ وَإِنَّمَا ... لِنَفْسِ الْفَتَى مِمَّا يَحُوزُ نَصِيبُ)(5/233)
2066 - / 1 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا:
(بَقَّيْتَ مَالَكَ مِيرَاثًا لِوَارِثِهِ ... فَلَيْتَ شِعْرِي مَا بَقَى لَكَ الْمَالُ [ص:234])
(الْقَوْمُ بَعْدَكَ فِي حَالٍ تَسُرُّهُمْ ... فَكَيْفَ مِنْ بَعْدِهِمْ صارت بك الحال)
(ملوا الْبُكَاءَ فَمَا يُبْكِيكَ مِنْ أَحَدٍ ... وَاسْتَحْكَمَ الْقِيلُ فِي الْمِيرَاثِ وَالْقَالَ)
قَالَ: وَأَنْشَدَ:
(تُؤَمِّلُ بَعْدَ شَيْبِكَ طُولَ عُمْرٍ ... أَلَيْسَ الشِّيبُ إِحْدَى الْمِيتَتَيْنِ)(5/233)
2066 - / 2 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا:
(اقْطَعِ الدُّنْيَا بِمَا انْقَطَعَتْ ... وَادْفَعِ الدُّنْيَا بِمَا انْدَفَعَتْ)
(وَاقْبَلِ الدُّنْيَا إِذَا سَلَسَتْ ... وَاتْرُكِ الدُّنْيَا إِذَا امْتَنَعَتْ)
(تَطْلُبُ النَّفْسُ الْغِنَى عَبَثًا ... وَالْغِنَى فِي النَّفْسِ إِنْ قَنَعَتْ)(5/234)
2066 - / 3 - وأنشد:
(لعمرك ما لدنيا بِدَارِ إِقَامَةٍ ... وَلَوْ عَقَلُوا كَانُوا جَمِيعًا عَلَى وَجَلِ)
(فَمَا تَبْحَثُ السَّاعَاتُ إِلَّا عَلَى الْبِلَى ... وَمَا تَنْطِقُ الْأَيَّامُ إِلَّا عَلَى ثُكْلِ)(5/234)
2067 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: [ص:235] جَلَسَ قَوْمٌ إِلَى بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْبَصْرَةِ، فَقَالَ لَهُمْ: كَيْفَ تَجْمَعُونَ شَيْئًا وَشَيْئَيْنِ وَثَلَاثَةً؟ قُلْنَا: ثَلَاثَةَ أَشْيَاءٍ، وَفِي مَجْلِسِهِ أَعْرَابِيٌّ مُشْتَمِلٌ بِشَمْلَةٍ لَهُ، فَقَالَ: مَا ذَاكَ كَذَلِكَ، بَلْ هِيَ أشاوي، ثُمَّ أَنْشَدَ:
(فَنَفْسُكَ فَأَكْرِمْ مِنْ أشاوي كَثِيرَةٍ ... فَمَا تِلْكَ نَفْسٌ بَعْدَهَا تَسْتَعِيرُهَا)
(وَلَا تَرْكَبُ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ فَإِنَّهُ ... حَلَاوَتُهُ تَفْنَى وَيَبْقَى مَرِيرُهَا)
قَالَ: فَكَتَبَهَا كُلُّ مَنْ كَانَ فِي الْمَجْلِسِ.(5/234)
2068 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا الْمَضَاءُ، عَنِ النَّضْرِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص:236] دَخَلَ ابْنُ أَبِي أَوْفَى النَّهْدِيُّ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَكَانَ كَبِيرَ السِّنِّ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: لَقَدْ غَيَّرَكَ الدَّهْرُ، فَقَالَ: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! ضَعْضَعَ قَنَاتِي، وَشَيَّبَ شَوَاتِي، وَأَفْنَى لَذَّاتِي، وَجَرَّأَ عَلَيَّ عِدَاتِي، وَلَقَدْ بَقِيتُ زَمَانًا أَسُرُّ الْأَصْحَابَ وَأُسْبِلُ الثِّيَابَ وَآلَفُ الْأَحْبَابَ، فَبَادُوا عَنِّي وَدَنَا الْمَوْتُ مِنِّي. وقَالَ: الشَّوَى: جِلْدَةُ الرَّأْسِ. وَالشَّوَى: الْيَدَانِ وَالرِّجْلَانِ.(5/235)
2069 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ، نَا الْحُسَيْنُ الْمَرْوَزِيُّ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (نَزَّاعَةً لِلشَّوىَ (16)) [المعارج: 16] ؛ قَالَ: [ص:237] لِلْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ.(5/236)
2070 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَنْصَارِيُّ الْبَصْرِيُّ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ صَالَحَ بْنَ سُلَيْمَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: دَخَلَ الْغَضْبَانُ بْنُ القَبَعْثَرِيِّ عَلَى الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ، فَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الْعَرَبِ، فَجَالَسَهُ وَحَادَثَهُ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ مُتْبَسِمًا فَقَالَ لَهُ:
(سَمَّوْكَ غَضْبَانًا وَسِنُّكَ ضَاحِكٌ ... لَقَدْ غَلَطُوا إِذْ لَمْ يُسَمُّوكَ ضَاحِكًا)
فَقَالَ: أَصْلَحَ اللهُ الْأَمِيرَ، لَقَدْ كَانَ لِي جَدٌّ يُسَمَّى الْغَضْبَانَ، فَسُمِّيتُ بِاسْمِهِ، وَلَيْسَ كُلُّ اسْمٍ يُشَاكِلُ صَاحِبَهُ، وَلَوْ كَانَتِ الْأَسْمَاءُ تُقَسَّمُ عَلَى الْأَحْسَابِ، إِذَا مَا نَالَ الْأَنْذَالُ مِنْهَا شَيْئًا، فَهَلْ تَرَى اسْمِي مُشَاكِلًا لِحَسَبِي؟ فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ: أَخْبِرْنِي عَنْ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ. فَقَالَ: هُنَّ بِمَنْزِلَةِ الْأَضْلَاعِ، إِنْ سَوَّيْتَهُ انْكَسَرَ وَإِنْ تَرَكْتَهُ انْتَفَعْتَ بِهِ، وَفِيهِنَّ جَوْهَرٌ لَا يَصْلُحُ إِلَّا عَلَى الْمُدَارَاةِ، فَمَنْ دَارَاهُنَّ انْتَفَعَ بِهِنَّ وَقَرَّتْ عَيْنُهُ، وَمَنْ [ص:238] مَارَاهُنَّ كَدَّرْنَ عَيْشَهُ، وَنَغَّصْنَ عَلَيْهِ حَيَاتَهُ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْعَاقِلِ وَالْجَاهِلِ. فَقَالَ: الْعَاقِلُ الَّذِي لَا يَتَكَلَّمُ هَذَرًا وَلَا يَنْظُرُ شزرا وَلَا يُضْمِرُ عُذْرًا، وَالْجَاهِلُ المهذار في كلامه، والظنين بِسِلَامِهِ، التَّائِهُ عَلَى غُلَامِهِ، الْمُجْتَهِدُ فِي أَقْسَامِهِ، الْمُتَكَلِّمُ فِي طَعَامِهِ. قَالَ: فَمَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ؟ قَالَ: أَعْطَاهُمْ لِلْمِئِينَ، وَأَطْعَمَهُمْ لِلسَّمِينَ. قَالَ: فَمَنْ أَلْأَمُ النَّاسِ؟ قَالَ: الْمُعْطِي عَلَى الْهَوَانِ، الْمُعِينُ عَلَى الْإِخْوَانِ، الْبَذُولِ لِلْأَيْمَانِ، الْمَنَّانُ عَلَى الْإِحْسَانِ.(5/237)
2071 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا يَعْقُوبُ بْنُ كَعْبٍ، نَا بَقِيَّةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيُّ؛ قَالَ: [ص:239] رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقِيلَ لَهُ: بَعْدَ نُزُولِ الْمَائِدَةِ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا أَسْلَمْتُ بَعْدَ نُزُولِ الْمَائِدَةِ
__________
[إسناده ضعيف، والحديث صحيح] .(5/238)
2072 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ، نَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ يَقُولُ: [ص:241] مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ وَهُوَ يَبِيعُ شَنًّا كَمَا يَبِيعُ الْغِلْمَانُ وَالصِّبْيَانُ، فَرَحِمَهُ، فَبَارَكَ لَهُ فِي صَفْقَتِهِ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/239)
2073 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرٍ أَخُو خَطَّابٍ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءَ السَّلِيمِيِّ: أَنَّ رَجُلًا مَرَّ بِقَوْمٍ فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ، فَلَمَّا خَلَا بِهِ الطَّرِيقُ؛ قَالَ: اللهُمَّ! إِنْ كَانَ هَؤُلَاءِ لَا يَعْرِفُونَنِي؛ فَأَنْتَ تَعْرِفُنِي.(5/242)
2074 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا هَارُونُ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، نَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ؛ قَالَ: [ص:243] مَرَّ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] وَالطَّيْرُ تُظِلُّهُ، وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ، فَمَرَّ بِعَابِدٍ مِنْ عُبَّادِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَقَالَ: وَاللهِ! يَا ابْنَ دَاوُدَ! لَقَدْ أَعْطَاكَ اللهُ مُلْكًا عَظِيمًا. قَالَ: فَسَمِعَ سُلَيْمَانُ كَلِمَتَهُ. فَقَالَ: تَسْبِيحَةٌ فِي صَحِيفَةِ مُؤْمِنٍ خَيْرٌ مِمَّا أُعْطِيَ ابْنُ دَاوُدَ، مَا أُعْطِيَ ابْنُ دَاوُدَ يَذْهَبُ وَالتَّسْبِيحَةُ تَبْقَى.(5/242)
2075 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ يَقُولُ: إِذَا كَانَتِ الْآخِرَةُ فِي الْقَلْبِ؛ جَاءَتِ الدُّنْيَا تَزْحَمُهَا، وَإِذَا كَانَتِ الدُّنْيَا فِي الْقَلْبِ؛ لَمْ تَزْحَمْهَا الْآخِرَةُ، إِنَّ الْآخِرَةَ كَرِيمَةٌ وَإِنَّ الدُّنْيَا لَئِيمَةٌ.(5/243)
2076 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، نَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ؛ قَالَ: [ص:244] قِيلَ لِعِيسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : لَوِ اتَّخَذْتَ حِمَارًا تَرْكَبُهُ. قَالَ: أَنَا أَكْرَمُ عَلَى اللهِ مِنْ أَنْ يَجْعَلَ لِي شَيْئًا يَشْغَلَنِي بِهِ.(5/243)
2077 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا قُبَيْصَةُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ لِرَجُلٍ: عَلَيْكَ بِالْوَرَعِ يُخَفِّفُ اللهُ عَلَيْكَ الْحِسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.(5/244)
2078 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: [ص:245] كَانَ دعوة بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ لِإِخْوَانهِ: زَهَّدَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ زُهْدَ مَنْ أَمْكَنَهُ الْحَرَامُ وَالذُّنُوبُ فِي الْخَلَوَاتِ؛ فَعَلِمَ أَنَّ اللهَ يَرَاهُ فَتَرَكَهُ.(5/244)
2079 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مَضَاءً يَقُولُ لِسِبَاعٍ الْمَوْصِلِيِّ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! أَيُّ شَيْءٍ أَفْضَى بِهِمْ إِلَى الزُّهْدِ؟ قَالَ: الأُنْسُ بِاللهِ.(5/245)
2080 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ خُنَيْسٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الرَّازِيُّ، عَنْ مِسْكِينِ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ؛ قَالَ: [ص:246] الزُّهْدُ أَنْ يَكُونَ حَالُكَ فِي الْمُصِيبَةِ وَحَالُكَ إِذَا لَمْ تُصَبْ بِهَا سَوَاءٌ، أَوْ أَنْ يَكُونَ مَادِحُكَ وَذَامُّكَ فِي الْحَقِّ سَوَاءٌ.(5/245)
2081 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، وَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبٍ، نَا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ وَائِلٍ - رَجُلٌ مِنَ الْمُتَطَوِّعَةِ -؛ قَالَ: رَأَيْتُ بِبِلادِ الْهِنْدِ شَجَرًا لَهَا وَرْدٌ أَحْمَرُ فِيهِ بِبِيَاضٍ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ.(5/246)
2082 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنِي سَهْلٌ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، أَنَا عُمَرُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ ضُبَيْعَةَ؛ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي فَلاةٍ وَابْنُ طَبْيَانَ مَعَنَا إِذَا نحن بصبي يبكي، فقال: إِنِّي مُنْقَطِعٌ فِي هَذِهِ الْفَلاةُ فَلَوْ حَمَلْتُمَانِي. فَقَالَ صَاحِبُ عُمَيْرٍ: لَوْ أَرْدَفْتَهُ، فَحَمَلَهُ خَلْفَهُ وَمَكَثَا سَاعَةً، فَنَظَرَ فِي وَجْهِ عُمَيْرٍ وَتَنَفَّسَ فَخَرَجَ مِنْ فِيهِ نَارٌ مِثْلُ نَارِ الأَتُونِ، فَأَخَذَ السَّيْفَ فَرَفَعَهُ عَلَيْهِ، فَبَكَى، وَقَالَ: مَا تُرِيدُ مِنِّي؟ فَكَفَّ عَنْهُ، وَلَمْ يُعْلِمْ صَاحِبَهُ مَا رَأَى، فَمَكَثَ هُنَيْهَةً ثُمَّ عَادَ [ص:247] فَأَخَذَ لَهُ السَّيْفَ. فَقَالَ: مَا تُرِيدُ مِنِّي؟ وَبَكَى، وَلَمْ يُعْلِمْ صَاحِبَهُ بِمَا رَأَى، ثُمَّ عَادَ الثَّالِثَةَ فَفَغَرَ فِي وَجْهِهِ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ، فَلَمَّا رَأَى الْجَدَّ مِنْهُ، وَثَبَ إِلَى الأَرْضِ، فَقَالَ: قَاتَلَكَ اللهُ مَا أَشَدُّ قَلْبِكَ، مَا فَعَلْتَهُ فِي وَجْهِ رَجُلٍ إِلا ذَهَبَ عَقْلُهُ. وَغَابَ عَنْهُمْ.(5/246)
2083 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي مُنَاجَاةِ عُزَيْرٍ: اللهُمَّ! إِنَّكَ اخْتَرْتَ مِنَ الأَنْعَامِ الضَّائِنَةَ، وَمِنَ الطَّيْرِ الْحَمَامَةَ، وَمِنَ النَّبَاتِ الْحَبَلَةَ، وَمِنَ الْبُيُوتِ بَكَّا وَإِيلِيَّا، وَمِنْ إِيلِيَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(5/247)
2084 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: [ص:248] قَرَأْتُ فِي الإِنْجِيلَ: أَنَّ الْمَسِيحَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قَالَ لِلْحَوَارِيِّينَ: كُونُوا حُلَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُلَهَاءَ كَالْحَمَامِ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(5/247)
2085 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: اخْتَصَمَ رَجُلانِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي غُلامٍ كِلاهُمَا يَدَّعِيهِ، فَسَأَلَ عُمَرُ أُمَّهُ. فَقَالَتْ: غَشِيَنِي أَحَدُهُمَا ثُمَّ هَرَقْتُ مَاءً، ثُمَّ غَشِيَنِي الآخَرُ، فَدَعَا عُمَرُ قَائِفَيْنِ فَسَأَلَهُمَا. فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أُعْلِنُ أَمْ أُسِرُّ؟ قَالَ: بَلْ أَسِرَّ. قَالَ: اشْتَرَكَا فِيهِ، فَضَرَبَهُ عُمَرُ حَتَّى اضْطَجَعَ. ثُمَّ سَأَلَ الآخَرَ، فَقَالَ مِثْلَ قَوْلِهِ، فَقَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى هَذَا يَكُونُ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ الْكَلْبَةَ تَسْفِدُهَا الْكِلابُ، فَتُؤَدِّي إِلَى كُلِّ فَحْلٍ نَجْلَهُ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(5/248)
2086 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، عَنْ سَهْمِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ؛ قَالَ: [ص:249] حُدِّثَ سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ الْمُهَلَّبِ أَخَذَ لِلْحَسَنِ بِرِكَابِهِ، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ لَحِبْوَةُ صِدْقٍ فِي يَزِيدَ.(5/248)
2087 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدنيا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ أَنَّ سَوَّارَ بْنَ عَبْدِ اللهِ قَالَ: الْحَسَنُ وَابْنُ سِيرِينَ سَيِّدَا أَهْلِ الْبَصْرَةِ عربيتهم وَمَوْلاهُمْ، غَضِبَ مِنْ غَضِبَ وَرَضِيَ مِنْ رَضِيَ.(5/249)
2088 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، نَا بُكَيْرُ بْنُ بَكْرٍ الْغِفَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: نِضْلَةَ؛ قَالَ: [ص:250] خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَمْشِي وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلٌ يَخْطِرُ وَهُوَ يَقُولُ: أَنَا ابْنُ بَطْحَاءَ مَكَّةَ كُدْيًا فَكُدَاهَا، فَوَقَفَ عَلَيْهِ عُمَرُ فَقَالَ: إِنْ يَكُنْ لَكَ دِينٌ؛ فَلَكَ كَرَمٌ، وَإِنْ يَكُنْ لَكَ عَقْلٌ؛ فَلَكَ مُرُوءَةٌ، وَإِنْ يَكُنْ لَكَ مَالٌ؛ فَلَكَ شَرَفٌ، وَإِلا فَأَنْتَ وَالْحِمَارُ سَوَاءٌ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(5/249)
2089 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ الْمَرْوَزِيُّ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ: إِنَّ الْحِكْمَةَ لَيْسَتْ عَنْ كِبَرِ السِّنِّ، وَلَكِنَّهُ عَطَاءَ اللهِ يُعْطِيهِ مِنْ يَشَاءُ، فَإِيَّاكَ وَدَنَاءَةَ الأُمُورِ وَمَدَاقَ الأَخْلاقِ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/250)
2090 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرٍو - يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ -؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: [ص:251] إِذَا أَعْطَيْتُمْ؛ فَأَغْنُوا
__________
[إسناده ضعيف] .(5/250)
2091 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرُ الْبَصْرِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيّ: وَقَفْتُ عَلَى بَزَّازٍ بِمَكَّةَ أَشْتَرِي مِنْهُ ثَوْبًا، فَجَعَلَ يَمْدَحُ وَيَحْلِفُ، فَتَرَكْتُهُ وَقُلْتُ: لا يَنْبَغِي الشِّرَاءُ مِنْ مِثْلِهِ، وَاشْتَرَيْتُ مِنْ غَيْرِهِ، ثُمَّ [ص:252] حَجَجْتُ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَنَتَيْنِ، فَوَقَفْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ أَسْمَعْهُ يَمْدَحُ وَلا يَحْلِفُ. فَقُلْتُ لَهُ: أَلَسْتَ الرَّجُلَ الَّذِي وَقَفْتُ عَلَيْهِ مُنْذُ سَنَوَاتٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ لَهُ: وَأَيُّ شَيْءٍ أَخْرَجَكَ إِلَى مَا أَرَى؟ مَا أَرَاكَ تَمْدَحُ وَلا تَحْلِفُ! فَقَالَ: كَانَتْ لِيَ امْرَأَةٌ إِنْ جِئْتُهَا بِقَلِيلٍ نَزَرَتْهُ، وَإِنْ جِئْتُهَا بِكَثِيرٍ قَلَّلَتْهُ، فَنَظَرَ اللهُ إِلَيَّ فَأَمَاتَهَا، فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً بَعْدَهَا، فَإِذَا أَرَدْتُ الْغُدُوَّ إِلَى السُّوقِ أَخَذَتْ بِمَجَامِعِ ثِيَابِي ثُمَّ قَالَتْ: يَا فُلانُ! اتَّقِ اللهَ وَلا تُطْعِمْنَا إِلا طَيِّبًا، إِنْ جِئْتَنَا بِقَلِيلٍ كَثَّرْنَاهُ، وَإِنْ لَمْ تَأْتِنَا بِشَيْءٍ أَعَنَّاكَ بِمِغْزَلِنَا.(5/251)
2092 - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، عَنْ عِيسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْقَحْذَمِيِّ؛ قَالَ: كَانَتْ عَاتِكَةُ ابْنَةُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ تَحْتَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، فَلَمَّا قُتِلَ الزُّبَيْرُ كَتَبَتْ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بَعْدَ حِينٍ: قَدْ عَلِمْتَ حَبْسِي نَفْسِي بَعْدَ أَبِيكَ، فَإِنْ كَانَ لِي عِنْدَكَ شَيْءٌ، فَابْعَثْ بِهِ. فَبَعَثَ إِلَيْهَا بِأَلْفَيْ أَلْفِ رُبْعِ ثُمْنِ مَالِ الزُّبَيْرِ، وَكَانَ نِسَاؤُهُ أَرْبَعًا مَاتَ عَنْهُنَّ، وَهُنَّ: أُمُّهُ أَسْمَاءُ [ص:253] بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَعَاتِكَةُ بِنْتُ زَيْدٍ، وَابْنَةُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، وَأُمُّ مُصْعَبٍ الْكَلْبِيَّةُ.(5/252)
2093 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: التَّسْلِيطُ عَلَى الْمَمَالِيكِ مِنَ الدَّنَاءَةِ.(5/253)
2094 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْذِرِ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى؛ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: مَا رَأَيْتُ مِنِ النَّاسِ رَجُلًا لا يَتَكَلَّمُ بِبَعْضِ مَا لا يُرِيدُ غَيْرَ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَلَقَدْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَجُلٍ شَيْءٌ، فَقَامَ وَهُوَ يَقُولُ:
(قَضَى مَا قَضَى فِيمَا مَضَى ... ثُمَّ لا تَرَى لَهُ صَبْوَةً فِيمَا بَقِيَ آخِرَ الدَّهْرِ)
آخر الجزء الرابع عشر، ثم يتلوه الخامس عشر إن شاء الله تعالى والحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد وآله وسلم
__________
[إسناده ضعيف] .(5/253)
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الخامس عشر
من كتاب «المجالسة وجواهر العلم»
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذنا؛ قال: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي إجازة، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل بن الضراب قراءة، أنا أبي، أنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي القاضي:(5/259)
2094 - / م - نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ، أَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرْقِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:261] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَصُومُ عَبْدٌ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ؛ إِلا بَاعَدَ اللهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا»
__________
[إسناده حسن] .(5/259)
2095 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا سَلامُ بْنُ سَلْمٍ، نَا ثَوْرٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:263] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تُعْرَضُ عَلَى الأَمْوَاتِ أَعْمَالَكُمْ؛ فَإِنْ رَأَوْا حَسَنَةً اسْتَبْشَرُوا، وَقَالُوا: اللهُمَّ! هَذِهِ نِعْمَتُكَ؛ فَأَتِمَّهَا عَلَى عَبْدِكَ، وَإِذَا رَأَوْا سَيِّئَةً؛ اكْتَأَبُوا وَقَالُوا: اللهُمَّ! رَاجِعْ بِعَبْدِكَ» . قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَلا تُخْزُوا مَوْتَاكُمْ بِالْعَمَلِ السيء»
__________
[إسناده واهٍ جداً] .(5/261)
2096 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا صَالِحُ بْنُ حَرْبٍ، نَا سَلامُ بْنُ أَبِي خُبْزَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: وَاللهِ! لَوْ وَلِيتُ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا مَا كَانَ فِيكُمْ أَحَدٌ أَطْمَئِنُّ إِلَيْهِ. قَالَ: فَكَأَنِّي غَضِبْتُ، ثُمَّ قُلْتُ: يَا نَفْسُ! لَوْ كَانَ فِيكِ خَيْرٌ مَا أَسَاءَ [ص:264] الْحَسَنُ بِكِ الظَّنَّ
__________
[إسناده واه جداً] .(5/263)
2097 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعِجْلِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ: قَالَ وَهْبِ بْنُ مُنَبِّهٍ: يُقَالَ: الدَّاءُ الَّذِي لا دَوَاءَ لَهُ إِلا رِضْوَانَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَرِضْوَانُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ الدَّوَاءَ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَهُ دَاءٌ، فَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُرْضِي رَبَّهُ يُسْخِطْ نَفْسَهُ، وَمَنْ لا يُسْخِطْ نَفْسَهُ لا يُرْضِي رَبَّهُ، إِنْ كَانَ كُلَّمَا ثَقُلَ عَلَى الإِنْسَانِ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ دِينِهِ تَرَكَهُ؛ أَوْشَكَ أَنْ لا يَبْقَى مَعَهُ مِنْهُ شَيْءٌ.(5/264)
2098 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبِي، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةُ؛ قَالَ: كَانَ الْعَلاءُ بْنُ زِيَادٍ يَقُولُ: لِيُنْزِلْ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ أَنْ لَوْ قَدْ حَضَرَهُ الْمَوْتُ، فَاسْتَقَالَ رَبَّهُ، فَأَقَالَهُ؛ فَلْيَعْمَلْ بِطَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.(5/264)
2099 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدُ بنُ محمد مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَخْيَارِ الْمُسْلِمِينَ: مَا غِنَى مِنْ لا يَمْلُكُ نَفْسَهُ! وَمَا شِدَّةُ رَجُلٍ لا يَغْلِبُ حِلْمُهُ غَضَبَهُ! وَمَا عَقْلُ مِنْ لا يَعْرِفُ مَا يَضُرُّهُ وَمَا يَنْفَعُهُ! وَمَا بَصَرُ مِنْ لا يُبْصِرُ سَبِيلَ رُشْدِهِ! وَمَا حِكْمَةُ مِنْ لا يَعْرِفُ الضَّلالَةَ مِنَ الْهُدَى! وَمَا بَيَانُ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللهِ! وَمَا خَيْرُ قُوَّةٍ لا تُبْتَذَلُ فِي طَاعَةِ اللهِ! وما منفعة من لا ينفعه كتاب الله! وما خير مال لا ينفق في سبيل الله! إِنَّ الْجَاهِلَ لا تَنْفَعُهُ الْعِظَةُ كَمَا لا يَنْفَعُ السِّرَاجُ الأَعْمَى، أَصْبَحْتُمْ فِي آجَالٍ مَنْقُوضَةٍ وَأَعْمَالٍ مَحْفُوظَةٍ، وَالْمَوْتُ فِي رِقَابِكُمْ، وَالنَّارُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ، وَكَأَنَّ مَا مَضَى لَمْ يَكُنْ , وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ.(5/265)
2100 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: أَيُّهَا الْعَالِمُ! صُمْ قَبْلَ أَنْ لا تَقْدِرَ عَلَى صَوْمِ يَوْمٍ تَصُومُهُ، كَأَنَّكَ إِذَا ظَمِئْتَ لَمْ تَكُنْ رُوِيتَ، وَكَأَنَّكَ إِذَا رُوِيتَ لَمْ تَكُنْ ظَمِئْتَ
__________
[إسناده صحيح] .(5/265)
2101 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا إِسْحَاقُ، نَا سُفْيَانُ؛ قَالَ: قُلْتُ لإِسْرَائِيلَ أَبِي مُوسَى: إِنَّهُ كَانَ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ رَجُلٌ فَرَحَّلَكُمْ. قَالَ: إِنَّهُ بَدَأَ بِنَفْسِهِ فَرَحَّلَهَا ثُمَّ رَحَّلَنَا. يَعْنِي الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ رَحِمَهُ اللهُ.(5/266)
2102 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: بَعَثَ الْحَجَّاجُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بِفَرَسٍ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ بِفَرَسٍ يَسْبِقُ الطَّرْفَ، وَيَسْتَغْرِقُ الْوَصْفَ.(5/266)
2103 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: [ص:267] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: أَكْرَمُ الصَّفَايَا أَشَدُّهَا وَلَهًا إِلَى أَوْلادِهَا، وَأَكْرَمُ الإِبِلِ أَحَنُّهَا إِلَى أَوْطَانِهَا، وَأَكْرَمُ الأَفْلاءِ أَشَدُّهَا مُلَازَمَةً لأَمْهَاتِهَا، وَخَيْرُ النَّاسِ آلَفُ النَّاسِ لِلنَّاسِ.(5/266)
2104 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْبَغْدَادِيُّ؛ قَالَ: رَأَى رَجُلٌ رَوْحَ بْنَ حَاتِمٍ وَاقِفًا فِي الشَّمْسِ عَلَى بَابِ الْمَنْصُورِ، فَقَالَ لَهُ: قَدْ طَالَ وُقُوفُكَ فِي الشَّمْسِ. فَقَالَ رَوْحٌ: لِيَطُولَ مُقَامِي فِي الظِّلِّ.(5/267)
2105 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، نَا ابْنُ الأَعْرَابِيِّ؛ قَالَ: [ص:268] دَخَلَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادِ بْنِ ظَبْيَانَ التَّيْمِيُّ عَلَى أَبِيهِ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَقَالَ لَهُ: أَلا أُوصِي بِكَ الأَمِيرَ. فَقَالَ لَهُ عُبَيْدُ اللهِ: إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلْحَيِّ إِلا وَصَيَّةُ الْمَيِّتِ؛ فَالْحَيُّ هُوَ الْمَيِّتُ. ثم أنشد مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ لِبَعْضِهِمْ:
(إِذَا مَا الْحَيُّ عَاشَ بِعَظْمِ مَيِّتٍ ... فَذَاكَ الْعَظْمُ حَيُّ وَهُوَ مَيِّتُ)(5/267)
2106 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: سَأَلَ أَعْرَابِيٌّ عَنْ رَجُلٍ، فَقَالُوا لَهُ: أَحْمَقٌ مَرْزُوقٌ. فَقَالَ: ذَاكَ وَاللهِ الْكَامِلُ.(5/268)
2107 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: يُقَالَ: مَا سَبَقَ عِيَالٌ مَالا قَطُّ إِلا كَانَ صَاحِبُهُ فَقِيرًا. وَقِيلَ لِرَجُلٍ مِنَ الْبَصْرِيِّينَ: مَا لَكَ لا يَنْمَى مَالُكَ؟ قَالَ: لأَنِّي اتَّخَذْتُ الْعِيَالَ قَبْلَ الْمَالِ، وَاتَّخَذَ النَّاسُ الْمَالَ قَبْلَ الْعِيَالِ.(5/268)
2108 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: [ص:269] قِيلَ لِمَدَنِيٍّ: كَيْفَ حَالُكَ؟ فَقَالَ: كَيْفَ يَكُونُ حَالُ مَنْ ذَهَبَتْ نِعْمَتُهُ وَبَقِيَتْ عَادَتُهُ؟ ! قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: يُقَالُ: الْغِنَى فِي الْغُرْبَةِ وَطَنٌ، وَالْفَقْرُ فِي الوطن غربة.(5/268)
2108 - / م - وَسَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: قَرَأْتُ فِي كُتُبِ الْهِنْدِ: ذُو الْمُرُوءَةِ يُكْرَمُ مُعْدَمًا؛ كَالأَسَدِ يُهَابُ وَإِنْ كَانَ رَابِضًا، وَمَنْ لا مُرُوءَةٌ لَهُ يُهَانُ وَلا يُهَابُ وَإِنْ كَانَ مُوسِرًا؛ كَالْكَلْبِ وَإِنْ طُوِّقَ وَحُلِّيَ.(5/269)
2109 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّبَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَازِنِيَّ: قَالَ بَعْضُ الأَشْرَافِ: الصَّبْرُ عَلَى حُقُوقِ الْمُرُوءَةِ أَشَدُّ مِنَ الصَّبْرِ عَلَى أَلَمِ الْحَاجَةِ، وَذِلَّةُ الْفَقْرِ مَانِعَةٌ مِنْ عِزِّ الصَّبْرِ، كَمَا أَنَّ عِزَّ الْغِنَى مَانِعٌ مِنَ الإِنْصَافِ.(5/269)
2110 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ رُشَيْدٍ يَقُولُ: [ص:270] قِيلَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ الأَهْتَمِ: مَا السُّرُورُ؟ قَالَ: رَفْعُ الأَوْلِيَاءِ، وَخَفْضُ الأَعْدَاءِ، وَطُولُ الْبَقَاءِ مَعَ الْقُدْرَةِ وَالنَّمَاءِ.(5/269)
2111 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، عَنْ مُبَشِّرِ بْنِ بَشِيرٍ: أَنَّ رَجُلا هَرَبَ مِنَ الْحَجَّاجِ، فَمَرَّ بِسَابَاطٍ فِيهِ كَلْبٌ بَيْنَ حُبَّيْنِ يَقْطُرُ عَلَيْهِ مَاؤُهُمَا، فَقَالَ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مِثْلَ هَذَا الْكَلْبِ! فَمَا لَبِثَ أَنْ مَرَّ بِالْكَلْبِ فِي عُنُقِهِ حَبْلٌ، فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقَالُوا: جَاءَ كِتَابُ الْحَجَّاجِ يَأْمُرُ بِقَتْلِ الْكِلابِ، [فَأُمْسِكَ] .(5/270)
2112 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عِيسَى يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: [ص:271] مِنَ الدَّنَاءَةِ أَنْ يَقُولُ الرَّجُلُ لِصَدِيقِهِ: ادْخُلْ مَعِي إِلَى الْحَمَّامِ، وَذَلِكَ أَنَّ الَّذِي يُدْفَعُ إِلَى صَاحِبِ الْحَمَّامِ شَيْءٌ دَنِيءٌ؛ فَكَأَنَّهُ يُوهِمُ صَدِيقَهُ أَنَّ قَدْرَهُ ذَلِكَ الشَّيْءَ الدَّنِيءُ.(5/270)
2113 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ؛ قَالَ: إِلَى اللهِ أَشْكُو حَمْدَ مَا لا أُوتِيَ وَذَمَّ مَا لا أَتْرُكُ.(5/271)
2114 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ، نَا الأَصْمَعِيُّ، نَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: قُلْتُ لِجَارِ عَطَاءِ السُّلَمِيِّ: مَنْ كَانَ يَخْدِمُ عَطَاءً؟ قَالَ: مُخَنَّثُونَ كَانُوا فِي الدَّارِ مَعَهُ يَسْتَقُونَ لَهُ الْمَاءَ لِوُضُوئِهِ. [فَقُلْتُ: أَيُوَضِّئُهُ مُخَنَّثُونَ] ؟ ! قَالَ: وَهُوَ [كَانَ] يَظُنُّهُمْ خَيْرًا مِنْهُ.(5/271)
2115 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَا إبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ: ثَلاثَةٌ مِنْ أَحْسَنِ شَيْءٍ: جُودٌ لِغَيْرِ ثَوَابٍ، وَنَصَبٌ لِغَيْرِ الدُّنْيَا، وَتَوَاضُعٌ لِغَيْرِ ذُلٍّ.(5/272)
2116 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ: إِذَا رَأَيْتَ أَكْبَرَ مِنْكَ؛ فَقُلْ: سَبَقَنِي بِالإِسْلامِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ؛ فَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي، وَإِذَا رَأَيْتَ أَصْغَرَ مِنْكَ؛ فَقُلْ: سَبَقْتُهُ بِالذُّنُوبِ وَالْمَعَاصِي؛ فَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي، وَإِذَا رَأَيْتَ إِخْوَانَكَ يُكْرِمُونَكَ؛ فَقُلْ: نِعْمَةٌ أُحْدِثَ [ص:273] ثَوَابُهَا، وَإِذَا رَأَيْتَ مِنْهُمْ تَقْصِيرًا؛ فَقُلْ: بِذَنْبٍ أَحْدَثْتُهُ.(5/272)
2117 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الأَصْبَهَانِيُّ، نَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ؛ قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: تَعَاشَرَ النَّاسُ زَمَانًا بِالدِّينِ وَالتَّقْوَى ثُمَّ رُفِعَ ذَلِكَ، فَتَعَاشَرُوا [ص:274] بِالْحَيَاءِ وَالتَّذَمُّمِ ثُمَّ رُفِعَ ذَلِكَ؛ فَمَا يَتَعَاشَرُ النَّاسُ إِلا بِالرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ، وَأَظُنُّهُ سَيَجِيءُ مَا هُوَ شَرٌّ مِنْ هَذَا
__________
[إسناده ضعيف] .(5/273)
2118 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لا يَقُولُ رَجُلٌ فِي رَجُلٍ مِنَ الْخَيْرِ مَا لا يَعْلَمُ؛ إِلا أَوْشَكَ أَنْ يَقُولَ فِيهِ مِنَ الشَّرِّ مَا لا يَعْلَمُ، وَلا اصْطَحَبَ اثْنَانِ عَلَى غَيْرِ طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، إِلا أَوْشَكَ أَنْ يَتَفَرَّقَا عَلَى غَيْرِ طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.(5/274)
2119 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو سَعِيدٍ الأَزْدِيُّ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: ذَكَرَ أَعْرَابِيٌّ قَوْمًا، فَقَالَ: وَاللهِ! مَا نَالُوا بِأَطْرَافِ أَنَامِلِهِمْ شَيْئًا إِلا [ص:275] وَقَدْ وَطِئْنَاهُ بَأَخْمَاصِ أَقْدَامِنَا، وَإِنَّ أَقْصَى مَثَلِهِمْ لأَدْنَى فِعَالِنَا.(5/274)
2120 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْفُرْسِ: لِلْعَادَةِ سُلْطَانٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَمَا اسْتُنْبِطَ الصَّوَابُ بِمِثْلِ الْمُشَاوَرَةِ، وَلا حُصِّنَتِ النِّعَمُ بِمِثْلِ الْمُوَاسَاةِ، وَلا اكْتُسِبَتِ الْبَغْضَاءُ بِمِثْلِ الْكِبْرِ.(5/275)
2121 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: رَأَيْتُ فُلانًا مَوْلَى بَاهِلَةَ يَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ عَلَى بَغْلَةٍ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي سَفَرٍ رَاجِلا، فَقُلْتُ: أَرَاجِلٌ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْضِعِ، وَرَاكِبٌ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ؟ ! فَقَالَ: رَكِبْتُ حَيْثُ يَمْشِي النَّاسُ؛ فَكَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرَجِّلَنِي حَيْثُ يَرْكَبُ النَّاسُ.(5/275)
2122 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: [ص:276] قَالَ رَجُلٌ مِنْ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: مَا رَأَيْتُ ذَا كِبْرٍ قَطُّ إِلا تَحَوَّلَ دَاؤُهُ فِيَّ - يُرِيدُ أَنِّي أَتَكَبَّرُ عَلَيْهِ -. وَقَالَ آخَرُ: مَا تَاهَ عَلَيَّ أَحَدٌ قَطُّ مَرَّتَيْنِ - يُرِيدُ أَنَّهُ إِذَا تَاهَ عَلَيَّ مَرَّةً لَمْ أَعُدْ إِلَيْهِ -.(5/275)
2123 - حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي سِيَرِ الْعَجَمِ: عَلامَةُ الأَحْرَارِ إِنْ يُلْقَوْا بِمَا يُحِبُّونَ وَيُحْرَمُوا مَا أَمِلُوا أَحَبُّ إِلَيْهِمْ أَنْ يُلْقَوْا بِمَا يَكْرَهُونَ وَيُعْطَوْا فَوْقَ مَا أَمِلُوا؛ فَانْظُرْ إِلَى خِلَّةٍ أَفْسَدَتْ مِثْلَ الْجُودِ فَاجْتَنِبْهَا، وَانْظُرْ إِلَى خِلَّةٍ عَفَّتْ عَلَى مِثْلِ الْبُخْلِ فَالْزَمْهَا.(5/276)
2124 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: سَمِعَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ رَجُلا يُنَازِعُ رَجُلا فِي أَمْرٍ، فَقَالَ: إِنِّي مَا أَظُنُّكَ إِلا ضعيفا فيما تُحَاوِلُ. فَقَالَ الرَّجُلُ: مَا عَلَى ظَنِّكَ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ أَهْلِي. فَقَالَ الأَحْنَفُ: لأَمْرِ مَا قِيلَ: احْذَرِ الْجَوَابَ.(5/276)
2125 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ وَابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَا: سَمِعْنَا الزِّيَادِيَّ قَالَ: قَالَ موبذانُ لِكِسْرَى: لا يَنْبَغِي لِلْمَلِكِ أَنْ يَغْضَبَ؛ لأَنَّ الْقُدْرَةَ مِنْ وَرَاءِ حَاجَتِهِ، وَلا يَكْذِبَ؛ لأَنَّهُ لا يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى اسْتِكْرَاهِهِ عَلَى غَيْرِ مَا يُرِيدُ، وَلا يَبْخَلَ؛ لأَنَّهُ لا يَخَافُ الْفَقْرَ، وَلا يَحْقِدَ؛ لأَنَّ خَطَرَهُ قَدْ جَلَّ عَنِ الْمُجَازَاةِ، وَلا يَجْهَلَ؛ لأَنَّهُ لا يَكُونُ ذَنْبٌ أَوْزَنَ مِنْ حِلْمِهِ.(5/277)
2126 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الطَّلْحِيُّ، نَا إبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ؛ قَالَ: قَالَتْ لِي أُمِّي: يَا بُنَيَّ! قَدْ خُلِقْتَ خِلْقَةً لا تَصْلُحُ مَعَهَا لِمُجَامَعَةِ النَّاسِ، وَلا تَكُونُ فِي مَجْلِسٍ إِلا لَحَظَتْكَ الْعُيُونُ؛ فَعَلَيْكَ بِالدِّينِ؛ فَإِنَّهُ يَرْفَعُ الْخَسِيسَةِ وَيُتِمُّ النَّقِيصَةِ. قَالَ: فَنَفَعَنِي اللهُ بِكَلامِهَا الَّذِي قَالَتْ لي مُنْذُ ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَتَعَلَّمْتُ الْفِقْهَ وَالْعِلْمَ وَالأَدَبَ حَتَّى وُلِّيتُ الْقَضَاءَ.(5/277)
2127 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:279] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا ظَهَرَتِ الْمَعَاصِي فِي أُمَّتِي؛ أَصَابَهُمُ اللهُ بِعِقَابٍ أَجْمَعِينَ» . قُلْتُ: وَفِي النَّاسِ إِذْ ذَاكَ قَوْمٌ صَالِحُونَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، يُصِيبُهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ ثُمَّ يَصِيرُونَ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ»
__________
[إسناده ضعيف] .(5/278)
2128 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمُ، نَا شُعْبَةُ، نَا الأعمش، عن إِبْرَاهِيمُ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: [ص:281] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى خَلَفَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
__________
[إسناده صحيح] .(5/279)
2129 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ عَبَّادٍ الرُّؤَاسِيِّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ هِلالٍ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي صُحُفِ إبْرَاهِيمَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : طُوبَى لِلأَبْرَارِ الَّذِينَ أَطْلَعُونِي مِنْ قُلُوبِهِمْ عَلَى الرِّضَا، وَأَطْلَعُونِي مِنْ ضَمِيرِهِمْ عَلَى الصِّدْقِ وَالاسْتِقَامَةِ، طُوبَى لَهُمْ مَا لَهُمْ عِنْدِي مِنَ الْجَزَاءِ إِذَا وُفِدُوا إِلَيَّ مِنْ قُبُورِهِمْ وَالنُّورُ يَسْعَى أَمَامَهُمْ، وَالْمَلائِكَةُ حَافُّونَ بِهِمْ، حَتَّى أَبْلُغَ بِهِمْ مَا يَرْجُونَ مِنْ رَحْمَتِي.(5/281)
2130 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قُبَيْصَةَ، نَا سَعِيدٌ الْجَرْمِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَالِحٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص:282] خَطَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَوْمًا؛ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: عِبَادَ اللهّ! لا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا؛ فَإِنَّهَا دَارٌ بِالْبَلاءِ مَحْفُوفَةٌ، وَبِالْفَنَاءِ مَعْرُوفَةٌ، وَبِالْغَدْرِ مَوْصُوفَةٌ، وَكُلُّ مَا فِيهَا إِلَى زَوَالٍ، وَهِيَ بَيْنَ أَهْلِهَا دُوَلٌ وَسِجَالٌ، لَنْ يَسْلَمَ مِنْ شَرِّهَا نُزَّالُهَا، بَيْنَمَا أَهْلُهَا فِي رَخَاءٍ وَسُرُورٍ؛ إِذْ هُمْ مِنْهَا فِي بَلاءٍ وَغُرُورٍ، الْعَيْشُ فِيهَا مَذْمُومٌ، وَالرَّخَاءُ فِيهَا لا يَدُومُ، وَإِنَّمَا أَهْلُهَا فِيهَا أَغْرَاضٌ مُسْتَهْدَفَةٌ تَرْمِيهِمْ بِسِهَامِهَا وَتَقْضِمُهُمْ بِحِمَامِهَا. عِبَادَ اللهِ! وَإِنَّكُمْ وَمَا أَنْتُمْ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا عَنْ سَبِيلِ مَنْ قَدْ مَضَى مِمَّنْ كَانَ أَطْوَلَ مِنْكُمْ أَعْمَارًا، وَأَشَدَّ مِنْكُمْ بَطْشًا، وَأَعْمَرَ دِيَارًا، وَأَبْعَدَ آثَارًا؛ فَأَصْبَحَتْ أَصْوَاتُهُمْ هَامِدَةً خَامِدَةً، مِنْ بَعْدِ طُولِ تَقَلُّبِهَا، وَأَجْسَادُهُمْ بَالِيَةً، وَدِيَارُهُمْ خَالِيَةً، وَآثَارُهُمْ عَافِيَةً، وَاسْتُبْدِلُوا بِالْقُصُورِ الْمُشَيَّدَةِ، وَالسُّرُرِ وَالنَّمَارِقِ الْمُمَهَّدَةِ، الصُّخُورَ وَالأَحْجَارَ الْمُسْنَدَةِ فِي الْقُبُورِ، الْمِلاطِيَّةِ الْمُلْحَدَةِ الَّتِي قَدْ بَيَّنَ الْخَرَابُ قِبَاؤُهَا، وَشُيِّدَ بِالتُّرَابِ بناؤها، فمحلها مُقْتَرِبٌ، وَسَاكِنُهَا مُغْتَرِبٌ بَيْنَ أَهْلِ عُمَارَةٍ مُوحِشِينَ وَأَهْلِ مَحِلَّةٍ مُتَشَاغِلِينَ، لا يَسْتَأْنِسُونَ بِالْعُمْرَانِ، وَلا يَتَوَاصَلُونَ تَوَاصُلَ الْجِيرَانِ، عَلَى مَا بَيْنَهُمْ مِنْ قُرْبِ الْجِوَارِ، وَدُنُوِّ الدَّارِ، وَكَيْفَ يَكُونُ بَيْنَهُمْ تَوَاصُلٌ، وَقَدْ طَحَنَهُمْ بِكَلْكَلِهِ الْبِلَى، وَأَكَلَتْهُمُ الْجَنَادِلُ وَالثَّرَى؛ فَأَصْبَحُوا بَعْدَ الْحَيَاةِ أَمْوَاتًا، وَبَعْدَ غَضَارَةِ الْعَيْشِ رُفَاتًا، فُجِعَ بِهِمُ الأَحْبَابُ، وَسَكَنُوا التُّرَابَ، وَظَعِنُوا فَلَيْسَ لَهُمْ إِيَابٌ، هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ! ! {كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يوم يبعثون} [المؤمنون: 100] ، وَكَأَنْ قَدْ صِرْتُمْ إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ مِنَ [ص:283] الْوِحْدَةِ وَالْبِلَى فِي دَارِ الْمَوْتَى، وَارْتَهَنْتُمْ فِي ذَلِكَ الْمَضْجَعِ، وَضَمَّكُمْ ذَلِكَ الْمُسْتَوْدَعِ؛ فَكَيْفَ بِكُمْ لَوْ قَدْ تَنَاهَتِ الأُمُورُ، وَبُعْثِرَتِ الْقُبُورُ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ، أَوَقَفْتُمْ لِلتَّحْصِيلِ بَيْنَ يَدَيْ مَلِكٍ جَلِيلٍ، فَطَارَتِ الْقُلُوبُ لإِشْفَاقِهَا مِنْ سَالِفِ الذُّنُوبِ، وَهُتِكَتْ عَنْكُمُ الْحُجُبُ وَالأَسْتَارُ، وَظَهَرَتْ مِنْكُمُ الْعُيُوبُ وَالأَسْرَارَ، هُنَالِكَ: {تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} [غافر: 17] ، (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَؤُا بِمَا عِمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالحُسْنَى) [النجم: 31] (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً (49)) [الكهف: 49] . جَعَلَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ عَامِلِينَ بِكِتَابِهِ، مُتَّبِعِينَ لأَوْلِيَائِهِ، حَتَّى يُحِلَّنَا وَإِيَّاكُمْ دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فضلة؛ إِنَّهُ حُمَيْدٌ مَجِيدٌ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(5/281)
2131 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَصْبَهَانِيُّ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: الدُّنْيَا وَقْتُكَ الَّذِي يَرْجِعُ إِلَيْكَ فِيهِ طَرْفُكَ؛ لأَنَّ مَا مَضَى عَنْكَ فَقَدْ فَاتَكَ إدراكه، وما لم يأت لا عِلْمَ لَكَ بِهِ.(5/283)
2132 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، نَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: يُحْشَرُ النَّاسُ كُلُّهُمْ عُرَاةً مَا خَلا أهل الزهد.(5/284)
2133 - حدثنا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: لَيْسَ مِنِ الْحَيَوَانِ شَيْءٌ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَدِيمِ السَّمَاءِ غَيْرَ الإِنْسَانِ، وَذَلِكَ لِكَرَامَتِهِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.(5/284)
2134 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قال: قالت الْحُكَمَاءُ: الإِنْسَانُ يَعِيشُ حَيْثُ تَحْيَا النَّارُ، وَيُتْلَفُ حَيْثُ لا تَبْقَى النَّارُ. قَالَ: وَأَصْحَابُ الْمَعَادِنِ وَالْحَفَائِرِ إِذَا هَجَمُوا عَلَى فَتْقٍ مِنَ الأَرْضِ أَوْ مَغَارَةٍ؛ قَدَّمُوا شَمْعَةً فِي طَرَفِ قَنَاةٍ، فَإِنْ ثَبَتَتِ النَّارُ وَعَاشَتْ؛ دَخَلُوا فِي طَلَبِ مَا يُرِيدُونَ، وَإِلا؛ أَمْسَكُوا.(5/284)
2135 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ قُتَيْبَةُ، نَا ابْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّ أَسْمَاءَ كَنَائِنِ نُوحٍ إِذَا كُتِبْنَ فِي زَوَايَا بَيْتِ حَمَامٍ؛ نَمَتِ الْفِرَاخُ وَسَلِمَتْ مِنَ الآفَاتِ. قَالَ أَبِي: قَدْ جَرَّبْتُهُ أَنَا وَغَيْرِي فَوَجَدْنَاهُ كَمَا قَالَ. قَالَ أَبِي: وَاسْمُ امْرَأَةِ سام بن نوح «مَحْلَث مَحْوا» ، واسم امرأة حام «أذْنَفْ نشا» ، واسم امرأة يَافِثَ «زِرْقَتْ تَيْثُ»
__________
[إسناده واه جداً] .(5/285)
2136 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: [ص:286] قَالَ بَعْضُ الْعُمَّالِ لأعرابي: ما أحسبك تدري كَمْ تُصَلِّي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ! قَالَ: أَرَأَيْتُكَ إِنْ أَنْبَأْتُكَ ذَلِكَ؛ أَتَجْعَلُ لِي عَلَيْكَ مَسْأَلَةً؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ:
(إِنَّ الصَّلاةَ أَرْبَعٌ أَرْبَعُ ... ثُمَّ ثَلاثٌ بَعْدَهُنَّ أَرْبَعُ)
(ثُمَّ صَلاةُ الْفَجْرِ لا تُضَيَّعُ ... )
قَالَ: صَدَقْتَ، فَاسْأَلْ! قَالَ: أَخْبِرْنِي كَمْ فَقَارُ ظَهْرِكَ؟ قَالَ: لا أَدْرِي. قَالَ: أَفَتَحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ وَأَنْتَ تَجْهَلُ هَذَا مِنْ نَفْسِكَ؟ !(5/285)
2137 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا الْعَلاءُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ أَفْلَحَ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ؛ قَالَ: [ص:287] خَرَجْتُ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ حَاجًّا، فَلَمَّا دَخَلَ إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ نَظَرَ إِلَى الْبَيْتِ فَبَكَى حَتَّى عَلا صَوْتُهُ، فَبَكَى النَّاسُ لِبُكَائِهِ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ رَفَقْتَ بِنَفْسِكَ قَلِيلا. فَقَالَ لَهُمْ: أَبْكِي لَعَلَّ اللهَ يَنْظُرُ إِلَيَّ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ فَأَفُوزُ بِهَا غَدًا. قَالَ: ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ حَتَّى جَاءَ فَرَكَعَ عِنْدَ الْمَقَامِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ سُجُودِهِ؛ فَإِذَا مَوْضِعُ سُجُودِهِ مُبْتَلا كُلِّهُ مِنْ دُمُوعِهِ.(5/286)
2138 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: [ص:288] لَمَّا حَضَرَتِ الْحُطَيْئَةَ الْوَفَاةُ؛ قَالَ: احْمِلُونِي عَلَى حِمَارٍ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَمُتْ عَلَيْهِ كَرِيمٌ قَطُّ؛ فَلَعَلِّي أَنْ أَبْقَى. ثُمَّ تَمَثَّلَ:
(لِكُلِّ جَدِيدٍ لَذَّةٌ غَيْرَ أَنَّنِي ... وَجَدْتُ جَدِيدَ الْمَوْتِ غَيْرَ لَذِيذِ)(5/287)
2139 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: خَوَّفَ رَجُلٌ رَجُلا جَوَّادًا بِالْفَقْرِ [وَأَمَرَهُ بِالإِبْقَاءِ عَلَى نَفْسِهِ] ؛ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَتْرُكَ أَمْرًا قَدْ وَقَعَ لأَمْرٍ لَعَلَّهُ لا يَقَعُ.(5/288)
2140 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: نَظَرَ مُعَاوِيَةُ إِلَى ابْنِهِ وَهُوَ يَضْرِبُ غُلامًا لَهُ، فَقَالَ لَهُ: أَتُفْسِدُ أَدَبَكَ بِأَدَبِهِ؟ ! فَلَمْ يُرَ ضَارِبًا غُلامًا لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/288)
2141 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَينِ؛ قَالَ: قِيلَ لِيَحْيَى بْنِ خَالِدٍ: إِنَّكَ لا تُؤدَّبُ غِلْمَانَكَ وَلا تَضْرِبُهُمْ. قَالَ: هُمْ أُمَنَاؤُنَا عَلَى أَنْفُسِنَا، فَإِذَا نَحْنُ أَخَفْنَاهُمْ؛ فَكَيْفَ نَأْمَنُهُمْ؟ !(5/288)
2142 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ بُزُرْجَمْهَرُ الْحَكِيمُ لِبَعْضِ مُلُوكِ الْفُرْسِ: إِيَّاكَ وَعِزَّةَ الْغَضَبِ؛ فَإِنَّهَا مُصَيِّرَتُكَ إِلَى ذُلِّ الاعْتِذَارِ.(5/289)
2143 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ قُتَيْبَةُ؛ قَالَ: كَتَبَ أَبْرَوِيزُ إِلَى ابْنِهِ شِيرَوَيْهِ: إِنَّ كَلِمَةً مِنْكَ تَسْفِكُ دَمًا، وَإِنَّ أُخْرَى مِنْكَ تَحْقِنُ دَمًا، وَإِنَّ سَخَطَكَ سُيُوفٌ مَسْلُولَةٌ عَلَى مَنْ سَخِطْتَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ رِضَاكَ بَرَكَةٌ مُسْتَفِيضَةٌ عَلَى مَنْ رَضِيتَ عَنْهُ، (وَإِنَّ نَفَاذَ أَمْرِكَ [ص:290] مَعَ ظهور كلامك) ؛ فاحترس من غَضَبِكَ مِنْ قَوْلِكَ أَنْ تُخْطِئ، وَمِنْ لَؤْمِكَ أَنْ تَتَغَيَّرَ؛ فَإِنَّ الْمُلُوكَ تُعَاقِبُ قُدْرَةً (وَحَزْمًا) ، وَتَعْفُو (تَفَضُّلا و) حلما، وَمَا يَنْبَغِي لِلْقَادِرِ أَنْ يَسْتَخِفَّ وَلا لِلْحَلِيمِ أَنْ يَزْهُو، فَإِذَا رَضِيتَ؛ فَأَبْلِغْ لِمَنْ رَضِيتَ عَنْهُ يَحْرِصُ مَنْ سِوَاهُ عَلَى رِضَاكَ، وَإِذَا سَخِطْتَ؛ فَاعْفُ، فَإِنَّ سَخَطَكَ يَصْغُرُ عَنْ مُلْكِكَ؛ فَقَدِّرْ لِسَخْطِكَ مِنَ الْعِقَابِ كَمَا تُقَدِّرُ لِرِضَاكَ مِنَ الثَّوَابِ.(5/289)
2144 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ: لَسْتَ تَرَى أَحَدًا تَكَبَّرَ فِي الإِمَارَةِ؛ إِلا وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ الشَّيْءَ الَّذِي نَالَ فَوْقَ قَدْرِهِ، وَلَسْتَ تَرَى أَحَدًا يَضَعُ نَفْسَهُ فِي الإِمَارَةِ؛ إِلا وَهُوَ فِي نَفْسِهِ أَكْبَرُ مِمَّا نَالَ فِي سُلْطَانِهِ. وَقِيلَ لِرَجُلٍ: فُلانٌ غَيَّرَتْهُ الْوَلايَةُ؛ فَقَالَ: إِذَا وُلِّيَ الرَّجُلُ وَلايَةً يَرَى أَنَّهَا أَكْبَرُ مِنْهُ؛ فَقَدْ تَغَيَّرَ، وَإِذَا وُلِّيَ وَلايَةً يَرَى أَنَّهُ أَكْبَرُ مِنْهَا؛ لَمْ يَتَغَيَّرْ.(5/290)
2145 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، نَا ابْنُ الأَعْرَابِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الأَعْرَابُ: إِيَّاكَ وَصَدْرَ الْمَجْلِسِ؛ فَإِنَّهُ مَجْلِسُ قُلْعَةَ.(5/290)
2146 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ بِصَدِيقٍ لَهُ وَمَعَهُ رَجُلٌ ثَقِيلٌ، فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ تَرَى حَالَكَ؟ فَقَالَ: (وَقَائِلٌ كَيْفَ أَنْتَ قُلْتُ لَهُ ... هَذَا جَلِيسِي فَمَا تَرَى حَالِي)(5/291)
2147 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو مَيْسَرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ زَاجِرِ بْنِ الصَّلْتِ الطَّلْحِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُثْمَانَ؛ قَالَ: مَرَّ عَلَى الشَّعْبِيِّ حَمَّالٌ عَلَى ظَهْرِهِ دَنٌّ يَحْمِلُهُ، فَلَمَّا رَأَى الشَّعْبِيَّ وَضَعَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا كَانَ اسْمُ امْرَأَةِ إِبْلِيسَ؟ فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: ذَلِكَ نِكَاحٌ لَمْ نَشْهَدْهُ.(5/291)
2148 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ نَافِعٍ يَقُولُ: [ص:292] سَمِعْتُ مِنْ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ حَرْفًا فِي الْوَرَعِ مَا سَمِعْتُ أَحْسَنَ مِنْهُ، قُلْتُ لَهُ يَوْمًا وَقَدِ اتَّخَذَ كَوَائِرَ نَحْلٍ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! لَوِ اتَّخَذْتَ حَمَامًا. فَقَالَ: النَّحْلُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْحَمَامِ، الْحَمَامُ يُدْخِلُ الْغَرِيبَ، وَالنَّحْلِ لا يَدَعُ الْغَرِيبَ يَدْخُلَ فِيهَا، فَمِنْهَا اتَّخَذْتُ النَّحْلَ.(5/291)
2149 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ لِأَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ: أَنَا أريد الغزو منذ ثَلاثِينَ سَنَةً؛ فَمَا يَمْنَعُنِي مِنْهُ إِلا شِرَاءُ خُفٍّ لَيْسَ يُمْكِنُنِي مِنْ وَجْهِهِ.(5/292)
2150 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ بْنَ عَبْدِ الأَعْلَى يَقُولُ: مَا وُصِفَ لِي رَجُلٌ بِفَضْلٍ فَلَقِيتُهُ إِلا وَكَانَ دُونَ مَا وُصِفَ لِي؛ إِلا يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ؛ فَإِنَّهُ وُصِفَ لِي، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ؛ فَإِذَا هُوَ أَكْبَرُ مِمَّا وُصِفَ لِي.(5/292)
2151 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ التَّرْجُمَانِيُّ، نَا عَمَّارُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ الْقَاسِمِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عبد الْوَاحِدِ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: مَا كَانَ أَحَدٌ يُطِيقُ يَنْظُرُ إِلَى الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ إِلا بَكَى عِنْدَ رُؤْيَتِهِ، رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ.(5/293)
2152 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْجَزَرِيُّ، نَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، نَا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: لَوْلا ثَلاثٌ مَا اسْتُطِيعَ ابْنُ آدَمَ، إِنَّكَ لَتَجِدَهُنَّ فِيهِ وَهُوَ مَعَهُنَّ: الْفَقْرُ، وَالْمَرَضُ، وَالْمَوْتُ.(5/293)
2153 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: أَبْدَعُ بَيْتٍ قَالَتْهُ الْعَرَبُ بَيْتُ أَبِي ذُؤَيْبٍ [ص:294]:
(وَالنَّفْسُ رَاغِبَةٌ إِذَا رَغَّبْتَهَا ... وَإِذَا تُرَدُّ إِلَى قَلِيلٍ تَقْنَعُ)
وَأَحْسَنُ مَا قِيلَ فِي الاسْتِعْفَافِ:
(مَنْ يَسْأَلِ النَّاسَ يَحْرِمُوهُ ... وَسَائِلِ اللهِ لا يَخِيبُ)
وَأَحْسَنُ مَا قِيلَ فِي حِفْظِ الْمَالِ قَوْلُ الْمُتَلَمِّسِ:
(قَلِيلُ الْمَالِ تُصْلِحُهُ فَيَبْقَى ... وَلا يَبْقَى الْكَثِيرُ مَعَ الْفَسَادِ)(5/293)
2154 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَكَرِيَّا بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَصْرِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ شُعَيْبٍ يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ بَعْضِ الْمُحَدِّثِينَ بِالْبَصْرَةِ، فَحَدَّثَنَا بِحَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْمَلائِكَةِ تَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ» ، وَفِي الْمَجْلِسِ مَعَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ؛ فَجَعَلَ يَسْتَهْزِئُ بِالْحَدِيثِ، فَقَالَ: وَاللهِ! لأَقَطِّرَنَّ غَدًا نَعْلِي [ص:295] فَأَطَأُ بِهِمَا أَجْنِحَةَ الْمَلائِكَةِ. قَالَ: فَفَعَلَ وَمَشَى فِي النَّعْلَيْنِ، فَجَفَّتْ رِجْلاهُ جَمِيعًا، وَوَقَعَتْ فِي رِجْلَيْهِ جَمِيعًا الآكلة.(5/294)
2155 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ إِدْرِيسَ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَسَعِيدُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: [ص:296] أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: «أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ مَنْزِلَةً؟» ، قَالُوا: بَلَى. فَقَالَ؛ «رَجُلٌ مُمْسِكٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يُقْتَلَ، أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِالَّذِي يَلِيهِ؟» . قَالُوا: بَلَى. قَالَ: «امْرِؤٌ مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يُقِيمُ الصَّلاةَ وَيُؤَدِّي الزَّكَاةَ وَيَعْتَزِلُ شُرُورَ النَّاسِ، أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرِّ النَّاسِ مَنْزِلَةً؟ الَّذِي يُسْأَلُ بِاللهِ وَلا يُعْطِي بِهِ»
__________
[إسناده ضعيف والحديث صحيح] .(5/295)
2156 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ أَبُو بَكْرٍ، نَا أَبُو الرَّبِيعِ، نَا أَبِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:298] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خُرُوجُ الآيَاتِ بعضها عَلَى إِثْرِ بَعْضٍ يَتَتَابَعْنَ كَمَا تَتَتَابَعُ الْخَرَزُ فِي النِّظَامِ»
__________
[إسناده ضعيف] .(5/297)
2157 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ، نَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَوَانَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ دَخَلَ السُّوقَ فَكَبَّرَ النَّاسُ.(5/298)
2158 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ فِي هَذِهِ الأية: {ففتقناهما} [الأنبياء: 30] ؛ قَالَ: كَانَتِ السَّمَاءُ لا تُمْطِرُ، وَالأَرْضُ لا تُنْبِتُ، فَفَتَقَ السَّمَاءَ بِالْمَطَرِ وَفَتَقَ الأَرْضَ بِالنَّبَاتِ.(5/298)
2159 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ، نَا يَزِيدُ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ فِي قَوْلِهِ: {أَوَلَمْ يَرَ الذين كفروا أن السماوات وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} [الأنبياء: 30] ؛ قَالَ: كَانَتِ السَّمَاءُ مَخْلُوقَةً وَحْدَهَا، وَالأَرْضُ مَخْلُوقَةً وَحْدَهَا؛ فَفَتَقَ مِنْ هَذِهِ سَبْعَ سماوات، وَفَتَقَ مِنْ هَذِهِ سَبْعَ أَرَضِينَ.(5/299)
2160 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: قَالَ هِشَامُ بن حسان: [ص:300] سيئة تسوؤك خَيْرٌ مِنْ حَسَنَةٍ تُعْجِبُكَ.(5/299)
2161 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ رُسْتُمَ؛ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: لأَنْ أَبِيتَ نَائِمًا وَأُصْبِحَ نَادِمًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَبِيتَ قَائِمًا وَأُصْبِحَ مُعْجِبًا.(5/300)
2162 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا خَالِدٌ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: [ص:301] إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ مَا عَمِلَ حَسَنَةً قَطُّ أَنْفَعَ لَهُ مِنْهَا، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الْحَسَنَةَ مَا عَمِلَ سَيِّئَةً قَطُّ أَضَرَّ عَلَيْهِ مِنْهَا
__________
[إسناده ضعيف ومنقطع] .(5/300)
2163 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قَالَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: عَجِبْتُ لِمَنْ يَجْرِي فِي مَجْرَى الْبَوْلِ مَرَّتَيْنِ كَيْفَ يَتَكَبَّرُ؟ !(5/301)
2164 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَاهَانَ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ، نَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص:302] لَيْسَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ خَيْرٌ إِلا أَنْ يَرَى أَنَّ فِيهِ خَيْرًا.(5/301)
2165 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إبْرَاهِيمَ، عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ؛ قَالَ: كَانَ أَبُو صَادِقٍ لا يَتَطَوَّعُ مِنَ السُّنَّةِ وَلا يُصَلِّي غَيْرَ الْفَرِيضَةِ وَلا يَصُومُ يَوْمًا واحد غَيْرَ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَكَانَ بِهِ مِنَ الْوَرَعِ شَيْءٌ عَجِيبٌ.(5/302)
2166 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ؛ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: انْظُرُوا إِلَى أَقْوَامٍ إِذَا ذُكِرُوا بِالْقُرْآنِ؛ فَلا تَكُونُوا مِنْهُمْ، وَإِذَا ذُكِرُوا بِالْفُجُورِ؛ فَلا تَكُونُوا مِنْهُمْ، كُونُوا بَيْنَ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ.(5/302)
2167 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ شَاذَ بْنَ فَيَّاضٍ يَقُولُ: قَالَتِ الْحُكَمَاءُ: فَضْلُ الأَدَبِ فِي غَيْرِ الدِّينِ مَهْلَكَةٌ، وَفَضْلُ الرَّأْيِ إِذَا لَمْ يَكُنْ يُسْتَعْمَلُ فِي رِضْوَانِ اللهِ وَمَنْفَعَةِ النَّاسِ قَائِدٌ إِلَى الذُّنُوبِ، [ص:303] وَالْحِفْظُ الزاكي الْوَاعِي بِغَيْرِ الْعَقْلِ مُضِرٌّ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ،وَالْعَمَلُ غَيْرُ الْوَرَعِ عَنِ الذُّنُوبِ خَازٍ الشَّيْطَانَ، وَإِفْرَاطُ الْعَقْلِ مُضِرٌّ بِالْجِدِّ.(5/302)
2168 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: اجْتَمَعَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ وَابْنُ الْمُقَفَّعِ بِالْمِرْبَدِ فَتَفَاوَضَا، ثُمَّ تَفَرَّقَا، فَسُئِلَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ عَنِ الْخَلِيلِ، فَقَالَ: هُوَ نِهَايَةٌ فِي الْعِلْمِ، لا تَلِدُ النِّسَاءُ مِثْلَهُ أَبَدًا فِي زَمَانِنَا هَذَا، وَفِيهِ شَيْءٌ أَفْضَلُ مِنْ عِلْمِهِ؛ عَقْلُهُ أَكْثَرُ مِنْ عِلْمِهِ. وَسُئِلَ الْخَلِيلُ عَنِ ابْنِ الْمُقَفَّعِ، فَقَالَ: لا تَلِدُ النِّسَاءُ إِلَى أَلْفِ سَنَةٍ مثْلَهُ؛ غَيْرَ أَنَّ فِيهِ عَيْبًا. قِيلَ لَهُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: عِلْمُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَقْلِهِ، وَإِذَا كَانَ الْعِلْمُ أَكْثَرَ مِنَ الْعَقْلِ؛ فَهُوَ مُضِرٌّ بِصَاحِبِهِ.(5/303)
2169 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَدَائِنِيَّ يَقُولُ: أَوَّلُ مَا عُرِفَ سُؤْدُدٌ خَالِدُ بْنُ عبد اللهِ الْقَسْرِيُّ أَنَّهُ مَرَّ فِي سُوقِ دِمَشْقٍ وَهُوَ غُلامٌ، فَأَوْطَأَ فَرَسُهُ صَبِيًّا، فَوَقَفَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَآهُ لا يَتَحَرَّكُ؛ أَمَرَ غُلامَهُ فَحَمَلَهُ ثُمَّ أَتَى بِهِ إِلَى مَجْلِسِ قَوْمٍ، فَقَالَ: إِنْ حَدَثَ [ص:304] بِهَذَا الْغُلامِ حَدَثٌ؛ فَأَنَا صَاحِبُهُ، أَوْطَأْتُهُ فَرَسِي وَلَمْ أعلم.(5/303)
2169 - / م - وَبِإِسْنَادِهِ: قَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ لابْنٍ لَهُ حَدَثٍ: قُمْ بِالْبَابِ؛ فَامْنَعْ مَنْ لا تَعْرِفُ، وَائْذَنْ لِمَنْ تَعْرِفُ. فَقَالَ: لا يَكُونُ أَوَّلُ شَيْءٍ وَلِيتُهُ مِنَ الدُّنْيَا مَنْعَ قَوْمٍ مِنَ الطَّعَامِ.(5/304)
2170 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَائِشَةَ يَقُولُ: قَالَ بَعْضُهُمْ: لا تَهَاوَنَنَّ بِإِرْسَالِ الْكِذْبَةِ فِي الْهَزْلِ؛ فَإِنَّهَا تُسْرِعُ فِي إِبْطَالِ الْحَقِّ.(5/304)
2171 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سَلامٍ يَقُولُ: ذَمَّ رَجُلٌ رَجُلا، فَقَالَ: اجْتَمَعَ فِيهِ ثَلاثَةُ أَشْيَاءٍ: طَبِيعَةُ الْعَقْعَقِ - يَعْنِي: السَّرِقَ -، وَرَوَغَانَ الثَّعْلَبِ - يَعْنِي: الْخُبْثَ -، وَلَمَعَانَ الْبَرْقِ [ص:305] يَعْنِي: الْكَذِبَ -.(5/304)
2172 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: اغْتَابَ رَجُلٌ رَجُلا عِنْدَ قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، فَقَالَ لَهُ قُتَيْبَةُ: أَمْسِكْ أَيُّهَا الرَّجُلُ! فَوَاللهِ، لَقَدْ تَلَمَّظْتَ بِمُضْغَةٍ طَالَمَا لَفَظَهَا الْكِرَامُ.(5/305)
2173 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا هَارُونُ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ جَعْفَرٍ؛ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ بِجَارَيْنِ لَهُ وَمَعَهُ رَيْبَةٌ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: فَهِمْتُ مَا مَعَهُ مِنَ الرَّيْبَةِ. فَقَالَ الآخَرُ: غُلامِي حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ شَكِرًا لَهُ إِذْ لَمْ يُعَرِّفْنِي مِنَ الشَّرِّ مَا عَرَّفَكَ.(5/305)
2174 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: [ص:306] جَاءَ رَجُلٌ إِلَى بَعْضِ الْعُبَّادِ، فَقَالَ لَهُ: بِمَ أَسْتَعِينُ عَلَى كَثْرَةِ الْبُكَاءِ؟ فَقَالَ: بِتَرْكِ مَا يُبْكَى مِنْهُ.(5/305)
2175 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا تَبَايَنُوا، فَإِذَا تَسَاوَوْا؛ فَقَدْ هَلَكُوا.(5/306)
2176 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ؛ قَالَ: قَالَ بُزْرُجَمْهَرُ الْحَكِيمُ: كُلُّ عَزِيزٍ دَخَلَ تَحْتَ الْقُدْرَةِ؛ فَهُوَ ذَلِيلٌ، وَكُلُّ مَقْدُورٍ عَلَيْهِ مَمْلُوكٌ مَحْقُورٌ.(5/306)
2177 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا سَهْلٌ، نَا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص:307] لَوْ قَسَّمْتُ فِي الناس مئة أَلْفِ دِرْهَمٍ كَانَ أَكْثَرُ لِلائِمِي لَوْ أَخَذْتُهَا مِنْهُمْ.(5/306)
2178 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَا: نَا أَبُو عُبَيْدٍ، عَنْ هُشَيْمٍ، أنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قَالَ: [ص:308] كَانَ فِدْيُ أُسَارَى بَدْرٍ أَرْبَعَةَ آلافٍ إِلَى مَا دُونَ ذَلِكَ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَيْءٌ؛ أُمِرَ أَنْ يُعَلِّمَ صِبْيَانَ الأَنْصَارِ الْكِتَابَ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/307)
2179 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبُو الرَّبِيعِ، نَا شَرِيكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: [ص:309] أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ صُلِّيَ عَلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/308)
2180 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَنْ ضَمِنَ لِي وَاحِدًا ضَمِنْتُ لَهُ أَرْبَعًا: مَنْ وَصَلَ رَحِمَهُ؛ طَالَ عُمْرُهُ، وَأَحَبَّهُ أَهْلُهُ، ووسع عليه رِزْقِهِ، وَدَخَلَ جَنَّةَ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(5/309)
2181 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الله بن محمد بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، نَا أَبُو مُسْهِرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: [ص:310] مَا ضُرِبَ النَّاسُ بِسَوْطٍ أَشَدُّ مِنَ الْفَقْرِ.(5/309)
2182 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبُو صَالِحٍ الْمَرْوَزِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: قَالَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: مَا يَسُرُّنِي بِذُلِّ نَفْسِي كَذَا وَكَذَا. وَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: لَضَرْبَةٌ بِالسَّيْفِ أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ كَلِمَةٍ فِي مَذَلَّةٍ.(5/310)
2183 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ؛ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ هَارُونَ الرَّشِيدَ الْوَفَاةُ، فَكَانَ رُبَّمَا غُشِيَ عَلَيْهِ، فَيَفْتَحُ [ص:311] عَيْنَيْهِ فَيُغْشَى عَلَيْهِ، ثُمَّ فَتَحَ عَيْنَيْهِ؛ فَنَظَرَ إِلَى الرَّبِيعِ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى رَأْسِهِ فَقَالَ: يَا رَبِيعُ!
(أَحِينَ دَنَا مَا كُنْتُ أَرْجُو دُنُوَّهُ ... رَمَتْنِي عُيُونُ النَّاسِ مِنْ كُلِّ جَانِبِ)
(فَأَصْبَحْتُ مَرْحُومًا وَكُنْتُ مُحَسَّدًا ... صبرا عَلَى مَكْرُوهِ مُرِّ الْعَوَاقِبِ)
(سَأَبْكِي عَلَى الْوَصْلِ الَّذِي كَانَ بَيْنَنَا ... وَأَنْدِبُ أَيَّامَ السُّرُورِ الذَّوَاهِبِ)
(وَأَعْتَقِلُ الأَيَّامَ بِالصَّبْرِ وَالْعَزَاءْ ... عَلَيْكَ وأن جَانَبْتَ غَيْرَ مُجَانِبِ)(5/310)
2184 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَلَّى بْنَ أَيُّوبَ يَقُولُ: وَقَفَ الْمَأْمُونُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَهُوَ قَافِلٌ إِلَى طَرْسُوسَ فِي قَدْمَتِهِ الَّتِي مَاتَ فِيهَا؛ فَوَقَفَ عَلَى شَرَفٍ عَالٍ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:
(حَتَّى مَتَى أَنَا فِي حَطٍّ وَتَرْحَالِ ... وَطُولِ سَعْيٍ وَإِدْبَارٍ وَإِقْبَالِ)
(وَنَازِحُ الدَّارِ لَا يَنْفَكُّ مُغْتَرِبًا ... عَنِ الأَحِبَّةِ لا يَدْرُونَ مَا حَالِي)
(بِمَشْرِقِ الأَرْضِ طَوْرًا ثُمَّ مَغْرِبِهَا ... لا يَخْطُرُ الْمَوْتُ مِنْ حِرْصِي عَلَى بَالِي [ص:312])
(وَلَوْ قَعَدْتُ أَتَانِيَ الرِّزْقُ فِي دِعَةٍ ... إِنَّ الْقُنُوعَ الْغِنَى لا كَثْرَةَ المال)(5/311)
2184 - / م - أَنْشَدَنَا أَبُو الْقَاسِمِ النَّحْوِيُّ:
(يُعَمَّرُ وَاحِدٌ وَيُغَرُّ أَلْفٌ ... وَيُنْسَى مَنْ يَمُوتُ مِنَ الصِّغَارِ)
(وَيُسَلَّمُ وَاحِدٌ وَيُغَرُّ أَلْفٌ ... وَيُنْسَى مَنْ يَغْرَقُ فِي الْبِحَارِ)
وَأَنْشَدَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ لِلْعَبَّاسِ بْنِ الأَحْنَفِ:
(وَمَا مَرَّ يَوْمٌ أَرْتَجِي فِيهِ رَاحَةً ... فَأَخْبُرُهُ إِلا بَكَيْتُ عَلَى أَمْسِ)
وَقَالَ نَهَارُ بْنُ تَوْسِعَةَ:
(عَتَبْتُ عَلَى سَلْمٍ فَلَمَّا فَقَدْتُهُ ... وَجَرَّبْتُ أَقْوَامًا بَكَيْتُ عَلَى سَلَمٍ)
قَالَ: وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِمْ:
(وَمَا بَكَيْتُ مِنْ زَمَنٍ إِلَّا بَكَيْتُ عَلَيْهِ ... )(5/312)
2185 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ [ص:313]:
(ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا ... فَإِذَا انْتَهَتْ فَأَنْتَ حَكِيمُ)
(فَهُنَاكَ تُعْذَرُ إِنْ وَعَظْتَ وَيُقْتَدَى ... بِالْقَوْلِ مِنْكَ وَيُقْبَلُ التَّعْلِيمُ)(5/312)
2186 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ: الْحَاسِدُ عَدُوٌّ مَهِينٌ لَا يُدْرِكُ وَتْرَهُ إِلَّا بِالتَّمَنِّي.(5/313)
2187 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا حَوْثَرَةُ؛ قَالَ: [ص:314] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: كُلُّ عَدُوٍّ أَحَبُّ أَنْ يَعُودَ لِي صَدِيقًا إِلَّا مَنْ كَانَ سَبَبُ عَدَاوَتِهِ النِّعْمَةَ.(5/313)
2188 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ أَبُو عَبْدِ اللهِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُهُمْ: مَنْ عَابَ سِفْلَةً؛ فَقَدْ رَفَعَهُ، وَمَنْ عَابَ شَرِيفًا فَقَدْ وَضَعَ نَفْسَهُ.(5/314)
2189 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: [ص:317] أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ الْقُرْآنَ وَصَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ فَقَالَ: «يُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ»
__________
[إسناده ضعيف] .(5/314)
2190 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ [ص:319]: «يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ: ابْنَ آدَمَ! أَلَمْ أَحْمِلْكَ عَلَى الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ وَزَوَّجْتُكَ النِّسَاءَ وَجَعَلْتُكَ تَرْبَعُ وَتَدْسَعُ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: [ص:320] فَأَيْنَ شُكْرُكَ ذَلِكَ؟ !»
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْمَالِكِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ، يَقُولُ: قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " تَرْبَعُ ": هُوَ الْمِرْبَاعُ، وَهُوَ رُبْعُ الْغَنِيمَةِ، وَكَانَ الرَّئِيسُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا غَزَا، أَخَذَ الْمِرْبَاعَ لِنَفْسِهِ وَقَوْلُهُ تَدْسَعُ، أَيْ: تُعْطِي وَتُجْزِلُ، وَمِنْهُ يُقَالَ: ضَخْمُ الدَّسِيعَةِ، أَيْ عَظِيمُهُ
__________
[إسناده صحيح] . قال أبو بكر المالكي: سمعت ابن قتيبة يقول: قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تربع» : هو المرباع، وهو ربع الغنيمة، وكان الرئيس في الجاهلية إذا غزا؛ أخذ المرباع لنفسه. وقوله: «تدسع» : أي: تعطي وتجزل، ومنه يقال: ضخم الدسيعة؛ أي: عظيمه.(5/317)
2191 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نَا هِشَامٌ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ الحَسَنِ: أن سلمان الْفَارِسِيَّ أَتَى إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ؛ فَبَكَى عِنْدَ رَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ! أَوْصِنِي. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَاتِحٌ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا، فَلَا تَأْخُذَنَّ مِنْهَا إِلَّا بَلَاغًا، وَاعْلَمْ أَنَّ مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ؛ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ؛ فَلَا تَخْفِرَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي ذِمَّتِهِ فَيَكُبُّكَ اللهُ عَلَى وَجْهِكَ فِي النَّارِ.(5/320)
2192 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، نَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ رَبِيعَةَ؛ قَالَ: رَأَيْتُ عَابِدًا مِنَ الْعُبَّادِ وَقَدِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ وَهُوَ يَقُولُ: عَجِبْتُ مِنَ النَّاسَ أَنَّهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَى الْمَوْتَى فِي كُلِّ يَوْمٍ يُنْقَلُونَ، وَهُمْ فِي الدُّنْيَا [ص:321] فِي غَفْلَةٍ يَلْعَبُونَ! ! فَهَبْكَ يَا ابْنَ آدَمَ تَصِحُّ مِنَ الْأَسْقَامِ وَتَبْرَأُ مِنَ الْأَمْرَاضِ؛ هَلْ تَقْدِرُ أَنْ تَنْجُوَ مِنَ الْمَوْتِ؟ قَالَ: فَارْتَجَّ الْمَسْجِدُ بِالْبُكَاءِ، ثُمَّ غُشِيَ عَلَيْهِ.(5/320)
2193 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَوْذَبٍ؛ قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ فَقَالَ: كَمْ مِنْ عَامِرٍ مُوَثَّقٍ عَمَّا قَلِيلٍ يَخْرَبُ! وَكَمْ مِنْ مُقِيمٍ مُغْتَبِطٍ عَمَّا قَلِيلٍ يَظْعَنُ! فَأَحْسِنُوا رَحِمَكُمُ اللهُ مِنْها الرِّحْلَةُ بِأَحْسِنِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ مِنَ النُّقْلَةِ، بَيْنَمَا ابْنُ آدَمَ فِي الدُّنْيَا يُنَافِسُ فِيهَا قَرِيرَ الْعَيْنِ قانع؛ إِذْ دَعَاهُ اللهُ بِقَدَرِهِ، وَرَمَاهُ بِيَوْمِ حَتْفِهِ، فَسَلَبَهُ آثَارَهُ وَدُنْيَاهُ، وَصَيَّرَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ مَصَانِعُهُ وَمَغْنَاهُ، إِنَّ الدُّنْيَا لَا تَسُرُّ بِقَدْرِ مَا تَضُرُّ، تَسَرُّ قَلِيلًا وَتُحْزِنُ طَوِيلًا.(5/321)
2194 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ: [ص:322] ابْنَ آدَمَ! فَرِحْتَ بِبُلُوغِ أَمَلِكَ وَإِنَّمَا تَبْلُغُهُ بِانْقِضَاءِ مُدَّةِ أجلك، ثم سوفت بِعَمَلِكَ كَأَنَّ مَنْفَعَتَهُ لِغَيْرِكَ! !(5/321)
2195 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ؛ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: إِنَّ مِنْ فِتْنَةِ الرَّجُلِ إِذَا كَانَ فَقِيهًا أَنْ يَكُونَ الْكَلَامُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الصَّمْتِ.(5/322)
2196 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ؛ قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَقِيقٍ، نَا إبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ: رَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجلا صَامَ الدَّهْرَ لَا يُفْطِرُ، وَقَامَ اللَّيْلَ لَا يَفْتُرُ، وَتَصَدَّقَ بِمَالِهِ، وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَاجْتَنَبَ مَحَارِمَ اللهِ عزَّ وَجَلَّ، [ص:323] غَيْرَ أَنَّهُ يُؤْتَى به يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رؤوس الْخَلَائِقِ فِي ذَلِكَ الْجَمْعِ الْأَعْظَمِ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَيُقَالُ: إِنَّ هَذَا عَظُمَ فِي عَيْنَيْهِ مَا صَغَّرَ اللهُ، وَصَغُرَ فِي عَيْنَيْهِ مَا عَظَّمَ اللهُ، كَيْفَ تَرَى يَكُونُ حَالُهُ؟ ! فَمَنْ مِنَّا لَيْسَ هَكَذَا؛ الدُّنْيَا عَظِيمَةٌ عِنْدَهُ، مَعَ مَا اقْتَرَفْنَا مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا؟ !(5/322)
2197 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ فَقَالَ: أَصْبَحْتُ مَوْفُورًا بِالنِّعَمِ، وَرَبٌّ يَتَحَبَّبُ إِلَيْنَا بِالنِّعَمِ وهو هنا غَنِيٌّ، وَنَتَبَغَّضُ إِلَيْهِ بِالْمَعَاصِي وَنَحْنُ إِلَيْهِ فُقَرَاءُ.(5/323)
2198 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إبْرَاهِيمَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: مَا مِنْ شَعْرَةٍ تَبْيَضُّ؛ إِلَّا تَقُولُ لِلسَّوْدَاءِ: يَا أُخْتَاهُ! قَدْ أَتَاكِ الْمَوْتُ؛ فَاسْتَعِدِّي.(5/323)
2199 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا سَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ ابْنِ فُلَيْحٍ؛ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: [ص:324] أَوْصَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ لِمَنْ بَقِيَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا أَرْبَعَ مِئَةِ دِينَارٍ لِكُلِّ رَجُلٍ، وَكَانُوا مِئَةً، فَأَخَذُوهَا، وَأَخَذَ عُثْمَانُ فِيمَنْ أَخَذَ وَهُوَ خَلِيفَةٌ، وَأَوْصَى بِأَلْفِ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.(5/323)
2200 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: [ص:329] أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ تَرَكَ مِنَ الْعَرُوضِ قِيمَةَ خَمْسِينَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَمِنَ الْعَيْنِ خَمْسِينَ أَلْفَ أَلْفِ دِينَارٍ.(5/324)
2201 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلامٍ، عَنْ شَيْخٍ لَهُ مِنَ الْعَجَمِ - وَكَانَ عَالِمًا -؛ قَالَ: كَانَ أَنُوشِرْوَانُ إِذَا وَلَّى رَجُلًا أَمْرَ الْكَاتِبِ أَنْ يَدَعَ فِي الْعَهْدِ مَوْضِعَ أَرْبَعَةِ أَسْطُرٍ لِيُوَقِّعَ فِيهِ بِخَطِّهِ، فَإِذَا أتى بِالْعَهْدِ؛ وَقَّعَ فِيهِ: سُسْ خِيَارَ النَّاسِ بِالْمَحَبَّةِ، وَامْزُجْ لِلْعَامَّةِ الرَّغْبَةَ بِالرَّهْبَةِ، وَسُسْ سِفْلَةَ النَّاسِ بِالْإِخَافَةِ.(5/330)
2202 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْراهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: انْتَهِزُوا فُرَصَ الْقَوْلِ؛ فَإِنَّ لِلْقَوْلِ سَاعَاتٍ يَضُرُّ فِيهَا الْخَطَأُ وَلَا يَنْفَعُ فِيهَا الصَّوَابُ. قَالَ: وَرُبَّ كَلِمَةٍ تَقُولُ: دَعْنِي.(5/330)
2203 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ، نَا أَبُو نَصْرٍ؛ قَالَ: ذَكَرَ أَعْرَابِيٌّ أَمِيرًا، فَقَالَ: كَانَ إِذَا وَلِيَ لَمْ يُطَابِقْ بَيْنَ جُفُونِهِ، وَأَرْسَلَ الْعُيُونَ عَلَى عُيُونِهِ؛ فَهُوَ غَائِبٌ عَنْهُمْ شَاهِدٌ مَعَهُمْ؛ فَالْمُحْسِنُ رَاجٍ [ص:331] وَالْمُسِيءُ خَائِفٌ.(5/330)
2204 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللهُ: إِنِّي لَأَجْمِعُ أنْ أُخْرِجَ لِلنَّاسِ أَمْرًا مِنْ أَمْرِ الْعَدْلِ، فَأَخَافُ أَنْ لَا تَحْمِلَهُ قُلُوبُهُمْ، فَأُخْرِجُ مَعَهُ طَمَعًا مِنْ طَمَعِ الدُّنْيَا، فَإِنْ نَفَرَتِ الْقُلُوبُ إِلَى هَذِهِ سَكَنَتْ إِلَى هَذَا.(5/331)
2205 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الْأَزْدِيِّ، نَا مُعَلَّى بْنُ أَيُّوبَ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ سَهْلٍ لِنُعَيْمِ بْنِ حَازِمٍ وَقَدِ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ مِنْ ذُنُوبٍ عَظِيمَةٍ: عَلَى رَسْلِكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ! تَقَدَّمَتْ مِنْكَ طَاعَةٌ وَتَأَخَّرَتْ لَكَ تَوْبَةٌ، وَلَيْسَ لِذَنْبٍ بَيْنَهُمَا مَكَانٌ، وَمَا ذَنْبُكَ فِي الذُّنُوبِ بِأَعْظَمَ مِنْ عَفْوِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْعَفْوِ.(5/332)
2206 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَزْدِيُّ، نَا الزيادي؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: مَرَّ قَيْسُ بْنُ زُهَيْرٍ بِبِلَادِ غَطْفَانَ، فَرَأَى ثَرْوَةً وَجَمَاعَةً وَعَدَدًا فَكَرِهَ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ الرَّبِيعُ بْنُ زياد: إنه يسوؤك مَا يَسُرُّ النَّاسُ! فَقَالَ لَهُ: يَا أَخِي! إِنَّكَ لَا تَدْرِي أَنَّ مَعَ الثَّرْوَةِ وَالنِّعْمَةِ التَّحَاسُدَ وَالتَّخَاذُلَ، وَأَنَّ مَعَ الْقِلَّةِ التَّحَاشُدَ وَالتَّنَاصُرَ.(5/332)
2207 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مِنَ التَّوَقِّي تَرْكُ الْإِفْرَاطِ فِي التَّوَقِّي.(5/332)
2208 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُهُمْ: أَقَلُّ مَا لِتَارِكِ الْحَسَدِ فِي تَرْكِهِ أَنْ يَصْرِفَ عَنْ نَفْسِهِ عَذَابًا لَيْسَ بِمُدْرِكٍ بِهِ حَظًّا وَلَا غَائِظًا بِهِ عَدُوًّا، فَإِنَّا لَمْ نَرَ ظَالِمًا قَطُّ أَشْبَهُ بِمَظْلُومٍ مِنَ الْحَاسِدِ: طُولُ الْأَسَفِ، وَمُحَالَفَةُ كَآبَةٍ، وَلَا يَبْرَحُ زَارِيًا نِعَمَ اللهِ لَا يجد له مَزَالًا، وَيُكَدِّرُ عَلَى نَفْسِهِ مَا بِهِ مِنَ النِّعْمَةِ؛ فَلَا يَجِدُ لَهَا طَعْمًا، وَلَا يَزَالُ سَاخِطًا عَلَى مَنْ لَا يَتَرَضَّاهُ، وَمُتْسَخِّطًا لِمَا لَا يَنَالُ؛ فَهُوَ مُنَغَّصُ الْمَعِيشَةِ، دَائِمُ السَّخَطِ، مَحْرُومُ الطَّلِبَةِ، لَا بِمَا قَسَمَ اللهُ لَهُ يَقْنَعُ، وَلَا عَلَى مَا لَمْ يُقْسَمْ لَهُ يَغْلِبُ، وَالْمَحْسُودُ يَتَقَلَّبُ فِي فَضْلِ اللهِ، مُبَاشِرٌ لِلسُّرُورِ مُنْتَفِعٌ بِهِ، مُمَهَّلٌ فِيهِ إِلَى مُدَّةٍ لَا يَقْدِرُ النَّاسُ لَهَا عَلَى قَطْعٍ وَانْتِقَاصٍ.(5/333)
2209 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمُؤَدَّبُ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص:334] خَطَبَ الْحَجَّاجُ يَوْمًا، ثُمَّ أَنْشَدَ قَوْلَ سُوَيْدِ بْنِ أَبِي كَاهِلٍ:
(كَيْفَ يَرْجُونَ سِقَاطِي بَعْدَ مَا ... جَلَّلَ الرَّأْسَ بَيَاضٌ وَصَلَعْ)
(رُبَّ مَنْ أَنْضَجْتُ غَيْظًا صَدْرَهُ ... لَوْ تَمَنَّى لِي مَوْتًا لَمْ يُطَعْ [ص:335])
(وَيَرَانِي كَالشَّجَا فِي صَدْرِهِ ... عَسِرًا مَخْرَجُهُ مَا يُنْتَزَعْ)
(مُزْبِدٌ يَخْطِرُ مَا لَمْ يَرَنِي ... فَإِذَا أَسْمَعْتُهُ صَوْتِي انْقَمَعْ)
(لَمْ يَصِيرْنِي غَيْرَ أَنْ يَحْسِدَنِي ... فَهُوَ يَزْقُوا مِثْلَ مَا يَزْقُوا الضُّوَعْ)
(ويُحيِّينِي إِذَا لَاقَيْتُهُ ... وَإِذَا يَخْلُو لَهُ لَحْمِي رَتَعْ)
(قَدْ كَفَانِي اللهُ مَا فِي نَفْسِهِ ... وَإِذَا مَا يَكْفِ شَيْئًا لَا يُضَعْ)(5/333)
2210 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ ابن أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: كَانَ قَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ يَقُولُ: [ص:336] اللهُمَّ! هَبْ لِي حَمْدًا وَمَجْدًا، لَا مَجْدَ إِلَّا بِفِعَالٍ وَلَا فِعَالَ إِلَّا بِمَالٍ. اللهُمَّ! لَا يُصْلِحُنِي الْقَلِيلُ وَلَا أَصْلُحُ عَلَيْهِ.(5/335)
2211 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص:337] لَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَجْمَعُ الْمَالَ فَيَقْضِي دَيْنَهُ وَيَصِلُ رَحِمَهُ وَيَكُفُّ بِهِ وَجْهَهُ. قَالَ: وَتَرَكَ دَنَانِيرَ، وَكَانَ يَقُولُ: اللهُمَّ! إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَجْمَعْهَا إِلَّا لِأَصُونَ بِهَا حَسَبِي وَدِينِي.(5/336)
2212 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِأَبِي الزِّنَادِ: لِمَ تُحِبُّ الدَّرَاهِمَ وَهِيَ تُدْنِيكَ مِنَ الدُّنْيَا؟ قَالَ: إِنَّهَا وَإِنْ أَدْنَتْنِي مِنْهَا صَانَتْنِي عَنْهَا.(5/337)
2213 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنِ الْمُفَضَّلِ الضَّبِّيِّ؛ قَالَ: خَرَجَ النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ فِي غِبِّ سَمَاءٍ، فَمَرَّ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي يَشْكُرَ جَالِسٍ عَلَى غَدِيرٍ، فَقَالَ لَهُ النُّعْمَانُ: أَتَعْرِفُ النُّعْمَانَ بْنَ الْمُنْذِرِ؟ فَقَالَ [ص:338] الْيَشْكُرِيُّ: ابْنَ سَلْمَى؟ قَالَ: نَعَمْ. [قَالَ] : الْفَاعِلُ ابْنُ الْفَاعِلَةِ فَقَالَ: وَيْحَكَ! النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ؟ قَالَ: قَدْ خَبَّرْتُكَ. فَلَمْ يَنْقَضِ كَلَامُهُ حَتَّى لَحِقَتْهُ الْخَيْلُ وَحَيَّوْهُ بِتَحِيَّةِ الْمَلِكِ، فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ قُلْتَ؟ ! فَقَالَ لَهُ: أَبَيْتُ اللَّعْنَ، إِنَّكَ وَاللهِ مَا رَأَيْتَ شَيْخًا أَكْذَبَ وَلَا أَخَسَّ وَلَا أَحْمَقَ وَلَا أَلْأَمَ وَلَا أَوْضَعَ مِنْ شَيْخٍ بَيْنَ يَدَيْكَ. فَقَالَ النُّعْمَانُ: دَعُوهُ. ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:
(تَعْفُو الْمُلُوكُ عَنِ الْعَظِيمِ ... مِنَ الذُّنُوبِ لِفَضْلِهَا)
(وَلَقَدْ تُعَاقِبُ فِي الْيَسِيرِ ... وَلَيْسَ ذَاكَ لِجَهْلِهَا)
(إِلَّا لِيُعْرَفَ فَضْلُهَا ... وَيُخَافُ شِدَّةُ نَكْلِهَا)(5/337)
2214 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي سِيَرِ الْعَجَمِ أَنَّ بَعْضَ مُلُوكِ الْفُرْسِ قَالَ لِحَاجِبِهِ: إِنِّي قَدْ جَعَلْتُكَ عَيْنًا أَنْظُرُ بِهَا وَجُنَّةً أَسْتَتِرُ بِهَا، وَقَدْ وَلَّيْتُكَ بَابِي؛ فَمَا أَنْتَ صَانِعٌ بِرَعِيَّتِي؟ قَالَ: أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَأَحْمِلُهُمْ عَلَى قَدْرِ مَنَازِلِهِمْ عِنْدَكَ، وَأَضَعُهُمْ فِي إِبْطَائِهِمْ عَنْ بَابِكَ وَلُزُومِهِمْ خِدْمَتِكَ مَوَاضِعَ اسْتِحْقَاقِهِمْ، وَأُرَتِّبُهُمْ حَيْثُ وَضَعَهُمْ تَرْتِيبُكَ، وَأُحْسِنُ إِبْلَاغَهُمْ عَنْكَ وَإِبْلَاغَكَ عَنْهُمْ. فقال له: وفيت ما لك وَعَلَيْكَ إِنْ صَدَّقْتَهُ بِفِعْلٍ.(5/338)
2214 - / 1 - وَأَنْشَدَ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ لِغَيْرِهِ [ص:339]:
(يَا جَامِعَ الْمَالِ الْكَثِيرِ لِغَيْرِهِ ... إِنَّ الصَّغيرَ مِنَ الذُّنُوبِ كَبِيرُ)
(هَلْ فِي يَدَيْكَ مِنَ الْحَوَادِثِ قُوَّةٌ ... أَمْ هَلْ عَلَيْكَ مِنَ الْمَنُونِ خَفِيرُ)(5/338)
2214 - / 2 - وَأَنْشَدَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ:
(الْمَرْءُ دنيا نفسه ... فإذا انْقَضَى فَقَدِ انْقَضَتْ)
(تَفْنَى لَهُ بِفَنَائِهِ ... وَيَعُودُ فِيمَنْ حُصِّلَتْ)
(مَا خَيْرُ مُرْضِعَةٍ بِكَأْسِ ... الْمَوْتِ تَفْطِمُ مَنْ غَدَتْ)(5/339)
2215 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنَ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ: [ص:344] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ فِتْنَةً فَقَرَّبَهَا، فَمَرَّ رَجُلٌ مُقَنَّعُ الرَّأْسِ، فَقَالَ: «هَذَا يَوْمَئِذٍ عَلَى الْحَقِّ» . فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: هَذَا؟ قَالَ: «هَذَا» . وَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/339)
2216 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، نَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْمَكِّيُّ، ناعتبة بْنُ يَقْظَانَ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ النَّهْشَلِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:346] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي عَدَدُ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ» . قِيلَ: مَنْ هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ ! قَالَ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ «
__________
[إسناده ضعيف] .(5/344)
2216 - / 1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نا عَارِمُ أَبُو النُّعْمَانِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُعْتَمِرَ بْنَ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: ثنا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ؛ أَنَّهُ قَالَ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ لِبَنِيهِ: [ص:347] أَيْ بَنِيَّ! اذْكُرُوا صَاحِبَ الرَّغِيفِ. ثُمَّ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ فِي صَوْمَعَةٍ لَهُ يَتَعَبَّدُ - أُرَاهُ ذَكَرَ سَبْعِينَ سَنَةً، قَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ؛ قَالَ: سِتِّينَ سَنَةً - لا يَنْزِلُ إِلَّا يَوْمًا وَاحِدًا فَإِنَّهُ نَزَلَ يَوْمًا وَاحِدًا. قَالَ: فَشَبَّ الشَّيْطَانُ فِي عَيْنِهِ امْرَأَةً أَوْ شَبَّةً، وَكَانَ مَعَ الْمَرْأَةِ سَبْعَ لَيَالٍ - أَوْ قَالَ: سَبْعَةَ أَيَّامٍ -، ثُمَّ كُشِفَ عَنِ الرَّجُلِ غِطَاؤُهُ، فَانْطَلَقَ تَائِبًا، [ص:348] فَجَعَلَ كُلَّمَا خَطَا خُطْوَةً سَجَدَ وَصَلَّى، فَآوَاهُ اللَّيْلُ إِلَى دُكَّانٍ عَلَيْهِ اثْنَا عَشَرَ مِسْكِينًا مُنْضَجِعِيَنَ، فَأَدْرَكَهُ الْعَيَاءُ، فَأَلْقَى نَفْسَهُ بَيْنَ رَجُلَيْنِ مِنْهُمْ، وَكَانَ ثَمَّ رَاهِبٌ يَتَصَدَّقُ عَلَيْهِمْ كُلَّ لَيْلَةٍ، عَلَى كُلِّ مِسْكِينٍ بِرَغِيفٍ، فَجَاءَ الَّذِي يُعْطِيهِمْ، فَأَعْطَى كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ رَغِيفًا، فَمَرَّ عَلَى الَّذِي أَلْقَى نَفْسَهُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ فَأَعْطَاهُ رَغِيفًا، فَتَرَكَ أَحَدَهُمْ وَهُوَ لا يَشْعُرُ، فَقَالَ الْمَتْرُوكُ: مَا شَأْنُكَ لَمْ تُعْطِنِي؟ قَالَ: هَلْ أَعْطَيْتُ أَحَدًا مِنْكُمْ رَغِيفَيْنِ؟ قَالُوا: لا وَاللهِ. فَقَالَ: وَاللهِ! لَا أُعْطِيكَ اللَّيْلَةَ شَيْئًا - أَوْ كَمَا قَالَ -. فَذَكَرَ الرَّجُلَ فاعطاه الآخَرُ الرَّغِيفَ؛ فَأَصْبَحَ الرَّجُلُ مَيِّتًا، فَوُزِنَتِ السَّبْعُ لَيَالٍ بِالسَّبْعِينَ سَنَةً؛ فَرَجَحَتِ السَّبْعُ لَيَالٍ، ثُمَّ وُزِنَ الرَّغِيفُ بِالسَّبْعِ لَيَالٍ؛ فَرَجَحَ الرَّغِيفُ عَلَى السَّبْعِ لَيَالٍ. قَالَ أَبُو مُوسَى: فَأَيْ بَنِيَّ! أُذَكِّرُكُمْ صَاحِبَ الرَّغِيفِ
__________
[صحيح] .(5/346)
2217 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ؛ قَالَ: قَالَ وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ: يَا ابْنَ آدَمَ! كُلْ فِي ثُلُثِ بَطْنِكَ، وَاشْرَبْ فِي ثُلُثِ بَطْنِكَ، وَدَعِ الثُّلُثَ لِلتَّفَكُّرِ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/348)
2218 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا شَاذُّ بْنُ فَيَّاضٍ؛ قَالَ: [ص:349] قَالَ بَعْضُ الْعِبَادِ: لَمْ أَجِدْ طَعْمَ الْعَيْشِ حَتَّى اسْتَبْدَلْتَ الْخَمَصَ بِالْكِظَّةِ، وَحَتَّى أَلْبَسَ مِنْ ثِيَابِي مَا يَسْتَجِدُّ مِنِّي، وَحَتَّى لَمْ آكُلْ إِلا مَا لَمْ أَغْسِلْ يَدَيَّ مِنْهُ.(5/348)
2219 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ وَقَدْ دَخَلَ عَلَيْهِ طَبِيبٌ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! مَا عَلَيْكَ بَأْسٌ. فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ: لَوَدِدْتُ أَنَّ الَّذِي تَخَافُ عَلَيَّ كَانَ السَّاعَةَ.
آخر الجزء الخامس عشر، ويتلوه السادس عشر إن شاء الله والحمد لله وحده وصلواته على محمد وآله وصحبه وسلم.(5/349)
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء السادس عشر
من كتاب «المجالسة وجواهر العلم»
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذنا؛ قال: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء إجازة، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن الضراب، أنا أبي، أنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي الدينوري القاضي:(5/357)
2220 - نَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ، عَنِ ابن الديملي، وَكَانَ يَسْكُنُ إِيلِيَاءَ؛ قَالَ: [ص:359] وَكُنْتُ أَطْلُبُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَارَ إِلَى ضَيْعَتِهِ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَوَجَدْتُهُ يَمْشِي فِيهَا مُخَاصِرًا رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ، فَقُلْتُ: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو! مَا هَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي بَلَغَنَا عَنْكَ؟ قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّكَ تَقُولُ: جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ؟ ! فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَ الْخَلْقَ، ثُمَّ جَعَلَهُمْ فِي ظُلْمَةٍ، ثُمَّ أَخَذَ مِنْ نُورِهِ مَا شَاءَ فَأَلْقَاهُ عَلَيْهِمْ، فَأَصَابَ ذلك النور من شاء أَنْ يُصِيبَهُ وَأَخْطَأَ مَنْ شَاءَ، فَمَنْ أَصَابَهُ النُّورَ يَوْمَئِذٍ؛ فَقَدِ اهْتَدَى، وَمَنْ أَخْطَأَهُ؛ ضَلَّ» . فَلِذَلِكَ أَقُولُ: جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ
__________
[إسناده حسن] .(5/357)
2221 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا دَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ، نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ مُسْلِمٍ، سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:361] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَشِّرْ هَذِهِ الأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ وَالنَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ، وَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ عَمَلَ الآخِرَةِ لِلدُّنْيَا لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ»
__________
[إسناده لين، والحديث حسن] .(5/359)
2222 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ الدَّارِمِيُّ، نَا الْفَضْلُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص:362] إِيَّاكُمْ وَالزِّنَا؛ فَإِنَّ فِيهِ سِتُّ خِصَالٌ: ثَلاثٌ فِي الدُّنْيَا وَثَلاثٌ فِي الآخِرَةِ، فَأَمَّا اللَّوَاتِي فِي الدُّنْيَا؛ فَيُذْهِبُ الْبَهَاءَ، وَيُعَجِّلُ الْفَنَاءَ، وَيَقْطَعُ الرِّزْقَ؛ وَأَمَّا اللَّوَاتِي فِي الآخِرَةِ: فَإِسْخَاطُ الرَّبِ، وَسُوءُ الْحِسَابِ، وَالْخُلُودُ فِي النَّارِ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(5/361)
2223 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا ثَوْبَانُ بْنُ سَعِيدٍ الرِّبْعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ الْعَبَّادَانِيِّ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عِيسَى الرَّقَاشِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، [عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص:363] بَيْنَمَا أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي نَعِيمِهِمْ؛ إِذْ سَطَعَ لَهُمْ نُورٌ، فرفعوا رؤوسهم؛ فَإِذَا الرَّبُّ تَعَالَى قَدْ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الجنة، وذلك قَوْلِهِ تَعَالَى: (سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَّبٍ رَّحِيمٍ (58)) [يس: 58] ، قال: فيرفعون رؤوسهم، فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَيَنْظُرُ إِلَيْهِمْ. قَالَ: وَيَحْتَجِبُ عَنْهُمْ؛ فَيَبْقَى نُورُهُ وَبَرَكَتُهُ عَلَيْهِمْ وَعَلَى دِيَارِهِمْ، ثُمَّ يَبْعَثُ إِلَيْهِمْ مُنَادِيًا فَيُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يُسْمِعُهُمْ أَجْمَعِينَ، فَيَقُولُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ! يَا أَهْلَ الْمُلْكِ الدَّائِمِ وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ وَالْحَيَاةِ الَّتِي لا مَوْتَ فِيهَا! إِنَّ رَبَّكُمْ لَيَقُولُ: أَرَضِيتُمْ عَنِّي؟ فَيَقُولُونَ: سُبْحَانَ رَبِّنَا! قَدْ رَضِينَا عَنْهُ الرِّضَا كُلَّهُ. فَيَقُولُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ! فَإِنَّ رَبَّكُمْ يَقُولُ: هَلْ لَكُمْ مِنْ حَاجَةٍ؟ فَيَقُولُونَ: سُبْحَانَ رَبِّنَا! قَدْ أَعْطَانَا حَوَائِجَنَا وَفَوْقَ حَوَائِجَنَا. فَيَقُولُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ! فَإِنَّ رَبَّكُمْ يَقُولُ: فَإِنِّي سَأُعْطِيكُمْ رِضْوَانِي، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ أكبر} [التوبة: 72] ؛ فَتَتَعَاظَمُ الْجَنَّةُ، وَيَزْدَادُ كُلُّ شَيْءٍ فِيهَا أَضْعَافًا حُسْنًا «
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(5/362)
2224 - حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص:364] أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ: يَا مُوسَى! اذْكُرْنِي وَأَنْتَ تَنْتَفِضُ أَعْضَاؤُكَ مِنِّي، وَكُنْ عِنْدَ ذِكْرِي خَاشِعًا مُطْمَئِنًّا، وَإِذَا كُنْتَ بَيْنَ يَدَيَّ، فَقُمْ مَقَامَ الْعَبْدِ الْحَقِيرِ الذَّلِيلِ، وَذُمَّ نَفْسَكَ؛ فَهِيَ أَوْلَى بِالذَّمِّ، وَنَاجِنِي حِينَ تُنَاجِينِي بِقَلْبٍ وَجِلٍ وَلِسَانٍ صَادِقٍ.(5/363)
2225 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامِ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: [ص:365] لَمَّا قَدِمَ سَعْدُ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ الْحِيرَةَ؛ قيل له: إن ها هنا عَجُوزًا مِنْ [ص:366] بَنَاتِ الْمُلُوكِ. قَالَ: وَمَنْ هِيَ؟ قَالُوا: الْحُرَقَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ، وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ عَقَائِلِ الْعَرَبِ، وَكَانَتْ إِذَا خَرَجَتْ إِلَى بَيْعَتِهَا نُشِرَتْ عَلَيْهَا أَلْفُ قَطِيفَةٍ مِنْ خَزٍّ وَدِيبَاجٍ، وَمَعَهَا أَلْفُ وَصِيفٍ وَوَصِيفَةٍ، فَأَتَتْ وَهِيَ كَالشِّنِّ الْبَالِي، فَوَقَفَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ لَهَا سَعْدٌ: يَا حُرَقَةُ! مَا كَانَ شَأْنُكُمْ؟ فَقَالَتْ: كُنَّا مُلُوكَ هَذَا الْمِصْرِ قَبْلَكَ، يُجْبَى إِلَيْنَا خَرَاجُهُ، وَيُطِيعُنَا أَهْلُهُ مُدَّةً مِنَ الْمُدَدِ؛ حَتَّى صَاحَ بِنَا صَائِحُ الدَّهْرِ، فَشَتَّتَ مَلَأَنَا، وَالدَّهْرُ ذُو نَوَائِبَ وَصُرُوفٍ، فَلَوْ رَأَيْتُنَا في أيامنا؛ لأرعدت فرائصك فَرَقًا مِنَّا. فَقَالَ لَهَا سَعْدٌ: فَمَا أَنْعَمَ مَا تَنَعَّمْتُمْ بِهِ؟ فَقَالَتْ: سَعَةُ الدُّنْيَا، وَكَثْرَةُ الأَصْوَاتِ إِذَا دَعُونَا. ثُمَّ أَنْشَأَتْ تَقُولُ:
(وَبَيْنَا نَسُوسُ النَّاسَ وَالأَمْرُ أَمْرُنَا ... إِذَا نَحْنُ فِيهِمْ سُوقَةٌ لَيْسَ نُنْصَفُ)
(فَتَبًّا لِدُنْيَا لا يَدُومُ نَعِيمُهَا ... تُقَلَّبُ تَارَاتٍ بِنَا وَتُصَرَّفُ)
يَا سَعْدُ! إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَهْلُ بَيْتٍ بِحِبْرَةٍ إِلا وَالدَّهْرُ يُعْقِبُهُمْ عَبْرَةً؛ حَتَّى يَأْتِي أَمْرُ اللهِ عَلَى الْفَرِيقَيْنِ بِمَا أَحَبَّ. وَعِنْدَ سَعْدٍ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ الزُّبَيْدِيُّ، فَقَالَ سَعْدٌ لِعَمْرٍو: احْفَظْ هَذَا الْكَلامَ حَتَّى تَأْتِيَ عُمَرَ غَدًا إِذَا قَدِمْتَ عَلَيْهِ. فَقَضَى سَعْدٌ حَاجَتَهَا وَأَكْرَمَهَا، وَأَمَرَ بِرَدِّهَا إِلَى مَوْضِعِهَا، فَلَمَّا أَرَادَتِ الْقِيَامَ؛ قَالَتْ لَهُ: يَا سَعْدُ! لا جَعَلَ اللهُ لَكَ إِلَى لَئِيمٍ حَاجَةً، وَلا أَزَالَ عَنْ كَرِيمٍ نِعْمَةً، وَلا نَزَعَ عَنَ عَبْدٍ صَالِحٍ نِعْمَةً؛ إِلا جَعَلَ لَكَ سَبِيلًا إِلَى رَدِّهَا عَلَيْهِ. قَالَ: فَقَدِمَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَحَدَّثَهُ مَا حَضَرَ مِنْ حُرَقَةَ. قَالَ: فَلَمَّا بَلَغَ مِنْ كَلامِهَا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَهْلُ بَيْتٍ بِحِبْرَةٍ إِلا وَالدَّهْرُ مُعْقِبُهُمْ عَبْرَةً؛ قَالَ: فَبَكَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.(5/364)
2226 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قِيلَ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ: أَسْرَعَ إِلَيْكَ الشَّيْبُ. قَالَ: كَيْفَ لا يُسْرِعُ إِلَيَّ الشَّيْبُ وَلا أَعْدَمُ رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ قَائِمًا عَلَى رَأْسِي يُكَلِّمُنِي كَلامًا يُلْزِمُنِي جَوَابَهُ، فَإِنْ أَنَا أَصَبْتُ لَمْ أُحْمَدْ، وَإِنْ أَخْطَأْتُ سَارَتْ بِهِ الْبُرُدُ؟ !(5/367)
2227 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا الْمَضَاءُ بْنُ الْجَارُودِ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ طَابَ رِيحُهُ؛ زَادَ عَقْلُهُ، وَمَنْ نَظَّفَ ثِيَابَهُ؛ قَلَّ همه.(5/367)
2227 - / م - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ لِلْحُطَيْئَةِ يُعَدِّدُ مَحَاسِنَ قَوْمٍ:
(أُولَئِكَ قَوْمٌ إِنْ بَنَوْا أَحْسَنُوا الْبُنَى ... وَإِنْ عَاهَدُوا أَوْفَوْا وَإِنْ عَقَدُوا شَدُّوا)
(وَإِنْ كَانَتِ النَّعْمَاءُ فِيهِمْ جَزَوْا بِهَا ... وَإِنْ أَنْعَمُوا لا كَدَّرُوهَا وَلا كَدُّوا [ص:368])
(يَسُوسُونَ أَحْلامًا بَعِيدًا أَنَاتُهَا ... وَإِنْ غَضِبُوا جَاءَ الْحَفِيظَةُ وَالْجِدُّ)
(أَقِلُّوا عَلَيْهِمْ لا أَبَا لِأَبِيكُمْ مِنَ اللَّوْمِ ... أَوْ سُدُّوا الْمَكَانَ الَّذِي سَدُّوا)(5/367)
2228 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، نَا أَبُو عُمَيْسٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ: أَنَّ رَجُلًا ظَهَرَتْ بِهِ خَنَازِيرُ وَبَلاءٌ فِي جَسَدِهِ، فَخَرَجَ إِلَى الْبَادِيَةِ فِي أَيَّامِ الرَّبِيعِ، فَعَالَجَهُ رَجُلٌ وَأَخَذَ عَلَيْهِ الْعُهُودَ أَنْ لا يُخْبِرَ بِذَلِكَ الْعِلاجِ أَحَدًا. قَالَ: ثُمَّ عَمَدَ إِلَى إِبِلٍ تَأْكُلُ الأَرَاكَ، فَأَخَذَ مِنْ أَبْوَالِهَا فَجَعَلَهُ فِي بُرْمَةٍ، ثُمَّ أَوْقَدَ عَلَيْهِ حَتَّى انْعَقَدَ، ثُمَّ أَنْزَلَ الْبُرْمَةَ عَنِ النَّارِ وَعَمَدَ إِلَى وَرَقِ الأَرَاكِ فَيَبَّسَهُ ثُمَّ دَقَّهُ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى مَا كَانَ مِنْهُ لَيْسَ لَهُ غَوْرٌ فَذَرَّ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ الْوَرَقِ، وَمَا كَانَ لَهُ غَوْرٌ سَتَرَهُ بِذَلِكَ الْبَوْلِ الْمُنْعَقِدِ بِفَتْلٍ، وَذَرَّ عَلَى أَعْلاهُ مِنْ ذَلِكَ الْوَرَقِ؛ فَبَرَأَ الرَّجُلُ وَصَحَّ وَعَادَ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ عَنِ الدَّوَاءِ، فَلا يُخْبِرُهُمْ، فَأَتَوْا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ فَأَخْبَرُوهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى الرَّجُلِ وَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ: عَلِّمِ النَّاسَ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ فِيمَا أُخِذَ عَلَيْكَ شَيْءٌ
__________
[إسناده صحيح] .(5/368)
2228 - / م - أنشدنا إبراهيم بن الْحَرْبِيُّ [ص:369]:
(وَمَنْ لا يُغَمِّضْ عَيْنَهُ عَنْ صَدِيقِهِ ... وَعَنْ بَعْضِ مَا فِيهِ يَمُتْ وَهُوَ عَاتِبُ)
(وَمَنْ يَتَتَبَّعْ جَاهِدًا كُلَّ عَثْرَةٍ ... يَجِدْهَا وَلا يَسْلَمْ لَهُ الدَّهْرَ صَاحِبُ)(5/368)
2229 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ؛ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَقُلْتُ: يَا أُمَّاهُ! اكْشِفِي لِي عَنْ قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَكَشَفَتْ لِي عَنْ ثَلاثَةِ أَقْبُرٍ لَيْسَتْ بِالْمُشْرِفَةِ وَلا اللَّاطِئَةِ، مَبْطُوحَةٍ مِنْ بَطْحَاءِ الْعَرْصَةِ، فَرَأَيْتُ قَبْرَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسَنَّمًا، وَأَبُو [ص:370] بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَأْسُهُ عِنْدَ مَنْكِبَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعُمَرُ رَأْسُهُ عِنْدَ رِجْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/369)
2230 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، نَا الْهَيْثَمُ، حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ أَتَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصحفة أَوْ جَفْنَةٍ مَمْلُوءَةً مُخًّا، فَقَالَ: «يَا أَبَا ثَابِتٍ! مَا هَذَا؟» فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ؛ لَقَدْ نَحَرْتُ أَوْ ذَبَحْتُ أَرْبَعِينَ ذَاتَ كَبِدٍ؛ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُشْبِعَكَ مِنَ الْمُخِّ. قَالَ: فَأَكَلَ وَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْرٍ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ: فَسَمِعْتُ أَنَّ الْخَيْزَرَانَ حُدِّثَتْ بِهَذَا الْحَدِيثِ، فَقَسَّمَتْ قِسْمًا مِنْ مَالِهَا عَلَى وَلَدِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، وَقَالَتْ: أُكَافِئُ بِهِ وَلَدَ سَعْدٍ عَنْ فِعْلِهِ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(5/370)
2231 - حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا إبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ بن سلمان مَوْلَى هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيِّ؛ قَالَ: [ص:371] بَيْنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ بِالْمَدِينَةِ؛ إِذْ سَقَطَتْ عَصًا كَانَتْ مَعَهُ مِنْ يَدِهِ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَكَرِهَهُ، فَتَنَاوَلَهَا الْفَضْلُ بْنُ سَلْمَانَ وَكَانَ عَلَى حَرَسِهِ؛ فَمَسَحَهَا وَنَاوَلَهُ إِيَّاهَا، وَقَالَ:
(فَأَلْقَتْ عَصَاهَا وَاسْتَقَرَّتْ بِهَا النَّوَى ... كَمَا قَرَّ عَيْنًا بِالإِيَابِ الْمُسَافِرُ)
قَالَ: فَسُرِّيَ عَنْ إبْرَاهِيمَ مَا كَانَ فِيهِ.(5/370)
2232 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْبَغْدَادِيُّ؛ قَالَ: لَمَّا حَبَسَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الرَّشِيدُ أَبَا الْعَتَاهِيَةِ جَعَلَ عَلَيْهِ عَيْنًا لَهُ يَأْتِيهِ بِمَا يَقُولُ؛ فَوَجَدَهُ يوما وَقَدْ كَتَبَ عَلَى الْحَائِطِ:
(أَمَا وَاللهِ إِنَّ الظُّلْمَ لُؤْمٌ ... وَمَا زَالَ الْمُسِيءُ وَهُوَ الظَّلُومُ)
(إِلَى دَيَّانِ يَوْمَ الدِّينِ نَمْضِي ... وَعِنْدَ اللهِ يَجْتَمِعُ الْخُصُومُ)
قَالَ: فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ الرَّشِيدَ، فَبَكَى وَدَعَا بِهِ، فَاسْتَحَلَّهُ وَوَهَبَ لَهُ أَلْفَ دِينَارٍ.(5/372)
2232 - / 1 - أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فَضَالَةَ النَّحْوِيُّ لِرَجُلٍ فِي خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، وَذَكَرَ أَنَّهُ أَتَاهُ؛ فَقَالَ: [ص:373] إِنِّي قُلْتُ فِيكَ بَيْتَيْنِ وَلَسْتُ أُنْشِدُهُمَا إِلا بِحُكْمِي. قَالَ: قُلْ؛ فَقَالَ:
(سَأَلْتُ النَّدَى وَالْجُودَ حُرَّانِ أَنْتُمَا ... فَقَالا جَمِيعًا إِنَّنَا لَعَبِيدُ)
(فَقُلْتُ وَمَنْ مَوْلاكُمَا فَتَطَاوَلا ... عَلَيَّ وَقَالا خَالِدَ بْنَ يَزِيدُ)
فَقَالَ لَهُ: سَلْ. قَالَ: مِئَةُ أَلْفِ دِرْهَمٍ. فَأَمَرَ لَهُ بِهَا.(5/372)
2232 - / 2 - وَأَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي الزُّبَيْرُ: (إِذَا الْمَرْءُ أَعْطَى نَفْسَهُ كُلَّمَا اشْتَهَتْ ... وَلَمْ يَنْهَهَا تَاقَتْ إِلَى كُلِّ بَاطِلِ)
(وَسَاقَتْ إِلَيْهِ الإِثْمَ وَالْعَارَ لِلَّذِي ... دَعَتْهُ إِلَيْهِ مِنْ حَلاوَةِ عَاجِلِ)(5/373)
2233 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: [ص:374] سَقَطَ جَرَادٌ بِقُرْبِ بَيْتِ أَبِي حَنْبَلٍ جَارِيَةَ بْنِ مُرٍّ، وَكَانَ أَحَدَ الْكُرَمَاءِ، فَغَدَا الْحَيُّ لِصَيْدِهِ، فَلَمَّا رَآهُمْ؛ قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: نُرِيدُ جَارَكَ هَذَا. قَالَ: أَيُّ جِيرَانِي؟ قَالُوا: الْجَرَادَ. فقال: أما إذا جَعَلْتُمُوهُ جَارًا؛ فَوَاللهِ لا تَصِلُونَ إِلَيْهِ أَبَدًا. ثُمَّ مَنَعَهُمْ حَتَّى انْصَرَفُوا، فَفَخَرَ بِهِ بَعْضُهُمْ، فَقَالَ:
(وَبِالْجَبَلَيْنِ لَنَا مَعْقِلٌ ... صَعَدْنَا إِلَيْهِ بِصُمِّ الصِّعَادِ)
(مَلَكْنَاهُ فِي أُولَيَاتِ الزَّمَانِ ... مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَمِنْ قَبْلِ عَادِ)
(وَمِنَّا ابْنُ مُرٍّ أَبُو حَنْبَلٍ ... أَجَارَ مِنَ النَّاسِ رِجْلَ الْجَرَادِ)
(وَزَيْدٌ لَنَا وَلَنَا حَاتِمٌ ... غِيَاثُ الْوَرَى فِي السِّنِينَ الشِّدَادِ)(5/373)
2234 - حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكُ بْنُ مَرْوَانَ: [ص:376] مَا يَسُرُّنِي أَنَّ أَحَدًا مِنَ الْعَرَبِ وَلَدَيَّ إِلا عُرْوَةَ بْنَ الْوَرْدِ؛ لِقَوْلِهِ:
(إِنِّي امْرُؤٌ عَافِي إِنَائِيَ شِرْكَةٌ ... وَأَنْتَ امْرُؤٌ عَافِي إِنَائَكَ وَاحِدُ)
(أَتَهْزَأُ مِنِّي أَنْ سَمِنْتَ وَأَنْ تَرَى ... بِجِسْمِي مَسَّ الْحَقِ وَالْحَقُّ جَاهِدُ)
(أُقَسِّمُ جِسْمِي فِي جُسُومٍ كَثِيرَةٍ ... وَأَحْسُو قِرَاحَ الْمَاءِ وَالَمَاءُ بَارِدُ)
يُرِيدُ: أَنَّهُ يُقَسِّمُ قُوتَهُ عَلَى أَضْيَافِهِ؛ يَعْنِي: أَرَادَ كَأَنَّ قَسَّمَ قُوتَهُ عَلَى أَضْيَافِهِ فَكَأَنَّهُ قَسَّمَ جِسْمَهُ؛ لِأَنَّ اللَّحْمَ الَّذِي كَانَ يُنْبِتُهُ ذَلِكَ الطَّعَامَ صَيَّرَهُ لِغَيْرِهِ، وَيَحْسُو مَاءَ الْقِرَاحِ فِي الشِّتَاءِ وَوَقْتِ الْجَدْبِ وَالضِّيقِ؛ لِأَنَّهُ يُؤْثِرُ بِاللَّبَنِ أَضْيَافِهِ وَيُجَوِّعُ نَفْسَهُ حَتَّى نَحَلَ جِسْمُهُ، وَهَذَا شِعْرٌ شَرِيفُ الْمَعَانِي وَالأَلْفَاظِ. وَقَالَ آخَرُ فِي مَثْلِهِ:
(إِذَا مَا عَمِلْتِ الزَّادَ فِالْتَمِسِي لَهُ ... أَكِيلًا فَإِنِّي غَيْرُ آكِلِهِ وَحْدِي [ص:377])
(بَعِيدًا قَصِيًّا أَوْ قَرِيبًا فَإِنَّنِي ... أَخَافُ مَذَمَّاتِ الأَحَادِيثِ مِنْ بَعْدِي)
(وَكَيْفَ يُسِيغُ الْمَرْءُ زَادًا وَجَارُهُ ... خَفِيفُ الْمِعَى بَادِي الْخَصَاصَةِ وَالْجَهْدِ)
(وَإِنِّي لَعَبْدُ الضَّيْفِ مَا دَامَ نَازِلًا ... وَمَا مِنْ خِلالِي غَيْرَهَا شِيمَةُ الْعَبْدِ)(5/374)
2235 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الْعُتْبِيِّ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ أَبِي: وَصِيَّتِي إِيَّاكَ بِمَا أَوْصَانِي بِهِ مَوْلاكَ؛ كُنْتُ وَصِيفًا لِعَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَأَسْلَمَنِي فِي الْمَكْتَبِ، فَلَمَّا حَذَقْتُ وَتَأَدَّبْتُ أَلْزَمَنِي خِدْمَتَهُ، فَقَالَ لِي يَوْمًا: يَا أَبَا يَزِيدَ! فَالْتَفَتُّ يُمْنَةً وَشَأْمَةً أَنْظُرُ مِنْ يَعْنِي، فَقَالَ: إِيَّاكَ أَعْنِي، إِنَّا معاشر قريش لا ندعوا مَوَالِينَا بِأَسْمَائِهِمْ، إِنَّكَ الأَمْسَ كُنْتَ لِي وَأَنْتَ الْيَوْمَ مِنِّي، وَإِنَّ النَّاسَ لا يُنْسَبُونَ إِلَى آبَائِهِمْ بِوِلادَتِهِمْ إِيَّاهُمْ، وَلَكِنْ يُنْسَبُونَ إِلَيْهِمْ بِحُكْمِ اللهِ فِيهِمْ، أَلا تَرَى لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَوْلَدَ امْرَأَةً مِنْ غَيْرِ حِلٍّ لَمْ يَكُنْ وَلَدُهَا لَهُ وَلَدًا، فَلَمَّا كَانَ الْمَوْلُودُ مِنْ أَبِيهِ بِحُكْمِ اللهِ كَانَ الْمَوْلَى مِنْ أَقَارِبِهِ بِحُكْمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَاسْتَدِمِ النِّعْمَةَ عَلَيْكَ بِالشُّكْرِ عَلَيْهَا مِنْكَ.(5/377)
2236 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي نُجَيْحٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: خُذْ مِثْقَالَ لُبَانٍ وَمِثْقَالا مِنْ سُكَّرٍ فَاشْرَبْهُمَا عَلَى الرِّيقِ؛ فَإِنَّهُمَا جَيِّدَانِ لِلْبَوْلِ وَالنِّسْيَانِ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/378)
2236 - / م - أَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ لِبَعْضِهِمْ:
(حَسْبُنَا اللهُ بَاطِلًا مَا سِوَاهُ ... أَحَدٌ لا يُخَيِّبُ رَاجٍ رَجَاهُ)
(مَلِكٌ يَنْشُرُ الْمُلُوكَ وَيَطْوِي ... جَلَّ سُلْطَانُهُ وَعَزَّ حِمَاهُ [ص:379])
(قَاهِرٌ قَادِرٌ قَرِيبٌ بَعِيدٌ ... مُسْتَجِيبٌ لِكُلِّ دَاعٍ دَعَاهُ)
(وَهُوَ الْبَاطِنُ الَّذِي لَيْسَ يَخْفَى ... وَهُوَ الظَّاهِرُ الَّذِي لا تَرَاهُ)
(كُلَّمَا لَيْسَ مِنْهُ بُدٌّ وَإِنْ قِيلَ ... بَعِيدُ الْمَدَى قَرِيبٌ مَدَاهُ)
(نَغَّصَ الْمَوْتُ كُلَّ لَذَّةِ عَيْشٍ ... يَا لَقَوْمٍ لِلْمَوْتِ مَا أَوْحَاهُ)
(عَجَبًا أَنَّهُ إِذَا مَاتَ حَيٌّ ... صَدَّ عَنْهُ حَبِيبُهُ وَجَفَاهُ)
(حَيْثُمَا وُجِّهَ امْرُؤٌ لِيَفُوتَ الْمَوْتُ ... فَالْمَوْتُ وَاقِفٌ بِحِذَاهُ)
(إِنَّمَا الشَّيْبُ لِابْنِ آدَمَ نَاعٍ ... قَامَ فِي عَارِضَيْهِ ثُمَّ نَعَاهُ)
(كَمْ تَرَى اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ يَدُومَانِ ... لِمَنْ مَدَّ لَهْوُهُ وَصِبَاهُ)(5/378)
2237 - حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا الْهَيْثَمُ بْنُ مَرْوَانَ، نا أَبُو مُسْهِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَمْلٍ؛ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْكَلامَ وَنُبْلُهُ وَالصَّمْتُ وَحُسْنُهُ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ: غَفْرًا غَفْرًا، مَنْ قَدَرَ أَنْ يُحْسِنَ الْكَلامَ قَدَرَ أَنْ يُحْسِنَ الصَّمْتَ، وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ أَحْسَنَ الصَّمْتَ قَدَرَ أَنْ يُحْسِنَ الْكَلامَ.(5/379)
2238 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّاسِبِيُّ، حَدَّثَنِي الْفُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مَهْرَانَ، عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مِحْصَنٍ الْعَنَزِيِّ؛ قَالَ: [ص:382] كَانَ عَلَيْنَا أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ أَمِيرًا بِالْبَصْرَةِ، فَوَجَّهَنِي فِي بَعْثِهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ، فَضَرَبْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ، فَخَرَجَ إِلَيَّ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أَنَا ضَبَّةُ بْنُ مِحْصَنٍ الْعَنَزِيُّ. قَالَ: فَأَدْخَلَنِي مَنْزِلَهُ، وَقَدَّمَ إِلَيَّ طَعَامًا، فَأَكَلْتُ ثُمَّ ذَكَرْتُ لَهُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، فَبَكَى. فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ. فَازْدَادَ بُكَاءً لِذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ وَهُوَ يَبْكِي: وَاللهِ! لَلَيْلَةٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَيَوْمٌ خَيْرٌ مِنْ عُمَرَ وَآلِ عُمَرَ، هَلْ لَكَ أَنْ أُحَدِّثَكَ بِيَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: أَمَّا اللَّيْلَةُ؛ فَإِنَّهُ لَمَّا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَارِبًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ خَرَجَ لَيْلًا، فَاتَّبَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَجَعَلَ مَرَّةً يَمْشِي أَمَامَهُ وَمَرَّةً خَلْفَهُ، وَمَرَّةً عَنْ يَمِينِهِ، وَمَرَّةً عَنْ يَسَارِهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا هَذَا يَا أَبَا بَكْرٍ؟ ! مَا أَعْرِفُ هَذَا مِنْ فِعَالِكَ!» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَذْكُرُ الرَّصَدَ فَأَكُونُ مِنْ أَمَامِكَ، وَأَذْكُرُ [ص:383] الطَّلَبَ فَأَكُونُ خَلْفَكَ، وَمَرَّةً عَنْ يَمِينِكَ وَمَرَّةً عَنْ يَسَارِكَ، لا آمَنُ عَلَيْكَ. قَالَ: فَمَشَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة كُلَّهُ حَتَّى أَدْغَلَ الطَّرِيقُ أَطْرَافَ أَصَابِعِهِ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ حَمَلَهُ عَلَى عَاتِقِهِ، وَجَعَلَ يَشْتَدُّ بِهِ حَتَّى أَتَى بِهِ فَمَ الْغَارِ، فَأَنْزَلَهُ، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ؛ لا تَدْخُلْهُ حَتَّى أَدْخُلَهُ أَنَا قَبْلَكَ، فَإِنْ يَكُنْ فِيهِ شَيْءٌ نَزَلَ بِي دُونَكَ. قَالَ: فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، فَقَالَ لَهُ: اجْلِسْ؛ فَإِنَّ فِي الْغَارِ خَرْقًا أَسُدُّهُ، وَكَانَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ فَمَزَّقَهُ، وَجَعَلَ يَسُدُّ بِهِ خَرْقًا خَرْقًا، فبقى جُحْرَانِ، فَأَخَذَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَمَلَهُ، فَأَدْخَلَهُ الْغَارَ ثُمَّ أَلْقَمَ قَدَمَيْهِ الْجُحْرَيْنِ، فَجَعَلَ الأَفَاعِي وَالْحَيَّاتُ يَضْرِبْنَهُ وَيَلْسَعْنَهُ إِلَى الصَّبَاحِ، وَجَعَلَ هُوَ يَتَقَلَّى مِنْ شِدَّةِ الأَلَمِ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَعْلَمُ بِذَلِكَ، وَيَقُولُ لَهُ: «يَا أَبَا بَكْرٍ! {لا تَحْزَنْ إِنَّ الله معنا} [التوبة: 40] » ؛ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى رَسُولِهِ السَّكِينَةَ وَالطَّمَأْنِينَةَ لِأَبِي بَكْرٍ رَحِمَهُ اللهُ؛ فَهَذِهِ لَيْلَتُهُ. وَأَمَّا يَوْمُهُ؛ فَلَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نُصَلِّي وَلا نُزَكِّي، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: نُزَكِّي وَلا نُصَلِّي، فَأَتَيْتُهُ لا آلُوهُ نُصْحًا، فَقُلْتُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! ارْفُقْ بِالنَّاسِ. وَقَالَ غَيْرِي ذَلِكَ؛ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَارْتَفَعَ الْوَحْيُ، وَوَاللهِ! لَوْ مَنَعُونِي عِقَالا مِمَّا كَانُوا يُعْطُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَيْهِ. قَالَ: فَقَاتَلْنَا مَعَهُ، فَكَانَ وَاللهِ رَشِيدُ الأَمْرِ؛ فَهَذَا يَوْمُهُ
__________
[إسناده واه جداً] .(5/380)
2239 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، نَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: [ص:384] أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِالصَّدَقَةِ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: وَعِنْدِي [ص:385] يَوْمَئِذٍ مَالٌ كَثِيرٌ؛ فَقُلْتُ: وَاللهِ! لَأَفْضُلَنَّ أَبَا بَكْرٍ هَذِهِ الْمَرَّةَ. فَأَخَذْتُ نِصْفَ مَالِي وَتَرَكْتُ نِصْفَهُ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ: «هَذَا مَالٌ كَثِيرٌ؛ فَمَا تَرَكْتَ لِأَهْلِكَ؟» . قَالَ: قُلْتُ تَرَكْتُ لَهُمْ نِصْفَهُ. وَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ بِمَالٍ كَثِيرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا تَرَكْتَ لِأَهْلِكَ؟» ، قَالَ: تَرَكْتُ لَهُمُ اللهَ ورسوله
[إسناده ضعيف، والحديث حسن] .(5/383)
2240 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الْأَزْدِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ الأَزْهَرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: أَنَّهُ وَصَفَ الْخَائِفِينَ، فَقَالَ: الْخَائِفُونَ الَّذِينَ صَدَقُوا الْمَخَافَةَ مِنَ اللهِ، قُلُوبُهُمْ مِنَ الْخَوْفِ قَرْحَةٌ، وَأَعْيُنُهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بَاكِيَةٌ، وَدُمُوعُهُمْ عَلَى خُدُودِهِمْ جَارِيَةٌ، يَقُولُونَ: لا نَفْرَحُ وَالْمَوْتُ وَرَاءَنَا، وَالْقُبُورُ أَمَامَنَا، وَالْقِيَامَةُ مَحْشَرَنَا، وَعَلَى جَهَنَّمَ طَرِيقُنَا، وَعَلَى اللهِ تَعَالَى عَرْضُنَا، وَعَلَى الصِّرَاطِ جَوَازُنَا بِأَعْمَالِنَا.(5/385)
2241 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: يَا ابْنَ آدَمَ! تَأْكُلُ رِزْقِي وَتَعْبُدُ غَيْرِي! وَتَدْعُونِي وَتَفِرُّ مِنِّي
__________
[إسناده ضعيف] .(5/385)
2242 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا إِسْمَاعِيلَ بْنِ إبْرَاهِيمَ، عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ؛ قَالَ: كُنْتُ مَعَ إبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ فِي بَعْضِ قُرَى الشَّامِ وَمَعَهُ رَفِيقٌ لَهُ، فجلعنا نَمْشِي حَتَّى بَلَغْنَا إِلَى مَوْضِعِ حَشِيشٍ وَمَاءٍ، فَقَالَ لِرَفِيقِهِ: أَمَعَكَ شَيْءٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فِي الْمِخْلاةِ كُسَيْرَاتٌ. فَجَلَسَ فَنَثَرَهَا، فَجَعَلَ يَأْكُلُ، فقال: يا بقية! إذن فَكُلْ. فَأَكَلْتُ مَعَهُ، ثُمَّ شَرِبَ مِنَ الْمَاءِ شَرْبَةً، ثُمَّ تَمَدَّدَ فِي كِسَائِهِ، فَقَالَ: يَا بَقِيَّةُ! مَا أَغْفَلَ النَّاسَ عَمَّا أنَا فِيهِ مِنَ النِّعَمِ، مَا لِيَ أَحَدٌ يَمُوتُ وَمَا لِيَ أَحَدٌ أَهْتَمُّ بِهِ. قَالَ بَقِيَّةُ: فَتَغَيَّرَ وَجْهِي، فَقَالَ لِي: أَلَكَ عِيَالٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: وَلَعَلَّ رَوْعَةَ صَاحِبِ [ص:387] عِيَالٍ أَفْضَلُ مِمَّا أَنَا فِيهِ. ثُمَّ قَامَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ! عِظْنِي بِشَيْءٍ. فَقَالَ: يَا بَقَيَّةُ! كُنْ ذَنَبًا وَلا تَكُنْ رَأْسًا؛ فَإِنَّ الذَّنَبَ يَنْجُو وَيَهْلِكُ الرَّأْسُ.(5/386)
2243 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَيْمَنَ؛ أَنَّهُ سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: إِنَّ الْهَلَكَةَ كُلَّ الْهَلَكَةِ أَنْ يُعْمَلَ بِالسَّيِّئَاتِ فِي أَزْمَانِ الْبَلاءِ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/387)
2244 - حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إبْرَاهِيمَ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: أَنَّ بَنِي غِفَارٍ قَرَّبُوا عِجْلًا لِيَذْبَحُوهُ، فَنَادَى الْعِجْلُ: يَا آلَ ذَرِيحٍ! لِأَمْرٍ نُجَيْحٍ، لِصَائِحٍ يَصِيحُ، بِلِسَانٍ فَصِيحٍ، بِمَكَّةَ يَدْعُو لا إِلَهَ إِلا اللهُ. قَالَ: فَنَظَرُوا؛ فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ بُعِثَ.(5/387)
2245 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ، نَا الْمُغِيرَةُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكِنْدِيُّ؛ قَالَ: قَالَ عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ: لا يَمُوتُ أحدا أَبَدًا حَتَّى يَرَى فِي الْجَنَّةِ هُوَ أَمْ فِي النَّارِ.(5/388)
2246 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُقْرِئِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: خَرَجَ غُلامٌ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ بِفَخٍّ لَهُ، فَنَصَبَهُ نَاحِيَةً مِنَ الطَّرِيقِ، فَجَاءَ عُصْفُورٌ فَسَقَطَ حِذَاءَهُ، فَأَنْطَقَ اللهُ الْفَخَّ، فَقَالَ الْعُصْفُورُ لِلْفَخِّ: مَا لِي أَرَاكَ مُنْتَصِبًا عَلَى غَيْرِ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: اعْتَزَلْتُ شِرَارَ النَّاسِ. قَالَ: فَمَا لِي أَرَاكَ نَحِيفُ الْجِسْمِ؟ قَالَ: نَهَكَتْنِي الْعِبَادَةُ. قَالَ: فَمَا هَذَا الْحَبْلُ فِي عِطْفَيْكَ؟ قَالَ: أَلْبَسُ الْمُسُوحَ وَأَتَشَبَّهُ بِالأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ. قَالَ: فَمَا هَذِهِ الْعَصَا فِي يَدِكَ؟ قَالَ: أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا. قَالَ: فَمَا هَذِهِ الْحَبَّةُ فِي فِيكَ؟ قَالَ: أُعْطِيهَا ابْنَ السَّبِيلِ أَوْ مِسْكِينًا. قَالَ: فَأَنَا مِسْكِينٌ. قَالَ: فَدُونَكَهَا. فَذَهَبَ لِيَتَنَاوَلَهَا، فَوَثَبَ الْفَخُّ، فَأَخَذَ بِعُنُقِهِ. فَقَالَ الْعُصْفُورُ فِي رَجْزِهِ:
(لا غَرَّنِي قَارِئٌ مُرَاءٍ بَعْدَكَ أَبَدًا ... )
[ص:389] وَقَالَ مُجَاهِدٌ: وَهَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللهُ لِقُرَّاءٍ مُرَائِينَ يَكُونُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ.(5/388)
2247 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا ابْنُ الأَعْرَابِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: وَعَائِبٌ يَعِيبُ النَّاسَ بِفَضْلِ عَيْبِهِ، وَيُبْغِضُهُمْ بِحَسَبِ بُغْضِهِ، وَيَرْفَعُ عَوْرَاتِهِمْ لِيَكُونُوا شُرَكَاءَهُ فِي عَوْرَتِهِ، لا شَيْءَ أَحَبُّ إِلَى الْفَاسِقِ مِنْ زَلَّةِ عَالِمٍ، وَلا إِلَى الْخَامِلِ مِنْ عَثْرَةِ الشَّرِيفِ. ثُمَّ أَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيُّ:
(إِنْ يَعْلَمُوا الْخَيْرَ يُخْفُوهُ وَإِنْ عَلِمُوا ... شَرًّا أُذِيعَ وَإِنْ لَمْ يَعْلَمُوا كَذَبُوا)(5/389)
2248 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ أَبْجَرَ؛ أَنَّهُ قَالَ: الشَّبَعُ دَاعِيَةٌ [ص:390] إِلَى الْبَشَمِ، وَالْبَشَمُ دَاعِيَةٌ إِلَى السَّقَمِ، وَالسَّقَمُ دَاعِيَةٌ إِلَى الْمَوْتِ، وَلَوْ سُئِلَ أَهْلُ الْقُبُورِ مَا كَانَ شَأْنُ مَوْتِكُمْ؟ لَقَالَ أَكْثَرُهُمْ: الشَّبَعُ.(5/389)
2249 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عن سعيد بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ؛ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ: يَا مُعَلِّمَ الْخَيْرِ! عَلِّمْنِي شَيْئًا يَنْفَعُنِي اللهُ بِهِ وَلا يَضُرُّكَ ذَلِكَ. فَقَالَ: تَدْعُو اللهَ يُيَسِّرُ عَلَيْكَ مِنَ الأَمْرِ، مَا تُحِبُّ مَعَ اللهِ غَيْرَ اللهِ، وَيَرْحَمُ بَنِي جِنْسِكَ بِرَحْمَتِكَ، وَمَا لا تُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْكَ لا تأتيه إلى غيره، فَأَنْتَ تَقِيٌّ لِلَّهِ حَقًّا
__________
[إسناده ضعيف] .(5/390)
2250 - حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: [ص:391] قَالَ رَجُلٌ لِرَجُلٍ مِنْ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: أَشِرْ عَلَيَّ بِمَنْ أَتَزَوَّجُ! فَقَالَ: إِيَّاكَ وَالْمَرَأَةَ الرَّائِعَةَ الْجَمَالِ أَنْ تَزَوَّجَهَا؛ فَإِنَّ عَاقِبَةَ أَمْرِهَا نَدَامَةٌ.(5/390)
2251 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرِّبْعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَلَّى بْنَ أَيُّوبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: شَهِدْتُ أَبَا عُبَيْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْمَنْصُورَ يَقُولُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيِّ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! لا تَبْرِمَنَّ أَمْرًا حَتَّى تُفَكِّرَ فِيهِ! فَإِنَّ فِكْرَةَ الْعَاقِلِ مِرْآتُهُ تُرِيهِ حَسَنَهُ وَسَيِّئَهُ.(5/391)
2252 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، نَا مُعَلَّى بْنُ أَيُّوبَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدِ اللهِ يَقُولُ: [ص:392] سَمِعْتُ الْمَنْصُورَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيِّ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! إِنَّ الْخَلِيفَةَ لا يُصْلِحُهُ إِلا التَّقْوَى، وَالسُّلْطَانَ لا يُصْلِحُهُ إِلا الطَّاعَةُ، وَالرَّعِيَّةَ لا يُصْلِحُهَا إِلا الْعَدْلُ، وَأَوْلَى النَّاسِ بِالْعَدْلِ أَقْدَرُهُمْ عَلَى الْعُقُوبَةِ، وَأَنْقَصُ النَّاسِ عَقْلًا مَنْ ظَلَمَ مَنْ هُوَ دُونِهِ.(5/391)
2253 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا يَزِيدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ؛ قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: [ص:393] لَقَدِ انْدَقَّ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ؛ فَصَبَرَتْ فِي يَدِي صَفِيحَةٌ يَمَانِيَّةٌ
__________
[إسناده صحيح] .(5/392)
2254 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، نَا أَبُو سُفْيَانَ الْغَنَوِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ، عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ؛ قَالَ: الأَسِيرُ لا يُكْتَبُ عَلَيْهِ ذَنْبٌ مَا دَامَ فِي أَيْدِي الْعَدُوِّ.(5/393)
2255 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: [ص:394] لَوِ ائْتَمَنَنِي رَجُلٌ عَلَى بَيْتِ مَالٍ؛ لَظَنَنْتُ أَنِّي أُؤَدِّي إِلَيْهِ الأَمَانَةَ، وَلَوِ ائْتَمَنَنِي عَلَى زِنْجِيَّةٍ أَنْ أَخْلُوَ مَعَهَا سَاعَةً وَاحِدَةً؛ مَا ائْتَمَنْتُ نَفْسِي عَلَيْهَا، وَقَدْ سَمِعْتُ الشَّيْخَ الصَّالِحَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: مَا بَعَثَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيًّا؛ إِلا وَقَدْ تُخُوِّفَ عَلَيْهِ الْفِتْنَةَ فِي النِّسَاءِ.(5/393)
2256 - حَدَّثَنَا عُمَيْرُ بْنُ مِرْدَاسٍ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ الأَصْغَرُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيِّ؛ قَالَ: دَخَلَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَى مَوْلاهُ سَالِمٍ، فَنَظَرَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَقَدْ أَحْدَقَ النَّاسُ بِهِ حَتَّى خَلا مِنَ الطَّوَافِ، فقال: من هذا؟ فقيل له: محمد بن عليِّ بن الحسين. فأرسل إليه، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا يَأْكُلُ النَّاسُ فِيهِ وَمَا يَشْرَبُونَ؟ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ لِلرَّسُولِ: قُلْ لَهُ: يُحْشَرُونَ عَلَى مَثَلِ قُرْصَةِ النَّقِيِّ، فِيهَا أَنْهَارٌ تُفَجَّرُ. فَأَبْلِغْ ذَلِكَ هِشَامًا، فَرَأَى هِشَامٌ أَنْ قَدْ ظَفَرَ بِهِ، فَقَالَ لِلرَّسُولِ: ارْجِعْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ: مَا أَشْغَلَهُمْ يَوْمَئِذٍ عَنِ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ. فَأَبْلَغَهُ الرَّسُولُ، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ: أَبْلِغْهُ، وَقُلْ: هُمْ وَاللهِ فِي النَّارِ أشغل، وما شغلهم عَنْ أَنْ قَالُوا: {أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ [ص:395] مما رزقكم الله} [الأعراف: 50] .(5/394)
2257 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنُ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: بَيْنَمَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ فِي فِنَاءِ الْكَعْبَةِ أَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ لَهُ: هَلْ رَأَيْتَ اللهَ حَيْثُ عَبَدْتَهُ؟ فَأَطْرَقَ وَأَطْرَقَ النَّاسُ حَوْلَهُ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأَعْبُدَ شَيْئًا لَمْ أَرَهُ. قَالَ: وَكَيْفَ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: لَمْ تَرَهُ الأَبْصَارُ بِمُشَاهَدَةِ الْعِيَانِ، وَلَكِنْ رَأَتْهُ الْقُلُوبُ بِحَقَائِقِ الإِيمَانِ، لا يُدْرَكُ بِالْحَوَاسِّ، وَلا يُقَاسُ بِالنَّاسِ، مَعْرُوفٌ بِالآيَاتِ، مَنْعُوتٌ بِالْعَلامَاتِ، لا يَجُورُ فِي قَضِيَّتِهِ، بَانَ مِنَ الأَشْيَاءِ، وَبَانَتِ الأَشْيَاءُ مِنْهُ (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ) [الشورى: 11] ، ذَلِكَ اللهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ. فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ: {اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يجعل رسالته} [الأنعام: 124] .(5/395)
2258 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْعُتْبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص:396] قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِأَخِيهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حِينَ وَجَّهَهُ إِلَى مِصْرَ: اعْرِفْ حَاجِبَكَ وَكَاتِبَكَ وَجَلِيسَكَ؛ فَإِنَّ الْغَائِبَ يُخْبِرُهُ عَنْكَ كَاتِبُكَ، وَالْمُتَوَسِّمُ يَعْرِفُكَ بِحَاجِبِكَ، وَالْخَارِجُ مِنْ عِنْدِكَ يَعْرِفُكَ بِجَلِيسِكَ.(5/395)
2259 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: قَالَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ لِابْنِهِ مَخْلَدٍ حِينَ وَلَّاهُ جُرْجَانَ: اسْتَطْرِفْ كَاتِبَكَ، وَاسْتَعْطِرْ حَاجِبَكَ.(5/396)
2260 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الريشي، نَا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص:397] قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: لا يَحْتَجِبُ الْوَالِي إِلا عَنْ ثَلاثٍ: عَنْ عَيٍّ، أَوْ سَوْءَةٍ، أَوْ خِيَانَةٍ.(5/396)
2261 - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الرِّبْعِيُّ، نَا مُعَلَّى بْنُ أَيُّوبَ؛ قَالَ: قَالَ الْمَنْصُورُ لِلْمَهْدِيِّ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! لا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْحَاجِبُ جَهُولا وَلا عَيِيًّا وَلا غَبِيًّا وَلا مُتَشَاغِلًا وَلا خَامِلًا وَلا ذَهُولًا وَلا مُحْتَقَرًا وَلا ذَمِيمًا وَلا جَهُولًا وَلا عَبُوسًا؛ فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ جَهُولًا أَدْخَلَ ذَلِكَ عَلَى صَاحِبِهِ الضَّرَرَ مِنْ حَيْثُ لا يُقَدِّرُ الْمَنْفَعَةَ، وَإِنْ كَانَ عَيِيًّا لَمْ يُؤَدِّ إِلَى صَاحِبِهِ وَلَمْ يُؤَدَّ عَنْهُ، وَإِنْ كَانَ غَبِيًّا جَهَلَ مَكَانَ الشَّرِيفِ فَأَحَلَّهُ غَيْرَ مَنْزِلَتِهِ وَحَطَّهُ عَنْ مَرْتَبَتِهِ، وَقَدَّمَ الْوَضِيعَ عَلَيْهِ، وَجَهَلَ مَا عليه وما له، وَإِذَا كَانَ جَهُولًا مُتَشَاغِلًا أَخَلَّ بِمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ صَاحِبُهُ فِي وَقْتِهِ، وَأَضَاعَ حُقُوقَ الْغَاشِينَ لِبَابِهِ، وَاسْتَدْعَى بِهِ الذَّمَّ مِنَ النَّاسِ لَهُ، وَأَذِنَ عَلَيْهِ لِمَنْ لا يَحْتَاجُ إِلَى لِقَائِهِ وَلا يَنْتَفِعُ بمكانه، وَإِذَا كَانَ خَامِلًا مُحْتَقَرًا أَحَلَّ النَّاسُ صَاحِبَهُ فِي مَحِلِّهِ، وَقَضَوْا عَلَيْهِ بِهِ، وَإِذَا كَانَ جَهْمًا عَبُوسًا تَلَقَّى كُلَّ طَبَقَةٍ مِنَ النَّاسِ بِالْمَكْرُوهِ؛ فَتَرَكَ أَهْلُ النَّصَائِحِ نَصَائِحَهُمْ، وَأَخَلَّ بِذَوِي الْحَاجَاتِ فِي حَوَائِجِهِمْ، وَقَلَّتِ الْغَاشِيَةُ لِبَابِ صَاحِبِهِ فِرَارًا مِنْ لِقَائِهِ.(5/397)
2262 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: ثَلاثَةٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ مِنَ الأَئِمَّةِ صَلُحَ أَنْ يَكُونَ إِمَامًا اضْطَلَعَ بِأَمَانَتِهِ: إِذَا عَدَلَ فِي حُكْمِهِ، وَلَمْ يَحْتَجِبْ دُونَ رَعِيَّتِهِ، وَأَقَامَ كِتَابَ اللهِ فِي الْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/398)
2263 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، نَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:399] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ؛ مَا خَرَجَ أَحَدٌ مِنَ الْمَدِينَةِ رَغْبَةً عَنْهَا إِلا أَبْدَلَهَا اللهُ خَيْرًا مِنْهُ أَوْ مِثْلَهُ» . وَقَالَ جَابِرٌ: يُوشِكُ أَنْ لا يُجْبَى مِنَ الْعِرَاقِ دِينَارٌ وَلا قَفِيزٌ. قَالُوا: وَمِمَّ ذَاكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ ! قَالَ: يَمْنَعُهُمُ الْعَجَمُ. قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: يُوشِكُ أَنْ لا يُجْبَى مِنَ الشَّامِ دِينَارٌ وَلا مُدِّيٌ. قَالُوا: وَمِنْ أَيْنَ ذَاكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ ! قَالَ: يَمْنَعُهُمُ الرُّومُ. قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:400] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَكُونُ فِي آخِرِ هَذِهِ الأُمَّةِ خَلِيفَةٌ يَحْثِي الْمَالَ حَثْيًا»
__________
[إسناده ضعيف، والحديث صحيح] .(5/398)
2264 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن مسلمة، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَهُ وهُوَ بِبَدْرٍ يُنَادِي: «يَا أَبَا جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ! [ص:401] وَيَا شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ! وَيَا أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ! أَلا هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؛ فَإِنِّي قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا؟» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! تُنَادِي أَقْوَامًا قَدْ جَيَّفُوا؟ فَقَالَ: «مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ لا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يجيبوا»
[إسناده لين، والحديث صحيح] .(5/400)
2265 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ النَّضْرِ، نَا الْحَسَنُ بْنُ مَالِكٍ، نَا بَكْرٌ الْعَابِدُ؛ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: [ص:402] لا يُعْتَدُّ بِمَنْ لَهُ عِيَالٌ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ الثَّوْرِيُّ: يُؤْمَرُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى النَّارِ، فَيُقَالُ: هَذَا عِيَالُهُ قَدْ أَكَلُوا حَسَنَاتِهِ.(5/401)
2266 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نُجَيْحٍ؛ قَالَ: كُنْتُ أُمَاشِي بَعْضَ عُبَّادِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَقَالَ لِي: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ قُلْتُ: مِنَ الشَّامِ. فَقَالَ لِي: أَبْلِغْ عُبَّادَ أَهْلِ الشَّامِ مِنِّي السَّلامَ، وَقُلْ لَهُمْ، إِنَّ عُمَّالَ الرَّحْمَنِ لَوْ لَمْ تَكُنْ لَهُمُ الْجَنَّةُ دَارًا كَانُوا فِي الدُّنْيَا مُلُوكًا أَحْرَارًا
__________
[إسناده ضعيف] .(5/402)
2267 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا ابْنُ أَبِي رِزْمَةَ، نَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ؛ قَالَ: [ص:403] صَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ فَقَرَأَ: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ (2)) [الصافات: 24] ؛ فَجَعَلَ يُكَرِّرُهَا وَلا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُجَاوِزَهَا.(5/402)
2268 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ يَقُولُ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ يَحْيَى الْبَكَّاءِ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقَارِئُ: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا على النار} [الأنعام: 27] ، وَتَلَا: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وقفوا على ربهم} [الأنعام: 30] ؛ فَصَاحَ صَيْحَةً فَعَادُوهُ مِنْهَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ.(5/403)
2269 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ يَقُولُ: نَا أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقْرَأَ الْقَارِعَةَ، وَقَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا الْخَوْفُ أَظْهَرُ عَلَى وَجْهِهِ وَالْخُشُوعُ فِي بَدَنِهِ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ، قَامَ لَيْلَةً إِلَى الصُّبْحِ بِ (عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ (1)) [النبأ: 1] ، فَلَمَّا بَلَغَ إِلَى قَوْلِهِ: (فَذُوقُوا فَلَنْ [ص:404] نَّزِيدَكُم إِلَّا عَذَاباً (30)) [النبأ: 30] ، فَغُشِيَ عَلَيْهِ حَتَّى طلع الْفَجْرِ.(5/403)
2270 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ؛ قَالَ: كُنَّا مَعَ الأَسْوَدِ بْنِ شَيْبَانَ بِبَابِ الأَبْوَابِ، فَأَصَابَ النَّاسَ شِبْهُ الظُّلْمَةِ؛ فَصَعَدَ الْمِنْبَرَ وَوَعَظَهُمْ، فَقَرَأَ {أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللهِ} [يوسف: 107] ، فَغُشِيَ عَلَيْهِ، فَوَقَعَ مِنَ الْمِنْبَرِ
__________
[إسناده حسن] .(5/404)
2271 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله الهمداني، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، نَا أَبُو سُلَيْمَانَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: صَعَدْتُ حَائِطَ عَكَّا؛ فَإِذَا حُمَيْدُ بْنُ مُوسَى فِي بُرْجٍ وَهُوَ يَقْرَأُ: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النار} [الأعراف: 47] ، فَبَقِيَ لا يَقْرَأُ وَهُوَ وَاقِفٌ وَلا يَرْكَعُ وَلا يَسْجُدُ، وَجَعَلَ يَتَرَجَّحُ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ. قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: إِنَّهُ حِينَ ذَكَرَهُمْ عَايَنَهُمْ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/404)
2272 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: [ص:405] أَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَى مُوسَى بْنِ ميشا بْنِ يُوسُفَ أَنْ قُلْ لِقَوْمِكَ: إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّنْ سَحَرَ أَوْ سُحِرَ لَهُ، أَوْ تَكَهَّنَ أَوْ تُكُهِّنَ لَهُ، أَوْ تَطَيَّرَ أَوْ تُطِيِّرَ لَهُ. مَنْ آمَنَ بِي، فَلْيَتَوَكَّلْ عَلَيِّ صَادِقًا، وَمَنْ تَعَنَّى عِنْدَكَ وَوَثَقَ بِغَيْرِي؛ فَإِنِّي خَيْرُ شَرِيكٍ، أَرْدُدْ عَلَيْهِ مَا تَوَسَّلَ بِهِ إِلَيَّ، وَأَكِلْهُ إِلَى مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَكَّلْتُهُ إِلَى غَيْرِي؛ فَلْيَسْتَعِدَّ لِلْبَلاءِ وَالْفِتْنَةِ
__________
[إسناده واه جداً] .(5/404)
2273 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَدِمَ عَلَى زِيَادٍ نَفَرٌ مِنَ الأَعْرَابِ، فَقَامَ خَطِيبُهُمْ، فَقَالَ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ، وَنَحْنُ وَإِنْ كَانَتْ تَرْغَبُ بِنَا أَنْفُسُنَا إِلَيْكَ فَأَنْضَيْنَا رِكَابَنَا نَحْوَكَ؛ الْتِمَاسًا لِفَضْلِ عَطَائِكَ، عَالِمُونَ بِأَنَّهُ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَى اللهُ، وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعَ، وَإِنَّمَا أَنْتَ أَيُّهَا الأَمِيرُ خَازِنٌ، وَنَحْنُ وَارِدُونَ، فَإِنْ أُذِنَ لَكَ [ص:406] فَأَعْطَيْتَ؛ حَمِدْنَا اللهَ، وَإِنْ لَمْ يُؤْذَنْ لَكَ فَأَمْسَكْتَ؛ حَمِدْنَا اللهَ. ثُمَّ جَلَسَ، فَقَالَ زِيَادٌ: تَاللهِ مَا رَأَيْتُ كَلامًا أَبْلَغَ وَلا أَوْجَزَ وَلا أَنْفَعَ فِي عَاجِلِهِ مِنْهُ! ! ثُمَّ أَمَرَ لَهُمْ بِمَا يُصْلِحُهُمْ.(5/405)
2274 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَرَأْتُ في كتاب للهند: إذا كَانَتِ الْمَوْجِدَةُ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ؛ كَانَ الرِّضَا مَعْدُومًا.(5/406)
2275 - حَدَّثَنَا محمد بن هاشم بْنِ أَبِي الدُّمَيْكِ، نَا أَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ؛ قَالَ: [ص:407] مَنْ كَتَبَ وَلَمْ يُعَارِضْ كَانَ كَمَنْ دَخَلَ الْخَلاءَ وَلَمْ يَسْتَنْجِ.(5/406)
2276 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاهِرٍ ذَاتَ يَوْمٍ لِرَجُلٍ أَمَرَهُ بِعَمَلٍ: احْذَرْ أَنْ تُخْطِئَ فَأُعَاقِبَكَ بِكَذَا وَكَذَا؛ لِأَمْرٍ عَظِيمٍ. فَقَالَ: أَيُّهَا الأَمِيرُ! مَنْ كَانَتْ هَذِهِ عُقُوبَتَهُ عَلَى الْخَطَأِ؛ فَمَا ثَوَابُهُ عَلَى الإِصَابَةِ؟ !(5/407)
2277 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زكريا الْمَخْزُومِيُّ، نَا الزُّبَيْرُ، نَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ الْمَهْدِيِّ، فَذُكِرَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ، فَقَالَ رَجُلٌ فِي الْمَجْلِسِ: كَانَ زِنْدِيقًا. فَقَالَ الْمَهْدِيُّ: مَهْ! خِلافَةُ اللهِ عِنْدَهُ أَجَلُّ مِنْ أَنْ [ص:408] يَجْعَلَهَا فِي زِنْدِيقٍ.(5/407)
2278 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ وَالزِّيَادِيُّ؛ قَالا: نَا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: رَأَيْتُ أَرْبَعَ ضَرَائِرَ فِي غَارٍ مَا لَهُنَّ بَيْتٌ.(5/408)
2279 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ التَّمَّارِ، نَا ابْنُ أَبِي بَزَّةَ؛ قَالَ: ازْدَحَمَ النَّاسُ عَلَى سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ أَيَّامَ الْمَوْسِمِ، وَبِالْقُرْبِ مِنْهُ رَجُلٌ مِنَ الْحَاجِّ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ قَدْ حُطَّ مَحْمَلَهُ، قَدْ كُسِرَ وَتَكَسَّرَ جَمِيعُ مَا مَعَهُ وَنُهِبَ، فَقَامَ يُشِيرُ إِلَى سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَيَدْعُو عَلَيْهِ وَيَقُولُ: إِنِّي لا أَجْعَلُكَ فِي حِلٍّ. فَقَالَ سُفْيَانُ: مَا يَقُولُ هَذَا الْخُرَاسَانِيُّ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَقُولُ: زِدْنَا فِي الإِسْمَاعِ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! قال: فَرَفَعَ سُفْيَانُ صَوْتَهُ، وَقَالَ: قُولُوا لَهُ: نَعَمْ.(5/408)
2280 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْمُقْرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: كَانَ عَلَى حَبِيبِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْعَائِشِيِّ دَيْنٌ كَثِيرٌ، فَبَلَغَهُ أَنَّ غُرَمَاءَهُ [ص:409] يُرِيدُونَ حَبْسَهُ، فَأَصْبَحَ يَوْمًا وَجَلَسَ فِي مَسْجِدِهِ وَحَوْلَهُ النَّاسُ، فَقَالَ: لَهُمْ رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّ قَائِلًا يَقُولُ لِي: أَوَّلُ مَنْ يَحْبِسُكَ؛ فَهُوَ لِغَيْرِ رُشْدِهِ. قَالَ: فَتَحَامَاهُ النَّاسُ فَمَا حَبَسَهُ أَحَدٌ.(5/408)
2281 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ شُرَيْحٍ يَقُولُ: وَاجْتَمَعْنَا عِنْدَهُ لَيْلَةً عَلَى السَّاحِلِ؛ فَقُلْنَا لَهُ: حَدِّثْنَا. فَقَالَ: اسْتَمِعُوا؛ فَإِنَّ حُسْنَ الاسْتِمَاعِ قُوَّةٌ لِلْمُحَدِّثِ.(5/409)
2282 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَوَانَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: لَمْ يُؤَيَّدِ الْمُلْكُ بمثل كلب، ولم تغل الْمَنَابِرُ بِمِثْلِ قُرَيْشٍ، وَلَمْ يُطْلَبِ التُّرَاثُ بِمِثْلِ تَمِيمٍ، وَلَمْ تُرْعَ الرِّعَاءُ بِمِثْلِ ثَقِيفٍ، وَلَمْ تُسَدَّ الثُّغُورُ بِمِثْلِ قَيْسٍ، وَلَمْ تُهَيَّجِ الْفِتَنُ بِمِثْلِ رَبِيعَةَ، وَلَمْ يُجْبَ الْخَرَاجُ بِمِثْلِ الْيَمَنِ.(5/409)
2283 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ التَّمِيمِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ حَجَرِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ؛ قَالَ: بَابُ مُضَرَ كِنَانَةُ، وَفُرْسَانُ مُضَرَ قَيْسٌ، وَرِجَالُ مُضَرَ تَمِيمٌ، وَأَلْسِنَةُ مُضَرَ أَسَدٌ، «وَيُقَالُ: يَسُودُ السَّيِّدُ مِنْ قَيْسٍ بِالْفُرُوسِيَّةِ، وَيَسُودُ السَّيِّدُ مِنْ رَبِيعَةَ بِالْجُودِ، وَيَسُودُ السَّيِّدُ مِنْ تَمِيمٍ بِالْحِلْمِ.(5/410)
2284 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِزَيْنَبَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ: أَهْزَلُ مَا تَكُونِينَ إِذَا حَضَرَ زَوْجُكِ. فَقَالَتْ: إِنَّ الْحُرَّةَ لا تُضَاجِعُ زَوْجَهَا بِمِلْءِ بَطْنِهَا.(5/410)
2285 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: أَمَرَ عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاهِرٍ لِزَائِرٍ بِشَيْءٍ؛ فَوَقَّعَ فِي رُقْعَتِهِ: قَدْ أَمَرَنَا لَكَ بِشَيْءٍ هُوَ دُونَ قَدْرِكَ فِي الاسْتِحْقَاقِ، وَفَوْقَ الْكِفَايَةِ فِي الاقْتِصَادِ.(5/410)
2286 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: وَقَّعَ الْمَأْمُونُ فِي رُقْعَةِ مُتَظَلِّمٍ مِنْ عَلِيِّ بْنِ هِشَامٍ: عَلامَةُ الشَّرِيفِ أَنْ لا يَظْلِمَ مَنْ فَوْقَهُ، وَيَظْلِمَهُ مَنْ هُوَ دُونُهُ؛ فَأَخْبَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَيُّ الرَّجُلَيْنِ أَنْتَ؟ وَوَقَّعَ فِي قِصَّةِ رَجُلٍ تَظَلَّمَ مِنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ: لَيْسَ مِنَ الْمُرُوءَةِ أَنْ تَكُونَ آنِيَتُكَ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ، وَغَرِيمُكَ عَارٍ، وَجَارُكَ طَاوٍ.(5/411)
2287 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَائِشَةَ يَقُولُ: [ص:412] كَتَبَ بَعْضُ عُمَّالِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّ مَدِينَتَنَا قَدْ خَرِبَتْ، فَإِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُقْطَعَ لَنَا مالاً نَرُمَّهَا بِهِ. فَوَقَّعَ فِي كِتَابِهِ: أَمَّا بَعْدُ؛ فَحَصِّنْهَا بِالْعَدْلِ، وَنَقِّ طُرُقَهَا مِنَ الظُّلْمِ؛ فَإِنَّهُ مَرَمَّتُهَا. وَالسَّلامُ.(5/411)
2288 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ حَجَزَ التَّوْبَةَ عَنْ كُلِّ صَاحِبِ بِدْعَةٍ، وَشَرُّ أَهْلِ الْبِدَعِ الْمُبْغِضُونَ لِأَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ؛ فَقَالَ لِيَ: اجْعَلْ أَوْثَقَ عَمَلِكَ عِنْدَ اللهِ حُبَّكَ أَصْحَابَ نَبِيِّهِ؛ فَإِنَّكَ لَوْ قَدِمْتَ الْمَوْقِفَ بِمِثْلِ قُرَابِ الأَرْضِ ذُنُوبًا غَفَرَهَا اللهُ لَكَ، وَلَوْ جِئْتَ الْمَوْقِفَ وَفِي قَلْبِكَ مِقْيَاسُ ذَرَّةٍ بُغْضًا لَهُمْ لَمَا نَفَعَكَ مع ذلك عمل.(5/412)
2288 - / م - أَنْشَدَنَا إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ عَنِ الأَصْمَعِيِّ لِلْفَرَزْدَقِ فِي بَعْضِ خُلَفَاءِ بَنِي أُمَيَّةَ [ص:413]:
(إِنَّا نُؤَمِّلُ أنْ يُقِيمَ لَنَا ... سُنَنَ الْخَلائِفِ مِنْ بَنِي فِهْرِ)
(عُثْمَانَ إِذْ قَتَلُوهُ وَانْتَهَكُوا ... دَمَهُ صَبِيحَةَ لَيْلَةِ النَّحْرِ)
(وَعِمَادَةُ الدِّينِ الَّتِي اعْتَدَلَتْ ... عُمَرُ وَصَاحِبُهُ أَبُو بَكْرِ)
(رُفَقَاءُ مُتَّكِئِينَ فِي غُرَفٍ ... فَكِهِينَ فَوْقَ أَسِرَّةٍ خُضْرِ)
(فِي ظِلِّ مَنْ عَنَتِ الْوُجُوهُ لَهُ ... مَلِكِ الْمُلُوكِ وَمَالِكِ الْغُفْرِ)
قَالَ إبْرَاهِيمُ: وَالْعِمَادَةُ: الدُّعَامَةُ.(5/412)
2289 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، نَا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنْ قَابُوسِ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:414] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا وَلَهُ قَرِينٌ مِنَ الشَّيَاطِينِ» . فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَأَنْتَ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ. وَلَكِنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ»
[إسناده لين، والحديث صحيح] .(5/413)
2290 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ الْوَرَّاقُ، نَا جَعْفَرُ الأَحْمَرُ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الزِّمَّانِيِّ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ: [ص:416] أَنَّهُ رَعَفَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَحَدَثَ لِذَلِكَ وُضُوءًا»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(5/414)
2291 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ: أن يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلامُ لَمَّا قُتِلَ رَدَّ اللهُ إِلَيْهِ رُوحَهُ ثُمَّ أَوْقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا يَحْيَى! هَذَا عَمَلُكَ الَّذِي عَمِلْتَهُ، وَقَدْ أَعْطَيْتُكَ ثَوَابَ عَمَلِكَ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ عَشْرًا، الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا. قَالَ: فَرَأَى يَحْيَى إِلَى ثَوَابِ عَمَلِهِ؛ فَإِذَا قَدْ أُعْطِيَ مِنَ الثَّوَابِ مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ. قَالَ: فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا يَحْيَى! هَذَا عَمَلُكَ وَهَذَا ثَوَابُهُ؛ فَأَيْنَ نَعْمَائِي عَلَيْكَ؟ ثُمَّ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمَلائِكَةِ: أَخْرِجُوا نَعْمَائِي عَلَيْهِ. فَأَخْرَجُوا نَعْمَةً وَاحِدَةً مِنْ نِعَمِهِ؛ فَإِذَا قَدِ اسْتَوْعَبَتْ جَمِيعَ أَعْمَالِهِ وَالثَّوَابَ. فَقَالَ يَحْيَى: إِلَهِي! مَا هَذِهِ النِّعْمَةُ الْجَلِيلَةُ الْعَظِيمَةُ الَّتِي قَدِ اسْتَوْعَبَتْ عَمَلِي وَعَشَرَةَ أَضْعَافِ ثَوَابِهَا؟ فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا يَحْيَى! هَذِهِ النِّعْمَةُ الْعَظِيمَةُ الْجَلِيلَةُ مَعْرِفَتُكَ بِي. [ص:417] قَالَ: فَخَرَّ يَحْيَى لِوَجْهِهِ، فَقَالَ: إِلَهِي! جَازِينِي بِرَحْمَتِكَ وَبِفَضْلِكَ لا بِعَمَلِي
__________
[إسناده واه جداً] .(5/416)
2292 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: قَدِمْتُ مَكَّةَ؛ وَإِذَا النَّاسُ قَدْ قُحِطُوا مِنَ الْمَطَرِ وَهُمْ يَسْتَسْقُونَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَكُنْتُ فِي النَّاسِ مِمَّا يَلِي بَابَ بَنِي شَيْبَةَ، إذا أَقْبَلَ غُلامٌ أَسْوَدُ عَلَيْهِ قِطْعَتَا خَيْشٍ، قَدِ ائْتَزَرَ بأحداهما وَأَلْقَى الأُخْرَى عَلَى عَاتِقِهِ، فَصَارَ فِي مَوْضِعٍ خَفِيٍّ إِلَى جَانِبَيَّ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِلَهِي! أَخْلَقَتِ الْوُجُوهَ كَثْرَةُ الذُّنُوبِ وَمَسَاوِئُ الأَعْمَالِ، وَقَدْ منعتنا غيث السماء لتؤدب الْخَلِيقَةُ بِذَلِكَ؛ فَأَسْأَلُكَ يَا حَلِيمُ ذُو أَنَاةٍ! يَا مَنْ لا يَعرِفُ عِبَادُهُ [ص:418] مِنْهُ إِلا الْجَمِيلَ! اسْقِهِمُ السَّاعَةَ، السَّاعَةَ. قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ: السَّاعَةَ السَّاعَةَ، حَتَّى اسْتَوَتْ بِالْغَمَامِ، وَأَقْبَلَ الْمَطَرُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، وَجَلَسَ مَكَانَهُ يُسَبِّحُ؛ فَأَخَذْتُ أَبْكِي، إِذْ قَامَ، فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى عَرَفْتُ مَوْضِعَهُ، فَجِئْتُ إِلَى فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، فَقَالَ لِي: مَا لَكَ أَرَاكَ كَئِيبًا؟ قُلْتُ: سَبَقَنَا إِلَيْهِ غَيْرُنَا فَتَوَلَّاهُ دُونَنَا. فَقَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فَصَاحَ وَسَقَطَ وَقَالَ: وَيْحَكَ يَا ابْنَ الْمُبَارَكِ! خُذْنِي إِلَيْهِ. قُلْتُ: قَدْ ضَاقَ الْوَقْتُ وَسَأَبْحَثُ عَنْ شَأْنِهِ. فَلَمَّا كَانَ مِنْ غَدٍ صَلَّيْتُ الْغَدَاةَ وَخَرَجْتُ أُرِيدُ الْمَوْضِعَ، فَإِذَا شَيْخٌ عَلَى الْبَابِ قَدْ بُسِطَ لَهُ وَهُوَ جَالِسٌ، فَلَمَّا رَآنِي عَرَفَنِي. فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! حَاجَتُكَ؟ فَقُلْتُ لَهُ: احْتَجْتُ إِلَى غُلامٍ أَسْوَدَ. فَقَالَ: نَعَمْ، عِنْدِي عِدَّةٌ؛ فَاخْتَرْ أَيُّهُمْ شِئْتَ. وَصَاحَ: يَا غُلامُ! فَخَرَجَ غُلامٌ جَلْدٌ؛ فَقَالَ: هَذَا مَحْمُودُ الْعَاقِبَةِ، أَرْضَاهُ لَكَ. فَقُلْتُ: لَيْسَ هَذَا حَاجَتِي، فَمَا زَالَ يُخْرِجُ إِلَيَّ وَاحِدًا وَاحِدًا حَتَّى أَخْرَجَ إِلَيَّ الْغُلامَ، فَلَمَّا بَصُرْتُ بِهِ بَدَرَتْ عَيْنَايَ، فَجَلَسْتُ، فَقَالَ: هَذَا هُوَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: لَيْسَ إِلَى بَيْعِهِ سَبِيلٌ. قُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَ: تَبَرَّكْتُ بِمَوْضِعِهِ فِي هَذِهِ الدَّارِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لا يَرْزُؤُنِي مِنْهُ شَيْءٌ [أَكْثَرُ مِنْ قُوتِهِ] . قُلْتُ: وَمِنْ أَيْنَ طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ؟ قَالَ: يَكْسَبُ مِنْ فَتْلِ الشَّرِيطِ نِصْفَ دَانِقٍ أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ؛ فَهُوَ قُوتُهُ، فَإِنْ بَاعَهُ فِي يَوْمِهِ وَإِلا طَوَى ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَأَخْبَرَنِي الْغِلْمَانُ عَنْهُ أَنَّهُ لا يَنَامُ هَذَا اللَّيْلَ الطَّوِيلَ، وَلا يَخْتَلِطُ بِأَحَدٍ مِنْهُمْ مُهْتَمٌّ بِنَفْسِهِ، وَقَدْ أَحَبَّهُ قَلْبِي. فَقُلْتُ لَهُ: أنصرف إِلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَإِلَى فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ بِغَيْرِ قَضَاءِ حَاجَةٍ؟ ! فَقَالَ: إِنَّ مَمْشَاكَ عِنْدِي كَبِيرٌ، فَخُذْهُ بِمَا شِئْتَ. قَالَ: فَاشْتَرَيْتُهُ، فَأَخَذْتُ نَحْوَ دَارِ [ص:419] فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، فَمَشَيْتُ سَاعَةً؛ إِذَ قَالَ لِي: يَا مَوْلايَ! قُلْتُ: لَبَّيْكَ. فَقَالَ: لا تَقُلْ لِي لَبَّيْكَ؛ فَإِنَّ الْعَبْدَ أَوْلَى بِأَنْ يُلَبِّيَ الْمَوْلَى! قُلْتُ: حَاجَتُكَ يَا حَبِيبِي. قَالَ: أنَا ضَعِيفُ الْبَدَنِ لا أَطِيقُ الْخِدْمَةَ، وَفِي غَيْرِي كَانَ لَكَ سَعَةٌ، قَدْ أَخْرَجَ إِلَيْكَ مَنْ هُوَ أَجْلَدُ مِنِّي. فَقُلْتُ: لا يَرَانِي اللهُ وَأَنَا أَسْتَخْدِمُكَ، وَلَكِنْ أَشْتَرِي لَكَ مَنْزِلًا وَأُزَوِّجُكَ وَأَخْدُمُكَ أَنَا بِنَفْسِي. قَالَ: فَبَكَى. فَقُلْتُ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: انت لَمْ تَفْعَلْ بِي هَذَا إِلا وَقَدْ رَأَيْتَ بَعْضَ مُتَّصَلاتِي بِاللهِ، وَإِلا؛ فَلِمَ اخْتَرْتَنِي مِنْ بَيْنِ أُولَئِكَ الْغِلْمَانِ؟ فَقُلْتُ لَهُ: ليس بك حاجة إلى هذا. فقال لي: سألتك بالله، ألا أخبرتني. فقلت: بِإِجَابَةِ دَعْوَتِكَ. فَقَالَ لِي لَمَّا ذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ: إِنِّي أَحْسَبُكَ إِنْ شَاءَ اللهُ رَجُلًا صَالِحًا، إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خِيرَةٌ مِنْ خَلْقِهِ لا يَكْشِفُ شَأْنَهُمْ إِلا لِمَنْ أَحَبَّ مِنْ عِبَادِهِ، وَلا يُظْهِرُ عَلَيْهِمْ إِلا مَنِ ارْتَضَى. ثُمَّ قَالَ لِي: تَرَى أَنْ تَقِفَ عَلِيَّ قَلِيلًا؛ فَإِنَّهُ قَدْ بَقِيَتْ عَلَيَّ رَكَعَاتٌ مِنَ الْبَارِحَةِ. قُلْتُ: هَذَا مَنْزِلُ فُضَيْلٍ قَرِيبًا. قَالَ: لا، ها هنا أَحَبُّ إِلَيَّ، أَمْرُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لا يُؤَخَّرُ. فَدَخَلَ مِنْ بَابِ الْبَاعَةِ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَمَا زَالَ يُصَلِّي حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى مَا أَرَادَ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! هَلْ مِنْ حَاجَةٍ؟ قُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَ: لِأَنِّي أُرِيدُ الانصراف. قلتُ: إلى أين؟ قال: إلى الآخرة. قلتُ: لا تفعل دعني أُسَرُّ بكَ. فَقَالَ لِي: إِنَّمَا كَانَتْ تَطِيبُ لِيَ الْحَيَاةُ حَيْثُ كَانَتِ الْمُعَامَلَةُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ - يَعْنِي رَبَّهُ تَعَالَى -، فَأَمَّا إِذَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهَا أَنْتَ فَسَيَطَّلِعْ عَلَيْهَا غَيْرُكَ وَغَيْرُكَ؛ فَلا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ. ثُمَّ خَرَّ لِوَجْهِهِ فَجَعَلَ يَقُولُ: إِلَهِي! اقْبِضْنِي السَّاعَةَ السَّاعَةَ. فَدَنَوْتُ مِنْهُ؛ فَإِذَا هُوَ قَدْ مَاتَ، فَوَاللهِ! [ص:420] مَا ذَكَرْتُهُ قَطُّ إِلا طَالَ حُزْنِي عَلَيْهِ، وَصَغُرَتِ الدُّنْيَا فِي عَيْنِي.(5/417)
2293 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنِ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَزْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص:421] إِنَّ أَهْلَ النَّارِ لَيَدْعُونَ: يَا مَالِكُ! فَيَدَعَهُمْ أَرْبَعِينَ عَامًا، ثُمَّ يَرُدُّ عليهم: {إنكم ماكثون} [الزخرف: 77] . فَيَدْعُونَ رَبَّهُمْ مِثْلَ الدُّنْيَا؛ فَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ: (اخْسَئُوا فِيَها وَلاَ تُكَلِمُونِ) [المؤمنون: 108] . فَلا يَنْبِسُونَ عِنْدَ ذَلِكَ، وَمَا هُوَ إِلا الزَّفِيرُ والشهيق
[إسناده ضعيف، والأثر صحيح] .(5/420)
2294 - سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ فِي هَذَا [الْحَدِيثِ] : قَوْلُهُ: فَمَا يَنْبِسُونَ: أَيْ مَا يَنْطِقُونَ بَعْدَهَا نَطْقَةً. قَالَ ابْنُ أَبِي حَفْصَةَ: أَنْشَدْتُ السَّرِيَّ بْنَ عَبْدِ اللهِ فَلَمْ يَنْبِسْ (رُؤْبَةُ) ؛ أَيْ: لَمْ يَنْطِقْ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ فِي نَاقَةٍ [ص:422]:
(فَإِذَا تُشَدُّ بِنِسْعِهَا لا تَنْبِسُ ... )
أَيْ: لا ترغوا.(5/421)
2295 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نَا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: [ص:425] يُؤْتَى بِرَجُلٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيُخْرَجُ لَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلًّا فِيهَا خَطَايَاهُ، وَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ - يَعْنِي رُقْعَةٌ - فِيهَا شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، فَتَرْجَحُ بِهَا
__________
[إسناده ضعيف] .(5/422)
2296 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نَا وُهَيْبٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص:426] أَيُّمَا رَجُلٍ أَشَارَ عَلَى امْرِئٍ مُسْلِمٍ كَلِمَةً هُوَ مِنْهَا بَرِيءٌ أَنْ يُشِينَهُ بِهَا كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يَقْذِفَهُ بِهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ حَتَّى يَأْتِيَ بِنَفَذِ مَا قَالَ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/425)
2297 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْجَزَرِيُّ، نَا عِيسَى بْنُ ضَمْرَةَ، عَنْ رَجَاءٍ، عَنْ حَسَّانَ مَوْلَى بَنِي مَالِكٍ؛ قَالَ: رَأَيْتُ مَالِكَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْخَثْعَمِيَّ يَتَوَضَّأُ، وَكَانَ فِي سَاقِهِ مَكْتُوبٌ: لِلَّهِ. فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِي: إيش تَنْظُرُ! أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَكْتُبْهُ [ص:427] كَاتِبٌ.(5/426)
2298 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ؛ قَالَ: قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ لَيْلَةً: أَجَعْتَنِي وَأَجَعْتَ عِيَالِي، وَأَعْرَيْتَنِي وَأَعْرَيْتَ عِيَالِي، وَلِي ثَلاثَةُ أَيَّامٍ مَا أَكَلْتُ وَلا أَكَلَ عِيَالِي، وَلِي ثَلاثُ لَيَالٍ مَا اسْتَصْبَحْتُ؛ فَبِمَا بَلَغْتُ عِنْدَكَ حَتَّى فَعَلْتَ بِي هَذَا، وَإِنَّمَا تَفْعَلُ هَذَا يَا رَبِّ بَأَوْلِيَائِكَ، أَفَتَرَانِي أَنَا مِنْهُمْ؟ اللهُمَّ إِلَهِي! إِنْ فَعَلْتَ بِي هَذَا يَوْمًا آخَرَ عَلِمْتُ أَنِّي مِنْكَ عَلَى بَالٍ. قَالَ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الرَّابِعِ؛ فَإِذَا دَاقٌّ يَدُقُّ الْبَابَ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَنَا رَسُولُ ابْنِ الْمُبَارَكِ، وَإِذَا مَعَهُ صُرَّةُ دَنَانِيرَ، وَكِتَابٌ يَذْكُرُ فِيهِ أَنَّهُ لَمْ يَحُجَّ فِي هَذِهِ السَّنَةِ، وَقَدْ وَجَّهْتُ بِكَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَجَعَلَ فُضَيْلٌ يَبْكِي وَيَقُولُ: قَدْ عَلِمْتُ أَنِّي أَشْقَى مِنْ ذَلِكَ أَنْ أَكُونَ عِنْدَ اللهِ بِمَنْزِلَةِ أَوْلِيَائِهِ.(5/427)
2299 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَخُو خَطَّابٍ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ؛ قَالَ: قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ مُسْلِمٍ: قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَذُكِرَ لَهُ أَهْلُ الدُّنْيَا؛ فَقَالَ: لا تَنْظُرُوا إِلَى خَفْضِ عَيْشِهِمْ وَلِينِ رِيَاشِهِمْ، وَلَكِنِ انْظُرُوا إِلَى سُرْعَةِ ظَعْنِهِمْ وَسُوءِ مُنْقَلَبِهِمْ.(5/428)
2300 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى وَأَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ؛ قَالا: نَا أَبُو عُبَيْدٍ، نَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ يَعْقُوبَ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: [ص:429] يَنْبَغِي لِقَارِئِ الْقُرْآنِ أَنْ يُعْرَفَ بِلَيْلِهِ إِذَا النَّاسُ نَائِمُونَ، وَبِنَهَارِهِ إِذَا [ص:430] النَّاسُ مُفْطِرُونَ، وَبِبُكَائِهِ إِذَا النَّاسُ يَضْحَكُونَ، وَبِوَرَعِهِ إِذَا النَّاسُ يَخْلِطُونَ، وَبِصَمْتِهِ إِذَا النَّاسُ يَخُوضُونَ، وَبِخُشُوعِهِ إِذَا النَّاسُ يَخْتَالُونَ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/428)
2301 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الشِّيحِيُّ؛ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ؛ فَذُكِرَ ثُمَامَةُ مُؤَدِّبُ الْقَاسِمِ بْنِ هَارُونَ الرَّشِيدِ، فَقَالَ: عَافَاهُ اللهُ! وَجَعَلَ يَدْعُو لَهُ وَيُثْنِي عَلَيْهِ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: لَهُ عِنْدِي يَدٌ لَيْسَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ. قُلْنَا: وإيش يَدُهُ عِنْدَكَ؟ فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ هَارُونَ أَرَادَ أنْ يَجْمَعَ الْعُلَمَاءَ لِابْنِهِ عَبْدِ اللهِ، فَذُكِرْتُ فِيمَنْ ذُكِرَ، فَقَالَ لَهُ ثُمَامَةُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ قَدْ ذَهَبَ عَقْلُهُ. فَأَنَا وَاللهِ! أَدْعُو لَهُ فِي صَلاتِي وَأَذْكُرُ لَهُ هَذَا أَبَدًا.(5/430)
2302 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْهَرَوِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ،؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بن أبي شيبة، حدثني محمد بن عبد الله بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَاسِمُ؛ قَالَ: قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: لا نَعْلَمُ أَرْبَعَةً أَدْرَكُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُمْ وَأَبْنَاؤُهُمْ؛ إِلا هَؤُلاءِ الأَرْبَعَةَ: [ص:431] أَبُو قُحَافَةَ، وَابْنُهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَابْنُهُ أَبُو عَتِيقٍ، وَاسْمُهُ مُحَمَّدٌ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ مَوْلاهُمْ.(5/430)
2303 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، نَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: كُنَّا نَعُدُّ الأَوَّابَ الْحَفِيظَ الَّذِي إِذَا قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ؛ قَالَ: اللهُمَّ! اغْفِرْ لِي مَا أَصَبْتُ فِي مَجْلِسِي هَذَا.(5/431)
2304 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: مَثَلُ الَّذِي يَدْعُو بِغَيْرِ عَمَلٍ مَثْلُ الَّذِي يَرْمِي بِغَيْرِ وَتَرٍ.(5/431)
2305 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بن إسماعيل، نا يزيد بْنُ هَارُونَ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ فَضَالَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: [ص:432] يَكْفِي مِنَ الدُّعَاءِ مِنَ الْبِرِّ مَا يَكْفِي الطَّعَامَ مِنَ الْمِلْحِ
__________
[إسناده لين] .(5/431)
2306 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا هَاشِمُ بْنُ الْوَلِيدِ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ يَقُولُ: [ص:433] يَزْعُمُ أَهْلُ الْعِرَاقِ أَنِّي بَقِيَّةُ ثَمُودَ، وَنِعْمَ وَاللهِ الْبَقِيَّةُ بَقِيَّةُ ثَمُودَ، مَا نَجَا مَعَ صَالِحٍ إِلا الْمُؤْمِنُونَ.(5/432)
2307 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنَّ خَصْلَتَيْنِ خَيْرُهُمَا الْكَذِبُ لَخِصْلَتِي سَوْءٍ؛ يُرِيدُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ [ص:434] ثُمَّ يَعْتَذِرُ مِنْ فِعْلِهِ. قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا: وَهَذَا مِثْلُ كَلامِ الْعَامَّةِ: عُذْرُهُ أَشَدُّ مِنْ ذَنْبِهِ.(5/433)
2308 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ، نَا الأَصْمَعِيُّ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا لَقِيَ رُؤْبَةَ بْنَ الْعَجَّاجِ، فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ فَقَالَ: رُؤْبَةُ [ص:435] مَهْمُوزٌ -. فَقَالَ لَهُ الأَعْرَابِيُّ: وَاللهِ! لَوْلا أَنَّكَ هَمَزْتَ نَفْسَكَ لَتَحَسَّيْتُكَ. قَالَ الْحَرْبِيُّ: وَسَمِعْتُ الرِّيَاشِيَّ يَقُولُ: الرُّوبَةُ - غَيْرُ مَهْمُوزَةٍ - النَّاسِبُ.(5/434)
2309 - وَحَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ؛ قَالَ: قُلْتُ لِلأَعْمَشِ: رَأَيْتُ بِالأَمْسِ رَجُلًا يَطْلُبُكَ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ. فَقَالَ: وَاللهِ! لَقَدْ هَرَبْتُ مِنْهُمْ. فَقُلْتُ: رَأَيْتُ مَعَهُ ثَوْبًا جَيِّدًا. فَقَالَ: سَأَلْتُكَ بِاللهِ أَلَّا طَلَبْتَهُ حَيْثُ كَانَ.(5/435)
2310 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ؛ قَالَ: [ص:436] حَمَلْتُ خَبِيصَةً فِي جَامٍ، فَقَصَدْتُ إِلَى دَارِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، فَدَقَقْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ، فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ. فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قُولِي لَهُ: لَيْسَ هُوَ ها هنا، واعني مَوْضِعَ قَدَمَيْهِ. فَقَالَتْ ذَلِكَ لِي، فَقُلْتُ: إِنَّ مَعِيَ خَبِيصَةً رَطْبَةً. فَنَادَانِي مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: أَرْفِقْ حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْكَ.(5/435)
2311 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَنَفِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَسَّانَ؛ قَالَ: [ص:437] رَأَى بَعْضُ مُتَفَرِّسِيِّ الْعَرَبِ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ صَبِيُّ صَغِيرٌ، فَقَالَ: إِنِّي لَأَظُنُّ هَذَا الْغُلامَ سَيَسُودُ قَوْمَهُ. فَقَالَتْ هِنْدُ: ثَكَلْتُهُ إِنْ كَانَ لا يَسُودُ إِلا قَوْمَهُ
__________
[إسناده ضعيف] .(5/436)
2312 - حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، نَا يَزِيدُ بن عمرو، نَا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيَّ يَقُولُ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ وَقَدْ أَنْشَدَ شِعْرًا، فَقُلْتُ: وَإِنَّكُمْ لَتَنْشُدُونَ الشعر؟ فقال: أو ما تَنْشُدُونَهُ عِنْدَكُمْ؟ قُلْتُ: لا. قَالَ: لَقَدْ نَسَكْتُمْ نُسُكًا أَعْجَمِيًّا. ثَمَّ تَحَدَّثَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «شَرُّ النُّسُكِ نُسُكٌ أَعْجَمِيٌّ»(5/437)
2313 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:439] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكَمًا»
__________
[إسناده ضعيف] .(5/437)
2314 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: رَأَتْ جَارِيَةٌ الْمَنْصُورَ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ مَرْقُوعٌ، فَقَالَ وَقَدْ سَمِعَهَا [ص:440] تَقُولُ: خَلِيفَةٌ قَمِيصُهُ مَرْقُوعٌ! فَقَالَ: وَيْحَكِ! أَمَا سَمِعْتِ قَوْلَ ابْنِ هَرْمَةَ:
(قَدْ يُدْرِكُ الشَّرفَ الْفَتَى وَرِدَاؤُهُ ... خَلِقٌ وَجَيْبُ قَمِيصِهِ مَرْقُوعُ)
آخر الجزء السادس عشر، يتلوه السابع عشر إن شاء الله تعالى والحمد لله وحده، وصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على سيدنا محمد وآله وصحبه(5/439)
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء السابع عشر
من كتاب «المجالسة وجواهر العلم»
صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.
أخبرنا الشيخان أبو القاسم هبة الله بن علي البوصيري وأبو عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي؛ قالا: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء، قال البوصيري: قراءة عليه وأنا أسمع، وقال الأرتاحي: إجازة، قال: أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل الضراب، أنا أبي، أنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي:(6/13)
2315 - نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِحَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ [ص:15]: «اهْجُهُمْ - أَوْ: هَاجِهِمْ - وَجِبْرِيلُ مَعَكَ»
__________
[إسناده صحيح] .(6/13)
2316 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ [ص:16] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا مَاتَ النَّاسُ حَتَّى يَكُونَ الْبَيْتُ بِالْوَصِيفِ؟»
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: لَمْ يُرِدْ بِالْبَيْتِ هَاهُنَا مَسَاكِنَ النَّاسِ، لِأَنَّهَا عِنْدَ فُشُوِّ الْمَوْتِ وَكَثْرَتِهِ تَرْخُصُ وَلَا تَغْلُو، وَإِنَّمَا أَرَادَ بِالْبَيْتِ الْقَبْرَ، وَذَلِكَ أَنَّ مَوْضِعَ الْقَبْرِ يَضِيقُ عَلَيْهِمْ فَيَبْتَاعَونَ لِمَوْتَاهُمُ الْقُبُورَ، كُلُّ قَبْرٍ بِوَصِيفٍ، وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ
__________
[إسناده ضعيف والحديث صحيح] . قال أبو بكر: سمعت ابن قتيبة يقول: لم يرد بالبيت ها هنا مساكن الناس، لأنها عند فشو الموت وكثرته ترخص ولا تغلو، وإنما أراد بالبيت القبر، وذلك أن موضع القبر يضيق عليهم فيبتاعون لموتاهم القبور، كل قبر بوصيف، وإلى هذا ذهب حماد بن سلمة.(6/15)
2317 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: قِيلَ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ: مَا دَاءُ الْبَدَنِ؟ قَالَ: الذُّنُوبُ. قِيلَ لَهُ: فَمَا دَوَاؤُهَا؟ قَالَ: الاسْتِغْفَارُ. قِيلَ لَهُ: فَمَا شِفَاؤُهَا؟ قَالَ: أَنْ لَا تَعُودَ فِي الذَّنْبِ.(6/16)
2318 - حَدَّثَنَا عُمَيْرُ بْنُ مِرْدَاسٍ، نا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الذَّنْبِ أَنْ يَسْتَخِفَّ الْمَرْءُ بِذَنْبِهِ.(6/17)
2319 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا الْحُمَيْدِيُّ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ مِنَ الْعَابِدِينَ، وَكَانَ لا يَنَامُ اللَّيْلَ إِلا الْيَسِيرَ، فَرَأَتِ امْرَأَةٌ صَالِحَةٌ مِنْ جِيرَانِهِ كَأَنَّ حُلَلا تُقْسَمُ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدِهِ، فَلَمَّا صَارَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ؛ دَعَا بِسَفَطٍ مَخْتُومٍ، فَأَخْرَجَ مِنْهُ حُلَّةً خَضْرَاءَ لَمْ يَقُمْ لَهَا بَصَرِي، فَكَسَاهُ إِيَّاهَا وَقَالَ: هَذِهِ لَكَ بِطُولِ السَّهَرِ.(6/17)
2320 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: لَمَّا قَتَلَ الْحَجَّاجُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: لَقَدْ أَطْفَأَ مِنْ نُورِ اللهِ شَيْئًا مَا أَصْبَحَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مِثْلُهُ.(6/18)
2321 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الآجُرِّيُّ، نا عِيسَى، عَنْ ضَمْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ السَّرِيُّ عَنْ قَتَادَةَ: لَمَّا دُفِنَ هَرَمُ بْنُ حَيَّانَ مُطِرَ قَبْرُهُ مِنْ يَوْمِهِ، وَأُنْبِتَ الْعُشْبُ مِنْ يَوْمِهِ.(6/18)
2322 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ: [ص:19] أَنَّهُ حَلَقَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ لِمَ حَلَقْتُ رَأْسِي؟ لأَنِّي أُؤَدِّي الْخَرَاجَ، وَمَنْ لا يُؤَدِّي الْخَرَاجَ لا يَحْلِقُ رَأْسَهُ
__________
[إسناده حسن] .(6/18)
2323 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ، نا عِيسَى، عَنْ ضَمْرَةَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي زَيْنَبَ؛ قَالَ: فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوبٌ: مَاتَ مُوسَى كَلِيمُ اللهِ؛ فَمَنْ ذَا الَّذِي لا يَمُوتُ؟ !(6/19)
2324 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ: ثَلاثَةُ أَشْيَاءَ تَدُلُّ عَلَى عُقُولِ أَرْبَابِهَا: الْكِتَابُ، وَالرَّسُولُ، [ص:20] وَالْهَدِيَّةُ.(6/19)
2324 - / م - أَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ التَّرْجُمَانِيِّ:
(إِيَّاكَ أَعْنِي يا ابن آدَمَ فَاسْتَمِعْ ... وَدَعِ الرُّكُونَ إِلَى حَيَاتِكَ تَنْتَفِعْ)
(لَوْ كَانَ عُمْرُكَ أَلْفَ حَوْلٍ كَامِلٍ ... لَمْ تَذْهَبِ الأَيَّامُ حَتَّى تَنْقَطِعْ)
(إِنَّ الْمَنِيَّةَ لا تَزَالُ مُلِحَّةً ... حَتَّى تُشَتِّتَ كُلَّ أَمْرٍ مُجْتَمِعْ)
(شُغِلَ الْخَلائِقُ بِالْحَيَاةِ وَأَغْفَلُوا ... زَمَنًا حَوَادِثُهُ عَلَيْهِمْ تَقْتَرِعْ)
(لَعِبَتْ بِنَا الدُّنْيَا وَكَيْفَ تَغُرُّنَا ... أَمْ كَيْفَ تَخْدَعُ مَنْ تَشَاءُ فَيَنْخَدِعْ)
(وَالْمَرْءُ يُوَطِنُهَا وَيَعْلَمُ أَنَّهُ ... عَنْهَا إِلَى وَطَنٍ سِوَاهَا مُنْقَلِعْ)
(لَمْ تُقْبِلِ الدُّنْيَا بِخَدْعَتِهَا إِلَى أَحَدٍ ... فَمَلَّ مِنَ الْحَيَاةِ وَلا شَبَعْ)(6/20)
2325 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مَضَّاءً يَقُولُ: [ص:21] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: فَضْلُ الأَدَبِ فِي غَيْرِ الدِّينِ مَهْلَكَةٌ، وَفَضْلُ الرَّأْيِ إِذَا لَمْ يَكُنْ يُسْتَعْمَلُ فِي رِضْوَانِ اللهِ وَمَنْفَعَةِ النَّاسِ قَائِدٌ إِلَى الذُّنُوبِ، وَالْحِفْظُ الزَّاكِي الْوَاعِي بِغَيْرِ الْعَقْلِ النَّافِعِ مُضِرٌّ بالعمل الصَّالِحِ، وَالْعَقْلُ غَيْرُ الْوَرِعِ عَنِ الذُّنُوبِ خَازِنُ الشَّيْطَانِ.(6/20)
2326 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سَلامٍ يَقُولُ: نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ؛ قَالَ: أَوْصَى الْمُنْذِرُ بْنُ مَاءِ السَّمَاءِ ابْنَهُ النُّعْمَانَ بْنَ الْمُنْذِرِ، فَقَالَ: آمُرُكَ بِمَا أَمَرَنِي بِهِ أَبِي، وَأَنْهَاكَ عَمَّا نَهَانِي عَنْهُ: آمُرُكَ بِالشُّحِّ فِي عِرْضِكَ، وَالانْخِدَاعِ فِي مَالِكَ، وَأَنْهَاكَ عَنْ مُلاحَاةِ الرِّجَالِ وَسِيِّمَا الْمُلُوكُ، وَعَنْ مُمَازَحَةِ السُّفَهَاءِ، وَأُحِبُّ لَكَ الْخَلْوَةَ بِاللَّيْلِ وَطُولَ السَّهَرِ، وَأَكْرَهُ لَكَ إِخْلافَ الصَّدِيقِ، فَإِنَّ أَبِي أَمَرَنِي بِذَلِكَ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ تَارِكٌ لِمَا يُحِبُّ آخِذٌ بِمَا يَكْرَهُ؛ فَمَا لَبِثْتُ أَنْ أَخَذْتُ بِمَا أَحَبَّ وَتَرَكْتُ مَا كَرِهَ. فَقَالَ لَهُ النُّعْمَانُ: أَبَيْتَ اللَّعْنَ، أَنَا غُلامٌ حَدَثُ السِّنِّ، يَخِفُّ عَلَيَّ بَعْضُهُ وَيَثْقُلُ عَلَيَّ بَعْضُهُ؛ فَأَوْصِنِي بِأَمْرٍ جَامِعٍ! قَالَ: إلزم الْحَيَاءَ.(6/21)
2327 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: [ص:22] قَالَ أَعْرَابِيٌّ لِخَالِدٍ الْقَسْرِيِّ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ! لَمْ أَصُنْ مَسْأَلَتِي عَنْ وَجْهِكَ؛ فَصُنْ وَجْهَكَ عَنْ رَدِّي، وَضَعْنِي مِنْ مَعْرُوفِكَ حَيْثُ وَضَعْتُكَ مِنْ رَجَائِي. فَأَمَرَ لَهُ بِمَا سَأَلَ. قَالَ: وَدَخَلَ إِلَيْهِ أَعْرَابِيٌّ وَمَعَهُ جِرَابٌ. فَقَالَ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ! تَأْمُرُ لِي بِمَلْءِ جِرَابِي دَقِيقًا؟ فَقَالَ خَالِدٌ: املؤوه دارهم. فَخَرَجَ عَلَى النَّاسِ، فَقِيلَ: مَا صَنَعْتَ فِي حَاجَتِكَ؟ فَقَالَ: سَأَلْتُ الأَمِيرَ مَا أَشْتَهِي؛ فَأَمَرَ لِي بِمَا يَشْتَهِي.(6/21)
2328 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلامٍ، عَنِ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: [ص:23] إِنَّ الإِمَامَ الْعَادِلَ لَيُسْكِتُ الأَصْوَاتَ عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنَّ الإِمامَ الْجَائِرَ لَتَكْثُرُ مِنْهُ الشِّكَايَةُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/22)
2329 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: قَالَ الرَّبِيعُ لِشَرِيكٍ بَيْنَ يَدَيِ الْمَهْدِيِّ: بَلَغَنِي أَنَّكَ خُنْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! قَالَ: لَوْ فَعَلْتُ ذَلِكَ؛ لأَتَاكَ نَصِيبُكَ.(6/23)
2330 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْخٌ مِنْ قُضَاعَةَ؛ قَالَ: ضَلَلْنَا مَرَّةً الطَّرِيقَ، فَاسْتَرْشَدْنَا عَجُوزًا، فَقَالَتِ: اسْتَبْطِنِ الْوَادِي، وَكُنْ سَيْلا حَتَّى تَبْلُغَ.(6/23)
2331 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: أَمَرَ الْحَجَّاجُ ابْنَ الْقِرِّيَّةَ أَنْ يَأْتِيَ هِنْدَ بِنْتَ أَسْمَاءَ فَيُطَلِّقَهَا بِكَلِمَتَيْنِ وَيُمَتِّعَهَا بِعَشْرَةِ آلافِ دِرْهَمٍ، فَأَتَاهَا، فَقَالَ: إِنَّ الْحَجَّاجَ يَقُولُ لَكِ: كُنْتِ فَبِنْتِ، وَهَذِهِ الْعَشْرَةُ آلافٍ مُتْعَةٌ لَكِ. فَقَالَتْ: قُلْ لَهُ: كُنَّا فَمَا حَمِدْنَا، وَبِنَّا فَمَا نَدِمْنَا، وَهَذِهِ الْعَشْرَةُ آلافٍ لِبِشَارَتِكَ.(6/23)
2332 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: قَالَ أَعْرَابِيٌّ وَمَاتَ ابْنٌ لَهُ: اللهُمَّ! إِنِّي قَدْ وَهَبْتُ لَهُ مَا قَصَّرَ فِيهِ مِنْ بِرِّي؛ فَهَبْ لِي مَا قَصَّرَ فِيهِ مِنْ طَاعَتِكَ!(6/24)
2333 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنَا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا يَدْعُو وَيَقُولُ: اللهُمَّ! أَمْتِعْنَا بِخِيَارِنَا، وَأَعِنَّا عَلَى شِرَارِنَا، وَاجْعَلِ الأَمْوَالَ فِي سُمَحَائِنَا.(6/24)
2334 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: دَخَلَ أَبُو مُسْلِمٍ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ أَبُو جَعْفَرٍ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ! هَذَا أَبُو جَعْفَرٍ! فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! هَذَا مَوْضِعٌ لا يُؤَدَّى فِيهِ إِلا حَقُّكَ.(6/24)
2335 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبِي، نا الأَصْمَعِيُّ، نا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ؛ قَالَ: [ص:26] كَانَ أَهْلُ الشَّامِ يُنَادُونَ ابْنَ الزُّبَيْرِ: يَا ابْنَ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ! فَيَقُولُ: أَنَا ابْنُهَا حَقًّا، أنا ابنها حقا. وَجَعَلَ يَقُولُ:
(وَعَيَّرَهَا الْوَاشُونَ أَنِّي أُحِبُّهَا ... وَتِلْكَ شَكَاةٌ نَازِحٌ عَنْكَ عَارُهَا)(6/25)
2336 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا ذَكَرَ رَجُلا خَائِنًا؛ فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ لَيَأْكُلُونَ أَمَانَاتِهِمْ لَقْمًا، وَإِنَّ فُلانًا يَحْسُوهَا حَسْوًا.(6/26)
2337 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهِمِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: كَانَ بِالْبَصْرَةِ قَاصٌّ ظَرِيفٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو الرَّبِيعِ، فَكَانَ يُجَالِسُهُ قَوْمٌ حَمْقَى، فَقَالَ لَهُمْ يَوْمًا: اسْتَكْثِرُوا مِنْ: يَا لُكَعُ، فَإِنَّ الْحَسَنَ كَانَ يُعْجِبُهُ. قَالَ: فَكَانَ يَلْقَى الرَّجُلُ الرَّجُلَ؛ فَيَقُولُ لَهُ: كَيْفَ أصْبَحْتَ يَا لُكَعُ؟ !(6/26)
2338 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً وَزَوَّجْتُ ابْنِي أُمَّهَا وَلا غِنَى بِنَا عَنْ رِفْدِكِ. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ: إِنْ أَخْبَرْتَنِي مَا قَرَابَةُ مَا بَيْنَ أَوْلادِهِمَا إِذَا وُلِدَ لَكُمَا؛ فَعَلْتُ [ص:28] بِكَ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! هَذَا حُمَيْدُ بْنُ بَحْدَلٍ قَدْ قَلَّدْتَهُ سَيْفَكَ ووليته ما رواء بَابِكَ؛ فَسَلْهُ، فَإِنْ أَصَابَ؛ لَزِمَنِي الْحِرْمَانُ، وَاتَّسَعَ لِيَ الْعُذْرُ. فَدَعَا بِالْبَحْدَلِيِّ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنَّكَ لَمْ تُقَدِّمْنِي عَلَى الْعِلْمِ بِالأَنْسَابِ، وَلَكِنْ قَدَّمْتَنِي عَلَى الطَّعْنِ بِالرِّمَاحِ وَالضَّرْبِ بِالسُّيُوفِ، أَحَدُهُمَا عَمُّ الآخَرِ، وَالآخَرُ خَالُهُ.(6/27)
2339 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ نا الْمَازِنِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَامِرُ بْنُ الظَّرِبِ الْعَدْوَانِيُّ: يَا مَعْشَرَ عَدْوَانَ! إِنَّ الْخَيْرَ أَلُوفٌ عَرُوفٌ عَزُوفٌ، وَإِنَّهُ لَنْ يُفَارِقَ صَاحِبَهُ حَتَّى يُفَارِقَهُ صَاحِبُهُ، وَإِنِّي لَمْ أَكُنْ حَكِيمًا حَتَّى صَحِبْتُ الْحُكَمَاءَ، وَلَمْ أَكُنْ سَيِّدَكُمْ حَتَّى تَعَبَّدْتُ لَكُمْ.(6/28)
2340 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص:29] صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَطْلَعَ أَعْرَابِيٌّ رَأْسَهُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: مَنْ دَعَا إِلَى الْجَمَلِ الأَحْمَرِ؟ فَقَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ولا وَجَدْتَهُ، إِنَّمَا بُنِيَتْ هَذِهِ الْمَسَاجِدُ لِمَا بُنِيَتْ لَهُ»
__________
[الحديث صحيح] .(6/28)
2340 - / م - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص:30]: «احْتَجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: يَدْخُلُنِي الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ! وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: يَدْخُلُنِي الضُّعَفَاءُ وَالْمَسَاكِينُ! فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي أَنْتَقِمُ بِكِ مِمَّنْ شِئْتُ. وَقَالَ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ شِئْتُ»
__________
[إسناده حسن] .(6/29)
2341 - حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ، نا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيِّ، نا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ: أَنَّهُ كَانَ يَحْلِفُ: أَلا أُحَدِّثَكُمْ. ثُمَّ يُحَدِّثُهُمْ وَيَقُولُ: هَذَا كَفَّارَتُهُ.(6/30)
2341 - / م - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: خَطَبَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ؛ فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: مَنْ رَزَقَهُ اللهُ رِزْقًا حَسَنًا؛ فَلْيَكُنْ أَسْعَدَ النَّاسِ بِهِ، إِنَّمَا يَتْرُكُهُ لأَحَدِ رَجُلَيْنِ: إِمَّا مُصْلِحٌ فَلا [ص:31] يَقِلَّ عَلَيْهِ شَيْءٌ، وَإِمَّا مُفْسِدٌ فَلا يبقى لَهُ شَيْءٌ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: جَمَعَ أَبُو عُثْمَانَ طُرَفَ الْكَلامِ.(6/30)
2342 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النُّهَاوَنْدِيُّ، نا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ؛ قَالَ: دَعَا أَعْرَابِيٌّ لِمَسْرُوقٍ، فَقَالَ: وَقَاكَ اللهُ خَشْيَةَ الْفَقْرِ وَطُولَ الأَمَلِ، وَلا جَعَلَكَ ذرية لسفهاء وَلا شَيْنًا عَلَى الْفُقَهَاءِ.(6/31)
2342 - / 1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: أُخِذَ لِرَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ مَالٌ؛ فَكَتَبَ إِلَى آخِذِهِ: يَا هَذَا إِنَّ الرَّجُلَ يَنَامُ عَلَى الثَّكْلِ وَلا يَنَامُ عَلَى الْحَرْبِ؛ فَإِمَّا رَدَدْتَهُ، وَإِمَّا عَرَضْتُ اسْمَكَ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ. فَرَدَّ عَلَيْهِ مَالَهُ.(6/31)
2342 - / 2 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا يَزِيدُ، نا يَمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ؛ قَالَ: [ص:32] كُنْتُ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ فِي الْبَيْتِ، فَكَانَ الْحَجَّاجُ إِذَا رَمَى ابْنَ الزُّبَيْرِ بِحَجَرٍ وَقَعَ الْحَجَرُ عَلَى الْبَيْتِ؛ فَسَمِعْتُ لِلْبَيْتِ أَنِينًا كَأَنِينِ الإِنْسَانِ: أُوهْ.(6/31)
2343 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: كَتَبَ الْحَجَّاجُ إِلَى الْمُهَلَّبِ يَسْتَعْجِلُهُ فِي حَرْبِ الأزارقه؛ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّ مِنَ الْبَلاءِ أَنْ يَكُونَ الرَّأْيُ لِمَنْ يَمْلِكُهُ دُونَ مَنْ يُبْصِرُهُ.(6/32)
2343 - / م - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، نا شَاذَانُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:34] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ عِلْمًا؛ سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ»
__________
[إسناده صحيح] .(6/32)
2344 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نا عَارِمٌ أَبُو النُّعْمَانِ، نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص:35]: «مَا مِنْ قَوْمٍ يَجْتَمِعُونَ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ يَتَعَلَّمُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ؛ إِلا غَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْ بِهِمُ الْمَلائِكَةُ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ بِهِ الْعِلْمَ؛ سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ - أَوْ سَهَّلَ لَهُ - طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَنْ يُبْطِئُ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ»
__________
[إسناده صحيح] .(6/34)
2344 - / م - حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِدْرِيسَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ يَذْكُرُ عَنْ شُبَيْلِ بْنِ عَوْفٍ؛ قَالَ: مَا اغْبَرَّتْ نَعْلِي فِي طَلَبِ دُنْيَا قَطُّ.(6/35)
2345 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، نا أَبِي، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ؛ قَالَ: قَرَأْتُ كِتَابَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ إِلَى أَبِي: اعْلَمْ أَنَّ كُلَّ يَوْمٍ يَعِيشُ فِيهِ الْمُؤْمِنُ؛ فَهُوَ غَنِيمَةٌ.(6/36)
2345 - / م - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ؛ قَالَ: مَا الصَّوْمُ وَالصَّلاةُ وَالْجِهَادُ عَنْدَ الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ؛ إِلا كَتَفْلَةٍ فِي بَحْرٍ، وَمَا الصَّوْمُ وَالصَّلاةُ وَالْجِهَادُ وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ عَنْدَ تَرْكِ الْمَعَاصِي؛ إِلا كَتَفْلَةٍ فِي بَحْرٍ.(6/36)
2346 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَنْصُورٍ يَقُولُ: [ص:37] لَمْ يَكُنْ لِخَالِدِ بْنِ بَرْمَكٍ أَخٌ إِلا بَنَى لَهُ دَارًا عَلَى قَدْرِ كِفَايَتِهِ، وَأَوْقَفَ عَلَى أَوْلادِهِمْ مِنْ جَارِيَةِ مَالِهِ، وَمَا كَانَ لأَحَدِهِمْ وَلَدٌ إِلا مِنْ جَارِيَةٍ هُوَ وَهَبَهَا لَهُ.(6/36)
2346 - / م - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لأَعْرَابِيٍّ سَمِينٍ: مَا أَسْمَنَكَ؟ قَالَ: أَكْلِي الْحَارُّ، وَشُرْبِي الْقَارُّ، وَالاتِّكَاءُ عَلَى شِمَالِي، وَالأَكْلُ مِنْ غَيْرِ مَالِي.(6/37)
2347 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لأَعْرَابِيٍّ: مَا أَسْمَنَكَ؟ قَالَ: قِلَّةُ الْفِكْرِ، وَطُولُ الدَّعَةِ، وَالنَّوْمُ عَلَى الْكِظَّةِ.(6/37)
2347 - / م - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ الْحَجَّاجُ لِلْغَضْبَانِ بْنِ الْقَبَعْثَرِيِّ وَكَانَ فِي حَبْسِهِ فَأَخْرَجَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا أَسْمَنَكَ؟ قَالَ: الْقَيْدُ، وَالرَّتْعَةُ، وَمَنْ كَانَ فِي ضِيَافَةِ الأَمِيرِ سَمِنَ.(6/38)
2348 - حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبْجَرَ: [ص:39] إِذَا خَرَجَ الطَّعَامُ قَبْلَ سِتِّ سَاعَاتٍ؛ فَهُوَ مَكْرُوهٌ، وَإِذَا بَقِيَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ سَاعَةً؛ فَهُوَ ضَرَرٌ.(6/38)
2348 - / م - حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ: شَيْئَانِ يُورِثَانِ الْعَقْلَ: التِّينُ الْيَابِسُ إِذَا أُكِلَ، وَدُخَانُ اللِّبَانِ إِذَا بُخِّرَ بِهِ.(6/39)
2349 - حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: [ص:40] قَالَتِ الْحُكَمَاءُ: ثَلاثَةُ أَشْيَاءَ تُورِثُ الْهُزَالَ: شُرْبُ الْمَاءِ عَلَى الرِّيقِ، وَالنَّوْمُ عَلَى غَيْرِ وِطَاءٍ، وَكَثْرَةُ الْكَلامِ بِرَفْعِ الصَّوْتِ. وَخَمْسُ خِصَالٍ تَهُدُّ الْعُمْرَ وَرُبَّمَا قَتَلْنَ: دُخُولُ الْحَمَّامِ عَلَى الْبِطْنَةِ، وَالْمُجَامَعَةُ عَلَى الامْتِلاءِ، وَأَكْلُ الْقَدِيدِ الْجَافِّ، وَشُرْبُ الْمَاءِ الْبَارِدِ عَلَى الرِّيقِ، وَمُجَامَعَةُ الْعَجُوزِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «ثَلاثَةُ أَشْيَاءَ تُورِثُ النِّسْيَانَ: أَكْلُ التُّفَّاحِ، وَسُؤْرُ الْفَأْرَةِ، وَنَبْذُ الْقَمْلَةِ» . وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: «وَالْحِجَامَةُ عَلَى النُّقْرَةِ، وَالْبَوْلُ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ» . وَسَبْعَةُ أَشْيَاءَ تُفْسِدُ الْعَقْلَ: الإِكْثَارُ مِنَ الْبَصَلِ، والباقلاء، والجماع، والخمار، وَكَثْرَةُ النَّظَرِ فِي الْمِرْآةِ، وَالاسْتِفْرَاغُ فِي الضَّحِكِ، وَدَوَامُ النَّظَرِ فِي الْبَحْرِ.(6/39)
2349 - / م - حدثنا النضر بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، نا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص:41]: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ حَضَرَهُ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ، فَتَسْتَلُّ نَفْسَهُ فِي حَرِيرَةٍ بَيْضَاءَ، فَإِذَا أَتَوْا بِهَا بَابَ الْجَنَّةِ؛ قَالُوا: مَا وَجَدْنَا رِيحًا أَطْيَبَ مِنْ هَذِهِ، فَيَقُولُونَ: دَعُوهُ يَسْتَرِيحُ؛ فَإِنَّهُ كَانَ فِي غَمِّ الدُّنْيَا، ثُمَّ يَسْأَلُونَهُ: مَا فَعَلَ فُلانُ؟ مَا فَعَلَتْ فُلانَةُ؟ وَأَمَّا الْكَافِرُ إِذَا قُبِضَ؛ انْطَلَقُوا بِهِ إِلَى بَابِ الأَرْضِ؛ فَيَقُولُ خَزَنَةُ الأَرْضِ: مَا وَجَدْنَا رِيحًا أَنْتَنَ مِنْ هَذِهِ. حَتَّى يُبْلَغَ بِهِ السُّفْلَى»
__________
[إسناده حسن] .(6/40)
2350 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ، نا زُهَيْرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا لَبِسْتُمْ أَوْ تَوَضَّأْتُمْ؛ فابدؤوا بِمَيَامِنِكُمْ»
__________
[إسناده حسن] .(6/41)
2351 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ يَقُولُ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَزْوِي الدُّنْيَا عَنْ وَلِيِّهِ وَيُمَرِّرُهَا عَلَيْهِ مَرَّةً بِالْعُرْيِ وَمَرَّةً بِالْجُوعِ وَمَرَّةً بَالْحَاجَةِ، كَمَا تَصْنَعُ الْوَالِدَةُ الشَّفِيقَةُ بِوَلَدِهَا مَرَّةً صَبْرًا وَمَرَّةً حُضَضًا، وَإِنَّمَا يُرِيدُ بِذَلِكَ مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ.(6/42)
2352 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّبَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَكْثَمَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمَأْمُونَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْعِيدِ؛ فَأَثْنَى عَلَى اللهِ، وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَوْصَاهُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَذِكْرِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، ثُمَّ قَالَ: عِبَادَ اللهِ! عَظُمَ قَدْرُ الدَّارَيْنِ، وَارْتَفَعَ جَزَاءُ الْعَامِلِينَ، وَطَالَتْ مُدَّةُ الْفَرِيقَيْنِ، فَوَاللهِ! إِنَّهُ لَلْجِدُّ لا اللَّعِبُ، وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ لا الْكَذِبُ، وَمَا هُوَ إِلا الْمَوْتُ وَالْبَعْثُ وَالْحِسَابُ وَالْفَصْلُ وَالصِّرَاطُ ثُمَّ الْعِقَابُ وَالثَّوَابُ، فَمَنْ نَجَا يَوْمَئِذٍ؛ فَقَدْ فَازَ، وَمَنْ هَوَى يَوْمَئِذٍ؛ فَقَدْ خَابَ، الْخَيْرُ كُلُّهُ فِي الْجَنَّةِ، وَالشَّرُّ كُلُّهُ فِي النَّارِ.(6/42)
2353 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحِمْيَرِيُّ، حَدَّثَنَا الزِّيَادِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: زِيَادَةُ مَنْطِقِ الرَّجُلِ عَلَى عَقْلِهِ خُدْعَةٌ، وَزِيَادَةُ عَقْلِ الرَّجُلِ عَلَى مَنْطِقِهِ هُجْنَةٌ، وَأَحْسَنُ ذَلِكَ مَا يُزَيِّنُ بَعْضُهُ بَعْضًا.(6/43)
2354 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، عَنِ الْمُفَضَّلِ الضَّبِّيِّ؛ قَالَ: نَزَلَ الْمُنْذِرُ فِي كَتِيبَةٍ مَوْضِعًا مُرْتَفِعًا، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَبَيْتَ اللَّعْنَ، إن ذبح رجل ها هنا إِلَى أَيِّ مَوْضِعٍ يَبْلُغُ دَمُهُ فِي هَذِهِ الرَّابِيَةِ؟ قَالَ: فَتَطَيَّرَ [ص:44] الْمُنْذِرُ مِنْ كَلامِهِ، فَقَالَ لَهُ الْمُنْذِرُ: الْمَذْبُوحُ وَاللهِ أَنْتَ؛ فَانْظُرْ إِلَى أَيْنَ يَبْلُغُ دَمُكَ. فَأَمَرَ بِذَبْحِهِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: رُبَّ كَلِمَةٍ تَقُولُ دَعْنِي.(6/43)
2355 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: كُلُّ عِزٍّ لَمْ يُؤَيَّدْ بِعِلْمٍ؛ فَإِلَى ذُلٍّ مَا يَصِيرُ.(6/44)
2356 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا ابْنُ سَابِقٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ: أَخْشَى أَنْ أَكُونَ مُنَافِقًا. فَقَالَ لَهُ: لَوْ [ص:45] كُنْتَ مُنَافِقًا لَمْ تَخْشَ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/44)
2356 - / م - أَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا لِمَحْمُودٍ:
(يَا نِاظِرًا يَرْنُو بِعَيْنَيْ رَاقِدٍ ... وَمُشَاهِدًا لِلأَمْرِ غَيْرَ مُشَاهِدِ)
(تَصِلُ الذُّنُوبَ إِلَى الذُّنُوبِ وَتَرْتَجِي ... دَرَكَ الْجِنَانِ بِهَا وَفَوْزَ الْعَابِدِ)
(وَنَسِيتَ أَنَّ اللهَ أَخْرَجَ آدَمًا ... مِنْهَا إِلَى الدُّنْيَا بِذَنْبٍ وَاحِدِ)(6/45)
2357 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِوَضَّاحِ الْيَمَنِ [ص:46]:
(مَا لَكَ وَضَّاحُ دَائِمَ الْغَزَلِ ... أَلَسْتَ تَخْشَى تَقَارُبَ الأَجَلِ)
(يَا مَوْتُ! مَا إِنْ تَزَالُ مُعْتَرِضًا ... لآمِلٍ دُونَ مُنْتَهَى الأَمَلِ)
(تَنَالُ كَفَّاكَ كُلَّ مُسْهِلَةٍ ... وَحُوتَ بَحْرٍ وَمَعْقِلَ الْوَعِلِ)
(صَلِّ لِذِي الْعَرْشِ وَاتَّخِذْ قَدَمًا ... يُنْجِيكَ يَوْمَ الْعِثَارِ وَالزَّلَلِ)(6/45)
2358 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: مَا كُنَّا نَشَاءُ أَنْ نَرَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا إِلا رَأَيْنَاهُ، وَمَا نَشَاءُ أَنْ نَرَاهُ نَائِمًا إِلا رَأَيْنَاهُ نائما
[إسناده لين، والحديث صحيح] .(6/46)
2359 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، نا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ يَقُولُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص:51]: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ؛ فَلا صَلاةَ إِلا الْمَكْتُوبَةُ»
__________
[إسناده صحيح] .(6/47)
2360 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ؛ قَالَ: بِئْسَ الزَّادُ إِلَى الْمَعَادِ الْعُدْوَانُ عَلَى الْعِبَادِ.(6/51)
2361 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: النَّاسُ عَامِلانِ: عَامِلٌ فِي الدُّنْيَا لِلدُّنْيَا، قَدْ شَغَلَتْهُ دُنْيَاهُ عَنْ آخِرَتِهِ، يَخْشَى عَلَى مَنْ يُخَلِّفُ الْفَقْرَ وَيَأْمَنُهُ عَلَى نَفْسِهِ، فَيَفْنَى عُمْرُهُ فِي بغية غيره، وعامر فِي الدُّنْيَا لِمَا بَعْدَهَا، فَجَاءَهُ الَّذِي لَهُ مِنَ الدُّنْيَا بِغَيْرِ عَمَلٍ، فَأَصْبَحَ مَلَكًا عِنْدَ اللهِ، لا يَسْأَلُ اللهَ شَيْئًا فَيَمْنَعُهُ.(6/51)
2362 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: لَمَّا كَلَّمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مُوسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] يَوْمَ الطُّورِ؛ كَانَ عَلَى مُوسَى جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ مُخَلَّلَةٌ بِالْعِيدَانِ، مَحْزُومٌ وِسْطُهُ بِشَرِيطِ لِيفٍ، وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى [ص:53] جَبَلٍ قَدْ أَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى صَخْرَةٍ مِنَ الْجَبَلِ، فَقَالَ اللهُ: يَا مُوسَى! إِنِّي قَدْ أَقَمْتُكَ مَقَامًا لَمْ يَقُمْهُ أَحَدٌ قَبْلَكَ وَلا يَقُومُهُ أَحَدٌ بَعْدَكَ، وَقَرَّبْتُكَ مِنِّي نَجِيًّا. قَالَ مُوسَى: إِلَهِي! وَلِمَ أَقَمْتَنِي هَذَا الْمَقَامَ؟ قَالَ: لِتَوَاضُعِكَ يَا مُوسَى. قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ مُوسَى لَذَاذَةَ الْكَلامِ مِنْ رَبِّهِ؛ نَادَى مُوسَى: إِلَهِي! أَقَرِيبٌ فَأُنَاجِيكَ أَمْ بَعِيدٌ فَأُنَادِيكَ؟ قَالَ: يَا مُوسَى! أَنَا جَلِيسُ مَنْ ذَكَرَنِي.(6/52)
2363 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: تَذَاكَرُوا النِّعَمَ؛ فَإِنَّ مَنْ ذَكَرَهَا شَكَرَهَا.(6/53)
2364 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، نا بَقِيَّةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، عَنْ [أَبِي] عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: [ص:55] مَنِ أتقى اللهَ؛ لَمْ يَشْفِ غَيْظَهُ، وَمَنْ خَافَ اللهَ؛ لَمْ يَفْعَلْ مَا يُرِيدُ، وَلَوْلا يَوْمُ الْقِيَامَةِ؛ لَكَانَ غَيْرُ مَا تَرَوْنَ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/54)
2365 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبِي، عَنِ الْعُتْبِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو يَعْقُوبَ الْخَطَّابِيُّ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْوَفَاةُ؛ قَالَ: أَجْلِسُونِي. فأجسلوه. فَقَالَ: إِلَهِي! أَنَا الَّذِي أَمَرْتَنِي فَقَصَّرْتُ، وَنَهَيْتَنِي فَعَصَيْتُ، وَلَكِنْ أَقُولُ: لا إِلَهَ إِلا اللهُ. ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ؛ فَأَبَّدَ النَّظَرَ - أَيْ: مَدَّ بَصَرَهُ - وَقَالَ: إِنِّي لأَرَى حَضَرَةً مَا هِيَ بِإِنْسٍ وَلا جِنٍّ. ثُمَّ قُبِضَ مِنْ سَاعَتِهِ.(6/55)
2366 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ؛ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ يُطِيلُ السُّكُوتَ، فَإِذَا تَكَلَّمَ؛ انْبَسَطَ، فَقُلْتُ لَهُ ذَاتَ يَوْمٍ: لَوْ تَكَلَّمْتَ! فَقَالَ: الْكَلامُ عَلَى أَرْبَعَةِ وُجُوهٍ؛ فَمِنْهُ كَلامٌ تَرْجُو مَنْفَعَتَهُ وَتَخْشَى عَاقِبَتَهُ؛ فَالْفَضْلُ فِيهِ السَّلامَةُ، وَمِنْهُ كَلامٌ لا تَرْجُو مَنْفَعَتَهُ وَلا تَخْشَى عاقبته؛ فأقل ما لك فِي تَرْكِهِ خِفَّةُ الْمَؤُنَةِ عَلَى بَدَنِكَ وَلِسَانِكَ، وَمِنْهُ كَلامٌ لا تَرْجُو مَنْفَعَتَهُ وَتَخْشَى عَاقِبَتَهُ، وَهَذَا هُوَ الدَّاءُ الْعُضَالُ، وَمِنَ الْكَلامِ كَلامٌ تَرْجُو مَنْفَعَتَهُ وَتَأْمَنُ عَاقِبَتَهُ؛ فَهَذَا الَّذِي يَجِبُ عَلَيْكَ نَشْرُهُ، فَإِذَا هُوَ قَدْ أَسْقَطَ ثَلاثَةَ أَرْبَاعِ الْكَلامِ.(6/56)
2367 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ ابْنِ مُبَارَكٍ الطَّبَرِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْمَنْصُورَ بِعَرَفَاتٍ يَخْطُبُ؛ فَقَالَ فِي آخر خطبته: [ص:57] يا أيها النَّاسُ! أَنَا سُلْطَانُ اللهِ فِي أَرْضِهِ، أَسُوسُكُمْ بِتَوْفِيقِهِ وَتَسْدِيدِهِ وَتَأْيِيدِهِ وَنَصْرِهِ، وَخَازِنُهُ عَلَى فَيْئِهِ، أَعْمَلُ فِيهِ بِمَشِيئَتِهِ وَأُقْسِمُ بِإِرَادَتِهِ وَأَعْطِيَتِهِ، قَدْ جَعَلَنِي عَلَيْهِ قُفْلا، إِنْ شَاءَ أَنْ يَفْتَحَنِي لإِعْطَائِكُمْ، وَقَسْمِ أَرْزَاقِكُمْ فَتَحَنِي، وَإِنْ شَاءَ أَنْ يَقْفُلُنِي عَلَيْهَا قَفَلَنِي؛ فَارْغَبُوا إِلَى اللهِ وَسَلُوهُ فِي هَذَا الْيَوْمِ الشَّرِيفِ الَّذِي وَهَبَ لَكُمْ فِيهَ مِنْ فَضْلِهِ مَا أَعْلَمَكُمْ فِي كِتَابِهِ؛ إِذْ يَقُولُ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دينا} [المائدة: 3] أَنْ يُوَفِّقَنِي لِلصَّوَابِ وَالرَّشَادِ، وَيُلْهِمَنِي الرَّأْفَةَ وَالرَّحْمَةِ وَالإِحْسَانِ إِلَيْكُمْ، وَيَفْتَحَنِي لإِعْطَائِكُمْ وَقَسْمِ أَرْزَاقِكُمْ بِالْعَدْلِ عَلَيْكُمْ.(6/56)
2368 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مَرْزُوقٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، نا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ؛ قَالَ: [ص:59] كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَتَرَقَّيْنَا فِي عَقَبَةٍ أَوْ ثَنِيَّةٍ؛ فَكَانَ الرَّجُلُ مِنَّا إِذَا عَلاهَا قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمًّا وَلا غَائِبًا» وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ! فَقَالَ: «يَا أَبَا مُوسَى - أَوْ: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ! - أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ؟ !» ، قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: «لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ»
__________
[إسناده صحيح] .(6/57)
2369 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحُنَيْنِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ: «الدُّنْيَا دُوَلٌ، مَا كَانَ مِنْهَا لَكَ أَتَاكَ عَلَى ضَعْفِكَ، وَمَا كَانَ مِنْهَا عَلَيْكَ لَمْ تَدْفَعْهُ بِقُوَّتِكَ، وَمَنِ انْقَطَعَ رَجَاؤُهُ مِمَّا فَاتَ اسْتَرَاحَ بَدَنُهُ، وَمَنْ رَضِيَ بِمَا رَزَقَهُ اللهُ قَرَّتْ عَيْنُهُ» .(6/60)
2370 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحُلْوَانِيُّ، نا أَبُو حُذَيْفَةَ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ زِيَادٍ الْمُصَفَّرِ، وَهُوَ مَوْلَى مُصْعَبٍ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَوْ تسمع لهم ركزا} [مريم: 98] ؛ قَالَ: ذَهَبَ النَّاسُ؛ فَلا صَوْتَ وَلا عَيْنَ.(6/60)
2371 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى لِبَعْضِهِمْ:
(هَذِي مَنَازِلُ أَقْوَامٍ عَهِدْتُهُمُ فِي ... ظِلِّ عَيْشٍ مُقِيمٍ مَا لَهُ خَطَرُ [ص:61])
(صَاحَتْ بِهِمْ حَادِثَاتُ الدَّهْرِ فَانْقَلَبُوا ... إِلَى الْقُبُورِ فَلا عَيْنٌ وَلا أَثَرُ)(6/60)
2372 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو سَلَمَةَ، نا يَحْيَى بْنُ عَمْرٍو النُّكْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ: (إلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بَقْلْبٍ سَلِيمٍ (89)) [الشعراء: 89] ؛ قَالَ: شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/61)
2373 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الأُشْنَانِيُّ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: مَنْ دَعَا لِظَالِمٍ بِطُولِ الْبَقَاءِ؛ فَقَدْ أَحَبَّ أَنْ يُعْصَى اللهُ.(6/61)
2374 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: الْفَاسِقُ أَرَى أَنَّهُ خَيْرٌ مِنِّي، وَذَلِكَ أَنِّي لَوْ قُلْتُ لَهُ: يَا فَاسِقُ! سَكَتَ [ص:62] عَنِّي، وَلَوْ قَالَ لِي: يَا مُرَائِي! لَغَضِبْتُ عَلَيْهِ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/61)
2375 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا الْعَبَّاسُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يُوسُفُ بْنُ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: سَأَلَ زُهَيْرٌ الْبَابِيُّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ عَنْ حَالِهِ، فَقَالَ لَهُ: كَمَا تُحِبُّ؟ فَقَالَ: لا تَقُلْ كَمَا تُحِبُّ؛ فَإِنِّي لا أُحِبُّ لِمَنْ أَحَبَّ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا.(6/62)
2376 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: وَدَّعَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَخًا لَهُ؛ فَكَانَ مِنْ دُعَائِهِ أَنْ قَالَ لَهُ: زَهَّدَكَ اللهُ زُهْدَ مَنْ أَمْكَنَهُ الذُّنُوبَ فِي الْخَلَوَاتِ؛ فَعَلِمَ ان اللهَ يَرَاهُ، فَتَرَكَهَا.(6/62)
2377 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَتَمَثَّلُ:
(ذَهَبَ الْوَفَاءُ ذِهَابَ أَمْسِ الذَّاهِبِ ... فَالنَّاسُ بَيْنَ مُخَاتِلٍ وَمُؤَارِبِ)
(يُغْشُونَ بَيْنَهُمُ الْمَوَدَّةَ وَالسَّخَاءَ ... وَقُلُوبُهُمْ مَحْشُوَّةٌ بِعَقَارِبِ)(6/62)
2378 - أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، أَنْشَدَنِي الْمَدَائِنِيُّ لِسُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ:
(وَهَوَّنَ وَجْدِي فِي شَرَاحِيلَ أَنَّنِي ... مَتَى شِئْتُ لاقيت امرءا مَاتَ صَاحِبُهُ)(6/63)
2379 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، عِنْ هَمَّامٍ، عَنْ مَطَرٍ وَقَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص:64]: «إِذَا قَعَدَ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ وَأَجْهَدَ نَفْسَهُ؛ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ»
__________
[إسناده حسن] .(6/63)
2380 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى، نا أَبِي الْحُسَيْنِ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: «عَلَمُ الإِسْلامِ الصَّلاةُ، فَمَنْ فَرَغَ لَهَا قَلْبُهُ وَحَادَ عَلَيْهَا حُدُودَهَا وَوَقْتَهَا؛ فَهُوَ مُؤْمِنٌ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(6/64)
2381 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي أَبِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: «أَرْبَعُ خِصَالٍ مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ: أَنْ تَكُونَ زَوْجَتُهُ صَالِحَةً، وَوَلَدُهُ أَبْرَارًا، وَخُلَطَاؤُهُ صَالِحِينَ، وَمَعِيشَتُهُ فِي بَلَدِهِ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(6/65)
2382 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ، نا أَبُو شُعَيْبٍ الْخَيَّاطُ؛ قَالَ: قُلْتُ لِيُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ: أَوْصِنِي. قَالَ: أُوصِيكَ أَنْ لا تَعْصِيَ اللهَ وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنْ قَدْ عَصَيْتَهُ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/65)
2383 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: بَلَغَنَا أَنَّ دُعَاءَ الْعَبْدِ يُحْبَسُ عَنِ السَّمَاءِ بِسُوءِ الطُّعْمَةِ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/65)
2384 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: [ص:66] كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يَخْتِمُوا الْقُرْآنَ أَوَّلَ اللَّيْلِ وَأَوَّلَ النَّهَارِ؛ فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تُصَلِّي عَلَيْهِ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ إِلَى آخِرِهِ، وَمِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ إِلَى آخِرِهِ.(6/65)
2385 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نا جَرِيرٌ، عَنْ طَلْقِ بْنِ مُعَاوِيَةَ - وَهُوَ جَدُّ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ -؛ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنَّا مِنْ سَفَرٍ يُقَالُ لَهُ: هِنْدُ بْنُ عَوْفٍ، فَلَمَّا قَدِمَ مَهَّدَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ فِرَاشًا فَنَامَ عَلَيْهِ، وَكَانَ لَهُ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي فِيهَا، فَنَامَ عَنْهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ حَلَفَ أَلا يَنَامَ عَلَى فِرَاشٍ أَبَدًا.(6/66)
2386 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَال: [ص:67] لَمَّا قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَجَدَ الْحَجَّاجُ صُنْدُوقًا فِي خَزَانَتِهِ عَلَيْهِ أَقْفَالُ حَدِيدٍ، فَفُتِحَتْ، وَتَعَجَّبَ الْحَجَّاجُ مِنْ ذَلِكَ، وَقَالَ: أَرَى فِي هَذَا شَيْئًا! فَإِذَا صُنْدُوقٌ آخَرَ عَلَيْهِ أَقْفَالٌ، فَفَتَحَهُ؛ فَإِذَا سَفَطٌ فِيهِ دُرْجٌ فَفَتَحَهُ، فَإِذَا فِيهِ صَحِيفَةٌ [فِيهَا] : إِذَا كَانَ الْحَدِيثُ حَلْفًا، وَالْمِيعَادُ خُلْفًا، وَالْمَقِيتُ إلفا، وَكَانَ الْوَلَدُ غَيْظًا وَالشِّتَاءُ قَيْظًا، وَغَاضَ الْكِرَامُ غَيْضًا، وَفَاضَ اللِّئَامُ فَيْضًا؛ فَأَعْنُزٌ عُفْرٌ فِي جَبَلٍ وَعْرٍ خَيْرٌ مِنْ مُلْكِ بنى النَّضْرِ، حَدَّثَنِي بِذَلِكَ كَعْبُ الْحَبْرِ.(6/66)
2387 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَرِّفٍ السَّكُونِيُّ، نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظيِّ: أَنَّ شَابًّا كَانَ يَخْدُمُ مُوسَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَكْتُبُ عَنْهُ الْعِلْمَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَهُ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ، فَأَذِنَ لَهُ، وَجَعَلَ ذَاكَ إِلَى وَقْتٍ، فَجَاءَ الْوَقْتُ، فَخَرَجَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ يَسْأَلُ عَنْ خَبَرِهِ؛ فَإِذَا رَجُلٌ مَعَهُ كَلْبٌ فِي سِلْسِلَةٍ، فَسَأَلَهُ مُوسَى: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ فَإِذَا هُوَ يُخْبِرُ أَنَّهُ جَاءَ مِنْ بَلْدَةِ الْفَتَى، فَسَأَلَهُ عَنْهُ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ الْكَلْبُ، وَأَنَّهُ كَانَ يَطْلُبُ الْعِلْمَ لِغَيْرِ اللهِ؛ فَفَعَلَ بِهِ هَذَا.(6/68)
2388 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الرِّيَاشِيُّ، نا أَبُو زَيْدٍ النَّحْوِيُّ؛ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ مِنَ الْعَرَبِ فِي بَادِيَةٍ، فَقَالَ لَهَا: هَلْ مِنْ لَبَنٍ يُبَاعُ؟ [ص:69] فَقَالَتْ: إِنَّكَ لَلَئِيمٌ أَوْ قَرِيبُ عَهْدٍ بِقَوْمٍ لِئَامٍ. ثُمَّ قَالَتْ: مَا سَمِعْتُ بِمِثْلِ هَذَا قَطُّ؛ أَنَّ اللَّبَنَ يُبَاعُ!(6/68)
2389 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: مَنْ أَحَبَّكَ نَهَاكَ، وَمَنْ أَبْغَضَكَ أَغْرَاكَ.(6/69)
2390 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالا: [ص:71] قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا ابْنُ الْعَوَاتِكِ مِنْ سُلَيْمٍ» . الْعَوَاتِكُ: ثَلاثُ نِسْوَةٍ مِنْ سُلَيْمٍ، تُسَمَّى كُلُّ وَاحِدَةٍ عَاتِكَةُ، إِحْدَاهُنَّ عَاتِكَةُ بِنْتُ هِلالِ بْنِ فَالِجِ بْنِ ذَكْوَانَ، وَهِيَ أُمُّ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَالثَّانِيَةُ: عَاتِكَةُ بِنْتُ مُرَّةَ بْنِ هِلالِ بْنِ فَالِجِ بْنِ ذَكْوَانَ، وَهِيَ أُمُّ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَالثَّالِثَةُ: عَاتِكَةُ بِنْتُ الأَوْقَصِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ هِلالِ بْنِ فَالِجِ بْنِ ذَكْوَانَ، وَهِيَ أُمُّ وَهْبٍ أَبِي آمِنَةَ أُمِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَالأُولَى مِنَ الْعَوَاتِكِ عَمَّةُ الْوُسْطَى، وَالْوُسْطَى عَمَّةُ الأُخْرَى، وَبَنُو سُلَيْمٍ تَفْخَرُ بِأَشْيَاءَ: مِنْهَا: أَنَّ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ هَذِهِ الْوِلادَاتِ. وَمِنْهَا: أَنَّهَا أُلِّفَتْ مَعَهُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدَّمَ [ص:72] لِوَاءَهُمْ عَلَى الأَلْوِيَةِ يَوْمَئِذٍ، وَكَانَ أَحْمَرَ. وَمِنْهَا: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ وَأَهْلِ الْبَصْرَةِ وَأَهْلِ مِصْرَ وَأَهْلِ الشَّامِ: أَنِ ابْعَثُوا إِلَيَّ مِنْ كُلِّ بَلَدٍ بِأَفْضَلِهِ رَجُلا. فَبَعَثَ أَهْلُ الْكُوفَةِ عُتْبَةَ بْنَ فَرْقَدٍ السُّلَمِيَّ، وَبَعَثَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ مُجَاشِعَ بْنَ مَسْعُودٍ السُّلَمِيَّ، وَبَعَثَ أهل مصر معن يَزِيدَ بْنِ الأَخْنَسِ السُّلَمِيَّ، وَبَعَثَ أَهْلُ الشَّامِ أَبَا الأَعْوَرِ السُّلَمِيَّ؛ فَصَارَ الْفَضْلُ فِي هَذِهِ الأَمْصَارِ كُلِّهَا لِسُلَيْمٍ.(6/69)
2391 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا قَبِيصَةُ، ناه سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنْسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: [ص:75] أَوْصَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِسَانُهُ ما يكاد يفيض بِهِ؛ فَقَالَ: «الصَّلاةُ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ»
__________
[إسناده حسن] .(6/72)
2392 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسٍ: [ص:76] أَنَّ رَجُلا كَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ قَدْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ عُدَّ فِينَا، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُمْلِي عَلَيْهِ: «غَفُورًا رَحِيمًا» ؛ فَيَقُولُ: أَكْتُبُ عَلِيمًا حَكِيمًا؟ فَيَقُولُ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اكْتُبْ كَيْفَ شِئْتَ» ، وَيُمْلِي عَلَيْهِ: «عَلِيمًا حَكِيمًا» ، فَيَقُولُ: أَكْتُبُ: سَمِيعًا بَصِيرًا؟ فَيَقُولُ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اكْتُبْ كَيْفَ شِئْتَ» . فَارْتَدَّ [ص:77] ذَلِكَ الرَّجُلُ وَلَحِقَ بِالْمُشْرِكِينَ وَقَالَ: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِمُحَمَّدٍ، إِنْ كُنْتُ لأَكْتُبُ مَا شِئْتُ، فَمَاتَ ذَلِكَ الرَّجُلُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الأَرْضَ لا تَقْبَلُهُ» . قَالَ أَنَسٌ: فَأَخْبَرَنِي أَبُو طَلْحَةَ أَنَّهُ أَتَى الأَرْضَ الَّتِي مَاتَ فِيهَا فَوَجَدَهُ مَنْبُوذًا. قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ هَذَا الرَّجُلِ؟ قَالُوا: دَفَنَّاهُ مِرَارًا فَلَمْ تَقْبَلْهُ الأَرْضُ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/75)
2393 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نا أَبُو عُبَيْدٍ، نا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قَالَ لِعَائِشَةَ وَهِيَ تُمَرِّضُهُ: [ص:78] وَاللهِ! لَقَدْ كُنْتُ حريصا على أن أوفر في فَيْءَ الْمُسْلِمِينَ، عَلَى أَنِّي قَدْ أَصَبْتُ مِنَ اللَّحْمِ وَاللَّبَنِ؛ فَانْظُرِي مَا عِنْدَنَا فَأَبْلِغِيهِ عُمَرَ. قَالَتْ: وَمَا كَانَ عَنْدَهُ دِينَارٌ وَلا دِرْهَمٌ، مَا كَانَ إِلا خَادِمٌ وَلِقْحَةٌ وَمَحْلَبٌ. فَلَمَّا رَجَعُوا مِنْ جَنَازَتِهِ أَمَرَتْ بِهِ عَائِشَةُ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ: يَرْحَمُ اللهُ أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بَعْدَهُ
__________
[صحيح] .(6/77)
2394 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نا أَبُو عُبَيْدٍ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: [ص:79] لا يَحِلُّ لِعُمَرَ مِنْ مَالِ اللهِ؛ إِلا حُلَّتَيْنِ: حُلَّةً لِلشِّتَاءِ، وَحُلَّةً لِلْقَيْظِ، وَمَا أَحُجُّ بِهِ وَأَعْتَمِرُ عَلَيْهِ مِنَ الظُّهْرِ، وَقُوتَ أَهْلِي كَرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ لَيْسَ بِأَغْنَاهُمْ وَلا بِأَفْقَرِهِمْ، ثُمَّ أَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
__________
[صحيح] .(6/78)
2395 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نا أَبُو عُبَيْدٍ، نا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص:80] دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِالْخَوَرْنَقِ وَعَلَيْهِ [شَمْلٌ] قَطِيفَةٌ وَهُوَ يَرْعَدُ مِنَ الْبَرْدِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنَّ اللهَ قَدْ جَعَلَ لَكَ وَلأَهْلِ بَيْتِكَ فِي هَذَا الْمَالِ نَصِيبًا وَأَنْتَ تَفْعَلُ بِنَفْسِكَ هَذَا؟ ! فَقَالَ: إِنِّي وَاللهِ! لا أُرْزَأُ مِنْ أَمْوَالِكُمْ شَيْئًا، وَهَذِهِ الْقَطِيفَةُ الَّتِي أَخْرَجْتُهَا مِنْ بَيْتِي - أَوْ قَالَ: مِنَ الْمَدِينَةِ -
__________
[إسناده حسن] .(6/79)
2396 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا حَكِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ الْبَرَاثِيَّ يَقُولُ: مَنْ زَهِدَ عَلَى حَقِيقَةٍ كَانَتْ مُؤْنَتُهُ فِي الدُّنْيَا خَفِيفَةً، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ [ص:81] ثَوَابَ الأَعْمَالِ ثَقُلَتْ عَلَيْهِ الأَعْمَالُ فِي جَمِيعِ الأَحْوَالِ.(6/80)
2397 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدَ التَّمِيمِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ؛ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي عَلَى دَاوُدَ الطَّائِيِّ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى التُّرَابِ لَيْسَ فِي مَنْزِلِهِ شَيْءٌ؛ فَقُلْتُ لِصَاحِبِي: هَذَا رَجُلٌ زَاهِدٌ. فَقَالَ دَاوُدُ: إِنَّمَا الزَّاهِدُ مَنْ قَدَرَ فَتَرَكَ.(6/81)
2398 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: قَالَ مُطَرِّفٌ: لَوْ كَانَ الْخَيْرُ فِي كَفِّي مَا نُلْتُهُ إِلا بِمَشِيئَةِ اللهِ.(6/81)
2399 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ: مَنِ اسْتَشَارَ رَجُلا فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِمَا رَأَى أَنَّ الصَّلاحَ فِي غَيْرِهِ؛ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يُسْلَبَ عَقْلُهُ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(6/81)
2400 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ بْنِ كَيْسَانَ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: حُبِسَ وَهْبُ بْنُ مُنَبَّهٍ، فَوَاصَلَ ثَلاثًا، فَقِيلَ لَهُ: مَا هَذَا الصَّوْمُ؟ فَقَالَ وَهْبٌ: نَحْنُ فِي طَرَفٍ مِنْ عَذَابِ اللهِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: (وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِم وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (76)) [المؤمنون: 76] ، أَحْدَثَ لَنَا الْحَبْسُ فَأَحْدَثْنَا زِيَادَةَ عِبَادَةٍ.(6/82)
2401 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، نا عَبْدُ الْكَبِيرِ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ عُدَيْسَةَ ابْنَةِ أُهْبَانَ بْنِ صَيْفِيٍّ؛ أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبِي أُهْبَانَ بْنَ صَيْفِيٍّ يَقُولُ: سَمِعْتُ خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ [ص:84]: «إِذَا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ؛ فَاتَّخِذْ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ» . فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ؛ قَالَ: لا تُكَفِّنُونِي فِي قَمِيصٍ. فَلَمَّا مَاتَ وَغُسِّلَ نَظَرْتُ إِلَى قَمِيصٍ لَهُ قَدْ جَاءَ مِنِ الْقِصَارِ عَلَى الْمِشْجَبِ، فَاشْتَهَيْتُ أَنْ أُكَفِّنَهُ فِيهِ، فَكَفَّنْتُهُ فِيهِ وَدَفَنَّاهُ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا الْقَمِيصُ عَلَى الْمِشْجَبِ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/82)
2402 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نا عَوْفٌ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلْحَسَنِ: إِنِّي أَكْرَهُ الْمَوْتَ. قَالَ: لأَنَّكَ أَخَّرْتَ مَالَكَ، وَلَوْ قَدَّمْتَهُ؛ لَسَرَّكَ أَنْ تَلْحَقَ بِهِ.(6/85)
2403 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا الْحَسَنُ بْنُ السَّكَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كَتَبَ بَعْضُ الزُّهَّادِ إِلَى أَخٍ لَهُ: كَثُرَ تَعَجُّبِي مِنْ قَلْبٍ يَأْلَفُ الذَّنْبَ وَنَفْسٌ تَطْمَئِنُّ إِلَى الْبَقَاءِ، وَالسَّاعَةُ تَنْقُلُنَا، وَالأَيَّامُ تَطْوِي أَعْمَارَنَا؛ فَكَيْفَ يَأْلَفُ قَلْبٌ مَا لا ثَبَاتَ لَهُ؟ ! وَكَيْفَ تَنَامُ عَيْنٌ لا تَدْرِي لَعَلَّهَا لا تَطْرُفُ بَعْدَ رَقْدَتِهَا إِلا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؟ ! وَالسَّلامُ.(6/85)
2404 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: وَدَّعَتْ أَعْرَابِيَّةٌ رَجُلا؛ فَقَالَتْ: أَكْبَتَ اللهُ لَكَ كُلَّ عَدُوٍّ إِلا نَفْسَكَ، وَجَعَلَ خَيْرَ عَمَلِكَ مَا ولي أَجَلُكَ.(6/85)
2405 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَدَائِنِيَّ يَقُولُ: كَانَ عَمْرُو بْنُ مُعَاوِيَةَ الْعُقَيْلِيُّ يَقُولُ: اللهُمَّ! قِنِي عَثَرَاتِ الكلام.(6/86)
2406 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ الْوَلِيدِ، نا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ؛ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ خَطَايَا أَكْثَرُهُمْ ذِكْرًا لِخَطَايَا النَّاسِ.(6/86)
2407 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا أَبُو هِلالٍ، نا أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ؛ قَال: [ص:87] كَانَ الْحَسَنُ يَبْصُرُ مِنَ الْفِتْنَةِ إِذَا أَقْبَلَتْ كَمَا نَبْصُرُ نَحْنُ مِنْهَا إِذَا أَدْبَرَتْ
__________
[إسناده حسن] .(6/86)
2408 - حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ، نا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنِ الْمُطْعِمِ بْنِ الْمِقْدَامِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ الأَزْدِيِّ؛ قَالَ: كَتَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَى سَلْمَانَ: مِنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ إِلَى سَلْمَانَ؛ أَمَّا بَعْدُ يَا أَخِي! إِنِّي أُنْبِئْتُ أَنَّكَ اشْتَرَيْتَ خَادِمًا، وَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْعَبْدُ مِنَ اللهِ وَهُوَ مِنْهُ مَا لَمْ يُخْدَمْ، فَإِذَا خُدِمَ؛ وَقَعَ عَلَيْهِ الْحِسَابُ» ، وَإِنَّ أُمَّ الدَّرْدَاءِ سَأَلْتَنِي أَنْ أَشْتَرِيَ لَهَا خَادِمًا وَكُنْتُ لِذَلِكَ مُوسِرًا، وَإِنِّي خِفْتُ الْحِسَابَ، يَا أَخِي! إِيَّاكَ أَنْ تَلْقَى اللهَ وَحِسَابٌ عَلَيْكَ؛ فَإِنَّا عِشْنَا بَعْدَ نَبِيِّنَا دَهْرًا طَوِيلا وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا أَحْدَثْنَا، وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/87)
2409 - حَدَّثَنَا يحيى بن المختار؛ قل: كَانَ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ يَمْتَحِنُ مَنْ يُرِيدُهُ لِلْقَضَاءِ؛ فَكَانَ يَقُولُ [ص:88] لأَحَدِهِمْ: مَا تَقُولُ فِي رَجُلَيْنِ زَوَّجَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا الآخَرَ أُمَّهُ، فَوُلِدَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنَ امْرَأَتِهِ وَلَدٌ؛ مَا قَرَابَةُ مَا بَيْنَ الْوَلَدَيْنِ؟ فَلَمْ يَعْرِفْهَا، فَقَالَ لَهُ يَحْيَى: كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَمُّ الآخَرِ لأُمِّهِ.(6/87)
2410 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ وَبِشْرُ بْنُ مُوسَى؛ قَالا: نا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ: نا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: [ص:89] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَحْتَجِمُ ثَلاثًا؛ اثْنَتَيْنِ عَلَى الأَخْدَعَيْنِ، وَوَاحِدَةً عَلَى الْكَاهِلِ
[إسناده ضعيف، والحديث صحيح] .(6/88)
2411 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ؛ أَنَّهُ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَهْلَ النَّارِ يُعَذَّبُونَ بِأَنْوَاعٍ مِنَ الْعَذَابِ، فَكُلَّمَا عُذِّبُوا بِنَوْعٍ [ص:90] مِنَ الْعَذَابِ؛ نُقِلُوا إِلَى نَوْعٍ أَشَدَّ مَنْهُ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا! عَذِّبْنَا كَيْفَ شِئْتَ بِمَا شِئْتَ، وَلا تَغْضَبْ عَلَيْنَا؛ فَإِنَّ غَضَبَكَ أَشَدُّ عَلَيْنَا مِنَ النَّارِ، إِذَا غَضِبْتَ عَلَيْنَا ضَاقَتْ عَلَيْنَا الأَنْكَالُ وَالْقُيُودُ وَالسَّلاسِلُ وَالأَغْلالُ.(6/89)
2412 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ حبيب يقول: لا تَأْمَنْ مَنْ قَطَعَ فِي خَمْسَةِ دَرَاهِمَ خَيْرَ أَعْضَائِكَ أَنْ يَكُونَ عِقَابُهُ هَكَذَا غَدًا.(6/90)
2413 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: بَلَغَنِي عَنْ عَائِشَةَ كَلِمَةٌ حَسَنَةٌ أَنَّهَا قَالَتْ لِرَجُلٍ: يَا بُنَيَّ! لا تَطْلُبَنَّ مَا عِنْدَ اللهِ مِنْ غَيْرِ اللهِ فَتُسْخِطَ اللهَ.(6/90)
2414 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ يَدْعُو: اللهُمَّ! إِنَّ [ص:91] ذُنُوبِي لا تَضُرُّكَ، وَإِنَّ رَحْمَتَكَ إِيَّايَ لا تُنْقِصُكَ؛ فَاغْفِرْ لِي مَا لا يَضُرُّكَ، وَأَعْطِنِي مَا لا يُنْقِصُكَ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(6/90)
2415 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا عَفَّانُ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ؛ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى مَكَّةَ؛ فَمَا ضَرَبَ فُسْطَاطًا وَلا خِبَاءً حَتَّى رَجَعَ، كَانَ يُلْقِي كِسَاءً أَوْ نِطَعًا عَلَى الشَّجَرِ، فَيَسْتَظِلُّ بِهِ.(6/91)
2416 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ جَالِسًا ذَاتَ يَوْمٍ، فَمَرَّتْ بِهِ جِارِيَةٌ تَحْمِلُ قِرْبَةً، فَقَامَ، فَأَخَذَ مِنْهَا الْقِرْبَةَ وَحَمَلَهَا عَلَى عُنُقِهِ حَتَّى وَدَاهَا ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: إِنَّ نَفْسِي أَعْجَبَتْنِي؛ فَأَرَدْتُ أَنْ أَذِلَّهَا.(6/91)
2417 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، عَنِ الْوَلِيدِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: [ص:92] مَنْ قَالَ: اللهُمَّ! إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تُبْتُ إِلَيْكَ مِنْهُ ثُمَّ عُدْتُ فِيهِ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا وَعَدْتُكَ مِنْ نَفْسِي وَأَخْلَفْتُكَ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِلنِّعَمِ الَّتِي أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ فَقَوِيتُ بِهَا عَلَى مَعْصِيَتِكَ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ وَمَعْصِيَةٍ ارْتَكَبْتُهَا؛ غَفَرَ اللهُ لَهُ وَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبُهُ عَدَدَ ورق الشَّجَرِ وَرَمْلِ عَالِجٍ وَقَطْرِ السَّمَاءِ.(6/91)
2418 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ؛ قَالا: نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، نا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَالَ: [ص:93] اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَقَاهُ جِبْرِيلُ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ، فَقَالَ: «بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ وَحَاسِدٍ، وَاللهُ يَشْفِيكَ»
__________
[إسناده حسن] .(6/92)
2419 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ هِشَامٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ هِشَامٍ: أَنَّ رَجُلا أُخِذَ أَسِيرًا، فَأُلْقِيَ فِي جُبٍّ وَوُضِعَ عَلَى رَأْسِ الْجُبِّ صَخْرَةٌ، فَلُقِّنَ فِيهَا: قُلْ: سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْحَيِّ! سُبْحَانَ الْحَقِّ الْقُدُّوسِ! سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ! فَخَرَجَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ أخْرَجهُ إنْسَانٌ.(6/93)
2420 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبُو سَعِيدٍ، نا النَّضْرُ الْحَارِثِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قَالَ: [ص:94] مَا أَفْظَعَ الْمَوْتَ وَأَبْعَدَ السِّبَا، وَأَشَدُّ مِنْهُمَا فَقِيرٌ ذُو خَلَّةٍ يَتَمَلَّقُ صَاحِبُهُ ثُمَّ لا يُعْطَى شَيْئًا.(6/93)
2421 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: وَقَفَتْ أَعْرَابِيَّةٌ عَلَى قَبْرِ ابْنِهَا؛ فَقَالَتْ: وَاللهِ! مَا كَانَ مَالُكَ لِعُرْسِكَ، وَلا هَمُّكَ لِنَفْسِكَ، وَمَا كُنْتَ إِلا كَمَا قَالَ الْقَائِلُ:
(رَحِيبُ ذِرَاعٍ بِاللهِ لا تَشِينُهُ ... وَإِنْ كَانَتِ الْفَحْشَاءُ ضَاقَ بِهَا ذَرْعًا)(6/94)
2422 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو نَصْرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ جَدِّي يَقُولُ: [ص:95] وَقَفَتْ عَائِشَةُ عَلَى قَبْرِ أَبِيهَا رَحِمَهُ اللهُ؛ فَقَالَتْ: رَحِمَكَ اللهُ يَا أَبَةِ! لَقَدْ قُمْتَ بِالدِّينِ حِينَ وهى شُعَبُهُ، وَتَفَاقَمَ صَدْعُهُ، وَرَحُبَتْ جَوَانِبُهُ، وَبَغَضْتَ مَا أَصْغُوا إِلَيْهِ، وَشَمَّرَتْ فِيمَا وَنُوا عَنْهُ، وَاسْتَخْفَفْتَ مِنْ دُنْيَاكَ، مَا اسْتَوْطَنُوا، وَصَغَّرْتَ مِنْهَا مَا عَظَّمُوا، وَلَمْ تَهْضِمْ دِينَكَ، وَلَمْ تَنْسَ غَدَكَ؛ فَفَازَ عِنْدَ الْمُسَاهَمَةِ قَدْحُكَ، وَخَفَّ مِمَّا اسْتَوْزَرُوا ظَهْرُكَ، حتى قررت الرؤوس عَلَى كَوَاهِلِهَا، وَحَقَنْتَ الدِّمَاءَ فِي أَهُبِّهَا - يَعْنِي: فِي الأَجْسَادِ -؛ فَنَضَّرَ اللهُ وَجْهَكَ يَا أَبَةِ! فَلَقَدْ كُنْتَ لِلدُّنْيَا مُذِلا بِإِدْبَارِكَ عَنْهَا، وَلِلآخِرَةِ مُعِزًّا بِإِقْبَالِكَ عَلَيْهَا، وَلَكَأَنَّ أَجَلَّ الرَّزَايَا بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِزْؤُكَ، وَأَكْبَرُ الْمَصَائِبِ فَقْدُكَ؛ فَعَلَيْكَ سَلامُ اللهِ وَرَحْمَتُهُ، غَيْرَ قَالِيَةٍ لِحَيَاتِكَ، وَلا زَارِيَةٍ عَلَى الْقَضَاءِ فِيكَ.(6/94)
2423 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيُّ، نا أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ؛ قَالَ: كَانَتْ تَعْزِيَةُ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ: كُلُّ مُصِيبَةٍ مَا عَدَا النَّفْسُ جَلَلٌ. فَلَمَّا أَسْلَمُوا وَتَفَقَّهُوا؛ قَالُوا: كُلُّ مُصِيبَةٍ مَا عَدَا النَّارَ جَلَلٌ.(6/95)
2424 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا حَجَّاجٌ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: [ص:97] أَنَّ عَمْرَو بْنَ أُقَيْشٍ كَانَ لَهُ رِبًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَكَانَ يَمْنَعُهُ ذَلِكَ الرِّبَا مِنَ الإِسْلامِ حَتَّى يَأْخُذَهُ ثم يسلم، فجاء [و] رسول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ بِأُحُدٍ، فَقَالَ: أَيْنَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ؟ فَقَالُوا: بِأُحُدٍ. فَقَالَ: أَيْنَ بَنُو أَخِيهِ؟ قَالُوا: بِأُحُدٍ. فَسَأَلَ عَنْ قَوْمِهِ. فَقَالُوا: بِأُحُدٍ. فَأَخَذَ سَيْفَهُ وَرُمْحَهُ وَلَبِسَ لأْمَتَهُ ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أُحُدٍ، فَلَمَّا رَآهُ الْمُسْلِمُونَ؛ قَالُوا: إِلَيْكَ عَنَّا يَا عَمْرُو. قَالَ: إِنِّي قَدْ آمَنْتُ، فَحَمَلَ، فَقَاتَلَ، فَحُمِلَ إِلَى أَهْلِهِ جَرِيحًا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقَالَ - يَعْنِي لامْرَأَتِهِ -: سَلِيهِ. فَقَالَتْ: جِئْتَ غَضَبًا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ. أَمْ حَمِيَّةً وغضبا لقومك؟ فقال: بك جِئْتُ غَضَبًا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَدَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَا صَلَّى لِلَّهِ صَلاةً
__________
[إسناده حسن] .(6/96)
2425 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي، نا دَاوُدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ؛ قَالَ: [ص:98] مَاتَ عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ أَخُو سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، فَأَتَاهُ عَلِيُّ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ يُعَزِّيهِ، فَتَحَدَّثَ سُفْيَانُ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: تَتَحَدَّثُ وَقَدْ مَاتَ عُمَرُ؟ فَقَالَ لَهُ سُفْيَانُ: لَوْ مَاتَ أَهْلُ الدُّنْيَا غَيْرِي وَغَيْرُكَ مَا اعْتَبَرْنَا.(6/97)
2426 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: وَذُكِرَ لِسُفْيَانَ الْعِلاجُ وَالطِّبُّ فِي مَرَضِهِ؛ فَقَالَ: قَدْ بَعَثْتُ بِمَائِي إِلَى الطَّبِيبِ بِالْحِيرَةِ وَأَنَا بِالْكُوفَةِ يَنْظُرُ إِلَيْهِ. قَالَ بِشْرٌ: فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ؛ قَالَ: هَذَا رَجُلٌ مَحْزُونٌ قَدْ أَحْرَقَ الْحُزْنُ جَوْفَهُ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا مِنَّا مَعَاشِرَ الرُّهْبَانِ لَيْسَ مِنْكُمْ.(6/98)
2427 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: [ص:99] أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ صَاحِبُ الْعِلْمِ فِي كِفَايَةٍ؛ لأَنَّ الآفَاتِ إِلَيْهِمْ سَرِيعَةٌ، وَأَلْسِنَةَ النَّاسِ إِلَيْهِمْ أَسْرَعُ، وَإِذَا احْتَاجَ؛ ذَلَّ، وَلَوْلا هَذِهِ الْبُضَيْعَةُ الَّتِي مَعِي لَتَمَنْدَلَ الْمُلُوكُ بِي، وَإِذَا رَأَيْتَ الْقَارِئَ يَلْزَمُ بَابَ الْمُلُوكِ؛ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لِصٌّ.(6/98)
2428 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، نا أَبُو كِبْرَانَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: أَحِبَّ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكَ وَلا تَكُنْ رَافِضِيًّا، وَاعْمَلْ بِالْقُرْآنِ وَلا تَكُنْ حَرُورِيًّا، وَاعْلَمْ أَنَّهُ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ، وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سِيَّئَةٍ [ص:100] فَمِنْ نَفْسِكَ، وَلا تَكُنْ قَدَرِيًّا، وَأَطِعِ الإِمَامَ، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا.(6/99)
2429 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: أُدْخِلَ عَلَى عِيسَى بْنِ مُوسَى رَجُلٌ يُعَاقِبُهُ وَعِنْدَهُ ابْنُ شُبْرُمَةَ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ عِيسَى بْنُ مُوسَى، فَقَالَ لَهُ: أَتَعْرِفُ هَذَا الرَّجُلَ؟ فَقَالَ لَهُ: نَعَمْ أَصْلَحَكَ اللهُ، وَإِنَّ لَهُ شَرَفًا وَبَيْتًا وَقَدَمًا. فَأَطْلَقَهُ، فَلَمَّا خَرَجَ قِيلَ لَهُ: أَعَرَفْتَهُ؟ فَقَالَ: مَا رَأَيْتُهُ قَبْلَ هَذَا الْوَقْتِ، وَلَكِنْ لَمَّا نَظَرَ إِلَيَّ فَأَمُلَ فِيَّ الْخَيْرِ كَرِهْتُ أَنْ أَخْذُلَهُ. فَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ وَصَفْتَ بَيْتَهُ وَشَرَفَهُ وَقَدَمَهُ. قَالَ: لَكِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ لَهُ بَيْتًا يَأْوِي إِلَيْهِ، وَشَرَفَهُ أُذُنَاهُ وَمَنْكِبَاهُ، وَقَدَمَهُ الْقَدَمُ الَّتِي يَمْشِي عَلَيْهَا.(6/100)
2430 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: [ص:101] دَخَلَ الشَّعْبِيُّ عَلَى بَعْضِ الْوُلاةِ وَهُوَ يُدَوِّنُ، فَدَخَلَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ الْوَالِي: مَنْ يَعْرِفُكَ؟ قَالَ: الشَّعْبِيُّ. فَالْتَفَتَ إِلَيَّ الْوَالِي، فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِيهِ؟ فَقَالَ [لَهُ] : إِنَّهُ لَنَافِذُ الطَّعْنَةِ، رَكِينُ الْقِعْدَةِ. فَلَمَّا خَرَجَ الشَّعْبِيُّ قِيلَ لَهُ: كَيْفَ عَرَفْتَهُ وَوَصَفْتَهُ بِهَذِهِ الصِّفَةِ؟ قَالَ: مَا قُلْتُ إِلا حَقًّا، إِنَّهُ لَخَيَّاطٌ عِنْدَنَا أعرفه.(6/100)
2431 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ الأَزْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الزِّيَادِيَّ أَبَا إِسْحَاقَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: أَرْجَفَ النَّاسُ بِمَوْتِ الْحَجَّاجِ، فَخَطَبَ فَقَالَ: إِنَّ طَائِفَةً مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَأَهْلِ الشِّقَاقِ والنفاق نزع الشَّيْطَانُ بَيْنَهُمْ، فَقَالُوا: مَاتَ الْحَجَّاجُ، وَمَاتَ الْحَجَّاجُ؛ فَمَهْ؟ وَهَلْ يَرْجُو الْحَجَّاجُ الْخَيْرَ إِلا بَعْدَ [ص:102] الْمَوْتِ؟ ! وَاللهِ مَا يَسُرُّنِي أَلا أَمُوتُ وَأَنَّ لِي الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَمَا رَأَيْتُ اللهَ رَضِيَ التَّخْلِيدَ إِلا لِأَهْوَنِ خَلْقِهِ عَلَيْهِ؛ إِبْلِيسَ، حَيْثُ قَالَ: {إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ} [الأعراف: 15] ، فَأَنْظَرَهُ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَلَقَدْ دَعَا اللهَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ؛ فَقَالَ: {وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ من بعدي} [ص: 35] ؛ فَأَعْطَاهُ ذَلِكَ إِلا الْبَقَاءَ؛ فَمَا عَسَى أَنْ يَكُونَ أَيُّهَا الرَّجَلُ؟ ! وَكُلُّكُمْ ذَلِكَ الرَّجُلُ، كَأَنِّي وَاللهِ بِكُلِّ جُزْءٍ مِنِّي وَمِنْكُمْ مَيْتًا، وَبِكُلِّ رَطْبٍ يَابِسًا، ثُمَّ يُنْقَلُ فِي ثِيَابِ أَكْفَانِهِ إِلَى ثَلاثَةِ أَذْرُعٍ طُولا فِي ذِرَاعٍ عَرْضًا، فَأَكَلَتِ الأَرْضُ لَحْمَهُ وَمَصَّتْ صَدِيدَهُ، وَانْصَرَفَ الْحَبِيبُ مِنْ وَلَدِهِ يُقَسِّمُ الْحَبِيبَ مِنْ مَالِهِ، إن الذين يعقلون يَعْقِلُونَ مَا أَقُولُ. ثُمَّ نَزَلَ.(6/101)
2432 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْخَطَّابِ الْجُبَيْرِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيَّ يَقُولُ: إِنَّ الطَّيْرَ لَيَلْقَى الطَّيْرَ بَعْضُهَا بَعْضًا لَيْلَةَ الْجُمْعَةِ، فَتَقُولُ لَهَا: أَشَعَرْتِ أَنَّ الْجُمْعَةَ غَدًا؟(6/102)
2433 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَيُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ قَالا: نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نا عَوْفٌ؛ [ص:103] قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ زَمَنَ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ: اتَّقُوا اللهَ؛ فَإِنَّ عِنْدَ اللهِ حَجَّاجِينَ كَثِيرَةً.(6/102)
2434 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا أَبُو غَسَّانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنِي مُصْعَبُ بْنُ عُثْمَانَ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: هَاجَرْتُ وَأَنَا فِي بَطْنِ أُمِّي؛ فَمَا كَانَ يُصِيبُهَا شَيْءٌ مِنَ الأَذَى إِلا دَخَلَ عَلَيَّ أَلَمُ ذَلِكَ وَشِدَّتُهُ.(6/103)
2435 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمِّهِ الأَصْمَعِيِّ، عَنْ قُرَّةَ، عَنْ قَتَادَةَ: [ص:105] أَنَّ أُمَّ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ كَانَتْ مَوْلاةً لأُمِّ سَلَمَةَ، وَكَانَ اسْمُهَا خَيْرَةَ، فَرُبَّمَا غَابَتْ أُمُّهُ، فَيَبْكِي الْحَسَنُ وَهُوَ صَبِيٌّ، فَتُعْطِيهِ أُمُّ سَلَمَةَ ثَدْيَيْهَا تُعَلِّلُهُ بِهِمَا إِلَى أَنْ تَجِيءَ أُمُّهُ، فَدَرَّ عَلَيْهِ ثَدْيَاهَا فَشَرِبَ، فَيَرَوْنَ أَنَّ تِلْكَ الْحِكْمَةَ وَالْفَصَاحَةَ مِنْ بَرَكَةِ ذَلِكَ، وَنَشَأَ الْحَسَنُ بِوَادِي الْقُرَى، وَهُوَ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، وَاسْمُ أَبِيهِ يَسَارٌ، مَوْلًى لِلأَنْصَارِ، وَكَانَ يَسَارٌ مِنْ سَبْيِ مَيْسَانَ، وَكَانَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ افْتَتَحَهَا.(6/103)
2435 - / 1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ؛ قَالَ: [ص:106] بَلَغَنِي عَنْ سُلَيْمَانَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا، فَرَأَى عُصْفُورًا يُرِيدُ زَوْجَتَهُ عَلَى السِّفَادِ وَهِيَ تَمْتَنِعُ مِنْهُ، فَضَرَبَ بِمِنْقَارِهِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ رَفَعَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ: هَلْ تَدْرُونَ مَا قَالَ لَهَا؟ قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: وَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ؛ مَا أُرِيدُ سِفَادَ لَذَّةٍ، وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ مِنْ نَسْلِي وَنَسْلِكَ مَنْ يُسَبِّحُ اللهَ فِي الأَرْضِ.(6/105)
2435 - / 2 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، نا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: لَقِيَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ الْجَاثَلِيقَ وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ، فَقَالَ لَهُ يَحْيَى: مَا أَبْعَدَ مَرْكَبَكَ مِنْ مَرْكَبِ الْمَسِيحِ؛ فَإِنَّ الْمَسِيحَ كَانَ يَرْكَبُ الْحِمَارَ، وَأَنْتَ تَرْكَبُ الْبَغْلَ. فَقَالَ لَهُ الْجَاثَلِيقُ: إِنَّ الْبَغْلَةَ بِنْتَ الْحِمَارِ، وَأَنْتَ تَرْكَبُ الْفَرَسَ، وَنَبِيُّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْكَبُ الْجَمَلَ.(6/106)
2435 - / 3 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: [ص:107] رُؤِيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ يُمَاكِسُ فِي دِرْهَمٍ، فَقِيلَ لَهُ: تُمَاكِسُ فِي دِرْهَمٍ وَأَنْتَ تَجُودُ مِنَ الْمَالِ بِكَذَا وَكَذَا؟ ! فَقَالَ: ذَاكَ مَالِي جُدْتُ بِهِ، وَهَذَا عَقْلِي بَخِلْتُ بِهِ.(6/106)
2435 - / 4 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: [ص:108] سُئِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ: مَا الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: لا تَعْمَلْ شَيْئًا فِي السر تستحي مِنْهُ فِي الْعَلانِيَةِ.(6/107)
2435 - / 5 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، نا عِيسَى، نا ضَمْرَةُ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى؛ قَالَ: قَالَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: إِذَا أَكَلْتَ؛ فَاتَّكِئْ عَلَى يَسَارِكَ؛ فَإِنَّ الْكَبِدَ تَقَعُ عَلَى الْمَعِدَةِ فَتَهْضِمُ مَا فِيهَا مِنَ الطَّعَامِ.(6/108)
2435 - / 6 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: عَجَبًا لِمَنْ قِيلَ فِيهِ الْخَيْرُ وَلَيْسَ فِيهِ خَيْرٌ؛ كَيْفَ يَفْرَحُ! وَعَجَبًا لِمَنْ قِيلَ فِيهِ الشَّرُّ وَهُوَ فِيهِ؛ كَيْفَ يَغْضَبُ! وَأَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ مَنْ أَحَبَّ نَفْسَهُ عَلَى الْيَقِينِ وَأَبْغَضَ النَّاسَ عَلَى الظُّنُونِ. [ص:109] وَكَانَ يقال: لا يَغْلِبَنَّ جَهْلَ غَيْرِكَ عِلْمُكَ بِنَفْسِكَ.(6/108)
2435 - / 7 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو نصر؛ سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا مِنْ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ يَقُولُ: كَفَى جَهْلا أَنْ يَمْدَحَ الْمَادِحُ بِخِلافِ مَا يَعْرِفُ الْمَمْدُوحُ مِنْ نَفْسِهِ.(6/109)
2435 - / 8 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: ذَكَرَ أَعْرَابِيٌّ رَجُلا، فَقَالَ: لا تَرَاهُ الدَّهْرَ إِلا وَكَأَنَّهُ لا غِنَى بِهِ عَنْكَ، وَإِنْ كُنْتَ أَحْوَجَ إِلَيْهِ، وَإِنْ أَذْنَبْتَ غَفَرَ وَكَأَنَّهُ الْمُذْنِبُ، وَإِنْ أَسَأْتَ إِلَيْهِ أَحْسَنَ وَكَأَنَّهُ الْمُسِيءُ.(6/109)
2435 - / 9 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: [ص:110] مَا خَدَعَنِي أَحَدٌ قَطُّ إِلا غُلامٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ؛ فَإِنِّي خَطَبْتُ امْرَأَةً مِنْهُمْ، فَقَالَ: أَيُّهَا الأَمِيرُ! لا خَيْرَ لَكَ فِيهَا، إِنِّي رَأَيْتُ رَجُلا قَدْ خَلا بِهَا يُقَبِّلُهَا، ثُمَّ بَلَغَنِي أَنَّهُ تَزَوَّجَهَا، فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: بَلَى، رَأَيْتُ أَبَاهَا يُقَبِّلُهَا
__________
[إسناده ضعيف] .(6/109)
2435 - / 10 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: عِزُّ الشَّرِيفِ أَدَبُهُ.(6/110)
2435 - / 11 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: تَمَنَّ. قَالَ: الْكِفَايَةَ، وَالانْتِقَالَ مِنْ ظِلٍّ إِلَى ظِلٍّ، وَمُحَادَثَةَ الإِخْوَانِ.(6/110)
2435 - / 12 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْهَرَوِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى الثَّوْرِيِّ بِمَكَّةَ وَقَدْ شَرِبَ دَوَاءً، وَقَدْ أَصَابَهُ فِي رَأْسِهِ رِيحٌ قَدْ تَحَيَّرَ مِنْهَا؛ فَقُلْتُ: مَا فِي الْبَيْتِ مِنْ بَصَلَةٍ؟ فَأَتَيْتُ بِهَا، [ص:111] فَشَقَقْتُهَا، فَنَاوَلْتُهَا سُفْيَانَ [الثَّوْرِيَّ] ، فَقُلْتُ: شُمَّهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! فَشَمَّهُ، فَعَطِسَ وَطَابَتْ نَفْسُهُ، فَقَالَ: يَا ابْنَ الْمُبَارَكِ! فَقِيهٌ وَطَبِيبٌ.(6/110)
2436 - حَدَّثَنَا [إِبْرَاهِيمُ] الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ: خَرَجَ عَلَيْنَا الزُّهْرِيُّ مِنْ عِنْدِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالَ: لَقَدْ تَكَلَّمَ الْيَوْمَ رَجُلٌ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينِ مَا سَمِعْتُ كَلامًا أَحْسَنَ مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ: يا أمير المؤمنين! امسع مِنِّي أَرْبَعُ كَلِمَاتٍ فِيهِنَّ صَلاحُ دِينِكَ وَمُلْكِكَ وَآخِرَتِكَ وَدُنْيَاكَ. قَالَ: وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: لا تَعِدَنَّ أَحَدًا عِدَةً وَأَنْتَ لا تُرِيدُ إنجازها، ولا يغرنك مرتقى سَهْلا إِذَا كَانَ الْمُنْحَدَرُ وَعِرًا، وَاعْلَمْ أَنَّ [ص:112] لِلْأَعْمَالِ آخِرًا؛ فَاحْذَرِ الْعَوَاقِبَ، وَأَنَّ الدَّهْرَ تَارَاتٌ؛ فَكُنْ عَلَى حَذَرٍ.(6/111)
2437 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نا قَبِيصَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ؛ قَالَ: قَالَ رَاهِبٌ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: يَا سَعِيدُ! عِنْدَ الْفِتْنَةِ تَعْلَمُ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ مِمَّنْ يَعْبُدُ الشَّيْطَانَ.(6/112)
2438 - أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِمُوسَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُقَنَّعِ الأَنْصَارِيِّ:
(ثَلاثُ خِلالٍ كُلُّهَا غَيْرُ طَائِلٍ ... يَطُفْنَ بِقَلْبِ الْمَرْءِ دُونَ غِشَائِهِ)
(هَوَى النَّفْسِ مَا لا خَيْرَ فِيهِ وَشُحُّهَا ... وَإِعْجِابُ ذِي الرَّأْيِ السَّفِيهِ بِرَأْيهِ)
(وَقَدْ جَعَلَتْ نَفْسِي تَتُوقُ وَتَشْتَهِي ... لِقَاءَ الَّذِي لا بُدَّ لِي مِنْ لِقَائِهِ)
(وَأَذْكُرُ مِنْهُ عَفْوَهُ وَعِقَابَهُ ... فَيَخْلِطُ قَلْبِي خَوْفَهُ بِرَجَائِهِ)
(وَصِحَّةُ جِسْمِ الْمَرْءِ سُقْمٌ لِقَلْبِهِ ... وَصِحَّةُ قَلْبِ الْمَرْءِ حِينَ اشْتِكَائِهِ)(6/112)
2439 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلَمْ يَقُلِ: اللهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ الْمُسْتَمَعَةِ الْمُسْتَجَابِ لَهَا! صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَزَوِّجْنَا مِنَ الْحُورِ الْعِينِ؛ قُلْنَ حُورُ الْعِينِ: مَا كَانَ أَزْهَدَكَ فِينَا؟ !(6/113)
2440 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ رُشَيْدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَجُلا بِمَكَّةَ يَدْعُو رَبَّهُ أَنْ يَحْرُسَهُ مِنْ أَصْدِقَائِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ؛ قُلْتُ لَهُ: كَيْفَ تَسْأَلُ أَنْ يَحْرُسَكَ مِنْ أَصْدِقَائِكِ دُونَ أَعْدَائِكَ؟ قَالَ: إِنِّي أَقْدِرُ عَلَى أَنْ أَحْتَرِسَ مِنْ أَعْدَائِي، وَلا أَقْدِرُ عَلَى أَنْ أَحْتَرِسَ مِنْ أَصْدِقَائِي.(6/113)
2441 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: [ص:114] قَالَ بُزْرُجَمْهَرُ الْحَكِيمُ: ثَمَرُ الْقَنَاعَةِ الرَّاحَةُ، وَثَمَرُ التَّوَاضُعِ الْمَحَبَّةُ.(6/113)
2442 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي سِيَرِ الْعَجَمِ أَنَّ أَرْبَعَةً مِنَ الْمُلُوكِ اجْتَمَعُوا، فَقَالُوا كُلُّهُمْ كَلِمَةً وَاحِدَةً كَأَنَّهَا رَمْيَةٌ بِسَهْمٍ، قَالَ: مَلِكُ فَارِسٍ وَمَلِكُ الْهِنْدِ وَمَلِكُ الصِّينِ وَمَلِكُ الرُّومِ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: إِذَا تَكَلَّمْتُ بِكَلِمَةٍ تَمْلِكُنِي ولا أملكها. قال الآخَرُ: قَدْ نَدِمْتُ عَلَى مَا قُلْتُ وَلَمْ أَنْدَمْ عَلَى مَا لَمْ أَقُلْ. وَقَالَ الآخَرُ: أَنَا عَلَى رَدِّ مَا لَمْ أَقُلْ أَقْدَرُ مِنِّي عَلَى رَدِّ مَا قُلْتُ. وَقَالَ الآخَرُ: مَا حَاجَتِي أَنْ أَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ إِنْ وَقَعَتْ عَلَيَّ ضَرَّتْنِي وَإِنْ لَمْ تَقَعْ عَلَيَّ لَمْ تَنْفَعْنِي.(6/114)
2443 - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ صَاحِبُ أَبِي عُبَيْدٍ:
(قَدْ يَخْزُنُ الْوَرِعُ التَّقِيُّ لِسَانَهُ ... حَذَرَ الْكَلامِ وَإِنَّهُ لَمُفَوَّهُ)
(وَلَرُبَّمَا سُتِرَ الْفَتَى فَتَنَافَسَتْ ... فِيهِ الْعُيُونُ وَإِنَّهُ لَمُمَوَّهُ)
(وَلَرُبَّمَا ابْتَسَمَ الْوَقُورُ مِنَ الأَذَى ... وَضَمِيرُهُ مِنْ حَرِّهِ يَتَأَوَّهُ)
وَأَنْشَدَ:
(مَنْ تَحَلَّى بِغَيْرِ مَا هُوَ فِيهِ ... فَضَحَتْهُ شَوَاهِدُ الامْتِحَانِ)
(وَالَّذِي يَدَّعِي الْبَلاغَ إِذَا ... كَانَ أَصِيلا أَبَانَهُ بِاللِّسَانِ)(6/115)
2444 - قَالَ: أَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَينِ:
(مَا لِي وَلِلدَّهْرِ وَصَرْفُ الدَّهْرِ ... قَدْ أَطْرَأَنِي فَأَطَالا أَطْرِي)
(وَحَنَيَا بَعْدَ قِوَامِ ظَهْرِي ... وَكُنْتُ ذَا صَبْرٍ فَعِيلَ صَبْرِي)
(يَطْرُدُ نَوْمِي عَنْ جُفُونِي فِكْرِي ... كَأَنَّمَا يَطْلُبُنِي بِوَتْرِي)
(يَا لَيْتَ شِعْرِي ثُمَّ لَيْتَ شِعْرِي ... مَا يَصْنَعُ الْمَرْءُ بِطُولِ الْعُمْرِ)
(أَلَيْسَ قَصْرُ الْمَرْءِ قَعْرَ قَبْرِ ... وَإِنْ بَقِيَ فِي النَّاسِ عُمْرَ نَسْرِ [ص:116])
(مَا الدَّهْرُ إِلا لَيْلَةً مِنْ شَهْرِ ... وَقِطْعَةً مِنْ بَعْضِ ذَاكَ الشَّهْرِ)
(أَوْ فَيْءَ ظِلٍّ زَالَ ثُمَّ يَجْرِي ... بِدَوْرِ شَمْسٍ وَمَحَالَ بَدْرِ)
(يَا عَمْرُو مَنْ يَدْرِي كَمَنْ لا يَدْرِي ... إِنَّ الدَّلِيلَ قَاطِعٌ لِلْعُذْرِ)
(قَدْ قُلْتُ مَا قَالَ حَكِيمٌ يَدْرِي ... يَدْرِي مِنَ الْحِكْمَةِ مَا لا تَدْرِي)
(أَيَّتُهَا الدُّنْيَا فَغُرِّي غَيْرِي ... مَنْ ذَا تَخَادَعْتُ فَلَمْ تَغُرِّي)
(فَعِشْ فَقِيرًا أَوْ فَعِشْ ذَا يُسْرِ ... فَالْفَوْزُ مِنْ فَانِيكَ مِثْلُ الْفَقْرِ)
(مَا بَيْنَ مِيلادِ الْفَتَى وَالْقَبْرِ ... وَإِنْ أَقَامَ الْعَصْرَ بَعْدَ الْعَصْرِ)
(يَرْتَعُ فِي أَكْنَافِ عَيْشٍ نَضِرٍ ... أَلا كَذَا سُكْرٍ صَحَا مِنْ سُكْرِ)
(قَدْ زَجَرَ الزَّاجِرُ أَيَّ زَجْرِ ... وَبَيَّنَ الْقَوْلَ فَلَمْ يُوَرِّي)(6/115)
2445 - وَأَنْشَدَ لِبَعْضِهِمْ:
(أَيَضْمَنُ لِي فَتًى تَرْكُ الْمَعَاصِي ... وَأَرْهِنُهُ الْكَفَالَةَ بِالْخَلاصِ)
(أَطَاعَ اللهَ قَوْمٌ فَاسْتَرَاحُوا ... وَلَمْ يَتَجَرَّعُوا غُصَصَ الْمَعَاصِي)(6/116)
2446 - أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا لإِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَبَّاسِ: (خَلِّ النِّفَاقَ وَأَهْلَهُ ... وَعَلَيْكَ فَانْتَهِجِ الطَّرِيقَا [ص:117])
(وَارْغَبْ بِنَفْسِكَ هَلْ تَرَى ... إِلا عَدُوًّا أَوْ صَدِيقًا)
آخِرُ الْجُزْءِ السَّابِعَ عَشَرَ، وَيَلِيهِ الثَّامِنَ عَشَرَ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ، وَصَلَوَاتُهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا(6/116)
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثامن عشر
من كتاب «المجالسة وجواهر العلم»
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أخبرنا الشيخان أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود الخزرجي وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذنا؛ قالا: أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي؛ قال الخزرجي: قراءة عليه وأنا أسمع؛ وقال الأرتاحي: إجازة، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل الضراب، أنا أبي، أنا أحمد بن مروان المالكي:(6/127)
2447 - نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: [ص:128] جَاءَ ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ السَّعْدِيُّ؛ قَالَ: أَيُّكُمُ ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ قَالُوا: هَذَا الأَمْعَرُ الْمُرْتَفِقُ. وَكَانَ مُتَّكِئًا عَلَى ثَوْبِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! إِنِّي سَائِلُكَ وَمُشَدِّدٌ عَلَيْكَ في الْمَسْأَلَةَ. قَالَ: «سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ» . قَالَ: أَنْشُدُكَ بِرَبِّ مَنْ قَبْلَكَ وَرَبِّ مَنْ بَعْدَكَ: آللَّهُ أَرْسَلَكَ إِلَيْنَا؟ قَالَ: «اللهُمَّ! نَعَمْ» . قَالَ: وَأَنْشُدُكَ بِمِثْلِ ذَلِكَ: آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ [ص:129] نُصَلِّيَ فِي لَيْلِنَا وَنَهَارِنَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . قَالَ: وَأَسْأَلُكَ بِمِثْلِ ذَلِكَ: آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْخُذَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا زَكَاتَنَا فَتَرُدَّهَا عَلَى فُقَرَائِنَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» . قَالَ: وأسالك بِمِثْلِ ذَلِكَ: آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نَصُومَ شَهْرًا مِنَ اثنى عَشَرَ شَهْرًا؟ قَالَ: «نَعَمْ» . قَالَ: وَأَسْأَلُكَ بِمِثْلِ ذَلِكَ: آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نَحُجَّ هَذَا الْبَيْتَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . قَالَ: فَإِنِّي قَدْ آمَنْتُ بِكَ وَصَدَّقْتُكَ، وَأَنَا رَسُولُ مَنْ وَرَائِي مِنْ قَوْمِي، فَأَمَّا مَا كَانَ بَعْضُ تِلْكَ الْهَنَاتِ؛ فَقَدْ كُنَّا نَتَنَزَّهُ عَنْهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ
__________
[إسناده ضعيف، والحديث صحيح] .(6/127)
2448 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبُو الرَّبِيعِ، نا جَرِيرٌ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ قَالَ: يا ابن آدَمَ! لَيْسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قِصَاصٌ بِحَدِيدَةٍ وَلا سَوْطٍ، مَا هِيَ إِلا الأَعْمَالُ، تُؤْخَذُ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ؛ جُعِلَ عَلَيْهِ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/129)
2449 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ؛ قَالَ: [ص:130] حَمَلَةُ الْعَرْشِ ثَمَانِيَةٌ: أَرْبَعَةٌ مِنْهُمْ يَقُولُونَ: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ عَلَى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ، وَأَرْبَعَةٌ يَقُولُونَ: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ عَلَى عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ.(6/129)
2450 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ جَمِيلٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: قَالَ وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ: اتَّخَذَ نُوحٌ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] بَيْتًا مِنْ خُصٍّ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ بَنَيْتَ بَيْتًا! فَقَالَ: هَذَا لِمَنْ يَمُوتُ كَثِيرٌ.(6/130)
2451 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ، نا بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَجْلِسُ فِي اللَّيْلَةِ سِتِّينَ مَرَّةً وَسَبْعِينَ مَرَّةً؛ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: اللهُمَّ! هَوِّنْ عَلَيَّ وَعَلَى مَنْ مَعِي، إنه لَيْسَ نَفْسٌ فِي الدُّنْيَا أَعَزَّ عَلَيَّ مِنْ نَفْسِي. يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ! ذَهَبَتِ الْحَيَاةُ. ثُمَّ قَالَ لِمَرْحُومٍ الْعَطَّارِ: اقْرَأْ عِنْدَ رَأْسِي يس وَمِنْ قَوَارِعِ الْقُرْآنِ.(6/131)
2452 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، نا عِيسَى بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ضَمْرَةَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ فِي قوله تبارك تعالى: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَءامَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى (82)) [طه: 83] ؛ قَالَ: تَابَ مِنَ الذَّنْبِ، وَآمَنَ مِنَ الشِّرْكِ، وَعَمِلَ صَالِحًا صَامَ وَصَلَّى، [ص:132] ثُمَّ اهْتَدَى؛ عَلِمَ أَنَّ لِهَذَا ثَوَابًا.(6/131)
2453 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، نا عِيسَى، عَنْ ضَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَبْلَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ الْبَنِينَ تَقُولُ: أُفٍّ لِلْبُخْلِ! لَوْ كَانَ ثَوْبًا مَا لَبِسْتُهُ، وَلَوْ كَانَ طَرِيقًا مَا سَلَكْتُهَا.(6/132)
2454 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، نا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: ثَلاثَةُ أَشْيَاءَ رُبَّمَا صَرَعْنَ أَهْلَ الْبَيْتِ عَنْ آخِرِهِمْ: لَحْمُ الْجَرَادِ [ص:133] وَالإِبِلِ وَالْفُطْرِ.(6/132)
2455 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، نا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: قَدِمَ أَعْرَابِيٌ الْحَضَرَ، فَأَكَلَ فُطْرًا، فَأَصَابَتْهُ الذُّبَحَةُ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ الطَّبِيبَ نَعَتَ لَكَ أَنْ تَحْلِبَ فِي فِيكَ. فَقَالَ: مَا زِلْتُ أَسْمَعُ بِاللَّئِيمِ الرَّاضِعِ، لا وَاللهِ لا أَكُونُهُ أَبَدًا. فَقَالُوا لَهُ: فَتَمُوتُ. قَالَ: وَإِنْ مِتُّ؛ فَكَانَ مَاذَا؟ !(6/133)
2456 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: كَتَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى أَمِيرٍ: مَنْ أَخْطَأَ فِي ظَاهِرِ دُنْيَاهُ وَفِيمَا يُؤْخَذُ بِالْعَيْنِ كَانَ حَرِيًّا أَنْ يُخْطِئَ فِي بَاطِنِ دِينِهِ وَفِيمَا يُؤْخَذُ بِالْعَقْلِ.(6/133)
2457 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ صَالِحٍ: [ص:134] أَنَّهُ كَانَ لَهُ جَامٌ فِيهِ حَبُّ الرُّمَّانِ مَدْقُوقٌ عَلَى مَائِدَةٍ يَسْتَفُّ مِنْهُ بَيْنَ كُلِّ لَوْنَيْنِ بِمِلْعَقَةٍ؛ حَتَّى يَعْرِفَ اخْتِلافَ الأَلْوَانِ.(6/133)
2458 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نا الرِّيَاشِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَخِي الأَصْمَعِيِّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: أرتج عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ بِالْبَصْرَةِ يَوْمَ أَضْحَى، فَمَكَثَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ! لا أَجْمَعُ عَلَيْكُمْ عِيًّا وَلُؤْمًا، مَنْ أَخَذَ شَاةً مِنَ السُّوقِ؛ فَهِيَ لَهُ وَثَمَنُهَا عَلَيَّ.(6/134)
2459 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قِيلَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ: عَجِلَ عَلَيْكَ الشَّيْبُ. قَالَ: وَكَيْفَ لا يَعْجَلُ عَلَيَّ وَأَنَا أَعْرِضُ عَقْلِي عَلَى النَّاسِ فِي كُلِّ جُمْعَةِ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ؟ !(6/135)
2460 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ؛ قَالَ: كَتَبَ مُصْعَبٌ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: إِنِّي قَدْ أَخَذْتُ قَاتِلَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللهِ: لا تُخَفِّفْ عَنْهُ، دَعْهُ يَلْقَى اللهَ بِدَمِ الزُّبَيْرِ. فَتَرَكَهُ فَآسَفَ، فَخَرَجَ إِلَى الصَّيَاقِلَةِ، فَنَظَرَ إِلَى سَيْفٍ، فَأَعْجَبَهُ، فَاشْتَرَاهُ [ص:136] ثُمَّ حَكَمَ فِي عِرْضِ النَّاسِ فَقُتِلَ.(6/135)
2461 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ طَرِيفٍ؛ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ؛ فَإِذَا كَلْبٌ يَبْحَثُ فِي مَزْبَلَةٍ، فَقَالَ: وَاللهِ! مَا بَعَثَ اللهُ هَذَا الْكَلْبَ يَبْحَثُ فِي هَذَا الزِّبْلِ فِي وَجْهِي إِلا أَنِّي حَدَّثْتُ نَفْسِي بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا
__________
[إسناده ضعيف] .(6/136)
2462 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، نا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ صَخْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: أتي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِفَالُوذَجَ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: كُلُوا؛ فَوَاللهِ! مَا اضْطَرَبَ الْغَارِبَانِ إِلا عَلَيْهِ
__________
[إسناده مظلم] .(6/136)
2463 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، نا الثَّوْرِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ؛ قَالَ: مَا مِنْ شيء تقرؤون فِي الْقُرْآنِ: {يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا} ؛ إِلا وَهُوَ [ص:137] في التوراة: يا أيها الْمَسَاكِينُ.(6/136)
2464 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا الْحُمَيْدِيُّ، عَنِ الْفُضَيْلِ عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَامِرٍ؛ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَتُعْرَضُ عَلَيْهِ ذُنُوبُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَمُرُّ بِالذَّنْبِ مِنْ ذُنُوبِهِ، فَيَقُولُ: أَمَا إِنِّي كُنْتُ مِنْكَ مُشْفِقًا فِي الدُّنْيَا؛ فَيُغْفَرُ لَهُ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/137)
2465 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مُحَارِبٍ؛ قَالَ: [ص:138] قِيلَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: كَمْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ؟ قَالَ: دَعْوَةٌ مَسْتَجَابَةُ. قِيلَ لَهُ: فَكَمْ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ؟ قَالَ: مَسِيرَةُ يَوْمٍ لِلشَّمْسِ، مَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا؛ فَقَدْ كَذَبَ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/137)
2466 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ الْمَنْصُورُ - وَذَكَرَ أَبَا مُسْلِمٍ وَمَا كَانَ مِنْ مُدَارَاتِهِ -، فَقَالَ الْمَنْصُورُ: إِذَا مَدَّ إِلَيْكَ عَدُوُّكَ يَدَهُ؛ فَإِنْ قَدَرْتَ عَلَى قَطْعِهَا، وَإِلا؛ فَقَبِّلْهَا.(6/138)
2467 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ؛ قَالَ: [ص:139] لَيْلَةُ سَبْعٍ يَغِيبُ الْقَمَرُ نِصْفَ اللَّيْلِ.(6/138)
2468 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: مَنْ أَخْطَأَ وَجْهُ الطَّلَبَ خَذَلَتْهُ الْحِيَلُ.(6/139)
2469 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: نَزَلَ أَعْرَابِيٌّ بِقَوْمٍ وَمَعَهُ زَوْجَتُهُ وَابْنَتُهُ، فَحَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ؛ فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:
(كَفَى حُزْنًا بِأَنَّكَ فِي ضَرِيحٍ ... وَعُرْسُكَ عِنْدَ غَيْرِكَ يَا غَرِيبُ)
(وَبِنْتُكَ خَادِمٌ لِسِوَى أَبِيهَا ... تُسَبُّ وَمَالَهَا أَنْفٌ غَضُوبُ)
(إِذَا مَا صَكَّ وَجْهِيَ أَوْ رَمَانِي ... بِفِرْيَةِ فَاحِشٍ فَلِيَ النَّحِيبُ)
(فَيَا ذُلَّ الْيَتِيمَةِ فِي أُنَاسٍ ... إِذَا تَدْعُو فَلَيْسَ لَهَا مُجِيبُ)(6/139)
2470 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ امْرَأَةِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ لَهُ: [ص:140] تَجِدُ فِيمَا يُقْرَأُ مِنَ الْكُتُبِ دُعَاءً مُسْتَجَابًا تَدْعُو بِهِ عِنْدَ الْكَرْبِ؟ قَالَ: نَعَمْ، اللهُمَّ! إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا مَنْ يَمْلِكُ حَوَائِجَ السَّائِلِينَ، وَيَعْلَمُ ضَمِيرَ الصَّامِتِينَ؛ فَإِنَّ لِكُلِّ مَسْأَلَةٍ مِنْكَ سَمْعًا حَاضِرًا وَجَوَابًا عَتِيدًا، وَلِكُلِّ صَامِتٍ مِنْكَ عِلْمًا مُحِيطًا بَاطِنًا، مَوَاعِيدُكَ الصَّادِقَةُ وأَيَادِيكَ الْفَاضِلَةُ وَرَحْمَتُكَ الْوَاسِعَةُ أَنْ تَفْعَلَ بِي كَذَا وَكَذَا. فقال ابن عباس: هذا الدُّعَاءِ عُلِّمْتُهُ فِي النَّوْمِ، مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ أَحَدًا يُحْسِنُهُ. قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي الدُّنْيَا يَقُولُ: عَسُرَتْ عَلَيَّ حَاجَةٌ زَمَانًا، فَكَتَبْتُ هَذَا الْحَدِيثِ إِمْلاءً وَقُلْتُهُ، فَقُضِيَتْ حَاجَتِي فِي يَوْمِ كَتَبْتُ هَذَا الْحَدِيثَ
__________
[إسناده مظلم] .(6/139)
2471 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص:141]: «لَوْلا أَنَّ السُّؤَّالَ يَكْذِبُونَ؛ مَا قُدِّسَ مَنْ رَدَّهُمْ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(6/140)
2471 - / م - وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَرُدُّوُا السَّائِلَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(6/141)
2472 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، نا هَمَّامُ، عَنْ قَتَادَةَ؛ أَنَّ عَوْنًا وَسَعِيدَ بْنَ أَبِي بُرْدَةَ حَدَّثَاهُ، أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا بُرْدَةَ يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص:143]: «لا يَمُوتُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ؛ إِلا أَدْخَلَ اللهُ مَكَانَهُ النَّارَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا»
__________
[إسناده صحيح] .(6/142)
2473 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي نا سَعِيدُ بْنُ دِينَارٍ الدِّمَشْقِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص:145]: «إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ؛ يَشْتَاقُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَيَسِيرُ سَرِيرُ ذَا إِلَى سَرِيرِ ذَا، وَسَرِيرُ ذَا إِلَى سَرِيرِ ذَا، حَتَّى يَلْتَقِيَا، فَيَتَّكِئَ ذَا وَيَتَّكِئَ ذَا، فَيَقُولَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: تَعْلَمُ مَتَى غَفَرَ اللهُ لَنَا؟ فَيَقُولُ صَاحِبُهُ: نَعَمْ. يَوْمَ كُنَّا فِي مَوْضِعِ كَذَا، فَدَعَوْنَا اللهَ، فَغَفَرَ لَنَا»
__________
[إسناده ضعيف] .(6/143)
2474 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ أَبُو مُحَمَّدٍ، نا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَال: [ص:146] مَا مِنْ صَاحِبِ كَبِيرَةٍ لا يَكُونُ وَجِلَ الْقَلْبِ؛ إِلا كَانَ مَيِّتَ الْقَلْبِ.(6/145)
2475 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا أَبُو عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ مُحَمَّدُ بن أَيُّوبَ، نا الشَّعْبِيُّ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: [ص:147] لَقِيَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا مِنَ الْجِنِّ، فَصَارَعَهُ، فَصَرَعَهُ الإِنْسِيُّ، فَقَالَ لَهُ الْجِنِّيُّ: عَاوِدْنِي. فَعَاوَدَهُ، فَصَرَعَهُ الإِنْسِيُّ، فَقَالَ لَهُ الإِنْسِيُّ: إِنِّي لأَرَاكَ ضَئِيلا شَخِيتًا، كَأَنَّ ذُرَيْعَتَيْكَ: ذُرَيْعَا كَلْبٍ؛ أَفَكَذَلِكَ أَنْتُمْ مَعَاشِرَ الْجِنِّ، أَمْ أَنْتَ مِنْهُمْ كَذَا؟ ! قال: لا والله إني مِنْهُمْ لضليع، وَلَكِنْ عَاوِدْنِي الثَّالِثَةَ، فَإِنْ صَرَعْتَنِي عَلَّمْتُكَ شَيْئًا يَنْفَعُكَ. قَالَ: فَعَاوَدَهُ، فَصَرَعَهُ؛ قَالَ: هَاتِ عَلِّمْنِي. قَالَ: هَلْ تَقْرَأُ آيَةَ الْكُرْسِيِّ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّكَ لا تَقْرَأُهَا فِي بَيْتٍ إِلا خَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ، ثُمَّ لا يَدْخُلُهُ حَتَّى تُصْبِحَ. فَقَالَ رَجُلٌ فِي الْقَوْمِ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! مَنْ ذَاكَ الرَّجُلُ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ هُوَ عُمَرُ؟ فَقَالَ: مَنْ يَكُونُ هُوَ إِلا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ !(6/146)
2476 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: نا يَاسِينُ الزَّيَّاتُ؛ قَالَ: [ص:148] يُغْفَرُ لِلْحَاجِّ وَلِمَنِ اسْتَغْفَرَ [لَهُ] الْحَاجُّ ذَا الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمِ وَصَفَرٍ وَعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعِ الأَوَّلِ.(6/147)
2477 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ سَلامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ؛ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ يُخْفِي قِيَامَ اللَّيْلِ، فَيَقُومُ أَوَّلَ اللَّيْلِ؛ فَإِذَا جَاءَ وَقْتُ الصُّبْحِ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ يُرِي جِيرَانَهُ أَنَّهُ قَامَ تِلْكَ السَّاعَةَ.(6/148)
2478 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، نا مَعْمَرُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبًا الذِّمَارِيَّ يَقُولُ: قَرَأْتُ فِي الزَّبُورِ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: مَنِ اغْتَسَلَ مِنَ [ص:149] الْجَنَابَةِ؛ فَإِنَّهُ عَبْدِي حَقًّا.(6/148)
2479 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا أَبُو حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: قَالُوا لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ - ابْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُ -: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! إِنَّ النَّاسَ قَدْ أَنْكَرُوا عَلَيْكَ فِي خُرُوجِكَ إِلَى الْيَمَنِ. فَقَالَ: يَا سُبْحَانَ اللهِ! أَنْكَرُوا عَلَيَّ غَيْرَ مُنْكَرٍ؟ ! خَرَجْتُ إِلَى الْيَمَنِ فِي طَلَبِ الْحَلالِ، طَلَبُ الْحَلالِ شَدِيدٌ، وَالْخُرُوجُ فِي طَلَبِ الْحَلالِ أَفْضَلُ مِنَ الْحَجِّ وَالْغَزْوِ
__________
[إسناده ضعيف](6/149)
2480 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَيُّوبَ مَوْلَى بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ الأَسْلَمِيِّ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ قُهْزَاذَ الْمَرْوَزِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ رُسْتُمَ يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَوْنٍ نَتَغَدَّى؛ إِذْ جَاءَتِ الْجَارِيَةُ وَبِيَدِهَا قَصْعَةٌ، فَسَقَطَتِ الْقَصْعَةُ مِنْ يَدِهَا وَفَزِعَتْ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا ابْنُ عَوْنٍ، فَقَالَ لَهَا بِالْفَارِسِيَّةِ: أَخِفْتِي مِنِّي؟ قَالَتْ: نَعَمْ. فَقَالَ لَهَا: فَأَنْتِ حُرَّةٌ، فَأَنْتِ حُرَّةٌ.(6/149)
2481 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ قِيلَ لِمِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ: أَتُحِبُّ أَنْ تُخْبَرَ بِعِيُوبِكَ؟ قَالَ: أَمَّا مِنْ صَدِيقٍ؛ فَلا أَكْرَهُ، وَأَمَّا مِنْ عَدُوٍّ؛ فَأَكْرَهُهُ.(6/150)
2482 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ لابْنِهِ: يَا بُنَيَّ! لا تَعُدَّ الْمَلِكَ الْكَذُوبَ مَلِكًا، وَلا النَّاسِكَ الْمُخَادِعَ نَاسِكًا، وَلا الأَخَ الْخَاذِلَ أَخًا، وَلا مُصْطَنِعَ الْكَفُورِ مُنَعَمًّا، وَلَيْسَ لِلْمَلِكِ أَنْ يَكْذِبَ؛ لأَنَّهُ لا يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى اسْتِكْرَاهِهِ عَلَى غَيْرِ مَا يُرِيدُ، وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَغْضَبَ؛ لأَنَّ الْقُدْرَةَ مِنْ وَرَاءِ حَاجَتِهِ، وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَبْخَلَ؛ لأَنَّهُ أَقَلُّ النَّاسِ عُذْرًا فِي تَخَوُّفِ الْفَقْرِ.(6/150)
2483 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبُو إِسْحَاقَ الرِّيَاحِيُّ، نا عَامِرُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ يَقُولُ: سُئِلَ الْحَسَنُ عَنْ أَكْلِ الصَّحْنَاةِ؟ فَقَالَ: لَيْسَ مِنْ طَعَامِ الأَحْرَارِ.(6/150)
2484 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ: دَخَلْتُ عَلَى أَشْعَبَ وَعِنْدَهُ مَتَاعٌ حَسَنٌ كَثِيرٌ وَأَثَاثٌ وَآلاتٌ، فَقُلْتُ لَهُ: وَيْحَكَ! أما تستحي أَنْ تَسْأَلَ النَّاسَ وَعِنْدَكَ مَا أَرَى؟ ! فَقَالَ: يَا فَدَيْتُكَ! مَعِي وَاللهِ مِنْ لُطْفِ السُّؤَالِ مَا لا تَطِيبُ نَفْسِي بِتَرْكِهِ.(6/151)
2485 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: أَصَابَ أَشْعَبُ الطَّمِعُ دِينَارًا بِمَكَّةَ، فَاشْتَرَى بِهِ قَطِيفَةً وَأَتَى مِنًى، وَجَعَلَ يُعَرِّفُ الْقَطِيفَةَ وَيَقُولُ: مَنْ ذَهَبَتْ مِنْهُ قَطِيفَةٌ؟ قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا الأَصْمَعِيُّ، فَقَالَ: أَتَرَوْنَ هَذَا تَعْرِيفًا؟ !(6/151)
2486 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِخَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ: مَا لَكَ لا تُنْفِقُ؛ فَإِنَّ مَالَكَ عَرِيضٌ؟ فَقَالَ: الدَّهْرُ أَعْرَضُ مِنْهُ. قِيلَ لَهُ: كَأَنَّكَ تَأْمُلُ أَنْ تَعِيشَ الدَّهْرَ كُلَّهُ؟ ! قَالَ: وَلا أَخَافُ أَنْ أَمُوتَ فِي أَوَّلِهِ.(6/152)
2487 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، نا عَتَّابٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ؛ قَالَ: قِيلَ لِمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ: مَا لَكَ لا تُفَارِقُ أَخًا لَكَ عَنْ قِلا؟ قَالَ: إِنِّي لا أماريه ولا أشاربه.(6/152)
2488 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى، نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ؛ قَالَ: قِيلَ لابْنِ الْمُبَارَكِ: لِمَ تَغْزُو الرُّومَ وَلا تَغْزُو التُّرْكَ؟ قَالَ: الرُّومُ يُحَارَبُونَ عَلَى الدِّينِ، وَالتُّرْكُ يُحَارَبُونَ عَلَى الْمَالِ.(6/153)
2489 - أَنْشَدَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ:
(وَكَمْ أَزْمَةٍ لِلدَّهْرِ أَلْقَتْ جِرَانَهَا ... عَلَيَّ فَلَمْ تَهْتِكْ مَذَلَّتُهَا سِتْرِي)
(وَكَمْ رَمْيَةٍ لِلدَّهْرِ مِنْ بَيْتِ مَائِنٍ ... جَعَلْتُ مِجَنِّي دُونَ مَكْرُوهِهَا صَبْرِي)
(وَإِنِّي لأَرْضَى مِنْ مَعَاشٍ أَقَلَّهُ ... إِذَا صُنْتُ نَفْسِي عَنْ مُطَالَبَةِ النَّزْرِ)(6/153)
2490 - أَنْشَدَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّبَعِيُّ، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ رَفِيقُ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ:
(كَأَنَّ الْمَنَايَا قَدْ قَصَدْنَ إِلَيْكَ ... يُرِدْنَكَ فَانْظُرْ مَا لَهُنَّ لَدَيْكَ)
(سَيَأْتِيكَ يَوْمٌ لَسْتَ فِيهِ بِمُكْرَمٍ ... بِأَكْثَرَ مِنْ حَثْيِ التُّرَابِ عَلَيْكَ)(6/153)
2491 - وَلآخَرِ:
(كَأَنِّي بِإِخْوَانِي عَلَى حَافَّتَيْ قَبْرِي ... يُهِيلُونَهُ فَوْقِي وَأَعْيُنُهُمْ تَجْرِي [ص:154])
(إلا أَيُّهَا الْبَاكِي على صَبَابَةً ... سَيُعْرِضُ فِي يَوْمَيِّ عَنِّي وَعَنْ ذِكْرِي)
(عَفَا اللهُ عَنِّي حِينَ أُصْبِحُ ثَاوِيًا ... أُزَارُ فَلا أَدْرِي وَأُجْفَا فَلا أَدْرِي)(6/153)
2492 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نا عَبَّادٌ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قُلْتُ لابْنِ عُمَرَ: أَيُّ حَاجِّ بَيْتِ اللهِ أَفْضَلُ وَأَعْظَمُ أَجْرًا؟ قَالَ: مَنْ جَمَعَ ثَلاثَ خِصَالٍ: نِيَّةً صَادِقَةً، وَعَقْلا وَافِرًا، ونفقة مِنْ حَلالٍ. قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: صَدَقَ. فَقُلْتُ: إِذَا صَدَقَتِ النِّيَّةُ وَكَانَتْ نَفَقَتُهُ مِنْ حَلالٍ؛ فَمَا يَضُرُّهُ قِلَّةُ عَقْلِهِ؟ فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَجَّاجِ! سَأَلْتَنِي عَمَّا سَأَلْتُ عَنْهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ مَا أَطَاعَ الْعَبْدُ رَبَّهُ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ حُسْنِ الْعَقْلِ» ، وَلا يَقْبَلُ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - صَوْمَ عَبْدٍ وَلا صَلاتَهُ وَلا حَجَّهُ وَلا عُمْرَتَهُ وَلا صَدَقَتَهُ وَلا جِهَادَهُ وَلا شَيْئًا مِمَّا يَكُونُ مِنْهُ مِنْ أَنْوَاعِ الْبِرِّ إِذَا لَمْ يَعْمَلْ بِعَقْلٍ، وَلَوْ أَنَّ جَاهِلا فَاقَ الْمُجْتَهِدِينَ فِي الْعِبَادَةِ؛ كَانَ مَا يُفْسِدُ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِحُ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(6/154)
2493 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَاهَانَ، نا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ؛ قَالَ: [ص:155] رَأَيْتُ بِشْرَ بْنَ مَنْصُورٍ وَهُوَ عِنْدَ الْحَجَّامِ وَقَدْ عَلَّقَ عَلَيْهِ الْمَحَاجِمَ، وَقَدْ سَأَلَهُ رَجُلٌ: كَيْفَ مُنْصَرَفُ الْخَاشِعِينَ مِنْ بَيْنِ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ غَدًا؟ ! قَالَ: فَخَرَّ صَعِقًا، فانكسرت المحاجم.(6/154)
2494 - حَدَّثَنَا إبرهيم بْنُ دَازِيلَ، نا قَبِيصَةُ؛ قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ إِذَا مَرَّ بِشَيْءٍ مِنْ زِينَةِ الدُّنْيَا يُغَمِّضُ عَيْنَيْهِ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ؛ قَالَ: أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى الدُّنْيَا، فَقَالَ: تَزَيَّنِي لأَعْدَائِي، وَتَمَرَّرِي لِأَوْلِيَائِي. قَالَ سُفْيَانُ: وَبَلَغَنِي عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ قَالَ: أَوْحَى اللهُ - تَعَالَى - إِلَى مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اتَّخِذْ طَاعَتِي تِجَارَةً، يَأْتِيكَ الرِّبْحُ مِنْ غَيْرِ بِضَاعَةٍ.(6/155)
2495 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي، عَنْ خَلَفِ بْنِ تَمِيمٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: مَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ دِرْهَمًا مِنْ نَفَقَةٍ أَعْظَمَ أَجْرًا لَهُ عِنْدَ اللهِ مِنْ دِرْهَمٍ يُعْطِيهِ لِصَاحِبِ حَمَّامٍ حَتَّى يُخْلِيهِ لَهُ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/155)
2496 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نا الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص:157] مَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَوْمًا بِقَوْمٍ يَتَمَنَّوْنَ، فَلَمَّا رَأَوْهُ سَكَتُوا، فَقَالَ لَهُمْ: فِيمَا كُنْتُمْ؟ قَالُوا: كُنَّا نَتَمَنَّى. قَالَ: فَتَمَنَّوْا وَأَنَا أَتَمَنَّى مَعَكُمْ. قَالُوا: فَتَمَنَّ أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: أَتَمَنَّى رِجَالا مِلْءَ هَذَا الْبَيْتِ مِثْلَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، إِنَّ سَالِمًا كَانَ شَدِيدًا فِي ذَاتِ اللهِ , لَوْ لَمْ يَخَفِ اللهَ مَا أَطَاعَهُ، وَأَمَّا أَبُو عُبَيْدَةَ؛ فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ» .(6/156)
2497 - حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ، نا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ؛ قَالَ: [ص:158] قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا اسْمُكَ؟» ، قُلْتُ: شِهَابٌ. قَالَ: «بَلْ أَنْتَ هِشَامٌ»
__________
[إسناده ضعيف والحديث حسن بشواهده] .(6/157)
2498 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ ضَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ؛ قَالَ: [ص:159] مَرَّ عِيسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] بِقَوْمٍ يَبْكُونَ عَلَى ذُنُوبِهِمْ، فَقَالَ لَهُمُ: اتْرُكُوهَا يُغْفَرْ لَكُمْ.(6/158)
2499 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَارَفَ الزُّهْرِيُّ ذنبا، فاستوحش في ذَلِكَ وَهَامَ عَلَى وَجْهِهِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: يَا زُهْرِيُّ! قُنُوطُكَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ أَعْظَمُ عَلَيْكَ مِنْ ذَنْبِكَ. فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: {اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يجعل رسالته} [الأنعام: 124] ؛ فَرَجَعَ إِلَى مَالِهِ وَأَهْلِهِ.(6/159)
2500 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ.(6/159)
2501 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، عَنِ الزِّيَادِيِّ؛ قَالا: اجْتَمَعَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ عِنْدَ الْمَنْصُورِ فِيهِمْ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ، فَسَأَلَ الْمَنْصُورُ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَدِيثِ فِيمَنِ اقْتَنَى كَلْبًا لِغَيْرِ زَرْعٍ وَلا حِرَاسَةٍ أَنَّهُ يَنْقُصُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ أَجْرِهِ قِيرَاطٌ، فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ: هَكَذَا جَاءَ الْحَدِيثُ. فَقَالَ الْمَنْصُورُ: خُذْهَا بِحَقِّهَا، إِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ يَنْبَحُ الضَّيْفَ وَيُرَوِّعُ السَّائِلَ. ثُمَّ أَنْشَدَ:
(أَعْدَدْتُ لِلضَّيْفَانِ كَلْبًا ضَارِيًا ... عِنْدِي وَفَضْلَ هِرَاوَةٍ مِنْ أَرْزَنِ)
(وَمُعَاذِرًا كَذِبًا وَوَجْهًا بَاسِرًا ... وَتَشَكِّيًا عَضَّ الزَّمَانُ الأَلْزُنِ)
قَالَ: فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ فِي الْمَجْلِسِ إِلا كَتَبَهُ عَنِ الْمَنْصُورِ.(6/160)
2502 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ؛ قَالا: نا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ: قَدِمَ عَلَيْنَا الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ الْكُوفَةَ مَعَ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ؛ فَمَا رَأَيْتُ خَصْلَةً تُذَمُّ إِلا رَأَيْتُهَا فِيهِ: كَانَ ضَئِيلا، صَعِلَ الرَّأْسِ، مُتَرَاكِبَ الأَسْنَانِ، مَائِلَ الذَّقْنِ، نَاتِئَ الْوَجْنَةِ، بَاخِقَ الْعَيْنَيْنِ، خَفِيفَ الْعَارِضَيْنِ، أَحْنَفَ الرِّجْلِ، وَكَانَ إِذَا تَكَلَّمَ جَلَّى عَنْ نَفْسِهِ. سَمِعْتُ الْحَرْبِيَّ يَقُولُ: قَوْلُهُ: ضَئِيلا؛ يَعْنِي انه كَانَ نَحِيفَ الْجِسْمِ، وَالصَّعَلَ بِالنَّصْبِ هُوَ صِغَرُ الرَّأْسِ، وَالْبَاخِقُ الْعَيْنَيْنِ الْمُنْخَسِفُ، وَالْحَنَفَ فِي الرِّجْلَيْنِ أَنْ تُقْبِلَ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بِإِبْهَامِهَا [ص:162] عَلَى صَاحِبَتِهَا. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَذَكَرَ الْهَيْثَمُ أَنَّهُ كَانَ أَعْوَرَ الْعَيْنِ، ذَهَبَتْ بِسَمَرْقَنْدَ، وَوُلِدَ مُلْتَصِقَ الإِلْيَتَيْنِ، فَشُقَّ بِاثْنَيْنِ.(6/161)
2503 - قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الزِّيَادِيَّ يَقُولُ: خَطَبَ عَبْدُ رَبِّهِ الْيَشْكُرِيُّ بِالْمَدَائِنِ وَكَانَ عَامِلا لِعِيسَى بْنِ مُوسَى، فَلَمَّا صَعِدَ الْمِنْبَرَ؛ حَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، فَأُرْتِجَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ! إِنِّي لأَكُونُ فِي بَيْتِي، فَيُفْتَحُ عَلَى لِسَانِي أَلْفُ كَلِمَةٍ؛ فَإِذَا قُمْتُ عَلَى أَعْوَادِكُمْ هَذِهِ جَاءَ الشَّيْطَانُ فَمَحَاهَا مِنْ صَدْرِي كُلَّهَا، وَلَقَدْ كُنْتُ وَمَا فِي الأَيَّامِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ يَوْمِ الْجُمْعَةِ، فَصِرْتُ وَمَا فِي الأَيَّامِ يَوْمٌ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَمَا ذَاكَ إِلا لِخُطْبَتِكُمْ هَذِهِ.(6/162)
2504 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبُو الْقَاسِمِ النَّخَعِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَاضِي صَنْعَاءَ؛ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ مَلِكُ الزِّنْجِ؛ فَكَانَ فِي آخِرِ كِتَابِهِ:
(لا اسأل النَّاسَ عَمَّا فِي نُفُوسِهِمُ ... مَا فِي ضَمِيرِي لَهُمْ مِنْ ذَاكَ يَكْفِينِي)(6/162)
2505 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَائِشَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ كَلِمَةً مَا سَمِعْتُ أَحْسَنَ مِنْهَا؛ قَالَ: سَمِعَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ رَجُلا يَشْتُمُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ: وَيْلَكَ! لا تَفْعَلْ؛ فَإِنَّ عَلِيًّا رَحِمَهُ اللهُ يُشْتَمُ مُنْذُ سِتِّينَ سَنَةً؛ فَوَاللهِ! مَا زَادَهُ اللهُ بِهَذَا إِلا رِفْعَةً، إِنَّ الدِّينَ لَمْ يَبْنِ شَيْئًا قَطُّ فَهَدَمَتْهُ الدُّنْيَا، وَإِنَّ الدُّنْيَا لَمْ تَبْنِ شَيْئًا قَطُّ إِلا عَادَتْ عَلَيْهِ فَهَدَمَتْهُ.(6/163)
2506 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمِسْمَعِيُّ الْبَصْرِيُّ، نا عمرو بْنُ مَرْزُوقٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص:166]: «مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي هُمْ أَعَزُّ وَأَكْثَرُ مِمَّنْ يَعْمَلُ بِهِ ثُمَّ لا يُغَيِّرُونَهُ؛ إِلا أَصَابَهُمُ اللهُ بعذاب» [رجاله ثقات، والحديث صحيح] .(6/163)
2507 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَارُونَ الْعِجْلِيُّ، نا مَعْرُوفُ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ فَائِدٍ الْكِنَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا خِفْتَ الْعَدُوَّ وَكَانَ فِي طَلَبِكَ؛ فَاكْتُبْ عَلَى مَعْذَرِ الْفَرَسِ: {فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لا تَخَافُ دركا ولا تخشى} [طه: 77]
__________
[إسناده واه جداً] .(6/166)
2508 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ مُعَلَّى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص:167] مَا احْتَلَمَ نَبِيٌّ قَطُّ، وَإِنَّمَا الاحْتِلامُ مِنَ الشَّيْطَانِ
__________
[إسناده واه جداً] .(6/166)
2509 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشعبي؛ قال: [ص:168] ها هنا قَوْمٌ قَدْ فَرَغُوا مِنَ الْقَضَاءِ. قَالَ يَحْيَى: هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: فُلانٌ فِي الْجَنَّةِ وَفُلانٌ فِي النَّارِ.(6/167)
2510 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: دَخَلَ قَوْمٌ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَسَأَلَهُمْ عَنْ صَنَائِعِهِمْ، فَقَالُوا: نَبِيعُ الرَّقِيقَ. فَقَالَ: بِئْسَ التِّجَارَةُ؛ ضَمَانُ نَفْسٍ وَمُؤْنَةُ ضِرْسٍ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(6/168)
2511 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ أَبِي الشُّيُوخِ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْقَائِلِينَ: الدُّنْيَا أُسِّسَتْ عَلَى الْفَنَاءِ، فَمَنْ طَلَبَهَا لِلْبَقَاءِ؛ فَإِنَّ طَلَبَهُ مُحَالٌ وَخَطَأٌ، دُنْيَا لا يَبْقَى فِيهَا أَحَدٌ صَغِيرٌ وَلا كَبِيرٌ؛ فَكَيْفَ تُطْلَبُ طَلَبَ الْبَقَاءِ؟ !(6/168)
2512 - قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ يَقُولُ: دَخَلْنَا عَلَى مَالِكٍ، فَتَعَادَيْنَا فِي دَارِهِ حَتَّى وَقَعَ بَعْضُنَا؛ فَالْتَفَتَ [ص:169] إِلَيْنَا، فَقَالَ: كَأَنَّكُمْ تَعَادُونَ إِلَى الثَّرِيدِ.(6/168)
2513 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نا يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو، نا عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَنِ اتَّجَرَ فِي شَيْءٍ ثَلاثَ مِرَارٍ فَلَمْ يُصِبْ فِيهِ؛ فَلْيَتَحَوَّلْ مِنْهُ إِلَى غَيْرِهِ. وَقَالَ لِرَجُلٍ: إِذَا اشْتَرَيْتَ بَعِيرًا؛ فَاشْتَرِهِ عَظِيمَ الْخَلْقِ، إِنْ أَخْطَأَكَ خُبْرُهُ لَمْ يُخْطِئْكَ سُوقُهُ.(6/169)
2514 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ جَبَلَةَ: [ص:170] لا فَقِيرَ أَفْقَرُ مِنْ غني أمن الفقر.(6/169)
2514 - / م - ثُمَّ أَنْشَدَنِي ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا لِبَعْضِهِمْ:
(وَلَسْتُ بِنَظَّارٍ إِلَى جَانِبِ الْغِنَى ... إِذَا كَانَتِ الْعَلْيَاءُ فِي جَانِبِ الْفَقْرِ)
(وَإِنِّي لَصَبَّارٌ عَلَى مَا يَنُوبُنِي ... لأَنِّي رَأَيْتُ اللهَ أَثْنَى عَلَى الصَّبْرِ)(6/170)
2515 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَكَانَ مِنْ حُكَمَائِهِمْ: يَا عَمِّ! عَلِّمْنَا الْحِلْمَ. فَقَالَ لَهُمْ: يَا بَنِي أَخِي! إِنَّ الْحِلْمَ هُوَ الذُّلُّ؛ فَاصْبِرُوا عَلَيْهِ.(6/170)
2516 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نا الْمَازِنِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لأَعْرَابِيٍّ: مَا أَحْسَنُ الثَّنَاءِ عَلَيْكَ؟ قَالَ: بَلاءُ اللهِ عِنْدِي أَحْسَنُ مِنْ وَصْفِ الْمَادِحِينَ وَإِنْ أَحْسَنُوا، وَذُنُوبِي إِلَى اللهِ أَكْثَرُ مِنْ عَيْبِ الذَّامِّينَ وَإِنْ أَكْثَرُوا؛ فَيَا أَسَفَى عَلَى مَا فرطت! ويا سوءتى مِمَّا قَدَّمْتُ!(6/170)
2517 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَدَائِنِيَّ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِنِّي لأَرَى الرَّجُلَ، فَيُعْجِبُنِي، فَأَقُولُ: لَهُ حِرْفَةٌ؟ فَإِنْ قَالُوا: لا؛ سقط في عَيْنِي
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(6/171)
2518 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ ضِمَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ؛ قَالَ: [ص:172] لَمَّا بَنَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِفَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ؛ أَسْرَجَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ فِي مسارجها الغالية.(6/171)
2518 - / م - أَنْشَدَنَا لِبَعْضِهِمْ:
(الذُّلُّ فِي دَعَةِ النُّفُوسِ وَلا أَرَى ... عَنِ الْمَعِيشَةِ دُونَ أَنْ تَسْعَى لَهَا)(6/172)
2519 - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْمَدَنِيُّ فِي الْعَفْوِ بَعْدَ الْقُدْرَةِ:
(أَسَدٌ عَلَى أَعْدَائِهِ مَا أَنْ يَلِينَ وَلا يَهُونَ ... فَإِذَا تَمَكَّنَ مِنْهُمُ فَهُنَاكَ أَحْلَمُ مَا يَكُونُ)(6/172)
2520 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدِّينَوَرِيُّ، نا عَارِمٌ أَبُو النُّعْمَانِ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:174] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَأَيْتُ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ بِجَنَاحَيْنِ مَعَ الْمَلائِكَةِ»
__________
[إسناده ضعيف، والحديث صحيح] .(6/172)
2521 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا الْوَضَّاحُ أَبُو يَحْيَى النَّهْشَلِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَتِ: [ص:175] اجْتَمَعَ مشركوا قُرَيْشٍ فِي الْحِجْرِ، فَقَالُوا: إِذَا مَرَّ مُحَمَّدٌ ضَرَبَهُ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا ضَرْبَةً. فَسَمِعَتْهُمْ فَاطِمَةُ، فَدَخَلَتْ عَلَى أَبِيهَا، فَقَالَتْ: يَا أَبَتِ! اجْتَمَعَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ فِي الْحِجْرِ، فَقَالُوا: إِذَا مَرَّ مُحَمَّدٌ ضَرَبَهُ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا. فَقَالَ: «يَا بُنَيَّةُ! اسْكُنِي» . ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْهِمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدخل المسجد، فرفعوا رؤوسهم ثُمَّ نَكَسُوا، فَأَخَذَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ، ثُمَّ رَمَى بِهَا وُجُوهَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: «شَاهَتِ الْوُجُوهُ» . فَمَا أَصَابَ رَجُلا مِنْهُمْ؛ إِلا [ص:176] قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ
__________
[إسناده ضعيف، والحديث حسن] .(6/174)
2522 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ، نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْغَطَفَانِيِّ؛ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ لا يَذْكُرُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا بَكَى
__________
[إسناده ضعيف] .(6/176)
2523 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النُّهَاوَنْدِيُّ، نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، نا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، نا أَبُو تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيُّ؛ قَالَ: [ص:177] سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى يَقُولُ عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى [ص:178] يَبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَلَكًا إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ لَهُمْ: هَلْ أَنْجَزَكُمُ اللهُ مَا وَعَدَكُمْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ؟ فَيَرَوْنَ الْحُلِيَّ وَالْحُلَلَ وَالأَشْجَارَ وَالأَنْهَارَ وَالأَزْوَاجَ الْمُطَهَّرَةَ، فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، قَدْ أَنْجَزَنَا اللهُ مَا وَعَدَنَا. فَيَقُولُ: هَلْ أَنْجَزَكُمْ مَا وَعَدَكُمْ - ثَلاثَ مَرَّاتٍ -؟ فَلا يَفْقِدُونَ شَيْئًا مِمَّا وُعِدُوا، فَيَقُولُ: نَعَمْ، بَقِيَ لَكُمْ شَيْءٌ، إِنَّ اللهَ يَقُولُ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] ، أَلا إِنَّ الْحُسْنَى الْجَنَّةُ، وَالزِّيَادَةَ النَّظَرُ إِلَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(6/176)
2524 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ دَنُوقَا، نا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، نا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لأَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ: أُنْبِئْتُ أَنَّكَ تُفْتِي النَّاسَ وَلَسْتَ بِأَمِيرٍ؛ فَوَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا.(6/178)
2525 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، نا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: مَرَّ ابْنُ عُمَرَ عَلَى رَجُلٍ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا جَازَ؛ قِيلَ لَهُ: إِنَّهُ كَافِرٌ. فَرَجَعَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: رُدَّ عَلَيَّ السَّلامَ. فَرَدَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: أَكْثَرَ اللهُ مَالَكَ وَوَلَدَكَ. ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: هَذَا أَكْثَرُ لِلْجِزْيَةِ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/179)
2526 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {فَلَهُمْ أَجْرٌ غير ممنون} [التين: 6] ؛ قَالَ: غَيْرُ مَحْسُوبٍ.(6/179)
2527 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ الْوَاسِطِيُّ، نا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص:181] مَا خَلَقَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى - أَوْ قَالَ: مَا ذَرَأَ اللهُ، أَوْ قَالَ: مَا بَرَأَ اللهُ - مِنْ نَفْسٍ أَكْرَمَ عَلَيْهِ مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوَلا تَسْمَعُ الله وقد أَقْسَمَ بِحَيَاةِ أَحَدٍ غَيْرِهِ؟ ! قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {لَعَمْرُكَ} يَا مُحَمَّدُ! وَحَيَاتِكَ يَا مُحَمَّدُ! {إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يعمهون} [الحجر: 72]
__________
[إسناده حسن] .(6/180)
2528 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبُو نَصْرٍ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ؛ قَالَ: قَالَ لِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: [ص:183] يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! تَدْرِي مَا كُنَّا نَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَحْسَنَ فِينَا؟ كُنَّا نَقُولُ لَهُ: جَعَلَ اللهُ عَلَيْكَ صَلاةَ قَوْمٍ أَبْرَارٍ، يُصَلُّونَ اللَّيْلَ، وَيَصُومُونَ النَّهَارَ، وَلَيْسُوا بِأَثَمَةٍ وَلا فُجَّارٍ
[إسناده ضعيف، والأثر صحيح] .(6/181)
2529 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نا يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو، نا عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ قَالَ: الأَسْوَاقُ مَوَائِدُ اللهِ فِي الأَرْضِ؛ فَمَنْ أَتَاهَا أَصَابَ مِنْهَا.(6/183)
2530 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص:184] يَكُونُ الرَّجُلُ عَالِمًا وَلا يَكُونُ عَابِدًا، وَيَكُونُ عَابِدًا وَلا يَكُونُ عَاقِلا، وَكَانَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ عَابِدًا عَالِمًا عَاقِلا.(6/183)
2531 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنيَا، نا أحمد بن سعيد الدرامي؛ قَالَ: سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ يَقُولُ: ظَهَرَ الْفَسَادُ وَالْخَبَثُ فِي النَّاسِ مُنْذُ اسْتَأْصَلُوا شُعُورَهُمْ.(6/184)
2532 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْيَسَعَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: دَخَلَ رَقَبَةُ بْنُ مَصْقَلَةَ عَلَى الأَعْمَشِ، فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ؟ هَذَا صَوْتُ مَنْ لا عَهْدَ لَكَ بِهِ مُذْ حِينَ. فَقَالَ الأَعْمَشُ: وَلا أُبَالِي أَنْ لا يَكُونَ لِي بِهِ عَهْدٌ أَبَدًا. فَقَالَ لَهُ رَقَبَةُ: مَا رَأَيْتُ مَنْ يُتَقَرَّبُ [ص:185] إِلَيْهِ بِالْهِجْرَانِ غَيْرَكَ. ثُمَّ قَالَ لَهُ رَقَبَةُ: نَأْتِكَ فَلا تَنْفَعُنَا، وَنَقْعُدُ عَنْكَ فَلا تَفْتَقِدُنَا. فَقَالَ الأَعْمَشُ: أَمَا تَعْلَمُ أَنِّي أُبْغِضُ الْجَافِيَ الْمُرَاغِمَ وَالْمَلِحَ الأَخْرَقَ؟ ! فَقَالَ رَقَبَةُ: وَاللهِ؛ إِنَّكَ لَشَرِسُ الْخَلِيقَةِ، دَانِي الْقُطُوبِ، تَسْتَخِفُّ بِحَقِّ الزُّوَرِ، تُسْأَلُ فَكَأَنَّمَا تَسْعَطُ الْخَرْدَلَ.(6/184)
2533 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: حَجَّ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، فَأَوْصَى مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ بِأَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، ثُمَّ قَدِمَ فَسَأَلَ أبان عَنْ مَرْوَانَ، فَقَالَ: أَسَاءَ إِذْنِي وَبَاعَدَ مَجْلِسِي. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: تَقُولُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَلَمَّا أَخَذَ مُعَاوِيَةُ مَجْلِسَهُ وَعِنْدَهُ مَرْوَانُ؛ قَالَ لأَبَانٍ: كَيْفَ رَأَيْتَ أَبَا عَبْدِ الْمَلِكِ؟ قَالَ: قَرَّبَ مَجْلِسِي وَأَحْسَنَ إِذْنِي. فَلَمَّا قَامَ مَرْوَانُ؛ قَالَ: أَلَمْ تَقُلْ فِي مَرْوَانَ غَيْرَ هَذَا؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ مَيَّزْتُ بَيْنَ حِلْمِكَ وَجَهْلِهِ؛ فَرَأَيْتُ أَنْ أَحْمِلَ عَلَى حِلْمِكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَعَرَّضَ لِجَهْلِهِ. فَسُرَّ بِذَلِكَ مُعَاوِيَةُ وَجَزَاهُ خَيْرًا، وَلَمْ يَزَلْ يَشْكُرُ قَوْلَهُ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/185)
2534 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبَانِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي جُلْهُمَةُ بْنُ عُرْفُطَةَ؛ قَالَ: [ص:187] إِنِّي لَبِالْقَاعِ مِنْ نَمِرَةَ إِذَا أَقْبَلَتْ عير من أعلا نَجْدٍ، فَلَمَّا حَاذَتِ الْكَعْبَةَ إِذَا غُلامٌ قَدْ رَمَى بِنَفْسِهِ مِنْ عَجُزِ بَعِيرٍ، فَجَاءَ حَتَّى تَعَلَّقَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، ثُمَّ نَادَى: يَا رَبَّ الْبَنِيَّةِ! أَجِرْنِي. وَإِذَا شَيْخٌ جُنْدَعِيٌّ غَشْمُهُ مَمْدُودٌ قَدْ جَاءَ فَانْتَزَعَ يَدَهُ مِنْ أَسْجَافِ الْكَعْبَةِ، فَقَامَ إِلَيْهِ شَيْخٌ وَسِيمٌ قَسِيمٌ عَلَيْهِ بَهَاءُ الْمُلْكِ وَوَقَارُ الْحُكَمَاءِ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ يَا غُلامُ! فَأَنَا مِنْ آلِ اللهِ وَأُجِيرُ مَنِ اسْتَجَارَ بِهِ؟ قَالَ: إِنَّ أَبِي مَاتَ وَأَنَا صَغِيرٌ، وَإِنَّ هَذَا اسْتَعْبَدَنِي، وَقَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ أَنَّ لِلَّهِ بَيْتًا يَمْنَعُ مِنَ الظُّلْمِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ اسْتَجَرْتُ بِهِ. فَقَالَ لَهُ الْقُرَشِيُّ: قَدْ أَجَرْتُكَ يَا غُلامُ. قَالَ: وَحَبَسَ اللهُ يَدَ الْجُنْدَعِيِّ إِلَى عُنُقِهِ. قَالَ: جُلْهُمَةُ بْنُ عُرْفُطَةَ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَمْرَو بْنَ خَارِجَةَ، وَكَانَ فِي قُعْدُدِ الْحَيِّ، فَقَالَ: إِنَّ لِهَذَا الشَّيْخِ ابْنًا - يَعْنِي أَبَا طَالِبٍ -. قَالَ: فَهَوَيْتُ رَحْلِي نَحْوَ تِهَامَةَ أَكْسَعُ بِهَا الْحُدُودَ وَأُعَلِّقُ لَهَا الْكَدَاءَ؛ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَإِذَا قُرَيْشٌ عِزِينَ قَدِ ارْتَفَعَتْ لَهُمْ ضَوْضَاءُ يَسْتَسْقُونَ، فَقَائِلٌ مِنْهُمْ يَقُولُ: اعْمِدُوا اللاتَ وَالْعُزَّى! وَقَائِلٌ مِنْهُمْ يَقُولُ: اعْمِدُوا الْمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى! فَقَالَ شَيْخٌ وَسِيمٌ قَسِيمٌ حَسَنُ الْوَجْهِ جَيِّدُ الرَّأْيِ: أَنَّى تُؤْفَكُونَ وَفِيكُمْ بَاقِيَةُ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسُلالَةُ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ؟ ! فَقَالُوا لَهُ: كَأَنَّكَ عَنَيْتَ أَبَا طَالِبٍ؟ ! قال: إِيهِ. فَقَامُوا بِأَجْمَعِهِمْ وَقُمْتُ مَعَهُمْ، فَدَقَقْنَا عَلَيْهِ بَابَهُ، [ص:188] فَخَرَجَ إِلَيْنَا رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ مُصَفِّرًّا، عَلَيْهِ إِزَارٌ، قَدِ اتَّشَحَ بِهِ؛ فَثَارُوا إِلَيْهِ، فَقَالُوا: يَا أَبَا طَالِبٍ! أَقْحَطَ الْوَادِي وَأَجْدَبَ الْعِبَادُ؛ فَهَلُمَّ فَاسْتَسْقِ. فَقَالَ: رُوَيْدَكُمْ زَوَالَ الشَّمْسِ وَهُبُوبَ الرِّيحِ. فَلَمَّا زَاغَتِ الشَّمْسُ أَوْ كَادَتْ؛ خَرَجَ أَبُو طَالِبٍ وَمَعَهُ غُلامٌ كَأَنَّهُ شَمْسُ دُجًى تَجَلَّتْ عَنْهُ سَحَابَةٌ قَتْمَاءُ وَحَوْلَهُ أُغَيْلِمَةٌ، فَأَخَذَهُ أَبُو طَالِبٍ، فَأَلْصَقَ ظَهْرَهُ بِالْكَعْبَةِ وَلاذَ بِأَضْبِعَةِ الْغُلامِ، وَبَصْبَصَتِ الأُغَيْلِمَةُ حَوْلَهُ، وَمَا فِي السَّمَاءِ قَزَعَةٌ، فَأَقْبَلَ السَّحَابُ مِنْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا، وَأَغْدَقَ وَاغْدَوْدَقَ، وَانْفَجَرَ لَهُ الْوَادِي وَأَخْصَبَ النَّادِي وَالْبَادِي، فَفِي ذَلِكَ يَقُولُ أَبُو طَالِبٍ:
(وَأَبْيَضُ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ ... رَبِيعُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلأَرَامِلِ)
(يَطِيفُ بِهِ الْهُلالُ مِنْ آلِ هَاشِمٍ ... فَهُمْ عِنْدَهُ فِي نِعْمَةٍ وَفَضَائِلِ)
(وَمِيزَانُ عَدْلٍ لا يَخِيسُ شَعِيرَةً ... وَوَزَّانُ صِدْقٍ وَزْنُهُ غَيْرُ عَائِلِ)(6/185)
2535 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا هَاشِمُ بْنُ الْوَلِيدِ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ حَشْرَجٍ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنِي الْمُسْتَنِيرُ بْنُ أَخْضَرَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ؛ قَالَ: [ص:189] جَاءَهُ دقهان، فَسَأَلَهُ عَنِ الْمُسْكِرِ: أَحَرَامٌ هُوَ أَمْ حَلالٌ؟ فَقَالَ: هُوَ حَرَامٌ. قَالَ: كَيْفَ يَكُونُ حَرَامًا؟ أَخْبِرْنِي عَنِ التَّمْرِ أَحَلالٌ هُوَ أَمْ حَرَامٌ؟ قَالَ: حَلالٌ. قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ الْكَشُوثِ أَحَلالٌ هُوَ أَمْ حَرَامٌ؟ قَالَ: حَلالٌ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْمَاءِ. قَالَ حَلالٌ. قَالَ: فَمَا خَالَفَ مَا بَيْنَهُمَا، وَإِنَّمَا هُوَ مِنِ التَّمْرِ وَالْكَشُوثِ وَالْمَاءِ؛ أَنْ يَكُونَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ؟ فَقَالَ إِيَاسٌ لِلدِّهْقَانِ: لَوْ أَخَذْتُ كَفًّا مِنْ تُرَابٍ فَضَرَبْتُكَ بِهِ؛ أَكَانَ يُوجِعُكَ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَأَخَذْتُ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَنَضَحْتُهُ فِي وَجْهِكَ؛ أَكَانَ يُوجِعُكَ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَأَخَذْتُ كَفًّا مِنْ تِبْنٍ فَضَرَبْتُكَ بِهِ؛ أَكَانَ يُوجِعُكَ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَإِذَا أَخَذْتُ هَذَا التُّرَابَ فَعَجَنْتُهُ بِالتِّبْنِ وَالْمَاءِ ثُمَّ جَعَلْتُهُ كُتَلا حَتَّى تَجِفَّ فَضَرَبْتُكَ بِهِ؛ أَكَانَ يُوجِعُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ وَيَقْتُلُنِي. قَالَ: فَكَذَا هَؤُلاءِ - التَّمْرُ، وَالْمَاءُ، وَالْكَشُوثُ - إِذَا جُمِعَ ثُمَّ عُتِّقَ حَرُمَ؛ كَمَا جُفِّفَ هَذَا.(6/188)
2536 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ: [ص:190] قَالَ أنو شروان لِبَزْرِجَمْهَرَ لَمَّا أَرَادَ قَتْلَهُ: إِنِّي قَاتِلُكَ؛ فَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ تُذْكَرُ بِهِ. قَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ! إِنَّ الدُّنْيَا حَدِيثٌ حَسَنٌ وَقَبِيحٌ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ حَدِيثًا حَسَنًا فَكُنْهُ.(6/189)
2537 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص:191] لَمَّا نَزَلَتْ: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يغلبوا مائتين} [الأنفال: 65] ؛ فُرِضَ عَلَيْهِمُ أَلا يَفِرَّ رَجُلٌ مِنْ عَشَرَةٍ. قَالَ: فنزلت: (آلئنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائةٌُ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ) [الأنفال: 66] ؛ فَفَرَضَ عَلَيْهِمْ إلا يَفِرَّ الرَّجُلُ مِنْ رَجُلَيْنِ، وَلا يَفِرَّ الْقَوْمُ مِنْ مِثْلَيْهِمْ. قَالَ: وَنَقَصُوا مِنَ الصَّبْرِ بِقَدْرِ مَا نَقَصُوا مِنَ الْعِدَّةِ
__________
[إسناده صحيح] .(6/190)
2538 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَال: نَزَلْنَا فِي طَرِيقٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْبَصْرَةِ فِي بَعْضِ الْمَنَاهِلِ، فَحَضَرَتِ الْجُمْعَةُ وَلَمْ يَحْضُرِ الإِمَامُ، فَقِيلَ لأَعْرَابِيٍّ: يَا أَعْرَابِيُّ! قُمْ فَاخْطُبْ. فَقَامَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ؛ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّمَا الدُّنْيَا دَارُ بَلاغٍ، وَالآخِرَةُ دَارُ قَرَارٍ؛ فَخُذُوا مِنْ مَمَرِّكُمْ لِمَقَرِّكُمْ، وَلا تَهْتِكُوا أَسْتَارَكُمْ عِنْدَ مَنْ لا تَخْفَى عَلَيْهِ أَسْرَارَكُمْ؛ فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا هَلَكَ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ: مَا قَدَّمَ؟ وَقَالَ بَنُو آدَمَ: مَا خَلَّفَ؟ فَقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ بَعْضًا تَجِدُوهُ قَرِيبًا، وَلا تُخَلِّفُوهُ كُلا؛ فَيَكُونَ عَلَيْكُمْ ثَقِيلا، وَالْمَحْمُودُ اللهُ، وَالْمُصَلَّى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمَدْعِيُّ لَهُ الْخَلِيفَةُ، وَالأَمِيرُ جَعْفَرٌ، قُومُوا إِلَى صَلاتِكُمْ.(6/192)
2539 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي مُحَمَّدَ بْنَ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُوسَى بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَمِّي عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ مُوسَى؛ قَالَ: سَمِعْتُ رَبِيعَةَ بْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ يَقُولُ: [ص:194] قَالَ لِي أَبِي: يَا بُنَيَّ! إِنْ وُلِّيتَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا؛ فَأَكْرِمْ قُرَيْشًا؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ أَهَانَ قُرَيْشًا أَهَانَهُ اللهُ»
__________
[إسناده ضعيف] .(6/192)
2540 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، نا حَفْصٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنَ عُمَيْرٍ: عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ؛ قَالَ: [ص:195] نُبِّئْتُ عَنْ كَعْبٍ أَنَّ مُوسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قَالَ: يَا رَبِّ! دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا قُلْتُهُ كَانَ أَدَاءَ شُكْرِ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ! فَأَوْحَى إِلَيْهِ: قُلْ: لا إِلَهَ إِلا اللهُ. قَالَ: فَكَأَنَّ مُوسَى أَحَبَّ عَمَلا أَنْهَكَ لِبَدَنِهِ مِنْ ذَلِكَ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: أغَرَّكَ أَنْ ذَلَّلْتَ بِهَا لِسَانَكَ؟ ! لَوْ جُعِلَتْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ فِي كفة والسماوات وَالأَرْضُونَ فِي كَفَّةٍ؛ لَرَجَحَتْ بهن، ولو كانت السماوات وَالأَرْضُونَ حَلْقَةً لَقصَمَتْهُنَّ(6/194)
2541 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ، نا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص:196] مَا أَطَالَ عَبْدٌ الأَمَلَ إِلا أَسَاءَ الْعَمَلَ.(6/195)
2542 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو سَلَمَةَ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، نا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: مَا بَالُ الْحَجَّاجِ لا يُهَيِّجُكَ كَمَا يُهَيِّجُ النَّاسَ؟ قَالَ: لأَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ مَعَ ابْنَيْهِ، فَصَلَّى، فَأَسَاءَ صَلاتَهُ، فَحَصَبْتُهُ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ: لا أَزَالُ أُحْسِنُ صَلاتِي مَا حَصَبَنِي سَعِيدٌ.(6/196)
2543 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: نا ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: مَرَّ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمُسَيْلَمَةَ، فَدَعَاهُ إِلَى أَمْرِهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ مِنْ قُرْآنِهِ؛ فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: وَاللهِ! إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ كَذَّابٌ.
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(6/197)
2544 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: اشْكُرْ لِمَنْ أَنْعَمَ عَلَيْكَ، وَأَنْعِمْ عَلَى مَنْ شَكَرَكَ؛ فَإِنَّهُ لا بَقَاءَ لِلنِّعْمَةِ إِذَا كُفِرَتْ، وَلا زَوَالَ لَهَا إِذَا شُكِرَتْ، إِنَّ الشُّكْرَ زِيَادَةٌ مِنَ النِّعَمِ، وَأَمَانٌ مِنَ الْفَقْرِ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(6/197)
2544 - / م - قَالَ ابْنُ عَائِشَةَ، قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: [ص:198] لَوْ كَانَ الشُّكْرُ وَالصَّبْرُ بَعِيرَيْنِ مَا بَالَيْتُ أَيَّهُمَا أَرْكَبُ.(6/197)
2545 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ: أَتُصَلِّي عَلَى فُلانٍ، وَكَانَ لا يَدَعُ لِلَّهِ مُحَرَّمًا إِلا انْتَهَكَهُ؟ فَقَالَ: إِنِّي لأَسْتَحِي مِنَ اللهِ أَنْ أَرَى أَنَّ رَحْمَتَهُ لا تَسَعُ فُلانًا.(6/198)
2546 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو ذِي مُرٍّ؛ قَالَ: [ص:199] كَانَ عَلِيٌّ رَحِمَهُ اللهُ يقرأ: يَقْرَأُ: وَالْعَصْرِ: وَنَوَائِبِ الدَّهْرِ
__________
[إسناده مظلم] .(6/198)
2547 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: [ص:200] قُلْتُ لِمِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ: أَتُحِبُّ أَنْ تُخْبَرَ بِعُيُوبِكَ؟ فَقَالَ: أَمَّا مِنْ نَاصِحٍ؛ فَنَعَمْ.(6/199)
2548 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النُّهَاوَنْدِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الأَعْمَالُ عِنْدَ اللهِ سِتَّةٌ: عَمَلانِ مُوجِبَانِ، وَعَمَلانِ بِأَمْثَالِهِمَا، وَعَمَلٌ بِعَشَرَةِ أَمْثَالِهِ، وَعَمَلٌ لا يَعْلَمُ ثَوَابَ عَامِلِهِ إِلا اللهُ؛ فَأَمَّا الْمُوجِبَانِ؛ فَمَنْ لَقِيَ اللهَ يَعْبُدُهُ مُخْلِصًا لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ لَقِيَ اللهَ وَقَدْ أَشْرَكَ بِهِ وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، وَمَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً جُوزِيَ بِمِثْلِهَا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَلَمْ يَعْمَلْهَا؛ جُزِيَ بِمِثْلِهَا، وَمَنْ عَمِلَ حَسَنَةً جُزِيَ عَشْرًا، وَمَنْ أَنْفَقَ مَالَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ أُضْعِفَتْ نَفَقَتُهُ، الدِّرْهَمُ بِسَبْعِ مِائَةٍ، وَالدِّينَارُ بِسَبْعِ مِائَةٍ، وَالصِّيَامُ لا يَعْلَمُ ثَوَابَ عَامِلِهِ إِلا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ»
__________
[إسناده ضعيف] .(6/200)
2549 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي عثمان؛ قالا: سَمِعْنَا يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: [ص:201] نِعْمَةُ اللهِ فِيمَا زُوِيَ عَنِّي مِنَ الدُّنْيَا أَعْظَمُ مِمَّا أَعْطَانِي مِنْهَا؛ لأَنِّي رَأَيْتُ قَوْمًا أَعْطَاهُمْ مِنَ الدُّنْيَا فَهَلَكُوا
__________
[إسناده منقطع] .(6/200)
2550 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، نا أَبُو إِسْحَاقَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللهِ أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ: [ص:202] اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِنِعْمَتِكَ السَّابِغَةِ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ، وَبَلائِكَ الَّذِي أَبْلَيْتَنِي، وَفَضْلِكَ الْعَظِيمِ الَّذِي أَفْضَلْتَ عَلَيَّ أَنْ تُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ. اللهُمَّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ بِمَنِّكَ وَفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ
__________
[إسناده صحيح] .(6/201)
2551 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كَتَبَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ إِلَى مَلِكٍ مِنَ الْمُلُوكِ: أَيُّهَا الْمَلِكُ! إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِذَمِّ الدُّنْيَا وَقِلاهَا مَنْ بُسِطَ لَهُ فِيهَا، وَأُعْطِيَ حَاجَتَهُ مِنْهَا؛ لأَنَّهُ يَتَوَقَّعُ آفَةً تَغْدُوا عَلَى مَالِهِ فَتَجْتَاحَهُ أَوْ عَلَى جَمْعِهِ فَتُفَرِّقَهُ، أَوْ تَأْتِي سُلْطَانَهُ مِنَ القواعد فتهدمه، أو تدب إِلَى جِسْمِهِ فَتُسْقِمَهُ، أَوْ تَفْجَعَهُ بِمَنْ [ص:203] هُوَ ضَنِينٌ بِهِ مِنْ أَحِبَّائِهِ وَأَهْلِ مَوَدَّتِهِ؛ فَالدُّنْيَا أَحَقُّ بِالذَّمِّ مِنَ الآخِرَةِ، مَا تُعْطَى الْمُرَاجَعَةُ فِيمَا تَهَبُ، بَيْنَمَا هِيَ تُضْحِكُ صَاحِبَهَا إِذْ أَضْحَكَتْ مِنْهُ غَيْرَهُ، وَبَيْنَمَا هِيَ تَبْكِي لَهُ إِذَا بَكَتْ عَلَيْهِ، وَبَيْنَمَا هِيَ تَبْسُطُ كَفَّهُ بِالإعْطَاءِ إِذْ بَسَطَتْهَا بِالْمَسْأَلَةِ، تَعْقِدُ التَّاجَ عَلَى رَأْسِ صَاحِبِهَا الْيَوْمَ، وَتُعَفِّرُهُ بِالتُّرَابِ غَدًا، سَوَاءٌ عَلَيْهَا ذَهَابُ مَا ذَهَبَ وَبَقَاءُ مَا بَقِيَ، تَجِدُ فِي الْبَاقِي مِنَ الذَّاهِبِ خَلَفًا، وَتَرْضَى مِنْ كُلٍّ بَدَلا؛ فَأَصْبَحَتْ كَالْعَرُوسِ الْمَجْلِيَّةِ؛ فَالْعُيُونُ إِلَيْهَا نَاظِرَةٌ، وَالْقُلُوبُ عَلَيْهَا وَالِهَةٌ، وَالنُّفُوسُ لَهَا عَاشِقَةٌ، وَهِيَ لأَزْوَاجِهَا كُلِّهِمْ قَاتِلَةٌ؛ فَلا الْبَاقِي بِالْمَاضِي مُعْتَبِرٌ، وَلا الآخِرُ عَلَى الأَوَّلِ مُنْزَجِرٌ، وَلا الْعَارِفُ بِاللهِ حِينَ أَخْبَرَهُ عَنْهَا مُدَّكِرٌ؛ فَعَاشِقٌ لَهَا قَدْ ظَفِرَ مِنْهَا بِحَاجَتِهِ، فَاغْتَرَّ وَطَغَى وَنَسِيَ الْمَعَادَ، فَشَغَلَ فِيهَا لُبَّهُ حَتَّى زَلَّتْ بِهِ عَنْهَا قَدَمُهُ، وَعَظُمَتْ نَدَامَتُهُ، وَكَثُرَتْ حَسَرَاتُهُ، فَاجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ سَكَرَاتُ الْمَوْتِ بِأَلَمِهِ، وَحَسَرَاتُ الْفَوْتِ بِغُصَّتِهِ، فَذَهَبَ بِكَمَدِهَ وَلَمْ يُدْرِكْ مِنْهَا مَا طَلَبَ، وَلَمْ يُرِحْ نَفْسَهُ مِنَ التَّعَبِ؛ فَخَرَجَ بِغَيْرِ زَادٍ، وَقَدِمَ عَلَى غَيْرِ مِهَادٍ.(6/202)
2552 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الأَصْبَهَانِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: يَحْسَبُ الْجَاهِلُ الشَّيْءَ الَّذِي هُوَ لا شَيْءٌ شَيْئًا، وَالشَّيْءَ الَّذِي هو شيء لا شيء، وَمَنْ لا يَتْرُكُ الشَّيْءَ الَّذِي هُوَ لا شَيْءٌ لا يَنَالُ الشَّيْءَ الَّذِي هُوَ شَيْءٌ، وَمَنْ لا يَعْرِفُ الشَّيْءَ الَّذِي هُوَ الشَّيْءُ لا يَتْرُكَ الشَّيْءَ الَّذِي هُوَ لا شَيْءٌ - يُرِيدُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ -.(6/203)
2553 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْهَرَوِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: مَنْ أَحْسَنُ النَّاسِ حَالا؟ قَالَ: مَنِ انْقَطَعَ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ.(6/204)
2554 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ يَقُولُ: درجة الرضى عَنِ اللهِ دَرَجَةُ الْمُقَرَّبِينَ، وَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ.(6/204)
2555 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: نا أَبِي؛ قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ الْمَرْعَشِيَّ يَقُولُ: مَنْ نال الرضى عَنِ اللهِ سَقَطَتْ عَنْهُ الْهُمُومُ، وَلَنْ يَبْلُغَ الْعَبْدُ درجة الرضى عَنِ اللهِ وَهُوَ يُبَالِي عَلَى أَيِّ حَالٍ أَصْبَحَ مِنَ الدُّنْيَا [ص:205] وَأَمْسَى فِي بَدَنِهِ وَمَعَاشِهِ وَأَهْلِهِ وَوَلَدِهِ، إذا كَانَ كَذَلِكِ؛ لَمْ يَذْكُرْ عَمَلَ عَامِلٍ إِلا مَنْ كان له عَلَى مِثْلِ حَالِهِ.(6/204)
2556 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا سَجْفُ بْنُ مَنْظُورٍ الْعَنْزِيُّ، نا سِرَارٌ الْعَنْزِيُّ؛ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَعْبَدَ مِنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، إِنْ كَانَ لَيُصَلِّي حَتَّى يَسْقُطَ، وَيَصُومُ حَتَّى مَا يَقْدِرُ أَنْ يَتَكَلَّمَ، وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَهُ ذَهَبَ يُلَقِّنَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَقَالَ: دَعْنِي؛ فَإِنِّي فِي وِرْدِي.(6/205)
2557 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، نا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُهُمُ: التَّوَاضُعُ مَعَ الْبُخْلِ خَيْرٌ مِنَ السَّخَاءِ مَعَ الْكِبْرِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ صَدَأٌ، وَصَدَأُ الْقُلُوبِ شِبَعُ الْبُطُونِ.(6/205)
2558 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ قُتَيْبَةَ، نا سَهْلٌ، نا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ أَبِي مَسْرُوحٍ، عَنْ عَوْسَجَةَ بْنِ مُغِيثٍ الْقَائِفِ؛ قَالَ: [ص:206] كُنَّا يُسْرَقُ نَخْلُنَا، فَعَرَفْنَا آثَارَهُمْ، فَرَكِبُوا الْحُمُرَ، فَعَرَفْنَا نَمْسَ أيديهم في العذوق.(6/205)
2559 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ قُتَيْبَةَ، نا سَهْلٌ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِي طَرَفَةَ الْهُذَلِيِّ؛ قَالَ: رَأَى قَائِفَانِ، وَهُمَا مُنْصَرِفَانِ مِنْ عَرَفَةَ بَعْدَ النَّاسِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ أَثَرَ بَعِيرٍ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: نَاقَةٌ. وَقَالَ الآخَرُ: جَمَلٌ. فَاتَّبَعَاهُ؛ فَمَرَّةً يَسْتَجْمِعُ لَهُمَا الْخُفُّ، وَمَرَّةً يَرَيَانِ الْخُطْوَةَ منه؛ حتى دخلا شِعْبًا مِنْ شِعَابِ منى، فَإِذَا هُمَا بِالْبَعِيرِ، فَنَظَرُوا إِلَيْهَا؛ فَإِذَا هِيَ خُنْثَى.(6/206)
2560 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ قُتَيْبَةَ، نا سَهْلٌ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعْدُ بْنُ نصر: [ص:207] أَنَّ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ تَذَاكَرُوا عِيَافَةَ بَنِي أَسَدٍ، فَأَتَوْهُمْ، فَقَالُوا: إِنَّهُ ضَلَّتْ لَنَا نَاقَةٌ، فَلَوْ أَرْسَلْتُمْ مَعَنَا مَنْ يَعِيفُ. فَقَالُوا لِغُلَيِّمٍ لَهُمُ: انْطَلِقْ مَعَهُمْ. فَاسْتَرْدَفَهُ أَحَدُهُمْ، ثُمَّ سَارُوا، فَلَقِيَتْهُمْ عُقَابٌ كَاسِرَةٌ إِحْدَى جَنَاحَيْهَا، فَاقْشَعَرَّ الْغُلَيِّمُ وَبَكَى، فَقَالُوا لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: كَسَرَتْ جَنَاحًا وَرَفَعَتْ جَنَاحًا، وَحَلَفَتْ بِاللهِ صُرَاحًا: مَا أَنْتَ بِإِنْسٍ وَلا تَبْغِي لِقَاحًا. فَرَمَوْا بِهِ وَمَضَى.(6/206)
2561 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ؛ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الأَعْمَشِ، فَجَوَّدْتُ، فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ تَرَى قِرَاءَتِي؟ فَقَالَ: مَا قَرَأَ عَلَيَّ عِلْجٌ أَقْرَأُ مِنْكَ.(6/207)
2562 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ؛ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ الْمَوْتُ؛ قَالَ لأَهْلِهِ: لا تَبْكُوا عَلَيَّ؛ فَإِنِّي لَمْ أَتَنَطَّفْ مُنْذُ أَسْلَمْتُ بِخَطِيئَةٍ.(6/208)
2563 - أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الصَّلْتَ بْنَ مَسْعُودٍ يُنْشِدُ هَذَا الْبَيْتَ:
(الْعِلْمُ يَنْهَضُ بِالْخَسِيسِ إِلَى الْعُلا ... وَالْجَهْلُ يُزْرِي بِالْفَتَى الْمَنْسُوبِ)(6/208)
2564 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنْشَدَنَا ابْنُ عَائِشَةَ لِبَعْضِ الْعُبَّادِ:
(وَمَنْ يَحْمَدِ الدُّنْيَا إِذَا هِيَ سَاعَدَتْ ... فَلَنْ يَعْدَمَ الأَيَّامَ حَتَّى يَلُومَهَا)(6/208)
2565 - وَأَنْشَدَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ:
(لَيَالِيكَ تَفْنَى وَالذُّنُوبُ تَزِيدُ ... وَعُمْرُكَ يَبْلَى وَالزَّمَانُ جَدِيدُ)
(وَتَحْسَبُ أَنَّ النَّقْصَ فِيكَ زِيَادَةٌ ... وَأَنْتَ إِلَى النُّقْصَانِ لَيْسَ تَزِيدُ)
(فَفَكِّرْ وَدَبِّرْ كَيْفَ أَنْتَ فَرُبَّمَا ... تَذَكَّرُ فَاسْتَدْعَى الرَّشَادَ رَشِيدُ)(6/208)
2566 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، نا مُعْتَمِرُ بْنُ حَيَّانٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُقْبَةَ أَخِي ذِي الرُّمَّةِ الشَّاعِرِ؛ قَالَ: شَهِدْتُ الأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ وَقَدْ جَاءَ إِلَى قَوْمٍ فِي دَمٍ، فَتَكَلَّمَ فِيهِ، فَقَالَ: احْتَكِمُوا. فَقَالُوا: نَحْكُمُ دِيَتَيْنِ. فَقَالَ: ذَاكَ لَكُمْ. فَلَمَّا سَكَتُوا! قَالَ: أَنَا أُعْطِيكُمْ مَا سَأَلْتُمْ؛ غَيْرَ أَنِّي قَائِلٌ لَكُمْ شَيْئًا: إِنَّ اللهَ قَضَى بِدِيَةٍ وَاحِدَةٍ، وَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بِدِيَةٍ وَاحِدَةٍ، وَإِنَّ الْعَرَبَ تعاطى بينها دِيَةً وَاحِدَةً، وَأَنْتُمُ الْيَوْمَ طَالِبُونَ، وَأَخْشَى أَنْ تَكُونُوا غَدًا مَطْلُوبِينَ؛ فَلا يَرْضَى النَّاسُ مِنْكُمْ إِلا بِمِثْلِ مَا سَمَّيْتُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ. قَالُوا: فَرَدَّهَا إِلَى دِيَةٍ وَاحِدَةٍ؛ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَرَكِبَ.(6/209)
2567 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الَدِّينَوَرِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، نا أَبِي، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:211] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «شِعَارُ الْمُهَاجِرِينَ: عَبْدُ اللهِ، وَشِعَارُ الأَنْصَارِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ»
__________
[إسناده ضعيف] .(6/209)
2568 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبِي، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ مُوَرَّعٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:212] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلاثَةٌ غُرَبَاءُ: قُرْآنٌ فِي قَلْبِ رَجُلٍ فَاجِرٍ، وَمُصْحَفٌ فِي بَيْتٍ لا يُقْرَأُ فِيهِ، وَصَالِحٌ مَعَ الظَّالِمِينَ»(6/211)
2569 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نا أَبِي، نا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ؛ قَالَ: [ص:214] كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَعَبِّدٌ فِي صَوْمَعَتِهِ، فَأَرَادَهُ الشَّيْطَانُ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ، فَأَتَى أَهْلَ بَيْتٍ لَهُمْ شَرَفٌ، فَتَلَبَّسَ بِأُخْتٍ لَهُمْ، فَصَرَعَهَا، ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَالَ لَهُمْ: يَا هَؤُلاءِ! أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يُدَاوِيهَا؟ فَقَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فُلانٌ الْعَابِدُ. فَأَخْرَجُوهَا إِلَيْهِ؛ فَكَانَتْ مَعَهُ فِي صَوْمَعَتِهِ، فَأَتَاهُ الشَّيْطَانُ؛ فَلَمْ يَزَلْ يُزَيِّنُهَا لَهُ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ، فَأَتَاهُ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ: أَنَا دَلَلْتُهُمْ عَلَيْكَ، وَأَنَا زَيَّنْتُهَا لَكَ حَتَّى وَقَعْتَ عَلَيْهَا، وَلَيْسَ يُنجِيكَ مِنْهُمْ إِلا أَنْ تَقْتُلَهَا وَتَدْفِنَهَا. فَفَعَلَ، فَأَتَى الشَّيْطَانُ أَهْلَ الْجَارِيَةِ، فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ الْعَابِدَ وَقَعَ عَلَى أُخْتِكُمْ حَتَّى حَمَلَتْ، وَقَدْ قَتَلَهَا وَدَفَنَهَا؛ فَتَعَالَوْا حَتَّى أَدُلَّكُمْ عَلَى قَبْرِهَا. فَذَهَبُوا مَعَهُ، فَدَلَّهُمْ عَلَى قَبْرِهَا، قَالَ: فَأَخَذُوهُ، فَأَتَوْا بِهِ مَلِكَهُمْ، فَأَتَاهُ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ: أَنَا دَلَلْتُهُمْ عَلَيْكَ، وَأَنَا زَيَّنْتُهَا حَتَّى وَقَعْتَ عَلَيْهَا؛ فَاسْجُدْ لِي سَجْدَةً أُخَلِّصْكَ مِنْهُمْ. قَالَ: فَأَبَى؛ فَأُمِرَ بِصَلْبِهِ، فَصُلِبَ، فَأَتَاهُ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ: اسْجُدْ لِي سَجْدَةً أُخَلِّصْكَ مِنْهُمْ، فَفَعَلَ، وَقُتِلَ الْعَابِدُ؛ فَأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِيهِ: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ} الآية [الحشر: 16]
[ص:215]
__________
[إسناده لين] .(6/212)
2570 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ: كَانَ رَجُلانِ مُتَوَاخِيَيْنِ، فَطَلَبَ أَحَدُهُمَا مِنَ الآخَرِ شَيْئًا، فَمَنَعَهُ، قَالَ: فَكَانَ الآخَرُ الَّذِي مُنِعَ لَمْ يَنْتَقِصْ مِنَ الْمَوَدَّةِ شَيْئًا، فَقَالَ لَهُ الآخَرُ: سَأَلْتَنِي، فَمَنَعْتُكَ، وَلَمْ أَرَهُ نَقَصَنِي ذَلِكَ عِنْدَكَ فِي الْمَوَدَّةِ؟ ! فَقَالَ: إِنَّمَا أَحْبَبْتُكَ عَلَى أَمْرٍ كُنْتَ عَلَيْهِ، فَأَنَا عَلَى ذَلِكَ الأَمْرِ. قَالَ: فَإِنِّي إِنَّمَا صَنَعْتُ ذَلِكَ لأَخْتَبِرَكَ، فَأَمَّا إِذَا رَأَيْتُ ذَلِكَ مِنْكَ؛ فَابْسُطْ يَدَكَ إِلَى مَا شِئْتَ.(6/215)
2571 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخَثْعَمِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ؛ قَالَ: قَالَ خَاقَانُ فِي مَجْلِسِ الْبَتِّيِّ؛ قَالَ: إِذَا نَصَحْتَ الرَّجُلَ، فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْكَ؛ فَتَقَرَّبْ إِلَى اللهِ بِغِشِّهِ.(6/215)
2572 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: سُئِلَ أَعْرَابِيٌ وَأَنَا أَسْمَعُ، كَيْفَ بِرُّكَ بِأُمِّكَ؟ قَالَ: مَا ضَرَبْتُهَا قَطُّ.(6/216)
2573 - وَسَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: رَأَيْتُ دَبْرَةَ بْنَ يَنْبُوبٍ الأَعْرَابِيَّ وَهُوَ يَضْرِبُ أُمَّهُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَلا تَتَّقِي اللهَ؟ فَقَالَ: دَعْنِي يَا حَضَرِيُّ؛ فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَنْشَأَ عَلَى أَدَبِي.(6/216)
2574 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بُنَانًا الطُّفَيْلِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ: [ص:217] التَّمَكُّنُ عَلَى الْمَائِدَةِ خَيْرٌ مِنْ زِيَادَةِ أَرْبَعَةِ أَلْوَانٍ.(6/216)
2575 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: كَانَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ لا يَرَى أَنْ يَأْمُرَ السِّفْلَةَ بِمَعْرُوفٍ مَخَافَةَ أَنْ تَسُبَّهُ وَتُؤْذِيَهُ.(6/217)
2576 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ؛ قَالا: نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، نا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ كَثِيرٍ النَّوَّاءِ، عَنْ إبراهيم بن الحسن بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:218] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَجِيءُ قَوْمٌ قَبْلَ قِيَامِ السَّاعَةِ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ براء مِنَ الإِسْلامِ»
__________
[إسناده ضعيف] .(6/217)
2577 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص:220]: «دُونَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَبْعُونَ أَلْفَ حِجَابٍ مِنْ نُورٍ، لا يَسْمَعُ أَحَدٌ حِسَّ شَيْءٍ مِنْ تِلْكَ الْحُجُبِ إِلا زَهَقَتْ نَفْسُهُ»
__________
[إسناده ضعيف] .(6/219)
2578 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: [ص:222] أَنَّ الْعَرْشَ مُطَوَّقٌ بِحَيَّةٍ، وَإِنَّ الْوَحْيَ لَيَنْزِلُ بِالسَّلاسِلِ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/221)
2579 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ نُمَيْرٍ، نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ؛ قَالَ: الْعَرْشُ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ.(6/222)
2580 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، نا جَعْفَرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: حَمَلَةُ الْعَرْشِ مَا بَيْنَ كَعْبِ أَحَدِهِمْ إِلَى أسفل قدميه مسيرة مئة عَامٍ. وَذَكَرَ أَنَّ خُطْوَةَ مَلَكِ الْمَوْتِ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
__________
[إسناده لين والأثر حسن] .(6/223)
2581 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا الْحَكَمُ - يَعْنِي: أَبَا مُعَاذٍ -، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: قَالَتِ الْيَهُودُ: خَلَقَ الله تبارك وتعالى السماوات وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ، وَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ؛ فَأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى نَبِيِّهِ [ص:224] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لَغُوبٍ) [ق: 38]
__________
[إسناده ضعيف] .(6/223)
2582 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا أَبُو الْوَلِيدِ، نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: بُدُوُّ الْخَلْقِ الْعَرْشُ وَالْهَوَاءُ، وَخُلِقَتِ الأَرْضُ مِنَ الْمَاءِ.(6/224)
2583 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلاءِ الْغَنَوِيِّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ؛ قَالَ: [ص:225] مَا تَرَكَ عَبْدٌ شَيْئًا لا يَتْرُكُهُ إِلا لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؛ إِلا أَتَاهُ بِمَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ مِنْهُ من حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ، وَلا تَهَاوَنَ بِهِ فَأَخَذَهُ مِنْ حَيْثُ لا يَصْلُحُ؛ إِلا أَتَاهُ اللهُ بِمَا هُوَ أَشَدُّ عَلَيْهِ مِنْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَصْلُحُ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/224)
2584 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُو الْوَلِيدِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ؛ قَالَ: مَا رايت رَجُلا أَوْرَعَ مِنَ ابْنِ عُمَرَ، وَلا أَفْقَهَ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ.(6/225)
2585 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو قِلابَةَ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا بُكَيْرُ بْنُ أَبِي السُّمَيْطِ، عَنْ قَتَادَةَ؛ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: إِنَّكَ لَتَلْقَى الرَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَكْثَرُ صَوْمًا وَصَلاةً وَالآخَرُ أَكْرَمُهُمَا عَلَى اللهِ، وَبَيْنَهُمَا بَوْنٌ بَعِيدٌ. قَالُوا: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: يَكُونُ أَوْرَعَهُمَا عَنْ مَحَارِمِ اللهِ.(6/226)
2586 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أَبُو النُّعْمَانِ، نا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ بِخُنَاصِرَةَ: [ص:227] أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ أَدَاءُ الْفَرَائِضِ وَاجْتِنَابُ الْمَحَارِمِ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/226)
2587 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ، نا أَبُو النُّعْمَانِ، نا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي مُسْلِمٌ صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ، وَأَشَارَ مُعْتَمِرٌ بِيَدِهِ، قَالَ: لَقِيَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، فَقَالَ لِي: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ قُلْتُ: مِنَ الْكَلأِ. فَقَالَ لِي: مَا صَنَعْتَ؟ قُلْتَ: اشْتَرَيْتُ لأَهْلِي طَعَامًا. قَالَ: وأصبته من حلال؟ قال: نَعَمْ. قَالَ: لأَنْ أَغْدُوَ فِيمَا غَدَوْتَ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُومَ اللَّيْلَ وَأَصُومَ النَّهَارَ.(6/227)
2588 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ، نا أَبُو النُّعْمَانِ، نا مُعْتَمِرٌ: [ص:228] حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ مِمَّنْ يَرْكَبُ الْبَحْرَ أَنَّهُ جَاءَ إِلَى طَاوُسٍ، فَقَالَ لَهُ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَحْمِلَ لَكَ بِضَاعَةً فِي الْبَحْرِ. فَقَالَ: مَا الْبَحْرُ مِنْ حَاجَتِي. فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَعْطَاهُ مَالا، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ لَهُ: مَا صَنَعْتَ بِمَالِنَا؟ قَالَ: اشْتَرَيْتُ بِهِ جُلُودَ نُمُورٍ. فَقَالَ: أَفْسَدْتَ عَلَيْنَا مَالَنَا. فَلَمْ يَأْخُذْ مِنْ ثَمَنِهَا شَيْئًا
__________
[إسناده ضعيف] .(6/227)
2589 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، نا أَبُو كَعْبٍ صَاحِبُ الْجُرَيْرِيِّ؛ قَالَ: أَتَيْتُ الْحَسَنَ وَأَنَا أُرِيدُ الْهِنْدَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ! أَوْصِنِي. قَالَ: أَعِزَّ أَمْرَ اللهِ أَيْنَ مَا كُنْتَ يُعِزَّكَ اللهُ. قَالَ: فَنَفَعَنِي اللهُ بِكَلامِهِ.(6/228)
2590 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا جَعْفَرٌ، أَخْبَرَنِي مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ؛ قَالَ: [ص:229] نَزَلَ سَلْمَانُ وَحُذَيْفَةُ عَلَى نَبَطِيَّةٍ، فَلَمَّا حَضَرَتِ الصَّلاةُ؛ قَالَ أَحَدُهُمَا: هل ها هنا مَكَانٌ طَاهِرٌ نُصَلِّي فِيهِ؟ فَقَالَتْ: طَهِّرْ قَلْبَكَ. وَصَلِّ حَيْثُ شِئْتَ. فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ: خُذْهَا مِنْ قَلْبِ كَافِرٍ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/228)
2591 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا زَكَرِيَّا؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرًا يَقُولُ: سَأَلَ ابْنُ الْكَوَّاءِ عَلِيًّا: أَيُّ الْخَلْقِ أَشَدُّ؟ قَالَ: أَشَدُّ خَلْقِ رَبِّكَ عشرة: الجبال الراوسي، وَالْحَدِيدُ تُنْحَتُ بِهِ الْجِبَالُ، وَالنَّارُ تَأْكُلُ الْحَدِيدَ، وَالْمَاءُ يُطْفِئُ النَّارَ، وَالسَّحَابُ الْمُسَخَّرُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ - يَعْنِي: يَحْمِلُ الْمَاءَ -، وَالرِّيحُ تُقِلُّ السَّحَابَ، وَالإِنْسَانُ يَغْلِبُ الرِّيحَ يَتَّقِيهَا بِيَدِهِ وَيَذْهَبُ لِحَاجَتِهِ، وَالسُّكْرُ يَغْلِبُ الإِنْسَانَ، وَالنَّوْمُ يَغْلِبُ السُّكْرَ، وَالْهَمُّ يَغْلِبُ النَّوْمَ؛ فَأَشَدُّ خَلْقِ رَبِّكَ الْهَمُّ
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(6/229)
2592 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا أَصْبَغُ، عَنِ السُّدِّيِّ؛ قَالَ: مَنْ خَافَ سُلْطَانًا عَتِيدًا، أَوْ شَيْطَانًا مَرِيدًا، أَوْ سَاحِرًا، أَوْ شَيْئًا مِنَ الأَشْيَاءِ؛ فَلْيَقُلْ أَعُوذُ بِوَجْهِ اللهِ الْجَلِيلِ، وَبِكَلِمَاتِ اللهِ التامات، وباسم اللهِ الْعَظِيمِ وَقُدْرَتِهِ الَّتِي لا تُرَامُ، وَبِوَجْهِ اللهِ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ؛ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَبَرَأَ، وَمِنْ شَرِّ حَسَدِ كُلِّ حَاسِدٍ، وَبَغْيِ كُلِّ بَاغٍ؛ وَمِنْ شَرِّ مَا أَفْزَعَنِي وَرَاعَنِي
__________
[إسناده ضعيف] .(6/230)
2593 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَاجِبِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الأَعْرَجِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ؛ قَالَ: هُوَ يَوْمُ التَّاسِعِ. قُلْتُ: كَذَاكَ صَامَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ.(6/230)
2594 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ ابْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص:231] صُومُوا التَّاسِعَ وَالْعَاشِرَ؛ يَعْنِي: عَاشُورَاءَ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/230)
2595 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ الْجُمَحِيُّ الْبَصْرِيُّ، نا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، نا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ؛ قَالَ: [ص:239] أَتَيْتُ عَلِيًّا أَنَا وَرَجُلانِ، رَجُلٌ مِنَّا ورجل مِنْ بَنِي أَسَدٍ، أَحْسَبُهُ بَعَثَهُمَا فِي وَجْهٍ، فَقَالَ: إِنَّكُمَا عِلْجَانِ، فَعَالِجَا عَنْ دِينِكُمَا. ثُمَّ دَخَلَ الْمَخْرَجَ ثُمَّ خَرَجَ، فَأَخَذَ حُفْنَةً مِنَ الْمَاءِ، فَتَمَسَّحَ بِهَا، ثُمَّ قَرَأَ الْقُرْآنَ، فَرَأَى كأنا أَنْكَرْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْكُلُ مَعَنَا اللَّحْمَ وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ، وَكَانَ لا يَحْجُبُهُ وَلا يَحْجِزُهُ عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ شَيْءٌ إِلا الْجَنَابَةُ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/231)
2596 - قَالَ عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ: بَلَغَنِي عَنْ شُعْبَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: لَيْسَ فِي بَيْتِي حَدِيثٌ أَجْوَدُ مِنْ هَذَا.(6/240)
2597 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: مَنْ أَحْسَنَ عِبَادَةَ اللهِ فِي شَبِيبَتِهِ لَقَّاهُ اللهُ الْحِكْمَةَ عِنْدَ كِبَرِ سِنِّهِ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) [القصص: 14] .(6/240)
2598 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا سَجْفُ بْنُ مَنْظُورٍ الْعَنْزِيُّ، نا سَرَّارُ بْنُ عُبَيْدَةَ الْعَنْزِيُّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ؛ أَنَّهُ ذَكَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ فَقَالَ: لَوْ أَنَّ لِلْمَرْءِ عَمَلَ سَبْعِينَ نَبِيًّا إِلَى عَمَلِهِ؛ لَظَنَّ أَنْ لا يَنْجُوَ مِنْهَا، وَهَبْكَ تَنْجُو وَبَعْدَ كَمْ تَنْجُو؟ وَلا يَبْقَى يَوْمَئِذٍ دَمْعَةٌ فِي عَيْنٍ إِلا خَرَجَتْ، وَتَزُولُ الْمَفَاصِلُ وَالأَوْصَالُ بَعْضُهَا عَنْ بَعْضٍ، وَتُحْبَسُ الأَنْفَاسُ فِي الأَبْدَانِ، (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ) [الفجر: 23] ؛ فَيَسْمَعُونَ لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا، فَلَوْلا أَنَّ اللهَ حَبَسَ يَوْمِئذٍ أَرْوَاحَهُمْ فِي أَبْدَانِهِمْ؛ لَخَرَجَتْ مِنَ [ص:241] الْفَزَعِ وَالْجَزَعِ، فَلَوْ رَأَيْتَهَا وَقَدْ حَمَلَتْ عَلَى الْخَلائِقِ وَهِيَ تَزْفِرُ وَتَرْمِي لَهَبَ النِّيرَانِ؛ فَلا يَبْقَى أَحَدٌ حَضَرَ الْمَوْقِفَ إِلا وَلَّى مُدْبِرًا، فينادي: (يَامَعْشَرَ الجِنَِّ وَالإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إلاَّ بِسُلْطان (33) [الرحمن: 33] ، وَهِيَ الْيَوْمُ الَّذِي قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي كِتَابِهِ يُخْبِرُ عَنْ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أنه قال لقومه: (وَيَاقَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (32) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عَاصِمٍ) [غافر: 32، 33] ، فَإِذَا أَبْصَرَتْ سُكَّانَهَا تَغَيَّظَتْ وَاشْتَاطَتْ غَضَبًا عَلَى مَنْ أَطَاعَ هَوَاهُ وَعَصَى بَارِئَهَا، وَنَادَتْهُمْ: إِلَيَّ سُكَّانِي، إِلَيَّ جِيرَانِي، إِلَيَّ أَوْلادِي، أَنَا أُمُّكُمُ الْهَاوِيَةُ، أَنَا مُحَرِّقَةُ الْقُلُوبِ الْقَاسِيَةِ، وَالأَبْدَانِ النَّاعِمَةِ. فَعِنْدَهَا لا يَبْقَى نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ إِلا خَرَّ لِرُكْبَتَيْهِ؛ حَتَّى إِبْرَاهِيمُ الْخَلِيلُ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] يَقُولُ: نَفْسِي نَفْسِي.(6/240)
2599 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؛ قَالَ: رُفِعَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً.(6/241)
2600 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: مَا سُمِعَ مِنْ أَيُّوبَ مَزْحَةٌ قَطُّ غَيْرَهَا، قَالَ لِبَحْرٍ: أَنْتَ كَاسْمِكَ.(6/242)
2601 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قال: قَالَ الْمُهَلَّبُ: مَا السَّيْفُ الصَّارِمُ فِي كَفِّ الرَّجُلِ الشُّجَاعِ بِأَعَزَّ لَهُ مِنَ الصِّدْقِ.(6/242)
2602 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أَبُو نَصْرٍ، نا أَبِي، عَنْ خَالِدِ بْنِ قَيْسٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: مَا نَسِيتُ شَيْئًا قَطُّ. ثُمَّ قَالَ: يَا غُلامُ! نَاوِلْنِي نَعْلِي. قَالَ: نَعْلُكَ فِي رِجْلِكَ.(6/242)
2603 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، نا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، نا حَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ؛ قَالَ: مَا هَلَكَ جِيلٌ قَطُّ حَتَّى تَخْتَلِفُ فِيهِ الْمَنَّانِيَّةُ. قَالَ: قُلْتُ لِلْحَجَّاجِ: وَمَا الْمَنَّانِيَّةُ؟ قَالَ: الزَّنَادِقَةُ.(6/243)
2604 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُسْلِمَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: قِيلَ لِمَيْسَرَةَ الأَكُولِ وَأَنَا أَسْمَعُ: كَمْ تَأْكُلُ؟ فَقَالَ: مِنْ مَالِي أَوْ مِنْ مَالِ غَيْرِي؟ قَالُوا: مِنْ مَالِكَ؛ قَالَ: رَغِيفَيْنِ. قِيلَ لَهُ: فَمِنْ مَالِ غَيْرِكَ؟ [ص:244] قَالَ: اخْبِزْ وَاطْرَحْ.(6/243)
2605 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، عَنِ الْقَحْذَمِيِّ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ سَلْمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: عَدَدْتُ أَرْبَعًا وَثَمَانِينَ لُقْمَةً مِنْ خُبْزِ الْمَاءِ، فِي كُلِّ لُقْمَةٍ رَغِيفٌ وَمِلْءُ كَفِّهِ سَمَكٌ طَرِيٌّ - يَعْنِي: عَلَى الْحَجَّاجِ -.(6/244)
2606 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا، نا عَبْدُ الرَّحِيمِ الْجُعْفِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: [ص:245] حَجَجْتُ مَعَ هَارُونَ الرَّشِيدِ سَنَةً مِنَ السِّنِينَ، فَرَأَيْتُ امْرَأَةً أَعْرَابِيَّةً بَرْزَةً جَمِيلَةً، وَإِذَا هِيَ وَاقِفَةٌ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ كَانُوا يَأْكُلُونَ شَيْئًا، وَبِيَدِهَا قَصْعَةٌ؛ فَأَنْشَأَتْ تَقُولُ:
(طَحْطَحَتْنَا طَحَاطِحُ الأَعْوَامِ ... وَرَمَتْنَا بِصَرْفِهَا الأَيَّامُ)
(فَأَتَيْنَاكُمْ نَمُدُّ أَكُفَّا ... لِفَضَالاتِ زَادِكُمْ وَالطَّعَامِ)
(فَاطْلُبُوا الأَجْرَ وَالْمَثُوبَةَ فِينَا ... أَيُّهَا الزَّائِرُونَ بَيْتَ الْحَرَامِ)
(مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَآنِي وَرَحْلِي ... فَارْحَمُوا حَاجَتِي وَذُلَّ مُقَامِي)
فَرَجَعْتُ إِلَى هَارُونَ، فَأَخْبَرْتَهُ؛ فَبَكَى وَقَالَ: اطْلُبِ الْمَرْأَةَ، وَائْتِنِي بِهَا. فَخَرَجْتُ فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَقُلْنَا لَهَا: هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَتْ: حَيَّاهُ اللهُ، وَمَا يُرِيدُ مِنِّي؟ قُلْتُ: يُرِيدُ أَنْ تُنْشِدِيهِ الأَبْيَاتَ الَّتِي قُلْتِيهَا قُبَيْلٌ. فَأَنْشَدَتْهُ إِيَّاهَا، فَالْتَفَتَ إِلَى مَسْرُورٍ الْخَادِمِ، فَقَالَ: امْلأْ لَهَا الْقَصْعَةُ دَنَانِيرَ. فَمَلأَهَا لَهَا حَتَّى فَاضَتْ مِنْ جَوَانِبِهَا.(6/244)
2607 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ وَالنَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الحلواني؛ قالا: أنا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ قُرْطِ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمَدَائِنِيِّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ [ص:246] قَالَ: إِذَا كَانَ الرَّجُلُ لا يُنْكِرُ عَمَلَ السُّوءِ عَلَى أَهْلِهِ جَاءَ طَائِرٌ يُقَالُ لَهُ الْقَرْقَفَنَّةُ عَلَى مِشْرِيقِ بَابِهِ، فَيَمْكُثُ هُنَاكَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا؛ فَإِنْ أَنْكَرَ طَارَ وَذَهَبَ، وَإِنْ لَمْ يُنْكِرْ مَسَحَ بِجَنَاحَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ، فَلَوْ رَأَى الرِّجَالَ مَعَ امْرَأَتِهِ [تُنْكَحُ] لَمْ يَرَ ذَلِكَ قَبِيحًا، فَذَلِكَ الْقُنْذُعُ الدَّيُّوثُ الَّذِي لا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِ.(6/245)
2608 - سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيَّ يُفَسِّرَهُ؛ فَقَالَ: مِشْرِيقُ الْبَابِ: مَدْخَلُ الشَّمْسِ فِيهِ، وَالْقُنْذُعُ؛ فَهُوَ الذَّلِيلُ الَّذِي لا يَغَارُ؛ فَقَدْ جَمَعَ إِلَى الْقُبْحِ الذِّلَّةُ.(6/246)
2609 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فَضَالَةَ فِي الْخَوْفِ، فَقَالَ [ص:247]:
(يُرَى مُسْتَكِينًا وَهْوَ لِلَّهْوِ مَاقِتٌ ... بِهِ عَنْ حَدِيثِ النَّفْسِ مَا هُوَ شَاغِلُهْ)
(يَبِيتُ إِذَا نَامَ الْخَلِيُّونَ سَاهِرًا ... كَثيِرًا تَشَكِّيهِ كَثِيرًا بَلابِلُهْ)
(تَأَوُّهُ ذِي لُبٍّ أُصِيبَ حَمِيمُهُ ... بِهِ وَجَعٌ تَحْتَ الشَّرَاسِيفِ قَاتِلُهْ)
(تَذَكَّرَ مَا يَبْقَى مِنَ الْعَيْشِ آجِلا ... فَأَزْعَجَهُ مِنْ عَاجِلِ الْعَيْشِ آجِلُهْ)(6/246)
2610 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ هَارُونَ الرَّشِيدِ وَمَعَهُ بَعْضُ وَلَدِ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْبَاهِلِيُّ، وَكَانَ عَلَى السَّاقَةِ، فَبَيْنَمَا هُوَ نَازِلٌ مِنْ أَجْفُرَ؛ فَإِذَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي سنبس من طيء وَقَدْ أَقْبَلَ إِلَيْهِ، فَتَوَهَّمَ أَنَّهُ هَارُونُ، فَقِيلَ لَهُ: هَارُونُ رَحَلَ أَمْسِ. فَقَالَ: وَاخَيْبَتَاهُ! فَقَالَ لَهُ الْبَاهِلِيُّ: لا تُرَعْ؛ فَمَا حَاجَتُكَ؟ قَالَ: قِيلَ لِي: إِنَّ مَلِكَ الأَرْضِ هُوَ حَاجٌّ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَنَالَ مِنْ فَضْلِهِ. فَقَالَ لَهُ: فَكَمْ أَمَلُكَ؟ قَالَ: الْعَدَدُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ شَيْءٌ، أَلْفُ دِرْهَمٍ. قَالَ: فأعطاه أَلْفَ دِرْهَمٍ وَرَحَلَ، فَأَتَاهُ وَهُوَ فِي الْمَنْزِلِ الثَّانِي، فَوَقَفَ بِحِذَاهُ، فَإِذَا مَعَهُ الصُّرَّةُ، فَضَرَبَ بِهَا صَدْرَهُ، فَقَبَضُوا عَلَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: سَأَلْتُ عَنْ نَسَبِكَ؛ فَأُخْبِرْتُ أَنَّكَ رَجُلٌ مِنْ بَاهِلَةَ. فَقُلْتُ: لا يَرَانِي اللهُ أَنْ أَبِيتَ وَلِبَاهِلِيٍّ عَلَيَّ فَضْلٌ.(6/247)
2611 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدٍ الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:249] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ دَيْنٍ مَأْخُوذٌ مِنْ حَسَنَاتِ صَاحِبِهِ؛ إِلا مَنِ ادَّانَ فِي ثَلاثٍ: رَجُلٌ ضَعُفَتْ قُوَّتُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَقَوَّى عَلَى قِتَالِ عَدُوِّهِ بِدَيْنٍ وَمَاتَ وَلَمْ يَقْضِهِ، وَرَجُلٌ مَاتَ عِنْدَهُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ فَلَمْ يَجِدْ مَا يُكَفِّنُهُ إِلا بِدَيْنٍ فَمَاتَ وَلَمْ يَقْضِهِ، وَرَجُلٌ خَافَ عَلَى نَفْسِهِ الْعُزُوبَةَ فَاسْتَعَفَّ فِي نِكَاحِ امْرَأَةٍ بِدَيْنٍ فَمَاتَ وَلَمْ يَقْضِهِ؛ فَإِنَّ اللهَ يَقْضِي عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/248)
2612 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ؛ قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ! أَخْبِرْنِي عَنِ الْعَبْدِ يُذْنِبُ ثُمَّ يَتُوبُ وَيَسْتَغْفِرُ؛ أَيُغْفَرُ لَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قلت: تمحا مِنْ كِتَابِهِ؟ قَالَ: لا؛ دُونَ أَنْ يَقِفَهُ عَلَيْهِ ثُمَّ يُسْأَلُ عَنْهُ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/249)
2613 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: كَانَ أَبُو خَالِدٍ يَزِيدُ الْمُؤَذِّنُ إِذَا أَذَّنَ بَكَى وَصَرَخَ صَرْخَةً فِي إِثْرِ أَذَانِهِ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الأُمَرَاءِ: مَا هَذَا الَّذِي يَغْشَاكَ عِنْدَ النِّدَاءِ؟ قَالَ: إِنِّي لأُشَبِّهُهُ بِالنَّفْخَةِ. ثُمَّ غُشِيَ عَلَيْهِ. قَالَ سُفْيَانُ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَوْلا مَا أُؤَمِّلُ مِنَ الرَّاحَةِ وَالْفَرَحِ بَعْدَ الْمَوْتِ؛ لَظَنَنْتُ أَنَّ نَفْسِي سَتَخْرُجُ فَرَقًا مِنَ الْمَوْتِ، وَكَانَ يَقُولُ فِي السَّحَرِ إِذَا فَرَغَ مِنْ أَذَانِهِ: إِلَهِي! انْقَطَعَتِ الرَّغَائِبُ دُونَكَ، وَكَلَّتِ الأَلْسُنُ إِلا عَنْ ذِكْرِكَ، وَذَهَلَتْ عُقُولُ أَوْلِيَائِكَ عَنْ غَيْرِكَ شَوْقًا وَاشْتِيَاقًا إِلَيْكَ؛ فأعط الْقَوْمَ إِلَهِي أُمْنِيَّتَهُمْ، وَأَجِبْ دَعْوَتَهُمْ، وَتَفَضَّلْ عَلَيْنَا وَعَلَيْهِمْ بِجُودِكَ يَا كَرِيمُ. أَوْ نَحْوَ هَذَا مِنَ الْكَلامِ.(6/250)
2614 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: قَدِمْتُ قُدْمَةً مَكَّةَ، فَبَيْنَا أَنَا أَطُوفُ فِي السَّحَرِ إِذَا النَّاسُ يَقُولُونَ: [ص:251] قد جاء قَدْ جَاءَ الْعَنْبَرِيُّ الزَّاهِدُ، فَإِذَا أَعْرَابِيٌّ جَافُّ الْمَنْظَرِ دَخَلَ الطَّوَافَ، فَطَافَ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ وَرَكَعَ خَلْفَ الْمَقَامِ، ثُمَّ أَتَى الْمُلْتَزَمَ، فَرَفَعَ يَدَهُ وَهُوَ يَقُولُ: سُبْحَانَ رَاحِمِ رَنَّةِ الْبَاكِينَ، وَقَابِلِ التَّوْبَةِ، وَالْمُتَفَضِّلِ بِهَا عَلَى الْمُسْرِفِينَ، الَّذِينَ أَفَاضَ عَلَيْهُمْ مِنْ سُيُوبِ تَفَضُّلِهِ، وَأَهْطَلَ عَلَيْهِمْ مِنْ سَمَاءِ بَذْلِهِ وَفَوَائِدِ نِعَمِهِ وَجَزِيلِ إِحْسَانِهِ! مَا عَجَزَتِ الْبَرِيَّةُ عَنْ شُكْرِهِ وَالْقِيَامِ بِأَدَاءِ حَقِّهِ إِلا بِمَعُونَتِهِ. سُبْحَانَ الَّذِي لا يَمْنَعُ الْعِبَادَ أَسْبَابَ التَّوْبَةِ، وَلَمْ يُعَيِّرْهُمْ لَمَّا أَنَابُوا إِلَيْهِ بِمَا أَجْرَمُوا مِنَ الْحَوْبَةِ، وَلَمْ يَعْجَلْ عَلَيْهِمْ بِالنِّعَمِ، وَهُوَ يَرَاهُمْ يَتَمَرَّسُونَ بِمَعَاصِيهِ لِغَضَبِهِ وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَسْتُرُ عَلَيْهِمْ بِسِتْرِهِ، وَيَتَوَدَّدَهُمْ بِإِنْعَامِهِ، وَيَتَحَبَّبُ إليهم بدوام إِحْسَانِهِ، ثُمَّ فَتَحَ لَهُمْ بِرَحْمَتِهِ أَبْوَابَ رَحْمَتِهِ، وَدَعَاهُمْ إِلَى شَوْقِهِمْ إِلَيْهِ بِحُسْنِ مَوْعِظَتِهِ؛ فَقَالَ لِمُسْرِفِي عِبَادِهِ: {لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله} [الزمر: 53] ، وَقَالَ: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ) [البقرة: 186] ، وَقَالَ: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر: 60] ! فَسُبْحَانَ مَنْ يَتَقَرَّبُ إِلَى مَنْ يَتَبَاعَدُ مِنْهُ، وَيَتَحَبَّبُ بِالنِّعَمِ إِلَى مَنْ يَتَبَغَّضُ بِالْمَعَاصِي إِلَيْهِ؛ فَأَحَبُّ عِبَادِهِ إِلَيْهِ أَسْأَلُهُمْ لِمَا لَدَيْهِ. إِلَهِي! أَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدَيْكَ، هَا أَنَا قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْكَ، مُتَوَسِّلٌ بِكَرَمِكَ إِلَيْكَ، لا تَزِلَّنِي عَنْ مَقَامٍ أَقَمْتَنِي فِيهِ، وَلا تَنْقُلْنِي إِلَى مَوْقِفِ سَلامَةٍ مِنْ نِعَمِكَ إِلا أَنْتَ، أَتَنَصَّلُ إِلَيْكَ مِمَّا كُنْتُ أُوَاجِهُكَ بِهِ مِنْ قِلَّةِ اسْتِحْيَائِي مِنْ نَظَرِكَ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِنْ ذُنُوبِي الَّتِي ابْتَزَّتْ قَلْبِي حَلاوَةَ ذِكْرِكَ، وَأَطْلُبُ الْعَفْوَ مِنْكَ؛ إِذِ الْعَفْوُ نَعْتٌ لِكَرَمِكَ. [ص:252] يَا مَنْ يُعْصَى وَيَرْضَى كَأَنَّهُ لَمْ يُعْصَ! يَا حَنَّانًا لِشَفَقَتِهِ عَلَى عِبَادِهِ، وَمَنَّانًا بِلُطْفِهِ، وَمُتَجَاوِزًا بِعَطْفِهِ عَنْ خَلْقِهِ! طَهِّرْ قَلْبِي مِنْ أَوْسَاخِ الْغَفْلَةِ، وَانْظُرْ إِلَيَّ نَظَرَكَ إِلَى مَنْ نَادَيْتَهُ فَأَجَابَكَ، واستعملته بمعونتك فأعطاك، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَهَبْ لِي صَبْرًا وَيَقِينًا، وَاغْفِرْ ذَنْبِيَ الْعَظِيمَ، وَتَجَاوَزْ لِي عَنْ سَيِّئَاتِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. قَالَ: فَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى عَرَفْتُ مَوْضِعَهُ؛ فَكَتَبْتُ عَنْهُ هَذَا الدُّعَاءَ وَغَيْرَ هَذَا مِمَّا كَانَ يَدْعُو بِهِ عَنْدَ الْمُلْتَزَمِ فِي أَوْقَاتِهِ.(6/250)
2615 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أحمد بن مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَرَّاقُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ المبارك العيشي، نا بزيع أَبُو الْخَلِيلِ الْخَصَّافُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي فِي مَوْضِعِ بَوْلِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: أَلا نَحُوطُ لَكَ جَانِبًا مِنَ الْحُجْرَةِ؛ فَهُوَ أَنْظَفُ لَكَ مِنْ هَذَا؟ فَقَالَ: «يَا حُمَيْرَاءُ! أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَجَدَ لِلَّهِ سَجْدَةً طَهَّرَ اللهُ مَوْضِعَ سُجُودِهِ؟ !»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(6/252)
2616 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - وَكَانَ جَارًا لأَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيِّ -؛ قَالَ: [ص:253] كان [أبو] سُلَيْمَانُ يَبْكِي عَامَّةَ دَهْرِهِ، وَكَانَ كَثِيرًا يُرَدِّدُ هَذَا الْكَلامَ، يَقُولُ: بَكُّوا الذُّنُوبَ قَبْلَ بُكَائِهَا، وَفَرِّغُوا الْقُلُوبَ إِلا مِنْ شُغْلِ حِسَابِهَا؛ فَبِالْحَرِيِّ إِنْ كُنْتُمْ كَذَلِكَ أَنْ تُدْرِكُوا فَوْتَ مَا قَدْ فَاتَ بِشُؤْمِ التَّفْرِيطِ بِالإِنَابَةِ وَالْمُرَاجَعَةِ وَالإِخْلاصِ لِلرَّبِّ الْكَرِيمِ. وَكَانَ يَبْكِي وَيَقُولُ: وَجَدْنَا أَكْرَمَ مَوْلًى لِشَرِّ عُبَيْدٍ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/252)
2617 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ الْعُبَّادِ يَقُولُ: مَنْ ذَكَرَ اللهَ عَلَى حَقِيقَةٍ؛ نَسِيَ فِي جَنْبِهِ كُلَّ شَيْءٍ، وَمَنْ نَسِيَ فِي جَنْبِ اللهِ كُلَّ شَيْءٍ؛ حَفِظَ اللهُ عَلَيْهِ كُلَّ شَيْءٍ، وَكَانَ لَهُ عِوَضًا فِي [ص:254] الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.(6/253)
2618 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ، نا حُمَيْدٌ الرُّؤَاسِيُّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ؛ قَالَ: مَاتَ رَجُلٌ، فَأُتِيَ فِي قَبْرِهِ، فَقِيلَ لَهُ: إنا جالدوك مئة. قَالَ: فِيمَ؛ فَقَدْ كُنْتُ أَتَوَقَّى وَأَتَوَرَّعُ؟ ! قَالَ: فَنَزَلُوا حَتَّى صَارُوا إِلَى جَلْدَةٍ، فَجُلِدَ، فَالْتَهَبَ الْقَبْرُ نَارًا، فَقَالَ: لِمَ ضَرَبْتُمُونِي؟ فَقَالُوا لَهُ: صَلَّيتَ صَلاةً عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ، وَاسْتَغَاثَ بِكَ ضَعِيفٌ فَلَمْ تُغِثْهُ.(6/254)
2619 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: [ص:255] مِنْ أَكْبَرِ الذَّنْبِ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لأَخِيهِ: اتَّقِ اللهَ! فَيَقُولُ: عَلَيْكَ بِنَفْسِكَ
آخِرُ الْجُزْءِ الثَّامِنَ عَشَرَ، ويليه التَّاسِعَ عَشَرَ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ، وَصَلَوَاتُهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ.
__________
[صحيح] .(6/254)
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء التاسع عشر
من كتاب «المجالسة وجواهر العلم»
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود الأنصاري، وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد المصري إذنا؛ قالا: أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي، قال الأنصاري: قراءة عليه وأنا أسمع، وقال الآخر: إجازة؛ قال: أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل بن الضراب، أنا أبي، نا أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد الدينوري المالكي:(6/265)
2620 - نا أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ خَالِدٍ التَّمَّارُ الْوَاسِطِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، نا حُصَيْنٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص:266] انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى صَارَ فَلْقَتَيْنِ، عَلَى هَذَا الْجَبَلِ، وَعَلَى هَذَا الْجَبَلِ، فَقَالَ النَّاسُ: سَحَرَنَا مُحَمَّدٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنْ كَانَ سَحَرَنَا؛ فَإِنَّهُ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْحَرَ النَّاسَ كُلَّهُمْ
__________
[حديث صحيح] .(6/265)
2621 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَمَّارٍ، نا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ، نا سُلَيْمُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ جَهْضَمَ بْنَ الضَّحَّاكِ يقول: [ص:268] مررنا بالزجيح، فَرَأَيْتُ بِهَا شَيْخًا، فَقِيلَ لِي: هَذَا الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدٍ. فَقُلْتُ: رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: صِفْهُ لِي. فَقَالَ: كَانَ حَسَنَ السَّبَلَةِ. قَالَ: وَكَانَتِ الْعَرَبُ وَأَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يُسَمُّونَ اللِّحْيَةَ السَّبَلَةَ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(6/266)
2622 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَارُونَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، نا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ الْكُوفِيُّ، نا مَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَنْزِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنِ ابْنِ أَنْعُمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: [ص:269] قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ شَهِدَ إملاك رَجُلٍ مُسْلِمٍ؛ كَانَ كَمَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالْيَوْمُ بسبع مئة يَوْمٍ، وَمَنْ شَهِدَ جَنَازَةَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ؛ كَانَ كَمَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله، واليوم بسبع مئة يَوْمٍ، وَمَنْ عَادَ مَرِيضًا؛ [ص:270] كَانَ كَمَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْيَوْمُ بسبع مئة يَوْمٍ، وَمَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَشَهِدَ الْجُمُعَةَ؛ كَانَ كَمَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالْيَوْمُ بِسَبْعِ مئة يَوْمٍ»
__________
[إسناده واه بمرة بل موضوع](6/268)
2623 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُرَّةَ: أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَحِمَهُ اللهُ اشْتَرَى دَارًا مِنْ صُهَيْبٍ؛ وَشَرَطَ لَهُ أَنْ يَسْكُنَهَا هُوَ وَوَلَدُهُ مَا بَقِيَ [رجاله ثقات] .(6/270)
2624 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ؛ قَالَ: [ص:271] اذْكُرُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَكَانٍ طَيِّبٍ، وَلا تَذْكُرُوهُ فِي مَكَانٍ مُنْتِنٍ.(6/270)
2625 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ عَنِّي، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: (يَوْمَ تَمُورُ السَّمَآءُ مَوْراً (9)) [الطور: 9] ؛ قَالَ: تَدُورُ دَوْرًا. قَالَ سُفْيَانُ: أَمَّا أَنَا؛ فَلَسْتُ أَحْفَظُهُ؛ فَإِنْ كَانَ أَبُو مُعَاوِيَةَ حَفِظَ عَنِّي [ص:272] شَيْئًا؛ فَهُوَ كَمَا حَفِظَ
__________
[إسناده ضعيف والأثر صحيح] .(6/271)
2626 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا هُدْبَةُ، نا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: [ص:274] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ: {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ المغفرة} [المدثر: 56] ؛ قَالَ: «تَدْرُونَ مَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالَ: أَنَا أَهْلُ [التَّقْوَى وَأَهْلٌ] أَنْ أُتَّقَى؛ فَلا أُعْصَى، وَأَنَا أَهْلٌ أَنْ أَغْفِرَ لِمَنِ اتَّقَانِي»
__________
[إسناده ضعيف] .(6/272)
2627 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى، نا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا أَبْقَى الله عَزَّ وَجَلَّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ.(6/274)
2628 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، نا مُؤَمَّلٌ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ؛ قَالَ: قَالَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ: يَا رَبِّ! ذَنْبِي الَّذِي كَتَبْتَهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ تَخْلُقَنِي، أَوِ ابْتَدَعْتُهُ مِنْ قِبَلِي؟ قَالَ: بَلْ كَتَبْتُهُ عَلَيْكَ قَبْلَ أَنْ أَخْلُقَكَ. قَالَ: فَكَمَا كَتَبْتَهُ عَلَيَّ فَاغْفِرْهُ لِي. فَذَلِكَ قوله: (فَتَلَقَّىءادَمُ مِنْ رَّبِهِ كَلِمَاتٍ) [البقرة: 37] .(6/275)
2629 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، نا عُمَرُ بْنُ عَلَيٍّ؛ قَالَ: [ص:276] قَالَ رَجُلٌ لإِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ: يَا أَبَا وَاثِلَةَ! حَتَّى مَتَى يَتَوَالَدُ النَّاسُ وَيَمُوتُونَ: فَقَالَ لِجُلَسَائِهِ: أَجِيبُوهُ. فَلَمْ يَكُنْ عندهم جَوَابٌ، فَقَالَ إِيَاسٌ: حَتَّى تَتَكَامَلَ الْعِدَّتَانِ: عِدَّةُ أَهْلِ النَّارِ، وَعِدَّةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ.(6/275)
2630 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا الْمَضَّاءُ بْنُ الْجَارُودِ؛ قَالَ: قَالَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي حَنِيفَةَ: كَانَ يُقَالُ: مَنْ يَسْتَقْبِلْ وُجُوهَ الآرَاءِ عَرَفَ مَوَاقِعَ الْخَطَأِ، وَمَنْ عُرِفَ بِالْحِكْمَةِ لَمَحَتْهُ الأَعْيُنُ بِالْوَقَارِ.(6/276)
2631 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا بَعَثَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: هَذَا نَبِيِّي، هَذَا [ص:277] خِيرَتِي مِنْ خَلْقِي؛ فَتَأَسَّوْا بِهِ، خُذُوا فِي سُنَنِهِ وَسَبِيلِهِ. بِأَبِي وَأُمِّي لَمْ تُغْلَقْ دُونَهُ الأَبْوَابُ، وَلَمْ تَقُمْ دُونَهُ الْحَجَبَةُ، وَلَمْ يُغْدَ عَلَيْهِ بِالْجِفَانِ، وَلَمْ يُرَحْ عَلَيْهِ بِهَا، وَكَانَ يَجْلِسُ بِالأَرْضِ وَيَأْكُلُ الطَّعَامَ بالأرض، ويلبس الْغَلِيظَ، وَيَرْكَبُ الْحِمَارَ، وَيُرْدِفُ خلفه، رؤوفا رَحِيمًا، سَهْلا سَمْحًا، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(6/276)
2632 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا حَفْصُ بْنُ النَّضْرِ السُّلَمِيُّ؛ قَالَ: خَطَبَ الْحَجَّاجُ النَّاسَ يَوْمًا، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! الصَّبْرُ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ أَيْسَرُ مِنَ الصَّبرِ عَلَى عَذَابِ الله. فقام رَجُلٌ؛ فَقَالَ: يَا حَجَّاجُ! وَيْحَكَ! مَا أَصْفَقَ وَجْهَكَ وَأَقَلَّ حَيَاءَكَ، تَفْعَلُ مَا تَفْعَلُ ثُمَّ تَقُولُ مِثْلَ هَذَا؟ ! فَأَمَرَ بِهِ فَأُخِذَ، فَلَمَّا نَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ دَعَا بِهِ، فَقَالَ لَهُ: لَقَدِ اجْتَرَأْتَ عَلَيَّ. فَقَالَ لَهُ: يَا حَجَّاجُ! أَنْتَ تَجْتَرِئُ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَلا تُنْكِرُهُ عَلَى نَفسِكَ، وَأَجْتَرِئُ أَنَا عَلَيْكَ؛ فَتُنْكِرُهُ عَلَيَّ؟ ! فَخَلَّى سَبِيلَهُ.(6/277)
2633 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: [ص:278] لَمَّا دَخَلْنَا الْبَصْرَةَ أَتَيْنَا غُنْدَرًا فِي مَنْزِلِهِ، فَقَالَ: لا أُحَدِّثُكُمْ بِشَيْءٍ حَتَّى تجيئون معي إلى السوق، فتمشون خَلْفِي، فَيَرَاكُمُ النَّاسُ خَلْفِي، فَيُكْرِمُونِي. قَالَ: فَمَشَيْنَا خَلْفَهُ إِلَى السُّوقِ؛ فَجَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ لَهُ: مَنْ هَؤلاءِ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ فَيَقُولُ: هَؤلاءِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ جاؤوني مِنْ بَغْدَادَ يَكْتُبُونَ عَنِّي. قَالَ: يَحْيَى: فَالْتَفَتَ إِلَيَّ يَوْمًا، فَقَالَ: يَا هَذَا! اعْلَمْ أَنِّي مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً أَصُومُ يَوْمًا وَأُفْطِرُ يَوْمًا.(6/277)
2634 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ، نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نا مَحْبُوبُ بْنُ هِلالٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: [ص:279] نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «يَا مُحَمَّدُ! مَاتَ [ص:280] مُعَاوِيَةُ بْنُ مُعَاوِيَةَ؛ أَفَتُحِبُّ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ؟» قَالَ: فَضَرَبَ بِجَنَاحِهِ؛ فَلَمْ تَبْقَ شَجَرَةٌ وَلا أكمة إِلا تَضَعْضَعَتْ، وَدَنَا لَهُ سَرِيرُهُ حَتَّى نَظَرَ إِلَيْهِ وَصَلَّى عَلَيْهِ، وَصَلَّى خَلْفَهُ صَفَّانِ مِنَ الْمَلائِكَةِ، فِي كُلِّ صَفٍّ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ: «يَا جِبْرِيلُ! بِمَ نَالَ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟» قَالَ: «بِحُبِّهِ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (1)) وَقِرَاءَتِهِ إِيَّاهَا جَائِيًا وَذَاهِبًا وَقَائِمًا وَقَاعِدًا وَعَلَى كُلِّ حَالٍ «
__________
[إسناده ضعيف وهو منكر] .(6/278)
2635 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عيينة؛ قال: قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ: مَا يَسُرُّنِي أَنِّي كَذَبْتُ كَذْبَةً وَأَنَّ لِي الدُّنْيَا كُلَّهَا.(6/280)
2636 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ؛ قَالَ: [ص:281] لَيْسَ أَحَدٌ أَصْبَرَ عَلَى أَذًى يَسْمَعُهُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَدْعُونَ لَهُ نِدًّا ثُمَّ هُوَ يَرْزُقُهُمْ وَيُعَافِيهِمْ. قَالَ الأَعْمَشُ: فَقُلْتُ: مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي مُوسَى رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ.(6/280)
2637 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا جُبَارَةُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ فِي النَّوْمِ، وَهُوَ فِي بُسْتَانٍ، وَهُوَ يَقْرَأُ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ. . .) [الزمر: 74] الآية.(6/282)
2638 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: سُئِلَ بَزَرْجَمْهَرُ الْحَكِيمُ: مَنْ أَوْلَى النَّاسِ بِالسَّعَادَةِ؟ فَقَالَ: مَنْ سَلِمَ مِنَ الذُّنُوبِ. فَقِيلَ لَهُ: مَنْ أَفْضَلُ النَّاسِ عَيْشًا؟ قَالَ: الْمُجْتَهِدُ الْمُوَفَّقُ. قِيلَ لَهُ: فَمَا أَفْضَلُ الْبِرِّ؟ قَالَ: الْوَرَعُ.(6/282)
2639 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، نا مُصْعَبٌ؛ قَالَ: لَقِيَ حَكِيمٌ حَكِيمًا؛ فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَدَّبَكَ؟ قَالَ: نَظَرْتُ إِلَى جَهْلِ الْجَاهِلِ؛ فَاجْتَنَبْتُهُ.(6/283)
2640 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: ارْغَبْ إِلَى مَنْ شِئْتَ؛ فَإِنَّكَ أَسِيرُهُ، وَاسْتَغْنِ عَمَّنْ شِئْتَ؛ فَإِنَّكَ نَظِيرُهُ، وَأَعِزَّ مَنْ شِئْتَ؛ فَإِنَّكَ أَمِيرُهُ.(6/283)
2641 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ سلام؛ قال: قَالَ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ: لَعَلَّكَ تَرَى أَنَّكَ إِذَا قَضَيْتَ حَاجَةَ رَجُلٍ أَنَّكَ قَدْ صَنَعْتَ إِلَيْهِ مَعْرُوفًا؟ ! بل هو الذي صَنَعَ إِلَيْكَ حِينَ خَصَّكَ بِهَا
__________
[إسناده منقطع] .(6/283)
2642 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحًا الْمُرِّيَّ يَقُولُ: [ص:284] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: إِذَا غَرَسْتَ مِنَ الْمَعْرُوفِ غَرْسًا، فَأَحْسِنْ تَرْبِيَةَ غَرْسِكَ؛ فَإِنَّ حَصَادَ مَنْ يَزْرَعُ الْمَعْرُوفَ اغْتِبَاطٌ وَثَوَابٌ فِي الْمَعَادِ.(6/283)
2643 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نا الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: أَبْيَنُ النَّاسِ فَضْلا مَنْ سَبَقَكَ إِلَى حَاجَتِكَ قَبْلَ السُّؤَالِ.(6/284)
2644 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: السُّؤْدُدُ التَّبَرُّعُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالإِعْطَاءُ قَبْلَ السُّؤَالِ.(6/284)
2645 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: سُئِلَ شَقِيقٌ الْبَلْخِيُّ: مَا عَلامَةُ التَّوْبَةِ؟ قَالَ: إِدْمَانُ الْبُكَاءِ عَلَى مَا سَلَفَ مِنَ الذُّنُوبِ، وَالْخَوْفُ الْمُقْلِقُ مِنَ الْوُقُوعِ فِيهَا، وَهِجْرَانُ أَخْدَانِ السُّوءِ، وَمُلازَمَةُ أَهْلِ الْخَيْرِ.(6/284)
2646 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: جَلَّ مَنِ اسْتَغْنَى عَنْكَ، وَمَا سَدَّ فَقْرَكَ كَذَاتِ يَدِكَ. وَبِالْحِرْصِ عُذِقَتِ الطَّبِيعَةُ.(6/285)
2647 - حَدَّثَنَا أحمد، نا بْنُ عَبْدَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: قَالَ الْمَأْمُونُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ طَاهِرٍ: [ص:286] بَلَغَنِي أَنَّكَ مِتْلافٌ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! مَنَعَ الْجُودُ سُوءَ الظَّنِّ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ.(6/285)
2648 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا يحيى بن صالح، ناسعيد بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَحِمَهُ اللهُ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى سَحَابًا؛ فَقَالَ [ص:288]: «رَوَايَا الأَرْضِ يَسُوقُهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى قَوْمٍ لا يَشْكُرُونَهُ وَلا يَذْكُرُونَهُ»
__________
[إسناده ضعيف] .(6/286)
2649 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، نا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ الأَسَدِيِّ، عَنِ الْحَكَمِ {وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلا بِقَدَرٍ معلوم} [الحجر: 21] ؛ قَالَ: [ص:289] بَلَغَنِي أَنَّهُ يُنَزَّلُ مَعَ الْقَطْرِ مِنَ الْمَلائِكَةِ أَكْثَرُ مِنْ وَلِدِ آدَمَ وَوَلَدِ إِبْلِيسَ يُحْصُونَ كُلَّ قَطْرَةٍ، وَأَيْنَ تَقَعُ، وَمَنْ يُرْزَقُ ذَلِكَ النَّبَاتَ.(6/288)
2650 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} [النمل: 25] ، قَالَ: [ص:290] الْمَاءَ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/289)
2651 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ يَقُولُ: بَلَغَنَا وَاللهُ أَعْلَمُ أَنَّ دُونَ الْعَرْشِ بِحَارًا مِنْ نَارٍ.(6/290)
2652 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا بَسَّامُ بْنُ يَزِيدَ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ كَعْبٍ؛ قَالَ: [ص:291] لَوْ حَبَسَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الرِّيحَ ثَلاثًا؛ لأَنْتَنَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/290)
2653 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ؛ قَالَ: كَانَ يُسْتَحَبُّ أَنْ لا تُقْرَأَ الأَحَادِيثُ الَّتِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ إِلا عَلَى وُضُوءٍ.(6/291)
2654 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ [ص:295] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ؛ فَلا صَوْمَ حَتَّى رَمَضَانَ»
__________
[حديث حسن] .(6/291)
2655 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ فَيَّاضٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ: [ص:296] أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ؛ فَلَقِيَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ رَحِمَهُ اللهُ؛ فَقَبَّلَ يَدَهُ ثُمَّ جَلَسَا يَبْكِيَانِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا
__________
[إسناده ضعيف] .(6/295)
2656 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ ذَكَرَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى حَقِيقَةٍ نَسِيَ فِي جَنْبِهِ كُلَّ شَيْءٍ، وَمَنْ نَسِيَ فِي جَنْبِ اللهِ كُلَّ شَيْءٍ، حَفِظَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ كُلَّ شَيْءٍ، وَإِذَا حَفِظَ اللهُ عَلَيْهِ كُلَّ شَيْءٍ؛ كان له عِوَضًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.(6/296)
2657 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ ابن أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ؛ قَالَ: [ص:297] قَالَ حَكِيمٌ لِحَكِيمٍ: أَوْصِنِي. قَالَ: اجْعَلِ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى هَمَّكَ، وَاجْعَلِ الْحُزْنَ عَلَى قَدْرِ ذَنْبِكَ؛ فَكَمْ مِنْ حَزِينٍ قَدْ وَفَدَ بِهِ حُزْنُهُ عَلَى سُرُورِ الأَبَدِ، وَكَمْ مِنْ ذِي فَرَحٍ قَدْ نَقَلَهُ فَرَحُهُ إِلَى طُولِ الشَّقَاءِ.(6/296)
2658 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا هَارُونُ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ أَنَّهُ قَالَ: الْقَلْبُ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ حُزْنٌ خَرِبَ، كَمَا أَنَّ الْبَيْتَ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَنْ يَسْكُنُهُ خَرِبَ.(6/297)
2659 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نا سَهْلُ بْنُ سُفْيَانَ الأَنْمَاطِيُّ؛ قَالَ: قَالَ زُهَيْرُ الْبَابِيُّ: عَلِمَ الْقَوْمُ بِأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَرَاهُمْ على كل حال؛ فاجتزؤوا بِهِ عَمَّنْ [ص:298] سِوَاهُ.(6/297)
2660 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وما كنتم تكتمون} [البقرة: 33] ؛ قَالَ: أَسَرُّوا بَيْنَهُمْ، فَقَالُوا: يَخْلُقُ اللهُ مَا يَشَاءُ، فَلَنْ يَخْلُقَ خَلْقًا؛ إِلا نَحْنُ أَكْرَمُ عَلَيْهِ مِنْهُ.(6/298)
2661 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أَبُو عُقْبَةَ عَبَّادُ بْنُ مُوسَى؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} [البقرة: 33] ؛ قَالَ: مَا أَسَرَّ إِبْلِيسُ اللَّعِينُ مِنَ الْكَذِبِ فِي السُّجُودِ.(6/298)
2662 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ؛ قَالَ: [ص:299] قَالَ حَكِيمٌ مِنَ الْحُكَمَاءِ: اعْلَمُوا أَنَّ الْعَاقِلَ يَعْتَرِفُ بِذَنْبِهِ، وَيَخْشَى ذَنْبَ غَيْرِهِ، وَيَجُودُ بِمَا لَدَيْهِ، وَيَزْهَدُ فِيمَا عِنْدَ غَيْرِهِ، وَالْكَرِيمُ يُعْطِي قَبْلَ السُّؤَالِ؛ فَكَيْفَ يَبْخَلُ بَعْدَ السُّؤَالِ، وَيَعْذِرُ قَبْلَ الاعْتِذَارِ؛ فَكَيْفَ يَحْقِدُ بَعْدَ الاعْتِذَارِ.(6/298)
2663 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ هَارُونَ الْكِسَائِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا مِنَ الْغُزَاةِ أَنَّهُمْ رَابَطُوا بِالْبَابِ؛ فَسَمِعَ زُهَيْرًا الْبَابِيَّ يَدْعُوُ: اللهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من سهوعن حَقِّكَ، وَمِنَ اسْتِخْفَافٍ بِأَمْرِكَ، وَمِنْ تَرَاخٍ عَنْ فَرْضِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ إِقْصَارِ الْمُرُوءَةِ , وَمِنْ شَنَآنِ الْحَسَدَةِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ قَسْوَةِ الْوَالِدَيْنِ، وَمِنْ سَخْطَةِ الْكَاتِبِينَ، وَمِنْ لَمَّةِ الطَّائِفِينَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ تَفَقُّهٍ يُرْدِي، وَمِنْ أَمَانَةٍ تُنْسِي، وَمِنْ رِوَايَةٍ تُغْوِي، وَمِنْ رِئَاسَةٍ تُلْهِي، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عِشْقِ الذَّهَبِ، وَمِنْ جَهْلِ (الْحَسَبِ) يَعْنِي الْغِنَى، وَمِنْ عُسْرِ الطَّلَبِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ مَيْلٍ فِي قَوْلٍ، وَمِنْ هَوًى فِي فِعْلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ اجْتِهَادٍ عَلَى خَطَأٍ، وَمِنْ [ص:300] عَمَلٍ عَلَى رِيَاءٍ، وَمِنْ مَحَبَّةِ الدُّنْيَا، وَمِنْ تَعَمُّقِ الأَهْوَاءِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ صَرْعَةِ الطَّمَعِ، وَمِنْ خَطْرَةِ الْجَشَعِ، ومن زيغ الْبِدَعِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ لِسَانٍ لا يَفِي، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَعِي، وَمِنْ أُذُنٍ لا تَسْمَعُ، وَمِنْ نَصِيحَةٍ لا تَنْجَعُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ مَوَدَّةٍ لا تُفِيدُ عِلْمًا، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا تُنِيلُ غُنْمًا، وَأَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ أَكْثَرَهُ، وَمِنَ الرِّضَا عَنْكَ أَوْفَرَهُ، وَمِنَ الشُّكْرِ مَا هُوَ عِنْدِكَ شُكْرًا، وَمِنَ الثَّنَاءِ عَلَيْكَ مَا هُوَ عِنْدِكَ ذِكْرًا، وَأَسْأَلُكَ لِسَانًا لا يُخَالِفُ قَلْبَهُ، وَعِلْمًا لا يُفَارِقُ قَوْلَهُ، بَعْضُهُ يُشْبِهُ بَعْضًا، يُقِيمَانِ لَكَ كُلَّ سَعْيٍ فَرْضًا، وَأَسْأَلُكَ قُنُوعًا بِمَا رَزَقْتَنِي، وَرِضًا بِمَا يَنْزِلُ بِي، وَصَبْرًا عَلَى أَمْرِكَ، وَرِضًا بِحُكْمِكَ، وَحُبًّا لَكَ يَزِيدُنِي قُرْبًا مِنْكَ، وَمُجَالَسَةً لَكَ تَجْعَلُنِي أَنِيسًا لَكَ، وَتُنْطِقُنِي بِلِسَانٍ حَيِيٍّ، وَفَهِّمْنِي فَهْمَ مَنْ آثَرَكَ عَلَى نَفْسِهِ، وَعَلِّمْنِي عِلْمَ مَنِ ائْتَمَنَكَ عَلَى أَمْرِهِ، وَكُنْ أَنِيسِي. قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ هَارُونَ الْكِسَائِيُّ: قَالَ لِي أَبِي: إِنِّي ذَاكَرْتُ بهَذَا بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ؛ فَقَبَضَ عَلَى يَدِي وَقَالَ: لا أُفَارِقُكَ حَتَّى تُمْلِيهِ عَلَيَّ؛ فَإِنَّمَا هَذَا دُعَاءٌ أَنْطَقَ اللهُ بِهِ زُهَيْرًا.(6/299)
2664 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، نا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ مَنْزِلِهِ، فَقَالَ: بِسْمِ اللهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ. قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: هُدِيتَ وَوُقِيتَ وَكُفِيتَ. [ص:301] قَالَ: فَيُلاقِيهِ شَيْطَانٌ آخَرُ، فَيُقَالُ لَهُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَوُقِيَ وَكُفِيَ»
__________
[إسناده ضعيف] .(6/300)
2665 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ، نا الْمُسَيِّبُ، نا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ؛ قَالَ: صَلاةٌ فِي الْحَرَمِ: مئةُ أَلْفِ صَلاةٍ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقصى} [الإسراء: 1] ، وَإِنَّمَا أُسْرِيَ بالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ شِعْبِ أَبِي طَالِبٍ؛ فالْحَرَمُ كُلُّهُ مَسْجِدٌ.
__________
[إسناده ضعيف] .(6/301)
2666 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَسَنُ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الزَّمِّيُّ؛ قَالَ: [ص:302] حَضَرْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ إِدْرِيسَ الأَوْدِيَّ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! إِنَّ قَبْلَنَا نَاسٌ يَقُولُونَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ. قَالَ: مِنَ الْيَهُودِ؟ قَالَ: لا. قَالَ: مِنَ النَّصَارَى؟ قَالَ: لا. قَالَ: مِنَ الْمَجُوسِ؟ قَالَ لا. قَالَ: فَمِمَّنْ؟ قَالَ: مِنَ الْمُوَحِّدِينَ. قَالَ: كَذَبُوا، لَيْسَ هَؤُلاءِ بِمُوَحِّدِينَ، هَؤُلاءِ زَنَادِقَةٌ، مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ؛ فَقَدْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مَخْلُوقٌ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ مَخْلُوقٌ؛ فَقَدْ كَفَرَ، هَؤُلاءِ زَنَادِقَةٌ. ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ إِدْرِيسَ: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)) ، فَقَالَ: اللهُ مَخْلُوقٌ؟ ! الرَّحْمَنُ [ص:303] مَخْلُوقٌ؟ ! الرَّحِيمُ مَخْلُوقٌ؟ ! هَؤُلاءِ زَنَادِقَةٌ.(6/301)
2667 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ سَعْدٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:304] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ اسْتِخَارَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ تَرْكُهُ اسْتِخَارَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ»
__________
[إسناده ضعيف] .(6/303)
2668 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِحَكِيمٍ مِنَ الْحُكَمَاءِ: عِظْنِي. فَقَالَ لَهُ: اعْلَمْ أَنَّ أُجُورَ الْعَامِلِينَ عَلَى مَنْ عَمِلُوا لَهُ؛ فَاعْمَلْ لِمَنْ شِئْتَ. فَقَالَ لَهُ: زِدْنِي. فَقَالَ: اتَّقِ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ؛ فَإِنَّهُ يَرَاكَ إِنْ لَمْ تَرَهُ.(6/304)
2669 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا الْحُمَيْدِيُّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: إِنَّ أَفْضَلَ مَا أُعْطِيَ الْعَبْدُ فِي الدُّنْيَا الْحِكْمَةَ، وَفِي الآخِرَةِ الرَّحْمَةَ.(6/304)
2670 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نِا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ أَخْطَأَتْهُ سِهَامُ الْمَنَايَا، قَيَّدَتْهُ اللَّيَالِي وَالسُّنُونَ.(6/305)
2671 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: قَالَ حَبْرٌ مِنْ أَحْبَارِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَانَ حَكِيمًا: عَجِبْتُ لِقَوْمٍ رَكَنُوا إِلَى غَيْرِ مَرْكَنٍ، وَأَلِفُوا غَيْرَ مَأْلَفٍ، رَكَنُوا إِلَى الدُّنْيَا وَهُمْ يَرَوْنَ تَقَلُّبَهَا بِأَهْلِهَا إِلَى دَارِ الْوَحْشَةِ وَالظُّلْمَةِ، وَدَارِ الْبَلاءِ، وَدَارِ الْمَنْسَأِ، وَدَارِ الأَحْزَانِ وَالْغُمُومِ وَالْهُمُومِ؛ فَيَا عَجَبًا! ثُمَّ يَا عَجَبًا! أَمَا لِلْبَاقِينَ فِيهَا عِبَرٌ بِالْمُرَتَحِلِينَ عَنْهَا؟ ! هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ! عَمِيَتْ عَنْهَا الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ
__________
[إسناده واه جداً] .(6/305)
2672 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ ابن أَبِي الدُّنْيَا، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، نا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: إِنَّ الْحُكَمَاءَ ضَرَبُوا التَّفَكُّرَ بِالتَّذَكُّرِ، وَالتَّذَكُّرَ بِالتَّفَكُّرِ؛ حَتَّى نَطَقُوا بِالْعَزَائِمِ وَرَأَوُا الْعَجَائِبَ.(6/305)
2673 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْجَزَرِيُّ، نا عِيسَى بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ضَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ؛ قَالَ: أَوْصَى مَالِكُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ مَالِكٍ بَنِيهِ؛ فَقَالَ: يَا بَنِيَّ! الْزَمُوا الأَنَاةَ واغتنموا الفرصة تظفروا.(6/306)
2673 - / م - ثُمَّ أَنْشَدَ عِيسَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَوْلَ الْقَطَّامِيِّ:
(قَدْ يُدْرِكُ الْمُتَأَنِّي بَعْضَ حَاجَتِهِ ... وقد يكون من الْمُستَعْجِلِ الزَّلَلُ)(6/306)
2674 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ: بَلَغَنِي أَنَّ إِبْلِيسَ اللَّعِينَ قَالَ: ثَلاثَةٌ إِذَا قَدَرْتُ عَلَى وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ مِنَ ابْنِ آدَمَ؛ فَقَدْ قَدَرْتُ عَلَى حَاجَتِي: مَنْ نَسِيَ ذُنُوبَهُ، وَاسْتَكْثَرَ عَمَلَهُ، وَأُعْجِبَ بِرَأْيِهِ.(6/306)
2675 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قَالَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: الرِّفْقُ وَالأَنَاةُ مَحْمُودٌ؛ إِلا فِي ثَلاثٍ. قَالُوا: مَا هُنَّ يَا أَبَا بَحْرٍ؟ قَالَ: تُبَادِرُ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَتُعَجِّلُ إِخْرَاجَ مَيِّتِكَ، وَتُنْكِحُ الْكُفْءَ أَيِّمَكَ.(6/307)
2676 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِنَّ مِنَ النَّاسِ نَاسًا يَلْبَسُونَ الصُّوفَ إِرَادَةَ التَّوَاضُعِ، وَقُلُوبُهُمْ مَمْلُوءَةٌ عُجْبًا وَكِبْرًا
__________
[إسناده ضعيف] .(6/307)
2677 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: إِنَّ مِمَّا تُعُجِّلَ عُقُوبَتُهُ وَلا تُؤَخَّرُ: الأَمَانَةُ تُخَانُ، وَالإِحْسَانُ يُكْفَرُ، وَالرَّحِمُ تُقْطَعُ، وَالْبَغْيُ عَلَى النَّاسِ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ أَدَّى أَمَانَتَهُ طَيِّبًا بِهَا نَفْسُهُ؛ فَهُوَ أَحَدُ الصِّدِّيقِينَ، وَمِنَ الأَمَانَةِ أَنَّ الْمَرْأَةَ ائْتُمِنَتْ عَلَى فَرْجِهَا.(6/308)
2678 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، أَخْبَرَنِي الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، قَالَ: كُنْتُ أُسَايِرُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ هِشَامٍ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ وَالٍ عَلَيْهَا، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ؛ فَرَأَيْتُ وَجْهَ إِبْرَاهِيمَ قَدْ تَغَيَّرَ، فَلَمَّا مَضَى الرَّجُلُ سَأَلْتُهُ عَنْ تَغَيُّرِ وَجْهِهِ، فَقَالَ لِي: وَفَطِنْتَ لِذَلِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّ لَهْ عَلَيَّ دَيْنًا، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالا» .(6/308)
2679 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا يَسْتَقْبِلُونَ الْمَصَائِبَ بِالْبِشْرِ؛ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَفَتْ مِنَ الدُّنْيَا قُلُوبُهُمْ.(6/309)
2680 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبِي؛ قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحًا الْمُرِّيَّ يَقُولُ: قَامَ رَجُلٌ مِنَ الْعُبَّادِ إِلَى يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ، فَقَالَ: إِنَّكَ وَاللهِ أَيُّهَا الأَمِيرُ مَا اسْتَدَمْتَ تَتَابُعَ النِّعَمِ بِمِثْلِ اصْطِنَاعِ الْمَعْرُوفِ، وَلا كَابَدْتَ إِبْلِيسَ بِمِثْلِ إِضْمَارِ النَّصِيحَةِ لِمَنْ وَلاكَ اللهُ أَمْرَهُ؛ فَإِذَا كُنْتَ كَذَلِكَ أَصْلَحَ اللهُ لَكَ مَا تَخْشَى فَسَادَهُ، وَجَمَعَ لَكَ مَا تَخْشَى شَتَاتَهُ، وَإِنِّي وَاللهِ أَيُّهَا الأَمِيرُ لأُحِبُّ صَلاحَكَ، وَالَّذِي يَصِلُ إِليَّ مِنْ ذَلِكَ أَكْثَرُ.(6/309)
2681 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: تكلم رجل عند ابْنِ عَبَّاسٍ رَحِمَهُ اللهُ، فَأَكْثَرَ السَّقْطَ فِي كَلامِهِ، فالتفت ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى عَبْدٍ لَهُ فَأَعْتَقَهُ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ أَعْتَقْتَ عَبْدَكَ؟ قَالَ: شُكْرًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ إِذْ لَمْ يَجْعَلْنِي مِثْلَ هَذَا. ثُمَّ قَالَ: أَنْشَدَنِي الْمَدَائِنِيُّ:
(عِيُّ الشَّرِيفِ يَشِينُ مَنْصِبَهُ ... وَتَرَى الْوَضِيعَ يَزِينُهُ أَدَبُهُ)
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(6/310)
2682 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: وَأَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى:
(اسْتُرِ الْعِيَّ مَا اسْتَطَعْتَ بِصَمْتٍ ... إِنَّ فِي الصَّمْتِ رَاحَةً لِلصَّمُوتِ)
(وَاجْعَلِ الصَّمْتَ إِنْ عَيِيتَ جَوَابًا ... رُبَّ قَوْلٍ جَوَابُهُ فِي السُّكُوتِ)(6/310)
2683 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَائِشِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: إِنِّي امْتَحَنْتُ خِصَالَ النَّاسِ؛ فَوَجَدْتُ أَشْرَفَهَا صِدْقَ اللِّسَانِ، وَمَنْ عَدِمَ فَضِيلَةَ الصِّدْقِ مِنْ مَنْطِقِهِ؛ فَقَدْ فُجِعَ [ص:311] بِأَكْرَمِ أَخْلاقِهِ، وَإيِّاكَ وَالْغَدَّارَ؛ فَإِنَّهُ لا أَمَانَةَ لَهُ. ثُمَّ أَنْشَدَ يَقُولُ:
(الْكِذْبُ شَيْنٌ لِمَنْ أَمْسَى يَدِينُ بِهِ ... وَالصِّدْقُ زَيْنٌ فَلا تَعْدِلْ بِهِ خُلُقَا)
قَالَ: وَأَنْشَدَ:
(مَا أَقْبَحَ الْكَذِبَ الْمَنْقُوصَ صَاحِبُهُ ... وَأَحْسَنَ الصِّدقَ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ)
قَالَ: وَأَنْشَدَ:
(فَإِنْ تَكُنِ الدُّنْيَا تُعَدُّ نَفِيسَةً ... فَقَدْرُ ثَوَابِ اللهِ أَغْلا وَأَنْبَلُ)
(وَإِنْ تَكُنِ الأَبْدَانُ لِلْمَوْتِ أُنْشِئَتْ ... فَقَتْلُ الْفَتَى فِي اللهِ بِالسَّيْفِ أَفْضَلُ)
(وَإِنْ تَكُنِ الأَمْوَالُ لِلتَّرْكِ جَمْعُهَا ... فَمَا بَالُ مَتْرُوكٍ بِهِ الْمَرْءُ يَبْخَلُ)
(وَإِنْ تَكُنِ الأَرْزَاقُ قَسْمًا مُقَدَّرًا ... فَقِلَّةُ حِرْصِ الْمَرْءِ فِي الْكَسْبِ أَجْمَلُ)(6/310)
2684 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص:312]: «كَرَمُ الْمَرْءِ دِينُهُ، وَمُرُوءَتُهُ عَقْلُهُ، وَحَسَبُهُ خُلُقُهُ»
__________
[إسناده ضعيف] .(6/311)
2685 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَاهَانَ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَذْكُرُ عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: الْخَيْرُ الَّذِي لا شَرَّ فِيهِ: الشُّكْرُ مَعَ الْعَافِيَةِ، وَالصَّبْرُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ؛ فَكَمْ مِنْ مُنْعَمٍ عَلَيْهِ غَيْرِ شَاكِرٍ، وَمُبْتَلًى غَيْرِ صَابِرٍ؟ !(6/313)
2686 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ صَالِحُ بْنُ مِسْمَارٍ: مَا أَدْرِي أَيُّ النِّعْمَتَيْنِ أَفْضَلُ: نِعْمَةُ اللهِ عَلَيَّ فِيمَا بَسَطَ عَلَيَّ، أَمْ [ص:314] نِعْمَتُهُ فِيمَا زَوَى عَنِّي.(6/313)
2687 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَهْلُ الشُّكْرِ مَعَ مَزِيدٍ مِنَ اللهِ؛ فَالْتَمِسُوا الزِّيَادَةَ، وَقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَئِنْ شكرتم لأزيدنكم} [إبراهيم: 2]
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(6/314)
2688 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: كَتَبَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَمَّا بَعْدُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ أَصَابُوا مِنَ الْخَيْرِ قِبَلَنَا خَيْرًا كَثِيرًا، حَتَّى [ص:315] لَقَدْ تَخَوَّفْتُ أَنَّ ذَلِكَ سَيُطْغِيهُمْ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمَّا أَدْخَلَ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَسْكَنَهُمْ دَارَهُ وَأَحَلَّهُمْ جِوَارَهُ، رَضِيَ مِنْهُمْ بِأَنْ قَالُوا: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ فَأْمُرْ مَنْ قِبَلِكَ أَنْ يَحْمَدُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ.(6/314)
2689 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا وَأَعْطَاهُ رَجُلٌ أَثْوَابًا؛ فَقَالَ: أَحْسَنَ اللهُ جَزَاءَكَ؛ فَقَدْ أَعَنْتَنِي عَلَى دَهْرِي، وَأَتْعَبَ مَعْرُوفُكَ شُكْرِي، وَأَعْتَقْتَنِي مِنْ رِقِّ مَسْأَلَةِ اللِّئَامِ.(6/315)
2690 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ: أَوْلَى رَجُلٌ أَعْرَابِيًّا مَعْرُوفًا، فَقَالَ لَهُ الأَعْرَابِيُّ: النِّعَمُ ثَلاثَةٌ: نِعْمَةٌ فِي حَالِ كَوْنِهَا، وَنِعْمَةٌ تُرْجَى مُستَقْبَلَةٌ، وَنِعْمَةٌ تَأْتِي غَيْرَ مُحْتَسَبَةٍ عِنْدَ اللهِ عَلَيْكَ بِمَا أَنْتَ فِيهِ فِيمَا تَرْجُوهُ وَيَفْضُلُ عَلَيْكَ بِمَا لَمْ تَحْتَسِبْهُ.(6/315)
2691 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: [ص:316] كان محمد بن اسع يَمُرُّ عَلَى رِبَاعِ إِخْوَانِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمْ؛ فَيُنَادِيهِمْ: أَيَا فلان! أيا فُلانُ! ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى نَفْسِهِ، فَيَقُولُ: مَاتُوا وَاللهِ وَبَادُوا، إِنَّ نَعْلا فَقَدَتْ أُخْتَهَا لَسَرِيعَةُ اللِّحَاقِ بِصَاحِبَتِهَا.(6/315)
2692 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ عَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ تَعَزَّزَ بِالْمَعْصِيَةِ أَوْرَثَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الذِّلَّةَ، وَلا يَزَالُ الْعَبْدُ بِخَيْرٍ مَا كَانَ لَهُ وَاعِظٌ مِنْ نَفْسِهِ.(6/316)
2693 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: أَسْلَمَ أَهْلُ بَدْرٍ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، وَأَسْلَمَ النَّاسُ مِنْ خَشْيَةِ أَهْلِ بَدْرٍ.(6/316)
2694 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ عِيسَى جَارُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الدَّوْلابِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَامِرٍ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص:317]: «أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَبْدٌ وَفَقِيرٌ وَشَهِيدٌ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(6/316)
2695 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نا عُثْمَانُ الْمُؤَذِّنُ، عَنْ عَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلا قليلا} [النساء: 142] ؛ قَالَ: كَلا وَاللهِ! لَوْ كَانَ ذَلِكَ الْقَلِيلُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَقَبِلَهُ، وَلَكِنَّهُ كَانَ رِيَاءً.(6/317)
2696 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ؛ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلامٍ قَالَ: [ص:319] يُؤْذَنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِلْبَرِّ وَالْفَاجِرِ فِي الْقِيَامِ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ إِلا أكله الرِّبَا؛ فَإِنَّهُ لا يَقُومُ إِلا كَالَّذِي {يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة: 275]
__________
[إسناده ضعيف] .(6/318)
2697 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ؛ قَالَ: أَفَضْتُ مَعَ أَبِي مِنْ عَرَفَةَ؛ فَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ! لَوْلا أَنِّي فِيهِمْ؛ [ص:320] لَرَجَوْتُ أَنْ يُغْفَرَ لَهُمْ.(6/319)
2698 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا مُسَدَّدٌ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي بُكَيْرٍ، عن عكرمة (فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ) [البقرة: 90] ؛ قَالَ: كُفْرُهُمْ بِعِيسَى وَكُفْرُهُمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/320)
2699 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: [ص:321] أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا يَقْتُلُونَ فِي الْيَوْمِ ثَلاثَ مئة نَبِيٍّ، ثُمَّ يَقُومُ سُوقُ بَقْلِهِمْ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ
__________
[إسناده حسن] .(6/320)
2700 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ نا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، نا عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ؛ قَالَ: كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مَلِكَةٌ يُقَالُ لها: روزبة؛ هَكَذَا، قَالَ: إِنَّهَا قَتَلَتْ فِي يَوْمٍ سَبْعِينَ نَبِيًّا. قَالَ الْجُرَيْرِيُّ: إِنَّهَا لَعَظِيمَةُ الْخَطِيئَةِ.(6/321)
2701 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ - وَسُئِلَ عَنْ رَجُلٍ -، فَقَالَ: ذَاكَ يَزِيدُ فِي الرَّقْمِ.(6/321)
2701 - / م - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سُئِلَ رَجُلٌ: هَلْ كَتَبْتَ الْحَدِيثَ؟ فَقَالَ: إِنَّ فُلانًا جَارَنَا قَدْ كَتَبَ.(6/322)
2702 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرٌ الطَّيَالِسِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ أَخُو الْقَعْنَبِيِّ عِنْدَهُ كِتَابٌ عَنْ مَنْصُورٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: سَمِعْتَ هَذَا الْكِتَابَ مِنْ مَنْصُورٍ؟ قَالَ: حَتَّى يَجِيءَ ابْنِي فأسأله.(6/322)
2703 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ؛ قَالَ: إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِ صَاحِبِكَ فَلَمْ تَنْتَظِرْهُ؛ فَلَسْتَ لَهُ بِصَاحِبٍ.(6/322)
2704 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو نَصْرٍ؛ قَالَ: [ص:323] حَضَرَ أَعْرَابِيٌ يَشْهَدُ عِنْدَ بَعْضِ الْقُضَاةِ لِرَجُلٍ، فَقَالَ لَهُ الْقَاضِي: بِمَ تَشْهَدُ يَا أَعْرَابِيُّ؟ قَالَ: بِكُلِّ مَا اسْتَخْرَجَ اللهُ بِهِ حَقَّ صَاحِبِي.(6/322)
2705 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ؛ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي، يَقُولُ: يَا وَيْلَهُ! يَا وَيْلَهُ! أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ»
__________
[إسناده ضعيف، والحديث صحيح] .(6/323)
2706 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ، نا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، نا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَكُلا مِنْهَا رغدا حيث شئتما} [البقرة: 35] ؛ قَالَ: لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ: الرَّغَدُ عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ: الرِّزْقُ الْوَاسِعُ الَّذِي لا عَنَاءَ لِصَاحِبِهِ فِيهِ، وَهُوَ كَمَا قَالَ مُجَاهِدٌ: لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ فِيهِ؛ لأَنَّ الْحِسَابَ إِذَا وَقَعَ فِي شَيْءٍ وَقَعَ فِيهِ الْمُنَاظَرَةُ وَالتَّحْدِيدُ.(6/324)
2707 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْهَرَوِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: [ص:325] سُئِلَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: مَنْ أَحْسَنُ النَّاسِ حَالا؟ قَالَ: مَنِ انْقَطَعَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.(6/324)
2708 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ؛ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي: لِمَ تَجْلِسُ إِلَى فُلانٍ وَقَدْ عَرَفْتَ عَدَاوَتَهُ لَكَ؟ قَالَ: أُخْبِي نَارًا وَأَقْدَحُ عَنْ عُودٍ. ثُمَّ أَنْشَدَ للمهاجر بْنِ عَبْدِ اللهِ الْكِلابِيِّ:
(وَإِنِّي لأَقْلِي الْمَرْءَ عَنْ غَيْرِ بِغْضَةٍ ... وَأُدْنِي أَخَا الْبَغْضَاءِ مِنِّي عَلَى عَمْدِ)
(لِيُحْدِثَ وُدًّا بَعْدَ بَغْضَاءَ أَوْ تَرَى ... لَهُ مَصْرَعًا يُرْدِي بِهِ اللهُ مَنْ يُرْدِي)(6/325)
2709 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: اسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَجُلا عَلَى عَمَلٍ، فَرَأَى [ص:326] عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُقَبِّلُ صَبِيًّا لَهُ، فَقَالَ: تُقَبِّلُهُ وَأَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ ! لَوْ كُنْتُ أَنَا مَا فَعَلْتُهُ. فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: فَمَا ذَنْبِي إِنْ كَانَ قَدْ نُزِعَ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةُ؟ ! إِنَّ اللهَ لا يَرْحَمُ مِنْ عِبَادِهِ إِلا الرُّحَمَاءَ. قَالَ: وَنَزَعَهُ عَنْ عَمَلِهِ، وَقَالَ: أَنْتَ لا تَرْحَمُ وَلَدَكَ؛ فَكَيْفَ تَرْحَمُ النَّاسَ؟ !
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(6/325)
2710 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلْمُونٍ الْجَزَرِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَجُلا مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ لِرَجُلٍ مِنَ الْحَضَرِ: ابْغِ لِيَ امْرَأَةً لا تُؤَهِّلُ دَارَهَا، وَلا تُؤْنِسُ جَارَهَا، وَلا تَنْفِثُ نَارًا. قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: لا تُؤَهِّلُ دَارَهَا؛ أَيْ: لا تَبْرَحُ بَيْتَهَا وَلا تَأْتِي غَيْرَهَا؛ فَتُؤَهِّلُ مَنْزِلَهُمْ، وَلا تُؤْنِسُ جَارَهَا؛ قَالَ: لَيْسَتْ بِخَرَّاجَةٍ وَلا وَلاجَةٍ، وَلا تَنْفِثُ نَارًا؛ أَيْ: لا تَمْشِي بَيْنَ النَّاسِ بِالنَّمِيمَةِ.(6/326)
2711 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ غَزْوَانُ الرَّقَاشِيُّ الْعَابِدُ: لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيَّ أَلا أَضْحَكَ أَبَدًا حَتَّى أَلْقَاهُ؛ فَأَنْظُرُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنَا أَمْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ.(6/326)
2712 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن محمد الْحَنَفِيِّ، نا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: اعْتَذَرَ رَجُلٌ إِلَى أَعْرَابِيٍّ، فَقَالَ لَهُ الأَعْرَابِيُّ: سَأَتَخَطَّى ذَنْبَكَ إِلَى عُذْرِكَ، وَإِنْ كُنْتُ مِنْ أَحَدِهِمَا عَلَى يَقِينٍ وَمِنَ الآخَرِ عَلَى شَكٍّ؛ لِيَتِمَّ الْمَعْرُوفُ مِنِّي إِلَيْكَ، وَتَقُومُ الْحُجَّةُ مِنِّي عَلَيْكَ.(6/327)
2713 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ؛ قَالَ الزِّيَادِيُّ: عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ؛ قَالَ: أَوْصَى حُبَيْشُ بْنُ زُهَيْرٍ النَّمِرَ بْنَ قَاسِطٍ، فَقَالَ لَهُ: عَلَيْكَ بِالأَنَاةِ؛ فَإِنَّ بِهَا تُنَالُ الْفُرْصَةُ(6/327)
2714 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحًا الْمُرِّيَّ يَقُولُ: قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: لأَنْ أَبِيتَ نَائِمًا وَأُصْبِحُ نَادِمًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَبِيتَ قَائِمًا وَأُصْبِحُ مُعْجَبًا.(6/327)
2715 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: [ص:328] أَوْصَى حَكِيمٌ مِنَ الْحُكَمَاءِ ابنه، فقال لَهُ: يَا بُنَيَّ! إِيَّاكَ وَصُحْبَةَ الْمُدْبِرِ؛ فَإِنَّكَ إِنْ صَحِبْتَهُ عَلِقَ بِكَ إِدْبَارُهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ بَعْدَ صُحْبَتِكَ إِيَّاهُ تَتَبَّعَتْ نَفْسُكَ آثَارَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعْ مُدْبِرًا أَوْفَى بِهِ عَلَى سَبِيلِ الْهَلَكَةِ، وَمَنْ شَاوَرَ مُدْبِرًا دَلَّهُ عَلَى طَرِيقِ حَيْرَةٍ.(6/327)
2716 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: لَوْ زِدْتَنَا مِنْ فَضْلِ لِسَانِكَ لَعَلَّنَا نَنْتَفِعُ بِهِ بَعْدَكَ. قَالَ: إِنِّي لأَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ قَوْلِي أَكْثَرَ مِنْ فِعْلِي.(6/328)
2717 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا الْحُمَيْدِيُّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ بعض الحكماء: وينبغي لِصَاحِبِ الدُّنْيَا أَنْ يَكُونَ فِي الدُّنْيَا بِمَنْزِلَةِ الْمَرِيضِ الَّذِي لا بُدَّ لَهُ مِنْ قُوتٍ وَلا يُوَافِقُهُ كل الطعام، وبنبغي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ مِنْ سِيَاسَةِ نَفْسِهِ بِمَنْزِلَةِ الطَّبِيبِ مِنَ الْمَرِيضِ، يُدَاوِيهَا مُدَاوَاتَهُ، وَيَحْمِيهَا حِمْيَتَهُ، وَيَتَّقِي عِلَّتَهَا اتِّقَاءَهُ عِلَّتَهُ.(6/328)
2718 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ النَّضْرِ، نا الْمَازِنِيُّ، عَنْ مُؤْرِجٍ؛ قَالَ: كُنْتُ فِي بَادِيَةِ بَنِي حَنِيفَةَ، فَحَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنَّ حَكِيمًا مِنْ حُكَمَائِهِمْ جَمَعَ بَنِيهِ عِنْدَ مَوْتِهِ، فَقَالَ لَهُمُ: اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تقاته، وإياكم والعزة بِتَوَاتُرِ النِّعَمِ، وَعَلَيْكُمْ فِيمَا فَرَّطْتُمْ فِيهِ مِنْ أَمْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِكَثْرَةِ النَّدَمِ؛ فَإِنَّكُمْ إِنْ تَنْدَمُوا عَلَى تَفْرِيطِكُمْ فِيمَا مَضَى مِنْ عُمْرِكُمْ أَوْشَكَ أَنْ تُقِيمُوا فِيمَا بَقِيَ مِنْ آجَالِكُمْ، وَلا تَجْعَلُوا لأَنْفُسِكُمْ هَمًّا سِوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَإِنَّكُمْ إِنْ تَفْعَلُوا يَجْعَلِ اللهُ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ فَرَجًا وَمَخْرَجًا مِنْ حَيْثُ لا تَحْتَسِبُونَ، وَخَفِّفُوا ظُهُورَكُمْ مِنَ الْمَظَالِمِ تَسْلَمْ لَكُمْ حَسَنَاتُكُمْ غَدًا.(6/329)
2719 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: نَظَرَ الْجَاثَلِيقُ إِلَى الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، فَسَجَدَ لَهُ، فَقَالَتْ لَهُ النَّصَارَى: لِمَ سَجَدْتَ لَهُ؟ فَقَالَ: وَاللهِ مَا شَبَّهْتُهُ إِلا بِحَوَارِيِّ عِيسَى ابن مَرْيَمَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] .(6/329)
2720 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: قِيلَ لِذِي الرُّمَّةِ: مَا لَكَ خَصَصْتَ فُلانًا بِمَدْحِكَ؟ فَقَالَ: لأَنَّهُ وَطَّأَ مَضْجَعِي وَأَكْرَمَ مَجْلِسِي،؛ فَحَقَّ لَهُ أَنْ يَسْتَوْلِيَ عَلَى شُكْرِي.(6/330)
2721 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: اجْتَنِبُوا النَّاسَ، وَسَلُوا رَبَّكُمُ الْعَافِيَةَ مِنْ أُمُورٍ تَحْدُثُ فِي الْقُرَّاءِ.(6/330)
2722 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: وَاللهِ! مَا وَضَعَ رَجُلٌ يَدَهُ قَطُّ فِي قَصْعَةِ رَجُلٍ إِلا ذَلَّتْ لَهُ رَقَبَتُهُ، وَمَا أَعْرِفُ مَوْضِعًا لِعَشْرَةِ دَرَاهِمَ وَلا لِسَبْعٍ وَلا لِخَمْسٍ وَلا لِدِرْهَمٍ.(6/330)
2723 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، نا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ، نا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: إِذَا لَقِيتَ صَاحِبَ هَوًى فِي طَرِيقٍ؛ فَخُذْ فِي طَرِيقٍ آخَرَ.(6/331)
2724 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، نا عِصْمَةُ بْنُ سَالِمٍ الْهُنَائِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ؛ قَالَ: [ص:332] قُلْتُ لِلْحَسَنِ: إِنَّ أَخَاكَ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ فِي الْمَوْتِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُتَوَارٍ، فَقَالَ لِي: رُوَيْدَكَ نُمْسِي. فَلَمَّا أَمْسَيْنَا أُتِيَ بِبَغْلَةٍ، فَرَكِبَهَا وَأَرْدَفَنِي خَلْفَهُ، فَأَتَيْنَا جَابِرًا وَهُوَ عَلَى سَرِيرِهِ، فَلَمَّا نَزَلَ عِنْدَهُ حَتَّى كَانَ وَجْهُ الصُّبْحِ؛ قَامَ الْحَسَنُ، فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ وَهُوَ حَيٌّ ثُمَّ انْصَرَفْنَا
__________
[إسناده ضعيف] .(6/331)
2725 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ فَهْدٍ يَقُولُ: قَالَ لِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ: "عِصْمَةُ بْنُ سَالِمٍ أَبُو أُمِّي"(6/332)
2726 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ أَخِيهِ خَالِدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زينته} [القصص: 79] ؛ قَالَ: [ص:333] خَرَجَ عَلَى أَلْفِ بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ عَلَيْهَا مَيَاثِرُ الأَرْجُوَانِ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/332)
2727 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ فَهْدٍ يَقُولُ: وَلَدُ سِيرِينَ: مَعْبَدٌ وَمُحَمَّدٌ وَيَحْيَى وَأَنَسٌ وَحَفْصَةُ وَكَرِيمَةُ بِنْتُ سِيرِينَ. وَالْحَسَنُ؛ فَهُمْ ثَلاثَةُ أُخْوَةٍ: الْحَسَنُ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي [ص:334] الْحَسَنِ وَعَمَّارُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ.(6/333)
2728 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ حَدِيثًا رَوَاهُ؛ قَالَ: وَكَانَ مِنَ الْبَكَّائِينَ.(6/334)
2729 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْغُدَانِيُّ، نا هَارُونُ بْنُ دِينَارٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص:337] كُنَّا عَلَى بَابِ الْحَسَنِ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ عِنْدِهِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ مَيْمُونُ بْنُ سِنْبَاذَ، فَقُلْنَا لَهُ: حَدِّثْنَا بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «قِوَامُ أُمَّتِي بِشِرَارِهَا»
__________
[إسناده مظلم] .(6/334)
2730 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ، نا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ؛ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ الْحَجَّاجُ، فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ فَقُلْتُ: مَا بَعَثَ إِلَيَّ الأَمِيرُ إِلا وَقَدْ عَرَفَ اسْمِي. فَقَالَ: مَتَى نَزَلْتَ هَذَا الْبَلَدَ؟ قُلْتُ: لَيَالِي نَزَلَهُ أَهْلُهُ. قَالَ: إِنِّي مُسْتَعْمِلُكَ. قُلْتُ: عَلَى مَاذَا أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ؟ قَالَ: على السِّلْسِلَةَ. قلت: إِنَّ السِّلْسِلَةَ لا تَصْلُحُ إِلا بِرِجَالٍ يَعْمَلُونَ عَلَيْهَا، و (أما) أَنَا؛ فَرَجُلٌ شَيْخٌ ضَعِيفٌ أَخْرَقُ، أَخَافُ بِطَانَةَ السُّوءِ، فَإِنْ يُعْفِنِي الأَمِيرُ؛ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ، وَإِنْ يُقْحِمْنِي أَقْتَحِمْ. وَاللهِ إِنِّي لأَتَعَارَ مِنَ اللَّيْلِ، فَأَذْكُرُ الأَمِيرَ فَلا يَأْتِينِي النَّوْمُ حَتَّى أُصْبِحَ، وَلَسْتُ لِلأميرَ عَلَى عَمَلٍ؛ فَكَيْفَ إِذَا كُنْتُ لَهُ عَلَى عَمَلٍ؟ ! وَاللهِ! مَا رَأَيْتُ النَّاسَ هَابُوا أَمِيرًا قَطُّ هَيْبَتَهُمْ لَكَ أَيُّهَا الأَمِيرُ. فَأَطْرَقَ سَاعَةً، فَقَالَ: أَمَّا قَوْلُكَ: مَا رَأَيْتُ [ص:339] النَّاسَ هَابُوا أَمِيرًا هَيْبَتَهُمْ لَكَ؛ فَإِنِّي وَاللهِ مَا أَعْلَمُ عَلَى وَجْهِ الأرض رجلا أجرأ عَلَى دَمٍ مِنِّي، وَأَمَّا قَوْلُكَ: إِنْ يُعْفِنِي الأَمِيرُ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ، وَإِنْ يُقْحِمْنِي أَقْتَحِمْ؛ فَإِنَّا إِنْ وَجَدْنَا غَيْرَكَ أَعْفَيْنَاكَ، وَإِنْ لَمْ نَجِدْ غَيْرَكَ أَقْحَمْنَاكَ. ثُمَّ قَالَ: انْصَرِفْ. قَالَ: فَمَضَيْتُ، فَغَفَلْتُ عَنِ الْبَابِ يُمْنَةً، فَقَالَ: سَدِّدُوا الشَّيْخَ:(6/338)
2731 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو زَيْدٍ:
(لا تُهْلِكِ النَّفْسَ إِسْرَافًا عَلَى طَمَعٍ ... إِنَّ الْمَطَامِعَ فَقْرٌ وَالْغِنَى يَأْسُ)
قَالَ: وَأَنْشَدَ لآخَرَ:
(رَأَيْتُ سَحَابَةً فَظَنَنْتُ غَيْثًا ... وَأَغْفَلْتُ الَّذِي صَنَعَتْ بِعَادٍ)(6/339)
2732 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: [ص:340] وَأَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِحَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا:
(ثَلاثَةٌ بَرَزُوا بِسَبْقِهِمْ ... نَضَّرَهُمْ رَبُّهُمْ إِذَا نُشِرُوا)
(عَاشُوا بِلا فُرْقَةٍ حَيَاتَهُمُ ... وَاجْتَمَعُوا فِي الْمَمَاتِ إِذْ قُبِرُوا)
(فَلَيْسَ مِنْ مُسْلِمٍ لَهُ بَصَرٌ ... يُنْكِرُ مِنْ فَضْلِهِمْ إِذَا ذُكِرُوا)(6/339)
2733 - وَأَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ:
(وَكَمْ مِنْ مَاجِدٍ أَضْحَى عَدِيمًا ... لَهُ عَقْلٌ وَلَيْسَ لَهُ زَمَانُ)
(كَفَى بِالْمَرْءِ عَيْبًا أَنْ تَرَاهُ ... لَهُ وَجْهٌ وَلَيْسَ لَهُ لِسَانُ)
(وَمَا حُسْنُ الرِّجِالِ لَهَا بِزَيْنٍ ... إِذَا لَمْ يُسْعِدِ الْحُسْنَ الْبَيَانُ)(6/340)
2734 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو قِلابَةَ الرُّقَاشِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرُّقَاشِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، نا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، نا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ، نا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ [ص:341]: «إِذَا خَلُصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارَ؛ احْتَبَسُوا عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ النَّارَ وَالْجَنَّةِ، حَتَّى يُؤْخَذُ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ مَظَالِمُ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدينا؛ حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الجنة» . قال: وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ لأَحَدُهُمْ أَهْدَى بِمَنْزِلِهِ فِي الْجَنَّةِ مِنْهُ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا» . قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا أَشْبَهُ بِهِمْ إِلا أَهْلُ الْجُمُعَةِ حِينَ انْصَرَفُوا مِنْ جُمْعَتِهِمْ
__________
[إسناده صحيح] .(6/340)
2735 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْقُرَشِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْغَافِرِ: دَعْوَةُ سِرٍّ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ دَعْوَةَ عَلانِيَّةٍ.(6/342)
2736 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ؛ قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا كَانَ يَدْعُو اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي السَّرَّاءِ، فَنَزَلَتْ بِهِ الضَّرَّاءُ، فَدَعَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ؛ تَقُولُ الْمَلائِكَةُ: صَوْتٌ مَعْرُوفٌ مِنْ آدَمِيٍّ ضَعِيفٍ، قَدْ كَانَ يَدْعُو اللهَ فِي السَّرَّاءِ، فَيَشْفَعُونَ لَهُ، وَإِذَا كَانَ الْعَبْدُ لا يَدْعُو اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي السَّرَّاءِ، فَنَزَلَتْ بِهِ الضَّرَّاءُ، فَدَعَا؛ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ: صَوْتٌ مُنْكَرٌ مِنْ آدَمِيٍّ ضَعِيفٍ، كَانَ لا يَدْعُو اللهَ فِي السَّرَّاءِ. فَلا يَشْفَعُونَ لَهُ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(6/342)
2737 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ أَبُو سَعِيدٍ الْمَازِنِيُّ: [ص:343] مَا تَلَذَّذْتُ لَذَاذَةً قَطُّ وَلا تَنَعَّمْتُ نَعِيمًا قَطُّ أَكْثَرَ عِنْدِي مِنْ بُكَاءِ حُرْقَةٍ.(6/342)
2738 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ رَاهَوَيْهِ يَقُولُ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ: أَمَا تَرَى إِلَى الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ مَا تَكَادُ تَجِفُّ لَهُ دَمْعَةٌ؟ قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ يُقَالُ: إِذَا قَرَحَ الْقَلْبُ نَدِيَتِ الْعَيْنَانِ.(6/343)
2739 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا إِيَاسٍ يَقُولُ: لَوْ مَرَّ بِكَ رَجُلٌ أَقْطَعُ، فَقُلْتَ بِيَدِكَ وَأَشَرْتَ إِلَيْهِ: هَذَا أَقْطَعُ؛ [ص:344] كَانَتْ غِيبَةً. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لأَبِي إِسْحَاقَ، فَقَالَ: صَدَقَ.(6/343)
2740 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ نُعَيْمَ بْنَ حَمَّادٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ ضَمْرَةَ يَقُولُ: قَالَ بَشِيرُ بْنُ صَالِحٍ: سَأَلَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَطَاءً عَنْ مَسْأَلَةٍ وَعَطَاءٌ لا يَعْرِفُهُ، فَقَالَ: أَيْنَ تَسْكُنُ؟ قَالَ: الْيَمَامَةَ. قَالَ: فَأَيْنَ أَنْتَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ؟ قَالَ يَحْيَى: فَوَاللهِ مَا خَرَجَتْ مِنْ نَفْسِي؛ يَعْنِي: الْعُجْبَ.(6/344)
2741 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: مَا بَقِيَ عَلَيَّ شَيْءٌ مِنْ لَذَّةِ الدُّنْيَا إِلا وَقَدْ نِلْتُهُ، وَمَا أَتَمَنَّى إِلا شَيْئًا وَاحِدًا، أَخًا أَرْفَعُ مَؤْنَةَ التَّحَفُّظِ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ.(6/344)
2742 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا عَلِيُّ بْنُ أَشْكَابٍ الْعَامِرِيُّ، عَنْ ثَابِتِ بن محمد الكفاني؛ قَالَ: سَمِعْتُ مِسْعَرَ بْنَ كِدَامٍ يَقُولُ: أَنَاةُ اللهِ حَيَّرَتْ قُلُوبَ الْمَظْلُومِينَ، وَحِلْمُ اللهِ بَسَطَ آمَالَ [ص:345] الظَّالِمِينَ.(6/344)
2743 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ؛ قَالَ بَعَثَ بَعْضُ خُلَفَاءِ بَنِي أُمَيَّةَ إِلَى أَبِي حَازِمٍ بِمَالٍ، فَرَدَّهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا حَازِمٍ! خُذْ فَإِنَّكَ مِسْكِينٌ. قَالَ: كَيْفَ أَكُونُ مِسْكِينًا وَمَوْلايَ (لَهُ مَا فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6)) [طه: 6] ؟ !(6/345)
2744 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيِّ؛ قَالَ: قَالَ مَسْرُوقٌ. [ص:346] أَوْثَقُ مَا أَكُونُ بِالرِّزْقِ حِينَ يَجِيءُ الْخَادِمُ، فَيَقُولُ: مَا فِي الْبَيْتِ طَعَامٌ، وَلا دَقِيقٌ، وَلا مَاءٌ.(6/345)
2745 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَسَنُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى الرَّفَّاءُ؛ قَالَ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إِسْرَائِيلَ وَضُرَبَائِهِ، فَقَالَ: يَهْجُرُونَ وَيَجْفُونَ، وَلا يُجْلَسُ إِلَيْهِمْ.(6/346)
2746 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ نَيْزَكٍ؛ قَالَ: [ص:347] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ حَدَّثَ نَفْسَهُ بِطُولِ الْبَقَاءِ؛ فَلْيُوَطِّنْ نَفْسَهُ عَلَى الْمَصَائِبِ، وَمَعَ الْغَفْلَةِ اسْتِلابُ النِّعَمِ، وَمَا أَصْغَرُ الْمُصِيبَةِ الْيَوْمَ مَعَ عِظَمِ الْفِتْنَةِ غَدًا!(6/346)
2747 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: [ص:348] سَأَلَ زِيَادٌ عُبَيْدُ بْنُ شَرِيَّةَ: أَيُّ الْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: عَيْنٌ خَرَّارَةٌ فِي أَرْضٍ خَوَّارَةٍ تَعُولُ وَلا تُعَالُ. قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: فَرَسٌ فِي بَطْنِهَا فَرَسٌ يَتْبَعُهَا فَرَسٌ. قَالَ: فَأَيْنَ أَنْتَ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ؟ قَالَ: حَجَرَانِ يَحْتَكَّانِ بَعْضُهُمَا بِبَعْضٍ، إِنْ أَخَذْتَ مِنْهُمَا نَفِدَا وَإِنْ تَرَكْتَهُمَا لَمْ تَزِدْ. قَالَ: فَأَيْنَ أَنْتَ عَنِ الإِبِلِ؟ قَالَ: هِيَ لِمَنْ يُبَاشِرُهَا بِنَفْسِهِ. قَالَ: صَدَقْتَ.(6/347)
2748 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: إِصْلاحُ الْمَعِيشَةِ الاجْتِهَادُ، وَأَعْوَنُهَا عَلَى الأَمْرِ تَرْكُ الذُّنُوبِ، وَأَحْسَنُ النَّاسِ عَيْشًا الْمُجْتَهِدُ الْمُوَفَّقُ.(6/348)
2749 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ الْمَرْعَشِيِّ؛ قَالَ: كَتَبَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ رَحِمَهُ اللهُ إِلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ: أَمَّا بَعْدُ يَا أَخِي! لأَنْ أَبِيتَ لَيْلَةً عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ مِنْ وَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُفْنِيَ عُمْرِي كُلَّهُ فِي سَبِيلِ اللهِ. فَلَمَّا أَتَاهُ كِتَابُهُ أَجَابَهُ: سَلامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ يَا أَخِي! لأَنْ أَبِيتَ لَيْلَةً وَاحِدَةً مُهْتَمًّا بِأَمْرِ عِيَالِي أَحَبُّ [ص:349] إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُفْنِيَ عُمْرِي كُلَّهُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. فَلَمَّا أَتَاهُ الْكِتَابُ؛ قَالَ: صَدَقَ أَخِي.(6/348)
2750 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: سَأَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ الْهَيْثَمَ بْنَ الأَسْوَدِ، فَقَالَ لَهُ: مَا مالُكَ؟ قَالَ: الْقِوَامُ مِنَ الْعَيْشِ، وَالْغِنَى عَنِ النَّاسِ. فَقِيلَ لَهُ: أَلا خَبَّرْتَهُ؟ قَالَ: لَوْ قُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ قَلِيلٌ حَقَّرَنِي، أَوْ إِنَّهُ كَثِيرٌ حَسَدَنِي.(6/349)
2751 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنِ اسْتَطَالَ عَلَيْكَ بِمَسْأَلَتِهِ، وَبَخِلَ عَلَيْكَ بِمَالِهِ؛ فَمَا أَكْثَرَ فِي التَّصَاوِيرِ مِثْلَهُ.(6/349)
2752 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ فَهْمٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: الْبَخِيلُ خَازِنُ أَعْدَائِهِ، وَالْحَلِيمُ مَرْغُوبٌ فِي إِخَائِهِ، وَالسَّفِيهُ يُزْهَدُ فِي لِقَائِهِ، وَلا دَوَاءَ لِمَنْ كَانَ سَبَبًا لِدَائِهِ.(6/349)
2753 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا الْمَازِنِيُّ أَبُو عُثْمَانَ؛ قَال: [ص:350] عُوتِبَ الْعَتَّابِيُّ عَلَى ترك النساء وتزويجهن، فَقَالَ: مُكَابَدَةُ الْعِفَّةِ عَنْهُنَّ أَيْسَرُ مِنَ الاهْتِمَامِ بِمَصْلَحَتِهِنَّ.(6/349)
2754 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى إِبْرَاهِيمَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : أَتَدْرِي لِمَ اتَّخَذْتُكَ خَلِيلا؟ قَالَ: لا. قَالَ: لأَنِّي اطَّلَعْتُ عَلَى قَلْبِكَ. فَوَجَدْتُكَ تُحِبُّ أَنْ تُرْزَأَ وَلا تَرْزَأَ
__________
[إسناده واه جداً] .(6/350)
2755 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ المدائني؛ قال: قَالَ مَسْلَمَةُ لِنُصَيْبٍ: سَلْنِي. قَالَ: لا. قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: لأَنَّ كَفَّكَ بِالْجَزِيلِ أَكْثَرُ مِنْ مَسْأَلَتِي بِاللِّسَانِ. فَأَعْطَاهُ أَلْفَ دِينَارٍ.(6/351)
2756 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ، نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نا عَوْفٌ؛ قَالَ: أَخَذَ الْحَسَنُ شَعْرَهُ، فَأَعْطَى الْحَجَّامَ دِرْهَمَيْنِ، فَقِيلَ لَهُ: يَكْفِيهِ دَانِقٌ! فَقَالَ: لا تُدْنِقُوا فَيُدْنَقُ عَلَيْكُمْ.(6/351)
2757 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سُئِلَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، فَقِيلَ لَهُ: مَا الإِخْوَانُ؟ فَقَالَ: قَدْ كَانَ الإِخْوَانُ يَفْتَقِدُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُوصِلَ إِلَى أَخِيهِ الشَّيْءَ أَوْصَلَهُ مِنْ قِبَلِ الْجِيرَانِ أَوْ مِنْ قِبَلِ الْخَادِمِ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُ، وإن أَحَدَهُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَصِلَ أَخَاهُ بِشَيْءٍ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ فِي يَدِهِ لِيَذِلَّهُ بِذَلِكَ، وَإِنْ [ص:352] رَأَى مِنْهُ مُنْكَرًا هَابَهُ أَنْ يَنْهَاهُ. قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِحُذَيْفَةَ المرعشي، قال: مَا سَمِعْتُ كَلامًا أَحْسَنَ مِنْ هَذَا.(6/351)
2758 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو قِلابَةَ، نا أَبُو الْوَلِيدِ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، نا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:353] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ صَلاتُهُ؛ فَإِنْ أَكْمَلَهَا كُتِبَتْ لَهُ كَامِلَةً، وَإِلا؛ قَالَ: انْظُرُوا فِي تَطَوُّعِهِ، فَأَكْمِلُوا لَهُ الْفَرِيضَةَ مِنَ التَّطَوُّعِ، ثُمَّ الزَّكَاةُ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ سَائِرُ الأَعْمَالِ عَلَى ذَلِكَ»
قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: وَلَمْ يَرْفَعْ هَذَا الْحَدِيثَ غَيْرُ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ
__________
[إسناده صحيح] .(6/352)
2759 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: [ص:354] تُبْعَثُ الْخَلائِقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَإِنَّ السَّمَاءَ لَتَطِشُّ بِالْمَطَرِ، وَذَلِكَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَمَرَ إِسْرَافِيلَ أَنْ يَنْفُخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةَ الصَّعْقِ وَهِيَ النَّفْخَةُ الأُولَى؛ فَيَمُوتُ أَهْلُ السماوات السَّبْعِ وَالأَرَضِينَ السَّبْعِ وَمَا بَيْنَهُنَّ، ثُمَّ يَمُوتُ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَإِسْرَافِيلُ وَمَلَكُ الْمَوْتِ، فَتَمْكُثُ الْخَلائِقُ مَوْتَى مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ عَامًا
__________
[رجاله ثقات] .(6/353)
2760 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ [ص:355]: {يخرج الخبء في السماوات وَالأَرْضِ} [النمل: 25] ؛ قَالَ: هُوَ الْمَاءُ.(6/354)
2761 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: سَأَلَ زِيَادٌ رَجُلا مَنْ حُكَمَاءِ الْفُرْسِ: مَا الْمُرُوءَةُ فِيكُمْ؟ قَالَ: أَرْبَعُ خِصَالٍ: يَعْتَزِلُ الْمَرْءُ الرِّيبَةَ كُلَّهَا؛ فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ مُرِيبًا كَانَ ذَلِيلا، وَأَنْ يُصْلِحَ مَالَهُ؛ فَإِنَّهُ مَنْ أَفْسَدَ مَالَهُ لَمْ تَكُنْ لَهُ مُرُوءَةٌ، وَأَنْ يَقُومَ لأَهْلِهِ بِمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ حَتَّى يَسْتَغْنُوا بِهِ عَنْ غَيْرِهِ؛ فَإِنَّهُ مَنِ احْتَاجَ أَهْلُهُ إِلَى النَّاسِ ذَهَبَ جَاهُهُ، وَأَنْ يَنْظُرَ مَا يَوَافِقُهُ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ فَيَلْزَمْهُ.(6/355)
2762 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: وُصِفَ لابْنِ السَّمَّاكِ لَوْزِينَجٌ، فَقَالَ: مَا أَشَدَّ الْوَصَفِ إِذَا لَمْ يَكُنْ مَعَهُ الْمَوْصُوفُ؛ فَإِنْ كَانَ حَاضِرًا، وَإِلا؛ فَلْيَفُوتْنَا ذِكْرُهُ كَمَا فَاتَنَا مَنْظَرُهُ.(6/355)
2763 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: قَالَ خَلَفُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: [ص:356] سَأَلْتُ رَجُلا مِنَ الْعُبَّادِ عَنِ الشَّهِيقِ الَّذِي يَعْتَرِي الْبَاكِي بَعْدَ الْبُكَاءِ؟ فَقَالَ: إِذَا كَانَ بَدْوُ الْبُكَاءِ تَنَفُّسًا وَزَفِيرًا وَآخِرُهُ شَهِيقًا؛ فَذَاكَ بُكَاءٌ مُوجِعٌ قَلِقٌ، وَإِذَا كَانَ دَمْعَتُهُ سَائِلَةٌ فِي هُدُوءٍ وَرِفْقٍ؛ فَتِلْكَ رِقَّةٌ فِي الْقَلْبِ يُلْقِيهَا إِلَى العيون من الشؤون، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ وَثَوَابٌ.(6/355)
2764 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنِ الْمحُلِّمِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: تَرَنُّمُ الْحَزِينِ مَشْفَاةٌ لِكَمَدِهِ.(6/356)
2765 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ ابن أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: قَالَ زُهَيْرٌ الْبَابِيُّ: كُلُّ مُطِيعٍ مُسْتَأْنِسٌ، وَكُلُّ عَاصٍ مُسْتَوْحِشٌ وَكُلُّ مُحِبٍّ ذَلِيلٌ، وَكُلُّ خَائِفٍ هَارِبٌ، وَكُلُّ رَاجٍ طَالِبٌ.(6/356)
2766 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، نا زُهَيْرٌ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يَقُولُ: [ص:357] كَانَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ يُشَبَّهُ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(6/356)
2767 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، نا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومٍ، نا أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: يُقَالُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لآكِلِ الرِّبَا: خُذْ سِلاحَكَ لِلْحَرْبِ
__________
[إسناده حسن] .(6/357)
2768 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ، نا أَبُو الْحَكَمِ عَبْدُ اللهِ بْنُ فَرُّوخَ؛ قَالَ: [ص:358] كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَذْكُرُ أَوْزَانَهُ لَكِي لا تَنْقُصَ.(6/357)
2769 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ؛ قَالَ: قُلْتُ لِزُهَيْرِ بْنِ نُعَيْمٍ الْبَابِيِّ: أَوْصِنِي. قَالَ: أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَاللهِ! لأَنْ نَتَّقِيَ اللهَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ وَزْنِ هَذِهِ الأُسْطُوَانَةِ ذَهَبًا أُنْفِقُهَا فِي سَبِيلِ اللهِ، إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عِبَادًا ذَكَرُوهُ بِأَلْسِنَةٍ دَنِسَةٍ، وَحَضَرُوا بَيْنَ يَدَيْهِ بِقُلُوبٍ مُعْرِضَةٍ، وَرَفَعُوا إِلَيْهِ أَكُفًّا خَاطِئَةً، وَلَحِظُوُا السَّمَاءَ بِأَعْيُنٍ خَائِنَةٍ؛ فَمَثَلُ هَؤلاءِ يَسْأَلُونَهُ مَقَامَاتِ الْمُتَّقِينَ؟ ! هَيْهَاتَ! هَيْهَاتَ! خَابَتْ ظُنُونُ الْمُغْتَرِّينَ بِاللهِ؛ وَالْمُؤْثِرِينَ بِالْعَرَضِ الأَدْنَى عَلَيْهِ، وَإِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا ذَكَرُوهُ؛ فَخَرَجَتْ نُفُوسُهُمْ إِعْظَامًا لَهُ وَاشْتِيَاقًا، وَقَوْمًا ذَكَرُوهُ؛ فَوَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ فَرَقًا وَهَيْبَةً لَهُ، وَعِبَادًا ذَكَرُوهُ؛ فَأُحْرِقُوا بِالنَّارِ، فَلَمْ يَجِدُوا لِمَسِّ النَّارِ أَلَمًا، وَآخَرُونَ ذَكَرُوهُ فِي الشِّتَاءِ وَبَرْدِهِ؛ فَتَفَصَّدُوا عَرَقًا، وَقَوْمًا ذَكَرُوهُ؛ فَحَالَتْ أَلْوَانُهُمْ، فَهَلْ مِنْ رَجُلٍ أَنَابَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ سَرِيعًا، وَأَخْفَى جَمِيلا، وَعَامَلَ حَبِيبًا، وَتَاجَرَ قَرِيبًا، وَعَاشَ [ص:359] فِي الدُّنْيَا غَرِيبًا، وَقَدِمَ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَرْدًا وَحِيدًا؟ !(6/358)
2770 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: «كَلِمَاتُ الْفَرَجِ: لا إِلَهَ إِلا اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، لا إِلَهَ إِلا اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، لا إِلَهَ إِلا اللهُ رب السماوات السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ»
__________
[حديث صحيح] .(6/359)
2771 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، نا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلامٍ الْحَنَفِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَطَلٌّ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بصير} [البقرة: 265] ؛ قَالَ: هِيَ أَرْضُ مِصْرَ، إِنْ لَمْ يُصِبْهَا مَطَرٌ زكت، وإن أصابها أَضْعَفَتْ.(6/359)
2772 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَعَبْدُ اللهِ بْنُ هَارُونَ؛ قَالا: نا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، نا سُرَيْجُ بْنُ مَسْلَمَةَ التَّنُوخِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ} [المائدة: 21] ؛ قال: كَانَ ستة رجال يَحْمِلُونَ عُنْقُودًا مِنْ عِنَبٍ، وَأَرْبَعَةُ رِجَالٍ يَحْمِلُونَ رُمَّانَةً، وَرَجُلانِ يَحْمِلانِ تِينَةً.(6/360)
2773 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: [ص:361] دَخَلَ الثَّوْرِيُّ وَالأَوْزَاعِيُّ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَلَمَّا خَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ؛ الْتَفَتَ مَالِكٌ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: أَحَدُهُمَا أَوْسَعُ حَدِيثًا، وَالآخَرُ يَصْلُحُ لِلإِمَامَةِ.(6/360)
2774 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ طَارِقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ حَرْبٍ يَقُولُ: لَمَّا خَرَجْتُ إِلَى يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ اكْتَرَيْتُ حِمَارًا فَرَكِبْتُهُ، فَجَعَلَ لا يَمْشِي كَمَا أُرِيدُ. فَقَالَ لِي الْمُكَارِيُّ: حَرِّكْ رَجْلَيْكَ يَمْشِي. فَقُلْتُ لَهُ: مَا كُنْتُ لأَحْمِلَهُ عَلَى أَكْثَرِ مِنْ طَاقَتِهِ.(6/361)
2775 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: إِنَّ نَفْسِي نَفْسٌ كَرِيمَةٌ؛ تُحِلُّ لِيَ الْمَيْتَةُ في وقتي هذا، وَلَيْسَ تَطْمَعُ فِي شَيْءٍ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ.(6/361)
2776 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ؛ قَالَ: [ص:364] دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَبِي، فَرَأَى أَبِي الَّتِي فِي ظَهْرِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! دَعْنِي أُعَالِجُهَا؛ فَإِنِّي طَبِيبٌ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنْتَ رَفِيقٌ وَاللهُ الطَّبِيبُ]
__________
[إسناده صحيح] .(6/362)
2777 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو قِلابَةَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ الأَسْوَدِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ غُلامٌ؛ قَالَ: وَجَعَلَ النَّاسُ يُقَبِّلُونَ يَدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَجِئْتُ، فاخذت بِيَدِهِ؛ فَإِذَا هِيَ أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ؛ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
[إسناده صحيح] .(6/365)
2778 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا الْحَجَبِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ قَالا: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةَ - قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ ثِقَةً -، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رَحِمَهُ اللهُ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: كَانَ الرَّجُلُ يَقُوتُ أهله قوتا دون، وَبَعْضُهُمْ يَقُوتُ أَهْلَهُ قُوتًا فِيهِ [ص:366] سَعَةٌ، وَبَعْضُهُمْ وَسَطًا؛ فَقِيلَ: {مِنْ أَوْسَطِ مَا تطعمون أهليكم} [المائدة: 89] . قِيلَ لِسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ: فَإِنَّ الثَّوْرِيَّ يُوَقِّفُهُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. فَقَالَ: لكني احفظه عن ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ عَلِيٌّ: وَقَدْ رَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ مَوْقُوفًا عَلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رَحِمَهُ اللهُ
__________
[إسناده صحيح] .(6/365)
2779 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَبْسُطُ كفه للمؤمن، فيقول: يا ابن آدَمَ! هَذِهِ حَسَنَةٌ قَدْ عَمِلْتَهَا فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا وَقَدْ قَبِلْتُهَا، وَهَذِهِ خَطِيئَةٌ قَدْ عَمِلْتُهَا فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا قَدْ غَفَرْتُهَا لَكَ. فَيَسْجُدُ، فَيَقُولُ النَّاسُ: طُوبَى لِهَذَا الْعَبْدِ الصَّالِحِ الَّذِي لا يَجِدُ فِي صَحِيفَتِهِ إِلا حَسَنَةً - أَوْ قَالَ: فِي كتابه -
__________
[إسناده جيد] .(6/366)
2780 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي، نا عبد الرزاق، أَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: [ص:367] كُنْتُ أَقْعُدُ إِلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، فَيُحَدِّثُ، فَأَقُولُ: مَا بقي من عمله شَيْءٌ إِلا وَقَدْ سَمِعْتُهُ. ثُمَّ أَقْعُدُ عِنْدَهُ مَجْلِسًا آخَرَ، فَيُحَدِّثُ، فَأَقُولُ: مَا سَمِعْتُ مِنْ عِلْمِهِ شَيْئًا. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَأَكْثَرَ النَّاسُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، فَقَالَ: تَأَخَّرُوا عَنِّي. ثُمَّ قَالَ: إِذَا رَأَيْتُ الْعِرَاقِيَّ؛ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وَإِذَا رَأَيْتَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ؛ فَاسْأَلِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ.
آخِرُ الْجُزْءِ التَّاسِعَ عَشَرَ، وَيَلِيهِ الْجُزْءُ الْعِشْرُونَ، إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وحده، وصلاته عَلَى نَبِيِّهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ(6/366)
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء العشرون
من كتاب «المجالسة وجواهر العلم»
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
أخبرنا الشيخان أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري، وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذنا؛ قالا: أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي، قال البوصيري: سماعا عليه، وقال الأرتاحي: إجازة؛ أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل بن محمد بن مروان بن الغمر الغساني المعروف بابن الضراب قراءة عليه وأنا أسمع؛ أنا أبي، حدثنا أحمد بن مروان المالكي:(6/375)
2781 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا عَبْدُ السَّلامِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:376] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمُ السَّلامَ؛ فَلْيَقُلِ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ؛ فَإِنَّ اللهَ هُوَ السَّلامُ، ولا تبدؤوا قَبْلَ اللهِ بِشَيْءٍ»
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(6/375)
2782 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبُو حَفْصٍ، عَنْ صَدَقَةٍ، عَنْ بَكَّارِ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ؛ قَالَ: جَلَسَ إِلَيَّ رَجُلٌ قَدْ ذَهَبَتْ يَمِينُهُ مِنْ عَضُدِهِ؛ فَجَعَلَ يَبْكِي وَيَقُولُ: [ص:377] مَنْ رَآنِي؛ فَلا يَظْلِمَنَّ أَحَدًا. فَقُلْتُ: وَمَا حَالُكَ؟ قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ عَلَى شَطِّ الْبَحْرِ؛ إِذْ مَرَرْتُ بِنَبْطِيٍّ قَدِ اصْطَادَ سَبْعَةَ أَنْوَانٍ، فَقُلْتُ: أَعْطِنِي نُونًا، فَأَخَذْتُ نُونًا وَهُوَ كَارِهٌ، فَانْقَلَبْتُ إِلَى النُّونِ وَهُوَ حَيٌّ بَعْدُ، فَعَضَّ إِبْهَامِي عَضَّةً يَسِيرَةً لَمْ أَجِدْ لَهَا أَلَمًا، فَانْطَلَقْتُ إِلَى أَهْلِي، فَصَنَعُوهُ، فَأَكَلْنَاهُ، فَوَقَعَتِ الأَكَلَةُ فِي إِبْهَامِي، فَاتَّفَقَ لِي الأَطِبَّاءُ عَلَى أَنْ أَقْطَعَهَا، فَقَطَعْتُهَا ثُمَّ عَالَجْتُهَا، حَتَّى إذا قلت قد برأت؛ وَقَعَتْ فِي كَفِّي، ثُمَّ فِي سَاعِدِي، ثُمَّ فِي عَضُدِي، فَمَنْ رَآنِي؛ فَلا يَظْلِمَنَّ أَحَدًا. قَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ: بَكَّارُ بْنُ سُحَيْمٌ هَذَا شَيْخٌ مَدَنِيٌّ، وَبَكَّارٌ هُمْ عَشْرَةُ أَنْفُسٍ؛ فَأَقْدَمُهُمْ بَكَّارُ بْنُ سَلامٍ الْعَنْزِيُّ، يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَبَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ حَدَّثَ عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَبَكَّارُ بْنُ يَحْيَى اللَّيْثِيُّ حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَبَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَبَكَّارٌ شَيْخٌ مَدَنِيٌّ حَدَّثَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، وَبَكَّارُ بْنُ سُلَيْمٍ حَدَّثَ عَنْهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَبَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَحْيَى مِنْ آخِرِهِمْ حَدَّثَ عَنْهُ رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، وَبَكَّارُ بْنُ عُتْبَةَ السَّكْسَكِيُّ حَدَّثَ عَنْ مَكْحُولٍ.(6/376)
2783 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ حَكِيمٌ لابْنِهِ: يَا بُنَيَّ! اغْتَنِمْ مُسَالَمَةَ مَنْ لا بُدَّ لَكَ بَعِيدًا أَوْ حَبِيبًا؛ حَتَّى تَأْمَنَ مِنْ سِعَايَةِ السَّاعِي بِكَ وَطَمَعِ الطَّامِعِ فِيكَ، وَلا تَغُرَّنَّكَ بَشَاشَةُ امْرِئٍ حَتَّى تَعْلَمَ مَا وَرَاءَهَا؛ فَإِنَّ دَفَائِنَ النَّاسِ فِي صُدُورِهِمْ، [ص:378] وَخُدَعَهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ، وَلْتَكُنْ شِكَايَتُكَ مِنَ الدَّهْرِ إِلَى رَبِّ الدَّهْرِ، وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا أَرَادَ بِكَ خَيْرًا أَوْ شَرًّا أَمْضَاهُ فِيكَ وَفِي غَيْرِكَ مَعَ مَا أَحَبَّ الْعِبَادُ أَوْ كَرِهُوا.(6/377)
2784 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا ابْنُ نُمَيْرٍ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبْجَرَ: سَمِعْتُ بَعْضَ الْحُكَمَاءِ يَقُولُ: الرِّجَالُ أَرْبَعَةٌ: جَوَّادٌ، وَبَخِيلٌ، وَمُسْرِفٌ، وَمُقْتَصِدٌ؛ فَالْجَوَّادُ الَّذِي يَجُودُ بِنَصِيبِ دُنْيَاهُ وَنَصِيبِ آخِرَتِهِ جَمِيعًا فِي أَمْرِ آخِرَتِهِ، وَالْبَخِيلُ الَّذِي لا يُعْطِي مِنْهَا نَصِيبًا، وَالْمُسْرِفُ الذي يجمعها لِدُنْيَاهُ، وَالْمُقْتَصِدُ الَّذِي يُلْحِقُ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا نَصِيبَهُ.(6/378)
2785 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: تَبِعَ رَجُلٌ حَكِيمًا سَبْعَ مئة فَرْسَخٍ فِي كَلِمَاتٍ، فَقَالَ لَهُ: إِنِّي أَتَيْتُكَ لِتُعَلِّمَنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللهُ. قَالَ لَهُ: هَاتِ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّمَاءِ مَا أَثْقَلُ مِنْهَا، وَعَنِ الأَرْضِ مَا أَوْسَعُ مِنْهَا، وَعَنِ الْبَحْرِ مَا أَغْنَى مِنْهُ، وَعَنِ الْحَجَرِ مَا أَقْسَى مِنْهُ، وَعَنِ النَّارِ مَا أَحَرُّ مِنْهَا، وَعَنِ الزَّمْهَرِيرِ مَا أَبْرَدُ مِنْهُ؟ فَقَالَ: الْبُهْتَانُ عَلَى الْبَرِيءِ أَثْقَلُ مِنَ السماوات السَّبْعِ، وَالْحَقُّ أَوْسَعُ مِنَ [ص:379] الأَرْضِ، وَقَلْبُ الْقَانِعِ أَغْنَى مِنَ الْبَحْرِ، وَقَلْبُ الْكَافِرِ أَقْسَى مِنَ الْحَجَرِ، وَشُحُّ الْحَرِيصِ أَحَرُّ مِنَ النَّارِ، وَالطَّاعَةُ أَبْرَدُ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ.(6/378)
2786 - حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ، نا حَجَّاجُ، نا هَمَّامُ، عَنْ قَتَادَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْخَيْمَةَ دُرَّةٌ مُجَوَّفَةٌ طُولُهَا فِي السَّمَاءِ سِتُّونَ مَيْلا، فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا لِلْمُؤْمِنِ أَهْلٌ لا يَرَاهُمُ الآخَرُونَ»
__________
[إسناده قوي] .(6/379)
2787 - حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ، نا الْمُقَدِّمِيُّ، نا الْمُؤَمَّلُ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جنتان} [الرحمن: 46] ؛ قَالَ: «جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ لِلسَّابِقِينَ، وَجَنَّتَانِ مِنْ وَرِقٍ لأَصْحَابِ الْيَمِينِ»
__________
[إسناده ضعيف] .(6/379)
2788 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمَّتِهِ؛ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:381] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الدُّنْيَا حُلْوَةٌ؛ فَمَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا بَارَكَ اللهُ لَهُ فِيهَا، وَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِي مَالِ اللهِ وَرَسُولِهِ لَهُ النَّارُ يَوْمَ يَلْقَاهُ»
__________
[إسناده حسن] .(6/379)
2789 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، نا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ قَالَ: رَفَعْتُ رَأْسِي يَوْمَ أُحُدٍ؛ فَمَا مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا وَهُوَ يَمِيدُ تَحْتَ حَجَفَتِهِ مِنَ النُّعَاسِ
__________
[إسناده صحيح] .(6/381)
2790 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا يَعْقُوبُ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، نا عَبَّادُ بْنُ شَيْبَةَ، عَنْ سَعْدٍ أَوْ سَعِيدِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: يَعْتَذِرُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةَ: يَا آدَمُ! أَنْتَ الْيَوْمَ عَدْلٌ بَيْنِي وَبَيْنَ ذُرِّيَّتِكَ، قُمْ عِنْدَ الْمِيزَانِ، فَانْظُرْ مَا رُفِعَ إِلَيْكَ مِنْ أَعْمَالِهِمْ، فَمَنْ رَجَحَ خَيْرُهُ عَلَى شَرِّهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ؛ فَلَهُ الْجَنَّةُ؛ حَتَّى يُعْلَمَ أَنِّي لا أُعَذِّبُ إِلا كُلَّ ظَالِمٍ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/382)
2791 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: [ص:383] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: أَقَلُّ الاعْتِذَارِ مُوجِبٌ لِلْقَبُولِ، وَكَثْرَتُهُ رِيبَةٌ.(6/382)
2792 - حَدَّثَنَا الْحَرْبِيُّ، نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: أَكْثَرَ النَّاسُ يوما عَلَى عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ يسألونه، يقولون: أَرَأَيْتَ؟ فَقَالَ لَهُمُ: اسْمَعُوا مِنِّي مَا أَقُولُ: لا تَعْمَلُوا لِغَيْرِ اللهِ وَتَرْجُونَ الثَّوَابَ مِنَ اللهِ، وَلا يُعْجَبَنَّ أَحَدُكُمْ بِعَمَلِهِ وَإِنْ كَثُرَ؛ فَإِنَّهُ لا يَبْلُغُ أَحَدٌ مِنْكُمُ مِنْ عَظَمَةِ اللهِ كَقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الذُّبَابِ.(6/383)
2793 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلامٍ يَقُولُ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: لو زدتنا من فَضْلِ لِسَانِكَ لَعَلَّنَا نَنْتَفِعُ بِهِ بَعْدَكَ. فَقَالَ: إِنِّي لأَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ قَوْلِي أَكْثَرَ مِنْ فِعْلِي.(6/383)
2794 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ حَكِيمٌ لِحَكِيمٍ: لا تُظْهِرَنَّ خَوْفَكَ فَيَجْتَرِئُ عَلَيْكَ عَدُوُّكَ، وَلا تُكَابِدَنَّ مِنَ الأُمُورِ مَا أَدْبَرَ عَنْكَ وَقْتُهَا، وَأَكْرِمْ نَفْسَكَ بِالْكَفِّ عَنِ الْفُضُولِ، وَاحْفَظْ لِسَانَكَ لِيَوْمِ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَلا صَدِيقٌ لِذِي الْغِلْظَةِ، وَاصْرِفْ رَأْيَكَ عَمَّا يُورِثُ النَّدَمَ.(6/383)
2795 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عنِ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى: عِظْنِي وَأَوْجِزْ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْحَسَنُ: إِنَّ فِيمَا أَمَرَ اللهُ بِهِ لَشُغْلا عَمَّا نَهَى عَنْهُ.(6/384)
2796 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص:385] أَخْبَرَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ أَنَّهُ لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ أَقْبَلَتِ امْرَأَةٌ تَسْعَى حَتَّى كَادَتْ أَنْ تُشْرِفَ عَلَى الْقَتْلَى، فَكَرِهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَرَاهُمْ، فَقَالَ: «الْمَرْأَةُ! الْمَرْأَةُ» . قَالَ الزُّبَيْرُ: فَتَوَسَّمْتُ أَنْ تَكُونَ أُمِّي صَفِيَّةَ، فَخَرَجْتُ أَسْعَى إِلَيْهَا، فَأَدْرَكْتُهَا قَبْلَ أَنْ تَنْتَهِي إِلَى الْقَتْلَى، فَلَهَزَتْ فِي صَدْرِي، وَكَانَتِ امْرَأَةَ جَلْدَةَ، وَقَالَتْ: إِلَيْكَ. فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَزَمَ عَلَيْكِ. فَوَقَفَتْ وَأَخْرَجَتْ ثَوْبَيْنِ مَعَهَا، فَقَالَتْ: هَذَانِ ثَوْبَانِ جِئْتُ بِهِمَا لأَخِي حَمْزَةَ، قَدْ بَلَغَنِي قَتْلُهُ؛ فَكَفِّنُوهُ فِيهِمَا. قَالَ: فَجِئْنَا بالثوبين لنكفن فيهما حَمْزَةَ؛ فَإِذَا إِلَى جَنْبِهِ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ قَتِيلٌ قَدْ فُعِلَ بِهِ كَمَا فُعِلَ بِحَمْزَةَ. فَقُلْنَا: نُكَفِّنُ حَمْزَةَ فِي ثَوْبَيْنِ وَالأَنْصَارِيُّ لا كَفَنَ لَهُ؟ ! فَقُلْنَا: لِحَمْزَةَ ثَوْبٌ وَلِلأَنْصَارِيِّ ثَوْبٌ. فَقَدَّرْنَاهُمَا، وَكَانَ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الآخَرِ، فَأَقْرَعْنَا بَيْنَهُمَا؛ فَكَفَّنَّا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي الثَّوْبِ الَّذِي صَارَ لَهُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: فِي الثَّوْبِ الَّذِي طَارَ لَهُ
[إسناده ضعيف، والحديث صحيح] .(6/384)
2797 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ سَجَدَ سَجْدَةً، فَطُفْتُ سَبْعَةَ أَسَابِيعَ وَهُوَ سَاجِدٌ.(6/386)
2798 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ: كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ إِذَا ذَكَرَ النَّارَ وَلِهَ لِذِكْرِهَا فَكُنَّا نُخْرِجُهُ مِنْ مَنْزِلِهِ نُدِيرُهُ فِي الأَسْوَاقِ، فَإِذَا سَكَنَ عَنْهُ؛ رُدَّ إِلَى مَنْزِلِهِ.(6/386)
2799 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا قَبِيصَةُ؛ قَالَ: رَأَى حَسَّانٌ الرَّاهِبُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَشْتَرِي خُفًّا فِي الصَّيْفِ، فَقَالَ لَهُ: يَا سُفْيَانُ! مَا تَصْنَعُ بِهَذَا الْخُفِّ؟ فَقَالَ: اشْتَرِيتهِ لِلشِّتَاءِ. فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ يَا سُفْيَانُ طَوِيلُ الأَمَلِ، قَدْ أَوْهَمْتَ نَفْسَكَ أَنَّكَ تَعِيشُ إِلَى الشِّتَاءِ.(6/386)
2800 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُعَاقِبَ رَجُلا حَبَسَهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ عَاقَبَهُ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَعْجَلَ فِي أَوَّلِ غَضَبِهِ، وَأَسْمَعَهُ رَجُلٌ كَلامًا، فَسَكَتَ عَنْهُ، وَقَالَ لَهُ: إِنَّمَا أَرَدْتَ أَنْ يَسْتَفِزَّنِي الشَّيْطَانُ، فَأَنَالُ مِنْكَ الْيَوْمَ مَا تَنَالُهُ مِنِّي فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ، انْصَرِفْ عَنِّي عَافَاكَ اللهُ.(6/387)
2801 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قَالَ أُسْقُفُ نَجْرَانَ لِمُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَغَضِبَ عَلَيْهِ حِينَ قَنَّعَهُ بِقَضِيبٍ فِي رَأْسِهِ، فَقَالَ لَهُ: لا يَنْبَغِي لِلْمَلِكِ أَنْ يَغْضَبَ؛ لأَنَّ الْقُدْرَةَ مِنْ وَرَاءِ حَاجَتِهِ، وَلا يَكْذِبُ؛ لأَنَّهُ لا يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى اسْتِكْرَاهِهِ عَلَى غَيْرِ مَا يُرِيدُ، وَلا يَبْخَلُ؛ فَإِنَّهُ لا يَخَافُ الْفَقْرَ، وَلا يَحْقِدُ؛ لأَنَّ خَطَرَهُ قَدْ جَلَّ عَنِ الْمُجَازَاةِ.(6/387)
2802 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا بَكْرُ، أَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: أُلْقِيَ يُوسُفُ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] فِي الْجُبِّ وَهُوَ ابْنُ سَبْعَةَ عَشَرَ سَنَةً، وَكَانَ فِي الْعُبُودِيَّةِ وَالْمُلْكِ وَالسَّجْنِ ثَمَانِينَ سَنَةٍ، ثُمَّ جُمِعَ لَهُ شَمْلُهُ؛ فَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ ثَلاثًا وَعِشْرِينَ سَنَةً.(6/388)
2803 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، نا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ؛ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ وَهُوَ يَبْكِي فِي مَسْجِدِ بَيْرُوتَ وَوَجْهُهُ إِلَى الْحَائِطِ، وَيَضْرِبُ بِيَدَيْهِ جَمِيعًا على رأسه، فقتلت: مَا يُبْكِيكَ؟ [ص:389] فَقَالَ: ذَكَرْتُ {يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ والأبصار} [النور: 37] .(6/388)
2804 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَا أَبِي، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْحُمَيْسِيِّ؛ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ وَقْتَ الظَّهِيرَةِ فِي بَيْتِهِ وَهُوَ يَتَمَرَّغُ عَلَى الرَّمْلِ مِثْلَ الْجَرَذَةِ، وَهُوَ يَقُولُ: وَيْحَكَ يَا يَزِيدُ! مَنْ يَصُومُ عَنْكَ؟ ! من يصلي عنك؟ ! ومن يَتَرَضَّى لَكَ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِكَ؟ ! ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ النَّاسِ! أَلا تَبْكُونَ وَتَنُوحُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ بَاقِي حَيَاتِكُمْ؟ ! مَنِ الْمَوْتُ مَوْعِدُهُ، وَالْقَبْرُ بَيْتُهُ، وَالثَّرَى فِرَاشُهُ، وَالدُّودُ أَنِيسُهُ، وَهُوَ مَعَ هَذَا يَنْتَظِرُ الْفَزَعَ الأَكْبَرَ، ثُمَّ لا يَعْرِفُ مُنْقَلَبَهُ إِلَى الْجَنَّةِ أَوْ إِلَى النَّارِ، ثُمَّ يَبْكِي حَتَّى تَسْقُطَ أَشْفَارُ عَيْنَيْهِ.(6/389)
2805 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَنَا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَليِدِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ قَالَتْ: [ص:390] رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُخْلِيًا بِعُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَهُوَ يَقُولُ لَهُ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مُقَمِّصُكَ قَمِيصًا أَوْ مُسَرْبِلُكَ سِرْبَالا، فَإِنْ أَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ عَلَى خَلْعِهِ؛ فَلا تَخْلَعْهُ، وَلا كَرَامَةَ» .(6/389)
2806 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ أبي سويد الذارع، نا أَشْعَثُ بْنُ بُرَازٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:391] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي أَرَى الْفِتَنَ تَخَلَّلُ بُيُوتَكُمْ كَمَا يَتَخَلَّلُهَا الْمَطَرُ، إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سَيْفًا لا يَسُلُّهُ عَلَى أَحَدٍ، فَإِذَا سَلُّوهُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ؛ لَمْ يُغْمَدْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(6/390)
2807 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نا أَبِي الْمُحَبَّرُ بْنُ قَحْذَمٍ، عَنِ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَثَاهُ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ:
(عَجِبْتُ لِقَوْمٍ أَسْلَمُوا بَعْدَ عِزِّهِمْ ... إِمَامَهُمُ لِلْمُنْكَرَاتِ وَلِلْغَدْرِ)
(فَلَوْ أَنَّهُمْ سِيمُوا مِنَ الضَّيْمِ خُطَّةً ... لَجَادَ لَهُمْ عُثْمَانُ بِالْيَدِ وَالنَّصْرِ)
(فَمَا كَانَ فِي دِينِ الإِلَهِ بِخَائِنٍ ... وَلا كَانَ فِي الأَقْسَامِ بِالضَّيِّقِ الصَّدْرِ)
(وَلا كَانَ نَكَّاثًا لِعَهْدِ مُحَمَّدٍ ... وَلا تَارِكًا لِلْحَقِّ فِي النَّهْيِ وَالأَمْرِ [ص:392])
(فَإِنْ أَبْكِهِ أُعْذَرْ لِفَقْدِيَ عَدْلَهُ ... وَمَا بِيَ عَنْهُ مِنْ عَزَاءٍ وَلا صَبْرٍ)
(فَهَلْ لامْرِئٍ يَبْكِي لِعِظَمِ مُصِيبَةٍ ... أُصِيبَ بِهَا ابْنُ عَفَّانَ مِنْ عُذْرِ)
(فَلَمْ أَرَ يَوْمًا كَانَ أَعْظَمَ مِيتَةً ... وَأَهْتَكَ مِنْهُ لِلْمَحَارِمِ وَالسِّتْرِ)
(غَدَاةَ أُصِيبَ الْمُسْلِمُونَ بِخَيْرِهِمْ ... وَمَوْلاهُمُ فِي آلَةِ الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ)
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(6/391)
2808 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، أَخْبَرَنِي عَوْفٌ، عَنْ قَسَّامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ؛ قَالَ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حِينَ أَهْبَطَ آدَمَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] مِنَ الْجَنَّةِ إِلَى الأَرْضِ عَلَّمَهُ صَنْعَةَ كُلَّ شَيْءٍ، وَزَوَّدَهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةَ؛ فَثِمَارُكُمْ هَذِهِ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ؛ غَيْرَ أَنَّ هَذِهِ تَغَيَّرَ وَتِلْكَ لا تُغَيَّرُ
__________
[إسناده ضعيف والأثر صحيح] .(6/392)
2809 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَامِرٍ؛ قَالَ: قُلْتُ لِشَقِيقٍ: مَتَى أُوَفَّقُ لِلْعَمَلِ الصَّالِحِ؟ قَالَ: إِذَا جَعَلْتَ أَحْدَاثَ يَوْمِكَ وَلَيْلَتِكَ مُتَقَدِّمَةً عِنْدَ اللهِ. قُلْتُ: فَمَتَى أَتَوَكَّلُ؟ قَالَ: إِنَّ الْيَقِينَ إِذَا تَمَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ سُمِّيَ تَمَامُهُ تَوَكُّلا. قُلْتُ: فَمَتَى يَصِحُّ ذِكْرِي لِرَبِّي؟ قَالَ: إِذَا سَمَجَتِ الدُّنْيَا فِي عَيْنِكَ، وَقَذَفْتَ أَمَلَكَ فِيمَا بَيْنَ يَدَيْكَ. قُلْتُ: فَمَتَى يَصِحُّ صَوْمِي؟ قَالَ: إِذَا جَوَّعْتَ قَلْبَكَ وَأَظْمَأْتَ لِسَانَكَ مِنَ الْفَحْشَاءِ. قُلْتُ: فَمَتَى أَعْرِفُ رَبِّي؟ قَالَ: إِذَا كَانَ اللهُ لَكَ جَلِيسًا وَلَمْ تَرَ سِوَاهُ لِنَفْسِكَ أَنِيسًا. قُلْتُ: فَمَتَى أُحِبُّ رَبِّي؟ قَالَ: إِذَا كَانَ مَا أَسْخَطَهُ أَمَرَّ عِنْدَكَ مِنَ الصَّبْرِ، وَكَانَ مَا يَنْزِلُ بِكَ هُوَ الْغُنْمُ وَالظَّفْرُ، وَجَدَّدْتَ لِذَلِكَ حَمْدًا وَشُكْرًا. قُلْتُ: فَمَتَى أَشْتَاقُ إِلَى رَبِّي؟ قَالَ: إِذَا جَعَلْتَ الآخِرَةَ لَكَ قَرَارًا، وَلَمْ تُسَمَّ لَكَ الدُّنْيَا مَسْكَنًا. قُلْتُ: فَمَتَى أَعْرِفُ لِقَاءَ رَبِّي؟ قَالَ: إِذَا كُنْتَ تُقْدِمُ عَلَى حَبِيبٍ وَتُصْدِرُ عَنْ أَمَلٍ قَرِيبٍ. قُلْتُ: مَتَى أَسْتَلِذُ الْمَوْتَ؟ قَالَ: إِذَا جَعَلْتَ الدُّنْيَا خَلَفَ ظَهْرِكَ، [ص:394] وَجَعَلْتَ الآخِرَةَ نُصْبَ عَيْنِكَ، وَعَلِمْتَ أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَرَاكَ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَقَدْ أَحْصَى عَلَيْكَ الدَّقِيقَ وَالْجَلِيلَ. قُلْتُ: فَمَتَى أَكْتَفِي بِأَهْوَنِ الأَغْذِيَةِ؟ قَالَ: إِذَا عَرَفْتَ وَبَالَ الشَّهَوَاتِ غَدًا وَسُرْعَةَ انْقِطَاعِ عُذُوبَةِ اللَّذَّاتِ. قُلْتُ: مَتَى أُوثِرُ اللهَ وَلا أُوثِرُ عَلَيْهِ سِوَاهُ؟ قَالَ: إِذَا أَبْغَضْتَ فِيهِ الْحَبِيبَ، وَجَانَبْتَ فِيهِ الْقَرِيبَ.(6/393)
2810 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا الْمُقْرِئُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص:395]: «لا تَرُدُّوُا الطِّيبَ؛ فَإِنَّهُ طَيِّبُ الرِّيحِ، خَفِيفُ الْمَحْمَلِ»
__________
[إسناده صحيح] .(6/394)
2811 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ؛ قَالَ: سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تَخْرُبُ صُدُورُهُمْ مِنَ الْقُرْآنِ، وَتَبْلَى كَمَا تَبْلَى ثِيَابُهُمْ، وَلا يَجِدُونَ لَهُ حَلاوَةً وَلا لَذَاذَةً، إِنْ قَصَّرُوا عَمَّا أُمِرُوا بِهِ؛ قَالُوا: {إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الممتحنة: 12] ، وَإِنْ عَمِلُوا مَا نُهُوا عَنْهُ؛ قَالُوا: {إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلك} [النساء: 48، 116] ، أَمْرُهُمْ كُلُّهُ طَمَعٌ لَيْسَ مَعَهُ خَوْفٌ، لَبِسُوا جُلُودَ الضَّأْنِ عَلَى قُلُوبِ الذِّئَابِ، أَفْضَلُهُمْ فِي أَنْفُسِهِمُ الْمُدَاهِنُ.(6/395)
2812 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا بَقِيَّةُ، عَنْ أُمِّ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهَا؛ قَالَ: إِنَّ الْعَرْشَ يَثْقُلُ عَلَى حَمَلَةِ الْعَرْشِ أَوَّلَ النَّهَارِ، فَإِذَا قَامَ الْمُسَبِّحُونَ؛ خُفِّفَ عَلَيْهِمْ.(6/396)
2813 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الآجُرِيُّ، نا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ يَقُولُ: انْظُرْ مَنْ كَانَ رِضَاهُ عَنْكَ فِي إِحْسَانِكَ إِلَى نَفْسِكَ، وَكَانَ سَخَطُهُ عَلَيْكَ فِي إِسَاءَتِكَ إِلَى نَفْسِكَ؛ فَكَيْفَ تَكُونُ مُكَافَأَتِكَ إِيَّاهُ؟ !(6/396)
2814 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ: أن رَجُلا أُسِرَ وَكَانَ مَعَهُ تُقًى وَوَرَعٌ، فَأُلْقِيَ فِي جُبٍّ، وَوُضِعَ عَلَى رَأْسِ الْجُبِّ صَخْرَةٌ، فَلُقِّنَ فِيهَا أَنْ قُلْ: سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْحَيِّ الْحَقِّ الْمُبِينِ الْقُدُّوسِ! سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ! فَانْفَرَجَتْ عَنْهُ الصَّخْرَةُ، وَخَرَجَ [ص:397] مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ أَخْرَجَهُ إِنْسَانٌ.(6/396)
2815 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ بَكَّارٍ، نا أَبِي، عَنِ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ أَنَّهُ قَالَ: خَصَّ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِأَرْبَعِ خِصَالٍ لَمْ يَخْصُصْ بِهَا أَحَدًا مِنَ النَّاسِ: سَمَّاهُ الصِّدِّيقَ وَلَمْ يُسَمِّ أَحَدًا الصِّدِّيقَ غَيْرَهُ، وَهُوَ صَاحِبُ الْغَارِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَفِيقُهُ فِي الْهِجْرَةِ، وَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّلاةِ وَالْمُسْلِمُونَ شُهُودٌ.(6/397)
2816 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: نَظَرْتُ فِي هَذَا الأَمْرِ؛ فَوَجَدْتُ لِجَمِيعِ النَّاسِ تَوْبَةً إِلا مَنْ تَنَاوَلَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَجَزَ عَنْهُمُ التَّوْبَةَ.(6/397)
2816 - / م - قَالَ الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ: نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ بَحْرِ بْنِ شَاذَانَ؛ قَالَ: نا جَعْفَرٌ السوسي؛ قال: إِسْحَاقُ الْفَرَوِيُّ، عَنِ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:399] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ احْتَجَزَ التَّوْبَةَ عَنْ كُلِّ صَاحِبِ بِدْعَةٍ» .(6/398)
2817 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: إِنَّ مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ أَنْ يَضَعَ مَعْرُوفَهُ عِنْدَ مَنْ يَشْكُرُهُ.(6/399)
2818 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص:400] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: لا تَضَعْ مَعْرُوفَكَ عِنْدَ فَاحِشٍ وَلا أَحْمَقَ وَلا لَئِيمٍ؛ فَإِنَّ الْفَاحِشَ يَرَى ذَلِكَ ضَعْفًا، وَالأَحْمَقَ لا يَعْرِفُ قَدْرَ مَا أَتَيْتَ إِلَيْهِ، وَاللَّئِيمَ سَبَخَةٌ لا يُنْبِتُ وَلا يُثْمِرُ، وَلَكِنْ إِذَا أَصَبْتَ الْمُؤْمِنَ؛ فَازْرَعْهُ مَعْرُوفَكَ تَحْصُدْ بِهِ شُكْرًا.(6/399)
2819 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ الْخِضَرَ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يُفَارِقَهُ: يَا مُوسَى! تَعَلَّمِ الْعِلْمَ لِتَعْمَلَ بِهِ، وَلا تَعَلَّمْهُ لِتُحَدِّثَ بِهِ.(6/400)
2820 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، [عَنْ إِبْرَاهِيمَ] ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:402] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ»
__________
[إسناده صحيح] .(6/400)
2821 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَخْرَمِيُّ، نا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، نا جَرِيرُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ خَيْثَمَةَ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي الإِنْجِيلِ: إن مَفَاتِيحَ كُنُوزِ قَارُونَ وَقْرُ سِتِّينَ بَغْلا غُرًّا [ص:403] مُحَجَّلَةً، كُلُّ مِفْتَاحٍ مِنْهَا عَلَى قَدْرِ أُصْبُعٍ، لِكُلِّ مِفْتَاحٍ منها كنز (الأثر صحيح] .(6/402)
2822 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى بَعْضِ الزُّهَّادِ: أَنَا - أَكْرَمَكَ اللهُ - رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِكَ، قَدْ أَوْبَقَتْنِي ذُنُوبِي وَكَثُرَتْ عُيُوبِي؛ فَأَخْبِرْنِي كَيْفَ يَقِفُ ذُو اللُّبِّ عَلَى مَا يَنْفَعُهُ، وَكَيْفَ يَجْتَنِبُ مِنَ الدُّنْيَا مَا يَضُرُّهُ؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اعْلَمْ أَيُّهَا الرَّجُلُ أَنَّهُ مَنْ أَبْصَرَ عَيْبَ نَفْسِهِ شُغِلَ عَنْ عَيْبِ غَيْرِهِ، وَمَنْ تَعَرَّى عَنْ لِبَاسِ التَّقْوَى لَمْ يَسْتَتِرْ بِشَيْءٍ مِنَ اللِّبَاسِ، وَمَنْ رَضِيَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَهُ لَمْ يَحْزَنْ عَلَى مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ، وَمَنْ هَتَكَ جِلْبَابَ غَيْرَهُ انْكَشَفَتْ عَوْرَاتُ بَيْتِهِ، وَمَنْ نَسِيَ زَلَلَهُ اسْتَعْظَمَ زَلَلَ غَيْرِهِ، ومن سلم سَيْفَ الْبَغْيِ قُتِلَ، بِهِ وَمَنْ كَابَدَ الأُمُورَ عَطِبَ، وَمَنِ اقْتَحَمَ اللُّجَجَ غَرِقَ، وَمَنْ أُعْجِبَ بِرَأْيِهِ ضَلَّ، وَمَنِ اسْتَغْنَى بِعِلْمِهِ زَلَّ.(6/403)
2823 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا عَبْدُ الصَّمَدِ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: شَرُّ الزَّادِ إِلَى الْمَعَادِ الذَّنْبُ بَعْدَ الذَّنْبِ، وَشَرٌّ مِنْ هَذَا الْعُدْوَانُ عَلَى الْعِبَادِ.(6/403)
2824 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: بَلَغَنِي عَنْ بكربن عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص:404] رَحِمَ اللهُ عَبْدًا عَمِلَ فِي طَاعَةِ اللهِ، فَإِنِ ابْتُلِيَ بِضَعْفٍ؛ كَفَّ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ.(6/403)
2825 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَفَّانُ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَهْلَ الْفَضْلِ يَقُولُونَ: وَجَدْنَا أَعْلَمَ النَّاسِ بِالْقَضَاءِ أَشَدَّهُمْ لَهُ كَرَاهَةً.(6/404)
2826 - سَمِعْتُ عَبَّاسًا الدُّورِيَّ يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ جَعْفَرِ بْنِ عَوْنٍ بِالْكُوفَةِ، فَحَدَّثَنَا ثُمَّ تَبِعْنَاهُ حَتَّى جَاءَ إِلَى الْقَصَّابِينَ، فَقَالَ: لِمَ تَتْبَعُونِي؟ ! أَلَيْسَ قَدْ جَلَسْتُ مَعَكُمْ مِنْ غَدْوَةٍ إِلَى السَّاعَةِ أُحَدِّثُكُمْ؟ ! قُلْنَا: بَلَى، قَدْ بَقِيَ مَعَنَا شَيْءٌ. فَقَالَ: اذْهَبُوا عَنِّي؛ فَإِنِّي رُبَّمَا أُرِيدُ أَنْ أَشْتَرِيَ لَحْمًا بِنِصْفِ دِرْهَمٍ، فَإِذَا تَبِعْتُمُونِي استَحْيَيْتُ مِنْكُمْ فَاشْتَرَيْتُ بِدِرْهَمٍ.(6/404)
2827 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا أَبُو تَوْبَةَ؛ قَالَ: سُئِلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: مَا أكثر الْكَبَائِرِ؟ قَالَ: الإِيَاسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ. وَسُئِلَ: مَنِ الْخَائِفُ؟ قَالَ: مَنْ تَرَكَ الأَمْرَ الَّذِي يَخَافُ أَنْ يُعَذَّبَ عَلَيْهِ غَدًا.(6/405)
2828 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نا أَبُو زَيْدٍ، حَدَّثَنِي الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: سَأَلَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى بَابِ قَتَادَةَ، ثُمَّ ذَهَبَ، فَفَقَدُوا قَدَحًا. قَالَ: فَحَجَّ قَتَادَةُ بَعْدَ عَشْرِ سِنِينَ. قَالَ: فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ أَعْرَابِيٌّ يَسْأَلُ: فَسَمِعَ قَتَادَةُ كَلامَهُ، فَقَالَ: هَذَا صَاحِبُ الْقَدَحِ. فَسَأَلُوهُ، فَأَقَرَّ.(6/405)
2829 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نا أَبُو زَيْدٍ، حَدَّثَنِي حَلْبَسٌ، نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ؛ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ قَتَادَةَ، فَعَرَضَ لَهُ فِي الطَّرِيقِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَاسْتَفْتَاهُ، فَقَالَ لَهُ قَتَادَةُ: مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ قَالَ: مِنْ بَنِي تَمِيمٍ. فَقَالَ قَتَادَةُ: وَلَدَ تَمِيمٌ فُلانًا وَفُلانًا وَفُلانًا. قَالَ: مَنْ فُلانٍ. فَقَالَ لَهُ: وَلَدَ فُلانٌ فُلانًا وَفُلانًا؛ فَمِنْ أَيِّهِمْ أَنْتَ؟ فَلَمْ يَزَلْ يَنْتَسِبُ أَبَاهُ حَتَّى اضْطَرَّهُ إِلَى أَبِيهِ.(6/405)
2830 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: [ص:407] بَيْنَ سَمَاءِ الدُّنْيَا وَالَّتِي تَلِيهَا مَسِيرَةُ خَمْسِ مئة عَامٍ، وَبَيْنَ كُلِّ سَمَاءَيْنِ مسيرة خمس مئة عَامٍ، وَبَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَبَيْنَ الْكُرْسِيِّ مَسِيرَةُ خَمْسِ مئة عَامٍ، وَبَيْنَ الْكُرْسِيِّ وَبَيْنَ الماء مسيرة خمس مئة عَامٍ، وَالْعَرْشُ فَوْقَ الْمَاءِ، وَاللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَوْقَ الْعَرْشِ، وَهُوَ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ
__________
[إسناده حسن] .(6/406)
2831 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ، عَنْ أَبِي هِلالٍ، عَنْ غَالِبٍ؛ قَالَ: قَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ: [ص:408] مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَوْرَعَ مَنْ أَدْرَكَنَا فِي زَمَانِنَا؛ فَلْيَنْظُرْ إِلَى وَرَعِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ؛ فَإِنَّهُ كَانَ يَدَعُ الْحَلالَ تَأَثُّمًا.(6/407)
2832 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نا هُدْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُصْعَبٍ؛ قَالَ: رَأَيْتُ الثَّوْرِيَّ جَالِسًا وَقَدِ الْتَحَفَ بِرِدَائِهِ؛ فَلَمْ يُصِبِ الأَرْضَ مِنْهُ شَيْءٌ وَهُوَ جَالِسٌ.(6/408)
2833 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَيْمُونٍ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؛ قَالَ: رُفِعَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثَ وَثَلاثِينَ سَنَةً، وَمَاتَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثَ وَثَلاثِينَ سَنَةً.(6/408)
2834 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الرِّيَاشِيُّ، نا الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قَالَ: [ص:409] لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْقَادِسِيَّةِ طُعِنَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فِي بَطْنِهِ. قَالَ: فجيء بامرأة من طيء تُخَيِّطُ بَطْنَهُ. قَالَ: فَجَعَلَتْ تُخَيِّطُهُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا وَهِيَ تُخَيِّطُ بَطْنُهُ؛ قَالَ: أَلَكِ زَوْجٌ؟ قَالَتْ: وَمَا يَشْغَلُكَ مَا أَنْتَ فِيهِ عَنْ سُؤَالِكَ إِيَّايَ؟ !
__________
[إسناده ضعيف] .(6/408)
2835 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الزُّهَّادِ: إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عِبَادًا لَمْ تُوَسِّخِ الدُّنْيَا قُلُوبَهُمْ، وَلَمْ تَغْلُلْ بِالْجَهْلِ صُدُورُهُمْ، أُولَئِكَ هُمُ الْمُدِلُّونَ بِقُدْرَتِهِ، الْمُتَعَجِّبُونَ فِي عَظَمَتِهِ، الْمُتَلَذِّذُونَ فِي حِكْمَتِهِ، الذين شُغِلُوا بِهِ دُونَ الأَشْيَاءِ، وَقَدَّمُوهُ فِي الْمَحَبَّةِ عَلَى الآبَاءِ وَالأَبْنَاءِ؛ فَمَنَحَهُمْ مَحَبَّتَهُ تَعَالَى وَأَوْجَبَ لَهُمْ رَحْمَتَهُ، وَاسْتَوْدَعَهُمُ الأَرْضَ وَالسَّمَاءَ، وَدَفَعَ بِهِمْ عَنْ عِبَادِهِ الْبَلاءَ، الْمُؤْنِسُونَ بِصَمْتِهِمْ، الْمُشَوَّقُونَ إِلَى رَؤْيَتِهِمْ، مَلأَتْ مَحَبَّةُ اللهِ صُدُورَهُمْ؛ فَلَيْسَ يَجِدُونَ لِلْكَلامِ شَهْوَةً؛ وَلا لِغَيْرِ الأُنْسِ بِهِ لَذَّةً، نَظَرُهُمُ اعْتِبَارٌ، وَإِغْضَاؤُهُمُ ازْدِجَارٌ، لَمْ يُضَيِّعُوا عَمَلا وَجَدُوا لَهُ صِحَّةً، وَلَمْ يُرْضُوا أَنْفُسَهُمْ عَلَى نَفِيسِهَا عِلَّةً، وَلَمْ يَثِقُوا بِعَمَلٍ خَاطَبَهُمْ عَنِ لِسَانِ الْمَعِصَيَةِ، وَوَعَدَهُمُ التَّوَبَةَ دَرْكُ الأُمْنِيَّةِ، وَلَمْ يَجْعَلُوا سَعْيَهُمْ عَلَيْهِمِ حُجَّةً، شَاهَدُوا الدُّنْيَا بِأَجْسَادِهِمْ، وَغَابُوا عَنْهَا بِقُلُوبِهِمْ؛ فَلا الدُّنْيَا بِإِقَامَتِهِمْ فِيهَا عَرَفَتْهُمْ، وَلا الآخَرَةَ بِقُدُومِهِمْ جَهِلَتْهُمْ، خَرَجُوا مِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ يَدْرُوا مَا شَكْلُهَا، كَأَنْ لَمْ يَكُونُوا فِيهَا قَطُّ مِنْ أَهْلِهَا.(6/409)
2836 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّهُ وَصَفَ أَخْلاقَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ: [ص:412] إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُخَالِطُنَا حَتَّى يَقُولَ لأَخٍ لِي صَغِيرٍ: «يَا أَبَا عُمَيْرٍ! مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟» قَالَ: وَكَانَ إذا حضرت الصَّلاةَ بَسَطْنَا بِسَاطًا لَنَا، فَقَامَ وَصَفَّنَا خَلْفَهُ
__________
[إسناده صحيح] ٍ.(6/410)
2837 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ، نا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: [ص:413] اجْتَمَعَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ الْمُبَارَكِ مِثْلِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى وَمَخْلَدِ بْنِ حُسَيْنٍ وَمُحَمَّدِ بْنُ النَّضْرِ؛ فَقَالُوا: تَعَالَوْا حَتَّى نَعِدَّ خِصَالَ ابْنِ الْمُبَارَكِ مِنْ أَبْوَابِ الْخَيْرِ. فَقَالُوا: جَمَعَ الْعِلْمَ وَالْفِقْهَ وَالأَدَبَ وَالنَّحْوَ وَاللُّغَةَ وَالزُّهْدَ وَالشِّعْرَ وَالْفَصَاحَةَ وَالْوَرَعَ وَالإِنْصَافَ وَقِيَامَ اللَّيْلِ وَالْعِبَادَةَ وَالْحَجَّ وَالْغَزْوَ وَالسَّخَاءَ وَالشَّجَاعَةَ وَالْفُرُوسِيَّةَ وَالشِّدَّةَ فِي بَدَنِهِ، وَتَرَكَ الْكَلامَ فِيمَا لا يَعْنِيهِ، وَقِلَّةَ الْخِلافِ عَلَى أَصْحَابِهِ، وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَتَمَثَّلُ:
(وَإِذَا صَاحَبْتَ فَاصْحَبْ مَاجِدًا ... ذَا حَيَاءٍ وَعَفَافٍ وَكَرَمْ)
(قَوْلُهُ لِلشَّيْءِ لا إِنْ قُلْتَ لا ... وَإِذَا قُلْتَ نَعَمْ قَالَ نَعَمْ)(6/412)
2838 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي؛ قَالَ: سَمِعْتُ خَلَفَ بْنَ تَمِيمٍ يَقُولُ: [ص:414] رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ بِجُبَيْلٍ وَسَأَلْتُهُ: مُذْ كَمْ قَدِمْتَ الشَّامَ؟ قَالَ: مُذْ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً. فَقُلْتُ: هَنِيئًا لَكَ مُرَابِطٌ وَمُجَاهِدٌ. فَقَالَ: وَاللهِ! مَا قَدِمْتُ مُرَابِطًا وَلا مُجَاهِدًا، وَإِنَّمَا قَدِمْتُ الشَّامَ لأَشْبَعَ مِنْ خُبْزِ الْحَلالِ، تراني أحمل هذا الْحَطَبِ مِنَ الْجَبَلِ فَأَبِيعُهُ؛ فَلا يَرَانِي أَحَدٌ إِلا قَالَ: فَلاحٌ أَوْ حَمَّالٌ.(6/413)
2839 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو الْقَصَّارُ؛ قَالَ: رَأَيْتُ دَاوُدَ الطَّائِيَّ يُصَلِّي فِي نَاحِيَةٍ مِنْ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ، فَيَنْتَفِضُ نَفَضَاتٍ وَيَضْرِبُ بِيَدِهِ إِلَى الْعَمُودِ حَتَّى يَسْكُنَ، فَلَمَّا أَنْ سَلَّمَ أَتَاهُ أَصْحَابُهُ، فَقَالُوا لَهُ: مَا هَذَا الَّذِي نَرَاهُ مِنْكَ؟ ! قَالَ: وَاللهِ! مَا قُمْتُ هَذَا الْمَقَامَ قَطُّ؛ إِلا وَكَأَنَّي أَطَّلِعُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَزَبَانِيَةٌ خَلْفِي يَدْفَعُونِي فِيهَا.(6/414)
2840 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ نا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: كَانَ عَبْدُ الْوَهَّابِ الْمَكِّيُّ يَقُولُ: كَانَ فَتًى بِمَكَّةَ لا ينام الليل، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ؛ فَقَالَ: أَذْهَبَ [ص:415] بِنَوْمِي عَجَائِبُ الْقُرْآنِ.(6/414)
2841 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ - وَسُئِلَ -: لِمَ سُمِّيَ مُرَّةُ الطَّيِّبُ مُرَّةُ الطَّيِّبَ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَ مُرَّةُ الطَّيِّبَ لِحُسْنِ عِبَادَتِهِ.(6/415)
2842 - حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، نا يَحْيَى، نا غَسَّانُ بْنُ مُضَرَ، نا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو نَضْرَةَ: [ص:416] سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا حَدُّ اللُّوطِيِّ؟ قَالَ: أَنْ يُنْظَرَ إِلَى أَعْلَى بِنَاءٍ فِي الْقَرْيَةِ فَيُرْمَى بِهِ مُنَكَّسًا يُتْبَعُ بِالْحِجَارَةِ
__________
[الأثر صحيح] .(6/415)
2843 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا عَبْدُ السَّلامِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَى الْخَلاءَ - أَوْ قَالَ: قَضَى الْحَاجَةَ -؛ لَمْ يَرْفَعْ ثِيَابَهُ حَتَّى يَدْنُوَ مِنَ الأَرْضِ.(6/416)
2844 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24] ؛ قَالَ: [ص:417] كَانَ يَوْمَئِذٍ فَقِيرًا إِلَى شِقِّ تَمْرَةٍ
__________
[إسناده حسن] .(6/416)
2845 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمِّي يَقُولُ: كُنْتُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ أَمْشِي، فَخَطَا خُطْوَةً ثُمَّ وَقَفَ، فَلَمَّا [ص:418] أَنْ أَرَادَ أَنْ يَخْطُوَ الثَّانِيَةَ رَجَعَ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ؛ فَقَالَ: خِفْتُ أَنْ أُقْبَضَ فِي الْخُطْوَةِ الثَّانِيَةِ فَأُسْأَلُ: فِيمَا خَطَوْتُ الْخُطْوَةَ الثَّانِيَةَ؟(6/417)
2846 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قال زهير البابي: يا ابن أدم! عَلَيْكَ بِنَفْسِكَ؛ فَاحْفَظْهَا مِنَ الْمَعَاصِي وَنَاصِبْ بِهِمَّتِكَ انْقِضَاءَ أَجَلِكَ، وَأَفْكِرْ فِي نِدَاءِ الْبَعْثِ وَغُبَارِ الْحَشْرِ، وَقَدْ أَحَاطَتِ الأَقْطَارُ بِأَهْلِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَبِكُلِّ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ، وَقَدْ تَكَشَّفَتْ مَهَاوِيلُ الآزِفَةِ، وَبَرَزَتْ لِلْعَيَانِ شَدَائِدُ الآخِرَةِ، وَعَلا الضَّجِيجُ، وَقَامَتِ الْقِيَامَةُ عَلَى سَاقٍ، وَاسْتُخْرِجَتْ مِنْ تَحْتِ الأَقْدَامِ أَرْضُ القرآن، وأظل رؤوس الْخَلائِقِ حَرُّ لَهَبِ الشَّمْسِ أَشَدُّ حَرًّا مِنْ شُوَاظِ النَّارِ، وَسَالَتِ الأَرْوَاحُ فِي الصُّدُورِ عِنْدَ ارْتِجَاجِ الأَرْضِ بِأَهْلِهَا، وَصَارَتِ السَّمَاءُ كَالدِّهَانِ؛ فما أعظم حجلتك يا ابن آدَمَ غَدًا إِذَا خَرَجَ اسمك من أَهْلِ الْعَارِ وَالرَّدَى فِي مجلس الملا، حِينَ لا عُذْرَ يُقْبَلُ مِنْكَ؛ فَانْظُرْ مَاذَا يَعُودُ عَلَى جِسْمِكَ مِنَ اسْمِكَ، وَمَاذَا يُحْصَى عَلَيْكَ مِنْ فِعْلِكَ، وَمَا جَرَتْ بِهِ الآثَامُ مِنْ رَسْمِكَ.(6/418)
2847 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الشَّيْبَانِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ خُبَيْقٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ الْمَرْعَشِيَّ يَقُولُ: مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؛ كِتْمَانُ الصَّدَقَةِ وَالْمُصِيبَةِ وَالْمَرَضِ.(6/419)
2848 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: [ص:420] سَأَلْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ عَنِ الزُّهْدِ، فَقَالَ: قِصَرُ الأَمَلِ.(6/419)
2849 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: سُئِلَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ عَنْ أَفْضَلِ الْعِبَادَةِ؛ قَالَ: بَذْلُ الْحِيلَةِ فِي طَلَبِ الْحَلالِ، وَقِلَّةُ الْحَوَائِجِ إِلَى النَّاسِ.(6/420)
2850 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: لَقِيَ حَكِيمٌ حَكِيمًا، فَقَالَ لَهُ: أَوْصِنِي. فَقَالَ: اجْهَلْ مَعْرِفَةَ مَنْ كُنْتَ تَعْرِفَهُ، وَلا تَتَعَرَّفْ إِلَى مَنْ لا تَعْرِفُ.(6/420)
2851 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحًا الْمُرِّيَّ يَقُولُ: كَانَ لِي أَخٌ، فَمَرِضَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَخِي! اسْتَقَلَّ اللهُ إِنْ عَافَاكَ [ص:421] أَنْ تَتُوبَ. قَالَ: يَا أَخِي! لا أَفْعَلُ. قُلْتُ: لِمَ؟ قَالَ: الْقُدُومُ عَلَى مَنْ يُرْجَى خَيْرُهُ خَيْرٌ مِنَ الْبَقَاءِ مَعَ مَنْ لا يُؤْمَنُ شَرُّهُ.(6/420)
2852 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، نا عَبْدُ الْوَارِثِ، نا أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ؛ قَالَ: [ص:422] كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ عَلَى بَعِيرٍ حُرُنٍ غَلِيظٍ، فَكَأَنَّ رَجُلا رَثَى لَهُ، فَأَتَاهُ بِنَاقَةٍ وَطِيَّةٍ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! بَعِيرُكَ حُرُنٌ، فَلَوْ رَكِبْتَ هَذِهِ. فَرَكِبَهَا، فَسَارَتْ بِهِ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ:
(كَأَنَّ رَاكِبَهَا غُصْنٌ بِمِرْوَحَةٍ إِذَا ... تَدَلَّتْ بِهِ أَوْ شَارِبٌ ثَمِلُ)
ثُمَّ أَنَاخَ، فَنَزَلَ وَقَالَ: دُونَكَ نَاقَتَكَ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ: قَالَ لِي الزِّيَادِيُّ: إِنَّمَا هُوَ بِمَرْوَحَةٍ بِالنَّصْبِ؛ أَيْ: أَرْضٌ ذَاتُ رِيحٍ، وَيُقَالُ: بَطْنُ وَادٍ مَرْوَحَةٌ. وَقَالَ الزِّيَادِيُّ: قَالَ لِي الأَصْمَعِيُّ: هَذَا بَيْتٌ جَيِّدٌ إِنْ كَانَ قَالَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَلا يُحْفَظُ لأَبِي بَكْرٍ شِعْرٌ وَلا لِعُمَرَ شِعْرٌ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وهذا فلا شك إِلا تَمَثَّلَ بِهِ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
__________
[إسناده ضعيف] .(6/421)
2852 - / م - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ؛ قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: نا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي يَشْكُرَ كَانَ لَهُ إِحْسَانٌ وَأَيَادٍ جَمِيلَةٌ، وَكَانَ لَهُ بَنُو أَعْمَامٍ يَحْسُدُونَهُ، فَقَالَ يَوْمًا: إِنَّ لِي بَنِي أَعْمَامٍ يَحْسُدُونِي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى عَلَى الصَّلْبِ. قَالَ: فَقَالُوا: وَكَيْفَ يَحْسُدُونَكَ عَلَى الصَّلْبِ؟ قَالَ: إِذَا أَخَذْتَ مَجْلِسِي مِنَ الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ؛ فَاحْضُرُوا حَتَّى تَرَوْا. قَالَ: وَكَانَ مَجْلِسٌ لَهُ فِي الْمَسْجِدِ يَجْلِسُ فِيهِ، فَجَلَسَ وَبَنُو عَمِّهِ حَوْلَهُ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ بَعْضُهُمْ، فَقَالُوا: مَا لَنَا نَرَاكَ مَغْمُومًا؟ فَقَالَ: قَدْ وَرَدَ كِتَابُ مُعَاوِيَةَ عَلَى زِيَادٍ أَنْ أُؤْخَذَ فَأُصْلَبَ مَعَ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ: فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ بَعْضُ بَنِي أَعْمَامِهِ، فَقَالُوا: بَلَغَ مِنْ قَدْرِكَ أَنْ تُصْلَبَ مَعَ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ؟ ! فَالْتَفَتَ إِلَى مَنْ حَوْلِهِ، فَقَالَ: اسْمَعُوا.
[ص:424] آخر الجزء العشرون، ويليه الحادي والعشرون إن شاء الله تعالى والحمد لله وحده وصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على محمد وآله وصحبه وسلامه.(6/423)
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الحادي والعشرون
من كتاب «المجالسة وجواهر العلم»
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
أخبرنا الشيخان أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري، وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذناً؛ قالا: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي؛ قال البوصيري: قراءة عليه وأنا أسمع، وقال الأرتاحي: إجازة؛ قال: أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل الضراب، أنا أبي، نا أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد المالكي:(7/13)
2853 - نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أَبُو سَلَمَةَ الْمُنَقِّرِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ [ص:14]: «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَالْقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ، وَأَعُوذُ بِكَ من أَنْ أَظْلِمَ او أُظْلَمَ»
__________
[إسناده صحيح] .(7/13)
2854 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نا شَاذُّ بْنُ فَيَّاضٍ، نا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص:16]: «نِعْمَ الإِدَامُ الخل»
[إسناده ضعيف، والحديث صحيح] .(7/15)
2855 - وَعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: [ص:17] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعْجِبُهُ الصَّلاةُ فِي الْحِيطَانِ
__________
[إسناده ضعيف] .(7/16)
2856 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الأُشْنَانِيُّ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: احْتُضِرَ رَجُلٌ مِنْ عُبَّادِ الْبَصْرَةِ، فَاشْتَدَّتْ بِهِ سَكَرَاتُ الْمَوْتِ، فَجَعَلُوا يَدْعُونَ لَهُ بِالرَّاحَةِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: وَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي مُحَشْرِجُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ؛ لأَنَّ الْبَلاءَ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْمَوْتُ أَهْوَنُ مَا يَمُرُّ عَلَى الْعَبْدِ. ثُمَّ أَنْشَدَ ابْنُ عَائِشَةَ:
(وَالْمَوْتُ أَهْوَنُ مَا يَمُرُّ عَلَى الْجِبِلَّةِ ... )(7/17)
2857 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَدَائِنِيَّ يَقُولُ: [ص:18] قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَدْعَى إِلَى تَغْيِيرِ نِعْمَةٍ أَوْ تَعْجِيلِ نِقْمَةٍ مِنْ إِقَامَةِ ظَالِمٍ عَلَى ظُلْمِهِ.(7/17)
2858 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبِي، نا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحًا الْمُرِّيَّ يَقُولُ: [ص:19] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ نَظَرَ إِلَى امْرَأَةٍ ثُمَّ غَضَّ طَرْفَهُ عَنْهَا ثُمَّ نَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ؛ لَمْ يَرُدَّ طَرْفَهُ حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(7/18)
2859 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مَسْعَدَةَ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ الرُّومِيُّ، عَنْ أُمِّ طَلْقٍ؛ قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي ذَرٍّ، فَرَأَيْتُهُ شَعِثًا شَاحِبًا، بِيَدِهِ صُوفٌ قَدْ جَعَلَ عُودَيْنِ وَهُوَ يَغْزِلُ بِهِ ذَلِكَ الصُّوفَ، فَنَظَرْتُ يُمْنَةً وَيُسْرَةً؛ فَلَمْ أَرَ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا، فَنَاوَلْتُهُ شَيْئًا مِنْ دَقِيقٍ وَسَوِيقٍ؛ فَقَالَ لِي: أَمَّا ثَوَابُكَ؛ فَعَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
__________
[إسناده ضعيف] .(7/19)
2860 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، نا زَائِدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص:20] قَدْ كَانَ الرَّجُلُ يَدَعُ الْمَالَ إِلَى جَنْبِهِ، وَلَوْ شَاءَ أَتَاهُ وَأَصَابَ مِنْهُ حَلالا، وَإِنَّهُ لَمَجْهُودٌ شَدِيدُ الْجَهْدِ، فَيُقَالُ لَهُ: رَحِمَكُ اللهُ! أَلا تَأْتِي هَذَا الْمَالَ فَتُصِيبَ مِنْهُ؟ فَيَقُولُ: لا، إِنِّي وَاللهِ مَا أَدْرِي لَعَلِّي إِنْ أَتَيْتُهُ فَأَصَبْتُ مِنْهُ شَيْئًا أَنْ يَكُونَ فَسَادَ قَلْبِي وَعَمَلِي. فَلا يَقْرَبُهُ حَتَّى يَمُوتَ بِجَهْدِهِ ذَلِكَ.(7/19)
2861 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْخَوَّاصُ؛ قَالَ: قَالَ لِي بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ يَوْمًا: أَئِمَّتِي أَرْبَعَةٌ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَيُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، وَسُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ.(7/20)
2862 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: قَالَ لِي يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: مَا عَالَجَ الْمُتَعَبِّدُونَ شَيْئًا أَشَدَّ عَلَيْهِمْ مِنَ اتِّقَاءِ حُبِّ الثَّنَاءِ وَهُمْ [ص:21] يُرِيدُونَ بِذَلِكَ النَّاسَ.(7/20)
2863 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ؛ قَالَ: عَقْدُ التَّوْبَةِ النَّصُوحِ تُكَفِّرُ كُلَّ سَيِّئَةٍ.(7/21)
2864 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا مِهْرَانُ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ؛ قَالَ: [ص:22] سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {لكل أواب حفيظ} [ق: 32] ؛ قَالَ: حَفِظَ ذُنُوبَهُ حَتَّى رَجَعَ عَنْهَا
__________
[إسناده ضعيف] .(7/21)
2865 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو قِلابَةَ، نا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، نا ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ؛ قَالَ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا أَرَادَ كَرَامَةَ عَبْدٍ؛ أَصَابَهُ بِضِيقٍ فِي مَعَاشِهِ، وَسُقْمٍ فِي جَسَدِهِ، وَخَوْفٍ فِي دُنْيَاهُ؛ حَتَّى يَنْزِلَ بِهِ الْمَوْتُ وَقَدْ بَقِيَتْ عَلَيْهِ ذُنُوبٌ؛ شُدِّدَ بِهَا عَلَيْهِ الْمَوْتُ حَتَّى يَلْقَاهُ وَمَا عَلَيْهِ شَيْءٌ، وَإِذَا هَانَ عَلَيْهِ عَبْدٌ؛ يُصِحُّ جَسَدَهُ، وَيُوسِّعُ عَلَيْهِ مَعَاشَهُ، وَيُؤَمِّنُهُ فِي دُنْيَاهُ؛ حَتَّى يَنْزِلَ بِهِ الْمَوْتُ وَلَهُ حَسَنَاتٌ خُفِّفَ عَنْهُ بِهَا الْمَوْتُ حَتَّى يَلْقَاهُ وَمَا لَهُ عِنْدَهُ شَيْءٌ.(7/22)
2866 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: [ص:23] إِنِّي لَفَوْقَ أَبِي قُبَيْسٍ حِينَ وُضِعَ الْمَنْجَنِيقُ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَنَزَلَتْ صَاعِقَةٌ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهَا تَدُورُ كَأَنَّهَا حِمَارٌ أَحْمَرُ، فَأَحْرَقَتْ أَصْحَابَ الْمَنْجَنِيقِ نَحْوًا مِنْ خَمْسِينَ رَجُلا.(7/22)
2867 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو قِلابَةَ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ عِبَادِي الَّذِينَ كَانُوا يُنَزِّهُونَ أَنْفُسَهُمْ وَأَسْمَاعَهُمْ عَنِ اللهْوِ وَمَزَامِيرِ الشَّيْطَانِ؟ أَحِلُّوهُمْ رِيَاضَ الْمِسْكِ، وَأَخْبِرُوهُمْ أَنِّي قَدْ أَحْلَلْتُ عَلَيْهِمْ رِضْوَانِي.(7/23)
2868 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، نا أَبُو بَكْرٍ الْعِجْلِيُّ، نا أَبُو عُقَيْلٍ الدَّوْرَقِيُّ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ؛ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ مُلُوكِ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أُعْطِيَ طُولَ عُمْرٍ وَكَثْرَةَ مَالٍ [ص:24] وَكَثْرَةَ أَوْلادٍ؛ فَكَانَ أَوْلادُهُ إِذَا كَبُرَ أَحَدُهُمْ لَبِسَ ثِيَابَ الشَّعْرِ وَلَحِقَ بِالْجِبَالِ وَأَكَلَ مِنَ الشَّجَرِ وَسَاحَ فِي الأَرْضِ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمَوْتُ، فَفَعَلَ ذَلِكَ جَمَاعَتُهُمْ رَجُلٌ فَرَجُلٌ حَتَّى تَتَابَعَ بَنُوهُ عَلَى ذَلِكَ، وَأَصَابَ وَلَدًا بَعْدَ كِبَرٍ، فَدَعَا قَوْمَهُ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ أَصَبْتُ ولدا بعد ما كَبُرْتُ، وَتَرَوْنَ شَفَقَتِي عَلَيْكُمْ، وَإِنِّي أَخَافُ أَنَّ هَذَا يَتَّبِعُ سُنَّةَ إِخْوَتِهِ، وَأَنَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِي بَعْدِي أَنْ تَهْلِكُوا، فَخُذُوهُ الآنَ فِي صِغَرِهِ، فَحَبِّبُوا إِلَيْهِ الدُّنْيَا، فَعَسَى أَنْ يَبْقَى بَعْدِي عَلَيْكُمْ، فَبَنَوْا لَهُ حَائِطًا فَرْسَخًا فِي فَرْسَخٍ؛ فَكَانَ فِيهِ دَهْرًا مِنْ دَهْرِهِ، ثُمَّ رَكِبَ يَوْمًا؛ فَإِذَا عَلَيْهِ حَائِطٌ مُصْمَتٌ، فَقَالَ: إِنِّي أَحْسِبُ خَلْفَ هَذَا الْحَائِطِ نَاسًا وَعَالَمًا، أَخْرِجُونِي أَزْدَدْ علما وألقى النَّاسَ، فَقِيلَ ذَلِكَ لِأَبِيهِ، فَفَزِعَ وَخَشِيَ أَنْ يَتَّبِعَ سُنَّةَ إِخْوَتِهِ. فَقَالَ: اجْمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ لَهْوٍ وَلَعِبٍ. فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ، ثُمَّ رَكِبَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ، فَقَالَ: لا بُدَّ مِنَ الْخُرُوجِ. فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ الشَّيْخُ، فَقَالَ: أَخْرِجُوهُ، فَجُعِلَ عَلَى عَجَلَةٍ وَكُلِّلَ بِالزَّبَرْجَدِ وَالذَّهَبِ، وَصَارَ حَوْلَهُ حَافَّتَانِ مِنَ النَّاسِ، فَبَيْنَا هُوَ يَسِيرُ؛ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مُبْتَلًى، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: رَجُلٌ مُبْتَلًى. فَقَالَ: أَيُصِيبُ نَاسًا دُونَ نَاسٍ، أَوْ كُلٌّ خَائِفٌ لَهُ؟ قَالُوا: كُلٌّ خَائِفٌ لَهُ. قَالَ: وَأَنَا فِيمَا أَنَا فِيهِ مِنَ السُّلْطَانِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: أُفٍّ لِعَيْشِكُمْ، هَذَا كَدَرٍ. فَرَجَعَ مَغْمُومًا مَحْزُونًا. فَقِيلَ لِأَبِيهِ، فَقَالَ: انْشُرُوا عَلَيْهِ مِنْ كُلِّ لَهْوٍ وَبَاطِلٍ حَتَّى تَنْزِعُوا مِنْ قَلْبِهِ هَذَا الْحُزْنَ وَالْغَمَّ. فَلَبِثَ حَوْلا، ثُمَّ قَالَ: أَخْرِجُونِي. فَأُخْرِجَ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ الأَوَّلِ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ؛ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ هَرِمٍ قَدْ أَصَابَهُ الْهَرَمُ وَلُعَابُهُ يَسِيلُ مِنْ فِيهِ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا رَجُلٌ هَرِمٌ. قَالَ: [ص:25] يُصِيبُ نَاسًا دُونَ نَاسٍ، أَوْ كُلٌّ خَائِفٌ لَهُ إِنْ هُوَ عُمِّرَ؟ قَالُوا: كُلٌّ خَائِفٌ لَهُ. قَالَ: أُفٍّ لِعَيْشِكُمْ، هَذَا عَيْشٌ لا يَصْفُو لِأَحَدٍ. فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ أَبُوهُ، فَقَالَ: احْشُرُوا عَلَيْهِ كُلّ لَهْوٍ وَبَاطِلٍ. فَحَشَرُوا عَلَيْهِ، فَمَكَثَ حَوْلا ثُمَّ رَكِبَ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ؛ إِذَا هُوَ بِسَرِيرٍ تَحْمِلُهُ الرِّجَالُ عَلَى عَوَاتِقِهَا، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: رَجُلٌ مَاتَ. قَالَ لَهُمْ: وَمَا الْمَوْتُ؟ ائْتُونِي بِهِ. فَأَتَوْهُ بِهِ، فَقَالَ: أَجْلِسُوهُ. قَالُوا: إِنَّهُ لا يَجْلِسُ. قَالَ: كَلِّمُوهُ. قَالُوا: إِنَّهُ لا يَتَكَلَّمُ. قَالَ: فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ بِهِ؟ قَالُوا: نَدْفِنُهُ تَحْتَ الثَّرَى. قَالَ: فَيَكُونُ مَاذَا بَعْدَ هَذَا؟ قَالُوا: الْحَشْرُ. قَالَ لَهُمْ: وَمَا الْحَشْرُ؟ قَالُوا: يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، فَيَجْزِي كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى قَدْرِ حَسَنَاتِهِ وَسَيِّئَاتِهِ. قَالَ: وَلَكُمْ دَارٌ غَيْرُ هذا تُجَازُونَ فِيهَا؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَرَمَى بِنَفْسِهِ مِنَ الْفَرَسِ وَجَعَلَ يُعَفِّرُ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ، وَقَالَ لَهُمْ: مِنْ هَذَا كُنْتُ أَخْشَى، كَادَ هذا أَنْ يَأْتِيَ عَلَيَّ وَلا أَعْلَمُ بِهِ، أَمَا وَرَبِّ مَنْ يُعْطِي وَيَحْشُرُ وَيُجَازِي؛ إِنَّ هَذَا آخِرُ الدَّهْرِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ؛ فَلا سَبِيلَ لَكُمْ عَلَيَّ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ. فَقَالُوا: لا نَدَعُكَ حَتَّى نَرُدَّكَ إِلَى أَبِيكَ. فَرَدُّوهُ إِلَى أَبِيهِ وَكَادَ يَنْزِفُ دَمُهُ. فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ! مَا هَذَا الْجَزَعُ؟ قَالَ؛ جَزَعِي لِيَوْمٍ يُعْطَى فِيهِ الصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ مُجَازَاتَهُمَا مَا عَمِلا مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. فَدَعَا بِثِيَابِ شَعْرٍ، فَلَبِسَهَا وَقَالَ: إِنِّي عَازِمٌ مِنَ اللَّيْلِ أَنْ أَخْرُجَ. فَلَمَّا كَانَ فِي نِصْفِ اللَّيْلِ أَوْ قَرِيبًا مِنْهُ خَرَجَ، فَلَمَّا أَنْ خَرَجَ مِنْ بَابِ الْقَصْرِ؛ قَالَ: اللهُمَّ إِنِّي أسالك أَمْرًا لَيْسَ إِلَيَّ مِنْهُ قليل ولا كثير، وقد سَبَقَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ، إِلَهِي لَوَدِدْتُ أَنَّ الْمَاءَ كَانَ فِي الْمَاءِ، وَأَنَّ الطِّينَ كَانَ فِي الطِّينِ، وَلَمْ أَنْظُرْ بِعَيْنَيَّ إِلَى الدُّنْيَا نظرة واحدة. [ص:26] قال بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ: فَهَذَا رَجُلٌ خَرَجَ مِنْ ذَنْبٍ لا يَعْلَمُ مَاذَا عَلَيْهِ فِيهِ؛ فَكَيْفَ بِمَنْ يُذْنِبُ وَهُوَ يَعْلَمُ بِمَا عَلَيْهِ فِيهِ وَلا يَتَحَرَّجُ وَلا يَجْزَعُ وَلا يَتُوبُ؟ !(7/23)
2869 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو قِلابَةَ، نا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ العَوَقِيُّ وَأَبُو سَلَمَةَ؛ قَالُوا: نا هَمَّامٌ، نا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؛ قَالَ: [ص:28] قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي الْغَارِ: لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ يَنْظُرُ إِلَى قَدَمَيْهِ؛ لَأَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمِهِ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ! مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا؟ !»
__________
[إسناده صحيح] .(7/26)
2870 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي، عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَتَانِي، فَقَالَ: إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ يَكِيدُكَ، فَإِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ؛ فَقُلِ: {اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الحي القيوم} [البقرة: 255] ، حَتَّى تَخْتِمَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ»
__________
[إسناده ضعيف] .(7/29)
2871 - حَدَّثَنَا أحمد، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: [ص:30] لَمَّا أَرْسَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنَ الرِّيحِ عَلَى عَادٍ؛ اعْتَزَلَ هُودٌ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي حَظِيرَةٍ، مَا يُصِيبُهُمْ مِنَ الرِّيحِ؛ إِلا مَا تَلِينُ عَلَيْهِ الْجُلُودُ وَتَلَتذُّهُ الأَنْفُسُ، وَإِنَّهَا لَتَمُرُّ بِالْعَادِيَّ فَتَحْمِلُهُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَتَدْمَغُهُ بِالْحِجَارَةِ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(7/29)
2872 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ فِي قوله: (وَثَيَابَكَ فَطَهَّرْ (4)) [المدثر: 4] ؛ قَالَ: عَمَلَكَ فَأَصْلِحْهُ. قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا كَانَ خَبِيثَ الْعَمَلِ قَالُوا: إِنَّ فُلانًا خَبِيثُ الثِّيَابِ، وَإِذَا كَانَ حَسَنَ الْعَمَلِ قَالُوا: إِنَّ فُلانًا طَاهِرُ الثِّيَابِ
__________
[إسناده صحيح] .(7/30)
2873 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا حَكَّامٌ، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عكرمة في قوله تعالى: {إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لكم فرقانا} [الأنفال: 29] ؛ قَالَ [ص:31]: «نَجَاةً» .(7/30)
2874 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا عَامِرُ بْنُ يَسَافٍ، نا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ؛ لا لَقِيتُكَ إِلا عَلَى الَّذِي أُفَارِقُكَ عَلَيْهِ
__________
[إسناده ضعيف] .(7/31)
2875 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ، عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا ذَرٍّ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ يَقُولُ لِرَجُلٍ: [ص:32] بِمَ تُخَوِّفُنِي؛ فَوَاللهِ لَلْفَقْرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْغِنَى، ولَبَطْنُ الأَرْضِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ ظَهْرِهَا
__________
[إسناده ضعيف] .(7/31)
2876 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: الرِّيَاحُ ثَمَانٍ: أَرْبَعَةٌ رَحْمَةٌ، وَأَرْبَعَةٌ عَذَابٌ؛ فَالرَّحْمَةُ: [ص:33] الْمُبَشِّرَاتُ، وَالْمُنَشِّرَاتُ، وَالْمُرْسَلاتُ، وَالرَّخَاءُ. وَالْعَذَابُ: الْقَاصِفُ، وَالْعَاصِفُ؛ وَهُمَا فِي الْبَحْرِ، وَالْعَقِيمُ، وَالصَّرْصَرُ؛ وَهُمَا فِي الْبَرِّ
__________
[إسناده واه جداٍ] .(7/32)
2877 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيَّ يَقُولُ: قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ.(7/33)
2878 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، نا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: يَا ابْنَ الْمُبَارَكِ! إِذَا عَرَفْتَ نَفْسَكَ؛ لَمْ يَضُرَّكَ مَا قِيلَ فِيكَ.(7/33)
2879 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: [ص:34] أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى شَيْطَانًا يُفْتِي النَّاسَ فِي مَسْجِدِ مِنًى.(7/33)
2880 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الحارث يحدث عَنْ يَحْيَى بْنِ الْيَمَانِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: مَا شَبَّهْتُ الْقَارِئَ إِلا بِالدِّرْهَمِ الزَّيْفِ؛ إِذَا قَشَّرْتَهُ خَرَجَ مَا فِيهِ.(7/34)
2881 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، فَقَالَ لِي: مَا أَخَافُ عَلَى دَمِي إِلا مِنَ الْقُرَّاءِ أَوِ الْعُلَمَاءِ. فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ شَزْرًا؛ فَنَفَضَ يَدَهُ فِي وَجْهِي، ثُمَّ قَالَ [ص:35] لِي: أَنَا قُلْتُهُ؟ إِنَّمَا قَالَهُ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ.(7/34)
2882 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا يزيد بن هارون، أنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ قَوْمٍ يَكُونُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ مَنْ يَعْمَلُ بِالْمَعَاصِي هُمْ أَعَزُّ وَأَمْنَعُ، لَمْ يُغَيِّرُوا عَلَيْهِ؛ إِلا أَصَابَهُمْ مِنْهُ بِعَذَابٍ»
__________
[إسناده ضعيف] .(7/35)
2883 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ ذُرَيْحٍ الْحِمْيَرِيِّ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص:36] بِتُّ عِنْدَ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَا وَجَابِرُ بْنُ سَهْلٍ، فَقَالَ لَهُ عُقْبَةُ: لَئِنْ دَخَلْتَ الْجَنَّةَ لَتَنْدَمَنَّ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: وَلِمَ أَنْدَمُ إِنْ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: لَعَلَّكَ أَنْ تَرَى عَبْدَ بَنِي فُلانٍ فَوْقَكَ فَتَنْدَمَ مِنْ أَلا تَكُونَ أَعْطَيْتَ ثَوْبًا أَوْ رَغِيفًا فَتَلْحَقَ بِهِ
__________
[إسناده ضعيف] .(7/35)
2884 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ مِنَ الصَّالِحِينَ بِأَرْضٍ فِيهَا فَتًى جَمِيلٌ يَتَعَبَّدُ، فَرَجَعَ إِلَيْهِ بَعْدَ شَهْرٍ وَقَدْ لَوَّحَتْهُ الشَّمْسُ وَالرِّيحُ وَالْبَرْدُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ؛ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ! كَأَنَّمَا أُحْرِقَ جَمَالُ هَذَا الْفَتَى بِالنَّارِ. فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الْفَتَى، فَقَالَ: بَلَغَ بِي خَوْفُ النَّارِ مَا تَرَى؛ فَكَيْفَ لَوْ دَخَلْتَ فَرَأَيْتَنِي فِي نَارِ جَهَنَّمَ؟ !(7/36)
2885 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ مَا لا أُحْصِيهِ. يَقُولُ النَّاسُ: يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ لا يَقْبَلُ شَيْئًا! مَا أَعْطَانِي إِنْسَانٌ شَيْئًا فَأَقْبَلُهُ.(7/36)
2886 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ وَأَتَاهُ شَيْخٌ فَقَالَ لَهُ: [ص:37] يَا أَبَا نَصْرٍ! تذكر ونحن نتجارح وَمَعَنَا السَّكَاكِينُ فِي الشُّونِيزِيَّةِ. فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ بِشْرٌ، فَقَالَ لَهُ: يَا شَيْخُ! حَفِظْتَ مَا لا يَنْفَعُكَ اللهُ بِهِ.(7/36)
2887 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ، حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي لَيْثٍ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ؛ قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ [ص:39]: «عَلَيْكُمْ بِالتَّلْبِينِ الْبَغِيضِ النَّافِعِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ إِنَّهُ لَيَغْسِلُ بَطْنَ أَحَدِكُمْ كَمَا يَغْسِلُ أَحَدُكُمْ وَجْهَهُ بِالْمَاءِ مِنَ الْوَسَخِ» . وَقَالَتْ: كَانَ إِذَا اشْتَكَى أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ شَيْئًا لا تَزَالُ الْبُرْمَةُ عَلَى النَّارِ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَيْهِ أَحَدُ طَرَفَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
[إسناده ضعيف] .(7/37)
2888 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ تُبَيْعٍ ابْنِ امْرَأَةِ كَعْبٍ؛ أَنَّ كَعْبًا كَانَ يَقُولُ: مَنْ صَلَّى أَرْبَعًا بَعْدَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ يُحْسِنُ فِيهَا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ؛ كَانَ أَجْرُهُ فِيهِنَّ كَأَجْرِ مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ الْقَدْرِ.(7/39)
2889 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الْوَرَّاقُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ الْعَيْشِيُّ، نا بَزِيعٌ أَبُو الْخَلِيلِ الْخَصَّافُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: [ص:40] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي فِي مَوْضِعِ بَوْلِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلامُ، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَلا نَحُوطُ لَكَ حَائِطًا مِنَ الْحُجْرَةِ فَهُوَ أَنْظَفُ لَكَ مِنْ هَذَا؟ قَالَ: «يَا حُمَيْرَاءُ! أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ الْعَبْدَ [ص:41] إِذَا سَجَدَ لِلَّهِ سَجْدَةً طَهَّرَ اللهُ لَهُ مَوْضِعَ سجوده» إسناده واه جدا] .(7/39)
2890 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ مُوَرِّعٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ؛ قَالَ: دُعَاءُ مُوسَى حِينَ وجه إلى فرعوه، وَدُعَاءُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ، وَدُعَاءُ كُلِّ مَكْرُوبٍ: «كُنْتَ وَتَكُونُ، كُنْتَ حَيًّا لا تَمُوتُ، تَنَامُ الْعُيُونُ وَتَنْكَدِرُ النُّجُومُ وَأَنْتَ حَيٌّ قَيُّومٌ، لا تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ، يَا حَيُّ! يَا قَيُّومُ!»
__________
[إسناده واه جدا] .(7/41)
2891 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُدْلِجُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ قُرَيْشٍ: [ص:42] أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ هَبَطَ عَلَى يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ: يَا يَعْقُوبُ! تَمَلَّقْ إِلَى رَبِّكَ. قَالَ: يَا جِبْرِيلُ! كَيْفَ أَقُولُ؟ قَالَ: قُلْ: يَا كَثِيرَ الْخَيْرِ! يَا دَائِمَ الْمَعْرُوفِ! قَالَ: فَأَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَيْهِ: لَقَدْ دَعَوْتَنِي بِدُعَاءٍ لَوْ كَانَ ابْنَاكَ مَيِّتَيْنِ لَنَشَرْتُهُمَا لَكَ.(7/41)
2892 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، نا ابْنُ وَهْبٍ، نا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ؛ أَنَّ أَبَا حَازِمٍ حَدَّثَهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؛ قَالَ: يُؤْتَى بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُنْظَرُ إِلَى حَسَنَاتِهِ قَدْ جُمِعَتْ لَهُ، فيظن أنها تنجيه، فيصبح صَائِحٌ بِالْخَلْقِ: مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ عِنْدَ فُلانٍ؛ فَلْيَأْتِ. فَيَأْتِي أَبَوَاهُ وَامْرَأَتُهُ وَخَادِمُهُ وَوَلَدُهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ ظُلْمُ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ مِنَ الْخَلْقِ جَمِيعًا، فَيَقُولُ: خُذُوا مِنْ حَسَنَاتِهِ بِقَدْرِ مَا ظَلَمَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ ذَلِكَ عَلَى حَسَنَاتِهِ؛ حَتَّى تَفْنَى، وَقَدْ بَقِيَتْ عَلَيْهِ مَظَالِمُ كَثِيرَةٌ، فَيُقَالُ: يَا رَبُّ! قَدْ ذَهَبَتْ حَسَنَاتُهُ وَبَقِيَتْ عَلَيْهِ مَظَالِمُ، فَيُقَالُ: خُذُوا مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ فَاطْرَحُوهَا عَلَيْهِ بِقَدْرِ مَا ظَلَمَهُمْ، ثُمَّ يُذْهَبُ بِهِ إِلَى النَّارِ
__________
[إسناده حسن] .(7/42)
2893 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، نا ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غَفْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ؛ قَالَ: الذَّنْبُ الَّذِي لا يُتْرَكُ: مَظَالِمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ حَتَّى يَأْخُذَهَا بِعَدْلِهِ وَحُكْمِهِ (إسناده ضعيف] .(7/43)
2894 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ لِي يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: يَا عَبْدَ اللهِ! إِذَا أَنَا مِتُّ؛ فَصَيِّرْ إِسْمَاعِيلَ بْنَ دَايَةَ؛ فِيمَنْ يُغَسِّلُنِي. فقال: فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! إِسْمَاعِيلُ لَيْسَ مِنْ أَصْحَابِكَ، وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ السُّلْطَانِ؛ فَأَيُّ شَيْءٍ مَذْهَبُكَ فِي هَذَا؟ قَالَ: دَخَلْتُ الْحَمَّامَ، فَخَدَمَنِي وَلَمْ أُكَافِئْهُ، وَأَنَا أَعْلَمُ أنَّهُ لَيُسَرُّ أَنْ يَكُونَ فِيمَنْ يُغَسِّلُنِي، فَيَكُونَ هَذَا مُكَافَأَةً لِمَا كَانَ مِنْهُ.(7/43)
2895 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نا مُصْعَبٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: الْكَرِيمُ يَلِينُ إِذَا اسْتُعْطِفَ، وَاللَّئِيمُ يَقْسُو إِذَا أُلْطِفَ.(7/44)
2896 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: يُقَالُ: الْحُرُّ مَنْ أَعْتَقَتْهُ الْمَحَاسِنُ، وَالْعَبْدُ مَنِ اسْتَعْبَدَتْهُ الْمَقَابِحُ.(7/44)
2897 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مُعَالَجَةُ الْمَوْجُودِ خَيْرٌ مِنَ انْتِظَارِ الْمَفْقُودِ.(7/44)
2898 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إبراهيم الْحَرْبِيِّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَا وَجَدْتُ لَئِيمًا قَطُّ إِلا وَجَدْتُهُ رَقِيقَ الْمُرُوءَةِ.(7/44)
2899 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نا الزُّبَيْرُ، نا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ قَالَ: [ص:45] عُرِضَتْ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمَخْزُومِيَّةُ أُمُّ إِدْرِيسَ وَسُلْيَمانَ وَعِيسَى بَنِي عَبْدِ اللهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَنْصُورِ، وَقَدْ وَافَى حَاجًّا، فَصَاحَتْ بِهِ وَهُوَ فِي الطَّوَافِ، وَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! احْمِلْ عَنِّي كَلَّكَ، أَوْ أَعِنِّي عَلَى حَمْلِهِ لَكَ، مَعِي بَنُو عَبْدِ اللهِ بْنِ حَسَنٍ صِبْيَةً لا مَالَ لَهُمْ، وَأَنَا امْرَأَةٌ لَيْسَتْ بِذَاتِ مَالٍ؛ فَأُنْشِدُكَ اللهَ أَنْ يُفَارِقَ احْتِمَالَكَ مَا يَلْزَمُكَ احْتِمَالُهُ مِنْهُمْ وَأَعِنِّي عَلَيْهِمْ، وَلا تُحَوِّجْنِي إِلَى اطراحهم؛ فَإِنِّي خَائِفَةٌ عَلَيْهِمْ أن فَعَلْتُ ذَلِكَ أَنْ يَضِيعُوا. قَالَ: يَا رَبِيعُ! مَنْ هَذِهِ؟ فَنَسَبَهَا لَهُ، فَقَالَ: هَكَذَا وَاللهِ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ نِسَاءُ قَوْمِي. وَأَمَرَ بِرَدِّ ضِيَاعِ أَبِيهِمْ عليها وَأَمَرَ لَهَا بِأَلْفِ دِينَارٍ. قَالَ عُثْمَانُ: كَانُوا هَؤُلاءِ هَرَبُوا حِينَ قُتِلَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ بِفَخٍّ فِي أَيَّامِ مُوسَى، فَمَضَى إِدْرِيسُ إِلَى الْمَغْرِبِ؛ فَبِهَا وَلَدُهُ إِلَى الْيَوْمِ.(7/44)
2900 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نا أَبُو حَاتِمٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ فِي مَرْضَةٍ مَرِضَهَا [وَعَادَهُ] النَّاسُ بِمَدِينَةِ السَّلامِ: إِنَّ فِي قَصْرِيَ السَّاعَةَ لأَلْفَ مَحْمُومَةٍ.(7/45)
2901 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالا: نا أَبُو زَيْدٍ، نا أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ؛ قَالَ: سَلَّمَ رَجُلٌ عَلَى قَتَادَةَ، فَقَالَ [لِي] : انْظُرْ أَتَرَاهُ أَعْوَرَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، هُوَ أَعْوَرُ. قَالَ: قُلْ لَهُ: اسْمُكَ عُمَرُ؟ فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ عَرَّافِ الْيَمَامَةِ نَسَبٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، هُوَ أَبِي. قَالَ لَهُ قَتَادَةُ: صَدَقْتَ، هُوَ أَخْبَرَنِي أَنَّ لَهُ ابْنًا أَعْوَرَ اسْمُهُ عُمَرُ، فَلَمَّا سَمِعْتُ كَلامَكَ رَأَيْتُ كَلامَكَ يُشْبِهُ كَلامَهُ، فَعَرَفْتُ أَنَّكَ ابْنُهُ.(7/46)
2902 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ، نا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ؛ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ سَنَتَيْنِ، فَقَالَ: مَا أَرَاكَ تَسْأَلُ إِلا عَمَّا اخْتُلِفَ فِيهِ. قَالَ: فَقُلْتُ: ومن يَعْقِلُ يَسْأَلُ عَمَّا لا يُخْتَلَفُ فِيهِ؟ قَالَ: وَكُلُّ شَيْءٍ سَأَلْتَنِي تَحْفَظُهُ؟ قُلْتُ: إِنْ أَحْبَبْتَ أَعَدْتُهُ عَلَيْكَ. قَالَ: نَعَمْ. فَأَعَدْتُهُ عَلَيْهِ.(7/46)
2903 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي، عَنْ بُهْلُولِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ زِيَادٍ مِنْ بَنِي سَامَةَ بْنِ لُؤَيٍّ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ الأَهْتَمِ؛ قَالَ: [ص:49] وَفَّدَنِي يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ إِلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي وَفْدِ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ وَقَدْ خَرَجَ مُبْتَدِئًا بِقَرَابَتِهِ وَحَشَمِهِ وَأَهْلِهِ، وَغَاشِيَتِهِ مِنْ جُلَسَائِهِ، وَقَدْ نَزَلَ فِي أَرْضِ صَحْصَحٍ فِي عَامٍ قَدْ كَثُرَ وَسْمِيُّهُ، وَأَخْرَجِتِ الأَرْضُ فِيهِ زِينَتَهَا مِنَ اخْتِلافِ أَلْوَانِ نَبْتِهَا، وَقَدْ ضُرِبَ لَهُ سُرَادِقٌ مِنْ حَبْرَةٍ مُلَوَّنَةٍ وَفُرِشَ لَهُ أَلْوَانُ الفرش، وزينت: أحسن الزِّينَةِ، وَقَدْ أَخَذَ النَّاسُ مَجَالِسَهُمْ؛ فَأَخْرَجْتُ رَأْسِي مِنْ نَاحِيَةِ الْفُسْطَاطِ، فَنَظَرَ [ص:50] إِلَيَّ شِبْهَ الْمُسْتَنْطِقِ لِي، فَقُلْتُ: أَتَمَّ اللهُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نِعَمَهُ، وَسَوَّغَكَهَا بِشُكْرِهِ، وَجَعَلَ مَا قَلَّدَكَ مِنَ الأَمْرِ رُشْدًا، وَعَاقِبَةَ ما تؤول إِلَيْهِ حَمْدًا، وخَلَّصَهُ لَكَ بِالْبَقَاءِ، وَكَثَّرَهُ لَكَ بِالنَّمَاءِ، وَلا كَدَّرَ عَلَيْكَ مِنْهَ صَافِيًا، وَلا خَلَطَ بِسُرُورِهِ الرَّدَى؛ فَقَدْ أَصْبَحْتَ لِلْمُسْلِمِينَ ثِقَةً وَمُسْتَرَاحًا، إِلَيْكَ يَفْزَعُونَ وَإِلَيْكَ يَصْدُرُونَ، وَمَا أَجِدُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ شَيْئًا هُوَ أَبْلَغُ مِنْ حَدِيثِ مَنْ سَلَفَ مِنْ قَبْلِكَ مِنَ الْمُلُوكِ؛ فَإِنْ أَذِنَ لِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أُخْبِرْهُ بِهِ. فَاسْتَوَى جَالِسًا وَكَانَ متكئا؛ فقال: هات يا ابن الأَهْتَمِ. قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنَّ مَلِكًا مِنَ الْمُلُوكِ خَرَجَ فِي عَامٍ مِثْلِ عَامِنَا هَذَا إِلَى الْخَوَرْنَقِ وَالسَّدِيرِ فِي عَامٍ قَدْ بَكَرَ وَسْمِيُّهُ، وَتَتَابَعَ وَلِيُّهُ، وَأَخَذَتِ الأَرْضُ مِنْهُ زُخْرُفَهَا وَزِينَتَهَا، وَكَانَ قَدْ أُعْطِيَ بَسْطَةً فِي الْمُلْكِ مَعَ الْكَثْرَةِ وَالْغَلَبَةِ وَالْقَهْرِ، فَنَظَرَ فَأَنْفَذَ النَّظَرَ، فَقَالَ لِجُلَسَائِهِ: لِمَنْ هَذَا؟ قَالُوا: لِلْمَلِكِ. قَالَ: فَهَلْ رَأَيْتُمْ أَحَدًا أُعْطِيَ مِثْلَ مَا أُعْطِيتُ؟ قَالَ: وَكَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ بَقَايَا حَمَلَةِ الْحُجَّةِ، وَلَمْ تَخْلُ الأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِحُجَّتِهِ فِي عِبَادِهِ، فَقَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ! إِنَّكَ قَدْ سَأَلْتَ عَنْ أَمْرٍ؛ فَتَأْذَنُ لِي بِالْجَوَابِ عَنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَرَأَيْتَ مَا أَنْتَ فِيهِ؛ أَشَيْءٌ لَمْ تَزَلْ فِيهِ أَمْ شَيْءٌ صار إِلَيْكَ مِيرَاثًا وَهُوَ زَائِلٌ عَنْكَ وَصَائِرٌ إِلَى غَيْرِكَ كَمَا صَارَ إِلَيْكَ؟ قَالَ: كَذَلِكَ هُوَ. قَالَ: فَلا أَرَاكَ إِنَّمَا أُعْجِبْتَ بِشَيْءٍ يَسِيرٍ لا تَكُونُ فِيهِ إِلا قَلِيلا وَتُنْقَلُ عَنْهُ طَوِيلا؛ فَيَكُونُ غَدًا عَلَيْكَ حِسَابًا. قَالَ: وَيْحَكَ! فَأَيْنَ الْمَهْرَبُ وَأَيْنَ الْمَطْلَبُ؟ فَأَخَذَتْهُ الأَقْشَعْرِيرَةُ، قَالَ: إِمَّا أَنْ تُقِيمَ فِي مُلْكِكَ فَتَعْمَلَ فِيهِ بِطَاعَةِ اللهِ عَلَى مَا سَاءَكَ وَسَرَّكَ وَأَمَضَّكَ وَأَرْمَضَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَنْخَلِعَ عَنْ مُلْكِكَ وَتَضَعَ تَاجَكَ وَتُلْقِيَ عَلَيْكَ أَطْمَارَكَ وَتَعْبُدَ [ص:51] رَبَّكَ فِي هَذَا الْجَبَلِ حَتَّى يَأْتِيَكَ أَجَلُكَ. فَقَالَ: إِنِّي مُفَكِّرٌ اللَّيْلَةَ وَأُوَافِيكَ فِي السَّحَرِ، فَأُخْبِرُكَ إِحْدَى الْمَنْزِلَتَيْنِ. فَلَمَّا كَانَ فِي السَّحَرِ قَرَعَ عَلَيْهِ بَابَهُ، فَقَالَ: إِنِّي اخْتَرْتُ هَذَا الْجَبَلَ وَفَلَوَاتَ الأَرْضِ وَقَفْرَ الْبِلادِ، وَقَدْ لَبِسْتُ عَلَيَّ أمْسَاحِي وَوَضَعْتُ تَاجِي، فَإِنْ كُنْتَ رَفِيقًا؛ فَلا تُخَالِفْ. فَلَزِمَا وَاللهِ الْجَبَلَ حَتَّى أَتَاهُمَا أَجَلُهُمَا جَمِيعًا. وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ فِيهِ أَخُو تَمِيمٍ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْعَبَّادِيُّ: (أَيُّهَا الشَّامِتُ الْمُعَيِّرُ بِالدَّهْرِ ... أَأَنْتَ الْمُبَرَّأُ الْمَوْفُورُ)
(أَمْ لَدَيْكَ الْعَهْدُ الْوَثِيقُ مِنَ الأَيَّامِ ... بَلْ أَنْتَ جَاهِلٌ مَغْرُورُ)
(مَنْ رَأَيْتَ الْمَنُونَ خَلَّدْنَ أَمْ مَنْ ... ذَا عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يُضَامَ خَفِيرُ)
(أَيْنَ كِسْرَى كِسْرَى الْمُلُوكِ أَنُو ... سَاسَانَ أَمْ أَيْنَ قَبْلَهُ سَابُورُ)
(وَبَنُو الأَصْفَرِ الْكِرَامُ مُلُوكُ الرُّومِ ... لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ مَذْكُورُ)
(وَأَخُو الْحَضَرِ إِذْ بَنَاهُ وَإِذْ ... دِجْلَةُ تُجْبَى إِلَيْهِ وَالْخَابُورُ)
(شَادَهُ مَرْمَرًا وَجَلَّلَهُ كِلْسًا ... فَلِلطَّيْرِ فِي ذُرَاهُ وُكُورُ)
(لَمْ يَهَبْهُ رَيْبُ الْمَنُونِ فَبَادَ ... الْمُلْكُ عَنْهُ فَبَابُهُ مَهْجُورُ)
(وَتَذَكَّرْ رَبُّ الْخَوَرْنَقِ إِذْ ... أَشْرَفَ يَوْمًا وَلِلْهُدَى تَفْكِيرُ)
(سَرَّهُ مَالُهُ وَكَثْرَةُ مَا يَمْلِكُ ... وَالْبَحْرُ مُعَرِّضٌ وَالسَّدِيرُ)
(فَارْعَوَى قَلْبُهُ وَقَالَ فَمَا ... غِبْطَةُ حَيٍّ إِلَى الْمَمَاتِ يَصِيرُ)
قَالَ: فَبَكَى هِشَامٌ؛ حَتَّى اخْضَلَّتْ لِحْيَتُهُ وَحَلَّ عِمَامَتَهُ، وأمر بأبنيته وَبِقِلاعِ فَرْشِهِ وَحَشَمِهِ، وَلَزِمَ قَصْرَهُ، فَأَقْبَلَتِ الْمَوَالِي وَالْحَشَمُ عَلَى خَالِدِ [ص:52] بْنِ صَفْوَانَ بْنِ الأَهْتَمِ، فَقَالُوا: مَاذَا أَرَدْتَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؛ أفسدت عَلَيْهِ لَذَّتَهُ وَنَغَّصْتَ عَلَيْهِ بَادِيَتَهُ؟ ! فَقَالَ: إِلَيْكُمْ عَنِّي؛ فَإِنِّي عَاهَدْتُ اللهَ أَلا أَخْلُوَ بمَلِكٍ إِلا ذَكَّرْتُهُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ. فَبَعَثَ إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْوَفْدِ بِجَائِزَةٍ - وَكَانُوا عَشَرَةً - وَبَعَثَ إِلَى خَالِدٍ بِمِثْلِ جَمِيعِ مَا وَجَّهَ إِلَى جَمِيعِ الْوَفْدِ.(7/47)
2904 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، نا الْجَرِيرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ مَا يَخْرُجُ أَحَدٌ مِنَ الْمَدِينَةِ رَغْبَةً عَنْهَا إِلا أَبْدَلَهَا اللهُ خَيْرًا مِنْهُ أَوْ مِثْلَهُ»(7/52)
2905 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا سَيَّارٌ - يَعْنِي: ابْنَ هَارُونَ -، عَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص:53] مَا شَيْءٌ أَشَدُّ تَوَلِّيًا مِنْ قَارِئٍ إِذَا تَوَلَّى.(7/52)
2906 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا عبد الواحد بن أَيْمَنَ، عَنْ حُمَيْدٍ الشَّامِيِّ؛ قَالَ: مَنْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ فِي لَيْلَةٍ؛ كَانَ أَجْرُهُ مَا بَيْنَ عَرُوبَا إِلَى لَبِيدَا. قَالَ: عَرُوبَا الأَرْضُ السَّابِعَةُ، وَلَبِيدَا السَّمَاءُ السَّابِعَةُ.(7/53)
2907 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكُوفِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: لَمَّا أُهْبِطَ آدَمُ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ؛ قَالَ: يَا رَبِّ! أَطْعِمْنِي. قَالَ: أَمَا وَاللهِ دُونَ أَنْ تَعْمَلَ عَمَلا يَعْرَقُ مِنْهُ جَبِينُكَ؛ فَلا.(7/53)
2908 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَارِثُ، نا يَزِيدُ بْنُ هارون، عن حسام بْنِ مِصَكٍّ، عَنْ قَتَادَةَ؛ قَالَ: لَمَّا أُهْبِطَ آدَمُ إِلَى الأَرْضِ قِيلَ لَهُ: لَنْ تَأْكُلَ الْخُبْزَ بِالزَّيْتِ حَتَّى تَعْمَلَ عَمَلا مِثْلَ الْمَوْتِ.(7/54)
2909 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، حَدَّثَنِي بَعْضُ أَشْيَاخِنَا؛ قَالَ رَقَبَةُ بْنُ مَصْقَلَةَ: مَرَرْتُ بِقَصَّارٍ يَلْوِي ثَوْبًا فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْبَرْدِ، فَقُلْتُ: مَا صَنَعَتْ بِكُمُ الشَّجَرَةُ؟ فَقَالَ: يَا لَيْتَهَا لَمْ تُخْلَقْ. قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَسْرَعَ جَوَابًا مِنْهُ.(7/54)
2910 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الضَّبِّيُّ، نا الْعَلاءُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عتيبَةَ؛ قَالَ: [ص:55] مَرَّ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ عَلَى قَصَّارٍ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْبَرْدِ، فَرَحِمَهُ أُوَيْسٌ رَحِمَهُ اللهُ وَجَعَلَ يَبْكِي، فَنَظَرَ إِلَيْهِ الْقَصَّارُ، فَقَالَ لَهُ أُوَيْسٌ: لَيْتَ تِلْكَ الشَّجَرَةَ لَمْ تُخْلَقْ.(7/54)
2911 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا زَنْجِيُّ بْنُ خَالِدٍ؛ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى الزُّهْرِيِّ رَحِمَهُ اللهُ وَنَحْنُ غِلْمَانٌ، فَقَالَ لَنَا: اطْلُبُوا الْعِلْمَ؛ فَإِنْ أَرَدْتُمُ الدُّنْيَا نِلْتُمْ، وَإِنْ أَرَدْتُمُ الآخِرَةَ نِلْتُمْ.(7/55)
2912 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، نا نُعَيْمُ بْنُ مُوَرِّعٍ، نا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ؛ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ الْحَسَنِ؛ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: مَا تَقُولُ [ص:56] فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ؟ فَقَالَ الْحَسَنُ: رَحِمَ اللهُ عَلِيًّا، إِنَّ عَلِيًّا كَانَ سَهْمًا لِلَّهِ فِي أَعْدَائِهِ، وَكَانَ فِي مَحِلَّةِ الْعِلْمِ أَشْرَفَهَا وَأَقْرَبَهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ رَهْبَانِيَّ هَذِهِ الأُمَّةِ، لَمْ يَكُنْ لِمَالِ اللهِ بِالسَّرُوقَةِ، وَلا فِي أَمْرِ اللهِ بِالنَّؤُمَةِ، أَعْطَى الْقُرْآنَ عَزِيمَةَ عِلْمِهِ؛ فَكَانَ مِنْهُ فِي رِيَاضٍ مُؤْنِقَةٍ وَأَعْلامٍ بَيِّنَةٍ، ذَلِكَ عَلِيٌّ يَا لُكَعُ!(7/55)
2913 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ: وَيْلٌ لِلْمُحَدِّثِ إِذَا اسْتَضْعَفَهُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ.(7/56)
2914 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نا أَبُو حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: مَا اسْتَوْدَعْتُ قَلْبِي شَيْئًا قَطُّ فَخَانَنِي.(7/56)
2915 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا قَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، نا سَلامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَلْمِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص:57] ثَلاثَةٌ لا يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ فِي قَاضٍ مِنْ قُضَاةِ الْمُسْلِمِينَ: الْحِقْدُ، وَالْحَسَدُ، وَالْحِدَّةُ
__________
[إسناده ضعيف] .(7/56)
2916 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، نا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي ضَمْضَمُ بْنُ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ: أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ مَلِكٌ إِلا وَمَعَهُ رَجُلٌ حَكِيمٌ، فَإِذَا رَآهُ غَضْبَانَ كَتَبَ صَحِيفَةً فِيهَا: ارْحَمِ الْمَسَاكِينَ، وَاخْشَ الْمَوْتَ، وَاذْكُرِ الآخِرَةِ. فَكُلَّمَا أَخَذَ الْمَلِكُ صَحِيفَةً قَطَعَهَا حَتَّى [يَسْكُنَ غَضَبُهُ] .(7/57)
2917 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ؛ قَالَ: [ص:58] جَالَسْتُ الْفُقَهَاءَ؛ فَوَجَدْتُ دِينِي عِنْدَهُمْ، وَجَالَسْتُ أَصْحَابَ الْمَوَاعِظِ؛ فَوَجَدْتُ الرِّقَّةَ فِي قَلْبِي، وَجَالَسْتُ كِبَارَ النَّاسِ؛ فَوَجَدْتُ الْمُرُوءَةَ فِيهِمْ، وَجَالَسْتُ شِرَارَ النَّاسِ؛ فَوَجَدْتُ أَحَدَهُمْ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ عَلَى شَيْءٍ لا يُسَاوِي شَعِيرَةً.(7/57)
2918 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نا الْمَازِنِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي الأَصَمِّ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ؛ قَالَ: لَقِيتُ طَبِيبَ كِسْرَى شَيْخًا قَدْ أُوثِقَ حَاجِبَاهُ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ دَوَاءِ الْمَشْيِ، فَقَالَ: سَهْمٌ تَرْمِي بِهِ أَخْطَأَ أَمْ أَصَابَ.(7/58)
2919 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا الزِّيَادِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا يَدْعُو وَيَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللهُمَّ! اجْعَلِ التُّخْمَةَ دَائِي وَدَاءَ عِيَالِي.(7/58)
2920 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ زُهَيْرٌ الْبَابِيُّ: ثَلاثٌ مِنْ أَعْلامِ الْخَوْفِ: الْوَرَعُ عَنِ الشُّبُهَاتِ وَمُلاحَظَةُ الْوَعِيدِ، وَحِفْظُ اللِّسَانِ وَمُرَاقَبَةُ الْمَنْظَرِ الْعَظِيمِ، وَدَوَامُ الْكَمَدِ إِشْفَاقًا مِنْ غَضَبِ الْحَلِيمِ. وَثَلاثَةٌ مِنْ أَعْلامِ السَّخَاءِ: الْبَذْلُ لِلشَّيْءِ مَعَ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ، وَخَوْفُ الْمُكَافَأَةِ اسْتِقْلالا لِلْعَطِيَّةِ، وَالْحَمْلُ عَلَى النَّفْسِ اسْتِغْنَامًا لإِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَى النَّاسِ. وَثَلاثَةٌ مِنْ أَعْلامِ الاسْتِغْنَاءِ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ: التَّوَاضُعُ لِلْفُقَرَاءِ، وَالتَّعَظُّمُ عَلَى الأَغْنِيَاءِ، وَتَرْكُ الْمُخَالَطَةِ لِأَبْنَاءِ الدُّنْيَا الْمُتَكَبِّرِينَ.(7/59)
2921 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أحمد بن زكريا الْمَخْزُومِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عن الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: سَأَلَ أَعْرَابِيٌّ قَوْمًا، فَقَالُوا لَهُ: بُورِكَ فِيكَ. فَقَالَ: وَكَلَكُمُ اللهُ إِلَى دَعْوَةٍ لا تَحْضُرُهَا نِيَّةٌ.(7/59)
2922 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي؛ قَالَ: [ص:60] قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: اطْلُبُوا الرِّزْقَ إِلَى الرُّحَمَاءِ تَعِيشُوا فِي أَكْنَافِهِمْ، وَلا تَطْلُبُوا إِلَى الْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ؛ فَإِنَّ عَلِيْهِمْ تَنْزِلُ اللَّعْنَةُ.(7/59)
2923 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَارُونَ الْعِجْلِيُّ، نا أَبُو بِشْرٍ مَعْرُوفُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فَائِدٍ الْكَنَانِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ الْحِمْيَرِيُّ، عَنْ أَغْلَبَ بْنِ تَمِيمٍ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَبَّادٍ أَبِي الْهُذَيْلِ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: [ص:63] سَأَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ: {لَهُ مقاليد السماوات وَالأَرْضِ} [الزمر: 63] و [الشورى: 12] ، فَقَالَ: «يَا عُثْمَانُ! مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ غَيْرُكَ، تَفْسِيرُهَا: لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ، وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ الأَوَّلِ وَالآخِرِ وَالظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، مَنْ قَالَهَا يَا عُثْمَانُ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى عَشْرَ مَرَّاتٍ؛ أُعْطِيَ سِتَّ خِصَالٍ: أَمَّا أَوَّلُهَا؛ فَيُحْرَسُ مِنْ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ، وَالثَّانِيَةُ: يَحْضُرُهُ اثْنَا عَشَرَ مَلَكًا، وَالثَّالِثَةُ: يُعْطَى قِنْطَارًا فِي الْجَنَّةِ، وَالرَّابِعَةُ: تُرْفَعُ لَهُ دَرَجَةٌ، وَالْخَامِسَةُ: يُزَوِّجُهُ اللهُ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَالسَّادِسَةُ: فَلَهُ مِنَ الأَجْرِ كَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَالزَّبُورَ، وَلَهُ أَيْضًا كَمَنْ حَجَّ وَاعْتَمَرَ، وَقُبِلَتْ حَجَّتُهُ وَعُمْرَتُهُ؛ فَإِنْ مَاتَ فِي يَوْمِهِ أَوْ لَيْلَتِهِ؛ خُتِمَ لَهُ بِطَابَعِ الشُّهَدَاءِ «
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(7/60)
2924 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَاهَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: شَرُّ الأَيَّامِ وَالسِّنِينَ وَالشُّهُورِ وَالأَزْمِنَةِ أَقْرَبُهَا إِلَى السَّاعَةِ.(7/63)
2924 - / م - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ؛ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَغْضَبُ مَا يَكُونُ عَلَى خَلْقِهِ وَقْتَ قِيَامِ السَّاعَةِ.(7/64)
2925 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، نا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَامِرٍ السُّلَمِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، عَنْ قَتَادَةَ؛ قَالَ: لَمْ يَنْزِلْ عَذَابٌ قَطُّ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى قَوْمٍ إِلا عِنْدَ انْسِلاخِ الشِّتَاءِ.(7/64)
2926 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، نا أَبُو كُدَيْنَةَ يَحْيَى بْنُ الْمُهَلَّبِ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ سَلْمَانَ؛ قَالَ: [ص:65] لَمَّا رَأَى إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ ملكوت السماوات وَالأَرْضِ أَبْصَرَ عَبْدًا عَلَى سُوءٍ فَدَعَا عَلَيْهِ، ثُمَّ أَبْصَرَ آخَرَ فَدَعَا عَلَيْهِ، ثُمَّ أَبْصَرَ آخَرَ فَدَعَا عَلَيْهِ؛ فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا إِبْرَاهِيمُ! لا تَدْعُ عَلَى عِبَادِي؛ فَإِنَّكَ عَبْدٌ مُسْتَجَابٌ لَكَ، وَإِنِّي مِنْ عَبْدِي عَلَى ثَلاثِ خِصَالٍ: إِمَّا أَنْ يَتُوبَ إِلَيَّ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ، وَإِمَّا أَنْ أُخْرِجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً فَتَعْبُدَنِي، وَإِمَّا أَنْ يَتَوَلَّى فَإِنَّ جَهَنَّمَ مِنْ وَرَائِهِ
__________
[إسناده ضعيف] .(7/64)
2927 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوَلَةَ؛ قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ بِالأَهْوَازِ عَلَى دَابَّةٍ لِي؛ إِذَا أَنَا بَيْنَ يدي رجل على دَابَّةٍ لَهُ وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ ذَهَبَ قَرْنِي مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ، اللهُمَّ أَلْحِقْنِي بِهِمْ. فَلَحِقْتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: وَأَنَا مَعَكَ رَحِمَكَ اللهُ. فَقَالَ: اللهُمَّ وَصَاحِبِي هَذَا [ص:66] إِنْ أَرَادَ ذَلِكَ. ثُمَّ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي! إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «خير أمتي قرن بُعِثْتُ فِيهِمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» . قَالَ الْجُرَيْرِيُّ: وَلا أَدْرِي ذَكَرَ الثَّانِيَةَ أَمْ لا. «ثُمَّ يَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ وَيَرْهَقُونَ الشَّهَادَةَ وَلا يَسْأَلُونَهَا» . قَالَ: فَإِذَا الرَّجُلُ بريده الأَسْلَمِيُّ.(7/65)
2928 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا دَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ، نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ؛ قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ صَلَّى الله عَلَيْهِمَا: أُوتِينَا مِمَّا أُوتِيَ النَّاسُ وَمِمَّا لَمْ يُؤْتَوْا، وَعُلِّمْنَا مَا عُلِّمَ النَّاسُ وَمَا لَمْ يُعَلَّمُوا؛ فلم نَجِدُ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَكَلِمَةِ الْحَقِّ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا، وَالْقَصْدِ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى.(7/66)
2929 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا عَلِيٌّ، نا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدًا الطَّوِيلَ قَالَ: [ص:67] قِيلَ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ حُبَّ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا لا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ أَحَدٍ - أُرَاهُ قَالَ -: قَالَ: فَقَدْ كَذَبُوا، وَاللهِ! لَقَدِ اجْتَمَعَ حُبُّهُمَا فِي قُلُوبِنَا
__________
[إسناده صحيح] .(7/66)
2930 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ حُسْنِ الظَّنِّ؛ فَقَالَ: مِنْ حُسْنِ الظَّنِّ أَلا تَرْجُوَ إِلا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَلا تَخَافَ إِلا ذَنْبَكَ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(7/67)
2931 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي جَعْفَرٍ يَقُولُ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ. [ص:68] مَا حَسَدْتُ أَحَدًا قَطُّ عَلَى شَيْءٍ؛ إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَكَيْفَ أَحْسُدُهُ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا وَمَصِيرُهُ إِلَى النَّارِ؟ ! وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؛ فَكَيْفَ أَحْسُدُ رَجُلا مِنْ أَهْلِهَا أَوْجَبَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ رِضْوَانَهُ؟ ! قَالَ مُسْلِمٌ: مَا سَمِعْنَا شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْ هَذَا فِي كَلامِ ابْنِ سِيرِينَ.(7/67)
2932 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ؛ قَالَ: [ص:70] كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَنَامَ عَنِ الصُّبْحِ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَأَمَرَ الْمُؤَذِّنَ فَأَذَّنَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْتَظَرَ حَتَّى اسْتَعْلَتْ، ثُمَّ أَمَرَ فَأَقَامَ؛ فَصَلَّى بِنَا الصُّبْحَ رَكْعَتَيْنِ
__________
[إسناده ضعيف، والحديث صحيح] .(7/68)
2933 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: [ص:71] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ لَمْ يُدَاوِ نَفْسَهُ مِنْ سُقْمِ الأَيَّامِ أَيَّامَ حَيَاتِهِ؛ فَمَا أَبْعَدَهُ مِنَ الشِّفَاءِ فِي الدَّارِ الَّتِي لا دَوَاءَ فِيهَا، وَهِيَ الآخِرَةُ
__________
[إسناده ضعيف] .(7/70)
2934 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمِّهِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَا لَكَ لا تُرْضِي بَنِي فُلانٍ؟ قَالَ: لَيْسَ يُرْضِيهِمْ مِنِّي إِلا زَوَالُهَا، وَمَا أُحِبُّ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُرْضِيهِمْ بِذَلِكَ عَنِّي.(7/71)
2935 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: إِنَّ مِنَ الْيَقِينِ أَلا تُرْضِيَ النَّاسَ بِمَا يُسْخِطُ اللهَ، وَلا تَذُمُّوهُمْ عَلَى أن لَمْ يُؤْتِكُمُ اللهُ، وَلا تَحْمِدُوهُمْ عَلَى رِزْقِ اللهِ؛ فَإِنَّ الرِّزْقَ لا يَسُوقُهُ حِرْصُ حَرِيصٍ، وَلا يَرُدُّهُ كَرَاهِيَةُ كَارِهٍ، وَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ فَرَّ مِنَ الرِّزْقِ كَمَا يَفِرُّ مِنَ الْمَوْتِ؛ لأَدْرَكَهُ رِزْقُهُ كَمَا يُدْرِكُهُ الْمَوْتُ.(7/71)
2936 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى جَعَلَ الرُّوحَ وَالْفَرَجَ فِي الْيَقِينِ وَالرِّضَا، [ص:72] وَجَعَلَ الْهَمَّ وَالْحَزَنَ فِي الشَّكِّ وَالسَّخَطِ.(7/71)
2937 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ صُحَارُ بْنُ عَائِذٍ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ فِي بَعْضِ طُرُقَاتِ مَكَّةَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ وَهُوَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ، وَيَقُولُ:
(يَا فَالِقَ الإِصْبَاحِ أَنْتَ رَبِّي ... وَأَنْتَ مَوْلايَ وَأَنْتَ حَسْبِي)
(فأصلحن بِالْيَقِينِ قَلْبِي ... وَنَجِّنِي مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْكَرْبِ)(7/72)
2938 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْبَرَاثِيُّ يَتَمَثَّلُ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ:
(تَيَقَّنْ فَإِنَّ الرِّزْقَ غَادٍ وَرَائِحٌ ... وَإِنَّ الْمَنَايَا مُمْسِيَاتٌ صَوَابِحُ)
(يُبْكِينَ مِنْكَ الْبَاكِيَاتِ تَرَحُّلا ... وَيُنْسِينَ جَوْفَ الْقَبْرِ تِلْكَ الرَّوائِحُ)
قَالَ: ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي.(7/72)
2939 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ: [ص:73] مَا أَخْرُجُ مِنْ بَيْتِي فَيَسْتَقْبِلُنِي أَحَدٌ؛ إِلا رَأَيْتُ لَهُ الْفَضْلَ عَلَيَّ؛ لِأَنِّي مِنْ نَفْسِي عَلَى الْيَقِينِ وَأَنَا مِنَ النَّاسِ فِي شَكٍّ.(7/72)
2940 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ؛ قَالَ: كَانَ طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ يَقُولُ: اللهُمَّ هَبْ لَنَا يَقِينًا يُهَوِّنَ بِهِ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا وَأَحْزَانِهَا بِشَوْقٍ إِلَيْكَ وَرَغْبَةً فِيمَا عِنْدَكَ.(7/73)
2941 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: كَانَ ابْنُ أَبِي مَالِكٍ بِالْكُوفَةِ، وَكَانَ مَعْتُوهًا ذَاهِبًا لا يَعْرِفُ مَا النَّاسُ فِيهِ، فَإِذَا تَكَلَّمَ تَكلَّمَ بِالصَّوَابِ، فَبَيْنَا أَنَا يَوْمًا فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ أَتَنَفَّلُ؛ إِذْ مَرَّ بِي، فَسَبَحْتُ بِهِ لِيَعْطِفَ إِلَيَّ، فَقَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ لِي: أَقْبِلْ عَلَى مَنْ أَنْتَ بَيْنَ يَدَيْهِ؛ فَإِنَّهُ مُقْبِلٌ عَلَيْكَ، وَلا تُقْبِلْ عَلَى غَيْرِهِ فَتُخْطِئَ حَظَّكَ مِنْهُ. قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: فَأَفْزَعَنِي وَاللهِ! فَأَقْبَلْتُ عَلَى الْقِبْلَةِ بَعْدَ هَذِهِ الْكَلِمَةِ بِسَنَةٍ؛ فَمَا الْتَفَتُّ يَمِينًا وَلا شِمَالا.(7/73)
2942 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ بَعْضِ مَشْيَخَتِهِ؛ أَنَّهُ قَالَ: يَا دُنْيَا! مُرِّي عَلَى الْمُؤْمِنِ، وَلا تَحْلَوْلِي لَهُ فَتَفْتِنِيهِ.(7/74)
2943 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ، نا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: إِنَّ الْقَلْبَ لا يَزَالُ جَائِلا حَتَّى يَسْكُنَ، وَلَنْ يَسْكُنَ إِلا إِلَى الْحَقِّ.(7/74)
2944 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبِي، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: [ص:75] قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَقَدْ سَمِعَ رَجُلا مِنَ الْخَوَارِجِ يَقْرَأُ بِتَحْزِينٍ وَصَوْتٍ شَجِيٍّ، فَقَالَ لَهُ: نَوْمٌ عَلَى يَقِينٍ خَيْرٌ مِنْ صَلاةٍ عَلَى شَكٍّ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(7/74)
2945 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو الْحَسَنِ الرَّبْعِيُّ، نا الْمَازِنِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: عَادَةُ السُّوءِ شَرٌّ مِنَ الْمَغْرَمِ، وَمَنْ عَوَّدْتَهُ شَيْئًا ثُمَّ مَنَعْتَهُ كَانَ أَشَدَّ عَلَيْكَ مِنَ الْمَغْرَمِ.(7/75)
2946 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا الْمَازِنِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ وَعِيسَى بْنِ عُمَرَ النَّحْوِيِّ؛ قالا: قِيلَ لِحَكِيمٍ مِنْ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: تَمَنَّ. فَقَالَ: مُحَادَثَةَ الإخوان، وكفاف مِنْ عَيْشٍ يَسُدُّ خُلَّتِي وَيَسْتُرُ عَوْرَتِي، وَالانْتِقَالَ مِنْ ظِلٍّ إِلَى ظِلٍّ.(7/75)
2947 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: [ص:76] أَقْبَلُ شَهَادَةَ الْقُرَّاءِ فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ؛ فَإِنَّهُمْ أَشَدُّ تَحَاسُدًا مِنَ التُّيُوسِ.(7/75)
2948 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ الآجُرِّيُّ؛ قَالَ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ رَجُلٍ جَلَسَ فِي بَيْتِهِ وَقَالَ: لا أَعْمَلُ وَلا أَسْأَلُ حَتَّى يَأْتِيَنِي رِزْقِي فِي بَيْتِي. فَقَالَ أَحْمَدُ: هَذَا رَجُلٌ جَهِلَ الْعِلْمَ، قَالَ اللهُ عَزَّ وجل: (وَءاخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللهِ وَءاخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) [المزمل: 20] ؛ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «جَعَلَ اللهُ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي» ، وَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَّجِرُونَ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، وَالْقُدْوَةُ بِهِمْ.(7/76)
2949 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبُو إِسْحَاقَ الرِّيَاحِيُّ، نا عَامِرُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ الْخَزَّازُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ؛ قَالَ: سُئِلَ الْحَسَنُ عَنْ أَكْلِ الصِّحْنَاةِ؟ فَقَالَ: لَيْسَ هُوَ مِنْ طَعَامِ الأَحْرَارِ(7/76)
2950 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: قِيلَ لِأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ: لِمَ لا تَنْظُرُ فِي هَذَا الأَمْرِ كَمَا يَنْظُرُ فِيهِ غَيْرُكَ - يَعْنِي الرَّأْيَ -؟ فَقَالَ: قِيلَ لِلْحِمَارِ: لِمَ لا تَجْتَرُّ؛ قَالَ: أَكْرَهُ مَضْغَ الْبَاطِلَ. قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا أَيُّوبُ، فَقَالَ: مَدُّوا الْحَبْلَ؛ فَلا هُمْ جَرُّوهُ وَلا نَحْنُ.(7/77)
2951 - حَدَّثَنَا أحمد، نا إبراهيم الْحَرْبِيِّ، نا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ؛ قَالَ: كَانَ الْفُقَرَاءُ فِي مَجْلِسِ سُفْيَانَ هُمُ الأُمَرَاءُ.(7/77)
2952 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، نا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ، عَنْ شُعَيْبٍ؛ قَالَ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: مَا تَقُولُ فِي قَصَّارٍ إِذَا كَسَبَ دِرْهَمًا كَانَ فِي الدِّرْهَمِ مَا يُقَوِّتُهُ وَيُقَوِّتُ عِيَالَهُ وَلَمْ يُدْرِكِ الصَّلاةَ فِي جَمَاعَةٍ، وَإِذَا كَسَبَ أَرْبَعَةَ دَوَانِيقَ أَدْرَكَ الصَّلاةَ فِي جَمَاعَةٍ وَلَمْ يَكُنْ فِي الأَرْبَعَةِ الدَّوَانِيقِ مَا يُقَوِّتُهُ وَيُقَوِّتُ عِيَالَهُ؛ أَيُّهُمَا أَفْضَلُ؟ فَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: يَكْسِبُ الدِّرْهَمَ وَيُصَلِّي وَحْدَهُ أَفْضَلُ لِكَيْ لا يُضَيِّعَ عِيَالَهُ
__________
[إسناده ضعيف] .(7/78)
2953 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، نا مَهْدِيُّ بْنُ أَبِي مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ؛ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بن أدهم على حَائِطَ صَوْرٍ، فَحَدَّثَنِي، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:79] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا دَخَلَ عَلَيْكِ صَبِيُّ جَارِكِ ضَعِي فِي يَدِهِ شَيْئًا؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يُحِقُّ لَكِ الْمَوَدَّةَ فِي قُلُوبِهِمْ» قَالَ بَقِيَّةُ: فَقُمْتُ إِلَى شَيْءٍ مِنْ طَرَائِفِ الْبَحْرِ، فَأَهْدَيْتُهُ إِلَيْهِ، ثُمَّ نَدِمْتُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقُلْتُ لِبَقِيَّةَ: لِمَ نَدِمْتَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ بَعَثَ إِلَيَّ بِكِسَاءٍ كَانَ يَلْبَسُهُ فِي الشِّتَاءِ وَخُفٍّ كَانَ يَلْبَسُهُ فِي الْغَزْوِ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(7/78)
2954 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ؛ قَالَ: كَانَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ إِذَا اجْتَهَدَ فِي الْيَمِينِ؛ قَالَ: لا وَالَّذِي نَجَّانِي يَوْمَ بَدْرٍ.(7/79)
2955 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، نا ضَمْرَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: [ص:80] كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَسْتَقْرِضُ مِنَ الرَّجُلِ، فَإِذَا قَضَاهُ أَرْجَحَ بِهِ رُجْحَانًا كَثِيرًا، فَيَقُولُ لَهُ الرَّجُلُ: هَذَا أَكْثَرُ مِنْ حَقِّي. قَالَ: هَذَا حَقُّكَ، وَهَذَا مَعْرُوفٌ مِنَّا لَكَ
__________
[إسناده ضعيف] .(7/79)
2956 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، نا يَحْيَى بْنُ الْمُهَلَّبِ الْبَجَلِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مَيْسَرَةَ؛ قَالَ: خَلَقَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْخَلْقَ نُصْبَ عَيْنَيْهِ، لَمْ يَخْلُقْ شَيْئًا مِنْ خَلْفِهِ وَلا عَنْ يَمِينِهِ وَلا عَنْ يَسَارِهِ، وَإِنَّمَا يَلْتَفِتُ الَّذِي يَعْجَزُ.(7/80)
2957 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا قَبِيصَةُ؛ قَالَ: [ص:81] كَانَ الْفُقَرَاءُ فِي مَجْلِسِ سُفْيَانَ هُمُ الأُمَرَاءُ.(7/80)
2958 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ علي المقرئ؛ قالا: نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا سَعِيدُ بْنُ زَرْبِيٍّ، [نا حَمَّادٌ] ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ؛ قَالَ: [ص:84] كُنْتُ رَجُلا قَدْ أَعْطَانِيَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ حُسْنَ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ، وَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ يَسْتَقْرِئُنِي وَيَقُولُ: اقْرَأْ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ حُسْنَ الصَّوْتِ يُزَيِّنُ الْقُرْآنَ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(7/81)
2959 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، نا عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ؛ قَالَ: شَبِعَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلامُ لَيْلَةً شَبْعَةً مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ، فَنَامَ على جُزْئِهِ حَتَّى أَصْبَحَ، فَأَوْحَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ: يَا يَحْيَى! هَلْ وَجَدْتَ دارا خير لَكَ مِنْ دَارِي، وَجِوَارًا خَيْرًا لَكَ مِنْ جِوَارِي؟ وَعِزَّتِي يَا يَحْيَى! لَوِ اطَّلَعْتَ إِلَى الْفِرْدَوْسِ اطِّلاعَةً لَذَابَ جِسْمُكَ وَزَهَقَتْ نَفْسُكَ اشتياقا، ولو اطلعت على جَهَنَّمَ اطِّلاعَةً؛ لَبَكَيْتَ الصَّدِيدَ بَعْدَ الدُّمُوعِ، وَلَلَبِسْتَ الْحَدِيدَ بَعْدَ الْمُسُوحِ
__________
[إسناده ضعيف] .(7/84)
2960 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ؛ قَالَ: أَصْبَحَ أَبُو أُسَيْدٍ وَهُوَ يَسْتَرْجِعُ، فَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: نِمْتُ عَنْ جُزْئِي اللَّيْلَةَ وَكَانَ وِرْدِيَ الْبَقَرَةَ؛ فَرَأَيْتُ بَقَرَةً تَنْطَحُنِي.(7/85)
2961 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: لا تَضِجُّونَ مِنْ أَمْرٍ إِلا أَتَاكُمْ بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ [رجاله ثقات] .(7/85)
2962 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الأَصْبَهَانِيُّ، أنا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ يقول: لقدرأيتني أَرْبِطُ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
[إسناده ضعيف] .(7/86)
2963 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا النَّسَائِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: مَا بَقِيَ شَيْءٌ أَتَمَنَّاهُ عَلَى اللهِ قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ إِلا نَظْرَةً إِلَى وَجْهِ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ.(7/86)
2964 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَدَائِنِيَّ يَقُولُ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ لِجَرِيرِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَرِيرٍ: إِنِّي أُعِدُّكَ لِأَمْرٍ كَبِيرٍ. فَقَالَ جَرِيرٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنَّ اللهَ قَدْ أَعَدَّ لَكَ مِنِّي قلبا معقودا بنصيحتك، وَيَدًا مَبْسُوطَةً بِطَاعَتِكَ، وَسَيْفًا مَشْحُوذًا عَلَى أَعْدَائِكَ، فَإِذَا شِئْتَ؛ فَافْعَلْ.(7/86)
2965 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبُو غَسَّانَ، نا عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ، عَنْ أَبِي مُعَانٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: «إِنَّ فِي جَهَنَّمَ وَادِيًا يُقَالُ لَهُ: جُبُّ الْحُزْنِ، تَتَعَوَّذُ مِنْهُ جَهَنَّمُ فِي كُلِّ يَوْمٍ أَرْبَعَمِائَةِ مَرَّةٍ، يَسْكُنُهُ القراء المراؤون بِأَعْمَالِهِمْ:
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(7/87)
2966 -. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .(7/87)
2967 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو؛ قَالَ: رَأَيْتُ دَاوُدَ الطَّائِيَّ يُصَلِّي كَأَنَّمَا يَطَّلِعُ فِي النَّارِ.(7/87)
2968 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَفَّانُ، نا الْمُبَارَكُ بْنُ فُضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) [التكاثر: 8] ؛ قَالَ: [ص:88] كَانُوا يَعُدُّونَ النَّعِيمَ أَنْ يَتَغَدَّى الرَّجُلُ ثُمَّ يَتَعَشَّى.(7/87)
2969 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نا شُرَيْحٌ، نا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ؛ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: طَلَبْنَا الْعِلْمَ وَمَا لَنَا فِيهِ نِيَّةٌ، ثُمَّ رَزَقَ الله النية بعد.(7/88)
2970 - وحدثنا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا قَبِيصَةُ؛ قَالَ: قِيلَ لِسُفْيَانَ: لِمَ لا تَأْمُرُ وَتَنْهَى؟ قَالَ: وَيْحَكُمْ مَنْ يُسَكِّنُ الْبَحْرَ إِذَا انْبَثَقَ(7/88)
2971 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنِي أَبُو عِيسَى النَّخَعِيُّ؛ قَالَ: [ص:89] قَدِمْتُ مَعَ الثَّوْرِيِّ بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ بِهَا، فَأَرْسَلَ إِلَى الثَّوْرِيِّ، فَقَالَ: تَعَالَ؛ فَحَدِّثْنَا، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ! تَبْعَثُ إِلَيْهِ بِمِثْلِ هَذَا؟ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَنْظُرَ كَيْفَ تَوَاضُعُهُ لِلْفُقَرَاءِ. قَالَ: فَإِذَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَدْ جَاءَهُمْ.(7/88)
2972 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ وَاقِدٍ الْحَرَّانِيُّ وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ جَمِيعًا، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ؛ قَالا: نا غَسَّانُ بْنُ بُرْزِينَ، نا أَبُو الْمِنْهَالِ سَيَّارُ بْنُ سَلامَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ السَّلِيطِيِّ، عَنْ نُقَادَةَ الأَسَدِيِّ؛ قَالَ: [ص:91] بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَجُلٍ يَسْتَمْنِحُهُ نَاقَةً لَهُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ رَدَّهُ، فَبَعَثَنِي إِلَى آخَرَ فَبَعَثَ بِهَا إِلَيْهِ. قَالَ نُقَادَةُ: فَجِئْتُ بِهَا أَقُودُهَا، فَلَمَّا أَبْصَرَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: «اللهُمَّ بَارِكْ فِيهَا وَفِيمَنْ أَرْسَلَ بِهَا» . قَالَ نُقَادَةُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! وَفِيمَنْ جَاءَ بِهَا! قَالَ: «وَفِيمَنْ جَاءَ بِهَا» . ثُمَّ أَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَحُلِبَتْ فَدَرَّتْ؛ فَقَالَ: «اللهُمَّ أَكْثِرْ مَالَ فُلانٍ وَوَلَدِهِ - يَعْنِي: الْمَانِعَ الَّذِي رَدَّهُ -، اللهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ فُلانٍ يَوْمًا بِيَوْمٍ» يَعْنِي: صَاحِبَ النَّاقَةِ الَّذِي أَرْسَلَ بِهَا
__________
[إسناده ضعيف] .(7/89)
2973 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عُمَيْرُ بْنُ مِرْدَاسٍ، نا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: [ص:92] سُئِلَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَنْ أَعْظَمُ النَّاسِ ذَنْبًا؟ قَالَ: أَعْظَمُ النَّاسِ ذَنْبًا أَنْ يَسْتَخِفَّ الرَّجُلُ بِذَنْبِهِ.(7/91)
2974 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُضَرَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: لَوْ عَلِمَ الْمُحِبُّونَ فِي الدُّنْيَا أَنَّهُمْ لا يَرَوْنَ رَبَّهُمْ فِي الآخِرَةِ؛ لَذَابَتْ أَكْبَادُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ
__________
[إسناده ضعيف] .(7/92)
2975 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نا يُوسُفُ بْنُ الْحَكَمِ؛ قَالَ: [ص:93] سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ الأَشْدَقِ يَذْكُرُ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ سَاجِدٍ قَدْ أطال سجوده، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ نَظَرَ إِلَى مَوْضِعِ سُجُودِهِ مُبْتَلا بِالدُّمُوعِ، فَأَرْصَدَ لَهُ رَجُلا، فَقَالَ: إِذَا قَضَى صَلاتَهُ؛ فَائْتِنِي بِهِ أَخْتَبِرْ عَقْلَهُ. فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ أَتَاهُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ: رَأَيْتُ مِنْكَ مَنْظَرًا الْجَنَّةُ تُدْرَكُ بِدُونِهِ. فَصَرَخَ الرَّجُلُ صَرْخَةً أَفْزَعَ عَبْدَ الْمَلِكِ وَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ بَعْدَ طَوِيلٍ وَهُوَ يَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ وَجْهِهِ وَيَقُولُ: تَبًّا لِعَاصِيكَ مَا احْتَمَلَ مِنَ الآثَامِ لَدَيْكَ. فَجَعَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ يَبْكِي والرجل موليا لا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ.(7/92)
2976 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، عن أبي سعيد الْمَدَنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: الصِّدْقُ وَالْوَفَاءُ يَكُونَانِ لِلْعِبَادِ حِصْنًا مِنَ النَّارِ.(7/93)
2977 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنِي الْمَازِنِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ؛ قَالَ: أَهْدَى رَجُلٌ إِلَى صَدِيقٍ لَهُ عَبْدًا أَسْوَدَ؛ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: لَوْ عَلِمْتُ عَدَدًا أَقَلَّ مِنْ وَاحِدٍ أَوْ لَوْنًا شَرًّا مِنْ أَسْوَدَ؛ لَبَعَثْتُ بِهِ إِلَيْكَ.(7/93)
2978 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَقُولُ: رَحِمَ اللهُ امرءا كَانَ ذَا حَسَبٍ؛ فَصَانَ حَسَبَهُ عَنِ الْكَذِبِ، أَوْ كَانَ ذَا دِينٍ؛ فَطَهَّرَ دِينَهُ عَنِ الْكَذِبِ، أَوْ كَانَ ذَا مُرُوءَةٍ وَأَدَبٍ؛ فَنَزَّهَهُمَا عَنِ الْكَذِبِ؛ فَإِنَّهُ مَا دَنَّسَ الأَخْلاقَ إِلا الْكَذِبُ.(7/94)
2979 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ جَارُ بِشْرٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْبَيْرُوتِيُّ؛ قَالَ: شَارَطَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ رَجُلا عَلَى شَيْءٍ يَعْمَلُهُ فِي الأَرْضِ، فَعَمِلَ فِيهِ أَيَّامًا؛ فَأَتَاهُ صَاحِبُ الأَرْضِ، فَقَالَ: أَفْسَدْتَ عَلَيَّ أَرْضِي. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: مَا أَفْسَدْتُ عَلَيْكَ أَكْثَرُ أَمْ كِرَايَ؟ قَالَ: الْكَرَى. قَالَ: فأطرح لَكَ مِنَ الْكَرَى بِقَدْرِ مَا أَفْسَدْتُ عَلَيْكَ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: نَعَمْ. فَوَلَّى إِبْرَاهِيمُ، فَقِيلَ لِلرَّجُلِ: هَذَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ. فَأَتَاهُ؛ فَقَالَ لَهُ: خُذْ كِرَاكَ وَافِيًا وَأَجْعَلُكَ فِي حِلٍّ مِمَّا أَفْسَدْتَ مِنْ أَرْضِي. فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: لا حَاجَةَ لِي فِي الْكَرَى، الْمُسْلِمُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ.(7/94)
2980 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص:96]: «اللهُمَّ مَنْ أَحَبَّنِي فَارْزُقْهُ الْعَفَافَ وَالْكَفَافَ، وَمَنْ أَبْغَضَنِي؛ فَأَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(7/94)
2981 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: وَاللهِ! مَا فَاضَتْ عَيْنَا عَبْدٍ قَطُّ حَتَّى يَضَعَ اللهُ يَدَهُ عَلَى قَلْبِهِ، وَمَا بَكَتْ عَيْنَاهُ إِلا مِنْ فَضْلِ رَحْمَةِ اللهِ.(7/96)
2982 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بِلالٍ، نا مُعَمَّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ، عَنْ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَنْ مَكْحُولٍ؛ قَالَ: [ص:97] أَرَقُّ النَّاسِ قُلُوبًا أَقَلُّهُمْ ذُنُوبًا.(7/96)
2983 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ؛ أَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ الزُّهْدُ بِتَقَشُّفِ الشَّعْرِ، وَتَفْلِ الرِّيحِ، وَخُشُونَةِ الْمَلْبَسِ وَالْمَطْعَمِ، وَلَكِنَّ الزُّهْدَ ظَلْفُ النَّفْسِ لِمَحْبُوبِ الشَّهَوَاتِ.(7/97)
2984 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النُّهَاوَنْدِيُّ، نا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: سُئِلَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ: مَا دَاءُ الْبَدَنِ؟ قَالَ: الذُّنُوبُ. قِيلَ لَهُ: فَمَا دَوَاؤُهَا؟ قَالَ: الاسْتِغْفَارُ. قِيلَ لَهُ: فَمَا شِفَاؤُهَا؟ قَالَ: أَنْ لا تَعُودَ فِي الذَّنْبِ.(7/97)
2985 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نا أَبُو حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: [ص:98] قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي بَعْضِ كُتُبِهِ: مَا أَحَدٌ أَطَاعَنِي؛ إِلا اسْتَجَبْتُ لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَدْعُوَنِي، وَأَعْطَيْتُهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَسْأَلَنِي.(7/97)
2986 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ الْهَمَذَانِيُّ، نا قَبِيصَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سُلَيْمٍ الْعَنْبَرِيِّ؛ قَالَ: كَانَ الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ إِذَا أَمْسَى بَكَى، فَيُقَالُ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَيَقُولُ: لا أَدْرِي مَا صَعَدَ الْيَوْمَ مِنْ عَمَلِي.(7/98)
2987 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ ابن الْحُسَيْنِ الأَنْمَاطِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ التُّرْجُمَانِيُّ؛ قَالَ: قَالَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ: يَا ابْنَ آدَمَ! فَرِحْتَ بِبُلُوغِ أَمَلِكَ، وَإِنَّمَا بَلَغْتَهُ بِانْقِضَاءِ مُدَّةِ أَجَلِكَ، ثُمَّ سَوَّفْتَ بِعَمَلِكَ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ حَتَّى تَأْتِيَكَ مَنِيَّتُكَ كَأَنَّ مَنْفَعَتَهُ لِغَيْرِكَ.(7/98)
2988 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ علي الْمَخْرَمِيِّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَقِيقٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَشْعَثِ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ: [ص:99] أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلا صَامَ الدَّهْرَ لا يُفْطِرُ، وَقَامَ اللَّيْلَ لا يَفْتُرُ، وَتَصَدَّقَ بِمَالِهِ، وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَاجْتَنَبَ مَحَارِمَ اللهِ غَيْرَ أَنَّهُ يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ القيامة على رؤوس الْخَلائِقِ فِي ذَلِكَ الْجَمْعِ الأَعْظَمِ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ فَيُقَالُ: هَذَا فُلانُ بْنُ فُلانٍ، عَظُمَ فِي عَيْنِهِ مَا صَغَّرَ اللهُ، وصغر في عينه ماعظم اللهُ؛ كَيْفَ تُرَى يَكُونُ حَالُهُ؟ ! فَمَنْ مِنَّا لَيْسَ هَكَذَا الدُّنْيَا عَظِيمَةٌ عِنْدَهُ؟ !(7/98)
2989 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَوْذَبٍ؛ قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللهُ، فَقَالَ: كَمْ مِنْ عَامِرٍ مُوَثَّقٍ عَمَّا قَلِيلٍ يَخْرَبُ؟ ! وَكَمْ مِنْ مُقِيمٍ مُغْتَبِطٍ عَمَّا قَلِيلٍ يَظْعَنُ؟ ! فَأَحْسِنُوا رَحِمَكُمُ اللهُ مِنْهَا الرِّحْلَةَ بِأَحْسَنِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ مِنَ النَّقْلَةِ. بَيْنَا ابْنُ آدَمَ فِي الدُّنْيَا يُنَافِسُ فِيهَا قَرِيرَ الْعَيْنِ، إِذْ دَعَاهُ اللهُ بِقَدَرِهِ وَرَمَاهُ بِيَوْمِ حَتْفِهِ، فَسَلَبَهُ آثَارَهُ وَدُنْيَاهُ، وَصَيَّرَ دُنْيَاهُ لِقَوْمٍ آخَرِينَ، إِنَّ الدُّنْيَا لا تَسُرُّ بِقَدْرِ مَا تَضُرُّ؛ إِنَّهَا تَسُرُّ قَلِيلا وَتُحْزِنُ طَوِيلا.(7/99)
2990 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: [ص:100] كَانَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ فِي قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى أَنْطَاكِيَةَ لا يُخَالِطُ أَحَدًا وَلا يَخْرُجُ إِلا فِي مَوَاقِيتِ الصَّلاةِ، فَكُنْتُ إِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ تَرَى أَثَرَ الْحُزْنِ فِي وَجْهِهِ كَأَنَّهُ مَأْخُوذٌ بِذَنْبِ أَهْلِ تِلْكَ الْقَرْيَةِ كُلِّهِمْ
__________
[إسناده ضعيف] .(7/99)
2991 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا هِشَامُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن محمد الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص:101]: «أُعْطِيَتْ أُمَّتِي خَمْسَ خِصَالٍ فِي رَمَضَانَ لَمْ تُعْطَهُ أُمَّةٌ قَبْلَهُمْ: خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَتَسْتَغْفِرُ لَهُمُ الْمَلائِكَةُ حَتَّى يُفْطِرُوا، وَتُصَفَّدُ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ؛ فَلا يَخْلُصُونَ إِلَى مَا كَانُوا يَخْلُصُونَ فِيهِ إِلَى غَيْرِهِ، وَيُزَيِّنُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ جَنَّتَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: يُوشِكُ عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ أَنْ يُلْقُوا عَنْهُمُ الْمُؤْنَةَ وَالأَذَى، وَأَنْ يَصِيرُوا إِلَيَّ، وَيُغْفَرُ لَهُمْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ» . قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! هِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ؟ قَالَ: «لا، وَلَكِنْ إِنَّمَا يُوَفَّى الْعَامِلُ أَجْرَهُ إِذَا قَضَى عَمَلَهُ»
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(7/100)
2992 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّبَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَكْثَمَ يَقُولُ: خَطَبَ الْمَأْمُونُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ بَعْدَ الثَّنَاءِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ [ص:102] وَالصَّلاةِ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ بِتَقْوَى اللهِ وَحْدَهُ، وَالْعَمَلِ لِمَا عِنْدَهُ، وَالتَّنَجُّزِ لِوَعْدِهِ، وَالْخَوْفِ لِوَعِيدِهِ؛ فَإِنَّهُ لا يَسْلَمُ إِلا مَنِ اتَّقَاهُ وَرَجَاهُ، وَعَمِلَ لَهُ وَأَرْضَاهُ؛ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ! وَبَادِرُوا آجَالَكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ، وَابْتَاعُوا مَا يَبْقَى لَكُمْ بِمَا يَزُولُ عَنْكُمْ، وَتَرَحَّلُوا؛ فَقَدْ جَدَّ بِكُمْ، وَاسْتَعِدُّوا لِلْمَوْتِ؛ فَقَدْ أَظَلَّكُمْ، وَكُونُوا قَوْمًا صِيحَ بِهِمْ؛ فَانْتَبَهُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الدُّنْيَا لَيْسَتْ لَكُمْ بِدَارٍ؛ فَاسْتَبْدِلُوا؛ فَإِنَّ اللهَ لَمْ يَخْلُقْكُمْ عَبَثًا، وَلَمْ يَتْرُكْكُمْ سُدًى، وَمَا بَيْنَ أَحَدِكُمْ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ إِلا الْمَوْتُ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ؛ فَإِنَّ غَايَةً يَنْقُصُهَا اللَّحْظَةُ وَتَهْدِمُهَا السَّاعَةُ لَجَدِيرَةٌ بِنَقْصِ الْمُدَّةِ، وَإِنَّ غَائِبًا يَحْدُوهُ الْجَدِيدَانِ - اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ - لَحَرِيٌّ بِسُرْعَةِ الأَوْبَةِ، وَإِنَّ قَادِمًا يَحِلُّ بِالْفَوْزِ أَوِ الشَّقْوَةِ لَمُسْتَحِقٌّ لِأَفْضَلِ الْعُدَّةِ؛ فَاتَّقَى عَبْدٌ رَبَّهُ وَنَصَحَ نَفْسَهُ وَقَدَّمَ توبته وغلب شهرته؛ فَإِنَّ أَجَلَهُ مَسْتُورٌ عَنْهُ، وَأَمَلَهُ خَادِعٌ لَهُ، وَالشَّيْطَانَ مُوَكَّلٌ بِهِ، يُزَيِّنُ لَهُ الْمَعْصِيَةَ لِيَرْكَبَهَا، وَيُمَنِّيهِ التَّوْبَةَ لِيُسَوِّفَهَا، حَتَّى تَهْجِمَ عَلَيْهِ مَنِيَّتُهُ، أَغْفَلَ مَا يَكُونُ عَنْهَا؛ فَيَا لَهَا حَسْرَةً عَلَى ذِي غَفْلَةٍ أَنْ يَكُونَ عُمْرُهُ عَلَيْهِ حُجَّةً، أَوْ تُؤَدِّيهِ أَيَّامُهُ إِلَى شَقْوَةٍ! فَنَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنَا وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ لا تَبْطُرُهُ نِعْمَتُهُ، وَلا تُقَصِّرُ بِهِ عَنْ طَاعَتِهِ، وَلا تَحِلُّ بِهِ بَعْدَ الْمَوْتِ حسرة؛ أنه سيمع الدُّعَاءِ، وَبِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَإِنَّهُ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ.(7/101)
2993 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَسَنُ، نا يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ؛ قَالَ: [ص:103] سَمِعْتُ الْمَأْمُونَ يَخْطُبُ خُطْبَةَ يَوْمِ الْعِيدِ؛ فَأَثْنَى عَلَى اللهِ، وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَوْصَاهُمْ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَذَكَرَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، ثُمَّ قَالَ: عِبَادَ اللهِ! عَظُمَ قَدْرُ الدَّارَيْنِ، وَارْتَفَعَ جَزَاءُ الْعَامِلِينَ، وَطَالَتْ مُدَّةُ الْفَرِيقَيْنِ؛ فَوَاللهِ! إِنَّهُ لَلْجَدُّ لا اللَّعِبُ، وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ لا الْكَذِبُ، وَمَا هُوَ إِلا الْمَوْتُ وَالْبَعْثُ وَالْمِيزَانُ وَالْحِسَابُ وَالْفَصْلُ وَالصِّرَاطُ وَالْعِقَابُ وَالثَّوَابُ؛ فَمَنْ نَجَا يَوْمَئِذٍ؛ فَقَدْ فَازَ، وَمَنْ هَوَى يَوْمَئِذٍ؛ فَقَدْ خَابَ؛ فَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي الْجَنَّةِ، وَالشَّرُّ كُلُّهُ فِي النَّارِ. قَالَ: وَخَطَبَ يَوْمَ الْفِطْرِ؛ فَقَالَ بَعْدَ أَنْ حَمِدَ اللهَ وَالصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْوَصِيَّةِ؛ فَقَالَ: اطْلُبُوا إِلَى اللهِ حَوَائِجَكُمْ، وَاسْتَغْفِرُوهُ لِتَفْرِيطِكُمْ؛ فَإِنَّهُ يُقَالُ: لا كَبِيرَةَ مَعَ اسْتِغْفَارٍ، وَلا قَلِيلَ مَعَ إِصْرَارٍ، بَادِرُوا عِبَادَ اللهِ بِالأَمْرِ الَّذِي اعْتَدَلَ فِيهِ يَقِينُكُمْ، وَلا يَحْتَضِرُ الشَّكُّ فِيهِ أَحَدًا مِنْكُمْ، وَهُوَ الْمَوْتُ الْمَكْتُوبُ عَلَيْكُمْ؛ فَإِنَّهُ لا يُقَالُ بَعْدَهُ عَثْرَةٌ، ولا تحظر قَبْلَهُ تَوْبَةٌ، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لا شَيْءَ قَبْلَهُ إِلا دُونَهُ، وَلا شَيْءَ بَعْدَهُ إِلا فَوْقَهُ، وَلا يُعِينُ عَلَى جَزَعِهِ وَعَلَزِهِ وَكَرْبِهِ وَلا يُعِينُ عَلَى الْقَبْرِ وَوَحْشَتِهِ وَظُلْمَتِهِ وَهَوْلِ مَطْلَعِهِ وَمَسَائِلِ مَلائِكَتِهِ؛ إِلا الْعَمَلُ الصَّالِحُ الَّذِي أَمَرَ اللهُ بِهِ؛ فَمَنْ زَلَّتْ عِنْدَ الْمَوْتِ قَدَمُهُ؛ فَقَدْ ظَهَرَتْ نَدَامَتُهُ وَفَاتَتْهُ اسْتِقَالَتُهُ، وَعَايَنَ الرجعة إلا ما يُجَابُ إِلَيْهِ، وَبَذَلَ مِنَ الْفِدْيَةِ مَا لا يُقْبَلُ مِنْهُ؛ [ص:104] فَاللهَ اللهَ عِبَادَ اللهِ! فَكُونُوا قَوْمًا سَأَلُوا الرَّجْعَةَ، فَأُعْطُوهَا إِذْ مُنِعَهَا الَّذِينَ طَلَبُوهَا، لَيْسَ يَتَمَنَّى الْمُتَقَدِّمُونَ إِلا هَذَا الأَجَلَ الْمَبْسُوطَ لَكُمْ؛ فَاحْذَرُوا مَا حَذَّرَكُمُ اللهُ، وَاتَّقُوا الْيَوْمَ الَّذِي يَجْمَعُكُمْ فِيهِ لِوَضْعِ مَوَازِينِكُمْ وَلِنَشْرِ صُحُفِكُمُ الْحَافِظَةِ لأَعْمَالِكُمْ مَا قَدْ نَسِيتُمُوهُ وَأُحْصِيَ عَلَيْكُمْ، وَلْيَنْظُرْ عَبْدٌ مَا يَضَعُ فِي مِيزَانِهِ مَا يَثْقُلُ بِهِ، وَمَا يَمْلأُ بِهِ صَحِيفَتَهُ الْحَافِظَةَ عَلَيْهِ وَلَهُ؛ فَقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَا قَالَ الْمُفَرِّطُونَ عِنْدَهَا إِذْ طَالَ إِعْرَاضُهُمْ عَنْهَا؟ قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فيه} [الكهف: 49] ، وَقَالَ: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ ليوم القيامة} [الأنبياء: 47] الآية، وَلَسْتُ أَنْهَاكُمْ عَنِ الدُّنْيَا بِأَعْظَمِ مَا نَهَتْكُمُ الدُّنْيَا عَنْ نَفْسِهَا، {وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بالله الغرور} [لقمان: 33، فاطر: 5] ، وَقَالَ: {إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لعب ولهو} الآية [الحديد: 20] ؛ فَانْتَفِعُوا بِمَعْرِفَتِكُمْ بِهَا وَبِإِخْبَارِ اللهِ تَعَالَى عَنْهَا، وَاعْلَمُوا أَنَّ قَوْمًا مِنْ عِبَادِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَدْرَكَتْهُمْ عَظَمَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فحذورا مَصَارِعَهَا، وَجَانَبُوا خَدَائِعَهَا، وَآثَرُوا طَاعَةَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا؛ فَأَدْرَكُوا الْجَنَّةَ بِمَا تركوا منها.(7/102)
2993 - / 1 م - قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: نا حُذَيْفَةُ بْنُ قَتَادَةَ الْمَرْعَشِيُّ؛ قَالَ: رَأَى الأَوْزَاعِيُّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ بِبَيْرُوتَ عَلَى عُنُقِهِ حُزْمَةُ حَطَبٍ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ! إِلَى مَتَى هَذَا؟ ! إِخْوَانُكَ يَكُفُّونَكَ! فَقَالَ: دَعْنِي [ص:105] عَنْ هَذَا يَا أَبَا عَمْرٍو؛ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّهُ مَنْ وَقَفَ مَوْقِفَ مَذَلَّةٍ فِي طَلَبِ الْحَلالِ؛ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ.(7/104)
2993 - / 2 م - قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ؛ قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ حَفْصٍ؛ قَالَ: نا سَهْلٌ - رَفِيقُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ -؛ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ يَقُولَ: لَوْ غَسَلْتُ وَجْهِي لِلنَّاسِ؛ مَا كُنْتُ إِلا مُرَائِيًا.
آخر الجزء الحادي والعشرين، يتلوه إن شاء الله تعالى الثاني والعشرون، والحمد لله حق حمده وصلواته على محمد وآله(7/105)
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثاني والعشرون
من كتاب «المجالسة وجواهر العلم»
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
أخبرنا الشيخان أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود المصري، وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي الشامي إذناً؛ قالا: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي، قال المصري: سماعاً عليه، وقال الآخر: إجازةً؛ قال: أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل بن محمد بن مروان بن الغمر الغساني المعروف بابن الضراب قراءة عليه وأنا أسمع؛ قال: أنا أبي، أنا أحمد بن مروان بن محمد الدينوري القاضي المالكي:(7/111)
2994 - نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا قاسم بن هشام، نا حَازِمُ بْنُ مَالِكِ بْنِ بَسْطَامٍ الدِّمَشْقِيُّ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ حُصَيْنٍ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ: [ص:112] مَنْ كَثُرَ كَذِبُهُ ذَهَبَ جَمَالُهُ، وَمَنْ لاحَى الرِّجَالَ سَقَطَتْ كَرَامَتُهُ، وَمَنْ كَثُرَ هَمُّهُ سَقِمَ جَسَدُهُ، وَمَنْ سَاءَ خُلُقُهُ عَذَّبَ نَفْسَهُ.(7/111)
2995 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ الْمَرْثَدِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَاهِلِيُّ، نا الْهَيْثَمُ بْنُ فِرَاسٍ الشَّامِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدْتُ عُثْمَانَ بْنَ ثُمَامَةَ الْمُزَنِيَّ:
(يُنَادِي الْجَارُ خَادِمَةً ... فَتَسْعَى مُشَمِّرَةً إِذَا حَضَرَ الطَّعَامُ)
(وَأَدْعُو حِينَ يَحْضُرُنِي طَعَامِي ... فَلا أَمَةٌ تُجِيبُ وَلا غُلامُ)
فَبَكَى وَأَمَرَ لِي بِغُلامَيْنِ.(7/112)
2995 - / م - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ الْمُهَلَّبُ: لَأَنْ يُطِيعَنِي سُفَهَاءُ قَوْمِي أَحَبُّ إِلَيَّ مَنْ أَنْ يُطِيعَنِي حُلَمَاؤُهُمْ.(7/112)
2996 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ:
(عَاشِرِ النَّاسَ بِالْجَمِيلِ وَسَدِّدْ وَقَارِبْ ... )
(وَاحْتَرِسْ مِنْ أَذَى الْكِرَامِ وَجُدْ بِالْمَوَاهِبِ ... )
(لا يَسُودُ الْجَمِيعَ مَنْ لَمْ يَقُمْ بِالنَّوَائِبِ ... )
(لا تَبِعْ عِرْضَكَ الْمَصُونَ بِعِرْضِ الْمُكَالِبِ ... )
(إنْ رَدَّ اللَّئِيمُ شَتْمَكَ إِحْدَى الْمَصَائِبِ ... )
(أَنَا لِلشَّرِّ كَارِهٌ وَلَهُ غَيْرُ هَايِبٍ ... )
(لَسْتُ لِلشَّرِّ مَا تَبَاعَدَ عَنِّي بِصَاحِبِ ... )(7/113)
2997 - وَقَالَ آخر:
(ولست مشاتما أحد لِأَنِّي ... رَأَيْتُ الشَّتْمَ مِنْ عِيِّ الرِّجَالِ)
(إِذَا جَعَلَ اللَّئِيمُ أَبَاهُ نُصْبًا ... لِشَاتِمِهِ فَدَيْتُ أَبِي بِمَالِي)(7/113)
2998 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْمَوْصِلِيُّ: [ص:114] قُلْتُ لإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَقَدْ أَسْرَعَ إِلَيْكَ الشَّيْبُ فِي رَأْسِكَ! قَالَ: مَا شَيَّبَ رَأْسِي إِلا الرُّفَقَاءُ.(7/113)
2999 - وَلِمِسْكِينٍ الدَّارِمِيِّ:
(وَإِذَا الْفَاحِشُ لاقَى فَاحِشًا ... فَهُنَاكُمْ وَافَقَ الشَّنُّ الطَّبَقْ)
(إِنَّمَا الْفُحْشُ ومَنْ يعنى بِهِ ... كَغُرَابِ السُّوءِ مَا شَاءَ نَعَقْ)
(أَوْ حِمَارِ السُّوءِ إِنْ أَشْبَعْتَهُ ... رَمَحَ النَّاسَ وَإِنْ جَاعَ نَهَقْ)
(أَوْ غُلامِ السُّوءِ إِنْ جَوَّعْتَهُ ... سَرَقَ الْجَارَ وَإِنْ يَشْبَعْ فَسَقْ)
(أَوْ كَعَذْرَى رَفَعَتْ عَنْ ذَيْلِهَا ... ثُمَّ أَرْخَتْهُ ضِرَارًا فَانْمَزَقْ)
(أَيُّهَا السَّائِلُ عَمَّا قَدْ مَضَى ... هَلْ جَدِيدٌ مِثْلُ مَلْبُوسٍ خَلِقْ)(7/114)
3000 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، نا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ: أَنَّ عَوْنًا وَسَعِيدَ بْنَ أَبِي بُرْدَةَ حَدَّثَاهُ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا بُرْدَةَ يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ: «لا يَمُوتُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ؛ إِلا أَدْخَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَكَانَهُ النَّارَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا»
__________
[إسناده صحيح] .(7/115)
3001 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو إِسْمَاعيِلَ، نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نا عِيسَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: الَّذِي قَتَلَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَجُلٌ مِنْ مُرَادَ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، أَزْرَقُ، أَشْقَرُ.(7/115)
3002 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ أَبُو مُحَمَّدٍ، نا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: مَا مِنْ صَاحِبِ كَبِيرَةٍ لا يَكُونُ وَجِلَ الْقَلْبِ؛ إِلا كَانَ مَيِّتَ الْقَلْبِ.(7/116)
3003 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا أَبُو زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: كَانَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ جُدْعَانَ جَفْنَةٌ يُطْعِمُ النَّاسَ فِيهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، كَانَ يَأْكُلُ مِنْهَا الرَّاكِبُ وَالْقَائِمُ لِعِظَمِهَا، وَذَكَرَ أَنَّهُ وَقَعَ فِيهَا صَبِيٌّ فَغَرِقَ.(7/116)
3004 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الْمَازِنِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لَقَطَ نَوَاةً مِنَ الطَّرِيقِ فَأَمْسَكَهَا بِيَدِهِ حَتَّى مَرَّ بِدَارِ قَوْمٍ؛ فَأَلْقَاهَا فِيهَا وَقَالَ: تَأْكُلُهَا دَاجِنَتُهُمْ - يَعْنِي: الشَّاةَ -
__________
[إسناده ضعيف جداٍ] .(7/116)
3004 - / م - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، ثنا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: أَرْبَعَةٌ لا أَمَلُّهُمْ: جَلِيسِي مَا فَهِمَ عَنِّي، وَثَوْبِي مَا سَتَرَنِي، وَدَابَّتِي مَا حَمَلَتْنِي، وَامْرَأَتِي مَا أَحْسَنَتْ عِشْرَتِي.(7/117)
3005 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِنِّي لَأَرَى الرَّجُلَ، فَيُعْجِبُنِي، فَأَقُولُ: هَلْ لَهُ حِرْفَةٌ؟ فَإِنْ قَالُوا: لا؛ سَقَطَ مِنْ عَيْنِي.(7/117)
3006 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، نا ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ؛ قَالَ: لَمَّا بَنَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِفَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ أَسْرَجَ فِي مَسَارِجِهِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ الْغَالِيَةَ.(7/117)
3007 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ لِأَبِي نَوَّاسٍ:
(أُضْمِرُ فِي الْقَلْبِ عِتَابًا لَهُ ... فَإِنْ بَدَا أُنْسِيتُ مِنْ هَيْبَتِهِ)(7/118)
3008 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: فِي كِتَابِ الْهِنْدِ: ثَلاثَةُ أَشْيَاءَ لا تُنَالُ إِلا بِارْتِفَاعِ هِمَّةٍ وَعِظَمِ خَطَرٍ: عَمَلُ السُّلْطَانِ، وَتِجَارَةُ الْبَحْرِ، وَمُنَاجَزَةُ الْعَدُوِّ.(7/118)
3009 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ قُتَيْبَةَ، نا يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو، نا عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَنْ تَجَرَ فِي شَيْءٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ فَلَمْ يُصِبْ فِيهِ؛ فَلْيَتَحَوَّلْ إِلَى غَيْرِهِ. وَقَالَ لِرَجُلٍ: إِذَا اشْتَرَيْتَ بَعِيرًا؛ فَاشْتَرِهِ عَظِيمَ الْخَلْقِ، فَإِنْ أَخْطَأَكَ خُبْرُهُ لَمْ يُخْطِئْكَ سُوقُهُ. وَقَالَ لِرَجُلٍ: بِعِ الْحَيَوَانَ أَحْسَنَ مَا يَكُونُ فِي عَيْنِكَ.(7/118)
3010 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبِرْتِيُّ؛ قال: قال النباجي: [ص:119] بينما أَنَا أَطُوفُ لَيْلَةً؛ إِذْ سَمِعْتُ قَائِلا وَهُوَ يَقُولُ: يَا مَنْ آنَسَنِي بِذِكْرِهِ، وَكَانَ لِي فِي بَعْضِ الآمَالِ عِنْدَ مَسَرَّتِي! ارْحَمِ الْيَوْمَ عَبْرَتِي، وَهَبْ لِي مِنْ مَعْرِفَتِكَ مَا أَزْدَادُ بِهِ تَقَرُّبًا إِلَيْكَ، يَا عَظِيمَ الصَّنِيعَةِ إِلَى أَوْلِيَائِهِ! اجْعَلْنِي الْيَوْمَ مِنْ أَوْلِيَائِكَ الْمُتَّقِينَ.(7/118)
3010 - / م - قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ الْعَلَوِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بن حسن بْنِ عَلِيٍّ، نا الْحَسَنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: أَرْجَى آيَةٍ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضِى (5)) ؛ فَلَمْ يَكُنْ يَرْضَى مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ رَبِّهِ أَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِهِ النَّارَ.(7/119)
3011 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ النِّبَاجِيُّ: سَمِعْتُ بَعْضَ الْعُبَّادِ يَقُولُ: إِنَّ مَثَلَ الرَّجُلِ لِوَلَدِهِ وَعِيَالِهِ مَثَلُ الدخنة الطيبة، تحترق ويلتذ [ص:120] بِطِيبِ رَائِحَتِهَا آخَرُونَ.(7/119)
3011 - / 1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، ثنا ابْنُ عَائِشَةَ: عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: مَرَّ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ بِقَوْمٍ، فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا أَزْهَدُ مَنْ فِي الدُّنْيَا. فَقَالَ مُحَمَّدٌ لَهُمْ: وَمَا قَدْرُ الدُّنْيَا حَتَّى يُحْمَدَ مَنْ زَهِدَ فِيهَا؟ !(7/120)
3011 - / 2 - قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، سَمِعْتُ صَالِحًا الْمُرِّيَّ يَقُولُ: لَيْسَ مِنْ شَهَوَاتِ الدُّنْيَا ولذاتها شيء إلا وهو مُتَحَوِّلٌ وَمُوَرِّثٌ حُزْنًا.(7/120)
3011 - / 3 - قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا سَعِيدٌ الْجَرْمِيُّ، قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ لِجَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مَلَأَ الدُّنْيَا لَذَّاتٍ، وَحَشَاهَا بِالآفَاتِ، وَمَزَجَ حَلالَهَا بِالْمُوبِقَاتِ وَحَرَامَهَا بِالتَّبِعَاتِ.(7/120)
3011 - / 4 - قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نا الْمَدَائِنِيُّ: قَالَ بَعْضُ مُلُوكِ فَارِسٍ لِحَكِيمٍ مِنْ حُكَمَائِهِمْ: أَيُّ الْمُلُوكِ أَحْزَمُ؟ قَالَ: مَنْ مَلِكَ جِدُّهُ هَزْلَهُ، وَقَهَرَ رَأْيُهُ هَوَاهُ، وَأَعْرَبَ عَنْ ضَمِيرِهِ فِعْلُهُ، وَلَمْ يَخْدَعْهُ رِضَاهُ عَنْ خَطَئِهِ، وَلا غَضَبُهُ عَنْ كَيْدِهِ.(7/121)
3012 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نا ابْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: الدُّنْيَا طَالِبَةٌ وَمَطْلُوبَةٌ؛ فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَهُ الْمَوْتُ، وَمَنْ طَلَبَ الآخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى تُوَفِّيَهُ رِزْقَهُ مِنْهَا.(7/121)
3013 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ ضَمْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ. مَا عَصَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَرِيمٌ، وَلا أثر الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ حَكِيمٌ.(7/121)
3014 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، نا أَبِي، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: قَرَّبَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قُرْبَانًا؛ فَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْهُ، فَرَجَعَ وَهُوَ يَقُولُ لِنَفْسِهِ: مِنْ قِبَلِكِ أُتِيتُ. فَنُودِيَ: إِنَّ مَقْتَكَ نَفْسَكَ خَيْرٌ من عبادة مئة سَنَةٍ
__________
[إسناده واه جدا] .(7/122)
3015 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ بَكْرٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ نَافِعِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ الْمُؤَذِّنُ، نا الْحُمَيْدِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُوَيْطِيُّ مِنْ قُرَيْشٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: قِرَاءَةُ حَمْزَةَ بِدْعَةٌ.(7/122)
3015 - / م - قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مَخْلَدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارٍ، نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُ: [ص:123] كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ مُجَاهِدًا ظَنَنْتُهُ خَرْبَنْدَجَ قَدْ ضَلَّ حِمَارُهُ.(7/122)
3016 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ بَكْرٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: لَوْ صَلَّيْتُ خَلْفَ إِنْسَانٍ يَقْرَأُ قِرَاءَةَ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ؛ أَعَدْتُ الصَّلاةَ.(7/123)
3017 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: الأُذُنُ عَذْرَاءُ تُفْتَرَعُ كُلَّ يَوْمٍ بِحَدِيثٍ لَمْ تَسْمَعْهُ.(7/123)
3018 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَزْرَبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَوَّلُ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يُقَالَ لَهُ: أَلَمْ أُصِحَّ جِسْمَكَ وَأَرْوِكَ مِنَ الْمَاءِ الْبَارِدِ؟ !» .(7/124)
3019 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُهُ بِمَكَّةَ يَقُولُ وَيَدْعُو؛ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سُبْحَانَ مَنْ شَمَلَ فَضْلُهُ، وَعَمَّ بِالإِحْسَانِ شُكْرُهُ، وَعَلا فِي الْقَدِيمِ ذِكْرُهُ، وَتَقَدَّمَ عَلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقُّهُ، وَنَفَذَ بِالْمَشِيئَةِ أَمْرُهُ، وَعَمَّ الْوَرَى حِفْظُهُ، وأحاط بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمُهُ، وَبَانَ عَنْ كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقُّهُ، وَبَانَ عَلَى كُلِّ ذِي حِلْمٍ حِلْمُهُ، وَأَلْهَجَ أَهْلُ السَّمَاءِ بِحَمْدِهِ، وَحَرَّكَ كُلَّ سَاكِنٍ بِلُطْفِهِ! ! فَسُبْحَانَ مَنْ وَسِعَ سَمْعُهُ الأَصْوَاتَ، وَلَمْ تَغِبْ عَنْ نَظَرِهِ الْحَرَكَاتُ، وَلَمْ تَشْتَبِهْ [ص:125] عَلَيْهِ تَصَارِيفُ اللُّغَاتِ! قَدْ أَحْكَمَ بِتَدْبِيرِهِ مَا حَوَى عَلَيْهِ النُّورُ وَالظُّلُمَاتُ. إِلَهِي! أَنْتَ نُورُ الذَّاكِرِينَ، وَحَامِلُ الشَّاكِرِينَ، وموصل المنقطعين، وَدَلِيلُ الْمُتَحَيِّرِينَ، وَوَسِيلَةُ الأَوَّابِينَ، وَحُجَّةُ الْمُحْسِنِينَ، وَعِمَادُ الْوَاثِقِينَ، وَعَيْنُ النَّاظِرِينَ. يَا خَيْرَ مَنِ اسْتُجْلِبَ بِهِ الْخَيْرُ! مَا أَحْسَنَ أَدَبَكَ، وَأَبْيَنَ عَلَى عِبَادِكَ كَرَمَكَ، مِنْكَ تُعْرَفُ الأَيَادِي، وَمِنْكَ يُبْتَغَى الْجَمِيلُ، ضَاقَ كُلُّ وُسْعٍ عند وسعك، وتلاشا كُلُّ مَعْرُوفٍ عِنْدَ مَعْرُوفِكَ، أَنْتَ حَبِيبُ الْعَارِفِينَ وَثِقَةُ الْمُؤَمِّلِينَ، أَوْسَعْتَ أَهْلَ الْخَطَايَا حِلْمًا، وَالْعُصَاةَ فَضْلا، وَالْمُعْرِضِينَ عَنْكَ جُودًا، لَوْلا صَفْحُكَ عَنْ جَرَائِمِ الْمُذْنِبِينَ؛ لَضَاقَتِ الْفِجَاجُ، وَلَفَاضَتِ الْبِحَارُ، وَلانْخَسَفَ القرار، ولزالت أقطار السماوات، وَلَتَدَكْدَكَتْ أَرْكَانُ الأَرْضِ، وَتَعَطَّلَ العمران، ولضج القفار، وَلَمَاجَ الْهَوَامُّ، وَلانْقَطَعَ عَنِ الْفَلَكِ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ؛ غَضَبًا لَكَ، وَإِعْظَامًا لِأَمْرِكَ. إِلَهِي! كَيْفَ لا تَبْكِي عُيُونُ الأَبْرَارِ، أَمْ كَيْفَ لا تَنْخَلِعُ أَوْصَالُ الصِّدِّيقِينَ؟ ! يَا مَنْ بِهِ ذُهِلَتِ الْقُلُوبُ، وَبَكَتْ عَلَيْهِ الْعُيُونُ! فَيَا سِرَاجَ كُلِّ أَوَّابٍ! أَنْتَ فِي كُلِّ نَظَرٍ مَنْظُورٌ، وَفِي كُلِّ وَهْمٍ مَوْجُودٌ، وَصَلَ إِلَى ذَلِكَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِكَ، وَالْمُتَرَوِّحُونَ بِنَسِيمِ رَوْحِ ذِكْرِكَ؛ فَهُمْ أَهْلُكَ وَالْمُكْرَمُونَ بِبِرِّكَ، وَالْمَشْهُورُونَ بَيْنَ بَرِيَّتِكَ. [ص:126] إِلَهِي! فَأْسَأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ لِي نُورًا أَهْتَدِي بِهِ لِنُورِكَ، وَأَسْكِنْ فِي قَلْبِي مَعْرِفَتَكَ وَإِعْظَامَكَ، مَا إِذَا أَقَمْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ؛ أَمَاتَتْنِي خَشْيَتُكَ، وَاعْتَلَّتْنِي رَهْبَتُكُ، وَاكْشِفْ لِي عَنْ كل مستور حتى أحيى بِعِلْمِهِ، وَقَرِّبْ مِنِّي كُلَّ بعيد حتى أحيى بِفَهْمِهِ، وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ كُلِّ حِيلَةٍ أَسْتَجْلِبُ بِهَا حِيلَةً، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ هَمٍّ أَنْقَطِعُ بِهِ عَنِ الْهَمِّ بِكَ، وَاكْشِفْ لي عَنْ حِجَابِ الْحَيْرَةِ؛ فَأَنَا مَأْسُورٌ فِي قَبْضَتِكَ مُدَبَّرٌ بِمَشِيئَتِكَ، كَيْفَ تَشَاءُ أَكُونُ، وَمَا تُرِيدُ أُرِيدُ، لا أَخْرُجُ عَنْ ذَلِكَ، وَكَيْفَ أَخْرُجُ عَنْ ذَلِكَ وَلَمْ أَكُنْ شَيْئًا فَكَوَّنْتَنِي، وَكُنْتُ جَاهِلا فَعَلَّمْتَنِي، وَبِلُطْفِ مَشِيئَتِكَ دَبَّرْتَنِي؟ ! يَا رَحْمَنُ! يَا رَحِيمُ! يَا قَادِرُ! يَا قَاهِرُ! يَا مَنْ يَتَوَدَّدُ إِلَى عِبَادِهِ بِالْجُودِ وَالْكَرَمِ! أَسْأَلُكَ عَفْوَكَ وَمُعَافَاتَكَ وَمُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ.(7/124)
3019 - / م - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ؛ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ؛ قُلْتُ: أَيْنَ ابْنُ الْمُبَارَكِ مِنَ الثَّوْرِيِّ؟ فَقَالَ لِي: يَا عَبْدَ اللهِ! بَيْنَهُمَا شَيْءٌ كثير، نقدم ابن الْمُبَارَكَ عَلَى الثَّوْرِيِّ. قَالَ نُعَيْمٌ: فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ يُخَالِفُونَكَ. فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ لَمْ يُبَاشِرُوا مِنْهُمَا مَا بَاشَرْتُ. قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ! فَأَيْنَ ابْنُ عُيَيْنَةَ مِنَ الثَّوْرِيِّ؟ قَالَ: كَانَ عِنْدَ ابْنِ عُيَيْنَةَ مِنْ مَعْرِفَتِهِ بِالْقُرْآنِ وَتَفْسِيرِ الْحَدِيثِ وَغَوْصِهِ عَلَى حُرُوفِ مَعْرِفَتِهِ بِجَمْعِهَا مَا [ص:127] لَمْ يَكُنْ عِنْدَ الثَّوْرِيِّ.(7/126)
3020 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ وَالنَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ قَالا: نا أَبُو النَّضْرِ، نا قُرْطُ بْنُ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمَدَائِنِيِّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا كَانَ الرَّجُلُ لا يُنْكِرُ عَمَلَ السُّوءِ عَلَى أَهْلِهِ جَاءَ طَائِرٌ يُقَالُ لَهُ الْقَرْقَفَنَّةُ، فَيَقَعُ عَلَى مِشْرِيقِ بَابِهِ، فَيَمْكُثُ هُنَاكَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا؛ فَإِنْ أَنْكَرَ طَارَ وَذَهَبَ، وَإِنْ لَمْ يُنْكِرْ مَسَحَ بِجَنَاحَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ، فَلَوْ رَأَى الرِّجَالَ مَعَ امْرَأَتِهِ تُنْكَحُ لَمْ يَرَ ذَلِكَ قَبِيحًا؛ فَذَلِكَ الْقُنْذُعُ الدَّيُّوثُ الَّذِي لا يَنْظُرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ. مِشْرِيقُ بَابِهِ: مَدْخَلُ الشَّمْسِ. وَالْقُنْذُعُ: فَهُوَ الرَّجُلُ الَّذِي لا يَغَارُ؛ فَقَدْ جُمِعَ إِلَى الْقُبْحِ وَالذِّلَّةِ.(7/127)
3021 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:128] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الأَعْمَالُ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ سَبْعَةٌ، عَمَلانِ مُوجِبَانِ وَعَمَلانَ بِأَمْثَالِهِمَا، وَعَمَلٌ بِعَشْرَةِ أَمْثَالِهِ، [وَعَمَلٌ بِسَبْعِ مئة ضِعْفٍ] ، وَعَمَلٌ لا يَعْلَمُ ثَوَابَ عَامِلِهِ إِلا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَأَمَّا الْمُوجِبَانِ؛ فَمَنْ لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَعْبُدُهُ مُخْلِصًا لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ لَقِيَ اللهَ قَدْ أَشْرَكَ بِهِ وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، وَمَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً جُزِيَ بِمِثْلِهَا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَلَمْ يَعْمَلْهَا جُزِيَ بِمِثْلِهَا، وَمَنْ عَمِلَ حَسَنَةً جُزِيَ عَشْرًا، وَمَنْ أَنْفَقَ مَالَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ضُوعِفَتْ نَفَقَتُهُ، الدِّرْهَمُ بِسَبْعِ مِائَةٍ، وَالدِّينَارُ بِسَبْعِ مِائَةِ دِينَارٍ، وَالصِّيَامُ لِلَّهِ لا يَعْلَمُ ثَوَابَ عَامِلِهِ إِلا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ»
__________
[إسناده ضعيف] .(7/127)
3022 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الربذي، عن أَبِي حَازِمٍ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص:129]: «دُونَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَبْعُونَ أَلْفَ حِجَابٍ مِنْ نُورٍ، لا يَسْمَعُ أَحَدٌ حِسَّ شَيْءٍ مِنْ تِلْكَ الْحُجُبِ؛ إِلا زَهَقَتْ نَفْسُهُ»
__________
[إسناده ضعيف] .(7/128)
3023 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نا نُعَيْمٌ، نا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ؛ قَالَ: لَقِيتُ غَيْلانَ الْقَدَرِيَّ، فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ كَانَ أَشَدَّ النَّاسِ عَلَيْكَ كَلامًا؟ فَقَالَ: كَانَ أَشَدُّ النَّاسِ عَلَيَّ كَلامًا عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، كَأَنَّهُ يُلَقَّنُ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَقَدْ كُنْتُ أَطْلُبُ لَهُ مَسَائِلَ أَعْنِتُهُ فِيهَا؛ فَبَيْنَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ فِي السُّوقِ إِذَا دَرَاهِمُ بِيضٍ يُقَلِّبُهَا الْيَهُودِيُّ وَالنَّصْرَانِيُّ وَالْحَائِضُ وَالْجُنُبُ، قُلْتُ: إِنْ يَكُنْ يَوْمٌ أَظْفَرُ بِهِ؛ فَالْيَوْمَ. قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! هَذِهِ الدَّرَاهِمُ الْبِيضُ فِيهَا كِتَابُ اللهِ يُقَلِّبُهَا الْيَهُودِيُّ وَالنَّصْرَانِيُّ وَالْحَائِضُ وَالْجُنُبُ؛ فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْمُرَ بِمَحْوِهَا! فَقَالَ لِي: أَرَدْتَ أَنْ تَحْتَجَّ عَلَيْنَا الأُمَمُ أَنْ غَيَّرْنَا تَوْحِيدَ رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ وَاسْمَ نَبِيِّنَا عَلَيْهِ السَّلامُ؟ ! قَالَ: فَبُهِتُّ؛ فَلَمْ أَدْرِ مَا أَرُدُّ عَلَيْهِ.(7/129)
3024 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ: [ص:130] حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ أَنَّ رَجُلَيْنِ تَوَاخَيَا، فَتَعَاهَدَا إِنْ مَاتَ أَحَدُهُمَا قَبْلَ صَاحِبِهِ أَنْ يُخْبِرَهُ بِمَا رَأَى، فَمَاتَ أَحَدُهُمَا، فَرَآهُ صَاحِبُهُ فِي النَّوْمِ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ فَقَالَ: يَا أَخِي! ذَلِكَ مَلِكٌ فِي الْجَنَّةِ لا يُعْصَى. قَالَ: فَأَيْنَ ابْنُ سِيرِينَ؟ قَالَ: ذَاكَ فِيمَا شَاءَ وَاشْتَهَى، وَشَتَّانَ مَا بَيْنَهُمَا! قَالَ لَهُ: يَا أَخِي! فَبِأَيِّ شَيْءٍ أَدْرَكَ الْحَسَنُ مَا أَدْرَكَ؟ قَالَ: بِشِدَّةِ الْخَوْفِ، وَالْحُزْنُ هُوَ الَّذِي بَلَغَ بِهِ مَا بَلَغَ.(7/129)
3025 - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا الصَّالِحِيُّ لِغَيْرِهِ [ص:131]:
(وَمَنْ يَأْمَنِ الدُّنْيَا يَكُنْ مِثْلَ قَابِضٍ ... عَلَى الْمَاءِ خَانَتْهُ فُرُوجُ الأَصَابِعِ)
وأنشدنا أيضا:
(وإن امرءا دُنْيَاهُ أَكْبَرُ هَمِّهِ ... لَمُسْتَوْثِقٌ مِنْهَا بِحَبْلِ غُرُورِ)(7/130)
3026 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نا عَفَّانُ، نا شُعْبَةُ قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ أَنْبَأَنِي عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الآيَةِ: {فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} [إبراهيم: 9] ؛ قَالَ جَعْفَرٌ: [ص:132] أَرَانَا عَفَّانُ، وَأَدْخَلَ أَصَابِعَ كَفِّهِ مَبْسُوطَةً فِي فِيهِ، وَذَكَرَ أَنَّ شعبة أراه كذلك [رجاله ثقات] .(7/131)
3027 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا عَوْنُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ: [ص:133] أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لَقِيَ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ؛ فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ الْمُتَوَكِّلُونَ. قَالَ: أَنْتُمُ الْمُتَوَاكِلُونَ، إِنَّمَا الْمُتَوَكِّلُ الَّذِي يُلْقِي حَبَّهُ فِي الأَرْضِ وَيَتَوَكَّلُ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
__________
[إسناده منقطع] .(7/132)
3028 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَفَّانُ، نا مُبَارَكُ بْنُ فُضَالَةَ، أنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: إِذَا لَبِسْتَ ثَوْبًا، فَظَنَنْتَ أَنَّكَ فِي ذَلِكَ الثَّوْبِ أَفْضَلُ مِنْكَ فِي غَيْرِهِ؛ فَبِئْسَ الثَّوْبُ هو لك.(7/133)
3029 - حدثنا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا حَكَّامٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ؛ قَالَ: الْبَسُوا ثِيَابَ الْمُلُوكِ، وَأَمِيتُوا قُلُوبَكُمْ بِالْخَشْيَةِ.(7/133)
3030 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا حَكَّامٌ، عَنْ ثَعْلَبَةَ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص:134] إِنَّ أَقْوَامًا جَعَلُوا خُشُوعَهُمْ فِي لِبَاسِهِمْ، وَكِبْرَهُمْ فِي صُدُورِهِمْ، وَشَبَّعُوا أَنْفُسَهُمْ بِلِبَاسِ هَذَا الصُّوفِ، وَاللهِ! لأَحَدُهُمْ يَلْبَسُ الصُّوفَ أَعْظَمُ كِبْرًا مِنْ صَاحِبِ الْمِطْرَفِ بِمِطْرَفِهِ.(7/133)
3031 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا الْوَلِيدُ بْنُ صالح؛ قال: حدثنا مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَمِّهِ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلّ: {وبشر المخبتين} [الحج: 34] ؛ قَالَ: الَّذِينَ لا يَظْلِمُونَ، وَإِذَا ظُلِمُوا لا يَنْتَصِرُونَ.(7/134)
3032 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يَضَعَ التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ تَوَاضُعًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ حَمَّادٌ: وَسَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يَضَعَ الرَّمَادَ عَلَى رَأْسِهِ تَوَاضُعًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
__________
[إسناده صحيح] .(7/135)
3033 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا وَكِيعٌ، نا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمَّتِهِ؛ قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى برذعة حمار مبتلة(7/135)
3034 - ح حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ، نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، نا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِنَّ الْوَالِي لا يَصْلُحُ؛ إِلا بِأَرْبَعٍ - إِنْ نَقَصَ وَاحِدَةً لَمْ يَصْلُحْ لَهُ أَمْرُهُ -: قُوَّةٍ عَلَى جَمْعِ هَذَا الْمَالِ مِنْ أَبْوَابِ حِلِّهِ، وَوَضْعِهِ فِي حَقِّهِ، وَشِدَّةٍ لا جَبَرُوتَ فِيهَا، وَلِينٍ لا وَهَنَ فِيهِ
__________
[إسناده ضعيف] .(7/136)
3035 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ قُتَيْبَةَ، نا يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو، نا عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ قَالَ: الأَسْوَاقُ مَوَائِدُ اللهِ فِي الأَرْضِ؛ فَمَنْ أَتَاهَا أَصَابَ مِنْهَا.(7/136)
3036 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ خَالِدٍ التَّمَّارُ، نا بَكْرُ بْنُ الأَسْوَدِ، نا عُثْمَانُ بْنُ زُفَرَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ امْرَأَةً سَعْدِيَّةً قَالَتْ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ حِينَ جِيءَ بِهِ إِلَى الْحَجَّاجِ دَعَا رَجُلا؛ [ص:137] فَقَالَ: اذْهَبْ؛ فَأَحْرِقْ كُتُبِي.(7/136)
3037 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ الْمِسْمَعِيُّ، نا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ: «مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي هُمْ أَعَزُّ وَأَكْثَرُ مِمَّنْ يَعْمَلُ بِهِ، ثُمَّ لا يُغَيِّرُوهُ؛ إِلا أَصَابَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَذَابٍ»
__________
[حديث صحيح بشواهده] .(7/137)
3038 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يُنْشِدُهُ:
(هَبْكَ عُمِّرْتَ مِثْلَ مَا عَاشَ نُوحٌ ... ثُمَّ لاقِيتَ كُلَّ ذَاكَ يَسَارَا)
(هَلْ مِنَ الْمَوْتِ لا أَبَا لَكَ بُدٌّ ... أَيُّ حَيٍّ إِلَى سِوَى الموت صارا)(7/137)
3038 - / 1 م - قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، نا أَبِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَسَدِيُّ، نا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ لِي عَطَاءٌ: مَا أَكْثَرَ الأَسْمَاءَ عَلَى اسْمِكَ! وَمَا أَكْثَرَ الأَسْمَاءَ عَلَى اسْمِي! فَإِذَا [ص:138] كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ؛ قِيلَ: يَا فُلانُ! فَقَامَ الَّذِي يعنى لا يَقُومُ غَيْرُهُ.(7/137)
3038 - / 2 - قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَسَدِيُّ، نا ابْنُ عَائِشَةَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: إِذَا اسْتَكْمَلَ الْعَبْدُ الْعَمَلَ وَالْعَقْلَ فِي الْقَلْبِ؛ ظَهَرَتِ الأَخْبَارُ مِنَ الْقُلُوبِ، وَبَانَتِ الأَفْعَالُ بِقُوَّةِ الْعَزْمِ.(7/138)
3038 - / 3 - قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نا أَبِي، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، نا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فُضِّلْتُ عَلَى النَّاسِ بِأَرْبَعٍ: بِالسَّخَاءِ، وَالشَّجَاعَةِ، وَكَثْرَةِ الْجِمَاعِ، وَشِدَّةِ الْبَطْشِ» [حديث باطل] .(7/138)
3038 - / 4 - وَبِهِ أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فَضَالَةَ لِغَيْرِهِ فِيمَنِ انْقَطَعَ إِلَى اللهِ تَعَالَى:
(فَهُمْ بَيْنَ أَهْلِ الأَرْضِ فِي الأَرْضِ قَدْ أَوَوْا ... إِلَى كَنَفٍ رَحْبٍ مَصُونُونَ فِي سِتْرِ [ص:139])
(أَئِمَّةُ حَقٍّ يَشْرَحُونَ سَبِيلَهُ ... بِأَلْسِنَةٍ صِينَتْ عَنِ اللَّغْوِ وَالْهَجْرِ)(7/138)
3038 - / 5 - وَأَنْشَدَنَا لِغَيْرِهِ فِي الْعَارِفِينَ بِاللهِ تَعَالَى:
(مَحِلُّ قُلُوبِ الْعَارِفِينَ بِرَوْضَةٍ سَمَاوية ... مِنْ دُونِهَا حُجُبُ الرَّبِّ)
(مُعَسْكَرُهَا فِيهَا وَمَجْنَى ثِمَارُهَا ... تَنْسِمُ رُوحَ الأُنْسِ بِاللهِ مِنْ قُرْبِ)(7/139)
3038 - / 6 - قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ النَّسَائِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِحَاتِمٍ الأَصَمِّ: عَلامَ بَنَيْتَ أَمْرَكَ؟ فَقَالَ: عَلَى التَّوَكُّلِ. ثُمَّ قَالَ: بَنَيْتُ أَمْرِي عَلَى أَرْبَعِ خِصَالٍ: عَلِمْتُ أَنَّ رِزْقِي لا يَأْكُلُهُ غَيْرِي؛ فَاطْمَأَنَّتْ نَفْسِي، وَعَلِمْتُ أَنَّ عَمَلِي لا يَعْمَلُهُ غَيْرِي؛ فَلَمْ أَشْتَغِلْ لِغَيْرِهِ، وَعَلِمْتُ أَنَّ الْمَوْتَ يَأْتِينِي بَغْتَةً؛ فَأَنَا أُبَادِرُهُ، وَعَلِمْتُ أَنِّي لا أَخْلُو مِنْ عَيْنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَيْثُ ما كنت؛ فأنا مستحيي مِنْهُ.(7/139)
3038 - / 7 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْوَقَّاصِيِّ الزُّهْرِيِّ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مِسْعَرًا يَقُولُ: (إِذَا الْمَرْءُ أَخْفَى الْخَيْرَ مُكْتَتِمًا لَهُ ... فَلا بُدَّ أَنَّ الْخَيْرَ يَوْمًا سَيَظْهَرُ [ص:140])
(وَيُكْسَى رِدَاءً بِالَّذِي هُوَ عَامِلٌ ... كَمَا يَلْبَسُ الثَّوْبَ النَّقِيَّ الْمُشَهَّرُ)(7/139)
3039 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، نا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ؛ قَالَ: رُبَّمَا دَخَلَ الْحَجَّاجُ عَلَى دَابَّتِهِ حَتَّى يَقِفَ عَلَى حَلَقَةِ الْحَسَنِ؛ فَيَسْتَمِعَ إِلَى كَلامِهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ؛ يَقُولُ: يَا حَسَنُ! لا تَمَلَّ النَّاسَ. قَالَ: فَيَقُولُ الْحَسَنُ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ إِلا مَنْ لا حَاجَةَ لَهُ.(7/140)
3040 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُتْبِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَزِيدَ:
(أُحِبُّ الْفَتَى يَنْفِي الْفَوَاحِشَ سَمْعُهُ ... كَأَنَّ بِهِ عَنْ كُلِّ فَاحِشَةٍ وَقْرًا)
(سَلِيمُ دَوَاعِي الصَّدْرِ لا بَاسِطًا يَدًا ... وَلا مَانِعًا خَيْرًا وَلا قَائِلا هجرا [ص:141])
(إذا ما أتت مِنْ صَاحِبٍ لَكَ زَلَّةٌ ... فَكُنْ أَنْتَ مُحْتَالا لِزَلَّتِهِ عُذْرًا)
(غني النَّفْسِ مَا يَكْفِيكَ مِنْ سَدِّ فَاقَةٍ ... فَإِنْ زَادَ شَيْئًا عَادَ ذَاكَ الْغِنَى فَقْرًا)(7/140)
3041 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، نا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ أَبِي غَانِمٍ، عَنْ أَبِي سَهْلٍ في قول عَزَّ وَجَلَّ: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)) [المدثر: 4] ؛ قَالَ: خُلُقَكَ فَحَسِّنْهُ.(7/141)
3041 - / م - قَالَ: نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبُو مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ: قَالَ ابْنُ كُنَاسَةَ: إِذَا اشْتَرَيْتَ بَغْلَةً؛ فَاشْتَرِهَا طَوِيلَةَ الْعُنُقِ؛ تَجِدَهُ فِي نَجَابَتِهَا، مُشْرِفَةَ الْهَادِي؛ تَجِدَهُ فِي طِبَاعِهَا، ضَخْمَةَ الْجَوْفِ؛ تَجِدَهُ فِي صَبْرِهَا.(7/141)
3042 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْقُرَشِيُّ، نا حَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ، عَنِ الأَجْلَحِ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)) [المدثر: 4] ؛ قَالَ: [ص:142] لا تَلْبَسْهَا عَلَى غَدْرَةٍ وَلا فَجْرَةٍ. ثُمَّ تَمَثَّلْ شِعْرَ غَيْلانَ بْنِ سَلَمَةَ:
(وَإِنِّي بِحَمْدِ اللهِ لا ثَوْبَ فَاجِرٍ ... لَبِسْتُ وَلا مِنْ غَدْرَةٍ أَتَقَنَّعُ)(7/141)
3043 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرٍ، نا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، نا أَبِي، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ فِي قوله: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)) [المدثر: 4] ؛ قَالَ: مِنَ الإِثْمِ.(7/142)
3044 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نا حُسَيْنُ بن حسن الْمَرْوَزِيُّ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: أَوْحَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَى نَبِيٍّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ: أَمَّا زُهْدُكَ فِي الدُّنْيَا؛ فَتَعَجَّلْتَ الرَّاحَةَ، وَأَمَّا انْقِطَاعُكَ إِلَيَّ، فَتَعَزَّزْتَ بِي، وَلَكِنْ هَلْ عَادَيْتَ لِيَ عَدُوًّا، أَوْ وَالَيْتَ لِي وَلِيًّا؟(7/142)
3045 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا محمد بن علي بن الْمَرْوَزِيُّ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: [ص:143] أَصْلُ الزُّهْدِ: الرِّضَا عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. ثُمَّ قَالَ: أَلا تَرَاهُ كَيْفَ يَزْوِيهَا عَنْهُ مَرَّةً وَيُمَرِّرُهَا عَلَيْهِ مَرَّةً بِالْعُرْيِ وَمَرَّةً بِالْجُوعِ وَمَرَّةً بِالْحَاجَةِ؛ كَمَا تَصْنَعُ الْوَالِدَةُ الشَّفِيقَةُ بِوَلَدِهَا مَرَّةً صَبْرًا، وَمَرَّةً حُضَضًا، وَإِنَّما تُرِيدُ بِذَلِكَ مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ. وَأَنْشَدَ:
(وَلِلدَّهْرِ أَيَّامٌ فَكُنْ فِي لِبَاسِهِ ... كَلابِسِهِ يَوْمًا أَجَدَّ وَأَخْلَقَا)
(وَكُنْ أَكْيَسَ الْكَيْسَى إِذَا كُنْتَ فِيهِمُ ... وَإِنْ كُنْتَ فِي الْحَمْقَى فَكُنْ أَنْتَ أَحْمَقَا)(7/142)
3045 - / 1 - قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يحيى الطلحي، نا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنِ الْمُسَاحِقِيِّ؛ قَالَ: كَانَ الْعُمَرِيُّ الزَّاهِدُ لا يُجَالِسُ النَّاسَ، وَنَزَلَ مَقْبَرَةً، وَكَانَ لا يُرَى إِلا وَفِي يَدِهِ كِتَابٌ يَقْرَؤُهُ، فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: لَمْ أَرَ أَوْعَظَ مِنْ قَبْرٍ، [ص:144] وَلا مُمْتِعًا أَمْتَعَ مِنْ كِتَابٍ، وَلا شَيْئًا أَسْلَمَ مِنَ الْوِحْدَةِ. فَقِيلَ لَهُ: قَدْ جَاءَ فِي الْوِحْدَةِ مَا جَاءَ فِيهَا. فَقَالَ: مَا أَفْسَدَهَا لِلْجَاهِلِ!(7/143)
3045 - / 2 - قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نا الرِّيَاشيُّ، قَالَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ: النَّاسُ يَكْتُبُونَ أَحْسَنَ مَا يَسْمَعُونَ، وَيَحْفَظُونَ أَحْسَنَ مَا يَكْتُبُونَ، وَيَتَحَدَّثُونَ بِأَحْسَنِ مَا يَحْفَظُونَ.(7/144)
3046 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَرْبِيُّ، نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوبًا: اشْكُرْ لِمَنْ أَنْعَمَ عَلَيْكَ، وَأَنْعِمْ عَلَى مَنْ شَكَرَكَ.(7/144)
3047 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ بَعْضُ النُّسَّاكِ: أَنَا لما لا أرجو أرجا مِنِّي لِمَا أَرْجُو.(7/144)
3048 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: [ص:145] كَانَ يُقَالُ: عَقْلُ الرَّجُلِ مَدْفُونٌ فِي لِسَانِهِ.(7/144)
3049 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نا أَبُو نَصْرٍ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص:146] قَالَ الْحَسَنُ: لِسَانُ الْعَاقِلِ مِنْ وَرَاءِ قَلْبِهِ، فَإِذَا أَرَادَ الْكَلامَ تَفَكَّرَ، فَإِنْ كَانَ لَهُ قَالَ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ أَمْسَكَ، وَقَلْبُ الْجَاهِلِ مِنْ وَرَاءِ لِسَانِهِ، فَإِنْ هَمَّ بِالْكَلامِ تَكَلَّمَ لَهُ وعليه.(7/145)
3049 - / م - وَقَالَ آخَرُ:
(وَجُرْحُ السَّيْفِ تُدْمِلُهُ فيبرأ ... وَجُرْحُ الدَّهْرِ مَا جَرَحَ اللِّسَانُ)(7/146)
3050 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ؛ قَالَ: وَصَفَ رَجُلٌ رَجُلا، فَقَالَ: كَانَ الْغَلَطُ فِي عِلْمِهِ مِنْ وُجُوهٍ أَرْبَعَةٍ: كَانَ يَسْمَعُ غَيْرَ مَا يُقَالُ لَهُ، وَيَحْفَظُ غَيْرَ مَا يَسْمَعُ، وَيَكْتُبُ غَيْرَ مَا يَحْفَظُ، وَيُحَدِّثُ بِغَيْرِ مَا يَكْتُبُ.(7/146)
3051 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ عُلَمَاءُ يُزَهِّدُونَ فِي الدُّنْيَا وَلا يَزْهَدُونَ، وَيُرَغِّبُونَ فِي الآخِرَةِ وَلا يَرْغَبُونَ، يَنْهَوْنَ عَنْ غِشْيَانِ الْوُلاةِ وَلا ينتهون، يقربون الأَغْنِيَاءَ وَيُبْعِدُونَ الْفُقَرَاءَ، وَيَنْقَبِضُونَ عِنْدَ الْحُقَرَاءِ، وَيَنْبَسِطُونَ عِنْدَ الْكُبَرَاءِ، أُولَئِكُمُ الْجَبَّارُونَ أَعْدَاءُ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ.(7/147)
3052 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي، نا ابْنُ مَهْدِيٍّ؛ قَالَ: سُئِلَ شُعْبَةُ: مَنِ الَّذِي يُتْرَكُ حَدِيثُهُ؟ قَالَ: مَنْ يُتَّهَمُ بِالْكَذِبِ، وَمَنْ يُكْثِرُ الْغَلَطَ، وَمَنْ يُخْطِئُ فِي حَدِيثٍ مُجْمَعٍ عَلَيْهِ؛ فَلا يَتَّهِمُ نَفْسَهُ، وَيُقِيمُ عَلَى غَلَطِهِ، وَرَجُلٌ رَوَى عَنِ الْمَعْرُوفِينَ مَا لا يَعْرِفُهُ الْمَعْرُوفُونَ.(7/147)
3053 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا عُمَيْرُ بْنُ مِرْدَاسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ دَاوُدَ؛ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللهُ: [ص:148] لا يُؤْخَذُ الْعِلْمُ مِنْ أَرْبَعَةٍ: سَفِيهٍ مُعْلَنٍ بِالسَّفَهِ، وَصَاحِبِ هَوًى، وَرَجُلٍ كَذَّابٍ فِي أَحَادِيثِ النَّاسِ وَإِنْ كَانَ لا يُتَّهَمُ فِي الْحَدِيثِ، وَرَجُلٍ لَهُ فَضْلُ وعبادة وَصَلاحٍ لا يَعْرِفُ مَا يُحَدِّثُ.(7/147)
3054 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: ذَكَرَ جَبَّارُ بْنُ سُلَيْمٍ عَامِرَ بْنَ الطُّفَيْلِ، فَقَالَ: كَانَ وَاللهِ إِذَا وَعَدَ الْخَيْرَ وَفَّى، وَإِذَا أَوْعَدَ الشَّرَّ أَخْلَفَ. وَقَالَ:
(يَا جَوَادَ اللِّسَانِ مِنْ غَيْرِ فِعْلٍ ... لَيْتَ جُودَ اللِّسَانِ فِي رَاحَتَيْكَ)(7/148)
3054 - / م - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، ثنا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: دَخَلَ الْفَرَزْدَقُ عَلَى عُبَيْدِ الله بن بَكْرَةَ يَعُودُهُ، وَعِنْدَهُ مُتَطَبِّبٌ [ص:149] يَذُوفُ لَهُ دِرْيَاقًا؛ فَأَنْشَأَ الْفَرَزْدَقُ يَقُولُ:
(يَا طَالِبَ الطِّبِّ مِنْ دَاءٍ تَخَوَّفَهُ ... إِنَّ الطَّبِيبَ الَّذِي أَبْلاكَ بِالدَّاءِ)
(هُوَ الطَّبِيبُ فَمِنْهُ الْبَرْءُ فَالْتَمِسْ ... لا مَنْ يَذُوفُ لَكَ الدِّرْيَاقَ بِالْمَاءِ)
فَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ: وَاللهِ! لا أَشْرَبُهُ أَبَدًا. فَمَا أَمْسَى حَتَّى وَجَدَ الْعَافِيَةَ.(7/148)
3055 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ؛ قَالَ: كَانَ أَحْمَدُ بْنُ الْمُعَذَّلِ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ قَامَ فِي اللَّيْلِ يُصَلِّي وَيَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ، وَيَتْلُو هَذِهِ الآيَةَ: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةٍ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْئَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132)) [طه: 132] . ثُمَّ يُنْشِدُ:
(أَشْكُو إِلَيْكَ حَوَادِثًا أَقْلَقَتْنِي ... فَتَرَكَتْنِي مُتَوَاصِلَ الأَحْزَانِ)
(مَنْ لِي سِوَاكَ يَكُونُ عِنْدَ شَدَائِدِي ... إِنْ أَنْتَ لَمْ تَكْلأْ فَمَنْ يَكْلانِي)
(لَوْلا رَجَاؤُكَ وَالَّذِي عَوَّدْتَنِي ... مِنْ حُسْنِ صُنْعِكَ لاسْتَطَارَ جَنَانِي)(7/149)
3056 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ؛ قَالَ: [ص:150] كَانَ إِبْرَاهِيمُ إِذَا طَلَبَهُ إِنْسَانٌ لا يُحِبُّ أَنْ يَلْقَاهُ؛ خَرَجَتِ الْجَارِيَةُ، فَقَالَتْ: اطْلُبُوهُ فِي الْمَسْجِدِ.(7/149)
3057 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمَخْزُومِيُّ، نا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ: خُطَبَاءُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.(7/150)
3058 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ الأَزْهَرِ؛ قَالَ: [ص:151] قَالَ بَعْضُ زُهَّادِ الْبَصْرَةِ وَالنَّاسُ عِنْدَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ! عَجَبًا لَكَ! كَيْفَ تَقَرُّ عَيْنُكَ أَوْ يُزَايِلُ الْوَجَلُ وَالإِشْفَاقُ قَلْبَكَ؛ وَقَدْ عَصَيْتَ رَبَّكَ وَاسْتَوْجَبْتَ بِعِصْيَانِهِ غَضَبَهُ وَعِقَابَهُ، وَالْمَوْتُ لا مَحَالَةَ نَازِلٌ بِكَ بِكَرْبِهِ وَغُصَصِهِ وَنَزْعِهِ وَسَكَرَاتِهِ؟ ! فَكَأَنَّهُ قَدْ نَزَلَ بِكَ سَرِيعًا وَشِيكًا، وَقَدْ صُرِعْتَ لِلْمَوْتِ صَرْعَةً لا تَقُومُ مِنْهَا إِلا إِلَى الْحَشْرِ إِلَى رَبِّكَ؛ فَكَيْفَ بِكَ فِي نَزْعِ الْمَوْتِ وَكَرْبِهِ وَغُصَصِهِ وَسَكَرَاتِهِ وَقَلَقِهِ؛ وَقَدْ بَدَأَ إِلَيْكَ الْمَلَكُ يَجْذِبُ رُوحَكَ مِنْ قَدَمَيْكَ؛ فَوَجَدْتَ أَلَمَ جَذْبِهِ مِنْ جَمِيعِ بَدَنِكَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ الْكَرْبُ مِنْكَ مُنْتَهَاهُ، وَعَمَّ أَلَمُ الْمَوْتِ جَمِيعَ جَسَدِكَ، وَقَلْبُكَ وَجِلٌ مَحْزُونٌ مُرْتَقِبٌ لِلْبُشْرَى مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالْغَضَبِ أَوْ بالرضى؛ فَبَيْنَا أَنْتَ فِي كَرْبِكَ وَارْتِقَابِكَ إِحْدَى الْبُشْرَيَيْنِ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ إِذْ نَظَرْتَ إِلَى صَفْحَةِ مَلَكِ الْمَوْتِ بِحُسْنِ صُورَةٍ أَوْ بِقُبْحِهَا مَادًّا يَدَهُ إِلَى فِيكَ لِيَنْزَعَ رُوحَكَ مِنْ بَدَنِكَ، وَعَايَنْتَ صَفْحَةَ مَلَكِ الْمَوْتِ، وَتَعَلَّقَ قَلْبُكَ مَاذَا يَفْجُؤُكَ مِنَ الْبُشْرَى مِنْهُ، بِسَخَطِهِ أَوْ بِرِضَاهُ؛ فَأُخِذَتْ نَفْسُكَ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ الْقَبْرُ وَهَوْلُ الْمَطْلَعِ، ثُمَّ سُؤَالُ الْمَلَكَيْنِ وَعَذَابُ الْقَبْرِ وَانْتِظَارُكَ الصَّيْحَةَ؛ فَبَيْنَا أَنْتَ كَذَلِكَ؛ إِذْ سَمِعْتَ نَفْخَةَ الصُّورِ؛ فَانْفَرَجَتِ الأَرْضُ عَنْ رَأْسِكَ، فَوَثَبْتَ مِنْ قَبْرِكَ عَلَى قَدَمَيْكَ بِغُبَارِ قَبْرِكَ قَائِمًا عَلَى قَدَمَيْكَ، شَاخِصًا بِبَصَرِكَ نَحْوَ النِّدَاءِ، وَقَدْ ثَارَ الْخَلائِقُ مَعَكَ ثَوْرَةً وَاحِدَةً فِي زَحْمَةِ الْخَلائِقِ عُرَاةٌ صُمُوتٌ أَجْمَعُونَ، قَدْ (وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَانِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً) [طه: 108] ، وَالصَّوْتُ يَمُدُّهُمْ [ص:152] بِالْمُنَادِي، وَالْخَلائِقُ مُقْبِلُونَ نَحْوَهُ، وَأَنْتَ فِيهِمْ سَاعٍ بِالْخُشُوعِ وَالذِّلَّةِ، حَتَّى إِذَا وَافَيْتَ الْمَوْقِفَ وَازْدَحَمَتِ الأُمَمُ كُلُّهَا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ عُرَاةً أَذِلاءَ، قَدْ نُزِعَ الْمُلْكُ مِنْ مُلُوكِ الأَرْضِ، وَلَزِمَتْهُمُ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ؛ فَهُمْ أَذَلُّ أَهْلِ الأَرْضِ وَأَصْغَرُهُمْ خِلْقَةً وَقَدْرًا بَعْدَ عُتُوِّهِمْ وَتَجَبُّرِهِمْ عَلَى عِبَادِ اللهِ فِي أَرْضِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَتِ الْوُحُوشُ مِنَ الْبَرَارِي وذرى الجبال منكسة رؤوسها بَعْدَ تَوَحُّشِهَا وَانْفِرَادِهَا عَنِ الْخَلائِقِ، ذَلِيلَةً لِيَوْمِ النُّشُورِ بِغَيْرِ بَلِيَّةٍ نَالَتْهَا وَلا خَطِيئَةٍ أَصَابَتْهَا، وَأَقْبَلَتِ السِّبَاعُ بَعْدَ ضَرَاوَتِهَا وَشِدَّةِ بَأْسِهَا منكسة رؤوسها ذَلِيلَةً لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، حَتَّى وَقَفَتْ مِنْ وَرَاءِ الْخَلائِقِ بِالذِّلَّةِ وَالْمَسْكَنَةِ لِلْمَلِكِ الْجَبَّارِ، وَأَقْبَلَتِ الشَّيَاطِينُ بَعْدَ تَمَرُّدِهَا وَعُتُوِّهَا خَاضِعَةً خَاشِعَةً لِذُلِّ الْعَرْضِ عَلَى اللهِ؟ ! فَسُبْحَانَ الَّذِي جَمَعَهُمْ بَعْدَ طُولِ الْبَلاءِ بِاخْتِلافِ خَلْقِهِمْ وَطَبَائِعِهِمْ وَتَوَحُّشِ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ! قَدْ أَذَلَّهُمُ الْبَعْثُ، وَجَمَعَ بَيْنَهُمُ النُّشُورُ، حَتَّى إِذَا تَكَامَلَتْ عِدَّةُ أَهْلِ الأَرْضِ مِنْ إِنْسِهَا وَجِنِّهَا وَشَيَاطِينِهَا وَوُحُوشِهَا وَسِبَاعِهَا وَأَنْعَامِهَا وَاسْتَوَوْا جَمِيعًا فِي مَوْقِفِ الْعَرْضِ وَالْحِسَابِ؛ تَنَاثَرَتْ نُجُومُ السَّمَاءِ مِنْ فَوْقِهِمْ، وَطُمِسَتِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ، وَأَظْلَمَتِ الأَرْضُ لِخُمُودِ سِرَاجِهَا وَإِطْفَاءِ نُورِهَا، وَمَادَتِ السَّمَاءُ مِنْ فَوْقِهِمْ، فَدَارَتْ بِعِظَمِهَا مِنْ فَوْقِهِمْ، وَأَنْتَ تَنْظُرُ إِلَى هَوْلِ ذَلِكَ، فَبَيْنَا مَلائِكَةٌ عَلَى حَافَّاتِهَا؛ إِذِ انْحَدَرُوا مِنْهَا إِلَى الأَرْضِ لِلْعَرْضِ وَالْحِسَابِ، فَيَفْزَعُ الْخَلائِقُ لِنُزُولِهِمْ مَخَافَةَ أَنْ يَكُونُوا قَدْ أُمِرُوا بِهِمْ، وَتَفْزَعُ الْمَلائِكَةُ إِجْلالا لَمَلِيكِهِمْ، وَقَدْ كُسِيَتِ الشَّمْسُ حَرَّ عَشْرَ سِنِينَ وَأُدْنِيَتْ مِنَ الْخَلائِقِ قَابَ قَوْسٍ أَوْ قَوْسَيْنِ؛ فَلا ظِلَّ لِأَحَدٍ إِلا عَرْشُ رَبِّ [ص:153] الْعَالَمِينَ، فَمِنْ بَيْنِ مُسْتَظِلٍّ بِظِلِّ الْعَرْشِ، وَبَيْنَ مُضَحٍّ بِحَرِّ الشَّمْسِ قَدْ صَهَرَتْهُ وَأَسْكَرَتْهُ، ثُمَّ ازْدَحَمَتِ الأُمَمُ مِنَ الْعَطَشِ، فَاجْتَمَعَ حَرُّ الشَّمْسِ وَوَهَجُ أَنْفَاسِ الْخَلائِقِ، وَتَزَاحَمَ أَجْسَادُهُمْ، فَفَاضَ الْعَرَقُ مِنْهُمْ سَيْلا حَتَّى اسْتُنْقِعَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، ثُمَّ عَلا الأَبْدَانَ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ، وَمَرَاتِبِهِمْ وَمَنَازِلِهِمْ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي السَّعَادَةِ وَالشَّقَاءِ، وَأَنْتَ كَأَحَدِهِمْ لا مَحَالَةَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ مِنْكَ وَمِنْهُمُ الْمَجْهُودُ، وَطَالَ وُقُوفُهُمْ لا يَتَكَلَّمُونَ وَلا يُنْظَرُ فِي أُمُورِهِمْ؛ فَمَا ظنك بوقوفهم ثلاث مئة عَامٍ لا يَأْكُلُونَ وَلا يَشْرَبُونَ وَلا يَنْفَحُ وُجُوهَهُمْ رَوْحٌ وَلا نَسِيمُ جَوٍّ وَلا رِيحٌ، وَلا يَسْتَرِيحُونَ مِنْ تَعَبِ قِيَامِهِمْ وَنَصَبِ وُقُوفِهِمْ، وَقَدِ اشْتَدَّ الْعَطَشُ، فَيَفْزَعُونَ إِلَى حَوْضِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمِنْ شَارِبٍ مِنْ حَوْضِهِ صَادِرٍ عَنْهُ بَعْدَ رِيِّهِ مَسْرُورٍ قَلْبُهُ بِفَرَحِهِ بِالرِّيِّ وَزَوَالِ شِدَّةِ عَطَشِهِ، وَمِنْ مَصْرُوفٍ وَجْهُهُ عَنْ حَوْضِهِ وَمُوَلٍّ بِعَطَشِهِ وَشِدَّةِ حَسْرَتِهِ عَلَى مَا خُيِّبَ مِنْ أَمَلِهِ أَنْ يَشْرَبَ مِنْ حَوْضِهِ، يُنَادِي بِصَوْتِهِ الْمَحْزُونِ عَنْ قَلْبِهِ الْحَسِرِ الْمَغْمُومِ: أَتَيْتُ حَوْضَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصُرِفَ وَجْهِي؛ فَوَاعَطَشَاهُ! وَلَيْسَ مِنَّا أَحَدٌ إِلا وَهُوَ خَائِفٌ أَنْ يَحِلَّ بِهِ مَا حَلَّ بِهِ؛ فَحَقٌّ عَلَيْكَ أَنْ تَعِيشَ فِي الدُّنْيَا مَغْمُومًا مَحْزُونًا خَائِفًا أَنْ يُصْرَفَ وَجْهُكَ عَنْ حَوْضِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ دَخَلَ النَّارَ بَعْدَ ذَلِكَ بِعَطَشِهِ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ؛ فَزِعُوا إِلَى آدَمَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] أَنْ يَشْفَعَ فِي الرَّاحَةِ مِنْ مَقَامِهِمْ، وَإِلَى نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى عَلَيْهِمُ السَّلامُ؛ فَكُلُّهُمْ قَالَ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْهُ قَبْلُ وَلا بَعْدُ. فَكُلُّهُمْ يَقُولُ: نَفْسِي نَفْسِي؛ فَمَا ظَنُّكَ بِيَوْمٍ يُنَادِي فِيهِ الْمُصْطَفَى آدَمُ وَالْخَلِيلُ إِبْرَاهِيمُ وَالْكَلِيمُ مُوسَى وَالرُّوحُ وَالْكَلِمَةُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ؛ مَعَ [ص:154] كَرَامَتِهِمْ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعِظَمِ قَدْرِ مَنَازِلِهِمْ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ كُلٌّ يَقُولُ: نَفْسِي نَفْسِي؛ مِنْ شِدَّةِ غَضَبِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ ! حَتَّى إِذَا أَيِسُوا مِنَ الشَّفَاعَةِ أَتَوْا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلُوهُ الشَّفَاعَةَ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ، فَأَجَابَهُمْ إِلَيْهَا، ثُمَّ قَامَ إِلَى رَبِّهِ؛ فَأَثْنَى عَلَيْهِ وَحَمِدَهُ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ؛ حَتَّى أَجَابَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى تَعْجِيلِ عَرْضِهِ، فَبَيْنَاهُ؛ إِذْ نَادَى مُنَادٍ: إِنَّ الْجَبَّارَ قَدْ أَتَى لِعَرْضِكَ عَلَيْهِ، حَتَّى كَأَنَّهُ لا يُعْرَضُ عَلَيْهِ أَحَدٌ سِوَاكَ، وَلا يَنْظُرُ إِلا فِي أَمْرِكَ، ثُمَّ جِيءَ بِجَهَنَّمَ، ثُمَّ زَفَرَتْ وَثَارَتْ إِلَى الْخَلائِقِ مِنْ بُعْدٍ، وَسَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا، ثُمَّ تُحْمَلُ عَلَى الْخَلائِقِ حَتَّى يَتَسَاقَطُوا عَلَى رُكَبِهِمْ جِثِيًّا حَوْلَ جَهَنَّمَ، فَأَرْسَلُوا الدُّمُوعَ، وَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُ الْخَلائِقِ بِالْبُكَاءِ وَالْعَوِيلِ، وَقَدْ ذُهِلَتْ عُقُولُهُمْ لِعِظَمِ ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَفَرَّ مِنْكَ الْوَلَدُ وَالْوَالِدُ وَالأَخُ وَالصَّاحِبُ، فَبَيْنَا الْخَلائِقُ عَلَى ذَلِكَ؛ ارْتَفَعَتْ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ، فَنَطَقَتْ بِلِسَانٍ فَصِيحٍ بِمَنْ وُكِّلَتْ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنْ بَيْنِ الْخَلائِقِ بِغَيْرِ حِسَابٍ، فَابْتَلَعَتْهُمْ، ثُمَّ خَنَسَتْ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ، تَقُولُ ذَلِكَ ثَلاثًا، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: سَيَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ مَنْ أَوْلَى بِالْكَرَمِ، لِيَقُمِ الْحَامِدُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ. فَيَقُومُونَ، فَيَسْرَحُونَ إِلَى الْجَنَّةِ، ثُمَّ يَفْعَلُ ذَلِكَ بِأَهْلِ قِيَامِ اللَّيْلِ، ثُمَّ بِمَنْ لَمْ تَشْغَلْهُ فِي الدُّنْيَا تِجَارَةٌ وَلا بيع على ذِكْرِ اللهِ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ هَذَانِ الْفَرِيقَانِ الْجَنَّةَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ بِغَيْرِ حِسَابٍ؛ تَطَايَرَتِ الْكُتُبُ؛ فَآخِذٌ ذَاتَ الْيَمِينِ، وَآخِذٌ ذَاتَ الشِّمَالِ؛ حَتَّى تَقَعَ فِي أَيْمَانِهِمْ وشمائلهم، ونصبت الموزاين وَأَنْتَ مُتَوَجِّلٌ أَيْنَ يَقَعُ كِتَابُكَ: فِي يَمِينِكَ أَوْ شِمَالِكَ؛ فَإِنْ وَقَعَ فِي يَمِينِكَ؛ فَقَدْ فُزْتَ، وَإِنْ وَقَعَ فِي شِمَالِكَ؛ فَقَدْ خَسِرْتَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ، ثُمَّ تُنْشَرُ [ص:155] صُحُفُكَ وَمَا عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ؛ فَقَدْ أَحْصَاهُ اللهُ وَنَسِيتَهُ، ثُمَّ تُوقَفُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَدْ رَفَعَ الْخَلائِقُ إِلَيْكَ أَبْصَارَهُمْ، وَقَدْ خُلِعَ قَلْبُكَ فَزَعًا حَتَّى أَتَوْا بِكَ إِلَى رَبِّكَ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَقُولُ لَكَ: يَا ابْنَ آدَمَ! فِيمَا أَفْنَيْتَ عُمْرَكَ، وَمَالَكَ مِنْ أَيْنَ جَمَعْتَهُ، وَفِيمَا فَرَّقْتَهُ؟ ثُمَّ يَسْأَلُكَ عَنْ قَبِيحِ فِعْلِكَ وَعَظِيمِ جُرْمِكَ؛ فَكَمْ لَكَ مِنْ حَيَاءٍ وَخَجَلٍ مِنَ الَّذِي لَمْ يَزَلْ إِلَيْكَ مُحْسِنًا، وَعَلَيْكَ سَاتِرًا؛ فبأي لِسَانٍ تُجِيبُهُ حِينَ يَسْأَلُكَ؟ ! وَبِأَيِّ قَدَمٍ تَقِفُ بَيْنَ يَدَيْهِ؟ ! وَبِأَيِّ قَلْبٍ تَحْتَمِلُ كَلامَ الْجَلِيلِ؟ ! فَكَمْ مِنْ بَلِيَّةٍ قَدْ كُنْتَ نَسِيتَهَا قَدْ ذَكَرَهَا؟ ! وَكَمْ مِنْ سَرِيرَةٍ قَدْ كُنْتَ كَتَمْتَهَا قَدْ أَظْهَرَهَا وَأَبْدَاهَا؟ ! وَكَمْ مِنْ عَمَلٍ قَدَّمْتَهُ ظَنَنْتَ أَنَّهُ قَدْ خَلُصَ لَكَ وَسَلِمَ بِالْغَفْلَةِ مِنْكَ إِلَى مَيْلِ الْهَوَى عَمَّا يُفْسِدُهُ، قَدْ رَدَّهُ فِي ذَلِكَ الْمَوْقِفِ بَعْدَمَا كَانَ أَمَلُكَ فِيهِ عَظِيمًا؟ ! فَيَا حَسَرَاتِ قَلْبِكَ! وَيَا أَسَفَكَ عَلَى مَا فَرَّطْتَ فِي طَاعَةِ رَبِّكَ عَزَّ وَجَلَّ! حَتَّى إِذَا كَرَّرَ عَلَيْكَ السُّؤَالَ بِذِكْرِ كُلِّ بَلِيَّةٍ وَنَشْرِ كُلِّ مخبإ؛ فَأَجْهَدَكَ الْكَرْبُ، وَبَلَغَ الْحَيَاءُ مِنْكَ مُنْتَهَاهُ، وَيَقُولُ لَكَ: يَا عَبْدِي! أَمَا أَجْلَلْتَنِي؟ أَمَا اسْتَحْيَيْتَ مِنِّي؟ اسْتَخْفَفْتَ بِنَظَرِي وَلَمْ تَهَابْنِي؟ أَلَمْ أُحْسِنْ إِلَيْكَ؟ ! أَلَمْ أُنْعِمْ عَلَيْكَ؟ ! مَا غَرَّكَ بِي؟ ! شَبَابَكَ فيما أَبْلَيْتَهُ، وَعُمْرَكَ فيما أَفْنَيْتَهُ، وَمَالَكَ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبْتَهُ وفيما أَنْفَقْتَهُ، وَعِلْمَكَ مَاذَا عَمِلْتَ بِهِ؟ ! فَمَا يَزَالُ يُعَدِّدُ مِنْ ذَلِكَ عَلَيْكَ أَشْيَاءَ وَأَنْتَ قَدْ طَارَ قَلْبُكَ، فَأَعْظِمْ بِهِ مَوْقِفًا، وَأَعْظِمْ بِهِ سَائِلا، وَأَعْظِمْ مِمَّا يُدَاخِلُكَ مِنَ الْغَمِّ وَالْحُزْنِ وَالتَّأَسُّفِ عَلَى مَا فَرَّطْتَ فِي طَاعَتِهِ، فَإِذَا بَقِيتَ مُتَحَيِّرًا: إِمَّا أَنْ يَقُولَ لَكَ: يَا عَبْدِي! أَنَا سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ، وَإِمَّا [ص:156] أَنْ يَقُولَ لَكَ: يَا عَبْدِي! أَنَا غَضْبَانُ عَلَيْكَ؛ فَعَلَيْكَ لَعْنَتِي؛ فَلَنْ أَغْفِرَ لَكَ عَظِيمَ مَا أَتَيْتَ، وَلَنْ أَتَقَبَّلَ مِنْكَ مَا عَمِلْتَ، وَيَقُولُ ذَلِكَ عِنْدَ بَعْضِ ذُنُوبِكَ الْعَظِيمَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: خُذُوهُ؛ فَمَا ظَنُّكَ بِاللهِ يَقُولُهَا؛ فَتُبَادِرُ إِلَيْكَ الزَّبَانِيَةُ بِفَظَاظَتِهَا وَغِلَظِ أَكُفِّهَا، وَأَنْتَ ذَلِيلٌ مُوقِنٌ بِالْهَلاكِ، وَأَنْتَ فِي أَيْدِيهِمْ وَهُمْ ذَاهِبُونَ بِكَ إِلَى النَّارِ، مُسْوَدٌّ وَجْهُكَ، تَتَخَطَّى الْخَلائِقَ وَكِتَابُكَ بِشِمَالِكَ، تُنَادِي بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ حَتَّى تُسَاقَ إِلَى جَهَنَّمَ، فَتُذَاقَ أَلْوَانَ الْعَذَابِ؛ فأشفق يَا ابْنَ آدَمَ عَلَى ضَعْفِ بَدَنِكَ، وَتَخَفَّفْ فِي الدُّنْيَا مِنَ الذُّنُوبِ، وَلِلْمَمَرِّ عَلَى الصِّرَاطِ الَّذِي هُوَ مَسِيرَةُ خَمْسَ عَشْرَةَ أَلْفَ عَامٍ، وَلِهَوْلِ الْقِيَامَةِ؛ فَإِنَّمَا خَفَّ ذَلِكَ عَلَى أَوْلِيَائِهِ بِهُمُومِهَا فِي الدُّنْيَا لِعُقُولِهِمْ، فَتَحَمَّلُوا فِي الدُّنْيَا ثِقَلَ هُمُومِهَا حَتَّى خَشَعَتْ قُلُوبُهُمْ وَجُلُودُهُمْ فِي الدُّنْيَا، فَخَفَّفَهَا عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ مَوْلاهُمْ. فَأَلْزِمْ قَلْبَكَ خَوْفَهُ، وَاشْتَغِلْ بِطَاعَتِهِ لَعَلَّهُ يَرَى اهْتِمَامَكَ؛ فَيُبَلِّغَكَ؛ فَتَكُونَ مِمَّنْ قَدْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأَمِنَ غَمَرَاتِ الْقِيَامَةِ، وَاسْأَلْهُ التَّوْفِيقَ لِمَا يُدْنِيكَ مِنْهُ، وَمَا يُسَلِّي عَنْكَ غَمَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ هَوْلِ الْمَوْقِفِ؛ فَإِنَّهُ أَهْلُ الْفَضْلِ والإحسان والكرم.(7/150)
3058 - / 1 م - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ؛ قَالَ: قَالَ حَاتِمُ طَيْءٍ وَأَنْشَدَ هَذِهِ الأَبْيَاتِ:
(قَلِيلُ الْمَالِ تُصْلِحُهُ فَيَبْقَى ... . . . . . . . . . . . .)
[ص:157] فَقَالَ: قَطَعَ اللهُ لِسَانَهُ؛ فَأَيْنَ هُوَ عَنْ هَذِهِ الأَبْيَاتِ:
(فَلا الْجُودُ يُفْنِي الْمَالَ قَبْلَ فَنَائِهِ ... وَلا الْبُخْلُ فِي مَالِ الشَّحِيحِ يَزِيدُ)
(فَلا تَعِشْ يَوْمًا بِعَيْشِ مُقْتِرٍ ... لِكُلِّ غَدٍ رِزْقٌ يجيء جديد)(7/156)
3058 - / 2 م - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْحَكَمِ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، ثنا ثَابِتُ بْنُ سَعْدٍ صَاحِبُ الْهَرَوِيِّ، ثنا فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ؛ قَالَ: إِنَّمَا كَانَ يُولَدُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ الأَنْبِيَاءُ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَجْعَلُونَ مُهُورَ نِسَائِهِمْ مِنْ أطيب كسبهم.(7/157)
3058 - / 3 م - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ؛ قَالَ: [ص:158] يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ إِخْوَانُ الْعَلانِيَةِ أَعْدَاءُ السَّرِيرَةِ، بِرَغْبَةِ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ وَرَهْبَةِ بعضهم من بعض
__________
[إسناده ضعيف] .(7/157)
3058 - / 4 م - قَالَ: نا الْحَرْبِيُّ، نا خَالِدٌ، نا حَمَّادٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ؛ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَنْصَحَ لِلْعَامَّةِ مِنْ أَيُّوبَ وَالْحَسَنِ.(7/158)
3059 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: وَأَنْشَدَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ:
(أَخُوكَ الَّذِي إِنْ سُؤْتَهُ قَالَ إِنَّنِي ... أَسَأْتُ وَإِنْ عَاتَبْتَهُ لانَ جَانِبُهُ)
(فَعِشْ وَاحِدًا أَوْ صِلْ أَخَاكَ فَإِنَّهُ ... مُقَارِفٌ ذنب مَرَّةً وَمُجَانِبُهُ [ص:159])
(إِذَا أَنْتَ لَمْ تَشْرَبْ مِرَارًا عَلَى الْقَذَى ... ظَمِئْتَ وَأَيُّ النَّاسِ تَصْفُو مَشَارِبُهُ)(7/158)
3059 - / م - قَالَ: نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، سَأَلْتُ أَبَا سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيّ: كَمْ كَانَ جُنْدُ بَنِي أمية؟ قال: ثلاث مئة أَلْفٍ وَخَمْسُونَ أَلْفًا مِنْ أهل الشام، ومئة وَخَمْسُونَ أَلْفًا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ.(7/159)
3060 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ؛ قَالَ: لِلإِنْسَانِ أَرْبَعُ ثَنَايَا وَأَرْبَعُ رُبَاعِيَّاتٍ، الْوَاحِدَةُ رُبَاعِيَةٌ مُخَفَّفَةٌ، وَأَرْبَعَةُ أَنْيَابٍ وَأَرْبَعَةُ ضَوَاحِكَ، وَاثْنَتَا عَشْرَةَ رَحًى، ثَلاثٌ فِي كُلِّ شِقٍّ، وَأَرْبَعَةُ نَوَاجِذَ وَهِيَ أَقْصَاهَا.(7/159)
3061 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَزَرِيُّ، نا خَالِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى؛ قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ: عَثَرَتِ امْرَأَةُ فَتْحٍ الْمَوْصِلِيِّ، فَانْقَطَعَ ظُفْرُهَا، فَضَحِكَتْ، فَقِيلَ [ص:160] لَهَا: فَأَيْنَ مَا تَجِدِيهِ مِنْ حَرَارَةِ الْوَجَعِ؟ فَقَالَتْ: إِنَّ لَذَّةَ ثَوَابِهِ أَزَالَتْ عَنْ قَلْبِي مَرَارَةَ وَجَعِهِ.(7/159)
3062 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَرْبِيُّ، نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: شَرُّ خِصَالِ الْمُلُوكِ الْجُبْنُ عَنِ الأَعْدَاءِ، وَالْقَسْوَةُ عَلَى الضُّعَفَاءِ، وَالْبُخْلُ عِنْدَ الإِعْطَاءِ.(7/160)
3063 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْتَمْلِي؛ قَالَ: وَجَدْتُ عَلَى بَعْضِ أَلْوَاحِ الْمَقَابِرِ:
(وَمَا عَاشِقُ الدُّنْيَا بِنَاجٍ مِنَ الرَّدِّ ... وَلا خَارِجٍ مِنْهَا بِغَيْرِ غَلِيلِ)
(وَكَمْ مِنْ مَلِكٍ قَدْ صَغَّرَ الْمَوْتُ قَدْرَهُ ... وَأُخْرِجَ مِنْ ظِلٍّ عَلَيْهِ ظَلِيلِ)(7/160)
3064 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلالُ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مُجَالَسَةُ أَهْلِ الدِّيَانَةِ تَجْلُو عَنِ الْقُلُوبِ صَدَأَ الذُّنُوبِ، وَمُجَالَسَةُ ذَوِي الْمُرُوءَةِ تَدُلُّ عَلَى مَكَارِمِ الأَخْلاقِ، وَمُجَالَسَةُ الْعُلَمَاءِ تُنْتِجُ ذَكَاءَ الْقُلُوبِ، وَمَنْ عَرَفَ تَقَلُّبَ الزَّمَانِ لَمْ يَرْكَنْ إِلَيْهِ.(7/160)
3064 - / م - قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ: قَالَ بَعْضُهُمْ: مَا يَفْقِدُ الْحُرُّ مِنَ الصِّيَانَةِ أَكْثَرَ مِنْ قَدْرِ الْفَائِدَةِ.(7/161)
3065 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: السُّؤْدُدُ الصَّبْرُ عَلَى الذُّلِّ.(7/161)
3066 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: لَمَّا مَاتَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ خَرَجَتْ جَارِيَةٌ وَهِيَ تَقُولُ: (أَلا هَلَكَ الْجُودُ وَالنَّائِلُ ... وَمَنْ كَانَ يَعْتَمِدُ السَّائِلُ)
(وَمَنْ كَانَ يُطْمَعُ فِي مَالِهِ ... غَنِيُّ الْعَشِيرَةِ وَالنَّائِلُ)
فَقَالَ الْقَوْمُ جَمِيعًا: صَدَقْتِ وَاللهِ! لَقَدْ كان أفضل مما وَصَفْتِ.(7/161)
3066 - / م - قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، نا سَعِيدٌ الْجَرْمِيُّ؛ قَالَ: تَكَلَّمَ ابْنُ السَّمَّاكِ يَوْمًا، فَأَعْجَبَهُ كَلامُهُ، فَقَالَ: أَلْسُنٌ تَصِفُ، وَقُلُوبٌ تَعْرِفُ، وَأَعْمَالٌ تُخَالِفُ.(7/162)
3067 - به حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الرِّيَاشِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِزِيَادٍ: مَنِ الْمَحْظُوظُ الْمَغْبُوطُ عِنْدَكُمْ؟ قَالَ: مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَرَأَى فِي عَدُوِّهِ ما يسره.(7/162)
3067 - / 1 م - قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، نا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: لما احتضر امرئ الْقَيْسِ بِأَنْقَرَةَ؛ نَظَرَ إِلَى قَبْرٍ، فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقَالُوا: قَبْرُ امْرَأَةٍ غَرِيبَةٍ. فَقَالَ:
(أَجَارَتَنَا إِنَّ الْمَزَارَ قَرِيبُ ... وَإِنِّي مُقِيمٌ مَا أَقَامَ عَسِيبُ)
(أَجَارَتَنَا إِنَّا غَرِيبَانِ ها هنا ... وَكُلُّ غَرِيبٍ لِلْغَرِيبِ نَسِيبُ)
قَالَ: وَعَسِيبُ: جَبَلٌ كَانَ القبر في سنده.(7/162)
3067 - / 2 م - قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: [ص:163] دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ مِنْ غَسَّانَ، فَكَلَّمَهُ فِي حَوَائِجَ لَهُ، فَقَضَاهَا، فَقَالَ: أَتَأْذَنُ لِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَقْبِيلِ يَدِكَ؟ فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهَا مِنَ الْعَرَبِ مَذَلَّةٌ، وَمِنَ الْعَجَمِ خُدْعَةٌ؟ !(7/162)
3068 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: مَنْ تَعُدُّونَ السَّيِّدَ فِيكُمْ؟ قَالَ: مَنْ غَلَبَ رَأْيُهُ هَوَاهُ، وَسَبَقَ غَضَبَهُ رِضَاهُ، وَكَفَّ عَنِ الْعَشِيرَةِ أَذَاهُ. وقيل لأعرابي آخر: من السَّيِّدُ فِيكُمْ؟ فَقَالَ: الَّذِي إِذَا وَعَدَ وَفَّى، وَإِذَا أَوْعَدَ عَفَى.(7/163)
3069 - وَأَنْشَدَ حَاتِمُ بْنُ يَحْيَى؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ:
(لأَصْبِرَنَّ عَلَى يُسْرِي وَمَعْسَرَتِي يَوْمًا ... بِيَوْمٍ كما تحيى الْعَصَافِيرُ)
(إِنْ يَرْزُقِ اللهُ أَقْوَامًا فَقَدْ رُزِقَتْ ... مِنْ قَبْلِهِمْ فِي مَرَاعِيهَا الْخَنَازِيرُ)(7/163)
3069 - / 1 م - قَالَ: نا الْمُبَرِّدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِبَعْضِ الأَعْرَابِ: مَا آفَةُ التِّبْيَانِ؟ قال: كثرة الاحتراز.(7/163)
3069 - / 2 م - قَالَ: أَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ: قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الفضل الرقاشي والعباس الرقاشي البغداديين:
(أَخَالِدُ إِنَّ الرَّيَّ قَدْ أَجْحَفَتْ بِنَا ... وَضَاقَ عَلَيْنَا رَحْبُهَا وَمَعَاشُهَا)
(وَقَدْ طَمَّعَتْنَا مِنْكَ يَوْمًا سَحَابَةٌ ... أَضَاءَ لَنَا بَرْقٌ وَكَفَّ رِشَاشُهَا)
(فَلا غَيْمُهَا يَصْحُو فَيُؤَيِّسُ طَامِعًا ... وَلا مَاؤُهَا يَأْتِي فَيُرْوَى عِطَاشُهَا)(7/164)
3070 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بن بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو، نا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، نا أَبِي عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: [ص:168] قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَتَى يَكُونُ الرَّجُلُ فَقِيهًا أَوْ عَالِمًا؟ فَقَالَ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِنْ أَمْرِ دِينِهَا يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقِيهًا عَالِمًا»
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(7/164)
3070 - / م - قَالَ: أَنْشَدَنَا الْمُبَرِّدُ لِمُسْلِمٍ:
(لِسَانُكَ أَحْلَى مِنْ جَنَى النَّحْلِ مَوْعِدًا ... وَكَفُّكَ بِالْمَعْرُوفِ أَضْيَقُ مِنْ قُفْلِ)
(تُمَنِّي الَّذِي يَأْتِيكَ حَتَّى إِذَا انْتَهَى ... إِلَى أَمَدٍ نَاوَلْتَهُ طَرَفَ الْحَبْلِ)(7/168)
3071 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، نا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، نا الْمُغِيرَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: [ص:169] لا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ قَاضِيًا حَتَّى تَكُونَ فِيهِ خِصَالٌ؛ يَكُونُ عَالِمًا قَبْلَ أَنْ يُسْتَعْمَلَ، مُسْتَشِيرًا لِأَهْلِ الْعِلْمِ، مُلْقِيًا لِلرَّثَّعِ. قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: الرَّثَّعُ: الدَّنَاءَةُ، يَعْنِي الذين يَمِيلُ إِلَى الدُّونِ مِنَ الْعَطِيَّةِ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: الرَّجُلُ الرَّاثِعُ الَّذِي يَرْضَى بِالْقَلِيلِ مِنَ الْعَطَاءِ، وَيُخَادِنُ أَخْدَانَ السُّوءِ، يُقَالُ: قَدْ رَثَعَ فلان رثعا.(7/168)
3071 - / 1 م - حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى صَدِيقٍ لَهُ: قَدْ أَفْرَدْتُكَ بِرَجَائِي بَعْدَ اللهِ، وَتَعَجَّلْتُ رَاحَةَ الْيَأْسِ مِمَّنْ يَجُودُ بِالْوَعْدِ، وَيَضِنُّ بِالإِنْجَازِ، وَيَحْسِدُ أن يَفْضُلُ، وَيَزْهَدُ إِنْ يُفْضَلُ، وَيَعِيبُ الْكَذِبَ وَلا يَصْدُقُ.(7/169)
3071 - / 2 م - قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمِّهِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: سَأَلَ أَعْرَابِيٌّ قَوْمًا، فَقَالُوا: بُورِكَ فِيكَ. فَقَالَ: وَكَّلَكُمُ اللهُ إِلَى دَعْوَةٍ لا تحضرها نية.(7/169)
3071 - / 3 م - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: يُقَالُ: الثَّنَاءُ يُضَاعَفُ كَمَا تُضَاعَفُ الْحَسَنَاتُ، يَكُونُ شُجَاعًا فَيَزِيدُ اللهُ فِي شَجَاعَتِهِ.(7/170)
3072 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ، نا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: قَالَ وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ: إِذَا وَقَعَ الْعَبْدُ فِي إِلْهَانِيَّةِ الرَّبِّ، وَمُهَيْمَنِيَّةِ الصِّدِّيقِينَ، وَرَهْبَانِيَّةِ الأَبْرَارِ؛ لَمْ يَجِدْ أَحَدًا يَأْخُذُ بِقَلْبِهِ وَلا تَلْحَقْهُ عَيْنُهُ. قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: إِلْهَانِيَّةُ الرَّبِّ مأخوذ مِنْ أله، كَأَنَّ الْقُلُوبَ تَأَلَّهُ عِنْدَ التَّفَكُّرِ فِي عَظَمَتِهِ، يَقُولُ: إِذَا وَقَعَ الْعَبْدُ فِي عَظَمَةِ اللهِ وَجَلالِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ صِفَاتِ الرُّبُوبِيَّةِ، وَبَلَغَ هَذِهِ الدرجة؛ فلم يُعْجِبْهُ أَحَدٌ، وَلَمْ يُحِبَّ إِلا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَمُهَيْمِنَةُ الصِّدِّيقِينَ يَعْنِي أَمَانَةً، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {ومهيمنا عليه} [المائدة: 48] ؛ يَعْنِي: أَمِينًا عَلَيْهِ، يُقَالُ: وشاهدا عليه، وهما متقاربنا.(7/170)
3073 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا هُشَيْمٌ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ؛ قَالَ: الابْتِهَارُ بِالذَّنْبِ أَعْظَمُ مِنْ رُكُوبِهِ. قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: هُوَ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ: زَنَيْتُ، وَلَمْ يَزْنِ، وَقَتَلْتُ؛ وَلَمْ يَقْتُلْ، يَتَبَجَّحُ بِذَلِكَ وَيَفْتَخِرُ بِهِ، يَقُولُ: فَذَاكَ أَشَدُّ عَلَى الرَّجُلِ مِنْ رُكُوبِهِ أَنَّهُ لَمْ يُذِعْهُ عَلَى نَفْسِهِ إِلا وَهُوَ لَوْ قَدَرَ عَلَيْهِ لَفَعَلَهُ؛ فَهُوَ كَفَاعِلِهِ بِالنِّيَّةِ، وَزَادَ عَلَى ذَلِكَ بِهَتْكِهِ سِتْرَ نَفْسِهِ وَقِحَّتِهِ وَقِلَّةِ مُبَالاتِهِ بِهِ. وَيُقَالُ: ابْتَهَرَ الشَّاعِرُ الْجَارِيَةَ إِذَا ذَكَرَ فِي شِعْرِهِ أَنَّهُ قَدْ فَجَرَ بِهَا وَلَمْ يَفْعَلْ.(7/171)
3074 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا سَهْلُ بْنُ عَلِيٍّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النُّمَيْرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ مُنْذُ سِتِّينَ سَنَةً؛ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى حَجَرٍ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً [ص:172]:
(إِنَّ الْبَلِيَّةَ أَنْ تُحِبَّ ... وَلا يُحِبُّكَ مَنْ تُحِبُّهْ)
(وَيَصُدُّ عَنْكَ بِوَجْهِهِ ... وَتَلِجُ أَنْتَ وَلا تُغِبُّهْ)(7/171)
3074 - / م - قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَرْوَزِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مَطَرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ مُذْ خَمْسِينَ سَنَةً؛ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى حَائِطٍ:
(أَقْلِلْ زِيَارَتَكَ الصَّدِيقَ ... تَكُنْ كَثَوْبٍ اسْتَجَدَّهْ)
(إِنَّ الصَّدِيقَ يُمِلُّهُ ... أَنْ لا يَزَالَ يَرَاكَ عِنْدَهْ)(7/172)
3075 - قَالَ ابْنُ مَرْوَانَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْجَعْدِ يَقُولُ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ الرَّبِيعِ يَقُولُ:
(قَدْ كُنْتُ حَذَّرْتُكَ آلَ الْمُصْطَلِقْ ... وَقُلْتُ يَا هَذَا أَطِعْنِي وَانْطَلِقْ)
(إِنَّكَ إِنْ كَلَّفْتَنِي مَا لَمْ أُطِقْ ... سَاءَكَ مَا سَرَّكَ مِنِّي مِنْ خُلُقْ)(7/172)
3076 - حَدَّثَنَا أحمد، نا أَنْشَدَنَا سَهْلُ بْنُ عَلِيٍّ:
(لا أُعِيرُ النَّاسَ سَمْعِي لِيَسُبُّوا لِي حَبِيبًا ... لا ولا أحفط عِنْدِي لِلْأَخِلاءِ الْعُيُوبَا)
(فَإِذَا مَا كَانَ كَوْنٌ قُمْتُ بِالْغَيْبِ خَطِيبًا ... احْفَظِ الإِخْوَانَ كَيْ مَا يَحْفَظُوا مِنْكَ الْمَغِيبَا)(7/173)
3076 - / 1 - وَأَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا:
(مَا أَكْثَرَ الإِخْوَانَ حِينَ تَعُدُّهُمْ ... وَأَقَلَّ أَهْلَ الصِّدْقِ حِينَ تُجَرِّبُ)
(وَإِذَا حَسَبْتَ ذَوِي الثِّقَاتِ وَجَدْتَهُمْ ... بَعْدَ الْحِسَابِ أَقَلَّ مِمَّا تَحْسِبُ)
(وَإِذَا أَرَدْتَ صَوَابَ أَمْرٍ مُشْكِلٍ ... فَتَأَنَّ أَمْرَكَ فَالتَّأَنِّي أَصْوَبُ)(7/173)
3076 - / 2 - حَدَّثَنَا الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: ثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَتَى يَفْحُشُ زَوَالُ النِّعْمَةِ؟ قَالَ: إِذَا زَالَ مَعَهَا حُسْنُ التَّجَمُّلِ.(7/173)
3077 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَالَةَ:
(أَيَرْضَى كَرِيمٌ بِالْعَفَافِ وَعُودُهُ ... رَطِيبٌ وَرَيْعَانُ الشَّبَابِ نَضِيرُ)
(سَتَعْلَمُ آفَاقُ الْبِلادِ بِأَنَّنِي ... عَلَى كُلِّ آفَاقِ الْبِلادِ جَسُورُ [ص:174])
(وَلا خَيْرَ فِي حُرٍّ إِذَا الضُّرُّ نَابَهُ ... أَقَامَ يُقَاسِي الْغَمَّ وَهُوَ فَقِيرُ)(7/173)
3078 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ: قَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: مَا الْعَيْشُ يَا أَبَا جَعْفَرٍ؟ قَالَ: رُكُوبُ الْهَوَى، وَتَرْكُ الْحَيَاءِ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(7/174)
3079 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْمُبَرِّدُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا الأَصْمَعِيُّ لِحَبِيبِ بْنِ شَوْذَبٍ فِي جَعْفَرِ بن سليمان:
(يا أيها السَّائِلُ عَنْ هَاشِمٍ ... هَلْ لَكَ فِي سَيِّدِهَا جَعْفَرِ)
(هَلْ لَكَ فِي أَشْبَهِهِمْ غُرَّةٌ ... إِذَا بَدَا كَالْقَمَرِ الأزهر)(7/174)
3079 - / 1 م - قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ [ص:175]:
(كَفَى حَزَنًا أَنَّ الْغِنَى مُتَعَذِّرٌ ... عَلَيَّ وَأَنِّي بِالْمَكَارِمِ مُغْرَمُ)
(وَمَا قَصَّرَتْ بِي فِي الْمَكَارِمِ هِمَّةٌ ... وَلَكِنَّنِي أَسْعَى إِلَيْهَا فأحرم)(7/174)
3079 - / 2 م - قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: قَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: الْكَمَالُ فِي ثَلاثٍ: الْعِفَّةِ فِي الدِّينِ، وَالصَّبْرِ عَلَى النَّوَائِبِ، وَحُسْنِ تَقْدِيرِ الْمَعِيشَةِ.(7/175)
3079 - / 3 م - حَدَّثَنَا الْمُبَرِّدُ، نا الرِّيَاشِيُّ:
(يَرَى رَاحَةً فِي كَثْرَةِ الْمَالِ رَبُّهُ ... وَكَثْرَةُ مَالِ الْمَرْءِ لِلْمَرْءِ مَتْعَبُ)
(إِذَا قَلَّ مَالُ الْمَرْءِ قَلَّتْ هُمُومُهُ ... وَتُشَعِّبُهُ الآمَالُ حِينَ يُشَعَّبُ)(7/175)
3080 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّبَعِيُّ، نا أَبِي، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: قِيلَ لِنُصَيْبٍ: هَرِمَ شِعْرُكَ. فَقَالَ: لا، وَلَكِنْ هَرِمَ الْجُودُ، لَقَدْ مَدَحْتُ الْحَكَمَ بْنَ الْمُطَّلِبِ بِقَصِيدَةٍ؛ فَأَعْطَانِي أَرْبَعَمِائَةِ شاة، وَأَرْبَعَمِائَةِ دينار، ومئة نَاقَةٍ.(7/175)
3081 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ الأَحْنَفُ: ثَلاثَةٌ مَا أَقُولُهُنَّ إِلا لِيَعْتَبِرَ بِهِنَّ مُعْتَبِرٌ: لا أُخْلِفُ جَلِيسِي بِغَيْرِ مَا أَحْضُرُهُ بِهِ، وَلا أُدْخِلُ نَفْسِي فِي أَمْرٍ لا أَدْخُلُ فِيهِ، وَلا آتِي السُّلْطَانَ حَتَّى يُرْسِلَ إِلَيَّ.
آخر الجزء الثاني والعشرين، يتلوه الثالث والعشرون، والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد وصحبه وسلم تسليما كثيراً(7/176)
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثالث والعشرون
من كتاب «المجالسة وجواهر العلم»
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أخبرنا الشيخان أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري، وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذنا؛ قالا: أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء؛ قال البوصيري: قراءة عليه وأنا أسمع؛ وقال الأرتاحي: إجازة؛ قال: أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل الضراب، أنا أبي، نا أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد المالكي الدينوري:(7/185)
3082 - نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: [ص:187] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا بِإِنَاءٍ فَأُتِيَ بِقَدَحٍ مِنْ زُجَاجٍ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ، فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فِيهِ. قَالَ أَنَسٌ: فَنَظَرْتُ الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ. قَالَ أَنَسٌ: فَحَزَرْتُ مَنْ تَوَضَّأَ مِنْهُ مَا بَيْنَ السَّبْعِينَ إِلَى الثَّمَانِينَ
__________
[إسناده صحيح] .(7/185)
3083 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا نَصْرٌ، نا أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّهَا كَانَتْ فِي سَفَرٍ، فَصَلَّتْ خَلْفَ أَعْرَابِيٍّ: فَقَرَأَ: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ أَنْعَمَ رَبُّكَ عَلَى الْحُبْلَى، أَخْرَجَ مِنْهَا نَسَمَةً تَسْعَى، مِنْ بَيْنِ صَفَائِقِ وَحْشَى، أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى؟ ! أَلا بَلَى، أَلا بَلَى. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: مَا لَكُمْ لا آبَ غَازِيكُمْ، وَلا زَالَتْ نِسَاؤُكُمْ فِي رَنَّةٍ؟ !
__________
[إسناده مظلم] .(7/187)
3084 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: كَانَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَسْتَعْمِلُ سَنَةً مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ ثُمَّ يَعْزِلُهُ وَيُوَلِّي سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ، فَعَزَلَ سَعِيدًا سَنَةً وَسَارَ وحده، فجاءه صُعْلُوكٌ مِنْ صَعَالِيكِ قُرَيْشٍ، فَسَارَ مَعَهُ حَتَّى بَلَغَ مَنْزِلَهُ، فَلَمَّا بَلَغَ؛ قَالَ لَهُ: يَا فَتَى! أَلَكَ حَاجَةٌ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ رَأَيْتُكَ مُفْرِدًا فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَصِلَ جَنَاحَكَ. فَالْتَمَسَ مَالا يَهَبُهُ لَهُ فَلَمْ يَحْضُرْهُ، فَقَالَ لِمَوْلاهُ: عَجِّلْ عَلَيَّ بِصَحِيفَةٍ، فَكَتَبَ دَيْنًا عَلَيْهِ حَالا بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَأَشْهَدَ ذَلِكَ مَوْلاهُ، فَلَمَّا مَاتَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ جَاءَ بِالصَّكِّ عَلَى أَبِيهِ إِلَى عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، فِيهِ شَهَادَةُ مَوْلاهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا هَذَا! إِنِّي أَعْرِفُ الْخَطَّ وَإِنِّي أُنْكِرُ أَنْ يَكُونَ لِمِثْلِكَ مِثْلُ هَذَا الْمَالِ عَلَيْهِ. فَدَعَا مَوْلاهُ، فَقَالَ لَهُ: أَتَعْرِفُ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ. فَشَهِدَ به، فقال: مَا سَبَبُهُ؟ فَقَالَ: إِنَّ أَبَاكَ فِي وَقْتِ [ص:189] عَزْلِهِ كَانَ مِنْ قِصَّتِهِ كَيْتَ وَكَيْتَ. فَقَالَ عَمْرٌو: إِذًا وَاللهِ لا يَأْخُذُهَا إِلا مُعَجَّلَةً مُنْتَقِدَةً
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(7/188)
3085 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ؛ قَالَ: هَذَانِ بَيْتَانِ قَدِيمَانِ لا يُعْرَفُ قَائِلُهُمَا، وَيُرْوَى أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَرَحِمَهُ كَانَ يُنْشِدُهُمَا؛ فَبَعْضُ النَّاسِ يَقُولُ: هُمَا لَهُ:
(تَنْفَكُّ تَسْمَعُ مَا حَيِيتَ ... بِهَالِكٍ حَتَّى تَكُونَهُ)
(وَالْمَرْءُ قَدْ يَرْجُو الرَّجَاءَ ... مُغَيَّبًا وَالْمَوْتُ دُونَهُ)(7/189)
3086 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا الْحَجَّاجُ الصَّوَّافُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ؛ غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الْجَنَّةِ»
__________
[حسن بشواهده] .(7/189)
3087 - حدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ لَمَّا احْتُضِرَ نَظَرَ إِلَى حَشَمِهِ وَلَحْمَتِهِ يَبْكُونَ؛ فَفَتَحَ عَيْنَيْهِ وَبَكَى فِي وُجُوهِهِمْ، ثُمَّ قَالَ: جَادَ هِشَامٌ عَلَيْكُمْ بِالدُّنْيَا وَجُدْتُمْ عَلَيْهِ بِالْبُكَاءِ؛ فَتَرَكَ عَلَيْكُمْ مَا خَلَّفَ وَتَرَكْتُمْ عَلَيْهِ مَا اكْتَسَبَ! مَا أَسْوَأَ حَالَ هِشَامٍ إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللهُ لَهُ.(7/190)
3088 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ (ح) . وَنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ؛ قَالَ: أَخْبَرُونَا عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الثَّقَفِيِّ؛ قَالَ: [ص:192] لَمَّا مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ جَزِعَ عَلَيْهِ جَزَعًا شَدِيدًا، فَقَالَ: إِذَا غَسَّلْتُمُوهُ؛ فَآذِنُونِي. فَأَعْلَمُوهُ بِهِ، فَدَخَلَ الْبَيْتَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَقَالَ:
(الآنَ لَمَّا كُنْتَ أَكْمَلَ مَنْ مَشَى ... وَافْتَرَّ نَابُكَ عَنْ شَبَابِ الْقَارِحِ)
(وَتَكَامَلَتْ فِيكَ الْمُرُوءَةُ كُلُّهَا ... وَأَعَنْتَ ذَلِكَ بِالْفِعَالِ الصَّالِحِ)
فَقِيلَ لَهُ: اتَّقِ اللهَ وَاسْتَرْجِعْ! فَقَالَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. وَقَرَأَ: (الَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُمْ مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)) [البقرة: 156] الآية. قَالَ: وَأَتَاهُ مَوْتُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ وَكَانَ بَيْنَهُمَا جُمْعَةٌ، فَقَالَ:
(حَسْبِي حَيَاةُ اللهِ مِنْ كُلِّ مَيِّتٍ ... وَحَسْبِي بَقَاءُ اللهِ مِنْ كُلِّ هَالِكِ)
(إِذَا مَا لَقِيتُ اللهَ رَبِّي مُسْلِمًا ... فَإِنَّ نَجَاةَ النَّفْسِ فِيمَا هُنَالِكَ)
وَجَلَسَ لِلْمُعَزِّينَ يُعَزُّونَهُ، وَوَضَعَ بَيْنَ يَدَيْهِ مِرْآةً، وَوَلَّى النَّاسَ ظَهْرَهُ، وَقَعَدَ فِي مَجْلِسِهِ؛ فَكَانَ يَنْظُرُ مَا يَصْنَعُونَ، فَدَخَلَ الْفَرَزْدَقُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى فِعْلِ الْحَجَّاجِ تَبَسَّمَ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الْحَجَّاجُ مِنْهُ؛ فَقَالَ: أَتَضْحَكُ وَقَدْ هَلَكَ الْمُحَمَّدَانِ؟ ! فَأَنْشَأَ الْفَرَزْدَقُ يَقُولُ:
(لَئِنْ جَزِعَ الْحَجَّاجُ مَا مِنْ مُصِيبَةٍ ... تَكُونُ لِمَحْزُونٍ أَجَلَّ وَأَوْجَعَا)
(مِنَ الْمُصْطَفَى وَالْمُصْطَفَى مِنْ خِيَارِهِمْ ... جَنَاحَيْهِ لَمَّا فَارَقَاهُ فَوَدَّعَا)
(أَخٌ كَانَ أَغْنَى أيْمَنَ الأَرْضِ كُلِّهَا ... وَأَغْنَى ابْنُهُ أَمْرَ الْعِرَاقَيْنِ أَجْمَعَا)
(جَنَاحَا عُقَابٍ فَارَقَاهُ كِلاهُمَا ... وَلَوْ قُطِعَا مِنْ غَيْرِهِ لَتَضَعْضَعَا [ص:193])
(سَمِيَّا نَبِيِّ اللهِ سَمَّاهُمَا بِهِ ... أَبٌ لَمْ يَكُنْ عِنْدَ النَّوَائِبِ أَخْضَعَا)
وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ أَيْضًا:
(إِنَّ الرَّزِيَّةَ لا رَزِيَّةَ مِثْلَهَا ... فُقْدَانُ مِثْلِ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدِ)
(مَلِكَانِ قَدْ خَلَتِ الْمَنَابِرُ مِنْهُمَا ... أَخَذَ الْمَنُونُ عَلَيْهِمَا بِالْمَرْصَدِ)
وَكَتَبَ إِلَيْهِ الْوَلِيدُ يُعَزِّيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ وَيَحُثُّهُ عَلَى الصَّبْرِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: كَتَبَ إِلَيَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يُعَزِّينِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، وَيَذْكُرُ رِضَاهُ عَنْهُ، وَيَأْمُرُنِي بِالصَّبْرِ، وَكَيْفَ لا أَصْبِرُ وَقَدْ أَبْقَى اللهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لِي؟ !(7/190)
3089 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الطُّفَيْلِ النَّخَعِيُّ، نا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنِ الأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَابِرٍ الأَلْهَانِيِّ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ وَأَبِي أُمَامَةَ؛ قَالا: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:195] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى صَلاةَ الصُّبْحِ فِي مَسْجِدِ الْجَمَاعَةِ، ثُمَّ ثَبَتَ فِيهِ حَتَّى يُسَبِّحَ تَسْبِيحَةَ الضُّحَى؛ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ وَمُعْتَمِرٍ تَامًّا لَهُ حِجَّتُهُ وَعُمْرَتُهُ»
__________
[إسناده ضعيف، والحديث حسن] .(7/193)
3090 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ؛ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَامِلِهِ عَدِيِّ بْنِ أَرْطَأَةَ: أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّ الدُّنْيَا عَدُوَّةُ أَوْلِيَاءِ اللهِ وَعَدُوَّةُ أَعْدَاءِ اللهِ، أمَّا أَوْلِيَاءُ اللهِ؛ فَغَمَّتْهُمْ، وَأَمَّا أَعْدَاءُ اللهِ؛ فَغَرَّتْهُمْ.(7/195)
3091 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي يُوسُفَ؛ قَالَ: سَأَلْتُ يُوسُفَ [ص:196] بْنَ أَسْبَاطٍ: أَتَرَكَ أَبُوكَ مَالا؟ قَالَ: تَرَكَ أبي مئة أَلْفٍ بِالْعِرَاقِ، فَلَمْ آخُذْ مِنْهَا شَيْئًا. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: كَانَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ يَطْحَنُ الشَّعِيرَ بِيَدِهِ وَيَأْكُلُ، وَيَغْزُو وَلا يَأْخُذُ سَهْمَهُ وَلا يَأْكُلُ مِنْهُ.(7/195)
3092 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ، حَدَّثَنِي بَرَكَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: وَرِثْتُ عن أبي نحو مئة أَلْفِ دِرْهَمٍ؛ فَلَمْ أَرْزَأْ مِنْهَا دِرْهَمًا إِلا هَذَا الْمُصْحَفَ، وَإِنِّي لأَخَافُ عَلَى نَفْسِي مِنْهُ.(7/196)
3093 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الشَّيْبَانِيُّ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ، نا أَبِي؛ قَالَ: صَحِبَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ فَتًى مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ؛ فَلَمْ يُكَلِّمْهُ إِلا بَعْدَ عَشْرِ سِنِينَ، وَكَانَ يُوسُفُ يَرَى مِنْ جَزَعِهِ وَفَزَعِهِ وَكَثْرَةِ عِبَادَتِهِ آناء اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ: مَا كَانَ عَمَلُكَ؛ فَإِنِّي أَرَاكَ لا تَهْدَأُ مِنَ الْبُكَاءِ؟ فَقَالَ لَهُ: كُنْتُ رَجُلا نَبَّاشًا. فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ: فَأَيُّ شَيْءٍ كُنْتَ تَرَى إِذَا [ص:197] وَصَلْتَ إِلَى اللَّحْدِ؟ قَالَ: كُنْتُ أَرَى أَكْثَرَهُمْ قَدْ حُوِّلُوا وجوههم عَنِ الْقِبْلَةِ إِلا قَلِيلا. قَالَ يُوسُفُ: إِلا قَلِيلا. فَاخْتَلَطَ يُوسُفُ عَلَى الْمَكَانِ وَذَهَبَ عَقْلُهُ حَتَّى كَانَ يَحْتَاجُ إِلَى أَنْ يُدَاوَى. قَالَ ابْنُ خُبَيْقٍ: قَالَ أَبِي: دَعَوْنَا سُلَيْمَانَ الطَّبِيبَ لِيُدَاوِيَ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ وَكَانَ يَرْجِعُ إِلَيْهِ عَقْلُهُ أَحْيَانًا؛ فَيَقُولُ: إِلا قَلِيلا. فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى دَاوَاهُ وَصَحَّ، فَلَمَّا فَرَغَ وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ سُلَيْمَانَ الطَّبِيبَ؛ قَالَ يُوسُفُ: أَيَّ شَيْءٍ تُعْطُونَهُ؟ قُلْنَا: لا يُرِيدُ مِنْكَ شَيْئًا. قَالَ: يا سُبْحَانَ اللهِ! جِئْتُمْ بِطَبِيبِ الْمُلُوكِ وَلا أُعْطِيهِ شَيْئًا. قُلْتُ: أَعْطِهِ دِينَارًا. فَقَالَ: خُذْ هَذَا؛ فَادْفَعْهُ إِلَيْهِ، وَأَعْلِمْهُ أَنِّي لا أَمْلِكُ غَيْرَهُ لِئَلا يَتَوَهَّمَ أَنِّي أَقَلُّ مُرُوءَةٍ مِنَ الْمُلُوكِ. فَدَفَعَ إِلَيَّ صُرَّةً فِيهَا خَمْسَةَ عَشَرَ دِينَارًا. قَالَ: فَأَخَذْتُهَا فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ، وَجَعَلَ يُوسُفُ يَعْمَلُ الْخُوصَ بِيَدِهِ حَتَّى مَاتَ.(7/196)
3094 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، نا الْعَوَّامُ - يَعْنِي: ابْنَ جُوَيْرِيَّةَ -، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ عَصَمَهُ اللهُ مِنَ الشَّيْطَانِ وَحَرَّمَهُ عَلَى النَّارِ: مَنْ مَلَكَ نَفْسَهُ عِنْدَ الرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ وَالشَّهْوَةِ وَالْغَضَبِ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(7/197)
3095 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سُئِلَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: مَا الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: كِتْمَانُ السِّرِّ، وَالتَّبَاعُدُ عن الشر.(7/198)
3095 - / م - وَقِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَا الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: إِنْصَافُ مَنْ هُوَ دُونَكَ، وَالسُّمُوُّ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكَ. وَقِيلَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: مَا الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: أَدَبٌ بَارِعٌ، وَلِسَانٌ قَاطِعٌ.(7/198)
3096 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ نَيْزَكٍ يَقُولُ: بَلَغَنِي عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ؛ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الْمَلائِكَةَ لَتَعْجَبُ مِنْ خِفَّةِ ذِكْرِ الْمَوْتِ عَلَى أَلْسِنَةِ بَنِي آدَمَ.(7/198)
3097 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ: [ص:199] لَوْ كَانَ لِقَلْبِي حَيَاةٌ مَا نَطَقَ لِسَانِي بِذِكْرِ الْمَوْتِ أَبَدًا.(7/198)
3098 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قِيلَ لِلرَّبِيعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ: أَلا تَجْلِسُ فَتُحَدِّثَ؟ قَالَ: إِنَّ ذِكْرَ الْمَوْتِ قَدْ شَغَلَنِي عَنِ الْحَدِيثِ، إِنَّ الْمَوْتَ إِذَا فَارَقَ قَلْبِي ذِكْرُهُ سَاعَةً فَسَدَ عَلَيَّ قَلْبِي.(7/199)
3099 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أنا عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ: [ص:200] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْتَفْتِحُ بِسُبْحَانَ رَبِّي الأَعْلَى الْوَهَّابِ
__________
[إسناده ضعيف] .(7/199)
3100 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ، نا عَطَاءٌ الْخَفَّافُ؛ قَالَ: قال سمعت سفيان الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: يَا عَطَاءُ! وَيْحَكَ! قُمْ حَتَّى نَعْمَلَ، فَإِنَّ النَّهَارَ يَعْمَلُ عَمَلَهُ، لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الْمُؤْمِنَ فِي الْمَوْقِفِ لَيَرَى مَنَازِلَهُ فِي الْجَنَّةِ، وَمَا أَعَدَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ فِيهَا، فَيَتَمَنَّى أَنَّهُ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ هَوْلِ مَا هُوَ فِيهِ.(7/200)
3101 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا يَحْيَى بْنُ الْمُبَارَكِ، نا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، أنا بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَكَّائِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص:201] أَلَحَّ رَجُلٌ فِي الدُّعَاءِ: يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ! نُودِيَ: أَنْ قَدْ سَمِعْتُ؛ فَمَا حَاجَتُكَ؟
__________
[إسناده واه بمرة] .(7/200)
3102 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا عَفَّانُ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ؛ قَالا: نا حَمَّادٌ، نا وَاصِلٌ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: [ص:202] يَقْتَصُّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ؛ حَتَّى الْجَمَّاءُ مِنَ الْقَرْنَاءِ وَكَذَا وَكَذَا، وَالذَّرَّةُ مِنَ الذَّرَّةِ
__________
[إسناده ضعيف] .(7/201)
3103 - حدَّثَنَا الْحَرْبِيُّ، نا هَارُونُ، نا رَوْحٌ، نا السَّائِبُ بْنُ عُمَرَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، سَمِعَ يَحْيَى بْنَ جَعْدَةَ [ص:203] يَقُولُ: إِنَّ أَوَّلَ خَلْقِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يُحَاسَبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الدَّوَابُّ وَالْهَوَامُّ؛ حَتَّى يَقْضِيَ بَيْنَهَا حَتَّى لا يَذْهَبَ شَيْءٌ بظلامة، ثُمَّ يَجْعَلُهَا تُرَابًا، ثُمَ يَبْعَثُ الثَّقَلَيْنِ الْجِنَّ وَالإِنْسَ فَيُحَاسِبُهُمْ؛ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَتَمَنَّى الْكَافِرُ {يَا لَيْتَنِي كنت ترابا} [النبأ: 40] .(7/202)
3104 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: أَرَادَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَتْلَ الْهُرْمُزَانِ، فَاسْتَسْقَى، فَأُتِيَ بِمَاءٍ، فَأَمْسَكَهُ بِيَدِهِ، فَاضْطَرَبَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لا بَأْسَ عَلَيْكَ، إِنِّي غَيْرُ قَاتِلِكَ حَتَّى تَشْرَبَهُ. فَأَلْقَى الْقَدَحَ مِنْ يَدِهِ، فَأَمَرَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بقتله، فقال: أو لم تُؤَمِّنِّي؟ فَقَالَ: وَكَيْفَ أَمَّنْتُكَ؟ قَالَ: قُلْتَ: لا بَأْسَ عَلَيْكَ حَتَّى تَشْرَبَهُ، وَلا بَأْسَ أَمَانٌ وَأَنَا لَمْ أَشْرَبْهُ. فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: قَاتَلَهُ اللهُ أَخَذَ أَمَانًا. فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقَ
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(7/203)
3105 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الرِّيَاشِيُّ، حَدَّثَنِي حَنْظَلَةُ، عَنْ أَبِي الْمُنْذِرِ هِشَامٍ الْكَلْبِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص:204] لَمَّا هَدَمَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ كَنِيسَةَ دِمَشْقَ كَتَبَ إِلَيْهِ مَلِكُ الرُّومِ: إِنَّكَ هَدَمْتَ الْكَنِيسَةَ الَّتِي رَأَى أَبُوكَ تَرْكَهَا، فَإِنْ كَانَ حَقًّا؛ فَقَدْ أَخْطَأَ أَبُوكَ، وَإِنْ كَانَ بَاطِلا؛ فَقَدْ خَالَفْتَهُ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ: {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ في الحرث} [الأنبيا: 78] إِلَى آخِرِ الآيَةِ.(7/203)
3106 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نا الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ؛ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى سُلَيْمَانَ النبي [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ، فقال له: يَا نَبِيَّ اللهِ! إِنَّ لِي جِيرَانًا [ص:205] يَسْرِقُونَ أَوِزِّي. فَنَادَى: الصَّلاةُ جَامِعَةٌ، ثُمَّ خَطَبَهُمْ فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: وَأَحَدُكُمْ يَسْرِقُ أَوِزَّةَ جَارِهِ ثُمَّ يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ وَالرِّيشُ عَلَى رَأْسِهِ. فَمَسَحَ رَجُلٌ رَأْسَهُ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ: خُذُوهُ؛ فَإِنَّهُ صَاحِبُكُمْ.(7/204)
3107 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الرِّيَاشِيُّ، نا أَبُو سَعِيدٍ الأَصْمَعِيُّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قَرِيبِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَصْمَعَ بْنِ مُظَهِّرِ بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَعنا بْنِ سَعْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ قُتَيْبَةَ بْنِ مَعْنِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرِو بْنَ الْعَلاءِ يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: أَشْعَرُ النَّاسِ الزُّرْقُ الْعُيُونِ فِي أُصُولِ الْفَضَاءِ - يَعْنِي: بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ -. وَكَانَ يُقَالُ: أَشْعَرُ النَّاسِ الثُّجْلُ الْبُطُونِ فِي أُصُولِ النَّخْلِ - يَعْنِي: الأَنْصَارَ -.(7/205)
3108 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ حَكِيمٌ مِنَ الْحُكَمَاءِ: أَشْكَرُ النَّاسِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَشْكَرُهُمْ لِعِبَادِهِ، وَمَنْ لَمْ يَشْكُرِ الْقَلِيلَ لَمْ يَشْكُرِ الْكَثِيرَ، وَالْمُكَافَأَةُ بِالإِحْسَانِ [ص:206] فَرِيضَةٌ، وَالإِفْضَالُ نَافِلَةٌ
__________
[إسناده ضعيف] .(7/205)
3109 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: نا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُنْذِرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ؛ قَالَ: أَصَبْنَا فِي خَزَائِنِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ قَمِيصٍ، كُلُّهَا قَدْ أَثْرَبَهَا.(7/206)
3110 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: حَضَرَتْ أَعْرَابِيًّا الْوَفَاةُ، فَقِيلَ لَهُ: أَوْصِ. فَقَالَ: هَذَا عَمَلٌ لَمْ أَعْمَلْهُ قَطُّ.(7/206)
3110 - / م - وَبِإِسْنَادِهِ عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: حَضَرَتْ أَعْرَابِيًّا الْوَفَاةُ، فَقِيلَ لَهُ: قُلْ: لا إِلَهَ إِلا اللهُ. فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَيْهِمْ، وَقَالَ لَهُمْ: مَا حَانَ لِي بَعْدُ.(7/206)
3111 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمِّهِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: أُتِيَ الْمَنْصُورُ بِرَجُلٍ لِيُعَاقِبَهُ عَلَى شَيْءٍ بَلَغَهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! الانْتِقَامُ عَدْلٌ، وَالتَّجَاوُزُ فَضْلٌ، وَنَحْنُ نُعِيذُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْ يَرْضَى لِنَفْسِهِ بِأَوْكَسِ النَّصِيبَيْنِ دُونَ أَنْ يَبْلُغَ أَرْفَعَ الدَّرَجَتَيْنِ. فَعَفَا عَنْهُ.(7/207)
3112 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: أَرَادَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَتْلَ رَجُلٍ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنَّكَ أَعَزُّ مَا تَكُونُ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَاعْفُ لَهُ؛ فَإِنَّكَ بِهِ تُعَانُ، وَإِلَيْهِ تُعَادُ. فَخَلَّى سَبِيلَهُ.(7/207)
3113 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نا أَبُو عُثْمَانَ الْمَازِنِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: [ص:208] قَالَتْ أَعْرَابِيَّةٌ لِلْمَنْصُورِ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِي الْعَبَّاسِ: أَعْظَمَ اللهُ أَجْرَكَ فِي أَخِيكَ، لا مُصِيبَةَ عَلَى الأُمَّةِ أَعْظَمُ مِنْ مُصِيبَتِكَ، وَلا عِوَضَ لَهَا أَعْظَمُ مِنْ خِلافَتِكَ.(7/207)
3114 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: لِسَانُ الْعَاقِلِ وَرَاءَ قَلْبِهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ تَفَكَّرَ، فَإِنْ كَانَ لَهُ؛ قَالَ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ؛ أَمْسَكَ، وَقَلْبُ الْجَاهِلِ وَرَاءَ لِسَانِهِ؛ فَإِنْ هَمَّ بِالْكَلامِ تَكَلَّمَ لَهُ وَعَلَيْهِ.(7/208)
3115 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحْضَرَ جَوَابًا مِنْ زِنْدِيقٍ أُدْخِلَ عَلَى الرشيد، فساءله، فَلَمْ يُقِرَّ، فَأَمَرَ لِيُضْرَبْ بِالسِّيَاطِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! فِي أَيِّ كِتَابٍ وَجَدْتَ أَوْ عَنْ أَيِّ نَبِيٍّ أَتَاكَ: خُذُوهُمْ بِالتُّهْمَةِ، فَسَائِلُوهُمْ؛ فَإِنْ لَمْ يُقِرُّوا؛ فَاضْرِبُوهُمْ؟ ! فَأَمْسَكَ وَأَمَرَ بِحَبْسِهِ.(7/208)
3116 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ محرز الهروي، نا الحسين بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: سَمِعْتُ حاتم الأَصَمَّ يَقُولُ: مِنْ أَعْلامِ الْمَعْرِفَةِ الإِقْبَالُ عَلَى اللهِ، وَالانْقِطَاعُ إِلَى اللهِ، وَالافْتِخَارُ بِاللهِ.(7/209)
3117 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِشَقِيقٍ الْبَلْخِيِّ: مَا عَلامَةُ الْعَبْدِ الْمُبَاعَدِ الْمَطْرُودِ؟ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ الْعَبْدَ قَدْ مُنِعَ الطَّاعَةَ، وَاسْتَوْحَشَ مِنْهَا قَلْبُهُ، وَحُلِّيَ لَهُ الْمَعْصِيَةُ، وَاسْتَأْنَسَ بِهَا، وَخَفَّتْ عَلَيْهِ، وَرَغِبَ فِي الدُّنْيَا، وَزَهِدَ فِي الآخِرَةِ، وَأَشْغَلَهُ بَطْنُهُ وَفَرْجُهُ [و] لَمْ يُبَالِ مِنْ أَيْنَ أَخَذَ الدُّنْيَا؛ فَاعْلَمْ أَنَّهُ عِنْدَ اللهِ مُبَاعَدٌ لَمْ يرضه لِخِدْمَتِهِ.(7/209)
3118 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا عَفَّانُ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، نا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قوله اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيَّا (57)) [مريم: 57] ؛ قَالَ [ص:211]: «كَانَ إِدْرِيسَ خَيَّاطًا، وَزَكَرِيَّا نَجَّارًا»
__________
[إسناده ضعيف] .(7/209)
3119 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، نا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ أَقَامَ عَلَى أُمِّهِ وَلَمْ يَحُجَّ حَتَّى مَاتَتْ [رجاله ثقات] .(7/211)
3120 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا مُصْعَبٌ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَضَرَتْ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ الْوَفَاةُ، وَكَانَ خَيِّرًا فَاضِلا، فَجَزِعَ عِنْدَ الْمَوْتِ جَزَعًا شَدِيدًا، فَقُلْتُ لَهُ: أَتَجْزَعُ مِنَ الْمَوْتِ هَذَا الْجَزَعَ الشَّدِيدَ مَعَ مَا لَكَ مِنَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ؟ ! فَقَالَ: كَيْفَ لا أَجْزَعُ؟ ! وَوَاللهِ [ص:212] إِنَّ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ لَيَأْتِينِي رَسُولُهُ فَأَجْزَعُ مِنْهُ؛ فَكَيْفَ بِرَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؟ !(7/211)
3121 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عن حماد بن زيد؛ قَالَ: قال لي سفيان بن عيينة: يا أبا إسماعيل! ذهب بهاء العلم، ذهب بهاء العلم.(7/212)
3122 - حدثنا محمد بن إسحاق، نا أبي، عن جده، عن ثور بن يزيد؛ قال: قَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: لَمَّا كَلَّمَ اللهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ يَوْمَ الطُّورِ كَانَ عَلَى مُوسَى جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ مُخَلَّلَةٌ بِالْعِيدَانِ، مَحْزُومٌ وَسَطُهُ بِشَرِيطِ لِيفٍ، وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى جَبَلٍ قَدْ أَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى صَخْرَةٍ، وَقَدْ غَشِيَهُ مِنَ النُّورِ مَا قَدْ يُحَيِّرُ، فَقَالَ اللهُ لَهُ: يَا مُوسَى! إِنِّي أَقَمْتُكَ مَقَامًا لَمْ يَقُمْهُ أَحَدٌ [ص:213] قَبْلَكَ وَلا يَقُمْهُ أَحَدٌ بَعْدَكَ، وَقَرَّبْتُكَ مِنِّي نَجِيًّا. فَقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ: اللهُمَّ وَلِمَ أَقَمْتَنِي هَذَا الْمَقَامَ؟ قَالَ: لِتَوَاضُعِكَ. فَلَمَّا سَمِعَ مُوسَى لَذَاذَةَ الْكَلامِ مِنْ رَبِّهِ نَادَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ: إِلَهِي أَقَرِيبٌ فَأُنَاجِيكَ أَمْ بَعِيدٌ فَأُنَادِيكَ؟ قَالَ: يَا مُوسَى! أَنَا جَلِيسُ مَنْ ذَكَرَنِي.(7/212)
3123 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، عَنْ يَعْقُوبَ الْقُمِّيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ؛ قَالَ: كَانَ حُطَيْطٌ صَوَّامًا قَوَّامًا يَخْتِمُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَتْمَةً، وَيَخْرُجُ [ص:214] مِنَ الْبَصْرَةِ مَاشِيًا حَافِيًا إِلَى مَكَّةَ فِي كُلِّ سَنَةٍ، فَوَجَّهَ الْحَجَّاجُ فِي طَلَبِهِ، فَأُخِذَ، فَأُتِيَ بِهِ الْحَجَّاجَ، فَقَالَ لَهُ: إِيهٍ. قَالَ: قُلْ؛ فَإِنِّي قَدْ عَاهَدْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَئِنْ سُئِلْتُ لأَصْدُقَنَّ، وَلَئِنِ ابْتُلِيتُ لأَصْبِرَنَّ، وَلَئِنْ عُوفِيتُ لأَشْكُرَنَّ، وَلَأَحْمِدَنَّ اللهَ عَلَى ذَلِكَ. قَالَ: مَا تَقُولُ فِيَّ؟ قَالَ: أَنْتَ عَدُوُّ اللهِ تَقْتُلُ عَلَى الظِّنَّةِ. قَالَ: فَمَا قَوْلُكَ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: أَنْتَ شَرَرَةٌ مِنْ شَرَرِهِ، وَهُوَ أَعْظَمُ جُرْمًا مِنْكَ. قَالَ: خُذُوهُ فَقَطِّعُوا عَلَيْهِ الْعَذَابَ. فَفَعَلُوا؛ فَلَمْ يَقُلْ حِسًّا وَلا بِسًّا، فَأَتَوْهُ فَأَخْبَرُوهُ، فَأَمَرَ بِالْقَصَبِ فَشُقَّ، ثُمَّ شُدَّ عَلَيْهِ، وصب عليه الْخَلُّ وَالْمِلْحُ، وَجَعَلَ يُسَلُّ قَصَبَةً قَصَبَةً، فَلَمْ يَقُلْ حِسًّا وَلا بِسًّا، فَأَتَوْهُ فَأَخْبَرُوهُ؛ فَقَالَ: أَخْرِجُوهُ إِلَى السُّوقِ، فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ. قَالَ جَعْفَرٌ: فَأَنَا رَأَيْتُهُ حِينَ أُخْرِجَ فَأَتَاهُ صَاحِبٌ لَهُ، فَقَالَ: أَلَكَ حَاجَةٌ؟ فَقَالَ: شَرْبَةٌ مِنْ مَاءٍ. فَأَتَاهُ بِمَاءٍ، فَشَرِبَ ثُمَّ ضُرِبَتْ رَقَبَتُهُ، وَكَانَ ابْنَ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَةً.(7/213)
3124 - قَالَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ دِعْبَلا يَقُولُ: [ص:215] أُدْخِلْتُ عَلَى الْمُعْتَصِمِ، فَقَالَ لِي: يَا عَدُوَّ اللهِ! أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ فِي بَنِي الْعَبَّاسِ: إِنَّهُمْ فِي الْكُتُبِ أنَّهُمْ سَبْعَةٌ؟ ! وَأَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِي، وَمَا كَانَ فِي الْمَجْلِسِ إِلا مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِي، وَأَشَدُّهُمْ عَلَيَّ ابْنُ شَكْلَةَ، فَقَامَ قَائِمًا، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَنَا الَّذِي قُلْتُ هَذَا وَنَمَّيْتُهُ إِلَى دِعْبِلٍ. فَقَالَ لَهُ: وَمَا أَرَدْتَ بِهَذَا؟ قَالَ: لِمَا يُعْلَمُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ مِنَ الْعَدَاوَةِ؛ فَأَرَدْتُ أَنْ أُشِيطَ بِدَمِهِ. قَالَ: فَقَالَ: أَطْلِقُوهُ. فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ مُدَّةٍ قَالَ لِابْنِ شَكْلَةَ: سَأَلْتُكَ بِاللهِ أَنْتَ قُلْتَهُ؟ فَقُلْتُ: لا وَاللهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَا نَظْرَةٌ أَنْظُرُ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ دِعْبِلٍ. فَقَالَ لَهُ: فَمَا الَّذِي أَرَدْتَ بِهَذَا؟ قَالَ: عَلِمْتُ أَنَّ مَا لَهُ فِي الْمَجْلِسِ عَدُوٌّ أَعْدَى مِنِّي؛ فَنَظَرَ إِلَيَّ بِعَيْنِ الْعَدَاوَةِ وَنَظَرْتُ إِلَيْهِ بِعَيْنِ الرَّحْمَةِ. قَالَ: فَجَزَاهُ خَيْرًا أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ.(7/214)
3125 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص:216] كَانَ أَبُو الأَسْوَدِ يُكْثِرُ الرُّكُوبَ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا الأَسْوَدِ! لَوْ قَعَدْتَ فِي مَنْزِلِكَ كَانَ أَوْدَعَ لِبَدَنِكَ وَأَرْوَحَ. فَقَالَ أَبُو الأَسْوَدِ: صَدَقْتَ، وَلَكِنَّ الرُّكُوبَ أَتفَرِجُ فِيهِ وَأَسْتَمِعُ مِنَ الْخَيْرِ مَا لا أَسْمَعُهُ فِي مَنْزِلِي؛ فَأَسْتَنْشِقُ الرِّيحَ، فَتَرْجِعُ إِلَيَّ نَفْسِي، وَأُلاقِي إِخْوَانِي، وَلَوْ جَلَسْتُ فِي مَنْزِلِي؛ اغْتَمَّ بِي أَهْلِي، وَاسْتَأْنَسَ بِي الصَّبِيُّ، وَاجْتَرَأْتُ عَلَى الْخَادِمِ، وَكَلَّمَنِي مِنْ أَهْلِي مَنْ يَهَابُ أَنْ يُكَلِّمَنِي.(7/215)
3126 - حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَتِ امْرَأَةٌ لِخَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ: إِنَّكَ لَجَمِيلٌ. فَقَالَ خَالِدٌ: كَيْفَ تَقُولِينَ هَذَا؛ فَوَاللهِ مَا فِيَّ عَمُودُ الْجَمَالِ وَلا رِدَاؤُهُ وَلا بُرْنُسُهُ، فَأَمَّا عَمُودُ الْجَمَالِ؛ فَالطُّولُ، وَأَمَّا رِدَاؤُهُ؛ فَالْبَيَاضُ، وَأَمَّا بُرْنُسُهُ؛ فَسَوَادُ الشَّعْرِ، وَأَنَا أَصْلَعُ آدَمُ قَصِيرٌ، وَلَكِنْ قُولِي: إِنَّكَ لَحُلْوٌ.(7/216)
3127 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا الزِّيَادِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص:217] تَغَدَّى مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ أَعْرَابِيٌّ؛ فَجَعَلَ يَضْرِبُ بِيَدِهِ فِي الْقَصْعَةِ يَمْنَةً وَيَسْرَةً، فَقَالَ لَهُ الْخَادِمُ: يَا أَعْرَابِيُّ! كُلْ مِمَّا يَلِيكَ. فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ: على طعامكم هَذَا حِمًى؟ ! فَخَجَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَقَالَ: لَيْسَ فِيهِ حِمًى؛ فَكُلْ حَيْثُ شِئْتَ.(7/216)
3128 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَزَّارُ، نا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: مَا تَشْتَهِي؟ قَالَ: أَشْتَهِي ضِرْسًا طَحُونًا وَمَعِدَةً هَضُومًا.(7/217)
3129 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ، نا الرِّيَاشِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: قَالَ تِيَاذُوقُ - طَبِيبُ الْحَجَّاجِ - لِلْحَجَّاجِ: [ص:218] إِنَّ اللَّحْمَ عَلَى اللَّحْمِ يَقْتُلُ السِّبَاعَ فِي الْبَرِّيَّةِ؛ فَكَيْفَ بَنِي آدَمَ عَلَى الْفُرُشِ؟ !(7/217)
3130 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ هَارُونَ الرَّشِيدِ، فَأُصْعِدَ إِلَيْهِ الأَسْقُفُّ وَكَانَ طَبِيبًا عَالِمًا، وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ، فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ مِنْ جَوَارِي هَارُونَ، فَأَخَذَتِ بِيَدِهِ، فَأَجْلَسَتْهُ بَيْنَ يَدَيْ هَارُونَ وَأَبْطَأَتْ عَنْهُ الْجَارِيَةُ حِينًا، فَسَأَلَهُ عَمَّا أَرَادَ؛ قَالَ: يَا جَارِيَةُ! خُذِي بيده. فأخذت الجارية بِيَدِهِ، وَمَشَتْ بِهِ هُنَيْهَةً. ثُمَّ قَالَ: رُدِّينِي - يَعْنِي: إِلَى مَوْلاكِ -. فَرَدَّتْهُ، فَقَالَ: إِنَّ جَارِيَتَكَ أَخَذَتْ بِيَدِي حَيْثُ صَعَدْتُ وَهِيَ بِكْرٌ، وَأَخَذَتْ بِيَدَيِ السَّاعَةَ وَهِيَ ثَيِّبٌ. فَسَأَلَ عَنْ ذَلِكَ؛ فَأُخْبِرَ أَنَّ ابْنًا لَهُ افْتَرَعَهَا - أَوْ كَمَا قَالَ -.(7/218)
3131 - قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ: وَمِنْ عَجِيبِ مَا قِيلَ؛ قَوْلُ النَّابِغَةِ فِي حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ؛ إِكْبَارًا لِشَأْنِهِ، وَاسْتِعْظَامًا لِمَوْتِهِ، وَتَعَجُّبًا مِنْ ذَهَابِ مِثْلِهِ؛ فَقَالَ:
(يَقُولُونَ حِصْنٌ ثُمَّ تَأْبَى نُفُوسُهُمْ ... وَكَيْفَ بِحِصْنٍ وَالْجِبَالُ جُنُوحُ [ص:219])
(وَلَمْ تَلْفِظِ الْمَوْتَى الْقُبُورُ وَلَمْ تَزُلْ ... نُجُومُ السَّمَاءِ وَالأَدِيمُ صَحِيحُ)
(فَعَمَّا قَلِيلٍ ثُمَّ جَاءَ نَعْيُهُ ... فَظَلَّ نَدِيَّ الْحَيِّ وَهُوَ يَنُوحُ)(7/218)
3132 - قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ: وَهَلَكَ أَخٌ لِبَعْضِ الأَعْرَابِ، فَأَظْهَرَ لَهُ الشَّمَاتَةَ بَعْضُ بَنِي عَمِّهِ؛ فَأَنْشَأَ الأَعْرَابِيُّ يَقُولُ:
(وَلَقَدْ أَقُولُ لِذِي الشَّمَاتَةِ إِذْ رَأَى فَجَعِي ... وَمَنْ يَذُقِ الْفَجِيعَةَ يَجْزَعْ)
(اشْمَتْ فَقَدْ قَرَعَ الْحَوَادِثُ مُرُوءَتِي ... وافرخ بِمُرُوءَتِكَ الَّتِي لَمْ تُقْرَعْ)
(إن تبقى تَفْجَعْ بِالأَحِبَّةِ كُلِّهِمْ ... أَوْ تَرُدَّكَ الأَحْدَاثُ إِنْ لَمْ تَفْجَعْ)(7/219)
3133 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُلاعِبٍ، نا عَفَّانُ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَوُهَيْبٌ وَعَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص:225]: «إِذَا حَلَفَ الرَّجُلُ، فَقَالَ: إِنْ شَاءَ اللهُ؛ فَقَدِ اسْتَثْنَى، إِنْ شَاءَ فَلْيُمْضِ، وَإِنْ شَاءَ فَلْيَتْرُكْ
__________
[رجاله ثقات والصحيح موقوف] .(7/219)
3134 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا سُفْيَانُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ؛ قَالَ: [ص:226] التَّوْبَةُ النَّصُوحُ تُكَفِّرُ كُلَّ سَيِّئَةٍ.(7/225)
3135 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الْمُقْرِئُ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: وَاللهِ مَا فَاضَتْ عَيْنَا عَبْدٍ قَطُّ حَتَّى يَضَعَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَدَهُ عَلَى قَلْبِهِ، وَمَا بَكَتْ عَيْنَاهُ إِلا مِنْ فَضْلِ رَحْمَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.(7/226)
3136 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ، حَدَّثَنِي الرِّيَاشِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ الْقَاضِي فِي إِسْنَادٍ لَهُ؛ قَالَ: [ص:227] صَلَّى أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ صَلاةَ الصُّبْحِ يَوْمًا، فَلَمَّا انْفَتَلَ قَامَ مُتَمِّمُ بْنُ نُوَيْرَةَ فِي آخِرِ النَّاسِ وَكَانَ رَجُلا أَعْوَرَ دَمِيمًا، فَاتَّكَأَ عَلَى قَوْسِهِ، ثُمَّ قَالَ:
(نِعْمَ الْقَتِيلُ إِذَا الرِّيَاحُ تَنَاوَحَتْ ... خَلْفَ الْبُيُوتِ قَتَلْتَ يَا ابْنَ الأَزْوَرِ [ص:228])
(أَدَعَوْتَهُ بِاللهِ ثُمَّ غَدَرْتَهُ ... لَوْ هُوَ دَعَاكَ بِذِمَّةٍ لَمْ يَغْدُرِ)
وَأَوْمَأَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: وَاللهِ! مَا دَعَوْتُهُ وَلا غَدَرْتُ بِهِ. ثُمَّ بَكَى مُتَمِّمٌ، ثُمَّ اتَّكَأَ عَلَى سِيَّةِ قَوْسِهِ حَتَّى دَمَعَتْ عَيْنُهُ الْعَوْرَاءُ، ثُمَّ أَتَمَّ شِعْرَهُ يَقُولُ:
(لا يُمْسِكُ الْعَوْرَاءُ تَحْتَ ثِيَابِهِ ... حُلْوٌ شَمَائِلُهُ عَفِيفُ الْمِئْزَرِ)
(وَلَنِعْمَ حَشْوُ الدِّرْعِ كُنْتَ وَحَاسِرًا ... وَلَنِعْمَ مَأْوَى الطَّارِقِ الْمُتَنَوِّرِ)
فَقَامَ إِلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: لَوَدِدْتُ أَنَّكَ رَثَيْتَ أَخِي بِمَا رَثَيْتَ أَخَاكَ. فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا حَفْصٍ! لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ أَخِي حَيْثُ صَارَ أَخُوكَ مَا رَثَيْتُهُ. يَقُولُ: إِنَّ أَخَاكَ قُتِلَ شَهِيدًا. فَقَالَ عُمَرُ: مَا عَزَّانِي أَحَدٌ بِمِثْلِ تَعْزِيَتِكَ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ أَنَّهُ رَثَى زَيْدَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَلَمْ يُجِدْ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لَمْ أَرَكَ رَثَيْتَ زَيْدًا كَمَا رَثَيْتَ أَخَاكَ مَالِكًا. فَقَالَ: إِنَّهُ وَاللهِ يُحَرِّكُنِي لِمَالِكٍ مَا لا يُحَرِّكُنِي لِزَيْدٍ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ يَوْمًا: إِنَّكَ لَجَزْلٌ؛ فَأَيْنَ كَانَ أَخُوكَ مِنْكَ؟ فَقَالَ: كَانَ وَاللهِ أَخِي في اللَّيْلَةِ ذَاتِ الأَزِيزِ وَالصُّرَادِ يركب الْجَمَلَ الثَّفَالَ بَيْنَ الْمَزَادَتَيْنِ، ويجتنب الفرس الحزور، وَعَلَيْهِ الشَّمْلَةُ الْفَلُوتُ، وَفِي يَدِهِ الرُّمْحُ الثَّقِيلُ؛ حَتَّى يُصْبِحَ مُتَهَلِّلا، وَلَقَدْ أُسِرْتُ مَرَّةً؛ فَكُنْتُ فِيهِمْ سَنَةً أُغَنِّيهِمْ، فَمَا أَطْلَقُونِي، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ السَّنَةِ؛ وَقَفَ عَلَيْهِمْ مَالِكٌ فِي شَهْرٍ مِنْ أَشْهُرِ الْحُرُمِ، [ص:229] فَحَادَثَهُمْ سَاعَةً، ثُمَّ اسْتَوْهَبَنِي مِنْهُمْ وَهُمْ لا يَعْرِفُونَهُ، فَوَهَبُونِي لَهُ، فَعَلِمْتُ أَنَّ سَاعَةً مِنْ مَالِكٍ أَكْثَرَ مِنْ حَوْلٍ مِنِّي
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(7/226)
3137 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُنَيْنِ الْكُوفِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غَيَّاثٍ، نا أَبِي، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:230] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ تَأْتِي عَلَيْهَا مئة سَنَةٍ» . قَالَ سُلَيْمَانُ: وَأَرَاهُمْ قَدْ ذَكَرُوا عَنْهُ السَّاعَةَ
__________
[إسناده صحيح] .(7/229)
3138 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نا هَارُونُ، نا سَيَّارٌ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: دَخَلْتُ مَكَّةَ؛ فَإِذَا أَنَا بِجُوَيْرِيَّةَ مُتَعَبِّدَةِ اللَّيْلِ أَجْمَعَ تَطُوفُ حَوْلَ الْبَيْتِ، فَكُلَّمَا طَافَتْ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ وَقَفَتْ بِحِذَاءِ الْمُلْتَزِمِ، ثُمَ تَقُولُ: يَا رَبِّ! كَمْ مِنْ شَهْوَةٍ قَدْ ذَهَبَتْ لَذَّتُهَا وَبَقِيَتْ تَبِعَتُهَا، أَمَا كَانَ لَكِ عُقُوبَةٌ إِلا [ص:231] النَّارَ؟ !(7/230)
3139 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ الْبَهْرَانِيِّ؛ قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ: يَا بُنَيَّ! أَنْزِلْ نَفْسَكَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ لا حَاجَةَ لَكَ بِهِ، وَلا بُدَّ لَكَ مِنْهُ. يَا بُنَيَّ! كُنْ كَمَنْ لا يَبْتَغِي مَحْمَدَةَ النَّاسِ وَلا يَكْتسِبُ ذَمَّهُمْ؛ فَنَفْسُهُ مِنْهُ فِي عَنَاءٍ، وَالنَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ.(7/231)
3140 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ؛ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ يَفْتَتِحُ مَجْلِسَهُ وَحَدِيثَهُ، يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ بِالإِسْلامِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ بِالْقُرْآنِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ بِالْمُعَافَاةِ؛ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ بِالأَهْلِ وَالْمَالِ.(7/231)
3141 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْجَعْدِ يَقُولُ: [ص:232] لَمَّا مَرُّوا بِجِنَازَةِ دَاوُدَ الطَّائِيِّ؛ قَالَتِ امْرَأَةٌ: مَنْ هَذَا؟ هَذَا عَابِدٌ! هَنِيئًا لَكَ يَا عَابِدُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ: لا وَكِلَهُ اللهُ إِلَى عِبَادَتِهِ.(7/231)
3142 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الأَخْنَسِيُّ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلا يَقُولُ لِدَاوُدَ الطَّائِيِّ: «أَلا تُسَرِّحُ لِحْيَتَكَ؟ ! قَالَ: إِنِّي عَنْهَا لَمَشْغُولٌ.(7/232)
3143 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ؛ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ لُوطِ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُسَاحِقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ؛ قَالَ: [ص:233] لَمَّا طُعِنَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِالأُرْدُنِّ وَبِهَا قَبْرُهُ؛ دَعَا مَنْ حَضَرَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: إِنِّي مُوصِيكُمْ بِوَصِيَّةٍ، إِنْ قَبِلْتُمُوهَا لَمْ تَزَالُوا بِخَيْرٍ: أَقِيمُوا الصَّلاةَ، وَآتُوا الزَّكَاةَ، وَصُومُوا شَهْرَ رَمَضَانَ، وَتَصَدَّقُوا وَحُجُّوا وَاعْتَمِرُوا، وَتَوَاصَوْا، وَانْصَحُوا لِأُمَرَائِكُمْ وَلا تَغُشُّوهُمْ، وَلا تلهكم الدنيا؛ فإن امرءا لَوْ عُمِّرَ أَلْفَ حَوْلٍ ماكان لَهُ بُدٌّ مِنْ أَنْ يَصِيرَ إِلَى مَصْرَعِي هَذَا الَّذِي تَرَوْنَ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ الْمَوْتَ عَلَى بَنِي آدَمَ؛ فَهُمْ مَيِّتُونَ، وَأَكْيَسُهُمْ أَطْوَعُهُمْ لِرَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَعْمَلُهُمْ لِيَوْمِ مَعَادِهِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ. يَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ! صَلِّ بِالنَّاسِ. وَمَاتَ، فَقَامَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فِي النَّاسِ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! تُوبُوا إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ ذُنُوبِكُمْ تَوْبَةً نَصُوحًا؛ فَإِنَّ عَبْدًا لا يَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ تَائِبًا مِنْ ذَنْبِهِ إِلا كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ، مَنْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ؛ فَلْيَقْضِهِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ مُرْتَهَنٌ بِدَيْنِهِ، وَمَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُهَاجِرًا أخاه فليلقه فليصالحه، وَلا يَنْبَغِي لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فِي اللهِ أَكْثَرَ مِنْ ثَلاثٍ، وَالذَّنْبُ عَظِيمٌ، إِنَّكُمْ [ص:234] أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ قَدْ فُجِعْتُمْ بِرَجُلٍ مَا أَزْعُمُ أَنِّي رَأَيْتُ عَبْدًا أَبَرَّ صَدْرًا وَلا أَبْعَدَ مِنَ الْغَائِلَةِ، وَلا أَشَدَّ حُبًّا لِلْعَامَّةِ وَلا أَنْصَحَ لِلْعَامَّةِ مِنْهُ؛ فَتَرَحَّمُوا عَلَيْهِ رَحِمَهُ اللهُ، وَاحْضَرُوا الصَّلاةَ عَلَيْهِ
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(7/232)
3144 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، نا ابْنُ الأَصْبَهَانِيِّ، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ ابن أبي الدنيا، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عَازِبٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ؛ قَالَ: [ص:235] سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَوَاقِيتِ الصَّلاةِ، فَأَمَرَ بِلالا؛ فَقَدَّمَ وَأَخَّرَ. قَالَ: «مَا بَيْنَهُمَا وَقْتٌ»
__________
[إسناده ضعيف والحديث صحيح] .(7/234)
3145 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ غُلامُ خَلِيلٍ، نا ثَوْبَانُ بْنُ سَعِيدٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ كَعْبٍ؛ قَالَ: إِنَّ بَيْنَ مَنْكِبَيِ الْخَازِنِ مِنْ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ مَسِيرَةَ سَنَةٍ، وَإِنَّ مَعَ كُلِّ مَلَكٍ مِنْهُمْ عَمُودًا يَدْفَعُ بِهِ أَهْلَ النَّارِ إِلَى النَّارِ؛ فَيَدْفَعُ بِهِ الدَّفْعَةَ فَيَقَعُ فِي النار سبع مئة أَلْفٍ.
آخر الجزء الثالث والعشرين، يتلوه الرابع والعشرون إن شاء الله تعالى والحمد لله وحده وصلاته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.(7/236)
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الرابع والعشرون
من كتاب «المجالسة وجواهر العلم»
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أخبرنا الشيخان أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري، وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي، إذنا، قالا: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي؛ قال: البوصيري: قراءة عليه وأنا أسمع، وقال ابن حامد: إجازة؛ قال: نا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل الضراب، أنا أبي، حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي الدينوري:(7/243)
3146 - نا عبد الملك بن الْحَمِيدِ الْمَيْمُونِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ الزَّنْبَرِيُّ، نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:245] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَلَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ مِنْهُ بِضَالَّتِهِ إِذَا وَجَدَهَا»
__________
[إسناده ضعيف والحديث صحيح] .(7/243)
3147 - وَبِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:246] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ؛ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ»
__________
[إسناده ضعيف والحديث صحيح] .(7/245)
3148 - وَبِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:247] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ! اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ، يَا أُمَّ الزُّبَيْرِ عَمَّةَ النَّبِيِّ! يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ! اشْتَرِيَا أَنْفُسَكُمَا مِنَ اللهِ، لا أَمْلِكُ لَكُمَا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا، سَلانِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمَا»
__________
[إسناده ضعيف والحديث صحيح] .(7/246)
3149 - وَبِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:248] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الشَّأْنِ؛ فَمُسْلِمُهُمْ تَبَعٌ لِمُسْلِمِهِمْ، وَكَافِرُهُمْ تَبَعٌ لِكَافِرِهِمْ»
__________
[إسناده ضعيف والحديث صحيح] .(7/247)
3150 - وَبِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:249] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَجِدُ النَّاسَ مَعَادِنَ، خِيَارُهُمْ فِي الإِسْلامِ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا فَقِهُوا»
__________
[إسناده ضعيف والحديث صحيح] .(7/248)
3151 - وَبِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:250] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإِبِلَ صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ، أَحْنَاهُ على ولد في [ص:251] صغر، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ»
__________
[إسناده ضعيف والحديث صحيح] .(7/249)
3152 - وَبِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللهُمَّ! أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللهُمَّ! أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللهُمَّ! أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللهُمَّ! أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ - قَالَ: لا أَدْرِي بِأَيِّهِمْ بَدَأَ -، اللهُمَّ! اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللهُمَّ! اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سَنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ»
__________
[إسناده ضعيف والحديث صحيح] .(7/251)
3153 - وَبِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:252] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ»
__________
[إسناده ضعيف والحديث صحيح] .(7/251)
3154 - وَبِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا الْيَهُودَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ اليهود وَرَاءَ الْحَجَرِ فَيَقُولُ: يَا عَبْدَ اللهِ! يَا مُسْلِمُ! هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ»
__________
[إسناده ضعيف والحديث صحيح] .(7/252)
3155 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ، نا الْحُنَيْنِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: [ص:253] دَخَلَ عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَأْكُلُ طَعَامًا؛ فَقَالَ: «اجْلِسْ وَسَمِّ اللهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ مِمَّا يَلِيكَ»
__________
[إسناده ضعيف والحديث صحيح] .(7/252)
3156 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْكَابُلِيُّ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأُوَيْسِيُّ، نا مَالِكٌ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ؛ جَمِيعًا عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص:256]: «إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ فِرَاشَهُ، فَلْيَنْفُضْهُ بِصَنْفَةِ ثَوْبِهِ؛ فَإِنَّهُ لا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ، وَلْيَقُلْ: بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ» . [ص:257] وَمَالِكٌ لَمْ يَقُلْ فِي حَدِيثِهِ: «مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ»
__________
[إسناده صحيح] .(7/253)
3157 - حَدَّثَنَا محمد بن صالح كَيْلَجَةَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَوِيِّ، نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ سُمِيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ؛ فَهُوَ شَهِيدٌ»
__________
[إسناده ضعيف] .(7/257)
3158 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْكَابُلِيُّ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، حَدَّثَنِي مَالِكُ [بْنُ أَنَسٍ]- ح -
__________
[إسناده صحيح] .(7/257)
3159 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى، نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، نا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص:259]: «إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءُونَ أَصْحَابَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ كما تتراؤون الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ فِي الأُفُقِ مِنَ الْمَشْرِقِ أَوِ الْمَغْرِبِ لِتَفَاضُلٍ بَيْنَهُمْ «. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! تِلْكَ مَنَازِلُ الأَنْبِيَاءِ لا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ. قَالَ:» بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ رِجَالٌ آمَنُوا بِاللهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ «
__________
[إسناده ضعيف والحديث صحيح] .(7/258)
3160 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ قَالَ: قَالَ رسول الله [ص:263] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا ضرر وَلا ضِرَارَ، مَنْ ضَارَّ ضَرَّ اللهُ بِهِ، وَمَنْ شَاقَّ شَقَّ اللهُ عَلَيْهِ»
__________
[رجاله ثقات والحديث صحيح] .(7/259)
3161 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، نا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ الدَّاهِرِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:264] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا نَزَلَ الرَّجُلُ عَلَى قَوْمٍ؛ فَلا يَصُمْ إِلا بِإِذْنِهِمْ»
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(7/263)
3162 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، نا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: [ص:265] سَجَدَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)) [العلق: 1] ، وَ: (إِذَا السَّمَآءُ انْشَقَّتْ (1)) [الانشقاق: 1] ، وَمَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُمَا
[إسناده حسن، والحديث صحيح] .(7/264)
3163 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نا أَبُو بِلالٍ الأَشْعَرِيُّ، نا حَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:267] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَبِقَ الْعَبْدُ؛ فَلا ذِمَّةَ لَهُ»
__________
[إسناده حسن] .(7/265)
3164 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، نا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ الْجُعْفِيِّ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: [ص:269] دَخَلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْمَسْجِدَ مِنْ بَابِ بَنِي فُلانٍ؛ فَقَالَ جَابِرٌ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؛ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُ
__________
[إسناده حسن] .(7/267)
3165 - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ الطَّيَالِسِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ليلى، عن عطية، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قال [ص:271]: «صَوْمُ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ، وَصَوْمُ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ؛ ماضية ومستقبلة»
__________
[إسناده ضعيف جدا والحديث صحيح] .(7/269)
3166 - حدثنا عِيسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى، نا يُونُسُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:273] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تُسْتَأْمَرُ الْبِكْرُ فِي نَفْسِهَا، فَإِنْ سَكَتَتْ؛ فَقَدْ رَضِيَتْ، وَإِنْ أَنْكَرَتْ؛ لَمْ تُكْرَهْ»
__________
[إسناده حسن] .(7/271)
3167 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ الدِّيبَاجِيُّ، نا عُمَيْرُ بْنُ عِمْرَانَ الْحَنَفِيُّ، نا خُزَيْمَةُ بْنُ أَسَدٍ الْمُزَنِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: [ص:274] أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا كَبَّرَ؛ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الصَّلاةِ حَتَّى يُرَى أَطْرَافُ أَنَامِلِهِ مِنْ أَطْرَافِ مَنْكِبَيْهِ
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(7/273)
3168 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، نا بَيَانٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: مَا حَجَبَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلا رَآنِي إِلا ابْتَسَمَ.(7/274)
3169 - حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ الْكُوفِيُّ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، نا أَبِي، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: [ص:275] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ
__________
[إسناده ضعيف والحديث صحيح] .(7/274)
3170 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يُوسُفَ، نا أَبُو الْجُمَاهِرِ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، نا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: [ص:276] كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْرَبُ قَائِمًا
__________
[إسناده ضعيف] .(7/275)
3171 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ هَاشِمٍ السِّمْسَارُ، نا عَلِيُّ بْنُ بَحْرِ بْنِ بَرِّيٍّ، نا حَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ، نا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص:278] سَأَلَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ أَنْ لا يَلْبِسَ أُمَّتَهُ شِيَعًا، وَلا يُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ؛ فَأَبَى
__________
[إسناده ضعيف] .(7/276)
3172 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ الْمُنْذِرِ الْحِمْصِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ قُبَيْسٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ هَارُونَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا خَرَجَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْجُمُعَةِ؛ فَلْيَغْتَسِلِ اغْتِسَالَهُ مِنَ الْجَنَابَةِ»
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(7/278)
3173 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ خَالِدٍ، نا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي خُزَيْمَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:280] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ؛ فَإِنَّهَا تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي وَجَلالِي؛ لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ»
__________
[إسناده مظلم والحديث حسن لشواهده] .(7/279)
3174 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، نا أَبُو كُدَيْنَةَ، نا أَبُو سِنَانٍ ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: [ص:281] سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الإِزَارِ، فَأَخَذَ بِوَسَطِ الْعَضَلَةِ. قُلْتُ: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: «لا خَيْرَ فِي أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ» . قُلْنَا: هَلَكْنَا يَا [ص:282] رَسُولَ اللهِ!
__________
[إسناده ضعيف] .(7/280)
3175 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ، نا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: [ص:283] أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِقَتْلِ الْكِلابِ؛ إِلا كَلْبَ مَاشِيَةٍ أَوْ صَيْدٍ
__________
[إسناده رجاله ثقات] .(7/282)
3176 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الدُّولابِيُّ، نا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، نا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنِ الْحَوَارِيِّ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:284] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ أَنْ يَفْشُوَ الْفَالِجُ، وَمَوْتُ الْفَجْأَةِ»
__________
[إسناده مظلم] .(7/283)
3177 - حَدَّثَنَا أَبُو الأَصْبَغِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَامِلٍ الأَسَدِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ مِهْرَانَ الْخَبَّازُ أَبُو خَالِدٍ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ [ص:285]: «أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى»
__________
[إسناده حسن] .(7/284)
3178 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نَاصِحٍ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ عُلْوَانَ الْكَلْبِيُّ، نا الْمُنْكَدِرُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص:287]: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ»
__________
[إسناده واه جداً والحديث صحيح] .(7/285)
3179 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نَاصِحٍ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ عُلْوَانَ، نا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ سَعْدُ بْنُ طَارِقٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص:288]: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ»
__________
[إسناده كسابقه] .(7/287)
3180 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص:289]: «الْعَيْنُ حَقٌّ»
__________
[إسناده ضعيف والحديث صحيح] .(7/288)
3181 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النِّبَاجِيُّ وَرَّاقُ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، نا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى الأَزْرَقُ، نا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:292] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا عَبَثًا؛ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ صُرَاخٌ: رَبِّ! سَلْ هَذَا لِمَ قَتَلَنِي عَبَثًا بِلا مَنْفَعَةٍ»
__________
[إسناده واه جدا] .(7/289)
3182 - قَالَ: أَنْشَدَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ لإِبْرَاهِيمَ بْنِ هَرْمَةَ:(7/292)
3183 - وَأَنْشَدَنَاهُ أَيْضًا الْمُبَرِّدُ:
(قَدْ يُدْرِكُ الشَّرَفَ الْفَتَى وَرِدَاؤُهُ ... خَلِقٌ وَجَيْبُ قَمِيصِهِ مَرْقُوعُ)
(أَمَا تَرَانِي شَاحِبًا مُتَبَذِّلا ... كَالسَّيْفِ يَخْلَقُ جَفْنُهُ فَيَضِيعُ)
(فَلَرُبَّ لَذَّةِ لَيْلَةٍ قَدْ نِلْتُهَا ... وَحَرَامُهَا بحلالها مدفوع)(7/292)
3184 - قَالَ: وأنشدنا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِمَرْوَانَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ فِي بَنِي مَطَرٍ؛ فَقَالَ:
(هُمُ الْقَوْمُ إِنْ قَالُوا أَصَابُوا وَإِنْ ... دُعُوا أَجَابُوا وَإِنْ أَعْطَوْا أَطَابُوا وَأَجْزَلُوا)
(هُمْ يَمْنَعُونَ الْجَارَ حَتَّى كَأَنَّمَا ... لِجَارِهِمْ بَيْنَ السَّمَاكِينَ مَنْزِلُ)(7/293)
3185 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا الْمُبَرِّدُ:(7/293)
3186 - وَابْنُ قُتَيْبَةَ لِأَبِي الْعَتَاهِيَةِ:
(مَا أَنَا إِلا لِمَنْ بَغَانِي ... أَرَى خَلِيلِي كَمَا يَرَانِي [ص:294])
(لَسْتُ أَرَى مَا مَلَكْتُ طَرْفِي ... مَكَانَ مَنْ لا يَرَى مَكَانِي)
(فَلِي إِلَى أَنْ أَمُوتَ رِزْقٌ ... لَوْ جَهَدَ الْخَلْقُ مَا عَدَانِي)
(فَاسْتَغْنِ بِاللهِ عَنْ فُلانٍ ... وَعَنْ فُلانٍ وَعَنْ فُلانِ)
(فَالْمَالُ مِنْ حِلِّهِ قِوَامٌ ... لِلْعِرْضِ وَالْوَجْهِ وَاللِّسَانِ)
(وَالْفَقْرُ ذُلٌّ عَلَيْهِ بَابٌ ... مِفْتَاحُهُ الْعَجْزُ وَالتَّوَانِي)
(وَرِزْقُ رَبِّي لَهُ وُجُوهٌ ... هُنَّ مِنَ اللهِ فِي ضَمَانِ)
(سُبْحَانَ مَنْ لَمْ يَزَلْ عَلِيًّا ... لَيْسَ لَهُ فِي الْعُلُوِّ ثَانِ)
(قَضَى عَلَى خَلْقِهِ الْمَنَايَا ... فَكُلُّ حَيٍّ سِوَاهُ فَانِ)
(يَا رَبِّ لَمْ نَبْكِ فِي زَمَانٍ ... إِلا بَكَيْنَا عَلَى الزَّمَانِ)(7/293)
3187 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي، عَنِ ابْنِ السَّمَّاكِ: أَنَّ رَجُلا مِنْ قُرَيْشٍ عَظِيمَ الْقَدْرِ فِي سَالِفِ الدَّهْرِ طَالَبَ رَجُلا بِذَحْلٍ وَأَلَحَّ عَلَيْهِ فِي طَلَبِهِ، فَلَمَّا ظَفَرَ بِهِ؛ قَالَ: لَوْلا أَنَّ الْمَقْدِرَةَ تَذْهَبُ بِالْحَفِيظَةِ؛ لانْتَقَمْتُ مِنْكَ. ثُمَّ تَرَكَهُ.(7/294)
3188 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يَكُونَ فِي أَهْلِهِ مِثْلَ الصَّبِيِّ، فَإِذَا الْتُمِسَ مَا عِنْدَهُ؛ [ص:295] وُجِدَ رَجُلا.(7/294)
3189 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا يُوسُفُ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ:
(وَلَيْسَ عِتَابُ الناس للمرء نافعا ... إذا لَمْ يَكُنْ لِلْمَرْءِ لُبٌّ يُعَاتِبُهُ)(7/295)
3190 - حَدَّثَنَا مُقَاتِلُ بْنُ صَالِحٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: نَظَرَ بَعْضُ مُلُوكِ الأَعَاجِمِ إِلَى شَيْبٍ فِي رَأْسِهِ، فَجَمَعَ نِسَاءَهُ، وَقَالَ: تَعَالَيْنَ فَانْدُبْنَنِي إِذْ مَاتَ بَعْضِي لِأَنْظُرَ كَيْفَ تَنْدِبْنَنِي إِذَا مَاتَ كُلِّي، وَقَالَ:
(إِذَا الْمَرْءُ أَعْطَى نَفْسَهُ كُلَّمَا اشْتَهَتْ ... وَلَمْ يَنْهَهَا تَاقَتْ إِلَى كُلِّ بَاطِلِ)
(وَسَاقَتْ إِلَيْهِ الإِثْمَ وَالْعَارَ لِلَّذِي ... دَعَتْهُ إِلَيْهِ مِنْ حَلاوَةِ عَاجِلِ)(7/295)
3191 - حَدَّثَنَا الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نا الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: نَظَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى شَابٍّ قَدْ نَكَّسَ فِي الصَّلاةِ رَأْسَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا هَذَا! ارْفَعْ رَأْسَكَ؛ فَإِنَّ الْخُشُوعَ لا يَزِيدُ عَلَى مَا فِي [ص:296] الْقَلْبِ، فَمَنْ أَظْهَرَ لِلنَّاسِ خُشُوعًا فَوْقَ مَا فِي قَلْبِهِ؛ فَإِنَّمَا أَظْهَرَ نِفَاقًا عَلَى نِفَاقٍ.(7/295)
3192 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نا الْمَازِنِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: مَا أَحْسَنُ الثَّنَاءِ عَلَيْكَ! فَقَالَ: بَلاءُ اللهِ عِنْدِي أَحْسَنُ مِنْ وَصْفِ الْمَادِحِينَ وَإِنْ أَحْسَنُوا، وَذُنُوبِي إِلَى اللهِ أَكْثَرُ مِنْ عَيْبِ الذَّامِّينَ وَإِنْ كَثُرُوا؛ فَيَا أسفى عَلَى مَا فَرَّطْتُ! وَيَا سَوْأَتَاهُ مِمَّا قَدَّمْتُ!(7/296)
3193 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نا الْمَدَائِنِيُّ؛ قال: قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: أَرْبَعَةٌ لا أَمَلُّهُمْ أَبَدًا: جَلِيسِي مَا فَهِمَ عَنِّي، وَثَوْبِي مَا سَتَرَنِي، وَدَابَّتِي مَا حَمَلَتْنِي، وَامْرَأَتِي مَا أَحْسَنَتْ عِشْرَتِي
__________
[إسناده ضعيف] .(7/296)
3194 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ لِشَيْخٍ مِنْ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: يَا عَمُّ! عَلِّمْنِي الْحِلْمَ. فَقَالَ: لَهُ: يَا ابْنَ أَخِي! إِنَّ الْحِلْمَ هُوَ الذُّلُّ، فَاصْبِرْ عَلَيْهِ.(7/297)
3195 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ جَبَلَةَ: لا فَقِيرَ أفْقَرُ مِنْ غَنِيٍّ أَمِنَ الْفَقْرَ.(7/297)
3196 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: دَخَلَ قَوْمٌ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَسَأَلَهُمْ عَنْ صَنَائِعِهِمْ، فَقَالُوا: نَبِيعُ الرَّقِيقَ. فَقَالَ: بِئْسَ التِّجَارَةُ، ضَمَانُ نَفْسٍ وَمُؤْنَةُ ضِرْسٍ.(7/297)
3197 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نا سَهْلٌ، نا الأَصْمَعِيُّ، أَخْبَرَنِي سَعْدُ بْنُ نَصْرٍ: أَنَّ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ تَذَاكَرُوا قِيَافَةَ بَنِي أَسَدٍ، فَأَتَوْهُمْ، فَقَالُوا: إِنَّهُ ضَلَّتْ لَنَا نَاقَةٌ، فَلَوْ أَرْسَلْتُمْ مَعَنَا مَنْ يَقِيفُ. فَقَالُوا لِغُلَيِّمٍ لَهُمْ: انْطَلِقْ مَعَهُمْ. فَاسْتَرْدَفَهُ أَحَدُهُمْ، ثُمَّ سَارُوا، فَلَقِيَتْهُمْ عُقَابٌ كَاسِرَةٌ إِحْدَى جَنَاحَيْهَا، فَاقْشَعَرَّ الْغُلامُ وَبَكَى، فَقَالُوا لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: كَسَرَتْ جَنَاحًا وَرَفَعَتْ جَنَاحًا، وَحَلَفْتُ بِاللهِ صَرَاحًا؛ مَا أَنْتُمْ بأنس وَلا تَبْغُوا لِقَاحًا. فَرَمَوْا بِهِ وَمَضَوْا.(7/298)
3198 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، أَنْشَدَنَا الرِّيَاشِيُّ:
(لا يُبْعِدُ اللهُ إِخْوَانًا لَنَا ذَهَبُوا ... أَفْنَاهُمْ حَدَثَانُ الدَّهْرِ وَالأَبَدُ)
(نَمُدُّهُمْ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ بَقِيَّتِنَا ... وَلا يُرَدُّ إِلَيْنَا مِنْهُمُ أَحَدُ)(7/298)
3199 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، أَنْشَدَنَا أَبُو زَيْدٍ لِفُضَالَةَ:
(رَمَى الْحَدَثَانُ نِسْوَةَ آلِ حَرْبٍ ... بِمِقْدَارٍ سَمَدْنَ لَهُ سُمُودَا)
(فَرَدَّ شُعُورَهُنَّ السُّودَ بِيضًا ... وَرَدَّ وُجُوهَهُنَّ الْبِيضَ سُودَا)(7/298)
3200 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَنْمَاطِيُّ، أَنْشَدَنَا سَعِيدٌ الْجِرْمِيُّ:
(أَمَّا الْقُبُورُ فَإِنَّهُنَّ أَوَانِسُ ... بِجِوَارِ قَبْرِكَ وَالدِّيَارُ قُبُورُ)
(عَمَّتْ مُصِيبَتُهُ فَعَمَّ هَلاكُهُ ... فَالنَّاسُ فِيهِ كُلُّهُمْ مَأْجُورُ)
(رَدَّتْ صَنَائِعُهُ إِلَيْهِ حَيَاتَهُ ... فَكَأَنَّهُ مِنْ نَشْرِهَا مَنْشُورُ)(7/299)
3201 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلانِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِأَعْرَابِيَّةٍ مَاتَ ابْنُهَا: مَا أَحْسَنَ عَزَاءَكِ؟ فَقَالَتْ: إِنَّ فَقْدِي إِيَّاهُ أَمَّنَنِي مِنَ الْمُصِيبَةِ بَعْدَهُ. ثُمَّ أَنْشَدَتْنَا لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ فِي نَحْوِهِ:
(فَكُنْتُ عَلَيْهِ أَحْذَرُ الْمَوْتَ وَحْدَهُ ... فَلَمْ يَبْقَ لِي شَيْءٌ عَلَيْهِ أُحَاذِرُ)(7/299)
3202 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ؛ قَالَ: مَاتَ سُهَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ، فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعْضُ عُمَّالِهِ يُعَزِّيهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ:
(حَسْبِي حَيَاةُ اللهِ مِنْ كُلِّ مَيِّتٍ ... وَحَسْبِي بَقَاءُ اللهِ مِنْ كُلِّ هَالِكِ)(7/299)
3203 - حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: عَزَّى صَالِحٌ الْمُرِّيُّ بَعْضَ إِخْوَانِهِ، فَقَالَ لَهُ: إِنْ لَمْ تَكُنْ مُصِيبَتُكَ أَحْدَثَتْ فِي نَفْسِكَ مَوْعِظَةً؛ فَمُصِيبَتُكَ بِنَفْسِكَ أَعْظَمُ. ثُمَّ أَنْشَدَ أَبُو قِلابَةَ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ فِي مِثْلِهِ:
(إِنْ يَكُنْ مَا بِهِ أُصِيبَ جَلِيلا ... فَذَهَابُ الْعَزَاءِ فِيهِ أَجَلُّ)(7/300)
3204 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، نا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْعَسْقَلانِيُّ، نا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ قُرَّةَ وَعُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: [ص:301] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُصَلَّى عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(7/300)
3205 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ، نا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قال [ص:303]: «بعث عَلَى إِثْرِ ثَمَانِيَةِ آلافِ نَبِيٍّ، مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ آلافٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ»
__________
[إسناده ضعيف] .(7/301)
3206 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيُّ؛ نا وُهَيْبٌ، نا أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص:306]: «لَيْسَ الْكَذَّابُ مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ النَّاسِ فَقَالَ خَيْرًا أَوْ نَمَّى خَيْرًا»
__________
[إسناده صحيح] .(7/304)
3207 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، نا هَمَّامٌ، عَنْ مَطَرٍ وَقَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: «إِذَا قَعَدَ بَيْنَ شعبها الأربع وَأَجْهَدَ نَفْسَهُ؛ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ»
__________
[إسناده حسن] .(7/306)
3208 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَزَّازُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ الْيَمَامِيُّ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مَعْمَرًا يَقُولُ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ؛ فَإِذَا أَنَا بِقَوْمٍ لَهُمْ رَوَأٌ، فَظَنَنْتُ بِهِمُ الْخَيْرَ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِمْ؛ فَإِذَا هُمْ يَنْتَقِصُونَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَيَقَعُونَ فِيهِ، فَقُمْتُ مِنْ عِنْدِهِمْ، فَإِذَا أَنَا بِشَيْخٍ يُصَلِّي ظَنَنْتُ بِهِ خَيْرًا، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا أَحَسَّ بِي جَلَسَ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ! مَا تَرَى هَؤُلاءِ الْقَوْمَ يَشْتِمُونَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَيَنْتَقِصُونَهُ؟ ! وَجَعَلْتُ أُحَدِّثُهُ بِمَنَاقِبِ عَلِيٍّ [ص:308] رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَأَنَّهُ زَوْجُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ لِي: يَا عَبْدَ اللهِ! مَا لَقِيَ النَّاسُ مِنَ النَّاسِ؟ ! لَوْ أَنَّ أَحَدًا نَجَا مِنَ النَّاسِ لَنَجَا مِنْهُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللهُ، هُوَ ذَا يُشْتَمُ وَيُنْتَقَصُ. قَالَ: قُلْتُ: وَمَنْ أَبُو مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ رَحِمَهُ اللهُ. وَجَعَلَ يَبْكِي، فَقُمْتُ عَنْهُ وَقُلْتُ: لا أَسْتَحِلُّ أَنْ أَبِيتَ بِهَا، فَخَرَجْتُ مِنْ يَوْمِي
__________
[إسناده ضعيف] .(7/307)
3209 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْمُنَادِي، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرِ بْنِ حَبِيبٍ أَبُو وَهْبٍ السَّهْمِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ قَالَتْ: [ص:309] مَا مَسَّ يَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةً قَطُّ، إِنَّمَا كَانَ يُبَايِعُهُنَّ بِالْكَلامِ
__________
[إسناده ضعيف والحديث صحيح] .(7/308)
3210 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نا أَبِي، نا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَاضِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: [ص:311] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَمَ يَهُودِيًّا وَيَهُودِيَّةً
__________
[إسناده صحيح] .(7/309)
3211 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ أَبُو عَوْفٍ الْبُزُورِيُّ، نا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: [ص:312] أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ كَانُوا يَفْتَتِحُونَ القراءة بالحمد لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
__________
[إسناده صحيح] .(7/311)
3212 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ، نا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ: [ص:317] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَذَّنَ فِي أُذُنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَ وَلَدَتْهُ فَاطِمَةُ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا
__________
[إسناده ضعيف] .(7/312)
3213 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا الرَّمَادِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ؛ قَالَ: كُنْتُ فِي حَلَقَةٍ مَعَ مِسْعَرٍ، فَجَعَلَ مِسْعَرٌ يَنْظُرُ، فَجَعَلَ يَلْتَفِتُ إِلَى حَلَقَةٍ أُخْرَى؛ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: مَا فَاتَكَ مِنَ الْعِلْمِ أَكْثَرُ.(7/317)
3214 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ جَعْفَرٍ؛ قَالَ: سَأَلْتُ بَعْضَ الرُّهْبَانِ: أَيُّمَا أَقْتَلُ لِلْمُحِبِّينَ: الْبُكَاءُ أَوِ الْكَمَدُ؟ قَالَ: الْكَمَدُ أَقْتَلُ، وَالْبُكَاءُ أَفْرَجُ. قُلْتُ: كَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ إِذَا بَكَى؛ سَلا، وَإِذَا سَلا؛ رَقَّ وَشَجَا؛ فَالْكَمَدُ أَقْتَلُ مِنَ الْبُكَاءِ. ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:
(وُجُوهُ الْبَاكِيَاتِ مُعْلِمَاتٌ ... بِهَا آيَاتُ ضُرٍّ بَيِّنَاتُ)
(خُدُودُهُمْ مُعَفَّرَةٌ بِدَمْعٍ ... تَجُودُ بِهَا عُيُونٌ سَاهِرَاتُ)
(وَمِنْ تَحْتِ الثِّيَابِ جُسُومٌ ... سُقْمٌ تُمَازِجُهَا نُفُوسٌ ذَائِبَاتُ)(7/317)
3215 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى أَبِي عِيَاضٍ الْقَاضِي، فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَبَا عِيَاضٍ! إِنَّ زَوْجِي حَلَفَ الْبَارِحَةَ بِطَلاقِي بِعَدَدِ كُلِّ شَعْرٍ فِي إستك. فَقَالَ لَهَا: وَيْحَكِ! الْبَارِحَةَ تَنَوَّرْتُ، اذْهَبِي لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ.(7/318)
3216 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: رَأَيْتُ أَعْرَابِيًّا فِي مَوْقِفِ عَرَفَةَ وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ! إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ إِلا إِلَيْكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْغِنَى إِلا بِكَ. قُلْتُ: يَا هَذَا! أَمَا لَكَ إِلَى رَبِّكَ حَاجَةٌ تَسْأَلُهُ فِي هَذَا الْمَوْقِفِ غَيْرَ هَذَا؟ فَقَالَ لِي: وَأَيُّ شَيْءٍ بَقِيَ مِنَ الْحَوَائِجِ؟ !(7/318)
3217 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا أَبِي؛ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى ابْنِ طَاهِرٍ وَهُوَ رَاكِبٌ؛ فَأَنْشَدَهُ:
(سَأَلْتُ عَنِ الْمَكَارِمِ أَيْنَ صَارَتْ ... فَكُلُّ النَّاسِ أَرْشَدَنِي إِلَيْكَا)
(فَجُدْ لِي يَا ابْنَ طَاهِرٍ إِنَّ فِعْلِي ... سَيُثْنِي بِالَّذِي تُولِي عَلَيْكَا)
فَقَالَ: كَمْ ثَمَنُ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ؟ قَالَ: أَلْفَا دِرْهَمٍ. قَالَ: أَرْخَصْتَ، [ص:319] يَا غُلامُ! أَعْطِهِ أَرْبَعَةَ آلافِ دِرْهَمٍ. فَقَالَ:
(صَدَّقْتَ ظَنِّي وَظَنَّ النَّاسِ كُلِّهِمِ ... فَأَنْتَ أَكْرَمُهُمْ نَفْسًا وَأَجْدَادَا)
(لا زِلْتَ فِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ وَاسِعَةٍ ... فَأَنْتَ أَخْضَرُهَا رَوْضًا وَأَعْوَادَا)
فَقَالَ: يَا غُلامُ! أَعْطِهِ أَرْبَعَةَ آلافِ دِرْهَمٍ أُخْرَى. فَقَالَ:
(لَوْ كَانَ قَوْلِي بِهَذَا الشِّعْرِ مُسْتَمَعًا ... لَكُنْتُ أَحْوِي خَرَاجَ الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ)
(أَنْتَ الْكَرِيمُ الَّذِي تُعْطِي بِلا نَكَدٍ ... وَأَنْتَ تُحْيِي الَّذِي قَدْ مَاتَ مِنْ جَدْبِ)
فَقَالَ: يَا غُلامُ! أَعْطِهِ أَرْبَعَةَ آلافٍ أُخْرَى. فَلَمَّا قَبَضَهَا؛ قَالَ: أَيُّهَا الأَمِيرُ! فَنِيَ شِعْرِي، وَلَمْ يَضِقْ صَدْرُكَ.(7/318)
3218 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي خِلافَتِهِ، فَقَالَ لَهُ: مَا أَقْدَمَكَ؟ قَالَ: مَا أَقْدَمَنِي إِلَيْكَ رَغْبَةٌ وَلا رَهْبَةٌ. قَالَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: أَمَّا الرَّغْبَةُ؛ فَقَدْ وَصَلَتْ إِلَيْنَا وَفَاضَتْ فِي رِحَالِنَا وَتَنَاوَلَهَا الأَقْصَى وَالأَدْنَى مِنَّا، وَأَمَّا الرَّهْبَةُ؛ فَقَدْ أَمِنَّا بِعَدْلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْنَا وَحُسْنِ سِيرَتِهِ مِنَ الظُّلْمِ، وَنَحْنُ وَفْدُ الشُّكْرِ.(7/319)
3219 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى السُّلْطَانِ: مِثْلُكَ أَوْجَبَ حَقًّا لا يَجِبُ عَلَيْهِ، [ص:320] وَسَمَحَ بِحَقٍّ يَجِبُ لَهُ، وَقَبِلَ وَاضِحَ الْعُذْرِ، وَاسْتَكْثَرَ قَلِيلَ الشُّكْرِ، لا زَالَتْ إياديك فَوْقَ شُكْرِ أَوْلِيَائِكَ، وَنِعْمَةُ اللهِ عَلَيْكَ فَوْقَ آمَالِهِمْ لَكَ.(7/319)
3220 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَدَائِنِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ لِأَبِيهِ: يَا أَبَةِ! إن عظم حَقِّكَ عَلَيَّ لا يُذْهِبُ صَغِيرَ حَقِّي عَلَيْكَ، والَّذِي تَمُتُّ بِهِ إِلَيَّ أَمُتُّ بِمِثْلِهِ إِلَيْكَ، وَلَسْتُ أَزْعُمُ أَنَّا عَلَى سَوَاءٍ.(7/320)
3221 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نا الْمَازِنِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: قِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: كَيْفَ بِرُّكَ بِأُمِّكَ؟ قَالَ: لَمْ أَضْرِبْهَا قَطُّ.(7/320)
3222 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ؛ قَالَ: اعْتَذَرَ رَجُلٌ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ: قَدْ أَغْنَاكَ اللهُ بِالْعُذْرِ مِنَّا عَنِ الاعْتِذَارِ، وَأَغْنَانَا بِالْمَوَدَّةِ لَكَ عَنْ سُوءِ الظَّنِّ بِكَ.(7/320)
3223 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكَابُلِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَيُّوبَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَأْمُونَ يَقُولُ: [ص:321] لَمْ أَرَ أَحَدًا أَبَرَّ مِنَ الْفَضْلِ بْنِ يَحْيَى بِأَبِيهِ، بَلَغَ مِنْ بِرِّهِ أَنَّ يَحْيَى كَانَ لا يَتَوَضَّأُ إِلا بِمَاءٍ سُخْنٍ وهما في السجن؛ فمنعهم السَّجَّانُ مِنْ إِدْخَالِ الْحَطَبِ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ، فَقَامَ الْفَضْلُ حِينَ أَخَذَ يَحْيَى مَضْجَعَهُ إِلَى قُمْقُمٍ كَانَ يُسَخِّنُ فِيهِ الْمَاءَ، فَمَلَأَهُ ثُمَّ أَدْنَاهُ مِنْ نَارِ الْمِصْبَاحِ؛ فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا وَهُوَ فِي يَدِهِ حَتَّى أَصْبَحَ.(7/320)
3224 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الرِّيَاشِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: خَيْرُ الإِخْوَانِ مَنْ إِنِ اسْتَغْنَيْتَ عَنْهُ لَمْ يَزِدْكَ فِي الْمَوَدَّةِ، وَإِنِ احْتَجْتَ إِلَيْهِ لَمْ يَنْقُصْكَ مِنْهَا، وَإِنْ كَوْثَرْتَ عَضَّدَكَ، وَإِنِ احْتَجْتَ إِلَى مَعُونَتِهِ رَفَدَكَ.(7/321)
3225 - قَالَ: أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّضْرِ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا ابْنُ الأَعْرَابِيِّ [ص:322]:
(لَعَمْرُكَ مَا مَالُ الْفَتَى بِذَخِيرَةٍ ... وَلَكِنَّ إِخْوَانَ الثِّقَاتِ الذَّخَائِرُ)(7/321)
3226 - أَنْشَدَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ لِأَعْرَابِيٍّ:
(أَخًا لَكَ مَا تَرَاهُ الدَّهْرَ إِلا ... عَلَى الْعَلاتِ بَسَّامًا جَوَادَا)
(سَأَلْنَاهُ الْجَزِيلَ فَمَا تَلَكَّأَ ... وَأَعْطَى فَوْقَ مُنْيَتِنَا وَزَادَا)
(فَأَحْسَنَ ثُمَّ أَحْسَنَ ثُمَّ عُدْنَا ... فَأَحْسَنَ ثُمَّ عُدْتُ لَهُ فَعَادَا)
(مِرَارًا مَا أَعُودُ إِلَيْهِ إِلا ... تَبَسَّمَ ضَاحِكًا وَثَنَى الْوِسَادَا)(7/322)
3227 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، نا أَبُو نصر؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْيَزِيدِيَّ يَقُولُ: أَتَيْتُ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ وَهُوَ عَلَى طَنْفَسَةٍ، فَأَوْسَعَ لِي، فَكَرِهْتُ التَّضْيِيقَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنَّهُ لا يَضِيقُ سَمُّ الْخِيَاطِ عَلَى مُتَحَابَّيْنِ، وَلا تَتَّسِعُ الدُّنْيَا عَلَى مُتَبَاغِضَيْنِ.(7/322)
3228 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى رُكْنِ دَارٍ مُشَيَّدَةٍ:
(لَوْ كُنْتَ تَعْقِلُ يَا مَغْرُورُ مَا رَقَأَتْ ... دُمُوعُ عَيْنِكَ مِنْ خَوْفٍ وَمِنْ حَذَرِ)
(مَا بَالُ قَوْمٍ سِهَامُ الْمَوْتِ تَخْطَفُهُمْ ... يُفَاخِرُونَ بِرَفْعِ الطِّينِ وَالْمَدَرِ)(7/323)
3229 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْمَاطِيُّ الدَّسْتَكِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ أَبِي قَيْسٍ؛ قَالَ: [ص:324] خَرَجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ إِلَى حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ؛ إِذْ نَظَرَ إِلَى أَسْوَدَ عَلَى بَعْضِ الْحِيطَانِ وَهُوَ يَأْكُلُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ كَلْبٌ رَابِضٌ؛ فَكُلَّمَا أَخَذَ لُقْمَةً رَمَى لِلْكَلْبِ مِثْلَهَا، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى فَرَغَ مِنْ أَكْلِهِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ وَاقِفٌ عَلَى دَابَّتِهِ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا فَرَغَ؛ دَنَا مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا غُلامُ! لِمَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: لِوَرَثَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ مِنْكَ عَجَبًا. فَقَالَ لَهُ: وَمَا الَّذِي رَأَيْتَ مِنَ الْعَجَبِ يَا مَوْلايَ؟ ! قَالَ: رَأَيْتُكَ تَأْكُلُ، فَكُلَّمَا أَكَلْتَ لُقْمَةً رَمَيْتَ لِلْكَلْبِ مِثْلَهَا. فَقَالَ لَهُ: يَا مَوْلايَ! هُوَ رَفِيقِي مُنْذُ سِنِينَ، وَلا بُدَّ أَنْ أَجْعَلَهُ كَأُسْوَتِي فِي الطَّعَامِ. فَقَالَ لَهُ: فَدُونَ هَذَا يُجْزِئُكَ. فَقَالَ لَهُ: يَا مَوْلايَ! وَاللهِ! إِنِّي لأَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ آكُلَ وَعَيْنٌ تَنْظُرُ إِلَيَّ لا تَأْكُلُ. ثُمَّ مَضَى عَنْهُ حَتَّى أَتَى وَرَثَةَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَنَزَلَ عِنْدَهُمْ، فَقَالَ: جِئْتُ فِي حَاجَةٍ. فَقَالُوا: وما حاجتك؟ قال: تبيعونني الْحَائِطَ الْفُلانِيَّ؟ فَقَالُوا لَهُ: قَدْ وَهَبْنَاهُ لَكَ. قَالَ: لَسْتُ آخِذَهُ إِلا بِضِعْفٍ. فَبَاعُوهُ، فَقَالَ لَهُمْ: وَتَبِيعُونِي الْغُلامَ الأَسْوَدَ. فَقَالُوا لَهُ: إِنَّ الأَسْوَدَ رَبَّيْنَاهُ وَهُوَ كَأَحَدِنَا. فَلَمْ يَزَلْ بِهِمْ حَتَّى بَاعُوهُ، وَانْصَرَفَ عَنْهُمْ، فَلَمَّا أَصْبَحَ؛ غَدَا الْغُلامُ وَهُوَ فِي الْحَائِطِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: أَشَعَرْتَ أَنِّي قَدِ اشْتَرَيْتُكَ وَاشْتَرَيْتُ الْحَائِطَ مِنْ مَوَالِيكَ؟ فَقَالَ لَهُ: بَارَكَ اللهُ لَكَ فِيمَا اشْتَرَيْتَ، وَلَقَدْ غَمَّنِي مُفَارَقَتِي لِمَوالِيَّ، إِنَّهُمْ رَبَّوْنِي. فَقَالَ لَهُ: فَأَنْتَ حُرٌّ وَالْحَائِطُ لَكَ. فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ صَادِقًا يَا مَوْلايَ؛ فَأَشْهَدُ أَنِّي قَدْ أَوْقَفْتُهُ عَلَى وَرَثَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. قَالَ: فَتَعَجَّبَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ مِنْهُ، [ص:325] وَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ! فَقَالَ: بَارَكَ اللهُ فِيكَ. وَدَعَا لَهُ وَمَضَى.(7/323)
3230 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: إِذَا كَانَتِ الآخِرَةُ فِي الْقَلْبِ؛ جَاءَتِ الدُّنْيَا تَزْحَمُهَا، وَإِذَا كَانَتِ الدُّنْيَا فِي الْقَلْبِ؛ لَمْ تَزْحَمْهَا الآخِرَةُ؛ لِأَنَّ الآخِرَةَ كَرِيمَةٌ وَالدُّنْيَا لَئِيمَةٌ(7/325)
3231 - حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبٍ، نا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ: [ص:326] أَنَّ رَجُلا مِنَ الْمُطَوِّعَةِ قَالَ: رَأَيْتُ بِبِلادِ الْهِنْدِ شَجَرًا لَهُ وَرْدٌ أَحْمَرُ فِيهِ بِبَيَاضٍ: لا إِلَهَ إِلا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ.(7/325)
3232 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ؛ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ؛ فَإِذَا رَسُولُ أَحْمَدِ بْنِ حَنْبَلٍ قَدْ جَاءَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا زَكَرِيَّا! أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ، وَيَقُولُ لَكَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ: إِسْمَاعِيلُ ابن عُلَيَّةَ، وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُقَالَ لَهُ: إِسْمَاعِيلُ ابن عُلَيَّةَ. فَقَالَ يَحْيَى: أَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلامَ، وَقُلْ لَهُ: قَدْ قَبِلْنَا مِنْكَ يَا مُعَلِّمَ الْخَيْرِ!(7/326)
3233 - حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، نا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ: أَنَّهُ أَنْشَدَ هَذِهِ الأَبْيَاتِ لِصَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ مَاتَ:
(أَلا يَا رَسُولَ اللهِ كُنْتَ رَجَاءَنَا ... وَكُنْتَ بِنَا بَرًّا وَلَمْ تَكُ جَافِيَا)
(وَكَانَ بنا برا رؤوفا نَبِيَّنَا ... لِيَبْكِ عَلَيْكَ الْيَوْمَ مَنْ كَانَ بَاكِيَا)
(كَأَنَّ عَلَى قَلْبِي لِذِكْرِ مُحَمَّدٍ ... وَمَا خِفْتُ مِنْ بُعْدِ النَّبِيِّ الْمَكَاوِيَا)
(أَفَاطِمُ صَلَّى اللهُ رَبُّ مُحَمَّدٍ ... عَلَى جَدَثٍ أَضْحَى بِيَثْرِبَ ثَاوِيَا)
(فِدَاءً لِرَسُولِ اللهِ أُمِّي وَخَالَتِي ... وَعَمِّي وَنَفْسِي قَسْرَةً وَعِيَالِيَا)
(صَدَقْتَ وبَلَّغْتَ الرِّسَالَةَ صَادِقًا ... وَمُتَّ صَلِيبَ الدِّينِ أَبْلَجَ صَافِيَا)
(فَلَوْ أَنَّ رَبَّ النَّاسِ أَبْقَاكَ بَيْنَنَا ... سَعِدْنَا وَلَكِنَّ أَمْرَهُ كَانَ مَاضِيَا)
(عَلَيْكَ مِنَ اللهِ السَّلامُ تَحِيَّةً ... أُدْخِلْتَ جَنَّاتٍ مِنَ الْعَدْنِ رَاضِيَا)
(أَرَى حَسَنًا أَيْتَمْتَهُ وَتَرَكْتَهُ ... يَبْكِي وَيَدْعُو جَدَّهُ الْيَوْمَ نَائِيَا)(7/327)
3234 - وَأَنْشَدَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ فِي النَّبِيِّ [ص:328] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(لَوْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ آيَاتٌ مُبَيَّنَةٌ ... كَانَتْ بَدِيهَتُهُ تُنْبِئُكَ بِالْخَبَرِ)(7/327)
3235 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الدِّينَوَرِيُّ، نا الْمَازِنِيُّ أَبُو عُثْمَانَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَتْ أَعْرَابِيَّةٌ مِنْ بَنَاتِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ لِلْمَنْصُورِ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِي الْعَبَّاسِ: أَعْظَمَ اللهُ أَجْرَكَ فِي أَخِيكَ، لا مُصِيبَةَ عَلَى الأُمَّةِ أَعْظَمُ مِنْ مُصِيبَتِكَ، وَلا عِوَضَ لَهَا أَعْظَمُ مِنْ خِلافَتِكَ.(7/328)
3236 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: مَرَرْتُ بِأَعْرَابِيَّةٍ وَبَيْنَ يَدَيْهَا شَابٌّ فِي السِّيَاقِ، ثُمَّ رَجَعْتُ وَبَيْنَ يَدَيْهَا قَدَحٌ مِنْ سَوِيقٍ تَشْرَبُهُ، فَقُلْتُ لَهَا: مَا فَعَلَ الشَّابُّ؟ فَقَالَتْ: وَارَيْنَاهُ. فَقُلْتُ: مَا هَذَا السَّوِيقُ؟ فَقَالَتْ:
(عَلَى كُلِّ حَالٍ يَأْكُلُ الْقَوْمُ زَادَهُمُ ... عَلَى الْبُؤْسِ وَالْبَلْوَى وَفِي الْحِدْثَانِ)(7/328)
3237 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبِي لِغَيْرِهِ:
(اصْبِرْ لِكُلِّ مُصِيبَةٍ وَتَجَلَّدِ ... وَاعْلَمْ بِأَنَّ الْمَرْءَ غَيْرُ مُخَلَّدِ)
(وَإِذَا ذَكَرْتَ مُصِيبَةً تَسْلُو بِهَا ... فَاذْكُرْ مُصَابَكَ بِالنَّبِيِّ مُحَمَّدِ)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(7/328)
3238 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ لِغَيْرِهِ:
(وَمَا نَحْنُ إِلا مِثْلُهُمْ غَيْرَ أَنَّنَا ... أَقَمْنَا زَمَانًا بَعْدَهُمْ وَتَقَدَّمُوا)(7/329)
3239 - حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيَّ يَقُولُ: مَا جَاءَنِي أَحَدٌ مِنْ بَغْدَادَ يَطْلُبُ هَذَا الأَمْرَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ - يَعْنِي الْحَدِيثَ -؛ غَيْرُ رَجُلٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ، سَأَلَنِي عَنْ حَدِيثَيْنِ.(7/329)
3240 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ، نا أَبُو الْوَلِيدِ، عَنْ شُعْبَةَ؛ قَالَ: إِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ يَصُدُّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ؛ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ؟(7/329)
3241 - قَالَ: أَنْشَدَنَا الْمُبَرِّدُ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ:
(لَنْ يُدْرِكَ الْمَجْدَ أَقْوَامٌ ذَوُو كَرَمٍ ... حَتَّى يُذَلُّوا وَإِنْ عَزُّوا لأَقْوَامِ)
(وَيُشْتَمُوا فَتَرَى الأَلْوَانَ مُشْرِقَةً ... لا صَفْحَ ذُلٍّ وَلَكِنْ صَفْحَ أَحْلامِ)(7/329)
3242 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ الْمُطَّوِعِيُّ، نا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلْأَحْنَفِ بِنْ قَيْسٍ: بِمَ سُدْتَ قَوْمَكَ - وَأَرَادَ عَيْبَهُ -؟ فَقَالَ الأَحْنَفُ: بِتَرْكِي مِنْ أَمْرِكَ مَا لا يَعْنِينِي، كَمَا عَنَاكَ مِنْ أَمْرِي مَا لا يَعْنِيكَ.(7/330)
3243 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ العلاء؛ قال: قل الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: [ص:331] مَا دَخَلْتُ بَيْنَ اثْنَيْنِ قَطُّ حَتَّى يَكُونَا هُمَا يُدْخِلانِي فِي أَمْرِهِمَا، وَلا أُقِمْتُ عَنْ مَجْلِسٍ قَطُّ، وَلا حُجِبْتُ عَنْ بَابٍ قَطُّ. يَقُولُ: لا أَجْلِسُ إِلا مَجْلِسًا أَعْلَمُ أَنِّي لا أُقَامُ عَنْ مِثْلِهِ، وَلا أَقِفُ عَلَى بَابٍ أَخَافُ أَنْ أُحْجَبَ عَنْ صَاحِبِهِ.(7/330)
3244 - وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: وَقَالَ: إِنِّي مَا رُدِدْتُ عَنْ حَاجَةٍ قَطُّ. قِيلَ لَهُ: وَلِمَ؟ قَالَ: لِأَنِّي لا أَطْلُبُ الْمُحَالَ.(7/331)
3245 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سُئِلَ الأَحْنَفُ: مَا الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: الْعِفَّةُ وَالْحِرْفَةُ.(7/331)
3246 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: ثَلاثَةٌ يُحْكَمُ لَهُمْ بِالْمُرُوءَةِ حَتَّى يَتَكَلَّمُوا: [ص:332] رَجُلٌ رَأَيْتَهُ رَاكِبًا، أَوْ شَمَمْتَ مِنْهُ رَائِحَةً طَيِّبَةً، أَوْ سَمِعْتَهُ يُعْرِبُ. وَثَلاثَةٌ يُحْكَمُ لَهُمْ بِالدَّنَاءَةِ حَتَّى يُعْرَفُوا: رَجُلٌ يَتَكَلَّمُ بِالْفَارِسِيَّةِ فِي مِصْرٍ عَرَبِيٍّ، أَوْ رَجُلٌ رَأَيْتَهُ عَلَى طَرِيقٍ يُنَازِعُ فِي الْقَدَرِ، وَرَجُلٌ شَمَمْتَ مِنْهُ رَائِحَةَ نَبِيذٍ.(7/331)
3247 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: أُتِيَ الْمَنْصُورُ بِرَجُلٍ يُعَاقِبُهُ عَلَى شَيْءٍ بَلَغَهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! الانْتِقَامُ عَدْلٌ، وَالتَّجَاوُزُ فَضْلٌ، وَنَحْنُ نُعِيذُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِاللهِ أَنْ يَرْضَى لِنَفْسِهِ بِأَوْكَسِ النَّصِيبَيْنِ دُونَ أَنْ يَبْلُغَ أَرْفَعَ الدَّرَجَتَيْنِ. فَعَفَا عَنْهُ.(7/332)
3248 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمَخْزُومِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَخِي الأَصْمَعِيِّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: أَخَذَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ رَجُلا وَأَرَادَ قَتْلَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنَّكَ أَعَزُّ مَا تَكُونُ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَاعْفُ لَهُ؛ فَإِنَّكَ بِهِ تُعَانُ وَإِلَيْهِ تُعَادُ. فَخَلَّى سَبِيلَهُ.(7/332)
3249 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: أَخَذَ بَعْضُ الأُمَرَاءِ رَجُلا يُعَاقِبُهُ، فَقَالَ لَهُ: إِنْ عَاقَبْتَ جَازَيْتَ، وَإِنْ عَفَوْتَ أَحْسَنْتَ، وَالْعَفْوُ أَقْرَبُ إِلَى التَّقْوَى.(7/332)
3250 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نا الرِّيَاشِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ وَأَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاءِ؛ قَالا: أَخَذَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ الْمُخْتَارِ، فَأَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِهِ، فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الأَمِيرُ! مَا أَقْبَحَ بِكَ أَنْ أَقُومَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى صُورَتِكَ هَذِهِ الْحَسَنَةِ وَوَجْهِكَ هَذَا الَّذِي نَسْتَضِيءُ بِهِ، فَأَتَعَلَّقُ بِأَطْرَافِكَ وَأَقُولُ: يَا رَبِّ! سَلْ مُصْعَبًا فِيمَا قَتَلَنِي. فَقَالَ مُصْعَبٌ: أَطْلِقُوهُ وَأَعْطُوهُ مئة أَلْفٍ. فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي، أُشْهِدُ اللهَ أَنَّ لِابْنِ قَيْسٍ مِنْهَا خَمْسِينَ أَلْفًا. فَقَالَ مُصْعَبٌ: وَلِمَ؟ قَالَ: حَيْثُ يَقُولُ:
(إِنَّمَا مُصْعَبٌ شِهَابٌ مِنَ اللهِ ... تَجَلَّتْ عَنْ وَجْهِهِ الظَّلْمَاءُ)
قَالَ: فضحك مصعب، وأمره بِلُزُومِهِ حَتَّى قُتِلَ.(7/333)
3251 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ، نا يَحْيَى، نا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْعَلاءِ يَقُولُ: أَتَى شُرَيْحًا الْقَاضِيَ قَوْمٌ بِرَجُلٍ، فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا خَطَبَ إِلَيْنَا، فَسَأَلْنَاهُ عَنْ حِرْفَتِهِ، فَقَالَ: أَبِيعُ الدَّوَابَّ، فَزَوَّجْنَاهُ، فَنَظَرَ بَعْدَ ذَلِكَ؛ فَإِذَا هُوَ يَبِيعُ السَّنَانِيرَ. قَالَ: أَفَلا قُلْتُمْ: أَيُّ الدَّوَابِّ؟ ! وَأَجَازَ نِكَاحَهُ.(7/333)
3252 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، أَنْشَدَنَا الرِّيَاشِيُّ لِأَبِي الْعَتَاهِيَةِ:
(أَلا إِنَّ خَيْرَ الذُّخْرِ خَيْرٌ تُنِيلُهُ ... وَشَرُّ كَلامِ الْقَائِلِينَ فُضُولُهُ)
(عَلَيْكَ بِمَا يَعْنِيكَ مِنْ كُلِّ مَا تَرَى ... وَبِالصَّمْتِ إِلا مِنْ جَمِيلٍ تَقُولُهُ)
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْمَرْءَ فِي دَارٍ بُلْغُهُ ... إِلَى غَيْرِهَا وَالْمَوْتُ فِيهَا سَبِيلُهُ)
(وَأَيُّ بَلاغٍ تَكْتَفِي بِكَثِيرِهِ ... إِذَا كَانَ لا يَكْفِيكَ مِنْهُ قَلِيلُهُ)
(مَضَاجِعُ سُكَّانِ الْقُبُورِ مَضَاجِعُ ... يُفَارِقُ فِيهِنَّ الْخَلِيلَ خَلِيلُهُ)
(تَزَوَّدْ مِنَ الدُّنْيَا بِزَادٍ مِنَ التُّقَى ... فَكُلٌّ بِهَا ضَيْفٌ وَشِيكٌ رَحِيلُهُ)
(وَخُذْ لِلْمَنَايَا لا أَبَا لَكَ عُدَّةً ... فَإِنَّ الْمَنَايَا مَنْ أَتَتْ لا تُقِيلُهُ)
(وَمَا حَادِثَاتُ الدَّهْرِ إِلا لِعِزَّةٍ ... تَبَّتْ قُوَاهَا أَوِ الْمُلْكَ تُزِيلُهُ)(7/334)
3253 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: أَنْشَدَنَا الرِّيَاشِيُّ لِأَبِي الْعَتَاهِيَةِ [ص:335]:
(عَيْبُ ابْنِ آدَمَ مَا عَلِمْتُ كَثِيرٌ ... وَمَجِيئُهُ وَذَهَابُهُ تَغْرِيرُ)
(غَرَّتْكَ نَفْسُكَ لِلْحَيَاةِ مَحَبَّةً ... وَالْمَوْتُ حَقٌّ وَالْبَقَاءُ يَسِيرُ)
(لا تَغْبِطِ الدُّنْيَا فَإِنَّ جَمِيعَ ... مَا فِيهَا يَسِيرٌ لَوْ عَلِمْتَ حَقِيرُ)
(يَا سَاكِنَ الدُّنْيَا أَلَمْ تَرَ زَهْرَةَ ... الدُّنْيَا عَلَى الأَيَّامِ كَيْفَ تَصِيرُ)
(نَلْ مَا بَدَا لَكَ أَنْ تَنَالَ مِنَ الْغِنَى ... إِنْ أَنْتَ لَمْ تَقْنَعْ فَأَنْتَ فَقِيرُ)
(يَا جَامِعَ الْمَالِ الْكَثِيرِ لِغَيْرِهِ ... إِنَّ الصَّغِيرَ مِنَ الذُّنُوبِ كَبِيرُ)
(هَلْ فِي بَيْتِكَ مِنَ الْحَوَادِثِ قُوَّةٌ ... أَمْ هَلْ عَلَيْكَ مِنَ الْمَنُونِ خَفِيرُ)
(مَاذَا تَقُولُ إِذَا رَحَلْتَ إِلَى الْبِلَى ... وَإِذَا خَلا بِكَ مُنْكَرٌ وَنَكِيرُ)(7/334)
3254 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ:
(قَوْمٌ إِذَا أَكَلُوا أَخْفَوْا كَلامَهُمْ ... وَاسْتَوْثَقُوا مِنْ رِتَاجِ الْبَابِ وَالدَّارِ)
(لا يَقْبِسُ الْجَارُ مِنْهُمْ فَضْلَ نَارِهِمْ ... وَلا يَكُفُّوا يَدًا عَنْ حُرْمَةِ الْجَارِ)(7/335)
3255 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى لِابْنِ الْجَهْمِ الْكَاتِبِ [ص:336]:
(أَعَاذِلُ لَيْسَ الْبُخْلُ مِنِّي سَجِيَّةً ... وَلَكِنْ رَأَيْتُ الْفَقْرَ شَرَّ سَبِيلِ)
(لَمَوْتُ الْفَتَى خَيْرٌ مِنَ الْبُخْلِ لِلْفَتَى ... وَلَلْمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ سُؤَالِ بَخِيلِ)(7/335)
3256 - وَأَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى أَيْضًا لِآخَرَ:
(أَرَاكَ تُؤَمِّلُ حُسْنَ الثَّنَاءِ ... وَلَمْ يَرْزُقِ اللهُ ذَاكَ الْبَخِيلا)
(وَكَيْفَ يَسُودُ أَخُو بَطْنِهِ ... يَمُنُّ كَثِيرًا وَيُعْطِي قَلِيلا)(7/336)
3257 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو كعب القاص فِي قَصَصِهِ يَوْمًا: كَانَ اسْمُ الذِّئْبِ الَّذِي أَكَلَ يُوسُفَ كَذَا وَكَذَا. فَقَالُوا لَهُ: فَإِنَّ يُوسُفَ لَمْ يَأْكُلْهُ الذِّئْبُ؟ ! فَقَالَ: فَهَذَا اسْمُ الذِّئْبِ الَّذِي لَمْ يَأْكُلْ يُوسُفَ.(7/336)
3258 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص:337] رَأَيْتُ أَعْرَابِيًّا يَضْرِبُ أُمَّهُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَتَضْرِبُ أُمَّكَ؟ فَقَالَ: أُحِبُّ أَنْ تَنْشَأَ عَلَى أَدَبِي.(7/336)
3259 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: خَطَبَ وكيع بن أبي الأسود بِخُرَاسَانَ؛ فَقَالَ: إِنَّ اللهَ خلق السماوات وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَشْهُرٍ. فَقِيلَ: إِنَّهَا سِتَّةُ أَيَّامٍ! فَقَالَ: وَاللهِ! لَقَدْ قُلْتُهَا وَأَنَا أَسْتَقِلُّهَا.(7/337)
3260 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: [ص:338] تَغَدَّى أَعْرَابِيٌّ مَعَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَلِيُّ عَهْدٍ، فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: كُلْ مِنْ كُلْيَتَيْهِ؛ فَإِنَّهَا تَزِيدُ فِي الدِّمَاغِ. فَقَالَ: لَوْ كَانَ هَذَا هَكَذَا؛ لَكَانَ رَأْسُ الأَمِيرِ مِثْلَ رَأْسِ الْبَغْلِ.(7/337)
3261 - حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ؛ قَالَ: مَرَّ دَاوُدُ الْقَصَّابُ بِامْرَأَةٍ عِنْدَ قَبْرٍ وَهِيَ تَبْكِي، فَرَقَّ لَهَا، فَقَالَ لَهَا: مَنْ هَذَا الْمَيِّتُ مِنْكِ؟ قَالَتْ: زَوْجِي. قَالَ: وَمَا كَانَ يَعْمَلُ؟ قَالَتْ: يَحْفُرُ الْقُبُورَ. قَالَ: أَبْعَدَهُ اللهُ، أَمَا عَلِمَ أَنَّ مَنْ حَفَرَ حُفْرَةً وَقَعَ فِيهَا.(7/338)
3262 - حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ؛ قَالَ: نَزَلَ يَهُودِيٌّ بِأَعْرَابِيٍّ فَمَاتَ عِنْدَهُ، فَقَامَ الأَعْرَابِيُّ فَصَلَّى عَلَيْهِ، [ص:339] فَقَالَ: اللهُمَّ! ضَيْفٌ؛ وَحَقُّ الضَّيْفِ مَا قَدْ عَلِمْتَ، فَأَمْهِلْنَا إِلَى أَنْ نَقْضِيَ ذِمَامَهُ، ثُمَّ شَأْنُكَ بِهِ.(7/338)
3263 - حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ؛ قَالَ: كَانَ بَيْنَ اثْنَيْنِ عَبْدٌ؛ فَقَامَ أَحَدُهُمَا، فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ، فَقَالَ لَهُ شَرِيكُهُ: مَا تَصْنَعُ؟ قَالَ: إِنَّمَا أَضْرِبُ حِصَّتِي.(7/339)
3264 - حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ؛ قَالَ: عَادَ رَجُلٌ عَلِيلا فَعَزَّاهُمْ بِهِ، فَقَالُوا: إِنَّهُ لَمْ يَمُتْ. فَقَالَ: يَمُوتُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.(7/339)
3265 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: حَجَّتْ أَعْرَابِيَّةٌ عَلَى نَاقَةٍ لَهَا، فَقِيلَ لَهَا: أَيْنَ زَادُكِ؟ فَقَالَتْ: مَا مَعِي إِلا مَا فِي ضَرْعِهَا.(7/339)
3266 - قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا الرِّيَاشِيُّ لِلْخَلِيلِ بْنِ أَحْمَدَ:
(أَبْلِغْ سُلَيْمَانَ أَنِّي عَنْهُ فِي سَعَةٍ ... وَفِي غِنًى غَيْرَ أَنِّي لَسْتُ ذَا مَالِ)
(أَسْخُو بِنَفْسِي لِأَنِّي لا أَرَى أَحَدًا ... يَمُوتُ هَزْلا وَلا يَبْقَى عَلَى حَالِ)
(الرِّزْقُ عَنْ قَدَرٍ لا الضَّعْفُ يَمْنَعُهُ ... وَلا يَزِيدُكَ فِيهِ حَوْلُ مُحْتَالِ)(7/340)
3267 - قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، عَنِ الْمَازِنِيِّ لِأَعْرَابِيٍّ:
(أَيُّهَا الدَّائِبُ الْحَرِيصُ الْمُعَنَّى ... لَكَ رِزْقٌ فَسَوْفَ تَسْتَوْفِيهِ)
(قَبَّحَ اللهُ نَائِلا تَرْتَجِيهِ ... مِنْ يَدَيْ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَقْتَضِيهِ)
(إِنَّمَا الْجُودُ وَالسَّمَاحُ لِمَنْ يُعْطِيكَ ... عَفْوًا وَمَاءُ وَجْهِكَ فِيهِ)
(لا يَنَالُ الْحَرِيصُ شَيْئًا فَيَكْفِيكَ ... وَإِنْ كَانَ فَوْقَ مَا يَكْفِيهِ)
(فَاسْأَلِ اللهَ وَحْدَهُ وَدَعِ النَّاس ... وَأَسْخِطْهُمْ بِمَا يُرْضِيهِ)(7/340)
3268 - قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ الْوَرَّاقَ يَقُولُ؛ قَالَ أَشْعَبُ: أَنَا أَطْمَعُ وَأُمِّي تَتَيَقَّنُ؛ فَقَلَّ ما يفوتنا.(7/341)
3269 - قَالَ: وأنشدنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الأَنْمَاطِيُّ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ:
(يَخِيبُ الْفَتَى مِنْ حَيْثُ يُرْزَقُ غَيْرُهُ ... وَيُعْطَى الْفَتَى مِنْ حَيْثُ يُحْرَمُ صَاحِبُهُ)(7/341)
3270 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ:
(لا تَضَرَّعَنَّ لِمَخْلُوقٍ عَلَى طَمَعٍ ... فَإِنَّ ذَاكَ مُضِرٌّ مِنْكَ بِالدِّينِ [ص:342])
(وَاسْتَرْزِقِ اللهَ رِزْقًا مِنْ خَزَائِنِهِ ... فَإِنَّمَا هِيَ بَيْنَ الْكَافِ وَالنُّونِ)(7/341)
3271 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نا ابْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْخُلَفَاءِ لِأَبِي حَازِمٍ: مَا مَالُكَ؟ فَقَالَ: الرِّضَا عَنِ اللهِ، وَالْغِنَى عَنِ النَّاسِ.(7/342)
3272 - وَأَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ فِي نَحْوِهِ:
(لِلنَّاسِ مَالٌ وَلِيَ مَالانِ مَا لَهُمَا ... إِذَا تَحَارَسَ أَهْلُ الْمَالِ حُرَّاسُ)
(مالي الرضا بما أصحبت أَمْلِكُهُ ... وَمَالِي الْيَأْسُ مِمَّا يَمْلِكُ النَّاسُ)(7/342)
3273 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ؛ قَالَ: وأنشدنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ لِأَعْرَابِيٍّ [ص:343]:
(وَمَا هَذِهِ الأَيَّامُ إِلا مُعَارَةٌ ... فَمَا اسْتَطَعْتَ مِنْ مَعْرُوفِهَا فَتَزَوَّدِ)
(فَإِنَّكَ لا تَدْرِي بِأَيَّةِ بَلْدَةٍ ... تَمُوتُ وَلا مَا يُحْدِثُ اللهُ فِي غَدِ)
(يَقُولُونَ لا تَبْعُدْ وَمَنْ يَكُ بُعْدُهُ ... ذِرَاعَيْنِ مِنْ قُرْبِ الأَحِبَّةِ يَبْعُدِ)(7/342)
3274 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبُو زَيْدٍ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: أَتَى يَزِيدَ بْنَ مُسْلِمٍ رَجُلٌ بِرُقْعَةٍ وَسَأَلَهُ أَنْ يَرْفَعَهَا إِلَى الْحَجَّاجِ، فَنَظَرَ فِيهَا يَزِيدُ؛ فَقَالَ: لَيْسَ هَذِهِ مِنَ الْحَوَائِجِ الَّتِي تُرْفَعُ إِلَى الأَمِيرِ. فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: فَإِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَرْفَعَهَا؛ فَلَعَلَّهَا تُوَافِقُ قَدَرًا فَيَقْضِيهَا وَهُوَ كَارِهٌ. فَأَدْخَلَهَا وَأَخْبَرَهُ بِمَقَالَةِ الرَّجُلِ؛ فَنَظَرَ الْحَجَّاجُ فِي الرُّقْعَةِ، فَقَالَ لِيَزِيدَ: قُلْ لِلرَّجُلِ: إِنَّهَا قَدْ وَافَقَتْ قَدَرًا وَقَدْ قَضَيْنَاهَا وَنَحْنُ كَارِهُونَ.(7/344)
3275 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا أَبُو زَيْدٍ؛ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَسَدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، فَاعْتَلَّ عَلَيْهِ؛ فَقَالَ: إني سألت الأمير [من] غَيْرَ حَاجَةٍ. قَالَ: وَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ فَقَالَ: رَأَيْتُكَ تُحِبُّ مَنْ لَكَ عِنْدَهُ حُسْنُ بَلاءٍ؛ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَعَلَّقَ مِنْكَ بِحَبْلِ مَوَدَّةٍ.(7/344)
3276 - قَالَ: أَنْشَدَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ لِامْرَأَةٍ مِنْ وَلَدِ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
(سَلِ الْخَيْرَ أَهْلَ الْخَيْرِ قُدُمًا وَلا تَسَلْ ... فَتًى ذَاقَ طَعْمَ الْعَيْشِ مِنْ قَرِيبِ)(7/345)
3277 - حَدَّثَنَا أَبُو قَبِيصَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: بَعَثَ رَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ إِلَى كَاتِبٍ لَهُ بِثَلاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَكَتَبَ إِلَيْهِ: قَدْ بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ وَلا أُقِلُّهَا تَكَبُّرًا، وَلا أُكَثِّرُهَا تَمَنُّنًا، وَلا أَطْلُبُ عَلَيْهَا ثَنَاءً، وَلا أَقْطَعُ بِهَا عَنْكَ رَجَاءً.(7/345)
3278 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو الْعَتَاهِيَةِ [ص:346]:
(إِذَا أَنَا لَمْ أَشْكُرْ عَلَى الْخَيْرِ أَهْلَهُ ... وَلَمْ أُذَمِّمِ الْجِبْسَ اللَّئِيمَ الْمُذَمَّمَا)
(فَفِيمَ عَرَفْتَ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ بِاسْمِهِ ... وَشَقَّ لِيَ اللهُ الْمَسَامِعَ وَالْفَمَا)(7/345)
3279 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا الزِّيَادِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ [قَالَ] : قَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ: مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً؛ فَلْيَتَزَوَّجْهَا عَزِيزَةً فِي قَوْمِهَا، ذَلِيلَةً فِي [ص:347] نَفْسِهَا، أَدَّبَهَا الْغِنَى وَأَذَلَّهَا الْفَقْرُ، حَصَانٌ مِنْ جَارِهَا، متحننة عَلَى زَوْجِهَا.(7/346)
3280 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا الْمَازِنِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلا مِنْ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ يَقُولُ: لا أَتَزَوَّجُ امْرَأَةً حَتَّى أَنْظُرَ إِلَى وَلَدِي مِنْهَا. قِيلَ لَهُ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: أَنْظُرُ إِلَى أَبِيهَا وَأُمِّهَا وَأَخِيهَا، فَإِنَّهَا تَجِيءُ بِأَحَدِهِمْ.(7/347)
3281 - قَالَ: أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا ابْنُ الأَعْرَابِيِّ:
(إِذَا كُنْتَ تَبْغِي أَيِّمًا بِجَهَالَةٍ ... مِنَ النَّاسِ فَانْظُرْ مَنْ أَبُوهَا وَخَالُهَا)
(فَإِنَّهُمَا مِنْهَا كَمَا هِيَ مِنْهُمَا ... كَنَعْلِ حِذَاءٍ إِنْ أُرِيدَ مِثَالُهَا)
(وَلا تَطْلُبِ الْبَيْتَ الدَّنِيءَ فِعَالُهُ ... وَلا تَدَعْ ذَا عَقْلٍ لِرَغْبَةِ مَالِهَا)
(فَإِنَّ الَّذِي تَرْجُو مِنَ الْمَالِ عِنْدَهَا ... سَيَأْتِي عَلَيْهِ شُؤْمُهَا وَخَبَالُهَا)(7/347)
3282 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: فُلانٌ يَخْطُبُ ابْنَتَكَ، فَقَالَ: أَهُوَ مُوسِرٌ مِنْ عَقْلٍ وَدِينٍ؛ فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَزَوِّجُوهُ.(7/348)
3283 - قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْهَمَذَانِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْخَزَّازُ لِبَعْضِهِمْ:
(الْخَالُ يَقْبُحُ بِالْفَتَى فِي خَدِّهِ ... وَالْخَالُ فِي خَدِّ الْفَتَاةِ مَلِيحُ)
(والشيب يَحْسُنُ بِالْفَتَى فِي رَأْسِهِ ... وَالشَّيْبُ فِي رَأْسِ الْفَتَاةِ قَبِيحُ)(7/348)
3284 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، نا أَبِي، نا الْعُتْبِيُّ، نا أَبُو الْغُصْنِ الأَعْرَابِيُّ؛ قَالَ: خَرَجْتُ حَاجًّا؛ فَلَمَّا مَرَرْتُ بِقُبَاءَ؛ تَدَاعَى أَهْلُهَا وَقَالُوا: الصَّقِيلُ الصَّقِيلُ. فَنَظَرْتُ؛ فَإِذَا جَارِيَةٌ كَأَنَّ وَجْهَهَا سَيْفٌ صَقِيلٌ، فَلَمَّا رَمَيْنَا بِالْحَدَقِ؛ أَلْقَتِ الْبُرْقُعَ عَنْ وَجْهِهَا وَتَبَسَّمَتْ، فَوَاللهِ! مَا رَأَيْتُ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا، ثُمَّ أَنْشَأَتْ تَقُولُ [ص:349]:
(وَكُنْتَ مَتَى أَرْسَلْتَ طَرْفَكَ رَائِدًا ... لِعَيْنِكَ يَوْمًا أَتْعَبَتْكَ الْمَنَاظِرُ)
(رَأَيْتَ الَّذِي لا كُلُّهُ أَنْتَ قَادِرٌ عَلَيْهِ ... وَلا عَنْ بَعْضِهِ أَنْتَ صَابِرُ)(7/348)
3285 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أَبُو نَصْرٍ؛ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ فِي بَادِيَةِ بَنِي عُذْرَةَ؛ فَإِذَا فَتَاةٌ كَأَحْسَنِ مَا يَكُونُ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ عَجُوزٌ: مَا تنظر إِلَى هَذَا الْغَزَالِ النَّجْدِيِّ وَلا حَظَّ لَكَ فِيهِ. قَالَتِ الْجَارِيَةُ: دَعِيهِ يَا أَمَتَاهُ، يَكُونُ كَمَا قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(فَإِنْ لَمْ يَكُنْ إِلا تَعلُّلُ سَاعَةٍ ... قَلِيلا فَإِنِّي نَافِعٌ لِي قَلِيلُهَا)(7/349)
3286 - قَالَ: أَنْشَدَنَا الْمُبَرِّدُ لِلَقِيطِ بْنِ زُرَارَةَ:
(أَضَاءَتْ لهم أحسابهم ووجوههم ... دُجَى اللَّيْلِ حَتَّى يَنْظِمُ الْجِزْعَ ثَاقِبُهُ)(7/349)
3287 - أَنْشَدَنَا أَبُو الْمُعْتَصِمِ الأَنْطَاكِيُّ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ:
(أَقْبَلْنَ فِي وَقْتِ الضُّحَى بِهَا ... فَسَتَرْنَ وَجْهَ الشَّمْسِ بِالشَّمْسِ)(7/349)
3288 - وَأَنْشَدَنَا أَبُو الْمُعْتَصِمِ لأعرابي [ص:350]:
(خُزَاعِيَّةُ الأَطْرَافِ مُرِّيَّةُ الْحَشَا ... فُزَارِّيَةُ الْعَيْنَيْنِ طَائِيَّةُ الْفَمِ)(7/349)
3289 - وَأَنْشَدَنَا أَبُو الْمُعْتَصِمِ أَيْضًا:
(أَلا يَا لَيْلُ إِنْ خُيِّرْتِ فِينَا ... بِعَيْشِكِ فَانْظُرِي أَيْنَ الْخِيَارُ)
(فَلا تَسْتَنْكِحِي فَدَمًا غَبِيًّا ... لَهُ ثَأْرٌ وَلَيْسَ عَلَيْهِ ثَارُ)(7/350)
3290 - وَأَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِبَعْضِهِمْ [ص:351]:
(فَلا تَنْكِحِي إِنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا ... أَغَمَّ الْقَفَا وَالْوَجْهِ لَيْسَ بِأَنْزَعَا)
(مِنَ الْقَوْمِ ذَا لَوْنَيْنِ وَسَّعَ بَطْنَهُ ... وَلَكِنْ أَوَانِيَ حِلْمِهِ لَمْ يُوَسِّعَا)
(ضَرُوبًا بِلَحْيَيْهِ عَلَى عَظْمِ زَوْرِهِ ... إِذَا الْقَوْمُ هَشُّوا لِلْفِعَالِ تَقَنَّعَا)(7/350)
3291 - وَأَنْشَدَنَا ابْنُ كَيْسَانَ لِبَعْضِهِمْ:
(تَحَيَّرَ مِنْ حُسْنِهِ فَهْمُهُ ... فَتَاهَ وَحُقَّ لَهُ أَنْ يَتِيهَا)
(رَأَى غَيْرَهُ وَرَأَى نَفْسَهُ ... فَلَمْ يَرَ فِيهِ لِشَيْءٍ شَبِيهَا)(7/351)
3292 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ قَيْسٍ؛ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بن العاص: موطنان لا أَسْتَحِي مِنَ الْعِيِّ فِيهِمَا: عِنْدَ مُخَاطَبَتِي جَاهِلا، وَعِنْدَ [ص:352] مَسْأَلَتِي حَاجَةً لِنَفْسِي.(7/351)
3293 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْهَرَوِيُّ؛ قَالَ: وُجِدَ عَلَى مِيلٍ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ مَكْتُوبٌ:
(أَلا يَا طَالِبَ الدُّنْيَا ... دَعِ الدُّنْيَا لِشَانِيكَا)
(إِلَى كَمْ تَطْلُبُ الدُّنْيَا ... وَظِلُّ الْمِيلِ يَكْفِيكَا)(7/352)
3294 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قِيلَ لِخَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ: أَيُّ الإِخْوَانِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الَّذِي يَغْفِرُ زَلَلِي، وَيَسُدُّ خَلَلِي، وَيَقْبَلُ عِلَلِي.(7/353)
3295 - وَسَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى صَدِيقٍ لَهُ: وَجَدْتُ الْمَوَدَّةَ مُنْقَطِعَةً مَا كَانَتِ [ص:354] الْحِشْمَةُ مُنْبَسِطَةً، وَلَيْسَ يُزِيلُ سُلْطَانَ الْحِشْمَةِ إِلا الْمُؤَانَسَةُ، وَلا تَقَعُ الْمُؤَانَسَةُ إِلا بِالْبِرِّ وَالْمُلاطَفَةِ.(7/353)
3296 - حَدَّثَنَا أحمد بن علي المقري، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: ذَكَرَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ شَبِيبَ بْنَ شَيْبَةَ، فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ صَدِيقٌ فِي السِّرِّ، وَلا عَدُوٌّ فِي الْعَلانِيَةِ.(7/354)
3297 - أَنْشَدَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ لِبَعْضِهِمْ:
(نعى نَفْسِي إِلَيَّ مِنَ اللَّيَالِي ... تَصَرُّفُهُنَّ حَالا بَعْدَ حَالِ)
(فَمَا لِيَ لَسْتُ مَشْغُولا بِنَفْسِي ... وَمَا لِيَ لا أُبَالِي الْمَوْتَ مَا لِي)
(لَقَدْ أيْقَنْتُ أَنِّي غَيْرُ بَاقٍ ... وَلَكِنْ أَرَانِي مَا أُبَالِي)
(أَمَا لِيَ عِبْرَةٌ فِي ذِكْرِ قَوْمٍ ... تَفَانَوْا رُبَّمَا خَطَرُوا بِبَالِي)
(كَأَنَّ مُمَرِّضِي قَدْ قَامَ يَسْعَى ... بِنَعْشِي بَيْنَ أَرْبَعَةٍ عِجَالِ)
(وَلَوْ أَنِّي قَنِعْتُ بَقِيتُ حُرًّا ... وَلَمْ أَطْلُبْ مُكَاثَرَةً بِمَالِ [ص:355])
(هَبِ الدُّنْيَا تُسَاقُ إِلَيْكَ عَفْوًا ... أَلَيْسَ مَصِيرُ ذَاكَ إِلَى زَوَالِ)
(فَمَا تَرْجُو بِشَيْءٍ لَيْسَ يَبْقَى ... وَشِيكًا مَا تُغَيِّرُهُ اللَّيَالِي)(7/354)
3298 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، أَنْشَدَنَا الْمَدَائِنِيُّ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
(إِنْ يَأْخُذِ اللهُ مِنْ عَيْنَيَّ نُورَهُمَا ... فَفِي لِسَانِي وَسَمْعِي مِنْهُمَا نُورُ)
(قَلْبِي ذَكِيٌّ وَعَقْلِي غَيْرُ ذِي دَخَلٍ ... وَفِي فَمِي صَارِمٌ كَالسَّيْفِ مَأْثُورُ)(7/355)
3299 - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ: أَنْشَدَنَا الرِّيَاشِيُّ:
(حَصَّنْتَ بَيْتَكَ جَاهِدًا وَعَمَرْتَهُ ... وَلَعَلَّ غَيْرَكَ صَاحِبُ الْبَيْتِ)(7/355)
3300 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: [ص:356] قِيلَ لِلْأَحْنَفِ: إِنَّكَ تُطِيلُ الصِّيَامَ! قَالَ: إِنِّي أُعِدُّهُ لِسَفَرٍ طَوِيلٍ.
آخر الجزء الرابع والعشرين، يتلوه إن شاء الله الجزء الخامس والعشرون والحمد لله وحده وصلاته على محمد وآله وصحبه وسلم(7/355)
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الخامس والعشرون
من كتاب «المجالسة وجواهر العلم»
أخبرنا الشخان أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري، وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذنا؛ قالا: أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي، قال البوصيري: سماعا، وقال الأرتاحي: إجازة؛ قال: أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل بن الضراب، أنا أبي، حدثنا أحمد بن مروان المالكي الدينوري:(8/15)
3301 - نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: اشْتَكَى يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ شَكَاةً شَدِيدَةً، وَبَلَغَهُ أَنَّ هِشَامًا يُسَرُّ بِذَلِكَ، فَكَتَبَ إِلَى هِشَامٍ يُعَاتِبُهُ، وَكَتَبَ فِي آخِرِهِ:
(تَمَنَّى رِجَالٌ أَنْ أَمُوتَ وَإِنْ أَمُتْ ... فَتِلْكَ سَبِيلٌ لَسْتُ فِيهَا بِأَوْحَدِ [ص:16])
(قَدْ عَلِمُوا لَوْ يَنْفَعُ الْعِلْمُ عِنْدَهُمْ ... مَتَى مِتُّ مَا الْبَاغِي عَلَيَّ بِمُخَلَّدِ)
(مَنِيَّتُهُ تَجْرِي لِوَقْتٍ وَحَتْفُهُ ... يُصَادِفُهُ يَوْمًا عَلَى غَيْرِ مَوْعِدِ)
(فَقُلْ لِلَّذِي يَتَّقِي خِلافَ الَّذِي مَضَى ... تَهَيَّأْ لأُخْرَى مِثْلِهَا فَكَأَنَّ قَدِ)(8/15)
3302 - وَأَنْشَدَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ لِبَعْضِهِمْ:
(وَإِنِّي لأَدْعُو اللهَ وَالأمْرُ ضَيِّقٌ ... عَلَيَّ فَمَا يَنْفَكُّ أَنْ يَتَفَرَّجَا)
(وَرُبَّ فَتًى سُدَّتْ عَلَيْهِ وُجُوهُهُ ... أَصَابَ لَهُ فِي دَعْوَةِ اللهِ مَخْرَجَا)(8/16)
3303 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبُو سَعِيدٍ الْمَعَدْنِيُّ؛ قَالَ: كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى صَدِيقٍ لَهُ تَجَنَّى عَلَيْهِ:
(عَتَبْتَ عَلَيَّ وَلا ذَنْبَ لِي ... بِمَا الذَّنْبُ فِيهِ وَلا شَكٌّ لَكْ)
(وَحَاذَرْتَ لَوْمِي فَبَادَرْتَنِي ... إِلَى اللَّوْمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ أَبْدُرَكْ)
(فَكُنَّا كَمَا قِيلَ فِيمَا مَضَى ... خُذِ اللِّصَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْخُذَكْ)(8/16)
3304 - وَأَنْشَدَنَا أَبُو صَالِحٍ الْهَمَذَانِيُّ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ [ص:17]:
(خُذْ مِنَ الدَّهْرِ مَا كَفَى ... وَمِنَ الْعَيْشِ مَا صَفَا)
(لا تَلِجَّنَّ بِالْبُكَاء ... عَلَى مَنْزِلٍ عَفَا)
(خَلِّ عَنْكَ الْعِتَابَ إِذْ ... خَانَ ذُو الْوُدِّ أَوْ هَفَا)
(عَيْنُ مَنْ لَمْ يُحِبَّ وصلك ... تُبْدِي لَكَ الْجَفَا)(8/16)
3305 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ، نا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ خَالُ الْفَرَزْدَقِ:
(إِذَا مَا الدَّهْرُ جَرَّ عَلَى أُنَاسٍ ... حَوَادِثَهُ أَنَاخَ بِآخَرِينَا)
(فَقُلْ لِلشَّامِتِينَ بِنَا أَفِيقُوا ... سَيَلْقَى الشَّامِتُونَ كَمَا لَقِينَا)(8/17)
3306 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْبَغْدَادِيُّ؛ قَالَ: [ص:18] دَخَلَ الْعَتَّابِيُّ عَلَى الْمَأْمُونِ، فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ: خُبِّرْتُ بِوَفَاتِكَ فَغَمَّتْنِي، ثُمَّ جَاءَتْنِي وِفَادَتُكَ فَسَرَّتْنِي. فَقَالَ الْعَتَابِيّ: لَوْ قُسِمَتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ لَوَسِعَتْهُمْ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لا دِينَ إِلا بِكَ وَلا دُنْيَا إِلا مَعَكَ. قَالَ: سَلْنِي. قَالَ: يَدَاكَ بِالْعَطِيَّةِ أَطْلَقُ مِنْ لِسَانِي.(8/17)
3307 - حَدَّثَنَا عُمَيْرُ بْنُ مِرْدَاسٍ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ؛ قَالَ: دَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ عَلَى قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، فَقَالَ لَهُ: أَتَيْتُكَ فِي حَاجَةٍ رَفَعْتُهَا إِلَى اللهِ قَبْلَكَ، فإن تقضيها؛ حَمِدْنَا اللهَ وَشَكَرْنَاكَ، وَإِنْ لَمْ تَقْضِهَا؛ حَمِدْنَا اللهَ وَعَذَّرْنَاكَ. فَأَمَرَ لَهُ بِحَاجَتِهِ.(8/18)
3308 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِي الأَشْهَبِ؛ قَالَ: [ص:19] لَزِمَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ بَابَ كِسْرَى فِي حَاجَةٍ لَهُ دَهْرًا فَلَمْ يَصِلْ إِلَيْهِ، فَتَلَطَّفَ لِلْحَاجِبِ فِي إِيصَالِ رُقْعَةٍ لَهُ فَفَعَلَ، وَكَانَ فِيهَا أَرْبَعَةُ أَسْطُرٍ: السَّطْرُ الأَوَّلُ: الضَّرُورَةُ وَالأَمَلُ أَقْدَمَانِي عَلَيْكَ. وَالسَّطْرُ الثَّانِي: الْعُدْمُ لا يَكُونُ مَعَهُ صَبْرٌ عَنِ المطالبة. السطر الثَّالِثُ: الانْصِرَافُ بِلا فَائِدَةٍ شَمَاتَةُ الأَعْدَاءِ. السَّطْرُ الرَّابِعُ: فَإِمَّا نَعَمْ مُثْمِرَةٌ، وَإِمَّا لا مُرِيحَةٌ. فَلَمَّا قَرَأَهُ وَقَّعَ فِي كُلِّ سَطْرٍ بِأَرْبَعَةِ آلافٍ، فَأُعْطِيَ سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفَ مِثْقَالٍ فِضَّةً.(8/18)
3309 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نا أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: سَأَلَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ قُتَيْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ فِي حَاجَةٍ، فَقَالَ: إِنِّي أَتَيْتُكَ فِي حَاجَةٍ، فَإِنْ شِئْتَ قَضَيْتَهَا وَكُنَّا جَمِيعًا كَرِيمَيْنِ، وَإِنْ شِئْتَ مَنَعْتَهَا وَكُنَّا جَمِيعًا لَئِيمَيْنِ.(8/19)
3310 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَخِي الأَصْمَعِيِّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: أَتَى خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رَجُلٌ فِي حَاجَةٍ، فَقَالَ لَهُ: تَكَلَّمْ. فَقَالَ الرَّجُلُ: أَتَكَلَّمُ بِجُرْأَةِ الْيَأْسِ أَمْ بِهَيْبَةِ الأَمَلِ؟ فَقَالَ: بَلْ بِهَيْبَةِ الأَمَلِ، فَسَأَلَهُ، فَقَضَى حَاجَتَهُ.(8/20)
3311 - أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُبَرِّدُ للصلتان [ص:21]:
(نروح ونغدو لحاجاتنا ... وَحَاجَةُ مَنْ عَاشَ لا تَنْقَضِي)
(تَمُوتُ مَعَ الْمَرْءِ حَاجَاتُهُ ... وَتَبْقَى لَهُ حَاجَةٌ مَا بَقِيَ)(8/20)
3312 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ؛ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَشْعَبَ وَعِنْدَهُ مَتَاعٌ حَسَنٌ وَأَثَاثٌ، فَقُلْتُ لَهُ: أَمَا تستحي أَنْ تَسْأَلَ النَّاسَ وَعِنْدَكَ ما أرى؟ قال: يَا فِدْيَتَكَ! مَعِيَ وَاللهِ من لطف السؤال ما لا تَطِيبُ نَفْسِي بِتَرْكِهِ.(8/21)
3313 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْيَسَعِ الشِّيعِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ الْخَزَّازُ، نا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: مَا أُعْطِيَ رَجُلٌ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا إِلا قِيلَ لَهُ: خُذْهُ وَمِثْلَهُ مِنَ الْحِرْصِ.(8/21)
3314 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ: الْعِيَالُ أَرَضَةُ الْمَالِ.(8/21)
3315 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْيَسَعِ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: أَشَدُّ النَّاسِ صُرَاخًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ سَنَّ ضَلالا فاتبع عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ سَيِّئُ الْمَلَكَةِ، وَرَجُلٌ فَارِغٌ اسْتَعَانَ بِنِعَمِ اللهِ عَلَى مَعَاصِيهِ.(8/22)
3316 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا الْفَضْلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ الْفُدَيْكِيِّ؛ قَالَ: [ص:24] أَرْسَلَ الْحَجَّاجُ إِلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ لَمَّا قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَنْ تَأْتِيَهُ فَأَبَتْ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا: لَتَأْتِيَّنِّي أَوْ لأَبْعَثَنَّ إِلَيْكِ مَنْ يَسْحَبُكِ بِقُرُونِكِ حَتَّى يَأْتِيَنِي بِكِ. فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ أني لا آتِيكَ حَتَّى تَبْعَثَ إِلَيَّ مَنْ يَسْحَبُنِي بِقُرُونِي. فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ تَأْتِيهِ أَتَاهَا، فَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهَا: كَيْفَ رَأَيْتِ مَا صَنَعْتُ بِعَدُوِّ اللهِ؟ قَالَتْ: رَأَيْتُكَ أَفْسَدْتَ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ، وَأَفْسَدَ عَلَيْكَ آخِرَتَكَ. وَقَالَتْ لَهُ: وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ كُنْتُ تُعَيِّرُهُ بِابْنِ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ، وَقَدْ وَاللهِ كُنْتُ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ، أَمَّا أَحَدُهُمَا؛ فَنِطَاقُ الْمَرْأَةِ الَّذِي لا تَسْتَغْنِي عَنْهُ، وَأَمَّا الآخَرُ؛ فَكُنْتُ أَحْمِلُ فِيهِ طَعَامَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَعَامَ أَبِي إِلَى الْغَارِ، فَبِأَيٍّ وَيْلَ أُمِّكَ عَيَّرْتَهُ؟ أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّهُ سَيَخْرُجُ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابٌ وَمُبِيرٌ: فَأَمَّا الْكَذَّابُ؛ فَالْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، وَأَمَّا الْمُبِيرُ؛ فَأَنْتَ. فَانْصَرَفَ عَنْهَا وَلَمْ يُرَاجِعْهَا
__________
[إسناده ضعيف والحديث صحيح] .(8/22)
3317 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُبَرِّدُ لِشَاعِرٍ [ص:25]:
(حَوَائِجُ النَّاسِ كُلُّهَا قُضِيَتْ ... وَحَاجَتِي مَا أَرَاكَ تَقْضِيهَا)
(أَنَاقَةُ اللهِ حَاجَتِي عُقِرَتْ ... أَمْ أُنْبِتَ الْحُرْفُ فِي حَوَاشِيهَا)(8/24)
3318 - وَأَنْشَدَنَا الْمُبَرِّدُ لِجَرِيرٍ فِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: (أَأَذْكُرُ الضُّرَّ وَالْبَلْوَى الَّتِي نَزَلَتْ ... أَمْ تَكْتَفِي بِالَّذِي بُلِّغْتَ مِنْ خُبْرِي)(8/25)
3319 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا الْمُبَرِّدُ لِآخَرَ:
(أَرُوحُ لِتَسْلِيمٍ عَلَيْكَ وَأَغْتَدِي ... وَحَسْبُكَ بِالتَّسْلِيمِ مِنِّي تَقَاضِيًا)
(كَفَى بِطَلابِ الْمَرْءِ مَا لا يَنَالُهُ ... عَنَاءً وَبِالْيَأْسِ الْمُصَرَّحِ نَاهِيًا)(8/25)
3320 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا الْمُبَرِّدُ لِزُهَيْرٍ:
(تَرَاهُ إِذَا مَا جِئتَهُ مُتَهَلِّلا ... كَأَنَّكَ مُعْطِيهِ الَّذِي أَنْتَ سَائِلُهُ)(8/25)
3321 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا الْمُبَرِّدُ لِبَعْضِ الأَعْرَابِ:
(كَدَحْتُ بأَظْفَارِي وَأَعْمَلْتُ مِعْوَلِي ... فَصَادَفَ جُلْمُودًا مِنَ الصُّمِّ أمْلَسَا)
(تَشَاغَلَ لَمَّا جِئْتُ فِي وَجْهِ حَاجَتِي ... وَأَطْرَقَ حَتَّى قُلْتُ قَدْ مَاتَ أَوْ عَسَى)
(وَأَجْمَعْتُ أَنْ أَلْقَاهُ حَتَّى رَأَيْتُهُ ... يَفُوقُ فَوَاقَ الْمَوْتِ ثُمَّ تَنَفَّسَا)
(فَقُلْتُ لَهُ لا بَأْسَ لَسْتُ بِعَائِدٍ ... فَأَفرْجَ تَعْلُوهُ السَّمَادِيرُ مُبْلِسَا)(8/26)
3322 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، نا حَبِيبُ بْنُ حَجَرٍ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: مَا أَحْسَنَ الإِيمَانَ يُزَيِّنُهُ الْعِلْمُ! وَأَحْسَنَ الْعِلْمَ يُزَيِّنُهُ الْعَمَلُ! وَأَحْسَنَ الْعَمَلَ يُزَيِّنُهُ الرِّفْقُ! وَمَا أُضِيفَ شَيْءٌ إِلَى شَيْءٍ أَزْيَنُ مِنْ حِلْمٍ إِلَى عِلْمٍ(8/26)
3323 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَكْرٍ الْمُزَنِيِّ؛ قَالَ: [ص:27] جَاءَ رَجُلٌ، فَشَتَمَ الأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ، فَسَكَتَ عَنْهُ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ وَأَلَحَّ وَالأَحْنَفُ سَاكِتٌ، فَقَالَ: وَالْهَفَاهُ! مَا يَمْنَعُهُ مِنَ الرَّدِّ عَلَيَّ إِلا هَوَانِي عَلَيْهِ.(8/26)
3324 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: أَسْمَعَ رَجُلٌ الشَّعْبِيَّ كَلامًا، فَقَالَ لَهُ الشَّعْبِيُّ: إِنْ كُنْتَ صَادِقًا؛ فَغَفَرَ اللهُ لِي، وَإِنْ كُنْتَ كَاذِبًا؛ فَغَفَرَ اللهُ لَكَ. ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:
(هَنِيئًا مَرِيئًا غَيْرَ دَاءٍ مُخَامِرٍ ... لِعَزَّةَ مِنْ أَعْرَاضِنَا مَا اسْتَحَلَّتِ)(8/27)
3325 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، نا أَبُو زَيْدٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاءِ؛ قَالَ: إِنِّي لأَرْفَعُ نَفْسِي أَنْ يَكُونَ ذَنْبٌ أَوْزَنَ مِنْ حِلْمِي.(8/27)
3326 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: [ص:28] ذَكَرَ أَعْرَابِيٌّ رَجُلا، فَقَالَ: كان أَحْلَمَ مِنْ فَرْخٍ طَائِرٍ. ثُمَّ أَنْشَدَ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ:
(إِنِّي لأُعْرِضُ عَنْ أَشْيَاءَ أَسْمَعُهَا ... حَتَّى يَظُنُّ رِجَالِي أَنَّ بِي حُمْقَا)
(أَخْشَى جَوَابَ سَفِيهٍ لا حَيَاءَ لَهُ ... فَسْلٍ يَظُنُّ أُنَاسٌ أَنَّهُ صَدَقَا)(8/27)
3327 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلا قَالَ لآخَرَ: والله! لئن قُلْتَ لِي وَاحِدَةً لَتَسْمَعَنَّ عَشْرًا. قَالَ: لَكِنَّكَ لَوْ قلت عَشْرًا؛ لَمْ تَسْمَعْ وَاحِدَةً.(8/28)
3327 - / م - قَالَ: وَكَانَ الأَحْنَفُ يَقُولُ: مَنْ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى كَلِمَةٍ؛ سَمِعَ كَلِمَاتٍ، وَرُبَّ غَيْظٍ قَدْ تَجَرَّعْتُهُ مَخَافَةَ مَا هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ، وَأَنْشَدَ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ [ص:29]:
(وَإِنَّ اللهَ ذُو حِلْمٍ وَلَكِنْ ... بِقَدْرِ الْحِلْمِ يَنْتَقِمُ الْحَلِيمُ)
(لَقَدْ وَلَّتْ بِدَوْلَتِكَ اللَّيَالِي ... وأنت ملعن فيها ذَمِيمُ)
(وَزَالَتْ لَمْ يَعِشْ فِيهَا كَرِيمٌ ... وَلا اسْتَغْنَى بِثَرْوَتِهَا عَدِيمُ)
(فَبُعْدًا لا انْقِضَاءَ لَهُ وَسُحْقًا ... فَغَيْرُ مُصَابِكَ الْحَدَثُ الْعَظِيمُ)(8/28)
3328 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نا أَبُو عُثْمَانَ الْمَازِنِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاءِ؛ قَالَ: قِيلَ لِلأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ: مَنْ حَلَّمَكَ؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ الْحِلْمَ مِنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ المنقري، لقد اختلفت إِلَيْهِ فِي الْحِلْمِ كَمَا يُخْتَلَفُ إِلَى الْفُقَهَاءِ فِي الْفِقْهِ، بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ وَهُوَ قَاعِدٌ بِفِنَائِهِ مُحْتَبٍ بِكِسَائِهِ أَتَتْهُ جَمَاعَةٌ فِيهِمْ مَقْتُولٌ وَمَكْتُوفٌ، فَقِيلَ: هَذَا ابْنُكَ قَتَلَهُ ابْنُ أَخِيكَ. قَالَ: فَوَاللهِ! مَا حَلَّ حَبْوَتَهُ حَتَّى فَرَغَ مِنْ كَلامِهِ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى ابْنٍ لَهُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: قُمْ؛ فَأَطْلِقْ عَنِ ابْنِ عَمِّكَ، وَوَارِ أَخَاكَ، وَاحْمِلْ إلى أمه مئة مِنَ الإِبِلِ؛ فَإِنَّهَا غَرِيبَةٌ. وَأَنْشَأَ يَقُولُ:
(إِنِّي امْرُؤٌ لا شَائِنٌ حَسَبِي ... دَنِسٌ يُعَيِّرُهُ وَلا أَفِنُ)
(مِنْ مِنْقَرٍ فِي بَيْتِ مَكْرُمَةٍ ... وَالْغُصْنُ يَنْبُتُ حَوْلَهُ الْغُصْنُ)
(خُطَبَاءُ حِينَ يَقُولُ قَائِلُهُمْ ... بِيضُ الْوُجُوهِ أَعِفَّةٌ لُسُنُ)
(لا يَفْطِنُونَ لِعَيْبِ جَارِهِمْ ... وَهُمْ بِحُسْنِ جِوَارِهِمْ فُطُنُ)(8/29)
3328 - / 1 م - وَقَالَ فِيهِ الشَّاعِرُ:
(عَلَيْكَ سَلامُ اللهِ قَيْسُ بْنَ عَاصِمٍ ... وَرَحْمَتُهُ مَا شَاءَ أَنْ يَتَرَحَّمَا)
(تَحِيَّةُ مَنْ أَلْبَسْتَهُ مِنْكَ نِعْمَةً ... إِذَا زَارَ عَنْ شَحْطِ بِلادِكَ سُلَّمَا)
(فَمَا كَانَ قَيْسٌ هُلْكُهُ هُلْكٌ وَاحِدٌ ... وَلَكِنَّهُ بنيان قوم تهدما)(8/30)
3328 - / 2 م - وَفِيهِ قَالَ النَّبِيُّ [ص:31] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ»
__________
[حديث حسن] .(8/30)
3329 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا الْمَازِنِيُّ لِبَعْضِهِمْ:
(لَئِنْ كُنْتُ مُحْتَاجًا إِلَى الْحِلْمِ إِنَّنِي ... إِلَى الْجَهْلِ فِي بَعْضِ الأَحَايِينِ أَحْوَجُ)
(وَلِي فَرَسٌ لِلْحِلْمِ بِالْحِلْمِ مُلْجَمٌ ... وَلِي فَرَسٌ لِلْجَهْلِ بِالْجَهْلِ مُسْرَجُ)
(فَمَنْ شَاءَ تَقْوِيمِي فَإِنِّي مُقَوِّمٌ ... وَمَنْ شَاءَ تَعْوِيجِي فَإِنِّي مُعَوَّجُ)
(وَمَا كُنْتُ أَرْضَى الْجَهْلَ خِدْنًا وَلا أَخًا ... وَلَكِنَّنِي أَرْضَى بِهِ حِينَ أخرج)
(أَلا رُبَّمَا ضَاقَ الْفَضَاءُ بِأَهْلِهِ ... وَأَمْكَنَ مِنْ بَيْنِ الأَسِنَّةِ مَخْرَجُ)(8/31)
3329 - / م - قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: نا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُهُمْ: لا يَنْبَغِي لِلْمَلِكِ أَنْ يَغْضَبَ؛ لأَنَّ الْقُدْرَةَ مِنْ وَرَاءِ حَاجَتِهِ، وَلا يَكْذِبَ؛ لأَنَّهُ لا يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى اسْتِكْرَاهِهِ عَلَى غَيْرِ مَا يُرِيدُ، [ص:32] وَلا يَبْخَلَ؛ فَإِنَّهُ لا يَخَافُ الْفَقْرَ، وَلا يَحْقِدُ؛ لأَنَّ خَطَرَهُ قَدْ جَلّ عَنِ الْمُجَازَاةِ.(8/31)
3330 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ شَاكِرٍ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُعَاقِبَ رَجُلا؛ حَبَسَهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ عَاقَبَهُ؛ كَرَاهَةَ أَنْ يُعَجِّلَ فِي أَوَّلِ غَضَبِهِ، وَأَسْمَعَهُ رَجُلٌ كَلامًا، فَقَالَ: أَرَدْتُ أَنْ يَسْتَفِزَّنِي الشَّيْطَانُ فَأَنَالَ مِنْكَ الْيَوْمَ بِمَا تَنَالُهُ أَنْتَ مِنِّي فِي [ص:33] يَوْمِ الْقِيَامَةِ، انْصَرِفْ عَنِّي عَافَاكَ اللهُ وَرَحِمَكَ.(8/32)
3331 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ: قَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ:
(احْذَرْ مَغَايِظَ أَقْوَامٍ ذَوِي أَنَفٍ ... إِنَّ الْمَغِيظَ جَهُولٌ حِينَ يُبْتَدَرُ)(8/33)
3332 - حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، نا أَبُو حَاتِمٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: يَجْتَمِعُ عَشَرَةُ آلافٍ فِيهِمْ - يَعْنِي - أَلْفَ مُقَاتِلٍ أَوْ أَكْثَرَ، وَيَجْتَمِعُ أَلْفٌ لَيْسَ فِيهِمْ حَلِيمٌ.(8/33)
3333 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا الْمُبَرِّدُ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ:
(لَنْ يُدْرِكَ الْمَجْدَ أَقْوَامٌ ذَوُو كَرَمٍ ... حَتَّى يَذِلُّوا وَإِنْ عَزُّوا لأَقْوَامِ)
(وَيُشْتَمُوا فَتَرَى الأَلْوانَ مُشْرِقةً ... لا صَفْحَ ذُلٍّ وَلَكِنْ صَفْحَ أَحْلامِ)(8/33)
3334 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ عَوْفٍ؛ قَالَ: [ص:34] شَتَمَ رَجُلٌ الْحَسَنَ وَأَرْبَى عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَمَّا أَنْتَ؛ فَقَدْ أَبْقَيْتَ شَيْئًا وَمَا يَعْلَمُ اللهُ أَكْثَرُ.(8/33)
3335 - حَدَّثَنَا ابْنُ أبي الدينا، نا أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ أَنَّهُ أَنْشَدَهُ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ:
(وَلَيْسَ الرِّزْقُ عَنْ طَلَبٍ حَثِيثٍ ... وَلَكِنْ أَلْقِ دَلْوَكَ فِي الدِّلاءِ)
(تَجِيءَ بِمِلْئِهَا طَوْرًا وَطَوْرًا ... تَجِيءَ بِحَمْأَةٍ وَقَلِيلِ مَاءِ)(8/34)
3336 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنْ سُفْيَانَ؛ قَالَ: سُئِلَ لُقْمَانُ الْحَكِيمُ: أَيُّ عَمَلِكَ أَوْثَقُ فِي نَفْسِكَ؟ قَالَ: تَرْكِي ما لا يعنيني.(8/34)
3336 - / 1 م - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ؛ قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ الْمُطَّوِّعِيُّ؛ قَالَ: ثنا الرَّبِيعُ؛ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: [ص:35] قَالَ رَجُلٌ لِلأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ: بِمَ سُدْتَ قَوْمَكَ - وَأَرَادَ عَيْبَهُ -؟ فَقَالَ الأَحْنَفُ: بِتَرْكِي مِنْ أَمْرِكَ مَا لا يَعْنِينِي، كَمَا عَنَاكَ مِنْ أَمْرِي ما لا يعنيك.(8/34)
3336 - / 2 م - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ؛ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: ثنا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ؛ قَالَ: قَالَ الأَحْنَفُ: مَا دَخَلْتُ بَيْنَ اثْنَيْنِ قَطُّ حَتَّى يَكُونَا هُمَا يُدْخِلانِي فِي أَمْرِهِمَا، وَلا أُقِمْتُ مِنْ مَجْلِسٍ قَطُّ وَلا حُجِبْتُ عَنْ بَابٍ. يقول: لا أجلس إِلا مَجْلِسًا أَعْلَمُ أَنِّي لا أُقَامُ عَنْ مِثْلِهِ، وَلا أَقِفُ بِبَابٍ أَخَافُ أَنْ أُحْجَبَ عَنْ صَاحِبِهِ.(8/35)
3336 - / 3 م - قَالَ الأَصْمَعِيُّ: وَقَالَ: إِنِّي مَا رُدِدْتُ قَطّ عَنْ حَاجَةٍ. فَقِيلَ لَهُ: وَلِمَ؟ قَالَ: لأَنِّي لا أَطْلُبُ مُحَالا.(8/35)
3337 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا سُفْيَانُ؛ قَالَ: قَالَ عَمْرٌو لِمُعَاوِيَةَ: مَا الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: تَرْكُ اللَّذَّةِ.(8/35)
3338 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا الأَصْمَعِيُّ، نا أَبِي، عَنْ جَدِّي عَلِيُّ بْنُ أَصْمَعَ؛ قَالَ: سُئِلَ الأَحْنَفُ: مَا الْمُرُوءَةُ: قَالَ الْعِفَّةُ وَالْحِرْفَةُ.(8/36)
3339 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ؛ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ: لَيْسَ مِنَ الْمُرُوءَةِ كَثْرَةُ الالْتِفَافِ فِي الطَّرِيقِ. وَيُقَالُ: سُرْعَةُ الْمَشْيِ يُذْهِبُ بِبَهَاءِ الْمُؤْمِنِ.(8/36)
3340 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَرَّانِيُّ، نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ: مَا شَيْءٌ أَشَدُّ مِنْ حِمْلِ الْمُرُوءَةِ. قِيلَ: وَأَيُّ شَيْءٍ هِيَ الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: لا تَعْمَلُ شَيْئًا في السر تستحي مِنْهُ فِي الْعَلانِيَةِ.(8/36)
3341 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ؛ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْحَارِثِيُّ: أوَّلُ الْمُرُوءَةِ: طَلاقَةُ الْوَجْهِ، وَالثَّانِي: التَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ، [ص:37] وَالثَّالِثُ: قَضَاءُ الْحَوَائِجِ، وَمَنْ فَاتَهُ حَسَبُ نَفْسِهِ؛ لَمْ يَنْفَعْهُ حَسَبُ أَبِيهِ (يَعْنِي: الدِّينَ) .(8/36)
3341 - / م - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ؛ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: ثنا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: ثَلاثَةٌ يُحْكَمُ لَهُمْ بِالْمُرُوءَةِ حَتَّى يَتَكَلَّمُوا: رَجُلٌ رَأَيْتَهُ رَاكِبًا، أَوْ سَمِعْتَهُ يُعَرِّبُ، أَوْ شَمَمْتَ مِنْهُ رَائِحَةً طَيِّبَةً، وَثَلاثَةٌ يُحْكَمُ لَهُمْ بِالدَّنَاءَةِ حَتَّى يَقُومُوا: رَجُلٌ شَمَمْتَ مِنْهُ رَائِحَةَ نَبِيذٍ فِي مَحْفَلٍ، أَوْ سَمِعْتَهُ يَتَكَلَّمُ بِالْفَارِسِيَّةِ فِي مِصْرٍ عَرَبِيٍّ، أَوْ رَجُلٌ رَأَيْتَهُ في طَرِيقٍ يُنَازِعُ فِي الْقَدَرِ، وَأَنْشَدَ:
(نَوْمُ الْغَدَاةِ وَشُرْبٌ بالعشيات ... موكلان بهدم المروءات)(8/37)
3342 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعيُّ، نا حَفْصُ بْنُ الْفَرَافِصَةِ؛ قَالَ: أَدْرَكْتُ وُجُوهَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ؛ شَقِيقُ بْنُ ثَوْرِ فَمَنْ دُونَهُ آنِيَتُهُمُ الْجِفَانُ [ص:38] فِي بُيُوتِهِمْ، وَإِذَا قَعَدُوا فِي أَفْنِيَتِهِمْ؛ لَبِسُوا الأَكْسِيَةَ، وَإِذَا أَتَوُا السُّلْطَانَ؛ ركبوا ولبسوا المطارف.(8/37)
3342 - / 1 م - قَالَ: نا أَبُو الْعَبَّاسِ الآجُرِّيُّ؛ قَالَ: نا قَبِيصَةُ؛ قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَرْتَدِي رداء بألف.(8/38)
3342 - / 2 م - قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: نا خِالِدُ بْنُ خِدَاشٍ؛ قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ الثَّوْبُ: أَكْرِمْنِي دَاخِلا أُكْرِمْكَ خَارِجًا.(8/38)
3343 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قِيلَ لأَعْرَابِيٍّ: إِنَّكَ تُكْثِرُ لُبْسَ الْعِمَامَةِ. فَقَالَ: إِنَّ عَظْمًا فِيهَ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ لَحَرِيٌّ أَنْ يُكَنَّ مِنَ الْحَرِّ وَالْقَرِّ.(8/38)
3344 - قَالَ الأَصْمَعِيُّ: وَكَانَ أَبُو الأَسْوَدِ يَقُولُ: الْعِمَامَةُ جُنَّةٌ فِي الْحَرْبِ، وَمَكَنَّةٌ فِي الْحَرِّ وَالْقَرِّ، وَزِيَادَةٌ فِي الْقَامَةِ، وَهِيَ عَادَةٌ مِنْ عَادَاتِ الْعَرَبِ.(8/39)
3345 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبِي، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ خَاتَمَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ مِنْ وَرِقٍ نَقْشُهُ: «نِعْمَ الْقَادِرُ اللهُ» . وَكَانَ عَلَى خَاتَمِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «غَفِلْتَ؛ فَاعْمَلْ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(8/39)
3346 - حَدَّثَنَا الحسن بْنِ عَبْدِ السَّلامِ؛ قَالَ: كَانَ لِلْحَسَنِ بْنِ هَانِئٍ خَاتَمَانِ (يَعْنِي: أَحَدُهُمَا مِنْ عَقِيقٍ مُرَبَّعٍ) ، [ص:40] عَلَيْهِ:
(تَعَاظَمَنِي ذَنْبِي فَلَمَّا قَرَنْتُهُ ... بِعَفْوِكَ رَبِّي كَانَ عَفْوُكَ أَعْظَمَا)
وَالآخَرُ صِينِيٌّ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ: «لا إِلَهَ إِلا اللهُ مُخْلِصًا» فَأَوْصَى عِنْدَ مَوْتِهِ أَنْ تُقْلَعَ وَتُغْسَلَ وَتُجْعَلَ فِي فَمِهِ.(8/39)
3347 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْبَرَاءِ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو الضُّحَى: رَأَيْتُ عَلَى رَأْسِ ابْنِ الزُّبَيْرِ مِنَ الْمِسْكِ مَا لَوْ كَانَ لِي كَانَ رَأْسَ مَالٍ.(8/40)
3348 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْهَرَوِيُّ، نا أَبِي، نا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ؛ قَالَ: كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِذَا خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ؛ عَرَفَ جِيرَانُهُ ذَلِكَ بِطِيبِ رِيحِهِ
__________
[إسناده ضعيف] .(8/41)
3349 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا الْمُقْرِئُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَرُدُّوا الطِّيبَ؛ فَإِنَّهُ طَيِّبُ الرِّيحِ، خَفِيفُ الْمَحْمَلِ» .(8/41)
3350 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ، عَنْ خَلَفِ بْنِ تَمِيمٍ؛ قَالَ: [ص:42] الْتَقَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ وَشَقِيقٌ بِمَكَّةَ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِشَقِيقٍ: مَا بَدْوُ أَمْرِكَ الَّذِي بَلَّغَكَ هَذَا؟ فَقَالَ: سِرْتُ فِي بَعْضِ الْفَلَوَاتِ، فَرَأَيْتُ طَيْرًا مَكْسُورَ الْجَنَاحَيْنِ فِي فَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ، فَقُلْتُ: انظر مِنْ أَيْنَ رِزْقُ هَذَا. فَقَعَدْتُ بِحِذَائِهِ؛ فَإِذَا أَنَا بِطَيْرٍ قَدْ أَقْبَلَ فِي مِنْقَارِهِ جَرَادَةٌ، فَوَضَعَهَا فِي مِنْقَارِ الطَّيْرِ الْمَكْسُورِ الْجَنَاحَيْنِ، فَقُلْتُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ! الَّذِي قَيَّضَ هَذَا الطَّيْرَ الصَّحِيحَ لِهَذَا الطَّيْرِ الْمَكْسُورِ الْجَنَاحَيْنِ فِي فَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ هُوَ قَادِرٌ أَنْ يَرْزُقَنِي حَيْثُ مَا كُنْتُ، فَتَرَكْتُ التَّكَسُّبَ وَاشْتَغَلْتُ بِالْعِبَادَةِ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: يَا شَقِيقُ! وَلِمَ لا تَكُونُ أَنْتَ الطَّيْرَ الصَّحِيحَ الَّذِي أَطْعَمَ الْعَلِيلَ حَتَّى تَكُونَ أَفْضَلَ مِنْهُ؟ أَمَا سَمِعْتَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى؟ !» وَمِنْ عَلامَةِ الْمُؤْمِنِ أَنْ يَطْلُبَ أَعْلَى الدَّرَجَتَيْنِ فِي أُمُورِهِ كُلِّهَا حَتَّى يَبْلُغَ مَنَازِلَ الأَبْرَارِ. قَالَ: فَأَخَذَ يَدَ إِبْرَاهِيمَ، فَقَبَّلَهَا وَقَالَ لَهُ: أَنْتَ أُسْتَاذُنَا يَا أَبَا [ص:43] إِسْحَاقَ.(8/41)
3350 - / م - قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: نا أَبُو زَيْدٍ؛ قَالَ: نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بُزْرُجَمْهَرُ الْحَكِيمُ: كُلٌّ عَزِيزٍ دَخَلَ تَحْتَ الْقُدْرَةِ؛ فَهُوَ ذَلِيلٌ، وَكُلُّ مَقْدُورٍ عَلَيْهِ مَمْلُوكٌ مَحْقُورٌ.(8/43)
3351 - حَدَّثَنَا الْحَرْبِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْفُضَيْلِ؛ قَالَ: حَسَنَاتُكَ مِنْ عَدُوِّكَ أَكْثَرُ مِنْهَا مِنْ صَدِيقِكَ؛ لأَنَّ عَدُوَّكَ إِذَا ذُكِرْتَ عِنْدَهُ يَغْتَابُكَ، وَإِنَّمَا يَدْفَعُ إِلَيْكَ الْمِسْكِينُ حَسَنَاتِهِ.(8/43)
3352 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا عُثْمَانُ، نا عَوْفٌ؛ قال: قال الحسن: لاغيبة لِثَلاثَةٍ: فَاسِقٍ مُجَاهِرٍ بِالْفِسْقِ، وَذِي بِدْعَةٍ، وَإِمَامٍ جَائِرٍ.(8/43)
3352 - / 1 م - قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: مَنِ اغْتَابَ خَرَقَ، وَمَنِ اسْتَغْفَرَ رفأ.(8/43)
3352 - / 2 م - قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: نا الأَصْمَعِيُّ، قال: نا المعتمر؛ قال: سَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ: لَمْ يُعَالِجْ جَهْدَ الْبَلاءِ مَنْ لَمْ يُعَالِجِ الأيتام.(8/44)
3352 - / 3 م - قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: نا الرِّيَاشِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ وَأَبِي زَيْدٍ؛ قَالا: الْفَرَسُ لا طُحَالَ لَهُ، وَالْبَعِيرُ لا مَرَارَةَ لَهُ، وَالظَّلِيمُ لا مُخَّ لَهُ، وَطَيْرُ الْمَاءِ وَحِيتَانُ الْبَحْرِ لا أَلْسِنَةَ لها وَلا أَدْمِغَةَ، وَالسَّمَكُ لا رئة لها، وَلِذَلِكَ لا تَتَنَفَّسُ، وَكُلُّ ذي رئة يتنفس.(8/44)
3352 - / 4 م - قَالَ: نا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: نا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: لَيْسَ شَيْءٌ تَغِيبُ أُذُنَاهُ إِلا وَهُوَ يَبِيضُ، وَلا شَيْءٌ تَظْهَرُ أُذُنَاهُ إِلا وَهُوَ يَلِدُ.(8/44)
3352 - / 5 م - قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ؛ قَالَ: نا أَبِي؛ قَالَ: نا زَيْدُ بْنُ الْحَبَّابِ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ جَابَانَ الْعِجْلِيُّ: أَنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ مُزَاحِمٍ وُلِدَ وَهُوَ ابْنُ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا.(8/45)
2352 - / 6 م - قَالَ: نا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ؛ قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ: أَنَّ الضَّحَّاكَ وُلِدَ لِسَنَتَيْنِ، وَوُلِدَ شُعْبَةُ لِسَنَتَيْنِ.(8/45)
3353 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ: أَنَّ [ص:46] امْرَأَةً حَمَلَتْ لَهُ مَرَّةً، فَأَقَامَتْ خَمْسَ سِنِينَ حَامِلا، ثُمَّ وَلَدَتْ لَهُ، وَحَمَلَتْ لَهُ مَرَّةً أُخْرَى ثَلاثَ سِنِينَ ثُمَّ وَلَدَتْ. قَالَ اللَّيْثُ: وَحَمَلَتْ مَوْلاةُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ ثَلاثَ سِنِينَ حَتَّى خَافَتْ أَنْ يَكُونَ فِي جَوْفِهَا دَاءٌ، ثُمَّ وَلَدَتْ غُلامًا. قَالَ اللَّيْثُ: وَرَأَيْتُ أَنَا ذَلِكَ الْغُلامَ، وَكَانَتْ أُمُّهُ تَأْتِي أَهْلَنَا.(8/45)
3354 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مؤمل، عن ابن أبي مُلَيْكَةَ؛ أَنَّ عُمَرَ قَالَ: يَا بَنِي السَّائِبِ! إِنَّكُمْ قَدْ أَضْوَيْتُمْ؛ فَانْكِحُوا فِي النزائع.(8/46)
3354 - / 1 م - قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ؛ قَالَ: نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: بَنَاتُ الْعَمِّ أَصْبَرُ وَالْغَرَائِبُ أَنْجَبُ، وَمَا ضرب رؤوس الأَبْطَالِ كَابْنِ أَعْجَمِيَّةٍ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: اغْتَرِبُوا وَلا تَضْوُوا (أَيْ: انْكِحُوا فِي الْغَرَائِبِ) ؛ فَإِنَّ الْقَرَائِبَ يَضْوِينَ الأَوْلادَ.(8/46)
3354 - / 2 م - قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ: وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ:
(تَنَجَّبْتُهَا لِلنَّسْلِ وَهِيَ غَرِيبَةٌ ... فجاءت بِهِ كَالْبَدْرِ خِرْقًا مُعَمَّمًا)
(وَلَوْ شَاتَمَ الْفِتْيَانَ فِي الْحَيِّ ظَالِمًا ... لَمَا وَجَدُوا غير التكذب مشتما)(8/47)
3354 - / 3 م - وَقَالَ آخَرُ:
(إِنَّ بِلالا لَمْ تَشِنْهُ أُمُّهُ ... لَمْ يتناسب خاله وعمه)(8/47)
3354 - / 4 م - قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ؛ قَالَ: نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: رُكَبُ النَّاس فِي أَرْجُلِهِمْ، وَرُكَبُ ذَاتِ الأَرْبَعِ فِي أَيْدِيهَا، وَكُلُّ طَائِرٍ كَفُّهُ فِي رِجْلَيْهِ.(8/47)
3355 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: (وَإِذْءَاتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ وَالفُرْقَانَ) [البقرة: 53] ؛ قَالَ: [ص:48] الْكِتَابُ: هُوَ الْفُرْقَانُ، يُسَمَّى فُرْقَانًا؛ لأَنَّهُ فَرَّقَ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ.(8/47)
3356 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، نا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، نا بَكَّارُ بْنُ مَالِكٍ فِي هَذِهِ الآيَةِ: {وجاءكم النذير} [فاطر: 37] ؛ قَالَ: الشَّيْبُ. ثُمَّ أَنْشَدَ:
(رَأَيْتُ الشَّيْبَ مِنْ نُذْرِ الْمَنَايَا ... لِصَاحِبِهِ وَحَسْبُكَ مِنْ نَذِيرِ)(8/48)
3357 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، نا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ: أَنَّهُ تَمَثَّلَ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ، وَهُمَا لِعَبْدِ بَنِي الْحَسْحَاسِ:
(هُرَيْرَةُ ودِّعْ إِنْ تَجَّهزْتَ غَادِيًا ... كَفَى الشَّيْبُ وَالإِسْلامُ لِلْمَرْءِ نَاهِيًا)(8/48)
3358 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَمَثَّلُ بِهَذَا الْبَيْتِ [ص:49]:
(كَفَى الإِسْلامُ وَالشَّيْبُ بِالْمَرْءِ نَاهِيًا ... )(8/48)
3359 - حَدَّثَنَا الْحَرْبِيُّ، نا مُسَدَّدٌ، نا هُشَيْمٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالَتْ: [ص:52] كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَرَاثَ خَبَرًا؛ يَتَمَثَّلُ بِقَافِيَةِ بَيْتِ طُرْفَةَ:
(وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ)
__________
[إسناده ضعيف والحديث صحيح] .(8/49)
3360 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبَدَةَ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خُدَيْجٍ: [ص:54] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى الْمُؤَلَّفَةَ قُلُوبُهُمْ يَوْمَ حنين مئة مئة مِنَ الإِبِلِ، وَأَعْطَى الْعَبَّاسَ بْنَ مِرْدَاسٍ دُونَ ذَلِكَ، فَأَنْشَأَ الْعَبَّاسُ يَقُولُ:
(أَتَجْعَلُ نَهْبِي وَنَهْبَ الْعُبَيْدِ ... بَيْنَ عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعِ)
(فَمَا كَانَ حُصَيْنٌ وَلا حَابِسٌ ... يَفُوقَانِ مِرْدَاسَ فِي الْمَجْمَعِ)
(وَقَدْ كُنْتُ فِي الْحَرْبِ ذَا تدرإ ... فَلَمْ أُعْطَ شَيْئًا وَلَمْ أُمْنَعِ)
(إِلا أَفَالِيلَ أُعْطِيتُهَا ... عَدِيدَ قَوَائِمِهَا الأَرْبَعِ)
(وَمَا كُنْتُ دُونَ امْرِئٍ مِنْهُمَا ... وَمَنْ تَضَعِ الْيَوْمَ لا يُرْفَعِ)
وَقَالَتِ الأَنْصَارُ: قَدْ فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَى قَوْمَهُ، وَنَحْنُ نَخْشَى أَنْ يُقِيمَ عِنْدَهُمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ: «اجْتَمِعُوا، ولا يكن فِيكُمْ مِنْ غَيْرِكُمْ» . فَاجْتَمَعُوا، فَقَالَ: «قَدْ بَلَغَنِي مَا قُلْتُمْ، أَمَا إِنَّكُمْ إِنْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ: أَلَمْ تَأْتِنَا طَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ، وَخَائِفًا فَأَمَّنَّاكَ؟ أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَكْرَةِ وَتَذْهَبُونَ أَنْتُمْ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ رَضِينَا! الْمِنَّةُ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، المنة لله ولرسوله
__________
[إسناده ضعيف والحديث صحيح] .(8/52)
3361 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا ابْنُ بُكَيْرٍ، نا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: [ص:55] أَنَّ إِدْرِيسَ أَقْدَمُ مِنْ نُوحٍ؛ بَعَثَهُ اللهُ إِلَى قَوْمِهِ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَقُولُوا: لا إِلَهَ إِلا الله، ويعملوا ما شاؤوا، فَأَبَوْا؛ فَأَهْلَكَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ
__________
[إسناده ضعيف] .(8/54)
3362 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا عُبَيْدُ اللهُ بْنُ مُوسَى، نا سَعْدُ بْنُ أَوْسٍ، عَنْ بِلالٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ مَيْمُونَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص:56]: «كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا مَرَجَ الدِّينُ، وَظَهَرَتِ الرَّغْبَةُ، وَاخْتَلَفَ الإِخْوَانُ، وَيُحْرَقُ الْبَلَدُ الْعَتِيقُ؟ !»
__________
[إسناده حسن] .(8/55)
3363 - حَدَّثَنَا الْحَرْبِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، نا مُجَالِدٌ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ؛ قَالَ: أُهْدِيَتْ إِلَيَّ ابْنَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُهْدِيَتْ، وَمَا لَنَا فِرَاشٌ إِلا مَسْكُ كَبْشٍ.(8/56)
3364 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَلِيٍّ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ؛ قَالَ: لَقَدْ تَزَوَّجْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا لِي فِرَاشٌ غَيْرُ جِلْدِ كَبْشٍ نَنَامُ عَلَيْهِ بِاللَّيْلِ، وَنَعْلِفُ عَلَيْهِ نَاضِحَنَا بِالنَّهَارِ، وَمَا لِيَ خَادِمٌ غَيْرُهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا
__________
[إسناده ضعيف ومنقطع] .(8/56)
3365 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: [ص:57] خِلالُ الْمَكَارِمِ عَشَرَةٌ؛ تَكُونُ فِي الرَّجُلِ وَلا تَكُونُ فِي ابْنِهِ، وَتَكُونُ فِي الْعَبْدِ وَلا تَكُونُ فِي سَيِّدِهِ: صِدْقُ الْحَدِيثِ، وَصِدْقُ الْبَأْسِ، وَإِعْطَاءُ السَّائِلِ، وَالْمُكَافَأَةُ بِالصَّنَائِعِ، وَالتَّذَمُّمُ لِلْجَارِ وَالصَّاحِبِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ، وقري الضَّيْفِ، وَأَدَاءُ الأَمَانَةِ، وَرَأْسُهُنَّ الْحَيَاءُ.(8/56)
3366 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: دَخَلَ ابْنُ السَّمَّاكِ عَلَى هَارُونَ الرَّشِيدِ، فَقَالَ: عِظْنِي وَأَوْجِزْ. قَالَ: ما أعجب يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا نَحْنُ فِيهِ! كَيْف غَلَبَ عَلَيْنَا حُبُّ الدُّنْيَا؟ ! وَأَعْجَبَ لِمَا نَصِيرُ إِلَيْهِ! غَفْلَتُنَا عَنْهُ، عَجَبٌ لِصَغِيرٍ حَقِيرٍ إِلَى فَنَاءٍ يَصِيرُ، غَلَبَ عَلَى كَثِيرٍ طَوِيلٍ دَائِمٍ غَيْرِ زَائِلٍ.(8/57)
3367 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ: أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ شِهَابٍ يُحَدِّثُ: أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ أَخْبَرَهُ: [ص:59] أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَفَنَ شُهَدَاءَ الْمُؤْمِنِينَ بِأُحُدٍ بِدِمَائِهِمْ، وَلَمْ يُغَسِّلْهُمْ، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ
__________
[إسناده حسن] .(8/57)
3368 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص:64]: «مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يُجِبْ؛ فَلا صَلاةَ لَهُ»
__________
[إسناده صحيح] .(8/59)
3369 - قَالَ إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي: خَالَفَهُ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، فَقَالَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ سَعِيدٍ، وَجَعَلَهُ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْقُوفًا؛ حَدَّثَنَاهُ إِسْمَاعِيلُ، عَنْهُ.
__________
[إسناده صحيح] .(8/64)
3370 - وَحَدَّثَنَاهُ إِسْمَاعِيلُ مَرَّةً أُخْرَى عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ كَذَلِكَ.(8/65)
3371 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص:68]: «مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَارِغًا صَحِيحًا فَلَمْ يُجِبْ؛ فَلا صَلاةَ لَهُ»
__________
[إسناده لين] .(8/65)
3372 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نا الرِّيَاشِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص:69] رأيت أعرابيا عن الْمُلْتَزِمِ، فَقَالَ: اللهُمَّ! عَلَيَّ حُقُوقٌ فَتَصَدَّقْ بِهَا عَلَيَّ، وَلِلنَّاسِ عَلَيَّ تَبِعَاتٌ فَتَحَمَّلْهَا عَنِّي، وَقَدْ أَوْجَبْتَ لِكُلِّ ضَيْفٍ قِرًى وَأَنَا ضَيْفُكَ؛ فَاجْعَلْ قِرَايَ اللَّيْلَةَ الْجَنَّةَ.(8/68)
3373 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبِرْتِيُّ، نا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ قُدَامَةَ الضَّبِّيِّ، عَنْ خَالِدِ بن منجاب؛ قال: قال زيادة بْنُ حُدَيْرٍ: لَمَّا أَرَادَ الْعَلاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيّ أَنْ يعبر عن أَهْلِ دَارِينَ الْبَحْرَ عَبَرَ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ: يَا حَلِيمُ! يَا حَكِيمُ! يَا عَلِيُّ! يَا عَلِيمُ! قَالَهَا ثُمَّ عَبَرَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ.(8/69)
3374 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نا الْحِمَّانِيُّ، نا عُتْبَةُ بْنُ الْوَلِيدِ؛ قَالَ: كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ: تَقُولُ: سُبْحَانَكَ! مَا أَضْيَقَ الطَّرِيقِ عَلَى مَنْ لَمْ تَكُنْ دَلِيلَهُ، وَمَا أَوْحَشَ الطَّرِيقَ عَلَى مَنْ لَمْ تَكُنْ أَنِيسَهُ!(8/69)
3375 - حَدَّثَنَا الْحَرْبِيُّ، نا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: لا يَكُونُ الْبُكَاءُ إِلا مِنْ فَضْلٍ، وَإِذَا اشْتَدَّ الْحُزْنُ، ذَهَبَ الْبُكَاءُ.(8/69)
3376 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: قَالَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ مِنَ الْعُبَّادِ بِالْبَصْرَةِ وَهُوَ يَبْكِي، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَبْكِي عَلَى مَا فَرَّطْتُ مِنْ عُمْرِي، وَعَلَى يَوْمٍ مَضَى مِنْ أَجَلِي لَمْ يَحْسُنْ فِيهِ عَمَلِي.(8/70)
3377 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْبَغْدَادِيُّ؛ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ طَاهِرٍ وَهُوَ فِي سَكَرَاتِ الْمَوْتِ، فَقُلْتُ: السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الأَمِيرُ! فَقَالَ: لا تُسَمِّنِي أَمِيرًا وَسَمِّنِي أَسِيرًا، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:
(بَادِرْ فَقَدْ أَسْمَعَكَ الصَّوْتُ ... إِنْ لَمْ تُبادِرْ فَهُوَ الْفَوْتُ)
(مَنْ لَمْ تَزُلْ نِعْمَتُهُ قَبْلَهُ ... زَالَ عَنِ النِّعْمَةِ بِالْمَوْتِ)(8/70)
3378 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبِرْتِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: فِي رَجُلٍ أَوْصَى لأَرَامِلِ بَنِي فُلانٍ؛ قَالَ: الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ فِيهِ سَوَاءٌ. ثُمَّ قَالَ سُفْيَانُ [ص:71]:
(تِلْكَ الأَرَامِلُ قَدْ قَضَيْتَ حَاجَتَهَا ... فَمَنْ لِحَاجَةِ هَذَا الأَرْمَلِ الذَّكَرِ)(8/70)
3379 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، نا عِيسَى، عَنْ ضَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ؛ قَالَ: قَذْفُ الْمُحْصَنَةِ يُحْبِطُ عَمَلَ سَبْعِينَ سَنَةً.(8/71)
3380 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ، نا عِيسَى، نا ضَمْرَةُ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِبَعْضِ ولد الحسين بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: لا تَقِفْ عَلَى بَابِي سَاعَةً وَاحِدَةً إِلا سَاعَةَ تَعْلَمُ أَنِّي جَالِسٌ فَيُؤْذَنُ لَكَ عَلَيَّ؛ فَإِنِّي أَسْتَحِي مِنَ اللهِ أَنْ تَقِفَ عَلَى بَابِي فَلا يُؤْذَنُ لَكَ عَلَيَّ.(8/71)
3380 - / م - قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ؛ قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: إِذَا خَتَمَ الرَّجُلُ الْقُرْآنَ قَبَّلَ الْمَلَكُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ.(8/71)
3381 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ فَيُحْرَمُ بِهِ قِيَامَ اللَّيْلِ.(8/72)
3382 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ: أَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ اشْتَرَى حُلَّةً بِأَلْفٍ؛ فَكَانَ يَقُومُ فيها بالليل إِلَى صَلاتِهِ.(8/72)
3383 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ، نا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كُنَّا وَنَحْنُ فِتْيَانٌ نُرِيدُ أَنْ نَخْرُجَ لِحَاجَةٍ؛ فَنَقُولُ: مَوْعِدُكُمْ قِيَامُ الْقُرَّاءِ.(8/72)
3384 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مَشْيَخَةَ الْبَصْرَةِ يَقُولُونَ: رُبَّمَا كَانَ الْمَطَرُ الشَّدِيدُ بِاللَّيْلِ [ص:73] وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ؛ فَلا يُدْرَى أَيُّ الصَّوْتَيْنِ أَوْقَعُ: الْمَطَرُ، أَوْ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ؟(8/72)
3385 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّكَّرِيُّ؛ قَالَ: قَالَ الْعُتْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ لِصَعْصَعَةَ بْنِ صَوْحَانَ: صِفْ لِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ. فَقَالَ: كَانَ عَالِمًا بِرَعِيَّتِهِ، عَادِلا فِي نَفْسِهِ، قَلِيلَ الْكِبْرِ، قَبُولا لِلْعُذْرِ، سَهْلَ الْحِجَابِ، مَفْتُوحَ الْبَابِ، مُتَحَرِّيًا لِلصَّوَابِ، بَعِيدًا مِنَ الإِسَاءَةِ، رَفِيقًا بِالضَّعِيفِ، غَيْرَ صَخَّابٍ، كَثِيرَ الصَّمْتِ، بَعِيدًا عَنِ الْعَيْبِ
__________
[إسناده ضعيف ومنقطع] .(8/73)
3386 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُلاعِبٍ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ عَلَى مِصْرَ: كُنْ لِرَعِيَّتِكَ كَمَا تُحِبُّ أَنْ يَكُونَ لَكَ أَمِيرُكَ
__________
[إسناده ضعيف] .(8/73)
3387 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أَبُو بَكْرٍ، نا شَيْخٌ لَنَا قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: أَسْلَمَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ، وَقُبِضَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ
__________
[إسناده ضعيف] .(8/74)
3388 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؛ قَالَ: رُفِعَ عِيسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً.(8/74)
3389 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَيْمُونٍ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ، نا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص:75] بُعِثَ نُوحٌ لأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَلَبِثَ فِي قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًا يَدْعُوهُمْ، وَعَاشَ بَعْدَ الطُّوفَانِ سِتِّينَ سَنَةً حَتَّى كَثُرَ النَّاسُ وَفَشَوْا
__________
[إسناده ضعيف] .(8/74)
3390 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أَبُو بَكْرٍ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: «كَانَ عُمْرُ آدَمَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَكَانَ عُمْرُ دَاوُدَ سِتِّينَ سَنَةً، فَقَالَ آدَمُ: أَيْ رَبِّ! زِدْهُ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً، قَالَ: فَأَكْمَلَ لآدَمَ أَلْفَ سَنَةٍ، وأكمل لداود مئة سَنَةٍ»
__________
[إسناده ضعيف والحديث صحيح] .(8/75)
3391 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، نا أبو بكر، ناجرير، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ؛ قَالَ: [ص:76] قِيلَ لِلْعَبَّاسِ أَنْتَ أَكْبَرُ أَوِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي، وَأَنَا وُلِدْتُ قَبْلَهُ.(8/75)
3392 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، نا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ وَهُوَ يُصَلِّي، فَخَفَّفَ ثُمَّ سَلَّمَ وَانْفَتَلَ إِلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ حَقًّا أَوْ سُنَّةً إِذَا جَلَسَ الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ وَهُوَ يُصَلِّي التَّطَوُّعَ أَنْ يُخَفِّفَ وَيُقْبِلَ إِلَيْهِ.(8/76)
3393 - قَالَ: أَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِكَعْبِ ابن الأَشْعَرِيِّ فِي قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ [ص:77]:
(لا يُدْرِكُ النَّاسَ مَا قَدَّمْتَ مِنْ حَسَنٍ ... وَلا يَفُوتَنَّكَ مِمَّا قَدَّمُوا شَرَفُ)(8/76)
3394 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: الْجَاسُوسُ لَهُ ذِكْرٌ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وفيكم سماعون لهم} [التوبة: 47] .(8/77)
3395 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: احْتَضَرَ سِيبَوَيْهِ النَّحْوِيُّ فَوَضَعَ رَأْسَهُ فِي حِجْرِ أَخِيهِ، فَقَطَرَتْ قَطْرَةً مِنْ دُمُوعِ أَخِيهِ عَلَى خَدِّهِ، فَأَفَاقَ مِنْ غَشْيَتِهِ، فَقَالَ:
(أُخَيَّيْنِ كُنَّا فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا ... إِلَى الأَمَدِ الأَقْصَى وَمَنْ يَأْمَنُ الدَّهْرَا)(8/77)
3396 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص:78] الدُّنْيَا كُلُّهَا غُمُومٌ؛ فَمَا كَانَ فِيهَا مِنْ سُرُورٍ؛ فَهُوَ رِبْحٌ
__________
[إسناده ضعيف] .(8/77)
3397 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نا نُعَيْمٌ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ وُهَيْبٍ؛ قَالَ: مَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا؛ فَلْيَتَهَيَّأْ لِلذُّلِّ.(8/78)
3398 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ، نا بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْفُضَيْلِ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: لأَنْ تُطْلَبَ الدُّنْيَا بِأَقْبَحِ مَا تُطْلَبُ بِهِ الدُّنْيَا أَحْسَنُ مِنْ أَنْ تُطْلَبَ بِأَحْسَنِ مَا تُطْلَبُ بِهِ الآخِرَةُ.(8/78)
3399 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْعُبَّادِ: عَلامةُ التَّوْبَةِ: الْخُرُوجُ مِنَ الْجَهْلِ، وَالنَّدَمُ عَلَى [ص:79] الذَّنْبِ، وَالتَّجَافِي عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَاعْتِقَادُ مَقْتِ نَفْسِكَ الْمُسَوِّلَةِ، وَإِخْرَاجُ الْمَظْلَمَةِ، وَإِصْلاحُ الْكَسِيرَةِ وَالشَّهْوَةِ، وَتَرْكُ الْكَذِبِ، وَقَطْعُ الْغِيبَةِ، وَالانْتِهَاءُ عَنْ خِدْنِ السُّوءِ، وَالاشْتِغَالُ بِمَا عَلَيْكَ، وَالاسْتِعْدَادُ لِمَا تَنْقَلِبُ إِلَيْهِ، وَالْبُكَاءُ عَلَى مَا سَلَفَ مِنْ عُمْرِكَ، وَتَرْكُ مَا لا يَعْنِيكَ، وَالْخَوْفُ مِنْ سَاعَةٍ تَأْتِيكَ رُسُلُ رَبِّكَ لِقَبْضِ رُوحِكَ، وَالتَّفَجُّعُ وَالْحُزْنُ لَيْلَةً تَبِيتُ فِي قَبْرِكَ وَحْدَكَ بَيْنَ أَطْبَاقِ الثَّرَى إِلَى يوم المعاد.(8/78)
3399 - / 1 م - قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ؛ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: ثَلاثَةُ أَشْيَاءَ تُمِيتُ الْقَلْبَ: مُجَالَسَةُ الأَنْذَالِ، وَمُجَالَسَةُ الأَغْنِيَاءِ، وَمُجَالَسَةُ النِّسَاءِ.(8/79)
3399 - / 2 م - قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَصْبَهَانِيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبِرْتِيِّ؛ قَالَ: أنا أَبُو مَعْمَرٍ سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ، عَنْ جَدَّتِهِ؛ قَالَتْ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: إِذَا أَكَلْتُمُ الرُّمَّانَ؛ فَكُلُوهُ بِشَحْمِهِ؛ فَإِنَّهُ دِبَاغُ الْمَعِدَةِ.(8/79)
3400 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَزَّازُ، نا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: [ص:80] رَأَى رَجُلٌ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِعِشْرِينَ سَنَةً: بَشِّرْ يَحْيَى بِأَمَانٍ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يوم القيامة.(8/79)
3401 - حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: أَرْبَعَةٌ أَزْهَدُهُمْ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَأَفْقَهُهُمْ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَأَشَدُّهُمْ فِي الدِّرْهَمِ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَأَضْبَطُهُمْ لِلِسَانِهِ ابْنُ عَوْنٍ.(8/80)
3401 - / م - قَالَ: نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: نا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ؛ قَالَ: نا حَمَّادٌ الأَشَجُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ أَوَّلَ مَنْ يُدْعَى لِلْحِسَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْقُضَاةُ.(8/80)
3402 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: جَعَلَ بَعْضُ الْخُلَفَاءِ يُقَرِّعُ رَجُلا بِذَنْبٍ وَأَرَادَ عُقُوبَتَهُ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ تَرْجُو فِي الْعُقُوبَةِ رَاحَةً؛ فَلا تَزْهَدَنَّ عِنْدَ الْمُعَافَاةِ فِي الأَجْرِ.(8/80)
3403 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ؛ قَالَ: [ص:81] كَانَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ يَنْزِلُ بِمَاءٍ يُقَالُ لَهُ الشَّخِيرِيُّ عَلَى ثَلاثِ لَيَالٍ مِنَ الْبَصْرَةِ، وَيَأْتِي يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَيُقَالُ: إِنَّهُ كَانَ يُنَوَّرُ لَهُ فِي سَوْطِهِ.(8/80)
3404 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا الأَصْمَعِيُّ لأُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ فِي عَظَمَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ:
(مَجِّدُوا اللهَ وَهُوَ لِلْمَجْدِ أَهْلٌ ... رَبُّنَا فِي السَّمَاءِ أَضْحَى كَبِيرًا)
(بِالْبِنَاءِ الأَعْلَى الَّذِينَ سَبَقَ الْخَلْق ... وَسَوَّى فَوْقَ السَّمَاءِ سَرِيرًا [ص:82])
(شَرْجَعًا مَا يَنَالُهُ بَصَرُ الْعَيْنِ ... تَرَى دُونَهُ الْمَلائِكَ صُورًا)
الْمَلائِكُ: جَمْعُ مَلَكٍ.(8/81)
3405 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نا شَاذُ بْنُ فَيَّاضٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ قَالَ: يَا مِسْكِينُ! تُنْفِقُ دِينَكَ فِي شَهْوَتِكَ سَرَفًا، وَتَمْنَعُ فِي حَقِّ اللهِ دِرْهَمًا؟ ! سَتَعْلَمُ يَا لُكَعُ(8/82)
3406 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ، نا ابْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ؛ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ: كَمْ كَانَ سِنُّ عَلِيٍّ يَوْمَ قُتِلَ؟ قَالَ: ثَلاثٌ وَسِتُّونَ. قُلْتُ: مَا كَانَتْ صِفَتُهُ؟ قَالَ: كَانَ آدَمَ شَدِيدَ الأَدَمَةِ، عَظِيمَ الْبَطْنِ وَالْعَيْنَيْنِ، أَصْلَعَ، إِلَى الْقِصَرِ مَا هُوَ، دَقِيقَ الذِّرَاعَيْنِ، لَمْ يُصَارِعْ أَحَدًا قَطُّ إِلا صَرَعَهُ.(8/82)
3407 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الْحَبَطِيِّ، عَنِ الحَسَنِ؛ قَالَ: لَمَّا خَلَقَ اللهُ الْجَنَّةَ؛ قَالَتْ: رَبِّ! لِمَ خَلَقْتَنِي؟ قَالَ: لِمَنْ مَاتَ [ص:83] وَهُوَ يَخَافُنِي.(8/82)
3408 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نا عُثْمَانُ بْنُ سَعْدَوَيْهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ} [القلم: 44] ؛ قَالَ: كُلَّمَا أَحْدَثُوا خَطِيئَةً جددنا لهم نعمة وأنسيانهم الاسْتِغْفَارَ
__________
[إسناده ضعيف] .(8/83)
3409 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ؛ قَالَ: كَتَبَ حَكِيمٌ إِلَى حَكِيمٍ: أَمَّا بَعْدُ! فَقَدْ أَصْبَحْنَا وَبِنَا مِنْ نِعَمِ اللهِ مَا لا نُحْصِيهِ، وَلا نَدْرِي أَيَّمَا نَشْكُرُ، أَجَمِيلٌ مَا يُنْشَرُ، أَمْ قَبِيحٌ مَا يُسْتَرُ؟ !(8/83)
3410 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَسْلَمَ، نا مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ، عَنْ يَعْلَى ابن مُنْيَةَ؛ قَالَ: [ص:85] يُنْشِئُ اللهُ لأَهْلِ النَّارِ سَحَابَةً سَوْدَاءَ مُظْلِمَةً، فَإِذَا أشرفت عَلَيْهِمْ، نَادَتْ: يَا أَهْلَ النَّارِ! أَيَّ شَيْءٍ تَطْلُبُونَ؟ وَمَا تَسْأَلُونَ؟ قَالَ: فَيَذْكُرُونَ سَحَائِبَ الدُّنْيَا الَّتِي كَانَ يُنَزِّلُ عَلَيْهِمْ، فَيَقُولُونَ: نَسْأَلُ يَا رَبِّ الشَّرَابَ. قَالَ: فَتُمْطِرُهُمْ أَغْلالا تُزَادُ إِلَى أَغْلالِهِمْ وَسَلاسِلَ تُزَادُ إِلَى سَلاسِلِهِمْ، وَجَمْرًا تُلْهِبُ النَّارَ عَلَيْهِمْ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(8/84)
3411 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، نا الأَنْصَارِيُّ، نا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: [ص:99] إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: وَعِزَّتِي وَجُودِي وَارْتِفَاعِي فِي عُلُوِّ مَكَانِي؛ إِنِّي لأَسْتَحِي مِنْ عَبْدِي وَأَمَتِي يَشِيبَانِ فِي الإِسْلامِ ثُمَّ أُعَذِّبُهُمَا. قَالَ: فَيَبْكِي أَنَسٌ. فَقِيلَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَبْكِي لِعَبْدٍ يَسْتَحِي اللهُ مِنْهُ وَلا يَسْتَحِي مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(8/86)
3412 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ مَوْفُورًا بِالنِّعَمِ، وَرَبُّنَا يَتَحَبَّبُ إِلَيْنَا وَهُوَ غَنِيٌّ عَنَّا، وَنَتَبَغَّضُ إِلَيْهِ بِالْمَعَاصِي وَنَحْنُ إِلَيْهِ فُقَرَاءُ.(8/99)
3413 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: مَا شَعْرَةٌ تَبْيَضُّ إِلا تَقُولُ لِلسَّوْدَاءِ: يَا أُخْتَاهُ! قَدْ أَتَاكِ الْمَوْتُ؛ فَاسْتَعِدِّي.(8/100)
3414 - حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، نا عَلِيُّ بْنُ حَجَرٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ طَابَ رِيحُهُ؛ زَادَ عَقْلُهُ، وَمَنْ نَظُفَتْ ثِيَابُهُ؛ قَلَّ هَمُّهُ.(8/100)
3415 - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى ثَعْلَبٌ:
(لَقَدْ يُنْعِشُ اللهُ الْفَتَى بَعْدَ عَثْرَةٍ ... وَقَدْ يَجْمَعُ اللهُ الْمُشَتَّتَ مِنْ شَمْلِ)(8/100)
3416 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ، نا أَبِي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ - مِنْ وَلَدِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ -، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ؛ قَالَ: [ص:101] كَانَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ جَمِيلا، وَتَعَجَّبَ النَّاسُ مِنْ طُولِهِ فَقَالَ رَجُلٌ سَمِعَهُمْ: يَا سُبْحَانَ اللهِ! كَيْفَ نَقُصَ النَّاسُ؟ لَقَدْ أَدْرَكْنَا الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَطُوفُ بِهَذَا الْبَيْتِ كَأَنَّهُ فُسْطَاطٌ أَبْيَضُ لِطُولِهِ، فَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ: كُنْتُ إِلَى مَنْكِبِ أَبِي، وَكَانَ أَبِي إِلَى مَنْكِبِ جَدِّي.(8/100)
3417 - حَدَّثَنَا الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: أَوْصَى بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ ابْنَهُ وَكَانَ لَهُ حَظْوَةٌ مِنَ السُّلْطَانِ: يَا بُنَيَّ! إِيَّاكَ أَنْ تَلْبَسَ مِنَ الثِّيَابِ مَا يُدِيمُ النَّظَرَ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ بِالْبَيَاضِ النَّاعِمِ؛ فَإِنَّ كُلا عِنْدَ الْمُلُوكِ ثَوْبٌ، وَاجْتَنِبِ الْوَشِيَّ؛ فَلَنْ يَلْبَسَهُ إِلا مَلِكٌ أَوْ غَنِيٌّ، وَإِيَّاكَ أَنْ يَجدَ أَحَدٌ مِنْكَ خَلُوفًا، وَعَلَيْكَ بِالزَّنْجَبِيلِ وَاللِّبَانِ؛ فَإِنَّهُ يُطَيِّبُ خُلُوفَ فَمِكَ وَيُصْلِحُ عَلَيْكَ بَدَنَكَ وَيُجِيدُ لَكَ ذِهْنَكَ، وَإِيَّاكَ وَحَاشِيَةَ الْمُلُوكِ أَنْ تَتَعَرَّضَ لَهُمْ؛ فَإِنَّهُمْ يُرْضِيهِمْ مِنْكَ الْيَسِيرُ مَا لَمْ يَرَوْا مِنْكَ تَحَامُلا لِبَعْضٍ عَلَى بَعْضٍ، وَكُنْ مِنَ الْعَامَّةِ قَرِيبًا يَكْثُرُ دُعَاؤُهُمْ لَكَ، وَلا تُنْسَبُ إِلَى دَنَاءَةٍ؛ فَإِنَّكَ لا تَسْتَقِيلُهَا، وَالسَّلامُ.(8/101)
3418 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو الْوَرَّاقُ، نا أَبِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ خَلِيفَةَ الْمُجَاشِعِيِّ، نا إِدْرِيسُ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ (يَعْنِي عَنْ أَبِيهِ) ؛ قَالَ: أَنْشَدْتُ مَعْنَ بْنَ زَائِدَةَ أَرْبَعَةَ أَبْيَاتٍ، فَأَعْطَانِي بِهَا أَرْبَعَةَ آلافِ دِينَارٍ، فَبَلَغْتُ أَبَا جَعْفَرٍ، فَقَالَ: وَيْلِي! عَلَيَّ بِالأَعْرَابِيِّ الْجِلْفِ! فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنَّمَا أَعْطَيْتَهُ عَلَى جُودِكَ؛ فَسَوِّغْهُ إِيَّاهَا، فَلَمَّا مَاتَ مَعْنٌ؛ رَثَاهُ مَرْوَانُ فَقَالَ:
(أَلِمَّا عَلَى مَعْنٍ فَقُولا لِقَبْرِهِ ... سُقِيتَ الْغَوَادِي مربعا ثم مربعا)
(فيما قَبْرَ مَعْنٍ كُنْتَ أَوَّلَ حُفْرَةٍ ... مِنَ الأَرْضِ خُطَّتْ لِلْمَكَارِمِ مَضْجَعَا [ص:103])
(وَيَا قَبْرَ مَعْنٍ كَيْفَ وَارَيْتَ جُودَهُ ... وَقَدْ كَانَ مِنْهُ الْبَرُّ وَالْبَحْرُ مُتْرَعَا)
(وَلَكِنْ ضَمَمْتَ الْجُودَ وَالْجُودُ مَيِّتٌ ... وَلَوْ كَانَ حَيًّا ضِقْتَ حَتَّى تَصَدَّعَا)
(وَلَمَّا مَضَى مَعْنٌ مَضَى الْجُودُ وَالنَّدَى ... وَأَصْبَحَ عِرْنِينُ الْمَكَارمِ أَجْدَعَا)
(وَمَا كَانَ إِلا الْجُودُ صُورَةَ خَلْقِهِ ... فَعَاشَ زَمَانًا ثُمَّ مَاتَ فَوَدَّعَا)
(فَتًى عِيشَ فِي مَعْرُوفِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ ... كَمَا كَانَ بَعْدَ السَّيْلِ مَجْرَاهُ مَرْتَعَا)
(تَعَزَّ أَبَا الْعَبَّاسِ عَنْهُ وَلا يَكُنْ ... ثَوَابُكَ مِنْ مَعْنٍ بِأَنْ يَتَضَعْضَعَا)
(تَمَنَّى رِجَالٌ شَأْوهُ مِنْ ضَلالِهِمْ ... فَأَضْحَوْا عَلَى الأَذْقَانِ صَرْعَى وَظُلَّعَا)(8/102)
3419 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نا الرِّيَاشِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ حَمَّادٍ الرَّاوِيَةِ؛ قَالَ: كَانَ لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ يُثْبِتُ الْقَدَرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَمِنْ قَوْلِهِ:
(إِنَّ تَقْوَى رَبِّنَا خَيْرُ نَفَلْ ... وَبِإِذْنِ اللهِ رَيْثِي وَعَجَلْ)
(أَحْمَدُ اللهَ فَلا نِدَّ لَهُ ... بِيَدَيْهِ الْخَيْرُ مَا شَاءَ فَعَلْ)
(مَنْ هَدَاهُ سُبُلَ الْخَيْرِ اهْتَدَى ... نَاعِمَ الْبَالِ وَمَنْ شَاءَ أَضَلْ)(8/103)