6263 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( قال سليمان لأطوفن الليلة على تسعين امرأة كلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله فقال له صاحبه إن شاء الله فلم يقل إن شاء الله فطاف عليهن جميعا فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل وايم الذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون )
[ ر 3242 ]
[ ش ( صاحبه ) الملك أو قرينه . ( وايم الذي نفسي بيده ) يمين الله عز و جل ] (6/2447)
6264 - حدثنا محمد حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحق عن البراء بن عازب قال
: أهدي إلى النبي صلى الله عليه و سلم سرقة من حرير فجعل الناس يتداولونها بينهم ويعجبون من حسنها ولينها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أتعجبون منها ) . قالوا نعم يا رسول الله قال ( والذي نفسي بيده لمناديل سعد في الجنة خير منها )
لم يقل شعبة وإسرائيل عن أبي إسحق ( والذي نفسي بيده )
[ ر 3077 ]
[ ش ( سرقة ) اسم لقطعة من الحرير . ( يتداولونها ) يأخذها هذا مرة وهذا مرة ] (6/2448)
6265 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب حدثني عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها قالت إن هند بنت عتبة بن ربيعة قالت
: يا رسول الله ما كان مما على ظهر الأرض أهل أخباء أو خباء أحب إلي أن يذلوا من أهل أخبائك أو خبائك - شك يحيى - ثم ما أصبح اليوم أهل أخباء أو خباء أحب إلي من أن يعزوا من أهل أخبائك أو خبائك . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( وأيضا والذي نفس محمد بيده ) . قالت يا رسول الله إن أبا سفيان رجل مسيك فهل علي من حرج أن أطعم من الذي له ؟ قال ( لا إلا بالمعروف )
[ ر 2097 ]
[ ش ( وأيضا ) أي وستزيدين من ذلك عندما يتمكن الإيمان في قلبك فيزيد حبك لرسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه . ( مسيك ) بخيل سمي بذلك لأنه يمسك ما في يده ولا يخرجه لأحد . ( لا ) حرج عليك . ( بالمعروف ) تطعمين من ماله بحسب ما يعرف بين الناس ] (6/2448)
6266 - حدثنا أحمد بن عثمان حدثنا شريح بن مسلمة حدثنا إبراهيم عن أبيه عن أبي إسحق سمعت عمرو بن ميمون قال حدثني عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال
: بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم مضيف ظهره إلى قبة من أدم يمان إذ قال لأصحابه ( أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة ) . قالوا بلى . قال ( أفلم ترضوا أن تكونوا ثلث أهل الجنة ) . قالوا بلى . قال ( فوالذي نفس محمد بيده إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة )
[ ر 6163 ]
[ ش ( مضيف ظهره ) مسنده . ( قبة ) خيمة . ( أدم ) جلد مدبوغ . ( يمان ) نسبة إلى اليمن ] (6/2448)
6267 - حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سعيد
: أن رجلا سمع رجلا يقرأ { قل هو الله أحد } . يرددها فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك له وكأن الرجل يتقالها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن )
[ ر 4726 ] (6/2449)
6268 - حدثني إسحق أخبرنا حبان حدثنا همام حدثنا قتادة حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه
: أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( أتموا الركوع والسجود فوالذي نفسي بيده إني لأراكم من بعد ظهري إذا ما ركعتم وإذا ما سجدتم )
[ ر 409 ] (6/2449)
6269 - حدثنا إسحق حدثنا وهب بن جرير أخبرنا شعبة عن هشام بن زيد عن أنس بن مالك
: أن امرأة من الأنصار أتت النبي صلى الله عليه و سلم معها أولادها فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( والذي نفسي بيده إنكم لأحب الناس إلي ) . قالها ثلاث مرار
[ ر 3575 ] (6/2449)
3 - باب لا تحلفوا بآبائكم (6/2449)
6270 - حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أدرك عمر بن الخطاب وهو يسير في ركب يحلف بأبيه فقال ( ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت ) (6/2449)
6271 - حدثنا سعيد بن عفير حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال قال سالم قال ابن عمر سمعت عمر يقول
: قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم ) . قال عمر فوالله ما حلفت بها منذ سمعت النبي صلى الله عليه و سلم ذاكرا ولا آثرا
قال مجاهد { أو أثارة من علم } / الأحقاف 4 / يأثر علما
تابعه عقيل والزبيدي وإسحق الكلبي عن الزهري
وقال ابن عيينة ومعمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر سمع النبي صلى الله عليه و سلم عمر
[ ش ( ذاكرا ) قائلا لها من قبل نفسي . ( آثرا ) حاكيا وناقلا لها عن غيري
( أثارة ) خبر منقول ] (6/2449)
6272 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا عبد الله بن دينار قال سمعت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا تحلفوا بآبائكم )
[ ر 2533 ] (6/2450)
6273 - حدثنا قتيبة حدثنا عبد الوهاب عن أيوب عن أبي قلابة والقاسم التميمي عن زهدم قال
: كان بين هذا الحي من جرم وبين الأشعريين ود وإخاء فكنا عند أبي موسى الأشعري فقرب إليه طعام فيه لحم دجاج وعنده رجل من بني تيم الله أحمر كأنه من الموالي فدعاه إلى الطعام فقال إني رأيته يأكل شيئا فقذرته فحلفت أن لا آكله فقال قم فلأحدثنك عن ذاك إني أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في نفر من الأشعريين نستحمله فقال ( والله لا أحملكم وما عندي ما أحملكم عليه ) . فأتي رسول الله صلى الله عليه و سلم بنهب إبل فسأل عنا فقال ( أين النفر الأشعريون ) . فأمر لنا بخمس ذود غر الذرى فلما انطلقنا قلنا ما صنعنا ؟ حلف رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يحملنا وما عنده ما يحملنا ثم حملنا تغفلنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يمينه والله لا نفلح أبدا فرجعنا إليه فقلنا له إنا أتيناك لتحملنا فحلفت أن لا تحملنا وما عندك ما تحملنا فقال ( إني لست أنا حملتكم ولكن الله حملكم والله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خير وتحللتها )
[ ر 2964 ] (6/2450)
4 - باب لا يحلف باللات والعزى ولا بالطواغيت (6/2450)
6274 - حدثني عبد الله بن محمد حدثنا هشام بن يوسف أخبرنا معمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( من حلف فقال في حلفه باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله ومن قال لصاحبه تعال أقامرك فليتصدق )
[ ر 4579 ] (6/2450)
5 - باب من حلف على الشيء وإن لم يحلف (6/2450)
6275 - حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم اصطنع خاتما من ذهب وكان يلبسه فيجعل فصه في باطن كفه فصنع الناس خواتيم ثم إنه جلس على المنبر فنزعه فقال ( إني كنت ألبس هذا الخاتم وأجعل فصه من داخل ) . فرمى به ثم قال ( والله لا ألبسه أبدا ) . فنبذ الناس خواتيمهم
[ ر 5527 ] (6/2450)
6 - باب من حلف بملة سوى ملة الإسلام (6/2450)
وقال النبي صلى الله عليه و سلم ( من حلف باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله )
[ ر 6274 ]
ولم ينسبه إلى الكفر (6/2450)
6276 - حدثنا معلى بن أسد حدثنا وهيب عن أيوب عن أبي قلابة عن ثابت بن الضحاك قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( من حلف بغير ملة الإسلام فهو كما قال قال ومن قتل نفسه بشيء عذب به في نار جهنم ولعن المؤمن كقتله ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله )
[ ر 1297 ] (6/2451)
7 - باب لا يقول ما شاء الله وشئت وهل يقول أنا بالله ثم بك (6/2451)
6277 - وقال عمرو بن عاصم حدثنا همام حدثنا إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة حدثنا عبد الرحمن بن أبي عمرة أن أبا هريرة حدثه
: أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( إن ثلاثة في بني إسرائيل أراد الله أن يبتليهم فبعث ملكا فأتى الأبرص فقال تقطعت بي الحبال فلا بلاغ لي إلا بالله ثم بك ) . فذكر الحديث
[ ر 3277 ] (6/2451)
8 - باب قول الله تعالى { وأقسموا بالله جهد أيمانهم } / الأنعام 109 / (6/2451)
وقال ابن عباس قال أبو بكر فوالله يا رسول الله لتحدثني بالذي أخطأت في الرؤيا قال ( لا تقسم )
[ ر 6639 ] (6/2451)
6278 - حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن أشعث عن معاوية بن سويد بن مقرن عن البراء عن النبي صلى الله عليه و سلم . وحدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أشعث عن معاوية بن سويد بن مقرن عن البراء رضي الله عنه قال
: أمرنا النبي صلى الله عليه و سلم بإبرار المقسم
[ ر 1182 ] (6/2451)
6279 - حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة أخبرنا عاصم الأحول سمعت أبا عثمان يحدث عن أسامة
: أن ابنة لرسول الله صلى الله عليه و سلم أرسلت إليه ومع رسول الله صلى الله عليه و سلم أسامة بن زيد وسعد وأبي أو أبي أن ابني قد احتضر فاشهدنا فأرسل يقرأ السلام ويقول ( إن لله ما أخذ وما أعطى وكل شيء عنده مسمى فلتصبر وتحتسب ) . فأرسلت إليه تقسم عليه فقام وقمنا معه فلما قعد رفع إليه فأقعده في حجره ونفس الصبي تقعقع ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال سعد ما هذا يا رسول الله ؟ قال ( هذه رحمة يضعها الله في قلوب من يشاء من عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء )
[ ر 1224 ] (6/2452)
6280 - حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن أبي هريرة
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد تمسه النار إلا تحلة القسم )
[ ر 1193 ] (6/2452)
6281 - حدثنا محمد بن المثنى حدثني غندر حدثنا شعبة عن معبد بن خالد سمعت حارثة بن وهب قال
: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( ألا أدلكم على أهل الجنة ؟ كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره وأهل النار كل جواظ عتل مستكبر )
[ ر 4634 ] (6/2452)
9 - باب إذا قال أشهد بالله أو شهدت بالله (6/2452)
6282 - حدثنا سعد بن حفص حدثنا شيبان عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال
: سئل النبي صلى الله عليه و سلم أي الناس خير ؟ قال ( قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته )
قال إبراهيم وكان أصحابنا ينهوننا - ونحن غلمان - أن نحلف بالشهادة والعهد
[ ر 2509 ] (6/2452)
10 - باب عهد الله عز و جل (6/2452)
6283 - حدثني محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان ومنصور عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها مال رجل مسلم أو قال أخيه لقي الله وهو عليه غضبان )
فأنزل الله تصديقه { إن الذين يشترون بعهد الله }
قال سليمان في حديثه فمر الأشعث بن قيس فقال ما يحدثكم عبد الله ؟ قالوا له فقال الأشعث نزلت في وفي صاحب لي في بئر كانت بيننا
[ ر 2229 ] (6/2452)
11 - باب الحلف بعزة الله وصفاته وكلماته (6/2452)
وقال ابن عباس كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( أعوذ بعزتك )
[ ر 6948 ]
وقال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم ( يبقى رجل بين الجنة والنار فيقول يا رب اصرف وجهي عن النار لا وعزتك لا أسألك غيرها )
[ ر 6204 ]
وقال أبو سعيد قال النبي صلى الله عليه و سلم ( قال الله لك ذلك وعشرة أمثاله )
[ ر 6204 ]
وقال أيوب ( وعزتك لا غنى بي عن بركتك )
[ ر 275 ] (6/2452)
6284 - حدثنا آدم حدثنا شيبان حدثنا قتادة عن أنس بن مالك
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فتقول قط قط وعزتك ويزوى بعضها إلى بعض )
رواه شعبة عن قتادة
[ ر 4567 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها باب النار يدخلها الجبارون . . رقم 2848
( يزوى ) يجمع ويضم فتلتقي وتنقبض على من فيها ] (6/2453)
12 - باب قول الرجل لعمر الله (6/2453)
قال ابن عباس { لعمرك } / الحجر 72 / لعيشك (6/2453)
6285 - حدثنا الأويسي حدثنا إبراهيم عن صالح عن ابن شهاب ( ح ) وحدثنا حجاج حدثنا عبد الله بن عمر النميري حدثنا يونس قال سمعت الزهري قال سمعت عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله عن حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم
: حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله وكل حدثني طائفة من الحديث فقام النبي صلى الله عليه و سلم فاستعذر من عبد الله بن أبي فقام أسيد بن حضير فقال لسعد بن عبادة لعمر الله لنقتلنه
[ ر 2453 ] (6/2453)
13 - باب { لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم } / البقرة 225 / (6/2453)
[ ش ( باللغو . . ) انظر أول كتاب الأيمان والنذور . ( كسبت قلوبكم ) قصدتموه ونويتموه ] (6/2453)
6286 - حدثني محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن هشام قال أخبرني أبي عن عائشة رضي الله عنها
: { لا يؤاخذكم الله باللغو } . قال قالت أنزلت في قوله لا والله بلى والله
[ ر 4337 ] (6/2454)
14 - باب إذا حنث ناسيا في الأيمان (6/2454)
وقول الله تعالى { وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به } / الأحزاب 5 /
وقال { لا تؤاخذني بما نسيت } / الكهف 73 /
[ ش ( وليس عليكم جناح . . ) لا إثم عليكم فيما فعلتموه مخطئين ولكن الإثم فيما فعلتموه عن عمد ] (6/2454)
6287 - حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا مسعر حدثنا قتادة حدثنا زرارة بن أوفى
: عن أبي هريرة يرفعه قال ( إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم )
[ ر 2391 ] (6/2454)
6288 - حدثنا عثمان بن الهيثم أو محمد عنه عن ابن جريج قال سمعت ابن شهاب يقول حدثني عيسى بن طلحة أن عبد الله بن عمرو بن العاص حدثه
: أن النبي صلى الله عليه و سلم بينما هو يخطب يوم النحر إذ قام إليه رجل فقال كنت أحسب - يا رسول الله - كذا وكذا قبل كذا وكذا ثم قام آخر فقال يا رسول الله كنت أحسب كذا وكذا لهؤلاء الثلاث فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( افعل ولا حرج ) . لهن كلهن يومئذ فما سئل يومئذ عن شيء إلا قال ( افعل ولا حرج )
[ ر 83 ]
[ ش ( لهؤلاء الثلاث ) الذبح والحلق والطواف ] (6/2454)
6289 - حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو بكر عن عبد العزيز بن رفيع عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: قال رجل للنبي صلى الله عليه و سلم زرت قبل أن أرمي ؟ قال ( لا حرج ) . قال آخر حلقت قبل أن أذبح ؟ قال ( لا حرج ) . قال آخر ذبحت قبل أن أرمي ؟ قال ( لا حرج )
[ ر 84 ]
[ ش ( زرت ) طفت طواف الزيارة وهو طواف الإفاضة وطواف الركن ] (6/2454)
6290 - حدثني إسحق بن منصور حدثنا أبو أسامة حدثنا عبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة
: أن رجلا دخل المسجد يصلي ورسول الله صلى الله عليه و سلم في ناحية المسجد فجاء فسلم عليه فقال له ( ارجع فصل فإنك لم تصل ) . فرجع فصلى ثم سلم فقال ( وعليك ارجع فصل فإنك لم تصل ) . قال في الثالثة فأعلمني قال ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر واقرأ بما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع رأسك حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تستوي وتطمئن جالسا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تستوي قائما ثم افعل ذلك في صلاتك كلها )
[ ر 724 ] (6/2455)
6291 - حدثنا فروة بن أبي المغراء حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
: هزم المشركون يوم أحد هزيمة تعرف فيهم فصرخ إبليس أي عباد الله أخراكم فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم فنظر حذيفة بن اليمان فإذا هو بأبيه فقال أبي أبي قالت فوالله ما انحجزوا حتى قتلوه فقال حذيفة غفر الله لكم . قال عروة فوالله ما زالت في حذيفة منها بقية خير حتى لقي الله
[ ر 3116 ]
[ ش ( تعرف فيهم ) ظاهرة بينة . ( فاجتلدت ) تضاربت بالسيوف . ( فإذا هو بأبيه ) بين قوم مسلمين يريدون قتله وهو مسلم ولكنهم لم يعرفوه رضي الله عنه . ( ما انحجزوا ) ما امتنعوا وما انفكوا . ( بقية خير ) أي ما زال الخير فيه وفي نسخة ( بقية ) بدون لفظ خير أي بقية حزن وتحسر من قتل أبيه على هذا الوجه . قال في الفتح والصواب أن المراد أنه حصل له خير بقوله للمسلمين الذين قتلوا أباه خطأ عفا الله عنكم واستمر ذلك الخير فيه إلى أن مات ] (6/2455)
6292 - حدثني يوسف بن موسى حدثنا أبو أسامة قال حدثني عوف عن خلاس ومحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( من أكل ناسيا وهو صائم فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه )
[ ر 1831 ] (6/2455)
6293 - حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن الأعرج عن عبد الله بن بحينة قال
: صلى بنا النبي صلى الله عليه و سلم فقام في الركعتين الأوليين قبل أن يجلس فمضى في صلاته فلما قضى صلاته انتظر الناس تسليمه فكبر وسجد قبل أن يسلم ثم رفع رأسه ثم كبر وسجد ثم رفع رأسه وسلم
[ ر 795 ] (6/2455)
6294 - حدثني إسحق بن إبراهيم سمع عبد العزيز بن عبد الصمد حدثنا منصور عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود رضي الله عنه
: أن نبي الله صلى الله عليه و سلم صلى بهم صلاة الظهر فزاد أو نقص منها - قال منصور لا أدري إبراهيم وهم أم علقمة - قال قيل يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت ؟ قال ( وما ذاك ) . قالوا صليت كذا وكذا قال فسجد بهم سجدتين ثم قال ( هاتان السجدتان لمن لا يدري زاد في صلاته أم نقص فيتحرى الصواب فيتم ما بقي ثم يسجد سجدتين )
[ ر 392 ] (6/2456)
6295 - حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار أخبرني سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس فقال حدثنا أبي بن كعب
: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( قال { لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا } . قال كانت الأولى من موسى نسيانا )
[ ر 74 ] (6/2456)
6296 - قال أبو عبد الله كتب إلي محمد بن بشار حدثنا معاذ بن معاذ حدثنا ابن عون عن الشعبي قال قال البراء بن عازب
: وكان عندهم ضيف لهم فأمر أهله أن يذبحوا قبل أن يرجع ليأكل ضيفهم فذبحوا قبل الصلاة فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فأمره أن يعيد الذبح فقال يا رسول الله عندي عناق جذع عناق لبن هي خير من شاتي لحم
فكان ابن عون يقف في هذا المكان عن حديث الشعبي ويحدث عن محمد بن سيرين بمثل هذا الحديث ويقف في هذا المكان ويقول لا أدري أبلغت الرخصة غيره أم لا . رواه أيوب عن ابن سيرين عن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 908 - 911 ] (6/2456)
6297 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن الأسود بن قيس قال سمعت جندبا قال
: شهدت النبي صلى الله عليه و سلم صلى يوم عيد ثم خطب ثم قال ( من ذبح فليبدل مكانها ومن لم يكن ذبح فليذبح باسم الله )
[ ر 942 ] (6/2456)
15 - باب اليمين الغموس (6/2456)
{ ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم } / النحل 94 / . دخلا مكرا وخيانة
[ ش ( دخلا ) ذريعة للغش والخديعة . ( فتزل . . ) تنحرفوا عن شرع الله تعالى وملة الإسلام بعد أن كنتم ثابتين عليها . ( تذوقوا السوء ) تجنوا عاقبة إساءتكم في الدنيا . ( بما صددتم ) بسبب منعكم من الحق وإعراضكم عنه ] (6/2456)
6298 - حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا النضر أخبرنا شعبة حدثنا فراس قال سمعت الشعبي عن عبد الله بن عمرو
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس واليمين الغموس )
[ 6476 - 6522 ]
[ ش ( الكبائر ) جمع كبيرة وهي معصية أوعد الشارع عليها بخصوصها
( عقوق الوالدين ) قطع الصلة بينه وبينهما وعدم البر بهما وإساءتهما
( قتل النفس ) المعصومة بدين أو عهد ظلما . ( اليمين الغموس ) هي الحلف على أمر وهو يعلم أنه كاذب فيه سميت بذلك لأنها تغمس صاحبها في النار ] (6/2457)
16 - باب قول الله تعالى { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم } / آل عمران 77 / (6/2457)
وقوله جل ذكره { ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم } / البقرة 224 /
وقوله جل ذكره { ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إن ما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون } / النحل 95 /
{ وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا } / النحل 91 /
[ ش ( يشترون . . ) يستبدلون ويعتاضون . ( بعهد الله ) ما أمر به من اتباع الحق والإيمان بما جاء به محمد صلى الله عليه و سلم والتزام شريعته وهديه . ( أيمانهم ) حلفهم . ( ثمنا قليلا ) عروض الدنيا الزائلة . ( لا خلاق ) لا نصيب ولا حظ . ( لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ) لا يسرهم بكلامه ولا ينظر إليهم نظر رحمة وعطف . ( ولا يزكيهم ) لا يثني عليهم . ( عرضة لأيمانكم . . ) معناها لا تكثروا الحلف بالله تعالى وتتخذوا ذلك وسيلة للبر ونحوه أو لا تجعلوا الحلف بالله تعالى علة مانعة من البر والتقوى والصلاح كأن يحلف أن لا يفعل كذا من الخير فإن طلب منه قال لقد حلفت أن لا أفعله ونحو ذلك . فعلى المعنى الأول ( أن تبروا ) لكي تبروا . . وعلى الثاني كراهة أن تبروا . . ( تنقضوا ) من النقض وهو الهدم والحل والفك ونقض العهد أو اليمين إبطاله وعدم العمل بمقتضاه . ( توكيدها ) إحكامها وتوثيقها . ( كفيلا ) شهيدا على التزامكم بالعهد أو اليمين ] (6/2457)
6299 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان ) . فأنزل الله تصديق ذلك { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا } . إلى آخر الآية فدخل الأشعث بن قيس فقال ما حدثكم أبو عبد الرحمن ؟ فقالوا كذا وكذا قال في أنزلت كانت لي بئر في أرض ابن عم لي فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( بينتك أو يمينه ) . قلت إذا يحلف عليها يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من حلف على يمين صبر وهو فيها فاجر يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله يوم القيامة وهو عليه غضبان )
[ ر 2229 ] (6/2458)
17 - باب اليمين فيما لا يملك وفي المعصية وفي الغضب (6/2458)
6300 - حدثني محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال
: أرسلني أصحابي إلى النبي صلى الله عليه و سلم أسأله الحملان فقال ( والله لا أحملكم على شيء ) . ووافقته وهو غضبان فلما أتيته قال ( انطلق إلى أصحابك فقل إن الله أو إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يحملكم )
[ ر 2964 ] (6/2458)
6301 - حدثنا عبد العزيز حدثنا إبراهيم عن صالح عن ابن شهاب ( ح ) وحدثنا الحجاج حدثنا عبد الله بن عمر النميري حدثنا يونس بن يزيد الأيلي قال سمعت الزهري قال سمعت عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم
: حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله مما قالوا كل حدثني طائفة من الحديث فأنزل الله { إن الذين جاؤوا بالإفك } . العشر الآيات كلها في براءتي فقال أبو بكر الصديق وكان ينفق على مسطح لقرابته منه والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة . فأنزل الله { ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى } . الآية . قال أبو بكر بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال والله لا أنزعها عنه أبدا
[ ر 2453 ] (6/2458)
6302 - حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب عن القاسم عن زهدم قال كنا عند أبي موسى الأشعري قال
: أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في نفر من الأشعريين فوافقته وهو غضبان فاستحملناه فحلف أن لا يحملنا ثم قال ( والله إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خير وتحللتها )
[ ر 2964 ] (6/2459)
18 - باب إذا قال والله لا أتكلم اليوم فصلى أو قرأ أو سبح أو كبر أو حمد أو هلل فهو على نيته (6/2459)
وقال النبي صلى الله عليه و سلم ( أفضل الكلام أربع سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر )
قال أبو سفيان كتب النبي صلى الله عليه و سلم إلى هرقل ( تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم )
[ ر 7 ]
وقال مجاهد { كلمة التقوى } / الفتح 26 / لا إله إلا الله
[ ش ( فهو على نيته ) فإن قصد بالكلام ما هو كلام عرفا لا يحنث بما ذكر وإن قصد الأعم يحنث بها . ( أفضل . . ) أخرجه مسلم بلفظ ( أحب الكلام . . ) في الآداب باب كراهة التسمية بالأسماء القبيحة . . رقم 2137 . وغرض البخاري من إيراده أن الأذكار ونحوها كلام وكلمة فيحنث بها . وأراد بإيراد الحديث الثاني والآية بيان أن لفظ الكلمة يطلق على الكلام هكذا ذكر الفتح والعيني والذي يظهر لي أن مراده بيان أن قراءة القرآن كلام فإذا حلف أن لا يتكلم وقصد بالكلام العموم ثم قرأ القرآن حنث ] (6/2459)
6303 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب عن أبيه قال
: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله )
[ ر 1294 ] (6/2459)
6304 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا محمد بن فضيل حدثنا عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم )
[ ر 6043 ] (6/2459)
6305 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كلمة وقلت أخرى ( من مات يجعل لله ندا أدخل النار ) . وقلت أخرى من مات لا يجعل لله ندا أدخل الجنة
[ ر 1181 ] (6/2460)
19 - باب من حلف أن لا يدخل على أهله شهرا وكان الشهر تسعا وعشرين (6/2460)
6306 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا سليمان بن بلال عن حميد عن أنس قال
: آلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من نسائه وكانت انفكت رجله فأقام في مشربة تسعا وعشرين ليلة ثم نزل فقالوا يا رسول الله آليت شهرا ؟ فقال ( إن الشهر يكون تسعا وعشرين )
[ ر 371 ] (6/2460)
20 - باب إن حلف أن لا يشرب نبيذا فشرب طلاء أو سكرا أو عصيرا (6/2460)
لم يحنث في قول بعض الناس وليست هذه بأنبذة عنده
[ ش ( نبيذا ) هو نقيع التمر والزبيب ونحوهما قبل أن يشتد ويصبح مسكرا من نبذت التمر إذا ألقيت عليه الماء لتخرج حلاوته . ويقال للخمر المعتصر من العنب نبيذ أيضا . ( طلاء ) هو الشراب المطبوخ من العنب حتى يذهب قسم منه . ( سكرا ) هو نقيع الرطب . ( بعض الناس ) المراد أبو حنيفة رحمه الله تعالى ] (6/2460)
6307 - حدثني علي سمع عبد العزيز بن أبي حازم أخبرني أبي عن سهل بن سعد
: أن أبا أسيد صاحب النبي صلى الله عليه و سلم أعرس فدعا النبي صلى الله عليه و سلم لعرسه فكانت العروس خادمهم فقال سهل للقوم هل تدرون ما سقته ؟ قال أنقعت له تمرا في تور من الليل حتى أصبح عليه فسقته إياه
[ ر 4881 ] (6/2460)
6308 - حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن سودة زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت
: ماتت لنا شاة فدبغنا مسكها ثم ما زلنا ننبذ فيه حتى صار شنا
[ ش ( فدبغنا ) أزلنا رطوباته . ( مسكها ) جلدها . ( ننبذ فيه ) انظر أول الباب
( شنا ) قربة بالية ] (6/2460)
21 - باب إذا حلف أن لا يأتدم فأكل تمرا بخبز وما يكون من الأدم (6/2460)
6309 - حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن عابس عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
: ما شبع آل محمد صلى الله عليه و سلم من خبز بر مأدوم ثلاثة أيام حتى لحق بالله
وقال ابن كثير أخبرنا سفيان حدثنا عبد الرحمن عن أبيه أنه قال لعائشة بهذا
[ ر 5100 ] (6/2461)
6310 - حدثنا قتيبة عن مالك عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك قال قال أبو طلحة لأم سليم
: لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه و سلم ضعيفا أعرف فيه الجوع فهل عندك من شيء ؟ فقالت نعم فأخرجت أقراصا من شعير ثم أخذت خمارا لها فلفت الخبز ببعضه ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذهبت فوجدت رسول الله صلى الله عليه و سلم في المسجد ومعه الناس فقمت عليهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أأرسلك أبو طلحة ) . فقلت نعم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لمن معه ( قوموا ) . فانطلقوا وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أبو طلحة يا أم سليم قد جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم والناس وليس عندنا من الطعام ما نطعمهم فقالت الله ورسوله أعلم فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله صلى الله عليه و سلم فأقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو طلحة حتى دخلا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( هلمي يا أم سليم ما عندك ) . فأتت بذلك الخبز قال فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بذلك الخبز ففت وعصرت أم سليم عكة لها فأدمته ثم قال فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم ما شاء الله أن يقول ثم قال ( ائذن لعشرة ) . فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال ( ائذن لعشرة ) . فأذن لهم فأكل القوم كلهم وشبعوا والقوم سبعون أو ثمانون رجلا
[ ر 412 ]
[ ش ( عكة ) إناء السمن . ( فأدمته ) خلطت الخبز بالإدام وهو السمن ] (6/2461)
22 - باب النية في الأيمان (6/2461)
6311 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد الوهاب قال سمعت يحيى بن سعيد يقول أخبرني محمد بن إبراهيم أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول
: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( إنما الأعمال بالنية وإنما لامرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه )
[ ر 1 ] (6/2461)
23 - باب إذا أهدى ماله على وجه النذر والتوبة (6/2461)
6312 - حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله عن عبد الله بن كعب بن مالك وكان قائد كعب من بنيه حين عمي قال
: سمعت كعب بن مالك في حديثه { وعلى الثلاثة الذين خلفوا } . فقال في آخر حديثه إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله ورسوله فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك )
[ ر 2606 ] (6/2462)
24 - باب إذا حرم طعاما (6/2462)
وقوله تعالى { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم . قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم } / التحريم 1 - 2 /
وقوله { لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم } . / المائدة 87 /
[ ش ( تحرم ) تمنع نفسك منه . ( ما أحل الله لك ) من شرب العسل ونحوه أيا كان . ( تبتغي ) تطلب . ( مرضاة أزواجك ) رضا بعضهن . ( فرض ) قدر وشرع . ( تحلة أيمانكم ) ما تتحللون به من أيمانكم وهو الكفارة ] (6/2462)
6313 - حدثنا الحسن بن محمد حدثنا الحجاج عن ابن جريج قال زعم عطاء أنه سمع عبيد الله بن عمير يقول سمعت عائشة
: تزعم أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلا فتواصيت أنا وحفصة أن أيتنا دخل عليها النبي صلى الله عليه و سلم فلتقل إني أجد منك ريح مغافير أكلت مغافير فدخل على إحداهما فقالت ذلك له فقال ( لا بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود له ) . فنزلت { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك } . { إن تتوبا إلى الله } . لعائشة وحفصة . { وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا } . لقوله ( بل شربت عسلا )
وقال لي إبراهيم بن موسى عن هشام ( ولن أعود له وقد حلفت فلا تخبري بذلك أحدا )
[ ر 4628 ] (6/2462)
25 - باب الوفاء بالنذر (6/2462)
وقوله { يوفون بالنذر } / الإنسان 7 / (6/2462)
6314 - حدثنا يحيى بن صالح حدثنا فليح بن سليمان حدثنا سعيد بن الحارث أنه سمع ابن عمر رضي الله عنهما يقول
: أو لم ينهوا عن النذر إن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( إن النذر لا يقدم شيئا ولا يؤخر وإنما يستخرج بالنذر من البخيل ) (6/2463)
6315 - حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا سفيان عن منصور أخبرنا عبد الله بن مرة عن عبد الله بن عمر
: نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن النذر وقال ( إنه لا يرد شيئا ولكنه يستخرج به من البخيل )
[ ر 6234 ] (6/2463)
6316 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( لا يأتي ابن آدم النذر بشيء لم يكن قدر له ولكن يلقيه النذر إلى القدر قد قدر له فيستخرج الله به من البخيل فيؤتيني عليه ما لم يكن يؤتيني عليه من قبل )
[ ر 6235 ]
[ ش ( فيؤتيني . . ) أي إن الناذر يعطي الله تعالى على الأمر الذي نذر بسببه ما لم يكن يعطيه لولا النذر والمراد بالعطاء القيام بالعمل الصالح الذي هو طاعة لله عز و جل ] (6/2463)
26 - باب إثم من لا يفي بالنذر (6/2463)
6317 - حدثنا مسدد عن يحيى عن شعبة قال حدثني أبو جمرة حدثنا زهدم بن مضرب قال سمعت عمران بن حصين يحدث
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم - قال عمران لا أدري ذكر ثنتين أو ثلاثا بعد قرنه - ثم يجيء قوم ينذرون ولا يفون ويخونون ولا يؤتمنون ويشهدون ولا يستشهدون ويظهر فيهم السمن )
[ ر 2508 ] (6/2463)
27 - باب النذر في الطاعة (6/2463)
{ وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه وما للظالمين من أنصار } / البقرة 270 / (6/2463)
6318 - حدثنا أبو نعيم حدثنا مالك عن طلحة بن عبد الملك عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه )
[ 6322 ]
[ ش ( أن يطيع الله ) نذر فعلا فيه طاعة . ( أن يعصيه ) نذر فعلا فيه معصية ] (6/2463)
28 - باب إذا نذر أو حلف أن لا يكلم إنسانا في الجاهلية ثم أسلم (6/2463)
6319 - حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن أخبرنا عبد الله أخبرنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر
: أن عمر قال يا رسول الله إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام قال ( أوف بنذرك )
[ ر 1927 ] (6/2464)
29 - باب من مات وعليه نذر (6/2464)
وأمر ابن عمر امرأة جعلت أمها على نفسها صلاة بقباء فقال صلي عنها
وقال ابن عباس نحوه (6/2464)
6320 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس أخبره
: أن سعد بن عبادة الأنصاري استفتى النبي صلى الله عليه و سلم في نذر كان على أمه فتوفيت قبل أن تقضيه فأفتاه أن يقضيه عنها فكانت سنة بعد
[ ر 2610 ] (6/2464)
6321 - حدثنا آدم حدثنا شعبة عن أبي بشر قال سمعت سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: أتى رجل النبي صلى الله عليه و سلم فقال له إن أختي نذرت أن تحج وإنها ماتت فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( لو كان عليها دين أكنت قاضيه ) . قال نعم قال ( فاقض الله فهو أحق بالقضاء )
[ ر 1754 ] (6/2464)
30 - باب النذر فيما لا يملك وفي معصية (6/2464)
6322 - حدثنا أبو عاصم عن مالك عن طلحة بن عبد الملك عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها قالت
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه )
[ ر 6318 ] (6/2464)
6323 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن حميد عن ثابت عن أنس
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( إن الله لغني عن تعذيب هذا نفسه ) . ورآه يمشي بين ابنيه
وقال الفزاري عن حميد حدثني ثابت عن أنس
[ ر 1766 ] (6/2464)
6324 - حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن سليمان الأحول عن طاوس عن ابن عباس
: أن النبي صلى الله عليه و سلم رأى رجلا يطوف بالكعبة بزمام أو غيره فقطعه (6/2465)
6325 - حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام أن ابن جريج أخبرهم قال أخبرني سليمان الأحول أن طاوسا أخبره عن ابن عباس رضي الله عنهما
: أن النبي صلى الله عليه و سلم مر وهو يطوف بالكعبة بإنسان يقود إنسانا بخزامة في أنفه فقطعها النبي صلى الله عليه و سلم بيده ثم أمره أن يقوده بيده
[ ر 1541 ] (6/2465)
6326 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال
: بينا النبي صلى الله عليه و سلم يخطب إذا هو برجل قائم فسأل عنه فقالوا أبو إسرائيل نذر أن يقوم ولا يقعد ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم . فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( مره فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه )
قال عبد الوهاب حدثنا أيوب عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه و سلم (6/2465)
31 - باب من نذر أن يصوم أياما فوافق النحر أو الفطر (6/2465)
6327 - حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا موسى بن عقبة حدثنا حكيم بن أبي حرة الأسلمي أنه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
: سئل عن رجل نذر أن لا يأتي عليه يوم إلا صام فوافق يوم أضحى أو فطر فقال ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) . لم يكن يصوم يوم الأضحى والفطر ولا يرى صيامهما
[ ش ( ولا يرى صيامهما ) أي لا يرى ابن عمر رضي الله عنه صحة صومهما والقائل هو حكيم بن أبي مرة . ويروى ( ولا نرى ) فيكون من قول ابن عمر رضي الله عنهما ] (6/2465)
6328 - حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا يزيد بن زريع عن يونس عن زياد بن جبير قال
: كنت مع ابن عمر فسأله رجل فقال نذرت أن أصوم كل يوم ثلاثاء أو أربعاء ما عشت فوافقت هذا اليوم يوم النحر فقال أمر الله بوفاء النذر ونهينا أن نصوم يوم النحر فأعاد عليه فقال مثله لا يزيد عليه
[ ر 1892 ] (6/2465)
32 - باب هل يدخل في الأيمان والنذور الأرض والغنم والزروع والأمتعة (6/2465)
وقال ابن عمر قال عمر للنبي صلى الله عليه و سلم أصبت أرضا لم أصب مالا قط أنفس منه ؟ قال ( إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها )
[ ر 2620 ]
وقال أبو طلحة للنبي صلى الله عليه و سلم أحب أموالي إلي بيرحاء . لحائط له . مستقبلة المسجد
[ ر 1392 ] (6/2465)
6329 - حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن ثور بن زيد الديلي عن أبي الغيث مولى ابن مطيع عن أبي هريرة قال
: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم خيبر فلم نغنم ذهبا ولا فضة إلا الأموال والثياب والمتاع فأهدى رجل من بني الضبيب يقال له رفاعة بن زيد لرسول الله صلى الله عليه و سلم غلاما يقال له مدعم فوجه رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى وادي القرى حتى إذا كان بوادي القرى بينما مدعم يحط رحلا لرسول الله صلى الله عليه و سلم إذا سهم عائر فقتله فقال الناس هنيئا له الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا ) . فلما سمع ذلك الناس جاء رجل بشراك أو شراكين إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( شراك من نار أو شراكان من نار )
[ ر 3993 ]
بسم الله الرحمن الرحيم (6/2466)
87 - كتاب كفارات الأيمان (6/2466)
وقول الله تعالى { فكفارته إطعام عشرة مساكين } / المائدة 89 /
وما أمر النبي صلى الله عليه و سلم حين نزلت { ففدية من صيام أو صدقة أو نسك } / البقرة 196 /
ويذكر عن ابن عباس وعطاء وعكرمة ما كان في القرآن أو أو فصاحبه بالخيار وقد خير النبي صلى الله عليه و سلم كعبا في الفدية
[ ش ( فكفارته ) أي كفارة اليمين إذا لم يبر به والكفارة مشتقة من الكفر وهو التغطية سميت بذلك لأنها تكفر الذنب أي تستره وهي في الاصطلاح الشرعي ما يلزم المكلف القيام به من عتق أو صدقة أو صوم لحنثه بيمينه أو لقيامه ببعض التصرفات كالقتل . ( ففدية ) هي ما يبذل مقابل شيء . ( نسك ) ما يذبح تقربا إلى الله عز و جل ] (6/2466)
6330 - حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب عن ابن عون عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال
: أتيته - يعني النبي صلى الله عليه و سلم - فقال ( ادن ) . فدنوت فقال ( أيؤذيك هوامك ) . قلت نعم قال ( فدية من صيام أو صدقة أو نسك )
وأخبرني ابن عون عن أيوب قال صيام ثلاثة أيام والنسك شاة والمساكين ستة
[ ر 1719 ] (6/2467)
1 - باب متى تجب الكفارة على الغني والفقير (6/2467)
وقول الله تعالى { قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم } / التحريم 2 /
[ ش ( فرض ) قدر وشرع . ( تحلة . . ) ما تتحللون به من أيمانكم وهو الكفارة . ( مولاكم ) متولي أمركم وشأنكم وناصركم ومعينكم ] (6/2467)
6331 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن الزهري قال سمعته من فيه عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال
: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال هلكت . قال ( ما شأنك ) . قال وقعت على امرأتي في رمضان قال ( تستطيع أن تعتق رقبة ) . قال لا . قال ( فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ) . قال لا . قال ( فهل تستطيع أن تطعم ستين مسكينا ) . قال لا . قال ( اجلس ) . فجلس فأتي النبي صلى الله عليه و سلم بعرق فيه تمر - والعرق المكتل الضخم - قال ( خذ هذا فتصدق به ) . قال أعلى أفقر منا ؟ فضحك النبي صلى الله عليه و سلم حتى بدت نواجذه قال ( أطعمه عيالك )
[ ر 1834 ] (6/2467)
2 - باب من أعان المعسر في الكفارة (6/2467)
6332 - حدثنا محمد بن محبوب حدثنا عبد الواحد حدثنا معمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال هلكت فقال ( وما ذاك ) . قال وقعت بأهلي في رمضان قال ( تجد رقبة ) . قال لا قال ( فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ) . قال لا قال ( فتستطيع أن تطعم ستين مسكينا ) . قال لا قال فجاء رجل من الأنصار بعرق - والعرق المكتل - فيه تمر فقال ( اذهب بهذا فتصدق به ) . قال أعلى أحوج منا يا رسول الله ؟ والذي بعثك بالحق ما بين لابتيها أهل بيت أحوج منا ثم قال ( اذهب فأطعمه أهلك )
[ ر 1834 ] (6/2468)
3 - باب يعطي في الكفارة عشرة مساكين قريبا كان أو بعيدا (6/2468)
6333 - حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا سفيان عن الزهري عن حميد عن أبي هريرة قال
: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال هلكت قال ( وما شأنك ) . قال وقعت على امرأتي في رمضان فقال ( هل تجد ما تعتق رقبة ) . قال لا قال ( فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ) . قال لا قال ( فهل تستطيع أن تطعم ستين مسكينا ) . قال لا أجد فأتي النبي صلى الله عليه و سلم بعرق فيه تمر فقال ( خذ هذا فتصدق به ) . فقال أعلى أفقر منا ؟ ما بين لابتيها أفقر منا ثم قال ( خذه فأطعمه أهلك )
[ ر 1834 ] (6/2468)
4 - باب صاع المدينة ومد النبي صلى الله عليه و سلم وبركته وما توارث أهل المدينة من ذلك قرنا بعد قرن (6/2468)
[ ش ( توارث ) تناقل . ( من ذلك ) من مقدار صاعه ومده صلى الله عليه و سلم . ( قرنا ) جيلا ] (6/2468)
6334 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا القاسم بن مالك المزني حدثنا الجعيد بن عبد الرحمن عن السائب بن يزيد قال
: كان الصاع على عهد النبي صلى الله عليه و سلم مدا وثلثا بمدكم اليوم فزيد فيه في زمن عمر بن عبد العزيز
[ 6899 ] (6/2468)
6335 - حدثنا منذر بن الوليد الجارودي حدثنا أبو قتيبة وهو سلم حدثنا مالك عن نافع قال
: كان ابن عمر يعطي زكاة رمضان بمد النبي صلى الله عليه و سلم المد الأول وفي كفارة اليمين بمد النبي صلى الله عليه و سلم
قال أبو قتيبة قال لنا مالك مدنا أعظم من مدكم ولا نرى الفضل إلا في مد النبي صلى الله عليه و سلم . وقال لي مالك لو جاءكم أمير فضرب مدا أصغر من مد النبي صلى الله عليه و سلم بأي شيء كنتم تعطون ؟ قلت كنا نعطي بمد النبي صلى الله عليه و سلم قال أفلا ترى أن الأمر إنما يعود إلى مد النبي صلى الله عليه و سلم
[ ش ( المد الأول ) مد النبي صلى الله عليه و سلم قبل أن يزاد فيه . ( أعظم ) أكثر بركة . ( الفضل ) الخير والبركة ] (6/2469)
6336 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( اللهم بارك لهم في مكيالهم وصاعهم ومدهم )
[ ر 2023 ] (6/2469)
5 - باب قول الله تعالى { أو تحرير رقبة } / المائدة 89 / . وأي الرقاب أزكى (6/2469)
[ ش ( تحرير رقبة ) عتق مملوك عبد أو أمة . ( الرقاب ) العبيد . ( أزكى ) أفضل في العتق ] (6/2469)
6337 - حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا داود بن رشيد حدثنا الوليد بن مسلم عن أبي غسان محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن علي بن حسين عن سعيد بن مرجانة عن أبي هريرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منه عضوا من النار حتى فرجه بفرجه )
[ ر 2381 ] (6/2469)
6 - باب عتق المدبر وأم الولد والمكاتب في الكفارة وعتق ولد الزنا (6/2469)
وقال طاوس يجزئ المدبر وأم الولد
[ ش ( المدبر ) هو المعلق عتقه على موت سيده . ( أم الولد ) الأمة التي وطئها سيدها فحملت منه أو أتت بولد . ( المكاتب ) هو الذي تعاقد مع سيده على مبلغ من المال إذا أداه أصبح حرا ] (6/2469)
6338 - حدثنا أبو النعمان أخبرنا حماد بن زيد عن عمرو عن جابر
: أن رجلا من الأنصار دبر مملوكا له ولم يكن له مال غيره فبلغ النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( من يشتريه مني ) . فاشتراه نعيم بن النحام بثمانمائة درهم
فسمعت جابر بن عبد الله يقول عبدا قبطيا مات عام أول
[ ر 2034 ]
[ ش ( قبطيا ) نسبة إلى القبط وهم أهل مصر في ذاك الوقت ] (6/2469)
7 - باب إذا أعتق عبدا بينه وبين آخر (6/2469)
[ بدون نص ] (6/2469)
8 - باب إذا أعتق في الكفارة لمن يكون ولاؤه (6/2469)
6339 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة
: أنها أرادت أن تشتري بريرة فاشترطوا عليها الولاء فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال ( اشتريها فإنما الولاء لمن أعتق )
[ ر 444 ] (6/2470)
9 - باب الاستثناء في الأيمان (6/2470)
6340 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد عن غيلان بن جرير عن أبي بردة ابن أبي موسى عن أبي موسى الأشعري قال
: أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في رهط من الأشعريين أستحمله فقال ( والله لا أحملكم ما عندي ما أحملكم ) . ثم لبثنا ما شاء الله فأتي بإبل فأمر لنا بثلاث ذود فلما انطلقنا قال بعضنا لبعض لا يبارك الله لنا أتينا رسول الله صلى الله عليه و سلم نستحمله فحلف أن لا يحملنا فحملنا فقال أبو موسى فأتينا النبي صلى الله عليه و سلم فذكرنا ذلك له فقال ( ما أنا حملتكم بل الله حملكم إني والله - إن شاء الله - لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير وكفرت )
حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد وقال ( إلا كفرت يميني وأتيت الذي هو خير أو أتيت الذي هو خير وكفرت )
[ ر 2964 ] (6/2470)
6341 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن هشام بن حجير عن طاوس سمع أبا هريرة قال
: ( قال سليمان لأطوفن الليلة على تسعين امرأة كل تلد غلاما يقاتل في سبيل الله فقال له صاحبه - قال سفيان يعني الملك - قل إن شاء الله فنسي فطاف بهن فلم تأت امرأة تلد منهن بولد إلا واحدة بشق غلام ) . فقال أبو هريرة يرويه قال ( لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان دركا في حاجته )
وقال مرة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لو استثنى )
وحدثنا أبو الزناد عن الأعرج مثل حديث أبي هريرة
[ ر 3242 ]
[ ش ( يرويه ) يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم . ( دركا في حاجته ) بلوغ أمل في حاجته . ( لو استثنى ) لو قال إن شاء الله تعالى ] (6/2470)
10 - باب الكفارة قبل الحنث وبعده (6/2470)
6342 - حدثنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن القاسم التميمي عن زهدم الجرمي قال
: كنا عند أبي موسى وكان بيننا وبين هذا الحي من جرم إخاء ومعروف قال فقدم طعامه قال وقدم في طعامه لحم دجاج قال وفي القوم رجل من بني تيم الله أحمر كأنه مولى قال فلم يدن فقال له أبو موسى ادن فإني قد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يأكل منه قال إني رأيته يأكل شيئا قذرته فحلفت أن لا أطعمه أبدا فقال ادن أخبرك عن ذلك أتينا رسول الله صلى الله عليه و سلم في رهط من الأشعريين أستحمله وهو يقسم نعما من نعم الصدقة قال أيوب أحسبه قال وهو غضبان قال ( والله لا أحملكم وما عندي ما أحملكم عليه ) . قال فانطلقنا فأتي رسول الله صلى الله عليه و سلم بنهب إبل فقيل ( أين هؤلاء الأشعريون ) . فأتينا فأمر لنا بخمس ذود غر الذرى قال فاندفعنا فقلت لأصحابي أتينا رسول الله صلى الله عليه و سلم نستحمله فحلف أن لا يحملنا ثم أرسل إلينا فحملنا نسي رسول الله صلى الله عليه و سلم يمينه والله لئن تغفلنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يمينه لا نفلح أبدا ارجعوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلنذكره يمينه فرجعنا فقلنا يا رسول الله أتيناك نستحملك فحلفت أن لا تحملنا ثم حملتنا فظننا أو فعرفنا أنك نسيت يمينك قال ( انطلقوا فإنما حملكم الله إني والله - إن شاء الله - لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خير وتحللتها )
تابعه حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة والقاسم بن عاصم الكليبي
حدثنا قتيبة حدثنا عبد الوهاب عن أيوب عن أبي قلابة والقاسم التميمي عن زهدم بهذا
حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب عن القاسم عن زهدم بهذا
[ ر 2964 ] (6/2471)
6343 - حدثني محمد بن عبد الله حدثنا عثمان بن عمر بن فارس أخبرنا ابن عون عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها وإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فأت الذي هو خير وكفر عن يمينك )
تابعه أشهل عن ابن عون
وتابعه يونس وسماك بن عطية وسماك بن حرب وحميد وقتادة ومنصور وهشام والربيع
[ ر 6248 ]
بسم الله الرحمن الرحيم (6/2472)
88 - كتاب الفرائض (6/2472)
وقول الله تعالى { يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له إخوة فلأمه السدس من بعد وصية يوصي بها أو دين آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما . ولكم نصف مما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها أو دين وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار وصية من الله والله عليم حليم } / النساء 11 - 12 /
[ ش ( الفرائض ) جمع فريضة بمعنى مفروضة من الفرض وهو القطع والتقدير والبيان . والمراد بها هنا المواريث وسميت بذلك لأنها مقدرات لأصحابها ومبينات في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه و سلم ومقطوعات لا تجوز الزيادة عليها ولا النقصان منها . ( يوصيكم . . ) يأمركم بالعدل بينهم . ( حظ ) نصيب . ( فوق اثنتين ) أي اثنتين فأكثر . ( من بعد وصية . . ) أي يأخذ الورثة سهامهم بعد وفاء ديون المتوفى وتنفيذ وصيته
( أيهم أقرب لكم نفعا ) لا تعلمون من أنفع لكم من مورثيكم الذي أوصى فعرضكم لثواب الآخرة بإمضاء الوصية أم الذي لم يوص وأبقى لكم المال تتمتعون به في الدنيا . ( فريضة ) أي ما بين من المواريث هو ما حكم به الله تعالى وقضاه . ( كلالة ) هو الذي يتوفى وليس له والد يرثه أو ولد . ( غير مضار ) لم يقصد به الإضرار بالورثة ] (6/2472)
6344 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول
: مرضت فعادني رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وهما ماشيان فأتياني وقد أغمي علي فتوضأ رسول الله صلى الله عليه و سلم فصب علي وضوءه فأفقت فقلت يا رسول الله كيف أصنع في مالي كيف أقضي في مالي فلم يجبني بشيء حتى نزلت آية الميراث
[ ر 191 ] (6/2473)
1 - باب تعليم الفرائض (6/2473)
وقال عقبة بن عامر تعلموا قبل الظانين . يعني الذين يتكلمون بالظن
[ ش ( قبل الظانين . . ) أي قبل اندراس العلم والعلماء . وبقاء الذين لا يعلمون شيئا ويتكلمون بمقتضى ظنونهم الفاسدة ] (6/2473)
6345 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا )
[ ر 4849 ] (6/2474)
2 - باب قول النبي صلى الله عليه و سلم ( لا نورث ما تركنا صدقة ) (6/2474)
6346 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة
: أن فاطمة والعباس عليهما السلام أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله صلى الله عليه و سلم وهما حينئذ يطلبان أرضيهما من فدك وسهمهما من خيبر فقال لهما أبو بكر سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال ) . قال أبو بكر والله لا أدع أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يصنعه فيه إلا صنعته قال فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت
حدثنا إسماعيل بن أبان أخبرنا ابن المبارك عن يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لا نورث ما تركنا صدقة )
[ ر 2926 ] (6/2474)
6347 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان وكان محمد بن جبير بن مطعم ذكر لي ذكرا من حديثه ذلك فانطلقت حتى دخلت عليه فسألته فقال
: انطلقت حتى أدخل على عمر فأتاه حاجبه يرفأ فقال هل لك في عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد ؟ قال نعم فأذن لهم ثم قال هل لك في علي وعباس ؟ قال نعم قال عباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا قال أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( لا نورث ما تركنا صدقة ) . يريد رسول الله صلى الله عليه و سلم نفسه فقال الرهط قد قال ذلك فأقبل على علي وعباس فقال هل تعلمان أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ذلك ؟ قالا قد قال ذلك . قال عمر فإني أحدثكم عن هذا الأمر إن الله قد كان خص رسوله صلى الله عليه و سلم في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحدا غيره فقال عز و جل { ما أفاء الله على رسوله - إلى قوله - قدير } . فكانت خالصة لرسول الله صلى الله عليه و سلم والله ما احتازها دونكم ولا استأثر بها عليكم لقد أعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال فكان النبي صلى الله عليه و سلم ينفق على أهله من هذا المال نفقة سنته ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله فعمل بذاك رسول الله صلى الله عليه و سلم حياته أنشدكم بالله هل تعلمون ذلك ؟ قالوا نعم ثم قال لعلي وعباس أنشدكما بالله هل تعلمان ذلك ؟ قالا نعم فتوفى الله نبيه صلى الله عليه و سلم فقال أبو بكر أنا ولي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقبضها فعمل بما عمل به رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم توفى الله أبا بكر فقلت أنا ولي ولي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقبضتها سنتين أعمل فيها ما عمل رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر ثم جئتماني وكلمتكما واحدة وأمركما جميع جئتني تسألني نصيبك من ابن أخيك وأتاني هذا يسألني نصيب امرأته من أبيها فقلت إن شئتما دفعتها إليكما بذلك فتلتمسان مني قضاء غير ذلك ؟ فوالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي فيها قضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة فإن عجزتما فادفعاها إلي فأنا أكفيكماها
[ ر 2748 ] (6/2474)
6348 - حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( لا يقتسم ورثتي دينارا ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤونة عاملي فهو صدقة )
[ ر 2624 ] (6/2475)
6349 - حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها
: أن أزواج النبي صلى الله عليه و سلم حين توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم أردن أن يبعثن عثمان إلى أبي بكر يسألنه ميراثهن فقالت عائشة أليس قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا نورث ما تركنا صدقة )
[ ر 2926 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب قول النبي صلى الله عليه و سلم لا نورث ما تركنا فهو صدقة رقم 1758 ] (6/2475)
3 - باب قول النبي صلى الله عليه و سلم ( من ترك مالا فلأهله ) (6/2475)
6350 - حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن ابن شهاب حدثني أبو سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن مات وعليه دين ولم يترك وفاء فعلينا قضاؤه ومن ترك مالا فلورثته )
[ ر 2176 ] (6/2476)
4 - باب ميراث الولد من أبيه وأمه (6/2476)
وقال زيد بن ثابت إذا ترك رجل أو امرأة بنتا فلها النصف وإن كانتا اثنتين أو أكثر فلهن الثلثان وإن كان معهن ذكر بدئ بمن شركهم فيؤتى فريضته فما بقي فللذكر مثل حظ الأنثيين
[ ش ( شركهم ) شارك الأولاد من الوارثين الذين لا يحجبون في هذه الحالة كالأبوين أو الزوج فيعطى فرضه المعين له وبعد ذلك تقسم التركة للذكر مثل حظ الأنثيين ] (6/2476)
6351 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فهو لأولى رجل ذكر )
[ 6345 - 6356 - 6365 ]
[ ش أخرجه مسلم في الفرائض باب ألحقوا الفرائض بأهلها رقم 1615
( ألحقوا الفرائض بأهلها ) أعطوا الأنصباء المقدرة في كتاب الله تعالى لأصحابها المستحقين لها . ( فما بقي ) فما زاد من التركة عن أصحاب الفروض . ( فلأولى ) لأقرب وارث من العصبات ] (6/2476)
5 - باب ميراث البنات (6/2476)
6352 - حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا الزهري قال أخبرني عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال
: مرضت بمكة مرضا فأشفيت منه على الموت فأتاني النبي صلى الله عليه و سلم يعودني فقلت يا رسول الله إن لي مالا كثيرا وليس يرثني إلا ابنتي أفأتصدق بثلثي مالي ؟ قال ( لا ) . قال قلت فالشطر ؟ قال ( لا ) . قلت الثلث ؟ قال ( الثلث كبير إنك إن تركت ولدك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس وإنك لن تنفق نفقة إلا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك ) . فقلت يا رسول الله أأخلف عن هجرتي ؟ فقال ( لن تخلف بعدي فتعمل عملا تريد به وجه الله إلا ازددت به رفعة ودرجة ولعلك أن تخلف بعدي حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون ولكن البائس سعد بن خولة ) . يرثي له رسول الله صلى الله عليه و سلم أن مات بمكة
قال سفيان وسعد بن خولة رجل من بني عامر بن لؤي
[ ر 56 ] (6/2476)
6353 - حدثني محمود بن غيلان حدثنا أبو النضر حدثنا أبو معاوية شيبان عن أشعث عن الأسود بن يزيد قال
: أتانا معاذ بن جبل باليمن معلما وأميرا فسألناه عن رجل توفي وترك ابنته وأخته فأعطى الابنة النصف والأخت النصف
[ 6360 ] (6/2477)
6 - باب ميراث ابن الابن إذا لم يكن ابن (6/2477)
وقال زيد ولد الأبناء بمنزلة الولد إذا لم يكن دونهم ولد ذكر ذكرهم كذكرهم وأنثاهم كأنثاهم يرثون كما يرثون ويحجبون كما يحجبون ولا يرث ولد الابن مع الابن (6/2477)
6354 - حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فهو لأولى رجل ذكر )
[ ر 6351 ] (6/2477)
7 - باب ميراث ابنة ابن مع ابنة (6/2477)
6355 - حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا أبو قيس سمعت هزيل بن شرحبيل قال
: سئل أبو موسى عن ابنة وابنة ابن وأخت فقال للابنة النصف وللأخت النصف وأت ابن مسعود فسيتابعني فسئل ابن مسعود وأخبر بقول أبي موسى فقال لقد ضللت إذا وما أنا من المهتدين أقضي فيها بما قضى النبي صلى الله عليه و سلم للابنة النصف ولابنة الابن السدس تكملة الثلثين وما بقي فللأخت فأتينا أبا موسى فأخبرناه بقول ابن مسعود فقال لا تسألوني ما دام هذا الحبر فيكم
[ 6361 ]
[ ش ( فسيتابعني ) يوافقني في قولي . ( لقد ضللت . . ) أي لو وافقته وقلت بحرمان بنت الابن لكنت ضالا لمخالفتي صريح السنة الثابتة عندي
( الحبر ) العالم الذي يحسن الكلام ويزينه والمراد ابن مسعود رضي الله عنه ] (6/2477)
8 - باب ميراث الجد مع الأب والإخوة (6/2477)
وقال أبو بكر وابن عباس وابن الزبير الجد أب . وقرأ ابن عباس { يا بني آدم } . { واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحق ويعقوب } / يوسف 38 /
ولم يذكر أن أحدا خالف أبا بكر في زمانه وأصحاب النبي صلى الله عليه و سلم متوافرون
وقال ابن عباس يرثني ابن ابني دون إخوتي ولا أرث أنا ابن ابني ؟
ويذكر عن عمر وعلي وابن مسعود وزيد أقاويل مختلفة
[ ش ( وقرأ ابن عباس ) أي محتجا على قول إن الجد أب فإنه أطلق على من ذكر آباء مع أنهم أجداد . ( خالف . . ) فيما قاله من قيام الجد مقام الأب
( متوافرون ) حاضرون وعددهم فيه كثرة وهذا إجماع سكوتي . ( أقاويل مختلفة ) أي في طريقة توريث الجد مع قولهم جميعا بتوريثه ويعرف هذا من كتب الفرائض ] (6/2477)
6356 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا وهيب عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فلأولى رجل ذكر )
[ ر 6351 ] (6/2478)
6357 - حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال
: أما الذي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لو كنت متخذا من هذه الأمة خليلا لاتخذته ولكن خلة الإسلام أفضل أو قال خير ) . فإنه أنزله أبا أو قال قضاه أبا
[ ر 455 ]
[ ش ( أنزله أبا ) أي أنزل الجد منزلة الأب عند فقده ] (6/2478)
9 - باب ميراث الزوج مع الولد وغيره (6/2478)
6358 - حدثنا محمد بن يوسف عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: كان المال للولد وكانت الوصية للوالدين فنسخ الله من ذلك ما أحب فجعل للذكر مثل حظ الأنثيين وجعل للأبوين لكل واحد منهما السدس وجعل للمرأة الثمن والربع وللزوج الشطر والربع
[ ر 2596 ] (6/2478)
10 - باب ميراث المرأة والزوج مع الولد وغيره (6/2478)
6359 - حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن أبي هريرة أنه قال
: قضى رسول الله صلى الله عليه و سلم في جنين امرأة من بني لحيان سقط ميتا بغرة عبد أو أمة ثم إن المرأة التي قضى لها بالغرة توفيت فقضى رسول الله صلى الله عليه و سلم بأن ميراثها لبنيها وزوجها وأن العقل على عصبتها
[ ر 5426 ]
[ ش ( العقل ) الدية . ( عصبتها ) القرابة من الرجال من جهة الأب ] (6/2478)
11 - باب ميراث الأخوات مع البنات عصبة (6/2478)
6360 - حدثنا بشر بن خالد حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان عن إبراهيم عن الأسود قال
: قضى فينا معاذ بن جبل على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم النصف للابنة والنصف للأخت . ثم قال سليمان قضى فينا ولم يذكر على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم
[ ر 6353 ] (6/2479)
6361 - حدثني عمرو بن عباس حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن أبي قيس عن هزيل قال
: قال عبد الله لأقضين فيها بقضاء النبي صلى الله عليه و سلم للابنة النصف ولابنة الابن السدس وما بقي فللأخت
[ ر 6355 ] (6/2479)
12 - باب ميراث الأخوات والإخوة (6/2479)
6362 - حدثنا عبد الله بن عثمان أخبرنا عبد الله أخبرنا شعبة عن محمد بن المنكدر قال سمعت جابرا رضي الله عنه قال
: دخل علي النبي صلى الله عليه و سلم وأنا مريض فدعا بوضوء فتوضأ ثم نضح علي من وضوئه فأفقت فقلت يا رسول الله إنما لي أخوات فنزلت آية الفرائض
[ ر 191 ] (6/2479)
13 - باب { يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وإن كانوا إخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شئ عليم } / النساء 176 / (6/2479)
[ ش ( يستفتونك ) يطلبون منك الفتوى وهي جواب الحادثة . ( يفتيكم ) يبين لكم حكم ما تستفتون عنه . ( هلك ) مات . ( حظ ) نصيب . ( أن تضلوا ) لئلا تضلوا أو كراهية أن تضلوا ] (6/2479)
6363 - حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحق عن البراء رضي الله عنه قال
: آخر آية نزلت خاتمة سورة النساء { يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة }
[ ر 4106 ] (6/2479)
14 - باب ابني عم أحدهما أخ للأم والآخر زوج (6/2479)
وقال علي للزوج النصف وللأخ من الأم السدس وما بقي بينهما نصفان
[ ش ( ابني عم . . ) صورة المسألة رجل تزوج بامرأة فجاءت منه بابن ثم تزوج بأخرى فجاءت منه بابن ثم طلق الثانية فتزوجها أخوه فجاءت منه ببنت . فهذه البنت أخت الابن الثاني لأمه وابنة عمه فتزوجت بالابن الأول وهو ابن عمها ثم ماتت وليس لها ورثة غير زوجها وأخيه من أبيه الذي هو ابن عمها أيضا . ( نصفان ) بطريق العصوبة لأنهما ابنا عم ] (6/2479)
6364 - حدثنا محمود أخبرنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن مات وترك مالا فماله لموالي العصبة ومن ترك كلا أو ضياعا فأنا وليه فلأدعى له )
[ ر 2176 ]
[ ش ( لموالي العصبة ) أي الموالي الذين هم العصبة والموالي هنا الأقرباء . ( فلأدعى له ) فادعوني له حتى أقوم بكله وضياعه . ] (6/2480)
6365 - حدثنا أمية بن بسطام حدثنا يزيد بن زريع عن روح عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( ألحقوا الفرائض بأهلها فما تركت الفرائض فلأولى رجل ذكر )
[ ر 6351 ] (6/2480)
15 - باب ذوي الأرحام (6/2480)
6366 - حدثني إسحق بن إبراهيم قال قلت لأبي أسامة حدثكم إدريس حدثنا طلحة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
: { ولكل جعلنا موالي } . { والذين عاقدت أيمانكم } . قال كان المهاجرون حين قدموا المدينة يرث الأنصاري المهاجري دون ذوي رحمه للأخوة التي آخى النبي صلى الله عليه و سلم بينهم فلما نزلت { ولكل جعلنا موالي } . قال نسختها { والذين عاقدت أيمانكم }
[ ر 2170 ] (6/2480)
16 - باب ميراث الملاعنة (6/2480)
6367 - حدثني يحيى بن قزعة حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
: أن رجلا لاعن امرأته في زمن النبي صلى الله عليه و سلم وانتفى من ولدها ففرق النبي صلى الله عليه و سلم بينهما وألحق الولد بالمرأة
[ ر 4471 ] (6/2480)
17 - باب الولد للفراش حرة كانت أو أمة (6/2480)
6368 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت
: كان عتبة عهد إلى أخيه سعد أن ابن وليدة زمعة مني فاقبضه إليك فلما كان عام الفتح أخذه سعد فقال ابن أخي عهد إلي فيه فقام عبد بن زمعة فقال أخي وابن وليدة أبي ولد على فراشه فتساوقا إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال سعد يا رسول الله ابن أخي قد كان عهد إلي فيه فقال عبد بن زمعة أخي وابن وليدة أبي ولد على فراشه فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( هو لك يا عبد بن زمعة الولد للفراش وللعاهر الحجر ) . ثم قال لسودة بنت زمعة ( احتجبي منه ) . لما رأى من شبهه بعتبة فما رآها حتى لقي الله
[ ر 1948 ] (6/2481)
6369 - حدثنا مسدد عن يحيى عن شعبة عن محمد بن زياد أنه سمع أبا هريرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( الولد لصاحب الفراش )
[ 6432 ]
[ ش أخرجه مسلم في الرضاع باب الولد للفراش وتوقي الشبهات رقم 1458
( الولد لصاحب الفراش ) يلحق من كانت المرأة فراشا له أي موطوءة له زوجة كانت أم أمة ] (6/2481)
18 - باب الولاء لمن أعتق وميراث اللقيط (6/2481)
وقال عمر اللقيط حر
[ ش ( اللقيط ) هو الصغير الذي يوجد في الطريق ولا يعرف له أهل فيحكم بحريته وإسلامه ] (6/2481)
6370 - حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت اشتريت بريرة
: فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( اشتريها فإن الولاء لمن أعتق ) . وأهدي لها شاة فقال ( هو لها صدقة ولنا هدية )
قال الحكم وكان زوجها حرا . وقول الحكم مرسل
وقال ابن عباس رأيته عبدا
[ ر 444 - 4976 ]
[ ش ( مرسل ) أي موقوف على الحكم وليس مرفوعا لعائشة رضي الله عنها ] (6/2481)
6371 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني مالك عن نافع عن ابن عمر
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( إنما الولاء لمن أعتق )
[ ر 2048 ] (6/2481)
19 - باب ميراث السائبة (6/2481)
6372 - حدثنا قبيصة بن عقبة حدثنا سفيان عن أبي قيس عن هزيل عن عبد الله قال
: إن أهل الإسلام لا يسيبون وإن أهل الجاهلية كانوا يسيبون
[ ش ( يسيبون ) يعتقون العبد أو الأمة على أنه لا ولاء لأحد عليه فقيل ميراثه لمعتقه وقيل للمسلمين ] (6/2482)
6373 - حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة عن منصور عن إبراهيم عن الأسود
: أن عائشة رضي الله عنها اشترت بريرة لتعتقها واشترط أهلها ولاءها فقالت يا رسول الله إني اشتريت بريرة لأعتقها وإن أهلها يشترطون ولاءها فقال ( أعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق ) . أو قال ( أعطى الثمن ) . قال فاشترتها فأعتقتها قال وخيرت فاختارت نفسها وقالت لو أعطيت كذا وكذا ما كنت معه
قال الأسود وكان زوجها حرا . قول الأسود منقطع
وقول ابن عباس رأيته عبدا أصح
[ ر 444 - 4976 ]
[ ش ( منقطع ) هو ما سقط من إسناده رجل وقيل هو ما روي عن التابعي موقوفا عليه . من قوله أو فعله ] (6/2482)
20 - باب إثم من تبرأ من مواليه (6/2482)
6374 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال قال علي رضي الله عنه
: ما عندنا كتاب نقرؤه إلا كتاب الله غير هذه الصحيفة قال فأخرجها فإذا فيها أشياء من الجراحات وأسنان الإبل قال وفيها ( المدينة حرم ما بين عير إلى ثور فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل . ومن والى قوما بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل . وذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين . لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل )
[ ر 1771 ]
[ ش ( ثور ) اسم جبل في المدينة ] (6/2482)
6375 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
: نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن بيع الولاء وعن هبته
[ ر 2398 ] (6/2482)
21 - باب إذا أسلم على يديه (6/2482)
وكان الحسن لا يرى له ولاية
وقال النبي صلى الله عليه و سلم ( الولاء لمن أعتق )
ويذكر عن تميم الداري رفعه قال هو أولى الناس بمحياه ومماته
واختلفوا في صحة هذا الخبر
[ ش ( الحسن . . ) البصري أي كان لا يرى للذي أسلم على يديه أحد ولاية عليه . ( رفعه ) أي إلى النبي صلى الله عليه و سلم . ( هو أولى الناس ) أي من أسلم على يديه رجل هو أولى بهذا المسلم . ( بمحياه ) بنصرته في حياته . ( ومماته ) أي بغسله وتكفينه والصلاة عليه . لا بالميراث وقيل بالميراث أيضا ] (6/2482)
6376 - حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن نافع عن ابن عمر
: أن عائشة أم المؤمنين أرادت أن تشتري جارية تعتقها فقال أهلها نبيعكها على أن ولاءها لنا فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( لا يمنعك ذلك فإنما الولاء لمن أعتق )
[ ر 2048 ] (6/2483)
6377 - حدثنا محمد أخبرنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت
: اشتريت بريرة فاشترط أهلها ولاءها . فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال ( أعتقيها فإن الولاء لمن أعطى الورق ) . قالت فأعتقتها . قالت فدعاها رسول الله صلى الله عليه و سلم فخيرها من زوجها فقالت لو أعطاني كذا وكذا ما بت عنده فاختارت نفسها
[ ر 444 ] (6/2483)
22 - باب ما يرث النساء من الولاء (6/2483)
6378 - حدثنا حفص بن عمر حدثنا همام عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
: أرادت عائشة أن تشتري بريرة فقالت للنبي صلى الله عليه و سلم إنهم يشترطون الولاء فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( اشتريها فإنما الولاء لمن أعتق )
[ ر 2048 ] (6/2483)
6379 - حدثنا ابن سلام أخبرنا وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( الولاء لمن أعطى الورق وولي النعمة )
[ ر 444 ]
[ ش ( ولي النعمة ) أي أعتق بعد إعطاء الثمن لأن ولاية النعمة التي تستحق بها الميراث لا تكون إلا بالعتق ] (6/2483)
23 - باب مولى القوم من أنفسهم وابن الأخت منهم (6/2483)
6380 - حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا معاوية بن قرة وقتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( مولى القوم أنفسهم ) . أو كما قال (6/2484)
6381 - حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( ابن أخت القوم منهم أو من أنفسهم )
[ ر 2977 ] (6/2484)
24 - باب ميراث الأسير (6/2484)
قال وكان شريح يورث الأسير في أيدي العدو ويقول هو أحوج إليه
وقال عمر بن عبد العزيز أجز وصية الأسير وعتاقه وما صنع في ماله ما لم يتغير عن دينه فإنما هو ماله يصنع فيه ما يشاء
[ ش ( أجز . . ) من الإجازة أي احكم بجوازها وصحتها ] (6/2484)
6382 - حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن عدي عن أبي حازم عن أبي هريرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( من ترك مالا فلورثته ومن ترك كلا فإلينا )
[ ر 2176 ] (6/2484)
25 - باب لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم (6/2484)
وإذا أسلم قبل أن يقسم الميراث فلا ميراث له (6/2484)
6383 - حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن شهاب عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما
: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم )
[ ش أخرجه مسلم في أول كتاب الفرائض رقم 1614 ] (6/2484)
26 - باب ميراث العبد النصراني والمكاتب النصراني وإثم من انتفى من ولده (6/2484)
[ بدون نص ] (6/2484)
27 - باب إثم من انتفى من ولده . ومن ادعى أخا أو ابن أخ (6/2484)
[ ش ( 26 - 27 ) قال العيني نقلا عن الكرماني هنا ثلاث تراجم متوالية باب ميراث العبد النصراني باب إثم من انتفى من ولده باب من ادعى أخا وقد ذكروا أن البخاري ترجم الأبواب وأراد أن يلحق بها الأحاديث ولم يتفق له . وخلى بين الترجمتين بياضا والنقلة ضموا البعض إلى البعض ] (6/2484)
6384 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت
: اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة في غلام فقال سعد هذا يا رسول الله ابن أخي عتبة بن أبي وقاص عهد إلي أنه ابنه انظر إلى شبهه وقال عبد بن زمعة هذا أخي يا رسول الله ولد على فراش أبي من وليدته فنظر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى شبهه فرأى شبها بينا بعتبة فقال ( هو لك يا عبد بن زمعة الولد للفراش وللعاهر الحجر واحتجبي منه يا سودة بنت زمعة ) . قالت فلم ير سودة قط
[ ر 1948 ] (6/2484)
28 - باب من ادعى إلى غير أبيه (6/2484)
6385 - حدثنا مسدد حدثنا خالد هو ابن عبد الله حدثنا خالد عن أبي عثمان عن سعد رضي الله عنه قال
: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام ) . فذكرته لأبي بكرة فقال وأنا سمعته أذناي ووعاه قلبي من رسول الله صلى الله عليه و سلم
[ ر 4071 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب بيان حال إيمان من رغب عن أبيه وهو يعلم رقم 63 ] (6/2485)
6386 - حدثنا أصبغ بن الفرج حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو عن جعفر بن ربيعة عن عراك عن أبي هريرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فهو كفر )
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب بيان حال إيمان من رغب عن أبيه وهو يعلم رقم 62
( لا ترغبوا عن آبائكم ) لا تعرضوا عن آبائكم الحقيقيين وتنتسبوا إلى غيرهم . ( كفر ) خرج عن الإسلام إن استحل ذلك أو المراد فقد كفر
بالنعمة إذ أنكر حق أبيه عليه ] (6/2485)
29 - باب إذا ادعت المرأة ابنا (6/2485)
6387 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب قال حدثنا أبو الزناد عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( كانت امرأتان معهما ابناهما جاء الذئب فذهب بابن إحداهما فقالت لصاحبتها إنما ذهب بابنك وقالت الأخرى إنما ذهب بابنك فتحاكمتا إلى داود عليه السلام فقضى به للكبرى فخرجتا على سليمان بن داود عليهما السلام فأخبرتاه فقال ائتوني بالسكين أشقه بينهما فقالت الصغرى لا تفعل يرحمك الله هو ابنها فقضى به للصغرى )
قال أبو هريرة والله إن سمعت بالسكين قط إلا يومئذ وما كنا نقول إلا المدية
[ ر 3244 ] (6/2485)
30 - باب القائف (6/2485)
6388 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت
: إن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل علي مسرورا تبرق أسارير وجهه فقال ( ألم تري أن مجززا نظر آنفا إلى زيد بن حارثة وأسامة بن زيد فقال إن هذه الأقدام بعضها من بعض )
[ ش أخرجه مسلم في الرضاع باب العمل بإلحاق القائف الولد رقم 1459
( آنفا ) الآن وقبل قليل من الوقت ] (6/2486)
6389 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت
: دخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم وهو مسرور فقال ( يا عائشة ألم تري أن مجززا المدلجي دخل فرأى أسامة وزيدا وعليهما قطيفة قد غطيا رؤوسهما وبدت أقدامهما فقال إن هذه الأقدام بعضها من بعض )
[ ر 3362 ]
[ ش ( قطيفة ) ثوب له خمل ]
بسم الله الرحمن الرحيم (6/2486)
89 - كتاب الحدود (6/2486)
1 - باب ما يحذر من الحدود الزنا وشرب الخمر (6/2486)
وقال ابن عباس ينزع منه نور الإيمان في الزنا
[ ش ( الحدود ) جمع حد وهو في اللغة المنع وما يحجز بين شيئين فيمنع من اختلاطهما وفي الشرع عقوبة مقدرة من الشارع وقد تطلق الحدود على نفس المعاصي ] (6/2486)
6390 - حدثني يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي هريرة
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم وهو مؤمن )
وعن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله إلا النهبة
[ ر 2343 ] (6/2487)
2 - باب ما جاء في ضرب شارب الخمر (6/2487)
6391 - حدثنا حفص بن عمر حدثنا هشام عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم ( ح ) . حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه
: أن النبي صلى الله عليه و سلم ضرب في الخمر بالجريد والنعال وجلد أبو بكر أربعين
[ 6394 ]
[ ش أخرجه مسلم في الحدود باب حد الخمر رقم 1706
( ضرب في الخمر ) أي بسبب شربه
( بالجريد ) أغصان النخيل المجردة من الورق ] (6/2487)
3 - باب من أمر بضرب الحد في البيت (6/2487)
6392 - حدثنا قتيبة حدثنا عبد الوهاب عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث قال
: جيء بالنعيمان أو بابن النعيمان شاربا فأمر النبي صلى الله عليه و سلم من كان بالبيت أن يضربوه قال فضربوه فكنت أنا فيمن ضربه بالنعال
[ ر 2191 ] (6/2487)
4 - باب الضرب بالجريد والنعال (6/2487)
6393 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا وهيب بن خالد عن أيوب عن عبد الله ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث
: أن النبي صلى الله عليه و سلم أتي بنعيمان أو بابن نعيمان وهو سكران فشق عليه وأمر من في البيت أن يضربوه فضربوه بالجريد والنعال وكنت فيمن ضربه
[ ر 2191 ]
[ ش ( فشق عليه ) أن يقع مثل ذلك من أحد أصحابه وكرهه وتألم له ] (6/2488)
6394 - حدثنا مسلم حدثنا هشام حدثنا قتادة عن أنس قال
: جلد النبي صلى الله عليه و سلم في الخمر بالجريد والنعال وجلد أبو بكر أربعين
[ ر 6391 ] (6/2488)
6395 - حدثنا قتيبة حدثنا أبو ضمرة أنس عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه
: أتي النبي صلى الله عليه و سلم برجل قد شرب قال ( اضربوه ) . قال أبو هريرة فمنا الضارب بيده والضارب بنعله والضارب بثوبه فلما انصرف قال بعض القوم أخزاك الله قال ( لا تقولوا هكذا لا تعينوا عليه الشيطان )
[ 6399 ]
[ ش ( أخزاك ) من الخزي وهو الذل والهوان . ( لا تعينوا عليه الشيطان ) بدعائكم عليه بالخزي فيتوهم أنه مستحق لذلك فيغتنم الشيطان هذا ليوقع في نفسه الوساوس ] (6/2488)
6396 - حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا خالد بن الحارث حدثنا سفيان حدثنا أبو حصين سمعت عمير بن سعيد النخعي قال
: سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال ما كنت لأقيم حدا على أحد فيموت فأجد في نفسي إلا صاحب الخمر فإنه لو مات وديته وذلك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يسنه
[ ش أخرجه مسلم في الحدود باب حد الخمر رقم 1707
( فأجد في نفسي ) ألما وحزنا وأخاف أن أكون ظلمته . ( وديته ) غرمت ديته لوليه . ( لم يسنه ) لم يقدر فيه حدا ] (6/2488)
6397 - حدثنا مكي بن إبراهيم عن الجعيد عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد قال
: كنا نؤتى بالشارب على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم وإمرة أبي بكر وصدرا من خلافة عمر فنقوم إليه بأيدينا ونعالنا وأرديتنا حتى كان آخر إمرة عمر فجلد أربعين حتى إذا عتوا وفسقوا جلد ثمانين
[ ش ( إمرة أبي بكر ) زمن خلافته وإمارته . ( أرديتنا ) جمع رداء وهو ثوب يستر أعالي الجسم . ( عتوا ) انهمكوا في الطغيان وبالغوا في الفساد
( فسقوا ) خرجوا عن الطاعة ولم يرتدعوا ] (6/2488)
5 - باب ما يكره من لعن شارب الخمر وأنه ليس بخارج من الملة (6/2488)
6398 - حدثنا يحيى بن بكير حدثني الليث قال حدثني خالد بن يزيد عن سعيد ابن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب
: أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه و سلم كان اسمه عبد الله وكان يلقب حمارا وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان النبي صلى الله عليه و سلم قد جلده في الشراب فأتي به يوما فأمر به فجلد فقال رجل من القوم اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( لا تلعنوه فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله )
[ ش ( يضحك رسول الله ) يفعل في حضرته ما يضحك ورد أنه كان يهدي للنبي صلى الله عليه و سلم سمنا أو عسلا فإذا جاء صاحبه يطلب قيمته منه قال للنبي صلى الله عليه و سلم أعط هذا ثمن متاعه فيبتسم النبي صلى الله عليه و سلم ويأمر بإعطاء الثمن له . ( في الشراب ) بسبب شربه الشراب . ( رجل ) قيل هو عمر رضي الله عنه . ( ما علمت ) لم أعلم منه ] (6/2489)
6399 - حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر حدثنا أنس بن عياض حدثنا ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال
: أتي النبي صلى الله عليه و سلم بسكران فأمر بضربه فمنا من يضربه بيده ومنا من يضربه بنعله ومنا من يضربه بثوبه فلما انصرف قال رجل ما له أخزاه الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم )
[ ر 6395 ] (6/2489)
6 - باب السارق حين يسرق (6/2489)
6400 - حدثني عمرو بن علي حدثنا عبد الله بن داود حدثنا فضيل بن غزوان عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لا يزني الزاني جين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن )
[ 6424 ]
[ ش ( وهو مؤمن ) أي والإيمان متمكن في قلبه مشع في نفسه إذ لو كان كذلك لحجزه عن المعصية ] (6/2489)
7 - باب لعن السارق إذا لم يسم (6/2489)
6401 - حدثنا عمرو بن حفص بن غياث حدثني أبي حدثنا الأعمش قال سمعت أبا صالح عن أبي هريرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده )
قال الأعمش كانوا يرون أنه بيض الحديد والحبل كانوا يرون أنه منها ما يسوى دراهم
[ 6414 ]
[ ش أخرجه مسلم في الحدود باب حد السرقة ونصابها رقم 1687
( يسرق البيضة ) أي فيعتاد السرقة فيسرق ما هو أكبر منها مما يساوي نصاب القطع فتقطع يده قيكون السبب الأول سرقته للبيضة . ( أنه ) أي مقصود النبي صلى الله عليه و سلم . ( بيض الحديد ) وهي الخوذة من الحديد يضعها المقاتل على رأسه ليحميه من الضربات . ( يسوى ) تبلغ قيمته ] (6/2489)
8 - باب الحدود كفارة (6/2489)
6402 - حدثنا محمد بن يوسف حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن أبي إدريس الخولاني عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال
: كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم في مجلس فقال ( بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا - وقرأ هذه الآية كلها - فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به فهو كفارته ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله عليه إن شاء غفر له وإن شاء عذبه )
[ ر 18 ] (6/2490)
9 - باب ظهر المؤمن حمى إلا في حد أو حق (6/2490)
[ ش ( حمى ) محمي ومحفوظ عن الإيذاء والضرب ] (6/2490)
6403 - حدثني محمد بن عبد الله حدثنا عاصم بن علي حدثنا عاصم بن محمد عن واقد بن محمد سمعت أبي قال عبد الله
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع ( ألا أي شهر تعلمونه أعظم حرمة ) . قالوا ألا شهرنا هذا قال ( ألا أي بلد تعلمونه أعظم حرمة ) . قالوا ألا بلدنا هذا قال ( ألا أي يوم تعلمونه أعظم حرمة ) . قالوا ألا يومنا هذا قال ( فإن الله تبارك وتعالى قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم إلا بحقها كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ألا هل بلغت ) . ثلاثا كل ذلك يجيبونه ألا نعم قال ( ويحكم أو ويلكم لا ترجعن بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض )
[ ر 1655 ]
[ ش ( أعظم حرمة ) أكثر منعا من الإساءة فيه . ( بحقها ) أي إلا إذا صدر من أحدكم تصرف فيه اعتداء على هذه الحرمات فيباح النيل منه بالمقابل قصاصا ] (6/2490)
10 - باب إقامة الحدود والانتقام لحرمات الله (6/2490)
6404 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت
: ما خير النبي صلى الله عليه و سلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يأثم فإذا كان الإثم كان أبعدهما منه والله ما انتقم لنفسه في شيء يؤتى إليه قط حتى تنتهك حرمات الله فينتقم لله
[ ر 3367 ] (6/2491)
11 - باب إقامة الحدود على الشريف والوضيع (6/2491)
6405 - حدثنا أبو الوليد حدثنا الليث عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة
: أن أسامة كلم النبي صلى الله عليه و سلم في امرأة فقال ( إنما هلك من كان قبلكم أنهم كانوا يقيمون الحد على الوضيع ويتركون على الشريف والذي نفسي بيده لو فاطمة فعلت ذلك لقطعت يدها )
[ ر 2505 ]
[ ش ( الوضيع ) الضعيف الذي لا شأن له في قومه لفقر ونحوه . ( ويتركون على الشريف ) ويتركون إقامة الحد على الشريف ] (6/2491)
12 - كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان (6/2491)
6406 - حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا الليث عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها
: أن قريشا أهمتهم المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا من يكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن يجترئ عليه إلا أسامة حب رسول الله صلى الله عليه و سلم فكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( أتشفع في حد من حدود الله ) . ثم قام فخطب قال ( يا أيها الناس إنما ضل من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف فيهم أقاموا عليه الحد وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها )
[ ر 2505 ] (6/2491)
13 - باب قول الله تعالى { والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما } / المائدة 38 / . وفي كم يقطع (6/2491)
وقطع علي من الكف
وقال قتادة في امرأة سرقت فقطعت شمالها ليس إلا ذلك
[ ش ( ليس . . ) أي لا يجب عليها غير ذلك ويجزئ عن قطع يمينها ] (6/2491)
6407 - حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن عمرة عن عائشة
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( تقطع اليد في ربع دينار فصاعدا )
وتابعه عبد الرحمن بن خالد وابن أخي الزهري ومعمر عن الزهري
حدثنا إسماعيل بن أبي أويس عن ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير وعمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( تقطع يد السارق في ربع دينار )
حدثنا عمران بن ميسرة حدثنا عبد الوارث حدثنا الحسين عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري عن عمرة بنت عبد الرحمن حدثته أن عائشة رضي الله عنها حدثتهم عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( تقطع اليد في ربع دينار )
[ ش أخرجه مسلم في الحدود باب حد السرقة ونصابها رقم 1684
( في ربع دينار ) أي في سرقته أو سرقة ما تبلغ قيمته ذلك . ( فصاعدا ) فما زاد وصعد عنه ] (6/2492)
6408 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه قال أخبرتني عائشة
: أن يد السارق لم تقطع على عهد النبي صلى الله عليه و سلم إلا في ثمن مجن حجفة أو ترس
حدثنا عثمان حدثنا حميد بن عبد الرحمن حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة مثله
[ ش أخرجه مسلم في الحدود باب حد السرقة ونصابها رقم 1685
( مجن ) من الاجتنان وهو الاستتار وهو الترس لأن صاحبه يستتر به ويختفي وراءه . ( الحجفة ) الدرقة مثل الترس ولكنها قد تكون من خشب أو عظم وتغلف بالجلد ونحوه . والترس كالحجفة يطابق فيه بين جلدين ] (6/2492)
6409 - حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
: لم تكن تقطع يد السارق في أدنى من حجفة أو ترس كل واحد منهما ذو ثمن
رواه وكيع وابن إدريس عن هشام عن أبيه مرسلا (6/2492)
6410 - حدثني يوسف بن موسى حدثنا أبو أسامة قال هشام بن عروة أخبرنا عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
: لم تقطع يد سارق على عهد النبي صلى الله عليه و سلم في أدنى من ثمن المجن ترس أو حجفة وكان كل واحد منهما ذا ثمن (6/2492)
6411 - حدثنا إسماعيل حدثني مالك بن أنس عن نافع مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قطع في مجن ثمنه ثلاثة دراهم
تابعه محمد بن إسحق . وقال الليث حدثني نافع قيمته
[ ش أخرجه مسلم في الحدود باب حد السرقة ونصابها رقم 1686 ] (6/2493)
6412 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن ابن عمر قال
: قطع النبي صلى الله عليه و سلم في مجن ثمنه ثلاثة دراهم
حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله قال حدثني نافع عن عبد الله قال قطع النبي صلى الله عليه و سلم في مجن ثمنه ثلاثة دراهم (6/2493)
6413 - حدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا أبو ضمرة حدثنا موسى بن عقبة عن نافع أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال
: قطع النبي صلى الله عليه و سلم يد السارق في مجن ثمنه ثلاثة دراهم (6/2493)
6414 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش قال سمعت أبا صالح قال سمعت أبا هريرة قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده )
[ ر 6401 ] (6/2493)
14 - باب توبة السارق (6/2493)
6415 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة
: أن النبي صلى الله عليه و سلم قطع يد امرأة قالت عائشة وكانت تأتي بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى النبي صلى الله عليه و سلم فتابت وحسنت توبتها
[ ر 2505 ] (6/2493)
6416 - حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا هشام بن يوسف أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي إدريس عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال
: بايعت رسول الله صلى الله عليه و سلم في رهط فقال ( أبايعكم على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوني في معروف فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فأخذ به في الدنيا فهو كفارة له وطهور ومن ستره الله فذلك إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له )
قال أبو عبد الله إذا تاب السارق بعدما قطعت يده قبلت شهادته وكل محدود كذلك إذا تاب قبلت شهادته
[ ر 18 ]
[ ش ( فأخذ به ) عوقب بسببه . ( كفارة له وطهور ) محو للذنب وتطهير للنفس من إثمه ]
بسم الله الرحمن الرحيم (6/2494)
90 - كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة (6/2494)
وقول الله تعالى { إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض } / المائدة 33 /
[ ش ( جزاء ) عقوبة . ( يحاربون . . ) يخالفون أمرهما بالاعتداء على الأنفس والأموال ونحوها . ( يسعون . . ) يكثرون الفساد في الأرض بإثارة الرعب وقتل الأنفس وسلب الأموال . ( من خلاف ) يخالف بينهما فتقطع اليد اليمنى مع الرجل اليسرى والرجل اليمنى مع اليد اليسرى . ( ينفوا ) يبعدوا ويغربوا أو يحبسوا أو يحجزوا ] (6/2494)
6417 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو قلابة الجرمي عن أنس رضي الله عنه قال
: قدم على النبي صلى الله عليه و سلم نفر من عكل فأسلموا فاجتووا المدينة فأمرهم أن يأتوا إبل الصدقة فيشربوا من أبوالها وألبانها ففعلوا فصحوا فارتدوا وقتلوا رعاتها واستاقوا الإبل فبعث في آثارهم فأتي بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم ثم لم يحسمهم حتى ماتوا
[ ر 231 ]
[ ش ( سمل أعينهم ) فقأها وأذهب ما فيها . ( يحسمهم ) حسم العرق كواه بالنار لينقطع دمه ويمكن أن يكون القطع بعملية جراحية شريطة عدم وضع المخدر ليشعر بالألم ويحصل له الزجر ] (6/2495)
1 - باب لم يحسم النبي صلى الله عليه و سلم المحاربين من أهل الردة حتى هلكوا (6/2495)
6418 - حدثنا محمد بن الصلت أبو يعلى حدثنا الوليد حدثني الأوزاعي عن يحيى عن أبي قلابة عن أنس
: أن النبي صلى الله عليه و سلم قطع العرنيين ولم يحسمهم حتى ماتوا
[ ر 231 ] (6/2495)
2 - باب لم يسق المرتدون المحاربون حتى ماتوا (6/2495)
6419 - حدثنا موسى بن إسماعيل عن وهيب عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه قال
: قدم رهط من عكل على النبي صلى الله عليه و سلم كانوا في الصفة فاجتووا المدينة فقالوا يا رسول الله أبغنا رسلا فقال ( ما أجد لكم إلا أن تلحقوا بإبل رسول الله صلى الله عليه و سلم ) . فأتوها فشربوا من ألبانها وأبوالها حتى صحوا وسمنوا وقتلوا الراعي واستاقوا الذود فأتى النبي صلى الله عليه و سلم الصريخ فبعث الطلب في آثارهم فما ترجل النهار حتى أتي بهم فأمر بمسامير فأحميت فكحلهم وقطع أيديهم وأرجلهم وما حسمهم ثم ألقوا في الحرة يستسقون فما سقوا حتى ماتوا
قال أبو قلابة سرقوا وقتلوا وحاربوا الله ورسوله
[ ر 231 ]
[ ش ( كانوا في الصفة ) نزلوا فيها . والصفة سقيفة في مسجد النبي صلى الله عليه و سلم كانت مسكن الغرباء والفقراء . ( فكحلهم ) أي جعل المسامير المحماة في أعينهم كالمكحلة حتى يذهب بصرهم ] (6/2495)
3 - باب سمر النبي صلى الله عليه و سلم أعين المحاربين (6/2495)
6420 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك
: أن رهطا من عكل أو قال عرينة ولا أعلمه إلا قال من عكل قدموا المدينة فأمر لهم النبي صلى الله عليه و سلم بلقاح وأمرهم أن يخرجوا فيشربوا من أبوالها وألبانها فشربوا حتى إذا برئوا قتلوا الراعي واستاقوا النعم فبلغ النبي صلى الله عليه و سلم غدوة فبعث الطلب في إثرهم فما ارتفع النهار حتى جئ بهم فأمر بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم فألقوا بالحرة يستسقون فلا يسقون
قال أبو قلابة هؤلاء قوم سرقوا وقتلوا وكفروا بعد إيمانهم وحاربوا الله ورسوله
[ ر 231 ]
[ ش ( غدوة ) أي جاءه الخبر في وقت الغدوة وهي من طلوع الشمس حتى الظهر ] (6/2496)
4 - باب فضل من ترك الفواحش (6/2496)
6421 - حدثنا محمد بن سلام أخبرنا عبد الله عن عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل ذكر الله في خلاء ففاضت عيناه ورجل قلبه معلق في المسجد ورجلان تحابا في الله ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه )
[ ر 629 ] (6/2496)
6422 - حدثنا محمد بن أبي بكر حدثنا عمر بن علي . وحدثني خليفة حدثنا عمر بن علي حدثنا أبو حازم عن سهل بن سعد الساعدي
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( من توكل لي ما بين رجليه وما بين لحييه توكلت له بالجنة )
[ ر 6109 ]
[ ش ( توكل ) تكفل وأصل التوكيل الاعتماد على الشيء والوثوق به ] (6/2497)
5 - باب إثم الزناة (6/2497)
وقول الله تعالى { ولا يزنون } / الفرقان 68 / . { ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا } / الإسراء 32 /
[ ش ( فاحشة ) هي ما يشتد قبحه من الذنوب قولا أو فعلا
( ساء سبيلا ) قبح مسلكا وطريقا ] (6/2497)
6423 - أخبرنا داود بن شبيب حدثنا همام عن قتادة أخبرنا أنس بن مالك قال لأحدثنكم حديثا لا يحدثكموه أحد بعدي سمعته من النبي صلى الله عليه و سلم
: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( لا تقوم الساعة - وإما قال من أشراط الساعة - أن يرفع العلم ويظهر الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا ويقل الرجال ويكثر النساء حتى يكون للخمسين امرأة القيم الواحد )
[ ر 80 ] (6/2497)
6424 - حدثنا محمد بن المثنى أخبرنا إسحق بن يوسف أخبرنا الفضيل بن غزوان عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب حين يشرب وهو مؤمن ولا يقتل وهو مؤمن ) . قال عكرمة قلت لابن عباس كيف ينزع الإيمان منه ؟ قال هكذا وشبك بين أصابعه ثم أخرجها فإن تاب عاد إليه هكذا وشبك بين أصابعه
[ ر 6400 ] (6/2497)
6425 - حدثنا آدم حدثنا شعبة عن الأعمش عن ذكوان عن أبي هريرة قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب حين يشربها وهو مؤمن والتوبة معروضة بعد )
[ ر 2343 ]
[ ش ( والتوبة معروضة بعد ) باب التوبة مفتوح على من ارتكب هذه المعاصي بعد فعلها ] (6/2497)
6426 - حدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا سفيان قال حدثني منصور وسليمان عن أبي وائل عن أبي ميسرة عن عبد الله رضي الله عنه قال
: قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم ؟ قال ( أن تجعل لله ندا وهو خلقك ) . قلت ثم أي ؟ قال ( أن تقتل ولدك من أجل أن يطعم معك ) . قلت ثم أي ؟ قال ( أن تزاني حليلة جارك )
قال يحيى وحدثنا سفيان حدثني واصل عن أبي وائل عن عبد الله قلت يا رسول الله مثله
قال عمرو فذكرته لعبد الرحمن وكان حدثنا عن سفيان عن الأعمش ومنصور وواصل عن أبي وائل عن أبي ميسرة قال دعه دعه
[ ر 4207 ]
[ ش ( من أجل أن يطعم ) أي لأنه يأكل معك ويكلفك نفقة فتقتله حتى تتخلص من ذلك . ( دعه دعه ) أي قال عبد الرحمن بن مهدي دع هذا الإسناد الذي فيه ذكر أبي ميسرة بن أبي وائل وعبد الله بن مسعود لأن هذا الحديث لم يروه أبو وائل عنه بدون واسطة ] (6/2497)
6 - باب رجم المحصن (6/2497)
وقال الحسن من زنى بأخته حده حد الزاني (6/2497)
6427 - حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا سلمة بن كهيل قال سمعت الشعبي يحدث
: عن علي رضي الله عنه حين رجم المرأة يوم الجمعة وقال قد رجمتها بسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم
[ ش ( المرأة ) شراحة بنت مالك الهمدانية قيل جلدها يوم الخميس ورجمها يوم الجمعة فقيل له أجمعت بين حدين عليها فقال جلدتها بكتاب الله ورجمتها بسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم . أي إن الجلد ثابت في القرآن والرجم ثابت في السنة والجمهور على أنه لا يجمع بين الجلد والرجم ] (6/2498)
6428 - حدثني إسحق حدثنا خالد عن الشيباني سألت عبد الله بن أبي أوفى
: هل رجم رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال نعم قلت قبل سورة النور أم بعد ؟ قال لا أدري
[ 6449 ]
[ ش أخرجه مسلم في الحدود باب رجم اليهود أهل الذمة في الزنا رقم 1702
( قبل سورة النور ) أي قبل نزول الآيات التي في سورة النور والتي تبين عقوبة الجلد للزاني . قال العيني قد وقع الدليل على أن الرجم وقع بعد سورة النور لأن نزولها كان في قصة الإفك واختلف هل كان سنة أربع أو خمس أو ست والرجم كان بعد ذلك وقد حضره أبو هريرة رضي الله عنه . وإنما أسلم سنة سبع ] (6/2498)
6429 - حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن ابن شهاب قال حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله الأنصاري
: أن رجلا من أسلم أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فحدثه أنه قد زنى فشهد على نفسه أربع شهادات فأمر به رسول الله صلى الله عليه و سلم فرجم وكان قد أحصن
[ ر 4969 ] (6/2498)
7 - باب لا يرجم المجنون والمجنونة (6/2498)
وقال علي لعمر أما علمت أن القلم رفع عن المجنون حتى يفيق وعن الصبي حتى يدرك وعن النائم حتى يستيقظ
[ ش ( يفيق ) يصحو من جنونه . ( يدرك ) يبلغ وهو معنى يحتلم ] (6/2498)
6430 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو في المسجد فناداه فقال يا رسول الله إني زنيت فأعرض عنه حتى ردد عليه أربع مرات فلما شهد على نفسه أربع شهادات دعاه النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( أبك جنون ) . قال لا قال ( فهل أحصنت ) . قال نعم فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( اذهبوا به فارجموه )
قال ابن شهاب فأخبرني من سمع جابر بن عبد الله قال فكنت فيمن رجمه فرجمناه بالمصلى فلما أذلقته الحجارة هرب فأدركناه بالحرة فرجمناه
[ ر 4970 ]
[ ش أخرجه مسلم في الحدود باب من اعترف على نفسه بالزنا رقم 1691 ] (6/2499)
8 - باب للعاهر الحجر (6/2499)
6431 - حدثنا أبو الوليد حدثنا الليث عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت
: اختصم سعد وابن زمعة فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( هو لك يا عبد بن زمعة الولد للفراش واحتجبي منه يا سودة ) . زاد لنا قتيبة عن الليث ( وللعاهر الحجر )
[ ر 1948 ] (6/2499)
6432 - حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( الولد للفراش وللعاهر الحجر )
[ ر 6369 ] (6/2499)
9 - باب الرجم في البلاط (6/2499)
6433 - حدثنا محمد بن عثمان حدثنا خالد بن مخلد عن سليمان حدثني عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
: أتي رسول الله صلى الله عليه و سلم بيهودي ويهودية قد أحدثا جميعا فقال لهم ( ما تجدون في كتابكم ) . قالوا إن أحبارنا أحدثوا تحميم الوجه والتجبية قال عبد الله بن سلام ادعهم يا رسول الله بالتوراة فأتي بها فوضع أحدهم يده على آية الرجم وجعل يقرأ ما قبلها وما بعدها فقال له ابن سلام ارفع يدك فإذا آية الرجم تحت يده فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه و سلم فرجما
قال ابن عمر فرجما عند البلاط فرأيت اليهودي أجنأ عليها
[ ر 1264 ]
[ ش أخرجه مسلم في الدود باب رجم اليهود أهل الذمة في الزنا رقم 1699
( التجبية ) الإركاب معكوسا وقيل أن يحمل الزانيان على حمار مخالفا بين وجوههما . ( البلاط ) موضع إلى جانب المسجد كان مفروشا بالبلاط ] (6/2499)
10 - باب الرجم بالمصلى (6/2499)
6434 - حدثني محمود حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر
: أن رجلا من أسلم جاء النبي صلى الله عليه و سلم فاعترف بالزنا فأعرض عنه النبي صلى الله عليه و سلم حتى شهد على نفسه أربع مرات قال له النبي صلى الله عليه و سلم ( أبك جنون ) . قال لا قال ( آحصنت ) . قال نعم فأمر به فرجم بالمصلى فلما أذلقته الحجارة فر فأدرك فرجم حتى مات . فقال له النبي صلى الله عليه و سلم خيرا وصلى عليه
لم يقل يونس وابن جريج عن الزهري فصلى عليه
سئل أبو عبد الله هل قوله فصلى عليه يصح أم لا ؟ قال رواه معمر قيل له رواه غير معمر ؟ قال لا
[ ر 4969 ]
[ ش ( خيرا ) عند مسلم أنه قال فيه لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم وورد غير ذلك ] (6/2500)
11 - باب من أصاب ذنبا دون الحد فأخبر الإمام فلا عقوبة عليه بعد التوبة إذا جاء مستفتيا (6/2500)
قال عطاء لم يعاقبه النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 6437 ]
وقال ابن جريج ولم يعاقب الذي جامع في رمضان
ولم يعاقب عمر صاحب الظبي
وفيه عن أبي عثمان عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 503 ]
[ ش ( صاحب الظبي ) أي الذي اصطاد ظبيا وهو محرم وهو قبيصة بن جابر رضي الله عنه ] (6/2500)
6435 - حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه
: أن رجلا وقع بامرأته في رمضان فاستفتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( هل تجد رقبة ) . قال لا قال ( هل تستطيع صيام شهرين ) . قال لا قال ( فأطعم ستين مسكينا )
[ ر 1834 ] (6/2501)
6436 - وقال الليث عن عمرو بن الحارث عن عبد الرحمن بن القاسم عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة
: أتى رجل النبي صلى الله عليه و سلم في المسجد قال احترقت قال ( مم ذاك ) . قال وقعت بامرأتي في رمضان قال له ( تصدق ) . قال ما عندي شيء فجلس وأتاه إنسان يسوق حمارا ومعه طعام - قال عبد الرحمن ما أدري ما هو - إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( أين المحترق ) . فقال ها أنا ذا قال ( خذ هذا فتصدق به ) . قال على أحوج مني ما لأهلي طعام ؟ قال ( فكلوه )
قال أبو عبد الله الحديث الأول أبين قوله ( أطعم أهلك )
[ ر 1833 ]
[ ش أخرجه مسلم في الصيام باب تغليظ تحريم الجماع في نهار رمضان على الصائم رقم 1112
( وقعت بامرأتي ) جامعتها . ( تصدق ) أي بعد أن أخبر بعجزه عن العتق والصوم . ( الأول ) حديث أبي عثمان النهدي . ( أبين ) أوضح شيء في الباب ] (6/2501)
12 - باب إذا أقر بالحد ولم يبين هل للإمام أن يستر عليه (6/2501)
6437 - حدثني عبد القدوس بن محمد حدثني عروة بن عاصم الكلابي حدثنا همام بن يحيى حدثنا إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
: كنت عند النبي صلى الله عليه و سلم فجاءه رجل فقال يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي قال ولم يسأله عنه قال وحضرت الصلاة فصلى مع النبي صلى الله عليه و سلم فلما قضى النبي صلى الله عليه و سلم الصلاة قام إليه رجل فقال يا رسول الله إني أصبت حدا فأقم في كتاب الله قال ( أليس قد صليت معنا ) . قال نعم قال ( فإن الله قد غفر لك ذنبك أو قال حدك )
[ ش أخرجه مسلم في التوبة باب قوله إن الحسنات يذهبن السيئات رقم 2764
( أصبت حدا ) فعلت فعلا يوجب الحد . ( كتاب الله ) أي حكم كتاب الله تعالى . ( حدك ) إثم الذنب الذي يوجب الحد ] (6/2501)
13 - باب هل يقول الإمام للمقر لعلك لمست أو غمزت (6/2501)
6438 - حدثني عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت يعلى بن حكيم عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: لما أتى ماعز بن مالك النبي صلى الله عليه و سلم قال له ( لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت ) . قال لا يا رسول الله قال ( أنكتها ) . لا يكني قال فعند ذلك أمر برجمه
[ ش ( لما أتى ماعز ) أي واعترف بالزنا وانظر 4969 وأطرافه
( غمزت ) أي فظننت أن هذا زنا والغمز هو الجس برؤوس الأصابع أو وضع اليد على العضو أو هو إشارة العين . ( لا يكني ) أي صرح بهذا اللفظ ولم يكن عنه بما يدل عليه وفي معناه ] (6/2502)
14 - باب سؤال الإمام المقر هل أحصنت (6/2502)
6439 - حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن ابن المسيب وأبي سلمة أن أبا هريرة قال
: أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل من الناس وهو في المسجد فناداه يا رسول الله إني زنيت يريد نفسه فأعرض عنه النبي صلى الله عليه و سلم فتنحى لشق وجهه الذي أعرض قبله فقال يا رسول الله إني زنيت فأعرض عنه فجاء لشق وجه النبي صلى الله عليه و سلم الذي أعرض عنه فلما شهد على نفسه أربع شهادات دعاه النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( أبك جنون ) . قال لا يا رسول الله فقال ( أحصنت ) . قال نعم يا رسول الله قال ( اذهبوا به فارجموه )
قال ابن شهاب أخبرني من سمع جابرا قال فكنت فيمن رجمه فرجمناه بالمصلى فلما أذلقته الحجارة جمز حتى أدركناه بالحرة فرجمناه
[ ر 4970 ]
[ ش ( رجل من الناس ) يعني ليس من أكابر الناس ولا من المشهورين فيهم . ( يريد نفسه ) أي لم يكن مستفتيا عن غيره مسندا ذلك إلى نفسه على سبيل الفرض كما هو عادة المستفتي لغيره ] (6/2502)
15 - باب الاعتراف بالزنا (6/2502)
6440 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال حفظناه من في الزهري قال أخبرني عبيد الله أنه سمع أبا هريرة وزيد بن خالد قالا
: كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم فقام رجل فقال أنشدك الله إلا قضيت بيننا بكتاب الله فقام خصمه وكان أفقه منه فقال اقض بيننا بكتاب الله وأذن لي ؟ قال ( قل ) . قال إن ابني كان عسيفا على هذا فزنى بامرأته فافتديت منه بمائة شاة وخادم ثم سألت رجالا من أهل العلم فأخبروني أن على ابني جلد مائة وتغريب عام وعلى امرأته الرجم . فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله جل ذكره المائة شاة والخادم رد وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام واغد يا أنيس على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها ) . فغدا عليها فاعترفت فرجمها
قلت لسفيان لم يقل فأخبروني أن على ابني الرجم ؟ فقال أشك فيها من الزهري فربما قلتها وربما سكت
[ ر 2190 ] (6/2502)
6441 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: قال عمر لقد خشيت أن يطول بالناس زمان حتى يقول قائل لا نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ألا وإن الرجم حق على من زنى وقد أحصن إذا قامت البينة أو كان الحمل أو الاعتراف - قال سفيان كذا حفظت - ألا وقد رجم رسول الله صلى الله عليه و سلم ورجمنا بعده
[ ر 2330 ]
[ ش ( يطول بالناس زمان ) يمضي عليهم زمان طويل بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم . ( لا نجد الرجم ) أي لا نجد حكمه أو مشروعيته
( فريضة ) حكم مقدر ومشروع ومفروض العمل به . ( أنزلها الله ) في كتابه ثم نسخت قراءتها وبقي حكمها . أو المراد بينها على لسان نبيه صلى الله عليه و سلم . ( أحصن ) تزوج . ( البينة ) الشهود . ( كان الحمل ) ثبت الحمل أو ظهر . ( الاعتراف ) الإقرار على نفسه بالزنا ] (6/2503)
16 - باب رجم الحبلى في الزنا إذا أحصنت (6/2503)
6442 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثني إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس قال
: كنت أقرئ رجالا من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف فبينما أنا في منزله بمنى وهو عند عمر بن الخطاب في آخر حجة حجها إذ رجع إلي عبد الرحمن فقال لو رأيت رجلا أتى أمير المؤمنين اليوم فقال يا أمير المؤمنين هل لك في فلان ؟ يقول لو قد مات عمر لقد بايعت فلانا فوالله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة فتمت فغضب عمر ثم قال إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمورهم . قال عبد الرحمن فقلت يا أمير المؤمنين لا تفعل فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كل مطير وأن لا يعوها وأن لا يضعوها على مواضعها فأمهل حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس فتقول ما قلت متمكنا فيعي أهل العلم مقالتك ويضعونها على مواضعها . فقال عمر والله - إن شاء الله - لأقومن بذلك أو ل مقام أقومه بالمدينة . قال ابن عباس فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة فلما كان يوم الجمعة عجلت الرواح حين زاغت الشمس حتى أجد سعيد بن زيد بن عمرو ابن نفيل جالسا إلى ركن المنبر فجلست حوله تمس ركبتي ركبته فلم أنشب أن خرج عمر بن الخطاب فلما رأيته مقبلا قلت لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ليقولن العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف فأنكر علي وقال ما عسيت أن يقول ما لم يقل قبله فجلس عمر على المنبر فلما سكت المؤذنون قام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن أقولها لا أدري لعلها بين يدي أجلي فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحل لأحد أن يكذب علي إن الله بعث محمدا صلى الله عليه و سلم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل الله آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها رجم رسول الله صلى الله عليه و سلم ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم أو إن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم . ألا ثم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( لا تطروني كما أطري عيسى بن مريم وقولوا عبد الله ورسوله )
ثم إنه بلغني قائل منكم يقول والله لو قد مات عمر بايعت فلانا فلا يغترن امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت ألا وإنها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها وليس فيكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر من بايع رجلا من غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي تابعه تغرة أن يقتلا وإنه قد كان من خبرنا حين توفى الله نبيه صلى الله عليه و سلم أن الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة وخالف عنا علي والزبير ومن معهما واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر فقلت لأبي بكر يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار فانطلقنا نريدهم فلما دنونا منهم لقينا منهم رجلان صالحان فذكرا ما تمالأ عليه القوم فقالا أين تريدون يا معشر المهاجرين ؟ فقلنا نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار فقالا لا عليكم أن لا تقربوهم اقضوا أمركم فقلت والله لنأتينهم فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة فإذا رجل مزمل بين ظهرانيهم فقلت من هذا ؟ فقالوا هذا سعد بن عبادة فقلت ما له ؟ قالوا يوعك فلما جلسنا قليلا تشهد خطيبهم فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام وأنتم معشر المهاجرين رهط وقد دفت دافة من قومكم فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا وأن يحضنونا من الأمر . فلما سكت أردت أن أتكلم وكنت قد زورت مقالة أعجبتني أردت أن أقدمها بين يدي أبي بكر وكنت أداري منه بعض الحد فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر على رسلك فكرهت أن أغضبه فتكلم أبو بكر فكان هو أحلم مني وأوقر والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها حتى سكت فقال ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل ولن يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسبا ودارا وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا فلم أكره مما قال غيرها كان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر اللهم إلا أن تسول لي نفسي عند الموت شيئا لا أجده الآن . فقال قائل من الأنصار أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش . فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى فرقت من الاختلاف فقلت ابسط يدك يا أبا بكر فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون ثم بايعته الأنصار . ونزونا على سعد بن عبادة فقال قائل منهم قتلتم سعد بن عبادة فقلت قتل الله سعد بن عبادة قال عمر وإنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا رجلا منهم بعدنا فإما بايعناهم على ما لا نرضى وإما نخالفهم فيكون فساد فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا
[ ر 2330 ]
[ ش أخرجه مسلم في الحدود باب رجم الثيب في الزنا رقم 1691
( أقرئ ) قرآنا . ( هل لك في فلان ) ألا أخبرك بما قال . ( فلانا ) يعني طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه . ( فلتة ) فجأة من غير تدبر ووقعت من غير مشورة من جميع من كان ينبغي أن يشاور . ( غوغاءهم ) السفلة المتسرعون إلى الشر وهو في الأصل صغار الجراد حين يبدأ بالطيران
( يغلبون على قربك ) يمنعون أصحاب الرأي من الناس أن يكونوا في المكان القريب منك عند قيامك للخطبة ويكونون هم في القرب منك لغلبتهم . ( يطيرها ) يحمل مقالتك على غير وجهها وحقيقتها
( لا يعوها ) لا يحفظوها ولا يفهموها . ( عقب ) آخره أو بعده . ( عجلنا الرواح ) أسرعنا بالذهاب . ( زاغت ) زالت ومالت عن وسط السماء . ( أنشب ) أمكث . ( المؤذنون ) أي المؤذن الذي يؤذن بين يدي الخطيب حين يجلس على المنبر ويكون قد سكت قبله المؤذن الذي يؤذن خارج المسجد . ( لعلها بين يدي أجلي ) أي بقرب موتي . ( آية الرجم ) هي قوله تعالى فيما نسخ تلاوته وبقي حكمه [ الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ] . ( كفر ) كفران حق ونعمة أو خروج عن الإسلام إن استحله . ( وقى شرها ) حماهم وحفظهم من شر العجلة فيها . ( من تقطع الأعناق إليه ) أي أعناق الإبل من كثرة السير والمعنى ليس فيكم مثل أبي بكر رضي الله عنه في الفضل ولذلك مضت خلافته - على ما كان في بيعته من عجلة - بخير وسلامة فلا يطمعن أحد منكم في مثل ذلك . ( تغرة أن يقتلا ) تغرة مصدر غرر بنفسه تغريرا وتغرة إذا عرضها للهلاك أي خوفا من أن يقتل المبايع والمتابع
( قد كان من خبرنا . . ) أي حين اجتمعنا في منزل رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يجتمع الأنصار . وفي نسخة ( من خيرنا ) أي أبو بكر رضي الله عنه . ( أن الأنصار ) في نسخة ( ألا إن الأنصار ) . ( تمالأ ) اتفق . ( رجلان ) هما عويم بن ساعدة ومعن بن عدي رضي الله عنهما
( اقضوا أمركم ) افصلوا في أمركم واختياركم لخليفتكم . ( مزمل ) ملتف في ثوب . ( يوعك ) تصيبه الحمى . ( تشهد ) قال كلمة الشهادة . ( خطيبهم ) قيل كان ثابت بن قيس بن شماس . ( كتيبة الإسلام ) الكتيبة هي الجيش المجتمع الذي لا ينتشر والمراد أنهم أكثر المسلمين ومجتمع الإسلام . ( رهط ) نفر يسير بمنزلة الرهط وهو ما دون العشرة من الرجال . ( دفت دافة ) جاء عدد قليل والدافة الرفقة يسيرون سيرا لينا والمعنى إنكم قوم غرباء مطرودون أقبلتم من مكة إلينا . ( أن يختزلونا ) أن يقتطعونا عن الأمر وينفردوا به دوننا . ( يحضنونا ) يخرجونا من الإمارة والحكم ويستأثروا به علينا . ( زورت ) من التزوير وهو التحسين والتزيين . ( أداري منه بعض الحد ) أدفع عنه بعض ما يعتريه من الغضب ونحوه . ( على رسلك ) اتئد واستعمل الرفق . ( أوقر ) أكثر وقارا وهو الرزانة عند الطلب والتأني في الأمور . ( بديهته ) هي سداد الرأي عند المفاجأة والمعرفة يجدها الإنسان في نفسه من غير إعمال للفكر ولا علم بأسبابها . ( يعرف هذا الأمر ) الخلافة . ( غيرها ) أي ما كرهت إلا قوله وإشارته إلي . ( تسول ) تزين
( جذيلها المحكك ) أصله عود ينصب في العطن لتحتك به الإبل الجربى أي أنا ممن يستشفى برأيه كما تستشفي الإبل الجربى بالاحتكاك به
( عذيقها المرجب ) هو القنو العظيم من النخيل . والقنو الغصن والمراد أنه داهية عالم في الأمور . ( اللغط ) الصوت والضجيج . ( فرقت ) خشيت
( نزونا ) وثبنا عليه . ( قتلتم سعد بن عبادة ) خذلتموه وأعرضتم عنه واحتسبتموه في عداد القتلى . ( قتل الله سعد بن عبادة ) القائل هو عمر رضي الله عنه . والمعنى إن الله تعالى هو الذي قدر خذلانه وعدم صيرورته خليفة أو هو دعاء عليه لأن موقفه كان ربما أحدث فرقة في المسلمين ] (6/2503)
17 - باب البكران يجلدان وينفيان (6/2503)
{ والزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين . الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين } / النور 2 - 3 /
قال ابن عيينة رأفة في إقامة الحد
[ ش ( فاجلدوا ) من الجلد وهو ضرب الجلد . ( بهما ) بسببهما . ( رأفة ) رقة ورحمة فتخففوا عنهما العقوبة . ( في دين الله ) في إقامة شرع الله تعالى وتنفيذ حدوده . ( طائفة ) جماعة وفئة . ( الزاني لا ينكح . . ) أي الفاسق الذي من أنه وعادته الزنا لا يرغب في نكاح الصالحات من النساء وهن لا يرغبن به وإنما يرغب بمن كانت على شاكلته من الخبث لفجور أو شرك . وكذلك الفاسقة المعتادة للفجور لا ترغب في نكاح الأتقياء وهم لا يرغبون بها وإنما يرغب - ويرغب بها - من كان على شاكلتها
( ذلك ) أي الزواج بالزناة والزواني ] (6/2503)
6443 - حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز أخبرنا ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن زيد بن خالد الجهني قال
: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يأمر فيمن زنى ولم يحصن جلد مائة وتغريب عام
قال ابن شهاب وأخبرني عروة بن الزبير أن عمر بن الخطاب غرب ثم لم تزل تلك السنة (6/2507)
6444 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قضى فيمن زنى ولم يحصن بنفي عام وبإقامة الحد عليه
[ ر 2190 ]
[ ش ( وبإقامة الحد ) هكذا في النسخة التي شرح عليها ابن حجر وفي نسخة العيني ( بنفي عام وبإقامة الحد ) أي ملتبسا بها جامعا بينهما ] (6/2508)
18 - باب نفي أهل المعاصي والمخنثين (6/2508)
[ ش ( المخنثين ) جمع مخنث وهو الذكر الذي يتشبه بكلامه وتصرفاته بالنساء ] (6/2508)
6445 - حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا يحيى عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: لعن النبي صلى الله عليه و سلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء وقال ( أخرجوهم من بيوتكم ) . وأخرج فلانا وأخرج عمر فلانا
[ ر 5547 ] (6/2508)
19 - باب من أمر غير الإمام بإقامة الحد غائبا عنه (6/2508)
6446 - حدثنا عاصم بن علي حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن عبيد الله عن أبي هريرة وزيد بن خالد
: أن رجلا من الأعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم وهو جالس فقال يا رسول الله اقض بكتاب الله فقام خصمه فقال صدق اقض له يا رسول الله بكتاب الله إن ابني كان عسيفا على هذا فزنى بامرأته فأخبروني أن على ابني الرجم فافتديت بمائة من الغنم ووليدة ثم سألت أهل العلم فزعموا أن ما على ابني جلد مائة وتغريب عام فقال ( والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله أما الغنم والوليدة فرد عليك وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام وأما أنت يا أنيس فاغد على امرأة هذا فارجمها ) . فغدا أنيس فرجمها
[ ر 2190 ] (6/2508)
20 - باب قول الله تعالى (6/2508)
{ ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك لمن خشي العنت منكم وأن تصبروا خير لكم والله غفور رحيم } / النساء 25 /
غير مسافحات زواني . ولا متخذات أخذان أخلاء
[ ش ( طولا ) سعة وقدرة . ( ينكح ) يتزوج . ( المحصنات ) الحرائر العفائف
( قتياتكم ) جمع فتاة والمراد بها المرأة المملوكة وهي الأمة . ( بعضكم . . ) أي أنتم جميعا مؤمنون وأبناء آدم فلا عار في نكاح الأمة طالما أنها عفيفة مؤمنة . ( أهلهن ) مالكيهن . ( أجورهن ) مهورهن . ( بالمعروف ) عن طيب نفس دون بخس أو استهانة بهن . ( محصنات ) متعففات بالزواج
( مسافحات ) من السفاح وهو الزنا . ( أخدان ) جمع خدن وهو الصاحب
( أحصن ) تزوجن . ( بفاحشة ) بزنا . ( العذاب ) العقوبة والحد . ( العنت ) الوقوع في الزنا وهو في الأصل المشقة والحرج . ( أخلاء ) جمع خليل وهو الصاحب ] (6/2508)
21 - باب إذا زنت الأمة (6/2508)
6447 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة وزيد بن خالد رضي الله عنهما
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل عن الأمة إذا زنت ولم تحصن ؟ قال ( إذا زنت فاجلدوها ثم إن زنت فاجلدوها ثم إن زنت فاجلدوها ثم بيعوها ولو بضفير )
قال ابن شهاب لا أدري بعد الثالثة أو الرابعة
[ ر 2046 ] (6/2509)
22 - باب لا يثرب على الأمة إذا زنت ولا تنفى (6/2509)
[ ش ( لا يثرب ) من التثريب وهو اللوم والتعنيف ] (6/2509)
6448 - حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة أنه سمعه يقول
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( إذا زنت الأمة فتبين زناها فليجلدها ولا يثرب ثم إن زنت فليجلدها ولا يثرب ثم إن زنت الثالثة فليبعها ولو بحبل من شعر )
تابعه إسماعيل بن أمية عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 2045 ] (6/2509)
23 - باب أحكام أهل الذمة وإحصانهم إذا زنوا ورفعوا إلى الإمام (6/2509)
6449 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا الشيباني سألت عبد الله بن أبي أوفى عن الرجم فقال
: رجم النبي صلى الله عليه و سلم فقلت أقبل النور أم بعده ؟ قال لا أدري
تابعه علي بن مسهر وخالد بن عبد الله والمحاربي وعبيدة بن حميد عن الشيباني . وقال بعضهم المائدة والأول أصح
[ ر 6428 ]
[ ش ( بعضهم ) بعض هؤلاء المتابعين قيل إنه عبيدة بن حميد . ( المائدة ) أي ذكر سورة المائدة بدل سورة النور . ( الأول ) الذي فيه ذكر سورة النور ] (6/2509)
6450 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثني مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال
: إن اليهود جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ما تجدون في التوراة في شأن الرجم ) . فقالوا نفضحهم ويجلدون قال عبد الله بن سلام كذبتم إن فيها الرجم فأتوا بالتوراة فنشروها فوضع أحدهم يده على آية الرجم فقرأ ما قبلها وما بعدها فقال له عبد الله بن سلام ارفع يدك فرفع يده فإذا فيها آية الرجم قالوا صدق يا محمد فيها آية الرجم فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه و سلم فرجما فرأيت الرجل يحني على المرأة يقيها الحجارة
[ ر 1264 ] (6/2510)
24 - باب إذا رمى امرأته أو امرأة غيره بالزنا عند الحاكم والناس هل على الحاكم أن يبعث إليها فيسألها عما رميت به (6/2510)
6451 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبي هريرة وزيد بن خالد أنهما أخبراه
: أن رجلين اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أحدهما اقض بيننا بكتاب الله وقال الآخر وهو أفقههما أجل يا رسول الله فاقض بيننا بكتاب الله وأذن لي أن أتكلم قال ( تكلم ) . قال إن ابني كان عسيفا على هذا - قال مالك والعسيف الأجير - فزنى بامرأته فأخبروني أن على ابني الرجم فافتديت منه بمائة شاة وبجارية لي ثم إني سألت أهل العلم فأخبروني أن ما على ابني جلد مائة وتغريب عام وإنما الرجم على امرأته فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أما والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله أما غنمك وجاريتك فرد عليك ) . وجلد ابنه مائة وغربه عاما وأمر أنيسا الأسلمي أن يأتي امرأة الآخر ( فإن اعترفت فارجمها ) . فاعترفت فرجمها
[ ر 2190 ] (6/2510)
25 - باب من أدب أهله أو غيره دون السلطان (6/2510)
وقال أبو سعيد عن النبي صلى الله عليه و سلم ( إذا صلى فأراد أحد أن يمر بين يديه فليدفعه فإن أبي فليقاتله ) . وفعله أبو سعيد
[ ر 487 ] (6/2510)
6452 - حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت
: جاء أبو بكر رضي الله عنه ورسول الله صلى الله عليه و سلم واضع رأسه على فخذي فقال حبست رسول الله صلى الله عليه و سلم والناس وليسوا على ماء فعاتبني وجعل يطعن بيده في خاصرتي ولا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه و سلم فأنزل الله آية التيمم (6/2511)
6453 - حدثنا يحيى بن سليمان حدثني ابن وهب أخبرني عمرو أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه عن أبيه عن عائشة قالت
: أقبل أبو بكر فلكزني لكزة شديدة وقال حبست الناس في قلادة فبي الموت لمكان رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد أوجعني . نحوه . لكز ووكز واحد
[ ر 327 ]
[ ش ( فلكزني ) من اللكز وهو الضرب بقبضة اليد على العضد . ( نحوه ) نحو الحديث المذكور ] (6/2511)
26 - باب من رأى مع امرأته رجلا فقتله (6/2511)
6454 - حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك عن وراد كاتب المغيرة عن المغيرة قال قال سعد بن عبادة
: لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( أتعجبون من غيرة سعد لأنا أغير منه والله أغير مني )
[ 6980 ]
[ ش ( غير مصفح ) ضربته بحد السيف لا بصفحه وهو عرضه
( أتعجبون ) أترون أن غيرته شديدة تثير العجب . والغيرة ما يحمل على المنع من النظر ونحوه لأجنبي وغيرة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه و سلم منعهما عن المعاصي ] (6/2511)
27 - باب ما جاء في التعريض (6/2511)
6455 - حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم جاءه أعرابي فقال يا رسول الله إن امرأتي ولدت غلاما أسود فقال ( هل لك من إبل ) . قال نعم قال ( ما ألوانها ) . قال حمر قال ( هل فيها من أورق ) . قال نعم قال ( فأنى كان ذلك ) . قال أراه عرق نزعه قال ( فلعل ابنك هذا نزعه عرق )
[ ر 4999 ] (6/2511)
28 - باب كم التعزير والأدب (6/2511)
[ ش ( التعزير ) هو في اللغة مصدر عزره إذا أدبه أو منعه ورده من العزر وهو اللوم والمنع والرد . وشرعا تأديب القاضي المذنب بعقوبة غير مقدرة من قبل الشارع يراها رادعة لهذا المجرم وأمثاله ولا يبلغ بها الحد المقدر شرعا . ( الأدب ) أي التأديب وهو أعم من التعزير لأنه يكون بسبب معصية وبغيرها والتعزير لا يكون إلا بسببها ] (6/2511)
6456 - حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن بكير بن عبد الله عن سليمان بن يسار عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله عن أبي بردة رضي الله عنه قال
: كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( لا يجلد فوق عشر جلدات إلا في حد من حدود الله )
[ ش أخرجه مسلم في الحدود باب قدر أسواط التعزير رقم 1708 . ( حد ) هو العقوبة المقدرة من الشارع ] (6/2512)
6457 - حدثنا عمرو بن علي حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا مسلم بن أبي مريم حدثني عبد الرحمن بن جابر
: عمن سمع النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لا عقوبة فوق عشر ضربات إلا في حد من حدود الله ) (6/2512)
6458 - حدثنا يحيى بن سليمان حدثني ابن وهب أخبرني عمرو أن بكيرا حدثه قال بينما أنا جالس عند سليمان بن يسار إذ جاء عبد الرحمن بن جابر فحدث سليمان بن يسار ثم أقبل علينا سليمان بن يسار فقال حدثني عبد الرحمن بن جابر أن أباه حدثه أنه سمع أبا بردة الأنصاري قال
: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( لا تجلدوا فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله ) (6/2512)
6459 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب حدثنا أبو سلمة أن أبا هريرة رضي الله عنه قال
: نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الوصال فقال له رجال من المسلمين فإنك يا رسول الله تواصل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أيكم مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويسقين ) . فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوما ثم رأوا الهلال فقال ( لو تأخر لزدتكم ) . كالمنكل بهم حين أبوا
تابعه شعيب ويحيى بن سعيد ويونس عن الزهري
وقال عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 1864 ] (6/2512)
6460 - حدثني عياش بن الوليد حدثنا عبد الأعلى حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن عبد الله بن عمر
: أنهم كانوا يضربون على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا اشتروا طعاما جزافا أن يبيعوه في مكانهم حتى يؤووه إلى رحالهم
[ ر 2017 ] (6/2513)
6461 - حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري أخبرني عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت
: ما انتقم رسول الله صلى الله عليه و سلم لنفسه في شيء يؤتى إليه حتى تنتهك من حرمات الله فينتقم لله
[ ر 3367 ] (6/2513)
29 - باب من أظهر الفاحشة واللطخ والتهمة بغير بينة (6/2513)
[ ش ( أظهر الفاحشة ) تعاطى ما يدل عليها عادة من غير أن يثبت ذلك عليه ببينة أو إقرار . ( اللطخ ) الرمي بالشر . ( التهمة ) من اتهمته إذا ظننت فيه ما نسب إليه دون تحقق منه ] (6/2513)
6462 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال الزهري عن سهل بن سعد قال
: شهدت المتلاعنين وأنا ابن خمس عشرة فرق بينهما فقال زوجها كذبت عليها إن أمسكتها
قال فحفظت ذاك من الزهري إن جاءت به كذا وكذا فهو وإن جاءت به كذا وكذا كأنه وحرة فهو
وسمعت الزهري يقول جاءت به للذي يكره
[ ر 413 ]
[ ش ( سمعت الزهري ) القائل هو سفيان ] (6/2513)
6463 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا أبو الزناد عن القاسم بن محمد قال ذكر ابن عباس المتلاعنين فقال عبد الله بن شداد
: هي التي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لو كنت راجما امرأة عن غير بينة ) . قال لا تلك امرأة أعلنت
[ ش ( أعلنت ) أظهرت السوء والفجور أي اشتهر عنها وشاع ولكنها لم تقم عليها بينة ولا اعترفت ] (6/2513)
6464 - حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثنا يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن القاسم عن القاسم بن محمد عن ابن عباس رضي الله عنهما
: ذكر التلاعن عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال عاصم بن عدي في ذلك قولا ثم انصرف وأتاه رجل من قومه يشكو أنه وجد مع أهله رجلا فقال عاصم ما ابتليت بهذا إلا لقولي فذهب به إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره بالذي وجد عليه امرأته وكان ذلك الرجل مصفرا قليل اللحم سبط الشعر وكان الذي ادعى عليه أنه وجده عند أهله آدم خدلا كثير اللحم فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( اللهم بين ) . فوضعت شبيها بالرجل الذي ذكر زوجها أنه وجده عندها فلاعن النبي صلى الله عليه و سلم بينهما فقال رجل لابن عباس في المجلس هي التي قال النبي صلى الله عليه و سلم ( لو رجمت أحدا بغير بينة رجمت هذه ) . فقال لا تلك امرأة كانت تظهر في الإسلام السوء
[ ر 5004 ] (6/2514)
30 - باب رمي المحصنات (6/2514)
{ والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون . إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم } / النور 4 - 5 /
{ إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم } / النور 23 /
وقول الله { والذين يرمون أزواجهم } / النور 6 / . { ثم لم يأتوا } الآية / النور 4 /
[ ش ( يرمون ) يتهمون بالزنا . ( المحصنات ) العفيفات والحرائر المسلمات
( الغافلات ) السليمات الصدور النقيات القلوب اللاتي ليس فيهن دهاء ولا مكر ولا يقع في نفوسهن فعل الفاحشة . ( والذين . . ) الآية بتمامها { والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين } أي يحلف أربع مرات يقول كل مرة أشهد بالله تعالى إني لصادق فيما اتهمت به زوجتي من الزنا
( الآية ) ذكرت بتمامها أول الباب ] (6/2514)
6465 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا سليمان عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( اجتنبوا السبع الموبقات ) . قالوا يا رسول الله وما هن ؟ قال ( الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات )
[ ر 2615 ] (6/2515)
31 - باب قذف العبيد (6/2515)
6466 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن فضيل بن غزوان عن ابن أبي نعم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: سمعت أبا القاسم صلى الله عليه و سلم يقول ( من قذف مملوكه وهو بريء مما قال جلد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال )
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب التغليظ على من قذف مملوكه بالزنا رقم 1660
( قذف مملوكه ) اتهم عبده أو أمته بالزنا ] (6/2515)
32 - باب هل يأمر الإمام رجلا فيضرب الحد غائبا عنه (6/2515)
وقد فعله عمر
[ ش ( فعله عمر ) فقد كتب إلى عامله برجل أقيم عليه الحد إن عاد فحدوه . [ فتح ] ] (6/2515)
6467 - حدثنا محمد بن يوسف حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني قالا
: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال أنشدك الله إلا قضيت بيننا بكتاب الله فقام خصمه وكان أفقه منه فقال صدق اقض بيننا بكتاب الله وأذن لي يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( قل ) . فقال إن ابني عسيفا كان في أهل هذا فزنى بامرأته فافتديت منه بمائة شاة وخادم وإني سألت رجالا من أهل العلم فأخبروني أن على ابني جلد مائة وتغريب عام وأن على امرأة هذا الرجم فقال ( والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله المائة والخادم رد عليك وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام ويا أنيس اغد على امرأة هذا فسلها فإن اعترفت فارجمها ) . فاعترفت فرجمها
[ ر 2190 ]
[ ش أخرجه مسلم في الحدود باب من اعترف على نفسه بالزنا رقم 1697 - 1698 ]
بسم الله الرحمن الرحيم (6/2515)
91 - كتاب الديات (6/2515)
وقول الله تعالى { ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم } / النساء 93 /
[ ش ( الديات ) جمع دية وهي ما جعل بدل النفس أو العضو من المال
( متعمدا ) قاصدا قتله بغير حق ] (6/2515)
6468 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل قال قال عبد الله
: قال رجل يا رسول الله أي الذنب أكبر عند الله ؟ قال ( أن تدعو لله ندا وهو خلقك ) . قال ثم أي ؟ قال ( ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك ) . قال ثم أي ؟ قال ( ثم أن تزاني بحليلة جارك ) . فأنزل الله عز و جل تصديقها { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك } . الآية
[ ر 4207 ]
[ ش ( ذلك ) أي الشرك أو القتل أو الزنا . ( الآية ) الفرقان 68 . وتتمتها { يلق أثاما } ينل عقوبة ] (6/2517)
6469 - حدثنا علي حدثنا إسحق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما )
[ ش ( فسحة من دينه ) منشرح الصدر مطمئن النفس في سعة من رحمة الله عز و جل . ( ما لم يصب دما حراما ) طالما أنه لم يقتل نفسا بغير حق ] (6/2517)
6470 - حدثني أحمد بن يعقوب حدثنا إسحق بن سعيد سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن عمر قال
: إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله
[ ش ( ورطات ) جمع ورطة وهي الشيء الذي قلما ينجو منه أو هي الهلاك . ( لا مخرج ) لا سبيل للخلاص منها . ( سفك الدم الحرام ) قتل النفس المعصومة . ( بغير حله ) بغير حق يبيح القتل ] (6/2517)
6471 - حدثنا عبيد الله بن موسى عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( أول ما يقضى بين الناس في الدماء )
[ ر 6168 ] (6/2517)
6472 - حدثنا عبدان حدثنا عبد الله حدثنا يونس عن الزهري حدثنا عطاء بن يزيد أن عبيد الله بن عدي حدثه أن المقداد بن عمرو الكندي حليف بني زهرة حدثه وكان شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال
: يا رسول الله إن لقيت كافرا فاقتتلنا فضرب يدي بالسيف فقطعها ثم لاذ بشجرة وقال أسلمت لله آقتله بعد أن قالها ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا تقتله ) . قال يا رسول الله فإنه طرح إحدى يدي ثم قال ذلك بعدما قطعها آقتله ؟ قال ( لا تقتله فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله وأنت بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال )
وقال حبيب بن أبي عمرة عن سعيد عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه و سلم للمقداد ( إذا كان رجل مؤمن يخفي إيمانه مع قوم كفار فأظهر إيمانه فقتلته ؟ فكذلك كنت أنت تخفي إيمانك بمكة من قبل )
[ ر 3794 ] (6/2518)
1 - باب قول الله تعالى { ومن أحياها } / المائدة 32 / (6/2518)
قال ابن عباس من حرم قتلها إلا بحق { فكأنما أحيا الناس جميعا } / المائدة 32 /
[ ش ( قتلها ) قتل النفس البشرية . ( بحق ) يستوجب القتل شرعا . ( أحيا الناس جميعا ) أي لأن ترك النفس حية دون اعتداء عليها يستلزم بقاء النفوس حية حتى تموت الموت المقدر عليها في آجالها . وكذلك قتل النفس بغير حق يستلزم أن يكثر القتل ويفشو فربما أفنى البشرية جميعها ] (6/2518)
6473 - حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لا تقتل نفس إلا كان على ابن آدم الأول كفل منها )
[ ر 3157 ] (6/2518)
6474 - حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة قال واقد بن عبد الله أخبرني عن أبيه سمع عبد الله بن عمر
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض )
[ ر 1655 ] (6/2518)
6475 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن علي بن مدرك قال سمعت أبا زرعة بن عمرو بن جرير عن جرير قال
: قال لي النبي صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع ( استنصت الناس لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض )
رواه أبو بكرة وابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 121 - وانظر 1652 - 1654 ] (6/2518)
6476 - حدثني محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن فراس عن الشعبي عن عبد الله بن عمرو
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين أو قال اليمين الغموس ) . شك شعبة
وقال معاذ حدثنا شعبة قال ( الكبائر الإشراك بالله واليمين الغموس وعقوق الوالدين أو قال وقتل النفس )
[ ر 6298 ] (6/2519)
6477 - حدثنا إسحق بن منصور حدثنا عبد الصمد حدثنا شعبة حدثنا عبيد الله بن أبي بكر سمع أنسا رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( الكبائر )
وحدثنا عمرو حدثنا شعبة عن ابن أبي بكر عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( أكبر الكبائر الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وقول الزور أو قال وشهادة الزور )
[ ر 2510 ] (6/2519)
6478 - حدثنا عمرو بن زرارة حدثنا هشيم حدثنا حصين حدثنا أبو ظبيان قال سمعت أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنهما يحدث قال
: بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الحرقة من جهينة قال فصبحنا القوم فهزمناهم قال ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم قال فلما غشيناه قال لا إله إلا الله قال فكف عنه الأنصاري فطعنته برمحي حتى قتلته قال فلما قدمنا بلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم قال فقال لي ( يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ) . قال قلت يا رسول الله إنما كان متعوذا قال ( أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله ) . قال فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم
[ ر 4021 ]
[ ش ( الحرقة ) قبيلة من جهينة وكان هذا البعث في رمضان سنة سبع أو ثمان ] (6/2519)
6479 - حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثنا يزيد عن أبي الخير عن الصنابحي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال
: إني من النقباء الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه و سلم بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل النفس التي حرم الله ولا ننتهب ولا نعصي بالجنة إن فعلنا ذلك فإن غشينا من ذلك شيئا كان قضاء ذلك إلى الله
[ ر 18 ]
[ ش ( فعلنا ذلك ) تركنا ما نهينا عنه . ( غشينا ) أصبنا ووقعنا فيما نهينا عنه . ( قضاء ) حكم ] (6/2519)
6480 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( من حمل علينا السلاح فليس منا )
رواه أبو موسى عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ 6659 - وانظر 6660 ]
[ ش ( حمل علينا السلاح ) قاتلنا بسبب ديننا أو استحل قتالنا . ( فليس منا ) ليس على طريقنا أو هو خارج عن ملتنا ] (6/2520)
6481 - حدثنا عبد الرحمن بن المبارك حدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب ويونس عن الحسن عن الأحنف بن قيس قال
: ذهبت لأنصر هذا الرجل فلقيني أبو بكرة فقال أين تريد ؟ قلت أنصر هذا الرجل قال ارجع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ) . قلت يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال ( إنه كان حريصا على قتل صاحبه )
[ ر 31 ] (6/2520)
2 - باب قول الله تعالى (6/2520)
{ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم } / البقرة 178 /
[ ش ( كتب ) فرض وشرع . ( القصاص ) معاقبة الجاني المتعمد بمثل جنايته . ( عفي . . ) أي إذا عفا المجني عليه أو أولياؤه عن القصاص وقبلوا الدية . ( فاتباع بالمعروف ) يطالب ولي المقتول بالدية دون إساءة أو تعنيف ولا يأخذ أكثر من حقه . ( أداء إليه . . ) يعطي القاتل الدية للولي بدون مماطلة أو إضرار . ( ذلك ) أي تشريع الدية بدل القصاص عند العفو
( اعتدى ) تجاوز حد الشرع بأن قتل القاتل بعد العفو أو أخذ الدية أو قتل غيره من أفراد عشيرته ] (6/2520)
3 - باب سؤال القاتل حتى يقر والإقرار في الحدود (6/2520)
6482 - حدثنا حجاج بن منهال حدثنا همام عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه
: أن يهوديا رض رأس جارية بين حجرين فقيل لها من فعل بك هذا ؟ أفلان أو فلان حتى سمي اليهودي فأتي به النبي صلى الله عليه و سلم فلم يزل به حتى أقر به فرض رأسه بالحجارة
[ ر 2282 ] (6/2520)
4 - باب إذا قتل بحجر أو بعصا (6/2520)
6483 - حدثنا محمد أخبرنا عبد الله بن إدريس عن شعبة عن هشام بن زيد ابن أنس عن جده أنس بن مالك قال
: خرجت جارية عليها أوضاح بالمدينة قال فرماها يهودي بحجر قال فجيء بها إلى النبي صلى الله عليه و سلم وبها رمق فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم ( فلان قتلك ) . فرفعت رأسها فأعاد عليها قال ( فلان قتلك ) . فرفعت رأسها فقال لها في الثالثة ( فلان قتلك ) . فخفضت رأسها فدعا به رسول الله صلى الله عليه و سلم فقتله بين الحجرين
[ ر 2282 ] (6/2521)
5 - باب قول الله تعالى (6/2521)
{ أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون } / المائدة 45 /
[ ش ( أن النفس . . ) تقتل النفس بمقابل قتل النفس ويتلف العضو بمقابل إتلاف العضو وهكذا . ( قصاص ) أي يجرح الجارح مثل جرحه إن أمكن تحقيق المماثلة بين الجرحين . ( فمن تصدق به ) فمن عفا من أصحاب القصاص عن حقه فيه . ( كفارة له ) يمحو الله تعالى له بسبب عفوه بعض ذنوبه أو كلها . ( بما أنزل الله ) بشرع الله تعالى . ( الظالمون ) المتعدون على الحقوق المتجاوزون للعدالة والحق إذ لم ينصفوا المظلوم من الظالم ولم يوصلوا الحقوق إلى أصحابها ] (6/2521)
6484 - حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والمفارق لدينه التارك للجماعة )
[ ش أخرجه مسلم في القسامة باب ما يباح به دم المسلم رقم 1676
( لا يحل دم امرئ ) لا يباح قتله
( النفس بالنفس ) تزهق نفس القاتل عمدا بغير حق بمقابلة النفس التي أزهقها
( الثيب الزاني ) الثيب من سبق له زواج ذكرا أم أنثى فيباح دمه إذا زنى
( المفارق ) التارك المبتعد وهو المرتد . وفي رواية ( والمارق من الدين ) وهو الخارج منه خروجا سريعا
( التارك للجماعة ) المفارق لجماعة المسلمين ] (6/2521)
6 - باب من أقاد بالحجر (6/2521)
6485 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن هشام بن زيد عن أنس رضي الله عنه
: أن يهوديا قتل جارية على أوضاح لها فقتلها بحجر فجيء بها إلى النبي صلى الله عليه و سلم وبها رمق فقال ( أقتلك فلان ) . فأشارت برأسها أن لا ثم قال الثانية فأشارت برأسها أن لا ثم سألها الثالثة فأشارت برأسها أن نعم فقتله النبي صلى الله عليه و سلم بحجرين
[ ر 2282 ] (6/2522)
7 - باب من قتل له قتيل فهو بخير النظرين (6/2522)
6486 - حدثنا أبو نعيم حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن خزاعة قتلوا رجلا
وقال عبد الله بن رجاء حدثنا حرب عن يحيى حدثنا أبو سلمة حدثنا أبو هريرة
: أنه عام فتح مكة قتلت خزاعة رجلا من بني ليث بقتيل لهم في الجاهلية فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليهم رسوله والمؤمنين ألا وإنها لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي ألا وإنما أحلت لي ساعة من نهار ألا وإنها ساعتي هذه حرام لا يختلى شوكها ولا يعضد شجرها ولا يلتقط ساقطتها إلا منشد . ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين إما يودى وإما يقاد )
فقام رجل من أهل اليمن يقال له أبو شاه فقال اكتب لي يا رسول الله . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( اكتبوا لأبي شاه ) . ثم قام رجل من قريش فقال يا رسول الله إلا الإذخر فإنما نجعله في بيوتنا وقبورنا . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إلا الإذخر )
وتابعه عبيد الله عن شيبان في الفيل
وقال بعضهم عن أبي نعيم ( القتل )
وقال عبيد الله ( إما أن يقاد أهل القتيل )
[ ر 112 ]
[ ش ( ساعتي هذه حرام ) عادت حرمتها من هذه الساعة التي أنا فيها
( بخير النظرين ) بين أمرين يختار الأنسب له منهما . ( يودى ) يعطي الدية
( يقاد ) يقتص من القاتل ] (6/2522)
6487 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عمرو عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: كانت في بني إسرائيل قصاص ولن تكن فيهم الدية فقال الله لهذه الأمة { كتب عليكم القصاص في القتلى - إلى هذه الآية - فمن عفي له من أخيه شئ } . قال ابن عباس فالعفو أن يقبل الدية في العمد قال { فاتباع بالمعروف } . أن يطلب بمعروف ويؤدي بإحسان
[ ر 4228 ] (6/2523)
8 - باب من طلب دم امرئ بغير حق (6/2523)
6488 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن عبد الله بن أبي الحسين حدثنا نافع بن جبير عن ابن عباس
: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( أبغض الناس إلى الله ثلاثة ملحد في الحرم ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه )
[ ش ( أبغض الناس ) أكثرهم عقابا منه وبعدا عن رحمته . ( ملحد ) ظالم مائل عن الحق والعدل بارتكاب المعصية . ( مبتغ ) طالب ومتبع . ( سنة الجاهلية ) طريقتها وعاداتها وأخلاق أهلها . ( مطلب ) متكلف للطلب وساع وراءه في كل مكان . ( بغير حق ) يستبيح دمه . ( ليهريق دمه ) ليسيله وهو كناية عن القتل ] (6/2523)
9 - باب العفو في الخطأ بعد الموت (6/2523)
6489 - حدثنا فروة حدثنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة هزم المشركون يوم أحد . وحدثني محمد بن حرب حدثنا أبو مروان يحيى بن أبي زكريا عن هشام عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت
: صرخ إبليس يوم أحد في الناس يا عباد الله أخراكم فرجعت أولاهم على أخراهم حتى قتلوا اليمان فقال حذيفة أبي أبي فقتلوه . فقال حذيفة غفر الله لكم . وقد انهزم منهم قوم حتى لحقوا بالطائف
[ ر 3116 ] (6/2523)
10 - باب قول الله تعالى (6/2523)
{ وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليما حكيما } / النساء 92 /
[ ش ( وما كان . . ) ليس من خلقه ولا من شأنه . ( خطأ ) أي يقع منه القتل خطأ . ( فتحرير رقبة ) عتق مملوك عبد أو أمة . ( مسلمة ) معطاة . ( أهله ) ورثته . ( يصدقوا ) يعفوا . ( عدو لكم ) أولياؤه كفار محاربون لنا . ( ميثاق ) عهد وهدنة . ( توبة . . ) أي جعل الله تعالى ذلك توبة من قتل النفس بغير حق خطأ رحمة منه سبحانه ] (6/2523)
11 - إذا أقر بالقتل مرة قتل به (6/2523)
6490 - حدثني إسحق أخبرنا حبان حدثنا همام حدثنا قتادة حدثنا أنس بن مالك
: أن يهوديا رض رأس جارية بين حجرين فقيل لها من فعل بك هذا أفلان أفلان ؟ حتى سمي اليهودي فأومأت برأسها . فجيء باليهودي فاعترف فأمر به النبي صلى الله عليه و سلم فرض رأسه بالحجارة . وقد قال همام بحجرين
[ ر 2282 ] (6/2524)
12 - باب قتل الرجل بالمرأة (6/2524)
6491 - حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه
: أن النبي صلى الله عليه و سلم قتل يهوديا بجارية قتلها على أوضاح لها
[ ر 2282 ]
[ ش ( على أوضاح ) أي من أجلها وهي جمع وضح نوع من الحلي يعمل من فضة سميت به لبياضها والوضح البياض من كل شيء ] (6/2524)
13 - باب القصاص بين الرجال والنساء في الجراحات (6/2524)
وقال أهل العلم يقتل الرجل بالمرأة
ويذكر عن عمر تقاد المرأة من الرجل في كل عمد يبلغ نفسه فما دونها من الجراح
وبه قال عمر بن عبد العزيز وإبراهيم وأبو الزناد عن أصحابه . وجرحت أخت الربيع إنسانا فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( القصاص )
[ ر 2556 ]
[ ش ( أهل العلم ) أي جمهور العلماء . ( تقاد . . ) يقتص منها إذا قتلت الرجل ويقطع عضوها إذا قطعته منه وكذلك يقتص لها منه إن فعل بها ذلك
( يبلغ نفسه ) يصل إلى إزهاق الروح والموت . ( أصحابه ) أصحاب أبي الزناد مثل عبد الرحمن بن هرمز الأعرج والقاسم بن محمد وعروة بن الزبير رحمهم الله تعالى . ( أخت الربيع ) أم حارثة رضي الله عنهما والحديث رواه مسلم في القسامة . باب إثبات القصاص في الأسنان وما في معناها رقم 1675 ] (6/2524)
6492 - حدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا سفيان حدثنا موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله عن عائشة رضي الله عنها قالت
: لددنا النبي صلى الله عليه و سلم في مرضه فقال ( لا تلدوني ) . فقلنا كراهية المريض للدواء فلما أفاق قال ( لا يبقى أحد منكم إلا لد غير العباس فإنه لم يشهدكم )
[ ر 4189 ] (6/2524)
14 - باب من أخذ حقه أو اقتص دون السلطان (6/2524)
6493 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد أن الأعرج حدثه أنه سمع أبا هريرة يقول
: إنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( نحن الآخرون السابقون يوم القيامة )
وبإسناده ( لو اطلع في بيتك أحد ولم تأذن له خذفته بحصاة ففقأت عينه ما كان عليك من جناح )
[ 6506 - وانظر 236 ]
[ ش أخرجه مسلم في الآداب باب تحريم النظر في بيت غيره رقم 2158
( خذفته ) رميته بالحصاة من بين إصبعين الإبهام والسبابة . ( ففقأت عينه ) قلعتها . ( جناح ) إثم ومؤاخذة ] (6/2525)
6494 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن حميد
: أن رجلا اطلع في بيت النبي صلى الله عليه و سلم فسدد إليه مشقصا . فقلت من حدثك ؟ قال أنس بن مالك
[ ر 5888 ] (6/2525)
15 - باب إذا مات في الزحام أو قتل (6/2525)
6495 - حدثني إسحق بن منصور أخبرنا أبو أسامة قال هشام أخبرنا عن أبيه عن عائشة قالت
: لما كان يوم أحد هزم المشركون فصاح إبليس أي عباد الله أخراكم فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم فنظر حذيفة فإذا هو بأبيه اليمان فقال أي عباد الله أبي أبي قالت فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه قال حذيفة غفر الله لكم
قال عروة فما زالت في حذيفة منه بقية خير حتى لحق بالله
[ ر 3116 ] (6/2525)
16 - باب إذا قتل نفسه خطأ فلا دية له (6/2525)
6496 - حدثنا المكي بن إبراهيم حدثنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة قال
: خرجنا مع النبي صلى الله عليه و سلم إلى خيبر فقال رجل منهم أسمعنا يا عامر من هنياتك فحدا بهم فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( من السائق ) . قالوا عامر فقال ( رحمه الله ) . فقالوا يا رسول الله هلا أمتعتنا به فأصيب صبيحة ليلته فقال القوم حبط عمله قتل نفسه فلما رجعت وهم يتحدثون أن عامرا حبط عمله فجئت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقلت يا نبي الله فداك أبي وأمي زعموا أن عامرا حبط عمله فقال ( كذب من قالها إن له لأجرين اثنين إنه لجاهد مجاهد وأي قتل يزيده عليه )
[ ر 2345 ]
[ ش ( هلا أمتعتنا به ) أي وجبت له الشهادة بدعائك فلو لم تدع له وتركته لنا لنتمتع به . ( كذب ) أخبر بخلاف الواقع . ( جاهد مجاهد ) جاهد في الخير مجاهد في سبيل الله تعالى . ( يزيده عليه ) على الأجر الذي ناله عند الله عز و جل ] (6/2525)
17 - باب إذا عض رجلا فوقعت ثناياه (6/2525)
6497 - حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا قتادة قال سمعت زرارة بن أوفى عن عمران بن حصين
: أن رجلا عض يد رجل فنزع يده من فيه فوقعت ثنيتاه فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( يعض أحدكم أخاه كما يعض الفحل ؟ لا دية له )
[ ش أخرجه مسلم في القسامة باب الصائل على نفس الإنسان أو عضوه . . رقم 1673
( رجلا ) قيل هو يعلى بن أمية وقيل أجير له . ( ثنيتاه ) مثنى ثنية وهي إحدى السنين اللتين في مقدم الأسنان ووسطها . ( الفحل ) الذكر من الحيوان . ( لا دية له ) لا تثبت له الدية ] (6/2526)
6498 - حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن عطاء عن صفوان بن يعلى عن أبيه قال
: خرجت في غزوة فعض رجل فانتزع ثنيته فأبطلها النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 2146 ] (6/2526)
18 - باب { السن بالسن } / المائدة 45 / (6/2526)
[ ش ( السن بالسن ) تقلع السن بالسن قصاصا إذا كانت الجناية عمدا ] (6/2526)
6499 - حدثنا الأنصاري حدثنا حميد عن أنس رضي الله عنه
: أن ابنة النضر لطمت جارية فكسرت ثنيتها فأتوا النبي صلى الله عليه و سلم فأمر بالقصاص
[ ر 2556 ] (6/2526)
19 - باب دية الأصابع (6/2526)
6500 - حدثنا آدم حدثنا شعبة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( هذه وهذه سواء ) . يعني الخنصر والإبهام
حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم نحوه
[ ش ( سواء ) يعني في الدية لا فرق بين أصابع اليد في مقدار الدية وهي عشر دية النفس ] (6/2526)
20 - باب إذا أصاب قوم من رجل هل يعاقب أو يقتص منهم كلهم (6/2526)
وقال مطرف عن الشعبي في رجلين شهدا على رجل أنه سرق فقطعه علي ثم جاءا بآخر وقالا أخطأنا فأبطل شهادتهما وأخذا بدية الأول وقال لو علمت أنكما تعمدتما لقطعتكما
وقال لي ابن بشار حدثنا يحيى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن غلاما قتل غيلة فقال عمر لو اشترك فيها أهل صنعاء لقتلتهم
وقال مغيرة بن حكيم عن أبيه إن أربعة قتلوا صبيا فقال عمر مثله
وأقاد أبو بكر وابن الزبير وعلي وسويد بن مقرن من لطمة
وأقاد عمر من ضربة بالدرة . وأقاد علي من ثلاثة أسواط
واقتص شريح من سوط وخموش
[ ش ( أخذا بدية الأول ) أي أوجب عليهما دية يده التي قطعت بشهادتهما
( تعمدتما ) بشهادتكما قطع يده . ( لقطعتكما ) لقطعت يد كل منكما قصاصا
( غيلة ) غفلة وخديعة . ( فيها ) في هذه الفعلة واحتج الجمهور بهذا الأثر على أنه إذا قتل اثنان فأكثر واحدا عمدا قتل به الجميع قصاصا . ( أقاد ) أمر بالقود وهو القصاص . ( لطمة ) هي الضرب بالكف على الوجه
( الدرة ) الآلة التي يضرب بها كالسوط والعصا . ( ثلاثة أسواط ) ثلاث جلدات زادها مقيم الحد على المجلود فاعترف بذلك فأمر المجلود أن يقتص منه ويضربه مقابلها . ( خموش ) جمع خمش وهو جرح ظاهر البشرة ] (6/2526)
6501 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان حدثنا موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله قال قالت عائشة
: لددنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في مرضه وجعل يشير إلينا ( لا تلدوني ) . قال فقلنا كراهية المريض بالدواء فلما أفاق قال ( ألم أنهكم أن تلدوني ) . قال قلنا كراهية المريض للدواء فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا يبقى منكم أحد إلا لد وأنا أنظر إلا العباس فإنه لم يشهدكم )
[ ر 4189 ] (6/2527)
21 - باب القسامة (6/2527)
وقال الأشعث بن قيس قال النبي صلى الله عليه و سلم ( شاهداك أو يمينه )
[ ر 2380 ]
وقال ابن أبي مليكة لم يقد بها معاوية
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطاة وكان أمره على البصرة في قتيل وجد عند بيت من بيوت السمانين إن وجد أصحابه بينة وإلا فلا تظلم الناس فإن هذا لا يقضى فيه إلى يوم القيامة
[ ش ( لم يقد بها ) لم يحكم بالقصاص في القسامة . ( السمانين ) جمع سمان وهو الذي يبيع السمن . ( إن وجد . . ) أي لا يحكم في مثل هذه القضية في الدنيا لأن فيها الشهادة على الغائب وشهادة من لا يصلح لها ممن لا تتوفر فيهم العدالة المطلوبة ] (6/2527)
6502 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سعيد بن عبيد عن بشير بن يسار
: زعم أن رجلا من الأنصار يقال له سهل بن أبي حثمة أخبره أن نفرا من قومه انطلقوا إلى خيبر فتفرقوا فيها فوجدوا أحدهم قتيلا وقالوا للذي وجد فيهم قد قتلتم صاحبنا قالوا ما قتلنا ولا علمنا قاتلا فانطلقوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا يا رسول الله انطلقنا إلى خيبر فوجدنا أحدنا قتيلا فقال ( الكبر الكبر ) . فقال لهم ( تأتون بالبينة على من قتله ) . قالوا ما لنا بينة قال ( فيحلفون ) . قالوا لا نرضى بأيمان اليهود فكره رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يبطل دمه فوداه مائة من إبل الصدقة
[ ر 2555 ]
[ ش ( الكبر الكبر ) قدموا في الكلام أكبركم . ( بالبينة ) بالشهود على قتله
( يبطل دمه ) يتركه يذهب هدرا بدون دية ] (6/2528)
6503 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو بشر إسماعيل بن إبراهيم الأسدي حدثنا الحجاج بن أبي عثمان حدثني أبو رجاء من آل أبي قلابة حدثني أبو قلابة
: أن عمر بن عبد العزيز أبرز سريره يوما للناس ثم أذن لهم فدخلوا فقال ما تقولون في القسامة ؟ قال نقول القسامة القود بها حق وقد أقادت بها الخلفاء . قال لي ما تقول يا أبا قلابة ؟ ونصبني للناس فقلت يا أمير المؤمنين عندك رؤوس الأجناد وأشراف العرب أرأيت لو أن خمسين منهم شهدوا على رجل محصن بدمشق أنه قد زنى ولم يروه أكنت ترجمه ؟ قال لا . قلت أرأيت لو أن خمسين منهم شهدوا على رجل بحمص أنه سرق أكنت تقطعه ولم يروه ؟ قال لا قلت فوالله ما قتل رسول الله صلى الله عليه و سلم أحدا قط إلا في إحدى ثلاث خصال رجل قتل بجريرة نفسه فقتل أو رجل زنى بعد إحصان أو رجل حارب الله ورسوله وارتد عن الإسلام . فقال القوم أو ليس قد حدث أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قطع في السرق وسمر الأعين ثم نبذهم في الشمس ؟ فقلت أنا أحدثكم حديث أنس حدثني أنس أن نفرا من عكل ثمانية قدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فبايعوه على الإسلام فاستوخموا الأرض فسقمت أجسامهم فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( أفلا تخرجون مع راعينا في إبله فتصيبون من ألبانها وأبوالها ) . قالوا بلى فخرجوا فشربوا من ألبانها وأبوالها فصحوا فقتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأطردوا النعم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فأرسل في آثارهم فأدركوا فجيء بهم فأمر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم ثم نبذهم في الشمس حتى ماتوا قلت وأي شيء اشتد مما صنع هؤلاء ارتدوا عن الإسلام وقتلوا وسرقوا
فقال عنبسة بن سعيد والله إن سمعت كاليوم قط فقلت أترد علي حديثي يا عنبسة ؟ قال لا ولكن جئت بالحديث على وجهه والله لا يزال هذا الجند بخير ما عاش هذا الشيخ بين أظهرهم قلت وقد كان في هذا سنة من رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل عليه نفر من الأنصار فتحدثوا عنده فخرج رجل منهم بين أيديهم فقتل فخرجوا بعده فإذا هم بصاحبهم يتشحط في الدم فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا يا رسول الله صاحبنا كان تحدث معنا فخرج بين أيدينا فإذا نحن به يتشحط في الدم فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( بمن تظنون أو ترون قتله ) . قالوا نرى أن اليهود قتلته . فأرسل إلى اليهود فدعاهم فقال ( آنتم قتلتم هذا ) . قالوا لا قال ( أترضون نفل خمسين من اليهود ما قتلوه ) . قالوا ما يبالون أن يقتلونا أجمعين ثم ينتفلون قال ( أفتستحقون الدية بأيمان خمسين منكم ) . قالوا ما كنا لنحلف فوداه من عنده قلت وقد كانت هذيل خلعوا خليعا لهم في الجاهلية فطرق أهل بيت من اليمن بالبطحاء فانتبه له رجل منهم فحذفه بالسيف فقتله فجاءت هذيل فأخذوا اليماني فرفعوه إلى عمر بالموسم وقالوا قتل صاحبنا فقال إنهم قد خلعوه فقال يقسم خمسون من هذيل ما خلعوه قال فأقسم منهم تسعة وأربعون رجلا وقدم رجل منهم من الشأم فسألوه أن يقسم فافتدى يمينه منهم بألف درهم فأدخلوا مكانه رجل آخر فدفعه إلى أخي المقتول فقرنت يده بيده قالوا فانطلقنا والخمسون الذين أقسموا حتى إذا كانوا بنخلة أخذتهم السماء فدخلوا في غار في الجبل فانهجم الغار على الخمسين الذين أقسموا فماتوا جميعا وأفلت القرينان واتبعهما حجر فكسر رجل أخي المقتول فعاش حولا ثم مات قلت وقد كان عبد الملك بن مروان أقاد رجلا بالقسامة ثم ندم بعدما صنع فأمر بالخمسين الذين أقسموا فمحوا من الديوان وسيرهم إلى الشأم
[ ر 231 ]
[ ش أخرجه مسلم في القسامة باب حكم المحاربين والمرتدين رقم 1671
( نصبني للناس ) أظهرني حتى يراني الناس وكان قد أجلسه خلف سريره للإفتاء والعلم . ( السرق ) السرقة أو جمع سارق . ( نبذهم ) ألقاهم وطرحهم
( إن سمعت كاليوم قط ) ما سمعت قبل اليوم مثل ما سمعت منك اليوم أبدا
( يتشحط ) يضطرب . ( نفل ) حلف وأصل النفل النفي سميت يمين القسامة به لأنها تنفي القصاص . ( فواده ) أعطى ديته . ( خلعوا خليعا ) نقضوا حلفه وكانوا إذا فعلوا ذلك لم يطالبوه بجناية . ( فطرق ) هجم عليهم ليلا . ( فحذفه ) رماه . ( أخذتهم السماء ) هطلت المطر عليهم . ( انهجم الغار ) سقط . ( أفلت ) نجا وخلص . ( القرينان ) أخو المقتول والرجل الذي أكمل الخمسين وهما اللذان قرنت يد أحدهما بالآخر ] (6/2528)
22 - من اطلع في بيت قوم ففقؤا عينه فلا دية له (6/2528)
6504 - حدثنا أبو اليمان حدثنا حماد بن زيد عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس عن أنس رضي الله عنه
: أن رجلا اطلع من حجر في بعض حجر النبي صلى الله عليه و سلم فقام إليه بمشقص أو مشاقص وجعل يختله ليطعنه
[ ر 5888 ] (6/2530)
6505 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن ابن شهاب أن سهل بن سعد الساعدي أخبره
: أن رجلا اطلع في جحر في باب رسول الله صلى الله عليه و سلم ومع رسول الله صلى الله عليه و سلم مدرى يحك به رأسه فلما رآه رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( لو أعلم أنك تنتظرني لطعنت به في عينيك ) . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إنما جعل الإذن من قبل البصر )
[ ر 5580 ]
[ ش أخرجه مسلم في الآداب باب تحريم النظر في بيت غيره رقم 2156
( تنتظرني ) تنظرني . ( من قبل البصر ) بسبب النظر إلى البيوت لئلا يطلع على عورة أهلها ] (6/2530)
6506 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال
: قال أبو القاسم صلى الله عليه و سلم ( لو أن امرأ اطلع عليك بغير إذن فخذفته بحصاة ففقأت عينه لم يكن عليك جناح )
[ ر 6493 ] (6/2530)
23 - باب العاقلة (6/2530)
6507 - حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا ابن عيينة حدثنا مطرف قال سمعت الشعبي قال سمعت أبا جحيفة قال
: سألت عليا رضي الله عنه هل عندكم شيء ما ليس في القرآن ؟ وقال مرة ما ليس عند الناس ؟ فقال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما عندنا إلا ما في القرآن إلا فهما يعطى رجل في كتابه وما في الصحيفة . قلت وما في الصحيفة ؟ قال العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر
[ ر 111 ] (6/2531)
24 - باب جنين المرأة (6/2531)
6508 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك وحدثنا إسماعيل حدثنا مالك عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه
: أن امرأتين من هذيل رمت إحداهما الأخرى فطرحت جنينها فقضى رسول الله صلى الله عليه و سلم فيها بغرة عبد أو أمة
[ ر 5426 ] (6/2531)
6509 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا هشام عن أبيه عن المغيرة بن شعبة عن عمر رضي الله عنه أنه استشارهم في إملاص المرأة فقال المغيرة
: قضى النبي صلى الله عليه و سلم بالغرة عبد أو أمة فشهد محمد بن سلمة أنه شهد النبي صلى الله عليه و سلم قضى به
[ ش أخرجه مسلم في القسامة باب دية الجنين ووجوب الدية في قتل الخطأ . . رقم 1682
( إملاص المرأة ) أن يضرب بطنها فتلقي جنينها وهو في اللغة انزلاق الولد قبل الولادة . ( بالغرة ) فسرت بالعبد أو الأمة وقيل هي من العبيد ما بلغت قيمته نصف عشر دية الحر . ( أمة ) امرأة مملوكة ] (6/2531)
6510 - حدثنا عبيد الله بن موسى عن هشام عن أبيه
: أن عمر نشد الناس من سمع النبي صلى الله عليه و سلم قضى في السقط ؟ فقال المغيرة أنا سمعته قضى فيه بغرة عبد أو أمة . قال ائت بمن يشهد معك على هذا . فقال محمد بن سلمة أنا أشهد على النبي صلى الله عليه و سلم بمثل هذا
حدثني محمد بن عبد الله حدثنا محمد بن سابق حدثنا زائدة حدثنا هشام بن عروة عن أبيه أنه سمع المغيرة بن شعبة يحدث عن عمر أنه استشارهم في إملاص المرأة مثله
[ 6887 ]
[ ش ( السقط ) الجنين يسقط من بطن أمه قبل تمامه ذكرا كان أم أنثى ] (6/2531)
25 - باب جنين المرأة وأن العقل على الوالد وعصبة الوالد لا على الولد (6/2531)
[ ش ( العقل ) دية المقتولة . ( الوالد ) والد القاتلة . ( عصبة الوالد ) الوارثون من الذكور . ( لا على الولد ) إذا لم يكن من عصبة القاتلة ] (6/2531)
6511 - حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قضى في جنين امرأة من بني لحيان بغرة عبد أو أمة ثم أن المرأة التي قضى عليها بالغرة توفيت فقضى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ميراثها لبنيها وزوجها وأن العقل على عصبتها (6/2532)
6512 - حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب حدثنا يونس عن ابن شهاب عن ابن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال
: اقتتلت امرأتان من هذيل فرمت إحداهما الأخرى بحجر فقتلتها وما في بطنها فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقضى أن دية جنينها غرة عبد أو وليدة وقضى أن دية المرأة على عاقلتها
[ ر 5426 ] (6/2532)
26 - باب من استعان عبدا أو صبيا (6/2532)
ويذكر أن أم سلمة بعثت إلى معلم الكتاب ابعث إلي غلمانا ينفشون صوفا ولا تبعث إلي حرا
[ ش ( غلمانا ) صبية دون البلوغ . ( ولا تبعث إلي حرا ) وذلك لأنه من استعان بعبد بغير إذن سيده فأصابه شيء فمات ضمن قيمته من ماله ومن استعان بصبي لم يبلغ بدون إذن وليه فأصابه شيء فمات كانت ديته على عاقلته وهي لا تريد أن تحمل غيرها نتائج عملها . وقيل غير ذلك ] (6/2532)
6513 - حدثني عمر بن زرارة أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن عبد العزيز عن أنس قال
: لما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة أخذ أبو طلحة بيدي فانطلق بي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إن أنسا غلام كيس فليخدمك قال فخدمته في الحضر والسفر فوالله ما قال لي لشيء صنعته لم صنعت هذا هكذا ولا لشيء لم أصنعه لم لم تصنع هذا هكذا
[ ر 2616 ] (6/2532)
27 - باب المعدن جبار والبئر جبار (6/2532)
6514 - حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثنا ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( العجماء جرحها جبار والبئر جبار والمعدن جبار وفي الركاز الخمس )
[ ر 1428 ] (6/2533)
28 - باب العجماء جبار (6/2533)
وقال ابن سيرين كانوا لا يضمنون من النفحة ويضمنون من رد العنان
وقال حماد لا تضمن النفحة إلا أن ينخس إنسان الدابة
وقال شريح لا يضمن ما عاقبت أن يضربها فتضرب برجلها
وقال الحكم وحماد إذا ساق المكاري حمارا عليه امرأة فتخر لا شيء عليه
وقال الشعبي إذا ساق دابة فأتعبها فهو ضامن لما أصابت وإن كان خلفها مترسلا لم يضمن
[ ش ( كانوا ) أي العلماء من الصحابة والتابعين . ( من النفحة ) ما تلف بسبب ضربة رجل الدابة . ( رد العنان ) هو ما يوضع في فم الدابة ليصرفها الراكب حيث أراد فإذا لفتها به إلى جهة فضربت برجلها شيئا ضمنه وإذا ضربت دون ذلك لا يضمن . ( ينخس ) من النخس وهو غرز مؤخر الدابة أو جنبها بعود ونحوه . ( ما عاقبت ) أي ما أتلفته عقوبة . كأن ضربها أحد فضربته فأتلفت شيئا بضربها من مال أو نفس . ( المكاري ) الذي يؤاجر الدواب . ( فتخر ) فتسقط . ( مترسلا ) متسهلا في السير لا يسوقها ولا يحثها ] (6/2533)
6515 - حدثنا مسلم حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( العجماء عقلها جبار والبئر جبار والمعدن جبار وفي الركاز الخمس )
[ ر 1428 ]
[ ش أخرجه مسلم في الحدود باب جرح العجماء جبار والمعدن والبئر جبار رقم 1710
( عقلها ) ديتها . ( جبار ) هدر أي لا دية فيما أتلفته من نفس أو عضو ] (6/2533)
29 - باب إثم من قتل ذميا بغير جرم (6/2533)
6516 - حدثنا قيس بن حفص حدثنا عبد الواحد حدثنا الحسن حدثنا مجاهد عن عبد الله بن عمرو
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما )
[ ر 2995 ] (6/2533)
30 - باب لا يقتل المسلم بالكافر (6/2533)
6517 - حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا مطرف أن عامرا حدثهم عن أبي جحيفة قال قلت لعلي . وحدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا ابن عيينة حدثنا مطرف سمعت الشعبي يحدث قال سمعت أبا جحيفة قال
: سألت عليا رضي الله عنه هل عندكم شيء مما ليس في القرآن ؟ وقال ابن عيينة مرة ما ليس عند الناس ؟ فقال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما عندنا إلا ما في القرآن إلا فهما يعطي رجل في كتابه وما في الصحيفة . قلت وما في الصحيفة ؟ قال العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر
[ ر 111 ] (6/2534)
31 - باب إذا لطم المسلم يهوديا عند الغضب (6/2534)
رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 2280 ] (6/2534)
6518 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لا تخيروا بين الأنبياء ) (6/2534)
6519 - حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال
: جاء رجل من اليهود إلى النبي صلى الله عليه و سلم قد لطم وجهه فقال يا محمد إن رجلا من أصحابك من الأنصار لطم وجهي قال ( ادعوه ) . فدعوه قال ( ألطمت وجهه ) . قال يا رسول الله إني مررت باليهود فسمعته يقول والذي اصطفى موسى على البشر قال قلت أعلى محمد صلى الله عليه و سلم ؟ قال فأخذتني غضبة فلطمته قال ( لا تخيروني من بين الأنبياء فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور )
[ ر 2281 ]
بسم الله الرحمن الرحيم (6/2534)
92 - كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم (6/2534)
[ ش ( المرتدين ) الجائرين عن القصد والباغين الذين يردون الحق مع العلم به ] (6/2534)
1 - باب إثم من أشرك بالله وعقوبته في الدنيا والآخرة (6/2534)
قال الله تعالى { إن الشرك لظلم عظيم } / لقمان 13 / . و { لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين } / الزمر 65 /
[ ش ( ليحبطن عملك ) ليبطلن ويذهب ثوابه ] (6/2534)
6520 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال
: لما نزلت هذه الآية { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم } . شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وقالوا أينا لم يلبس إيمانه بظلم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إنه ليس بذلك ألا تسمعون إلى قول لقمان { إن الشرك لظلم عظيم }
[ ر 32 ] (6/2535)
6521 - حدثنا مسدد حدثنا بشر بن المفضل حدثنا الجريري . وحدثني قيس بن حفص حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا سعيد الجريري حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه رضي الله عنه قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( أكبر الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور وشهادة الزور - ثلاثا - أو قول الزور ) . فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت
[ ر 2511 ] (6/2535)
6522 - حدثني محمد بن الحسين بن إبراهيم أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا شيبان عن فراس عن الشعبي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال
: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله ما الكبائر ؟ قال ( الإشراك بالله ) . قال ثم ماذا ؟ قال ( ثم عقوق الوالدين ) . قال ثم ماذا ؟ قال ( ثم عقوق الوالدين ) . قال ثم ماذا ؟ قال ( اليمين الغموس ) . قلت وما اليمين الغموس ؟ قال ( الذي يقتطع مال امرئ مسلم هو فيها كاذب )
[ ر 6298 ]
[ ش ( اليمين الغموس ) هي أن يحلف على خلاف ما يعلم متعمدا الكذب في ذلك . ( يقتطع مال امرئ ) يأخذ بسببها قطعة من ماله بغير حق ] (6/2535)
6523 - حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا سفيان عن منصور والأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود رضي الله عنه قال
: قال رجل يا رسول الله أنؤاخذ بماعملنا في الجاهلية ؟ قال ( من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر )
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب هل يؤاخذ بأعمال الجاهلية رقم 120
( نؤاخذ ) نعاقب . ( أحسن في الإسلام ) استمر على دينه وترك المعاصي
( أساء ) ارتد . ( بالأول ) بما عمل حال الكفر . ( الآخر ) ما اكتسبه من معصية بعد إسلامه ] (6/2536)
2 - باب حكم المرتد والمرتدة واستتابتهم (6/2536)
وقال ابن عمر والزهري وإبراهيم تقتل المرتدة
وقال الله تعالى { كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين . أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين . خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون . إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم . إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون } / آل عمران 86 - 90 /
وقال { يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين } / آل عمران 100 /
وقال { إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا } / النساء 137 /
وقال { من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين } / المائدة 54 /
{ ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم . ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين . أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون . لا جرم - يقول حقا - أنهم في الآخرة هم الخاسرون - إلى قوله - إن ربك من بعدها لغفور رحيم } / النحل 106 - 110 /
{ ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } / البقرة 217 /
[ ش ( استتابتهم ) أي المرتدين . ( البينات ) قامت الحجج والبراهين على ما جاء به رسول الله صلى الله عليه و سلم . ( ينظرون ) يؤخرون عن العذاب . ( ازدادوا كفرا ) استمروا عليه إلى الممات . ( الضالون ) المنحرفون عن منهج الحق إلى الضلال والغي . ( فريقا ) طائفة وفئة . ( الذين أوتوا الكتاب ) اليهود أو النصارى . ( سبيلا ) مخرجا وفرجا مما هم فيه من حيرة وضلال وطريقا إلى الحق والرشاد . ( أذلة على المؤمنين ) يتواضعون لهم ويعطفون عليهم ويرحمونهم . ( أعزة على الكافرين ) يستعلون بإيمانهم على أهل الكفر والضلال . ولا يذلون لهم ولا هوادة بينهم وبينهم . ( شرح بالكفر صدرا ) اعتقده وطابت به نفسه . ( استحبوا ) آثروا ورغبوا . ( طبع ) ختم عليها بحيث لا تدرك الحق ولا تسمعه ولا تبصره . ( يقول حقا ) هذه تفسير لكلمة لا جرم وليست من التلاوة . ( إلى قوله ) وتتمتها { ثم إن ربك للذين هاجروا من بعدما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا } ( فتنوا ) عذبوا وأذوا ليتركوا دينهم . ( حبطت ) بطلت وذهب ثوابها ] (6/2536)
6524 - حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال
: أتي علي رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم فبلغ ذلك ابن عباس فقال لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا تعذبوا بعذاب الله ) . ولقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من بدل دينه فاقتلوه )
[ ر 2854 ] (6/2537)
6525 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن قرة بن خالد حدثني حميد بن هلال حدثنا أبو بردة عن أبي موسى قال
: أقبلت إلى النبي صلى الله عليه و سلم ومعي رجلان من الأشعريين أحدهما عن يميني والآخر عن يساري ورسول الله صلى الله عليه و سلم يستاك فكلاهما سأل فقال ( يا أبا موسى أو يا عبد الله بن قيس ) . قال قلت والذي بعثك بالحق ما أطلعاني على ما في أنفسهما وما شعرت أنهما يطلبان العمل فكأني أنظر إلى سواكه تحت شفته قلصت فقال ( لن أو لا نستعمل على عملنا من أراده ولكن اذهب أنت يا أبا موسى أو يا عبد الله بن قيس إلى اليمن ) . ثم أتبعه معاذ بن جبل فلما قدم عليه ألقى له وسادة قال انزل وإذا رجل عنده موثق قال ما هذا ؟ قال كان يهوديا فأسلم ثم تهود قال اجلس قال لا أجلس حتى يقتل قضاء الله ورسوله ثلاث مرات . فأمر به فقتل ثم تذاكرا قيام الليل فقال أحدهما أما أنا فأقوم وأنام وأرجو في نومتي ما أرجو في قومتي
[ ر 2142 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإمارة باب النهي عن طلب الإمارة والحرص عليها رقم 1733
( يستاك ) يدلك أسنانه بالسواك . ( سأل ) طلب الولاية . ( يا أبا موسى ) أي ما تقول ؟ وما هذا الطلب . ( قلصت ) انزوت وارتفعت . ( موثق ) مربوط بقيد
( في نومتي ) بسبب نومي . ( ما أرجو في قومتي ) مثل ما أرجو في قيامي بالليل من الأجر ] (6/2537)
3 - باب قتل من أبى قبول الفرائض وما نسبوا إلى الردة (6/2537)
6526 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا هريرة قال
: لما توفي النبي صلى الله عليه و سلم واستخلف أبو بكر وكفر من كفر من العرب قال عمر يا أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ) . قال أبو بكر والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم لقاتلتهم على منعها . قال عمر فوالله ما هو إلا أن رأيت أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق
[ ر 1335 ] (6/2538)
4 - باب إذا عرض الذمي بسب النبي صلى الله عليه و سلم ولم يصرح نحو قوله السام عليكم (6/2538)
[ ش ( عرض ) من التعريض وهو خلاف التصريح ] (6/2538)
6527 - حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن أخبرنا عبد الله أخبرنا شعبة عن هشام بن زيد بن أنس بن مالك قال سمعت أنس بن مالك يقول
: مر يهودي برسول الله صلى الله عليه و سلم فقال السام عليك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( وعليك ) . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أتدرون ما يقول ؟ قال السام عليك ) . قالوا يا رسول الله ألا نقتله ؟ قال ( لا إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم )
[ ش ( السام ) هو الموت . ( وعليكم ) ما تستحقون من اللعنة والعذاب والموت ] (6/2538)
6528 - حدثنا أبو نعيم عن ابن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت
: استأذن رهط من اليهود على النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا السام عليك فقلت بل عليكم السام واللعنة فقال ( يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ) . قلت أولم تسمع ما قالوا قال ( قلت وعليكم )
[ ر 2777 ] (6/2539)
6529 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان ومالك بن أنس قالا حدثنا عبد الله بن دينار قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن اليهود إذا سلموا على أحدكم إنما يقولون سام عليك فقل عليك )
[ ر 5902 ] (6/2539)
6530 - حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال حدثني شقيق قال قال عبد الله
: كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه و سلم يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه فهو يمسح الدم عن وجهه ويقول ( رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون )
[ ر 3290 ] (6/2539)
5 - باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم (6/2539)
وقول الله تعالى { وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون } / التوبة 115 /
وكان ابن عمر يراهم شرار خلق الله وقال إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين
[ ش ( الخوارج ) جمع خارجة أي طائفة خرجوا عن الدين القويم وهم مبتدعون وسموا بذلك لأنهم خرجوا على خيار المسلمين . وكل من خرج عن جماعة المسلمين التي تعمل بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم وما أجمعت عليه الأمة فهو خارجي . ( الملحدين ) جمع ملحد وهو من عدل عن الحق ومال إلى الباطل . وفي أيامنا هذه هو من ينكر وجود الخالق سبحانه أو من ينكر الدين السماوي المنزل من عند الله عز و جل أو ينكر النبوات . ( ما يتقون ) ما يحذرون به الضلال ويخافون عاقبته . ( انطلقوا . . ) أي حرفوا معاني كتاب الله عز و جل بحملهم الآيات على غير ما أنزلت له ] (6/2539)
6531 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا خيثمة حدثنا سويد بن غفلة قال علي رضي الله عنه
: إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم حديثا فوالله لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( سيخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة )
[ ر 3415 ] (6/2539)
6532 - حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب قال سمعت يحيى بن سعيد قال أخبرني محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة وعطاء بن يسار
: أنهما أتيا أبا سعيد الخدري فسألاه عن الحرورية أسمعت النبي صلى الله عليه و سلم ؟ قال لا أدري ما الحرورية ؟ سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( يخرج في هذه الأمة - ولم يقل منها - قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم أو حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية فينظر الرامي إلى سهمه إلى نصله إلى رصافه فيتمارى في الفوقة هل علق بها من الدم شيء )
[ ر 3414 ]
[ ش ( ولم يقل منها ) أي لم يقل النبي صلى الله عليه و سلم من هذه الأمة بكلمة من لأنهم ليسوا منها في الحقيقة ] (6/2540)
6533 - حدثنا يحيى بن سليمان حدثني ابن وهب قال حدثني عمر أن أباه حدثه عن عبد الله بن عمر وذكر الحرورية فقال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية )
[ ش ( وذكر الحرورية ) هم الخوارج ينسبون إلى حروراء وهو موضع في العراق اجتمعوا فيه أول ما خرجوا . ( يمرقون ) يخرجون سريعين
( مروق السهم ) كما يدخل السهم من جهة ويخرج من الأخرى . ( الرمية ) الهدف الذي يرمي ] (6/2540)
6 - باب من ترك قتال الخوارج للتألف ولئلا ينفر الناس عنه (6/2540)
6534 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي سعيد قال
: بينا النبي صلى الله عليه و سلم يقسم جاء عبد الله بن ذي الخويصرة التميمي فقال اعدل يا رسول الله فقال ( ويحك ومن يعدل إذا لم أعدل ) . قال عمر بن الخطاب ائذن لي فأضرب عنقه قال ( دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاته وصيامه مع صيامه يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر في قذذه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر في نضيه فلا يوجد فيه شيء قد سبق الفرث والدم آيتهم رجل إحدى يديه أو قال ثدييه مثل ثدي المرأة أو قال مثل البضعة تدردر يخرجون على حين فرقة من الناس )
قال أبو سعيد أشهد سمعت من النبي صلى الله عليه و سلم وأشهد أن عليا قتلهم وأنا معه جيء بالرجل على النعت الذي نعته النبي صلى الله عليه و سلم قال فنزلت فيه { ومنهم من يلمزك في الصدقات }
[ ر 3414 ]
[ ش ( يلمزك في الصدقات ) يعيبك في قسمتها . / التوبة 58 / ] ؟ ؟ ؟ (6/2540)
6535 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا الشيباني حدثنا يسير بن عمرو قال قلت لسهل بن حنيف
: هل سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول في الخوارج شيئا ؟ قال سمعته يقول وأهوى بيده قبل العراق ( يخرج منه قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية )
[ ش أخرجه مسلم في الزكاة باب الخوارج شر الخلق والخليقة رقم 1068
( لا يجاوز تراقيهم ) جمع ترقوة وهي عظم في أعلى الصدر والمراد أنه لا يصل إلى قلوبهم . ( يمرقون . . ) انظر الحديث ( 6533 ) ] (6/2541)
7 - باب قول النبي صلى الله عليه و سلم ( لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان دعواهما واحدة ) (6/2541)
6536 - حدثنا علي حدثنا سفيان حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان دعواهما واحدة )
[ ر 3413 ] (6/2541)
8 - باب ما جاء في المتأولين (6/2541)
6537 - قال أبو عبد الله وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري أخبراه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول
: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه و سلم كذلك فكدت أساوره في الصلاة فانتظرته حتى سلم ثم لببته بردائه أو بردائي فقلت من أقرأك هذه السورة ؟ قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت له كذبت فوالله إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أقرأني هذه السورة التي سمعتك تقرؤها فانطلقت أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها وأنت أقرأتني سورة الفرقان فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أرسله يا عمر اقرأ يا هشام ) . فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرؤها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( هكذا أنزلت ) . ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( اقرأ يا عمر ) . فقرأت فقال ( هكذا أنزلت ) . ثم قال ( إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه )
[ ر 2287 ] (6/2541)
6538 - حدثنا إسحق بن إبراهيم أخبرنا وكيع ( ح ) . حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال
: لما نزلت هذه الآية { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) . شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وقالوا أينا لم يظلم نفسه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ليس كما تظنون إنما هو كما قال لقمان لابنه { يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم } )
[ ر 32 ] (6/2542)
6539 - حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني محمود بن الربيع قال سمعت عتبان بن مالك يقول
: غدا علي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رجل أين مالك بن الدخشن ؟ فقال رجل منا ذلك منافق لا يحب الله ورسوله فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( ألا تقولونه يقول لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) . قال بلى قال ( فإنه لا يوافي عبد يوم القيامة به إلا حرم الله عليه النار )
[ ر 414 ]
[ ش ( ألا تقولونه ) تظنونه . ( يوافي ) يأتي . ( به ) بهذا القول بشرطه ] (6/2542)
6540 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن حصين عن فلان قال تنازع أبو عبد الرحمن وحبان بن عطية فقال أبو عبد الرحمن لحبان لقد علمت ما الذي جرأ صاحبك على الدماء يعني عليا قال ما هو لا أبا لك ؟ قال شيء سمعته يقوله قال ما هو ؟ قال
: بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم والزبير وأبا مرثد وكلنا فارس قال ( انطلقوا حتى تأتوا روضة حاج - قال أبو سلمة هكذا قال أبو عوانة حاج - فإن فيها امرأة معها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين فأتوني بها ) . فانطلقنا على أفراسنا حتى أدركناها حيث قال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم تسير على بعير لها وكان كتب إلى أهل مكة بمسير رسول الله صلى الله عليه و سلم إليهم فقلنا أين الكتاب الذي معك ؟ قالت ما معي كتاب فأنخنا بها بعيرها فابتغينا في رحلها فما وجدنا شيئا فقال صاحبي ما نرى معها كتابا قال فقلت لقد علمنا ما كذب رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم حلف عليذ والذي يحلف به لتخرجن الكتاب أو لأجردنك فأهوت إلى حجزتها وهي محتجزة بكساء فأخرجت الصحيفة فأتوا بها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال عمر يا رسول الله قد خان الله ورسوله والمؤمنين دعني فأضرب عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يا حاطب ما حملك على ما صنعت ) . قال يا رسول الله ما لي أن لا أكون مؤمنا بالله ورسوله ؟ ولكني أردت أن يكون لي عند القوم يد يدفع بها عن أهلي ومالي وليس من أصحابك أحد إلا له هنالك من قومه من يدفع الله به عن أهله وماله قال ( صدق ولا تقولوا له إلا خيرا ) . قال فعاد عمر فقال يا رسول الله قد خان الله ورسوله والمؤمنين دعني فلأضرب عنقه قال ( أو ليس من أهل بدر وما يدريك لعل الله اطلع عليهم فقال اعملوا ما شئتم فقد أوجبت لكم الجنة ) . فاغرورقت عيناه فقال الله ورسوله أعلم
قال أبو عبد الله خاخ أصح ولكن كذا قال أبو عوانة حاج وحاج تصحيف وهو موضع وهشيم يقول خاخ
[ ر 2845 ]
[ ش ( فلان ) هو سعد بن عبيدة تابعي روى عن جماعة منهم ابن عمر والبراء رضي الله عنهم
( قال ماهو ؟ قال بعثني ) أي قال حبان لأبي عبد الرحمن ماهو ؟ قال أبو عبد الرحمن قال علي رضي الله عنه بعثني . . فقال الثانية من عادتهم إسقاطها في الخط
( قال أبو سلمة هكذا قال أبو عوانة حاج ) أبو سلمة هو موسى بن إسماعيل شيخ البخاري . قال النووي قال العلماء هو غلط من أبي عوانة وكأنه اشتبه عليه بمكان آخر يقال له ذات حاج وهو موضع بين المدينة والشام يسلكه الحاج وأما روضة خاخ فإنها بين مكة والمدينة بقرب المدينة وهو المقصود هنا
( تصحيف ) صحف الكلمة كتبها أو قرأها على غير صحتها لاشتباه في الحروف وتصحفت الكلمة تغيرت إلى خطأ ]
بسم الله الرحمن الرحيم (6/2542)
93 - كتاب الإكراه (6/2542)
قول الله تعالى { إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم } / النحل 106 /
وقال { إلا أن تتقوا منهم تقاة } / آل عمران 28 / وهي تقية
وقال { إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض - إلى قوله - عفوا غفورا } / النساء 97 - 99 /
وقال { والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا } / النساء 75 /
فعذر الله المستضعفين الذين لا يمتنعون من ترك ما أمر الله به والمكره لا يكون إلا مستضعفا غير ممتنع من فعل ما أمر به
وقال الحسن التقية إلى يوم القيامة
وقال ابن عباس فيمن يكرهه اللصوص فيطلق ليس بشيء
وبه قال ابن عمر وابن الزبير والشعبي والحسن
وقال النبي صلى الله عليه و سلم ( الأعمال بالنية )
[ ر 1 ]
[ ش ( الإكراه ) هو إلزام المرء بما لا يريده . ( من أكره ) على الكفر فتلفظ به
( وقلبه مطمئن . . ) ساكن والإيمان مستقر فيه . ( شرح بالكفر . . ) اعتقده ورضي به . ( تقاة ) ما تتقون به شر الكفار اتقاء . ( ظالمي أنفسهم ) بتركهم الهجرة وبقائهم في دار الكفر . ( فيم كنتم ) لأي شيء مكثتم وتركتم الهجرة
( مستضعفين ) لا نقدر على الخروج من البلد ولا الذهاب في الأرض
( إلى قوله ) وتتمتها { قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا . إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا . فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا } . ( لا يستطيعون حيلة . . ) لا يقدرون على التخلص من أيدي الكفار كما أنهم لا يعرفون مسالك الطرق . ( يعفو عنهم ) بترك الهجرة وإقامتهم في ديار الكفر . ( القرية ) مكة
( لدنك ) عندك . ( وليا ) يتولى أمرنا ويستنقذنا من أعدائنا
( نصيرا ) ينصرنا ويمنع أذى العدو عنا . ( التقية ) أي اتخاذ ما يقي من شر العدو دون نفاق أو رضا بالباطل . ( إلى يوم القيامة ) أي مشروعة دوما وليست مختصة بعهد رسول الله صلى الله عليه و سلم . ( وبه ) أي بقول ابن عباس رضي الله عنهما ] (6/2542)
6541 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن هلال بن أسامة أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره عن أبي هريرة
: أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يدعو في الصلاة ( اللهم أنج عياش ابن أبي ربيعة وسلمة بن هشام والوليد بن الوليد اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر وابعث عليهم سنين كسني يوسف )
[ ر 961 ] (6/2546)
1 - باب من اختار الضرب والقتل والهوان على الكفر (6/2546)
[ ش ( الهوان ) الإهانة والإذلال والتحقير ] (6/2546)
6542 - حدثنا محمد بن عبد الله بن حوشب الطائفي حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار )
[ ر 16 ] (6/2546)
6543 - حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا عباد عن إسماعيل سمعت سعيد بن زيد يقول
: لقد رأيتني وإن عمر موثقي على الإسلام ولو انقض أحد مما فعلتم بعثمان كان محقوقا أن ينقض
[ ر 3649 ] (6/2546)
6544 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن إسماعيل حدثنا قيس عن خباب بن الأرت قال
: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا ؟ فقال ( قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه فما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون )
[ ر 3416 ] (6/2546)
2 - باب في بيع المكره ونحوه في الحق وغيره (6/2546)
6545 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا الليث عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: بينما نحن في المسجد إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( انطلقوا إلى يهود ) . فخرجنا معه حتى جئنا بيت المدراس فقام النبي صلى الله عليه و سلم فناداهم ( يا معشر يهود أسلموا تسلموا ) . فقالوا قد بلغت يا أبا القاسم فقال ( ذلك أريد ) . ثم قالها الثانية فقالوا قد بلغت يا أبا القاسم ثم قال الثالثة فقال ( اعلموا أن الأرض لله ورسوله وإني أريد أن أجليكم فمن وجد منكم بماله شيئا فليبعه وإلا فاعلموا أن الأرض لله ورسوله )
[ ر 2996 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب إجلاء اليهود من الحجاز رقم 1765
( بيت المدراس ) الموضع الذي كانوا يقرؤون فيه التوراة . ( ذلك أريد ) هذا ما أريد بقولي أسلموا أن تعترفوا أنني بلغتكم حتى تسقط عني المسؤولية وتقوم عليكم الحجة . ( أجليكم ) أخرجكم عن أرضكم . ( وجد منكم بماله شيئا ) تعلقا به ومحبة له ] (6/2547)
3 - باب لا يجوز نكاح المكره (6/2547)
{ ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم } / النور 33 /
[ ش ( فتياتكم ) جمع فتاة والمراد بها هنا الأمة أي المرأة المملوكة
( البغاء ) الزنا . ( إن أردن تحصنا ) وهن يرغبن بالعفة وليس الشرط بقيد بل يحرم إكراههن مطلقا أردن العفة أم لا ] (6/2547)
6546 - حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عبد الرحمن ومجمع ابني يزيد بن جارية الأنصاري عن خنساء بنت خذام الأنصارية
: أن أباها زوجها وهي ثيب فكرهت ذلك فأتت النبي صلى الله عليه و سلم فرد نكاحها
[ ر 4845 ] (6/2547)
6547 - حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أبي عمرو وهو ذكوان عن عائشة رضي الله عنها قالت
: قلت يا رسول الله يستأمر النساء في أبضاعهن ؟ قال ( نعم ) . قلت فإن البكر تستأمر فتستحي فتسكت ؟ قال ( سكاتها إذنها )
[ ر 4844 ]
[ ش أخرجه مسلم في النكاح باب استئذان الثيب في النكاح . . رقم 1420
( أبضاعهن ) جمع بضع وهو الفرج وقيل إبضاعهن مصدر أبضع أي زواجهن ] (6/2547)
4 - باب إذا أكره حتى وهب عبدا أو باعه لم يجز (6/2547)
وبه قال بعض الناس وقال فإن نذر المشتري فيه نذرا فهو جائز بزعمه وكذلك إن دبره
[ ش ( بعض الناس ) قيل أراد بهم الحنفية . ( جائز ) نافذ وصحيح . ( بزعمه ) على قوله . ( دبره ) من التدبير وهو تعليق عتق العبد على موت السيد . وحاصل كلامه أن الإكراه يمنع صحة الهبة أو عقد البيع ولا تنتقل فيه الملكية إلى المشتري أو الموهوب له إلا إذا جعل المبيع أو الموهوب نذرا أو دبره فإنه ينفذ تصرفه ويصحح العقد الذي وقع مع الإكراه
( واحد ) من حيث المعنى ] (6/2547)
6548 - حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر رضي الله عنه
: أن رجلا من الأنصار دبر مملوكا ولم يكن له مال غيره فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( من يشتريه مني ) . فاشتراه نعيم بن النحام بثمانمائة درهم . قال فسمعت جابرا يقول عبدا قبطيا مات عام أول
[ ر 2034 ] (6/2548)
5 - باب من الإكراه (6/2548)
{ كرها } / الأحقاف 15 / و { كرها } / آل عمران 83 / واحد (6/2548)
6549 - حدثنا حسين بن منصور حدثنا أسباط بن محمد حدثنا الشيباني سليمان بن فيروز عن عكرمة عن ابن عباس . قال الشيباني وحدثني عطاء أبو الحسن السوائي ولا أظنه إلا ذكره عن ابن عباس رضي الله عنهما
: { يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها } . الآية . قال كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته إن شاء بعضهم تزوجها وإن شاؤوا زوجوها وإن شاؤوا لم يزوجوها فهم أحق بها من أهلها فنزلت هذه الآية في ذلك
[ ر 4303 ] (6/2548)
6 - باب إذا استكرهت المرأة على الزنا فلا حد عليها (6/2548)
لقوله تعالى { ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم } / النور 33 /
وقال الليث حدثني نافع أن صفية بنت أبي عبيد أخبرته أن عبدا من رقيق الإمارة وقع على وليدة من الخمس فاستكرهها حتى اقتضها فجلده عمر الحد ونفاه ولم يجلد الوليدة من أجل أنه استكرهها
قال الزهري في الأمة البكر يفترعها الحر يقيم ذلك الحكم من الأمة العذراء بقدر قيمتها ويجلد وليس في الأمة الثيب في قضاء الأئمة غرم ولكن عليه الحد
[ ش ( ومن يكرههن . . ) انظر الباب [ 3 ] . ( رقيق الإمارة ) أي من مال الخليفة . ( وقع على . . ) زنى بأمة من خمس الغنيمة الذي يعود التصرف فيه للإمام الخليفة . ( اقتضها ) أزال بكارتها مأخوذ من القضة وهي عذرة البكر . ( يفترعها ) يزيل بكارتها . ( العذراء ) البكر . ( بقدر قيمتها ) أي يقدر الحاكم العدل قيمة الأمة بكرا وقيمتها ثيبا . ويحكم بالفرق بينهما على الذي أزال بكارتها . ( غرم ) غرامة ] (6/2548)
6550 - حدثنا أبو اليمان حدثنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( هاجر إبراهيم بسارة دخل بها قرية فيها ملك من الملوك أو جبار من الجبابرة فأرسل إليه أن أرسل إلي بها فقام إليها فقامت تتوضأ وتصلي فقالت اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك فلا تسلط علي الكافر فغط حتى ركض برجله )
[ ر 2104 ] (6/2549)
7 - يمين الرجل لصاحبه إنه أخوه إذا خاف عليه القتل أو نحوه (6/2549)
وكذلك كل مكره يخاف فإنه يذب عنه الظالم ويقاتل دونه ولا يخذله فإن قاتل دون المظلوم فلا قود عليه ولا قصاص
وإن قيل له لتشربن الخمر أو لتأكلن الميتة أو لتبيعن عبدك أو تقر بدين أو تهب هبة أو تحل عقدة أو لنقتلن أباك أو أخاك في الإسلام وما أشبه ذلك وسعه ذلك لقول النبي صلى الله عليه و سلم ( المسلم أخو المسلم )
وقال بعض الناس لو قيل لتشربن الخمر أو لتأكلن الميتة أو لنقتلن ابنك أو أباك أو ذا رحم محرم لم يسعه لأن هذا ليس بمضطر . ثم ناقض فقال إن قيل له لنقتلن أباك أو ابنك أو لتبيعن هذا العبد أو لتقرن بدين أو تهب يلزمه في القياس ولكنا نستحسن ونقول البيع والهبة وكل عقدة في ذلك باطل . فرقوا بين كل ذي رحم محرم وغيره بغير كتاب ولا سنة . وقال النبي صلى الله عليه و سلم ( قال إبراهيم لامرأته هذه أختي وذلك في الله )
[ ر 3179 ]
وقال النخعي إذا كان المستحلف ظالما فنية الحالف وإن كان مظلوما فنية المستحلف
[ ش ( فإنه ) أي فإن المسلم . ( يذب ) يدفع . ( دون المظلوم ) أي دفاعا عنه وقتل الظالم أو جرحه . ( فلا قود . . ) لا قصاص عليه ولا دية . ( تحل عقدة ) تحل تفسخ أي تفسخ عقدا أمضيته أو تبطل تصرفا قمت به . ( وسعه ذلك ) جاز له فعل الأشياء التي طلبت منه ليخلص أباه أو أخاه من القتل
( بعض الناس ) قيل أراد بهم الحنفية . ( لم يسعه ) لم يجز له فعل ما طلب منه . ( ليس بمضطر ) أي ليس بمكره لأن الإكراه يكون فيما يتوجه إلى الإنسان في خاصة نفسه لا في غيره . ( ناقض . . ) أي ناقض قوله بعدم الجواز في الصورة الأولى وعدم اعتبار الإكراه فيها بقوله به في الصورة الثانية واعتبار الإكراه فيها من حيث القياس أي قواعد الشرع التي تقرر رفع الحرج تستدعي ذلك . وأيضا قولهم بعدم الإكراه يستلزم صحة بيع العبد والإقرار بالدين أو الهبة بينما قالوا بعدم صحة ذلك استحسانا وهذا تناقض . والاستحسان هو العدول عن مقتضى القياس لوجه أقوى يقتضي ذلك العدول . ( فرقوا . . ) أي لو قال له لتقتلن هذا الرجل الأجنبي أو لتبيعن كذا فباع لزمه البيع ولو قيل له ذلك في ذي الرحم لم يلزمه . ( بغير كتاب . . ) أي بغير دليل . ( وقال النبي . . ) أراد به الاستشهاد على عدم الفرق بين الأجنبي وغيره في هذا الباب لأنه أخوه في الإسلام . ( فنية . . ) أي هي المعتبرة ] (6/2549)
6551 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أن سالما أخبره أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أخبره
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته )
[ ر 2310 ] (6/2550)
6552 - حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا هشيم أخبرنا عبيد الله بن أبي بكر بن أنس عن أنس رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما ) . فقال رجل يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره ؟ قال ( تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره )
[ ر 2311 ]
بسم الله الرحمن الرحيم (6/2550)
94 - كتاب الحيل (6/2550)
1 - باب في ترك الحيل وأن لكل امرئ ما نوى في الأيمان وغيرها (6/2550)
[ ش ( الحيل ) جمع حيلة وهي ما يتوصل به إلى المقصود بطريق خفي ] (6/2550)
6553 - حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطب قال
: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( يا أيها الناس إنما الأعمال بالنية وإنما لامرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن هاجر إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه )
[ ر 1 ] (6/2551)
2 - باب في الصلاة (6/2551)
6554 - حدثني إسحق بن نصر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ )
[ ر 135 ] (6/2551)
3 - باب في الزكاة وأن لا يفرق بين مجتمع ولا يجمع بين متفرق خشية الصدقة (6/2551)
6555 - حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا أبي حدثنا ثمامة بن عبد الله ابن أنس أن أنسا حدثه
: أن أبا بكر كتب له فريضة الصدقة التي فرض رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ولا يجمع بين متفرق ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة )
[ ر 1380 ] (6/2551)
6556 - حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل عن أبيه عن طلحة بن عبيد الله
: أن أعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ثائر الرأس فقال يا رسول الله أخبرني ماذا فرض الله علي من الصلاة ؟ فقال ( الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئا ) . فقال أخبرني بما فرض الله علي من الصيام ؟ قال ( شهر رمضان إلا أن تطوع شيئا ) . قال أخبرني بما فرض الله علي من الزكاة ؟ قال فأخبره رسول الله صلى الله عليه و سلم بشرائع الإسلام . قال والذي أكرمك لا أتطوع شيئا ولا أنقص مما فرض الله علي شيئا . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أفلح إن صدق أو أدخل الجنة إن صدق )
[ ر 46 ]
وقال بعض الناس في عشرين ومائة بعير حقتان فإن أهلكها متعمدا أو وهبها أو احتال فيها فرارا من الزكاة فلا شيء عليه
[ ش ( بعض الناس ) قيل الحنفية . ( فلا شيء عليه ) من الزكاة ويأثم بفعله ] (6/2551)
6557 - حدثني إسحق حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يكون كنز أحدكم يوم القيامة شجاعا أقرع يفر منه صاحبه فيطلبه ويقول أنا كنزك قال والله لن يزال يطلبه حتى يبسط يده فيلقمها فاه ) . وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إذا ما رب النعم لم يعط حقها تسلط عليه يوم القيامة فتخبط وجهه بأخفافها )
[ ر 1337 - 1338 ]
وقال بعض الناس في رجل له إبل فخاف أن تجب عليه الصدقة فباعها بإبل مثلها أو بغنم أو ببقر أو بدراهم فرارا من الصدقة بيوم احتيالا فلا شيء عليه . وهو يقول إن زكى إبله قبل أن يحول الحول بيوم أو بستة جازت عنه
[ ش ( يبسط يده ) يمدها أي صاحب المال . ( فيلقمها فاه ) يدخلها في فمه
( إذا ما رب النعم ) ما زائدة الرب المالك والنعم الإبل والبقر والغنم والظاهر أن المراد هنا الإبل خاصة . ( بعض الناس ) يريد أبا حنيفة رحمه الله تعالى وكذلك فيما سيأتي . ومراده هنا بيان أن في قوله تناقضا لأنه جازت عنده التزكية قبل الحول بيوم فكيف يسقطه في ذلك اليوم . قال العيني وقال صاحب التلويح ما ألزم البخاري أبا حنيفة من التناقض فليس بتناقض لأنه لا يوجب الزكاة إلا بتمام الحول ويجعل من قدمها كمن قدم دينا مؤجلا ] (6/2552)
6558 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس أنه قال
: استفتى سعد بن عبادة الأنصاري رسول الله صلى الله عليه و سلم في نذر كان على أمه توفيت قبل أن تقضيه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( اقضه عنها )
[ ر 2610 ]
وقال بعض الناس إذا بلغت الإبل عشرين ففيها أربع شياه فإن وهبها قبل الحول أو باعها فرارا أو احتيالا لإسقاط الزكاة فلا شيء عليه وكذلك إن أتلفها فمات فلا شيء في ماله
[ ش غرضه من الإتيان بالحديث بيان أن النذر لا يسقط بالموت وكذلك جميع حقوق الله تعالى وهو يرد بهذا على من يقول بسقوط الزكاة أو بالاحتيال ] (6/2552)
4 - باب الحيلة في النكاح (6/2552)
6559 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله قال حدثني نافع عن عبد الله رضي الله عنه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن الشغار . قلت لنافع ما الشغار ؟ قال ينكح ابنة الرجل وينكحه ابنته بغير صداق وينكح أخت الرجل وينكحه أخته بغير صداق
[ ر 4822 ]
وقال بعض الناس إن احتال حتى تزوج على الشغار فهو جائز والشرط باطل
وقال في المتعة النكاح فاسد والشرط باطل . وقال بعضهم المتعة والشغار جائز والشرط باطل
[ ش ( بغير صداق ) أي بغير مهر وصورة نكاح الشغار أن يقول الرجل إني أزوجك ابنتي أو أختي على أن تزوجني ابنتك أو أختك فيكون أحد العقدين عوضا عن الآخر . فقال الحنفية العقدان جائزان ويبطل الشرط ويثبت لكل منهما مهر المثل بالدخول . وهذا هو الأصح في مذهب الشافعية إلا إن ذكر في العقد أن بضع - أي فرج - كل منهما مهر للأخرى فهو باطل عندهم . وقال الماليكة والحنابلة ببطلان هذا العقد مطلقا ذكر البضع أم لم يذكر . ( المتعة ) هي أن يتزوج المرأة بشرط أن يتمتع بها أياما ثم يخلي سبيلها ويشترط فيها لفظ التمتع كمتعيني بنفسك أو أتمتع بك . ( قال بعضهم ) قيل أشار إلى ما نقل عن زفر - أحد أصحاب أبي حنيفة رحمهم الله تعالى - أنه أجاز النكاح المؤقت أي صححه وألغى الوقت لأنه شرط فاسد والنكاح لا يبطل بالشروط الفاسدة ] (6/2553)
6560 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله بن عمر حدثنا الزهري عن الحسن وعبد الله ابني محمد بن علي عن أبيهما
: أن عليا رضي الله عنه قيل له إن ابن عباس لا يرى بمتعة النساء بأسا فقال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عنها يوم خيبر وعن لحوم الحمر الإنسية
[ ر 3979 ]
وقال بعض الناس إن احتال حتى تمتع فالنكاح فاسد . وقال بعضهم النكاح جائز والشرط باطل (6/2553)
5 - باب ما يكره من الاحتيال في البيوع ولا يمنع فضل الماء ليمنع به فضل الكلأ (6/2553)
6561 - حدثنا إسماعيل حدثنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( لا يمنع فضل الماء ليمنع به فضل الكلأ )
[ ر 2226 ] (6/2554)
6 - باب ما يكره من التناجش (6/2554)
6562 - حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن نافع عن ابن عمر
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن النجش
[ ر 35 2 ] ؟ ؟ ؟ (6/2554)
7 - باب ما ينهى من الخداع في البيوع (6/2554)
وقال أيوب يخادعون الله كأنما يخادعون آدميا لو أتوا الأمر عيانا كان أهون علي
[ ش ( لو أتوا . . ) لو أعلنوا بأخذ الزائد على الثمن معاينة بلا تدليس لكان أسهل ] (6/2554)
6563 - حدثنا إسماعيل حدثنا مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
: أن رجلا ذكر للنبي صلى الله عليه و سلم أنه يخدع في البيوع فقال ( إذا بايعت فقل لا خلابة )
[ ر 2011 ]
[ ش ( خلابة ) خديعة ولا يدخل في الخداع الثناء على السلعة والإطناب في مدحها فإنه يتجاوز عنه ولا ينقض به البيع ] (6/2554)
8 - باب ما ينهى من الاحتيال للولي في اليتيمة المرغوبة وأن لا يكمل لها صداقها (6/2554)
6564 - حدثنا أبو اليمان حدثنا شعيب عن الزهري قال كان عروة يحدث
: أنه سأل عائشة { وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء } . قالت هي اليتيمة في حجر وليها فيرغب في مالها وجمالها فيريد أن يتزوجها بأدنى من سنة نسائها فنهوا عن نكاحهن إلا أن يقسطوا لهن في إكمال الصداق ثم استفتى الناس رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد فأنزل الله { ويستفتونك في النساء } . فذكر الحديث
[ ر 2362 ] (6/2554)
9 - باب إذا غصب جارية فزعم أنها ماتت فقضي بقيمة الجارية الميتة ثم وجدها صاحبها فهي له ويرد القيمة ولا تكون القيمة ثمنا (6/2554)
وقال بعض الناس الجارية للغاصب لأخذه القيمة . وفي هذا احتيال لمن اشتهى جارية رجل لا يبيعها فغصبها واعتل بأنها ماتت حتى يأخذ ربها قيمتها فتطيب للغاصب جارية غيره . قال النبي صلى الله عليه و سلم ( أموالكم عليكم حرام )
[ ر 1654 ]
[ ش ( جارية ) امرأة مملوكة . ( لأخذه ) أي لأخذ صاحب الجارية قيمتها ]
( ولكل غادر لواء يوم القيامة ) (6/2554)
6565 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به )
[ ر 3016 ] (6/2555)
6566 - حدثنا محمد بن كثير عن سفيان عن هشام عن عروة عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض وأقضي له على نحو مما أسمع فمن قضيت له من حق أخيه شيئا فلا يأخذ فإنما أقطع له قطعة من النار )
[ ر 2326 ] (6/2555)
10 - باب في النكاح (6/2555)
6567 - حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لا تنكح البكر حتى تستأذن ولا الثيب حتى تستأمر ) . فقيل يا رسول الله كيف إذنها ؟ قال ( إذا سكتت )
[ ر 4843 ]
وقال بعض الناس إن لم تستأذن البكر ولم تزوج فاحتال رجل فأقام شاهدين زورا أنه تزوجها برضاها فأثبت القاضي نكاحها والزوج يعلم أن الشهادة باطلة فلا بأس أن يطأها وهو تزويج صحيح (6/2555)
6568 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا يحيى بن سعيد عن القاسم
: أن امرأة من ولد جعفر تخوفت أن يزوجها وليها وهي كارهة فأرسلت إلى شيخين من الأنصار عبد الرحمن ومجمع ابني جارية قالا فلا تخشين فإن خنساء بنت خذام أنكحها أبوها وهي كارهة فرد النبي صلى الله عليه و سلم ذلك
قال سفيان وأما عبد الرحمن فسمعته يقول عن أبيه إن خنساء
[ ر 4845 ] (6/2555)
6569 - حدثنا أبو نعيم حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن ) . قالوا كيف إذنها ؟ قال ( أن تسكت )
[ ر 4843 ]
وقال بعض الناس إن احتال إنسان بشاهدي زور على تزويج امرأة ثيب بأمرها فأثبت القاضي نكاحها إياه والزوج يعلم أنه لم يتزوجها قط فإنه يسعه هذا النكاح ولا بأس بالمقام له معها (6/2556)
6570 - حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن ذكوان عن عائشة رضي الله عنها قالت
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( البكر تستأذن ) . قلت إن البكر تستحيي ؟ قال ( إذنها صماتها )
[ ر 4844 ]
وقال بعض الناس إن هوي إنسان جارية يتيمة أو بكرا فأبت فاحتال فجاء بشاهدي زور على أنه تزوجها فأدركت فرضيت اليتيمة فقبل القاضي بشهادة الزور والزوج يعلم ببطلان ذلك حل له الوطء
[ ش ( جارية ) هي الصغيرة الفتية من النساء . ( يتيمة ) لا أب لها . ( فأدركت ) فبلغت ] (6/2556)
11 - باب ما يكره من احتيال المرأة مع الزوج والضرائر وما نزل على النبي صلى الله عليه و سلم في ذلك (6/2556)
6571 - حدثنا عبيد الله بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت
: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحب الحلواء ويحب العسل وكان إذا صلى العصر أجاز على نسائه فيدنو منهن فدخل على حفصة فاحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس فسألت عن ذلك فقيل لي أهدت لها امرأة من قومها عكة عسل فسقت رسول الله صلى الله عليه و سلم منه شربة فقلت أما والله لنحتالن له فذكرت ذلك لسودة وقلت لها إذا دخل عليك فإنه سيدنو منك فقولي له يا رسول الله أكلت مغافير فإنه سيقول لا فقولي له ما هذه الريح وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يشتد عليه أن توجد منه الريح فإنه سيقول سقتني حفصة شربة عسل فقولي له جرست نحله العرفط وسأقول ذلك وقوليه أنت يا صفية فلما دخل على سودة قلت تقول سودة والذي لا إله إلا هو لقد كدت أن أبادئه بالذي قلت لي وإنه لعلى الباب فرقا منك فلما دنا رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت يا رسول الله أكلت مغافير ؟ قال ( لا ) . قلت فما هذه الريح ؟ قال ( سقتني حفصة شربة عسل ) . قلت جرست نحله العرفط فلما دخل علي قلت له مثل ذلك ودخل على صفية فقالت له مثل ذلك فلما دخل على حفصة قالت له يا رسول الله ألا أسقيك منه ؟ قال ( لا حاجة لي به ) . قالت تقول سودة سبحان الله لقد حرمناه قالت قلت لها اسكتي
[ ر 4918 ]
[ ش ( أجاز على نسائه ) مر عليهن ومشى بحجرهن يتمم بقية يومه
( أبادئه ) في نسخة . ( أبادره ) . ( أكلت مغافير ) هو صمغ كالعسل له رائحة كريهة قال في الفتح إنما ساغ لهن أن يقلن أكلت مغافير لأنهن أوردنه على طريق الاستفهام بدليل جوابه بقوله ( لا ) . وأردن بذلك التعريض لا صريح الكذب فهذا وجه الاحتيال في قول عائشة لنحتالن له ولو كان كذبا محضا لم يسم حيلة إذ لا شبهة لصاحبه ] (6/2556)
12 - باب ما يكره من الاحتيال في الفرار من الطاعون (6/2556)
6572 - حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن عبد الله بن عامر ابن ربيعة
: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج إلى الشأم فلما جاء سرغ بلغه أن الوباء وقع بالشأم فأخبره عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه ) . فرجع عمر من سرغ
وعن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله أن عمر إنما انصرف من حديث عبد الرحمن
[ ر 5397 ] (6/2557)
6573 - حدثنا أبو اليمان حدثنا شعيب عن الزهري حدثنا عامر بن سعد بن أبي وقاص أنه سمع أسامة بن زيد يحدث سعدا
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر الوجع فقال ( رجز أو عذاب عذب به بعض الأمم ثم بقي منه بقية فيذهب المرة ويأتي الأخرى فمن سمع به بأرض فلا يقدمن عليه ومن كان بأرض وقع بها فلا يخرج فرارا منه )
[ ر 3286 ] (6/2557)
13 - باب في الهبة والشفعة (6/2557)
وقال بعض الناس إن وهب هبة ألف درهم أو أكثر حتى مكث عنده سنين واحتال في ذلك ثم رجع الواهب فيها فلا زكاة على واحد منهما . فخالف الرسول صلى الله عليه و سلم في الهبة وأسقط الزكاة
[ ش ( واحتال في ذلك ) أي تواطأ الواهب مع الموهوب له على أن لا يتصرف في الهبة ويرجعها إلى الواهب قبل تمام الحول عليها عنده ثم يعود فيهبها إليه بعد مرور الحول هكذا يتبادلان المال بينهما بحيث لا يمضي عليه حول كامل عند أحدهما فلا تجب الزكاة . ( فخالف الرسول . . ) في النهي عن الرجوع بالهبة . ( وأسقط . . ) أي أضاعها على الفقير . وذكر الشراح أن البخاري رحمه الله تعالى أراد بقوله ( بعض الناس ) أبا حنيفة رحمه الله تعالى ورد عليه العيني بأن هذا الاحتيال لم يقل به أبو حنيفة ولا أصحابه رحمهم الله تعالى وإن كانوا يقولون بجواز الرجوع بالهبة فلذلك قيود وشروط وأدلة يعتمد عليها تحمي هذا الإمام وأصحابه رحمهم الله تعالى من مخالفة رسول الله صلى الله عليه و سلم أو الاحتيال للفرار من فريضة من فرائض الإسلام ] (6/2557)
6574 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن أيوب السختياني عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه ليس لنا مثل السوء )
[ ر 2449 ] (6/2558)
6575 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام بن يوسف أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله قال
: إنما جعل النبي صلى الله عليه و سلم الشفعة في كل ما لم يقسم فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة
[ ر 2099 ]
وقال بعض الناس الشفعة للجوار ثم عمد إلى ما شدده فأبطله وقال إن اشترى دارا فخاف أن يأخذ الجار بالشفعة فاشترى سهما من مائة سهم ثم اشترى الباقي وكان للجار الشفعة في السهم الأول ولا شفعة له في باقي الدار وله أن يحتال في ذلك
[ ش ( بعض الناس ) أراد أبا حنيفة رحمه الله تعالى . ( ما شدده . . ) ما أثبته من الشفعة للجار . وخلاصة المسألة أنه إذا أراد أحد أن يشتري دارا اشترى جزءا منها فيصير شريكا لمالكها الأصلي ثم يشتري باقيها فيكون هو أولى بها من الجار لأنه شريك فلا تثبت شفعة للجار . وأجاب العيني عن هذا بأنه لا تناقض ولا احتيال لأن الشفعة للجار يستحقها بعد الشريك والشريك أولى على أن القائل بهذا أبو يوسف وكرهها محمد رحمهما الله تعالى ] (6/2558)
6576 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة سمعت عمرو بن الشريد قال
: جاء المسور بن مخرمة فوضع يده على منكبي فانطلقت معه إلى سعد فقال أبو رافع للمسور ألا تأمر هذا أن يشتري مني بيتي الذي في داري ؟ فقال لا أزيده على أربعمائة إما مقطعة وإما منجمة قال أعطيت خمسمائة نقدا فمنعته ولولا أني سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( الجار أحق بصقبه ) . ما بعتكه أو قال ما أعطيتكه
قلت لسفيان إن معمرا لم يقل هكذا قال لكنه قال لي هكذا
وقال بعض الناس إذا أراد أن يقطع الشفعة فله أن يحتال حتى يبطل الشفعة فيهب البائع للمشتري الدار ويحدها ويدفعها إليه ويعوضه المشتري ألف درهم فلا يكون للشفيع فيها شفعة
[ ش ( بصقبه ) ويروى . ( بسقبه ) وهو القرب والملاصقة أي أحق ببره ومعونته وعدم إساءته والمراد به هنا الشفعة . ( يحدها ) أي يصف حدودها التي تميزها . ويروى ( ونحوها ) أي ونحو الدار وهو أظهر كما قال الشراح ] (6/2559)
6577 - حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن الشريد عن أبي رافع
: أن سعدا ساومه بيتا بأبعمائة مثقال فقال لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( الجار أحق بصقبه ) . لما أعطيتك
[ ر 2139 ]
وقال بعض الناس إن اشترى نصيب دار فأراد أن يبطل الشفعة وهب لابنه الصغير ولا يكون عليه يمين
[ ش ( وهب ) أي ما اشتراه . ( ولا يكون . . ) في تحقق الهبة وشروطها ] (6/2559)
14 - باب احتيال العامل ليهدى له (6/2559)
6578 - حدثنا عبيد الله بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن أبي حميد الساعدي قال
: استعمل رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا على صدقات بني سليم يدعى ابن اللتبية فلما جاء حاسبه قال هذا مالكم وهذا هدية . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقا ) . ثم خطبنا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ( أما بعد فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله فيأتي فيقول هذا مالكم وهذا هدية أهديت لي أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته والله لا يأخذ أحد منكم شيئا بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة فلأعرفن أحدا منكم لقي الله يحمل بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر ) . ثم رفع يده حتى رئي بياض إبطه يقول ( اللهم هل بلغت ) . بصر عيني وسمع أذني
[ ر 883 ]
[ ش ( فلأعرفن ) أي والله لأعرفن . ( بصر عيني وسمع أذني ) أبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه و سلم ناطقا ورافعا يديه وسمعت كلامه . وضبط بصر وسمع بضم الصاد وكسر الميم على أنهما فعلان ماضيان وضبطا بسكون الصاد والميم على أنهما مصدران ] (6/2559)
6579 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن الشريد عن أبي رافع قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( الجار أحق بصقبه )
وقال بعض الناس إن اشترى دارا بعشرين ألف درهم فلا بأس أن يحتال حتى يشتري الدار بعشرين ألف درهم وينقده تسعة آلاف درهم وتسعمائة درهم وتسعة وتسعين وينقده دينارا بما بقي من العشرين ألفا . فإن طلب الشفيع أخذها بعشرين ألف درهم وإلا فلا سبيل له على الدار فإن استحقت الدار رجع المشتري على البائع بما دفع إليه وهو تسعة آلاف درهم وتسعمائة وتسعة وتسعون درهما ودينار لأن البيع حين استحق انتقض الصرف في الدينار فإن وجد بهذه الدار عيبا ولم تستحق فإنه يردها عليه بعشرين ألف درهم
قال فأجاز هذا الخداع بين المسلمين وقال النبي صلى الله عليه و سلم ( بيع المسلم لا داء ولا خبثة ولا غائلة )
[ ش ( استحقت ) ظهرت مستحقة لغير البائع أي مملوكة لغيره
( الصرف في الدينار ) أي حين أعطاه الدينار بدل ما بقي من العشرين ألفا . ( داء ) على شرط أن لا يكون مرض في المشتري أو آفة تنقص قيمته . ( خبثة ) هي أن يكون المبيع من كسب غير طيب ولا مشروع
( غائلة ) ما يكون فيه هلاك مال المشتري من تدليس ونحوه ] (6/2560)
6580 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان قال حدثني إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن الشريد
: أن أبا رافع ساوم سعد بن مالك بيتا بأربعمائة مثقال وقال لولا أني سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( الجار أحق بصقبه ) . ما أعطيتك
[ ر 2137 ]
بسم الله الرحمن الرحيم (6/2560)
95 - كتاب التعبير (6/2560)
1 - باب أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه و سلم من الوحي الرؤيا الصالحة (6/2560)
6581 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب وحدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر قال الزهري فأخبرني عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت
: أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه و سلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح فكان يأتي حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فتزوده لمثلها حتى فجئه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فيه فقال اقرأ فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال { اقرأ باسم ربك الذي خلق - حتى بلغ - علم الإنسان ما لم يعلم } ) . فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال ( زملوني زملوني ) . فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال ( يا خديجة ما لي ) . وأخبرها الخبر وقال ( قد خشيت على نفسي ) . فقالت له كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق . ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد ابن عبد العزى بن قصي وهو ابن عم خديجة أخي أبيها وكان امرأ تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العربي فيكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي فقالت له خديجة أي ابن عم اسمع من ابن أخيك فقال ورقة ابن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره النبي صلى الله عليه و سلم ما رأى فقال ورقة هذا الناموس الذي أنزل على موسى ياليتني فيها جذعا أكون حيا حين يخرجك قومك . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أو مخرجي هم ) . فقال ورقة نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا . ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى الله عليه و سلم فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدى له جبريل فقال يا محمد إنك رسول الله حقا . فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك
[ ر 3 ]
قال ابن عباس { فالق الإصباح } / الأنعام 96 / ضوء السمش بالنهار وضوء القمر بالليل
[ ش ( جذعا ) شابا فتيا وهو منصوب على أنه خبر لكان المقدرة
( فترة حتى . . ) ذكر في الفتح أن الكلام من هنا إلى آخر الحديث من كلام الزهري . ( غدا منه مرارا ) ذهب بسبب ذلك الحزن عدة مرات . ( يتردى ) يسقط نفسه . ( شواهق الجبال ) مرتفعاتها العالية . ( تبدى ) ظهر . ( جأشه ) اضطرابه . ( تقر ) تطمئن وتهدأ . ( فالق ) من الفلق وهو شق الشيء . وقيل خلق وفطر وفلق بمعنى واحد . ( الإصباح ) هو في الأصل مصدر أصبح إذا دخل في الصبح وسمي به الصبح . وأتى بهذا التعليق هنا لمناسبة ذكر ( فلق الصبح ) في الحديث ] (6/2561)
2 - باب رؤيا الصالحين (6/2561)
وقوله تعالى { لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا } / الفتح 27 /
[ ش ( محلقين ) من التحليق وهو المبالغة والتكثير في إزالة الشعر وجزه
( من دون ذلك ) من قبل دخول المسجد الحرام . ( فتحا ) هو فتح خيبر الذي كان بعد العود من الحديبية وقبل عمرة القضاء ] (6/2561)
6582 - حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة )
[ 6593 - وانظر 6586 - 6587 ]
[ ش ( الحسنة ) باعتبار حسن ظاهرها أو حسن تأويلها . ( الرجل ) أي الإنسان رجلا أو امرأة . ( من النبوة ) لأن الأنبياء يخبرون بما سيكون والرؤيا تدل على ما يكون . وقيل هذا في حق رؤيا الأنبياء دون غيرهم وكان الأنبياء يوحى إليهم في منامهم كما يوحى إليهم في اليقظة ] (6/2562)
3 - باب الرؤيا من الله (6/2562)
6583 - حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا يحيى هو ابن سعيد قال سمعت أبا سلمة قال سمعت أبا قتادة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( الرؤيا الصادقة من الله والحلم من الشيطان )
[ ر 3118 ] (6/2563)
6584 - حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثني ابن الهاد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري
: أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره )
[ 6638 ]
[ ش ( من الله ) الإضافة إلى الله تعالى تشريف . ( لا تضره ) لا يصيبه أذى بسببها ] (6/2563)
4 - باب الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة (6/2563)
6585 - حدثنا مسدد حدثنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير وأثنى عليه خيرا لقيته باليمامة عن أبيه حدثنا أبو سلمة عن أبي قتادة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان فإذا حلم فليتعوذ منه وليبصق عن شماله فإنها لا تضره )
وعن أبيه حدثنا عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله
[ ر 3118 ] (6/2563)
6586 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك عن عبادة بن الصامت
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة )
[ ر 6582 ]
[ ش أخرجه مسلم في أوائل الرؤيا رقم 2264 ] (6/2563)
6587 - حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة )
رواه ثابت وحميد وإسحق بن عبد الله وشعيب عن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ 6614 - وانظر 6582 ]
[ ش أخرجه مسلم في أوائل الرؤيا رقم 2263 ] (6/2563)
6588 - حدثني إبراهيم بن حمزة حدثني ابن أبي حازم والدراوردي عن يزيد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري
: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ) (6/2564)
5 - باب المبشرات (6/2564)
6589 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال
: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( لم يبق من النبوة إلا المبشرات ) . قالوا وما المبشرات ؟ قال ( الرؤيا الصالحة )
[ ش ( لم يبق ) أي بعد نبوته صلى الله عليه و سلم . ( المبشرات ) جمع مبشرة من التبشير وهو إدخال السرور والفرح على المبشر والمراد أن الوحي ينقطع بموته صلى الله عليه و سلم ولا يبقى ما يعلم منه ما سيكون إلا الرؤيا ] (6/2564)
6 - باب رؤيا يوسف (6/2564)
وقوله تعالى { إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين . قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين . وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحق إن ربك عليم حكيم } . / يوسف 4 - 6 /
وقوله تعالى { يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم . رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين } / يوسف 100 - 101 /
قال أبو عبد الله فاطر والبديع والمبدئ والبارئ والخالق واحد . قال أبو عبد الله من البدو بادئة
[ ش ( رأيت ) في منامي . ( فيكيدوا . . ) يحتالوا في هلاكك ويدبروا ما فيه الخلاص منك . ( مبين ) ظاهر العداوة . ( يجتبيك ) يختارك ويصطفيك
( تأويل الأحاديث ) تفسير الرؤيا وتعبيرها . ( آل يعقوب ) نسله وذريته
( أبويك ) جدك وأبي جدك . ( حقا ) واقعا ويقظة . ( البدو ) البادية . ( نزغ ) أفسد وأغوى . ( فاطر ) خالق . ( وليي ) متولي شأني . ( توفني ) اقبضني إليك . ( بادئة ) بادية ] (6/2564)
7 - باب رؤيا إبراهيم عليه السلام (6/2564)
وقوله تعالى { فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين . فلما أسلما وتله للجبين . وناديناه أن يا إبراهيم . قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين } / الصافات 102 - 105 /
قال مجاهد أسلما سلما ما أمرا به وتله وضع وجهه بالأرض
[ ش ( بلغ معه السعي ) وصل إلى حال يستطيع فيها أن يسعى مع أبيه في أشغاله وحوائجه . ( أني أذبحك ) أومر بذبحك . ( صدقت الرؤيا ) حققت ما أمرت به في المنام وحصل المقصود إذ ظهر منك كمال الطاعة والانقياد لأمر الله عز و جل ] (6/2564)
8 - باب التواطؤ على الرؤيا (6/2564)
[ ش ( التواطؤ ) توافق جماعة على شيء واحد في رؤياهم ولو اختلفت عباراتهم ] (6/2564)
6590 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر رضي الله عنه
: أن أناسا أروا ليلة القدر في السبع الأواخر وأن أناسا أروا أنها في العشر الأواخر فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( التمسوها في السبع الأواخر )
[ ر 1911 ] (6/2565)
9 - باب رؤيا أهل السجون والفساد والشرك (6/2565)
لقوله تعالى { ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين . قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما مما علمني ربي إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون . واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون . يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون - وقال الفضيل لبعض الأتباع يا عبد الله أرباب متفرقون - خير أم الله الواحد القهار . ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباءكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر أن لا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون . يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه قضي الأمر الذي فيه تستفتيان . وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين . وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون . قالوا أضغاث أحلام وما نحن يتأويل الأحلام بعالمين . وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون . يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون . قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون . ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون . ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون . وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك } / يوسف 36 - 50 /
وادكر افتعل من ذكر أمة قرن وتقرأ أمه نسيان
وقال ابن عباس يعصرون الأعناب والدهن . تحصنون تحرسون
[ ش ( أراني ) أرى نفسي في المنام . ( خمرا ) عنبا ليصير خمرا . ( نبئنا ) أخبرنا . ( بتأويله ) بتعبيره وتفسيره . ( ترزقانه ) تطعمانه وتأكلانه . ( ملة ) دين وطريقة . ( متفرقون ) متعددون ومتنوعون . ( سميتموها ) آلهة وأربابا وهي حجارة جامدة . ( ما أنزل . . ) لا حجة لكم في عبادتها ولا برهان
( الحكم ) الأمر والنهي والقضاء . ( القيم ) المستقيم الثابت بالأدلة والبراهين
( قضي . . ) فرغ من الأمر الذي سألتما عنه ووجب حكم الله تعالى عليكما بالذي أخبرتكما به . ( ظن ) علم وتحقق . ( اذكرني ) اذكر له أن في السجن غلاما مظلوما طال حبسه . ( ربك ) سيدك . ( ذكر ربه ) أن يذكره لسيده أو عنده . ( فلبث ) مكث . ( بضع ) ما بين ثلاث إلى تسع . ( عجاف ) مهازيل في غاية الهزال جمع عجفاء . ( الملأ ) الأشراف من العلماء والحكماء
( أفتوني ) بينوا لي ما تدل عليه . ( تعبرون ) تفسرون . ( أضغاث أحلام ) أخلاط مشتبهة رأيتها في منامك لا تدل على شيء . ( بتأويل ) بتفسير
( ادكر ) تذكر . ( أمة ) حين من الزمن ومدة طويلة . ( أنبئكم . . ) أخبركم عمن عنده تفسير ذلك . ( الصديق ) البليغ في الصدق . ( دأبا ) مواصلين في زراعتكم كعادتكم . ( حصدتم ) قطعتم سوقه وأخذتموه . ( فذروه ) فاتركوه
( شداد ) على الناس لما فيها من الجدب والقحط . ( يأكلن ) يفنى فيهن
( ما قدمتم لهن ) ما ادخرتم لهذه السنين . ( تحصنون ) تخبئون وتدخرون للبذر ونحوه . ( يغاث الناس ) من الغوث وهو الإعانة والنصرة أو الغيث وهو المطر النافع . ( يعصرون ) العنب والزيتون والسمسم ونحوها لكثرة الزروع والثمار . ( ربك ) سيدك الملك . ( أمه ) وهذه قراءة غير متواترة ولا مشهورة وهي من الشواذ ونسبت إلى ابن عباس رضي الله عنهما وغيره ] (6/2565)
6591 - حدثنا عبد الله حدثنا جويرية عن مالك عن الزهري أن سعيد بن المسيب وأبا عبيد أخبراه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لو لبثت في السجن ما لبث يوسف ثم أتاني الداعي لأجبته )
[ ر 3192 ] (6/2567)
10 - باب من رأى النبي صلى الله عليه و سلم في المنام (6/2567)
6592 - حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري حدثني أبو سلمة أن أبا هريرة قال
: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي )
قال أبو عبد الله قال ابن سيرين إذا رآه في صورته
[ ش أخرجه مسلم في الرؤيا باب قول النبي صلى الله عليه و سلم من رآني في المنام فقد رآني . رقم 2266 . في الحديث أن رؤية النبي صلى الله عليه و سلم في المنام صحيحة لا تنكر وليست بأضغاث أحلام ولا من تشبيهات الشيطان . وقيل إذا رئي على الصفات الحميدة دل ذلك على الخصب والأمطار الكثيرة وكثرة الرحمة ونصرة المجاهدين وظهور الدين وظفر الغزاة والمقاتلين ودمار الكفار وظفر المسلمين بهم وصحة الدين . وإذا رئي على صفات مكروهة ربما دل ذلك على الحرارة وظهور الفتن والبدع وضعف الدين
( فسيراني في اليقظة ) قيل المراد أهل عصره أي من رآه في المنام وفقه الله تعالى للهجرة إليه والتشرف بلقائه صلى الله عليه و سلم . أو يرى تصديق تلك الرؤيا في الدار الاخرة أو يراه فيها رؤية خاصة في القرب منه والشفاعة . ( لا يتمثل الشيطان بي ) لا يحصل له مثال صورتي ولا يتشبه بي . ( إذا رآه في صورته ) أي أن رؤيته للنبي صلى الله عليه و سلم لا تعتبر إلا إذا رآه على صفته التي وصف بها ] (6/2567)
6593 - حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد العزيز بن مختار حدثنا ثابت البناني عن أنس رضي الله عنه قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتخيل بي ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة )
[ ر 6582 ]
[ ش أخرجه مسلم في أوائل الرؤيا رقم 2264
( فقد رآني ) أي إن رؤياه صحيحة لا تكون أضغاثا ولا من تشبيهات الشيطان . ( لا يتخيل بي ) لا يتمثل ولا يتصور ] (6/2568)
6594 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عبيد الله بن أبي جعفر أخبرني أبو سلمة عن أبي قتادة قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان فمن رأى شيئا يكرهه فلينفث عن شماله ثلاثا وليتعوذ من الشيطان فإنها لا تضره وإن الشيطان لا يتراءى بي )
[ ش ( لا يتراءى بي ) وفي نسخة . ( لا يتزايا بي ) أي لا يقصدني لأن يصير مرئيا بصورتي ] (6/2568)
6595 - حدثنا خالد بن خلي حدثنا محمد بن حرب حدثني الزبيدي عن الزهري قال أبو سلمة قال أبو قتادة رضي الله عنه
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( من رآني فقد رأى الحق )
تابعه يونس وابن أخي الزهري
[ ر 3118 ]
[ ش ( رأى الحق ) الرؤيا الصحيحة الثابتة لا أضغاث أحلام ولا خيالات باطلة ] (6/2568)
6596 - حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثني ابن الهاد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري
: سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( من رآني فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتكونني )
[ ش ( لا يتكونني ) لا يتشكل بشكلي ] (6/2568)
11 - باب رؤيا الليل (6/2568)
رواه سمرة
[ ر 6640 ] (6/2568)
6597 - حدثنا أحمد بن المقدام العجلي حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي حدثنا أيوب عن محمد عن أبي هريرة قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( أعطيت مفاتيح الكلم ونصرت بالرعب وبينما أنا نائم البارحة إذ أتيت بمفاتيح خزائن الأرض حتى وضعت في يدي )
قال أبو هريرة فذهب رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنتم تنتقلونها
[ ر 2815 ]
[ ش ( مفاتيح الكلم ) هي اللفظ القليل الذي يفيد معاني كثيرة وهذا غاية البلاغة . ( البارحة ) اسم الليلة الماضية . ( تنتقلونها ) ينقلها بعضكم إلى بعض وفي رواية ( تنتفلونها ) أي تغتنمونها وفي أخرى ( تنتثلونها ) وهي الصواب أي تستخرجون ما فيها قال النووي يعني ما فتح على المسلمين من الدنيا وهو يشمل الغنائم ] (6/2568)
6598 - حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( أراني الليلة عند الكعبة فرأيت رجلا آدم كأحسن ما أنت راء من أدم الرجال له لمة كأحسن ما أنت راء من اللمم قد رجلها تقطر ماء متكئا على رجلين أو على عواتق رجلين يطوف بالبيت فسألت من هذا ؟ فقيل المسيح ابن مريم ثم إذا أنا برجل جعد قطط أعور العين اليمنى كأنها عنبة طافية . فسألت من هذا ؟ فقيل المسيح الدجال )
[ ر 3256 ] (6/2569)
6599 - حدثنا يحيى حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله ابن عبد الله أن ابن عباس كان يحدث أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إني رأيت الليلة في المنام وساق الحديث
وتابعه سليمان بن كثير وابن أخي الزهري وسفيان بن حسين عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم
وقال الزبيدي عن الزهري عن عبيد الله أن ابن عباس أو أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم
وقال شعيب وإسحق بن يحيى عن الزهري كان أبو هريرة يحدث عن النبي صلى الله عليه و سلم وكان معمر لا يسنده حتى كان بعد
[ 6639 ]
[ ش ( ساق الحديث ) ذكر الحديث الذي سيأتي بتمامه في موضعه الآخر
( معمر ) بن راشد . ( لا يسنده ) أي الحديث المذكور بل يقول كان ابن عباس ولا يذكر عبيد الله بن عبد الله في السند . ( حتى كان بعد ) حتى أسنده بعد ذلك عندما جاءه زمعة بكتاب فيه عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس . فكان لا يشك فيه بعد . [ عيني ] ] (6/2569)
12 - باب الرؤيا بالنهار (6/2569)
وقال ابن عون عن ابن سيرين رؤيا النهار مثل رؤيا الليل (6/2569)
6600 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول
: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدخل على أم حرام بنت ملحان وكانت تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها يوما فأطعمته وجعلت تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال ( ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة ) . شك إسحق قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم وضع رأسه ثم استيقظ وهو يضحك فقلت ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال ( ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله ) . كما قال في الأولى قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال ( أنت من الأولين ) . فركبت البحر في زمان معاوية بن أبي سفيان فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت
[ ر 2636 ] (6/2570)
13 - باب رؤيا النساء (6/2570)
6601 - حدثنا سعيد بن عفير حدثني الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت
: أن أم العلاء امرأة من الأنصار بايعت رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبرته أنهم اقتسموا المهاجرين قرعة قالت فطار لنا عثمان بن مظعون وأنزلناه في أبياتنا فوجع وجعه الذي توفي فيه فلما توفي غسل وكفن في أثوابه دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( وما يدريك أن الله أكرمه ) . فقلت بأبي أنت يا رسول الله فمن يكرمه الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أما هو فوالله لقد جاءه اليقين والله إني لأرجو له الخير ووالله ما أدري وأنا رسول الله ماذا يفعل بي )
فقالت والله لا أزكي بعده أحدا أبدا (6/2570)
6602 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري بهذا
: وقال ( ما أدري ما يفعل به ) . قالت وأحزنني فنمت فرأيت لعثمان عينا تجري فأخبرت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( ذلك عمله )
[ ر 1186 ] (6/2570)
14 - باب الحلم من الشيطان . وإذا حلم فليبصق عن يساره وليستعذ بالله عز و جل (6/2570)
6603 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن أبي سلمة أن أبا قتادة الأنصاري وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وفرسانه قال
: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( الرؤيا من الله والحلم من الشيطان فإذا حلم أحدكم الحلم يكرهه فليبصق عن يساره وليستعذ بالله منه فلن يضره )
[ ر 3118 ] (6/2571)
15 - باب اللبن (6/2571)
6604 - حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري أخبرني حمزة بن عبد الله أن ابن عمر قال
: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت منه حتى إني لأرى الري يخرج من أظفاري ثم أعطيت فضلي - يعني - عمر ) . قالوا فما أولته يا رسول الله ؟ قال ( العلم )
[ ر 82 ] (6/2571)
16 - باب إذا جرى اللبن في أطرافه أو أظافره (6/2571)
6605 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب حدثني حمزة بن عبد الله بن عمر أنه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت منه حتى إني لأرى الري يخرج من أطرافي فأعطيت فضلي عمر بن الخطاب ) . فقال من حوله فما أولت ذلك يا رسول الله ؟ قال ( العلم )
[ ر 82 ] (6/2571)
17 - باب القميص في المنام (6/2571)
6606 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثني أبي عن صالح عن ابن شهاب قال حدثني أبو أمامة بن سهل أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( بينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ دون ذلك ومر علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره ) . قالوا ما أولت يا رسول الله ؟ قال ( الدين )
[ ر 23 ] (6/2571)
18 - باب جر القميص في المنام (6/2571)
6607 - حدثنا سعيد بن عفير حدثني الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب أخبرني أبو أمامة بن سهل عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال
: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( بينا أنا نائم رأيت الناس عرضوا علي وعليهم قمص فمنها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ دون ذلك وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجتره ) . قالوا فما أولته يا رسول الله ؟ قال ( الدين )
[ ر 23 ] (6/2572)
19 - باب الخضر في المنام والروضة الخضراء (6/2572)
[ ش ( الخضر ) بسكون الضاد جمع أخضر وفي رواية ( الخضرة ) ] (6/2572)
6608 - حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا حرمي بن عمارة حدثنا قرة بن خالد عن محمد بن سيرين قال قال قيس بن عباد
: كنت في حلقة فيها سعد بن مالك وابن عمر فمر عبد الله بن سلام فقالوا هذا رجل من أهل الجنة فقلت له إنهم قالوا كذا وكذا قال سبحان الله ما كان ينبغي لهم أن يقولوا ما ليس لهم به علم إنما رأيت كأنما عمود وضع في روضة خضراء فنصب فيها وفي رأسها عروة وفي أسفلها منصف والمنصف الوصيف فقيل ارقه فرقيت حتى أخذت بالعروة فقصصتها على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يموت عبد الله وهو آخذ بالعروة الوثقى )
[ ر 3602 ] (6/2572)
20 - باب كشف المرأة في المنام (6/2572)
6609 - حدثنا عبيد الله بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أريتك في المنام مرتين إذا رجل يحملك في سرقة من حرير فيقول هذه امرأتك فأكشفها فإذا هي أنت فأقول إن يكن هذا من عند الله يمضه )
[ ر 3682 ] (6/2572)
21 - باب ثياب الحرير في المنام (6/2572)
6610 - حدثنا محمد أخبرنا أبو معاوية أخبرنا هشام عن ابنه عن عائشة قالت
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أريتك قبل أن أتزوجك مرتين رأيت الملك يحملك في سرقة من حرير فقلت له اكشف فكشف فإذا هي أنت فقلت إن يكن هذا من عند الله يمضه ثم أريتك يحملك في سرقة من حرير فقلت اكشف فكشف فإذا هي أنت فقلت إن يك هذا من عند الله يمضه )
[ ر 3682 ] (6/2573)
22 - باب المفاتيح في اليد (6/2573)
6611 - حدثنا سعيد بن عفير حدثنا الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال
: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( بعثت بجوامع الكلم ونصرت بالرعب وبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي )
قال أبو عبد الله وبلغني أن جوامع الكلم أن الله يجمع الأمور الكثيرة التي كانت تكتب في الكتب قبله في الأمر الواحد والأمرين أو نحو ذلك
[ ر 2815 ] (6/2573)
23 - باب التعليق بالعروة والحلقة (6/2573)
6612 - حدثني عبد الله بن محمد حدثنا أزهر عن ابن عون ( ح ) . وحدثني خليفة حدثنا معاذ حدثنا ابن عون عن محمد حدثنا قيس بن عباد عن عبد الله بن سلام قال
: رأيت كأني في روضة وسط الروضة عمود في أعلى العمود عروة فقيل لي ارقه قلت لا أستطيع فأتاني وصيف فرفع ثيابي فرقيت فاستمسكت بالعروة فانتبهت وأنا مستمسك بها فقصصتها على النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( تلك الروضة روضة الإسلام وذلك العمود عمود الإسلام وتلك العروة عروة الوثقى لا تزال مستمسكا بالإسلام حتى تموت )
[ ر 3602 ] (6/2573)
24 - باب عمود الفسطاط تحت وسادته (6/2573)
[ ش ( عمود الفسطاط . . ) أي هذا باب من رأى عمود الفسطاط تحت وسادته والعمود ما ترفع عليه الخيمة من الخشب أو ما ترفع عليه البيوت من حجارة ونحوها . والفسطاط هو الخيمة الكبيرة . والوسادة المخدة . وهذا الباب يوجد بدون حديث . ولعل البخاري رحمه الله تعالى ترجم له أولا ثم لم يجد فيه حديثا يوافق شرطه فتركه هكذا ] (6/2573)
25 - باب الإستبرق ودخول الجنة في المنام (6/2573)
6613 - حدثنا معلى بن أسد حدثنا وهيب عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
: رأيت في المنام كأن في يدي سرقة من حرير لا أهوي بها إلى مكان في الجنة إلا طارت بي إليه فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( إن أخاك رجل صالح أو قال إن عبد الله رجل صالح )
[ ر 429 ]
[ ش ( سرقة ) قطعة . ( أهوي ) أشير . قال العيني قد يعبر الحرير في المنام بالشرف بالدين والعلم لأن الحرير من أشرف ملابس الدنيا وكذلك العلم بالدين أشرف العلوم . ورؤية دخول الجنة في المنام تدل على دخولها في اليقظة يوم القيامة ويعبر أيضا بالدخول في الإسلام الذي هو سبب لدخول الجنة ] (6/2574)
26 - باب القيد في المنام (6/2574)
6614 - حدثنا عبد الله بن صباح حدثنا معتمر سمعت عوفا حدثنا محمد بن سيرين أنه سمع أبا هريرة يقول
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ) . وما كان من النبوة فإنه لا يكذب . قال محمد وأنا أقول هذه قال وكان يقال الرؤيا ثلاث حديث النفس وتخويف الشيطان وبشرى من الله فمن رأى شيئا يكرهه فلا يقصه على أحد وليقم فليصل قال وكان يكره الغل في النوم وكان يعجبهم القيد ويقال القيد ثبات في الدين
وروى قتادة ويونس وهشام وأبو هلال عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم وأدرجه بعضهم كله في الحديث وحديث عوف أبين . وقال يونس لا أحسبه إلا عن النبي صلى الله عليه و سلم في القيد
قال أبو عبد الله لا تكون الأغلال إلا في الأعناق
[ ر 6587 ]
[ ش أخرجه مسلم في أوائل الرؤيا رقم 2263
( اقترب الزمان ) انتهت مدته بدنو قيام الساعة . ( لا تكاد تكذب ) تقع غالبا على الوجه المرئي لا تحتاج إلى التعبير فلا يدخلها الكذب . ( قال محمد ) هو ابن سيرين . ( هذه ) أي المقالة قال العيني ووقع في شرح ابن بطال وأنا أقول هذه الأمة يعني أن رؤيا هذه الأمة صادق كلها صالحها وفاجرها ليكون صدق رؤياهم زجرا لهم وحجة عليهم لدروس أعلام الدين وطموس آثاره بموت العلماء وظهور المنكر . ( وكان يقال ) قيل القائل هو أبو هريرة وقيل هو مرفوع إلى النبي صلى الله عليه و سلم كما هو ظاهر رواية مسلم . وقيل الحكمة من اختصاص ذلك بآخر الزمان أن المؤمن في ذلك الوقت يكون غريبا فيقل أنيس المؤمن ومعينه في ذلك الوقت فيكرم بالرؤيا الصادقة . ( حديث النفس ) هو ما كان في اليقظة في خيال الشخص فيرى ما يتعلق به عند المنام . ( تخويف الشيطان ) وهو الحلم ورؤية ما يكره . ( بشرى من الله ) وهي المبشرات وهي رؤيا المحبوبات . ( وكان ) أي أبو هريرة رضي الله عنه أو النبي صلى الله عليه و سلم . ( الغل ) الحديد الذي يجعل في العنق وكرهه لأنه من صفات أهل النار وقد يفسر بأداة تؤذي أو بالكفر وإذا انضم إليه القيد - وهو الحديد الذي في اليدين - يدل على زيادة المكروه . وأما رؤية القيد وحده فإنه محمود . ( ثبات في الدين ) يمنع الخطايا ويقيد عنها
( أدرجه بعضهم كله ) أي جعل جميع الألفاظ المذكورة من لفظ الرؤيا ثلاث . . إلى في الدين من جملة الألفاظ المرفوعة في الحديث إلى النبي صلى الله عليه و سلم كما جاء في رواية مسلم . ( أبين ) أظهر حيث فصل المرفوع عن الموقوف . ( لا تكون الأغلال . . ) أي لا يقال لما في اليد ونحوها غل ] (6/2574)
27 - باب العين الجارية في المنام (6/2574)
6615 - حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهري عن خارجة بن زيد بن ثابت
: عن أم العلاء وهي امرأة من نسائهم بايعت رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت طار لنا عثمان بن مظعون في السكنى حين اقترعت الأنصار على سكنى المهاجرين فاشتكى فمرضناه حتى توفي ثم جعلناه في أثوابه فدخل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله قال ( وما يدريك ) . قلت لا أدري والله قال ( أما هو فقد جاءه اليقين إني لأرجو له الخير من الله والله ما أدري - وأنا رسول الله - ما يفعل بي ولا بكم )
قالت أم العلاء فوالله لا أزكي أحدا بعده قالت ورأيت لعثمان في النوم عينا تجري فجئت رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك له فقال ( ذاك عمله يجري له )
[ ر 1186 ] (6/2575)
28 - باب نزع الماء من البئر حتى يروى الناس (6/2575)
رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 3464 ] (6/2575)
6616 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير حدثنا شعيب بن حرب حدثنا صخر بن جويرية حدثنا نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما حدثه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( بينا أنا على بئر أنزع منها إذ جاء أبو بكر وعمر فأخذ أبو بكر الدلو فنزع ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف فغفر الله له ثم أخذها ابن الخطاب من يد أبي بكر فاستحالت في يده غربا فلم أر عبقريا من الناس يفري فريه حتى ضرب الناس بعطن )
[ ر 3434 ]
[ ش ( ذنوبا ) الذنوب الدلو الممتلئ . ( غربا ) الغرب الدلو العظيمة المتخذة من جلود البقر فإذا فتحت الراء فهو الماء الذي يسيل بين البئر والحوض . ( حتى ضرب الناس بعطن ) العطن ما يعد للشرب حول البئر من مبارك الإبل وضرب أي ضربت الإبل بعطن بركت والعطن للإبل كالوطن للناس لكن غلب على بركها حول الحوض ] (6/2575)
29 - باب نزع الذنوب والذنوبين من البئر بضعف (6/2575)
6617 - حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا موسى عن سالم عن أبيه
: عن رؤيا النبي صلى الله عليه و سلم في أبي بكر وعمر قال ( رأيت الناس اجتمعوا فقام أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ثم قام ابن الخطاب فاستحالت غربا فما رأيت في الناس من يفري فريه حتى ضرب الناس بعطن )
[ ر 3434 ] (6/2576)
6618 - حدثنا سعيد بن عفير حدثني الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب أخبرني سعيد أن أبا هريرة أخبره
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( بينا أنا نائم رأيتني على قليب وعليها دلو فنزعت منها ما شاء الله ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع منها ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ثم استحالت غربا فأخذها عمر بن الخطاب فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع عمر بن الخطاب حتى ضرب الناس بعطن )
[ ر 3464 ] (6/2576)
30 - باب الاستراحة في المنام (6/2576)
6619 - حدثنا إسحق بن إبراهيم حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( بينا أنا نائم رأيت أني على حوض أسقي الناس فأتاني أبو بكر فأخذ الدلو من يدي ليريحني فنزع ذنوبين وفي نزعة ضعف والله يغفر له فأتى ابن الخطاب فأخذ منه فلم يزل ينزع حتى تولى الناس والحوض يتفجر )
[ ر 3464 ]
[ ش ( تولى الناس ) أعرض الناس وذهبوا مكتفين . ( يتفجر ) يتدفق ويسيل ] (6/2576)
31 - باب القصر في المنام (6/2576)
6620 - حدثنا سعيد بن عفير حدثني الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال
: بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( بينا أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر قلت لمن هذا القصر ؟ قالوا لعمر بن الخطاب فذكرت غيرته فوليت مدبرا ) . قال أبو هريرة فبكى عمر بن الخطاب ثم قال أعليك بأبي أنت وأمي يا رسول الله أغار ؟
[ ر 3070 ] (6/2576)
6621 - حدثنا عمرو بن علي حدثنا معتمر بن سليمان حدثنا عبيد الله بن عمر عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب فقلت لمن هذا ؟ فقالوا لرجل من قريش فما منعني أن أدخله يا ابن الخطاب إلا ما أعلم من غيرتك ) . قال وعليك أغار يا رسول الله ؟
[ ر 3476 ] (6/2577)
32 - باب الوضوء في المنام (6/2577)
6622 - حدثني يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال
: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( بينا أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت لمن هذا القصر ؟ فقالوا لعمر فذكرت غيرته فوليت مدبرا ) . فبكى عمر وقال عليك بأبي أنت وأمي يا رسول الله أغار
[ ر 3070 ] (6/2577)
33 - باب الطواف بالكعبة في المنام (6/2577)
6623 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني سالم بن عبد الله ابن عمر أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( بينا أنا نائم رأيتني أطوف بالكعبة فإذا رجل آدم سبط الشعر بين رجلين ينطف رأسه ماء فقلت من هذا ؟ قالوا ابن مريم فذهبت ألتفت فإذا رجل أحمر جسيم جعد الرأس أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية قلت من هذا ؟ قالوا هذا الدجال أقرب الناس به شبها ابن قطن )
وابن قطن رجل من بني المصطلق من خزاعة
[ ر 3256 ] (6/2577)
34 - باب إذا أعطى فضله غيره في النوم (6/2577)
6624 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر أن عبد الله بن عمر قال
: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت منه حتى إني لأرى الري يجري ثم أعطيت فضله عمر )
قالوا فما أولته يا رسول الله ؟ قال ( العلم )
[ ر 82 ] (6/2577)
35 - باب الأمن وذهاب الروع في المنام (6/2577)
6625 - حدثني عبيد الله بن سعيد حدثنا عفان بن مسلم حدثنا صخر بن جويرية حدثنا نافع أن ابن عمر قال
: إن رجالا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم كانوا يرون الرؤيا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فيقصونها على رسول الله صلى الله عليه و سلم فيقول فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم ما شاء الله وأنا غلام حديث السن وبيتي المسجد قبل أن أنكح فقلت في نفسي لو كان فيك خير لرأيت مثل ما يرى هؤلاء فلما اضطجعت ليلة قلت اللهم إن كنت تعلم في خيرا فأرني رؤيا فبينما أنا كذلك إذ جاءني ملكان في يد كل واحد منهما مقمعة من حديد يقبلان بي إلى جهنم وأنا بينهما أدعو الله اللهم أعوذ بك من جهنم ثم أراني لقيني ملك في يده مقمعة من حديد فقال لم ترع نعم الرجل أنت لو تكثر الصلاة . فانطلقوا بي حتى وقفوا بي على شفير جهنم فإذا هي مطوية كطي البئر لها قرون كقرون البئر بين كل قرنين ملك بيده مقمعة من حديد وأرى فيها رجالا معلقين بالسلاسل رؤوسهم أسفلهم عرفت فيها رجالا من قريش فانصرفوا بي عن ذات اليمين . فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن عبد الله رجل صالح ) . فقال نافع لم يزل بعد ذلك يكثر الصلاة
[ ر 429 ]
[ ش ( فيقول فيها ) يعبرها . ( مقمعة ) عصا معوجة الرأس . ( لم ترع ) من الروع وهو الخوف . ( شفير ) حرف وجانب ] (6/2578)
36 - باب الأخذ على اليمين في النوم (6/2578)
6626 - حدثني عبد الله بن محمد حدثنا هشام بن يوسف أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال
: كنت غلاما شابا عزبا في عهد النبي صلى الله عليه و سلم وكنت أبيت في المسجد وكان من رأى مناما قصه على النبي صلى الله عليه و سلم فقلت اللهم إن كان لي عندك خير فأرني مناما يعبره لي رسول الله صلى الله عليه و سلم فنمت فرأيت ملكين أتياني فانطلقا بي فلقيهما ملك آخر فقال لي لن تراع إنك رجل صالح . فانطلقا بي إلى النار فإذا هي مطوية كطي البئر وإذا فيها ناس قد عرفت بعضهم فأخذا بي ذات اليمين . فلما أصبحت ذكرت ذلك لحفصة فزعمت حفصة أنها قصتها على النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( إن عبد الله رجل صالح لو كان يكثر الصلاة من الليل )
قال الزهري وكان عبد الله بعد ذلك يكثر الصلاة من الليل
[ ر 429 ]
[ ش ( يعبره ) يؤوله ويفسره ] (6/2578)
37 - باب القدح في النوم (6/2578)
6627 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن حمزة بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال
: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت منه ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب ) . قالوا فما أولته يا رسول الله ؟ قال ( العلم )
[ ر 82 ] (6/2579)
38 - باب إذا طار الشيء في المنام (6/2579)
6628 - حدثني سعيد بن محمد حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن ابن عبيدة ابن نشيط قال قال عبيد الله بن عبد الله سألت عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن رؤيا رسول الله صلى الله عليه و سلم التي ذكر فقال ابن عباس ذكر لي
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( بينا أنا نائم رأيت أنه وضع في يدي سواران من ذهب ففظعتهما وكرهتهما فأذن لي فنفختهما فطارا فأولتهما كذابين يخرجان ) . فقال عبيد الله أحدهما العنسي الذي قتله فيروز باليمن والآخر مسيلمة
[ ر 3424 ]
[ ش ( عن ابن عبيدة بن نشيط ) هو عبد الله بن عبيدة بن نشيط الربذي قتله الخوارج بقديد سنة ثلاثين ومائة وليس له في البخاري سوى هذا الحديث . ( يخرجان ) تظهر شوكتهما ودعواهما النبوة ويحاربهما المسلمون بعده صلى الله عليه و سلم ] (6/2579)
39 - باب إذا رأى بقرا تنحر (6/2579)
6629 - حدثني محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد عن جده أبي بردة عن أبي موسى - أراه -
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو الهجر فإذا هي المدينة يثرب ورأيت فيها بقرا والله خير فإذا هم المؤمنون يوم أحد وإذا الخير ما جاء الله به من الخير وثواب الصدق الذي آتانا الله به بعد يوم بدر )
[ ر 3425 ]
[ ش ( والله خير ) أي ثواب الله تعالى للمقبولين خير لهم من بقائهم في الدنيا أو صنع الله خير لكم . وقيل الأولى أن يقال إنه من جملة الرؤيا وأنها كلمة سمعها عند رؤياه البقر بدليل تأويله لها بقوله صلى الله عليه و سلم ( وإذا الخير ما جاء به الله ) ] (6/2579)
40 - باب النفخ في المنام (6/2579)
6630 - حدثني إسحق بن إبراهيم الحنظلي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة
: عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( نحن الآخرون السابقون ) . وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( بينا أنا نائم إذ أوتيت خزائن الأرض فوضع في يدي سوارين من ذهب فكبرا علي وأهماني فأوحي إلي أن أنفخهما فنفختهما فطارا فأولتهما الكذابين اللذين أنا بينهما صاحب صنعاء وصاحب اليمامة )
[ ر 836 - 4116 ] (6/2580)
41 - باب إذا رأى أنه أخرج الشيء من كورة فأسكنه موضعا آخر (6/2580)
[ ش ( كورة ) هي الناحية . وفي نسخة ( كوة ) وهي الثقب غير النافذ في الجدار . ( فأسكنه ) وضعه ] (6/2580)
6631 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثني أخي عبد الحميد عن سليمان بن بلال عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله عن أبيه
: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( رأيت كأن امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة حتى قامت بمهيعة - وهي الجحفة - فأولت أن وباء المدينة نقل إليها )
[ 6632 - 6633 ]
[ ش ( ثائرة ) شعر رأسها منتشر غير منتظم . ( الجحفة ) اسم مكان هو ميقات أهل مصر وقيل هذا التفسير مدرج من قول موسى بن عقبة . ( وباء ) مرض ] (6/2580)
42 - باب المرأة السوداء (6/2580)
6632 - حدثنا أبو بكر المقدمي حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا موسى حدثني سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
: في رؤيا النبي صلى الله عليه و سلم في المدينة ( رأيت امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة حتى نزلت بمهيعة فتأولتها أن وباء المدينة نقل إلى مهيعة ) . وهي الجحفة
[ ر 6631 ] (6/2580)
43 - باب المرأة الثائرة الرأس (6/2580)
6633 - حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثني أبو بكر بن أبي أويس حدثني سليمان عن موسى بن عقبة عن سالم عن أبيه
: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( رأيت امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة حتى قامت بمهيعة فأولت أن وباء المدينة ينقل إلى مهيعة ) . وهي الجحفة
[ ر 6631 ] (6/2581)
44 - باب إذا هز سيفا في المنام (6/2581)
6634 - حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده أبي بردة عن أبي موسى - أراه -
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( رأيت في رؤياي أني هززت سيفا فانقطع صدره فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد ثم هززته أخرى فعاد أحسن ما كان فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين )
[ ر 3425 ] (6/2581)
45 - باب من كذب في حلمه (6/2581)
6635 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون أو يفرون منه صب في أذنه الآنك يوم القيامة ومن صور صورة عذب وكلف أن ينفخ فيها وليس بنافخ )
قال سفيان وصله لنا أيوب
وقال قتيبة حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن عكرمة عن أبي هريرة قوله ( من كذب في رؤياه )
وقال شعبة عن أبي هاشم الرماني سمعت عكرمة قال أبو هريرة قوله ( من صور صورة ومن تحلم ومن استمع )
حدثنا إسحق حدثنا خالد عن أبي خالد عن عكرمة عن ابن عباس قال ( من استمع ومن تحلم ومن صور ) . نحوه
تابعه هشام عن عكرمة عن ابن عباس قوله
[ ش ( تحلم بحلم ) تكلف الحلم أو ادعى أنه رأى حلما . ( كلف ) يوم القيامة . وذلك التكليف نوع من العذاب . ( يعقد ) يوصل . ( لن يفعل ) لن يقدر على ذلك وهو كناية عن استمرار العذاب عليه . ( كارهون ) لا يريدون سماعه
( الآنك ) الرصاص المذاب . ( ينفخ فيها ) الروح . ( ليس بنافخ ) ليس بقادر على النفخ . ( قوله ) يعني موقوفا على ابن عباس رضي الله عنهما من قوله ] (6/2581)
6636 - حدثنا علي بن مسلم حدثنا عبد الصمد حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار مولى ابن عمر عن أبيه عن ابن عمر
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( إن من أفرى الفرى أن يري عينه ما لم تر )
[ ش ( أفرى الفرى ) أشد الكذب وأكذب الكذبات والفرى جمع الفرية وهي الكذبة الفادحة التي يتعجب منها . ( يري عينه ) يدعي أنه رأى رؤيا وهو لم ير شيئا ] (6/2582)
46 - باب إذا رأى ما يكره فلا يخبر بها ولا يذكرها (6/2582)
6637 - حدثنا سعيد بن الربيع حدثنا شعبة عن عبد ربه بن سعيد قال سمعت أبا سلمة يقول
: لقد كنت أرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت أبا قتادة يقول وأنا كنت أرى الرؤيا تمرضني حتى سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( الرؤيا الحسنة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان وليتفل ثلاثا ولا يحدث بها أحدا فإنها لن تضره )
[ ر 3118 ] (6/2582)
6638 - حدثنا إبراهيم بن حمزة حدثني ابن أبي حازم والدراوردي عن يزيد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري
: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنها من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لن تضره )
[ ر 6584 ] (6/2582)
47 - باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب (6/2582)
6639 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن ابن عباس رضي الله عنهما كان يحدث
: أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إني رأيت الليلة في المنام ظلة تنطف السمن والعسل فأرى الناس يتكففون منها فالمستكثر والمستقل وإذا سبب واصل من الأرض إلى السماء فأراك أخذت به فعلوت ثم أخذ به رجل آخر فعلا به ثم أخذ به رجل آخر فعلا به ثم أخذ به رجل آخر فانقطع ثم وصل . فقال أبو بكر يا رسول الله بأبي أنت والله لتدعني فأعبرها فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( اعبرها ) . قال أما الظلة فالإسلام وأما الذي ينطف من العسل والسمن فالقرآن حلاوته تنطف فالمستكثر من القرآن والمستقل وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض فالحق الذي أنت عليه تأخذ به فيعليك الله ثم يأخذ به رجل من بعدك فيعلو به ثم يأخذ به رجل آخر فيعلو به ثم يأخذ به رجل آخر فينقطع به ثم يوصل له فيعلو به فأخبرني يا رسول الله بأبي أنت أصبت أم أخطأت ؟ قال النبي صلى الله عليه و سلم ( أصبت بعضا وأخطأت بعضا ) . قال فوالله لتحدثني بالذي أخطأت قال ( لا تقسم )
[ ر 6599 ]
[ ش أخرجه مسلم في الرؤيا باب في تأويل الرؤيا رقم 2269
( ظلة ) سحابة لها ظل وقيل كل ما أظل من سقيفة ونحوها . ( تنطف ) تقطر وتسيل . ( يتكففون ) يأخذون بأكفهم . ( سبب ) حبل ] (6/2582)
48 - باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح (6/2582)
6640 - حدثنا مؤمل بن هشام أبو هشام حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا عوف حدثنا أبو رجاء حدثنا سمرة بن جندب رضي الله عنه قال
: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم - يعني - مما يكثر أن يقول لأصحابه ( هل رأى أحد منكم من رؤيا ) . قال فيقص عليه من شاء الله أن يقص وإنه قال ذات غداة ( إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما ابتعثاني وإنهما قالا لي انطلق وإني انطلقت معهما وإنا أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر ها هنا فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل به مرة الأولى قال قلت لهما سبحان الله ما هذان ؟ قال قالا لي انطلق انطلق قال فانطلقنا فأتينا على رجل مستلق لقفاه وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه - قال وربما قال أبو رجاء فيشق - قال ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان ثم يعود عليه فيفعل مثل مل فعل المرة الأولى قال قلت سبحان الله ما هذان ؟ قال قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا على مثل التنور - قال وأحسب أنه كان يقول - فإذا فيه لغط وأصوات قال فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا قال قلت لهما ما هؤلاء ؟ قال قالا لي انطلق انطلق قال فانطلقنا فأتينا على نهر - حسبت أنه كان يقول - أحمر مثل الدم وإذا في النهر رجل سابح يسبح وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجرا فينطلق يسبح ثم يرجع إليه كلما رجع إليه فغر له فاه فألقمه حجرا قال قلت لهما ما هذان ؟ قال قالا لي انطلق انطلق قال فانطلقنا فأتينا على رجل كريه المرآة كأكره ما أنت راء رجلا مرآة فإذا عنده نار يحشها ويسعى حولها قال قلت لهما ما هذا ؟ قال قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا على روضة معتمة فيها من كل لون الربيع وإذا بين ظهري الروضة رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولا في السماء وإذا حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قط قال قلت لهما ما هذا ما هؤلاء ؟ قال قالا لي انطلق انطلق قال فانطلقنا فانتهينا إلى روضة عظيمة لم أر روضة قط أعظم منها ولا أحسن قال قالا لي ارق فيها قال فارتقينا فيها فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة فأتينا باب المدينة فاستفتحنا ففتح لنا فدخلناها فتلقانا فيها رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء وشطر كأقبح ما أنت راء قال قالا لهم اذهبوا فقعوا في ذلك النهر قال وإذا نهر معترض يجري كأن ماءه المحض في البياض فذهبوا فوقعوا فيه ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم فصاروا في أحسن صورة قال قالا لي هذه جنة عدن وهذاك منزلك قال فسما بصري صعدا فإذا قصر مثل الربابة البيضاء قال قالا لي هذاك منزلك قال قلت لهما بارك الله فيكما ذراني فأدخله قالا أما الآن فلا وأنت داخله قال قلت لهما فإني قد رأيت منذ الليلة عجبا فما هذا الذي رأيت ؟ قال قالا لي أما إنا سنخبرك أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق وأما الرجال والنساء العراة الذين في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجارة فإنه آكل الربا وأما الرجل الكريه المرآة الذي عند النار يحشها ويسعى حولها فإنه مالك خازن جهنم وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم صلى الله عليه و سلم وأما الولدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة ) . قال فقال بعض المسلمين يا رسول الله وأولاد المشركين ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( وأولاد المشركين وأما القوم الذين كانوا شطرا منهم حسن وشطرا منهم قبيح فإنهم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا تجاوز الله عنهم )
[ ر 809 ]
[ ش أخرجه مسلم في الرؤيا باب رؤيا النبي صلى الله عليه و سلم رقم 2275
( فيتدهده ) ينحط من علو إلى سفل وفي رواية ( فيتدأدأ ) أي يتدحرج . ( فيشرشر ) يقطع . ( فيشق ) أي بدل ( فيشرشر ) . ( ضوضوا ) رفعوا أصواتهم مختلطة . ( المرآة ) المنظر . ( معتمة ) وفي نسخة ( معتمة ) أي غطاها الخصب أي كثيرة النبت . ( لون الربيع ) وفي نسخة ( نور الربيع ) أي زهر الشجر في الربيع . ( ارق ) اصعد . ( المحض ) اللبن الخالص من الماء
( فسما بصري ) نظر إلى فوق . ( صعدا ) صاعدا في ارتفاع كثير . ( الربابة ) السحابة وقيل السحابة التي ركب بعضها بعضا . ( ذراني ) اتركاني
( فإنهم الزناة ) قال في الفتح مناسبة العري لهم لاستحقاقهم أن يفضحوا لأن عادتهم أن يستتروا في الخلوة فعوقبوا بالهتك . والحكمة في إتيان العذاب لهم من تحتهم كون جنايتهم من أعضائهم السفلى . ( الفطرة ) أصل الخلقة التي خلقه الله تعالى عليها قبل أن تغيره المجتمعات الآثمة والنفوس الشريرة وهذه الفطرة هي الإيمان بالله تعالى وتوحيده ]
بسم الله الرحمن الرحيم (6/2583)
96 - كتاب الفتن (6/2583)
1 - باب ما جاء في قول الله تعالى { واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة } / الأنفال 25 / . وما كان النبي صلى الله عليه و سلم يحذر من الفتن (6/2583)
[ ش ( واتقوا فتنة ) احذروا واجتنبوا ابتلاء واختبار . ( الذين ظلموا ) بارتكاب المعاصي ومخالفة شرع الله عز و جل ] (6/2583)
6641 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا بشر بن السري حدثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال قالت أسماء
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( أنا على حوضي أنتظر من يرد علي فيؤخذ بناس من دوني فأقول أمتي فيقول لا تدري مشوا على القهقرى ) . قال ابن أبي مليكة اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نفتن
[ ر 6220 ] (6/2587)
6642 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن مغيرة عن أبي وائل قال قال عبد الله
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( أنا فرطكم على الحوض فليرفعن إلي رجال منكم حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني فأقول أي رب أصحابي يقول لا تدري ما أحدثوا بعدك )
[ ر 6205 ] (6/2587)
6643 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال سمعت سهل بن سعد يقول
: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( أنا فرطكم على الحوض من ورده شرب منه ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبدا ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم )
قال أبو حازم فسمعني النعمان بن أبي عياش وأنا أحدثهم هذا فقال هكذا سمعت سهلا ؟ فقلت نعم قال وأنا أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته يزيد فيه قال ( إنهم مني فيقال إنك لا تدري ما بدلوا بعدك فأقول سحقا سحقا لمن بدل بعدي )
[ ر 6212 ] (6/2587)
2 - باب قول النبي صلى الله عليه و سلم ( سترون بعدي أمورا تنكرونها ) (6/2587)
وقال عبد الله بن زيد قال النبي صلى الله عليه و سلم ( اصبروا حتى تلقوني على الحوض )
[ ر 4075 ] (6/2587)
6644 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا الأعمش حدثنا زيد بن وهب سمعت عبد الله قال
: قال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إنكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها ) . قالوا فما تأمرنا يا رسول الله ؟ قال ( أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم )
[ ر 3408 ] (6/2588)
6645 - حدثنا مسدد عن عبد الوارث عن الجعد عن أبي رجاء عن ابن عباس
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( من كره من أميره شيئا فليصبر فإنه من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية )
[ ش أخرجه مسلم في الإمارة باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن . . رقم 1849
( كره من أميره شيئا ) رأى منه ما يكره وينكر في شرع الله عز و جل أو ما يسيئه هو ويكرهه . ( خرج من السلطان ) من طاعته . ( شبرا ) قدر شبر وهو كناية عن عدم الطاعة بأدنى شيء . ( جاهلية ) كموت أهل الجاهلية من حيث إنهم لم يعرفوا طاعة الإمام ] (6/2588)
6646 - حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن الجعد أبي عثمان حدثني أبو رجاء العطاردي قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية ) . [ 6724 ] (6/2588)
6647 - حدثنا إسماعيل حدثني ابن وهب عن عمرو عن بكير عن بسر بن سعيد عن جنادة بن أبي أمية قال
: دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض قلنا أصلحك الله حدث بحديث ينفعك الله به سمعته من النبي صلى الله عليه و سلم قال دعانا النبي صلى الله عليه و سلم فبايعناه فقال فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان
[ 6774 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإمارة باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية . . رقم 1709
( أصلحك الله ) كلمة اعتادوا أن يقولوها عند الطلب أو المراد الدعاء له بإصلاح جسمه ليعافى من مرضه . ( أخذ علينا ) اشترط علينا . ( على السمع والطاعة ) لله تعالى ورسوله صلى الله عليه و سلم . ( منشطنا ) حالة نشاطنا . ( مكرهنا ) في الأشياء التي نكرهها وتشق علينا . ( أثرة علينا ) استئثار الأمراء بحظوظهم واختصاصهم إياها بأنفسهم أي ولو منعنا حقوقنا . ( الأمر ) الملك والإمارة . ( كفرا ) منكرا محققا تعلمونه من قواعد الإسلام فتكون المنازعة بالإنكار عليهم . أو كفرا ظاهرا فينازعون بالقتال والخروج عليهم وخلعهم . ( بواحا ) ظاهرا وباديا . ( برهان ) نص آية أو خبر صحيح لا يحتمل التأويل ] (6/2588)
6648 - حدثنا محمد بن عرعرة حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك عن أسيد بن حضير
: أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله استعملت فلانا ولم تستعملني ؟ قال ( إنكم سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني )
[ ر 3581 ] (6/2589)
3 - باب قول النبي صلى الله عليه و سلم ( هلاك أمتي على يدي أغيلمة سفهاء ) (6/2589)
6649 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد قال أخبرني جدي قال كنت جالسا مع أبي هريرة في مسجد النبي صلى الله عليه و سلم بالمدينة ومعنا مروان قال أبو هريرة
: سمعت الصادق المصدوق يقول ( هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش ) . فقال مروان لعنة الله عليهم غلمة . فقال أبو هريرة لو شئت أن أقول بني فلان وبني فلان لفعلت . فكنت أخرج مع جدي إلى بني مروان حين ملكوا بالشأم فإذا رآهم غلمانا أحداثا قال لنا عسى هؤلاء أن يكونوا منهم ؟ قلنا أنت أعلم
[ ر 3409 ] (6/2589)
4 - باب قول النبي صلى الله عليه و سلم ( ويل للعرب من شر قد اقترب ) (6/2589)
6650 - حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا ابن عيينة أنه سمع الزهري عن عروة عن زينب بنت أم سلمة عن أم حبيبة عن زينب بنت جحش رضي الله عنهن أنها قالت
: استيقظ النبي صلى الله عليه و سلم من النوم محمرا وجهه يقول ( لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ) . وعقد سفيان تسعين أو مائة قيل أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال ( نعم إذا كثر الخبث )
[ ر 3168 ] (6/2589)
6651 - حدثنا أبو نعيم حدثنا ابن عيينة عن الزهري . وحدثني محمود أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال
: أشرف النبي صلى الله عليه و سلم على أطم من آطام المدينة فقال ( هل ترون ما أرى ) . قالوا لا قال ( فإني لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم كوقع القطر )
[ ر 1779 ] (6/2589)
5 - باب ظهور الفتن (6/2589)
6652 - حدثنا عياش بن الوليد أخبرنا عبد الأعلى حدثنا معمر عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( يتقارب الزمان وينقص العلم ويلقى الشح وتظهر الفتن ويكثر الهرج ) . قالوا يا رسول الله أيما هو ؟ قال ( القتل القتل ) . وقال شعيب عن يونس والليث وابن أخي الزهري عن الزهري عن حميد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 5690 ]
[ ش أخرجه مسلم في العلم باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن . . رقم 157
( ينقص العلم ) في رواية ( العمل ) ] (6/2590)
6653 - حدثنا عبيد الله بن موسى عن الأعمش عن شقيق قال كنت مع عبد الله وأبي موسى فقالا
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( إن بين يدي الساعة لأياما ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم ويكثر فيها الهرج ) . والهرج القتل
[ ش أخرجه مسلم في العلم باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن . . رقم 2672
( ينزل فيها الجهل ) يتمكن في الناس برفع العلم بموت العلماء ] (6/2590)
6654 - حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا شقيق قال جلس عبد الله وأبو موسى فتحدثا فقال أبو موسى
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( إن بين يدي الساعة لأياما يرفع فيها العلم وينزل فيها الجهل ويكثر الهرج ) . والهرج القتل (6/2590)
6655 - حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي وائل قال إني لجالس مع عبد الله وأبي موسى رضي الله عنهما فقال أبو موسى سمعت النبي صلى الله عليه و سلم مثله والهرج بلسان الحبشة القتل (6/2590)
6656 - حدثنا محمد حدثنا غندر حدثنا شعبة عن واصل عن أبي وائل عن عبد الله وأحسبه رفعه
: قال ( بين يدي الساعة أيام الهرج يزول فيها العلم ويظهر فيها الجهل ) . قال أبو موسى والهرج القتل بلسان الحبشة
وقال أبو عوانة عن عاصم عن أبي وائل عن الأشعري أنه قال لعبد الله تعلم الأيام التي ذكر النبي صلى الله عليه و سلم أيام الهرج ؟ نحوه
وقال ابن مسعود
: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء )
[ ش أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة باب قرب الساعة رقم 2949
( تدركهم الساعة ) تقوم عليهم القيامة ] (6/2590)
6 - باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه (6/2590)
6657 - حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الزبير بن عدي قال
: أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما يلقون من الحجاج فقال اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم سمعته من نبيكم صلى الله عليه و سلم
[ ش ( ما يلقون ) من ظلمه لهم وتعديه عليهم وفيه التفات حيث انتقل من التكلم إلى الغيبة . ( الذي بعده شر منه ) يكون فيه الخير والشر أكثر منه أحيانا وقد يكون زمان خيرا من سابقه بكثير فلا حجة في هذا ونحوه لمن يؤثرون الراحة والانهزام فيتركون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويستسلمون للشر والفساد والظلم والطغيان . وفي بعض النسخ ( أشر منه ) بالهمزة والأولى أفصح وأصوب ] (6/2591)
6658 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري ( ح ) . وحدثنا إسماعيل حدثني أخي عن سليمان عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب عن هند بنت الحارث الفراسية أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت
: استيقظ رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة فزعا يقول ( سبحان الله ماذا أنزل الله من الخزائن وماذا أنزل من الفتن من يوقظ صواحب الحجرات - يريد أزواجه لكي يصلين - رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة )
[ ر 115 ] (6/2591)
7 - باب قول النبي صلى الله عليه و سلم ( من حمل علينا السلاح فليس منا ) (6/2591)
6659 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( من حمل علينا السلاح فليس منا )
[ ر 6480 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب قول النبي صلى الله عليه و سلم من حمل علينا السلاح فليس منا رقم 98
( فليس منا ) ليس على طريقتنا ولا متبعا لسنتنا وعليه فقتال المسلمين بغير حق معصية كبيرة قد تجر إلى الكفر ومن استحلها فقد كفر لأن من حق المسلم على المسلم أن ينصره ويقاتل دونه لا أنه يقاتله أو يرعبه ] (6/2591)
6660 - حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( من حمل علينا السلاح فليس منا )
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب قول النبي صلى الله عليه و سلم من حمل علينا السلاح فليس منا رقم 100 ] (6/2592)
6661 - حدثنا محمد أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن همام سمعت أبا هريرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزغ في يده فيقع في حفرة من النار )
[ ش أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب باب النهي عن الإشارة بالسلاح إلى مسلم رقم 2617
( ينزغ في يده ) يزين له تحقيق الضربة من نزغ الشيطان وهو الحمل والإغراء على الفساد . وفي رواية ( ينزع ) أي يرمي بها ويحقق الضربة
( في حفرة من نار ) كناية عن وقوعه في المعصية التي تفضي به إلى دخول النار ] (6/2592)
6662 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال قلت لعمرو يا أبا محمد سمعت جابر بن عبد الله يقول
: مر رجل بسهام في المسجد فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أمسك بنصالها ) . قال نعم (6/2592)
6663 - حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر
: أن رجلا مر في المسجد بأسهم قد بدا نصولها فأمر أن يأخذ بنصولها لا يخدش مسلما
[ ر 440 ]
[ ش ( بدا ) ظهر . ( نصولها ) جمع نصل وهو حديدة السهم . ( فأمر ) الآمر هو رسول الله صلى الله عليه و سلم . ( يخدش ) من الخدش وهو قشر الجلد بعود أو نحوه وهو أول الجراح ] (6/2592)
6664 - حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( إذا مر أحدكم في مسجدنا أو في سوقنا ومعه نبل فليمسك على نصالها أو قال فليقبض بكفه أن يصيب أحدا من المسلمين منها بشيء )
[ ر 441 ]
[ ش أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب باب أمر من مر بسلاح في مسجد أو سوق . . رقم 2615 ] (6/2592)
8 - باب قول النبي صلى الله عليه و سلم ( لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ) (6/2592)
6665 - حدثنا عمر بن حفص حدثني أبي حدثنا الأعمش حدثنا شقيق قال قال عبد الله
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر )
[ ر 48 ] (6/2592)
6666 - حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة أخبرني واقد بن محمد عن أبيه عن ابن عمر
: أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( لا ارجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض )
[ ر 1655 ] (6/2593)
6667 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى حدثنا قرة بن خالد حدثنا ابن سيرين عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبي بكرة وعن رجل آخر هو أفضل في نفسي من عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبي بكرة
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خطب الناس فقال ( ألا تدرون أي يوم هذا ) . قالوا الله ورسوله أعلم قال حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه فقال ( أليس بيوم النحر ) . قلنا بلى يا رسول الله قال ( أي بلد هذا أليست بالبلدة ) . قلنا بلى يا رسول الله قال ( فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم وأبشاركم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت ) . قلنا نعم قال ( اللهم اشهد فليبلغ الشاهد الغائب فإنه رب مبلغ يبلغه من هو أوعى له ) . فكان كذلك قال ( لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ) . فلما كان يوم حرق ابن الحضرمي حين حرقه جارية بن قدامة قال أشرفوا على أبي بكرة فقالوا هذا أبو بكرة يراك قال عبد الرحمن فحدثتني أمي عن أبي بكرة أنه قال لو دخلوا علي ما بهشت بقصبة
[ ر 67 ]
[ ش ( رجل آخر ) هو حميد بن عبد الرحمن بن عوف . ( أبشاركم ) جمع بشرة وهي ظاهر الجلد من الإنسان . ( فكان كذلك ) من كلام محمد بن سيرين أي وقع ما قاله صلى الله عليه و سلم فقد بلغ كثيرون غيرهم وكان المبلغون أحفظ وأكثر فهما من المبلغين . ( ابن الحضرمي ) هو عبد الله بن عمرو بن الحضرمي . وكان معاوية رضي الله عنه أرسل ابن الحضرمي يستنصر أهل البصرة على علي رضي الله عنهم فوجه علي رضي الله عنه جارية بن قدامة فحصره فتحصن ابن الحضرمي في دار فأحرقها عليه . وكان هذا سنة ثمان وثلاثين . [ عيني - فتح ] . ( أشرفوا على أبي بكرة ) ليروا هل هو منقاد لعلي رضي الله عنه أم لا وكان أبو بكرة رضي الله عنه يسكن البصرة . ( يراك ) وما صنعت بابن الحضرمي أي ولم ينكر عليك بكلام ولا بسلاح . ( أمي ) هالة بنت غليظ العجلية رضي الله عنها . ( ما بهشت بقصبة ) ما دفعتهم بها قال ذلك حين سمعهم قالوا ما قالوا لأنه رضي الله عنه كان يكره الفتنة بين المسلمين ولا يرى التحرك إليها مع إحدى الطائفتين بل يؤثر العزلة في هذا ] (6/2593)
6668 - حدثنا أحمد بن إشكاب حدثنا محمد بن فضيل عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( لا ترتدوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض )
[ ر 1652 ] (6/2594)
6669 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن علي بن مدرك سمعت أبا زرعة ابن عمرو بن جرير عن جده جرير قال
: قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع ( استنصت الناس ) . ثم قال ( لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض )
[ ر 121 ] (6/2594)
9 - باب تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم (6/2594)
6670 - حدثنا محمد بن عبيد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة
قال إبراهيم وحدثني صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي من تشرف لها تستشرفه فمن وجد فيها ملجأ أو معاذا فليعذ به ) (6/2594)
6671 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي من تشرف لها تستشرفه فمن وجد ملجأ أو معاذا فليعذ به )
[ ر 3406 ] (6/2594)
10 - باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما (6/2594)
6672 - حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا حماد عن رجل لم يسمه عن الحسن قال
: خرجت بسلاحي ليالي الفتنة فاستقبلني أبو بكرة فقال أين تريد ؟ قلت أريد نصرة ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم . قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فكلاهما من أهل النار ) . قيل فهذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال ( إنه أراد قتل صاحبه )
قال حماد بن زيد فذكرت هذا الحديث لأيوب ويونس بن عبيد وأنا أريد أن يحدثاني به فقالا إنما روى هذا الحديث الحسن عن الأحنف بن قيس عن أبي بكرة
حدثنا سليمان حدثنا حماد بهذا
وقال مؤمل حدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب ويونس وهشام ومعلى بن زياد عن الحسن عن الأحنف عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه و سلم
ورواه معمر عن أيوب
ورواه بكار بن عبد العزيز عن أبيه عن أبي بكرة
وقال غندر حدثنا شعبة عن منصور عن ربعي بن حراش عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه و سلم ولم يرفعه سفيان عن منصور
[ ر 31 ]
[ ش ( رجل ) هو عمرو بن عبيد . ( فتح الباري ) . ( الفتنة ) الحرب التي وقعت بين علي ومن معه وعائشة ومن معها رضي الله عنهم جميعا يوم الجمل وصفين [ عيني ] . ( من أهل النار ) مستحق لدخولها وقد يعفو الله عنه . قال العيني المراد بما في الحديث المتواجهان بلا دليل من الاجتهاد ونحوه . ونقل عن الكرماني أنه قال علي رضي الله عنه ومعاوية كانا مجتهدين غاية ما في الباب أن معاوية كان مخطئا في اجتهاده وله أجر واحد وكان لعلي رضي الله عنه أجران . ( حدثنا سليمان . . بهذا ) قال في الفتح سليمان هو ابن حرب والظاهر أن قوله ( بهذا ) إشارة إلى موافقة الرواية التي ذكرها حماد بن زيد عن أيوب ويونس بن عبيد ] (6/2594)
11 - باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة (6/2594)
6673 - حدثنا محمد بن المثنى حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ابن جابر حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي أنه سمع أبا إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول
: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال ( نعم ) . قلت وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال ( نعم وفيه دخن ) . قلت وما دخنه ؟ قال ( قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر ) . قلت فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال ( نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ) . قلت يا رسول الله صفهم لنا قال ( هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ) . قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) . قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال ( فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك )
[ ر 3411 ] (6/2595)
12 - باب من كره أن يكثر سواد الفتن والظلم (6/2595)
6674 - حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا حيوة وغيره قال حدثنا أبو الأسود . وقال الليث عن أبي الأسود قال
: قطع على أهل المدينة بعث فاكتتبت فيه فلقيت عكرمة فأخبرته فنهاني أشد النهي ثم قال أخبرني ابن عباس أن أناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على رسول الله صلى الله عليه و سلم فيأتي السهم فيرمى فيصيب أحدهم فيقتله أو يضربه فيقتله فأنزل الله تعالى { إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم }
[ ر 4320 ] (6/2596)
13 - باب إذا بقي في حثالة من الناس (6/2596)
6675 - حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب حدثنا حذيفة قال
: حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر حدثنا ( أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة ) . وحدثنا عن رفعها قال ( ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل أثر الوكت ثم ينام النومة فتقبض فيبقى فيها أثرها مثل أثر المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرا وليس فيه شيء ويصبح الناس يتبايعون فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة فيقال إن في بني فلان رجلا أمينا ويقال للرجل ما أعقله وما أظرفه وما أجلده وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان ) . ولقد أتى علي زمان ولا أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلما رده علي الإسلام وإن كان نصرانيا رده علي ساعيه وأما اليوم فما كنت أبايع إلا فلانا وفلانا
[ ر 6132 ] (6/2596)
14 - باب التعرب في الفتنة (6/2596)
6676 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة ابن الأكوع
: أنه دخل على الحجاج فقال يا ابن الأكوع ارتددت على عقبيك تعربت ؟ قال لا ولكن رسول الله صلى الله عليه و سلم أذن لي في البدو
وعن يزيد بن أبي عبيد قال لما قتل عثمان بن عفان خرج سلمة بن الأكوع إلى الربذة وتزوج هناك امرأة وولدت له أولادا فلم يزل بها حتى قبل أن يموت بليال نزل المدينة
[ ش أخرجه مسلم في الإمارة باب تحريم رجوع المهاجر إلى استيطان وطنه رقم 1862
( ارتددت على عقبيك ) خرجت من دار هجرتك من غير عذر وكانوا يعدون هذا كالمرتد . ( تعربت ) من التعرب وهو الإقامة في البادية والسكن مع الأعراب وكان يحرم على المهاجر أن ينتقل من دار هجرته إلى البادية إلا أن يأذن له رسول الله صلى الله عليه و سلم . ( البدو ) الإقامة في البادية . ( الربذة ) موضع في البادية بين مكة والمدينة قريب من المدينة ] (6/2597)
6677 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله ابن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن )
[ ر 19 ] (6/2597)
15 - باب التعوذ من الفتن (6/2597)
6678 - حدثنا معاذ بن فضالة حدثنا هشام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال
: سألوا النبي صلى الله عليه و سلم حتى أحفوه بالمسألة فصعد النبي صلى الله عليه و سلم ذات يوم المنبر فقال ( لا تسألوني عن شيء إلا بينت لكم ) . فجعلت أنظر يمينا وشمالا فإذا كل رجل رأسه في ثوبه يبكي فأنشأ رجل كان إذا لاحى يدعى إلى غير أبيه فقال يا نبي الله من أبي ؟ فقال ( أبوك حذافة ) . ثم أنشأ عمر فقال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا نعوذ بالله من سوء الفتن . فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( ما رأيت في الخير والشر كاليوم قط إنه صورت لي الجنة والنار حتى رأيتهما دون الحائط )
قال فكان قتادة يذكر هذا الحديث عند هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا لا تسألواعن أشياء إن تبد لكم تسؤكم }
وقال عباس النرسي حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد حدثنا قتادة أن أنسا حدثهم أن نبي الله صلى الله عليه و سلم بهذا وقال كل رجل لافا رأسه في ثوبه يبكي . وقال عائذا بالله من سوء الفتن أو قال أعوذ بالله من سوأى الفتن
وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد ومعتمر عن أبيه عن قتادة أن أنسا حدثهم عن النبي صلى الله عليه و سلم بهذا . وقال عائذا بالله من شر الفتن
[ ر 6001 ] (6/2597)
16 - باب قول النبي صلى الله عليه و سلم ( الفتنة من قبل المشرق ) (6/2597)
6679 - حدثني عبد الله بن محمد حدثنا هشام بن يوسف عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قام إلى جنب المنبر فقال ( الفتنة ها هنا الفتنة ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان أو قال قرن الشمس ) (6/2598)
6680 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو مستقبل المشرق يقول ( ألا إن الفتنة ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان )
[ ر 2937 ]
[ ش أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة باب الفتنة من المشرق حيث يطلع . . رقم 2905 ] (6/2598)
6681 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا أزهر بن سعد عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر قال
: ذكر النبي صلى الله عليه و سلم ( اللهم بارك لنا في شأمنا اللهم بارك لنا في يمننا ) . قالوا يا رسول الله وفي نجدنا ؟ قال ( اللهم بارك لنا في شأمنا اللهم بارك لنا في يمننا ) . قالوا يا رسول الله وفي نجدنا ؟ فأظنه قال في الثالثة ( هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان )
[ ر 990 - 2937 ] (6/2598)
6682 - حدثنا إسحق الواسطي حدثنا خالد عن بيان عن وبرة بن عبد الرحمن عن سعيد بن جبير قال
: خرج علينا عبد الله بن عمر فرجونا أن يحدثنا حديثا حسنا قال فبادرنا إليه رجل فقال يا أبا عبد الرحمن حدثنا عن القتال في الفتنة والله يقول { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة } . فقال هل تدري ما الفتنة ثكلتك أمك ؟ إنما كان محمد صلى الله عليه و سلم يقاتل المشركين وكان الدخول في دينهم فتنة وليس كقتالهم على الملك
[ ر 4243 ] (6/2598)
17 - باب الفتنة التي تموج كموج البحر (6/2598)
وقال ابن عيينة عن خلف بن حوشب كانوا يستحبون أن يتمثلوا بهذه الأبيات عند الفتن قال امرؤ القيس
الحرب أول ما تكون فتية * تسعى بزينتها لكل جهول
حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها * ولت عجوزا غير ذات حليل
شمطاء ينكر لونها وتغيرت * مكروهة للشم والتقبيل
[ ش ( كانوا ) أي السلف من الصحابة والتابعين . ( يتمثلوا ) أي ينشدوها ليستحضروا في أذهانهم مصير الفتن وما تجر إليه فيصدهم ذلك عن الدخول فيها وعدم الاغترار بظاهر أمرها . ( فتية ) شابة . ( شب ) اتقد
( ضرامها ) ما اشتعل من الحطب . ( حليل ) زوج . ( شمطاء ) من الشمط وهو اختلاط الشعر الأبيض بالشعر الأسود . ( ينكر لونها ) يبدل حسنها بقبيح ] (6/2598)
6683 - حدثنا عمرو بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا شقيق سمعت حذيفة يقول
: بينا نحن جلوس عند عمر إذ قال أيكم يحفظ قول النبي صلى الله عليه و سلم في الفتنة ؟ قال ( فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) . قال ليس عن هذا أسألك ولكن التي تموج كموج البحر قال ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابا مغلقا قال عمر أيكسر الباب أم يفتح ؟ قال لا بل يكسر قال عمر إذا لا يغلق أبدا قلت أجل . قلنا لحذيفة أكان عمر يعلم الباب ؟ قال نعم كما يعلم أن دون غد ليلة وذلك أني حدثته حديثا ليس بالأغاليط . فهبنا أن نسأله من الباب ؟ فأمرنا مسروقا فسأله فقال من الباب ؟ قال عمر
[ ر 502 ] (6/2599)
6684 - حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر عن شريك بن عبد الله عن سعيد بن المسيب عن أبي موسى الأشعري قال
: خرج النبي صلى الله عليه و سلم إلى حائط من حوائط المدينة لحاجته وخرجت في إثره فلما دخل الحائط جلست على بابه وقلت لأكونن اليوم بواب النبي صلى الله عليه و سلم ولم يأمرني فذهب النبي صلى الله عليه و سلم وقضى حاجته وجلس على قف البئر فكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر فجاء أبو بكر يستأذن عليه ليدخل فقلت كما أنت حتى أستأذن لك فوقف فجئت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقلت يا نبي الله أبو بكر يستأذن عليك قال ( ائذن له وبشره بالجنة ) . فدخل فجاء عن يمين النبي صلى الله عليه و سلم فكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر فجاء عمر فقلت كما أنت حتى أستأذن لك فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( ائذن له وبشره بالجنة ) . فجاء عن يسار النبي صلى الله عليه و سلم فكشف عن ساقيه فدلاهما في البئر فامتلأ القف فلم يكن فيه مجلس ثم جاء عثمان فقلت كما أنت حتى أستأذن لك فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( ائذن له وبشره بالجنة معها بلاء يصيبه ) . فدخل فلم يجد معهم مجلسا فتحول حتى جاء مقابلهم على شفة البئر فكشف عن ساقيه ثم دلاهما في البئر فجعلت أتمنى أخا لي وأدعو الله أن يأتي
قال ابن المسيب فتأولت ذلك قبورهم اجتمعت ها هنا وانفرد عثمان
[ ر 3471 ] (6/2599)
6685 - حدثني بشر بن خالد أخبرنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان سمعت أبا وائل قال
: قيل لأسامة ألا تكلم هذا ؟ قال قد كلمته ما دون أن أفتح بابا أكون أول من يفتحه وما أنا بالذي أقول لرجل بعد أن يكون أميرا على رجلين أنت خير بعدما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( يجاء برجل فيطرح في النار فيطحن فيها كطحن الحمار برحاه فيطيف به أهل النار فيقولون أي فلان ألست كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ؟ فيقول إني كنت آمر بالمعروف ولا أفعله وأنهى عن المنكر وأفعله )
[ ر 3094 ]
[ ش ( فيطيف به أهل النار ) يجتمعون حوله ويتحلقون ] (6/2600)
6686 - حدثنا عثمان بن الهيثم حدثنا عوف عن الحسن عن أبي بكرة قال
: لقد نفعني الله بكلمة أيام الجمل لما بلغ النبي صلى الله عليه و سلم أن فارسا ملكوا ابنة كسرى قال ( لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة )
[ ر 4163 ] (6/2600)
6687 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا يحيى بن آدم حدثنا أبو بكر ابن عياش حدثنا أبو حصين حدثنا أبو مريم عبد الله بن زياد الأسدي قال
: لما سار طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة بعث علي عمار بن ياسر وحسن بن علي فقدما علينا الكوفة فصعدا المنبر فكان الحسن بن علي فوق المنبر في أعلاه وقام عمار أسفل من الحسن فاجتمعنا إليه فسمعت عمارا يقول إن عائشة قد سارت إلى البصرة ووالله إنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه و سلم في الدنيا والآخرة ولكن الله تبارك وتعالى ابتلاكم ليعلم إياه تطيعون أم هي (6/2600)
6688 - حدثنا أبو نعيم حدثنا ابن أبي غنية عن الحكم عن أبي وائل قام عمار على منبر الكوفة فذكر عائشة وذكر مسيرها وقال إنها زوجة نبيكم صلى الله عليه و سلم في الدنيا والآخرة ولكنها مما ابتليتم (6/2601)
6689 - حدثنا بدل بن المحبر حدثنا شعبة أخبرني عمرو سمعت أبا وائل يقول
: دخل أبو موسى وأبو مسعود على عمار حيث بعثه علي إلى أهل الكوفة يستنفرهم فقالا ما رأيناك أتيت أمرا أكره عندنا من إسراعك في هذا الأمر منذ أسلمت ؟ فقال عمار ما رأيت منكما منذ أسلمتما أمرا أكره عندي من إبطائكما عن هذا الأمر وكساهما حلة حلة ثم راحوا إلى المسجد
[ ش ( إسراعك في هذا الأمر ) إسراعك في استنفار الناس لقتال بعضهم بعضا . ( إبطائكما عن هذا الأمر ) وهو نصرة الإمام الحق . ( كساهما ) أعطاهما والمعطي هو أبو مسعود رضي الله عنه . ( حلة ) ثوبين من نوع واحد أو إزارا ورداء ] (6/2601)
6690 - حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن شقيق بن سلمة
: كنت جالسا مع أبي مسعود وأبي موسى وعمار فقال أبو مسعود ما من أصحابك أحد إلا لو شئت لقلت فيه غيرك وما رأيت منك شيئا منذ صحبت النبي صلى الله عليه و سلم أعيب عندي من استسراعك في هذا الأمر قال عمار يا أبا مسعود وما رأيت منك ولا من صاحبك هذا شيئا منذ صحبتما النبي صلى الله عليه و سلم أعيب عندي من إبطائكما في هذا الأمر . فقال أبو مسعود وكان موسرا يا غلام هات حلتين فأعطى إحداهما أبا موسى والأخرى عمارا وقال روحا فيه إلى الجمعة
[ ر 3561 ] (6/2601)
18 - باب إذا أنزل الله بقوم عذابا (6/2601)
6691 - حدثنا عبد الله بن عثمان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر أنه سمع ابن عمر رضي الله عنهما يقول
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إذا أنزل الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم ثم بعثوا على أعمالهم )
[ ش أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى . . رقم 2879
( من كان فيهم ) أي من الصالحين . ( بعثوا على أعمالهم ) حوسبوا وجوزوا حسب أعمالهم فيثاب الصالح لأنه كان تمحيصا له ويعاقب غيره ] (6/2602)
19 - باب قول النبي صلى الله عليه و سلم للحسن بن علي ( إن ابني هذا لسيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين ) (6/2602)
6692 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا إسرائيل أبو موسى ولقيته بالكوفة جاء إلى ابن شبرمة فقال
: أدخلني على عيسى فأعظه فكأن ابن شبرمة خاف عليه فلم يفعل قال حدثنا الحسن قال لما سار الحسن بن علي رضي الله عنهما إلى معاوية بالكتائب قال عمرو بن العاص لمعاوية أرى كتيبة لا تولي حتى تدبر أخراها قال معاوية من لذاراري المسلمين ؟ فقال أنا فقال عبد الله بن عامر وعبد الرحمن بن سمرة نلقاه فنقول له الصلح قال الحسن ولقد سمعت أبا بكرة قال بينا النبي صلى الله عليه و سلم يخطب جاء الحسن فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين )
[ ر 2557 ]
[ ش ( ابني هذا سيد ) فيه دلالة على غاية كرم الحسن وسيادته لأن الكريم يصلح أن يكون سيدا ] (6/2602)
6693 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال قال عمرو أخبرني محمد بن علي أن حرملة مولى أسامة أخبره - قال عمرو وقد رأيت حرملة - قال
: أرسلني أسامة إلى علي وقال إنه سيسألك الآن فيقول ما خلف صاحبك ؟ فقل له يقول لك لو كنت في شدق الأسد لأحببت أن أكون معك فيه ولكن هذا أمر لم أره . فلم يعطني شيئا فذهبت إلى حسن وحسين وابن جعفر فأوقروا لي راحلتي
[ ش ( ما خلف صاحبك ) ما السبب في تخلفه عن مساعدتي . ( شدق ) جانب الفم من الداخل وقوله كناية عن الموافقة له ولو في حالة الموت ولكن في غير قتال المسلمين . ( أمر ) يعني قتال المسلمين . ( شيئا ) أي من المال والظاهر أن أسامة رضي الله عنه أرسله لهذا الغرض . ( فأوقروا لي راحلتي ) حملوها ما تطيق حمله والراحلة واحدة الإبل التي تصلح للركوب ذكرا كانت أم أنثى ] (6/2602)
20 - باب إذا قال عند القوم شيئا ثم خرج فقال بخلافه (6/2602)
6694 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع قال لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده فقال
: إني سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة ) . وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله وإني لا أعلم غدرا أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله ثم ينصب له القتال وإني لا أعلم أحدا منكم خلعه ولا تابع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه
[ ر 3016 ]
[ ش ( حشمه ) خاصته الذين يغضبون لغضبه . ( غادر ) تارك للوفاء بالعهد
( لواء ) راية . ( بيع الله ) شرط ما أمر الله به من البيعة . ( ينصب ) الذي يبايع . ( له ) للمبايع . ( خلعه ) أي خلع يزيد عن الخلافة ولم يبايعه فيها
( الأمر ) الخلافة . ( الفيصل ) الحاجز والقاطع ] (6/2603)
6695 - حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب عن عوف عن أبي المنهال قال
: لما كان ابن زياد ومروان بالشأم ووثب ابن الزبير بمكة ووثب القراء بالبصرة فانطلقت مع أبي إلى أبي برزة الأسلمي حتى دخلنا عليه في داره وهو جالس في ظل علية له من قصب فجلسنا إليه فأنشأ أبي يستطعمه الحديث فقال يا أبا برزة ألا ترى ما وقع فيه الناس ؟ فأول شيء سمعته تكلم به إني احتسبت عند الله أني أصبحت ساخطا على أحياء قريش إنكم يا معشر العرب كنتم على الحال الذي علمتم من الذلة والقلة والضلالة وإن الله أنقذكم بالإسلام وبمحمد صلى الله عليه و سلم حتى بلغ بكم ما ترون وهذه الدنيا التي أفسدت بينكم إن ذاك الذي بالشأم والله إن يقاتل إلا على الدنيا وإن هؤلاء الذين بين أظهركم والله إن يقاتلون إلا على الدنيا وإن ذاك الذي بمكة والله إن يقاتل إلا على الدنيا
[ 6843 ]
[ ش ( ابن زياد ) ابن أبي سفيان الأموي بالاستلحاق . ( وثب ) خرج على الخلافة . ( القراء ) طائفة سموا أنفسهم توابين لتوبتهم وندمهم على ترك مساعدة الحسين رضي الله عنه وكان أميرهم صرد الخزاعي . وكانت دعواهم إنا نطلب دم الحسين ولا نريد الإثارة غلبوا على البصرة ونواحيها . وهذا كله عند موت معاوية بن يزيد بن معاوية . ( علية ) غرفة عالية . ( يستطعمه الحديث ) يستفتحه ويطلب منه التحديث . ( احتسبت عند الله ) تقربت إليه . ( ساخطا ) بسبب تقاتلهم على الدنيا . ( بلغ بكم ما ترون ) من العزة والكثرة والهداية ] (6/2603)
6696 - حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شعبة عن واصل الأحدب عن أبي وائل عن حذيفة بن اليمان قال
: إن المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي صلى الله عليه و سلم كانوا يومئذ يسرون واليوم يجهرون (6/2604)
6697 - حدثنا خلاد حدثنا مسعر عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الشعثاء عن حذيفة قال
: إنما كان النفاق على عهد النبي صلى الله عليه و سلم فأما اليوم فإنما هو الكفر بعد الإيمان (6/2604)
21 - باب لا تقوم الساعة حتى يغبط أهل القبور (6/2604)
6698 - حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه )
[ ش أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل . . رقم 157
( يا ليتني مكانه ) أي يا ليتني أكون ميتا مثله وذلك لكثرة الفتن والخوف من ذهاب الدين لغلبة أهل الباطل وظهور المعاصي والمنكرات ] (6/2604)
22 - باب تغيير الزمان حتى تعبد الأوثان (6/2604)
6699 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال قال سعيد بن المسيب أخبرني أبو هريرة رضي الله عنه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة )
وذو الخلصة طاغية دوس التي كانوا يعبدون في الجاهلية
[ ش أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس . . رقم 2906
( تضطرب ) يضرب بعضها بعضا . ( أليات ) جمع ألية وهي عجيزة الإنسان وهو كناية عن عود عبادة الأصنام وطواف هؤلاء النساء حولها والسفر إليها . ( طاغية ) صنم واسم لكل باطل وما يعبد من دون الله تعالى ] (6/2604)
6700 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثني سليمان عن ثور عن أبي الغيث عن أبي هريرة
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه )
[ ر 3329 ] (6/2604)
23 - باب خروج النار (6/2604)
وقال أنس قال النبي صلى الله عليه و سلم ( أول أشراط الساعة نار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب )
[ ر 3151 ] (6/2604)
6701 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال سعيد بن المسيب أخبرني أبو هريرة
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى )
[ ش أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة باب لا تقوم الساعة حتى تخرج نار . . رقم 2902
( لا تقوم الساعة . . ) هو كناية عن تحقق وقوع ذلك لا أن هذا من علامات قرب قيام الساعة . ( تضيء . . ) وهذا كناية عن قوة النار وسعة انتشارها
( ببصرى ) بلدة من بلاد الشام . وقيل إن هذا قد وقع سنة أربع وخمسين وستمائة هجرية ] (6/2605)
6702 - حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي حدثنا عقبة بن خالد حدثنا عبيد الله عن خبيب بن عبد الرحمن عن جده حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا )
قال عقبة وحدثنا عبيد الله حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله إلا أنه قال ( يحسر عن جبل من ذهب )
[ ش أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات . . رقم 2894
( يوشك ) يقرب . ( يحسر ) ينكشف بعد أن يذهب ماؤه . ( الفرات ) النهر المشهور شمال بلاد الشام . ( فلا يأخذ . . ) لما ينشأ عن ذلك من الفتنة واقتتال الناس عليه ] (6/2605)
6703 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة حدثنا معبد سمعت حارثة بن وهب قال
: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( تصدقوا فسيأتي على الناس زمان يمشي الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها )
قال مسدد حارثة أخو عبيد الله بن عمر لأمه
[ ر 1345 ] (6/2605)
6704 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن عبد الرحمن عن أبي هريرة
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان يكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة . وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله وحتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل . وحتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه لا أرب لي به . وحتى يتطاول الناس في البنيان . وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه . وحتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس - يعني - آمنوا أجمعون فذلك حين { لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا } . ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه . ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه . ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها )
[ ر 3413 ]
[ ش ( دجالون ) خلاطون بين الحق والباطل مموهون . والفرق بينهم وبين الدجال الأكبر أنهم يدعون النبوة وهو يدعي الإلهية . ولكنهم كلهم مشتركون في التمويه وادعاء الباطل الكبير وقد وجد كثير منهم ففضحهم الله تعالى وأهلكهم . ( يقبض العلم ) بموت العلماء . ( تكثر الزلازل ) خصص الزلازل والمراد كل ما يجري ذاك الزمن . ( يتقارب الزمان ) أي يتقارب من أهله في الجهل ويحتمل حمله على تعادل الليل والنهار دائما . ( فيفيض ) يزيد عن الحاجة كثرة كبيرة . قيل هو إشارة إلى ما وقع زمن عمر بن عبد العزيز . ( يهم ) يحزن . ( أرب ) حاجة . ( يتطاول ) أي كل من يبني بناء يريد أن يكون بناؤه أرفع وأضخم وأفخم من بناء غيره مفاخرة ورياء
( فذلك ) أي فهذا الوقت . ( كسبت في إيمانها خيرا ) آمنت إيمانا صادقا وعملت بمقتضاه فلم ترتكب الكبائر وتصر عليها . / الأنعام 158 /
( فلا يتبايعانه ) لا يتمكنان من إمضاء عقد البيع . ( لقحته ) الناقة الحلوب . والقريبة العهد بالولادة . ( يليط ) يطين ويصلح . ( أكلته ) لقمته ] (6/2605)
24 - باب ذكر الدجال (6/2605)
6705 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى حدثنا إسماعيل حدثني قيس قال قال لي المغيرة بن شعبة
: ما سأل أحد النبي صلى الله عليه و سلم عن الدجال ما سألته وإنه قال لي ( ما يضرك منه ) . قلت لأنهم يقولون إن معه جبل خبز ونهر ماء قال ( هو أهون على الله من ذلك )
[ ش أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة باب في الدجال وهو أهون على الله عز و جل رقم 2939
( ما يضرك منه ) أي ما الذي تهتم به وتسأل عنه وتتعب نفسك في شأنه
( أهون ) أحقر وأذل من أن يجعل الله تعالى ما معه سببا لضلال المؤمنين بل هو ليزداد المؤمنون إيمانا وتظهر حقيقة الكافرين والمنافقين بالافتتان بما معه ] (6/2606)
6705 - م - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر - أراه -
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( أعور عين اليمنى كأنها عنبة طافية )
[ ر 3256 ] (6/2606)
6706 - حدثنا سعد بن حفص حدثنا شيبان عن يحيى عن إسحق بن عبد الله ابن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( يجيء الدجال حتى ينزل في ناحية المدينة ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات فيخرج إليه كل كافر ومنافق )
[ ر 1782 ] (6/2607)
6707 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا محمد بن بشر حدثنا مسعر حدثنا سعد ابن إبراهيم عن أبيه عن أبي بكرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لا يدخل المدينة رعب المسيح لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان )
قال وقال ابن إسحق عن صالح بن إبراهيم عن أبيه قال قدمت البصرة فقال لي أبو بكرة سمعت النبي صلى الله عليه و سلم بهذا
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال ولها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان )
[ ر 1780 ] (6/2607)
6708 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم عن صالح عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال
: قام رسول الله صلى الله عليه و سلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال ( إني لأنذركموه وما من نبي إلا وقد أنذره قومه ولكني سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه إنه أعور وإن الله ليس بأعور )
[ ر 3159 ] (6/2607)
6709 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سالم عن عبد الله بن عمر
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( بينا أنا نائم أطوف بالكعبة فإذا رجل سبط الشعر ينطف أو يهراق رأسه ماء قلت من هذا ؟ قالوا ابن مريم ثم ذهبت ألتفت فإذا رجل جسيم أحمر جعد الرأس أعور العين كأن عينه عنبة طافية قالوا هذا الدجال أقرب الناس به شبها ابن قطن ) . رجل من خزاعة
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر - أراه - عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( أعور عين اليمنى كأنها عنبة طافية )
[ ر 3256 ] (6/2607)
6710 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب عن عروة أن عائشة رضي الله عنها قالت
: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يستعيذ في صلاته من فتنة الدجال
[ ر 798 ] (6/2608)
6711 - حدثنا عبدان أخبرني أبي عن شعبة عن عبد الملك عن ربعي عن حذيفة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال في الدجال ( إن معه ماء ونارا فناره ماء بارد وماؤه نار )
قال أبو مسعود أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم
[ ر 3266 ] (6/2608)
6712 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وإن بين عينيه مكتوب كافر )
فيه أبو هريرة وابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ 6973 - وانظر 1480 - 3160 ]
[ ش أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة باب ذكر الدجال وصفته وما معه رقم 2933
( الأعور الكذاب ) هو المسيح الدجال ] (6/2608)
25 - باب لا يدخل الدجال المدينة (6/2608)
6713 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة بن مسعود أن أبا سعيد قال
: حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما يحدثنا به أنه قال ( يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة فينزل بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج إليه يومئذ رجل وهو خير الناس أو من خيار الناس فيقول أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم حديثه فيقول الدجال أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته هل تشكون في الأمر ؟ فيقولون لا فيقتله ثم يحييه فيقول والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه )
[ ر 1783 ] (6/2608)
6714 - حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن نعيم بن عبد الله المجمر عن أبي هريرة قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال )
[ ر 1781 ] (6/2609)
6715 - حدثني يحيى بن موسى حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( المدينة يأتيها الدجال فيجد الملائكة يحرسونها فلا يقربها الدجال قال ولا الطاعون إن شاء الله )
[ ر 1782 ]
[ ش ( يحرسونها ) يحفظونها . ( الطاعون ) مرض . ( إن شاء الله ) محتمل للتعليق ومحتمل للتبرك وهو أولى ] (6/2609)
26 - باب يأجوج ومأجوج (6/2609)
6716 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري ( ح ) . وحدثنا إسماعيل حدثني أخي عن سليمان عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير أن زينب بنت أبي سلمة حدثته عن أم حبيبة بنت أبي سفيان عن زينب بنت جحش
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل عليها يوما فزعا يقول ( لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ) . وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها قالت زينب بنت جحش فقلت يا رسول الله أفنهلك وفينا الصالحون ؟ قال ( نعم إذا كثر الخبث )
[ ر 3168 ] (6/2609)
6717 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( يفتح الردم ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ) . وعقد وهيب تسعين
[ ر 3169 ]
بسم الله الرحمن الرحيم (6/2609)
97 - كتاب الأحكام (6/2609)
1 - باب قول الله تعالى { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } / النساء 59 / (6/2609)
[ ش ( أولي الأمر منكم ) الحكام المسلمين العادلين إذا أمروكم بما ليس فيه مخالفة لشرع الله عز و جل ] (6/2609)
6718 - حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري أخبرني أبو سلمة ابن عبد الرحمن أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني )
[ ر 2797 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإمارة باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية . . رقم 1835
( أميري ) هو كل من يتولى على المسلمين ويعمل فيهم بما شرعه رسول الله صلى الله عليه و سلم ] (6/2611)
6719 - حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته )
[ ر 853 ] (6/2611)
2 - باب الأمراء من قريش (6/2611)
6720 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال كان محمد بن جبير ابن مطعم يحدث أنه بلغ معاوية وهم عنده في وفد من قريش أن عبد الله بن عمرو يحدث
: أنه سيكون ملك من قحطان فغضب فقام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإنه بلغني أن رجالا منكم يحدثون أحاديث ليست في كتاب الله ولا تؤثر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وأولئك جهالكم فإياكم والأماني التي تضل أهلها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله في النار على وجهه ما أقاموا الدين )
تابعه نعيم عن ابن المبارك عن معمر عن الزهري عن محمد بن جبير
[ ر 3309 ] (6/2611)
6721 - حدثنا أحمد بن يونس حدثنا عاصم بن محمد سمعت أبي يقول قال ابن عمر
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان )
[ ر 3310 ] (6/2612)
3 - باب أجر من قضى بالحكمة (6/2612)
لقوله تعالى { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون } / المائدة 47 / (6/2612)
6722 - حدثنا شهاب بن عباد حدثنا إبراهيم بن حميد عن إسماعيل عن قيس عن عبد الله قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق وآخر آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها )
[ ر 73 ] (6/2612)
4 - باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية (6/2612)
6723 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة عن أبي التياح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة )
[ ر 661 ] (6/2612)
6724 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن الجعد عن أبي رجاء عن ابن عباس يرويه قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية )
[ ر 6645 ] (6/2612)
6725 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله حدثني نافع عن عبد الله رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة )
[ ر 2796 ]
[ ش أخرجه مسلم في كتاب الإمارة باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية . . رقم 1839 ] (6/2612)
6726 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه قال
: بعث النبي صلى الله عليه و سلم سرية وأمر عليهم رجلا من الأنصار وأمرهم أن يطيعوه فغضب عليهم وقال أليس قد أمر النبي صلى الله عليه و سلم أن تطيعوني ؟ قالوا بلى قال قد عزمت عليكم لما جمعتم حطبا وأوقدتم نارا ثم دخلتم فيها . فجمعوا حطبا فأوقدوا فلما هموا بالدخول فقام ينظر بعضهم إلى بعض قال بعضهم إنما تبعنا النبي صلى الله عليه و سلم فرارا من النار أفندخلها ؟ فبينما هم كذلك إذ خمدت النار وسكن غضبه فذكر للنبي صلى الله عليه و سلم فقال ( لو دخلوها ما خرجوا منها أبدا إنما الطاعة في المعروف )
[ ر 4085 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإمارة باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية . . رقم 1840
( عزمت عليكم ) آمركم وأؤكد أمري لكم وأجد فيه . ( ما خرجوا . . ) لأن الدخول فيها معصية فإذا استحلوها كفروا واستحقوا الخلود فيها وهذا جزاء من جنس العمل . ( الطاعة ) للأمر واجبة . ( المعروف ) هو ما لا يتنافى مع الشرع ] (6/2612)
5 - باب من لم يسأل الإمارة أعانه الله عليها (6/2612)
6727 - حدثنا حجاج بن منهال حدثنا جرير بن حازم عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة قال
: قال لي النبي صلى الله عليه و سلم ( يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فكفر عن يمينك وأت الذي هو خير )
[ ر 6248 ] (6/2613)
6 - باب من سأل الإمارة وكل إليها (6/2613)
6728 - حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا يونس عن الحسن قال حدثني عبد الرحمن بن سمرة قال
: قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة فإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فأت الذي هو خير وكفر عن يمينك )
[ ر 6248 ] (6/2613)
7 - باب ما يكره من الحرص على الإمارة (6/2613)
6729 - حدثنا أحمد بن يونس حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( إنكم ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة فنعم المرضعة وبئست الفاطمة )
وقال محمد بن بشار حدثنا عبد الله بن حمران حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن سعيد المقبري عن عمر بن الحكم عن أبي هريرة قوله
[ ش ( ندامة ) لمن لم يعمل فيها بما ينبغي عليه . ( فنعم المرضعة ) أول الإمارة لأن معها المال والجاه واللذات الحسية والوهمية . ( بئست الفاطمة ) آخرها لأن معه القتل والعزل والمطالبة بالتبعات يوم القيامة
( قوله ) أي موقوفا على أبي هريرة رضي الله عنه من قوله ] (6/2613)
6730 - حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال
: دخلت على النبي صلى الله عليه و سلم أنا ورجلان من قومي فقال أحد الرجلين أمرنا يا رسول الله وقال الآخر مثله فقال ( إنا لا نولي هذا من سأله ولا من حرص عليه )
[ ر 2142 ] (6/2614)
8 - باب من استرعي رعية فلم ينصح (6/2614)
6731 - حدثنا أبو نعيم حدثنا أبو الأشهب عن الحسن أن عبيد الله بن زياد عاد معقل بن يسار في مرضه الذي مات فيه فقال له معقل إني محدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم
: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة )
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب استحقاق الوالي الغاش لرعيته النار . وفي الإمارة باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر . . رقم 142
( يسترعيه رعية ) يستحفظه عليها . ( لم يحطها ) لم يتعهد أمرها ويحفظها
( لم يجد رائحة الجنة ) لم يشم رائحتها وهو كناية عن عدم دخولها إن استحل ذلك أو تأخر دخوله إن اعتقد حرمة فعله ] (6/2614)
6732 - حدثنا إسحق بن منصور أخبرنا حسين الجعفي قال زائدة ذكره عن هشام عن الحسن قال أتينا معقل بن يسار نعوده فدخل علينا عبيد الله فقال له معقل أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم
: فقال ( ما من وال يلي رعية من المسلمين فيموت وهو غاش لهم إلا حرم الله عليه الجنة )
[ ش ( غاش لهم ) لم يقم فيهم بالعدل ولم يأخذهم بشرع الله عز و جل وأمره ونهيه . ( حرم . . ) أنفذ عليه الوعيد ولم يرض عنه المظلومين . قال ابن بطال هذا وعيد شديد على أئمة الجور فمن ضيع من استرعاه الله أو خانهم أو ظلمهم فقد توجه إليه الطلب بمظالم العباد يوم القيامة فكيف يقدر على التحلل من ظلم أمة عظيمة . [ فتح عيني ] ] (6/2614)
9 - باب من شاق شق الله عليه (6/2614)
6733 - حدثنا إسحق الواسطي حدثنا خالد عن الجريري عن طريف أبي تميمة قال
: شهدت صفوان وجندبا وأصحابه وهو يوصيهم فقالوا هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئا ؟ قال سمعته يقول ( من سمع سمع الله به يوم القيامة قال ومن شاق شق الله عليه يوم القيامة )
فقالوا أوصنا . فقال إن أول ما ينتن من الإنسان بطنه فمن استطاع أن لا يأكل إلا طيبا فليفعل ومن استطاع أن لا يحال بينه وبين الجنة بملء كف من دم أهراقه فليفعل
قلت لأبي عبد الله من يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم جندب ؟ قال نعم جندب
[ ر 6134 ]
[ ش ( سمع ) عمل للسمعة والفخر وقيل أشاع عيوب المؤمنين . ( سمع الله به ) يظهر الله للناس سريرته . ويملأ أسماعهم بما ينطوي عليه من خبث السرائر جزاء لفعله . ( شاق ) ضلل الناس وحملهم على ما يشق عليهم أو أثار الخلاف بينهم أو كشف مساوئهم ومعايبهم . ( أهراقه ) أساله بغير حق ] (6/2615)
10 - باب القضاء والفتيا في الطريق (6/2615)
وقضى يحيى بن يعمر في الطريق . وقضى الشعبي على باب داره (6/2615)
6734 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن سالم بن أبي الجعد حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال
: بينما أنا والنبي صلى الله عليه و سلم خارجان من المسجد فلقينا رجل عند سدة المسجد فقال يا رسول الله متى الساعة ؟ قال النبي صلى الله عليه و سلم ( ما أعددت لها ) . فكأن الرجل استكان ثم قال يا رسول الله ما أعددت لها كبير صيام ولا صلاة ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله قال ( أنت مع من أحببت )
[ ر 3485 ]
[ ش ( سدة المسجد ) المظلة عند بابه للوقاية من المطر والشمس . وقيل الساحة أمامه . ( استكان ) خضع ] (6/2615)
11 - باب ما ذكر أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن له بواب (6/2615)
6735 - حدثنا إسحق بن منصور أخبرنا عبد الصمد حدثنا شعبة حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك
: يقول لامرأة من أهله تعرفين فلانة ؟ قالت نعم قال فإن النبي صلى الله عليه و سلم مر بها وهي تبكي عند قبر فقال ( اتقي الله واصبري ) . فقالت إليك عني فإنك خلو من مصيبتي . قال فجاوزها ومضى فمر بها رجل فقال ما قال لك رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قالت ما عرفته قال إنه لرسول الله صلى الله عليه و سلم قال فجاءت إلى بابه فلم تجد عليه بوابا فقالت يا رسول الله والله ما عرفتك فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( إن الصبر عند أول صدمة )
[ ر 1194 ]
[ ش ( خلو ) خال . ( رجل ) هو الفضل بن العباس رضي الله عنهما ] (6/2615)
12 - باب الحاكم يحكم بالقتل على من وجب عليه دون الإمام الذي فوقه (6/2615)
6736 - حدثنا محمد بن خالد الذهلي حدثنا الأنصاري محمد حدثنا أبي عن ثمامة عن أنس أن قيس بن سعد
: كان يكون بين يدي النبي صلى الله عليه و سلم بمنزلة صاحب الشرط من الأمير
[ ش ( قيس بن سعد ) بن عبادة الأنصاري الخزرجي رضي الله عنهما
( صاحب الشرط ) جمع شرطة وهم أول الجيش ونخبته . سموا بذلك لأنهم أعلموا أنفسهم بعلامات وصاحبهم كبيرهم
قال في الفتح وفي الحديث تشبيه ما مضى بما حدث بعده . لأن صاحب الشرطة لم يكن موجودا في العهد النبوي عند أحد من العمال وإنما حدث في دولة بني أمية فأراد أنس بن مالك تقريب حال قيس بن سعد عند السامعين فشبهه بما يعهدونه ] (6/2616)
6737 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن قرة بن خالد حدثني حميد بن هلال حدثنا أبو بردة عن أبي موسى
: أن النبي صلى الله عليه و سلم بعثه وأتبعه بمعاذ (6/2616)
6738 - حدثني عبد الله بن الصباح حدثنا محبوب بن الحسن حدثنا خالد عن حميد بن هلال عن أبي بردة عن أبي موسى
: أن رجلا أسلم ثم تهود فأتى معاذ بن جبل وهو عند أبي موسى فقال ما لهذا ؟ قال أسلم ثم تهود قال لا أجلس حتى أقتله قضاء الله تعالى ورسوله صلى الله عليه و سلم
[ ر 2142 ] (6/2616)
13 - باب هل يقضي القاضي أو يفتي وهو غضبان (6/2616)
6739 - حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا عبد الملك بن عمير سمعت عبد الرحمن ابن أبي بكرة قال
: كتب أبو بكرة إلى ابنه وكان بسجستان بأن لا تقضي بين اثنين وأنت غضبان فإني سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( لا يقضين حكم بين اثنين وهو غضبان )
[ ش أخرجه مسلم في الأقضية باب كراهة قضاء القاضي وهو غضبان رقم 1717
( بسجستان ) إقليم من أقاليم العراق إلى جهة الهند ] (6/2616)
6740 - حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود الأنصاري قال
: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إني والله لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا فيها قال فما رأيت النبي صلى الله عليه و سلم قط أشد غضبا في موعظة منه يومئذ ثم قال ( أيها الناس إن منكم منفرين فأيكم ما صلى بالناس فليوجز فإن فيهم الكبير والضعيف وذا الحاجة )
[ ر 90 ]
[ ش أخرجه مسلم في الصلاة باب أمر الأئمة بتخفيف الصلاة في تمام رقم 466 ] (6/2617)
6741 - حدثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني حدثنا حسان بن إبراهيم حدثنا يونس قال محمد أخبرني سالم أن عبد الله بن عمر أخبره
: أنه طلق امرأته وهي حائض فذكر عمر للنبي صلى الله عليه و سلم فتغيظ فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال ( ليراجعها ثم ليمسكها حتى تطهر ثم تحيض فتطهر فإن بدا له أن يطلقها فليطلقها )
[ ر 4625 ] (6/2617)
14 - باب من رأى للقاضي أن يحكم بعلمه في أمر الناس إذا لم يخف الظنون والتهمة (6/2617)
كما قال النبي صلى الله عليه و سلم لهند ( خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف )
[ ر 2097 ]
وذلك إذا كان أمرا مشهورا
[ ش ( إذا كان . . ) أي إذا كانت القضية التي يقضي فيها مشتهرة ] (6/2617)
6742 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثني عروة أن عائشة رضي الله عنها قالت
: جاءت هند بنت عتبة بن ربيعة فقالت يا رسول الله والله ما كان على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي أن يذلوا من أهل خبائك وما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي أن يعزوا من أهل خبائك . ثم قالت إن أبا سفيان رجل مسيك فهل علي من حرج أن أطعم من الذي له عيالنا ؟ قال لها ( لا حرج عليك أن تطعميهم من معروف )
[ ر 2097 ] (6/2617)
15 - باب الشهادة على الخط المختوم وما يجوز من ذلك وما يضيق عليه وكتاب الحاكم إلى عامله والقاضي إلى القاضي (6/2617)
وقال بعض الناس كتاب الحاكم جائز إلا في الحدود ثم قال إن كان القتل خطأ فهو جائز لأن هذا مال بزعمه وإنما صار مالا بعد أن ثبت القتل فالخطأ والعمد واحد
وقد كتب عمر إلى عامله في الحدود
وكتب عمر بن عبد العزيز في سن كسرت
وقال إبراهيم كتاب القاضي إلى القاضي جائز إذا عرف الكتاب والخاتم
وكان الشعبي يجيز الكتاب المختوم بما فيه من القاضي . ويروى عن ابن عمر نحوه
وقال معاوية بن عبد الكريم الثقفي شهدت عبد الملك بن يعلى قاضي البصرة وإياس بن معاوية والحسن وثمامة بن عبد الله بن أنس وبلال بن أبي بردة وعبد الله بن بريدة الأسلمي وعامر بن عبدة وعباد بن منصور يجيزون كتب القضاة بغير محضر من الشهود فإن قال الذي جيء عليه بالكتاب إنه زور قيل له اذهب فالتمس المخرج من ذلك
وأول من سأل على كتاب القاضي البينة ابن أبي ليلى وسوار بن عبد الله
وقال لنا أبو نعيم حدثنا عبيد الله بن محرز جئت بكتاب من موسى بن أنس قاضي البصرة وأقمت عنده البينة أن لي عند فلان كذا وكذا وهو بالكوفة وجئت به القاسم بن عبد الرحمن فأجازه
وكره الحسن وأبو قلابة أن يشهد على وصية حتى يعلم ما فيها لأنه لا يدري لعل فيها جورا
وقد كتب النبي صلى الله عليه و سلم إلى أهل خيبر ( إما أن تدوا صاحبكم وإما أن تؤذنوا بحرب )
[ ر 6769 ]
وقال الزهري في الشهادة على المرأة من وراء الستر إن عرفتها فاشهد وإلا فلا تشهد
[ ش ( كتاب الحاكم . . والقاضي . . ) بأن يكتب له بما قضى فيه أو حكم لينفذه . ( واحد ) في أول الأمر حكمهما واحد في كونهما جناية على النفس وإنما يصير الخطأ مالا بعد الثبوت عند الحاكم . ( المخرج ) ما يخلصك مما في الكتاب من قدح في البينة أو بما يدل على البراءة من المشهود به . ( البينة ) الشهود . ( جورا ) ظلما للورثة ] (6/2617)
6743 - حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة عن أنس بن مالك قال
: لما أراد النبي صلى الله عليه و سلم أن يكتب إلى الروم قالوا إنهم لا يقرؤون كتابا إلا مختوما فاتخذ النبي صلى الله عليه و سلم خاتما من فضة كأني أنظر إلى وبيصه ونقشه محمد رسول الله
[ ر 65 ] (6/2619)
16 - باب متى يستوجب الرجل القضاء (6/2619)
وقال الحسن أخذ الله على الحكام أن لا يتبعوا الهوى ولا يخشوا الناس ولا يشتروا بآياته ثمنا قليلا ثم قرأ { يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب } / ص 26 / . وقرأ { إنا أنزلنا التوارة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا - استودعوا - من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } / المائدة 44 / . وقرأ { وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين . ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما } / الأنبياء 78 - 79 / . فحمد سليمان ولم يلم داود ولولا ما ذكر الله من أمر هذين لرأيت أن القضاة هلكوا فإنه أثنى على هذا بعلمه وعذر هذا باجتهاده
وقال مزاحم بن زفر قال لنا عمر بن عبد العزيز خمس إذا أخطأ القاضي منهن خطة كانت فيه وصمة أن يكون فهما حليما عفيفا صليبا عالما سؤولا عن العلم
[ ش ( يستوجب ) يصير أهلا للقضاء ويستحق أن يكون قاضيا أو يجب عليه القضاء . ( الحسن ) البصري رحمه الله تعالى . ( أخذ الله . . ) ألزمهم
( الهوى ) ما تحبه النفس وتشتهيه وإن خالف الحق والعدل . ( لا يخشوا الناس ) لا يخافوهم عند الحكم بالحق وإنما يخافون الله عز و جل
( لا يشتروا بآياته . . ) لا يستبدلوا بالعمل والحكم بمقتضاها عرضا من أعراض الدنيا لأنه قليل لا شأن له عند الله تعالى مهما عظم وكثر
( جعلناك خليفة ) صيرناك خلفا عمن قبلك على الملك من الأرض والحكم فيها . ( بالحق ) بالعدل . ( سبيل الله ) شريعته وما بينه فيها وشرعه من الأحكام . ( بما نسوا ) بسبب نسيانهم . ( هدى ) بيان . ( نور ) إيضاح كاشف للشبهات ومزيل لظلمات الجهل والضلال . ( أسلموا ) انقادوا لحكم الله تعالى وأسلموا أنفسهم له . ( هادوا ) تابوا ورجعوا من الكفر والعصيان إلى الطاعة والإيمان . ( الربانيون ) جمع رباني وهو العالم بالرب تعالى المواظب على طاعته المعلم للناس طريق الخير . ( الأحبار ) العلماء والفقهاء جمع حبر . ( الحرث ) الزرع . ( نفشت ) رعت ليلا بلا راع
( ففهمناها . . ) ألهمناه الحكم الصواب في تلك القضية . ( آتينا ) أعطينا
( فحمد ) أي أثنى عليه . ( ولولا . . ) أي لولا ما بينه الله تعالى في قضية داود وسليمان عليهما السلام من الثناء عليهما في الحكم من أصاب الحقيقة ومن أخطأها عن غير عمد لكان في ظني أن قضاة الزمان محكوم عليهم بالهلاك لأن أحدهم ربما لم يكن قضاؤه هو الصواب وعين الحق فينطبق عليه أنه لم يحكم بما أنزل الله تعالى سواء كان عامدا أم غير عامد ولكن قصتهما أظهرت أنه لا إثم على من أخطأ الصواب عن غير قصد وبعد اجتهاد منه . ( أخطأ ) تجاوزها وفاتته . ( خطة ) صفة . ( وصمة ) عيب وعار . ( فهما ) صيغة مبالغة من الفهم . ( عفيفا ) يتنزه عن القبائح ويكف عن الحرام . ( صليبا ) من الصلابة أي قويا شديدا يقف عند الحق ولا يميل مع الهوى ويستخلص الحق ممن هو عليه ولا يتهاون فيه
( سؤولا . . ) كثير السؤال عنه والمذاكرة له مع العلماء ] (6/2619)
17 - باب رزق الحكام والعاملين عليها (6/2619)
وكان شريح القاضي يأخذ على القضاء أجرا . وقالت عائشة يأكل الوصي بقدر عمالته . وأكل أبو بكر وعمر
[ ش ( رزق الحكام ) العطاء الذي يرتب من بيت المال لمن يقوم بمصالح المسلمين . ( العاملين عليها ) جمع عامل وهو من يتولى أمرا من أعمال المسلمين كالولاة وجباة الزكاة . ( يأكل ) يأخذ . ( الوصي ) الذي يقوم على مال اليتيم بما يصلحه . ( عمالته ) أجرة عمله . ( أكل . . ) أي أخذ أجرا من بيت مال المسلمين على قيامهما بمصالحهم أيام خلافتهما ] (6/2619)
6744 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني السائب بن يزيد ابن اخت نمر أن حويطب بن عبد العزى أخبره أن عبد الله بن السعدي أخبره
: أنه قدم على عمر في خلافته فقال له عمر ألم أحدث أنك تلي من أعمال الناس أعمالا فإذا أعطيت العمالة كرهتها ؟ فقلت بلى فقال عمر ما تريد إلى ذلك ؟ فقلت إن لي أفراسا و أعبدا وأنا بخير وأريد أن تكون عمالتي صدقة على المسلمين . قال عمر لا تفعل فإني كنت أردت الذي أردت فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعطيني العطاء فأقول أعطه أفقر إليه مني حتى أعطاني مرة مالا فقلت أعطه أفقر إليه مني فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( خذه فتموله وتصدق به فما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه وإلا فلا تتبعه نفسك )
وعن الزهري قال حدثني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال سمعت عمر يقول كان النبي صلى الله عليه و سلم يعطيني العطاء
فأقول أعطه أفقر إليه مني حتى أعطاني مرة مالا فقلت أعطه من هو أفقر إليه مني فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( خذه فتموله وتصدق به فما جاءك من هذا المال و أنت غير مشرف ولا سائل فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك )
[ ر 1404 ]
[ ش ( تلي . . ) تتولى القيام بشيء من الأعمال لهم كالقضاء ونحوه
( ما تريد ) ما هو قصدك من فعل هذا ] (6/2620)
18 - باب من قضى ولاعن في المسجد (6/2620)
ولاعن عمر عند منبر النبي صلى الله عليه و سلم . وقضى شريح والشعبي ويحيى بن يعمر في المسجد . و قضى مروان على زيد بن ثابت باليمين عند المنبر . وكان الحسن وزرارة بن أوفى يقضيان في الرحبة خارجا من المسجد
[ ش ( الرحبة ) الساحة والمكان المتسع أمام باب المسجد غير منفصل عنه ] (6/2620)
6745 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال الزهري عن سهل بن سعد قال شهدت المتلاعنين وأنا ابن خمس عشرة سنة وفرق بينهما (6/2621)
6746 - حدثنا يحيى حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني ابن شهاب عن سهل أخي بني ساعدة
: أن رجلا من الأنصار جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال
أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله ؟ فتلاعنا في المسجد وأنا شاهد
[ ر 413 ] (6/2621)
19 - باب من حكم في المسجد حتى إذا أتى على حد أمر أن يخرج من المسجد فيقام (6/2621)
و قال عمر أخرجاه من المسجد وضربه . ويذكر عن علي نحوه
[ ش ( يخرج ) من وجب عليه الحد . ( فيقام ) عليه الحد خارج المسجد . ( أخرجاه ) أي الذي وجب عليه الحد . ( ضربه ) أمر بضربه الحد (6/2621)
6747 - حدثنا يحيى بن بكير حدثني الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن أبي سلمة و سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال
: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو في المسجد فناداه فقال يا رسول الله إني زنيت فأعرض عنه فلما شهد على نفسه أربعا قال ( أبك جنون ) . قال لا قال ( اذهبوا به فارجموه )
قال ابن شهاب فأخبرني من سمع جابر بن عبد الله قال كنت فيمن رجمه بالمصلى
رواه يونس ومعمر وابن جريج عن الزهري عن أبي سلمه عن جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم في الرجم
[ ر 4970 ]
[ ش ( بالمصلى ) المكان الذي يصلى فيه على الجنائز عند البقيع وهو مقبرة أهل المدينة ] (6/2621)
20 - باب موعظة الإمام للخصوم (6/2621)
6748 - حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن هشام عن أبيه عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة رضي الله عنها
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع فمن قضيت له بحق أخيه شيئا فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار )
[ ر 2326 ] (6/2622)
21 - باب الشهادة تكون عند الحاكم في ولايته القضاء أو قبل ذلك للخصم (6/2622)
وقال شريح القاضي وسأله إنسان الشهادة فقال ائت الامير حتى أشهد لك
وقال عكرمة قال عمر لعبد الرحمن بن عوف لو رأيت رجلا على حد زنا أو سرقة و أنت أمير ؟ فقال شهادتك شهادة رجل من المسلمين قال صدقت . قال عمر لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبت آية الرجم بيدي
[ ر 6441 ]
وأقر ماعز عند النبي صلى الله عليه و سلم بالزنا أربعا فأمر برجمه ولم يذكر أن النبي صلى الله عليه و سلم أشهد من حضره
[ ر 4969 ، 4970 ]
وقال حماد إذا أقر مرة عند الحاكم رجم . وقال الحكم أربعا
[ ش ( الشهادة . . ) أي إذا كان الحاكم شاهدا للخصم الذي هو أحد المتحاكمين عنده هل يحكم بشهادته أم لا ؟ سواء تحملها زمن توليه القضاء أم قبله
( ائت الامير ) أي تقاض عند غيري من سلطان أو غيره . ( على حد ) على
معصية توجب حدا . ( أمير ) حاكم أو قاض أي و شهدت عندك بهذا
( شهادة رجل ) أي كشهادة رجل واحد فلا تقبل ما لم يشهد معك غيرك تتمة العدد المطلوب في الشهادة حسب الحد . و في رواية ( لو رأيت . . )
و المعنى أنه لا يحكم حتى يشهد على ذلك غيره . سدا للذريعة أي لئلا يتخذ حكام السوء وسيلة للظلم فيدعوا العلم بالحال إذا أرادوا أن يحكموا بشيء لمن مالوا إليه . ( آية الرجم ) وهي الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالا من الله والله عزيز حكيم . والشيخ والشيخة الثيب والثيبة . واستدل بقوله هذا على أنه يشهد أنها لم تنسخ ولكن لم يلحقها
بالمصحف بشهادته وحده . [ فتح ] . والجمهور على نسخ تلاوة هذه الآية وبقاء حكمها . ] (6/2622)
6749 - حدثنا قتيبة حدثنا الليث بن سعد عن يحيى عن عمر بن كثير عن أبي محمد مولى أبي قتادة أن أبا قتادة قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم حنين ( من له بينة على قتيل قتله فله سلبه ) . فقمت لألتمس بينة على قتيل فلم أر أحدا يشهد لي فجلست ثم بدا لي فذكرت أمره إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رجل من جلسائه سلاح هذا القتيل الذي يذكر عندي قال فأرضه منه فقال أبو بكر كلا لا يعطه أصيبغ من قريش و يدع أسدا من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله قال فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم فأداه إلي فاشتريت منه خرافا فكان أول مال تأثلته
قال لي عبد الله عن الليث فقام النبي صلى الله عليه و سلم فأداه إلي
[ ر 1994 ]
وقال أهل الحجاز الحاكم لا يقضي بعلمه شهد بذلك في ولايته أو قبلها ولو أقر خصم عنده لآخر بحق في مجلس القضاء فإنه لا يقضي عليه في قول بعضهم حتى يدعوا بشاهدين فيحضرهما إقراره
وقال بعض أهل العراق ما سمع أو رآه في مجلس القضاء قضى به وما كان في غيره لم يقض إلا بشاهدين
وقال آخرون منهم بل يقضي به لأنه مؤتمن وإنما يراد من الشهادة معرفة الحق فعلمه أكثر من الشهادة
و قال بعضهم يقضي بعلمه في الأموال ولا يقضي في غيرها
وقال القاسم لا ينبغي للحاكم أن يقضي قضاء بعلمه دون علم غيره مع أن علمه أكثر من شهادة غيره ولكن فيه تعرضا لتهمة نفسه عند المسلمين وإيقاعا لهم في الظنون وقد كره النبي صلى الله عليه و سلم الظن فقال ( إنما هذه صفية )
[ ش ( أهل الحجاز ) المراد مالك رحمه الله تعالى و من وافقه في هذه المسألة . ( بعض أهل العراق ) المراد أبو حنيفة رحمه الله تعالى ومن وافقه . ( آخرون ) المراد أبو يوسف صاحب أبي حنيفة رحمه الله تعالى و من وافقه . وهو قول الشافعي رحمه الله تعالى . ( القاسم ) هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كما ذكر في الفتح ورجح العيني أنه القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه لأنه هو المراد إذا أطلق عند الفقهاء (6/2622)
6750 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن علي بن حسين
: أن النبي صلى الله عليه و سلم أتته صفية بنت حيي فلما رجعت انطلق معها فمر به رجلان من الأنصار فدعاهما فقال ( إنما هي صفية ) . قالا سبحان الله قال ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم )
رواه شعيب وابن مسافر وابن أبي عتيق و اسحق بن يحيى عن الزهري عن علي يعني ابن حسين عن صفية عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 1930 ] (6/2623)
22 - باب أمر الموالي إذا وجه أميرين إلى موضع أن يتطاوعا ولا يتعاصيا (6/2623)
6751 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا العقدي حدثنا شعبة عن سعيد بن أبي بردة قال سمعت أبي قال
: بعث النبي صلى الله عليه و سلم أبي ومعاذ بن جبل إلى اليمن فقال ( يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ) . فقال له أبو موسى إنه يصنع بأرضنا البتع ؟ فقال ( كل مسكر حرام )
وقال أبو النضر وأبو داود ويزيد بن هارون ووكيع عن شعبة عن
سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه و سلم . [ ر 2873 ] (6/2624)
23 - باب إجابة الحاكم الدعوة (6/2624)
وقد أجاب عثمان بن عفان عبدا للمغيرة بن شعبة (6/2624)
6752 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني منصور عن أبي وائل عن أبي موسى
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( فكوا العاني وأجيبوا الداعي )
[ ر 2881 ] (6/2624)
24 - باب هدايا العمال (6/2624)
6753 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن الزهري أنه سمع عروة أخبرنا أبو حميد الساعدي قال
: استعمل النبي صلى الله عليه و سلم رجلا من بني أسد يقال له ابن الأتبية على صدقة فلما قدم قال هذا لكم وهذا أهدي لي فقام النبي صلى الله عليه و سلم على المنبر - قال سفيان أيضا فصعد المنبر - فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ( ما بال العامل نبعثه فيأتي فيقول هذا لك وهذا لي فهلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى أم لا ؟ والذي نفسي بيده لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر ) . ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه ( ألا هل بلغت ) . ثلاثا
قال سفيان قصه علينا الزهري وزاد هشام عن أبيه عن أبي حميد
قال سمع أذناي وأبصرته عيني وسلوا زيد بن ثابت فإنه سمعه معي
ولم يقل الزهري سمع أذني
[ ر 883 ]
{ خوار } / الأعراف 148 / و / طه 88 / صوت والجؤار من
{ تجأرون } / النحل 53 / كصوت البقرة
[ ش ( تجأرون ) من جأر إذا صاح وجأر إلى الله تعالى تضرع إليه بالدعاء وجأر وخار بمعنى واحد إلا أنه بالخاء للبقر وغيرها من الحيوان وبالجيم للبقر وللناس . وأتى بهذه اللفظة لورود لفظة ( خوار )
في الحديث السابق بلفظ ( جؤار ) في رواية أخرى ] (6/2624)
25 - باب استقضاء الموالي واستعمالهم (6/2624)
6754 - حدثنا عثمان بن صالح حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني ابن جريج أن نافعا أخبره أن ابن عمر رضي الله عنهما أخبره قال
كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب النبي صلى الله عليه و سلم في مسجد قباء فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة
[ ر 660 ] (6/2625)
26 - باب العرفاء للناس (6/2625)
6755 - حدثنا اسماعيل بن أبي أويس حدثني اسماعيل بن ابراهيم عن عمه موسى ابن عقبة قال ابن شهاب حدثني عروة بن الزبير أن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة أخبراه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال حين أذن لهم المسلمون في عتق سبي هوازن ( إني لا أدري من أذن فيكم ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم ) . فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبروه أن الناس قد طيبوا وأذنوا
[ ر 2184 ] (6/2625)
27 - باب ما يكره من ثناء السلطان وإذا خرج قال غير ذلك (6/2625)
6756 - حدثنا أبو نعيم حدثنا عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال أناس لابن عمر إنا ندخل على سلطاننا فنقول لهم خلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم قال كنا نعدها نفاقا
[ ش ( فنقول لهم ) نثني عليهم . ( نفاقا ) شبيها بالنفاق لأنه إظهار خلاف ما في الباطن . ] (6/2626)
6757 - حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن يزيد بن ابي حبيب عن عراك عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( إن شر
الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه )
[ ر 5711 ] (6/2626)
28 - باب القضاء على الغائب (6/2626)
6758 - حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
: أن هند قالت للنبي صلى الله عليه و سلم إن أبا سفيان رجل شحيح فأحتاج أن آخذ من ماله ؟ قال ( خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف )
[ ر 2097 ] (6/2626)
29 - باب من قضي له بحق أخيه فلا يأخذه فإن قضاء الحاكم لا يحل حراما ولا يحرم حلالا (6/2626)
6759 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم أخبرتها
: عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه سمع خصومة بباب حجرته فخرج إليهم فقال
( إنما أنا بشر وإنه يأتيني الخصم فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض فأحسب أنه صادق فأقضي له بذلك فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو ليتركها )
[ ر 2326 ] (6/2626)
6760 - حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم أنها قالت
: كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقاص أن ابن وليدة زمعة مني فاقبضه إليك فلما كان عام الفتح أخذه سعد فقال ابن
أخي قد كان عهد إلي فيه فقام إليه عبد بن زمعة فقال أخي و ابن وليدة أبي ولد على فراشه فتساوقا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال سعد يا رسول الله ابن أخي كان عهد إلي فيه وقال عبد بن زمعة أخي وابن وليدة أبي
ولد على فراشه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( هو لك يا عبد بن زمعة ) . ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( الولد للفراش وللعاهر الحجر ) . ثم قال لسودة بنت زمعة ( احتجبي منه ) . لما رأى من شبهه بعتبة فما رآها حتى لقي الله تعالى
[ ر 1948 ] (6/2626)
30 - باب الحكم في البئر ونحوها (6/2626)
6761 - حدثنا إسحق بن نصر حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن منصور والأعمش عن أبي وائل قال قال عبد الله
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( لا يحلف على يمين صبر يقتطع مالا وهو فيها فاجر إلا لقي الله وهو عليه غضبان ) . فأنزل الله { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا } . الآية فجاء الأشعث وعبد الله يحدثهم فقال في نزلت وفي رجل خاصمته في بئر فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( ألك بينة ) . قلت لا قال ( فليحلف ) . قلت إذن يحلف فنزلت { إن الذين يشترون بعهد الله } . الآية
[ ر 2229 ] (6/2627)
31 - باب القضاء في كثير المال وقليله (6/2627)
وقال ابن عيينة عن ابن شبرمة القضاء في قليل المال و كثيره سواء (6/2627)
6762 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني عروة بن الزبير أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته عن أمها أم سلمة قالت
: سمع النبي صلى الله عليه و سلم جلبة خصام عند بابه فخرج عليهم فقال ( إنما أنا بشر وإنه يأتيني الخصم فلعل بعضا أن يكون أبلغ من بعض أقضي له بذلك وأحسب أنه صادق فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو ليدعها )
[ ر 2326 ] (6/2627)
32 - باب بيع الإمام على الناس أموالهم وضياعهم (6/2627)
وقد باع النبي صلى الله عليه و سلم مدبرا من نعيم بن النحام
[ ش ( ضياعهم ) بكسر الضاد جمع ضيعة وهي العقار . ] (6/2627)
6763 - حدثنا ابن نمير حدثنا محمد بن بشر حدثنا إسماعيل حدثنا سلمة ابن كهيل عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال
: بلغ النبي صلى الله عليه و سلم أن رجلا من أصحابه أعتق غلاما له عن دبر لم يكن له مال غيره فباعه بثمانمائة درهم ثم أرسل بثمنه إليه
[ ر 2034 ]
[ ش أخرجه مسلم في الزكاة باب الإبتداء في النفقة بالنفس ثم أهله ثم القرابة . وفي الأيمان باب جواز بيع المدبر رقم 997 ] (6/2627)
33 - باب من لم يكترث بطعن من لا يعلم في الأمراء حديثا (6/2627)
6764 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا عبد الله ابن دينار قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول
: بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد فطعن في إمارته وقال ( إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبله وايم الله إن كان لخليقا للإمرة وإن كان لمن أحب الناس الي و إن هذا لمن أحب الناس إلي بعده )
[ ر 3524 ] (6/2628)
34 - باب الألد الخصم وهو الدائم في الخصومة (6/2628)
{ لدا } / مريم 97 / عوجا . { ألد } / البقرة 204 / أعوج
[ ش ( لدا ) جمع ألد وهو المجادل بالباطل والشديد الخصومة . ( عوجا )
عن الحق جمع أعوج ] (6/2628)
6765 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج سمعت ابن أبي مليكة يحدث عن عائشة رضي الله عنها قالت
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم )
[ ر 2325 ] (6/2628)
35 - باب إذا قضى الحاكم بجور أو خلاف أهل العلم فهو رد (6/2628)
6766 - حدثنا محمود حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر بعث النبي صلى الله عليه و سلم خالدا ( ح ) . وحدثني أبو عبد الله نعيم بن حماد أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال
: بعث النبي صلى الله عليه و سلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فقالوا صبأنا صبأنا فجعل خالد يقتل ويأسر ودفع إلى كل رجل منا أسيره فأمر كل رجل منا أن يقتل أسيره فقلت والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجلا من أصحابي أسيره فذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال ( اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد ) . مرتين
[ ر 4084 ] (6/2628)
36 - باب الإمام يأتي قوما فيصلح بينهم (6/2628)
6767 - حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد حدثنا أبو حازم المديني عن سهل بن سعد الساعدي قال كان قتالا بين بني عمرو فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فصلى الظهر ثم أتاهم يصلح بينهم فلما حضرت صلاة العصر فأذن بلال وأقام وأمر أبا بكر فتقدم وجاء النبي صلى الله عليه و سلم وأبو بكر في الصلاة فشق الناس حتى قام خلف أبي بكر فتقدم في الصف الذي يليه قال وصفح القوم وكان أبو بكر إذا دخل في الصلاة لم يلتفت حتى يفرغ فلما رأى التصفيح لا يمسك عليه التفت فرأى النبي صلى الله عليه و سلم خلفه فأومأ إليه النبي صلى الله عليه و سلم ( أن امضه ) . وأومأ بيده هكذا و لبث أبو بكر هنية يحمد الله على قول النبي صلى الله عليه و سلم ثم مشى القهقرى فلما رأى النبي صلى الله عليه و سلم ذلك تقدم فصلى النبي صلى الله عليه و سلم بالناس فلما قضى صلاته قال ( يا أبا بكر ما منعك إذ أومأت إليك أن لا تكون مضيت ) . قال لم يكن لابن أبي قحافة أن يؤم النبي صلى الله عليه و سلم وقال للقوم ( إذا نابكم أمر فليسبح الرجال وليصفح النساء )
[ ر 652 ]
[ ش ( هنية ) زمنا يسيرا . ( نابكم ) في نسخة ( رابكم ) حدث ما تشكون فيه . ] (6/2629)
37 - باب يستحب للكاتب أن يكون أمينا عاقلا (6/2629)
6768 - حدثنا محمد بن عبيد الله أبو ثابت حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن عبيد بن السباق عن زيد بن ثابت قال بعث إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر فقال أبو بكر إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن وإني أخشى أن يستحر القتل بقراء القرآن في المواطن كلها فيذهب قرآن كثير و إني أرى أن تأمر بجمع القرآن قلت كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال عمر هو والله خير فلم يزل عمر يراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر عمر ورأيت في ذلك الذي رأى عمر . قال زيد قال أبو بكر وإنك رجل شاب عاقل لا نتهمك قد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه و سلم فتتبع القرآن فاجمعه . قال زيد فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل علي مما كلفني من جمع القرآن . قلت كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال أبو بكر هو والله خير فلم يزل يحث مراجعتي حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر ورأيت في ذلك الذي رأيا فتتبعت القرآن أجمعه من العسب والرقاع و اللخاف وصدور الرجال فوجدت في آخر سورة التوبة { لقد جاءكم رسول من أنفسكم } . إلى آخرها مع خزيمة أو أبي خزيمة فألحقتها في سورتها فكانت الصحف عند أبي بكر حياته حتى توفاه الله عز و جل ثم عند عمر حياته حتى توفاه الله ثم عند حفصة بنت عمر
قال محمد بن عبيد الله اللخاف يعني الخزف
[ ر 4402 ]
[ ش ( يحث مراجعتي ) يراجعني بصورة متواصلة مظهرا حرصه على ذلك العمل ويحرضني على الإسراع به . ( محمد بن عبيد الله ) هو شيخ البخاري الذي روى عنه هذا الحديث . ( اللخاف ) جمع لخفة وهي حجر أبيض عريض رقيق وقد فسر بالخزف قال في المصباح المنير الخزف الطين المعمول آنية قبل أن يطبخ وهو الصلصال فإذا شوي فهو الفخار . وفي المعجم الوسيط هو الفخار نفسه . ] (6/2629)
38 - باب كتاب الحاكم إلى عماله والقاضي إلى أمنائه (6/2629)
6769 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي ليلى ( ح ) . حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أبي ليلى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سهل عن سهل بن أبي حثمة أنه أخبره هو ورجال من كبراء قومه
: أن عبد الله بن سهل ومحيصة خرجا إلى خيبر من جهد أصابهم فأخبر محيصة أن عبد الله قتل و طرح في فقير أو عين فأتى يهود فقال أنتم والله قتلتموه قالوا ما قتلناه والله ثم أقبل حتى قدم على قومه فذكر لهم فأقبل هو وأخوه حويصة وهو أكبر منه وعبد الرحمن بن سهل فذهب ليتكلم وهو الذي كان بخيبر فقال النبي صلى الله عليه و سلم لمحيصة ( كبر كبر ) . يريد السن فتكلم حويصة ثم تكلم محيصة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إما أن يدوا صاحبكم وإما أن يؤذنوا بحرب ) . فكتب رسول الله صلى الله عليه و سلم إليهم به فكتبوا ما قتلناه فقال رسول الله لحويصة ومحيصة وعبد الرحمن ( أتحلفون وتستحقون دم صاحبكم ) . فقالوا لا قال ( أفتحلف لكم يهود ) . قالوا ليسوا بمسلمين فوداه رسول الله صلى الله عليه و سلم من عنده مائة ناقة حتى أدخلت الدار قال سهل فركضتني منها ناقة
[ ر 2555 ]
[ ش ( جهد ) فقر وشدة و ضيق عيش . ( فقير ) الفقير فم القناة والحفيرة التي يغرس فيها الفسيلة . ( عين ) مكان نبع الماء من الأرض . ( فذهب ليتكلم ) أي شرع محيصة بالكلام . ( يؤذنوا ) يعلموا ويخبروا . ( فوداه . . من عنده ) أعطاه الدية من عنده صلى الله عليه و سلم قطعا للنزاع وجبرا لخاطرهم وإلا فاستحقاقهم لم يثبت ] (6/2630)
39 - باب هل يجوز للحاكم أن يبعث رجلا وحده للنظر في الأمور (6/2630)
6770 - حدثنا آدم حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني قالا
: جاء أعرابي فقال يا رسول الله اقض بيننا بكتاب الله فقام خصمه فقال صدق فاقض بيننا بكتاب الله فقال الأعرابي إن ابني كان عسيفا على هذا فزنى بامرأته فقالوا لي على ابنك الرجم ففديت ابني منه بمائة من الغنم ووليدة ثم سألت أهل العلم فقالوا إنما على ابنك جلد مائة وتغريب عام فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( لأقضين بينكما بكتاب الله أما الوليدة و الغنم فرد عليك وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام وأما أنت يا أنيس - لرجل - فاغد على إمرأة هذا فارجمها ) . فغدا عليها أنيس فرجمها
[ ر 2190 ]
[ ش ( فقال الأعرابي ) الظاهر أن هذا سهو من أحد الرواة أو النساخ لأن الذي كان عسيفا هو ولد خصمه والأعرابي هو المزني بزوجته . ( فارجمها ) إن اعترفت . ] (6/2631)
40 - باب ترجمة الحكام وهل يجوز ترجمان واحد (6/2631)
وقال خارجة بن زيد بن ثابت عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه و سلم أمره أن يتعلم كتاب اليهود حتى كتبت للنبي صلى الله عليه و سلم كتبهن وأقرأته كتبهم إذا كتبوا إليه
وقال عمر وعنده علي وعبد الرحمن وعثمان ماذا تقول هذه ؟ قال عبد الرحمن ابن حاطب فقلت تخبرك بصاحبها الذي صنع بها
وقال أبو جمرة كنت أترجم بين ابن عباس وبين الناس
[ ر 87 ]
وقال بعض الناس لا بد للحاكم من مترجمين
[ ش ( كتاب اليهود ) كتابتهم و خطهم يعني لغتهم . ( كتبه ) التي أرسلها إليهم . ( أقرأته ) قرأت عليه كتبهم التي بعثوا بها إليه . ( هذه ) إشارة إلى إمرأة أعجمية كانت حاضرة عندهم وقد زنت وحملت فأقرت على نفسها و أخبرت عمن زنى بها . ( فقلت ) أي مترجما عنها لعمر رضي الله عنه . ( بصاحبها ) أي الذي زنى بها وهو عبد اسمه برغوس . ( صنع بها ) الزنا الذي كانت نتيجته الحمل . ( أترجم . . ) أبين للناس ما أسمعه منه . ( بعض الناس ) مراده الشافعي رحمه الله تعالى وقيل محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة رحمهم الله تعالى فإنهما قالا لا بد من مترجمين ينزلان منزلة الشاهدين حتى يقضى بقولهما . ] (6/2631)
6771 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس أخبره أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش ثم قال لترجمانه قل لهم إني سائل هذا فإن كذبني فكذبوه فذكر الحديث فقال للترجمان قل له إن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين
[ ر 7 ] (6/2632)
41 - باب محاسبة الإمام عماله (6/2632)
6772 - حدثنا محمد أخبرنا عبدة حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن أبي حميد الساعدي
: أن النبي صلى الله عليه و سلم استعمل ابن الأتبية على صدقات بني سليم فلما جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وحاسبه قال هذا الذي لكم وهذه هدية أهديت لي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( فهلا جلست في بيت أبيك وبيت أمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقا ) . ثم قام رسول الله صلى الله عليه و سلم فخطب الناس وحمد الله وأثنى عليه ثم قال ( أما بعد فإني أستعمل رجالا منكم على أمور مما ولاني الله فيأتي أحدكم فيقول هذا لكم وهذه هدية أهديت لي فهلا جلس في بيت أبيه وبيت أمه حتى تأتيه هديته إن كان صادقا فوالله لا يأخذ أحدكم منها شيئا - قال هشام - بغير حقه إلا جاء الله يحمله يوم القيامة ألا فلا أعرفن ما جاء الله رجل ببعير له رغاء أو ببقرة لها خوار أو شاة تيعر ) . ثم رفع يديه حتى رأيت بياض إبطيه ( ألا هل بلغت )
[ ر 883 ] (6/2632)
42 - باب بطانة الإمام وأهل مشورته (6/2632)
البطانة الدخلاء (6/2632)
6773 - حدثنا أصبغ أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه فالمعصوم من عصم الله تعالى )
وقال سليمان عن يحيى أخبرني ابن شهاب بهذا . و عن ابن أبي عتيق
وموسى عن ابن شهاب مثله . وقال شعيب عن الزهري حدثني أبو سلمة عن أبي سعيد قوله . وقال الأوزاعي ومعاوية بن سلام حدثني الزهري حدثني أبو سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم . وقال ابن أبي حسين وسعيد بن زياد عن أبي سلمة عن أبي سعيد قوله . وقال عبيد الله بن أبي جعفر حدثني صفوان عن أبي سلمة عن أبي أيوب قال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 6237 ] (6/2632)
43 - باب كيف يبايع الإمام الناس (6/2632)
6774 - حدنا إسماعيل حدثني مالك عن يحيى بن سعيد قال أخبرني عبادة بن الوليد أخبرني أبي عن عبادة بن الصامت قال
: بايعنا رسول الله صلى الله عليه و سلم على السمع و الطاعة في المنشط والمكره وأن لا ننازع الأمر أهله وأن نقوم أو نقول بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم
[ ر 6647 ] (6/2633)
6775 - حدثنا عمرو بن علي حدثنا خالد بن الحارث حدثنا حميد عن أنس رضي الله عنه خرج النبي صلى الله عليه و سلم في غداة باردة والمهاجرون والأنصار يحفرون الخندق فقال
( اللهم إن الخير خير الآخرة * فاغفر للأنصار و المهاجرة )
فأجابوا
نحن الذين بايعوا محمدا * على الجهاد ما بقينا أبدا
[ ر 2679 ] (6/2633)
6776 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الله بن دينار
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال
: كنا إذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه و سلم على السمع والطاعة يقول لنا ( فيما استطعتم )
[ ش أخرجه مسلم في الإمارة باب البيعة على السمع والطاعة فيما استطاع رقم 1867
( على السمع والطاعة ) أن أسمع وأطيع فيما أومر به من المعروف . ( فيما استطعتم ) فيما يكون في طاقتكم ووسعكم قاله صلى الله عليه و سلم إشفاقا عليهم ورحمة بهم . ] (6/2633)
6777 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان حدثنا عبد الله بن دينار قال شهدت ابن عمر حيث اجتمع الناس على عبد الملك قال كتب إني أقر بالسمع والطاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين على سنة الله وسنة رسوله ما استطعت وإن بني قد أقرا بمثل ذلك
[ 6779 ، 6844 ] (6/2634)
6778 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشيم أخبرنا سيار عن الشعبي عن جرير بن عبد الله قال
: بايعت النبي صلى الله عليه و سلم على السمع والطاعة فلقنني ( فيما استطعت والنصح لكل مسلم )
[ ر 57 ] (6/2634)
6779 - حدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى عن سفيان قال حدثني عبد الله بن دينار قال لما بايع الناس عبد الملك كتب إليه عبد الله بن عمر إلى عبد الله عبد الملك أمير المؤمنين إني أقر بالسمع والطاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين على سنة الله وسنة رسوله فيما استطعت وإن بني قد أقروا بذلك
[ ر 6777 ] (6/2634)
6780 - حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا حاتم عن يزيد قال قلت لسلمة على أي شيء بايعتم النبي صلى الله عليه و سلم يوم الحديبية ؟ قال على الموت
[ ر 2800 ] (6/2634)
6781 - حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء حدثنا جويرية عن مالك
عن الزهري أن حميد بن عبد الرحمن أخبره أن المسور بن مخرمة
أخبره أن الرهط الذين ولاهم عمر اجتمعوا فتشاوروا فقال لهم عبد الرحمن لست بالذي أنافسكم على هذا الأمر ولكنكم إن شئتم اخترت لكم منكم فجعلوا ذلك إلى عبد الرحمن فلما ولوا عبد الرحمن أمرهم فمال الناس على عبد الرحمن حتى ما أرى أحدا من الناس يتبع أولئك الرهط ولا يطأ عقبه ومال الناس على عبد الرحمن يشاورونه تلك الليالي حتى إذا كانت الليلة التي أصبحنا منها فبايعنا عثمان قال المسور طرقني عبد الرحمن بعد هجع من الليل فضرب الباب حتى استيقظت فقال أراك نائما فوالله ما اكتحلت هذه الثلاث بكبير نوم انطلق فادعوا الزبير وسعدا فدعوتهما له فشاورهما ثم دعاني فقال ادع لي عليا فدعوته فناجاه حتى ابهار الليل ثم قام علي من عنده وهو على طمع وقد كان عبد الرحمن يخشى من علي شيئا ثم قال ادع لي عثمان فدعوته فناجاه حتى فرق بينهما المؤذن بالصبح فلما صلى للناس الصبح واجتمع أولئك الرهط عند المنبر فأرسل إلى من كان حاضرا من المهاجرين والأنصار وأرسل إلى أمراء الأجناد وكانوا وافوا تلك الحجة مع عمر فلما اجتمعوا تشهد عبد الرحمن ثم قال أما بعد يا علي إني قد نظرت في أمر الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان فلا تجعلن على نفسك سبيلا . فقال أبايعك على سنة الله ورسوله والخليفتين من بعده فبايعه عبد الرحمن وبايعه الناس المهاجرون والأنصار وأمراء الأجناد والمسلمون
[ ش ( الرهط ) ما دون العشرة من الرجال . ( ولاهم ) جعل أمر اختيار الخليفة إليهم وهم عثمان وعلي وطلحة بن عبيد الله والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم . قال الطبري فلم يكن أحد من أهل الإسلام يومئذ له منزلتهم من الدين والهجرة والسابقة والفضل والعلم بسياسة الأمر [ عيني ] . ( أنافسكم ) أنازعكم . ( الأمر ) تولي الخلافة . ( فمال الناس على عبد الرحمن ) قصدوه كلهم بعضا بعد بعض . ( يطأ عقبه ) يمشي خلفه وهو كناية عن الإعراض . ( طرقني ) أتاني ليلا . ( هجع ) قطعة من الليل من الهجوع وأصله النوم في الليل خاصة . ( ما اكتحلت ) كناية عن النوم أي ما دخل النوم جفن عيني كما يدخلها الكحل ( فناجاه ) تكلم معه على انفراد سرا . ( ابهار الليل ) انتصف وبهرة كل شيء وسطه وقيل معظمه . ( على طمع ) أي أن يوليه . ( شيئا ) من المخالفة . ( صلى للناس ) صلى بهم إماما . ( أمراء الأجناد ) هم معاوية أمير الشام وعمير بن سعد أمير حمص والمغيرة بن شعبة أمير الكوفة وأبو موسى الأشعري أمير البصرة وعمرو ابن العاص أمير مصر رضي الله عنهم . ( وافوا تلك الحجة ) قدموا إلى مكة فحجوا مع عمر رضي الله عنه ورافقوه إلى المدينة . ( يعدلون بعثمان ) يجعلون غيره مساويا له ويرضون به . ( فلا تجعلن على نفسك سبيلا ) أي شيئا من الملامة إذا لم توافق الجماعة . ] (6/2634)
44 - باب من بايع مرتين (6/2634)
6782 - حدثنا أبو عاصم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة قال
: بايعنا النبي صلى الله عليه و سلم تحت الشجرة فقال لي ( يا سلمة ألا تبايع ) . قلت يا رسول الله قد بايعت في الأول قال ( وفي الثاني )
[ ر 2800 ]
[ ش ( في الأول ) في الزمان الأول . ( وفي الثاني ) أي وتبايع أيضا في الوقت الثاني . قال المهلب أراد أن يؤكد بيعة سلمة لعلمه بشجاعته وغنائه في الإسلام وشهرته بالثبات فلذلك أمره بتكرير المبايعة ليكون في ذلك فضيلة . [ فتح عيني ] ] (6/2635)
45 - باب بيعة الأعراب (6/2635)
6783 - حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
: أن أعرابيا بايع رسول الله صلى الله عليه و سلم على الإسلام فأصابه وعك فقال أقلني بيعتي فأبى ثم جاءه فقال أقلني بيعتي فأبى فخرج فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( المدينة كالكير تنفي خبثها وتصنع طيبها )
[ ر 1784 ]
[ ش أخرجه مسلم في الحج باب المدينة تنفي خبثها رقم 1383
( وعك ) الحمى وألمها وإرعادها . ( أقلني بيعتي ) ائذن لي بترك بعض لوازم بيعتي على الإسلام وهي الهجرة . ( فأبى ) أن يقيله لأن الهجرة كانت فرضا وتركها معصية فلا يعين عليها صلى الله عليه و سلم . ( وتصنع طيبها ) ذكر في الفتح أن الأكثرين ضبطوها هكذا والمعنى أنها إذا نفت الخبث تميز الطيب واستقر فيها . ] (6/2636)
46 - باب بيعة الصغير (6/2636)
6784 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد هو ابن أبي أيوب قال حدثني أبو عقيل زهرة بن معبد عن جده عبد الله بن هشام وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه و سلم وذهبت به أمه زينب بنت حميد إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله بايعه فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( هو صغير ) . فمسح رأسه ودعا له وكان يضحي بالشاة الواحدة عن جميع أهله
[ ر 2368 ] (6/2636)
47 - باب من بايع ثم استقال البيعة (6/2636)
6785 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن محمد بن المنكدر
عن جابر ابن عبد الله
: أن أعرابيا بايع رسول الله صلى الله عليه و سلم على الإسلام فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة فأتى الأعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال
يا رسول الله أقلني بيعتي فأبى رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم جاءه فقال أقلني بيعتي فأبى ثم جاءه فقال أقلني بيعتي فأبى فخرج الأعرابي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وتنصع طيبها )
[ ر 1784 ] (6/2636)
48 - باب من بايع رجلا لا يبايعه إلا للدنيا (6/2636)
6786 - حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم رجل على فضل ماء بالطريق يمنع منه ابن السبيل ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنياه إن أعطاه ما يريد وفى له وإلا لم يف له ورجل بايع رجلا بسلعة بعد العصر فحلف بالله لقد أعطي بها كذا وكذا فصدقه فأخذها ولم يعط بها )
[ ر 2230 ] (6/2636)
49 - باب بيعة النساء (6/2636)
رواه ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 936 ] (6/2636)
6787 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري . وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أخبرني أبو إدريس الخولاني أنه سمع عبادة بن الصامت يقول
: قال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن في مجلس ( تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله فأمره إلى الله إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه ) . فبايعناه على ذلك
[ ر 18 ] (6/2637)
6788 - حدثنا محمود حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري
عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت
: كان النبي صلى الله عليه و سلم يبايع النساء بالكلام بهذه الآية { لا يشركن بالله شيئا } . قالت وما مست يد رسول الله صلى الله عليه و سلم يد امرأة إلا امرأة يملكها
[ ر 4609 ]
[ ش ( يد امرأة ) أي غير محارمه اللاتي يحرم عليه نكاحهن على التأبيد
( يملكها ) يملك التمتع بها بالنكاح أو بملك اليمين وهي الأمة . ] (6/2637)
6789 - حدثنا مسدد حدثنا عبد الوارث عن أيوب عن حفصة عن أم عطية قالت
: بايعنا النبي صلى الله عليه و سلم فقرأ علينا { أن لا يشركن بالله شيئا } . ونهانا عن النياحة فقبضت امرأة منا يدها فقالت فلانة أسعدتني وأنا أريد أن أجزيها . فلم يقل شيئا فذهبت ثم رجعت فما وفت امرأة إلا أم سليم وأم العلاء وابنة أبي سبرة امرأة معاذ أو ابنة أبي سبرة وامرأة معاذ
[ ر 1244 ] (6/2637)
50 - باب من نكث بيعة (6/2637)
وقال الله تعالى { إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما } / الفتح 10 /
[ ش ( يبايعونك ) تحت الشجرة يوم الحديبية . ( نكث ) نقض البيعة ولم يف
بما تقتضيه من النصرة والجهاد . ( ينكث على نفسه ) لا يضر إلا نفسه ولا يعود وبال ذلك إلا عليه . ] (6/2637)
6790 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن عمر بن المنكدر سمعت حابرا قال
: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال بايعني على الإسلام فبايعه على الإسلام ثم جاء الغد محموما فقال أقلني فأبى فلما ولى قال ( المدينة كالكير تنفي خبثها وتنصع طيبها )
[ ر 1784 ] (6/2638)
51 - باب الإستخلاف (6/2638)
6791 - حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد سمعت القاسم بن محمد قال
: قالت عائشة رضي الله عنها وارأساه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك ) . فقالت عائشة واثكلياه والله إني لأظنك تحب موتي ولو كان ذاك لظللت
آخر يومك معرسا ببعض أزواجك فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( بل أنا وارأساه لقد هممت أو أردت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون ثم قلت يأبى الله ويدفع المؤمنون أو يدفع الله ويأبى المؤمنون )
[ ر 5342 ] (6/2638)
6792 - حدثنا محمد بن يوسف أخبرنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال
: قيل لعمر ألا تستخلف ؟ قال إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني أبو بكر وإن أترك فقد ترك من هو خير مني رسول الله صلى الله عليه و سلم . فأثنوا عليه فقال راغب وراهب وددت أني نجوت منها كفافا لا لي ولا علي لا أتحملها حيا وميتا
[ ش أخرجه مسلم في الإمارة باب الاستخلاف وتركه رقم 1823
( تستخلف ) تعين خليفة بعدك . ( فأثنوا عليه ) أثنى الصحابة الحاضرون على عمر رضي الله عنه . ( راغب راهب ) أي راغب في الثناء في حسن رأيي راهب من إظهار ما بنفسه من الكراهة . وقيل يعني الناس راغب في الخلافة وراهب منها فإن وليت الراغب خشيت أن لا يعان عليها وإن وليت الراهب خشيت أن لا يقوم بها . وقيل إني راغب عند الله راهب من عذابه ولا أعول على ثنائكم . ( كفافا ) لا لي ولا علي . ( لا أتحملها ) لا أجمع في تحمل تبعات الخلافة بين حياتي ومماتي . ] (6/2638)
6793 - حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر عن الزهري
أخبرني أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سمع خطبة عمر الآخرة حين جلس على المنبر وذلك الغد من يوم توفي النبي صلى الله عليه و سلم فتشهد وأبو بكر صامت لا يتكلم قال كنت أرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى يدبرنا يريد بذلك أن يكون آخرهم فإن يك محمد صلى الله عليه و سلم قد مات فإن الله تعالى قد جعل بين أظهركم نورا تهتدون به بما هدى الله محمدا صلى الله عليه و سلم وإن أبا بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم ثاني اثنين فإنه أولى المسلمين بأموركم فقوموا فبايعوه وكانت طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة وكانت بيعة العامة على المنبر . قال الزهري عن أنس بن مالك سمعت عمر يقول لأبي بكر يومئذ اصعد المنبر فلم يزل به حتى صعد المنبر فبايعه الناس عامة
[ 6841 ]
[ ش ( الآخرة ) الأخيرة وأما الأولى فكانت يوم توفي النبي صلى الله عليه و سلم وقال فيها إن محمدا لم يمت وإنه سيرجع وكانت الثانية كالاعتذار عن الأولى . ( يدبرنا ) يموت بعدنا . ( نورا ) قرآنا . ( ثاني اثنين ) كان واحد اثنين وهما رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر رضي الله عنه حين اختبآ في الغار أثناء الهجرة . ( بيعة العامة ) عامة الناس وكانت أعم وأشهر من البيعة التي وقعت في سقيفة بني ساعدة . ] (6/2639)
6794 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال
: أتت النبي صلى الله عليه و سلم امرأة فكلمته في شيء فأمرها أن ترجع إليه قالت يا رسول الله أرأيت إن جئت ولم أجدك ؟ كأنها تريد الموت قال ( إن لم تجديني فأتي أبا بكر )
[ ر 3459 ] (6/2639)
6795 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان حدثني قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي بكر رضي الله عنه قال لوفد بزاخة تتبعون أذناب الإبل حتى يري الله خليفة نبيه صلى الله عليه و سلم والمهاجرين أمرا يعذرونكم به
[ ش ( بزاخة ) موضع بالبحرين أو ماء لبني أسد وغطفان وهذا الموضع كان فيه حرب للمسلمين أيام أبي بكر رضي الله عنه وهؤلاء كانوا قد ارتدوا ثم تابوا وأرسلوا وفدهم إلى الصديق يعتذرون إليه فأحب أن لا يقضي فيهم حتى يشاور أصحابه في أمرهم فقال لهم ما قال . ( تتبعون أذناب الإبل ) تبقون مع إبلكم في الصحاري ترعونها . ( يري ) بعد التشاور . ( أمرا يعذرونكم به ) رأيا وحكما يكون سببا لقبولكم والعفو عنكم ] (6/2639)
6796 - حدثني محمد بن المثنى حدثناغندر حدثنا شعبة عن عبد الملك سمعت جابر بن سمرة قال
: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( يكون اثنا عشر أميرا ) فقال كلمة لم أسمعها فقال أبي إنه قال ( كلهم من قريش )
[ ش أخرجه مسلم في الإمارة . باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش رقم 1821
( يكون اثنا عشر أميرا ) أي تجتمع عليهم الأمة ويكون الدين وأهله في زمانهم عزيزا منيعا (6/2640)
52 - باب إخراج الخصوم وأهل الريب من البيوت بعد المعرفة (6/2640)
وقد أخرج عمر أخت أبي بكر حين ناحت
[ ش ( الريب ) جمع ريبة وهي التهمة والمعصية . ( بعد المعرفة ) أي بعد معرفة الحاكم بهم وبفجورهم في بيوتهم حتى لا يتأذى بهم جوارهم . ( ناحت ) رفعت صوتها بالبكاء على أخيها وقد نهاها عمر رضي الله عنه عن ذلك فلم تنته (6/2640)
6797 - حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب يحتطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء )
[ ر 618 ] (6/2640)
53 - باب هل للإمام أن يمنع المجرمين وأهل المعصية من الكلام معه والزيارة ونحوه (6/2640)
6798 - حدثني يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب بن مالك وكان قائد كعب من بنيه حين عمي قال سمعت كعب بن مالك قال
: لما تخلف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك فذكر حديثه ونهى رسول الله صلى الله عليه و سلم المسلمين عن كلامنا فلبثنا على ذلك خمسين ليلة وآذن رسول الله صلى الله عليه و سلم بتوبة الله علينا
[ ر 2606 ]
بسم الله الرحمن الرحيم (6/2640)
98 - كتاب التمني (6/2640)
[ ش ( التمني ) من الأمنية وهي البغية وتمنى الشيء أحب أن يصير إليه
فإن كان في خير من غير أن يتعلق بحسد فهو مطلوب وإلا فهو مذموم
وقيل هو طلب ما لا يمكن حصوله ] (6/2640)
1 - باب ما جاء في التمني ومن تمنى الشهادة (6/2640)
6799 - حدثنا سعيد بن عفير حدثني الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال
: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( والذي نفسي بيده لولا أن رجالا يكرهون أن يتخلفوا بعدي ولا أجد ما أحملهم ما تخلفت لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ) (6/2641)
6800 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( والذي نفسي بيده وددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ) . فكان أبو هريرة يقولهن ثلاثا أشهد بالله
[ ر 2644 ] (6/2641)
2 - باب تمني الخير (6/2641)
وقول النبي صلى الله عليه و سلم ( لو كان لي أحد ذهبا ) (6/2641)
6801 - حدثنا إسحق بن نصر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام سمع أبا هريرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لو كان عندي أحد ذهبا لأحببت أن لا يأتي علي ثلاث وعندي منه دينار - ليس شيء أرصده في دين علي - أجد من يقبله )
[ ر 2259 ]
[ ش ( أجد من يقبله ) أي من يحتاج ذلك الدرهم وأن يأخذه مني صدقة أو غيرها . ] (6/2641)
3 - باب قول النبي صلى الله عليه و سلم ( لو استقبلت من أمري ما استدبرت ) (6/2641)
6802 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب حدثني عروة أن عائشة قالت
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولحللت مع الناس حين حلوا )
[ ر 290 ]
[ ش ( لو استقبلت من أمري ما استدبرت ) لو علمت في أول الحال ما علمت آخرا من جواز العمرة في أشهر الحج . ( ما سقت الهدي ) ما أتيت بالهدي الذي يمنعني من التحلل حتى يبلغ محله . ] (6/2642)
6803 - حدثنا الحسن بن عمر حدثنا يزيد عن حبيب عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال
: كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فلبينا بالحج وقدمنا مكة لأربع خلون من ذي الحجة فأمرنا النبي صلى الله عليه و سلم أن نطوف بالبيت وبالصفا والمروة وأن نجعلها عمرة ولنحل إلا من كان معه هدي قال ولم يكن مع أحد منا هدي غير النبي صلى الله عليه و سلم وطلحة وجاء علي من اليمن معه الهدي فقال أهللت بما أهل به رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا أننطلق إلى منى وذكر أحدنا يقطر ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إني لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت ولولا أن معي الهدي لحللت ) . قال ولقيه سراقة وهو يرمي جمرة العقبة فقال يا رسول الله ألنا هذه خاصة ؟ قال ( لا بل لأبد ) . قال وكانت عائشة قدمت مكة وهي حائض فأمرها النبي صلى الله عليه و سلم أن تنسك المناسك كلها غير أنها لا تطوف ولا تصلي حتى تطهر فلما نزلوا البطحاء قالت عائشة يا رسول الله أتنطلقون بحجة وعمرة وأنطلق بحجة ؟ قال ثم أمر عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق أن ينطلق معها إلى التنعيم فاعتمرت عمرة في ذي الحجة بعد أيام الحج
[ ر 1482 ] (6/2642)
4 - باب قوله صلى الله عليه و سلم ليت كذا وكذا (6/2642)
6804 - حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثني يحيى بن سعيد سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة قال قالت عائشة
: أرق النبي صلى الله عليه و سلم ذات ليلة فقال ( ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة ) . إذ سمعنا صوت السلاح قال ( من هذا ) . قيل سعد يا رسول الله جئت أحرسك فنام النبي صلى الله عليه و سلم حتى سمعنا غطيطه
قال أبو عبد الله وقالت عائشة قال بلال
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة * بواد وحولي إذخر وجليل
فأخبرت النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 1790 ، 2729 ]
[ ش ( أرق ) سهر . ( غطيطه ) صوت النائم ونفخه . ] (6/2642)
5 - باب تمني القرآن والعلم (6/2642)
6805 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا تحاسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل والنهار يقول لو أوتيت مثل ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل ورجل آتاه الله مالا ينفقه في حقه فيقول لو أوتيت مثل ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل )
حدثنا قتيبة حدثنا جرير بهذا
[ ر 4738 ] (6/2643)
6 - باب ما يكره من التمني (6/2643)
{ ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجل نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما } . / النساء 32 /
[ ش ( لا تتمنوا ) لا يتمن أحد أن يكون له ما خص الله تعالى به غيره ومنه تمني النساء أن يكون لهن ما للرجال من الخصائص و المنازل . ( اكتسبوا ) أصابوا و أحرزوا . ( من فضله ) من خزائن نعمه التي لا نفاد لها . ] (6/2643)
6806 - حدثنا حسن بن الربيع حدثنا أبو الأحوص عن عاصم عن النضر بن أنس قال
: قال أنس رضي الله تعالى عنه لولا أني سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( لا تتمنوا الموت ) . لتمنيت
[ ر 5347 ]
[ ش أخرجه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة باب كراهة تمني الموت لضر نزل به رقم 2680
والمعنى في النهي عن تمني الموت هو أن الله عز و جل قدر الآجال فمتمني الموت غير راض بقدر الله ولا مسلم بقضائه . ] (6/2643)
6807 - حدثنا محمد حدثنا عبدة عن ابن أبي خالد عن قيس قال أتينا خباب ابن الأرت نعوده وقد اكتوى سبعا فقال لولا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به
[ ر 5348 ] (6/2643)
6808 - حدثناعبد الله بن محمد حدثنا هشام بن يوسف أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي عبيد اسمه سعد بن عبيد مولى عبد الرحمن بن أزهر
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد وإما مسيئا فلعله يستعتب )
[ ر 5349 ]
[ ش ( إما محسنا ) إما أن يكون محسنا . ( يستعتب ) يسترضي الله تعالى بالتوبة . وظاهر الحديث أنه مرسل وقد سبق في مواضعه مرفوعا عن أبي هريرة رضي الله عنه . ] (6/2644)
7 - باب قول الرجل لولا الله ما اهتدينا (6/2644)
6809 - حدثنا عبدان أخبرني أبي عن شعبة حدثنا أبو إسحق عن البراء بن عازب قال
: كان النبي صلى الله عليه و سلم ينقل معنا التراب يوم الأحزاب ولقد رأيته وارى التراب بياض بطنه يقول ( لولا أنت ما اهتدينا نحن ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا إن الألى - وربما قال
- الملا - قد بغوا علينا إذا أرادوا فتنة أبينا أبينا ) . يرفع بها صوته
[ ر 2681 ] (6/2644)
8 - باب كراهية تمني لقاء العدو (6/2644)
ورواه الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 2863 ] (6/2644)
6810 - حدثني عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحق عن موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله وكان كاتبا له قال
: كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى فقرأته فإذا فيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية )
[ ر 2663 ] (6/2644)
9 - باب ما يجوز من اللو (6/2644)
وقوله تعالى { لو أن لي بكم قوة } / هود 80 /
[ ش ( لو أن . . ) معنى الآية لو كان لي فيكم منعة وأنصار لقاتلتكم . واحتج بها البخاري على جواز استعمال لو في الكلام . ] (6/2644)
6811 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا أبو الزناد عن القاسم بن محمد قال
: ذكر ابن عباس المتلاعنين فقال عبد الله بن شداد أهي التي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لو كنت راجما امرأة من غير بينة ) . قال لا تلك امرأة أعلنت
[ ر 5004 ] (6/2644)
6812 - حدثنا علي حدثنا سفيان قال عمرو حدثنا عطاء قال أعتم النبي صلى الله عليه و سلم بالعشاء فخرج عمر فقال الصلاة يا رسول الله رقد النساء والصبيان . فخرج ورأسه يقطر يقول ( لولا أن أشق على أمتي أو على الناس - وقال سفيان أيضا على أمتي - لأمرتهم بالصلاة هذه الساعة )
قال ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أخر النبي صلى الله عليه و سلم هذه الصلاة فجاء عمر فقال يا رسول الله رقد النساء و الولدان . فخرج وهو يمسح الماء عن شقه يقول ( إنه للوقت لولا أن أشق على أمتي ) . وقال عمرو حدثنا عطاء ليس فيه ابن عباس أما عمرو فقال رأسه يقطر وقال ابن جريج يمسح الماء عن شقه وقال عمرو ( لولا أن أشق على أمتي ) . وقال ابن جريج ( إنه للوقت لولا أن أشق على أمتي )
وقال إبراهيم بن المنذر حدثنا معن حدثني محمد بن مسلم عن عمرو عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 545 ]
[ ش ( أعتم ) أبطأ حتى دخلت ظلمة الليل . ( للوقت ) أي هذا الوقت هو وقت هذه الصلاة المختار فلولا أن أشق على الناس لحكمت عليهم أن يصلوها في هذه الساعة . والمراد بقال وقال الإشارة إلى اختلاف الروايات ] (6/2645)
6813 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن
: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك )
[ ر 847 ] (6/2645)
6814 - حدثنا عياش بن الوليد حدثنا عبد الأعلى حدثنا حميد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال
: واصل النبي صلى الله عليه و سلم آخر الشهر وواصل أناس من الناس فبلغ النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( لو مد بي الشهر لواصلت وصالا يدع المتعمقون تعمقهم إني لست مثلكم إني أظل يطعمني ربي ويسقين )
تابعه سليمان بن مغيرة عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 1860 ]
[ ش ( مد بي الشهر ) استمر ولم ينته . ( المتعمقون ) المتكلفون المتشددون (6/2645)
6815 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري . وقال الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب أن سعيد بن المسيب أخبره أن أبا هريرة قال
: نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الوصال قالوا فإنك تواصل قال ( أيكم مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويسقين ) . فلما أبوا أن ينتهوا واصل بهم يوما ثم يوما ثم رأوا الهلال فقال ( لو تأخر لزدتكم ) . كالمنكل لهم
[ ر 1864 ] (6/2646)
6816 - حدثنا مسدد حدثنا أبو الأحوص حدثنا أشعث عن الأسود بن يزيد عن عائشة قالت
: سألت النبي صلى الله عليه و سلم عن الجدر أمن البيت هو ؟ قال ( نعم ) . قلت فما بالهم لم يدخلوه في البيت ؟ قال ( إن قومك قصرت بهم النفقة ) . قلت فما شأن بابه مرتفعا ؟ قال ( فعل ذاك قومك ليدخلوا من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا لولا أن قومك حديث عهد بالجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم أن أدخل الجدر في البيت وأن ألصق بابه في الأرض )
[ ر 126 ] (6/2646)
6817 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
: ( لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ولو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار أو شعب الأنصار )
[ ر 3568 ] (6/2646)
6818 - حدثنا موسى حدثنا وهيب عن عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار ولو سلك الناس واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها )
تابعه أبو التياح عن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم في الشعب
[ ر 4075 ، 4077 ]
[ ش ( في الشعب ) يعني في قوله ( شعبا ) ] (6/2646)
10 - باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في الأذان والصلاة والصوم والفرائض والأحكام (6/2646)
وقول الله تعالى { فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون } / التوبة 122 /
ويسمى الرجل طائفة لقوله تعالى { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا }
/ الحجرات 9 / . فلو اقتتل رجلان دخل في معنى الآية
وقوله تعالى { إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا } / الحجرات 6 /
وكيف بعث النبي صلى الله عليه و سلم أمراءه واحدا بعد واحد فإن سها أحد منهم رد إلى السنة
[ ش ( نفر ) خرج وانطلق . ( فرقة ) جماعة كثيرة . ( طائفة ) جماعة قليلة وقد تطلق على الواحد وهذا هو مراد البخاري رحمه الله تعالى بذكر الآية لأن طلب العلم فرض كفاية ويسقط الطلب بفعل الواحد . ( ليتفقهوا . . ) ليتعرفوا أحكام الشريعة . ( يحذرون ) عذاب الله عز و جل ومعصيته . ( بنبأ ) بخبر والمراد بذكر الآية بيان وجوب العمل بخبر الواحد لأن الله تعالى أمر بالتبين عند الفسق فدل على أنه لا يجب حيث لا فسق وأن الخبر يقبل . ( السنة ) طريق الحق ومنهج الصواب . ] (6/2646)
6819 - حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن أبي قلابة حدثنا مالك بن الحويرث قال
: أتينا النبي صلى الله عليه و سلم ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم رفيقا فلما ظن أنا قد اشتهينا أهلنا أو قد اشتقنا سألنا عمن تركنا بعدنا فأخبرناه قال ( ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم ) . وذكر أشياء أحفظها أو لا أحفظها ( وصلوا كما رأيتموني أصلي فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم )
[ ر 602 ]
[ ش ( رفيقا ) وفي بعض النسخ ( رقيقا ) بقافين وهما متقاربان في المعنى ] (6/2647)
6820 - حدثنا مسدد عن يحيى عن التيمي عن أبي عثمان عن ابن
مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
: ( لا يمنعن أحدكم أذان بلال من سحوره فإنه يؤذن - أو قال ينادي - ليرجع قائمكم وينبه نائمكم وليس الفجر أن يقول هكذا - وجمع يحيى كفيه - حتى يقول هكذا ) . ومد يحيى إصبعيه السبابتين
[ ر 596 ]
[ ش ( أن يقول هكذا ) مستطيلا غير منتشر وهو الفجر الكاذب . ( حتى يقول هكذا ) يصير مستطيلا منتشرا في الأفق ممدودا من الطرفين اليمين والشمال وهو الصبح الصادق ] (6/2647)
6821 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا عبد الله بن دينار سمعت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( إن بلالا ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم )
[ ر 592 ] (6/2648)
6822 - حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال
: صلى بنا النبي صلى الله عليه و سلم الظهر خمسا فقيل أزيد في الصلاة ؟ قال ( وما ذاك ) . قالوا صليت خمسا فسجد سجدتين بعد ما سلم
[ ر 392 ] (6/2648)
6823 - حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم انصرف من اثنتين فقال له ذو اليدين اقصرت الصلاة يا رسول الله أم نسيت ؟ فقال ( أصدق ذو اليدين ) . فقال الناس نعم فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فصلى ركعتين أخريين ثم سلم ثم كبر ثم سجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع ثم كبر فسجد مثل سجوده ثم رفع
[ ر 468 ] (6/2648)
6824 - حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر قال
: بينا الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها وكانت وجوههم إلى الشأم فاستداروا إلى الكعبة
[ ر 395 ] (6/2648)
6825 - حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي أسحق عن البراء قال
: لما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة صلى نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا وكان يحب أن يوجه إلى الكعبة فأنزل الله تعالى { قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها } . فوجه نحو الكعبة وصلى معه رجل العصر ثم خرج فمر على قوم من الأنصار فقال هو يشهد أنه صلى مع النبي صلى الله عليه و سلم وأنه قد وجه إلى الكعبة فانحرفوا وهم ركوع في صلاة العصر
[ ر 40 ]
[ ش ( تقلب وجهك ) تردده وتصرف نظرك . ( في السماء ) من جهة السماء . ( فلنولينك ) لنوجهنك . ( قبلة ترضاها ) جهة تتجه إليها في صلاتك وتحبها ويميل إليها قلبك . / البقرة 144 /
( فانحرفوا ) مالوا إلى جهة الكعبة . ( ركوع ) راكعون . ] (6/2648)
6826 - حدثني يحيى بن قزعة حدثني مالك عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
: كنت أسقي أبا طلحة الأنصاري وأبا عبيدة بن الجراح وأبي بن كعب شرابا من فضيخ وهو تمر فجاءهم آت فقال إن الخمر قد حرمت فقال أبو طلحة يا أنس قم إلى هذه الجرار فاكسرها قال أنس فقمت إلى مهراس لنا فضربتها بأسفله حتى انكسرت
[ ر 2332 ]
[ ش ( آت ) مخبر قال في الفتح وإن من جملة ما ورد في بعض طرقه فو الله ما سألوا عنها ولا راجعوها بعد خبر الرجل وهو حجة قوية في قبول خبر الواحد لأنهم أثبتوا به نسخ الشيء الذي كان مباحا حتى أقدموا من أجله على تحريمه والعمل بمقتضى ذلك . ( الجرار ) جمع جرة وهي إناء يوضع فيه المائعات . ( مهراس ) حجر مستطيل ينقر ويدق فيه ويتوضأ منه ] (6/2649)
6827 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن أبي إسحق عن صلة عن حذيفة
: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لأهل نجران ( لأبعثن إليكم رجلا أمينا حق أمين ) . فاستشرف لها أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فبعث أبا عبيدة
[ ر 3535 ] (6/2649)
6828 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن خالد عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه و سلم
: ( لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة )
[ ر 3534 ] (6/2649)
6829 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن عبيد بن حنين عن ابن عباس
: عن عمر رضي الله عنهم قال وكان رجل من الأنصار إذا غاب عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وشهدته أتيته بما يكون من رسول الله صلى الله عليه و سلم وإذا غبت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وشهده أتاني بما يكون من رسول الله صلى الله عليه و سلم
[ ر 89 ] (6/2649)
6830 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن زبيد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه
: أن النبي صلى الله عليه و سلم بعث جيشا وأمر عليهم رجلا فأوقد نارا وقال ادخلوها فأرادوا أن يدخلوها وقال آخرون إنما فررنا منها فذكروا للنبي صلى الله عليه و سلم فقال للذين أرادوا أن يدخلوها ( لو دخلوها لم يزالوا فيها إلى يوم القيامة ) . وقال للآخرين ( لا طاعة في المعصية إنما الطاعة في المعروف )
[ ر 4085 ] (6/2649)
6831 - حدثنا زهير بن حرب حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب أن عبيد الله بن عبد الله أخبره أن أبا هريرة وزيد بن خالد أخبراه
: أن رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه و سلم (6/2650)
6832 - وحدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن أبا هريرة قال
: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ قام رجل من الأعراب فقال يا رسول الله اقض لي بكتاب الله فقام خصمه فقال صدق يا رسول الله اقض له بكتاب الله وأذن لي فقال له النبي صلى الله عليه و سلم ( قل ) . فقال إن ابني كان عسيفا على هذا - والعسيف الأجير - فزنا بامرأته فأخبروني أن على ابني الرجم فافتديت منه بمائة من الغنم ووليدة ثم سألت أهل العلم فأخبروني أن على امرأته الرجم وإنما على ابني جلد مائة وتغريب عام فقال ( والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله أما الوليدة و الغنم فردوها وأما ابنك فعليه جلد مائة وتغريب عام وأما أنت يا أنيس - لرجل من أسلم - فاغدوا على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها ) . فغدا عليها أنيس فاعترفت فرجمها
[ ر 2190 ] (6/2650)
11 - باب بعث النبي صلى الله عليه و سلم الزبير طليعة وحده (6/2650)
6833 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا ابن المنكدر قال سمعت جابر بن عبد الله قال
: ندب النبي صلى الله عليه و سلم الناس يوم الخندق فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير فقال ( لكل نبي حواري وحواري الزبير )
قال سفيان حفظته من ابن المنكدر وقال له أيوب يا أبا بكر حدثهم عن جابر فإن القوم يعجبهم أن تحدثهم عن جابر فقال في ذلك المجلس سمعت جابرا - فتتابع بين أحاديث سمعت جابرا - قلت لسفيان فإن الثوري يقول يوم قريظة فقال كذا حفظته منه كما أنك جالس يوم الخندق . قال سفيان هو يوم واحد وتبسم سفيان
[ ر 2691 ] (6/2650)
12 - باب قول الله تعالى { لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم } (6/2650)
/ الأحزاب 53 / . فإذا أذن له واحد جاز (6/2650)
6834 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب عن أبي عثمان عن أبي موسى
: أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل حائطا وأمرني بحفظ الباب فجاء رجل يستأذن فقال ( ائذن له وبشره بالجنة ) . فإذا أبو بكر ثم جاء عمر فقال ( ائذن له وبشره بالجنة ) . ثم جاء عثمان فقال ( ائذن له وبشره بالجنة )
[ ر 3471 ] (6/2651)
6835 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا سليمان بن بلال عن يحيى عن عبيد بن حنين سمع ابن عباس عن عمر رضي الله عنهم قال
: جئت فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم في مشربة له وغلام لرسول الله صلى الله عليه و سلم أسود على رأس الدرجة فقلت قل هذا عمر بن الخطاب فأذن لي
[ ر 89 ] (6/2651)
13 - باب ما كان يبعث النبي صلى الله عليه و سلم من الأمراء والرسل واحدا بعد واحد (6/2651)
وقال ابن عباس بعث النبي صلى الله عليه و سلم دحية الكلبي بكتابه إلى عظيم بصرى أن يدفعه إلى قيصر
[ ر 7 ] (6/2651)
6836 - حدثنا يحيى بن بكير حدثني الليث عن يونس عن ابن شهاب أنه قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عبد الله بن عباس أخبره
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث بكتابه إلى كسرى فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين يدفعه عظيم البحرين إلى كسرى فلما قرأه كسرى مزقه فحسبت أن ابن المسيب قال فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أن يمزقوا كل ممزق )
[ ر 64 ] (6/2651)
6837 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن يزيد بن أبي عبيد حدثنا سلمة بن الأكوع
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لرجل من أسلم ( أذن في قومك أو في الناس - يوم عاشوراء - أن من أكل فليتم بقية يومه ومن لم يكن أكل فليصم )
[ ر 1824 ] (6/2651)
14 - باب وصاة النبي صلى الله عليه و سلم وفود العرب أن يبلغوا من وراءهم (6/2651)
قاله مالك بن الحويرث
[ ر 602 ] (6/2651)
6838 - حدثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة . وحدثني إسحق أخبرنا النضر أخبرنا شعبة عن أبي جمرة قال
: كان ابن عباس يقعدني على سريره فقال إن وفد عبد القيس لما أتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( من الوفد ) . قالوا ربيعة قال ( مرحبا بالوفد أو القوم غير خزايا ولا ندامى ) . قالوا يا رسول الله إن بيننا وبينك كفار مضر فمرنا بأمر ندخل به الجنة ونخبر به من وراءنا فسألوا عن الأشربة فنهاهم عن أربع وأمرهم بأربع أمرهم بالإيمان بالله قال ( هل تدرون ما الإيمان بالله ) . قالوا الله ورسوله أعلم قال ( شهادة ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة - وأظن فيه - صيام رمضان وتؤتوا من المغانم الخمس ) . ونهاهم عن الدباء والحنتم والمزفت والنقير . وربما قال ( المقير ) . قال ( احفظوهن وأبلغوهن من وراءكم )
[ ر 53 ] (6/2652)
15 - باب خبرالمرأة الواحدة (6/2652)
6839 - حدثنا محمد بن الوليد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن توبة العنبري قال قال لي الشعبي أرأيت حديث الحسن عن النبي صلى الله عليه و سلم ؟ وقاعدت ابن عمر قريبا من سنتين أو سنة ونصف فلم أسمعه يحدث عن النبي صلى الله عليه و سلم غير هذا قال : كان ناس م أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فيهم سعد فذهبوا يأكلون من لحم فنادتهم امرأة من بعض أزواج النبي صلى الله عليه و سلم إنه لحم ضب فأمسكوا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( كلوا أو اطعموا فإنه حلال - أو قال لا بأس به شك فيه - ولكنه ليس من طعامي )
[ ر 5216 ]
[ ش أخرجه مسلم في الصيد والذبائح باب إباحة الضب رقم 1944
( امرأة ) هي ميمونة رضي الله عنها . ( ليس من طعامي ) الطعام المألوف لدي . وفي الحديث أن خبر المرأة الواحدة العدلة يعمل به لأنهم أمسكوا على الأكل عندما سمعوا كلام تلك المرأة التي نادتهم . ]
بسم الله الرحمن الرحيم (6/2652)
99 - كتاب الإعتصام بالكتاب والسنة (6/2652)
6840 - حدثنا الحميدي حدثنا سفيان عن مسعر وغيره عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال
: قال رجل من اليهود لعمر يا أمير المؤمنين لو أن علينا نزلت هذه الآية { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } . لاتخذنا ذلك اليوم عيدا فقال عمر إني لأعلم أي يوم نزلت هذه الآية نزلت يوم عرفة في يوم جمعة
سمع سفيان مسعرا ومسعر قيسا وقيس طارقا
[ ر 45 ] (6/2653)
6841 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أخبرني أنس بن مالك
: أنه سمع عمر الغد حين بايع المسلمون أبا بكر واستوى على منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم تشهد قبل أبي بكر فقال أما بعد فاختار الله لرسوله صلى الله عليه و سلم الذي عنده على الذي عندكم وهذا الكتاب الذي هدى الله به رسولكم فخذوا به تهتدوا لما هدى الله به رسوله
[ ر 6793 ] (6/2653)
6842 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس قال
: ضمني إليه النبي صلى الله عليه و سلم وقال ( اللهم علمه الكتاب )
[ ر 75 ] (6/2653)
6843 - حدثنا عبد الله بن صباح حدثنا معتمر قال سمعت عوفا أن أبا المنهال حدثه
: أنه سمع أبا برزة قال إن الله يغنيكم - أو نعشكم - بالإسلام وبمحمد صلى الله عليه و سلم . قال أبو عبد الله وقع ها هنا يغنيكم وإنما هو نعشكم ينظر في أصل كتاب الإعتصام
[ ر 6695 ]
[ ش ( ينظر . . ) قال في الفتح فيه إشارة إلى أنه صنف كتاب الإعتصام مفردا وكتب منه هنا ما يليق بشرطه في هذا الكتاب كما صنع في كتاب الأدب المفرد فلما رأى اللفظة مغايرة لما عنده أنه الصواب أحاله على مراجعة ذلك الأصل وكأنه كان في هذه الحالة غائبا عنه فأمر بمراجعته وأن يصلح منه ] (6/2653)
6844 - حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن عبد الله بن دينار
: أن عبد الله بن عمر كتب إلى عبد الملك بن مروان يبايعه وأقر بذلك بالسمع والطاعة على سنة الله وسنة رسوله فيما استطعت
[ ر 6777 ] (6/2654)
1 - باب قول النبي صلى الله عليه و سلم ( بعثت بجوامع الكلم ) (6/2654)
6845 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
: ( بعثت بجوامع الكلم ونصرت بالرعب وبينا أنا نائم رأيتني أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي ) . قال أبو هريرة فقد ذهب رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنتم تلغثونها أو ترغثونها أو كلمة تشبهها
[ ر 2815 ]
[ ش ( بالرعب ) الخوف أي بمجرد الخبر الواصل إلى العدو يفزعون مني وربما يؤمنون . ( تلغثونها ) من اللغيث وهو الطعام المخلوط بالشعير والمعنى تأكلونها كيفما اتفق . وقيل اللغيث ما يبقى في الكيل من الحب والمعنى تأخذون المال فتفرقونه بعد أن تحوزوه . ( ترغثونها ) ترضعونها من رغث الجدي أمه أي رضعها يقال ناقة رغوث أي غزيرة اللبن . ( كلمة تشبهها ) تشبه إحدى الكلمتين في اللفظ والمعنى مثل تنتثلونها من الإنتثال وهو الاستخراج ] (6/2654)
6846 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا الليث عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله أومن أو آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أني أكثرهم تابعا يوم القيامة )
[ ر 4696 ] (6/2654)
2 - باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه و سلم (6/2654)
وقول الله تعالى { واجعلنا للمتقين إماما } / الفرقان 74 / قال أئمة نقتدي بمن قبلنا ويقتدي بنا من بعدنا
وقال ابن عون ثلاث أحبهن لنفسي ولأخواني هذه السنة أن يتعلموها ويسألوا عنها والقرآن أن يتفهموه ويسألوا عنه ويدعوا الناس إلا من خير
[ ش ( قال ) قيل القائل هو مجاهد . ( يدعوا الناس ) يتركوهم ولا يتدخلوا
في شؤونهم ] (6/2654)
6847 - حدثنا عمرو بن عباس حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن واصل عن أبي وائل قال
: جلست إلى شيبة في هذا المسجد قال جلس إلي عمر في مجلسك هذا فقال هممت أن لا أدع فيها صفراء ولا بيضاء إلا قسمتها بين المسلمين قلت ما أنت بفاعل قال لم ؟ قلت لم يفعله صاحباك قال هما المرآن يقتدى بهما
[ ر 1517 ] (6/2655)
6848 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال سألت الأعمش فقال عن زيد بن وهب سمعت حذيفة يقول
: حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أن الأمانة نزلت من السماء في جذر قلوب الرجال ونزل القرآن فقرؤوا القرآن وعلموا من السنة )
[ ر 6132 ] (6/2655)
6849 - حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شعبة أخبرنا عمرو بن مرة
: سمعت مرة الهمداني يقول قال عبد الله إن أحسن الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم وشر الأمور محدثاتها و { إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين }
[ ر 5747 ]
[ ش ( الهدي ) السمت والطريقة وفي رواية ( الهدى ) وهو ضد الضلال . ( شر الأمور ) أسوؤها . ( ومحدثاتها ) جمع محدثة قال في الفتح والمراد به ما أحدث وليس له أصل في الشرع ويسمى في عرف الشرع بدعة
وما كان له أصل يدل عليه الشرع فليس ببدعة فالبدعة في الشرع مذمومة بخلاف اللغة فإن كل شيء أحدث على غير مثال يسمى بدعة سواء كان محمودا أو مذموما وكذا القول في المحدثة . ( بمعجزين ) بفائتين من العذاب . / الأنعام 134 / ] (6/2655)
6850 - حدثنا مسدد حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن عبيد الله عن أبي هريرة وزيد بن خالد قالا
: كنا عند النبيي صلى الله عليه و سلم فقال ( لأقضين بينكما بكتاب الله )
[ ر 2190 ] (6/2655)
6851 - حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح حدثنا هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
: ( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ) . قالوا يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال ( من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى )
[ ش ( أبى ) امتنع عن قبول الدعوة أو عن امتثال الأمر ] (6/2655)
6852 - حدثنا محمد بن عبادة أخبرنا يزيد حدثنا سليم بن حيان وأثنى عليه حدثنا سعيد بن ميناء حدثنا أو سمعت جابر بن عبد الله يقول
: جاءت ملائكة إلى النبي صلى الله عليه و سلم وهو نائم فقال بعضهم إنه نائم وقال بعضهم إن العين نائمة والقلب يقظان فقالوا إن لصاحبكم هذا مثلا فاضربوا له مثلا فقال بعضهم إنه نائم وقال بعضهم إن العين نائمة والقلب يقظان فقالوا مثله كمثل رجل بنى دارا وجعل فيها مأدبة وبعث داعيا فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة فقالوا أولوها له يفقهها فقال بعضهم إنه نائم وقال بعضهم إن العين نائمة والقلب يقظان فقالوا فالدار الجنة والداعي محمد صلى الله عليه و سلم فمن أطاع محمدا صلى الله عليه و سلم فقد أطاع الله ومن عصى محمدا صلى الله عليه و سلم فقد عصى الله ومحمد صلى الله عليه و سلم فرق بين الناس
تابعه قتيبة عن ليث عن خالد عن سعيد بن أبي هلال عن جابر خرج علينا النبي صلى الله عليه و سلم
[ ش ( وأثنى عليه ) أي أثنى يزيد على سليم بن حيان والقائل بهذا هو محمد شيخ البخاري . ( ملائكة ) جاء أنهما جبريل وميكائيل عليهما السلام
( مثله ) صفته . ( مأدبة ) وليمة . ( داعيا ) من يدعو الناس إلى الوليمة . ( أولوها ) فسروها واكشفوها له كما هو تعبير الرؤيا . ( يفقهها ) يفهمها ويفهم المراد منها . ( فرق ) ميز المطيع من العاصي منهم ] (6/2655)
6853 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن همام عن حذيفة قال يا معشر القراء استقيموا فقد سبقتم سبقا بعيدا فإن أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا
[ ش ( القراء ) جمع قارئ والمراد العالم بالقرآن والسنة . ( استقيموا ) اسلكوا طريق الاستقامة وهي كناية عن التمسك بأمر الله تعالى والاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه و سلم فعلا وتركا . ( سبقتم . . ) أي إن استقمتم سبقتم غيركم سبقا ظاهرا إلى كل خير وروي ( سبقتم ) أي سبقكم السلف سبقا متمكنا فلعلكم تلحقون بهم بعض اللحوق . ( أخذتم يمينا وشمالا ) خالفتم الأمر وأخذتم غير طريق الاستقامة . ] (6/2656)
6854 - حدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما فقال يا قوم إني رأيت الجيش بعيني وإني أنا النذير العريان فالنجاء فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به ومثل من عصاني وكذب بما جئت به من الحق )
[ ر 6117 ] (6/2656)
6855 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن عقيل عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة قال
: لما توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم واستخلف أبو بكر بعده وكفر من كفر من العرب قال عمر لأبي بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ) . فقال والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم لقاتلتهم على منعه . فقال عمر فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق
قال ابن بكير وعبد الله عن الليث عناقا وهو أصح
[ ر 1335 ]
[ ش ( حق المال ) أي داخل تحت الاستثناء الرافع للعصمة المبيح للقتال . ( عقالا ) هو الحبل الذي تشد به يد البعير مع ذراعه حتى لا يشرد . ( عناقا ) العناق الأنثى من أولاد المعز ما لم يتم لها سنة ] (6/2657)
6856 - حدثني إسماعيل حدثني ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال
: قدم عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر فنزل على بن أخيه الحر بن قيس بن حصن وكان من النفر الذين يدنيهم عمر وكان القراء أصحاب مجلس عمر ومشاورته كهولا كانوا أو شبانا فقال عيينة لابن أخيه يا ابن أخي هل لك وجه عند هذا الأمير فتستأذن لي عليه ؟ قال سأستأذن لك عليه قال ابن عباس فاستأذن لعيينة فلما دخل قال يا ابن الخطاب والله ما تعطينا الجزل ولا تحكم بيننا بالعدل فغضب عمر حتى هم بأن يقع به فقال الحر يا أمير المؤمنين إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه و سلم { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } . وإن هذا من الجاهلين فوالله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه وكان وقافا عند كتاب الله
[ ر 4366 ] (6/2657)
6857 - حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها قالت : أتيت عائشة حين خسفت الشمس والناس قيام وهي قائمة تصلي فقلت ما للناس ؟ فأشارت بيدها نحو السماء فقالت سبحان الله فقلت آية ؟ قال برأسها أن نعم فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم حمد الله وأثنى عليه ثم قال ( ما من شيء لم أره إلا وقد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار وأوحي إلي أنكم تفتنون في القبور قريبا من فتنة الدجال فأما المؤمن أو المسلم - لا أدري أي ذلك قالت أسماء - فيقول محمد جاءنا بالبينات فأجبناه وآمنا فيقال نم صالحا علمنا أنك موقن وأما المنافق أو المرتاب - لا أدري أي ذلك قالت أسماء - فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته )
[ ر 86 ] (6/2657)
6858 - حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( دعوني ما تركتكم إنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم )
[ ش أخرجه مسلم في الحج باب فرض الحج مرة في العمر . وفي الفضائل باب توقيره صلى الله عليه و سلم وترك إكثار سؤاله مما لا ضرورة إليه . . رقم 1337
( دعوني ) اتركوني ولا تسألوني . ( بسؤالهم ) كثرة أسئلتهم . ( ما استطعتم ) قدر استطاعتكم بعد الإتيان بالقدر الواجب الذي لا بد منه . قال النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم هذا من قواعد الإسلام ومن جوامع الكلم التي أعطيها صلى الله عليه و سلم ويدخل فيه ما لا يحصى من الأحكام ] (6/2658)
3 - باب ما يكره من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعنيه (6/2658)
وقوله تعالى { لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم } / المائدة 101 /
[ ش ( أشياء ) نزل حكمها مجملا . ( تبد ) تظهر وتفصل . ( تسؤكم ) يصبكم بسببها هم وكرب لما يصبح فيها من المشقة عليكم ] (6/2658)
6859 - حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا سعيد حدثني عقيل عن ابن شهاب عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه
: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( إن أعظم المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من أجل مسألته )
[ ش أخرجه مسلم في الفضائل باب توقيره صلى الله عليه و سلم وترك إكثار سؤاله . . رقم 2358
( جرما ) ذنبا وإثما . ( من أجل مسألته ) بسبب سؤاله ] (6/2658)
6860 - حدثنا إسحق أخبرنا عفان حدثنا وهيب حدثنا موسى بن عقبة سمعت أبا النضر يحدث عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت
: أن النبي صلى الله عليه و سلم اتخذ حجرة في المسجد من حصير فصلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فيها ليالي حتى اجتمع إليه ناس ثم فقدوا صوته ليلة فظنوا أنه قد نام فجعل بعضهم يتنحنح ليخرج إليهم فقال ( ما زال بكم الذي رأيت من صنيعكم حتى خشيت أن يكتب عليكم ولو كتب عليكم ما قمتم به فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة )
[ ر 698 ]
[ ش ( يتنحنح ) من النحيح وهو الصوت يردد في الجوف ] (6/2658)
6861 - حدثنا يوسف بن موسى حدثنا أبو أسامة عن بريد بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري قال
: سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أشياء كرهها فلما أكثروا عليه المسألة غضب وقال ( سلوني ) . فقام رجل فقال يا رسول الله من أبي ؟ قال ( أبوك حذافة ) . ثم قام آخر فقال يا رسول الله من أبي ؟ فقال ( أبوك سالم مولى شيبة ) . فلما رأى عمر ما بوجه رسول الله صلى الله عليه و سلم من الغضب قال إنا نتوب إلى الله عز و جل
[ ر 92 ] (6/2659)
6862 - حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك عن وراد كاتب المغيرة قال كتب معاوية إلى المغيرة اكتب إلي ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم فكتب إليه
: إن نبي الله صلى الله عليه و سلم كان يقول في دبر كل صلاة ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد )
وكتب إليه إنه كان ينهى عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال . وكان ينهى عن عقوق الأمهات ووأد البنات ومنع وهات
[ ر 808 ]
[ ش ( ولا ينفع ذا الجد منك الجد ) أي لا ينفع ذا الغنى منك غناه وإنما ينفعه الإيمان والطاعة ] (6/2659)
6863 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال
: كنا عند عمر فقال نهينا عن التكلف
[ ش ( نهينا ) أي نهانا رسول الله صلى الله عليه و سلم . ( التكلف ) قال في النهاية أراد كثرة السؤال والبحث عن الأشياء الغامضة التي لا يجب البحث عنها ] (6/2659)
6864 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري . وحدثني محمود حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني أنس بن مالك رضي الله عنه
: أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج حين زاغت الشمس فصلى الظهر فلما سلم قام على المنبر فذكر الساعة وذكر أن بين يديها أمورا عظاما ثم قال ( من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل عنه فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به ما دمت في مقامي هذا ) . قال أنس فأكثر الناس البكاء وأكثر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يقول ( سلوني ) . فقال أنس فقام إليه رجل فقال أين مدخلي يا رسول الله ؟ قال ( النار ) . فقام عبد الله بن حذافة فقال من أبي يا رسول الله ؟ قال ( أبوك حذافة ) . قال ثم أكثر أن يقول ( سلوني سلوني ) . فبرك عمر على ركبتيه فقال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه و سلم رسولا . قال فسكت رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قال عمر ذلك ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أولى والذي نفسي بيده لقد عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط وأنا أصلي فلم أر كاليوم في الخير والشر )
[ ر 93 ]
[ ش ( أولى ) أي كدتم تهلكون . يقال للرجل إذا أفلت من معضلة أولى لك أي كدت تهلك ] (6/2660)
6865 - حدثنا محمد بن عبد الرحيم أخبرنا روح بن عبادة حدثنا شعبة أخبرني موسى بن أنس قال سمعت أنس بن مالك قال
: قال رجل يا نبي الله من أبي ؟ قال ( أبوك فلان ) . ونزلت { يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء } . الآية
[ ر 4345 ] (6/2660)
6866 - حدثنا الحسن بن صباح حدثنا شبابة حدثنا ورقاء عن عبد الله بن عبد الرحمن سمعت أنس بن مالك يقول
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لن يبرح الناس يتساءلون حتى يقولوا هذا الله خالق كل شيء فمن خلق الله )
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها رقم 136
( يبرح ) يزال . ( حتى يقولوا ) يصل بهم التساؤل إلى أن يقولوا وهذا تساؤل باطل بالبداهة لأن كون الله تعالى غير مخلوق أمر ضروري فالسؤال عنه تعنت ومن عرض هذا التساؤل على خاطره فليقل آمنت بالله ويقرأ سورة الإخلاص و يتفل عن يساره وليستعذ بالله ليطرد عنه وساوس الشيطان . كما ثبت في صحيح مسلم ( 134 ) أن أبا هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا وكذا ؟ حتى يقول له من خلق ربك ؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته ) . وعند أبي داود ( 4722 ) ( فإذا قالوا ذلك فقولوا الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد . ثم ليتفل عن يساره ثلاثا وليستعذ من الشيطان ) ] (6/2660)
6867 - حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال
: كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في حرث بالمدينة وهو يتوكأ على عسيب فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم سلوه عن الروح وقال بعضهم لا تسألوه لا يسمعكم ما تكرهون فقاموا إليه فقالوا يا أبا القاسم حدثنا عن الروح فقام ساعة ينظر فعرفت أنه يوحى إليه فتأخرت عنه حتى صعد الوحي ثم قال { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي }
[ ر 125 ] (6/2661)
4 - باب الاقتداء بأفعال النبي صلى الله عليه و سلم (6/2661)
6868 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
: اتخذ النبي صلى الله عليه و سلم خاتما من ذهب فاتخذ الناس خواتيم من ذهب فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( إني اتخذت خاتما من ذهب ) . فنبذه وقال ( إني لن ألبسه أبدا ) . فنبذ الناس خواتيمهم
[ ر 5527 ] (6/2661)
5 - باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم والغلو في الدين والبدع (6/2661)
لقوله تعالى { يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق } / النساء 171 /
[ ش ( لا تغلوا . . ) لا تجاوزوا حدوده ولا تشددوا فيه ] (6/2661)
6869 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( لا تواصلوا ) . قالوا إنك تواصل قال ( إني لست مثلكم إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني ) . فلم ينتهوا عن الوصال قال فواصل بهم النبي صلى الله عليه و سلم يومين أو ليلتين ثم رأوا الهلال فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( لو تأخر الهلال لزدتكم ) . كالمنكي لهم
[ ر 1864 ]
[ ش ( كالمنكي ) من النكاية وهي القهر وفي رواية ( كالمنكل ) من النكال وهو العقوبة الرادعة ] (6/2661)
6870 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثني إبراهيم التيمي حدثني أبي قال
: خطبنا علي رضي الله عنه على منبر من آجر وعليه سيف فيه صحيفة معلقة فقال والله ما عندنا من كتاب يقرأ إلا كتاب الله وما في هذه الصحيفة فنشرها فإذا فيها أسنان الإبل وإذا فيها ( المدينة حرم من عير إلى كذا فمن أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ) . وإذا فيه ( ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ) . وإذا فيها ( من والى قوما بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا )
[ ر 1771 ]
[ ش أخرجه مسلم في الحج باب فضل المدينة ودعاء النبي صلى الله عليه و سلم فيها بالبركة . وفي العتق باب تحريم تولي العتيق غير مواليه رقم 1370 ] (6/2662)
6871 - حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا مسلم عن مسروق قال قالت عائشة رضي الله عنها
: صنع النبي صلى الله عليه و سلم شيئا ترخص فيه وتنزه عنه قوم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فحمد الله ثم قال ( ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه فوالله إني أعلمهم بالله وأشدهم له خشية )
[ ر 5750 ] (6/2662)
6872 - حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا وكيع عن نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال
: كاد الخيران أن يهلكا أبو بكر وعمر لما قدم على النبي صلى الله عليه و سلم وفد بني تميم أشار أحدهما بالأقرع بن حابس الحنظلي أخي بني مجاشع وأشار الآخر بغيره فقال أبو بكر لعمر إنما أردت خلافي فقال عمر ما أردت خلافك فارتفعت أصواتهما عند النبي صلى الله عليه و سلم فنزلت { يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي - إلى قوله - عظيم }
قال ابن أبي مليكة قال ابن الزبير فكان عمر بعد - ولم يذكر ذلك عن أبيه يعني أبا بكر - إذا حدث النبي صلى الله عليه و سلم بحديث حدثه كأخي السرار لم يسمعه حتى يستفهمه
[ ر 4109 ]
[ ش ( كأخي السرار ) كصاحب المشاورة في خفض الصوت . ( يستفهمه ) من الاستفهام وهو طلب الفهم ] (6/2662)
6873 - حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال في مرضه ( مروا أبا بكر يصلي بالناس ) . قالت عائشة قلت إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل . فقال ( مروا أبا بكر فليصل بالناس ) . فقالت عائشة فقلت لحفصة قولي إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل بالناس . ففعلت حفصة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل للناس ) . فقالت حفصة لعائشة ما كنت لأصيب منك خيرا
[ ر 195 ] (6/2663)
6874 - حدثنا آدم حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا الزهري عن سهل بن سعد الساعدي قال
: جاء عويمر العجلاني إلى عاصم بن عدي فقال أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا فيقتله أتقتلونه به سل لي يا عاصم رسول الله صلى الله عليه و سلم فسأله فكره النبي صلى الله عليه و سلم المسائل وعابها فرجع عاصم فأخبره أن النبي صلى الله عليه و سلم كره المسائل فقال عويمر والله لآتين النبي صلى الله عليه و سلم فجاء وقد أنزل الله تعالى القرآن خلف عاصم فقال له ( قد أنزل الله فيكم قرآنا ) . فدعا بهما فتقدما فتلاعنا ثم قال عويمر كذبت عليها يا رسول الله إن أمسكتها ففارقها ولم يأمره النبي صلى الله عليه و سلم بفراقها فجرت السنة في المتلاعنين . وقال النبي صلى الله عليه و سلم ( انظروها فإن جاءت به أحمر قصيرا مثل وحرة فلا أراه إلا قد كذب وإن جاءت به أسحم أعين ذا أليتين فلا أحسب إلا قد صدق عليها ) . فجاءت به على الأمر المكروه
[ ر 413 ] (6/2663)
6875 - حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني مالك بن أوس النصري وكان محمد بن جبير بن مطعم ذكرا لي من ذلك فدخلت على مالك فسألته فقال
: انطلقت حتى أدخل على عمر أتاه حاجبه يرفأ فقال هل لك في عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد يستأذنون ؟ قال نعم فدخلوا فسلموا وجلسوا فقال هل لك في علي وعباس ؟ فأذن لهما قال العباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين الظالم استبا فقال الرهط عثمان وأصحابه يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر فقال اتئدوا أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( لا نورث ما تركنا صدقة ) . يريد رسول الله صلى الله عليه و سلم نفسه ؟ قال الرهط قد قال ذلك فأقبل عمر على علي وعباس فقال أنشدكما بالله هل تعلمان أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ذلك ؟ قالا نعم قال عمر فإني محدثكم عن هذا الأمر إن الله كان خص رسوله صلى الله عليه و سلم في هذا المال بشيء لم يعطه أحدا غيره فإن الله يقول { ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم } . الآية فكانت هذه خالصة لرسول الله صلى الله عليه و سلم ثم والله ما احتازها دونكم ولا استأثر بها عليكم وقد أعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال وكان النبي صلى الله عليه و سلم ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله فعمل النبي صلى الله عليه و سلم بذلك حياته أنشدكم بالله هل تعلمون ذلك ؟ فقالوا نعم ثم قال لعلي وعباس أنشدكما الله هل تعلمان ذلك ؟ قالا نعم ثم توفى الله نبيه صلى الله عليه و سلم فقال أبو بكر أنا ولي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقبضها أبو بكر فعمل فيها بما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنتما حينئذ - وأقبل على علي وعباس - تزعمان أن أبا بكر فيها كذا والله يعلم أنه فيها صادق بار راشد تابع للحق ثم توفى الله أبا بكر فقلت أنا ولي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي بكر فقبضتها سنتين أعمل فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر ثم جئتماني وكلمتكما على كلمة واحدة وأمركما جميع جئتني تسألني نصيبك من ابن أخيك وأتاني هذا يسألني نصيب امرأته من أبيها فقلت إن شئتما دفعتها إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه تعملان فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه و سلم وبما عمل فيها أبو بكر وبما عملت فيها منذ وليتها وإلا فلا تكلماني فيها فقلتما ادفعها إلينا بذلك فدفعتها إليكما بذلك أنشدكم بالله هل دفعتها إليهما بذلك ؟ قال الرهط نعم فأقبل على علي وعباس فقال أنشدكما بالله هل دفعتها إليكما بذلك ؟ قالا نعم قال أفتلتمسان مني قضاء غير ذلك فوالذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي فيها قضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة فإن عجزتما عنها فادفعاها إلي فأنا أكفيكماها
[ ر 2748 ] (6/2663)
6 - باب إثم من آوى محدثا (6/2663)
رواه علي عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 1771 ] (6/2663)
6876 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا عاصم قال قلت لأنس
: أحرم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة ؟ قال نعم ( ما بين كذا إلى كذا لا يقطع شجرها من أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين )
قال عاصم فأخبرني موسى بن أنس أنه قال ( أو آوى محدثا )
[ ر 1768 ] (6/2665)
7 - باب ما يذكر من ذم الرأي وتكلف القياس (6/2665)
{ ولا تقف } لا تقل { ما ليس لك به علم } / الإسراء 36 / (6/2665)
6877 - حدثنا سعيد بن تليد حدثني ابن وهب حدثني عبد الرحمن بن شريح وغيره عن أبي الأسود عن عروة قال حج علينا عبد الله بن عمرو فسمعته يقول
: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( إن الله لا ينزع العلم بعد أن أعطاهموه انتزاعا ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم فيبقى ناس جهال يستفتون فيفتون برأيهم فيضلون ويضلون )
فحدثت به عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم ثم إن عبد الله بن عمرو حج بعد فقالت يا ابن أختي انطلق إلى عبد الله فاستثبت لي منه الذي حدثتني عنه فجئته فسألته فحدثني به كنحو ما حدثني فأتيت عائشة فأخبرتها فعجبت فقالت والله لقد حفظ عبد الله بن عمرو
[ ر 100 ] (6/2665)
6878 - حدثنا عبدان أخبرنا أبو حمزة سمعت الأعمش قال سألت أبا وائل هل شهدت صفين ؟ قال نعم فسمعت سهل بن حنيف يقول ( ح ) . وحدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي وائل قال قال سهل بن حنيف
: يا أيها الناس اتهموا رأيكم على دينكم لقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرد أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم لرددته وما وضعنا سيوفنا على عواتقنا إلى أمر يفظعنا إلا أسهلن بنا إلى أمر نعرفه غير هذا الأمر . قال وقال أبو وائل شهدت صفين وبئست صفين
[ ر 3010 ]
[ ش ( بئست صفين ) أي بئس ما حصل فيها ] (6/2665)
8 - باب ما كان النبي صلى الله عليه و سلم يسأل مما لم ينزل عليه الوحي فيقول ( لا أدري ) . أو لم يجب حتى ينزل عليه الوحي ولم يقل برأي ولا بقياس (6/2665)
لقوله تعالى { بما أراك الله } / النساء 105 / . وقال ابن مسعود سئل النبي صلى الله عليه و سلم عن الروح فسكت حتى نزلت الآية
[ ر 125 ] (6/2665)
6879 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال سمعت ابن المنكدر يقول
: سمعت جابر بن عبد الله يقول مرضت فجاءني رسول الله صلى الله عليه و سلم يعودني وأبو بكر وهما ماشيان فأتاني وقد أغمي علي فتوضأ رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم صب وضوءه علي فأفقت فقلت يا رسول الله وربما قال سفيان فقلت أي رسول الله كيف أقضي في مالي كيف أصنع في مالي ؟ قال فما أجابني بشيء حتى نزلت آية الميراث
[ ر 191 ] (6/2666)
9 - باب تعليم النبي صلى الله عليه و سلم أمته من الرجال والنساء مما علمه الله ليس برأي ولا تمثيل (6/2666)
[ ش ( برأي ) اجتهاد . ( تمثيل ) قياس والمراد أن من كان يمكنه أن يحدث بالنصوص لا يحدث بالاجتهاد والرأي والقياس ] (6/2666)
6880 - حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن عبد الرحمن بن الأصبهاني عن أبي صالح ذكوان عن أبي سعيد
: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله فقال ( اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا ) . فاجتمعن فأتاهن رسول الله صلى الله عليه و سلم فعلمهن مما علمه الله ثم قال ( ما منكن امرأة تقدم بين يديها من ولدها ثلاثة إلا كان لها حجابا من النار ) . فقالت امرأة منهن يا رسول الله ؟ اثنين ؟ قال فأعادتها مرتين ثم قال ( واثنين واثنين واثنين )
[ ر 101 ]
[ ش أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه رقم 2633
( ذهب الرجال بحديثك ) استأثروا واختصوا به دوننا . ( بين يديها ) قدامها وفي حياتها ] (6/2666)
10 - باب قول النبي صلى الله عليه و سلم ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ) . وهم أهل العلم (6/2666)
[ ش ( لا تزال . . ) أخرجه بهذا اللفظ مسلم عن ثوبان رضي الله عنه في كتاب الإمارة باب قوله صلى الله عليه و سلم لا تزال طائفة من أمتي . . رقم 1920 . وتتمته ( لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ) ] (6/2666)
6881 - حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسماعيل عن قيس عن المغيرة بن شعبة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون )
[ ر 3441 ] (6/2667)
6882 - حدثنا إسماعيل حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب أخبرني حميد قال سمعت معاوية بن أبي سفيان يخطب قال
: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وإنما أنا قاسم ويعطي الله ولن يزال أمر هذه الأمة مستقيما حتى تقوم الساعة أو حتى يأتي أمر الله )
[ ر 71 ] (6/2667)
11 - باب في قول الله تعالى { أو يلبسكم شيعا } / الأنعام 65 / (6/2667)
[ ش ( يلبسكم شيعا ) يجعلكم فرقا ويعمي عليكم أموركم فتختلف أهواؤكم ويزداد تفرقكم ] (6/2667)
6883 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول
: لما نزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم } . قال ( أعوذ بوجهك ) . { أو من تحت أرجلكم } . قال ( أعوذ بوجهك ) . فلما نزلت { أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض } . قال ( هاتان أهون أو أيسر )
[ ر 4352 ] (6/2667)
12 - باب من شبه أصلا معلوما بأصل مبين وقد بين النبي صلى الله عليه و سلم حكمهما ليفهم السائل (6/2667)
[ ش ( مبين ) في رواية ( مبهم ) قال في الفتح وهذا أوضح في المراد . والمعنى شبه أمرا مبهما غير معلوم بأمر واضح معلوم ] (6/2667)
6884 - حدثنا أصبغ بن الفرج حدثني ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة
: أن أعرابيا أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إن امرأتي ولدت غلاما أسود وإني أنكرته فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم ( هل لك من إبل ) . قال نعم قال ( فما ألوانها ) . قال حمر قال ( هل فيها من أورق ) . قال إن فيها لورقا قال ( فأنى ترى ذلك جاءها ) . قال يا رسول الله عرق نزعها . قال ( ولعل هذا عرق نزعه ) . ولم يرخص له في الانتفاء منه
[ ر 4999 ] (6/2667)
6885 - حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
: أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقالت إن أمي نذرت أن تحج فماتت قبل أن تحج أفأحج عنها ؟ قال ( نعم حجي عنها أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته ) . قالت نعم فقال ( فاقضوا الله الذي له فإن الله أحق بالوفاء )
[ ر 1754 ] (6/2668)
13 - باب ما جاء في اجتهاد القضاء بما أنزل الله تعالى (6/2668)
لقوله تعالى { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون } / المائدة 45 /
ومدح النبي صلى الله عليه و سلم صاحب الحكمة حين يقضي بها ويعلمها
ولا يتكلف من قبله ومشاورة الخلفاء وسؤالهم أهل العلم
[ ش ( اجتهاد القضاء ) أي الاجتهاد في القضاء أو اجتهاد متولي القضاء . والاجتهاد في اللغة بذل الجهد في الطلب واصطلاحا بذل الوسع للتوصل إلى معرفة حكم شرعي ] (6/2668)
6886 - حدثنا شهاب بن عباد حدثنا إبراهيم بن حميد عن إسماعيل عن قيس عن عبد الله قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق وآخر آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها )
[ ر 73 ] (6/2668)
6887 - حدثنا محمد أخبرنا معاوية حدثنا هشام عن أبيه عن المغيرة بن شعبة قال
: سأل عمر بن الخطاب عن إملاص المرأة هي التي يضرب بطنها فتلقي جنينا فقال أيكم سمع من النبي صلى الله عليه و سلم فيه شيئا ؟ فقلت أنا فقال ما هو ؟ قلت سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( فيه غرة عبد أو أمة ) . فقال لا تبرح حتى تجيئني بالمخرج فيما قلت فخرجت فوجدت محمد بن مسلمة - فجئت به فشهد معي أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( فيه غرة عبد أو أمة )
تابعه ابن أبي الزناد عن أبيه عن عروة عن المغيرة
[ ر 6509 ]
[ ش ( لا تبرح ) لا تزل من مكانك . ( بالمخرج ) بمن يشهد لك بذلك ويخلصك مني وغرضه رضي الله عنه التثبت في الأخبار خاصة ما يتعلق بالدين وبيان الأحكام ] (6/2668)
14 - باب قول النبي صلى الله عليه و سلم ( لتتبعن سنن من كان قبلكم ) (6/2668)
6888 - حدثنا أحمد بن يونس حدثنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع ) . فقيل يا رسول الله كفارس والروم ؟ فقال ( ومن الناس إلا أولئك )
[ ش ( بأخذ القرون ) تسير بسيرة الأمم قبلها . ( شبرا بشبر ) الشبر ما بين رأس الإبهام ورأس الخنصر والكف مفتوحة مفرقة الأصابع والمراد بيان شدة اتباعهم والمبالغة في تقليدهم . وذكر فارس والروم لأنهم كانوا أكبر ممالك الأرض حينئذ وأكثرهم رعية وأوسعهم بلادا والناس إنما يقلدون من كان هذا حاله وليس المراد الحصر . وكذلك ذكره لليهود والنصارى في الحديث الآتي لأنهم كانوا المشهورين بالديانات السماوية ] (6/2669)
6889 - حدثنا محمد بن عبد العزيز حدثنا أبو عمر الصنعاني من اليمن عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم ) . قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال ( فمن )
[ ر 3269 ]
[ ش أخرجه مسلم في العلم باب اتباع سنن اليهود والنصارى رقم 2669 ] (6/2669)
15 - باب إثم من دعا إلى ضلالة أو سن سنة سيئة (6/2669)
لقول الله تعالى { ومن أوزار الذين يضلونهم } . الآية / النحل 25 /
[ ش ( الآية ) وهي بتمامها { ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون } أوزارهم جزاء ذنوبهم وعقاب ضلالهم . يزرون يحملون أنفسهم من الأثقال ] (6/2669)
6890 - حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( ليس من نفس تقتل ظلما إلا كان على بن آدم الأول كفل منها - وربما قال سفيان من دمها - لأنه أول من سن القتل أولا )
[ ر 3157 ] (6/2669)
16 - باب ما ذكر النبي صلى الله عليه و سلم وحض على اتفاق أهل العلم وما اجتمع عليه الحرمان مكة والمدينة وما كان بها من مشاهد النبي صلى الله عليه و سلم والمهاجرين والأنصار ومصلى النبي صلى الله عليه و سلم والمنبر والقبر (6/2669)
6891 - حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله السلمي
: أن أعرابيا بايع رسول الله صلى الله عليه و سلم على الإسلام فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة فجاء الأعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أقلني بيعتي فأبى رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم جاءه فقال أقلني بيعتي فأبى ثم جاءه فقال أقلني بيعتي فأبى فخرج الأعرابي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وتنصع طيبها )
[ ر 1784 ] (6/2670)
6892 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله قال حدثني ابن عباس رضي الله عنهما قال
: كنت أقرئ عبد الرحمن بن عوف فلما كان آخر حجة حجها عمر فقال عبد الرحمن بمنى لو شهدت أمير المؤمنين أتاه رجل قال إن فلانا يقول لو مات أمير المؤمنين لبايعنا فلانا فقال عمر لأقومن العشية فأحذر هؤلاء الرهط الذين يريدون أن يغصبوهم قلت لا تفعل فإن الموسم يجمع رعاع الناس يغلبون على مجلسك فأخاف أن لا ينزلوها على وجهها فيطير بها كل مطير فأمهل حتى تقدم المدينة دار الهجرة ودار السنة فتخلص بأصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم من المهاجرين والأنصار فيحفظوا مقالتك وينزلوها على وجهها فقال والله لأقومن به في أول مقام أقومه بالمدينة . قال ابن عباس فقدمنا المدينة فقال إن الله بعث محمدا صلى الله عليه و سلم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل آية الرجم
[ ر 2330 ] (6/2670)
6893 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب عن محمد قال
: كنا عند أبي هريرة وعليه ثوبان ممشقان من كتان فتمخط فقال بخ بخ أبو هريرة يتمخط في الكتان لقد رأيتني وإني لأخر فيما بين منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى حجرة عائشة مغشيا علي فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي ويرى أني مجنون وما بي من جنون ما بي إلا الجوع
[ ش ( ممشقان ) مصبوغان بالمشق وهو الطين الأحمر . ( كتان ) نبات تتخذ من أليافه المنسوجة الثياب . ( بخ بخ ) كلمة تقال عند الرضا والإعجاب
( لأخر ) لأسقط . ( فيضع رجله ) خشية أن أصيب أحدا بأذى على ظنه ] (6/2670)
6894 - حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن عبد الرحمن بن عابس قال
: سئل ابن عباس أشهدت العيد مع النبي صلى الله عليه و سلم ؟ قال نعم ولولا منزلتي منه ما شهدته من الصغر فأتى العلم الذي عند دار كثير بن الصلت فصلى ثم خطب ولم يذكر أذانا ولا إقامة ثم أمر بالصدقة فجعل النساء يشرن إلى آذانهن وحلوقهن فأمر بلالا فأتاهن ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 98 ]
[ ش ( يشرن . . ) أي يأخذن ما فيها من الحلي ويتصدقن بها . ( فأتاهن ) أتى مكانهن ليجمع ما تصدقن به ] (6/2671)
6895 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما
: أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يأتي قباء ماشيا وراكبا
[ ر 1134 ] (6/2671)
6896 - حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة
: قالت لعبد الله بن الزبير ادفني مع صواحبي ولا تدفني مع النبي صلى الله عليه و سلم في البيت فإني أكره أن أزكى
[ ر 1327 ] (6/2671)
6897 - وعن هشام عن أبيه
: أن عمر أرسل إلى عائشة ائذني لي أن أدفن مع صاحبي فقالت إي والله قال وكان الرجل إذا أرسل إليها من الصحابة قالت لا والله لا أوثرهم بأحد أبدا
[ ر 1328 ] (6/2671)
6898 - حدثنا أيوب بن سليمان حدثنا أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن صالح بن كيسان قال ابن شهاب أخبرني أنس بن مالك
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يصلي العصر فيأتي العوالي والشمس مرتفعة
وزاد الليث عن يونس وبعد العوالي أربعة أميال أو ثلاثة
[ ر 525 ] (6/2671)
6899 - حدثنا عمرو بن زرارة حدثنا القاسم بن مالك عن الجعيد سمعت السائب بن يزيد يقول
: كان الصاع على عهد النبي صلى الله عليه و سلم مدا وثلثا بمدكم اليوم وقد زيد فيه
سمع القاسم بن مالك الجعيد
[ ر 6334 ] (6/2671)
6900 - حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( اللهم بارك لهم في مكيالهم وبارك لهم في صاعهم ومدهم ) . يعني أهل المدينة
[ ر 2023 ] (6/2672)
6901 - حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أبو ضمرة حدثنا موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر
: أن اليهود جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه و سلم برجل وامرأة زنيا فأمر بهما فرجما قريبا من حيث توضع الجنائز عند المسجد
[ ر 1264 ] (6/2672)
6902 - حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن عمرو مولى المطلب عن أنس بن مالك رضي الله عنه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم طلع له أحد فقال ( هذا جبل يحبنا ونحبه اللهم إن إبراهيم حرم مكة وإني أحرم ما بين لابتيها )
تابعه سهل عن النبي صلى الله عليه و سلم في أحد
[ ر 2732 ] (6/2672)
6903 - حدثنا ابن أبي مريم حدثنا أبو غسان حدثني أبو حازم عن سهل
: أنه كان بين جدار المسجد مما يلي القبلة وبين المنبر ممر الشاة
[ ر 474 ] (6/2672)
6904 - حدثنا عمرو بن علي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا مالك عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي )
[ ر 1138 ] (6/2672)
6905 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله قال
: سابق النبي صلى الله عليه و سلم بين الخيل فأرسلت التي ضمرت منها وأمدها إلى الحفياء إلى ثنية الوداع والتي لم تضمر أمدها ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق وإن عبد الله كان فيمن سابق
[ ر 410 ] (6/2672)
6906 - حدثنا قتيبة عن ليث عن نافع عن ابن عمر ( ح ) . وحدثني إسحق أخبرنا عيسى وابن إدريس وابن أبي غنية عن أبي حيان عن الشعبي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
: سمعت عمر على منبر النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 5266 ] (6/2672)
6907 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني السائب بن يزيد
: سمع عثمان بن عفان خطيبا على منبر النبي صلى الله عليه و سلم (6/2673)
6908 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الأعلى حدثنا هشام بن حسان أن هشام بن عروة حدثه عن أبيه أن عائشة قالت
: كان يوضع لي ولرسول الله صلى الله عليه و سلم هذا المركن فنشرع فيه جميعا
[ ر 247 ]
[ ش ( المركن ) وعاء يغسل فيه الثياب ويغتسل منه . ( فنشرع فيه جميعا ) نمد أيدينا فيه لأخذ الماء منه معا ] (6/2673)
6909 - حدثنا مسدد حدثنا عباد بن عباد حدثنا عاصم الأحول عن أنس قال
: حالف النبي صلى الله عليه و سلم بين الأنصار وقريش في داري التي بالمدينة وقنت شهرا يدعو على أحياء من بني سليم
[ ر 2172 ]
[ ش ( حالف ) عاقد وعاهد على المساعدة والتعاضد . ( قنت ) دعا في صلاته ] (6/2673)
6910 - حدثني أبو كريب حدثنا أبو أسامة حدثنا بريد عن أبي بردة قال
: قدمت المدينة فلقيني عبد الله بن سلام فقال لي انطلق إلى المنزل فأسقيك في قدح شرب فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم وتصلي في مسجد صلى فيه النبي صلى الله عليه و سلم . فانطلقت معه فأسقاني سويقا وأطعمني تمرا وصليت في مسجده
[ ر 3603 ] (6/2673)
6911 - حدثنا سعيد بن الربيع حدثنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير حدثني عكرمة عن ابن عباس أن عمر رضي الله عنه حدثه قال
: حدثني النبي صلى الله عليه و سلم قال ( أتاني الليلة آت من ربي وهو بالعقيق أن صل في هذا الوادي المبارك وقل عمرة وحجة )
وقال هارون بن إسماعيل حدثنا علي ( عمرة في حجة )
[ ر 1461 ]
[ ش ( وقل عمرة وحجة ) وفي رواية بالنصب أي قل نويت عمرة وحجة ] (6/2673)
6912 - حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر
: وقت النبي صلى الله عليه و سلم قرنا لأهل نجد والجحفة لأهل الشأم وذا الحليفة لأهل المدينة . قال سمعت هذا من النبي صلى الله عليه و سلم وبلغني أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( ولأهل اليمن يلملم ) . وذكر العراق فقال لم يكن عراق يومئذ
[ ر 133 ] (6/2673)
6913 - حدثنا عبد الرحمن بن المبارك حدثنا الفضيل حدثنا موسى بن عقبة حدثني سالم بن عبد الله عن أبيه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه أري وهو في معرسه بذي الحليفة فقيل له إنك ببطحاء مباركة
[ ر 1462 ] (6/2674)
17 - باب قول الله تعالى { ليس لك من الأمر شيء } / آل عمران 128 / (6/2674)
6914 - حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر
: أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول في صلاة الفجر ورفع رأسه من الركوع قال ( اللهم ربنا ولك الحمد ) . في الأخيرة ثم قال ( اللهم العن فلانا وفلانا ) . فأنزل الله عز و جل { ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون }
[ ر 3842 ] (6/2674)
18 - باب قوله تعالى { وكان الإنسان أكثر شيء جدلا } / الكهف 54 / (6/2674)
وقوله تعالى { ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن } / العنكبوت 46 / (6/2674)
6915 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري ( ح ) . حدثني محمد بن سلام أخبرنا عتاب بن بشير عن إسحق عن الزهري أخبرني علي بن حسين أن حسين بن علي رضي الله عنهما أخبره أن علي بن أبي طالب قال
: إن رسول الله صلى الله عليه و سلم طرقه وفاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لهم ( ألا تصلون ) . فقال علي فقلت يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا . فانصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قال له ذلك ولم يرجع إليه شيئا ثم سمعه وهو مدبر يضرب فخذه وهو يقول { وكان الإنسان أكثر شئ جدلا }
[ ر 1075 ]
قال أبو عبد الله يقال ما أتاك ليلا فهو طارق ويقال الطارق النجم والثاقب المضيء يقال أثقب نارك للموقد
[ ش ( ما أتاك . . ) يشير إلى قوله تعالى { والسماء والطارق . وما أدراك ما الطارق . النجم الثاقب } . / الطارق 1 - 3 / . وسمي النجم طارقا لأنه يبدو في الليل ووصف بالثاقب إذ كأنه يثقب الظلام بضوئه فينفذ فيه
( للموقد ) الذي يوقد النار ] (6/2674)
6916 - حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة قال
: بينا نحن في المسجد خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( انطلقوا إلى يهود ) . فخرجنا معه حتى جئنا بيت المدراس فقام النبي صلى الله عليه و سلم فناداهم فقال ( يا معشر يهود أسلموا تسلموا ) . فقالوا بلغت يا أبا القاسم قال فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ذلك أريد أسلموا تسلموا ) . فقالوا قد بلغت يا أبا القاسم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ذلك أريد ) . ثم قالها الثالثة فقال ( اعلموا أنما الأرض لله ورسوله وأني أريد أن أجليكم من هذه الأرض فمن وجد منكم بماله شيئا فليبعه وإلا فاعلموا أنما الأرض لله ورسوله )
[ ر 2996 ] (6/2674)
19 - باب قوله تعالى { وكذلك جعلناكم أمة وسطا } / البقرة 143 / . وما أمر النبي صلى الله عليه و سلم بلزوم الجماعة وهم أهل العلم (6/2674)
6917 - حدثنا إسحق بن منصور حدثنا أبو أسامة حدثنا الأعمش حدثنا أبو صالح عن أبي سعيد الخدري قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يجاء بنوح يوم القيامة فيقال له هل بلغت ؟ فيقول نعم يا رب فتسأل أمته هل بلغكم فيقولون ما جاءنا من نذير فيقول من شهودك فيقول محمد وأمته فيجاء بكم فتشهدون ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم { وكذلك جعلناكم أمة وسطا - قال عدلا - لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا }
وعن جعفر بن عون حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم بهذا
[ ر 3161 ] (6/2675)
20 - باب إذا اجتهد العامل أو الحاكم فأخطأ خلاف الرسول من غير علم فحكمه مردود (6/2675)
لقول النبي صلى الله عليه و سلم ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )
[ ر 2550 ]
[ ش ( فأخطأ خلاف . . ) أي حكم بحكم مخالف للسنة وهو يجهل ذلك ثم تبين له أن السنة بخلاف حكمه وجب عليه الرجوع إليها ونقض ما حكم به ] (6/2675)
6918 - حدثنا إسماعيل عن أخيه عن سليمان بن بلال عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع سعيد بن المسيب يحدث أن أبا سعيد الخدري وأبا هريرة حدثاه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث أخا بني عدي الأنصاري واستعمله على خيبر فقدم بتمر جنيب فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أكل تمر خيبر هكذا ) . قال لا والله يا رسول الله إنا لنشتري الصاع بالصاعين من الجمع فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا تفعلوا ولكن مثل بمثل أو بيعوا هذا واشتروا بثمنه من هذا وكذلك الميزان )
[ ر 2089 ] (6/2675)
21 - باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ (6/2675)
6919 - حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ المكي حدثنا حيوة بن شريح حدثني يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن بسر بن سعيد عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص
: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر )
قال فحدثت بهذا الحديث أبا بكر بن عمرو بن حزم فقال هكذا حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة . وقال عبد العزيز بن المطلب عن عبد الله بن أبي بكر عن أبي سلمة عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله
[ ش أخرجه مسلم في الأقضية باب بيان أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ رقم 1716
( حكم ) أراد أن يحكم . ( فاجتهد ) بذل جهده لتعرف الحق . ( أصاب ) وافق واقع الأمر في حكم الله عز و جل ] (6/2676)
22 - باب الحجة على من قال إن أحكام النبي صلى الله عليه و سلم كانت ظاهرة وما كان يغيب بعضهم من مشاهد النبي صلى الله عليه و سلم وأمور الإسلام (6/2676)
[ ش ( ظاهرة ) أي لا تخفى على أحد إلا النادر منهم وإنما كان بعضهم يغيب عن مجالس رسول الله صلى الله عليه و سلم ومواقفه فيحدث بحديث يسمعه غيره ويحفظه أو يحدث حادث فيشرع له حكم ونحو ذلك فلا يعلم بهذا من كان غائبا حتى يطلعه عليه من حضر ] (6/2676)
6920 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن بن جريج حدثني عطاء عن عبيد بن عمير قال
: استأذن أبو موسى على عمر فكأنه وجده مشغولا فرجع فقال عمر ألم أسمع صوت عبد الله بن قيس ؟ ائذنوا له . فدعي له فقال ما حملك على ما صنعت ؟ فقال إنا كنا نؤمر بهذا . قال فأتني على هذا ببينة أو لأفعلن بك فانطلق إلى مجلس من الأنصار فقالوا لا يشهد إلا أصاغرنا فقام أبو سعيد الخدري فقال قد كنا نؤمر بهذا فقال عمر خفي علي هذا من أمر النبي صلى الله عليه و سلم ألهاني الصفق بالأسواق
[ ر 1956 ] (6/2676)
6921 - حدثنا علي حدثنا سفيان حدثني الزهري أنه سمعه من الأعرج يقول أخبرني أبو هريرة قال
: إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث على رسول الله صلى الله عليه و سلم والله الموعد إني كنت امرأ مسكينا ألزم رسول الله صلى الله عليه و سلم على ملء بطني وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم فشهدت من رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم وقال ( من يبسط رداءه حتى أقضي مقالتي ثم يقبضه فلن ينسى شيئا سمعه مني ) . فبسطت بردة كانت علي فوالذي بعثه بالحق ما نسيت شيئا سمعته منه
[ ر 118 ]
[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب من فضائل أبي هريرة الدوسي رضي الله عنه رقم 2492 ] (6/2677)
23 - باب من رأى ترك النكير من النبي صلى الله عليه و سلم حجة لا من غير الرسول (6/2677)
6922 - حدثنا حماد بن حميد حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن محمد بن المنكدر قال
: رأيت جابر بن عبد الله يحلف بالله أن ابن الصياد الدجال قلت تحلف بالله ؟ قال إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي صلى الله عليه و سلم فلم ينكره النبي صلى الله عليه و سلم
[ ش أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة باب ذكر ابن صياد رقم 2929
( ابن الصياد الدجال ) أي هو الدجال وحلف عمر بالظن ولعله فهم هذا بالعلامات والقرائن ] (6/2677)
24 - باب الأحكام التي تعرف بالدلائل وكيف معنى الدلالة وتفسيرها (6/2677)
وقد أخبر النبي صلى الله عليه و سلم أمر الخيل وغيرها ثم سئل عن الحمر فدلهم على قوله تعالى { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره }
وسئل النبي صلى الله عليه و سلم عن الضب فقال ( لا آكله ولا أحرمه ) . وأكل على مائدة النبي صلى الله عليه و سلم الضب فاستدل ابن عباس بأنه ليس بحرام (6/2677)
6923 - حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رضي الله عنه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( الخيل لثلاثة لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر فأما الذي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال لها في مرج أو روضة فما أصابت في طيلها ذلك من المرج والروضة كان له حسنات ولو أنها قطعت طيلها فاستنت شرفا أو شرفين كانت آثارها وأوراثها حسنات له ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يسقي به كان ذلك حسنات له وهي لذلك الرجل أجر . ورجل ربطها تغنيا وتعففا ولم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها فهي له ستر . ورجل ربطها فخرا ورياء فهي على ذلك وزر )
وسئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الحمر قال ( ما أنزل الله علي فيها إلا هذه الآية الفاذة الجامعة { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره . ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره }
[ ر 2242 ] (6/2677)
6924 - حدثنا يحيى حدثنا ابن عيينة عن منصور بن صفية عن أمه عن عائشة أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه و سلم
حدثنا محمد هو ابن عقبة حدثنا الفضيل بن سليمان النميري البصري حدثنا منصور بن عبد الرحمن ابن شيبة حدثتني أمي عن عائشة رضي الله عنها
: أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه و سلم عن الحيض كيف تغتسل منه ؟ قال ( تأخذين فرصة ممسكة فتتوضئين بها ) . قالت كيف أتوضأ بها يا رسول الله ؟ قال النبي صلى الله عليه و سلم ( توضئي ) . قالت كيف أتوضأ بها يا رسول الله ؟ قال النبي صلى الله عليه و سلم ( توضئين بها ) . قالت عائشة فعرفت الذي يريد رسول الله صلى الله عليه و سلم فجذبتها إلي فعلمتها
[ ر 308 ]
[ ش ( ابن شيبة ) تكتب كلمة ابن شيبة هكذا بالألف لأن شيبة جد منصور لأمه وليس هو أبا أبيه عبد الرحمن واسم أمه صفية بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة الحجبي رضي الله عنه [ فتح ] . ( فتتوضئين بها ) تتنظفين وتتطهرين ] (6/2678)
6925 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
: أن أم حفيد بنت الحارث بن حزن أهدت إلى النبي صلى الله عليه و سلم سمنا وأقطا وأضبا فدعا بهن النبي صلى الله عليه و سلم فأكلن على مائدته فتركهن النبي صلى الله عليه و سلم كالمتقذر لهن ولو كن حراما ما أكلن على مائدته ولا أمر بأكلهن
[ ر 2436 ] (6/2678)
6926 - حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا أو ليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته ) . وإنه أتي ببدر قال ابن وهب يعني طبقا فيه خضرات من بقول فوجد لها ريحا فسأل عنها فأخبر بما فيها من البقول فقال ( قربوها ) . فقربوها إلى بعض أصحابه كان معه فلما رآه كره أكلها قال ( كل فإني أناجي من لا تناجي )
وقال ابن عفير عن ابن وهب بقدر فيه خضرات ولم يذكر الليث وأبو صفوان عن يونس قصة القدر فلا أدري هو من قول الزهري أو في الحديث
[ ر 816 ] (6/2678)
6927 - حدثني عبيد الله بن سعد بن إبراهيم حدثنا أبي وعمي قالا حدثنا أبي عن أبيه أخبرني محمد بن جبير أن أباه جبير بن مطعم أخبره
: أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه و سلم فكلمته في شيء فأمرها بأمر فقالت أرأيت يا رسول الله إن لم أجدك ؟ قال ( إن لم تجديني فأتي أبا بكر )
زاد الحميدي عن إبراهيم بن سعد كأنها تعني الموت
[ ر 3459 ] (6/2679)
25 - باب قول النبي صلى الله عليه و سلم ( لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء ) (6/2679)
وقال أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني حميد بن عبد الرحمن سمع معاوية يحدث رهطا من قريش بالمدينة وذكر كعب الأحبار فقال إن كان من أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون عن أهل الكتاب وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب
[ ش ( لنبلو عليه الكذب ) أي نجد بعض ما يخبرنا عنه يقع بخلاف ما يخبرنا به ويقع ذلك خطأ منه أو لأن ما يخبر به محرف في الأصل وليس المراد أنه يتعمد الكذب ] (6/2679)
6928 - حدثني محمد بن بشار حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال
: كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا { آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم } ) . الآية
[ ر 4215 ] (6/2679)
6929 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم أخبرنا ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله
: أن ابن عباس رضي الله عنهما قال كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم أحدث تقرؤونه محضا لم يشب وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا ؟ ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم ؟ لا والله ما رأينا منهم رجلا يسألكم عن الذي أنزل عليكم
[ ر 2539 ]
[ ش ( محضا ) صرفا خالصا ليس فيه تغيير ولا تبديل ولا تحريف ] (6/2679)
26 - باب كراهية الاختلاف (6/2679)
6930 - حدثنا إسحق أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي عن سلام بن أبي مطيع عن أبي عمران الجوني عن جندب بن عبد الله البجلي قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( اقرؤوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه )
قال أبو عبد الله سمع عبد الرحمن سلاما (6/2680)
6931 - حدثنا إسحق أخبرنا عبد الصمد حدثنا همام حدثنا أبو عمران الجوني عن جندب بن عبد الله
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه )
قال أبو عبد الله وقال يزيد بن هارون عن هارون الأعور حدثنا أبو عمران عن جندب عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 4773 ] (6/2680)
6932 - حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال
: لما حضر النبي صلى الله عليه و سلم قال وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال ( هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ) . قال عمر إن النبي صلى الله عليه و سلم غلبه الوجع وعندكم القرآن . فحسبنا كتاب الله . واختلف أهل البيت اختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه و سلم كتابا لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر فلما أكثروا اللغط والاختلاف عند النبي صلى الله عليه و سلم قال ( قوموا عني )
قال عبيد الله فكان ابن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه و سلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم
[ ر 114 ] (6/2680)
27 - باب نهي النبي صلى الله عليه و سلم على التحريم إلا ما تعرف إباحته وكذلك أمره (6/2680)
نحو قوله حين أحلوا ( أصيبوا من النساء ) . وقال جابر ولم يعزم عليهم ولكن أحلهن لهم
[ ر 6933 ]
وقالت أم عطية نهينا عن اتباع الجنازة ولم يعزم علينا
[ ر 1219 ]
[ ش ( ما تعرف إباحته ) بقرينة أو بقيام دليل على ذلك . ( وكذلك أمره ) أي يجب امتثاله وتحرم مخالفته ما لم تدل قرينة أو يقم دليل على إرادة الندب ونحوه . ( ولم يعزم . . ) أي لم يشدد علينا في النهي فدل على أنه للكراهة لا للتحريم ] (6/2680)
6933 - حدثنا المكي بن إبراهيم عن بن جريج قال عطاء قال جابر
قال أبو عبد الله وقال محمد بن بكر البرساني عن ابن جريج قال أخبرني عطاء سمعت جابر بن عبد الله في أناس معه قال
: أهللنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحج خالصا ليس معه عمرة قال عطاء قال جابر فقدم النبي صلى الله عليه و سلم صبح رابعة مضت من ذي الحجة فلما قدمنا أمرنا النبي صلى الله عليه و سلم أن نحل وقال ( أحلوا وأصيبوا من النساء ) . قال عطاء قال جابر ولم يعزم عليهم ولكن أحلهن لهم فبلغه أنا نقول لما لم يكن بيننا وبين عرفة إلا خمس أمرنا أن نحل إلى نسائنا فنأتي عرفة تقطر مذاكيرنا المذي قال ويقول جابر بيده هكذا وحركها فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( قد علمتم أني أتقاكم لله وأصدقكم وأبركم ولولا هديي لحللت كما تحلون فحلوا فلو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت ) . فحللنا وسمعنا وأطعنا
[ ر 1482 ]
[ ش أخرجه مسلم في الحج باب بيان وجوه الإحرام . . رقم 1213
( أحلوا ) تحللوا من الإحرام . ( أصيبوا . . ) جامعوا النساء وهذا الأمر للإباحة وليس للوجوب لأنه جاء بعد الحظر أي المنع من معاشرة النساء حال الإحرام . ( المذي ) بلل لزج يخرج من الذكر عند ملاعبة النساء وثوران الشهوة ولا يجب فيه الغسل وهو نجس وخروجه يوجب الوضوء . وفي رواية ( المني ) . ( هكذا وحركها ) أمالها إشارة إلى تفطر ما يخرج من الذكر وكيفيته ] (6/2681)
6934 - حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث عن الحسين عن ابن بريدة حدثني عبد الله المزني
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( صلوا قبل صلاة المغرب ) . قال في الثالثة ( لمن شاء ) . كراهية أن يتخذها الناس سنة
[ ر 1128 ] (6/2681)
28 - باب قول الله تعالى { وأمرهم شورى بينهم } / الشورى 38 / . { وشاورهم في الأمر } / آل عمران 159 / . وأن المشاورة قبل العزم والتبين لقوله { فإذا عزمت فتوكل على الله } . / آل عمران 159 / . فإذا عزم الرسول صلى الله عليه و سلم لم يكن لبشر التقدم على الله ورسوله (6/2681)
وشاور النبي صلى الله عليه و سلم أصحابه يوم أحد في المقام والخروج فرأوا له الخروج فلما لبس لأمته وعزم قالوا أقم فلم يمل إليهم بعد العزم وقال ( لا ينبغي لنبي يلبس لأمته فيضعها حتى يحكم الله )
وشاور عليا وأسامة فيما رمى به أهل الإفك عائشة فسمع منهما حتى نزل القرآن فجلد الرامين ولم يلتفت إلى تنازعهم ولكن حكم بما أمره الله
[ ر 6935 ]
وكانت الأئمة بعد النبي صلى الله عليه و سلم يستشيرون الأمناء من أهل العلم في الأمور المباحة ليأخذوا بأسهلها فإذا وضح الكتاب أو السنة لم يتعدوه إلى غيره اقتداء بالنبي صلى الله عليه و سلم
ورأى أبو بكر قتال من منع الزكاة فقال عمر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوا لا إله إلا الله عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ) . فقال أبو بكر والله لأقاتلن من فرق بين ما جمع رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم تابعه بعد عمر [ ر 6855 ]
فلم يلتفت أبو بكر إلى مشورة إذ كان عنده حكم رسول الله صلى الله عليه و سلم في الذين فرقوا بين الصلاة والزكاة وأرادوا تبديل الدين وأحكامه وقال النبي صلى الله عليه و سلم ( من بدل دينه فاقتلوه )
[ ر 6524 ]
وكان القراء أصحاب مشورة عمر كهولا أو شبانا وكان وقافا عند كتاب الله عز و جل
[ ر 6856 ]
[ ش ( لأمته ) آلة الحرب من سلاح وغيره . ( أقم ) ابق في المدينة ولا تخرج منها . ( تنازعهم ) اختلاف علي وأسامة رضي الله عنهما في الرأي ] (6/2681)
6935 - حدثنا الأويسي حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب حدثني عروة وابن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله عن عائشة رضي الله عنها
: حين قال لها أهل الإفك ما قالوا قالت ودعا رسول الله صلى الله عليه و سلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد رضي الله عنهما حين استلبث الوحي يسألهما وهو يستشيرهما في فراق أهله فأما أسامة فأشار بالذي يعلم من براءة أهله وأما علي فقال لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير وسل الجارية تصدقك . فقال ( هل رأيت من شيء يريبك ) . قالت ما رأيت أمرا أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله فقام على المنبر فقال ( يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي والله ما علمت على أهلي إلا خيرا ) . فذكر براءة عائشة (6/2682)
6936 - وقال أبو أسامة عن هشام . وحدثني محمد بن حرب حدثنا يحيى بن أبي زكرياء الغساني عن هشام عن عروة عن عائشة
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال ( ما تشيرون علي في قوم يسبون أهلي ما علمت عليهم من سوء قط )
وعن عروة قال لما أخبرت عائشة بالأمر قالت يا رسول الله أتأذن لي أن أنطلق إلى أهلي ؟ فأذن لها وأرسل معها الغلام . وقال رجل من الأنصار سبحانك ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم
[ ر 2453 ]
[ ش ( رجل ) هو أبو أيوب خالد بن زيد رضي الله عنه . ( سبحانك ) ننزهك عن أن تفعل زوجة نبيك وخاتم رسلك الفاحشة . ( بهذا ) بالذي تكلم به الناس وخاضوا فيه من الاتهام بالفاحشة . ( بهتان ) كذب بالغ النهاية يبهت من يسمعه ويدهشه . وقد أنزل الله عز و جل قوله هذا قرآنا يتلى في سورة النور / 16 / ]
بسم الله الرحمن الرحيم (6/2683)
100 - كتاب التوحيد (6/2683)
1 - باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه و سلم أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى (6/2683)
[ ش ( التوحيد ) اعتقاد أن الله سبحانه وتعالى واحد في ذاته وصفاته وأفعاله ويطلق على إثبات ذلك بالحجة والدليل ] (6/2683)
6937 - حدثنا أبو عاصم حدثنا زكرياء بن إسحق عن يحيى بن عبد الله بن صيفي عن أبي معبد عن ابن عباس رضي الله عنهما
: أن النبي صلى الله عليه و سلم بعث معاذا إلى اليمن . وحدثني عبد الله بن أبي الأسود حدثنا الفضل بن العلاء حدثنا إسماعيل بن أمية عن يحيى بن عبد الله بن محمد بن صيفي أنه سمع أبا معبد مولى ابن عباس يقول سمعت ابن عباس يقول لما بعث النبي صلى الله عليه و سلم معاذ بن جبل إلى نحو أهل اليمن قال له ( إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم فإذا صلوا فأخبرهم أن الله افترض عليهم زكاة في أموالهم تؤخذ من غنيهم فترد على فقيرهم فإذا أقروا بذلك فخذ منهم وتوق كرائم أموال الناس )
[ ر 1331 ] (6/2685)
6938 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي حصين والأشعث بن سليم سمعا الأسود بن هلال عن معاذ بن جبل قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد ) . قال الله ورسوله أعلم قال ( أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا أتدري ما حقهم عليه ) . قال الله ورسوله أعلم قال ( أن لا يعذبهم )
[ ر 2701 ] (6/2685)
6939 - حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري
: أن رجلا سمع رجلا يقرأ { قل هو الله أحد } . يرددها فلما أصبح جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فذكر له ذلك وكأن الرجل يتقالها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن )
زاد إسماعيل بن جعفر عن مالك عن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سعيد أخبرني أخي قتادة بن النعمان عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 4726 ]
[ ش ( وكأن ) بالهمزة حرف مشبه بالفعل ويروى ( وكان ) بدون همزة فعل ماض ناقص . ( أخي ) قتادة بن النعمان أخو أبي سعيد الخدري من أمه رضي الله عنهما ] (6/2685)
6940 - حدثنا محمد حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب حدثنا عمرو عن ابن أبي هلال أن أبا الرجال محمد بن عبد الرحمن حدثه عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن وكانت في حجر عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم عن عائشة
: أن النبي صلى الله عليه و سلم بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم ب { قل هو الله أحد } . فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال ( سلوه لأي شيء يصنع ذلك ) . فسألوه فقال لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( أخبروه أن الله يحبه )
[ ر 741 ]
[ ش أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب فضل قراءة قل هو الله أحد رقم 813
( حجر عائشة ) حضانتها ورعايتها . ( على سرية ) أميرا عليها وهي القطعة من الجيش لا تتجاوز الأربعمائة . ( بقل هو . . ) أي بكامل السورة التي تبدأ بهذه الجملة . ( صفة الرحمن ) لأن فيها أسماءه وصفاته وأسماؤه مشتقة من صفاته . ( يحبه ) يقبل منه ويقربه إليه ويزيده ثوابا . وانظر الحديث [ 741 ] ] (6/2686)
2 - باب قول الله تبارك وتعالى { قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى } / الإسراء 110 / (6/2686)
[ ش ( ومعنى الآية ) سم الخالق سبحانه وتعالى بما شئت الله أو الرحمن فهو حسن لأنه سبحانه متصف بالكمال وجميع أسمائه حسنة ] (6/2686)
6941 - حدثنا محمد أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب وأبي ظبيان عن جرير بن عبد الله قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا يرحم الله من لا يرحم الناس )
[ ر 5667 ] (6/2686)
6942 - حدنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد قال
: كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم إذ جاءه رسول إحدى بناته تدعوه إلى ابنها في الموت فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( ارجع فأخبرها أن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فمرها فلتصبر ولتحتسب ) . فأعادت الرسول أنها أقسمت لتأتينها فقام النبي صلى الله عليه و سلم وقام معه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل فدفع الصبي إليه ونفسه تقعقع كأنها في شن ففاضت عيناه فقال له سعد يا رسول الله ما هذا ؟ قال ( هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء )
[ ر 1224 ] (6/2686)
3 - باب قول الله تعالى { إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين } / الذاريات 58 / (6/2686)
[ ش ( المتين ) القوي الشديد الذي لا يلحقه في أفعاله مشقة ولا تعب ] (6/2686)
6943 - حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي موسى الأشعري قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم )
[ ر 5748 ] (6/2687)
4 - باب قول الله تعالى { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا } / الجن 26 / . و { إن الله عنده علم الساعة } / لقمان 34 / . و { أنزله بعلمه } / النساء 166 / . { وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه } / فاطر 11 / . { إليه يرد علم الساعة } / فصلت 47 / (6/2687)
قال يحيى { الظاهر } على كل شيء علما . { الباطن } / الحديد 3 / على كل شيء علما
[ ش ( الغيب ) ما غاب عن الحواس وما سيكون . ( يظهر ) يطلع
( عنده علم الساعة ) اختص سبحانه وتعالى بعلم متى يكون قيام القيامة ولم يطلع عليه أحدا من خلقه . ( أنزله ) أي الوحي بالقرآن . ( بعلمه ) وهو عالم به رقيب عليه . ( تضع ) تلد . ( إليه يرد . . ) لا يعلم متى وقت قيامها غيره . ( يحيى ) هو ابن زياد الفراء المشهور بعلم النحو ] (6/2687)
6944 - حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثني عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله لا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله ولا يعلم ما في غد إلا الله ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله )
[ ر 992 ] (6/2687)
6945 - حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن إسماعيل عن الشعبي عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت
: من حدثك أن محمدا صلى الله عليه و سلم رأى ربه فقد كذب وهو يقول { لا تدركه الأبصار } . ومن حدثك أنه يعلم الغيب فقد كذب وهو يقول ( لا يعلم الغيب إلا الله )
[ ر 3062 ] (6/2687)
5 - باب قول الله تعالى { السلام المؤمن } / الحشر 23 / (6/2687)
6946 - حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا مغيرة حدثنا شقيق بن سلمة قال قال عبد الله
: كنا نصلي خلف النبي صلى الله عليه و سلم فنقول السلام على الله فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( إن الله هو السلام ولكن قولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله )
[ ر 797 ] (6/2688)
6 - باب قول الله تعالى { ملك الناس } / الناس 2 / (6/2688)
فيه ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 6977 ] (6/2688)
6947 - حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن سعيد عن أبي هريرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض )
وقال شعيب والزبيدي وابن مسافر وإسحق بن يحيى عن الزهري عن أبي سلمة مثله
[ ر 4534 ] (6/2688)
7 - باب قول الله تعالى { وهو العزيز الحكيم } / الحشر 24 / . { سبحان ربك رب العزة } / الصافات 180 / . { ولله العزة ولرسوله } / المنافقون 8 / . ومن حلف بعزة الله وصفاته (6/2688)
وقال أنس قال النبي صلى الله عليه و سلم ( تقول جهنم قط قط وعزتك )
[ ر 4567 ]
وقال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم ( يبقى رجل بين الجنة والنار آخر أهل النار دخولا الجنة فيقول رب اصرف وجهي عن النار لا وعزتك لا اسألك غيرها ) . قال أبو سعيد إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( قال الله عز و جل لك ذلك وعشرة أمثاله )
[ ر 6204 ]
وقال أيوب ( وعزتك لا غنى بي عن بركتك )
[ ر 275 ] (6/2688)
6948 - حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا حسين المعلم حدثني عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر عن ابن عباس
: أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول ( أعوذ بعزتك الذي لا إله إلا أنت الذي لا يموت والجن والإنس يموتون )
[ ش أخرجه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة باب التعوذ من شر ما عمل . . رقم 2717 ] (6/2688)
6949 - حدثنا ابن أبي الأسود حدثنا حرمي حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لا يزال يلقى في النار )
وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس
وعن معتمر سمعت أبي عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لا يزال يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع فيها رب العالمين قدمه فينزوي بعضها إلى بعض ثم تقول قد قد بعزتك وكرمك ولا تزال الجنة تفضل حتى ينشئ الله لها خلقا فيسكنهم فضل الجنة )
[ ر 4567 ]
[ ش ( قد قد ) حسبي حسبي . ( تفضل ) تزيد وتتسع لغيرهم . ( ينشئ ) يخلق
( خلقا ) الله تعالى أعلم بهم ] (6/2689)
8 - باب قول الله تعالى { وهو الذي خلق السموات والأرض بالحق } / الأنعام 73 / (6/2689)
6950 - حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن ابن جريج عن سليمان عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: كان النبي صلى الله عليه و سلم يدعو من الليل ( اللهم لك الحمد أنت رب السماوات والأرض لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن لك الحمد أنت نور السماوات والأرض قولك الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وأسررت وأعلنت أنت إلهي لا إله لي غيرك ) (6/2689)
6951 - حدثنا ثابت بن محمد حدثنا سفيان بهذا
: وقال ( أنت الحق وقولك الحق )
[ ر 1069 ] (6/2689)
9 - باب قول الله تعالى { وكان الله سميعا بصيرا } / النساء 134 / (6/2689)
وقال الأعمش عن تميم عن عروة عن عائشة قالت الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات فأنزل الله تعالى على النبي صلى الله عليه و سلم { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها } . / المجادلة 1 /
[ ش ( تجادلك . . ) تحاورك وتراجعك في أمر زوجها الذي ظاهر منها أي قال لها أنت علي كظهر أمي وقد كان هذا طلاقا في الجاهلية ثم نسخ ذلك في الإسلام وجعلت فيه الكفارة . وهذه المجادلة هي خولة بنت ثعلبة وزوجها أوس بن الصامت رضي الله عنهما ] (6/2689)
6952 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي عثمان عن أبي موسى قال
: كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في سفر فكنا إذا علونا كبرنا فقال ( اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا تدعون سميعا بصيرا قريبا ) . ثم أتى علي وأنا أقول في نفسي لا حول ولا قوة إلا بالله فقال لي ( يا عبد الله بن قيس قل لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة ) . أو قال ( ألا أدلك ) . به
[ ر 2830 ] (6/2690)
6953 - حدثنا يحيى بن سليمان حدثني ابن وهب أخبرني عمرو عن يزيد عن أبي الخير سمع عبد الله بن عمرو
: أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه و سلم يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي . قال ( قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي من عندك مغفرة إنك أنت الغفور الرحيم )
[ ر 799 ]
[ ش أخرجه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة باب استحباب خفض الصوت بالذكر رقم 2705 ] (6/2690)
6954 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب حدثني عروة أن عائشة رضي الله عنها حدثته
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( إن جبريل عليه السلام ناداني قال إن الله قد سمع قول قومك وما ردوا عليك )
[ ر 3059 ] (6/2690)
10 - باب قول الله تعالى { قل هو القادر } / الأنعام 65 / (6/2690)
6955 - حدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا معن بن عيسى حدثني عبد الرحمن بن أبي الموالي قال سمعت محمد بن المنكدر يحدث عبد الله بن الحسن يقول أخبرني جابر بن عبد الله السلمي قال
: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها كما يعلم السورة من القرآن يقول ( إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم فإن كنت تعلم هذا الأمر - ثم تسميه بعينه - خيرا لي في عاجل أمري وآجله - قال أو في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه اللهم وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال في عاجل أمري وآجله - فاصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به )
[ ر 1109 ] (6/2690)
11 - باب مقلب القلوب (6/2690)
وقول الله تعالى { ونقلب أفئدتهم وأبصارهم } / الأنعام 110 /
[ ش ( ونقلب أفئدتهم . . ) جمع فؤاد وهو القلب والمعنى نوقعهم في حيرة واضطراب فلا يستقرون على حال ] (6/2690)
6956 - حدثني سعيد بن سليمان عن ابن المبارك عن موسى بن عقبة عن سالم عن عبد الله قال
: أكثر ما كان النبي صلى الله عليه و سلم يحلف ( لا ومقلب القلوب )
[ ر 6243 ] (6/2691)
12 - باب إن لله مائة اسم إلا واحدا (6/2691)
قال ابن عباس { ذو الجلال } / الرحمن 27 / العظمة . { البر } / الطور 28 / اللطيف (6/2691)
6957 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة )
[ ر 2585 ]
{ أحصيناه } / يس 12 / حفظناه (6/2691)
13 - باب السؤال بأسماء الله تعالى والاستعاذة بها (6/2691)
6958 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثني مالك عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( إذا جاء أحدكم فراشه فلينفضه بصنفة ثوبه ثلاث مرات وليقل باسمك رب وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فاغفر لها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين )
تابعه يحيى وبشر بن المفضل عن عبيد الله عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم
وزاد زهير و أبو ضمرة وإسماعيل بن زكرياء عن عبيد الله عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم
ورواه ابن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم
تابعه محمد بن عبد الرحمن والدراوردي وأسامة بن حفص
[ ر 5961 ]
[ ش ( بصنفة ثوبه ) جانبه أو طرفه والصنفة أعلى حاشية الثوب الذي عليه الهدب ] (6/2691)
6959 - حدثنا مسلم حدثنا شعبة عن عبد الملك عن ربعي عن حذيفة قال
: كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا أوى إلى فراشه قال ( اللهم باسمك أحيا وأموت ) . وإذا أصبح قال ( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور )
[ ر 5953 ] (6/2692)
6960 - حدثنا سعد بن حفص حدثنا شيبان عن منصور عن ربعي بن حراش عن خرشة بن الحر عن أبي ذر قال
: كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا أخذ مضجعه من الليل قال ( باسمك نموت ونحيا ) . فإذا استيقظ قال ( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور )
[ ر 5966 ] (6/2692)
6961 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن منصور عن سالم عن كريب عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله فقال باسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبدا )
[ ر 141 ] (6/2692)
6962 - حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا فضيل عن منصور عن إبراهيم عن همام عن عدي بن حاتم قال
: سألت النبي صلى الله عليه و سلم قلت أرسل كلابي المعلمة قال ( إذا أرسلت كلابك المعلمة وذكرت اسم الله فأمسكن فكل وإذا رميت بالمعراض فخزق فكل )
[ ر 173 ] (6/2692)
6963 - حدثنا يوسف بن موسى حدثنا أبو خالد الأحمر قال سمعت هشام بن عروة يحدث عن أبيه عن عائشة قالت
: قالوا يا رسول الله إن هنا أقواما حديثا عهدهم بشرك يأتوننا بلحمان لا ندري يذكرون اسم الله عليها أم لا ؟ قال ( اذكروا أنتم اسم الله وكلوا )
تابعه محمد بن عبد الرحمن والدراوردي وأسامة بن حفص
[ ر 1952 ]
[ ش ( بلحمان ) جمع لحم ] (6/2692)
6964 - حدثنا حفص بن عمر حدثنا هشام عن قتادة عن أنس قال
: ضحى النبي صلى الله عليه و سلم بكبشين يسمي ويكبر
[ ر 5233 ] (6/2693)
6965 - حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن الأسود بن قيس عن جندب
: أنه شهد النبي صلى الله عليه و سلم يوم النحر صلى ثم خطب فقال ( من ذبح قبل أن يصلي فليذبح مكانها أخرى ومن لم يذبح فليذبح باسم الله )
[ ر 942 ] (6/2693)
6966 - حدثنا أبو نعيم حدثنا ورقاء عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( لا تحلفوا بآبائكم ومن كان حالفا فليحلف بالله )
[ ر 2533 ] (6/2693)
14 - باب ما يذكر في الذات والنعوت وأسامي الله (6/2693)
وقال خبيب وذلك في ذات الإله فذكر الذات باسمه تعالى (6/2693)
6967 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي حليف لبني زهرة وكان من أصحاب أبي هريرة أن أبا هريرة قال
: بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عشرة منهم خبيب الأنصاري فأخبرني عبيد الله بن عياض أن ابنة الحارث أخبرته أنهم حين اجتمعوا استعار منها موسى يستحد بها فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه قال خبيب الأنصاري
ولست أبالي حين أقتل مسلما * على أي شق كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ * يبارك على أوصال شلو ممزع
فقتله بن الحارث فأخبر النبي صلى الله عليه و سلم أصحابه خبرهم يوم أصيبوا
[ ر 2880 ] (6/2693)
15 - باب قول الله تعالى { ويحذركم الله نفسه } / آل عمران 28 / (6/2693)
وقوله جل ذكره { تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك } / المائدة 116 /
[ ش ( يحذركم . . ) ينبهكم الله تعالى أن ينالكم العقاب الصادر منه بسبب تعرضكم لسخطه بمخالفة أحكامه وموالاة أعدائه . ( تعلم . . ) لا يغيب عنك ما أخفيه ويخفى علي ما لم تظهره من علمك ] (6/2693)
6968 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( ما من أحد أغير من الله من أجل ذلك حرم الفواحش وما أحد أحب إليه المدح من الله )
[ ر 4358 ] (6/2693)
6969 - حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لما خلق الله الخلق كتب في كتابه وهو يكتب على نفسه وهو وضع عنده على العرش إن رحمتي تغلب غضبي )
[ ر 3022 ]
[ ش ( وضع ) موضوع ] (6/2694)
6970 - حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش سمعت أبا صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة )
[ 7066 - 7098 - 7099 ]
[ ش أخرجه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة باب الحث على ذكر الله تعالى وباب فضل الذكر والدعاء والتقرب إلى الله تعالى . وفي التوبة باب الحض على التوبة والفرح بها رقم 2675
( أنا عند ظن عبدي بي ) أجازيه بحسب ظنه بي فإن رجا رحمتي وظن أني أعفو عنه وأغفر له فله ذلك لأنه لا يرجوه إلا مؤمن علم أن له ربا يجازي . وإن يئس من رحمتي وظن أني أعاقبه وأعذبه فعليه ذلك لأنه لا ييأس إلا كافر . ( معه ) بعوني ونصرتي وحفظي . ( ذكرته في نفسي ) أي إن عظمني وقدسني ونزهني سرا كتبت له الثواب والرحمة سرا وقيل إن ذكرني بالتعظيم أذكره بالإنعام . ( ملأ ) جماعة من الناس . ( ملأ خير منهم ) جماعة من الملائكة المقربين وهم أفضل من عامة البشر . ( شبرا ) مقدار شبر وهو قدر بعد ما بين رأس الخنصر ورأس الإبهام والكف مبسوطة مفرقة الأصابع . ( ذراعا ) هي اليد من كل حيوان وهي من الإنسان من المرفق إلى أطراف رؤوس الأصابع . ( باعا ) هو مسافة ما بين الكفين إذا بسطتهما يمينا وشمالا . ( هرولة ) هي الإسراع في المشي ونوع من العدو وهذا والذي قبله مجاز عن قبوله سبحانه وسرعة إجابته للعبد ومزيد تفضله عليه ] (6/2694)
16 - باب قول الله تعالى { كل شيء هالك إلا وجهه } / القصص 88 / (6/2694)
6971 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد بن زيد عن عمرو عن جابر بن عبد الله قال لما نزلت هذه الآية { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم } . قال النبي صلى الله عليه و سلم ( أعوذ بوجهك ) . فقال { أو من تحت أرجلكم } . فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( أعوذ بوجهك ) . قال { أو يلبسكم شيعا } . فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( هذا أيسر )
[ ر 4352 ] (6/2694)
17 - باب قول الله تعالى { ولتصنع على عيني } / طه 39 / تغذى . وقوله جل ذكره { تجري بأعيننا } / القمر 14 / (6/2694)
[ ش ( لتصنع . . ) تربى وتنشأ برعايتي وحفظي وأنا أنظر إليك بعيني وأرقبك وهي عين هو أعلم بها سبحانه . ( بأعيننا ) على مرأى ومشاهدة منا أو برعايتنا وحفظنا ] (6/2694)
6972 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله قال
: ذكر الدجال عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( إن الله لا يخفى عليكم إن الله ليس بأعور - وأشار بيده إلى عينه - وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية )
[ ر 3159 ]
[ ش ( عنبة طافية ) ناتئة شاخصة ] (6/2695)
6973 - حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة أخبرنا قتادة قال سمعت أنسا رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( ما بعث الله من نبي إلا أنذر قومه الأعور الكذاب إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر )
[ ر 6712 ] (6/2695)
18 - باب { هو الله الخالق البارئ المصور } / الحشر 24 / (6/2695)
[ ش ( البارئ ) الخالق البريء من التفاوت والتنافر في خلقه . ( المصور ) المبدع لصور المخلوقات ومرتبها بصورة يترتب عليها خواصها ويتم بها كمالها ] (6/2695)
6974 - حدثنا إسحق حدثنا عفان حدثنا وهيب حدثنا موسى هو ابن عقبة حدثني محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز عن أبي سعيد الخدري في غزوة بني المصطلق
: أنهم أصابوا سبايا فأرادوا أن يستمتعوا بهن ولا يحملن فسألوا النبي صلى الله عليه و سلم عن العزل فقال
: ( ما عليكم أن لا تفعلوا فإن الله قد كتب من هو خالق إلى يوم القيامة ) . وقال مجاهد عن قزعة سمعت أبا سعيد فقال قال النبي صلى الله عليه و سلم ( ليست نفس مخلوقة إلا الله خالقها )
[ ر 2116 ]
[ ش ( يستمتعوا بهن ) يجامعوهن . ( نفس مخلوقة ) قدر الله تعالى أن تخلق وتخرج للوجود ] (6/2695)
19 - باب قول الله تعالى { لما خلقت بيدي } / ص 75 / (6/2695)
[ ش ( خلقت بيدي ) لا بوساطة أب ولا أم ] (6/2695)
6975 - حدثني معاذ بن فضالة حدثنا هشام عن قتادة عن أنس
: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( يحمع الله المؤمنين يوم القيامة كذلك فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيأتون آدم فيقولون يا آدم أما ترى الناس خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء اشفع لنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيقول لست هناك ويذكر لهم خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا نوحا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض فيأتون نوحا فيقول لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن فيأتون إبراهيم فيقول لست هناكم ويذكر لهم خطاياه التي أصابها ولكن ائتوا موسى عبدا آتاه الله التوراة وكلمه تكليما فيأتون موسى فيقول لست هناكم ويذكر لهم خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وكلمته وروحه فيأتون عيسى فيقول لست هناكم ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه و سلم عبدا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتونني فأنطلق فأستأذن على ربي فيؤذن لي عليه فإذا رأيت ربي وقعت له ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال لي ارفع محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ربي ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع محمد قل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فأقول يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود ) . قال النبي صلى الله عليه و سلم ( يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه ما يزن من الخير ذرة )
[ ر 4206 ]
[ ش ( المؤمنين ) يتناول كل المؤمنين من الأمم السابقة . ( كذلك ) أي مثل الجمع الذي نحن فيه . ( خطيئته ) وهي الأكل من الشجرة التي نهي عنها
( أول رسول ) المراد أول رسول أرسل إلى الكفار . ( خطاياه ) أي ما بدر منه مما ظاهره الكذب في ثلاثة مواطن { إني سقيم } / الصافات 89 / . { بل فعله كبيرهم هذا } / الأنبياء 63 / . وقوله عن سارة عليها السلام ( إنها أختي ) . [ ر 2104 ] . ( الخير ) الإيمان . ( برة ) قمحة . ( ذرة ) النملة الصغيرة ] (6/2695)
6976 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( يد الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار . وقال أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يده . وقال وكان عرشه على الماء وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع )
[ ر 4407 ] (6/2697)
6977 - حدثنا مقدم بن محمد قال حدثني عمي القاسم بن يحيى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
: عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال ( إن الله يقبض يوم القيامة الأرض وتكون السماوات بيمينه ثم يقول أنا الملك ) . رواه سعيد عن مالك
وقال عمر بن حمزة سمعت سالما سمعت ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم بهذا
وقال أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني أبو سلمة أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يقبض الله الأرض )
[ ر 4534 ]
[ ش أخرجه مسلم في صفات المنافقين وأحكامهم كتاب صفة القيامة والجنة والنار رقم 2788 ] (6/2697)
6978 - حدثنا مسدد سمع يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني منصور وسليمان عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله
: أن يهوديا جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا محمد إن الله يمسك السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والجبال على إصبع والشجر على إصبع والخلائق على إصبع ثم يقول أنا الملك . فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى بدت نواجذه ثم قرأ { وما قدروا الله حق قدره }
قال يحيى بن سعيد وزاد فيه فضيل بن عياض عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم تعجبا وتصديقا له (6/2697)
6979 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش سمعت إبراهيم قال سمعت علقمة يقول قال عبد الله
: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم من أهل الكتاب فقال يا أبا القاسم إن الله يمسك السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر والثرى على إصبع والخلائق على إصبع ثم يقول أنا الملك أنا الملك . فرأيت النبي صلى الله عليه و سلم ضحك حتى بدت نواجذه ثم قرأ { وما قدروا الله حق قدره }
[ ر 4533 ] (6/2697)
20 - باب قول النبي صلى الله عليه و سلم ( لا شخص أغير من الله ) (6/2697)
[ ش ( لا شخص ) الأصح أن يقال ( لا أحد ) كما في الحديث ] (6/2697)
6980 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك عن وراد كاتب المغيرة عن المغيرة قال قال سعد بن عبادة
: لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( تعجبون من غيرة سعد والله لأنا أغير منه والله أغير مني ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا أحد أحب إليه العذر من الله ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين ولا أحد أحب إليه المدحة من الله ومن أجل ذلك وعد الله الجنة )
[ ر 6454 ]
[ ش أخرجه مسلم في اللعان رقم 1499
( الفواحش ) جمع فاحشة وهي كل خصلة قبيحة من الأقوال والأفعال
( ما ظهر منها وما بطن ) سرها وعلانيتها . ( العذر ) التوبة والإنابة
( المبشرين والمنذرين ) الرسل يبشرون بالثواب لمن تاب وأطاع وينذرون بالعقاب لمن عصى وأصر على المخالفة . ( المدحة ) الثناء الحسن بذكر أوصاف الكمال وتنزيهه عما لا يليق به ] (6/2698)
21 - باب { قل أي شيء أكبر شهادة قل الله } / الأنعام 19 / . فسمى الله تعالى نفسه شيئا . وسمى النبي صلى الله عليه و سلم القرآن شيئا وهو صفة من صفات الله . وقال { كل شيء هالك إلا وجهه } / القصص 88 / (6/2698)
6981 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد
: قال النبي صلى الله عليه و سلم لرجل ( أمعك من القرآن شيء ) . قال نعم سورة كذا وسورة كذا لسور سماها
[ ر 2186 ] (6/2698)
22 - باب { وكان عرشه على الماء } / هود 7 / . { وهو رب العرش العظيم } / التوبة 129 / (6/2698)
قال أبو العالية { استوى إلى السماء } ارتفع . { فسواهن } / البقرة 29 / خلقهن
وقال مجاهد { استوى } علا { على العرش } / الأعراف 54 /
وقال ابن عباس { المجيد } / البروج 15 / الكريم و { الودود } / البروج 14 / الحبيب يقال حميد مجيد كأنه فعيل من ماجد محمود من حمد (6/2698)
6982 - حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن جامع بن شداد عن صفوان بن محرز عن عمران بن حصين قال
: إني عند النبي صلى الله عليه و سلم إذ جاءه قوم من بني تميم فقال ( اقبلوا البشرى يا بني تميم ) . قالوا بشرتنا فأعطنا فدخل ناس من أهل اليمن فقال ( اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم ) . قالوا قبلنا جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان قال ( كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السماوات والأرض وكتب في الذكر كل شيء ) . ثم أتاني رجل فقال يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت فانطلقت أطلبها فإذا السراب ينقطع دونها وايم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم
[ ر 3018 ]
[ ش ( وايم الله ) يمين الله وهي من ألفاظ القسم ] (6/2699)
6983 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام حدثنا أبو هريرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( إن يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم ينقص ما في يمينه وعرشه على الماء وبيده الأخرى الفيض أو القبض يرفع ويخفض )
[ ر 4407 ] (6/2699)
6984 - حدثنا أحمد حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال
: جاء زيد بن حارثة يشكو فجعل النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( اتق الله وأمسك عليك زوجك ) . قال أنس لو كان رسول الله صلى الله عليه و سلم كاتما شيئا لكتم هذه
قال فكانت زينب تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه و سلم تقول زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات
وعن ثابت { وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس } . نزلت في شأن زينب وزيد بن حارثة
[ ش ( يشكو ) أي سوء خلق زوجته معه . ( كاتما شيئا ) مخفيا شيئا من وحي الله تعالى لا يبلغه للناس . ( هذه ) أي هذه الآية لما فيها من العتاب له صلى الله عليه و سلم ] (6/2699)
6985 - حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا عيسى بن طهمان قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول
: نزلت آية الحجاب في زينب بنت جحش وأطعم عليها يومئذ خبزا ولحما وكانت تفخر على نساء النبي صلى الله عليه و سلم وكانت تقول إن الله أنكحني في السماء
[ ر 4509 ] (6/2700)
6986 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( إن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي )
[ ر 3022 ] (6/2700)
6987 - حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثني محمد بن فليح قال حدثني أبي حدثني هلال عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله الجنة هاجر في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها ) . قالوا يا رسول الله أفلا ننبئ الناس بذلك ؟ قال ( إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة )
[ ر 2637 ] (6/2700)
6988 - حدثنا يحيى بن جعفر حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم هو التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال
: دخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه و سلم جالس فلما غربت الشمس قال ( يا أبا ذر هل تدري أين تذهب هذه ) . قال قلت الله ورسوله أعلم قال ( فإنها تذهب تستأذن في السجود فيؤذن لها وكأنها قد قيل لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها ثم قرأ ذلك مستقر لها ) . في قراءة عبد الله
[ ر 3027 ]
[ ش ( قراءة عبد الله ) وهي قراءة شاذة والتواترة { تجري لمستقر لها } ] (6/2700)
6989 - حدثنا موسى عن إبراهيم حدثنا ابن شهاب عن عبيد بن السباق أن زيد بن ثابت . وقال الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن ابن السباق أن زيد بن ثابت حدثه قال
: أرسل إلي أبو بكر فتتبعت القرآن حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره { لقد جاءكم رسول من أنفسكم } . حتى خاتمة { براءة }
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس بهذا وقال مع أبي خزيمة الأنصاري
[ ر 4402 ] (6/2700)
6990 - حدثنا معلى بن أسد حدثنا وهيب عن سعيد عن قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول عند الكرب ( لا إله إلا الله العليم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم )
[ ر 5985 ] (6/2701)
6991 - حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد الخدري
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال النبي صلى الله عليه و سلم ( يصعقون يوم القيامة فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش )
وقال الماجشون عن عبد الله بن الفضل عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( فأكون أول من بعث فإذا موسى آخذ بالعرش )
[ ر 2280 - 2281 ] (6/2701)
23 - باب قول الله تعالى { تعرج الملائكة والروح إليه } / المعارج 4 / . وقوله جل ذكره { إليه يصعد الكلم الطيب } / فاطر 10 / (6/2701)
[ ش ( تعرج ) تصعد وترتفع وترتقي . ( الروح ) جبريل عليه السلام وقيل غير ذلك . ( يصعد ) كناية عن القبول والإثابة . ( الكلم الطيب ) كل كلام فيه طاعة لله عز و جل من قراءة قرآن وذكر لله تعالى وصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم وأمر بمعروف ونهي عن منكر ونحو ذلك
( العمل الصالح . . ) مراد مجاهد رحمه الله تعالى أن العمل الصالح - وهو أداء فرائض الله تعالى كما فسر - هو الذي يرفع الكلم الطيب أي هو شرط في قبوله من الله تعالى وترتب الثواب عليه والله أعلم ]
وقال أبو جمرة عن ابن عباس بلغ أبا ذر مبعث النبي صلى الله عليه و سلم فقال لأخيه اعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه يأتيه الخبر من السماء
[ ر 3648 ]
وقال مجاهد { العمل الصالح } / فاطر 10 / يرفع الكلم الطيب . يقال { ذي المعارج } / المعارج 3 / الملائكة تعرج إلى الله (6/2701)
6992 - حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بكم فيقول كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون )
[ ر 530 ] (6/2702)
6993 - وقال خالد بن مخلد حدثنا سليمان حدثني عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يصعد إلى الله إلا الطيب فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل ) . ورواه ورقاء عن عبد الله بن دينار عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم ( ولا يصعد إلى الله إلا الطيب )
[ ر 1344 ]
[ ش أخرجه مسلم في الزكاة باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها رقم 1014
( بعدل تمرة ) ما يعادلها وزنا أو قيمة . ( كسب طيب ) حلال ومن طريق مشروع . ( يصعد ) يقبل . ( يتقبلها بيمينه ) الله سبحانه وتعالى منزه عن مشابهة مخلوقاته في صورهم وأشكالهم فيمينه جل وعلا يمين تليق به وليست جارحة كجوارحنا وهو تعالى أعلم بها وإنما ندرك نحن من هذا أن الله تعالى يتقبل هذه الصدقة قبولا حسنا ويجزل العطاء لصاحبها لأن اليمين تصان عادة عن مس الأشياء الدنية وهو عنوان الرضا وحسن القبول والله تعالى أعلم . ( يربيها ) ينميها ويزيد في أجرها
( فلوه ) المهر إذا فطم . ( مثل الجبل ) كما لو كان تصدق بمقدار الجبل ] (6/2702)
6994 - حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس
: أن نبي الله صلى الله عليه و سلم كان يدعو بهن عند الكرب ( لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السماوات ورب العرش الكريم )
[ ر 5985 ] (6/2702)
6995 - حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن أبيه عن ابن أبي نعم أو أبي نعم - شك قبيصة - عن أبي سعيد الخدري قال بعث إلى النبي صلى الله عليه و سلم بذهبية فقسمها بين أربعة
وحدثني إسحق بن نصر حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن أبيه عن ابن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري قال
: بعث علي وهو في اليمن إلى النبي صلى الله عليه و سلم بذهبية في تربتها فقسمها بين الأقرع بن حابس الحنظلي ثم أحد بني مجاشع وبين عيينة بن بدر الفزاري وبين علقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب وبين زيد الخيل الطائي ثم أحد بني نبهان فتغيظت قريش والأنصار فقالوا يعطيه صناديد أهل نجد ويدعنا قال ( إنما أتألفهم ) . فأقبل رجل غائر العينين ناتئ الجبين كث اللحية مشرف الوجنتين محلوق الرأس فقال يا محمد اتق الله فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( فمن يطيع الله إذا عصيته فيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني ) . فسأل رجل من القوم قتله - أراه خالد بن الوليد - فمنعه النبي صلى الله عليه و سلم فلما ولى قال النبي صلى الله عليه و سلم ( إن من ضئضئ هذا قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد )
[ ر 4094 ] (6/2702)
6996 - حدثنا عياش بن الوليد حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال
: سألت النبي صلى الله عليه و سلم عن قوله { والشمس تجري لمستقر لها } . قال ( مستقرها تحت العرش )
[ ر 3027 ] (6/2703)
24 - باب قول الله تعالى { وجوه يومئذ ناضرة . إلى ربها ناظرة } / القيامة 22 - 23 / (6/2703)
[ ش ( ناضرة ) من النضرة وهي البهجة والسرور والحسن والصفاء ] (6/2703)
6997 - حدثنا عمرو بن عون حدثنا خالد أو هشيم عن إسماعيل عن قيس عن جرير قال
: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه و سلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر قال ( إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا ) (6/2703)
6998 - حدثنا يوسف بن موسى حدثنا عاصم بن يوسف اليربوعي حدثنا أبو شهاب عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( إنكم سترون ربكم عيانا ) (6/2703)
6999 - حدثنا عبدة بن عبد الله حدثنا حسين الجعفي عن زائدة حدثنا بيان بن بشر عن قيس بن أبي حازم حدثنا جرير قال
: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة البدر فقال ( إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته )
[ ر 529 ] (6/2703)
7000 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة
: أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( هل تضارون في القمر ليلة البدر ) . قالوا لا يا رسول الله قال ( فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ) . قالوا لا يا رسول الله قال ( فإنكم ترونه كذلك يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول من كان يعبد شيئا فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ويتبع من كان يعبد القمر القمر ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيها شافعوها أو منافقوها - شك إبراهيم - فيأتيهم الله فيقول أنا ربكم فيقولون هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاءنا ربنا عرفناه فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا فيتبعونه ويضرب الصراط بين ظهري جهنم فأكون أنا وأمتي أول من يجيزها ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ودعوى الرسل يومئذ اللهم سلم سلم وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان هل رأيتم السعدان ) . قالوا نعم يا رسول الله قال ( فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله تخطف الناس بأعمالهم فمنهم المؤمن يبقى بعمله أو الموبق بعمله أو الموثق بعمله ومنهم المخردل أو المجازى أو نحوه ثم يتجلى حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئا ممن أراد الله أن يرحمه ممن يشهد أن لا إله إلا الله فيعرفونهم في النار بأثر السجود تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار قد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون تحته كما تنبت الحبة في حميل السيل ثم يفرغ الله من القضاء بين العباد ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار هو آخر أهل النار دخولا الجنة فيقول أي رب اصرف وجهي عن النار فإنه قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها فيدعو الله بما شاء أن يدعوه ثم يقول الله هل عسيت إن أعطيت ذلك أن تسألني غيره فيقول لا وعزتك لا اسألك غيره ويعطي ربه من عهود ومواثيق ما شاء فيصرف الله وجهه عن النار فإذا أقبل على الجنة ورآها سكت ما شاء الله أن يسكت ثم يقول أي رب قدمني إلى باب الجنة فيقول الله له ألست قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسألني غير الذي أعطيت أبدا ويلك يا ابن آدم ما أغدرك فيقول أي رب ويدعو الله حتى يقول هل عسيت إن أعطيت ذلك أن تسأل غيره فيقول لا وعزتك لا أسألك غيره ويعطي ما شاء من عهود ومواثيق فيقدمه إلى باب الجنة فإذا قام إلى باب الجنة انفهقت له الجنة فرأى ما فيها من الحبرة والسرور فيسكت ما شاء الله أن يسكت ثم يقول أي رب أدخلني الجنة فيقول الله ألست قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسأل غير ما أعطيت فيقول ويلك يا ابن آدم ما أغدرك فيقول أي رب لا أكونن أشقى خلقك فلا يزال يدعو حتى يضحك الله منه فإذا ضحك منه قال له ادخل الجنة فإذا دخلها قال الله له تمنه فسأل ربه وتمنى حتى إن الله ليذكره يقول كذا وكذا حتى انقطعت به الأماني قال الله ذلك لك ومثله معه )
قال عطاء بن يزيد وأبو سعيد الخدري مع أبي هريرة لا يرد عليه من حديثه شيئا حتى إذا حدث أبو هريرة أن الله تبارك وتعالى قال ( ذلك لك ومثله معه ) . قال أبو سعيد الخدري ( وعشرة أمثاله معه ) . يا أبا هريرة . قال أبو هريرة ما حفظت إلا قوله ( ذلك لك ومثله معه ) . قال أبو سعيد الخدري أشهد أني حفظت من رسول الله صلى الله عليه و سلم قوله ( ذلك لك وعشرة أمثاله )
قال أبو هريرة فذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولا الجنة . [ ر 773 ]
[ ش ( الحبة ) بزرة البقول والعشب تنبت في جوانب السيل والبراري
( انفقهت ) انفتحت واتسعت . ( الحبرة ) النعمة وسعة العيش ] (6/2704)
7001 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد ابن أبي هلال عن زيد عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال
: قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال ( هل تضارون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحوا ) . قلنا لا قال ( فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذ إلا كما تضارون في رؤيتهما ) . ثم قال ( ينادي مناد ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون فيذهب أصحاب الصليب مع صليبهم وأصحاب الأوثان مع أوثانهم وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم حتى يبقى من كان يعبد الله من بر أو فاجر وغبرات من أهل الكتاب ثم يؤتى بجهنم تعرض كأنها سراب فيقال لليهود ما كنتم تعبدون ؟ قالوا كنا نعبد عزير ابن الله فيقال كذبتم لم يكن لله صاحبة ولا ولد فما تريدون ؟ قالوا نريد أن تسقينا فيقال اشربوا فيتساقطون في جهنم . ثم يقال للنصارى ما كنتم تعبدون ؟ فيقولون كنا نعبد المسيح ابن الله فيقال كذبتم لم يكن لله صاحبة ولا ولد فما تريدون ؟ فيقولون نريد أن تسقينا فيقال اشربوا فيتساقطون حتى يبقى من كان يعبد الله من بر أو فاجر فيقال لهم ما يحبسكم وقد ذهب الناس ؟ فيقولون فارقناهم ونحن أحوج منا إليه اليوم وإنا سمعنا مناديا ينادي ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون وإنما ننتظر ربنا قال فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا فلا يكلمه إلا الأنبياء فيقول هل بينكم وبينه آية تعرفونه فيقولون الساق فيكشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمعة فيذهب كيما يسجد فيعود ظهره طبقا واحدا ثم يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم ) . قلنا يا رسول الله وما الجسر ؟ قال ( مدحضة مزلة عليه خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفة تكون بنجد يقال لها السعدان المؤمن عليها كالطرف وكالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب فناج مسلم وناج مخدوش ومكدوس في نار جهنم حتى يمر آخرهم يسحب سحبا فما أنتم بأشد لي مناشدة في الحق قد تبين لكم من المؤمن يومئذ للجبار وإذا رأوا أنهم قد نجوا في إخوانهم يقولون ربنا إخواننا كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويعملون معنا فيقول الله تعالى اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه ويحرم الله صورهم على النار فيأتونهم وبعضهم قد غاب في النار إلى قدمه وإلى أنصاف ساقيه فيخرجون من عرفوا ثم يعودون فيقول اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار فأخرجوه فيخرجون من عرفوا ثم يعودون فيقول اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه فيخرجون من عرفوا ) . قال أبو سعيد فإن لم تصدقوني فاقرؤوا { إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها } . ( فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون فيقول الجبار بقيت شفاعتي فيقبض قبضة من النار فيخرج أقواما قد امتحشوا فليقون في نهر بأفواه الجنة يقال له ماء الحياة فينبتون في حافتيه كما تنبت الحبة في حميل السيل قد رأيتموها إلى جانب الصخرة إلى جانب الشجرة فما كان إلى الشمس منها كان أخضر وما كان منها إلى الظل كان أبيض فيخرجون كأنهم اللؤلؤ فيجعل في رقابهم الخواتيم فيدخلون الجنة فيقول أهل الجنة هؤلاء عتقاء الرحمن أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه فيقال لهم لكم ما رأيتم ومثله معه ) . [ ر 4305 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب معرفة طريق الرؤية رقم 183
( ما يحبسكم ) ما يمنعكم من الذهاب ويقعدكم عنه . ( الجبار ) الله سبحانه وتعالى والجبار العالي العظيم الذي لا يقهره أحد ويقهر كل من عداه
( آية ) علامة . ( مدحضة ) من دحضت رجله إذا زلقت ومالت . ( مزلة ) موضع تزلق فيه الأقدام . ( خطاطيف ) جمع خطاف وهو حديدة معوجة يختطف بها الشيء . وفي معناها ( الكلاليب ) فهي جمع كلوب وهو حديدة معطوفة الرأس يعلق عليها اللحم وقيل هي ما يتناول به الحداد الحديد من النار . ( حسكة ) شوكة صلبة . ( مفلطحة ) عريضة . ( عقيفة ) منعطفة معوجة وفي نسخة ( عقيفاء ) . ( بنجد ) مكان مرتفع . ( مخدوش ) مخموش ممزوق . ( مكدوس ) مصروع أو مدفوع مطرود . ( بأشد ) بأكثر . ( مناشدة . . ) مطالبة في حق ظهر لكم في الدنيا . ( من المؤمن . . ) من طلب المؤمنين من الله في الآخرة . ( في إخوانهم ) في شأن نجاة إخوانهم من النار وفي نسخة ( وبقي إخوانهم ) . ( مثقال ) وزن . ( صورهم ) معالم خلقتهم فلا تغيرها النار . ( ذرة ) مثل للقلة في الوزن وقيل غير ذلك . ( امتشحوا ) من المحش وهو احتراق الجلد وظهور العظم . ( حميل السيل ) ما يحمله ويجئ به السيل من طين ونحوه فإنه إذا جاءت فيه حبة واستقرت على شط مجرى السيل نبتت في يوم وليلة فشبه بها سرعة عود أبدانهم وأجسامهم إليهم بعد إحراق النار لها ] (6/2706)
7002 - وقال حجاج بن منهال حدثنا همام بن يحيى حدثنا قتادة عن أنس رضي الله عنه
: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( يحبس المؤمنون يوم القيامة حتى يهموا بذلك فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من مكاننا فيأتون آدم فيقولون أنت آدم أبو الناس خلقك الله بيده وأسكنك جنته وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شئ لتشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا . قال فيقول لست هناكم قال ويذكر خطيئته التي أصاب أكله من الشجرة وقد نهي عنها ولكن ائتوا نوحا أول نبي بعثه الله إلى أهل الأرض فيأتون نوحا فيقول لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب سؤاله ربه بغير علم ولكن ائوا إبراهيم خليل الرحمن قال فيأتون إبراهيم فيقول إني لست هناكم ويذكر ثلاث كلمات كذبهن ولكن ائتوا موسى عبدا آتاه الله التوراة وكلمه وقربه نجيا قال فيأتون موسى فيقول إني لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب قتله النفس ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وروح الله وكلمته قال فيأتون عيسى فيقول لست هناكم ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه و سلم عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتوني فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه فإذا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني فيقول ارفع محمد وقل يسمع واشفع تشفع وسل تعط قال فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه فيحد لي حدا فأخرج فأدخلهم الجنة - قال قتادة وسمعته أيضا يقول فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة - ثم أعود فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه فإذا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقول ارفع محمد وقل يسمع واشفع تشفع وسل تعط قال فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه قال ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرج فأدخلهم الجنة - قال قتادة وسمعته يقول فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة - ثم أعود الثالثة فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه فإذا رأيته وقعت له ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقول ارفع محمد وقل يسمع واشفع تشفع وسل تعطه قال فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه قال ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرج فأدخلهم الجنة - قال قتادة وقد سمعته يقول فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة - حتى ما يبقى في النار إلا من حبسه القرآن ) . أي وجب عليه الخلود . قال ثم تلا هذه الآية { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } . قال وهذا المقام المحمود الذي وعده نبيكم صلى الله عليه و سلم . [ ر 4206 ]
[ ش ( يهموا بذلك ) يقصدوا ويعزموا ويعتنوا بسؤال الشفاعة وإزالة الكرب عنهم
( في داره ) في جنته ] (6/2708)
7003 - حدثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم حدثني عمي حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال حدثني أنس بن مالك
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة وقال لهم ( اصبروا حتى تلقوا الله ورسوله فإني على الحوض )
[ ر 2977 ] (6/2709)
7004 - حدثني ثابت بن محمد حدثنا سفيان عن ابن جريج عن سليمان الأحول عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا تهجد من الليل قال ( اللهم ربنا لك الحمد أنت قيم السموات والأرض ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن أنت الحق وقولك الحق ووعدك الحق ولقاؤك الحق والجنة حق والنار حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك خاصمت وبك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وأسررت وأعلنت وما أنت أعلم به مني لا إله إلا أنت )
قال أبو عبد الله قال قيس بن سعد وأبو الزبير عن طاوس ( قيام ) . وقال مجاهد القيوم القائم على كل شيء . وقرأ عمر القيام . وكلاهما مدح . [ ر 1069 ]
[ ش ( قرأ عمر القيام ) أي عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ قوله تعالى { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } / البقرة 255 / . فقرأ القيام بدل القيوم . ( كلاهما ) أي القيوم والقيام . ( مدح ) لأنهما من صيغ المبالغة ولا يستعملان في غير المدح بخلاف القيم فإنه يستعمل في المدح والذم أيضا . ولذا قال العلماء يجوز وصف العبد بالقيم ولا يجوز وصفه بالقيوم ] (6/2709)
7005 - حدثنا يوسف بن موسى حدثنا أبو أسامة حدثني الأعمش عن خيثمة عن عدي بن حاتم قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ولا حجاب يحجبه ) . [ ر 1347 ] (6/2709)
7006 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد عن أبي عمران عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن )
[ ر 3071 ] (6/2710)
7007 - حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عبد الملك بن أعين وجامع بن أبي راشد عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من اقتطع مال امرئ مسلم بيمين كاذبة لقي الله وهو عليه غضبان ) . قال عبد الله ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم مصداقة من كتاب الله جل ذكره { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله } . الآية
[ ر 2229 ] (6/2710)
7008 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن عمرو عن أبي صالح عن أبي هريرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم رجل حلف على سلعة لقد أعطى بها أكثر مما أعطى وهو كاذب ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال امرئ مسلم ورجل منع فضل ماء فيقول الله يوم القيامة اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك )
[ ر 2230 ]
[ ش ( أعطى . . أعطى ) أي يحلف البائع أنه أعطى قيمة السلعة أكثر مما أعطاه المشتري الآن ] (6/2710)
7009 - حدثنا محمد بن المثنى حدثنا أيوب عن محمد عن ابن أبي بكرة عن أبي بكرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان أي شهر هذا ) . قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه يسميه بغير اسمه قال ( أليس ذا الحجة ) . قلنا بلى قال ( أي بلد هذا ) . قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال ( أليس البلدة ) . قلنا بلى قال ( فأي يوم هذا ) . قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال ( أليس يوم النحر ) . قلنا بلى قال ( فإن دماءكم وأموالكم - قال محمد وأحسبه قال - وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ألا فلا ترجعوا بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض ألا ليبلغ الشاهد الغائب فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه - فكان محمد إذا ذكره قال صدق النبي صلى الله عليه و سلم - ثم قال ألا هل بلغت ألا هل بلغت ) . [ ر 67 ] (6/2710)
25 - باب ما جاء في قول الله تعالى { إن رحمة الله قريب من المحسنين } / الأعراف 56 / (6/2710)
7010 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا عاصم عن أبي عثمان عن أسامة قال
: كان ابن لبعض بنات النبي صلى الله عليه و سلم يقضي فأرسلت إليه أن يأتيها فأرسل ( إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل إلى أجل مسمى فلتصبر ولتحتسب ) . فأرسلت إليه فأقسمت عليه فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم وقمت معه ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وعبادة بن الصامت فلما دخلنا ناولوا رسول الله صلى الله عليه و سلم الصبي ونفسه تقلقل في صدره حسبته قال كأنها شنة فبكى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال سعد بن عبادة أتبكي ؟ فقال ( إنما يرحم الله من عباده الرحماء ) . [ ر 1224 ]
[ ش ( يقضي ) تنزع روحه ويموت . ( تقلقل ) تصوت وتضطرب ] (6/2711)
7011 - حدثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح بن كيسان عن الأعرج عن أبي هريرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( اختصمت الجنة والنار إلى ربهما فقالت الجنة يا رب ما لها لا يدخلها إلا ضعفاء الناس وسقطهم وقالت النار - يعني - أوثرت بالمتكبرين فقال الله تعالى للجنة أنت رحمتي وقال للنار أنت عذابي أصيب بك من أشاء ولكل واحدة منكما ملؤها قال فأما الجنة فإن الله لا يظلم من خلقه أحدا وإنه ينشئ للنار من يشاء فيلقون فيها فتقول هل من مزيد ثلاثا حتى يضع فيها قدمه فتمتلئ ويرد بعضها إلى بعض وتقول قط قط قط ) . [ ر 4568 ] (6/2711)
7012 - حدثنا حفص بن عمر حدثنا هشام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( ليصيبن أقواما سفع من النار بذنوب أصابوها عقوبة ثم يدخلهم الله الجنة بفضل رحمته يقال لهم الجهنميون )
وقال همام حدثنا قتادة حدثنا أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 6191 ] (6/2711)
26 - باب قول الله تعالى { إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا } / فاطر 41 / (6/2711)
7013 - حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال
: جاء حبر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا محمد إن الله يضع السماء على إصبع والأرض على إصبع والجبال على إصبع والشجر والأنهار على إصبع وسائر الخلق على إصبع ثم يقول بيده أنا الملك فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال { وما قدروا الله حق قدره } . [ ر 4533 ] (6/2712)
27 - باب ما جاء في تخليق السماوات والأرض وغيرها من الخلائق (6/2712)
وهو فعل الرب تبارك وتعالى وأمره فالرب بصفاته وفعله وأمره وهو الخالق المكون غير مخلوق . وما كان بفعله وأمره وتخليقه وتكوينه فهو مفعول مخلوق مكون (6/2712)
7014 - حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر أخبرني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن كريب عن ابن عباس قال
: بت في بيت ميمونة ليلة والنبي صلى الله عليه و سلم عندها لأنظر كيف صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم بالليل فتحدث رسول الله صلى الله عليه و سلم مع أهله ساعة ثم رقد فلما كان ثلث الليل الآخر أو بعضه قعد فنظر إلى السماء فقرأ { إن في خلق السماوات والأرض - إلى قوله - لأولي الألباب } . ثم قام فتوضأ واستن ثم صلى إحدى عشرة ركعة ثم أذن بلال بالصلاة فصلى ركعتين ثم خرج فصلى للناس الصبح . [ ر 117 ] (6/2712)
28 - باب { ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين } . / الصافات 171 / (6/2712)
[ ش ( سبقت كلمتنا . . ) كلمة الله تعالى بالقضاء المتقدم منه قبل أن يخلق خلقه الذي جرى به القلم للمرسلين أنهم هم المنصورون في الدنيا والفائزون في الآخرة ] (6/2712)
7015 - حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( لما قضى الله الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي ) . [ ر 3022 ] (6/2712)
7016 - حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا الأعمش سمعت زيد بن وهب سمعت عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول
: حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو الصادق المصدوق ( إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما وأربعين ليلة ثم يكون علقة مثله ثم يكون مضغة مثله ثم يبعث إليه الملك فيؤذن بأربع كلمات فيكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد ثم ينفخ فيه الروح فإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينها وبينه إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار . وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل عمل أهل الجنة فيدخلها ) . [ ر 3036 ] (6/2713)
7017 - حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا عمر بن ذر سمعت أبي يحدث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما
: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( يا جبريل ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا ) . فنزلت { وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا } . إلى آخر الآية . قال كان هذا الجواب لمحمد صلى الله عليه و سلم . [ ر 3046 ] (6/2713)
7018 - حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال
: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في حرث بالمدينة وهو متكئ على عسيب فمر بقوم من اليهود فقال بعضهم لبعض سلوه عن الروح وقال بعضهم لا تسألوه عن الروح فسألوه فقام متوكئا على العسيب وأنا خلفه فظننت أنه يوحى إليه فقال { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا } . فقال بعضهم لبعض قد قلنا لكم لا تسألوه . [ ر 125 ]
[ ش ( فظننت ) علمت وأيقنت والظن يكون يقينا كما يكون شكا فهو من الأضداد ] (6/2713)
7019 - حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلماته بأن يدخله الجنة أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة )
[ ر 36 ] (6/2713)
7020 - حدثنا محمد بن كثير حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن أبي موسى قال
: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال الرجل يقاتل حمية ويقاتل شجاعة ويقاتل رياء فأي ذلك في سبيل الله ؟ قال ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) . [ ر 123 ]
[ ش ( شجاعة ) من أجل أنه شجاع . ( رياء ) ليراه الناس ويثنوا عليه ] (6/2714)
29 - باب قول الله تعالى { إنما قولنا لشيء } / النحل 40 / (6/2714)
7021 - حدثنا شهاب بن عباد حدثنا إبراهيم بن حميد عن إسماعيل عن قيس عن المغيرة بن شعبة قال
: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( لا يزال من أمتي قوم ظاهرين على الناس حتى يأتيهم أمر الله ) . [ ر 3441 ] (6/2714)
7022 - حدثنا الحميدي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ابن جابر حدثني عمير بن هانئ أنه سمع معاوية قال
: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله ما يضرهم من كذبهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك )
فقال مالك بن يخامر سمعت معاذا يقول وهم بالشأم فقال معاوية هذا مالك يزعم أنه سمع معاذا يقول وهم بالشأم . [ ر 71 ] (6/2714)
7023 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن عبد الله بن أبي حسين حدثنا نافع بن جبير عن ابن عباس قال
: وقف النبي صلى الله عليه و سلم على مسيلمة في أصحابه فقال ( لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها ولن تعدو أمر الله فيك ولئن أدبرت ليعقرنك الله ) . [ ر 3424 ] (6/2714)
7024 - حدثنا موسى بن إسماعيل عن عبد الواحد عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال
: بينا أنا أمشي مع النبي صلى الله عليه و سلم في بعض حرث المدينة وهو يتوكأ على عسيب معه فمررنا على نفر من اليهود فقال بعضهم لبعض سلوه عن الروح فقال بعضهم لا تسألوه أن يجيء فيه بشيء تكرهونه فقال بعضهم لنسألنه فقام إليه رجل منهم فقال يا أبا القاسم ما الروح ؟ فسكت عنه النبي صلى الله عليه و سلم فعلمت أنه يوحى إليه فقال { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتوا من العلم إلا قليلا }
قال الأعمش هكذا في قراءتنا . [ ر 125 ] (6/2714)
30 - باب قول الله تعالى { قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا } / الكهف 109 / (6/2714)
{ ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله } / لقمان 27 /
{ إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين } / الأعراف 54 /
{ سخر } / الرعد 2 / ذلل
[ ش ( مدادا ) هو ما يمد الكاتب ليتابع كتابته من حبر ونحوه . ( لنفد ) فني وانقطع . ( مددا ) زيادة في المداد . ( يغشي . . ) يأتي عليه فيغطيه من الإغشاء وهو إلباس الشيء . ( يطلبه حثيثا ) يعقبه سريعا كالطالب له الحريص عليه . ( مسخرات . . ) مذللات لما يراد منهن من طلوع وأفول وسير حسب إرادته تعالى ] (6/2714)
7025 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه من بيته إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلمته أن يدخله الجنة أو يرده إلى مسكنه بما نال من أجر أو غنيمة ) . [ ر 36 ] (6/2715)
31 - باب في المشيئة والإرادة . { وما تشاؤون إلا أن يشاء الله } . / الإنسان 30 / (6/2715)
وقول الله تعالى { تؤتي الملك من تشاء } / آل عمران 26 / . { ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا . إلا أن يشاء الله } / الكهف 23 / . { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء } / القصص 56 / . قال سعيد بن المسيب عن أبيه نزلت في أبي طالب . [ ر 4494 ]
{ يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } / البقرة 185 / (6/2715)
7026 - حدثنا مسدد حدثنا عبد الوارث عن عبد العزيز عن أنس قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إذا دعوتم الله فاعزموا في الدعاء ولا يقولن أحدكم إن شئت فأعطني فإن الله لا مستكره له )
[ ر 5979 ] (6/2715)
7027 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري . وحدثنا إسماعيل حدثني أخي عبد الحميد عن سليمان عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب عن علي بن حسين أن حسين بن علي عليهما السلام أخبره أن علي بن أبي طالب أخبره
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم طرقه وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة فقال لهم ( ألا تصلون ) . قال علي فقلت يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا فانصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قلت ذلك ولم يرجع إلي شيئا ثم سمعته وهو مدبر يضرب فخذه ويقول { وكان الإنسان أكثر شيء جدلا } . [ ر 1075 ] (6/2716)
7028 - حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح حدثنا هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( مثل المؤمن كمثل خامة الزرع يفيء ورقه من حيث أتتها الريح تكفئها فإذا سكنت اعتدلت وكذلك المؤمن يكفأ بالبلاء . ومثل الكافر كمثل الأرزة صماء معتدلة حتى يقصمها الله إذا شاء ) . [ ر 5320 ]
[ ش ( الريح تكفئها ) في مسلم ( تفيئها الريح ) أي تميلها ] (6/2716)
7029 - حدثنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال
: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو قائم على المنبر يقول ( إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس أعطي أهل التوراة التوراة فعملوا بها حتى انتصف النهار ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا ثم أعطي أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا به حتى صلاة العصر ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا ثم أعطيتم القرآن فعملتم به حتى غروب الشمس فأعطيتم قيراطين قيراطين . قال أهل التوراة ربنا هؤلاء أقل عملا وأكثر أجرا ؟ قال هل ظلمتكم من أجركم من شيء ؟ قالوا لا فقال فذلك فضلي أوتيه من أشاء )
[ ر 532 ] (6/2716)
7030 - حدثنا عبد الله المسندي حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي إدريس عن عبادة بن الصامت قال
: بايعت رسول الله صلى الله عليه و سلم في رهط فقال ( أبايعكم على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوني في معروف فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فأخذ به في الدنيا فهو له كفارة وطهور ومن ستره الله فذلك إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ) . [ ر 18 ] (6/2716)
7031 - حدثنا معلى بن أسد حدثنا وهيب عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة
: ( أن نبي الله سليمان عليه السلام كان له ستون امرأة فقال لأطوفن الليلة على نسائي فلتحملن كل امرأة ولتلدن فارسا يقاتل في سبيل الله فطاف على نسائه فما ولدت منهن إلا امرأة ولدت شق غلام ) . قال نبي الله صلى الله عليه و سلم ( لو كان سليمان استثنى لحملت كل امرأة منهن فولدت فارسا يقاتل في سبيل الله ) . [ ر 3242 ] (6/2717)
7032 - حدثنا محمد حدثنا عبد الوهاب الثقفي حدثنا خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل على أعرابي يعوده فقال ( لا بأس عليك طهور إن شاء الله ) . قال قال الأعرابي طهور ؟ بل هي حمى تفور على شيخ كبير تزيره القبور قال النبي صلى الله عليه و سلم ( فنعم إذا ) . [ ر 3420 ] (6/2717)
7033 - حدثنا ابن سلام أخبرنا هشيم عن حصين عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه
: حين ناموا عن الصلاة قال النبي صلى الله عليه و سلم ( إن الله قبض أرواحكم حين شاء وردها حين شاء ) . فقضوا حوائجهم وتوضؤوا إلى أن طلعت الشمس وابيضت فقام فصلى . [ ر 570 ] (6/2717)
7034 - حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا إبراهيم عن ابن شهاب عن أبي سلمة والأعرج . وحدثنا إسماعيل حدثني أخي عن سليمان عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال
: استب رجل من المسلمين ورجل من اليهود فقال المسلم والذي اصطفى محمدا على العالمين في قسم يقسم به فقال اليهودي والذي اصطفى موسى على العالمين فرفع المسلم يده عند ذلك فلطم اليهودي فذهب اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره بالذي كان من أمره وأمر المسلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( لا تخيروني على موسى فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا موسى باطش بجانب العرش فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله ) . [ ر 2280 ] (6/2717)
7035 - حدثنا إسحق بن أبي عيسى أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( المدينة يأتيها الدجال فيجد الملائكة يحرسونها فلا يقربها الدجال ولا الطاعون إن شاء الله )
[ ر 1782 ] (6/2718)
7036 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لكل نبي دعوة فأريد إن شاء الله أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة ) . [ ر 5945 ] (6/2718)
7037 - حدثنا يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( بينا أنا نائم رأيتني على قليب فنزعت ما شاء الله أن أنزع ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ثم أخذها عمر فاستحالت غربا فلم أر عبقريا من الناس يفري فريه حتى ضرب الناس حوله بعطن ) . [ ر 3464 ] (6/2718)
7038 - حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال
: كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا أتاه السائل وربما قال جاءه السائل أو صاحب الحاجة قال ( اشفعوا فلتؤجروا ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء ) . [ ر 467 ] (6/2718)
7039 - حدثنا يحيى حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام سمع أبا هريرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت ارحمني إن شئت ارزقني إن شئت وليعزم مسألته إنه يفعل ما يشاء لا مكره له ) . [ ر 5980 ] (6/2718)
7040 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أبو حفص عمرو حدثنا الأوزاعي حدثني ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس رضي الله عنهما
: أنه تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى أهو خضر ؟ فمر بهما أبي كعب الأنصاري فدعاه ابن عباس فقال إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سئل السبيل إلى لقيه هل سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يذكر شأنه ؟ قال نعم إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( بينا موسى في ملأ بني إسرائيل إذ جاءه رجل فقال هل تعلم أحدا أعلم منك ؟ فقال موسى لا فأوحي إلى موسى بلى عبدنا خضر فسأل موسى السبيل إلى لقيه فجعل الله له الحوت آية وقيل له إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه فكان موسى يتبع أثر الحوت في البحر فقال فتى موسى لموسى أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة ؟ فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره قال موسى { ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا } فوجدا خضرا وكان من شأنهما ما قص الله ) . [ ر 74 ] (6/2718)
7041 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري . وقال أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة
: عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( ننزل غدا إن شاء الله بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر ) . يريد المحصب
[ ر 1512 ] (6/2719)
7042 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن أبي العباس عن عبد الله بن عمر قال
: حاصر النبي صلى الله عليه و سلم أهل الطائف فلم يفتحها فقال ( إنا قافلون غدا إن شاء الله ) . فقال المسلمون نقفل ولم نفتح قال ( فاغدوا على القتال ) . فغدوا فأصابتهم جراحات قال النبي صلى الله عليه و سلم ( إنا قافلون غدا إن شاء الله ) . فكأن ذلك أعجبهم فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم . [ ر 4070 ] (6/2719)
32 - باب قول الله تعالى { ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير } / سبأ 23 / ولم يقل ماذا خلق ربكم (6/2719)
وقال جل ذكره { من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه } / البقرة 255 /
وقال مسروق عن ابن مسعود إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات شيئا فإذا فزع عن قلوبهم وسكن الصوت عرفوا أنه الحق ونادوا ( ماذا قال ربكم قالوا الحق } . ويذكر عن جابر عن عبد الله بن أنيس قال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( يحشر الله العباد فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أنا الملك أنا الديان )
[ ش ( فزع ) أزيل عنهم الخوف . ( ولم يقل . . ) غرض البخاري من هذا الرد على الفرق الضالة التي نفت عن الله تعالى أنه متكلم وقالوا معنى كلامه سبحانه أنه خالق الكلام في اللوح المحفوظ . والقول الحق الذي هو قول أهل السنة أنه سبحانه متكلم وكلامه قديم قائم بذاته تعالى ولا يشبه كلام المخلوقين . ( الديان ) المحاسب المجازي الذي لا يضيع عمل عامل ] (6/2719)
7043 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة عن أبي هريرة
: يبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم قال ( إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان - قال علي وقال غيره صفوان ينفذهم ذلك - فإذا { فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير } )
قال علي وحدثنا سفيان حدثنا عمرو عن عكرمة عن أبي هريرة بهذا
قال سفيان قال عمرو سمعت عكرمة حدثنا أبو هريرة
قال علي قلت لسفيان قال سمعت عكرمة قال سمعت أبا هريرة ؟ قال نعم قلت لسفيان إن إنسانا روى عن عمرو عن عكرمة عن أبي هريرة يرفعه أنه قرأ { فرغ } . قال سفيان هكذا قرأ عمرو فلا أدري سمعه هكذا أم لا ؟ قال سفيان وهي قراءتنا . [ ر 4424 ]
[ ش ( ينفذهم ذلك ) أي ينفذ الله تعالى ذلك الأمر أو القول إلى الملائكة . ( فرغ ) من قولهم فرغ الزاد إذا لم يبق منه شيء . ( قراءتنا ) وهي قراءة شاذة ] (6/2720)
7044 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أنه كان يقول
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ما أذن الله لشيء ما أذن للنبي صلى الله عليه و سلم يتغنى بالقرآن ) . وقال صاحب له يريد أن يجهر به . [ ر 4735 ]
[ ش ( له ) لأبي هريرة رضي الله عنه . ( يريد . . ) أي أراد بالتغني الجهر بقراءة القرآن وتحسين الصوت به ] (6/2720)
7045 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا أبو صالح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( يقول الله يا آدم فيقول لبيك وسعديك فينادي بصوت إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار ) . [ ر 3170 ] (6/2720)
7046 - حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
: ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة ولقد أمره الله أن يبشرها ببيت من الجنة . [ ر 3605 ] (6/2721)
33 - باب كلام الرب مع جبريل ونداء الله الملائكة (6/2721)
وقال معمر { وإنك لتلقى القرآن } / النمل 6 / أي يلقى عليك وتلقاه أنت أي تأخذه عنهم ومثله { فتلقى آدم من ربه كلمات } / البقرة 37 /
[ ش ( فتلقى آدم . . ) تعلم من ربه تعالى - أو أخذ عنه - كلمات استغفار وتوسل فاستغفره وتوسل إليه بها فتاب الله تعالى عليه ] (6/2721)
7047 - حدثني إسحق حدثنا عبد الصمد حدثنا عبد الرحمن هو ابن عبد الله بن دينار عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدا نادى جبريل إن الله قد أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي جبريل في السماء إن الله قد أحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ويوضع له القبول في أهل الأرض ) . [ ر 3037 ] (6/2721)
7048 - حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون ) . [ ر 53 ] (6/2721)
7049 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن واصل عن المعرور قال سمعت أبا ذر
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( أتاني جبريل فبشرني أنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ) . قلت وإن سرق وإن زنى ؟ قال ( وإن سرق وإن زنى ) . [ ر 1180 ] (6/2721)
34 - باب قول الله تعالى { أنزله بعلمه والملائكة يشهدون } / النساء 166 / (6/2721)
قال مجاهد { يتنزل الأمر بينهن } / الطلاق 12 / بين السماء السابعة والأرض السابعة
[ ش ( أنزله ) أي أنزل القرآن . ( الأمر ) أمر الله تعالى الذي قضى به ] (6/2721)
7050 - حدثنا مسدد حدثنا أبو الأحوص حدثنا أبو إسحق الهمذاني عن البراء بن عازب قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يا فلان إذا أويت إلى فراشك فقل اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت . وبنبيك الذي أرسلت . فإنك إن مت في ليلتك مت على الفطرة وإن أصبحت أصبت أجرا ) . [ ر 244 ] (6/2722)
7051 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن أبي أوفى قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الأحزاب ( اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب وزلزل بهم )
زاد الحميدي حدثنا سفيان حدثنا ابن أبي خالد سمعت عبد الله سمعت النبي صلى الله عليه و سلم . [ ر 2775 ] (6/2722)
7052 - حدثنا مسدد عن هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما
: { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها } . قال أنزلت ورسول الله صلى الله عليه و سلم متوار بمكة فكان إذا رفع صوته سمع المشركون فسبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به فقال الله تعالى { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها } . { لا تجهر بصلاتك } حتى يسمع المشركون { ولا تخافت بها } عن أصحابك فلا تسمعهم { وابتغ بين ذلك سبيلا } أسمعهم ولا تجهر حتى يأخذوا عنك القرآن . [ ر 4445 ]
[ ش ( متوار ) مختف ] (6/2722)
35 - باب قول الله تعالى { يريدون أن يبدلوا كلام الله } / الفتح 15 / (6/2722)
{ إنه لقول فصل } حق { وما هو بالهزل } / الطارق 13 - 14 / باللعب
[ ش ( يبدلوا ) يحرفوا أو يغيروا . ( إنه ) أي القرآن الذي فيه بيان لما كان وما سيكون وهو يفصل بين الحق والباطل وهو حق ثابت لا يتغير ولا يزول ] (6/2722)
7053 - حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( قال الله تعالى يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار ) . [ ر 4549 ] (6/2722)
7054 - حدثنا أبو نعيم حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( يقول الله عز و جل الصوم لي وأنا أجزي به يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي والصوم جنة وللصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ) . [ ر 1795 ]
[ ش ( فرحتان ) حالتان يسر فيهما . ( حين يفطر ) يتناول الطعام عند الغروب . وذلك لما فطره الله تعالى عليه من حاجته للغذاء وسروره عند تناوله . ( يلقى ربه ) يوم القيامة فيسر لما يجده عنده من المثوبة والأجر جزاء صيامه ] (6/2723)
7055 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( بينما أيوب يغتسل عريانا خر عليه رجل جراد من ذهب فجعل يحثي في ثوبه فنادى ربه يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى ؟ قال بلى يا رب ولكن لا غنى بي عن بركتك ) . [ ر 275 ] (6/2723)
7056 - حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن ابن شهاب عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له )
[ ر 1094 ] (6/2723)
7057 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد أن الأعرج حدثه أنه سمع أبا هريرة
: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( نحن الآخرون السابقون يوم القيامة )
وبهذا الإسناد ( قال الله أنفق أنفق عليك ) . [ ر 4407 ] (6/2723)
7058 - حدثنا زهير بن حرب حدثنا ابن فضيل عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة فقال
: هذه خديجة أتتك بإناء فيه طعام أو إناء فيه شراب فأقرئها من ربها السلام وبشرها ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب
[ ر 3609 ]
[ ش ( فقال ) أي جبريل عليه السلام ] (6/2723)
7059 - حدثنا معاذ بن أسد أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( قال الله أعددت لعبادي الصالحين ما لا رأت عين ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر )
[ ر 3072 ] (6/2723)
7060 - حدثنا محمود حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني سليمان الأحول أن طاوسا أخبره أنه سمع ابن عباس يقول
: كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا تهجد من الليل قال ( اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ولك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن أنت الحق ووعدك الحق وقولك الحق ولقاؤك الحق والجنة حق والنار حق والنبيون حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت إلهي لا إله إلا أنت )
[ ر 1069 ] (6/2724)
7061 - حدثنا حجاج بن منهال حدثنا عبد الله بن عمر النميري حدثنا يونس بن يزيد الأيلي قال سمعت الزهري قال سمعت عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله عن حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم
: حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله مما قالوا وكل حدثني طائفة من الحديث الذي حدثني عن عائشة قالت ولكن والله ما كنت أظن أن الله ينزل في براءتي وحيا يتلى ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه و سلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها فأنزل الله تعالى { إن الذين جاؤوا بالإفك } . العشر الآيات . [ ر 2453 ] (6/2724)
7062 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( يقول الله إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة فلا تكتبوها عليه حتى يعملها فإن عملها فاكتبوها بمثلها وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة وإذا أراد أن يعمل حسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ) . [ ر 6126 ]
[ ش ( أراد ) قصد وعزم . ( من أجلي ) امتثالا لحكمي وخوفا مني ورغبة في ثوابي . ( فلم يعملها ) أي الحسنة ] (6/2724)
7063 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثني سليمان بن بلال عن معاوية بن أبي مزرد عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( خلق الله الخلق فلما فرغ منه قامت الرحم فقال مه قالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة فقال ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ؟ قالت بلى يا رب قال فذلك لك )
ثم قال أبو هريرة { فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم }
[ ر 4552 ]
[ ش ( عسيتم ) بكسر السين وفتحها قراءتان متواترتان ] (6/2725)
7064 - حدثنا مسدد حدثنا سفيان عن صالح عن عبيد الله عن زيد بن خالد قال
: مطر النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( قال الله أصبح من عبادي كافر بي ومؤمن بي ) . [ ر 810 ] (6/2725)
7065 - حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( قال الله إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه وإذا كره لقائي كرهت لقاءه ) . [ ر 6143 ] (6/2725)
7066 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( قال الله أنا عند ظن عبدي بي ) . [ ر 6970 ] (6/2725)
7067 - حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( قال رجل لم يعمل خيرا قط فإذا مات فحرقوه واذروا نصفه في البر ونصفه في البحر فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين فأمر الله البحر فجمع ما فيه وأمر البر فجمع ما فيه ثم قال لم فعلت ؟ قال من خشيتك وأنت أعلم فغفر له ) . [ ر 3294 ] (6/2725)
7068 - حدثنا أحمد بن إسحق حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا همام حدثنا إسحق بن عبد الله سمعت عبد الرحمن بن أبي عمرة قال سمعت أبا هريرة قال
: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم قال ( إن عبدا أصاب ذنبا وربما قال أذنب ذنبا فقال رب أذنبت وربما قال أصبت فاغفر لي فقال ربه أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ؟ غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا أو أذنب ذنبا فقال رب أذنبت - أو أصبت - آخر فاغفره ؟ فقال أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ؟ غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا وربما قال أصاب ذنبا قال قال رب أصبت - أو قال أذنبت - آخر فاغفره لي فقال أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ؟ غفرت لعبدي ثلاثا فليعمل ما شاء )
[ ش أخرجه مسلم في التوبة باب قبول التوبة من الذنوب . . رقم 2758
( ثلاثا ) أي يقول غفرت لعبدي يكررها ثلاثا . ( ما شاء ) ما دام إذا أذنب تاب . قال النووي في شرح الحديث لو تكرر الذنب مائة مرة أو ألف مرة أو أكثر وتاب في كل مرة قبلت توبته وسقطت ذنوبه ولو تاب عن الجميع توبة واحدة بعد جميعها صحت توبته . قلت والحاصل أن من جاءه الموت وهو تائب من ذنبه كان من المقبولين والخطر أن يعود للذنب فيأتيه الموت فجأة قبل أن يتوب فيكون من الخاسرين ] (6/2725)
7069 - حدثنا عبد الله بن أبي الأسود حدثنا معتمر سمعت أبي حدثنا قتادة عن عقبة بن عبد الغافر عن أبي سعيد
: عن النبي صلى الله عليه و سلم ( أنه ذكر رجلا فيمن سلف أو فيمن كان قبلكم قال - كلمة يعني - أعطاه الله مالا وولدا فلما حضرت الوفاة قال لبنيه أي أب كنت لكم ؟ قالوا خير أب قال فإنه لم يبتئر أو لم يبتئز عند الله خيرا وإن يقدر الله عليه يعذبه فانظروا إذا مت فأحرقوني حتى إذا صرت فحما فاسحقوني أو قال فاسحكوني فإذا كان يوم ريح عاصف فأذروني فيها فقال نبي الله صلى الله عليه و سلم فأخذ مواثيقهم على ذلك وربي ففعلوا ثم أذروه في يوم عاصف فقال الله عز و جل كن فإذا هو رجل قائم قال الله أي عبدي ما حملك على أن فعلت ما فعلت ؟ قال مخافتك أو فرق منك قال فما تلافاه أن رحمه عندها ) . وقال مرة أخرى ( فما تلافاه غيرها ) . فحدثت به أبا عثمان فقال سمعت هذا من سلمان غير أنه زاد فيه ( أذروني في البحر ) . أو كما حدث (6/2726)
7070 - حدثنا موسى حدثنا معتمر وقال ( لم يبتئر ) . وقال خليفة حدثنا معتمر وقال ( لم يبتئز ) . فسره قتادة لم يدخر . [ ر 3291 ] (6/2726)
36 - باب كلام الرب عز و جل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم (6/2726)
7071 - حدثنا يوسف بن راشد حدثنا أحمد بن عبد الله حدثنا أبو بكر بن عياش عن حميد قال سمعت أنسا رضي الله عنه قال
: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( إذا كان يوم القيامة شفعت فقلت يا رب أدخل الجنة من كان في قلبه خردلة فيدخلون ثم أقول أدخل الجنة من كان في قلبه أدنى شيء ) . فقال أنس كأني أنظر إلى أصابع رسول الله صلى الله عليه و سلم
[ ش ( شفعت ) من التشفيع وهو تفويض الشفاعة إليه والقبول منه . ( خردلة ) أي من الإيمان والخردلة واحدة الخردل وهو نبت صغير الحب وهذا تمثيل للقلة . ( أنظر إلى أصابع ) أي وهو يضمها ويشير بها يصف مدى القلة ] (6/2727)
7072 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد حدثنا معبد بن هلال العنزي قال اجتمعنا ناس من أهل البصرة فذهبنا إلى أنس بن مالك وذهبنا معنا بثابت البناني إليه يسأله لنا عن حديث الشفاعة فإذا هو في قصره فوافقناه يصلي الضحى فاستأذنا فأذن لنا وهو قاعد على فراشه فقلنا لثابت لا تسأله عن شيء أول من حديث الشفاعة فقال يا أبا حمزة هؤلاء إخوانك من أهل البصرة جاؤوك يسألونك عن حديث الشفاعة فقال
: حدثنا محمد صلى الله عليه و سلم قال ( إذا كان يوم القيمة ماج الناس بعضهم في بعض فيأتون آدم فيقولون اشفع لنا إلى ربك فيقول لست لها ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن فيأتون إبراهيم فيقول لست لها ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله فيأتون موسى فيقول لست لها ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته فيأتون عيسى فيقول لست لها ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه و سلم فيأتونني فأقول أنا لها فأستأذن على ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي فيقال انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي فيقال انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي فيقول انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجه من النار فأنطلق فأفعل )
فلما خرجنا من عند أنس قلت لبعض أصحابنا لو مررنا بالحسن وهو متوار في منزل أبي خليفة فحدثناه بما حدثنا أنس بن مالك فأتيناه فسلمنا عليه فأذن لنا فقلنا له يا أبا سعيد جئناك من عند أخيك أنس بن مالك فلم نر مثل ما حدثنا في الشفاعة فقال هيه فحدثناه بالحديث فانتهى إلى هذا الموضع فقال هيه فقلنا لم يزد لنا على هذا فقال لقد حدثني وهو جميع منذ عشرين سنة فلا أدري أنسي أم كره أن تتكلوا قلنا يا أبا سعيد فحدثنا فضحك وقال خلق الإنسان عجولا ما ذكرته إلا وأنا أريد أن أحدثكم حدثني كما حدثكم به وقال ( ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأقول يا رب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله فيقول وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله ) . [ ر 44 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها رقم 193
( ماج ) اضطرب واختلط . ( خليل الرحمن ) هو الذي أحبه محبة كاملة لا نقص فيها ولا خلل . ( روح الله وكلمته ) أي الذي خلقه مباشرة بكلمة منه دون واسطة أب . ( فأستأذن على ربي ) أتوسل إليه أن يأذن لي بالشفاعة
( يلهمني محامد ) يلقي في نفسي معاني للحمد لم تسبق لي . ( أخر ) أسقط على وجهي . ( متوار ) مختف في منزل أبي خليفة الطائي البصري خوفا من الحجاج . ( بالحسن ) البصري . ( هيه ) زد من هذا الحديث . ( وهو جميع ) مجتمع وهو الرجل الذي بلغ أشده أراد أنه كان شابا حين حدثه بذلك
( تتكلوا ) تعتمدوا على الشفاعة فتتركوا العمل ] (6/2727)
7073 - حدثنا محمد بن خالد حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن آخر أهل الجنة دخولا الجنة وآخر أهل النار خروجا من النار رجل يخرج حبوا فيقول له ربه ادخل الجنة فيقول رب الجنة ملأى فيقول له ذلك ثلاث مرات فكل ذلك يعيد عليه الجنة ملأى فيقول إن لك مثل الدنيا عشر مرار )
[ ر 6202 ]
[ ش ( حبوا ) هو المشي على اليدين والبطن أو على المقعدة . ( مرار ) مرات ] (6/2728)
7074 - حدثنا علي بن حجر أخبرنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن خيثمة عن عدي بن حاتم قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة )
قال الأعمش وحدثني عمرو بن مرة عن خيثمة مثله . وزاد فيه ( ولو بكلمة طيبة )
[ ر 1347 ]
[ ش أخرجه مسلم في الزكاة باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة . . رقم 1016
( أيمن منه ) عن يمينه . ( أشأم منه ) عن شماله . ( تلقاء وجهه ) أمامه ] (6/2729)
7075 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه قال
: جاء حبر من اليهود فقال إنه إذا كان يوم القيامة جعل الله السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والماء والثرى على إصبع والخلائق على إصبع ثم يهزهن ثم يقول أنا الملك أنا الملك فلقد رأيت النبي صلى الله عليه و سلم يضحك حتى بدت نواجذه تعجبا وتصديقا لقوله ثم قال النبي صلى الله عليه و سلم { وما قدروا الله حق قدره - إلى قوله - يشركون } . [ ر 4533 ] (6/2729)
7076 - حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن صفوان بن محرز أن رجلا سأل ابن عمر
: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في النجوى ؟ قال ( يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كنفه عليه فيقول أعملت كذا وكذا ؟ فيقول نعم ويقول أعملت كذا وكذا ؟ فيقول نعم فيقرره ثم يقول إني سترت عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم )
وقال آدم حدثنا شيبان حدثنا قتادة حدثنا صفوان عن ابن عمر سمعت النبي صلى الله عليه و سلم . [ ر 2309 ] (6/2729)
37 - باب قوله { وكلم الله موسى تكليما } / النساء 164 / (6/2729)
7077 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث حدثنا عقيل عن ابن شهاب حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة
: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( احتج آدم وموسى فقال موسى أنت آدم الذي أخرجت ذريتك من الجنة ؟ قال آدم أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وكلامه ثم تلومني على أمر قد قدر علي قبل أن أخلق ؟ فحج آدم موسى ) . [ ر 3228 ] (6/2730)
7078 - حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا قتادة عن أنس رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يجمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من مكاننا هذا فيأتون آدم فيقولون له أنت آدم أبو البشر خلقك الله بيده وأسجد لك الملائكة وعلمك أسماء كل شيء فاشفع لنا إلى ربنا حتى يريحنا فيقول لهم لست هناكم فيذكر لهم خطيئته التي أصاب ) . [ ر 4206 ] (6/2730)
7079 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثني سليمان عن شريك بن عبد الله أنه قال سمعت أنس بن مالك يقول
: ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه و سلم من مسجد الكعبة إنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في المسجد الحرام فقال أولهم أيهم هو ؟ فقال أوسطهم هو خيرهم فقال آخرهم خذوا خيرهم فكانت تلك الليلة فلم يرهم حتى أتوه ليلة أخرى فيما يرى قلبه وتنام عينه ولا ينام قلبه وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم فلم يكلموه حتى احتملوه فوضعوه عند بئر زمزم فتولاه منهم جبريل فشق جبريل ما بين نحره إلى لبته حتى فرغ من صدره وجوفه فغسله من ماء زمزم بيده حتى أنقى جوفه ثم أتي بطست من ذهب فيه تور من ذهب محشوا إيمانا وحكمة فحشي به صدره ولغاديده يعني عروق حلقه ثم أطبقه ثم عرج به إلى السماء الدنيا فضرب بابا من أبوابها فناداه أهل السماء من هذا ؟ فقال جبريل قالوا ومن معك ؟ قال معي محمد قال وقد بعث ؟ قال نعم قالوا فمرحبا به وأهلا فيستبشر به أهل السماء لا يعلم أهل السماء بما يريد الله به في الأرض حتى يعلمهم فوجد في السماء الدنيا آدم فقال له جبريل هذا أبوك فسلم عليه فسلم عليه ورد عليه آدم وقال مرحبا وأهلا بابني نعم الابن أنت فإذا هو في السماء الدنيا بنهرين يطردان فقال ( ما هذان النهران يا جبريل ) . قال هذا النيل و الفرات عنصرهما ثم مضى به في السماء فإذا هو بنهر آخر عليه قصر من لؤلؤ وزبرجد فضرب يده فإذا هو أمسك أذفر قال ( ما هذا يا جبريل ) . قال هذا الكوثر الذي خبأ لك ربك ثم عرج به إلى السماء الثانية فقالت الملائكة له مثل ما قالت له الأولى من هذا ؟ قال جبريل قالوا ومن معك ؟ قال محمد صلى الله عليه و سلم قالوا وقد بعث إليه ؟ قال نعم قالوا مرحبا به وأهلا ثم عرج به إلى السماء الثالثة وقالوا له مثل ما قالت الأولى والثانية ثم عرج به إلى الرابعة فقالوا له مثل ذلك ثم عرج به إلى السماء الخامسة فقالوا مثل ذلك ثم عرج به إلى السماء السادسة فقالوا له مثل ذلك ثم عرج به إلى السماء السابعة فقالوا له مثل ذلك كل سماء فيها أنبياء قد سماهم فوعيت منهم إدريس في الثانية وهارون في الرابعة وآخر في الخامسة لم أحفظ اسمه وإبراهيم في السادسة وموسى في السابعة بتفضيل كلام الله فقال موسى رب لم أظن أن ترفع علي أحدا ثم علا به فوق ذلك بما لا يعلمه إلا الله حتى جاء سدرة المنتهى ودنا الجبار رب العزة فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى فأوحى الله فيما أوحى إليه خمسين صلاة على أمتك كل يوم وليلة ثم هبط حتى بلغ موسى فاحتبسه موسى فقال يا محمد ماذا عهد إليك ربك ؟ قال ( عهد إلي خمسين صلاة كل يوم وليلة ) . قال إن أمتك لا تستطيع ذلك فارجع فليخفف عنك ربك وعنهم فالتفت النبي صلى الله عليه و سلم إلى جبريل كأنه يستشيره في ذلك فأشار إليه جبريل أن نعم إن شئت فعلا به إلى الجبار فقال وهو مكانه ( يا رب خفف عنا فإن أمتي لا تستطيع هذا ) . فوضع عنه عشر صلوات ثم رجع إلى موسى فاحتبسه فلم يزل يردده موسى إلى ربه حتى صارت إلى خمس صلوات ثم احتبسه موسى عند الخمس فقال يا محمد والله لقد راودت بني إسرائيل قومي على أدنى من هذا فضعفوا فتركوه فأمتك أضعف أجسادا وقلوبا وأبدانا وأبصارا وأسماعا فارجع فليخفف عنك ربك كل ذلك يلتفت النبي صلى الله عليه و سلم إلى جبريل ليشير عليه ولا يكره ذلك جبريل فرفعه عند الخامسة فقال ( يا رب إن أمتي ضعفاء أجسادهم وقلوبهم وأسماعهم وأبدانهم فخفف عنا ) . فقال الجبار يا محمد قال ( لبيك وسعديك ) . قال إنه لا يبدل القول لدي كما فرضت عليك في أم الكتاب قال فكل حسنة بعشر أمثالها فهي خمسون في أم الكتاب وهي خمس عليك فرجع إلى موسى فقال كيف فعلت ؟ فقال ( خفف عنا أعطانا بكل حسنة عشر أمثالها ) . قال موسى قد والله راودت بني إسرائيل على أدنى من ذلك فتركوه ارجع إلى ربك فليخفف عنك أيضا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يا موسى قد والله استحييت من ربي مما اختلفت إليه ) . قال فاهبط باسم الله قال واستيقظ وهو في مسجد الحرام . [ ر 3377 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه و سلم . . رقم 162
( فكانت تلك الليلة ) أي فكانت هذه القصة في تلك الليلة ولم يقع شيء آخر فيها . ( فلم يرهم حتى أتوه ليلة أخرى ) أي لم ير أولئك الذين أتوه قبل الوحي مدة طويلة حتى جاؤوه ليلة الإسراء والمعراج وكان من أمرهم ما كان
( فيما يرى قلبه ) أي وهو نائم العين . ( فتولاه ) قام بشأنه وتولى إجراء ما جرى له . ( نحره ) عنقه . ( لبته ) موضع القلادة من الصدر وقيل المراد العانة . ( فرغ من . . ) انتهى من شقهما وتنظيفهما . ( أنقى ) نقاه من كل شائبة
( تور ) إناء يشرب فيه . ( لغاديده ) جمع لغد وهي اللحمات بين الحنك وصفحة العنق . ( يطردان ) يجريان . ( عنصرهما ) أصلهما . ( لؤلؤ وزبرجد ) نوعان من الجواهر النفيسة . ( أذفر ) جيد شديد ذكاء الريح أي طيب الرائحة . ( فوعيت ) فحفظت . ( دنا الجبار ) هذا من المتشابه الذي توهم التشبيه فلا يجوز حمله على ظاهره بل يجب تأويله بما يليق به سبحانه فقيل هو مجاز عن قربه المعنوي وإظهار منزلته عند الله تعالى . ( فتدلى ) طلب زيادة القرب . ( قاب قوسين ) ما بين طرفي القوس وهو كناية عن لطف المحل وإيضاح المعرفة ومن الله تعالى عليه بإجابته ورفع درجته إليه . ( فاحتبسه ) أوقفه عنده . ( راودت ) من المراودة وهي المراجعة أي راجعتهم ليفعلوا . ( واستيقظ ) أي رسول الله صلى الله عليه و سلم من نومة نامها بعد الرجوع من رحلته إلى الملأ الأعلى أو المراد أنه وافق طلوع الفجر - الذي هو وقت الاستيقاظ - وهو في المسجد الحرام والله تعالى أعلم ] (6/2730)
38 - باب كلام الرب مع أهل الجنة (6/2730)
7080 - حدثنا يحيى بن سليمان حدثني ابن وهب قال حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( إن الله يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك وسعديك والخير في يديك فيقول هل رضيتم ؟ فيقولون وما لنا لا نرضى يا رب وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك فيقول ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟ فيقولون يا رب وأي شيء أفضل من ذلك فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا ) . [ ر 6183 ] (6/2732)
7081 - حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح حدثنا هلال عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة
: أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يوما يحدث وعنده رجل من أهل البادية ( أن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع فقال له أو لست فيما شئت ؟ قال بلى ولكني أحب أن أزرع فأسرع وبذر فتبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده وتكويره أمثال الجبال فيقول الله تعالى دونك يا ابن آدم فإنه لا يشبعك شيء ) . فقال الأعرابي يا رسول الله لا تجد هذا إلا قرشيا أو أنصاريا فإنهم أصحاب زرع فأما نحن فلسنا بأصحاب زرع . فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم . [ ر 2221 ]
[ ش ( تكويره ) جمعه في البيدر ] (6/2733)
39 - باب ذكر الله بالأمر وذكر العباد بالدعاء والتضرع والرسالة والبلاغ (6/2733)
لقوله تعالى { فاذكروني أذكركم } / البقرة 152 / . { واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون . فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين } / يونس 71 - 72 /
غمة هم وضيق
قال مجاهد اقضوا إلي ما في أنفسكم يقال افرق اقض
وقال مجاهد { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله } / التوبة 6 / إنسان يأتيه فيستمع ما يقول وما أنزل عليه فهو آمن حتى يأتيه فيسمع كلام الله وحتى يبلغ مأمنه حيث جاءه . { النبأ العظيم } / النبأ 2 / القرآن . { صوابا } / النبأ 38 / حقا في الدنيا وعمل به
[ ش ( مقامي ) مكثي بينكم . ( تذكيري . . ) عظتي وتخويفي إياكم عقوبة الله تعالى . ( فأجمعوا أمركم ) اعزموا وأعدوا العدة . ( وشركاءكم ) واجمعوا أصنامكم التي تزعمونها آلهة . ( غمة ) ملتبسا . ( اقضوا إلي ) أظهروا ما تضمرونه لي في أنفسكم من مكروه . ( تنظرون ) تؤخرون وتمهلون
( توليتم ) أعرضتم . ( افرق . . ) أظهر الأمر وفصله وميزه . ( حقا . . ) أي قال حقا ] (6/2733)
40 - باب قول الله تعالى { فلا تجعلوا لله أندادا } / البقرة 22 / (6/2733)
وقوله جل ذكره { وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين } / فصلت 9 /
وقوله { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر } / الفرقان 68 /
{ ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين . بل الله فاعبد وكن من الشاكرين } / الزمر 65 - 66 /
وقال عكرمة { وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون } / يوسف 106 / . { ولئن سألتهم من خلقهم } / الزخرف 87 / . و { من خلق السماوات والأرض ليقولن الله } / الزخرف 9 / . فذلك إيمانهم وهم يعبدون غيره
وما ذكر في خلق أفعال العباد وأكسابهم
لقوله تعالى { وخلق كل شيء فقدره تقديرا } / الفرقان 2 /
وقال مجاهد { ما تنزل الملائكة إلا بالحق } / الحجر 8 / . بالرسالة والعذاب . { ليسأل الصادقين عن صدقهم } / الأحزاب 8 / . المبلغين المؤدين من الرسل . { وإنا له لحافظون } / الحجر 9 / عندنا . { والذي جاء بالصدق } القرآن { وصدق به } / الزمر 33 / المؤمن يقول يوم القيامة هذا الذي أعطيتني عملت بما فيه
[ ش ( أندادا ) جمع ند وهو المثيل والنظير الذي يعارض نظيره في أموره والمراد هنا الشريك . ( ليحبطن ) ليبطلن . ( ومايؤمن . . ) المعنى إذا سئلوا عن الله عز و جل وصفته وصفوه بما لا يليق به وجعلوا له شريكا أو زوجة أو ولدا . ( فقدره . . ) دبر أموره وجعله يحيث ينهج المنهج الذي يحقق المصلحة ويوافق الحكمة . ( تنزل الملائكة ) هذه قراءة متواترة وقراءة حفص { ننزل الملائكة } ] (6/2733)
7082 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله قال
: سألت النبي صلى الله عليه و سلم أي الذنب أعظم عند الله ؟ قال ( أن تجعل لله ندا وهو خلقك ) . قلت إن ذلك لعظيم قلت ثم أي ؟ قال ( ثم أن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك ) . قلت ثم أي ؟ قال ( ثم أن تزاني بحليلة جارك ) . [ ر 4207 ] (6/2734)
41 - باب قول الله تعالى { وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون } / فصلت 22 / (6/2734)
[ ش ( تستترون ) تخشون وتخافون واستتر اختفى وتغطى ] (6/2734)
7083 - حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا منصور عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله رضي الله عنه قال
: اجتمع عند البيت ثقفيان وقرشي أو قرشيان وثقفي كثيرة شحم بطونهم قليلة فقه قلوبهم فقال أحدهم أترون أن الله يسمع ما نقول ؟ قال الآخر يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أخفينا وقال الآخر إن كان يسمع إذا جهرنا فإنه يسمع إذا أخفينا فأنزل الله تعالى { وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم } . الآية . [ ر 4538 ] (6/2735)
42 - باب قول الله تعالى { كل يوم هو في شأن } / الرحمن 29 / (6/2735)
و { ما يأتيهم ذكر من ربهم محدث } / الأنبياء 2 / . وقوله تعالى { لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا } / الطلاق 1 /
وأن حدثه لا يشبه حدث المخلوقين
لقوله تعالى { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } / الشورى 11 /
وقال ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم ( إن الله يحدث من أمره ما يشاء وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة )
[ ش ( شأن ) أمر يحدثه من عز أو ذل أو نصر أو هزيمة ونحو ذلك
( محدث ) جديد . ( يحدث ) يوجد . ( لا تكلموا ) كلاما خارجا عن الصلاة ] (6/2735)
7084 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا حاتم بن وردان حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: كيف تسألون أهل الكتاب عن كتبهم وعندكم كتاب الله أقرب الكتب عهدا بالله تقرؤونه محضا لم يشب ؟ (6/2735)
7085 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس قال
: يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل الله على نبيكم صلى الله عليه و سلم أحدث الأخبار بالله محضا لم يشب وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب قد بدلوا من كتب الله وغيروا فكتبوا بأيديهم قالوا هو من عند الله ليشتروا بذلك ثمنا قليلا أو لا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم ؟ فلا والله ما رأينا رجلا منهم يسألكم عن الذي أنزل عليكم . [ ر 2539 ] (6/2735)
43 - باب قول الله تعالى { لا تحرك به لسانك } / القيامة 16 / (6/2735)
وفعل النبي صلى الله عليه و سلم حين ينزل عليه الوحي
وقال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم ( قال الله تعالى { أنا مع عبدي حيثما ذكرني وتحركت بي شفتاه } )
[ ش ( لا تحرك . . ) لا تسارع جبريل عليه السلام في قراءتك لما يوحى إليك . ( تحركت بي ) أي باسمي ] (6/2735)
7086 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
: في قوله تعالى { لا تحرك به لسانك } . قال كان النبي صلى الله عليه و سلم يعالج من التنزيل شدة وكان يحرك شفتيه - فقال لي ابن عباس - أحركهما لك كما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحركهما فقال سعيد أنا أحركهما كما كان ابن عباس يحركهما فحرك شفتيه - فأنزل الله عز و جل { لا تحرك به لسانك لتعجل به . إن علينا جمعه وقرآنه }
قال جمعه في صدرك ثم تقرؤه { فإذا قرأناه فاتبع قرآنه } قال فاستمع له وأنصت ثم إن علينا أن تقرأه قال فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أتاه جبريل عليه السلام استمع فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه و سلم كما أقرأه . [ ر 5 ] (6/2736)
44 - باب قول الله تعالى { وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور . ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير } / الملك 13 - 14 / (6/2736)
{ يتخافتون } / طه 103 / و / القلم 23 / يتسارون (6/2736)
7087 - حدثني عمرو بن زرارة عن هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما
: في قوله تعالى { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها } . قال نزلت ورسول الله صلى الله عليه و سلم مختف بمكة فكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن فإذا سمعه المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به فقال الله لنبيه صلى الله عليه و سلم { ولا تجهر بصلاتك } أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن { ولا تخافت بها } . عن أصحابك فلا تسمعهم . { وابتغ بين ذلك سبيلا } . [ ر 4445 ] (6/2736)
7088 - حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
: نزلت هذه الآية { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها } . في الدعاء
[ ر 4446 ]
[ ش أخرجه مسلم في الصلاة باب التوسط في القراءة في الصلاة الجهرية . . رقم 447
( يذكر الخبر ) أي يذكره بلفظ أخبرنا أو حدثنا الزهري بل بلفظ قال ] (6/2737)
7089 - حدثنا إسحق حدثنا أبو عاصم أخبرنا ابن جريج أخبرنا ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ليس منا من لم يتغن بالقرآن ) . وزاد غيره ( يجهر به ) . [ ر 4735 ] (6/2737)
45 - باب قول النبي صلى الله عليه و سلم ( رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل يقول لو أوتيت مثل ما أوتي هذا فعلت كما يفعل ) (6/2737)
فبين الله أن قيامه بالكتاب هو فعله
وقال { ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم } / الروم 22 /
وقال جل ذكره { وافعلوا الخير لعلكم تفلحون } / الحج 77 / (6/2737)
7090 - حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا تحاسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار فهو يقول لو أوتيت مثل ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه في حقه فيقول لو أوتيت مثل ما أوتي عملت فيه مثل ما يعمل )
[ ر 4738 ] (6/2737)
7091 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال الزهري عن سالم عن أبيه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار )
سمعت سفيان مرارا لم أسمعه يذكر الخبر وهو من صحيح حديثه
[ ر 4737 ] (6/2737)
46 - باب قول الله تعالى { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالاته } / المائدة 67 / (6/2737)
وقال الزهري من الله الرسالة وعلى رسول الله صلى الله عليه و سلم البلاغ وعلينا التسليم
وقال الله تعالى { ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم } / الجن 28 / . وقال تعالى { أبلغكم رسالات ربي } / الأعراف 62 - 68 /
وقال كعب بن مالك حين تخلف عن النبي صلى الله عليه و سلم { وسيرى الله عملكم ورسوله } / التوبة 94 / . [ ر 4400 ]
وقالت عائشة إذا أعجبك حسن عمل امرئ فقل { اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون } / التوبة 105 / ولا يستخفنك أحد
وقال معمر { ذلك الكتاب } هذا القرآن { هدى للمتقين } / البقرة 2 / بيان ودلالة كقوله تعالى { ذلكم حكم الله } / الممتحنة 10 / هذا حكم الله . { لا ريب } / البقرة 2 / لا شك . { تلك آيات } / لقمان 2 / يعني هذه أعلام القرآن ومثله { حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم } / يونس 22 / يعني بكم
وقال أنس بعث النبي صلى الله عليه و سلم خالي حراما إلى قومه وقال أتؤمنونني أبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فجعل يحدثهم
[ ر 3864 ]
[ ش ( رسالاته ) وفي قراءة { رسالته } وهما متواترتان . ( أبلغكم ) هي قراءة أبي عمرو وفي قراءة حفص عن عاصم { أبلغكم } . ( ولا يستخفنك . . ) أي لا تغتر بعمل أحد فتظن به الخير إلا إن رأيته واقفا عند حدود الشريعة
( أعلام . . ) دلائله الواضحة على طريق الهداية والحق . ( مثله ) في استعمال اللفظ الذي هو للبعيد في القريب ] (6/2737)
7092 - حدثنا الفضل بن يعقوب حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا المعتمر بن سليمان حدثنا سعيد بن عبد الله الثقفي حدثنا بكر بن عبد الله المزني وزياد بن جبير بن حية عن جبير بن حية قال المغيرة
: أخبرنا نبينا صلى الله عليه و سلم عن رسالة ربنا ( أنه من قتل منا صار إلى الجنة ) . [ ر 2989 ] (6/2738)
7093 - حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن إسماعيل عن الشعبي عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت من حدثك أن محمدا صلى الله عليه و سلم كتم شيئا
وقال محمد حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت
: من حدثك أن النبي صلى الله عليه و سلم كتم شيئا من الوحي فلا تصدقه إن الله تعالى يقول { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته } . [ ر 3062 ] (6/2739)
7094 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل قال قال عبد الله
: قال رجل يا رسول الله أي الذنب أكبر عند الله ؟ قال ( أن تدعو لله ندا وهو خلقك ) . قال ثم أي ؟ قال ( ثم أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم منك ) . قال ثم أي ؟ قال ( أن تزاني حليلة جارك ) . فأنزل الله تصديقها { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب } . الآية
[ ر 4207 ]
[ ش ( يضاعف ) بالجزم والرفع قراءتان متواترتان بالجزم قراءة حفص وبالرفع قراءة ابن عامر وشعبة ] (6/2739)
47 - باب قول الله تعالى { قل فأتوا بالتوراة فاتلوها } / آل عمران 93 / (6/2739)
وقول النبي صلى الله عليه و سلم ( أعطي أهل التوراة التوراة فعملوا بها . . وأعطي أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا به . . وأعطيتم القرآن فعملتم به ) . [ ر 7029 ]
وقال أبو رزين { يتلونه } / البقرة 121 / يتبعونه ويعملون به حق عمله يقال { يتلى } / النساء 127 / يقرأ حسن التلاوة حسن القراءة للقرآن . { لا يمسه } / الواقعة 79 / لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن بالقرآن ولا يحمله بحقه إلا الموقن لقوله تعالى { مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بأيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين } / الجمعة 5 /
وسمى النبي صلى الله عليه و سلم الإسلام والإيمان والصلاة عملا قال أبو هريرة قال النبي صلى الله عليه و سلم لبلال ( أخبرني بأرجى عمل عملته في الإسلام ) . قال ما عملت عملا أرجى عندي أني لم أتطهر إلا صليت . [ ر 1098 ]
وسئل أي العمل أفضل ؟ قال ( إيمان بالله ورسوله ثم الجهاد ثم حج مبرور ) . [ ر 26 ]
[ ش ( يحمله . . ) يأخذه فيقرؤه ويتعلمه ويعمل به . ( حملوا . . ) حفظوا وعلموا . ( لم يحملوها ) لم يعملوا بما فيها ] (6/2739)
7095 - حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري أخبرني سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( إنما بقاؤكم فيما سلف من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس أوتي أهل التوراة التوراة فعملوا بها حتى انتصف النهار ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا ثم أوتي أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا به حتى صليت العصر ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا ثم أوتيتم القرآن فعملتم به حتى غربت الشمس فأعطيتم قيراطين قيراطين فقال أهل الكتاب هؤلاء أقل منا عملا وأكثر أجرا قال الله هل ظلمتكم من حقكم شيئا ؟ قالوا لا قال فهو فضلي أوتيه من أشاء )
[ ر 532 ] (6/2740)
48 - باب وسمى النبي صلى الله عليه و سلم الصلاة عملا وقال ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) (6/2740)
[ ر 723 ] (6/2740)
7096 - حدثني سليمان حدثنا شعبة عن الوليد . وحدثني عباد بن يعقوب الأسدي أخبرنا عباد بن العوام عن الشيباني عن الوليد بن العيزار عن أبي عمرو الشيباني عن ابن مسعود رضي الله عنه
: أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم أي الأعمال أفضل ؟ قال ( الصلاة لوقتها وبر الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله )
[ ر 504 ] (6/2740)
49 - باب قول الله تعالى { إن الإنسان خلق هلوعا . إذا مسه الشر جزوعا . وإذا مسه الخير منوعا } / المعارج 19 - 21 / (6/2740)
هلوعا ضجورا
[ ش ( جزوعا ) شديد الجزع وهو ضعف النفس عن احتمال ما ينزل بها من مكروه . والهلع أشد من الجزع ] (6/2740)
7097 - حدثنا أبو النعمان حدثنا جرير بن حازم عن الحسن حدثنا عمرو بن تغلب قال
: أتى النبي صلى الله عليه و سلم مال فأعطى قوما ومنع آخرين فبلغه أنهم عتبوا فقال ( إني أعطي الرجل وأدع الرجل والذي أدع أحب إلي من الذي أعطي أعطي أقواما لما في قلوبهم من الجزع والهلع وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير منهم عمرو بن تغلب ) . فقال عمرو ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه و سلم حمر النعم
[ ر 881 ] (6/2741)
50 - باب ذكر النبي صلى الله عليه و سلم وروايته عن ربه (6/2741)
7098 - حدثني محمد بن عبد الرحيم حدثنا أبو زيد سعيد بن الربيع الهروي حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم يرويه عن ربه قال ( إذا تقرب العبد إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة ) (6/2741)
7099 - حدثنا مسدد عن يحيى عن التيمي عن أنس بن مالك عن أبي هريرة قال
: ربما ذكر النبي صلى الله عليه و سلم قال ( إذا تقرب العبد مني شبرا تقربت منه ذراعا وإذا تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا أو بوعا )
وقال معتمر سمعت أبي سمعت أنسا عن النبي صلى الله عليه و سلم يرويه عن ربه عز و جل
[ ر 6970 ] (6/2741)
7100 - حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم يرويه عن ربكم قال ( لكل عمل كفارة والصوم لي وأنا أجزي به ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك )
[ ر 1795 ]
[ ش ( لكل عمل ) من المعاصي . ( كفارة ) ما يستدعي ستر المعصية وغفرانها ] (6/2741)
7101 - حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن قتادة . وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس رضي الله عنهما
: عن النبي صلى الله عليه و سلم فيما يرويه عن ربه قال ( لا ينبغي لعبد أن يقول إنه خير من يونس بن متى ) . ونسبه إلى أبيه
[ ر 3067 ]
[ ش ( نسبه . . ) أي متى اسم أبيه والحكمة في تخصيص يونس عليه السلام بالذكر لئلا يتوهم غضاضة في حقه بسبب نزول قوله تعالى { ولا تكن كصاحب الحوت } / القلم 48 / أي لا تغتم وتحزن كما حصل له ] (6/2741)
7102 - حدثنا أحمد بن أبي سريج أخبرنا شبابة حدثنا شعبة عن معاوية بن قرة عن عبد الله بن المغفل المزني قال
: رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الفتح على ناقة له يقرأ سورة الفتح أو من سورة الفتح قال فرجع فيها قال ثم قرأ معاوية يحكي قراءة ابن مغفل وقال لولا أن يجتمع الناس عليكم لرجعت كما رجع ابن مغفل يحكي النبي صلى الله عليه و سلم . فقلت لمعاوية كيف كان ترجيعه ؟ قال آ آ آ ثلاث مرات
[ ر 4031 ]
[ ش ( لرجعت ) من الترجيع وهو ترديد الصوت في الحلق مع اللحن والنغم وفي قوله إشارة إلى أن ذلك مما يستميل القلوب والنفوس إلى الإصغاء ] (6/2742)
51 - باب ما يجوز من تفسير التوراة وغيرها من كتب الله بالعربية وغيرها (6/2742)
لقوله تعالى { فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين } / آل عمران 93 /
وقال ابن عباس أخبرني أبو سفيان بن حرب أن هرقل دعا ترجمانه ثم دعا بكتاب النبي صلى الله عليه و سلم فقرأه ( بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل و { يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم } ) . الآية
[ ر 7 ] (6/2742)
7103 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال
: كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا { آمنا بالله وما أنزل } . الآية )
[ ر 4215 ] (6/2742)
7104 - حدثنا مسدد حدثنا إسماعيل عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
: أتي النبي صلى الله عليه و سلم برجل وامرأة من اليهود قد زنيا فقال لليهود ( ما تصنعون بهما ) . قالوا نسخم وجوههما ونخزيهما قال { فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين } . فجاؤوا فقالوا لرجل ممن يرضون أعور اقرأ فقرأ حتى انتهى إلى موضع منها فوضع يده عليه قال ( ارفع يدك ) . فرفع يده فإذا فيه آية الرجم تلوح فقال يا محمد إن عليهما الرجم ولكنا نتكاتمه بيننا فأمر بهما فرجما فرأيته يجانئ عليها الحجارة
[ ر 1264 ]
[ ش ( نسخم ) من التسخيم وهو تسويد الوجه . ( نخزيهما ) نفضحهما بأن نركبهما على حمار معكوسين وندور . ( نتكاتمه ) نخفيه ولا نظهره
( يجانئ عليها ) يكب ويحني ظهره عليها ليغطيها ويبعد عنها الحجارة ] (6/2742)
52 - باب قول النبي صلى الله عليه و سلم ( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ) (6/2742)
[ ر 4653 ]
و ( زينوا القرآن بأصواتكم )
[ ش ( الماهر ) الحاذق جيد التلاوة والحفظ . ( السفرة . . ) الملائكة الكتبة المكرمين عند الله تعالى المطيعين له والمطهرين من الذنوب . ( زينوا . . ) بجودة الحفظ والتلاوة وعدم التلعثم ونحوه ] (6/2742)
7105 - حدثني إبراهيم بن حمزة حدثني ابن أبي حازم عن يزيد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة
: أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به )
[ ر 4735 ] (6/2743)
7106 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله
: عن حديث عائشة حين قال لها أهل الإفك ما قالوا وكل حدثني طائفة من الحديث قالت فاضطجعت على فراشي وأنا حينئذ أعلم أني بريئة وأن الله يبرئني ولكن والله ما كنت أظن أن الله ينزل في شأني وحيا يتلى ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى وأنزل الله عز و جل { إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم } . العشر الآيات كلها
[ ر 2453 ] (6/2743)
7107 - حدثنا أبو نعيم حدثنا مسعر عن عدي بن ثابت أراه عن البراء قال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ في العشاء { والتين والزيتون } . فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قراءة منه
[ ر 733 ] (6/2743)
7108 - حدثنا حجاج بن منهال حدثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: كان النبي صلى الله عليه و سلم متواريا بمكة وكان يرفع صوته فإذا سمع المشركون سبوا القرآن ومن جاء به فقال الله عز و جل لنبيه صلى الله عليه و سلم { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها }
[ ر 4445 ] (6/2743)
7109 - حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه أنه أخبره أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال له
: إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت للصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه ( لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة ) . قال أبو سعيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم
[ ر 584 ] (6/2743)
7110 - حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن منصور عن أمه عن عائشة قالت
: كان النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ القرآن ورأسه في حجري وأنا حائض
[ ر 293 ] (6/2744)
53 - باب قول الله تعالى { فاقرؤوا ما تيسر منه } / المزمل 20 / (6/2744)
[ ش ( منه ) أي من القرآن كما في نفس الآية والمراد القراءة في الصلاة ] (6/2744)
7111 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب حدثني عروة أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري حدثاه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول
: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه و سلم فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ ؟ قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت كذبت أقرأنيها على غير ما قرأت فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها فقال ( أرسله اقرأ يا هشام ) . فقرأ القراءة التي سمعته فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( كذلك أنزلت ) . ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( اقرأ يا عمر ) . فقرأت التي أقرأني فقال ( كذلك أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه )
[ ر 2287 ] (6/2744)
54 - باب قول الله تعالى { ولقد يسرنا القرآن للذكر } / القمر 17 - 22 - 32 - 40 / (6/2744)
وقال النبي صلى الله عليه و سلم ( كل ميسر لما خلق له )
[ ر 4666 ]
يقال ميسر مهيأ
وقال مجاهد يسرنا القرآن بلسانك هونا قراءته عليك
وقال مطر الوراق { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر } . قال هل من طالب علم فيعان عليه
[ ش ( يسرنا القرآن . . ) إشارة لقوله تعالى { فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين } / مريم 97 / (6/2744)
7112 - حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث قال يزيد حدثني مطرف بن عبد الله عن عمران قال
: قلت يا رسول الله فيما يعمل العاملون ؟ قال ( كل ميسر لما خلق له )
[ ر 6223 ] (6/2745)
7113 - حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن منصور والأعمش سمعا سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم . أنه كان في جنازة فأخذ عودا فجعل ينكت في الأرض فقال ( ما منكم من أحد إلا كتب مقعده من النار أو من الجنة ) . قالوا ألا نتكل ؟ قال ( اعملوا فكل ميسر { فأما من أعطى واتقى } الآية )
[ ر 1296 ] (6/2745)
55 - باب قول الله تعالى { بل هو قرآن مجيد . في لوح محفوظ } / البروج 21 - 22 / (6/2745)
{ والطور . وكتاب مسطور } / الطور 1 - 2 / . قال قتادة مكتوب . { يسطرون } / القلم 1 / يخطون . { في أم الكتاب } / الزخرف 4 / جملة الكتاب وأصله . { ما يلفظ } / ق 18 / ما يتكلم من شيء إلا كتب عليه وقال ابن عباس يكتب الخير والشر . { يحرفون } / النساء 46 / يزيلون وليس أحد يزيل لفظ كتاب من كتب الله عز و جل ولكنهم يحرفونه . يتأولونه على غير تأويله . { دراستهم } / الأنعام 156 / تلاوتهم . { واعية } / الحاقة 12 / حافظة . { وتعيها } / الحاقة 12 / تحفظها . { وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به } يعني أهل مكة { ومن بلغ } / الأنعام 19 / هذا القرآن فهو له نذير (6/2745)
7114 - وقال لي خليفة بن خياط حدثنا معتمر سمعت أبي عن قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لما قضى الله الخلق كتب كتابا عنده غلبت - أو قال سبقت - رحمتي غضبي فهو عنده فوق العرش ) (6/2745)
7115 - حدثني محمد بن أبي غالب حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا معتمر سمعت أبي يقول حدثنا قتادة أن أبا رافع حدثه أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول
: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق إن رحمتي سبقت غضبي فهو مكتوب عنده فوق العرش )
[ ر 3022 ] (6/2745)
56 - باب قول الله تعالى { والله خلقكم وما تعملون } / الصافات 96 / (6/2745)
{ إنا كل شيء خلقناه بقدر } / القمر 49 /
ويقال للمصورين ( أحيوا ما خلقتم )
[ ر 7118 ]
{ إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين } / الأعراف 54 /
قال ابن عيينة بين الله الخلق من الأمر لقوله تعالى { ألا له الخلق والأمر }
وسمى النبي صلى الله عليه و سلم الإيمان عملا قال أبو ذر وأبو هريرة سئل النبي صلى الله عليه و سلم أي الأعمال أفضل ؟ قال ( إيمان بالله وجهاد في سبيله )
[ ر 1447 - 2382 ]
وقال { جزاء بما كانوا يعملون } / السجدة 17 /
وقال وفد عبد القيس للنبي صلى الله عليه و سلم مرنا بجمل من الأمر إن عملنا بها دخلنا الجنة فأمرهم بالإيمان والشهادة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة
[ ر 53 ]
فجعل ذلك كله عملا
[ ش ( وما تعملون ) أي وخلق أعمالكم فأفعال العباد وأقوالهم وتصرفاتهم كلها مخلوقة له سبحانه وتعالى . وقيل المعنى الله تعالى خلقكم وخلق أصنامكم التي تصنعونها بأيديكم من الخشب والحجارة ونحو ذلك . ( استوى . . ) استواء يليق به سبحانه أو المعنى استولى عليه وجعله تحت قهره وسلطانه والعرش مخلوق عظيم من مخلوقاته سبحانه . ( يغشي . . ) يأتي عليه فيغطي بظلمته الأشياء التي ترى في ضيائه . ( يطلبه . . ) يعقبه بسرعة كمن يطلب شيئا مع حرصه عليه . ( مسخرات ) مذللات لمصالح الخلق حسب إرادته سبحانه . ( الأمر ) الإرادة والتقدير والقضاء والحكم
( بين . . ) فرق بينهما . ( يعملون ) من الإيمان والطاعات ] (6/2745)
7116 - حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن أبي قلابة والقاسم التميمي عن زهدم قال
: كان بين هذا الحي من جرم وبين الأشعريين ود وإخاء فكنا عند أبي موسى الأشعري فقرب إليه الطعام فيه لحم دجاج وعنده رجل من بني تيم الله كأنه من الموالي فدعاه إليه فقال إني رأيته يأكل شيئا فقذرته فحلفت لا آكله فقال هلم فلأحدثك عن ذاك إني أتيت النبي صلى الله عليه و سلم في نفر من الأشعريين نستحمله قال ( والله لا أحملكم وما عندي ما أحملكم ) . فأتي النبي صلى الله عليه و سلم بنهب إبل فسأل عنا فقال ( أين النفر الأشعريون ) . فأمر لنا بخمس ذود غر الذرى ثم انطلقنا قلنا ما صنعنا ؟ حلف رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يحملنا وما عنده ما يحملنا ثم حملنا تغفلنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يمينه والله لا نفلح أبدا فرجعنا إليه فقلنا له فقال ( لست أنا أحملكم ولكن الله حملكم إني والله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خير منه وتحللتها )
[ ر 2964 ]
[ ش ( شيئا ) من النجاسة . ( تغفلنا . . ) جئناه على حين غفلة منه وكنا سبب ذهوله عن اليمين التي وقعت منه ] (6/2746)
7117 - حدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم حدثنا قرة بن خالد حدثنا أبو جمرة الضبعي قلت لابن عباس فقال
: قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا إن بيننا وبينك المشركين من مضر وإنا لا نصل إليك إلا في أشهر حرم فمرنا بجمل من الأمر إن عملنا بها دخلنا الجنة وندعو إليها من وراءنا قال ( آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع آمركم بالإيمان بالله وهل تدرون ما الإيمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وتعطوا من المغنم الخمس . وأنهاكم عن أربع لا تشربوا في الدباء والنقير والظروف المزفتة والحنتمة )
[ ر 53 ] (6/2747)
7118 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن نافع عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم أحيوا ما خلقتم )
[ ر 1999 ] (6/2747)
7119 - حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم أحيوا ما خلقتم )
[ ر 5607 ]
[ ش ( أحيوا . . ) اجعلوه حيوانا ذا روح إن قدرتم قال في الفتح إنما نسب إليهم تقريعا لهم بمضاهاتهم الله تعالى في خلقه فبكتهم بأن قال إذ شابهتم بما صورتم مخلوقات الله تعالى فأحيوها كما أحيا هو ما خلق ] (6/2747)
7120 - حدثنا محمد بن العلاء حدثنا ابن فضيل عن عمارة عن أبي زرعة سمع أبا هريرة رضي الله عنه قال
: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( قال الله عز و جل ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو شعيرة )
[ ر 5609 ] (6/2747)
57 - باب قراءة الفاجر والمنافق وأصواتهم وتلاوتهم لا تجاوز حناجرهم (6/2747)
[ ش ( لا تجاوز حناجرهم ) جمع حنجرة وهي أسفل الحلق أي لا تتعداها والمراد أن قراءتهم من أفواههم ولا تتأثر بها قلوبهم ولا تزكوا بها نفوسهم ولذا لا يقبلها الله تعالى ولا يثيبهم عليها ] (6/2747)
7121 - حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام حدثنا قتادة حدثنا أنس عن أبي موسى رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب . والذي لا يقرأ كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها . ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر . ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها )
[ ر 4732 ] (6/2748)
7122 - حدثنا علي حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري ( ح ) . وحدثني أحمد بن صالح حدثنا عنبسة حدثنا يونس عن ابن شهاب أخبرني يحيى بن عروة بن الزبير أنه سمع عروة بن الزبير قالت عائشة رضي الله عنها
: سأل أناس النبي صلى الله عليه و سلم عن الكهان فقال ( إنهم ليسوا بشيء ) . فقالوا يا رسول الله فإنهم يحدثون بالشيء يكون حقا ؟ قال فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرقرها في أذن وليه كقرقرة الدجاجة فيخلطون فيه أكثر من مائة كذبة )
[ ر 5429 ]
[ ش ( فيقرقرها ) من القرقرة وهو الوضع في الأذن بالصوت والقر الوضع فيها بدون صوت . ( كقرقرة الدجاجة ) أي كصوتها وفي نسخة ( الزجاجة ) وهي القارورة ] (6/2748)
7123 - حدثنا أبو النعمان حدثنا مهدي بن ميمون سمعت محمد بن سيرين يحدث عن معبد بن سيرين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( يخرج ناس من قبل المشرق ويقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فوقه ) . قيل ما سيماهم ؟ قال ( سيماهم التحليق أو قال التسبيد )
[ ر 4094 ]
[ ش ( تراقيهم ) جمع ترقوة وهي العظم بين نقرة النحر والعاتق والمراد أنها لا تصل إلى قلوبهم ولا يتأثرون بها . ( فوقه ) موضع الوتر من السهم
( سيماهم ) علامتهم . ( التحليق ) إزالة الشعر . ( التسبيد ) استئصال الشعر ] (6/2748)
58 - باب قول الله تعالى { ونضع الموازين القسط } / الأنبياء 47 / . وأن أعمال بني آدم وقولهم يوزن (6/2748)
وقال مجاهد القسطاس العدل بالرومية ويقال القسط مصدر المقسط وهو العادل وأما القاسط فهو الجائر
[ ش ( الموازين ) جمع ميزان وهو جسم محسوس ذو لسان وكفتين والله تعالى يجعل الأعمال والأقوال كالأعيان موزونة أو توزن صحفها هذا هو مذهب الجمهور والذي عليه إجماع أهل السنة . [ فتح - عيني ] . ( القسطاس ) يشير إلى قوله تعالى { وزنوا بالقسطاس المستقيم } / الإسراء 35 / و / الشعراء 182 / الميزان العادل وضم القاف وكسرها قراءتان متواترتان . ( بالرومية ) أي فهو من توافق اللغتين . ( القاسط ) يشير إلى قوله تعالى { وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا . وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا } / الجن 14 - 15 / . ( القاسطون ) الجائرون أي الظالمون المائلون عن الحق . ( تحروا رشدا ) توخوا الحق وقصدوه وتعمدوا الوصول إليه ] (6/2748)
7124 - حدثنا أحمد بن إشكاب حدثنا محمد بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم )
[ ر 6043 ]
[ ش ختم البخاري كتابه بحديث الحمد والتسبيح كما بدأ أوله بحديث النية عملا بهما أي تحريرا لقصده أول العمل حتى يكون خالصا لوجه الله تعالى وحمدا وشكرا وتقديسا له عز و جل في آخر العمل على ما وفقه إليه . هذا وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقني الصدق والإخلاص في العمل وأن يمن علي بحسن القبول وأن ينفع بما وفقني إليه من خدمة لهذا الكتاب العظيم وأن يجعل هذا في صحيفتي وصحيفة والدي وشيوخي ومن علمني من المؤمنين وأن يجزي من شارك وساهم في إنجاز هذا العمل بما يستحق من أجر ومثوبة . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين (6/2749)