ـ[المجالسة وجواهر العلم]ـ
المؤلف: أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري المالكي (المتوفى: 333هـ)
المحقق: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان
الناشر: جمعية التربية الإسلامية (البحرين - أم الحصم) ، دار ابن حزم (بيروت - لبنان)
تاريخ النشر: 1419هـ
عدد الأجزاء: 10
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وفي الهامش قطوف من كلام المحقق الشيخ مشهور حسن](/)
مدحه وثناء العلماء عليه.
مدح أبا بكر الدينوري أحمدَ بنَ مروان جل من ترجم له، فقال
__________
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: أثبتنا هذا الجزء من مقدمة تحقيق الشيخ مشهور، لأهميته، إذ يرد فيه ردا علميا على ما اتُّهِمَ به مصنف الكتاب (أبو بكر الدينوري) من وضع الحديث(1/18)
عنه الذهبي (1) : "الفقيه العلاّمة المحدّث "، "وكان بصيرا بمذهب مالك " وقال (2) : "وله يد في المذهب ".
وقال القاضي عياض: "وغلب عليه الحديث وشهر به" (3) .
وقال ابن العديم: "سمع الحديث الكثير" (4) .
كلام الدارقطني فيه.
اكتفى الذهبي في "تاريخ الإسلام " (ص 200- حوادث، 331 - 340 هـ) ، و "الميزان " (1/ 156/ رقم 620) ، والمغني في الضعفاء" (1/ 60/ رقم 462) ، و"ديوان الضعفاء والمتروكين " (1/ 36/ رقم 105) بقوله إن الدارقطني اتهمه.
وزاد في "الميزان " فقط قوله: "ومشَاهُ غيرُه ".
وقال في "السير" (15 / 428) ، وابن فرحون في "الديباج
المذهب " (ص 32) ، والقاضي عياض في "ترتيب المدارك " (5/ 51) : "ضعَفه الدارقطني ".
ولم أظفر بكلامٍ للدارقطني حوله في أجوبته على أسئلة كل من
__________
(1) في "السير" (15 /427)
(2) في "تاريخ الإسلام" (ص 200- حوادث331 - 340 هـ) .
(3) "ترتيب المدارك" (5/ 51)
(4) بل ذكر أسانيد المصنف في وصل المعلقات الموجودة في "صحيح البخاري " في أكثر من موطن في "فتح الباري"، وهي: (5/ 277 و 6/ 24، 233، 435 و 10/ 253، 528 و 13/ 147)
انظر: معجم المصنفات الواردة في فتح الباري " (ص 348)(1/19)
البرقاني والحاكم وحمزة بن يوسف السهمي- وهي المطبوعة-، ولا في القسم المطبوع من "العلل " له ولا في "السنن " (*)
ولما لم يكن ذِكْرُ المصنِّف مشهورا في كتب التراجم ولا يوجد حوله كلام لأئمة الجرح والتعديل؛ تلقّى الباحثون كلام الذهبي السابق واعتمدوا عليه، وحكموا على أسانيد الأحاديث والآثار الموجودة في "المجالسة" بأنها "تالفة" أو "واهية"، ويصرح بعضهم بأنها "موضوعة"!! بينما وجدتُ أن ابن عساكر في "تاريخ دمشق " يحكم على بعضها بالصِّحة، ويحسن بعضها ابن حجر (1) في " الإصابة " (2) .
ومن الجدير بالذكر أنَّ المصنِّف من رجال "المختارة" (3) للضياء المقدسي، ومن المعلوم أن شرطه فيه الصحة، وأسانيده أنظف من أسانيد "المستدرك " للحاكم، وفي هذا توثيق ضمني من قبل ضياء الدين المقدسي للمصنف.
وهذا يقضي بأن المصنف ثقة، وإن لم يكن كذلك، فهو ممن
__________
(*) قال مُعد الكتاب للشاملة: قد نقل الشيخ مشهور - بعد ذلك - عن ابن حجر في اللسان قوله: وصرح الدارقطني في "غرائب مالك " بأنه يضع الحديث
(1) انظر الحاشية السابقة
(2) وهذه مواطن نقل ابن حجر في "الإصابة" من "المجالسة": (1/ 378 و 2/330، 366 و 3/ 109،250 و 4/ 92، 146، 172، 589، 691 و 5 / 649 و 6/ 493)
وانظر: "ابن حجر العسقلاني مصنفاته ودراسة في منهجه وموارده في كتابه "الإصابة" (2/ 188)
(3) انظر. "المختارة" (7/ 248/ رقم 4694) ، وقارنه ب "المجالسة، (رقم 30) و (6/ 158 / رقم 2156) ، وقارنه بـ "المجالسة" (رقم 2391)(1/20)
يشملهم اسم الستر والعدالة ولذا لم يترجمه أحد- غير الذهبي- ممن خص (الضعفاء والمجاهيل، والمتروكين، والوضاعين) بالتصنيف.
ووجدتُ أنّ ابن حجر في "اللسان" قد فصل نقل الذهبي السابق عن الدارقطني، وقوله كذلك "ومشاه غيره"، فقال: "وصرح الدارقطني في "غرائب مالك " بأنه يضع الحديث، وروى مرة فيها عن الحسن الضَّرََّاب (1) عنه، عن إسماعيل بن إسحاق، عن إسماعيل بن أبي أويس، عن مالك، عن سُمَى عن أبي صالح، عن أبي هريرة حديث: "سبقت رحمتي غضبي ".
وقال: "لا يصح بهذا الإسناد، والمتهم به أحمد بن مروان، وهو عندي ممن كان يضع الحديث "!!
قلت: لا أعرف أحداً تكلم في المصنف غير الدارقطني، وهو
قد رماه بالوضع، والدارقطني إمام كبير، له قدم ثابتة في العلل، وهو من المتوسطين في حكمه على الرواة، ولكن لا يبعد أن يكون قد تعنَّت على هذا الإمام في هذا الحكم.
وقد وجدتُ في كتابنا "المجالسة" بعض الأمثلة (2) تشبه ما ذكره الدارقطني، والجناية تعصب فيها إما للمصنّف أو شيخه، ويكون شيوخه في أمثالها من المجاهيل؛ فهم بها أولى، وهذا من
__________
(1) تحرف في مطبوع "اللسان" إلى: "القراب"!!
(2) انظر واحدا منها برقم (1288)(1/21)
باب العدل والإنصاف.
وأما المثل الذي ذكره الدارقطني؟ فليس من هذا الباب، وهو
ليس في "المجالسة"، ولا يبعد أن يكون ممن هو دون المصنِّف، وعلى فرض كونه منه فلا يسلم إنسان من الوهم وإدخال إسناد في إسناد، على أن لا يكثر ذلك منه ويفحش، وقد وقع شبيهه من أئمة كبار من أمثال الطبراني (1) ، ولا يسقط الثقة بالوهم والخطأ النادر أو القليل، ومن الذي لا يغفل ولا يخطأ؟
ويؤيد هذا أني لم أجد في هذا الكتاب تفردا كثيراً منه، ومما يقوي أنه صدوق في باب الرواية: أنه روى بنزول في بعض الأحايين، وأثنى عليه غير واحد، واحتج به الخطيب في بعض كتبه، وكذا الضياء في "المختارة"، ونقل أخباراً من كتبه جمعٌ من المتأخرين ممن يدققون ويحررون، وأوردوها في مقام الرضى والقبول، من أمثال: ابن قدامة، والمزي، وابن القيم، وابن كثير، والذهبي، وغيرهم.
ويتأكد ما ذهبنا إليه من كون المصنف في عداد من يحْتَجُّ به، ويُقبل حديثه بتوثيق مسلمة له.
قال ابن حجر: "وقال مسلمة في "الصلَة": كان- أي أحمد بن مروان- من أروى الناس عن ابن قتيبة ... وكان ثقةً، كثير
__________
(1) انظر تفصيل ذلك في "تاريخ دمشق" (20 / 170 - ط دار الفكر) و "السير"، (16/ 126)(1/22)
الحديث "
وصحح ابن الهمام الحنفي في "فتح القدير" (2/ 506) أثرا في "المجالسة" (رقم 506) ، وهذا يدلل على أنه اعتمد توثيق من وثقه، والله أعلم(1/23)
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الأول
من كتاب «المجالسة وجواهر العلم»
صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
أخبرنا الشيخ أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذناً؛ قالا: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي، قال البوصيري: قراءةً عليه وأنا أسمع، وقال ابن محمد: إجازة؛ قال: أخبرنا الشيخ أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل بن الضراب الغساني سنة ست وخمسين وأربع مئة؛ قال: أنا أبي أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن محمد بن مروان بن الغمر الغساني الضراب قراءة عليه في منزله؛ قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد بن مالك الدينوري المالكي القاضي قراءةً عليه وأنا أسمع سنة إحدى وثلاثين وثلاث مئة؛ قال: [ص:282] الحمد لله الذي علا بكل مكرمة، وبان بكل فضيلة، وبطن بخفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، واستتر بلطفه عن عين البصير؛ فلا نفس من لا تراه تنكره، ولا عين من أثبتته تبصره، بسق في العلو؛ فلا شيء أعلا منه، وسقب في الدنو؛ فلا شيء أقربُ منه، ولا استعلاءه باعده من خلقه، ولا قربهُ ساواهم في المكان معه، لم تطلع العقول على تحديد صفته، ولم يحجبها عن كنه معرفته، لا يعزبُ عنه شيء، ولا تحجب عنه دعوة؛ ولا تَخيب لديه طلبة، ولا يضل عنده سعيُ الذي رضي عن عظيم النِّعم بقليل الشكر، وغفر بعقد الندم كثير الذنوب، ومحا بتوبة الساعة خطايا الزمان والدهور؛ فتعالى الله عما يقول الجاحدون له والملحدون في توحيده علوّاً كبيراً، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد؛ نحمده، ونستعينه، ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله؛ البشير، النذير، السراج المنير، المنتخب في علم الغيوب، والمصطفى في اللوح المحفوظ وعلم ما جرت به المقادير؛ فإنه المباعد من الرجس بالتطهير، مع سؤدد البشر وطيب المختبر وشرف المعشر من أهل المعشر؛ حتى بدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خير قريش بطناً، وأنضرها عوداً، وأطولها باعاً، وأسفرها قناعاً، وأثبتها في مُرتقى الخير سلماً، هادياً إلى رضاه، وداعياً إلى محابِّه، ودالاً على سبيل جنته، فتح لنا باب رحمته، وأغلق عنا باب سخطه، وبلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة، وجاهد في الله عز وجل حتى أتاه اليقين؛ فصلوات الله عليه ورحمته وبركاته وعلى آله، وسلم كثيراً أبداً ما طمى بحرٌ وذرَّ ريح، وعلى [ص:283] جميع النبيين والمرسلين. أما بعد: فإن الله تبارك وتعالى في كل نعمة أنعم بها حقاً على عباده يجب عليهم الشكر له؛ فنسأل الله أن يجعلنا لنعمه شاكرين، وبأحسنه آخذين، وأن ينفعنا بالعلم؛ فإن خير العلوم أنفعُها، وأنفعُها أحمدُها مَغَبَّة، وأحمدها مَغَبَّة ما تُعُلِّم وعُلِّمَ لله تبارك وتعالى وأريد به وجهه، ونحن نسأل الله أن يجعلنا بما علمنا عاملين، وبأحسنه آخذين، ولوجهه الكريم بما يستفيد ويفيد وبحسن بلائه عندنا وبشكره آناء الليل والنهار عارفين، إنه أقربُ المدعوين، وأفضلُ المعطين، وأجودُ المسؤولين. وإني تكلَّفت بهذا الكتاب وجمعت فيه علوماً كثيرة؛ من التفسير ومعاني القرآن، وفي عظمة الله جلّ وعزّ، ومن حديث الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحديث الصحابة وأخبارهم؛ رحمة الله عليهم أجمعين، ومن حديث أخبار التابعين والزهاد والعلماء والحكماء والشعر والنوادر وأخبار العرب وأيامها وأخبار الفرس وغير ذلك من فنون العلم، ولم أدع شيئاً يحتاج إليه العالم والمتعلم ويجري ذكره في مجالسهم؛ إلا وقد ذكرت في كتابي هذا منه طرفاً، وجعلته مختصراً كيلا يثقل على من كتبه، ويكون ذلك سهلاً على من نظر فيه وحفظه. ونسأل الله عز وجل التجاوز عن الزَّلَّة، وحسن التوفيق لما يحب؛ إنه خير مسؤول، وأفضل مأمول.(1/281)
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ الله} [إبراهيم: 5] ؛ قَالَ: [ص:286] بِنِعَمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(1/284)
2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَصْبَهَانِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: [ص:287] يُستَحَبُّ لِلرَّجُلِ إِذَا دَعَا أَنْ يَقُولَ فِي دُعَائِهِ: اللهُمَّ! اسْتُرْنَا بِسِتْرِكَ الْجَمِيلِ، قَالَ سُفْيَانُ: وَمَعْنَى السِّتْرِ الْجَمِيلِ: أَنْ يَسْتُرَ عَلَى عَبْدِهِ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ يَسْتُرَ عَلَيْهِ فِي الآخرة من غير أني يُوَبِّخَهُ عَلَيْهِ.(1/286)
3 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا ابْنُ أَبِي بَزَّةَ الْمَكِّيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: [ص:288] مَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ» قَالَ سُفْيَانُ: وَالنَّقْشُ هُوَ الاسْتِقْصَاءُ حَتَّى لَا يَتْرُكَ منه شيء. قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا سُفْيَانُ، فَقَالَ: أَبْشِرُوا؛ فَإِنَّهُ مَا اسْتَقْصَى كَرِيمٌ حَقَّهُ قَطُّ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} إِلَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عن بعض} [التحريم: 3] ؛ فَاللهُ تَبَارَكَ أَكْرَمُ الْأَكْرَمِينَ.(1/287)
4 - حَدَّثَنَا يحيى بن الْمُخْتَارُ الْبَغْدَادِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ؛ قَالَ: [ص:290] سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ: هَلْ سَمِعْتَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّجْوَى شَيْئًا؟ فَقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «يَدْنُو الْمُؤْمِنُ مِنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَضَعَ كَنَفَهُ عَلَيْهِ، فَيُقَرِّرَهُ بِذُنُوبِهِ، ثُمَّ يقال لَهُ: إِنِّي قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ. فَيُعْطَى صَحِيفَةَ حَسَنَاتِهِ
__________
[صحيح] .(1/288)
5 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن حبيب الهمداني وَزَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَاسِطِيُّ؛ قَالَا: نَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، نَا مَرْحُومٌ، أَنْبَأَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: يُخْرَجُ لِابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثُ دَوَاوِينَ: دِيوَانٌ فِيهِ ذُنُوبُهُ، وَدِيوَانٌ فِيهِ النِّعَمُ، وَدِيوَانٌ فِيهِ عَمَلُهُ الصَّالِحُ؛ فَيَأْمُرُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَصْغَرَ نِعْمَةٍ مِنْ نِعَمِهِ، فَتَقُومُ، فَتَسْتَوْعِبُ عَمَلَهُ كُلَّهُ، ثُمَّ تَقُولُ: أَيْ رَبِّ! وَعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ مَا اسْتَوْفَيْتُ ثَمَنِي، وَقَدْ بَقِيَتِ الذُّنُوبُ وَالنِّعَمُ. قَالَ: فَإِذَا أَرَادَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِعَبْدِهِ خَيْرًا؛ قَالَ لِابْنِ آدَمَ: ضَعَّفْتُ حَسَنَاتِكَ وَتَجَاوَزْتُ عَنْ سَيِّئَاتِكَ، وَوَهَبْتُ لَكَ نِعَمِي فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ
__________
[إسناده ضعيف جدّاً] .(1/291)
6 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، نَا صَدَقَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص:294]: «الدَّوَاوِينُ عِنْدَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ثَلَاثَةٌ: فَدِيوَانٌ لَا يَغْفِرُهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] ، وَقَالَ: {مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الجنة} [المائدة: 72] ، وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَعْبَأُ اللهُ بِهِ شَيْئًا؛ فَظُلْمُ النَّاسِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللهِ مِنْ صَلَاةٍ وَصِيَامٍ، وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَدَعُ مِنْهُ [ص:295] شَيْئًا؛ فَظُلْمُ النَّاسِ بَعْضَهُمْ بَعْضًا»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(1/292)
7 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ مَسْعَدَةَ، نَا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، نَا حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ الرَّحْبِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص:298]: «لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَسْأَلَهُ عَنْ خَمْسٍ: عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَمَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ»
__________
[إسناده ضعيف، وهو حسن بشواهده] .(1/295)
8 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْآجُرِّيُّ، أَنْبَأَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، نَا شَرِيكٌ، عَنْ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ أَنَّهُ سَمِعَهُ بَدَأَ بِالْيَمِينِ قَبْلَ الْحَدِيثِ، فَقَالَ: [ص:300] وَاللهِ؛ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سيخلوا بِهِ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا يَخْلُو أَحَدُكُمْ بِالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ يَقُولُ: ابْنَ آدَمَ! مَا غَرَّكَ بِي؟ مَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ؟ ابْنَ آدَمَ! مَاذَا أَجَبْتَ الْمُرْسَلِينَ؟
__________
[إسناده ضعيف] .(1/298)
9 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نَا أَبِي، أَنْبَأَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص:301]: «خَلَقَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ دَابَّةٍ وَكَتَبَ أَجَلَهَا وَرِزْقَهَا وَأَثَرَهَا [ص:302]»
__________
[إسناده صحيح] .(1/300)
10 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ، نَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ؛ قال: يُوتَى بِالنَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى الْمِيزَانِ، فَيَتَجَادَلُونَ عِنْدَهُ أَشَدَّ الْجِدَالِ
__________
[إسناده صحيح] .(1/302)
11 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ الْكِنْدِيُّ، نَا يُوسُفُ بْنُ يُونُسَ الْأَفْطَسُ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ [ص:304]: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ؛ دَعَا اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِعَبْدٍ مِنْ عَبِيدِهِ، فَيَسْأَلُهُ عَنْ جَاهِهِ كَمَا يَسْأَلُهُ عَنْ مَالِهِ»
__________
[إسناده ضعيف، ورفعه منكر] .(1/302)
12 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّقَطِيُّ الْبَغْدَادِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عَجْرَةَ؛ قَالَ: [ص:305] يُؤْتَى بِرَجُلٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُوزَنُ بِحَبَّةِ حِنْطَةٍ؛ فَلَا يَزِنُ، ثُمَّ يُوزَنُ بِجَنَاحِ بَعُوضَةٍ؛ فَلَا يَزِنُ، ثُمَّ قَرَأَ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وزنا} [الكهف: 105]
__________
[إسناده ضعيف] .(1/304)
13 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنْبَأَنَا عَارِمٌ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، أَنْبَأَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَيْلَانَ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَبْدُ الصَّالِحُ كَعْبٌ: [ص:306] أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَسَّسَ الْأَرَضِينَ عَلَى {قُلْ هو الله أحد} [الإخلاص: 1] .(1/305)
14 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ مَوْلَى لِحَرْقَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص:308]: «إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَرَأَ طه وَيس قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ بِأَلْفِ عَامٍ، فَلَمَّا سَمِعَتِ الْمَلَائِكَةُ الْقُرْآنَ؛ قَالُوا: طُوبَى لِأُمَّةٍ يَنْزِلُ هَذَا عَلَيْهَا، وَطُوبَى لِأَجْوَافٍ تَحْمِلُ هَذَا، وَطُوبَى لِأَلْسِنَةٍ تَكَلَّمُ بِهَذَا»
__________
[إسناده واهٍ جداً] .(1/306)
15 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ؛ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:309] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اسْمُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ الْأَعْظَمُ فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ: {اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] ، {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [البقرة: 163] »
__________
[إسناده ضعيف] .(1/308)
16 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا يحيى بن أبي بكر الْكَرْمَانِيُّ، نَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص:310]: «أُوقِدَ عَلَى النَّارِ أَلْفَ عَامٍ حَتَّى احْمَرَّتْ، ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ، ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ؛ فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ»
__________
[إسناده ضعيف] .(1/309)
17 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ ذَكَرَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: [ص:311] لَمْ يَسْمَعِ السَّامِعُونَ بِمُصِيبَةٍ قط أعظم بمُصِيبَةِ مَنْ دَخَلَ النَّارَ
__________
[إسناده واهٍ جدّاً] .(1/310)
18 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ الطَّوِيلُ، نَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ فَيَّاضٍ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {يسلكه عذابا صعدا} [الجن: 17] ؛ قال: صَخْرَةٌ فِي النَّارِ إِذَا وَضَعَ عَلَيْهَا يَدَهُ ذَابَتْ
__________
[إسناده ضعيف] .(1/311)
19 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهَرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى؛ قَالَ: يَوْمَيْنِ وَلَيْلَتَيْنِ لَمْ تَسْمَعِ الْخَلَائِقُ بِمِثْلِهِمَا: يَوْمَ تَأْتِيكَ الْبُشْرَى مِنَ [ص:313] اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؛ إِمَّا بِعَذَابِهِ وَإِمَّا بِرَحْمَتِهِ، وَيَوْمَ تُعْطَى كِتَابَكَ؛ إِمَّا بِيَمِينِكَ أَوْ بِشِمَالِكَ، وَلَيْلَةَ تَبِيتُ فِي الْقَبْرِ وَحْدَكَ لَيْلَةٌ لَمْ تَبِتْ مِثْلَهَا لَيْلَةً، وَلَيْلَةً صُبحتها يَوْمُ الْقِيَامَةِ لَيْسَ بَعْدَهَا لَيْلٌ
__________
[إسناده حسن] .(1/312)
20 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَنَا أَبِي، نَا سَيَّارٌ، نَا جَعْفَرٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ - وَذَكَرَ عَظَمَةَ اللهِ جَلَّ وَعَزَّ -، فَقَالَ: بَلَغَنِي أنَّ في بعض السماوات مَلَكًا لَهُ مِنَ الْعُيُونِ مِثْلُ عَدَدِ الْحَصَى، مَا مِنْهَا مِنْ عَيْنٍ إِلَّا وَتَحْتَهَا لِسَانٌ وَشَفَتَانِ تَحْمَدُ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِلُغَةٍ لَا تَفْقَهُهَا صَاحِبَتُهَا، وَأَنَّ حَمَلَةَ الْعَرْشِ لَهُمْ قُرُونٌ؛ بين أطراف قرونهم ورؤوسهم مِقْدَارُ خمس مئة سَنَةٍ، وَالْعَرْشُ فَوْقَ ذَلِكَ.(1/313)
21 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، نِا شَرِيكٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَسِعَ كرسيه السماوات وَالأَرْضَ} [البقرة: 255] ؛ قَالَ: [ص:315] إِنَّ الصَّخْرَةَ الَّتِي تَحْتَ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ عَلَى أَرْجَائِهَا أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، لِكُلِّ مَلَكٍ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ وُجُوهٍ: وَجْهُ إِنْسَانٍ، وَوَجْهُ أَسَدٍ، وَوَجْهُ نَسْرٍ، وَوَجْهُ ثَوْرٍ، وَهُمْ قِيَامٌ عَلَى نَوَاحِيهَا، قَدْ أحاطوا بالأرض والسماوات، ورؤوسهم تَحْتَ الْكُرْسِيِّ، وَالْكُرْسِيُّ تَحْتَ الْعَرْشِ
__________
[إسناده ضعيف] .(1/313)
22 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ، ذَكَرَهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: [ص:316] مَا في السماوات سَمَاءٌ مِنْهَا مَوْضِعٌ إِلَّا وَعَلَيْهَا جَبْهَةُ مَلَكٍ أَوْ قَدَمَاهُ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَمَا مِنَّا إِلا لَهُ مَقَامٌ معلوم} الآية [الصافات: 164]
__________
[إسناده ضعيف، وهو صحيح بطرقه] .(1/315)
23 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا بَقِيَّةُ، عَنْ أُمِّ عَبْدِ اللهِ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِيهَا؛ قَالَ: إِنَّ الْعَرْشَ يَثْقُلُ عَلَى حَمَلَةِ الْعَرْشِ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، فَإِذَا قَامَ الْمُسَبِّحُونَ؛ خُفِّفَ عَلَيْهِمْ
__________
[إسناده ضعيف] .(1/316)
24 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ؛ قَالَ: لَيْسَ مِنْ خَلْقِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَكْثَرُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ بَنِي آدَمَ إِلَّا معه مَلَكَانِ: سَائِقٌ يَسُوقُهُ، وَشَهِيدٌ يَشْهَدُ عَلَيْهِ؛ فَهَذَا ضِعْفُ بَنِي آدَمَ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ السَّمَوَاتُ مَكْبُوسَاتٌ، وَمَنْ فوق السماوات بِعَدَدِ الَّذِينَ حَوْلَ الْعَرْشِ أَكْثَرُ مِمَّا فِي السَّمَوَاتِ
__________
[إسناده ضعيف] .(1/317)
25 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ النَّيْسَابُورِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ مَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي آدَمَ إِلَّا وَمَعَهُ خَمْسَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ: وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِهِ، وَوَاحِدٌ عَنْ شِمَالِهِ، وَوَاحِدٌ خَلْفَهُ، وَوَاحِدٌ أَمَامَهُ، وَوَاحِدٌ فَوْقَهُ يَدْفَعُ عَنْهُ مَا يَنْزِلُ مِنْ فَوْقِهِ أَوْ مِنَ الْهَوَاءِ.(1/317)
26 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، نَا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18] ؛ قَالَ: مَلَكَانِ بَيْنَ نَابَيِ الْإِنْسَانِ.(1/318)
27 - حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ الْحَدَّادُ؛ قَالَ: ذَاكَرْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَالَ: لَوْ لَمْ يَسْمَعِ الرَّجُلُ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا هَذَا؛ لَكَانَ كَثِيرًا.(1/318)
28 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ الْهَمَذَانِيُّ: نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ؛ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ فِي آخِرِ عُمْرِهِ بِمَكَّةَ؛ فَحَدَّثَنَا عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللهِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص:319]: «قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْمَلَائِكَةِ: إِذَا هَمَّ عَبْدِي بِحَسَنَةٍ؛ فَاكْتُبُوهَا وَاحِدَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا؛ فَاكْتُبُوهَا عَشْرًا، وَإِذَا هَمَّ عَبْدِي بِسَيِّئَةٍ؛ فَلَا تَكْتُبُوهَا، فَإِنْ عَمِلَهَا؛ فَاكْتُبُوهَا وَاحِدَةً» . فَقَامَ رَجُلٌ عَلَيْهِ قُلُنْسُوَةٌ سَوْدَاءُ وَقِبَاءٌ مُلَجَّمٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! الْمَلَكَانِ يَعْلَمَانِ الْغَيْبَ؟ فَضَجَّ النَّاسُ وَجَعَلَ سُفْيَانُ يُسْكِتُهُمْ بِيَدِهِ، فَلَمَّا سَكَتُوا؛ قَالَ: الْمَلَكَانِ لَا يَعْلَمَانِ الْغَيْبَ، وَلَكِنْ إِذَا هَمَّ الْعَبْدُ بِحَسَنَةٍ فَاحَ مِنْهُ رَائِحَةُ الْمِسْكِ، فَيَعْلَمَانِ أَنَّهُ قَدْ هَمَّ بِالْحَسَنَةِ، فَإِذَا هَمَّ بِالسَّيِّئَةِ فَاحَ مِنْهُ رَائِحَةُ النَّتَنِ؛ فَيَعْلَمَانِ أَنَّهُ قَدْ هَمَّ بِالسَّيِّئَةِ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: فَسَأَلْتُ مَنْ فِي الْمَجْلِسِ: مَنْ هَذَا الَّذِي سَأَلَ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ؟ قَالُوا: أَبُو نُوَاسٍ الشَّاعِرُ.(1/318)
29 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، نَا خَالِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص:321]: «لَمَّا خَلَقَ اللهُ الْخَلْقَ كَتَبَ كِتَابًا؛ فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ: إن رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي»
__________
[صحيح] .(1/319)
30 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا حَرَمِيُّ بْنُ حَفْصٍ، نَا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي النَّضْرُ بْنُ أَنَسٍ، نَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ؛ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ: [ص:323] خُوَيْدِمُكَ أَنَسٌ اشْفَعْ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ: «أَنَا فَاعِلٌ» . قَالَ: فَأَيْنَ أَطْلُبُكَ؟ قال: «اطلبني ول مَا تَطْلُبُنِي عِنْدَ الصِّرَاطِ، فَإِنْ وَجَدْتَنِي، وَإِلَّا؛ فَأَنَا عِنْدَ الْمِيزَانِ، فَإِنْ وَجَدْتَنِي، وَإِلَّا؛ فَأَنَا عِنْدَ حَوْضِي، لَا أُخْطِئُ هَذِهِ الثَّلَاثَةَ الْمَوَاضِعِ»
__________
[إسناده ضعيف] .(1/321)
31 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الْوَرَّاقُ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ، نَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:324] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَنَزَّهُوا مِنَ الْبَوْلِ؛ فَإِنَّ عَامَّةَ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ الْبَوْلِ»
__________
[صحيح] .(1/323)
32 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:325] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْلَا أَنْ تَدَافَنُوا؛ لَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُسمِعَكم عَذَابِ الْقَبْرِ [ص:326]»
__________
[إسناده ضعيف، وهو صحيح بطرقه] .(1/324)
33 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نَا فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمِغْرَاءِ الْكِنْدِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ [ص:327] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْمَيِّتَ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ إِذَا وَلَّوْا عَنْهُ»
__________
[إسناده ضعيف، وهو صحيح بشواهده] .(1/326)
34 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيِّ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا [ص:328] يَعْقُوبَ! إِنَّ عِنْدَنَا ها هنا قَوْمًا لَا يُؤْمِنُونَ بِمُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ. فَقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ: سيردون فيعملون.(1/327)
35 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ؛ قَالَ: قِيلَ لِحَبِيبٍ أَبِي مُحَمَّدٍ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! مَا لَكَ لَا تَضْحَكُ وَلَا تُجَالِسُ النَّاسَ وَلَا نَرَاكَ أَبَدًا إِلَّا مَحْزُونًا؟ قَالَ: أَحْزَنَنِي شَيْئَانِ. قُلْنَا: وَمَا هُمَا؟ قَالَ: وَقْتُ أُوضَعُ فِي لَحْدِي فَيَنْصَرِفُ النَّاسُ عَنِّي، فَأَبْقَى تَحْتَ الثَّرَى وَحْدِي مُرْتَهَنًا بِعَمَلِي، وَالْأُخْرَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا انْصَرَفَ النَّاسُ عَنْ حَوْضِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّهُ يَلْقَى الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي عَرْصَةِ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ لَهُ: شَرِبْتَ مِنْ حَوْضِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيَقُولُ لَهُ: لَا. فَيَقُولُ: وَاحُزْنَاهُ! فَأَيُّ حَسْرَةٍ أَشَدُّ مِنْ هَذَا؟ !(1/328)
36 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، نَا حَيْوَةُ، نَا أَبُو صَخْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَهُ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ: [ص:330] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ مَرَّ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «يَا جِبْرِيلُ! مَنْ هَذَا الَّذِي مَعَكَ؟ فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: هَذَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مُرْ أُمَّتَكَ؛ فيلكثروا مِنْ غِرَاسِ الْجَنَّةِ؛ فَإِنَّ تُرْبَتَهَا طَيِّبَةٌ، وَأَرْضَهَا وَاسِعَةٌ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَا غِرَاسُ الْجَنَّةِ؟ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ»
__________
[إسناده ضعيف، والحديث حسن بشواهده] .(1/328)
37 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ؛ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ الضَّيْفَ لَمَّا جاؤوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَرَّبَ إِلَيْهِمُ الْعِجْلَ، قَالَ: (فَلَمَّا رَءَآ أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ) [هود: 70] ؛ قَالَ: لِمَ لَا تَأْكُلُونَ؟ قَالُوا: إِنَّا لَا نَأْكُلُ طَعَامًا إِلَّا بِثَمَنِهِ. قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ: أَوَ لَيْسَ مَعَكُمْ ثَمَنُهُ؟ قَالُوا: وَأَنَّى لَنَا ثَمَنُهُ؟ قَالَ: تُسَمُّونَ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا أَكَلْتُمْ، وَتَحْمَدُوه إِذَا فَرَغْتُمْ. فَقَالُوا: سُبْحَانَ اللهِ! لَوْ كَانَ يَنْبَغِي لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَتَّخِذَ خَلِيلًا مِنْ خَلْقِهِ؛ لَاتَّخَذَكَ يَا إِبْرَاهِيمُ خَلِيلًا: [ص:331] قَالَ: فَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا
__________
[إسناده ضعيف] .(1/330)
38 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: لَمَّا اتَّخَذَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا كَانَ يُسْمَعُ خَفَقَانُ قَلْبِهِ مِنْ بُعْدٍ، خَوْفًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
__________
[إسناده ضعيف جدًّا] .(1/331)
39 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا أَبُو هِلَالٍ، نَا حَفْصُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ؛ قَالَ: [ص:332] لَمَّا قَدِمَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى رَبِّهِ جَلَّ وَعَزَّ قَالَ لَهُ: يَا إِبْرَاهِيمُ! كَيْفَ وَجَدْتَ الْمَوْتَ؟ قَالَ: يَا رَبِّ! وَجَدْتُ نَفْسِي كَأَنَّهَا تُنْزَعُ بِالسَّلَا. قَالَ: كَيْفَ وَقَدْ هَوَّنَّا عَلَيْكَ الْمَوْتَ يَا إِبْرَاهِيمُ؟ !(1/331)
40 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ: [ص:333] أَنَّ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَامُ هَرَبَ وَدَخَلَ جَوْفَ شَجَرَةٍ، فَوُضِعَ الْمِنْشَارُ عَلَى الشَّجَرَةِ، وَقُطِعَ بِنِصْفَيْنِ، فَلَمَّا وَقَعَ الْمِنْشَارُ عَلَى ظَهْرِهِ أَنَّ، فَأَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَيْهِ: يَا زَكَرِيَّا! إِمَّا أَنْ تَكُفَّ عَنْ أَنِينِكَ، أَوْ أَقْلِبَ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا. قَالَ: فَسَكَتَ حَتَّى قُطِعَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِنِصْفَيْنِ
__________
[إسناده ضعيف جدًّا] .(1/332)
41 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفُضَيْلِ الطَّبَرِيُّ، نَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا الْأَسَدِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ قَالَتْ: [ص:334] قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غير الأرض} [إبراهيم: 48] ؛ أَيْنَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «على الصّراط» [صحيحٍ.(1/333)
42 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ؛ قَالَ: نَظَرْتُ فِي بَدْءِ هَذَا الْأَمْرِ مِمَّنْ هُوَ؛ فَإِذَا هُوَ مِنَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَنَظَرْتُ عَلَى مَنْ تَمَامُهُ؛ فَإِذَا تَمَامُهُ عَلَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَنَظَرْتُ مَا مِلَاكُهُ؛ فَإِذَا مِلَاكُهُ الدُّعَاءُ
__________
[إسناده صحيح] .(1/335)
43 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، نَا يَزِيدُ بن هارون، أنا الْأَصْبَغُ، نَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ: إنَّ نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ بُعِثَ إِلَى قَوْمٍ، فَقَالَ لَهُمْ: قُومُوا مِنَ الشَّمْسِ [ص:336] إِلَى الظِّلِّ يُغْفَرْ لَكُمْ. فَأَبَوْا
__________
[إسناده ضعيف] .(1/335)
44 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَسْلَمَ، عَنْ مُطَرِّفٍ الشَّقَرِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} [سبأ: 54] ؛ قَالَ: [ص:337] هِيَ التَّوْبَةُ. قَالَ سُفْيَانُ: وَفِي تَفْسِيرِ مُجَاهِدٍ: زهرة الحياة ولذاتها
__________
[إسناده صحيح] .(1/336)
45 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَسْلَمَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْأَبْرَارِ: مَنْ هُمْ؟ فَقَالَ: هُمُ الَّذِينَ لَا يُؤْذُونَ الذَّرَّ
__________
[إسناده صحيح] .(1/337)
46 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا قُبَيْصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ؛ قَالَ: [ص:338] قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا مَعْشَرَ الْحَوَارِيِّينَ! اجْعَلُوا كُنُوزَكُمْ فِي السَّمَاءِ؛ فَإِنَّ قَلْبَ الرَّجُلِ حَيْثُ كَنْزُهُ.(1/337)
47 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبِرْتِيُّ الْقَاضِي، نَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وظل ممدود} [الواقعة: 40] ؛ قَالَ: مَسِيرَةُ سَبْعِينَ أَلْفَ سَنَةٍ
__________
[إسناده صحيح] .(1/338)
48 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دازيل الهمذاني، نَا الْحُمَيْدِيُّ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ يَوْمًا بِحَدِيثِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ «أَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي يَوْمَ عَرَفَةَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ» . فَقِيلَ لِسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ: يَشْتَغِلُ الْإِنْسَانُ بِهَذَا عَنِ الْمَسْأَلَةِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ.(1/339)
49 - حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ؛ قَالَ: [ص:343] قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: مَنْ أَشْغَلَهُ الثَّنَاءُ عَلَيَّ عَنْ مَسْأَلَتِي؛ أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ. ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، فَقَالَ: أَمَا سَمِعْتُمْ قَوْلَ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ حَيْثُ أَتَى ابْنَ جُدْعَانَ يَطْلُبُ نَائِلَهُ، فَقَالَ [ص:344]:
(أَأَذْكُرُ حَاجَتِي أَمْ قَدْ كَفَانِي ... حَيَاؤُكَ إِنَّ شِيمَتَكَ الْحَيَاءُ)
(إِذَا أَثْنَى عَلَيْكَ الْمَرْءُ يَوْمًا ... كَفَاهُ مِنْ تَعَرُّضِكَ الثَّنَاءُ)
(كَرِيمٌ لَا يُغَيِّرُهُ صَبَاحٌ ... عَنِ الْخُلُقِ الْجَمِيلِ وَلَا مَسَاءُ)
(يُبَارِي الرِّيحَ مَكْرُمَةً وَجُوداً ... إِذَا مَا الضَّبُّ أَجْحَرَهُ الشِّتَاءُ)
(فَأَرْضُكَ كُلُّ مَكْرُمَةٍ بَنَاهَا ... بَنُو تَيْمٍ وَأَنْتَ لَهُمْ سَمَاءُ)
فَأَعْطَاهُ وَوَصَلَهُ؛ فَهَذَا مَخْلُوقٌ اكْتَفَى بِالثَّنَاءِ عَلَيْهِ عَنِ الْمَسْأَلَةِ؛ فَكَيْفَ الْخَالِقُ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ؟ !(1/339)
50 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ، نَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ: [ص:345] أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ اشْتَكَى، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ، فَقَالُوا لَهُ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ! مَا تَشْتَكِي؟ قَالَ: أَشْتَكِي ذُنُوبِي. فَقَالُوا لَهُ: فَمَا تَشْتَهِي؟ قَالَ: أَشْتَهِي الْجَنَّةَ. قيل أوَ لا نَدْعُو إِلَيْكَ طَبِيبًا؟ قَالَ: هُوَ الَّذِي أَضْجَعَنِي
__________
[إسناده حسن] .(1/344)
51 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النَّهَاوَنْدِيُّ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ؛ قَالَ: لَمَّا اعْتَلَّ دَاوُدُ الطَّائِيُّ قِيلَ لَهُ: أَلَا نَدْعُو لَكَ الطَّبِيبَ؟ قَالَ: قَدْ رَآنِي. قِيلَ لَهُ: فَمَاذَا قَالَ لَكَ؟ قَالَ: قَالَ لِي: إِنِّي أَفْعَلُ مَا أَشَاءُ. وَكَانَ بُدُوُّ تَوْبَةِ دَاوُدَ الطَّائِيِّ أَنَّهُ خَرَجَ فِي جِنَازَةٍ، فَسَمِعَ نَائِحَةً تَقُولُ [ص:346]:
(مُقِيمٌ إِلَى أَنْ يَبْعَثَ اللهُ خَلْقَهُ ... لِقَاؤُكَ لَا يُرْجَا وَأَنْتَ قَرِيبُ)
(تَزِيدُ بِلَىَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ... وَتُسْلَى كَمَا تَبْلَى وَأَنْتَ حَبِيبُ)(1/345)
52 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ الْهَمَذَانِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: وَرِثَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ عِشْرِينَ دِينَارًا؛ فَأَكَلَهَا فِي عِشْرِينَ سَنَةً.(1/346)
53 - حَدَّثَنَا الْقَاضِي الْبِرْتِيُّ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ؛ قَالَ: قَدِمَ دَاوُدُ مِنَ السَّوَادِ وَلَا يَفْقَهُ؛ فَلَمْ يَزَلْ يَتَعَلَّمُ وَيَتَعَبَّدُ حَتَّى سَادَ أَهْلَ الْكُوفَةِ.(1/346)
54 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ؛ قَالَ: [ص:347] كَانَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ يَشْرَبُ الْفَتِيتَ وَلَا يَأْكُلُ الْخُبْزَ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: بَيْنَ مَضْغِ الْخُبْزِ وَشُرْبِ الْفَتِيتِ قِرَاءَةُ خَمْسِينَ آيَةً.(1/346)
54 - / م - قَالَ: وَدَخَلَ إِلَيْهِ يَوْمًا رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ فِي سَقْفِ بَيْتِكَ جِذْعًا قَدِ انْكَسَرَ، فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ أَخِي! إِنِّي فِي هَذَا الْبَيْتِ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً مَا نَظَرْتُ إِلَى السَّقْفِ. وَكَانُوا يَكْرَهُونَ فُضُولَ النَّظَرِ كَمَا يَكْرَهُونَ فُضُولَ الْكَلَامِ.(1/347)
55 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الْبَغْدَادِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحِمَّانِيَّ يَقُولُ: كَانَ بُدُوُّ تَوْبَةِ دَاوُدَ الطَّائِيِّ أَنَّهُ دَخَلَ الْمَقْبَرَةَ، فَسَمِعَ امْرَأَةً عِنْدَ قَبْرٍ [ص:348] وَهِيَ تَقُولُ:
(مُقِيمٌ إِلَى أَنْ يَبْعَثَ اللهُ خَلْقَهُ ... لِقَاؤُكَ لَا يُرْجَا وَأَنْتَ قَرِيبُ)
(تَزِيدُ بِلَىَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ... وَتُسْلَى كَمَا تَبْلَى وَأَنْتَ حَبِيبُ)(1/347)
56 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص:351]: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ»
__________
[إسناده ضعيف جداً، وهو حسن بشواهده] .(1/348)
57 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الْوَرَّاقُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ وَاقِدٍ الْحَرَّانِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ الرَّهَاوِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: [سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ] : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: سَمِعْتُ صُهَيْبًا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول [ص:354]: «مَا آمَنَ بِالْقُرْآنِ مَنِ اسْتَحَلَّ مَحَارِمَهُ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(1/352)
58 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نَا مُفَرِّجُ بْنُ شُجَاعٍ الْمَوْصِلِيُّ، نَا يزيد بن هاورن، أنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ [ص:360] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمَوْتُ كَفَّارَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(1/354)
59 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ نَهَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص:363]: «حُسْنُ الظَّنِّ مِنْ حُسْنِ الْعِبَادَةِ»
__________
[إسناده ضعيف] .(1/360)
60 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ، نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ؛ قَالَ: [ص:367] عَلَّمَتْنِي أُمِّي أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ شَيْئًا أَمَرَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَقُولَهُ عِنْدَ الْكَرْبِ: «اللهُ اللهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا»
__________
[إسناده ضعيف، والحديث حسن] .(1/363)
61 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ، نَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ سُمِيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:369] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَقَالَ نَادِمًا بَيْعَتَهُ أَقَالَهُ اللهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
__________
[حسن] .(1/367)
62 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الْوَرَّاقُ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا حَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ [ص:371] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَقَالَ مُؤْمِنًا عَثْرَتَهُ أَقَالَهُ اللهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
__________
[حسن] .(1/369)
63 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ؛ قَالَ: لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يُلْقُوا إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي النَّارِ؛ ضَجَّتْ عَامَّةُ الْخِلْقَةِ إِلَى رَبِّهَا عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالُوا: يَا رَبِّ! خَلِيلُكَ يُلْقَى فِي النَّارِ، ائْذَنْ لَنَا فَنُطْفِئَ عَنْهُ. فَقَالَ جَلَّ وَعَزَّ: هُوَ خَلِيلِي، لَيْسَ لِي خَلِيلٌ غَيْرُهُ فِي الْأَرْضِ، وَأَنَا إِلَهُهُ، لَيْسَ لَهُ إِلَهٌ غَيْرِي، فَإِنِ اسْتَغَاثَ بِكُمْ؛ فَأَغِيثُوهُ، وَإِلَّا؛ فَدَعُوهُ. قَالَ: وَجَاءَ مَلَكُ الْقَطْرِ، فَقَالَ: يَا رَبِّ خَلِيلُكَ يُلْقَى فِي النَّارِ؛ فَائْذَنْ لِي، فَأُطْفِئَ عَنْهُ بِقَطْرَةٍ وَاحِدَةٍ. فَقَالَ جَلَّ وَعَزَّ: هُوَ [ص:372] خَلِيلِي، لَيْسَ لِي فِي الْأَرْضِ خَلِيلٌ غَيْرُهُ؛ وَأَنَا إِلَهُهُ، لَيْسَ لَهُ إِلَهٌ غَيْرِي، فَإِنِ اسْتَغَاثَ بِكَ؛ فَأَغِثْهُ، وَإِلَّا؛ فَدَعْهُ. قَالَ: فَلَمَّا أَنْ أُلْقِيَ فِي النَّارِ؛ قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [الأنبياء: 69] . قَالَ: فَبَرُدَتِ النَّارُ يَوْمَئِذٍ عَلَى أَهْلِ الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ؛ فَلَمْ يَنْضُجْ بِهَا كُرَاعٌ.(1/371)
64 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ الْهَمَذَانِيُّ، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَاهِبًا يَدْعُو فِي صَوْمَعَةٍ لَهُ: سُبْحَانَ مَنْ لَمْ يَأْنَسْ بِمَنْ بَقِيَ، وَلَمْ يَسْتَوْحِشْ مِمَّنْ مَضَى.(1/372)
65 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَرْوَزِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ هُبَيْرَةَ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، نَا أَبُو عِمْرَانَ الْجُونِيُّ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ [ص:373]. «هَلْ تَرَى رَبَّكَ؟ فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ الْعَرْشِ سَبْعِينَ حِجَابًا، لَوْ دَنَوْتُ مِنْهَا؛ لَاحْتَرَقْتُ»
[إسناده ضعيف، وهو مرسل] .(1/372)
66 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ؛ قَالَ: أَرْبَعَةٌ وَكَّلَهُمُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِأَمْرِ الدُّنْيَا: جِبْرِيلُ، [ص:374] وَمِيكَائِيلُ، وَإِسْرَافِيلُ، وَمَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ؛ فَأَمَّا جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمُوَكَّلٌ بِالرِّيَاحِ وَالْجُنُودِ، وَأَمَّا مِيكَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَمُوَكَّلٌ بِالْقَطْرِ وَالنَّبَاتِ، وَأَمَّا مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ فَمُوَكَّلٌ بِقَبْضِ الْأَنْفُسِ، وَأَمَّا إِسْرَافِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ فَهُوَ يَنْزِلُ بِالْأَمْرِ عَلَيْهِمْ.(1/373)
67 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نَا الْحَجَّاجُ الصَّوَّافُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص:376]: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ؛ غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الْجَنَّةِ»
__________
[حسن بشواهده] .(1/374)
68 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ الْهَمَذَانِيُّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: إِنَّمَا سُمِّيَتِ الدُّنْيَا الدُّنْيَا؛ لِأَنَّهَا دَنَتْ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْمَالُ؛ لِأَنَّهُ يَمِيلُ.(1/376)
69 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَرْوَزِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، نَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: إِنَّمَا مَثَلُ الدُّنْيَا مَثَلُ رَغِيفٍ عليه عسلٌ مرّ بِهِ ذُبَابٌ فَقَطَعَ جَنَاحَهُ، [ص:377] وَمَثَلُ رَغِيفٍ يَابِسٍ مَرَّ بِهِ فَسَلِمَ.(1/376)
70 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: مَعْنَى الزُّهْدِ هُوَ ثَلَاثَةُ أَحْرُفٍ: زَايٌ، وَهَاءٌ، وَدَالٌ؛ فَأَمَّا مَعْنَى الزَّايِ: أَنْ تَتْرُكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، وَمَعْنَى الْهَاءِ: أَنْ تَتْرُكَ هَوَاهَا، وَمَعْنَى الدَّالِ: أَنْ تَتْرُكَ الدُّنْيَا بِأَسْرِهَا، فَإِذَا كَانَ هَكَذَا حِينَئِذٍ تُسَمَّى زَاهِدًا.(1/377)
71 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، نَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: سَمِعْتُ وُهَيْبَ بْنَ الْوَرْدِ يَقُولُ: أَفْضَلُ الزُّهْدِ إِخْفَاءُ الزُّهْدِ.(1/377)
72 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الرَّزَّازُ، نَا الْفَضْلُ بْنُ الْمُوَفَّقِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: [ص:378] لَقَدْ سَبَقَ إِلَى جَنَّاتِ عَدْنٍ أَقْوَامٌ مَا كَانُوا بِأَكْثَرِ صَلَاةٍ وَلَا صِيَامٍ ولا حجّ ولا اعتمارٍ، وَلَكِنْ عَقَلُوا عَنِ اللهِ مَا أَمَرَهُمْ بِهِ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(1/377)
73 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ؛ قَالَ: يَخْطُرُ عَلَى قَلْبِ الْوَلِيِّ فِي الْجَنَّةِ الشَّيْءَ، فَيَأْتِي بِهِ الْوُصَفَاءُ، فَيُوضَعُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيَقُولُ: مِنْ أَيْنَ عَلِمْتُمْ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: إِنَّا أُلْهِمْنَا أَنْ نَأْتِيَ إِلَى الْوَلِيِّ بِشَهْوَتِهِ
__________
[إسناده ضعيف] .(1/378)
74 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ الْمِصْرِيَّ يَقُولُ: إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَنْظُرُونَ إِلَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي كُلِّ جُمُعَةٍ، فَلَوْلَا الْعَوْدَةُ؛ لَانْصَدَعَتْ قُلُوبُهُمْ.(1/379)
75 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلَاءِ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص:381]: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يُقَالَ لَهُ: الم أُصِحَّ جِسْمَكَ، وَأَرْوِيكَ مِنَ الْمَاءِ الْبَارِدِ؟ !»
__________
[صحيح] .(1/379)
76 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا سَعِيدُ بْنُ هُبَيْرَةَ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ؛ قَالَ: يُمْطَرُ النَّاسُ قَبْلَ الْبَعْثِ أَرْبَعِينَ عَامًا مَطَرًا خَاثِرًا
__________
[إسناده واهٍ جداً] .(1/381)
77 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي صَاحِبٌ لَنَا عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَمَنْ يَسِيرُ فِي مُلْكِهِ أَلْفَ سَنَةٍ يَرَى أَقْصَاهُ كَمَا يَرَى أَدْنَاهُ، وَأَرْفَعَهُمُ الَّذِي يَنْظُرُ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ
__________
[إسناده ضعيف] .(1/382)
78 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَصْرِيُّ، نَا مَخْلَدُ بْنُ مَالِكٍ أَبُو مُحَمَّدٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص:383] لَقَدْ مَكَثَ الْعَرْشُ عَلَى الماء قبل خلق السماوات دُهُورًا عَدَدَ الثَّرَى وَالْحَصَى، وَالدَّهْرُ الْوَاحِدُ عَشْرَةُ آلَافِ سَنَةٍ
__________
[إسناده واهٍ جداً] .(1/382)
79 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَزْوَرِيُّ أَبُو عَوْفٍ، نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْخَفَّافُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص:384]: «أدنى أهل الجنة ومنزلة عِنْدَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَنْ يَتَمَنَّى عَلَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَيَقُولُ اللهُ لَهُ: لَكَ مَا سَأَلْتَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ؛ إِلَّا أَنَّهُ يُلَقَّنُ، فَيَقُولُ: كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: لَكَ مَا سَأَلْتَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ» . قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: «لَكَ وَلَكَ وَعَشْرَةُ أَمْثَالِهِ»
__________
[إسناده حسن] .(1/383)
80 - حَدَّثَنَا عُمَيْرُ بْنُ مِرْدَاسٍ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: دَخَلَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْكَعْبَةَ، فَإِذَا بِسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا سَالِمُ! سَلْنِي حَاجَةً. فَقَالَ: إِنِّي [ص:385] أَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ أَسْأَلَ فِي بَيْتِ اللهِ غَيْرَ اللهِ. فَلَمَّا خَرَجَ خَرَجَ فِي إِثْرِهِ، فَقَالَ لَهُ: الْآنَ قَدْ خَرَجْتَ، فَسَلْنِي حَاجَةً؟ فَقَالَ لَهُ سَالِمٌ: مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا أَمْ مِنْ حَوَائِجِ الْآخِرَةِ؟ فَقَالَ: مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا. فَقَالَ لَهُ سَالِمٌ: أَمَا وَاللهِ مَا سَأَلْتُ الدُّنْيَا مَنْ يَمْلِكُهَا؛ فَكَيْفَ أَسْأَلُ الدُّنْيَا مَنْ لَا يَمْلِكُهَا؟ !(1/384)
81 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الرِّيَاشِيَّ يَقُولُ: قَرَأْتُ عَلَى أَسْكَفَةَ بِالْكَدْرَاءِ:
(هَذِهِ الدَّارُ أَوَاهَا قَبْلَنَا ... عُصْبَةٌ بَادُوا وَخَلَّوْهَا لَنَا)
(ثُمَّ تُفْنِينَا وَتَبْقَى بَعْدَنَا ... لَيْسَتِ الدُّنْيَا لِحَيٍّ مَوْطِنَا)(1/385)
82 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مِسْمَعٍ أَبُو جَابِرٍ، نَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، أَخْبَرَنِي هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ؛ قَالَ: [ص:387] مَا حَجَبَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا رَآنِي إِلَّا ابْتَسَمَ
__________
[إسناده ضعيف، والحديث صحيح] .(1/385)
83 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: أُصِيبَ عَلَى قَبْرِ إبراهيم الخليل عليه السلام مَكْتُوبًا خِلْقَةً فِي حَجَرٍ:
(أَلْهَى جَهُولًا أَمَلُهُ ... يَمُوتُ مَنْ جَاءَ أَجَلُهْ)
(وَمَنْ دَنَا مِنْ حَتْفِهِ ... لَمْ تُغْنِ عَنْهُ حِيَلُهْ)
(وَكَيْفَ يَبْقَى آخِرٌ ... قَدْ مَاتَ عَنْهُ أَوَّلُهْ)
وَزَادَنِي فِيهِ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: (وَالْمَرْءُ لَا يَصْحَبُهُ ... فِي الْقَبْرِ إِلَّا عَمَلُهْ)
__________
[إسناده واهٍ جداً] .(1/387)
84 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نَا الْحُمَيْدِيُّ، نَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، قَالَ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (سَأَصْرِفُ عَنْءَاياتِيَ) [الأعراف: 146] ؛ قَالَ: عَنْ فَهْمِ الْقُرْآنِ
__________
[إسناده صحيح] .(1/388)
85 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النَّهَاوَنْدِيُّ، نا الحميدي، عن الفضل بْنِ عِيَاضٍ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَلا تقتلوا أنفسكم} [النساء: 29] ؛ قَالَ: لَا تُغْفِلُوهَا عَنْ ذِكْرِ اللهِ؛ فَإِنَّ مَنْ أَغْفَلَهَا عَنْ ذِكْرِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَقَدْ قَتَلَهَا.(1/388)
86 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ يَوْمَ مَاتَتْ أُخْتُهُ: إِذَا قَصَّرَ الْعَبْدُ عَنْ طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، سَلَبَهُ اللهَ مَنْ كَانَ يُؤْنِسُهُ.(1/389)
87 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا قَاسِمٌ الرَّحَّالُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ الْجَرْمِيِّ؛ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَقُولُ: اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مَلَكِ الشَّمْسِ. فَيُكْثِرُ ذَلِكَ، فَاسْتَأْذَنَ مَلَكُ الشَّمْسِ رَبَّهُ أَنْ يَنْزِلَ إِلَى الْأَرْضِ فَيَزُورَهُ، فَنَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ أَتَى الرَّجُلَ، فَقَالَ: إِنِّي سَأَلْتُ اللهَ النُّزُولَ إِلَى الْأَرْضِ مِنْ أَجْلِكَ؛ فَمَا حَاجَتُكَ؟ فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ صَدِيقٌ لَكَ، فَاسْأَلْهُ أَنْ يُنْسِئَ فِي أَجَلِي وَيُخَفِّفَ عَنِّي الْمَوْتَ. قَالَ: فَحَمَلَهُ مَعَهُ، فَأَقْعَدَهُ مَقْعَدَهُ مِنَ الشَّمْسِ، وَأَتَى مَلَكَ الْمَوْتِ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: مَنْ هُوَ؟ فَقَالَ: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ. فَنَظَرَ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي اللَّوْحِ مَعَهُ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَا يَمُوتُ حَتَّى يَقْعُدَ مَقْعَدَكَ مِنَ الشَّمْسِ. قَالَ: فَقَدْ قَعَدَ مَقْعَدِي مِنَ الشَّمْسِ. فَقَالَ: فَقَدْ {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يفرطون} [الأنعام: 61] ؛ فَرَجَعَ مَلَكُ الشَّمْسِ فَوَجَدَهُ قَدْ مَاتَ.(1/389)
88 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: [ص:391] أُصِيبَ عَلَى عُمْدَانِ قَصْرِ سَيْفِ بْنِ ذِي يَزَنَ سَطْرَانِ مَكْتُوبَانِ بِالْمُسْنَدِ، فَتُرْجِمَ لِلْعَرَبِيَّةِ: (باتوا على قُلَلِ الجبال تَحْرُسُهُمْ ... غُلْبُ الرِّجَالِ فَلَمْ تَمْنَعْهُمُ الْقُلَلُ)
(وَاسْتُنْزِلُوا مِنْ أَعَالِي عِزِّ مَعْقِلِهِمْ ... فَأُسْكِنُوا حُفْرَةً يَا بِئْسَ مَا نَزَلُوا)
(نَادَاهُمْ صَارِخٌ مِنْ بَعْدِ مَا دُفِنُوا ... أَيْنَ الْأَسِرَّةُ وَالتِّيجَانُ وَالْحُلَلُ)
(أين الوجوهَ التي كانت مُحجِّبةً ... من دُونها تُضْرَبُ الأستارُ والكِلَلُ)
(فَأَفْصَحَ الْقَبْرُ عَنْهُمْ حِينَ سَاءَلَهُمْ ... تِلْكَ الْوُجُوهُ عَلَيْهَا الدُّودُ يَقْتَتِلُ)
(قَدْ طَالَ مَا أَكَلُوا دَهْرًا وَمَا نَعِمُوا ... فَأَصْبَحُوا بَعْدَ ذلك الْأَكْلِ قَدْ أُكِلُوا)
__________
[إسناده واهٍ جداً] .(1/390)
89 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّازِيُّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ الْأَنْطَاكِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: [ص:392] أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ: قُلْ لَهُمْ يُخْفُونَ لِي أَعْمَالَهُمْ، وَعَلَيَّ أَنْ أُظْهِرَهَا لَهُمْ.(1/391)
90 - حَدَّثَنَا عُمَيْرُ بْنُ مِرْدَاسٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ صَالِحٍ، نَا عُثْمَانُ بْنُ مِقْسَمٍ، عَنْ المقبري، عن أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:393] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَالِمٌ لَمْ يَنْفَعْهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعِلْمِهِ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(1/392)
91 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو تَوْبَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: مَا أَرَى يُعَذِّبُ اللهُ الْخَلْقَ إِلَّا بِذُنُوبِ الْعُلَمَاءِ.(1/394)
92 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، نَا عَوْفٌ الْأَعْرَابِيُّ، عَنْ أَبِي قَحْذَمٍ؛ قَالَ: لَمَّا كَانَ زَمَنُ زِيَادٍ أَوِ ابْنِ زِيَادٍ، أُصِيبَ فِي بَعْضِ بُيُوتِ آلِ كِسْرَى صُرَّةٌ فِيهَا حِنْطَةٌ أَمْثَالُ النَّوَى، عَلَيْهَا مَكْتُوبٌ: هَذَا نَبْتُ زَمَانٍ كَانَ يُعْمَلُ فِيهِ بِطَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
__________
[إسناده ضعيف] .(1/394)
93 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ؛ قَالَ: [ص:395] أُصِيبَ فِي خَزَائِنِ بُزْرُجَمِهْرَ الْحَكِيمِ مَخَدَّةَ مِنْ أَدَمٍ؛ فَفُتِقَتْ، فَأُصِيبَ فِيهَا رُقْعَةٌ مَكْتُوبٌ فِيهَا بِالْهِنْدِيَّةِ، فَتُرْجِمَتْ بِالْعَرَبِيَّةِ:
(لَا يَأْمَنَنَّ عَلَى النِّسَاءِ أَخًا أَخٌ ... مَا فِي الرِّجَالِ عَلَى النِّسَاءِ أَمِينُ)
(حُرُّ الرِّجَالِ وَإِنْ تَعَفَّفَ جُهْدَهُ ... لَا بُدَّ أَنَّ بِنَظْرَةِ سَيَخُونُ)(1/394)
94 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يحب المحسنين} [البقرة: 195] ؛ قَالَ: [ص:396] أَحْسِنُوا بالله الظَّنِّ.(1/395)
95 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ النَّضْرِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ طَارِقٍ، سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ حَرْبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: الزُّهْدُ فِي الرِّئِاسَةِ أَشَدُّ مِنَ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا.(1/396)
96 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ قَتَادَةَ الْمَرْعَشِيُّ: رَأَى الْأَوْزَاعِيُّ إبراهيم بن أَدْهَمَ بِبَيْرُوتَ وَعَلَى عُنُقِهِ حِزْمَةُ حَطَبٍ، [ص:397] فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ! إِلَى مَتَى هَذَا؟ إِخْوَانُكَ يَكْفُونَكَ. فَقَالَ: دَعْنِي عَنْ هَذَا يَا أَبَا عَمْرٍو؛ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّهُ مَنْ وَقَفَ مَوْقِفَ مَذَلَّةٍ فِي طَلَبِ الْحَلَالِ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ.(1/396)
97 - حدثنا الحسن بْنُ الْفَهْمِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدَ وَهُوَ يَلْتَقِطُ الْخِرَقَ مِنَ الْمَزَابِلِ وَيَغْسِلُهَا وَيُلَفِّقُهَا وَيَلْبَسُهَا، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ! إِنَّكَ تُكْسَى خَيْرًا مِنْ هَذَا! فَقَالَ: مَا ضَرَّهُمْ مَا أَصَابَهُمْ فِي الدُّنْيَا، جَبَرَ اللهُ لَهُمْ بِالْجَنَّةِ كُلَّ مُصِيبَةٍ. فَجَعَلَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ يُحَدِّثُ بهذا ويبكي.(1/397)
97 - / م - قَالَ: [ص:398] وَغَلَّظَ رَجُلٌ لِأَبِي مُعَاوِيَةَ فِي الْكَلَامِ، وَهُوَ لَا يَعْرِفُهُ، فَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ ذَنْبٍ سَلَّطَكَ بِهِ عَلَيَّ.(1/397)
98 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: [ص:399] صَادَ رَجُلٌ غُرَابًا، فَأَتَى بِهِ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَأَخَذَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَجَعَلَ يُقَلِّبُهُ، ثُمَّ قَالَ: مَا صِيدَ مِنْ صَيْدٍ وَلَا عُضِّدَ مِنْ شَجَرَةٍ؛ إِلَّا لِمَا ضَيَّعَتْ مِنَ التَّسْبِيحِ
__________
[إسناده ضعيف] .(1/398)
99 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ الوركاني يَقُولُ: سَمِعْتُ فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: يُنَادِي مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ الَّذِينَ أَكَلَتْ عِيَالَاتُهُمْ أَمَانَاتِهِمْ؟ قَالَ: فَبَكَى يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عِنْدَ هَذَا الْحَدِيثِ.(1/400)
100 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ؛ قَالَ: جَلَسْنَا إِلَى أَحْمَدَ بْنِ رُزَيْنٍ الزَّاهِدِ مِنْ غَدْوَةٍ إِلَى الْعَصْرِ؛ فَمَا الْتَفَتَ يَمْنَةً وَلَا يَسْرَةً، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَ الْعَيْنَيْنِ لِيَنْظُرَ بِهِمَا الْعَبْدُ إِلَى عَظَمَةِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؛ فَكُلُّ مَنْ نَظَرَ نَظْرَةً لَمْ يَنْظُرْ نَظْرَةَ اعْتِبَارٍ، كُتِبَتْ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ.(1/400)
101 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، نَا يَعْقُوبُ بْنُ الْجَهْمِ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؛ قَالَ: «إِذَا وَجَّهْتُ إِلَى عَبْدٍ مِنْ عَبِيدِي مُصِيبَةً فِي بَدَنِهِ أَوْ مَالِهِ أَوْ وَلَدِهِ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ ذَلِكَ بِصَبْرٍ جَمِيلٍ؛ اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ أَنْصِبَ لَهُ مِيزَانًا أو أن أَنْشُرَ لَهُ دِيوَانًا»
__________
[إسناده واهٍ جداً] .(1/401)
102 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ أَخُو مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ مَحْفُوظِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى؛ قَالَ: [ص:404] بَيْنَمَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مُتَعَلِّقٍ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا مَنْ لَا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ! وَيَا مَنْ لَا يَغْلُطُهُ السَّائِلُونَ! يَا مَنْ لَا يَتَبَرَّمُ بِإِلْحَاحِ الْمُلِحِّينَ! أَذِقْنِي بَرْدَ عَفْوِكَ وَحَلَاوَةَ رَحْمَتِكَ. قَالَ: فَقَالَ [لَهُ] عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا عَبْدَ اللهِ! دُعَاؤُكَ هَذَا؟ قَالَ: وَقَدْ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَادْعُ اللهَ بِهِ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ؛ فَوَالَّذِي نَفْسُ الْخَضِرِ بِيَدِهِ؛ لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِنَ الذُّنُوبِ عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ وَمَطَرِهَا، وَحَصْبَاءِ الْأَرْضِ وَتُرَابِهَا؛ لَغُفِرَ لَكَ أَسْرَعُ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ
__________
[إسناده واهٍ جداً] .(1/402)
103 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَيْفٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: بَلَغَنَا أَنَّ مَوْضِعَ هَذَا الْحَرْفِ مَوْضِعُ أَلْفِ آيَةٍ، (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) [الإسراء: 44] ؛ قَالَ: السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ، وَالْجِبَالُ، وَالْأَشْجَارُ.(1/404)
104 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجُونِيِّ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالا وَجَحِيمًا} [المزمل: 12] ؛ قَالَ: [ص:405] قُيُودًا لَا تَنْحَلُّ وَاللهِ أَبَدًا.(1/404)
105 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نَا أَزْهَرُ السَّمَّانُ، نَا ابْنُ عَوْنٍ؛ قَالَ: أَنْبَأَنِي مُوسَى بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: [ص:406] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ افْتَقَدَ ثَابِتَ بْنَ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، فَقَالَ: «مَنْ يَعْلَمُ عِلْمَهُ؟» ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. فَذَهَبَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ، فَوَجَدَهُ فِي مَنْزِلِهِ جَالِسًا مُنَكِّسًا رَأْسَهُ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: بِشَرٍّ، قَدْ كُنْتُ أَرْفَعُ صَوْتِي فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلِي وَأَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ. فَرَجَعَ الرَّسُولُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَعْلَمَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اذْهَبْ إِلَيْهِ؛ فَأَعْلِمْهُ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَلَكِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ»
__________
[صحيح] .(1/405)
106 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، نَا أَبُو غَسَّانَ، عَنْ مَنْدَلٍ، عَنْ أَسَدِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ [ص:408] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَقِفُ أَحَدُكُمْ مَوْقِفًا يُضْرَبُ فِيهِ رَجُلٌ مَظْلُومٌ؛ فَإِنَّ اللَّعْنَةَ تَنْزِلُ عَلَى مَنْ حَضَرَهُ حَيْثُ لَمْ يَدْفَعُوا عَنْهُ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(1/407)
107 - قَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ: [ص:409] سَبْعَةٌ مِمَّنْ يحدَّث عنهم اسْمُهُ أَسَدٌ: أَحَدُهُمْ أَسَدُ بْنُ خُوَيْلِدٍ؛ لَهُ صُحْبَةٌ، وَأَسَدُ بْنُ كُرْزٍ، وَأَسَدُ بْنُ وَدَاعَةَ الطَّائِيُّ، وَأَسَدُ بْنُ عَطَاءٍ؛ حَدَّثَ عَنْ عِكْرِمَةَ، وَأَسَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ حَدَّثَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَأَسَدُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو الْمُنْذِرِ الْبَجَلِيُّ؛ كُوفِيٌّ صَاحِبُ رَأْيٍ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى الْمِصْرِيُّ.(1/408)
108 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، نَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ؛ قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ [ص:410] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا جَمَعَ اللهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ: لِيَقُمِ الَّذِينَ كَانَتْ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ. فَيَقُومُونَ وَهُمْ قَلِيلٌ، ثُمَّ يُحَاسِبُ سَائِرَ النَّاسِ»
__________
[إسناده ضعيف] .(1/409)
109 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: لَنْ يَبْرَحَ الْمُتَهَجِّدُونَ عَنْ عَرْصَةِ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُؤْتَى لَهُمْ بِنَجَائِبَ مِنَ اللُّؤْلُؤِ، قَدْ نُفِخَ فِيهَا الرُّوحُ، فَيُقَالُ لَهُمْ: انْطَلِقُوا إِلَى مَنَازِلِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ رُكْبَانًا، فَيَرْكَبُونَهَا، فَتَطِيرُ بِهِمْ مُتَعَالِيَةً وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ، يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ قَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا؟ قَالَ: فَلَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يُؤْتَى بِهِمْ إِلَى مَسَاكِنِهِمْ وَأَفْنِيَتِهِمْ مِنَ الْجَنَّةِ
__________
[إسناده واهٍ جداً] .(1/410)
110 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ؛ عَنْ مُضَرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقَارِئِ؛ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ من العُبَّاد قلَّ من يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنُهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَنَامَ عَنْ جُزْئِهِ، فَرَأَى فِيمَا يَرَى النَّائِمُ جَارِيَةً كَأَنَّ وَجْهَهَا الْقَمَرُ الْمُسْتَتِمُّ وَمَعَهَا رِقٌّ فِيهِ كِتَابٌ، فَقَالَتْ لِي: تَقْرَأُ لِي هَذَا الْكِتَابَ؟ قَالَ: فَأَخَذْتُهُ مِنْ يَدِهَا، فَفَتَحْتُهُ؛ فَإِذَا فِيهِ مَكْتُوبٌ:
(أَلْهَتْكَ لَذُّةُ نَوْمَةٍ عَنْ خَيْرِ عَيْشٍ ... مَعَ الْخَيْرَاتِ فِي غُرَفِ الْجِنَانِ)
(تَعِيشُ مُخَلَّدًا لَا مَوْتَ فِيهِ ... وَتَنْعَمُ فِي الْجِنَانِ مَعَ الْحِسَانِ)
(تَيَقَّظْ مِنْ مَنَامِكَ إِنَّ خَيْرًا ... مِنَ النَّوْمِ التَّهَجُّدُ بالقُرانِ)
[قَالَ: فَوَاللهِ مَا ذَكَرْتُهَا قَطُّ إِلَّا ذَهَبَ عَنِّي النَّوْمُ] .(1/411)
111 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ حَاتِمٍ - وَكَانَ مِنَ الْعَابِدِينَ -؛ قَالَ: بِتُّ لَيْلَةً فِي مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَقُمْتُ فِي آخِرِ اللَّيْلِ، فَقَضَيْتُ وِرْدِي، ثُمَّ جَلَسْتُ؛ فَإِذَا قَائِلٌ يَقُولُ بِصَوْتِ حَرْقٍ:
(يَا عَجَبًا لِلنَّاسِ لَذَّتْ عُيُونُهُمْ ... مَطَاعِمَ غُمْضٍ بَعْدَهُ الْمَوْتُ مُنْتَصِبُ)
(فَطُولُ قِيَامِ اللَّيْلِ أَيْسَرُ مُؤْنَةٍ ... وَأَهْوَنُ مِنْ نَارٍ تَفُورُ وَتَلْتَهِبُ)(1/412)
112 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ الرُّومَ سَبَتْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَذَا وَكَذَا أَلْفًا، ثُمَّ فَدَاهُمْ رَجُلٌ كَانَ فِي قَلْبِهِ سُوءٌ لِأَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَنْفَعْهُ ذَلِكَ.(1/412)
113 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: [ص:414] مَنْ وَقَّرَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ؛ أَوْرَثَهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْعَمَى قَبْلَ مَوْتِهِ.(1/413)
114 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ، نَا بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: مَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَّا وَفِي وَجْهِهِ نَضْرَةٌ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نضَّر الله امرءاً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا» .(1/414)
115 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَن الْهَمَذَانِيُّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: [ص:415] إِذَا عَايَنَ الْمَرِيضُ الْمَوْتَ؛ ذَهَبَتِ الْمَعْرِفَةُ بَيْنَهُ بين أَهْلِهِ.(1/414)
116 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ الْهَمَذَانِيُّ؛ نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، نَا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ؛ قَالَ: [ص:420] مَنْ أَصْبَحَ وَلَهُ هَمٌّ غَيْرُ اللهِ؛ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.(1/415)
117 - حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ النَّهْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: بِتُّ إِحْدَى عَشْرَةَ لَيْلَةً عِنْدَ الْحَجَّاجِ بْنِ فُرَافِصَةَ؛ فَمَا أَكَلَ، وَلَا شَرِبَ، وَلَا نَامَ.(1/420)
118 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: [ص:421] لَيْسَ بِعَاقِلٍ مَنْ لَمْ يَعُدَّ الْبَلَاءَ نِعْمَةً، وَالرَّخَاءَ مُصِيبَةً.(1/420)
119 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص:422]: «مَا مِنْ أَحَدٍ يَغْدُو أَوْ يَرُوحُ إِلَى الْمَسْجِدِ وَيُؤْثِرُهُ عَلَى مَا سِوَاهُ؛ إِلَّا وله ولد وعند الله نُزُلٌ يُعِدُّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ، كَمَا لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ زَارَهُ مَنْ يُحِبُّ زِيَارَتَهُ؛ لَاجْتَهَدَ لَهُ فِي كَرَامَتِهِ»
__________
[إسناده ضعيف] .(1/421)
120 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ، نَا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ خَلَفِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (سُوءُ الْحِسَابِ) [الرعد: 18، 21] ؛ قَالَ: يَأْخُذُ عَبْدَهُ بِالْحَقِّ.(1/422)
121 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ: [ص:423] الْحُزْنُ مَلِكُ الْبَدَنِ، وَالْمَلِكُ لَا يَسْكُنُ إِلَّا فِي مَوْضِعٍ فَارِغٍ غَيْرِ مَشْغُولٍ.(1/422)
122 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا الْمُثَنَّى بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ زَافِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ: أَنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَامُ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يُسَلِّمَ عَلَى يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَذِنَ لَهُ، فَأَتَاهُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ يَعْقُوبُ: بِالَّذِي خَلَقَكَ؛ هَلْ قَبَضْتَ رُوحَ يُوسُفَ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَقَالَ لَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ: يَا يَعْقُوبُ! أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ لَا تَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاكَ «؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: قُلْ: يَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ مَعْرُوفُهُ أَبَدًا وَلَا يُحْصِيهِ أَحَدٌ غَيْرُهُ! قَالَ: فَمَا طَلَعَ الْفَجْرُ حَتَّى أُتِيَ بِقَمِيصِ يُوسُفَ صَلَّى الله عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ.(1/423)
123 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ، نَا عَوْفٌ الْأَعْرَابِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ؛ أَنَّهُ قَالَ: هَذَا الدُّعَاءُ هُوَ دُعَاءُ الْفَرَجِ وَدُعَاءُ الْكَرْبِ: يَا حَابِسَ يَدِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ ذَبْحِ ابْنِهِ وَهُمَا يَتَنَاجَيَانِ اللُّطْفَ: يَا أَبَتِ! يَا بُنَيَّ! يَا مُقَيِّضَ الرَّكْبِ لِيُوسُفَ فِي الْبَلَدِ الْقَفْرِ وغيابة الْجُبِّ وَجَاعِلَهُ بَعْدَ الْعُبُودِيَّةِ نَبِيًّا مَلِكًا! يَا مَنْ سَمِعَ الْهَمْسَ مِنْ ذِي النُّونِ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ: ظُلْمَةِ قَعْرِ الْبَحْرِ، وَظُلْمَةِ اللَّيْلِ، وَظُلْمَةِ بَطْنِ الْحُوتِ! يَا رَادَّ حُزْنِ يَعْقُوبَ! يَا رَاحِمَ عَبْرَةِ دَاوُدَ! يَا كَاشِفَ ضُرِّ أَيُّوبَ! يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ! يَا كَاشِفَ غَمِّ الْمَهْمُومِينَ! صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَفْعَلَ بِي كَذَا وَكَذَا.(1/424)
124 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: لَمَّا الْتَقَمَ الْحُوتُ يُونُسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَبَلَّغَهُ إِلَى التُّخُومِ السُّفْلَى، فَيَسْمَعُ يُونُسُ تَسْبِيحَ الْحَصَى، فقال في مُجَاوَبَةً لِلْحَصَى: سُبْحَانَكَ!
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(1/424)
125 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبُو خَيْثَمَةَ، نَا جَرِيرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ [ص:427] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: مَا دَعَوْتَنِي بِشَيْءٍ إِلَّا اسْتَجَبْتُ لك، وما سألتني شيئاً إِلَّا أَعْطَيْتُكَ، عَجَّلْتُ لَكَ مِنْهُ مَا قَدْ رَأَيْتَ، وَادَّخَرْتُ لَكَ مَا تَرْجِعُ إِلَيْهِ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَيْهِ»
__________
[إسناده ضعيف] .(1/425)
126 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، نَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، نَا أَبُو عَاصِمٍ الْعَبَّادَانِيُّ، عَنِ الْفَضْلِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: يَدْعُو اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِالْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُوقِفَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيَقُولُ لَهُ: عَبْدِي! إِنِّي أَمَرْتُكَ أَنْ تَدْعُوَنِي وَوَعَدْتُكَ أَنْ أَسْتَجِيبَ لَكَ؛ فَهَلْ دَعَوْتَنِي يَوْمَ كَذَا وَكَذَا بِكَذَا أو كذا، لِغَمِّ، نَزَلَ بِكَ أَنْ أُفَرِّجَ عَنْكَ فَفَرَّجْتُ عَنْكَ؟ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: نَعَمْ يَا رَبِّ. قَالَ: وَيَقُولُ [ص:428] اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: وَدَعَوْتَنِي يَوْمَ كَذَا وَكَذَا لِغَمٍّ أَصَابَكَ فَلَمْ أُعَجِّلْهُ لَكَ فِي الدُّنْيَا، وَدَعَوْتَنِي يَوْمَ كَذَا وَكَذَا لِحَاجَةٍ أَقْضِيهَا لَكَ فِي الدُّنْيَا فَقَضَيْتُهَا لَكَ، وَدَعَوْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا فِي حَاجَةٍ فَلَمْ أَقْضِهَا لَكَ؟ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: نَعَمْ يَا رَبِّ. فَيَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: فَإِنِّي قَدِ ادَّخَرْتُهُ لَكَ كُلَّهُ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَلَا يَدَعُ اللهُ دَعْوَةً دَعَا بِهَا عَبْدُهُ؛ إِلَّا بَيَّنَ لَهُ: إِمَّا أَنْ يَكُونَ عَجَّلَ لَهُ فِي الدُّنْيَا، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ ادَّخَرَهُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ. قَالَ: فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: يَا لَيْتَهُ لَمْ يَكُنْ عُجِّلَ لَهُ فِي الدُّنْيَا شَيْءٌ مِنْ دُعَائِهِ» .(1/427)
127 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ [ص:429]: «لَا يَجْلِسُ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَا يُصَلُّونَ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً وَإِنْ دَخَلُوا الْجَنَّةَ؛ لِمَا يَرَوْنَ مِنَ الثَّوَابِ»
__________
[إسناده ضعيف، وهو صحيح بطرقه وشواهده] .(1/428)
128 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ، نَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَطَوَانِيُّ، نَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَيْسَانَ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص:431]: «إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً»
__________
[إسناده ضعيف] .(1/429)
129 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَمُرَةَ، نَا مُوسَى بْنُ هِلَالٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص:440]: «مَنْ زَارَ قَبْرِي وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(1/431)
130 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَصْرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، نَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ خَالِدٍ، وَابْنُ عَوْنٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ أَبِي قَزَعَةَ، عَنْ مَوْلَى حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ، عَنْ حَاطِبٍ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ [ص:444] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ زَارَنِي بَعْدَ مَوْتِي؛ فَكَأَنَّمَا زَارَنِي فِي حَيَاتِي، وَمَنْ مَاتَ فِي أَحَدِ الْحَرَمَيْنِ بُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْآمِنِينَ»
__________
[إسناده واهٍ جداً] .(1/441)
131 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيَّ؛ يَقُولُ: [ص:445] كَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً طَوَى فِرَاشَهُ، وَكَانَ بَعْضُهُمْ يُحْيِي اللَّيْلَ، فَإِذَا نَظَرَ إِلَى الْفَجْرِ؛ قَالَ: عِنْدَ الصَّبَاحِ يَحْمَدُ القومُ السُّرَى.(1/444)
132 - حَدَّثَنَا أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ؛ قَالَ: أَخَذَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ بِيَدِي، ثُمَّ قَالَ لِي: يَا حُسَيْنُ! يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي بَعْضِ كُتُبِهِ: كَذِبَ مَنْ ادَّعَى مَوَدَّتِي، فَإِذَا جَنَّهُ اللَّيْلُ نَامَ عَنِّي، أَلَيْسَ كُلُّ حَبِيبٍ يُحِبُّ خُلْوَةَ حبيبه؟ ها أنذا مُطَّلِعٌ عَلَى أَحْبَابِي إِذَا جَنَّهُمُ اللَّيْلُ، جَعَلْتُ أَبْصَارَهُمْ فِي قُلُوبِهِمْ، وَمَثَّلْتُ نَفْسِي بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ؛ فَخَاطَبُونِي عَلَى الْمُشَاهَدَةِ، وَكَلَّمُونِي عَلَى الْحُضُورِ.(1/445)
133 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ، نَا عَوْفٌ الْأَعْرَابِيُّ؛ قَالَ: [ص:446] قِيلَ لِلْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ: مَا بَالُ الْمُتَهَجِّدِينَ بِاللَّيْلِ أَحْسَنُ النَّاسِ وُجُوهًا؟ قَالَ: إِنَّهُمْ خَلَوْا بِالرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَأَلْبَسَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ نُورًا مِنْ نُورِهِ.(1/445)
134 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ - وَلَيْسَ بِالْقَدَّاحِ -؛ قَالَ: [ص:447] نَزَلَ رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ مَنْزِلًا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ وَقُرِّبَ غَدَاؤُهُ، فَانْحَطَّ عَلَيْهِ رَاعٍ مِنْ جَبَلٍ، فَقَالَ: يَا رَاعِي! هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ. فَقَالَ: إِنِّي صائم. فقال روح: أو تصوم فِي هَذَا الْحَرِّ الشَّدِيدِ؟ قَالَ: فَقَالَ الرَّاعِي: أَفَأَدَعُ أَيَّامِي تَذْهَبُ بَاطِلًا؟ قَالَ: فَأَنْشَأَ رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ يَقُولُ:
(لَقَدْ ضَنَنْتَ بِأَيَّامِكَ يَا رَاعِي ... إِذْ جَادَ بِهَا رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعِ)(1/446)
135 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ أَبُو عَوْفٍ الْبُزُورِيُّ، نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ؛ قَالَ: حَجَّ الْحَجَّاجُ، فَنَزَلَ بَعْضَ الْمِيَاهِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَدَعَا بالْغَدَاءَ، فَقَالَ لِحَاجِبِهِ: انظر من يتغذّى مَعِي وَاسْأَلْهُ عَنْ بَعْضِ الْأَمْرِ. فَنَظَرَ نَحْوَ الْجَبَلِ؛ فَإِذَا هُوَ بِأَعْرَابِيٍّ بَيْنَ شَمْلَتَيْنِ مِنْ شَعْرٍ نَائِمٍ، فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ وَقَالَ: ائْتِ الْأَمِيرَ. فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ: اغْسِلْ يَدَيْكَ وَتَغَدَّى [ص:448] مَعِي. فَقَالَ: إِنَّهُ دَعَانِي مَنْ هُوَ خَيْرٌ منك فَأَجَبْتُهُ. قَالَ: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى دَعَانِي إِلَى الصَّوْمِ فَصُمْتُ. قال: في هذا الجو الشَّدِيدِ؟ قَالَ: نَعَمْ، صُمْتُ لِيَوْمٍ هُوَ أَشَدُّ حَرًّا مِنْ هَذَا الْيَوْمِ. قَالَ: فَأَفْطِرْ وَتَصُومُ غَدًا. قَالَ: إِنْ ضَمِنْتَ لِي الْبَقَاءَ إِلَى غَدٍ. قَالَ: لَيْسَ ذَاكَ إِلَيَّ! قَالَ: فَكَيْفَ تَسْأَلُنِي عَاجِلًا بِآجِلٍ لَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: إِنَّهُ طَعَامٌ طَيِّبٌ. قَالَ: لَمْ تُطَيِّبْهُ أَنْتَ وَلَا الطَّبَّاخُ، وَلَكِنْ طَيَّبَتْهُ الْعَافِيَةُ.(1/447)
136 - حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ؛ قَالَ: صَلَّى بِنَا زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى الْغَدَاةَ، فَقَرَأَ: (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) [المدثر: 8] . فَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، فَحَمَلْنَاهُ مَيِّتًا رَحِمَهُ اللهُ.(1/448)
137 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: قِيلَ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ: مَنْ أَعْظَمُ النَّاسِ خَطَرًا؟ ! قَالَ: مَنْ لَمْ يَرْضَ الدُّنْيَا خَطَرًا لِنَفْسِهِ.(1/449)
138 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْرَانَ الْوَرَّاقُ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، نَا ثَابِتُ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص:451]: «مَنْ قَرَأَ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] مئتي مَرَّةٍ غُفِرَ لَهُ ذَنْبُ مئتي سَنَةٍ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(1/449)
139 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا شَاذُّ بْنُ فَيَّاضٍ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ [ص:452] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ} [الشرح: 1] ؛ فَكَأَنَّمَا أتاني وأنا مغموم فَفَرَّجَ عَنِّي»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(1/451)
140 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَاهَانَ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: [ص:453] رَأَيْتُ مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ فِي النَّوْمِ بَعْدَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ، فَقُلْتُ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَرُدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ؟ قَالَ: أَنَا مَيِّتٌ؛ فَكَيْفَ أَرُدُّ السَّلَامَ؟ فَقُلْتُ: فَمَاذَا لَقِيتَ بَعْدَ الْمَوْتِ؟ فَدَمِعَتْ عَيْنَاهُ وَقَالَ: لَقِيتُ أَهْوَالًا وَزَلَازِلَ عِظَامًا شِدَادًا. فَقُلْتُ: فَمَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ؟ قَالَ: وَمَا تَرَاهُ يَكُونُ مِنَ الْكَرِيمِ؟ ! قَبِلَ مِنَّا الْحَسَنَاتِ، وَعَفَا لَنَا عَنِ السَّيِّئَاتِ، وَضَمِنَ لَنَا التَّبِعَاتِ. ثُمَّ شَهَقَ مالك شَهْقَةً خَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، فَلَبِثَ بَعْدَ ذَلِكَ مَرِيضًا مِنْ غَشْيَتِهِ، ثُمَّ مَاتَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(1/452)
141 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَالَ سَهْلٌ أَخُو حَزْمٍ: [ص:454] رَأَيْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ بَعْدَ مَوْتِهِ فِي مَنَامِي، فَقُلْتُ: يَا أَبَا يَحْيَى! لَيْتَ شِعْرِي مَا قَدِمْتَ بِهِ؟ قَالَ: قَدِمْتُ بِذُنُوبٍ كَثِيرَةٍ مَحَاهَا عَنِّي حُسْنُ الظَّنِّ بِاللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
__________
[إسناده ضعيف] .(1/453)
142 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، ثنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ: رَأَيْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ فِي الْمَنَامِ بَعْدَمَا مَاتَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! كَيْفَ حَالُكَ؟ قَالَ: خَيْرُ حَالٍ، اسْتَرَحْتُ مِنْ غُمُومِ الدُّنْيَا، وَأَفْضَيْتُ إِلَى رَحْمَةِ اللهِ عَزَّ وجل
__________
[إسناده حسن] .(1/454)
142 - / م - نا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ، نَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ عَاصِمٍ الْجَحْدَرِيِّ؛ قَالَ: [ص:455] رَأَيْتُ عاصماً للجحدري بَعْدَ مَوْتِهِ بِسَنَتَيْنِ فِي مَنَامِي، فَقُلْتُ: أَلَيْسَ قَدْ مِتَّ؟ قَالَ: بَلَى. قُلْتُ: فَأَيْنَ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا وَاللهِ فِي رَوْضَةٍ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِي، نَجْتَمِعُ كُلَّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ وَصَبِيحَتِهَا إِلَى بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ، فَنَتَلَاقَى أَخْبَارَكُمْ. قُلْتُ: أَجْسَادُكُمْ أَمْ أَرْوَاحُكُمْ؟ فَقَالَ: هَيْهَاتَ! بَلِيَتِ الْأَجْسَادُ، وَإِنَّمَا تَتَلَاقَى الْأَرْوَاحُ
__________
[إسناده ضعيف] .(1/454)
143 - حدثنا أحمد بن يوسف التغلبي، نا عثمان بن الهيثم، نا الحسن بن أبي جعفر؛ قال: سمعت مالك بن دينار يقول: رَأَيْتُ الْحَسَنَ فِي الْمَنَامِ مَسْرُورًا شَدِيدَ الْبَيَاضِ، تَبْرُقُ مَجَارِي دُمُوعِهِ مِنْ شِدَّةِ بَيَاضِهَا، فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ! أَلَسْتَ مِنَ الْمَوْتَى؟ قَالَ: بَلَى. قُلْتُ: فَمَاذَا صِرْتَ إِلَيْهِ بَعْدَ الْمَوْتِ فِي الْآخِرَةِ؛ فَوَاللهِ لَقَدْ طَالَ حُزْنُكَ وَبُكَاؤُكَ أَيَّامَ الدُّنْيَا؟ فَقَالَ مُبْتَسِماً: رَفَعَ اللهُ لَنَا ذَلِكَ الْحُزْنَ وَالْبُكَاءَ عَلَمَ الْهِدَايَةِ إِلَى طَرِيقِ مَنَازِلِ الْأَبْرَارِ، فَحَلَلْنَا بِثَوَابِهِ مَسَاكِنَ الْمُتَّقِينَ، وَايْمُ اللهِ؛ إِنْ ذَلِكَ إِلَّا مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَيْنَا. قُلْتُ: فَمَا تأمرني به؟ قال: ما آمُرُكَ؟ أَطْوَلُ النَّاسِ حُزْنًا فِي الدُّنْيَا أَطْوَلُهُمْ فَرَحًا فِي الْآخِرَةِ.(1/455)
144 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ الْمَرْعَشِيُّ: قَدِمَ شَقِيقٌ الْبَلْخِيُّ مَكَّةَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ بِمَكَّةَ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ، فَقَالُوا: نَجْمَعُ بَيْنَهُمَا. فَجَمَعُوا بَيْنَهُمَا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ لِشَقِيقٍ: يَا شَقِيقُ! عَلَى مَاذَا أَصَّلْتُمْ أُصُولَكُمْ؟ فَقَالَ شَقِيقٌ: أَصَّلْنَا أُصُولَنَا عَلَى أَنَّا إِذَا رُزِقْنَا أَكَلْنَا، وَإِذَا مُنِعْنَا صَبَرْنَا. فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: هَكَذَا كِلَابُ بَلْخٍ، إِذَا رُزِقَتْ أَكَلَتْ وَإِذَا مُنِعَتْ صَبَرَتْ. فَقَالَ شَقِيقٌ: فَعَلَى مَاذَا أَصَّلْتُمْ أُصُولَكُمْ يَا أَبَا إِسْحَاقَ؟ فَقَالَ: أَصَّلْنَا أُصُولَنَا عَلَى أَنَّا إِذَا رُزِقْنَا آثَرْنَا، وَإِذَا مُنِعْنَا حَمَدْنَا وَشَكَرْنَا. قَالَ: فَقَامَ شَقِيقٌ وَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ! أَنْتَ أُسْتَاذُنَا.(1/456)
145 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ، نَا بَقِيَّةُ؛ قَالَ: كُنَّا مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ فِي الْبَحْرِ، وَهَبَّتِ الرِّيحُ وَهَاجَتِ الْأَمْوَاجُ وَاضْطَرَبَتِ السَّفِينَةُ، وَبَكَى النَّاسُ، فَقُلْنَا لِإِبْرَاهِيمَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ! أَمَا تَرَى مَا النَّاسُ فِيهِ؟ قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِبْرَاهِيمُ وَقَدْ أَشْرَفَ النَّاسُ عَلَى الْهَلَكَةِ، فَقَالَ: يَا حَيُّ حِينَ لَا حَيَّ! وَيَا حَيُّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ! وَيَا حَيُّ بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ! يَا حَيُّ! يَا قَيُّومُ! يَا مُحْسِنُ! يَا مُجْمِلُ! قَدْ أَرَيْتَنَا قُدْرَتَكَ؛ فَأَرِنَا عَفْوَكَ! قَالَ: فَهَدَأَتِ السَّفِينَةُ مِنْ سَاعَتِهِ.(1/457)
146 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عن بَحِير بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ ابْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ: [ص:459] أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: كَيْفَ أَوَّلُ شَأْنِكَ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ فَقَالَ: «كَانَتْ حَاضِنَتِي مِنْ بَنِي بَكْرِ بْنِ سَعْدٍ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَابْنٌ لَهَا فِي بَهْمٍ لَنَا وَلَمْ نَأْخُذْ مَعَنَا زَادًا، فَقُلْتُ لِأَخِي: يَا أَخِي! اذْهَبْ فَائْتِنَا بِزَادٍ مِنْ عِنْدِ أُمِّنَا. فَذَهَبَ أَخِي وَمَكَثْتُ عِنْدَ الْبَهْمِ، فَأَقْبَلَ إِلَيَّ طَيْرَانِ أَبْيَضَانِ كَأَنَّهُمَا نِسْرَانِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَهُوَ هُوَ؟ فَقَالَ الْآخَرُ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَقْبَلَا يَبْتَدِرَانِي، فَأَخَذَانِي، فَبَطَحَانِي لِلْقَفَا، فَشَقَّا بَطْنِي، فَاسْتَخْرَجَا قَلْبِي، فَشَقَّاهُ، فَأَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَتَيْنِ سَوْدَاوَيْنِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: ائْتِنِي بِمَاءِ ثَلْجٍ، فَغَسَلَا بِهِ جَوْفِي، ثُمَّ قَالَ: ائْتِنِي بِمَاءِ بَرَدٍ، فَغَسَلَا بِهِ جَوْفِي، ثُمَّ قال: ائتني بالسَّكينة، فذرها فِي قَلْبِي، ثُمَّ أَظُنُّهُ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: حُصَّهُ، فَحَاصَّهُ وَخَتَمَ عَلَيْهِ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: اجْعَلْهُ فِي كِفَّةٍ وَاجْعَلْ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِهِ فِي كِفَّةٍ؛ فَإِذَا أَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْأَلْفِ فَوْقِي أُشْفِقُ أَنْ يَخِرَّ عَلَيَّ بَعْضُهُمْ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: لَوْ أَنَّ أُمَّتَهُ وُزِنَتْ بِهِ؛ لَمَالَ بِهِمْ. ثُمَّ انْطَلَقَا وَتَرَكَانِي، وَفَرَقْتُ فَرَقًا شَدِيدًا، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى أُمِّي، فَأَخْبَرْتُهَا بِالَّذِي لَقِيتُ، فَأَشْفَقَتْ أَنْ يَكُونَ قَدِ الْتُبِسَ بِي، فَقَالَتْ: أُعِيذُكَ بِاللهِ، فَرَحَّلَتْ بَعِيرًا لَهَا، فَحَمَلَتْنِي عَلَى الرَّحْلِ وَرَكِبَتْ خَلْفِي، حَتَّى بَلَغْنَا إِلَى أُمِّي، فَقَالَتْ: قَدْ أَدَّيْتُ أَمَانَتِي وَذِمَّتِي، وَحَدَّثَتْهَا بِالْحَدِيثِ الَّذِي لَقِيتُ، فَلَمْ يَرُعْهَا ذَلِكَ وَقَالَتْ: إِنِّي رَأَيْتُ خَرَجَ مِنِّي نُورٌ أَضَاءَ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ»
__________
[إسناده لين، والحديث صحيح] .(1/457)
147 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، نَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي مُنِيبٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ [ص:461]: «بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ حَتَّى يُعْبَدَ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَنِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ؛ فَهُوَ مِنْهُمْ»
__________
[إسناده لين، والحديث حسن بشواهده] .(1/460)
148 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، عَنِ الْبَجَلِيِّ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لَمَّا مَاتَ حُمِلَ عَلَى السَّرِيرِ الَّذِي كَانَ يَنَامُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ سَرِيرُ عَائِشَةَ رض اللهُ عَنْهَا، مِنْ خَشَبَتَيْ سَاجٍ مَنْسُوجٌ بِاللِّيفِ، فَبِيعَ فِي مِيرَاثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ، فَاشْتَرَاهُ رَجُلٌ مِنْ مَوَالِي مُعَاوِيَةَ، فَجَعَلَهُ لِلنَّاسِ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ. وَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَدُفِنَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وَنَزَلَ فِي قَبْرِهِ عُمَرُ وَعُثْمَانُ وَطَلْحَةُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ
__________
[إسناده منقطع] .(1/462)
149 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا الْمُقْرِئُ، نَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص:468] سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ يَقُولُ: أَفْضَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ. وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الثَّالِثَ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ
__________
[صحيح متواتر عن علي] .(1/462)
150 - نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُنَادِي، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ، عَنْ سُوَيْدٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ؛ قَالَ: [ص:469] سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: أَلَا إِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بعد نبيها صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أبوبكر وَعُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا
[إسناده ضعيف، والأثر صحيح] .(1/468)
151 - نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو الْقَصَّارُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ [ص:471] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا نَفَعَنِي مَالٌ قَطُّ إِلَّا مَالُ أَبِي بَكْرٍ» رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَقَالَ: وَهَلْ نَفَعَنِي اللهُ إِلَّا بِكَ؟ !
__________
[إسناده صحيح] .(1/469)
152 - نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: مَا شَرِبَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَمْرًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَلَا فِي الْإِسْلَامِ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
__________
[إسناده منقطع] .(1/471)
153 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: مَاتَ فُلَانٌ أَصَحُّ مَا كَانَ. فَقَالَ: أَوَ صَحِيحٌ مَنْ كَانَ الْمَوْتُ فِي عُنُقِهِ؟ !(1/472)
154 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، عَنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: قَالَ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ: إِذَا أنا نِمْتُ ثُمَّ اسْتَيْقَظْتُ، [ثُمَّ نِمْتُ] ؛ فَلَا نَامَتْ عَيْنَايَ، وَعَلَى الْمَاءِ الْبَارِدِ السَّلَامُ بِالنَّهَارِ.(1/472)
155 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أحمد بن أبي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ: أَهْلُ اللَّيْلِ فِي لَيْلِهِمْ أَلَذُّ مِنْ أَهْلِ اللهْوِ فِي لَهْوِهِمْ، وَلَوْلَا اللَّيْلُ مَا أَحْبَبْتُ الْبَقَاءَ.(1/473)
155 - / م - أَنْشَدَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ:
(وَمَا الْعَيْشُ إِلَّا فِي الْخُمُولِ مَعَ الْغِنَى ... وَعَافِيَةٍ تَغْدُو بِهَا وَتَرُوحُ)(1/473)
156 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص:474] رَأَيْتُ أَعْرَابِيًّا عِنْدَ الْمُلْتَزَمِ، فَقَالَ: اللهُمَ! إِنَّ لَكَ عَلَيَّ حُقُوقًا؛ فَتَصَدَّقْ بِهَا عَلَيَّ، وَلِلنَّاسِ عَلَيَّ تَبِعَاتٌ؛ فَتَحَمَّلْهَا عَنِّي، وَقَدْ أَوْجَبْتَ لِكُلِّ ضَيْفٍ قِرًى وَأَنَا ضَيْفُكَ؛ فَاجْعَلْ قِرَايَ اللَّيْلَةَ الْجَنَّةَ.(1/473)
156 - / م - قَالَ: وَسَمِعْتُ آخَرَ يَقُولُ: اللهُمَّ! إِلَيْكَ خَرَجْتُ وَمَا عِنْدَكَ طَلَبْتُ؛ فَلَا تَحْرِمْنِي خَيْرَ مَا عِنْدَكَ بِشَرِّ مَا عِنْدِي، اللهُمَّ! وَإِنْ كُنْتَ لَمْ تَرْحَمْنِي وَتَرْحَمْ تَعَبِي وَنَصَبِي؛ فَلَا تَحْرِمْنِي أَجْرَ الْمُصَابِ عَلَى مُصِيبَتِهِ.(1/474)
157 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نَا الْحُمَيْدِيُّ، نَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عِمَارَةَ بْنِ زَاذَانَ؛ قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ: [ص:475] يَا بُنَيَّ! لَيْسَ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْ أَحَدٍ؛ إِلَّا بِالْعَافِيَةِ، وَلَوْ كَانَتْ لِلذُّنُوبِ رِيحٌ مَا جَلَسَ أَحَدٌ إِلَيْنَا.(1/474)
158 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَرْوَزِيُّ، نَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ ابْنِ حَمِيدٍ الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص:476] كَانَ يُقَالُ: مَنْ قَلَّمَ أَظْفَارَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، أَخْرَجَ اللهُ تَعَالَى مِنْهُ دَاءً وَأَدْخَلَ فِيهِ شِفَاءً
__________
[إسناده ضعيف] .(1/475)
159 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى هَارُونَ الرَّشِيدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَهُوَ يُقَلِّمُ أَظْفَارَهُ، فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: أَخْذُ الْأَظْفَارِ يَوْمَ الْخَمِيسِ مِنَ السُّنَّةِ، وَبَلَغَنِي أَنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَنْفِي الْفَقْرَ. فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! وَتَخْشَى أَنْتَ أَيْضًا الْفَقْرَ؟ ! فَقَالَ: يَا أَصْمَعِيُّ! وَهَلْ أَحَدٌ أَخْشَى لِلْفَقْرِ مِنِّي؟ !
[ص:477] آخر الجزء الأول يتلوه الثاني إن شاء الله تعالى. والحمد لله وحده، وصلواته على محمد وآله وصحبه وسلم.(1/476)
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثاني
من كتاب «المجالسة وجواهر العلم»
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أخبرنا الشيخ أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي في كتابهما؛ قالا: أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفرّاء الموصلي؛ قال: قال البوصيري: قراءةً عليه وأنا أسمع، وقال ابن حمد: أجازني؛ قال: أنا الشيخ أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل بن الضرّاب الغساني سنة ست وخمسين وأربع مئة، أنا أبي أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن محمد بن مروان بن الغمر الغساني الضرّاب قراءةً عليه في منزله؛ قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد بن مالك الدينوري المالكي القاضي قراءةً عليه وأنا أسمع:(2/11)
160 - نَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ، نَا النُّفَيْلِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا تَقُولُ: [ص:13] لَمَّا أَرَادُوا غَسْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا: وَاللهِ، مَا نَدْرِي كَيْفَ نُغَسِّلُهُ؛ أَنُجَرِّدُهُ مِنْ ثِيَابِهِ كَمَا نُجَرِّدُ مَوْتَانَا، أَمْ نُغَسِّلُهُ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ؟ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ أَلْقَى الله عَلَيْهِمُ النَّوْمَ حَتَّى مَا مِنْهُمْ مِنْ رَجُلٍ إِلَّا وَذَقْنُهُ فِي صَدْرِهِ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ مُكَلِّمٌ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ لَا يَدْرُونَ مَنْ هُوَ: اغسلوا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليه ثيابه فقاموا إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَسَّلُوهُ وَعَلَيْهِ قَمِيصُهُ، يَصُبُّونَ الْمَاءَ مِنْ فَوْقِ الْقَمِيصِ وَيُدَلِّكُونَهُ بِالْقَمِيصِ دُونَ أَيْدِيهِمْ، وَكَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا تَقُولُ: لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ؛ مَا غَسَّلَهُ إِلَّا نِسَاؤُهُ
__________
[إسناده حسن] .(2/11)
161 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا أَبِي وَسَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ؛ قَالَ: [ص:14] أَخَذَ أَهْلُ مَكَّةَ الصَّلَاةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَأَخَذَهَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ، وَأَخَذَهَا عَطَاءٌ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَخَذَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَأَخَذَهَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخَذَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَأَخَذَهَا جِبْرِيلُ عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.(2/13)
162 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ؛ قَالَ: [ص:16] لَمَّا كَانَ فَتْحُ مَكَّةَ أُتِيَ بِأَبِي قُحَافَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَأَنَّ رَأْسَهُ ثُغَامَةٌ بَيْضَاءُ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلَّا أَقْرَرْتُمُ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى كُنَّا نَأْتِيهِ» تَكْرُمَةً لِأَبِي بَكْرٍ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُغَيِّرُوا شَعْرَهُ، وَبَايَعَهُ، وَأَتَى الْمَدِينَةَ وَبَقِيَ حَتَّى أَدْرَكَ خِلَافَةَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَمَاتَ أَبُو بَكْرٍ قَبْلَهُ؛ فَوَرِثَهُ أَبُو قُحَافَةَ السُّدُسَ، فَرَدَّهُ عَلَى وَلَدِ أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَلَهُ يَوْمَ قُبِضَ سَبْعٌ وَتِسْعُونَ سَنَةً، وَأُمُّ أَبِي بَكْرٍ سَلْمَى ابْنَةُ صَخْرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ، وَهِيَ بِنْتُ عَمِّ أَبِي قُحَافَةَ، وَتُكَنَّى أُمُّ الْخَيْرِ
__________
[إسناده ضعيف لإرساله] .(2/14)
163 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ؛ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَصَفَتْهُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَقَالَتْ: [ص:18] كَانَ أَبْيَضَ نَحِيفًا، خَفِيفَ الْعَارِضَيْنِ، أَجْنَأَ، لَا يَسْتَمْسِكُ إِزَارَهُ، يَسْتَرْخِي عَنْ حِقْوَيْهِ، مَقْرُونَ الْحَاجِبِ، غَائِرَ الْعَيْنَيْنِ، نَاتِئَ الْجَبْهَةِ، عَارِيَ الْأَشَاجِعِ، مَعْرُوقَ الْوَجْهِ، وَكَانَ يُخَضِّبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ؛ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ.(2/16)
164 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، نَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: [ص:20] تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِتِسْعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سنة ثلاثة عَشْرَةَ، وَكَانَتْ وِلَايَتُهُ سَنَتَيْنِ وَثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ، وَكَانَ أَوْصَى أَنْ تُغَسِّلَهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ؛ امْرَأَتُهُ، فَلَمَّا مَاتَ حُمِلَ عَلَى السَّرِيرِ الَّذِي كَانَ يَنَامُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَدُفِنَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا مَعَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكان قَالَ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: انْظُرِي يَا بُنَيَّةُ! فَمَا زَادَ مِنْ مَالِ أَبِي بَكْرٍ مُذْ وُلِّينَا هَذَا الْأَمْرَ فَرُدِّيهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ؛ فَوَاللهِ مَا نِلْنَا مِنْ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مَا أَكَلْنَا فِي بُطُونِنَا مِنْ جَرِيشِ طَعَامِهِمْ، وَلَبِسْنَا عَلَى ظُهُورِنَا مِنْ أَخْشَنِ ثِيَابِهِمْ. فَنَظَرْتُ؛ فَإِذَا بَكْرٌ وَجَرَّدَ قَطِيفَةً لَا تُسَاوِي خَمْسَةَ دَرَاهِمَ وَحَبَشِيَّةً، فَلَمَّا جَاءَ بِهَا الرَّسُولُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَتَسْلِبُ هَذَا وَلَدَ أَبِي بَكْرٍ؟ . فَقَالَ عُمَرُ: كَلَّا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ! لَا يَتَأَثَّمُ بِهَا أَبُو بَكْرٍ فِي حَيَاتِهِ وَأَتَحَمَّلُهَا بَعْدَ مَوْتِهِ، رَحِمَ اللهُ أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ كَلَّفَ مَنْ بَعْدَهُ تَعَبًا طَوِيلًا.(2/18)
165 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ، نَا شُبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ لَهُ [ص:23]: «إِنْ يُطِعِ النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَرْشُدُوا»
__________
[إسناده صحيح] .(2/21)
166 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: [ص:24] أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَعْتَقَ سَبْعَةً كُلُّهُمْ يُعَذَّبُ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: بِلَالٌ، وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، وَزِنِّيرَةُ، وَأُمُّ عُبَيْسٍ، وَجَارِيَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْمُؤَمَّلِ، وَالنَّهْدِيَّةُ، وَابْنَتُهَا
__________
[إسناده ضعيف] .(2/23)
167 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، نَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ؛ قَالَ: [ص:25] مَكْتُوبٌ فِي الْكِتَابِ الْأَوَّلِ: مَثَلُ أَبِي بَكْرٍ مَثَلُ الْقَطْرِ حَيْثُ وَقَعَ نَفَعَ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/24)
168 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبُو عُبَيْدٍ، نَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ أَنَّهُ خَطَبَ النَّاسَ بِعَرَفَاتٍ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ أَنْضَيْتُمُ الظَّهْرَ، وَأَرْمَلْتُمُ النِّسْوَانَ، وَلَيْسَ السَّابِقُ مَنْ سَبَقَ بَعِيرُهُ أَوْ فَرَسُهُ، وَلَكِنَّ السَّابِقَ مَنْ غُفِرَ لَهُ.(2/25)
169 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ النِّبَاجِيُّ: قُلْتُ لِرَاهِبٍ؛ يَا رَاهِبُ! مَتَى عِيدُ هَذَا الدِّينُ؟ فَقَالَ: يَوْمَ يُغْفَرُ لِأَهْلِهِ.(2/26)
170 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيِّ وَهُوَ يَبْكِي، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ لِي: يَا أَحْمَدُ! إِنَّهُ إِذَا جَنَّ اللَّيْلُ، وَهَدَأَتِ الْعُيُونُ، وَأَنِسَ كُلُّ خَلِيلٍ بِخَلِيلِهِ، وَافْتَرَشَ أَهْلُ الْمَحَبَّةِ أَقْدَامُهُمْ، وَجَرَتْ دُمُوعُهُمْ عَلَى خُدُودِهِمْ؛ أَشْرَفَ عَلَيْهِمُ الْجَلِيلُ، فَقَالَ: مَا هَذَا الْبُكَاءُ الَّذِي [ص:27] أَرَاهُ مِنْكُمْ؟ هَلْ أَخْبَرَكُمْ أَحَدٌ أَنَّ حَبِيبًا يُعَذِّبُ أَحِبَّاءَهُ؟ أَمْ كَيْفَ أُبَيِّتُ قَوْمًا وَعِنْدَ الْبَيَاتِ أَجِدُهُمْ وُقُوفًا يَتَمَلَّقُونِي؟ فَبِي حَلَفْتُ أَنِّي أَكْشِفُ عَنْ وَجْهِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَنْظُرُوا إِلَيَّ.(2/26)
171 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَائِهِ: هَبْ لِي مِنْ قَلْبِكَ الْخُشُوعَ، وَمِنْ بَدَنِكَ الْخُضُوعَ، وَمِنْ عَيْنَيْكَ الدُّمُوعَ، وَادْعُنِي؛ فَإِنِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ
__________
[إسناده واهٍ جداً] .(2/27)
172 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، نَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدَةُ بْنُ هِلَالٍ: [ص:28] وَاللهِ! لَا تَشْهَدُ عَلَيَّ شَمْسٌ بِأَكْلٍ أَبَدًا، وَلَا يَشْهَدُ عَلَيَّ لَيْلٌ بِنَوْمٍ أَبَدًا؛ فَأَقْسَمَ عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُفْطِرَ الْفِطْرَ وَالْأَضْحَى.(2/27)
173 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الْأَزْدِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْبَغْدَادِيُّ؛ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ طَاهِرٍ وَهُوَ فِي سَكَرَاتِ الْمَوْتِ، فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْأَمِيرُ. فَقَالَ: لَا تُسَمِّنِي أَمِيرًا، وَسَمِّنِي أَسِيرًا، وَلَكِنِ اكْتُبْ عَنِّي بَيْتَيْنِ عَرَضَتْ بِقَلْبِي مَا أَرَاهُمَا إِلَّا آخِرَ بَيْتَيْنِ أَقُولُهُمَا، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ: (بَادِرْ فَقَدْ أَسْمَعَكَ الصَّوْتُ ... إِنْ لَمْ تُبَادِرْ فَهُوَ الْفَوْتُ)
(مَنْ لَمْ تَزُلْ نَعْمَتُهُ قَبْلَهُ ... زَالَ عَنِ النِّعْمَةِ بِالْمَوْتِ)(2/28)
174 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: اطَّلَعَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى قُلُوبِ الْآدَمِيِّينَ، فَلَمْ يَجِدْ قَلْبًا أَشَدَّ تَوَاضُعًا مِنْ قَلْبِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ فَخَصَّهُ بِالْكَلَامِ لِتَوَاضُعِهِ
__________
[إسناده واهٍ جداً] .(2/29)
175 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ الْهَمَذَانِيُّ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ يَقُولُ: عَجِبْتُ لِمَنْ تَحَمَّى مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ مُخَافَةَ الدَّاءِ كَيْفَ لَا يَحْتَمِي مِنَ الذُّنُوبِ مَخَافَةَ النَّارِ؟ !(2/29)
176 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ خَلَفٍ يَقُولُ: [ص:30] لَيْسَ الْخَائِفُ مَنْ بَكَى وَعَصَرَ عَيْنَيْهِ، وَلَكِنَّ الْخَائِفَ مَنْ تَرَكَ الْأَمْرَ الَّذِي يَخَافُ أَنْ يُعَذَّبَ عَلَيْهِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يَقُولُ: الْكَبَائِرُ أَرْبَعَةٌ، وَأَكْبَرُ الْكَبَائِرِ: الْإِيَاسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.(2/29)
177 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هارون البزَّاز؛ قال: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الْقَلَانِسِيُّ رَفِيقُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بن أدهم يَتَمَثَّلُ بِأَبْيَاتٍ مِنَ الشِّعْرِ:
(رَأَيْتُ الذُّنُوبَ تُمِيتُ الْقُلُوبَ ... وَيُتْبِعُهَا الذُّلَّ إِدْمَانُهَا [ص:31])
(وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ الْقُلُوبِ ... وَالْخَيْرُ لِلنَّفْسِ عِصْيَانهَا)
(وَهَلْ أَهْلَكَ الدِّينَ إِلَّا الْمُلُوكُ ... وَأَحْبَارُ سُوءٍ وَرُهْبَانُهَا)
(وَبَاعُوا النُّفُوسَ فَلَمْ يَزْرَعُوا ... وَلَمْ تَغْلُ بالبيع أَثْمَانُهَا)
(لَقَدْ وَقَعَ الْقَوْمُ فِي جِيفَةٍ ... يَبِينُ لِلْعاقل إِنْتَانُهَا)(2/30)
178 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ نُصَيْرٍ، نَا سَيَّارٌ، عَنْ جَعْفَرٍ؛ قَالَ: كُنْتُ إِذَا أَحْسَسْتُ مِنْ قَلْبِي قَسْوَةً أَتَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ نَظْرَةً؛ قَالَ: فَكُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ وَجْهَهُ رَأَيْتُ وَجْهَ ثَكْلَى؛ قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَخُوكَ مَنْ وَعَظَكَ بِرُؤْيَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَعِظَكَ بِكَلَامِهِ.(2/31)
179 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ الْهَمَذَانِيُّ، نا الحِناني، نَا عُتْبَةُ بْنُ الْوَلِيدِ؛ قَالَ: [ص:32] كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ تَقُولُ: سُبْحَانَكَ! مَا أَضْيَقَ الطَّرِيقَ عَلَى مَنْ لَمْ تَكُنْ أَنْتَ دَلِيلُهُ! وَمَا أَوْحَشَ الطَّرِيقَ عَلَى مَنْ لَمْ تَكُنْ أَنْتَ أَنِيسَهُ!(2/31)
180 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: قَالَ يُونُس النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: دُلَّنِي عَلَى أَعْبَدِ أَهْلِ الْأَرْضِ. قَالَ: فَدَلَّهُ عَلَى رَجُلٍ قَدْ قَطَعَ الْجُذَامُ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَذَهَبَ بِبَصَرِهِ، فَسَمِعَهُ يَقُولُ: إِلَهِي! مَتَّعْتَنِي مَا شِئْتَ أَنْتَ، وَسَلَبْتَنِي مَا شِئْتَ أَنْتَ، وَأَبْقَيْتَ لي فيك الأمل، يَا بَارُّ يَا وَصُولُ
__________
[إسناده واهٍ بمرةٍ] .(2/32)
181 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي! مَا يَزَالُ مَلَكٌ كَرِيمٌ يَصْعَدُ إِلَيَّ بِعَمَلٍ قَبِيحٍ، عَبْدِي! أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِالنِّعَمِ وَتَتَمَقَّتُ إِلَيَّ بِالْمَعَاصِي، عَبْدِي! خَيْرِي إِلَيْكَ نَازِلٌ وَشَرُّكَ إِلَيَّ صَاعِدٌ
__________
[إسناده واهٍ بمرة] .(2/33)
182 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، [حَدَّثَنَا دَاوُدُ] بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: قَالَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ مِنَ الْعُبَّادِ بِالْبَصْرَةِ، وَهُوَ يَبْكِي. فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: أَبْكِي عَلَى مَا فَرَّطْتُ مِنْ عُمْرِي، وَعَلَى يَوْمٍ مَضَى مِنْ أَجَلِي لَمْ يَتَبَيَّنْ فِيهِ عَمَلِي.(2/33)
183 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَرِّزٍ الْهَرَوِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ حَجَرٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ؛ قَالَ: قِيلَ لِلْأَعْمَشِ: مَا بَالُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ لَا يَشْبَعُونَ مِنَ الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: إِذَا أَخَذَ الرَّجُلُ اللُّقْمَةَ فَرَمَى بِهَا خَلْفَ ظَهْرِهِ فَمَتَى يَشْبَعُ.(2/34)
184 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النُّهَاوَنْدِيُّ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ. وحدثنا إسماعيل بن إسحاق، نا علي بن المديني، عن سفيان بن عيينة، عن ابن طاوس؛ قال: قَالَ أَبِي: يَا بُنَيَّ! إِذَا قَدِمْتَ مَكَّةَ؛ فَجَالِسْ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، فَإِنَّ أُذُنَهُ كَانَتْ قِمَعاً لِلْعُلَمَاءِ.(2/34)
185 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ؛ قَالَ: [ص:35] رَأَيْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ؛ فَرَأَيْتُهُ بَحْرًا لَا تُكَدِّرُهُ الدِّلَاءُ.(2/34)
186 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَحِمَهُمَا اللهُ: [ص:36] مَا السُّرُورُ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ: الْغَمَرَاتُ ثُمَّ يَنْجَلِينَ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/35)
187 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسُوحِيُّ، نَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ؛ قَالَ: [ص:37] لَمَّا احْتُضِرَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ صَبَاحٍ إِلَى النَّارِ. ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالْحَفَظَةِ. ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أُحِبُّ الْبَقَاءَ فِي الدُّنْيَا لِحَفْرِ الْأَنْهَارِ وَلَا لِغَرْسِ الْأَشْجَارِ، وَلَكِنِّي كُنْتُ أُحِبُّ الْبَقَاءَ لِمُكَابَدَةِ اللَّيْلِ وَظَمَأِ الْهَوَاجِرِ فِي الحرّ الشديد
__________
[إسناده ضعيف] .(2/36)
188 - حَدَّثَنَا زيد بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِحَبِيبٍ الْفَارِسِيِّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: مَا هَذَا الْجَزَعُ الَّذِي مَا كُنَّا نَعْرِفُهُ مِنْكَ؟ فَقَالَ: سَفَرِي بَعِيدٌ بِلَا زَادٍ، وَيَنْزِلُ بِي فِي حُفْرَةٍ مِنَ الْأَرْضِ مُوحِشَةٍ بِلَا مُؤْنِسٍ، وَأَقْدِمُ عَلَى مَلِكٍ جَبَّارٍ قَدْ قَدَّمَ إِلَيَّ الْعُذْرَ.(2/37)
189 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، نَا الْحِمَّانِيُّ، عَنِ الْمُحَارِبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: أَلَا نَدْعُو لَكَ طَبِيبًا؟ [ص:39] فَقَالَ: أَنْظِرُونِي حَتَّى أَتَفَكَّرَ. ثُمَّ تَفَكَّرَ، فَقَالَ: إن! (وَعَاداً وَثَمُوداً وَأَصْحَابَ الرَّسِ وَقُرُونًا بَيْنَ ذلك كثيراً) [الفرقان: 38] ، قَدْ كَانَتْ فِيهِمْ أَطِبَّاءُ؛ فَمَا أَرَى الْمُدَاوِيَ بَقِيَ وَلَا الْمُدَاوَى(2/38)
189 - / م - وَأَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ لِغَيْرِهِ:
(مَا أُنْزَلَ الْمَوْتَ حَقَّ مَنْزِلَتِهْ ... مَنْ عَدَّ يَوْمًا لَمْ يَأْتِ مِنْ أَجَلِهْ)(2/39)
190 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النُّهَاوَنْدِيُّ، نَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ؛ قَالَ: [ص:45] مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا وَفِي سُرَّتِهِ مِنْ تُرْبَةِ الْأَرْضِ الَّتِي يَمُوتُ فِيهَا
__________
[إسناده ضعيف، وهو حسن بمجموع طرقه] .(2/39)
190 - / م - وَأَنْشَدَ أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ لِغَيْرِهِ:
(وَعَظَتْكَ أَجْدَاثٌ صُمُتْ ... ونَعَتْكَ أزمنة خُفٌ تْ)
(وَتَكَلَّمَتْ عَنْ أَوْجُهٍ ... تَبْلَى وَعَنْ صُوَرٍ سُبُتْ)
(وَأَرَتْكَ قَبْرَكَ فِي الْقُبُورِ ... وَأَنْتَ حَيٌّ لَمْ تَمُتْ)(2/45)
191 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ كَانَ صَالِحٌ الْمُرِّيُّ يَقُولُ فِي قَصَصِهِ:
(مُؤَمِّلُ دُنْيَا لتَبقى لَهُ ... فَمَاتَ الْمُؤَمِّلُ قَبْلَ الْأَمَلْ)
(وَبَاتَ يُرْوِّي أُصولَ الْفَسِيلِ ... فَعَاشَ الْفَسِيلُ وَمَاتَ الرَّجُلْ)(2/46)
192 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِيُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَا لَكَ تَجُوعُ وَأَنْتَ عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ؟ قَالَ: أَخَافُ أَنْ أَشْبَعَ فَأَنْسَى الْجَائِعَ
__________
[إسناده واهٍ جداً] .(2/46)
193 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أبي أسامة التميمي، نَا عَبْدُ اللهِ بْنِ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ مَطَرٍ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: مَا زِلْنَا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
[إسناده ضعيف، والأثر صحيح بطرقه] .(2/47)
194 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، نَا الْوَاقِدِيُّ؛ قَالَ: [ص:48] كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَبْيَضَ، أَمْهَقَ، تَعْلُوهُ حُمْرَةٌ، وَكَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ، وَكَانَ يَعْمَلُ بِيَدَيْهِ جَمِيعًا وَكَانَ أَصْلَعَ، وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ شَدِيدَ الْبَيَاضِ، وَكَانَ يَأْكُلُ السَّمْنَ وَاللَّبَنَ، فَلَمَّا أَمْحَلَ الناس حرَّمهما عَلَى نَفْسِهِ، وَكَانَ عَامَ الرَّمَادَةِ، وَقَالَ: وَاللهِ! لَا آكُلْهُمَا حَتَّى يُخْصِبَ النَّاسُ، وَكَانَ يَأْكُلُ الزَّيْتَ حَتَّى تَغَيَّرَ لَوْنُهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.(2/47)
195 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، عَنِ ابْنِ فُلَيْح، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ: [ص:50] أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ يُدْعَى الْفَارُوقُ؛ لِأَنَّهُ فَرَّقَ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَأَعْلَنَ بِالْإِسْلَامِ وَالنَّاسُ يُخْفُونَهُ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ أَسْلَمَ عُمَرُ تِسْعَةً وَثَلَاثِينَ رَجُلًا وامرأة بمكة؛ فكلَّمهم عُمَرُ أَرْبَعِينَ رَجُلًا، وَأُمُّهُ حَنْتَمَةُ بِنْتُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيِّ.(2/48)
196 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، نَا شُعْبَةُ؛ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ: [ص:52] أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ أَرْوَحَ، كَأَنَّهُ رَاكِبٌ وَالنَّاسُ يَمْشُونَ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ بَنِي سَدُوسٍ، وَالْأَرْوَحُ الذي تَتَدانا قَدَمَاهُ إِذَا مَشَى، وَعَهِدَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَاسْتَخْلَفَهُ بَعْدَهُ، فَحَجَّ بِالنَّاسِ عَشْرَ سِنِينَ مُتَوَالِيَةٍ، ثُمَّ صَدَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَطَعَنَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ لِأَرْبَعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ [ص:53] وَعِشْرِينَ، وَمَكَثَ ثَلَاثًا ثُمَّ تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللهُ، وَصَلَّى عَلَيْهِ صُهَيْبٌ، وَقُبِرَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عنهما فِي حُجْرَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وَكَانَتْ وِلَايَتُهُ عَشْرَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ وَخَمْسَ لَيَالٍ، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ.(2/50)
197 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ؛ قَالَا: نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:56] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَرَأَيْتُ قَصْرًا مِنْ ذَهَبٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ فَقِيلَ: لِشَابٍّ مِنْ قُرَيْشٍ، ظَنَنْتُ أَنِّي هُوَ. فَقِيلَ لِي: هُوَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ» رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
__________
[إسناده حسن] .(2/53)
198 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمِنْقَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، عَنْ جَهْمِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص:68]: «إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ»
__________
[إسناده ضعيف جداً، وهو حسن بطرقه وشواهده] .(2/56)
199 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، نَا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:69] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ما من عبدٍ مؤمن يَخْرُجُ مِنْ عَيْنَيْهِ دُمُوعٌ وَإِنْ كَانَ مِثْلَ رَأْسِ الذُّبَابِ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، ثُمَّ يُصِيبُ شَيْئًا مِنْ حُرِّ وَجْهِهِ؛ إِلَّا حَرَّمَهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى النَّارِ»
__________
[إسناده ضعيف] .(2/68)
200 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا أَبُو عُمَرُ الضَّرِيرُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَصَمِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ فَرْقَدًا السَّبَخِيَّ يَقُولُ: بَلَغَنَا أَنَّ الْأَعْمَالَ كُلَّهَا تُوزَنُ إِلَّا الدَّمْعَةَ تَخْرُجُ مِنْ عَيْنِ الْعَبْدِ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ تَعَالَى؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهَا وَزْنٌ وَلَا قَدْرٌ، وَإِنَّهُ لَيُطْفَئُ بِالدَّمْعَةِ [ص:70] الْوَاحِدَةِ الْبُحُورَ مِنَ النَّارِ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/69)
201 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نَا مُعَلَّى الْوَرَّاقُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى جَارٍ لِي أَعُودُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَيْ فُلَانُ! عَاهِدِ اللهَ أَنْ تَتُوبَ؛ فَعَسَى أَنْ يَشْفِيَكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ. فَقَالَ لِي: هَيْهَاتَ يَا أَبَا يَحْيَى! أَنَا مَيِّتٌ، ذَهَبْتُ أُعَاهِدُ كَمَا كُنْتُ أُعَاهِدُ أَبَدًا، فَسَمِعْتُ قَائِلًا مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ يَقُولُ: عَاهَدْتَنَا مِرَارًا، فَوَجَدْنَاكَ كَذَّابًا.(2/70)
202 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ؛ قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ. إِنَّمَا طَلَبَ الْعَابِدُونَ بِطُولِ النَّصَبِ دَوَامَ الرَّاحَةِ، وَطَلَبَ الزَّاهِدُونَ بِطُولِ الزُّهْدِ طُولَ الْغِنَى.(2/70)
203 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّبَعِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: [ص:71] مَنْ قَالَ إِذَا أصبح: بسم اللهِ الْعَلِيِّ الْأَعْلَى الَّذِي لَا وَلَدَ لَهُ وَلَا وَالِدَ، ولا صاحبة ولا شريك، أشهد أَنَّ نُوحًا رَسُولُ اللهِ، وَأَنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلُ اللهِ، وَأَنَّ مُوسَى نَجِيُّ اللهِ، وَأَنَّ دَاوُدَ خَلِيفَةُ اللهِ، وَأَنَّ عِيسَى رُوحُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ؛ لَمْ تَلْسَعْهُ حَيَّةٌ وَلَا عَقْرَبٌ، وَلَمْ يَخَفْ مِنْ سُلْطَانٍ وَلَا شَيْطَانٍ وَلَا كَاهِنٍ وَلَا سَاحِرٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِذَا قَالَهَا إِذَا أَمْسَى؛ لَمْ يَخَفْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ، قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: فَفَاتَنِي يَوْمًا فَحُبِسْتُ أَيَّامًا.(2/70)
204 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَخُو خَطَّابٍ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ الرَّاعِي - وَكَانَ يَرْعَى الْغَنَمَ لِمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُيَيْنَةَ -؛ قَالَ: [ص:72] كَانَ الْغَنَمُ وَالْأَسَدُ وَالْوَحْشُ تَرْعَى فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي مَوْضِعٍ وَاحَدٍ، فَعَرَضَ لِشَاةٍ مِنْهَا ذئبٌ. فقال: فقلت: إن لِلَّهِ، مَا أَرَى الرَّجُلَ الصَّالِحَ إِلَّا وَقَدْ هَلَكَ. قَالَ: فَحَسَبْنَا؛ فَوَجَدْنَاهُ قَدْ هَلَكَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ.(2/71)
205 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، نَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وجد عندها رزقا} [آل عمران: 37] ؛ قَالَ: فَاكِهَةُ الشِّتَاءِ فِي الصَّيْفِ، وَفَاكِهَةُ الصَّيْفِ فِي الشِّتَاءِ، وَالرُّمَّانُ فِي غَيْرِ حِينِهِ.(2/72)
206 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْكَلَامِ يُضَاعَفُ مِثْلَ قَوْلِ الرَّجُلِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا شَيْءٌ أَقْطَعُ لِظَهْرِ إِبْلِيسَ مِنْ قَوْلِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ.(2/73)
207 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ الْهَمَذَانِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الْفَزَارِيَّ يَقُولُ: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: خَطَبَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: ابْنَ آدَمَ! اعْلَمْ أَنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِلَ بِكَ لَمْ يَزَلْ يُخْلِفُكَ وَيَتَخَطَّى إِلَى غَيْرِكَ مُذْ أَنْتَ فِي الدُّنْيَا، وَكَأَنَّهُ قَدْ تَخَطَّى غَيْرَكَ إِلَيْكَ وَقَصَدَكَ؛ فَخُذْ حِذْرَكَ وَاسْتَعِدَّ لَهُ، وَلَا تَغْفَلْ؛ فَإِنَّهُ لَا يَغْفَلُ عَنْكَ، وَاعْلَمِ ابْنَ آدَمَ إِنْ غَفِلْتَ عَنْ [ص:74] نَفْسِكَ وَلَمْ تَسْتَعِدَّ [لَهَا] ؛ لَمْ يَسْتَعِدَّ لَهَا غَيْرُكَ، وَلَا بُدَّ مِنْ لِقَاءِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَخُذْ لِنَفْسِكَ وَلَا تَكِلْهَا إِلَى غَيْرِكَ، وَالسَّلَامُ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/73)
208 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبِرْتِيُّ، نَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ قُدَامَةَ الضَّبِّيِّ عَنْ خَالِدِ بْنِ مِنْجَابٍ؛ قَالَ: قَالَ زِيَادُ بْنُ حُدَيْرٍ الْأَسَدِيُّ: [ص:75] لَمَّا اراد الْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ أَنْ يَعْبُرَ إِلَى أَهْلِ دَارِينَ الْبَحْرَ، عَبَرَ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ: يَا حَلِيمُ! يَا حَكِيمُ! يا علي! يَا عَلِيمُ! (قَالَهَا ثَلَاثًا) . فَعَبَرَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ الْبَحْرَ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/74)
209 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: قَالَ خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ: نَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ كُلَيْبٍ؛ قَالَ: [ص:76] كُنَّا مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ فِي سَفْرَةٍ، فَعَرَضَ لَنَا السَّبْعُ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: قُولُوا: اللهُمَّ احْرُسْنَا بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ، وَاحْفَظْنَا فِي كَنَفِكَ الَّذِي لَا يُرَامُ، وَارْحَمْنَا بِقُدْرَتِكَ عَلَيْنَا، وَلَا تُهْلِكْنَا، وَأَنْتَ رَجَاؤُنَا؛ يَا اللهُ يَا اللهُ. قَالَ: فَوَلَّى السَّبْعُ عَنَّا. قَالَ خَلَفٌ: فَأَنَا مُنْذُ سَمِعْتُ هَذَا أَدْعُو بِهِ عِنْدَ كُلِّ شِدَّةٍ وَكَرْبٍ؛ فَمَا رَأَيْتُ إِلَّا خَيْرًا.(2/75)
210 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ الْحَكَمُ بْنُ عُثْمَانَ: قَالَ الْمَنْصُورُ أَبُو جَعْفَرٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدَ مَوْتِهِ: اللهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي قَدِ ارْتَكَبْتُ مِنَ الْأُمُورِ الْعِظَامَ جُرْأَةً مِنِّي عَلَيْكَ، وَإِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي قَدْ أَطَعْتُكَ فِي أَحَبِّ الْأَشْيَاءِ إِلَيْكَ؛ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، مُخْلِصًا، مَناًّ مِنْكَ لَا مَنًّا عَلَيْكَ. قَالَ: ثُمَّ خَرَجَتْ نَفْسُهُ.(2/76)
211 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ الْكَرْمَانِيُّ، نَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [ص:78] لَا تُجْزِئُ صَلَاةٌ لَا يُقِيمُ الرَّجُلُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ
قَالَ عَبَّاسٌ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَمْ يَرْوِهِ إِلَّا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ
__________
[إسناده حسن] . قال عباس: هذا حديث غريب لم يروه إلا يحيى بن أبي بكير.(2/77)
212 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا أَبُو هِلَالٍ، نَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: [ص:81] أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ؛ فَقَالَ: «ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ النُّبُوَّةُ»
__________
[إسناده لين والحديث صحيح] .(2/78)
213 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، نَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ كَثِيرٍ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:82] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَاحِبُ الدَّيْنِ مَأْسُورٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَشْكُو إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وِحْدَتَهُ»
__________
[إسناده ضعيف] .(2/81)
214 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمُؤَدِّبُ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْخَفَّافُ، نَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: [ص:83] كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَلْبَسُ وَهُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ جُبَّةً مِنْ صُوفٍ مَرْقُوعَةً بَعْضُهَا بَأَدَمٍ، وَيَطُوفُ فِي الْأَسْوَاقِ عَلَى عَاتِقِهِ الدِّرَّةُ يُؤَدِّبُ النَّاسَ بِهَا، وَيَمُرُّ بِالنِّكْثِ وَالنَّوَى؛ فَيَلْتَقِطُهُ وَيُلْقِيهِ فِي مَنَازِلِ النَّاسِ لِيَنْتَفِعُوا بِذَلِكَ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/82)
215 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ سَلَمَةُ بْنُ هَزَّالٍ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: قَالَ مَالِكُ الدَّارِ: قَدِمَ بَرِيدُ مَلِكِ الرُّومِ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَاسْتَقْرَضَتِ امْرَأَةُ عُمَرَ دِينَارًا، فَاشْتَرَتْ بِهِ عِطْرًا، وَجَعَلَتْهُ فِي قَوَارِيرَ، وَبَعَثَتْ بِهِ مَعَ الْبَرِيدِ إِلَى امْرَأَةِ مَلِكِ الرُّومِ، فَلَمَّا أَتَاهَا؛ فَرَّغَتْهُنَّ وَمَلَأَتْهُنَّ جَوَاهِرَ، وقالت: اذهب به إِلَى امْرَأَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. فَلَمَّا أَتَاهَا [ص:84] فَرَّغَتْهُنَّ عَلَى الْبُسَاطِ، فَدَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَأَخْبَرَتْهُ بِالْخَبَرِ، فَأَخَذَ عُمَرُ الْجَوَاهِرَ، وَبَاعَهُ، وَدَفَعَ إِلَى امْرَأَتِهِ دِينَارًا، وَجَعَلَ مَا بَقِيَ مِنْ ذَلِكَ فِي بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْمَالِكِيُّ: مَالِكُ الدَّارِ هَذَا هُوَ مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، وَسُمِّيَ مَالِكُ الدَّارِ، لِأَنَّ عُمَرَ وَلَّاهُ دَارَ الصَّدَقَةِ
__________
[إسناده ضعيف] . قال أبو بكر المالكي: مالك الدار هذا هو مالك بن أوس بن الحدثان، وسمي مالك الدار؛ لأن عمر ولاه دار الصدقة.(2/83)
216 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ أَسْلَمَ: [ص:85] أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ طَافَ لَيْلَةً، فَإِذَا هُوَ بِامْرَأَةٍ فِي جَوْفِ دَارٍ لَهَا، وَحَوْلَهَا صِبْيَانٌ يَبْكُونَ، وَإِذَا قِدْرٌ عَلَى النَّارِ قَدْ مَلَأَتْهَا مَاءً، فَدَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنَ الْبَابِ، فَقَالَ لَهَا: يَا أَمَةَ اللهِ! أَيْشَ بُكَاءُ هَؤُلَاءِ الصِّبْيَانِ؟ فَقَالَتْ: بُكَاؤُهُمْ مِنَ الْجُوعِ. قَالَ: فَمَا هَذِهِ الْقِدْرُ الَّتِي عَلَى النَّارِ؟ فَقَالَتْ: قَدْ جَعَلْتُ فِيهَا مَاءً هُوَ ذَا أُعَلِّلُهُمْ بِهِ حَتَّى يَنَامُوا، وَأُوهِمُهُمْ أَنَّ فِيهَا شَيْئًا. فَجَلَسَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَبَكَى، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ إِلَى دَارِ الصَّدَقَةِ، وَأَخَذَ غِرَارَةً، وَجَعَلَ فِيهَا شَيْئًا مِنْ دَقِيقٍ وَسَمْنٍ وَشَحْمٍ وَتَمْرٍ وَثِيَابٍ وَدَرَاهِمَ حَتَّى مَلَأَ الْغِرَارَةَ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَسْلَمُ! احْمِلْ عَلَيَّ. قَالَ: فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَنَا أَحْمِلُهُ عَنْكَ. فَقَالَ لِي: لَا أُمَّ لَكَ يَا أَسْلَمُ، بَلْ أَنَا أَحْمِلُهُ لِأَنِّي أَنَا المسؤول عنه فِي الْآخِرَةِ. قَالَ: فَحَمَلَهُ عَلَى عُنُقِهِ حَتَّى أَتَى بِهِ مَنْزِلَ الْمَرْأَةِ، قَالَ: وَأَخَذَ الْقِدْرَ فَجَعَلَ فِيهَا دَقِيقًا وَشَيْئًا مِنْ شَحْمٍ وتمر، وجعل يحركه بيديه، وَيَنْفُخُ تَحْتَ الْقِدْرِ، قَالَ أَسْلَمُ: وَكَانَتْ لِحْيَتُهُ عَظِيمَةً، فَرَأَيْتُ الدُّخَانَ يَخْرُجُ مِنْ خَلَلِ لِحْيَتِهِ، حَتَّى طَبَخَ لَهُمْ، ثُمَّ جَعَلَ يَغْرِفُ بِيَدِهِ وَيُطْعِمُهُمْ حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ خَرَجَ وَرَبَضَ بِحِذَائِهِمْ كَأَنَّهُ سَبُعٌ، وَخِفْتُ مِنْهُ أَنْ أُكَلِّمَهُ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى [ص:86] لَعِبُوا وَضَحِكُوا الصِّبْيَانُ. ثُمَّ قَامَ، فَقَالَ: يَا أَسْلَمُ! تَدْرِي لِمَ ربضت بحذاهم؟ قُلْتُ: لَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: رَأَيْتُهُمْ يَبْكُونَ؛ فَكَرِهْتُ أَنْ أَذْهَبَ وَأَدَعَهُمْ حَتَّى أَرَاهُمْ يَضْحَكُونَ، فَلَمَّا ضَحِكُوا؛ طَابَتْ نَفْسِي
__________
[إسناده ضعيف] .(2/84)
217 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نَا الْمُقْرِئُ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، نَا حَيْوَةُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ [ص:90]: «لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ؛ لَكَانَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ» رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
__________
[إسناده حسن] .(2/86)
218 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ؛ قَالَ: وَجَدْنَا أَعْلَمَ النَّاسِ بِالْقَضَاءِ أَشَدَّهُمْ لَهُ كَرَاهِيَةً.(2/90)
219 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخَزَّازُ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ الْأَنْطَاكِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي اللهِ، ثُمَّ أَحْدَثَ حَدَثًا؛ فلم يُبْغِضْهُ عَلَيْهِ؛ فَلَمْ يُحِبَّهُ لِلَّهِ.(2/90)
220 - حَدَّثَنَا عُمَيْرُ بْنُ مِرْدَاسٍ، نَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: حَجَّ حُذَيْفَةُ بْنُ قَتَادَةَ الْمَرْعَشِيُّ مِنْ مَرْعَشٍ بَعَشَرَةِ دَرَاهِمَ، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا جَالَ فِي نَفْسِي شَيْءٌ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِلَّا تَرَكْتُهُ.(2/91)
221 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ مُهَاجِرٍ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي مَرْحُومٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ تَقُولُ: أَفْضَلُ الْعِلْمِ الْمَعْرِفَةِ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/91)
222 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، نَا أَبِي، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: [ص:92] خَرَجَ أَهْلُ الدُّنْيَا مِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ يَذُوقُوا أَطْيَبَ شَيْءٍ فِيهَا، قَالُوا: وَمَا هُوَ يَا أَبَا يَحْيَى؟ قَالَ: مَعْرِفَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.(2/91)
223 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمِصِّيصِيُّ، نَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَعْوَرُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يهد قلبه} [التغابن: 11] ؛ قَالَ: مَنْ أَصَابَ مِنَ الْإِيمَانِ مَا يَعْرِفُ بِهِ رَبَّهُ؛ فَهُوَ مُهْتَدِ الْقَلْبِ.(2/92)
224 - حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْحَدَّادُ إِمَامُ مَسْجِدِ طَرَسُوسَ، نَا إِسْحَاقُ بن إبراهيم القاري؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَا أَرَادُوا بِالْخَلْوَةِ وَالْعُزْلَةِ؟ قَالَ: لِيَسْتَدْعُوا بِذَلِكَ دَوَامَ الْفِكْرَةِ، وَتَثْبُتُ فِي قُلُوبِهِمْ لِيَحْيَوْا حَيَاةً طَيِّبَةً، وَيَذُوقُوا لَذَاذَةَ حلاوة الْمَعْرِفَةِ.(2/92)
225 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: نَا يَحْيَى بْنُ ضُرَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات: 56] ؛ قَالَ: لِيَعْرِفُونِ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(2/93)
225 - / م - قَالَ يَحْيَى بْنُ ضُرَيْسٍ: [ص:94] وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: إِنَّ النَّاسَ سَمِعُوا بِاللهِ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ. قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ: إِنَّمَا لَكَ مِنْ عُمْرِكَ مَا أَطَعْتَ اللهَ فِيهِ، فَأَمَّا مَا عَصَيْتَهُ لَا تَعُدَّهُ عُمْرًا.(2/93)
226 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ النَّضْرِ، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: سمعت أبا سليمان الداراني يَقُولُ: إِنَّمَا رَجَعَ الْقَوْمُ مِنَ الطَّرِيقِ قَبْلَ الْوُصُولِ، وَلَوْ وَصَلُوا إِلَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَا رَجَعُوا.(2/94)
227 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ، نَا الْحِمَّانِيُّ، ذَكَرَهُ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ شُمَيْطٍ الْعَجْلَانِيِّ، عَنِ الْفَضْلِ الرَّقَاشِيِّ؛ قَالَ: وَجَدْتُ عِلْمَ النَّاسِ فِي أَرْبَعٍ: أَوَّلُهُ: أَنْ تَعْرِفَ رَبَّكَ، وَالثَّانِي: أَنْ تَعْرِفَ مَا يَصْنَعُ بِكَ، وَالثَّالِثُ: أَنْ تَعْرِفَ مَا أَرَادَ مِنْكَ، وَالرَّابِعُ: أَنْ تَعْرِفَ مَا مَخْرَجُكَ مِنْ ذُنُوبِكَ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(2/94)
228 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله، نا عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، نَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو مُعَاذٍ: بَلَغَنِي أَنَّ أَوَّلَ مَا عُرِفَ مِنْ حِكْمَةِ لُقْمَانَ الْحَكِيمِ أَنَّهُ لَمَّا سُبِيَ خَرَجَ مِنَ السَّفِينَةِ، فَجَاءَهُ مَوْلَاهُ، فَدَفَعَ فِي صَدْرِهِ وَقَالَ: إِنِّي أَرَاكَ عَبْدَ سُوءٍ. فَقَالَ لُقْمَانُ: إِنَّ الْعَبْدَ السيء لَا يَعْرِفُ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.(2/95)
229 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْهَاشِمِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ الْقَاضِي يَقُولُ:
(إِنْ كُنْتَ تَفْهَمُ مَا أَقُولُ وَتَعْقِلُ ... فَارْحَلْ بِنَفْسِكَ قَبْلَ أَنْ بِكَ يُرْحَلُ)
(وَدَعِ التَّشَاغُلَ بِالذُّنُوبِ وَخَلِّهَا ... حَتَّى مَتَى وَإِلَى مَتَى تَتَعَلَّلُ)
(أَنْسَاكَ جَانِبَ حِلْمِهِ فَعَصَيْتَهُ ... إِذْ لَمْ يَخَفْ فَوْتاً عَلَيْكَ فَيُعَجِّلُ)(2/95)
230 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الدَّيْنَوَرِيُّ؛ قَالَ: [ص:96] أَنْشَدَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ:
(رُبَّ قَوْمٍ غَبَرُوا مِنْ عَيْشِهِمْ ... فِي نَعِيمٍ وَسُرُورٍ وَغَدَقْ)
(سَكَتَ الدَّهْرُ زَمَانًا عَنْهُمُ ... ثُمَّ أَبْكَاهُمْ دَمًا حِينَ نَطَقْ)(2/95)
230 - / م - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ النَّيْسَابُورِيُّ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمَهْدِيِّ:
(بِاللهِ رَبِّكَ كَمْ بَيْتٍ مَرَرْتَ بِهِ ... قَدْ كَانَ يُعَمَّرُ بِاللَّذَّاتِ وَالطَّرَبِ)
(طَارَتْ عُقَابُ الْمَنَايَا فِي سَقَائِفِهِ ... فَصَارَ مِنْ بَعْدِهَا لِلْوَيْلِ وَالْحَرْبِ)(2/96)
231 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يونس الشِّيعِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ يَقُولُ: لَزِمْتُ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ عِشْرِينَ سَنَةً؛ فَكَانَ يُنْشِدُنِي فِي كُلِّ يَوْمٍ [ص:97] بَيْتَيْنِ، أَحَدُهُمَا:
(إِذَا كُنْتَ لَا تَدْرِي وَلَمْ تَكُ بالذي ... تُسَائِلُ مَنْ يَدْرِي فَكَيْفَ إِذًا تدري)
والآخر:
(وإن امرءاً فِي حَوْمَةِ الْمَوْتِ عُمْرُهُ ... وَإِنْ كَانَ أَمْسَى سَالِمًا لَعَلِيلُ)(2/96)
232 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ، نَا أَبِي، نَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ؛ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الخليل بن أحمد؛ إذا دَخَلَ عَلَيْهِ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِهِ، فَقَالَ [ص:98] لَهُ: لَوِ اشْتَغَلْتَ بِمَعَاشِكَ كَانَ أَعْوَدَ عَلَيْكَ مِنْ هَذَا، فَأَنْشَأَ الْخَلِيلُ يَقُولُ:
(لَوْ كُنْتَ تَعْقِلُ مَا أَقُولُ عَذَرْتَنِي ... أَوْ كُنْتُ أَعْقِلُ مَا تَقُولُ عَذَلْتُكَا)
(لَكِنْ جَهِلْتَ مَقَالَتِي فَعَذَلْتَنِي ... وَعَلِمْتُ أَنَّكَ جَاهِلٌ فَعَذَرْتُكَا)
ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا؛ فَقَالَ: الرِّجَالُ أَرْبَعَةٌ: رَجُلٌ يَدْرِي وَلَا يَدْرِي أَنَّهُ يَدْرِي، فَذَاكَ غَافِلٌ فَنَبِّهُوهُ، وَرَجُلٌ يَدْرِي وَيَدْرِي أَنَّهُ يَدْرِي؛ فَذَاكَ عَاقِلٌ فَاعْرِفُوهُ، وَرَجُلٌ لَا يَدْرِي وَيَدْرِي أَنَّهُ لَا يَدْرِي؛ فَذَاكَ جَاهِلٌ فَعَلِّمُوهُ، وَرَجُلٌ لَا يَدْرِي وَلَا يَدْرِي أَنَّهُ لَا يَدْرِي، فَذَاكَ مَائِقٌ فَاحْذَرُوهُ.(2/97)
233 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْأَحْوَصِ: لَا تَسُبُّوا أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَإِنَّهُمْ أَسْلَمُوا خَوْفًا مِنَ اللهِ، وَأَنْتُمْ أَسْلَمْتُمْ خَوْفًا مِنْ سُيُوفِهِمْ؛ فَانْظُرُوا كَمْ بَيْنَ الْأَمْرَيْنِ؟ !(2/98)
234 - حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ، نَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ ابن هُبيرة عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ [ص:101] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا اسْتَرْعَى الله عَبْدًا رَعِيَّةً فَلَمْ يُحِطْهَا بِنَصِيحَةٍ؛ إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ»
__________
[إسناده ضعيف والحديث صحيح] .(2/99)
235 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الْآجُرِّيُّ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ، نَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: [ص:103] لَمْ يَكُنْ شَخْصٌ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانُوا إِذَا رَأَوْهُ لَمْ يَقُومُوا لَهُ لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ كَرَاهِيَتِهِ
__________
[إسناده رجاله ثقات وهو صحيح بطرقه] .(2/101)
236 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ، نَا الْحِمَّانِيُّ، نَا سَلْمُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ نُوحِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: قِرَاءَتُكَ عَلَى الْعَالِمِ وَقِرَاءَتُهُ عَلَيْكَ سَوَاءٌ
__________
[إسناده هالك] .(2/103)
237 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ التَّمِيمِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ؛ قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كُنْيَتُهُ أَبَا عَمْرٍو
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(2/104)
238 - حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ بِمِثْلِ ذَلِكَ؛ وَزَادَ فِيهِ: [ص:105] وَأَبَا لَيْلَى، وَكَانَ أَبُو عُثْمَانَ عَفَّانُ خَرَجَ فِي تِجَارَةٍ إِلَى الشَّامِ؛ فَهَلَكَ هُنَاكَ، وَيُقَالُ: إنه قُتِلَ بِالْغُمَيْصَاءِ مَعَ الْفَاكِهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَأُمُّ عُثْمَانَ أَرْوَى ابْنَةُ كُرَيْزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَأُمُّهَا الْبَيْضَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؛ فَأُمُّ عُثْمَانَ بِنْتُ عَمَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(2/104)
239 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ: فَحَدَّثَنِي الْبَجَلِيُّ عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ؛ قَالَ: لَمْ يَكُنْ عُثْمَانُ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ، وَكَانَ حَسَنَ الْوَجْهِ، رَقِيقَ الْبَشْرَةِ، كَثِيرَ الشَّعْرِ، عَظِيمَ اللِّحْيَةِ، أَسْمَرَ اللَّوْنِ، وَكَانَ يَشُدُّ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ.(2/105)
240 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ وَزَادَ فِيهِ: [ص:109] وَكَانَ أَصْلَعَ، أَقْنَى، لَهُ جُمَّةٌ أَسْفَلُ مِنْ أُذُنَيْهِ، وَزَوَّجَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَتَيْهِ رُقَيَّةُ وَأُمُّ كُلْثُومٍ، وَهُوَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ، وَكَانَ هَاجَرَ إِلَى الْحَبَشَةِ وَمَعَهُ رُقَيَّةُ ابْنَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُمَا لَأَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى اللهِ بَعْدَ إِبْرَاهِيمَ وَلُوطٍ» ، ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَهُ هِجْرَتَانِ، وَاشْتَرَى بِئْرَ رُومَةَ بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يَزِيدُ فِي [ص:110] مَسْجِدِنَا؟» . فَاشْتَرَى عُثْمَانُ مَوْضِعَ خَمْسِ سَوَارِي؛ فَزَادَهُ فِي الْمَسْجِدِ. وَجَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ بِتِسْعِمِائَةٍ وَخَمْسِينَ بَعِيرًا، وَأَتَمَّهَا أَلْفًا بِخَمْسِينَ فَرَسًا، وَبُويِعَ عُثْمَانُ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سَبْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَقُتِلَ وَهُوَ ابْنُ ثِنْتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ.(2/105)
240 - / م - قَالَ أَبُو إسحاق إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيُّ: فَرَوَى ابْنُ إِسْحَاقَ أَنَّهُ قُتِلَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ، وَكَانَتْ وِلَايَتُهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سنة إلا اثنتا عَشْرَةَ لَيْلَةٍ.(2/110)
241 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ زُفَرَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: [ص:113] أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجِنَازَةِ رَجُلٍ، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا رَأَيْنَاكَ تَرَكْتَ الصَّلَاةَ عَلَى أَحَدٍ إِلَّا عَلَى هَذَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ كَانَ يُبْغِضُ عُثْمَانَ، أَبْغَضَهُ اللهُ»
__________
[إسناده واهٍ جداً] .(2/110)
242 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِمَارَةَ، عَنْ ثَابِتٍ؛ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ آلِ حَاطِبٍ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ [ص:114] فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنِّي آتِي الْمَدِينَةَ غَدًا، وَالنَّاسُ سَائِلِيَّ عَنْ عُثْمَانَ؛ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَخْبِرْهُمْ أَنَّ عُثْمَانَ كَانَ مِنَ الذين (وءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَءامنُوا ثُمِّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللهُ يُحِّبُ المُحْسِنينَ) [المائدة: 93]
__________
[صحيح] .(2/113)
243 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: لَوْ كَانَ قَتْلِ عُثْمَانَ هُدًى لَاحْتَلَبَتْ بِهِ الْأُمَّةُ لبناً، ولكنه كان ضلالاً فَاحْتَلَبَتْ بِهِ الْأُمَّةُ دَمًا.(2/114)
244 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: سُئِلَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا تَقُولُ فِي الْإِنْسَانِ؟ فَقَالَ: مَا أَقُولُ فِيمَنْ كَانَ أَبُوهُ أَصْلَهُ وَابْنُهُ فَرْعَهُ، فَمَا بَقَاءُ شَيْءٍ لَمْ يَبْقَ فَرْعُهُ وَمَاتَ أَصْلُهُ؟ !(2/115)
245 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قَالَ بُزْرُجَمْهِرُ الحكيم: [ص:116] احذورا صَوْلَةَ اللَّئِيمِ إِذَا شَبِعَ، وَصَوْلَةَ الْكَرِيمِ إِذَا جَاعَ.(2/115)
246 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا الرِّيَاشِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: سُئِلَ أَعْرَابِيٌّ، فَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ كِتْمَانُكَ السِّرَّ؟ فَقَالَ: أَنَا لَحْدُهَا.(2/116)
247 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ: عَجَبًا لِمَنْ يَنْقَطِعُ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا وَيَدَعُ أَنْ يَنْقَطِعَ إِلَى مَنْ له السماوات وَالْأَرْضُ.(2/116)
248 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ، نَا مُوسَى بْنُ طَرِيفٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَنْ أَعْبَدُكُمْ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ فَقِيلَ لَهُ: فُلَانٌ، مَا يُعْرَفُ فِينَا أَعْبَدُ مِنْهُ. فَقَالَ مُوسَى: وَأَيُّ شَيْءٍ بَلَغَ مِنْ عِبَادَتِهِ؟ [ص:117] قَالُوا: يَسْجُدُ فَلَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ حَتَّى تَجْرِي دُمُوعُهُ، فَتُنْصَبُ عَلَيْهَا الْأَشْجَارُ وَتُطْعَمُ الثِّمَارُ قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، فَأَتَاهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ سَاجِدٌ، وَهُوَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: يَا رَبِّ! اقْبِضْ رُوحِي فِي الْأَرْوَاحِ، وَأَهْمِلْ جَسَدِي فِي التُّرَابِ، وَاتْرُكْنِي مُهْمَلًا، لَا تَبْعَثْنِي إِلَى الْحِسَابِ، لَا لِي وَلَا عَلَيَّ.(2/116)
249 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسُوحِيُّ، نَا مُوسَى بْنُ طَرِيفٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً يَتَرَجَّحُونَ مِنْ خَوْفِ اللهِ مُنْذُ خَلَقَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، يَقُولُونَ: يَا رَبَّنَا! اغْفِرْ لَنَا مَا لَمْ يَبْلُغْنَا مِنْ عَظَمَتِكَ.(2/117)
250 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، ثَنَا أَبِي، نَا مُوسَى بْنُ طَرِيفٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: [ص:118] بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ الْمُسْلِمَ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَمْ يَقُلِ: اللهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ الْمُسْتَمِعَةِ الْمُسْتَجَابِ لَهَا، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَزَوِّجْنَا مِنَ الْحُورِ الْعِينِ؛ قُلْنَ حُورُ الْعِينِ: مَا كَانَ أَزْهَدَكَ فِينَا
__________
[إسناده ضعيف] .(2/117)
251 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: [ص:119] رَأَيْتُ حَمْزَةَ الزَّيَّاتَ فِي النَّوْمِ وَفِي يَدِهِ سُكُرُّجَةٌ فِيهَا خَرْدَلٌ، وَهُوَ يَلْعَقُ مِنْهُ كَأَنَّهُ شَبِيهٌ بِالْمُتَوَجِّعِ، قَالَ يُوسُفُ: فَأَوَّلْتُ ذَلِكَ: شِدَّةُ أَخْذِهِ عَلَى النَّاسِ وَدِرَايَتُهُ.(2/118)
252 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: مَا أَصَابَ إِبْلِيسُ مِنْ أَيُّوبَ عليه السلام شَيْئًا إِلَّا الْأَنِينَ فِي مَرَضِهِ.(2/119)
253 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ؛ قَالَ: [ص:120] لَمَّا مَرِضَ أَبِي وَاشْتَدَّ مَرَضُهُ مَا أَنَّ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: بَلَغَنِي عَنْ طَاوُسٍ أَنَّهُ قَالَ: أَنِينُ الْمَرِيضِ شَكْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَمَا أَنَّ حَتَّى مَاتَ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَلَمَّا أَنْ كَانَ قُرْبَ مَوْتِهِ بِيَوْمٍ، أَخْرَجَ مِنْ جَيْبِهِ صَرَيْرَةً فِيهَا مِقْدَارُ دِرْهَمَيْنِ فِضَّةً، فَقَالَ: كَفِّرُوا عَنِّي كَفَّارَةَ يَمِينٍ وَاحِدَةٍ؛ فَإِنِّي أَظُنُّ أَنِّي قَدْ حَنَثْتُ فِي دَهْرِي فِي يَمِينٍ وَاحِدَةٍ.(2/119)
254 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيَّ يَقُولُ: مَا كَذَبْتُ قَطُّ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً؛ فَإِنَّ أَبِي قَالَ لِي: قَرَأْتَ عَلَى [ص:121] الْمُعَلِّمِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وَمَا كُنْتُ قَرَأْتُ عَلَيْهِ.(2/120)
255 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَيْمُونٍ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: بَلَغَنِي عَنْ دَاوُدَ الطَّائِيِّ أَنَّهُ ما تكلم في شَيْءٍ عِشْرِينَ سَنَةً إِلَّا كَلِمَتَيْنِ، قَالَ مَرَّةً لِرَجُلٍ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ وَقَالَ لِآخَرَ: أَلَكَ وَالِدَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ: قَالَ: فَبِرَّهَا. قَالَ: ثُمَّ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللهَ. قَالَ: فَمَا سَمِعَ مِنْهُ غَيْرَهَا.(2/121)
256 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْآجُرِّيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مَعْرُوفًا الْكَرْخِيُّ يَقُولُ: كَلَامُ الرَّجُلِ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ مَقْتٌ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.(2/121)
257 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، نَا حَمَّادٌ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ؛ قَالَ: مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: ابْنَ آدَمَ! انْظُرْ مَا بخلتَ بِهِ إِلَى مَا صَارَ [رجاله ثقات] .(2/122)
258 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُلَاعِبٍ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ ثُمَّ أَخَذَتْهُ الْعَبْرَةُ، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ! إِنَّ أَهْلَهُ وَوَلَدَهُ وَعَشِيرَتَهُ قَدْ تبرؤوا مِنْهُ، وَقَدْ سَلَّمُوهُ إِلَيْكَ، اللهُمَّ! إِنَّهُ فَقِيرٌ إِلَى رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ غَنِيٌّ عَنْ عَذَابِهِ، اللهُمَّ! إِنَّهُ لَا يَجِدُ أَحَدًا يَرْحَمُهُ غَيْرَكَ وَأَنْتَ تَجِدُ غَيْرَهُ تُعَذِّبُهُ، اللهُمَّ! إِنَّ رَحْمَتَكَ وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، وَهَذَا شَيْءٌ، اللهُمَّ! إِنْ لَمْ يَسْتَحِقَّ أَنْ تَنَالَهُ رَحْمَتُكَ؛ فَإِنَّ رَحْمَتَكَ تَسْتَحِقُّ أَنْ تَنَالَهُ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/122)
259 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النُّهَاوَنْدِيُّ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ مَعْبَدٍ؛ قَالَ: [ص:123] ثَلَاثَةُ أَعْيُنٍ لَا تَمَسُّهَا النَّارُ: عَيْنٌ حَرَسَتْ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَعَيْنٌ سَهِرَتْ بِكِتَابِ اللهِ، وَعَيْنٌ بَكَتْ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ تَعَالَى.(2/122)
260 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْجَزَرِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ ضَمْرَةَ؛ قَالَ: [ص:124] قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللهُ لِبَعْضِ وَلَدِ الحسين بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ: لَا تَقِفْ عَلَى بَابِي سَاعَةً وَاحِدَةً إِلَّا سَاعَةَ تَعْلَمُ أَنِّي جَالِسٌ، فَيُؤْذَنُ لَكَ عَلَيَّ مِنْ سَاعَتِكَ؛ فَإِنِّي أَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ تَعَالَى أَنْ يَقِفَ عَلَى بَابِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَا يُؤْذَنُ لَهُ عَلَيَّ مِنْ سَاعَتِهِ.(2/123)
261 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ، نَا أَبِي، نا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ؛ قَالَ: قَذْفُ الْمُحْصَنَةِ يُحْبِطُ عَمَلَ سَبْعِينَ سَنَةً.(2/124)
262 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ التَّمِيمِيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ص:126] أَنَّهُ تَلَا: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} حَتَّى بَلَغَ: {أيكم أحسن عملا} [الملك: 1، 2] ، ثُمَّ قَالَ: «أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عقلاً، وأورع عَنْ مَحَارِمِ اللهِ، وَأَسْرَعُهُمْ فِي طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(2/125)
263 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الدُّورِيُّ، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، نَا شَيْبَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمَعْرُورِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص:127]: «لَقَدْ عَلِمْتُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ، وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ؛ رَجُلٌ يُؤْتَى بِهِ، فَيُعْرَضُ عَلَيْهِ سيئاته، وتُخَبَّىء عَلَيْهِ كَبَائِرُهُ، فَيُقَالُ لَهُ: أَتَذْكُرُ يَوْمَ عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. وَهُوَ مُشْفِقٌ مِنَ الْكَبَائِرِ أَنْ تُعْرَضَ عَلَيْهِ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ عَرْضِ السَّيِّئَاتِ؛ قِيلَ له: اذهب؛ فإن لك بِكُلِّ سَيِّئَةٍ حَسَنَةً. فَيَقُولُ: قَدْ كَانَتْ لِي ذُنُوبٌ لَا أَرَاهَا!» . قَالَ: فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ يَضْحَكُ حَتَّى تَبْدُوَ نَوَاجِذُهُ
__________
[صحيح] .(2/126)
264 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ؛ قَالَ: [ص:128] سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ: كَمْ كَانَ سِنُّ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَوْمَ قُتِلَ؟ قَالَ: ثَلَاثٌ وَسِتُّونَ. قُلْتُ: مَا كَانَتْ صِفَتُهُ؟ فَقَالَ: كَانَ آدَمَ شَدِيدَ الْأَدَمَةِ، عَظِيمَ الْبَطْنِ وَالْعَيْنَيْنِ، أَصْلَعَ إِلَى الْقَصْرِ مَا هُوَ، دَقِيقَ الذِّرَاعَيْنِ، لَمْ يُصَارِعْ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا صَرَعَهُ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(2/127)
265 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا الْبَجَلِيُّ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ؛ قَالَ: [ص:130] اخْتُلِفَ فِي قَتْلِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قُتِلَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ، وَدُفِنَ بِالْكُوفَةِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَدُفِنَ عِنْدَ مَسْجِدِ الْجَامِعِ فِي قَصْرِ الْإِمَارَةِ، وَكَانَتْ وِلَايَتُهُ خَمْسَ سِنِينَ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ، وَقُتِلَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ، وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَأَسْلَمَتْ قَدِيمًا، وَهِيَ أَوَّلُ هَاشِمِيَّةٍ وُلِدَتْ لِهَاشِمِيٍّ، وَهِيَ رَبَّتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَوْمَ مَاتَتْ صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهَا وَتَمَرَّغَ فِي قَبْرِهَا وَبَكَى، وَقَالَ: «جَزَاكِ اللهُ مِنْ أُمٍّ خَيْرًا؛ فَقَدْ كُنْتِ خَيْرَ أُمٍّ» ، وَوَلَدَتْ لِأَبِي طَالِبٍ عُقَيْلًا وَجَعْفَرًا وَعَلِيًّا وَأُمَّ هَانِئٍ - وَاسْمُهَا فَاخِتَةُ - وَجُمَانَةَ، وَكَانَ عُقَيْلٌ أَسَنَّ مِنْ جَعْفَرٍ بَعَشْرِ سِنِينَ، وَجَعْفَرٌ أَسَنَّ مِنْ عَلِيٍّ بَعَشْرِ سِنِينَ، وَجَعْفَرٌ هُوَ ذُو الْهِجْرَتَيْنِ وَذُو الْجَنَاحَيْنِ.(2/128)
266 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ؛ قَالَ: [ص:133] رَأَيْتُ عَلِيًّا أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، وَقَدْ روى عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.(2/130)
267 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ، نَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَطَوَانِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ الْإِيَادِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ [أَنَّهُ قَالَ [ص:136]] : «الْجَنَّةُ تَشْتَاقُ إِلَى ثَلَاثَةٍ: عَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَسَلْمَانَ»
__________
[إسناده ضعيف] .(2/133)
268 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: اشْتَرَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَمِيصًا بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ وَهُوَ خَلِيفَةٌ، وَقَطَعَ كُمَّهُ مِنْ مَوْضِعِ الرُّسْغَيْنِ، وَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَذَا مِنْ رِيَاشِهِ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/136)
269 - حَدَّثَنَا أحمد بن محمد الْأَنْطَاكِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَلِيمَةَ زَوْجَةَ الْهَيْثَمِ بْنِ جَمِيلٍ تَقُولُ: غَمَزْتُ رِجْلَ الْهَيْثَمِ بْنِ جَمِيلٍ عِنْدَ مَوْتِهِ، فَقَالَ: غَمِّزِي يَا سَلِيمَةُ؛ فَإِنَّهُمَا مَا مَشَيَا إِلَى حَرَامٍ قَطُّ.(2/137)
270 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ شَبِيبًا يَقُولُ: [ص:138] كُنَّا فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، فجاء أعرابي في ويوم صَائِفٍ شَدِيدِ الْحَرِّ وَمَعَهُ جَارِيَةٌ لَهُ سَوْدَاءُ، وَصَحِيفَةٌ، فَقَالَ: أَفِيكُمْ كَاتِبٌ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، وَحَضَرَ غَدَاؤُنَا، فَقُلْنَا له: لو أصبت طَعَامِنَا. فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. فَقُلْنَا: أَفِي هَذَا الْحَرِّ الشَّدِيدِ وَجَفَاءِ الْبَادِيَةِ تَصُومُ؟ ! فَقَالَ: إِنَّ الدُّنْيَا كَانَتْ وَلَمْ أَكُنْ فِيهَا، وَتَكُونُ وَلَا أَكُونُ فِيهَا، وَإِنِّمَا لِي مِنْهَا أَيَّامٌ قَلَائِلُ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَغْبِنَ أَيَّامِي. ثُمَّ نَبَذَ إِلَيْنَا الصَّحِيفَةَ، فَقَالَ: اكْتُبْ وَلَا تَزِيدَنَّ عَلَى مَا أَقُولُ لَكَ حَرْفًا: هَذَا مَا أَعْتَقَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُقَيْلٍ الْكِلَابِيُّ، أَعْتَقَ جَارِيَةً لَهُ سَوْدَاءَ يُقَالُ لَهَا: لُؤلُؤةُ. ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وَجَوَازِ الْعَقَبَةِ الْعُظْمَى؛ فَإِنَّهُ لَا سَبِيلَ لِي عَلَيْهَا إِلَّا سَبِيلَ الْوَلَاءِ، وَالْمِنَّةُ لله الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: فحدثت بها الرَّشِيدَ؛ فَأَمَرَ أَنْ يُشْتَرَى لَهُ أَلْفُ نَسَمَةٍ وَيُعْتَقُونَ، ويُكتب لهم هَذَا الْكِتَابُ.(2/137)
271 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لِأَبِي حَازِمٍ: [ص:139] مَا لَنَا نَكْرَهُ الْمَوْتَ؟ قَالَ: لِأَنَّكُمْ عَمَّرْتُمُ الدُّنْيَا وَخَرَّبْتُمُ الْآخِرَةَ؛ فَإِنَّكُمْ تَكْرَهُونَ أَنْ تُنْقَلُوا مِنَ الْعُمْرَانِ إِلَى الْخَرَابِ.(2/138)
272 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمُنَقِّرِيُّ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أُخْتِ بِلَالِ بْنِ مِرْدَاسِ بْنِ أُدَيَّةَ؛ قَالَتْ: رَأَيْتُ بِلَالًا فِي النَّوْمِ كَلْبًا تَذْرِفُ عَيْنَاهُ، فَقَالَ: إِنَّا حُوِّلْنَا بَعْدَكُمْ مِنْ كِلَابِ أَهْلِ النَّارِ.(2/139)
273 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَالَ حُمَيْدٌ الرُّؤَاسِيُّ: [ص:140] رَأَيْتُ الْكِسَائِيَّ فِي الْمَنَامِ، فَقُلْتُ: إِلَى مَاذَا صِرْتَ؟ قَالَ: إِلَى الْجَنَّةِ. قُلْتُ: بِأَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: رَحِمَنِي رَبِّي بِالْقُرْآنِ. قَالَ: فَأَنَا مُنْذُ رَأَيْتُ هَذِهِ الرُّؤْيَا أَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ وَأَدْعُو لَهُ.(2/139)
274 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن حبيب الهمذاني، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ؛ قَالَ: قَالَتِ امْرَأَةُ أَبِي حَازِمٍ لِأَبِي حَازِمٍ: هَذَا الشِّتَاءُ قَدْ هَجَمَ عَلَيْنَا وَلَا بُدَّ لَنَا مِنَ الثياب والطعام والحطب. فَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: مِنْ هَذَا كُلِّهِ بُدَّ، وَلَكِنْ لَا بُدَّ لَنَا مِنَ الْمَوْتِ ثُمَّ الْبَعْثِ ثُمَّ الْوُقُوفِ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ.(2/140)
275 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: [ص:141] قَالَ الْمَسِيحُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنَا الَّذِي كَفَأْتُ الدُّنْيَا عَلَى وَجْهِهَا؛ فَلَيْسَ لِي زَوْجَةٌ تَمُوتُ، وَلَا بَيْتٌ يَخْرُبُ
__________
[إسناده واهٍ جداً] .(2/140)
275 - / م - وَأَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا لِغَيْرِهِ:
(لَا تَبْكِ لِلدُّنْيَا وَلَا أَهْلِهَا ... وَابْكِ لِيَوْمٍ تَسْكُنُ الحافِرَةْ)
(وَابْكِ إِذَا أَصْبَحَ أَهْلُ الثَّرَى ... وَاجْتَمَعُوا فِي سَاحَةِ السَّاهرةْ [ص:142])
(وَيْلُكِ يَا دُنْيَا لَقَدْ قَصَّرْتِ ... آمَالَ مَنْ يَسْكُنُ الآخِرةْ)(2/141)
276 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: [ص:143] أَبْدَعُ بَيْتٍ قَالَتْهُ الْعَرَبُ بَيْتُ أَبِي ذُؤَيْبٍ: (النَّفْسُ رَاغِبَةٌ إِذَا رَغَّبْتَهَا ... وَإِذَا تُرَدُّ إِلَى قَلِيلٍ تَقْنَعُ)
وَأَحْسَنُ مَا قِيلَ فِي الْكِبْرِ:
(أَرَى بَصَرِي قَدْ رَابَنِي بَعْدَ صِحَّةٍ ... وَحَسْبُكَ دَاءً أَنْ تَصِحَّ وَتَسْلَمَا)
وَأَحْسَنُ مَرْثِيَّةٍ قَوْلُ أَوْسِ بْنِ حَجَرٍ الْكِنْدِيِّ:
(أَيَّتُهَا النَّفْسُ اجْمِلي جَزَعاً ... إِنَّ الَّذِي تَحْذَرِينَ قَدْ وَقَعَا)(2/142)
277 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَوْفَى بْنِ دَلْهَمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص:147] تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ تُعْرَفُوا بِهِ، وَاعْمَلُوا بِهِ تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهِ؛ فَإِنَّهُ يَأْتِي مِنْ بَعْدِكُمْ زَمَانٌ يُنْكَرُ فِيهِ الْحَقُّ تِسْعَةُ أَعْشَارِهِ، وَأَنَّهُ لَا يَنْجُو مِنْهُ إِلَّا كُلُّ نَؤُمَةٍ مَيِّتُ الدَّاءِ، أُولَئِكَ أَئِمَّةُ الْهُدَى وَمَصَابِيحُ الْعِلْمِ، لَيْسُوا بِالْعُجُلِ الْمَذَايِيعِ الْبُذُرِ. ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الدُّنْيَا قَدِ ارْتَحَلَتْ مُدْبِرَةً، وَإِنَّ الْآخِرَةَ مُقْبِلَةٌ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ، وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ [ص:148] الدُّنْيَا، أَلَّا وَإِنَّ الزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا اتَّخَذُوا الْأَرْضَ بِسَاطًا وَالتُّرَابَ فِرَاشًا وَالْمَاءَ طِيبًا؛ أَلَا مَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ شَارِدٌ عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَمَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ رَجَعَ عَنِ الْحُرُمَاتِ، وَمَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا هَانَتْ عَلَيْهِ الْمُصِيبَاتُ؛ أَلَا إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا كَمَنْ رَأَى أَهْلَ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ مُخَلَّدِينَ، وَأَهْلَ النَّارِ فِي النَّارِ مُعَذَّبِينَ، شُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ، وَقُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ، وَأَنْفُسُهُمْ عَفِيفَةٌ، وَحَوائِجُهُمْ خَفِيفَةٌ، صَبَرُوا أَيَّامًا لِعُقْبَى رَاحَةٍ طَوِيلَةٍ، أَمَّا اللَّيْلُ؛ فصافون أَقْدَامَهُمْ، تَجْرِي دُمُوعُهُمْ عَلَى خُدُودِهِمْ، يَجْأَرُونَ إِلَى رَبِّهِمْ، رَبَّنَا رَبَّنَا! يَطْلُبُونَ فِكَاكَ رِقَابِهِمْ، وَأَمَّا النَّهَارُ؛ فَعُلَمَاءُ حُلَمَاءُ، بَرَرَةٌ، أَتْقِيَاءُ، كَأَنَّهُمُ الْقِدَاحُ، يَنْظُرُ إِلَيْهِمُ النَّاظِرُ فَيَقُولُ: مَرْضَى، مَا بِالْقَوْمِ مِنْ مَرَضٍ، وَقَدْ خُولِطُوا، وَلَقَدْ خَالَطَ الْقَوْمُ أَمْرًا عَظِيمًا
__________
[إسناده ضعيف] .(2/144)
278 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ الْبَغْدَادِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ، نَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَمْرٍو الفُقَيْميّ، عن رُشَيْد أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ؛ قَالَ: [ص:150] خَرَجْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَى الْجَبَّانِ الْتَفَتَ إِلَى الْمَقْبَرَةِ؛ فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْقُبُورِ! يَا أَهْلَ الْبَلَاءِ! يَا أَهْلَ الْوَحْشَةِ! مَا الْخَبَرُ عِنْدَكُمْ؟ فَإِنَّ الْخَبَرَ عِنْدَنَا: قَدْ قُسِّمت الأموال، وأُيْتِمَتْ الْأَوْلَادُ، وَاسْتُبْدِلَ بِالْأَزْوَاجِ؛ فَهَذَا الْخَبَرُ عِنْدَنَا؛ فَمَا الْخَبَرُ عِنْدَكُمْ؟ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: يَا كُمَيْلُ! لَوْ أُذِنَ لَهُمْ فِي الْجَوَابِ لقالوا: {وتزودوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197] ، ثُمَّ بَكَى وَقَالَ لِي: يَا كُمَيْلُ! الْقَبْرُ صُنْدُوقُ الْعَمَلِ، وَعِنْدَ الْمَوْتِ يَأْتِيكَ الْخَبَرُ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(2/148)
279 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ، نَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَاعِدَةَ؛ قَالَ: [ص:153] كُنْتُ أُحِبُّ الْخَيْلَ، فَقُلْتُ: هَلْ فِي الْجَنَّةِ خَيْلٌ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: «يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ! إِنْ أَدْخَلَكَ اللهُ الْجَنَّةَ كَانَ لَكَ فِيهَا فَرَسٌ من يَاقُوتٌ لَهُ جَنَاحَانِ، تَطِيرُ بِكَ حَيْثُ شِئْتَ»
__________
[إسناده ضعيف] .(2/150)
280 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، نَا يُوسُفُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو يَعْقُوبَ الْأَثْرَمُ، نَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنْ أَبِيهِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ أَسْدَى إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ يَدًا فَلَمْ يُكَافِئْهُ؛ إِلَّا كُنْتُ أَنَا مُكَافِئَهُ»
__________
[إسناده ضعيف] .(2/153)
281 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ، نَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ص:155] أَنَّهُ نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/153)
282 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، نَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ قَالَتْ: [ص:160] رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُخْتَلِيًا بِعُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ يَقُولُ لَهُ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مُقَمِّصُكَ قَمِيصًا أَوْ مُسَرْبِلُكَ سِرْبَالًا، فَإِنْ أَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ عَلَى خَلْعِهِ؛ فَلَا تَخْلَعْهُ، وَلَا كَرَامَةَ»
__________
[إسناده ضعيف] .(2/155)
283 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيِّ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ، نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ، نَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: [ص:161] أَتَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَوْمًا الدَّارَ، فَقُلْتُ: جِئْتُ أُقَاتِلُ مَعَكَ، قَالَ: أَيَسُرُّكَ أَنْ تَقْتُلَ النَّاسَ كُلَّهُمْ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَإِنَّكَ إِنْ قَتَلْتَ نَفْسًا وَاحِدَةً كَأَنَّكَ قَتَلْتَ النَّاسَ كُلَّهُمْ. فَقَالَ: انْصَرِفْ مَأْذُونًا غَيْرَ مَأْزُورٍ. قَالَ: ثُمَّ جَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ، فقال: جئت يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أُقَاتِلُ مَعَكَ، فَأْمُرْنِي بِأَمْرِكَ. فَالْتَفَتَ عُثْمَانُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: انْصَرِفْ مَأْذُونًا لَكَ، مَأْجُورًا غَيْرَ مَأْزُورٍ، جَزَاكُمُ اللهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا
__________
[صحيح] .(2/160)
284 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نَا أَبُو نَعَامَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُوَيْدٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ؛ قَالَ: [ص:162] لَقِيتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِهَذَا الحَرِيز، فَسَأَلْتُهُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: لَقَدْ كَانَ مِنْ خَيْرِنَا وَأَوْصَلِنَا لِلرَّحِمِ
__________
[إسناده لا بأس به] .(2/161)
285 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ الْهَمَذَانِيُّ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ: [ص:164] مَا تَغَنِّيْتُ وَلَا تَمَنَّيْتُ وَلَا شَرِبْتُ خَمْرًا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ، وَلَا مَسَسْتُ فَرْجِي بِيَمِينِي مُذْ بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/162)
286 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، نَا حَفْصُ بْنُ مُوَرِّقٍ الْبَاهِلِيُّ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الصَّوَّافِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: أَوَّلُ الْفِتَنِ قَتْلُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ، وَآخِرُ الْفِتَنِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ لَا يَمُوتُ رَجُلٌ وَفِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ حُبِّ قَتْلِ عُثْمَانَ إِلَّا تَبِعَ الدَّجَّالَ إِنْ أَدْرَكَهُ، وَإِنْ لَمْ يُدْرِكْهُ آمَنَ بِهِ فِي قَبْرِهِ.(2/164)
287 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَخُو خَطَّابٍ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَبِي الْجَلْدِ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي مُنَاجَاةِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِلَهِي! مَا جَزَاءُ مَنْ بَكَى مِنْ خَشْيَتِكَ حَتَّى تَسِيلَ دُمُوعُهُ عَلَى وَجْهِهِ؟ قَالَ: جَزَاؤُهُ أَنْ أُحَرِّمَ وجهه على النار، وأئمنه مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ
__________
[إسناده واهٍ جداً] .(2/165)
288 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنِ الْوَلِيدِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاتِكَةِ؛ قَالَ: [ص:166] كَانَ دَاوُدُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي مُنَاجَاتِهِ: إِلَهِي! إِذَا ذَكَرْتُ خَطِيئَتِي ضَاقَتْ عَلَيَّ الْأَرْضُ بِرَحْبِهَا، وَإِذَا ذَكَرْتُ رَحْمَتَكَ ارْتَدَّتْ إِلَيَّ رُوحِي، سُبْحَانَكَ! إِلَهِي! أَتَيْتُ أَطِبَّاءَ عِبَادِكَ لِيُدَاوُوا خَطِيئَتِي؛ فَكُلُّهُمْ عَلَيْكَ دَلَّنِي.(2/165)
289 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ شَقِيقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ فِي بِلَادِ الشَّامِ، فَقُلْتُ لَهُ: تَرَكْتَ خُرَاسَانَ وَخَرَجْتَ مِنْ نِعْمَتِكَ؟ فَقَالَ: قَدْ تَهَنَّيْتُ بِالْعَيْشِ هَاهُنَا، أَفِرُّ بِدِينِي مِنْ شَاهِقٍ إِلَى شَاهِقٍ، فَمَنْ يَرَانِي يَقُولُ: هُوَ مُوَسْوَسٌ أَوْ حَمَّالٌ أَوْ مَلَّاحٌ. ثُمَّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ يُؤْتَى بِالْفَقِيرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُوقَفُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَقُولُ لَهُ: عَبْدِي! مَا لَكَ لَمْ تَحُجَّ؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! مَا أَعْطَيْتَنِي شَيْئًا أَحُجُّ بِهِ. فَيَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: صَدَقَ عَبْدِي، اذْهَبُوا بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ.(2/166)
290 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ، نَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنِي سَهْلٌ رَفِيقُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: لَوْ غَسَلْتُ وَجْهِي لِلنَّاسِ مَا كُنْتُ إِلَّا مُرَائِيًا.(2/167)
291 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ: «نَفِدَتْ نَفَقَةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ بِمَكَّةَ؛ فَبَقِيَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا يَسْتَفُّ الرَّمْلَ.(2/167)
292 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ حَفْصٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيَّ يَقُولُ: أَهْدَى رَجُلٌ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ عِنَبًا وَتِينًا عَلَى طَبَقٍ؛ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَا يُكَافِئُهُ، فَنَزَعَ فَرْوَهُ، فَوَضَعَهُ عَلَى الطَّبَقِ وَبَعَثَ بِهِ إِلَيْهِ.(2/168)
293 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: حَضَرَ جَدِّي عَلِيَّ بْنَ أَصْمَعَ الْوَفَاةُ، فَجَمَعَ بَنِيهِ، فَقَالَ: يَا بَنِيَّ! عَاشِرُوا النَّاسَ مُعَاشَرَةً إِنْ غِبْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ، وَإِنْ مِتُّمْ بَكَوْا عَلَيْكُمْ.(2/168)
294 - حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: [ص:169] حَجَّ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ، فَشَيَّعَهُ الْمَهْدِيُّ، فَلَمَّا أَنْ وَدَّعَهُ قَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ! اسْتَهْدِنِي، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَسْتَهْدِيكَ رَجُلًا عَالِمًا، قَالَ: فَأَهْدَى إِلَيْهِ عَبْدَ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونَ.(2/168)
295 - حَدَّثَنَا إسماعيل بن يونس الشيعي، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمَّادٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ بِنْتِ سُرَيَّةٍ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ أُمِّهَا؛ قَالَتْ: اغْتَسَلْتُ، فَأُقْعِدْتُ، فَلَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَقُومَ، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ، فَجَاءَ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي؛ فَلَمْ تَزَلْ يَدُهُ عَلَى رَأْسِي يَدْعُو حَتَّى قُمْتُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَا تَغْتَسِلِي فِي الْحَشِّ، وَلَا فِي مَكَانٍ يُبَالُ فِيهِ، وَلَا فِي قَمْرَاءَ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(2/169)
296 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرَّزَّازُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ الْمِصْرِيَّ يَقُولُ: [ص:170] إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا نَصَبُوا أَشْجَارَ الْخَطَايَا نَصْبَ رَوَاتِقِ الْقُلُوبِ، وَسَقَوْهَا بِمَاءِ التَّوْبَةِ، فَأَثْمَرَتْ نَدَمًا وَأَحْزَانًا؛ فَجُنُّوا مِنْ غَيْرِ جُنُونٍ، وَتَبَلَّدُوا مِنْ غَيْرِ عِيٍّ وَلَا بُكْمٍ، وَإِنَّهُمْ لَهُمُ الْفُصَحَاءُ الْبُلَغَاءُ الرُّزَنَاءُ الْعَارِفُونَ بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ وَبِأَمْرِ اللهِ، ثُمَّ شَرِبُوا بِكَأْسِ الصَّفَا؛ فَوَرِثُوا الصَّبْرَ عَلَى طُولِ الْبَلَاءِ؛ حَتَّى تَوَلَّهَتْ قُلُوبُهُمْ فِي الْمَلَكُوتِ، وَجَالَتْ بَيْنَ سَرَايَا حُجُبِ الْجَبَرُوتِ، فَاسْتَظَلُوا تَحْتَ رِوَاقِ الندم، فقرؤوا صَحِيفَةَ الْخَطَايَا؛ فَأَوْرَثُوا أَنْفُسَهُمُ الْجَزَعَ حَتَّى وَصَلُوا عُلْوَ عُلُوِّ الزُّهْدِ بِسُلَّمِ الْوَرِعِ؛ فَاسْتَعْذَبُوا مَرَارَةَ التَّرْكِ لِلدُّنْيَا، وَاسْتَلَانُوا خُشُونَةَ الْمَضْجَعِ حَتَّى ظَفَرُوا بِحَبْلِ النَّجَاةِ وَعُرْوَةِ السَّلَامَةِ، وَسَرَحَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي الْعُلَا، وَجُعِلَتْ قُلُوبُهُمْ فِي خَفِيِّ خَفِيَاتِ الْهَوَى؛ حَتَّى أَنَاخُوا فِي رِيَاضِ النَّعِيمِ، وَجَنَوْا مِنْ ثِمَارِ التَّسْنِيمِ، وَخَاضُوا فِي بَحْرِ الْحَيَاةِ، وَأَرْدَمُوا خَنَادِقَ الْجَزَعِ، وَعَبَرُوا جُسُورَ الْهَوَى حَتَّى أَنَاخُوا بفناء العلم، فاستقوا من غَدِيرَ الْحِكْمَةِ، وَرَكِبُوا سَفِينَةَ الْفِطْنَةِ؛ فَأَقْلَعُوا بِرِيحِ النَّجَاةِ فِي بَحْرِ السَّلَامَةِ، حَتَّى وَصَلُوا إِلَى رِيَاضِ الرَّاحَةِ وَمَعْدِنِ الْعِزِّ وَالْكَرَامَةِ.(2/169)
297 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، نَا سَهْلُ بْنُ تَمَّامٍ الطُّفَاوِيُّ، نَا الْحَارِثُ بْنُ شِبْلٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي أُمُّ النُّعْمَانِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ؛ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:173] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ مِنْ حِجَارَةِ الْجَنَّةِ، وَزَمْزَمُ خَطْفَةُ مَقَامِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَسَيَكُونُ لِوَلَدِ الْعَبَّاسِ رَايَةٌ، فَمَنْ تَبِعَهَا رَشَدَ، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا هَلَكَ، وَلَنْ يَخْرُجَ الْأَمْرُ مِنْهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(2/171)
298 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، نَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالَتْ: [ص:177] قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ: «يَا عَائِشَةُ! قُلْتُ: لَبَّيْكَ. قَالَ:» هَذَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ «. قَالَتْ: قُلْتُ: وَعَلَيْهِ - جَزَاهُ اللهُ مِنْ دَخِيلٍ خَيْرًا - السَّلَامُ.
__________
[إسناده ضعيف، والحديث صحيح دون آخره] .(2/173)
299 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص:181]: «تَسَحَّرُوا؛ فَإِنَّ السُّحُورِ بَرَكَةً]
__________
[إسناده ضعيف، وهو صحيح بطرقه] .(2/177)
300 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، فَقِيلَ لَهُ: مَنِ النَّاسُ؟ قَالَ: الْعُلَمَاءُ. قِيلَ لَهُ: فَمَنِ الْمُلُوكُ؟ قَالَ: الزُّهَّادُ. قِيلَ لَهُ: فَمَنِ السِّفَلَةُ؟ قَالَ: الَّذِي يَأْكُلُ بِدَيْنِهِ. قِيلَ لَهُ: فَمَنِ الْغَوْغَاءُ. قَالَ: خُزَيْمَةُ بْنُ خَازِمٍ وَأَصْحَابُهُ. قِيلَ لَهُ: فَمَنِ الدَّنِيءُ؟ قَالَ: الَّذِي يَذْكُرُ غَلَاءَ السِّعْرِ عِنْدَ الضَّيْفِ.(2/181)
301 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا صَالِحٌ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي قُدَامَةَ شَيْخٌ لَهُ؛ قَالَ: لَا تُحَقِّرُوا حَمَلَةَ الْعِلْمِ؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُحَقِّرْهُمْ حَيْثُ وَضَعَ عِلْمَهُ عِنْدَهُمْ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/182)
302 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ؛ قَالَ: سُئِلَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَأَنَا أَسْمَعُ، فَقِيلَ لَهُ: مَنِ الْأَبْدَالُ؟ قَالَ: أَهْلُ الْعِلْمِ.(2/182)
303 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خِرَاشٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْمَرْوَزِيُّ، نَا الْعَلَاءُ بْنُ عَمْرٍو الْحَنَفِيُّ، نَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي خُلْدَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ؛ قَالَ: [ص:183] كُنْتُ آتِي ابْنَ عَبَّاسٍ وَقُرَيْشٌ حَوْلَهُ، فَيَأْخُذُ بِيَدِي، فَيُجْلِسُنِي مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، فَتَغَامَزَتْ بِي قُرَيْشٌ، فَفَطِنَ لَهُمُ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: هَكَذَا هَذَا الْعِلْمُ، يَزِيدُ الشَّرِيفَ شَرَفًا وَيُجْلِسُ الْمَمْلُوكَ عَلَى الْأَسِرَّةِ. قَالَ: ثُمَّ أَنْشَدَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ فِي أَثَرِهِ:
(رَأَيْتُ رَفِيعَ النَّاسِ مَنْ كَانَ عَالِمًا ... وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي قَوْمِهِ بِحَسِيبِ)
(إِذَا حَلَّ أَرْضًا عَاشَ فِيهَا بِعِلْمِهِ ... وَمَا عَالِمٌ فِي بَلْدَةٍ بِغَرِيبِ)
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(2/182)
304 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: [ص:184] كُنْتُ عِنْدَ هَارُونَ الرَّشِيدِ وَعِنْدَهُ أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي، فَذَكَرَ أَبُو يُوسُفَ حَدِيثَ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَابَقَ بَيْنَ الْخَيْلِ مِنَ الْغَايَةِ إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، فَقُلْتُ لَهُ: لَيْسَ هُوَ الْغَايَّةَ، إِنَّمَا هُوَ الْغَابَةُ. قَالَ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا، مَا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ يَجْلِسَ إِلَيَّ عَاقِلٌ مِثْلُكَ.(2/183)
305 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: [ص:185] دَخَلَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى سَرِيرٍ وَحَوَالَيْهِ الْأَشْرَافُ مِنْ كُلِّ بَطْنٍ، وَذَلِكَ بِمَكَّةَ فِي وَقْتِ حَجِّهِ فِي خِلَافَتِهِ، فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ قَامَ إِلَيْهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، وَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! حَاجَتُكَ؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! اتَّقِ اللهَ فِي حَرَمِ اللهِ وَحَرَمِ رَسُولِهِ؛ فَتَعَاهَدَهُ بِالْعِمَارَةِ، وَاتَّقِ اللهَ فِي أَوْلَادِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ؛ فَإِنَّكَ بِهِمْ جَلَسْتَ هَذَا الْمَجْلِسَ، وَاتَّقِ اللهَ فِي أَهْلِ الثُّغُورِ؛ فَإِنَّهُمْ حِصْنٌ لِلْمُسْلِمِينَ، وَتَفَقَّدْ أُمُورَ الْمُسْلِمِينَ؛ فَإِنَّكَ وحدك المسؤول عَنْهُمْ، وَاتَّقِ اللهَ فِيمَنْ عَلَى بَابِكَ؛ فَلَا تَغْفُلْ عَنْهُمْ وَلَا تُغْلِقْ دُونَهُمْ بَابَكَ. فَقَالَ لَهُ: أَفْعَلُ. ثُمَّ نَهَضَ وَقَامَ؛ فَقَبَضَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! إِنَّمَا سَأَلْتَ حَوَائِجَ غَيْرِكَ وَقَدْ قَضَيْنَاهَا؛ فَمَا حَاجَتُكَ؟ فَقَالَ: ما لي إِلَى مَخْلُوقٍ حَاجَةٌ. ثُمَّ خَرَجَ. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: هَذَا وَأَبِيكَ الشَّرَفُ، هَذَا وَأَبِيكَ السُّؤْدُدُ.(2/184)
306 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: [ص:186] قِيلَ لِدَغْفَلِ النَّسَّابَةِ: بِمَ أَدْرَكْتَ مَا أَدْرَكْتَ مِنَ الْعِلْمِ؟ قال: بلسانٍ سؤولٍ، وَقَلْبٍ عَقُولٍ، وَكُنْتُ إِذَا لَقِيتُ عَالِمًا أَخَذْتُ مِنْهُ وَأَعْطَيْتُهُ.(2/185)
307 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ نُعَيْمَ بْنَ حَمَّادٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: عَجِبْتُ لِمَنْ لَمْ يَطْلُبِ الْعِلْمَ كَيْفَ تَدْعُوهُ نَفْسُهُ إِلَى مَكْرُمَةٍ؟ !(2/186)
308 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: لَا يَزَالُ الْمَرْءُ عَالِمًا مَا طَلَبَ الْعِلْمَ، فَإِذَا ظَنَّ أَنَّهُ قَدْ عَلَمَ؛ فَقَدْ جَهِلَ.(2/186)
309 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، نَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: كَلِمَاتٌ لَوْ رَحَّلْتُمْ فِيهِنَّ الْمَطِيَّ لأنْضَيْتُمُوهنَّ قَبْلَ أَنْ تُدْرِكُوا مِثْلَهُنَّ: لَا يَرْجُو عَبْدٌ إِلَّا رَبَّهُ، وَلَا يَخَافَنَّ إِلَّا ذنبه، ولا يستحيي مَنْ لَا يَعْلَمُ أَنْ يتعلَّم، ولا يستحيي إِذَا سُئِلَ عَمَّا لَا يَعْلَمُ أَنْ يَقُولَ: اللهُ أَعْلَمُ. وَاعْلَمُوا أَنَّ مَنْزِلَةَ الصَّبْرِ مِنَ الْإِيمَانِ كَمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ؛ فَإِذَا ذَهَبَ الرَّأْسُ ذَهَبَ الْجَسَدُ، وَإِذَا ذَهَبَ الصَّبْرُ ذَهَبَ الْإِيمَانُ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/187)
310 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا أَبُو عُثْمَانَ الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قِيلَ لِبُزْرُجَمْهِرَ الْحَكِيمِ: بِمَ أَدْرَكْتَ مَا أَدْرَكْتَ مِنَ الْعِلْمِ؟ قَالَ: بِبُكُورٍ كَبُكُورِ الْغُرَابِ، وَحِرْصٍ كَحِرْصِ الْخِنْزِيرِ، وَصَبْرٍ كَصَبْرِ الْحِمَارِ.(2/188)
311 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: قَالَ الْمَسِيحُ عَلَيْهِ السَّلَامُ. [ص:189] لَا تُلْقُوا اللُّؤْلُؤَ إِلَى الْخَنَازِيرِ؛ فَإِنَّهَا لَا تَصْنَعُ بِهِ شَيْئًا، وَلَا تُعْطُوا الْحِكْمَةَ مَنْ لَا يُرِيدُهَا؛ فَإِنَّ الْحِكْمَةَ أَفْضَلُ مِنَ اللُّؤْلُؤِ، وَمَنْ لَا يُرِيدُهَا شَرٌّ مِنَ الْخَنَازِيرِ
__________
[إسناده واهٍ جداً] .(2/188)
312 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ السَّمَّاكِ يَقُولُ: كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى أَخٍ لَهُ: يَا أَخِي! إِنَّكَ قَدْ أُوتِيتَ عِلْمًا؛ فَلَا تُطْفِئَنَّ نُورَ عِلْمِكَ بِظُلْمَةِ الذُّنوبِ، فَتبقى فِي الظُّلْمَةِ يَوْمَ يَسْعَى أَهْلُ الْعِلْمِ بِنُورِ عِلْمِهِمْ.(2/189)
313 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نَا عَبْدُ الْمُتَعَالِ، نَا ضَمْرَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ بُجَيْرٍ؛ قَالَ: [ص:190] أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا دَاوُدَ! اتَّخِذْ نعلين من حديد وعصاً مِنْ حَدِيدٍ، وَاطْلُبِ الْعِلْمَ حَتَّى تَتَخَرَّقَ نَعْلَاكَ وَتَتَكَسَّرَ عَصَاكَ.(2/189)
314 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا جَرِيرٌ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَنْ ضَحِكَ ضِحْكَةً مَجَّ مَجَّةً مِنَ الْعِلْمِ.(2/190)
315 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص:191] مَنْ أَحْسَنَ عِبَادَةَ اللهَ فِي شَبِيبَتِهِ؛ لَقَّاهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْحِكْمَةَ عِنْدَ كِبَرِ سِنِّهِ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وجل: (وَاسْتَوَىءاتَيْنَهُ حُكْمًا وَعِلْمًا) الآية [القصص: 14] .(2/190)
316 - حدثنا عمران بن موسى الجزري، نا عيسى بن عبد الله بن سليمان العسقلاني، عن روّاد؛ قال: سمعت الثوري يقول: ما استودعت قلبي شَيْئًا قطٌّ فخانني.(2/191)
317 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَفْصٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: [ص:192] مَا كَتَبْتُ سَوَادًا فِي بَيَاضٍ قَطُّ، وَلَا حَدَّثَنِي رَجُلٌ بِحَدِيثٍ إِلَّا حَفِظْتُهُ، وَمَا أَحْبَبْتُ أَنْ يُعِيدَهُ عَلَيَّ.(2/191)
318 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا شَاذَانُ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ؛ قَالَ: [ص:193] مُثِّلَتِ الدُّنْيَا عَلَى طَائِرٍ، فَمِصْرُ وَالْبَصْرَةُ الْجَنَاحَانِ، وَالْجَزِيرَةُ الْجُؤْجُؤُ، وَالشَّامُ الرَّأْسُ، وَالذَّنَبُ الْيَمَنُ.(2/192)
319 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ صُدْرَانَ، نَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ صَائِمًا، فَدَخَلْتُ بَيْتَ أَبِي، فَأَكَلْتُ وَأَنَا نَاسٍ، قَالَ: اللهُ أَطْعَمَكَ فَتِمَّ صَوْمَكَ. قَالَ: ثُمَّ دَخَلْتُ بَيْتًا آخَرَ، فَشَرِبْتُ مَاءً وَأَنَا نَاسٍ، قَالَ: اللهُ سَقَاكَ. قَالَ: ثُمَّ دَخَلْتُ بَيْتًا آخَرَ فَأَكَلْتُ وَشَرِبْتُ. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَحِمَهُ اللهُ: يَا ابْنَ أَخِي! أَنْتَ لَمْ تَتَعَوَّدِ الصِّيَامَ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/193)
320 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي عَبَّاسُ الرِّيَاشِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ - بَصْرِيٌّ -، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْكَلْبِيِّ، [عَنْ] رَوْحِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن سلميان التَّيْمِيِّ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ: الشَّحِيحُ أَعْذَرُ مِنَ الظَّالِمِ. فَقَالَ الْحَسَنُ: الظَّالِمُ أَعْذَرُ مِنَ الشَّحِيحِ، الظَّالِمُ يُغْفَرُ لَهُ ظُلْمُهُ، وَالشَّحِيحُ يُدْخِلُهُ اللهُ بِشُحِّهِ النَّارَ.(2/194)
321 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النُّهَاوَنْدِيُّ، نَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، نَا مُسْلِمُ بْنُ عُبَيْدٍ السُّلَمِيُّ أَبُو فِرَاسٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ قَالَ: [ص:195] لِلسَّفَرِ مُرُوءَةٌ، وَلِلْحَضَرِ مُرُوءَةٌ، فَأَمَّا مُرُوءَةُ السَّفَرِ؛ فَبَذْلُ الزَّادِ، وَقِلَّةُ الْخِلَافِ عَلَى أَصْحَابِكَ، وَكَثْرَةُ الْمِزَاحِ فِي غَيْرِ مَسَاخِطِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا مُرُوءَةُ الْحَضَرِ؛ فَإِدْمَانُ الِاخْتِلَافِ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَكَثْرَةُ الْإِخْوَانِ فِي اللهِ تَعَالَى، وَتِلَاوَةُ الْقُرْآنِ.(2/194)
322 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي ضِمَامٌ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ [ص:196] أَنَّهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ الزُّهْرِيَّ كَانَ يَخْرُجُ إِلَى الْأَعْرَابِ يُفَقِّهُهُمْ وَيُعْطِيهِمْ. قَالَ عُقَيْلُ: فَجَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ وَقَدْ نَفَدَ مَا فِي يَدِهِ؛ فَمَدَّ الزُّهْرِيُّ يَدَهُ إِلَى عِمَامَتِي؛ فَأَخَذَهَا مِنْ رَأْسِي، فَأَعْطَاهَا الرَّجُلَ، وَقَالَ: يَا عُقَيْلُ! أُعْطِيكَ خَيْرًا مِنْهَا
__________
[إسناده ضعيف] .(2/195)
323 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ النَّضْرِ الْحَارِثِيَّ يَقُولُ: ثَلَاثُ كَلِمَاتٍ نَفَعَنِي اللهُ بِهِنَّ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ كُنْتَ مِنْهُمْ بِمَعْزِلٍ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَا يَسْتَقِيمُ طَلَبُ الْآخِرَةِ إِلَّا بِالْمُبَادَرَةِ إِلَيْهَا، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّمَا تَنْتَظِرُونَ ثَلَاثًا فَمَا يُجْلِسُكُمْ عَنِ الْعَمَلِ: إِمَّا نِعْمَةٌ تَزُولُ، وَإِمَّا مُصِيبَةٌ تَنْزِلُ، وَإِمَّا مَنِيَّةٌ تُقْضَى
__________
[إسناده ضعيف] .(2/196)
324 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ الْهَمَذَانِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: كَانَ بِالْكُوفَةِ ثَلَاثَةٌ لَوْ قِيَل لِأَحَدِهِمْ إِنَّكَ تَمُوتُ غَدًا لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَزِيدَ فِي عَمَلِهِ: مُحَمَّدُ بْنُ سُوْقَة، وَأَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، وعمرو بْنُ قَيْسٍ الْمُلَائِيُّ. قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سُوْقَة لَا يُحْسِنُ يَعْصِي اللهَ عَزَّ وَجَلَّ.
آخر الجزء الثاني يتلوه إن شاء الله تعالى الثالث. والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.(2/197)
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثالث
من كتاب «المجالسة وجواهر العلم»
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذناً؛ قال: أنبأني الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي كتابةً؛ قال: أنا الشيخ أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل بن الضراب الغساني، أنا أبي أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن محمد بن مروان بن الغمر الغساني الضراب قراءةً عليه في منزله: حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد بن مالك الدينوري المالكي القاضي قراءةً عليه وأنا أسمع.(2/203)
325 - نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، نَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:205] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ما من حاكم يحكم بَيْنَ النَّاسِ؛ إِلَّا حُشِرَ وَمَلَكٌ آخِذٌ بِقَفَاهُ حَتَّى يُوقِفَهُ عَلَى جَهَنَّمَ، ثُمَّ يَرْفَعَ رَأْسَهُ إِلَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَإِنْ قِيلَ لَهُ: أَلْقِهِ؛ أَلْقَاهُ فِي مَهْوَى أَرْبَعِينَ خَرِيفًا»
__________
[إسناده ضعيف] .(2/203)
326 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ لِعَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ: إِذَا ابْتُلِيتَ بِالْقَضَاءِ؛ فَعَلَيْكَ بِالْأَثَرِ. قَالَ عَلِيٌّ: فَأَتَيْتُ أَبَا حَمْزَةَ السُّكَّرِيَّ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، وَقُلْتُ لَهُ: مَا الْأَثَرُ؟ قَالَ: أن تأتيني أُحَدِّثُكَ [ص:206] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَذَا وَكَذَا، فَتَقْضِيَ بِهِ أَوْ تَعْمَلَ بِهِ، فَإِذَا سُئِلْتَ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ أَحَلْتَ عَلَيَّ، وَأَحَلْتُ أَنَا عَلَى الْأَعْمَشِ، وَيُحِيلُ الْأَعْمَشُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَيُحِيلُ إِبْرَاهِيمُ عَلَى عَلْقَمَةَ، وَيُحِيلُ عَلْقَمَةُ عَلَى عَبْدِ اللهِ، وَيُحِيلُ عَبْدُ اللهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَنْتَهِي الْأَمْرُ مُنْتَهَاهُ، فَتَسْلَمُ.(2/205)
327 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا عبيد اللهِ بْنُ عُمَرَ، نَا حَمَّادٌ الْأَبَحُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ أَوَّلَ مَنْ يُدْعَى لِلْحِسَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْقُضَاةُ.(2/206)
328 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: يَنْبَغِي لِلْقَاضِي إِذَا ابْتُلِيَ بِالْقَضَاءِ أَنْ يَكُونَ يَوْمًا فِي الْقَضَاءِ وَيَوْمًا فِي الْبُكَاءِ؛ فَإِنَّ لَهُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَوْقِفًا غَدًا.(2/206)
329 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، فَدَخَلَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ عِنْدِ شَرِيكٍ الْقَاضِي لَهُ سَجَّادَةٌ كَبِيرَةٌ، فَقَالَ لَهُ الثَّوْرِيُّ: يَا هَذَا الرَّجلُ! إِنْ كَانَتْ هَذِهِ السَّجَّادَةُ [ص:207] لِلَّهِ؛ فَلَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تُكَلِّمَ شَرِيكًا، وَإِنْ كُنْتَ جَعَلْتَهَا مِنْ أَجْلِ شَرِيكٍ؛ فَلَا يَحِلُّ لِي كَلَامُكَ.(2/206)
330 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ ومئة، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: [ص:208] يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! تَرْجُو لِلنَّاسِ الْفَرَجَ؟ قَالَ: لَا؛ إِلَّا أَنْ يَتُوبُوا. ثُمَّ قَالَ: نَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيِّ؛ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مَا نَلْقَى مِنَ الْحَجَّاجِ، فَقَالَ: اصْبِرُوا؛ فَإِنَّهُ لَا يَأْتِيكُمْ زَمَانٌ إِلَّا وَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ، سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
[إسناده ضعيف، والحديث صحيح] .(2/207)
331 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّسَائِيُّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: بَادِرُوا يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ بِالصِّحَّةِ قَبْلَ الْمَرَضِ؛ فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ أَحْسُدُهُ إِلَّا رَجُلٌ أَرَاهُ يُتِمُّ رُكُوعَهُ وَسُجُودَهُ، وَقَدْ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَ ذَلِكَ.(2/208)
332 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، نَا الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا يَقُولُ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ الرَّجُلَ؛ فَانْظُرْ كَيْفَ تَحَنُّنُهُ إِلَى أَوْطَانِهِ، [ص:209] وَتَشَوُّقُهُ إِلَى إِخْوَانِهِ، وَبُكَاؤُهُ عَلَى مَا قَضَى مِنْ زَمَانِهِ.(2/208)
333 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَتِ الْهِنْدُ: الْحِنَّةُ فِي ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ مِنَ الْحَيَوَانِ: فِي الْإِبِلِ تَحِنُّ إِلَى أَعْطَانِهَا وَلَوْ كَانَ عَهْدُهَا بِهَا بَعِيدًا، وَالطَّيْرِ إِلَى وَكْرِهِ وَإِنْ كَانَ مَوْضِعُهُ مُجْدِباً، وَالْإِنْسَانِ إِلَى وَطَنِهِ وَإِنْ كَانَ غَيْرُهُ أَكْثَرَ لَهُ نَفْعًا.(2/209)
334 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِذَا رَأَى الرَّجُلَ يَتَلَجْلَجُ فِي كَلَامِهِ؛ قَالَ: خَالِقُ هَذَا وَخَالِقُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَاحِدٌ!
__________
[إسناده ضعيف] .(2/209)
335 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ النَّضْرِ الْحَارِثِيَّ يَقُولُ: مَنْ أَصْغَى بِسَمْعِهِ إِلَى صَاحِبِ بِدْعَةٍ؛ نُزِعَتْ مِنْهُ الْعِصْمَةُ، وَوُكِلَ [ص:210] إِلَى نَفْسِهِ.(2/209)
336 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيَّ يَقُولُ: لِيَتَّقِ اللهَ رَجُلٌ، فَإِنْ كَانَ زَاهِدًا؛ فَلَا يَجْعَلْ زُهْدَهُ عَذَابًا عَلَى النَّاسِ.(2/210)
337 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ كَانَ مَنْطِقُهُ فِي غَيْرِ ذِكْرِ اللهِ تَعَالَى؛ فَقَدْ لَغَا، وَمَنْ كَانَ نَظَرُهُ فِي غَيْرِ اعْتِبَارٍ؛ فَقَدْ سَهَا، وَمَنْ كَانَ صَمْتُهُ فِي غَيْرِ فِكْرٍ؛ فَقَدْ لَهَى.(2/210)
338 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ التَّغْلِبِيُّ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ [ص:211] قَالَ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَا الْبَلَاغَةُ؟ قَالَ: مَا بَلَّغَكَ الْجَنَّةَ، وَعَدَلَ بِكَ عَنِ النَّارِ، وَبَصَّرَكَ مَوَاقِعَ رُشْدِكَ وَعَوَاقِبَ غَيِّكَ.(2/210)
339 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ فُلَيْحٍ؛ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: لَمَّا دُلِّيَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي قَبْرِهِ؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَرَى كَيْفَ يَذْهَبُ الْعِلْمُ؛ فَهَكَذَا ذَهَابُ الْعِلْمِ.(2/211)
340 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ؛ قَالَ: أَكَلَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ لَيْلَةً حَتَّى شَبِعَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الْحِمَارَ إِذَا زِيدَ فِي عَلَفِهِ زِيدَ فِي عَمَلِهِ. فَقَامَ فَصَلَّى إِلَى الصُّبْحِ.(2/212)
341 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ؛ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ الْمُعَذَّلِ بِالْبَصْرَةِ يَوْمَ مَاتَ ابْنُهُ؛ فَاسْتَرْجَعَ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:
(نُؤَمِّلُ جَنَّةً لَا مَوْتَ فِيهَا ... وَدُنْيَا لَا يُكدِّرُهَا الْبَلَاءُ)(2/212)
342 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ؛ قَالَ: [ص:213] وَجَّهَ الْمُتَوَكِّلُ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ الْمُعَذَّلِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْعُلَمَاءِ، فَجَمَعَهُمْ فِي دَارِهِ، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْهِمْ، فَقَامَ النَّاسُ كُلُّهُمْ لَهُ غَيْرَ أَحْمَدَ بْنِ الْمُعَذَّلِ، فَقَالَ الْمُتَوَكِّلُ لِعُبَيْدِ اللهِ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ لَا يَرَى بَيْعَتَنَا؟ فَقَالَ لَهُ: بَلَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَكِنْ فِي بَصَرِهِ سُوءٌ. فَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ الْمُعَذَّلِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! مَا فِي بَصَرِي سُوءٌ، وَلَكِنْ نَزَّهْتُكَ مِنْ عَذَابِ اللهِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَمَثَّلَ الرِّجَالُ لَهُ قِيَامًا؛ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» . فَجَاءَ الْمُتَوَكِّلُ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِهِ.(2/212)
343 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِيُّ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: [ص:214] كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِ الْوَفْدُ سَأَلَهُمْ عَنْ حَالِهِمْ وَأَسْفَارِهِمْ، وَعَنْ مَنْ يَعْرِفُ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ، وَعَنْ أَمِيرِهِمْ: هَلْ يدخل عليه الضعيف، وهو يَعُودُ الْمَرِيضَ وَيَشْهَدُ الْجَنَائِزَ، فإن قَالُوا: نَعَمْ؛ حَمِدَ اللهَ، وَإِنْ قَالُوا: لَا؛ كَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ أَقْبِلْ.(2/213)
344 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ الْهَمَذَانِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، نَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ؛ قَالَ: [ص:215] قِيلَ لَهَرِمِ بْنِ حيان عِنْدَ مَوْتِهِ: أَوْصِ؟ قَالَ: قَدْ صَدَقَتْنِي نَفْسِي فِي الْحَيَاةِ، مَا لِي شَيْءٌ أُوصِي فِيهِ، وَلَكِنْ أُوصِيكُمْ بِخَوَاتِيمِ سُورَةِ النَّحْلِ.(2/214)
345 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا يَزِيدُ بْنُ مَرْوَانَ، نَا خَلَفُ بْنُ خلفة، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي شَدَّادٍ؛ قَالَ: كَانَ مِنْ دعاء هرم بن حيان: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ زَمَانٍ يَتَمَرَّدُ فِيهِ صَغِيرُهُمْ، وَيَأْمَلُ فِيهِ كَبِيرُهُمْ، وَتَقْتَرِبُ فِيهِ آجَالُهُمْ.(2/215)
346 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَا: نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: مَاتَ هَرِمُ بْنُ حيان فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، فَلَمَّا أَنْ دُفِنَ جَاءَتْ سَحَابَةٌ قَدْرَ قَبْرِهِ فَرَشَّتْ ثُمَّ انْصَرَفَتْ.(2/216)
347 - حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ وَطَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص:218]: «لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»
__________
[صحيح] .(2/216)
348 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ؛ فَقَالَ [ص:222]: «اللهُمَّ أَجِبْ دَعْوَتَهُ، وَسَدِّدْ رَمْيَتَهُ» . قَالَ سُفْيَانُ: فَوَلِيَ أَمْرَ النَّاسِ بِالْقَادِسِيَّةِ وَأَصَابَهُ خُرَّاجٌ، فَلَمْ يَشْهَدْ يَوْمَ الْفَتْحِ (يَعْنِي: فَتْحَ الْقَادِسِيَّةِ) ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَجِيْلَةَ:
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَظْهَرَ دِينَهُ ... وَسَعْدٌ بِبَابِ القادسية مُعْصَمُ)
(فَأُبْنَا وَقَدْ آمَتْ نِسَاءٌ كَثِيرَةٌ ... وَنِسْوَةُ سَعْدٍ لَيْسَ فِيهِنَّ أَيِّمُ)
فَقَالَ سَعْدٌ «: اللهُمَّ اكْفِنَا يَدَهُ وَلِسَانَهُ. فَجَاءَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ، فَأَصَابَهُ، فَخَرِسَ، وَيَبِسَتْ يَدَاهُ جَمِيعًا
__________
[إسناده ضعيف] .(2/218)
349 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَمَعَ لِي أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ؛ فَقَالَ [ص:229]: «ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي!» . قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنِي الْمَسْعُودِيُّ عَنِ الْقَاسِمِ؛ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ
__________
[إسناده صحيح] .(2/222)
350 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْحَجَّاجِ، نَا عُمَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ؛ قَالَ: [ص:230] كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ بَيْنَ يَدَيْهِ لَحْمٌ، فَجَاءَتْ حَدَأَةٌ، فَأَخَذَتْ بَعْضَ اللحم، فدعا عليها سعد فَاعْتَرَضَ عَظْمٌ فِي حَلْقِهَا، فَوَقَعَتْ مَيِّتَةً
__________
[إسناده ضعيف] .(2/229)
351 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: نَا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ؛ قَالَ: أَكَلُوا صَفْوَهَا وَتَرَكُوا كَدَرَهَا (يَعْنِي أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) .(2/230)
352 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضَّبْعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ أَبِي عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى قَوْمٍ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يَغْفَلُونَ وَهُمْ لَا يَغْفَلُونَ؛ فَلْيَنْظُرْ إِلَيْنَا.(2/231)
353 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: الْعُلَمَاءُ إِذَا عَلِمُوا عَمِلُوا، فإن عَمِلُوا شُغِلُوا، فَإِذَا شُغِلُوا فُقِدُوا، فَإِذَا فُقِدُوا طُلِبُوا، وَإِذَا طُلِبُوا هَرَبُوا.(2/231)
354 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا الْحَسَنُ بْنُ وَاقِعٍ، نَا ضَمْرَةُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْوَلِيدَ بْنَ أَبِي عَوْنٍ يَقُولُ: [ص:232] كَانَ رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ إِذَا دَخَلَ الْحَمَّامَ فَخَرَجَ مِنْهُ أَعْتَقَ رَقَبَةً.(2/231)
355 - حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ؛ قَالَ: كَانَ هِشَامُ الدَّسْتُوَائِيُّ لَا يُطْفِئُ سِرَاجَهُ بِاللَّيْلِ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ، إِنَّ هَذَا السِّرَاجَ يَضُرُّ بِنَا إِلَى الصُّبْحِ. فَقَالَ لَهَا: وَيْحَكِ! إِنَّكِ إِذَا أطفئتيه ذَكَرْتُ ظُلْمَةَ الْقَبْرِ؛ فَلَمْ أَتَقَارَّ.(2/232)
356 - حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ: سَمِعْتُ رَجُلًا سَأَلَ رَوْحاً: أَسَمِعْتَ هِشَامًا الدَّسْتُوَائِيَّ يَقُولُ - إِذَا سُئِلَ عَنْ حَدِيثٍ -: كَمْ مِمَّنْ كَانَ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَدْ أَكَلَ التُّرَابُ لِسَانَهُ؟ فَقَالَ رَوْحٌ: إِنَّ ذَاكَ لَيُقَالُ عَنْ هِشَامٍ.(2/232)
357 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: [ص:233] لَوْ كَانَتِ الصُّحُفُ مِنْ عِنْدِنَا؛ لَأَقْلَلْنَا الْكَلَامَ.(2/232)
358 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الصَّفَّارُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَفَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدَ وَعَلِيَّ بْنَ بَكَّارٍ يَقُولَانِ: كُنَّا بِمَكَّةَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ؛ فَإِذَا بِقَاتِلِ خَالِهِ قَدْ لَقِيَهُ بِمَكَّةَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وأهدى إليه هدية، فَقِيلَ لَهُ: قَتَلَ خَالَكَ وَتُهْدِي إِلَيْهِ وَتُسَلِّمُ عَلَيْهِ؟ ! فَقَالَ: تَخَوَّفْتُ أَنْ أَكُونَ قَدْ رَوَّعْتُهُ؛ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّهُ لَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ الْمُتَّقِينَ حَتَّى يَأْمَنَهُ عَدُوُّهُ.(2/233)
359 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، نَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ؛ قَالَ: [ص:234] كُنَّا مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ فِي بِلَادِ الرُّومِ وَكَانَتْ عَلَيْهِ فَرْوَةٌ، فَنَزَعَهَا وَجَعَلَهَا تَحْتَ إِبِطِهِ، وَالدَّغَلُ قَدْ عَمِلَ فِي جَنْبَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ؛ فَقَالَ: يَكُونُ بِجَنْبِي وَلَا يَكُونُ بِفَرْوَتِي. ثُمَّ قَالَ: مَتَى أَجِدُ ثَمَانِيَةَ دَرَاهِمَ اشتري بِهَا فَرْواً؟(2/233)
360 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ؛ قَالَ: دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ الْجَبَلَ وَمَعَهُ فأس رُومِيٌّ، فَاحْتَطَبَ حَطَبًا كَثِيرًا، ثُمَّ جَاءَ بِهِ؛ فَبَاعَهُ وَاشْتَرَى بِهِ نَاطِفًا، ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أَصْحَابِهِ؛ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: كُلُوا كَأَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ فِي رَهْنٍ.(2/234)
361 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، نَا مَضَاءُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: [ص:235] مرّ سَلْمٌ الْخَوَّاصُ بِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ فِي بَعْضِ قُرَى الشَّامِ وَقَدْ أَضَافُوهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ! نِعْمَ الشَّيْءُ هَذَا إِنْ لَمْ يَكُنْ تَكْرُمَةً عَلَى دِينٍ.(2/234)
362 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْهَرَوِيُّ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَمَّاسٍ، نَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: نَقَصَ النَّاسُ فِي حِفْظِهِمْ كَمَا نَقَصُوا فِي نِيَّاتِهِمْ
__________
[إسناده ليّن] .(2/235)
363 - حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، نَا مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ رِجَالًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُونَ: الِاعْتِصَامُ بِالسُّنَّةِ نَجَاةٌ.(2/235)
364 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، نَا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ؛ قَالَ: قَالَ سَلْمٌ الْخَوَّاصُ: [ص:236] بَيْنَمَا أَنَا بِبَلَدِ الرُّومِ أَسِيرُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ؛ فَإِذَا هَاتِفٌ يَهْتِفُ وَهُوَ يَقُولُ: الْقُوتُ كَثِيرٌ لِمَنْ يَمُوتُ، طُوبَى لِمَنْ سَكَنَ الثُّغُورَ.(2/235)
365 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمَخْزُومِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَخِي الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قَالَ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ لِلشَّعْبِيِّ: مَا تَشْتَهِي؟ قَالَ: أَشْتَهِي أَعَزَّ مَفْقُودٍ وَأَهْوَنَ مَوْجُودٍ. فَقَالَ: يَا غُلَامُ! اسْقِهِ الْمَاءَ.(2/236)
366 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: إِذَا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ؛ فَقَدْ رَكِبَ الْبَحْرَ، وَإِذَا وُلِدَ لَهُ؛ فَقَدْ كُسِرَ بِهِ.(2/237)
367 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ، نَا الرَّبِيعُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سلام} [الأحزاب: 44] ؛ قَالَ: [ص:238] يَلْقَوْنَ مَلَكَ الْمَوْتِ، لَيْسَ مِنْ مُؤْمِنٌ يَقْبِضُ رُوحَهُ إِلَّا سَلَّمَ عَلَيْهِ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/237)
368 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ، نَا أَبِي، نَا بَكْرٌ الْعَابِدُ؛ قَالَ: خَرَجَ الثَّوْرِيُّ إِلَى الْبَادِيَةِ إِلَى أَبِي حَبِيبٍ الْبَدَوِيِّ مُسَلِّمًا عَلَيْهِ، فَرَآهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَلَمَّا أَنْ فَطِنَ بِهِ؛ خَفَّفَ صَلَاتَهُ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: أَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ. فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي يَقُولُ أَهْلُ هَذِهِ الْقَرْيَةِ: إِنَّكَ خَيْرُهُمْ؟ فَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: نَعَمْ، وَنَسْأَلُ اللهَ بَرَكَةَ مَا يَقُولُونَ. ثُمَّ قَالَ لَهُ: يَا سُفْيَانُ! فَقَالَ: إِنَّ مَنْعَ اللهِ كُلَّهُ عَطَاءٌ؛ لِأَنَّهُ لَا يَمْنَعُ مِنْ بُخْلٍ، وَلَكِنْ نَظَرًا وَاخْتِبَارًا. قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى سُفْيَانَ، فَقَالَ: يَا سُفْيَانُ! إِنْ حَدِيثَكَ لَطَيِّبٌ، وَإِنَّ فِي الصَّلَاةِ لَشُغْلًا عَنْ حَدِيثِكَ. ثُمَّ كَبَّرَ لِلصَّلَاةِ وَرَجَعَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ إِلَى الْكُوفَةِ
__________
[إسناده مظلم] .(2/239)
369 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ الْبُنْدَارِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ السَّقَّاءَ رَفِيقَ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ يَقُولُ: [ص:240] رَأَيْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ وَمَعْرُوفًا الْكَرْخِيَّ فِي النَّوْمِ كأنهما جاثيان فِي قُبَّةٍ (أَوْ كَمَا قَالَ) . قَالَ: فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ؟ فَقَالَا: مِنْ جَنَّةِ الفردوس، وقد زُرنا موسى كَلِيمَ الرَّحْمَنِ.(2/239)
370 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا بِشْرُ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ الْكُوفِيُّ؛ قَالَ: كَانَ لَنَا جَارٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ، فَمَاتَ، فَرَأَيْتُهُ فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا صَنَعَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِكَ؟ فَقَالَ: غَفَرَ لِي. قَالَ: فَأَخَذْتُ بِتَلَابِيبِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: سَأَلْتُكَ بِاللهِ! أَيُّ شَيْءٍ وَجَدْتَهُ خَيْرَ عَمَلِكَ؟ فَقَالَ لِي: سَأَلْتَنِي بِاللهِ! فَمَا وَجَدْتُ فِي عَمَلِي شَيْئًا أَفْضَلَ مِنْ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ؛ وَلَوْ رَكْعَةٌ، وَالْكَفِّ عَنِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(2/240)
371 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النُّهَاوَنْدِيُّ: نَا أَبُو حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: [ص:241] النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ الظَّالِمِ خطيئة.(2/240)
372 - حَدَّثَنَا يحيى بن الْمُخْتَارُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ الظَّالِمِ خطيئة، والنظر إلى وجه الأحمق سخنة عين، والنظر إلى وجه البخيل يقسِّي القلب.(2/241)
373 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ؛ قَالَ: [ص:242] لَقَدْ وَارَتِ الْأَرْضُ أَقْوَامًا لَوْ رَأَوْنِي مَعَكُمْ؛ لَاسْتَحْيَيْتُ مِنْهُمْ.(2/241)
374 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: [ص:243] لَمَّا أُتِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِتَاجِ كِسْرَى وَسِوَارَيْهِ؛ جَعَلَ يُقَلِّبُهَا بِعُودٍ فِي يَدِهِ، وَيَقُولُ وَاللهِ! إِنَّ هَذَا الَّذِي أَدَّى هَذَا لَأَمِينٌ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَنْتَ أَمِينُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، يُؤَدُّونَ: إِلَيْكَ مَا أَدَّيْتَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِذَا خُنْتَ؛ خَانُوا
__________
[إسناده ضعيف] .(2/242)
375 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ الْخَطَّابِ؛ قَالَ: أَقْبَلْنَا قَافِلِينَ مِنْ بَلَدِ الرُّومِ نُرِيدُ الْبَصْرَةَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بَيْنَ الرُّصَافَةِ وَحِمْصَ؛ سَمِعْنَا صَائِحًا يَصِيحُ مِنْ بَيْنِ تِلْكَ الرِّمَالِ - تَسْمَعُهُ الْآذَانُ، وَلَمْ تَرَهُ الْأَعْيُنُ - يَقُولُ: يَا مَسْتُورُ! يَا مَحْفُوظُ! اعْقِلْ فِي سِتْرِ مَنْ أَنْتَ، وَاتَّقِ الدُّنْيَا؛ فَإِنَّهَا غَرَّارَةٌ، فَإِنْ كُنْتَ لَا تَعْقِلُ كَيْفَ تَتَّقِيهَا؛ فَصَيِّرْهَا شَوْكًا، ثُمَّ انْظُرْ أَيْنَ تَضَعُ قَدَمَيْكَ مِنْهَا.(2/243)
376 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حُسَيْنٍ الْكُوفِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، نَا زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ قَالَتْ: [ص:245] مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ ثَلَاثَ لَيَالٍ مُتَتَابِعَةٍ حَتَّى تُوُفِّيَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
[صحيح] .(2/244)
377 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ؛ قَالَ: [ص:246] كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَأْتِي أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ، [ص:247] فَيَقُولُ لَهَا: قَالَ لَكِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَزَوَّجِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ؛ فَإِنَّهُ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ؟» فَتَقُولُ: نَعَمْ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/245)
378 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ ابْنَةِ عُقْبَةَ - وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَّلِ - قَالَتْ: غُشِيَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ غَشْيَةً ظَنُّوا أَنَّ نَفْسَهُ قَدْ خَرَجَتْ، ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ: أَتَانِي مَلَكَانِ فِي غَشْيَتِي هَذِهِ، فَقَالَا: انْطَلِقْ إِلَى أَنْ نُحَاكِمَكَ إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ. قَالَ: فَانْطَلَقَا بِي، فَلَقِيَهُمَا مَلَكٌ آخَرُ، [ص:248] فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدَانِ بِهِ؟ فَقَالَا: إِلَى الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ. فَقَالَ: ارْجِعَا؛ فَإِنَّ هَذَا مِمَّنْ كُتِبَ لَهُ السَّعَادَةُ وَهُوَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَسَيُمْتِعُ اللهُ بِهِ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
[إسناده ضعيف، وهو صحيح من طريق أخرى] .(2/247)
379 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: إِنَّ نِسَاءَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ اقْتَسَمْنَ ثُمُنَهُنَّ عِشْرِينَ وثلاث مئة أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَتُوُفِّيَ عَنْ أَرْبَعِ نِسْوَةٍ، فَأَصَابَ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ ثَمَانِينَ أَلْفًا.(2/248)
380 - حَدَّثَنَا خَازِمُ بْنُ يَحْيَى، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ؛ قَالَ: [ص:249] لَمَّا مَاتَ ذَرُّ بْنُ عمر وَقَفَ عَلَى قَبْرِهِ، فَقَالَ: يَرْحَمُكَ اللهُ يَا ذَرُّ! مَا عَلَيْنَا بَعْدَكَ مِنْ خَصَاصَةٍ، وَمَا بِنَا إِلَى أَحَدٍ مَعَ اللهِ حَاجَةٍ، وَمَا يَسُرُّنِي أَنِّي كُنْتُ الْمُقَدَّمُ قَبْلَكَ، وَلَوْلَا هَوْلُ الْمَطْلَعِ؛ لَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ مَكَانَكَ، وَقَدْ شَغَلَنِي الْحُزْنُ لَكَ عَنِ الْحُزْنِ عَلَيْكَ؛ فَيَا لَيْتَ شِعْرِي مَاذَا قُلْتَ وَمَاذَا قِيلَ لَكَ؟ َ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: اللهُمَّ! إِنِّي قَدْ وَهَبْتُ [لَهُ] حَقِّي فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ؛ فَاغْفِرْ لَهُ مِنَ الذُّنُوبِ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ؛ فَأَنْتَ أَجْوَدُ الْأَجْوَدِينَ، وَأَكْرَمُ الْأَكْرَمِينَ. ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقَالَ: فَارَقْنَاكَ، وَلَوْ أَقَمْنَا؛ مَا نَفَعْنَاكَ.(2/248)
381 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِابْنِهِ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: فِي الْمَوْتِ؟ قَالَ لَهُ: لَأَنْ تَكُونَ فِي مِيزَانِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ فِي مِيزَانِكَ. فَقَالَ لَهُ: وَاللهِ يَا أَبَتِي! لَأَنْ يَكُونَ مَا تُحِبُّ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ مَا أُحِبُّ.(2/250)
382 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: [ص:251] لَمَّا احْتُضِرَ ضَيْغَمٌ؛ قِيلَ لَهُ: أَلَا تُوصِي؟ قَالَ: بَلَى، أُوصِيكُمْ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَبِحُسْنِ الْجِوَارِ، وَفِعْلِ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَادْفِنُونِي مَعَ الْمَسَاكِينِ.(2/250)
383 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ نُصَيْرٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ طَارِقٍ؛ قَالَ: قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ الْبَصْرِيُّ: [ص:252] كُنْتُ بِالشَّامِ، فَسَمِعْتُ رَجُلًا قِيلَ لَهُ: قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؛ عِنْدَ الْمَوْتِ. فَقَالَ: اشْرَبْ وَاسْقِنِي.(2/251)
384 - قَالَ: وَرَأَيْتُ رَجُلًا بِالْأَهْوَازِ قِيلَ لَهُ: قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ. فَقَالَ: دَهْ يَازْدَهْ، وَدَهْ دَوَازْدَهْ.(2/252)
385 - وَقِيلَ لِآخَرَ بِالْبَصْرَةِ: [ص:253] قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَقَالَ:
(يَا رُبَّ قَائِلَةٍ يَوْمًا وَقَدْ لَغِبَتْ ... كَيْفَ الطَّرِيقُ إِلَى حَمَّامِ مِنْجَابِ)(2/252)
386 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا أَبُو حَاتِمٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: لَقِّنْ مَيِّتَكَ، فَإِذَا قَالَهَا؛ فَدَعْهُ وَلَا تُضْجِرْهُ.(2/253)
387 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْهَرَوِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: [ص:254] لَمَّا حَضَرَتِ ابْنَ الْمُبَارَكِ الْوَفَاةُ قَالَ لِنَصْرٍ مَوْلَاهُ: اجْعَلْ رَأْسِي عَلَى التُّرَابِ. قَالَ: فَبَكَى نَصْرٌ، فَقَالَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَذْكُرُ مَا كُنْتَ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ، وَأَنْتَ هُوَ ذَا تَمُوتُ فَقِيرًا غَرِيبًا. فَقَالَ لَهُ: اسْكُتْ؛ فَإِنِّي سَأَلْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُحْيِيَنِي حَيَاةَ الْأَغْنِيَاءِ، وَأَنْ يُمِيتَنِي مِيتَةَ الْفُقَرَاءِ. ثُمَّ قَالَ لَهُ: لَقِّنِّي وَلَا تُعِدْ عَلَيَّ، إِلَّا أَنْ أَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ ثَانٍ.(2/253)
388 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: احْتُضِرَ فَتًى مِنَ الْحَيِّ كَانَ فِيهِ زَهْوٌ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ؛ وَإِذَا أَبَوَاهُ يَبْكِيَانِ، فَقَالَ لَهُمَا: مَا بُكَاؤُكُمَا؟ قَالَا: الْخَوْفُ عَلَيْكَ بِإِسْرَافِكَ عَلَى نَفْسِكَ. فَقَالَ: لَا تَبْكِيَا عَلَيَّ، فَوَاللهِ! مَا يَسُرُّنِي أَنَّ الَّذِي بِيَدِ اللهِ [ص:255] بِأَيْدِيكُمَا، وإن الَّذِي أَصِيرُ إِلَيْهِ وَأُقْدِمُ عَلَيْهِ لَأَرْحَمُ وَأَرْأَفُ مِنْكُمَا.(2/254)
389 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ صَالِحٍ: أَنَّ قَوْمًا دَخَلُوا عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَعُودُونَهُ فِي مَرَضِهِ، وَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ ذَابِلٌ نَاحِلُ الْجِسْمِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا فَتَى! مَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا أَرَى؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَمْرَاضٌ وَأَسْقَامٌ. فَقَالَ: سَأَلْتُكَ بِاللهِ إِلَّا صَدَقْتَنِي. فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! ذُقْتُ حَلَاوَةَ الدُّنْيَا، فَوَجَدْتُهَا مُرَّةً، فَصَغُرَ فِي عَيْنِي زَهْرَتُهَا وَحَلَاوَتُهَا، وَاسْتَوَى عِنْدِي حَجَرُهَا وَذَهَبُهَا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَرْشِ رَبِّي وَالنَّاسُ يُسَاقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالنَّارِ؛ فَأَظْمَأْتُ لِذَلِكَ نَهَارِي، وَأَسْهَرْتُ لَهُ لَيْلِي، وَقَلِيلٌ حَقِيرٌ كُلُّ مَا أَنَا فِيهِ فِي جَنْبِ ثَوَابِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَعِقَابِهِ.(2/255)
390 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا صَدَقَةُ بْنُ بَكْرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ زِيَادٍ التَّمِيمِيَّ يَذْكُرُ: [ص:256] أَنَّ فَتًى مِنَ الْأَزْدِ بَكَى حَتَّى أَظْلَمَ بَصَرُهُ، فعُوقِب فِي ذَلِكَ، فَقَالَ:
(أَلَمْ يَرْثِ الْبُكَاءَ أُنَاسُ صِدْقٍ ... فَقَادَهُمُ الْبُكَاءُ خَيْرَ الْمَقَادِ)
(أَلَمْ يَقُلِ الْإِلَهُ إِلَيَّ عَبْدِي ... فَكُلُّ الْخَيْرِ عِنْدِي فِي الْمَعَادِ)
وَاللهِ لَأَبْكِيَنَّ أَيَّامَ الدُّنْيَا، فَإِذَا جَاءَتِ الْآخِرَةُ؛ فَعِنْدَ اللهِ أَحْتَسِبُ مُصِيبَتِي فِي تَقْصِيرِي.(2/255)
391 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: بَيْنَمَا رَكْبٌ يَسِيرُونَ؛ إِذْ هَتَفَ بِهِمْ هَاتِفٌ:
(أَلَا إِنَّمَا الدُّنْيَا مَقِيلٌ لِرَائِحٍ ... قَضَى وَطَراً مِنْ حَاجَةٍ ثُمَّ هَجَّرَا)
(ألاَ لا ولا يَدْرِي عَلَى مَا قُدُومُهُ ... أَلَا كُلُّ مَا قَدَّمْتَ تَلْقَى مُوَفَّرَا)(2/256)
392 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ؛ [ص:257] قَالَ: أَنْشَدَ ابْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ:
(وَكَمْ نائمٍ نام فِي غِبْطَةٍ ... أَتَتْهُ الْمَنِيَّةُ فِي نَوْمَتِهِ)
(وَكَمْ مِنْ مُقِيمٍ عَلَى لَذَّةٍ ... دَهَتْهُ الْحَوَادِثُ فِي لَذَّتِهِ)
(وَكُلُّ جديدٍ على ظهرها ... سيأتي الزَّمَانُ عَلَى جِدَّتِهِ)(2/256)
393 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَرَّازُ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ، عَنْ عَوْفٍ الْأَعْرَابِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَتَمَثَّلُ:
(هِيَ الدُّنْيَا تُعَذِّبُ مَنْ هَوَاهَا ... وَتُورِثُ قَلْبَهُ حُزْنًا وَدَاءَ)(2/257)
394 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مَحْبُوبٍ يَقُولُ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي؛ قَالَتْ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: [ص:258] دَخَلْتُ حِصْنًا مِنْ حُصُونِ السَّاحِلِ مِنْ قُرَى الشَّامِ وَأَنَا مُجْتَازٌ، وَقَدْ أَخَذَتْنِي السَّمَاءُ بِاللَّيْلِ، فَدَخَلْتُ إِلَى أَتُونٍ، وَقُلْتُ: أَقْعُدُ سَاعَةً حَتَّى يَهْدَأَ الْمَطَرُ؛ فَإِذَا أَسْوَدُ يُوقِدُ فِيهِ، فَسَلَّمْتُ، فَقُلْتُ: أَتَأْذَنُ لِي إِلَى أَنْ يَسْكُنَ الْمَطَرُ؟ فَأَوْمَأَ إِلَيَّ أَنِ ادْخُلْ، فَدَخَلْتُ، فَجَلَسْتُ حِذَاءَهُ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَلَا أُكَلِّمُهُ، وَهُوَ يُوقِدُ وَلَا يُكَلِّمُنِي، وَهُوَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ وَيَلْتَفِتُ يَمِينًا وَشِمَالًا لَا يَفْتُرُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَقْبَلَ عَلَيَّ، فَقَالَ: لَا تَلُمْنِي إِنْ لَمْ أُحْسِنْ ضِيَافَتَكَ وَأُقْبِلْ عَلَيْكَ، إِنِّي عَبْدٌ مَمْلُوكٌ قَدْ وُكِّلْتُ بِمَا تَرَى، فَكَرِهْتُ أَنْ أَشْتَغِلَ عَمَّا وُكِّلْتُ بِهِ. فَقُلْتُ: فَمَا كَانَ التفاتك يميناً وشمالاً لَا تَفْتُرُ؟ قَالَ: خَوْفًا مِنَ الْمَوْتِ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ نَازِلٌ بِي، وَلَكِنْ لم أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ يَأْتِينِي وَلَا مَتَى يَأْتِينِي. فَقُلْتُ: فَمَا الَّذِي تُحَرِّكُ بِهِ شَفَتَيْكَ؟ قَالَ: أَحْمَدُ اللهَ، وَأُهَلِّلُهُ، وَأُسَبِّحُهُ؛ لِأَنَّهُ بَلَغَنِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ: «اعْمَلْ، لَا يَأْتِيكَ الْمَوْتُ إِلَّا وَلِسَانُكَ رَطْبٌ مِنْ ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ» . قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَبَكَيْتُ وَصِحْتُ صَيْحَةً وَقُلْتُ: بَرَزَ عَلَيْكَ الْأَسْوَدُ يَا إِبْرَاهِيمُ.(2/257)
395 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ التَّغْلِبِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: إِذَا خَتَمَ الرَّجُلُ الْقُرْآنَ؛ قَبَّلَ الْمَلَكُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ: فَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا؛ قَالَ: ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ؛ فَقَالَ: رَحِمَ اللهُ سُفْيَانَ! هَذَا مِنْ مُخَبَّآتِ سُفْيَانَ.(2/259)
396 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، نَا أَبُو عِمْرَانَ التَّمَّارُ؛ قَالَ: غَدَوْتُ يَوْمًا قَبْلَ الْفَجْرِ إلى مجلس الحسن الْجَعْدِيِّ؛ وَإِذَا بَابُ الْمَسْجِدِ مُغْلَقٌ، وَرَجُلٌ يَدْعُو، وَقَوْمٌ يُؤَمِّنُونَ عَلَى دُعَائِهِ. قَالَ: فَجَلَسْتُ حَتَّى جَاءَ الْمُؤَذِّنُ، فأذّن وفتح باب الْمَسْجِدَ، فَدَخَلْتُ؛ فَإِذَا الْحَسَنُ جَالِسٌ وَحْدَهُ وَجْهُهُ إِلَى الْقِبْلَةِ، فَجَلَسْتُ حَتَّى صَلَّى الصُّبْحَ وَتَفَرَّقَ [ص:260] النَّاسُ عَنْهُ، فقلت لَهُ: رَأَيْتُ عَجَبًا الْيَوْمَ! فَقَالَ: وَمَا الَّذِي رَأَيْتَ؟ قُلْتُ: جِئْتُ قَبْلَ الْفَجْرِ وَأَنْتَ تَدْعُو وَقَوْمٌ يُؤَمِّنُونَ عَلَى دُعَائِكَ، ثُمَّ دَخَلْتُ؛ فَمَا رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ غَيْرَكَ. فَقَالَ: أُولَئِكَ جِنٌّ مِنْ أَهْلِ نَصِيبِينَ يَشْهَدُونَ مَعِي خَتْمَةَ الْقُرْآنِ كُلَّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ، ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ.(2/259)
397 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، نَا زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ؛ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ؛ إِذْ أَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي، فَقَالَ: قُمْ يَا زِيَادُ إِلَى عِبَادَتِكَ مِنَ التَّهَجُّدِ، وَخُذْ حَظَّكَ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ؛ فَهُوَ وَاللهِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ نَوْمَةٍ تُوهِنُ بَدَنَكَ، وَيَنْكَسِرُ لَهَا قَلْبُكَ، قُمْ يَا زِيَادُ؛ فَلَا رَاحَةَ فِي الدُّنْيَا إِلَّا لِلْعَابِدِينَ. قَالَ: فَوَثَبْتُ فَزِعًا
__________
[إسناده واهٍ جداً] .(2/260)
398 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْهَمَذَانِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ؛ قَالَ: [ص:261] لَقِيتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ بِمَكَّةَ عِنْدَ الْمَيْضَأَةِ، فَرَأَيْتُهُ ثَقِيلَ اللِّسَانِ، فَقُلْتُ: مَا لِي أَرَاكَ ثَقِيلَ اللِّسَانِ؟ فَقَالَ: قَرَأْتُ البارحة القرآن مرتين ونصف؛ فَثَقُلَ لِسَانِي
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(2/260)
399 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا أَبِي، نَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ الْمُغِيرَةِ؛ قَالَ: [ص:262] حَدَّثَنِي بَعْضُ سَدَنَةِ الْكَعْبَةِ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ رَحِمَهُ اللهُ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ فِي الْكَعْبَةِ، وَقَرَأَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ بِ {قُلْ هُوَ اللهُ أحد} [الإخلاص: 1] .(2/261)
400 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ فَيُحْرَمُ بِهِ قِيَامَ اللَّيْلِ.(2/262)
401 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، نَا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ، نَا سَلْمٌ الْخَوَّاصُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مُسْلِمٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: [ص:263] كُلْ مَا شِئْتَ، وَلَا تَشْرَبِ الْمَاءَ؛ فَإِنَّكَ إِذَا لَمْ تَشْرَبْ؛ لَمْ يَجِئْكَ النَّوْمُ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/262)
402 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: اجْتَمَعَ رَأْيُ أَكْثَرَ مِنَ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ صِدِّيقًا أَنَّ كَثْرَةَ النَّوْمِ مِنْ كَثْرَةِ شُرْبِ الْمَاءِ.(2/263)
403 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نَا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: بَلَغَنَا أَنَّهُ إِذَا كَانَ أَوَّلُ اللَّيْلِ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَلَا لِيَقُمْ [ص:264] الْعَابِدُونَ. قَالَ: فَيَقُومُونَ، فَيُصَلُّونَ مَا شَاءَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَلَا لِيَقُمِ الْقَانِتُونَ. فَيَقُومُونَ، فَيُصَلُّونَ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ الْمُسْتَغْفِرُونَ؟ فَيَسْتَغْفِرُونَ أُولَئِكَ، فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ وَأَسْفَرَ؛ نَادَى مُنَادٍ: لِيَقُمِ الْغَافِلُونَ. قَالَ: فَيَقُومُونَ مِنْ فُرُشِهِمْ كَالْمَوْتَى يُنْشَرُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ كُسَالَى ضُجُراً، قَدْ بَاتَ لَيْلَهُ جِيفَةً عَلَى فِرَاشِهِ، وَأَصْبَحَ نَهَارَهُ يَخْطِبُ عَلَى نَفْسِهِ لَعِبًا وَلَهْوًا. قَالَ: وَيُصْبِحُ صَاحِبُ اللَّيْلِ مُنْكَسِرَ الطَّرْفِ فَرِحَ الْقَلْبِ.(2/263)
404 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيِّ: [ص:265] أَنَّ الْأَنْصَارَ اجْتَمَعَتْ ذَاتَ يَوْمٍ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ الْأَنْصَارَ قَدِ اجْتَمَعَتْ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَاصِبًا رَأْسَهُ؛ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ تَرِكَةً [ص:266] وَضَيْعَةً، وَإِنَّ الْأَنْصَارَ كَرِشِي وَضَيْعَتِي، وَإِنَّهُمْ سَيَقِلُّونَ وَيَكْثُرُ النَّاسُ؛ فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ
__________
[إسناده صحيح] .(2/264)
405 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى السَّعْدِيُّ، نَا أَبُو أُسَامَةَ، نَا الْأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ حَكِيمًا، وَحَكِيمُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو الدَّرْدَاءِ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(2/266)
406 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ، نَا بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: [ص:267] بَلَغَنِي أَنَّ الْمُؤْمِنَ فِي الْمَوْقِفِ يَنْظُرُ إِلَى مَنَازِلِهِ فِي الْجَنَّةِ وَمَا أَعدَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ فِيهَا مِنَ النَّعِيمِ؛ فَيَتَمَنَّى أَنَّهُ لَمْ يُخْلَقْ، لِمَا يَرَى مِنْ أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَا هُوَ فِيهِ.(2/266)
407 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ؛ أَنَّ الْحُوتَ فِي الْمَاءِ مَكْتُوبٌ عَلَى رَأْسِهِ مَنْ يَأْكُلُهُ.(2/267)
408 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نَا أُبَيٌّ، نَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، نَا عَاصِمٌ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ؛ قَالَ: [ص:268] دَخَلْنَا عَلَى عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَهُوَ يَبْكِي بُكَاءً شَدِيدًا، قُلْنَا لَهُ: مَا أَبْكَاكَ؟ فَقَالَ: أَبْكَانِي اللَّيْلَةُ الَّتِي صَبِيحَتُهَا يَوْمُ الْقِيَامَةِ. فَقُلْتُ: إِنَّهَا لَتَمَخَّضُ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ. فَكَانَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ يَغْدُو، فَيَقْعُدُ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ الْأَعْظَمِ وَالنَّاسُ مُنْصَرِفُونَ فِي حَوَائِجِهِمْ، فَإِذَا رَآهُمْ ذَاهِبِينَ يَمِينًا وَشِمَالًا؛ قَالَ: يَا رَبِّ! غَدَا الْغَادُونَ فِي حَوَائِجِهِمْ، وَغَدَوْتُ إِلَيْكَ أَسْأَلُكَ الْمَغْفِرَةَ.(2/267)
409 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، نَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا كَانَ بَدْءُ إِنَابَتِكَ؟ قَالَ: أَرَدْتُ ضَرْبَ غُلَامٍ لِي، فَقَالَ لِي: يَا عُمَرُ! اذْكُرْ لَيْلَةً صَبِيحَتُهَا يَوْمُ الْقِيَامَةِ.(2/268)
410 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ إِذَا بَكَى مَسَحَ وَجْهَهُ وَلِحْيَتَهُ مِنْ دُمُوعِهِ، وَيَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ النَّارَ لَا تَأْكُلُ مَوْضِعًا مَسَّتْهُ الدُّمُوعُ.(2/269)
411 - وَقَالَ مُحَمَّدٌ: قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (نَارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ (7)) [الهمزة: 6، 7] ؛ قَالَ: تَأْكُلُهُ النَّارُ حَتَّى تَبْلُغَ فُؤَادَهُ وَهُوَ حَيٌّ.(2/269)
412 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: وَمَا لِأَهْلِ النَّارِ رَاحَةٌ غَيْرُ الْعَوِيلِ وَالْبُكَاءِ.(2/269)
413 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عباد، نَا أَبِي، نَا مَالِكُ بْنُ ضَيْغَمٍ؛ قَالَ: [ص:270] كَانَ بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ عِنْدَ الْحَجَّامِ وَقَدْ وَضَعَ الْمَحَاجِمَ عَلَى عُنُقِهِ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ: كَيْفَ مُنْصَرَفُ الْخَاشِعِينَ غَدًا مِنْ بَيْنِ يَدَيِ اللهِ؟ ! فَصَعِقَ وَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، وَانْكَسَرَتِ الْمَحَاجِمُ، قَالَ: وَكَانَ لَا يَفْتُرُ مِنَ الْبُكَاءِ، فَعُوتِبَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّمَا أَبْكِي مِنَ الْعَطَشِ الْأَكْبَرِ؛ عَطَشِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ.(2/269)
414 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمِنْقَرِيُّ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ؛ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ لِثَابِتٍ: مَا أَشْبَهَ عَيْنَيْكَ بَعَيْنَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! قَالَ: فَبَكَى ثَابِتٌ حَتَّى عَمَشَتْ عَيْنَاهُ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/270)
414 - / م - قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، عَنْ كَثِيرِ بن هاشم، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ هِشَامٍ؛ قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّ رَجُلًا أُخِذَ أَسِيرًا، فَأُلْقِيَ فِي جُبٍّ وَوُضِعَ عَلَى رَأْسِ الْجُبِّ صَخْرَةٌ عَظِيمَةٌ، فَلُقِّنَ فِيهَا: قُلْ: سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْحَيِّ الْحَقِّ [ص:271] الْقُدُّوسِ! سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ! قَالَ: فَخَرَجَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُخْرِجَهُ إِنْسَانٌ.(2/270)
415 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْهَاشِمِيُّ؛ نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَامِرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي - وَكَانَ رَفِيقَ طَاوُسٍ -؛ قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُسًا يَقُولُ: إِنِّي لَفِي الْحِجْرِ لَيْلَةً، إِذْ دَخَلَ الْحِجْرَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، فَقُلْتُ: رَجُلٌ صَالِحٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، لَأَسْمَعَنَّ إِلَى دُعَائِهِ اللَّيْلَةَ. قَالَ: فَقَامَ يُصَلِّي إِلَى السَّحَرِ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَةً؛ فَجَعَلَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: عبدك يا رب نَزَلَ بِفِنَائِكَ، مِسْكِينُكَ [ص:272] يَا رَبِّ بِفِنَائِكَ، فَقِيرُكَ يَا رَبِّ بِفِنَائِكَ. قَالَ طَاوُسٌ: فَحَفِظْتُهُنَّ؛ فَمَا دَعَوْتُ بِهِنَّ فِي كَرْبٍ إِلَّا فُرِّجَ عَنِّي.(2/271)
416 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَمِّهِ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ؛ قَالَ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وبشر المخبتين} [الحج: 34] ؛ قَالَ: الَّذِينَ لَا يَظْلِمُونَ، وَإِذَا ظُلِمُوا لَا يَنْتَصِرُونَ.(2/272)
417 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَمَلَ قِرْبَةً عَلَى عُنُقِهِ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: إِنَّ نَفْسِي أَعْجَبَتْنِي؛ فَأَرَدْتُ أَنْ أُذِلَّهَا
__________
[إسناده ضعيف] .(2/272)
418 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالَا: نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ؛ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الشَّامَ؛ لَقِيَهُ الْجُنُودُ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ وَخُفَّانِ وَعِمَامَةٌ، وَهُوَ آخِذٌ بِرَأْسِ رَاحِلَتِهِ يَخُوضُ الْمَاءَ، وَقَدْ خَلَعَ خُفَّيْهِ وَجَعَلَهُمَا تَحْتَ إِبْطَيْهِ، فَقَالُوا لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! الْآنَ تَلْقَاكَ الْجُنُودُ وَبَطَارِقَةُ الشَّامِ وَأَنْتَ عَلَى هَذِهِ الْحَالَةِ! فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِنَّا قَوْمٌ أَعَزَّنَا اللهُ بِالْإِسْلَامِ؛ فَلَنْ نَلْتَمِسَ الْعِزَّةَ بِغَيْرِهِ
__________
[صحيح] .(2/273)
419 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ عَنْ عَمَّتِهِ؛ قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ خَلِيفَةٌ، وَهُوَ جالس على برذعة حِمَارٍ مُبْتَلَّةٍ
__________
[إسناده حسن] .(2/274)
420 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا الْمُقْرِئُ، نَا الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ؛ أَنَّهُ سَمِعَهُ يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص:275] اسْتِقْبَالُ الشَّمْسِ دَاءٌ، وَاسْتِدْبَارُهَا دَوَاءٌ.(2/274)
421 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ ابن أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمِسْوَرِ، نَا أَبِي؛ قَالَ: [ص:276] سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ الدُّنْيَا، فَقَالَ: أُطِيلُ أَمْ أُقْصِرُ؟ فَقَالُوا: أَقْصِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! فَقَالَ: حَلَالُهَا حِسَابٌ، وَحَرَامُهَا عَذَابٌ؛ فَدَعُوا الْحَلَالَ لِطُولِ الْحِسَابِ، وَدَعُوا الْحَرَامَ لِطُولِ الْعَذَابِ
__________
[إسناده منقطع] .(2/275)
422 - نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ؛ قَالَ: [ص:277] كَانَ أَحْمَدُ بْنُ الْمُعَذَّلِ إِذَا حَجَّ لَا يَسْتَظِلُّ، قَالَ: فَلَقِيَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَهُوَ مُحْرِمٌ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ شَدِيدِ الْحَرِّ، وَلَيْسَ لَهُ مَظَلَّةٌ، وَقَدْ أَحْرَقَتْهُ الشَّمْسُ، فَقَالَ لَهُ: لَوْ سَتَرْتَ نَفْسَكَ مِنَ الْحَرِّ! قَالَ: فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
(ضَحَّيْتُ لَهُ كَيْ أَسْتَظِلَّ بِظِلِّهِ ... إِذَا الظِّلُّ أَضْحَى فِي الْقِيَامَةِ قَالِصَا)
(وَغَارَتْ نُفُوسُ النَّاسِ عِنْدَ حُلُوقِهِمْ ... يُرِيقُونَ زَيْفًا غَايِرَ الْمَاءِ شَاخِصَا)
(هُنَالِكَ قَالَ الْمَرْءُ يَا لَيْتَ أَنَّنِي ... أُرَدُّ وَأُضْحِي قِيلَ قَدْ كُنْتَ قَامِصَا)
(وَمَا كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَنَالَكَ حَرُّهَا ... وَقَدْ كُنْتَ مِنْ حَرِّ الظَّهِيرَةِ حَائِصَا)
(لَعَمْرِي لَئِنْ ضَاعَتْ أُمُورٌ بِأَهْلِهَا ... لَيَغْتَبِطَنَّ بِالسَّبْقِ مَنْ كَانَ خَالِصَا)(2/276)
423 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: [ص:278] أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الْبَصْرِيُّ لِمَعْبَدِ بْنِ طَوْقٍ الْعَنْبَرِيِّ:
(تَلْقَى الْفَتَى حَذِرَ الْمَنِيَّةِ هَارِبًا ... مِنْهَا وَقَدْ حَدَقَتْ بِهِ لَوْ يَشْعُرُ)
(نُصَبَتْ حَبَائِلَهَا مِنْ حَوْلِهِ ... فَإِذَا أَتَاهُ يَوْمُهُ لا يُنْظَرُ)
(إن امرءاً أَمْسَى أَبُوهُ وَأُمُّهُ ... تَحْتَ التُّرَابِ لِنَوْلِهِ يَتَفَكَّرُ)
(تُعْطَى صَحِيفَتُكَ الَّتِي أَمْلَيْتَهَا ... فَتَرَى الَّذِي فِيهَا إِذَا مَا تُنْشَرُ)
(حَسَنَاتُهَا مَحْسُوبَةٌ قَدْ أُحْصِيَتْ ... وَالسَّيِّئَاتُ فَأَيُّ ذَلِكَ أَكْثَرُ؟)(2/277)
424 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا يَزِيدُ بن هارون، أنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَاهَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: [ص:279] شَرُّ الْأَيَّامِ وَالسِّنِينَ وَالشُّهُورِ وَالْأَزْمِنَةِ أَقْرَبُهَا إِلَى الساعة
__________
[إسناده ضعيف] .(2/278)
424 - / م - قَالَ: نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ؛ قَالَ: نَا يَزِيدُ بن هارون؛ قال: أنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ؛ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَغْضَبُ مَا يَكُونُ قُرْبَ السَّاعَةِ.(2/279)
425 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا سَيَّارٌ، عَنْ جَعْفَرٍ، نَا عَنْبَسَةُ الْخَوَّاصُ، عَنْ قَتَادَةَ؛ قَالَ: [ص:280] قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا رَبِّ! أَنْتَ فِي السَّمَاءِ وَنَحْنُ فِي الْأَرْضِ؛ فَمَا عَلَامَةُ غَضَبِكَ مِنْ رِضَاكَ؟ قَالَ: إِذَا اسْتَعْمَلْتُ عَلَيْكُمْ خِيَارَكُمْ؛ فَهُوَ عَلَامَةُ رِضَايَ، وَإِذَا اسْتَعْمَلْتُ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ؛ فَهُوَ عَلَامَةُ سَخَطِي عَلَيْكُمْ.(2/279)
426 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، نَا حَفْصُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ السَّلَمِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، عَنْ قَتَادَةَ؛ قَالَ: لَمْ يَنْزِلْ عَذَابٌ قَطُّ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى قَوْمٍ؛ إِلَّا عِنْدَ انْسِلَاخِ الشِّتَاءِ.(2/280)
427 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَزْدِيُّ، نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ العمي، نا مالك بْنُ دِينَارٍ؛ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ؛ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: رَأَيْتُ لَكَ رُؤْيَا الْبَارِحَةَ، كَأَنَّهُ سَقَطَ شَعْرُ يَدَيْكَ. فَجَعَلَ ابْنُ سِيرِينَ يُقَلِّبُ يَدَيْهِ وَيَقُولُ: مَا ذَهَبَ بِعَمَلِ يَدِي؟ فَلَمْ يَقُمْ مِنْ مَجْلِسِهِ حَتَّى جَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: ذَهَبَ بِزَرْعِكَ الْمَاءُ.(2/280)
428 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ حَتَّى كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ. فَقَالَ: عَلْقَمَةُ وَمَسْرُوقٌ وَالرَّبِيعُ، وَكَانَ الرَّبِيعُ أَشَدَّ الْقَوْمِ اجْتِهَادًا، وَكَانَ عَبيدة السَّلْمَانِيُّ يُوَازِي شُرَيْحًا فِي الْعِلْمِ وَالْقَضَاءِ.(2/281)
429 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا قَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ مُنَخَّلٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ؛ قَالَ: [ص:282] سَأَلْتُ الشَّعْبِيَّ عَنْ عَلْقَمَةَ وَالْأَسْوَدِ؟ فقال: كان الأسود صوّاماً، قواماً، كثير الحج، وكان علقمة مع البطيء به (يعني ويُدرك السَّريع) .(2/281)
430 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، نَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ زُبَيْدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ: كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ سُرُجَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ (يَعْنِي: الْكُوفَةَ) .(2/282)
431 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ حَبِيبٍ؛ قَالَ: [ص:283] كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ: إِنَّهُ لَمْ يَزَلْ لِلنَّاسِ وُجُوهٌ يَرْفَعُونَ حَوَائِجَ النَّاسِ إِلَيْهِمْ؛ فَأَكْرِمْ وُجُوهَ النَّاسِ، فَبِحَسْبِ الْمُسْلِمِ الضَّعِيفِ مِنَ الْعَدْلِ أَنْ يُنْصَفَ فِي الْحُكْمِ وَالْقِسْمَةِ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/282)
432 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: لَقِيَ رَجُلٌ رَاهِبًا، فَقَالَ لَهُ: يَا رَاهِبُ! كَيْفَ تَرَى الدَّهْرَ؟ قَالَ: يُخْلِقُ الْأَبْدَانَ، وَيُجَدِّدُ الْآمَالَ، وَيُبَاعِدُ الْأُمْنِيَّةَ، وَيُقَرِّبُ الْمَنِيَّةَ. فَقَالَ لَهُ: فَكَيْفَ تَرَى أَهْلَهُ؟ قَالَ: مَنْ ظَفِرَ بِهَا نَصَبَ. وَمَنْ فَاتَتْهُ تَعِبَ. قَالَ: فَمَا الْغِنَى عنه؟ قَالَ: قَطْعُ الرَّجَاءِ مِنْهَ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: فَأَيُّ الْأَصْحَابِ أَبَرُّ وَأَوْفَى؟ قَالَ: العمل الصالح والتقى، [ص:284] قَالَ: قُلْتُ: فَأَيْنَ الْمَخْرَجُ؟ قَالَ: فِي سُلُوكِ الْمَنْهَجِ. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: بَذْلُ الْمَجْهُودِ، وَخَلْعُ الرَّاحَةِ. قال: قلت: فَأَوْصِنِي. قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ.(2/283)
433 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّبَعِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ الْعَتَّابِيُّ: مَرَرْتُ بِدَيْرٍ؛ فَإِذَا رَاهِبٌ يُنَادِي، فَرَفَعْتُ رَأْسِي إِلَيْهِ، فَقَالَ لِي: وَيْحَكَ! هَبْ أَنَّ الْمُسِيءَ قَدْ عُفِيَ عَنْهُ؛ أَلَيْسَ قَدْ فَاتَهُ ثَوَابُ الصَّالِحِينَ؟ !(2/284)
434 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْأَزْدِيُّ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي؛ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ حَازِمٍ؛ قَالَ: قَالَ الْعَتَّابِيُّ: مَرَرْتُ بِدَيْرٍ، فَصِحْتُ: يَا رَاهِبُ! فَلَمْ يُجِبْنِي أَحَدٌ؛ حَتَّى قُلْتُ: يَا صَاحِبَ الدَّيْرِ! فَإِذَا رَجُلٌ قَدْ أَشْرَفَ عَلَيَّ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا مَنَعَكَ أَنْ [ص:285] تُجِيبَنِي؟ فَقَالَ: لِأَنَّكَ سَمَّيْتَنِي بِغَيْرِ اسْمِي. قُلْتُ: وَمَا اسْمُكَ؟ قَالَ: اسْمِي الْكَلْبُ الْعَقُورُ، وَإِنَّمَا حَبَسْتُ نَفْسِي فِي هَذَا الْمَوْضِعِ لِكَيْ لَا أَعْقُرَ النَّاسَ.(2/284)
435 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص:286]: «كَلِمَاتُ الْفَرَجِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، لَا إِلَهَ إلا الله رب السماوات السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ»
__________
[إسناده صحيح] .(2/285)
436 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْأَسْوَدِ الْعِجْلِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ، عن الحسين بن علي: [ص:287] أنّه زوَّج ابنته من عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ، فَخَلَا بِهَا، فَقَالَ لَهَا: يَا بُنَيَّةُ! انْظُرِي مَا يَدْعُو بِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ إِذَا خَلَا. قَالَ: فَكَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ الَّذِي فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ. قَالَ الْحَسَنُ: فَأَتَيْتُ الْحَجَّاجَ، فَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ وَقَدْ دَعَا بِالسَّيْفِ وَالنَّطْعِ لِيَضْرِبَ عُنُقِي، فَقُلْتُهُنَّ، فَقَالَ لِي: قد جئتني أنا أُرِيدُ أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَكَ؛ فَمَا مِنْ أَحَدٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ؛ فَسَلْنِي مَا شِئْتَ
__________
[إسناده صحيح] .(2/286)
437 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَغْدَادِيُّ، نَا أَبُو بِلَالٍ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ الْعُكْلِيِّ: [ص:288] أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى أَبِيهِ فِي حَاجَةٍ لَهُ، فَقَالَ الْحَسَنُ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ خَلَا فِي بَيْتٍ يَدْعُو إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ. قَالَ: قُلْتُ لَهُ: فَأَدْنِنِي مِنَ الْبَابِ حَتَّى أَسْمَعَ كَلَامَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: فَدَنَوْتُ مِنَ الْبَابِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: يَا (كهيعص (1)) [مريم: 1] ! يَا نُورَ النُّورِ! يَا قُدَّوسُ! يَا اللهُ! يَا رَحْمَنُ! (رَدَّدَهَا ثَلَاثًا) ، ثُمَّ قَالَ: اغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تُحِلُّ النِّقَمَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ الْعِصَمَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ الْبَلَاءَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ الْقِسَمَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تُدِيْلُ الْأَعْدَاءَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَرُدُّ الدُّعَاءَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تُعَجِّلُ الْفَنَاءَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَكْشِفُ الْغِطَاءَ
__________
[إسناده مظلم] .(2/287)
438 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ؛ قَالَ: [ص:289] سَأَلْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: دُلَّنِي عَلَى جَلِيسٍ أَجْلِسُ إِلَيْهِ. فَقَالَ: تِلْكَ ضَالَّةٌ لَا تُوجَدُ.(2/288)
439 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، نَا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: أَوَّلُ مَا كُتِبَ فِي الزَّبُورِ: وَيْلٌ لِلظَّلَمَةِ.(2/289)
440 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: الصَّلَاةُ تُبَلِّغُكَ نِصْفَ الطَّرِيقِ، وَالْوُضُوءُ يُبَلِّغُكَ بَابَ الْمَلِكِ، وَالصَّدَقَةُ تُدْخِلُكَ عَلَيْهِ.(2/289)
441 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص:290] لَمَّا وُلِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ الْفِهْرِيُّ الْمَدِينَةَ؛ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! لَنْ تُعْدَمُوا مِنِّي ثَلَاثَ خِلَالٍ: أَنْ لَا أُجَمِّرَ لَكُمْ جَيْشًا، وَإِنْ أُمِرْتُ فِيكُمْ بِخَيْرٍ عَجَّلْتُهُ لَكُمْ، وَإِنْ أُمِرْتُ فِيكُمْ بِشَرٍّ أَخَّرْتُهُ عَنْكُمْ، وَلَا يَكُونُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ حِجَابٌ. فَمَكَثَ عِنْدَهُمْ كَذَلِكَ، فَلَمَّا عُزِلَ؛ صَعَدَ الْمِنْبَرَ؛ فَبَكَى وَبَكَى النَّاسُ لِبُكَائِهِ، وَقَالَ: وَاللهِ؛ مَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْعَزْلِ وَلَا ضَنّاً بِالْوِلَايَةِ، وَلَكِنْ أَرْبَأُ بِهَذِهِ الْوُجُوهِ أَنْ يَتَبَذَّلَهَا بَعْدِي مَنْ لَا يَرَى لَهَا مِنَ الْحَقِّ مَا كُنْتُ أَرَاهُ، وَإِنِّي وَإِيَّاكُمْ يَا مَعْشَرَ أَوْلَادِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ لَكَمَا قَالَ أَخُو كِنَانَةَ:
(فَمَا الْقَيْدُ أَبْكَانِي وَلَا السِّجْنُ شَفَّنِي ... وَلَكِنَّنِي مِنْ خَشْيَةِ النَّارِ أَجْزَعُ)
(بَلَى إِنَّ أَقْوَامًا أَخَافُ عَلَيْهِمُ ... إِذَا مُتُّ أَنْ يُعْطُوا الَّذِي كُنْتُ أَمْنَعُ)(2/289)
442 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ التَّغْلِبِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنِ، عَنْ عَوْفٍ الْأَعْرَابِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ: إنه بَلَغَنِي أَنَّكَ تَأْذَنُ لِلنَّاسِ جَمًّا غفيراً، فإذا جاءك كِتَابِي هَذَا؛ فَابْدَأْ بِأَهْلِ الْفَضْلِ وَالشَّرَفِ وَالْوُجُوهِ، فَإِذَا أَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ؛ فَأْذَنْ لِلنَّاسِ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/291)
443 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ - وَوَصَفَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -؛ فَقَالَ: كَانَ وَاللهِ عُمَرُ أَعْقَلَ مِنْ أَنْ يَخْدَعَ، وَأَفْطَنَ مِنْ أَنْ يُخْدَعَ
__________
[إسناده معضل] .(2/291)
444 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، نَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الذين ظلموا أنفسهم} [إبراهيم: 45] ؛ قَالَ: [ص:292] عَمِلْتُمْ بِأَعْمَالِهِمْ.(2/291)
445 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ؛ قَالَ: [ص:293] بَلَغَنِي أَنَّ عَامَّةَ النَّفَرِ الَّذِينَ سَارُوا إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ جُنُّوا كُلُّهُمْ. وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: الْجُنُونُ لَهُمْ قَلِيلٌ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/292)
446 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحْرِزٍ، نَا الْحِمَّانِيُّ؛ قَالَ: قَالَ الْأَعْمَشُ: أَحْدَثَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ عَلَى قَبْرِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؛ فَأَبْرَصَ مِنْ سَاعَتِهِ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/293)
447 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمَخْزُومِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَخِي الْأَصْمَعِيِّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُرِّيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بِلَالِ بْنِ سَعْدٍ؛ قَالَ: [ص:294] قَضَى سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَاجَةً لِلْحَرْقَةِ بِنْتِ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ؛ فَكَانَ مِنْ دُعَائِهَا لَهُ أَنْ قَالَتْ لَهُ: لَا جَعَلَ اللهُ لَكَ إِلَى لَئِيمٍ حَاجَةً، وَلَا أَزَالَ عَنْ كَرِيمٍ نِعْمَةً، وَلَا زَالَتْ عَنْ عَبْدٍ صَالِحٍ نِعْمَةٌ؛ إِلَّا جَعَلَكَ اللهُ سَبِيلًا إِلَى رَدِّهَا.(2/293)
448 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْتَمْلِيُّ، نَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزَّاهِدُ رَفِيقُ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ؛ قَالَ: رَأَى صَاحِبٌ لَنَا رَبَّ الْعِزَّةِ عَزَّ وَجَلَّ! فِي النَّوْمِ قَبْلَ مَوْتِ بِشْرِ بْنِ [ص:295] الْحَارِثِ بِقَلِيلٍ، فَقَالَ: قُلْ لِبِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ: لَوْ سَجَدْتَ لِي عَلَى الْجَمْرِ؛ مَا كُنْتَ تُكَافِئُنِي بِمَا نَوَّهْتُ بِاسْمِكَ فِي النَّاسِ.(2/294)
449 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ، نَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ؛ قَالَ: بَعَثَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ إِلَى رَابِعَةَ الْعَدَوِيَّةِ بِشَيْءٍ مِنْ زَكَاتِهِ؛ فَرَدَّتْهُ، وَقَالَتْ: يَا حَمَّادُ! أَنَا وَاللهِ لَمْ أسأل قَطُّ مَنْ يَمْلِكُهَا؛ فَكَيْفَ آخُذُهَا مِمَّنْ لَا يَمْلِكُهَا؟ ! قَالَ: وَكَانَتْ رَابِعَةُ إِذَا جَالَسَتْنَا لَبِسَتْ ثَوْبًا رَقِيقًا حَتَّى يَمْنَعَهَا الْبَرْدُ مِنَ النَّوْمِ.(2/295)
450 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الرِّيَاشِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: [ص:296] كَانَ بِلَالُ بْنُ سَعْدٍ يُصَلِّي اللَّيْلَ أَجْمَعَ؛ فَكَانَ إِذَا غَلَبَهُ النَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ، وَكَانَ فِي دَارِهِ بِرْكَةُ مَاءٍ، فَيَجِيءُ، فَيَطْرَحُ نَفْسَهُ مَعَ ثِيَابِهِ فِي الْمَاءِ حَتَّى يَنْفُرَ عَنْهُ النَّوْمُ، فَعُوتِبَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: مَاءُ الْبِرْكَةِ فِي الدُّنْيَا خَيْرٌ مِنْ صَدِيدِ أَهْلِ جَهَنَّمَ.(2/295)
451 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّكَّرِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ؛ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فقلتُ له: أوصِني؟ فَقَالَ: اعْمَلْ لِهَذَا الْمَضْجَعِ.(2/296)
452 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، نَا أَبُو الْأَحْوَصُ، نَا عَاصِمُ بْنُ أَبِي النُّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ؛ قَالَ: [ص:298] جَاءَ ابْنُ جُرْمُوزٍ قَاتِلُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: لَيَدْخُلُ قَاتِلُ ابْنِ صَفِيَّةَ النَّارَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيَّ، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ»
__________
[إسناده حسن] .(2/296)
453 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ؛ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: [ص:300] نَدَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ؛ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَ الثَّانِيَةَ وَالثَّالِثَةَ؛ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن لكل نبي حَوَارياً، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ
__________
[إسناده صحيح] .(2/298)
453 - / م - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: [ص:301] سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: الْحَوَارِيُّ: النَّاصِرُ:(2/300)
454 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: أَوْصَى إِلَى الزُّبَيْرِ سَبْعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْهُمْ: عُثْمَانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَابْنُ مَسْعُودٍ، فَكَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِمْ مِنْ مَالِهِ، وَيَحْفَظُ عَلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ.(2/301)
455 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا عَلِيٌّ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزبير؛ لَمَّا قُتِلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ محى الزُّبَيْرُ اسْمَهُ مِنَ الدِّيوَانِ.(2/301)
456 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: اقْتُسِمَ مَالُ الزُّبَيْرِ عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفٍ، قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: وَكَانَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ يَضْرِبُ فِي الْمَغْنَمِ بَأَرْبَعَةِ أَسْهُمٍ: سَهْمٍ لَهُ، وَسَهْمَيْنِ لِفَرَسِهِ، وَسَهْمٍ لِذِي الْقُرْبَى.(2/302)
457 - حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَهْلٍ الْغُدَانِيُّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي جَسْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ؛ قَالَ: [ص:303] مَا تَمَنَّيْتُ شَيْئًا قَطُّ. فَقُلْنَا لَهُ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ ! قَالَ: إِذَا عَرَضَ لِي شَيْءٌ مِنْ ذلك سألك رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ: وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ؛ وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا بَكْرٍ! مَا أَشَدَّ الْوَرَعَ! فَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: مَا أَهْوَنَ الْوَرَعَ! قِيلَ لَهُ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ فَقَالَ: إِذَا رَابَنِي شَيْءٌ تَرَكْتُهُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.(2/302)
458 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَجَاءٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ؛ قَالَ: جَالَسْتُ الْفُقَهَاءَ؛ فَوَجَدْتُ دِينِي عِنْدَهُمْ، وَجَالَسْتُ أَصْحَابَ الْمَوَاعِظِ؛ فَوَجَدْتُ الرِّقَّةَ فِي قَلْبِي؛ وَجَالَسْتُ كِبَارَ النَّاسِ؛ فَوَجَدْتُ الْمُرُوءَةَ فِيهِمْ، وَجَالَسْتُ شِرَارَ النَّاسِ؛ فَوَجَدْتُ أَحَدَهُمْ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ عَلَى شَيْءٍ لَا يُسَاوِي شَعِيرَةً.(2/303)
459 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ الْحَرَّانِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي ضَمْضَمُ بْنُ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ: [ص:304] أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ مَلِكٌ إِلَّا وَمَعَهُ رَجُلٌ حَكِيمٌ، فَإِذَا رآه غضباناً؛ كَتَبَ لَهُ صَحَائِفَ، فِي كُلِّ صَحِيفَةٍ: ارْحَمِ الْمُسْلِمِينَ، وَاخْشَ الْمَوْتَ، وَاذْكُرِ الْآخِرَةَ. قَالَ فَكُلَّمَا أَخَذَ الْمَلِكُ صَحِيفَةً، قَطَعَهَا حَتَّى يَسْكُنَ غَضَبُهُ.(2/303)
460 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: لَمَّا مَاتَ ذُو الْقَرْنَيْنِ وَحُمِلَ عَلَى النَّعْشِ؛ اجْتَمَعَتِ الْحُكَمَاءُ حَوَالَيْهِ، فَتَكَلَّمَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَى قَدْرِ عِلْمِهِ؛ حَتَّى كَانَ آخِرَهُمْ رَجُلٌ مِنْ عُظَمَاءِ الْحُكَمَاءِ، فَقَالَ: يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ! كُنَّا نَفْخَرُ بِالنَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ؛ فَقَدْ صِرْنَا السَّاعَةَ نَتَقَذَّرُ مِنَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، فَقَدْ أَمِنَ مَنْ كَانَ يَخَافُكَ؛ فَلَيْتَ شِعْرِي! قَدْ أَمِنْتَ مِمَّنْ كُنْتَ تَخَافُهُ؟ !
__________
[إسناده واهٍ جداً] .(2/304)
461 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا قَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، نَا عِصْمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا فُضَيْلُ بْنُ جَعْفَرٍ؛ قَالَ: [ص:305] خَرَجَ الْحَسَنُ مِنْ عِنْدِ ابْنِ هُبَيْرَةَ، فَإِذَا هُوَ بِالْقُرَّاءِ عَلَى الْبَابِ، فَقَالَ: ما أجلسكم ها هنا؛ تُرِيدُونَ الدُّخُولَ عَلَى هَؤُلَاءِ؟ أَمَا وَاللهِ مَا مُخَالَطَتُهُمْ بِمُخَالَطَةِ الْأَبْرَارِ، تَفَرَّقُوا فَرَّقَ اللهُ بَيْنَ أَرْوَاحِكُمْ وَأَجْسَادِكُمْ، خَصَفْتُمْ نِعَالَكُمْ، وَشَمَّرْتُمْ ثِيَابَكُمْ، وجززتم رؤوسكم، فَضَحْتُمُ الْقُرَّاءَ فَضَحَكُمُ اللهُ تَعَالَى، أَمَا وَاللهِ لَوْ زَهِدْتُمْ فِيمَا عِنْدَهُمْ لَرَغِبُوا فِيمَا عِنْدَكُمْ، وَلَكِنَّكُمْ رَغِبْتُمْ فِيمَا عِنْدَهُمْ، فَزَهِدُوا فِيمَا عِنْدَكُمْ؛ فَأَبْعَدَ اللهُ مَنْ أَبْعَدَ.(2/304)
462 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: [ص:306] إِذَا رَأَيْتَ الْقَارِئَ يَلْزَمُ بَابَ السُّلْطَانِ؛ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لِصٌّ.(2/305)
463 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا قُبَيْصَةُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: إِذَا كَانَتْ لَكَ إِلَى قَارِئٍ حَاجَةٌ؛ فَاضْرِبْهُ بِقَارِئٍ مِثْلَهُ.(2/306)
464 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا أَبِي؛ قَالَ: سَمِعْتُ بَكْرًا الْعَابِدَ يَقُولُ: سُئِلَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، فَقِيلَ لَهُ: مَا التَّوَاضُعُ؟ قَالَ: التَّكَبُّرُ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ.(2/306)
465 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا قَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، نَا سَلَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَلْمِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: ثَلَاثَةٌ لَا يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ فِي قَاضٍ مِنْ قُضَاةِ الْمُسْلِمِينَ: الْحِقْدُ، وَالْحَسَدُ، وَالْحِدَّةُ.(2/307)
466 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَا وَعَظَنِي أَحَدٌ أَحْسَنُ مِمَّا وَعَظَنِي طَاوُسٌ، كَتَبَ إِلَيَّ: اسْتَعِنْ بَأَهْلِ الْخَيْرِ يَكُنْ عَمَلُكَ خَيْرًا كُلُّهُ، وَلَا تَسْتَعِنْ بَأَهْلِ الشَّرِّ فَيَكُنْ عَمَلُكَ شَرًّا كُلُّهُ.(2/307)
467 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو الْحَسَنِ الْبَاهِلِيُّ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ؛ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عِمْرَانَ بْنَ مُسْلِمٍ الْقَصِيرَ، فَأَعْطَاهُ وَبَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ وَقَدْ قَضَيْتَ حَاجَتَهُ؟ قَالَ: حَيْثُ أَحْوَجْتُهُ إِلَى مَسْأَلَتِي.(2/307)
468 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أبي، نَا عَبْدُ الرزاق، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ؛ قَالَ: إِذَا حَدَّثْتَ الْحَدِيثَ فِي مَجْلِسٍ مِرَارًا؛ ذَهَبَ ضَوْءُهُ، وَقَالَ قَتَادَةُ: إِذَا حَدَّثْتَ بالليل، فاخفض من صَوْتَكَ، وَإِذَا حَدَّثْتَ بِالنَّهَارِ؛ فَالْتَفِتْ عَنْ يَمِينِكَ وَشِمَالِكَ.(2/308)
469 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسُوحِيُّ، نَا عَلِيٌّ، نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: صِنْفَانِ مِنَ النَّاسِ إِذَا صَلُحَا صَلَحَ النَّاسُ: الْقُرَّاءُ، وَالْأُمَرَاءُ.(2/308)
470 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، عَنِ الزَّنْجِيِّ بْنِ خَالِدٍ؛ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى الزُّهْرِيِّ وَنَحْنُ غِلْمَانٌ، فَقَالَ لَنَا: اطْلُبُوا الْعِلْمَ؛ فَإِنْ أَرَدْتُمُ الدُّنْيَا نِلْتُمْ، وَإِنْ أَرَدْتُمُ الْآخِرَةَ نِلْتُمْ.(2/309)
471 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا جَرِيرٌ، عَنْ طَلْقِ بْنِ مُعَاوِيَةَ - وَهُوَ جَدُّ حَفْصِ بْنِ غَيَّاثٍ -؛ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنَّا مِنْ سَفَرٍ يُقَالُ لَهُ هِنْدُ بْنُ عَوْفٍ، فَلَمَّا قَدِمَ؛ مَهَّدَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ فِرَاشًا، فَنَامَ عَلَيْهِ، وَكَانَتْ لَهُ سَاعَةٌ يُصَلِّي فِيهَا مِنَ اللَّيْلِ، فَنَامَ عَنْهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ؛ حَلَفَ أَنْ لَا يَنَامَ عَلَى فِرَاشٍ أَبَدًا.(2/309)
472 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ زِيَادٍ الْمُصَفَّرِ - وَهُوَ مَوْلَى مُصْعَبٍ -، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ ركزا} [مريم: 98] ؛ قَالَ: [ص:310] ذَهَبَ النَّاسُ؛ فَلَا صَوْتٌ، وَلَا عَيْنٌ.(2/309)
473 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِلْحَسَنِ: لِمَ لَا تَغْسِلُ قَمِيصَكَ؟ قَالَ: الْأَمْرُ أَسْرَعُ مِنْ ذَلِكَ.(2/310)
474 - حَدَّثَنَا محمد بن الفرج، نَا حَجَّاجٌ الْأَعْوَرُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: أَوْحَشَتِ الْبِلَادُ وَاسْتَوْحَشَتْ، وَلَا أَرَاهَا تَزْدَادُ إِلَّا وَحْشَةً.(2/310)
475 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ بُرَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (يَأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) [الفجر: 27] ؛ قَالَ: حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَحِمَهُ اللهُ.(2/311)
476 - حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ يَقُولُ: [ص:312] لَمَّا ثَقُلَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ دَخَلَ عَلَيْهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَخِي! لأَيِّ شَيْءٍ تَجْزَعُ؟ ! تَقَدَّمْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَهُمَا أَبَوَاكَ، وَعَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ وَعَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمَا أُمَّاكَ، وَعَلَى حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَهُمَا عَمَّاكَ! فَقَالَ: يَا أَخِي! إِنِّي أُقْدِمُ عَلَى أَمْرٍ لَمْ أُقْدِمْ عَلَى مِثْلِهِ.(2/311)
477 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي وَابْنَ خُبَيْقٍ يَقُولَانِ: نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ؛ قَالَ: قُلْتُ لِزُهَيْرِ بْنِ نُعَيْمٍ الْبَابِيُّ: أَوْصِنِي! قَالَ: أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ، وَاللهِ؛ لَأَنْ تَتَّقِيَ اللهَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي وَزْنُ هَذِهِ الأسطوانة ذَهَبًا أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ [ص:313] وَجَلَّ، وَوَاللهِ! لَوَدِدْتُ أَنَّ جِسْمِي قُرِضَ بِالْمَقَارِيضِ وَأَنَّ هَذَا الْخَلْقَ أَطَاعُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ.(2/312)
478 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا الْعَبَّاسُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، نَا يُوسُفُ بْنُ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: سَأَلَ زُهَيْرٌ الْبَابِيُّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ عَنْ حَالِهِ، فَقَالَ لَهُ: كَمَا تُحِبُّ. قَالَ لَهُ: لَا تَقُلْ كَمَا تُحِبُّ؛ فَإِنِّي لَا أُحِبُّ لِمَنْ أُحِبُّ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا.(2/313)
479 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ: أَنَّهُ كَانَ يَتَمَثَّلُ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ [ص:314]:
(إِذَا أَنْتَ لَمْ تَزْرَعْ وَأَبْصَرْتَ حَاصِدًا ... نَدِمْتَ عَلَى التَّفْرِيطِ فِي زَمَنِ الْبَذْرِ)
(فَمَا لَكَ يَوْمَ الْحَشْرِ شَيْءٌ سِوَى الَّذِي ... تَزَوَّدْتَهُ يَوْمَ الْحِسَابِ إِلَى الْحَشْرِ)
أَرَادَ: إِذَا أَنْتَ لَمْ تَعْمَلْ فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ قَدِمْتَ الْآخِرَةَ فَنَظَرْتَ إِلَى ثَوَابِ الْعَامِلِينَ؛ نَدِمْتَ عَلَى تَفْرِيطِكَ فِي الدُّنْيَا.(2/313)
480 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَا أَبِي، نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أنّ رجلاً كان فِيمَا خَلَا مِنَ الزَّمَانِ وَكَانَ عَاقِلًا لَبِيبًا، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ؛ جَمَعَ بَنِيهِ وَقَوْمَهُ، فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ أَكْيَسَ الْكَيْسِ التُّقَى، وَإِنَّ أَعْجَزَ الْعَجْزِ الْفُجُورُ، وَإِذَا اطَّلَعْتُمْ مِنَ الرَّجُلِ عَلَى رِيبَةٍ؛ فَاحْذَرُوهَا؛ فَإِنَّ لَهَا إِخْوَانً.(2/314)
481 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، نَا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ مَيْمُونٍ الْخَوَّاصِ، عَنْ مُكْرَمِ بْنِ يُوسُفَ الْعَابِدِ؛ قَالَ: [ص:315] أُوحِيَ إِلَى نَبِيٍّ مِنَ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنْ قِفْ عَلَى الْمَدَائِنِ وَالْحُصُونِ، فَأَبْلِغْهُمْ عَنِّي حَرْفَيْنِ، قُلْ لَهُمْ: لَا تَأْكُلُونَ إِلَّا حَلَالًا، وَلَا تَتَكَلَّمُونَ إِلَّا الْحَقَّ.
آخر الجزء الثالث يتلوه إن شاء الله تعالى الجزء الرابع والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.(2/314)
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الرابع
من كتاب «المجالسة وجواهر العلم»
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذناً: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفرّاء إجازةً، أنا الشيخ أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل بن الضرَّاب الغسانيَّ سنة ستٍ وخمسين وأربع مئة، أنا أبي أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن محمد بن مروان بن الغمر الغساني الضراب قراءةً عليه في منزله: حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد بن مالك الدِّينوري المالكي القاضي قراءةً عليه وأنا أسمع، سنة إحدى وثلاثين وثلاث مئة:(2/323)
482 - نَا أَبُو قِلَابَةَ، نَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُطْعِمِ بْنِ الْمِقْدَامِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ الْأَزْدِيِّ؛ قَالَ: [ص:324] كَتَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَى سَلْمَانَ: مِنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ إِلَى سَلْمَانَ، أَمَّا بَعْدُ؛ يَا أَخِي! إِنِّي أُبنئتُ أَنَّكَ اشْتَرَيْتَ خَادِمًا، وَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْعَبْدُ مِنَ اللهِ وَهُوَ مِنْهُ مَا لَمْ يُخْدَمْ، فَإِذَا خَدِمَ؛ وَقَعَ عَلَيْهِ الْحِسَابُ» ، وَإِنَّ أُمَّ الدَّرْدَاءِ سَأَلَتْنِي أَنْ أَشْتَرِيَ لَهَا خَادِمًا وَكُنْتُ لِذَلِكَ [ص:325] مُوسِرًا، وَإِنِّي خِفْتُ الْحِسَابَ. يَا أَخِي! إِيَّاكَ أَنْ تَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَحِسَابٌ عَلَيْنَا، فإن عِشْنَا بَعْدَ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَهْرًا طَوِيلًا، وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا أَحْدَثْنَا، وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/323)
483 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، نَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسٍ؛ قَالَ: [ص:326] رَأَيْتُ أُصْبُعَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الَّتِي وَقَى بِهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَلَّاءَ
__________
[إسناده ضعيف، وهو صحيح من طريق آخر] .(2/325)
484 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ: [ص:327] أَنَّ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بَاعَ أَرْضًا لَهُ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِسَبْعِ مئة أَلْفِ دِرْهَمٍ، قَالَ: ثُمَّ حَمَلَهَا، فَلَمَّا جَاءَ بِهَا الرَّسُولَ؛ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا تَبِيتُ هَذِهِ فِي بَيْتِهِ لَا يَدْرِي مَا يُطْرِقُهُ مِنَ اللهِ لَغَرِيرٌ بِاللهِ. قَالَ: فَجَعَلَ رَسُولَهُ يَخْتَلِفُ فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ يُقَسِّمُهَا؛ فَمَا أَصْبَحَ وَعِنْدَهُ مِنْهَا دِرْهَمٌ
__________
[إسناده ضعيف والأثر صحيحٍ] .(2/326)
485 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مَيْمُونٍ، نَا الحُميدي، نا سفيان، عن عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ؛ قَالَ: [ص:328] كَانَ غَلَّةُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ وَافٍ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/327)
486 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَخُو خَطَّابٍ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ نَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَبِي الْجَلْدِ؛ قَالَ: [ص:329] قَالَ عِيسَى بن مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: فَكَّرْتُ فِي الخَلْقِِ؛ فَوَجَدْتُ مَنْ لَمْ يُخْلَقْ أَغْبَطُ عِنْدِي مِمَّنْ خُلِقَ.(2/328)
487 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ؛ قَالَ: لِيُنْزِلْ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ أَنْ قَدْ حَضَرَهُ الْمَوْتُ فَاسْتَقَالَ رَبَّهُ فَأَقَالَهُ، فَيَعْمَلُ بِطَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.(2/329)
488 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ حَرْبٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيَّ يَقُولُ: يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يَضَعَ التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ تَوَاضُعًا لِلَّهِ تَعَالَى. قَالَ حَمَّادٌ: وَسَمِعْتُهُ مَرَّةً يَقُولُ: الرَّمَادَ.(2/329)
489 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ: [ص:330] لَوَدِدْتُ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُطَاعُ وَأَنِّي عَبْدٌ مَمْلُوكٌ
__________
[إسناده صحيح] .(2/329)
490 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ؛ قَالَ: [ص:331] خَرَجْنَا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى مَكَّةَ؛ فَمَا ضَرَبَ قِسْطَاطًا وَلَا خِبَاءً حَتَّى رَجَعَ، وَكَانَ إِذَا نَزَلَ؛ يُلْقَى لَهُ كِسَاءٌ أَوْ نطعٌ على الشجر، فَيَسْتَظِلُّ بِهِ
__________
[إسناده صحيح] .(2/330)
491 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يقول: بلغني أنّ ابن أُمِّ مَكْتُومٍ رَحِمَهُ اللهُ كَانَ إِذَا تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ؛ قَامَ بِنَفْسِهِ فَوَضَعَ الصَّدَقَةَ مِنْ يَدِهِ فِي يَدِ السَّائِلِ، وَكَانَ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ ذَلِكَ يَدْفَعُ مَيْتَةَ السُّوءِ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/331)
492 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ، نَا ضَمْرَةُ، نَا هِلَالٌ؛ قَالَ: [ص:332] رُبَّمَا أَمَرَ مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ لِلسَّائِلِ بِالدِّرْهَمِ أَوْ بِشَيْءٍ وَنَحْنُ فِي الْحَلْقَةِ، فَتَمُرُّ عَلَى أَيْدِينَا حَتَّى أَكُونَ أَنَا آخِرُ مَنْ تَمُرُّ عَلَى يَدِهِ، يُرِيدُ أَنْ يُشْرِكَنَا فِي الْأَجْرِ.(2/331)
493 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، نَا الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ، نَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَفْهَمُونَ فِيهِ الْكَلَامَ.(2/332)
494 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ أَبِي الدُّمَيْكِ، نَا زَكَرِيَّا بْنُ عُمَرَ، نَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ بَيَانٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ في قوله جلّ وعزّ: (هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ للمُتَّقِينَ (138)) [آل عمران: 138] ؛ قَالَ: [ص:333] بَيَانٌ مِنَ الْعَمَى، وَهُدًى مِنَ الضَّلَالَةِ، وَمَوْعِظَةٌ مِنَ الْجَهْلِ
__________
[صحيح] .(2/332)
495 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الْأَزْدِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْأَزْهَرُ الْأَنْصَارِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (وَيَسْتَجيبُ الذِينَ ءامنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) [الشورى: 26] ؛ قَالَ: يُشَفِّعُهُمْ فِي إِخْوَانِهِمْ، {وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} . قَالَ: يُشَفِّعُهُمْ فِي إِخْوَانِ إِخْوَانِهِمْ
__________
[إسناده واهٍ] .(2/333)
496 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَازِنِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص:334] الْمِزَاحُ يَذْهَبُ بِالْمُرُوءَةِ.(2/333)
497 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ السَّمْتِيُّ، نَا مُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ؛ قَالَ: أَرَدْتُ سَفَرًا؛ فَقَالَ لِي الْأَعْمَشُ: سَلْ رَبَّكَ وَاشْتَرِطْ أَنْ يَرْزُقَكَ صَحَابَةً صَالِحِينَ؛ فَإِنَّ مُجَاهِدًا أَخْبَرَنِي، قَالَ: خَرَجْتُ مِنْ وَاسِطٍ، فسألت ربي أَنْ يَرْزُقَنِي صَحَابَةً وَلَمْ أَشْتَرِطْ فِي دُعَائِي، فَاسْتَوَيْتُ أَنَا وَهُمْ فِي السَّفِينَةِ، فَإِذَا هُمْ أَصْحَابُ طَنَابِيرَ.(2/334)
498 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْوَهَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْوَصَّافِيَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ الْوَلِيدِ يَقُولُ: [ص:335] أَكْرَمُ مَا يَكُونُ عَلَيَّ صَاحِبِي إِذَا كَثُرَتْ أَيَادِيَّ عِنْدَهُ.(2/334)
499 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْآجُرِّيُّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَرْوَانَ الْفَزَارِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ أَسْمَاءُ بْنُ خَارِجَةَ: [ص:336] مَا شَتَمْتُ أَحَدًا قَطُّ وَلَا رَدَدْتُ سَائِلًا قَطُّ؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَسْأَلُنِي أَحَدُ رَجُلَيْنِ: إِمَّا كَرِيمٌ أَصَابَتْهُ خَصَاصَةٌ وَحَاجَةٌ؛ فَأَنَا أَحَقُّ مَنْ سَدَّ خُلَّتَهُ وَأَعَانَهُ عَلَى حَاجَتِهِ، وَإِمَّا لَئِيمٌ أُفْدِي عِرْضِي مِنْهُ، وَإِنَّمَا يَشْتُمُنِي أَحَدُ رَجُلَيْنِ: كَرِيمٌ كَانَتْ مِنْهُ هَفْوَةً أَوْ زَلَّةً؛ فَأَنَا أَحَقُّ مَنْ غَفَرَهَا وَأَخَذَ بِالْفَضْلِ عَلَيْهِ فِيهَا، وَإِمَّا لَئِيمٌ؛ فَلَمْ أَكُنْ لِأَجْعَلَ عِرْضِي لَهُ غَرَضاً، وَمَا مَدَدْتُ يدي بين يدي جَليس لي قَطُّ فَيَرَى أَنَّ ذَلِكَ اسْتِطَالَةٌ مِنِّي عَلَيْهِ، وَلَا قَضَيْتُ لِأَحَدٍ حَاجَةً إِلَّا رَأَيْتُ لَهُ الْفَضْلَ عَلَيَّ حَيْثُ جَعَلَنِي فِي مَوْضِعِ حَاجَتِهِ. قَالَ: وَأَتَى الْأَخْطَلُ عَبْدَ الْمَلِكِ، فَسَأَلَهُ حَمَالَاتٍ عَنْ قَوْمِهِ، فَأَبَى وَعَرَضَ عَلَيْهِ نِصْفَهَا، فَقَدِمَ الْكُوفَةَ فَأَتَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ، فَسَأَلَهُ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا عَرَضَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ، ثُمَّ أَتَى أَسْمَاءَ بْنَ خَارِجَةَ فَحَمَلَهَا عَنْهُ كُلَّهَا، فَقَالَ فِيهِ:
(إِذَا مَا مَاتَ خَارِجَةُ بْنُ حِصْنٍ ... لَا قَطَرَتْ عَلَى الْأَرْضِ السَّمَاءُ) [ص:337]
(وَلَا رَجَعَ الْبَشِيرُ بِغُنْمِ جَيْشٍ ... وَلَا حَمَلَتْ عَلَى الطُّهْرِ النِّسَاءُ)
(فَيَوْمًا مِنْكَ خَيْرٌ مِنْ رِجَالٍ ... كَثِيرٍ حَوْلَهُمْ نَعَمٌ وَشَاءُ)
(فَبُورِكَ فِي بَنِيْكَ وَفِي أَبِيهِمْ ... وَإِنْ كَثُرُوا وَنَحْنُ لَكَ الْفِدَاءُ)
فَبَلَغَتْ الْقِصَّةُ عَبْدَ الْمَلِكِ، فَقَالَ: عَرَّضَ بِنَا النَّصْرَانِيُّ الْخَبِيثُ.(2/335)
500 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ إِسْحَاقَ الْأَزْرَقِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: أَكُونُ فِي زَمَانٍ فَأَبْكِي فيه؛ فَيَأْتِي زَمَانٌ فَأَبْكِي عَلَيْهِ - يَعْنِي الْأَوَّلَ -.(2/337)
501 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارَمِيُّ، نَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ يَقُولُ: [ص:338] يُطَوَّلُ الْكَلَامُ لِيُفْهَمَ، وَيُوجَزُ لِيُحْفَظَ.(2/337)
502 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ؛ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ، فَذُكِرَ عُثْمَانُ؛ فَذَكَرَ فَضْلَهُ وَسَابِقَتَهُ وَقَرَابَتَهُ حَتَّى تَرَكَهُ أَنْقَى مِنَ الزُّجَاجَةِ، ثُمَّ ذُكِرَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَذَكَرَ فَضْلَهُ وَسَابِقَتَهُ وَقَرَابَتَهُ حَتَّى تَرَكَهُ أَنْقَى مِنَ الزُّجَاجَةِ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَذْكُرَ هَذَيْنِ؛ فَلْيَذْكُرْهُمَا هَكَذَا أَوْ فَلْيَدَعْ.(2/338)
503 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ: أَنَّ أَكْثَمَ بْنَ صَيْفِيٍّ قَالَ: [ص:339] مَا يَسُرُّنِي أَنْ أَنْزِلَ دَارَ مَعْجَزَةٍ فَأَسْمَنَ وَأَلْبَنَ، قِيلَ: وَلِمَ ذَاكَ؟ قَالَ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ أَتَّخِذَ الْعَجْزَ عَادَةً.(2/338)
504 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْحَرَّانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَا تَمِيمٌ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: أَظُنُّهُ ابْنَ حَوْشَبٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ شِهَابٍ! أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} [الإسراء: 101] ؟ مَا هُنَّ؟ قَالَ: قُلْتُ: الطُّوفَانُ، وَالْجَرَادُ، وَالْقُمَّلُ، وَالضَّفَادِعُ، وَالدَّمُ، وَيَدُهُ، وَالْبَحْرُ، وَالطَّمْسَةُ، وَعَصَاهُ. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: هَكَذَا يَكُونُ الْعِلْمُ يَا ابْنَ شِهَابٍ! قَالَ: ثم قَالَ لِغُلَامٍ: ائْتِنِي بِالْخَرِيطَةِ. فَأَتَى بِخَرِيطَةٍ مَخْتُومَةٍ فَفَكَّهَا، ثُمَّ نَثَرَ مَا فِيهَا؛ فَإِذَا فِيهَا دَرَاهِمُ وَدَنَانِيرُ وَتَمْرٌ وَجَوْزٌ وَعَدَسٌ وَفُولٌ، فَقَالَ: كُلْ يَا ابْنَ شِهَابٍ! فَأَهْوَيْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ حِجَارَةٌ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ ! قَالَ: هَذَا مِمَّا أَصَابَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ في مصر؛ إذا كَانَ وَالِيًا عَلَيْهَا، وَهُوَ مِمَّا طَمَسَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ.(2/339)
505 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، نَا أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ، نَا النَّضْرُ بْنُ سَعِيدٍ الْحَارِثِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قَالَ: مَا أَفْظَعَ الْمَوْتَ وَأَبْعَدَ السَّبَا، وَأَشَدُّ مِنْهُمَا فَقِيرٌ يَتَمَلَّقُ صَاحِبَ مَالٍ ثُمَّ لَا يُعْطِيهِ شَيْئًا.(2/340)
506 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي صَفِيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كَانَ بِالْبَصْرَةِ حَارِسَانِ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ زمن زياد يحرسان، أعرابيّان، فَاقْتَسَمَا اللَّيْلَةَ بَيْنَهُمَا نِصْفَيْنِ، يَقُومُ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ أَحَدُهُمَا؛ فَيُكَبِّرُ وَيُهَلِّلُ وَيَذْكُرُ اللهَ، ثُمَّ يَقُولُ فِي آخِرِ كَلَامِهِ:
(هَلْ ذَاكِرٌ لِلَّهِ يُحْيِي بِهِ ... قَلْبًا طَوِيلَ السُّقْمِ وَالدَّاءِ)
فَلَا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلَّا اسْتَبْكَى وَذَكَرَ اللهَ؛ فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَقُومُ الْآخَرُ، فَيُكَبِّرُ وَيُهَلِّلُ وَيَذْكُرُ اللهَ، ثُمَّ يَقُولُ فِي آخِرِ كَلَامِهِ [ص:341]:
(هَلْ قَائِمٌ لِلَّهِ فِي لَيْلِهِ ... يَسْأَلُهُ الْعِتْقَ مِنَ النَّارِ)
وَلَا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلَّا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: وَيُسْمَعَ الْبُكَاءُ وَالنَّحِيبُ مِنَ الْمَنَازِلِ.(2/340)
507 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن داود، نا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: سَمِعَ أَعْرَابِيٌّ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ سُورَةَ آلِ عِمْرَانَ: {وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} [آل عمران: 103] ؛ فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: وَاللهِ! مَا أَنْقَذَهُمْ مِنْهَا وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُدْخِلَهُمْ فِيهَا. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: خُذْهَا مِنْ غَيْرِ فَقِيهٍ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/341)
508 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ؛ قَالَ: قَالَ حَفْصُ بْنُ أَبِي حَفْصٍ الْأَبَّارُ، قَالَ الْأَعْمَشُ: [ص:342] إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَفَعَ بِهَذَا الْقُرْآنِ أَقْوَامًا، وَأَنَا مِمَّنْ رَفَعَنِي اللهُ بِالْقُرْآنِ، لَوْلَا ذاك؛ لَكَانَ عَلَى عُنُقِي دَنُّ صَحْنَاءَ أَطُوفُ بِهَا فِي أَزِقَّةِ الْكُوفَةِ.(2/341)
509 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ فَحَدَّثَنَا بِحَدِيثِ زَمْزَمَ: «أَنَّهُ لِمَا شُرِبَ لَهُ» ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْمَجْلِسِ ثُمَّ عَادَ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! أَلَيْسَ [ص:343] الْحَدِيثُ صَحِيحًا الَّذِي حَدَّثْتَنَا بِهِ فِي زَمْزَمَ أَنَّهُ لِمَا شُرِبَ لَهُ؟ فَقَالَ سُفْيَانُ: نَعَمْ. فَقَالَ الرَّجُلُ: فَإِنِّي قَدْ شَرِبْتُ الْآنَ دَلْوًا مِنْ زَمْزَمَ عَلَى أنك تحدثني بمئة حَدِيثٍ. فَقَالَ سُفْيَانُ: اقْعُدْ. فحدثه بمئة حَدِيثٍ.(2/342)
510 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ؛ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، فَجَاءَ رَجُلٌ مُسْتَعْجِلٌ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا زَكَرِيَّا! حَدِّثْنِي بِشَيْءٍ أَذْكُرُكَ بِهِ. فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ يَحْيَى، فَقَالَ: اذْكُرْنِي أَنَّكَ سَأَلْتَنِي أَنْ أُحَدِّثَكَ فَلَمْ أَفْعَلْ.(2/343)
511 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي أَشْيَاخٌ مِنْ أَهْلِ أَيْلَةَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: أَنَّهُمْ أَوَوْا إِلَى فُرُشِهِمْ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي نَزَلَ فِيهَا عَذَابُ اللهِ، فَلَمَّا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ؛ نُودُوا: يَا أَهْلَ الْقَرْيَةِ - بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ صَغِيرُهُمْ وَكَبِيرُهُمْ -! فَوَثَبُوا مِنْ فُرُشِهِمْ فَزِعِينَ مَذْعُورِينَ، فَخَرَجُوا يَمُوجُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى فُرُشِهِمْ، فَلَمَّا مَضَى الثُّلُثُ الْأَوْسَطُ نُودُوا مِثْلَهَا: يَا أَهْلَ الْقَرْيَةِ! فَوَثَبُوا عَنْ فُرُشِهِمْ، فَخَرَجُوا يَمُوجُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى فُرُشِهِمْ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ انْقِضَاءِ الثُّلُثِ الْآخِرِ؛ نُودُوا: يَا أَهْلَ الْقَرْيَةِ! {كُونُوا قِرَدَةً خاسئين} [البقرة: 65] .(2/343)
512 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، نَا أَبِي، نَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ؛ قَالَتْ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّنْ مُسِخَ، يَكُونُ لَهُ نَسْلٌ؟ قَالَ: «مَا مُسِخَ أَحَدٌ قَطُّ فَكَانَ لَهُمْ نَسْلٌ وَلَا عَقِبٌ»
__________
[إسناده ضعيف] .(2/344)
513 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حُسَامِ بْنِ مِصَكٍّ، عَنْ قَتَادَةَ؛ قَالَ: لَمَّا أُهْبِطَ آدَمُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْأَرْضِ؛ قِيلَ لَهُ: لَنْ تَأْكُلَ الْخُبْزَ بِالزَّيْتِ حَتَّى تَعْمَلَ عَمَلًا مِثْلَ الْمَوْتِ.(2/345)
514 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الضَّبِّيُّ، نَا الْعَلَاءُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ؛ قَالَ: مَرَّ أُوَيْسٌ الْقُرَنِيُّ عَلَى قَصَّارٍ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْبَرْدِ، فَرَحِمَهُ أُوَيْسٌ وَجَعَلَ يَبْكِي، فَنَظَرَ إِلَيْهِ الْقَصَّارُ، فَقَالَ: يَا أُوَيْسُ! لَيْتَ تِلْكَ الشَّجَرَةَ لَمْ تُخْلَقْ. قَالَ: فَمَا سَمِعَ جَوَابًا أسرع مِنْهُ.(2/345)
515 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلَابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، نَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ شِنْظِيرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ؛ قَالَ: [ص:347] مَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ إِلَّا أَمَرَنَا بِالصَّدَقَةِ وَنَهَانَا عَنِ الْمُثْلَةِ، قَالَ: «أَلَا وَإِنَّ مِنَ الْمُثْلَةَ أَنْ يَنْذُرَ الرَّجُلُ أَنْ يَحُجَّ مَاشِيًا؛ فَلْيُهْدِ بَدَنَةً وَلْيَرْكَبْ»
__________
[إسناده ضعيف] .(2/345)
516 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، نَا أَبُو الْوَرْقَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى؛ قَالَ: [ص:357] بَيْنَمَا نَحْنُ قُعُودٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ إِذْ أَتَاهُ آتٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! إني ها هنا شَابًّا يَجُودُ بِنَفْسِهِ يُقَالُ لَهُ: قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؛ فَلَا يَسْتَطِيعُ. قَالَ: فَنَهَضَ وَنَهَضَ مَنْ مَعَهُ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: «يَا شَابُّ! قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» . قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ. قَالَ: «لِمَ؟» قَالَ: أُقْفِلَ عَلَى قَلْبِي، كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَقُولَهَا عَمَّى الْقُفْلُ [قَلْبِي] . قَالَ: «لِمَ؟» قَالَ: بِعُقُوقِي وَالِدَتِي. قَالَ: «أَحَيَّةٌ وَالِدَتُكَ؟» قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَرْسِلْ إِلَيْهَا، فَلَمَّا جَاءَتْ؛ قَالَ: «هَذَا ابْنُكِ؟» ، قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: «أَرَأَيْتِ إِنْ أُجِّجَتْ نَارٌ ضَخْمَةٌ، فَقِيلَ لَكِ: اسْتَغْفِرِي لَهُ أَمْ تُلْقِينَهُ فِيهَا؟» ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِذًا أَشْفَعُ لَهُ. فَقَالَ: «فَأَشْهِدِي اللهَ وَأَشْهِدِينِي بِرِضَاكِ عَنْهُ» . قَالَتْ: اللهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ رَسُولَكَ بِرِضَايَ عَنْهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا شَابُّ! قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» ، قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، فَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَكَ [بِي] مِنَ النَّارِ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(2/348)
517 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، نَا الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: [ص:358] أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَقْتَ الصَّلَاةِ وَهُوَ يُرِيدُ سَفَرًا، فَقَالَ: جِئْتُ لِأُسَلِّمَ عَلَيْكَ، فَقَالَ لَهُ: لَا تَعْجَلْ حَتَّى تُصَلِّي. فَقَالَ: أَخَافُ أَنْ يَفُوتَنِي أَصْحَابِي. فَقَالَ لَهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، كُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ: أَخْشَى أَنْ يَفُوتَنِي أَصْحَابِي. فَقَالَ: لَنْ يَفُوتَكَ أَصْحَابُكَ. ثُمَّ عَجَلَ حَتَّى خَرَجَ قَبْلَ الصَّلَاةِ؛ فَكَانَ سَعِيدٌ يَسْأَلُ عَنْهُ: هَلْ قَدِمَ فُلَانٌ؟ قَالُوا: لَا، حَتَّى قَدِمَ قَوْمٌ فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ رِجْلَهُ انْكَسَرَتْ، فَقَالَ سَعِيدٌ: إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّهُ أَنْ سَيُصِيبُهُ ذَلِكَ.(2/357)
518 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ؛ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ بِالْبَصْرَةِ مِنْ بَنِي سَعْدٍ، وَكَانَ قَائِدًا مِنْ قُوَّادِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ، فَسَقَطَ مِنَ السَّطْحِ، فَانْكَسَرَتْ رِجْلَاهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو قِلَابَةَ، فَعَادَهُ، فَقَالَ لَهُ: أَرْجُو أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ خَيْرَةً. فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا قِلَابَةَ! وَأَيُّ خَيْرَةٍ فِي كَسْرِ رِجْلَيَّ جَمِيعًا؟ فَقَالَ: مَا سَتَرَ اللهُ عَلَيْكَ أَكَثْرُ. فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ثَلَاثٍ؛ وَرَدَ عَلَيْهِ كِتَابُ ابْنِ زِيَادٍ يَسْأَلُهُ أَنْ يَخْرُجَ فَيُقَاتِلَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: قَدْ أَصَابَنِي مَا أَصَابَنِي. قَالَ ذَلِكَ لِلرَّسُولِ، فَمَا كَانَ إِلَّا سَبْعًا حَتَّى وَافَى الْخَبَرُ بِقَتْلِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ الرَّجُلُ: رَحِمَ اللهُ أَبَا قِلَابَةَ، لَقَدْ صَدَقَ، إِنَّهُ كَانَ خَيْرَةً لِي.(2/358)
519 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دُكَيْنٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: [ص:361] سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَبْقَى مِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا اسْمُهُ، وَمِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا رَسْمُهُ، مَسَاجِدُهُمْ يَوْمَئِذٍ عَامِرَةٌ وَهِيَ خَرَابٌ مِنَ الْهُدَى، عُلَمَاؤُهُمْ شَرُّ مَنْ تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ، مِنْهُمْ خَرَجَتِ الْفِتْنَةُ وَفِيهِمْ تَعُودُ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(2/359)
520 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ الْحَكِيمُ: ثَلَاثَةٌ لَا يُعْرَفُونَ إِلَّا فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ: لَا يُعْرَفُ الْحَلِيمُ إِلَّا عِنْدَ الْغَضَبِ، وَلَا الشُّجَاعُ إِلَّا فِي الْحَرْبِ، وَلَا الْأَخُ إِلَّا عِنْدَ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ
__________
[إسناده واهٍ جداً] .(2/361)
521 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: وَأَنْشَدَنَا لِبَعْضِهِمْ:
(أَنْتَ مَا اسْتَغْنَيْتَ عَنْ ... صَاحِبِكَ الدَّهْرَ أَخُوهْ)
(فَإِذَا اجتجت إِلَيْهِ ... سَاعَةً مَجَّكَ فُوهْ)(2/361)
522 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: صَاحِبُ السُّوءِ جَذْوَةٌ مِنَ النَّارِ ,(2/362)
523 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، عَنْ أَبِي زَيْدٍ النُّمَيْرِيِّ لِعَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ:
(عَنِ الْمَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ ... فَإِنَّ الْقَرِينَ بِالْمُقَارَنِ مُقْتَدِ)(2/362)
524 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: لَا تُؤَاخِيَنَّ مَنْ مَوَدَّتُهُ لَكَ عَلَى قَدْرِ حَاجَتِهِ إِلَيْكَ؛ فَعِنْدَ ذَهَابِ الْحَاجَةِ ذَهَابُ الْمَوَدَّةِ.(2/363)
525 - حَدَّثَنَا أحمد؛ قال: وسمعت ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى عَلَى فَصِّ مَلِكِ الْهِنْدِ مَكْتُوبٍ: مَنْ وَدَّكَ لِأَمْرٍ؛ وَلَّى مَعَ انْقِضَائِهِ.(2/363)
526 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو سَعِيدٍ السُّكَّرِيُّ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلَاءِ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ [ص:364]:
(أَرَى نَفْسِي تَتُوقُ إِلَى أُمُورٍ ... وَيَقْصُرُ دُونَ مَبْلَغِهِنَّ مَالِي)
(فَنَفْسِي لَا تُطَاوِعُنِي بِبُخْلٍ ... وَمَالِي لَيْسَ يَبْلُغُهُ فِعَالِي)(2/363)
527 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ لِبَعْضِ أَشْرَافِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ:
(وَلَا أَقُولُ نَعَمْ يَوْمًا فَأُتْبِعُهَا بِلَا ... وَلَوْ ذَهَبَتْ بِالْأَهْلِ وَالْوَلَدِ)
(وَلَا ائتُمِنْتُ عَلَى سِرٍّ فَبُحْتُ بِهِ ... وَلَا مَدَدْتُ إِلَى غَيْرِ الْجَمِيلِ يَدِي)(2/364)
528 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أنشدنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ:
(إِذَا كَانَ لِي شَيْئَانِ يَا أُمَّ مَالِكٍ ... فَإِنَّ لِجَارِي مِنْهُمَا مَا تَخَيَّرَا)
(وَفِي وَاحِدٍ إِنْ لَمْ يَكُنْ غَيْرَ وَاحِدٍ ... أَرَاهُ لَهُ أَهْلًا وَإِنْ كُنْتُ مُعَسِّرَا)(2/364)
529 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الْأَزْدِيُّ؛ قَالَ: أنشدنا محمد بن منصور البغدادي [ص:365]:
(وَلَوْ خَذَلَتْ أَمْوَالُهُ جُودَ كَفِّهِ ... لَقَاسَمَ مَنْ يَرْجُوهُ بَعْضَ حَيَاتِهِ)
(وَلَوْ لَمْ يَجِدْ فِي الْعُمْرِ قِسْماً لزائرٍ ... جَادَ لَهُ بِالشَّطْرِ مِنْ حَسَنَاتِهِ)(2/364)
530 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: وَأَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِلْفَرَزْدَقِ:
(إِنَّ الْمَهَالِبَةَ الْكِرَامَ تَحَمَّلُوا ... دَفْعَ الْمَكَارِهِ عَنْ ذَوِي الْمَكْرُوهِ)
(زَانُوا قَدِيمَهُمُ بِحُسْنِ حَدِيثِهِمْ ... وَكَرِيمَ أَخْلَاقٍ بِحُسْنِ وُجُوهِ)(2/365)
531 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: [ص:366] أَنَّ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ كَانَ يُجَالِسُهُ رَجُلٌ يُطِيلُ الصَّمْتَ حَتَّى أُعْجِبَ بِهِ الْأَحْنَفُ، ثُمَّ إِنَّهُ تَكَلَّمَ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَحْرٍ! أَتَقْدِرُ أَنْ تَمْشِيَ عَلَى شُرُفِ الْمَسْجِدِ؟ قَالَ: فَتَمَثَّلَ الْأَحْنَفُ:
(وَكَائِنٌ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِبٌ ... زِيَادَتُهُ أَوْ نَقْصُهُ فِي التَّكَلُّمِ)(2/365)
532 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُفَضَّلَ بْنَ مُحَمَّدٍ الضَّبِّيَّ يَقُولُ: مَعْنَى قَوْلِ النَّاسِ: «الْحَدِيثُ ذُو شُجُونٍ» ؛ قَالَ: هُوَ ضَبَّةُ بْنُ أُدٍّ وَكَانَ لَهُ ابْنَانِ: سَعْدٌ وَسُعَيْدٌ، فَخَرَجَا فِي طَلَبِ إِبِلٍ لَهُمَا، فَرَجَعَ سَعْدٌ وَلَمْ يَرْجِعْ سُعَيْدٌ، فَكَانَ ضَبَّةُ كُلَّمَا رَأَى شَخْصًا قَالَ: «أَسَعْدٌ أَمْ سُعَيْدٌ» . ثُمَّ إِنَّ ضَبَّةَ بَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ مَعَ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ أَتَيَا عَلَى مَكَانٍ، فَقَالَ الْحَارِثُ. لِضَبَّةَ: أَتَرَى هَذَا الْمَوْضِعَ؛ فَإِنِّي لَقِيتُ فَتًى مِنْ هَيْئَتِهِ وَحُسْنِهِ كَذَا وَكَذَا، فَقَتَلْتُهُ وَأَخَذْتُ هَذَا السَّيْفَ مِنْهُ، وَإِذَا هِيَ صِفَةُ سُعَيْدٍ ابْنِهِ. فقال له: أرني السَّيفِ. فناوله السّيف، فعرف أنه سيف ابنه؛ فَقَالَ عِنْدَهَا: «إِنَّ الْحَدِيثَ لَهُ شُجُونٌ» . ثُمَّ ضَرَبَ بِهِ الْحَارِثَ فَقَتَلَهُ، فَلَامَهُ النَّاسُ، فَقَالَ: «سَبَقَ السَّيْفُ الْعَذَلَ» ، وَفِيهِ يَقُولُ [ص:368] الْفَرَزْدَقُ:
(لَا تَأْمَنَنَّ الْحَرْبَ إِنَّ اسْتِعَارَهَا ... كَضَبَّةَ إِذْ قَالَ الْحَدِيثُ شُجُونُ)(2/367)
533 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمُفَضَّلَ يَقُولُ: مَعْنَى قَوْلِ الْعَرَبِ: «ذَكَّرْتَنِي الطَّعْنَ وَكُنْتُ نَاسِيًا» ، سَبَبُهُ أَنَّ رَجُلًا حَمَلَ عَلَى رَجُلٍ لِيَقْتُلَهُ، وَكَانَ فِي يَدِ الْمَحْمُولِ عَلَيْهِ رُمْحٌ، فَأَنْسَاهُ الدَّهَشُ وَالْفَزَعُ مَا فِي يَدِهِ، فَقَالَ الْحَامِلُ: أَلْقِ الرُّمْحَ، فَقَالَ: أَلَا أَرَى مَعِي الرُّمْحَ وَأَنَا لَا أَشْعُرُ، «ذَكَّرْتَنِي الطَّعْنَ وَكُنْتُ نَاسِيًا» ، ثُمَّ كَرَّ عَلَى صَاحِبِهِ فَطَعَنَهُ فَقَتَلَهُ، وَالْحَامِلُ صَخْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَالْمَحْمُولُ عَلَيْهِ يَزِيدُ بْنُ الصَّعْقِ.(2/368)
534 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قال: [ص:369] قيل للعجَّاج: إِنَّكَ لَا تُحْسِنُ الْهِجَاءَ. فَقَالَ: إِنَّ لَنَا أَحْلَامًا تَمْنَعُنَا مِنْ أَنْ نَظْلِمَ، وَأَحْسَابًا تَمْنَعُنَا مِنْ أَنْ نُظْلَمَ، وَهَلْ رَأَيْتَ بَانِيًا إِلَّا وَهُوَ عَلَى الْهَدْمِ أَقْدَرُ مِنْهُ عَلَى الْبِنَاءِ؟ !(2/368)
535 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ فَهْمٍ، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ الْجُمَحِيُّ، أَنْشَدَنِي صَاحِبٌ عَنْ رِوَايَةِ الْفَرَزْدَقِ لِكَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
(لَوْ كُنْتُ أَعْجَبُ مِنْ شَيْءٍ لَأَعْجَبَنِي ... سَعْيُ الْفَتَى وَهُوَ مَخْبُوءٌ لَهُ الْقَدَرُ)
(يَسْعَى الْفَتَى لِأُمُورٍ لَيْسَ يُدْرِكُهَا ... وَالنَّفْسُ واحدةٌ والهمُّ مُنْتَشِرُ [ص:370])
(وَالْمَرْءُ مَا عَاشَ مَمْدُودٌ لَهُ أَمَلُ ... لَا تَنْتَهِي الْعَيْنُ حَتَّى يَنْتَهِيَ الْأَثَرُ)(2/369)
536 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْآجُرِّيُّ، نَا قُبَيْصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَرْتَدِي رِدَاءً بِأَلْفٍ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/370)
537 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرٍ أَخُو خَطَّابٍ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ قَالَ: أَدْرَكْتُ مَشْيَخَةَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَهُمُ الْغَدَائِرُ، وَعَلَيْهِمُ الْمُوَرَّدُ وَالْمُعَصْفَرُ، وَفِي أيديهم المخاصِرْ وبها آثار الْحِنَّاءُ، وَدِينُ أَحَدِهِمْ أَبْعَدُ [ص:371] مِنَ الثُّرَيَّا إِذَا أُرِيْدَ دِينُهُ.(2/370)
538 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ لِأَصْحَابِ الصُّوفِ: وَاللهِ! لَئِنْ كَانَ لِبَاسُكُمْ وَفْقًا لِسَرَائِرِكُمْ، لَقَدْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ يَطَّلِعَ النَّاسُ عَلَيْهَا، وَإِنْ كَانَ مُخَالِفًا لَقَدْ كَذَبْتُمْ.(2/371)
539 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: [ص:372] يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! صِفْ لَنَا الدُّنْيَا. قَالَ: وَمَا أَصِفُ لَكَ مِنْ دَارٍ مَنْ صَحَّ فِيهَا أَمِنْ، وَمَنْ سَقَمَ فِيهَا نَدِمَ، وَمَنِ افْتَقَرَ فِيهَا حَزِنَ، وَمَنِ اسْتَغْنَى فِيهَا فُتِنَ، حَلَالُهَا حِسَابٌ، وَحَرَامُهَا عَذَابٌ؟ !
__________
[إسناده ضعيف] .(2/371)
540 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الْأَزْرَقِ، نَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: مَا مِنْ يَوْمٍ إِلَّا وَلَيْلَتُهُ قَبْلَهُ إِلَّا يَوْمُ عَرَفَةَ؛ فَإِنَّ لَيْلَتَهُ بَعْدَهُ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/372)
541 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي أَبِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: «أَرْبَعُ خِصَالٍ مِنْ سَعَادَةِ الْعَبْدِ، أَنْ تَكُونَ زَوْجَتُهُ صَالِحَةً، وَوَلَدُهُ [ص:374] أَبْرَارًا، وَخُلَطَاؤُهُ صَالِحِينَ، وَمَعِيشَتُهُ فِي بَلَدِهِ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(2/373)
542 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ الْفَضْلُ الرَّقَاشِيُّ: اللهُمَّ! لَا تُدْخِلْنَا النَّارَ بَعْدَ أَنْ أَسْكَنْتَ قُلُوبَنَا تَوْحِيدَكَ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا تَفْعَلَ، وَلَئِنْ فَعَلْتَ؛ لَتَجْمَعَنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمٍ عَادَيْنَاهُمْ فِيكَ فِي الدُّنْيَا.(2/374)
543 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: لَوْ لَمْ يَبْكِ الْعَاقِلُ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِهِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا؛ إِلَّا عَلَى مَا فَاتَهُ مِنْ لَذَّةِ طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَا مَضَى مِنْ عُمْرِهِ، لَكَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُبْكِيَهُ ذَلِكَ حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا، فَقُلْتُ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ! إِنَّمَا يَبْكِي عَلَى لَذَّةِ مَا مَضَى مَنْ وَجَدَ الْإِيمَانَ فَقَالَ: صَدَقْتَ. [ص:375] قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَهْلُ الطَّاعَةِ بِلَيْلِهِمْ أَلَذُّ مِنْ أَهْلِ اللهْوِ بِلَهْوِهِمْ، وَرُبَّمَا اسْتَقْبَلَنِي الْفَرَحُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، وَرُبَّمَا رَأَيْتُ الْقَلْبَ يَضْحَكُ ضَحِكًا.(2/374)
544 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، نَا ضَمْرَةُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمَلَةَ؛ قَالَ: [ص:376] كَانَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ سَجْدَةٍ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَمَلَةَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ مَنْزِلَهُ بِدِمَشْقَ، وَكَانَ آدَمَ جَسِيمًا، رَأَيْتُ لَهُ مَسْجِدًا كَبِيرًا فِي وَجْهِهِ.(2/375)
545 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، نَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَمُرُّ بِالْآيَةِ مِنْ وِرْدِهِ بِاللَّيْلِ؛ فَيَسْقُطُ حَتَّى يُعَادَ مِنْهَا أَيَّامًا كَثِيرًا كَمَا يُعَادُ الْمَرِيضُ.(2/376)
546 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُلَاعِبٍ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: كَتَبَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَهُوَ عَلَى الْكُوفَةِ يَسْتَأْذِنُهُ فِي بِنَاءِ مَنْزِلٍ يَسْكُنُهُ، فَوَقَّعَ فِي كِتَابِهِ: ابْنِ مَا يَسْتُرُكَ مِنَ الشَّمْسِ، وَيُكِنُّكَ مِنَ الْغَيْثِ؛ فَإِنَّ الدُّنْيَا دَارُ قُلْعَةٍ. [ص:377] وَكَتَبَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ وَهُوَ عَلَى مِصْرَ: كُنْ لِرَعِيَّتِكَ كَمَا تُحِبُّ أَنْ يَكُونَ لَكَ أَمِيرُكَ.(2/376)
547 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ السُّرِّيِّ الْبَغْدَادِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ يَوْمَ مَاتَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ فِي كَلَامٍ لَهُ: إِنَّ دَاوُدَ نَظَرَ بِقَلْبِهِ إِلَى مَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ آخِرَتِهِ، فَأَغْشَى بَصَرُ الْقَلْبِ بَصَرَ الْعَيْنِ، فَكَانَ كَأَنَّهُ لَا يَنْظُرُ إِلَّا إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا دَاوُدُ! مَا أَعْجَبَ شَأْنَكَ مِنْ أَهْلِ زَمَانِكَ! أَهَنْتَ نَفْسَكَ وَأَنْتَ إِنَّمَا تُرِيدُ إِكْرَامَهَا، وَأَتْعَبْتَهَا وَإِنَّمَا تُرِيدُ رَاحَتَهَا، أَخْشَنْتَ الْمَطْعَمَ وَإِنَّمَا تُرِيدُ طَيِّبَهُ، وَأَخْشَنْتَ الْمَلْبَسَ وَإِنَّمَا تُرِيدُ لَيِّنَهُ، ثُمَّ أَمَتَّ نَفْسَكَ قَبْلَ أَنْ تَمُوتَ، وَقَبَرْتَهَا قَبْلَ أَنْ تُقْبَرَ، وَعَذَّبْتَهَا قَبْلَ أَنْ تُعَذَّبَ، وَأَتْعَبْتَ الْعَابِدَ مِنْ بَعْدِكَ، سَجَنْتَ نَفْسَكَ فِي بَيْتِكَ، وَلَا مُحَدِّثَ لَكَ، وَلَا جَلِيسَ مَعَكَ، وَلَا فِرَاشَ تَحْتَكَ، وَلَا سِتْرَ عَلَى بَابِكَ، وَلَا قُلَّةً تُبَرِّدُ فِيهَا مَاءَكَ، وَلَا صُحْفَةً يَكُونُ لَكَ فِيهَا غَدَاؤُكَ وَعَشَاؤُكَ، وَمَا اشْتَهَيْتَ شَيْئًا مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَلَا لَيِّنَ الثِّيَابِ؛ بَلْ أَنْسَاكَ ذَلِكَ كُلَّهُ هَوْلُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَزَفِيرُ جَهَنَّمَ وَقُيُودُهَا وَسَلَاسِلُهَا وَأَنْكَالُهَا وَأَغْلَالُهَا؛ فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يُضَيَّعُ سَعْيَ الْمُطِيعِينَ، وَلَا يَنْسَى إِنَابَتَهُمْ وَبُكَاءَهُمْ [ص:378] آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ.(2/377)
548 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي هِلَالٍ؛ قَالَ: قَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ: الْمُسْتَغْنِي بِالدُّنْيَا عَنِ الدُّنْيَا كَالْمُطْفِئِ النَّارَ بِالتِّبْنِ.(2/378)
549 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، نَا الْوَاقِدِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ؛ قَالَ: قِيلَ لِحُبيّ الْمَدِنِيَّةِ: مَا الْجُرْحُ الَّذِي لَا يَنْدَمِلُ؟ قَالَتْ: حَاجَةُ الْكَرِيمِ إِلَى اللَّئِيمِ ثُمَّ يَرُدُّهُ. قِيلَ لَهَا: فَمَا الذُّلُّ؟ قَالَتْ: وُقُوفُ الشَّرِيفِ بِبَابِ الدَّنِيءِ لَا يُؤْذَنُ لَهُ. قِيلَ لَهَا: فَمَا الشَّرَفُ؟ قَالَتْ: اعْتِقَادُ الْمِنَنِ فِي رِقَابِ الرِّجَالِ.(2/378)
550 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ مَعْنُ بْنُ زَائِدَةَ: [ص:379] مَا سَأَلَنِي أَحَدٌ قَطُّ حَاجَةً فَرَدَدْتُهُ؛ إِلَّا رَأَيْتُ الْغِنَى فِي قَفَاهُ.(2/378)
551 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَصْبَهَانِيُّ، نَا أَبِي، نَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بن الخطاب: أُعْلِمْتُمْ أَنَّ الطَّمَعَ فَقْرٌ، وَأَنَّ الْإِيَاسَ غِنًى، وَأَنَّ الْمَرْءَ إِذَا يَئِسَ مِنْ شَيْءٍ اسْتَغْنَى عَنْهُ؟ !(2/379)
552 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ قَوْمًا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: اللهُمَّ! هَذَا سَأَلَنَا وَنَحْنُ سُؤَّالُكْ، وَأَنْتَ بِالْمَغْفِرَةِ أَجْوَدُ مِنَّا بِالْعَطَاءِ. ثُمَّ أَعْطَاهُ.(2/380)
553 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: سَأَلَ رَجُلٌ رَجُلًا حَاجَةً، فَقَالَ لَهُ: صَنَعَ اللهُ لَكَ. فَقَالَ الرَّجُلُ: قَدْ أَنْصَفَنَا مَنْ رَدَّنَا فِي حَوَائِجِنَا إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.(2/380)
554 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى السَّعْدِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنَا ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ لِلَبِيدٍ:
(مَا عَاتَبَ الْمَرْءَ الْكَرِيمَ كَنَفْسِهِ ... وَالْمَرْءُ يُصْلِحُهُ الْجَلِيسُ الصَّالِحُ)(2/380)
555 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ لِلَبِيدٍ [ص:381]:
(بَلَيْنَا وَمَا تَبْلَى النُّجُومُ الطَّوَالِعُ ... وَتَبْقَى الْجِبَالُ بَعْدَنَا وَالْمَصَانِعُ)
(وَقَدْ كُنْتُ فِي أَكْنَافِ جَارٍ مَضِنَّةٍ ... فَفَارَقَنِي جَارٌ بَأَرْبَدَ نَافِعُ)
(فَلاَ جَزَعٌ إِنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا ... وَكُلُّ فَتًى يَوْمًا بِهِ الدَّهْرُ فَاجَعُ [ص:382])
(وَمَا الْمَرْءُ إلا كالشُّهاب وَضَوؤه ... يَحُورُ رَمَادًا بَعْدَ إِذْ هُوَ سَاطِعُ)
(وما الْبِرُّ إلا مُضْمَراتٌ من التُّقى ... وما المالُ إلا مُعْمَراتٌ وَدَائِعُ)
(وَمَا النَّاسُ إِلَّا عَامِلَانِ: فَعَامِلٌ ... يُتَبِّرُ مَا يَبْنِي وَآخَرُ رَافِعُ)
(فَمِنْهُمْ سَعِيدٌ آخِذٌ بِنَصِيبِهِ ... وَمِنْهُمْ شَقِيٌّ بِالْمَعِيشَةِ قَانِعُ)
(أَلَيْسَ وَرَائِي إِنْ تَرَاخَتْ مَنِيَّتِي ... لُزُومُ الْعَصَا تُحْنَى عَلَيْهَا الْأَصَابِعُ)
(أُخَبِّرُ أَخْبَارَ الْقُرُونِ الَّتِي مَضَتْ ... أَدِبُّ كَأَنِّي كُلَّمَا قُمْتُ رَاكِعُ)
(فَأَصْبَحْتُ مِثْلَ السَّيْفِ أَخْلَقَ جَفْنَهُ ... تَقَادُمُ عَهْدِ الْقَيْنِ وَالنَّصْلُ قَاطِعُ)
(لا تَبْعَدَنْ إِنَّ الْمَنِيَّةَ مَوْعدٌِ ... عَلَيْنَا فَدَانٍ لِلطُّلُوعِ وَطَالِعُ)
(أَعَاذِلُ مَا يُدْرِيكَ إِلَّا تَظَنِّياً ... إِذَا رَحَلَ السُّفَّارُ مَنْ هُوَ رَاجِعُ)
(أَتَجْزَعُ مِمَّا أَحْدَثَ الدَّهْرُ لِلْفَتَى ... وَأَيُّ كَرِيمٍ لَمْ تُصِبْهُ الْقَوَارِعُ)(2/380)
556 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ الْوَاقِدِيِّ عَنْ عَمِّهِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ؛ قَالَ: خَرَجَ الشَّمَّاخُ بْنُ ضِرَارٍ يُرِيدُ الْمَدِينَةَ، فَصَحَبَ عَرَابَةَ بْنَ أَوْسٍ [ص:383] الْأَنْصَارِيَّ، فَسَأَلَهُ عَرَابَةُ عَمَّا يُرِيدُ بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ: أَمْتَارُ لِأَهْلِي طَعَامًا، وَكَانَ مَعَهُ بَعِيرَانِ؛ فَأَنْزَلَهُ فِي مَنْزِلِهِ، وَأَوْقَرَ لَهُ بَعِيرَيْهِ بُرّاً وَتَمْرًا، فَقَالَ الشَّمَّاخُ فِيهِ:
(رَأَيْتُ عَرَابَةَ الْأَوْسِيَّ يَسْمُو ... إِلَى الْخَيْرَاتِ مُنْقَطِعَ الْقَرِينِ)
(إِذَا مَا رَايَةٌ رُفِعَتْ لِمَجْدٍ ... تَلَقَّاهَا عَرَابَةُ بِالْيَمِينِ)(2/382)
557 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ علي الخزار، نَا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، نَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، نَا يَزِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ الْخُزَاعِيُّ؛ قَالَ: [ص:384] شَهِدْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجُلٌ يُنْشِدُهُ قَوْلَ سُوَيْدِ بْنِ عَامِرٍ الْمُصْطَلِقِيِّ.
(لَا تَأْمَنَنَّ وَإِنْ أَمْسَيْتَ فِي حَرَمٍ ... إِنَّ الْمَنَايَا بِجَنْبَتَيْ كُلِّ إِنْسَانِ)
(فَاسْلُكْ طَرِيقًا تَمْشِي غَيْرَ مُحْتَشِمٍ ... حَتَّى تُلَاقِيَ مَا يَمْنِي لَكَ الْمَانِي)
(فَكُلُّ ذِي صَاحِبٍ يَوْمًا مُفَارِقُهُ ... وَكُلُّ زَادٍ وَإِنْ أَبْقَيْتَهُ فَانِي)
(وَالْخَيْرُ وَالشَّرُّ مَجْمُوعَانِ فِي قَرَنٍ ... بِكُلِّ ذَلِكَ يَأْتِيكَ الْجَدِيدَانِ)
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ أَدْرَكَ هَذَا الْإِسْلَامَ!» فَبَكَى أَبِي، فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ! تَبْكِي عَلَى مُشْرِكٍ مَاتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ فَقَالَ أَبِي: وَاللهِ يَا بُنَيَّ! مَا [ص:385] رَأَيْتُ مُشْرِكَةً تَلَقَّفَتْ مِنْ مُشْرِكٍ خَيْرٍ مِنْ سُوَيْدِ بْنِ عَامِرٍ
__________
[إسناده مظلم] .(2/383)
558 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا ابْنُ جَعْفَرٍ الْأَدَمِيُّ، نَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، نَا مِسْوَرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يُنْشِدُ فِي الْمَسْجِدِ:
(وَيُذْهِبُ نَخْوَةَ الْمُخْتَالِ عَنِّي ... رَقِيقُ الْحَدِّ ضَرْبَتُهُ صَمُوتُ)
(بِكَفَّيْ مَاجِدٍ لَا عَيْبَ فِيهِ ... إِذَا لَاقَى الْكَرِيهَةَ يَسْتَمِيتُ)(2/385)
559 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَلَّادٍ الْقَطَّانُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ، نَا سَلَمَةُ بْنُ هَزَّالٍ؛ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ فِي جِنَازَةٍ وَفِيهَا الْفَرَزْدَقَ، فَقَالَ لِلْفَرَزْدَقِ: يَا أَبَا [ص:386] فِرَاسٍ! مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْيَوْمِ؟ قَالَ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُنْذُ ثَمَانِينَ سَنَةً. قَالَ: نِعِمَّا؛ فَأَبْشِرْ.(2/385)
560 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَلَّادٍ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو، نَا شَبَّةُ بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وسرورا} [الإنسان: 11] ؛ قَالَ: نَضْرَةً فِي وُجُوهِهِمْ وَسُرُورًا فِي قُلُوبِهِمْ.(2/386)
561 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَصْرِيُّ، نَا أَبِي، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُوسَى عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: «الدُّنْيَا دُوَلٌ، مَا كَانَ مِنْهَا لَكَ أَتَاكَ عَلَى ضَعْفِكَ، وَمَا كَانَ مِنْهَا عَلَيْكَ لَمْ تَدْفَعْهُ بِقُوَّتِكَ، وَمَنِ انْقَطَعَ رَجَاؤُهُ مِمَّا فَاتَ اسْتَرَاحَ بَدَنُهُ، وَمَنْ رَضِيَ بِمَا رَزَقَهُ اللهُ قَرَّتْ عَيْنُهُ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(2/386)
562 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بن خلف الغدادي، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ، نَا الْأَسْوَدُ بْنُ سَلَامٍ وَمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ: [ص:388] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِأَسِيرٍ، فَقَالَ: اللهُمَّ! إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ وَلَا أتوب إلى محمد. قال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَرِفَ الْحَقَّ لِأَهْلِهِ»
__________
[إسناده ضعيف] .(2/387)
563 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ السَّمْتِيُّ، نَا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ - وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَرْوٍ -؛ قَالَ: [ص:389] كُنْتُ أُجَالِسُ ابْنَ سِيرِينَ، فَتَرَكْتُ مُجَالَسَتَهُ وَجَالَسْتُ قَوْمًا مِنَ الْإِبَاضِيَّةَ، فَرَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنِّي مَعَ قَوْمٍ يَحْمِلُونَ جِنَازَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ، فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: مَا لَكَ جَالَسْتَ أَقْوَامًا يُرِيدُونَ أَنْ يَدْفِنُوا مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟(2/388)
564 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ المدائني يقول: ذهب أبو فلان الْأَعْرَابِيِّ فِي حَاجَةٍ لَهُ، فَدَعَتْهُ امْرَأَةٌ بَغِيٌّ إِلَى نَفْسِهَا، فَلَمَّا جَلَسَ مِنْهَا مَجْلِسَ الرَّجُلِ مِنَ الْمَرْأَةِ؛ قَامَ عَنْهَا وَهُوَ يَنْتَفِضُ، فَقَالَتْ لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: قُومِي يَا فَاعِلَةُ إِنَّ رَجُلًا يَبِيعُ جَنَّةً عرضها السماوات وَالْأَرْضُ بِمِقْيَاسِ فِتْرٍ مَا بَيْنَ رِجْلَيْكِ لَمَلْعُونٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.(2/389)
565 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا حُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: [ص:390] اضحكني ثَلَاثٌ، وَأَبْكَانِي ثَلَاثٌ: أَضْحَكَنِي مُؤَمِّلُ الدُّنْيَا وَالْمَوْتُ يَطْلُبُهُ، وَغَافِلٌ لَيْسَ بِمَغْفُولٍ عَنْهُ، وَضَاحِكٌ وَلَيْسَ يَدْرِي أَرَاضٍ اللهُ عَنْهُ أَمْ سَاخِطٌ عَلَيْهِ؛ وَأَبْكَانِي فِرَاقُ الْأَحِبَّةِ مُحَمَّدٍ وَحِزْبِهِ، وَهَوْلُ الْمَطْلَعِ، وَالْوُقُوفُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ تَبْدُو السَّرَائِرُ، ثُمَّ لَا أَدْرِي إِلَى جَنَّةٍ أَمْ إِلَى نَارٍ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/389)
566 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا مَسْلَمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ: [ص:391] يَا ابْنَ آدَمَ! تَضْحَكُ وَلَعَلَّ أَكْفَانَكَ قَدْ خَرَجَتْ مِنَ الْقَصَّارِ!(2/390)
567 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْآجُرِّيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: قَالَ بِشْرُ بْنُ السُّرِّيِّ: لَيْسَ مِنْ أَعْلَامِ الْمُحِبِّ أَنْ يُحِبَّ مَا يُبْغِضُهُ حَبِيبُهُ.(2/391)
568 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، نَا عِيسَى بْنُ يونس؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ: الْجَنِينُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ لَا يَطْلُبُ وَلَا يَحْزَنُ، فَيَأْتِيهِ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِرِزْقِهِ من قِبَلَ سُرَّتِهِ، وَغِذَاؤُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ مِنْ دَمِ حَيْضِهَا، فَمِنْ ثَمَّ لَا تَحِيضُ [ص:392] الْحَامِلُ، فَإِذَا سَقَطَ إلى الْأَرْضَ؛ اسْتَهَلَّ؛ فَإِنَّمَا اسْتِهْلَالُهُ إنكاراً لِمَكَانِهِ وَقَطْعِ سُرَّتِهِ، وَحَوَّلَ اللهُ رِزْقَهُ إِلَى ثَدْيِ أُمِّهِ مِنْ فِيهِ، ثُمَّ حَوَّلَهُ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى السَّعْيِ لَهُ، وَيَتَنَاوَلُهُ بِكَفِّهِ، حَتَّى إِذَا اشْتَدَّ وَعَقَلَ؛ خَافَ لِرِزْقِهِ. يَا ابْنَ آدَمَ! أَنْتَ فِي بَطْنِ أُمِّكَ وَحِجْرِهَا، يَرْزُقُكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، حَتَّى إِذَا عَقَلْتَ وَشَبَّيْتَ؛ قُلْتَ: رِزْقِي؛ فَمَا بَعْدَ الْعَقْلِ وَالشَّيْبِ إِلَّا الْمَوْتُ أَوِ الْقَتْلُ، ثُمّ قَرَأَ: (اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمقْدار (8)) [الرعد: 8] .(2/391)
569 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ لِنَابِغَةَ الْجَعْدِيِّ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ لَا شَرِيكَ لَهُ ... مَنْ لَمْ يَقُلْهَا فَنَفْسَهُ ظَلَمَا)
(الْمُولِجِ اللَّيْلِ فِي النَّهَارِ وَفِي ... اللَّيْلِ نَهَارًا يُفَرِّجُ الظُلَمَأ)
(الْخَافِضِ الرَّافِعِ السَّمَاءَ عَلَى الْأَرْضِ ... وَلَمْ يَبْنِي تَحْتَهَا دِعَمَا)
(الْخِالِقِ الْبَارِئِ الْمُصَوِّرِ فِي ... الْأَرْحَامِ مَاءً حَتَّى يَحُورَ دَمَا)
(ثُمَّ عِظَامًا أَقَامَهَا عَصَبًا ... ثُمَّتَ لَحْمًا كَسَاهُ فَالْتَأَمَا [ص:393])
(ثُمَّ كَسَا الرِّيشَ وَالْعَقَائِبَ ... أَبْشَارًا وَجِلْدًا تَخَالُهُ أَدَما)
(مِنْ نُطْفَةٍ قَادِرٌ مُقَدِرُهَا ... يَخْلُقُ مِنْهَا الْإِنْسَانَ وَالنَّسَمَا)
(وَاللَّوْنَ وَالصَّوْتَ وَالْخَلَائِقَ ... وَالْأَبْصَارَ شَتَّى وَفَرَّقَ الْكَلِمَا)
(ثُمَّتَ لَا بُدَّ أَنْ سَيَجْمَعُكُمْ ... اللهُ جَهْرًا شَهَادَةً قَسَمًا)
(فَائْتَمِرُوا الْحَقَّ مَا بَدَا لَكُمْ ... وَاعْتَصِمُوا إِنْ وَجَدْتُمْ عَصَمَا)
(فِي هَذِهِ الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ وَلَا ... عِصْمَةَ مِنْهُ إِلَّا لِمَنْ رَحِمَا)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلْ تَرَوْنَ ... إِلَى فَارِسَ بَادَتْ وَأَنْفُهَا رَغِمَا)
(أَمْسَوْا عَبِيدًا يَرْعُونَ شَاءَكُمْ ... كَأَنَّمَا كَانَ مُلْكُهُمْ حُلُمَا)
(أَوْ سَبَأٌ الْحَاضِرُونَ مَآرِبٍ ... إِذْ يَبْنُونُ مِنْ دُونِ سَيْلِهِ الْعَرِمَا)
(فَفُرِّقُوا فِي الْبِلَادِ وَاغْتَرَفُوا ... الذُّلَّ وَذَاقُوا الْبَأْسَاءَ وَالْعَدَمَا)
(وَبُدِّلُوا السِّدْرَ والإراك بِهِ ... الْخَمْطُ وَأَضْحَى الْبُنْيَانُ مُنْهَدِمَا)(2/392)
570 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، نَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: [ص:394] الْقَلْبُ مَلِكُ الْبَدَنِ، وَلِلْمَلِكِ جُنُودٌ؛ فَرِجْلَاهُ بريداه، ويداه جناحاه، وعينه مَسْلَحَتُهُ، وَالْأُذُنَانِ قُمْعٌ، وَاللِّسَانِ تَرْجُمَانٌ، وَالْكُلْيَتَانِ مَكِيدَةٌ، وَالرِّئَةُ نَفَسٌ، وَالطِّحَالُ ضَحِكٌ، فَإِذَا صَلَحَ الْمَلِكُ؛ صَلَحَ الْجُنُودُ، وَإِذَا فَسَدَ الْمَلِكُ؛ فَسَدَ الْجُنُودُ.(2/393)
571 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي عَمْرُو بْنُ بَكْرٍ لِرَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ:
(تَقُولُ سُلَيْمَى مَا لِرَأْسِكَ شَائِبًا ... أَلَمْ تَعْلَمِي مَا أَذَابَ ذَوَائِبِي)
(مِنَ الصُّبْحِ وَالْإِمْسَاءِ وَالْفَقْرِ ... وَالْغِنَا وَمِنْ صَاحِبٍ بَدَّلْتُهُ بَعْدَ صَاحِبِ)
(عَزِيزٌ عَلَيَّ فَقْدُهُ قَدْ رَزَيْتُهُ ... فَبَانَ وَخَلَّى دَاهِرَاتِ النَّوَائِبِ)(2/394)
572 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بن أبي الدنيا؛ أَنْشَدَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو الْبَدَّاحِ لِأُخْتِهِ الشَّمُوسِ:
(لَنَا عَبَرَاتٌ لِلْغَرِيبِ عَنْ أَهْلِهِ ... لِأَنَّكَ فِي أَقْصَى الْبِلَادِ غَرِيبُ)
(لِكُلِّ بَنِي أُمٍّ حَبِيبٌ يَسُرُّهُمْ ... وَأَنْتَ لَنَا حَتَّى الْمَمَاتِ حَبِيبُ)
(فَعَجِّلْ عَلَى أُمٍّ عَلَيْكَ شَفِيقَةٍ ... وَلَا تَثْوِ فِي أَرْضٍ وَأَنْتَ غَرِيبُ)
(فَإِنَّ الَّذِي يَأْتِيكَ بِالرِّزْقِ نَائِيًا ... يَجِيءُ بِهِ وَالْحَيُّ مِنْكَ قَرِيبُ)
(فَيَا لَيْتَ شِعْرِي بَعْدَ غَيْبِكَ كُلِّهِ ... مَتَى عَيْنُ مَفْقُودٍ تَرَاكَ تؤوبُ)
(عَلَيْكَ لَنَا قَلْبٌ تَحِنُّ بَنَاتُهُ ... لَهُ كُلُّ يَوْمٍ خَفْقَةٌ وَوَجِيبُ)(2/395)
573 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، عَنْ جَرِيرٍ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ:
(حَتَى مَتَى لَا نَرَى عَدْلًا نُسَرُّ بِهِ ... وَلَا نُدَالُ عَلَى قَوْمٍ بِمَا ظَلَمُوا [ص:396])
(شَرَوْا بِآخِرَةٍ دُنْيَا مُوَلِّيَةً ... لَبِئْسَ مَا صَنَعُوا لَوْ أَنَّهُمْ عَلِمُوا)(2/395)
574 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: وَأَنْشَدَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ لِأَبِي طَالِبٍ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(وَأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ ... رَبِيعُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ)(2/396)
575 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا هَاشِمُ بْنُ الْوَلِيدِ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، نَا عَاصِمٌ؛ قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يُصَلِّي، فَسُرِقَ فَرَسُهُ، فَقَالَ لَهُ غُلَامُهُ: يُسْرَقُ فَرَسُكَ وَأَنْتَ تَنْظُرُ إِلَيْهِ، هَذَا عَمَلُ النَّاسِ؟ فَقَالَ: كُنْتُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَلَمْ أَكُنْ أَصْرِفُ وَجْهِي عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.(2/397)
576 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ خَلَفَ بْنَ تَمِيمٍ يَقُولُ: [ص:398] قَالَ رَجُلٌ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ! إِنِّي أُحِبّ أَنْ تَقْبَلَ مِنِّي هَذِهِ الْجُبَّةَ كُسْوَةً فَتَلْبِسُهَا. فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: إِنْ كُنْتَ غَنِيًّا؛ قَبِلْتُهَا مِنْكَ، وَإِنْ كُنْتَ فَقِيرًا؛ لَمْ أَقْبَلْهَا مِنْكَ. قال: فإني غني. فقال: كَمْ عِنْدَكَ؟ قَالَ: أَلْفَانِ. قَالَ: فَيَسُرُّكَ أَنْ يَكُونَ عِنْدَكَ أَرْبَعَةُ آلَافٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَنْتَ فَقِيرٌ، لَا أَقْبَلُهَا.(2/397)
577 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ يَقُولُ: قَالَ عِيسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] لِأَصْحَابِهِ: بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ مَنْ طَلَبَ الْفِرْدَوْسَ؛ فَخُبْزُ الشَّعِيرِ لَهُ؛ وَالنَّوْمُ فِي الْمَزَابِلِ مَعَ الْكِلَابِ كَثِيرٌ.(2/398)
578 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ؛ قَالَ: [ص:399] دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى دَاوُدَ الطَّائِيِّ، وَهُوَ يَأَكُلُ خبزاً يابساً قبل بَلَّهُ بِالْمَاءِ وَبِمِلْحٍ جَرِيشٍ، فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ تَشْتَهِي هَذَا؟ قَالَ: أَدَعُهُ حَتَّى أَشْتَهِيَهُ. قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: وَكَانَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ مَاؤُهُ فِي دَنِّ مُقَيَّرٍ فِي الصَّيْفِ وَالشِّتَاءِ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ بَرَّدْتَ الْمَاءَ. فَقَالَ: إِذَا شَرِبْتُ الْمَاءَ الْبَارِدَ فِي هَذَا الْحَرِّ الشَّدِيدِ؛ فَمَتَى أُحِبُّ الْمَوْتَ؟ ! .(2/398)
579 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا محمد بْنُ خَالِدٍ الْآجُرِّيُّ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا يَقُولُ: وَاللهِ! لحمل الكارات أهون من العبادة، ولا يُسمى الرجلُ عابداً، وإن كانت فيه خصلة من كل خيرٍ؛ حتى يكون فيه الصوم والصلاة؛ فإنهما من لحمه ودمه.(2/399)
580 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ، نَا الْأَعْمَشُ، نَا يَزِيدُ بْنُ حَيَّانَ؛ قَالَ: [ص:400] كَانَ عِيسَى بْنُ عُقْبَةَ يَسْجُدُ؛ حَتَّى إِنَّ الْعَصَافِيرَ لَيَقَعْنَ عَلَى ظَهْرِهِ وَيَنْزِلْنَ، مَا يَحْسَبُونَهُ إِلَّا جَذْمَ حَائِطٍ.(2/399)
581 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يزيد؛ قال: شكى أهل مكة إلى الفضيل بن عياض رحمه الله القحط، فقال لهم: أمُدَبِّرٌ غَيْرَ اللهِ تُرِيدُونَ؟(2/400)
582 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ علي المقرئ، نَا فَهْدُ بْنُ عَوْفٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: [ص:401] ابْنَ آدَمَ! إنما أنت عَدَدُ أَيَّامٍ؛ إِذَا مَضَى مِنْكَ يَوْمٌ؛ مَضَى بَعْضُكَ.(2/400)
583 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُلَاعِبِ بْنِ حَيَّانَ الْبَغْدَادِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَزْرَةُ بْنُ قَيْسٍ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْفَيْضِ، أَنَّهَا سَمِعَتِ ابْنَ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص:403]: «مَنْ قَالَ الْعَشْرَ كَلِمَاتٍ لَيْلَةَ عَرَفَةَ أَلْفَ مَرَّةٍ؛ لَمْ يَسْأَلِ اللهَ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ؛ إِلَّا قَطِيعَةَ رَحِمٍ أَوْ مَأْثَمٍ: سُبْحَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ عَرْشُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْأَرْضِ مَوْطِئُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْبَحْرِ سَبِيلُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ سُلْطَانُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ رَحْمَتُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْهَوَاءِ رَوْحُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي النُّجُومِ قَضَاؤُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي رَفَعَ [ص:404] السَّمَاءَ، سُبْحَانَ الَّذِي وَضَعَ الْأَرْضَ، سُبْحَانَ الَّذِي لَا ملجأ منه إِلَّا إِلَيْهِ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(2/401)
584 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، نَا هِشَامُ بْنُ حِزَامِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص:405] لَمَّا قَدِمَ رَكْبُ خُزَاعَةَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَنْفِرُونَهُ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ أَنَسَ بْنَ زُنَيْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَابِرِ بْنِ مَحْمِيَّةَ بْنِ عَبْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدَّيْلِيِّ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ قَدْ هَجَاكَ. فَهَدَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَمَهُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ أَسْلَمَ وَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَذِرُ إِلَيْهِ مِمَّا بَلَغَهُ عَنْهُ، فَقَامَ نَوْفَلُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الدِّيلِيُّ، فَقَالَ: أَنْتَ أَوْلَى النَّاسِ بِالْعَفْوِ، وَحُرْمَتُنَا مِنْكَ مَا قَدْ عَلِمْتَ، لَمْ نُؤْذِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَلَمْ نُغَادِرْ بِكَ فِي الْإِسْلَامِ. [ص:406] فَعَفَا عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ نَوْفَلٌ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي. وَأَنَسُ بْنُ زُنَيْمٍ هُوَ أَخُو سَارِيَةَ بْنِ زُنَيْمٍ الَّذِي قَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا سَارَيَةُ! الْجَبَلَ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(2/404)
585 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا حَمَّادُ، ثنَا ثَابِتٌ؛ قَالَ: أَكَلَ الْجَارُودُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: يَا جَارِيَةُ! هَلُمِّي الدِّسْتَارَ - يَعْنِي الْمِنْدِيلَ يَمْسَحُ يديه -. قَالَ عُمَرُ: امْسَحْ يَدَكَ بِاسْتِكَ أَوْ ذَرْ
__________
[إسناده صحيح إلى ثابت] .(2/406)
586 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مَيْمُونٍ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: كَانَ فَتًى يُجَالِسُ الثَّوْرِيَّ وَلَا يَتَكَلَّمُ، فَأَحَبَّ سُفْيَانُ أَنْ يَتَكَلَّمَ [ص:407] لِيَسْمَعَ كَلَامَهُ، فَمَرَّ بِهِ يَوْمًا، فَقَالَ لَهُ: يَا فَتَى! إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا مَرُّوا عَلَى الْخَيْلِ وَبَقِينَا عَلَى حُمُرٍ دَبِرَةٍ، فَقَالَ لَهُ الْفَتَى: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! إِنْ كُنَّا عَلَى الطَّرِيقِ؛ فَمَا أَسْرَعَ لُحُوقَنَا بِالْقَوْمِ.(2/406)
587 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا سَعِيدٌ الْجَرْمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَلَّى بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: وَعَظَ بَعْضُ الزُّهَّادِ أَصْحَابَهُ بِالْبَصْرَةِ، فَقَالَ فِي كَلَامِهِ: إِنَّ التَّرَاجُعَ فِي الْمَوَاعِظِ يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ يَوْمُهَا، وَيَأْتِي يَوْمُ الصَّاخَّةِ، كُلُّ الْخَلْقِ يَوْمَئِذٍ مُصِيخٌ لِيَسْتَمِعَ مَا يُقَالُ لَهُ وَيُقْضَى عَلَيْهِ، {وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تسمع إلا همسا} [طه: 108] ؛ فَاصْمُتِ الْيَوْمَ عَمَّا يُصْمِتُكَ يَوْمَئِذٍ، وَتَعَلَّمْ ذَلِكَ حَتَّى تَعْلَمَهُ، وَابْتَغِهِ حَتَّى تَجِدَهُ، وَبَادِرْ قَبْلَ أَنْ تَفْجَأَكَ دَعْوَةُ الْمَوْتِ؛ فَإِنَّهَا عَنِيفَةٌ، إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَيُقْحِمُكَ فِي دَارٍ تَسْمَعُ فِيهَا الْأَصْوَاتَ بِالْحَسْرَةِ وَالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ، ثُمَّ لَا يُقَالُونَ وَلَا يُسْتَعْتَبُونَ وَلَا يُرْحَمُونَ، وَلَا يَجِدُونَ فِيهَا حَمِيمًا وَلَا شَفِيعًا، [ص:408] وَلَا رَاحَةً لَهُمْ فِيهَا إلا الويلُ والعويل، {كلما أرادوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غم أعيدوا فيها} [الحج: 22] ؛ مَا لِغَمِّهِمْ وَعَذَابِهِمْ زَمَانٌ يُحْصَى، وَلَا عَدَدٌ يَعْرِفُونَهُ فَيَنْتَظِرُونَ الْفَرَجَ، وَأَنَّى لَهُمْ ذَلِكَ! وَهُوَ يَقُولُ جَلَّ جَلَالُهُ: (لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23)) [النبأ: 23] ؛ فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلَّمَا مَضَى حِقْبٌ جَاءَ حِقْبٌ بَعْدَهُ أَبَدًا، فَالْحِقْبُ الْوَاحِدُ ثَمَانُونَ سَنَةً، وَالسَّنَةُ ثلاث مئة وَسِتُّونَ يَوْمًا، الْيَوْمُ مِنْهَا كَسَائِرِ الدُّنْيَا، ثُمَّ مَعَ هَذَا الَّذِي هُمْ فِيهِ لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ سَاعَةً وَاحِدَةً؛ بَلْ يُزَادُ فِي كُلِّ سَاعَةٍ بِعَذَابٍ جَدِيدٍ يَنْسَوْنَ مَا كَانُوا فِيهِ قَبْلَ ذَلِكَ لِشَدَّةِ الْعَذَابِ الَّذِي بَعْدَهُ. أَمَا سمعتم قوله جلّ وعز: (فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إلاّ عَذَاباً (30)) [النبأ: 30] ؛ فَهَذِهِ أَشَدُّ آيَةٍ نَزَلَتْ فِي أَهْلِ النَّارِ؛ فَاعْرِفْ يَا ابْنَ آدَمَ نَفْسَكَ، وَسَلْ عَنْهَا الْكِتَابَ الْمُبِينَ، سُؤَالَ مَنْ يُحِبُّ أَنْ يَعْلَمَ عِلْمَ مَنْ يُحِبُّ أَنْ يَعْرِفَ فَيَعْمَلَ؛ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ؛ فَإِنَّ الرَّبَّ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَا يَعْذُرُنَا بِالتَّعْذِيرِ وَالتَّغْرِيرِ، وَلَكِنْ يَعْذُرُ بِالْجِدِّ وَالتَّشْمِيرِ، اكْتَسِ نَصِيحَتِي؛ فَإِنَّهَا كُسْوَةٌ وَدَلِيلٌ عَلَى مفاتح الْخَيْرِ.(2/407)
588 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَخْرَمِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، عَنْ مَكِّيِّ بْنِ قُمَيْرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص:409]:
(أَتَيْتُ الْقُبُورَ فَنَادَيْتُهَا ... أَيْنَ الْمُعَظَّمُ وَالْمُحْتَقَرْ)
(وَأَيْنَ الْمُدِلُّ بِسُلْطَانِهِ ... وَأَيْنَ المزكَّى إِذَا مَا افْتَخَرْ)
قَالَ: فَنُودِيتُ مِنْ بَيْنِهَا وَلَمْ أَرَ أَحَدًا: (تَفَانَوْا جَمِيعًا فَمَا مُخْبِرٌ ... وَمَاتُوا جَمِيعًا وَمَاتَ الْخَبَرْ)
(تَرُوحُ وتغدو بناتُ الثَّرى ... فَتَمْحُوا مَحَاسِنَ تِلْكَ الصُّوَرْ)
(فَيَا سَائِلِي عَنْ أُنَاسٍ مَضَوْا ... أَمَا لَكَ فِيمَا تَرَى مُعْتَبَرْ)(2/408)
589 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عمران بن موسى الجزري، نَا عِيسَى بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ضَمْرَةَ؛ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى بَعْضِ عُمَّالِهِ: أَمَّا بَعْدُ! فَإِذَا دَعَتْكَ قُدْرَتُكَ عَلَى النَّاسِ إِلَى ظُلْمِهِمْ؛ فَاذْكُرْ قُدْرَةَ اللهِ عَلَيْكَ وَنَفَادَ مَا تَأْتِي [ص:410] إِلَيْهِمْ وَبَقَاءَ مَا يُؤْتَى إِلَيْكَ.(2/409)
590 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا [ابْنُ قُتَيْبَةَ، نَا] عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَخِي الْأَصْمَعِيِّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ؛ قَالَ: [ص:411] أَوَّلُ شِعْرٍ قِيلَ فِي ذَمِّ الدُّنْيَا قَوْلُ يَزِيدَ بْنِ خَذَّاقٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ:
(هَلْ لِلْفَتَى مِنْ بَنَاتِ الدَّهْرِ مِنْ رَاقٍ ... أَمْ هَلْ لَهُ مِنْ حِمَامِ الْمَوْتِ مِنْ وَاقِ)
(قَدْ رَجَّلُونِي وَمَا بِالشَّعْرِ مِنْ شَعَثْ ... وَأَلْبَسُوني ثياباً غيرَ أخْلاقِ)
(وطيَّبوني وقالوا أيُّما رجلٍ ... وَأَدْرَجُونِي كَأَنِّي طَيُّ مِخْرَاقِ)
(وأرسلوا فِتيةً مِنْ خَيرهم حسباً ... وأسندوا في ضَريح التُرْب أَطْبَاقِ)
(وَقَسَّمُوا الْمَالَ وَارْفَضَّتْ عَوَائِدُهُمْ ... وَقَالَ قَائِلُهُمْ مَاتَ ابْنُ خَذَّاقِ)
(هَوِّنْ عَلَيْكَ وَلَا تُولَعْ بِإِشْفَاقِ ... فَإِنَّمَا مَالُنَا لِلْوَارِثِ الْبَاقِي)(2/410)
591 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، وَأَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِلنَّمْرِ بْنِ تَوْلَبٍ [ص:412]:
(وَمَتَى تُصِبْكَ خَصَاصَةٌ فَارْجُ الْغِنَى ... وَإِلَى الَّذِي يَهَبُ الرَّغَائِبَ فَارْغَبِ)
(لَا تَغْضَبَنَّ عَلَى امْرِئٍ فِي مَالِهِ ... وَعَلَى كَرَائِمِ صُلْبِ مَالِكَ فَاغْضَبِ)(2/411)
592 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ الْهِنْدِ: مَنِ الْتَمَسَ مِنَ الْإِخْوَانِ الرُّخْصَةَ عِنْدَ الْمَشُورَةِ، وَمِنَ الْأَطِبَّاءِ عِنْدَ الْمَرَضِ، وَمِنَ الْفُقَهَاءِ عِنْدَ الشُّبْهَةِ؛ أَخْطَأَ الرَّأْيَ، وَازْدَادَ مَرَضًا، وَحَمَلَ الْوِزْرَ.(2/412)
593 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى البصري، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نَا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: الرَّأْيُ الْمُفْرَدُ كالخيط السحيل، والرأيان كالخيطان الْمُبْرَمَيْنِ، وَالثَّلَاثَةُ الْآرَاءِ لَا تَكَادُ تَنْقَطِعُ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/412)
594 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص:413] كَتَبَ الْحَجَّاجُ إِلَى الْمُهَلَّبِ يَسْتَعْجِلُهُ فِي الْأَزَارِقَةِ؛ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّ مِنَ الْبَلَاءِ أَنْ يَكُونَ الرَّأْيُ لِمَنْ يَمْلِكُهُ دُونَ مَنْ يُبْصِرُهُ.(2/412)
595 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ أُعْطِيَ أَرْبَعًا لَمْ يُمْنَعْ أَرْبَعًا: مَنْ أُعْطِيَ الشُّكْرَ لَمْ يُمْنَعِ الْمَزِيدَ، وَمَنْ أُعْطِيَ التَّوْبَةَ لَمْ يُمْنَعِ الْقَبُولَ، وَمَنْ أُعْطِيَ الِاسْتِخَارَةَ لَمْ يُمْنَعِ الْخِيَرَةَ، وَمَنْ أُعْطِيَ الْمَشُورَةَ، لَمْ يُمْنَعِ الصَّوَابَ.(2/413)
596 - قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ: وَكَانَ يُقَالُ - فِيمَا حَدَّثَنِي بِهِ أَبُو نَصْرٍ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ -: [ص:414] لَا تُشَاوِرْ صَاحِبَ حَاجَةٍ يُرِيدُ قَضَاءَهَا، وَلَا جَائِعًا، وَلَا حَاقِنًا، وَلَا حَازِقًا، وَلَا حَاقِبًا. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: الْحَازِقُ الَّذِي ضَغَطَهُ الْخُفُّ. وَالْحَاقِبُ: الَّذِي يَجِدُ رِزْءًا فِي بَطْنِهِ.(2/413)
597 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الرِّيَاشِيَّ يَقُولُ: كَانَ نَصْرُ بْنُ مَالِكٍ عَلَى شُرْطَةِ أَبِي مُسْلِمٍ، فَلَمَّا جَاءَهُ أَمْرُ أَبِي جَعْفَرٍ بِالْقُدُومِ عَلَيْهِ اسْتَشَارَهُ؛ فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ، وَقَالَ: لَا آمَنُهُ عَلَيْكَ. فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: اسْتَشَارَكَ أَبُو مُسْلِمٍ فِي الْقُدُومِ عَلَيَّ فَنَهَيْتَهُ؟ فقال: نعم. فقال: كيف ذَاكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ أَخَاكَ إِبْرَاهِيمَ الْإِمَامَ يُحَدِّثُ عَنِ [ص:415] أَبِيهِ، قَالَ: لَا يَزَالُ الرَّجُلُ يزداد فِي رَأْيِهِ مَا نَصَحَ لِمَنِ اسْتَشَارَهُ. وَكُنْتُ لَهُ كَذَلِكَ، وَأَنَا الْيَوْمَ لَكَ كَمَا كُنْتُ لَهُ.(2/414)
598 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنِ ابن فليح؛ قَالَ: اسْتَشَارَ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْحَارِثِيُّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ فِي أَخِيهِ أَبِي بَكْرٍ أَنْ يُوَلِّيَهُ الْقَضَاءَ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِهِ، فَبَعَثَ زِيَادٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنْ يُوَلِّيَهُ، فَامْتَنَعَ عَلَيْهِ، فَبَعَثَ زِيَادٌ إِلَى عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَيْهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أُنْشِدُكَ اللهَ؛ أَتَرَى لِي أَنْ أَلِيَ الْقَضَاءَ؟ فَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ: لَا. فَقَالَ زِيَادٌ: سُبْحَانَ اللهِ! اسْتَشَرْتُكَ فَأَشَرْتَ عَلَيَّ بِهِ ثُمَّ أَسْمَعُكَ تَنْهَاهُ! فَقَالَ: أَيُّهَا الْأَمِيرُ! اسْتَشَرْتَنِي؛ فَأَجْهَدْتُ الرَّأْيَ وَنَصَحْتُكَ، وَاسْتَشَارَنِي، فَأَجْهَدْتُ الرَّأْيَ وَنَصَحْتُهُ.(2/415)
599 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو سَعِيدٍ السُّكَّرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَدَائِنِيَّ يَقُولُ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ: [ص:416] إِنَّهُ لَيَنْظُرُ إِلَى الْغَيْبِ مِنْ سِتْرٍ رَقِيقٍ؛ لعقله وفطنته بالأمور
__________
[إسناده ضعيف] .(2/415)
599 - / ا - قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: وَكَانَ يُقَالُ: ظَنُّ الرَّجُلِ قِطْعَةٌ مِنْ عَقْلِهِ، وَيُقَالُ: الظُّنُونُ مَفَاتِيحُ الْعُقُولِ.(2/416)
599 - / 2 - قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: وَكَانَ يُقَالُ: كُلُّ شَيْءٍ يَحْتَاجُ إِلَى الْعَقْلِ، وَالْعَقْلُ يَحْتَاجُ إِلَى [ص:417] التَّجَارِبِ. وَيُقَالُ: مَنْ لَمْ يَنْفَعْكَ ظَنُّهُ لَمْ يَنْفَعْكَ يَقِينُهُ.(2/416)
600 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: لَا عَاشَ بِخَيْرٍ مَنْ لَمْ يَرَ بِرَأْيِهِ مَا لَمْ يَرَهُ بِعَيْنَيْهِ
__________
[إسناده ضعيف] .(2/417)
600 - / م - قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: وَسَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْمَدَنِيَّ يَقُولُ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ وَقِيلَ لَهُ: مَا الْعَقْلُ؟ قَالَ: الْإِصَابَةُ بِالظَّنِّ، وَمَعْرِفَةُ مَا كَانَ بِمَا لَمْ يَكُنْ، وَمَعْرِفَةُ مَا يَكُونُ بِمَا كَانَ.(2/417)
601 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ:
(وَأَنْفَعُ مَنْ شَاوَرْتَ مَنْ كَانَ نَاصِحًا ... شَفِيقًا فَأَبْصِرْ بَعْدَهَا مَنْ تُشَاوِرُ)(2/417)
602 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَا: نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَخِي الْأَصْمَعِيِّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قال: أخبرني بعض أَصْحَابُنَا قَالَ: دَخَلَ ابْنُ أَبِي مِحْجَنٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: أَبُوكَ الَّذِي يَقُولُ:
(إِذَا مُتُّ فَادْفِنِّي إِلَى أَصْلِ كَرْمَةٍ ... تُرَوِّي عِظَامِي بَعْدَ مَوْتِي عُرُوقُهَا)
فَقَالَ ابْنُ أَبِي مِحْجَنٍ: لَوْ شِئْتَ ذَكَرْتُ أَحْسَنَ مِنْ هَذَا يَا أَمِيرَ [ص:419] الْمُؤْمِنِينَ مِنْ شِعْرِهِ! قَالَ: وَمَا ذَلِكَ؟ قَالَ: قَوْلُهُ: (لَا تَسْأَلِ الْقَوْمَ مَا مَالِي وَمَا حَسَبِي ... وَسَائِلِ الْقَوْمَ مَا حَزْمِي وَمَا خُلُقِي)
(الْقَوْمُ أَعْلَمَ أَنِّي مِنْ سَرَاتِهِمُ ... إِذَا تَطِيشُ يَدُ الرِّعْدِيدِ بِالْفَرِقِ)
(قَدْ أَرْكَبُ الْهَوْلَ مَسْدُولًا عَسَاكِرُهُ ... وَأَكْتُمُ السَّرَّ فِيهِ ضَرْبَةُ الْعُنُقِ)
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(2/418)
603 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا بِهَذَا الدُّعَاءِ: كَانَ الصَّالِحُونَ مِنَ التَّابِعِينَ، يَدْعُونَ بِهِ إِذَا دَخَلُوا عَلَى السُّلْطَانِ يَتَوَقَّوْنَ بِهِ بَطْشَ السُّلْطَانِ وَظُلْمَهُ؛ أَنْ يَقُولُوا: بسم اللهِ، {إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنْ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا} [مريم: 18] ، (اخْسَئُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ) [المؤمنون: 108] ، أَخَذْتُ قُوَّتَكَ بِقُوَّةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، بَيْنِي وَبَيْنَكَ سِتْرُ النُّبُوَّةِ الَّتِي كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ تُسْتَرُ بِهَا مِنْ سطوات الجبابرة والفراعنة، جبريل عَنْ يَمِينِكَ وَمِيكَائِيلُ عَنْ شِمَالِكَ، وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمامَك، والله تبارك وتعالى مُطِلّ عليك يحجزك عني ويمنعني منك.(2/419)
604 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: [ص:420] نَظَرَ بَعْضُ الْمُلُوكِ إِلَى الْعُذْرِيِّ النَّاسِبِ، فِي عَبَاءَةٍ، فَازْدَرَاهُ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ الْعَبَاءَةَ لَا تُكَلِّمُكَ، وَإِنَّمَا يُكَلِّمُكَ مَنْ فِيهَا.(2/419)
605 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا أَبُو الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي عَتَّابٍ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: [ص:422] رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ فِيهِ إِحْدَى وَعِشْرُونَ رُقْعَةً، فِيهَا أَدَمٌ.(2/421)
606 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ: [ص:423] أَنَّ خَاتَمَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ مِنْ وَرِقٍ نَقْشُهُ: «نِعْمَ الْقَادِرُ اللهُ» ، وَكَانَ عَلَى خَاتَمِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللهُ عنه: «عَقَلْتَ فَاعْمَلْ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(2/422)
607 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: كَانَ عَلَى خَاتَمِ طَاهِرٍ: «وشع الْخَدِّ لِلْحَقِّ عِزٌّ» .(2/423)
608 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ الْخَطِيبُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ دِعْبِلَ الشَّاعِرَ يَقُولُ: [ص:424] كَانَ لِلْحَسَنِ بْنِ هَانِئٍ خاتمان: خاتم فَصُّهُ مِنْ عَقِيقٍ مُرَبَّعٍ عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ:
(تَعَاظَمَنِي ذَنْبِي فَلَمَّا عَدَلْتُهُ ... بِعَفْوِكَ رَبِّي كَانَ عَفْوُكَ أَعْظَمَا)
وَالْآخَرُ حَدِيدٌ صِينِيٌّ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُخْلِصًا. فَأَوْصَى عِنْدَ مَوْتِهِ أَنْ تُقلع وتُغسل تُجعل فِي فِيهِ.(2/423)
609 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: [ص:425] كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: (نُسَرُّ بِمَا يَبْلَى وَنَفْرَحُ بِالْمُنَى ... كَمَا اغْتَرَّ بِاللَّذَّاتِ فِي النَّوْمِ حَالِمُ)
(نَهَارُكَ يَا مَغْرُورُ سَهْوٌ وَغَفْلَةٌ ... وَلَيْلُكَ نَوْمٌ وَالرَّدَى لَكَ لازِمُ)
(وَسَعْيُكَ فِيمَا سَوْفَ تَكْرَهُ غِبَّهُ ... كَذَلِكَ فِي الدُّنْيَا تَعِيشُ الْبَهَائِمُ)
آخر الجزء الرابع، يتلوه الخامس إن شاء الله تعالى. والحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.(2/424)
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الخامس
من كتاب «المجالسة وجواهر العلم»
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أخبرنا الشيخ أبو القاسم علي بن هبة الله بن سعود البوصيري والشيخ أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذناً؛ قالا: أنا الشيخ المحدث أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي، قال البوصيري: قراءةً عليه وأنا أسمع، وقال الأرتاحي: إجازةً: أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل الضرّاب؛ قال: أنا أبي أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن الضراب قراءةً عليه، نا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي الدينوري القاضي:(3/11)
610 - نَا أَبُو قِلَابَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ؛ قَالَا: نَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ وَخَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص:13]: «إِذَا تَزَوَّجَ الْبِكْرَ؛ أَقَامَ عِنْدَهَا سَبْعًا، وَإِذَا تَزَوَّجَ الثَّيِّبَ؛ أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلَاثًا»
__________
[إسناده صحيح] .(3/11)
611 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُلاعِب، نا صالح بْنُ إِسْحَاقَ، نَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ، نَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:16] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ رَجُلٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يُبَايِعُ بِالْأَمَانَةِ، فَدَعَا رَجُلًا، فَبَايَعَهُ بِالْأَمَانَةِ، فَحَضَرَ الْأَجَلُ وَقَدْ خَبَّ الْبَحْرُ وَفَسَدَ، فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى إِتْيَانِهِ، فَنَقَرَ خَشَبَةً وَجَعَلَ فِيهَا وَتَدًا وَذَلِكَ الذَّهَبُ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَتَى الْبَحْرَ فَقَالَ: اللهُمَّ! إِنِّي أَخَذْتُهُ بِالْأَمَانَةِ، وَإِنَّ الْأَجَلَ قَدْ حَلَّ وَلَسْتُ أَقْدِرُ عَلَى الذَّهَابِ؛ فَأَنَا أَسْتَوْدِعُكَهَا حَتَّى تُؤَدِيَهَا عَنِّي. وَقَذَفَهَا فِي الْبَحْرِ، فَذَهَبَتِ الْخَشَبَةُ يَرْفَعُهَا مَوْجٌ وَيَضَعُهَا آخَرُ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ يَتَوَضَّأُ لِلْغَدَاةِ؛ فَإِذَا خَشَبَةٌ قَدْ صَكَّتْ عَقِبَهُ، فَأَخَذَهَا؛ فَإِذَا هِيَ ثَقِيلَةٌ، فَأَتَى بِهَا أَهْلَهُ، فَقَالَ: لَا تُحْدِثُوا فِيهَا شَيْئًا حَتَّى أُصَلِّي وَأَرْجِعُ. فَلَمَّا رَجَعَ؛ فَلَقَهَا، فَإِذَا فِيهَا ذَهَبٌ، فَأَحْصَى وَزْنَهُ وَكَتَبَ، فَلَقِيَ الرَّجُلَ بَعْدَ حِينٍ فَقَالَ: يَا فُلَانُ! أَلَمْ تَكُ بَايَعْتَنِي بِالْأَمَانَةِ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَأَيْنَ مَالِي؟ قَالَ: هُوَ ذَا، أَتَزِنُ؟ فَلَمَّا وَزَنَهُ وَقَبَضَهُ؛ قَالَ: تَعْلَمُ لَقَدْ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَقَدْ وَاللهِ أَدَّى الله عَزَّ وَجَلَّ عَنْكَ. فَرَدَّ إِلَيْهِ مَالَهُ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَيُّ الرَّجُلَيْنِ أَعْظَمُ أَمَانَةً: الَّذِي أَدَّاهَا مَرَّتَيْنِ وَلَوْ شَاءَ لَذَهَبَ بِهَا، أَمِ الَّذِي رَدَّهَا وَلَوْ شَاءَ لَأَخَذَهَا مَرَّتَيْنِ؟ !
[إسناده ضعيف جداً، والحديث صحيح] .(3/14)
612 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْبَغْدَادِيُّ؛ قَالَ: قَامَ بَعْضُ الزُّهَّادِ بَيْنَ يَدَيِ الْمَنْصُورِ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَعْطَاكَ الدُّنْيَا بِأَسْرِهَا؛ فَاشْتَرِ نَفْسَكَ بِبَعْضِهَا، وَاذْكُرْ لَيْلَةَ تَبِيتُ فِي الْقَبْرِ لَمْ تَبِتْ قَبْلَهَا لَيْلَةً، وَاذْكُرْ لَيْلَةً تَمَخَّضُ عَنْ يَوْمٍ لَا لَيْلَ بَعْدَهُ. قَالَ: فَأُفْحِمَ أَبُو جَعْفَرٍ مِنْ قَوْلِهِ، فَقَالَ لَهُ الرَّبِيعُ: أَيُّهَا الرَّجُلُ! إِنَّكَ قَدْ غَمَمْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! هَذَا صَحِبَكَ عِشْرِينَ سَنَةً لَمْ يَرَ لَكَ عَلَيْهِ أَنْ يَنْصَحَكَ يَوْمًا وَاحِدًا، وَلَا عَمِلَ وَرَاءَ بَابِكَ بِشَيْءٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَتَبَارَكَ وَتَعَالَى وَلَا سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَمَرَ لَهُ الْمَنْصُورُ بِمَالٍ، فَقَالَ: لَوِ احْتَجْتُ إِلَى مَالِكَ؛ لَمَا وَعَظْتُكَ.(3/17)
613 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ، عَنْ عَوْفِ بْنِ أَبِي جَمِيلَةَ وَمُؤَرِّجٍ؛ قَالَا: قَامَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنِّي مُكَلِّمُكَ بِكَلَامٍ؛ فَاحْتَمِلْهُ إِنْ كَرِهْتَهُ، فَإِنَّ مِنْ وَرَاءِهِ مَا تُحِبُّهُ إِنْ قَبِلْتَهُ. قَالَ: هَاتِ يَا أَعْرَابِيُّ. قَالَ: فَإِنِّي سَأُطْلِقُ لِسَانِي بِمَا خَرِسَتْ عَنْهُ الْأَلْسُنُ مِنْ عِظَتِكَ بِحَقِّ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَحَقِّ إِمَامَتِكَ؛ إِنَّهُ قَدِ اكْتَنَفَكَ رجالٌ أساؤوا الِاخْتِيَارَ لِأَنْفُسِهِمْ؛ فَابْتَاعُوا دُنْيَاكَ بِدِينِهِمْ، وَرِضَاكَ بِسَخَطِ رَبِّهِمْ، خَافُوكَ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَمْ يَخَافُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيكَ؛ فَهُمْ حَرْبُ الْآخِرَةِ، سِلْمُ الدُّنْيَا؛ فَلَا تَأْمَنْهُمْ عَلَى مَا ائْتَمَنَكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عليه؛ فإنهم لم يَأْلُوا الْأَمَانَةَ إِلَّا تَضْيِيعًا، وَالْأُمَّةَ إِلَّا عَسْفًا، وَالْقُرَى إِلَّا خَسْفًا، وَأَنْتَ مَسْئُولٌ عَمَّا اجْتَرَحُوا وَلَيْسُوا مَسْئُولِينَ عَمَّا اجْتَرَحْتَ؛ فَلَا تُصْلِحْ دُنْيَاهُمْ بِفَسَادِ آخِرَتِكَ؛ فَأَعْظَمُ النَّاسِ غَبْنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ بَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ. فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: أَمَّا أَنْتَ يَا أَعْرَابِيُّ؛ فَقَدْ نَصَحْتَ، وَأَرْجُو أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعِينُ عَلَى مَا تَقَلَّدْنَا.(3/18)
614 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: [ص:19] قَامَ أَعْرَابِيٌّ بَيْنَ يَدَيْ هِشَامٍ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَتَتْ عَلَى النَّاسِ سِنُونُ، أَمَّا الْأُولَى: فَلَحَتْ اللَّحْمَ، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ: فَأَكَلَتِ الشَّحْمَ؛ وَأَمَّا الثَّالِثَةُ: فَهَاضَتِ الْعَظْمَ، وَعِنْدَكُمْ فُضُولُ أَمْوَالٍ؛ فَإِنْ كَانَتْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَاقْسِمُوهَا بَيْنَ عِبَادِهِ، وَإِنْ كَانَتْ لَهُمْ؛ فَفِيمَ تُحْظَرُ عَلَيْهِمْ؟ ! وَإِنْ [ص:20] كَانَتْ لَكُمْ؛ فَتَصَدَّقُوا؛ فَإِنَّ اللهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ. فَأَمَرَ لَهُ هِشَامٌ بِمَالٍ، وَقَسَّمَ مَالًا بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: أَكُلُّ الْمُسْلِمِينَ لَهُ مِثْلُ هَذَا؟ قَالُوا: لَا يَقُومُ بِذَلِكَ بَيْتُ الْمَالِ. قَالَ: فَلَا حَاجَةَ لِي فِيمَا أُخِذَ مِنْ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ وَلَا يَأْخُذُهُ غَيْرِي. فَمَضَى وَتَرَكَهُ.(3/18)
615 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: دَخَلَ محمد بن كعب القرظي عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَوْمَ وَلِيَ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنَّمَا الدُّنْيَا سُوقٌ مِنَ الْأَسْوَاقِ؛ فَمِنْهَا خَرَجَ النَّاسُ بِمَا رَبِحُوا مِنْهَا لِآخِرَتِهِمْ، وَخَرَجُوا مِنْهَا لِمَا يَضُرُّهُمْ؛ فَكَمْ مِنْ قَوْمٍ غَرَّهُمْ مِثْلُ الَّذِي أَصْبَحْنَا فِيهِ حَتَّى أَتَاهُمُ الْمَوْتُ؛ فَاسْتَوْعَبَهُمْ، وَخَرَجُوا مِنَ الدُّنْيَا مُرْمِلِينَ لَمْ يَأْخُذُوا مِنْ [أَمْرِ] الدُّنْيَا [ص:21] وَالْآخِرَةِ؛ فَاقْتَسَمَ مَالَهُمْ مَنْ لَمْ يَحْمَدْهُمْ، وَصَارُوا إِلَى مَنْ لَمْ يَعْذُرْهُمْ؛ فَانْظُرِ الَّذِي تُحِبُّ أَنْ يَكُونَ مَعَكَ إِذَا قَدِمْتَ؛ فَقَدِّمْهُ بَيْنَ يَدَيْكَ حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِ، وَانْظُرِ الَّذِي تَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ مَعَكَ إِذَا قَدِمْتَ؛ فَابْتَغِ بِهِ الْبَدَلَ حَيْثُ يَجُوزُ الْبَدَلُ، وَلَا تَذْهَبَنَّ إِلَى سِلْعَةٍ قَدْ بَارَتْ عَلَى غَيْرِكَ تَرْجُو جَوَازَهَا عَنْكَ، يَا أَمِيرَ المؤمنين! فتحِ الأَبْوَابَ، وَسَهِّلَ الْحِجَابَ، وَانْصُرِ الْمَظْلُومَ.(3/20)
616 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الحسن؛ قَالَ: تَكَلَّمَ الْحَسَنُ يَوْمًا كَلَامًا، فَقَالَ: قَدْ مَاتَ الْأُمَمُ قَبْلَكُمْ وَأَنْتُمْ آخِرُ الْأُمَمِ؛ فَمَاذَا تَنْتَظِرُونَ؛ فَقَدْ أُسْرِعَ بِخِيَارِكُمْ، فَمَاذَا تَنْتَظِرُونَ؛ آلْمُعَايَنَةُ؟ فَكَأَنَّ قَدْ. هَيْهَاتَ! هَيْهَاتَ! ذَهَبَتِ الدُّنْيَا وَبَقِيَتِ الْأَعْمَالُ أَطْوَاقًا فِي أَعْنَاقِ بَنِي آدَمَ؛ فَيَا لَهَا مِنْ مَوْعِظَةٍ لَوْ وَافَقَتْ مِنَ الْقُلُوبِ حَيَاةً! إِنَّهُ وَاللهِ لَا أُمَّةَ بَعْدَ أُمَّتِكُمْ، وَلَا نَبِيَّ بَعْدَ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا كِتَابَ بَعْدَ كِتَابِكُمْ، إِنَّكُمْ [ص:22] تَسُوقُونَ النَّاسَ وَالسَّاعَةُ تَسُوقُكُمْ، وَإِنَّمَا يَنْتَظِرُ أَوَّلُكُمْ أَنْ يَلْحَقَ بِآخِرِكُمْ، مَنْ رَأَى مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَدْ رَآهُ غَادِيًا رَائِحًا لَمْ يَضَعْ لَبِنَةً عَلَى لَبِنَةٍ وَلَا قَصَبَةً عَلَى قَصَبَةٍ، رُفِعَ لَهُ عَلَمٌ فَشَمَّرَ إِلَيْهِ. عِبَادَ اللهِ! فَالْوَحَاءَ الْوَحَاءَ، النَّجَاءَ النَّجَاءَ، عَلَامَ تعرّجون؛ أليس قد أُشرع بِخِيَارِكُمْ وَأَنْتُمْ كُلَّ يَوْمٍ تَرْذُلُونَ؟ ! لَقَدْ صَحِبْتُ أَقْوَامًا كَانَتْ صُحْبَتُهُمْ قُرَّةَ الْعَيْنِ وَجَلَاءَ الصُّدُورِ، وَكَانُوا مِنْ حَسَنَاتِهِمْ أَنْ تُرَدَّ عَلَيْهِمْ أَشْفَقُ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ أَنْ تُعَذَّبُوا عَلَيْهَا، وَكَانُوا فِيمَا أَحَلَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ مِنَ الدُّنْيَا أَزْهَدَ مِنْكُمْ فِيمَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْكُمْ، إِنِّي أَسْمَعُ حَسِيسًا وَلَا أَرَى أنِيْساً، ذَهَبَ النَّاسُ وَبَقِيَ النَّسْنَاسُ، لَوْ تَكَاشَفْتُمْ لَمَا تَدَافَنْتُمْ، تَهَادَيْتُمُ الْأَطْبَاقَ وَلَمْ تَهَادُوا النَّصَائِحَ.(3/21)
617 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونس، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوُرِيِّ؛ قَالَ: [ص:23] حَضَرَ بَابَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْ مَشْيَخَةِ الْفَتْحِ وَغَيْرُهُمْ، فِيهِمْ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَعُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ، فَخَرَجَ الآذِنُ: أَيْنَ صُهَيْبٌ؟ أَيْنَ عَمَّارٌ؟ أَيْنَ سَلْمَانُ؟ لِيَدْخُلُوا. فَتَمَعَّرَتْ وُجُوهُ الْقَوْمِ، فَقَالَ سُهَيْلٌ: لِمَ تَمَعَّرُ وُجُوهُكُمْ؟ دُعُوا وَدُعِينَا، فَأَسْرَعُوا وَأَبْطَأَنَا، وَلَئِنْ حَسَدْتُمُوهُمْ عَلَى بَابِ عُمَرَ؛ فَمَا أَعَدَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ فِي الْجَنَّةِ أَكْثَرُ مِنْ هَذَا
__________
[إسناده ضعيف] .(3/22)
618 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ؛ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا رَأَى رَجُلًا يَظْلِمُ؛ قَالَ: إِنَّ هَذَا لا يَمُوتُ سَوِيًّا. فَقِيلَ لَهُ: قَدْ مَاتَ فُلَانٌ سَوِيًّا وَمَاتَ فُلَانٌ سَوِيًّا. فَلَمْ يَقْبَلْ حَتَّى تَتَابَعَتِ الْأَخْبَارُ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ؛ إِنَّ لَكُمْ دَارًا سِوَى ذِي تُجَازُونَ فِيهَا.(3/23)
619 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، نَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ السَّقَّا، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: [ص:24] يُؤْتَى بِمُعَلِّمِ الْكُتَّابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَإِنْ كَانَ عَدَلَ بَيْنَ الْغِلْمَانِ، وَإِلَّا؛ أُقِيمَ مَعَ الظَّلَمَةِ.(3/23)
620 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْبَصْرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: دَخَلَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الشَّامَ وَهُوَ غُلَامٌ، فَقَدَّمَ خَصْمًا لَهُ إِلَى قَاضِي عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَكَانَ شَيْخًا، فَقَالَ لَهُ الْقَاضِي: إِنَّهُ شَيْخٌ وَأَنْتَ غُلَامٌ؛ فَلَا تُسَاوِيهِ فِي الْكَلَامِ. فَقَالَ إِيَاسٌ: الْحَقُّ أَكْبَرُ مِنْهُ. فَقَالَ لَهُ الْقَاضِي: اسْكُتْ. قَالَ: فَمْنَ يَنْطِقُ بِحُجَّتِي إِذَا سَكَتُّ أَنَا؟ فَقَالَ الْقَاضِي: مَا أَظُنُّكَ تَقُولُ شَيْئًا مِنَ الْحَقِّ حَتَّى تَقُومَ مِنْ مَجْلِسِي. فَقَالَ إِيَاسٌ: أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهَ. فَقَامَ الْقَاضِي، فَدَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، [ص:25] فَأَخْبَرَهُ بِخَبَرِهِ، فَقَالَ: اقْضِ حَاجَتَهُ وَأَخْرِجْهُ السَّاعَةَ مِنَ الشَّامِ؛ فَإِنَّ هَذَا يُفْسِدُ عَلَيَّ النَّاسَ.(3/24)
621 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ مُعْتَمِرٍ؛ قَالَ: رَدَّ رَجُلٌ جَارِيَةً اشْتَرَاهَا مِنْ رَجُلٍ عَلَيْهِ، فَخَاصَمَهُ إِلَى إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ لَهُ: لِمَ تَرُدُّهَا؟ قَالَ: أَرُدُّهَا بِالْحُمْقِ. فَقَالَ إِيَاسٌ لَهَا: أَيُّ رِجْلَيْكِ أَطْوَلُ؟ قَالَتْ: هَذِهِ. قَالَ: أَتَذْكُرِينَ لَيْلَةَ وُلِدْتِ؟ ! قَالَتْ: نَعَمْ. فَقَالَ إِيَاسُ: رُدَّ رُدَّ
__________
[إسناده مرسل] .(3/25)
622 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَكَرِيَّا بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَصْرِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ الْبَصْرِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِعُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيِّ: أَتَجُوزُ شَهَادَةُ رَجُلٍ عَفِيفٍ تَقِيٍّ أَحْمَقَ؟ قال: لا، وسأوريكم، ادعُوا لِي أَبَا مَوْدُودٍ حَاجِبِي. فَلَمَّا دَخَلَ؛ قَالَ: اخْرُجْ حَتَّى تَنْظُرَ مَا الرِّيحُ؟ فَخَرَجَ ثُمَّ رَجِعَ، فَقَالَ: الرِّيحُ شَمَالٌ يَشُوبُهَا شَيْءٌ مِنَ الْجَنُوبِ. فَقَالَ: أَتَرَوْنِي كُنْتُ أُجِيزُ شَهَادَةَ مِثْلِ هَذَا؟ ! .(3/26)
623 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ زِيَادٍ الْحَارِثِيِّ: [ص:27] أَنَّهُ وَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَأَعْجَبَهُ هَيْئَتَهُ، فَشَكَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَجَعًا بِهِ من طعامٍ غليظٍ يأكله، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِمَطْعَمٍ طَيِّبٍ، وَمَلْبَسٍ لَيِّنٍ، وَمَرْكَبٍ وَطِيءٍ؛ لَأَنْتَ! وَكَانَ مُتَّكِئًا وَبِيَدِهِ جَرِيدَةُ نَخْلٍ؛ فَاسْتَوَى جَالِسًا، فَضَرَبَ بِهِ رَأْسَ الرَّبِيعِ بْنِ زِيَادٍ، وَقَالَ لَهُ: وَاللهِ! مَا أَرَدْتَ بِهَذَا إِلَّا مُفَارَقَتِي، وَإِنْ كُنْتُ لَأَحْسَبُ أَنَّ فِيكَ خَيْرًا؛ أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَثَلِي وَمَثَلِ هَؤُلَاءِ؟ إِنَّمَا مَثَلُنَا كَمَثَلِ قَوْمٍ سَافَرُوا، فَدَفَعُوا نَفَقَتَهُمْ إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَقَالُوا لَهُ: أَنْفِقْ عَلَيْنَا؛ فَهَلْ لَهُ أَنْ يَسْتَأْثِرَ عَلَيْهِمْ بِشَيْءٍ؟ قَالَ: لَا.(3/26)
624 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نا أبي الْمُحَبَّرِ بْنِ قَحْذَمٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيَّ؛ قَالَ: [ص:28] لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ رَثَاهُ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ:
(عَجِبْتُ لِقَوْمٍ أَسْلَمُوا بَعْدَ عِزِّهِمْ ... إِمَامَهُمْ لِلْمُنْكَرَاتِ وَلِلْغَدْرِ)
(فَلَوْ أَنَّهُمْ سَلِمُوا مِنَ الضَّيْمِ خُطَّةَ ... لَجَادَلَهُمْ عُثْمَانُ بِالْيَدِ وَالنَّصْرِ)
(فَمَا كَانَ فِي دِينِ الْإِلَهِ بِخَائِنٍ ... وَلَا كَانَ فِي الْأَقْسَامِ بِالضَّيِّقِ الصَّدْرِ)
(وَلَا كَانَ نَكَّاثًا لِعَهْدِ مُحَمَّدٍ ... وَلَا تَارِكًا لِلْحَقِّ فِي النَّهْيِ وَالْأَمْرِ)
(فَإِنْ أبكِهِ أُعذَرْ لِفَقْدِي عَدْلَهُ ... وَمَا بِي عَنْهُ مِنْ عَزَاءٍ وَلَا صَبْرِ)
(وَهَلْ لِامْرِءٍ يَبْكِي لِعِظَمِ مُصِيبَةٍ ... لِفَقْدِ ابْنِ عَفَّانَ الْخَلِيفَةِ مِنْ عُذْرِ)
(فَلَمْ أَرَ يَوْمًا كَانَ أَعْظَمَ مِيتَةً ... وَأَهْتَكَ مِنْهُ لِلْمَحَارِمِ وَالسِّتْرِ)
(غَدَاةَ أُصِيبَ الْمُسْلِمُونَ بِخَيْرِهِمْ ... وَمَوْلَاهُمُ فِي آلَةِ الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ)
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(3/27)
625 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، نَا شَيْخٌ لَنَا، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ؛ قَالَ: [ص:30] سَأَلْتُ - أَوْ سُئِلَ - ابْنَ عَبَّاسٍ: أَيُّ النَّاسِ أَوَّلُ إِسْلَامًا؟ فَقَالَ: مَا سَمِعْتَ قَوْلَ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
(إِذَا تَذَكَّرْتَ شَجْواً مِنْ أَخِي ثِقَةٍ ... فَاذْكُرْ أَخَاكَ أَبَا بَكْرٍ بِمَا فَعَلَا)
(خَيْرَ الْبَرِيَّةِ أَتْقَاهَا وَأَعْدَلَهَا ... إِلَّا النَّبِيَّ وَأَوْفَاهَا بِمَا حَمَلَا)
(وَالثَّانِيَ التَّالِيَ الْمَحَمُودَ مَشْهَدُهُ ... وَأَوَّلَ النَّاسِ مَنْهُمْ صَدَّقَ الرُّسُلَا)(3/29)
626 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا عَبْدَةُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنِي الْعَلاءُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَنْ جَدِّ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص:31] سَمِعْتُ أُمَيَّةَ بْنَ أَبِي الصَّلْتِ عِنْدَ وَفَاتِهِ وَأُغْمِيَ عَلَيْهِ طَوِيلًا ثُمَّ أَفَاقَ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى سَقْفِ الْبَيْتِ، فَقَالَ:
(لَبَّيْكُمَا لَبَّيْكُمَا ... هَا أَنَذَا لَدَيْكُمَا)
(لَا عَشِيرَتِي تَحْمِينِي ... وَلَا مَالِي يَفْدِينِي)
ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ طَوِيلًا، ثُمَّ أَفَاقَ؛ فَقَالَ [ص:32]:
(كُلُّ عَيْشٍ وَإِنْ تَطَاوَلَ دَهْرًا ... صَائِرٌ أَمْرُهُ إِلَى أَنْ يَزُولَا)
(لَيْتَنِي كُنْتُ قَبْلَ مَا قَدْ بَدَا لِي ... في رؤوس الْجِبَالِ أَرْعَى الْوُعُولَا)
ثُمَّ فَاضَتْ نَفْسُهُ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/30)
627 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: احْتُضِرَ سيبويه النَّحْوِيُّ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ فِي حِجْرِ أَخِيهِ، فَقَطَرَتْ قَطْرَةٌ مِنْ دُمُوعِ أَخِيهِ عَلَى خَدِّهِ، فَأَفَاقَ مِنْ غَشْيِهِ، فَقَالَ:
(أُخَيِّيْنِ كُنَّا فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا ... إِلَى الْأَمَدِ الْأَقْصَى فَمَنْ يَأْمَنُ الدَّهْرَ!)(3/32)
628 - حَدَّثَنَا أحمد؛ قال: أنشدنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ لِعَبْدِ الْحَمِيدِ الْكَاتِبِ [ص:33]: (تَرَحَّلَ مَا لَيْسَ بِالْقَافِلِ ... وَأَعْقَبَ مَا لَيْسَ بِالْآفِلِ)
(فَلَهْفِي مِنَ الْخَلَفِ النَّازِلِ ... وَلَهْفِي عَلَى السَّلَفِ الرَّاحِلِ)
(أَبْكِي عَلَى ذَا وَأَبْكِي لِذَا ... بُكَاءَ الْمُوَلَّهَةِ الثَّاكِلِ)
(تَبْكِي مِنِ ابْنٍ لَهَا قَاطِعٍ ... وَتَبْكِي عَلَى ابْنٍ لَهَا وَاصِلِ)(3/32)
629 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: وَأَنْشَدَنِي إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ:
(نَعَى لَكَ ظِلَّ الشَّبَابِ الْمَشِيبُ ... وَنَادَتْكَ بِاسْمِ سِوَاكَ الْخُطُوبُ)
(فَكُنْ مُسْتَعِدًّا لِدَاعِي الْمَنُونِ ... فَكُلُّ الَّذِي هُوَ آتٍ قَرِيبُ)
(وَقَبْلَكَ دَاوَى الْمَرِيضَ الطَّبِيبُ ... فَعَاشَ الْمَرِيضُ وَمَاتَ الطَّبِيبُ)
(يَخَافُ عَلَى نَفْسِهِ مَنْ يَتُوبُ ... فَكَيْفَ بِحَالَةِ مَنْ لَا يَتُوبُ)(3/33)
630 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ؛ قَالَ: [ص:34] أَتَيْتُ أَهْلِي، فَقِيلَ لِي: مَاتَ فُلَانٌ أَخُوكَ. فَوَجَدْتُ أَخِي مُسَجًّى عَلَيْهِ بِثَوْبٍ؛ فَأَنَا عِنْدَ رَأْسِهِ أَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ وأستغفر عليه؛ إِذْ كَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. فَقُلْنَا: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، سُبْحَانَ اللهِ! بَعْدَ الْمَوْتِ؟ ! فَقَالَ: إِنِّي لُقِّيتُ بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ، وَكَسَانِي ثِيَابًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ، وَإِنِّي وَجَدْتُ الْأَمْرَ أَيْسَرَ مِمَّا تَظُنُّونَ، وَلَا تَتَّكِلُوا، إِنِّي اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أُخْبِرَكُمْ وَأُبَشِّرُكُمْ، احملوني إلى رَسُولِ [ص:35] اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَدْ عُهِدَ إِلَيَّ أَنْ لَا يَبْرَحَ حَتَّى أَلْقَاهُ. ثُمَّ طَفِئَ.(3/33)
631 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْأَسَدِ الْبَغْدَادِيُّ، نَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: «الْحِجَامَةُ عَلَى الرِّيقِ فِيهَا شِفَاءٌ وَبَرَكَةٌ، وَتَزِيدُ فِي الْعَقْلِ وَفِي الْحِفْظِ، فَمَنِ احْتَجَمَ؛ فَيَوْمَ الْخَمِيسِ وَالْأَحَدِ كَذَبَاكَ، أَوْ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ [ص:36] وَالثُّلَاثَاءِ؛ فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي كَشَفَ اللهُ فِيهِ الْبَلَاءَ عَنْ أَيُّوبَ، وَأَصَابَهُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ» . ثُمَّ قَالَ: «وَلَا يَبْدُوا بِأَحَدٍ شَيْءٌ مِنَ الْجُذَامِ أَوِ الْبَرَصِ إِلَّا يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ أَوْ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(3/35)
632 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو الْعَبَّاسِ الآجُرِّيُّ وَإِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَا: نَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ: [ص:37] أَنَّ رَجُلًا أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَشْكُو إِلَيْهِ النِّقْرِسَ، فَقَالَ: كَذَبَتْكَ الظَّهَائِرُ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/36)
633 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيَّ يُفَسِّرُ هَذَا الْحَدِيثُ وَالْحَدِيثُ الْأَوَّلُ: مَعْنَى: «كَذَبَتْكَ الظَّهَائِرُ» ؛ قَالَ [ص:38]: «هذا تقوله الْعَرَبُ فِي مَعْنَى الْإِغْرَاءِ: كَذَبَتْكَ كَذَا؛ أَيْ: عَلَيْكَ بِهِ. فَأَرَادَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِصَاحِبِ النِّقْرِسِ أَنْ يَبْرُزَ إِلَى الْحَرِّ فِي الْهَاجِرَةِ وَيَمْشِي فِيهَا حَافِيًا؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يُذْهِبُ عَنْهُ النِّقْرِسَ.(3/37)
634 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا محمد بن إِسْحَاقُ الْأَصْبَهَانِيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَرْكِيِّ، نَا أَبُو مَعْمَرٍ سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ، عَنْ جَدَّتِهِ؛ قَالَتْ: سَمِعْتُ عَلَيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: [ص:40] إِذَا أَكَلْتُمُ الرُّمَّانَ؛ فَكُلُوهُ بِشَحْمِهِ؛ فَإِنَّهُ دِبَاغٌ لِلْمَعِدَةِ
__________
[حسن] .(3/38)
635 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ أَبِي عُطَارِدٍ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَاكَ كَانَ ذَا مَنْزِلَةٍ مِنِ ابْنِ سِيرِينَ؛ فَمَا حَفِظْتَ مِنْهُ؟ قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: قَالَ لِي ابْنُ سِيرِينَ: يَا أَبَا عُطَارِدٍ! إِنَّ سَوِيقَ الْعَدْسِ بَارِدٌ وَهُوَ يَدْفَعُ الدَّمَ، وَتَزَوَّجِ امْرَأَةً تَنْظُرُ إِلَى يَدَيْكَ وَلَا تَزَوَّجِ امْرَأَةً تَنْظُرُ إِلَى يدها.(3/40)
636 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَازِنِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ حِذْيَمٍ - وَهُوَ طَبِيبٌ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ -: [ص:41] امْشِ بِدَائِكَ مَا حَمَلَكَ؛ فَإِنَّهُ رُبَّ دَوَاءٍ يُورِثُ الدَّاءَ.(3/40)
637 - وَفِيهِ يَقُولُ الشَّاعِرُ:
(وَهَلْ لَكُمْ فِيهَا إِلَيَّ فَإِنَّنِي ... طَبِيبٌ بِمَا أَعْيَا النِّطَاسِيَّ حِذْيَمَا)(3/41)
638 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ الْمُقْرِئُ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِلْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ: [ص:42] أَيُّ الطَّعَامِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الزُّبْدُ وَالْكَمْأَةُ. فَقَالَ عُمَرُ: مَا هُمَا بِأَحَبِّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ، وَلَكِنَّهُ يُحِبُّ خَصْبَ الْمُسْلِمِينَ
يَعْنِي: أَنَّ الزُّبْدَ وَالْكَمْأَةَ لَا يَكُونَانِ إِلَّا فِي سَنَةِ الْخِصْبِ.
__________
[إسناده ضعيف] .(3/41)
639 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ مَنْ غَسَلَ يَدَهُ قَبْلَ الطَّعَامِ كَانَ فِي سَعَةٍ مِنْ رِزْقِهِ حَتَّى يَمُوتَ.(3/42)
640 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ النَّاجِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ؛ قَالَ: الْوُضُوءُ قَبْلَ الطَّعَامِ يَنْفِي الْفَقْرَ وَبَعْدَهُ يَنْفِي اللَّمَمَ.(3/42)
641 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ، نَا عَوْفٌ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ لِفَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ: يَا أَبَا يَعْقُوبَ! بَلَغَنِي أَنَّكَ لَا تَأْكُلُ الْفَالَوْذَجَ؟ فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ! أَخَافُ أَنْ لَا أُؤَدِّي شُكْرَهُ. فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: يَا لُكَعُ! وَهَلْ تُؤَدِّي شُكْرَ الْمَاءِ الْبَارِدِ؟ !(3/43)
642 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا عُثْمَانُ، عَنْ عَوْفٍ؛ قَالَ: [ص:44] قَالَ فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ! عَلَى وُدِّي أَنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ وَبِيَدِي رَايَةٌ وَأَنَا بَيْنَ يَدَيْكَ. فَقَالَ الْحَسَنُ: اللهُمَّ! إِنَّ فَرْقَدًا يَسْأَلُكَ الْبَلَاءَ وَنَحْنُ نَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ.(3/43)
643 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ المَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِرَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ يَأْكُلُ: هَلُمَّ إِلَى الْغَذَاءِ. قَالَ: مَا فِيَّ فَضْلٌ. فَقَالَ: مَا أَقْبَحَ بِالرَّجُلِ أَنْ يَأْكُلَ حَتَّى لَا يَكُونُ فِيهِ فَضْلٌ! فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! عِنْدِي مُسْتَزَادٌ، وَلَكِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَصِيرَ إِلَى الْحَالَةِ الَّتِي اسْتَقْبَحَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ.(3/44)
644 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: جَنِّبُوا مَجَالِسَنَا ذِكْرَ النِّسَاءِ وَالطَّعَامِ؛ فَإِنِّي أُبْغِضُ الرَّجُلَ أَنْ يَكُونَ وَصَّافًا لِفَرْجِهِ وَبَطْنِهِ، وَإِنَّ مِنَ الْمُرُوءَةِ وَالدِّيَانَةِ أَنْ يَتْرُكَ الرَّجُلُ الطَّعَامَ [ص:45] وَهُوَ يَشْتَهِيهِ.(3/44)
645 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: ابْنُ آدَمَ أَسِيرُ الْجُوعِ صَرِيعُ الشَّبَعِ. ثُمَّ قَالَ: إِنَّ أَقْوَامًا لَبِسُوا هَذِهِ الْمَطَارِفَ الْخَزَّ وَالْعَمَائِمَ الرِّقَاقَ، وَوَسَّعُوا دُورَهُمْ، وَضَيَّقُوا قُبُورَهُمْ، وَأَسْمَنُوا دَوَابَّهُمْ، وَأَهْزَلُوا دِينَهُمْ، طَعَامُ أَحَدِهِمْ غَصْبٌ، وَخَادِمُهُ سُخْرَةٌ، يتكئ عَلَى شِمَالِهِ، وَيَأْكُلُ فِي غَيْرِ مَالِهِ، حَتَّى إِذَا أَدْرَكَتْهُ الْكَظَّةُ؛ قَالَ: يَا جَارِيَةُ! هَاتِي حَاطُومًا - يَعْنِي: جَوَارِشَ -، وَهَلْ تَحْطِمُ يَا شَقِيُّ إِلَّا دِينَكَ؟ !(3/45)
646 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مَيْمُونٍ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَدَارُ صَالِحِ الْأُمُورِ فِي أَرْبَعٍ: فِي الطَّعَامِ لَا يُؤْكَلُ إِلَّا عَلَى شَهْوَةٍ، وَالْمَرْأَةِ الصالحة يَعِفُّ بِهَا الرَّجُلُ نَفْسَهُ، وَالْمَلِكُ لَا يُصْلِحُهُ إِلَّا الطَّاعَةُ، وَالرَّعِيَّةُ لَا يُصْلِحُهَا إِلَّا الْعَدْلُ.(3/45)
647 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابن أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِمُعَاوُيَةَ يَوْمًا: مَا بَطُنَ قَوْمٌ قَطُّ؛ إِلَّا فَقَدُوا عُقَولَهُمْ، وَمَا مَضَتْ عَزِيمَةُ رَجُلٍ بَاتَ بَطِينًا
__________
[إسناده ضعيف] .(3/46)
648 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ الْخَلَّالِ، نَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: أَيُّ الطَّعَامِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْجُوعُ أَعْلَمُ. قَالَ: وَقَالَ: نعم الإدام الجوع! ما لَقِيتُ أَلَذَّ مِنْ شَيْءٍ قَبِلَهُ.(3/46)
649 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرًا الْحَافِيَ يَقُولُ لِرَجُلٍ وَقَالَ لَهُ: أَشْتَهِي شَيْئًا آكُلُهُ مَعَ الْخُبْزِ. فَقَالَ لَهُ بِشْرٌ: وَيْحَكَ! كُلْ وَاجْعَلْ أُدْمَ خُبْزِكَ الْعَافِيَةَ؛ فَإِنَّهُ مَا أُدْمٌ أَطْيَبُ مِنَ الْعَافِيَةِ.(3/46)
650 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ذَكَرَهُ عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: ظَلَّ رَجُلٌ صَائِمًا فِي عَامٍ سَنَةٍ، فَابْتُلِيَ بِسَائِلٍ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَقَدْ أوتيَ بِقُرْصَيْنَ لَهُ؛ فَأَلْقَى إِلَيْهِ أَحَدَهُمَا ثُمَّ قَالَ: مَا هَذَا بِمُشْبِعِهِ وَلَا هَذَا بِمُشْبِعِي، وَلَأَنْ يَشْبَعَ وَاحِدٌ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَجُوعَ اثْنَانِ. فَأَلْقَى إِلَيْهِ الْآخَرَ، فَلَمَّا أَنْ آوَى إِلَى فِرَاشِهِ؛ أَتَاهُ آتٍ فِي مَنَامِهِ، فَقَالَ: سَلْ مَا شِئْتَ. فَقَالَ: الْمَغْفِرَةَ. فَقَالَ: قَدْ فَعَلَ اللهُ بِكَ ذَلِكَ؛ فَسَلْ غَيْرَ هَذَا. فَقَالَ: اسأل أَنْ يُغَاثَ النَّاسُ.(3/47)
651 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ؛ نَا أَبُو حَاتِمٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: سُئِلَ أَقْرَى أَهْلِ الْيَمَامَةِ لِلضَّيْفِ: كَيْفَ ضَبْطُكُمْ لِلْقِرَى؟ قَالَ: لَا نَتَكَلَّفُ مَا لَيْسَ عِنْدَنَا.(3/47)
652 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَغْدَادِيُّ الْبَزَّازُ، نَا شُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنِ الْمُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ: [ص:48] أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَرَّ بِقَوْمٍ يَتَّبِعُونَ رَجُلًا قَدْ أُخِذَ فِي رَيْبَةٍ، فَقَالَ: لَا مَرْحَبًا بِهَذِهِ الْوُجُوهِ الَّتِي لَا تُرَى إِلَّا فِي الشَّرِّ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/47)
653 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: وَأَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِنَهَارِ بْنِ تَوْسِعَةَ:
(عَتَبْتُ عَلَى سَلْمٍ فَلَمَّا فَقَدْتُهُ ... وَجَرَّبْتُ أَقْوَامًا بَكَيْتُ عَلَى سَلْمِ)
وَأَنْشَدَنَا لِلْعَبَّاسِ بْنِ الْأَحْنَفِ:
(وَمَا مَرَّ يَوْمٌ أَرْتَجِي فِيهِ رَاحَةً ... فَأَخْبُرُهُ إِلَّا بَكَيْتُ عَلَى أَمْسِ)(3/48)
654 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص:49] لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا تُعُجِّبَ مِنَ الْعَجَبِ.(3/48)
655 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ الْمَرْوَزِيُّ، نَا أَبُو خَيْثَمَةَ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ: ذَنْبُكَ إِلَى الْحَاسِدِ دَوَامُ نِعَمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكَ.(3/49)
656 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِلْحَجَّاجِ: إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَهُوَ يَعْرِفُ عَيْبَ نَفْسِهِ؛ فَعِبْ نَفْسَكَ، فَقَالَ: اعْفِنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! فَأَبَى، فَقَالَ: أَنَا لَجُوجٌ، حَقُودٌ، حَسُودٌ. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكَ: مَا فِي الشَّيْطَانِ شَرٌّ مِمَّا ذكرت.(3/49)
656 - / م - قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَسْلَمَ مِنَ الْحَاسِدِ؛ فَعَمِّ عَلَيْهِ أُمُورَكَ.(3/50)
657 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ، نَا أَبِي، عَنِ ابْنِ السَّمَّاكِ وَقِيلَ لَهُ: أَيُّ الأعداء لَا تُحِبُّ أَنْ يَعُودَ [لَكَ] صَدِيقًا؟ قَالَ: مَنْ سَبَبُ عَدَاوَتِهِ النِّعْمَةُ - يَعْنِي الْحَاسِدَ -. قال:(3/50)
657 - / م - ثُمَّ قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ: قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهِ عَنْهُ: كُلُّ النَّاسِ أَسْتَطِيعُ أَنْ أُرْضِيَهُ؛ إِلَّا حَاسِدَ نِعْمَةٍ؛ فَإِنَّهُ لَا يُرْضِيهِ إِلَّا زَوَالُهَا.(3/50)
658 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبْجَرَ: فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: الْحَاسِدُ عَدُوُّ نِعْمَتِي، مُتَسَخِّطٌ لِقَضَائِي، غَيْرُ رَاضٍ بَقَسْمِي بَيْنَ عِبَادِي.(3/51)
659 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: [ص:52] الْحَسَدُ أَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ فِي السَّمَاءِ - يَعْنِي حَسَدَ إِبْلِيسَ آدَمَ -، وَهُوَ أَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ [فِي] الْأَرْضِ، وَحَسَدَ ابْنُ آدَمَ أَخَاهُ فَقَتَلَهُ.(3/51)
660 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: رَأَيْتُ أَعْرَابِيًّا فِي بَنِي عُذْرَةَ قَدْ أَتَتْ لَهُ مِئَةٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً، فَقُلْتُ لَهُ: مَا أَطْوَلَ عُمُرِكَ؟ فَقَالَ: تَرَكْتُ الْحَسَدَ فَبَقِيتُ.(3/52)
661 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ التَّغْلِبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: [ص:53] سِتَّةٌ لَا يَخْلُوَنَّ مِنَ الْكَآبَةِ: رَجُلٌ افْتَقَرَ بَعْدَ غِنًى، وَغَنِيٌّ يَخَافُ عَلَى مَالِهِ التَّوَى، وَحَقُودٌ، وَحَسُودٌ، وَطَالِبُ مَرْتَبَةٍ لَا يَبْلُغُهَا قَدْرُهُ، وَمُخَالَطَةُ الْعُلَمَاءِ بِغَيْرِ عِلْمٍ.(3/52)
662 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ؛ قَالَ: [ص:54] مَرَّ ابْنُ سِيرِينَ بِقَوْمٍ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ! إِنَّا قَدْ نِلْنَا مِنْكَ فَحَلِّلْنَا. فَقَالَ: لَا، إِنِّي لَا أُحِلُّ مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْكَ، فَأَمَّا مَا كَانَ إِلَيَّ؛ فَهُوَ لَكُمْ.(3/53)
663 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مَيْمُونٍ، نَا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ: [ص:55] إِذَا أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَبْدٍ خَيْرًا زَهَّدَهُ فِي الدُّنْيَا، وَفَقَّهَهُ فِي الدِّينِ، وَبَصَّرَهُ عُيُوبَهُ. قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتَ الْفُضَيْلُ إِلَيْنَا، فَقَالَ: رُبَّمَا قَالَ الرَّجُلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهَ؛ فَأَخْشَى عَلَيْهِ النَّارَ. قِيلَ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ ! قَالَ: يُغْتَابُ بَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلٌ، فَيُعْجِبُهُ، فَيَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهَ، وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعُهَا؛ إِنَّمَا هَذَا مَوْضِعُ أَنْ يَنْصَحَ لَهُ فِي نَفْسِهِ، وَيَقُولُ لَهُ: اتَّقِ اللهَ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/54)
664 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: عَابَ رَجُلٌ رَجُلًا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ، فَقَالَ لَهُ: قَدِ اسْتَدْلَلْتَ عَلَى كَثْرَةِ عُيُوبِكَ بِمَا تُكْثِرُ مِنْ عُيُوبِ النَّاسِ؛ لِأَنَّ الطَّالِبَ لِلْعُيُوبِ إِنَّمَا يَطْلُبُهَا بِقَدْرِ مَا فِيهِ مِنْهَا.(3/56)
665 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: «أَتَى رَجُلٌ مَعْنَ بْنَ زَائِدَةَ، فَسَأَلَهُ أَنْ يُكَلِّمَ لَهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَوَعَدَهُ أَنْ يَفْعَلَ، فَلَمَّا قَامَ الرَّجُلُ؛ قَالَ بَعْضُ مَنْ حَضَرَ: إِنَّهُ لَيْسَ بِمُسْتَحِقٍّ لِمَا وَعَدْتَهُ. فَقَالَ لَهُ مَعْنٌ: إِنْ كُنْتَ صَدَقْتَ فِي وَصْفِكَ إِيَّاهُ؛ فَقَدْ كَذَبْتَ فِي ادّعائك مؤدّتنا؛ لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ مُسْتَحِقًّا كانَتِ الْيَدُ مَوْضِعَهَا، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَحِقَّهَا؛ فَمَا زِدْتَ عَلَى أَنْ أَعْلَمْتَنَا أَنَّ لَنَا عِنْدَكَ بِمَغِيبِنَا مِثْلِ الَّذِي حَضَرْتَ بِهِ مَنْ غَابَ مِنْ إِخْوَانِنَا.(3/56)
666 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ جُمْهُورٍ مَوْلَى الْمَنْصُورِ؛ قَالَ: أَخْرَجَ إِلَيَّ بَعْضُ وَلَدِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ كِتَابًا لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ كَتَبَهُ بِخَطِّهِ؛ فَإِذَا مِثْلُ خَطِّ النِّسَاءِ، وَإِذَا هُوَ: بِاسْمِكَ اللهُمَّ، ذِكْرُ حَقِّ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ عَلَى فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ الْحِمْيَرِيِّ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ، عَلَيْهِ أَلْفُ دِرْهَمٍ فِضَّةٍ طَيِّبَةٍ كَيْلًا بِالْحَدِيدِ، وَمَتَى دَعَاهُ بِهَا؛ أَجَابَهُ؛ شَهِدَ اللهُ وَالْمَلَكَانِ. وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالْمَلَائِكَةِ وَالْبَعْثِ.(3/57)
667 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ: مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الْأَعْشَى حَيْثُ يَقُولُ [ص:58]:
(فَلَا تَحْسَبَنِّي كَافِرًا لَكَ نِعْمَةً ... عَلَيَّ شَاهِدِي يَا شَاهِدَ اللهِ فَاشْهَدِ)
قَوْلُهُ: عَلِيَّ شَاهِدِي؛ أَيْ: لِسَانِي. وَقَوْلُهُ: يَا شَاهِدَ اللهِ، يَعْنِي: الْمَلَكُ.(3/57)
668 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ يَقُولُ: قِيلَ لِبُزْرُجَمْهَرَ الْحَكِيمِ: هَلْ مِنْ أَحَدٍ لَيْسَ فِيهِ عَيْبٌ؟ قَالَ: لَا، إِنَّ الَّذِي لَا عَيْبَ فِيهِ لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَمُوتَ أَبَدًا.(3/58)
669 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بُزْرُجَمْهَرُ: [ص:59] الْفَقْرُ فِي الْوَطَنِ غُرْبَةٌ، وَالْغِنَى فِي الْغُرْبَةِ وَطَنٌ، وَفَقْدُ الْأَحِبَّةِ غُرْبَةٌ.(3/58)
670 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ بِعَبَّادَانَ يَقُولُ: [ص:60] مَا رَأَيْتُ شَرَفًا قَطُّ؛ إِلَّا وَإِلَى جَانِبِهِ حَقٌّ مُضَيَّعٌ. قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: لَيْسَ الْعَاقِلُ الَّذِي يَعْرِفُ الْخَيْرَ مِنَ الشَّرِّ، وَلَكِنِ الْعَاقِلُ الَّذِي يَعْرِفُ خَيْرَ الشَّرَّيْنِ. قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ زِيَادٌ: لَيْسَ الْعَاقِلُ الذي يحتال للأمر إِذَا وَقَعَ فِيهِ، وَلَكِنِ الْعَاقِلُ الَّذِي يَحْتَالُ لِلْأَمْرِ أَنْ لَا يَقَعَ فِيهِ.(3/59)
671 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ الْهَمَذَانِيُّ، نَا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: قَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيِّ: [ص:61] الِانْقِبَاضُ مِنَ النَّاسِ مَكْسَبَةٌ لِلْعَدَاوَةِ، وَإِفْرَاطُ الأُنْسِ بِالنَّاسِ مَكْسَبَةٌ لِقُرْنَاءِ السُّوءِ، وَاللهُ يَخْلُقُ مَا أَتْلَفَ النَّاسُ، وَالدَّهْرُ يُتْلِفُ مَا جَمَعُوا، وَكَمْ مِنْ مِيتَةٍ عِلَّتُهَا طَلَبُ الْحَيَاةِ، وَحَيَاةٌ سَبَبُهَا التَّعْرِيضُ لِلْمَوْتِ؟ !(3/60)
671 - / م - قَالَ سُفْيَانُ: وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رَحِمَهُ اللهُ: احْرِصْ عَلَى الْمَوْتِ؛ تُوهَبْ لَكَ الْحَيَاةُ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/61)
672 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِمُزَاحِمٍ مَوْلَاهُ: إِنَّ الْوُلَاةَ جَعَلُوا الْعُيُونَ عَلَى الْعَوَامِّ، وَأَنَا أَجْعَلُكَ عَيْنًا عَلَى نَفْسِي؛ فَإِنْ سَمِعْتَ مِنِّي كَلِمَةً تَرْبَأُ بِي عَنْهَا أَوْ فِعْلًا لَا تُحِبُّهُ؛ فَعِظْنِي عِنْدَهُ وَنَبِّهْنِي عَلَيْهِ.(3/62)
673 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ؛ قَالَ [ص:63]: «قَدِمْتُ مِنْ مَكَّةَ، فَلَقِيَنِي الشَّعْبِيُّ، فَقَالَ: يَا أَبَا زَيْدٍ! أَطْرِفْنَا مِمَّا سَمِعْتَ بِمَكَّةَ؟ فَقُلْتُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ يَقُولُ: لَا يَسْكُنُ مَكَّةَ سَافِكُ دَمٍ، وَلَا آكِلُ رِبًا، وَلَا مَشَّاءٍ بِنَمِيمَةٍ. فَعَجِبْتُ مِنْهُ حِينَ عَدَلَ النَّمِيمَةَ بِسَفْكِ الدَّمِ وَأَكْلِ الرِّبَا. فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: وَمَا يُعْجِبُكَ مِنْ هَذَا؟ ! وَهَلْ يُسْفَكُ الدَّمُ وَتُرْكَبُ الْعَظَائِمُ إِلَّا بِالنَّمِيمَةِ؟ !(3/62)
674 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَدَائِنِيَّ يَقُولُ: [ص:64] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: قَدْ تَقْطَعُ الشَّجَرَةَ بِالْفُؤُوسِ فَتَثْبُتُ، وَتَقْطَعُ اللَّحْمَ بِالسَّيْفِ فَيَنْدَمِلُ، وَاللِّسَانُ لَا يَنْدَمِلُ جُرْحُهُ، وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ:
(. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ... وَجُرْحُ اللِّسَانِ كَجُرْحِ الْيَدِ)(3/63)
675 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ بَعْضَ الصَّالِحِينَ مِنْ أَصْحَابِنَا يَدْعُو فِي جَوْفِ اللَّيْلِ وَيَنْتَحِبُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ قَوِيَ عَلَيْهِ بَدَنِي بِعَافِيَتِكَ، وَنَالَتْهُ يَدِي بِفَضْلِ نِعْمَتِكَ، وَانْبَسَطْتُ إِلَيْهِ بسِعَةِ رِزْقِكَ، وَاحْتَجَبْتُ فِيهِ عَنِ النَّاسِ بِسِتْرِكَ عَلَيَّ، وَاتَّكَلْتُ فِيهِ عَلَى أَنَاتِكَ وَحِلْمِكَ، وَعَوَّلْتُ فِيهِ عَلَى كَرِيمِ عَفْوِكَ.(3/64)
676 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مَيْمُونٍ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنِي مَنْ صَلَّى إِلَى جَنْبِ دَاوُدَ الطَّائِيِّ؛ فَسَمِعَهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: [ص:65] إِلَهِي هَمُّكَ حَالَفَ عَلَيَّ الْهُمُومَ، وَحَالَفَ بَيْنِي وَبَيْنَ السُّهَادِ، وَمَنَعَ اللَّذَّاتِ، وَشِدَّةُ الشَّوْقِ من لقائك أَوْبَقَتْنِي الشَّهَوَاتِ؛ فَأَنَا فِي طَلَبِكَ أَيُّهَا الْكَرِيمُ مَطْلُوبًا.(3/64)
677 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ الْمَرْوَزِيُّ، نَا مُعَلَّى بْنُ أَيُّوبَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ عَمَّارٍ يَقُولُ: «خَرَجْتُ لَيْلَةً لِبَعْضِ حَاجَتِي وَأَنَا بِالْكُوفَةِ، وَأَنَا أَظُنُّ أَنِّي قَدْ أَصْبَحْتُ؛ وَإِذَا عَلَيَّ لَيْلٌ، فَمَرَرْتُ عَلَى بَابٍ، فَسَمِعْتُ قِرَاءَةَ رَجُلٍ وَبُكَاءَهُ، فَوَقَفْتُ عَلَى الْبَابِ أَتَسَمَّعُ إِلَى أَنْ فَرَغَ مِنْ وِرْدِهِ، فسمعته ينتحِبُ، وهو يَقُولُ: وَعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ؛ ما أردتُ بمعصيتك مخالفتك، وما عَصيتك إذ عصيتك وأنا بنكالك جاهل، ولا لعقوبتك متعرِّضٌ، ولا بنظرك مستخفٍّ، وأعلم إنك مشرفٌ عليّ لَا يَخْفَى عَلَيْكَ شَيْءٌ مِنْ [ص:66] خَلْقِكَ، وَلَكِنْ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي، وَأَعَانَتْنِي عَلَى ذَلِكَ شِقْوَتِي، وَغَرَّنِي سِتْرُكَ الْمَرْخِيُّ عَلَيَّ؛ فَعَصَيْتُكَ بِجَهْلٍ وَخَالَفْتُكَ بِجَهْلٍ؛ فَالْآنَ مِنْ عَذَابِكَ مَنْ يَسْتَنْقِذُنِي؟ ! وَبِحَبْلِ مَنْ أَعْتَصِمُ إِنْ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنِّي؟ ! فَوَاسَوأتَاهُ مِنَ الْوُقُوفِ بَيْنَ يَدَيْكَ غَدًا إِذَا قِيلَ لِلْمُخِفِّينَ جُوزُوا وَلِلْمُثْقِلِينَ حُطُّوا؛ أَفَمَعَ الْمُثْقِلِينَ أَحُطُّ أَمْ مَعَ الْمُخِفِّينَ أَجُوزُ؟ ! وَيْلِي! ! كُلَّمَا كَبِرَتْ سِنِّي كَثُرَتْ ذُنُوبِي، وَيْلِي! ! كُلَّمَا طَالَ عُمْرِي كَثُرَتْ مَعَاصِيَّ؛ فَمِنْ كَمْ أَتُوبُ وَفِي كَمْ أَعُودُ؟ ! أَمَا آنَ لِي أَنْ أَسْتَحْيِيَ مِنْ رَبِّي؟ ! قَالَ مَنْصُورٌ: فَغُشِيَ عَلَيَّ مِنْ سَاعَتِي «(3/65)
678 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:67] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ»
__________
[إسناده ضعيف والحديث صحيح] .(3/66)
679 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا بَحْرُ بْنُ كَنِيزٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص:68]: «إِنَّ أَفْوَاهَكُمْ طُرُقٌ لِلْقُرْآنِ؛ فَطَهِّرُوهَا بِالسِّوَاكِ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(3/67)
680 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ؛ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى عَامِلِهِ عَدِيُّ بْنُ أَرْطَأَةَ: [ص:69] أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّ الدُّنْيَا عُدُوَةُ أَوْلِيَاءِ اللهِ وَعُدُوَةُ أَعْدَاءِ اللهِ، أَمَّا أَوْلِياءُ اللهِ؛ فَغَمَّتْهُمْ، وَأَمَّا أَعْدَاءُ اللهِ؛ فَغَرَّتْهُمْ.(3/68)
681 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: ثَلَاثَةٌ لَا أُكَافِئُهُمْ: رَجُلٌ بَدَأَنِي بِالسَّلَامِ، وَرَجُلٌ أَوْسَعَ لِي فِي الْمَجْلِسِ، وَرَجُلٌ اغبرت قدماء في المشي إِلَيَّ إِرَادَةَ التَّسْلِيمِ عَلِيَّ، فَأَمَّا الرَّابِعُ: فَلَا يُكَافِئُهُ عَنِّي إِلَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ. قِيلَ: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: رَجُلٌ [ص:70] نَزَلَ بِهِ أَمْرٌ فَبَاتَ لَيْلَتَهُ يُفَكِّرُ بِمَنْ يُنْزِلُهُ، ثُمَّ رَآنِي أَهْلًا لِحَاجَتِهِ؛ فَأَنْزَلَهَا بِي
__________
[إسناده ضعيف] .(3/69)
682 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ: رَدُّ الْمَعْرُوفِ أَشَدُّ مِنِ ابْتِدَائِهِ؛ لِأَنَّ الِابْتِدَاءَ بِالْمَعْرُوفِ نَافِلَةٌ، وَرَدَّهُ فَرِيضَةٌ.(3/70)
683 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: مَا تَوَسَّلَ إِلَيَّ أَحَدٌ بِوَسِيلَةٍ هِيَ أَقْرَبُ يَدًا إِلَيَّ مِنْ يَدٍ سَلَفَتْ مِنِّي إِلَيْهِ أَتْبَعْتُهَا أُخْتَهَا لِأُحْسِنَ رَبُّهَا وَحِفْظَهَا؛ لِأَنَّ مَنْعَ الْأَوَاخِرِ يَقْطَعُ شكرَ الأوئلِ.(3/70)
684 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، نَا أَبِي، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: قَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ: إِذَا اتَّخَذْتُمْ عِنْدَ رَجُلٍ يَداً؛ فَانْسُوهَا وَلَا تَمْتَنُّوا؛ فَإِنَّ الْمِنَّةَ تَهْدِمُ الصَّنِيعَةَ
__________
[إسناده واهٍ جداً] .(3/71)
685 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ الْحُلْوَانِيُّ، نَا الْمُعْتَمِرُ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا يَتِمُّ الْمَعْرُوفُ إِلَّا بِثَلَاثَةٍ: تَعْجِيلِهِ، وَتَصْغِيرِهِ عِنْدَهُ، وَسَتْرِهِ؛ فَإِنَّهُ إِذَا عَجَّلَهُ هَنَّأَهُ، وَإِذَا صَغَّرَهُ عَظَّمَهُ، وَإِذَا سَتَرَهُ تَمَّمَهُ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/71)
686 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبُو قُدَامَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: لَكَ فِي مَالِكَ شَرِيكَانِ، أَيُّهُمَا جَاءَ أَخَذَ وَلَمْ يُؤَامِرْكَ: الْحَدَثَانِ، وَالْقَدَرُ، كِلَاهُمَا يَمُرُّ عَلَى الْغَثِّ وَالسَّمِينِ، وَالْوَرَثَةُ يَنْتَظِرُونَ مَتَى تَمُوتُ؛ فَيَأْخُذُونَ مَا تَحْتَ يَدَيْكَ، وَأَنْتَ تُقَدِّمُ لِنَفْسِكَ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ أَحْسَنَ الثَّلَاثَةِ نَصِيبًا؛ فَافْعَلْ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/72)
687 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص:73] كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: مَا هَبَّتِ الصَّبَا إِلَّا بَكَيْتُ عَلَى أَخِي زَيْدٍ، وَكَانَ إِذَا لَقِيَ مُتَمِّمُ بْنُ نُوَيْرَةَ يَسْتَنْشِدُهُ، فَيُنْشِدُهُ فِي أَخِيهِ:
(كُنَّا كَنَدْمَانَيْ جُذَيْمَةَ حِقْبَةً ... مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى قِيلَ لَنْ نَتَصَدَّعَا)
(فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا كَأَنِّي وَمَالِكًا ... لِطُولِ اجْتِمَاعٍ لَمْ نَبِتْ لَيْلةً مَعًا)
__________
[إسناده ضعيف] .(3/72)
688 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مَيْمُونٍ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، نَا سُفْيَانُ؛ قَالَ: قَتَلَ زَيْدَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه رَجُلٌ مِنْ بَنِي عِجْلٍ يَوْمَ الْيَمَامَةِ، ثُمَّ أَسْلَمَ وَوَفَدَ الْمَدِينَةَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَأَنْتَ قَاتِلُ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ؟ قَالَ: نَعَمْ؛ فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَكْرَمَهُ بِيَدِي وَلَمْ يُهِنِّي بِيَدِهِ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: وَارِ وَجْهَكَ عَنِّي. فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَخْبِرْنِي عَنْ بُغْضِكَ إِيَّايَ؛ أَيَنْقُصُنِي عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَيْئًا؟ قَالَ: لَا. قَالَ: أَفَيَنْقُصُنِي مِنْ حَظَّي مِنَ الدُّنْيَا؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَمَا أُبَالِي
__________
[إسناده ضعيف] .(3/74)
689 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا أَبُو زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ مُتَمِّمَ بْنَ نُوَيْرَةَ قَالَ [ص:75]:
(وَلَا بُدَّ مِنْ تَلَفٍ يُصِيبُكَ فَاصْبِرْ ... أَبِأَرْضِ قَوْمِكَ أَمْ بِأُخْرَى تُصْرَعُ)
(وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْكَ يَوْمٌ مَرَّةً ... يُبْكَى عَلَيْكَ مُقَنَّعًا لَا تَسْمَعُ)
فَسَمِعَهَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ فَقَالَ: صَدَقَ وَاللهِ؛ ثُمَّ صَدَقَ، ثُمَّ صَدَقَ فِيمَا اعْتَبَرَ بِهِ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(3/74)
690 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ محمد التيمي، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِلْخَنْسَاءِ: مِمَّ عَمِشَتْ عَيْنَاكِ؟ قَالَتْ: مِنْ طُولِ الْبُكَاءِ عَلَى سَادَاتِ مُضَرَ. قِيلَ لَهَا: فَإِنَّهُمْ وَاللهِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ. قَالَتْ: فَذَاكَ وَاللهِ؛ أَطْوَلُ لِعَوِيلِي عَلَيْهِمْ. وَقَالَتْ: إِنَّمَا كُنْتُ أَبْكِي صَخْرًا مِنَ الْحَيَاةِ؛ فَأَنَا الْيَوْمَ أَبْكِي لَهُ مِنَ النَّارِ.(3/75)
691 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ فُرَاتٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: بَكَى الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ عَلَى أَخِيهِ سَنَةً، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ! [ص:76] أَكْثَرْتَ! فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ بُكَاءَ يعقوب صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ابْنِهِ عَارًا حَتَّى ابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ؛ فَرَحِمَ اللهُ سَعِيدًا وَتَجَاوَزَ عَنْهُ! {فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يوعدون} [الأحقاف: 16] .(3/75)
692 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ سَوَّارٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ كَثْرَةِ بُكَائِهِ؛ فَقَالَ: لَا تَلُومُونِي؛ فَإِنَّ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَدَ سَبْطًا مِنَ وَلَدِهِ، فَبَكَى حَتَّى ابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ مَاتَ، وَنَظَرْتُ أَنَا إِلَى أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِي ذُبِحُوا فِي غَدَاةٍ وَاحِدَةٍ؛ فَتَرَوْنَ حُزْنَهُمْ يَذْهَبُ مِنْ قَلْبِي أَبَدًا؟ !(3/76)
693 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا أَبِي، عَنِ الْمُنْتَجِعِ بْنِ مُصْعَبٍ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ كَثِيرٍ؛ قَالَ: كَانَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ يَبْكِي عِنْدَ قَبْرِ أَخِيهِ كَثِيرًا، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا [ص:77] يَحْيَى! كَمْ تَبْكِي؟ فَقَالَ: مَا أَبْكِي عَلَى مَا فَاتَهُ مِنَ الدُّنْيَا؛ غَيْرَ أَنِّي أَتَخَوَّفُ أَنْ لَا أَلْقَاهُ فِي الْآخِرَةِ
__________
[إسناده مظلم] .(3/76)
694 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: قَالَ الثَّوْرِيُّ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَا لَكُمْ أَطْلَبُ النَّاسِ لِلْعِلْمِ؟ قَالَ: لِأَنَّا أَعْمَلُ النَّاسِ بِهِ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/77)
695 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ الْمَرْوَزِيُّ، نَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا سَيَّارٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْعَابِدَاتِ بِالْبَصْرَةِ تُصَابُ بِالْمُصِيَبَةِ الْعَظِيمَةِ فَلَا تَجْزَعُ، فَقِيلَ لَهَا فِي ذَلِكَ؛ فَقَالَتْ: مَا أُصَابُ بِمُصِيبَةٍ فَأَذْكُرُ مَعَهَا النَّارَ؛ إِلَّا صَارَتْ فِي عَيْنِي أَصْغَرَ مِنَ التُّرَابِ.(3/77)
696 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ رَحِمَهُ اللهُ؛ قَالَ: [ص:78] كُنْتُ [قَاعِدًا] عِنْدَ جَرِيرٍ وَهُوَ يُمْلِي:
(وَدِّعْ أُمَيْمَةَ حَانَ مِنْكَ رَحِيلُ ... إِنَّ الْوَدَاعَ مِنَ الْحَبِيبِ قَرِيبُ)
فَمَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ؛ فَتَرَكَ الْإِمْلَاءَ، وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَقَالَ: شَيَّبَتْنِي هَذِهِ الْجَنَائِزُ! فَقُلْتُ لَهُ: فَلِأَيِّ شَيْءٍ تَشْتُمُ النَّاسَ؟ قَالَ: هُمْ يبدؤونني.(3/77)
697 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ وَابْنِ الْعَجَّاجِ: أن الْمُسْتَوْغِرَ بْنَ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدٍ مَرَّ [مَرَّةً] بِعُكَاظٍ وَهُوَ يَقُودُ ابْنَ ابْنِهِ خَرِفاً، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا عَبْدَ اللهِ! أَحْسِنْ إِلَيْهِ؛ فَطَالَمَا أَحْسَنَ إليك. قَالَ: أوَ تدري مَنْ هُوَ؟ ! قَالَ: نَعَمْ، هُوَ أَبُوكَ أَوْ جَدُّكَ. [ص:79] قَالَ: هُوَ وَاللهِ ابْنُ ابْنِي. فَقَالَ الرَّجُلُ: لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ قَطُّ فِي الْكَذِبِ، وَلَا مُسْتَوْغِرَ بْنَ رَبِيعَةَ! قال: فأنا مُسْتَوغِرِ بن ربيعة. قَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: وَعَاشَ الْمُسْتَوغِرُ ثَلَاثَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً.(3/78)
698 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو زَيْدٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ [ص:80]: «سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَهِيَ تَمَثَّلُ بِقَوْلِ زُهَيْرِ بْنِ جَنَابٍ الْكَلْبِيِّ:
(ادْفَعْ ضَعِيفَكَ لَا يَحُرْ بِكَ ضَعْفُهُ ... يَوْمًا فَتُدْرِكُهُ الْعَوَاقِبُ مَا جَنَى)
(يَجْزِيكَ أَوْ يُثنى عَلَيْكَ وَإِنَّ مَنْ ... أَثْنَى عَلَيْكَ بِمَا فَعَلْتَ كَمَنْ جَزَى)
فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:» الشِّعْرُ الَّذِي كُنْتِ تَمَثَّلِينَ بِهِ؟ «، قَالَتْ: أَنْشَدْتُهُ إِيَّاهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:» يَا عَائِشَةُ! إِنَّهُ لَا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ «
__________
[إسناده مظلم] .(3/79)
699 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، نَا أَبُو زَيْدٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ الْحَاجَةَ لَتَعْرِضُ لِلرَّجُلِ قِبَلِي فَأُبادِرُ إِلَى قَضَائِهَا مَخَافَةَ أَنْ يَسْتَغْنِيَ عَنْهَا، أَوْ تَأْتِيَهُ وَقَدِ اسْتَبْطَأَهَا؛ فَلَا يَكُونُ لَهَا [عِنْدَهُ] مَوْقِعٌ.(3/80)
700 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ؛ قَالَ: قُرِئَ عَلَى قَبْرٍ مَكْتُوبٌ بِالْيَمَنِ بِالْحِمْيَرِيَّةِ؛ فَتَرْجَمَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ: أَنَا عَمْرُو بْنُ شَمَّرٍ الْمَلِكُ الْجُرْهُمِيُّ، مَلَكْتُ فَأَطَلْتُ، وَتَمَنَّيْتُ فَنِلْتُ، وَقَاتَلْتُ فَغَلَبْتُ؛ ثُمَّ إِنَّ الْجَدِيدَيْنِ تَعَاوَرَانِي بِأَحْدَاثِهِمَا؛ فَأَفْنَيَانِي وَأَفْنَيَا مَا كُنْتُ فِيهِ مِنَ النِّعْمَةِ، وَأَنَا الَّذِي أَقُولُ [ص:81]:
(نَحْنُ كُنَّا الْمُلُوكَ نَقْضِي ... عَلَى النَّاسِ قَضَاءَ يَمْضِي بِكُلِّ مَكَانِ)
(وَلَنَا كَانَتِ الرِّعَاءُ تَبِيتُ قِدَماً ... كَالدُّمَى وَالْمُنَعَّمَاتُ الْغَوَانِي)
(وَالْعِتَاقُ الْجِيَادُ وَالْقُضُبُ الْبِيضُ ... وسُمْرُ الْقَنَا وَحُورُ الْقِيَانِ)
(وَالْقُصُورُ الْمُشَيَّدَةُ الشَّامِخَاتُ ... الشُّمُّ ذَاتُ الْحُجَّابِ وَالْأَعْوَانِ)
(وَالنُّهَى وَالْعُلَى وَالْأَخْذُ وَالْإِعْطَاءُ ... لَدَى كُلِّ سَاعَةٍ وَأَوَانِ)
(فَحَكَمْنَا بِمَا أَرَدْنَا وَعَاقَبْنَا ... وَجُدْنَا بِالْعَفْوِ وَالْإِحْسَانِ)
(وَأَخَذْنَا النَّهْرَيْنِ دِجْلَةَ وَالنِّيلَ ... وَنَهْرَ الْفُرَاتِ مِنْ كُوفَانِ)
(وَلَنَا كَانَتِ الْمَشَاعِرُ وَالْكَعْبَةُ ... وَالْمَوْقِفَانِ وَالْأَبْطَحَانِ)
(فَلَبِثْنَا أَرْبَابَ مَكَّةَ حَتَّى ... اخْتَطَفَتْنَا قَوَارِعُ الْحِدْثَانِ)
(فَعُرِّينَا مِنْ مُلْكِنَا فَكَأَنَّا ... لَمْ نَكُنْ فِيهِ بُرْهَةً مِنْ زَمَانِ)
(وَاتَّخَذْنَا الثَّرَى شِعَاراً ... عَلَى الْأَجْسَادِ بَعْدَ الْحَرِيرِ وَالْكِتَّانِ)
(وَتَرَكْنا مَجَالِسَنَا تُصَفِّرُ ... الْأَرْوَاحُ فِيهَا لِلْهَامِ وَالْغِرْبَانِ)
(وَهَجَرْنَا الْأَهْلِينَ بَعْدَ وِصَالٍ ... وَلَهَيْنَا عَنِ الْغَوَانِي الحِسَان)
(وَرَضِينَا مِنَ النِّعَمِ وَالْعِطْرِ ... بِنَتَنِ الصَّدِيدِ وَالدِّيدَانِ)
(فَتَعَالَى الَّذِي يُمِيْتُ وَيُحْيِي ... وَهُوَ حَيٌّ مُدَبِّرُ الْأَزْمَانِ)(3/80)
701 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ بَنِي ضَبَّةَ [ص:82]:
(أَقُولُ وَقَدْ فَاضَتْ بِعَيْنَيَّ عَبْرَةٌ ... أَرَى الْأَرْضَ تَبْقَى وَالْأَخِلَّاءُ تَذْهَبُ)
(أَخِلَّاي لَوْ غَيْرُ الْمَمَاتِ أَصَابَكُمْ ... جَزِعْتُ وَلَكِنْ مَا عَلَى الْمَوْتِ مَعْتَبُ)(3/81)
702 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا الزِّيَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، نَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ؛ قَالَ: قَالَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ: [ص:83] تَمَسَّكُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى تَبُصَّ كَأَنَّهَا مَتْنُ إِهَالَةٍ، فَإِذَا اسْتَوَى عَلَيْهَا الْخَلَائِقُ؛ نَادَى مُنَادٍ: أَمْسِكِي أَصْحَابَكِ، وَدَعِي أَصْحَابِي. فَتَخْنِسُ بِهِمْ، فَيَخْرُجُ بها الْمُؤْمِنُونَ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: تَبُصُّ؛ أَيْ: تَبْرُقُ. وَقَوْلُهُ: مَتْنُ إِهَالَةٍ؛ فَالْإِهَالَةُ: الدَّسَمُ. وَقَوْلُهُ: تَخْنِسُ بِهِمْ؛ أَيْ: تَخْذُلُهُمْ وَتَتَأَخَّرُ كَمَا تَخْنِسُ النُّجُومُ.(3/82)
703 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، نَا زَائِدَةُ، نَا الأعمش، عن عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ؛ قَالَ: [ص:84] أَنْهَارُ الْجَنَّةِ تَجْرِي فِي غَيْرِ أُخْدُودٍ، وَشَجَرُهَا نَضِيدٌ مِنْ أَصْلِهَا إِلَى فَرْعِهَا.(3/83)
704 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ نُمَيْرٍ، نَا ابنُ فُضَيْلٍ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ الْأَوْدِيِّ؛ قَالَ: قِيلَ لِمَلَكِ الْمَوْتِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ تَقْبِضُ الْأَرْوَاحَ؟ قَالَ: أَدْعُوهَا فَتُجِيبُنِي.(3/84)
705 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدٌ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ [ص:85] قَالَ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُوقِفُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ؛ فَيَقُولُ لَهُ: يَا دَاوُدُ! مَجِّدْنِي الْيَوْمَ بِذَلِكَ الصَّوْتِ الْحَسَنِ الرَّخِيمِ. قَالَ: فَالرَّخِيمُ مِنَ الْأَصْوَاتِ الشَّجِيُّ.(3/84)
706 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ؛ قَالَ: قَالَ يُونُسُ: اثْنَانِ مَا فِي الْأَرْضِ أَقَلُّ مِنْهُمَا، وَلَا يَزْدَادَا إِلَّا قِلَّةً: دِرْهَمٌ يُوضَعُ فِي حَقٍّ، وَأَخٌ تَسْكُنُ إِلَيْهِ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.(3/85)
707 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: الصَّاحِبُ رُقْعَةٌ فِي قَمِيصِ الرَّجُلِ؛ فَلْيَنْظُرْ بِمَ يَرْقَعُهُ.(3/85)
708 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ داود، نا المازني، نَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْعُمَرِيِّ؛ قَالَ: [ص:87] قَالَ رَجُلٌ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِنَّ فُلَانًا رَجُلُ صِدْقٍ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: هَلْ سَافَرْتَ مَعَهُ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فهل كان بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ مُعَامَلَةٌ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَهَلِ ائْتَمَنْتَهُ عَلَى شَيْءٍ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَأَنْتَ الَّذِي لَا عِلْمَ لَكَ بِهِ، أَرَاكَ رَأَيْتَهُ يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَخْفِضُهُ فِي الْمَسْجِدِ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/86)
709 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْهَمَذَانِيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، عَنِ ابْنِ السَّمَّاكِ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: إِذَا قَصُرَتْ يَدُكَ عَنِ الْمُكَافَأَةِ؛ فَلْيَطُلْ لِسَانُكَ بِالشُّكْرِ.(3/87)
710 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ فَهْمٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى هَارُونَ الرَّشِيدِ وَقَدْ أَسْدَى إِلَيْهِ مَعْرُوفًا؛ فَقَالَ: مِثْلُكَ أَوْجَبَ حَقًّا لَا يَجِبُ عَلَيْهِ، وَسَمَحَ بِحَقٍّ يَجِبُ لَهُ، وَقَبِلَ وَاضِحَ الْعُذْرِ، وَاسْتَكْثَرَ قَلِيلَ الشُّكْرِ، لَا زَالَتْ أَيَادِيكَ فَوْقَ شُكْرِ أَوْلِيَائِكَ، وَأَنْعَمَ اللهُ [ص:88] عَلَيْكَ فَوْقَ آمَالِهِمْ لَكَ.(3/87)
711 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى الْمَهْدِيِّ مِنْ بَعْضِ أَشْرَافِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَأَمَرَ لَهُ بِمَالٍ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! مَا انْتَهَى إِلَيَّ غَايَةٌ مِنْ شُكْرِكَ؛ إِلَّا وَجَدْتُ وَرَاءَهَا غَايَةً من معروفك يَحْسِرُنِي بُلُوغُهَا، وَمَا عَجَزَ النَّاسُ عَنْ بُلُوغِهِ؛ فَاللهُ مِنْ وَرَائِهِ؛ فَلَا زَالَتْ أَيَّامُكَ مَمْدُودَةً بَيْنَ أَمَلٍ تَبْلُغُهُ وَأَمَلٍ فِيكَ تُحَقِّقُهُ؛ حتى تمتلئ مِنَ الْأَعْمَارِ أَطْوَلَهَا، وَتَنَالَ مِنَ الدَّرَجَاتِ أَفْضَلَهَا.(3/88)
712 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ مَسْعَدَةَ فِي دِيوَانِ خَالِدٍ الْقَسْرِيِّ، وَكَانَ مُوجِزًا فِي كِتَابِهِ؛ فَكَتَبَ إِلَى صَدِيقٍ لَهُ: أَمَّا بَعْدُ! فَإِنَّهُ لَمْ يَعْدَمْكَ مِنْ مَعْرُوفِكَ [ص:89] عِنْدَنَا أَمْرَانِ: أَجْرٌ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَشُكْرٌ مِنَّا، وَخَيْرُ مَوَاضِعِ الْمَعْرُوفِ مَا جَمَعَ الْأَجْرَ وَالشُّكْرَ؛ وَالسَّلَامَ.(3/88)
713 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: خَمْسَةُ أَشْيَاءَ ضَائِعَةٌ: سِرَاجٌ يُوقَدُ فِي الشَّمْسِ، وَمَطَرٌ جَوْدٌ فِي سَبَخَةٍ، وَحَسْنَاءُ تُزَفٌّ إِلَى عِنِّين، وَطَعَامٌ اسْتُجِيدَ وَقُدِّمَ إِلَى سَكْرَانَ، وَمَعْرُوفٌ صُنِعَ إِلَى مَنْ لَا شُكْرَ لَهُ.(3/89)
714 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: لَأَنْ أَقْضِيَ حَاجَةً لِأَخٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ سَنَةً.(3/89)
715 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أحمد بن المعذَّل، عَنِ الْمَاجِشُونِ؛ قَالَ: حَجَّ الْمَهْدِيُّ وَمَعَهُ الْكِسَائِيُّ، فقدَّمه بالمدينة يصلّي بالناس، فهمز، فأنكر ذلك عليه أهل المدينة، وقالوا: يَنْبُزُ في مسجد رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْقُرْآنِ كَأَنَّهُ يُنْشِدُ شِعْرًا.(3/90)
716 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ فَهْمٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: ذَكَرَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَرِهَ الْهَمْزَ فِي الْقِرَاءَةِ، وَأَرَادَ أَنْ تَكُونَ الْقِرَاءَةُ سَهْلَةً رَسْلَةً، وَكَذَلِكَ التَّكْبِيرُ والتسليم لا يمدُّ فيهما، وَلَا يَتَعَمَّدُ الْإِعْرَابَ الْمُشْبَعَ.(3/91)
717 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنُ الْهَمَذَانِيُّ، نَا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ الْعُرَنِيُّ، نَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: أَنَّهُ كَرِهَ التِّرْيَاقَ إِذَا كَانَ فِيهِ الْحُمَةُ. يَعْنِي: لُحُومَ الْحَيَّاتِ؛ لِأَنَّهَا سُمٍّ.(3/91)
718 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ الْكَابُلِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: [ص:92] أَنَّهُ نَهَى عَنِ الرُّقي؛ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: رُقْيَةَ النَّمْلَةِ، وَالْحُمَةِ، وَالنَّفْسِ؛ فَالنَّمْلَةُ قُرُوحٌ تَخْرُجُ فِي الْجَنْبِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ وَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ؛ فَقَالَ: مِنْهُ حَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِلشِّفَاءِ [ص:93]: «عَلِّمِي حَفْصَةَ رُقْيَةَ النَّمْلَةِ» . قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: وَقَالَ الشَّاعِرُ:
(وَلَا عَيْبَ فِينَا غَيْرَ عَرْقٍ لِمَعْشَرٍ ... كِرَامٍ وَأَنَّا لَا نَخُطُّ عَلَى النَّمْلِ)
يُرِيدُ: أَنَّا لَسْنَا بِالْمَجُوسِ، وَذَلِكَ: أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ «إِنَّ وَلَدَ الرَّجُلِ مِنْ أُخْتِهِ إِذَا خَطَّ عَلَى هَذِهِ الْقُرُوحِ بَرَأَ صَاحِبُهَا. قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ:» وَالْحُمَةُ: السُّمُّ «؛ يُرِيدُ: الْحَيَّةَ وَالْعَقْرَبَ وَأَشْبَاهَهَا، وَالنَّفْسُ: الْعَيْنُ؛ وَيُقَالُ لِلْعَائِنِ: النَّافِسُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: ذَكَرُوا امْرَأَةً فِي الْبَادِيَةِ بِالْحِجَازِ أَنَّهَا تَرْقِي بِرُقْيَةٍ عَجِيبَةٍ شَافِيَةٍ، وَكَانَ النَّاسُ يَأْتُونَهَا فَوْجًا فَوْجًا، فَأَتَيْتُهَا؛ وَإِذَا هِيَ امْرَأَةٌ فَصِيحَةٌ جِدًّا وَبَيْنَ يَدَيْهَا رَجُلٌ تَرْقِيهِ مِنَ الْعَيْنِ، فَقَالَتْ: أُعِيذُكَ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، الَّتِي لَا تَجُوزُ عَلَيْهَا هَامَّةٌ، مِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَشَرِّ الْإِنْسِ عَامَّةً، وَشَرِّ نَظْرَةٍ لَامَّةٍ، أُعِيذُكَ بِمُطْلِعِ الشَّمْسِ مِنْ شَرِّ ذِي مَشْيٍ هَمْسٍ، وَشَرِّ ذِي نَظَرٍ خَلْسٍ، وَشَرِّ ذِي قَوْلٍ دَسٍّ، وَشَرِّ الْحَاسِدِينَ وَالْحَاسِدَاتِ وَالنَّافِسِينَ وَالنَّافِسَاتِ وَالْكَائِدِينَ وَالْكَائِدَاتِ، نَشَّرْتُ عَنْكَ بِنُشْرَةِ نَشَّارٍ؛ عَنْ رَأْسِكَ ذِي الْأَشْعَارِ، وَعَنْ عَيْنَيْكَ ذَوَاتِ الْأَشْفَارِ، وَعَنْ فِيكَ ذِي الْمَحَارِ، وَظَهْرِكَ ذِي الْفِقَارِ، وَبَطْنِكَ ذِي الْأَسْرَارِ، وَفَرْجِكَ ذِي الْأَسْتَارِ، وَيَدَيْكَ ذَوَاتِ الْأَظْفَارِ، وَرِجْلَيْكَ ذَوَاتِ الْآثَارِ، وَذَيْلِكَ ذِي الْغُبَارِ، وَكَانَ اللهُ لَكَ جَارٌ.(3/91)
719 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْقُتَبِيُّ: الْمَشْيُ الْهَمْسُ: الْوَطْءُ الْخَفِيُّ، وَالصَّوْتُ الْخَفِيُّ أَيْضًا. وَالنَّظَرُ الْخَلْسُ: هُوَ الَّذِي يُخْتَلَسُ سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ. وَالْقَوْلُ الدَّسُّ: هُوَ الَّذِي يُدَسُّ وَيُحْتَالُ فِيهِ حَتَّى يَدْفَعَ الْقَبِيحَ. وَالنَّافِسُونَ وَالنَّافِسَاتُ: هُمُ الْعَائِنُونَ. وَالْمَحَارُ: هُوَ جَمْعُ مَحَارَةٍ، الْحَنَكُ [الْأَعْلَى] . وَالْفِقَارُ: خَرَزُ الظَّهْرِ، وَاحِدَتُهَا فِقَارَةٌ. وَبَطْنُكَ ذِي الْأَسْرَارِ؛ يَعْنِي: التَّكَسُّرَ فِي الْبَطْنِ، وَأَسْرَارُ الْجَبْهَةِ الْخُطُوطُ أَيْضًا، وَكَذَلِكَ أَسْرَارُ الرَّاحَةِ.(3/94)
720 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، نَا شَبَابَةُ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالجَرَادَ) [الأعراف: 133] ؛ قَالَ: [ص:95] كَانَتْ تَأْكُلُ مَسَامِيرَ رتجهم. والرتج: الأبوب، وَرِتَاجُ الْكَعْبَةِ مِنْهَا؛ فَكَانَتْ تَأْكُلُ الْمَسَامِيرَ وَتَدَعُ الْخَشَبَ.(3/94)
721 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَرْبِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، نَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ أَنَّهُ ذَكَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ فَقَالَ: [ص:96] تدنو الشمس من رؤوس الْخَلَائِقِ، وَلَيْسَ عَلَى أَحَدٍ يَوْمَئِذٍ طُحْرُبَةٌ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَالطُّحْرُبَةُ: اللُّبَاسُ(3/95)
722 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا الْمَضَاءُ بْنُ الْجَارُودِ، عَنِ الْفَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ؛ قَالَ: [ص:97] رُبَّ قَائِمٍ مَشْكُورٌ لَهُ، وَرُبَّ نَائِمٍ مَغْفُورٌ لَهُ. قَالَ: فَالْقَائِمُ الْمَشْكُورُ: الْمُجْتَهِدُ بِاللَّيْلِ يَسْتَغْفِرُ لِأَخِيهِ وَهُوَ نَائِمٌ، فَيَشْكُرَ اللهُ [له] وَيَغْفِرُ لِلنَّائِمِ
__________
[إسناد ضعيف جدا] .(3/96)
723 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: كُنْتُ بِمَكَّةَ مَعَ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، فَجَلَسَ مَعَنَا إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، ثُمَّ قَامَ يَطُوفُ إِلَى الصُّبْحِ؛ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَلِيٍّ! أَلَا تَنَامُ؟ قَالَ: وَيْحَكَ! وَهَلْ أَحَدٌ يَسْمَعُ بِذِكْرِ النَّارِ تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يَنَامَ؟ ! .(3/97)
724 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: [ص:98] جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَّامٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقْدَمَهُ الْمَدِينَةَ؛ فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ: أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ؛ مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ، وَمَا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَالْوَلَدُ يَنْزَعُ إِلَى أَبِيهِ وَإِلَى أُمِّهِ؟ قَالَ: «أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ آنِفًا» . قَالَ عَبْدُ اللهِ: ذَلِكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ. قَالَ: «أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ؛ فَنَارٌ تَحْشُرُهُمْ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ، وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؛ فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ، وَأَمَّا الْوَلَدُ؛ فَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ نَزَعَهُ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ نَزَعَتْهُ» . قَالَ: [ص:99] أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهَ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهْتٌ، وَإِنْ عَلِمُوا بِإِسْلَامِي قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُهُمْ عَنِّي بَهَتُونِي. قَالَ: فَجَاءَتِ الْيَهُودُ؛ فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ اللهِ فِيكُمْ!» . قَالُوا: خَيْرُنَا وَابْنُ خَيْرِنَا، وَسَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا، وَأَعْلَمُنَا وَابْنُ أَعْلَمِنَا. فَقَالَ: «أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللهِ» . قَالُوا: أَعَاذَهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ. فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ اللهِ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهَ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ. فَقَالُوا: شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا؛ فَانْتَقَصُوهُ! فَقَالَ: هَذَا مَا كُنْتُ أَخَافُ يَا رَسُولَ اللهِ وَأَحْذَرُ.(3/97)
725 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ الْهَمَذَانِيُّ، نَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: [ص:101] كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَكَادُ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ؛ إِلَّا دَعَا بِهَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ: «اللهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا تَحُولُ بِهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ إِلَى رَحْمَتِكَ، وَمِنَ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا، وَاجْعَلْ ذَلِكَ الْوَارِثَ مِنَّا، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، وَلَا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينَنَا، وَلَا تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا»
__________
[إسناده ضعيف] .(3/99)
726 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَمْرُو بْنُ مَعْدَانَ التَّنُّوخِيُّ، نَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ زِدْ فِي إِحْسَانِ مُحْسِنِهِمْ، وَارْجِعْ بِمُسِيئِهِمْ إِلَى التَّوْبَةِ، وَحُطْ مِنْ وَرَائِهِمْ بِالرَّحْمَةِ.(3/101)
727 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صالح. وحدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ الْخَطَّابِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ: [ص:103] أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَوْمًا اسْتَسْقَى بِهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؛ قَالَ: لَمَّا فَرَغَ عُمَرُ مِنْ دُعَائِهِ؛ قَالَ الْعَبَّاسُ: اللهُمَّ إِنَّهُ لَمْ يَنْزِلْ بَلَاءٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَّا بِذَنْبٍ، وَلَا يُكْشَفُ إِلَّا بِتَوْبَةٍ، وَقَدْ تَوَجَّهَ بِي الْقَوْمُ إِلَيْكَ لِمَكَانِي مِنْ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهَذِهِ أَيْدِينَا بِالذُّنُوبِ وَنَوَاصِينَا بِالتَّوْبَةِ، وَأَنْتَ الرَّاعِي لا تُهْمِلِ الضَّالَةَ، وَلَا تَدَعِ الْكَسِيرَ بِدَارِ مَضْيَعَةٍ؛ فَقَدْ ضَرَعَ الصَّغِيرُ، وَرَقَّ الْكَبِيرُ، وَارْتَفَعَتِ الشَّكْوَى، وَأَنْتَ تَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى؛ اللهُمَّ، فَأَغِثْهُمْ بِغِيَاثِكَ قَبْلَ أَنْ يَقْنَطُوا فَيَهْلَكُوا؛ فَإِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَحْمَتِكَ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ. قَالَ: فَمَا تَمَّ كَلَامُهُ حَتَّى أَرْخَتِ السَّمَاءُ مِثْلَ الْجِبَالِ
__________
[إسناد واه جداً] .(3/102)
728 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَدِمَ مَكَّةَ تَعَلَّقَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَدَعَا بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ. [ص:105] وَذَكَرَ وَهْبٌ أَنَّهُ دُعَاءُ عِيسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] وَقْتَ رَفَعَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ دُعَاءٌ مُسْتَجَابٌ: اللهُمَّ أَنْتَ الْقَرِيبُ فِي عُلُوِّكَ، الْمُتَعَالِي فِي دُنُوِّكَ، الرَّفِيعُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مِنْ خَلْقِكَ، أَنْتَ الَّذِي نَفَذَ بَصَرُكَ فِي خَلْقِكَ، وَحَسِرَتِ الْأَبْصَارُ دُونَ النَّظَرِ إِلَيْكَ، وَعَشِيَتْ دُونَكَ، وَشَمَخَ بِهَا الْعُلُوُّ فِي النُّورِ، أَنْتَ الَّذِي جَلَّيْتَ الظُّلَمَ بِنُورِكَ؛ فَتَبَارَكْتَ اللهُمَّ خَالِقُ الْخَلْقِ بِقُدْرَتِكَ، وَمُقَدِّرُ الْأَمْرِ بِحِكْمَتِكَ، مُبْتَدِعُ الْخَلْقِ بِعَظَمَتِكَ، الْقَاضِي فِي كُلِّ شَيْءٍ بِعِلْمِكَ، أَنْتَ الَّذِي خَلَقْتَ سَبْعًا فِي الْهَوَاءِ بِكَلِمَاتِكَ، مُسْتَوِيَاتِ الطِّبَاقِ، مُذْعَنَاتٍ لِطَاعَتِكَ، سَمَا بِهِنَّ الْعُلُوُّ بِسُلْطَانِكَ، فَأَجَبْنَ وَهُنَّ دُخَانٌ مِنْ خَوْفِكَ، فَأَتَيْنَ طَائِعَاتٍ بِأَمْرِكَ، فِيهِنَّ مَلَائِكَةٌ يُسَبِّحُونَكَ وُيُقَدِّسُونَكَ، وَجَعَلْتَ فِيهِنَّ نُورًا يَجْلُو الظَّلَامَ، وضياء أَضْوَأَ مِنَ الشَّمْسِ، وَجَعَلْتَ فِيهِنَّ مَصَابِيحَ يهتدي بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ؛ فَتَبَارَكْتَ اللهُمَّ فِي مَفْطُورِ سَمَاوَاتِكَ، وَفِيمَا دَحَوْتَ مِنْ أَرْضِكَ، دَحَوْتَهَا عَلَى الْمَاءِ، فَأَذْلَلْتَ لَهَا الْمَاءَ الْمُتَظَاهِرَ؛ فَذَلَّ لِطَاعَتِكَ، وَأَذْعَنَ لِأَمْرِكَ، وَخَضَعَ لِقُوَّتِكَ أَمْوَاجُ الْبِحَارِ؛ فَفَجَّرْتَ فِيهَا بَعْدَ الْبِحَارِ الْأَنْهَارَ، وَبَعْدَ الْأَنْهَارِ الْعُيُونَ الْغِزَارَ وَالْيَنَابِيعَ، ثُمَّ أَخْرَجْتَ مِنْهَا الْأَشْجَارَ بِالثِّمَارِ، ثُمَّ جَعَلْتَ عَلَى ظَهْرِهَا الْجِبَالَ أَوْتَادًا، فَأَطَاعَتْكَ أَطْوَادُهَا، فَتَبَارَكْتَ اللهُمَّ فِي صُنْعِكَ؛ فَمَنْ يَبْلُغُ صِفَةَ قُدْرَتِكَ؟ ! وَمَنْ يُنْعَتُ نَعْتَكَ؟ ! تُنْزِلُ الْغَيْثَ، وَتُنْشِئُ السَّحَابَ، وتفك الرقاب، وتقضي بالحق، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، إِنَّمَا يَخْشَاكَ مِنْ عِبَادِكَ الْعُلَمَاءُ الْأَكْيَاسُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ لَسْتَ بِإِلَهٍ اسْتَحْدَثْنَاكَ، وَلَا رَبٍّ يَبِيدُ ذِكْرُهُ، وَلَا كَانَ لَكَ شُرَكَاءُ يَقْضُونَ مَعَكَ فندعوهم وندعك، وَلَا أَعَانَكَ أَحَدٌ عَلَى خَلْقِكَ فَنَشُكُّ فِيكَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَحَدٌ صَمَدٌ لَمْ تَلِدْ وَلَمْ تُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَكَ كُفُوًا أَحَدٌ، وَلَمْ تَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا ولد، اجْعَلْ مِنْ أَمْرِي فَرَجًا ومخرجا. قال وهب: فما تَمَّ الدُّعَاءُ رَفَعَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ؛ قَالَ: وَهُوَ لِلشَّقِيقَةِ مِنْ هَذَا الْمَوْضِعِ: أَشْهَدُ أَنَّكَ لَسْتَ بِإِلَهٍ [ص:106] اسْتَحْدَثْنَاكَ. . . إِلَى آخِرِهَا
__________
[إسناده واه جداً] .(3/104)
729 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدينوري، نَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ؛ قَالَ: شَهِدْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ وَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا يَحْيَى! ادعُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَسْقِيَنَا الْغَيْثَ! فَقَالَ: هُمْ يَسْتَبْطِئُونَ الْمَطَرَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: لَكِنِّي وَاللهِ أَسْتَبْطِئُ الْحِجَارَةَ.(3/106)
730 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ، نَا أَبِي، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْحُمَيْسِيِّ؛ قَالَ: كَانَ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ يَقُولُ: وَيْحَكَ يَا يَزِيدُ! مَنْ يَصُومُ عَنْكَ؟ ! مَنْ يُصَلِّي عَنْكَ بَعْدَ الْمَوْتِ؟ ! وَمَنْ ذَا يَتَرَضَّى لَكَ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ؟ ! ثُمَّ يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ النَّاسِ! أَلَا تَبْكُونَ وَتَنُوحُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ بَاقِي حَيَاتِكُمْ؟ ! مَنِ الْمَوْتُ مَوْعِدُهُ، وَالْقَبْرُ بَيْتُهُ، وَالثَّرَى فِرَاشُهُ، وَالدُّودُ أَنِيسُهُ، وَهُوَ مَعَ هَذَا يَنْتَظِرُ الْفَزَعَ الْأَكْبَرَ! ! ثُمَّ يَبْكِي حَتَّى يَسْقُطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ.(3/107)
731 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ الْهَمَذَانِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ الْخَلَّالُ، نَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ، ذَكَرَهُ عَنْ رَجُلٍ؛ قَالَ: [ص:108] كَانَ فِي خَدَّيِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَطَّانِ مِنْ أَثَرِ الدُّمُوعِ.(3/107)
732 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخَزَّازُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلَانِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِعُفَيْرَةَ الْعَابِدَةِ: أَلَا تَسْأَمِينَ مِنْ طُولِ الْبُكَاءِ؟ فَبَكَتْ، ثُمَّ قَالَتْ: كَيْفَ يَسْأَمُ ذُو دَاءٍ [مِنْ شَيْءٍ] يَرْجُو أَنْ يَكُونَ لَهُ مِنْ دَائِهِ شِفَاءٌ؟ !(3/108)
733 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْجَبَلِيِّ؛ قَالَ: قَالَ زَيْدٌ الْحِمْيَرِيُّ: قُلْتُ لِثَوْبَانَ الرَّاهِبِ: أَخْبَرْنِي عَنْ لِبْسِ الرُّهْبَانِ هَذَا السَّوَادِ؛ مَا الْمَعْنَى فِيهِ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ أَشْبَهُ شَيْءٍ بِلِبَاسِ أَهْلِ الْمَصَائِبِ قَالَ: فَقُلْتُ: وَكُلُّكُمْ مَعْشَرَ الرُّهْبَانِ قَدْ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ؟ ! فَقَالَ: يَرْحَمُكَ اللهُ! وَأَيُّ مُصِيبَةٍ أَعْظَمُ مِنْ مَصَائِبِ الذُّنُوبِ عَلَى أَهْلِهَا؟ ! قَالَ زَيْدٌ: فَلَا أَذْكَرُ قَوْلَهُ أَبَدًا إِلَّا أَبْكَانِي.(3/108)
734 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ؛ قَالَ: قِيلَ لِرَاهِبٍ: مَا لَكُمْ يَا مَعْشَرَ الرُّهْبَانِ تُدْمِنُونَ إِمْسَاكَ الْعَصَا؟ فَقَالَ: نَذْكُرُ أَنَا مُسَافِرُونَ.(3/109)
735 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: أَرَادَ قَوْمٌ سَفَرًا، فَضَلُّوا عَنِ الطَّرِيقِ، فَانْتَهُوا إِلَى رَاهِبٍ مُنْفَرِدٍ فِي نَاحِيَةٍ، فَصَاحُوا بِهِ، فَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا لَهُ: إِنَّا قَدْ أَضْلَلْنَا الطَّرِيقَ؛ فَأَيْنَ الطَّرِيقُ؟ فَقَالَ لَهُمْ: هَاهُنَا. وَأَوْمَأَ إِلَى السَّمَاءِ؛ فعلموا الذي أراد، فقالوا: إنا سائلوك. فقال سلوا ولا تكثروا؛ فَإِنَّ النَّهَارَ لَنْ يَرْجِعَ، وَالْعُمْرَ لَنْ يَعُودَ، وَالطَّالِبَ حثيث. فقالوا له: ماحال الْخَلِيقَةِ عِنْدَ مَلِيكِكُمْ غَدًا؟ فَقَالَ: عَلَى قَدْرِ نِيَّاتِهِمْ وعلى ما قدموا من أعمالهم. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: تَزَوَّدُوا عَلَى قَدْرِ سَفَرِكُمْ؛ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادَ مَا بَلَّغَ الْمَحَلَّ. قَالَ: ثُمَّ أَرْشَدَهُمُ الْمَحَجَّةَ.(3/109)
736 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ عَنِ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ لِأَبِيهِ: يَا أبة! ما لك إِذَا تَكَلَّمْتَ أَبْكَيْتَ النَّاسَ، وَإِذَا تَكَلَّمَ غَيْرُكَ لَمْ يُبْكِهِمْ؟ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ! لَيْسَتِ النَّائِحَةُ الثَّكْلَى مِثْلَ النَّائِحَةِ الْمُسْتَأَجَرَةِ. 736 / م - قَالَ الثَّوْرِيُّ: وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ يقول: استغزروا الدموع بالتذكير
__________
[إسناده ضعيف] .(3/110)
737 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: [ص:111] نَزَلَ النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَمَعَهُ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ عَظِيمَةٍ لِيَلْهُوَا، فَقَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: أَتَدْرِي مَا تَقُولُ هَذِهِ الشَّجَرَةُ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: تَقُولُ:
(رُبَّ قَوْمٍ قَدْ أَنَاخُوا عِنْدَنَا ... يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ بِالْمَاءِ الزُّلَالِ)
(ثُمَّ أَضْحُوا لَعِبَ الدَّهْرُ بِهِمْ ... وَكَذَلِكَ الدَّهْرُ حَالًا بَعْدَ حَالِ)(3/110)
738 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُسْتَمْلِي؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ لِبَعْضِهِمْ:
(الْمَرْءُ يَطْلُبُ وَالْمَنِيَّةُ تَطْلُبُهْ ... وَيَدُ الزَّمَانِ تُدِيرُهُ وَتُقَلِّبُهْ)
(وَتَرَى الْفَتَى سَلِسَ الْقِيَادِ بِذِكْرِهِ ... وَسْطَ النَّدَيِّ كَأَنَّهُ لَا يَرْهَبُهْ)(3/111)
739 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: وَأَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فَضَالَةَ النَّحْوِيُّ لِبَعْضِهِمْ:
(قُلْ لِلَّذِي يَرْجُو الْبَقَاءَ وقد رأى ... ترحال لهاذ الْخَلْقِ كَيْفَ يَصِيرُ)
(تَزَوَّدْ مِنَ الدُّنْيَا فَإِنَّكَ ظَاعِنٌ ... وَإِنَّكَ مِثْلُ الرَّكْبِ سَوْفَ تَسِيرُ)(3/112)
740 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْمَرْثَدِيُّ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ:
(مَنْ كَانَ مَسْرُورًا بِمَصْرَعِ هَالِكٍ ... فَلْيَأْتِ نِسْوتُنَا بِوَجْهِ نَهَارِ)
(يَجِدِ النِّسَاءَ حَوَاسِرًا يَنْدِبْنَهُ ... قَدْ قُمْنَ قَبْلَ تَبَلُّجِ الْأَسْحَارِ)
(قَدْ كُنَّ يُكْنِنَّ الْوُجُوهَ تَسَتُّرًا ... فَالْيَوْمَ حِينَ بَرَزْنَ لِلنُّظَّارِ)(3/112)
741 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ لِبَعْضِهِمْ:
(يَا مَيْتًا فِي كُلِّ يَوْمٍ بَعْضُهُ ... سُدِّدَ فَيُوشُكُ أَنْ تَمُوتَ جَمِيعًا)(3/112)
742 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ لِبَعْضِهِمْ:
(كَفَى حَزَنًا أَنْ لَا امر بِبَلْدَةٍ ... مِنَ الْأَرْضِ إِلَّا دُونَ مَدْخَلِهَا قَبْرُ)(3/113)
743 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: وَأَنْشَدَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْجَزَرِيُّ:
(قَدُمَ الْعَهْدُ وَأَسْلَاني الزَّمَنُ ... إِنَّ فِي اللَّحْدِ لَمُسْلٍ وَالْكَفَنْ)
(وَكَمَا تَبْلَى وُجُوهٌ فِي الثَّرَى ... هَكَذَا يَبْلَى عَلَيْهِنَّ الْحَزَنْ)(3/113)
744 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: وَأَنْشَدَنَا أَيْضًا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى:
(كُلَّمَا أَبْلَى الثَّرَى أَوْجُهَهُمْ ... بَلَى الْحَزَنُ عَلَيْهِمْ فَانْقَشَعْ)(3/113)
745 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الزُّهَّادِ: يَا ابْنَ آدَمَ! مَا أَقَلُّ وَفَائِكَ! ! أَبْلَى مَا يَكُونُ حَبِيبُكَ فِي قَبْرِهِ أَسْلَى مَا تَكُونُ عَنْهُ.(3/113)
746 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا الرِّيَاشِيُّ لِبَعْضِ بَنِي الْعَنْبَرِ:
(تَهِيجُ مَنَازِلُ الاموات وَجْدًا ... وَيَحْدُثُ عِنْدَ رُؤْيَتِهَا اكْتِئَابُ)
(مَنَازِلٌ لَا تُجِيبُكَ حِينَ تَدْعُو ... وَعَزَّ عَلَيْكَ أَنَّكَ لَا تُجَابُ)
(وَكَيْفَ يُجِيبُ مَنْ نَدْعُوهُ مَيْتًا ... تَضَمَّنَهُ الْجَنَادِلُ وَالتُّرَابُ)(3/114)
747 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ قرأ عَلَى قَبْرٍ:
(أَتَعْمَى عَنِ الدُّنْيَا وَأَنْتَ بَصِيرُ ... وَتَجْهَلُ مَا فِيها وَأَنْتَ خَبِيرُ)
(وَتُصْبِحُ تَبْنِيهَا كَأَنَّكَ خَالِدٌ ... وَأَنْتَ غَدًا عَمَّا بَنَيْتَ تَسِيرُ)
(فَلَوْ كَانَ يَنْهَاكَ الَّذِي أَنْتَ عَارِفٌ ... لَقَدْ كَانَ فِيمَا قَدْ بَلَوْتَ نَذِيرُ)
(مَتَى أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَ شَيْئًا فَلَمْ ... يَكُنْ لَهُ مُخْبِرٌ أَنَّ الْبَقَاءَ يَسِيرُ)
(فَدُونَكَ فَاصْنَعْ كُلَّ مَا أَنْتَ صَانِعٌ ... فَإِنَّ بُيُوتَ الْمُتْرَفِينَ قُبُورُ)(3/114)
748 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: [ص:115] كُنَّا عِنْدَ الْأَصْمَعِيِّ، فَسُئِلَ: مَاذَا أَرَادَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِقَوْلِهِ:
(أَوْلَادُ جَفْنَةَ حَوْلَ قَبْرِ أَبِيهِمْ ... قَبْرِ ابْنِ مَارِيَةَ الْكَرِيمِ الْمُفْضَلِ)
مَا فِي هَذَا مِمَّا يَمْدَحُهُمْ به؟ قال: أرادأنهم مُلُوكٌ حُلُولٌ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، وَهُمْ أَهْلُ مَدَرٍ وَلَيْسُوا بِأَهْلِ عَمَدٍ يَنْتَقِلُونَ.(3/114)
749 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُمَحِيُّ، نَا الْمُغِيرَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدٍ فِي إِسْنَادٍ لَهُ؛ قَالَ: [ص:116] كَانَ نُعَيْمَانُ الْأَنْصَارِيُّ يَدُورُ فِي أَسْوَاقِ الْمَدِينَةِ، فَإِذَا دَخَلَ السُّوقَ طُرْفَةٌ مِنْ رُطَبٍ أَوْ فَاكِهَةٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ، اشْتَرَاهُ فَأَهْدَاهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ فَقِيرًا، فَإِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ؛ رَاحَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ صَاحِبُ الْحَقِّ، فَيَقُولُ: يَا نَبِيَّ اللهِ! أَعْطِ هَذَا حَقَّهُ مِنْ ثَمَنِ كَذَا وَكَذَا. فَيَقُولُ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَ مَا أَهْدَيْتَهُ إِلَيْنَا يَا نُعَيْمَانُ؟ !» فَيَقُولُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ؛ مَا مَعِي قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ فَلَمْ تَطِبْ نَفْسِي أَنْ أَجُوزَهُ وَأَدَعَهُ أَوْ يَشْتَرِيَهُ أَحَدٌ فَيَأْكُلُهُ قَبْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَيَضْحَكُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَأْمُرُ لَهُ بِدَفْعِ حَقِّ الرَّجُلِ إِلَيْهِ
آخر الجزء الخامس، يتلوه السادس إن شاء الله والحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
__________
[إسناده مظلم] .(3/115)
بسم الله الرحمن الرحيم
الْجُزْءُ السَّادِسُ
مِنْ كِتَابِ «الْمُجَالَسَةِ وَجَوَاهِرِ الْعِلْمِ»
صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
أخبرنا الشيخ أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذنا؛ قالا: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي؛ قال البوصيري: قراءة عليه وأنا أسمع، وقال الأرتاحي: إجازة؛ قال: نا أبو القاسم عبد العزيز بن أبي محمد الحسن بن إسماعيل الضراب؛ قال: أخبرني أبي أبو محمد الحسن بن إسماعيل الضراب قراءة عليه وأنا أسمع؛ قال: أنا القاضي أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد بن مالك الدينوري قراءة عليه وأنا أسمع:(3/121)
750 - نَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عبيد اللهِ الْمُنَادِي، نَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص:122]: «كَتَبَ اللهُ تَعَالَى عَلَى كُلِّ نَفْسٍ حَظًّا مِنَ الزِّنَا»
__________
[إسناده جيد] .(3/121)
751 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ: أَنَّ رِفْقَةً مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ كَانُوا فِي سَفَرٍ، فَلَمَّا قَدِمُوا؛ قالوا: يارسول اللهِ! مَا رَأَيْنَا أَحَدًا بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلَ مِنْ فُلَانٍ، يَصُومُ النَّهَارَ، فَإِذَا نَزَلْنَا؛ قَامَ يُصَلِّي حَتَّى نَرْتَحِلَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ [ص:123] كَانَ يَمْهَنُ لَهُ أَوْ يَكْفِيهِ أَوْ يَسْعَى لَهُ؟» . قَالُوا: نَحْنُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّكُمْ أَفْضَلُ مِنْهُ»
__________
[إسناده ضعيف] .(3/122)
752 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ، نَا أَبِي، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ؛ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ: خِيَارُكُمُ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ مِنْ دُنْيَاهُمْ لِآخِرَتِهِمْ، وَمِنْ آخِرَتِهِمْ لِدُنْيَاهُمْ.(3/123)
753 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ؛ قَالَ: لَقِيَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ رَجُلًا، فَقَالَ لَهُ: مَا تَصْنَعُ؟ قَالَ: أَتَعَبَّدُ. قَالَ: مَنْ يَعُولُكَ؟ قَالَ: أَخِي. قَالَ: أَخُوكَ أَعْبَدُ مِنْكَ.(3/123)
754 - حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُبُلِيُّ؛ قَالَ: [ص:126] سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، فَقُلْتُ: مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ جَلَسَ فِي بَيْتِهِ أَوْ فِي مَسْجِدِهِ وَقَالَ: لَا أَعْمَلُ شَيْئًا حَتَّى يَأْتِيَنِي رِزْقِي؟ فَقَالَ أَحْمَدُ: هَذَا [ص:127] رَجُلٌ جَهِلَ الْعِلْمَ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «جَعَلَ اللهُ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي» (يَعْنِي: الْغَنَائِمَ) ، وَحَدِيثَهُ الْآخَرَ حِينَ ذَكَرَ الطَّيْرَ، فَقَالَ: «تَغْدُوا خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا؟» ! فَذَكَرَ أَنَّهَا تغدو فِي طَلَبِ الرِّزْقِ. وَقَالَ الله تبارك وتعالى: (وَءَاخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللهِ) [المزمل: 20] . وَقَالَ: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ ربكم} [البقرة: 198] . وَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَّجِرُونَ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَيَعْمَلُونَ فِي نَخِيلِهِمْ، وَالْقُدْوَةُ بِهِمْ.(3/123)
755 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كُنْتُ فِي الدَّارِ وَقْتَ أُدْخِلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ مِنَ الْعُلَمَاءِ، [ص:128] فَلَمَّا مُدَّ أَحْمَدُ لِيُضْرَبَ بِالسَّوْطِ، دَنَا مِنْهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! أَنَا رَسُولُ خَالِدٍ الْحَدَّادِ مِنَ الْحَبْسِ، وَيَقُولُ لَكَ: اثْبُتْ عَلَى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَجْزَعَ مِنَ الضَّرْبِ؛ فَإِنِّي قَدْ ضُرِبْتُ أَلْفَ حَدٍّ فِي الشَّيْطَانِ، وَأَنْتَ تُضْرَبُ فِي اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.(3/127)
756 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الآجُرِّيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، عَنْ حَجَّاجٍ الْأَعْوَرِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: أَوْحَشَتِ الْبِلَادُ وَاسْتَوْحَشَتْ، وَلَا أَرَاهَا تَزْدَادُ إِلَّا وَحْشَةً.(3/128)
757 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ اللَّجْلَاجِ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص:129] قَالَ [لِي] أَبِي: يَا بُنَيَّ! إِذَا مُتُّ؛ فَضَعْنِي فِي اللَّحْدِ، وَقُلْ: بِسْمِ اللهِ وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسُنَّ عَلَيَّ التُّرَابَ سَنًّا، وَاقْرَأْ عِنْدَ رَأْسِي بِفَاتِحَةِ الْبَقَرَةِ وَخَاتِمَتِهَا؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ ذَلِكَ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/128)
758 - حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، نَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ: أَنَّهُ أَنْشَدَهُ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ لِصَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ مات:
(ألايا رَسُولَ اللهِ كُنْتَ رَجَاءَنَا ... وَكُنْتَ بِنَا بَرًّا وَلَمْ تَكُ جَافِيَا)
(وَكَانَ بِنَا برا رؤوفا نَبِيُّنَا ... لِيَبْكِ عَلَيْكَ الْيَوْمَ مَنْ كَانَ بَاكِيَا)
(كَأَنَّ عَلَى قَلْبِي لِذِكْرِ مُحَمَّدٍ ... وَمَا خِفْتُ مِنْ بَعْدِ النَّبِيِّ الْمَكَاوِيَا)
(أَفَاطِمُ يُصَلِّي اللهُ رَبُّ مُحَمَّدٍ ... عَلَى جَدَثٍ أَمْسَى بِيَثْرِبَ ثَاوِيَا [ص:130])
(فِدَاءً لِرَسُولِ اللهِ أُمِّي وَخَالَتِي ... وَعَمِّي وَنَفْسِي قَصْرَةً وعياليا)
(صدقت وبلغت الرسالة صَادِقًا ... وَمُتَّ صَلِيبَ الدِّينِ أَبْلَجَ صَافِيَا)
(فَلَوْ أَنَّ رَبَّ النَّاسِ أَبْقَاكَ بَيْنَنَا ... سَعِدْنَا وَلَكِنْ أَمْرُهُ كَانَ مَاضِيَا)
(أَرَى حَسَنًا أَيْتَمْتَهُ وَتَرَكْتَهُ ... يَبْكِي وَيَدْعُو جَدَّهُ الْيَوْمَ نَائِيَا)
(عَلَيْكَ مِنَ اللهِ السَّلَامُ تَحِيَّةً ... وَأُدْخِلْتَ جَنَّاتٍ مِنَ الْعَدْنِ رَاضِيَا)(3/129)
758 - / م - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(لَوْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ آيَاتٌ مُبَيَّنَةٌ ... كَانَتْ بديهته تنبئك بالخبر)(3/130)
759 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: [ص:131] قَرَأْتُ فِي زَبُورِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ذَكَرَ نَبِيَّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ يَجُوزُ مِنَ الْبَحْرِ إِلَى الْبَحْرِ، وَمِنْ لَدُنِ الْأَنْهَارِ إِلَى مُنْقَطَعِ الْأَرْضِ، وَأَنَّهُ تَخِرُّ أَهْلُ الْجَزَائِرِ بَيْنَ يَدَيْهِ عَلَى رُكَبِهِمْ، وَيلْحَسُ أَعْدَاؤُهُ التُّرَابَ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْهِ، وَتَدِينُ لَهُ الْأُمَمُ بِالطَّاعَةِ وَالِانْقِيَادِ؛ لِأَنَّهُ يُخَلِّصُ الْمُضْطَهَدَ مِمَّنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ، وَيَرْأَفُ بِالضُّعَفَاءِ وَالْمَسَاكِينِ، ويصلي عَلَيْهِ فِي كُلِّ وَقْتٍ، وَيُبَارِكُ عَلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ، وَيَدُومُ ذِكْرُهُ مَعَ ذِكْرِ اللهِ تَعَالَى إِلَى الْأَبَدِ
__________
[إسناده واه جداً] .(3/130)
760 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ فُلَيْحٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ خَرَجَ غَازِيًا إِلَى بَلَدِ الرُّومِ مَعَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، فَلَمَّا رَكِبَ رَاحِلَتَهُ؛ أَنْشَأَ يَقُولُ:
(إِذَا بَلَّغْتَنِي وَحَمَلْتَ رَحْلِي ... مَسِيرَةَ أَرَبِعٍ بَعْدَ الْحِسَاءِ)
(فَزَادَكَ أَنْعُمًا وَخَلَاكَ ذَمٌّ ... وَلَا أَرْجِعْ إِلَى أَهْلِي وَرَائِي)
(وَآبَ الْمُسْلِمُونَ وَغَادَرُونِي ... بِأَرْضِ الرُّومِ مُحْتَبَسَ الثِّوَاءِ)
(هُنَالِكَ لَا أُبَالِي نَخْلَ بَعْلٍ ... وَلَا سقي وَإِنْ عَظُمَ الْإِتَاءِ)
يَقُولُ: إِذَا اسْتُشْهِدْتُ؛ لَمْ أُبَالِي بِمَا تَرَكْتُ مِنْ عِذْيِ النَّخْلِ وَسَقْيِهِ.(3/132)
761 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الحربي، نَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: [ص:134] أَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ اشْتَرَى حُلَّةً بِأَلْفٍ، فَكَانَ يَقُومُ فِيهَا بالليل إِلَى الصَّلَاةِ.(3/133)
762 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَكْرٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: [ص:135] كَانَ عِنْدَنَا صَيَّادٌ يَصْطَادُ النِّينَانَ، فَكَانَ يَخْرُجُ فِي الْجُمُعَةِ، لَا يَمْنَعُهُ مَكَانُ الْجُمُعَةِ مِنَ الْخُرُوجِ، فَخُسِفَ بِهِ وَبِبَغْلَتِهِ، فَخَرَجَ النَّاسُ وَقَدْ ذَهَبَتْ بَغْلَتُهُ فِي الْأَرْضِ؛ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا أُذُنَاهَا وَذَنَبُهَا.(3/134)
763 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَدْرٍ، نَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ قَوْمًا كَانُوا فِي سَفَرٍ لَا يَسْتَنْزِلُونَ اللهَ إِذَا نَزَلُوا، وَلَا يَسْتَجْمِعُونَ عَلَى إِمَامٍ، فَعُمِيَتْ أَبْصَارُهُمْ، فَنُودُوا: ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمْ لَا تَسْتَنْزِلُونَ اللهَ إِذَا نَزَلْتُمْ، وَلَا تَسْتَجْمِعُونَ عَلَى إِمَامٍ؛ فَتَابُوا إِلَى اللهِ وَتَضَرَّعُوا، فَرَدَّ اللهُ عَلَيْهِمْ أَبْصَارَهُمْ.(3/135)
764 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدَّوْلَابِيُّ، نَا شُرَيْكٌ، عَنْ مَرْزُوقٍ مَوْلَى التَّيْمِيِّينَ، عَنْ مُجَاهِدٍ: أَنَّ قَوْمًا خَرَجُوا فِي سَفَرٍ حِينَ حَضَرَتِ الْجُمُعَةِ؛ فَاحْتَرَقَ عَلَيْهِمْ خِبَاءُهُمْ نَارًا مِنْ غَيْرِ نَارٍ يَرَوْنَهَا.(3/136)
765 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ؛ قَالَ: [ص:137] لَيْسَتِ اللَّعَنةُ بِسَوَادٍ يُرَى فِي الْوَجْهِ، وَلَكِنْ إِنَّمَا هُوَ أَنْ لَا تَخْرُجَ مِنْ ذَنْبٍ إِلَّا وَقَعْتَ فِي ذَنْبٍ.(3/136)
766 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: مَنْ عَمِلَ بِالْمَعَاصِي؛ فَقَدِ انْتَقَمَ اللهُ مِنْهُ.(3/137)
767 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ الدَّيْنَوَرِيُّ، حَدَّثَنَا الْمَازِنِيُّ أَبُو عُثْمَانَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَتْ أَعْرَابِيَّةٌ مِنْ بَنَاتِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ لِلْمَنْصُورِ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِي الْعَبَّاسِ: أَعْظَمَ اللهُ أَجْرَكَ فِي أَخِيكَ، لَا مُصِيبَةَ عَلَى الْأُمَّةِ أَعْظَمُ مِنْ مُصِيبَتَكَ، وَلَا عِوَضَ لَهَا أَعْظَمُ مِنْ خِلَافَتِكَ.(3/137)
768 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، نَا الْمُعَلَّى بْنُ أَيُّوبَ؛ قَالَ: [ص:138] عَزَّى رَجُلٌ هَارُونَ الرَّشِيدَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! كَانَ لَكَ الْأَجْرُ لَا بِكَ، وَكَانَ لَكَ الْعَزَاءُ لَا عَنْكَ.(3/137)
769 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: مَرَرْتُ بِأَعْرَابِيَّةٍ وَبَيْنَ يَدَيْهَا شَابٌّ فِي السِّيَاقِ، ثُمَّ رَجَعْتُ وَبَيْنَ يَدَيْهَا قَدَحٌ مِنْ سُوَيْقٍ تَشْرَبُهُ، فَقُلْتُ لَهَا: مَا فَعَلَ الشَّابُّ؟ فَقَالَتْ: وَارَيْنَاهُ. فَقُلْتُ: مَا هَذَا السَّوِيقُ؟ فَقَالَتْ:
(عَلَى كُلِّ حَالٍ يَأْكُلُ الْقَوْمُ زَادَهُمْ ... عَلَى الْبُؤْسِ وَالْبَلْوَى وفي الحدثان)(3/138)
770 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ، نَا أَبِي، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: [ص:139] كَانَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ الله عنه إذا عَزَّى رَجُلًا؛ قَالَ: لَيْسَ من الْعَزَاءِ مُصِيبَةٌ، وَلَا مَعَ الْجَزَعِ فَائِدَةٌ، الْمَوْتُ أَهْوَنُ مَا قَبْلَهُ وَأَشَدُّ مَا بَعْدَهُ، اذْكُرُوا فَقْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَصْغُرُ مُصِيبَتُكُمْ، وَأَعْظَمَ اللهُ أُجُورَكُمْ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/138)
771 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبِي لِغَيْرِهِ:
(اصْبِرْ لِكُلِّ مُصِيبَةٍ وَتَجَلَّدِ ... وَاعْلَمْ أَنَّ الْمَرْءَ غَيْرُ مُخَلِّدِ)
(فَإِذَا ذَكَرْتَ مُصِيبَةً تَسْلُو بِهَا ... فَاذْكُرْ مُصَابَكَ بِالنَّبِيِّ مُحَمَّدِ)(3/139)
772 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبْعِيُّ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ:
(إِذَا أَنْتَ لَمْ تَسْلُ اصطبارا وحسبة ... سلوت على الْأَيَّامِ مِثْلَ الْبَهَائِمِ)(3/140)
272 - / 1 - وَأَنْشَدَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ لِغَيْرِهِ:
(أَمَالِكُ إِنَّ الْحُزْنَ أَحْلَامُ نَائِمٍ ... وَمَهْمَا يَدُمْ فَالْوَجْدُ لَيْسَ بِدَائِمِ)
(تَأَمَّلْ رُوَيْدًا هَلْ تَعُدَّنَّ سَالِمًا ... إِلَى آدَمَ أَمْ هَلْ تُعَدُّ ابْنُ سَالِمِ)(3/140)
772 - / 2 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ؛ أَنَّهُ كَانَ يَتَمَثَّلُ [ص:141]:
(إِذَا سَارَ مِنْ خَلْفِ امْرِئٍ وَأَمَامَهُ ... وَأُوحِشَ مِنْ جِيرَانِهِ فَهُوَ سَائِرُ)(3/140)
773 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ، نَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو قَحْذَمٍ: وَقَفَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ عَلَى قَبْرِ مُعَاوِيَةَ؛ فَتَمَثَّلَ:
(وَمَا الدَّهْرُ وَالْأَيَّامُ إِلَّا كَمَا أَرَى ... رَزِيَّةَ مَالٍ أَوْ فراق حبيب)
773 / م - قال: وأنشدنا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ لِغَيْرِهِ:
(وَمَا نَحْنُ إِلَّا مِثْلُهُمْ غَيْرَ أَنَّنَا ... أَقَمْنَا قَلِيلًا بَعْدَهُمْ وَتَقَدَّمُوا)(3/141)
774 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا:
(وَإِذَا قِيلَ مَاتَ يَوْمًا فُلَانٌ ... رَاعَنَا ذَاكَ سَاعَةَ مَا نُحِيرُ)
(نَذْكُرُ الْمَوْتَ عِنْدَ ذَاكَ وَنَنْسَاهُ ... إِذَا غَيَّبَتْهُ عَنَّا الْقُبُورُ)(3/141)
774 - / 1 - قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ لِلنَّابِغَةِ:
(حَسْبُ الْخَلِيلَيْنِ أَنَّ الْأَرْضَ بَيْنَهُمَا ... هَذَا عَلَيْهَا وَهَذَا تَحْتُهَا بَالِي)(3/142)
774 - / 2 - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، أَنْشَدَنَا أَبُو زَيْدٍ لِفَضَالَةَ بْنِ شُرَيْكٍ فِي نِسَاءِ بَنِي حَرْبٍ لَمَّا مُتْنَ:
(رَمَى الْحَدَثَانُ نِسْوةَ آلِ حَرْبٍ ... بِمِقْدَارٍ سَمَدْنَ لَهُ سُمُودَا)
(فَرَدَّ شُعُورَهُنَّ السُّودَ بِيضًا ... وَرَدَّ وُجُوهَهُنَّ الْبِيضَ سُودَا)(3/142)
775 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ؛ قَالَ: قَالَ الْوَاقِدِيُّ: [ص:144] قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ يَوْمًا لِعُبَيْدِ بْنِ شَرِيَّةَ الْجُرْهُمِيّ: أَخْبِرْنِي بِأَعْجَبِ شَيْءٍ رَأَيْتَهُ. قَالَ: إِنِّي نَزَلْتُ بِحَيٍّ مِنْ قُضَاعَةَ، فَخَرَجُوا بِجِنَازَةِ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ يُقَالُ لَهُ: حُرَيْثٌ، وَخَرَجْتُ مَعَهُمْ، حَتَّى إِذَا وَارَوْهُ فِي حُفْرَتِهِ؛ تَنَحَّيْتُ جَانِبًا عَنِ الْقَوْمِ وعيناني تَذْرِفَانِ بِالْبُكَاءِ، ثُمَّ تَمَثَّلْتُ بِأَبْيَاتٍ مِنَ الشِّعْرِ كُنْتُ أَرْوِيهَا قَبْلَ ذَلِكَ بِزَمَانٍ طَوِيلٍ:
(اسْتَقْدِرِ اللهَ خَيْرًا وَارْضَيَنَّ بِهِ ... فَبَيْنَمَا الْعُسْرُ إِذْ دَارَتْ مَيَاسِيرُ)
(وَبَيْنَمَا المرء في دُنْيَاهُ مُغْتَبِطًا ... إِذْ صَارَ فِي الرَّمْسِ تعْفُوهُ الْأَعَاصِيرُ)
(يَبْكِي الْغَرِيبُ عَلَيْهِ لَيْسَ يعرفه ... وذو قَرَابَتِهِ فِي الْحَيِّ مَسْرُورُ)
[ص:145] قَالَ: وَإِلَى جَانِبِي رَجُلٌ يَسْمَعُ مَا أَقُولُ، فقال لي: يَا عَبْدَ اللهِ هَلْ لَكَ عِلْمٌ بِقَائِلِ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ؟ قُلْتُ: لَا وَاللهِ؛ إِلَّا أَنِّي أَرْوِيهَا مُنْذُ زَمَانٍ. فَقَالَ: وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ؛ إِنَّ قَائِلَهَا لَصَاحِبُنَا الَّذِي دَفَنَّاهُ آنِفًا السَّاعَةَ، وَهَذَا الَّذِي تَرَاهُ ذُو قَرَابَتِهِ أَسَرُّ النَّاسِ بِمَوْتِهِ، وَأَنْتَ الْغَرِيبُ تَبْكِي عَلَيْهِ كَمَا وَصَفْتَ. فَعَجِبْتُ لِمَا ذَكَرَ فِي شِعْرِهِ وَالَّذِي صَارَ إِلَيْهِ مِنْ قَوْلِهِ، كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى مَكَانِهِ مِنْ جِنَازَتِهِ، فَقُلْتُ: إِنَّ الْبَلَاءَ مُوَكَّلُ بِالْمَنْطِقِ، فَذَهَبَتْ مَثَلًا.(3/142)
776 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنِ ابْنِ السَّمَّاكِ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى هَارُونَ الرَّشِيدِ، فَقَالَ لَهُ: عِظْنِي. فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! لَوْ مُنِعَ عَنْكَ الْمَاءُ سَاعَةً وَاحِدَةً كُنْتَ تفتيدها بِالدُّنْيَا وَمَا فِيهَا؟ فَقَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! لَوْ مُنِعَ عَنْكَ الْبَوْلُ سَاعَةً وَاحِدَةً كنت تفتيدها بِالدُّنْيَا وَمَا فِيهَا؟ فَقَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! فَمَا تَصْنَعُ بِدُنْيَا لَا تَشْتَرِي بَوْلةً وَلَا شَرْبَةَ مَاءٍ؟ !(3/145)
777 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، نَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص:146]: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»
__________
[إسناده صحيح] .(3/145)
778 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: قَرَأْتُ في كتاب شعيا: قِيلَ لِي: قُمْ نَظَّارًا؛ فَانْظُرْ مَا تَرَى حَتَّى تُخْبِرَ بِهِ قَالَ: رَاكِبَيْنِ مُقْبِلَيْنِ، أَحَدُهُمَا عَلَى حِمَارٍ وَالْآخَرُ عَلَى جَمَلٍ، يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: سَقَطتْ بَابِلُ وَأَصْنَامُهَا الْمُسَخَّرَةُ. وَصَاحِبُ الْحِمَارِ الْمَسِيحُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَصَاحِبُ الْجَمَلِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَزَلْ فِي إِقْلِيمِ بَابِلَ مُلُوكٌ يَعْبُدُونَ الْأَوْثَانَ مِنْ لَدُنْ إِبْرَاهِيمَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] إِلَى مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَكَانَ سُقُوطُهُ عَلَى يَدَيْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
[إسناده واه جداً] .(3/147)
779 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَجُوزًا مِنْ عَجَائِزِ الْأَنْصَارِ تَقُولُ: [ص:149] رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَخْتَلِفُ إِلَى صِرْمَةَ بن قيس يتروى لهذه الْأَبْيَاتِ:
(ثَوَى فِي قُرَيْشٍ بِضْعَ عَشْرَةَ حِجَّةً ... يُذَكِّرُ لَا يَلْقَى صَدِيقًا مُوَاتِيَا)
(وَيَعْرِضُ فِي أَهْلِ الْمَوَاسِمِ نَفْسَهُ ... فَلَمْ يَرَ مَنْ يؤدي وَلَمْ يَرَ دَاعِيَا)
(فَلَمَّا أَتَانَا وَاسْتَقَرَّتِ النَّوَى ... وَأَصْبَحَ مَسْرُورًا بِطِيبَةَ رَاضِيَا)
(وَأَصْبَحَ لَا يَخْشَى ظُلَامَةَ ظَالِمٍ ... بَعِيدٍ وَلَا يَخْشَى مِنَ النَّاسِ بَاغِيَا)
(بَذَلْنَا لَهُ الْأَمْوَالَ مِنْ جَلِّ مَالِنَا ... وَأَنْفُسَنَا عِنْدَ الْوَغَى وَالتَّآسِيَا)
(نُعَادِي الَّذِي عَادَى مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ ... جَمِيعًا وَإِنْ كَانَ الْحَبِيبَ الْمُوَاسِيَا)
(وَنَعْلَمُ أَنَّ اللهَ لَا شَيْءَ غَيْرُهُ ... وَأَنَّ كِتَابَ اللهِ أَصْبَحَ هَادِيَا)
__________
[إسناده ضعيف] .(3/148)
780 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا سَهْلُ بْنُ خَاقَانَ بْنِ صَالِحٍ الْهَرَوِيُّ، نَا أَسْبَاطُ، نَا أَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص:150] للشهيد عندالله تَبَارَكَ وَتَعَالَى سِتَّ خِصَالٍ: الْأُولَى: أَوَّلُ قَطْرَةٍ تَسْقُطُ مِنْ دَمِهِ عَلَى الْأَرْضِ يُغْفَرُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ. وَالثَّانِيَةُ: يُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ مِنْ يَاقُوتَةٍ خَيْرٍ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا. وَالثَّالِثَةُ: يُشَفَّعُ فِي اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ. وَالرَّابِعَةُ: يُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنْ حُورِ الْعِينِ. وَالْخَامِسَةُ: أَمَانٌ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ. وَالسَّادِسَةُ: يَأْمَنُ مِنَ يَوْمِ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/149)
781 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ؛ قَالَ: [ص:151] كَانَ صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ يَقُولُ: إِذَا دَخَلْتُ بَيْتِي، وَأَكَلْتُ رَغِيفِي، وَشَرِبْتُ مِنَ الْمَاءِ؛ فَعَلَى الدُّنْيَا الْعَفَاءُ.(3/150)
782 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، نَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ؛ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، فَأَعْطَاهُ فِيَّ اثنى عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ؛ فَأَبَى أَنْ يَبِيعَنِي وَأَعْتَقَنِي؛ أَعْتَقَهُ اللهُ.(3/151)
783 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا ابْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي سَبْرَةٍ؛ قَالَ: [ص:152] بَاعَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ عِكْرِمَةَ مِنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِينَارٍ، فَقَالَ لَهُ عِكْرِمَةَ: مَا خير لك، بِعْتَ عِلْمَ أَبِيكَ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِينَارٍ! فَاسْتَقَالَهُ، فَأَقَالَهُ وَأَعْتَقَهُ.(3/151)
784 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ، نَا أَبِي، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: كَانَ مُوَرِّقٌ الْعِجْليُّ مِنَ الْعُبَّادِ الْمُجْتَهِدِينَ، فَقِيلَ لَهُ: أَكُلُّ حَالِكَ صَالِحٌ؟ قَالَ: وَدِدْتُ أَنَّ الْعُشْرَ مِنْهَا كَانَ صَالِحًا. وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ نَفْسِي، إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُصَلِّيَ وَلَا أَصُومُ. فَقَالَ: بِئْسَ مَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ، أَمَّا إذا ضعفت عَنِ الْخَيْرِ؛ فَاضْعُفْ عَنِ الشَّرِّ؛ فَإِنِّي [ص:153] أَفْرَحُ بِالنَّوْمَةِ أَنَامُهَا. قَالَ: وَرُبَّمَا دَخَلَ عَلَى بَعْضِ إِخْوَانِهِ، فَيَضَعُ عِنْدَهُمْ صُرَّةَ دَرَاهِمَ، فَيَقُولُ: أمسكوها حَتَّى أَعُودَ إِلَيْكُمْ. فَإِذَا خَرَجَ؛ قَالَ: أَنْتُمْ مِنْهَا فِي حِلٍّ.(3/152)
785 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ الْأَسْوَدِ؛ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: مَنْ يَدُلُّنِي عَلَى رَجُلٍ بَكَّاءٍ بِاللَّيْلِ بَسَّامٍ بِالنَّهَارِ؟ وَهُوَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ.(3/153)
786 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: بَاعَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ أَرْضًا لَهُ بِثَمَانِينَ أَلْفًا، فَقِيلَ لَهُ: لَوِ اتَّخَذْتَ لِوَلَدِكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ! فَقَالَ: أَنَا أَجْعَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ [ص:154] ذُخْرًا لِوَلَدِي مِنْ بَعْدِي، وَأَجْعَلُ هَذَا الْمَالَ ذُخْرًا لِي عِنْدَ اللهِ. وَقَسَمَ الْمَالَ عَلَى الْفُقَرَاءِ.(3/153)
787 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَفْصٍ الْقُرَشِيِّ؛ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِذَا تَوَضَّأَ اصْفَرَّ، فَيَقُولَ لَهُ أَهْلُهُ: مَا هَذَا الَّذِي يَعْتَادُكَ عِنْدَ الْوُضوُءِ؟ فَيَقُولُ: تَدْرُونَ بَيْنَ يَدِي مَنْ أُرِيدُ أَنْ أَقُومَ؟ !(3/154)
788 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: [ص:155] حَجَّ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، فَلَمَّا أَحْرَمَ وَاسْتَوَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ؛ اصْفَرَّ لَوْنُهُ، وَانْتَفَضَ، وَوَقَعَتْ عَلَيْهِ الرِّعْدَةُ، وَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُلَبِّيَ، فَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ لَا تُلَبِّي؟ فَقَالَ: أَخْشَى أَنْ أَقُولَ لَبَّيْكَ؛ فَيَقُولُ لِي: لَا لَبَّيْكَ. فَقِيلَ له: لابد مِنْ هَذَا. قَالَ: فَلَمَّا لَبَّى غُشِيَ عَلَيْهِ وَسَقَطَ مِنْ رَاحِلَتِهِ؛ فَلَمْ يَزَلْ يَعْتَرِيهِ ذَلِكَ حَتَّى قَضَى حَجَّهُ.(3/154)
789 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلَانِيُّ؛ قَالَ: [ص:156] قِيلَ لِأَعْرَابِيَّةٍ مَاتَ ابْنُهَا: مَا أَحْسَنُ عَزَاءَكَ! فَقَالَتْ: إِنَّ فَقْدِي إِيَّاهُ أَمَّنَنِي مِنَ الْمُصِيبَةِ بَعْدَهُ. ثُمَّ أَنْشَدَ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ فِي نَحْوِهِ:
(فَكُنْتُ عَلَيْهِ أَحْذَرُ الْمَوْتَ وَحْدَهُ ... فَلَمْ يَبْقَ لِي شَيْءٌ عَلَيْهِ أُحَاذِرُ)(3/155)
790 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ الصَّائِغُ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ؛ قَالَ: مَاتَ سُهَيْلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ، فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعْضُ عُمَّالِهِ يُعَزِّيهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ:
(حَسْبِي بَقَاءٌ اللهِ مِنْ كُلِّ مَيِّتٍ ... وَحَسْبِي بَقَاءُ اللهِ مِنْ كُلِّ هَالِكِ)
(إِذَا مَا لَقِيتُ اللهَ عَنِّي رَاضِيًا ... فَإِنَّ شِفَاءَ النَّفْسِ فِيمَا هُنَالِكَ)(3/156)
791 - حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ: أَنَّهُ عَزَّى بَعْضَ إِخْوَانِهِ، فَقَالَ لَهُ: إِنْ لَمْ تَكُنْ مُصِيبَتُكَ أَحْدَثَتْ فِي نَفْسِكَ مَوْعِظَةً، فَمُصِيبَتُكَ بِنَفْسِكَ أعظم.(3/157)
791 - / م - ثُمَّ أَنْشَدَ أَبُو قِلَابَةَ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ فِي مِثْلِهِ:
(وَإِنْ يَكُنْ مَا بِهِ أُصِبْتَ جَلِيلًا ... فَذَهَابُ الْعَزَاءِ فِيهِ أَجَلُّ)(3/157)
792 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ، نَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: [ص:158] عَزَّى شَبِيبُ بْنُ شَيْبَةَ الْمَهْدِيَّ فِي ابْنَتِهِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! مَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لَهَا مِمَّا عِنْدَكَ، وَثَوَابُ اللهِ خَيْرٌ لَكَ مِنْهَا.(3/157)
793 - حَدَّثَنَا ابنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو زَيْدٍ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ أَعْرَابِيٌّ:
(أَأَغْسِلُ رَأْسِي أَمْ تَطِيبُ مَشَارِبِي ... وَوَجْهُكَ مَعْفُورٌ وَأَنْتَ سَلِيبُ)
(نَسِيبُكَ مَنْ أَمْسَى يُوَارِيكَ طَرْفَهُ ... وَلَيْسَ لِمَنْ وَارَى التُّرَابَ نَسِيبُ)
(وَإِنِّي لَأَسْتَحْيِي أَخِي وَهُوَ مَيِّتٌ ... كَمَا كُنْتُ أَسْتَحْيِيهِ وَهُوَ قَرِيبُ)(3/158)
794 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَنْمَاطِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا سَعِيدٌ الْجَرْمِيُّ [ص:159]:
(أَمَّا الْقُبُورُ فَإِنَّهُنَّ أَوَانِسٌ ... بِجِوَارِ قَبْرِكَ وَالدِّيَارُ قُبُورُ)
(عَمَّتْ مُصِيبَتُهُ فَعَمَّ هَلَاكُهُ ... فَالنَّاسُ فِيهِ كُلُّهُمْ مَأْجُورُ)
(رَدَّتْ صَنَائِعُهُ إِلَيْهِ حَيَاتَهُ ... فَكَأَنَّهُ مِنْ نَشْرِهَا مَنْشُورُ)(3/158)
795 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، نَا لُقْمَانُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ؛ قَالَ: وَاللهِ! لَوْ أَنَّ الْوَحْشَ طَعِمَتْ طَعْمَ الْإِسْلَامَ مَا تَرَكَتْهُ أَبَدًا
__________
[إسناده ضعيف] .(3/159)
796 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ كَزَالٍ الْكَيَّالُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ، نَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ؛ قَالَ: كَأَنَّ الْقُلُوبَ لَيْسَتْ مِنَّا، وَكَأَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ يُعْنَى بِهِ غَيْرُنَا(3/159)
797 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، نَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ، نَا عِيسَى بْنُ مُسْلِمٍ الطَّهَوِيُّ، نَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ هِنْدٍ الْجَمَلِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: [ص:161] مَرَّ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِخَرَابٍ، فَقَالَ: يَا خرب الخربين! أَيْنَ أَهْلُكَ الْأَوَّلُونَ؟ فَأَجَابَهُ شَيْءٌ مِنْ نَاحِيَتِهَا: بَادُوا فَجِدَّ(3/160)
798 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ حَبِيبَ بْنَ حَجَرٍ يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: مَا أَحْسَنَ الْإِيمَانَ يُزَيِّنُهُ الْعِلْمُ! وَمَا أَحْسَنَ الْعِلْمَ يُزَيِّنُهُ الْعَمَلُ! وَمَا أَحْسَنَ الْعَمَلَ يُزَيِّنُهُ الرِّفْقُ! وَمَا أُضِيفَ شَيْءٌ إِلَى شَيْءٍ أَزْيَنَ [ص:162] مِنْ عِلْمٍ إِلَى حِلْمٍ.(3/161)
799 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَكْرٍ الْمُزَنِيِّ؛ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، فَشَتَمَهُ، فَسَكَتَ عَنْهُ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ وَلَحَّ وَالْأَحْنَفُ سَاكِتٌ، فَقَالَ الرجل: وا لهفاه! مَا يَمْنَعُهُ مِنَ الرَّدِّ عَلَيَّ إِلَّا هَوَانِي عَلَيْهِ.(3/162)
800 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص:164] أَسْمَعَ رَجُلٌ الشعبي كلاما، فقل لَهُ الشَّعْبِيُّ: إِنْ كُنْتَ صَادِقًا؛ فَغَفَرَ اللهُ لِي، وَإِنْ كُنْتَ كَاذِبًا؛ فَغَفَرَ اللهُ لَكَ. ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:
(هَنِيئًا مريئا غَيْرَ دَاءٍ مُخَامِرٍ ... لِعَزَّةَ مِنْ أَعْرَاضِنَا مَا اسْتَحَلَّتِ)(3/162)
801 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، نَا أَبُو زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلَاءِ أَخِي أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ؛ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ: إِنِّي لَأَرْفَعُ نَفْسِي أَنْ يَكُونَ ذَنْبٌ أَوْزَنَ مِنْ حِلْمِي
__________
[إسناده ضعيف] .(3/164)
802 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: [ص:165] ذَكَرَ أَعْرَابِيٌّ رَجُلًا، فَقَالَ: كَانَ أَحْلَمَ مِنْ فَرْخِ طَائِرٍ.(3/164)
803 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِآخَرَ: وَاللهِ! لَئِنْ قُلْتَ وَاحِدَةً؛ لَتَسْمَعَنَّ عَشْرًا. فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: لَكِنْ لَوْ قُلْتَ عَشْرًا لَمْ تَسْمَعْ وَاحِدَةً.(3/165)
804 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ، نَا أَبُو عُثْمَانَ الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ وَأَبَا سُفْيَانَ بن الْعَلَاءِ يَقُولَانِ: [ص:166] قِيلَ لِلْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ: مِمَّنْ تَعَلَّمْتَ الْحِلْمَ؟ قَالَ: مِنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ الْمِنْقَرِيِّ، لَقَدِ اخْتَلَفْنَا إِلَيْهِ فِي الْحِلْمِ كَمَا نَخْتَلِفُ إِلَى الْفُقَهَاءِ فِي الْفِقْهِ. بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ وَهُوَ قَاعِدٌ بِفِنَائِهِ مُحْتَبٍ بِكِسَائِهِ؛ أَتَتْهُ جَمَاعَةٌ فِيهِمْ مَقْتُولٌ ومكتوف، فقالوا: هَذَا ابْنُكَ قَتَلَهُ ابْنُ أَخِيكِ. فَوَاللهِ! مَا حَلَّ حَبْوَتَهُ حَتَّى فَرَغَ مِنْ كَلَامِهِ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى ابْنٍ لَهُ فِي [ص:167] الْمَحْشِدِ، فَقَالَ: قُمْ؛ فَأَطْلِقْ عَنِ ابْنِ عَمِّكَ، وَوَارِي أَخَاكَ، وَاحْمِلْ إِلَى أُمِّهِ مِئَةً مِنَ الْإِبِلِ؛ فَإِنَّهَا غَرِيبَةٌ. وَأَنْشَأَ يَقُولُ:
(إِنِّي امْرُؤٌ لَا شَائِنٌ حَسَبِي ... دَنَسٌ يُعَيِّرُهُ وَلَا أَفَنُ)
(مِنْ مِنْقَرٍ فِي بَيْتِ مَكْرُمَةٍ ... وَالْغُصْنُ يَنْبُتُ حَوْلَهُ الْغُصُنُ)
(خُطَبَاءُ حِينَ يَقُولُ قَائِلُهُمْ ... بِيضُ الْوُجُوهِ أَعِفَّةٌ لُسُنُ)
(لَا يَفْطُنُونَ لِعَيْبِ جَارِهِمْ ... وَهُمْ بِحُسْنِ جِوَارِهِ فُطُنُ)(3/165)
804 - / م - وَقَالَ الشَّاعِرُ فِيهِ بَعْدَ مَوْتِهِ:
(عَلَيْكَ سَلَامُ اللهِ قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ ... وَرَحْمَتُهُ مَا شَاءَ أَنْ يَتَرَحَّمَا)
(تَحِيَّةَ مَنْ أَلْبَسْتَهُ مِنْكَ نِعْمَةً ... إِذَا زَارَ عَنْ شَحْطِ بِلَادِكَ سَلَّمَا)
(فَمَا كَانَ قَيْسُ هُلْكُهُ هُلْكُ وَاحِدٍ ... وَلَكِنَّهُ بُنْيَانُ قَوْمٍ تَهَدَّمَا)(3/167)
805 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي الْمَازِنِيُّ لِبَعْضِهِمْ [ص:168]:
(لَئِنْ كُنْتُ مُحْتَاجًا إِلَى الْحِلْمِ إِنَّنِي ... إِلَى الْجَهْلِ فِي بَعْضِ الْأَحَايِينِ أَحْوَجُ)
(وَلِي فَرَسٌ لِلْحِلْمِ بِالْحِلْمِ مُلْجَمٌ ... وَلِي فَرَسٌ لِلْجَهْلِ بِالْجَهْلِ مُسْرَجُ)
(فَمَنْ شَاءَ تَقْوِيمِي فَإِنِّي مُقَوَّمٌ ... وَمَنْ شَاءَ تَعْوِيجِي فَإِنِّي مُعَوَّجُ)
(وَمَا كُنْتُ أَرْضَى الْجَهْلَ خِدْنًا وَلَا أَخًا ... لَكِنَّنِي أَرْضَى بِهِ حِينَ أُحْوَجُ)
(أَلَا رُبَّمَا ضَاقَ الْفَضَاءُ بِأَهْلِهِ ... وَأَمْكَنَ مِنْ بَيْنِ الْأَسِنَّةِ مَخْرَجُ [ص:169])
(فَإِنْ قَالَ بَعْضُ النَّاسِ فِيهِ سَمَاجَةٌ ... فَقَدْ صَدَقُوا وَالذُّلُّ بِالْحُرِّ أَسْمَجُ)(3/167)
806 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبْعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ الْعَتَّابِيُّ: قَدِمْتُ عَلَى أَبِي دُلَفَ، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ كَتَبْتُ إِلَيْهِ رُقْعَةً أَنْتَجِزُ مِنْهُ حَاجَتِي، فَأَمَرَ لِي بِأَلْفِ دِينَارٍ وَكُسْوَةٍ، وَكَتَبَ إِليَّ: (أعجلتنا فأتاك عاجل بِرُّنَا ... قُلًّا وَلَوْ أَمْهَلْتَنَا لَمْ نُقْلِلِ)
(فَخُذِ الْقَلِيلَ وَكُنْ كَأَنَّكَ لَمْ تَسَلْ ... [شَيْئًا] وَنَكُونُ نَحْنُ كَأَنَّنَا لَمْ نَفْعَلِ)(3/169)
807 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ أَنَّهُ أَنْشَدَهُ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءَ:
(وَلَيْسَ الرِّزْقُ عَنْ طَلَبٍ حَثِيثٍ ... وَلَكِنْ أَلْقِ دَلْوَكَ فِي الدِّلَاءِ)
(تَجِيءُ بِمِلْئِهَا طَوْرًا وَطَوْرًا ... تَجِيءُ بِحَمْأَةٍ وَقَلِيلِ مَاءِ)(3/169)
807 - / م - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبِي [ص:170]:
(وَالْغَيْثُ يُحْرَمُهُ أُنَاسٌ سُغَّبٌ ... وَيَبِيتُ يَهْطِلُ فِي بِلَادٍ جِلِّقِ)
(وَالرِّزْقُ يخطي بَابَ عَاقِلِ قَوْمِهِ ... وَيَبِيتُ بَوَّابًا لِبَابِ الْأَحْمَقِ)(3/169)
808 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ؛ قَالَ: [ص:171] أَرْسَلَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ أَنْ يَكْتُبَ فِي دَارِهِ شَيْئًا يَتَبَرَّكُ بِهِ، فَلَمَّا دَخَلَ الدَّارَ؛ قَالَ: يَا غُلَامُ! اكُتُبْ: تَبْنُونَ مَا لَا تَسْكُنُونَ، وَتَجْمَعُونَ مَا لَا تَأْكُلُونَ، وَتَأْمَلُونَ مَا لَا تَبْلُغُونَ، وَاللهِ! لَا أَزِيدُكَ.(3/170)
809 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ التَّغْلِبِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ أَبُو مُسْلِمٍ، نَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عن زهير أَبِي الْمُنْذِرِ التَّمِيمِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص:174]: «يَخْرُجُ نَاسٌ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ إِلَى الْمَشْرِقِ؛ فَلَا يَجِدُونَ عَالِمًا أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ الْمَدِينَةِ أَوْ عَالِمِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ»
__________
[إسناده ضعيف] .(3/171)
810 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيَّ، نَا سُفْيَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:180] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. «مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَمُوتَ فِي الْمَدِينَةِ؛ فَلْيَفْعَلْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ مَاتَ بِالْمَدِينَةِ شَفَعْتُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
__________
[صحيح بطرقه وشواهده] .(3/174)
811 - حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيَّ يَقُولُ: مَا جَاءَنِي أَحَدٌ مِنْ بَغْدَادَ يطلب هَذَا الْأَمْرَ لِلَّهِ - يَعْنِي الْحَدِيثَ -؛ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ، سَأَلَنِي عَنْ حَدِيثَيْنِ.(3/180)
812 - حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ، نَا أَبُو الْوَلِيدِ، عَنْ شُعْبَةَ: إِنَّ هذا يَصُدُّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ؛ فهل أنتم منتهون؟ ! وحديث ابن عباس:(3/181)
813 - حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ، نَا أَبُو الْوَلِيدِ، نَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ أَبِي مَهْدِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص:182] مَا مِنْ عَامٍ؛ إِلَّا تَظْهَرُ بِدْعَةٌ، وَتَمُوتُ سُنَّةٌ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/181)
814 - حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ بِعَبَّادَانَ يَقُولُ: طَلَبْتُ هَذَا الْأَمْرَ لِغَيْرِ اللهِ؛ فَأَعْقَبَنِي إِلَى مَا تَرَوْنَ، وَكَانَ حَوَالَيْهِ خَلْقٌ.(3/182)
815 - حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ، نَا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، نَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ؛ قَالَ: لَيْلَةَ سَبْعٍ يَغِيبُ الْقَمَرُ نِصْفَ اللَّيْلِ.(3/182)
816 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حُذَيْفَةَ مُوسَى بْنَ مَسْعُودٍ [ص:183] يَقُولُ: كُنَّا إِذَا جَلَسْنَا إِلَى الثَّوْرِيِّ كَأَنَّ النَّارَ قَدْ أَحَاطَتْ بِنَا؛ لِمَا نَرَى مِنْ خَوْفِهِ وَجَزَعِهِ لِلْمَوْتِ.(3/182)
817 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، نَا أَبُو أُسَامَةَ؛ قَالَ كَانَ الثَّوْرِيُّ إِذَا جَلَسْنَا [مَعَهْ] إِنَّمَا نَسْمَعُ مِنْهُ: الْمَوْتَ! الْمَوْتَ! [ص:184] فَحَدَّثَنَا عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ؛ قَالَ: لَوْ كَانَ الْمَوْتُ عَلَمًا يُسْتَبَقُ إِلَيْهِ مَا سَبَقَنِي إِلَيْهِ أَحَدٌ؛ إِلَّا أَنْ يَسْبِقَنِي رَجُلٌ بِفَضْلِ قُوَّةٍ. قَالَ: فَمَا زَالَ الثَّوْرِيُّ يُحِبُّ خَالِدَ بْنَ مَعْدَانَ مُنْذُ بَلَغَهُ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْهُ.(3/183)
818 - قَالَ: أَنْشَدَنَا الْمُبَرِّدُ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ:
(لن يذرك الْمَجْدَ أَقْوامٌ ذَوُو كَرَمٍ ... حَتَّى يَذِلُّوا وَإِنْ عَزُّوا لِأَقْوَامِ)
(وَيُشْتَمُوا فَتَرَى الْأَلْوَانَ مُشْرِقَةً ... لَا صَفْحَ ذُلٍّ وَلَكِنْ صَفْحُ أَحْلَامِ)(3/184)
819 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: سُئِلَ لُقْمَانُ الْحَكِيمُ: أَيُّ عَمَلِكَ أَوْثَقُ فِي نَفْسِكَ؟ قَالَ: تَرْكِي مَا لَا يَعْنِينِي.(3/184)
820 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ: الْحَزْمُ فِي الْأُمُورِ: حِفْظُ مَا كُلِّفْتَ، وَتَرْكُ مَا كُفِيتَ.(3/185)
821 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ الْمُطَّوِعِيُّ، نَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ: بِمَ سُدْتَ قَوْمَكَ - وَأَرَادَ عَيْبَهُ -؟ فَقَالَ الْأَحْنَفُ: بِتَرْكِي مِنْ أَمْرِكَ مَا لَا يَعْنِينِي، كَمَا أَعْنَاكَ مِنْ أَمْرِي مَا لَا يَعْنِيكَ.(3/185)
821 - / م - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ؛ قَالَ: قَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: مَا دَخَلْتُ بَيْنَ اثْنَيْنِ قَطُّ حَتَّى يَكُونَا هُمَا الَّذَيْنِ يدخلاني في أمرهما، وَلَا أُقِمْتُ مِنْ مَجْلِسٍ قَطُّ، وَلَا [ص:186] حُجِبْتُ عَنْ بَابٍ قَطُّ، يَقُولُ: لَا أَجْلِسُ إِلَّا مَجْلِسًا أَعْلَمُ أَنَّي لَا اقام عَنْ مِثْلِهِ، وَلَا أَقِفُ عَلَى بَابٍ أَخَافُ أَنْ أُحْجَبَ عَنْ صَاحِبِهِ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَقَالَ: إِنِّي مَا رُدِدْتُ عَنْ حَاجَةٍ قَطُّ. قِيلَ لَهُ: وَلِمَ؟ قَالَ: لِأَنِّي لَا أَطْلُبُ الْمُحَالَ.(3/185)
822 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ: قَالَ لُقْمَانُ الْحَكِيمُ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ! لَا تَأْكُلْ إِلَّا أَطْيَبَ الطَّعَامِ، وَلَا تَنَمْ إِلَّا عَلَى لَيِّنِ الْفِرَاشِ - يَعْنِي بِذَلِكَ أَنْ يَصُومَ وَيُصَلِّي - فَإِذَا صَامَ؛ طَابَ لَهُ الطَّعَامُ، وَإِذَا صَلَّى حَتَّى غَلَبَهُ النَّوْمُ؛ لَانَ عَلَيْهِ الْفِرَاشُ.(3/186)
823 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: [ص:187] سَأَلَ عَمْرُو بْنَ الْعَاصِ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: مَا الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: تَرْكُ اللَّذَّةِ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/186)
824 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ سُئِلَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: مَا الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: الْعِفَّةُ وَالْحِرْفَةُ.(3/187)
825 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ؛ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ [ص:188] لَيْسَ مِنَ الْمُرُوءَةِ كَثْرَةُ الِالْتِفَاتِ فِي الطَّرِيقِ. وَيُقَالُ: سُرْعَةُ المشيء تُذْهِبُ بَهَاءَ الْمُؤْمِنِ(3/187)
826 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَزَّازُ، نَا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ؛ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ: مَا شَيْءٌ أَشَدُّ مِنْ حَمْلِ الْمُرُوءَةِ. قِيلَ: وَأَيُّ شَيْءٍ هِيَ الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: لَا تَعْمَلُ شَيْئًا في السر تستحي مِنْهُ فِي الْعَلَانِيَةِ.(3/188)
827 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص:189] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: ثَلَاثَةٌ يُحْكَمُ لَهُمْ بِالْمُرُوءَةِ حَتَّى يَتَكَلَّمُوا: رَجُلٌ رَأَيْتَهُ رَاكِبًا، أَوْ شَمَمْتَ مِنْهُ رَائِحَةً طَيِّبَةً، أَوْ سَمِعْتَهُ يُعْرِبُ. وَثَلَاثَةٌ يُحْكَمُ لَهُمْ بِالدَّنَاءَةِ حَتَّى يُعْرَفُوا: رَجُلٌ يَتَكَلَّمُ بِالْفَارِسِيَّةِ فِي مِصْرٍ عَرَبِيٍّ، وَرَجُلٌ رَأَيْتَهُ عَلَى طَرِيقٍ يُنَازِعُ فِي الْقَدَرِ، وَرَجُلٌ شَمَمْتَ مِنْهُ رَائِحَةَ نَبِيذٍ.(3/188)
828 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدنيا، عن أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ؛ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْحَارِثِيُّ: أَوَّلُ الْمُرُوءَةِ طَلَاقَةُ الْوَجْهِ، وَالثَّانِي التَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ، وَالثَّالِثُ قَضَاءُ الْحَوَائِجِ، وَمَنْ فَاتَهُ حَسَبُ نَفْسِهِ؛ لَمْ يَنْفَعْهُ حَسَبُ أَبِيهِ (يُرِيدُ الدِّينَ) .(3/189)
829 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: أُتِيَ الْمَنْصُورُ بِرَجُلٍ يُعَاقِبُهُ عَلَى شَيْءٍ بَلَغَهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ [ص:190] الْمُؤْمِنِينَ! الِانْتِقَامُ عَدْلٌ وَالتَّجَاوُزُ فَضْلٌ، وَنَحْنُ نُعِيذُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِاللهِ أَنْ يَرْضَى لِنَفْسِهِ بِأَوْكَسِ النَّصِيبَيْنِ دُونَ أَنْ يَبْلُغَ أَرْفَعَ الدَّرَجَتَيْنِ. قَالَ: فَعَفَا عَنْهُ.(3/189)
830 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ السُّكَّرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: أَتَى الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ، فَكَلَّمَهُ فِي قَوْمٍ حَبَسَهُمْ، فَقَالَ: أَصْلَحَ اللهُ الأمير! إن كان حُبِسُوا فِي بَاطِلٍ؛ فَالْحَقُّ يَسَعُهُمْ وَيُخْرِجُهُمْ، وَإِنْ كَانُوا حُبِسُوا بِحَقٍّ؛ فَالْعَفْوُ يَسَعُهُمْ.(3/190)
831 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمَخْزُومِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابن أَخِي الْأَصْمَعِيِّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: [ص:191] أَخَذَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ رَجُلًا وَأَرَادَ قَتْلَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنَّكَ أَعَزُّ مَا تَكُونُ أَحْوَجُ مَا تَكُونُ إِلَى اللهِ؛ فَاعْفُ لَهُ؛ فَإِنَّكَ بِهِ تُعَانُ، وَإِلَيْهِ تُعَادُ. فَخَلَّى سَبِيلَهُ.(3/190)
832 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: أَخَذَ بَعْضُ الْأُمَرَاءِ رَجُلًا يُعَاقِبُهُ، فَقَالَ لَهُ: إِنْ عَاقَبْتَ جَازَيْتَ، وَإِنْ عَفَوْتَ أَحْسَنْتَ، وَالْعَفْوُ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى.(3/191)
833 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا الرِّيَاشِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ وَأَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلَاءِ؛ قَالَا: [ص:192] أَخَذَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ الْمُخْتَارِ، فَأَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِهِ، فَقَالَ لَهُ: ايها الْأَمِيرُ! مَا أَقْبَحَ بِكَ أَنْ أَقُومَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى صُورَتِكَ هَذِهِ الْحَسْنَاءِ وَوَجْهِكَ هَذَا الَّذِي يُسْتَضَاءُ بِهِ فَأَتَعَلَّقُ بِأَطْرَافِكَ وَأَقُولُ: يارب! سَلْ مُصْعَبًا فِيمَ قَتَلَنِي! فَقَالَ مُصْعَبٌ: أَطْلِقُوهُ وَأَعْطُوهُ مِئَةَ أَلْفٍ. فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي، أُشْهِدُ اللهَ أَنَّ لِابْنِ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ خَمْسِينَ أَلْفًا. فَقَالَ لَهُ مُصْعَبٌ: ولِمَ؟ قَالَ: حَيْثُ يَقُولُ:
(إِنَّمَا مُصْعَبٌ شِهَابٌ مِنَ اللهِ ... تَجَلَّتْ عَنْ وَجْهِهِ الظَّلْمَاءُ)
قَالَ: فَضَحِكَ مُصْعَبٌ وَأَمَرَهُ بِلُزُومِهِ، حَتَّى قُتِلَ.(3/191)
834 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا محمد بن سعيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، نَا أَيُّوبُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: [ص:193] كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَأْخُذُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى أُذُنَهُ الْيُسْرَى وَيَجْمَعَ جَرَامِيزَهُ وَيَثِبُ عَلَى فَرَسِهِ؛ فَكَأَنَّمَا خُلِقَ عَلَى ظَهْرِهِ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(3/192)
835 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ، أَخْبَرَنِي النَّمِرُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْجَلْدِ؛ قَالَ: الدُّنْيَا كُلُّهَا أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفَ فَرْسَخٍ؛ فَمُلْكُ السُّودَانَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ فَرْسَخٍ، وَمُلْكُ الرُّومِ ثَمَانِيَةُ آلَافِ فَرْسَخٍ، وَمُلْكُ فَارِسٍ ثَلَاثُ آلَافِ فَرْسَخٍ، وَمُلْكُ الْعَرَبِ أَلْفُ فَرْسَخٍ.(3/193)
836 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، نَا الْوَاقِدِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ؛ بَكَى، وَقَالَ: لَقَدْ لَقِيتُ كَذَا وَكَذَا زَحْفًا، وَمَا فِي جَسَدِي شِبْرٌ إِلَّا وَفِيهِ ضَرْبَةٌ بِسَيْفٍ أَوْ رَمْيَةٌ بِسَهْمٍ أَوْ طَعْنَةٌ بِرُمْحٍ؛ فَهَا أَنَا أَمُوتُ عَلَى فِرَاشِي حَتْفَ أَنْفِي كَمَا يَمُوتُ الْعِيرُ؛ فَلَا نَامَتْ أَعْيُنُ الْجُبُنَاءِ
__________
[إسناده ضعيف جدا، وهو حسن من طريق آخر] .(3/194)
837 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا الرِّيَاشِيُّ، نَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص:195] كَتَبَ قَيْصَرُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ: أَمَّا بَعْدُ! فَأَيُّ كَلِمَةٍ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ وَالثَّانِيَةُ وَالثَّالِثَةُ وَالرَّابِعَةُ وَالْخَامِسَةُ، وَمَنْ أَكْرَمُ عِبَادِهِ وإمائه عليه؟ وعن أَرْبَعَةُ أَشْيَاءَ فِيهِنَّ الرُّوحُ لَمْ يَرْتَكِضْنَ فِي رَحِمٍ، وَقَبْرٌ سَارَ بِصَاحِبِهِ، وَمَكَانٌ فِي الْأَرْضِ لَمْ تُصِبْهُ الشَّمْسُ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً، وَالْمَجَرَّةُ الَّتِي فِي السَّمَاءِ مَا هِيَ؟ وَقَوْسُ قُزَحَ مَا هُوَ وَمَا بِدْءُ أَمْرِهِ؟ فَلَمَّا قَرَأَ مُعَاوُيَةُ الْكِتَابَ؛ قَالَ: لَعْنَةُ اللهِ عَلَيْهِ، مَا أَدْرِي مَا هَذَا! مَا لَهُ إِلَّا ابْنُ عَبَّاسٍ. فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فساله عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَحَبُّ كَلِمَةٍ إِلَى اللهِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهَ، لَا يَقْبَلُ عَمَلًا إِلَّا بِهَا، وَهِيَ الْمُنْجِيَةُ. وَالثَّانِيَةُ: سُبْحَانَ اللهِ، وَهِيَ صَلَاةُ الْخَلْقِ. وَالثَّالِثَةُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، كَلِمَةُ الشُّكْرِ وَالرَّابِعَةُ: اللهُ أَكْبَرُ؛ فَوَاتِحُ الصَّلَوَاتِ وَالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ. وَالْخَامِسَةُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ وَأَمَّا أَكْرَمُ عِبَادِ اللهِ عَلَيْهِ؛ فَآدَمُ، خَلَقَهُ اللهُ بِيَدِهِ وَعَلَّمَهُ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا، وَأَكْرَمُ إِمَائِهِ عِنْدَهُ مَرْيَمُ؛ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا. وَالْأَرْبَعَةُ الَّتِي فِيهَا الرُّوحُ وَلَمْ تَرْتَكِضْنَ فِي رَحِمٍ: فَآدَمُ، وَحَوَّاءُ، وَعَصَى مُوسَى، وَكَبْشُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ. [ص:196] وَالْقَبْرُ الَّذِي سَارَ بِصَاحِبِهِ؛ فَقَبْرُ يُونُسَ بْنِ مَتَّى فِي بَطْنِ الْحُوتِ. وَالْمَكَانُ الَّذِي لَمْ تُصِبْهُ الشَّمْسُ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً؛ فَالْبَحْرُ فَلَقَهُ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَصَاهُ. وَقَوْسُ قُزَحَ أَمَانٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ مِنَ الْغَرَقِ. وَالْمَجَرَّةُ؛ فَهِيَ بَابُ السَّمَاءِ
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(3/194)
838 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا حَكَّامٌ، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ: فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ) [هود: 86] ؛ قَالَ: طَاعَةُ اللهِ(3/196)
839 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْعَطَّارُ، نَا أَبُو الْحَسَنِ الرِّبْعِيُّ؛ قَالَ: الْعُتْبِيُّ: [ص:197] كُنَّا عَلَى بَابِ أَبِي دُلَفَ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنَ الشُّعَرَاءِ يَعِدُنَا بِأَمْوَالِهِ مِنِ الْكَرْخِ وَأَعْمَالِهَا، فَلَمَّا أَتَتْهُ الْأَمْوَالُ؛ أَمَرَ بِصَبِّهَا عَلَى الْأَنْطَاعِ، وَأَجْلَسَنَا حَوْلَهُ، ثُمَّ تَقَلَّدَ سَيْفَهُ، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا، فَسَلَّمَ عَلَيْنَا، فَقُمْنَا إِلَيْهِ، فَأَقْسَمَ عَلَيْنَا بِالْجُلُوسِ، فَجَلَسْنَا، ثُمَّ اتَّكَأَ عَلَى قَائِمِ سَيْفِهِ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:
(أَلَا أَيُّهَا الزُّوَّارُ لَا يَدَ عِنْدَكُمْ ... أَيَادِيكُمْ عِنْدِي أَجَلُّ وَأَكْبَرُ)
(وَإِنْ كُنْتُمْ أَفْرَدْتُمُونِي لِلرَّجَاءِ ... فَشُكْرِي لَكُمْ مِنْ شُكْرِكُمْ لِي أَكْثَرُ)
(وَإِنِّي لِلْمَعْرُوفِ أَهْلٌ وَمَوْضِعٌ ... يُنَالُ الرضى عِنْدِي وَعِرْضِي مُوَفَّرُ)
(فَمَا حَكَمَ الزُّوَّارُ فِيهِ تَحَكَّمُوا ... فَكُلُّهُمُ عِنْدِي أَمِيرٌ مُؤَمَّرُ)
(كَفَانِي مِنْ مَالِي دِلَاصٌ وَسَائِحٌ ... وَأَبْيَضُ مِنْ صَافِي الْحَدِيدِ وَمِغْفَرُ)
ثُمَّ أَمَرَ بِنَهْبِ تِلْكَ الْأَمْوَالِ، فَأَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا عَلَى قَدْرِ طَاقَتِهِ.(3/196)
840 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، نَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْعَلَاءِ يَقُولُ: أَتَى شُرَيْحًا الْقَاضِيَ قَوْمٌ بِرَجُلٍ، فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا خَطَبَ إِلَيْنَا، فَسَأَلْنَاهُ عَنْ حِرْفَتِهِ، فَقَالَ: أَبِيعُ الدَّوَابَّ، فَزَوَّجْنَاهُ، فَنَظَرْنَا بَعْدَ ذَلِكَ، فَإِذَا هُوَ يَبِيعُ السَّنَانِيرَ. قَالَ: أَفَلَا قُلْتُمْ: أَيُّ الدَّوَابِّ؟ وَأَجَازَ شُرَيْحٌ نِكَاحَهُ.(3/198)
841 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ النَّيْسَابُورِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ؛ قَالَ: [ص:200] حَمَلَ أَبُو جَمِيلٍ سِنَّيْنِ مِنْ خَارِجِ حِصْنِ مَرْوَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، فَوَضَعَهُمَا عَبْدُ اللهِ بَيْنَ يَدَيْهِ وَدَعَا بِالْمِيزَانِ، فَوَزَنَهُمَا أَوْ وَزَنَ أَحَدَهُمَا؛ وَإِذَا فِيهِ مَنَّيْنِ وَزِيَادَةٌ فِي كُلِّ سِنٍّ، فَوَضَعَهُ عَبْدُ اللهِ بَيْنَ يَدَيْهِ وَقَالَ فِيهِ شِعْرًا:
(أُتِيتُ بِسِنَّيْنِ قَدْ رُمَّتَا ... مِنَ الْحِصْنِ لَمَّا أَثَارُوا الدَّفِينَا)
(عَلَى وَزْنِ مَنَّيْنِ إِحْدَاهُمَا تُقِلُّ ... بِهِ الْكَفُّ شَيْئًا رَزِينَا)
(ثَلَاثينَ أُخْرَى عَلَى قَدْرِهَا ... تَبَارَكْتَ يَا أَحْسَنَ الْخَالِقِينَا)
(فَمَاذَا يَقُومُ لِأَفْوَاهِهَا ... وَمَا كَانَ يَمْلَأُ تِلْكَ الْبُطُونَا [ص:201])
(إِذَا مَا تَذَكَّرْتُ أَجْسَامَهُمْ ... تَقَاصَرَتِ النَّفْسُ حَتَّى تَهُونَا)
(وَكُلٌّ عَلَى ذَاكَ لَاقَى الرَّدَى ... وَبَادُوا جَمِيعًا فَهُمْ خَامِدُونَا)(3/198)
842 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ ابن أَبِي ذِئْبٍ؛ قَالَ: اسْتَقْبَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ كَعْبًا، فَرَأَى طَيْرًا فِي السَّمَاءِ، فَقَالَ كَعْبٌ: لَا يَعْلُو طَيْرٌ فِي السَّمَاءِ أَكْثَرَ مِنَ اثْنَيْ عشر مِيلًا.(3/201)
843 - حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، نَا غَسَّانُ بْنُ الْمُفَضَّلِ الْغَلَّابِيُّ، نَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: عَجَبًا لِقَوْمٍ أُذِنُوا بِالرَّحِيلِ وَتَرَحَّلَ أَوَائِلُهُمْ وَهُمْ يَلْعَبُونَ! !(3/201)
844 - حَدَّثَنَا حدثنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا سِنَانُ بْنُ هَارُونَ، نَا ثَابِتٌ الثُّمَالِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: إِذَا جَمَعَ اللهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ؛ نَادَى الْمُنَادِي: أَيْنَ أَهْلُ الْفَضْلِ؟ لِيَدْخُلُوا الْجَنَّةَ قَبْلَ الْحِسَابِ. فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ، فَتَلْقَاهُمُ الْمَلَائِكَةُ، فَيَقُولُونَ: إِلَى أَيْنَ يَا بَنِيَّ آدَمَ؟ ! فَيَقُولُونَ: إِلَى الْجَنَّةِ. فَيَقُولُونَ: قَبْلَ الْحِسَابِ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيَقُولُونَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نَحْنُ أَهْلُ الْفَضْلِ. قالوا: وَمَا كَانَ فَضْلُكُمْ؟ قَالُوا: كنا نعفو إِذَا ظُلِمْنَا، وَنَغْفِرُ إِذَا أُسِيءَ إِلَيْنَا، وَنَحْلَمُ إِذَا جُهِلَ عَلَيْنَا. قَالُوا: أَنْتُمْ كَمَا قُلْتُمْ، فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ. ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ الصَّابرُونَ؟ لِيَدْخُلُوا الْجَنَّةَ قَبْلَ الْحِسَابِ. فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ، فَتَلْقَاهُمُ الْمَلَائِكَةُ، فَيَقُولُونَ: إِلَى أَيْنَ يَا بني آدم؟ فيقولون: إِلَى الْجَنَّةِ. فَيَقُولُونَ: قَبْلَ الْحِسَابِ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيَقُولُونَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نَحْنُ الصَّابِرُونَ. فَيَقُولُونَ: وَمَا كَانَ [ص:203] صَبْرُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: صَبَرْنَا عَلَى طَاعَةِ اللهِ؛ حَتَّى تَوَفَّانَا اللهُ.(3/202)
845 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ، نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَ الْخَلْقَ؛ فَلَمْ يَسْتَعِنْ عَلَى ذَلِكَ أَحَدًا، وَلَمْ يَسْتَأْذِنْ فِي ذَلِكَ أَحَدًا؛ فَأَدْخَلَ مَنْ شَاءَ الْجَنَّةَ، وَأَدْخَلَ مَنْ شَاءَ النَّارَ بِذَنْبِهِ. ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَتَحَنَّنُ عَلَى الْمُوَحِّدِينَ، فَيَبْعَثُ [ص:204] مَلَكًا مِنْ قِبَلِهِ بِمَاءٍ وَنُورٍ، فَيَدْخُلُ النَّارَ فَيَنْضَحُ؛ فَلَا يُصِيبُ إِلَّا مَنْ شَاءَ الله، ولم يصب إلا مَنْ خَرَجَ، وَلَمْ يُشْرِكْ بِاللهِ شَيْئًا؛ فَأَخْرَجَهُمْ، فَجَعَلَهُمْ بِفِنَاءِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَأَمَدَّهُ بِمَاءٍ وَنُورٍ وَدَخَلَ النَّارَ، فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ أَدْخَلَهُمُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ وَشَفَاعَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» .
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(3/203)
846 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَاصِمُ بْنُ يُوسُفَ التَّمِيمِيُّ جَارُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، نَا قُطْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ السَّعْدِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُلْقَى عَلَى أَهْلِ النَّارِ الْجُوعُ حَتَّى يَعْدِلَ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْعَذَابِ» . قَالَ: «فَيَسْتَغِيثُونَ بِالطَّعَامِ؛ فَيُغَاثُونَ بِطَعَامٍ مِنْ ضَرِيعٍ لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ، فَيَسْتَغِيثُونَ بِالطَّعَامِ؛ فَيُغَاثُونَ بِطَعَامٍ ذِي غُصَّةٍ، فَيَذْكُرُونَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَتَجَرَّعُونَ الْغَصَصَ فِي الدُّنْيَا بِالشَّرَابِ، فَيَسْتَغِيثُونَ بِالشَّرَابِ، فَيُرْفَعُ إِلَيْهِمُ الْحِمَمُ فِي كَلَالِيبِ الْحَدِيدِ، فَإِذَا دُنِيَتْ أَوْ أُدْنِيَتْ مِنْ وُجُوهِهِمْ؛ أُحْرِقَتْ وُجُوهُهُمْ، فَإِذَا أُدْخِلَتْ بُطُونَهُمْ، قَطَعَتْ مَا فِي بُطُونِهِمْ، فَيَقُولُونَ: ادْعُوا خَزَنَةَ جَهَنَّمَ، فَيَقُولُونَ: {ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ العذاب} [غافر: 49] . فَيَقُولُونَ: {أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلا فِي ضَلالٍ} [غافر: 50] . قال: فيقولون: ادعو مَالِكًا، فَيَقُولُونَ: (يَا مَالِكُ [ص:205] لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ) . قَالَ: فيجيبهم: (إنَّكُم مَكِثُونَ) قَالَ الْأَعْمَشُ: أُنْبِئْتُ أَنَّ بَيْنَ دُعَائِهِمْ وَبَيْنَ إِجَابَتِهِ إِيَّاهُمْ أَلْفَ عَامٍ.» فَيَقُولُونَ: ادعو رَبَّكُمْ. فَيَقُولُونَ: (رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضآلِينَ (106) رَبَّنآ أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإٍنَّا ظَالِمُونَ (107)) [المؤمنون: 106، 107] . فيقول: (اخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ) [المؤمنون: 108] . قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ يَيْأَسُونَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ، وَعِنْدَ ذَلِكَ يَأْخُذُونَ فِي الزَّفِيرِ وَالْوَيْلِ
__________
[ضعيف] .(3/204)
847 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَزْدِيُّ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، نَا زَائِدَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: نَزَلْتُ الصِّفَاحَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ شَدِيدِ الْحَرِّ، فَإِذَا رَجُلٌ نَائِمٌ فِي حَرِّ الشَّمْسِ مُسْتَظِلٌّ بِشَجَرَةٍ، مَعَهُ شَيْءٌ مِنَ الطَّعَامِ وَمِزْوَدٌ لَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ [ص:206] مُلْتَفٌّ بِعَبَاءَةٍ. قَالَ جَرِيرُ: فَأَمَرْتُ، فَظُلِّلَ عَلَيْهِ، وَنَزَلْنَا؛ فَإِذَا قَدِ انْتَبَهَ الرَّجُلُ، وَإِذَا هُوَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: لَقَدْ ظَلَّلْنَا عَلَيْكَ وَمَا نَعْرِفُكَ. فَقَالَ: يَا جَرِيرُ! تَوَاضَعْ فِي الدُّنْيَا؛ فَإِنَّهُ مَنْ تَوَاضَعَ فِي الدُّنْيَا يَرْفَعُهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَتَعَظَّمُ فِي الدُّنْيَا يُضَيِّعُهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَا جَرِيرُ! لَوْ حَرَصْتَ عَلَى أَنْ تَجِدَ عُودًا يَابِسًا فِي الْجَنَّةِ لَمْ تَجِدْهُ. قَالَ: قُلْتُ: وَكَيْفَ يَا سَلْمَانُ وَفِيهَا الثِّمَارُ؟ قَالَ: فَقَالَ: أُصُولُ الشَّجَرَةِ الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ، وَأَعْلَاهَا الثِّمَارُ، يَا جَرِيرُ! تَدْرِي مَا ظُلْمَةُ النَّارِ؟ قَالَ: قُلْتَ: لَا. قَالَ: فَإِنَّهُ ظُلْمُ النَّاسِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي الْأَرْضِ
__________
[إسناده حسن] .(3/205)
848 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا حَمَّادُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ؛ أَنَّ هَرِمَ بْنَ حَيَّانَ قَالَ: [ص:207] مَا رَأَيْتُ مِثْلَ الْجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا، وَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ النَّارِ نَامَ هَارِبُهَا.(3/206)
849 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي هَارُونَ، نَا أَبُو الْمَلِيحِ الرَّقِّيُّ؛ قَالَ: كَانَ مَيْمُونُ بْنُ مَهْرَانَ يَقُولُ: لَا خَيْرَ فِي الدينا، إِلَّا لِرَجُلَيْنِ: رَجُلٍ تَائِبٍ، أَوْ رَجُلٍ يَعْمَلُ فِي الدَّرَجَاتِ
__________
[صحيح] .(3/207)
850 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُسْتَوْرِدَ أَخَا بَنِي فِهْرٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:210] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ؛ إِلَّا مَثَلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ أُصْبُعَهُ فِي الْيَمِّ - وَأَشَارَ بِأُصْبُعِهِ -؛ فَلْيَنْظُرْ بِمَ يَرْجِعُ»
__________
[إسناده صحيح] .(3/207)
851 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَخْزُومِيُّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْأَسْوَدِ رَفِيقِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: أَعْرَبْنَا فِي الْكَلَامِ، فَلَمْ نَلْحَنْ، وَلَحَنَّا فِي الْأَعْمَالِ؛ فَلَمْ نُعْرِبْ.(3/211)
852 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، نَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: أَيُّ دِينٍ أَيُّ دِينٍ لَوْ كَانَ لَهُ رِجَالٌ؟ !(3/211)
853 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ، نَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: اذْكُرُوا مِنْ عَظَمَةِ اللهِ مَا شِئْتُمْ، وَلَا تَذْكُرُونَ مِنْهُ شَيْئًا إِلَّا وَهُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ، وَاذْكُرُوا مِنَ النَّارِ مَا شِئْتُمْ، وَلَا تَذْكُرُونَ مِنْهَا شَيْئًا إِلَّا وَهِيَ أَشَدُّ مِنْهُ، وَاذْكُرُوا مِنَ الْجَنَّةِ مَا شِئْتُمْ، وَلَا تَذْكُرُونَ مِنْهَا شَيْئًا إِلَّا وَهِيَ أَفْضَلُ مِنْهُ.(3/212)
854 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْآجُرِّيُّ، نَا عِمْرَانُ بْنُ أَبِي مُوسَى، نَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ بشير، عن ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ؛ قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ بِالْبَيْتِ لَيْلًا؛ فَإِذَا أَنَا بِجَارِيَةٍ وَهِيَ تَقُولُ: اللهُمَّ! اعْصِمْنِي حتى لَا أَعْصِيكَ، وَارْزُقْنِي حَتَّى لَا أَسْأَلُ غَيْرَكَ. قُلْتُ لَهَا: مِمَّنْ سَمِعْتِ هَذَا؟ قَالَتْ: مِنْ أَبِي طَاوُسَ. فَقُلْتُ لَهَا: هَلْ لَكَ فِي زَوْجٍ؟ فَقَالَتْ: وَاللهِ! لَوْ كُنْتَ ثَابِتًا مَا فَعَلْتُ. قَالَ: فَقُلْتُ: فَأَنَا ثَابِتٌ. فَقَالَتْ: يَا ثَابِتُ! أَمَا كَانَ فِي ذِكْرِ الْمَوْتِ مَا يَشْغَلُكَ عَنِ النِّسَاءِ؟ وَكَبَّرَتْ وَجَعَلَتْ تُصَلِّي.(3/212)
855 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ الْهَمَذَانِيُّ، نَا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: [ص:213] نَظَرَ قَوْمٌ إِلَى رَاهِبٍ يَخْرُجُ نَحْوَ الْجَبَلِ، فَقَالُوا لَهُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أَطْلُبُ الْعَيْشَ. قَالُوا لَهُ: خَلَّفْتَ الْعَيْشَ وَرَاءَكَ. قَالَ: وَمَا تَعُدُّونَ الْعَيْشَ فِيكُمْ؟ قَالُوا: الطَّعَامَ وَاللِّبَاسَ وَالشَّهَوَاتِ. قَالَ: لَيْسَ هُوَ عِنْدَنَا كَذَا، إِنَّمَا الْعَيْشُ عِنْدَنَا أَنْ تَدْعُوَ أَطْوَارَكَ إِلَى طَاعَةِ اللهِ فَتُجِيبَكَ.(3/212)
856 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْكِنْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمُفَضَّلَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: لقيني حسان الراهب، فقال: انظر لا تطفئ المصباح في بيتك فيدخل اللصوص بيتك. يقول: نَوِّرْ بَيْتَكَ بِذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.(3/213)
857 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيُّ، نَا رَوْحُ بْنُ أَسْلَمَ، نَا قُثَمُ الْعَابِدُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَاحدِ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: هَبَطْتُ مَرَّةً وَادِيًا فِي بَعْضِ أَسْفَارِي؛ فَإِذَا بِرَاهِبٍ قَدْ حَبَسَ نَفْسَهُ فِي بَعْضِ غِيرَانِهِ، فَرَاعَنِي ذَلِكَ، فَقُلْتُ: إِنْسِيٌّ أَوْ جِنِّيٌّ؟ فقال لي: وَفِيمَ [ص:214] الْخَوْفُ مِنْ غَيْرِ اللهِ؟ أَنَا رَجُلٌ أَوْبَقَتْهُ ذُنُوبُهُ فَهَرَبَ إِلَى رَبِّهِ، لَيْسَ بِجِنِّيٍّ وَلَكِنْ إِنْسِيٌّ مَغْرُورٌ. قُلْتُ: مُذْ كَمْ أَنْتَ هَا هُنَا؟ قَالَ: مُذْ ثَلَاثِينَ سَنَةً، قُلْتُ: مَنْ أَنِيسُكَ؟ قَالَ: الْوَحْشُ، قُلْتُ: فَمَا طَعَامُكَ؟ قَالَ: الْبُهَارُ - يَعْنِي نَبَاتَ الْأَرْضِ - قُلْتُ: مَا تَشْتَاقُ إِلَى النَّاسِ؟ قَالَ: مِنْهُمْ هَرَبْتُ. قُلْتُ: فَعَلَى الْإِسْلَامِ أَنْتَ؟ قَالَ: مَا أَعْرِفُ غَيْرَهُ، غَيْرَ أَنَّ الْمَسِيحَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] أَمَرَ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ بِالْعُزْلَةِ وَالِانْفِرَادِ عِنْدَ فَسَادِ النَّاسِ. قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ: فَحَسَدْتُهُ وَاللهِ عَلَى مَكَانِهِ ذَلِكَ.(3/213)
858 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ الْأَزْدِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَمارِ بْنِ يَاسِرٍ؛ قَالَ: خَرَجَ حُصَيْنُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ كِلَابٍ، وَخَرَجَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ يُقَالُ لَهُ: الْأَخْنَسُ الْجُهَنِيُّ، فَقَتَلَهُ وَأَخَذَ مَالَهُ، فَكَانَتْ أُخْتُهُ صَخْرَةُ تَبْكِيهِ فِي الْمَوَاسِمِ، فَقَالَ الْأَخْنَسُ الْجُهَنِيُّ بَعْدَ زَمَانٍ فِيهَا [ص:215]:
(كَصَخْرةَ إِذْ تُسَاءِلُ فِي مِرَاجٍ ... وَفِي جَزْمِ وَعِلْمُهُمَا ظُنُونُ)
(تُسَائِلُ عَنْ حُصَيْنٍ كُلَّ رَكْبٍ ... وَعَندَ جُهَيْنَةَ الْخَبَرُ الْيَقِينُ)
قَالَ وَمِرَاجٍ حَيٌّ مِنْ قُضَاعَةَ.(3/214)
859 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيِّ؛ قَالَ: قَوْلُ النَّاسِ: مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّهُ كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْعَمَالِيقِ يُقَالُ لَهُ: عُرْقُوبٌ، أَتَاهُ أَخٌ لَهُ يَسْأَلُهُ شَيْئًا فَقَالَ: إِذَا طَلَعَ النَّخْلُ؛ فَلَكَ طَلْعُهَا. فَلَمَّا أَطْلَعَتْ أَتَاهُ لِلْعِدَةِ، فَقَالَ: دَعْهَا حَتَّى تَصِيرَ زَهْوًا، فَلَمَّا أَزْهَتْ؛ قَالَ: دَعْهَا حَتَّى تَصِيرَ رُطَبًا. فَلَّمَا [ص:216] أَرْطَبَتْ؛ قَالَ: دَعْهَا حَتَّى تَصِيرَ تَمْرًا. فَلَمَّا أَتْمَرَتْ؛ عَمَدَ إِلَيْهَا فِي اللَّيْلِ، فَجَدَّهَا وَلَمْ يُعْطِ أَخَاهُ شَيْئًا مِنْهَا، فَصَارَ مَثَلًا فِي الْخُلْفِ. وَفِيهِ يَقُولُ الْأَشْجَعِيُّ الشَّاعِرُ: (وَعَدْتَ وَكَانَ الْخُلْفُ مِنْكَ سَجِيَّةً ... مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ أَخَاهُ بِيَثْرِبِ)(3/215)
860 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، قال: مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ أَخَاهُ (بِيَتْرِبِ) ؛ بِنَصْبِ الْيَاءِ وَفَتْحِ الرَّاءِ، وَقَالَ: قَرَأْتُهُ فِي كِتَابِ سِيبَوَيْهِ عَلَى الْبَصْرِيِّينَ بِالتَّاءِ وَفَتْحِ الرَّاءِ.(3/216)
861 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: أَنْشَدُونَا لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ [ص:217]:
(يَا سَاكِنَ الدُّنْيَا أَتُعَمِّرُ مَسْكَنًا ... لَمْ يَبْقَ فِيهِ من الْمَنِيَّةِ سَاكِنُ)
(الْمَوْتُ شَيْءٌ أنتَتعلم أَنَّهُ حَقٌّ ... وَأَنْتَ بِذِكْرِهِ مُتَهَاوِنُ)
(إِنَّ الْمَنِيَّةَ لَا تُؤَامِرُ مَنْ أَتَتْْ ... فِي نَفْسِهِ يَوْمًا وَلَا تَسْتَأْذِنُ)
(وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ لَا أَبَا لَكَ فِي الَّذِي ... أَصْبَحْتَ تَجْمَعُهُ لِغَيْرِكَ خَازِنُ)(3/216)
861 / 1 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ:
(إِنَّمَا الدُّنْيَا حُدُودٌ ... فَعَزِيزٌ وَذَلِيلُ)
(وَأَخُو الْفَقْرِ حَقِيرٌ ... وَأَخُو الْمَالِ نَبِيلُ)
(وَإِذَا مَا الْجِدُّ ولَّى ... عزب الرَّأْيُ الْأَصِيلُ)
(كُلُّ بُؤْسٍ وَنَعِيمٍ فَهُوَ ... فِي الدُّنْيَا يَزُولُ)
(ثُمَّ يَبْقَى اللهُ وَالْأَعْمَالُ ... وَالْفِعْلُ الْجَمِيلُ)(3/217)
862 / 2 - أَنْشَدَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى بْنِ خَلَفٍ الْجَزَرِيُّ: أَنْشَدَنَا عَبْدُ اللهِ بن مُحَمَّدٌ الْبَغْدَادِيُّ:
(إِذَا لَمْ يَكُنْ صَدْرُ الْمَجَالِسِ سَيِّدًا ... فَلَا خَيْرَ فِيمَنْ صَدَّرْتَهُ الْمَجَالِسُ)
(وَكَمْ قَائِلٍ قَدْ قَالَ إِنَّكَ رَاجِلٌ ... فَقُلْتُ لَهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فارِسُ)(3/217)
862 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ يَقُولُ: رَأَيْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وَاقِفًا عَلَى سَبَاطَةِ قَوْمٍ مُتَحَيِّرًا، فَقُلْتُ لَهُ: مَا لَكَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ وَاقِفًا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ؟ فَقَالَ: رَجُلٌ وَاقِفٌ عَلَى بَابِ دَارِي جَاءَنِي فِي حَاجَةٍ وَلَيْسَتْ حَاجَتُهُ عِنْدِي؛ فَأَنَا مُنْتَظِرُهُ حَتَّى يَنْصَرِفَ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَقُولَ لَهُ: مَا حَاجَتُكَ عِنْدِي؟ فَقَالَ لِي: يَا عَبْدَ اللهِ! إِنَّهُ لَقَبِيحٌ بِالرَّجُلِ أَنْ يُظَنَّ بِهِ الْخَيْرُ فَلَا يُصَابُ عِنْدَهُ. قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: وَحَجَّ سُفْيَانُ سِتِّينَ حَجَّةً؛ فَكَانَ يَقُولُ كُلَّمَا دُفِعَ مِنَ الْمَوْقِفِ: اللهُمَّ! لَا تَجْعَلُهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي. فَلَمَّا كَانَ تَمَامُ السِّتِّينَ حَجَّةً؛ قَالَ: اللهُمَّ! إني هُوَ ذَا أَسْتَحْيِيَ أَنْ أَسْأَلُكَ أَنْ لَا تَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي. قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: فَمَاتَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ.(3/218)
863 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ زُفَرَ، نَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:225] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسٌ، وَمَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْقَدَرِيَّةُ، فَإِنْ مَرِضُوا؛ فَلَا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا؛ فَلَا تَشْهَدُوهُمْ، وَإِنْ لقيتموهم فِي طَرِيقٍ؛ فِأَلْجِئُوهُمْ إِلَى أَضْيَقِهِ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] ٍ.(3/218)
864 - حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن إِبْرَاهِيمُ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص:226]: «إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ؛ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ»
__________
[إسناده ضعيف، والحديث صحيح] .(3/225)
865 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ يَقُولُ: عَاشَرْتُ النَّاسَ وَكَلَّمْتُ أَهْلَ الْكَلَامِ؛ فَمَا رَأَيْتُ أَوْسَخَ وَسَخًا، وَلَا أَضْعَفَ حُجَّّة، وَلَا أَحْمَقَ مِنَ الرَّافِضَةِ، وَقَدْ وُلِّيتُ قَضَاءَ الثَّغْرِ؛ فَنَفَيْتُ ثَلَاثَةَ رِجَالٍ مِنْهُمْ: جَهْمِيِّينَ وَرَافِضِيّ أَوْ رَافِضِيَّينَ وَجَهْمِيّ، وَقُلْتُ: مثلكم لَا يُسَاكِنُ أَهْلَ الثَّغْرِ، وَأَخْرَجْتُهُمْ.(3/227)
866 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الله بْنِ يُونُسَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: جَارٌ لِي رَافِضِيٌّ يَمْرَضُ؛ أَعُودُهُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، كَمَا تَعُودُ الْيَهُودِيَّ وَالنَّصْرَانِيَّ عَلَى رِجْلَيْكَ.(3/227)
867 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرِ؛ قَالَ: أَهْلُ الْقُبُورِ يَتَوَكَّفُونَ الْأَخْبَارَ، فَإِذَا أَتَاهُمْ مَيِّتٌ؛ سَأَلُوهُ: مَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ فَيَقُولُ: صَالِحٌ. فَيَقُولُونَ: مَا فعل فلان؟ فيقول: مَاتَ، أَلَمْ يَأْتِكُمْ خَبَرُهُ؟ فَيَقُولُونَ {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إليه راجعون} [البقرة: 156] ، سُلِكَ بِهِ غَيْرَ سَبِيلِنَا
__________
[إسناده صحيح] .(3/228)
868 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْعَبْدِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرِ [السَّائِحِ] ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ؛ قَالَ: [ص:229] شَهِدْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ وَشَهِدَهُ أَهْلُ الْبَصْرَةِ، فَدَخَلْتُ قَبْرَهُ أَنَا وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، فَلَمَّا ذَهَبْنَا نُسَوِّيَ عَلَيْهِ اللَّبِنَ سَقَطَتْ مِنْ يدي لَبِنة؛ فلم أرى أَحَدًا فِي الْقَبْرِ، فأصغى إِليَّ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وَقَالَ: اخْتُطِفَ صَاحِبُنَا، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ، فَقَالَ: مَا تُنْكَرُ الله قُدْرَةٌ، إِلَّا أَنِّي أُنْكِرُ أَنْ يَكُونَ هَذَا أَحَدًا مِنْ أَهْلِ زَمَانِنَا يُفْعَلُ بِهِ هَذَا، وَالرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ وَحُمَيْدُ عَدْلَانِ مَرْضِيَّانِ.(3/228)
869 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ، نَا يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ؛ قَالَ: أَرَادَ هَارُونُ الرَّشِيدُ أَنْ يُوَلِّيَ رَجُلًا الْقَضَاءَ، فَقَالَ لَهُ: إِنِّي لَا أُحْسِنُ الْقَضَاءَ ولَا أَنَا فَقِيهٌ. فَقَالَ لَهُ الرَّشِيدُ: فِيكَ ثَلَاثُ خِلَالٍ: لَكَ شَرَفٌ، وَالشَّرَفُ يَمْنَعُ صَاحِبَهُ مِنَ الدَّنَاءَةِ، وَلَكَ حِلْمٌ، وَالْحِلْمُ يَمْنَعُ صَاحِبَهُ مِنَ الْعَجَلَةِ، وَمَنْ لَمْ يُعَجِّلْ قَلَّ خَطَؤُهُ، وَأَنْتَ رَجُلٌ تُشَاوِرُ فِي أُمُورِكَ، وَمَنْ شَاوَرَ كَثُرَ صَوَابُهُ، وَأَمَّا الْفِقْهُ؛ فَنَضُمُّ إِلَيْكَ مَنْ تَتَفَقَّهُ بِهِ. قَالَ يَحْيَى: فَوُلِّيَ؛ فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مَطْعَناً.(3/229)
870 - حَدَّثَنَا خَازِمُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، نَا مُعَلَّى بْنُ أَيُّوبَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَأْمُونَ يَقُولُ: إِنَّ أَوَّلَ الْعَدْلِ أَنْ يَعْدِلَ الرَّجُلُ عَلَى بِطَانَتِهِ، ثُمَّ عَلَى الَّذِينَ يَلُونَهُمْ؛ حَتَّى يَبْلُغَ الْعَدْلُ الطَّبَقَةَ السُّفْلَى.(3/230)
871 - حَدَّثَنَا خَازِمُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، نَا مُعَلَّى بْنُ أَيُّوبَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَأْمُونَ يَقُولُ: الْمُلُوكُ لَا تَحْتَمِلُ ثَلَاثَةَ أَشْيَاءَ: إِفْشَاءَ السِّرِّ، وَالتَّعَرُّضَ لِلْحُرْمَةِ، وَالْقدْحُ فِي الْمَلِكِ.(3/230)
872 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي هِلَالٍ؛ قَالَ: [ص:231] عَادَ قَوْمٌ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيَّ، فَأَطَالُوا الْجُلُوسَ؛ فَقَالَ لَهُمْ بَكْرٌ: إِنَّ الْمَرِيضَ يُعَادُ وَالصَّحِيحَ يُزَارُ.(3/230)
873 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الزِّيَادِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: عَادَ قَوْمٌ مَرِيضًا فِي بَنِي يَشْكُرَ، فَأَطَالُوا عِنْدَهُ؛ فَقَالَ لَهُمْ: إِنْ كَانَ لَكُمْ فِي الدَّارِ حَقٌّ؛ فَخُذُوهُ.(3/231)
874 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: مَرِضَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ مَرْضَةً، فَأَتَاهُ أَصْحَابُهُ إِلَّا رَجُلًا مِنْهُمْ، ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنِّي أريد أن أُسَامِرُكَ اللَّيْلَةَ. فَقَالَ: أَنْتَ مُعَافَى وَأَنَا مُبْتَلَى؛ فَالْعَافِيَةُ لَا تَدَعُكَ تَسْهَرُ وَالْبَلَاءُ لَا يَدَعُنِي أَنَامُ، وَاللهَ أَسْأَلُ أَنْ يَسُوقَ إِلَى أَهْلِ الْعَافِيَةِ الشُّكْرَ، وَإِلَى أَهْلِ الْبَلَاءِ الْأَجْرَ.(3/231)
875 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ السُّكَّرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَدَائِنِيَّ يَقُولُ: مَرِضَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ مَرْضَةً شَدِيدَةً، وَدَخَلَ عَلَيْهِ كُثَيِّرٌ، وَكَانَ أَهْلُهُ يَتَمَنَّوْنَ أَنْ يَضْحَكَ، فَقَالَ كُثَيِّرٌ: لَوْلَا أَنَّ سُرُورَكَ لَا يَتِمُّ بِأَنْ تَسْلَمَ وَأَسْقَمُ؛ لدعوت ربي أَنْ يَصْرِفَ مَا بِكَ إِلَيَّ، وَلَكِنْ أسال اللهَ لَكَ أَيُّهَا الْأَمِيرُ الْعَافِيَةَ وَلِي فِيكَ النِّعْمَةَ. فَضَحِكَ وَأَمَرَ لَهُ بمالٍ، وهو القائل فيه:
(وَنَعُودُ سَيِّدَنَا وَسَيِّدَ غَيْرِنَا ... لَيْتَ التَّشَكِّي كَانَ بِالْعُوَّادِ)
وَزَادَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بَيْتًا ثَانِيًا:
(لَوْ كَانَ يَقْبَلُ فِدْيَةً لَفَدَيْتُهُ ... بِالْمُصْطَفَى مِنْ طَارِفِي وَتِلَادِي)(3/232)
876 - حَدَّثَنَا محمد بن عمرو البزار، نَا أَبُو يُوسُفَ الْغَسُولِيُّ؛ قَالَ: [ص:233] دَعَا الْأَوْزَاعِيُّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ إِلَى الطَّعَامِ، فَقَصَّرَ فِي الْأَكْلِ، فَقَالَ لَهُ الْأَوْزَاعِيُّ: رَأَيْتُكَ قَصَّرْتَ فِي الْأَكْلِ! قَالَ: لِأَنَّكَ قَصَّرْتَ فِي الطَّعَامِ. قَالَ: وَهَيَّأَ إِبْرَاهِيمُ طَعَامًا وَوَسَّعَ فِيهِ، وَدَعَا الْأَوْزَاعِيَّ، فَقَالَ لَهُ: مَا تَخَافُ أَنْ يَكُونَ سَرَفًا؟ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: إِنَّمَا السَّرَفُ مَا يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، فأما إذا أنفقه في إِخْوَانِهِ؛ فَهُوَ مِنَ الدِّينِ.(3/232)
877 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: قَالَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ: مَا أَدْرِي مَا إِيمَانُ رَجُلٍ كَرِهَ شَيْئًا لَمْ يَدَعْهُ لِلَّهِ؟ ! وَمَا أَدْرِي مَا حَسَبُ رَجُلٍ نَزَلَ بِهِ أَمْرٌ لَمْ يَصْبِرْ لِلَّهِ لِمَا يَرْجُوهُ مِنَ الثَّوَابِ غَدًا فِي الْقِيَامَةِ؟ ! وَمَا أَدْرِي مَا حَسْبُ امْرِئٍ عُرِضَتْ لَهُ شَهْوَةٌ لَمْ يَدَعْهَا لِمَا يَخَافُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟(3/233)
878 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: [ص:234] عَجِبْتُ لِلْعَالِمِ كَيْفَ تُجِيبُهُ دَوَاعِي قَلْبُهُ إِلَى الضَّحِكِ وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ لَهُ فِي الْقِيَامَةِ مَوْقِفًا وَخُطُوبًا، ثُمَّ حَشْرٌ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ! !
__________
[إسناده واهٍ جداً] .(3/233)
879 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ جَدِّي عَلِيَّ بْنَ أَصْمَعَ يَقُولُ: قَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ التَّمِيمِيُّ: مَقْتَلُ الرَّجُلِ بَيْنَ فَكَّيْهِ - يَعْنِي: لِسَانَهُ -، وَالْفَكَّانِ اللَّحْيَانِ. قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ فِي حِفْظِ لِسَانِهِ: إِيَّاكَ أَنْ يَضْرِبَ لِسَانُكَ عُنُقَكَ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ: وَأَنْشَدُونَا لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ [ص:235]:
(رَأَيْتُ اللِّسَانَ عَلَى أَهْلِهِ ... إِذَا سَاسَهُ الْجَهْلُ لَيْثاً مُغِيرًا)(3/234)
880 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، أَنَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ؛ قَالَ: [ص:237] كَانَ يُقَالُ: إِذَا وُقِيَ الرَّجُلُ شَرَّ لَقْلَقِهِ وَقَبْقَبِهِ وَذَبْذَبِهِ؛ فَقَدْ وُقِيَ؛ فَاللَّقْلَقُ اللِّسَانُ، وَالْقَبْقَبُ الْبَطْنُ، وَالذَّبْذَبُ الْفَرْجُ. وَقَالَ أَبُو رَجَاءٍ: وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّ ابْنَ آدَمَ إِذَا أَصْبَحَ؛ كَفَّرَتْ أَعْضَاؤُهُ اللِّسَانَ، فَتَقُولُ [لَهُ] : اتَّقِ اللهَ! فَإِنَّكَ إِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنا»
__________
[إسناده ضعيف] .(3/235)
881 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ عَوْفٍ الْأَعْرَابِيِّ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو قَحْذَمٍ: لَيْسَتْ خُلَّةٌ مِنْ خِلَالِ الْخَيْرِ تَكُونُ فِي الرَّجُلِ هِيَ أَحْرَى أَنْ تَكُونَ جَامِعَةً [لِأَنْوَاعِ الْخَيْرِ كُلِّهَا] فِيهِ؛ مِنْ حِفْظِ اللِّسَانِ.(3/237)
882 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّكَّرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نَا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: قَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ: [ص:238] الصَّمْتُ يُكْسِبُ أَهْلَهُ الْمَحَبَّةَ. وَقَالَ غَيْرُهُ مِنَ الْحُكَمَاءِ: النَّدَمُ عَلَى السُّكُوتِ خَيْرٌ مِنَ النَّدَمِ عَلَى الْقَوْلِ.(3/237)
883 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: إِذَا قَالَ الرَّجُلُ فِيكَ مِنَ الْخَيْرِ مَا لَيْسَ فِيكَ؛ فَلَا تَأْمَنْهُ أَنْ يَقُولَ [ص:239] فِيكَ مِنَ الشَّرِّ مَا لَيْسَ فِيكَ
__________
[إسناده واه جداً] .(3/238)
884 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: دَعِ الْكَذِبَ حَيْثُ تَرَى أَنَّهُ يَنْفَعُكَ؛ فَإِنَّهُ يَضُرُّكَ، وَعَلَيْكَ بِالصِّدْقِ حَيْثُ تَرَى أَنَّهُ يَضُرُّكَ؛ فَإِنَّهُ يَنْفَعُكَ.(3/239)
885 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكَ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص:240] الْحَدَثُ حَدَثَانِ: حَدَثٌ مِنْ فِيكَ، وَحَدَثٌ مِنْ فَرْجِكَ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/239)
886 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: كَانَ قَوْمٌ عِنْدَ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ يَتَكَلَّمُونَ، فَقَالَ لَهُمْ: أَعِيدُوا الْوُضُوءَ؛ فَإِنَّ بَعْضَ مَا تَذْكُرُونَ شَرٌّ مِنَ الْحَدَثِ.(3/240)
887 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا خَالِدُ بْنُ خداش؛ قال: سمعت سفين بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: [ص:241] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: الصِّدْقُ عِزٌّ، وَالْكَذِبُ خُضُوعٌ.(3/240)
887 - / م - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ السِّمَّرِيُّ، نَا الْفَرَّاءُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْكِسَائِيَّ يَقُولُ: إِنَّ الْمَرْءَ لَيَكْذِبُ؛ حَتَّى يَصْدُقَ؛ فَمَا يُقْبَلُ مِنْهُ.(3/241)
888 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ، نَا هُوذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ عَوْفٍ الْأَعْرَابِيِّ، عَنْ أَبِي قَحْذَمٍ، قَالَ: قَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ: [ص:242] السِّرُّ فِيهِ ضَرْبُ الْعُنُقِ. وَكَانَ يَقُولُ: أَمْلَكُ النَّاسِ لِنَفْسِهِ مَنْ كَتَمَ سِرَّهُ مِنْ صَدِيقِهِ وَخَلِيلِهِ، لِئَلَّا يَتَغَيَّرَ الَّذِي بَيْنَهُمَا يَوْمًا فَيُفْشِي سِرَّهُ. وَكَانَ يَقُولُ: سِرُّكَ مِنْ دَمِكَ؛ فَرُبَّمَا أَفْشَيْتَهُ؛ فَيَكُونُ فِيهِ سَبَبُ حَتْفِكَ.(3/241)
889 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ، نَا أَبِي، نَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: [ص:243] إِنِّي لَأَرَى الشَّيْءَ مِمَّا يُعَابُ؛ فَمَا يَمْنَعُنِي مِنْ أَنْ أَتَكَلَّمَ؛ إِلَّا مَخَافَةَ أَنْ أُبْتَلَى بِهِ.(3/242)
890 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ: [ص:244] لَوْ عَيَّرْتُ رَجُلًا بِرَضَاعِ الْغَنَمِ؛ لَخَشِيتُ أَنْ ارضعها.(3/243)
891 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: لَا تَسْخَرْ مِنْ شَيْءٍ، فَيَحُورَ بِكَ.(3/244)
892 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلَاءِ، قَالَ: قَالَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ لِابْنِهِ مَخْلَدِ بْنِ يَزِيدَ: إِيَّاكَ وَأَعْرَاضَ الرِّجَالِ؛ فَإِنَّ الْحُرَّ لَا يُرْضِيهِ مِنْ عِرْضِهِ شَيْءٌ، وَاتَّقِ الْعُقُوبَاتِ فِي الْأَبْشَارِ، فَإِنَّهَا عَارٌ بَاقٍ وَدَيْنٌ مَطْلُوبٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.(3/244)
893 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ؛ قَالَ: قَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ: [ص:245] الْمُزَاحُ يُذْهِبُ الْمَهَابَةَ.(3/244)
894 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ لِابْنِهِ: لَا تُمَازِحِ الشَّرِيفَ؛ فَيَحْقِدَ عَلَيْكَ، وَلَا الدَّنِيءَ؛ فَتَهُونَ عَلَيْهِ.(3/245)
895 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا ابْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ؛ قَالَ: قَالَ مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ لِابْنِهِ [ص:246]: (وَلَقَدْ حَبَوْتُكَ يَا كِدَامُ نَصِيحَتِي ... فَاسْمَعْ لِقَوْلِ أَبٍ عَلَيْكَ شَفِيقِ)
(أَمَّا الْمُزَاحَةُ وَالْمِرَاءُ فَدَعْهُمَا ... خُلُقَانِ لَا أَرْضَاهُمَا لِصَدِيقِ)
(وَلَقَدْ بَلَوْتُهُمَا فَلَمْ أَحْمَدْهُمَا ... لِمُجَاوِرِ جَارٍ وَلَا لِرَفِيقِ)(3/245)
896 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا الزِّيَادِيُّ، نَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: قَالَ مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ: إِنَّمَا سُمُّوا الْأَبْرَارَ؛ لِأَنَّهُمْ بَرُّوا الْآبَاءَ وَالْأَبْنَاءَ، كَمَا أَنَّ لِوَالِدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا كَذَلِكَ لِوَلَدِكَ عَلَيْكَ حَقٌّ
__________
[إسناده ضعيف ومنقطع] .(3/246)
897 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الْأَزْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَلَّى بْنُ أَيُّوبَ يَقُولُ: [ص:247] دَخَلَ صَدِيقٌ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ طَاهِرٍ عليه كَانَ يَعْرِفُهُ قَدِيمًا، فَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، ثُمَّ أَنْشَدَ:
(أَمِيلُ مَعَ الذِّمَامِ عَلَى ابن عمّي ... وأحمل للصَّديق عَلَى الشَّقِيقِ)
(فَإِنْ أَلْفَيْتَنِي مَلِكاًُ عَظِيمًا ... فَإِنَّكَ وَاجِدِي عَبْدَ الصَّدِيقِ)
(أُفَرِّقُ بَيْنَ مَعْرُوفِي وَمَنِّي ... وَأَجْمَعُ بَيْنَ مالي والحقوقِ)
آخر الجزء السادس يتلوه السابع إن شاء الله تعالى والحمد لله وحده، وصلواته على محمد وآله وصحبه وسلم.(3/246)
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء السابع
من كتاب «المجالسة وجواهر العلم»
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
أخبرنا الشيخ أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري، والشيخ أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذنا؛ قالا: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء؛ قال البوصيري: قراءة عليه وأنا أسمع؛ وقال ابن حمد: إجازة؛ قال: أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل الضراب؛ قال: أخبرني أبي أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب قراءة عليه: نا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي:(3/255)
898 - نا أَبُو الْفَضْلِ عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الدُّورِيُّ، نَا أَبُو النَّضْرِ، نَا أَبُو سَهْلٍ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص:256]: «لَا يَزَالُ الْمَسْرُوقُ فِي تُهْمَةِ مَنْ هُوَ بَرِيءٌ؛ حَتَّى يَكُونَ أَعْظَمَ جُرْمًا مِنَ السَّارِقِ»
قَالَ أَبُو الْفَضْلِ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: أَبُو سَهْلٍ الْخُرَاسَانِيُّ هَذَا هُوَ نَصْرُ بْنُ ثَابِتٍ؟ قَالَ يَحْيَى: لَا، أَبُو سَهْلٍ الْخُرَاسَانِيُّ رَجِلٌ آخَرُ، وَلَمْ يَسْمَعْ نَصْرُ بْنُ ثَابِتٍ مِنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ.
__________
[إسناد ضعيف] .(3/255)
899 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، نَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، نَا الْفَضْلُ بْنُ بَكْرٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص:261]: «ثَلَاثٌ مُهْلِكَاتٌ، وَثَلَاثٌ مُنْجِيَاتٌ. فَقَالَ: ثَلَاثٌ مُهْلِكَاتٌ: شُحٌّ [ص:262] مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ. وَثَلَاثٌ مُنْجِيَاتٌ: خَشْيَةُ اللهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ، وَالْقَصْدُ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى، وَالْعَدْلُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(3/256)
900 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: [ص:264] أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يُقَالُ لَهُ أَرْمِيَا حِينَ ظَهَرَتْ فِيهِمُ الْمَعَاصِي: أَنْ قُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ قَوْمِكَ؛ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ لَهُمْ قُلُوبًا وَلَا يَفْقَهُونَ، وَأَعْيُنًا وَلَا يُبْصِرُونَ، وَآذَانًا وَلَا يَسْمَعُونَ، وَأَنِّي تَذَكَّرْتُ صَلَاحَ آبَائِهِمْ؛ فَعَطَّفَنِي ذَلِكَ عَلَى أَبْنَائِهِمْ؛ فَسَلْهُمْ كَيْفَ وَجَدُوا غِبَّ طَاعَتِي، أَوْ هَلْ سَعِدَ أَحَدٌ مِمَّنْ عَصَانِي بِمَعْصِيَتِي، وَهَلْ شَقِيَ أَحَدٌ مِمَّنْ أَطَاعَنِي [بِطَاعَتِي] ؟ . إِنَّ الدَّوَابَّ تَذْكُرُ أَوْطَانَهَا فَتَنْزِعُ إِلَيْهَا، وَإِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ تَرَكُوا الْأَمْرَ الَّذِي أُكْرِمَتْ عَلَيْهِ آبَاءُهُمْ؛ فَالْتَمَسُوا الْكَرَامَةَ مِنْ غَيْرِ وَجْهِهَا. أَمَّا خِيَارُهُمْ؛ فَأَنْكَرُوا حَقِّي، وَأَمَّا قُرَّاؤُهُمْ؛ فَعَبَدُوا غَيْرِي، وَأَمَّا نُسَّاكُهُمْ؛ فَلَمْ يَنْتَفِعُوا بِمَا عَلِمُوا، وَأَمَّا وُلَاتُهُمْ؛ فَكَذَبُوا عَلَيَّ وَعَلَى رُسُلِي، خَزَنُوا الْمَكْرَ فِي قُلُوبِهِمْ، وَعَوَّدُوا الْكَذِبَ أَلْسِنَتَهُمْ، وَإِنِّي أُقْسِمُ بِجَلَالِي وَعِزَّتِي، لَأُهَيِّجَنَّ عَلَيْهِمْ جُنُودًا لَا يَفْقَهُونَ أَلْسِنَتَهُمْ، وَلَا يَعْرِفُونَ وُجُوهَهُمْ، وَلَا يَرْحَمُونَ بُكَاءَهُمْ، وَلَأَبْعَثَنَّ فِيهِمْ مَلِكًا جَبَّارًا قَاسِيًا، لَهُ عَسَاكِرُ كَقِطَعِ السَّحَابِ، ومراكبا كَأَمْثَالِ الْعُجَاجِ كَأَنَّ خَفَقَانَ رَايَاتِهِ طَيَرَانُ النُّسُورِ، وَكَأَنَّ حَمْلَ فِرْسَانِهِ كَرُّ الْعِقْبَانِ، يُعِيدُونَ الْعُمْرَانَ خَرَابًا، وَيَتْرُكُونَ الْقُرَى وَحْشَةً؛ فَيَا وَيْلَ إِيلْيَا وَسُكَّانِهَا؛ كَيْفَ أُذَلِّلُهُمْ لِلْقَتْلِ، وَأُسَلَّطُ عَلَيْهِمُ السَّبَاءَ، وَأُعِيدُ بَعْدَ لُجْبِ الْأَعْرَاسِ صُرَاخًا، وَبَعْدَ صَهِيلِ الْخَيْلِ عُوَاءَ الذِّئَابِ، وَبَعْدَ شُرُفَاتِ الْقُصُورِ مَسَاكِنَ السِّبَاعِ، وَبَعْدَ ضوء السرج وَهْجَ الْعُجَاجِ، وَبِالْعِزِّ الذُّلَّ، وَبِالنِّعْمَةِ الْعُبُودِيَّةَ؟ ! وَلَأُبَدِّلَنَّ نِسَاءَهُمْ بَعْدَ الطِّيبِ التُّرَابَ، وَبِالْمَشْيِ على الزرابي الخبب، ولأجعلن أَجْسَادَهُمْ ذُبْلًا لِلْأَرْضِ، وَعِظَامَهُمْ ضَاحِيَةً لِلشَّمْسِ، [ص:265] وَلَأَدُوسَنَّهُمْ بِأَلْوَانِ الْعَذَابِ، ثُمَّ لَآمُرَنَّ السَّمَاءَ فَلَتَكُونَنَّ طَبَقًا مِنْ حَدِيدٍ، وَالْأَرْضَ سَبِيكَةً مِنْ نُحَاسٍ، فَإِنْ أَمْطَرَتْ لَمْ تُنْبِتِ الْأَرْضُ، وَإِنْ أَنْبتَتْ شَيْئًا فِي خِلَالِ ذَلِكَ؛ فَبِرَحْمَتِي لِلْبَهَائِمِ، ثُمَّ أَحْبِسُهُ فِي زَمَانِ الزَّرْعِ، وَأُرْسِلُهُ فِي زَمَانِ الْحَصَادِ، فَإِنْ زَرَعُوا فِي خِلَالِ ذَلِكَ شَيْئًا؛ سَلَّطْتُ عَلَيْهِ الْآفَةَ، فَإِنْ خَلُصَ مِنْهُ شَيْءٌ؛ نُزِعَتْ مِنْهُ الْبَرَكَةُ، فَإِنْ دَعَوْنِي؛ لَمْ أُجِبْهُمْ، وَإِنْ سَأَلُونِي؛ لَمْ أُعْطِهِمْ، وَإِنْ بَكَوْا؛ لَمْ أَرْحَمْهُمْ، وَإِنْ تَضَرَّعُوا؛ صَرَفْتُ وَجْهِي عَنْهُمْ
__________
[إسناده واه جداً] .(3/262)
901 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا ابْنُ نُمَيْرٍ، نَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنَ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ لإصحابه: إِنْ كُنْتُمْ إِخْوَانِي وَأَصْحَابِي؛ فَوَطِّنُوا أَنْفَسَكُمْ عَلَى الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءَ مِنَ النَّاسَ؛ فَإِنَّكُمْ لَا تُدْرِكُونَ مَا تَطْلُبُونَ إِلَّا بِتَرْكِ مَا تَشْتَهُونَ، وَلَا تَنَالُونَ مَا تُحِبُّونَ؛ إِلَّا بِالصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُونَ، طُوبَى لِمَنْ كَانَ بَصَرُهُ فِي قَلْبِهِ وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ فِي بَصَرِهِ.(3/265)
902 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْبَصْرِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، نَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ؛ قَالَ: خَرَجَ عِيسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] عَلَى أَصْحَابِهِ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ وَكِسَاءٌ وَتُبَّانٌ، حَافِيًا، بَاكِيًا، شَعِثًا، مُصْفِرَ اللَّوْنِ مِنَ الْجُوعِ، يَابِسَ الشَّفَتَيْنِ مِنَ الْعَطَشِ؛ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَنَا الَّذِي أَنْزَلْتُ الدُّنْيَا مَنْزِلَتَهَا بِإِذْنِ اللهِ وَلَا عَجَبَ وَلَا فَخْرَ؛ أَتَدْرُونَ أَيْنَ بَيْتِي؟ قَالُوا: أَيْنَ بَيْتُكَ يَا رُوحَ اللهِ؟ قَالَ: بَيْتِي الْمَسَاجِدُ، وَطِيبِي الْمَاءُ، وَإِدَامِي الْجُوعُ، وَسِرَاجِي الْقَمَرُ بِاللَّيْلِ، وَصَلَائِي فِي الشِّتَاءِ مَشَارِقُ الشَّمْسِ، وَرَيْحَانِي بُقُولُ الْأَرْضِ، وَلُبَاسِي الصُّوفُ، وَشِعَارِي خَوْفُ رَبِّ الْعِزَّةِ، وَجُلَسَائِي الزَّمْنَى وَالْمسَاكِينُ، أُصْبِحُ وَلَيْسَ لِي شَيْءٌ وَأُمْسِي وَلَيْسَ لِي شَيْءٌ، وَأَنَا طَيِّبُ النَّفْسِ غَنِيٌّ مُكْثِرٌ؛ فَمَنْ أَغْنَى مِنِّي وَأَرْبَحُ؟ !(3/266)
903 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ نُمَيْرٍ، نَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ كُدَيْرٍ الضَّبِّيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أُمُورًا مُتَمَاحِلَةً رُدَّحًا، وَبَلَاءً مُكْلَحًا مُبْلَحًا
__________
[إسناده ضعيف] .(3/267)
903 - / م - سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ يُفَسِّرُ هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَالَ: [ص:268] الْمُتَمَاحِلَةُ: الطِّوَالُ. يُقَالُ: فِتَنٌ يَطُولُ أَمْرُهَا وَيَعْظُمُ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ مُتَمَاحِلٌ: إِذَا كَانَ طَوِيلًا. قَوْلُهُ: (رُدَّحًا) ؛ يَعْنِي: عَظِيَمَةً. وَيُقَالُ لِلْكَتِيبَةِ إِذَا عَظُمَتْ: رُدَّحًا وَرَدَاحَ، وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ زَرْعٍ «عُكُومُهَا رَدَاحُ» ؛ أَيْ: عَظِيمَةٌ. وَقَوْلُهُ: (مُكْلَحًا) ؛ أَيْ: يُكْلحُ النَّاسُ لِشِدَّتِهِ، يُقَالُ: كَلَحَ الرَّجُلُ وَأَكْلَحَهُ الْهَمُّ. وَقَوْلُهُ: (مُبْلَحًا) : يُقَالُ: بَلَحَ الرَّجَلُ: إِذَا انْقَطَعَ مِنَ الْإِعْيَاءِ فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَتَحَرَّكَ.(3/267)
904 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ [الْأَزْرَقُ] ، نَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب عليه السلام؛ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ [ص:269]:
(أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ ... كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرَهْ)
(أُوَفِّيهِمْ بِالصَّاعِ كَيْلَ السندره ... )(3/268)
904 - / م - وَسَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يُفَسِّرُهُ؛ وَقَالَ: مَعْنَى قَوْلِهِ: «أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَةَ» : ذَكَرُوا أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وُلِدَ وَأَبُو طَالِبٍ غَائِبٌ؛ فَسَمَّتْهُ أُمُّهُ فَاطِمَةُ ابْنَةُ أَسَدٍ - وَهِيَ أُمُّ عَلِيِّ - (أَسَدًا) بِاسْمِ أَبِيهَا، فَلَمَّا قَدِمَ أَبُو طَالِبٍ؛ كَرِهَ هَذَا الِاسْمَ الَّذِي سَمَّتْهُ بِهِ أُمُّهُ وَسَمَّاهُ عَلِيًّا، فَلَمَّا رَجَزَ عَلِيٌّ يَوْمَ خَيْبَرَ؛ ذَكَرَ [ص:270] ذَلِكَ الِاسْمَ الَّذِي سَمَّتْهُ بِهِ أُمُّهُ. وَحَيْدَرَةُ اسْمٌ مِنْ أسامي الأسد، وهو أَشْجَعُهَا، كَأَنَّهُ قَالَ: أَنَا الْأَسَدُ. وَالسَّنْدَرَةُ: شَجَرَةٌ يُعْمَلُ مِنْهَا الْقِسِيُّ وَالنَّبْلُ. قَالَ الْهُذَلِيُّ:
(إِذَا أَدْرَكَتْ أُولَاهُمُ أُخْرَيَاتُهُمُ ... حَنَوْتُ لَهُمْ بِالسَّنْدَرِيِّ الْمُوَتَّرِ)
يَعْنِي: الْقِسِيَّ، نَسَبَهَا إِلَى الشَّجَرَةِ الَّتِي تُعْمَلُ مِنْهَا الْقِسِيُّ.(3/269)
905 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا مِسْكِينُ بْنُ عُبَيْدٍ الصُّوفِيُّ، نَا الْمُتَوَكِّلُ بْنُ حُسَيْنٍ الْعَابِدُ؛ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: [ص:271] الزُّهْدُ ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ: فَزُهْدٌ فَرْضٌ، وَزُهْدٌ فَضْلٌ، وَزُهْدٌ سَلَامَةٌ فَالزُّهْدُ الْفَرْضُ: الزُّهْدُ فِي الْحَرَامِ، وَالزُّهْدُ الْفَضْلُ: الزُّهْدُ فِي الْحَلَالِ، وَالزُّهْدُ السَّلَامَةُ: الزُّهْدُ فِي الشُّبُهَاتِ.(3/270)
906 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، نَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى أَبِي ذَرٍّ؛ فَجَعَلَ يُقَلِّبُ بَصَرَهُ فِي بَيْتِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا ذَرٍّ! مَا أَرَى فِي بَيْتِكَ مَتَاعًا وَلَا غَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الأثاث؟ ! فقال: إنا لَنَا بَيْتًا نُوَجِّهُ إِلَيْهِ صَالِحَ مَتَاعِنَا. قَالَ: إِنَّهُ لَا بُدَّ لَكَ مِنْ مَتَاعٍ مَا دُمْتَ هَا هُنَا. فَقَالَ: إِنَّ صَاحِبَ الْمَنْزِلِ لَا يَدَعُنَا فِيهِ.(3/271)
907 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، نَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ؛ قَالَ: [ص:272] دَخَلَ شَابٌّ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عنه، فقال له: فصخت الدُّنْيَا. فَقَالَ: مَا لِي وَلِلدُّنْيَا؟ ! يَكْفِينِي صَالِحٌ مِنْ طَعَامٍ فِي كُلِّ جُمْعَةٍ، وَشَرْبَةٌ مِنْ مَاءٍ كُلَّ يَوْمٍ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/271)
908 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْأَنْطَاكِيُّ، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: قَالَ أبو سُلَيْمَانُ: يَنْبَغِي لِلْخَوْفِ أَنْ يَكُونَ أَغْلَبَ عَلَى الرَّجَاءِ، فَإِذَا غَلَبَ الرَّجَاءُ عَلَى الْخَوْفِ؛ فَسَدَ الْقَلْبُ.(3/272)
909 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: أَظُنُّهُ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ؛ قَالَ: [ص:273] كَتَبَ بَعْضُ الزُّهَّادِ إِلَى أَخٍ لَهُ: كَثُرَ تَعَجُّبِي مِنْ قَلْبٍ يَأْلَفُ الذَّنْبَ، وَنَفْسٍ تَطْمَئِنُّ إِلَى الْبَقَاءِ؛ وَالسَّاعَةُ نَتَلَقَّاهَا، وَالْأَيَّامُ تَطْوِي أَعْمَارَنَا! فَكَيْفَ يَأْلَفُ قَلْبٌ [مَا] لَا ثَبَاتَ لَهُ فِي الدُّنْيَا؟ ! وَكَيْفَ تَنَامُ عَيْنٌ لَا تَدْرِي لَعَلَّهَا لَا تَطْرُفُ بَعْدَ رَقْدَتِهَا إِلَّا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ !(3/272)
910 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَصْحَابِ أَيُّوبَ بِمِنًى؛ قَالَ: صَحِبَ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيَّ رَجُلٌ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، فَآذَاهُ الرَّجُلُ بِسُوءِ خُلُقِهِ، فَقَالَ أَيُّوبُ: إِنِّي لَأَرْحَمُهُ، نَحْنُ نُفَارِقُهُ وَيَبْقَى مَعَهُ خُلُقُهُ.(3/273)
911 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا الْقَوَارِيرِيُّ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: [ص:274] قُلْتُ لِعُبَيْدَةَ: مَا يُوجِبُ الْوُضُوءَ؟ قَالَ: الْحَدَثُ، وَأَذَى الْمُسْلِمِ.(3/273)
912 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُتَيْقٍ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ الْحَسَنَ، فَقَالَ: إِنِّي أَتَوَضَّأُ، فَيَنْتَضِحُ الْمَاءُ فِي إِنَائِي. فَقَالَ لَهُ: وَيْلَكَ! أَيُمْلَكُ نَشْرُ الْمَاءِ (يَعْنِي: مَا انْتَشَرَ مِنْهُ) ؟ !(3/274)
913 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْجَزَرِيُّ، نَا عِيسَى بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ضَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص:275] لَا تَلْقَى الْمُؤْمِنَ أَبَدًا إِلَّا شَاحِبًا، وَلَا تَلْقَى الْمُنَافِقَ إِلَّا وَابِصًا. سَمِعْتُ الْحَرْبِيَّ ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ وَفَسَّرَهُ، فَقَالَ: «وابصاً؛ أي: براقاً، يقال: وَبَصَ الشَّيْءُ إِذَا بَرِقَ، وَمِنْهُ قَوْلُ الْأَعْشَى:
(رَجَعْتَ لَمَا رُمْتَ مُسْتَحْسِرًا ... تَرَى لِلْكَوَاعِبِ كَهْرًا وَبِيصًا)
وَمَعْنَى (كَهْرًا) : ارْتِفَاعُ النَّهَارِ(3/274)
914 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا: [ص:276] أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى قَبْرٍ:
(تُنَاجِيكَ أَجْدَاثٌ وَهُنَّ سُكُوتُ ... وَسُكَّانُهَا تَحْتَ التُّرَابِ خُفُوتُ)
(أَيَا جَامِعَ الدُّنْيَا لِغَيْرِ بَلَاغَةٍ ... لِمَنْ تَجْمَعُ الدُّنْيَا وَأَنْتَ تَمُوتُ)(3/275)
914 - / م - وَأَنْشَدَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْتَمْلِي، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى قَبْرٍ:
(مَا حَالُ مَنْ سَكَنَ الثَّرَى مَا حَالُهُ ... أَمْسَى وَقَدْ صُرِمَتْ هُنَاكَ حِبَالُهُ)
(أَمْسَى وَلَا رُوحَ الْحَيَاةِ تُصِيبُهُ ... يَوْمًا وَلَا لُطْفُ الْحِبيبِ يَنَالُهُ)
(أَمْسَى وَحِيدًا مُوحِشًا مُتفَرِّدًا ... مُتَشَتِّتًا بَعْدَ الْجَمِيعِ عِيَالُهُ)
(أَمْسَى وَقَدْ دَرَسَتْ مَحَاسِنُ وَجْهِهِ ... وَتَفَرَّقَتْ فِي قَبْرِهِ أَوْصَالُهُ)
(وَاسْتَبْدَلَتْ مِنْهُ الْمَجَالِسُ غَيْرَهُ ... وَتُقُسِّمَتْ مِنْ بَعْدِهِ أَمْوَالُهُ)
(هَلْ مِنْ قَبِيلٍ تَعْلَمُونَ مَكَانَهُ ... سَلِمَتْ عَلَى حَدَثِ الزَّمَانِ رِجَالُهُ)(3/276)
915 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْتَمْلِي؛ قَالَ: قُرِئَ عَلَى قَبْرٍ:
(يَا بَاكِيَ الْمَيِّتِ عَلَى قَبْرِهِ ... امْضِ وَدَعْهُ فَسَتَنْسَاهُ)
(مَنْ عَايَنَ الْمَوْتَ فَذَاكَ الَّذِي ... لَمْ تَرَ مِثْلَ الْمَوْتِ عيناه [ص:277])
(وكم مِنْ شَقِيقٍ لَمْ تَجِدْ ... غَيْرَ أَنْ غَمَّضَ مَنْ يَهْوَى وَسَجَّاهُ)
(وَكَمْ مُحِبٍّ لِحَبِيبٍ إِذَا ... سَوَّى عَلَيْهِ اللَّحْدَ خَلَّاهُ)(3/276)
916 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْمَرْثَدِيُّ؛ قَالَ: قُرِئَ عَلَى قَبْرٍ:
(هَذَا مَنَازِلُ أَقْوَامٍ عَهِدْتُهُمْ فِي ... ظِلِّ عَيْشٍ عَجِيبٍ مَا لَهُ خَطَرُ)
(صَاحَتْ بِهِمْ حَادِثَاتُ الدَّهْرِ فَانْقَلَبُوا ... إِلَى الْقُبُورِ فَلَا عَيْنٌ وَلَا أَثَرُ)(3/277)
916 - / 1 - وَأَنْشَدَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْتَمْلِي؛ قَالَ: قُرِئَ عَلَى قَبْرٍ:
(حَمَلُوهُ عَلَى الرِّقَابِ ابْتِدَارًا ... ثُمَّ وَارَوْهُ فِي التُّرَابِ دَفِينَا)
(أَيَّ غُصْنٍ ثَوَى أَصَابَ ... بِهِ الدَّهْرُ قُلُوبًا مَنْكُوبَةً وَعُيُونَا)
(كَمْ رَأَيْنَاهُ مُعْطِيًا وَمُفِيدًا ... ثُمَّ أَضْحَى مِنْ بَعْدِ ذَاكَ رَهِينَا)(3/277)
916 - / 2 - أَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِعُرْوَةَ بْنِ أُذَيْنَةَ:
(نُرَاعُ إِذَا الْجَنَائِزُ قَابَلَتْنَا ... وَيُحْزِنُنَا بُكَاءُ الْبَاكِيَاتِ [ص:278])
(كَرَوْعَةِ ثُلَّةٍ لِمُغَارِ سَبْعٍ ... فَلَّمَا غَابَ عَادَتْ رَاتِعَاتِ)(3/277)
917 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَلْمَ الْخَوَّاصَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ زَائِدَةَ يَقُولُ: كَانَ كُرْزٌ مُجْتَهِدًا فِي الْعِبَادَةِ، فَقِيلَ لَهُ: أَلَا تُرِيحُ نَفْسَكَ سَاعَةً؟ فَقَالَ: كَمْ بَلَغَكُمْ عُمَرُ الدُّنْيَا؟ قَالُوا: سَبْعَةُ آلَافِ سَنَةٍ. قَالَ: فَكَمْ بَلَغَكُمْ مِقْدَارُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟ قَالُوا: خَمْسِينَ أَلْفِ سَنَةٍ. قَالَ: أَفَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَعْمَلَ سُبْعَ يَوْمٍ حَتَّى يَأْمَنَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ؟ !(3/278)
918 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوْحِ الْمَدَائِنِيُّ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص:280]: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ»
__________
[إسناده صحيح] .(3/278)
919 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حُسَيْنٍ؛ قَالَا: نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ ثَلَاثَ لَيَالٍ مُتَتَابِعَاتٍ حَتَّى تُوُفِّيَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(3/281)
920 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: الْمُؤْمِنُ مِثْلُ الشَّاةِ الْمَأْبُورَةِ. يُرِيدُ: الَّتِي أكلت من الْعَلَفِ إِبْرَةً؛ فَهِيَ لَا تَأْكُلُ مِنَ الْفَزَعِ، وَإِنْ أَكَلَتْ قَلِيلًا؛ لَمْ يَنْجَعْ فِيهَا الْعَلَفُ.(3/281)
921 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: [ص:283] قِيلَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ فِي الْجَوَارِشِ شَيْءٌ، فَقَالَ: وَمَا أَصْنَعُ بِالْجَوَارِشِ وَأَنَا لَمْ أَشْبَعْ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا؟ ! . يُرِيدُ: أَنَّهُ كَانَ يَدَعُ الطَّعَامَ وَبِهِ إِلَيْهِ حَاجَةٌ.(3/281)
922 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: [ص:284] قَالَ رَجُلٌ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ وَأَرَادَ مُفَارَقَتَهُ: أَوْصِنِي. قَالَ لَهُ: إِيَّاكَ أَنْ تُسِيءَ إِلَى مَنْ تُحِبُّ. فَقَالَ لَهُ: وَهَلْ أَحَدٌ يُسِيءُ إِلَى من يحبه؟ ! قال: نَعَمْ، أَنْ تَعْصِيَ اللهَ فَتُعَذَّبَ عَلَيْهِ؛ فَتَكُونَ قَدْ أَسَأْتَ إِلَى نَفْسِكَ.(3/283)
923 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا قُبَيْصَةُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: بَلَغَنِي عَنِ الزُّهْرِيِّ كَلَامٌ حَسَنٌ (يَعْنِي: ابْنَ شِهَابٍ) ؛ أَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ الزُّهْدُ بِتَقَشُّفِ الشَّعْرِ وتقل الرِّيحِ وَخُشُونَةِ الْمَلْبَسِ وَالْمَطْعَمِ، وَلَكِنَّ الزُّهْدَ: ظَلْفُ النَّفْسِ عَنْ مَحْبُوبِ الشَّهَوَاتِ.(3/284)
924 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي بَعْضِ كُتُبِهِ: مَا أَحَدٌ أَطَاعَنِي؛ إِلَّا اسْتَجَبْتُ لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَدْعُونِي، وَأَعْطَيْتُهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَسْأَلَنِي
__________
[إسناده ضعيف] .(3/285)
925 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نَا قُبَيْصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ: دَاءُ الْبَدَنِ الذُّنُوبُ، وَدَوَاؤُهَا الِاسْتِغْفَارُ، وَشِفَاؤُهَا أَنْ لَا تَعُودَ فِي الذَّنْبِ.(3/285)
926 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ: قَالَ إِبْلِيسُ: مَنْ كَانَتْ فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنْ ثَلَاثٍ؛ فَقَدِ اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ: مَنْ كَانَ مُدِلًّا بِعِلْمِهِ، أَوْ نَسِيَ ذُنُوبَهُ، أَوْ كَانَ مُعْجَبًا بِرَأْيِهِ.(3/286)
927 - حَدَّثَنَا عُمَيْرُ بْنُ مِرْدَاسٍ، نَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ - أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: مَا أَجْرَأَ فُلَانًا عَلَى اللهِ! فَقَالَ الْقَاسِمُ: ابْنُ آدَمَ أَهْوَنُ وَأَضْعَفُ مِنْ أَنْ يَكُونَ جَرِيئًا عَلَى اللهِ، وَلَكِنْ قُلْ: مَا أَقَلَّ مَعْرِفَتِهِ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ!(3/286)
928 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ؛ قَالَ: حَضَرَتْ بَعْضَ نُسَّاكِ الْبَصْرَةِ الْوَفَاةُ وَعَندَهُ أَخٌ لَهُ مِنَ الْعُبَّادِ، فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ أَنْتَ؟ فَقَالَ: مَا أَخَافُ عَلَى شَيْءٍ إِلَّا [خَوْفِي] عَلَى بَنَاتِي، فَإِنِّي أَخَافُ الضَّيْعَةَ لَهْمُ بَعْدِي. فَقَالَ: أَمَا تَخَافُ ذُنُوبَكَ؟ فَقَالَ: إِنِّي أُحْسِنُ الظَّنَّ بِرَبِّي، وَأَرْجُو أَنْ يَغْفِرَ ذُنُوبِي. فَقَالَ لَهُ الْعَابِدُ: فَالَّذِي رَجَوْتَ أَنْ يَغْفِرَ ذُنُوبَكَ؛ فَارْجُهُ لِبَنَاتِكَ أَلَّا يُضَيِّعَهُنَّ.(3/287)
929 - سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: [ص:288] تَفْسِيرُ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُرَى فِي الْقِيَامَةِ لَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ كَمَا لَا تُضَامُونَ فِي [رُؤْيَةِ] الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ» : قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: قَوْلُهُ: «لَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ» : وَالتَّضَامُّ مِنَ النَّاسِ يَكُونُ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ عِنْدَ طَلَبِهِمُ الْهِلَالَ، فَيَجْتَمِعُونَ وَيَنْضَمُّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، وَيَقُولُ وَاحِدٌ: هُوَ ذَاكَ، وَيَقُولُ آخَرُ: لَيْسَ بِهِ، وَلَيْسَ يَحْتَاجُ أَنْ يَنْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ لِطَلَبِهِمُ الْهِلَالَ؛ لِأَنَّهُمْ كُلُّهُمْ يَرَوْنَهُ، وَالْعَرَبُ تَضْرِبُ الْمَثَلَ بِالشُّهْرَةِ فِي الْقَمَرِ وَالظُّهُورِ؛ تَقُولُ: هُوَ أَبْيَنُ مِنَ الشَّمْسِ وَمِنْ فَلَقِ الصُّبْحِ، وَأَشْهَرُ مِنَ الْقَمَرِ. وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(وَقَدْ بَهَرَتْ فَمَا تَخْفَى عَلَى أَحَدٍ ... إِلَّا عَلَى أَحَدٍ لَا يَعْرِفُ الْقَمَرَا)
وَقَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: (لا تُدْرِكُهُ الأَبصرُ وَهْوُ يُدْرِكُ الأَبصَرَ) [الأنعام: 103] فِي الدُّنْيَا؛ لِأَنَّهُ احْتَجَبَ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ جَمِيعِ خَلْقِهِ فِي الدُّنْيَا، وَيَتَجَلَّى لَهُمْ يَوْمَ الْحِسَابِ وَيَوْمَ الْجَزَاءِ وَالْقِصَاصِ؛ فَيَرَاهُ الْمُؤْمِنُونَ كَمَا يَرَوْنَ الْقَمَرَ فِي لَيْلَةِ الْبَدْرِ، لَا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ كَمَا لَا يَخْتَلِفُونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ. وقول موسى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : (رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَنِي) [الأعراف: 143] ؛ يَعْنِي: فِي الدُّنْيَا، وَذَلِكَ أَنَّ مُوسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] عَلِمَ أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُرَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَسَأَلَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ فِي الدُّنْيَا [ص:289] مَا أَجَّلَهُ لِأَنْبِيَائِهِ وَأَوْلِيَائِهِ يَوْمَ القيامة، فقال: (لَن تَرَنِي) ، يَعْنِي: فِي الدُّنْيَا، (وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ استَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوفَ تَرَنِي) [الأعراف: 143] . أَعْلَمَهُ أَنَّ الْجَبَلَ لَا يَقُومُ لِتَجَلِّيهِ حَتَّى يَصِيرَ دَكًّا، وَأَنَّ الْجِبَالَ إِذَا ضَعُفَتْ عَنِ احْتِمَالِ ذَلِكَ؛ فَابْنُ آدَمَ أَحْرَى أَنْ يَكُونَ أَضْعَفَ، إِلَى أَنْ يُعْطِيَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ النُّورِ مَا يقوي بِهِ عَلَى النَّظَرِ، وَيَكْشِفَ عَنْ بَصَرِهِ الْغِطَاءَ الَّذِي كَانَ فِي الدُّنْيَا، وَاللهُ جَلَّ وَعَزَّ يَقُولُ: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إلى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)) [القيامة: 22، 23] . وَيَقُولُ فِي سَخَطِهِ عَلَيْهِمْ: (كَلآ إِنَّهُمْ عَنْ رَّبِّهِم يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ (15) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الجَحِيم (16)) [المطففين: 15، 16] ؛ إِنَّمَا فِي هَذَا الْقَوْلِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْوُجُوهَ النَّاضِرَةَ هِيَ الَّتِي إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ، وَهِيَ الَّتِي لا تحجب إذ حُجِبَتْ هَذِهِ الْوُجُوهُ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَقَرَأْتُ فِي الْإِنْجِيلِ أَنَّ الْمَسِيحَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] لَمَّا فَتَحَ فَاهُ بِالْوَحْيِ؛ قَالَ: طوبى لِلَّذِينَ يَرْحَمُونَ! فَعَلَيْهِمْ تَكُونُ الرَّحْمَةُ، طُوبَى لِلْمُخْلِصَةِ قُلُوبِهِمْ! الَّذِينَ يَرَوْنَ اللهَ رَبَّهُمْ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: نَحْنُ نُؤْمِنُ بِجَمِيعِ مَا جَاءَ فِي مِثْلِ هَذَا فِي الْقُرْآنِ وَعَنِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَنْتَهِي فِي صِفَاتِهِ جَلَّ جَلَالُهُ إِلَى حَيْثُ انْتَهَى رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا نَدْفَعُ مَا صَحَّ عَنْهُ؛ بَلْ نُؤْمِنُ بِذَلِكَ كُلِّهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ نَقُولَ فِيهِ بِكَيْفِيَّةٍ أَوْ حَدٍّ أَوْ تَفْسِيرٍ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مِنَ الْقَوْلِ وَالْعَقْدِ سَبِيلَ النَّجَاةِ غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ(3/287)
930 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ: {يَعْلَمُ خائنة الأعين} [غافر: 19] ؛ قَالَ: هَمْزُهُ بِعَيْنِهِ، وَإِغْمَاضُهُ فِيمَا لَا يُحِبُّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ
__________
[صحيح] .(3/290)
931 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّكَّرِيُّ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ {فهم مقمحون} [يس: 8] ؛ قَالَ: [ص:291] الْقَمِحُ: الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَغُضُّ بَصَرَهُ. يُقَالُ: بَعِيرٌ قَامِحٌ وَإِبِلٌ قِمَاحٌ: إِذَا رَوِيَتْ مِنَ الْمَاءِ وَقَمِحَتْ. قَالَ الشَّاعِرُ - وَذَكَرَ السَّفِينَةَ -:
(وَنَحْنُ عَلَى جَوَانِبِهَا قُعُودٌ ... نَغُضُّ الطَّرْفَ كَالْإِبِلِ الْقِمَاحِ)
وَقَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سدا} [يس: 9] . وَالسَّدُّ: الْحَبْلُ، وَجَمْعُهَا: أَسْدَادٌ (فَأَغْشَينَهُم) ؛ أَيْ: فَأَغْشَيْنَا عُيُونَهُمْ وَأَعْمَيْنَاهُمْ عَنِ الْهُدَى. وَقَالَ الْأَسْوَدُ بْنُ يَعْفُرَ وَكَانَ كُفَّ بَصَرُهُ:
(وَمِنَ الْحَوَادِثِ لَا أَبَا لَكِ أَنَّنِي ... ضَرَبْتُ عَلَى الْأَرْضِ بِالْأَسْدَادِ)
(مَا أَهْتَدِي مِنْهَا لِمَدْفَعِ تَلْعَةٍ ... بَيْنَ الْعُذَيْبِ وَبَيْنَ أَرْضِ مُرادِ)(3/290)
932 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ [ص:293]: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ} [الزخرف: 36] ؛ أَيْ: يَظْلِمُ بَصْرَهُ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَقَالَ الْفَرَّاءُ: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ} : يُعْرِضُ عَنْهُ. وَمَنْ قَرَأَ بِنَصْبِ الشِّينِ أَرَادَ: يَعْمَ عَنْهُ. سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: الْقَوْلُ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَلَمْ نَرَ أَحَدًا يجيز [ص:294] عشوات عَنِ الشَّيْءِ أَعْرَضْتُ عَنْهُ؛ إِنَّمَا يُقَالُ: تَعَاشَيْتُ عَنْ كَذَا؛ أَيْ: تَغَافَلْتُ عَنْهُ كَأَنِّي لَمْ أَرَهُ، وَمِثْلُهُ تَعَامَيْتُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: عَشَوْتُ إِلَى النَّارِ إِذَا اسْتَدْلَلْتُ إِلَيْهَا بِبَصَرٍ ضَعِيفٍ. قَالَ الحطيئة:
(متى تأته تعشوا إِلَى ضَوْءِ نَارِهِ ... تَجِدْ خَيْرَ نَارٍ عِنْدَهَا خَيْرُ مُوقِدِ)
وَمِنْهُ حَدِيثُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ رَحِمَهُ اللهُ: أَنَّ إِحْدَى عَيْنَيْهِ ذَهَبَتْ وَهُوَ يَعْشُو بِالْأُخْرَى؛ أَيْ: يُبْصِرُ بِهَا بَصَرًا ضَعِيفًا. وَيُقَالُ لِمَنْ يُبْصِرُ الشَّيْءَ بَصَرًا ضَعِيفًا: يَعْشُو بِالْعَيْنِ، وَلِمَنْ لَا يُبْصِرُ قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا يُقَالُ: قَدْ غَشَى عَيْنُهُ؛ بِالْغَيْنِ مُعْجَمَةٌ.(3/292)
933 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنُ قُتَيْبَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عن [أبي] عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ: [ص:295] أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَأَى رَجُلًا يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ: عَلَيْكَ بِالْمَغْفَلَةِ وَالْمَنْشَلَةِ
سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يُفَسِّرُهُ، فَقَالَ: (الْمَغْفَلَةُ) : الْعُنْفُقَةُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ يَغْفُلُ عَنْهَا وَعَمَّا تَحْتَهَا. (وَالْمَنْشَلَةُ) : مَوْضِعُ الْخَاتَمِ مِنَ الْخِنْصَرِ، وَلَا أَحْسَبُهُ سُمِّيَ مَوْضِعُ الْخَاتَمِ (مَنْشَلَةً) ؛ إِلَّا لِأَنَّهُ إِذَا أَرَادَ غَسْلَهُ نَشَلَ الْخَاتَمَ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ؛ أَيِ: اقْتَلَعَهُ مِنْهُ ثُمَّ غَسَلَهُ [وَرَدَّ الْخَاتَمَ] .
__________
[إسناده ضعيف] .(3/294)
934 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا يَحْيَى، نَا شُرَيْكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ؛ قَالَ: أتى رَجُلٌ فِي قَبْرِهِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّا ضَارِبُوكَ مِئَةَ ضَرْبَةٍ. فَقَالَ: لَا طَاقَةَ لِي بِمِئَةِ ضَرْبَةٍ مِنْ عَذَابِ اللهِ. فَقِيلَ لَهُ: فَخَمْسِينَ ضَرْبَةً! فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ؛ حَتَّى قَالَ: فَإِنْ كُنْتُمْ لَا بُدَّ ضَارِبِيَّ؛ فضربة واحد. فَضُرِبَ ضَرْبَةً وَاحِدَةً الْتَهَبَ قَبْرُهُ نَارًا، فَلَمَّا احْتَرَقَ؛ قِيلَ لَهُ: تَدْرِي فِيمَ ذَلِكَ؟ [ص:296] قَالَ: لَا. قِيلَ لَهُ: مَرَرْتَ بِمَظْلُومٍ فِي الدُّنْيَا فَلَمْ تَنْصُرْهُ، وَصَلَّيْتَ صَلَاةً وَأَنْتَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ وَأَنْتَ تَعْلَمُ.(3/295)
935 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، نَا أَبِي، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ شَقِيقٍ؛ إنه سَمِعَ أَبَا وَائِلٍ يَقُولُ: اسْتَعْمَلَنِي زِيَادٌ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ، فَأَتَانِي رَجُلٌ بِصَكٍّ: أَعْطِ صَاحِبَ الْمَطْبَخِ ثَمَانِ مِئَةِ دِرْهَمٍ. فَقُلْتُ لَهُ: مَكَانَكَ. فَدَخَلْتُ عَلَى زِيَادٍ، فَقُلْتُ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ اسْتَعْمَلَ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَحِمَهُ اللهُ عَلَى الْقَضَاءِ وَبَيْتِ الْمَالِ، وَعُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ عَلَى مَا يَسْقِي الْفُرَاتُ، وَعَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ عَلَى الصَّلَاةِ وَالْجُنْدِ، وَرَزَقَهُمْ كُلَّ يَوْمٍ شَاةً؛ فَجَعَلَ نِصْفَهَا وَسَقَطَهَا وَأَكَارِعَهَا لِعَمَّارٍ؛ لِأَنَّهُ كَانَ عَلَى الصَّلَاةِ وَالْجُنْدِ، وَجَعَلَ لِابْنِ مَسْعُودٍ رُبْعَهَا، وَجَعَلَ لِعُثْمَانَ رُبْعَهَا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ [ص:297] مَالًا يُؤْخَذُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ شَاةٌ إِنَّ ذَلِكَ لَسَرِيعُ الْفَنَاءِ.(3/296)
936 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، نَا النَّمِرُ بْنُ هِلَالٍ الْحَبَطِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بُزْرُجَمْهَرُ الْحَكِيمُ: ارْهَبْ تَحْذَرْ، وَأَنْعِمْ تُشْكَرْ، وَلَا تَمْزَحْ فَتُحْقَرْ.(3/297)
937 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبُو زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ وَعِنْدَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَمَرَّ غُرَابٌ يَصِيحُ؛ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: خَيْرٌ خَيْرٌ! فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا خَيْرَ وَلَا شَرَّ.(3/297)
937 - / م - وَأَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي نَحْوِهِ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ [ص:298]:
(لَقَدْ غَدَوْتُ وكنت لا ... أغدوا عَلَى وَاقٍ وَحَاتِمِ)
(فإذا الأشائم كالأيامن ... والأيامن كالأشائم)
(وكذاك لَا خَيْرٌ وَلَا ... شَرٌّ عَلَى أَحَدٍ بِدَائِمِ)
قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: الْوَاقُ: الصُّرَدُ، وَالْحَاتِمُ: الْغُرَابُ، وَسَمَّتْهُ الْعَرَبُ حَاتِمًا؛ لِأَنَّهُ يُحَتِّمُ بِالْفِرَاقِ عِنْدَهُمْ، وَسَمَّوْهُ الْغُرَابَ مِنَ الِاغْتِرَابِ، وَقَالُوا: غُرَابُ البين؛ لأنه بان عَنْ نُوحٍ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] لَمَّا وَجَّهَهُ لِيَنْظُرَ إِلَى الْمَاءِ؛ فَذَهَبَ وَلَمْ يَرْجِعْ، وَلِذَلِكَ تَشَاءَمُوا بِهِ، وَاسْتَخْرَجُوا مِنَ اسْمِهِ الْغُرْبَةَ.(3/297)
938 - حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: [ص:299] أَنَّ رَجُلَيْنِ خَرَجَا فِي سَفَرٍ، فَوَقَعَ عَلَيْهِمَا اللُّصُوصُ، فَقَاتَلَ أَحَدُهُمَا حَتَّى غُلِبَ وَأُخِذَ وَهَرَبَ رَفِيقُهُ؛ فَأَخَذُوا مَا كَانَ مَعَهُ، وَدُفِنَ حَيًّا، وَتُرِكَ رَأْسُهُ بارزا، فجاءت الْغِرْبَانُ وَسِبَاعُ الطَّيْرِ، فَحَامَتْ حَوْلَهُ تُرِيدُ أَنْ تَنْهَشَهُ وَتَقْلَعَ عَيْنَيْهِ، وَرَأَى ذَلِكَ كَلْبٌ كَانَ مَعَهُ؛ فَلَمْ يَزَلِ الْكَلْبُ يَنْبِشُ التُّرَابَ عَنْهُ حَتَّى اسْتَخْرَجَهُ، وَمِنْ قَبْلُ مَا قَدْ فَرَّ صَاحِبُهُ وَأَسْلَمَهُ. قَالَ: فَفِي ذلك يَقُولُ الشَّاعِرُ:
(يَعْرُجُ عَنْهُ جَارُهُ وَرَفِيقُهُ ... وَيَنْبِشُ عَنْهُ كَلْبُهُ وَهُوَ ضَارِبُهْ)(3/298)
939 - حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ: [ص:300] أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ شَكَّ فِي الْعِتَاقِ والْهُجُنِ مِنَ الْخَيْلِ، فَدَعَا سَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ الْبَاهِلِيُّ بِطِسْتٍ مِنْ مَاءٍ أَوْ بِتِرْسٍ فِيهِ مَاءٌ، فَوُضِعَ بِالْأَرْضِ؛ فَمَا ثَنَى سُنْبُكَهُ، فَشَرِبَ هَجَّنَهُ، وَمَا شَرِبَ وَلَمْ يَثْنِ سبكه عَرَّبَهُ، وَذَلِكَ لِأَنَّ فِي أَعْنَاقِ الْهُجُنِ قِصَرًا؛ فَهِيَ لَا تَنَالُ [ص:301] الْمَاءَ إِلَّا عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، وَأَعْنَاقُ الْخَيْلِ الْعِتَاقِ طِوَالٌ؛ فَهِيَ لَا تَثْنِي سُنْبُكَهَا؛ لِطُولِ أَعْنَاقِهَا
__________
[إسناده ضعيف] .(3/299)
939 - / م - أَنْشَدَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ لِسَابِقٍ:
(وَكَمْ مِنْ صَحِيحٍ بَاتَ لِلْمَوْتِ آمِنًا ... أَتَتْهُ الْمَنَايَا بَغْتَةً بَعْدَمَا هَجَعْ)
(فَلَمْ يَسْتَطَعْ إِذْ جَاءَهُ الْمَوْتُ بَغْتَةً ... فِرَارًا وَلَا مِنْهُ بِقُوَّتِهِ امْتَنَعْ)
(فَأَصْبَحَ تَبْكِيهِ النِّسَاءُ مُقَنَّعًا ... وَلَا يَسْمَعُ الدَّاعِي وَإِنْ صَوْتَهُ رَفَعْ [ص:302])
(وَقُرِّبَ مِنْ لَحْدٍ فَصَارَ مَقِيلُهُ ... وَفَارَقَ مَا قَدْ كَانَ بِالْأَمْسِ قَدْ جَمَعْ)
(وَلَا يَتْرُكُ الْمَوْتُ الْغَنِيَّ لِمَالِهِ ... وَلَا مُعْدِمًا فِي الْمَالِ ذَا حَاجَةٍ يَدَعْ)(3/301)
940 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَزَّازُ، نَا يَعْقُوبُ بْنُ كَعْبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: إِنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] إِذَا غَمَزَ وَتِينَ الْعَبْدِ؛ انْقَطَعَتْ مَعْرِفَتُهُ، وَانْقَطَعَ كَلَامُهُ، وَنَسِيَ الدُّنْيَا وَمَا كَانَ فِيهَا؛ فَلَوْلَا أَنَّهُ يُسْقَى مِنْ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ؛ لَضَرَبَ مَنْ حَوْلَهُ بِالسَّيْفِ إِنْ قَدِرَ لِشِدَّةِ مَا يُعَالِجُ.(3/302)
941 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ [الْبَزَّازُ؛ قَالَ: ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ كَعْبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنَ حَيَّانَ] ؛ قَالَ: قَالَ يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: أَلَا تأمر المعروف وَتَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ؟ ! فَقَالَ: ويحك من يسكن البجر إِذَا انْفَتَقَ؟ !(3/302)
942 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: ذَهَبَ مَنْ كُنْتُ أَتَعَلَّمُ مِنْهُ وَمَنْ كَانَ يَتَعَلَّمُ مِنِّي، وَأَخَافُ أَنْ أُوخَزَ. كَأَنَّهُ قَدْ أَتَى عَلَيْهِ مِئَةُ سَنَةٍ.(3/302)
943 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ الْفَزَارِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: إِنَّمَا يُتَعَلَّمُ الْعِلْمَ؛ لِيُتَّقَى الله عَزَّ وَجَلَّ بِهِ.(3/303)
944 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْكِنْدِيُّ، نَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص:315]: «إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَطَّلِعُ إِلَى عِبَادِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ؛ فَيَغْفِرُ لِخَلْقِهِ كُلِّهِمْ؛ إِلَّا الْمُشْرِكَ وَالْمُشَاحِنَ، وَفِيهَا يُوحِي اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى مَلَكِ الْمَوْتِ لِقَبْضِ كُلِّ نَفْسٍ يُرِيدُ قَبْضَهَا فِي تِلْكَ السَّنَةِ»
__________
[إسناده ضعيف] .(3/303)
945 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، نَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَكِّيُّ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْحَسَنِ: [ص:317] أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يُعَجِّلَ الرَّجُلُ مِنْ زَكَاةِ مَالِهِ إِذَا رَأَى لَهَا مَوْضِعًا لِثَلَاثِ سِنِينَ
__________
[صحيح] .(3/316)
946 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ السَّكُونِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَنْهَى عَنْ رَكْضِ الْفَرَسِ؛ إِلَّا فِي حَقٍّ
__________
[إسناده صحيح] .(3/317)
947 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ تَمِيمٍ الْخُرَاسَانِيُّ، نَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ: [ص:319] أَنَّهُ كَانَ لَا يُؤَذِّنُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا فِي الْفَجْرِ، وَكَانَ لَا يُؤَذِّنُ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ، وَكَانَ يَقُولُ فِي أَذَانِهِ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ. وَكَانَ يَخْتِمُ أَذَانَهُ: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهَ. زَعَمَ عَطَاءٌ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا لَهُ وَمَسَحَ رَأْسَهُ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/317)
948 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ، نَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ النُّصَيْبِيُّ، نَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي يوب، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عُتْبَةَ بْنَ النُّدَّرِ يَقُولُ: [ص:322] كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا؛ فَقَرَأَ سُورَةَ: {طسم} ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ قِصَّةَ مُوسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ؛ قَالَ: «إِنَّ مُوسَى أَجَّرَ نَفْسَهُ ثَمَانِ سِنِينَ - أَوْ قَالَ: عَشْرَ سِنِينَ - بِعِفَّةِ فَرْجِهِ وَطَعَامِ بَطْنِهِ»
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(3/320)
949 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ، نَا يَعْقُوبُ بْنُ كَعْبٍ الْأَنْطَاكِيُّ، نَا أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: [ص:327] وَضَّأْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَرَأَيْتُهُ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ بِيَدِهِ وَيَقُولُ: «هَكَذَا أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ»
__________
[إسناده ضعيف جداً والحديث صحيح] .(3/323)
950 - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:328] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَدُ اللهِ فَوْقَ رَأْسِ الْمُؤَذِّنِ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ أَذَانِهِ؛ غُفِرَ لَهُ مَدَّ صَوْتِهِ أَيْنَ بَلَغَ»
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(3/327)
951 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ، نَا سَعِيدٌ أَبُو عُثْمَانَ الصَّيَّادُ، نَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ؛ قَالَ: [ص:329] سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ عَنِ الرَّجُلِ يَلْمِسُ امْرَأَتَهُ أَيَتَوَضَّأُ؟ قَالَ: لَا؛ إِلَّا أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَى الْفَرْجِ.(3/328)
952 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ، نَا سَعِيدُ أَبُو عُثْمَانَ الصَّيَّادُ، نَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: [ص:330] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوتِرُ بِثَلَاثٍ، ب {سَبِّحِ} ، وَ (قُلْ يَأَيُّهَا الكَفِرُونَ (1)) [الْكَافِرُونَ: 1] ، وَ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌّ (1)) [الإخلاص: 1] ، وَكَانَ يَقْنُتُ قَبْلَ الرُّكُوعِ
__________
[إسناده ضعيف وله شواهد] .(3/329)
953 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، نَا الْفَضْلُ بْنُ حَمَّادٍ الْأَوْدِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ الْقُرَشِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ مَيِّتٍ مَاتَ لَمْ يُوجَدْ لَهُ كَفَنٌ: كَيْفَ يُدْفَنُ؟ قَالَ: يُكَبُّ عَلَى وَجْهِهِ فِي الْقَبْرِ وَلَا يُسْتَقْبَلُ بِفَرْجِهِ الْقِبْلَةَ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/331)
954 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ، نَا سَعِيدُ أَبُو عُثْمَانَ الصَّيَّادُ، نَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَنْ أَخْبَرَهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: [ص:332] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مُضْطَجِعًا فِي ظِلِّ نَخْلَةٍ، فَهَاجَتْ رِيحٌ، فَقَامَ فَزِعًا وَتَرَكَ رِدَاءَهُ، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: «أَتَخَوَّفُ السَّاعَةَ»
__________
[إسناده ضعيف] .(3/331)
955 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْمَرْوَزِيُّ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، نَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص:333] إِذَا شِئْتَ لَقِيتَهُ أَبْيَضَ بَضًّا، حَدِيدَ النَّظَرِ، مَيِّتَ الْقَلْبِ وَالْعَمَلِ، أَنْتَ أَبْصَرُ بِهِ مِنْ نَفْسِهِ، تَرَى أَبْدَانًا وَلَا قُلُوبَ، وَتَسْمَعُ الصَّوْتَ وَلَا أَنِيسَ، أَخْصَبُ أَلْسِنَةً وَأَجْدَبُ قُلُوبًا.(3/332)
956 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا تَرَكَ الدُّنْيَا مَا قُلْنَا لَهُ: إِنَّكَ زَاهِدٌ؛ لِأَنَّ الزُّهْدَ لَا يَكُونُ إِلَّا بِتَرْكِ الْحَلَالِ الْمَحْضِ، وَالْحَلَالُ الْمَحْضُ لَا نَعْرِفُهُ الْيَوْمَ، وَإِنَّمَا الدُّنْيَا حَلَالٌ وَحَرَامٌ وَشُبُهَاتٌ؛ فَالْحَلَالُ حِسَابٌ، وَالْحَرَامُ عَذَابٌ، وَالشُّبُهَاتُ عِتَابٌ؛ فَأَنْزِلِ الدُّنْيَا مَنْزِلَةَ الْمَيْتَةِ؛ فَخُذْ مِنْهَا مَا يُقِيمُكَ، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ حَلَالًا؛ كُنْتَ زَاهِدًا فِيهَا، وَإِنْ كَانَ حَرَامًا؛ لَمْ تَكُنْ أَخَذْتَ مِنْهَا إِلَّا مَا يُقِيمُكَ، كَمَا يَأْخُذُ الْمُضْطَرُ إِلَى الْمَيْتَةِ، وَإِنْ كَانَ شُبُهَاتٍ؛ كان العتاب يسيراً.(3/333)
956 - / م - قَالَ يُوسُفُ: وَقَالَ بَعْضُ الزُّهَادِ مِنَ التَّابِعِينَ: لَيْسَ الزُّهْدُ بِتَرْكِ الدُّنْيَا، وَلَكِنَّ الزُّهْدَ التَّهَاوُنُ بِهَا وَأَخْذُ الْبَلَاغِ مِنْهَا، قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (وَشَرَوْهُ بِثَمَنِ بَخْسٍ دَرَهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20)) [يوسف: 20] ؛ فَأَخْبَرَ أَنَّهُمْ زَهَدُوا فِيهِ، وَقَدْ أَخَذُوا لَهُ ثَمَنًا.(3/334)
957 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عِيسَى يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ مُحَيْرِيزٍ لِرَجُلٍ وَهُوَ يُوصِيهِ: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَعْرِفَ وَلَا تُعْرَفُ، وتسأل وَلَا تُسْأَلُ، وَتَمْشِي وَلَا يُمْشَى إِلَيْكَ؛ فَافْعَلْ.(3/334)
958 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو؛ قَالَ: سَمِعْتُ خَلَفَ بْنَ تَمِيمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ: [ص:335] كُنْ ذَنَبًا وَلَا تَكُنْ رَأْسًا؛ فَإِنَّ الرَّأْسَ يَهْلِكُ، وَالذَّنَبُ يَسْلَمُ.(3/334)
959 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: مَا أَحَبَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عبْدًا؛ إِلَّا أَحَبَّ أَنْ لَا يُشْعَرَ بِهِ.(3/335)
960 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ يَقُولُ: [ص:336] أَصْلُ الزهد الرضى عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.(3/335)
961 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ: قَالَ زُبَيْدٌ: وَاللهِ! مَا رأيت قراء زمان أغلظ رِقَابًا وَلَا أَرَقَّ ثِيَابًا وَلَا آكِلَ لِمُخِّ الْعَيْشِ مِنْكُمْ.(3/336)
962 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ يَقُولُ: أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ: أَمَّا زُهْدُكَ فِي الدُّنْيَا؛ فَقَدْ تَعَجَّلْتَ الرَّاحَةَ، وَأَمَّا انْقِطَاعُكَ إِلَيَّ؛ فَقَدْ تَعَزَّزْتَ بِي، وَلَكِنْ هَلْ عَادَيْتَ لِي عَدُوًّا أَوْ وَالَيْتَ لِي وَلِيًّا؟ !(3/336)
963 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَخُو خَطَّابٍ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابن أَخِي الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَمِّي الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قِيلَ لِأَبِي حَازِمٍ: مَا مَالُكَ؟ قَالَ: الثِّقَةُ بِمَا فِي يَدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْإِيَاسُ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ.(3/337)
964 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَيْمُونٍ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا إِلَّا وَقَدْ كَانَ لَهُ أَهْلٌ قَبْلَكُمْ؛ فَآثِرْ نَفْسَكَ أَيُّهَا الْمَرْءُ النَّصِيحَةَ عَلَى وَلَدِكَ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ إِنَّمَا تُخْلِفُ مَالَكَ فِي يَدِ أَحَدِ رَجُلَيْنِ: عَامِلٍ بِمَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَتَشْقَى بِمَا جَمَعْتَ لَهُ، أَوْ عَامِلٍ فِيهِ بِطَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَيَسْعَدُ بِمَا شَقِيتَ لَهُ؛ فَارْجُ لِمَنْ قَدَّمْتَ مِنْهُمْ رَحْمَةَ اللهِ، وَثِقْ لِمَنْ أَخَّرْتَ مِنْهُمْ بِرِزْقِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.(3/338)
965 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ؛ قَالَ: مَرَّ أَبُو حَازِمٍ فِي السُّوقِ، فَنَظَرَ إِلَى الْفَاكِهَةِ، فَقَالَ: مَوْعِدُكِ الْجَنَّةُ.(3/338)
966 - حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، نَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَمِّهِ؛ قَالَ: مَرَّ أَبُو حَازِمٍ فِي الْجَزَّارِينَ مَعَ صَدِيقٍ لَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا حَازِمٍ! هَذَا لَحْمٌ سَمِينٌ؛ فَاشْتَرِ مِنْهُ. فَقَالَ: مَا عِنْدِي ثَمَنُهُ. فَقَالَ: أَنَا أُعْطِيكَ، وَأُنْظِرُكَ؛ ففكر ساعة، ثم قَالَ: أَنَا أُنْظِرُ نَفْسِي إِلَى الْآخِرَةِ.(3/339)
967 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ؛ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ إِذَا عَادَ مَرِيضًا؛ لَمْ يَنْتَفِعْ بِهِ أَهْلُهُ يَوْمًا وَلَيْلَةً، وَإِذَا شَيَّعَ جِنَازَةً؛ لَمْ يَنْتَفِعْ بِهِ أَهْلُهُ وَوَلَدُهُ وَإِخْوَانُهُ ثَلَاثًا.(3/339)
968 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَخْرَمِيُّ، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي سُلَيْمَانَ حِينَ أَرَادَ الْإِحْرَامَ؛ فَلَمْ يُلَبِّ حَتَّى سِرْنَا مِيلًا، وَأَخَذَهُ كَالْغَشْيَةِ فِي الْمَحْمَلِ، ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ: يَا أَحْمَدُ! إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَوْحَى إِلَى مُوسَى: مُرْ ظَلَمَةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُقِلُّوا مِنْ ذِكْرِي؛ فَإِنِّي أَذْكُرُ مَنْ ذَكَرَنِي مِنْهُمْ بِاللَّعَنَةِ حَتَّى يَسْكُتَ، وَيْحَكَ! يَا وَيْحَكَ! يَا أَحْمَدُ! بَلَغَنِي انه مَنْ حَجَّ مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ ثُمَّ لَبَّى، قَالَ اللهُ لَهُ: لَا [ص:341] لَبَّيْكَ لا سَعْدَيْكَ حَتَّى تَرُدَّ مَا فِي يَدَيْكَ. فَمَا يُؤَمِّنَّا أن يقل لَنَا ذَلِكَ؟ !(3/340)
969 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: لَقِيَ زَاهِدٌ زَاهِدًا، فَقَالَ لَهُ: يَا أَخِي! إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. فَقَالَ الْآخَرُ: لَوْ عَلِمْتَ مِنِّي مَا أَعْلَمُ مِنْ نَفْسِي؛ لَأَبْغَضْتَنِي فِي اللهِ. فَقَالَ لَهُ الْأَوَّلُ: لَوْ عَلِمْتُ مِنْكَ مَا تَعْلَمُ مِنْ نَفْسِكَ؛ لَكَانَ لِي فِيمَا أَعْلَمُ مِنْ نَفْسِي شُغْلٌ عَنْ بُغْضِكَ.(3/341)
970 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ بَكْرًا الْعَابِدَ يَقُولُ: [ص:342] كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ مُسْتَخْفِيًا بِالْبَصْرَةِ، فَوَرَدَ عَلَيْهِ كِتَابٌ مِنْ أَهْلِهِ، وَفِيهِ: قَدْ بَلَغَ مِنَّا الْجَهْدُ أَنَا نَأْخُذُ النَّوَى فَنَرُضَّهُ ثُمَّ نَجْعَلُهُ فِي التِّبْنِ فَنَأْكُلُهُ. فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ؛ رَمَى بِهِ إِلَى بْعَضِ إِخْوَانِهِ، وَأَرَاهُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! إِنَّكَ لَوْ حَدَّثْتَ النَّاسَ بِهَذَا؛ لَاتَّسَعَتْ وَاتَّسَعَ أَهْلُكَ. فَأَطْرَقَ مَلِيًّا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ؛ فَقَالَ: اسْمَعْ حَدِيثًا أُحَدِّثُكَ بِهِ ثُمّ لَا أُكَلِّمُكَ بَعْدَ سَنَةٍ: بَلَغَنِي أَنَّهُ يُرَى نُورٌ فِي الْجَنَّةِ، فَقِيلَ: مَا هَذَا النُّورُ؟ فَقِيلَ: حَوْرَاءُ ضَحِكَتْ فِي وَجْهِ زَوْجِهَا فَبَدَتْ ثَنَايَاهَا فَبَرِقَتْ. ذَلِكَ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ، أَفَتَرَى أُعْذَرُ بِتِلْكَ؟ بَلْ أَصْبِرُ عَلَى أَكْلِ النَّوَى وَالتِّبْنِ. ثُمَّ الْتَفَتَ فَقَالَ: وَاللهِ؛ لَمَا هُوَ أَشَرُّ مِنَ النَّوَى وَالتِّبْنِ فِي الدُّنْيَا أَسْهَلُ مِنَ الضَّرِيعِ وَمِنْ طَعَامٍ ذِي غُصَّةٍ وَمِنْ شَرَابِ الْحَمِيمِ الَّذِي لَا انْقِضَاءَ لَهُ. ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ.(3/341)
971 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ الْمُعَذَّلِ يَقُولُ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الصَّالِحِينَ عِنْدَنَا بِالْبَصْرَةِ؛ فَمَا رُئِيَ قَطُّ إِلَّا كَأَنَّهُ قَدْ غَشِيَتْهُ النَّارُ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ رَفَقْتَ بِنَفْسِكَ وَجَالَسْتَ النَّاسَ؛ لذهب عنك بعض هذا الخوف. فقال: لَوْ أَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كِتَابًا أَنَّهُ يُعَذِّبُ رَجُلًا وَاحِدًا مِنْ هَذَا الْخَلْقِ؛ لَخِفْتُ أَنْ أَكُونَ أَنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ، وَلَوْ أَنْزَلَ كِتَابًا أَنَّهُ يَرْحَمُ رَجُلًا وَاحِدًا؛ لَرَجَوْتُ أَنْ أَكُونَ هُوَ؛ فَكَيْفَ وَهُوَ يُعَذِّبُهُمْ أَوْ يَرْحَمُهُمْ وَقَدْ قَدَّمَ إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْعُذْرَ، فَقَالَ: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى الله} [البقرة: 281] ، وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَيُحَذِّرُكُمُ الله نفسه} [آل عمران: 28] .(3/343)
972 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ صَفْوَانَ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنٌ لِسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ؛ قَالَ: [ص:344] كَانَ آخِرُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللهُ حَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّكُمْ لَمْ تُخْلَقُوا عَبَثًا، وَلَنْ تُتْرَكُوا سُدًى، وَإِنَّ لَكُمْ مَعَادًا يَنْزِلُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِيهِ لِلْحُكْمِ فِيكُمْ وَالْفَصْلِ بَيْنَكُمْ؛ فَخَابَ وَخَسِرَ مَنْ خَرَجَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، وَحُرِمَ جنة عرضها السماوات وَالْأَرْضُ، أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّهُ لَا يَأْمَنُ غَدًا إِلَّا مَنْ حَذِرَ الْيَوْمَ وَخَافَهُ، وباع نافدا بِبَاقٍ، وَقَلِيلًا بِكَثِيرٍ، وَخَوْفًا بِأَمَانٍ؟ ! أَلَا تَرَوْنَ أَنَّكُمْ فِي أَسْلَابِ الْهَالِكِينَ، وَسَتَكُونُ مِنْ بَعْدِكُمْ لِلْبَاقِينَ، كَذَلِكَ حَتَّى يُرَدَّ الْأَمْرُ إِلَى خَيْرِ الْوَارِثِينَ؟ ! ثُمَّ إِنَّكُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ تُشَيِّعُونَ غَادِيًا وَرَائِحًا إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ قَضَى نَحْبَهُ، حَتَّى تُغَيِّبُوهَ فِي صِدْعٍ مِنَ الْأَرْضِ، فِي بَطْنِ صِدْعٍ غَيْرِ مُوَسَّدٍ وَلَا مُمَهَّدٍ، قَدْ فَارَقَ الْأَحْبَابَ وَبَاشَرَ التُّرَابَ [ص:345] وَوَاجَهَ الْحِسَابَ؛ فَهُوَ مُرْتَهَنٌ بِعَمَلِهِ، غَنِيٌّ عَمَّا تَرَكَ، فَقِيرٌ إِلَى مَا قَدَّمَ؛ فَاتَّقُوا اللهَ قَبْلَ انْقِضَاءِ مَوَاقِيتِهِ وَنُزُولِ الْمَوْتِ بِكُمْ، أَمَّا إني أَقُولُ هَذَا ثُمَّ رَفَعَ طَرْفَ رِدَائِهِ عَلَى وَجْهِهِ؛ فَبَكَى بُكَاءً شَدِيدًا، وأبكى من حوله.(3/343)
972 - / م - وَأَنْشَدَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ:
(اللَّيْلُ شَيَّبَ وَالنَّهَارُ كِلَاهُمَا ... رَأْسِي بِكَثْرَةِ مَا تَدُورُ رَحَاهُمَا)
(يَتَنَاهَبَانِ لُحُومَنَا وَدِمَاءَنَا ... وَنُفُوسَنَا قَسْرًا وَنَحْنُ نَرَاهُمَا)
(فَأَنَا النَّذِيرُ لِذِي الشَّيْبَةِ مِنْهُمَا ... لَا تَأْمَنَنَّهُمَا فَإِنَّهُمَا هُمَا)
(الشَّيْبُ فِي إِحْدَى الْمِيتَتَيْنِ تَقَدَّمَتْ ... إِحْدَاهُمَا وَتَأَخَّرَتْ إِحْدَاهُمَا)
(وَكَأَنَّ مَنْ نَزَلَتْ بِهِ أُولَاهُمَا ... يَوْمًا وقد نزل بِهِ أُخْرَاهُمَا)(3/345)
973 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا الْحَسَنُ الْجَفْرِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ عَلَى هَذِهِ الْأَعْوَادِ وَهُوَ يَقُولُ: [ص:346] امْرُؤٌ زَوَّرَ عَمَلَهُ، امْرُؤٌ حَاسَبَ نَفْسَهُ، امْرُؤٌ فَكَّرَ فِيمَا يَقْرَأُهُ فِي صَحِيفَتِهِ وَيَرَاهُ فِي مِيزَانِهِ، وَكَانَ عِنْدَ قَلْبِهِ زَاجِرًا وَعِنْدَ هَمِّهِ آمِرًا، امْرُؤٌ أَخَذَ بِعَنَانِ عَمَلِهِ كَمَا يَأْخُذُ بِخُطَامِ جَمَلِهِ؛ فَإِنْ قَادَهُ إِلَى طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ تَبِعَهُ، وَإِنْ قَادَهُ إِلَى مَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ كَفَّ.(3/345)
974 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: خَطَبَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيُّ وَذَكَرَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وجلاله، فَقَالَ: كُنْتَ كَذَلِكَ مَا شِئْتَ أَنْ تَكُونَ، لَا يَعْلَمُ كَيْفَ أَنْتَ إِلَّا أَنْتَ، ثُمَّ خَلَقْتَ الْخَلْقَ؛ فَمَا جِئْتَ بِهِ مِنْ عَجَائِبِ صُنْعِكَ، وَالْكَبِيرُ وَالصَّغِيرُ مِنْ خَلْقِكَ، وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ مِنْ ذَرْئِكَ؛ مِنْ صُنُوفِ أَفْوَاجِهِ وَأَفْرَادِهِ وَأَزْوَاجِهِ، كَيْفَ أَدْمَجْتَ قَوَائِمَ الذَّرَّةِ وَالْبَعُوضَةِ إِلَى مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ مِنَ الْأَشْبَاحِ الَّتِي امْتَزَجَتْ بِالْأَرْوَاحِ؟ !(3/346)
975 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ؛ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ هَا هُنَا بِالْمَدِينَةِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ رَجُلٌ يُكَنَّى أَبَا نَصْرٍ، مِنْ جُهَيْنَةَ، ذَاهِبُ الْعَقْلِ فِي غَيْرِ مَا النَّاسُ فِيهِ، لَا يَتَكَلَّمُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، وَكَانَ يَجْلِسُ مَعَ أَهْلِ الصُّفَّةُ فِي آخِرِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ إِذَا سُئِلَ عَنِ الشَّيْءِ أَجَابَ جَوَابًا مُعْجِبًا حَسَنًا، قَالَ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ: فَأَتَيْتُهُ يَوْمًا وَهُوَ فِي مُؤَخَّرِ الْمَسْجِدِ (مَعَ أَهْلِ الصُّفَّةِ) ، مُنَكِّسٌ رَأْسَهُ، وَاضِعٌ وَجْهَهُ بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ، فَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَحَرَّكْتُهُ، فَانْتَبَهَ، فَأَعْطَيْتُهُ شَيْئًا كَانَ مَعِي، فَأَخَذَهُ وَقَالَ: قَدْ صَادَفَ مِنَّا حَاجَةً! فَقُلْتُ لَهُ: [ص:348] يَا أَبَا نَصْرٍ! مَا الشَّرَفُ؟ قَالَ: حَمْلُ مَا نَابَ الْعَشِيرَةَ أَدْنَاهَا وأقصاها، والقبول من مُحْسِنِهَا، وَالتَّجَاوُزُ عَنْ مُسِيئِهَا. قُلْتُ: فَمَا الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: إِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَإِفْشَاءُ السَّلَامِ، وَتَوَقِّي الْأَدْنَاسِ، وَاجْتِنَابُ الْمَعَاصِي صَغِيرِهَا وَكَبِيرِهَا. قُلْتُ: فَمَا السَّخَاءُ؟ قَالَ: جَهْدُ الْمُقِلِّ. قُلْتُ: فَمَا الْبُخْلُ؟ فَقَالَ: أُفٍّ. وَحَوَّلَ وَجْهَهُ عَنِّي، فَقُلْتُ لَهُ: لَمْ تُجِبْنِي بِشَيْءٍ. قَالَ: بَلَى، قَدْ أَجَبْتُكَ. قَالَ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ: وَقَدِمَ هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَأُخْلِيَ لَهُ مَسْجِدُ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَقَفَ عَلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى مِنْبَرِهِ وَفِي مَوْضِعِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ قَالَ: قِفُوا بِي عَلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْهِ - يَعْنِي أَبَا نَصْرٍ - فَلَمَّا أَتَاهُمْ؛ حَرَّكَ هَارُونُ الرَّشِيدُ أَبَا نَصْرٍ بِيَدِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَهَارُونُ وَاقِفٌ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا نَصْرٍ! هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَاقِفٌ عَلَيْكَ. فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ. فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الرَّجُلُ! إِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَبَيْنَ أُمَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَعِيَّتِكَ وَبَيْنَ اللهِ خَلْقٌ غَيْرُكَ، وَإِنَّ اللهَ سَائِلُكَ؛ فَأَعِدَّ لِلْمَسْأَلَةِ جَوَابًا؛ فَقَدْ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَوْ ضَاعَتْ سَخْلَةٌ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ؛ لَخَافَ عُمَرُ أَنْ يَسْأَلَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهَا. فَبَكَى هَارُونُ وَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا نَصْرٍ! رَعِيَّتِي وَدَهْرِي غَيْرُ رَعِيَّةِ عُمَرَ وَدَهْرِهِ. فَقَالَ لَهُ أَبُو نَصْرٍ: هَذَا وَاللهِ غَيْرُ مُغْنٍ عَنْكَ؛ فَانْظُرْ لِنَفْسِكَ؛ فَإِنَّكَ وَعُمَرَ تُسْأَلَانِ عَمَّا خَوَّلَكُمَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ. ثُمَّ دَعَا هَارُونُ بِصُرَّةٍ فِيهَا مِئَةُ دِينَارٍ، فَقَالَ: ادْفَعُوهَا إِلَى أَبِي نَصْرٍ. فَقَالَ: وَهَلْ أَنَا إِلَّا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ؟ ادْفَعُوهَا إِلَى فُلَانٍ يُفَرِّقُهَا بَيْنَهُمْ وَيَجْعَلُنِي رَجُلًا مِنْهُمْ.(3/347)
976 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي طواله، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا يبتغى بِهِ وَجْهَ اللهِ لَا يَتَعَلَّمُهُ إِلَّا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا، لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ» يَعْنِي رِيحَهَا
__________
[إسناده حسن] .(3/349)
977 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:351] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ»
__________
[صحيح] .(3/350)
978 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: وَدِدْتُ أَنَّ رِزْقِي فِي حَصَاةٍ أَمُصُّهَا حَتَّى أَمُوتَ، وَلَقَدِ اخْتَلَفْتُ إِلَى الْخَلَاءِ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي.(3/351)
979 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَخْرَمِيُّ، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ: [ص:352] بَلَغَنِي أَنَّ إِبْلِيسَ اللَّعِينَ إِذَا لَمْ يَقْدِرْ عَلَى ابْنِ آدَمَ أَنْ يُغْوِيَهُ جَاءَ إِلَيْهِ وَهُوَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ عَمَلِ الْخَيْرِ؛ فَيُشِيرُ إِلَى شَيْءٍ من الخير دونه ليربح عَلَيْهِ شعيرة.(3/351)
980 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: مَرَّ أَبُو الدِّيكِ - وَكَانَ مَعْتُوهًا - عَلَى مُعَلِّمِ كُتَّابٍ فِي جَبَّانَةِ كِنْدَةَ وَهُوَ يُنْشِدُ:
(إِنَّ الصَّنِيعَةَ لَا تَكُونُ صَنِيعَةً ... حَتَّى يُصَابَ بِهَا طَرِيقُ الْمَصْنَعِ)
فَقَالَ أَبُو الدِّيكِ: كَذَبَ، لَا يَكُونُ الْمَعْرُوفُ مَعْرُوفًا حَتَّى يُصْرَفَ فِي أَهْلِهِ وَفِي غَيْرِ أَهْلِهِ، وَلَوْ كَانَ لَا يُصْرَفُ إِلَّا فِي أَهْلِهِ؛ كَيْفَ يَنَالُنِي مِنْهُ شَيْءٌ؟ !(3/352)
981 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكُوفِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: قَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ لِابْنِ إِدْرِيسَ: مَرَرْتُ بِطَاقِ الْمَحَامِلِ؛ وَإِذَا أَنَا بعليَّانِ المجنون جالس، فَلَمَّا أَنْ جُزْتُهُ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَنْ أَرَادَ سُرُورَ الدُّنْيَا وَخِزْيَ الْآخِرَةِ؛ فَلْيَتَمَنَّ مَا هَذَا فِيهِ. قَالَ: فَوَاللهِ؛ لَتَمَنَّيْتُ أَنِّي كُنْتُ مُتُّ قَبْلَ أَنْ أَلِيَ الْقَضَاءَ.(3/353)
982 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكُوفِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: [ص:354] قَدِمَ عَلَيْنَا هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يُرِيدُ الْحَجَّ، فَنَزَلَ الْحِيرَةَ، فَاخْتَلَفْتُ إِلَى الْحِيرَةِ فِي حَاجَةٍ أطلبها، فَكَثُرَ اخْتِلَافِي، فَغَدَوْتُ يَوْمًا، فَرَأَيْتُ بَهْلُولًا فِي طَرِيقِي، فَقُلْتُ: يَا بَهْلُولُ! إِنِّي طَالِبٌ حَاجَةً؛ فَادْعُ اللهَ لِي. فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مَنْ لَا تُخْتَزَلُ الْحَوَائِجُ دُونَهُ! اقْضِ لَهُ حَوَائِجَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. قَالَ: فَوَجَدْتُ لِدُعَائِهِ بَرَدًا عَلَى قَلْبِي، فَحَلَلْتُ خِرْقَةً كَانَتْ مَعِي فِيهَا دِرْهَمَانِ، فَمَدَدْتُ يَدِي إِلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: خُذْ هَذَا فَأَنْفِقْهُ. فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ إِدْرِيسَ! أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي آخُذُ الرَّغِيفَ وَمَا أَشْبَهَهُ؛ فَكَيْفَ الدِّرْهَمَيْنِ؟ ! وَاللهِ! إِنِّي لَأَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ آخُذَ عَلَى الدُّعَاءِ أَجْرًا. قَالَ: فَمَا رَجَعْتُ حَتَّى قُضِيَتْ حَاجَتِي.(3/353)
983 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: مَرَّ بَهْلُولٌ فِي السُّوقِ وَهُوَ يَأْكُلُ، فَاسْتَقْبَلَهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا، فَقَالَ لَهُ: يَا بَهْلُولُ! تَأْكُلُ فِي السُّوقِ؟ فَقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ» ، وَأَنَا لَحِقَنِي الْجُوعُ فِي السُّوقِ وَفِي كَفِّي رَغِيفٌ؛ فَكَرِهْتُ أَنْ أَمْطُلَ نَفْسِي.(3/354)
984 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلَيِّ بْنِ شَقِيقٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ وَابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولَانِ: قَالَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. بُطِحَتْ لَكُمُ الدُّنْيَا وَجَلَسْتُمْ عَلَى ظَهْرِهَا؛ فَلَا يُنَازِعُكُمْ فِيهَا إِلَّا الْمُلُوكُ وَالنِّسَاءُ، فَأَمَّا الْمُلُوكُ؛ فَلَا تُنَازِعُوهُمُ الدُّنْيَا؛ فَإِنَّهُمْ إِنْ يَعْرِضُوا لَكُمْ فَاتْرُكُوهُمْ وَدُنْيَاهُمْ، وَأَمَّا النِّسَاءُ؛ فَاتَّقُوهُنَّ بِالصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ.(3/355)
985 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسُ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ رَشِيدٍ، عَنْ وُهَيْبٍ الْمَكِّيِّ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عِيسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قَالَ: [ص:356] يَا مَعْشَرَ الْحَوَارِيِّينَ! إِنِّي كَبَبْتُ لَكُمُ الدُّنْيَا؛ فَلَا تَتَغَشُّوهَا؛ فَإِنَّهُ لَا خَيْرَ فِي دَارٍ قَدْ عُصِيَ اللهُ فِيهَا، وَلَا خَيْرَ فِي دَارٍ لَا تُدْرَكُ الْآخِرَةُ إِلَّا بِتَرْكِهَا؛ فَاعْبُرُوهَا وَلَا تعمروها، واعملوا أَنَّ أَصْلَ كُلِّ خَطِيئَةٍ حُبُّ الدُّنْيَا، وَرُبَّ شَهْوَةٍ أَوْرَثَتْ أَهْلَهَا حُزْنًا طَوِيلًا.(3/355)
986 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا الرَّبِيعُ بْنُ ثَعْلَبٍ، نَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ الْمَكِّيِّ، عَنْ أَبِي الْغَادِيَةِ الشَّامِيِّ؛ قَالَ: [ص:358] قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْجَابِيَةَ عَلَى جَمَلٍ أَوْرَقَ، تَلُوحُ صَلْعَتُهُ بِالشَّمْسِ، لَيْسَ عَلَيْهِ قُلُنْسُوَةٌ وَلَا عَمَامَةٌ، تَصْطَفِقُ رِجْلَاهُ بَيْنَ شُعْبَتَيْ رَحْلِهِ بِلَا رِكَابٍ، وِطَاؤُهُ كِسَاءٌ أَنْبِجَانِيٌّ مِنْ صُوفٍ، هُوَ وِطَاؤُهُ إِذَا رَكِبَ وَفِرَاشُهُ إِذَا نَزَلَ، حَقِيبَتُهُ مَحْشُوَّةٌ لِيفًا، وَهِيَ [ص:359] حَقِيبَتُهُ إِذَا رَكِبَ وَوِسَادَتُهُ إِذَا نَزَلَ، عَلَيْهِ قَمِيصٌ مِنْ كَرَابِيسَ قَدْ دَسِمَ وَتَخَرَّقَ جَيْبُهُ، فَقَالَ: ادْعُوا لِي رَأْسَ الْقَرْيَةِ. فَدَعُوهُ لَهُ، فَقَالَ: اغْسِلُوا قَمِيصِي وَخَيِّطُوهُ وَأَعِيرُونِي قَمِيصًا أَوْ ثَوْبًا. فَأُتِيَ بِقَمِيصِ كِتَّانٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: كِتَّانٌ. قَالَ: وَمَا الْكِتَّانُ؟ فَأَخْبَرُوهُ، فَنَزَعَ قَمِيصَهُ، فَغُسِلَ وَرُقِعَ، فَلَبِسَهُ. فَقَالَ لَهُ رَأْسُ الْقَرْيَةِ: أَنْتَ مَلِكُ الْعَرَبِ، وَهَذِهِ بِلَادٌ لَا تَصْلُحُ بِهَا الْإِبِلُ. فَأُتِيَ بِبِرْذَوْنٍ، فَطُرِحَ عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ بِلَا سَرْجٍ وَلَا رَحْلٍ، فَرَكِبَهُ، فَلَمَّا سَارَ هُنَيْهَةً قَالَ: احْبِسُوا احْبِسُوا، مَا كُنْتُ أَظُنُّ النَّاسَ يَرْكَبُونَ الشَّيْطَانَ قَبْلَ هَذَا! هَاتُوا جَمَلِي. فَأُتِيَ بِجَمَلِهِ فَرَكِبَهُ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/356)
987 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ زُبَيْدٍ الْيَامِيِّ، عَنْ مُهَاجِرٍ الْعَامِرِيِّ؛ قَالَ: كَتَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَهْدًا لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ عَلَى بَلَدٍ؛ [فَكَانَ] فِيهِ: أَمَّا بَعْدُ! فَلَا تُطَوِّلَنَّ حِجَابَكَ عَلَى رَعِيَّتِكَ؛ فَإِنَّ احْتِجَابَ الْوُلَاةِ عَنِ الرَّعِيَّةِ شُعْبَةٌ مِنَ الضِّيقِ، وَقِلَّةُ عِلْمٍ بِالْأُمُورِ، وَالِاحْتِجَابُ يَقْطَعُ عَنْهُمْ عِلْمَ مَا احْتُجِبُوا دُونَهُ؛ فَيَصْغُرُ عِنْدَهُمُ الْكَبِيرُ، وَيَعْظُمُ الصَّغِيرُ، وَيَقْبُحُ [ص:360] الْحَسَنُ، وَيَحْسُنُ الْقَبِيحُ، وَيُشَابُ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ، وَإِنَّمَا الْوَالِي بَشَرٌ لَا يَعْرِفُ مَا تَوَارَى النَّاسُ بِهِ عَنْهُ مِنَ الْأُمُورِ، وَلَيْسَتْ عَلَى الْقَوْلِ سِمَاتٌ تُعْرَفُ بِهَا صُدُوفُ الصِّدْقِ مِنَ الْكَذِبِ؛ فَتَحَصَّنْ مِنَ الْإِدْخَالِ فِي الْحُقُوقِ بِلِينِ الْحُجَّابِ؛ فَإِنَّمَا أَنْتَ أَحَدُ رَجُلَيْنِ: إِمَّا امْرُؤٌ سَخَتْ نَفْسُكَ بِالْبَذْلِ فِي الْحَقِّ؛ فَفِيمَ احْتِجَابُكَ مِنْ حَقٍّ وَاجِبٍ تُعْطِيهِ، أَوْ خُلُقٍ كَرِيمٍ تُسْدِيهِ؟ ! وَإِمَّا مُبْتَلًى بِالْمَنْعِ؛ فَمَا أَسْرَعَ كَفَّ النَّاسِ عَنْ مَسْأَلَتِكَ إِذَا يَئِسُوا مِنْ ذَلِكَ، مَعَ أَنَّ أَكْثَرَ حَاجَاتِ النَّاسِ إِلَيْكَ مَا لَا مَؤُنَةَ فِيهِ عَلَيْكَ؛ مِنْ شِكَايَةِ مَظْلَمَةٍ أَوْ طَلَبِ إِنْصَافٍ؛ فَانْتَفِعْ بِمَا وَصَفْتُ لَكَ، وَاقْتَصِرْ عَلَى حَظِّكَ وَرُشْدِكَ إِنْ شَاءَ اللهُ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/359)
988 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَزْدِيُّ، أَنْشَدَنَا ابْنُ الْأَعْرَابِيُّ، عَنْ مُؤَرَّجٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ سِمَاكٍ؛ قَالَ: [ص:361] هَجَا النَّجَاشِيُّ - وَهُوَ قَيْسُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْحَارِثِيُّ - الشَّاعِرُ بَنِي الْعَجْلَانِ، فَاسْتَعْدَوْا عَلَيْهِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: مَا قَالَ فِيكُمْ؟ فَأَنْشَدُوهُ:
(إِذَا اللهُ عَادَى أَهْلَ لُؤْمٍ وَرِقَّةٍ ... فَعَادَى بَنِي الْعَجْلَانِ رَهْطَ بْنَ مُقْبِلٍ) فَقَالَ عُمَرُ: إِنْ كَانَ مَظْلُومًا؛ استجيب لَهُ، وَإِنْ كَانَ ظَالِمًا؛ لم يستجب لَهُ. قَالُوا: وَقَدْ قَالَ أَيْضًا:
(قُبَيِّلَةٌ لَا يَغْدِرُونَ بِذِمَّةٍ ... وَلَا يَظْلِمُونَ النَّاسَ حَبَّةَ خَرْدَلِ)
فَقَالَ عُمَرُ: لَيْتَ آلَ الْخَطَّابِ هَكَذَا. قَالُوا: وَقَدْ قَالَ:
(وَلَا يَرِدُونَ الْمَاءَ إِلَّا عَشِيَّةً ... إِذَا صَدَرَ الْوُرَّادُ عَنْ كُلِّ مَنْهَلِ)
فَقَالَ عُمَرُ: رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ، ذَاكَ أَقَلُّ لِلزِّحَامِ. قَالُوا: وَقَدْ قَالَ:
(تَعَافُ الْكِلَابُ الضَّارِيَاتُ لُحُومَهُمْ ... وَيَأْكُلْنَ مِنْ كَعْبٍ وَعَمْرٍو وَنَهْشَلِ)
فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَحْرَزَ الْقَوْمُ مَوْتَاهُمْ وَلَمْ يُضَيِّعُوهُمْ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(3/360)
989 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص:362] أَنْشَدَنَا أَبُو عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ لِعَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ، قَالَ: وَهُوَ مِنْ جَيِّدِ شِعْرِهِ:
(إِنِّي وَإِنْ كُنْتُ ابن سَيِّدَ عَامِرٍ ... وَفَارِسَهَا الْمَشْهُورَ فِي كُلِّ مَوْكِبِ)
(فَمَا سَوَّدَتْنِي عَامِرٌ عَنْ وِرَاثَةٍ ... أَبَى اللهُ أَنْ أَسْمُو بِأُمٍّ وَلَا أَبِ)
(وَلَكِنَّنِي أَحْمِي حِمَاهَا وَأَتَّقِي ... أَذَاهَا وَأَرْمِي مَنْ رَمَاهَا بِمَنْكِبِ)(3/361)
989 - / م - أَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِآخَرَ: إِذَا تَضَايَقَ أَمْرٌ فَالْتَمِسْ فَرَجًا ... فَأَضْيَقُ الْأَمْرِ أَدْنَاهُ مِنَ الْفَرَجِ)(3/362)
990 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا مُسْلِمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ؛ قَالَ: كُنَّا أَجِنَّةً فِي بُطُونِ أمهاتنا، فسقط منا مَنْ سَقَطَ، وَكُنَّا فِيمَنْ بَقِيَ، وَكُنَّا أَيْفَاعًا؛ فَلَمْ نَزَلْ نَنْتَقِلُ مِنْ حَالَةٍ إِلَى حَالَةٍ حَتَّى صِرْنَا شُيُوخًا، لَا أَبَالَكَ! فَمَا تَنْتَظِرُ؟ ! أَتُرَى هَلْ بَقِيَتْ لَكَ حَالَةٌ تَنْتَقِلُ إِلَيْهَا غَيْرَ الْمَوْتِ؟ !(3/363)
991 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: ظَفِرَ الْإِسْكَنْدَرُ بِبَعْضِ الْمُلُوكِ، فَسَأَلَهُ: مَا تَشَاءُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ؟ قَالَ: مَا يَجْمُلُ بِالْكِرَامِ أَنْ يَفْعَلُوا إِذَا ظَفَرُوا
__________
[إسناده واه جداً] .(3/363)
992 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ النَّهْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: الصَّدِيقُ بِالصِّحَّةِ هُوَ الَّذِي يَمْحَضُكَ النُّصْحَ فِيمَا سَاءَكَ وَسَرَّكَ، فَأَمَّا مَنْ مَالَ مَعَكَ إِلَى هَوَاكَ؛ فَذَاكَ مَلَّاقٌ وَلَيْسَ بِصَدِيقٍ. قَالَ سُفْيَانُ؛ وَقِيلَ لَهُ: مَا التَّوَاضُعُ؟ قَالَ: التَّكَبُّرُ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ.(3/364)
993 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الْأَزْدِيُّ، نَا مُعَلَّى بْنُ أَيُّوبَ؛ قَالَ: بَيْنَمَا الرَّشِيدُ هَارُونُ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ؛ إِذْ عَرَضَ لَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُكَلِّمَكَ بِكَلَامٍ فِيهِ غِلَظٌ؛ فَاحْتَمِلْهُ لِي. فَقَالَ: لَا، وَلَا نِعْمَةُ عَيْنٍ وَلَا كَرَامَةٌ، قَدْ بَعَثَ اللهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ إِلَى مَنْ هُوَ شَرٌّ مِنِّي، فَأَمَرَهُ أَنْ يَقُولُ لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا.(3/364)
994 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: قِيلَ لِخَالِدِ بْنِ يَزِيدَ: [ص:365] مَا أَقْرَبُ شَيْءٍ، وَأَبْعَدُ شَيْءٍ، وَآنَسُ شَيْءٍ، وَأَوْحَشُ شَيْءٍ؟ فَقَالَ: أَقْرَبُ شَيْءٍ الْأَجَلُ، وَأَبْعَدُ شَيْءٍ الْأَمَلُ، وَآنَسُ شَيْءٍ الصَّاحِبُ، وَأَوْحَشُ شَيْءٍ الْمَوْتُ
__________
[إسناده صحيح] .(3/364)
995 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ: [ص:367] أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ يَوْمًا وَالْبِشْرُ فِي وَجْهِهِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّا نَرَى الْبِشْرَ فِي وَجْهِكَ، بِشْرًا لَمْ نَكُنْ نَرَاهُ. فَقَالَ: «أَجَلْ، إِنَّهُ أَتَانِي مَلَكٌ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! إِنَّ رَبَّكَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: أَمَا تَرْضَى أَلَّا يُصَلِّيَ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلَّا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا، وَلَا يُسَلِّمُ عَلَيْكَ إِلَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا؟»
__________
[إسناده ضعيف، وهو صحيح بشواهده] .(3/365)
996 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفُ التَّغْلِبِيُّ، نَا أَبُو عُبَيْدٍ، نَا حَجَّاجُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّاسًا الْجُشَمِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَحِمَهُ اللهُ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:368] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ ثَلَاثِينَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ، وهي: (تَبَركَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) »
__________
[إسناده حسن] .(3/367)
997 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا أَبُو عُبَيْدٍ، نَا يَزِيدُ، عَنْ شُرَيْكٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النُّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَحِمَهُ اللهُ؛ قَالَ: إِنَّ الْمَيِّتَ إِذَا مَاتَ؛ أُوِقِدَتْ حَوْلَهُ نَارٌ، فَتَأْكُلُ كُلُّ نَارٍ مَا يَلِيهَا، إِنْ [ص:370] لَمْ يَكُنْ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنِهَا، وإن رَجُلًا مَاتَ لَمْ يَكُنْ يَقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنَ إِلَّا ثَلَاثِينَ آيَةً. فَأَتَتْهُ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ كَانَ يقرأني، فَأَتَتْهُ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ كَانَ يَقُومُ بِي. فَأَتَتْهُ مِنْ قِبَلِ جَوْفِهِ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ كَانَ وعاني
__________
[إسناده ضعيف، وهو حسن بطرقه] .(3/369)
997 - / م - وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُرَّةَ بْنِ شَرَاحِيلَ - وَكَانَ يُسَمَّى مُرَّةَ الطَّيِّبَ -، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ مُرَّةُ: [ص:371] فَنَظَرْتُ أَنَا وَمَسْرُوقٌ فِي الْمُصْحَفِ؛ فَلَمْ نَجِدْ سُورَةً ثَلَاثِينَ آيَةً إِلَّا {تَبَارَكَ} .(3/370)
998 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ: (إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46)) [ص: 46] ؛ قَالَ: أَخْلَصْنَاهُمْ بِذِكْرِ الْآخِرَةِ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/371)
999 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (يُعْرَفُ المُجْرِمُونَ بسيمَهُم) [الرحمن: 41] ؛ قَالَ: [ص:372] بِعَلَامَاتٍ فِيهِمْ. فَقَالَ: سُودُ الْوُجُوهِ، زُرْقُ الْعُيُونِ، وَنَحْوَ ذَلِكَ.(3/371)
1000 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا الْقَوَارِيرِيُّ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} [القصص: 78] ؛ قَالَ: يَدْخُلُونَ النَّارَ بِغَيْرِ حِسَابٍ.(3/372)
1001 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنْ شِبْلٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ فِي قَوْلِهِ: (وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) [القصص: 78] ؛ قَالَ: [ص:373] يُعْرَفُونَ بِسِيمَاهُمْ.(3/372)
1002 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ، نَا الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وجل: (إنَّ أَصحَبَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَكِهُونَ (55)) [يس: 55] ؛ قَالَ: نَاعِمُونَ.(3/373)
1003 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ الْخَيَّاطُ، نَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، نَا شُرَيْكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ عز وجل: (وَفَكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ (33)) [الواقعة: 32، 33] ؛ قَالَ: لَا مَحْظُورٌ عَلَيْهَا كَمَا يُحْظَرُ عَلَى بَسَاتِينِ الدُّنْيَا
__________
[إسناده ضعيف](3/374)
1004 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: صَلَّيْتُ بِبِشْرٍ الْحَافِيِّ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَخْتِمَ؛ قَرَأْتُ: (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (1)) [الإخلاص: 1] ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ لِي بِشْرٌ: عَمَّنْ أَخَذْتَ هَذَا؟ قُلْتُ: عَنْ شُيُوخِنَا بِخُرَاسَانَ. قَالَ: إِنَّمَا هِيَ فِي الْمُصْحَفِ مَرَّةً وَاحِدَةً، وَأُنْزِلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً.(3/374)
1005 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحُمَيْرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، نَا عِمْرَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ: (وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ (27)) [المطففين: 27] ؛ قَالَ: هُوَ أَشْرَفُ شَرَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَهُوَ لِلْمُقَرَّبِينَ صِرْفٌ، وَلِأَهْلِ الْجَنَّةِ مِزَاجٌ.(3/375)
1006 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةٍ؛ قَالَ: [ص:376] كَانَ يُسْتَحَبُّ أَنْ يُؤَمَّنَ عَلَى دُعَاءِ الرَّاهِبِ؛ فَإِنَّهُمْ يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِيكُمْ وَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ
__________
[إسناده ضعيف، ولكنه صحيح من طريق آخرى] .(3/375)
1007 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، نَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وَهُوَ يُصَلِّي، فَخَفَّفَ ثُمَّ سَلَّمَ، وَانْفَتَلَ إِلَيَّ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ حَقًّا عَلَيَّ، أَوْ سُنَّةً؛ إِذَا جَلَسَ الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ وَهُوَ يُصَلِّي التَّطَوُّعَ أَنْ يُخَفِّفَ وَيُقْبِلَ إِلَيْهِ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/376)
1008 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ وَالْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ؛ قَالَ: إِنَّ أَبْغَضَ النَّاسِ إِلَيَّ أَنْ أَظْلِمَهُ؛ رَجُلٌ لَا يَجِدُ نَاصِرًا إِلَّا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ.(3/377)
1009 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا الْحَجَّاجُ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ - وأراه ابْنُ أَبِي زَيْنَبَ -؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ يَقُولُ: [ص:378] كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ نَعْبُدُ حَجَرًا، فَسَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي: إِنَّ رَبَّكُمْ قَدْ هَلَكَ، فَالْتَمِسُوا رَبًّا غَيْرَهُ! قَالَ: فَخَرَجْنَا عَلَى كُلِّ صَعْبٍ وَذَلُولٍ، فَبَيَّنَا نَحْنُ كَذَلِكَ نَطْلُبُهُ؛ إِذَا نَحْنُ بِمُنَادٍ يُنَادِي: أَنْ قَدْ وَجَدْنَا رَبَّكُمْ. فَإِذَا بِحَجَرٍ، فَنَحَرْنَا عِنْدَهُ الْجُزُرَ.(3/377)
1010 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ يَقُولُ: [ص:379] قَوْلُ الْعَرَبِ: (لَقَدْ ذَلَّ مَنْ بَالَتْ عَلَيْهِ الثَّعَالِبُ) ؛ قِيلَ: هَذَا فِيمَا بَلَغَنَا أَنَّ رِجَالًا مِنَ الْعَرَبِ كَانُوا يَعْبُدُونَ صَنَمًا، فَنَظَرُوا يَوْمًا إِلَى ثَعْلَبٍ جَاءَ حَتَّى بَالَ عَلَيْهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ:
(أَرَبٌّ يَبُولُ الثُّعْلُبَانُ بِرَأْسِهِ ... لَقَدْ ذَلَّ مَنْ بَالَتْ عَلَيْهِ الثَّعَالِبُ)(3/378)
1011 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو دُلَامَةَ: كُنْتُ فِي عَسْكَرِ مَرْوَانَ أَيَّامَ زَحَفَ إِلَى شَيْبَانَ الْخَارِجِيِّ، فَلَمَّا الْتَقَى الزَّحْفَانِ؛ خَرَجَ مِنْهُمْ فَارِسٌ يُنَادِي: الْبِرَازَ! فَكُلَّمَا خَرَجَ إِلَيْهِ رَجُلٌ قَتَلَهُ، فَجَعَلَ مَرْوَانُ لِمَنْ خَرَجَ إِلَيْهِ خَمْسَةَ آلَافٍ، فَلَمَّا سمعت بذكرها؛ خرجت إِلَيْهِ وَتَحْتِي فَرَسٌ لَا أَخَافُ خَوْنَهُ، فَلَمَّا [ص:380] نَظَرَ إِلَيَّ؛ عَلِمَ أَنِّي أُرِيدُهُ، وَأَنِّي خَرَجْتُ لِلطَّمَعِ؛ فَأَقْبَلَ نَحْوِي، ثُمَّ دَنَا مِنِّي، فَقَالَ:
(وَخَارِجٍ أَخْرَجَهُ حُبُّ الطَّمَعْ ... فَرَّ مِنَ الْمَوْتِ وَفِي الْمَوْتِ وَقَعْ)
(مَنْ كَانَ يَنْوِي أَهْلَهُ فَلَا رَجَعْ ... )
فَلَمَّا وَقَعَتْ فِي أُذُنِي، انْصَرَفْتُ وَدَخَلْتُ فِي غِمَارِ النَّاسِ، فَقَالَ مَرْوَانُ: مَنِ الْفَاضِحُ؟ ائْتُونِي بِهِ. فَدَخَلْتُ بَيْنَهُمْ؛ فَلَمْ أُعْرَفْ، ونجوت(3/379)
1012 - حدثنا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا:
(أَضْحَتْ تُشَجِّعُنِي هِنْدُ وَقَدْ عَلِمَتْ ... أَنَّ الشَّجَاعَةَ مَقْرُونٌ بِهَا الْعَطَبُ)
(لَا وَالَّذِي حَجَّتِ الْأَنْصَارُ كَعْبَتَهُ ... مَا يَشْتَهِي الْمَوْتَ عِنْدِي مَنْ لَهُ أَرَبُ)
(لِلْحَرْبِ قَوْمٌ أَضَلَّ اللهُ سَعْيَهُمْ ... إِذَا دَعَتْهُمُ إِلَى مَكْرُوهِهَا وَثَبُوا)
(وَلَسْتُ مِنْهُمْ وَلَا أَهْوَى فِعَالَهُمْ ... لَا الْجِدُّ يُعْجِبُنِي مِنْهَا واللعب)(3/380)
1013 - حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ بِمِثْلِ هَذَا؛ وَقَالَ: الْجَيِّدُ مِنْ هَذَا قَوْلُ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةِ الْكِنَانِيِّ، وَكَانَ مِنْ آخِرِ مَنْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْتًا، مَاتَ بَعْدَ مئة سَنَةً، وَهُوَ الْقَائِلُ:
(وَبَقِّيتُ سَهْمًا فِي الْكِنَانَةِ وَاحِدًا ... سيرمي بِهِ أَوْ يَكْسِرُ السَّهْمَ كَاسِرُهُ)
وَهُوَ الْقَائِلُ
(أَيَدْعُونَنِي شَيْخًا وَقَدْ عِشْتُ حِقْبَةً ... وَهُنَّ مِنَ الْأَزْوَاجِ نَحْوِي نَوَازِعُ)
(وَمَا شَابَ رَأْسِي مِنْ سِنِينَ تَتَابَعتْ ... عَلَيَّ وَلَكِنْ شَيَّبَتْنِي الْوَقَائِعُ)(3/381)
1014 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ؛ قَالَ: [ص:384] كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَحِمَهُ اللهُ يَوْمَ الْقَادِسَيَّةِ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ وَهُوَ شَاكٍ مِنْ خُرَّاجٍ كَانَ خَرَجَ بِهِ، لَمْ يَشْهَدِ الْقِتَالَ، وَالْمُشْرِكُونَ يَفْعَلُونَ بِالْمُسْلِمِينَ وَيَفْعَلُونَ، وَأَبُو مِحْجَنٍ فِي الْوَثَاقِ عِنْدَ أُمِّ وَلَدِ سَعْدٍ، وَكَانَ حَبَسَهُ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ؛ فَأَنْشَدَ أَبُو مِحْجَنٍ لَمَّا رَأَى الْحَرْبَ:
(كَفَى حَزَنًا أَنْ تُطْعَنَ الْخَيْلُ بِالْقَنَا ... وَأُتْرَكُ مَشْدُودًا عَلَيَّ وَثَاقِيَا [ص:385])
(إِذَا شِئْتُ عَنَّانِي الْحَدِيدُ وَأُغْلِقَتْ ... مَغَالِيقُ مِنْ دُونِي تُصِمُّ الْمُنَادِيَا)
فَقَالَتْ أُمِّ وَلَدِ سَعْدٍ: أَتَجْعَلُ لِي إِنْ أَطْلَقْتُكَ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيَّ حَتَّى أُعِيدُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَأَطْلَقْتُهُ، فَرَكِبَ فَرَسًا لِسَعْدٍ بَلْقَاءَ، وَحَمَلَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ؛ فَجَعَلَ سَعْدٌ يَقُولُ: لَوْلَا أَنَّ أَبَا مِحْجَنٍ مُوَثَّقٌ فِي الْحَدِيدِ؛ لَقُلْتُ إِنَّهُ أَبُو مِحْجَنٍ، وَإِنَّهَا فَرَسِي. فَانْكَشَفَ الْمُشْرِكُونَ وَهَزَمَهُمْ، وَجَاءَ أَبُو مِحْجَنٍ، فَأَعَادَتْهُ إِلَى حَالِهِ، وَأَتَتْ سَعْدًا فَخَبَّرَتْهُ بِذَلِكَ الْخَبَرِ، فَأَطْلَقَهُ وَقَالَ: وَاللهِ! لَا أَحْبِسُهُ أَبَدًا فِي الْخَمْرِ. قَالَ أَبُو مِحْجَنٍ: وَأَنَا وَاللهِ! لَا أَشْرَبُهَا أَبَدًا.(3/381)
1015 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هِشَامٍ، عن ابن سيرين؛ قا: بَعَثَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ [ص:386] عَلَى جَيْشٍ قِبَلَ خُرَاسَانَ، فَبَيَّتَهَمُ الْعَدُوُّ وَفَرَّقُوا جُيُوشَهَمْ، وَكَانَ الْأَحْنَفُ مَعَهُمْ، فَفَزِعَ النَّاسُ؛ فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ رَكِبَ الْأَحْنَفُ، ثُمَّ مَضَى نَحْوَ الصَّوْتِ وَهُوَ يَقُولُ:
(إِنَّ عَلَى كُلِّ رَئِيسٍ حَقًّا ... أَنْ يَخْضِبَ الصَّعْدَةَ أَوْ تَنْدَقَّا)
ثُمَّ حَمَلَ عَلَى صَاحِبِ الطَّبْلِ فَقَتَلَهُ، وَانْهَزَمَ الْعَدُوُّ، فَقَتَلُوهُمْ، وَغَنِمُوا، وَفَتَحُوا مَدِينَةً يُقَالُ لَهَا مَرْوَرُّوَذَ(3/385)
1016 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ الْأَزْدِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: [ص:392] أَقْبَلَ قَوْمٌ مِنَ الْيَمَنِ يُرِيدُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَضَلُّوا الطَّرِيقَ وَفَقَدُوا الْمَاءَ، فَمَكَثُوا ثَلَاثًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى الْمَاءِ؛ فَجَعَلَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَسْتَذْرِي بِفَيْءِ السَّمُرِ أَوِ الطَّلْحِ آيِسًا مِنَ الْحَيَاةِ، حَتَّى خَفَتَ كَلَامُهُمْ مِنَ الْعَطَشِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ أَقْبَلَ رَاكِبٌ وَهُوَ يُنْشِدُ بَيْتَيْنِ لِامْرِئِ الْقَيْسِ:
(وَلَمَّا رَأَتْ أَنَّ الشَّرِيعَةَ هَمُّهَا ... وَأَنَّ الْبَيَاضَ مِنْ فَرَائِصِهَا دَامِ)
(تَيَمَّمَتِ الْعَيْنَ الَّتِي عِنْدَ ضَارِجٍ ... يَفِيءُ عَلَيْهَا الظِّلُّ عَرْمَضُهَا طَامِ)
فَقَالَ الرَّكْبُ: مَنْ يَقُولُ هَذَا؟ قال: امرئ الْقَيْسِ. فَقَالُوا: فَأَيْنَ ضَارِجٌ؟ فَقَالَ: هُوَ ذَا خَلْفَكُمْ. فَانْحَرَفُوا إِلَيْهِ؛ فَإِذَا غَدِقٌ، وَإِذَا عَلَيْهِ الْعَرْمَضُ، وَالظِّلُّ يَفِيءُ عَلَيْهِ، فَشَرِبُوا مِنْهُ وَحَمِدُوا رَبَّهُمْ، وَحَمَلُوا حَتَّى بَلَغُوا الْمَاءَ، فَأَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرُوهُ، وَقَالُوا: أَحْيَانَا بَيْتَانِ مِنَ الشِّعْرِ لِامْرِئِ الْقَيْسِ! فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ذَاكَ رَجُلٌ مَذْكُورٌ فِي الدُّنْيَا، شَرِيفٌ فِيهَا، مَنْسِيٌّ فِي الْآخِرَةِ، خَامِلٌ فِيهَا، يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَهُ لِوَاءُ الشُّعَرَاءِ إِلَى النَّارِ»
__________
[إسناده واه جدا] .(3/386)
1017 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبْعِيُّ، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: بَيْنَمَا عِيسَى صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ يَمْشِي فِي يَوْمٍ صَائِفٍ وَقَدْ مَسَّهُ حَرُّ الشَّمْسِ وَالْعَطَشِ، فَجَلَسَ فِي ظِلِّ خَيْمَةٍ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ صَاحِبُ الْخَيْمَةِ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ! قُمْ مِنْ ظِلِّنَا. فَقَامَ عِيسَى فَجَلَسَ فِي الشَّمْسِ، وَقَالَ: لَيْسَ أَنْتَ الَّذِي أَقَمْتَنِي، أنما أَقَامَنِي الَّذِي لَمْ يُرِدْ أَنْ أُصِيبَ مِنَ الدُّنْيَا شَيْئًا.
آخر الجزء السابع، يتلوه الثامن إن شاء الله تعالى والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم(3/393)
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثامن
من كتاب «المجالسة وجواهر العلم»
صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أخبرنا الشيخ أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري والشيخ أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي؛ قال القيسي: إجازة منهما؛ وقال ابن علاف: سماعا على البوصيري وإجازة من الأرتاحي؛ قالا: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي؛ قال البوصيري: قراءة عليه وأنا أسمع؛ وقال ابن حمد: إجازة؛ قال: أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن الضراب، أنا أبي أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب قراءة عليه، أنا أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد المالكي الدينوري قراءة عليه.(3/401)
1018 - نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنُ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ وَالْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ؛ قَالَا: [ص:403] لَمَّا مَاتَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ أَمَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَالِدًا بِالْمَسِيرِ إِلَى الشَّامِ وَالِيًا مِنْ سَاعَتِهِ؛ فَأَخَذَ عَلَى السَّمَاوَةِ حَتَّى انْتَهَى إلى قُرَاقِرَ، وَبَيْنَ قُرَاقِرَ وَبَيْنَ سُوًى خَمْسُ لَيَالٍ فِي مَفَازَةٍ، فَلَمْ يَعْرِفِ الطَّرِيقَ فَدُلَّ عَلَى رَافِعِ بْنِ عَمِيرَةَ الطَّائِيِّ، وَكَانَ دَلِيلًا بَصِيرًا، فَقَالَ لِخَالِدٍ: خَلِّفِ الْأَثْقَالَ وَاسْلُكْ هَذِهِ الْمَفَازَةَ وَحْدَكَ إِنْ [ص:404] كُنْتَ فَاعِلًا. فَكَرِهَ خَالِدٌ رَحِمَهُ اللهُ أَنْ يُخَلِّفَ أَحَدًا؛ فَقَالَ لَهُ رَافِعٌ: وَاللهِ! إِنَّ الرَّاكِبَ الْمُنْفَرِدَ لَيَخَافُهَا عَلَى نَفْسِهِ وَمَا يَسْلُكُهَا إِلَّا مَغْرُورٌ؛ فَكَيْفَ أَنْتَ بِمَنْ مَعَكَ؟ ! فَقَالَ: لَا بُدَّ. وَأَحَبَّ خَالِدٌ أَنْ يُوَافِي الْمَفَازَةَ وَيَأْتِي الْقَوْمَ بَغْتَةً، فَقَالَ لَهُ الطَّائِيُّ: إِنْ كَانَ لَا بُدَّ لَكَ مِنْ ذَلِكَ؛ فَأَبْغِ لِي عِشْرِينَ جَزُورًا سِمَانًا عِظَامًا. فَفَعَلَ، فَظَمَّأَهُنَّ، ثُمَّ سَقَاهُنَّ حَتَّى رَوَيْنَ، ثُمَّ قَطَعَ مَشَافِرَهُنَّ وَشَرَّطَ شَيْئًا مِنْ أَلْسِنَتِهِنَّ وَكَمَعَهُنَّ لِئَلَّا تَجْتَرَّ؛ لِأَنَّ الْإِبِلَ إِذَا اجْتَرَّتْ تَغَيَّرَ الْمَاءُ فِي أَجْوَافِهِنَّ، وَإِذَا لَمْ تَجْتَرُّ بَقِيَ الْمَاءُ صَافِيًا فِي بُطُونِهِنَّ. فَفَعَلَ خَالِدٌ ذَلِكَ، وَتَزَوَّدُوا مِنَ الْمَاءِ مَا يَكْفِي الرَّكْبَ، وَسَارَ خَالِدٌ؛ فَكُلَّمَا نَزَلَ مَنْزِلًا نَحَرَ مِنْ تِلْكَ الْجُزُرِ أَرْبَعًا، ثُمَّ أَخَذَ مَا فِي بُطُونِهَا مِنَ الْمَاءِ؛ فَسَقَيْنَهُ الْخَيْلَ، وَشَرِبَ النَّاسُ مَا مَعَهُمْ، فَلَمَّا سَارَ إِلَى آخِرِ الْمَفَازَةِ؛ انْقَطَعَ ذَلِكَ عَنْهُمْ، وَجَهِدَ النَّاسُ، وَعَطَشَتْ دَوَابُّهُمْ؛ فَقَالَ خَالِدٌ لِلطَّائِيِّ: وَيْحَكَ! مَا عِنْدَكَ؟ فَقَالَ: أَدْرَكْتَ الرِّيَّ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عَوْسَجَةً عَلَى الطَّرِيقِ؟ فَوَجَدُوهَا. فَقَالَ: احْتَفِرُوا فِي أَصْلِهَا. فَاحْتَفَرُوا؛ فَوَجَدُوا عَيْنًا غَزِيرَةً، فَشَرِبُوا مِنْهَا وَتَزَوَّدُوا، فَقَالَ رَافِعٌ: مَا وَرَدْتُ هَذَا الْمَاءَ قَطُّ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا غُلَامٌ. فَقَالَ رَاجِزُ الْمُسْلِمِينَ:
(لِلَّهِ دَرُّ رَافِعٍ أنى اهتدى ... فَوَّزَ مِنْ قُرَاقِرٍ إِلَى سُوَى)
(أَرْضٍ إِذَا سَارَ بِهَا الْجِنِّيُّ بَكَى ... مَا سَارَهَا مِنْ قَبْلِكَ مِنَ إِنْسٍ أُرَى)
قَالَ: فَخَرَجَ خَالِدٌ مِنَ الْمَفَازَةِ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ، فَأَشْرَفَ عَلَى «الْبِشْرِ» عَلَى قَوْمٍ يَشْرَبُونَ وَبَيْنَ أَيْدِيهِمْ جَفْنَةٌ فِيهَا خَمْرٌ، وَأَحَدُهُمْ يَتَغَنَّى وَقَدْ ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ بَعْضُهُ [ص:405]:
(أَلَّا عَلِّلَانِي قَبْلَ جَيْشِ أَبِي بَكْرٍ ... لَعَلَّ مَنَايَانَا قَرِيبٌ وَمَا نَدْرِي)
(أَلَا عَلِّلَانِي بِالزُّجَاجِ وَكَرِّرَا ... عَلَيَّ كُمَيْتَ اللَّوْنِ صَافِيَةً تَجْرِي)
(أَظُنُّ خُيُولَ الْمُسْلِمِينَ وَخَالِدًا ... سَيَطْرُقُكُمْ قَبْلَ الصَّبَاحِ مِنَ الْبِشْرِ)
(فَهَلْ لَكُمْ فِي السَّيْرِ قَبْلَ قِتَالِهِ ... وَقَبْلَ خُرُوجِ الْمُعْصِرَاتِ مِنَ الْخِدْرِ)
فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ فَرَغَ مِنْ قَوْلِهِ، شَدَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَضَرَبَ عُنُقَهُ؛ فَإِذَا رَأْسُهُ فِي الْجَفْنَةِ، ثُمَّ أَقْبَلَ خَالِدٌ عَلَى أَهْلِ الْبِشْرِ، فَقَتَلَ مِنْهُمْ وَأَصَابَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَبَقِيَ خَالِدٌ مُتَعَجِّبًا وَالْمُسْلِمُونَ مِنْ قَوْلِهِ فِي وَقْتِهِ ذلك، وإعجال مَنِيَّتَهُ كَأَنَّهُ أُلْقِيَ ذَلِكَ عَلَى لِسَانِهِ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/401)
1019 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، نَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ [ص:406]: «مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَزُورَنَا؟ قَالَ: فَنَزَلَتْ: (وَمَا نَتَنَزَّلُ إلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ) [مريم: 64] »
__________
[إسناده صحيح] .(3/405)
1020 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلَابَةَ، نَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، نَا شُرَيْكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص:411]: «مَنْ زَرَعَ فِي أَرْضِ قَوْمٍ؛ فَلَيْسَ لَهُ مِنَ الزَّرْعِ شَيْءٌ، وَلَهُ نَفَقَتُهُ»
__________
[إسناده ضعيف، والحديث صحيح بطرقه] .(3/406)
1021 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ ابن عُيَيْنَةَ؛ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قَالَ: [ص:412] إِنَّ الْفَتَى الَّذِي كَلَّمَ أَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي بَلَائِهِ قَالَ لَهُ: يَا أَيُّوبُ! أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عِبَادًا أَسْكَتَتْهُمْ خَشْيَتُهُ مِنْ غَيْرِ عَيٍّ وَلَا بَكَمٍ؟ ! وَإِنَّهُمْ لَهُمُ النُّبَلَاءُ الطُّلَقَاءُ الْفُصَحَاءُ الْعَالِمُونَ بِاللهِ وَأَيَّامِهِ، وَلَكِنَّهُمْ إِذَا ذَكَرُوا عَظَمَةَ اللهِ تَعَالَى؛ تَقَطَّعَتْ قُلُوبُهُمْ، وَكَلَّتْ أَلْسِنَتُهُمْ، وَطَاشَتْ عُقُولُهُمْ، فَرَقًا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهَيْبَةً لَهُ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/411)
1022 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنِ ابْنِ السَّمَّاكِ؛ قَالَ: قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عِنْدَ قَبْرِ أَخِيهِ الْحَسَنُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَوْمَ مَاتَ: رَحِمَكَ اللهُ أَبَا مُحَمَّدٍ! إِنْ كُنْتَ لَتُنَاصِرَ الْحَقَّ مضانه، وَتُؤْثِرَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَ مَدَاحِضِ الْبَاطِلِ فِي مَوَاطِنِ التَّقِيَّةِ بِحُسْنِ الرَّوِيَّةِ، وَتَسْتَشِفَّ جَلِيلَ مَعَاظِمِ الدُّنْيَا بِعَيْنٍ لَهَا حَاقِرَةٍ، وَتَفِيضَ عَلَيْهَا يَدًا طَاهِرَةً، وَتَرْدَعَ بَادِرَةَ أَعْدَائِكَ بِأَيْسَرِ الْمَؤُنَةِ عَلَيْكَ، وَأَنْتَ ابْنُ سُلالَةِ النُّبَوَّةِ، وَرَضِيعُ لُبَانِ الْحِكْمَةِ؛ فَإِلَى رَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَجَنَّةِ نَعِيمٍ، أَعْظَمَ اللهُ لَنَا وَلَكُمُ الْأَجْرَ عَلَيْهِ، وَوَهَبَ لَنَا وَلَكُمُ السَّلْوَةَ وَحُسْنَ الْأَسَى عَلَيْهِ.(3/413)
1023 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْحُمَيْدِيِّ، نَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ [ص:414]: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ استَقَمُوا) [فصلت: 30] ؛ ولم يروغوا رَوَغَانَ الثَّعْلَبِ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/413)
1024 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: [ص:415] اسْتَعْمَلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ عَلَى رَبْعٍ مِنْ أَرْبَاعِ الشَّامِ، فَلَمَّا صَعَدَ الْمِنْبَرَ ارْتُجَّ عَلَيْهِ؛ فَقَالَ: يَا أَهْلَ الشَّامِ! عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا، وَبَعْدَ عَيٍّ بَيَانًا، وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَى إِمَامٍ عَاقِلٍ أَحْوَجُ مِنْكُمْ إِلَى إِمَامٍ قَائِلٍ. ثُمَّ نَزَلَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَاسْتَحْسَنَهُ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/414)
1025 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مَرْزُوقٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رِزْمَةَ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ؛ قَالَ: [ص:416] خَطَبَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ فَقَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَتْ خِلافَتُهُ فَتْحًا، وَإِمَارَتُهُ رَحْمَةً، وَاللهِ! إِنِّي لَأَظُنُّ الشَّيْطَانَ كَانَ يَفْرَقُ أَنْ يُحْدِثَ حَدَثًا مَخَافَةَ أَنْ يغيره عمر؛ والله! لَوْ أَنَّ عُمَرَ أَحَبَّ كَلْبًا؛ لَأَحْبَبْتُ ذَلِكَ الْكَلْبَ
__________
[حسن] .(3/415)
1026 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، نَا سُفْيَانُ؛ قَالَ: [ص:417] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: أَشَدُّ الْأَعْمَالِ ثَلَاثَةٌ: إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ، وَالْمُوَاسَاةُ بِالْمَالِ، وَذِكْرُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ.(3/416)
1027 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: لا تَكُنْ فِي الْإِخَاءِ مُكْثِرًا ثُمَّ تَكُونُ فِيهِ مُدْبِرًا؛ فيُعْرَفُ سَرَفُكَ فِي الْإِكْثَارِ بِجَفَائِكَ فِي الْإِدْبَارِ.(3/417)
1028 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُفَضَّلَ الضَّبِّيّ يَقُولُ - وَسَأَلَهُ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ قَوْلِ النَّاسِ: «فِي الصَّيْفِ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ» -؛ فَقَالَ: [ص:418] إِنّ صَاحِبَ هَذَا الْكَلَامِ عَمْرُو بْنُ عَمْرٍو التَّمِيمِيِّ، وَكَانَتْ عِنْدَهُ بِنْتُ زُرَارَةَ بْنِ لَقِيطٍ، وَكَانَ ذَا مَالٍ كَثِيرٍ؛ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ كَبِيرَ السِّنِّ؛ فَلَمْ تَزَلْ تَسْأَلُهُ الطَّلَاقَ حَتَّى فَعَلَ، فَتَزَوَّجَهَا بَعْدَهُ عُمَيْرُ بْنُ مَعْبَدِ بْنِ زُرَارَةَ ابْنُ عَمِّهَا، وَكَانَ شَابًّا؛ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ مُعْدِمًا، فَمَرَّتْ إِبِلُ عَمْرِو بْنِ عَمْرِو ذَاتَ يَوْمٍ بِبِنْتِ لَقِيطٍ، فَقَالَتْ لِخَادِمَتِهَا: انْطَلِقِي، فَقُولِي لَهُ يُسْقِينَا مِنَ اللَّبَنِ. فَأَبْلَغَتْهُ، فَعِنْدَهَا قَالَ: «فِي الصَّيْفِ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ» ؛ يُرِيدُ أَنَّ سُؤَالَكَ إِيَّايَ الطَّلاقَ كَانَ فِي الصَّيْفِ؛ فَيَوْمَئِذٍ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ بِالطَّلاقِ.(3/417)
1029 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا هُوذَةُ بْنُ خَلِيفَةٍ، نَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص:419] مَنْ كَانَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ مَطِيَّتَهُ؛ فَإِنَّهُ يُسَارُ بِهِ وَإنْ كَانَ مُقِيمًا.(3/418)
1030 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا خَلَفُ بْنُ سَالِمٍ الْمَخْرَمِيُّ، نَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ؛ قَالَ: [ص:422] خَطَبَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللهُ عَلَيْهِمَا بَعْدَ قَتْلِ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عنه بِيَوْمٍ؛ فَقَالَ: لَقَدْ فَارَقَكُمْ بِالْأَمْسِ رَجُلٌ لَمْ يَسْبِقْهُ الْأَوَّلُونَ بِعِلْمٍ، وَلَا يُدْرِكْهُ الْآخِرُونَ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْعَثُهُ بِالرَّايَةِ، جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ يَمِينِهِ، وَمِيكَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ شِمَالِهِ؛ فَلَا يَنْصَرِفُ حَتَّى يُفْتَحَ عَلَى يَدَيْهِ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/419)
1031 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ منبة؛ قَالَ: [ص:423] قَرَأْتُ فِي اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ كِتَابًا مِنْ كُتُبِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، اثْنَانِ وَعِشْرُونَ مِنْهَا مِنَ الْبَاطِنِ، وَخَمْسُونَ فِي الظَّاهِرِ، أَجِدُ فِيهَا كُلِّهَا أَنَّ مَنْ [ص:424] أَضَافَ إِلَى نَفْسِهِ شَيْئًا مِنَ الِاسْتِطَاعَةِ؛ فَقَدْ كَفَرَ
__________
[إسناده واه جداُ] .(3/422)
1032 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا الزِّيَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيَّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَحِمَهُ اللهُ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص:425] إِذَا اخْتَلَفْتُمْ فِي الْيَاءِ وَالتَّاءِ؛ فَاجْعَلُوهَا يَاءً. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: الْقُرْآنُ ذَكَرٌ فَذَكِّرُوهُ. وَأَرَادَ ابْنُ مَسْعُودٍ إِذَا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ حَرْفٌ يَحْتَمِلُ التَّأَنِيثَ وَالتَّذْكِيرَ فَذَكِّرُوهُ، مِثْلُ (فَنَادَاهُ الْمَلَائِكَةُ) ، وَإِنَّمَا قَرَأَهَا كَذَلِكَ لِأَنَّهَا يَاءٌ مُتَّصِلَةٌ بِهَا فِي كِتَابِ الْمُصْحَفِ عَلَى صُورَةِ: (فَنَادِيهُ) ، وَكَذَلِكَ كُلُّ حَرْفٍ يَحْتَمِلُ الْمَعْنَيَيْنِ؛ فَلا يُفَارِقُ فِيهِ الكتاب إذا ذُكِّرَ
__________
[إسناده ضعيف وهو صحيح بطرقه] .(3/424)
1033 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ الْخَطَّابِيِّ، عَنْ عَمِّهِ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ: [ص:426] الْحَدِيثُ ذَكَرٌ يُحِبُّهُ ذكور الرِّجَالُ وَيَكْرَهُهُ مُؤَنَّثُوهُمْ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: أَرَادَ الزُّهْرِيُّ أَنَّ الْحَدِيثَ أَرْفَعُ الْعِلْمِ وَأَجَلُّهُ خَطَرًا، [ص:427] كَمَا أَنَّ الذُّكُورَ أَفْضَلُ مِنَ الْإِنَاثِ، فَأَلِبَّاءُ الرِّجَالِ، وَأَهْلُ التَّمْيِيزِ مِنْهُمْ يُحِبُّونَهُ، وَلَيْسَ كَالرَّأَيِ السَّخِيفِ الَّذِي يُحِبُّهُ سُخَفَاءُ الرِّجَالِ؛ فَضَرَبَ التَّذْكِيرَ وَالتَّأْنِيثَ لِذَلِكَ مَثَلًا، وَكَذَلِكَ شَبَّهَ ابْنُ مَسْعُودٍ الْقُرْآنَ؛ فَقَالَ: [هُوَ] ذكر فذكروه؛ أَيْ: جَلِيلٌ خَطِيرٌ فَأَجِلُّوهُ بِالتَّذْكِيرِ، وَنَحْوَهُ: الْقُرْآنُ فَخْمٌ فَفَخِّمُوهُ.(3/425)
1034 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: نَزَلْنَا فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فِي بَعْضِ الْمَنَاهِلِ، وَحَضَرَتِ الْجُمُعَةُ، فَلَمْ يَحْضُرِ الْإِمَامُ فَقِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: قُمْ فَاخْطُبْ. فَقَامَ؛ فَحَمَدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّمَا الدُّنْيَا دَارُ بَلَاغٍ، وَالْآخِرَةُ دَارُ قَرَارٍ؛ فَخُذُوا مِنْ مَمَرِّكُمْ لِمَقَرِّكُمْ، وَلَا تَهْتِكُوا أَسْتَارَكُمْ عِنْدَ مَنْ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ أَسْرَارُكُمْ؛ فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا هَلَكَ؛ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: مَا قَدَّمَ؟ وَقَالَ بَنُو آدَمَ: مَا خَلَّفَ؟ فَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ بَعْضًا تَجِدُوهُ قَرِيبًا، وَلَا تُخَلِّفُوهُ كُلًّا فَيَكُونُ عَلَيْكُمْ ثَقِيلًا؛ فَالْمَحْمُودُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْمُصَلَّى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ، وَالْمَدْعُوُّ لَهُ الْخَلِيفَةُ، وَالْأَمِيرُ جَعْفَرٌ، قُومُوا إِلَى صَلَاتِكُمْ(3/427)
1034 - / م - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْهَمَذَانِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْحِمْيَرِيُّ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ:
(إِنَّ الْمَطَامِعَ مَا عَلِمْتَ مَذَلَّةٌ ... لِلطَّامِعِينَ وَأَيْنَ مَنْ لَا يَطْمَعُ؟)
(فَإِذَا طَلَبْتَ فَلَا إِلَى مُتَضَايقٍ ... مَنْ ضَاقَ عَنْكَ فَرِزْقُ رَبِّكَ أَوْسَعُ)
(فَاقْنَعْ وَلَا تُنْكِرْ لِرَبِّكَ قُدْرَةً ... فَاللهُ يَخْفِضُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْفَعُ)(3/428)
1035 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبُو زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: قَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ: [ص:429] الشَّرُّ بِدْؤُهُ صِغَارٌ؛ فَاصْفَحْ عَنْهُ لِكَيْ لَا يُخْرِجُكَ إِلَى أَكْبَرِ مِنْهُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: وَبَذَى رَجُلٌ عَلَى آخَرَ مِنَ الْعَرَبِ، فَتَغَافَلَ عَنْهُ، فَقَالَ: إِنِّي أَسْكُتُ كَالْغَافِلِ الَّذِي لَمْ يَسْمَعْ، ثُمَّ أَنْشَدَ قَوْلَ الشَّاعِرِ:
(أَعْرِضْ عَنِ الْعَوْرَاءِ إِنْ أُسْمِعْتَهَا ... وَاقْعُدْ كَأَنَّكَ غَافِلٌ لَمْ تَسْمَعِ)
يُرِيدُ بِالْعَوْرَاءِ: الْكَلِمَةَ الْقَبِيحَةَ. وَقَالَ الْآخَرُ:
(قُلْ مَا بَدَا لَكَ مِنْ زُورٍ وَمِنْ كَذِبٍ ... حِلْمِي أَصَمُّ وَأُذُنِي غَيْرُ صَمَّاءِ)(3/428)
1036 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنِ ابْنِ السَّمَّاكِ: [ص:430] أَنَّ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ عَظِيمَ الْخَطَرِ فِي سَالِفِ الدَّهْرِ [كان] يُطَالِبُ رَجُلًا بِذَحْلٍ، وَأَلَحَّ فِي طَلَبِهِ، فَلَمَّا ظَفَرَ بِهِ؛ قَالَ: لَوْلَا أَنَّ الْمَقْدِرَةَ تُذْهِبُ بِالْحَفِيظَةِ؛ لَانْتَقَمْتُ مِنْكَ، ثُمَّ عَفَا عَنْهُ.(3/429)
1037 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْهَرَوِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ: أَنَّ شَاعِرًا امْتَدَحَ ابْنَ شِهَابٍ الزُّهْرِيَّ، فَأَعْطَاهُ وَأَجْزَلَ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّ مَنِ ابْتَغَى الْخَيْرَ اتَّقَى الشَّرَّ.(3/430)
1038 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ الْهَمَذَانِيُّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ؛ قَالَ: [ص:431] كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يَكُونَ فِي أَهْلِهِ مِثْلَ الصَّبِيِّ، فَإِذَا الْتُمِسَ مَا عِنْدَهُ وُجِدَ رَجُلًا. قَالَ الثَّوْرِيُّ: وَبَلَغَنَا عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّهُ كَانَ مِنْ أَفْكَهِ النَّاسِ فِي أَهْلِهِ وَأَزْمَتِهِمْ إِذَا جَلَسَ مَعَ الْقَوْمِ.(3/430)
1039 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: أَشَدُّ النَّاسِ عَلَيْكَ فَقْدًا أَخُوكَ الَّذِي إِنْ شَاوَرْتَهُ فِي أَمْرِ دِينِكَ أَوْ دُنْيَاكَ وَجَدْتَ عِنْدَهُ رَأْيًا، فَلَمَّا فَقَدْتَهُ لَمْ تَجِدْ ذَلِكَ.(3/431)
1040 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ:
(لَوْ دَخَلْتُ هَذَا الْمَسْجِدَ وَهُوَ مُنْغَصٌّ بِالرِّجَالِ، فَقِيلَ لِي: مَنْ خَيْرُهُمْ؟ لَقُلْتُ: أَنْصَحُهُمْ لَهُمْ.(3/432)
1041 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نَا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: [ص:434] كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَثِيرًا يَتَمَثَّلُ:
(اشْدُدْ حَيَازِيمَكَ لِلْمَوْتِ ... فَإِنَّ الْمَوْتَ آتِيكَا)
__________
[إسناده ضعيف] .(3/432)
1042 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ) [القمر: 32، 40] ؛ قَالَ: أَيْ: سَهَّلْنَاهُ لِلتِّلَاوَةِ، وَلَوْلَا ذَاكَ؛ مَا أَطَاقَ الْعِبَادُ أَنْ يَلْفِظُوا بِهِ وَلَا أَنْ يَسْمَعُوهُ.(3/434)
1043 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وجل: {الصمد} [الإخلاص: 2] ؛ قَالَ: الصَّمَدُ: السَّيِّدُ الَّذِي انْتَهَى سُؤْدَدُهُ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يُصَمِدُونَهُ فِي حَوَائِجِهِمْ.(3/434)
1044 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلَابَةَ، نَا مُوسَى، نَا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنْ عِكْرِمَةَ؛ قَالَ: [ص:435] إِذَا كَثُرَ أَوْلَادُ الزِّنَا قَلَّ الْمَطَرُ.(3/434)
1045 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: كَانَ يَهُوذَا بْنُ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ صَيِّتًا، فَقَالَ لِيُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْمًا وَجَرَى بَيْنَهُمَا كَلَامٌ: لَتَكُفَّنَّ أَوْ لَأَصِيحَنَّ بِمِصْرَ صَيْحَةً لَا تبقي حَامِلٌ إِلَّا وَضَعَتْ مَا فِي بَطْنِهَا. فَسَكَتَ عَنْهُ يُوسُفُ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]
__________
[إسناده واه جداً] .(3/435)
1046 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عُبَيْدُ بْنُ شُرَيْكٍ الْبَزَّارُ، نَا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ؛ قَالَ سَلْمٌ الْخَوَّاصُ: بَيْنَمَا [نَحْنُ] نَسِيرُ لَيْلَةً فِي بِلَادِ الرُّومِ، وَكُنْتُ أَمْشِي أَمَامَ النَّاسِ؛ فَإِذَا بَيْنَ يَدِيَ شَخْصٌ، فَلَمَّا وَقَعَ بَصَرِي عَلَيْهِ اقْشَعَرَّ بَدَنِي هَيْبَةً لَهُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سُبْحَانَ ذِي الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ! سُبْحَانَ ذِي الْعِزَّةِ وَالْجَبَرُوتِ! سُبْحَانَ ذِي الْحُجُبِ وَالنُّورِ! سُبْحَانَ ذِي الْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ! سبحان خالق السماوات وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِمَا! سُبْحَانَ مَنْ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ [ص:436] خافية في السماوات وَالْأَرْضِ! سُبْحَانَ مُبِيدِ الْخَلْقِ وَوَارِثِ الْأَرْضِ وَمَنْ عَلَيْهَا! سُبْحَانَ الْأَبَدِيِّ الْأَزَلِيِّ الذي خَلَقَ الْأَشْيَاءَ فَبَانَ مِنْهَا وَبَانَتِ الْأَشْيَاءُ مِنْهُ! سُبْحَانَ الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ! قَالَ سَلْمٌ: فَخُيِّلَ إِلَيَّ أَنَّهُ الْخِضْرُ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ، فَقَالَ: صَلَّى الله عَلَى الْخِضْرِ. فَنَظَرْتُ؛ فَلَيْسَ أَرَى شَيْئًا، فَمَا دَعَوْتُ بِهَذَا الدُّعَاءِ فِي غَمٍّ وَلَا كُرْبَةٍ إِلَّا فُرِّجَ عَنِّي.(3/435)
1047 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلَابَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، أَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي إِيَاسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُرَدُّ الدُّعَاءُ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ»
__________
[إسناده ضعيف، والحديث صحيح] .(3/436)
1048 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عِمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ؛ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص:445]: «إِنَّ الْبَخِيلَ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
__________
[إسناده فيه ضعف وهو صحيح بطرقه] .(3/441)
1049 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ الْخَيَّاطُ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا} [طه: 102] ؛ قَالَ: بِيضُ الْعُيُونِ مِنَ الْعَمَى، قَدْ ذَهَبَ السَّوَادُ وَالنَّاظِرُ.(3/445)
1050 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الْأَزْدِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ الْأَزْهَرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عدا} [مريم: 84] ؛ قَالَ: الْأَنْفَاسُ.(3/445)
1051 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ النَّهْدِيُّ، عَنْ شِبْلٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {ويأتينا فردا} [مريم: 80] ؛ قَالَ: لَا شَيْءَ مَعَهُ.(3/446)
1052 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا ابْنُ نُمَيْرٍ، نَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (لاَّ يَمْلِكُونَ الشَّفَعَةَ إلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً) [مريم: 87] ؛ قَالَ: وَعْدًا مِنْهُ لَهُ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ وَالْإِيمَانِ.(3/446)
1053 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إلا همسا} [طه: 108] ؛ قَالَ [ص:447] صَوْتًا خَفِيًّا. فَقَالَ: هُوَ صَوْتُ الْأَقْدَامِ، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ} [طه: 111] ؛ أَيْ: ذَلَّتْ(3/446)
1054 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى، نَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْكِنْدِيُّ؛ قَالَ: أَهْدَيْتُ إِلَى صَدِيقٍ لِي مِنَ الْعُبَّادِ سُكَّرًا؛ فَكَتَبَ إِلَيَّ: يَا أَخِي! دَعِ الْإِخَاءَ عَلَى حَالِهِ حَتَّى نَلْتَقِيَ فِي الْآخِرَةِ وَلَيْسَ فِي الْقُلُوبِ شَيْءٌ. ثُمَّ كَتَبَ فِي أَسْفَلِ الرُّقْعَةِ: مَا طَالِبُ الدُّنْيَا مِنْ حَلَالِهَا وَجَمِيلِهَا وَحُسْنِهَا عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالْمَحْمُودِ وَلَا الْمَغْبُوطِ؛ فَكَيْفَ بِمَنْ يَطْلُبُهَا مِنْ يَدِ الْمَخْلُوقِينَ مِنْ قَذَرِهَا وَنَكَدِهَا بِالْعَارِ وَالنَّقِيصَةِ؟ !(3/447)
1055 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، نَا هُوذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ؛ قَالَ: [ص:448] كَتَبَ إِلَيَّ الْفَضْلُ بْنُ عِيسَى: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الدَّارَ الَّتِي أَصْبَحْنَا فِيهَا دَارٌ بِالْبَلَاءِ مَحْفُوفَةٌ، وَبِالْفَنَاءِ مَوْصُوفَةٌ، كُلُّ مَا فِيهَا إِلَى زَوَالٍ، بَيْنَمَا أَهْلُهَا فِيهَا فِي رَخَاءٍ وَسُرُورٍ؛ إِذْ صَيَّرَتْهُمْ فِي وَعْثَاءٍ وَوَغَرُ، الْعَيْشِ فِيهَا مَذْمُومٌ، وَالسُّرُورُ فِيهَا لَا يَدُومُ؛ فَكَيْفَ يَدُومُ عَيْشٌ تُغَيِّرُهُ الْآفَاتُ، وَتَنُوبُهُ الْفَجِيعَاتُ، وَتَسُوقُ أَهْلُهُ إلى المنايا؟ إنما هم فِيهَا أَغْرَاضٌ مُسْتَهْدَفَةٌ، وَالْحُتُوفُ لَهُمْ مُسْتَشْرَفَةٌ، تَرْمِيهِمْ بِسِهَامِهَا، وَتَغْشَاهُمْ بِحِمَامِهَا، لَا بُدَّ لَهُمْ مِنَ الْوُرُودِ لِلْقِيَامَةِ وَالْوُقُوفِ عَلَى مَا قَدْ عَمِلُوا؛ فَلَيْسَ مِنْهُ مَذْهَبٌ، وَلَا عَنْهُ مَهْرَبٌ؛ فَاجْتَنِبْ دَارًا يَقْلُصُ ظِلُّهَا، وَيَفْنَى أَهْلُهَا، قَدْ أَضْحَتْ مِنْهُمُ الديار قفارا، قد انْهَارَتْ دَعَائِمُهَا، وَتَنَكَّرَتْ مَعَالِمُهَا، وَاسْتُبْدِلُوا بِهَا الْقُبُورَ الْمُوحِشَةَ الَّتِي اسْتُبِطِنَتْ بِالْخَرَابِ، وَأُسِسَتْ بِالتُّرَابِ؛ فَسَاكِنُهَا مُغْتَرِبٌ، وَمُحِلُّهَا مُقْتَرِبٌ، بَيْنَ أَهْلٍ مُوحِشِينَ، [ص:449] وَذَوِي مَحَلَّةٍ مُتَشَاسِعِينَ، لَا يَسْتَأْنِسُونَ بِالْعُمْرَانِ، وَلَا يَتَوَاصَلُونَ بِتَوَاصُلِ الْجِيرَانِ، قَدِ اقْتَرَنُوا فِي الْمَنَازِلِ، وَتَشَاغَلُوا عَنِ التَّوَاصُلِ؛ فَلَمْ أَرَ مِثْلَهُمْ جِيرَانَ مَحِلَّةٍ، لَا يَتَزَاوَرُونَ عَلَى مَا بَيْنَهُمْ مِنَ الْجِوَارِ وَتَقَارُبِ الدِّيَارِ، وَأَنِّي بِذَلِكَ مِنْهُمْ وَقَدْ طَحَنَهُمْ بِكَلْكَلِهِ الْبَلَاءُ، وَأَكَلَتْهُمُ الْجَنَادِلُ وَالثَّرَى، وَصَارُوا بَعْدَ الْحَيَاةِ رُفَاتًا، قَدْ فُجِعَ بِهُمُ الْأَحْبَابُ، وَارْتَهَنُوا فَلَيْسَ لَهُمْ إِيَابٌ، وَكَأَنَّ قَدْ صِرْنَا إِلَى مَا إِلَيْهِ صَارُوا؛ فَنَرِثُهُمْ فِي ذَلِكَ الْمَضْجَعِ، وَيَضُمُّنَا ذَلِكَ الْمُسْتَوْدَعُ، نُؤْخَذُ بِالْقَهْرِ وَالِاعْتِسَارِ، وَلَيْسَ يَنْفَعُ مِنْهُ شَفَقُ الْحِذَارِ، نَنْتَظِرُ الْفَزَعَ الْأَكْبَرَ، وَالْوُقُوفَ بَيْنَ يَدَيْ مَنْ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ.(3/447)
1056 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْآجُرِّيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ حَارِثًا الْمُحَاسِبِيُّ رَحِمَهُ اللهُ يَقُولُ فِي بَعْضِ كَلَامِهِ: إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عِبَادًا هُمْ خَاصَّتُهُ مِنْ بَيْنِ عِبَادِهِ، وَصَفْوَتُهُ مِنْ جَمِيعِ خَلْقِهِ، وَالْمُنْتَخَبُونَ مِنْ بَرِيَّتِهِ، وَالْمُخْتَارُونَ مِنْ عَبِيدِهِ، سَبَقَ لَهُمْ ذَلِكَ مِنْهُ فِي إِرَادَتِهِ، فَنَفَذَ فِيهِمْ عِلْمُهُ، وَجَرَتْ بِهِ الْأَقْلَامُ السَّابِقَةُ فِي كِتَابِهِ، فِي الْأَعْقَابِ الْمَاضِيَةِ، وَفِي الدُّهُورِ الْخَالِيَةِ، وَمَدَحَهُمْ فِي كُلِّ كِتَابٍ أَنْزَلَهُ وَعَلَى أَلْسِنَةِ رُسُلِهِ قَبْلَ أَنْ يَكُونُوا شَيْئًا مَذْكُورًا؛ مَنًّا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ [ص:450] يَخْتَصُّ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، ثُمَّ خَلَقَهُمْ فَأَخْرَجَهُمْ إِلَى الدُّنْيَا فِي حِفْظِهِ وَكَلَائَتِهِ حَتَّى بَلَغُوا أَوَانَ الْعَقْلِ عَنْهُ، فَاسْتَخْلَصَ قُلُوبَهُمْ، فَأَسْكَنَهَا عَظِيمَ مَعْرِفَتِهِ، وَأَفْرَدَ إِرَادَتَهُمْ مُعَامَلَتَهُ، وَسَمَا بِهُمُومِهِمْ إِلَى طَلَبِ الْقُرْبِ مِنْهُ، وَاخْتَارَهُمْ لِمُنَاجَاتِهِ، وَاصْطَفَاهُمْ لِلْأُنْسِ؛ فَدَنَا مِنْهُمْ بِالْإِقْبَالِ عَلَيْهِمْ بِلُطْفِهِ، وَوَلِيَ سِيَاسَةَ قُلُوبِهِمْ بِتَوْفِيقِهِ؛ فَمَلَأَهَا رُعْبًا، وَمَزَجَهَا بِشِدَّةِ حُبِّهِ، وَأَهَاجَ حَنِينَهَا إِلَيْهِ فِي جِوَارِهِ؛ فَأَعْزَفَ أَنْفَسَهُمْ بِذَلِكَ عَنِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَرَفَعَ قَدْرَهُمْ عَنْ خِدْمَةِ الدُّنْيَا وَالتَّزَيُنِ لِأَهْلِهَا، فَأَعْتَقَ رِقَّهُمْ مِنَ الْأَطْمَاعِ فِيمَا خَوَّلَهُ أَهْلَهَا؛ فَتَوَّحَدَ فِي قُلُوبِهِمْ رَجَاؤُهُ وَخَوْفُهُ وَحْدَهُ، وَنَفَى عَنْهُمُ الرَّهْبَةَ مِنْ خَلْقِهِ، فَأَلْزَمَ قُلُوبَهُمُ الثِّقَةَ وَالطُّمُأْنِينَةَ بِهِ؛ فَسَكَنُوا إِلَيْهِ، وَانْتَظَرُوا صُنْعَهُ، وَرَوَّحَ قُلُوبَهُمْ بِأُنْسِ رَجَائِهِ وَحُسْنِ الظَّنِّ بِهِ، وَرَضَّاهُمْ عَنْهُ بِمَا ابْتَلَى، وَأَبْلَاهُمْ؛ فَطَابَ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ عَيْشُهُمْ، وَقَنَّعَهُمْ بِعَطَائِهِ؛ فَأَغْنَاهُمْ بِهِ عَمَّنْ سِوَاهُ، فَانْقَطَعُوا مِنْ كُلِّ قَاطِعٍ يقطعهم عنه، واستودع قلوبهم الاشتياق إلى قربه، فأسلاهم بذلك عَنْ نَعِيمِ الدُّنْيَا وَبَهْجَتِهَا؛ فقرت أعينهم، وذهلت عقولهم، واستراحت أنفسهم؛ فكان هو غايتهم ومطلبهم، وإليه مهربهم؛ فصحبوا الدنيا بأبدانهم، وأرواحهم معلقة بالملكوت الأعلى، أولئك أحباء الله من خلقه، وأمناؤه في بلاده، والدعاة إلى معرفته، والوسيلة إلى دينه.(3/449)
1057 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ: [ص:451] أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ لَإِنِ اتَّقَيْتُمْ وَأَحْسَنْتُمْ لَيُوشِكَنَّ أَنْ لَا يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى تَشْبَعُوا مِنَ الْخُبْزِ وَالسَّمْنِ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/450)
1058 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبْعِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ الْحُرَيْشِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ خَالِدٍ يَقُولُ: مَا سَقَطَ غُبَارُ مَوْكِبِي عَلَى لِحْيَةِ أَحَدٍ قَطُّ؛ إِلَّا أَوْجَبْتُ حَقَّهُ.(3/451)
1058 - / م - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبْعِيُّ؛ قَالَ: نَا سُلَيْمَانُ بْنُ وَهْبٍ؛ قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ يَقُولُ: [ص:452] مَا رَأَيْنَا الْعَقْلَ قَطُّ؛ إِلَّا خَادِمًا لِلْجَهْلِ.(3/451)
1059 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ؛ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِينِي بِالْكِتَابِ مِنَ الْأَدَبِ وَمَا فِيهِ شَيْءٌ، وَيَدَّعِي مِنَ الْعُلُومِ مَا أَعْلَمُ أَنَّهُ فِيهِ كَاذِبٌ؛ فَأُجْزِلُ لَهُ الْعَطَاءَ لِيَرْغَبَ إِلَى الصِّدْقَ، وَيَحُدِّثُنِي الْجَاهِلُ بِشَيْءٍ مِنَ الْعِلْمِ؛ فَأَسْتَحْسِنُهُ وَأُعْطِيهِ الْجَزِيلَ مِنَ الْمَالِ لِيَرْغَبَ فِي الْعِلْمِ.(3/452)
1060 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَتَزَوَّجَ الْمَرْأَةَ؛ فَاهْدِ لِلْأُمِّ.(3/452)
1061 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبُو زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ: [ص:453] لَا تَطْلُبُوا الْحَوَائِجَ فِي غَيْرِ حِينِهَا، وَلَا تَطْلُبُوهَا إِلَى غَيْرِ أَهْلِهَا، وَلَا تَطْلُبُوا مَا لَسْتُمْ لَهُ بِأَهْلٍ فَتَكُونُوا لِلْمَنْعِ أَهْلًا.(3/452)
1062 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ السِّكِّيتِ يَقُولُ: كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى صَدِيقٍ لَهُ: قَدْ عَرَضَتْ لِي قِبَلَكَ حَاجَةٌ، فَإِنْ نَجَحَتْ بِكَ؛ فَالْفَانِي مِنْهَا حَظِّي، وَالْبَاقِي حَظُّكَ، وَإِنْ تَتَعَذَّرْ؛ فَالْخَيْرُ مَظْنُونٌ بِكَ، وَالْعُذْرُ مُقَدَّمٌ لَكَ.(3/453)
1063 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: [ص:454] جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلَبِ فِي حَاجَةٍ؛ فَقَالَ: جِئْتُكَ فِي حَاجَةٍ لَا تَنْكَئُكَ وَلَا تَرْزَأُكَ. قَالَ: فَغَضِبَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَقَالَ: إِذًا لَا نَقْضِي لَكَ حَاجَةً، أَمِثْلِي يُسْأَلُ حَاجَةً أَوْ يُؤْتَى فِي حَاجَةٍ لا تَنْكَئُنِي وَلَا تَرْزَأُنِي؟ !(3/453)
1064 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الصَّالِحِينَ كَانُوا يَسْتَنْجِحُونَ حَوَائِجَهُمْ بِرَكْعَتَيْنِ، وَيَقُولُونَ بَعْدَهُمَا: اللهُمَّ إِنِّي بِكَ أَسْتَفْتِحُ، وَبِكَ أَسْتَنْجِحُ، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْكَ أَتَوَجَّهُ، اللهُمَّ ذَلِّلْ لِي صُعُوبَتَهُ، وَسَهِّلْ لِي حُزُونَتَهُ، وَارْزُقْنِي مِنَ الْخَيْرِ أَكْثَرَ مِمَّا أَرْجُو، وَاصْرِفْ عَنِّي مِنَ الشَّرِّ أَكْثَرَ مِمَّا أَخَافُ.(3/454)
1065 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: [ص:456] مَا نَعْلَمُ فِي أَهْلِ الْبِدَعِ وَالْأَهْوَاءِ قَوْمًا أَضْعَفَ عُقُولًا وَلَا أَكْثَرَ اخْتِلَافًا وَتَخْلِيطًا مِنَ الرَّافِضَةِ، وَذَلِكَ أَنَّا لَا نَعْلَمُ فِي أَهْلِ الْأَهْوَاءِ وَالْبِدَعِ قَوْمًا ادَّعُوا الرُّبُوبِيَّةِ لِبَشَرٍ غَيْرَهُمْ؛ لِأَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَبَأٍ وَأَصْحَابَهُ ادَّعُوا الرُّبُوبِيَّةَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ فَأَحْرَقَهُمْ بِالنَّارِ، وَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي ذَلِكَ [ص:457]:
(لَمَّا رَأَيْتُ الْأَمْرَ أَمْرًا مُنْكَرًا ... أَجَّجْتُ نَارِي وَدَعَوْتُ قُنْبُرًا)
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ ادَّعَى النُّبُوَّةَ لِنَفْسِهِ غَيْرَهُمْ؛ فَإِنَّ الْمُخَتَارَ بْنَ أَبِي عُبَيْدٍ ادَّعَى النُّبَوَّةَ وَقَالَ: جِبْرِيلُ يَأْتِينِي وَمِيكَائِيلُ، فَصَدَّقَهُ قَوْمٌ وَاتَّبَعُوهُ عَلَى ذَلِكَ، وَهُمْ: الْكَيْسَانِيَّةُ. وَفِيهِمْ قَوْمٌ يُقَالُ لَهُمُ: الْبَيَانِيَّةُ؛ يُنْسَبُونَ إِلَى رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: بَيَانٌ، قَالَ لَهُمْ: إِلَيَّ أَشَارَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ؛ إِذْ قَالَ: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ} [آل عمران: 138] ؛ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ قَالَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ، ثُمَّ أَعْجَبُ مِنْ هَذَا تَفْسِيرُهُمُ الْقُرْآنَ عَلَى مَذَاهِبِهِمْ مَعَ مَا يَدَّعُونَ بِهِ مِنْ عِلْمِ بَاطِنِهِمْ بِمَا يَذْكُرُونَ أَنَّهُ وَقَعَ إِلَيْهِمْ عَنِ الْجَفْرِ، وَهُوَ جِلْدُ جَفْرٍ ادَّعُوا أَنَّهُ كَتَبَ فِيهِ الْإِمَامُ كُلَّ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَى عِلْمِهِ وَكُلَّ مَا يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَهُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْعِجْلِيُّ وَكَانَ رَأْسَ الزَّيْدِيَّةِ؛ فَقَالَ:
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ الرَّافِضِينَ تَفَرَّقُوا ... فَكُلُّهُمْ فِي جَعْفَرٍ قَالَ مُنْكَرَا)
(فَطَائِفَةٌ قَالُوا إِمَامٌ وَمِنْهُمْ ... طَوَائِفُ تُسَمِّيهِ النَّبِيَّ الْمُطَهَّرَا)
(وَمِنْ عَجَبٍ لِرَافِضَةٍ جِلْدُ جَفْرِهِمْ ... بَرِئْتُ إِلَى الرَّحْمَنِ مِمَّنْ تَجَفَّرَا)
(بَرِئْتُ إِلَى الرَّحْمَنِ مِنْ كُلِّ رَافِضٍ ... يَصِيرُ بِبَابِ الْكُفْرِ فِي الدِّينِ أَعْوَرَا)
(إِذَا كَفَّ أَهْلُ الْحَقِّ عَنْ كُلِّ بِدْعَةٍ مَضَى ... عَلَيْهَا وَإِنْ مَضَوْا عَلَى الْحَقِّ قَصَّرَا [ص:458])
(وَلَوْ قَالَ إِنَّ الْفِيلَ ضَبٌّ لَصَدَّقُوا ... وَلَوْ قَالَ زنجي تحول أحمرا)
(وَأَخْلَفُ مِنْ بَوْلِ الْبَعِيرِ فَإِنَّهُ ... إِذَا هُوَ لِلْإِقْبَالِ وُجِّهَ أَدْبَرَا)
(فَقُبِّحَ أَقْوَامٌ رَمَوْهُ بِفِرْيَةٍ ... كَمَا قَالَ فِي عِيسَى الْفِرَى مَنْ تَنَصَّرَا)(3/454)
1066 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُفَضَّلَ الضَّبِّيّ يَقُولُ: قَالَ هَمَّامُ بْنُ مُرَّةَ الشَّيْبَانِيُّ وَكَانَ مِنْ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ -: مَا فَجَرَ غَيُورٌ قَطُّ؛ يَقُولُ: إِنَّ الْغَيُورُ هُوَ الَّذِي يَغَارُ عَلَى كُلِّ أُنْثَى.(3/458)
1067 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، نَا شُعْبَةُ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ مُرَاجِمٍ مِنْ بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ -، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص:462]: «إِنَّ الْجَمَّاءَ لَتَقْتَصُّ مِنَ الْقَرْنَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
__________
[إسناده ضعيف] .(3/459)
1068 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا مُسَدَّدٌ، نَا عَبْدُ الْوَاحِدَ، نَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:463] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. «كُلُّ خُطْبَةٍ لَيْسَ فِيهَا شَهَادَةٌ؛ فَهِيَ كَالْيَدِ الْجَذْمَاءِ»
__________
[إسناد صحيح](3/462)
1069 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرِ النَّهَاوَنْدِيُّ، نَا قُبَيْصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ طَاوُسٍ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا} [النساء: 28] ؛ قَالَ: [ص:464] لَا صَبْرَ لَهُ عَنِ النِّسَاءِ.(3/463)
1070 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، نَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي بِسْطَامٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَوْ أَلْقَى معاذيره} [القيامة: 15] ؛ قَالَ [ص:465] سُتُورَهُ. قَالَ: وَأَهْلُ الْيَمَنِ يُسَمُّونَ السِّتْرَ الْمِعْذَارَ
__________
[إسناده صحيح] .(3/464)
1071 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا قُرَادُ أَبُو نُوحٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَزْوَانَ مَوْلَى خُزَاعَةَ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خمسين أَلْفَ سنة} [المعارج: 4] ؛ قَالَ: [ص:466] ذَاكَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/465)
1072 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، نَا عَبَّادُ بْنُ شَيْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَنَسٍ أَوْ سَعِيدٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص:467] يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِآدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا آدَمُ! أَنْتَ الْيَوْمَ عَدْلٌ بَيْنِي وَبَيْنَ ذُرِّيَّتِكَ، فَمَنْ رَجَحَ خَيْرُهُ عَلَى شَرِّهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ؛ فَلَهُ الْجَنَّةُ، حَتَّى تَعْلَمَ أَنِّي لَا أُعَذِّبُ إِلَّا ظَالِمًا
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(3/466)
1073 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا يَعْقُوبُ، نَا مَرْحُومٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: يَا مَعْشَرَ الظَّلَمَةِ! لَا تُجَالِسُوا أَهْلَ الذِّكْرِ حتى تنزعوا عن الظُّلْمِ؛ فَإِنِّي قَدَّرْتُ عَلَى نَفْسِي ان أَذْكُرَ مَنْ ذَكَرَنِي، فَإِذَا ذَكَرُونِي ذَكَرْتُهُمْ بِرَحْمَتِي، وَإِذَا ذَكَرْتُمُونِي ذَكَرْتُكُمْ بِلَعْنتِي.(3/467)
1074 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَحِمَهُ اللهُ: [ص:468] ثَلَاثَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَحْسَنُ قُرَيْشٍ أَخْلَاقًا، وَأَصْبَحُهَا وُجُوهًا، وَأَشَدُّهَا حَيَاءً، إِنْ حَدَّثُوا لَمْ يَكْذِبُوا، وَإِنْ حَدَّثْتَهُمْ بِحَقٍّ أَوْ بِبَاطِلٍ لَمْ يُكَذِّبُوكَ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(3/467)
1075 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَنَفِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيِّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ؛ قَالَ: نَظَرْنَا فِي صَحَابَةِ الْأَنْبِيَاءِ؛ فَمَا وَجَدْنَا نَبِيًّا كَانَ لَهُ صَاحِبٌ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.(3/468)
1076 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: [ص:469] أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانَ يَوْمَ بَدْرٍ مَعَ الْمُشْرِكِينَ، فَلَمَّا أَسْلَمَ؛ قَالَ لِأَبِيهِ: لَقَدْ أَهْدَفْتَ لِي يَوْمَ بَدْرٍ فَصَرَفْتُ عَنْكَ وَلَمْ أَقْتُلْكَ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَكِنَّكَ لَوْ أَهْدَفْتَ لِي لَمْ أَنْصَرِفْ عَنْكَ.(3/468)
1077 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ بِتَفْسِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ؛ فَقَالَ: قَوْلُهُ: أَهْدَفْتَ لِي؛ مَعْنَاهُ: أَشْرَفْتَ لِي [يُقَالُ: أَهْدَفَ فُلَانٌ وَاسْتَهْدَفَ لِلشَّيْءِ، إِذَا أَرْبَأَ لَهُ] ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْبِنَاءِ المرتفع: هدف، و [أرى] هَدَفَ الرَّامِي مِنْهُ؛ لِأَنَّهُ شَيْءٌ ارْتَفَعَ لِلرَّامِي حَتَّى يَرَاهُ. وَأَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ كَرِهَ أَنْ يُقَاتِلَ أَبَاهُ، وَانْصَرَفَ عَنْهُ هَيْبَةً لَهُ، وَقَوْلُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَكِنِّي لَوْ أَهْدَفْتَ لِي لَمْ أَصْرِفْ وَجْهِي عَنْكَ، وَهَذَا مِنْ أَكْبَرِ فَضَائِلِهِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ لَا تَأْخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ؛ لِمَا جَعَلَ الله عز وجل فِي قَلْبِهِ مِنَ حَلَاوَةِ الْإِيمَانِ، وَبِهَذَا وَصَفَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ [ص:470] أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} [المجادلة: 22] . وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَحَدٌ عَرَضْتُ عَلَيْهِ الْإِسْلَامَ (أَوِ الْإِيمَانَ) أَوِ النُّبُوَّةَ؛ إِلَّا كَانَتْ لَهُ كَبْوَةٌ؛ غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَإِنَّهُ لَمْ يَتَلَعْثَمْ» «» وَالْكَبْوَةُ: أَنْ يَقِفَ سَاعَةً حَتَّى يَنْظُرَ فِي أَمْرِهِ، وَأَبُو بَكْرٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ لَمَّا قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي نَبِيٌّ» ؛ قَالَ لَهُ: صَدَقْتَ؛ مُجَاوَبَةً لِقَوْلِهِ، وَلَمْ يَقِفْ سَاعَةً وَاحِدَةً، وَهُوَ قَوْلُهُ: «لَمْ يَتَلَعْثَمْ» ؛ أَيْ لَمْ يَقِفْ.(3/469)
1078 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، نَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى التَّغْلِبِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ؛ قَالَ: مَا رَأَيْتُ قُرَشِيًّا قَطُّ أَقْرَأَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، صَلَّى بِنَا الْفَجْرَ؛ فَقَرَأَ بِسُورَةٍ وَتَرَكَ آيَةً، فَلَمَّا رَكَعَ وَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَتَيْنِ ابْتَدَأَ بِالْآيَةِ الَّتِي تَرَكَهَا، ثُمَّ قَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ، ثُمَّ قَرَأَ سُورَةً أُخْرَى.(3/470)
1079 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى بْنِ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شَمَرٍ؛ قَالَ: كَانَتْ سودة بنت عمار تَبْكِي عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَقَالَتْ:
(صَلَّى الْإِلَهُ عَلَى جِسْمٍ تَضَمَّنَهُ ... قَبْرٌ فَأَصْبَحَ فِيهِ الْجُودُ مَدْفُونَا)
(قَدْ حَالَفَ الْحَقَّ لَا يَبْغِي بِهِ بَدَلًا ... فَصَارَ بِالْحَقِّ وَالْإِيمَانِ مَقْرُونَا)(3/471)
1080 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ نَا دَاوُدُ بن رشيد؛ قل: سَمِعْتُ سَلْمَ الْحَاجِبَ يَقُولُ: هَاجَتْ رِيحٌ سَوْدَاءُ فِي أَيَّامِ الْمَهْدِيِّ، فَاسْوَدَّتِ الدُّنْيَا وَخِفْنَا أَنْ تَكُونَ السَّاعَةَ، فَطَلَبْتُ الْمَهْدِيَّ فِي الْإِيوَانِ فَلَمْ أَجِدْهُ، وَسَمِعْتُ حَرَكَةً فِي بَعْضِ الْبُيُوتِ؛ فَإِذا هُوَ سَاجِدٌ عَلَى التُّرَابِ وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ! لَا تُشْمِتْ بِنَا أَعْدَاءَنَا مِنَ الْأُمَمِ، وَلَا تَفْجَعْ بِنَا نَبِيَّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اللهُمَّ! وَإِنْ كُنْتَ [ص:472] أَخَذْتَ الْعَامَّةَ بِذَنْبِي؛ فَهَذِهِ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ. قَالَ: فَمَا تَمَّ كَلَامُهُ حَتَّى انْجَلَتْ عَنَّا مِنْ سَاعَتِهِ.(3/471)
1081 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى النَّاقِدُ، نَا فُضَيْلُ بن عبد الوهاب؛ قال: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ يَمَانٍ يَقُولُ: [ص:474] كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ إِذَا جَلَسْنَا مَعَهُ كَأَنَّهُ عَلَى مِقْلَاةٍ مِنْ خَوْفِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؛ فَإِنَّمَا نَسْمَعُهُ يَذْكُرُ: الْمَوْتَ الْمَوْتَ، النَّارَ النَّارَ، فَقِيلَ لَهُ يَوْمًا فِي ذَلِكَ؛ فَقَالَ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: (يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذآ أُجِبْتُمْ قَالُوا لاَ عِلْمَ لَنَآ إِنَّكَ عَلَّمُ الغُيُوبِ (109)) [المائدة: 109] ؛ فَتَدْخُلُهُمْ دَهْشَةٌ مَنْ أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لِأَنَّ الْمَوْتَ وَالْبَعْثَ وَالْقِيَامَةَ لَهَا زَلَازِلٌ شِدَادٌ، وَأَهْوَالٌ، لَا يَسْلَمُ نَبِيٌّ وَلَا وَلِيٌّ مِنْ تِلْكَ الشِّدَّةِ، وَمِنْهَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَكَانَ خَائِفًا وَجِلًا مَغْمُومًا مَحْزُونًا فِي الدُّنْيَا، وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ صَلَّى الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُونَ: يَا رَبِّ! نَفْسِي نَفْسِي، وَيَقُولُ نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُمَّتِي أُمَّتِي» ، وَاللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: (وَإِنْ مِنْكُمْ إلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِياً (71)) [مريم: 71] ؛ وَعُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ عِنْدَ مَوْتِهِ: لَوْ كَانَ لِي طِلَاعُ الْأَرْضِ ذَهَبًا؛ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمَطْلَعِ. وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ [ص:475] رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَجْبِذُ لِسَانَهُ وَيَبْكِي وَيَقُولُ: هَذَا [الَّذِي] أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ. فَإِذَا كَانَ الْأَنْبِيَاءُ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ وَالصَّحَابَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ خَائِفِينَ مِنْ هَوْلِ ذَلِكَ الْيَوْمِ؛ فَكَيْفَ بِنَا الَّذِي قَدْ أَتْعَبْنَا الْحَفَظَةَ مِنْ كَثْرَةِ ذُنُوبِنَا؟
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(3/472)
1082 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَرْبِيُّ، نَا عَلِيٌّ، نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ؛ قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَمُرُّ بِنَا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَنَحْنُ جُلُوسٌ، فَيَقُولُ لَنَا: مَا يُجْلِسُكُمْ؟ قُلْنَا: فَمَا نَصْنَعُ؟ فَقَالَ: قُومُوا واطلبوا مِنْ فَضْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَتَسَلَّحُوا (يَعْنِي: لِلْعَمَلِ) ، وَلَا تَكُونُوا كَلًّا وَلَا عِيَالًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ
__________
[إسناده صحيح] .(3/475)
1083 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَخْرَمِيِّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخَفَّافِ؛ قَالَ: [ص:476] كُنْتُ بِمَكَّةَ مَعَ الثَّوْرِيِّ رَحِمَهُ اللهُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَقَالَ: وَيْحَكَ يَا عَطَاءُ! نَحْنُ جُلُوسٌ وَالنَّهَارُ يَعْمَلُ عَمَلَهُ. قُلْتُ: إِنَّا فِي خَيْرٍ، نَنَظْرُ إلى الْبَيْتِ وَإِلَى الطَّائِفِينَ. فَقَالَ: هو كما تقول، وَلَكِنْ هَذَا خَيْرٌ نَتَلَذَّذُ بِهِ، قُمْ حَتَّى نَعْمَلَ عَمَلًا يَعْمَلُ فِي اللَّحْمِ وَالْأَعْضَاءِ؛ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي ان الْمُؤْمِنَ فِي الْمَوْقِفِ يَرَى مَنْزِلَهُ فِي الْجَنَّةِ وَمَا أَعَدَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ فِيهَا مِنَ النَّعِيمِ، وَمَا يَصِيرُ إِلَيْهِ، فَيَتَمَنَّى أَنَّهُ لَمْ يُخْلَقْ لِطُولِ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَشِدَّتِهِ وَكَرْبِهِ.(3/475)
1084 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْهَرَوِيُّ، نَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخَمِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: [ص:477] أَرْبَعُ خِلَالٍ إِذَا أُعْطِيتَهُنَّ؛ فَلَا يَضُرُّكَ مَا عُدِلَ [بِهِ] عنك في الدُّنْيَا: حُسْنُ خَلِيقَةٍ، وَعَفَافٌ فِي طُعْمَةٍ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ، وَحِفْظُ أَمَانَةٍ
__________
[إسناده حسن] .(3/476)
1085 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ، نَا أَبِي، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ؛ قَالَ: قَالَ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ لِابْنِ أَخِيهِ: إِذَا لَقِيتَ الْمُؤْمِنَ فَخَالِطْهُ، وَإِذَا لَقِيتَ الْفَاجِرَ فَخَالِقْهُ، وَدِينَكَ فَلَا تكِلْهُ إِلَى أَحَدٍ.(3/478)
1086 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: [ص:479] قَالَ الْمَسِيحُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: كُنْ وَسَطًا وَامْشِ جَانِبًا.(3/478)
1087 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرَيَّةِ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: [ص:481] إِنَّا لَنَكْشِرُ فِي وُجُوهِ قَوْمٍ، وَإِنَّ قُلُوبَنَا لَتَلْعَنُهُمْ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/479)
1088 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ شَبَّةُ بْنُ عِقَالٍ: كُنْتُ رَدِيفَ أَبِي، فَلَقِيَهُ جَرِيرٌ عَلَى بَغْلٍ، فَحَيَّاهُ أَبِي وَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَسَأَلَهُ عَنْ حَالِهِ وَأَلْطَفَهُ، فلما مضى؛ قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَتِي! تَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ هَذَا وَقَدْ هَجَاكَ؟ فَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ! أَفَأُوَسِّعُ جُرْحِي؟ !(3/481)
1089 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي سِيَرِ الْعَجَمِ: حُسْنُ الْجِوَارِ خَيْرُ قَرِينٍ، وَالْأَدَبُ خَيْرُ مِيرَاثٍ، وَالتَّوْفِيقُ خَيْرُ قَائِدٍ.(3/482)
1090 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْأُشْنَانِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: حُسْنُ الْجِوَارِ عِمَارَةُ الدِّيَارِ، وَصَدَقَةُ السِّرِّ مَثْرَاةٌ لِلْمَالِ.(3/482)
1091 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَخْرَمِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَا تَوَدَّنَّ عَاقًّا، كَيْفَ يَوَدُّكَ وَقَدْ عَقَّ أَبَاهُ؟ !(3/482)
1092 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ - مِنْ شِيعَةِ وَلَدِ الْعَبَّاسِ -، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَدَائِنِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ لِأَبِيهِ: يَا أَبَتِ! إِنَّ عِظَمَ حَقِّكَ عَلَيَّ لَا يُذْهِبُ صَغِيرَ حَقِّي عَلَيْكَ. وَالَّذِي تَمُتُّ بِهِ إِلَيَّ أَمُتُّ بِمِثْلِهِ إِلَيْكَ، وَلَسْتُ أَزْعُمُ، أَنَا عَلَى سَوَاءٍ.(3/483)
1093 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبِرْتِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحِمَّانِيَّ يَقُولُ: قَالَ زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللهُ لِابْنِهِ يَحْيَى: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمْ يَرْضَكَ لِي فَأَوْصَاكَ بِي، وَرَضِيَنِي لَكَ؛ فَلَمْ يُوصِنِي بِكَ.(3/483)
1094 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو مَيْسَرَةَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَمَذَانِيُّ، نَا أَبُو قَدِيدٍ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى الشَّيْبَانِيِّ، ذَكَرَهُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ؛ قَالَ: غَضِبَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى ابْنِهِ، فَهَجَرَهُ، فَقَالَ لَهُ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ رَحِمَهُ اللهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَوْلَادُنَا ثِمَارُ قُلُوبِنَا وَعِمَادُ ظُهُورِنَا، وَنَحْنُ لَهُمْ سَمَاءٌ ظَلِيلَةٌ وَأَرْضٌ ذَلِيلَةٌ، إِنْ غَضِبُوا؛ فَأَرْضِهِمْ، وَإِنْ سَأَلُوا؛ فَأَعْطِهِمْ، وَلَا تَكُنْ عَلَيْهِمْ قُفْلًا؛ فَيَمَلُّوا حَيَاتَكَ وَيَتَمَنُّوا مَوْتَكَ.(3/484)
1095 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا أَبُو عُثْمَانَ الْمَازِنِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: قِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: كَيْفَ وَلَدُكَ لَكَ؟ وَكَانَ عَاقًّا؛ فَقَالَ: عَذَابٌ رَعِفَ بِهِ الدَّهْرُ، فَلَيْتَنِي أَوْدَعْتُهُ الْقَبْرَ؛ فَإِنَّهُ بَلَاءٌ لَا يُقَاوِمُهُ الصَّبْرُ، وَفَائِدَةٌ لَا يَجِبُ فِيهَا الشُّكْرُ.(3/484)
1096 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الرِّيَاشِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: أَيُّ وَلَدِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ فَقَالَ: صَغِيرُهُمْ حَتَّى يَكْبَرَ، وَمَرِيضُهُمْ حَتَّى يَبْرَأَ، وَغَائِبُهُمْ حَتَّى يَقْدِمَ.(3/485)
1097 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ؛ قَالَ: اعْتَذَرَ رَجُلٌ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى؛ فَقَالَ لَهُ: قَدْ أَغْنَاكَ اللهُ بِالْعُذْرِ مِنَّا عَنِ الِاعْتِذَارِ، وَأَغْنَانَا بِالْمَوَدَّةِ لَكَ عَنْ سُوءِ الظَّنِّ بِكَ.(3/485)
1098 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكَابُلِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُعَلَّى بْنَ أَيُّوبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمَأْمُونَ يَقُولُ: [ص:486] لَمْ أَرَ ابْنًا أَبَرَّ بِأَبِيهِ مِنَ الْفَضْلِ بْنِ يَحْيَى، بَلَغَ مِنْ بِرِّهِ أَنَّ يَحْيَى كَانَ لَا يَتَوَضَّأُ إِلَّا بِمَاءٍ سُخْنٍ وَهُمَا فِي السِّجْنِ، فَمَنَعَهُمُ السَّجَّانُ مِنْ إِدْخَالِ الْحَطَبِ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ، فَقَامَ الْفَضْلُ حِينَ أَخَذَ يَحْيَى مَضْجَعِهِ إِلَى قُمْقُمٍ كَانَ يُسَخِّنُ فِيهِ الْمَاءَ، فَمَلَأَهُ ثُمَّ أَدْنَاهُ مِنْ نَارِ الْمِصْبَاحِ؛ فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا وَهُوَ فِي يَدِهِ حَتَّى أَصْبَحَ(3/485)
1099 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: اشْتَكَى بَعْضُ وَلَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، فَجَزِعَ عَلَيْهِ جَزَعًا شَدِيدًا، ثُمَّ خُبِّرَ بِمَوْتِهِ؛ فَسُرِّيَ عَنْهُ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ؛ فَقَالَ: نَدْعُو اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِيمَا نُحِبُّ، فَإِذَا وَقَعَ مَا نَكْرَهُ؛ لَمْ نُخَالِفِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَا أَحَبَّ.(3/486)
1100 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الطَّيَالِسِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ وَهُوَ بَعَبَّادَانَ؛ فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُنَا بِحَدِيثٍ حَسَنٍ، فَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ يَقُولُ: لَا تُعَادِيَنَّ رَجُلًا وَلَا تُنَاصِبَنَّهُ حَتَّى تَنْظُرَ إِلَى سَرِيرَتِهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنْ تَكُنْ لَهُ سَرِيرَةٌ حَسَنَةٌ؛ فَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمْ يَكُنْ مُخْذِلَهُ بِعَدَاوَتِكَ لَهُ، وَإِنْ كَانَتْ لَهُ سَرِيرَةٌ رَدِيَّةٌ؛ فَقَدْ كَفَاكَ مَسَاوِئَهُ، فَلَوْ أَرَدْتَ أَنْ تَعْمَلَ بِهِ أَكْثَرَ مِنْ مَعَاصِي اللهِ لَمْ تَقْدِرْ.(3/487)
1101 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ؛ قَالَ: [ص:488] كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي سَفَرٍ مَعَ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَأَصَابَتْهُمُ السَّمَاءُ بِرَعْدٍ وَبَرْقٍ وَظُلْمَةٍ وَرِيحٍ شَدِيدَةٍ حَتَّى فَزِعُوا لِذَلِكَ، وَجَعَلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَضْحَكُ، فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: مَا ضَحِكُكَ يَا عُمَرُ؟ ! أَمَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ قَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! هَذَا آثَارُ رَحْمَتِهِ فِيهِ شَدَائِدُ كَمَا تَرَى؛ فَكَيْفَ بِآثَارِ سَخَطِهِ وَغَضَبِهِ؟ َ(3/487)
1102 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا سَعِيدُ بْنُ عِيسَى الْبَلْخِيُّ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص:491]: «نَظَرْتُ إِلَى الْجَنَّةِ؛ فَإِذَا الرُّمَّانَةُ مِنْ رُمَّانِهَا كَجِلْدِ الْبَعِيرِ الْمُقَتَّبِ، وَإِذَا طَيْرُهَا كَالْبُخْتِ، وَإِذَا فِيهَا جَارِيَةٌ؛ فَقُلْتُ: يَا جَارِيَةُ! لِمَنْ أنت؟ فقال: لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، وَإِذَا فِي الْجَنَّةِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ»
__________
[إسناده واه بمرة] .(3/488)
1103 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَزَيْدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، نَا أَبُو جَابِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمَكِّيِّ؛ قَالَ: نَا أَبُو الْغُصْنِ الدُّجَيْنُ بْنُ ثَابِتٍ؛ قَالَ: [ص:493] قَالَ لِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: تَشْرَبُ النَّبِيذَ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، إِي وَاللهِ. قَالَ فَلَا تَشْرَبُهُ؛ فَإِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ أَوَّلُهُ وَآخِرُهُ»
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(3/491)
1104 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص:495]: «مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ» ثُمَّ قَرَأَ: {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلا جَدَلا بَلْ هُمْ قوم خصمون} [الزخرف: 58]
__________
[حسن بطرقه] .(3/493)
1105 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ رَشِيدٍ، نَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إلا قليلا} [النساء: 142] ؛ قَالَ: إِنَّمَا قَلَّ لِأَنَّهُ كَانَ لِغَيْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.(3/495)
1106 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ الْمِصِّيصِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ؛ قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَتَدَافَعُونَ، هَذَا يُقَدِّمُ هَذَا، وَهَذَا يُقَدِّمُ هَذَا؛ فَلَمْ يَزَالُوا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى خُسِفَ بِهِمْ.(3/496)
1107 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسُوحِيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَرْكِيِّ؛ قَالَ: قَالَ مِسْعَرٌ:
(وَمُشَيِّدٍ دَارًا لِيَسْكُنَ دَارَهُ ... سَكَنَ الْقُبُورَ وَدَارُهُ لَمْ تُسْكَنِ)
قَالَ: وَقَالَ مِسْعَرٌ:
(لَنْ يَلْبَثَ الْقُرَنَاءُ أَنْ يَتَفَرَّقُوا ... لَيْلٌ يَكِرُّ عَلَيْهِمُ وَنَهَارُ)(3/496)
1108 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْهَرَوِيُّ، نَا الْحِمَّانِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي مِسْعَرٌ:
(قِفْ بِدِيَارِ الْمُتْرَفِينَ فَقُلْ لَهَا ... إِذَا جِئْتَهَا أَيْنَ الْمَسَاكِنُ وَالْقُرَى)
(وَأَيْنَ الْمُلُوكُ النَّاعِمُونَ بِغِبْطَةٍ ... وَمَنْ عَانَقَ الْبِيضَ الرَّغَابِيبَ كَالدُّمَى)
(فَلَوْ نَطَقَتْ دَارٌ لَقَالَتْ دِيَارُهُمْ ... لَكَ الْخَيْرُ صَارُوا لِلتُّرَابِ وَلِلْبِلَى)
(وَأَفْنَاهُمْ كَرُّ النَّهَارِ وَلَيْلُهُ ... وَلَمْ يَبْقَ فِي الْأَيَّامِ كَهْلٌ وَلَا فَتَى)(3/497)
1109 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ: الصَّلَاةُ تُبَلِّغُكَ نِصْفَ الطَّرِيقِ، وَالْوُضُوءُ يُبَلِّغُكَ بَابَ الْمَلِكِ، وَالصَّدَقَةُ تُدْخِلُكَ عَلَيْهِ.(3/497)
1110 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ لِابْنِهِ: [ص:498] يَا بُنَيَّ! إِذَا طَلَبْتَ شَيْئًا؛ فَاطْلُبْهُ بِالْقَنَاعَةِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ قَنَاعَةٌ؛ فَلَيْسَ يُغْنِيكَ مَالٌ
__________
[إسناده منقطع] .(3/497)
1111 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، نَا الْحِمَّانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى شُرَيْحٍ يَسْتَقْرِضُ مِنْهُ دَرَاهِمَ، فَقَالَ لَهُ شُرَيْحٌ: حَاجَتُكَ عِنْدَنَا؛ فَأْتِ مَنْزِلَكَ؛ فَإِنَّهَا سَتَأْتِيكَ، إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَلْحَقَكَ ذُلُّهَا.(3/498)
1112 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ رِزْقِهِ حِجَابٌ؛ فَإِنِ اقْتَصَدَ أَتَاهُ رِزْقُهُ، وَإِنِ اقْتَحَمَ هَتَكَ الْحِجَابَ وَلَمْ يُزَدْ فِي رِزْقِهِ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/499)
1113 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: إِنَّ أَحْسَنَ النَّاسِ عَيْشًا مَنْ حَسُنَ عَيْشُ النَّاسِ فِي عَيْشِهِ.(3/499)
1114 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قِيلَ لِبُزُرْجَمْهِرَ الْحَكِيمِ: هَلْ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ ان يَفْعَلَ الْمَعْرُوفَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُرْزَأَ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، مَنْ أَحْبَبْتَ لَهُ الْخَيْرَ، وَبِذَلْتَ لَهُ الْوُدَّ؛ فَقَدْ أَصَابَ مِنْ مَعْرُوفِكَ.(3/500)
1115 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مَيْمُونٍ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: دَخَلَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ عَلَى بلال بن أَبِي بُرْدَةَ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا يَحْيَى! ادْعُ اللهَ لِي. فَقَالَ لَهُ: مَا يَنْفَعُكَ دُعَائِي لَكَ وَعَلَى بَابِكَ أَكْثَرُ مِنْ مئتين يَدْعُونَ عَلَيْكَ.(3/500)
1116 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ فَهْمٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامِ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ تُمِيتُ الْقَلْبَ: مُجَالَسَةُ الْأَنْذَالِ، وَمُجَالَسَةُ الْأَغْنِيَاءِ، وَمُجَالَسَةُ النِّسَاءِ.(3/500)
1117 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، نَا يَحْيَى بْنُ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:503] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَفَّارَةُ الذَّنْبِ النَّدَامَةُ»
__________
[إسناده ضعيف] .(3/501)
1118 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبٍ الْكِرْمَانِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانُ، نَا عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ، نَا حَمَّادُ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ، عَنْ جَنَاحٍ مَوْلَى الْوَلِيدِ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص:505]: «خَيْرُ شَبَابِكُمْ مَنْ تَشَبَّهَ بِكُهُولِكُمْ، وَشَرُّ كُهُولِكُمْ مَنْ تَشَبَّهَ بِشَبَابِكُمْ»
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(3/503)
1119 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ: [ص:506] أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ لِشَعْيَا: قُمْ فِي قَوْمِكَ أُوحِ عَلَى لِسَانِكَ. فَلَمَّا قَامَ شَعْيَا أَنْطَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى لِسَانِهِ بِالْوَحْيِ، فَقَالَ: يَا سَمَاءُ اسْتَمِعِي، وَيَا أَرْضُ أَنْصِتِي. فَاسْتَمَعَتِ السَّمَاءُ وَأَنْصَتَتِ الْأَرْضُ. فَقَالَ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي اسْتَقْبَلْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِالْكَرَامَةِ وَهُمْ كَالْغَنَمِ الضَّائِعَةِ لَا رَاعِيَ لَهَا، فَآوَيْتُ شَاذَّتَهَا، وَجمَعْتُ ضَالَّتَهَا، وَجَبَرْتُ كَسِيرَهَا، وَدَاوَيْتُ مَرِيضَهَا، وَأَسْمَنْتُ مَهْزُولَهَا، فَبَطِرَتْ، فَتَنَاطَحَتْ، فَقَتَلَ بَعْضُهَا بَعْضًا حَتَّى لَمْ يبق منهاعظم صَحِيحٌ، إِنَّ الْحِمَارَ رُبَّمَا يَذْكُرُ آرِيَّهُ الَّذِي شَبِعَ عَلَيْهِ فَيُرَاجِعُهُ، وَإِنَّ الثَّوْرَ رُبَّمَا يَذْكُرُ مَرْجَهُ الَّذِي سَمِنَ فِيهِ فَيَنْتَابُهُ، وَإِنَّ الْبَعِيرَ رُبَّمَا يَذْكُرُ وَطَنَهُ الَّذِيَ نَتَجَ فِيهِ فَيَنْزِعُ إِلَيْهِ، وَإِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ لَا يَذْكُرُونَ مِنْ أَيْنَ جَاءَهُمُ الْخَيْرُ وَهُمْ أَهْلُ الْأَلْبَابِ وَالْعُقُولِ، لَيْسُوا بِإِبِلٍ وَلَا بَقَرٍ وَلَا حَمِيرٍ، وَإِنِّي ضَارِبٌ لَهُمْ مَثَلًا فَاسْمَعُوهُ، قُلْ لَهُمْ: كَيْفَ تَرَوْنَ فِي أَرْضٍ كَانَتْ زَمَانًا مَنْ زَمَانِهَا خَرِبَةً مَوَاتًا لَا زَرْعَ فِيهَا وَلَا حَرْثَ، وَكَانَ لَهَا رَبٌّ قَوِيٌّ حَلِيمٌ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهَا بِالْعِمَارَةِ، فَأَحَاطَ عَلَيْهَا سِيَاجًا، وَشَيَّدَ فِيهَا قُصُورًا، وَأَنْبَطَ فِيهَا نَهْرًا، وَصَنَّفَ فِيهَا غِرَاسًا مِنَ الزَّيْتُونِ وَالرُّمَّانِ وَالنَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ وَأَلْوَانِ الثِّمَارِ، وَوَلَّى ذَلِكَ ذَا رَأْيٍ وَهِمَّةٍ حَفِيظًا قَوِيًّا أَمِينًا، فَلَمَّا جَاءَ إِبَّانُ ثَمَرِهَا أَثْمَرَتْ خَرْنُوبًا، مَا كُنْتُمْ قَائِلِينَ لَهُ وَمُشِيرِينَ عليه؟ [قالوا] : كُنَّا نَقُولُ لَهُ: بِئْسَتِ الْأَرْضُ أَرْضُكَ، وَنُشِيرُ عَلَيْهِ أَنْ يَقْلَعَ سِيَاجَهَا، وَيَهْدِمَ قَصْرَهَا، [ص:507] وَيَدْفِنَ نَهْرَهَا، وَيَحْرِقَ غَرْسَهَا؛ حَتَّى تَعُودَ خَرِبَةً مَوَاتًا لَا عُمْرَانَ فِيهَا، فَقَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: قُلْ لَهُمْ: إِنَّ السِّيَاجَ ذِمَّتِي، وَإِنَّ الْقَصْرَ شَرِيعَتِي، وَإِنَّ النَّهْرَ كِتَابِي، وَالْقَيَّمُ نَبِيِّي، وَإِنَّ الْغَرْسَ مَثَلٌ لَهُمْ، وَالْخَرْنُوبُ أَعْمَالُهُمُ الْخَبِيثَةُ، وَإِنِّي قَدْ قَضَيْتُ عَلَيْهِمْ قَضَاءَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، يَتَقَرَّبُونَ إِلَيَّ بِذَبْحِ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَلَيْسَ يَنَالُنِي اللَّحْمُ وَلَا آكُلُهُ، وَيُدْعَوْنَ أَنْ يَتَقَرَّبُوا إِلَيَّ بِالتَّقْوَى وَالْكَفِّ عَنْ ذَبْحِ الْأَنْفُسِ الَّتِي حَرَّمْتُهَا عَلَيْهِمْ، وَيُزَوِّقُونَ لِي الْمَسَاجِدَ وَلَيْسَ بِي إِلَى تَزْوِيقِهَا حَاجَةٌ، وَإِنَّمَا أَمَرْتُ بِرَفْعِهَا لِأُذْكَرَ فِيهَا وَأُسَبَّحَ، وَيَقُولُونَ: لَوْ كَانَ يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَجْمَعَ أُلْفَتَنَا لَجَمَعَهَا، وَلَوْ كَانَ يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يُفَقِّهَ قُلُوبَنَا لَفَقَّهَهَا، فَاعْمِدْ إِلَى عُودَيْنِ يَابِسَيْنِ فَاكْتُبْ فِيهِمَا كِتَابًا: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمَا أَنْ تَعُودَا عُودًا وَاحِدًا. قَالَ: فَقَالَ لَهُمَا ذَلِكَ، فَاخْتَلَطَا، فَصَارَا عُودًا وَاحِدًا، وَصَارَ الْكِتَابُ فِي طَرَفَيِ الْعُودِ [الْوَاحِدِ] كِتَابًا وَاحِدًا. يَا مَعْشَرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ! إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي قَدَرْتُ عَلَى أَنْ أُفَقِّهَ الْعِيدَانَ الْيَابِسَةَ، وَعَلَى أَنْ أُؤَلِّفَ بَيْنَهَا؛ فَكَيْفَ لَا أَقْدِرُ عَلَى أَنْ أَجْمَعَ أُلْفَتَكُمْ إِنْ شِئْتُ؟ أَمْ كَيْفَ لَا أَقْدِرُ عَلَى أَنْ أُفَقِّهَ قُلُوبَكُمْ؟ ! وَيَقُولُونَ: صُمْنَا فَلَمْ يُرْفَعْ صِيَامُنَا، وَصَلَّيْنَا فَلَمْ تُنَوَّرْ صَلَاتُنَا، وَزَكَّيْنَا فَلَمْ تَزْكُ زَكَاتُنَا، وَدَعَوْنَا اللهَ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لَنَا. فَقَالَ اللهُ تَعَالَى: سَلْهُمْ لِمَ ذَلِكَ؟ وَمَا الَّذِي مَنَعَنِي أَنْ أُجِيبَهُمْ؟ أَلَسْتُ أَسْمَعَ السَّامِعِينَ، وَأَبْصَرَ النَّاظِرِينَ، وَأَقْرَبَ الْمُجِيبِينَ، وَأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ؟ أَلِأَنَّ خَزَائِنِي فَنِيَتْ، وَيَدَايَ مَبْسُوطَتَانِ بِالْخَيْرِ أُنْفِقُ كَيْفَ أَشَاءُ؟ أَمْ لِأَنَّ ذَاتَ يَدَيَّ قَلَّتْ، كَيْفَ وَمَفَاتِيحُ الْخَيْرِ بِيَدِي لَا يَفْتَحُهَا وَلَا يُغْلِقُهَا غَيْرِي؟ أَمْ لِأَنَّ رَحْمَتِي ضَاقَتْ؟ كَيْفَ وَرَحْمَتِي [ص:508] وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ؟ وَإِنَّمَا يَتَرَاحَمُ الْمُتَرَاحِمُونَ بِبَعْضِهَا، أَمْ لِأَنَّ الْبُخْلَ يَعْتَرِينِي؟ كَيْفَ وَأَنَا النَّفَّاحُ بِالْخَيْرَاتِ أَجْوَدُ مَنْ أَعْطَى وَأَكْرَمُ مَنْ سُئِلَ، وَلَكِنْ كَيْفَ أَرْفَعُ صِيَامَهُمْ وَهُمْ يُلْبِسُونَهُ بِقَوْلِ الزُّورِ، وَيَتَقَوُّونَ عَلَيْهِ بِطُعْمَةِ الْحَرَامِ؟ أَمْ كَيْفَ أُنَوِّرُ صَلَاتَهُمْ وَقُلُوبُهُمْ صَاغِيَةٌ إِلى مَنْ يُحَادُّنِّي؟ أم كيف استجيب دعاءهم وإنما هو قول بألسنتهم والعمل من ذلك بعيد؟ أم كيف تزكوا صَدَقَاتُهُمْ وَهِيَ مِنْ أَمْوَالِ غَيْرِهِمْ؟ وَإِنَّمَا أَجْزِي عَلَيْهَا الْمُغَتَصَبِينَ، وَإِنَّ مِنْ عَلَامَةِ رِضَايَ رِضَا الْمَسَاكِينِ
__________
[إسناده واه جداً] .(3/505)
1120 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: عَجبْتُ مِمَّنْ يَحْزَنُ عَلَى نُقْصَانِ مَالِهِ وَلا يَحْزَنُ عَلَى فَنَاءِ عُمْرِهِ، وَعَجِبْتُ مِمَّنِ الدُّنْيَا مُوَلِيَّةٌ عَنْهُ وَالآخِرَةُ مُقْبِلَةٌ إِلَيْهِ؛ فَيَشْتَغِلُ بِالْمُدْبِرَةِ، وَيُعْرِضُ عَنِ الْمُقْبِلَةِ.(3/508)
1121 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَاحِ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ شجاع، عَنْ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ؛ قَالَ: [ص:509] كَانَ مَلِكٌ مِنَ الْمُلُوكِ لا يَأْخُذُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الإِيمَانِ بِاللهِ إِلَّا أَمَرَ بِصَلْبِهِ، فأتى بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الإِيمَانِ بِاللهِ، فَأَمَرَ بِصَلْبِهِ، فَقِيلَ لَهُ: أَوْصِ. فَقَالَ: بِأَيِّ شَيْءٍ أُوصِي؛ أُدْخِلْتُ فِي الدُّنْيَا وَلَمْ أُسْتَأْمَرْ، وَعِشْتُ فِيهَا جَاهِلا، وَأُخْرِجْتُ وَأَنَا كَارِهٌ! وَكَانُوا فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ لا يُقْتَلُ أَحَدُهُمْ إِلَّا وَمَعَهُ كِيسٌ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ، فَلَمَّا قُتِلَ ابْتَدَرُوا ذَلِكَ الْكِيسَ وَهُمْ يَرَوْنَ أن فيه ذهباً أو فضة؛ فأصابوا كتابا فيه ثلاث كلمات: إذا كان القدر حقاً؛ فالحرص باطل، وإذا كان الغدر في الناس طباعاً؛ فالثقة بكل أحد عجز، وإذا كان الموت لكل أحد رصداً؛ فالطمأنينة إلى الدنيا حمق.(3/508)
1122 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عليٍّ الْمَخْرَمِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ يَقُولُ: أَمَّا يَسْتَحِي أَحَدُهُمْ أَنْ يَلْبَسَ عَبَاءَةً بِثَلاثَةِ دَرَاهِمَ وَفِي قَلْبِهِ شَهْوَةٌ [ص:510] بِخَمْسَةِ دَرَاهِمَ؟ !(3/509)
1123 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نَا هِشَامُ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ سَلْمَانَ الْفَارِسِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَتَى أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ؛ فَقَالَ سَلْمَانُ: أَوْصِنِي يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَاتِحٌ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا؛ فَلا يَأْخُذَنَّ أَحَدٌ مِنْهَا إِلَّا بَلاغًا
__________
[إسناده ضعيف] .(3/510)
1124 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالْقَانِيُّ، نَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص:514] لَمَّا حَضَرَتْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ رَحِمَهُ اللهُ الْوَفَاةُ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ يَا عَبْدَ اللهِ وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: مَا أَبْكِي جَزَعًا عَلَى الدُّنْيَا، وَلَكِنْ عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهْدَةً: أَنْ تَكُونَ بَلْغَةُ أَحَدِنَا مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ. قَالَ: فَلَمَّا مَاتَ سَلْمَانُ نُظِرَ لِجَمِيعِ مَا تَرَكَ؛ فَإِذَا قِيمَتَهُ ثَلاثُونَ دِرْهَمًا
__________
[إسناده ضعيف، وهو صحيح بطرقه] .(3/511)
1125 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، نَا خُزَيْمَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ: أَنَّ رَجُلا أَتَى بَعْضَ الزُّهَادِ، وَقَالَ لَهُ الزَّاهِدُ: مَا جَاءَ بِكَ؟ فَقَالَ: بَلَغَنِي زُهْدُكَ فَأَتَيْتُكَ. فقال: أوَ لا أَدُلُّكَ عَلَى مَنْ هُوَ أَزْهَدُ مِنِّي؟ قَالَ: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: أَنْتَ. قَالَ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ فَقَالَ: لأَنَّكَ زَهَدْتَ فِي الْجَنَّةِ وَمَا أَعَدَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا وَبَقَائِهَا، وَزَهَدْتُ أَنَا فِي الدُّنْيَا عَلَى فَنَائِهَا وَقِلَّتِهَا وَذَمِّ اللهِ إِيَّاهَا؛ فَأَنَا زَهِدْتُ فِي الْقَلِيلِ، وَأَنْتَ زَهَدْتَ فِي الْكَثِيرِ.(3/514)
1126 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى القَطَّانُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ؛ قَالَ: [ص:515] وَشَى وَاشٍ بِرَجُلٍ إِلَى الإِسْكَنْدَرِ؛ فَقَالَ لَهُ: أتحب أَنْ نَقْبَلَ مِنْكَ مَا قُلْتَ فِيهِ عَلَى أَنَا نَقْبَلُ مِنْهُ مَا قَالَ فيك؟ فقال: لا. فَقَالَ لَهُ: فَكُفَّ عَنِ الشَّرِّ يَكُفَّ الشَّرُّ عَنْكَ.(3/514)
1127 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنُ قُتَيْبَةَ، نَا الْمُعَلَّى بْنُ أَيُّوبَ؛ قَالَ: كَتَبَ بَعْضُ إِخْوَانِنَا مِنَ الْكُتَّابِ إِلَى عَامِلٍ وَكَانَ سُعِيَ بِهِ [إِلَيْهِ] : لَسْتُ أَنْفَكُّ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنِكَ مِنْ إِحْدَى أَرْبَعٍ: إِمَّا كُنْتَ مُحْسِنًا وَإِنِّي لَكَذَلِكَ؛ [فَارْبُبْ] ، أَوْ مُسِيئًا وَلَسْتُ بِهِ؛ فَأَبْقَ، أَوْ أَكُونُ ذَا ذَنْبٍ وَلَمْ أَتَعَمَّدْ؛ فَتَغَمَّدْ، أَوْ مَقْرُوفًا وَقَدْ تَلْحَقُ [بِهِ] حِيَلُ الأَشْرَارِ؛ فَتَثَبَّتْ، (وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَآء بِنَمِيمٍ (11)) [القلم: 10، 11] .(3/515)
1128 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: [ص:516] مَا خَانَ شَرِيفٌ، وَلا كَذَبَ عَاقِلٌ، وَلا اغْتَابَ مُؤْمِنٌ.(3/515)
1129 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا مُعَلَّى بْنُ أَيُّوبَ؛ قَالَ: هَجَا الْحُمَيْرِيُّ الشَّاعِرُ الْفَضْلَ بْنَ يَحْيَى، ثُمَّ أَتَاهُ رَاغِبًا مُعْتَذِرًا إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ الْفَضْلُ: بِأَيِّ وَجْهٍ تَلْقَانِي؟ فَقَالَ: بِالْوَجْهِ الَّذِي أَلْقَى بِهِ رَبِّي وَذُنُوبِي إِلَيْهِ أَكْثَرُ مِنْ ذُنُوبِي إِلَيْكَ. فَضَحِكَ وَوَصَلَهُ وَرَضِيَ عَنْهُ.(3/516)
1130 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثنا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، نا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: [ص:517] قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ: مَنْ ثَقُلَ عَلَى صَدِيقِهِ خَفَّ عَلَى عَدُوِّهِ؛ وَمَنْ يُسْرِعْ إِلَى النَّاسِ بِمَا يَكْرَهُونَ قَالُوا فِيهِ مَا لا يَعْلَمُونَ.(3/516)
1131 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عَبْدَ المَلِكِ بْنَ مَرَوَانَ الْخَلْوَةَ؛ فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: إِذَا شِئْتُمْ. فَلَمَّا تَهَيَّأَ الرَّجُلُ لِلْكَلامِ؛ قَالَ لَهُ: إِيَّاكَ أَنْ تَمْدَحَنِي؛ فَإِنِّي أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْكَ، أَوْ تَكْذِبَنِي؛ فَإِنَّهُ لا رَأْيَ لِكَذُوبٍ، أَوْ تَسْعَى إِلَيَّ بِأَحَدٍ، وَإِنْ شِئْتَ أَقَلْتُكَ. فَقَالَ: أَقِلْنِي، فَأَقَالَهُ.(3/517)
1132 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ الْهِنْدِ: مِنَ الْحُمْقِ الْتِمَاسُ الرَّجُلِ الإِخْوَانَ بِغَيْرِ وَفَاءٍ، وَطَلَبُ الآخِرَةِ بِالرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ، وَمَوَدَةُ النِّسَاءِ بِالْغِلْظَةِ، وَنَفْعُ نَفْسِهِ بِضُرِّ غَيْرِهِ، وَطَلَبُ الْعِلْمِ وَالْفَضْلُ بِالدَّعَةِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَتَى يَكُونُ الأَدَبُ شَرًّا لِمَنْ عَدِمَهُ؟ فَقَالَ: [ص:518] إِذَا كَثُرَ أَدَبُ الرَّجُلِ، وَنَقَصَ عَقْلُهُ.(3/517)
1133 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَيٍّ؛ قَالَ: رَأَيْتُ جَدَّةً بِنْتَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً؛ قَالَ: وَأَقَلُّ أَوْقَاتِ الْحَمْلِ تِسْعَ سِنِينَ، وَهُوَ أَوَّلُ أَوْقَاتِ الْوَطْءِ، وَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ.(3/518)
1134 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ، نَا الأَصْمَعِيُّ، نَا حَرْبُ بْنُ قَطَّانٍ؛ قَالَ: يُقَالُ: إن الرَّجُلَ لَيَسْتَفْرِغُ وُلِدَ امْرَأَتَيْنِ يُولَدُ لَهُ وَهُوَ ابْنُ تِسْعِينَ سَنَةٍ. [ص:519] قَالَ حَرْبُ بْنُ قَطَّانٍ: وَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِي اللهُ عَنْهَا: مَا حَاضَتِ امْرَأَةٌ بَعْدَ خَمْسِينَ سَنَةً.(3/518)
1135 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، نَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، [عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ] ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَحِمَهُ اللهُ قَالَ: [ص:520] أَيُّهَا النَّاسُ! عَمَلٌ صَالِحٌ قَبْلَ الْغَزْوِ؛ فَإِنَّمَا تُقَاتِلُونَ بِأَعْمَالِكُمْ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/519)
1136 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الحسن بْنُ الْحُسَيْنِ السُّكَّرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بن سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: [ص:521] أَوْصَى عَبْدُ المَلِكِ بْنُ صَالِحٍ أَمِيرُ السَّرِيَّةِ بِبِلادِ الرُّومِ؛ قَالَ: أَنْتَ تَاجِرُ اللهِ لِعِبَادِهِ؛ فَكُنْ كَالْمُضَارِبِ الْكَيِّسِ الَّذِي إِنْ وَجَدَ رِبْحًا تَجِرَ، وَإِلّا احْتَفِظْ بِرَأْسِ الْمَالِ، وَلا تطلب الغنيمة حتى تحوز السَّلامَةَ، وَكُنْ مِنَ احْتِيالِكَ عَلَى عَدُوِّكَ أَشَدَّ خَوْفًا مِنَ احْتِيَالِ عَدُوِّكَ عَلَيْكَ.(3/520)
1137 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عيينه، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ؛ قَالَ: غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ؛ فَقَالَ: لا يَغْزُوَنَّ مَعِيَ رَجُلٌ بنى بِنَاءً لَمْ يُكْمِلْهُ، وَلا رَجُلٌ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لَمْ يَبْنِ بِهَا، وَلا رَجُلٌ زَرَعَ زَرْعًا لَمْ يَحْصُدْهُ.(3/521)
1138 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نَا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: كَانَ عُظَمَاءُ التُّرْكِ يَقُولُونَ: الْقَائِدُ الْعَظِيمُ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فِيهِ خِصَالٌ من أَخْلاقِ الْحَيَوَانِ: شَجَاعَةُ الدِّيكِ، وَتَحَنُّنُ الدَّجَاجَةِ، وَقَلْبُ الأَسَدِ، وَحَمْلَةُ الْخِنْزِيرِ، وَرَوَغَانُ الثَّعْلَبِ، وَخَتْلُ الذِّئْبِ.(3/522)
1139 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ؛ أَنَّ النُّعْمَانَ بْنَ مُقَرِّنٍ قَالَ لأَصْحَابِهِ يَوْمَ نَهَاوَنْدَ: [ص:524] إِنِّي قَدْ لَقِيتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَدُوَّ؛ فَكَانَ أَحَبُّ الأَوْقَاتِ إِلَيْهِ أَنْ يَلْقَى الْعَدُوَّ، إِذَا لَمْ يَلْقَهُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ؛ أَنْ يَلْقَاهُ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ، وَحَانَتِ الصَّلاةُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَدَعَا الْمُسْلِمُونَ.(3/522)
1140 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا أَبِي، عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ؛ قَالَ: [ص:526] لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الأَحْزَابِ قَالَتِ الْجَنُوبُ لِلشَّمَالِ: انْطَلِقِي بِنَا نمد رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَتِ الشَّمَالُ: إِنَّ الْحَرَّةَ لا تَسْرِي بِاللَّيْلِ. فَكَانَتِ الرِّيحُ الَّتِي أُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الصَّبَا
__________
[إسناده ضعيف] .(3/524)
1141 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا الْعَبَّاسُ الرِّيَاشِيُّ، نَا الأَصْمَعِيُّ، نَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ؛ قَالَ: ضَرَبَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ عُثْمَانَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بِالسَّيْفِ عَلَى مغفرة، فَقَطَعَهُ إِلَى الْقَرَبُوسِ، فَقَالُوا: مَا أَجْوَدَ سَيْفَكَ. فَغَضِبَ الزُّبَيْرُ. يُرِيدُ ان الْعَمَلَ لِيَدِهِ لا لِسَيْفِهِ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/526)
1142 - حَدَّثَنَا أحمد بن أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ، نَا الأصمعي، عن أبي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاءِ؛ قَالَ: [ص:527] كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُوصِي أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحُرُوبِ، يَقُولُ لَهُمْ: عُضُّوا عَلَى النَّوَاجِذِ مِنَ الأَضْرَاسِ؛ فَإِنَّهُ أَنْبَى لِلسِّيُوفِ عَنِ الْهَامِ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/526)
1143 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ الدُّورِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَارِمًا مُحَمَّدَ بْنِ الْفَضْلِ يَقُولُ: وَضَعَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عِنْدِي نَفَقَتَهُ، فَكَانَ يَجِيءَ فِي كُلِّ يَوْمٍ، فَيَأْخُذُ مِنْهُ حَاجَتَهُ، فَقُلْتُ لَهُ يَوْمًا: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! بَلَغَنِي انك مِنَ الْعُرْبِ. فَقَالَ: يَا أَبَا النُّعْمَانِ! نَحْنُ قَوْمٌ مَسَاكِينُ. فَلَمْ يَزَلْ يُدَافِعُنِي حَتَّى خَرَجَ وَلَمْ يَقُلْ لِي شَيْئًا.(3/527)
1144 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلابَةَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ؛ قَالُوا: نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، نَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، نَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص:528]: «جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَنْفُسِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ»
__________
[إسناده صحيح] .(3/527)
1145 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، نَا دَيْلَمُ بْنُ غَزْوَانَ، نَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: [ص:530] أَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِهِ إلى رأس من رؤوس الْمُشْرِكِينَ يَدْعُوهُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ الْمُشْرِكُ: هَذَا الإِلَهُ الَّذِي يَدْعُو إِلَيْهِ صَاحِبُكَ؛ أَمِنْ ذَهَبٍ هُوَ أَوْ مِنْ فِضَّةٍ أَوْ مِنْ نُحَاسٍ؟ فَتَعَاظَمَ مَقَالَتَهُ فِي صَدْرِ رَسُولِ رسول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: «ارْجِعْ إِلَيْهِ» . فَرَجَعَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ؛ فَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْهِ صَاعِقَةً مِنَ السَّمَاءِ، وَرَسُولُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الطَّرِيقِ لا يَدْرِي، فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ أَهْلَكَ اللهُ صَاحِبُكَ بَعْدَكَ» ، وَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَيُرْسِلُ الصَّوَعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَآءُ. .) الآية [الرعد: 13]
__________
[إسناده حسن] .(3/528)
1146 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ} [الأنبياء: 27] ؛ قَالَ: [ص:531] لا يَقُولُونَ حَتَّى يَقُولَ وَيَأْمُرَ وَيَنْهَى، ثم يقولون عنه.(3/530)
1147 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّهُ كَانَ بي حفيا} [مريم: 47] : أَيْ بَارًّا، عَوَّدَنِي مِنْهُ الإِجَابَةَ إِذَا دَعَوْتُهُ.(3/531)
1148 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُجَيْحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ ويعقوب نافلة} [الأنبياء: 72] ؛ قَالَ: [ص:532] دَعَا بِإسْحَاقَ؛ فَاسْتُجِيبَ لَهُ، وَزِيدَ يَعْقُوبَ نَافِلَةً، كَأَنَّهُ تَطَوُّعٌ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَتَفَضُّلٌ بِلا دُعَاءٍ، وَإِنْ كَانَ كُلٌّ بِتَفَضُّلِهِ عَزَّ وَجَلَّ.(3/531)
1149 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دازيل، نا مُوسَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ كَعْبٍ؛ قَالَ: لَتُحَبَّبَنَّ إِلَيْكُمُ الدُّنْيَا حَتَّى تَتَعَبَّدُوا لَهَا وَلأَهْلِهَا، وَلَيَأْتِيَنَّكُمْ زَمَانٌ تُكْرَهُ فِيهِ الْمَوْعِظَةُ حَتَّى يَخْتَفِيَ الْمُؤْمِنُ بِإِيمَانِهِ كَمَا يَخْتَفِي الْفَاجِرُ بِفُجُورِهِ، وَحَتَّى يُعَيَّرَ الْمُؤْمِنُ بِإِيمَانِهِ كَمَا يُعَيَّرُ الْفَاجِرُ بِفُجُورِهِ
__________
[إسناده ضعيف] .(3/532)
1150 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْقُرَشِيُّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: [ص:533] قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ: لا يَسْتَقِيمُ حُبُّ الدُّنْيَا وَحُبُّ الآخِرَةِ فِي قَلْبِ مُؤْمِنٍ، كَمَا لا يَسْتَقِيمُ الْمَاءُ وَالنَّارُ فِي إِنَاءٍ.(3/532)
1151 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ الرَّازِيُّ: إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَجِدَ حَلاوَةَ الْعِبَادَةِ وَتَبْلُغَ ذُرْوَةَ سَنَامِهَا؛ فَاجْعَلْ بَيْنَكَ وَبْيَنَ شَهَوَاتِ الدُّنْيَا حَائِطًا مِنْ حَدِيدٍ.(3/533)
1152 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي؛ قَالَ: [ص:534] قَالَ السَّرِيُّ بْنُ يَنْعُمَ وَكَانَ مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ الشَّامِ: بُؤْسٌ لِمُحِبِّ الدُّنْيَا! ! يُحِبُّ مَا يُبْغِضُهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ.(3/533)
1153 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، نَا عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو مُحْرِزٍ الطُّفَاوِيُّ: لَمَّا بَانَ لِلأَكْيَاسِ أَعْلا الدَّارَيْنِ مَنْزِلَةً طَلَبُوا الْعُلُوَّ بِالْعُلُوِّ مِنَ الأَعْمَالِ، وَعَلِمُوا أَنَّ الشَّيْءَ لا يُدْرَكُ إِلَّا بِأَكْثَرِ مِنْهُ؛ فَبَذَلُوا أَكْثَرَ مَا عِنْدَهُمْ؛ بَذَلُوا وَاللهِ الْمُهَجَ رَجَاءَ الرَّاحَةِ لَدَيْهِ، وَالْفَرَجَ فِي يَوْمٍ لا يَخِيبُ لَهُ فِيهِ طَالِبٌ.(3/534)
1154 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْهَرَوِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ عَبَّادٍ الرَّوَّاسِيِّ؛ قَالَ: قَالَ دَاوُدُ بْنُ هِلالٍ: [ص:535] مَكْتُوبٌ فِي صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا دُنْيَا! مَا أَهْوَنَكِ عَلَى الأَبْرَارِ الَّذِينَ تَصَنَّعْتِ لَهُمْ وَتَزَيَّنْتِ لَهُمْ، إِنِّي قَدْ قَذَفْتُ فِي قُلُوبِهِمْ بُغْضَكِ وَالصُّدُودَ عَنْكِ، وَمَا خَلَقْتُ خَلْقًا أَهْوَنَ عَلِيَّ مِنْكِ، كُلُّ شَأْنِكِ صَغِيرٌ، وَإِلَى الْفَنَاءِ تَصِيرِينَ، قَضَيْتُ عَلَيْكِ يَوْمَ خَلَقْتُكِ أَنْ لا تَدُومِي لأَحَدٍ وَلا يَدُومُ لَكِ أَحَدٌ، وَإِنْ بَخِلَ بِكِ صَاحِبُكِ وَشَحَّ عَلَيْكِ، طوبى للأبرار الذين أطلعوني مِنْ قُلُوبِهِمْ عَلَى الرِّضَا، وَمِنْ ضَمِيرِهِمْ عَلَى الصِّدْقِ وَالِاسْتِقَامَةِ، طُوبَى لَهُمْ مَا لَهُمْ عِنْدِي مِنَ الْجَزَاءِ إِذَا وَفَدُوا إِلَيَّ مِنْ قُبُورِهِمُ: النُّورُ يَسْعَى أَمَامَهُمْ، وَالْمَلائِكَةُ حَافِّينَ بِهِمْ، حَتَّى أُبَلِّغَهُمْ مِمَّا يَرْجُونَ مِنْ رَحْمَتِي.(3/534)
1155 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي الأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ؛ أَنَّهُ قَالَ؛ وَقِيلَ لَهُ: مَا الإِيمَانُ؟ قَالَ: الصَّبْرُ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالسَّمَاحَةُ. فَقِيلَ لَهُ: وَمَا الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ؟ قَالَ: الصَّبْرُ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ، وَالسَّمَاحَةُ بِفَرَائِضِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.(3/535)
1156 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِنُ، نَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّهُ أَرَادَ الْحَجَّ؛ فَقَالَ لَهُ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تُرِيدُ الْحَجَّ وَأَحْبَبْتُ أَنْ نَصْطَحِبَ. فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: وَيْحَكَ! دَعْنَا نَتَعَاشَرُ بِسِتْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، إِنِّي أَخَافُ أَنْ نَصْطَحِبَ؛ فَيَرَى بَعْضُنَا مِنْ بَعْضٍ مَا نَتَمَاقَتُ عَلَيْهِ.(3/536)
1157 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ رَجُلٍ إِلَى بَعْضِ الْخُلَفَاءِ: كَانَ لِي فِيكَ أَمَلانِ: أَحَدُهُمَا لَكَ، وَالآخَرُ بِكَ، فَأَمَّا الأَمَلُ لَكَ؛ فَقَدْ بَلَغْتَهُ، وَأَمَّا الأَمَلُ بِكَ؛ فَأَرْجُو أَنْ يُحَقِّقَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ.(3/536)
1158 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نُصَيْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: [ص:537] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: الشُّكْرُ ثَلاثَةُ مَنَازِلٍ: لِمَنْ فَوْقَكَ بِالطَّاعَةِ، وَلِنَظِيرِكَ بِالْمُكَافَئَةِ، وَلِمَنْ دُونَكَ بِالإِفْضَالِ.(3/536)
1159 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ فَهْمٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي خِلافَتِهِ، فَقَالَ: مَا أَقْدَمَكَ؟ فَقَالَ: مَا أَقْدَمَنِي عَلَيْكَ رَغْبَةٌ وَلا رَهْبَةٌ. قَالَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: أَمَّا الرَّغْبَةُ؛ فَقَدْ وَصَلَتْ إِلَيْنَا وَفَاضَتْ فِي رِحَالِنَا وَتَنَاوَلَهَا الأَقْصَى وَالأَدْنَى مِنَّا، وَأَمَّا الرَّهْبَةُ؛ فَقَدْ أَمِنَّا بِعَدْلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؛ فَنَحْنُ وَفْدُ الشُّكْرِ.(3/537)
1160 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْحَارِثِ - وَكَانَ مِنْ سَرَوَاتِ النَّاسِ -: [ص:538] كُنْتُ مَتَى شِئْتُ أَنْ أَجِدَ مَنْ يَعِدُ وَيُنْجِزُ وَجَدْتُهُ؛ فَقَدْ أَعْيَانِي مَنْ يَعِدُ وَلا يُنْجِزُ. قَالَ: وَكَانُوا يَفْعَلُونَ وَلا يَقُولُونَ؛ فَصَارُوا يَقُولُونَ وَلا يَفْعَلُونَ، ثُمَّ صَارُوا لا يَقُولُونَ وَلا يَفْعَلُونَ.(3/537)
1161 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: دَخَلَ الْهُذَيْلُ بْنُ زُفَرَ عَلَى يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ فِي حَمَالاتٍ لَزِمَتْهُ؛ قَالَ: فَقَالَ لَهُ: إِنَّهُ قَدْ عَظُمَ شَأْنُكَ عَنْ أَنْ يُسْتَعَانَ بِكَ أَوْ يُسْتَعَانَ عَلَيْكَ، وَلَسْتَ تَصْنَعُ شَيْئًا مِنَ الْمَعْرُوفِ إِلَّا وَأَنْتَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَلَيْسَ الْعُجْبُ مِنْ أَنْ تفعل، بل العجب من ألاّ تفعل. فقضى حاجته.
آخر الجزء الثامن، يتلوه التاسع إن شاء الله تعالى والحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم(3/538)
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء التاسع
من كتاب «المجالسة وجواهر العلم»
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أخبرنا الشيخان أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذناً؛ قالا: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي؛ قال البوصيري: قراءةً عليه وأنا أسمع، وقال ابن حمد: إجازة؛ قال أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل الضراب، أنا أبي أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن الضراب قراءةً عليه، نا أحمد بن مروان الدينوري:(4/11)
1161 - / م - نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا صَالِحُ بْنُ رُومَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص:17]: «لَوْ أَنَّ رَجُلًا تَزَوَّجَ امرأة على ملئ كَفٍّ مِنْ طَعَامٍ؛ لَكَانَ ذَلِكَ صَدَاقًا»
__________
[إسناده ضعيف] .(4/11)
1162 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا أَبُو السَّكَنِ مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: [ص:18] كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُتِيَ بِالشَّيْءِ سَأَلَ عَنْهُ: «أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ؟» فَإِنْ قَالُوا: هَدِيَّةً؛ مَدَّ يَدَهُ، وَإِنْ قَالُوا: صَدَقَةً؛ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: «خُذُوا»
__________
[إسناده جيد] .(4/17)
1163 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْحِجَازِ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: كُلُّ نِعْمَةٍ لا تُقَرِّبُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَهِيَ بَلِيَّةٌ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/19)
1164 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ الْهَمَذَانِيُّ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَخِيهِ النُّعْمَانِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: [ص:20] أَنَّهُ أُتِيَ بِجِنَازَةٍ يُصَلِّي عَلَيْهَا، فَلَمَّا وُضِعَتْ قَالَ: إِنَّا لَقَائِمُونَ وَمَا يُصَلِّي عَلَيْهِ إِلَّا عَمَلُهُ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/19)
1165 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قَالَ: شِرَارُ أَهْلِ كُلِّ دِينٍ عُلَمَاؤُهُمْ؛ غَيْرَ الْمُسْلِمِينَ.(4/20)
1166 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، حَدَّثَنِي حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: رَأَيْتُ الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ قَدْ سَالَتْ عَيْنَاهُ عَلَى خَدَّيْهِ مِنْ ظمإ الْهَوَاجِرِ.(4/20)
1167 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرٌ الطَّيَالِسِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا جَرِيرٌ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ؛ قَالَ: [ص:21] دَخَلْتُ عَلَى زُبَيْدٍ وَهُوَ عَلِيلٌ، فَقُلْتُ لَهُ: شَفَاكَ اللهُ. قَالَ: أَسْتَخِيرُ اللهَ.(4/20)
1168 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُلاعِبٍ، نَا الْحِمَّانِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَطَاءٍ فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَئِكَتُهُ) [الأحزاب: 43] ؛ قَالَ: صَلاتُهُ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي.(4/21)
1169 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خالد يذكر على شُبَيْلٍ عَنْ عَوْفٍ؛ قَالَ: [ص:22] مَا اغْبَرَّتْ نَعْلَيَّ فِي طَلَبِ دُنْيَا قَطُّ، وَمَا جَلَسْتُ فِي مَجْلِسٍ إِلَّا انْتَظَرْتُ جِنَازَةً أَوْ حَاجَةً.(4/21)
1170 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، نَا أَبِي، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ؛ قَالَ: قَرَأْتُ كِتَابَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ إِلَى أَبِي: اعْلَمْ أَنَّ كُلَّ يَوْمٍ يَعِيشُ فِيهِ الْمُؤْمِنُ؛ فَهُوَ غَنِيمَةٌ.(4/22)
1171 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ؛ قَالَ: [ص:23] كَتَبَ الْحَسَنُ إِلَى الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَعِيبُ عَلَيْهِ إِعْطَاءَ الشُّعَرَاءِ؛ قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إن خَيْرَ الْمَالِ مَا وقى الْعِرْضَ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/22)
1172 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسٌ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: مَنْ لَمْ يُخْطِئْ عِنْدَنَا فِي الْحَدِيثِ؛ فَهُوَ كَذَّابٌ.(4/23)
1173 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا يَحْيَى، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي الْحَلالِ، حَدَّثَتْنِي أُمِّي عَنْ عَمَّتِهَا قَالَتْ: كَانَ لِأَبِي الْحَلالِ [غُرَفٌ، مِنْهَا] غُرْفَةٌ لَهَا أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ؛ فَكَانَ يَقُومُ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْهَا، فَيَقُولُ: أَيَا فُلانُ! أَيَا فُلانُ! حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى [ص:24] الْأَرْبَعَةِ الْأَبْوَابِ، ثُمَّ يَقُولُ: {هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا} [مريم: 98] ، ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَى صَلاتِهِ؛ فَكَانَ هَذَا دَأْبَهُ إِلَى أَنْ مَاتَ، وَمَاتَ وَهُوَ ابن عشرين ومئة سَنَةٍ.(4/23)
1174 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ؛ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ الثَّوْرِيِّ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ السَّلَّالُ، فَقَالَ لِسُفْيَانَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! الْحَدِيثُ الَّذِي رُوِيَ أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُبْغِضُ أَهْلَ بَيْتِ اللَّحْمِيِّينَ؛ أَهُمُ الَّذِينَ يُكْثِرُونَ أَكْلَ [ص:25] اللَّحْمِ؟ فَقَالَ سُفْيَانُ: لا وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ يُكْثِرُونَ أَكْلَ لُحُومِ النَّاسِ.(4/24)
1175 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَزَّازُ، نا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ؛ قَالَ: رَأَى رَجُلٌ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِعِشْرِينَ سَنَةً: بَشِّرْ يَحْيَى بِأَمَانٍ مِنَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.(4/25)
1176 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ؛ قَالَ: كَانَ بَصَرُ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ بِالْعِلْمِ كَبَصَرِ التَّاجِرِ الْأَرِيبِ بِتِجَارَتِهِ. قَالَ: وَكَانَ إِذَا دَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ السُّوقَ لا يَرَاهُ أَحَدٌ إِلَّا كَبَّرَ اللهَ؛ لِصَلاحِهِ وَخُشُوعِهِ.(4/25)
1177 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا سَيَّارٌ، عَنْ جَعْفَرٍ؛ قَالَ: [ص:26] قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ: لِمَ لا تَجْلِسُ مُتَّكِئًا؟ قَالَ: تِلْكَ جِلْسَةُ الْآمِنِينَ. قَالَ جَعْفَرٌ: فَكُنْتُ إِذَا أَحْسَسْتُ مِنْ قَلْبِي قَسْوَةً أَتَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ؛ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ لَتَرْضَى بِالدُّونِ، فَقَالَ: إِنَّمَا رَضِيَ بِالدُّونِ مَنْ رَضِيَ بِالدُّنْيَا.(4/25)
1178 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص:27] أَعْبَدُ الْأَرْبَعَةِ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَأَفْقَهُهُمْ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَأَشَدُّهُمْ فِي الدِّينِ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَأَضْبَطُهُمْ لِلِسَانِهِ ابْنُ عَوْنٍ.(4/26)
1179 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ: أَتَيْتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ، فَأَعْطَانِي أَلْفَ دِينَارٍ، وَقَالَ لِي: صُنْ بِهَذِهِ الْحِكْمَةَ الَّتِي آتاك اللهُ عَزَّ وَجَلَّ.(4/27)
1180 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: [ص:29] قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: إِدْخَالُ [ص:30] السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ. وَقِيلَ لَهُ: أَيُّ الدُّنْيَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْإِفْضَالُ عَلَى الْإِخْوَانِ. وَكَانَ إِذَا حَجَّ أَخْرَجَ نِسَاءَهُ وَصِبْيَانَهُ إِلَى الْحَجِّ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: أَعْرِضُهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَكَانَ يَحُجُّ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: هُوَ أَقْضَى لِلدَّيْنِ.(4/27)
1181 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: جَعَلَ بَعْضُ الْخُلَفَاءِ يُقَرِّعُ رَجُلًا بِذَنْبٍ وَأَرَادَ عُقُوبَتَهُ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: إِنْ كُنْتَ تَرْجُو فِي الْعُقُوبَةِ رَاحَةً؛ فَلا تَزْهَدَنَّ عِنْدَ الْمُعَافَاةِ فِي الْأَجْرِ، فَعَفَا عَنْهُ.(4/30)
1182 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قَالَ شَبِيبُ بْنُ شَيْبَةَ لِلْمَهْدِيِّ: [ص:31] إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمْ يَرْضَ أنْ يَجْعَلَكَ دُونَ خَلْقِهِ؛ فَلا تَرْضَى أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ أَشْكَرَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْكَ(4/30)
1183 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النُّجُودِ؛ قَالَ: كَانَ لِأَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ خُصٌّ يَكُونُ فِيهِ هُوَ وَفَرَسُهُ، فَإِذَا غَزَا نَقَضَهُ، وَإِذَا رَجَعَ أَعَادَهُ.(4/31)
1184 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبُو سَلَمَةَ، نَا وُهَيْبٌ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيَّ يَقُولُ: [ص:32] مَا بَقِيَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مِثْلُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.(4/31)
1185 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، نَا شُعْبَةُ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ سَيِّدُ الْفُقَهَاءِ.(4/32)
1186 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ؛ قَالَ: [ص:33] كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ رَيْحَانَةً قِبَلَ الشَّامِ مَاتَتْ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ الْمَالِكِيُّ: وَحَدَّثَنَا غَيْرُ عَبَّاسٍ: فَقَالَ لَهُ سُفْيَانُ: إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ مَاتَ الْأَوْزَاعِيُّ. قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى سُفْيَانَ، فَقَالَ: أَعْظَمَ اللهُ أَجْرَكَ فِي أَخِيكَ الْأَوْزَاعِيِّ؛ فَقَدْ مَاتَ.(4/32)
1187 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسٌ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ؛ قَالَ: كَانَ جَرِيرُ بْنُ يَزِيدَ فِي دَارِ الْمُطَّلِبِ، فَجَاءَ إِنْسَانٌ يَسْأَلُهُ، فَقَالَ لِغُلامِهِ: يَا غُلامُ! اذْهَبْ إِلَى الْجَوَارِي، فَقُلْ لَهُنَّ: مَنْ أَرَادَ مِنْهُنَّ أَنْ تَصْبُغَ ثِيَابَهَا؛ فَلْتَبْعَثْ بِهَا. فَجَاءَ الْغُلامُ بِثِيَابٍ كَثِيرَةٍ، فَقَالَ لِلَّذِي سَأَلَهُ: شُدَّهَا بِبَعْضِ الْأَثْوَابِ وَخُذْهَا.(4/33)
1188 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَلَّامٍ مَوْلَى يَزِيدَ بْنِ حَاتِمٍ؛ قَالَ: قَالَ كِسْرَى: لا تَنْزِلَنَّ بِبَلَدٍ لَيْسَ فِيهِ خَمْسَةُ أَشْيَاءَ: سُلْطَانٌ قاهر، وقاضي عَادِلٌ، وَسُوقٌ قَائِمَةٌ، وَطَبِيبٌ عَالِمٌ، وَنَهْرٌ جَارٍ.(4/33)
1189 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ فِي قَصَصِهِ: مَا أَشَدَّ فِطَامَ الْكَبِيرِ! وَأَنْشَدَ:
(أَتَرُوضُ عِرْسَكَ بَعْدَمَا هَرِمَتْ ... وَمِنَ الْعَنَاءِ رِيَاضَةُ الْهَرِمِ)(4/34)
1190 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُلاعِبٍ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: قَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزْنِيُّ: اجْتَهِدُوا في العمل، فإذا قَصَّرْتُمْ؛ فَكُفُّوا عَنِ الْمَعَاصِي.(4/34)
1191 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا شَاذُ بْنُ فَيَّاضٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص:35] سَتَعْلَمُ يَا مِسْكِينُ؛ تُنْفِقُ دِينَكَ فِي شَهْوَتِكَ سَرْفًا، وَتَمْنَعُ فِي حَقِّ اللهِ دِرْهَمًا! سَتَعْلَمُ يَا لُكَعُ.(4/34)
1192 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ؛ قَالَ: قِيلَ لِيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ: هَلْ تَعْرِفُ أَحَدًا يَعْمَلُ بِعَمَلِ الْحَسَنِ؟ قَالَ: مَا أَعْرِفُ أَحَدًا يَقُولُ بِقَوْلِهِ؛ فَكَيْفَ يَعْمَلُ بِعَمَلِهِ؟ ! ثُمَّ وَصَفَهُ فَقَالَ: كَانَ إِذَا أَقْبَلَ؛ فَكَأَنَّهُ أَقْبَلَ مِنْ دَفْنِ حَمِيمِهِ، وَإِذَا جَلَسَ؛ فَكَأَنَّهُ أَسِيرٌ أُمِرَ بِضَرْبِ عُنُقِهِ، وَإِذَا ذُكِرَتِ النَّارُ؛ فَكَأَنَّهَا لَمْ تُخْلَقْ إِلَّا لَهُ، وَكَانَ صَائِمَ النَّهَارِ قَائِمَ اللَّيْلِ، تَالِيًا لِلْقُرْآنِ، خَائِفًا لِلَّهِ، هَامِلَ الْعَيْنَيْنِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، مَا لَهُ غَمٌّ غَيْرُ الْآخِرَةِ.(4/35)
1193 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ؛ قَالَ: [ص:36] كَانَتْ خَيِّرَةُ أُمُّ الْحَسَنِ مَوْلاةُ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَرُبَّمَا غَابَتْ أُمُّهُ فَبَكَى الْحَسَنُ، فَتُعْطِيهِ أُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ثَدْيِهَا تُعَلِّلُهُ إِلَى أَنْ تجيء أمه؛ فدر عليها ثَدْيَاهَا، فَشَرِبَهُ، فَيَرَوْنَ أَنْ تِلْكَ الْحِكْمَةَ وَالْفَصَاحَةَ مِنْ بَرَكَةِ ذَلِكَ اللَّبَنِ. قَالَ: وَنَشَأَ الْحَسَنُ بِوَادِي الْقُرَى، وَوُلِدَ عَلَى الْعُبُودِيَّةِ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/35)
1194 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ فِي ذَمِّ أَصْحَابِ الْكَلامِ [ص:37]:
(دَعْ مَنْ يَقُودُ الْكَلامَ نَاحِيَةً ... فَمَا يَقُودُ الْكَلامَ ذُو وَرَعِ)
(كُلُّ فَرِيقٍ بَدِيهُهُمْ حَسَنٌ ... ثُمَّ يَصِيرُونَ بَعْدُ لِلشُّنَعِ)
(أَحْسَنُ مَا فِيهِ أَنْ يُقَالَ لَهُ ... لَمْ يَكُ فِي قَوْلِهِ بِمُنْقَطِعِ)(4/36)
1195 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ مُسْلِمٍ فِيهِمْ وَأَجَادَ؛ فَقَالَ:
(تَرَى الْمَرْءَ يُعْجِبُهُ أَنْ يَقُولَ ... وَأَسْلَمُ لِلْمَرْءِ أَنْ لا يَقُولا)
(فَأَمْسِكْ عَلَيْكَ فُضُولَ الْكَلامِ ... فَإِنَّ لِكُلِّ كَلامٍ فُضُولا [ص:38])
(وَلا تَصْحَبَنَّ أَخَا بِدْعَةٍ ... وَلا تَسْمَعَنَّ لَهُ الدَّهْرَ قِيلا)
(فَإِنَّ مَقَالَتَهُ كَالظِّلالِ ... يُوشِكُ أَفْيَاؤُهَا أَنْ تَزُولا)
(وَقَدْ أَحْكَمَ اللهُ آيَاتِهِ ... وَكَانَ الرَّسُولُ عَلَيْهَا كَفِيلا)
(فَلا تَبْغِيَنَّ سِوَاهَا هُدًى ... وَلا تَبْغِيَنَّ سِوَاهَا سَبِيلا)
(أُنَاسٌ لَهُمْ رِيبَةٌ فِي الصُّدُورِ ... وَيُخْفُونَ فِي الْجَوْفِ مِنْهُمْ غَلِيلا)
(إِذَا أَحْدَثُوا بِدْعَةً فِي الْقُرْآنِ ... تَعَاوَوْا وَكَانُوا عَلَيْهَا عُدُولا)
(فَخَلْهُمْ وَالَّذِي يَهْضِبُونَ ... وَوَلِّهِمُ مِنْكَ صَمْتًا طَوِيلا)(4/37)
1196 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ؛ قَالَ: [ص:39] قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ: طُوبَى لِمَنْ عَلَّمَهُ اللهُ كِتَابَهُ ثُمَّ لَمْ يمت جبارا [رجاله ثقات] .(4/38)
1197 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، نَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، نَا عَمْرُو بْنُ عَامِرٍ؛ قَالَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: [ص:41] تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ وَتَعَلَّمُوا لِلْعِلْمِ السَّكِينَةَ وَالْحِلْمَ، وَتَوَاضَعُوا لِمَنْ تَعَلَّمُونَ مِنْهُمْ، وَلْيَتَوَاضَعْ لَكُمْ مَنْ تُعَلِّمُونَ، وَلا تَكُونُوا مِنْ جَبَابِرَةِ الْعُلَمَاءِ؛ فَلا يَقُومُ عِلْمُكُمْ بِجَهْلِكُمْ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/39)
1198 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّاسِبِيُّ، نَا الْفُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مِحْصَنٍ؛ قَالَ: [ص:42] كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّ لِلنَّاسِ نَفْرَةً عَنْ سُلْطَانِهِمْ؛ فَأَعُوذُ بِاللهِ أَنْ يُدْرِكَنِي وَإِيَّاكَ [عَمْيَاءُ مَجْهُولَةٌ، وَضَغَائِنُ مَحْمُولَةٌ] ؛ فَأَقِمِ الْحُدُودَ وَلَوْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، وَإِذَا عَرَضَ لَكَ أَمْرَانِ: أَحَدُهُمَا لِلَّهِ وَالْآخَرُ لِلدُّنْيَا؛ فَآثِرْ نَصِيبَكَ مِنَ اللهِ، فإن الدنيا تنفذ وَالْآخِرَةُ تَبْقَى، وَأَخِفِ الْفُسَّاقَ، واجعلهم يدا يدا ورجلارجلا، عُدْ مَرِيضَ الْمُسْلِمِينَ، وَاحْضَرْ جَنَائِزَهُمْ وَافْتَحْ بَابَكَ، وَبَاشِرْ أُمُورَهُمْ بِنَفْسِكَ؛ فَإِنَّمَا أَنْتَ رَجُلٌ مِنْهُمْ؛ غَيْرَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَكَ أَثْقَلَهُمْ حِمْلًا، وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ قَدْ فَشَا لَكَ وَلِأَهْلِ بَيْتِكَ هَيْئَةٌ فِي لِبَاسِكَ وَمَطْعَمِكَ وَمَرْكَبِكَ لَيْسَ لِلْمُسْلِمِينَ مِثْلُهَا؛ [ص:43] فَإِيَّاكَ يَا عَبْدَ اللهِ أَنْ تَكُونَ بِمَنْزِلَةِ الْبَهِيمَةِ مَرَّتْ بِوَادٍ خَصْبٍ؛ فَلَمْ يَكُنْ لَهَا هَمٌّ إِلَّا السَّمْنُ وَالْمَاءُ، وَإِنَّمَا حَتْفُهَا فِي السِّمَنِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْعَامِلَ إِذَا زَاغَ زَاغَتْ رَعِيَّتُهُ، وَأَشْقَى النَّاسُ مَنْ شَقِيَتْ بِهِ رَعِيَّتُهُ
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(4/41)
1199 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا أَبُو حَاتِمٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: كَلَّمَ النَّاسُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ أَنْ يُكَلِّمَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي أَنْ يَلِينَ لَهُمْ؛ فإنه [قد] أَخَافَ الْأَبْكَارَ فِي خُدُورِهِنَّ؛ فَكَلَّمَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَالْتَفَتَ عُمَرُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ! إِنِّي لا أَجِدَ لَهُمْ إِلَّا ذَلِكَ، وَاللهِ لَوْ أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ مَا لَهُمْ عِنْدِي مِنَ الرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالشَّفَقَةِ؛ لَأَخَذُوا ثَوْبِي [ص:44] عَنْ عَاتِقِي
__________
[إسناده ضعيف] .(4/43)
1200 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، نَا الْقَاسِمُ بْنُ سَلْمَانَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عِبَادًا وَرَاءَ الْأَنْدَلُسِ كَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْأَنْدَلُسِ، مَا يَرَوْنَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَصَاهُ مَخْلُوقٌ، رِضْرَاضُهُمُ الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ، وَجِبَالُهُمُ الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ، لا يَحْتَرِثُونَ وَلا يَزْرَعُونَ، وَلا يَحْتَرِفُونَ وَلا يَعْمَلُونَ عَمَلًا، لَهُمْ شَجَرٌ عَلَى أَبْوَابِهِمْ لَهَا ثَمَرٌ هِيَ طَعَامُهُمْ، وَشَجَرٌ لَهَا أَوْرَاقٌ عِرَاضٌ هِيَ لِبَاسُهُمْ.(4/44)
1201 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الْأَزْدِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ: [ص:45] أَنَّ ذي القرنين أتى مغارب الشَّمْسِ، فَرَأَى قَوْمًا لا يَعْمَلُونَ عَمَلًا؛ وَإِذَا مَنَازِلُهُمْ لَيْسَ لَهَا أَبْوَابٌ، وَلَيْسَ لَهُمْ حُكَّامٌ وَلا قُضَاةٌ، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمْ: قَدْ رَأَيْتُ مِنْكُمْ عَجَبًا! قَالُوا: وَمَا رَأَيْتُ مِنَ الْعَجَبِ؟ قَالَ: أَرَى قُبُورَكُمْ عَلَى أَبْوَابِ مَنَازِلِكُمْ! قَالُوا: كَي لا نَنْسَى الْمَوْتَ! قَالَ: فَمَا لِي أَرَى بَيَادِرَكُمْ وَاحِدَةً؟ قَالُوا: نَتَقَاسَمُ بِالسَّوِيَّةِ؛ نُعْطِي مَنْ زَرَعَ وَمَنْ لَمْ يَزْرَعْ. قَالَ: فَمَا لِي أَرَى بُيُوتَكُمْ لَيْسَ لَهَا أَبْوَابٌ؟ قَالُوا: لَيْسَ فِينَا مُتَّهَمٌ. قَالَ: فَمَا لِي أَرَى الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ تَدُورُ فِيمَا بَيْنَكُمْ ولا تضركم؟ ! قالو: نَزَعَ اللهُ مِنْ قُلُوبِنَا الْغِشَّ وَالْحِنَاثَ؛ فَنَزَعَ اللهُ مِنْهَا [ص:46] السُّمَّ. قَالَ: فَمَا لِي لا أَرَى فِيكُمْ حُكَّامًا؟ ! قَالُوا: لَيْسَ فِينَا مَنْ يَظْلِمُ صَاحِبَهُ. قَالَ: فَمَا لِي أَرَاكُمْ أَطْوَلَ النَّاسِ أَعْمَارًا؟ ! فَقَالُوا: وَصَلْنَا أَرْحَامَنَا؛ فَطَوَّلَ اللهُ أَعْمَارَنَا
__________
[إسناده واه جدا] .(4/44)
1202 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَسْكُنَ غَدًا مَعِي فِي حَظِيرَةِ الْقُدْسِ؛ فَكُنْ فِي الدُّنْيَا وَحِيدًا فَرِيدًا مَهْمُومًا مَحْزُونًا؛ كَالطَّائِرِ الْوَحْدَانِيِّ، يَظَلُّ فِي رِيَاضِ الْفَلاةِ، وَيَرِدُ مَاءَ الْعُيُونِ، وَيَأْكُلُ أَطْرَافَ الشَّجَرِ، فَإِذَا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ آوَى وَحْدَهُ اسْتِيحَاشًا مِنَ الطَّيْرِ وَاسْتِئْنَاسًا بِرَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ
__________
[إسناده واه جدا] .(4/46)
1203 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَخِي الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: [ص:47] كَانَ دُعَاءُ عِيسَى صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ الَّذِي يَدْعُو بِهِ لِلْمَرْضَى وَالزَّمْنَى وَالْعُمْيَانِ وَالْمَجَانِينِ وَغَيْرِهِمْ: اللهُمَّ! أَنْتَ إِلَهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ، وَإِلَهُ مَنْ فِي الْأَرْضِ، لا إِلَهَ فِيهِمَا غَيْرُكَ، وَأَنْتَ جَبَّارُ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَجَبَّارُ مَنْ فِي الْأَرْضِ، لا جَبَّارَ فِيهِمَا غَيْرُكَ، وَأَنْتَ مَلِكُ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَمَلِكُ مَنْ فِي الْأَرْضِ، لا مَلِكَ فِيهِمَا غَيْرُكَ، قُدْرَتُكَ فِي الْأَرْضِ كَقُدْرَتِكَ فِي السَّمَاءِ، وَسُلْطَانُكَ فِي الْأَرْضِ كَسُلْطَانِكَ فِي السَّمَاءِ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْكَرِيمِ وَوَجْهِكَ الْمُنِيرِ وَمُلْكِكَ الْقَدِيمِ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. قَالَ وَهْبٌ: هَذَا لِلْفَزِعِ وَالْمَجْنُونِ يُقْرَأُ عَلَيْهِ وَيُكْتَبُ لَهُ وَيُسْقَى مَاءَهُ؛ [فَيَبْرَأُ] إِنْ شَاءَ اللهُ
__________
[إسناده واه جدا] .(4/46)
1204 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلابَةَ، نَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: [ص:48] قِيلَ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ: لَوْ أَرَحْتَ نَفْسَكَ؟ قَالَ: رَاحَتَهَا أُرِيدُ.(4/47)
1205 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا الْحِمَّانِيُّ، ذَكَرَهُ عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا ابْنَ آدَمَ! لا تَحْمِلْ هَمَّ يَوْمِكَ الَّذِي يَأْتِي، عَلَى يَوْمِكَ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ، فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أَجَلِكَ يَأْتِ فِيهِ رِزْقُكَ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ لا تَكْسِبُ مِنَ الْمَالِ فَوْقَ قوتك إلا كنت فيها خَازِنًا لِغَيْرِكَ
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(4/48)
1206 - حدثنا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي مِثْلِهِ لِلنَّابِغَةِ:
(وَلَسْتُ بِحَابِسٍ لِغَدٍ طَعَامًا ... حِذَارَ غَدٍ لِكُلِّ غَدٍ طَعَامُ)(4/48)
1207 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نَا قَبِيصَةُ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ طَلْحَةَ الْأَعْلَمِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَجِبْتُ لِمَنْ يَهْلِكُ وَالنَّجَاةُ مَعَهُ! قِيلَ لَهُ: مَا هِيَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: الِاسْتِغْفَارُ
__________
[إسناده لا بأس به] .(4/49)
1208 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا أحمد بْنُ عبدان الأزهري لِغَيْرِهِ:
(أَطِعِ اللهَ بِجُهْدِكَ ... عَامِدًا أَوْ دُونَ جُهْدِكْ)
(أَعْطِ مَوْلاكَ كَمَا تَطْلُبُ ... مِنْ طَاعَةِ عَبْدِكْ)(4/49)
1209 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، عَنْ خَلَفِ بْنِ تَمِيمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يُنْشِدُ [ص:50]:
(أَرَى أُنَاسًا بِأَدْنَى الدِّينِ قَدْ قَنِعُوا ... وَلا أَرَاهُمْ رَضُوا فِي الْعَيْشِ بِالدُّونِ)
(فَاسْتَغْنِ بِاللهِ عَنْ دُنْيَا الْمُلُوكِ كَمَا ... اسْتَغْنَى الْمُلُوكُ بِدُنْيَاهُمْ عَنِ الدِّينِ)(4/49)
1210 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْعَابِدِينَ يَذْكُرُ الدُّنْيَا:
(لَقَدْ غَرَّتِ الدُّنْيَا رِجَالًا فَأَصْبَحُوا ... بِمَنْزِلَةٍ مَا بَعْدَهَا مُتَحَوَّلُ [ص:51])
(فَسَاخِطُ أَمْرٍ لا يُبَدَّلُ غَيْرُهُ ... وَرَاضٍ بَأَمْرِ غَيْرُهُ سَيُبَدَّلُ)
(وَبَالِغُ أَمْرٍ كَانَ يَأْمُلُ دُونَهُ ... وَمُخْتَلِجٌ مِنْ دُونِ مَا كَانَ يَأْمُلُ)(4/50)
1211 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا الْفَضْلُ بْنُ مُوَفَّقٍ نَا السَّرِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ؛ قَالَ: ذَمَّ رَجُلٌ الدُّنْيَا عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ [ص:52] رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: الدُّنْيَا دَارُ صِدْقٍ لِمَنْ صَدَقَهَا، وَدَارُ نَجَاةٍ لِمَنْ فَهِمَ عَنْهَا، وَدَارُ غِنًى لِمَنْ تَزَوَّدَ مِنْهَا، مَهْبَطُ وَحْيِ اللهِ، وَمُصَلَّى مَلائِكَتِهِ، وَمَسْجِدُ أَنْبِيَائِهِ، وَمَتْجَرُ أَوْلِيَائِهِ، رَبِحُوا فِيهَا الرَّحْمَةَ، وَاكْتَسَبُوا فِيهَا الْجَنَّةَ، فَمَنْ ذَا يَذُمُّهَا وَقَدْ أَذِنَتْ بِبَيْنِهَا، وَنَادَتْ بفراقها، وشبهت بسرورها وَبِبَلائِهَا الْبَلاءَ؛ تَرْهِيبًا وَتَرْغِيبًا، فَيَا أَيُّهَا الذَّامُّ لِلدُّنْيَا، الْمُعَلِّلُ نَفْسَهُ! مَتَى خَدَعَتْكَ الدُّنْيَا أَوْ مَتَى اسْتَدَامَتْ إِلَيْكَ؟ ! أَبِمُصَارِعِ آبَائِكَ فِي الْبَلَى، أَمْ بِمُصَارِعِ أُمَّهَاتِكَ تَحْتَ الثَّرَى؟ ! كَمْ مَرَّضْتَ بِيَدَيْكَ وَعَلَّلْتَ بِكَفَّيْكَ، تَطْلُبُ لَهُ الشِّفَاءَ وَتَسْتَوْصِفُ لَهُ الْأَطِبَّاءَ، لا يُغْنِي عَنْكَ دَوَاؤُكَ، وَلا يَنْفَعُكَ بُكَاؤُكَ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/51)
1212 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَحْمَدُ بْنُ بُجَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ ضِرَارِ بْنِ عَمْرٍو، نَا أَبِي، عَنْ مُجَاهِدٍ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْجِنِّ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: يَدْخُلُونَهَا، وَلَكِنْ لا يَأْكُلُونَ فِيهَا وَلا يَشْرَبُونَ، يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالتَّقْدِيسَ؛ فَيَجِدُونَ فِيهِ مَا يَجِدُ فِيهِ أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ لَذِيذِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(4/52)
1213 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: لَمَّا جَاءَ الْبَشِيرُ إِلَى يَعْقُوبَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ؛ قَالَ: عَلَى أَيِّ حَالٍ تَرَكْتُ يُوسُفَ؟ قَالَ: عَلَى الْإِسْلامِ. قَالَ: الْآنَ تَمَّتِ النِّعْمَةُ.(4/53)
1214 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالا: نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ، عَنْ يُونُسَ؛ قَالَ: [ص:54] أَهْلُ الْعَالِيَةِ يَقُولُونَ: إِنَّ عَذَابَكَ بِالْكَافِرِينَ مُلْحِقٌ، وَتَمِيمٌ تَقُولُ: مُلْحَقٌ.(4/53)
1215 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبُو الْخَطَّابِ، نَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ زَاذَانَ، نَا أَبُو الصَّهْبَاءِ؛ قَالَ: قَالَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: [ص:55] اخْتَرْ أَيَّ قَتْلةٍ شِئْتَ. فَقَالَ لَهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: بَلْ أَنْتَ؛ فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ؛ فَإِنَّ الْقِصَاصَ أَمَامَكَ.(4/54)
1216 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسٌ الدوري، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا} [السجدة: 24] ؛ قَالَ: صَبَرُوا عَنِ الدُّنْيَا.(4/55)
1217 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسٌ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، نَا طَلْحَةُ - وَهُوَ الْأَعْلَمُ -، عَنِ الشَّعْبِيِّ: [ص:56] فِي رَجُلٍ أَوْصَى لِأَرَامِلِ بَنِي فُلانٍ؛ قَالَ: الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ فِيهِ سَوَاءٌ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ الشَّاعِرِ:
(تِلْكَ الْأَرَامِلُ قَدْ قَضَيْتَ حَاجَتَهَا ... فَمَنْ لِحَاجَةِ هَذَا الْأَرْمَلِ الذَّكَرِ)(4/55)
1218 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا أَبُو عُثْمَانَ الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا الْأَصْمَعِيُّ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي رَسُولِ اللهِ [ص:57] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(وَأَنْتَ لَمَّا ظَهَرْتَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ ... وَضَاءَتْ بِنُورِكَ الْأُفُقُ)(4/56)
1219 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قَرَأَ الْأَصْمَعِيُّ: (لاَ يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخَاطِئُونَ (37)) [الحاقة: 37] ؛ ثُمَّ أَنْشَدَ قَوْلَ الشَّاعِرِ:
(عِبَادُكَ يُخْطِئُونَ وَأَنْتَ رَبٌّ ... يكفيك الْمَنَايَا لا تَمُوتُ)(4/57)
1220 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو الْقَصَّارُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَاصِمٍ؛ قَالَ: [ص:58] كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِذَا بَعَثَ عَامِلًا اشْتَرَطَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا: أَنْ لا يَرْكَبَ الْبَرَاذِينَ، وَلا يَلْبَسَ الرَّقِيقَ، وَلا يَأْكُلَ النَّقِيَّ، وَلا يَتَّخِذَ بَوَّابًا وَلا حَاجِبًا. قَالَ: وَمَرَّ بِبِنَاءٍ يُبْنَى بِحِجَارَةٍ وَجَصٍّ، فَقَالَ: لِمَنْ هَذَا؟ فَذَكَرُوا أَنَّهُ لِعَامِلٍ مِنْ عُمَّالِهِ عَلَى الْبَحْرَيْنِ؛ فَقَالَ: أَبَتِ الدَّرَاهِمُ إِلَّا أَنْ تُخْرَجَ أَعْنَاقُهَا. وَقَاسَمَهُ مَالَهُ، وَكَانَ يَقُولُ: لِي عَلَى كُلِّ خَائِنٍ أَمِينَانِ: الْمَاءُ , وَالطِّينُ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/57)
1221 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: [ص:59] أَنْشَدَنَا الْأَصْمَعِيُّ لِأُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ في ذكر العرش:
(مَجِّدُوا اللهَ وَهُوَ لِلْمَجْدِ أَهْلٌ ... رَبُّنَا فِي السَّمَاءِ أَمْسَى كَبِيرًا)
(بِالْبِنَاءِ الْأَعْلَى الَّذِي سَبَقَ النَّاسَ ... وَسَوَّى فَوْقَ السَّمَاءِ سَرِيرًا)
(شَرْجَعًا مَا يَنَالُهُ بَصَرُ الْعَيْنِ ... تَرَى دُونِهِ الْمَلائِكَ صُورًا)
قال الأصمعي: 1 لملائك جَمْعُ مَلَكٍ، وَصُورٌ الْمَائِلُ الْعُنُقِ، وَهُمْ حَمَلَةُ الْعَرْشِ.(4/58)
1222 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: [ص:60] أَنَّ النُّعْمَانَ بْنَ امْرِئِ الْقَيْسِ الْأَكْبَرِ - وَهُوَ الَّذِي بَنَى الْخُوَرْنَقَ - رَكِبَ يَوْمًا وَأَشْرَفَ عَلَى الْخَوَرْنَقِ، فَنَظَرَ إِلَى مَا حَوْلَهُ، فَقَالَ لِمَنْ حَضَرَهُ: هَلْ عَلِمْتُمْ أَحَدًا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيتُ؟ فَقَالُوا: لا؛ إِلَّا [أَنَّ] رَجُلًا مِنْهُمْ سَاكِتٌ لا يَتَكَلَّمُ، وَكَانَ مِنْ حُكَمَائِهِمْ، فَقَالَ لَهُ: مَا لَكَ لا تَتَكَلَّمُ؟ فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ! إِنْ أَذِنْتَ لِي تَكَلَّمْتُ. فَقَالَ: تَكَلَّمُ. فَقَالَ: أَرَأَيْتَ مَا جَمَعْتَ؛ أَشَيْءٌ هُوَ لَكَ لَمْ يَزَلْ وَلا يَزُولُ، أَمْ هُوَ شَيْءٌ كَانَ لِمَنْ قَبْلَكَ زَالَ عَنْهُ وَصَارَ إِلَيْكَ، وَكَذَلِكَ يَزُولُ عَنْكَ؟ فَقَالَ: لا، بَلْ كَانَ لِمَنْ قَبْلِي فَزَالَ عَنْهُ وَصَارَ إِلَيَّ، وَكَذَلِكَ يَزُولُ عَنِّي. قَالَ: فَسُرِرْتَ بِشَيْءٍ تَذْهَبُ [ص:61] عَنْكَ لَذَّتُهُ غَدًا وَتَبْقَى تَبِعَتُهُ عَلَيْكَ، تَكُونُ فِيهِ قَلِيلًا وَتَرْتَهِنُ فِيهِ كَثِيرًا طَوِيلًا. قَالَ: فَبَكَى، وَقَالَ لَهُ: فَأَيْنَ الْمَهْرَبُ؟ قَالَ: إِلَى أَحَدِ أَمْرَيْنِ: إِمَّا أَنْ تُقِيمَ فَتَعْمَلَ بِطَاعَةِ اللهِ رَبِّكَ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِمَّا أَنْ تُلْقِيَ عَلَيْكَ أَمْسَاحًا ثُمَّ تَلْحَقَ بِجَبَلٍ وَتَفِرَّ مِنَ النَّاسِ وَتُقِيمَ وَحْدَكَ وَتَعْبُدَ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ أَجَلُكَ. قال: فإذ فَعَلْتُ ذَلِكَ فَمَا لِي؟ قَالَ: حَيَاةٌ لا تَمُوتُ، وَشَبَابٌ لا يَهْرَمُ، وَصِحَّةٌ لا تَسْقَمُ، وَمُلْكٌ جَدِيدٌ لا يَبْلَى. فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْحَكِيمُ! فَكُلُّ مَا أَرَى إِلَى فَنَاءٍ وَزَوَالٍ؟ ! قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَيُّ خَيْرٍ فِيمَا يَفْنَى؟ ! وَاللهِ لَأَطْلُبَنَّ عَيْشًا لا يَزُولُ أبداً. فانخلع عن مُلْكِهِ، وَلَبِسَ الْأَمْسَاحَ، وَسَارَ فِي الْأَرْضِ، وَتَبِعَهُ الْحَكِيمُ؛ فَعَبِدَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَمِيعًا حَتَّى مَاتَا، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ فِيهِ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ الشَّاعِرُ:
(تَبَيَّنَ رَبُّ الْخَوَرْنَقِ إِذَا ... مَا أَشْرَفَ يَوْمًا وَلِلْهَدِي تَفْكِيرُ)
(سَرَّهُ حَالُهُ وَكَثْرَةُ مَا يَمْلِكُ ... وَالْبَحْرُ مَعْرَضًا وَالسَّدِيرُ)
(فَارْعَوَى قَلْبُهُ وَقَالَ وَمَا ... غِبْطَةُ حَيٍّ إِلَى الْمَمَاتِ يَصِيرُ؟)
وَفِيهِمْ يَقُولُ الْأَسْوَدُ بْنُ يَعْفُرَ:
(مَاذَا أُؤَمِّلُ بَعْدَ آلِ مُحْرِقٍ ... تَرَكُوا مَنَازِلَهُمْ وَبَعْدَ إِيَادِ)
(أَرْضُ الْخَوَرْنَقِ وَالسَّدِيرِ وَبَارِقٍ ... وَالْقَصْرِ ذِي الشُّرُفَاتِ مِنْ سِنْدَادِ)
(نَزَلُوا بِأَنْقَرَةَ تَسِيلُ عَلَيْهِمُ ... مَاءُ الْفُرَاتِ يَجِيءُ مِنْ أَطْوَادِ)
(أَرْضٌ تَخَيَّرَهَا لِطِيبِ مَقِيلِهَا ... كَعْبُ بْنُ مَامَةَ وَابْنُ أُمِّ دُؤَادَ)
(جَرَتِ الرِّيَاحُ عَلَى مَحَلِّ دِيَارِهِمْ ... فَكَأَنَّهُمْ كَانُوا عَلَى مِيعَادِ)
(فَأَرَى النَّعِيمَ وَكُلُّ مَا يُلْهَى بِهِ ... يَوْمًا يَصِيرُ إِلَى بِلًى وَنَفَادِ)(4/59)
1223 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ عَمَّارٍ يَقُولُ فِي بَعْضِ مَوَاعِظِهِ: مَا أَرَى إِسَاءَةً تَكْبُرُ عِنْدَ عَفْوِ اللهِ؛ فَلا تَيْأَسْ مِنْ رحمه اللهِ، وَرُبَّمَا أَخَذَ اللهُ عَلَى الذَّنْبِ الصَّغِيرِ.(4/62)
1224 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: قَالَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : طُوبَى لِمَنْ سَمِعَتْ أُذُنَاهُ مَا يَقُولُ لِسَانُهُ.(4/62)
1225 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: مَا رُؤيَ مَجْلِسٌ مِثْلَ مَجْلِسَ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَلَقَدْ مَاتَ يَوْمَ مَاتَ وَإِنَّهُ لَحَبْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ.(4/62)
1226 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ يَوْمَ مَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: الْيَوْمَ مَاتَ رَبَّانِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ.(4/63)
1227 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ الْمُقْرِئُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنِ الْهَيْثَمِ عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الْوَرْدِ؛ قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: [ص:64] مَا رَأَيْتُ مَجْلِسًا أَكْرَمَ مِنْ مَجْلِسَ ابْنِ عَبَّاسٍ أَكْثَرَ فِقْهًا وَلا أَعْظَمَ جِفْنَةً، أَصْحَابُ الْقُرْآنِ عِنْدَهُ يَسْأَلُونَهُ وَأَصْحَابُ الْعَرَبِيَّةِ عِنْدَهُ يَسْأَلُونَهُ، وَأَصْحَابُ الشِّعْرِ عِنْدَهُ يَسْأَلُونَهُ، وَكُلُّهُمْ يَصْدُرُ فِي رَأْيٍ وَاسِعٍ.(4/63)
1228 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا فُضَيْلٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا مَاتَ بَكَتْ عَلَيْهِ الْأَرْضُ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا.(4/64)
1229 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّزَّازُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ مَسْعَدَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص:65] مَاتَ أَخٌ لَنَا، فَلَمَّا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَمُدَّ عَلَيْهِ الثَّوْبُ جَاءَ صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ، فَأَخَذَ بِجَانِبَيِّ الثَّوْبِ، ثُمَّ نَادَى: يَا فُلانُ!
(إِنْ تَنْجُ مِنْهَا تَنْجُ مِنْ ذِي عَظِيمَةٍ ... وَإِلَّا فَإِنِّي لا إِخَالُكَ نَاجِيًا)
[ص:66] قَالَ: فَبَكَى وَأَبْكَى النَّاسَ.(4/64)
1230 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ؛ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ يَحْيَى الْبَكَّاءِ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقَارِئُ: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ} [الأنعام: 30] ؛ فَصَاحَ صَيْحَةً، فَعَادُوهُ مِنْهَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ.(4/66)
1231 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ خَلَفٍ يَقُولُ: لَقِيتُ عُمَرَ صَاحِبَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ بِمَكَّةَ، فَقُلْتُ لَهُ: أراكب جِئْتَ أَمْ رَاجِلٌ؟ فَبَكَى، ثُمَّ قَالَ: أَمَا يَرْضَى الْعَاصِي أَنْ يَجِيءَ إِلَى مَوْلاهُ إِلَّا رَاكِبًا؟ !(4/66)
1232 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ الْمُبَارَكِ: قَرَأْتُ الْبَارِحَةَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ. فَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: لَكِنِّي أَعْرِفُ رَجُلًا لَمْ يَزَلِ الْبَارِحَةَ يقرأ: (أَلْهكُمُ التَّكَاثُرُ) (1)) [التَّكَاثُرُ: 1] إِلَى الصُّبْحِ مَا قَدِرَ أَنْ يُجَاوِزَهَا (يَعْنِي نَفْسَهُ) .(4/67)
1233 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ، نَا أَبِي، نَا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْفُضَيْلِ لِأَبِيهِ: يَا أَبَةِ! سَلْ لِي رَبَّكَ الْحُزْنَ؛ فَلَعَلِّي أَنْجُو بِطُولِ الْحُزْنِ غَدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.(4/67)
1234 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، نَا أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ؛ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْفُضَيْلِ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقْرَأَ الْقَارِعَةَ.(4/67)
1235 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ الْعَابِدِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدِ يَقُولُ: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ بَابًا، وَبَابُ الْعِبَادَةِ الْحُزْنُ، وَإِنَّ الْمَحْزُونَ فِي أَمْرِ اللهِ فِي عُلُوٍّ مِنَ اللهِ.(4/68)
1236 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ: الْحُزْنُ مَلِكُ الْبَدَنِ، وَالْمَلِكُ لا يَسْكُنُ إِلَّا فِي مَوْضِعٍ فَارِغٍ غَيْرِ مَشْغُولٍ.(4/68)
1237 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ؛ قَالَ: [ص:69] بَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ بِجَبَلِ عَرَفَاتٍ فِي نَاحِيَةٍ مِنَ النَّاسِ؛ إِذْ أَقْبَلَ شَابَّانِ عَلَيْهِمَا الْعَبَاءُ الْقَطَوَانِيُّ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: يَا حَبِيبُ! فَأَجَابَهُ الْآخَرُ: لَبَّيْكَ أَيُّهَا الْمُحِبُّ. قَالَ: أَتَرَى الَّذِي تَحَابَبْنَا وَتَوَادَدْنَا مِنْ أَجْلِهِ يُعَذِّبُنَا غَدًا فِي الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: فَسَمِعَ صَوْتًا مِنَ الْهَوَاءِ يَقُولُ: كَلَّا لَيْسَ بِفَاعِلٍ.(4/68)
1238 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلابَةَ، نَا سَعِيدُ (يَعْنِي: ابْنَ سُلَيْمَانَ) ، نَا عَبَّادُ (يَعْنِي: ابْنَ الْعَوَّامِ) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ. قَالَ: [ص:70] كَتَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَى سَلْمَانَ: أَنْ هَلُمَّ إِلَى الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ وَأَرْضِ الْجِهَادِ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ سَلْمَانُ: إن الْأَرْضَ لا تُقَدِّسُ أَحَدًا، وَإِنَّمَا يُقَدِّسُ الْمَرْءَ عَمَلُهُ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/69)
1239 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلابَةَ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالا: نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ سَلَّامٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ بِلَالِ بْنِ الْمُنْذِرِ الْحَنَفِيِّ؛ قَالَ: [ص:71] كُنَّا مَعَ ابْنِ أَبِي أَوْفَى فِي جِنَازَةٍ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَةٌ: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! اسْتَغْفِرْ لِي. فَقَالَ لَهَا: إِنَّمَا يُغْفَرُ لَكِ بِعَمَلِكِ
__________
[إسناده مظلم] .(4/70)
1240 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو الْوَاسِطِيُّ، نَا هَارُونُ بْنُ أَبِي هَارُونَ، عَنْ بَقِيَّةَ؛ قَالَ: كُنْتُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ بِصُورَ، فَصَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ، فَلَمَّا فَرَغَ أَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ! ادْعُ لِي. فَالْتَفَتَ إِلَى الرَّجُلِ، فَقَالَ لَهُ: دُعَاؤُكَ لِنَفْسِكَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ دُعَائِي لَكَ.(4/71)
1241 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا بشر بن موسى؛ قا: سَمِعْتُ عَمِّي يَقُولُ: [ص:72] دَخَلْتُ عَلَى عَلِيلٍ أَعُودُهُ، فَالْتَفَتَ الْعَلِيلُ إِلَى ابْنِ عُيَيْنَةَ وَهُوَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! ادْعُ اللهَ لِي. فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ: دُعَاؤُكَ لِنَفْسِكَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ دُعَائِي لَكَ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيْثُ يَقُولُ: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ) [النمل: 62] ؛ فَقُلْ أَنْتَ: يَا رَبِّ! يَا رَبِّ! {وَيَكْشِفُ السُّوءَ} ، قُلْ أَنْتَ: يَا رَبِّ! فَقَالَهَا الْعَلِيلُ، فَعُوفِيَ. قَالَ عَمِّي: فَعَلَّمْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ زُرَارَةَ وَعِدَّةً مِنْ أَصْحَابِنَا، فَمَا دَخَلْنَا عَلَى مَرِيضٍ فَقُلْتُهُ إِلَّا عُوفِيَ، وَهَكَذَا أَخْبَرَنِي مَنْ عَلَّمْتَهُ. قَالَ بِشْرٌ: مَا عَلَّمْتُهُ مَرِيضًا إِلَّا عُوفِيَ.(4/71)
1242 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى كُرْزِ بْنِ وَبَرَةَ بَيْتَهُ؛ فَإِذَا عِنْدَ مُصَلَّاهُ حُفَيْرَةٌ قَدْ مَلَأَهَا تِبْنًا وَبَسَطَ عَلَيْهَا كِسَاءً مِنْ طُولِ الْقِيَامِ، وَكَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي الْيَوْمِ [ص:73] وَاللَّيْلَةِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَلَهُ عُودٌ فِي الْمِحْرَابِ يَعْتَمِدُ عَلَيْهِ إِذَا نَعَسَ، وَكَانَ إِذَا خَرَجَ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ؛ فَيُضْرَبُ حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ.(4/72)
1243 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: رَأَيْتُ ابْنَ طَارِقٍ فِي الطَّوَافِ وَعَلَيْهِ نَعْلانِ مَخْصُوفَتَانِ قَدِ انْفَرَجَ لَهُ أَهْلُ الطَّوَافِ؛ فَكَانَ يُحْزَرُ طَوَافُهُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ، فَإِذَا هُوَ يَطُوفُ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ عَشَرَةَ فَرَاسِخَ.(4/73)
1244 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ يَقُولُ: [ص:74] سَأَلَنِي هُبَيْرَةُ: مَا كُرْزٌ وَابْنُ طَارِقٍ؟ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: ابْنُ طَارِقٍ لَوْ كَانَ احد يَكْتَفِي بِالتُّرَابِ لاكْتَفَى بِهِ، وَذَكَرَ كُرْزًا؛ فَقَالَ: مَا رُئِيَ قَطُّ إِلَّا وَهُوَ يُطِيعُ اللهَ. قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ:
(لَوْ شِئْتَ كُنْتَ كَكُرْزٍ فِي تَعَبُّدِهِ ... وَكَابْنِ طَارِقٍ حَوْلَ الْبَيْتِ فِي الْحَرَمِ)
(قَدْ حَالَ دُونَ لَذِيذِ الْعَيْشِ خَوْفُهُمَا ... وَجَاهَدَا فِي طِلابِ الْفَوْزِ وَالْكَرَمِ)(4/73)
1245 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: [ص:75] صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النَّجَاشِيِّ، صَفَّنَا صَفَّيْنِ
__________
[إسناده صحيح] .(4/74)
1246 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ الْهَمَذَانِيُّ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، نَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:77] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! إِنَّهُ لَمَكْتُوبٌ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَسَدُ اللهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(4/75)
1247 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: تَبِعَ مُحَمَّدُ بن المنكدرجنازة رَجُلٍ كَانَ يُسَفَّهُ بِالْمَدِينَةِ، فَعُوتِبَ فِي ذَلِكَ، وَقِيلَ لَهُ: أَمِثْلُكَ يَحْضُرُ جِنَازَةً مِثْلَ هَذَا؟ فَقَالَ: وَاللهِ! إني لأستحي مِنَ اللهِ أَنْ يَرَانِي أَرَى أَنَّ رَحْمَتَهُ عَجَزَتْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ.(4/77)
1248 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُقَاتِلُ بْنُ صَالِحٍ الْأَنْمَاطِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، نَا ابْنُ أَبِي غَنِيَّةَ، نَا أَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ الشَّيْبَانِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ: [ص:78] جَاءَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَقَالَ: جِئْتُكَ فِي حَاجَةٍ مِنَ الْبَصْرَةِ وَمَا جِئْتُ حَاجًّا وَلا مُعْتَمِرًا. قَالَ: قُلْتُ لَهُ: وَمَا حَاجَتُكَ؟ فَقَالَ: جِئْتُكَ لِأَسْأَلَكَ: مَتَى يُبْعَثُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يُبْعَثُ وَاللهِ عَلِيٌّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تَهِمُّهُ نَفْسُهُ
__________
[صحيح] .(4/77)
1249 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَدَائِنِيَّ يَقُولُ: نَظَرَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى قَوْمٍ بِبَابِهِ، فَقَالَ لِقَنْبَرٍ: يَا قَنْبَرُ! مَنْ هَؤُلاءِ؟ قَالَ: هَؤُلاءِ شِيعَتُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: وَمَا لِي لا أَرَى فِيهِمْ سِيمَا الشِّيعَةِ؟ ! قَالَ: وَمَا سِيمَا الشِّيعَةِ؟ قَالَ: خُمْصُ [ص:79] الْبُطُونِ مِنَ الطَّوَى، يُبْسُ الشِّفَاهِ مِنَ الظَّمَأِ، عُمْشُ الْعُيُونِ مِنَ الْبُكَاءِ
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(4/78)
1250 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبُو سَلَمَةَ الْمُنَقِّرِيُّ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْبَخْتَرِيِّ الْيَشْكُرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنَ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص:83] قَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْقَلَمُ وَالنُّونُ، وَهِيَ الدَّوَاةُ، ثُمَّ قَالَ لِلْقَلَمِ: اكْتُبْ. قَالَ: وَمَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبِ الدُّنْيَا وَمَا هُوَ كَائِنٌ فِيهَا مِنْ عَمَلٍ مَعْمُولٍ، بِرًّا وَفُجُورًا، وَرِزْقَ حَلالٍ أَوْ حَرَامٍ، أَوْ رَطْبٍ أَوْ يَابِسٍ. فَجَرَى الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ خَلَقَ مَلائِكَةً وَوَكَّلَهُمْ بِالْكِتَابِ، وَخَلَقَ مَلائِكَةً وَكَّلَهُمْ بِالْعَمَلِ وَبِبَنِي آدَمَ؛ فَتَنْطَلِقُ الْمَلائِكَةُ الَّذِينَ وُكِّلُوا بِالْخَلْقِ إِلَى الْمَلائِكَةِ الَّذِينَ وُكِّلُوا بِالْكِتَابِ، فَيَخْرُجُونَ إِلَيْهِمْ بِالنُّسَخِ مِمَّا يَجْرِي عَلَى بَنِي آدَمَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَتَهْبِطُ الْمَلائِكَةُ الَّذِينَ وُكِّلُوا بِالْخَلْقِ عَلَى بَنِي آدَمَ؛ فَيَكْتُبُونَ أَعْمَالَهُمْ مِمَّا يَجْرِي عَلَيْهِمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ. ثُمَّ تَلا عَبْدُ اللهِ هَذِهِ الْآيَةَ [ص:84]: {إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجاثية: 29] ، فَقَالَ الْقَوْمُ: مَا كُنَّا نَرَى هَذِهِ الْآيَةَ لِعَبْدِ اللهِ، فَقَالَ لَهُمْ: أَلَيْسَ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَرَبٌ؟ ! أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ النُّسْخَةَ لا تَكُونُ إِلَّا مِنْ أَصْلٍ ثَابِتٍ؟ ! ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنَّ الْمَلَكَ إِذَا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى بَنِي آدَمَ يَدْفَعُ إِلَيْهِ صَحِيفَةً مَخْتُومَةً وَصَحِيفَةً مَنْشُورَةً لَيْسَ فِيهَا كِتَابٌ؛ فَيَهْبِطُ الْمَلَكُ عَلَى ابْنِ آدَمَ، فَيَكْتُبُ عَمَلَهُ أَجْمَعَ ثُمَّ يَعْرُجُ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ إِلَى الْمَلائِكَةِ الَّذِينَ وُكِّلُوا بِالْكِتَابِ؛ فَيَفُضُّونَ الْخَاتَمَ، ثُمَّ يُعَارِضُونَ بِعَمَلِ بَنِي آدَمَ؛ فَيَجِدُونَهُ عَلَى مَا كَانَ فِي الْمَخْتُومِ
__________
[إسناده مظلم] .(4/79)
1251 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبُو سَلَمَةَ، نَا يَحْيَى بْنُ عَمْرٍو النُّكْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (إلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)) [الشعراء: 89] ؛ قال: شَهَادَةُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ.(4/84)
1252 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ، نَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي غَزِيَّةَ الْأَنْصَارِيِّ؛ قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: [ص:85] إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَكًا مؤكلا بِجَمْعِ الْأَشْكَالِ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ.(4/84)
1253 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ عَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ: إِنَّ الْحَبَشَةَ لَمَّا قَدِمَتْ مَكَّةَ أَخَذَتْ فِي طَرِيقِهَا نُفَيْلَ بْنَ حَبِيبٍ لِيَدُلَّهَا عَلَى الْبَيْتِ، فَاحْتَالَ فِي الْهَرَبِ مِنْهَا، وَقَالَ فِي ذَلِكَ شِعْرًا:
(أَلا رُدِّي رَكَائِبَنَا رُدِّينَا ... نَعِمْنَاكُمْ عَلَى الْهُجْرَانِ عَيْنَا)
(فَإِنَّكِ لَوْ رَأَيْتِ وَلَنْ تَرَيْهِ ... لَدَى جَنْبِ الْمُحْصَبِ مَا رَأَيْنَا)
(حَمِدْتُ اللهَ إِذْ أَبْصَرْتِ طَيْرًا ... وَحَصْبَ حِجَارَةٍ تُلْقَى عَلَيْنَا [ص:86])
(وَكُلُّهُمْ يُسَائِلُ عَنْ نُفَيْلٍ ... كَأَنَّ عَلَيَّ لِلْحُبْشَانِ دَيْنَا)(4/85)
1253 - / 1 - قَالَ: وَقَالَ طُفَيْلٌ؛ وَهُوَ جَاهِلِيٌّ:
(تَرْعَى مَذَانِبَ وَسْمِيٍّ أَطَاعَ لَهَا ... بِالْجَزَعِ حَيْثُ عَصَى أَصْحَابَهُ الْفِيلُ)(4/86)
1253 - / 2 - وَقَالَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ؛ وَهُوَ جَاهِلِيٌّ:
(إِنَّ آيَاتِ رَبِّنَا بَيِّنَاتٍ ... مَا يُمَارِي فِيهِنَّ إِلَّا الْكَفُورُ)
(حَبَسَ الْفِيلَ بالمغمس حتى ... ظل يحبوا كَأَنَّهُ مَعْقُورُ)(4/86)
1253 - / 3 - وَقَالَ أَبْرَهَةُ مَلِكُ الْحَبَشَةِ حَيْثُ رَجَعَ:
(أَيْنَ الْمَفَرُّ وَالْإِلَهُ الطَّالِبْ ... وَالْأَشْرَمُ الْمَغْلُوبُ غَيْرُ الْغَالِبْ)(4/87)
1254 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْوَاقِدِيَّ يَقُولُ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَأَيْتُ قَائِدَ الْفِيلِ وَسَائِسَهُ بِمَكَّةَ أَعْمَيَيْنِ مُقْعَدَيْنِ يَسْتَطْعِمَانِ النَّاسَ
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(4/87)
1255 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ فَهْمٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ، نَا عِيسَى بْنُ يَزِيدَ، نَا الْمَسْعُودِيُّ: [ص:88] أَنَّ عَائِشَةَ ابْنَةَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ رَأَتْ أَبَاهَا طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ فِي الْمَنَامِ؛ فَقَالَ لَهَا: يَا بُنيَّةُ! حَوِّلِينِي مِنْ هَذَا الْمَكَانِ؛ فَقَدْ أَضَرَّ بِي النَّدَى. فَأَخْرَجَتْهُ بَعْدَ ثَلاثِينَ سَنَةً أَوْ نَحْوِهَا؛ فَحَوَّلَتْهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَكَانِ وَهُوَ طَرِيٌّ لَمْ يَتَغَيَّرْ مِنْهُ شَيْءٌ، فَدُفِنَ فِي الْهَجْرِيِّينَ بِالْبَصْرَةِ، وَتَوَلَّى إِخْرَاجَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلامَةَ التَّيْمِيُّ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/87)
1256 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبُزُورِيُّ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: [ص:89] لَمَّا أَرَادُوا حَفْرَ الْعَيْنِ - قَالَ سُفْيَانُ: تُسَمَّى عَيْنَ أَبِي زِيَادٍ -، نَادُوا بِالْمَدِينَةِ: مَنْ كَانَ لَهُ قَتِيلٌ؛ فَلْيَأْتِ قَتِيلَهُ. قَالَ جَابِرٌ: فَأَتَيْنَاهُمْ، فَأَخْرَجْنَاهُمْ رِطَابًا يَتَثَنَّوْنَ، وَأَصَابَتِ الْمِسْحَاةُ رِجْلَ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَانْقَطَرَ مِنْهَا دَمٌ، وَذَلِكَ بَعْدَ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً.(4/88)
1257 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ وَهُوَ خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ غَزَا بِلادَ الرُّومِ، فَمَاتَ بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، فَقُبِرَ مَعَ سُورِ الْمَدِينَةِ وَبُنِيَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا أَشْرَفَ عَلَيْهِمُ الرُّومُ، فَقَالُوا: يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ! قَدْ كَانَ لَكُمُ اللَّيْلَةَ شَأْنٌ. [ص:90] فَقَالُوا: مَاتَ رَجُلٌ مِنْ أَكَابِرِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَاللهِ لَئِنْ نُبِشَ لا ضُرِبَ بِنَاقُوسٍ فِي بِلادِ الْعَرَبِ. قَالَ: وَكَانَ الرُّومُ إِذَا أَمْحَلُوا كَشَفُوا عَنْ قَبْرِهِ؛ فَأُمْطِرُوا
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(4/89)
1258 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا ابْنُ سَعْدٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، نَا ابو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نِيَارٍ الْأَسْلَمِيِّ: أَنَّ سَلْمَانَ بْنَ رَبِيعَةَ الْبَاهِلِيَّ غَزَا بِلادَ التُّرْكِ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقُتِلَ بِبَلَنْجَرَ، فَجَعَلَ أَهْلُ تِلْكَ النَّاحِيَةِ عِظَامَهُ فِي تَابُوتٍ، فَإِذَا احْتَبَسَ عَنْهُمُ الْقَطْرُ؛ أَخْرَجُوهُ، فَاسْتَسْقَوْا بِهِ، فَسُقُوا، فَقَالَ فِي ذَلِكَ ابْنُ جُمَانَةَ الْبَاهِلِيُّ الشَّاعِرُ:
(إِنَّ لَنَا قَبْرَيْنِ قَبْرًا بِالِانْجَرِ ... وَقَبْرًا بِأَعْلا الصِّينِ يَا لَكَ مِنْ قَبْرِ [ص:91])
(فَهَذَا الَّذِي بِالصِّينِ عَمَّتْ فُتُوحُهُ ... وَهَذَا الَّذِي بِالتُّرْكِ يُسْقَى بِهِ الْقَطْرِ)
فَالْقَبْرُ الَّذِي بِالصِّينِ قَبْرَ قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، قُتِلَ بِفَرْغَانَةِ، فَجَعَلَهُ الشَّاعِرُ بِالصِّينِ مِنْ أَجْلِ الْقَافِيَةِ:(4/90)
1259 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أبو إِسْمَاعِيلُ التِّرْمِذِيُّ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ؛ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَثْبُتُ لَهُمُ الْعَدُوُّ فَوَاقًا عِنْدَ اللِّقَاءِ، فَقَالَ هِرَقْلُ وَهُوَ عَلَى أَنْطَاكِيَةَ لَمَّا قَدِمَتْ مُنْهَزِمَةً الرُّومُ؛ قَالَ لَهُمْ: أَخْبِرُونِي وَيْلَكُمْ عَنْ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ؛ أَلَيْسُوا هُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ؟ ! قَالُوا: بَلَى. قَالَ: فَأَنْتُمْ أَكْثَرُ أَمْ هُمْ؟ [ص:92] قَالُوا: بَلْ نَحْنُ أَكْثَرُ مِنْهُمْ أَضْعَافًا فِي كُلِّ مَوْطِنٍ. قَالَ فَمَا بَالُكُمْ تَنْهَزِمُونَ كُلَّمَا لَقِيتُمُوهُمْ؟ فَقَالَ شَيْخٌ مِنْ عُظَمَائِهِمْ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ يَقُومُونَ اللَّيْلَ، وَيَصُومُونَ النَّهَارَ، وَيُوفُونَ بِالْعَهْدِ، وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَيَتَنَاصَفُونَ بَيْنَهُمْ، وَمِنْ أَجْلِ أَنَّا نَشْرَبُ الْخَمْرَ، وَنَزْنِي، وَنَرْكَبُ الْحَرَامَ، وَنَنْقُضُ الْعَهْدَ، وَنَغْصَبُ، وَنَظْلِمُ، وَنَأْمُرُ بِمَا يُسْخِطُ اللهَ، وَنَنْهَى عَمَّا يُرْضِي اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَنُفْسِدُ فِي الْأَرْضِ. قَالَ: أَنْتَ صَدَقْتَنِي.(4/91)
1260 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ لِمَنْ وَرَدَ عَلَيْهِ: هَلْ يَثْبُتُ لَكُمُ الْعَدُوُّ؟ فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ؛ قَالَ: غَلَلْتُمْ
__________
[إسناده معضل] .(4/92)
1261 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، نَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَذِرًا فِي الْحَرْبِ جِدًّا، شَدِيدَ الرَّوَغَانِ مِنْ قَرْنِهِ، إِذَا حَمَلَ تَحَفَّظَ جَوَانِبَهُ جَمِيعًا مِنَ الْعَدُوِّ، وَإِذَا رَجَعَ مِنْ حَمْلَتِهِ يَكُونُ لِظَهْرِهِ أَشَدَّ تَحَفُّظًا مِنْهُ لِقُدَّامِهِ، لا يَكَادُ أَحَدٌ يَتَمَكَّنُ مِنْهُ، وَكَانَ دِرْعُ صَدْرِهِ لا ظَهْرَ لَهَا، فَقِيلَ لَهُ: أَلا تَخَافُ أَنْ تُؤْتَى مِنْ قِبَلِ ظَهْرِكَ؟ فَقَالَ: إِنْ أَمْكَنْتُ عَدُوِّي مِنْ ظَهْرِي؟ فَلا أَبْقَى الله عَلَيْهِ إِنْ أَبْقَى عَلَيَّ
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(4/93)
1262 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَنْمَاطِيُّ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّهْرِيُّ؛ قَالَ: [ص:94] مَا زِلْتُ أَسْمَعُ مِنْ أَشْيَاخِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنَّهُ لَمْ يَبْلُغْ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ الْحُكْمَ إِلَّا هُتِمَ (أَيْ: بَخَرَ) ؛ لِمَا صَنَعَ عُتْبَةُ بِفِيِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/93)
1263 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: أَرْبَعَةٌ يُسَوِّدْنَ الْعَبْدَ: الْأَدَبُ، وَالصِّدْقُ، وَالْفِقْهُ، وَالْأَمَانَةُ.(4/94)
1264 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ؛ قَالَ: [ص:95] كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَتَاهُ رَجُلٌ يَتَوَكَّأُ عَلَى مَخْصَرَةٍ؛ فَأَنْشَدَهُ:
(تَرَكْتَ أَبَاكَ مُرْعِشَةً يَدَاهُ ... وَأُمَّكَ مَا تَسِيغُ لَهَا شَرَابَا)
(إِذَا غَنَّتْ حَمَامَةُ بَطْنِ وَجٍّ ... عَلَى بَيْضَاتِهَا ذَكَرَتْ كِلابَا)
فَقَالَ عُمَرُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: وَجَّهْتُ ابْنِي إِلَى الشَّامِ مُجَاهِدًا، قَالَ: فَبَكَى عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بُكَاءً شَدِيدًا، وَكَتَبَ مِنْ سَاعَتِهِ إِلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَنْ يُرَحِّلَهُ؛ فَقَدِمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: بِرَّ أَبَوَيْكَ، وَكُنْ مَعَهُمَا حَتَّى يَمُوتَا. وَمَرْبَعَةُ كِلابٍ الَّتِي بِالْبَصْرَةِ نُسِبَتْ إِلَيْهِ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/94)
1265 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ؛ قَالَ: [ص:96] نَحْنُ لا نُحِبُّ أَنْ نَمُوتَ حَتَّى نَتُوبَ، وَنَحْنُ نَمُوتُ وَلا نَتُوبُ.(4/95)
1266 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبِي، نَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي عَبْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: [ص:97] سَمِعَتْ قُرَيْشٌ صَائِحًا يَصِيحُ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ وَهُوَ يَقُولُ:
(إِنْ يُسْلِمِ السَّعْدَانِ يُصْبِحْ مُحَمَّدٌ ... بِمَكَّةَ لا يَخْشَى خِلافَ الْمُخَالِفِ)
فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَأَشْرَافُ قُرَيْشٍ مِنَ السُّعُودِ [هُمْ] : سَعْدُ بْنُ بَكْرٍ، وَسَعْدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَنَاةَ، وَسَعْدُ هُذَيْمٍ مِنْ قُضَاعَةَ. فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَةِ الثَّانِيَةِ سَمِعُوا صَوْتَهُ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ وَهُوَ يَقُولُ:
(يَا سَعْدُ سَعْدَ الْأَوْسِ كُنْ أَنْتَ نَاصِرًا ... وَيَا سَعْدُ سَعْدَ الْخَزْرَجِيِّ الْغَطَارِفِ)
(أَجِيبَا إِلَى دَاعِيَ الْهُدَى وَتَمَنَّيَا ... عَلَى اللهِ فِي الْفِرْدَوْسِ مُنْيَةَ عَارِفِ)
(فَإِنَّ ثَوَابَ اللهِ لِلطَّالِبِ الْهُدَى ... جَنَّاتٌ مِنَ الْفِرْدَوْسِ ذَاتُ رَفَارِفِ)
فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: هَذَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، وَسَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(4/96)
1267 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، نَا نُعَيْمُ بْنُ مُوَرِّعٍ، نَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ؛ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ الْحَسَنِ؛ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنَ الْأَزَارِقَةِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ! مَا تَقُولُ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ؟ قَالَ: فَاحْمَرَّتْ وَجْنَتَا الْحَسَنِ، وَقَالَ: رَحِمَ اللهُ عَلِيًّا! إِنَّ عَلِيًّا كَانَ سَهْمًا لِلَّهِ صَائِبًا فِي أَعْدَائِهِ، وَكَانَ فِي مَحَلَّةِ الْعِلْمِ أَشْرَفَهَا وَأَقْرَبَهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ رَهْبَانِيَّ هَذِهِ الْأُمَّةِ، لَمْ يَكُنْ لِمَالِ اللهِ بِالسَّرُوقَةِ، وَلا فِي أَمْرِ اللهِ بِالنَّؤُمَةِ، أَعْطَى الْقُرْآنَ عَزِيمَةَ عِلْمِهِ، فَكَانَ مِنْهُ فِي رِيَاضٍ مُؤَنَّقَةٍ، وَأَعْلامٍ بَيِّنَةٍ، ذَاكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَا لُكَعُ!(4/97)
1268 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نَا أَبِي، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ: أَنَّ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ نَقَشَ خَطِيئَتَهُ فِي كَفِّهِ لِكَيْ لا يَنْسَاهَا؛ فَكَانَ إِذَا رَآهَا اضْطَرَبَتْ يَدَاهُ.(4/98)
1269 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْهَرَوِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ شِبْلِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: [ص:99] أَنَّ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ جَعَلَ خَطِيئَتَهُ فِي كَفِّهِ؛ فَكَانَ لا يَتَنَاوَلُ طَعَامًا وَلا شَرَابًا وَلا يَمُدُّ يَدَهُ إِلَى شَيْءٍ؛ إِلَّا أَبْصَرَ خَطِيئَتَهُ، فَأَبْكَاهُ.(4/98)
1270 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَسَّامٍ، نَا عَامِرُ بْنُ يَسَافٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: بَيْنَمَا حَبْرٌ مِنْ أَحْبَارِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَّكِئٌ عَلَى سَرِيرِهِ؛ إِذْ رَأَى بَعْضَ بَنِيهِ يُغَامِزُ النِّسَاءَ، فَقَالَ: مَهْلًا يَا بني - كهيئة التعزيز -. قَالَ: فَمَا [ص:100] كَانَ بِأَسْرَعِ مِنْ أَنْ أَتَتْهُ الْعُقُوبَةُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَصُرِعَ عَنْ سَرِيرِهِ، [وَانْقَطَعَ نُخَاعُهُ، وَأُسْقِطَتِ امْرَأَتُهُ] ، وَقِيلَ لَهُ: هَكَذَا غَضِبْتَ لِي؟ اذْهَبْ؛ فَلا يَكُونُ فِي جِنْسِكَ خَيْرٌ أَبَدًا.(4/99)
1271 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا مَسْعُودُ أَبُو عَمْرٍو، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَأْمُرُ الْمَلَكَ مِنَ الْمَلائِكَةِ بِأَمْرٍ فَيُقَصِّرُ فِي الطَّيَرَانِ، فَيَقُصُّ جَنَاحَهُ؛ فَلا يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.(4/100)
1272 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ لَهُ مُلْكٌ عَظِيمٌ، فَقَالَ: مَا أَعْلَمُ الْيَوْمَ أَحَدًا أَعَزَّ مِنِّي. قَالَ: فَسَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِ أضعف خَلْقَهُ؛ الْبَعُوضَةَ، فَدَخَلَتْ فِي مِنْخَرِهِ، فَجَعَلَ يَقُولُ: اضْرِبُوا ها هنا، اضربوا ها هنا. فَضُرِبَ رَأْسُهُ بِالْفُئُوسِ حَتَّى هُشِّمَ.(4/100)
1273 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: تَكَلَّمَ مَلِكٌ مِنَ الْمُلُوكِ بِكَلِمَةٍ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى سَرِيرِهِ، فَمَسَخَهُ اللهُ؛ فَمَا يُدْرَى أَيَّ شَيْءٍ مُسِخَ: أَذُبَابٌ أَمْ غَيْرُ ذَلِكَ؛ إِلَّا أَنَّهُ ذَهَبَ فَلَمْ يُرَ.(4/101)
1274 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بن أبي الدنيا؛ نَا سَعِيدُ بْنُ يَعْقُوبَ الطَّالْقَانِيُّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقَرَظِيِّ؛ قَالَ: لَمَّا قَالَ فِرْعَوْنُ لِقَوْمِهِ: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غيري} [القصص: 38] نَشَرَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ أَجْنِحَةَ الْعَذَابِ [غَضَبًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ] ؛ فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: أَنْ مَهْ يَا جِبْرِيلُ! إِنَّمَا يُعَجِّلُ بِالْعُقُوبَةِ مَنْ يَخَافُ الْفَوْتَ. فَأُمْهِلَ بَعْدَ هَذِهِ الْمَقَالَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا؛ حَتَّى قَالَ (أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى) [النازعات: 24] ؛ فَذَلِكَ قَوْلُهُ: (فَأَخَذَهُ اللهُ نَكَالَ الآخِرَةِ والأُولَى (25)) [النازعات: 25] ؛ حَتَّى غَرَّقَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَجُنُودَهُ(4/101)
1275 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ يَسْتَحْسِنُ شِعْرَ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ؛ حَيْثُ يَقُولُ:
(أَيْنَ أَهْلُ الدِّيَارِ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ ... ثُمَّ عَادٌ مِنْ بَعْدِهِمْ وَثَمُودُ)
(بَيْنَمَا هُمْ عَلَى الْأَسِرَّةِ وَالْأَنْمَاطِ ... أَفْضَتْ إِلَى التُّرَابِ الْخُدُودُ)
(ثُمَّ لَمْ يَنْقَضِ الْحَدِيثُ وَلَكِنْ ... بَعْدَ ذَا الْوَعْدِ كُلُّهُ وَالْوَعِيدُ)
(وَأَطِبَّاءُ بَعْدَهُمْ لَحِقُوهُمْ ... ضَلَّ عَنْهُمْ سُعُوطُهُمْ وَاللَّدُودُ)
(وَصَحِيحٍ أَضْحَى يَعُودُ مَرِيضًا ... وَهُوَ أَدْنَى لِلْمَوْتِ مِمَّنْ يَعُودُ)(4/102)
1276 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ لِغَيْرِهِ:
(كَمْ مِنْ عَلِيلٍ قَدْ تَخَطَّاهُ الرّدى ... فَنَجَا وَمَاتَ طَبِيبُهُ وَالْعُوَّدُ)(4/102)
1277 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: وَأَنْشَدَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدِ لِابْنِ أَبِي فَنَنٍ:
(مَنْ عَاشَ أَخْلَقَتِ الْأَيَّامُ جِدَّتَهُ ... وَخَانَهُ ثِقَتَاهُ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ)(4/103)
1278 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ فِي الزَّبُورِ مَكْتُوبًا: مَنْ بَلَغَ السَّبْعِينَ اشْتَكَى مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ.(4/103)
1279 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: قِيلَ لِشَيْخٍ: مَا بَقِيَ مِنْكَ؟ قَالَ: يَسْبِقُنِي مَنْ بَيْنَ يَدَيَّ، وَيُدْرِكُنِي مَنْ خَلْفِي، وَأَنْسَى الْحَدِيثَ، وَأَذْكُرُ الْقَدِيمَ، وَأَنْعَسُ فِي الْمَلا، وَأَسْهَرُ [ص:104] فِي الْخَلا، إِذَا قُمْتُ قَرُبَتِ الْأَرْضُ مِنِّي، وَإِنْ قَعَدْتُ تَبَاعَدَتْ عَنِّي.(4/103)
1280 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْقَاهِرِ بْنِ السَّرِيِّ؛ أَنَّهُ أَنْشَدَ لِلْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ التَّيْمِيِّ [ص:105]:
(إِذَا كَانَتِ السَّبْعُونَ سِنَّكَ لَمْ يَكُنْ ... لِدَائِكَ إِلَّا أَنْ تَمُوتَ طَبِيبُ)
(وإن امرءا قَدْ سَارَ سَبْعِينَ حِجَّةً ... إِلَى مَنْهَلٍ مِنْ وَرْدِهِ لَقَرِيبُ)
(إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا فَلا تَقُلْ ... خَلَوْتُ وَلَكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ)
(إِذَا مَا انْقَضَى الْقَرْنُ الَّذِي أَنْتَ مِنْهُمُ ... وَخُلِّفْتَ فِي قَرْنٍ فَأَنْتَ غَرِيبُ)(4/104)
1281 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ:
(عُمْرُ الْفَتَى قَرِيبُ ... يَمُوتُ أَوْ يَشِيبُ)(4/105)
1282 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: وَأَنْشَدَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ لِمُسْلِمِ بْنِ الْوَلِيدِ الْخَزْرَجِيِّ:
(إِنَّ الشَّبَابَ وَإِنَّ الشَّيْبَ دَأْبُهُمَا ... إن يُنْقِصَاكَ بِسَحْلٍ أَوْ بِإِمْرَارِ)
(هَذَا يُعَادِيكَ إِدْبَارًا بِمُقْبِلِهِ ... وَذَا يُبَارِيكَ عَنْ عَيْنٍ بِإِدْبَارِ)
(كُلٌّ غَدُورٌ وَشَيْءٌ غَدْرُ بَيْنَهُمَا ... هَيْهَاتَ مَا كُلُّ غَدَّارٍ كَعَذَّارِ [ص:106])
(لَنْ يَرْحَلَ الشَّيْبُ عَنْ دَارٍ أَقَامَ بِهَا ... حَتَّى يَرْحَلَ عَنْهَا صَاحِبُ الدَّارِ)(4/105)
1283 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنِ الرِّيَاشِيِّ أَنْشَدَهُمْ لِلَبِيدٍ:
(أَلَيْسَ وَرَائِي إِنْ تَرَاخَتْ مَنِيَّتِي ... لُزُومُ الْعَصَا تُحْنَى عَلَيْهَا الْأَصَابِعُ)
(أُخَبِّرُ أَخْبَارَ الْقُرُونِ الَّتِي مَضَتْ ... أَدِبُّ كَأَنِّي كُلَّمَا قُمْتُ رَاكِعُ)(4/106)
1284 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ؛ قَالَ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَا لَكَ تُدْمِنُ إِمْسَاكَ الْعَصَا وَلَسْتَ بِكَبِيرٍ وَلا مَرِيضٍ؟ قَالَ: أَذَّكَّرُ أَنِّي مُسَافِرٌ.(4/106)
1285 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نَا عَوْفٌ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ فِي بَعْضِ مَوَاعِظِهِ: يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ! كَمْ مِنْ زَرْعٍ لَمْ يَبْلُغْ أَدْرَكَتْهُ الْآفَةُ؟ !(4/107)
1286 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ عَوْفٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ! نَهَارُكَ ضَيْفُكَ؛ فَلا يَرْحَلَنَّ عَنْكَ إِلَّا وَهُوَ رَاضٍ، وَكَذَا لَيْلُكَ.(4/107)
1287 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: مَنِ ازْدَادَ عِلْمًا وَلَمْ يَزْدَدْ وَرَعًا؛ لَمْ يَزْدَدْ مِنَ اللهِ إِلَّا بُعْدًا.(4/107)
1288 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُمَحِيُّ، نَا أَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ؛ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ قَالَتْ: [ص:111] خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَاقَتِهِ الْجَدْعَاءِ وَلَيْسَتِ الْعَضْبَاءَ، فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ! كَأَنَّ الْمَوْتَ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا كُتِبَ، وَكَأَنَّ الْحَقَّ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا وَجَبَ، وَكَأَنَّ الَّذِينَ نُشَيِّعُ مِنَ الْأَمْوَاتِ سَفْرٌ، عَمَّا قَلِيلٌ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ، نُبَوِّئُهُمْ أَجْدَاثَهُمْ، وَنَأْكُلُ تُرَاثَهُمْ، كَأَنَّا مُخَلَّدُونَ بَعْدَهُمْ، قَدْ نَسِينَا كُلَّ وَاعِظَةٍ، وَأَمِنَّا كُلَّ جَائِحَةٍ، طُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ، وَأَنْفَقَ مِنْ مَالٍ اكْتَسَبَهُ مِنْ غَيْرِ مَعْصِيَةٍ، وَخَالَطَ أَهْلَ الذُّلِّ وَالْمَسْكَنَةِ، وَقَارَبَ أَهْلَ الْفِقْهِ وَالْحِكْمَةِ، وَوَسِعَتْهُ السُّنَّةُ، وَلَمْ يَعْدُ إلى بدعة « [خبر باطل] .(4/108)
1289 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا أَبِي، عَنِ الْهَيْثَمِ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قَالَ: لَمَّا بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (ح)
__________
[إسناده ضعيف] .(4/111)
1290 - وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَرْبِيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ هِلالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ؛ قَالَ: [ص:113] لَمَّا بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ صَعَدَ الْمِنْبَرَ، فَنَزَلَ مِرْقَاةً مِنْ مَقْعَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَمَدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: اعْلَمُوا أَيُّهَا النَّاسُ أَنَّ أَكْيَسَ الْكَيْسِ التُّقَى، وأن أَحْمَقَ الْحُمْقِ الْفُجُورُ، وَإِنَّ أَقْوَاكُمْ عِنْدِي الضَّعِيفُ حَتَّى آخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَإِنَّ أَضْعَفَكُمْ عِنْدِي الْقَوِيُّ حَتَّى آخُذَ الْحَقَّ مِنْهُ، إِنَّمَا أَنَا مُتَّبِعٌ وَلَسْتُ بِمُبْتَدِعٍ، فَإِنْ أَحْسَنْتُ؛ فَأَعِينُونِي، وَإِنْ زِغْتُ؛ فَقَوِّمُونِي، وَحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا، وَلا يَدَعُ قَوْمٌ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ؛ إِلَّا ضَرَبَهُمُ اللهُ بِالْفَقْرِ، وَلا ظَهَرَتِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ؛ إِلَّا عَمَّهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالْبَلاءِ؛ فَأَطِيعُونِي مَا أَطَعْتُ اللهَ وَرَسُولَهُ، فَإِذَا عَصَيْتُ اللهَ وَرَسُولَهُ؛ فَلا طَاعَةَ لِي عَلَيْكُمْ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/112)
1291 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَسُوحِيُّ، نَا الْحِمَّانِيُّ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قَالَ: [ص:115] لَمَّا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ صَعَدَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: مَا كَانَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِيَرَانِي أَنْ أَرَى نَفْسِي أَهْلًا لِمَجْلِسِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. فَنَزَلَ مَرْقَاةً، فَحَمَدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثم قال: اقرؤوا الْقُرْآنَ تُعْرَفُوا بِهِ، وَاعْمَلُوا بِهِ تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهِ، وَزِنُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا، وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الْأَكْبَرِ يَوْمَ تُعْرَضُونَ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ {لا تَخْفَى منكم خافية} [الحاقة: 18] ، إِنَّهُ لَمْ يَبْلُغْ حَقُّ ذِي حَقٍّ أَنْ يُطَاعَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، أَلا وَإِنِّي أَنْزَلْتُ نَفْسِي مِنْ مَالِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَنْزِلَةِ وَلِيِّ الْيَتِيمِ، إِنِ اسْتَغْنَيْتُ عَفِفْتُ، وَإِنِ افْتَقَرْتُ أَكَلْتُ بِالْمَعْرُوفِ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(4/113)
1292 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ حَزْمٍ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَطَبَ النَّاسَ؛ فَحَمَدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، [ص:116] ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! اتَّقُوا اللهَ؛ فَإِنَّ تَقْوَى اللهِ غُنْمٌ، وإن أَكْيَسَ النَّاسِ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَاكْتَسَبَ مِنْ نُورِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ نُورًا لِظُلْمَةِ الْقَبْرِ، وَلْيَخْشَ عَبْدٌ أَنْ يَحْشُرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَعْمَى وَقَدْ كَانَ بَصِيرًا، وَقَدْ يَكْفِي الْحَكِيمَ جَوَامِعُ الْكَلامِ، وَالْأَصَمُّ يُنَادِي مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ، وَاعْلَمُوا أَنَّ مَنْ كَانَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَعَهُ لَمْ يَخَفْ شَيْئًا، وَمَنْ كَانَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ؛ فَمَنْ يَرْجُو بَعْدَهُ؟
__________
[إسناده فيه لين] .(4/115)
1293 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ التَّغْلِبِيُّ، نَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَوْفَى بْنِ دَلْهَمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: [ص:120] أَنَّهُ خَطَبَ النَّاسَ؛ فَحَمَدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ أَدْبَرَتْ وَآذَنَتْ بِوَدَاعٍ، وَإِنَّ الْآخِرَةَ قَدْ أَقْبَلَتْ وَأَشْرَفَتْ بِاطِّلاعٍ، وَإِنَّ الْمِضْمَارَ الْيَوْمُ وَغَدًا السِّبَاقُ، أَلا وَإِنَّكُمْ فِي أَيَّامِ أَمَلٍ مِنْ وَرَائِهِ أَجَلٌ، فَمَنْ قَصَّرَ فِي أَيَّامِ أَمَلِهِ قَبْلَ حُضُورِ أَجَلِهِ؛ فَقَدْ خُيِّبَ عَمَلُهُ، أَلا؛ فَاعْمَلُوا لِلَّهِ فِي الرَّغْبَةِ كَمَا تَعْمَلُونَ لَهُ فِي الرَّهْبَةِ، أَلا وَإِنِّي لَمْ أَرَ كَالْجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا، وَلَمْ أَرَ كَالنَّارِ نَامَ هَارِبُهَا، أَلا وَإِنَّهُ مَنْ لَمْ يَنْفَعْهُ الْحَقُّ ضَرَّهُ الْبَاطِلُ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَقِمْ بِهِ الْهُدَى جَارَ بِهِ الضَّلالُ، أَلا وَإِنَّكُمْ قَدْ أُمِرْتُمْ بِالظَّعْنِ وَدُلِّلْتُمْ عَلَى الزَّادِ، أَلا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا الدُّنْيَا عَرَضٌ حَاضِرٌ يَأْكُلُ مِنْهَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، أَلا وَإِنَّ الْآخِرَةَ وَعْدٌ صَادِقٌ يَحْكُمُ فِيهَا مَلِكٌ قَادِرٌ، [ص:121] ألا إن (الشَّيْطَنُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضلاً واللهُ وَسِعٌ عِلِيمٌ (268)) [البقرة: 268] ؛ أَيُّهَا النَّاسُ! أَحْسِنُوا فِي عُمْرِكُمْ تُحْفَظُوا فِي عَقِبِكُمْ؛ فَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَعَدَ جَنَّتَهُ مَنْ أَطَاعَهُ وَأَوْعَدَ نَارَهُ مَنْ عَصَاهُ، إِنَّهَا نَارٌ لا يَهْدَأُ زَفِيرُهَا، وَلا يُفَكُّ أَسِيرُهَا، وَلا يُجْبَرُ كَسِيرُهَا، حَرُّهَا شَدِيدٌ، وَقَعْرُهَا بَعِيدٌ، وَمَاؤُهَا صَدِيدٌ، وَإِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ اتِّبَاعُ الْهَوَى وَطُولُ الْأَمَلِ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/116)
1294 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، نَا أَبُو مَعْمَرٍ، نَا عَبْدُ الْوَارِثِ، نَا مُحَمَّدٌ (يَعْنِي: ابْنَ جُحَادَةَ) ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ: [ص:122] أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ خَطَبَهُمْ بِالْكُوفَةِ، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ! أَيُّ أَمِيرٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ مَا عَلِمْنَا لا تَعْدِلُ فِي الرَّعِيَّةِ وَلا تَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ وَلا تَغْزُوا فِي السَّرِيَّةِ. فَقَالَ سَعْدٌ: اللهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِبًا؛ فَأَعْمِ بَصَرَهُ، وَعَجِّلْ فَقْرَهُ، وَأَطِلْ عُمْرَهُ، وَعَرِّضْهُ لِلْفِتَنِ. قَالَ: فَمَا مَاتَ حَتَّى عُمِيَ، وَكَانَ يَلْتَمِسُ الْجُدُرَ، وَافْتَقَرَ حَتَّى سَأَلَ النَّاسَ بِكَفِّهِ، وَأَدْرَكَ فِتْنَةَ الْمُخْتَارِ الْكَذَّابِ، فَقَاتَلَ فِيهَا، وَكَانَ إِذَا [ص:123] قِيلَ لَهُ: كَيْفَ أَنْتَ؟ يَقُولُ: أَنَا أَعْمَى فَقِيرٌ أَدْرَكَتْنِي دَعَوَاتُ سَعْدٍ
__________
[إسناده صحيح] .(4/121)
1295 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عمرو، نَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ كَعْبٍ؛ قَالَ: [ص:124] أَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ: أَحْمَدُ عَبْدِي الْمُخْتَارُ، لا فَظٌّ وَلا غَلِيظٌ، وَلا صَخَّابٌ فِي الْأَسْوَاقِ، وَلا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، مَوْلِدُهُ بَكَّا، وَهِجْرَتُهُ طَابَا، وَمُلْكُهُ بِالشَّامِ، وَأُمَّتُهُ الْحَمَّادُونَ، يَحْمَدُونَ اللهَ عَلَى كُلِّ نَجْدٍ شَدِيدٍ، وَيُسَبِّحُونَهُ فِي كل منزلة، ويوضؤون أَطْرَافَهُمْ، وَيَتَّزِرُونَ عَلَى أَنْصَافِهِمْ، وَهُمْ رُعَاةُ الشَّمْسِ، وَصَفُّهُمْ فِي الصَّلاةِ وَصَفُّهُمْ فِي الْقِتَالِ سَوَاءٌ، رُهْبَانٌ بِاللَّيْلِ أُسْدٌ بِالنَّهَارِ، لَهُمْ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، يُصَلُّونَ الصَّلاةَ حَيْثُ مَا أَدْرَكَتْهُمْ.(4/123)
1296 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: [ص:126] أَوْحَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَى آدَمَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : أَنَا اللهُ ذُو بَكَّةَ، أَهْلُهَا خِيرَتِي، وَزُوَّارُهَا وَفْدِي وَأَضْيَافِي، وَفِي كَنَفِي، أُعَمِّرُهُ بِأَهْلِ السَّمَاءِ وَأَهْلِ الْأَرْضِ، يَأْتُونَهُ أَفْوَاجًا شُعْثًا غُبْرًا، يَعِجُّونَ بِالتَّكْبِيرِ عَجِيجًا، وَيَرُجُّونَ بِالتَّلْبِيَةِ رَجِيجًا، وَيَثُجُّونَ بِالْبُكَاءِ ثَجِيجًا، فَمَنِ اعْتَمَدَهُ لا يُرِيدُ غَيْرَهُ؛ فَقَدْ زَارَنِي وَضَافَنِي وَوَفَدَ إِلَيَّ وَنَزَلَ بِي، وَحُقَّ لِي أَنْ أُتْحِفَهُ بِكَرَامَتِي، أَجْعَلُ ذَلِكَ الْبَيْتَ وَذِكْرَهُ وَشَرَفَهُ وَمَجْدَهُ وَسَنَاهُ لِنَبِيٍّ مِنْ وَلَدِكَ يُقَالُ لَهُ: إِبْرَاهِيمُ، أَرْفَعُ لَهُ قَوَاعِدَهُ، وَأَقْضِي عَلَى يَدَيْهِ عِمَارَتَهُ، وَأُنِيطُ لَهُ سِقَايَتَهُ، وَأُوَرِّثُهُ حِلَّهُ وَحُرْمَهُ، وَأُعَلِّمُهُ مَشَاعِرَهُ، ثُمَّ تَغْمُرُهُ الْأُمَمُ وَالْقُرُونُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى نَبِيٍّ مِنْ وَلَدِكَ يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هُوَ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَأَجْعَلُهُ مِنْ سُكَّانِهِ وَوُلاتِهِ وَحُجَّابِهِ وَسُقَاتِهِ مِمَّنْ سَأَلَ عَنِّي يَوْمَئِذٍ؛ فَأَنَا مَعَ الشُّعْثِ الْغُبْرِ الْمُوفِينَ بِنُذُورِهِمْ، الْمُقْبِلِينَ إِلَى رَبِّهِمْ
__________
[إسناده واه جدا] .(4/124)
1297 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبُزُورِيُّ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ هِلالِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلامٍ؛ قَالَ: [ص:129] أَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلا غَلِيظٍ [ص:130] وَلا صَخَّابٍ فِي الْأَسْوَاقِ، وَلا تَدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ، وَلَكِنْ تَعْفُو وَتَصْفَحُ، وَلَنْ أَتَوَفَّاكَ حَتَّى أُقِيمَ بِكَ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ، وَأُحْيِيَ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا وَآذَانًا صُمًّا وَقُلُوبًا غُلْفًا، بِأَنْ يَقُولُوا: لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ.(4/126)
1298 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ - وَكَانَ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ -؛ [ص:131] قَالَ: كَانَ عِنْدَ أَبِي وَجَدِّي وَرَقَةٌ يَتَوَارَثُونَهَا قَبْلَ الْإِسْلامِ بِزَمَانٍ، فِيهَا: بِسْمِ اللهِ، وَقَوْلَهُ الْحَقُّ، وَقَوْلَ الظَّالِمِينَ فِي تَبَابٍ، هَذَا الذِّكْرُ لِأُمَّةٍ تَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ، يَأْتَزِرُونَ عَلَى أَوْسَاطِهِمْ، وَيَغْسِلُونَ أَطْرَافَهُمْ، وَيَخُوضُونَ الْبَحْرَ إِلَى عَدُوِّهِمْ، فِيهِمْ صَلاةٌ، لَوْ كَانَتْ فِي قَوْمِ نُوحٍ مَا هَلَكُوا بِالطُّوفَانِ، وَفِي ثَمُودَ مَا أُهْلِكُوا بِالصَّيْحَةِ. قَالَ: فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُمْ جَاءُوا بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَحْتَفِظُوا بِهَا
__________
[إسناده ضعيف] .(4/130)
1299 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّكَّرِيُّ، نَا أَبُو عُثْمَانَ الْمَازِنِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قال: ما جسنس الزِّيَادِيُّ - وَهُوَ شَيْخٌ مِنْ قُدَمَاءِ الْفُرْسِ وَحُكَمَائِهِمْ - لَحِقَ زَمَنَ زِيَادٍ، فَسَأَلَهُ أَنْ يُحَدِّثَ بِأَحَادِيثِ مُلُوكِ الْأَعَاجِمِ وَوُزَرَائِهِمْ وَسِيَرِهِمْ، فَحَدَّثَهُ مِنْهَا سَبْعِينَ حَدِيثًا حَسَنَةً، وَتُرْجِمَتْ بِالْعَرَبِيَّةِ، وَنُسِبَ الشَّيْخُ إِلَى زِيَادِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَقِيلَ لَهُ: الزِّيَادِيُّ، قَالَ: [ص:132] كَانَ أَبْرُوازُ بْنُ هُرْمُزٍ الْمَعْرُوفُ بِكِسْرَى فِي مَسِيرٍ لَهُ لَيْلًا؛ فَهَوَّمَ عَلَى مَرْكَبِهِ وَطَالَ ذَلِكَ عَلَيْهِ حَتَّى اسْتَثْقَلَ، وَخَافَ مَنْ وَرَاءَهُ مِنْ وُزَرَائِهِ وَقُوَّادِهِ سُقُوطَهُ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَأَيْقَظَهُ، فَانْتَبَهَ مَذْعُورًا بِرُؤْيَا رَآهَا قَطَعَهَا عَلَيْهِ الْمُوقِظُ لَهُ، فَقَالَ: رَأَيْتُ قَائِلًا يَقُولُ: إِنَّكُمْ غُيِّرْتُمْ فَغُيِّرَ مَا بِكُمْ، وَنُقِلَ الْمُلْكُ إِلَى أَحْمَدَ. قَالَ: ثُمَّ عُرِضْتُ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ لِي: سَلِّمْ مَا فِي يَدَيْكَ إِلَى صَاحِبِ الْإِهْرَاوَةِ.(4/131)
1300 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّكَّرِيُّ، نَا الْعُتْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ لِصَعْصَعَةَ: صِفْ لِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. فَقَالَ: كَانَ عَالِمًا بِرَعِيَّتِهِ، عَادِلًا فِي نَفْسِهِ، قَلِيلَ الْكِبْرِ، قَبُولَ الْعُذْرِ، سَهْلَ الحجاب، مفتوح الباب، يتحرى الصَّوَابَ، بَعِيدًا مِنَ الْإِسَاءَةِ، رَفِيقًا بِالضَّعِيفِ، غَيْرَ صَخَّابٍ، كَثِيرَ الصَّمْتِ، بَعِيدًا مِنَ الْعَيْبِ.(4/132)
1301 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ؛ قَالَ: [ص:133] أَنْشَدَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ هَذَا الشِّعْرَ وَذَكَرَ أَنَّهُ لِلْعُمَرِيِّ الْعَابِدِ:
(مَا لِي مِنْ عَبْدٍ وَلا مِنْ وَلِيدَةٍ ... وَإِنِّي لَفِي فَضْلٍ مِنَ اللهِ وَاسِعِ)
(بِنِعْمَةِ رَبِّي مَا أُرِيدُ مَعِيشَةً ... سِوَى قَصْدِ حَالٍ مِنْ مَعِيشَةِ قَانِعِ)
(وَمَنْ يَجْعَلِ الرَّحْمَنُ فِي قَلْبِهِ الرِّضَا ... يَعِشْ فِي غِنًى مِنْ طَيِّبِ الْعَيْشِ رَاتِعِ)
(إِذَا كَانَ دِينِي لَيْسَ فيه غميرة ... وَلَمْ أَشْرِهِ فِي بَعْضِ تِلْكَ الْمَطَامِعِ)
(وَلَمْ أَبْتَعِ الدُّنْيَا بِدِينٍ أَبِيعُهُ ... وَبَائِعُ دِينِ اللهِ مِنْ شَرِّ بَائِعِ)
(وَلَمْ تَشْتَمِلْنِي الْمُرْدَيَاتُ مِنَ الْهَوَى ... وَلَمْ أَتَخَشَّعْ لِامْرِئٍ ذِي تَصَانُعِ)
(جَمُوعٌ لِشَرِّ الْمَالِ مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ ... وَضَنِينُ بِقَوْلِ الْحَقِّ لِلزُّورِ تَابِعِ)
قَالَ يَحْيَى: كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ هَذَا لِلْعُمَرِيِّ الْعَابِدِ حَتَّى قَالَ لِي ابْنُهُ: هَذَا قَالَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ.(4/132)
1302 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسٌ: [ص:134] أَنْشَدَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ هَذَا الشِّعْرَ:
(الْمَالُ يَنْفَذ حِلُّهُ وَحَرَامُهُ ... يَوْمًا وَتَبْقَى فِي غَدٍ آثَامُهُ)
(لَيْسَ التَّقِيُّ بِمُتَّقٍ فِي دِينِهِ ... حَتَّى يَطِيبَ شَرَابُهُ وَطَعَامُهُ)
(وَيَطِيبَ مَا يَحْوِي وَيُكْسِبُ أَهْلَهُ ... وَيَطِيبَ فِي حُسْنِ الْحَدِيثِ كَلامُهُ)
(نَطَقَ النَّبِيُّ لَنَا بِهِ عَنْ رَبِّهِ ... فَعَلَى النَّبِيِّ صَلاتُهُ وَسَلامُهُ)(4/133)
1303 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، نَا حَزْمٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: [ص:135] كَانَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِذَا طَلَعَ فِي الْقَبْرِ بَكَى، وَقَالَ: هَذَا أَوَّلُ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/134)
1304 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، نَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عِبَادٍ - رَجُلٍ مِنْ بَنِي الدُّئِلِ -؛ قَالَ: [ص:139] رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ وَهُوَ يَقُولُ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ! قُولُوا: لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ تُفْلِحُوا» ، وَرَجُلٌ يَتْبَعُهُ يَرْمِيهِ وَيَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّهُ صَابِئٌ، إِنَّهُ كَذَّابٌ. فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: هَذَا عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ
__________
[إسناده قوي] .(4/135)
1305 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو، نَا الْعَلاءُ بْنُ الْفَضْلِ، نَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ عُبَيْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سَوِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَوِيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ خَلِيفَةَ بْنِ عَبْدَةَ الْمُنَقِّرِيِّ؛ قَالَ: [ص:141] سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَدِيِّ بْنِ سَوَاءَةَ بْنِ جُشَمِ بْنِ سَعْدٍ: كَيْفَ سَمَّاكَ أَبُوكَ مُحَمَّدًا؟ ! قَالَ: أَمَا إِنِّي قَدْ سَأَلْتُ كَمَا سَأَلْتَنِي عَنْهُ؛ فَقَالَ: خَرَجْتُ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ أَنَا أَحَدُهُمْ، وَسُفْيَانُ بْنُ مُجَاشِعِ بْنِ دَارِمٍ، وَيَزِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ، وَأُسَامَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ الْعَنْبَرِ، نريد ابن جفنة الغساني، فلما قدمنا الشام نزلنا على غدير فيه شجيرات، وقربه قائم لديراني، فأشرف علينا وَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ اللُّغَةَ مَا هِيَ لِأَهْلِ هَذَا الْبَلَدِ. قَالَ: قُلْنَا نَعَمْ، نَحْنُ قَوْمٌ مِنْ مُضَرَ. فَقَالَ: مِنْ أَيِّ الْمُضَرِيِّينَ أَنْتُمْ؟ قُلْنَا: مِنْ خِنْدَفَ. فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ سَيُبْعَثُ وَشِيكًا نَبِيٌّ؛ فَسَارِعُوا إِلَيْهِ وَخُذُوا بِحَظِّكُمْ مِنْهُ تَرْشُدُوا؛ فَإِنَّهُ خَاتِمُ النَّبِيِّينَ، وَاسْمُهُ مُحَمَّدٌ. فَلَمَّا انْصَرَفْنَا مِنْ عِنْدِ ابْنِ جَفْنَةَ وَصِرْنَا إِلَى أَهْلِنَا وُلِدَ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنَّا غُلامٌ؛ فَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا تَأْمِيلًا أَنْ يَكُونَ ابْنُهُ ذَلِكَ النَّبِيَّ الْمَبْعُوثَ.(4/139)
1306 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، نَا الْوَاقِدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَمِّي يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ بِالْمَدِينَةِ: مَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ وَالسَّخَاءَ وَالْجَمَالَ؛ فَلْيَأْتِ دَارَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَمَّا عَبْدُ اللهِ؛ فَكَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ، وَأَمَّا عُبَيْدُ اللهِ؛ فَكَانَ أَسْخَى النَّاسِ، وَأَمَّا الْفَضْلُ؛ فَكَانَ أَجْمَلَ النَّاسِ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(4/142)
1307 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ، نَا ابْنُ عُمْرَانَ قَاضِي الْمَدِينَةِ: [ص:143] أَنَّ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ فَدَى عَشَرَةً مِنْ أُسَارَى بَدْرٍ بِمَالِهِ. وَأَنَّهُ سُئِلَ بِرَحِمٍ مَرَّةً، فَقَالَ: مَا سُئِلْتُ بِهَذِهِ الرَّحِمِ قَطُّ قَبْلَ الْيَوْمِ، وَقَدْ بِعْتُ لِي حائطا بسبع مئة أَلْفَ دِرْهَمٍ وَأَنَا فِيهِ بِالْخِيَارِ، فَإِنْ شِئْتَ ارْتَجَعْتُهُ وَأَعْطَيْتُكَ، وَإِنْ شِئْتَ أَعْطَيْتُكَ ثَمَنَهُ
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(4/142)
1308 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، نَا أَبِي، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: [ص:144] كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ إِذَا سَأَلَهُ سَائِلٌ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ شَيْءٌ؛ قَالَ: اكْتُبْ عَلَيَّ بِمَسْأَلَتِكَ سِجِلًّا إِلَى أَيَّامِ مَيْسَرَتِي.(4/143)
1309 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا الزِّيَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، نَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَإِزَارُهُ مَرْقُوعٌ بِأَدَمٍ.(4/144)
1310 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: مَنْ أَرَادَ عِزًّا بِلا عَشِيرَةٍ، وَهَيْبَةً بِلا سُلْطَانٍ؛ فَلْيَخْرُجْ مِنْ ذُلِّ مَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى عِزِّ طَاعَتِهِ.(4/144)
1311 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ لُقْمَانُ الْحَكِيمُ لِابْنِهِ: ثَلاثَةٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ: مَنْ إِذَا رَضِيَ لَمْ يُخْرِجْهُ رِضَاهُ إِلَى الْبَاطِلِ، وَإِذَا غَضِبَ لَمْ يُخْرِجْهُ غَضَبُهُ مِنَ الْحَقِّ، وَإِذَا قَدِرَ لَمْ يَتَنَاوَلْ مَا لَيْسَ لَهُ.(4/145)
1312 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: لَوْ كَانَ لِلنَّاسِ جَمِيعًا عُقُولٌ خَرِبَتِ الدُّنْيَا.(4/145)
1313 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَرْبِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: [ص:146] دَفَعَ أَرْدَشِيرُ إِلَى رَجُلٍ كَانَ يَقُومُ عَلَى رَأْسِهِ كِتَابًا وَقَالَ: إِذَا رَأَيْتَنِي قَدِ اشْتَدَّ غَضَبِي؛ فَادْفَعْهُ إِلَيَّ. قَالَ: وَكَانَ فِي الْكِتَابِ: أَمْسِكْ وَاسْكُنْ، أَوِ اسْكُتْ؛ فَلَسْتَ بِإِلَهٍ، إِنَّمَا أَنْتَ جَسَدٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْكُلَ بَعْضُهُ بَعْضًا، وَيَصِيرُ عَنْ قَرِيبٍ لِلدُّودِ وَالتُّرَابِ.(4/145)
1314 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قَالَ: [ص:147] رَكِبَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، فَأَخَذَ ابْنَ عَبَّاسٍ بِرِكَابِهِ، فَقَالَ لَهُ: لا تَفْعَلْ يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: هَكَذَا أُمِرْنَا أَنْ نَفْعَلَ بِعُلَمَائِنَا. فَقَالَ زَيْدٌ: أَرِنِي يَدَكَ. فَأَخْرَجَ يَدَهُ، فَقَبَّلَهَا زَيْدٌ وَقَالَ: هَكَذَا أُمِرْنَا أَنْ نَفْعَلَ بِأَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(4/146)
1315 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: كَتَبَ يَعْقُوبُ بْنُ دَاوُدَ إِلَى بَعْضِ الْعُبَّادِ لِلْقُدُومِ عَلَيْهِ، فَأَتَى مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْحَارِثِيُّ، فَاسْتَشَارَهُ وَقَالَ: لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَقْضِيَ دَيْنِي. فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: لا تَفْعَلْ، لَأَنْ تَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَيْكَ دَيْنٌ وَلَكَ دِينٌ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَلْقَاهُ وَقَدْ قَضَيْتَ دَيْنَكَ وَذَهَبَ دِينُكَ.(4/147)
1316 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، نَا أَبِي عَنْ جَدِّي؛ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: لا تَجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللهِ منعما عليك، إذ سَأَلْتَ؛ فَاسْأَلِ اللهَ أَنْ يُنْعِمَ عَلَيْكَ وَلا تَسْأَلِ الْمَخْلُوقِينَ، وَعُدَّ النِّعَمَ مِنْهُمْ مَغْرَمًا.(4/148)
1317 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: رَأَى فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ رَجُلًا يَسْأَلُ فِي الْمَوْقِفِ، فَقَالَ لَهُ: أَفِي هَذَا الْمَوْضِعِ تَسْأَلُ غَيْرَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ !(4/148)
1318 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: [ص:149] رَأَى الثَّوْرِيُّ رَجُلًا عِنْدَ قَوْمٍ يَشْكُو ضِيقَهُ، فَقَالَ لَهُ الثَّوْرِيُّ: يَا هَذَا! شَكَوْتَ مَنْ يَرْحَمُكَ إِلَى مَنْ لا يَرْحَمُكَ!(4/148)
1319 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي ابْنُ الْمُعذَّلِ [ص:150]:
(تُكَلِّفُنِي إِذْلالَ نَفْسِي لِعِزِّهَا ... وَهَانَ عَلَيْهَا أَنْ أُهَانَ لِتُكْرَمَا)
(تَقُولُ سَلِ الْمَعْرُوفَ يَحْيَى بْنَ أَكْثَمَ ... فَقُلْتُ سَلِيهِ رَبَّ يَحْيَى بْنِ أَكْثَمَا)(4/149)
1320 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ لِأَبِي حَازِمٍ: سَلْ حَوَائِجَكَ. فَقَالَ: قَدْ رَفَعْتُهَا إِلَى مَنْ لا تُخْتَزَلُ دُونَهُ الْحَوَائِجُ.(4/150)
1321 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأجري، نَا بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل: (خَيْرُ الرَّزِقِينَ) [الجمعة: 11] ؛ قَالَ: [ص:151] الْمَخْلُوقُ يَرْزُقُ، فَإِذَا سَخِطَ قَطَعَ رِزْقَهُ، وَاللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَسْخَطُ وَلا يَقْطَعُ رِزْقَهُ.(4/150)
1322 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ الْهَمَذَانِيُّ، نَا قَبِيصَةُ، نَا الثَّوْرِيُّ؛ قَالَ: أَوْحَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَى نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ: اتَّخِذِ الدُّنْيَا ظِئْرًا، وَالْآخِرَةَ أُمًّا.(4/151)
1323 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا أَبُو الْمُنْذِرِ، نَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أبي إِسْحَاقَ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ ميمون الأودي حج مئة حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، وَأَنَّ الْأَسْوَدَ بْنَ [ص:152] يَزِيدَ حَجَّ سَبْعِينَ حَجَّةً وَعُمْرَةً.(4/151)
1324 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَمِّي؛ قَالَ: أَتَيْنَا مَنْزِلَ عَطَاءٍ السُّلَيْمِيِّ، فَدَخَلْنَا مَنْزِلَهُ، فَرَأَيْنَا بَابَ مَنْزِلِهِ مَفْتُوحًا وَلَمْ نَرَ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الرَّمْلَ.(4/152)
1325 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا عَوْنُ بْنُ مَعْمَرٍ، عَنِ الْجَلْدِ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ؛ قَالَ: إِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ حِسَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الصَّحِيحُ الْفَارِغُ.(4/152)
1326 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا جَرِيرٌ، عَنْ رَقَبَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: [ص:154] إِنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ أَرَى الرَّجُلَ فَارِغًا لَيْسَ فِي أَمْرِ دُنْيَا وَلا آخِرَةٍ.(4/152)
1327 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا أَبُو حَازِمٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَوْنَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُرْضَى فِيهِ بِالْعِلْمِ مِنَ الْعَمَلِ، وَيُرْضَى بِالْقَوْلِ مِنَ الْفِعْلِ.(4/154)
1328 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، نَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَلا هَذِهِ الْآيَةَ: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ) [آل عمران: 135] الآيَةَ؛ فَقَالَ: نَعَمْ مَا جرأك عَلَى الذَّنْبِ.(4/154)
1329 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا عَفَّانُ، نَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، نَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ: (وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ) [الإسراء: 13] ؛ قَالَ: عَمَلُهُ.(4/155)
1330 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرٌ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ؛ قَالَ: [ص:156] بَلَغَنِي أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ عِبَادِي الَّذِينَ كَانُوا يُنَزِّهُونَ أَنْفُسَهُمْ وَأَسْمَاعَهُمْ عَنِ اللهْوِ [ص:157] وَمَزَامِيرِ الشَّيْطَانِ؟ ! أَحِلُّوهُمْ رِيَاضَ الْمِسْكِ، وَأَخْبِرُوهُمْ أَنِّي قَدْ أَحْلَلْتُ عَلَيْهِمْ رِضْوَانِي.(4/155)
1331 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرٌ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا شَرِيكٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)) [الرحمن: 46] ؛ قَالَ: يَهِمُّ بِالْمَعْصِيَةِ ثُمَّ يَتْرُكُهَا مِنْ مَخَافَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.(4/157)
1332 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ فِي قَوْلِهِ: {اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} [المائدة: 35] ؛ قَالَ: التَّقَرُّبُ بِالْأَعْمَالِ.
آخِرُ الْجُزْءِ التَّاسِعِ، يَتْلُوهُ الْعَاشِرُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ(4/158)
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء العاشر
من كتاب «المجالسة وجواهر العلم»
صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذنا؛ قال: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء إجازة؛ قا: أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل الضراب، أنا أبي أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب، حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد الدينوري المالكي:(4/165)
1333 - نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا أَبُو النُّعْمَانِ عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:166] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَانَ زَكَرِيَّا صلى الله عليه نَجَّارًا»
__________
[إسناده صحيح] .(4/165)
1334 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُبَارَكِ، نَا أَبِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُبَارَكِ، نَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ أَبِي دُرَّةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص:188]: «مَا مِنْ مُعَمَّرٍ يُعَمَّرُ فِي الْإِسْلامِ أَرْبَعِينَ سَنَةً؛ إِلَّا صَرَفَ اللهُ عَنْهُ ثَلاثَةَ أَنْوَاعٍ مِنَ الْبَلاءِ: الْجُنُونَ، وَالْجُذَامَ، وَالْبَرَصَ. فَإِذَا بَلَغَ الْخَمْسِينَ؛ لَيَّنَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ الْحِسَابَ. فَإِذَا بَلَغَ السِّتِّينَ؛ رَزَقَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْإِنَابَةَ إِلَيْهِ لَمَا يُحِبُّ وَيَرْضَى. فَإِذَا بَلَغَ السَّبْعِينَ؛ أَحَبَّهُ اللهُ وَأَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ. فَإِذَا بَلَغَ الثَّمَانِينَ؛ قَبِلَ اللهُ حَسَنَاتِهِ وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِ. فَإِذَا بَلَغَ التِّسْعِينَ؛ غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، وَسُمِّيَ أَسِيرَ اللهِ فِي أَرْضِهِ، وَشُفِّعَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(4/166)
1335 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، نَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، نَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: (وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنَجينَكُمْ وَاَغْرَقْنَآ ءالَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50)) [البقرة: 50] ؛ قَالَ: إِنَّمَا كَانَ عَهْدُهُمْ بِآلِ فِرْعَوْنَ أَمْسِ، فَصَارَ الْبَحْرُ طَرِيقًا يَبِسًا لَهُمْ يَمْشُونَ فِيهِ؛ فَأَنْجَاهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ(4/190)
1336 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ) [البقرة: 53] ؛ قَالَ: الْكِتَابُ هُوَ الْفُرْقَانُ، سُمِّيَ فُرْقَانًا؛ لِأَنَّهُ فَرَّقَ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ.(4/191)
1337 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ؛ قَالَ: كَانَ مَعَ مُوسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ست مئة أَلْفٍ، وَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ عَلَى ألف ألف ومئتي أَلْفِ حُصَانٍ(4/191)
1338 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أبي إسحاق الهمداني، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كالطود العظيم} [الشعراء: 63] : مِثْلُ النَّخْلَةِ لا يَتَحَرَّكُ، فَسَارَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ وَمَنْ مَعَهُ وَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ فِي طَرِيقِهِمْ، حَتَّى إِذَا تَتَامُّوا فِيهِ؛ أَطْبَقَهُ عَلَيْهِمْ، فَلِذَلِكَ قَالَ: {وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} [البقرة: 50] .(4/192)
1339 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ مُقَاتِلَةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ يومئذ ست مئة أَلْفٍ، وَإِنَّ مُقَدِّمَةَ فِرْعَوْنَ كانوا ست مئة أَلْفٍ عَلَى خَيْلٍ سُودٍ دُهْمٍ غُرٍّ مُحَجَّلِينَ، لَيْسَ فِيهَا شَيَّةُ مُخَالَفَةٌ لِذَلِكَ؛ إِلَّا أَدْهَمُ أَغَرُّ مُحَجَّلٌ.(4/192)
1340 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، نَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: [ص:193] أَتَى ذُو الْقَرْنَيْنِ مَغِيبَ الشَّمْسِ، فَرَأَى مَلَكًا مِنَ الْمَلائِكَةِ كَأَنَّهُ يَتَرَجَّحُ فِي أُرْجُوحَةٍ مِنْ خَوْفِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَهَالَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ: عَلِّمْنِي عِلْمًا لَعَلِّي أَزْدَادُ إِيمَانًا. قَالَ: إِنَّكَ لا تُطِيقُ ذَلِكَ. فَقَالَ: لَعَلَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُطَوِّقَنِي لِذَلِكَ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ: لا تَغْتَمَّ لِغَدٍ، وَاعْمَلْ فِي الْيَوْمِ لِغَدٍ، وَإِذَا آتَاكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الدُّنْيَا سُلْطَانًا؛ فَلا تَفْرَحْ بِهِ، فَإِنْ صُرِفَ عَنْكَ - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: يَعْنِي - فَلا تَأْسَ عَلَيْهِ، وَكُنْ حَسَنَ الظَّنِّ بِاللهِ، وَضَعْ يَدَكَ عَلَى قَلْبِكَ؛ فَمَا أَحْبَبْتَ أَنْ تَصْنَعَ بِنَفْسِكَ فَاصْنَعْهُ بِأَخِيكَ، وَلا تَغْضَبْ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ أَقْدَرُ مَا يَكُونُ عَلَى ابْنِ آدَمَ حِينَ يَغْضَبُ؛ فَرُدَّ الْغَضَبَ بِالْكَظْمِ، وَسَكِّنْهُ بِالتُّؤَدَةِ، وَإِيَّاكَ وَالْعَجَلَةَ؛ فَإِنَّكَ إِذَا عَجَّلْتَ أَخْطَأْتَ، وَكُنْ سَهْلًا لَيِّنًا لِلْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ، وَلا تَكُنْ جَبَّارًا عَنِيدًا.(4/192)
1341 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَرِّزٍ الْهَرَوِيُّ، نَا أَبُو هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الْعَبَّادَانِيِّ، عَنْ فُضَيْلٍ الرِّقَاشِيِّ؛ قَالَ: مَا زَالَ لُقْمَانُ الْحَكِيمُ يَعِظُ ابْنَهُ حَتَّى انْشَقَّتْ مَرَارَتُهُ فَمَاتَ مِنْ خَوْفِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.(4/194)
1342 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، نَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، نَا عُمَرُ، نَا عَامِرُ بْنُ جَشِيبٍ الْأَحْمُوسِيُّ؛ قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ الْعَمَلَ سِرًّا مَا يَطَّلِعُ عَلَيْهِ أَحَدٌ إِلَّا اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَيَطْلُبُهُ إِبْلِيسُ سَنَةً، فَإِنْ أَدْرَكَهُ، وَإِلَّا؛ تَرَكَهُ، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ بَعْدَ سَنَةٍ: حَدِّثْ بِعَمَلِكَ؛ فَإِنَّهُ قَدْ رُفِعَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. فَإِنْ حَدَّثَ بِهِ؛ مُحِيَ عَنْهُ أَجْرُ السِّرِّ، ثُمَّ يَطْلُبُهُ سَنَةً، فَيَقُولُ لَهُ: حَدِّثْ بِهِ؛ فَإِنَّهُ قَدْ رُفِعَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَيْسَ بِنَاقِصِكَ شَيْئًا. فَإِنْ حَدَّثَ بِهِ؛ مُحِيَ عَنْهُ أَجْرُ الْعَلانِيَةِ وَكُتِبَ رِيَاءً
__________
[إسناده ضعيف] .(4/194)
1343 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو يَحْيَى النَّاقِدُ، نَا سَعِيدٌ الْجِرْمِيُّ ذَكَرَهُ عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجُونِيِّ، عَنْ أَبِي الْجَلْدِ؛ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِنَا إِذَا جَلَسَ جَلَسَ عَلَى رِجْلَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ لا تَجْلِسُ عَلَى إسْتِكَ؟ فَقَالَ: الْجُلُوسُ عَلَى الِإسْتِ جِلْسَةُ الْآمِنِينَ، وَأَنَا فَقَدْ عَصَيْتُ الرَّحْمَنَ عَزَّ وَجَلَّ.(4/195)
1344 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يَزِيدَ مَنْطِقُ الرَّجُلِ عَلَى عَقْلِهِ.(4/195)
1345 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغْدَادِيُّ الشِّيعِيُّ، نَا أَبُو زَيْدٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ بُزْرُجَمْهِرُ الْحَكِيمُ: كُلُّ عَزِيزٍ دَخَلَ تَحْتَ الْقُدْرَةِ؛ فَهُوَ ذَلِيلٌ، وَكُلُّ مَقْدُورٍ عَلَيْهِ مَمْلُوكٌ مَحْقُورٌ.(4/195)
1346 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ يَقُولُ: حَسَنَاتُكَ مِنْ عَدُوِّكَ أَكْثَرُ مِنْهَا مِنْ صَدِيقِكَ؛ لِأَنَّ عَدُوَّكَ إِذَا ذُكِرْتَ عِنْدَهُ اغْتَابَكَ، وَإِنَّمَا يَدْفَعُ إِلَيْكَ الْمِسْكِينُ مِنْ حَسَنَاتِهِ.(4/196)
1347 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ، نَا عَوْفٌ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: [ص:197] لا غَيْبَةَ لِثَلاثَةٍ: فَاسِقٍ مُجَاهِرٍ بِالْفِسْقِ، وَذِي بِدْعَةٍ، وإمام جائر.(4/196)
1347 - / م - وَكَانَ يُقَالُ: مَنِ اغْتَابَ خَرَقَ، وَمَنِ اسْتَغْفَرَ اللهَ رَفَأَ.(4/197)
1348 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ، نَا الْفُضَيْلُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ؛ قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا زَهَّدَهُ فِي الدُّنْيَا، وَفَقَّهَهُ فِي الدِّينِ، وَبَصَّرَهُ عُيُوبَهُ.(4/197)
1349 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الْأَصْمَعِيُّ، نَا الْمُعْتَمِرُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ: [ص:198] لَمْ يُعَالِجْ جَهْدَ الْبَلاءِ مَنْ لَمْ يُعَالِجِ الْأَيْتَامَ.(4/197)
1350 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نَا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: مَاتَ يَتِيمٌ لِعَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَحْمَةُ اللهِ وَرِضْوَانُهُ عَلَيْهَا، فَجَزِعَتْ عَلَيْهِ، فَقِيلَ لَهَا: إِنَّكِ تَجِدِينَ غَيْرَهُ! فَقَالَتْ: وَمَنْ لِي بِأَنْ يَكُونَ بِسُوءِ خُلُقِهِ؟ !
__________
[إسناده ضعيف] .(4/198)
1351 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الرِّيَاشِيَّ يَقُولُ: عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ وَأَبِي زَيْدٍ؛ قَالا: [ص:199] الْفَرَسُ لا طُحَالَ لَهُ، وَالْبَعِيرُ لا مَرَارَةَ لَهُ، وَالظَّلِيمُ لا مُخَّ لَهُ. قَالَ الْمَالِكِيُّ: الظَّلِيمُ: النَّعَامُ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: وَكَذَلِكَ طَيْرُ الْمَاءِ، وَحِيتَانُ الْبَحْرِ لا أَلْسِنَةَ لَهَا وَلا أَدْمِغَةَ، وَالسَّمَكُ لا رِئَةَ لَهَا، وَلِذَلِكَ لا يَتَنَفَّسُ، وَكُلُّ ذِي رِئَةٍ يَتَنَفَّسُ.(4/198)
1352 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الرِّيَاشِيَّ يَقُولُ: بَلَغَنِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ أَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ شَيْءٌ تَغِيبُ أُذُنَاهُ؛ إِلَّا وَهُوَ يَبِيضُ، وَلَيْسَ شَيْءٌ تَظْهَرُ أُذُنَاهُ؛ إِلَّا وَهُوَ يَلِدُ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/199)
1353 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ؛ قَالَ: [ص:200] كَانَ مِنْ دُعَاءِ داود النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَازِقَ النَّعَابِ فِي عُشِّهِ وَذَلِكَ أَنَّ الْغُرَابَ إِذَا فَقَسَ عَنْ فَرْخِهِ خَرَجَتْ بِيضًا، فَإِذَا رَآهَا كَذَلِكَ نَفَرَ عَنْهَا؛ فَتَفْتَحُ أَفْوَاهَهَا، وَيُرْسِلُ اللهُ لَهَا ذُبَابًا، فَيَدْخُلُ فِي أَجْوَافِهَا؛ فَيَكُونُ ذَلِكَ غِذَاءَهَا حَتَّى تَسْوَدَّ، فَإِذَا اسْوَدَّتْ؛ عَادَ الْغُرَابُ فَغَذَّاهَا، وَيَرْفَعُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الذُّبَابَ عَنْهَا
__________
[إسناده واه بمرة] .(4/199)
1354 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص:201] حَاصَرَ مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حِصْنًا، وَأَصَابَهُمْ فِيهِ جَهْدٌ عَظِيمٌ، فَنَدَبَ النَّاسَ إِلَى نَقْبٍ مِنْهُ، فَمَا دَخَلَهُ أَحَدٌ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْجُنْدِ فَدَخَلَهُ، فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِمْ، فَنَادَى مُنَادِي مَسْلَمَةَ: أَيْنَ صَاحِبُ النَّقْبِ؟ فَمَا جَاءَ أَحَدٌ حَتَّى نَادَى مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا أَوْ أَرْبَعًا، فَجَاءَ فِي الرَّابِعَةِ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَنَا أَيُّهَا الْأَمِيرُ صَاحِبُ النَّقْبِ، آخُذُ عُهُودًا ثَلاثًا: لا تُسَوِّدُوا اسْمِي فِي صَحِيفَةٍ، وَلا تَأْمُرُوا لِي بِشَيْءٍ، وَلا تَشْغَلُونِي عَنْ أَمْرِي. قَالَ: فَقَالَ لَهُ مَسْلَمَةُ: قَدْ فَعَلْنَا ذَلِكَ بِكَ. قَالَ: فَغَابَ بَعْدَ ذَلِكَ؛ فَلَمْ يُرَ. قَالَ: فَكَانَ مَسْلَمَةُ بَعْدَ ذَلِكَ يَقُولُ فِي دُبُرِ صَلاتِهِ: اللهُمَّ اجْعَلْنِي مَعَ صَاحِبِ النَّقْبِ.(4/200)
1355 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: كَانَ أَنُوشِرْوَانُ يَكْتُبُ إِلَى مَرَازِبَتِهِ: عَلَيْكُمْ بِأَهْلِ الشَّجَاعَةِ وَالسَّخَاءِ؛ فَإِنَّهُمْ أَهْلُ حُسْنِ الظَّنِّ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ.(4/201)
1356 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِنَّ مِنْ أَعْظَمَ الذَّنْبِ أَنْ يَسْتَخِفَّ الرَّجُلُ بِذَنْبِهِ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/201)
1357 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: [ص:203] تَأْوِيلُ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ: «نِيَّةُ الْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ» ، وَمَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ حَسَنٌ، وَذَلِكَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُخَلِّدُ الْمُؤْمِنَ فِي جَنَّتِهِ بِنِيَّتِهِ لا بِعَمَلِهِ، وَلَوْ جُزِيَ بِعَمَلِهِ؛ لَمْ يَسْتَوْجِبِ التَّخْلِيدَ؛ لِأَنَّهُ عَمَلٌ فِي سِنِينَ مَعْدُودَةٍ، وَالْجَزَاءُ يَقَعُ بِمِثْلِهَا وَأَضْعَافِهَا، وَإِنَّمَا يُخَلِّدُهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِنِيَّتِهِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ نَاوِيًا أَنْ يُطِيعَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَبَدًا لَوْ أَبْقَاهُ أَبَدًا، فَلَمَّا اخْتَرَمَهُ دُونَ نِيَّتِهِ؛ جَزَاهُ عَلَيْهَا التَّخْلِيدَ أَبَدًا، وَكَذَلِكَ الْكَافِرُ نِيَّتُهُ شَرٌّ مِنْ عَمَلِهِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ نَاوِيًا أَنْ يُقِيمَ عَلَى كُفْرِهِ أَبَدًا، فَلَمَّا اخْتَرَمَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ دُونَ نِيَّتِهِ؛ جَزَاهُ التَّخْلِيدَ فِي جَهَنَّمَ أَبَدًا.(4/202)
1358 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: [ص:204] مَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اكْلَفُوا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا» . وَتَأْوِيلُهُ: أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لا يَمَلُّ إِذَا مَلِلْتُمْ، وَمِثَالُ هَذَا الْكَلامِ: قَوْلُكَ: هَذَا الْفَرَسُ لا يَفْتُرُ حَتَّى تَفْتُرَ الْخَيْلُ، يُرِيدُ أَنَّهُ لا يَفْتُرُ إِذَا فَتَرَتْ، وَلَوْ كَانَ هَذَا الْمُرَادُ مَا كَانَ لَهُ فَضْلٌ عَلَيْهَا؛ لِأَنَّهُ يَفْتُرُ مَعَهَا، فَأَيَّةُ فَضِيلَةٍ لَهُ؟ وَإِنَّمَا يُرِيدُ لا يَفْتُرُ إِذَا فَتَرَتْ، وَكَذَلِكَ تَقُولُ فِي الرَّجُلِ الْبَلِيغِ فِي كَلامِهِ وَالْمِكْثَارِ: فُلانٌ لا يَنْقَطِعُ حَتَّى تَنْقَطِعَ خُصُومُهُ، يُرِيدُ لا يَنْقَطِعُ إِذَا انْقَطَعُوا، وَلَوْ أَرَادَ أنه يَنْقَطِعُ إِذَا انْقَطَعُوا؛ لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي هَذَا [ص:205] الْقَوْلِ فَضْلٌ عَلَى غَيْرِهِ. وَقَدْ جَاءَ مِثْلُ هَذَا فِي الشِّعْرِ الْمَنْسُوبِ إِلَى أُخْتِ تَأَبَّطَ شَرًّا، وَيُقَالُ: إِنَّهُ لِخَلَفٍ الْأَحْمَرِ:
(صَلِيَتْ مِنِّي هُذَيْلٌ بِخِرْقٍ ... لا يَمَلُّ الشَّرَّ حَتَّى يَمَلُّوا)
لَمْ يُرِدْ أَنَّهُ يَمَلُّ الشَّرَّ إِذَا مَلُّوهُ، وَلَوْ أَرَادَ مَلَّ ذَلِكَ مَا كَانَ فِيهِ مَدْحٌ لَهُ؛ لِأَنَّهُ بِمَنْزِلَتِهِمْ، وَإِنَّمَا أراد أنهم يَمَلُّونَ الشَّرَّ وَهُوَ لا يَمَلُّهُ.(4/203)
1359 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: {لِكُلِّ أَوَّابٍ حفيظ} [ق: 32] ؛ قَالَ: الْأَوَّابُ الْحَفِيظُ: الرَّجُلُ يَكُونُ فِي الْمَجْلِسِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ؛ قَالَ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا أَصَبْتُ فِي مَجْلِسِي هَذَا.(4/205)
1360 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، نَا مُجَالِدٌ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: أُهْدِيَتْ إِلَيَّ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُهْدِيَتْ، وَمَا لَنَا فِرَاشٌ إِلَّا مَسْكَ كَبْشٍ
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(4/206)
1361 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: [ص:207] لَقَدْ تَزَوَّجْتُ فاطمة بنت محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومالي فِرَاشٌ غَيْرَ جِلْدِ كَبْشٍ نَنَامُ عَلَيْهِ بِاللَّيْلِ، وَنَعْلِفُ عَلَيْهِ نَاضِحَنَا بِالنَّهَارِ، وَمَا لِي خَادِمٌ غَيْرَهَا؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(4/206)
1362 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُلاعِبٍ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ، نَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَتْ: [ص:209] أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِشْيَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَرْحَبًا بَابْنَتِي» . فَأَقْعَدَهَا عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَبَكَتْ، ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حديثا فضحكت؛ قلت: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ ضَحِكًا أَقْرَبَ مِنْ بُكَاءٍ، فَسَأَلْتُهَا: مَا قَالَ لَكِ؟ فَقَالَتْ: مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَلَمَّا مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلْتُهَا عَنْ ذَلِكَ؛ فَقَالَتْ: إِنَّهُ أَسَرَّ إِلَيَّ «أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَ يُعَارِضُنِي بِالْقُرْآنِ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلا أَرَانِي إِلَّا أَجَلِي قَدْ حَضَرَ، وَاعْلَمِي أَنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لُحُوقًا بِي» ، فَبَكَيْتُ لِذَلِكَ؛ فَقَالَ: «وَمَا يُبْكِيكِ؟ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ؟» قال: فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ
__________
[إسناده صحيح] .(4/207)
1363 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ فَهْمٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَيُدْخِلُهُمُ الجنة عرفها لهم} (6)) [محمد: 6] ؛ قَالَ: طَيَّبَهَا لَهُمْ. قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ: هَذَا طَعَامٌ مُعَرَّفٌ؛ أَيْ: مُطَيَّبٌ، وَقَالَ الشَّاعِرُ:
(فتَدْخُلُ أَيْدٍ فِي حَنَاجِرَ أُقْنِعَتْ ... لِعَادَتِهَا مِنَ الْخَزِيرِ الْمُعَرَّفِ)(4/210)
1364 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، نَا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، نَا بَكَّارُ بْنُ مَالِكٍ [مَعْنَى] هَذِهِ الْآيَةِ: (وَجَآءَكُمُ النَّذِيرُ) [فاطر: 37] ؛ قَالَ: الشَّيْبُ. ثُمَّ أَنْشَدَ حُصَيْنٌ:
(رَأَيْتُ الشَّيْبَ مِنْ نُذُرِ الْمَنَايَا ... لِصَاحِبِهِ وَحَسْبُكَ مِنْ نَذِيرٍ)(4/211)
1365 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، نَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ؛ أَنَّهُ تَمثَّلَ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ وَهُمَا لِعَبْدِ بَنِي الْحَسْحَاسِ [ص:212]:
(هُرَيْرَةَ وَدِّعْ إِنْ تَجَهَّزْتَ غَادِيًا ... كَفَى الشَّيْبُ وَالْإِسْلامُ لِلْمَرْءِ نَاهِيًا)(4/211)
1366 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عُمَيْرُ بْنُ مِرْدَاسٍ الدُّونَقِيُّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْقَتَّاتِ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ: إِنَّ الَّذِي يُخَافُ مِنْ شَرِّ الدُّنْيَا أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ مِنْهَا، إِنَّمَا يُوضَحُ لَنَا شَرُّ الدُّنْيَا عِنْدَ الْفِرَاقِ لَهَا، وَعِنْدَ مُعَايَنَةِ مَا اكْتَسَبْنَا وَاقْتَرَفْنَا؛ فَصِرْنَا إِلَى الْهَلاكِ بِهَا.(4/212)
1366 - / م - قَالَ: وَقَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ: إِنَّمَا الدُّنْيَا أَوَّلُهَا إِلَى آخِرِهَا قَلِيلٌ، إِنَّ الَّذِي يَبْقَى مِنْهَا فِي جَنْبِ الَّذِي مَضَى قَلِيلٌ، وَإِنَّمَا لَكَ مِنْهَا قَلِيلٌ، وَمَا بَقِيَ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْ قَلِيلٍ، وقد أصحبت يا ابن آم فِي دَارِ الشِّرَاءِ وَدَارِ الْفِدَاءِ، وَغَدًا تَصِيرُ إِلَى دَارِ الْجَزَاءِ وَدَارِ الْبَقَاءِ؛ فَاتَّقِ اللهَ يَا ابْنَ آدَمَ فِي نَفْسِكَ؛ فَاشْتَرِ الْيَوْمَ نَفْسَكَ، وَفَادِ بِهَا كل جَهْدِكَ، لَعَلَّكَ أَنْ تَتَخَلَّصَ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ عَزَّ وَجَلَّ.(4/212)
1367 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا الرِّيَاشِيُّ لِبَعْضِهِمْ:
(كَمْ رَأَيْنَا مِنْ قُرُونٍ قَدْ مَضَوْا بَعْدَ قُرُونٍ ... أَثَّرُوا فِي الْأَرْضِ قَدْ أَفْنَاهُمْ رَيْبُ الْمَنُونِ)
(سَائِلِ الْأَيَّامَ تُخْبِرْ أَيْنَ أَرْبَابُ الْحُصُونِ ... أَيْنَ أَصْحَابُ الْمَسَاعِي فِي سُهُولٍ وَحُزُونِ)
(أَنْتَ تَلْهُو وَالْمَنَايَا لَمْ تَزَلْ نَصْبَ الْعُيُونِ ... عَجَبًا لَوْ صَحَّ عَقْلِي لِي لَمَا جَفَّتْ جُفُونِي)
(يَا أَخِلَّائِي تَعَالَوْا فَاسْعِدُونِي وَانْدِبُونِي ... عَيْنٌ بَكِينِي بِدَمْعٍ فَكَأَنَّ قَدْ حِيلَ دُونِي)
(سَاعَةً كَانَتْ لِوَقْتٍ حِينَ قَالَ اللهُ كُونِي ... آيَسَ الْأَصْحَابُ مِنِّي عِنْدَهَا إِذْ حَرَّفُونِي)
(حَرَّفُونِي وَجَّهُونِي غَمَّضُونِي مَدَّدُونِي ... ثُمَّ قَامُوا فِي جِهَازِي عَجَّلُوا إِذْ غَيَّبُونِي)
(رَفَعُونِي حَرَّفُونِي غَسَّلُونِي قَلَّبُونِي ... وَضَعُونِي نَشَّفُونِي خَيَّطُونِي كَفَّنُونِي [ص:214])
(لَفَّقُونِي أَدْرَجُونِي ثُمَّ قَامُوا حَمَلُونِي ... عَجَّلُوا بِي شَيَّعُونِي بَلَّغُونِي أَنْزَلُونِي)
(أَنْزَلُونِي تَحْتَ صَخْرٍ عَلِقَتْ فِيهَا رُهُونِي ... أَدْخَلُونِي أَسْنَدُونِي أَوْقَرُونِي أثقلوني)
(ودَّعوني أسلموني أوحدوني أَفْرَدُونِي ... وَكَأَنَّ الْقَوْمَ لَمَّا رَجَعُوا لَمْ يَعْرِفُونِي)(4/213)
1368 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرٍ أخو الخطاب، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: بَلَغَنِي عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ؛ أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ: أَيَسُرُّكَ أَنْ تَغْلِبَ شَرَّ النَّاسِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: إِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَهُ تَكُنْ شَرًّا مِنْهُ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/214)
1369 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، نَا الْوَاقِدِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَبْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ - وَكَانَ مِنْ سَرَوَاتِ النَّاسِ -: [ص:215] مَا قَلَّ سُفَهَاءُ قَوْمٍ قَطُّ؛ إِلَّا ذَلُّوا.(4/214)
1370 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَازِنِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ الْمُهَلَّبُ: لِأَنْ يُطِيعَنِي سُفَهَاءُ قَوْمِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يُطِيعَنِي حُلَمَاؤُهُمْ.(4/215)
1371 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا ابْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ؛ قَالَ: كَانَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ يَبْسُطُ رِدَاءَهُ وَيَقُولُ: اللهُمَّ! ارْزُقْنِي الْكَثِيرَ؛ فَإِنَّ الْقَلِيلَ لا يَكْفِينِي
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(4/215)
1372 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلابَةَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ؛ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ كَثِيرًا يَتَمَثَّلُ بِهَذَا الْبَيْتِ:
(لا تَزَلْ تَنْعِي حَبِيبًا أَبَدًا حَتَّى تَكُونَهُ ... وَلَقَدْ يَرْجُو الْفَتَى الرَّجَاءَ وَالْمَوْتُ دُونَهُ)(4/216)
1373 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَمَثَّلُ بِهَذَا الْبَيْتِ [ص:217]:
(. . . . . . . . . . . . . . . . . . . ... كَفَى بِالْإِسْلامِ وَالشَّيْبِ لِلْمَرْءِ نَاهِيًا)
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّمَا قَالَ الشَّاعِرُ: كَفَى بِالشَّيْبِ وَالْإِسْلامِ لِلْمَرْءِ نَاهِيًا. فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يَقُولُ بِالشَّيْبِ وَالْإِسْلامِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «بِالْإِسْلامِ وَالشَّيْبِ» ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، مَا عَلَّمَكَ اللهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَكَ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/216)
1374 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْقُرَشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْحَاطِبِيَّ يَقُولُ: وَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَتْلَى بَدْرٍ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا: «يَفْلِقْنَ» . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
(هَامًا مِنْ رِجَالٍ أَحِبَّةٍ ... إِلَيْنَا وَهُمْ كَانُوا أَعَقَّ وَأَظْلَمَا)
__________
[إسناده ضعيف] .(4/218)
1375 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، نَا الْحَكَمُ بْنُ عَطَيَّةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: [ص:220] أَنَّ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا كَانَتْ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ؛ فَقَالَتْ:
(أماوي مَا يُغْنِي الثَّرَاءُ عَنِ الْفَتَى ... إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْمًا وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ)
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لا تَقُولِي هَكَذَا؛ قُولِي: (وَجَآءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19)) [ق: 19] .(4/218)
1376 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ؛ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْوَفَاةَ أَرْسَلَ إِلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَدَعَاهَا، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ؛ قَالَتْ: هَذَا كَمَا قَدْ قَالَ الشَّاعِرُ:
(. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ... إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْمًا وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ)
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَلا تَقُولِينَ كَمَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: (وَجَآءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19)) [ق: 19] .(4/220)
1377 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقْضِي [ص:221]:
(وَأَبْيَضُ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ ... رَبِيعُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ)
قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِنَّمَا ذَاكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/220)
1377 - / م - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، نَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ؛ قَالَ: [ص:222] دَخَلَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ لَهُ: وَاللهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ فِي مِثْلِ حَالِكَ إِلَّا مَاتَ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ:
(فَإِنَّ الْمَرْءَ لَمْ يُخْلَقْ حَدِيدًا ... وَلا هَضْبًا تُوَقِّلُهُ الْوِبَارُ)
(وَلَكِنْ كَالشِّهَابِ يُرَى وَيَخْبُو ... وَحَادِي الْمَوْتِ عَنْهُ مَا يُحَارُ)
__________
[إسناده ضعيف] .(4/221)
1378 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ [ص:224] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَصْدَقَ بَيْتٍ قَالَتْهُ الْعَرَبُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
(أَلا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلا اللهَ بَاطِلُ [ص:225] ... )
__________
[إسناده حسن] .(4/222)
1379 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لا تُؤَاخِ الْفَاجِرَ؛ فَإِنَّهُ يُزَيِّنُ لَكَ فِعْلَهُ، وَيُحِبُّ لَوْ أَنَّكَ مِثْلُهُ، وَيُزَيِّنُ لك أَسْوَأَ خِصَالِهِ، وَمَدْخَلُهُ عَلَيْكَ وَمَخْرَجُهُ مِنْ عِنْدِكَ شَيْنٌ وَعَارٌ. وَلا الْأَحْمَقَ؛ فَإِنَّهُ يُجْهِدُ نَفْسَهُ لَكَ وَلا يَنْفَعُكَ، وَرُبَّمَا أَرَادَ أَنْ يَنْفَعَكَ فَيَضُرُّكَ؛ فَسُكُوتُهُ خَيْرٌ مِنْ نُطْقِهِ، وَبُعْدُهُ خَيْرٌ مِنْ قُرْبِهِ، وَمَوْتُهُ خَيْرٌ مِنْ حَيَاتِهِ. وَلا الْكَذَّابَ؛ فَإِنَّهُ لا يَنْفَعُكَ مَعَهُ عَيْشٌ، يَنْقُلُ حَدِيثَكَ، وَيَنْقُلُ الْحَدِيثَ إِلَيْكَ، وَإِنْ تَحَدَّثَ بِالصِّدْقِ فَمَا يُصَدَّقُ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/225)
1379 - / 1 - قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: [ص:226] وَبَلَغَنِي أَنَّهُ أُصِيبَ بِبِلادِ الرُّومِ عَلَى رُكْنٍ مِنْ كَنَائِسِهَا:
(لا تَصْحَبْ أَخَا الْجَهْلِ ... وَإِيَّاكَ وَإِيَّاهُ)
(فَكَمْ مِنْ جَاهِلٍ أَرْدَى ... حليما حين آخاه)
(يقاس الْمَرْءُ بِالْمَرْءِ ... إِذَا مَا هُوَ مَاشَاهُ)(4/225)
1379 - / 2 - وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ:
(عَنِ الْمَرْءِ لا تَسَلْ وَأَبْصِرْ قَرِينَهُ ... فَإِنَّ الْقَرِينَ بِالْمُقَارَنِ مُقْتَدِي)(4/226)
1380 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا أَبُو الْأَشْهَبِ هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ: مَا تَقُولُ فِي مَوْتِ الْوَالِدِ؟ قَالَ: مُلْكٌ حَادِثٌ. قَالَ: فَمَوْتِ الْأَخِ؟ قَالَ: قَصُّ الْجَنَاحِ. قَالَ: فَمَوْتِ الزَّوْجِ؟ قَالَ: عُرْسٌ جَدِيدٌ. قَالَ: فَمَوْتِ الْوَلَدِ؟ قَالَ: صَدْعٌ فِي الْفُؤَادِ لا يُجْبَرُ. ثُمَّ أَنْشَدَ أَبُو الْأَشْهَبِ لِبَعْضِهِمْ: (لَوْلا أُمَيَّةُ لَمْ أَجْزَعْ مِنَ الْعَدَمِ ... وَلَمْ أَجُبْ فِي اللَّيَالِي حِنْدِسِ الظُّلَمِ)
(وَزَادَنِي رَغْبَةً فِي الْعَيْشِ مَعْرِفَتِي ... ذُلَّ الْيَتِيمَةِ يَجْفُوهَا ذَوُو الرَّحِمِ)
(أُحَاذِرُ الْفَقْرَ يَوْمًا أَنْ يُلِمَّ بِهَا ... فَيَهْتِكَ السِّتْرَ مِنْ لَحْمٍ عَلَى وَضَمِ)
(تَهْوَى حَيَاتِي وَأَهْوَى مَوْتَهَا شَفَقًا ... وَالْمَوْتُ أَكْرَمُ نَزَّالٍ عَلَى الْحُرُمِ)(4/227)
1381 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، أَنْشَدَنَا ابْنُ الأعرابي:
(أحب بنيتي وودت أَنِّي ... دَفَنْتُ بُنَيَّتِي فِي قَعْرِ لَحْدِ)
(وَمَا بِيَ أَنْ تَهُونَ عَلَيَّ لَكِنْ ... مَخَافَةَ أَنْ تَذُوقَ الْبُؤْسَ بَعْدِي)(4/228)
1382 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّكَّرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ يَوْمًا لِوَرْدَانَ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: مَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا تَلِذُّ بِهِ؟ قَالَ: الْقَدِيمُ الطَّوِيلُ. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: الْحَدِيثُ الْحَسَنُ، أَوْ أَلْقَى أَخًا قَدْ نَكَبَهُ الدَّهْرُ فَأَجْبَرُهُ.(4/228)
1382 - / م - ثُمَّ أَنْشَدَ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ هَذِهِ الْأَبْيَاتَ، وَذُكِرَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سلام أنشدها لِأَعْرَابِيٍّ:
(وَمَا هَذِهِ الْأَيَّامُ إِلَّا مُعَارَةٌ ... فَمَا اسْتَطَعْتَ مِنْ مَعْرُوفِهَا فَتَزَوَّدِ [ص:229])
(فَإِنَّكَ لا تَدْرِي بِأَيَّةِ بَلْدَةٍ ... تَمُوتُ وَلا مَا يُحْدِثُ اللهُ فِي غَدِ)(4/228)
1383 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ أَبُو عُثْمَانَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ: قَالَ بزرجمهر الحكيم: إذا أقلبت عَلَيْكَ الدُّنْيَا؛ فَأَنْفِقْ؛ فَإِنَّهَا لا تَفْنَى، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْكَ؛ فَأَنْفِقْ؛ فَإِنَّهَا لا تَبْقَى.(4/229)
1383 - / م - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ: وَأَخَذَهُ بَعْضُ الْمُحَدِّثِينَ؛ فَقَالَ:
(فَأَنْفِقْ إِذَا أَنْفَقْتَ إِنْ كُنْتَ مُوسِرًا ... وَأَنْفِقْ عَلَى مَا خُيِّلْتَ حِينَ تَعْسُرُ)
(فَلا الْجُودُ يُفْنِي الْمَالَ وَالْجَدُّ مُقْبِلٌ ... وَلا الْبُخْلُ يُبْقِي الْمَالَ وَالْجَدُّ مُدْبِرُ)(4/229)
1384 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمِّهِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ: [ص:230] أَحَدُهُمْ يَحْقِرُ الشَّيْءَ، فَيَأْتِي مَا هُوَ شَرٌّ مِنْهُ (يَعْنِي: الْمِنَّةَ) . قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: وَقَالَ الشَّاعِرُ فِي مِثْلِهِ:
(وَمَا أُبَالِي إِذَا ضَيْفِي تَضَيَّفَنِي ... مَا كَانَ عِنْدِي إِذَا أَعْطَيْتُ مَجْهُودِي)
(جَهْدُ الْمُقِلِّ إِذَا أَعْطَاكَ مُصْطَبِرًا ... أَوْ مُكْثِرًا مِنْ غِنَى سِيَّانِ فِي الْجُودِ)
وَأَنْشَدَ:
(أَفْسَدْتَ بِالْمَنِّ مَا أَسْدَيْتَ مِنْ حُسْنٍ ... لَيْسَ الْكَرِيمُ إِذَا أَسْدَى بِمَنَّانٍ)(4/229)
1385 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ السِّكِّيتِ يَقُولُ: قَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ: [ص:231] فَوْتُ الْحَاجَةِ خَيْرٌ مِنْ طَلَبِهَا إِلَى غَيْرِ أَهْلِهَا، وَأَشَدُّ مِنَ الْمُصِيبَةِ سُوءُ الْخَلْفِ مِنْهَا، وَأَنْشَدَ لِامْرَأَةٍ مِنْ وَلَدِ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ فِي مِثْلِهِ:
(سَلِ الْخَيْرَ أَهْلَ الْخَيْرِ قِدْمًا وَلا تَسَلْ ... فَتًى ذَاقَ طَعْمَ الْعَيْشِ مُنْذُ قَرِيبِ)(4/230)
1386 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْأُشْنَانِيُّ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: رَأَيْتُ أَعْرَابِيًّا بِمِنًى فَصِيحًا يَسْأَلُ النَّاسَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي مَسْأَلَتِهِ: لَقَدْ جُعْتُ حَتَّى أَكَلْتُ النَّوَى الْمُحْرِقَ، وَلَقَدْ مَشِيتُ حَتَّى انْتَعَلْتُ الدَّمَ، وَحَتَّى سَقَطَ مِنْ رِجْلِي مَحْضُ لَحْمِي، وَحَتَّى تَمَنَّيْتُ لَوْ أَنَّ لَحْمَ وَجْهِي حِذَاءٌ لِقَدَمِي؛ فرحم الله امرءا لَمْ تَمْجُجْ أُذُنَاهُ كَلامِي، وَقَدَّمَ لِنَفْسِهِ مَعَاذًا مِنْ سوء حالي؛ فإم الْبِلادَ مُجْدَبَةٌ، وَالْجِبَالَ مَغْضَبَةٌ، وَالْبِحَارَ مُمْنَعَةٌ بِذُنُوبِكُمْ، وَالْحَيَاءَ زَاجِرٌ يَمْنَعُ مِنْ كَلامِكُمْ، والعدم عادر [ص:232] يَدْعُو إِلَى أَخْبَارِكُمْ، وَالدُّعَاءَ أَحَدُ الصَّدَقَتَيْنِ؛ فَرَحِمَ اللهُ امرءا أَمَرَ بِخَيْرٍ أَوْ دَعَا بِخَيْرٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ فَقَالَ: اللهُمَّ غُفْرًا مِمَّنْ لا تَضُرُّكَ جَهَالَتُهُ، وَلا تَنْفَعُكَ مَعْرِفَتُهُ، إِنَّ ذُلَّ الِاكْتِسَابِ يَمْنَعُ مِنْ عِزِّ الانْتِسَابِ.(4/231)
1387 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: كَتَبَ حُذَيْفَةُ الْمَرْعَشِيُّ إِلَى يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ: أَمَّا بَعْدُ! فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ، وَالْعَمَلِ بِمَا عَلَّمَكَ اللهُ، وَالْمُرَاقَبَةِ حَيْثُ لا يَرَاكَ أَحَدٌ إِلَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَالِاسْتِعْدَادِ لِمَا لَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهِ حِيلَةٌ، وَلا يُنْتَفَعُ بِالنَّدَمِ عِنْدَ نُزُولِهِ؛ فَاحْسُرْ عَنْ رَأْسِكَ قِنَاعَ الْغَافِلِينَ، وَانْتَبِهْ مِنْ رَقْدَةِ الْمَوْتَى، وَشَمِّرْ لِلسِّبَاقِ؛ فَإِنَّ الدُّنْيَا مَيْدَانُ السَّابِقِينَ، وَلا تَغْتَرَّ بِمَنْ قَدْ أَظْهَرَ النُّسُكَ وَتَشَاغَلَ بِالْوَصْفِ وَتَرَكَ الْعَمَلَ بِالْمَوْصُوفِ، وَاعْلَمْ يَا أَخِي أَنَّهُ لا بُدَّ لِي وَلَكَ مِنَ الْمَقَامِ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَسْأَلُنَا عَنِ الدَّقِيقِ الْخَفِيِّ، وَعَنِ الْجَلِيلِ الْجَافِي، وَلَسْتُ آمَنُ أَنْ يَسْأَلَنِي وَإِيَّاكَ عَنْ وَسَاوِسِ الصُّدُورِ وَلَحَظَاتِ الْعُيُونِ وَإِصْغَاءِ الْأَسْمَاعِ، وَمَا عَسَى أَنْ يَعْجِزَ مِثْلِي عَنْ وَصْفِ مِثْلِهِ، وَاعْلَمْ يَا أَخِي أَنَّهُ مِمَّا وُصِفَ بِهِ هَذِهِ الْأُمَّةُ [ص:233] أَنَّهُمْ خَالَطُوا أَهْلَ الدُّنْيَا بِأَبْدَانِهِمْ، وَطَابَقُوهُمْ عَلَيْهَا بِأَهْوَائِهِمْ، وَخَضَعُوا لِمَا طَمِعُوا مِنْ نَائِلِهِمْ، وَسَكَتُوا عَمَّا سَمِعُوا مِنْ بَاطِلِهَا، وَفَرِحُوا بِمَا رَأَوْا مِنْ زِينَتِهَا، وَدَاهَنَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ، وَتَرَكُوا بَاطِنَ الْعَمَلِ بِالنُّصْحِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ سَيِّدِهِمْ، فَحَرَمَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِذَلِكَ الثَّمَنَ الرَّبِيحَ، وَاعْلَمْ يَا أَخِي أَنَّهُ لا يُجْزِئُ مِنَ الْعَمَلِ الْقَوْلُ، وَلا مِنَ الْبَذْلِ الْعِدَّةُ، وَلا مِنَ التَّوَقِّي التَّلاوَمُ؛ فَقَدْ صِرْنَا فِي زَمَانٍ هَذِهِ صِفَةُ أَهْلِهِ، فَمَنْ كَانَ كَذَلِكَ، فَقَدْ تَعَرَّضَ لِلْمَهَالِكِ، وَصَدَّ عَنِ السَّبِيلِ، وَفَّقَنَا اللهُ وَإِيَّاكَ لِمَا يُحِبُّ، وَالسَّلامُ.(4/232)
1388 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ؛ قَالَ: [ص:237] قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ! مُرْنِي بِأَمْرٍ أَعْتَصِمُ بِهِ. قَالَ: «قُلْ: رَبِّيَ اللهُ ثُمَّ اسْتَقِمْ» . قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ! مَا أَكْثَرُ ماتخاف عَلَيَّ؟ قَالَ: فَأَخَذَ نَبِيُّ اللهِ بِلِسَانِهِ، ثُمَّ قَالَ: «هذا»
[إسناده ضعيف، والحديث صحيح] .(4/233)
1389 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الْوَرَّاقُ، نَا شُبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ شُمَيْسَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: [ص:239] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْقَزْعِ لِلصِّبْيَانِ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/237)
1390 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، نَا عَبْدُ اللهِ الْأُمَوِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ [ص:240]: «مَنِ اسْتَلْحَقَ نَسَبًا لَيْسَ مِنْهُ؛ حَتَّهُ اللهُ حَتَّ الْوَرَقِ»
__________
[إسناده ضعيف] .(4/239)
1391 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي أَسْلَمُ الْكُوفِيُّ، عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ؛ قَالَ: [ص:241] كُنَّا عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَأَتَاهُ غُلامُهُ بِطَعَامٍ، فَأَهْوَى إِلَى لُقْمَةٍ فَأَكَلَهَا، فَقَالَ لَهُ الْغُلامُ: لَمْ تَسْأَلْنِي عَنْهُ: مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبْتُهُ! فَأَخْبَرَهُ، فَأَدْخَلَ أُصْبُعَهُ فِي حَلْقِهِ، فَلَمْ يَزَلْ يَتَقَيَّأُ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّ نَفْسَهُ سَتَخْرُجُ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ حَبِيبِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ يَقُولُ «إيما لَحْمٍ نَبَتَ مِنْ حَرَامٍ، أَوْ جَسَدٍ غُذِّيَ بِحَرَامٍ؛ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(4/240)
1392 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: (وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيآءٌ وَلكِن لَّا تَشْعُرُونَ (154)) [البقرة: 154] ؛ قَالَ: [ص:242] إِنَّ أَرْوَاحَ الشُّهَدَاءِ فِي طَيْرٍ بِيضٍ، يَأْكُلْنَ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ مَسَاكِنَهُمُ السِّدْرَةَ، وَإِنَّ لِلْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ ثَلاثَ خِصَالٍ: مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ صَارَ حَيًّا مَرْزُوقًا، وَمَنْ غَلَبَ آتاه الله أجر عَظِيمًا، وَمَنْ مَاتَ رَزَقَهُ اللهُ رِزْقًا حَسَنًا. قَالَ إِسْمَاعِيلُ: وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ لله كَمَثَلِ الْقَانِتِ الصَّائِمِ الَّذِي لا يَفْتُرُ [ص:243] مِنْ صَلَوَاتِهِ وَلا صِيَامِهِ حَتَّى يَرْجِعَ مَتَى مَا رَجَعَ» ، وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَالَ رَبُّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَلَيَّ ضَامِنٌ إِنْ قَبَضْتُهُ؛ أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ، وَإِنْ رَجَعْتُهُ؛ رَجَعْتُهُ بِأَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ» .(4/241)
1393 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَتِ) [الأعراف: 130] ؛ قَالَ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لا تَحْمِلُ فِيهِ النَّخْلَةُ إِلَّا تَمْرَةً
__________
[إسناده ضعيف] .(4/243)
1394 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ، نَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نَا وَكِيعٌ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، نَا سُفْيَانُ الْعُصْفُرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وجل: (الَّذِينَ إِذَآ أَصَبَتْهُم مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ) [البقرة: 156] ؛ قَالَ: [ص:244] مَا أعطى أَحَدٌ مَا أُعْطِيَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ، وَلا نَبِيًّا قَبْلَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةُ: (الَّذِينَ إِذَآ أَصَبَتْهُم مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ) [البقرة: 156] ، وَلَوْ أُعْطِيهَا أَحَدٌ؛ لَأُعْطِيهَا يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ حَيْثُ يَقُولُ: {يَا أَسَفَى عَلَى يوسف} [يُوسُفَ: 84]
__________
[إسناده ضعيف] .(4/243)
1395 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، نَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، نَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِكَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ: أَوْصِنَا. فَقَالَ: أُوصِيكُمْ أَنْ تَبِيعُوا دُنْيَاكُمْ [ص:245] بِآخِرَتِكُمْ؛ تَرْبَحُونَهُمَا وَاللهِ جَمِيعًا! وَلا تَبِيعُوا آخرتكم بدنياكم؛ فتخسرونهما وَاللهِ جَمِيعًا!(4/244)
1396 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَبْدٍ خَيْرًا؛ أَعْطَاهُ اللهُ مِنَ الدُّنْيَا عَطِيَّةً، ثُمَّ يُمْسِكُ عَنْهُ، فَإِذَا أُنْفِدَ؛ أَعْطَاهُ، وَإِذَا هَانَ عَلَيْهِ عَبْدُهُ؛ بَسَطَ لَهُ الدُّنْيَا بَسْطًا.(4/245)
1397 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: مَنْ سَأَلَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ الدُّنْيَا؛ فَإِنَّمَا يَسْأَلُهُ طُولَ الْوُقُوفِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.(4/245)
1398 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ، عَنْ عِمَارَةَ بْنِ غُزَيَّةَ؛ قَالَ: [ص:246] سَمِعْتُ رَجُلًا سَأَلَ رَبِيعَةَ بْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: يَا أَبَا عُثْمَانَ! مَا رَأْسُ الزَّهَادَةِ؟ قَالَ: جَمْعُ الْأَشْيَاءِ بِحَقِّهَا، وَوَضْعُهَا فِي حَقِّهَا.(4/245)
1399 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مِهْرَانَ، نَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: مَا فِي الدُّنْيَا شَيْءٌ يَسُرُّكَ إِلَّا قَدْ أُلْزِقَ بِهِ شيء يسوؤك.(4/246)
1400 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ محمد الهمذاني، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، نَا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ؛ قَالَ: قَالَ لِي زُرْعَةُ: مَنْ كَانَ صَغِيرُ الدُّنْيَا أَعْظَمَ فِي عَيْنَيْهِ مِنْ كَبِيرِ الْآخِرَةِ؛ كَيْفَ يَرْجُو أَنْ يُصْنَعَ لَهُ فِي دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ؟ !(4/246)
1401 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْعِجْلِيِّ، نَا حُسَيْنُ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي يَوْمٍ حَارٍّ وَاضِعًا رِدَاءَهُ عَلَى رَأْسِهِ، فَمَرَّ بِهِ غُلامٌ عَلَى حِمَارٍ، فَقَالَ يَا غُلامُ! احْمِلْنِي مَعَكَ. قَالَ: فَوَثَبَ الْغُلامُ عَنِ الْحِمَارِ، وَقَالَ: ارْكَبْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: لا، ارْكَبْ وَأَرْكَبُ أَنَا خَلْفَكَ، تُرِيدُ أَنْ تَحْمِلَنِي عَلَى الْمَكَانِ الْوَطِيءِ وَتَرْكَبُ أَنْتَ عَلَى الْمَكَانِ الْخَشِنِ، وَلَكِنِ ارْكَبْ أَنْتَ عَلَى الْمَكَانِ الْوَطِيءِ وَأَرْكَبُ أَنَا خَلْفَكَ عَلَى الْمَكَانِ الْخَشِنِ. فَرَكَبَ خَلْفَ الْغُلامِ، فَدَخَلَ الْمَدِينَةَ وَهُوَ خَلْفَهُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(4/247)
1402 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ.(4/247)
1403 - وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زيد، عن مجالد، الشَّعْبِيِّ.(4/249)
1404 - وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نَا عَلِيٌّ، نَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ؛ قَالَ: وَفَدْنَا إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: مَنِ الَّذِي يَقُولُ:
(حَلَفْتُ فَلَمْ تَتْرُكْ لِنَفْسِكَ رَيْبَةً ... وَلَيْسَ وَرَاءَ اللهِ لِلْمَرْءِ مَذْهَبُ)
(فَلَسْتَ بِمُسْتَبْقٍ أَخًا لا تَلُمَّهُ ... عَلَى شَعَثٍ أَيُّ الرِّجَالِ الْمُهَذَّبُ)
قَالُوا: النَّابِغَةُ. قَالَ: فَمَنِ الْقَائِلُ:
(أَلا سُلَيْمَانُ إِذْ قَالَ الْمَلِيكُ لَهُ ... قُمْ فِي الْبَرِيَّةِ فأزجرها عَنِ الْفَنَدِ)
قَالُوا: النَّابِغَةُ. قَالَ: فَمَنِ الْقَائِلُ:
(أَتَيْتُكَ عَارِيًا خَلِقًا ثِيَابِي ... عَلَى وَجَلٍ تُظَنُّ بِيَ الظُّنُونُ)
(فألفيت الْأَمَانَةَ لَمْ تَخُنْهَا ... كَذَلِكَ كَانَ نُوحٌ لا يَخُونُ)
قَالَ: قَالُوا: النَّابِغَةُ. قَالَ: فَمَنِ الَّذِي يَقُولُ [ص:250]:
(وَلَسْتُ بِدَاخِرٍ لِغَدٍ طَعَامًا ... حَذَارَ غَدٍ لِكُلِّ غَدٍ طَعَامُ)
قُلْنَا: النَّابِغَةُ. قَالَ: النَّابِغَةُ أَشْعَرُ شُعَرَائِكُمْ وَأَعْلَمُ النَّاسِ بِالشِّعْرِ. يَزِيدُ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/249)
1405 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَتِ الْحُكَمَاءُ: النَّاسُ حَازِمَانِ وَعَاجِزٌ؛ فَأَحَدُ الْحَازِمَيْنِ الَّذِي إِذَا نَزَلَ بِهِ الْبَلاءُ لَمْ يَبْطُرْ وَتَلَقَّاهُ بِحِيلَتِهِ وَرَأْيِهِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ، وَأَحْزَمُ مِنْهُ الْعَارِفُ بِالْأَمْرِ إِذَا أَقْبَلَ؛ فَيَدْفَعُهُ قَبْلَ وُقُوعِهِ؛ لِأَنَّ الْعَاقِلَ يَرَى الْفِتْنَةَ وَهِيَ مُقْبِلَةٌ، وَالْأَحْمَقَ يَرَاهَا وَهِيَ مُدْبِرَةٌ، وَالْعَاجِزُ فِي تَرَدُّدٍ وَتَثَنٍّ حَائِرٌ بَائِرٌ لا يَعْرِفُ رُشْدًا وَلا يُطِيعُ مُرْشِدًا. ثُمَّ أَنْشَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي أَثَرِهِ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ:
(وَغِرَّةُ مَرَّةٍ مِنْ فِعْلِ غِرٍّ ... وَغِرَّةُ مَرَّتَيْنِ فِعَالُ مُوقِ)
(فَلا تَفْرَحْ بامر إِنْ تَدَانَا ... وَلا تَيْأَسْ مِنَ الْأَمْرِ السَّحِيقِ [ص:251])
(فَإِنَّ الْأَمْرَ يَبْعُدُ بَعْدَ قُرْبٍ ... وَيَدْنُو الْأَمْرُ بِالْقَدَرِ الْمَسُوقِ)
(وَمَنْ لَمْ يَتَّقِ الضَّحْضَاحَ زَلَّتْ ... بِهِ قَدَمَاهُ فِي الْبَحْرِ الْعَمِيقِ)(4/250)
1406 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ بُزْرُجَمْهِرُ الْحَكِيمُ: إِذَا اشْتَبَهَ عَلَيْكَ أَمْرَانِ فَلَمْ تَدْرِ فِي أَيِّهِمَا الصَّوَابُ؛ فَانْظُرْ أَقْرَبَهُمَا إِلَى هَوَاكَ، فَاجْتَنِبْهُ.(4/251)
1406 - / 1 - قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: الْهَوَى هَوَانٌ وَلَكِنْ غُلِطَ بِاسْمِهِ.(4/251)
1406 - / 2 - قَالَ الْمَالِكِيُّ: وَأَنْشَدَنَا الْحَرْبِيُّ للزبير بن عبد المطلب في مثله [ص:252]:
(وَأَجْتَنِبُ المقادع حَيْثُ كَانَتْ ... وَأَتْرُكُ مَا هَوَيْتُ لِمَا خَشِيتُ)(4/251)
1406 - / 3 - قَالَ: وَأَنْشَدَنَا أَيْضًا لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ:
(إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يَتْرُكْ طَعَامًا يُحِبُّهُ ... وَلَمْ يَعْصِ قَلْبًا غَاوِيًا حَيْثُ يَمَّمَا)
(قضى وطرا منه يَسِيرًا وَأَصْبَحَتْ ... إِذَا ذُكِرَتْ أَمْثَالُهُ تَمْلَأُ الْغَمَّا)(4/252)
1407 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قَالَ أَعْرَابِيٌّ: مَا غُبِنْتُ قَطُّ حَتَّى يُغْبَنَ قَوْمِي. قِيلَ لَهُ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: لِأَنِّي لا أَفْعَلُ شَيْئًا حَتَّى أُشَاوِرَهُمْ كُلَّهُمْ، حَتَّى إِذَا كَانَ خَطَأً رَجَعَ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ.(4/252)
1408 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْمَازِنِيِّ لِأَعْرَابِيٍّ [ص:253]:
(أَيُّهَا الدَّائِبُ الْحَرِيصُ الْمُعَنَّى ... لَكَ رِزْقٌ فَسَوْفَ تَسْتَوْفِيهِ)
(قَبَّحَ اللهُ نَائِلًا تَرْتَجِيهِ ... مِنْ يَدِي مَنْ تُرِيدُ أَنْ تَقْتَضِيهِ)
(إِنَّمَا الْجُودُ وَالسَّمَاحُ لِمَنْ يُعْطِيكَ ... عَفْوًا وَمَاءُ وَجْهِكَ فِيهِ)
(لا يَنَالُ الْحَرِيصُ شَيْئًا فَيَكْفِيهِ ... وَإِنْ كَانَ فَوْقَ مَا يَكْفِيهِ)
(فَسَلِ اللهَ وَحْدَهُ وَدَعِ النَّاسَ ... وَأَسْخِطْهُمْ فِيهِ بِمَا يُرْضِيهِ)
[قَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الضَّرَّابُ:
(لا يَنَالُ الْحَرِيصُ شَيْئًا يَكْتَفِيهِ ... . . . . . . . . . . . . . . . .)
وَلَكِنْ فِي أَصْلِ كِتَابِهِ مَكْتُوبٌ: فَيَكْفِيهِ] .(4/252)
1409 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا أَبُو زَيْدٍ؛ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَسَدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، فَاعْتَلَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: إِنِّي سَأَلْتُ الْأَمِيرَ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ. قَالَ: وَمَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: رَأَيْتُكَ تُحِبُّ مَنْ لَهُ عِنْدَكَ حُسْنُ بَلاءٍ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَعَلَّقَ مِنْكَ بِحَبْلِ مَوَدَّةٍ.(4/253)
1410 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرٍ أَخُو خَطَّابٍ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: كَفَاكَ نَاصِرًا أَنْ تَرَى عَدُوَّكَ يَعْصِي اللهَ عَزَّ وَجَلَّ.(4/253)
1411 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ: كَيْفَ كَانَ مَنْزِلَةُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: مَنْزِلَتُهُمَا مِنْهُ مَنْزِلَتُهُمَا مِنْهُ الْيَوْمَ.(4/254)
1412 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:257] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَصَرَ أَخَاهُ بِالْغَيْبِ نَصَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» .(4/254)
1413 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلابَةَ، نَا حَجَّاجٌ، نَا هَمَّامٌ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ص:259]: «الْخَيْمَةُ دُرَّةٌ مُجَوَّفَةٌ طُولُهَا فِي السَّمَاءِ سُتُّونَ مِيلًا، فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ لِلْمُؤْمِنِ أَهْلٌ لا يَرَاهُمُ الْآخَرُونَ»
__________
[إسناده قوي] .(4/257)
1414 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلابَةَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ وَثَابِتٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى؛ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)) [الرحمن: 46] ؛ قَالَ: [ص:260] جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ لِلسَّابِقِينَ، وَجَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ لِلتَّابِعِينَ
__________
[إسناده قوي] .(4/259)
1415 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا الْمُقَدَّمِيُّ، نَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص:262]: «جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ لِلسَّابِقِينَ، وَجَنَّتَانِ مِنْ وَرِقٍ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ»
__________
[ضعيف مرفوعاً] .(4/260)
1416 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، نَا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَلِحُونَ (104)) [المؤمنون: 104] ؛ قَالَ: [ص:263] تَلْفَحُهُمْ لَفْحَةً؛ فَلا تَدَعُ لَحْمًا عَلَى عَظْمٍ إِلَّا أَلْقَتْهُ عَلَى أَعْقَابِهِمْ.(4/262)
1417 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الْهُذَيْلِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يشوي الوجوه} [الكهف: 29] ؛ قال: إِذَا أَدْنَى الْإِنَاءَ إِلَى فِيهِ، فَفَتَحَ فَاهُ؛ سَقَطَ لَحْمُ وَجْهِهِ فِي الْإِنَاءِ.(4/263)
1418 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، نَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصُّوفِيُّ؛ قَالَ: قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ: طَالِبُ الدُّنْيَا مِثْلُ شَارِبِ مَاءِ الْبَحْرِ، كُلَّمَا [ص:264] ازْدَادَ شُرْبًا ازْدَادَ عَطَشًا حَتَّى يَقْتُلَهُ.(4/263)
1419 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَرِّزٍ الْهَرَوِيُّ، نَا أَبُو هَمَّامٍ، نَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ؛ قَالَ: قُلْتُ لِيَزِيدَ: مَا لِي أَرَى عَيْنَيْكَ لا تَجِفُّ مِنَ الْبُكَاءِ؟ فَقَالَ: وَمَا مَسْأَلَتُكَ عَنْ هَذَا؟ قلت: عسى أن ينفعي اللهُ. قَالَ: وَاللهِ يَا أَخِي! لَوْ لَمْ يَتَوَاعَدْنِي اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِنْ أَنَا عَصَيْتُهُ إِلَّا أَنْ يَسْجُنِّي فِي الْحَمَّامِ؛ لَكُنْتُ حَرِيًّا أَنْ لا تَجِفَّ لِي عَيْنٌ، وَقَدْ تَوَاعَدَنِي أَنْ يَسْجُنِّي فِي جَهَنَّمَ!(4/264)
1420 - حثدنا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: كَانَ ابْنُ السَّمَّاكِ يَعِظُ النَّاسَ يَوْمًا فَطَوَّلَ، فَلَمَّا فَرَغَ دَخَلَ إِلَى مَنْزِلِهِ [ص:265] وَكَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ عَاقِلَةٌ، فَقَالَ لَهَا: كَيْفَ رَأَيْتِ كَلامِي؟ فَقَالَتْ: حَسَنٌ لَوْلا أَنَّكَ تُكَرِّرُ وَتُرَدِّدُ كثيرا. فَقَالَ لَهَا: إِنَّمَا أُكَرِّرُ وَأُرَدِّدُ حَتَّى يَفْهَمَ مَنْ لَمْ يَفْهَمْهُ. فَقَالَتْ لَهُ: إِلَى أَنْ يَفْهَمَهُ مَنْ لَمْ يَفْهَمْهُ قَدْ نَسِيَ مَنْ قَدْ فَهِمَهُ. فَعَجِبَ مِنْ حُسْنِ قَوْلِهَا أَوْ فِطْنَتِهَا.(4/264)
1421 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ؛ [ص:266] قَالَ: خَرَجَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ فِي جَيْشٍ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَجَعَلَ قَيْسٌ يُنْفِقُ عَلَى الْجَيْشِ حَتَّى قَفَلُوا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِسَعْدٍ: إِنَّ ابْنَكَ قَيْسًا لَمْ يَزَلْ يُنْفِقُ عَلَى الْجَيْشِ حَتَّى قَفَلُوا. فَقَالَ: أَتُبَخِّلُونِي فِي ابْنِي؟ ! وَاللهِ! إِنِّي لَأَحْمَدَهُ عَلَى السَّخَاءِ وأذمه على البخل
__________
[إسناده ضعيف] .(4/265)
1421 - / م - وَوَقَفَتْ عَلَى قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ عَجُوزٌ؛ فَقَالَتْ: أَشْكُو إِلَيْكَ قِلَّةَ الْجِرْذَانِ. فَقَالَ قَيْسٌ: مَا أَحْسَنَ هَذِهِ الكناية! املؤوا بَيْتَهَا خُبْزًا وَلَحْمًا وَسَمْنًا وَتَمْرًا.(4/266)
1422 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: قَالَ الْمَنْصُورُ لِرَجُلٍ خَلا [ص:267] بِهِ: سَلْ حَاجَتَكَ؟ فَقَالَ: يُبْقِيكَ اللهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: سَلْ؛ فَلَيْسَ يُمْكِنُكَ ذَلِكَ فِي كُلِّ وَقْتٍ. فَقَالَ: وَلِمَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَوَاللهِ مَا أَسْتَقْصِرُ عُمْرَكَ، وَلا أَرْهَبُ بُخْلَكَ، وَلا أَغْتَنِمُ مَالَكَ، وَإِنَّ سُؤَالَكَ لَزَيْنٌ، وَإِنَّ عَطَاءَكَ شَرَفٌ، وَمَا عَلَى أَحَدٍ بَذَلَ وَجْهَهُ لَكَ نَقْصٌ. فَاسْتَحْسَنَ كَلامَهُ وَأَعْطَاهُ.(4/266)
1423 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا الْمُعَلَّى بْنُ أَيُّوبَ؛ قَالَ: [ص:268] دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى الْمَنْصُورِ، فَقَالَ لَهُ: مَا مَالُكَ؟ فَقَالَ: مَا يَكُفُّ وَجْهِي، وَيَعْجَزُ عَنْ بِرِّ الصَّدِيقِ. فَقَالَ الْمَنْصُورُ: لَقَدْ تَلَطَّفْتَ لِلسُّؤَالِ، وَوَصَلَهُ.(4/267)
1424 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ السِّكِّيتِ يَقُولُ: قَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ: إِنَّ فَوْتَ الْحَاجَةِ خَيْرٌ مِنْ طَلَبِهَا إِلَى غَيْرِ أَهْلِهَا، وَأَشَدُّ مِنَ الْمُصِيبَةِ سُوءُ الْخَلْفِ مِنْهَا.(4/268)
1425 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: سَأَلَ أَعْرَابِيٌّ قَوْمًا فَرَقَّ لَهُ رَجُلٌ، فَضَمَّهُ إِلَيْهِ وَأَجْرَى لَهُ كُلَّ يَوْمٍ رِزْقًا أَيَّامًا، ثُمَّ قَطَعَهُ مِنْهُ؛ فَأَنْشَأَ الْأَعْرَابِيُّ يَقُولُ:
(تَسَرَّى فَلَمَّا حَاسَبَ الْمَرْءُ نَفْسَهُ ... رَأَى أَنَّهُ لا يَسْتَقِيمُ لَهُ السَّرْوُ)(4/268)
1425 - / م - قَالَ الرِّيَاشِيُّ: وَقَدِمَ أَبُو زِيَادٍ الْكِلابِيُّ مَعَ أَعْرَابٍ سَنَةَ الْمَجَاعَةِ، فَأَجْرَى عَلَيْهِمْ عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ رَغِيفًا فِي كُلِّ يَوْمٍ لِكُلِّ رَجُلٍ، ثُمَّ قَطَعَ، فَقَالَ أَبُو زِيَادٍ فِي [ص:269] ذَلِكَ:
(إِنْ يَقْطَعِ الْعَبَّاسُ عَنَّا رَغِيفَهُ ... فَمَا فَاتَنِي مِنْ نِعْمَةِ اللهِ أَكْثَرُ)(4/268)
1426 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، أَنْشَدَنَا ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:
(أَهْلَكَتْنِي بِفُلانٍ ثِقَتِي ... وَظُنُونِي بِفُلانٍ حسنة)
(لَيْسَ يَسْتَوْجِبُ شُكْرًا رَجُلٌ ... نِلْتُ خَيْرًا مِنْهُ مِنْ بَعْدِ سنة)(4/269)
1427 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو خَيْثَمَةَ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: بَعَثَ رَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ إِلَى كَاتِبٍ لَهُ بِثَلاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ: قَدْ بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ، وَلا أُقَلِّلُهَا تَكَثُّرًا، وَلا أُكَثِّرُهَا تَمَنُّنًا، وَلا أَطْلُبُ عَلَيْهَا ثَنَاءً، وَلا أَقْطَعُ بِهَا عَنْكَ رَجَاءً.(4/269)
1428 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدَّنْيَا، نَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، نَا الْوَلِيدُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ بِلالُ بْنُ سَعْدٍ: أَخٌ لَكَ كُلَّمَا لَقِيَكَ أَخْبَرَكَ بِعَيْبٍ فِيكَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَخٍ لَكَ كُلَّمَا لَقِيَكَ وَضَعَ فِي كَفِّكَ دِينَارًا.(4/270)
1429 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ، نَا الْفُضَيْلُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ؛ قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِعَبْدٍ خَيْرًا؛ زَهَّدَهُ فِي الدُّنْيَا، وَفَقَّهَهُ فِي [ص:271] الدِّينِ، وَبَصَّرَهُ عُيُوبَهُ.(4/270)
1430 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرٍ أَخُو خَطَّابٍ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: لا تُعَفِّرُوا الْأَقْدَامَ إِلَّا إِلَى أَقْدَارِهَا.(4/271)
1431 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ، نَا الْحسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ دَغْفَلٍ؛ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ وَدَّعَ رَجُلًا وَعَيْنَاهُ تَهْمُلانِ وَهُوَ يَقُولُ:
(وَمَا الدَّهْرُ إِلَّا هَكَذَا فَاصْطَبِرْ لَهُ ... رَزِيَّةُ مَالٍ أَوْ فِرَاقُ حَبِيبِ)(4/271)
1432 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّبَعِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: [ص:272] وَدَّعَ رَجُلٌ صَدِيقًا لَهُ، فَقَالَ:
(وَدَاعُكَ مِثْلُ وَدَاعِ الرَّبِيعِ ... وَفَقْدُكَ مِثْلُ افْتِقَادِ الدِّيَمْ)
(عَلَيْكَ السَّلامُ فَكَمْ مَنْ وَفَاءٍ ... وَدَّعْتُهُ مِنْكَ أَوْ مَنْ كَرَمْ)(4/271)
1433 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا:
(لا تَشْكُوَنَّ دَهْرًا صُحِّحْتَ لَهُ ... إِنَّ الْغِنَى فِي صِحَّةِ الْجِسْمِ)
(هَبْكَ الْخَلِيفَةَ كُنْتَ مُنْتَفِعًا ... بِلَذَاذَةِ الدُّنْيَا مَعَ السُّقْمِ)(4/272)
1433 - / 1 - وَأَنْشَدَ لِآخَرَ:
(وَلَمْ أَرَ نِعْمَةً شَمِلَتْ كَرِيمًا ... كَنِعْمَةِ عَوْرَةٍ سُتِرَتْ بِقَبْرِ)(4/272)
1433 - / 2 - وَأَنْشَدَ لِجَرِيرٍ:
(وَأَهْوَنُ مَفْقُودٍ إِذَا الْمَوْتُ نَالَهُ ... عَلَى الْمَرْءِ مِنْ أَصْحَابِهِ مَنْ تَقَنَّعَا)(4/272)
1433 - / 3 - وَأَنْشَدَنِي لِعَبْدِ اللهِ بْنِ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ:
(ما لي مَرِضْتُ فَلَمْ يَعُدْنِي عَائِدٌ ... مِنْكُمْ وَيَمْرَضُ كَلْبُكُمْ فَأَعُودُ)(4/273)
1434 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي مُنْقِذٌ؛ قَالَ: حَدَّثْتَنِي أَنْتَ عَنِّي، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص:274] وَيْحُ: كَلِمَةُ رَحْمَةٍ.(4/273)
1435 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ؛ قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ: اللهُمَّ! إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ يُحْسِنَ بِمُرَامَقَةِ الْعُيُونِ عَلانِيَتِي، وَيُقْبِحَ فِيمَا أَخُونُكَ بِهِ سَرِيرَتِي، أَبْدَأُ إِلَيْكَ بِمَسَاوِئِ أَمْرِي، وَأُفْضِي إِلَى الْمَخْلُوقِينَ مَحَاسِنَ عَمَلِي!(4/274)
1436 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ أَنَّهُ قَالَ: [ص:275] وَجَدْتُ فِي التَّوْرَاةِ أَنَّهُ قَالَ: حِينَ خَلَقْتُ آدَمَ رَكَّبْتُ جَسَدَهُ مِنْ أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ، ثُمَّ جَعَلْتُهَا وِرَاثَةً فِي وَلَدِهِ يَنْمِي فِي أَجْسَادِهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ: رَطْبٌ وَيَابِسٌ وَسُخْنٌ وَبَارِدٌ، وَذَلِكَ لِأَنِّي خَلَقْتُهُ مِنْ تُرَابٍ وَمَاءٍ، ثُمَّ جَعَلْتُ فِيهِ نَفَسًا وَرُوحًا؛ فَيُبُوسَةُ كُلِّ جَسَدٍ مِنْ قِبَلِ التُّرَابِ، وَرُطُوبَتُهُ مِنْ قِبَلِ الْمَاءِ، وَحَرَارَتُهُ مِنْ قِبَلِ النَّفَسِ، وَبُرُودَتُهُ مِنْ قِبَلِ الرُّوحِ، ثُمَّ خَلَقْتُ الْجَسَدَ بَعْدَ هَذَا الْخَلْقِ الْأَوَّلِ أَرْبَعَةَ أَنْوَاعٍ مِنَ الْخَلْقِ أُخْرَى، وَهِيَ مَلاكُ الْجَسَدِ لا يَقُومُ الْجَسَدُ إِلَّا [ص:276] بِهِنَّ، وَلا تَقُومُ وَاحِدَةٌ إِلَّا بِالْأُخْرَى: الْمِرَّةُ السَّوْدَاءُ، وَالْمِرَّةُ الصَّفْرَاءُ، وَالدَّمُ، وَالْبَلْغَمُ، ثُمَّ أَسْكَنْتُ بَعْضَ هَذَا الْخَلْقِ فِي بَعْضٍ، فَجَعَلْتُ سَكَنَ الْيُبُوسَةِ فِي الْمِرَّةِ السَّوْدَاءِ، وَسَكَنَ الْحَرَارَةِ فِي الْمِرَّةِ الصَّفْرَاءِ، وَسَكَنَ الرُّطُوبَةِ فِي الدَّمِ، وَسَكَنَ الْبُرُودَةِ فِي الْبَلْغَمِ. فَأَيُّمَا جَسَدٍ اعتدلت فيه هذا الْفِطَرُ الْأَرْبَعُ وَكَانَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ فِيهِ رُبْعًا لا تَزِيدُ وَلا تَنْقُصُ؛ كَمُلَتْ بَهْجَتُهُ، وَاعْتَدَلَ بُنْيَانُهُ؛ فَإِنْ زَادَتْ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ عَلَيْهِنَّ، وَقَهَرَتْهُنَّ، وَمَالَتْ بِهِنَّ؛ دَخَلَ عَلَى أَخَوَاتِهَا السَّقَمُ مِنْ نَاحِيَتِهَا بِقَدْرِ مَا زَادَتْ، وَإِذَا كَانَتْ نَاقِصَةً؛ مِلْنَ بِهَا، وَأَدْخَلْنَ السَّقَمُ مِنْ نَوَاحِيهِنَّ لِقِلَّتِهَا عَنْهُنَّ، حَتَّى تَضْعُفَ عَنْ طَاقَتِهِنَّ وَتَعْجَزَ. قَالَ وَهْبٌ: وَمِنْ قُدْرَتِهِ جَلَّ وَعَزَّ وَلُطْفِهِ؛ جَعَلَ عَقْلَهُ فِي دِمَاغِهِ، وَشَرَّهُ فِي كُلْيَتَيْهِ، وَغَضَبَهُ فِي كَبِدِهِ، وَضَرَامَتَهُ فِي قَلْبِهِ، وَرَغْبَتَهُ فِي رِئَتِهِ، وَضَحِكَهُ فِي طُحَالِهِ، وَحُزْنَهُ وَفَرَحَهُ فِي وَجْهِهِ، وَجَعَلَ فيه ثلاث مئة وَسِتِّينَ مَفْصِلًا
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(4/274)
1436 - / م - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ: أَنَّ الضَّحَّاكَ وُلِدَ لِسَنَتَيْنِ، وَوُلِدَ شُعْبَةُ لِسَنَتَيْنِ.(4/276)
1437 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، نَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُؤَمَّلٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: يَا بَنِي السَّائِبِ! إِنَّكُمْ قَدْ أَضْوَيْتُمْ؛ فَانْكِحُوا فِي النَّزَائِعِ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/277)
1438 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص:278] قَالَ رَجُلٌ مِنْ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: بَنَاتُ الْعَمِّ أَصْبَرُ، وَالْغَرَائِبُ أنجب، وما ضرب رؤوس الْأَبْطَالِ كَابْنِ أَعْجَمِيَّةٍ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: اغْتَرِبُوا؛ أَيْ: انكحوا فِي الْغَرَائِبِ.(4/277)
1439 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: رُكَبُ النَّاسِ فِي أَرْجُلِهِمْ، وَرُكَبُ ذَوَاتِ الْأَرْبَعِ فِي أَيْدِيهَا، وَكُلُّ طَائِرٍ كَفُّهُ فِي مَخْلَبِهِ.(4/278)
1440 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ؛ قَالَ: لَمَّا انْتَهَى مُوسَى إِلَى الْبَحْرِ؛ قَالَ: هُنْ أَبَا خَالِدٍ! فَأَخَذَهُ أَفْكَلٌ (يَعْنِي: رَعْدَةً [ص:279])
__________
[إسناده ضعيف] .(4/278)
1441 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو سَلَمَةَ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عِمْرَانَ أَوْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ - هَكَذَا رَوَاهُ بِالشَّكِّ -، عَنْ رَافِعٍ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ أَنَّهُ خَطَبَ؛ فَذَكَّرَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: [ص:280] مَنْ ظَلَمَ مِنْهُمْ أَحَدًا؛ فَقَدْ أَخْفَرَ ذِمَّةَ اللهِ، وَمَنْ وُلِّيَ مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا؛ فَلَمْ يُعْطِهِمْ كِتَابَ اللهِ تَعَالَى؛ فَعَلَيْهِ بَهْلَةُ اللهِ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ؛ فهو في خفرة اللهُ عَزَّ وَجَلَّ.(4/279)
1442 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: قَوْلُهُ: أَخْفَرَ ذِمَّةَ اللهِ؛ أَيْ: نَقَضَ ذِمَّةَ اللهِ وَعَهْدَهُ. يُقَالُ: أَخْفَرْتُ فُلانًا إِذَا كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَهْدٌ أَوْ حِلْفٌ فَنَقَضْتَهُ. وَقَالَ زَيْدُ الْخَيْلِ:
(إِذَا أَخْفَرُوكُمْ مَرَّةً كَانَ ذَاكُمْ ... جِيَادًا عَلَى فُرْسَانِهِنَّ الْعَمَائِمُ)
[ص:281] يَقُولُ: إِذَا نَقَضُوا مَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِنَ الصُّلْحِ، كَانَ ذَلِكَ النَّقْضُ فُرْسَانًا يُغِيرُونَ عَلَيْكُمْ، وَيُقَالُ أَيْضًا: خَفَرْتَ بِغَيْرِ أَلْفٍ. قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ:
(مَنْ رَأَيْتَ الْمَنُونَ خَلَّدْنَ أَمْ مَنْ ... ذَا عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يُضَامَ خَفِيرُ)
وَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ الْمُسْلِمَ قَدْ أَخَذَ بِإِسْلامِهِ مِنَ اللهِ عَهْدًا وَذِمَّةً، فَمَنْ ظَلَمَهُ؛ فَقَدْ أَخْفَرَ تِلْكَ الذِّمَّةِ، أَلا تَرَاهُ يَقُولُ: مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ؛ فَهُوَ فِي خُفْرَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ ! وَقَوْلُهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَلَيْهِ بَهْلَةُ اللهِ؛ أَيْ: لَعْنَةُ اللهِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ: {ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران: 61] ؟(4/280)
1443 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: [ص:282] أَنَّهُ رَأَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فِي النَّوْمِ، فَسَأَلَهُ عَنْ حَالِهِ، فَقَالَ: لَوْلا أَنِّي صَادَفْتُ رَبًّا رَحِيمًا؛ لَكَادَ عَرْشِي يُثَلُّ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: يَعْنِي لَوْلا أَنِّي لَقِيتُ رَبًّا رَحِيمًا، فَتَجَاوَزَ عَنِّي وَتَغَمَّدَنِي بِفَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ؛ لَكِدْتُ أَنْ أَهْلَكَ، وَقَوْلُهُ: ثُلَّ عَرْشِي: هَذَا مَثَلٌ يُضْرَبُ لِلرَّئِيسِ إِذَا زَالَ أَوْ هَلَكَ، وَالْأَصْلُ فِي هَذَا أَنَّ الْأَسِرَّةَ كَانَتْ لِلْمُلُوكِ، وَإِذَا ثل عشر الْمَلِكِ - يَعْنِي: سَرِيرَهُ -؛ فَقَدْ ذَهَبَ عِزُّهُ. وَيُقَالُ أَيْضًا: هُوَ الْبَيْتُ مِنَ الْعِيدَانِ يُنْصَبُ وَيُظَلَّلُ، وَجَمْعُهَا [ص:283] عُرُوشٌ، وَإِذَا كُسِرَ عُرُوشُ الرَّجُلِ؛ فَقَدْ ذَهَبَ عِزُّهُ.(4/281)
1443 - / م - قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ: أَنْشَدَنِيهِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْهُ، وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَانِئٍ؛ قَالَ: [ص:285] أَنْشَدَنِي الْأَخْفَشُ فِي عَرَضَاتِهِ عَنِ الْخَلِيلِ؛ فَقَالَ:
(كُنْ كَيْفَ شِئْتَ فَقَصْدُكَ الْمَوْتُ ... لا مَزْحَلٌ عَنْهُ وَلا فَوْتُ)
(بَيْنَا غِنَى بَيْتٍ وَبَهْجَتُهُ ... زَالَ الْغِنَى وَتَقَوَّضَ الْبَيْتُ)
وَكَانَ الْأَصْمَعِيُّ يُنْشِدُهُ مَخْفُوضًا. وَالْعَرْشُ السَّقْفُ أَيْضًا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ: {وَهِيَ خاوية على عروشها} [الكهف: 42] ، وذكر النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّفْخَ [ص:286] فِي الصُّورِ، فَقَالَ: «فَتَرْتَجُّ الْأَرْضُ بِأَهْلِهَا، فَتَكُونُ كَالسَّفِينَةِ الْمُرَنَّقَةِ فِي الْبَحْرِ تَضْرِبُهَا الْأَمْوَاجُ، وَكَالْقِنْدِيلِ الْمُعَلَّقِ بِالْعَرْشِ تُرَجِّحُهُ الْأَرْيَاحُ» ؛ يَعْنِي: السَّقْفَ، وَالْأَصْلُ فِي هَذَا كُلِّهِ وَاحِدٌ، وَيُقَالُ أَيْضًا لِلْبِئْرِ إِذَا طُوِيَتْ أَسْفَلُهَا بِالْحِجَارَةِ قَلِيلًا ثُمَّ طُوِيَتْ سَائِرُهَا بِالْخَشَبِ، وَذَلِكَ الْخَشَبُ الْعَرْشُ.(4/283)
1444 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: كَانَ مُوَرِّقٌ الْعِجْلِيُّ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللهُمَّ! إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَغْضَبَ، كَمَا أَعُوذُ بِكَ أَنْ تَغْضَبَ؛ فَإِنَّ غَضَبَ الْعَبْدِ مَوْصُولٌ بِغَضَبِ الرَّبِّ. وَذَهَبَ مُوَرِّقٌ فِي ذَلِكَ إِلَى قَوْلِ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَحِمَهُ اللهُ: أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ إِلَى غَضَبِ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا غَضِبَ.(4/286)
1445 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: [ص:287] يُرِيدُ أَنْ يُعَاقِبَهُ، فَقَالَ: أعيذك بالله أَنْ تَغْضَبَ بِأَكْثَرِ مِمَّا غَضِبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِنَفْسِهِ.(4/286)
1446 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ؛ قَالَ: سَأَلْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ عند حُذَيْفَةَ الْمَرْعَشِيِّ: مَا الْعِلْمُ الْأَكْبَرُ؟ فَقَالَ: الْعِلْمُ الْأَكْبَرُ خَوْفُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.(4/287)
1447 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، نَا عُمَرُ بْنُ مِسْكِينٍ، مِنْ وَلَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ؛ قَالَ: [ص:288] مَا صليت وراء نيبكم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «اللهُمَّ! اغْفِرْ لِي خَطَايَايَ وَذُنُوبِي كُلَّهَا؛ اللهُمَّ! انْعِشْنِي وَاجْبُرْنِي وَاهْدِنِي لِصَالِحِ الْأَعْمَالِ وَالْأَخْلاقِ، إِنَّهُ لا يَهْدِي لِصَالِحِهَا وَلا يَصْرِفُ سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ»
__________
[إسناده ضعيف] .(4/287)
1448 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالا: نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:289] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَنْ يَسْتَكْمِلَ عَبْدٌ الْإِيمَانَ حَتَّى يَدَعَ الْمِرَاءَ؛ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَيَدَعَ كَثِيرًا مِنَ الْحَدِيثِ مَخَافَةَ الْكَذِبِ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(4/288)
1449 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ، نَا شُبَابَةُ، نَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: [ص:292] كَانَ أَشْرَافُ قُرَيْشٍ يَأْتُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ بِلالٌ وَسَلْمَانُ وَصُهَيْبٌ وَغَيْرُهُمْ مِثْلُ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ وَعَمَّارٌ وَخَبَّابٌ، فَإِذَا أَحَاطُوا بِهِ؛ قَالَ أَشْرَافُ قُرَيْشٍ: بِلالٌ حَبَشِيٌّ، وَسَلْمَانُ فَارِسِيٌّ، وَصُهَيْبٌ رُومِيٌّ، فَلَوْ نَحَّاهُمْ؛ لَأَتَيْنَاهُ. فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} الآية [الأنعام: 52]
__________
[إسناده ضعيف، والحديث صحيح بشواهده] .(4/289)
1450 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حفظة} [الأنعام: 61] ؛ قَالَ: [ص:293] يَقُولُ: ابْنَ آدَمَ! حَفَظَةٌ يَحْفَظُونَ رِزْقَكَ وَأَجَلَكَ وَعَمَلَكَ، فَإِذَا تَوَفَّيْتَ ذَلِكَ؛ قُبِضْتَ إِلَى رَبِّكَ عَزَّ وَجَلَّ.(4/292)
1451 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عن إبرهيم بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ إِلَّا وَمَلَكُ الْمَوْتِ يَطُوفُ بِهِمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ
__________
[إسناده حسن] .(4/293)
1452 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ: [ص:294] أَنَّ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَتَى النَّارَ لَمْ يَرَ عِنْدَهَا أَحَدًا، فَاسْتَوْحَشَ، فَنُودِيَ مِنَ الشَّجَرَةِ: اخْلَعْ نَعْلَيْكَ. فَوَقَعَ عَلَيْهِ الرَّعْدَةُ وَأَسْرَعَ بِالْإِجَابَةِ: لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ. وَتَابَعَ التَّلْبِيَةَ اسْتِئْنَاسًا مِنْهُ بِالصَّوْتِ، وَسُكُونًا إِلَيْهِ، فَنُودِيَ: يَا مُوسَى! إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ. فَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا، فَلَمَّا أَفَاقَ؛ قَالَ: إِلَهِي! إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتَكَ وَلا أَرَى مَكَانَكَ؛ فَأَيْنَ أَنْتَ؟ فَقَالَ: يَا مُوسَى! أَنَا فَوْقُكَ، وَأَمَامُكَ، وَخَلْفُكَ، وَمُحِيطًا بِكَ، وَأَقْرَبُ إِلَيْكَ مِنَ نَفْسِكَ (يُرِيدُ أَنِّي أَعْلَمُ مِنْكَ بِنَفْسِكَ) ، إِذَا نَظَرْتَ إِلَى مَا بَيْنَ يَدَيْكَ، خَفِيَ عَنْكَ مَا وَرَاءَكَ، وَإِذَا سَمَوْتَ بِطَرْفِكَ إِلَى ما فَوْقِكَ ذَهَبَ عَنْكَ عِلْمُ مَا تَحْتِكَ وَأَنَا لا تَخْفَى عَلَيَّ خَافِيَةٌ مِنْكَ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِكَ
__________
[إسناده واه جداً] .(4/293)
1453 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرَيْبٍ الْأَصْمَعِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَتْ رَابِعَةُ الْعَابِدَةُ: شَغَلُوا قُلُوبَهُمْ عَنِ اللهِ بِحُبِّ الدُّنْيَا، وَلَوْ تَرَكُوهَا لَجَالَتْ فِي الْمَلَكُوتِ ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَيْهِمْ بِطُرَفِ الْفَوَائِدِ. وَلَمْ تُرِدْ أَنَّ أَبْدَانَهُمْ وَقُلُوبَهُمْ تَجُولُ فِي السَّمَاءِ، وَلَكِنْ تَجُولُ قُلُوبُهُمْ هُنَاكَ بِالْفِكْرِ وَالْقَصْدِ وَالْإِقْبَالِ.(4/295)
1454 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: دَخَلَ ابْنُ السَّمَّاكِ عَلَى هَارُونَ الرَّشِيدِ، فَقَالَ لَهُ: عِظْنِي وَأَوْجِزْ. فَقَالَ: مَا أَعْجَبَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا نَحْنُ فِيهِ؛ كَيْفَ غَلَبَ عَلَيْنَا حُبُّ الدُّنْيَا؟ ! وَأَعْجَبُ مِنْ هَذَا مَا نصير إِلَيْهِ [كيف غفلنا] عَنْهُ، عَجَبًا لِصَغِيرٍ حَقِيرٍ إِلَى فَنَاءٍ يَصِيرُ، غَلَبَ عَلَى كَثِيرٍ طَوِيلٍ دَائِمٍ غَيْرِ زَائِلٍ!(4/295)
1455 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا تَمِيمُ بْنُ سَلَمَةَ؛ قَالَ: قِيلَ لِيُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ: مَا غَايَةُ الزُّهْدِ؟ قَالَ: لا تَفْرَحْ بِمَا أَقْبَلْ، وَلا تَأْسَفْ عَلَى مَا أَدْبَرْ. قُلْتُ: فَمَا غَايَةُ التَّوَاضُعِ؟ قَالَ: تَخْرُجُ مِنْ بَيْتِكَ، فَلا تَلْقَى أَحَدًا إِلَّا رَأَيْتَ أَنَّهُ خَيْرٌ مِنْكَ.(4/296)
1456 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْأُشْنَانِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْكَرْمَانِيُّ: حَدَّثَنِي جَعْفَرٌ الرَّقِّيُّ رَسُولُ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ فِي مَسَائِلَ كَتَبَ بِهَا إِلَى حُذَيْفَةَ الْمَرْعَشِيِّ؛ فَكَتَبَ إِلَيْهِ جَوَابَهَا: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ أَنْ يَكُونَ الْعَبْدُ عَارِفًا بِاللهِ عَارِفًا بِنَفْسِهِ؛ الْعَارِفُ بِاللهِ الْمُطِيعُ لِلَّهِ فِي جَمِيعِ أَمْرِهِ، وَالْعَارِفُ بِنَفْسِهِ الَّذِي يَخَافُ مِنْ حَسَنَاتِهِ أَنْ لا تُقْبَلَ مِنْهُ، قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (يُؤْتُونَ مَا ءاتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) [المؤمنون: 60] .(4/296)
1457 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْأُشْنَانِيُّ؛ قَالَ: [ص:297] سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ لِبَعْضِ الزُّهَّادِ: مَا تَعُدُّونَ الزَّاهِدَ فِيكُمْ؟ قَالَ: أَنْ يَعْتَزِلَ الرَّجُلُ فِي الْمَكَانِ الَّذِي لا يَرَاهُ أَحَدٌ إِلَّا اللهَ؛ فَإِنَّهُ إِذَا خَلا بِمَوْلاهُ يَرْجُو أَنْ يَرَاهُ فَيَرْحَمَهُ.
آخِرُ الْجُزْءِ الْعَاشِرِ، يَتْلُوهُ الْحَادِي عَشَرَ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ، وَصَلَوَاتُهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ(4/296)
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الحادي عشر
من كتاب «المجالسة وجواهر العلم»
أخبرنا الشيخان أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي، قال القيسي: إجازة منهما، وقال ابن علاق: سماعا على البوصيري وإجازة من ابن حمد؛ قالا: أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي، قال البوصيري: قراءة عليه وأنا أسمع، وقال الأرتاحي: إجازة، قال: أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل الضراب، أنا أبي، نا أحمد بن مروان بن محمد الدينوري المالكي:(4/303)
1458 - نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، نَا هَمَّامٌ، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. [ص:304] أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ؛ فَتَمَضْمَضَ ثَلاثًا، وَاسْتَنْشَقَ ثَلاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَوَضَّأَ قَدَمَيْهِ
__________
[إسناده حسن] .(4/303)
1459 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُلاعِبٍ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا حَمَّادٌ، نَا حُمَيْدٌ، نَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ عُبَادَةَ؛ أَنَّ أُبَيًّا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:305] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى ثَلاثَةِ أَحْرُفٍ»
__________
[إسناده صحيح لكنه شاذ، والصواب: سبعة] .(4/304)
1460 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144] ؛ قَالَ: [ص:306] قِبَلَهُ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/305)
1461 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا أَبُو أَحْمَدَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَيْرَةَ بْنِ زِيَادٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ [ص:307]: {فَوَلُّوا وجوهكم شطره} [البقرة: 144] ؛ قَالَ: شَطْرَهُ فِينَا قِبَلَهُ
__________
[إسناده ضعيف](4/306)
1462 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شطر المسجد الحرام} [البقرة: 144] ؛ قَالَ: نَحْوَهُ. {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144] ؛ قَالَ: نَحْوَهُ.(4/307)
1463 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نَا الْمُحَارِبِيُّ وَأَبُو خَالِدٍ، عَنْ دَاوُدَ؛ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 144] ؛ قَالَ: الشَّطْرُ النِّصْفُ، وَهِيَ بِلُغَةِ تَغْلِبَ، وَلَكِنَّهُ: فَوَلِّ وَجْهَكَ تِلْقَاءَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ.(4/308)
1464 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً} [البقرة: 138] ؛ قَالَ: إِنَّ الْيَهُودَ تَصْبِغُ أبناءها يهودا، وَإِنَّ النَّصَارَى تَصْبِغُ أَبْنَاءَهَا نَصَارَى، وَإِنَّ صِبْغَةَ اللهِ الْإِسْلامُ؛ فَلا صِبْغَةَ أَحْسَنُ مِنَ الْإِسْلامِ وَلا أَطْهَرُ، وَهُوَ دِينُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي بَعَثَ بِهِ نُوحًا [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] وَالْأَنْبِيَاءَ بَعْدَهُ؛ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمِ أَجْمَعِينَ.(4/309)
1465 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، نَا حَجَّاجٌ - يَعْنِي: ابْنَ مُحَمَّدٍ -، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ كَثِيرٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ من الله صبغة} [البقرة: 138] ؛ قَالَ: دِينُ اللهِ، وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ دِينًا! قَالَ: هِيَ فِطْرَةُ الْإِسْلامِ.(4/309)
1466 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي أَرَاكَةَ؛ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْفَجْرَ، فَلَمَّا [سَلَّمَ] ؛ انْفَتَلَ عَنْ يَمِينِهِ، [ثُمَّ] مَكَثَ كَأَنَّ عَلَيْهِ كَآبَةً، حَتَّى إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ عَلَى حَائِطِ الْمَسْجِدِ قَيْدَ رُمْحٍ - وَكَانَ حَائِطُ الْمَسْجِدِ أَقْصَرَ مِمَّا هُوَ [ص:311] الْآنَ -، ثُمَّ قَلَّبَ يَدَهُ، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ! لَقَدْ رَأَيْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَمَا أَرَى الْيَوْمَ شَيْئًا يُشْبِهُهُمْ، لَقَدْ كَانُوا يُصْبِحُونَ صُفْرًا شُعْثًا غُبْرًا، بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ كَأَمْثَالِ رُكَبِ الْمَعْزِ، قَدْ بَاتُوا لِلَّهِ سُجَّدًا وَقِيَامًا يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ عَزَّ وجل، ويراوحون بَيْنَ جِبَاهِهِمْ وَأَقْدَامِهِمْ، فَإِذَا أَصْبَحُوا وَذَكَرُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ؛ مَادُوا كَمَا تَمِيدُ الشَّجَرُ فِي يَوْمِ الرِّيحِ، وَهَمِلَتْ أَعْيُنُهُمْ حَتَّى تُبَلَّ ثِيَابُهُمْ، وَاللهِ! لَكَأَنَّ الْقَوْمَ بَاتُوا غَافِلِينَ. ثُمَّ نَهَضَ؛ فَمَا رُئِيَ مُفْتَرًا ضَاحِكًا حَتَّى ضَرَبَهُ ابْنُ مُلْجَمٍ عَدُوُّ اللهِ الْفَاسِقُ
__________
[إسناده هالك] .(4/310)
1467 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ الْمُثَنَّى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشِيرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو الْقُرَشِيُّ الْمَدَنِيُّ؛ قَالَ: كَانَ وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ سَاجِدًا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَأَطَالَ السُّجُودَ، فَهَتَفَ بِهِ هَاتِفٌ مِنْ وَرَاءِ زَمْزَمَ: يَا وُهَيْبُ! ارْفَعْ رَأْسَكَ؛ فَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ. قَالَ ابْنُ عَمْرٍو: وَسَمِعْتُ وُهَيْبًا يَقُولُ: اعْلَمْ أَنَّ مِنْ صلاح نفسك عِلْمَكَ بِفَسَادِهَا، وَبِحَسْبِ الرَّجُلِ مِنْ عَيْبٍ يَعْلَمُ مِنْ نَفْسِهِ فَسَادًا ثُمَّ لا يُصْلِحُهُ، وَبِئْسَ مَنْزِلٌ وَمُتَحَوَّلٌ مِنْ دُنْيَاكَ - يَعْنِي: - عَنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ.(4/311)
1468 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ؛ قَالَ: كَانَ الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ إِذَا حَجَّ لا يَتَزَوَّدُ شَيْئًا مِنَ الطَّعَامِ، وَلا [ص:312] يَشْتَرِي لِنَاقَتِهِ عَلَفًا، كَانَ طَعَامُهُ لَبَنَ النَّاقَةِ، وَيَحْتَشُّ لِنَاقَتِهِ فِي حِجَجِهِ كُلِّهَا
__________
[إسناده ضعيف] .(4/311)
1469 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: حَجَّتْ أَعْرَابِيَّةٌ عَلَى نَاقَةٍ لَهَا، فَقِيلَ لَهَا: أَيْنَ زَادُكِ؟ فَقَالَتْ: مَا مَعِي إِلَّا مَا فِي ضَرْعِهَا.(4/312)
1470 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: كَتَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى بَعْضِ عُمَّالِهِ: رُوَيْدًا؛ فَكَأَنَّ قَدْ بَلَغْتَ الْمَدَى، وَعُرِضَتْ عَلَيْكَ أَعْمَالُكَ، بِالْمَحَلِّ الَّذِي يُنَادِي الْمُغْتَرُّ بِالْحَسْرَةِ، وَيَتَمَنَّى الْمُطِيعُ التَّوْبَةَ وَالظَّالِمُ الرَّجْعَةَ
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(4/312)
1471 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: [ص:313] كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَدِيِّ بْنِ أَرْطَأَةَ - وَكَانَ وَلَّاهُ عَلَى بَعْضِ أَعْمَالِهِ -: غَرَّنِي مِنْكَ مُجَالَسَتُكَ الْقُرَّاءَ، وَعَمَامَتُكَ السَّوْدَاءُ، وَخُشُوعُكَ، فَلَمَّا بَلَوْنَاكَ؛ وَجَدْنَاكَ عَلَى خِلافِ مَا أَمِلْنَاكَ، قَاتَلَكُمُ اللهُ! أَمَا تَمْشُونَ بَيْنَ الْقُبُورِ؟ !(4/312)
1472 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا: أَنَّ بَعْضَ الْعُمَّالِ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَدِمَ مِنْ عَمَلٍ وَقَدِمَ مَعَهُ بِمَالٍ كَثِيرٍ كَانَ خَانَ فِيهِ السُّلْطَانَ؛ فَاتَّخَذَ طَعَامًا، وَدَعَا أَصْحَابَهُ، فَجَعَلَ يُطْعِمُهُمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِالْكَذِبِ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُهُمْ: نَحْنُ كَمَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ [ص:314]: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ} [المائدة: 42] .(4/313)
1473 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَرَّازُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مِسْعَرَ بْنَ كِدَامٍ يَقُولُ: قَالَ عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ يَوْمًا: قَدْ وَرَدَ الْأَوَّلُ وَالْآخَرُ مُتْعَبٌ، مُنْتَظِرٌ؛ فَأَصْلِحُوا مَا تَقْدِمُونَ عَلَيْهِ بِمَا تَظْعَنُونَ عَنْهُ؛ فَإِنَّ الْخَلْقَ لِلْخَالِقِ، وَالشُّكْرَ لِلْمُنْعِمِ، وَإِنَّ الْحَيَاةَ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْبَقَاءَ بَعْدَ الْفَنَاءِ.(4/314)
1474 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ لَبْطَةَ بْنِ الْفَرَزْدَقِ؛ قَالَ: لَمَّا احْتَضَرَ أَبُو فِرَاسٍ؛ قَالَ: أَيْ لبطة! ابغ لي كتابا أَكْتُبُ وَصِيَّتِي. فَكَتَبَ وَصِيَّتَهُ، وَأَوْصَى لِأَقْرِبَائِهِ وَمَوَالِيهِ، قَالَ: ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ؛ فأنشا يَقُولُ:
(أَرُونِي من يقوم لَكُمْ مَقَامِي ... إِذَا مَا الْأَمْرُ جَلَّ عَنِ الْعِتَابِ)
(إِلَى مَنْ تَفْزَعُونَ إِذَا حَثَوْتُمْ ... بِأَيْدِيكُمْ عَلَيَّ مِنَ التُّرَابِ)
فَقَالَ بَعْضُ مُوَالِيهِ: إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.(4/314)
1475 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّكَّرِيُّ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ أَهْلُ الْحَرَّةِ؛ هَتَفَ هَاتِفٌ بِمَكَّةَ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ مَسَاءَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ جَالِسٌ يَسْمَعُ:
(قُتِلَ الخيار بنو الخيار ... ذووا الْمَهَابَةِ وَالسَّمَاحِ)
(وَالصَّائِمُونَ الْقَائِمُونَ ... القانتون أولوا الصَّلاحِ)
(الْمُهْتَدُونَ الْمُتَّقُونَ ... السَّابِقُونَ إِلَى الْفَلاحِ [ص:316])
(مَاذَا بِوَاقِمِ وَالْبَقِيعِ ... مِنَ الْجَحَاجِحِ وَالصِّيَاحِ)
(وبقاع يشرب وَيْحَهُنَّ ... مِنَ النَّوَادِبِ وَالصِّيَاحِ)
فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لِأَصْحَابِهِ: يَا هَؤُلاءِ! قَدْ قُتِلَ أَصْحَابُكُمْ؛ فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.(4/315)
1476 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ ابن أَبِي الدُّنْيَا، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ لِدُكَيْنٍ الرَّاجِزِ:
(إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يَدْنَسْ مِنَ اللُّؤْمِ عِرْضُهُ ... فَكُلُّ رِدَاءٍ يَرْتَدِيهِ جَمِيلُ)
(فَإِنْ هُوَ لَمْ يُضْرِعْ عَنِ اللُّؤْمِ نَفْسَهُ ... فَلَيْسَ إِلَى حُسْنِ الثَّنَاءِ سَبِيلُ)(4/316)
1476 - / م - قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: وأنشدنا أَيْضًا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ لِلَقِيطِ بْنِ زُرَارَةَ:
(وَإِنِّي مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ عَرَفْتَهُمْ ... إِذَا مَاتَ مِنْهُمْ سَيِّدٌ قَامَ صَاحِبُهْ)
(نُجُومُ سَمَاءٍ كُلَّمَا غَابَ كَوْكَبٌ ... بَدَا كَوْكَبٌ تَأْوِي إِلَيْهِ كَوَاكِبُهْ)
(أَضَاءَتْ لَهُمْ أَحْسَابُهُمْ وَوُجُوهُهُمْ ... دُجَى اللَّيْلِ حَتَّى نَظَمَ الْجَزْعَ ثاقِبُهْ)(4/317)
1477 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، أَنْشَدَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَفِيقُ بِشْرٍ الْحَافِي؛ قَالَ: أَنْشَدَنِي عَلِيُّ بْنُ عَمْرٍو الْعَجَمِيُّ الزَّاهِدُ يَرْثِي ابْنَهُ أَحْمَدَ:
(يَا غَائِبًا لا يؤوب مِنْ سَفَرِهِ ... عَاجَلَهُ مَوْتُهُ عَلَى صِغَرِهْ)
(مَا تَقَعُ الْعَيْنُ كُلَّمَا نَظَرَتْ ... فِي الدَّارِ شَيْئًا إِلَّا عَلَى أَثَرِهْ)
(فَالْحَمْدُ لِلَّهِ لا شَرِيكَ لَهُ فِي عِلْمِهِ ... كَانَ ذَا وفي قَدَرِهْ)
(قَدْ قَدَّرَ الْعُمْرَ ذُو الْجَلالِ ... فَمَا يَقْدِرُ خَلْقٌ يَزِيدُ فِي عُمُرِهْ)
(إِذَا أَتَى يَوْمُهُ الْمُعَدُّ لَهُ ... صَارَ إِلَيْهِ الْيَقِينُ مِنْ خَبَرِهْ)
(وَكُلُّ ذِي غَيْبَةٍ يؤوب ... وَلا يَرْجِعُ مَنْ مَاتَ مِنْ ثَرَى غَفَرِهْ)
(يَا أَحْمَدَ الْخَيْرِ كُنْتَ لِي أَنَسًا ... فِي طُولِ لَيْلِي نَعَمْ وَفِي قِصَرِهْ [ص:319])
(شَرِبْتَ كَأْسًا أَبُوكَ شَارِبُهَا ... لا بُدَّ مِنْهَا لَهُ عَلَى كِبَرِهْ)
(يَشْرَبُهَا وَالْأَنَامُ كُلُّهُمْ ... مَنْ كَانَ فِي بَدْوِهِ وَفِي حَضَرِهْ)
(وَلَيْسَ يَبْقَى سِوَى الْإِلَهِ ... وَمَا قَدَّمَ مِنْ صَالِحٍ لِمُدَّخَرِهْ)
(فَاعْمَلْ وَقَدِّمْ فَكُلُّ ذِي عَمَلٍ ... لِجَنَّةِ الْخُلْدِ أَوْ إِلَى سَقَرِهْ)
(وَالْمَوْتُ جَزَّارُ كُلِّ ذِي نَفْسٍ ... فَكَيْفَ نَبْقَى وَنَحْنُ مِنْ جُزُرِهْ)
(فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ مُسْلِمًا ... وَرِعًا يُحْمَدُ فِي وِرْدِهِ وَفِي صَدْرِهْ)
(قَدْ جَعَلَ الْمَوْتَ نُصْبَ مُقْلَتِهِ ... صَيَّرَهُ فِي الْحَدِيثِ مِنْ سَمَرِهْ)
(وَقَدْ أَرَانَا الزَّمَانُ مِنْ عِبَرٍ ... لَوِ انْتَفَعْنَا بِذَاكَ مِنْ عبره)
(وقد حلبت الزَّمَانَ أَشْطُرُهُ ... آخُذُ مِنْ صَفْوِهِ وَمِنْ كَدَرِهْ)
قَالَ: فَرُبَّمَا قَالَ لِي بِشْرٌ: أَعِدْ عَلَيَّ تِلْكَ الْأَبْيَاتِ الْمَرْثِيَّةَ؛ فَأُعِيدَهَا عَلَيْهِ، فَيَبْكِي وَيَهِيمُ عَلَى وَجْهِهِ نَحْوَ الْمَقَابِرِ.(4/318)
1478 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: [ص:320] مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ، زَوَّجَهُ اللهُ بِكُلِّ حَرْفٍ زَوْجَتَيْنِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَلَيْسَ الْحَرْفُ الم، وَلَكِنْ أَلِفٌ وَلامٌ وَمِيمٌ.(4/319)
1479 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَزْدِيُّ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ يَقُولُ: إِنَّ الْمَلَكَ لَيَصْعَدُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مُبْتَهِجًا بِهِ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: اجعلوه فِي سِجِّينٍ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُرِدْ بِهِ وَجْهِي.(4/320)
1480 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، نَا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ الْمَكِّيِّ؛ قَالَ: يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي وَعَظَمَتِي وَجَلالِي؛ مَا مِنْ عَبْدٍ آثَرَ هَوَايَ عَلَى هَوَاهُ؛ إِلَّا أَقْلَلْتُ هُمُومَهُ، وَجَمَعْتُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ، وَنَزَعْتُ الْفَقْرَ مِنْ قَلْبِهِ، وَجَعَلْتُ الْغِنَى بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَاتَّجَرْتُ لَهُ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ [ص:321] تَاجِرٍ، وَعِزَّتِي وَعَظَمَتِي وَجَلالِي؛ مَا مِنْ عَبْدٍ آثَرَ هَوَاهُ عَلَى هَوَايَ؛ إِلَّا كَثَّرْتُ هُمُومَهُ، وَفَرَّقْتُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ، وَنَزَعْتُ الْغِنَى مِنْ قَلْبِهِ، وَجَعَلْتُ الْفَقْرَ [بَيْنَ] عَيْنَيْهِ، ثُمَّ لا أُبَالِي فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهَا هَلَكَ.(4/320)
1481 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبَانَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ ثُلُثَا الْقُرْآنِ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/321)
1482 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، نَا يُوسُفُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ؛ قَالَ: [ص:322] فَاتِحَةُ الْكِتَابِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/321)
1483 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنْ أَبِي طَالِبٍ فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هي أحسن السيئة} [المؤمنون: 96] ؛ قال: هُوَ قَوْلُ الرَّجُلِ لِأَخِيهِ مَا لَيْسَ فِيهِ، فَيَقُولُ لَهُ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا؛ فَأَنَا أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَغْفِرَ لَكَ، وَإِنْ كُنْتَ صَادِقًا؛ فَأَنَا أَسْأَلُ اللهَ الْكَرِيمَ أَنْ يَغْفِرَ لِي
__________
[إسناده ضعيف] .(4/322)
1484 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرٍ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، نَا يُوسُفُ، عَنْ يَاسِينَ؛ قَالَ: لَوْ أَنَّ أَلَمَ شَعْرَةٍ مِنْ أَلَمِ الْمَوْتِ وُضِعَ على أهل السماوات وَالْأَرَضِينَ؛ لَمَاتُوا جَمِيعًا، وَإِنَّ في يوم القيامة لسبعين هَوْلًا، كُلُّ هَوْلٍ يُضَاعَفُ عَلَى هَوْلِ الْمَوْتِ سَبْعِينَ أَلْفَ ضِعْفٍ.(4/322)
1485 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بالله يهد قلبه} [التغابن: 11] ؛ قَالَ: يَعْلَمُ أَنَّ الْمُصِيبَةَ مِنَ اللهِ، فَرَضِيَ بِهَا وَسَلَّمَ لَهَا
__________
[إسناده ضعيف] .(4/323)
1486 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا هِشَامُ بْنُ يوسف، عن رَبَاحُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:324] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بِئْسَ الشِّعْبُ جِيَادٌ» . قَالَ: وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «مِنْهُ تَخْرُجُ الدَّابَّةُ، فَتَصْرُخُ ثَلاثَ صَرَخَاتٍ، تُسْمِعُ مَا بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ»
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(4/323)
1487 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مولى بن هَاشِمٍ، نَا أَبِي، نَا رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ كَانَتْ فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنْ ثَلاثٍ زَوَّجَهُ اللهُ مِنَ الْحُورِ العين: من كَانَتْ عِنْدَهُ أَمَانَةٌ خَفِيَّةٌ شَهِيَّةٌ فَأَدَّاهَا مِنْ مَخَافَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَوْ رَجُلٌ عَفَى عَنْ قَاتِلِهِ، أَوْ رَجُلٌ قَرَأَ: (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (1)) [الإخلاص: 1] دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ»
__________
[إسناده مظلم] .(4/325)
1488 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تبارك وتعالى: (فَجَعَلنَهَا نَكَلاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66)) [البقرة: 66] ؛ قَالَ: [ص:326] مَا مَضَى مِنْ خَطَايَاهُمْ، وَمَا خَلْفَهَا مِنْ خَطَايَاهُمُ الَّتِي هَلَكُوا فِيهَا.(4/325)
1489 - حدثنا أحمد، نا إ سماعيل بْنُ إِسْحَاقَ، نَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نَا حَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مَغْرَاءَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {بَقَرَةٌ صفراء} [البقرة: 69] ؛ قَالَ: [ص:327] صَفْرَاءُ الظَّلْفِ، {فَاقِعٌ لَوْنُهَا} ؛ قَالَ: صَافِي
__________
[إسناده ضعيف] .(4/326)
1490 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَزْدِيُّ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوَلانِيِّ؛ قَالَ: أَرْبَعٌ لا يُقْبَلْنَ فِي أَرْبَعٍ: السَّرِقَةُ، وَالْخِيَانَةُ، وَالْغُلُولُ، وَمَالُ الْيَتِيمِ؛ فِي الْحَجِّ، وَالْعُمْرَةِ، وَالصَّدَقَةِ، وَالنَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.(4/327)
1491 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مُوسَى بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمَرَةَ. قَالَ: مَنْ أَصَابَ مَالًا مِنْ مَأْثَمٍ، فَوَصَلَ بِهِ رَحِمًا أَوْ تَصَدَّقَ بِهِ أَوْ أَنْفَقَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ؛ جُمِعَ بِهِ ذَلِكَ كُلُّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ.(4/327)
1492 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْآجُرِّيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الصُّوفِيِّ؛ قَالَ: تَكَلَّمَ بَعْضُ الزُّهَّادِ يَوْمًا؛ فَقَالَ: لا تعتروا بِطُولِ السَّلامَةِ مَعَ تَضْيِيعِ الشُّكْرِ، وَاسْتَدْعُوا شَارِدَ النِّعَمِ. بِالتَّوْبَةِ، وَاسْتَدِيمُوا الرَّاهِنَ مِنْهَا بِكَرَمِ الْجَوَادِ، وَاسْتَفْتِحُوا بَابَ الْمَزِيدِ بِحُسْنِ التَّوَكُّلِ، فَعَجِبْتُ لِطَالِبِ الدُّنْيَا أَنَّهُ أَجَدُّ مِنْ طَالِبِ الْآخِرَةِ، وَخَائِفَهَا أَتْعَبُ مِنْ خَائِفِ الْآخِرَةِ، وَهُوَ يَعْلَمُ يَقِينًا أَنَّ لَهُ رَبًّا يَطْلُبُهُ، قَدْ أَحْصَى عَلَيْهِ مَا اكْتَسَبَ؛ فَكَيْفَ يَعْمَلُ فِي مُنْقَلَبِهِ إِلَى رَبِّهِ لَمَّا يُعَايِنُ مِنْ فَضَائِحِهِ الَّتِي قَدْ قَدَّمَ أَمَامَهُ، وَكَيْفَ يَعْمَلُ فِيمَا أَمَرَهُ فَلَمْ يَنْجَعْ فِيهِ أَمْرُهُ، وَأَعْطَاهُ فَلَمْ يَشْكُرْ، وَسَتَرَ فَلَمْ يَزْدَدْ بِالسَّتْرِ إِلَّا تَعَرُّضًا لِلْفَضَائِحِ مِنْ أَعْمَالِهِ، وَكَفَاهُ فَلَمْ يَقْنَعْ بِالْكِفَايَةِ، وَضَمِنَ لَهُ رِزْقَهُ فَهُوَ فِي طَلَبِهِ مُشِحٌّ جَائِرٌ دَاهِشٌ، قَدْ عَقَلَ عَنْ أَجَلِهِ الَّذِي هُوَ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ، وَاشْتَغَلَ بِطَلَبِ مَا قَدْ ضَمِنَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ مِنَ الرِّزْقِ عَنِ الْعَمَلِ الَّذِي يُنْجِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ! [ص:329] فَيَا ابْنَ آدَمَ! مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا؛ إِلَّا خُرُوجُ رَوْحِكَ حَتَّى تُعَايِنَ أَهْوَالًا بَعْدَ أَهْوَالٍ شِدَادٍ، وَشَدَائِدَ بَعْدَ شَدَائِدٍ، لا يَأْتِي عليك شَيْءٌ مِنْهَا إِلَّا وَأَنْسَاكَ مَا بَعْدَهُ، وَكَيْفَ لا يَكُونُ كَذَلِكَ، وَهُوَ يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ: (فَذُوقُوا فَلَنْ نَّزِيدَكُم إِلاَّ عَذَاباً (30)) [النبأ: 30] ؛ فَوَاللهِ! مَا لَكَ حَمِيمٌ وَلا شَفِيعٌ تَرْتَجِي فِي الْآخِرَةِ، وَمَا شَيْءٌ نَافِعُكَ إِلَّا مَا قَدَّمْتَهُ مِنْ عَمَلِكَ، فَإِنْ قَدَّمْتَهُ؛ وَافَيْتَ الْحَشْرَ مُوسِرًا، وَإِنْ لَمْ تُقَدِّمْ شَيْئًا؛ وَافَيْتَ مُفْلِسًا. أو ما عَلِمْتَ أَنَّ الْمَيِّتَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، وَخَلا بِنَفْسِهِ وَعَمَلِهِ؛ دَخَلَ مَعَهُ أَعْمَالُهُ السَّيِّئَةُ فِي صُورَةِ رَجُلٍ سَمِجِ الْخِلْقَةِ، مُنْتِنِ الرَّائِحَةِ، وَسِخِ الثِّيَابِ، فَيَقُولُ لَهُ: مَا أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الْقَبِيحُ الَّذِي كُنْتَ تَعْمَلُ وَلا تُبَالِي، وَأَنَا مَعَكَ حَيْثُ وُجِّهَ بِكَ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ؛ رَكِبَ عُنُقَهُ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ الْمَشْهَدَ، فَلا يَزَالُ بِهِ كَذَلِكَ حَتَّى يَفْرُغَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ حِسَابِ الْخَلائِقِ، فَيَقُولُ لَهُ: قَدْ أَبْلَغْتَ مِنِّي مَعَ مَا أَنَا فِيهِ مِنْ جَهْدِ هَذَا الْيَوْمِ؛ فَيَقُولُ لَهُ: احْمِلْنِي الْيَوْمَ؛ فَطَالَمَا حَمَلْتُكَ، وَأَعْطَيْتَ نَفْسَكَ فِيَّ مُنَاهَا، فَلا يَزَالُ بِهِ كَذَلِكَ؛ حَتَّى يَقْذِفَهُ فِي جَهَنَّمَ. وَأَمَّا الْمُشْتَغِلُ بِالْآخِرَةِ؛ فَيَدْخُلُ مَعَهُ عَمَلُهُ الْقَبْرَ فِي صُورَةٍ حَسَنَةٍ، وَرَائِحَةٍ طَيِّبَةٍ، وَثِيَابٍ حَسَنَةٍ؛ فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؛ فَمَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْكَ مَنْظَرًا، وَلا أَطْيَبَ مِنْكَ رَائِحَةً، وَلا أَحْسَنَ مِنْكَ لِبَاسًا؟ ! فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ؛ فَأَبْشِرْ؛ فَإِنيِّ مَعَكَ حَيْثُ وُجِّهَ بِكَ حَتَّى أُخلِّصَكَ مِنْ أَهْوَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ؛ حَمَلَهُ حَتَّى يَأْتِيَ بِهِ الْمَوْقِفَ، فَيَقُولُ لَهُ: أَحْمِلُكَ الْيَوْمَ كَمَا أَجْهَدْتَ نَفْسَكَ وَأَبْلَيْتَهَا وَحَمَلْتَنِي. فَلا يَزَالُ بِهِ كَذَلِكَ حَتَّى يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ. [ص:330] فَسُبْحَانَ مَنْ وَسِعَ ذَلِكَ حِلْمُهُ، وَأَحَاطَ بِهِ عِلْمُهُ، وَنَفِذَتْ فِيهِ مَشِيئَتُهِ، وَلَوْ شَاءَ مَا فَعَلُوهُ، (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23)) [الأنبياء: 23] ) .(4/328)
1493 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَرِيبٍ، عَنِ الْعُتْبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ؛ قَالَ: كَانَ أَبُونَا لا يَرْفَعُ الْمَوَاعِظَ عَنْ أَسْمَاعِنَا إِذَا أَرَادَ سَفَرًا؛ فَقَالَ: يَا بَنِيَّ! تَلَقَّوُا النِّعَمَ بِحُسْنِ مُجَاوَرَتِهَا وَالْتَمِسُوا الْمَزِيدَ فِيهَا بِالشُّكْرِ عَلَيْهَا. وَاعْلَمُوا أَنَّ النَّفْسَ أَقَبَلُ شَيْءٍ لِمَا أُعْطِيَتْ، فَاحْمِلُوهَا عَلَى مَطَايَاهَا إِذَا رَكِبْتُمْ، وَأَنْ لا تَسْبِقَ وَإِنْ تَقَدَّمْتَ، نَجَا مَنْ هَرَبَ مِنَ النَّارِ، وَأَدْرَكَ مَنْ سَابَقَ إِلَى الْجَنَّةِ. فَقَالَ الْأَصَاغِرُ: يَا أَبَانَا! مَا هَذِهِ الْمَطِيَّةُ؟ [ص:331] قَالَ: التَّوْبَةُ يَا بَنِيَّ.(4/330)
1494 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَرِّزٍ الْهَرَوِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ مَرَّ بِقَوْمٍ، فَشَتَمُوهُ؛ فَقَالَ خَيْرًا، وَمَرَّ بِآخَرِينَ، فَشَتَمُوهُ وَزَادُوا؛ فَزَادَهُمْ خَيْرًا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْحَوَارِيِّينَ: كُلَّمَا زَادُوكَ شَرًّا زِدْتَهُمْ خَيْرًا كَأَنَّكَ تُغْرِيهِمْ بِنَفْسِكَ؟ ! فَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ: كُلُّ إِنْسَانٍ يُعْطِي مَا عِنْدَهُ.(4/331)
1495 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ؛ قَالَ: [ص:332] كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ:
(الْبِرُّ شَيْءٌ هَيِّنٌ ... وَجْهٌ طَلِيقٌ وَكَلامٌ لَيِّنٌ)
__________
[إسناده ضعيف] .(4/331)
1496 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: قَالَتِ الْحُكَمَاءُ: الْعَقْلُ رَائِدُ الرُّوحِ، وَالْعِلْمُ رَائِدُ الْعَقْلِ، وَحَيَاةُ الْمُرُوءَةِ الصِّدْقُ، وَحَيَاةُ الرُّوحِ الْعَفَافُ، وَحَيَاةُ الْحِلْمِ الْعِلْمُ، وَحَيَاةُ الْعِلْمِ الْفَهْمُ، وَحَيَاةُ الْفَهْمِ الْعَمَلُ، وَحَيَاةُ الْعَمَلِ الْقَبُولُ.(4/332)
1497 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ لِبَعْضِهِمْ [ص:333]:
(أَيْنَ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا أَيْنَ أَيْنَا ... مِنْ أُنَاسٍ كَانُوا جَمَالًا وَزَيْنَا)
(إِنَّ دَهْرًا أَتَى عَلَيْهِمْ فَأَفْنَى ... عَدَدًا مِنْهُمْ وَسَيَأْتِي عَلَيْنَا)
(خَدَعَتْنَا الْآمَالُ حَتَّى جَمَعْنَا ... وَطَلَبْنَا لِغَيْرِنَا وَسَعَيْنَا)
(وَابْتَنَيْنَا وَمَا نُفَكِّرُ فِي الدَّهْرِ ... وَفِي صَرْفِهِ غَدَاةَ بَنَيْنَا)
(وَابْتَغَيْنَا مِنَ الْمَعَاشِ فُضُولًا ... لَوْ قَنَعْنَا بِدُونِهِ لاكْتَفَيْنَا)
(وَلَعَمْرِي لَنَمْضِيَنَّ وَلا نَمْضِي ... بِشَيْءٍ مِنْهَا إِذَا مَا مَضَيْنَا)
(اخْتَلَفْنَا فِي الْمُقَدَّرَاتِ وَسَوَّى اللهُ ... بِالْمَوْتِ بَيْنَنَا فَاسْتَوَيْنَا)
(كَمْ رأينامن مَيِّتٍ كَانَ حَيًّا ... وَوَشِيكًا يُرَى بِنَا مَا رَأَيْنَا)
(مَا لَنَا نَأْمَنُ الْمَنَايَا كَأَنَّا ... لا نَرَاهُنَّ يَهْتَدِينَ إِلَيْنَا)
(عَجَبًا لِامْرء تَيَقَّنَ أَنَّ الْمَوْتَ ... جَاءٍ وَقَرَّ بِالْعَيْشِ عَيْنًا)(4/332)
1498 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ لِعَمْرِو بْنِ كُلْثُومٍ:
(وَكُنْتَ امرءاً لَوْ شِئْتَ أَنْ تَبْلُغَ الْمَدَى ... بَلَغْتَ بِأَدْنَى نِعْمَةٍ تَسْتَدِيمُهَا)
(وَلَكِنْ فِطَامُ النَّفْسِ أَثْقَلُ مَحْمَلا ... مِنَ الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ حِينَ تَرُومُهَا)(4/333)
1499 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قال: [ص:334] سُئِلَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ عَنْ قَوْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَا تَصَعَّدَنِي كَلامٌ، كَمَا تَصَعَّدَتْنِي خُطْبَةُ النِّكَاحِ؛ فَقَالَ: كَانَتِ الْخُطَبَاءُ تَخْطُبُ قِيَامًا، مُتَّكِئِينَ عَلَى شَيْءٍ، إِلَّا فِي خُطْبَةِ النِّكَاحِ، فَكَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يَكُونُوا فِي الْمَحْفَلِ، وَقُرْبَ الْوُجُوهِ مِنَ الْوُجُوهِ، وَنُظْرَ الْأَحْدَاقِ فِي أَجْوَافِ الْأَحْدَاقِ؛ لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ جَالِسًا لابد لَهُ مِنْ ذَلِكَ، [ص:335] وَإِذَا عَلا الْمِنْبَرَ؛ صَارُوا سُوقَةً وَرَعِيَّةً، وَهُوَ فَوْقَهُمْ.(4/333)
1500 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الْأُشْنَانِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَازِنِيَّ؛ يَقُولُ: لَمَّا مَاتَ شَبِيبُ بْنُ شَيْبَةَ أَتَاهُمْ صَالِحٌ الْمُرِّيُّ لِلتَّعْزِيَةِ؛ فَقَالَ: رَحْمَةُ اللهِ عَلَى أَدِيبِ الْمُلُوكِ، وَجَلِيسِ الْفُقَرَاءِ، وَحَيَاةِ الْمَسَاكِينِ. قَالَ الْمَازِنِيُّ: وَكَانَ شَبِيبُ بْنُ شَيْبَةَ أَبْصَرَ النَّاسِ بِمَعَانِي الْكَلامِ، مَعَ بَلاغَةٍ؛ حَتَّى صَارَ فِي كُلِّ مَوْقِفٍ يَبْلُغُ بِقَلِيلِ الْكَلامِ مَا لا يَبْلُغُهُ الْخُطَبَاءُ بِكَثِيرِهِ.(4/335)
1501 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ لَمْ يَنْشَطْ لِحَدِيثِكَ؛ فَارْفَعْ عَنْهُ مؤونة الِاسْتِمَاعِ مِنْكَ.(4/335)
1502 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا أَبُو نَصْرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قَالَ الْحَسَنُ: لِسَانُ الْعَاقِلِ مِنْ وَرَاءِ قَلْبِهِ، فَإِذَا أَرَادَ الْكَلامَ؛ تَفَكَّرَ، فَإِنْ كَانَ لَهُ قَالَ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ أَمْسَكَ، وَقَلْبُ الْجَاهِلِ مِنْ وَرَاءِ لِسَانِهِ، فَإِنْ هَمَّ بِالْكَلامِ؛ تَكَلَّمَ، لَهُ وَعَلَيْهِ.(4/335)
1503 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أحمد بن بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَدَائِنِيَّ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِعَبْدِ بَنِي مَخْزُومٍ: إِنِّي أَخَافُ اللهَ فِيمَا دَخَلْتُ فِيهِ. فَقَالَ لَهُ: لَسْتُ أَخَافُ عَلَيْكَ أَنْ تَخَافَ، وَلَكِنْ أَخَافُ عَلَيْكَ أَنْ لا تَخَافَ.(4/336)
1504 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْجَزَرِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: إِنَّ مِنْ أَعْجَبِ الْعَجَبِ تَرْكُ التَّعَجُّبِ مِنَ الْعَجَبِ.(4/336)
1505 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: [ص:337] قَالَ بَعْضُ النُّسَّاكِ: أَنَا لِمَا لا أَرْجُو أَرْجَى مِنِّي لِمَا أَرْجُو.(4/336)
1506 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوبًا: اشْكُرْ لِمَنْ أَنْعَمَ عَلَيْكَ، وَأَنْعِمْ عَلَى مَنْ شَكَرَكَ.(4/337)
1507 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: [ص:338] أَخْبَرَ أَبُو حَازِمٍ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بِوَعِيدِ اللهِ لِلْمُذْنِبِينَ؛ فَقَالَ سُلَيْمَانُ: فَأَيْنَ رَحْمَةُ اللهِ؟ فَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: {قَرِيبٌ من المحسنين} [الأعراف: 56] .(4/337)
1508 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: إِذَا كُنْتَ فِي زَمَانٍ يُرْضَى فِيهِ مِنَ الْعِلْمِ بِالْقَوْلِ، وَمِنَ الْعَمَلِ بِالْعِلْمِ؛ فَأَنْتَ فِي شَرِّ زَمَانٍ وَشَرِّ أُنَاسٍ.(4/338)
1509 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: دَخَلْتُ أَنَا وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ إِلَى الْفُضَيْلِ نَعُودُهُ، فَقَالَ الْفُضَيْلُ - وَجَعَلَ يَضْرِبُ بِيَدِهِ عَلَى رَأْسِهِ -: يَا فُضَيْلُ! خَلَقَكَ وَأَفْرَغَ عَلَيْكَ نِعَمَهُ [ص:339] ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً، وَحَرَسَكَ بِعَيْنِهِ، وَخَوَّلَكَ، وَصَرَفَ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْكَ؛ وَأَنْتَ تَشْتَغِلُ عَنْهُ، مَنْ أَنْتَ؟ ! وَمَا أَنْتَ؟ ! ثُمَّ شَهِقَ شَهْقَةً وَسَقَطَ وَغُطِّيَ بِثَوْبِهِ، وَجَعَلَ يَنْتَفِضُ وَهُوَ لا يَعْقِلُ، ونزلنا.(4/338)
1510 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبُزُورِيُّ، نَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْعُبَّادِ مِنَ الْحُكَمَاءِ: الْجُوعُ فِيهِ ثَلاثُ خِلالٍ: حَيَاةُ الْقَلْبِ، وَمَذَلَّةُ النَّفْسِ، وَيُورِثُ الْعَقْلَ الدَّقِيقَ السَّمَاوِيَّ.(4/339)
1511 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلابَةَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص:341] أَشْهَدُ عَلَى خَمْسَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْهُمْ: مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ، وَعِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ، وَسَمُرَةُ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَأَبُو بَرْزَةَ؛ قَالُوا: قَلَّ مَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً؛ إِلَّا أَمَرَنَا فِيهَا بِالصَّدَقَةِ، وَنَهَانَا عَنِ الْمُثْلَةِ
__________
[إسناده ضعيف جداً، والحديث صحيح بطرقه] .(4/339)
1512 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبِرْتِيُّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:343] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ خَيْرَ أَكْحَالِكُمُ الإِثْمِدُ؛ فَإِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعَرَ»
__________
[إسناده لين، والحديث حسن بطرقه] .(4/341)
1513 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا الْحَسَنُ بْنُ هَارُونَ، نَا الأَزْرَقُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ قَالَ: بَلَغَنَا فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: (وَكَانُوا لَنَا خَشِعِينَ) [الأنبياء: 90] ؛ قَالَ: الْخَوْفُ الدَّائِمُ فِي الْقَلْبِ.(4/343)
1514 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبِي، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُوحٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الأَزِفَةٍ إِذِ القُلُوبُ لَدَى الحَنَاجِرِ كَظِمينَ) [غافر: 18] ؛ قَالَ: أَزِفَتْ وَاللهِ عُقُولُهُمْ، وَطَارَتْ قُلُوبُهُمْ، فَتَرَدَّدَتْ فِي أَجْوَافِهِمْ بِالْغُصَصِ إِلَى حَنَاجِرِهِمْ لَمَّا أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: [ص:344] هَلْ {لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فيشفعوا لنا} [الأعراف: 53] ؟ فَنُودُوا: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حميم ولا شفيع} [غافر: 18] .(4/343)
1515 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا سَيَّارٌ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: دَخَلْتُ مَكَّةَ؛ فَإِذَا أَنَا بِجُوَيْرِيَّةٍ مُتَعَبِّدَةٍ اللَّيْلَ أَجْمَعَ، تَطُوفُ حَوْلَ الْبَيْتِ، وَكُلَّمَا طَافَتْ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ؛ وَقَفَتْ حِذَاءَ الْمُلْتَزَمِ، ثُمَّ تَقُولُ بِصَوْتٍ حزين: يارب كَمْ مِنْ شَهْوَةٍ قَدْ ذَهَبَتْ لَذَّتُهَا وَبَقِيَتْ تَبِعَتُهَا؟ ! مَا [كَانَ] لَكَ عُقُوبَةٌ إِلا النَّارَ؟ !(4/344)
1516 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ: أَنَّهُ مَرَّ عَلَى بَابِ دَارٍ بِإِزَاءِ بَابِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيِّ؛ فَإِذَا هُوَ بِجَارِيَةٍ تَدْخُلُ الْبَابَ وَبِيَدِهَا دُفٌّ، وَهِيَ تَقُولُ: نَحْنُ أَبَدًا فِي سُرُورٍ وَنَعِيمٍ لا يَزُولُ. فَقَالَ لَهَا صَالِحٌ: أَنْتِ وَاللهِ كَذَّابَةٌ. وَمَضَى، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ مُدَّةٍ عَادَ فَنَظَرَ إِلَى الدَّارِ خَرَابًا وَلَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ، فَوَقَفَ صَالِحٌ عَلَى بَابِ الدَّارِ يُنَادِي: يَا دَارُ! أَيْنَ أَهْلُكِ؟ يَا دَارُ! أَيْنَ خُدَّامُكِ؟ يَا دَارُ! أَيْنَ حَشَمُكِ؟ يَا دَارُ! أَيْنَ الْجَارِيَةُ الْكَذَّابَةُ الَّتِي زَعَمَتْ أَنَّهَا فِي سُرُورٍ وَنَعِيمٍ لا يَزُولُ؟ ! فَهَتَفَ بِهِ هَاتِفٌ مِنْ دَاخِلِ النار: يَا صَالِحُ! هَذَا غَضَبُ مَخْلُوقٍ عَلَى مَخْلُوقٍ؛ فَكَيْفَ إِذَا غَضِبَ الْخَالِقُ عَلَى الْمَخْلُوقِ؟ ! قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتَ صَالِحٌ إِلَى النَّاسِ وَبَكَى وَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَهْلَ النَّارِ يُنَادُونَ: رَبَّنَا عَذِّبْنَا كَيْفَ شِئْتَ بِمَا شِئْتَ، وَلا تَغْضَبْ عَلَيْنَا؛ فَإِنَّ غَضَبَكَ أَشَدُّ عَلَيْنَا مِنَ النَّارِ إِذَا غَضِبَتْ عَلَيْنَا، يَا رَبِّ! ضَاقَتْ عَلَيْنَا الأَنْكَالُ وَالْقُيُودُ وَالسَّلاسِلُ وَالأغْلالُ.(4/345)
1517 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ؛ قَالَ: كَانَ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلامُ يُنَادِي فِي جَوْفِ اللَّيْلِ: أَوِّهْ مِنْ عَذَابِ اللهِ! أَوِّهْ مِنْ قَبْلِ أَنْ لا يَنْفَعَ أَوَهٌ!(4/346)
1518 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: [ص:347] كَانَ غَابَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا - عَلَيْهِ السَّلامُ وَعَلَى أَبِيهِ - وَفَقَدَهُ أَبُوهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَوَجَدَهُ فِي قَبْرٍ مُضْطَجِعًا يَبْكِي، فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ! مَا هَذَا الْبُكَاءُ كُلُّهُ؟ فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَتِ! أَنْتَ حَدَّثْتَنِي عَنْ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَنَّهُ أَخْبَرَكَ أَنَّ بَيْنَ يَدَيِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ مَفَازَةٌ مِنْ نَارٍ لا يُطْفِئُ حَرَّهَا إِلا الدُّمُوعُ. فَقَالَ لَهُ: فَابْكِ يَا بُنَيَّ
__________
[إسناده واه جداً] .(4/346)
1519 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُقَاتِلُ بْنُ صَالِحٍ الأَنْمَاطِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، عَنْ قَزْعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خِرَاشٍ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ابن أَبِي الْهُذَيْلِ؛ قَالَ: مَا فِي جَهَنَّمَ أَحَدٌ يَتَنَفَّسُ لا رَجُلٌ وَلا امْرَأَةٌ، حَبَسَ اللهُ أَرْوَاحَهُمْ [ص:348] فِي أَجْوَافِهِمْ وَحَبَسَ أَنْفَاسَهُمْ فِي أَجْوَافِهِمْ؛ فَذَلِكَ أَشَدُّ عَلَيْهِمْ مِنْ جَهَنَّمَ وَمَا فِيهَا
__________
[إسناده واه] .(4/347)
1520 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو رَبَاحٍ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْهَرَوِيُّ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛ قال: قال ابن عمر: إِذَا سَكَنَ أَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ؛ فَشَرِبُوا مِنْ حَمِيمِهَا، وَأَكَلُوا مِنْ زَقُّومِهَا، وَعَالَجُوا الأَغْلالَ فِيهَا؛ سُمِعَتْ لِلنَّارِ قَعْقَعَةٌ فِي الْعِظَامِ مِنْهُمْ، فَصَاحُوا، فَنَادَتْ: يَا لَكُمْ مِنْ شَبَابٍ مَا كَانَ أَحْسَنَ وُجُوهَكُمْ، وَيَا لَكُمْ مِنْ شُيُوخٍ مَا كَانَ أَجْمَلَكُمْ، مَا أَحْسَنَ زَرْعَكُمْ لَوْ كَانَ لَكُمْ حَاصِدٌ غَيْرِي
__________
[إسناده ضعيف] .(4/348)
1521 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، نَا الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ كَعْبِ الأَحْبَارِ؛ قَالَ: [ص:349] لَوْ بَرَزَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ إِلَى الدُّنْيَا؛ لأَظْلَمَتِ الدُّنْيَا كُلُّهَا مِنْ سَوَادِ وَجْهِهِ
__________
[إسناده واه] .(4/348)
1522 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ، نَا عَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلْحَسَنِ: إِنِّي أَكْرَهُ الْمَوْتَ. قَالَ: لأَنَّكَ أَخَّرْتَ مَا لَكَ، وَلَوْ قَدَّمْتَهُ؛ لَسَرَّكَ أَنْ تَلْحَقَ بِهِ.(4/349)
1523 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، نَا الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ هِشَامٍ الثَّقَفِيِّ؛ قَالَ: [ص:350] دَخَلَ أُسْقُفُ نَجْرَانَ عَلَى مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَضَرَبَ وَجْهَهُ بِالْقَضِيبِ فَأَدْمَاهُ، فَقَالَ الأُسْقُفُّ: إِنْ شَاءَ الأَمِيرُ أَخْبَرْتُهُ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ: لا يَنْبَغِي لِلإِمَامِ أَنْ يَكُونَ سَفِيهًا، وَمِنْهُ يُلْتَمَسُ الْحِلْمُ، وَلا جَائِرًا وَمِنْهُ يُلْتَمَسُ الْعَدْلُ.(4/349)
1524 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا أَبُو أَحْمَدَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ جَرْوَلٍ؛ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ زَاذَانَ إِلَى الْجَبَّانِ يَوْمَ الْعِيدِ؛ فَرَأَى سُتُورَ الْحُجَّاجِ تَرْفَعُهَا الرِّيَاحُ، فَقَالَ: هَذَا وَاللهِ الْمُفْلِسُ. فَقُلْتُ لَهُ: تَقُولُ مِثْلَ هَذَا وَلَهُ مِثْلُ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا الْمُفْلِسُ مِنْ دِينِهِ.(4/350)
1525 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالا: نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ؛ يَقُولُ: [ص:351] ظَهَرَ الْفَسَادُ وَالْخَبَثُ فِي النَّاسِ مُنْذُ اسْتَأْصَلُوا شُعُورَهُمْ.(4/350)
1526 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، نَا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ لابْنِهِ مُخَلَّدٍ: إِذَا كَتَبْتَ كِتَابًا؛ فَأَطِلِ النَّظَرَ فِيهِ، فَإِنَّ كِتَابَ الرَّجُلِ مَوْضِعُ عَقْلِهِ.(4/351)
1527 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، نَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ أَبِي غَانِمٍ، عَنْ أَبِي سَهْلٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وثيابك فطهر} [المدثر: 4] ؛ قال: خُلُقَكَ فَحَسِّنْهُ.(4/351)
1528 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْقُرَشِيُّ، نَا حَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ، عَنِ الأَجْلَحِ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وجل: {وثيابك فطهر} [المدثر: 4] ؛ قَالَ: لا تَلْبِسْهَا عَلَى غَدْرَةٍ وَلا فَجْرَةٍ. ثُمَّ تَمَثَّلَ بِشِعْرِ غَيْلانَ بْنِ سَلَمَةَ:
(وَإِنِّي بِحَمْدِ اللهِ لا ثَوْبَ فَاجِرٍ ... لَبِسْتُ وَلا مِنْ غَدْرَةٍ أَتَقَنَّعُ)(4/352)
1529 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، نَا أَبِي، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وثيابك فطهر} [المدثر: 4] ؛ قَالَ: مِنَ الإِثْمِ.(4/353)
1530 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عن أبي إسحاق؛ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَمِيرًا قَطُّ أَفْضَلَ مِنَ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، وَلا أَسْخَى، وَلا أَشْجَعَ لِقَاءً، وَلا أَبْعَدَ مِمَّا يُكْرَهُ، وَلا أَقْرَبَ مِمَّا يُحَبُّ.(4/353)
1531 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا أَبُو أَحْمَدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْفِهْرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَ أَتَاهُ فَتْحُ الْقَادِسِيَّةِ: [ص:354] أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ يُبْقِيَنِي اللهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ حَتَّى يُدْرِكَنِي أَوْلادُكُمْ مِنْ هَؤُلاءِ، قَالُوا: وَلِمَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: مَا ظَنُّكُمْ بِمَكْرِ الْعَرَبِيِّ وَدَهَاءِ الْعَجَمِيِّ إِذَا اجْتَمَعَا فِي رَجُلٍ؟ !
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(4/353)
1532 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخَثْعَمِيُّ، نَا مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى، نَا أَعْيُنُ بْنُ لَبْطَةَ، عَنْ جَدِّهِ الْفَرَزْدَقِ؛ قَالَ: [ص:355] دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ أَبِي، فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: أَنَا غَالِبُ بْنُ صَعْصَعَةَ. فَقَالَ: ذُو الإِبِلِ الْكَثِيرَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَمَا صَنَعَتْ إِبِلُكَ؟ قَالَ: ذَعْذَعَتْهَا الْحُقُوقُ، وَأَذَابَتْهَا النَّوَائِبُ. فَقَالَ عَلِيٌّ: ذَلِكَ خَيْرُ سَبِيلِهَا. ثُمَّ قَالَ: مَنْ هَذَا الَّذِي مَعَكَ؟ قَالَ: ابْنِي. قَالَ: هُوَ شَاعِرٌ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْشَدَكَ. فَقَالَ عَلِيٌّ: عَلِّمْهُ الْقُرْآنَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الشِّعْرِ.(4/354)
1533 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَكِيعِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامٍ الْجُمَحِيِّ؛ قَالَ: اسْتَشَارَ قَوْمٌ أَكْثَمَ بْنَ صَيْفِيِّ فِي حَرْبِ قَوْمٍ أَرَادُوهُمْ، وَسَأَلُوا أَنْ يُوصِيَهُمْ؛ فَقَالَ: أَقِلُّوا الْخِلافَ عَلَى أُمَرَائِكُمْ، وَاعْلَمُوا أَنَّ كَثْرَةَ الصِّيَاحِ مِنَ الْفَشَلِ، وَالْمَرْءُ يَعْجَزُ لا مَحَالَةَ، تَثَبَّتُوا؛ فَإِنَّ أَحْزَمَ الْفَرِيقَيْنِ الرَّكِينُ، [ص:356] وَرُبَّ عَجَلَةٍ تَهِبُ رَيْثًا، اتَّزِرُوهَا لِلْحَرْبِ، وَادَّرِعُوا اللَّيْلَ؛ فَإِنَّهُ أَخْفَى لِلْوَيْلِ، وَلا جَمَاعَةَ لِمَنِ اخْتَلَفَ [عَلَيْهِ] .(4/355)
1534 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأَزْدِيُّ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ لأَصْحَابِهِ يَوْمَ بَدْرٍ: أَلا تَرَوْنَهُمْ - يَعْنِي أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ جَثَوْا عَلَى الرُّكَبِ يَتَلَمَّظُونَ تَلَمُّظَ الْحَيَّاتِ؟ !(4/356)
1535 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّكَّرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ: [ص:357] أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَوْصَى يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ رَحِمَهُ اللهُ حِينَ وَجَّهَهُ إِلَى الشَّامِ؛ فَقَالَ: يَا يَزِيدُ! سِرْ عَلَى بَرَكَةِ اللهِ، فَإِذَا دَخَلْتَ بِلادَ الْعَدُوِّ؛ فَكُنْ بَعِيدًا مِنَ الْحَمْلَةِ؛ فَإِنِّي لا آمَنَ عَلَيْكَ الْجَوْلَةَ، وَاسْتَظْهِرْ فِي الزَّادِ، وَسِرْ بِالأَدِلَّاءِ، وَلا تُقَاتِلْ بِمَجْرُوحٍ؛ فَإِنَّ بَعْضَهُ لَيْسَ مَعَهُ، وَاحْتَرِسْ مِنَ الْبَيَاتِ؛ فَإِنَّ فِي الْعَرَبِ غِرَّةً، وَأَقْلِلْ مِنَ الْكَلامِ؛ فَإِنَّمَا لَكَ مَا وُعِيَ عَنْكَ. فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي؛ فَأَنْفِذْهُ؛ فَإِنَّمَا أَعْمَلُ عَلَى حَسَبِ إِنْفَاذِهِ، وَإِذَا قَدِمَ وُفُودُ الْعَجَمِ؛ فَأَنْزِلْهُمْ مُعْظَمَ عَسْكَرِكَ، وَأَسْبِغْ عَلَيْهِمُ النَّفَقَةَ، وَامْنَعِ النَّاسَ مِنْ مُحَادَثَتِهِمْ لِيَخْرُجُوا جَاهِلِينَ، وَلا تَلِحَّنَّ فِي عُقُوبَةٍ، وَلا تُسْرِعَنَّ إِلَيْهَا وَأَنْتَ تَكْتَفِي بِغَيْرِهَا، وَاقْبَلْ مِنَ النَّاسِ عَلانِيَتَهُمْ، وَكِلْهُمْ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي سَرَائِرِهِمْ، وَلا تَجَسَّسَنَّ عَسْكَرَكَ فَتَفْضَحَهُ، وَلا تُهْمِلَنَّهُ فَتُفْسِدَهُ. وَأَسْتَوْدِعُكَ اللهَ الَّذِي لا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ
__________
[إسناده ضعيفٍ] .(4/356)
1536 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قال: سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ رُشَيْدٍ يَقُولُ: قَالَتْ حُكَمَاءُ الْهِنْدِ: لا ظَفَرَ مَعَ بَغْيٍ، وَلا صِحَّةَ مَعَ نَهَمٍ، وَلا ثَنَاءَ مَعَ كِبْرٍ، وَلا صَدَاقَةَ مَعَ خِبٍّ، وَلا شَرَفَ مَعَ سُوءِ أَدَبٍ، وَلا بِرَّ مَعَ شُحٍّ، وَلا اجْتِنَابَ مُحَرَّمٍ مَعَ حِرْصٍ، وَلا مَحَبَّةَ مَعَ هَزْوٍ، وَلا وِلايَةَ حُكْمٍ مَعَ عَدَمِ فِقْهٍ، وَلا عُذْرَ مَعَ إِصْرَارٍ، وَلا سَلامَ قَلْبٍ مَعَ الْغِيبَةِ، وَلا رَاحَةَ مَعَ حَسَدٍ، وَلا سُؤْدُدَ مَعَ انْتِقَامٍ، وَلا رِئَاسَةَ مَعَ عَزَازَةِ نَفْسٍ وَعُجْبٍ، وَلا صَوَابَ مَعَ تَرْكِ الْمُشَاوَرَةِ، وَلا ثَبَاتَ مُلْكٍ مَعَ تَهَاوُنٍ وَجَهَالَةٍ وَزَرَاءٍ.(4/358)
1537 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلابَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ؛ قَالا: نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ نَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ؛ قَالَ: [ص:360] سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ الأَسْوَدِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ غُلامٌ؛ قَالَ: وَجَعَلَ النَّاسُ يُقَبِّلُونَ يَدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَجِئْتُ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ؛ فَإِذَا يَدُهُ أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ
__________
[إسناده صحيح] .(4/358)
1538 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، نَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَالَ [ص:361]: «ثَلاثٌ مَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ؛ فَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَغْفِرُ مَا سِوَى ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ: مَنْ مَاتَ لَمْ يُشْرِكْ بِاللهِ شَيْئًا، وَلَمْ يَكُ سَاحِرًا، وَلَمْ يَحْقِدْ عَلَى أَخِيهِ»
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(4/360)
1539 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، نَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ أَنَّهُ سَمِعَ مُجَاهِدًا وَسَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولانِ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فاقتلوا أنفسكم} [البقرة: 54] ؛ قَالَ: [ص:362] قَامَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ بِالْخَنَاجِرِ، فَقَتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، لا يَحْمِي الرَّجُلُ عَلَى قَرِيبٍ وَلا بَعِيدٍ، حَتَّى لَوَّحَ مُوسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] بِثَوْبِهِ، فَطَرَحُوا مَا بِأَيْدِيهِمْ، فَكَشَفُوا عَنْ سَبْعِينَ أَلْفَ قَتِيلٍ، وَأَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَوْحَى إِلَى مُوسَى: أَنْ حَسْبِي، فَقَدِ اكْتَفَيْتُ.(4/361)
1540 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، وَالزُّهْرِيِّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَاقْتُلُوا أنفسكم} [البقرة: 54] ؛ قال: قَامُوا صَفَّيْنِ؛ فَقَتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا حَتَّى قِيلَ: كُفُّوا. قَالَ قَتَادَةُ: فَكَانَتْ شَهَادَةً لِلْمَقْتُولِ، وَتَوْبَةً لِلْحَيِّ.(4/362)
1541 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الأَزْدِيُّ، نَا مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ، أَخْبَرَنِي الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ بِلالِ بْنِ سَعْدٍ؛ قَالَ: تُنَادِي النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا نَارُ! اشْتَفِّي، يَا نَارُ! اسْلُخِي، يَا نَارُ! أحرقي، يَا نَارُ! كُلِي وَلا تَقْتُلِي.(4/363)
1542 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ كَعْبٍ؛ قَالَ: إِنَّ أَهْلَ النَّارِ لَيَأْكُلُونَ أَيْدِيَهُمْ إِلَى الْمَنَاكِبِ مِنَ النَّدَامَةِ وَمَا فَرَّطُوا فِي الدُّنْيَا، وَمَا يَشْعُرُونَ بِذَلِكَ
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(4/363)
1543 - حَدَّثَنَا أحمد، نا أبو قَبِيصَةُ، نَا سَعِيدُ الْجَرْمِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: مَا انْشَقَّ الْقَبْرُ على عَبْدٍ وَلا أَمَةٍ؛ إِلا وَمَلَكَانِ قَائِمَانِ عَلَى عَضُدِهِ، يَقُولانِ لَهُ: أَجِبْ رَبَّ الْعِزَّةِ.(4/363)
1544 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، عَنْ أَبِي الأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: كُلُّ نَعِيمٍ زَائِلٌ؛ إِلا نَعِيمَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَكُلُّ غَمٍّ زَائِلٌ؛ إِلا غَمَّ أَهْلِ النَّارِ.(4/364)
1545 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَصْبَهَانِيُّ، نَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن يزيد؛ قَالَ: وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: كُنْتُ فِي بَلَدِ الرُّومِ؛ إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ الْهَوَاءِ: عَجِبْتُ لِمَنْ يَعْرِفُكَ؛ كَيْفَ يَطْلُبُ رِضَا غَيْرِكَ بِسَخَطِكَ؟ ! وَعَجِبْتُ لِمَنْ يَعْرِفُكَ؛ كَيْفَ يَسْتَعِينُ عَلَى أُمُورِهِ بِأَحَدٍ سِوَاكَ؟ ! وَعَجِبْتُ لِمَنْ يَعْرِفُكَ؛ كَيْفَ يَسْتَأْنِسُ بِأَحَدٍ سِوَاكَ؟ !(4/364)
1546 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مَوْلًى لِعُثْمَانَ؛ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: [ص:365] مَنْ لَمْ يَزْدَدْ يَوْمًا بِيَوْمٍ خَيْرًا؛ فَذَاكَ رَجُلٌ يَتَجَهَّزُ إِلَى النَّارِ عَلَى بَصِيرَةٍ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/364)
1547 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عثمان بن الهيثم أو مُسْلِمِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: كَانَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَدْ فَرَضَ عَلَى نَفْسِهِ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ رَكْعَةٍ، وَكَانَ إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ جَلَسَ، قَدِ انْتَفَخَتْ قَدَمَاهُ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ، فَيَقُولُ: يَا نَفْسُ! بِهَذَا أُمِرْتِ، وَلِهَذَا خُلِقْتِ، يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ الْعَنَاءُ. ثُمَّ يَقْرَأُ إِلَى الْمَغْرِبِ، فَإِذَا صَلَّى الْمَغْرِبَ؛ قَامَ فَصَلَّى إِلَى الْعَتْمَةِ، فَإِذَا صَلَّى الْعَتْمَةَ؛ أَفْطَرَ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا نَفْسُ! قُومِي، ثُمَّ يَقُومُ إِلَى الصَّلاةِ؛ فَلا يَزَالُ رَاكِعًا وَسَاجِدًا حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ يَقُولُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ: اللهُمَّ! إِنَّ خَوْفَ النَّارِ مَنَعَ النَّوْمَ مِنِّي؛ فَاغْفِرْ لِي.(4/365)
1548 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أبي، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَاهِبٌ: يَا مَالِكُ! إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ النَّاسِ سُورًا مِنْ حَدِيدٍ؛ فَافْعَلْ، وَانْظُرْ كُلَّ جَلِيسٍ وَصَاحِبٍ لا تَسْتَفِيدَ مِنْهُ فِي دِينِكَ خَيْرًا؛ فَانْبِذْ صُحْبَتَهُ عَنْكَ.(4/366)
1549 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ؛ قَالَ: [ص:367] يَا ابْنَ آدَمَ! إِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ يُكْرِمُونَكَ عَلَى طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ أَحَبَّ أَنْ يعلمكم كَرَامَتَهُ عَلَيْكَ؛ فَلا تَرْجِعْ مِنْ طَاعَتِهِ إِلَى مَعْصِيَتِهِ.(4/366)
1550 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى مُوسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : تَدْرِي لِمَ أَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّتِي؟ قَالَ: لا يَا رَبِّ. قَالَ: لأَنَّكَ اتَّبَعْتَ مَسَرَّتِي.(4/367)
1551 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ؛ قَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَعْلَمَ مَا لَهُ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَلْيَعْلَمْ مَا لِلَّهِ عِنْدَهُ؛ فَإِنَّهُ قَادِمٌ عَلَى مَا قَدَّمَ لا مَحَالَةَ.(4/367)
1552 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: [ص:372] مَعْنَى حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَرْفَعْ عَصَاكَ عَنْ أَهْلِكَ» ؛ قَالَ: أَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيِ: اجْمَعْ أَهْلَكَ وَلا تُفَرِّقْهُمْ، وَالْعَصَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْجَمْعُ، وَمِنْهُ قَوْلُ النَّاسِ فِي الْخَوَارِجِ إِذَا خَرَجُوا: شَقُّوا عَصَى الْمُسْلِمِينَ؛ فَرَّقُوا جَمْعَهُمْ، وَيُقَالُ: فُلانٌ شَقَّ عَصَى الْمُسْلِمِينَ، وَلا يُقَالُ: شَقَّ ثَوْبًا وَلا غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ الشَّقِّ. وَقَالَ مُضَرِّسٌ الأَسَدِيُّ:
(فَأَلْقَتْ عَصَاهَا وَاسْتَقَرَّتْ بِهَا النَّوَى ... كَمَا قَرَّ عَيْنًا بِالإِيَابِ الْمُسَافِرُ)
وَيُقَالُ لِبَنِي أَسَدٍ: عَبِيدُ الْعَصَا؛ لأَنَّهُمْ يَنْقَادُونَ وَيَجْتَمِعُونَ لِكُلِّ مَنْ حَالَفُوا مِنَ الرُّؤَسَاءِ، وَأَنْشَدَنَا أَيْضًا لابْنِ مُفَرَّغٍ الْحِمْيَرِيِّ:
(الْعَبْدُ يُقْرَعُ بِالْعَصَا ... وَالْحُرُّ تَكْفِيهِ الملامة)
وَأَنْشَدَ لِلْفَلْتَانِ الْفَهْمِيِّ:
(الْعَبْدُ يُقْرَعُ بِالْعَصَا ... وَالْحُرُّ تَكْفِيهِ الإشارة)
وَأَنْشَدَ لِمَالِكِ بْنِ الرَّيْبِ:
(الْعَبْدُ يُقْرَعُ بِالْعَصَا ... وَالْحُرُّ يَكْفِيهِ الْوَعِيدُ)
[ص:373] وَأَنْشَدَ لِلتَّغْلِبِيِّ فِي بَعْضِ الْخُلَفَاءِ:
(إِمَامٌ لَهُ كَفٌّ يَضُمُّ بَنَانُهَا ... عَصَا الدِّينِ مَمْنُوعًا مِنَ الْبَرْيِ عُودُهَا)
(وَعَيْنٌ مُحِيطٌ بِالْبَرِيَّةِ طَرْفُهَا ... سَوَاءٌ عَلَيْهِ قُرْبُهَا وَبَعِيدُهَا)
قَالَ: وَفِي مِثْلِهِ قَالَ الشَّاعِرُ:
(فِي كَفِّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عِبْقٌ ... فِي كَفِّ أَرْوَعَ فِي عَرْنِينِهِ شَمَمُ)
(يُغْضِي حَيَاءً وَيُغْضَى مِنْ مَهَابَتِهِ ... فَمَا يُكَلَّمُ إِلا حِينَ يَبْتَسِمُ)(4/367)
1553 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَازِنِيُّ لِبَعْضِ الأَنْصَارِ يَمْدَحُ الأَنْصَارَ:
(يُصِيبُونَ فَصْلَ الْقَوْلِ فِي كُلِّ خُطْبَةٍ ... إِذَا وَصَلُوا أَيْمَانَهُمْ بِالْمَخَاصِرِ)(4/373)
1554 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبُو زَيْدٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: [ص:374] أَتَى يَزِيدَ بْنَ أَبِي مُسْلِمٍ رَجُلٌ بِرُقْعَةٍ، وَسَأَلَهُ أَنْ يَرْفَعَهَا إِلَى الْحَجَّاجِ، فَنَظَرَ فِيهَا يَزِيدُ وَقَالَ: لَيْسَتْ هَذِهِ مِنَ الْحَوَائِجِ الَّتِي تُرْفَعُ إِلَى الأَمِيرِ. فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: فَإِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَرْفَعَهَا؛ فَلَعَلَّهَا تُوَافِقُ قَدْرًا، فَيَقْضِيهَا وَهُوَ كَارِهٌ. فَأَدْخَلَهَا وَأَخْبَرَهُ بِمَقَالَةِ الرَّجُلِ، فَنَظَرَ الْحَجَّاجُ فِي الرُّقْعَةِ، فَقَالَ لِيَزِيدَ: قُلْ لَهُ: إِنَّهَا قَدْ وَافَقَتْ قَدْرًا، وَقَدْ قَضَيْنَاهَا وَنَحْنُ كَارِهُونَ.(4/373)
1555 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي مَزَامِيرِ دَاوُدَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : يَا دَاوُدُ! هَلْ تَدْرِي مَنْ أَغْفِرُ لَهُ مِنْ عِبَادِي؟ الَّذِي إِذَا أَذْنَبَ ذَنْبًا ارْتَعَدَتْ لِذَلِكَ مَفَاصِلُهُ وَأَعْضَاؤُهُ، فَذَلِكَ الَّذِي آمُرُ مَلائِكَتِي أَنْ لا تَكْتُبَ عَلَيْهِ ذَلِكَ الذَّنْبَ
__________
[إسناده واه جداً] .(4/374)
1556 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْمَرْثَدِيُّ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: [ص:375] الْمُؤْمِنُ وَقَّافٌ عَلَى نَفْسِهِ، يُحَاسِبُ نَفْسَهُ لِلَّهِ، وَإِنَّمَا خَفَّ الْحِسَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى قَوْمٍ حَاسَبُوا أَنْفُسَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَإِنَّمَا شَقَّ الْحِسَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَقْوَامٍ أَخَذُوا هَذَا الأَمْرَ مِنْ غَيْرِ مَحَاسَبَةٍ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لا يَأْمَنُ شَيْئًا؛ حَتَّى يَلْقَى اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، يَعْلَمُ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ عَلَيْهِ فِي سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسَانِهِ وَفِي جَوَارِحِهِ، مَأْخُوذٌ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ.(4/374)
1557 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نَا ابْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: [ص:376] إِنْ عُوفِينَا مِنْ شَرِّ مَا أُعْطِينَا؛ لَمْ يَضُرَّنَا فَقْدُ مَا زُوِيَ عَنَّا.(4/375)
1558 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نَا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: [ص:377] مَا سَمِعْتُ كَلامًا قَطُّ أَحْسَنُ مِنْ قَوْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَوْ أَنَّ الصَّبْرَ وَالشُّكْرَ بَعِيرَانِ مَا بَالَيْتُ أَيَّهُمَا أَرْكَبُ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/376)
1559 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ؛ قَالَ: ابْنُ ضُبَارَةَ: إِنَّا نَظَرْنَا؛ فَوَجَدْنَا الصَّبْرَ عَلَى طَاعَةِ اللهِ أَهْوَنَ مِنَ الصَّبْرِ عَلَى عَذَابِ اللهِ.(4/377)
1560 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ نَا أَبُو غَسَّانَ؛ قَالَ: قَالَ زِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ: [ص:378] أَنَا مِنْ أَنْ أُمْنَعَ الدُّعَاءَ أَخْوَفُ مِنْ أَنْ أُمْنَعَ الإِجَابَةَ.(4/377)
1561 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قِيلَ لِرَابِعَةَ رَحِمَهَا اللهُ: لَوْ كَلَّمْنَا رِجَالَ عَشِيرَتِكِ؛ فَاشْتَرَوْا لَكِ خَادِمًا يَكْفِيكِ مِهْنَةَ بَيْتِكِ! فَقَالَتْ: وَاللهِ؛ إِنِّي لأَسْتَحْيِي أَنْ أَسْأَلَ الدُّنْيَا مَنْ يَمْلِكُ الدُّنْيَا؛ فَكَيْفَ أَسْأَلُهَا مَنْ لا يَمْلِكُهَا؟ !(4/378)
1561 - / م - وَأَنْشَدَ لِقَطَرِيِّ بْنِ الْفُجَاءَةِ [ص:379]:
(وَقَوْلِي كُلَّمَا جَشَأَتْ لِنَفْسِي ... مِنَ الأَبْطَالِ وَيْحَكِ لَنْ تُرَاعِي)
(فَإِنَّكِ لَوْ سَأَلْتِ حَيَاةَ يَوْمٍ ... سِوَى الأَجَلِ الَّذِي لَكِ لَمْ تُطَاعِي)(4/378)
1562 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ الْمُعَذَّلِ، يَقُولُ: دِيَارُكُمْ أَمَامَكُمْ وَحَيَاتُكُمْ بَعْدَ مَوْتِكُمْ. قَالَ: وَأَنْشَدَ فِي أَثَرِهِ لِلسَّمَوْأَلِ:
(مَيْتًا خُلِقْتُ وَلَمْ أَكُنْ مِنْ قَبْلِهَا ... شَيْئًا نَمُوتُ فَمُتُّ حِينَ حَيِيتُ)(4/379)
1563 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، نَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ جَعْفَرٍ؛ قَالَ: قَالَ بِلالُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ: [ص:380] لا يَمْنَعَنَّكُمْ سُوءُ مَا تَعْلَمُونَ مِنَّا أَنْ تَقْبَلُوا مِنَّا أَحْسَنَ مَا تَسْمَعُونَ.(4/379)
1564 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نَا الْمَدَائِنِيُّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِبَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا أَدْرَكْتُ أَنَا وَلا أَنْتَ زَمَانًا يَتَغَايَرُ النَّاسُ فِيهِ عَلَى الْعِلْمِ كَمَا يَتَغَايَرُونَ عَلَى الأَزْوَاجِ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(4/380)
1565 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا شَاذُ بْنُ فَيَّاضٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِالرَّحْمَةِ؟ قَالَ: عَالِمٌ يَجُوزُ عَلَيْهِ حُكْمُ جَاهِلٍ.(4/380)
1566 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا أَبُو زَيْدٍ، نَا جلبس؛ قَالَ: قِيلَ لأَعْرَابِيٍّ وَأَرَادَ الْحَجَّاجُ قَتْلَهُ: اشْهَدْ عَلَى نَفْسِكَ بِالْجُنُونِ. [ص:381] فَقَالَ: لا أَكْذِبُ عَلَى رَبِّي وَقَدْ عَافَانِي فَأَقُولُ قَدْ بَلانِي.(4/380)
1567 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبُزُورِيُّ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ [ص:382]: «مَنْ فُتِحَ لَهُ فِي الدُّعَاءِ مِنْكُمْ؛ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ، وَمَا يَسْأَلُ اللهَ الْعَبْدُ شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ الْعَافِيَةَ»
__________
[إسناده ضعيف] .(4/381)
1567 - / م - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ قَالَتْ: [ص:383] سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْعِبَادَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «دُعَاءُ الْمَرْءِ لِنَفْسِهِ»
__________
[إسناده ضعيف] .(4/382)
1568 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَخْرَمِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: سمعت أبا سليمان الداراني يَقُولُ: أَهْلُ اللَّيْلِ فِي لَيْلِهِمْ أَلَذُّ مِنْ أَهْلِ اللهْوِ فِي لَهْوِهِمْ، وَلَوْلا اللَّيْلُ؛ مَا أَحْبَبْتُ الْبَقَاءَ.(4/383)
1569 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، نَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ؛ قَالَ: [ص:384] كُنَّا نَغْزُوا؛ فَكَانَ عَطَاءٌ الْخَرَاسَانِيُّ يُحْيِي اللَّيْلَ، فَإِذَا مَضَى مِنَ اللَّيْلِ ثُلُثُهُ أَوْ أَكْثَرُ؛ نَادَى وَنَحْنُ فِي فُسْطَاطِنَا: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ! وَيَا يَزِيدَ بْنَ زَيْدٍ! وَيَا هِشَامَ بْنَ الْغَازِ! قُومُوا فتوضؤوا وَصَلُّوا؛ فَإِنَّ قِيَامَ هَذَا اللَّيْلِ وَصِيَامَ هَذَا النَّهَارِ أَيْسَرُ مِنْ شُرْبِ الصَّدِيدِ، وَمِنْ مُقَطِّعَاتِ الْحَدِيدِ؛ فَالْوَحَا الْوَحَا! ثُمَّ النَّجَاةَ النَّجَاةَ، ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَى صَلاتِهِ.(4/383)
1570 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَخِي الْأَصْمَعِيِّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: [ص:385] كَانَ مِنْ تَحْمِيدِ دَاوُدَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : الْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدُ قَطْرِ الْمَطَرِ، وَوَرَقِ الشَّجَرِ، وَتَسْبِيحِ الْمَلائِكَةِ، وَعَدَدُ مَا يَكُونُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدُ أَنْفَاسِ الْخَلْقِ، وَلَفْظِهِمْ، وَطُرُقِهِمْ، وَظِلالِهِمْ، وَعَدَدُ مَا عَنْ أَيْمَانِهِمْ، وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ، وَعَدَدُ مَا قَهَرَهُ مُلْكُهُ، وَوَسِعَهُ حِفْظُهُ، وَأَحَاطَتْ بِهِ قُدْرَتُهُ، وَأَحْصَاهُ عِلْمُهُ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدُ مَا تَجْرِي بِهِ الرِّيَاحُ، وَتَحْمِلُهُ السَّحَابُ، وَعَدَدُ مَا يَخْتَلِفُ بِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَتَسِيرُ بِهِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدُ كُلِّ شَيْءٍ أَدْرَكَهُ بَصَرُهُ، وَنَفَذَ فِيهِ عِلْمُهُ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَدْعُوهُ فَيُجِيبُنِي، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَسْتَعْفِيهِ فَيُعَافِينِي. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي حَلُمَ فِي الذُّنُوبِ عَنْ عُقُوبَتِي، حَتَّى كَأَنَّ لا ذَنْبَ لِي، وَلَوْ يُؤَاخِذُنِي لَمْ يَظْلِمْنِي سَيِّدِي. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَرْجُوهُ أَيَّامَ حَيَاتِي، وَهُوَ ذُخْرِي فِي آخِرَتِي، وَلَوُ رَجَوْتُ غَيْرَهُ؛ لانْقَطَعَ رَجَائِي. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي تُمْسِي أَبْوَابُ الْمُلُوكِ مُغْلَقَةً دُونِي وَبَابُهُ مَفْتُوحٌ [ص:386] لِكُلِّ مَا شِئْتُ مِنْ حَاجَتِي، بِغَيْرِ شَفِيعٍ فَيَقْضِيهَا لِي. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَخْلُو بِهِ فِي حَاجَتِي، وَأَضَعُ عِنْدَهُ سِرِّي فِي أَيِّ سَاعَةٍ شِئْتُ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يَتَحَبَّبُ إِلَيَّ وَهُوَ غَنِيٌّ عَنِّي
__________
[إسناده واه جداً] .(4/384)
1571 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبُو عُبَيْدٍ، نَا خَالِدُ بْنُ عَمْرٍو الْقُرَشِيُّ، عَنِ الْمُغَلِّسِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ؛ قَالَ: خَرَجَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَمَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى مَوْضِعٍ قَدْ سَمَّاهُ؛ أَقْبَلَ غِلْمَانٌ يَتَخَايَرُونَ إِلَى الرَّجُلِ الَّذِي مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. قَالَ: فَضَرَبَ عَلِيٌّ عَلَى مَنْكِبِهِ، وَقَالَ: إِنَّهُمْ قَدْ تَحَاكَمُوا إِلَيْكَ؛ فَاعْدِلْ بَيْنَهُمْ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(4/386)
1572 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لأَعْرَابِيٍّ: أَتَشْرَبُ الْخَمْرَ؟ قَالَ: لا أَشْرَبُ مَا يَشُوبُ عَقْلِي.(4/387)
1573 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شديد} [الفتح: 16] ؛ قَالَ: قَوْمٌ هُمْ بَنُو حَنِيفَةَ، وَالدَّاعِي إِلَى قِتَالِهِمْ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وَقَالَ آخَرُونَ: هُمْ أَهْلُ فَارِسٍ، وَالدَّاعِي إِلَى قِتَالِهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَهَذِهِ الآيَةُ تدل عَلَى خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ [رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا] وَإِمَامَتِهِمَا؛ إِذْ وَعَدَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْمُطِيعَ لَهُ بِالثَّوَابِ، وَوَعَدَ الْعَاصِيَ بِالْعِقَابِ؛ لأَنَّهُ قَالَ: (سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِى بَأْسٍ شِديدٍ تُقَتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً) [الفتح: 16] .(4/387)
1574 - وحدثتا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ) الآية [النور: 55] ، وَالْمُرَادُ بِهَذَا الْقَوْلِ: صحابه رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لأَنَّهُمْ كَانُوا الْخَائِفِينَ فِي صَدْرِ الْإِسْلامِ وَقَبْلَ الْهِجْرَةِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ، ثُمَّ وَجَدُوا بَعْدَ هَذَا جَمِيعَ مَا وَعَدَهُمُ اللهُ بِهِ مِنَ النَّصْرِ وَالظُّهُورِ وَالْعِزِّ، وَقَوْلِهِ: {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ} ؛ يَعْنِي: بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهَذِهِ الآيَاتُ شَاهِدَةٌ لِخِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.(4/388)
1575 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ: كَانَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ يَفِرُّ مِنَ الشَّرَفِ، وَالشَّرَفُ يَتْبَعُهُ.(4/388)
1576 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: وَفَدَ الْأَحْنَفُ وَالْمُنْذِرُ بْنُ الْجَارُودِ عَلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، فَتَهَيَّأَ الْمُنْذِرُ فِي اللِّبَاسِ وَالْخَيْلِ الْجِيَادِ، وَخَرَجَ الْأَحْنَفُ عَلَى قَعُودٍ، وَعَلَيْهِ بَتٌّ، فَكُلَّمَا مَرَّ الْمُنْذِرُ؛ قَالَ: النَّاسُ: هَذَا الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ. فَقَالَ الْمُنْذِرُ: أَرَانِي إِنَّمَا تَزَيَّنْتُ لِهَذَا الشَّيْخِ.(4/389)
1577 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: كَانَ أَبُو عُوَانَةَ وَاسْمُهُ الْوَضَّاحُ مَوْلَى يَزِيدَ بْنِ عَطَاءٍ الْبَزَّارِ مِنْ أَهْلِ وَاسِطٍ، فَجَاءَ إِلَى أَبِي عُوَانَةَ يَوْمًا سَائِلٌ يَسْأَلُهُ، فَأَعْطَاهُ دِرْهَمَيْنِ أَوْ [ص:390] ثَلاثَةً. فَقَالَ السَّائِلُ: وَاللهِ! لأَنْفَعَنَّكَ يَا أَبَا عُوَانَةَ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ وَقَفَ السَّائِلُ عَلَى طَرِيقِ الْمُصَلَّى، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ! ادْعُوا اللهَ لِيَزِيدَ بْنِ عَطَاءٍ؛ فَإِنَّهُ تَقَرَّبَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي هَذَا الْيَوْمِ بِأَبِي عُوَانَةَ فَأَعْتَقَهُ. فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّاسُ مَرُّوا عَلَى بَابِهِ؛ فَجَعَلُوا يَدْعُونَ لَهُ وَيَشْكُرُونَهُ وَأَكْثَرُوا. فَقَالَ: مَنْ يَقْدِرُ عَلَى رَدِّ هَؤُلاءِ؛ فَهُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَكَانَ أَبُو عُوَانَةَ بِوَاسِطٍ؛ فَانْتَقَلَ إِلَى الْبَصْرَةِ وَمَاتَ بِهَا سَنَةَ سبعين ومئة.(4/389)
1578 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: السُّؤْدُدُ مَعَ السَّوَادِ؛ يَعْنِي مَنْ أَتَتْهُ [السِّيَادَةُ] فِي حَدَاثَتِهِ وَسَوَادِ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ، وَيُقَالُ أَيْضًا: سَوَادُ النَّاسِ وَعَامَّتُهُمْ؛ يُرِيدُ أَنَّ السُّؤْدُدَ يَكُونُ بِتَسْوِيدِ الْعَامَّةِ.(4/390)
1579 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ بُزْرُجُمْهِرُ: [ص:391] لا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْفَاضِلُ مِنَ الرِّجَالِ إِلا مَعَ الْمُلُوكِ مُكَرَّمًا، وَمَعَ النُّسَّاكِ إِلا مُتَبَتِّلًا؛ كَالْفِيلِ لا يُحْسِنُ أَنْ يُرَى إِلا فِي مَوْضِعَيْنِ: فِي الْبَرِّيَّةِ وَحْشِيًّا، وَإِمَّا لِلْمُلُوكِ مَرْكَبًا. وَقَالَ أَيْضًا: ثَلاثَةُ أَشْيَاءَ لا تُنَالُ إِلا بِارْتِفَاعِ هِمَّةٍ، وَعَظِيمِ خَطَرٍ: عَمَلُ السُّلْطَانِ، وَتِجَارَةُ الْبَحْرِ، وَمُنَاجَزَةُ الْعَدُوِّ.(4/390)
1580 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: عَيَّرَتِ الْيَهُودُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِالْفَقْرِ. فَقَالَ: مِنَ الْغِنَى أُتِيتُمْ.(4/391)
1580 - / م - وَقَالَ أَعْرَابِيٌّ يَمْدَحُ قَوْمًا:
(إِذَا افْتَقَرُوا عَضُّوا عَلَى الصَّبْرِ حِسْبَةً ... وَإِنْ أَيْسَرُوا عَادُوا سِرَاعًا إِلَى الْفَقْرِ)
يَقُولُ: يُعْطُوا مَا عِنْدَهُمْ حَتَّى يَصِيرُوا إِلَى الْفَقْرِ.(4/391)
1581 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قِيلَ لأَعْرَابِيٍّ: إِنَّ فُلانًا أَفَادَ مَالًا عَظِيمًا. قَالَ: فَهَلْ أَفَادَ مَعَهُ أَيَّامًا يُنْفِقُهُ فِيهَا؟(4/392)
1582 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ:
(يَا مُظْهِرَ الْكِبْرِ إِعْجَابًا بِصُورَتِهِ ... أَبْصِرْ خِلاكَ فَإِنَّ النَّتْنَ تَثْرِيبُ)
(لَوْ فَكَّرَ النَّاسُ فِيمَا فِي بُطُونِهُمُ ... مَا اسْتَشْعَرَ الْكِبْرَ شُبَّانٌ وَلا شِيبُ)
(هَلْ فِي ابْنِ آدَمَ مِثْلُ الرَّأْسِ مَكْرُمَةٌ ... وَهُوَ بِخَمْسٍ مِنَ الأَقْذَارِ مَضْرُوبُ)
(أَنْفٌ يَسِيلُ وَأُذُنٌ رِيحُهَا سَهِكٌ ... وَالْعَيْنُ مُرْمَصَةٌ وَالثَّغْرُ مَلْعُوبٌ)
(يَا ابْنَ التُّرَابِ وَمَأْكُولَ التُّرَابِ غَدًا ... أَبْصِرْ فَإِنَّكَ مَأْكُولٌ وَمَشْرُوبُ)(4/392)
1583 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمَخْزُومِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمِّهِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: [ص:393] قَالَ رَجُلٌ: مَا رَأَيْتُ ذَا كِبْرٍ قَطُّ؛ إِلا تَحَوَّلَ دَاؤُهُ فِيَّ. يُرِيدُ أَنَّي أَتَكَبَّرُ عَلَيْهِ. وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: قَالَ أَعْرَابِيٌّ: مَا تَاهَ عَلَيَّ أَحَدٌ قَطُّ مَرَّتَيْنِ. قِيلَ: وَلِمَ ذَاكَ؟ قَالَ: لأَنَّهُ إِذَا تَاهَ عَلَيَّ مَرَّةً؛ لَمْ أَعُدْ إِلَيْهِ.(4/392)
1584 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، نَا أَبِي، عَنْ وَهْبِ بْنِ منبه؛ قال: شكى نَبِيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ إِلَى اللهِ الْفَقْرَ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: هَكَذَا جَرَى أَمْرُكَ عِنْدِي؛ أَفَتَرَى مِنْ أَجْلِكَ أُعِيدُ الدُّنْيَا؟ !
__________
[إسناده واه جداً] .(4/393)
1585 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: رَأَيْتُ أَعْرَابِيَّةً ذَاتَ جَمَالٍ رَائِعٍ تَسْأَلُ بِمِنًى، فَقُلْتُ: يَا أَمَةَ اللهِ! [ص:394] تَسْأَلِينَ وَلَكِ هَذَا الْجَمَالُ؟ قَالَتْ: قَدَّرَ اللهُ؛ فَمَا أَصْنَعُ؟ قُلْتُ: مِنَ أَيْنَ مَعَاشُكُمْ؟ قَالَتْ: مِنَ الْحَاجِّ. قُلْتُ: فَإِذَا ذَهَبَ الْحَاجُّ؛ فَمِنْ أَيْنَ؟ فَنَظَرَتْ إِلَيَّ وَقَالَتْ: يَا صَلِبَ الْعَيْنِ! لَوْ كُنَّا إِنَّمَا نَعِيشُ مِنْ حَيْثُ نَعْلَمُ مَا عِشْنَا.(4/393)
1586 - حَدَّثَنَا أحمد، نا الحسين بْنُ الْفَهْمِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ كُتُبِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: يَا ابْنَ آدَمَ! أَطِعْنِي فِيمَا أَمَرْتُكَ، وَلا تُعْلِمْنِي بِمَا يُصْلِحُكَ، وَامْدُدْ يَدَيْكَ لِبَابٍ مِنَ الْعَمَلِ؛ أَفْتَحُ لَكَ بَابًا مِنَ الرِّزْقِ.(4/394)
1587 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ عِيسَى جَارُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الدَّوْلابِيِّ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَامِرٍ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ: عَبْدٌ، وَفَقِيرٌ، وَشَهِيدٌ» .(4/394)
1588 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى خَمْسَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ مِنْهُمْ: مَعْقِلُ بْنُ [ص:395] يَسَارٍ، وَعِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ، وَسَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَأَبُو بَرْزَةَ. قَالُوا: قَلَّ مَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً إِلا أَمَرَنَا فِيهَا بِالصَّدَقَةِ، وَنَهَانَا عَنِ الْمُثْلَةِ.(4/394)
1589 -. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .(4/395)
1590 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الحسين بْنُ عَبْدِ الْمُجِيبِ الْجَزَرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمَّارٍ الْمَوْصِلِيُّ، نَا عَفِيفٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَحِمَهُ اللهُ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الرِّبَا سَبْعُونَ بَابًا، أَدْنَاهَا عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ الرَّجُلُ يَقَعُ عَلَى أُمِّهِ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(4/395)
1591 - حَدَّثَنَا أحمد، نا الحسين بْنُ عَبْدِ الْمُجِيبِ، نَا عِمْرَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو حَفْصٍ الْخَيْزَرَانِيُّ، نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، نَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ؛ قَالَ: لَنْ تخلوا الأَرْضُ مِنْ أَرْبَعِينَ بِهِمْ يُغَاثُ النَّاسُ، وَبِهِمْ يُنْصَرُونَ، وَبِهِمْ يُرْزَقُونَ، كُلَّمَا مَاتَ مِنْهُمْ أَحَدٌ بُدِّلَ مَكَانَهُ رَجُلٌ. قَالَ قَتَادَةَ: وَاللهِ! إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَكُونَ الْحَسَنُ مِنْهُمْ
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(4/398)
1592 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، ذَكَرَهُ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: يَا ابْنَ آدَمَ! أَكَلْتَ الطَّيِّبَ، وَلَبِسْتَ اللَّيِّنَ، وَرَكِبْتَ الذَّلُولَ، مَاتَ قَلْبُكَ، يَا ابْنَ آدَمَ! كَانَ خُرُوجُ أَبِيكَ مِنَ الْجَنَّةِ عَلَى لُقْمَةٍ؛ فَهِيَ دَاؤُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(4/398)
1593 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ؛ قَالَ: كَانَ عِمْرَانُ الْخَوَّاصُ يَمُرُّ عَلَى الْجِسْرِ، فَيَقُولُ: سَلِّمْ سَلِّمْ، وَيَظُنُّ أَنَّهُ يَمُرُّ عَلَى الصِّرَاطِ، وَيُغْشَى عَلَيْهِ، وَكَانَ إِذَا مَرَّ عَلَى الْحَدَّادِينَ؛ قَالَ: يَا مَالِكُ! لا أَعُودُ. وَيُغْشَى عَلَيْهِ.(4/399)
1594 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ: أَنَّ حَبِيبًا أَبَا مُحَمَّدٍ جَزِعَ جَزَعًا شَدِيدًا عِنْدَ الْمَوْتِ؛ فَجَعَلَ يَقُولُ بِالْفَارِسِيَّةِ: أُرِيدُ أَنْ أُسَافِرَ سَفَرًا مَا سَافَرْتُهُ قَطُّ، أُرِيدُ أَنْ أَسْلُكَ طَرِيقًا مَا سَلَكْتُهُ قَطُّ، أُرِيدُ أَنْ أَزُورَ سَيِّدِي وَمَوْلايَ وَمَا رَأَيْتُهُ قَطُّ، أُرِيدُ أَنْ أُشْرِفَ عَلَى أَهْوَالٍ مَا شَاهَدْتُ مِثْلَهَا قَطُّ، أُرِيدُ أَنْ أَدْخُلَ تَحْتَ التُّرَابِ فَأَبْقَى تَحْتَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ أُوقَفَ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَأَخَافُ أَنْ يَقُولَ [ص:400] لِي: يَا حَبِيبُ! هَاتِ تَسْبِيحَةً وَاحِدَةً سَبَّحْتَنِي فِي سِتِّينَ سَنَةً لَمْ يَظْفَرْ مِنْكَ الشَّيْطَانُ فِيهَا بِشَيْءٍ؛ فَمَاذَا أَقُولُ وَلَيْسَ لِي حِيلَةٌ؟ ! أَقُولُ: يَا رَبُّ! هوذا قَدْ أَتَيْتُكَ مَقْبُوضَ الْيَدَيْنِ إِلَى عُنُقِي. قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ «: هَذَا عَبَدَ اللهَ سِتِّينَ سَنَةً مُشْتَغِلًا بِهِ، وَلَمْ يَشْتَغِلْ مِنَ الدُّنْيَا بِشَيْءٍ قَطُّ؛ فإيش يَكُونُ حَالُنَا؟ ! وَاغَوْثَاهُ بِاللهِ!(4/399)
1595 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَعَنْهُمْ، إِمَّا سَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ أَوْ عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ؛ قَالَ: [ص:401] الْكَرِيمُ لا تحكمه التجارب.(4/400)
1595 - / م - وَأَنْشَدَ لامْرِئِ الْقَيْسِ:
(فَلَوْ أَنَّ مَا أَسْعَى لأَدْنَى مَعِيشَةٍ ... كَفَانِي وَلَمْ أَطْلُبْ قَلِيلٌ مِنَ الْمَالِ)
(وَلَكِنَّمَا أَسْعَى لِمَجْدٍ مُؤَثَّلٍ ... وَقَدْ يُدْرِكُ الْمَجْدَ الْمُؤَثَّلَ أَمْثَالِي)(4/401)
1596 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، [نَا] الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي حِكَمِ الْهِنْدِ: لَيْسَ مِنْ خِلَّةٍ يُمْدَحُ بِهَا الغنى؛ إِلا ذُمَّ بِهَا الْفَقِيرُ؛ فَإِنْ كَانَ شُجَاعًا قِيلَ أَهْوَجُ، وَإِنْ كَانَ وَقُورًا قِيلَ بَلِيدٌ، وَإِنْ كَانَ لَسِنًا قِيلَ مِهْذَارٌ، وَإِنْ كَانَ زَمِيتًا قيل عيي.(4/402)
1596 - / 1 - وأنشد أيضا لأعرابي:
(رُزِقْتُ لُبًّا وَلَمْ أُرْزَقْ مُرُوءَتَهُ ... وَمَا الْمُرُوءَةُ إِلا كَثْرَةُ الْمَالِ)(4/402)
1596 - / 2 - وَقَالَ آخَرُ [ص:403]:
(الْفَقْرُ يُزْرِي بِأَقْوَامٍ ذَوِي حَسَبٍ ... وَقَدْ يُسَوِّدُ غَيْرَ السَّيِّدِ الْمَالُ)(4/402)
1596 - / 3 - وَقَالَ آخَرُ:
(تُغَطِّي عُيُوبَ الْمَرْءِ كَثْرَةُ مَالِهِ ... وَيُصَدَّقُ فِيمَا قَالَ وَهُوَ كَذُوبُ)(4/403)
1596 - / 4 - وَأَنْشَدَ لِسَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
(وَيْكَأَنْ مَنْ يَكُنْ لَهُ نَشَبٌ يُحْبَبْ ... وَمَنْ يَفْتَقِرْ يَعِشْ عَيْشَ ضُرٍّ)
(وَيُجَنَّبْ سِرَّ النَّجْوَى وَلَكِنَّ ... أَخَا الْمَالِ مُحْضَرٌ كُلَّ سِرٍّ)(4/403)
1597 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا أَبُو عُبَيْدٍ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ؛ قَالَ: [ص:404] لَمَّا وَلِيَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْقَضَاءَ؛ دَخَلَ عَلَيْهِ الْحَسَنُ وَإِيَاسٌ يَبْكِي، فَقَالَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَذَكَرَ إِيَاسٌ الحديث: «الْقُضَاةُ ثَلاثَةٌ: اثْنَانِ فِي النَّارِ وَوَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ» . فَقَالَ الْحَسَنُ: إِنَّ فِيمَا قَصَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكَ مِنْ نَبَأِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ مَا يَرُدُّ قَوْلَ هَؤُلاءِ النَّاسِ. ثُمَّ قَرَأَ: {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ في الحرث} الآية إلى قوله عز [ص:405] وجل: (فَفَهَّمْنَاها سُلَيْمَانَ وَكُلاًّ ءاتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً) [الأنبياء: 78، 79] فَحَمِدَ سُلَيْمَانَ وَلَمْ يَذُمَّ دَاوُدَ؛ صلى الله عَلَيْهِمَا.(4/403)
1598 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا أَبُو عُبَيْدٍ، نَا عَمْرُو بْنُ طَارِقٍ، عَنِ السُّرِّيِّ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: لأَجْرُ حَاكِمٍ عَدَلَ يَوْمًا أَفْضَلُ مِنْ رَجُلٍ يُصَلِّي فِي بَيْتِهِ سَبْعِينَ سَنَةً أَوْ سِتِّينَ سَنَةً. قَالَ الْحسنُ: إِنَّهُ لَيُدْخِلُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا.(4/405)
1599 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: جَرَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ كَلامٌ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: لِمِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ كُنْتُ أَدَعُ الْفُحْشَ عَلَى الرِّجَالِ. فَقَالَ لَهُ خَصْمُهُ: فَإِنِّي أَدَعُ الْفُحْشَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ؛ لِمَا تَرَكْتَ قَبْلَ الْيَوْمِ.(4/405)
1600 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَائِشَةَ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُشِينَ أَخَاهُ، طَلَبَ الْحَاجَةَ مِنْ غَيْرِهِ.(4/406)
1601 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَخُو خَطَّابٍ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: [ص:407] كُلْ مَا شِئْتَ وَالْبَسْ مَا شِئْتَ، إِذَا أَخْطَأَتْكَ اثْنَتَانِ: سَرَفٌ، وَمَخِيلَةٌ.(4/406)
1602 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زُرَارَةَ؛ قَالَ: شَتَمَ رَجُلٌ عُمَرَ بْنَ ذَرٍّ، فَقَالَ: يَا هَذَا! لا تُغْرِقْ فِي شَتْمِنَا، وَدَعْ [ص:408] لِلصُّلْحِ مَوْضِعًا؛ فَإِنِّي أَمُتُّ مُشَاتَمَةَ الرِّجَالِ صَغِيرًا، وَلَمْ أُحِبَّهَا كَبِيرًا، وَإِنِّي لا أُكَافِئُ مَنْ عَصَى اللهَ فِيَّ بِأَكْثَرَ مِنْ أَنْ أُطِيعَ اللهَ فِيهِ.(4/407)
1603 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: جَرَى بَيْنَ مُعَاوِيَةَ وَبَيْنَ أَبِي الْجَهْمِ كَلامٌ، حَتَّى كَانَ مِنْ أَبِي الْجَهْمِ إِلَى مُعَاوِيَةَ كَلامٌ غَمَّهُ، فَأَطْرَقَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا الْجَهْمِ! إِيَّاكَ وَالسُّلْطَانَ؛ فَإِنَّهُ يَغْضَبُ غَضَبَ الصِّبْيَانِ، وَيُعَاقِبُ عِقَابَ الأَسَدِ، [ص:409] وَإِنَّ قَلِيلَهُ يَغْلِبُ كَثِيرَ النَّاسِ. ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِمَالٍ، فَأَنْشَأَ أَبُو الْجَهْمِ يَقُولُ:
(نَمِيلُ عَلَى جَوَانِبِهِ كَأَنَّا ... نَمِيلُ إِذَا نَمِيلُ عَلَى أَبِينَا)
(نُقَلِّبُهُ لِنَخْبُرَ حَالَتَيْهِ ... فَنُخْبَرُ مِنْهُمَا كَرَمًا وَلِينَا)(4/408)
1604 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُهُمْ: غَضَبُ الْعَرَبِيِّ فِي رَأْسِهِ، فَإِذَا غَضِبَ؛ لَمْ يَهْدَأْ حَتَّى يُخْرِجَهُ بِلِسَانٍ أَوْ يَدٍ، وَغَضَبُ النَّبَطِيِّ فِي إسْتِهِ، فَإِذَا غَضِبَ؛ خَرِيَ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ.(4/409)
1605 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، نَا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ خَالِدٍ يَقُولُ: [ص:410] الشَّرِيفُ إِذَا تَقَرَّى تَوَاضَعَ، وَالْوَضِيعُ إِذَا تَقَرَّى تَكَبَّرَ.(4/409)
1606 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو مُؤَاخِيًا لِيَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ، فَلَمَّا حَبَسَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَزِيدَ بْنَ الْمُهَلَّبِ؛ مَنَعَ النَّاسَ مِنَ الدُّخُولِ عَلَيْهِ، أَتَاهُ سَعِيدٌ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لِي عَلَى يَزِيدَ خَمْسُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَقَدْ حُلْتَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ؛ فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْذَنَ لِي فَأَقْتَضِيهِ؟ فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَسُرَّ بِهِ يَزِيدُ. قَالَ: كَيْفَ وَصَلْتَ إِلَيَّ؟ فَأَخْبَرَهُ. فَقَالَ: وَاللهِ! لا تَخْرُجُ إِلا وَهِيَ مَعَكَ. فَامْتَنَعَ سَعِيدٌ، فَحَلَفَ يَزِيدُ لَيَقْبِضَنَّهَا، فَوَجَّهَ إِلَى مَنْزِلِهِ حَتَّى حَمَلَ إِلَى سَعِيدٍ خَمْسِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ.
آخِرُ الْجُزْءِ الْحَادِي عَشَرَ، يَتْلُوهُ الثَّانِي عَشَرَ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَصَلَّى الله عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ(4/410)
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثاني عشر
من كتاب «المجالسة وجواهر العلم»
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذنا، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي إجازة، نا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل بن الضراب، أنا أبي، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري المالكي القاضي:(4/417)
1607 - نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ الْهَمَذَانِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ الْمَفْلُوجُ، نَا حُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: [ص:418] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ فَضَّلَ مَوْضِعَ سُجُودِهِ بِمَاءٍ حَتَّى يُسِيلَهُ عَلَى مَوْضِعِ السُّجُودِ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/417)
1608 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: [ص:419] دَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ عَلَى قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ فِي مُدَرَّعَةِ صُوفٍ، فَقَالَ: مَا يَدْعُوكَ إِلَى لِبْسِ هَذِهِ؟ فَسَكَتَ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ جُلَسَائِهِ: يُكَلِّمُكَ الأَمِيرُ وَلا تُجِيبُهُ؟ فَقَالَ: أَكْرَهُ أَنْ أَقُولَ زَاهِدًا؛ فَأُزَكِّيَ نَفْسِي، أَوْ أَقُولَ فَقِيرًا؛ فَأَشْكُوَ رَبِّي.(4/418)
1609 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ؛ قَالَ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ شَدِيدًا عَلَى الْقَدَرِيَّةِ، عَيَّابًا لَهُمْ وَلِكَلامِهِمْ، فَانْكَسَرَتْ رِجْلُهُ، فَتَرَكَهَا وَلَمْ يَجْبُرْهَا، فَكُلِّمَ فِي ذَلِكَ؛ فَقَالَ: يَكْسِرُهَا وَأُجَبْرُهَا! !(4/419)
1610 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْعَسْكَرِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، عَنِ الْفُرَاتِ، عَنْ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا، وَلَيْسَ كُلُّ أَحَدٍ يَسْمَعُ بِهِ فَيَفْهَمُهُ وَلا يَفْطُنُ لَهُ، وَإِنَّ لأَبِي جَادٍ حَدِيثًا عَجَبًا، أَمَّا أَبُو جَادٍ؛ فَأَبُونَا آدَمُ أَبَى الطَّاعَةَ، وَجَدَّ فِي الْمَعْصِيَةِ، يَعْنِي أَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ، وَأَمَّا هَوَّزُ؛ فَهَوَى مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، وَأَمَّا حُطِّي؛ فَحُطَّتْ عَنْهُ خَطِيئَتُهُ، وَأَمَّا كلمن (فَتَلقَّىءادَمُ مِنْ رَّبِهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ) [البقرة: 37] ، وَأَمَّا سَعْفَصْ؛ فَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ، فَأُخْرِجَ مِنَ النَّعِيمِ إِلَى النَّكَدِ، وَأَمَّا قَرَشَتْ؛ فَأَقَرَّ مِنَ الذَّنْبِ، وَسَلِمَ مِنَ الْعُقُوبَةِ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(4/420)
1611 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُطَيْرٍ؛ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: [ص:421] كُلُّ نَخْلَةٍ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ؛ فَمَنْقُولَةٌ مِنَ الْحِجَازِ، نَقَلَهَا النَّمَارِدَةُ إِلَى الْمَشْرِقِ، وَنَقَلَهَا الْكَنْعَانِيُّونَ إِلَى الشَّامِ، وَنَقَلَهَا الْفَرَاعِنَةُ إِلَى بَابِ أَلْيُونَ وَفِي أَعْمَالِهَا، وَحَمَلَهَا التَّبَابِعَةُ فِي مَسِيرِهِمْ إِلَى الْيَمَنِ وَعُمَانَ والشحر وَغَيْرُهَا
__________
[إسناده ضعيف] .(4/420)
1612 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْيَسَعَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عن المدائني، قال: قل رَجُلٌ لِرَقَبَةَ بْنِ مَصْقَلَةَ: مَا أَكْثَرَكَ فِي كُلِّ طَرِيقٍ! فَقَالَ لَهُ رَقَبَةُ: ابْنَ أَخِي! تَسْتَكْثِرُ مِنِّي مَا تَسْتَقِلُّ مِنْ نَفْسِكَ؛ هَلْ لَقِيتَنِي فِي طَرِيقٍ إِلا وَأَنْتَ فِيهِ؟ !(4/421)
1612 - / م - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَالَةَ فِي نَعِيمِ أَهْلِ الْجَنَّةِ [ص:422]:
(سَحَابٌ عَلَى أَهْلِ الْفَرَادِيسِ يُشْرِفُ ... وَرِيحٌ زَكِيُّ الْمِسْكِ يَهْفُو وَيَعْصِفُ)
(بِغَيْرِ رُعُودٍ لَهَا وَلا لَمْعِ بَارِقٍ ... وَلا صَيِّبٍ فِيهِ الصَّوَاعِقُ تُرْجَفُ)
(وَلَكِنْ سَحَابٌ مِنْ سَحَائِبِ رَحْمَةٍ ... تُدْلِلُ سُكَّانَ الْجَلِيلِ وَتُتْحِفُ)
(وَتِلْكَ سَحَابٌ لَيْسَ تكدى سِجَالُهَا ... وَلا بِمَهَارِيقِ الْمَوَاعِيدِ تَخْلِفُ)
(تَدِرُّ عَلَيْهِمْ فَوْقَ غَايَةِ سُؤْلِهِمْ ... فَهُمْ فِي نَعِيمٍ مَا لَهُمْ عَنْهُ مَصْرِفُ)
(تُنَادِي بِصَوْتٍ لا يَفُوتُ جَمِيعَهُمْ ... سَلُونِي أُوَاتِيَكُمُ وَلا أَتَكَلَّفُ)
(سَلُوا وَاحْفَلُوا واستكثروا ولا تُقَصِّرُوا ... فَإِنِّي عَلَيْكُمْ بِالسُّرُورِ سَأَعْطِفُ)
(فَمَا اقْتَرَحُوا شَيْئًا فَخَابَ اقْتِرَاحُهُمْ ... وَلَكِنَّهُمْ زِيدُوا عَطَاءً وَأُتْحِفُوا)
(بِأَيَّةِ أَعْمَالٍ رَقَوْا دَرَجَاتِهِمْ ... وَخُصُّوا بِفَضْلِ اللهِ وَاللهُ أَرْأَفُ)
(أُولَئِكَ كَانُوا يَنْصَحُونَ مَلِيكَهُمْ ... وَكُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مِنَ النَّفْسِ يُنْصِفُ)(4/421)
1613 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مَيْمُونٍ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: مَا ظَنُّكَ بِأَقْوَامٍ قَامُوا لِلَّهِ عَلَى أَقْدَامِهِمْ مِقْدَارَ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، لَمْ يَأْكُلُوا فِيهَا أَكْلَةً، وَلَمْ يَشْرَبُوا فِيهَا شَرْبَةً؛ حَتَّى إِذَا انْقَطَعَتْ أَعْنَاقُهُمْ مِنَ الْعَطَشِ وَاحْتَرَقَتْ أَجْوَافُهُمْ مِنَ الْجُوعِ؛ انْصُرِفَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ، [ص:423] فَسُقُوا مِنَ عَيْنٍ آنِيَةٍ قد أَنَى حَرُّهَا وَاشْتَدَّ نَضْجُهَا.(4/422)
1614 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ حَنْظَلَةَ غَسِيلِ الْمَلائِكَةِ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُوقِفُ عَبْدَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُعْطِيهِ صَحِيفَتَهُ وَحَسَنَاتُهُ فِي ظَهْرِ صَحِيفَتِهِ، فَيَغْبِطُهُ أَهْلُ الْقِيَامَةِ، وَسَيِّئَاتُهُ فِي بَطْنِ صَحِيفَتِهِ، فَيَقُولُ لَهُ: عَبْدِي! أَنْتَ عَمِلْتَ هَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، أَيْ رَبِّ. فَيَقُولُ: إِنِّي لَمْ أَفْضَحْكَ بِهَا الْيَوْمَ، وَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَكَ. فَيَقُولُ عِنْدَهَا: (هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ (20)) [الفاتحة: 19، 20] حِينَ نَجَا مِنْ فَضِيحَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/423)
1615 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ كَعْبٍ؛ قَالَ: [ص:424] إِنَّ الرَّجُلَ لَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ؛ فَيَبْتَدِرُهُ مئة أَلْفِ مَلَكٍ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/423)
1616 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا أَبِي، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَسَدِيُّ، نَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو؛ قَالَ: قَالَ لِي عَطَاءٌ: [ص:425] مَا أَكْثَرَ الأَسْمَاءَ عَلَى اسْمِكَ! وَمَا أَكْثَرَ الأَسْمَاءَ عَلَى اسْمِي! فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ؛ قِيلَ: يَا فُلانُ! فَقَامَ الَّذِي يُدْعَى بِهِ لا يَقُومُ غَيْرُهُ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(4/424)
1617 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ النِّسَائِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِحَاتِمٍ الأَصَمِّ - وَكَانَ مِنَ الزُّهَّادِ -: عَلَى ما بَنَيْتَ أَمْرَكَ؟ قَالَ: عَلَى التَّوَكُّلِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. ثُمَّ قَالَ: بَنَيْتُ أَمْرِي عَلَى أَرْبَعِ خِصَالٍ: عَلَى أَنَّ رِزْقِي لا يَأْكُلُهُ غَيْرِي؛ فَاطْمَأَنَّتْ بِهِ نَفْسِي، وَعَلِمْتُ أَنَّ عَمَلِي لا يَعْمَلُهُ أَحَدٌ غَيْرِي؛ فَلَمْ أَشْتَغِلْ بِغَيْرِهِ، وَعَلِمْتُ أَنَّ الْمَوْتَ يَأْتِينِي بَغْتَةً؛ فَأَنَا أُبَادِرُهُ، وَعَلِمْتُ أَنِّي لا أَخْلُو مِنْ عَيْنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَيْثُ كُنْتُ؛ فَأَنَا مُسْتَحْيٍ مِنْهُ أَبَدًا.(4/425)
1618 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ؛ قَالَ: [ص:426] مَرَّ عُتْبَةُ الْغُلامُ فِي بَعْضِ سِكَكِ الْمَدِينَةِ (يَعْنِي: الْبَصْرَةَ) مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَوَقَعَ عَلَيْهِ الرَّعْدَةُ، وَاخْضَرَّ لَوْنُهُ وَاصْفَرَّ، فَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: كُنْتُ عَصَيْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ
__________
[إسناده واه] .(4/425)
1619 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ أَعْرَابِيٌّ: إِنَّ لِلْمَوْتِ تَقَحُّمًا عَلَى الشَّيْبِ كَتَقَحُّمِ الشَّيْبِ عَلَى الشَّبَابِ، وَمَنْ عَرَفَ الأَيَّامَ لَمْ يَفْرَحْ فيها، وَلَمْ يَحْزَنْ فِيهَا عَلَى بَلْوَى.(4/426)
1620 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: قَالَ النِّبَاجِيُّ: [ص:427] بَيْنَمَا أَنَا أَطُوفُ لَيْلَةً؛ إِذْ سَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ: يَا مَنْ آنَسَنِي بِذِكْرِهِ، وَكَانَ لِي فِي بَعْضِ الآمَالِ عِنْدَ مَسَرَّتِي، ارْحَمِ الْيَوْمَ عَبْرَتِي، وَهَبْ لِي مِنْ مَعْرِفَتِكَ مَا أَزْدَادُ بِهِ تَقَرُّبًا إِلَيْكَ، يَا عَظِيمَ الصَّنِيعَةِ إِلَى أَوْلِيَائِهِ، اجْعَلْنِي الْيَوْمَ مِنْ أَوْلِيَائِكَ الْمُتَّقِينَ.(4/426)
1621 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى؛ قَالا: نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمِّهِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ هَارُونُ الرَّشِيدُ وَقَدْ زَخْرَفَ مَجَالِسَهُ وَبَالَغَ فيها وفي بنائها، [و] وَضَعَ فِيهَا طَعَامًا كَثِيرًا، ثُمَّ وَجَّهَ إِلَى أَبِي الْعَتَاهِيَةِ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: صِفْ لَنَا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ نَعِيمِ هَذِهِ الدُّنْيَا؛ فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
(عِشْ مَا بَدَا لَكَ سَالِمًا ... فِي ظِلِّ شَاهِقَةِ الْقُصُورِ)
فَقَالَ: أَحْسَنْتَ! ثُمَّ مَاذَا؟ فَقَالَ:
(يُسْعَى عَلَيْكَ بِمَا اشْتَهَيْتُ ... لَدَى الرَّوَاحِ وَفِي الْبُكُورِ)
[ص:428] فَقَالَ: أَحْسَنْتَ أَيْضًا! ثُمَّ مَاذَا؟ فَقَالَ:
(فَإِذَا النُّفُوسُ تَقَعْقَعَتْ ... فِي ضِيقِ حَشْرَجَةِ الصُّدُورِ)
(فَهُنَاكَ تَعْلَمُ مُوقِنًا ... مَا كُنْتَ إِلا فِي غُرُورِ)
فَبَكَى هَارُونُ، فَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ يَحْيَى: بَعَثَ إِلَيْكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لِتُسِرَّهُ فَأَحْزَنْتَهُ! فَقَالَ هَارُونُ: دَعْهُ؛ فَإِنَّهُ رَآنَا فِي عَمًى فَكَرِهَ أَنْ يَزِيدَنَا عَمًى.(4/427)
1622 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَارُونَ الْعِجْلِيُّ، نَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ الْهَمَدَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ص:429] «مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ بِمَكَّةَ، فَصَامَهُ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ، وَقَامَ مَا تَيَسَّرَ لَهُ؛ كَتَبَ الله له يَعْنِي: لَهُ مِائَةَ أَلْفِ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي غَيْرِهَا، وَكَانَ لَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ دَرَجَةٌ، وَفِي كُلِّ لَيْلَةٍ دَرَجَةٌ، وَفِي كُلِّ يَوْمٍ شَفَاعَةٌ، وَفِي كُلِّ لَيْلَةٍ شَفَاعَةٌ، وَفِي كُلِّ يَوْمٍ حُمْلانُ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَفِي كُلِّ لَيْلَةٍ حُمْلانُ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَفِي كُلِّ يَوْمٍ عِتْقُ رَقَبَةٍ، وَفِي كُلِّ لَيْلَةٍ عِتْقُ [ص:430] رَقَبَةٍ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(4/428)
1623 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيِّ، نَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:431] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فُضِّلْتُ عَلَى النَّاسِ بِأَرْبَعٍ: بِالسَّخَاءِ، وَالشَّجَاعَةِ، وَكَثْرَةِ الْجِمَاعِ، وَشِدَّةِ الْبَطْشِ»
__________
[إسناده ضعيف وهو باطل] .(4/430)
1624 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: [ص:432] قَرَأْتُ فِي وَاحِدٍ وَسَبْعِينَ كِتَابًا؛ فَوَجَدْتُ فِي جَمِيعِهَا: أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْجَحُ النَّاسِ عَقْلًا وَأَفْضَلُهُمْ رَأْيًا
__________
[إسناده واه جداً] .(4/431)
1625 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: [ص:433] يُؤْتَى بِابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُوقَفَ بَيْنَ كَفَّتَيِ الْمِيزَانِ، وَيُوَكَّلُ بِهِ مَلَكٌ، فَإِنْ ثَقُلَ مِيزَانُهُ نَادَى الْمَلَكُ بِصَوْتٍ يُسْمِعُ الْخَلائِقَ: سَعِدَ فُلانُ ابن فُلانٍ سَعَادَةً لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا، وَإِنْ خَفَّ مِيزَانُهُ نَادَى الْمَلَكُ بِصَوْتٍ يُسْمِعُ الْخَلائِقَ: شَقِيَ فُلانُ ابن فُلانٍ شَقَاءً لا يَسْعَدُ بَعْدَهُ أَبَدًا
__________
[إسناده واه بمرة] ؟(4/432)
1626 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: إِذَا اسْتَكْمَلَ الْعَبْدُ الْعِلْمَ وَالْعَقْلَ فِي الْقَلْبِ؛ ظَهَرَتِ الأَخْبَارُ مِنَ الْقُلُوبِ، وَبَانَتِ الأَفْعَالُ بِقُوَّةِ الْعَزْمِ.(4/433)
1627 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ: إِنَّ الآيَةَ الَّتِي مَاتَ مِنْهَا عَلِيُّ بْنُ الْفُضَيْلِ هِيَ فِي الأَنْعَامِ: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا على ربهم} [الأنعام: 30] ، أَوْ قَالَ: {إِذْ وُقِفُوا على النار} [الأنعام: 27] ؛ فَفِي هَذَا الْمَوْضِعِ مَاتَ، وَكُنْتُ فِيمَنْ صَلَّى عَلَيْهِ رَحِمَهُ اللهُ.(4/434)
1628 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: التَّوَاضُعُ مَعَ الْبُخْلِ خَيْرٌ مِنَ السَّخَاءِ مَعَ الْكِبْرِ. وَقَالَ أَيْضًا: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ صَدَأً، وَصَدَأُ الْقُلُوبِ شَبَعُ الْبُطُونِ.(4/434)
1629 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ شُرَيْحٌ الْعَابِدُ: كَانَ فِي هَمَذَانَ رَجُلٌ لَهُ فَضْلٌ وَعِبَادَةٌ، قَالَ: دُفِعَتْ إِلَيَّ رُقْعَةٌ فِي مَنَامِي، فَإِذَا فِيهَا: تَحَلَّ لِمَوْلاكَ بِالطَّاعَةِ، وَالْبَسْ لَهُ قِنَاعَ ذُلِّ الْمَخَافَةِ، لَعَلَّهُ يَرَى اهْتِمَامَكَ بِبُلُوغِ رِضَاهُ، فَيُبَوِّءكَ مَنَازِلَ الأَبْرَارِ (أَوْ قَالَ: يُوَرِّثُكَ) .(4/435)
1630 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الآجُرِّيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَائِشَةَ يَقُولُ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَا كَمَالُ الْحُمْقِ؟ قَالَ: طَلَبُ مَنَازِلِ الأَخْيَارِ بِأَعْمَالِ الأَشْرَارِ، وَبُغْضُ أَهْلِ الْحَقِّ وَمَحَبَّةُ أَهْلِ الْبَاطِلِ. قِيلَ: فَمَا عَلامَةُ الْجَهْلِ؟ قَالَ: حُبُّ الْغِنَى، وَطُولُ الأَمَلِ، وَشِدَّةُ الْحِرْصِ. قِيلَ: فَمَا عَلامَةُ الْعَمَى؟ قَالَ: الرُّكُونُ إِلَى مَنْ لا تَأْمَنُ غِشَّهُ، وَالْمَنُّ مَعَ الصَّدَقَةِ، وَالْعِبَادَةُ مَعَ الْبُخْلِ.(4/435)
1631 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ النِّسَائِيُّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، نَا أَبُو شُعَيْبٍ الْخَيَّاطُ؛ قَالَ: قُلْتُ لِيُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ: أقعد إِلَى الْقَاصِّ؟ قَالَ: لا. قُلْتُ: فَأُقِيمُهُ؟ قَالَ: إِنْ أَمِنْتَ النِّعَالَ؛ فَافْعَلْ.(4/436)
1632 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قِيلَ لِبَعْضِ الزُّهَّادِ: مَتَى يُدْرِكُ الْعَبْدُ أَمَلَهُ مِنَ اللهِ؟ قَالَ: إِذَا لَمْ تَنْظُرْ عَيْنُهُ فِي النَّوَائِبِ وَالنَّوَازِلِ إِلا إِلَيْهِ.(4/436)
1632 - / 1 - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الأُشْنَانِيُّ لِبَعْضِهِمْ:
(أَيَا نَفْسُ لا تَنْسِي كِتَابَكِ وَاذْكُرِي ... لَكِ الْوَيْلُ إِنْ أُعْطِيتِهِ بِشِمَالِكِ)
(وَيَا نَفْسُ إِنَّ اليوم يوع تَفَرُّغٍ ... فَبَادِرِيهِ يَا نَفْسُ قَبْلَ اشْتِغَالِكِ)
(وَمِسْكِينَةٌ يَا نَفْسُ أَنْتِ فَقِيرَةٌ ... إِلَى خَيْرِ مَا قَدَّمْتِهِ مِنْ فعالك)
(ومسؤولة يَا نَفْسُ أَنْتِ فَاعْدُدِي ... جَوَابًا لِيَوْمِ الْحَشْرِ قَبْلَ سؤالك)(4/436)
1632 - / 2 - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا ابْنُ ابي الدُّنْيَا، أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الْبَصْرِيُّ:
(تَلْقَى الْفَتَى حَذِرَ الْمَنِيَّةِ هَارِبًا ... مِنْهَا وَقَدْ حَدَّقَتْ بِهِ لَوْ يَشْعُرُ)
(نَصَبَتْ حَبَائِلَهَا لَهُ مِنْ حَوْلِهِ ... فَإِذَا أَتَاهُ يَوْمُهُ لا يُنْظَرُ)
(إن امرءا أَمْسَى أَبُوهُ وَأُمُّهُ ... تَحْتَ التُّرَابِ لَنَوْلِهِ يَتَفَكَّرُ)
(تُعْطَى صَحِيفَتَكَ الَّتِي أَمْلَيْتَهَا ... فَتَرَى الَّذِي فِيهَا إِذَا مَا تُنْشَرُ)
(حَسَنَاتُهَا مَحْسُوبَةٌ قَدْ أُحْصِيَتْ ... وَالسَّيِّئَاتُ فَأَيُّ ذَلِكَ أَكْثَرُ)(4/437)
1633 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ أَبُو خَالِدٍ الإِفْرِيقِيُّ - وَكَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ بِالْمَغْرِبِ فِي إِفْرِيقِيَّةَ -، نَا مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ [ص:438]: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ»
__________
[إسناده ضعيف، والحديث صحيح] .(4/437)
1634 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مَيْمُونٍ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ: [ص:439] إِذَا أَكْرَمَكَ النَّاسُ لِمَالٍ أَوْ سُلْطَانٍ؛ فَلا يُعْجِبَنَّكَ ذَلِكَ؛ فَإِنَّ زَوَالَ الْكَرَامَةِ بِزَوَالِهَا، وَلَكِنْ لِيُعْجِبْكَ إِنْ أَكْرَمُوكَ لِعِلْمٍ أَوْ لأَدَبٍ أَوْ لِدِينٍ.(4/438)
1635 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ذَلَلْتُ طَالِبًا لِطَلَبِ الْعِلْمِ، فَعَزَزْتُ مَطْلُوبًا
__________
[إسناده ضعيف] .(4/439)
1636 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ قَالَ: مَنِ اسْتَتَرَ عَنْ طَلَبِ الْعِلْمِ بِالْحَيَاءِ؛ لَبِسَ الْجَهْلَ سِرْبَالًا؛ فَقَطِّعُوا سَرَابِيلَ الْحَيَاءِ؛ فَإِنَّهُ مَنْ رَقَّ وَجْهُهُ رَقَّ عِلْمُهُ، وَإِنِّي وَجَدْتُ الْعِلْمَ بَيْنَ [ص:440] الْحَيَاءِ وَالسِّتْرِ.(4/439)
1637 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ؛ قَالَ: قَالَ بِلالُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ: يَا مَعْشَرَ النَّاسِ! لا يمنعكم سُوءُ مَا تَعْلَمُونَ مِنَّا أَنْ تَقْبَلُوا أَحْسَنَ مَا تَسْمَعُونَ.(4/440)
1637 - / م - ثُمَّ أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ قَوْلَ الْخَلِيلِ:
(اعْمَلْ بِعِلْمِي وَلا تَنْظُرْ إِلَى عَمَلِي ... يَنْفَعْكَ عِلْمِي وَلا يَضْرُرْكَ تَقْصِيرِي)(4/440)
1638 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: [ص:441] قَالَ بَعْضُ الصَّالِحِينَ: لَئِنْ أَعْرَبْنَا فِي كَلامِنَا حَتَّى مَا نَلْحَنُ، لَقَدْ لَحَنَّا فِي أَعْمَالِنَا حَتَّى مَا نَعْرِبُ.(4/440)
1639 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْمُلُوكِ لِمُؤَدِّبِ وَلَدِهِ: لا تُخْرِجْهُمْ مِنْ عِلْمٍ إِلَى عِلْمٍ حَتَّى يُحْكِمُوهُ؛ فَإِنَّ اصْطِكَاكَ الْعِلْمِ فِي السَّمْعِ وَازْدِحَامَهُ فِي الْوَهْمِ مَضَلَّةٌ لِلْفَهْمِ.(4/441)
1640 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ لِرَجُلٍ: رَحِمَ اللهُ أَبَاكَ، كَانَ يَقُرُّ الْعَيْنَ جَمَالًا وَالأُذُنَ بَيَانًا.(4/441)
1641 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: خَطَبَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى قَوْمٍ، فَقِيلَ لَهُ: مَا تَبْذُلُ مِنَ الصَّدَاقِ؟ فَرَفَعَ [ص:442] السَّجْفَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا، فَرَأَى شَيْئًا كَرِهَهُ، فَقَالَ: وَاللهِ! مَا عِنْدِي نَقْدٌ، وَإِنِّي لأَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ عَلَيَّ دَيْنٌ.(4/441)
1642 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: دَخَلَ حَارِثَةُ بْنُ بَدْرٍ الْغُدَانِيُّ عَلَى زِيَادٍ وَبِوَجْهِهِ أَثَرٌ - وَكَانَ حَارِثَةُ صَاحِبَ شَرَابٍ -، فَقَالَ لَهُ زِيَادٌ: مَا هَذَا الأَثَرُ بِوَجْهِكَ؟ فَقَالَ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ، رَكِبْتُ فَرَسًا أَشْقَرَ فَحَمَلَنِي حَتَّى صَدَمَ بِي الْحَائِطَ. فَقَالَ زِيَادٌ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ رَكِبْتَ الأَشْهَبَ لَمْ يُصِبْكَ مَكْرُوهٌ.(4/442)
1643 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ عُتْبَةُ بْنُ الْوَلِيدِ: كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ تَقُولُ فِي سُجُودِهَا: سُبْحَانَكَ! مَا أَضْيَقَ الطَّرِيقَ عَلَى مَنْ لَمْ تَكُنْ دَلِيلَهُ، سُبْحَانَكَ! مَا أَوْحَشَ الطَّرِيقَ عَلَى مَنْ لَمْ [ص:443] تَكُنْ أَنِيسَهُ.(4/442)
1644 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَدْعُونَ بِهَذَا الدُّعَاءِ، وَكَانَ يَدْعُو به بكاء بن إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللهُمَّ! لا تُؤَاخِذْنِي بِتَقْصِيرِي عَنْ رِضَاكَ عَظِيمَ خَطِيئَتِي؛ فَاغْفِرْ لِي، وَيَسِّرْ عَمَلِي؛ فَتَقَبَّلْ مِنِّي، كَمَا شِئْتَ تَكُونُ مَشِيئَتُكَ، وَإِذَا عَزَمْتَ يَمْضِي عَزْمُكَ، فَلا الَّذِي أَحْسَنَ اسْتَغْنَى عَنْكَ وَعَنْ دَعْوَتِكَ، وَلا الَّذِي أَسَاءَ اسْتَبَدَّ بِشَيْءٍ يَخْرُجُ بِهِ مِنْ قُدْرَتِكَ؛ فَكَيْفَ لِي بِالنَّجَاةِ؟ ! وَلا تُوجَدُ إِلا مِنْ قِبَلِكَ، إِلَهَ الأَنْبِيَاءِ، وَوَلِيَّ الأَتْقِيَاءِ، وَبَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَعِمَادَ الْوَاثِقِينَ، وعين الناظرين، وسراج قلوب النادمين، وموصل المنقطعين، وَوَسِيلَةَ الأَوَّابِينَ، وَحِجَّةَ الْمُحْسِنِينَ، جَدِيدٌ لا تُبْلَى، حَفِيظٌ لا تُنْسَى، دَائِمٌ لا تَبِيدُ، حَيٌّ لا تَمُوتُ، يَقْظَانُ لا تَنَامُ، بِكَ عَرَفْتُ، وَبِكَ اهْتَدَيْتُ، وَبِكَ أَحْيَا، وَبِكَ أَمُوتُ، وَبِكَ أُبْعَثُ، وَلَوْلا أَنْتَ لَمْ أَدْرِ مَا أَنْتَ؛ فَتَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ
__________
[إسناده واه جدا] .(4/443)
1645 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الأَخْضَرِ، نَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ يَتَعَوَّذُ فِي صَلاتِهِ مِنَ الْمَغْرَمِ وَالْمَأْثَمِ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا أَكْثَرَ مَا تَتَعَوَّذُ مِنَ الْمَغْرَمِ! فَقَالَ: «إِنَّ الْغَارِمَ إِذَا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ، وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ»
__________
[إسناده حسن] .(4/444)
1646 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا رَوْحٌ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: كَانَ فِي زَمَنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ أَوْ مَلِكٌ، فَقَالَ: مَا أَرَى أَحَدًا أَعَزَّ مِنِّي. قَالَ: فَسَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِ أَضْعَفَ خَلْقِهِ (يَعْنِي: الْبَعُوضَةَ) ، [ص:445] فَدَخَلَتْ فِي مِنْخَرِهِ، فَجَعَلَ يَقُولُ: اضْرِبُوا هَا هُنَا، اضْرِبُوا هَا هُنَا. فَضَرَبُوا رَأْسَهُ بِالْفُئُوسِ حَتَّى هَشَّمُوا رَأْسَهُ.(4/444)
1647 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الأُشْنَانِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ مُعَانِ بْنِ رِفَاعَةَ؛ قَالَ: مَرَّ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بِقَبْرِ دَانِيَالَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ، فَسَمِعَ صَوْتًا مِنَ الْقَبْرِ يَقُولُ سُبْحَانَ مَنْ تَعَزَّزَ بِالْقُدْرَةِ وَقَهَرَ الْعِبَادَ بِالْمَوْتِ! وَمَضَى، فَإِذَا هُوَ بِصَوْتٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَنَا الَّذِي تَعَزَّزْتُ بِالْقُدْرَةِ، وَقَهَرْتُ الْعِبَادَ بِالْمَوْتِ، مَنْ قَالَهُنَّ اسْتَغْفَرَتْ له السماوات السَّبْعُ وَالأَرَضُونَ وَمَنْ فِيهِنَّ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/445)
1648 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَنْمَاطِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلانِيُّ، عَنْ سَلَّامٍ، عَنْ لَيْثٍ: [ص:446] أَنَّ رَجُلًا وَقَفَ عَلَى قَوْمٍ، فَقَالَ: مَنْ عِنْدَهُ ضِيَافَةٌ هَذِهِ اللَّيْلَةَ؟ قَالَ: فَسَكَتَ الْقَوْمُ، ثُمَّ أَعَادَ، فَقَالَ رَجُلٌ أَعْمَى: عِنْدِي. ثُمَّ قَامَ فَأَخَذَ بِيَدِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَعَشَّاهُ، ثُمَّ حَدَّثَهُ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ لَهُ: ضَعْ لِي وُضُوءً. فَوَضَعَ لَهُ وُضُوءً، فَنَامَ الأَعْمَى، فَقَامَ الرَّجُلُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى مَا قَضَى اللهُ لَهُ، ثُمَّ جَعَلَ يَدْعُو، وَانْتَبَهَ الأَعْمَى، وَجَعَلَ يَسْمَعُ لِدُعَائِهِ؛ فَقَالَ: اللهُمَّ رَبَّ الأَرْوَاحِ الْفَانِيَةِ وَالأَجْسَادِ الْبَالِيَةِ! أَسْأَلُكَ بِطَاعَةِ الأَرْوَاحِ الرَّاجِعَةِ إِلَى أَجْسَادِهَا، وبطاعة الأجساد الملتئمة إلى عروقها، وبطاعة القبور المتشققة عَنْ أَهْلِهَا، وَبِدَعْوَتِكَ الصَّادِقَةِ فِيهِمْ، وَأَخْذِكَ الْحَقَّ مِنْهُمْ، وَتَبْرِيزِ الْخَلائِقِ كُلِّهِمْ مِنْ مَخَافَتِكَ، وَشِدَّةِ سُلْطَانِكَ، يَنْتَظِرُونَ قَضَاءَكَ، وَيَرْجُونَ رَحْمَتَكَ، وَيَخَافُونَ عَذَابَكَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ النُّورَ فِي بَصَرِي، وَالإِخْلاصَ فِي عَمَلِي، وَالشُّكْرَ فِي قَلْبِي، وَذِكْرَكَ عَلَى لِسَانِي بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَبَدًا مَا أَبْقَيْتَنِي. قَالَ: فَحَفِظَ الأَعْمَى الدُّعَاءَ، ثُمَّ قَامَ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى، وَدَعَا بِهِنَّ؛ فَأَصْبَحَ وَقَدْ رَدَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ بَصَرَهُ.(4/445)
1649 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرُونَ صَاحِبُ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ؛ قَالَ: [ص:447] قَالَ بَعْضُ الزُّهَّادِ: مَنْ لَمْ يَسْتَحِ مِنْ طَلَبِ الْحَلالِ خَفَّتْ مُؤْنَتُهُ وَقَلَّ كِبْرِيَاؤُهُ.(4/446)
1650 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَخْرَمِيُّ، نَا هَارُونُ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ جَعْفَرٍ؛ قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ. فِي التَّوْرَاةِ: طُوبَى لِمَنْ أَكَلَ مِنْ ثَمَرَةِ يَدِهِ.(4/447)
1651 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ يَقُولُ لِيُوسُفَ: مَنْ أَحَبَّ اكْتِسَابَ مَحْمُودِ الذِّكْرِ؛ فَعَلَيْهِ بِاجْتِنَابِ أَذَى النَّاسِ، وَتَرْكِ الذُّنُوبِ، وَإِصْلاحِ الْمَعِيشَةِ.(4/447)
1652 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ هَذَا الرَّجُلَ يَقُولُ لِيُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ: مَنْ مَلَكَ الْمَالَ، فَلَمْ يُمْضِهِ فِي مَعْرُوفِ سَبِيلِهِ؛ فَهُوَ الْوَاجِدُ غَيْرَ الْعَائِدَةِ عَلَيْهِ جَدَّتُهُ.(4/448)
1652 - / م - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَأَنْشَدَنَا سُلَيْمَانُ:
(الْمَالُ يَرْفَعُ بَيْتًا لا عِمَادَ لَهُ ... وَالْفَقْرُ يَهْدِمُ بَيْتَ الْفَخْرِ وَالنَّسَبِ)(4/448)
1653 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ: إِنِّي رَزَقْتُ الأَحْمَقَ ليعلم العاقل أن الزرق لَيْسَ بِاحْتِيَالٍ
__________
[إسناده واه جدا] .(4/448)
1654 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: [ص:449] لَمَّا حَضَرَتْ صَالِحَ بْنَ مِسْمَارٍ الْوَفَاةُ؛ قِيلَ لَهُ: أَلا تُوصِي؟ قَالَ: بِمَ أُوصِي؟ ! لَمْ أَدَعْ مِنَ الدُّنْيَا قَلِيلًا وَلا كَثِيرًا؛ إِلا دانِقٌ وَنِصْفُ فُلُوسٍ تَحْتَ رَأْسِي؛ فَاشْتَرُوا بِهَا رَاوِيَةً من ماء؛ فاغلسوا بِهَا أَطْمَارِي هَذِهِ الَّتِي عَلَيَّ، وَاغْسِلُونِي بِالْبَاقِي، وَأَسْلِمُونِي إِلَى رَبِّي، وَلا تَدَعُوا أَحَدًا يُشْرِكُنِي فِي كَفَنِي، وَدَعُونِي؛ فَلْيَكُنْ غِنَائِي بِاللهِ بَعْدَ مَوْتِي كَمَا كَانَ غِنَائِي بِهِ فِي حَيَاتِي.(4/448)
1655 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: سُئِلَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ عَنِ الأَحْزَانِ فِي الدُّنْيَا، فَقَالَ: الأَحْزَانُ ثَلاثَةٌ: خَلِيلٌ فَارَقَ خَلِيلَهُ، أَوْ وَالِدٌ ثَكَلَ وَلَدَهُ، أَوْ رَجُلٌ افْتَقَرَ بَعْدَ الْغِنَى.(4/449)
1655 - / م - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا [ص:450]:
(يَا عَائِبَ الْفَقْرِ أَمَا تَزْدَجِرْ ... عَيْبُ الْغِنَى أَكْبَرُ لَوْ تَعْتَبِرْ)
(مِنْ شَرَفِ الْفَقْرِ وَمِنْ فَضْلِهِ ... عَلَى الْغِنَى لَوْ صَحَّ مِنْكَ النَّظَرْ)
(أنك تَعْصِي لِتَنَالَ الْغِنَى ... وَلَيْسَ تَعْصِي اللهَ كَي تَفْتَقِرْ)(4/449)
1656 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى خَالِدٍ الْقَسْرِيِّ؛ فَقَالَ: إِنِّي قَدِ امْتَدَحْتُكَ بِبَيْتَيْنِ، فَاسْمَعْهُمَا. قَالَ: هَاتِ. فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
(أَخَالِدٌ إِنِّي لَمْ أَزُرْكَ لِحَاجَةٍ ... سِوَى أَنَّنِي عَافٍ وَأنْتَ جَوَادُ [ص:451])
(أَخَالِدٌ بَيْنَ الْحَمْدِ وَالأَجْرِ حَاجَتِي ... فَأَيُّهُمَا تَأْتِي فَأَنْتَ عِمَادُ)
فَقَالَ خَالِدٌ: سَلْنِي يَا أَعْرَابِيُّ: قَالَ: وَجَعَلْتَ إِلَيَّ الْمَسْأَلَةَ؟ قال: نعم. قال: مئة أَلْفِ دِرْهَمٍ. قَالَ: أَسْرَفْتَ يَا أَعْرَابِيُّ. قَالَ: أَفَأَحُطَّكَ أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: قَدْ حَطَطْتُكَ تِسْعِينَ أَلْفًا. فَقَالَ: مَا أَدْرِي يَا أَعْرَابِيُّ أَيُّ أَمْرَيْكَ أَعْجَبُ: حَطِيطُتكَ، أَمْ سُؤَالُكَ؟ فَقَالَ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ، إِنِّي سَأَلْتُكَ عَلَى قَدْرِكَ، وَحَطَطْتُكَ عَلَى قَدْرِي وَمَا أَسْتَأْهِلُ فِي نَفْسِي. فَقَالَ خَالِدٌ: إِذًا وَاللهِ لا تَغْلِبَنِّي، أَعْطِهِ يَا غلام مئة أَلْفٍ.(4/450)
1657 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْجَزَرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: يُقَالُ: الْحُرُّ مَنْ أَعْتَقَتْهُ الْمَحَاسِنُ، وَالْعَبْدُ مَنِ اسْتَعْبَدَتْهُ الْمَقَابِحُ.(4/451)
1658 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نَا مُصْعَبٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ: الْكَرِيمُ يَلِينُ إِذَا اسْتُعْطِفَ، وَاللَّئِيمُ يَقْسُو إِذَا أُلْطِفَ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/451)
1659 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ: مَا وَجَدْتُ لَئِيمًا قَطُّ إِلا وَجَدْتُهُ رَقِيقَ الْمُرُوءَةِ
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(4/452)
1660 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، نَا شَرِيكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِيَّاكُمْ وَالْمَلْعَنَةَ» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا الْمَلْعَنَةُ؟ قَالَ: «أَنْ تُلْقُوا أَذَاكُمْ عَلَى الطُّرُقَاتِ»
__________
[إسناده ضعيف جدا] .(4/452)
1661 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ: [ص:453] أَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَى مُوسَى [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : يَا مُوسَى! إِذَا رَأَيْتَ الْغِنَى مُقْبِلًا؛ فَقُلْ: ذَنْبٌ عُجِّلَتْ عُقُوبَتُهُ، وَإِذَا رَأَيْتَ الْفَقْرَ مُقْبِلًا؛ فَقُلْ: مَرْحَبًا بِشِعَارِ الصَّالِحِينَ.(4/452)
1662 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ أَبْطَرَهُ الْغِنَى أَذَلَّهُ الْفَقْرُ، وَمَنْ أَمْرَحَتْهُ الْعَافِيَةُ هَدَّهُ السَّقَمُ، وَمَنْ ضَيَّعَ شُكْرَ النِّعَمِ حَلَّتْ بِهِ النِّقَمُ، وَمَنْ لَمْ يُحَاسِبْ نَفْسَهُ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَلَّ بِهِ النَّدَمُ.(4/453)
1663 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ؛ قَالَ: دَعَا أَعْرَابِيٌّ بِعَرَفَةَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: اللهُمَّ! إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ إِلا إِلَيْكَ، وَمِنَ الذُّلِّ إِلا لَكَ؛ فَأَعْطِنِي الْخَيْرَ، وَاجْعَلْنِي لَهُ أَهْلًا، [ص:454] وَجَنِّبْنِي الشَّرَّ وَلا تَجْعَلْنِي لَهُ مَثَلًا.(4/453)
1664 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الزِّيَادِيُّ، نَا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ لِنَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ: يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ لِلأَمِيرِ سِتَّةُ أَشْيَاءَ: وَزِيرٌ يَثِقُ بِهِ وَيُفْضِي إِلَيْهِ سِرَّهُ، وَحِصْنٌ يَلْجَأُ إِلَيْهِ إِذَا فَزِعَ أَنْجَاهُ (يَعْنِي فَرَسًا) ، وَسَيْفًا إِذَا نَازَلَ الأَقْرَانَ لَمْ يَخَفْ أَنْ يَخُونَهُ، وَذَخِيرَةٌ خَفِيفَةُ الْمَحْمَلِ إِذَا نَابَتْهُ نَائِبَةٌ حَمَلَهَا، وَامْرَأَةٌ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا أَذْهَبَتْ غَمَّهُ، وَطَبَّاخٌ عَاقِلٌ إِذَا لَمْ يَشْتَهِ الطَّعَامَ صَنَعَ لَهُ شَيْئًا يَشْتَهِيهِ.(4/454)
1665 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بن منبه؛ قل: [ص:455] لَقِيَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلًا هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ: كَمْ آكُلُ؟ قَالَ: دُونَ الشَّبَعِ. قَالَ: فَكَمْ أَضْحَكُ؟ قَالَ: مَا يُبْسِطُ وَجْهَكَ وَيَنْفِي عَنْكَ الْعُبُوسَ. قَالَ: فَكَمْ أَبْكِي؟ قَالَ: مَا قَدِرْتَ عَلَى الْبُكَاءِ؛ فَابْكِ؛ فَإِنَّ الْحُزْنَ أَمَامَكَ.(4/454)
1666 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ: لا يَكُونُ الرَّجُلُ قَيِّمَ أَهْلِهِ حَتَّى لا يُبَالِي أَيَّ ثَوْبَيْهِ لَبِسَ، وَلا مَا سَدَّ بِهِ فَوْرَةَ الْجُوعِ
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(4/455)
1667 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عُمَيْرُ بْنُ مِرْدَاسٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ داود الزَّنْبَرِيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ: الْعِلْمُ نُورٌ لِصَاحِبِهِ، وَدَلِيلٌ لِحَظِّهِ، وَوَسِيلَةٌ تَنْبَرِي إِلَى دَرَجَاتِ السُّعَدَاءِ، وَصَاحِبٌ مُؤْنِسٌ فِي السَّفَرِ
__________
[إسناده ضعيف](4/455)
1668 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا أَبِي، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ وَلَدِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ: لَبِسَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رِدَاءً نَفِيسًا، فَبَيْنَا [هُوَ] يَسِيرُ؛ إِذَا رَجُلٌ قَدِ اسْتَلَبَهُ، فَقَامَ النَّاسُ، فَأَخَذُوهُ منه، فقال طلحة: رُدُّوهُ عَلَيْهِ. فَلَمَّا رَآهُ الرَّجُلُ، خَجَلَ وَرَمَى بِهِ إِلَى طَلْحَةَ. فَقَالَ طَلْحَةُ: خُذْهُ بَارَكَ اللهُ لَكَ فِيهِ؛ فَإِنِّي لأَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُؤَمِّلَ أَحَدٌ فِيَّ أَمَلًا فَأُخَيِّبَ أَمَلَهُ.(4/456)
1669 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الأَزْدِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: كُنْتُ جَالِسًا فِي مسجد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحْوَةً وَحْدِي، قَالَ: إِذْ أَتَانِي آتٍ يَقُولُ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ! فَالْتَفَتُّ يَمِينًا وَشِمَالًا؛ فَلَمْ أَرَ شَيْئًا غَيْرَ أَنِّي رَدَدْتُ عَلَيْهِ. قَالَ: فَاقْشَعَرَّ جِلْدِي. فَقَالَ: لا رَوْعَ عَلَيْكَ، أَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، مِنَ الْخَافِيَةِ، أَتَيْتُكَ أُخْبِرُكَ بِشَيْءٍ [ص:457] وَأَسْأَلُكَ عَنْ شَيْءٍ. قَالَ: مَا الَّذِي تَسْأَلُنِي عَنْهُ، وَمَا الَّذِي تُخْبِرُنِي بِهِ؟ ! قَالَ: الَّذِي أُخْبِرُكَ بِهِ أَنِّي شَهِدْتُ إِبْلِيسَ عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَرَأَيْتُ شَيْطَانًا مُسْوَدًّا وَجْهُهُ، مُزْرَقَّةً عَيْنَاهُ، يَقُولُ لَهُ إِبْلِيسُ عِنْدَ الْمَسَاءِ: مَا صَنَعْتَ بالرجل؟ فيقول له الشَّيْطَانُ: لَمْ أَطِقْهُ لِلْكَلامِ الَّذِي يَقُولُ إِذَا أَمْسَى وَأَصْبَحَ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الثَّالِثِ؛ قُلْتُ لِلشَّيْطَانِ: عَنْ مَنْ يَسْأَلُكَ إِبْلِيسُ اللَّعِينُ؟ قَالَ: يَسْأَلُنِي عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنْ أَغْوِيَهُ؛ فَمَا أَسْتَطِيعُ ذَلِكَ لِكَلامٍ يَتَكَلَّمُ بِهِ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى، فَأَتَيْتُكَ أَسْأَلُكَ ما تَتَكَلَّمُ بِهِ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ؟ فَقَالَ عُرْوَةُ: أَقُولُ: آمَنْتُ بِاللهِ الْعَظِيمِ، وَاعْتَصَمْتُ بِهِ، وَكَفَرْتُ بِالطَّاغُوتِ، وَاسْتَمْسَكْتُ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى الَّتِي لا انْفِصَامَ لَهَا، وَأَنَّ اللهَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، فَإِذَا أَصْبَحْتُ أَقُولُ ذَلِكَ. فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ! جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا؛ فَقَدِ اسْتَفَدْتَ خَيْرًا وَأَفَدْتَهُ.(4/456)
1670 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَنْمَاطِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ بَشِيرٍ؛ قَالَ: قَالَ كَعْبُ الأَحْبَارِ: [ص:458] لَوْلا كَلِمَاتٌ أَقُولُهُنَّ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ؛ لَجَعَلَنِي الْيَهُودُ كَلْبًا نَبَّاحًا أَوْ حِمَارًا نَهَّاقًا مِنْ سِحْرِهِمْ؛ فَأَدْعُو بِهِنَّ أَسْلَمُ مِنْ سِحْرِهِمْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلا فَاجِرٌ، وَأَعُوذُ بِوَجْهِ اللهِ الْعَظِيمِ الْجَلِيلِ الَّذِي لا يُحْقَرُ جَارُهُ، الَّذِي يَمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلا بِإِذْنِهِ؛ مِنْ شَرِّ السَّامَّةِ وَالْعَامَّةِ وَالْهَامَّةِ، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الأَرْضِ وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ وَبَرَأَ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا، إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.(4/457)
1671 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصُّوفِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: كَفَاكَ مِنَ الْعَقْلِ مَا أَوْضَحَ لَكَ غَيَّكَ مِنْ رُشْدِكَ.(4/459)
1672 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْحَسَنِ الْجَفْرِيِّ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيّ: أَحْسَنُ الْعُلَمَاءِ عِلْمًا مَنْ أَحْسَنَ تَقْدِيرَ مَعَاشِهِ وَمَعَادِهِ تَقْدِيرًا لا يُفْسِدُ عَلَيْهِ واحدا مِنْهُمَا بِصَلاحِ الآخَرِ، فَإِنْ أَعْيَاهُ ذَلِكَ رَفَضَ الأَدْنَى، وَآثَرَ الأَعْظَمَ.(4/459)
1673 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْمُقْرِئُ، نَا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْهِنْدِ: مَا أَقَلَّ مَنْفَعَةَ كَثْرَةِ الْمَعْرِفَةِ مَعَ سَرَفِ الطَّبِيعَةِ وَغَلَبَةِ الشَّهْوَةِ! وَمَا أَكْثَرَ منفعة قلة العلم من اعْتِدَالِ الطَّبِيعَةِ وَاقْتِصَادِ الشَّهْوَةِ!(4/459)
1674 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ، نَا أَبِي، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: لِكُلِّ جَوَادٍ كَبْوَةٌ , وَلِكُلِّ صَارِمٍ نَبْوَةٌ، وَلِكُلِّ عَالِمٍ هَفْوَةٌ.(4/460)
1675 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ، وَالْفَرَاغُ»
__________
[صحيح] .(4/460)
1676 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا خَالِدٌ [يَعْنِي: ابْنَ عَبْدِ اللهِ) ، عَنْ بَيَانِ، عَنْ عَامِرٍ؛ قَالَ: [ص:462] قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: إِنَّ مُعَاذًا كَانَ أُمَّةً قَانِتًا. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! مَا الأُمَّةُ؟ قَالَ: الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ. قَالَ: فَمَا الْقَانِتُ؟ قَالَ: الَّذِي يُطِيعُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ لِلرَّجُلِ: إِنَّمَا كُنَّا نُشَبِّهُهُ بِإِبْرَاهِيمَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]
__________
[إسناده ضعيف] .(4/460)
1677 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ. زِينَةُ الْكَهْلِ الْعِلْمُ، وَحَسْبُهُ الْحِلْمُ.(4/462)
1677 - / م - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، نَا الْمَازِنِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلْمُهَلَّبِ: بِمَ بَلَغْتَ؟ قَالَ: بِالْعِلْمِ. قَالَ: قَدْ رَأَيْنَا مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ لَمْ يَبْلُغْ مَا بَلَغْتَ. قَالَ: ذَاكَ عِلْمُ صِفَةٍ، وَهَذَا عِلْمٌ وُضِعَ مَوَاضِعَهُ، وَأُصِيبَ بِهِ فُرَصُهُ، وَأُخْرَى لَمْ أُخْبِرْكَ بِهَا؛ إِيثَارِي فِعْلًا أُحْمَدُ عَلَيْهِ دُونَ الْقَوْلِ بِهِ.(4/462)
1678 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ؛ قَالَ: قَالَ صَالِحٌ الْمُرِّيُّ: بَلَغَنِي أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَجْمَعُ الْعُلَمَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ: إِنِّي لَمْ أَضِعْ حِكْمَتِي في صدروكم إِلا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَغْفِرَ لَكُمْ عَلَى مَا كَانَ مِنْكُمْ، اذْهَبُوا، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ.(4/463)
1678 - / م - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا [ص:464]:
(كَمْ مِنْ حَسِيبٍ أَخِي عِزٍّ وَطَمْطَمَةٍ ... فَدْمٍ لَدَى الْقَوْمِ مَعْرُوفًا إِذَا انْتَسَبَا)
(فِي بَيْتِ مَكْرُمَةٍ آباؤه نجب ... كانوا الرؤوس فَأَمْسَى بَعْدَهُمْ ذَنَبَا)
(وَخَامِلٍ مُقْرِفِ الآبَاءِ ذِي أَدَبٍ ... نَالَ الْمَكَارِمَ وَالأَمْوَالَ وَالنَّسَبَا)
(الْعِلْمُ زَيْنٌ وَذَخْرٌ لا نَفَادَ لَهُ ... نِعْمَ الضَّجِيعُ إِذَا مَا عَاقِلٌ صَحِبَا)
(قَدْ يَجْمَعُ الْمَرْءُ مَالًا ثُمَّ يُسْلَبُهُ ... عَمَّا قَلِيلٍ فَيَلْقَى الذُّلَّ وَالْحَرْبَا)
(وَجَامِعُ الْعِلْمِ مَغْبُوطٌ بِهِ أَبَدًا ... فَلا تُحَاذِرْ مِنْهُ الْفَوْتَ وَالسَّلْبَا)(4/463)
1679 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، نَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [ص:465] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَرَى امْرِئٌ مِنْ أَخِيهِ عَوْرَةً فَيَسْتُرُهَا عَلَيْهِ؛ إِلا أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ»
__________
[إسناده ضعيف جداً] .(4/464)
1680 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النُّهَاوَنْدِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، نَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ؛ قَالَ: تَذَاكَرْنَا التَّوَاضُعَ أَنَا وَأَيُّوبُ عِنْدَ الْحَسَنِ، فَقَالَ لَنَا الشَّيْخُ: وَتَدْرِيَانِ مَا التَّوَاضُعُ؟ قُلْنَا: مَا هُوَ؟ قَالَ: تَخْرُجُ مِنْ بَابِكَ؛ فَلا تَلْقَى مُسْلِمًا إِلا رَأَيْتَ لَهُ عَلَيْكَ فَضْلًا.(4/465)
1681 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، نَا غَيْلانُ بْنُ جَرِيرٍ؛ قَالَ: كَانَ ابْنُ أَخِي مُطَرِّفٍ حَبَسَهُ السُّلْطَانُ فِي شَيْءٍ؛ فَكَانَ يَخَافُ عَلَيْهِ، فَلَبِسَ مُطَرِّفٌ خُلْقَانِ ثِيَابِهِ، وَأَخَذَ عَصًا بِيَدِهِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! مَا هَذَا؟ قَالَ: أَسْتَكِينُ لِرَبِّي عَسَى أَنْ يُشَفِّعَنِي فِي ابْنِ أَخِي.(4/466)
1682 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى بْنِ الْحَارِثِ، نَا أَبِي، عَنْ أَبِي صَخْرَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: نَادَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِالصَّلاةِ جَامِعَةً، فَلَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ وَكَثُرُوا؛ صَعِدَ الْمِنْبَرَ؛ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، وَصَلَّى عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَرْعَى [ص:467] عَلَى خَالاتٍ لِي مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ. فَيَقْبِضْنَ لِي الْقَبْضَةَ مِنَ التَّمْرِ أَوِ الزَّبِيبِ، فَأَظَلُّ يَوْمِي وَأَيُّ يَوْمٍ. ثُمَّ نَزَلَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! مَا زدت على أن قئمت نَفْسَكَ - يَعْنِي: عِبْتَ -. قَالَ: فَقَالَ: وَيْحُكَ يَا ابْنَ عَوْفٍ! إِنِّي خَلَوْتُ؛ فَحَدَّثَتْنِي نفسي؛ قال: أَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؛ فَمَنْ ذَا أَفْضَلُ مِنْكَ؟ فَأَرَدْتُ أَنْ أُعَرِّفَهَا نَفْسَهَا
__________
[إسناده ضعيف] .(4/466)
1683 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ؛ قَالَ: كَانَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ يَدْعُو؛ فَيَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ رِزْقًا لا يُفْقِرُ إِلَى سِوَاهُ، وَتَزِدْنِي بِهِ شُكْرًا، وَإِلَيْكَ فَاقَةً وَفَقْرًا، وَبِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ غِنًى وَتَعَفُّفًا
__________
[إسناده واه جداً] .(4/467)
1684 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَرِّزٍ الْهَرَوِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ يَحْيَى يَقُولُ: قَالَ بَعْضُ الْعُبَّادِ: أَشْرَفُ الْعُلَمَاءِ مَنْ هَرَبَ بِدِينِهِ مِنَ الدُّنْيَا، [ص:468] وَاسْتُصْعِبَ قِيَادُهُ عَلَى الْهَوَى.(4/467)
1685 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى السَّعْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سَلَّامٍ يَقُولُ: كَانَ مما حفظ على أَرْدَشِيرَ مِنْ حِكْمَتِهِ قَالَ يَوْمًا لِوُزَرَائِهِ وَخَاصَّتِهِ: بِحَسْبِكُمْ دَلالَةً عَلَى عُلُوِّ فَضِيلَةِ الْعِلْمِ أَنَّهُ مَمْدُوحٌ بِكُلِّ لِسَانٍ، وَبِحَسْبِكُمْ دَلالَةً عَلَى عَيْبِ الْجَهْلِ أَنَّ كُلَّ النَّاسِ يَنْتَفِي مِنْهُ، وَيَغْضَبُ أَنْ يُسَمَّى بِهِ.(4/468)
1686 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السِّيرَوَانِيُّ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ [ص:470] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ؛ فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللهِ بِالدُّعَاءِ»
__________
[إسناده ضعيف] .(4/468)
1687 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ لِلْعَزِيزِ: بِرَّ وَالِدَيْكَ؛ فَإِنَّ مَنْ بَرَّ وَالِدَيْهِ رَضِيتُ عَنْهُ، وَإِذَا رَضِيتُ بَارَكْتُ، وَإِذَا بَارَكْتُ بَلَغْتُ الرَّابِعَةَ [ص:471] مِنَ النَّسْلِ
__________
[إسناده واه بمرة] .(4/470)
1688 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ الْوَاسِطِيُّ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ؛ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أَبَا سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ الْمَوْتُ؛ قَالَ لأَهْلِهِ: لا تَبْكُوا عَلَيَّ؛ فَإِنِّي لَمْ أَتَنَطَّفْ بِخَطِيئَةٍ مُنْذُ أَسْلَمْتُ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/471)
1689 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ الْبَصْرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الشَّيْبَانِيُّ، نَا عَمَّارُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبَانَ؛ قَالَ: [ص:472] خَرَجْنَا فِي جِنَازَةِ النَّوَّارِ بِنْتِ أَعْيُنٍ، وَكَانَتْ تَحْتَ الْفَرَزْدَقِ، وَفِيهَا الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، فَلَمَّا كُنَّا فِي الطَّرِيقِ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ! تَدْرِي مَا يَقُولُ النَّاسُ؟ قَالَ: وَمَا يَقُولُونَ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: فِي هَذِهِ الْجَنَازَةِ خَيْرُ النَّاسِ وَشَرُّ النَّاسِ. قَالَ: يَقُولُونَ: إِنَّكَ خَيْرُ النَّاسِ، وَإِنِّي شَرُّ النَّاسِ. فَقَالَ الْحَسَنُ: لَسْتُ بِخَيْرِ النَّاسِ وَلا أَنْتَ بِشَرِّ النَّاسِ. فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْجَبَّانِ تَقَدَّمَ الْحَسَنُ، فَصَلَّى عَلَيْهَا، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ؛ قَامَ الْحَسَنُ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ، فَقَالَ: يَا أَبَا فِرَاسٍ! مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْمَضْجَعِ. قَالَ: شَهَادَةُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللهُ مُذْ بِضْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً. فَقَالَ [ص:473] الْحَسَنُ: خُذْهَا مِنْ غَيْرِ فَقِيهٍ. ثُمَّ تَنَحَّى الْحَسَنُ وَجَلَسَ وَاحْتَبَى وَأَحْدَقَ النَّاسُ بِهِ، فَجَاءَ الْفَرَزْدَقُ وَتَخَطَّى النَّاسَ حَتَّى وَقَفَ بَيْنَ يَدَيِ الْحَسَنِ؛ فَأَنْشَدَهُ شِعْرًا؛ فَقَالَ:
(أَخَافُ وَرَاءَ الْقَبْرِ إِنْ لَمْ يُعَافِنِي ... أَشَدَّ مِنَ الْقَبْرِ الْتِهَابًا وَأَضْيَقَا)
(إِذَا جَاءَنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَائِدٌ ... عَنِيفٌ وَسَوَّاقٌ يَسُوقُ الْفَرَزْدَقَا)
(لَقَدْ خَابَ مِنْ أَوْلادِ آدَمَ مَنْ مَشَى ... إِلَى النَّارِ مُحَمَّرَ الْقِلادَةِ أَزْرَقَا)
(يُسَاقُ إِلَى دَارِ الْجَحِيمِ مُسَرْبَلًا ... سَرَابِيلَ قَطْرَانٍ لِبَاسًا مُحْرِقَا)
(إِذَا شَرِبُوا فِيهَا الصَّدِيدَ رَأَيْتَهُمْ ... يَذُوبُونَ مِنْ حَرِّ الصَّدِيدِ تَمَزُّقَا)
__________
[إسناده واهٍ] .(4/471)
1690 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: [ص:474] قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: أَعْظَمُ النَّاسِ خَطِيئَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اللهِ الْمُثَلِّثُ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: الْمُثَلِّثُ هُوَ الرَّجُلُ يَسْعَى بِأَخِيهِ إِلَى الْإِمَامِ؛ فَيُهْلِكُ نَفْسَهُ وَأَخَاهُ وَالإِمَامَ.(4/473)
1691 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: نَظَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى شَابٍّ قَدْ نَكَّسَ رَأْسَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا هَذَا! ارْفَعْ رَأْسَكَ؛ فَإِنَّ الْخُشُوعَ لا يَزِيدُ عَلَى مَا فِي الْقَلْبِ، فَمَنْ أَظْهَرَ لِلنَّاسِ خُشُوعًا فَوْقَ مَا فِي قَلْبِهِ؛ فَإِنَّمَا أَظْهَرَ نِفَاقًا عَلَى نِفَاقٍ
__________
[إسناده ضعيف] .(4/474)
1692 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ قَتَادَةُ إِذَا رَاءَى الْعَبْدُ يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِمَلائِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي يَتَهَزَّأُ بِي.(4/474)