3818 - أخبرني عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن عمرو عن جابر قال
: أصطبح الخمر يوم أحد ناس ثم قتلوا شهداء
[ ر 2660 ]
[ ش ( اصطبح الخمر ) شربه صبوحا والصبوح ما يشرب أو يؤكل وقت الصباح ] (4/1487)
3819 - حدثنا عبدان حدثنا عبد الله أخبرنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم
: أن عبد الرحمن بن عوف أتي بطعام وكان صائما فقال قتل مصعب ابن عمير وهو خير مني كفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه وإن غطي رجلاه بدا رأسه وأراه قال وقتل حمزة وهو خير مني ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط أو قال أعطينا من الدنيا ما أعطينا وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام
[ ر 1215 ] (4/1487)
3820 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن عمرو سمع حابر ابن عبد الله رضي الله عنهما قال
: قال رجل للنبي صلى الله عليه و سلم يوم أحد أرأيت إن قتلت فأين أنا ؟ قال ( في الجنة ) . فألقى تمرات في يده ثم قاتل حتى قتل
[ ش أخرجه مسلم في الإمارة باب ثبوت الجنة للشهيد رقم 1899
( رجل ) قيل هو عمير بن الحمام رضي الله عنه والظاهر أنه غيره لأن قصته كانت في بدر ] (4/1487)
3821 - حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا الأعمش عن شقيق عن خباب بن الأرث رضي الله عنه قال
: هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم نبتغي وجه الله فوجب أجرنا على الله ومنا من مضى أو ذهب لم يأكل من أجره شيئا كان منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد لم يترك الا نمرة كنا إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه وإذا غطي بها رجلاه خرج رأسه فقال لنا النبي صلى الله عليه و سلم ( غطوا بها رأسه واجعلوا على رجله الإذخر ) . أو قال ( ألقوا على رجليه من الإذخر ) . ومنا من قد أيعنت له ثمرته فهو يهدبها
[ ر 1217 ] (4/1487)
3822 - أخبرنا حسان بن حسان حدثنا محمد بن طلحة حدثنا حميد عن أنس رضي الله عنه
: أن عمه غاب عن بدر فقال غبت عن أول قتال النبي صلى الله عليه و سلم لئن أشهدني الله مع النبي صلى الله عليه و سلم ليرين الله ما أجد فلقي يوم أحد فهزم الناس فقال اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني المسلمين وأبرأ إليك مما جاء به المشركون فتقدم بسيفه فلقي سعد ابن معاذ فقال أين يا سعد أني أجد ريح الجنة دون أحد فمضى فقتل فما عرف حتى عرفته أخته بشامة أو ببنانه وبه بضع وثمإنون طعنة وضربة سيف ورمية بسهم
[ ر 2651 ]
[ ش ( بشامة ) هي علامة في البدن يخالف لونها لون سائره قد تكون في الوجه وغيره وقد ينبت عليها الشعر فتسمى الخال ] (4/1487)
3823 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا ابن شهاب أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت أنه سمع زيد بن ثابت رضي الله عنه يقول
: فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ بها فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري { من المؤنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر } . فألحقناها في سورتها في المصحف
[ ر 2625 ] (4/1488)
3824 - حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت سمعت عبد الله بن يزيد يحدث عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال
: لما خرج النبي صلى الله عليه و سلم إلى أحد رجع ناس ممن خرج معه وكان أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فرقتين فرقة تقول نقاتلهم وفرقة تقول لا نقاتلهم فنزلت { فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا } . وقال ( أنها طيبة تنفي الذنوب كما تنفي النار خبث الفضة )
[ ر 1785 ]
[ ش ( أركسهم بما كسبوا ) أوقعهم في الخطأ وأهلكهم بسبب عصيانهم ومخالفتهم وأركسه قلبه ونسكه أي جعل أعلاه أسفله . / النساء 88 / . ( تنفي الذنوب ) تظهر من يرتكب فيها الذنوب وتميزهم ] (4/1488)
15 - باب { إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون } . / آل عمران 122 / (4/1488)
3825 - حدثنا محمد بن يوسف عن ابن عيينة عن عمرو عن جابر رضي الله عنه قال
: نزلت هذه الآية فينا { إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا } . بني سلمة وبني الحارثة وما أحب أنها لم تنزل والله يقول { والله وليهما }
[ 4282 ]
[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب من فضائل الأنصار رضي الله عنهم رقم 2505
( همت ) من هم بالأمر إذا عزم على القيام به ولم يفعله . ( طائفتان ) جماعتان هما بنو سلمة من الخزرج وبنو حارثة من الأوس . ( أن تفشلا ) تجبنا وتضعفا عن القتال . ( ما أحب . . ) أي نزولها محبب إلي لما ذكر فيها
من ولاية الله تعالى . ( وليهما ) ناصرهما وحافظهما ومتولي أمرهما بالتوفيق ] (4/1488)
3826 - حدثنا قتيبة حدثنا سفيان أخبرنا عمرو عن جابر قال
: قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ( هل نكحت يا جابر ) . قلت نعم . قال ( ماذا أبكرا أم ثيبا ) . قلت لا بل ثيبا قال ( فهلا جارية تلاعبك ) . قلت يا رسول الله إن أبي قتل يوم أحد وترك تسع بنات كن لي تسع أخوات فكرهت أن أجمع اليهن جارية خرقاء مثلهن وكلن امرأة تمشطهن وتقوم عليهن قال ( أصبت )
[ ر 432 ]
[ ش ( جارية ) بكرا صغيرة . ( خرقاء ) حمقاء جاهلة ] (4/1489)
3827 - حدثني أحمد بن أبي سريج أخبرنا عبيد الله بن موسى حدثنا شيبان عن فراس عن الشعبي قال حدثني جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
: أن أباه أستشهد يوم أحد وترك عليه دينا وترك ست بنات فلما حضر جذاذ النخل قال أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت قد علمت أن والدي قد استشهد يوم أحد وترك دينا كثيرا وإني أحب أن يراك الغرماء فقال ( اذهب فبيدر كل تمر على ناحية ) . ففعلت ثم دعوته فلما نظروا إليه كأنهم أغروا بي تلك الساعة فلما رأى ما يصنعون أطاف حول أعظمها بيدرا ثلاث مرات ثم جلس عليه ثم قال ( ادع لي أصحابك ) . فما زال يكيل لهم حتى أدى الله عن والدي أمانته وأنا أرضى أن يؤدي الله أمانة والدي ولا أرجع إلى أخواتي بتمرة فسلم الله البيادر كلها وحتى إني أنظر إلى البيدر الذي كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم كأنها لم تنقص تمرة واحدة
[ ر 2020 ] (4/1489)
3828 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال
: رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أحد ومعه رجلان يقاتلان عنه عليهما ثياب بيض كأشد القتال ما رأيتهما من قبل ولا بعد
[ 5488 ]
[ ش أخرجه مسلم في الفضائل باب في قتال جبريل وميكائيل عن النبي صلى الله عليه و سلم رقم 2306
( رجلان ) يعني جبريل وميكائيل عليهما السلام كما هو عند مسلم ] (4/1489)
3829 - 3831 - حدثني عبد الله بن محمد حدثنا مروان بن معاوية حدثنا هاشم بن هاشم السعدي قال سمعت سعيد بن المسيب يقول سعد بن أبي وقاص يقول
: نثل لي النبي صلى الله عليه و سلم كنانته يوم أحد فقال ( أرم فداك أبي وأمي )
[ ش ( نثل . . كنانته ) استخرج لي ما فيها من سهام لأرمي بها المشركين ] (4/1489)
3830 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن يحيى بن سعيد قال سمعت سعيد ابن المسيب قال سمعت سعدا يقول
: جمع لي النبي صلى الله عليه و سلم أبويه يوم أحد (4/1490)
3831 - حدثنا قتيبة حدثنا ليث عن يحيى عن ابن المسيب أنه قال قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
: لقد جمع لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أحد أبويه كليهما يريد حين قال ( فداك أبي وأمي ) وهو يقاتل
[ ر 3519 ] (4/1490)
3832 - 3833 - حدثنا أبو نعيم حدثنا مسعر عن سعد عن ابن شداد قال سمعت عليا رضي الله عنه يقول
: ما سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يجمع أبويه لأحد غير سعد (4/1490)
3833 - حدثنا يسرة بن صفوإن حدثنا إبراهيم عن أبيه عن عبد الله ابن شداد عن علي رضي الله عنه قال
: ما س - معت النب - ي صل - ى الل - ه عليه وسلم جم - ع أبويه لأحد إلا لسعد بن مالك فإني سمعته يقول يوم أحد ( يا سعد ارم فداك أبي وأمي )
[ ر 2749 ] (4/1490)
3834 - حدثنا موسى بن إسماعيل عن معتمر عن أبيه قال
: زعم أبو عثما ن أنه لم يبق مع النبي صلى الله عليه و سلم في بعض تلك الأيام التي يقاتل فيهن غير طلحة وسعد . عن حديثهما
[ ر 3517 ] (4/1490)
3835 - حدثنا عبد الله بن أبي الأسود حدثنا حاتم بن إسماعيل عن محمد بن يوسف قال سمعت السائب بن يزيد قال
: صحبت عبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله والمقداد وسعدا رضي الله عنهم فما سمعت أحدا منهم يحدث عن النبي صلى الله عليه و سلم إلا أني سمعت طلحة يحدث عن يوم أحد
[ ر 2669 ] (4/1490)
3836 - حدثني عبد الله بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس قال رأيت يد طلحة شلاء وقى بها النبي صلى الله عليه و سلم يوم أحد
[ ر 3518 ] (4/1490)
3837 - حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز عن أنس رضي الله عنه قال
: لما كان يوم أحد إنهزم الناس عن النبي صلى الله عليه و سلم وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه و سلم مجوب عليه بحجفة له وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد النزع كسر يومئذ قوسين أو ثلاثا وكان الرجل يمر معه بجعبة من النبل فيقول ( إنثرها لأبي طلحة ) . قال ويشرف النبي صلى الله عليه و سلم ينظر إلى القوم فيقول أبو طلحة بأبي أنت وأمي لا تشرف يصبك سهم من سهام القوم نحري دون نحرك ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقزان القرب على متونهما تفرغانه في أفواه القوم ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئإن فتفرغانه في أفواه القوم ولقد وقع السيف من يد أبي طلحة إما مرتين وإما ثلاثا
[ ر 2724 ] (4/1490)
3838 - حدثني عبيد الله بن سعيد حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
: لما كان يوم أحد هزم المشركون فصرخ إبليس لعنة الله عليه أي عباد الله أخراكم فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم فبصر حذيفة فإذا هو بأبيه اليمان فقال أي عباد الله أبي أبي قال قالت فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه فقال حذيفة يغفر الله لكم . قال عروة فوالله ما زالت في حذيفة بقية خير حتى لحق بالله عزوجل
بصرت علمت من البصيرة في الأمر وأبصرت من بصر العين يقال بصرت وأبصرت واحد
[ ر 3116 ] (4/1491)
16 - باب قول الله تعالى { إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم وإن الله غفور حليم } / آل عمران 155 / (4/1491)
3839 - حدثنا عبدان أخبرنا أبو حمزة عن عثمإن بن موهب قال
: جاء رجل حج البيت فرأى قوما جلوسا فقال من هؤلاء القعود ؟ قالوا هؤلاء قريش . قال من الشيخ ؟ قالوا ابن عمر فأتاه فقال إني سائلك عن شيء أتحدثني ؟ قال أنشدك بحرمة هذا البيت أتعلم أن عثمان بن عفان فر يوم أحد ؟ قال نعم . قال فتعلمه تغيب عن بدر فلم يشهدها ؟ قال نعم . قال فتعلم أنه تخلف عن بيعة الرضوان فلم يشهدها ؟ قال نعم . قال فكبر قال ابن عمر تعالى لأخبرك ولأبين لك عما سألتني عنه أما فراره يوم أحد فأشهد أن الله عفا عنه وأما تغيبه عن بدر فإنه كان تحته بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم وكانت مريضة فقال له النبي صلى الله عليه و سلم ( إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه ) . وأما تغيبه عن بيعة الرضوان فإنه لو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان بن عفان لبعثه مكانه فبعث عثمان وكانت بيعة الرض - وان بعد م - ا ذهب عثمان إل - ى مكة فق - ال النبي صلى الله عليه و سلم بيده ( هذه يد عثمان - فضرب بها على يده فقال - هذه لعثمان ) . اذهب بهذا الآن معك
[ ر 2962 ] (4/1491)
17 - باب { إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخركم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون } / آل عمران 153 / (4/1491)
تصعدون تذهبون أصعد وصعد فوق البيت
[ ش ( تصعدون ) من الإصعاد وهو الذهاب في الأرض والإبعاد فيها . ( تلوون ) تعرجون وتقيمون أي لا يلتفت بعضكم على بعض من شدة الهرب وأصله من لي العنق في الالتقات . ( يدعوكم ) يناديكم إلي يا عباد الله أنا رسول الله - صلى الله عليه و سلم - من يكرمه الله تعالى بالشهادة فله الجنة . ( في أخراكم ) مؤخرتكم من خلفكم . ( فأثابكم ) فجازكم . ( غما بغم ) غما مضاعفا فكان غما بعد غم متصلا بغم من جرح وقتل وفوات الغنيمة وظفر العدو وغير ذلك . ( لكيلا تحزنوا ) لتتمرنوا على الثبات وعدم الحزن المضعف للعزائم عند نزول المصائب ولتبتعدوا عن كل ما يسبب الغم . ( ما فاتكم ) من الغنيمة وغيرها . ( ما أصابكم ) من القتل والجرح ] (4/1491)
3840 - حدثني عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال سمعت البراء ابن عازب رضي الله عنهما قال
: جعل النبي صلى الله عليه و سلم على الرجالة يوم أحد عبد الله بن جبير وأقبلوا منهزمين . فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم
[ ر 2874 ] (4/1492)
18 - باب (4/1492)
{ ثم أنزل عليكم من بعد الغم نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كإن لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب
عليهم القتال إل - ى مضاجعهم وليبت - لي الل - ه م - ا ف - ي صدوركم وليمحص م - ا ف - ي قلوبك - م والل - ه علي - م بذات الصدور } / آل عمران 154 /
[ ش ( أمنة ) ما في أمن وسكينة لكم . ( يغشى ) يغطي . ( طائفة منكم ) هم المؤمنون الصادقون . ( وطائفة ) هم المنافقون . ( أهمتهم أنفسهم ) شغلتهم فلم يغشهم النعاس لشدة ما فيهم من القلق والجزع والخوف . ( غير الحق ) غير ما يجب أن يكون منهم من ظن بالله تعالى وتصديق بوعده حين قالوا لا ينصر محمد - صلى الله عليه و سلم - وأصحابه ونحو ذلك . ( ظن الجاهلية ) أي لا يكون مثل هذا الظن إلا من أهل الشرك الجاهلين . ( هل لنا ) أي ليس لنا نصيب في النصر ونحوه . ( إن الأمر . . ) النصر والغلبة كلها يعطيها الله تعالى لأوليائه المؤمنين على مراده أو حسب حكمته . ( يبدون ) يظهرون . ( لبرز ) لخرج . ( كتب ) قدر . ( مضاجعهم ) مصارعهم وأماكن موتهم . ( ليبتلي . . ) ليختبركم بأعمالكم . ( ليمحص ) يطهرها من الشكك ووساوس الشيطان بما يركيم من نصرته وتأييده بخوارق العادات وغيرها ويظهر ما في سرائر المنافقين وينقي صفوف عباده المؤمنين منهم ] (4/1492)
3841 - وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس عن أبي طلحة رضي الله عنهما قال
: كنت فيمن تغشاه النعاس يوم أحد حتى سقط سيفي من يدي مرارا يسقط وآخذه ويسقط فآخذه
[ 4286 ] (4/1493)
19 - باب { ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون } . / آل عمران 128 / (4/1493)
[ ش ( ليس لك من الأمر شيء ) ليس إليك من إصلاحهم ولا من عذابهم شيء . ( أو يتوب ) حتى يتوب عليهم مما هم فيه من الكفر فيسلموا . ( أو يعذبهم ) في الدنيا والآخرة على كفرهم وذنوبهم إن بقوا عليها . ( ظالمون ) أي فيستحقون العذاب ]
قال حميد وثابت عن أنس شج النبي صلى الله عليه و سلم يوم أحد فقال ( كيف يفلح قوم شجوا نبيهم ) . فنزلت { ليس لك من الأمر شيء }
[ ش ( يفلح ) من الفلاح وهو الفوز بالبغية من الخير . ( شجوا ) من الشج وهو الجرح في الرأس والوجه والحديث أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب غزوة أحد من طريق ثابت بن أنس رضي الله عنه رقم 1791 ] (4/1493)
3842 - حدثنا يحيى بن عبد الله السلمي أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهري حدثني سالم عن أبيه
: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من الفجر يقول ( اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا ) بعد ما يقول ( سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد ) . فأنزل الله { ليس لك من الأمر شيء - إلى قوله - فإنهم ظالمون }
وعن حنظلة بن أبي سفيان سمعت سالم بن عبد الله يقول
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعو على صفوان بن أمية وسهيل ابن عمرو والحارث بن هشام . فنزلت { ليس لك من الأمر من شيء - إلى قوله - فإنهم ظالمون }
[ 4283 ، 6914 ] (4/1493)
20 - باب ذكر أم سليط (4/1493)
3843 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب وقال ثعلبة بن أبي مالك
: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قسم مروطا بين نساء من نساء أهل المدينة فبقي منها مرط جيد فقال له بعض من عنده يا أمير المؤمنين أعط هذا بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم التي عندك
يريدون أم كلثوم بنت علي فقال عمر أم سليط أحق به . وأم سليط من نساء الأنصار ممن بايع رسول الله صلى الله عليه و سلم قال عمر فإنها كانت تزفر لنا القرب يوم أحد
[ ر 2725 ] (4/1494)
21 - باب قتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه (4/1494)
3844 - حدثني أبو جعفر محمد بن عبد الله حدثنا حجين بن المثنى حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الله من الفضل عن سليمان بن يسار عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال
: خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار فلما قدمنا حمص قال لي عبيد الله بن عدي هل لك في وحشي نسأله عن قتله حمزة ؟ قلت نعم وكان وحشي يسكن حمص فسألنا عنه فقيل لنا هو ذاك في ظل قصره كأنه حميت قال فجئنا حتى وقفنا عليه يسيرا فسلمنا فرد السلام قال عبيد الله معتجر بعمامته ما يرى وحشي إلا عينيه ورجليه . فقال عبيد الله يا وحشي أتعرفني ؟ قال فنظر إليه ثم قال لا والله إلا أني أعلم أن عدي بن الخيار تزوج امرأة يقال لها أم قتال بنت أبي العيص فولدت له غلاما بمكة فكنت أسترضع له فحملت ذلك الغلام مع أمه فناولتها إياه فلك - أني نظرت إلى قدميك قال فكشف عبيد الله عن وجهه ثم قال ألا تخبرنا بقتل حمزة ؟ قال نعم إن حمزة قتل طعيمة بن عدي بن الخيار ببدر فقال لي مولاي جبير بن مطعم إن قتلت حمزة بعمي فأنت حر قال فلما أن خرج الناس عام عينين وعينين جبل بحيال أحد بينه وبينه واد خرجت مع الناس إلى القتال فلما أن اصطفوا للقتال خرج سباع فقال هل من مبارز قال فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب فقال يا سباع با ابن أم أنمار مقطعة البظور أتحاد الله ورسوله صلى الله عليه و سلم ؟ قال ثم أشد عليه فكان كأمس الذاهب قال وكمنت لحمزة تحت صخرة فلما دنا مني رميته بحربتي فأضعها في ثنته حتى خرجت من بين وركيه قال فكان ذاك العهد به فلما رجع الناس رجعت معهم فأقمت بمكة حتى فشا فيها الإسلام ثم خرجت إلى الطائف فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم رسولا فقيل لي إنه لا يهيج الرسل قال فخرجت معهم حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما رآني قال ( آنت وحشي ) . قلت نعم قال ( أنت قتلت حمزة ) . قلت قد كان من الأمر ما بلغك قال ( فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني ) . قال فخرجت فلما قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم فخرج مسيلمة الكذاب قلت لأخرجن إلى مسيلمة لعلي أقتله فأكافئ به حمزة قال فخرجت مع الناس فكان من أمره ما كان قال فإذا رجل قائم في ثلمة جدار كأنه جمل أورق ثائر الرأس قال فرميته بحربتي فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه قال ووثب إليه رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته
قال قال عبد الله بن الفضل فأخبرني سليمان بن يسار أنه سمع عبد الله ابن عمر يقول فقالت جارية على ظهر بيت وا أمير المؤمنين قتله العبد الأسود
[ ش ( حميت ) وعاء من جلد لا شعر عليه يجعل فيه السمن . ( معتجر ) من الاعتجار وهو لف العمامة على الرأس ورد طرفها على الوجه . ( استرضع له ) أط
ب له من يرضعه . ( فلكأني نظرت إلى قدميك ) أي حين نظرت إلى قدمي الغلام كأني رأيت قدميك اللتين رأيتهما الآن فلعلك أنت ذاك الغلام . ( بحيال أحد ) من ناحيته . ( سباع ) بن عبد العزى الخزاعي . ( مقطعة البظور ) جمع بظر وهو قطعة لحم بين شفري فرج المرأة - أي حرفي فرجها - تكون طويلة لدى الأنثى في البلدان الحارة فتقطع ويعني أن أمه كانت تختن النساء في ومكة والعرب تقول ذلك في معرض الذم والشتم . ( أتحاد الله ) تعانده وتعاديه . ( كأمس الذاهب ) كناية عن قتله في الحال واعدامه له . ( كمنت ) اختفيت . ( ثنته ) عانته وقيل ما بين السرة والعانة . ( لا يهيج الرسل ) لا يصيبهم بأذى ولا ينالهم منه ازعاج . ( فأكافئ به حمزة ) أساوي بقتله قتل حمزة رضي الله عنه وأكفر تلك بهذه . ( ثلمة جدار ) خلل وتصدع فيه . ( أورق ) لونه مثل الرماد من غبار الحرب . ( ثائر الرأس ) شعر رأسه منتشر . ( رجل ) هو عبد الله بن زيد المازني بن نسيبة بنت كعب رضي الله عنهم وقيل غيره . ( وا أمير المؤمنين ) تندب مسيلمة وسمته أميرا لأنه يتولى شؤون أصحابه وسمتهم المؤمنين بحسب زعمهم الباطل . ( العبد الأسود ) أرادت به وحشيا رضي الله عنه ] (4/1494)
22 - باب ما أصاب النبي صلى الله عليه و سلم من الجراح يوم أحد (4/1494)
3845 - حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام سمع أبا هريرة رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( اشتد غضب الله على قوم فعلوا بنبيه - يشير إلى رباعيته - اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله صلى الله عليه و سلم في سبيل الله )
[ ش أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب اشتداد غضب الله على من قتله رسول الله صلى الله عليه و سلم رقم 1793
( اشتد غضب الله ) إنتقامه وعقابه لمن فعل هذا الذنب المتناهي في السوء . ( رباعيته ) السن التي تلي الثنية من كل جانب والثنية إحدى السنين في مقدمة الأسنان ] (4/1496)
3846 - حدثني مخلد بن مالك حدثنا يحيى بن سعيد الأموي حدثنا ابن جريج عن عمر بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: اشتد غضب الله على قتله النبي صلى الله عليه و سلم في سبيل الله اشتد غضب الله على قوم دموا وجه نبي الله صلى الله عليه و سلم
[ ر 3848 ] (4/1496)
3847 - حدثنا قتيبه بن سعيد حدثنا يعقوب عن أبي حازم
: أنه سمع سهل بن سعد وهو يسأل عن جرح رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أما والله إني لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله صلى
الله عليه وسلم ومن كان يسكب الماء وبما دووي قال كانت فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم تغسله وعلى بن أبي طالب يسكب الماء بالمجن فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة من حصير فأحرقتها وألصقتها فاستمسك الدم وكسرت رباعيته يومئذ وجرح وجهه وكسرت البيضة على رأسه
[ ر 240 ] (4/1496)
3848 - حدثني عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم حدثنا جريج عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال
: اشتد غضب الله على من قتله نبي واشتد غضب الله على من دمى وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم
[ ر 3846 ] (4/1496)
23 - باب { الذين استجابوا لله والرسول } / آل عمران 172 / (4/1496)
3849 - حدثنا محمد حدثنا أبو معاوية عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
: { الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنو منهم واتقوا أجر عظيم } قالت لعروة يا ابن أختي كان أبوك منهم الزبير وأبو بكر لما أصاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أصاب يوم أحد وانصرف عنه المشركون خاف أن يرجعوا قال ( من يذهب في إثرهم ) . فانتدب منهم سبعون رجلا قال كان فيهم أبو بكر والزبير
[ ش ( استجابوا ) أطاعوا الأمر وأجابوا النداء . ( القرح ) الجراح . / آل عمران 172 / . ( إثرهم ) خلفهم وعقبهم . ( فانتدب ) من قولهم ندبه لأمر فانتدب أي دعاه فأجاب ] (4/1497)
24 - باب من قتل من مسلمين يوم أحد (4/1497)
منهم حمزة بن عبد المطلب واليمان وأنس بن النضر ومصعب بن عمير (4/1497)
3850 - حدثني عمرو بن علي حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة قال
: ما نعلم حيا من أحياء العرب أكثر شهيدا أعز يوم القيامة من الأنصار
قال قتادة وحدثنا أنس بن مالك
: أنه قتل منهم يوم أحد سبعون ويوم بئر معونة سبعون ويوم اليمامة سبعون . وقال وكان بئر معونة على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ويوم اليمامة على عهد أبي بكر يوم مسيلمة الكذاب
[ ش ( أكثر شهيدا ) أي شهداؤهم أكثر من شهداء غيرهم . ( بئر معونة ) اسم لمكان فيه ماء بعد أربع مراحل من المدينة قتل فيه القراء . انظر باب 26 . ( اليمامة ) مدينة على مرحلتين من الطائف وكان فيها القتال بين المسلمين ومسيلمة الكذاب ] (4/1497)
3851 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أخبره
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كن يجمع بين رجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول ( أيهم أكثر أخذا للقرآن ) . فإذا أشير له إلى أحد قدمه في اللحد وقال ( أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة ) . وأمر بدفنهم بدمائهم ولم يصل عليهم ولم يغسلوا
[ ر 1278 ] (4/1497)
3852 - وقال أبو الوليد عن شعبة عن ابن المنكدر قال سمعت جابر ابن عبد الله قال
: لما قتل أبي جعلت أبكي وأكشف الثوب عن وجهه فجعل أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ينهونني والنبي صلى الله عليه و سلم لم ينه وقال النبي صلى الله عليه و سلم ( لا تبكيه - أو ما تبكيه - مازالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفع )
[ ر 1187 ] (4/1497)
3853 - حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أسامة عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه - أرى - عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( رأيت في رؤياي أني هززت سيفا فانقطع صدره فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد ثم هززته أخرى فعاد كأحسن ما كإن فاذا هو ما جاء به الله من الفتح واجتماع المؤمنين ورأيت فيها بقرا والله خير فاذا هم المؤمنون يوم أحد )
[ ر 3425 ] (4/1498)
3854 - حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا الأعمش عن شقيق عن خباب رضي الله عنه قال
: هاجرنا مع النبي صلى الله عليه و سلم ونحن نبتغي وجه الله فوجب أجرنا على الله فمنا من مضى أو ذهب لم يأكل من أجره شيئا كان منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد فلم يترك إلا نمرة كنا إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه وإذا غطي بها رجلاه خرج رأسه فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( غطوا بها رأسه واجعلوا على رجليه الإذخر ) . أو قال ( ألقوا على رجليه من الإذخر ) . ومنا من أيعنت له ثمرته فهو يهدبها
[ ر 1217 ] (4/1498)
25 - باب ( أحد يحبنا ونحبه ) (4/1498)
قاله عباس بن سهل عن أبي حميد عن النبي صلى الله عليه و سلم (4/1498)
3855 - 3856 - حدثني نصر بن علي قال أخبرني أبي عن قرة بن خالد عن قتادة سمعت أنسا رضي الله عنه
: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( هذا جبل يحبنا ونحبه ) (4/1498)
3856 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عمرو مولى عبد المطلب عن أنس رضي الله عنه
: أن رسول صلى الله عليه و سلم طلع له أحد فقال ( هذا جبل يحبنا ونحبه اللهم إن إبراهيم حرم مكة وإني حرمت ما بين لابتيها )
[ ر 2732 ] (4/1498)
3857 - حدثني عمرو بن خالد حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة
: أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ثم انصرف إلى المنبر فقال ( إني فرط لكم أنا شهيد عليكم وإني لأنظر إلى حوضي الآن وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض أو مفاتيح الأرض وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكني أخاف عليكم أن تنافسوا فيها )
[ ر 1279 ] (4/1498)
26 - باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة وحديث عضل والقارة وعاصم بن ثابت وخبيب وأصحابه (4/1498)
قال ابن إسحاق حدثنا عاصم بن عمر أنها بعد أحد (4/1498)
3858 - حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف عن معمر عن الزهري عن عمرو بن أبي سفيان الثقفي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: بعث النبي صلى الله عليه و سلم سرية عينا وأمر عليهم عاصم بن ثابت وهو جد عاصم بن عمر بن الخطاب فانطلقوا حتى إذا كان بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان فتبعوهم بقريب من مائة رام فاقتصوا آثارهم حتى أتوا منزلا نزلوه فوجدوا فيه نوى تمر تزودوه من المدينة فقالوا هذا تمر يثرب فتبعوا آثارهم حتى لحقوهم فلما انتهى عاصم وأصحابه لجؤوا إلى فدفد وجاء القوم فأحاطوا بهم فقالوا لكم العهد والميثاق إن نزلتم الينا أن لا نقتل منكم رجلا فقال عاصم أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر اللهم أخبر عنا نبيك فرموهم حتى قتلوا عاصما في سبعة نفر بالنبل وبقي خبيب وزيد ورجل آخر فأعطوهم العهد والميثاق فلما أعطوهم العهد والميثاق نزلوا إليهم فلما استمكنوا منهم حلوا أوتار قسيهم فربطوهم بها فقال الرجل الثالث الذي معهما هذا أول الغدر فأبى أن يصحبهم فجرروه وعالجوه على أن يصحبهم فلم يفعل فقتلوه وانطلقوا بخبيب وزيد حتى باعوهما بمكة فاشترى خبيبا بنو الحارث بن عامر بن نوفل وكان خبيب هو قتل الحارث يوم بدر فمكث عندهم أسيرا حتى إذا أجمعوا قتله استعار موسى من بعض بنات الحارث ليستحد بها فأعارته قالت فغفلت عن صبي لي فدرج إليه حتى أتاه فوضعه على فخذه فلما رأيته فزعت فزعة عرف ذاك مني وفي يديه الموسى فقال أتخشين أن أقتله ؟ ما كنت لأفعل ذلك أن شاء الله وكانت تقول ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب لقد رأيته يأكل من قطف عنب وما بمكة يومئذ ثمرة وإنه لموثق في الحديد وما كان إلا رزق رزقه الله فخرجوا به من الحرم ليقتلوه فقال دعوني أصلي ركعتين ثم انصرف إليهم فقال لولا أن تروا
أن ما بي جزع من الموت لزدت فكان أول من سن الركعتين عند القتل هو ثم قال اللهم احصهم عددا ثم قال
ولست أبالي حين أقتل مسلما * على أي شق كإن الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ * يبارك على أوصال شلو ممزع
ثم قام إليه عقبة بن الحارث فقتله وبعث قريش إلى عاصم ليؤتوا بشيء من جسده يعرفونه وكان عاصم قتل عظيما من عظمائهم يوم بدر فبعث الله عليه مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم فلم يقدروا منه على شيء
[ ر 2880 ] (4/1499)
3859 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن عمرو سمع جابر يقول
: الذي قتل خبيبا هو أبو سروعة
[ ش ( أبو سروعة ) واسمه عقبة بن الحارث وانظر 3767 ] (4/1500)
3860 - حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز عن أنس رضي الله عنه قال
: بعث النبي صلى الله عليه و سلم سبعين رجلا لحاجة يقال لهم القراء فعرض لهم حيان من بني سليم رعل وذكوان عند بئر يقال لها بئر معونة فقال القوم والله ما إياكم أردنا إنما نحن مجتازون في حاجة النبي صلى الله عليه و سلم فقتلوهم فدعا النبي صلى الله عليه و سلم شهرا في صلاة الغداة وذلك بدء القنوت وما كنا نقنت
قال عبد العزيز وسأل رجل أنسا عن القنوت أبعد الركوع أو عند الفراغ من القراءة ؟ قال لا بل عند فراغ من القراءة
[ ش ( لحاجة ) يفسرها الحديث [ 3862 ] . ( ما إياكم أردنا ) لسنا قاصدين إليكم بمجيئنا . ( مجتازون ) سالكون في طريقنا . ( الغداة ) الفجر ] (4/1500)
3861 - حدثنا مسلم حدثنا هشام حدثنا قتادة عن أنس قال
: قنت رسول الله صلى الله عليه و سلم شهرا بعد الركوع يدعوا على أحياء من العرب (4/1500)
3862 - حدثني عبد الأعلى بن حماد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه
: أن رعلا وذكوان وعصية وبني لحيان استمدوا رسول الله صلى الله عليه و سلم على عدو فأمدهم بسبعين من الأنصار كنا نسميهم القراء في زمانهم كانوا يحتطبون بالنهار ويصلون بالليل حتى كانوا ببئر معونة قتلوهم وغدروا بهم فبلغ النبي صلى الله عليه و سلم فقنت شهرا يدعو في الصبح على أحياء من أحياء العرب على رعل وذكوان وعصية وبني لحيان قال أنس فقرأنا فيهم قرآنا ثم إن ذلك رفع بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا
[ ش ( استمدوا ) طلبوا المدد منه وهو العون الذي يأتي ليقوي الجيش المقاتل . ( فقرأنا فيهم قرآنا ) أي نزل على النبي صلى الله عليه و سلم في شأنهم قرآن قرآناه ثم نسخ . ( رفع ) نسخ ] (4/1500)
3863 - وعن قتادة عن أنس رضي الله عنه حدثه
: أن نبي الله صلى الله عليه و سلم قنت شهرا في صلاة الصبح يدعو على أحياء من أحياء العرب على رعل وذكوان وعصيه وبين حيان
زاد خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة حدثنا أنس أن أولئك السبعين من الأنصار قتلوا ببئر معونة . قرآنا كتابا . نحوه
[ ش ( قرآنا كتابا ) أي فسر القرآن بالكتاب . ( نحوه ) أي نحو رواية عبد
الأعلى بن حماد ] (4/1501)
3864 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا همام عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال حدثني أنس
: أن النبي صلى الله عليه و سلم بعث خاله أخا لأم سليم في سبعين راكبا وكان رئيس المشركين عامر بن الطفيل خير بين ثلاث خصال فقال يكون لك أهل السهل ولي أهل المدر أو أكون خليفتك أو أغزوك بأهل غطفان بألف وألف ؟ فطعن عامر في بيت أم فلان فقال غدة كغدة البكر في امرأة من آل فلان ائتوني بفرسي . فمات على ظهر فرسه فانطلق حرام أخو أم سليم هو ورجل أعرج ورجل من بني فلان قال كونا قريبا حتى آتيهم فإن آمنوني كنتم وإن قتلوني أتيتم أصحابكم فقال أتومنونني أبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه و سلم فجعل يحدثهم وأومؤوا إلى رجل فأتاه من خلفه فطعنه - قال همام أحسبه - حتى أنفذه بالرمح قال الله أكبر فزت ورب الكعبة فلحق الرجل فقتلوا كلهم غير الأعرج كان في رأس الجبل فأنزل الله علينا ثم كان من المنسوخ إنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا . فدعا النبي صلى الله عليه و سلم ثلاثين صباحا على رعل وذكوان وبني لحيان وعصية الذين عصوا الله ورسوله صلى الله عليه و سلم
[ ش ( خير ) أي خير عامر النبي صلى الله عليه و سلم . ( خصال ) أمور . ( أهل السهل ) البوادي . ( أهل المدر ) البلاد وسكان البيوت المبنية من الطين اللزج المتماسك . ( فطعن ) أصابه الطاعون . ( كغدة البكر ) خرجت له في أصل أذنه غدة كالغدة التي تطلع على البكر وهو الفتي من الإبل والغدة قطعة صلبة يركبها الشحم تكون في العنق وغيره . ( رجل أعرج ) هو كعب ابن زيد رضي الله عنه . ( رجل من بني فلان ) المنذر بن محمد بن عقبة رضي الله عنه . ( أنفذه ) أي جرحه ونفذ الجرح من جانب إلى جانب ] (4/1501)
3865 - حدثني حبان أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر قال حدثني ثمامة ابن عبد الله بن أنس أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول
: لما طعن حرام بن ملحان وكان خاله يوم بئر معونة قال بالدم هكذا فنضحه على وجهه ورأسه ثم قال فزت ورب الكعبة
[ ر 957 ، 2647 ]
[ ش ( قال بالدم هكذا ) أخذ الدم من موضع الطعن وهو من إطلاق القول على الفعل . ( فنضحه ) رشه ] (4/1502)
3866 - حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
: استأذن النبي صلى الله عليه و سلم أ بو بكر في الخروج حين اشتد عليه الأذى فقال له ( أقم ) . فقال يا رسول الله أتطمع أن يؤذن لك فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( إني لأرجو ذلك ) . قالت فانتظره أبو بكر فأتاه رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم ظهرا فناداه فقال ( أخرج من عندك ) . فقال أبو بكر إنما هما ابنتاي فقال ( أشعرت أنه قد أذن لي في الخروج ) . فقال يا رسول الله الصحبة فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( الصحبة ) قال يا رسول الله عندي ناقتان قد كنت أعددتهما للخروج فأعطى النبي صلى الله عليه و سلم إحداهما - وهي الجدعاء - فركبا فانطلقا حتى أتيا الغار - وهو بثور - فتواريا فيه فكان عامر بن فهيرة غلاما لعبد الله بن الطفيل بن سخبرة أخي عائشة لأمها وكانت لأبي بكر منحة فكان يروح بها ويغدو عليهم ويصبح فيدلج إليهما ثم يسرح فلا يفطن به أحد من الرعاء فلما خرج خرج معهما يعقبانه حتى قدما المدينة فقتل عامر بن فهيرة يوم بئر معونة
[ ش ( الجدعاء ) التي تسمى بالجدعاء وهي مقطوعة الأذن وقيل لم تكن مقطوعة الأذن إنما هو اسم لها . ( فتواريا ) اختفيا . ( الرعاء ) جمع راع . ( يعقبانه ) يركبانه عقبة بأن يركب واحد ويمشي الآخر ثم ينزل ويمشي فيركب الآخر . ( يوم بئر معونة ) حيث قتل القراء وانظر 3860 - 3865 ] (4/1502)
3867 - وعن أبي أسامة قال قال هشام بن عروة فأخبرني أبي قال
: لما قتل الذين ببئر معونة وأسر عمرو بن أمية الضمري قال له عامر ابن الطفيل من هذا فأشار إلى قتيل فقال له عمرو بن أمية هذا عامر بن فهيرة فقال لقد رأيته بعد ما قتل رفع إلى السماء حتى إني لأنظر إلى السماء بينه وبين الأرض ثم وضع فأتى النبي صلى الله عليه و سلم خبرهم فنعاهم فقال ( إن أصحابكم قد أصيبوا وإنهم قد سألوا ربهم فقالوا ربنا أخبر عنا إخواننا بما رضينا عنك ورضيت عنا فأخبرهم عنهم ) . وأصيب يومئذ فيهم عروة بن أسماء بن الصلت فسمي عروة به ومنذر بن عمر سمي به منذرا
[ ر 464 ]
[ ش ( فنعاهم ) أخبر بموتهم . ( فسمي عروة به ) أي سمي عروة بن الزبير بن العوام باسم عروة بن أسماء . ( ومنذر بن عمرو ) أي أصيب يومها أيضا . ( سمي به منذرا ) سمي باسم المنذر بن عمرو ومنذر بن الزبير أخو عروة وإنما سماهما الزبير بهما تفاؤلا أن يكونا ممن رضي الله عنهم فB الجميع ] (4/1502)
3868 - حدثنا محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا سليمان التيمي عن أبي مجلز عن أنس رضي الله عنه قال
: قنت النبي صلى الله عليه و سلم بعد الركوع شهرا يدعو على رعل وذكوان ويقول ( عصية عصت الله ورسوله ) (4/1503)
3869 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال
: دعا النبي صلى الله عليه و سلم على الذين قتلوا - يعني أصحابه - ببئر معونة ثلاثين صباحا حين يدعو على رعل ولحيان ( وعصية عصت الله ورسوله صلى الله عليه و سلم ) . قال أنس فأنزل الله تعالى على لنبيه صلى الله عليه و سلم في الذين قتلوا - أصحاب بئر معونة - قرآنا قرأناه حتى نسخ بعد بلغوا قومنا فقد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه (4/1503)
3870 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا عاصم الأحول قال
: سألت أنس بن مالك رضي الله عنه عن القنوات في الصلاة ؟ فقال نعم فقلت كان قبل الركوع أو بعده ؟ قال قبله قلت فإن فلانا أخبرني عنك قلت إنك قلت بعده قال كذب إنما قنت رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد الركوع شهرا إنه كان بعث ناسا يقال لهم القراء وهم سبعون رجلا إلى ناس من المشركين وبينهم وبين الرسول الله صلى الله عليه و سلم عهد قبلهم فظهر هؤلاء الذين كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه و سلم عهد فقنت رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد الركوع شهرا يدعو عليهم
[ ر 957 ، 2647 ]
[ ش ( فظهر هؤلاء ) فغلبوا ] (4/1503)
27 - باب غزوة الخندق وهي الأحزاب (4/1503)
قال موسى بن عقبة كانت في شوال سنة أربع (4/1503)
3871 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله قال أخبرني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
: أن النبي صلى الله عليه و سلم عرضه يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة فلم يجزه وعرضه يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة فأجازه
[ ر 2521 ] (4/1504)
3872 - حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال
: كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في الخندق وهم يحفرون ونحن ننقل التراب على أكتادنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( اللهم لا عيش الا عيش الآخرة فاغفر للمهاجرين والأنصار )
[ ر 3586 ] (4/1504)
3873 - 3874 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن حميد سمعت أنسا رضي الله عنه يقول
: خرج رسول الله صلى الله إلى الخندق فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم فلما رأى ما بهم من النصب والجوع قال ( اللهم إن العيش عيش الآخرة . فاغفر للأنصار والمهاجره ) . فقالوا مجيبين له
نحن الذين بايعوا محمدا * على الجهاد ما بقينا أبدا (4/1504)
3874 - حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث عن عبد العزيز عن أنس رضي الله عنه قال
: جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة وينقلون التراب على متونهم وهم يقولون
نحن الذين بايعوا محمدا * على الأسلام ما بقينا أبدا
قال يقول النبي صلى الله عليه و سلم هو يجيبهم ( اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة . فبارك في الأنصار والمهاجره )
قال يؤتون بملء كفي من الشعير فيصنع لهم باهإلة سنخة توضع بين يدي القوم والقوم جياع وهي بشعة في الحلق ولها ريح منتن
[ ر 2679 ]
[ ش ( فيصنع ) فيطبخ . ( بإهالة ) هي الشحم والزيت وكل ما يؤتدم به مثل الودك وهو دسم اللحم ودهنه . ( سنخة ) متغيرة الرائحة فاسدة الطعم . ( جياع ) جمع جائع . ( بشعة ) كريهة الطعم . ( منتن ) كريه وخبيث ] (4/1504)
3875 - 3876 - حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا عبد الواحد بن أيمن عن
أبيه قال أتيت جابرا رضي الله عنه فقال إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية شديدة فجاؤوا النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا هذه كدية عرضت في الخندق فقال ( أنا نازل ) . ثم قام وبطنه معصوب بحجر ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا فأخذ النبي صلى الله عليه و سلم المعول فضرب الكدية فعاد كثيبا أهيل أو أهيم فقلت يا رسول الله ائذن لي إلى البيت فقلت لامرأتي رأيت بالنبي صلى الله عليه و سلم شيئا ما كان في ذلك صبر فعندك شيء ؟ قالت عندي شعير وعناق فذبحت العناق وطحنت الشعير حتى جعلنا اللحم في البرمة ثم جئت النبي صلى الله عليه و سلم والعجين قد انكسر والبرمة بين الأثافي قد كادت تنضج فقلت طعم لي فقم أنت يا رسول ورجل أو رجلان قال ( كم هو ) . فذكرت له قال ( كثير طيب قال قل لها لا تنزع البرمة ولا الخبز من التنور حتى آتي فقال قوموا ) . فقام المهاجرون والأنصار فلما دخل على امرأته قال ويحك جاء النبي صلى الله عليه و سلم بالمهاجرين والأنصار ومن معهم قالت هل سألك ؟ قلت نعم فقال ( ادخلوا ولا تضاغطوا ) . فجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللحم ويخمر البرمة والتنور إذا أخذ منه ويقرب إلى أصحابه ثم ينزع فلم يزل يكسر الخبز ويغرف حتى شبعوا وبقي بقية قال ( كلي هذا وأهدي فإن الناس أصابتهم مجاعة )
[ ش ( كدية ) قطعة صلبة من الأرض لا يؤثر فيها المعول . ( معصوب ) مربوط من شدة الجوع . ( كثيبا ) تفتتت حتى صارت كالرمل . ( أهيل ) ينهال فيتساقط من جوانبه ويسيل من لينه . ( أهيم ) بمعنى أهيل . ( لامرأتي ) هي سهلة بنت مسعود بن أوس الظفرية الأنصارية رضي الله عنها . ( شيئا ) أي من الجوع . ( ما كان في ذلك صبر ) أي فهو مما لا يحتمل أو لم يبق لدي الصبر أن أرى ما في رسول الله صلى الله عليه و سلم وأتركه هكذا . ( عناق ) الأنثى من ولد المعز . ( البرمة ) القدر . ( قد إنكسر ) لان وتمكن فيه الخمير . ( الأثافي ) جمع الأثفية وهي الحجارة التي تنصب وتوضع عليها القدر . ( طعيم ) مصغر طعام وصغره لقلته . ( تضاغطوا ) تزدحموا . ( يخمر ) يغطي ] (4/1505)
3876 - حدثني عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان أخبرنا سعيد بن ميناء قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال
: لما حفر الخندق رأيت بالنبي صلى الله عليه و سلم خمصا شديدا فانكفأت إلى امرأتي فقلت هل عندك شيء ؟ فإني رأيت برسول الله صلى الله عليه و سلم خمصا شديدا فأخرجت إلى جرابا فيه صاع من شعير ولنا بهيمة داجن فذبحتها وطحنت الشعير ففرغت إلى فراغي وقطعتها في برمتها ثم وليت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت لا تفضحني برسول الله صلى الله عليه و سلم وبمن معه فجئته فساررته فقلت يا رسول الله ذبحنا بهيمة لنا وطحنا صاعا من شعير كان عندنا فتعال أنت ونفر معك فصاح النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( يا أهل الخندق إن جابرا قد صنع سورا فحي هلا بكم ) . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لاتنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينتكم حتى أجيء ) . فجئت وجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم يقدم الناس حتى جئت امرأتي فقالت بك وبك فقلت قد فعلت الذي قلت فأخرجت له عجينا فبصق فيه وبارك ثم عمد إلى برمتنا فبصق وبارك ثم قال ( ادع خابزة فلتخبز معي واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها ) . وهم ألف فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا إن برمتنا لتغط كما هي وإن عجيننا ليخبز كما هو
[ ر 2905 ]
[ ش أخرجه مسلم في الأشربة باب جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه ذلك رقم 2039
( خمصا ) جوعا والخمص خلاء البطن من الطعام . ( جرابا ) وعاء يحفظ فيه الزاد ونحوه . ( داجن ) ما يربى في البيوت من أولاد الغنم ولا يخرج به إلى المرعى مشتق من الدجن وهو الإقامة بالمكان . ( ففرغت إلى فراغي ) فرغت امرأتي من طحن الشعير مع فراغي من ذبح البهيمة . ( لا تفضحني ) لا تكشف معايبي من الفضيحة وهي الشهرة بما يعاب . ( نفر ) من ثلاثة إلى عشرة من الرجال . ( بك وبك ) فعل الله بك كذا وكذا حيث أتيت بناس كثير والطعام قليل . ( فبصق ) تف من ريقه الشريف صلى الله عليه و سلم ليبان مكرمته عند الله عزوجل . ( بارك ) دعا بالبركة . ( اقدحي ) اغرفي . ( لتغط ) تغلي وتفور من الامتلاء فيسمع غطيطها أي صوت غليانها والغطيط صوت النائم أيضا ] (4/1505)
3877 - حدثني عثمان بن أبي شيبة حدثنا عبده عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
: { إذا جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر } . قالت كان ذلك يوم الخندق
[ ش أخرجه مسلم في التفسير رقم 3020
( من فوقكم ) من فوق الوادي من قبل المشرق . ( من أسفل منكم ) من الوادي من قبل الغرب . ( زاغت الأبصار ) حالت عن سننها ومستوى نظرها وهو كناية عن شدة الخوف . ( بلغت القلوب الحناجر ) ارتفعت حتى بلغت الحلوق وهذا أيضا كناية عن شدة الخوق . / الأحزاب 10 / ] (4/1506)
3878 - حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال
: كان النبي صلى الله عليه و سلم ينقل التراب يوم الخندق حتى أغمر بطنه أو اغبر بطنه يقول
( والله لو لا الله ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا * وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الألى قد بغوا علينا * اذا أرادوا فتنة أبينا )
ورفع بها صوته ( أبينا أبينا )
[ ر 2681 ]
[ ش ( أغمر بطنه ) وارى التراب جلد بطنه وغطاه لكثفاته عليه ] (4/1506)
3879 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال حدنثي الحكم عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور )
[ ر 988 ] (4/1507)
3880 - حدثني أحمد بن عثمان حدثنا شريح بن مسلمة قال حدثني إبراهيم بن يوسف قال حدثني أبي عن أبي إسحاق قال سمعت البراء بن عازب يحدث قال
: لما كإن يوم الأحزاب وخندق رسول الله صلى الله عليه و سلم رأيته ينقل من تراب الخندق حتى وارى عني الغبار جلدة بطنه وكان كثير الشعر فسمعته يرتجز بكلمات ابن رواحة وهو ينقل من التراب يقول
( اللهم لولا أنت ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا * وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الألى قد بغوا علينا * وإن أرادوا فتنة أبينا )
قال ثم يمد صوته بآخرها
[ ر 2681 ]
[ ش ( خندق ) حفر الخندق ] (4/1507)
3881 - حدثني عبدة بن عبد الله حدثنا عبد الصمد عن عبد الرحمن هو ابن عبد الله بن دينار عن أبيه أن ابن عمر رضي الله عنهما قال
: أول يوم شهدته يوم الخندق
[ ش ( أول يوم شهدته ) أي حضرته وباشرت فيه القتال ] (4/1507)
3882 - حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر . قال وأخبرني ابن طاوس عن عكرمة ابن خالد عن ابن عمر قال دخلت على حفصة ونسواتها تنطف قلت قد كان من أمر الناس ما ترين فلم يجعل لي من الأمر شيء . فقالت الحق فإنهم ينتظرونك وأخشى أن يكون في احتباسك عنهم فرقة . فلم تدعه حتى ذهب فلما تفرق الناس خطب معاوية قال من كان يريد أن يتكلم في هذا الأمر فليطلع لنا قرنه فلنحن أحق به منه ومن أبيه . قال حبيب بن مسلمة فهلا أجبته ؟ قال عبد الله فحللت حبوتي وهممت أن أقول أحق بهذا الأمر منك من قاتلك وأباك على الاسلام فخشيت أن أقول كلمة تفرق بين الجمع وتسفك الدم ويحمل عني غير ذلك فذكرت ما أعد الله في الجنان . قال حبيب حفظت وعصمت
قال محمود عن عبد الرزاق ونوساتها
[ ش ( نسواتها ) ذوائبها قيل الأصح نوساتها . ( تنطف ) تقطر ماء وقيل تتحرك . ( أمر الناس ) أراد ما وقع بين علي ومعاوية رضي الله عنهما من القتال واحتكامهم فيما اختلفوا فيه فراسلوا من بقي من الصحابة في الحرمين وغيرهمما وتواعدوا على الاجتماع في الأمر فشاور ابن عمر رضي الله عنهما أخته في التوجه إليهم وعدمه فأشارت عليه باللحوق بهم خشية أن ينشأ من غيبته اختلاف فتستمر الفتنة . ( فلم يجعل لي... ) أي لم يسند إلي شيء من أعمال الخلافة والإمارة ولم يؤخذ رأيي في ذلك . ( الحق ) بهمزة وصل مكسورة فعل أمر من لحق يلحق أي أدرك القوم في اجتماعهم ( احتباسك ) تأخرك أو امتناعك من الذهاب . ( فرقة ) افتراق بين الجماعة واختلاف بينهم . ( تفرق الناس ) بعدما جرى التحكيم واختلف الحكمان وانتهى الأمر على تثبيت معاوية رضي الله عنه . ( قرنه ) رأسه . ( حبوتي ) من احتبى الرجل إذ جمع ظهره وساقيه بثوب ونحوه . ( من قاتلك... ) يريد عليا رضي الله عنه فإنه قاتل معاوية وأباه أبا سفيان رضي الله عنهما يوم أحد والخندق وكانا كافرين وهو يومئذ مسلم . ( يحمل عني غير ذلك ) يحمل كلامي على خلاف ما أردت . ( حبيب ) بن مسلمة . ( حفظت وعصمت ) حفظك الله تعالى وحماك من الفتنة وإثارتها . ( محمود ) بن غيلان المروزي أحد شيوخ البخاري ومسلم رحمهم الله تعالى . ( ونوساتها ) أي بدل نسواتها ] (4/1508)
3883 - 3884 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن
سليمان بن صرد قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم يوم الأحزاب ( نغزوهم ولا يغزوننا )
[ ش ( نغزوهم ولا يغزوننا ) أي نحن الذين نقوم بغزو قريش بعد هذا اليوم وهي لا تقوم بغزونا . وهذا ما وقع إذ سار إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم وفتح مكة ] (4/1508)
3884 - حدثني عبد الله بن محمد حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل سمعت أبا إسحاق يقول سمعت سليمان بن صرد يقول
: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول حين أجلى الأحزاب عنه ( الآن نغزوهم ولا يغزوننا نخن نسير إليهم ) (4/1509)
3885 - حدثنا إسحاق حدثنا روح حدثنا هشام عن محمد عن عبيدة عن علي رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال يوم الخندق ( ملأ الله عليهم بيوتهم وقبورهم نارا كما شغلونا عن صلاة الوسطى حتى غابت الشمس )
[ ر 2773 ] (4/1509)
3886 - حدثنا المكي بن إبراهيم حدثنا هشام عن يحيى عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله
: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاء يوم الخندق بعد ما غربت الشمس جعل يسب الكفار قريش وقال يا رسول الله ما كدت أن أصلي حتى كادت الشمس أن تغرب . قال النبي صلى الله عليه و سلم ( والله ما صليتها ) . فنزلنا مع النبي صلى الله عليه و سلم بطحان فتوضأ للصلاة وتوضأنا لها فصلى العصر بعد أن غربت الشمس ثم صلى المغرب
[ ر 571 ] (4/1509)
3887 - حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن ابن المنكدر قال سمعت جابرا يقول
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الأحزاب ( من يأتينا بخبر القوم ) . فقال الزبير أنا ثم قال ( من يأتينا بخبر القوم ) . فقال الزبير أنا ثم قال ( من يأتينا بخبر القوم ) . فقال الزبير أنا ثم قال ( إن لكل نبي حواريا وأنا حواري الزبير )
[ ر 2691 ]
[ ش ( حواريا ) ناصرا . ( حواري ) بالإضافة إلى ياء المتكلم أي ناصري ] (4/1509)
3888 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول ( لا إله إلا الله وحده أعز جنده ونصر عبده وغلب الأحزاب وحده فلا شيء بعده )
[ ش أخرجه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة باب التعوذ من شر ما عمل رقم 2724
( جنده ) المؤمنين . ( عبده ) محمدا صلى الله عليه و سلم . ( الأحزاب ) قريشا ومن ناصرها من القبائل . ( فلا شيء بعده ) كل شيء يفنى وهو الباقي سبحانه وتعالى ] (4/1509)
3889 - حدثنا محمد أخبرنا الفزاري وعبدة عن إسماعيل بن أبي خالد قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما يقول
: دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم على الأحزاب فقال اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم )
[ ر 2775 ] (4/1509)
3890 - حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا موسى بن عقبة عن سالم ونافع عن عبد الله رضي الله عنه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا أقفل من الغزو أو الحج أوالعمرة يبدأ فيكبر ثلاث مرار ثم يقول ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير . آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده )
[ ر 1703 ] (4/1510)
28 - باب مرجع النبي صلى الله عليه و سلم من الأحزاب ومخرجه إلى بني قريظة ومحاصرته إياهم (4/1510)
3891 - حدثني عبد الله بن بن أبي شيبة حدثنا ابن نمير عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
: لما رجع النبي صلى الله عليه و سلم من الخندق ووضع السلاح واغتسل أتاه جبريل عليه السلام فقال قد وضعت السلاح ؟ والله ما وضعناه فاخرج إليهم . قال ( فإلى أين ) . قال ها هنا وأشار إلى بني قريظة فخرج النبي صلى الله عليه و سلم إليهم
[ ر 2658 ] (4/1510)
3892 - حدثنا موسى حدثنا جرير بن حازم عن حميد بن هلال عن أنس رضي الله عنه قال
: كأني أنظر إلى الغبار ساطعا في زقاق بني غنم موكب جبريل حين سار رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى بني قريظة
[ ر 3042 ] (4/1510)
3893 - حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الأحزاب ( لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة ) . فأدرك بعضهم العصر في الطريق فقال بعضهم لا نصلي حتى نأتيها وقال بعضهم بل نصلي ثم يرد منا ذلك . فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فلم يعنف واحدا منهم
[ ر 904 ] (4/1510)
3894 - حدثنا ابن أبي الأسود حدثنا معتمر . حدثني خليفة حدثنا معتمر قال سمعت أبي عن أنس رضي الله عنه قال
: كان الرجل يجعل للنبي صلى الله عليه و سلم النخلات حتى افتتح قريظة والنضير وإن أهلي أمروني أن آتي النبي صلى الله عليه و سلم فأسأله الذي كانوا أعطوه أو بعضه وكان النبي صلى الله عليه و سلم قد أعطاه أم أيمن فجاءت أم أيمن فجعلت الثوب في عنقي تقول كلا والذي لا إله إلا هو لا يعطيكم وقد أعطانيها أو كما قالت والنب - ي صلى الل - ه عليه وس - لم يق - ول ( لك ذلك ) . وتق - ول كلا والله حتى أعطاها - حسبت أنه قال - عشرة أمثاله أو كما قال
[ ر 2960 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب رد المهاجرين إلى الأنصار منائحهم...رقم 1771
( فأسأله ) أطلب منه أن يرد عليهم . ( الذي كانوا أعطوه ) النخيل الذي كان الأنصار قد أعطوه للنبي صلى الله عليه و سلم من قبل . ( لك ذلك ) من النخل بدله ] (4/1510)
3895 - حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن سعد قال سمعت أبا أمامة قال سمعت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه يقول
: نزل أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ فأرسل النبي صلى الله عليه و سلم إلى سعد فأتى على حمار فلما دنا من المسجد قال للأنصار ( قوموا إلى سيدكم أو خيركم ) . فقال ( هؤلاء نزلوا على حكمك ) . فقال تقتل مقاتلتهم وتسبي ذراريهم قال ( قضيت بحكم الله وربما قال بحكم الملك )
[ ر 2878 ] (4/1511)
3896 - حدثنا زكرياء بن بحيى حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت أصيب سعد يوم الخندق رماه رجل من قريش يقال له حبان بن العرقة رماه في الأكحل فضرب النبي صلى الله عليه و سلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب فلما رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم من الخندق وضع السلاح واغتسل فأتاه جبريل عليه السلام وهو ينفض رأسه من الغبار فقال وضعت السلاح والله ما وضعته اخرج إليهم . قال النبي صلى الله عليه و سلم ( فأين ) . فأشار إلى بني قريظة فأتاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فنزلوا على حكمه فرد الحكم إلى سعد قال فإني أحكم فيهم أن تقتل المقاتلة وأن تسبى النساء والذرية وأن تقسم أموالهم
قال هشام فأخبرني أبي عن عائشة أن سعدا قال اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب الي أن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسولك صلى الله عليه و سلم وأخرجوه اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني له حتى أجاهدهم فيك وإن كنت وضعت الحرب فافجرها واجعل موتي فيها فانفجرت من لبته فلم يرعهم وفي المسجد خيمة من بني غفار إلا الدم يسيل إليهم فقالوا يا أهل الخيمة ما هذا الذي يأتينا من قبلكم ؟ فإذا سعد يغذو جرحه دما فمات رضي الله عنه
[ ر 451 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب جواز قتال من نقض العهد...رقم 1769
( المقاتلة ) الرجال البالغون الذين من شأنهم أن يقاتلوا . ( تسبى ) تؤسر ويضرب عليها الرق . ( الذرية ) نسل الإنسان من ذكر أو أنثى . ( لبته ) موضع القلادة في الصدر ] (4/1511)
3897 - حدثنا الحجاج بن منهال أخبرنا شعبة قال أخبرني عدي أنه سمع البراء رضي الله عنه قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم لحسان ( اهجهم - أو هاجهم - وجبريل معك )
وزاد ابراهيم بن طهمان عن الشيباني عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال قال النبي صلى الله عليه و سلم يوم قريظة لحسان بن ثابت ( اهج المشركين فإن جبريل معك )
[ ر 3041 ] (4/1512)
29 - باب غزوة ذات الرقاع (4/1512)
وهي غزوة محارب خصفة من بني ثعلبة من غطفان فنزل نخلا وهي بعد خيبر لأن أبا موسى جاء بعد خيبر
[ ش ( ذات الرقاع ) سيأتي سبب تسميتها بذلك رقم 3899 . ( محارب خصفة ) أضيف محارب إلى خفصة للتمييز لأن محارب في العرب كثير . ( فنزل ) أي النبي صلى الله عليه و سلم . ( نخلا ) هو موضع بواد يبعد عن المدينة مسيرة يومين بسير القوافل . ( لأن أبا موسى ) أي قد حضرها كما سيأتي ] (4/1512)
3898 - قال أبو عبد الله وقال لي عبد الله بن رجاء أخبرنا عمران العطار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
: أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى بأصحابه في الخوف في غزوة السابعة غزوة ذات الرقاع
قال ابن عباس صلى النبي صلى الله عليه و سلم الخوف بذي قرد
وقال بكر بن سوادة حدثني زياد بن نافع عن أبي موسى أن جابرا حدثهم صلى النبي صلى الله عليه و سلم بهم يوم محارب وثعلبة
وقال ابن إسحاق سمعت وهب بن كيسان سمعت جابرا خرج النبي صلى الله عليه و سلم إلى ذات الرقاع من نخل فلقي جمعا من غطفان فلم يكن قتال وأخاف الناس بعضهم بعضا فصلى النبي صلى الله عليه و سلم ركعتي خوف
وقال يزيد عن سلمة غزوت مع النبي صلى الله عليه و سلم يوم القرد
[ 3901 ، وانظر 2753 ]
[ ش أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب صلاة الخوف رقم 843
( في الخوف ) في حالة الخوف فصل صلاة الخوف . ( بذي قرد ) موقع على نحو يوم من المدينة . ( يوم محارب وثعلبة ) وهي غزوة ذات الرقاع ] (4/1512)
3899 - حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله ابن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال
: خرجنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في غزوة ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه فنقبت أقدامنا ونقبت قدماي وسقطت أظفاري وكنا نلف على أرجلنا الخرق فسميت غزوة ذات الرقاع لما كنا نعصب من الخرق على أرجلنا . وحدث أبو موسى بهذا ثم كره ذاك قال ما كنت أصنع بأن أذكره كأنه كره أن يكون شيء من عمله أفشاه
[ ش أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب غزوة ذات الرقاع رقم 1816
( نفر ) ما دون العشرة من الرجال وتطلق على الواحد منهم . ( نعتقبه ) نركبه بالتناوب . ( فنقبت ) تشققت . ( نعصب ) نلف ونشد ] (4/1513)
3900 - حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن يزيد بن رومان عن صالح بن خوات عمن شهد رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم ذات الرقاع صلى صلاة الخوف أن طائفة صفت معه وطائفة وجاه العدو فصلى بالتي معه ركعة ثم ثبت قائما وأتموا لأنفسهم ثم انصرفوا فصفوا وجاه العدو وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته ثم ثبت جالسا وأتموا لأنفسهم ثم سلم بهم
قال مالك وذلك أحسن ما سمعت في صلاة الخوف
[ 3902 ]
[ ش أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها . باب صلاة الخوف رقم 842
( عمن شهد ) قيل هو سهل بن أبي حثمة وقيل هو خوات أبو صالح رضي الله عنهما . وقيل سمعه منهما . ( وجاه ) مواجههم ومحاذيهم . ( أحسن ما سمعت ) في كيفية صلاة الخوف ] (4/1513)
3901 - وقال معاذ حدثنا هشام عن أبي الزبير عن جابر قال كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم بنخل . فذكر صلاة الخوف
تابعه الليث عن هشام عن زيد بن أسلم أن القاسم بن محمد حدثه صلاة النبي صلى الله عليه و سلم في غزوة بني أنمار
[ ر 3898 ]
[ ش ( فذكر ) أي جابر رضي الله عنه . ( أنمار ) أسم قبيلة وقيل غزوة بين أنمار هي غزوة ذات الرقاع ] (4/1514)
3902 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم بن محمد عن صالح بن خوات عن سهل بن أبي حثمة قال
: يقوم الإمام مستقبل القبلة وطائفة منهم معه وطائفة من قبل العدو وجوههم إلى العدو فيصلي بالذين معه ركعة ثم يقومون فيركعون لأنفسهم ركعة ويسجدون سجدتين في مكانهم ثم يذهب هؤلاء إلى مقام أولئك فيجيء أولئك فيركع بهم ركعة فله ثنتان ثم يركعون ويسجدون سجدتين
حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن صالح بن خوات عن سهل بن أبي حثمة عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله
حدثني محمد بن عبيد الله قال حدثني ابن أبي حازم عن يحيى سمع قاسم أخبرني صالح بن خوات عن سهل حدثه قوله
[ ر 3900 ]
[ ش أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب صلاة الخوف رقم 841 ] (4/1514)
3903 - 3904 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سالم أن ابن عمر رضي الله عنهما قال
: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل نجد فوازينا العدو فصاففنا لهم (4/1514)
3904 - حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا معمر عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى بإحدى الطائفتين والطائفة الأخرى مواجهة العدو ثم انصرفوا فقاموا في مقام أصحابهم أولئك فجاء أولئك فصلى بهم ركعة ثم سلم عليهم ثم قام هؤلاء فقضوا ركعتهم وقام هؤلاء فقضوا ركعتهم
[ ر 900 ] (4/1514)
3905 - 3906 - حدثنا أبو اليمان حدثنا شعيب عن الزهري قال حدثني سنان وأبو سلمة أن جابرا أخبر أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل نجد
حدثنا اسماعيل قال حدثني أخي عن سليمان عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب عن سنان بن أبي سنان الدؤلي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أخبره أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل نجد فلما قفل رسول الله صلى الله عليه و سلم قفل معه فأدركتهم القائلة في واد كثير العصاه فنزل رسول الله صلى الله عليه و سلم وتفرق الناس في العضاه يستظلون بالشجر ونزل رسول الله صلى الله عليه و سلم تحت سمرة فعلق بها سيفه . قال جابر فنمنا نومة ثم إذا رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعونا فجئناه فإذا عنده أعرابي جالس فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أن هذا اخترط سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا فقال لي من يمنعك مني ؟ قلت الله فها هو ذا جالس ) . ثم لم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه و سلم
[ ش أخرجه مسلم في الفضائل باب توكله على الله تعالى وعصمة الله تعالى له من الناس رقم 843 ] (4/1515)
3906 - وقال أبان حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر قال كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم بذات الرقاع فإذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها للنبي صلى الله عليه و سلم فجاء رجل من المشركين وسيف النبي صلى الله عليه و سلم معلق بالشجرة فاخترطه فقال تخافني ؟ قال ( لا ) . قال فمن يمنعك مني ؟ قال ( الله ) . فتهدده أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وأقيمت الصلاة فصلى بطائفة ركعتين ثم تأخروا وصلى بالطائفة الأخرى ركعتين وكان للنبي صلى الله عليه و سلم أربع وللقوم ركعتان
وقال مسدد عن أبي عوانة عن أبي بشر اسم الرجل غورث بن الحارث وقاتل فيها محارب خصفة
وقال أبو الزبير عن جابر كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم بنخل فصلى الخوف
وقال أبو هريرة صليت مع النبي صلى الله عليه و سلم في غزوة نجد صلاة الخوف وإنما جاء أبو هريرة إلى النبي صلى الله عليه و سلم أيام خيبر
[ ر 2753 ]
[ ش أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب صلاة الخوف رقم 843
( فاخترطه ) فسله من غمده . ( فتهدده... ) توعدوه وخوفوه بالغوا في ذلك . ( محارب خصفة ) انظر أول الباب . ( إنما جاء . . ) يؤكد بقوله هذا أن غزوة ذات الرقاع كانت بعد خيبر لأن أبا هريرة رضي الله عنه حضرها وهو إنما جاء أيام خيبر ] (4/1515)
30 - باب غزوة بني المصطلق من خزاعة وهي غزوة المريسيع (4/1515)
قال ابن إسحاق وذلك سنة ست . وقال موسى بن عقبة سنة أربع
وقال النعمان بن راشد عن الزهري كان حديث الإفك في غزوة المريسيع
[ ش ( المريسيع ) اسم موضع كان يوجد فيه ماء . ( حديث الإفك ) أنظر الحديث 3910 ] (4/1515)
3907 - حدثنا قتيبة بن سعيد أخبرنا إسماعيل بن جعفر عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز أنه قال
: دخلت المسجد فرأيت أبا سعيد الخدري فجلست إليه فسألته عن العزل قال أبو سعيد خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة بني المصطلق فأصبنا سبيا من سبي العرب فاشتهينا النساء واشتدت علينا العزبة وأحببنا العزل فأردنا أن نعزل وقلنا نعزل ورسول الله بين أظهرنا قبل أن نسأله فسألناه عن ذلك فقال ( ما عليكم أن لا تفعلوا ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة )
[ ر 2116 ]
[ ش أخرجه مسلم في النكاح باب حكم العزل رقم 1438 ] (4/1516)
3908 - حدثنا محمود حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم غزوة نجد فلما أدركته القائلة وهو في واد كثير العضاه فنزل تحت شجرة واستظل بها وعلق سيفه فتفرق الناس في الشجر يستظلون وبينا نحن كذلك إذ دعانا رسول الله صلى الله عليه و سلم فجئنا فإذا أعرابي قاعد بين يديه فقال ( إن هذا أتاني وأنا نائم فاخترط سيفي فاستيقظت وهو قائم على رأسي مخترط صلتا قال من يمنعك مني ؟ قلت الله فشامه ثم قعد فهو هذا ) . قال ولم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه و سلم
[ ر 2753 ] (4/1516)
31 - باب غزوة أنمار (4/1516)
3909 - حدثنا آدم حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا عثمان بن عبد الله بن سراقة عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال
: رأيت النبي صلى الله عليه و سلم في غزوة أنمار يصلي على راحلته متوجها قبل المشرق متطوعا
[ ر 391 ] (4/1516)
32 - باب حديث الإفك (4/1516)
والإفك والأفك بمنزلة النجس والنجس يقال { إفكهم } / الصافات 151 / والأحقاف 28 / . وأفكهم فمن قال أفكهم يقول صرفهم عن الإيمان وكذبهم كما قال { يؤفك عنه من أفك } / الذاريات 9 / يصرف عنه من صرف
[ ش ( الإفك ) الكذب والأفتراء والمراد به هنا الافتراء على عائشة رضي الله عنها كما سيأتي . ( بمنزلة ) أي نظيره في الوزن والضبط وفي كونهما لغتين . ( إفكهم ) يشير الى الوارد في قوله تعالى { ألا إنهم من إفكهم ليقولون . ولد الله وإنهم لكاذبون } . وفي قوله تعالى { وذلك إفكهم وما كانوا يفترون } وهذه القراءة المتواترة والثانية شاذة ووراء ذلك قراءات أخرى في الشواذ ] (4/1516)
3910 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال حدثني عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم حين قال لها أهل الإفك ما قالوا وكلهم حدثني طائفة من حديثها وبعضهم كان أوعى لحديثها من بعض وأثبت له اقتصاصا وقد وعيت من كل رجل منهم الحديث الذي
حدثني عن عائشة وبعض حدثيهم يصدق بعضا وإن كان بعضهم أوعى له من بعض . قالوا
: قالت عائشة كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد سفرا أقرع بين أزواجه فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه و سلم معه قالت عائشة فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ما أنزل الحجاب فكنت أحمل في هودجي وأنزل فيه فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله
عليه وسلم من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة قافلين آذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحلي فلمست صدري فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه قالت وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب عليه وهم يحسبون أني فيه وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يهبلن ولم يغشهن اللحم إنما يأكلن العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه وحملوه وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل فساروا ووجدت عقدي بعد ما استمر الجيش فجئت منازلهم وليس بها منهم داع ولا مجيب فتيممت منزلي الذي كنت فيه وظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون إلي فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فعرفني حين رآني وكان رآني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي والله ما تكلمنا بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه وهوى حتى أناخ راحلته فوطئ على يدها فقمت إليها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش موغرين في نحر الظهيرة وهم نزول قالت فهلك من هلك وكان الذي تولى كبر الإفك عبد الله بن أبي ابن سلول . قال عروة أخبرت أنه كان يشاع ويتحدث به عنده فيقره ويستمعه ويستوشيه . وقال عروة أيضا لم
يسم من أهل الإفك أيضا إلا حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش في ناس آخرين لا علم لي بهم غير أنهم عصبة كما قال الله تعالى وإن كبر ذلك يقال له عبد الله بن أبي ابن سلول
قال عروة كانت عائشة تكره أن يسب عندها حسان وتقول أنه الذي قال
فإن أبي ووالده وعرضي * لعرض محمد منكم وقاء
قالت عائشة فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمت شهرا والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك لا أشعر بشيء من ذلك وهو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه و سلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي إنما يدخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم فيسلم ثم يقول ( كيف تيكم ) . ثم ينصرف فذلك يريبني ولا أشعر بالشر حتى خرجت حين نقهت فخرجت مع أم مسطح قبل المناصع وكان متبرزنا وكنا لا نخرج إلا ليلا إلى ليل وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا قالت وأمرنا أمر العرب الأول في البرية قبل الغائط وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا قالت فانطلقت أنا وأم مسطح وهي ابنة أبي رهم ابن المطلب بن عبد مناف وأمها بنت صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب فأقبلت أنا وأم مسطح قبل بيتي حين فرغنا من شأننا فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت تعس مسطح فقلت لها بئس ما قلت أتسبين رجلا شهد بدرا ؟ فقالت أي هنتاه أو لم تسمعي ما قال ؟ قالت وقلت وما قال ؟ فأخرتني بقول أهل الإفك قالت فازددت مرضا على مرضي فلما رجعت إلى بيتي دخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم فسلم ثم قال ( كيف تيكم ) . فقلت له أتأذن لي أن آتي أبوي ؟ قالت وأريد أن أستيقن الخبر من قبلهما قالت فأذن لي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت لأمي يا أمتاه ماذا يتحدث الناس ؟ قالت يا بنية هوني عليك فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها لها ضرائر إلا أكثرن عليها . قالت فقلت سبحان الله أو لقد تحدث الناس
بهذا ؟ قالت فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ثم أصبحت أبكي قالت ودعا رسول الله صلى الله عليه و سلم علي ابن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يسألهما ويستشيرهما في فراق أهله قالت فأما أسامة أشار على رسول الله صلى الله عليه و سلم بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم لهم في نفسه فقال أسامة أهلك ولا نعلم ألا خيرا . وأما علي فقال يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير وسل الجارية تصدقك . قالت فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بريرة فقال ( أي بريرة هل رأيت شيء يريبك ) . قالت له بريرة والذي بعثك بالحق ما رأيت عليها أمرا قط أغمصه أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله قالت فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم من يومه فاستعذر من عبد الله ابن أبي وهو على المنبر فقال ( يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني عنه أذاه في أهلي والله ما علمت على أهلي إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما يدخل على أهلي إلا معي ) . قالت فقام سعد بن معاذ أخو بني عبد الأشهل فقال أنا يا رسول الله أعذرك فإن كان من الأوس ضربت عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك . قالت فقام رجل من الخزرج وكانت أم حسان بنت عمه من فخذه وهو سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج قالت وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية فقال لسعد كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله ولو كان من رهطك ما أحببت أن يقتل . فقام أسيد بن حضير وهو ابن عم سعد فقال لسعد بن عبادة كذبت لعمر الله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين . قالت فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه و سلم قائم على المنبر قالت فلم يزل رسول الله صلى الله عليه و سلم يخفضهم حتى سكتوا وسكت فبكيت يومي ذلك كله لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم قالت وأصبح أبوي عندي قد بكيت ليلتين ويوما ولا يرقأ لي دمع لا أكتحل بنوم حتى إني لأظن أن البكاء فالق كبدي فبينا أبواي جالسان عندي وأنا أبكي فاستأذنت علي امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي قالت فبينا نحن على ذلك دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم علينا فسلم ثم جلس قالت لم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني بشيء قالت فتشهد رسول الله صلى الله عليه و سلم حين جلس ثم قال ( أما بعد ياعائشة إنه بلغني عنكك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف ثم تاب تاب الله عليه ) . قالت عائشة فلما قضى رسول الله صلى الله عليه و سلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة فقلت لأبي أجب رسول الله صلى الله عليه و سلم عني فيما قال فقال أبي والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت لأمي أجيبي رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما قال قالت أمي والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ من القرآن كثيرا إني والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به فلئن قلت لكم إني بريئة لا تصدقوني ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني منه بريئة لتصدقني فوالله لا أجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف حين قال { فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون } . ثم تحولت واضطجعت على فراشي والله يعلم أني حينئذ بريئة وأن الله مبرئي ببراءتي ولكن والله ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى لشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه و سلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه و سلم مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى إنه ليتحدر منه العرق مثل الجمان وهو في يوم شات كم ثقل القوم الذي أنزل عليه قالت فسرى عن رسول ا
لله صلى الله عليه و سلم وهو يضحك فكانت أو كلمة تكلم بها أن قال ( يا عائشة أما والله فقد برأك ) . فقالت لي أمي قومي إليه فقلت والله لا أقوم إليه فإني لا أحمد إلا الله عز و جل قالت وأنزل الله تعالى { إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم } . العشر الآيات ثم أنزل الله هذا في براءتي قال أبو بكر الصديق وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة ما قال . فأنزل الله { ولا يأتل أولوا الفضل منكم - إلى قوله - غفور رحيم } . قال أبو بكر الصديق بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح النفقة التي ينفق عليه وقال والله لا أنزعها منه أبدا قالت عائشة وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم سأل زينب بنت جحش عن أمري فقا
ل لزينب ماذا علمت أو رأيت ) . فقالت يا رسول الله أحمي سمعي وبصري والله ما علمت إلا خيرا قالت عائشة وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه و سلم فعصمها الله بالورع . قالت وطفقت أختها تحارب لها فهلكت فيمن هلك
قال ابن شهاب فهذا الذي بلغني من حديث هؤلاء الرهط
ثم قال عروة قالت عائشة والله إن الرجل الذي قيل له ما قيل ليقول سبحان الله فوالذي نفسي بيده ما كشفت من كنف أنثى قط قالت ثم قتل بعد ذلك في سبيل الله
[ ر 2453 ]
[ ش أخرجه مسلم في التوبة باب في حديث الافك وقبول الله توبة القاذف رقم 2770
( اقتصاصا ) أحفظ وأحسن ايرادا وسردا للحديث . ( يهبلن ) لم يسمن ولم يكثر لحمهن وشحمهن . ( باسترجاعه ) بقوله إنا لله وإنا إليه راجعون . ( فخمرت ) غطيت . ( بجلبابي ) الجلباب ثوب يغطي جسم المرأة . ( فوطئ على يدها ) ليسهل ركوبها ولا يحتاج إلى مساعدة . ( موغرين ) أي داخلين في وقت شدة الحر . ( نحر الظهيرة ) صدر وقت الظهر وأوله . ( يستوشيه ) يطلب ما عند المتحدث ليزيد منه . ( عصبة ) جماعة . ( كما قال الله تعالى ) أي كما ذكر في القرآن أنهم عصبة دون تحديدهم بقوله تعالى { إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم } / النور 11 / . ( كبر ذلك ) متولي معظم حديث الإفك ومشيعه . ( عرضي ) العرض هو موضع المدح والذم من الإنسان وقيل جانبه الذي يصونه من نفسه وحسبه ويحامي عنه أن ينتقص أو ينال منه . ( يفيضون ) يخضون . ( يريبني ) يشككني في حاله . ( اللطف ) الرفق والإحسان . ( تيكم )
اسم إشارة للمؤنث . ( نقهت ) أفقت من المرض وصححت من علتي . ( المناصع ) مواضع خارج المدينة كانوا يتبرزون فيها واحدها منصع لأنه يبرز إليه ويظهر من نصع الشيء إذا وضح وبان . ( متبرزنا ) مكان قضاء حاجتنا . ( الكنف ) جمع كنيف وهو المكان المستور من بناء أو نحوه يتخذ لقضاء الحاجة . ( قبل الغائط ) أي التوجه نحو مكان منخفض لقضاء الحاجة . ( أي هنتاه ) يا هذه وقيل يا بلهاء لقلة معرفتها بمكايد الناس وشرورهم . ( وضيئة ) حسنة جميلة من الوضاءة وهي الحسن . ( أكثرن ) أكثرن القول الرديء عليها . ( يرقأ ) يسكن وينقطع . ( يضيق الله عليك ) أي تستطيع أن تطلقها وتتزوج غيرها ولم يقل ذلك عداوة ولا بغضا لها ولا شكا في أمرها إنما قاله إشفاقا على رسول الله صلى الله عليه و سلم لما رأى من انزعاجه بهذا الأمر فأراد اراحة خاطره وتسهيل الأمر عليه . ( أغمصه عليها ) أعيبها به . ( الداجن ) الشاة التي تقتنى في البيوت وتلعف ولا تخرج
إلى المرعى وقد تطلق على غير الشاة من كل ما يألف البيوت من الطير وغيره . ( يعذرني ) يقوم بعذري إن جازيته على قبيح فعاله وقيل ينصرني العذير الناصر . ( رهطك ) جماعتك وقبيلتك . ( قلص دمعي ) انقطع . ( البرحاء ) الشدة التي كانت تصيبه عند نزول الوحي . ( الجمان ) اللؤلؤ الصغار . ( تحارب لها ) تطعن بي وتعاديني تعصبا لأختها لأني ضرة لها مع أن زينب نفسها أمسكت عن هذا وما قالت إلا خيرا رضي الله عنها وأرضاها . ( الرجل ) المتهم وهو صفوان بن المعطل رضي الله عنه . ( كنف أنثى ) ثوبها الذي يسترها وهو كناية عن عدم جماع النساء ومخالطتهن ] (4/1517)
3911 - حدثني عبد الله بن محمد قال أملى علي هشام بن يوسف من حفظه أخبرنا معمر عن الزهري قال قال لي الوليد بن عبد الملك
: أبلغك أن عليا كان فيمن قذف عائشة ؟ قلت لا ولكن قد أخبرني رجلان من قومك أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أن عائشة رضي الله عنها قالت لهما كان علي مسلما في شأنها . فراجعوه فلم يرجع . وقال مسلما بلا شك فيه وعليه وكان في أصل العتيق كذلك
[ ش ( مسلما ) من التسليم في الأمر أي ساكتا وفي رواية ( مسلما ) أي سالما من الخوض فيه وروى ( مسيئا ) . قال في الفتح هو الأقوى من حيث نقل الرواية . وقواه بما في رواية ابن مردوية بلفظ إن عليا أساء في شأني
والله يغفر له . قال وإنما نسبته إلى الإساءة لأنه لم يقل كما قال أسامة أهلك ولا نعلم إلا خيرا . بل ضيق على بريرة وقال لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير ونحو ذلك من الكلام وخلاصة القول أن عليا رضي الله عنه لم يكن ليسيء الظن بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وحاشاه رضي الله عنه وإنما حمله على تصرفه وقوله إشفاقه على رسول الله صلى الله عليه و سلم ورغبته في إذهاب الغم والكرب عن نفسه لما رأى من شدة تأثره صلى الله عليه و سلم بالأمر ] (4/1522)
3912 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن حصين عن أبي وائل قال حدثني مسروق بن الأجدع قال حدثتني أم رومان وهي أم عائشة رضي الله عنهما قالت
: بينا أنا قاعدة أنا وعائشة اذ ولجت امرأة من الأنصار فقالت فعل الله بفلان وفعل فقالت أم رومان وما ذاك ؟ قالت أبني فيمن حدث الحديث قالت وما ذاك ؟ قالت كذا وكذا قالت عائشة سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قالت نعم قالت وأبو بكر ؟ قالت نعم فخرت مغشيا عليها فما أفاقت إلا وعليها حمى بنافض فطرحت عليها ثيابها فغطيتها فجاء النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( ما شأن هذه ) . قلت يا رسول الله أخذتها الحمى بنافض قال ( فلعل في حديث تحدث به ) . قلت نعم فقعدت عائشة فقالت والله لئن حلفت لا تصدقونني ولئن قلت لا تعذرونني مثلي ومثلكم كيعقوب وبنيه { والله المستعان على ما تصفون } قالت وانصرف ولم يقل شيئا فأنزل الله عذرها قالت بحمد الله لا بحمد أحدا ولا بحمدك
[ ر 2453 ] (4/1522)
3913 - حدثني يحيى حدثنا وكيع عن نافع عن ابن معمر عن ابن أبي مليكة
: عن عائشة رضي الله عنها كانت تقرأ إذا تلقونه بألسنتكم وتقول الولق الكذب . قال ابن أبي مليكة وكانت أعلم من غيرها بذلك لأنه نزل فيها
[ 4475 ]
[ ش ( الولق ) هو الإسراع في الكذب وقيل هو الاستمرار فيه . ( بذلك ) أي بهذه القراءة والقراءة المتواترة { تلقونه } / النور 15 / من التلقي أي تخضون فيه وتكثرون التحدث عنه وقراءة عائشة قرأ بها أبي بن كعب ومجاهد وأبو حيوة وهي قراءاة شاذة ] (4/1523)
3914 - حدثنا عثمان بن أبي شيبه حدثنا عبده عن هشام عن أبيه قال
: ذهبت أسب حسان عند عائشة فقالت لا تسبه فإنه كان ينافح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم . وقالت عائشة استأذن النبي صلى الله عليه و سلم في هجاء المشركين قال ( كيف بنسبي ) . قال لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين
وقال محمد بن عقبة حدثنا عثمان بن فرقد سمعت هشاما عن أبيه قال سببت حسان وكان ممن كثر عليها
[ ر 3338 ]
[ ش ( كثر عليها ) أكثر من الخوض في حديث الإفك ولهذا كان عروة رحمه الله تعالى يسبه ] (4/1523)
3915 - حدثني بشر بن خالد أخبرنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان عن أبي ضحى عن مسروق قال
: دخلنا على عائشة رضي الله عنها وعندها حسان بن ثابت ينشدها شعرا يشبب بأبيات له وقال
حصان رزان ما تزن بريبة * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
فقالت له عائشة لكنك لست كذلك . قال مسروق فقلت لها لم تأذنين له أن يدخل عليك ؟ وقد قال الله تعالى { والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم } . فقالت وأي عذاب أشد من العمى ؟ قالت له إنه كان ينافح أو يهاجي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
[ 4477 ، 4478 ]
[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه رقم 2488
( دخلنا على عائشة ) من المعلوم أن الصحابة وغيرهم رضي الله عنهم كانوا يأتون مساكن أزواج رسول الله صلى الله عليه و سلم ليأخذوا عنهن حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم والعلم والموعظة وكن - رضي الله عنهن - يحدثن من يأتيهن من وراء حجاب يكون داخل بيوتهن ولا يجلسن مع من يغشى مجالسهن وجها لوجه كما هو معروف ومألوف في المجالسة وهذا هو المراد بالدخول عليهن حيثما ورد عن غير محارمهن وحاشاهن رضي الله عنهن وحاشا من يأتيهن من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين من بعدهم أن يخالفوا أمر الله تعالى الصريح إذ يقول { وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب } / الأحزاب 53 / . وهي في زوجات النبي صلى الله عليه و سلم بالاتفاق وجاز لهن أن يحدثن الرجال كما جاز للرجال أن يجلسوا لهن - على ما ذكرنا - ويستمعوا لحديثهن ضرورة نقل الدين الذي عرفنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمباشرة ولاسيما ما يخص المرأة وداخل بيت الزوجية وضمن نطاق الأسرة . وهذا كله مع ما وقر في نفوس المسلمين من وقار وإجلال لأماتهم زوجات رسول الله صلى الله عليه و سلم اللواتي قال الله تعالى فيهن { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم } / الأحزاب 6 / أي في البر والاحترام وحرمة الزواج لا في حل النظر والخلوة ونحو ذلك . ( يشبب ) من التشبيب وهو ذكر الشاعر ما يتعلق بالغزل ونحوه . ( حصان ) عفيفة تمتنع من الرجال غير زوجها . ( رزان ) صاحبة وقار وقيل قليلة الحركة . ( تزن ) تتهم . ( بريبة ) بتهمة . ( غرثى ) جائعة أي لا تغتاب الناس فتشبع من لحومهم . ( الغوافل ) العفيفات الغافلات عن الشر والفجور . ( لست كذلك ) أي لم تفعل بمقتضى ما تقول فقد اغتبت في خوضك في الإفك وطعنت واتهمت . ( تولى كبره منهم ) اهتم بإشاعته والخوض فيه أكثر من غيره / النور 11 / . ( العمى ) أي فقد آخذه الله تعالى إذ عمي آخر عمره . ( ينافح . . ) يدافع عنه بشعره ] (4/1523)
33 - باب غزوة الحديبية (4/1523)
وقول الله تعالى { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة } / الفتح 18 /
[ ش ( لقد رضي . . ) نزلت في قصة الحديبية فيمن بايع رسول الله صلى الله عليه و سلم على الموت حين دعاهم إلى ذلك وقد أشيع أن أهل مكة قتلوا عثمان رضي الله عنه الذي أرسله رسول الله صلى الله عليه و سلم ليفاوضهم في دخول مكة ] (4/1523)
3916 - حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال قال حدثني صالح ابن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله عن زيد بن خالد رضي الله عنه قال
: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم عام الحديبية فأصابنا مطر ذات ليلة فصلى لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الصبح ثم أقبل علينا فقال ( أتدرون ماذا قال ربكم ) . قلنا الله ورسوله أعلم فقال ( قال الله أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي فأما من قال مطرنا برحمة الله وبرزق الله وبفضل الله فهو مؤمن بي كافر بالكوكب . وأما من قال مطرنا بنجم كذا وكذا فهو مؤمن بالكوكب كافر بي )
[ ر 810 ] (4/1524)
3917 - حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام عن قتادة أن أنسا رضي الله عنه أخبره قال
: اعتمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أربع عمر كلهن في ذي القعدة إلا التي كانت مع حجته عمرة من الحديبية في ذي القعدة وعمرة من العام المقبل في ذي القعدة وعمرة من الجعرانة حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة وعمرة مع حجته
[ ر 1687 ] (4/1525)
3918 - حدثنا سعيد بن الربيع حدثنا المبارك عن يحيى عن عبد الله ابن أبي قتادة أن أباه حدثه قال
: انطلقنا مع النبي صلى الله عليه و سلم عام الحديبية فأحرم مع أصحابه ولم أحرم
[ ر 1725 ] (4/1525)
3919 - / 3920 - حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال
: تعدون أنتم الفتح فتح مكة وقد كان فتح مكة فتحا ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم أربع عشرة مائة والحديبية بئر فنزحناها فلم نترك فيها قطرة فبلغ ذلك النبي صلى
الله عليه وسلم فأتاها فجلس على شفيرها ثم دعا باناء من ماء فتوضأ ثم مضمض ودعا ثم صبه فيها فتركناها غير بعيد ثم انها أصدرتنا ما شئنا نحن وركابنا
[ ش ( بيعة الرضوان ) سميت بيعة الرضوان لقوله تعالى فيها { لقد رضي
الله عن المؤمنين إذ يبايعونك } / الفتح 18 / . وعدوها هي الفتح العظيم لأنها كانت مقدمة لفتح مكة بل كانت سببا لانتشار الإسلام ودخول القبائل فيه إذ أمنوا من قريش وتفرغ النبي صلى الله عليه و سلم لدعوتهم كما كانت البيعة سببا لرضوان الله عز و جل . ( فنزحناها ) أخذنا ماءها شيئا فشيئا . ( فتركناها غير بعيد ) تركناها مدة من الزمن قليلة . ( أصدرتنا ) أخرجت لنا وأرجعت ماء عوضا عن الذي نزح منها . ( ما شئنا ) القدر الذي نرغبه ونريده لشرب وغيره . ( بركابنا ) هي الإبل التي يسار عليها ونحوها ] (4/1525)
3920 - حدثني فضل بن يعقوب حدثنا الحسن بن محمد بن أعين أبو علي الحراني حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال أنبانا البراء بن عازب رضي الله عنهما
: أنهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الحديبية ألفا وأربعمائة أو أكثر فنزلوا على بئر فنزحوها فأتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتى البئر وقعد على شفيرها ثم قال ( ائتوني بدلو من مائها ) . فأتي به فبصق فدعا ثم قال ( دعوها ساعة ) . فأرووا أنفسهم وركابهم حتى ارتحلوا
[ ر 3384 ] (4/1525)
3921 - حدثنا يوسف بن عيسى حدثنا ابن فضيل حدثنا حصين عن سالم عن جابر رضي الله عنه قال
: عطش الناس يوم الحديبية ورسول الله صلى الله عليه و سلم بين يديه ركوة فتوضأ منها ثم أقبل الناس نحوه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ما لكم ) . قالوا يا رسول الله ليس عندنا ماء نتوضأ به ولا نشرب إلا ما في ركوتك قال فوضع النبي صلى الله عليه و سلم يده في الركوة فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون قال فشربنا وتوضأنا فقلت لجابر كم كنتم يومئذ ؟ قال لو كنا مائة ألف لكفانا كنا خمس عشرة مائة (4/1526)
3922 - حدثنا الصلت بن محمد حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة قلت لسعيد بن المسيب بلغني أن جابر بن عبد الله كان يقول كانوا أربع عشرة مائة فقال لي سعيد حدثني جابر كانوا خمس عشرة مائة الذين بايعوا النبي صلى الله عليه و سلم يوم الحديبية . قال أبو داود حدثنا قرة عن قتادة . تابعه بن بشار حدثنا أبو داود حدثنا شعبة (4/1526)
3923 - حدثنا علي حدثنا سفيان قال عمرو سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال
: قال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الحديبية ( أنتم خير أهل الأرض ) . وكنا ألفا وأربعمائة ولو كنت أبصر اليوم لأريتكم مكان الشجرة
تابعه الأعمش سمع سالما سمع جابرا ألفا وأربعمائة
[ ر 3383 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإمارة باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال رقم 1856 ] (4/1526)
3924 - وقال عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عمر بن مرة حدثني عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال كان أصحاب الشجرة ألفا وثلاثمائة وكانت أسلم ثمن المهاجرين
تابعه محمد بن بشار حدثنا أبو داود حدثنا شعبة
[ ش أخرجه مسلم في الإمارة باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال رقم 1857
( أسلم ) اسم قبيلة من قبائل العرب وقيل كان منها مائة رجل وعليه يكون المهاجرون ثمانمائة ] (4/1526)
3925 - حدثنا ابراهيم بن موسى أخبرنا عيسى عن اسماعيل عن قيس أنه سمع مرداسا الأسلمي يقول وكان من أصحاب الشجرة
: ( يقبض الصالحون الأول فالأول وتبقى حفالة كحفالة التمر والشعير لا يعبأ الله بهم شيئا )
[ ش ( يقبض الصالحون ) يتوفون . ( الأول فالأول ) الأصلح فالأصلح . ( حفالة ) مثل حثالة وهي الرديء من كل شيء ونفايته أي من لا خير فيه من الناس . ( لا يعبأ . . ) لا يبالي أي ليس لهم منزلة عنده ] (4/1527)
3926 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن مراون والمسور بن مخرمة قالا
: خرج النبي صلى الله عليه و سلم عام الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه فلما كان بذي الحليفة قلد الهدي وأشعر وأحرم منها لا أحصي كم سمعته من سفيان حتى سمعته يقول لا أحفظ من الزهري الإشعار والتقليد فلا أدري يعني موضع الإشعار والتقليد أو الحديث كله
[ ر 1608 ] (4/1527)
3927 - حدثنا الحسن بن خلف قال حدثنا إسحاق بن يوسف عن أبي بشر ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال حدثني عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجزة
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رآه وقمله يسقط على وجهه فقال ( أيؤذيك هوامك ) . قال نعم فأمره رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يحلق وهو بالحديبية لم يتبين لهم أنهم يحلون بها وهم على طمع أن يدخول مكة فأنزل الله الفدية فأمره رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أن يطعم فرقا بين ستة مساكين أو يهدي شاة أو يصوم ثلاثة أيام )
[ ر 1719 ]
[ ش ( يحلون فيها ) يتحللون فيها من إحرامهم . ( على طمع ) على أمل ورجاء . ( فأنزل الله الفدية ) فأنزل الله تعالى مشروعية الحلق والفدية لمن كان فيه عذر ] (4/1527)
3928 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه قال
: خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى السوق فلحقت عمر امرأة شابة فقالت يا أمير المؤمنين هلك زوجي وترك صبية صغار والله ما ينضجون كراعا ولا لهم زرع ولا ضرع وخشيت أن تأكلهم الضبع وأنا بنت خفاف بن إيماء الغفاري وقد شهد أبي مع النبي صلى الله عليه و سلم فوقف عمر ولم يمض ثم قال مرحبا بنسب قريب ثم انصرف إلى بعير ظهير كان مربوطا في الدار فحمل عليه غرارتين ملأهما طعاما وحمل بينهما نفقة وثيابا ثم ناولها بخطامه ثم قال اقتاديه فلن يفنى حتى يأتيكم الله بخير فقال رجل يا أمير المؤمنين أكثرت لها ؟ قال عمر ثكلتك أمك والله إني لأرى أبا هذه وأخاها قد حاصرا حصنا زمانا فافتتحاه ثم أصبحان نستفيء سهمانهما فيه
[ ش ( هلك ) مات . ( لا ينضجون كراعا ) ليس عندهم كراع حتى ينضجوه والكراع ما دون الكعب من الدواب . ( زرع ) أرض يزرعونها . ( ضرع ) كناية عن المواشي . ( الضبع ) السنة الشديدة المجدبة . ( نسب قريب ) أي انتسب ا
لى شخص معروف . ( ظهير ) قوي الظهر معد للحاجة . ( غرارتين ) تثنية غرارة وهي وعاء يتخذ للتبن وغيره . ( بخطامه ) الحبل الذي يقاد به البعير . ( ثكلتك أمك ) كلمة تفولها العرب للإنكار على المخاطب ولا يريدون حقيقة معاناها الذي هو الدعاء بالموت أي فقدتك أمك . ( حصنا ) قيل أحد حصون خيبر . ( نستفيء ) نطلب الفيء وهو ما يأخذه المسلمون من يد الكفار بدون قتال . ( سهمانهما ) جمع سهم وهو النصيب أي هما فتحاه ونحن الآن ننتفع بثمرة جهدهما ] (4/1527)
3929 - حدثني محمد بن رافع حدثنا شبابة بن سوار أبو عمرو الفزاري حدثنا شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال لقد رأيت الشجرة ثم أتيتها بعد فلم أعرفها . قال أبو عبد الله قال محمود ثم أنسيتها بعد
[ ش أخرجه مسلم في الإمارة باب استحاب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال رقم 1859
( الشجرة ) التي كانت تحتها بيعة الرضوان . ( محمود ) بن غيلان شيخ البخاري ومسلم رحمهم الله تعالى . ( ثم أنسيتها بعد ) أي رواية محمود هكذا بدل قوله ثم أتيتها . . ] (4/1528)
3930 - حدثنا محمود حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن طارق بن عبد الله قال
: انطلقت حاجا فمررت بقوم يصلون قلت ما هذا المسجد ؟ قالوا هذه الشجرة حيث بايع رسول الله صلى الله عليه و سلم بيعة الرضوان فأتيت سعيد بن المسيب فأخبرته فقال سعيد حدثني أبي أنه كان فيمن بايع رسول الله صلى الله عليه و سلم تحت الشجرة قال فلما خرجنا من العام المقبل أنسيناها فلم نقدر عليها
فقال سعيد ان أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم لم يعلموها وعلمتموها أنتم فأنتم أعلم ؟
[ ش ( نسيناها ) نسينا موضعها . ( فلم نقدر عليها ) على معرفتها . ( فأنتم أعلم ) قال ذلك منكرا عليهم ادعاء علمها ] (4/1528)
3931 - حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة حدثنا طارق عن سعيد بن المسيب عن أبيه أنه كان ممن بايع تحت الشجرة فرجعنا إليها العام المقبل فعميت علينا
[ ش ( فعميت علينا ) استترت وخفيت وهذا لحكمة يريدها ا
لله تعالى إذ ربما لو بقيت ظاهرة معلومة لعظمها الجهال إلى درجة العبادة ] (4/1528)
3932 - حدثنا قبيضة حدثنا سفيان عن طارق قال ذكرت عند سعيد ابن المسيب الشجرة فضحك فقال أخبرني أبي وكان شهدها (4/1529)
3933 - حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شعبة عن عمر بن مرة قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى وكان من أصحاب الشجرة قال
: كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا أتاه قوم بصدقة قال ( اللهم صل عليهم ) . فأتاه أبي بصدقته فقال ( اللهم صلى على آل أبي أوفى )
[ ر 1426 ]
[ ش ( وكان من أصحاب الشجرة ) أي الذين بايعوا تحتها بيعة الرضوان ] (4/1529)
3934 - حدثنا إسماعيل عن أخيه عن سليمان عن عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم قال
: لما كان يوم الحرة والناس يبايعون لعبد الله بن حنظلة فقال ابن زيد على ما يبايع ابن حنظلة الناس ؟ قيل له على الموت قال لا أبايع على ذلك أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان شهد معه الحديبية
[ ر 2799 ] (4/1529)
3935 - حدثنا يحيى بن يعلى المحاربي قال حدثني أبي حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع قال حدثني أبي وكان من أصحاب الشجرة قال
: كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه و سلم الجمعة ثم ننصرف وليس للحيطان ظل نستظل فيه
[ ش أخرجه مسلم في الجمعة باب صلاة الجمعة حين تزول الشمس رقم 860
( ظل . . ) أي يصلح لأن يستظل فيه وهو دليل التعجيل بصلاة الجمعة أول الوقت ] (4/1529)
3936 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد الله قال قلت لسلمة بن الأكوع على أي شيء بايعتم رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الحديبية ؟ قال على الموت
[ ر 2800 ] (4/1529)
3937 - حدثني أحمد بن إشكاب حدثنا محمد بن فضيل عن العلاء بن المسيب عن أبيه قال
: لقيت البراء بن عازب رضي الله عنهما فقلت طوبى لك صحبت النبي صلى الله عليه و سلم وبايعته تحت الشجرة فقال يا ابن أخي إنك لا تدري ما أحدثنا بعده
[ ش ( طوبى لك ) لك طيب العيش مثل هنيئا لك . ( ما أحدثنا ) ما جرى من الفتن . ( بعده ) أي بعد النبي صلى الله عليه و سلم ] (4/1529)
3938 - حدثنا إسحاق حدثنا يحيى بن صالح قال حدثنا معاوية هو ابن سلام عن يحيى عن أبي قلابة أن ثابت بن الضحاك أخبره أنه بايع النبي صلى الله عليه و سلم تحت الشجرة
[ 4562 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه . . رقم 110 ] (4/1530)
3939 - حدثني أحمد بن إسحاق حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه
: { إنا فتحنا لك فتحا مبينا } . قال الحديبية قال أصحابه هنيئا مريئا فما لنا ؟ فأنزل الله { ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار } . قال شعبة فقدمت الوفة فحدثت بهذا كله عن قتادة ثم رجعت فذكرت له فقال أما { إنا فتحنا لك } . فعن أنس وأما هنيئا مرئيا فعن عكرمة
[ 4554 ]
[ ش ( فتحا ) هو الظفر بالبلدة قهرا أو صلحا بقتال وبغيره والمراد هنا صلح الحديبية لما كان بسببه من انتشار الإسلام . ( مبينا ) ظاهرا / الفتح 1 / . ( أصحابه ) أي أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم . ( هنيئا مريئا ) أي للنبي صلى الله عليه و سلم بما من عليه من مغفرة بهذا الفتح إذ قال تعالى { ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر } / الفتح 2 / . والهنيئ الذي لا ينغصه شيء والمرئ المحمود العاقبة الذي لا داء فيه وهما في الأصل لما يؤكل ويشرب ويستعاران للمعاني كما هنا . ( فمالنا ) أي فما هو حظنا من هذا الفتح وما ربحنا . ( ليدخل ) بسبب الفتح . / الفتح 5 / . ( وانظر مسلم الجهاد باب صلح الحديبية . . رقم 1786 ) ] (4/1530)
3940 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أبو عامر حدثنا إسرائيل عن مجزأة بن زاهر الأسلمي عن أبيه وكان ممن شهد الشجرة قال
: اني لأوقد تحت القدر بلحوم الحمر إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه و سلم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم ينهاكم عن لحوم الحمر
وعن مجزأة عن رجل منهم من أصحاب الشجرة اسمه أهبان بن أوس وكان اشتكى ركبته فكان إذا سجد جعل تحت ركبته وسادة
[ ش ( لأوقد ) أي يوم خيبر وأورد البخاري الحديث لقوله فيه وكان ممن شهد الشجرة . ( الحمر ) جمع حمار والمراد الحمر الأهلية . ( اشتكى ركبته ) من الشكاية وهي المرض ] (4/1530)
3941 - حدثني محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار عن سويد بن النعمان وكان من أصحاب الشجرة
: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه أتو بسويق فلاكوه
[ ش ( فلاكوه ) من اللوك وهو وضع الشيئ وإدارته في الفم ] (4/1530)
3942 - حدثنا محمد بن حاتم بن بزيع حدثنا شاذان عن شعبة عن أبي جمرة قال
: سألت عائذ بن عمرو رضي الله عنه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم من أصحاب الشجرة هل ينقض الوتر ؟ قال إذا أوترت من أوله فلا توتر من آخره
[ ش ( ينقض الوتر ) أي إذا صلى الوتر ونام فهل يصلي بعد النوم شيئا ويعتبره من الوتر ؟ محافظة على قوله صلى الله عليه و سلم ( اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا ) [ ر 953 ] . ( أوله ) أول الليل ] (4/1531)
3943 - حدثني عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يسير في بعض أسفاره وعمر ابن الخطاب يسير معه ليلا فسأله عمر بن الخطاب عن شيء فلم يجيبه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم سأله فلم يجيبه ثم سأله فلم يجيبه فقال عمر بن الخطاب ثكلتك أمك يا عمر نزرت رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك قال عمر فحركت بعيري ثم تقدمت أمام المسلمين وخشيت أن ينزل في قرآن فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ بي قال فقلت لقد خشيت أن يكون قد نزل في قرآن وجئت رسول الله صلى الله عليه و سلم فسلمت عليه فقال ( لقد أنزلت علي الليلة سورة لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس . ثم قرأ { إنا فتحنا لك فتحا مبينا } )
[ 4553 ، 4725 ]
[ ش ( ثكلتك أمك ) فقدتك وهي كلمة تقولها العرب للتقريع ولا تقصد معناها . ( نزرت ) ألححت وضيقت عليه حتى أحرجته وفي رواية ( نزرت ) بتخفيف الزاي ) . ( قرآن ) يلومني على ما فعلت . ( نشبت ) لبثت وحقيقة معناه أنه لم يتعلق بشيء غيره ولا اشتغل بسواه . ( يصرخ بي ) يناديني . ( سورة ) هي سورة الفتح . ( فتحنا لك ) هيأنا لك ظفرا ظاهرا ] (4/1531)
3944 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان قال سمعت الزهري حين حدث هذا الحديث حفظت بعضه وثبتني معمر عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم يزيد أحدهما على صاحبه قالا
: خرج النبي صلى الله عليه و سلم عام الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه فلما أتى ذا الحليفة قلد الهدي وأشعره وأحرم منها بعمرة وبعث عينا له من خزاعة وسار النبي صلى الله عليه و سلم حتى كان بغدير الأشطاط أتاه عينه قال إن قريشا جمعوا لك جموعا وقد جمعوا لك الأحابيش وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت ومانعوك . قال ( أشيروا أيها الناس علي أترون أن أميل إلى عيالهم وذراري هؤلاء الذين يريدون أن يصدونا عن البيت فإن يأتونا كان الله عز و جل قد قطع عينا من المشركين وإلا تركناهم محروبين ) . قال أبو بكر يا رسول الله خرجت عامدا لهذا البيت لا تريد قتل أحد ولا حرب أحد فتوجه له فمن صدنا
عنه قاتلناه . قال ( امضوا على اسم الله )
[ ر 1608 ]
[ ش ( ثبتني معمر ) أي أكد لي معمر بن راشد ما سمعت من الزهري هنا وجعلني ثابتا فيه . ( عينا ) جاسوسا واسمه بسر بن سفيان رضي الله عنه . ( بغدير الأشطاط ) موضع قريب من الحديبية ربما اجتمع فيه الماء أحيانا والغدير مجتمع الماء . ( الأحابيش ) هم الجماعة من الناس ليسوا من قبيلة واحدة . ( أميل إلى عيالهم ) هو كناية عن الهجوم عليهم وقتالهم وأصل الميل الزوال عن الاستواء والعيال أهل بيت الرجل الذين ينفق عليهم . ( ذراري ) جمع ذرية وهي نسل الإنسان . ( فإن يأتونا ) أي إن خرجوا لقتالنا . ( قطع عينا ) أي كنا كمن لم يبعث جاسوسا وواجههم بالقتال وقيل ( قطع عنقا ) أي أهلك جماعة من أهل الكفر فتضعف قوتهم . ( محروبين ) مسلوبين منهوبين ] (4/1531)
3945 - حدثني إسحاق أخبرنا يعقوب حدثني ابن أخي ابن شهاب عن عمه أخبرني عروة بن الزبير أنه سمع مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة يخبران خبرا من خبر رسول الله صلى الله عليه و سلم في عمرة الحديبية فكان فيما أخبرني عروة عنهما
: أنه لما كاتب رسول الله صلى الله عليه و سلم سهيل بن عمرو يوم الحديبية على قضية المدة وكان فيما اشترط سهيل بن عمرو أنه قال لا يأتيك منا أحد وإن كان على دينك إلا رددته إلينا وخليت بيننا وبينه . وأبى سهيل أن يقاضي رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا على ذلك فكره المؤمنون ذلك وامعضوا فتكلموا فيه فلما أبى سهيل أن يقاضي رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا على ذلك كاتبه رسول الله صلى الله عليه و سلم فرد رسول صلى الله عليه و سلم أبا جندل بن سهيل يومئذ إلى أبيه سهيل ابن عمرو ولم يأت رسول الله صلى الله عليه و سلم أحد من الرجال إلا رده في تلك المدة وإن كان مسلما وجاءت المؤمنات مهاجرات فكانت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ممن خرج إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهي عاتق فجاء أهلها يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يرجعها إليهم حتى أنزل الله تعالى في المؤمنات ما أنزل
[ ش ( قضية المدة ) المصالحة في المدة المعينة . ( امعضوا ) وفي نسخه ( امتعضوا ) شق عليهم الأمر وكرهوه . ( عاتق ) شابة وقيل من قاربت البلوغ وقيل من لم تتزوج ] (4/1532)
3946 - قال ابن شهاب وأخبرني عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت
: إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يمتحن من هاجر من المؤمنات بهذه الآية { يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك }
وعن عمه قال بلغنا حين أمر الله رسوله صلى الله عليه و سلم أن يرد إلى المشركين ما أنفقوا على من هاجر من أزواجهم وبلغنا أن أبا بصير فذكره بطوله
[ ر 1608 ]
[ ش ( يمتحن ) يختبر ] (4/1533)
3947 - حدثنا قتيبة عن مالك عن نافع أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما خرج معتمرا في الفتنة فقال إن صددت عن البيت صنعنا كما صنعنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فأهل بعمرة من أجل أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان أهل بعمرة عام الحديبية (4/1533)
3948 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر
: أنه أهل وقال إن حيل بيني وبينه فعلت كما فعل النبي صلى الله عليه و سلم حين حالت كفار قريش بينه وتلا { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة }
[ ش ( حيل . . ) لم أستطع الوصول اليه . ( بينه ) أي بين بيت الله تعالى الحرام ] (4/1533)
3949 - حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء حدثنا جويرية عن نافع أن عبيد الله بن عبد الله وسالم بن عبد الله أخبراه أنهما كلما عبد الله بن عمر . وحدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع أن بعض بني عبد الله قال له لو أقمت العام فإني أخاف أن لا تصل إلى البيت قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه و سلم فحال كفار قريش دون البيت فنحر النبي صلى الله عليه و سلم هداياه وحلق وقصر أصحابه . قال أشهدكم أني أوجبت عمرة فإن خلي بيني وبين البيت طفت وإن حيل بيني وبين البيت صنعت كما صنع رسول الله صلى الله عليه و سلم فسار ساعة ثم قال ما أرى شأنهما إلا واحدا أشهدكم أني قد أوجبت حجة مع عمرتي فطاف طوافا واحدا وسعيا واحدا حتى حل منهما جميعا
[ ر 1558 ] (4/1533)
3950 - حدثني شجاع بن الوليد سمع النضر بن محمد حدثنا صخر عن نافع قال إن الناس يتحدثون أن ابن عمر أسلم قبل عمر وليس كذلك ولكن عمر يوم الحديبية أرسل عبد الله إلى فرس له عند رجل من الأنصار يأتي به ليقاتل عليه ورسول الله صلى الله عليه و سلم يبايع عند الشجرة وعمر لا يدري بذلك فبايعه عبد الله ثم ذهب إلى الفرس فجاء به إلى عمر وعمر يستلئم للقتال فأخبره أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم يبايع تحت الشجرة قال فانطلق فذهب معه حتى بايع رسول الله صلى الله عليه و سلم فهي التي يتحدث الناس أن ابن عمرأسلم قبل عمر
[ ش ( يستلئم ) يلبس لأمته وهي الدرع والسلاح ] (4/1533)
3951 - وقال هشام بن عمار حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عمر بن محمد العمري أخبرني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
: أن الناس كانوا مع النبي صلى الله عليه و سلم يوم الحديبية تفرقوا في ظلال الشجر فإذا الناس محدقون بالنبي صلى الله عليه و سلم فقال يا عبد الله انظر ما شأن الناس قد أحدقوا برسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فوجدهم يبايعون فبايع ثم رجع إلى عمر فخرج فبايع
[ ش ( محدقون ) محيطون به ناظرون إليه . ( ما شأن الناس ) ما حالهم ] (4/1534)
3952 - حدثنا ابن نمير حدثنا يعلى حدثنا إسماعيل قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال
: كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم حين اعتمر فطاف فطفنا معه وصلى فصلينا معه وسعى بين الصفا والمروة فكنا نستره من أهل مكة لا يصيبه أحد بشيء
[ ر 1523 ] (4/1534)
3953 - حدثنا الحسن بن إسحاق حدثنا محمد بن سابق حدثنا مالك بن مغول قال سمعت أبا حصين قال قال أبو وائل
: لما قد سهل بن حنيف من صفين أتيناه نستخبره فقال اتهموا الرأي فلقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرد على رسول الله صلى الله عليه و سلم أمره لرددت والله ورسوله أعلم وما وضعنا أسيافنا على عواتقنا لأمر يفظعنا إلا أسهلن بنا إلى أمر نعرفه قبل هذا الأمر ما نسد منها خصما إلا انفجر علينا خصم ما ندري كيف نأتي له
[ ر 3010 ]
[ ش ( خصما ) جانبا وناحية . ( انفجر ) خرج واندفع كما يندفع الماء من القربة إذا أحدث فيها شق . ( ما ندري . . ) أي نقع في حيرة من أمرنا ولا ندري كيف تنصرف لنتلافى شر ما حصل ] (4/1534)
3954 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن كعب بن عجزة رضي الله عنه قال
: أتى علي النبي صلى الله عليه و سلم زمن الحديبية والقمل يتناثر على وجهي فقال ( أيؤذيك هوام رأسك ) . قلت نعم قال ( فاحلق وصم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين أو انسك نسيكة ) . قال أيوب لا أدري بأي هذا بدأ (4/1534)
3955 - حدثني محمد بن هشام أبو عبد الله حدثنا هشيم عن أبي بشر عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجزة قال
: كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بالحديبية ونحن محرمون وقد حصرنا المشركون قال كانت لي فروة فجعلت الهوام تساقط على وجهي فمر بي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( أيؤذيك هوام رأسك ) . قلت نعم قال وأنزلت هذه الآية { فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك }
[ ر 1719 ] (4/1535)
34 - باب قصة عكل وعرينة (4/1535)
3956 - حدثني عبد الأعلى بن حماد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة أن أنسا رضي الله عنه حدثهم أن ناسا من عكل وعرينة قدموا المدينة على النبي صلى الله عليه و سلم وتكلموا بالإسلام فقالوا يانبي الله إنا كنا أهل ضرع ولم نكن أهل ريف واستوخموا المدينة فأمرلهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بذود وراع وأمرهم أن يخرجوا فيه فيشربوا من ألبانها وأبوالها فانطلقوا حتى إذا كانوا ناحية الحرة كفروا بعد إسلامهم وقتلوا راعي النبي صلى الله عليه و سلم واستاقوا الذود فبلغ النبي صلى الله عليه و سلم فبعث الطلب في آثارهم فأمر بهم فسمروا أعينهم وقطعوا أيديهم وتركوا في ناحية الحرة حتى ماتوا على حالهم
قال قتادة بلغنا أن النبي صلى الله عليه و سلم بعد ذلك كان يحث على الصدقة وينهى عن المثلة
وقال شعبة أبان وحماد عن قتادة من عرينة . وقال يحيى بن أبي كثير وأيوب عن أبي قلابة عن أنس قدم نفر من عكل
[ ش ( تكلموا بالاسلام ) نطقوا بالشهادتين وأظهروا الإسلام . ( أهل ضرع ) أصحاب ماشية . ( ريف ) أرض فيها زرع وخصب ] (4/1535)
3957 - حدثني محمد بن عبد الرحيم حدثنا حفص بن عمر أبوعمر الحوضي حدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب والحجاج الصواف قال حدثني أبو رجاء مولى أبي قلابة وكان معه بالشأم أن عمر بن عبد العزيز استشار الناس يوما قال ما تقولون في هذه القسامة ؟ فقالوا حق قضى بها رسول الله صلى الله عليه و سلم وقضت بها الخلفاء قبلك قال وأبو قلابة خلف سريره فقال عنبسة بن سعيد فأين حديث أنس في العرنيين ؟ قال أبو قلابة إياي حدثه أنس بن مالك
قال عبد العزيز بن صهيب عن أنس عن عرينة . وقال أبو قلابة عن أنس من عكل ذكر القصة
[ ر 231 ]
[ ش ( القسامة ) هي إذا وجد قتيل في قرية أو حي ولم يعرف له قاتل وكانت هناك قرائن تجعل غالب الظن أن أهل الحي قاتلوه ويدعي أولياؤه ذلك فيحلف عندها أولياؤه خمسين يمينا مقسمة عليهم على ما ادعوه . وقيل يحلف المتهمون بقتله تلك الأيمان ويستحق أولياء المقتول الدية . ( فأين حديث أنس ) أي فهو يدفع القول بالقسامة لأنه صلى الله عليه و سلم لم يقض فيه بحكم القسامة بل اقتص منهم . ( إياي حدثه ) أي وأنا أعلم بما يدل عليه وهومختلف عن القسامة لأن القاتل فيه معلوم لا مظنون والله تعالى أعلم ] (4/1536)
35 - باب غزوة ذات القرد (4/1536)
وهي الغزوة التي أغاروا على لقاح النبي صلى الله عليه و سلم قبل خيبر بثلاث (4/1536)
3958 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد قال سمعت سلمة بن الأكوع يقول خرجت قبل أن يؤذن بالأولى وكانت لقاح رسول الله صله الله عليه وسلم ترعى بذي قرد قال فلقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف فقال أخذت لقاح رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت من أخذها ؟ قال غطفان قال فصرخت ثلاث صرخات يا صباحاه قال فأسمعت ما بين لابتي المدينة ثم اندفعت على وجهي حتى أدركتهم وقد أخذوا يستقون من الماء فجعلت أرميهم بنبلي وكنت راميا وأقول
أنا ابن الأكوع * واليوم يوم الرضع
وأرتجز حتى استنفذت اللقاح منهم واستلبت منهم ثلاثين بردة . قال وجاء النبي صلى الله عليه و سلم والناس فقلت يا نبي الله قد حميت القوم الماء وهم عطاش فابعث إليهم الساعة فقال ( يا ابن الأكوع ملكت فأسجح ) . قال ثم رجعنا ويردفني رسول الله صلى الله عليه و سلم على ناقته حتى دخلنا المدينة
[ ر 2876 ]
[ ش ( بالأولى ) أي بصلاة الصبح . ( بذي قرد ) اسم مكان فيه ماء على مسيرة ليلتين من المدينة بينها وبين خيبر على طريق الشام وكانت هذه الغزوة في ربيع الأول سنة ست للهجرة . القرد في اللغة الصوف الرديء وما تساقط من الوبر والصوف . ( أرتجز ) أقول شعرا من بحر الرجز . ( استلبت ) أخذت قهرا عنهم . ( بردة ) كساء مخطط يلتحف به . ( حميت القوم الماء ) منعتهم من الشرب ] (4/1536)
36 - باب غزوة خيبر (4/1536)
3959 - حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار أن سويد بن النعمان أخبره
: أنه خرج مع النبي صلى الله عليه و سلم عام خيبر حتى أذا كنا بالصهباء وهي من أدنى خيبر صلى العصر ثم دعا بالأزواد فلم يؤت إلا بالسويق فأمر به فثري فأكل وأكلنا ثم قام إلى المغرب فمضمض ومضمضنا ثم صلى ولم يتوضأ
[ ر 206 ] (4/1537)
3960 - حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال
: خرجنا مع النبي صلى الله عليه و سلم إلى خيبر فسرنا ليلا فقال رجل من القوم لعامر يا عامر ألا تسمعنا من هنيهاتك ؟ وكان عامر رجلا شاعرا حداء فنزل يحدو بالقوم يقول
اللهم لولا أنت ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
فاغفر فداء لك ما اتقينا * وثبت الأقدام إن لاقينا
وألقين سكينة علينا * إنا إذا صيح بنا أبينا
وبالصياح عولوا علينا
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من هذا السائق ) . قالوا عامر بن الأكوع قال ( يC ) . قال رجل من القوم وجبت يا نبي الله لولا أمتعتنا به ؟ فأتينا خيبر فحاصرناهم حتى أصابتنا مخمصة شديدة ثم إن الله تعالى فتحها عليهم فلما أمسى الناس مساء اليوم الذي فتحت عليهم أوقدوا نيرانا كثيرة فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( ما هذه النيران ؟ على أي شيء توقدون ) . قالوا على لحم قال ( على أي لحم ) . قالوا لحم حمر الإنسية قال النبي صلى الله عليه و سلم ( أهريقوها واكسروها ) . قال رجل يا رسول الله أو نهريقها ونغسلها ؟ قال ( أو ذاك ) . فلما تصاف القوم كان سيف عمر قصيرا فتناول به ساق يهودي ليضربه ويرجع ذباب سيفه فأصاب عين ركبة عامر فمات منه قال فلما قفلوا قال سلمة رآني رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو آخذ بيدي قال ( مالك ) . قلت له فداك أبي وأمي زعموا أن عامرا حبط عمله ؟ قال النبي صلى الله عليه و سلم ( كذب من قاله إن له لأجرين - وجمع بين إصبعيه - إنه لجاهد مجاهد قل عربي مشى بها مثله ) . حدثنا قتيبة حدثنا حاتم قال ( نشأ بها )
[ ر 2345 ]
[ ش ( هنيهاتك ) جمع هنيهة مصغر هنة وفي نسخة هنياتك . جمع هنية وهي كناية عن كل شيء لا تذكره باسمه ولا تخص به شيئا من غيره وقيل معناها الأراجيز جمع أرجوزة وهي القصيدة من بحر الرجز . ( يحدو ) من الحدو وهو الغناء للإبل عند سوقها . ( فاغفر . . ما اتقينا ) ما تركناه من الأوامر . في نسخة ( ما أبقينا ) أي خلفنا وراءنا مما اكتسبنا من الآثام وما أبقيناه وراءنا من الذنوب فلم نتب منه . ( صيح بنا ) دعينا إلى غير الحق . ( أبينا ) امتنعنا من دعوة غير الحق وفي نسخة ( أتينا ) أي إذا دعينا إلى القتال أو الحق جئنا إليه . ( عولوا ) قصدوا واستغاثوا . ( وجبت ) ثبتت له الشهادة التي يعقبها دخول الجنة ببركة دعائك . ( امتعتنا به ) هلا أبقيته لنا لنتمتع بشجاعته . ( مخمصة ) مجاعة . ( تصاف القوم ) تقابلوا صفوفا للقتال . ( ذباب سيفه ) حده . ( حبط علمه ) أي بطل عمل عامر لأنه قتل نفسه بسيفه . ( لجاهد ) يجهد نفسه بالطاعة . ( مجاهد ) في سبيل الله تعالى . ( بها ) بهذه الخصلة الحميدة وهي الجهاد مع الجهد . ( نشأ ) شب وكبر ] (4/1537)
3961 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن حميد الطويل عن أنس رضي الله عنه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتى خيبر ليلا وكان إذا أتى قوما بليل لم يغز بهم حتى يصبح فلما أصبح خرجت اليهود بمساحيهم ومكاتلهم فلما رأوه قالو محمد والله محمد والخميس . فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( خربت خيبر إنا إذا نزلنا بسحة القوم فساء صباح المنذرين )
[ ش ( لم يغر بهم ) من الإغارة وفي نسخة ( لم يقربهم ) ] (4/1538)
3962 - أخبرنا صدقة بن الفضل أخبرنا ابن عيينة حدثنا أيوب عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
: صبحنا خيبر بكرة فخرج أهلها بالمساحي فلما بصروا بالنبي صلى الله عليه و سلم قالوا محمد والله محمد والخميس . فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ) . فأصبنا من لحوم الحمر فنادى منادي النبي صلى الله عليه و سلم ( إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر فإنها رجس )
[ ر 364 ]
[ ش ( رجس ) قذر ونتن ] (4/1538)
3963 - حدثناعبد الله بن عبد الوهاب حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن محمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم جاءه جاء فقال أكلت الحمر فسكت ثم أتاه الثانية فقال أكلت الحمر فسكت ثم أتاه الثالثة فقال أفنيت الحمر فأمر مناديا فنادى في الناس ( إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية ) . فأكفئت القدور وإنها لتفور باللحم
[ 5208 ، وانظر 364 ]
[ ش ( أفنيت ) أنهي وجودها من كثرة ما ذبح منها . ( فأكفئت ) قلبت وألقي ما فيها . ( لتفور ) يشتد غليانها ] (4/1539)
3964 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال
: صلى النبي صلى الله عليه و سلم الصبح قريبا من خيبر بغلس ثم قال ( الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة القوم فساء صباح المنذرين ) . فخرجوا يسعون في السكك فقتل النبي صلى الله عليه و سلم المقاتلة وسبى الذرية وكان في السبي صفية فصارت إلى دحية الكلبي ثم صارت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فجعل عتقها صداقها . فقال عبد العزيز بن صهيب لثابت يا أبا محمد آنت قلت لأنس ما أصدقها ؟ فحرك ثابت رأسه تصديقا له
[ ش ( بغلس ) ظلمة الليل إذا اختلطت بضوء الصباح ] (4/1539)
3965 - حدثنا آدم حدثنا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول سبى النبي صلى الله عليه و سلم صفية فأعتقها وتزوجها . فقال ثابت لأنس ما أصدقها ؟ قال أصدقها نفسها فأعتقها
[ ر 364 ] (4/1539)
3966 - حدثنا قتيبة حدثنا يعقوب عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا فلما مال رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى عسكره ومال الأخرون إلى عسكرهم وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه فقيل ماأجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أما إنه من أهل النار ) . فقال رجل من القوم أنا صاحبه قال فخرج معه لكما وقف وقف معه وإذا أسرع أسرع معه قال فخرج الرجل جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أشهد أنك رسول الله قال ( وما ذاك ) . قال الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار فأعظم الناس ذلك فقلت أنا لكم به فخرجت في طلبه ثم جرح جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع سيفه في الأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم عند ذلك ( إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار . إن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة )
[ ر 2742 ]
[ ش ( رجل ) اسمه قزمان الظفري يكنى أبا الغيداق . ( رجل ) هو أكثم بن أبي الجون رضي الله عنه ] (4/1539)
3967 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سعيد ابن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه قال شهدنا خيبر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لرجل ممن معه يدعي الإسلام ( هذا من أهل النار ) . فلما حضر القتال قاتل الرجل أشد القتال حتى كثرت به الجراحة فكاد بعض الناس يرتاب فوجد الرجل ألم الجراحة فأهوى بيده إلى كنانته فاستخرج منها أسهما فنحر بها نفسه فاشتد رجال من المسلمين فقالوا يا رسول الله صدق الله حديثك انتحر فلان فقتل نفسه فقال ( قم يا فلان فأذن أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن إن الله ليؤيد الدين بالرجل الفاجر )
تابعه معمر عن الزهري . وقال شبيب عن يونس عن ابن شهاب أخبرني ابن المسيب وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب أن أبا هريرة قال شهدنا مع النبي صلى الله عليه و سلم خيبر . وقال ابن المبارك عن يونس عن الزهري عن سعيد عن النبي صلى الله عليه و سلم . تابعه صالح عن الزهري . وقال الزبيدي أخبرني الزهري أن عبد الرحمن بن كعب أخبره أن عبيد الله بن كعب قال أخبرني من شهد مع النبي صلى الله عليه و سلم خيبر
وقال الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله وسعيد عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 2897 ]
[ ش ( كنانته ) الكنانة جعبة صغيرة من جلد يوضع فيها النبل . ( فاشتد ) أسرع في الجري . ( فلان ) هو بلال رضي الله عنه ] (4/1540)
3968 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال
: لما غزا رسول الله صلى الله عليه و سلم خيبر أو قال لما توجه رسول الله صلى الله عليه و سلم أشرف الناس على واد فرفعوا أصواتهم بالتكبير الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( اربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم ) . وأنا خلف دابة رسول الله صلى الله عليه و سلم فسمعني وأنا أقول لا حول ولا قوة إلا بالله فقال لي ( يا عبد الله بن قيس ) . قلت لبيك يا رسول الله قال ( ألا أدلك على كلمة من كنز من كنوز الجنة ) . قلت بلى يا رسول الله فداك أبي وأمي قال ( لا حول ولا قوة إلا بالله )
[ ر 2830 ]
[ ش ( حول ) قدرة على دقة التصرف في الأمور . ( كنز من كنوز الجنة ) أي أجرها مدخر لقائلها والمتصف بها كما يدخر الكنز وهو المال المجموع المحرز ] (4/1541)
3969 - حدثنا المكي بن ابراهيم حدثنا يزيد بن أبي عبيد قال رأيت أثر ضربة في ساق سلمة فقلت يا أبا مسلم ما هذه الضربة ؟ فقال هذه ضربة أصابتني يوم خيبر فقال الناس أصيب سلمة فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فنفث فيه ثلاث نفثات فما اشتكيتها حتى الساعة
[ ش ( فنفث ) من النفث وهو فوق النفخ ودون التفل وقد يكون بريق خفيف وبغير ريق . ( اشتكيتها ) تألمت منها وتوجعت . ( حتى الساعة ) أي فما اشتكيتها في زمن مضى حتى ساعتي هذه ] (4/1541)
3970 - حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل قال التقى النبي صلى الله عليه و سلم والمشركون في بعض مغازيه فاقتتلوا فمال كل قوم إلى عسكرهم وفي المسلمين رجل لا يدع من المشركون شاذة ولا فاذة إلا اتبعها فضربها بسيفه فقيل يا رسول الله ما أجزأ أحد ما أجزأ فلان فقال ( إنه من أهل النار ) . فقالوا أينا من أهل الجنة إن كان هذا من أهل النار ؟ فقال رجل من القوم لأتبعنه فإذا أسرع وأبطأ كنت معه حتى جرح فاستعجل الموت فوضع نصاب سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه فجاء الرجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال أشهد أنك رسول الله فقال ( وما ذاك ) . فأخبره فقال ( إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنه فيما يبدو للناس وإنه من أهل النار . ويعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة )
[ ر 2742 ] (4/1541)
3971 - حدثنا محمد بن سعيد الخزاعي حدثنا زياد بن الربيع عن أبي عمران قال نظر أنس إلى الناس يوم الجمعة فرأى طيالسة فقال كأنهم الساعة يهود خيبر
[ ش ( طيالسة ) جمع طيلسان وهو نوع من الثياب الأعجمية كان يلبسها اليهود ولعلها نوع من الأوسمة توضع على الكتف وهي بدون خياطة . ( الساعة ) هذا الوقت على حالهم هذه يشبهون يهود خيبر ] (4/1542)
3972 - حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة رضي الله عنه قال
: كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه تخلف عن النبي صلى الله عليه و سلم في خيبر وكان رمدا فقال أنا أتخلف عن النبي صلى الله عليه و سلم فلحق به فلما بتنا الليلة التي فتحت قال ( لأعطين الراية غدا أو ليأخذن الراية غدا رجل يحبه الله ورسوله يفتح الله عليه ) . فنحن نرجوها فقيل هذا علي فأعطاه ففتح عليه
[ ر 2812 ] (4/1542)
3973 - حدثنا قتيبة قن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال أخبرني سهل بن سعد رضي الله عنه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يوم خيبر ( لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ) . قال فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم كلهم يرجو أن يعطاها فقال ( أين علي ابن أبي طالب ) . فقيل هو يا رسول الله يشتكي عينيه قال ( فأرسلوا إليه ) . فأتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه و سلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال علي يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ فقال ( انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحد خير لك من أن يكون لك حمر النعم )
[ ر 2783 ] (4/1542)
3974 - حدثنا عبد الغفار بن داود حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن ( ح ) . وحدثني أحمد بن عيسى حدثنا وهب قال أخبرني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري عن عمرو مولى المطلب عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
: قدمنا خيبر فلما فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيي ابن أخطب وقد قتل زوجها وكانت عروسا فاصطفاها النبي صلى الله عليه و سلم لنفسه فخرج بها حتى بلغنا سد الصهباء حلت فبنى بها رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم صنع حيسا في نطع صغير ثم قال ( آذن من حولك ) . فكانت تلك وليمته على صفية ثم خرجنا إلى المدينة فرأيت النبي صلى الله عليه و سلم يحوي لها وراءه بعباءة ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب (4/1542)
3975 - حدثنا إسماعيل قال حدثني أخي عن سليمان عن يحيى عن حميد لطويل سمع أنس بن مالك رضي الله عنه
: أن النبي صلى الله عليه و سلم أقام على صفية بنت حيي بطريق خيبر ثلاثة أيام حتى أعرس بها وكانت فيمن ضرب عليها الحجاب
[ ش ( أقام ) في المنزل الذي أعرس فيه وأعرس من الإعراس وهو الدخول بالمرأة . ( فيمن ضرب عليها الحجاب ) أي كانت من أمهات المؤمنين زوجات رسول الله صلى الله عليه و سلم لأن ضرب الحجاب كان على الزوجات اللاتي لا يكن إلا حرائر بالنسبة له صلى الله عليه و سلم ] (4/1543)
3976 - حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر بن أبي كثير قال أخبرني حميد أنه سمع أنسا رضي الله عنه يقول
: أقام النبي صلى الله عليه و سلم بين خيبر والمدينة ثلاث ليال يبنى عليه بصفيه فدعوت المسلمين إلى وليمته وما كان فيها من خبز ولا لحم وما كان فيها إلا أن أمر بلالا بالأنطاع فبسطت فألقى عليها التمر والأقط والسمن فقال المسلمون إحدى أمهات المؤمنين أو ملكت يمينه ؟ فقالوا إن حجبها فهي إحدى أمهات المؤمنين وإن لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه . فلما ارتحل وطأ لها خلفه ومد الحجاب
[ ر 364 ]
[ ش ( وطأ لها خلفه ) أصلح لها مكانا على الراحلة لتركب عليها . ( مد الحجاب ) مد عليها ما يحجبها ] (4/1543)
3977 - حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة . وحدثني عبد الله بن محمد حدثنا وهب حدثنا شعبة عن حيمد بن هلال عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال
: كنا محاصري خيبر فرمى إنسان بجراب فيه شحم فنزوت لآخذه فالتفت فإذا النبي صلى الله عليه و سلم فاستحييت
[ ر 2984 ] (4/1543)
3978 - حدثني عبيد الله بن إسماعيل عن أبي أسامة عن عبيد الله عن نافع وسالم عن ابن عمر رضي الله عنهما
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى يوم خيبر عن أكل الثوم وعن لحوم الحمر الأهلية
نهى عن أكل الثوم هو عن نافع وحده . ولحوم الحمر الأهلية عن سالم
[ 3980 ، 3981 ، 5202 ، وانظر 815 ] (4/1543)
3979 - حدثني يحيى بن قزعة حدثنا ملك عن ابن شهاب عن عبد الله والحسن ابني محمد بن علي عن أبيهما عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمر الإنسية
[ 4825 ، 5203 ، 6560 ]
[ ش أخرجه مسلم في النكاح باب نكاح المتعة وبيان أنه أبيح ثم نسخ . وفي الصيد والذبائح باب تحريم أكل لحم الحمر الإنسية رقم 1407 ( متعة النساء ) زواج المرأة لمدة معينة بلفظ التمتع على قدر من المال . كان مباحا ثم حرم باتفاق من يعتد به من علماء المسلمين ] (4/1544)
3980 - حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله حدثنا عبيد الله ابن عمر عن نافع عن ابن عمر
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية
[ ش أخرجه مسلم في الصيد والذبائح باب تحريم أكل لحم الحمر الإنسية رقم 561 ) ] (4/1544)
3981 - حدثني إسحاق بن نصر حدثنا محمد بن عبيد حدثنا عبيد الله عن نافع وسالم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
: نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أكل لحوم الحمر الأهلية
[ ر 3978 ] (4/1544)
3982 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن عمرو عن محمد بن علي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال
: نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية ورخص في الخيل
[ 5201 ، 5204 ]
[ ش أخرجه مسلم في الصيد والذبائح باب في أكل لحم الخيل رقم 1941 ) ] (4/1544)
3983 - حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا عباد عن الشيباني قال سمعت ابن أبي أوفى رضي الله عنهما يقول
: أصابتنا مجاعة يوم خيبر فإن القدور لتغلي وقال وبعضها نضجت فجاء منادي النبي صلى الله عليه و سلم ( لا تأكلوا من لحوم الحمر شيئا وأهريقوها ) . قال ابن أبي أفى فتحدثنا أنه إنما نهى عنها لأنها لم تخمس وقال بعضهم نهى عنها ألبتة لأنها كانت تأكل العذرة
[ ش ( ألبتة ) قطعا من البت وهو القطع والأشهر أن همزتها قطع . ( العذرة ) النجاسة ] (4/1544)
3984 - حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة قال أخبرني عدي بن ثابت عن البراء وعبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهم
: أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه و سلم فأصابوا حمرا فطبخوها فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أكفئوا القدور )
[ ش أخرجه مسلم في الصيد والذبائح باب تحريم أكل لحم الحمر الإنسية رقم 1938 ) ] (4/1545)
3985 - حدثني إسحاق حدثنا عبد الصمد حدثنا شعبة حدثنا عدي بن ثابت سمعت البراء وابن أبي أوفى رضي الله عنهم يحدثان
: عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال يوم خيبر وقد نصبوا القدور ( أكفئوا القدور )
حدثنا مسلم حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن البراء قال غزونا مع النبي صلى الله عليه و سلم نحوه (4/1545)
3986 - حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا ابن أبي زائدة أخبرنا عاصم عن عامر عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال
: أمرنا النبي صلى الله عليه و سلم في غزوة خيبر أن نلقي الحمر الأهلية نيئة ونضيجة ثم لم يأمرنا بأكله بعد
[ ر 2986 ] (4/1545)
3987 - حدثني محمد بن أبي الحسين حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي عن عاصم عن عامر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: لا أدري أنهى عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم من أجل أنه كان حمولة الناس فكره أن تذهب حمولتهم أو حرمه في خيبر لحم الحمر الأهلية
[ ش أخرجه مسلم في الصيد والذبائح باب تحريم أكل لحم الحمر الإنسية رقم 1939
( حمولة الناس ) يحمل عليها الناس أمتعتهم والحمولة كل ما يحمل عليه من الدواب . ( لحم الحمر ) بيان للضمير في قوله ( حرمه ) أي حرم لحم الحمر الأهلية . ( لحم ) منصوب بفعل تقديره أعني ] (4/1545)
3988 - حدثنا الحسن بن إسحاق حدثنا محمد بن سابق حدثنا زائدة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
: قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم خيبر للفرس سهمين وللراجل سهما . قال فسره نافع فقال إذا كان مع الرجل فرس فله ثلاثة أسهم فإن لم يكن له فرس فله سهم
[ ر 2708 ] (4/1545)
3989 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن جبير بن مطعم أخبره قال
: مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقلنا أعطيت بني المطلب من خمس خيبر وتركتنا ونحن بمنزلة واحدة منك . فقال ( إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد ) . وقال جبير ولم يقسم النبي صلى الله عليه و سلم لبني عبد شمس وبني نوفل شيئا
[ ر 2971 ] (4/1545)
3990 - حدثني محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة حدثنا يزيد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال
: بلغنا مخرج النبي مخرج النبي صلى الله عليه و سلم ونحن باليمن فخرجنا إليه أنا وأخوان لي أنا أصغرهم أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم إما قال في بضع وإما قال في ثلاثة وخمسين أو اثنين وخمسين رجلا في قومي فركبنا سفينة فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة فوافقنا جعفر بن أبي طالب فأقمنا معه حتى قدمنا جميعا فوافقنا النبي صلى الله عليه و سلم حين افتتح خيبر وكان أناس من الناس يقولون لنا يعني لأهل السفينة سبقناكم بالهجرة . ودخلت أسماء بنت عميس وهي ممن قدم معنا على حفصة زوج النبي صلى الله عليه و سلم زائرة وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر فدخل عمر على حفصة وأسماء عندها فقال عمر حين رأى أسماء من هذه ؟ قالت أسماء بنت عميس قال عمر آلحبشية هذه آلبحرية هذه ؟ قالت أسماء نعم قال سبقانكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله منكم فغضبت وقالت كلا والله كنتم مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم وكنا في دار - أو في أرض - البعداء البغضاء بالحبشة وذلك في الله ورسوله صلى الله عليه و سلم وايم الله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول ا
لله صلى الله عليه و سلم ونحن كنا نؤذى ونخاف وسأذكر ذلك لنبي صلى الله عليه و سلم وأسأله والله ولا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد عليه . فلما جاء النبي صلى الله عليه و سلم قالت يا نبي الله إن عمر قال كذا وكذا ؟ قال ( فما قلت له ) . قالت قلت له كذا وكذا قال ( ليس بأحق بي منكم وله ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أنتم - أهل السفينة - هجرتان ) . قالت فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتونني أرسالا يسألونني عن هذا الحديث ما من الدنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم النبي صلى الله عليه و سلم . قال أبو بردة قالت أسماء رأيت أبا موسى وإنه ليستعيد هذا الحديث مني
[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب من فضائل جعفر بن أبي طالب وأسماء بنت عميس وأهل سفينتهم رضي الله عنهم رقم 2502 ، 2503
( من هذه ) فيه دلالة على أنها كانت مستورة الوجه إذ لو كانت مكشوفة لعرفها بمجرد رؤيتها ولما احتاج أن يستفسر عنها . وهذا دليل على أن حجاب المرأة المسلمة يشمل الوجه وان هذا كان شائعا مألوفا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو الذي فهمه زوجات أصحابه رضوان الله عليهم وعليهن من آيات الله عز و جل وبيان رسوله صلى الله عليه و سلم . ( آلحبشية ) نسبها إلى الحبشة لأنها هاجرت إليها وسكنت فيها . ( آلبحرية ) أي التي ركبت البحر عند هجرتها . ( البعداء ) عن الدين جمع بعيد . ( البغضاء ) للدين جمع بغيض . ( في الله ) في سبيله وطلب رضاه . ( وايم الله ) أيمن الله وهو من صيغ القسم . ( أزيغ ) أميل عن الحق وأبتعد عنه ] (4/1546)
3991 - وقال أبو بردة عن أبي موسى
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار ومنهم حكيم إذا لقي الخيل أو قال العدو قال لهم إن أصحابي يأمرونكم أن تنظروهم )
[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب من فضائل الأشعريين رضي الله عنهم رقم 2499
( حكيم ) أي رجل ذو حكمة وشجاعة . ( تنظروهم ) وفي نسخة ( تنتظروهم ) أي إن هذا الحكيم يقول للعدو إذا واجهه إن أصحابي يحبون القتال في سبيل الله لا يبالون بما يصيبهم في ذلك فانتظروهم حتى يأتوكم . وعلى رواية ( لقي الخيل ) يحتمل أن يكون خيل المسلمين . ومعناه أن أصحابه كانوا رجالة على أقدامهم فكان يأمر الفرسان أن ينتظروهم ليسيروا معهم إلى العدو ] (4/1547)
3992 - حدثني إسحاق بن إبراهيم سمع حفص بن غياث حدثنا بريد ابن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى قال
: قدمنا على النبي صلى الله عليه و سلم بعد أن افتتح خيبر فقسم لنا ولم يقسم لأحد لم يشهد الفتح غيرنا
[ ر 2967 ] (4/1547)
3993 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن مالك بن أنس قال حدثني ثور قال حدثني سالم مولى بن مطيع أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول
: افتتحنا خيبر ولم نغنم ذهبا أو فضة انما غنمنا البقر والإبل والمتاع والحوائط ثم انصرفنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى وادي القرى ومعه عبد له يقال له مدعم أهداه له أحد بني الضباب فبينما هو يحط رحل رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ جاءه سهم عائر حتى أصاب ذلك العبد فقال الناس هنيئا له الشهادة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( بل والذي نفسي بيده إن الشملة التي أصابها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا ) فجاء رجل حين سمع ذلك من النبي صلى الله عليه و سلم بشراك أو بشراكين فقال هذا شيء كنت أصبته فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( شراك - أو شراكان - من نار )
[ 6329 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب غلظ تحريم الغلول وأنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون رقم 115
( المتاع ) كل ما ينتفع به ويرغب في اقتنائه من طعام وأثاث وسلع وأموال ونحوها . ( الحوائط ) جمع حائط وهو البستان من النخيل . ( وادي القرى ) اسم موضع بقرب المدينة . ( أحد بني الضباب ) هو رفاعة بن زيد وبنو الضباب قبيلة والضباب جمع ضب وهو دويبة معروفة في الحجاز . ( رحل ) ما يوضع على البعير ليركب عليه . ( عائر ) حائد عن قصده لا يدري من أين أتى . ( أصابها ) أخذها ونالها . ( لم تصبها المقاسم ) أي قسمة الغنائم المشروعة لأنه أخذها قبل قسمة الغنيمة فهي غلول أي خيانة . ( بشراك ) هو سير النعل على ظهر القدم ] (4/1547)
3994 - حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر قال أخبرني زيد عن أبيه أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول
: أما والذي نفسي بيده لولا أن أترك آخر الناس ببانا ليس لهم شيء ما فتحت علي قرية إلا قسمتها كما قسم النبي صلى الله عليه و سلم خيبر ولكني أتركها خزانة لهم يقتسمونها
[ ش ( ببانا ) فقراء معدمين لا شيء لهم متساوين في الفقر . ( خزانة لهم ) كالخزانة يقتسمون ما فيها كل وقت ] (4/1548)
3995 - حدثني محمد بن المثنى حدثنا ابن مهدي عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر رضي الله عنه قال
: لولا آخر المسلمين ما فتحت عليهم قرية إلا قسمتها كما قسم النبي صلى الله صلى الله عليه و سلم خيبر
[ ر 2209 ] (4/1548)
3996 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال سمعت الزهري وسأله إسماعيل بن أمية قال أخبرني عنبسة بن سعيد
: أن أبا هريرة رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم فسأله قال له بعض بني سعيد بن العاص لا تعطه فقال أبو هريرة هذا قاتل ابن قوقل فقال واعجباه لوبر تدلى من قدوم الضأن
ويذكر الزبيدي عن الزهري قال أخبرني عنبية بن سعيد
: أنه سمع أبا هريرة يخبر سعيد بن العاص قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم أبان على سرية من المدينة قبل نجد قال أبو هريرة فقدم أبان وأصحابه على النبي صلى الله عليه و سلم بخيبر بعد ما افتتحها وإن حزم خيلهم وإن حزم خيلهم لليف . قال أبو هريرة قلت يا رسول الله لاتقسم لهم قال أبان وأنت بهذا يا وبر تحدر من رأس ضأن . فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( يا أبان اجلس ) . فلم يقسم لهم (4/1548)
3997 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد قال أخبرني جدي
: أن أبان بن سعيد أقبل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فسلم عليه فقال أبو هريرة يا رسول الله هذا قاتل ابن قوقل فقال أبان لأبي هريرة واعجبا لك وبر تدأدأ من قدوم ضأن ينعى علي امرأ أكرمه الله بيدي ومنعه أن يهينني بيده
[ ر 2672 ]
[ ش ( تدأدأ ) أقبل علينا مسرعا ] (4/1549)
3998 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة
: أن فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه و سلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه و سلم مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خبير فقال أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( لا نورث ما تركنا صدقة انما يأكل آل محمد - صلى الله عليه و سلم - في هذا المال ) . وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه و سلم عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه و سلم . فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله عليه و سلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ولا يأتنا أحد معك كراهية لمحضر عمر فقال عمر لا والله لا تدخل عليهم وحدك فقال أبو بكر وما عسيتهم أن يفعلوا بي والله لآتيهم فدخل عليهم أبو بكر فتشهد علي فقال إنا قد عرفنا فضلك وما أعطاك الله ولم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك ولكنك استبددت علينا بالأمر وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه و سلم نصيبا حتى فاضت عينا أبي بكر فلما تكلم أبو بكر قال والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه أحب إلي أن أصل من قرابتي وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال فلم آل فيها عن الخير ولم أترك أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يصنعه فيها إلا صنعته . فقال علي لأبي بكر موعدك العشية للبيعة . فلما صلى أبو بكر الظهر رقي على المنبر فتشهد وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة وعذره بالذي اعتذر إليه ثم استغفر وتشهد علي فعظم حق أبي بكر وحدث أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر ولا إنكارا للذي فضله الله به ولكنا نرى لنا في هذا الأمر نصيبا فاستبد علينا فوجدنا في أنفسنا . فسر بذلك المسلمون وقالوا أصبت وكان
المسلمون إلى علي قريبا حين راجع الأمر المعروف
[ ر 2926 ]
[ ش ( فوجدت ) من الموجدة وهي الغض وحصل ذلك لها على مقتضى البشرية ثم سكن بعد ذلك لما علمت وجه الحق . ( فهجرته ) لم تلتق به . ( يؤذن ) يعلم . ( وجه ) عذر في عدم مبايعته لاشتغاله ببنت رسول الله صلى الله عليه و سلم وتسلية خاطرها . ( استنكر . . ) رآها متغيرة وكأنها تنكر عليه . ( كراهية لمحضر عمر ) أي مخافة أن يحضر عمر رضي الله عنه معه وإنما كره ذلك لأن حضوره قد يكثر المعاتبة . ( لم ننفس ) لم نحسدك على الخلافة . ( استبددت ) من الاستبداد وهو الاستقلال بالشيء أي لم تعطنا شيئا من الإمارة أو الولاية ولم تأخذ رأينا فيها . ( بالأمر ) بأمر الخلافة . ( فلم آل ) أقصر . ( عذره ) قبل عذره . ( قريبا ) قريبين منه ومجيبين له ومقدرين . ( راجع الأمر المعروف ) أي رجع إلى ما هو حق وخير ومطابق لشرع الله عز و جل ووافق الصحابة رضي الله عنهم بالمبايعة للخلافة ] (4/1549)
3999 - حدثني محمد بن بشار حدثنا حرمي حدثنا شعبة قال أخبرني عمارة عن عكرمة
: عن عائشة رضي الله عنها قالت لما فتحت خيبر قلنا الآن نشبع التمر (4/1550)
4000 - حدثنا الحسن حدثنا قرة بن حبيب حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال ما شبعنا حتى فتحنا خيبر (4/1550)
37 - باب استعمال النبي صلى الله عليه على أهل خيبر (4/1550)
4001 - حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن عبد المجيد بن سهيل عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم استعمل رجلا على خيبر فجاءه بتمر جنيب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أكل تمر خيبر هكذا ) . فقال لا والله يا رسول الله إنا لنأخذ لاصاع من هذا بالصاعين بالثلاثة فقال ( لا تفعل بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جنيبا )
وقال عبد العزيز بن محمد عن عبد المجيد عن سعيد ان أبا سعيد وأبا هريرة حدثاه أن النبي صلى الله عليه و سلم بعث أخا بني عدي من الأنصار إلى خيبر فأمره عليها
وعن عبد المجيد عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة وأبي سعيد مثله
[ ر 2089 ] (4/1550)
38 - باب معاملة النبي صلى الله عليه و سلم أهل خيبر (4/1550)
4002 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويريه عن نافع عن عبد الله رضي الله عنه قال
: أعطى النبي صلى الله عليه و سلم خيبر اليهود أن يعملوها ويزرعوها ولهم شطر ما يخرج منها
[ ر 2165 ] (4/1551)
39 - باب الشاة التي سمت للنبي صلى الله عليه و سلم بخيبر (4/1551)
رواه عروة عن عائشه عن النبي صلى الله عليه و سلم (4/1551)
4003 - حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثني سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله صلى الله عليه و سلم شاة فيها سم
[ ر 2998 ] (4/1551)
40 - باب غزوة زيد بن حارثه (4/1551)
4004 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا سفيان بن سعيد حدثنا عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
: أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أسامه على قوم فطعنوا في إمارته فقال ( إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبله وايم الله لقد كان خليفا للإمارة وإن كان من أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده )
[ ر 3524 ]
[ ش ( فطعنوا... ) عابوا وقالوا لا يصلح للإمارة ونحو ذلك . ( وايم الله ) صيغة من صيغ القسم . ( خليقا ) جديرا ] (4/1551)
41 - باب عمرة القضاء (4/1551)
ذكره أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم (4/1551)
4005 - حدثني عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال
: لما اعتمر النبي صلى الله عليه و سلم في ذي القعدة فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام فلما كتبوا الكتاب كتبوا هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله قالوا لا نقر لك بهذا لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئا ولكن أنت محمد بن عبد الله . فقال ( أنا رسول الله وأنا محمد بن عبد الله ) . ثم قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ( امح رسول الله ) . قال علي لا والله لا أمحوك أبدا فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم الكتاب وليس يحسن يكتب فكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله لا يدخل مكة السلاح إلا السيف في القراب وأن لا يخرج من أهلها بأحد ان أراد أن يتبعه وأن لا يمنع من أصحابه أحدا إن أراد أن يقيم بها . فلما دخلها ومضى الأجل أتوا عليا فقالوا قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الأجل . فخرج النبي صلى الله عليه و سلم فتبعته ابنة حمزة تنادي يا عم يا عم فتناولها علي فأخذ بيدها وقال لفاطمة عليها السلام دونك ابنة عمك احمليها فاختصم فيها علي وزيد وجعفر قال علي أنا أخذتها وهي بنت عمي . وقال جعفر ابنة عمي وخالتها تحتي . وقال زيد ابنة أخي . فقضى بها النبي صلى الله عليه و سلم لخالتها وقال ( الخالة بمنزلة الأم ) . وقال لعلي ( أنت مني وأنا منك ) . وقال لجعفر ( أشبهت خلقي وخلقي ) . وقال لزيد ( أنت أخونا ومولانا ) . وقال علي ألا تتزوج بنت حمزة ؟ قال ( انها ابنة أخي من الرضاعة )
[ ر 1689 ] (4/1551)
4006 - حدثني محمد هو ابن رافع حدثنا سريج حدثنا فليح ( ح ) . قال وحدثني محمد بن الحسين بن إبراهيم قال حدثني أبي حدثنا فليح بن سليمان عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج معتمرا فحال كفار قريش بينه وبين البيت فنحر هديه وحلق رأسه بالحديبية وقاضاهم على أن يعتمر العام المقبل ولا يحمل سلاحا عليهم إلا سيوفا ولا يقيم بها إلا ما أحبوا فاعتمر من العام المقبل فدخلها كما كان صالحهم فلما أن أقام به ثلاثا أمروه أن يخرج فخرج
[ ر 2554 ] (4/1552)
4007 - حدثني عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد قال
: دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد فإذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما جالس إلى حجرة عائشة ثم قال كم اعتمر النبي صلى الله عليه و سلم قال أربعا ثم سمعنا استنان عائشة قال عروة يا أم المؤمنين ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن إن النبي صلى الله عليه و سلم اعتمر أربع عمر فقالت ما اعتمر النبي صلى الله عليه و سلم عمرة إلا هو شاهده وما اعتمر رجب قط
[ ر 1665 ] (4/1552)
4008 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد سمع ابن أبي أوفى يقول
: لما اعتمر رسول الله صلى الله عليه و سلم سترناه من غلمان المشركين ومنهم أن يؤذوا رسول الله صلى الله عليه و سلم
[ ر 1523 ] (4/1552)
4009 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد هو ابن زيد عن أيوب
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه فقال المشركون إنه يقدم عليكم وفد وهنتهم حمى يثرب وأمرهم النبي صلى الله عليه و سلم أن يرملوا الأشواط الثلاثة وأن يمشوا بين الركنين ولم يمنعه أن يأمرهم أن يرملوا الأشواط كلها إلا الإبقاء عليهم
وزاد ابن سلمة عن أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما قدم النبي صلى الله عليه و سلم لعامه الذي استأمن قال ( أرملوا ) . ليرى المشركون قوتهم والمشركون من قبل قعيقعان
[ ر 1525 ]
[ ش ( لعامه الذي استأمن ) عام عمرة القضاء حيث أمنته قريش حتى يدخل مكة ويعتمر . ( من قبل ) من جهة . ( قعيقعان ) جبل في مكة كانت قريش مشرفة من عليه ] (4/1553)
4010 - حدثني محمد عن سفيان بن عيينة عن عمرو عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: إنما سعى النبي صلى الله عليه و سلم بالبيت وبين الصفا والمروة ليري المشركين قوته
[ ر 1566 ] (4/1553)
4011 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال
: تزوج النبي صلى الله عليه و سلم ميمونة وهو محرم وبنى بها وهو حلال وماتت بسرف
وزاد ابن إسحاق حدثني ابن أبي نجيح وأبان بن صالح عن عطاء ومجاهد عن ابن عباس قال تزوج النبي صلى الله عليه و سلم ميمونة في عمرة القضاء
[ ر 1740 ]
[ ش ( تزوج ) عقد عقده . ( بنى بها ) دخل بها . ( ماتت ) أي حين ماتت لا في نفس تلك العمرة . ( بسرف ) موضع على ستة أميال من مكة ] (4/1553)
42 - باب غزوة مؤتة من أرض الشام (4/1553)
4012 - حدثنا أحمد حدثنا ابن وهب عن عمرو عن ابن أبي هلال قال أخبرني نافع أن ابن عمر أخبره أنه وقف على جعفر يومئذ وهو قتيل فعددت به خمسين طعنة وضربة ليس منها شيء في دبره . يعني في ظهره
[ ش ( يومئذ ) يوم مؤته ومؤته اسم للمكان وقعت فيه المعركة يومها . ( طعنة ) برمح . ( ضربة ) بسيف . ( دبره ) ظهره أي إنه لم يول ظهره للعدو لشجاعته وإقدامه وتولية الظهر كناية عن الفرار والجبن ] (4/1553)
4013 - أخبرنا أحمد بن أبي بكر حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سعيد عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال
: أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة مؤتة زيد بن حارثة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن قتل زيد فجعفر وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة ) . قال عبد الله كنت فيهم في تلك الغزوة فالتمسنا جعفر بن أبي طالب فوجدناه في القتلى ووجدنا ما في جسده بضعا وتسعين من طعنة ورمية
[ ش ( بضعا ) من ثلاث الى تسع . ( رمية ) بسهم ] (4/1554)
4014 - حدثنا أحمد بن واقد حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلاب عن أنس رضي الله عنه
: أن النبي صلى الله عليه و سلم نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم فقال ( أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذ جعفر فأصيب ثم أخذ ابن رواحة فأصيب ) . وعيناه تذرفان ( حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم )
[ ر 1189 ] (4/1554)
4015 - حدثنا قتيبة حدثنا عبد الوهاب قال سمعت يحيى بن سعيد قال أخبرتني عمرة قالت
: سمعت عائشة رضي الله عنها تقول لما جاء قتل ابن حارثة وجعفر ابن أبي طالب وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم جلس رسول الله صلى الله عليه و سلم يعرف فيه الحزن قالت عائشة وأنا أطلع من صائب الباب تعني من شق الباب فأتاه رجل فقال أي رسول الله إن نساء جعفر قالت وذكر بكاءهن فأمره أن ينهاهن قال فذهب الرجل ثم أتى فقال قد نهيتهن وذكر أنهن لم يطعنه قال فأمر أيضا فذهب ثم أتى فقال والله لقد غلبننا فزعمت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( فاحث في أفواههن من التراب ) . قالت عائشة فقلت أرغم الله أنفك فوالله ما أنت تفعل وما تركت رسول الله صلى الله عليه و سلم من العناء
[ ر 1237 ]
[ ش ( صائر الباب ) الرواية هكذا بفتح الصاد بعد ألف والصواب صير بكسر الصاد بعدها ياء . [ عسقلاني وقسطلاني ] ] (4/1554)
4016 - حدثني محمد بن أبي بكر حدثنا عرم بن علي عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر قال كان ابن عمر إذا حيا ابن جعفر قال السلام عليك يا ابن ذي الجناحين
[ ر 3506 ] (4/1555)
4017 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن إسماعيل عن قيس بن أبي حازم قال سمعت خالد بن الوليد يقول لعد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية (4/1555)
4018 - حدثني محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن إسماعيل قال حدثني قيس قال سمعت خالد بن الوليد يقول لقد دق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف وصبرت في يدي صفيحة لي يمانية
[ ش ( دق ) كسر قطعا قطعا . ( صبرت ) بقيت لم تنقطع ولم تكسر . ( صفيحة لي يمانية ) سيف عريض النصل من صنع اليمن ] (4/1555)
4019 - حدثني عمران بن ميسرة حدثنا محمد بن فضيل عن حصين عن عامر عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال أغمي على عبد الله بن رواحة فجعلت أخته عمرة تبكي وا جبلاه وا كذا وكذا تعدد عليه فقال حين أفاق ما قلت شيئا إلا قيل لي آنت كذلك
[ ش ( أغمي ) مرض وحصل له الإغماء من شدة المرض . ( واجبلاه ) من صيغ الندبة وهي تعداد محاسن الميت . ( تعدد عليه ) تذكر محاسنه أثناء البكاء ومثل هذا منهي عنه لأن معناه يا من كان سندنا ومعتمدنا والسند والمعتمد هو الله عز و جل لذلك قيل له آنت ؟ . والظاهر أن القائل هم الملائكة . ( آنت كذلك ) استفهام إنكاري أي لم يقولون هذا وأنت لست كذلك ؟ ] (4/1555)
4020 - حدثنا قتيبة حدثنا عبثر عن حصين عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال أغمي على عبد الله بن رواحة بهذا فلما مات لم تبك عليه (4/1555)
43 - باب بعث النبي صلى الله عليه و سلم أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهنية (4/1555)
4021 - حدثني عمرو بن محمد حدثنا هشيم أخبرنا حصين أخبرنا أبو ظبيان قال سمعت أسامة بن زيد رضي الله عنهما يقول بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه قال لا إله إلا الله فكف الأنصاري عنه فطعنته برمحي حتى قتلته فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ) . قلت كان متعوذا فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم
[ 6478 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلا الله رقم 96
( الحرقة ) قبيلة من جهينة . ( رجلا ) هو مرادس بن نهيك . ( متعوذا ) مستجيرا من القتل . ( يكررها ) أي يكرر إنكاره عليه وقوله ] (4/1555)
4022 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد قال سمعت سلمة بن الأكوع يقول غزوت مع النبي صلى الله عليه و سلم سبع غزوات وخرجت فيما يبعث من البعوث تسع غزوات مرة علينا أبو بكر ومرة علينا أسامة
وقال عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي عن يزيد بن أبي عبيد قال سمعت سلمة يقول غزوت مع النبي صلى الله عليه و سلم سبع غزوات وخرجت فيما يبعث من البعوث تسع غزوات علينا مرة أبو بكر ومرة أسامة
[ ش أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب عدد غزوات النبي صلى الله
عليه وسلم رقم 1815
( البعوث ) جمع بعث وهو الجيش الذي يبعثه رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى العدو ولا يخرج فيه ] (4/1556)
4023 - حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد حدثنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال غزوت مع النبي صلى الله عليه و سلم سبع غزوات وغزوت مع ابن حارثة استعمله علينا
[ ش ( ابن حارثة ) هو زيد رضي الله عنه . ( استعمله ) جعله أميرا والظاهر أن هذا في غزوة مؤتة ] (4/1556)
4024 - حدثنا محمد بن عبد الله حدثنا حماد بن مسعدة عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع قال غزوت مع النبي صلى الله عليه و سلم سبع غزوات فذكر خيبر والحديبية ويوم حنين ويوم القرد قال يزيد ونسيت بقيتهم
[ ش ( يوم القرد ) انظر الحديث [ 3958 ] ] (4/1556)
44 - باب غزوة الفتح (4/1556)
وما بعث به حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة يخبرهم بغزو النبي صلى الله عليه و سلم (4/1556)
4025 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار قال أخبرني الحسن بن محمد أنه سمع عبيد الله بن أبي رافع يقول سمعت عليا رضي الله عنه يقول
: بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا والزبير والمقداد فقال ( انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها ) . قال فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة قلنا لها أخرجي الكتاب قالت ما معي كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب قال فأخرجته من عقاصها فأتينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس بمكة من المشركين يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يا حاطب ما هذا ؟ ) . قال يا رسول الله لا تعجل علي إني كنت امرءا ملصقا في قريش يقول كنت حليفا ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين من لهم قرابات يحمون أهليهم وأموالهم فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدا يحمون قرابتي ولم أفعله ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أما إنه قد صدقكم ) . فقال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق . فقال ( إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله قد اطلع على من شهد بدرا فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) . فأنزل الله السورة { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق - إلى قوله - فقد ضل سواء السبيل }
[ ر 2845 ]
[ ش ( تعادى بنا خيلنا ) أسرعت بنا وتعدت عن مشيتها المتعادة . ( السورة ) التي تبدأ بهذه الآية المذكورة وهي سورة المممتحنة . ( أولياء ) حلفاء ونصراء . ( بالمودة ) النصيحة . ( إلى قوله ) وتتمتها { يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم من يفعله منكم . . } ( أن تؤمنوا ) لإيمانكم . ( إن كنتم ) أي إذا كنتم كذلك فلا تلقوا إليهم بالمودة . ( ابتغاء مرضاتي ) من أجل الحصول على رضواني . ( تسرون إليهم بالمودة ) تبعثون إليهم ينصحكم سرا . ( ضل سواء السبيل ) أخطأ الصواب وابتعد عن طريق الهدى ] (4/1557)
45 - باب غزوة الفتح في رمضان (4/1557)
4026 - حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن ابن عباس أخبره
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم غزا غزوة الفتح في رمضان
قال وسمعت سعيد بن المسيب يقول مثل ذلك
وعن عبيد الله بن عبد الله أخبره أن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: صام رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا بلغ الكديد - الماء الذي بين قديد وعسفان - أفطر فلم يزل مفطرا حتى انسلخ الشهر (4/1558)
4027 - حدثني محمود أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر قال أخبرني الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما
: أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج في رمضان من المدينة ومعه عشرة آلاف وذلك على رأس ثمان سنين ونصف في مقدمة المدينة فسار هو من معه من المسلمين إلى مكة يصوم يصومون حتى بلغ الكديد وهو ماء بين عسفان وقديد أفطر وأفطروا
قال الزهري إنما يؤخذ من أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم الآخر فالآخر
[ ش ( من أمر رسول الله ) من بيانه وسنته . ( الآخر فالآخر ) أي يجعل ما ثبت أخيرا ناسخا للسابق ويعمل به ] (4/1558)
4028 - حدثني عياش بن الوليد حدثنا عبد الأعلى حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس قال
: خرج النبي صلى الله عليه و سلم في رمضان إلى حنين والناس مختلفون فصائم ومفطر فلما استوى على راحلته دعا بإناء من لبن أو ماء فوضعته على راحته أو على راحلته ثم نظر إلى الناس فقال المفطرون للصوام أفطروا
وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما خرج النبي صلى الله عليه و سلم عام الفتح
وقال حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ش ( نظر إلى الناس ) ليروه وهو يفطر ] (4/1558)
4029 - حدثنا علي عبد الله حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس قال
: سافر رسول الله صلى الله عليه و سلم في رمضان فصام حتى بلغ عسفان ثم دعا بإناء من ماء فشرب نهارا ليراه الناس فأفطر حتى قدم مكة
وقال وكان ابن عباس يقول صام رسول الله صلى الله عليه و سلم في السفر وأفطر فمن شاء صام ومن شاء أفطر
[ ر 1842 ] (4/1559)
46 - باب أين ركز النبي صلى الله عليه و سلم الراية يوم الفتح (4/1559)
4030 - حدثنا عبيد الله بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال
: لما سار النبي صلى الله عليه و سلم عام الفتح فبلغ ذلك قريشا خرج أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يلتمسون الخبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فأقبلوا يسيرون حتى أتوا مر الظهران فإذا هم بنيران كأنها نيران عرفة فقال أبو سفيان ماهذه لكأنها نيران عرفة ؟ فقال بديل بن ورقاء نيران بني عمرو فقال أبو سفيان عمرو أقل من ذلك فرآهم ناس من حرس رسول الله صلى الله عليه و سلم فأدركوهم فأخذوهم فأتوا بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فأسلم أبو سفيان فلما سار قال للعباس ( احبس أبا سفيان عند خطم الجبل حتى ينظر إلى المسلمين ) . فحبسه العباس فجعلت القبائل تمر مع النبي صلى الله عليه و سلم تمر كتيبة كتيبة على أبي سفيان فمرت كتيبة قال يا عباس من هذه ؟ قال هذه غفار قال مالي ولغفار ثم مرت جهينة قال مثل ذلك ثم مرت سعد بن هذيم فقال مثل ذلك ومرت سليم فقال مثل ذلك حتى أقبلت كتيبة لم ير مثلها قال من هذه ؟ قال هؤلاء الأنصار عليهم سعد بن عبادة معه الراية فقال سعد بن عبادة يا أبا سفيان اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الكبعة . فقال أبو سفيان يا عباس حبذا يوم الدمار . ثم جاءت كتيبة وهي أقل الكتائب فيهم رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه وراية النبي صلى الله عليه و سلم مع الزبير بن العوام فلما مر رسول الله صلى الله عليه و سلم بأبي سفيان قال ألم تعلم ما قال سعد بن عبادة ؟ قال ( ما قال ) . قال كذا وكذا فقال ( كذب سعد ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة يوم تكسى فيه الكعبة ) . قال وأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن تركز رايته بالحجون
قال عروة وأخبرني نافع بن جبير بن مطعم قال سمعت العباس يقول للزبير بن العوام يا أبا عبد الله ها هنا أمرك رسول الله صلى الله عليه و سلم أن تركز الراية ؟
قال وأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى مكة من كداء ودخل النبي صلى الله عليه و سلم من كدا فقتل من خيل الوليد رضي الله عنه يومئذ رجلان حبيش بن الأشعر وكرز بن جابر الفهري
[ ر 2813 ]
[ ش ( أبيه ) عروة بن الزبير رحمه الله تعالى . ( مر الظهران ) موضع قرب مكة . ( نيران عرافة ) التي كانوا يوقدونها فيها وكانت عادتهم أن يكثروا منها . ( حرس ) المكلفون الحراسة والحفظ . ( احبس . . ) أوقفه . ( خطم الجبل ) أي أنفه البارز منه حيث يضيق الطريق فيرى الجيش كله ويكثر في عينه فينبعث في قلبه الشعور بقوتهم وشأنهم فيكف عن عداوة المسلمين والتفكير في حربهم ويتمكن الإسلام في قلبه . وفي نسخة ( خطم الخيل ) أي ازدحامها . ( كتيبة ) القطعة المجتمعة من الجيش . ( الملحمة ) يوم القتل وقيل يوم حرب لا يوجد فيه مخلص . ( تستحل الكعبة ) يصبح القتال فيها حلالا . ( حبذا ) يقال حبذا الأمر هو حبيب ومفضل وأصلها حب وذا فجعلتا كلمة واحدة . ( يوم الذمار ) يوم الغضب للمحارم والأهل . أو يلزمك فيه حفظي من أن ينالني مكروه . ( كذب ) أخطأ الصواب . ( بالحجون ) موضع قريب من مقبرة مكة . ( كداء ) أعلى مكة . ( كدا ) أسفل مكة ] (4/1559)
4031 - حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن معاوية بن قرة قال سمعت عبد الله بن مغفل يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم فتح مكة على ناقته وهو يقرأ سورة الفتح يرجع وقال لولا أن يجتمع الناس حولي لرجعت كما رجع
[ 4555 ، 4747 ، 4760 ، 7102 ]
[ ش أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب ذكر قراءة النبي صلى الله عليه و سلم سورة الفتح رقم 794
( يرجع ) من الترجيع وهو ترديد القارئ الحرف من الحلق . ( قال ) القائل هو معاوية بن قرة رحمه الله تعالى رواي الحديث . ( كما رجع ) أي عبد الله بن مغفل رضي الله عنه ] (4/1560)
4032 - حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا سعدان بن يحيى حدثنا محمد بن أبي حفصة عن الزهري عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان عن أسامة بن زيد أنه قال زمن الفتح
: يا رسول الله أين تنزل غدا ؟ قال النبي صلى الله عليه و سلم ( وهل ترك لنا عقيل من منزل ) . ثم قال ( لا يرث المؤمن الكافر ولا يرث الكافر المؤمن )
قيل للزهري ومن ورث أبا طالب ؟ قال ورثه عقيل وطالب
قال معمر عن الزهري أين تنزل غدا ؟ في حجته ولم يقل يونس حجته ولا زمن الفتح
[ ر 1511 ] (4/1560)
4033 - حدثنا أبو اليمان حدثنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( منزلنا - إن شاء الله إذا فتح الله - الخيف حيث تقاسموا على الكفر ) (4/1561)
4034 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن سعد أخبرنا شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حين أراد حنينا ( منزلنا غدا إن شاء الله بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر )
[ ر 1512 ] (4/1561)
4035 - حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا مالك عن ابن شهاب عن أنس بن مالك رضي الله عنه
: أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل مكة يوم الفتح على رأسه المغفر فلما نزعه جاءه رجل فقال ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال ( اقتله ) . قال مالك لم يكن النبي صلى الله عليه و سلم فيما نرى - والله أعلم - يومئذ محرما
[ ر 1749 ] (4/1561)
4036 - حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله رضي الله عنه قال
: دخل النبي صلى الله عليه و سلم مكة يوم الفتح وحول البيت ستون وثلاثمائة نصب فجعل يطعنها بعود في يده ويقول ( { جاء الحق وزهق الباطل } . { جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد } )
[ ر 2346 ]
[ ش ( يبدئ ) يخلق أحدا ابتداء . ( يعيد ) يبعثه ويرجعهه إذا مات . / سبأ 49 / ومعنى الآية ذهب الباطل وتلاشى ولم تبق منه بقية تبدئ شيئا أو تعيده ] (4/1561)
4037 - حدثني إسحاق حدثنا عبد الصمد قال حدثني أبي حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما قدم مكة أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة فأمر بها فأخرجت فأخرج صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما من الأزلام فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( قاتلهم الله لقد علموا ما استقسما بها قط ) . ثم دخل البيت فكبر في نواحي البيت وخرج ولم يصل فيه
تابعه معمر عن أيوب
وقال وهيب حدثنا أيوب عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 1524 ] (4/1561)
47 - باب دخول النبي صلى الله عليه و سلم من أعلى مكة (4/1561)
4038 - وقال الليث حدثني يونس قال أخبرني نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أقبل يوم الفتح من أعلى مكة على راحلته مردفأ أسامة بن زيد ومعه بلال ومعه عثمان بن طلحة من الحجبة حتى أناخ في المسجد فأمره أن يأتي بمفتاح البيت فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه أسامة بن زيد وبلال وعثمان بن طلحة فمكث فيه نهارا طويلا ثم خرج فاستبق الناس فكان عبد الله بن عمر أول من دخل فوجد بلالا وراء الباب قائما فسأله أين صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فأشار إلى المكان الذي صلى فيه . قال عبد الله فنسيت أن أسأله كم صلى من سجدة
[ ر 388 ]
( الحجبة ) جمع حاجب وهم الذين يتولون حفظظ الكعبة وفي أيديهم مفتاحها . ( سجدة ) ركعة وأطلقت عليها من تسمية الكل بالجزء . ) (4/1562)
4039 - حدثنا الهيثم بن خارجة حدثنا حفص بن ميسرة عن هشام بن عروة عن أبيه أن عائشة رضي الله عنها أخبرته
: أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل عام الفتح من كداء التي بأعلى مكة
تابعه أسامة ووهيب في كداء (4/1562)
4040 - حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أسامة عن هشام عن أبيه دخل النبي صلى الله عليه و سلم عام الفتح من أعلى مكة من كداء
[ ر 1502 ] (4/1562)
48 - باب منزل النبي صلى الله عليه و سلم يوم الفتح (4/1562)
4041 - حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن عمرو عن ابن أبي ليلى ما أخبرنا أحد أنه رأى النبي صلى الله عليه و سلم يصلي الضحى غير أم هانئ فإنها ذكرت
: أنه يوم فتح مكة اغتسل في بيتها ثم صلى ثماني ركعات قالت لم أره صلى صلاة أخف منها غير أنه يتم الركوع والسجود
[ ر 1052 ] (4/1562)
4042 - حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت
: كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول في ركوعه وسجوده ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي )
[ ر 761 ] (4/1562)
4043 - حدثنا أبو النعمان حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر فقال بعضهم لم تدخل هذا الفتى معنا ولنا أبناء مثله ؟ فقال إنه ممن قد علمتم قال فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم قال وما رأيته دعاني يومئذ إلا ليريهم مني فقال ما تقولون في { إذا جاء نصر الله والفتح . ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا } حتى ختم السورة فقال بعضهم أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا وقال بعضهم لا ندري أو لم يقل بعضهم شيئا فقال لي يا ابن عباس أكذلك قولك ؟ قلت لا قال فما تقول ؟ قلت هو أجل رسول الله صلى الله عليه و سلم أعلمه الله له { إذا جاء نصر الله والفتح } فتح مكة فذاك علامة أجلك { فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا } . قال عمر ما أعلم منها إلا ما تعلم
[ ر 3428 ]
[ ش ( ليريهم مني ) بعض فضلي وسر تقديمي على غيري ] (4/1563)
4044 - حدثنا سعيد بن شرحبيل حدثنا الليث عن المقبري عن أبي شريح العدوي أنه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكة ائذن لي أيها الأمير أحدثك قولا
: قام به رسول الله صلى الله عليه و سلم الغد من يوم الفتح سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به أنه حمد الله وأنثى عليه ثم قال ( إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس لا يحل لامرئ يؤمن الله واليوم الآخر أن يسفك بها دما ولا يعضد بها شجرا فإن أحد ترخص لقتال رسول الله فيها فقالو له إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمسن وليبلغ الشاهد الغائب ) . فقيل لأبي شريح ماذا قال لك عمرو ؟ قال قال أنا أعلم بذلك منك يا أبا شريح إن الحرم لا يعيذ عاصيا ولا فارا بدم ولا فارا بخربة
قال أبو عبد الله الخربة البلية
[ ر 104 ] (4/1563)
4045 - حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول عام الفتح وهو بمكة ( إن الله ورسوله حرم بيع الخمر )
[ ر 2121 ] (4/1563)
49 - باب مقام النبي صلى الله عليه و سلم زمن الفتح (4/1563)
4046 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان وحدثنا قبيضة حدثنا سفيان عن يحيى بن أبي إسحاق عن أنس رضي الله عنه قال أقمنا مع النبي صلى الله عليه و سلم عشرا نقصر الصلاة
[ ر 1031 ] (4/1564)
4047 - حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا عاصم عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: أقام النبي صلى الله عليه و سلم بمكة تسعة عشر يوم يصلي ركعتين (4/1564)
4048 - حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب عن عاصم عن عكرمة عن ابن عباس قال
: أقمنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في سفر تسع عشرة نقصر الصلاة . قال ابن عباس ونحن نقصر ما بيننا وبين تسع عشرة فإذا زدنا أتممنا
[ ر 1030 ] (4/1564)
50 - باب من شهد الفتح (4/1564)
[ ش في الاصل كلمة ( باب ) بدون ترجمة والترجمة المذكورة في اختيار صاحب الفتح فإنه قال ولعله كان قد بيض له ليكتب له ترجمة فلم يتفق والمناسب لترجمته من شهد الفتح ] (4/1564)
4049 - وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أخبرني عبد الله بن ثعلبة بن صعير وكان النبي صلى الله عليه و سلم قد مسح وجهه عام الفتح (4/1564)
4050 - حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر عن الزهري عن سنين أبي جميلة قال أخبرنا ونحن مع ابن المسيب قال
وزعم أبو جميلة أنه أدرك النبي صلى الله عليه و سلم وخرج معه عام الفتح
[ ش ( زعم ) بمعنى قال وذهب جمهور الأصوليين إلى إن العدل المعاصر للرسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قال أنا صحابي يصدق فيه ظاهرا أي يقبل قوله إلا إذا ثبت ما يخالفه ] (4/1564)
4051 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن عمرو بن سلمة
قال قال لي أبو قلابة ألا تلقاه فتسأله ؟ قال فلقيته فسألته فقال كنا بماء ممر الناس وكان يمر بنا الركبان فنسألهم ما للناس ما للناس ؟ ما هذا الرجل ؟ فيقولون يزعم أن الله أرسله أوحى إليه . أو أوحى الله بكذا فكنت أحفظ ذلك الكلام وكأنما يقر في صدري وكانت العرب تلوم بإسلامهم الفتح فيقولون اتركوه وقومه فإنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق فلما كانت وقعة أهل الفتح بادر كل قوم بإسلامهم وبدر أبي قومي بإسلامهم فلما قدم قال جئتكم والله من عند النبي صلى الله عليه و سلم حقا فقال ( صلوا صلاة كذا في حين كذا وصلوا كذا في حين كذا فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآنا ) . فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنا مني لما كنت أتلقى من الركبان فقدموني بين أيديهم وأنا ابن ست أو سبع سنين وكانت علي بردة كنت إذا سجدت تقلصت عني فقالت امرأة من الحي ألا تغطون عنا است قارئكم ؟ فاشتروا فقطعوا لي قميصا فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص
[ ش ( قال ) أيوب . ( تلقاه ) أي تلقى عمرو بن سلمة رضي الله عنه . ( بماء ) اسم منزل ينزل فيه الناس . ( ممر الناس ) موضع مرورهم . ( يقر ) من القرار وفي رواية ( يغرى ) أي يلصق بالغراء . ( تلوم بإسلام الفتح ) تنتظر فتح مكة حتى تعلن إسلامها . ( تقلصت ) انجمعت وانضمت . ( است ) هو مقعدة الإنسان . ( فاشتروا ) ثوبا ] (4/1564)
4052 - حدثني عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم
وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة قالت
: كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد أن يقبض ابن وليدة زمعة وقال عتبة إنه ابني فلما قدم النبي صلى الله عليه و سلم مكة في الفتح أخذ سعد بن أبي وقاص ابن وليدة زمعة فأقبل به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وأقبل معه عبد بن زمعة فقال سعد بن أبي وقاص هذا ابن أخي عهد إلي أنه ابنه . قال عبد بن زمعة يا رسول الله هذا أخي هذا ابن زمعة ولد على فراشه . فنظر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى ابن وليدة زمعة فإذا أشبه الناس بعتبة ابن أبي وقاص فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( هو لك هو أخوك يا عبد بن زمعة ) . من أجل أنه ولد على فراشه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( احتجبي منه يا سودة ) . لما رأى من شبه عتبة بن أبي وقاص
قال ابن شهاب قالت عائشة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( الولد للفراش وللعاهر الحجر ) . وقال ابن شهاب وكان أبو هريرة يصيح بذلك
[ ر 1948 ] (4/1565)
4053 - حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير
: أن امرأة سرقت في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة الفتح ففزع قومها إلى أسامة بن زيد يستشفعونه . قال عروة فلما كلمه أسامة فيها تلون وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( أتكلمني في حد من حدود الله ) . قال أسامة استغفر لي يا رسول الله فلما كان العشي قام رسول الله خطيبا فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال ( أما بعد فإنما أهلك الناس قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) . ثم أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بتلك المرأة فقطعت يدها فحسنت توبتها بعد ذلك وتزوجت قالت عائشة فكانت تأتي بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم
[ ر 2505 ] (4/1566)
4054 - حدثنا عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا عاصم عن أبي عثمان قال حدثني مجاشع قال
: أتيت النبي صلى الله عليه و سلم بأخي بعد الفتح قلت يا رسول الله جئتك بأخي لتبايعه على الهجرة . قال ( ذهب أهل الهجرة بما فيها ) . فقلت على أي شيء تبايعه ؟ قال ( أبايعه على الإسلام والإيمان والجهاد ) . فلقيت أبا معبد بعد وكان أكبرهما فسألته فقال صدق مجاشع (4/1566)
4055 - حدثنا محمد ين أبي بكر حدثنا الفضيل بن سليمان حدثنا عاصم عن أبي عثمان النهدي عن مجاشع بن مسعود
: انطلقت بأبي معبد إلى النبي صلى الله عليه و سلم ليبايعه على الهجرة قال ( مضت الهجرة لأهلها أبايعه على الإسلام والجهاد ) . فلقيت أبا معبد فسألته فقال صدق مجاشع . وقال لخالد عن أبي عثمان عن مجاشع أنه جاء بأخيه مجالد
[ ر 2802 ] (4/1566)
4056 - حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي بشر عن مجاهد قلت لابن عمر رضي الله عنهما إني أريد أن أهاجر إلى الشأم قال لا هجرة ولكن جهاد فانطلق فاعرض نفسك فإن وجدت شيئا وإلا رجعت
وقال النضر أخبرنا شعبة أخبرنا أبو بشر سمعت مجاهدا قلت لابن عمر فقال لا هجرة اليوم أو بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم مثله (4/1566)
4057 - حدثني إسحاق بن يزيد حدثنا يحيى بن حمزة قال حدثني أبو عمرو الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن مجاهد بن جبر المكي
: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يقول لا هجرة بعد الفتح
[ ر 3686 ] (4/1567)
4058 - حدثنا إسحاق بن يزيد حدثنا يحيى بن حمزة قال حدثني الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح قال : زرت عائشة مع عبيد بن عمير فسألها عن الهجرة فقالت لا هجرة اليوم كان المؤمن يفر أحدهم بدينه إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه و سلم مخافة أن يفتن عليه فأما اليوم فقد أظهر الله الإسلام فالمؤمن يعبد ربه حيث شاء ولكن جهاد ونية
[ ر 2914 ] (4/1567)
4059 - حدثنا إسحاق حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج قال أخبرني حسن بن مسلم عن مجاهد
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قام يوم الفتح فقال ( أن الله حرم مكة يوم خلق السماوات الأرض فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي ولم تحلل لي إلا ساعة من الدهر لا ينفر صيدها ولا يعضد شوكها ولا يختلى خلاها ولا تحل لقطتها إلا لمنشد ) . فقال العباس بن عبد المطلب ألا الإذخر يا رسول الله فإنه لا بد منه للقين والبيوت فسكت ثم قال ( إلا الإذخر فإنه حلال )
وعن ابن جريج أخبرني عبد الكريم عن عكرمة عن ابن عباس بمثل هذا أو نحو هذا . رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 1284 ] (4/1567)
51 - باب قول الله تعالى { يوم حنين إذ أعجبكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين . ثم أنزل الله سكينته - إلى قوله - غفور رحيم } / التوبة 25 - 27 / (4/1567)
[ ش ( يوم حنين ) أي واذكروا يوم حنين أو ونصركم أيضا يوم حنين وحنين اسم واد بين مكة والطائف حصلت فيه وقعة بين المسلمين وبين هوازن وثقيف . ( أعجبتكم كثرتكم ) سررتم بها واعتمدتم عليها وغفلتم عن أن الناصر هو الله عز و جل لا كثرة العدد والعدد وقد كانوا يومئذ اثني عشر ألفا وعدوهم أربعة الآف فقالوا لن نغلب اليوم من قلة . ( بما رحبت ) أي على سعتها وفضائها . ( مدبرين ) منهزمين . ( سكينة ) أمنه وطمأنينته وتثبيته . ( إلى قوله ) وتتمتها { على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين . ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء والله غفور رحيم } . ( جنودا ) ملائكة . ( وعذب . . ) في الدنيا بالقتل والأسر وأخذ المال والذرية . ( يتوب . . ) يغفر لمن تاب واهتدى إلى الإسلام ممن بقي ولم يقتل ] (4/1567)
4060 - حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا إسماعيل رأيت بيد ابن أبي أوفى ضربة قال ضربتها مع النبي صلى الله عليه و سلم يوم حنين قلت شهدت حنينا ؟ قال قبل ذلك
[ ش ( شهدت حنينا ) حضرت غزوة حنين . ( قبل ذلك ) أراد حضرت مشاهد قبلها وهي الحديبية وهو ممن بايع تحت الشجرة ] (4/1568)
4061 - حدثنا محمد بن كثير حدثنا سفيان عن أبي إسحاق قال سمعت البراء رضي الله عنه وجاءه رجل فقال
: يا أبا عمارة أتوليت يوم حنين ؟ فقال أما أنا فأشهد على النبي صلى الله عليه و سلم أنه لم يول ولكن عجل سرعان القوم فرشقتهم هوزان وأبو سفيان بن الحارث آخذ برأس بغلته البيضاء يقول ( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ) (4/1568)
4062 - حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قيل للبراء وأنا أسمع أوليتم مع النبي صلى الله عليه و سلم يوم حنين ؟ فقال أما النبي صلى الله عليه و سلم فلا كانوا رماة فقال ( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ) (4/1568)
4063 - حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق سمع البراء وسأله رجل من قيس
: أفررتم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم حنين ؟ فقال لكن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يفر كانت هوازن رماة وإنا لما حملنا عليهم انكشفوا فأكببنا على الغنائم فاستقبلنا بالسهام ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم على بغلته البيضاء وإن أبا سفيان بن الحارث آخذ بزمامها وهو يقول ( أنا النبي لا كذب )
قال إسرائيل وزهير نزل النبي صلى الله عليه و سلم عن بغلته
[ ر 2709 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب غزوة حنين رقم 1776
( فأكببنا ) وقعنا على الغنائم لا نلتفت إلى شيء سواها وكأن وجوهنا مكبوبة عليها . ( بزمامها ) هو اللجام الذي نقاد به ] (4/1568)
4064 - حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني ليث حدثني عقيل عن ابن شهاب . وحدثني إسحاق حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن أخي ابن شهاب قال محمد بن شهاب وزعم عروة بن الزبير أن مروان والمسور ابن مخرمة أخبراه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ( معي من ترون وأحب الحديث إلي أصدقه فاختاروا إحدى الطائفتين إما السبي وإما المال وقد كنت استأنيت بكم ) . وكان أنظرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف فلما تبين لهم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم غير راد إليهم إلا إحدى الطائفتين قالوا فإنا نختار سبينا فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم في المسلمين فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال ( أما بعد فإن إخوانكم قد جاؤونا تائبين وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا فليفعل ) . فقال الناس قد طيبنا ذلك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله صلى وسلم ( إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم ) . فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبروه أنهم قد طيبوا وأذنوا . هذا الذي بلغني عن سبي هوازن
[ ر 2184 ] (4/1569)
4065 - حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع أن عمر قال يا رسول الله
وحدثني محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
: لما قفلنا في حنين سأل عمر النبي صلى الله عليه و سلم عن نذر كان نذره في الجاهلية اعتكاف فأمره النبي صلى الله عليه و سلم بوفائه
وقال بعضهم حماد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر
ورواه جرير بن حازم وحماد بن سلمة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 1927 ] (4/1569)
4066 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد عن عمر بن كثير بن أفلح عن أبي محمد مولى أبي قتادة عن أبي قتادة قال
: خرجنا مع النبي صلى الله عليه و سلم عام حنين فلما التقينا كانت للمسلمين جولة فرأيت رجلا من المشركين قد علا رجلا من المسلمين فضربته من ورائه على حبل عاتقه بالسيف فقطعت الدرع وأقبل علي فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت ثم أدركه الموت فأرسلني فلحقت عمر بن الخطاب فقلت ما بال الناس ؟ قال أمر الله عز و جل . ثم رجعوا وجلس النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه ) . فقلت من يشهد لي ثم جلست قال ثم قال النبي صلى الله عليه و سلم مثله فقمت فقلت من يشهد لي ثم جلست قال ثم قال النبي صلى الله عليه و سلم مثله فقمت فقال ( ما لك يا أبا قتادة ) . فأخبرته فقال رجل صدق وسلبه عندي فأرضه منه . فقال أبو بكر لاها الله إذا لا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله صلى الله عليه و سلم فيعطيك سلبه . فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( صدق فأعطه ) . فأعطانيه فابتعت به مخرفا في بني سلمة فإنه لأول مال تأثلته في الإسلام (4/1570)
4067 - وقال الليث حدثني يحيى بن سعيد عن عمر بن كثير بن أفلح عن أبي محمد مولى أبي قتادة قال لما كان حنين نظرت إلى رجل من المسلمين يقاتل رجلا من المشركين وآخر من المشركين يختله من ورائه ليقتله فأسرعت إلى الذي يختله فرفع يده ليضربني وأضرب يده فقطعتها ثم أخذني فضمني ضما شديدا حتى تخوفت ثم ترك فتحلل ودفعته ثم قتلته وانهزم المسلمون وانهزمت معهم فإذا بعمر بن الخطاب في الناس فقلت له ما شأن الناس ؟ قال أمر الله ثم تراجع الناس إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من أقام بينة على قتيل قتله فله سلبه ) . فقمت لألتمس بينة على قتيلي فلم أر أحدا يشهد لي فجلست ثم بدا لي فذكرت أمره لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رجل من جلسائه سلاح هذا القتيل الذي يذكر عندي فأرضه منه فقال أبو بكر كلا لا يعطه أصيبغ من قريش ويدع أسدا من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله صلى الله عليه و سلم . قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فأداه إلي فاشتريت منه خرافا فكان أول مال تأثلته في الإسلام
[ ر 1994 ]
[ ش ( يختله ) يخدعه . ( ترك فتحلل ) أي لما انحلت قواه ترك ضمه إليه من الحل نقيض الشد . ( لا يعطه ) على الجزم بلا الناهية . ( أصيبغ ) نوع ضعيف من الطير ] (4/1570)
52 - باب غزوة أوطاس (4/1570)
4068 - حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال
: لما فرغ النبي صلى الله عليه و سلم من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقي دريد بن الصمة فقتل دريد وهزم الله أصحابه قال أبو موسى وبعثني مع أبي عامر فرمي أبو عامر في ركبته رماه جشمي بسهم فأثبته في ركبته فانتهيت إليه فقلت يا عم من رماك ؟ فأشار إلى أبي موسى فقال ذاك قاتلي الذي رماني فقصدت له فلحقته فلما رآني ولى فاتبعته وجعلت أقول له ألا تستحي ألا تثبت فكف فاختلفنا ضربتين بالسيف فقتلته ثم قلت لأبي عامر قتل الله صاحبك قال فانزع هذا السهم فنزعته فنزا منه الماء قال با ابن أخي أقرئ النبي صلى الله عليه و سلم السلام وقل له استعفر لي . واستخلفني أبو عامر على الناس فمكث يسيرا ثم مات فرجعت فدخلت على النبي صلى الله عليه و سلم في بيته على سرير مرمل وعليه فراش قد أثر رمال السرير بظهره وجنبيه فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر وقال قل له استغفر لي فدعا بماء فتوضأ ثم رفع يديه فقال ( اللهم اغفر لعبيد أبي عامر ) . ورأيت بياض إبطيه ثم قال ( اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس ) . فقلت ولي فاستغفر فقال ( اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما ) . قال أبو بردة إحداهما لأبي عامر والأخرى لأبي موسى
[ ر 2728 ]
[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب من فضائل أبي موسى وأبي عامر الأشعريين رقم 2498
( أوطاس ) اسم واد في ديار هوزان وهو موضع حرب حنين وأوطاس جمع وطيس والوطيس نقرة من الحجر توقد حولها النار فيطبخ به اللحم والوطيس أيضا التنور ويكنى بها عن الحرب فيقال حمي الوطيس إذا اشتدت الحرب . ( جمشي ) من بني جشم . ( فأثبته ) أي أثبت السهم . ( تستحي ) من الفرار . ( فاختلفنا ضربتين ) أي ضرب كل منا الآخر ضربة صائبة . ( استخلفني ) جعلني أميرا عليهم من بعده . ( سرير مرمل ) منسوج بحبل ونحوه من الرمال وهي حبال الحصير التي تضفر بها الأسرة . ( بياض إبطيه ) مكان الشعر تحت المنكبين وظهروه كناية عن المبالغة برفع اليدين ] (4/1571)
53 - باب غزوة الطائف (4/1571)
في شوال سنة ثمان قاله موسى بن عقبة (4/1571)
4069 - حدثنا الحميدي سمع سفيان حدثنا هشام عن أبيه عن زينب بنت أبي سلمة عن أمها سلمة رضي الله عنها
: دخل النبي صلى الله عليه و سلم وعندي مخنث فسمعه يقول لعبد الله بن أمية يا عبد الله أرأيت إن فتح الله عليكم الطائف غدا فعليك بابنة غبلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان وقال النبي صلى الله عليه و سلم ( لا يدخلن هؤلاء عليكن )
قال ابن عيينة وقال ابن جريج المخنث هيت . حدثنا محمود حدثنا أبو أسامة عن هشام بهذا وزاد وهو محاضر الطائف يومئذ
[ 4937 ، 5548 ]
[ ش أخرجه مسلم في السلام باب منع المخنث من الدخول على النساء الأجانب رقم 2180
( مخنث ) الذي خلقه خلق النساء ويشبههن في كلامه وحركاته وتارة يكون هذا خلقه وتارة يكون بتكلف وسمي به لتكسر كلامه ولينه يقال خنثت الشيء فتخنث أي عطفته فتعطف . ( تقبل بأربع ) وهي عكن البطن أي تجاعيده فترى منها عند إقبالها أربعا . ( وتدبر بثمان ) هي أطراف العكن الأربع ترى منها وهي مدبرة ثمانية . ( هيت ) اسم المخنث المذكور وكان مولى عبد الله بن أمية رضي الله عنه المذكور معه ] (4/1572)
4070 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن أبي العباس الشاعر الأعمى عن عبد الله بن عمر قال
: لما حاصر رسول الله صلى الله عليه و سلم الطائف فلم ينل منهم شيئا قال ( إنا قافلون إن شاء الله ) . فثقل عليهم وقالوا نذهب ولا نفتحه وقال مرة ( نقفل ) . فقال ( اغدوا على القتال ) . فغدوا فأصابهم جراح فقال ( إنا قافلون غدا إن شاء الله ) . فأعجبهم فضحك النبي صلى الله عليه و سلم . وقال سفيان مرة فتبسم . قال الحميدي حدثنا سفيان الخبر كله
[ 5736 ، 7042 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب غزوة الطائف رقم 1778
( فلم ينل ) فلم يصب فتحا أوغيره . ( قافلون ) راجعون . ( فثقل عليهم ) اشتد
عليهم الرجوع دون فتح . ( الخبر كله ) أي أخبرنا سفيان بجميع الحديث بلفظ أخبرنا ] (4/1572)
4071 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عاصم قال سمعت أبا عثمان قال سمعت سعدا وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله وأبا بكرة وكان تسور حصن الطائف في أناس فجاء النبي صلى الله عليه و سلم فقالا
: سمعنا النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام )
[ ش ( تسور ) تسلق . ( في أناس ) في جملة عبيد من أهل الطائف . ( ادعى ) انتسب ] (4/1572)
4072 - وقال هشام وأخبرنا معمر عن عاصم عن أبي العالية أو أبي عثمان النهدي قال سمعت سعدا وأبا بكرة عن النبي صلى الله عليه و سلم . قال عاصم قلت لقد شهد عندك رجلان حسبك بهما قال أجل أما أحدهما فأول من رمى بسهم في سبيل الله وأما الآخر فنزل إلى النبي صلى الله عليه و سلم ثالث ثلاثة وعشرين من الطائف
[ 6385 ]
[ ش ( حسبك بهما ) كافيك بهذين الاثنين في الشهادة . ( أجل ) حرف جواب كنعم يكون تصديقا للمخبر واعلانا للمستخبر ووعدا للطالب ] (4/1573)
4073 - حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال
: كنت عند النبي صلى الله عليه و سلم وهو نازل بالجعرانة بين مكة والمدينة ومعه بلاب فأتى النبي صلى الله عليه و سلم أعرابي فقال ألا تنجز لي ما وعدتني ؟ فقال له ( أبشر ) . فقال قد أكثرت علي من أبشر فأقبل على أبي موسى وبلال كهيئة الغضبان فقال ( رد البشرى فاقبلا أنتما ) . قالا قبلنا ثم دعا بقدح فيه ماء فغسل يديه ووجهه فيه ومج فيه ثم قال ( اشربا منه وأقرغا على وجوهكما ونحوركما وأبشرا ) . فأخذا القدح ففعلا فنادت أم سلمة من وراء ستار أن أفضلا لأمكما فأفضلا لها منه طائفة
[ ر 193 ]
[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب من فضائل أصحاب الشجرة . . رقم 2497
( تنجز لي ) توفي لي ما وعدتني . ( نحوركما ) مثنى نحر وهو العنق . ( لأمكما ) وصفها بذلك لأنها زوجة النبي صلى الله عليه و سلم وزوجاته صلى الله عليه و سلم أمهات المؤمنين أي كأمهاتهم من حيث الاحترام والتقدير وحرمة التزوج بهن . ( طائفة ) بقية ] (4/1573)
4074 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا إسماعيل حدثنا ابن جريج قال أخبرني عطاء أن صفوان بن يعلى بن أمية أخبره أن يعلى كان يقول
: ليتني أرى رسول الله صلى الله عليه و سلم حين ينزل عليه فقال فبينا النبي صلى الله عليه و سلم بالجعرانة وعليه ثوب قد أظل به معه ناس من أصحابه إذ جاءه أعرابي عليه جبة متضمخ بطيب فقال يا رسول الله كيف ترى في رجل أحرم بعمرة في جبة بعد ما تضمخ بالطيب ؟ فأشار عمر إلى يعلى بيده أن تعال فجاء يعلى فأدخل رأسه فإذا النبي صلى الله عليه و سلم محمر الوجه يغط كذلك ساعة ثم سري عنه فقال ( أين الذي يسألني عن العمرة آنفا ) . فالتمس الرجل فأتي به فقال ( أما الطيب الذي بك فأغسله ثلاث مرات وأما الجبة فانزعها ثم اصنع في عمرتك كما تصنع في حجك )
[ ر 1463 ] (4/1573)
4075 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثناعمرو بن يحيى عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد بن عاصم قال
: لما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه و سلم يوم حنين قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس فخطبهم فقال ( يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي وكنتم متفرقين فألفكم الله بي وكنتم عالة فأغناكم الله بي ) . كلما قال شيئا قالوا الله ورسوله أمن قال ( ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله صلى الله عليه و سلم ) . قال كلما قال شيئا قالوا الله ورسوله أمن قال ( لو شئتم قلتم جئتنا كذا وكذا أترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير
وتذهبون بالنبي صلى الله عليه و سلم إلى رحالكم لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها الأنصار شعار والناس دثار إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض )
[ 6818 ]
[ ش أخرجه مسلم في الزكاة باب أعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام...رقم 1061
( أفاء ) أعطاه الغنائم وأصل الفيئ الرجوع فكأن الأموال في الأصل للمسلمين فغلب عليها الكفار ثم رجعت إليهم . ( وجدوا ) حزنوا . ( ما أصاب الناس ) لم ينلهم ما نال الناس من العطاء . ( عالة ) جمع عائل وهو الفقير . ( أمن ) من المن وهو الفضل . ( كذا وكذا ) كناية عما يقال . ( شعار ) هو الثوب الذي يلي الجلد من البدن . ( دثار ) هو الثوب الذي يكون فوق الشعار . ( أثرة ) ينفرد بالمال المشترك ونحوه دونكم ويفضل عليكم بذلك غيركم . ( الحوض ) الذي هو لي في الجنة ] (4/1574)
4076 - حدثني عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري قال أخبرني أنس بن مالك رضي الله عنه قال
: قال ناس من الأنصار حين أفاء الله على رسوله صلى الله عليه و سلم ما أفاء الله من أموال هوازن فطفق النبي صلى الله عليه و سلم يعطي رجالا المائة من الإبل فقالوا يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه و سلم يعطي قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم . قال أنس فحدث رسول الله صلى الله عليه و سلم بمقالتهم فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من أدم ولم يدع معهم غيرهم فلما اجتمعوا قام النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( ما حديث بلغني عنكم ) . فقال فقهاء الأنصار أما رؤساؤنا يا رسول الله فلم يقولوا شيئا وأما ناس منا حديثة أسنانهم فقالوا يغفر الله لرسول
الله صلى الله عليه و سلم يعطي قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم . فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( فإني أعطي رجالا حديثي عهد بكفر أتألفهم أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال وتذهبون بالنبي صلى الله عليه و سلم إلى رحالكم فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به ) . قالوا يا رسول الله قد رضينا فقال لهم النبي صلى الله عليه و سلم ( ستجدون أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله - صلى الله عليه و سلم - فإني على الحوض ) . قال أنس فلم يصبروا (4/1574)
4077 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن أبي التياح عن أنس قال
: لما كان يوم فتح مكة قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم غنائم بين قريش فغضبت الأنصار قال النبي صلى الله عليه و سلم ( أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون برسول الله - صلى الله عليه و سلم - ) قالوا بلى قال ( لو سلك الناس واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار أو شعبهم ) (4/1575)
4078 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا أزهر عن ابن عون أنبأنا هشام بن زيد بن أنس عن أنس رضي الله عنه قال
: لما كان يوم حنين التقى هوازن ومع النبي صلى الله عليه و سلم عشرة آلاف والطلقاء فأدبروا قال ( يا معشر الأنصار ) . قالوا ( لبيك يا رسول الله وسعديك لبيك نحن بين يديك فنزل النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( أنا عبد الله ورسوله ) . فانهزم المشركون فأعطى الطلقاء والمهاجرين ولم يعط لأنصار شيئا فقالوا فدعاهم فأدخلهم في قبة فقال ( أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون برسول الله صلى الله عليه و سلم ) . فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا لاخترت شعب الأنصار )
[ ش ( الطلقاء ) جمع طليق وهو الأسير الذي خلي سبيله والمراد أهل مكة الذين أطلقهم يوم فتحها . ( لبيك . . وسعديك ) لزوما لطاعتك وإجابة بعد إجابة لأمرك وسعيا في إسعادك إسعادا بعد إسعاد . ( فقالوا ) تكلموا في منع العطاء عنهم ] (4/1575)
4079 - حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال جمع النبي صلى الله عليه و سلم ناسا من الأنصار فقال ( إن قريشا حديث عهد بجاهلية ومصيبة وإني أردت أن أجبرهم وأتألفهم أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا وترجعون برسول الله صلى الله عليه و سلم إلى بيوتكم ) . قالوا بلى قال ( لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت وادي الأنصار أو شعب الأنصار )
[ ر 2977 ]
[ ش ( مصيبة ) من نحو قتل أقاربهم وفتح بلادهم . ( أجبرهم ) أصلح حالهم وأعطف عليهم وأعوضهم بعض ما فقدوه ] (4/1575)
4080 - حدثنا قبيضة حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال
: لما قسم النبي صلى الله عليه و سلم قسمة حنين قال رجل من الأنصار ما أراد بها وجه الله فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فأخبرته فتغير وجهه ثم قال ( رحمة الله على موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر ) (4/1576)
4081 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال
: لما كان يوم حنين آثر النبي صلى الله عليه و سلم ناسا أعطى الأقرع مائة من الإبل وأعطى عيينة مثل ذلك وأعطى ناسا فقال رجل ما أريد بهذه القسمة وجه الله فقلت لأخبرن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر )
[ ر 2981 ] (4/1576)
4082 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا معاذ بن معاذ حدثنا ابن عون عن هشام بن زيد بن أنس بن مالك عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
: لما كان يوم حنين أقبلت هوازن وغطفان وغيرهم بنعمهم وذراريهم ومع النبي صلى الله عليه و سلم عشرة الآف ومن الطلقاء فأدبروا عنه حتى بقي وحده فنادى يومئذ نداءين لم يخلط بينهما التفت عن يمينة فقال ( يا معشر الأنصار ) . قالوا لبيك يا رسول الله أبشر نحن معك ثم التفت عن يساره فقال ( يا معشر الأنصار ) . قالوا لبيك يا رسول الله أبشر نحن معك وهو على بغلة بيضاء فنزل فقال ( أنا عبد الله ورسوله ) . فانهزم المشركون فأصاب يومئذ غنائم كثيرة فقسم في المهاجرين والطلقاء ولم يعط الأنصار شيئا فقالت الأنصار إذا كانت شديدة فنحن ندعى ويعطى الغنيمة غيرنا . فبلغه ذلك فجمعهم في قبة فقال ( يا معشر الأنصار ما حديث بلغني عنكم ) . فسكتوا فقال ( يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون برسول الله - صلى الله عليه و سلم - تحوزونه إلى بيوتكم ) . قالوا بلى فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا لأخذت شعب الأنصار ) . فقال هشام يا أبا حمزة وأنت شاهد ذاك ؟ قال وأين أغيب عنه
[ ر 2977 ]
[ ش ( بنعمهم ) ما عندهم من غنم وإابل ونحوها . ( ذراريهم ) أهليهم وأولادهم ليحثوهم على الثبات . ( شديدة ) قضية ذات شدة كالحرب . ( تحوزونه ) يكون لكم وفي جماعتكم من حازه إذا قبضه ] (4/1576)
54 - باب السرية التي قبل نجد (4/1576)
4083 - حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال بعث النبي صلى الله عليه و سلم سرية قبل نجد فكنت فيها فبلغت سهامنا اثني عشر بعيرا ونفلنا بعيرا بعيرا فرجعنا بثلاثة عشر بعيرا
[ ر 2965 ] (4/1577)
55 - باب بعث النبي صلى الله عليه و سلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة (4/1577)
4084 - حدثني محمود حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر . وحدثني نعيم أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهير عن سالم عن أبيه قال
: بعث النبي صلى الله عليه و سلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون صبأنا صبأنا فجعل خالد يقتل منهم ويأسر ودفع إلى كل رجل منا أسيره حتى إذا كان يوم أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره فقلت والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره حتى قدمنا على النبي صلى الله عليه و سلم فذكرناه فرفع النبي صلى الله عليه و سلم يديه فقال ( اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ) . مرتين
[ 6766 ]
[ ش ( بني جذيمة ) قبيلة من قبائل العرب . ( صبأنا ) خرجنا من دين إلى دين وقصدوا الدخول في الإسلام ولكن خالدا رضي الله عنه ظن أنهم لم ينقادوا ولهذا لم يقولوا أسلمنا . ( أبرأ إليك ) أعتذر . ( مما صنع خالد ) من قتل وأسر لهؤلاء ] (4/1577)
56 - باب سرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزز المدلجي . ويقال إنها سرية الأنصاري (4/1577)
4085 - حدثنا مسدد حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش قال حدثني سعد ابن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه قال
: بعث النبي صلى الله عليه و سلم سرية فاستعمل عليها رجلا من الأنصار وأمرهم أن يطيعوه فغضب فقال أليس أمركم النبي صلى الله عليه و سلم أن تطيعوني ؟ قالوا بلى قال فاجمعوا لي حطبا فجمعوا فقال أوقدوا نارا فأوقدوها فقال ادخلوها فهموا وجعل بعضهم يمسك بعضا ويقولون فررنا إلى النبي صلى الله عليه و سلم من النار فما زالوا حتى خمدت النار فسكن غضبه فبلغ النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة الطاعة في المعروف )
[ 6726 ، 6830 ]
[ ش ( فغضب ) لأمر بدا منهم . ( فهموا ) قصدوا الدخول في النار . ( خمدت ) انطفأ لهيبها . ( فسكن ) هدأ غضبه . ( الطاعة ) للمخلوق . ( المعروف ) أمر عرف جوازه بالشرع ] (4/1577)
57 - باب بعث أبي موسى ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما إلى اليمن قبل حجة الوداع (4/1577)
4086 - حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك عن أبي بردة قال
: بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن قال وبعث كل واحد منهما على مخلاف قال واليمن مخلافان ثم قال ( يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا ) . فانطلق كل واحد منهما إلى عمله وكان كل واحد منهما إذا سار في أرضه وكان قريبا من صاحبه أحدث به عهدا فسلم عليه فسار معاذ في أرضه قريبا من صاحبه أبي موسى فجاء يسير على بغلته حتى انتهى إليه وإذا هو جالس وقد اجتمع إليه الناس وإذا رجل عنده قد جمعت يداه إلى عنقه فقال له معاذ يا عبد الله بن قيس أيم هذا ؟ قال هذا الرجل كفر بعد إسلامه قال لا أنزل حتى يقتل قال إنما جيء به لذلك فانزل قال ما أنزل حتى يقتل فأمر به فقتل ثم نزل فقال يا عبد الله كيف تقرأ القرآن ؟ قال أتفوقه تفوقا قال فكيف تقرأ أنت يا معاذ ؟ قال أنام أول الليل فأقوم وقد قضيت جزئي من النوم فأقرأ ما كتب الله لي فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي
[ ر 2873 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب في الأمر بالتيسير وترك التنفير . وفي الأشربة باب بيان أن كل مسكر خمر رقم 1733
( مخلاف ) إقليم فكان معاذ رضي الله عنه للجهة العليا إلى صوب عدن وأبو موسى رضي الله عنه للجهة السفلي . ( أحدث به عهدا ) جدد العهد بزيارته . ( أيم ) أي شيء . ( أتفوقه ) ألازم قراءته ليلا ونهارا شيئا بعد شيء ولا أقرأ وردي دفعة واحدة . مأخوذ من فواق الناقة وهو أن تحلب ثم تترك ساعة حتى يجتمع لبنها ثم تحلب وهكذا . ( فأحتسب ) أطلب الثواب . ( نومتي ) فترة نومي ) (4/1578)
4087 - حدثني إسحاق حدثنا خالد عن الشيباني عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه
: أن النبي صلى الله عليه و سلم بعثه إلى اليمن فسأله عن أشربة تصنع بها فقال ( وما هي ) . قال البتع والمزر فقلت لأبي بردة ما البتع ؟ قال نبيذ العسل والمزر نبيذ الشعير فقال ( كل مسكر حرام )
رواه جرير وعبد الواحد عن الشيباني عن أبي بردة
[ ش ( نبيذ العسل ) العسل المخلوط بالماء . ( نبيذ الشعير ) الماء الذي نقع فيه الشعير ] (4/1579)
4088 - حدثنا مسلم حدثنا شعبة حدثنا سعيد بن أبي بردة عن أبيه قال
: بعث النبي صلى الله عليه و سلم جده أبا موسى ومعاذا إلى اليمن فقال ( يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ) . فقال أبو موسى يا نبي الله إن أرضنا بها شراب من الشعير المزر وشراب من العسل البتع فقال ( كل مسكر حرام ) . فانطلقا فقال معاذ لأبي موسى كيف تقرأ القرآن ؟ قال قائما وقاعدا وعلى راحلتي وأتفوقه تفوقا قال أما أنا فأنام وأقوم فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي . وضرب فسطاطا فجعلا يتزاوران فزاد معاذ أبا موسى فإذا رجل موثق فقال ما هذا ؟ فقال أبو موسى يهودي أسلم ثم ارتد فقال معاذ لأضربن عنقه
تابعه العقدي ووهب عن شعبة وقال وكيع والنضر وأبو داود عن شعبة عن سعيد عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه و سلم . رواه جرير ابن عبد الحميد عن الشيباني عن أبي بردة
[ ر 2873 ]
( فسطاطا ) بيتا من الشعر ونحوه . ) (4/1579)
4089 - حدثني عباس بن الوليد هو النرسي حدثنا عبد الواحد عن أيوب بن عائذ حدثنا قيس بن مسلم قال سمعت طارق بن شهاب يقول حدثني موسى الأشعري رضي الله عنه قال
: بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أرض قومي فجئت ورسول الله صلى الله عليه و سلم منيخ بالأبطح فقال ( أحججت يا عبد الله بن قيس ) . قلت نعم يا رسول الله قال ( كيف قلت ) . قال قلت لبيك إهلالا كإهلالك قال ( فهل سقت معك هديا ) . قلت لم أسق قال ( فطف بالبيت واسع بين الصفا والمروة ثم حل ) . ففعلت حتى مشطت لي امرأة من نساء بني قيس ومكثنا بذلك حتى استخلف عمر
[ ر 1484 ]
[ ش ( مكثنا بذلك ) بقينا نعمل به . ( استخلف عمر ) أي فكان بعد ذلك اختلاف في هذا ] (4/1579)
4090 - حدثني حبان أخبرنا عبد الله عن زكرياء بن إسحاق عن يحيى بن عبد الله بن صيفي عن أبي معبد مولى ابن عباس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن ( إنك ستأتي قوما من أهل الكتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن
الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب )
قال أبوعبد الله طوعت طاعت وأطاعت لغة طعت وطعت وأطعت
[ ر 1331 ] (4/1580)
4091 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن عمرو بن ميمون أن معاذا رضي الله عنه لما قدم اليمن صلى بهم الصبح فقرأ { واتخذ الله إبراهيم خليلا } . فقال رجل من القوم لقد قرت عين أم إبراهيم
زاد معاذ عن شعبة عن حبيب عن سعيد عن عمرو أن النبي صلى الله عليه و سلم بعث معاذا إلى اليمن فقرأ معاذ في صلاة الصبح سورة النساء فلما قال { واتخذ الله إبراهيم خليلا } . قال رجل خلفه قرت عين أم إبراهيم
[ ش ( خليلا ) اصطفاه وخصه بكرامنه . / النساء 125 / . ( قرت عين ) بردت دمعتها وهو كناية عن السرور ] (4/1580)
58 - باب بعث علي بن أبي طالب عليه السلام وخالد بن الوليد رضي الله عنه إلى اليمن قبل حجة الوداع (4/1580)
4092 - حدثني أحمد بن عثمان حدثنا شريح بن مسلمة حدثنا إبراهيم ابن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق حدثني أبي عن أبي إسحاق سمعت البراء رضي الله عنه قال
: بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم مع خالد بن الوليد إلى اليمن قال ثم بعث عليا بعد ذلك مكانه فقال ( مر أصحاب خالد من شاء منهم أن يعقب معك فليعقب ومن شاء فليقبل ) . فكنت فيمن عقب معه قال فغنمت أواقي ذوات عدد . )
[ ش ( يعقب معك ) من التعقيب وهو أن يعود بعض الجند بعد الرجوع من القتال ليصيبوا غزوة أخرى من العدو . ( أواقي ) جمع أوقية وهي أربعون درهما من الفضة ] (4/1580)
4093 - حدثني محمد بن بشار حدثنا روح بن عبادة حدثنا علي بن سويد بن منجوف عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال
: بعث النبي صلى الله عليه و سلم عليا إلى خالد ليقبض الخمس وكنت أبغض عليا وقد اغتسل فقلت لخالد ألا ترى إلى هذا فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه و سلم ذكرت ذلك له فقال ( يا بريدة أتبغض عليا ) . فقلت نعم قال ( لاتبغضه له في الخمس أكثر من ذلك )
[ ش ( الخمس ) خمس الغنيمة . ( قد اغتسل ) كناية عن وطئه لجارية اصطفاها من الخمس وهذا سبب بغض بريدة له . ( فإن له ) أي فإنه يستحق . ( أكثر من ذلك ) الذي أخذه ] (4/1581)
4094 - حدثنا قتيبة حدثنا عبد الواحد عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة حدثنا عبد الرحمن بن أبي نعم قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول
: بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من اليمن بذهبية في أديم مقروظ لم تحصل من ترابها قال فقسمها بين أربعة نفر بين عيينة بن بدر وأقرع بن حابس وزيد الخيل والرابع إما علقمة وإما عامر بن الطفيل فقال رجل من أصحابه كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء قال فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( ألا تأمنونني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحا ومساء ) . قال فقام رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناشز الجبهة كث اللحية محلوق الرأس مشمر الإزار فقال يا رسول الله اتق الله قال ( ويلك أو لست أحق أهل الأرض أن يتقي الله ) . قلا ثم ولى الرجل . قال خالد بن الوليد يا رسول الله ألا أضرب عنقه ؟ قال ( لا لعله أن يكون يصلي ) . فقال خالد وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إني لم أومر أن أنقب قلوب الناس ولا أشق بطونهم ) . قال ثم نظر إليه وهو مقف فقال ( إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدينكما يمرق السهم من الرمية - وأظنه قال - لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود )
[ 4390 ، 6995 ، 7123 ، وانظر 3166 ]
[ ش أخرجه مسلم في الزكاة باب ذكر الخوارج وصفاتهم رقم 1064
( بذهيبة ) تصغير ذهبة وهي قطعة من الذهب . ( أديم مقروظ ) جلد مدبوغ بالقرظ وهو نبت معروف لديهم . ( تحصل ) تخلص . ( غائر العينين ) عيناه داخلتان في محاجرهما لاصقتان بقعر الحدقة . ( مشرف ) بارز . ( كث ) كثير شعرها . ( مشمر الإزار ) إزاره مرفوع عن كعبه . ( أنقب ) أفتح وأشق . ( مقف ) مول ومدبر . ( ضئضئ ) أصل . ( رطبا ) سهلا يواظبون على قراءته ويجودونه . ( لا يجاوز حناجرهم ) جمع حنجرة وهي الحلقوم والمعنى لا يؤثر في قلوبهم فلا يرفع في الأعمال الصالحة ولا يقبل منهم . ( يمرقون ) يخرجون بسرعة . ( الرمية ) الصيد المرمي يصيبه السهم فينفذ من ناحية إلى أخرى ويخرج دون أن يعلق به دم لسرعته . ( قتل ثمود ) أي أستأصلهم بالقتل كما استؤصلت ثمود ] (4/1581)
4095 - حدثنا المكي بن إبراهيم عن ابن جريج قال عطاء قال جابر أمر النبي صلى الله عليه و سلم عليا أن يقيم على إحرامه
زاد محمد بن بكر عن ابن جريج قال عطاء قال جابر
: فقدم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بسعايته فقال له النبي صلى الله عليه و سلم ( بم أهللت يا علي ) . قال بما أهل به النبي صلى الله عليه و سلم قال ( فأهد وامكث حراما كما أنت ) . قال وأهدى له علي هديا
[ ر 1482 ]
[ ش أخرجه مسلم في الحج باب بيان وجوه الإحرام . . رقم 1216
( بسعايته ) بما سعى به وقبضه مما ولي عليه من الخمس ] (4/1582)
4096 - حدثنا مسدد حدثنا بشر بن المفضل عن حميد الطويل حدثنا بكر أنه ذكر لابن عمر أن أنسا حدثهم
: أن النبي صلى الله عليه و سلم أهل بعمرة وحجة فقال أهل النبي صلى الله عليه و سلم بالحج وأهللنا به معه فلما قدمنا مكة قال ( من لم يكن معه هدي فليجعلها عمرة ) . وكان النبي صلى الله عليه و سلم هدي فقدم علينا
علي بن أبي طالب من اليمن حاجا فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( بم أهللت فإن معنا أهلك ) . قال أهللت بما أهل به النبي صلى الله عليه و سلم قال ( فأمسك فإن معنا هديا )
[ ر 1483 ]
[ ش أخرجه مسلم في الحج باب في الإفراد والقران بالحج والعمرة رقم 1231 ، 1232
( أهلك ) زوجك . ( فأمسك ) أي على الإحرام ولا تتحلل بعمرة ] (4/1582)
59 - باب غزوة ذي الخلصة (4/1582)
4097 - حدثنا مسدد حدثنا خالد حدثنا بيان عن قيس عن جرير قال
: كان بيت في الجاهلية يقال له ذو الخلصة والكعبة اليمانية والكعبة الشامية فقال لي النبي صلى الله عليه و سلم ( ألا تريحني من ذي الخلصة ) . فنفرت في مائة وخمسين راكبا فكسرناه . وقتلنا من وجدنا عنده فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فأخبرته فدعا لنا ولأحمس (4/1582)
4098 - حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى حدثنا إسماعيل حدثنا قيس قال قال لي جرير رضي الله عنه
: قال لي النبي صلى الله عليه و سلم ( ألا تريحني من ذي الخلصة ) . وكان بيتا في خثعم يسمى الكعبة اليمانية فانطلقت في خسمين ومائة فارس من أحمس وكانوا أصحاب خيل وكنت لا أثبت على الخيل فضرب صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري وقال ( اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا ) . فانطلق إليها فكسرها وحرقها ثم بعث إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول جرير والذي بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجرب قال فبارك في خيل أحمس ورجالها خمس مرات (4/1583)
4099 - حدثنا يوسف بن موسى أخبرنا أبو أسامة عن إسماعيل بن
أبي خالد عن قيس عن جرير قال
: قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ألا ترحني من ذي الخلصة ) . فقلت بلى فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس وكانوا أصحاب خيل وكنت لا أثبت على الخيل فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فضرب يده على صدري حتى رأيت أثر يده في صدري وقال ( اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا ) . قال فما وقعت عن فرس بعد . قال وكان ذو الخلصة بيتا باليمن لخثعم وبجيلة فيه نصب تعبد يقال له الكعبة قال فأتاها فحرقها بالنار وكسرها
قال ولما قدم جرير اليمن وكان بها رجل يستقسم بالأزلام فقيل له إن رسول رسول الله صلى الله عليه و سلم ها هنا فإن قدر عليك ضرب عنقك قال فبينما هو يضرب بها إذ وقف عليه جرير فقال لتكسرنها ولتشهدن أن لا إله إلا الله أو لأضربن عنقك ؟ قال فكسرها وشهد ثم بعث جرير رجلا من أحمس يكني أبا أرطاة إلى النبي صلى الله عليه و سلم يبشره بذلك فلما أتى النبي صلى الله عليه و سلم قال يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما جئت حتى تركتها كأنها جمل أجرب قال فبرك النبي صلى الله عليه و سلم على خيل أحمس ورجالها خمس مرات
[ ر 2857 ]
[ ش ( يستقسم ) يطلب القسمة من الخير والشر . ( الأزلام ) قطع خشبية كتب عليها افعل لا تفعل والثالث غفل أي لم يكتب عليه شيء يضربون بها إذا أرادوا عملا ما أي يجعلونها في كيس ثم يخرجون واحدا منها فإن خرج افعل عملوا بما فيه وإن خرج لا تفعل تركوا وإن خرج الغفل ثاروا ] (4/1583)
60 - باب غزوة ذات السلاسل (4/1583)
وهي غزوة لخم وجذام قاله إسماعيل بن أبي خالد
وقال ابن إسحاق عن يزيد عن عروة هي بلاد بلي وعذرة وبني القين
[ ش ( لخم وجذام وبلي وعذرة وبني القين ) أسماء لقبائل العرب ] (4/1583)
4100 - حدثنا إسحاق أخبرنا خالد بن عبد الله عن خالد الحذاء عن أبي عثمان
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث عمرو بن العاص على جيش ذات السلاسل قال فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك ؟ قال ( عائشة ) . قلت من الرجال ؟ قال ( أبوها ) . قلت ثم من ؟ قال ( عمر ) . فعد رجالا فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم
[ ر 3462 ] (4/1584)
61 - باب ذهاب جرير إلى اليمن (4/1584)
4101 - حدثني عبد الله بن أبي شيبة العبسي حدثنا ابن إدريس عن إسماعيل ابن أبي خالد عن قيس عن جرير قال
: كنت باليمن فلقيت رجلين من أهل اليمن ذا كلاع وذا عمرو فجعلت أحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لي ذو عمرو لئن كان الذي تذكر من أمر صاحبك لقد مر على أجله منذ ثلاث وأقبلا معي حتى إذا كنا في بعض الطريق رفع لنا ركب من قبل المدينة فسألناهم فقالوا قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم واستخلف أبو بكر والناس صالحون . فقالا أخبر صاحبك أنا قد جئنا ولعلنا سنعود إن شاء الله ورجعا إلى اليمن فأخبرت أبا بكر بحديثهم قال أفلا جئت بهم فلما كان بعد قال لي ذو عمرو يا جرير إن بك علي كرامة وإني مخبرك خبرا إنكم معشر العرب لن تزالوا بخير ما كنتم إذا هلك أمير تأمرتم في آخر فإذا كانت بالسيف كانوا ملوكا يغضبون غضب الملوك ويرضون رضا الملوك
[ ش ( أمر ) شأن وصفة . ( صاحبك ) أي النبي صلى الله عيه وسلم . ( أجله ) موته . ( صالحون ) راضون بمن استخلف عليهم مستقيمون على بيعتهم وأمرهم ثابت ومستقر . ( أخبر صاحبك ) أي أبا بكر رضي الله عنه . ( بعد ) أي بعد أن هاجر ذو عمرو في خلافة عمر رضي الله عنه . ( كرامة ) فضلا . ( ما كنتم ) ما دمتم تفعلون ذلك . ( هلك ) مات . ( تأمرتم في آخر ) تشاورتم فيما بينكم وأقمتم أميرا تختارونه منكم ترضونه وتطيعونه . ( بالسيف ) أي أصبحت الإمارة بالغلبة والقهر ] (4/1584)
62 - باب عزوة سيف البحر وهم يتلقون عيرا لقريش وأميرهم أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه (4/1584)
4102 - حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال
: لما بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثا قبل الساحل وأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح وهم ثلاثمائة فخرجنا وكنا ببعض الطريق فني الزاد فأمر أبو عبيدة بأزواد الجيش فجمع فكان مزودي تمر فكان يقوتنا كل يوم قليلا قليلا حتى فني فلم يكن يصيبنا إلا تمرة تمرة فقلت ما تغني عنكم تمرة ؟ فقال لقد وجدنا فقدها حين فنيت ثم انتهينا إلى البحر فإذا حوت مثل الظرب فأكل منها القوم ثمان عشرة ليلة ثم أمر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعه فنصبا ثم أمر براحلة فرحلت ثم مرت تحتهما فلم تصبهما (4/1585)
4103 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال الذي حفظناه من عمرو بن دينار قال سمعت جابر بن عبد الله يقول
: بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثمائة راكب أميرنا أبو عبيدة ابن الجراح نرصد عير قريش فأقمنا بالساحل نصف شهر فأصابنا جوع شديد حتى أكلنا الخبط فسمي ذلك الجيش جيش الخبط فألقى لنا البحر دابة يقال لها العنبر فأكلنا منه نصف شهر وادهنا من ودكه حتى ثابت إلينا أجسامنا فأخذ أبو عبيدة ضلعا من أضلاعه فنصبه فعمد إلى أطول رجل معه - قال سفيان مرة ضلعا من أضلاعه فنصبه وأخذ رجلا وبعيرا - فمر تحته
قال جابر وكان رجل من القوم نحر ثلاث جزائر ثم نحر ثلاث جزائر ثم نحر ثلاث جزائر ثم إن أبا عبيدة نهاه
وكان عمرو يقول أخبرنا أبو صالح أن قيس بن سعد قال لأبيه كنت في الجيش فجاعوا قال انحر قال نحرت قال ثم جاعوا قال انحر قال نحرت قال ثم جاعوا قال انحر قال نحرت ثم جاعوا قال انحر قال نهيت
[ ش أخرجه مسلم في الصيد والذبائح باب إباحة ميتات البحر رقم 1935
( نرصد ) نقعد على الطريق ونراقب . ( عير قريش ) ابلا محملة بمال التجارة لقريش . ( الخبط ) ما يسقط من ورق الشجر إذا ضربتها بالعصا . ( العنبر ) اسم لنوع من الحيتان يتخذ من جلدها التروس . ( ودكه ) شحمه ودهنه . ( ثابت ) رجعت إلى ما كانت عليه من القوة والسمن ] (4/1585)
4104 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن ابن جريج قال أخبرني عمرو أنه سمع جابرا رضي الله عنه يقول غزونا جيش الخبط وأمر أبو عبيدة فجعنا جوعا شديدا فألقى لنا البحر حوتا ميتا لم نر مثله يقال له العنبر فأكلنا منه نصف شهر فأخذ أبو عبيدة عظما من عظامه فمر الراكب تحته
فأخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرا يقول
: قال أبو عبيدة كلوا فلما قدمنا المدينة ذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال ( كلوا رزقا أخرجه الله أطعمونا إن كان معكم ) . فأتاه بعضهم بعضو فأكله
[ ر 2351 ] (4/1586)
63 - باب حج أبي بالناس في سنة تسع (4/1586)
4105 - حدثنا سليمان بن داود أبو الربيع حدثنا فليح عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة
: إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعثه في الحجة التي أمره النبي صلى الله عليه و سلم عليها قبل حجة الوداع يوم النحر في رهط يؤذن في الناس أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوفن بالبيت عريان
[ ر 362 ]
[ ش ( رهط ) جماعة من الذكور دون العشرة ] (4/1586)
4106 - حدثني عبد الله بن رجاء حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال
: آخر سورة نزلت كاملة براءة وآخر سورة نزلت خاتمة سورة النساء { يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلاله }
[ 4329 ، 4377 ، 6363 ]
[ ش ( براءة ) أي سورة التوبة التي تبدأ بقوله تعالى { براءة } . ( آخر سورة ) آية . ( يستفتونك ) يطلبون منك الفتوى وهي جواب الحادثة وقيل تبين المشكل من الأمر . ( الكلالة ) هو من مات وليس له أصل وارث ولا فرع وقيل هي الورثة غير الأصول والفروع . / النساء 176 / ] (4/1586)
64 - باب وقد بني تميم (4/1586)
4107 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن أبي صخرة عن صفوان بن محرز المازني عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال
: أتى نفر من بني تميم النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( اقبلوا البشرى يا بني تميم ) . قالوا يا رسول الله قد بشرتنا فأعطنا فرئي ذلك في وجهه فجاء نفر من اليمن فقال ( اقبلوا البشرى اذ لم يقبلها بنو تميم ) . قالوا قد قبلنا يا رسول الله
قال ابن إسحاق غزوة عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر بني العنبر من بني تميم . بعثه النبي صلى الله عليه و سلم إليهم فأغار وأصاب منهم ناسا وسبى منهم نساء
[ ر 3018 ]
[ ش ( ابن إسحاق ) صاحب كتاب المغازي هو أصل سيرة ابن هشام . ( أصاب منهم ناسا ) قتلهم وأسرهم . ( سبى ) من السبي وهو ما يؤخذ من نساء الأعداء وأطفالهم ] (4/1587)
4108 - حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: لا أزال أحب بني تميم بعد ثلاث سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه و سلم يقولها فيهم ( هم أشد أمتي على الدجال ) . وكانت منهم سبية عند عائشة فقال ( أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل ) . وجاءت صدقاتهم فقال ( هذه صدقات قوم أو قومي )
[ ر 2405 ] (4/1587)
4109 - حدثني إبراهيم بن موسى حدثنا هشام بن يوسف إن ابن جريج أخبرهم عن ابن أبي ملكية أن عبد الله بن الزبير أخبرهم
: أنه قدم ركب من بني تميم على النبي صلى الله عليه و سلم فقال أبو بكر أمر القعقاع بن معبد بن زرارة قال عمر بل أمر الأقرع بن حابس قال أبو بكر ما أردت إلا خلافي قال عمر ما أردت خلافك فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما فنزل في ذلك { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا } . حتى انقضت
[ 4564 ، 4566 ، 6872 ]
[ ش ( خلافي ) مخالفة قولي . ( فتماريا ) تجادلا وتخصما . ( لا تقدموا ) لا تقطعوا في أمر ولا تحكموا فيه . ( انقضت ) الآيات الأولى من سورة الحجرات وهي { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم . يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون . إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم } / الحجرات 1 - 3 / . ( بين يدي . . ) قبل أن يحكم الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه و سلم ويأذن فيه . ( ترفعوا . . ) لا تجعلوا كلامكم مرتفعا على كلامه صلى الله عليه و سلم في الخطاب . ( ولا تجهروا . . ) إذا كلمتموه وهو صامت فلا تبلغوا بكلامكم الجهر المتعارف بينكم ولا تنادوه باسمه يا محمد بل قولوا يا رسول الله ونبي الله صلى الله عليه و سلم . ( أن تحبط أعمالكم ) خشية أن تبطل أعمالكم الصالحة ويذهب ثوابها . ( يغضون ) يخفضون . ( عند رسول الله ) في مجلسه وأثناء مكالمته . ( امتحن . . ) اختبرها وخلصها من كل شائبة فسوق أو عصيان كما يمتحن الذهب بالنار ليخرج خالصه وتذهب شوائبه ] (4/1587)
65 - باب وفد عبد القيس (4/1587)
4110 - حدثني إسحاق أخبرنا أبو عامر العقدي حدثنا قرة عن أبي جمرة قلت لابن عباس رضي الله عنهما
: إن لي جرة ينتبذ لي نبيذ فيها فأشربه حلوا في جر إن أكثرت منه فجالست القوم فأطلت الجلوس خشيت أن أفتضح فقال قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( مرحبا بالقوم غير خزايا ولا الندامى ) . فقالوا يا رسول الله إن بيننا وبينك المشركين من مضر وإنا لا نصل إليك إلا في أشهر الحرم حدثنا بجمل من الأمر إن عملنا به دخلنا الجنة وندعو به من وراءنا . قال ( آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع الإيمان بالله هل تدرون ما الإيمان بالله ؟ شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وأن تعطوا من المغانم الخمس . وأنهاكم عن أربع ما انتبذ في الدباء والنقير والحنتم والمزفت )
[ ش ( في جر ) في جملة جرار . ( أفتضح ) لما يكاد يظهر علي من اشتباه أفعالي وأقوالي بأفعال السكارى وأقوالهم ] (4/1588)
4111 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أبي جمرة قال سمعت ابن عباس يقول قدم وفد عبد القيس على النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا يا رسول الله إن هذا الحي من ربيعة وقد حالت بيننا وبينك كفار مضر فلسنا نخلص إليك إلا في شهر حرام فمرنا بأشياء نأخذ بها وندعو إليها من وراءنا قال ( آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع الإيمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله - وعقد واحدة - وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن تؤدوا لله خمس ما غنمتم . وأنهاكم عن الدباء والنقير والحنتم والمزفت )
[ ر 53 ] (4/1588)
4112 - حدثنا يحيى بن سليمان حدثني ابن وهب أخبرني عمرو وقال بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث عن بكير أن كريبا مولى ابن عباس حدثه أن ابن عباس وعبد الرحمن بن أزهر والمسور بن مخرمة
: أرسلوا إلى عائشة رضي الله عنها فقالوا اقرأ عليها السلام منا جميعا وسلها عن الركعتين بعد العصر فإنا أخبرنا أنك تصلينهما وقد بلغنا أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عنهما
قال ابن عباس وكنت أضرب مع عمر الناس عنهما
قال كريب فدخلت عليها وبلغتها ما أرسلوني فقالت سل أم سلمة فأخبرتهم فردوني إلى أم سلمة بمثل ما أرسلوني إلى عائشة فقالت أم سلمة سمعت النبي صلى الله عليه و سلم ينهى عنهما وإنه صلى العصر
ثم دخل علي وعندي نسوة من بني حرام من الأنصار فصلاهما فأرسلت إليه الخادم فقلت قومي إلى جنبه فقولي تقول أم سلمة يا رسول الله ألم أسمعك تنهى عن هاتين الركعتين ؟ فأراك تصليهما فإن أشار بيده فاستأخري ففعلت الجارية فأشار بيده فأستأخرت عنه فلما انصرف قال ( يا بنت أبي أمية سألت عن الركعتين بعد العصر إنه أتاني أناس من عبد القيس بالإسلام من قومهم فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر فهما هاتان )
[ ر 1176 ]
[ ش ( بالإسلام من قومهم ) يخبرونني أنهم أسلموا هم وقومهم ويسألونني عن تعاليم الإسلام وشرائعه ] (4/1589)
4113 - حدثني عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا أبو عامر عبد الملك حدثنا إبراهيم هو ابن طهمان عن أبي جمرة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أول جمعة جمعت بعد جمعة جمعت في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم في مسجد عبد القيس بجواثى
يعني قرية من البحرين
[ ر 852 ] (4/1589)
66 - باب وفد بني حنيفة وحديث ثمامة بن أثال (4/1589)
4114 - حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني سعيد بن أبي سعيد أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه قال
: بعث النبي صلى الله عليه و سلم خيلا قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج إليه النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( ما عندك يا ثمامة ) . فقال عندي خير يا محمد إن تقتلني تقتل ذا دم وإن تنعم تنعم على شاكر وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت . فترك حتى كان الغد فقال ( ما عندك يا ثمامة ) . فقال ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر فتركه حتى كان بعد الغد
فقال ما عندك يا ثمامة فقال عندي ما قلت لك فقال ( أطلقوا ثمامة ) . فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله يا محمد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك فأصبح دينك أحب دين إلي والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد إلي وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى ؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه و سلم وأمره أن يعتمر فلما قدم مكة قال له قائل صبوت قال لا ولكن أسلمت مع محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 450 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب ربط الأسير وحبسه . . رقم 1764
( نخل ) وفي نسخة ( نجل ) أي ماء . ( صبوت ) ملت إلى دين غير دينك ودين آبائك ] (4/1589)
4115 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن عبد الله بن أبي حسين حدثنا نافع بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: قدم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فجعل يقول إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته وقدمها في بشر كثير من قومه فأقبل إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه ثابت بن قيس بن شماس وفي يد رسول الله صلى الله عليه و سلم قطعة جريد حتى وقف على مسيلمة في أصحابه فقال ( لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها ولن تعدو أمر الله فيك ولئن أدبرت ليعقرنك الله وإني لأراك الذي أريت فيه ما رأيت وهذا ثابت يجيبك عني ) . ثم انصرف عنه قال ابن عباس فسألت عن قول رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إنك أرى الذي أريت فيه ما رأيت ) . فأخبرني أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( بينا أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب فأهمني شأنهما فأوحي إلي في المنام أن انفخهما فنفختهما فطارا فأولتهما كذابين يخرجان من بعدي ) . أحدهما العنسي والآخر مسيلمة
[ ر 3424 ] (4/1590)
4116 - حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( بينا أنا نائم أتيت بخزائن الأرض فوضع في كفي سواران من ذهب فكبرا علي فأوحي الي أن انفخهما فنفختهما فذهبا فأولتهما الكذابين اللذين أنا بينهما صاحب صنعاء وصاحب اليمامة )
[ 6630 ، وانظر 3424 ]
[ ش أخرجه مسلم في الرؤيا باب رؤيا النبي صلى الله عليه و سلم رقم 2274
( سواران ) مثنى سوار وهو ما يوضع في معصم اليد من الحلي . ( فكبر ) عظم وثقل . ( بينهما ) من حيث المسكن والمنزل . ( صاحب صنعاء ) الأسود العنسي وصنعاء عاصمة اليمن . ( صاحب اليمامة ) مسيلمة الكذاب من بني حنيفة واليمامة مقره وهي على مرحلتين من الطائف ] (4/1591)
4117 - حدثنا الصلت بن محمد قال سمعت مهدي بن ميمون قال سمعت أبا رجاء العطاردي يقول
: كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجرا هو خير منه ألقيناه وأخذنا الآخر فإذا لم نجد حجرا جمعنا جثوة من تراب ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليه ثم طفنا به فإذا دخل رجب قلنا منصل الأسنة فلا ندع رمحا فيه حديدة ولا سهما فيه حديدة إلا نزعناه وألقيناه شهر رجب
وسمعت أبا رجاء يقول كنت يوم بعث النبي صلى الله عليه و سلم غلاما أرعى الإبل على أهلي فلما سمعنا بخروجه فررنا إلى النار إلى مسيلمة الكذاب
[ ش ( جثوة ) شيء من التراب يجمع حتى يصير كوما . ( منصل الأسنة ) أي منزع الحديد من السلاح والأسنة جمع سنان وهو نصل الرمح ] (4/1591)
67 - باب قصة الأسود العنسي (4/1591)
4118 - حدثنا سعيد بن محمد الجرمي حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثني أبي عن صالح عن ابن عبيدة بن نشيط وكان في موضع آخر اسمه عبد الله إن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال
: بلغنا أن مسيلمة الكذاب قدم المدينة فنزل في دار بنت الحارث وكان تحته بنت الحارث بن كريز وهي أم عبد الله بن عامر فأتاه رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه ثابت بن قيس بن شماس وهو الذي يقال له خطيب رسول الله صلى الله عليه و سلم وفي يد رسول الله صلى الله عليه و سلم قضيب فوقف عليه فكلمه فقال له مسيلمة إن شئت خلينا بينك وبين الأمر ثم جعلته لنا بعدك فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( لو سألتني هذا القضيب ما أعطيتكه وإني لأراك الذي أريت فيه ما رأيت وهذا ثابت بن قيس وسيجيبك عني ) . فانصرف النبي صلى الله عليه و سلم
قال عبيد الله بن عبد الله سألت عن عبد الله بن عباس عن رؤيا رسول الله صلى الله عليه و سلم التي ذكر فقال ابن عباس ذكر لي أن رسول الله عليه وسلم قال ( بينا أنا نائم أريت أنه وضع في يدي سواران من ذهب ففظعتهما وكرهتهما فأذن لي فنفختهما فطارا فأولتهما كذابين يخرجان ) . فقال عبيد الله أحدهما العنسي الذي قتله فيروز باليمن والآخر مسيلمة الكذاب
[ ر 3424 ]
[ ش ( ففظعتهما ) من فظع الأمر فهو فظيع إذا جاوز الحد والمقدار في البشاعة أو الشدة ] (4/1591)
68 - باب قصة أهل نجران (4/1591)
4119 - حدثني عباس بن الحسين حدثنا يحيى بن آدم عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة قال
: جاء العاقب والسيد صاحبا نجران إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يريدان أن يلاعناه قال فقال أحدهما لصاحبه لا تفعل فوالله لئن كان نبيا فلاعننا لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا . قالا إنا نعطيك ما سألتنا وابعث معنا رجلا أمينا ولا تبعث معنا إلا أمينا . فقال ( لأبعثن معكم رجلا أمينا حق أمين ) . فاستشرف له أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( قم يا أبا عبيدة بن الجراح ) . فلما قام قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( هذا أمين هذه الأمة )
[ ش ( العاقب ) صاحب مشورتهم واسمه عبد المسيح . ( السيد ) رئيسهم واسمه الأيهم . ( صاحبا نجران ) من أكابر النصارى فيها . ( يلاعناه ) يباهلاه بأن يدعو كل فريق بالعذاب على المبطل . ( ما سألتنا ) الذي طلبته منا من الجزية ] (4/1592)
4120 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت أبا إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة رضي الله عنه قال
: جاء أهل نجران إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا ابعث لنا رجلا أمينا فقال ( لأبعثن إليكم رجلا أمينا حق أمين ) . فاستشرف لها الناس فبعث أبا عبيدة بن الجراح
[ ر 3535 ] (4/1592)
4121 - حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن خالد عن أبي قلابة عن أنس
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح )
[ ر 3534 ] (4/1592)
69 - باب قصة عمان والبحرين (4/1592)
4122 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان سمع ابن المنكدر جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول
: قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لو قد جاء مال البحرين لقد أعطيتك هكذا وهكذا ) . ثلاثا فلم يقدم مال البحرين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما قدم على أبي بكر أمر مناديا فنادى من كان له عند النبي صلى الله عليه و سلم دين أو عدة فليأتني قال جابر فجئت أبا بكر فأخبرته أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لو جاء مال البحرين أعطيتك هكذا وهكذا ) . ثلاثا قال فأعطاني . قال جابر فلقيت أبا بكر بعد ذلك فسألته فلم يعطني ثم أتيته فلم يعطني ثم أتيته الثالثة فلم يعطني فقلت له قد أتيتك فلم تعطني ثم أتيتك فلم تعطني ثم أتيتك فلم تعطني فإما أن تعطيني وإما أن تبخل عني . فقال أقلت تبخل عني ؟ وأي داء أدوأ من البخل قالها ثلاثا ما منعتك من مرة إلا وأنا أريد أن أعطيك
وعن عمرو عن محمد بن علي سمعت جابر بن عبد الله يقول جئته فقال لي أبو بكر عدها فعددتها . فوجدتها خمسمائة فقال خذ مثلها مرتين
[ ر 2174 ] (4/1593)
70 - باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن (4/1593)
وقال أبو موسى عن النبي صلى الله عليه و سلم ( هم مني وأنا منهم )
[ ر 2354 ] (4/1593)
4123 - حدثني عبد الله بن محمد وإسحاق بن نصر قالا حدثنا يحيى بن آدم حدثنا ابن أبي زائدة عن أبيه عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن أبي موسى رضي الله عنه قال قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حينا ما نرى ابن مسعود وأمه إلا من أهل البيت ومن كثرة دخولهم ولزومهم له
[ ر 3552 ] (4/1593)
4124 - حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد السلام عن أيوب عن أبي قلابة عن زهدم قال لما قدم أبو موسى أكرم هذا الحي من جرم وإنا لجلوس عنده وهو يتغدى دجاجا وفي القوم رجل جالس فدعاه إلى الغذاء فقال إني رأيته يأكل شيئا فقذرته فقال هلم فإني رأيت النبي صلى الله عليه و سلم يأكله فقال أني حلفت لا آكله فقال هلم أخبرك عن يمينك إنا أتينا النبي صلى الله عليه و سلم نفر من الأشعريين فاستحملناه فأبى أن يحملنا فاستحملناه فحلف أن لا يحملنا ثم لم يلبث النبي صلى الله عليه و سلم أن أتي بنهب إبل فأمر لنا بخمس ذود فلما قبضناها قلنا تغفلنا النبي صلى
الله عليه وسلم يمينه لا نفلح بعدها أبدا فأتيته فقلت يا رسول الله إنك حلفت أن لا تحملنا وقد حملتنا ؟ قال ( أجل ولكن لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خير منها وتحللتها )
[ ر 2964 ]
[ ش ( جرم ) قبيلة من قبائل العرب . ( هلم ) اسم فعل بمعنى تعال . ( تغفلنا ) اغتنمنا غفلته . ( وتحللتها ) أي خرجت من الإثم فيها وكنت حل منها بفعل الكفارة ] (4/1593)
4125 - حدثني عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم حدثنا سفيان حدثنا أبو صخرة جامع بن شداد حدثنا صفوان بن محرز المازني حدثنا عمران ابن حصين قال جاءت بنو تميم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( أبشروا يا بني تميم ) . قالوا أما إذ بشرتنا فأعطنا فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاء ناس من أهل اليمن فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم ) . قالوا قد قبلنا يا رسول الله
[ ر 3018 ] (4/1594)
4126 - حدثني عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا وهب بن جرير حدثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود
: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( الإيمان ها هنا - وأشار بيده إلى اليمن - والجفاء وغلظ القلوب في الفدادين - عند أصول أذناب الإبل من حيث يطلع قرنا الشيطان - ربيعة ومضر )
[ ر 3126 ]
[ ش ( ربيعة ومضر ) مفتوحان على أنهما يدل من الفدادين وهما ممنوعان من الصرف ويجوز الضم فيهما على أنهما خبر لمبتدأ محذوف التقدير هما ربيعة ومضر ] (4/1594)
4127 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن ذكوان عن أبي هريرة رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم ( أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبا الإيمان يمان والحكمة يمانية والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل والسكينة والوقار في أهل الغنم )
وقال غندر عن شعبة عن سليمان سمعت ذكوان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ش ( أرق أفئدة ) جمع فؤاد قيل هو القلب وقيل هو باطن القلب أو غشاؤه وأي قلوبهم أكثر إشفاقا وتأثرا ] (4/1594)
4128 - حدثنا إسماعيل قال حدثني أخي عن سليمان عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة
: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( الإيمان يمان والفتنة ها هنا ها هنا يطلع قرن الشيطان )
[ ش ( الفتنة ) الفساد والشر واضطراب الأمور . ( ها هنا ) نحو المشرق . ( قرن الشيطان ) المراد ما يثيره الشيطان من الفتن ومن يسعى فيها ويؤجج نيرانها من شياطين الإنس أو المراد بالقرن صفحة الرأس وجانبه فيكون المعنى أن الشيطان ينتصب في محاذاة الشمس حين تطلع فإذا طلعت كانت بين جانبي رأسه فإذا سجد عبدة الشمس كان السجود له ] (4/1595)
4129 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( أتاكم أهل اليمن أضعف قلوبا وأرق أفئدة الفقه يمان الحكمة يمانية )
[ ر 3125 ]
[ ش ( الفقه ) الفهم في دين الله عز و جل ] (4/1595)
4130 - حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال كنا جلوسا مع ابن مسعود فجاء خباب فقال يا أبا عبد الرحمن أيستطيع هؤلاء الشباب أن يقرؤوا كما تقرأ ؟ قال أما إنك لو شئت أمرت بعضهم يقرأ عليك ؟ قال أجل قال أقرأ يا علقمة فقال زيد بن حدير أخو زيد بن حدير أتأمر علقمة أن يقرأ وليس بأقرئنا ؟ قال أما إنك إن شئت أخبرتك بما قال النبي صلى الله عليه و سلم في قومك وقومه ؟ فقرأت خمسين آية من سورة مريم فقال عبد الله كيف ترى ؟ قال قد أحسن قال عبد الله ما أقرأ شيئا إلا وهو يقرؤه ثم التفت إلى خباب وعليه خاتم من ذهب فقال ألم يأن لهذا الخاتم أن يلقى قال أما إنك لن تراه علي بعد اليوم فألقاه
رواه غندر عن شعبة
[ ش ( خباب ) بن الأرث الصحابي المشهور رضي الله عنه . ( قومك وقومه ) يشير إلى ثناء النبي صلى الله عليه و سلم على النخع قوم علقمة وذم بني أسد قوم زيد . ( ألم يأن . . ) ألم يجئ وقت إلقائه ويحمل لبس خباب رضي الله عنه لخاتم الذهب على أنه لم يبلغه التحريم فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم اتخذ خاتما من ذهب ثم نزعه وحرم الذهب على الرجال وكثيرا ما كان أحد الصحابة رضي الله عنهم يسمع حكما أو يشاهد عملا من رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم يغيب عنه في الغزوات ونحوها فيحدث في غيبته نسخ أو تخصيص أو تقييد فيفوته معرفة ما حدث حتى يبلغه ذلك في الوقت المناسب كما حصل هنا مع خباب وابن مسعود رضي الله عنهما ] (4/1595)
71 - باب قصة دوس والطفيل بن عمرو الدوسي (4/1595)
4131 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن ابن ذكوان عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: جاء الطفيل بن عمرو إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال إن دوسا قد هلكت عصت وأبت فادع الله عليهم . فقال ( اللهم اهد دوسا وأت بهم )
[ ر 2779 ] (4/1596)
4132 - حدثني محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة حدثنا إسماعيل عن قيس عن أبي هريرة قال
: لما قدمت على النبي صلى الله عليه و سلم قلت في الطريق
يالية [ يا ليلة ؟ ؟ ] من طولها وعنائها * على أنها من دارة الكفر نجت
وأبق غلام لي في الطريق فلما قدمت على النبي صلى الله عليه و سلم فبايعته فينا أنا عنده إذ طلع الغلام فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( يا أبا هريرة هذا غلامك ) . فقلت هو لوجه الله فأعتقته
[ ر 2393 ] (4/1596)
72 - باب قصة وفد طيئ وحديث عدي بن حاتم (4/1596)
4133 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك عن عمرو بن حريث عن عدي بن حاتم قال
: أتينا عمر في وفد فجعل يدعو رجلا رجلا ويسميهم فقلت أما تعرفني يا أمير المؤمنين ؟ قال بلى أسلمت إذ كفروا وأقبلت إذ أدبروا ووفيت إذ غدروا وعرفت إذ أنكروا . فقال عدي فلا أبالي إذا
[ ش إنظر مسلم فضائل الصحابة باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة . . رقم 2523
( فلا أبالي إذا ) أي إذا كانت لي هذه الفضائل وأكرمني الله بهذا السبق إلى الحق والخير فلا أبالي بشيء بعده ولا يغيرني قدمت على غيري في المواطن أم لا ] (4/1596)
73 - باب حجة الوادع (4/1596)
4134 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثنا مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت
: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في حجة الوادع فأهللنا بعمرة ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من كان معه هدي فليهلل بالحج مع العمرة ثم لا يحل حتى يحل منهما جميعا ) . فقدمت معه مكة وأنا حائض ولم أطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة فشكوت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( انقضي رأسك وامتشطي وأهلي بالحج ودعي العمرة ) . ففعلت فلما قضينا الحج أرسلني رسول الله صلى الله عليه و سلم مع عبد الرحمن بن أبي بر الصديق إلى التنعيم فاعتمرت فقال ( هذه مكان عمرتك ) . قالت فطاف الذين أهلوا بالعمرة بالبيت وبين الصفا والمروة ثم حلوا ثم طافوا طوافا آخر بعد أن رجعوا من منى وأما الذين جمعوا الحج والعمرة فإنما طافوا طوافا واحدا
[ ر 290 ] (4/1596)
4135 - حدثني عمرو بن علي حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا ابن جريج قال حدثني عطاء عن ابن عباس إذا طاف بالبيت فقد حل فقلت من أين قال هذا ابن عباس ؟ قال من قول الله تعالى { ثم محلها إلى البيت العتيق } . ومن أمر النبي صلى الله عليه و سلم أصحابه أن يحلوا في حجة الوادع . قلت إنما كان ذلك بعد المعرف قال كان ابن عباس يراه قبل وبعد
[ ش أخرجه مسلم في الحج باب تقليد الهدي وإشعاره عند الإحرام رقم 1245
( طاف ) طواف الإفاضة . ( حل ) تحلل من إحرامه وإن يسع ويحلق . ( قال هذا ) أخذه واستنبطه حتى قال به . ( محلها . . ) أي محل الناس من إحرامهم إذا وصلت الأنعام المهداة إلى الحرم مكان ذبحها - وهو عند البيت أي الكعبة وما حولها - في وقته - وهو يوم النحر - ويكون ذلك بطواف الإفاضة وهو الركن والزيارة . ( العتيق ) الموضوع قديما لعبادة الله عز و جل . / الحج 33 / . ( المعرف ) موضع التعريف والتعريف هو الوقوف في عرفات يقال عرف الناس إذا شهدوا عرفة فأطلق اسم المكان - وهو المعرف - على الفعل وهو التعريف . ( قبل وبعد ) أي قبل الوقوف وبعده ] (4/1597)
4136 - حدثني بيان حدثنا النضر أخبرنا شعبة عن قيس قال سمعت طارقا عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال
: قدمت على النبي صلى الله عليه و سلم بالبطحاء فقال ( أحججت ) . قلت نعم قال ( كيف أهللت ) . قلت لبيك بإهلال كإهلال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( طف بالبيت وبالصفا والمروة ثم حل ) . فطفت بالبيت وبالصفا والمروة وأتيت امرأة من قيس ففلت رأسي
[ ر 1484 ] (4/1597)
4137 - حدثني إبراهيم بن المنذر أخبرنا أنس بن عياض حدثنا موسى ابن عقبة عن نافع أن ابن عمر أخبره أن حفصة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم أخبرته
: أن النبي صلى الله عليه و سلم أمر أزواجه أن يحللن عام حجة الوادع فقالت حفصة فما يمنعك ؟ فقال ( لبدت رأسي وقلتدت هديي فلست أحل حتى أنحر هديي )
[ ر 1491 ] (4/1597)
4138 - حدثنا أبو اليمان قال حدثني شعيب عن الزهري وقال محمد ابن يوسف حدثنا الأوزاعي قال أخبرني ابن شهاب عن سليمان بن يسار عن ابن عباس رضي الله عنهما
: أن امرأة من خثعم استفتت رسول الله صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع والفضل بن عباس رديف رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله إن فريضة الله على عباده أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستطيع أن يستوي على الراحلة فهل يقضي أن أحج عنه ؟ قال ( نعم )
[ ر 1442 ] (4/1598)
4139 - حدثني محمد حدثنا سريج بن النعمان حدثنا فليح عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
: أقبل النبي صلى الله عليه و سلم عام الفتح وهو مردف أسامة على القصواء ومعه بلال وعثمان بن طلحة حتى أناخ عند البيت ثم قال لعثمان ( ائتنا بالمفتاح ) . فجاءه بالمفتاح ففتح له الباب فدخل النبي صلى
الله عليه وسلم وأسامة وبلال وعثمان ثم أغلقوا عليهم الباب فمكث نهارا طويلا ثم خرج وابتدر الناس الدخول فسبقتهم فوجدت بلالا قائما من وراء الباب فقلت له أين صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال صلى بين ذينك العمودين المقدمين وكان البيت على ستة أعمدة سطرين صلى بين العمودين من السطر المقدم وجعل باب البيت خلف ظهره واستقبل بوجهه الذي يستقبلك حين تلج البيت بينه وبين الجدار . وقال ونسيت أن أسأله كم صلى وعند المكان الذي صلى فيه مرمرة حمراء
[ ر 388 ]
[ ش ( القصواء ) اسم ناقة النبي صلى الله عليه و سلم . ( سطرين ) صفين . ( تلج ) تدخل . ( مرمرة ) من المرمر وهو جنس نفيس من الرخام ] (4/1598)
4140 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثني عروة بن الزبير وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم أخبرتهما
: أن صفية بنت حيي زوج النبي صلى الله عليه و سلم حاضت في حجة الوداع فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( أحابستنا هي ) . فقلت إنها قد أفاضت يا رسول الله وطافت بالبيت فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( فلتنفر )
[ ر 322 ] (4/1598)
4141 - حدثنا يحيى بن سليمان قال أخبرني ابن وهب قال حدثني عمر ابن محمد أن أباه حدثه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
: كنا تنحدث بحجة الوداع والنبي صلى الله عليه و سلم بين أظهرنا ولا ندري ما حجة الوداع فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر المسيح الدجال فأطنب في ذكره وقال ( ما بعث الله من نبي إلا أنذره أمته أنذره نوح والنبيون
من بعده وإنه يخرج فيكم فما خفي عليكم من شأنه فليس يحفى عليكم أن ربكم ليس على ما يخفى عليكم - ثلاثا - إن ربكم ليس بأعور وإنه أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية ألا إن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ألا هل بلغت ) قالوا نعم قال ( اللهم اشهد - ثلاثا - ويلكم أو ويحكم انظروا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض )
[ ر 1655 ]
[ ش ( نتحدث بحجة الوداع ) نتكلم عنها لأن النبي صلى الله عليه و سلم ذكرها دون أن نفهم المراد من الوداع . ( بين أظهرنا ) بيننا . ( فأطنب ) طول . ( عنبة طافية ) بارزة عن سطح وجهه كالعنبة التي تبرز وتخرج عن حد أخواتها من حبات العنقود وكأنها حبة طافية على وجه الماء ] (4/1598)
4142 - حدثنا عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال حدثني زيد بن أرقم
: أن النبي صلى الله عليه و سلم غزا تسع عشرة غزوة وأنه حج بعد أن هاجر حجة واحدة لم يحج بعدها حجة الوداع . قال أبو إسحاق وبمكة أخرى
[ ر 3733 ] (4/1599)
4143 - حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن علي بن مدرك عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن جرير
: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال في حجة الوداع لجرير ( استنصت الناس ) . فقال ( لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض )
[ ر 121 ] (4/1599)
4144 - حدثني محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن محمد عن ابن أبي بكرة عن أبي بكرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان . أي شهر هذا ) . قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال ( أليس ذا الحجة ) . قلنا بلى قال ( فأي بلد هذا ) . قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال ( أليس البلدة ) . قلنا بلى قال ( فبأي يوم هذا ) . قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال ( أليس يوم النحر ) قلنا بلى قال ( فإن دماءكم وأموالكم - قال محمد وأحسبه قال - وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا وستلقون ربكم فسيسألكم عن أعمالكم ألا فلا ترجعوا بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض ألا ليبلغ الشاهد الغائب فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه ) . فكان محمد إذا ذكره يقول صدق محمد صلى الله عليه و سلم ثم قال ( ألا هل بلغت ) . مرتين
[ ر 67 ]
[ ش أخرجه مسلم في القسامة باب تغليظ تحريم الدماء والأعراض والأموال رقم 1679
( البلدة ) أي المحرمة وهي مكة ] (4/1599)
4145 - حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان الثوري عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب أن أناسا من اليهود قالوا لو نزلت هذه الآية فينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا فقال عمر أية آية ؟ فقالوا { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } . فقال عمر إني لأعلم أي مكان أنزلت أنزلت ورسول الله صلى الله عليه و سلم واقف بعرفة
[ ر 45 ] (4/1600)
4146 - حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت
: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فمنا من أهل بعمرة ومنا من أهل بحجة ومنا من أهل بحج وعمرة وأهل رسول الله صلى الله عليه و سلم بالحج فأما من أهل بالحج أو جمع الحج والعمرة فلم يحلوا حتى يوم النحر
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك وقال مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع . حدثنا إسماعيل حدثنا مالك مثله
[ ر 290 ] (4/1600)
4147 - حدثنا أحمد بن يونس حدثنا إبراهيم هو ابن سعد حدثنا ابن شهاب عن عامر بن سعد عن أبيه قال
: عادني النبي صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع من وجع أشفيت منه على الموت فقلت يا رسول الله بلغ بي من الوجع ما ترى وأنا ذو مال ولا يرثني إلا ابنة لي واحدة أفأتصدق بثلثي مالي ؟ قال ( لا ) . قلت أفأتصدق بشطره ؟ قال ( لا ) . قلت فالثلث ؟ قال ( والثلث كثير إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس ولست تنفق نفقة
تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها حتى اللقمة تجعلها في في امرأتك ) . قلت يا رسول الله أأخلف بعد أصحابي ؟ قال ( إنك لن تخلف فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة ولعلك تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم لكن البائس سعد بن خولة ) . رثى له رسول الله صلى الله عليه و سلم أن توفي بمكة
[ ر 56 ] (4/1600)
4148 - حدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا أبو ضمرة حدثنا موسى بن عقبة عن نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما أخبرهم
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حلق رأسه في حجة الوداع (4/1601)
4149 - حدثنا عبيد الله بن سعيد حدثنا محمد بن بكر حدثنا ابن جريج أخبرني موسى بن عقبة عن نافع أخبره ابن عمر
: أن النبي صلى الله عليه و سلم حلق في حجة الوداع وأناس من أصحابه وقصر بعضهم
[ ر 1639 ] (4/1601)
4150 - حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا مالك عن ابن شهاب وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب حدثني عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما أخبره
: أنه أقبل يسير على حمار ورسول الله صلى الله عليه و سلم قائم بمنى في حجة الوداع يصلي بالناس فسار الحمار بين يدي بعض الصف ثم نزل عنه فصف مع الناس
[ ر 76 ] (4/1601)
4151 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن هشام قال حدثني أبي قال
: سئل أسامة وأنا شاهد عن سير النبي صلى الله عليه و سلم في حجته ؟ فقال العنق فإذا وجد فجوة نص
[ ر 1583 ] (4/1601)
4152 - حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن يحيى بن سعيد عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد الخطمي أن أبا أيوب أخبره
: أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع المغرب والعشاء جميعا
[ ر 1590 ] (4/1601)
74 - باب غزوة تبوك وهي غزوة العسرة (4/1601)
4153 - حدثني محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله ابن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال
: أرسلني أصحابي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أسأله الحملان لهم إذ هم معه في جيش العسرة وهي غزوة تبوك فقلت يا نبي الله إن أصحابي أرسلوني إليك لتحملهم فقال ( والله لا أحملكم على شيء ) . ووافقته وهو غضبان ولا أشعر ورجعت حزينا من منع النبي صلى الله
عليه وسلم ومن مخافة أن يكون النبي صلى الله عليه و سلم وجد في نفسه علي فرجعت إلى أصحابي فأخبرتهم الذي قال النبي صلى الله عليه و سلم فلم ألبث إلا سويعة إذ سمعت بلالا ينادي أي عبد الله بن قيس فأجبته فقال أجب رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعوك فلما أتيته قال ( خذ هذين القرينين وهذين القرينين - لستة أبعرة ابتاعهن حينئذ من سعد - فانطلق بهن إلى أصحابك فقل إن الله أو قال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يحملكم على هؤلاء فاركبوهن ) . فانطلقت إليهم بهن فقلت إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يحملكم على هؤلاء ولكني والله لا أدعكم حتى ينطلق معي بعضكم إلى من سمع مقالة رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تظنوا أني حدثتكم شيئا لم يقله رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا لي والله إنك عندنا لمصدق ولنفعلن ما أحببت فانطلق أبو موسى بنفر منهم حتى أتوا الذين سمعوا قول رسول الله صلى الله عليه و سلم منعه إياهم ثم إعطاءهم بعد فحدثوهم بمثل ما حدثهم به أبو موسى
[ ر 2964 ]
[ ش ( وافقته ) صادفته والتقيت به . ( وجد ) غضب . ( سويعة ) تصغير ساعة وهي جزء من الزمان وقد تطلق على جزء من أربعة وعشرين جزءا التي هي مجموع اليوم والليلة . ( القرينين ) تثنية قرين وهو البعير المقرون بآخر ] (4/1602)
4154 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن الحكم عن مصعب ابن سعد عن أبيه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج إلى تبوك واستخلف عليا فقال أتخلفني في الصبيان والنساء ؟ قال ( ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ إلا أنه ليس نبي بعدي )
وقال أبو داود حدثنا شعبة عن الحكم سمعت مصعبا
[ ر 3503 ]
[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه رقم 2404
( استخلف . . ) تركه أميرا على من بقي في المدينة كعادته صلى الله عليه و سلم إذا خرج وأكثرهم من النساء والصبيان ] (4/1602)
4155 - حدثنا عبيد الله بن سعيد حدثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريج قال سمعت عطاء يخبر قال أخبرني صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه قال
: غزوت مع النبي صلى الله عليه و سلم العسرة قال كان يعلى يقول تلك الغزوة أوثق أعمالي عندي . قال عطاء فقال صفوان قال يعلى فكان لي أجير فقاتل إنسانا فعض أحدهما على يد الآخر قال عطاء فلقد أخبرني صفوان أيهما عض الآخر فنسيته قال فانتزع المعضوض يده من في العاض فانتزع إحدى ثنيتيه فأتيا النبي صلى الله عليه و سلم فأهدر ثنيته . قال عطاء وحسبت أنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم ( أفيدع يده في فيك تقضمها كأنها في في فحل يقضمها )
[ ر 2146 ] (4/1603)
75 - باب حديث كعب بن مالك وقول الله عز و جل { وعلى الثلاثة الذين خلفوا } / التوبة 118 / (4/1603)
4156 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب بن مالك وكان قائد كعب من بنيه حين عمي قال سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن قصة تبوك قال كعب
: لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة غزاها الإ في غزوة تبوك غير أني كنت تخلفت في بدر ولم يعاتب أحدا تخلف عنها إنما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد عير قريش حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام وما أحب أن لي بها مشهد بدر وإن كانت بدر أذكر في الناس منها كان من خبري أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر حين تخلفت عنه في تلك الغزاة والله ما اجتمعت عندي قبله راحلتان قط حتى جمعتهما في تلك الغزوة ولم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد غزوة إلا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه و سلم في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا ومفازا وعدوا كثيرا فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم فأخبرهم بوجهه الذي يريد والمسلمون مع رسول الله صلى الله عليه و سلم كثير ولا يجمعهم كتاب حافظ يريد الديوان . قال كعب فما رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أن سيخفى له ما لم ينزل فيه وحي الله وغزا رسول الله صلى
الله عليه وسلم تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال وتجهز رسول الله صلى الله عليه و سلم والمسلمون معه فطفقت أغدو لكي أتجهز معهم فأرجع ولم أقضى شيئا فأقول في نفسي أنا قادر عليه فلم يزل يتمادى بي حتى اشتد بالناس الجد فأصبح رسول صلى الله عليه و سلم والمسلمون معه ولم أقض من جهازي شيئا فقلت أتجهز بعده بيوم أو يومين ثم ألحقهم فغدوت بعد أن فصلوا لأتجهز فرجعت ولم أقض شيئا ثم غدوت ثم رجعت ولم أقض شيئا فلم يزل بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو وهممت أن أرتحل فأدركهم وليتني فعلت فلم يقدر لي ذلك فكنت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله صلى الله عليه و سلم فطفت فيهم أحزنني أني لا أرى إلا رجلا مغموصا عليه النفاق أو رجلا ممن عذر الله من الضعفاء ولم يذكرني رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى بلغ تبوك فقال وهو جالس في القوم بتبوك ( ما فعل كعب ) . فقال رجل من بني سلمة يا رسول الله حبسه برداه ونظره في عطفيه . فقال معاذ بن جبل بئس ما قلت والله يا رسول الله ما علمنا عليه الإ خيرا . فسكت رسول الله صلى الله عليه و سلم . قال كعب بن مالك فلما بلغني أنه توجه قافلا حضرني همي وطفقت أتذكر الكذب وأقول بماذا أخرج من سخطه غدا واستعنت على ذلك بكل ذي رأي من أهلي فلما قيل إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أظل قادما زاح عني الباطل وعرفت أني لن أخرج منه أبدا بشيء فيه كذب فأجمعت صدقه وأصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم قادما وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فيركع فيه ركعتين ثم جلس للناس قلما فعل ذلك جاءه المخلفون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له وكانوا بضعة وثمانين رجلا فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه و سلم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله فجئته فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب ثم قال ( تعال ) . فجئت أمشي حتى جلست يديه فقال لي ( ما خلفك ألم تكن قد ابتعت ظهرك ) . فقلت بلى إني والله - يا رسول الله - لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أن سأخرج من سخطه بعذر ولقد أعطيت جدلا ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخطك علي ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه إني لأرجو فيه عفو الله لا والله ما كان لي من عذر والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أما هذا فقد صدق فقم حتى يقضي الله فيك ) . فقمت وثار رجال من بني سلمة فاتبعوني فقالوا لي والله ما علمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا ولقد عجزت أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بما اعتذر إليه المتخلفون قد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله صلى الله عليه و سلم لك . فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع فأكذب نفسي ثم قلت لهم هل لقي هذا معي أحد ؟ قالوا نعم رجلان قالا مثل ما قلت فقيل لهما مثل ما قيل لك فقلت من هما ؟ قالوا مرارة بن الربيع العمري وهلال بن أمية الواقفي فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا فيهما أسوة فمضيت حين ذكروهما لي ونهى رسول الله صلى الله عليه و سلم المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا حتى تنكرت في نفسي الأرض فما هي التي أعرف فلبثنا على ذلك خمسين ليلة فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم فكنت أخرج فأشهد الصلاة مع المسلمين وأطوف في الأسواق ولا يكلمني أحد وآتي رسول الله صلى الله عليه و سلم فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة فأقول في نفسي هل حرك شفتيه برد السلام علي أم لا ؟ ثم أصلي قريبا منه فأسارقه النظر فإذا أقبلت على صلاتي أقبل إلي وإذا التفت نحوه أعرض عني حتى إذا طال علي ذلك من جفوة الناس مشيت حتى تسورت جدار حائط أبي قتادة وهو ابن عمي وأحب الناس إلي فسلمت عليه فوالله ما رد علي السلام فقلت يا أبا قتادة أنشدك بالله هل تعلمني أحب الله ورسوله ؟ فسكت فعدت له فنشدته فسكت فعدت له فنشدته فقال الله ورسوله أعلم ففاضت عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار
قال فبينا أنا أمشي بسوق المدينة إذا نبطي من أنباط أهل الشأم ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول من يدل على كعب بن مالك فطفق الناس يشيرون له حتى إذا جاءني دفع إلي كتابا من ملك غسان فإذا فيه أما بعد فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة فالحق بنا نواسك . فقلت لما قرأتها وهذا أيضا من البلاء فتيممت بها التنور فسجرته بها حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين إذا رسول رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتيني فقال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمرك أن تعتزل امرأتك فقلت أطلقها أم ماذا أفعل ؟ قال لا بل اعتزلها ولا تقربها . وأرسل إلى صاحبي مثل ذلك فقلت لامرأتي الحقي بأهلك فتكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر
قال كعب فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليس له خادم فهل تكره أن أخدمه ؟ قال ( لا ولكن لا يقربك ) . قالت إنه والله ما به حركة إلى شيء والله ما زال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يومه هذا . فقال لي بعض أهلي لو استأذنت رسول الله صلى الله عليه و سلم في امرأتك كما أذن لامرأة هلال بن أميه أن تخدمه ؟ فقلت والله لا أستأذن فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم وما يدريني ما يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا استأذنته فيها وأنا رجل شاب ؟ فلبثت بعد ذلك عشر ليال حتى كملت لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن كلامنا فلما صليت صلاة الفجر صبح خمسين ليلة وأنا على ظهر بيت من بيوتنا فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الأرض بما رحبت سمعت صوت صارخ أوفى على جبل سلع بأعلى صوته يا كعب بن مالك أبشر قال فخررت ساجدا وعرفت أن قد جاء فرج وآذن رسول الله صلى الله عليه و سلم بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر فذهب الناس يبشروننا وذهب قبل صاحبي مبشرون وركض إلي رجل فرسا وسعى ساع من أسلم فأوفى على الجبل وكان الصوت أسرع من الفرس فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبي فكسوته إياهما ببشراه والله ما أملك غيرهما يومئذ واستعرت ثوبين فلبستهما وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فيتلقاني الناس فوجا فوجا يهونني بالتوبة يقولون لتهنك توبة الله عليك قال كعب حتى دخلت المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم جالس حوله الناس فقام إلى طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني والله ما قام إلي رجل من المهاجرين غيره ولا أنساها لطلحة قال كعب فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه و سلم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يبرق وجهه من السرور ( أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك ) . قال قلت أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله ؟ قال ( لا بل من عند الله ) . وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا سر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك منه فلما جلست
بين يديه قلت يا رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك ) . قلت فإني أمسك سهمي الذي بخيبر فقلت يا رسول الله إن الله إنما نجاني بالصدق وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقا مالقيت . فوالله ما أعلم أحدا من المسلمين أبلاه الله في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم أحسن مما أبلاني ما تعمدت منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم إلى يومي هذا كذبا وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقيت . وأنزل الله على رسوله صلى الله عليه و سلم { لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار - إلى قوله - وكونوا مع الصادقين } . فوالله ما أنعم الله علي من نعمة قط بعد أن هداني للإسلام أعظم في نفسي من صدقي لرسول الله صلى الله عليه و سلم أن لا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوا فإن الله قال للذين كذبوا - حين أنزل الوحي - شر ما قال لأحد فقال تبارك وتعالى { سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم - إلى قوله - فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين }
قال كعب وكنا تخلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه و سلم حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم وأرجأ رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرنا حتى قضى الله فيه فبذلك قال الله { وعلى الثلاثة الذين خلفوا } . وليس الذي ذكر الله مما خلفنا عن الغزو إنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه
[ ر 2606 ]
[ ش أخرجه مسلم في التوبة باب حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه رقم 2769
( قط ) أي زمان مضى . ( أقوى ولا أيسر ) أكثر قوة ويسارا أي غنى . ( راحلتان ) مثنى راحلة وهي ما يصلح للركوب والحمل في الأسفار من الإبل ويصلح للسفر . ( أهبة غزوهم ) وفي نسخة ( عدوهم ) ما يحتاجون إليه في السفر والحرب . ( طابت الثمار والظلال ) نضجت الثمار ولذ للنفوس أكلها وكثرت الظلال بتورق الأشجار ورغبت النفوس أن تتفيأ فيها . ( فطفقت ) أخذت وشرعت . ( اشتد في الناس الجد ) بلغوا غاية اجتهادهم في التجهيز للخروج . ( جهازي ) ما أحتاجه في سفري . ( فصلوا ) خرجوا من المدينة وفارقوها . ( تفارط الغزو ) فات وقته وتقدم . ( مغموصا ) محتقرا مطعونا في دينه أو متهما بنفاق . ( حبسه براده والنظر في عطفيه ) أي منعه من الخروج إعجابه بنفسه ولباسه وبراده مثنى برد وهو الكساء وعطفيه مثنى عطف وهو الجانب . ( قافلا ) راجعا من سفره إلى المدينة . ( سخطه ) غضبه وعدم رضاه عما حصل مني . ( أظل قادما ) دنا قدومه إلى المدينة . ( زاح عني الباطل ) زال عني التفكير في الكذب والتماس الأعذار الباطلة . ( فأجمعت صدقه ) عزمت على أن أصدقه . ( المخلفون ) الذين لم يذهبوا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وتخلفوا عنه . ( علانيتهم ) ظاهرهم . ( سرائرهم ) جمع سريرة وهي ما يكتم في النفوس . ( ابتعت ظهرك ) اشتريت راحلتك . ( جدلا ) فصاحة وقوة حجة وكلام . ( تجد ) تغضب . ( كافيك ذنبك ) يكفيك من ذنبك . ( أسوة ) قدوة . ( تغيروا لنا ) اختلفت أخلاقهم معنا عما كانت عليه من قبل من الود والألفة . ( تنكرت ) تغيرت . ( فاستكانا ) ذلا وخضعا وأصابهما السكون . ( أطوف ) أدور . ( فأسارقه النظر ) أنظر إليه خلسة . ( تسورت ) صعدت على سور الدار . ( حائط ) بستان من نخيل . ( ففاضت عيناي ) انهال دمعهما . ( نبطي ) فلاح . ( دفع إلي ) أعطاني . ( جفاك ) أعرض عنك وقاطعك . ( هوان ) ذل وصغار . ( مضيعة ) حيث يضيع حقك . ( نواسك ) من المواساة وهي التسلية عن المصيبة . ( البلاء ) الاختبار . ( فتيممت ) قصدت . ( فسجرته ) أوقدته بها . ( تعتزل امرأتك ) لا تجامعها وهي عميرة بنت جبير الأنصارية رضي الله عنها . ( ضائع ) قاصر عن القيام بشؤون نفسه . ( حركة إلى شيء ) من جماع ومباشرة وغيرها . ( الحال التي ذكر الله ) في قوله تعالى { وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم . . } / التوبة 118 / . ( أوفى ) أشرف . ( سلع ) جبل معروف في المدينة . ( فخررت ) أسقطت نفسي على الأرض . ( آذن ) أعلم . ( ركض ) استحث من الركض وهو الضرب بالرجل على بطن الفرس لتسرع
( يتبع... ) (4/1603)
( غيرهما ) من جنس الثياب . ( فوجا ) جماعة . ( لتهنك ) من التهنئة وهي المخاطبة بالأمر راجيا أن يكون مبعث سرور له . ( أبلاه ) أنعم عليه أو أختبره . ( وأنزل الله ) أي في توبتنا . ( لقد تاب ) عفا وصفح . ( على النبي ) في اذنه للمنافقين في التخلف عن غزوة تبوك . ( والمهاجرين والأنصار ) فيما وقع في قلوبهم من الميل إلى القعود وعدم الخروج إلى غزوة تبوك . ( إلى قوله ) تتمة الآيات { والأنصار الذي اتبعوه ساعة العسرة من بعد ما كاد أن يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم . وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إلى الله هو التواب الرحيم . يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله } / التوبة 117 - 119 / . ( اتبعوه ) اتبعوا أمره ولبوا دعوته وخرجوا معه . ( ساعة العسرة ) وقت الضيق والشدة فقد كانوا في قلة من المركب والطعام والشراب إلى جانب شدة الحر وبعد المسافة وكثرة العدو مع طيب الثمار والظلال في المدينة . ( كاد يزيغ ) قارب أن تميل قلوب بعضهم عن الحق فيقعدوا عن الخروج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ولكنهم تداركتهم رحمة الله تعالى وعنايته فصبروا واحتسبوا أجرهم عند الله تعالى وندموا على ما هموا به
( تاب عليهم ) ألهمهم الإنابة والرجوع إليه سبحانه لما علم من إخلاصهم وصدق إيمانهم وقبل توبتهم ومعذرتهم . ( وعلى الثلاثة ) وتاب على الثلاثة وهم كعب وصاحباه رضي الله عنهم ( خلفوا ) أخروا عن الحكم بأمرهم . ( ضاقت . . ) حاروا في أمرهم حتى أصبحوا وكأنهم لا يجدون مكانا في الأرض على سعتها يقرون فيه ويطمئنون . ( وضاقت عليهم أنفسهم ) اشتد كربهم وحزنهم حتى أصبحت نفوسهم لا تتسع لأنس ولا سرور . ( ظنوا ) علموا وأيقنوا . ( لا ملجأ من الله إلا إليه ) لا مفر من حكم الله تعالى ولا مجير من عذابه إلا اللجوء إلى استغفاره والتضرع بين يديه والإنابة إليه فذلوا له وخضعوا واستغفروا وصبروا واحتسبوا . ( تاب عليهم ) عفا عنهم وقبل التجاءهم واستغفارهم . ( ليتوبوا ) ليكونوا دائما في جملة التوابين الذين يحبهم الله سبحانه وتعالى . ( كونوا مع الصادقين ) الزموا الصدق دائما في النية والقول والعمل . ( انقلبتم ) رجعتم . ( إلى قوله ) وتتمتها { إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون . يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم . . } / التوبة 95 - 96 / . ( لتعرضوا عنهم ) لتتركوهم ولا تؤنبوهم بسبب تخلفهم . ( فأعرضوا عنهم ) لبو طلبهم ولا تعاتبوهم ودعوهم وما اختاروا لأنفسهم من النفاق . ( إنهم رجس ) بواطنهم خبيثة وأعمالهم قبيحة لا تنفع فيهم موعظة ولا تصلحهم معاتبة ولا تطهرهم طاعة ظاهرة . ( مأواهم ) مسكنهم . ( يكسبون ) من سوء الطوية وانحراف القصد وخبث العمل . ( لترضوا عنهم ) لتقبلوا معذرتهم وينالوا رضاكم فينتفعوا به في الدنيا . ( فإن ترضوا عنهم ) ظاهرا وتعاملوهم معاملة المسلمين . ( فإن الله لا يرضى ) عنهم حقيقة لما يعلم في قلوبهم من النفاق فلا يخلصهم رضاكم عنهم في الدنيا من عذابه يوم القيامة . ( الفاسقين ) الخارجين عن طاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه و سلم . ( تخلفنا . . أمر أولئك ) أي تخلفنا عن الاعتذار مثلهم فلم يقض فينا مثل ما قضى فيهم ] (4/1603)
76 - باب نزول النبي صلى الله عليه و سلم الحجر (4/1603)
4157 - حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
: لما مر النبي صلى الله عليه و سلم بالحجر قال ( لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن تكونوا باكين ) . ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي
[ ش ( لما مر . . ) وهو عائد من غزوة تبوك . ( أجاز الوادي ) قطعه وجاوزه ] (4/1609)
4158 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحاب الحجر ( لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين الإ أن تكونوا باكين أن يصيبكم مثل ما أصابهم )
[ ر 423 ]
[ ش ( لأصحاب الحجر ) أي عند مروره بأصحاب الحجر ] (4/1609)
4159 - حدثنا يحيى بن بكير عن الليث عن عبد العزير بن أبي سلمة عن سعد بن إبراهيم عن نافع بن جبير عن عروة بن المغيرة عن أبيه المغيرة بن شعبة قال
: ذهب النبي صلى الله عليه و سلم لبعض حاجته فقمت أسكب عليه الماء - لا أعلمه إلا قال في غزوة تبوك - فغسل وجهه وذهب يغسل ذراعيه فضاق عليه كما الجبة فأخرجهما من تحت جبته فغسلهما ثم مسح على خفيه
[ ر 180 ]
[ ش ( لا أعلمه إلا قال . . ) قائل هذا أحد الرواة أي لا أحفظ وأذكر إلا أن المغيرة رضي الله عنه قال أسكب عليه الماء في غزوة تبوك ] (4/1609)
4160 - حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان قال حدثني عمرو بن يحيى عن عباس بن سهل بن سعد عن أبي حميد قال
: أقبلنا مع النبي صلى الله عليه و سلم من غزوة تبوك حتى إذا أشرفنا على المدينة قال ( هذه طابة وهذا أحد جبل يحبنا ونحبه )
[ ر 1411 ] (4/1610)
4161 - حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا حميد الطويل عن أنس بن مالك رضي الله عنه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رجع من غزوة بتوك فدنا من المدينة فقال ( إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم ) . قالوا يا رسول الله وهم بالمدينة ؟ قال ( وهم بالمدينة حبسهم العذر )
[ ر 2684 ] (4/1610)
77 - باب - كتاب النبي صلى الله عليه و سلم إلى كسرى وقيصر (4/1610)
4162 - حدثنا إسحاق حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن ابن عباس أخبره
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث بكتابه إلى كسرى مع عبد الله ابن حذافة السهمي فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى فلما قرأه مزقه فحسبت أن ابن المسيب قال فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يمزقوا كل ممزق
[ ر 64 ] (4/1610)
4163 - حدثنا عثمان بن الهيثم حدثنا عوف عن الحسن عن أبي بكرة قال
: لقد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه و سلم أيام الجمل بعد ما كدت أن ألحق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم قال لما بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى قال ( لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة )
[ 6686 ]
[ ش ( أيام الجمل ) أي كان إنتفاعي بتلك الكلمة أيام وقعة الجمل التي وقعت بين علي رضي الله عنه ومن معه وعائشة رضي الله عنها ومن معها وسميت بذلك لأن عائشة رضي الله عنها كانت تركب في هودج على جمل كان مرجع الناس ورمز ارتباطهم وحوله كانوا يلتفون وعن التي تركبه يدافعون وإليه الخصم في ضرباتهم يسددون . وكان إنتفاع أبي بكرة رضي الله عنه بتلك الكلمة أن كفته عن الخروج والمشاركة في الفتنة . ( لن يفلح ) لا يظفرون بالخير ولا يبلغون ما فيه النفع لأمتهم . ( ولوا أمرهم امرأة ) جعلوا لها ولاية عامة من رئاسة أو وزارة أو إدارة أو قضاء ] (4/1610)
4164 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال سمعت الزهري عن السائب بن يزيد يقول
: أذكر أني خرجت مع الغلمان إلى ثنية الوداع نتلقى رسول الله صلى الله عليه و سلم
وقال سفيان مرة مع الصبيان
حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن الزهري عن السائب أذكر أني خرجت مع الصبيان نتلقى النبي صلى الله عليه و سلم إلى ثنية الوداع مقدمة غزوة تبوك
[ ر 2917 ] (4/1610)
78 - باب مرض النبي صلى الله عليه و سلم ووفاته (4/1610)
وقوله تعالى { إنك ميت وإنهم ميتون . ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون } / الزمر 30 - 31 /
[ ش ( إنك ميت . . ) كان المشركون يتربصون موته صلى الله عليه و سلم فأنزل الله تعالى هذه الآية تبين أن الموت سيعم الجميع فلا معنى للتربص أو الشماته فيه ولكن التربص والشماته فيما يكون من نهاية بعد الموت . ( تختصمون ) كل منكم يدلي بحجته ويتحقق المحق من المبطل ويقضى بينكم بالعدل وينال كل جزاء عمله ] (4/1610)
4165 - وقال يونس عن الزهري قال عروة قالت عائشة رضي الله عنها
: كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول في مرضه الذي مات فيه ( يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر فهذا أوان وجدت إنقطاع أبهري من ذلك السم )
[ ش ( الطعام ) الشاة المسمومة التي أهديت له نظر 2998 . ( أوان ) وقت وحين . ( وجدت ) شعرت . ( انقطاع ) قرب انقطاعه . ( أبهري ) عرق مرتبط بالقلب إذا انقطع مات الإنسان ] (4/1611)
4166 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن أم الفضل بنت الحارث قالت
: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ في المغرب بالمرسلات عرفا ثم ما صلى لنا بعدها حتى قبضه الله
[ ر 729 ] (4/1611)
4167 - حدثنا محمد بن عرعرة حدثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال
: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدني ابن عباس فقال له عبد الرحمن بن عوف إن لنا أبناء مثله فقال إنه من حيث تعلم فسأل عمر ابن عباس عن هذه الآيه { إذا جاء نصرالله والفتح } فقال أجل رسول الله صلى الله عليه و سلم أعلمه إياه فقال ما أعلم منها إلا ما تعلم
[ ر 3428 ] (4/1611)
4168 - حدثنا قتيبة حدثنا سفيان عن سليمان الأحول عن سعيد بن جبير قال قال ابن عباس
: يوم الخميس وما يوم الخميس ؟ اشتد برسول الله صلى الله عليه و سلم وجعه فقال ( ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ) . فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا ما شأنه أهجر استفهموه ؟ فذهبوا يردون عليه فقال ( دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه ) . وأوصاهم بثلاث قال ( أخرجوا المشركين من الجزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ) . وسكت عن الثالثة أو قال فنسيتها
[ ر 114 ] (4/1612)
4169 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس رضي
الله عنهما قال
: لما حضر رسول الله صلى الله عليه و سلم وفي البيت رجال فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده ) . فقال بعضهم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله . فاختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم كتابا لا تضلون بعده ومنهم من يقول غير ذلك فلما أكثروا اللغو والاختلاف قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( قوموا ) . قال عبيد الله فكان ابن عباس إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه و سلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم
[ ر 114 ]
[ ش أخرجه مسلم في الوصية باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه رقم رقم 1637
( هلموا ) تعالوا وأقبلوا علي . ( بعضهم ) هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه ] (4/1612)
4170 - حدثنا يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت
: دعا النبي صلى الله عليه و سلم فاطمة عليها السلام في شكواه الذي قبض فيه فسارها بشيء فبكت ثم دعاها فسارها بشيء فضحكت فسألناها عن ذلك فقالت سارني النبي صلى الله عليه سلم أنه يقبض في وجعه الذي
توفي فيه فبكيت ثم سارني فأخبرني أني أول أهل بيته يتبعه فضحكت
[ ر 3426 ] (4/1612)
4171 - حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثني شعبة عن سعد عن عروة عن عائشة قالت
: كنت أسمع أنه لا يموت نبي حتى يخير بين الدنيا والآخرة فسمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول في مرضه الذي مات فيه وأخذته بحة يقول ( { مع الذين أنعم الله عليهم } ) . الآية فظننت أنه خير
[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب في فضل عائشة رضي الله عنها رقم 2444
( يخير بين الدنيا والآخرة ) يخير بين أن يؤجل في الحياة حتى يرى ما يفتح على أمته وما يكون لها من شأن في الدنيا أو يعجل له الموت قبل ذلك . ( بحة ) شيء يعترض في مجاري التنفس فيتغير به الصوت ويغلظ . ( الآية ) / النساء 69 / . وتتمتها { من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا . . } أي رفقاء في الجنة في جوار الرحمن جل وعلا ] (4/1612)
4172 - حدثنا مسلم حدثنا شعبة عن سعد عن عروة عن عائشة قالت
: لما مرض النبي صلى الله عليه و سلم المرض الذي مات فيه جعل يقول ( في الرفيق الأعلى )
[ ش ( في الرفيق الأعلى ) الرفيق اسم جنس يشمل الواحد والجماعة أي
ألحقني وأدخلني في جملة الرفقاء الذين خصصتهم بالمكانة الرفيعة في أعلى الجنان وهم المذكورون في آية النساء السابقة ] (4/1613)
4173 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني عروة ابن الزبير أن عائشة قالت
: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو صحيح يقول ( إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده في الجنة ثم يحيا أو يخير ) . فلما اشتكى وحضره القبض ورأسه على فخذ عائشة غشي عليه فلما أفاق شخص بصره نحو سقف البيت ثم قال ( اللهم في الرفيق الأعلى ) . فقلت إذا لا يجاورنا فعرفت أنه حديثه الذي كان يحدثنا وهو صحيح
[ 4176 ، 4194 ، 4310 ، 5350 ، 5988 ، 6144 ، وانظر 850 ]
[ ش ( يقبض ) يموت . ( يحيا ) يسلم عليه سلام الوداع أو يملك إليه أمره . ( شخص ) ارتفع أو فتح عينيه . ( لا يجاورنا ) لا يبقى حيا في جوارنا وفي رواية ( لا يختارنا ) أي لا يختار البقاء في الدنيا . ( فعرفت أنه حديثه . . ) أي عرفت من قوله أنه يخير كما كان يحدث عن تخيير الأنبياء عليهم السلام ] (4/1613)
4174 - حدثنا محمد حدثنا عفان عن صخر بن جويرية عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة
: دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي صلى الله عليه و سلم وأنا مسندته إلى صدري ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به فأبده رسول الله صلى الله عليه و سلم بصره فأخذت السواك فقضمته ونفضته وطيبته ثم دفعته إلى النبي صلى الله عليه و سلم فاستن به فما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم استن استنانا قط أحسن منه فما عدا أن فرغ رسول الله صلى الله عليه و سلم رفع يده أو إصبعه ثم قال ( في الرفيق الأعلى ) . ثلاثا ثم قضى وكانت تقول مات بين حاقنتي وذاقنتي
[ ر 850 ، وانظر 4171 ]
[ ش ( فأبده ) مد نظره إليه وفي نسخة ( فأمده ) . ( فقضمته ) مضغته والقضم الأخذ بطرف الأسنان وفي رواية ( فقصمته ) أي كسرته وقطعته . ( طيبته ) أي نظفته بالماء من استياك عبد الرحمن رضي الله عنه به . ( فما عدا أن فرغ ) ما تجاوز الفراغ من السواك . ( حاقنتي وذاقنتي ) أي مات صلى الله عليه و سلم ورأسه بين حنكها وصدرها والحاقنة ما دون الترقوة من الصدر وقيل غير ذلك والذاقنة طرف الحلقوم وقيل غير ذلك ] (4/1613)
4175 - حدثني حبان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن ابن شهاب قال أخبرني عروة أن عائشة رضي الله عنها أخبرته
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات ومسح عنه يبده فلما اشتكى وجعه الذي توفي فيه طفقت إنفث على نفسه بالمعوذات التي كان ينفث وأمسح بيد النبي صلى الله عليه و سلم عنه
[ 4728 ، 4729 ، 5403 ، 5416 ، 5419 ، 5960 ]
[ ش أخرجه مسلم في السلام باب رقية المريض بالمعوذات والنفث رقم 2192
( اشتكى ) مرض . ( نفث ) تفل بريق خفيف أو بدونه . ( بالمعوذات ) بسورتي الفلق والناس . وقيل يضم إليهما سورة الإخلاص ] (4/1614)
4176 - حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد العزيز بن مختار حدثنا هشام ابن عروة عن عباد بن عبد الله بن الزبير أن عائشة أخبرته أنها سمعت النبي صلى الله عليه و سلم وأصغت إليه قبل أن يموت وهو مسند إلى ظهره يقول ( اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى )
[ ر 4171 ] (4/1614)
4177 - حدثنا الصلت بن محمد حدثنا أو عوانة عن هلال الوزان عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت
: قال النبي صلى الله عليه و سلم في مرضه الذي لم يقم منه ( لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) . قالت عائشة لولا ذلك لأبرز قبره خشي أن يتخذ مسجدا
[ ر 425 ] (4/1614)
4178 - حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت
: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه و سلم واشتد وجعه استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي فأذن له فخرج وهو بين الرجلين تخط رجلاه في الأرض بين عباس بن عبد المطلب وبين رجل آخر
قال عبيد الله فأخبرت عبد الله بالذي قالت عائشة فقال لي عبد الله بن عباس هل تدري من الرجل الآخر الذي لم تسم عائشة ؟ قال قلت لا قال ابن عباس هو علي بن أبي طالب
وكانت عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم تحدث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما دخل بيتي واشتد به وجعه قال ( هريقوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن لعلي أعهد إلى الناس ) . فأجلسناه في مخضب لحفصة زوج النبي صلى الله عليه و سلم ثم طفقنا نصب عليه من تلك القرب حتى طفق يشير إلينا بيده ( أن قد فعلتن ) . قالت ثم خرج إلى الناس فصلى بهم وخطبهم
[ ر 195 ] (4/1614)
4179 - وأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عائشة وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم قالا لما نزل برسول الله صلى الله عليه و سلم طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم كشفها عن وجهه وهو كذلك يقول ( لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) . يحذر ما صنعوا
[ ر 425 ] (4/1615)
4180 - أخبرني عبيد الله أن عائشة قالت
: لقد راجعت رسول الله صلى الله عليه و سلم في ذلك وما حملني على كثرة مراجعته الإ أنه لم يقع في قلبي أن يحب الناس بعده رجلا قام مقامه أبدا ولا كنت أرى أنه لن يقوم أحد مقامه إلا تشاءم الناس به فأردت أن يعدل ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أبي بكر
رواه ابن عمر وأبو موسى وابن عباس رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 195 ، 646 ، 650 ، 655 ]
[ ش أخرجه مسلم في الصلاة باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر رقم 418 ] (4/1615)
4181 - حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني ابن الهاد عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت
: مات النبي صلى الله عليه و سلم وانه لبين حاقنتي وذاقنتي فلا أكره شدة الموت لأحد أبدا بعد النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 850 ] (4/1615)
4182 - حدثني إسحاق أخبرنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة قال حدثني أبي عن الزهري قال أخبرني عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري وكان كعب بن مالك أحد الثلاثة الذين تيب عليهم أن عبد الله بن عباس أخبره أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خرج من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم في وجعه الذي توفي فيه فقال الناس يا أبا الحسن كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال أصبح بحمد الله بارئا فأخذ بيده عباس بن عبد المطلب فقال له أنت والله بعد ثلاث عبد العصا وأاني والله لأرى رسول الله صلى الله عليه و سلم سوف يتوفى من وجعه هذا إني لأعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت اذهب بنا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلنسأله فيمن هذا الأمر إن كان فينا علمنا ذلك وإن كان في غيرنا علمناه فأوصى بنا . فقال علي إنا والله لئن سألناها رسول الله صلى الله عليه و سلم فمنعناها لا يعطيناها الناس بعده واين والله لا أسألها رسول الله صلى الله عليه و سلم
[ 5911 ]
[ ش ( أحد الثلاثة ) المؤمنين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك وصدقوا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه و سلم فتاب عليهم انظر 4156 . ( بارئا ) اسم فاعل من برأ أي أفاق من المرض . ( عبد العصا ) كناية عن أنه يصير تابعا لغيره ويقصد أن النبي صلى الله عليه و سلم يموت بعد ثلاثة أيام ويختار غيرك للإمارة وتصير أنت مأمورا عليك ومعرفة العباس رضي الله عنه الموت في جه رسول الله صلى الله عليه و سلم قوة فراسة منه . ( الأمر ) الخلافة ] (4/1615)
4183 - حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب قال حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه
: أن المسلمين بينا هم في الصلاة الفجر من يوم الإثنين وأبو بكر يصلي لهم لم يفجأهم إلا ورسول الله صلى الله عليه و سلم قد كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاة ثم تبسم يضحك فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف وظن أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد أن يخرج إلى الصلاة . فقال أنس وهم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم فرحا برسول الله صلى الله عليه و سلم فأشار إليهم بيده رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أن أتموا صلاتكم ) . ثم دخل الحجرة وأرخى الستر
[ ر 648 ] (4/1616)
4184 - حدثني محمد بن عبيد حدثنا عيسى بن يونس عن عمر ابن سعيد قال أخبرني ابن أبي مليكة أن أبا عمرو ذكوان مولى عائشة أخبره أن عائشة كانت تقول
: إن من نعم الله علي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته دخل علي عبد الرحمن وبيده السواك وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه و سلم فرأيته ينظر إليه وعرفت أنه يحب السواك فقلت آخذه لك ؟ فأشار برأسه ( أن نعم ) . فتناولته فاشتد عليه وقلت الينه لك ؟ فأشار برأسه ( أن نعم ) . فلينته فأمره وبين يديه ركوة أو علبة - يشك عمر - فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه يقول ( لا إله الإ الله إن للموت سكرات ) . ثم نصب يده فجعل يقول ( اللهم في الرفيق الأعلى ) . حتى قبض ومالت يده
[ ش ( فاشتد عليه ) أي الوجع . ( فأمره ) أي أمره على أسنانه فاستاك به وفي رواية ( بأمره ) . ( ركوة ) وعاء من جلد يحلب فيه . ( يشك عمر ) هو ابن سعيد الرواي يشك هل قالت ركوة أوعلبة وكلاهما بمعنى واحد . ( سكرات ) جمع سكرة وهي الشدة ] (4/1616)
4185 - حدثنا إسماعيل قال حدثني سليمان بن بلال حدثنا هشام بن عروة أخبرني أبي عن عائشة رضي الله عنها
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه يقول ( أين أنا غدا أين أنا غدا ) . يريد يوم عائشة فأذن له أزواجه يكون حيث شاء فكان في بيت عائشة حتى مات عندها قالت عائشة فمات في اليوم الذي يدور علي فيه في بيتي فقبضه الله وإن رأسه لبين نحري وسحري وخالط ريقه ريقي . ثم قالت دخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك يستن به فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت له أعطني هذا السواك يا عبد الرحمن فأعطانيه فقضمته ثم مضغته
فأعطيته رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستن به وهو مستند إلى صدري
[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب فضل عائشة رضي الله عنها رقم 2443
( فقضمته ) كسرت منه بأطراف أسناني من الجزء الذي كان يستاك به عبد الرحمن رضي الله عنه ] (4/1617)
4186 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها قالت
: توفي النبي صلى الله عليه و سلم في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري وكانت إحدانا تعوذه بدعاء إذا مرض فذهبت أعوذه فرفع رأسه إلى السماء وقال ( في الرفيق الأعلى في الرفيق الأعلى ) . ومر عبد الرحمن بن أبي بكر وفي يده جريدة رطبة فنظر اليه النبي صلى الله عليه و سلم فظننت أن له بها حاجة فأخذتها فمضغت رأسها ونفضتها فدفعنها إليه فاستن بها كأحسن ما كان مستنا ثم ناولنيها فسقطت يده أو سقطت من يده فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة
[ ر 850 ]
[ ش ( تعوذه ) تقرأ عليه ما تحصنه به من أسماء الله تعالى والأدعية . ( جريدة ) قطعة من غصن النخيل . ( فظننت ) فعرفت ] (4/1617)
4187 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني أبو سلمة أن عائشة أخبرته
: أن أبا بكر رضي الله عنه أقبل على فرس من مسكنه بالسنح حتى نزل فدخل المسجد فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة فتيمم رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو مغشي بتوب جبرة فكشف عن وجهه ثم أكب عليه فقبله وبكى ثم قال بأبي أنت وأمي والله لا يجمع الله عليك موتتين أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها
قال الزهري حدثني أبو سلمة عن عبد الله بن عباس أن أبا بكر خرج وعمر بن الخطاب يكلم الناس فقال اجلس يا عمر فأبى عمر أن يجلس فأقبل الناس إليه وتركوا عمر فقال أبو بكر أما بعد فمن كان منكم يعبد محمدا صلى الله عليه و سلم فإن محمدا قد مات ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت . قال الله { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل - إلى قوله - الشاكرين } . وقال والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر فتلقاها منه الناس كلهم فما أسمع بشرا من الناس إلا يتلوها
فأخبرني سعيد بن المسيب أن عمر قال والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى ما تقلني رجلاي وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها علمت أن النبي صلى الله عليه و سلم قد مات
[ ر 1184 ]
[ ش ( مغشى ) مغطى . ( حبرة ) ثوب يماني . ( فعقرت ) انهارت قواي وسقطت وفي نسخة ( فعقرت ) بفتح العين أي دهشت وتحيرت . ( تقلني ) تحملني ] (4/1618)
4188 - حدثني عبد الله بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن موسى ابن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة وابن عباس
: أن أبا بكر رضي الله عنه قبل النبي صلى الله عليه و سلم بعد موته
[ 5382 ] (4/1618)
4189 - حدثنا علي حدثنا يحيى وزاد قالت عائشة
: لددناه في مرضه فجعل يشير إلينا أن لا تلدوني فقلنا كراهية المريض للدواء فلما أفاق قال ( ألم أنهكم يشير الينا أن لا تلدوني فقلنا كراهية المريض للدواء فلما أفاق قال ( ألم أنهكم ان تلدوني ) . قلنا كراهية المريض للدواء فقال ( لا يبقى أحد في البيت إلا لد وأنا أنظر إلا العباس فإنه لم يشهدكم )
رواه ابن أبي الزناد عن هشام عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ 5382 ، 6492 ، 6501 ]
[ ش أخرجه مسلم في السلام باب كراهة التداوي باللدود رقم 2213
( لددناه ) جعلنا في جانب فمه دواء بغير اختباره فهذا هو اللد والاسم منه اللدود والذي جعل في الحلق يسمى الوجور والذي يجعل في الأنف السعوط . ( كراهية المريض للدواء ) أي يقول هذا كراهية للدواء كما يكرهه كل مريض ] (4/1618)
4190 - حدثنا عبد الله بن محمد أخبرنا أزهر أخبرنا ابن عون عن إبراهيم عن الأسود قال ذكر عند عائشة
: أن النبي صلى الله عليه و سلم أوصى إلى علي فقالت من قاله لقد رأيت النبي صلى الله عليه و سلم وإني لمسندته إلى صدري فدعا بالطست فانحنث فمات فما شعرت فكيف أوصى إلى علي ؟
[ ر 2590 ] (4/1619)
4191 - حدثنا أبو نعيم حدثنا مالك بن مغول عن طلحة قال سألت عبد الله ابن أبي أوفى رضي الله عنهما
: أوصى النبي صلى الله عليه و سلم ؟ فقال لا فقلت كيف كتب على الناس وصية أو أمروا بها ؟ قال أوصى بكتاب الله
[ ر 2589 ] (4/1619)
4192 - حدثنا قتيبة حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عمرو بن الحارث قال
: ما ترك النبي صلى الله عليه و سلم دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها وسلاحه وأرضا جعلها لابن السبيل صدقة
[ ر 2588 ]
[ ش ( لابن السبيل ) المسافر الذي لم يبقى لديه من النفقة ما يبلغه مقصده . ( صدقة ) أي موقوفة ] (4/1619)
4193 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن ثابت عن أنس قال لما ثقل النبي صلى الله عليه و سلم جعل يتغشاه فقالت فاطمة عليها السلام واكرب أباه فقال لها ( ليس على أبيك كرب بعد اليوم ) . فلما مات قالت يا أبتاه أجاب ربا دعاه يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه يا أبتاه إلى جبريل ننعاه . فلما دفن قالت فاطمة عليها السلام يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم التراب
[ ش ( يتغشاه ) يغطيه ما اشتد به من مرض فيأخذ بنفسه ويغمه . ( واكرب أباه ) أندب ما يصيب أبي من هم وغم وثقل . ( ننعاه ) من نعى الميت إذا أذاع موته وأخبر به . ( أطابت ) كيف طابت ورضيت مع حبكم الشديد له . ( تحثوا ) تهيلوا وتدفعوا وتضعوا ] (4/1619)
79 - باب آخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه و سلم (4/1619)
4194 - حدثنا بشر بن محمد حدثنا عبد الله قال يونس قال الزهري أخبرني سعيد بن المسيب في رجال من أهل العلم أن عائشة قالت
: كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول وهو صحيح ( إنه لم يقبض نبي
حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخير ) . فلما نزل به ورأسه على فخذي غشي عليه ثم أفاق فأشخص بصره إلى سقف البيت ثم قال ( اللهم الرفيق الأعلى ) . فقلت إذا لا يختارنا وعرفت أنه الحديث الذي كان يحدثنا وهو صحيح قالت فكانت آخر كلمة تكلم بها ( اللهم الرفيق الأعلى )
[ ر 4171 ] (4/1620)
80 - باب وفاة النبي صلى الله عليه و سلم (4/1620)
4195 - حدثنا أو نعيم حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهم
: أن النبي صلى الله عليه و سلم لبث بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن وبالمدينة عشرا
[ 4694 ] (4/1620)
4196 - حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها
: أن الرسول صلى الله عليه و سلم توفي وهو ابن ثلاث وستين
قال ابن شهاب وأخبرني سعيد بن المسيب مثله
[ ر 3343 ] (4/1620)
4197 - حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت
: توفي النبي صلى الله عليه و سلم ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين . يعني صاعا من شعير
[ ر 1962 ] (4/1620)
81 - باب بعث النبي صلى الله عليه و سلم أسامة بن زيد رضي الله عنهما في مرضه الذي توفي فيه (4/1620)
4198 - حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن الفضيل بن سليمان حدثنا موسى بن عقبة عن سالم عن أبيه
: استعمل النبي صلى الله عليه و سلم أسامة فقالوا فيه فقال النبي صلى
الله عليه وسلم ( قد بلغني أنكم قلتم في أسامة وإنه أحب الناس إلي ) (4/1620)
4199 - حدثنا إسماعيل حدثنا مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد فطعن الناس في إمارته فقام النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل وايم الله إن كان لخليفا للإمارة وإن كان لمن أحب الناس لي وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده )
[ ر 3542 ] (4/1620)
4200 - حدثنا أصبغ قال أخبرني ابن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن ابن أبي حبيب عن أبي الخير عن الصنابحي أنه قال له
: متى هاجرت ؟ قال خرجنا من اليمن مهاجرين فقدمنا الجحفة فأقبل راكب فقلت له الخبر ؟ فقال دفنا النبي صلى الله عليه و سلم منذ خمس قلت هل سمعت في ليلة القدر شيئا ؟ قال نعم أخبرني بلال مؤذن النبي صلى الله عليه و سلم أنه سمع في السبع في العشر الأواخر
[ ش ( الجحفة ) موضع بين مكة والمدينة يحرم منه الحاج القادم من بلاد الشام ونحوها . ( الخبر ) ماذا عندك من أخبار المدينة . ( في ليلة القدر ) أي في بيان وقتها . ( السبع . . ) ليلة السابع والعشرين منه ] (4/1621)
82 - باب كم غزا النبي صلى الله عليه و سلم (4/1621)
4201 - حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال سألت زيد بن أرقم رضي الله عنه
: كم غزوت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال سبع عشرة قلت كم غزا النبي صلى الله عليه و سلم ؟ قال تسع عشرة
[ ر 3733 ] (4/1621)
4202 - حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق حدثنا البراء رضي الله عنه قال
: غزوت مع النبي صلى الله عليه و سلم خمس عشرة (4/1621)
4203 - حدثني أحمد بن الحسن حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال حدثنا معتمر بن سليمان عن كهمس عن ابن بريدة عن أبيه قال
: غزا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ست عشرة غزوة
[ ش أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب عدد غزوات النبي صلى الله
عليه وسلم رقم 1814 ]
بسم الله الرحمن الرحيم (4/1621)
68 - كتاب التفسير (4/1621)
{ الرحمن الرحيم } اسمان من الرحمة الرحيم والراحم بمعنى واحد كالعليم والعالم (4/1621)
1 - باب ماجاء في فاتحة الكتاب (4/1621)
وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف ويبدأ بقراءتها في الصلاة . والدين الجزاء في الخير والشر كما تدين ندان
[ ش ( أم الكتاب ) الأم في اللغة أصل الشيء والذي يتبعه ما يليه والكتاب القرآن . ( كما تدين تدان ) كما تفعل تجازى ]
وقال مجاهد { بالدين } / الماعون 1 / / الانفطار 9 / بالحساب . { مدينين } / الواقعة 86 / محاسبين (4/1621)
4204 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة قال حدثني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد بن المعلى قال
: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم أجبه فقلت يا رسول الله إني كنت أصلي فقال ( ألم يقل الله { استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم } ) . ثم قال لي ( لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ) . ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت له ألم تقل ( لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن ) . قال ( { الحمد لله رب العالمين } هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته )
[ 4370 ، 4426 ، 4720 ]
[ ش ( لما يحييكم ) لما فيه حياتكم الحقيقية هو شرائع الإسلام لأن فيها حياة القلوب في الدنيا والنجاة في الآخرة . / الأنفال 24 / . ( أعظم السور ) من حيث كثرة الثواب لقارئها وفي نسخة ( أعظم سورة ) . ( السبع المثاني ) فهي سبع آيات وتثنى - أي تكرر - قراءتها في كل ركعة من التثنية وهي التكرير . وليس لأبي سعيد بن المعلى في البخاري سوى هذا الحديث ] (4/1623)
2 - باب { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } (4/1623)
4205 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( إذا قال الإمام { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } . فقالوا آمين فمن وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه )
[ ر 747 ]
سورة البقرة (4/1623)
3 - باب قول الله { وعلم آدم الأسماء كلها } / 31 / (4/1623)
4206 - حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم . قال لي خليفة حدثنا يزيد ابن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا فيأتون آدم فيقولون أنت أبو الناس خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا . فيقول لست هناكم ويذكر ذنبه فيستحي ائتونا نوحا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض . فيأتون فيقول لست هناكم ويذكر سؤاله ربه ما ليس ليه به علم فيستحي فيقول ائتوا خليل الرحمن . فيأتونه فيقول لست هناكم ائتوا موسى عبدا كلمه الله وأعطاه التوراة . فيأتونه فيقول لست هناكم ويذكر قتل النفس بغير نفس فيستحي من ربه فيقول ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وكلمة الله وروحه . فيقول لست هناكم ائتوا محمد صلى الله عليه و سلم عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتونني فأنطلق حتى أستأذن على ربي فيؤذن لي فإذا رأيت ربي وقت ساجدا فيدعني ما شاء الله ثم يقال ارفع رأسك وسل تعطه وقل يسمع واشفع تشفع . فأرفع رأسي فأحمده بتحميد يعلمنيه ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أعود إليه فإذا رأيت ربي مثله ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أعود الرابعة فأقول ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود )
قال أبو عبد الله إلا من حبسه القرآن يعني قول الله تعالى { خالدين فيها }
[ 6197 ، 6975 ، 7002 ، 7078 ، وانظر 3182 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها رقم 193
( يريحنا ) من الإراحة . ( لست هناكم ) لست أهلا لهذه المرتبة وهذا العمل . ( ذنبه ) وهو قربان الشجرة التي نهي عن الأكل منها . ( أول رسول ) بعد الطوفان الذي حصل وأهلك الناس . ( ما ليس له به علم ) ما لم يطلع على الحكمة منه وذلك عندما سأل ربه تعالى نجاة ولده من الغرق قال تعالى { ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين . قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم اني أعظك أن تكون من الجاهلين . قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين . . } / هود 45 - 47 / . ( نادى ) دعا وسأل . ( إن وعدك الحق ) ثابت لا شك في إنجازه والوفاء به وقد وعدتني أن تنجي أهلي فما بال ولدي يهلك . ( ليس من أهلك ) الذين يستحقون النجاة لأنه لم يكن على دينك وملتك . ( إنه عمل غير صالح ) إن ولدك ذو عمل غير صالح لأن ينجيه من الهلاك لأنه أشرك بالله تعالى وكذب برسالتك . ( أعظك ) أنهاك . ( الجاهلين ) الذين يسألون الناس عن كل شيء وإن كان مما خفيت عنهم حكمته أو الذين لم ينتبهوا لمثل هذا الأمر . ( أعوذ ) ألتجئ وأعتذر . ( قتل النفس ) هو قتله القبطي . ( كلمته ) لأنه وجد بكلمة كن . ( روحه ) لأنه ذو روح . ( بتحميد يعلمنيه ) بجمل وألفاظ فيها أعلى معاني الحمد يلهمني الله تعالى إياها في ذاك الموقف . ( فيحد لي حدا ) يعين لي قوما . ( إليه ) إلى الله عز و جل . ( مثله ) أي فعلت مثل ما فعلت في المرة الأولى . ( حبسه القرآن ) حكم عليه القرآن بالخلود في النار بمثل قوله تعالى { خالدين فيها } حيثما ورد في القرآن ] (4/1624)
4 - باب (4/1624)
قال مجاهد { إلى شياطينهم } / 14 / أصحابهم من المنافقين والمشركين . { محيط بالكافرين } / 19 / الله جامعهم . { صبغة } / 138 / دين . { على الخاشعين } / 45 / على المؤمنين حقا . قال مجاهد { بقوة } / 63 / يعمل بما فيه
وقال أبو العالية { مرض } / 10 / شك . { وما خلفها } / 66 / عبرة لمن بقي . { لا شية } / 71 / لا بياض
وقال غيره { يسومونكم } / 49 / يولونكم . الولاية - مفتوحة - مصدر الولاء الربوبية وإذا كسرت الواو فهي الإمارة
وقال بعضهم الحبوب التي تؤكل كلها فوم
وقال قتادة { فباؤوا } / 90 / فانقلبوا
وقال غيره { يستفتحون } / 89 / يستنصرون . { شروا } / 102 / باعوا . { راعنا } / 104 / من الرعونة إذا أرادوا أن يحمقوا إنسانا قالوا راعنا . { لا تجزي } / 48 ، 123 / لاتغني . { خطوات } / 168 / من الخطو والمعني آثاره . { ابتلى } / 124 / اختبر
[ ش ( تنبيه إذا وردت الألفاظ من السورة المعنون لها ذكر ورقم الآية دون ذكر اسم السورة فإذا كانت من غيرها ذكرت السورة رقم الآية وهكذا سنسير بعون الله تعالى في جميع السور . ) ( عبرة ) يفسر قوله تعالى { فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين . . } أي جعلنا مسخ أولئك قردة عبرة لمن بقي منهم ومن يأتي بعدهم تنكلهم أي تمنعهم عن فعل أسلافهم إذا اعتبروا بها . ( يعمل بما فيه ) أي فسر أخذ التشريع بقوة بالعمل فيه . ( غيره ) أي غير أبي العالية وهو أبو عبيد القاسم بن سلام وأبو عبيدة معمر بن المثنى رحمهم الله تعالى . ( يسومونكم ) تأتي بمعنى يذيقونكم ويوردونكم . ( بعضهم ) أراد به عطاء وقتادة رحمهما الله تعالى . ( الحبوب . . ) إشارة إلى قوله تعالى { وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها . . } / 61 / ( بقلها ) خضرها . ( غيره ) أبو عبيدة . ( يحمقوا ) ينسبوه إلى الحماقة وهي قلة العقل والطيش في التصرف . ( الخطو ) المشي . ( آثاره ) أي آثار الشيطان وطرقه ] (4/1624)
5 - باب قوله تعالى { فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون } / 22 / (4/1624)
[ ش ( فلا تجعلوا لله أندادا ) شركاء تعبدونهم معه بل اعبدوه وحده وأخلصوا له الربوبية . ( وأنتم تعلمون ) أنه تعالى منزه عن الأنداد والأشباه وأنه سبحانه لا خالق ولا رازق غيره فلا يستحق أحد أن يعبد سواه ] (4/1624)
4207 - حدثني عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله قال سألت النبي صلى الله عليه و سلم أي الذنب أعظم عند الله ؟ قال ( أن تجعل لله ندا وهو خلقك ) . قلت إن ذلك لعظيم قلت ثم أي ؟ قال ( وأن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك ) . قلت ثم أي ؟ قال ( أن تزاني حليلة جارك )
[ 4483 ، 5655 ، 6426 ، 6468 ، 7082 ، 7094 ]
[ ش ( أخرجه مسلم في الإيمان باب كون الشرك أقبح الذنوب وبيان أعظمها بعده رقم 86 ) ( أعظم ) أكثر إثما وعقابا . ( ندا ) شريكا والند المثل والنظير . ( أن يطعم معك ) أن يأكل معك وهو عنوان شدة البخل المتنافي مع الإيمان إلى جانب الإخلال باعتقاد أن الله تعالى هو الرزاق مع فظاعة قتل النفس بغير حق وكلها آثام تستحق العقاب الشديد . ( تزاني ) تزني فيها برضاها وهذا يدل على أنه سلك معها مسالك الخداع حتى أغراها به وأفسد على زوجها فراشه واستقراره . ( حليلة ) زوجة سميت بذلك لأنها تحل له ] (4/1626)
6 - باب وقوله تعالى { وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } / 57 / (4/1626)
وقال مجاهد المن صمغة والسلوى الطير
[ ش ( الغمام ) جمع غمامة سمي بذلك لأنه يغم السماء أي يواريها ويسترها وهو السحاب الأبيض ظللوا به في التيه ليقيهم حر الشمس . ( المن ) قيل هو طعام حلو وقيل هو كل ما امتن به الله تعالى عليهم من النعم . ( السلوى ) نوع جديد من الطير . ( وما ظلمونا ) حين عصوا وخالفوا وكفروا بأنعم الله تعالى عليهم ] (4/1626)
4208 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن عبد الملك عن عمرو بن حريث عن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين )
[ 4363 ، 5381 ]
[ ش أخرجه مسلم في الأشربة باب فضل الكمأة ومداواة العين بها رقم 2049
( الكمأة ) نوع من الدرنيات والجذور التي لا ورق لها ولا ساق تخرج في الأرض بدون زرع وتكثر أيام الخصب وكثرة المطر والرعد . ( من المن ) قيل أي نوع ما أنزل على بني إسرئيل وقيل تشبيه من حيث المعنى فإنها مما يمن الله تعالى به على عباده بدون جهد منهم . ( شفاء للعين ) هذا من طبه صلى الله عليه و سلم ونحن نؤمن بذلك إيمان اليقين ولكن ينبغي الرجوع في ذلك إلى ذوي الاختصاص المؤمنين لأن وصفة الطبيب لا يجوز استعمال أي مريض لها بدون مراجعته بل الذي يقرره الأطباء ضرورة رجوع المريض نفسه إلى الطبيب الذي أعطاه الوصفة ليقرر له هل يناسب استعمالها الآن مزاجه فيكررها أم لا ] (4/1627)
7 - باب { وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين } / 58 / (4/1627)
رغدا واسعا كثيرا
[ ش ( القرية ) بيت المقدس وقيل غيرها . ( رغدا ) واسعا كثيرا كما فسره البخاري رحمه الله تعالي وقيل هنيئا . ( الباب ) باب القرية وقيل باب القبة التي كانوا يصلون إليها . ( سجدا ) منحنين خاضعين خاشعين . ( حطة ) أي حط عنا ذنوبنا واغفر لنا . ( واسع كثير ) بالرفع أين هو واسع كثير ويجوز النصب ] (4/1627)
4209 - حدثني محمد حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن ابن المبارك عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( قيل لبني إسرائيل { ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة } . فدخلوا يزحفون على أستاههم فبدلوا وقالوا حطة حبة في شعرة )
[ 3222 ]
[ ش ( حطة ) وفي رواية حنطة حبة في شعرة واحد الشعر وفي رواية ( شعيرة ) وهو نبات عشبي حبي دون القمح في الغذاء قالوا ذلك استهزاء بالأمر الذي قيل لهم ] (4/1627)
8 - باب قوله { من كان عدوا لجبريل } (4/1627)
وقال عكرمة جبر وميك وسراف عبد إيل الله
[ ش ( جبر . . ) أي معنى جبرائيل وميكائيل وإسرافيل عبد الله ] (4/1627)
4210 - حدثنا عبد الله بن منير سمع عبد الله بن بكر حدثنا حميد عن أنس قال
: سمع عبد الله بن سلام بقدوم رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو في أرض يحترف فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي فما أول شرط الساعة وما أول طعام أهل الجنة وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه ؟ قال ( أخبرني جبريل آنفا ) . قال جبريل ؟ قال ( نعم ) . قال ذاك عدو اليهود من الملائكة فقرأ هذه الآية ( { من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله } . أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب وأما أول طعام أهل الجنة فزيادة كبد حوت وإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد وإذا سبق ماء المرأة نزعت ) . قال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله يا رسول الله أن اليهود قوم بهت وإنهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم يبهتوني فجاءت اليهود فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( أي رجل عبد الله فيكم ) . قالوا خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا . قال ( أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام ) . فقالوا أعاذه الله من ذلك فخرج عبد الله فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . فقالوا شرنا وابن شرنا وانتقصوه قال فهذا الذي كنت أخاف يا رسول الله
[ ر 3151 ]
[ ش ( يخترف ) يجتني من ثمارها أي يجمعه من أصوله . ( ينزع ) يحذبهإليه بالشبه . ( عدوإليهود ) وقيل سبب عداوتهم له لأنهم قالوا أمر أن تجعل النبوة فينا فجعلها في غيرنا وهذا منتهى جهلهم وضلالهم لأن الملائكة عباد مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ] (4/1628)
9 - باب قوله { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها } / 106 / (4/1628)
4211 - حدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا سفيان عن حبيب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال عمر رضي الله عنه
: أقرؤنا أبي وأقضانا علي وإنا لندع من قول أبي وذاك أن أبيا يقول لا أدع شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد قال الله تعالى { ما ننسخ من آية أو ننسها }
[ 4719 ]
[ ش ( أقرؤنا ) أجودنا قراءة للقرآن ) ( أقضانا ) أعلمنا بالقضاء . ( لندع ) لنترك . ( من قول أبي ) شيئا من قرائته أو آرائه وذلك أن أبيا رضي الله عنه كان يقول لم ينسخ شيء من القرآن فرد عمر رضي الله عنه قوله واحتج عليه بقوله تعالى { ما ننسخ } التي تثبت النسخ في بعض كتاب الله عز و جل والنسخ في اللغة الإزالة والنقل والرفع ونسخ الآية إزالتها بإبدال أخرى مكانها أو رفعها بعدم قراءتها بالكلية والنسخ في اصطلاح الأصوليين رفع حكم خطاب سابق بخطاب لاحق وقد يكون النسخ للحكم دون التلاوة وقد يكون للتلاوة دون الحكم وقد يكون لهما معا . ( ننسها ) نذهب حفظها من قلب النبي صلى الله عليه و سلم . / البقرة 106 / ] (4/1628)
10 - باب { وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه } / 116 / (4/1628)
4212 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن عبد الله بن أبي حسين حدثنا نافع بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( قال الله كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذبيه إياي فزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان وأما شتمه أياي فقوله لي ولد فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولدا )
[ ش ( كذبني ) نسب إلي ما هو خلاف الحقيقة والواقع . ( شتمني ) وصفني بما لا يليق بي ( فسبحاني ) أنزه نفسي . ( صاحبة ) زوجة ] (4/1629)
11 - باب قوله { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } / 125 / (4/1629)
{ مثابة } / 125 / يثوبون يرجعون
[ ش ( مقام إبراهيم ) هو الحجر الذي عليه أثر قدميه . ( مصلى ) مكانا تصلون فيه استحبابا وتدعون الله عز و جل . ( مثابة ) مرجعا للناس من الحجاج والمعتمرين يتفرقون عنه ثم يرجعون
إليه المرة بعد الأخرى ] (4/1629)
4213 - حدثنا مسدد عن يحيى بن سعيد عن حميد عن أنس قال قال عمر
: وافقت الله في ثلاث أو وافقني ربي في ثلاث قلت يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى وقلت يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فأنزل الله آية الحجاب قال وبلغني معاتبة النبي صلى الله عليه و سلم بعض نسائه فدخلت عليهن قلت إن انتهيتن أو ليبدلن الله رسوله صلى الله عليه و سلم خيرا منكن حتى أتيت إحدى نسائه قالت يا عمر أما في رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يعظ نساءه حتى تعظهن أنت ؟ فأنزل الله { عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات } . الآية
وقال ابن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب حدثني حميد سمعت أنسا عن عمر
[ ر 393 ]
[ ش ( إحدى نسائه ) هي أم سلمة رضي الله عنها . ( يبدله ) وقرئ ( يبدله ) والقراءتان متواترتان . ( مسلمات ) مقرات بالشهادتين وتتمتها { مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا . . } / التحريم 5 / . ( مؤمنات ) مصدقات بقلوبهن . ( قانتات ) طائعات . ( تائبات ) تاركات للذنوب كثيرات الرجوع إلى الله تعالى . ( عابدات ) كثيرات العبادة . ( سائحات ) مهاجرات وقيل صائمات . ( ثيبات ) جمع ثيب وهي من سبق لها الزواج . ( أبكارا ) جمع بكر وهي من لم تعاشر الرجال بعد ] (4/1629)
12 - باب قوله تعالى { وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت سميع العليم } / 127 / (4/1629)
القواعد أساسه واحدتها قاعدة . { والقواعد من النساء } / النور 60 / واحدها قاعد
[ ش ( قاعدة ) وهي الأساس والأصل لما فوقه . ( قاعد ) هي المرأة التي قعدت عن الحيض أي أيست منه لكبر سنها ] (4/1629)
4214 - حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله أن عبد الله بن محمد بن أبي بكر أخبر عبد الله بن عمر عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( ألم تري أن قومك بنوا الكعبة واقتصروا عن قواعد إبراهيم ) . فقلت يا رسول الله ألا تردها على قواعد إبراهيم ؟ قال ( لولا حدثان قومك بالكفر )
فقال عبد الله بن عمر لئن كانت عائشة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أرى رسول الله صلى الله عليه و سلم ترك استلام
الركنين اللذين يليان الحجر إلا أن البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم
[ ر 126 ] (4/1630)
13 - باب { قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا } / 136 / (4/1630)
4215 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا { آمنا بالله وما أنزل إلينا } الآية )
[ 6928 ، 7103 ]
[ ش ( العبرانية ) لغة اليهود . ( لأهل الإسلام ) للمسلمين . ( لا تصدقوا . . ) أي لا تعتمدوا أقوالهم وتفسيراتهم سواء وافقت الواقع أم خالفته واعتمدوا ما جاءكم على لسان نبيكم صلى الله عليه و سلم مع تصديقكم بما أنزل على الرسل عليهم الصلاة والسلام . ( الآية ) أي وقرأ الآية بتمامها وتتمتها { وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون . . } / البقرة 136 / . لا نفرق بين أحد منهم ) من حيث الإيمان بنبوتهم والتصديق بما أنزل عليهم بل نؤمن بالجميع . ( له ) لله عز و جل . ( مسلمون ) مقرون بالعبودية مخلصون بالطاعة العبادة ] (4/1630)
14 - باب { سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم } / 142 / (4/1630)
[ ش ( السفهاء ) جمع سفيه وهو الطائش خفيف العقل ومن يجري مجراه في سوء التصرف في قول أو فعل والمراد هنا اليهود وقيل غيرهم . ( ما ولاهم ) أي شيء أرجعهم وصرفهم . ( لله المشرق والمغرب ) جميع الجهات تحت حكمه وتصرفه وفي ملكه . ( يهدي من يشاء ) يأمر من يريد بالتوجه إلى أية جهة أحب على ما علمه في ذلك من المصلحة والحكمة ] (4/1630)
4216 - حدثنا أبو نعيم سمع زهيرا عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت وأنه صلى أو صلاها صلاة العصر وصلى معه قوم فخرج رجل ممن كان صلى معه فمر على أهل المسجد وهم راكعون قال أشهد بالله لقد صليت مع النبي صلى الله عليه و سلم قبل مكة فداروا كما هم قبل البيت وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحول قبل البيت رجال قتلوا لم ندر ما نقول فيهم فأنزل الله { وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم }
[ ر 40 ] (4/1631)
15 - باب { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا } / 143 ] (4/1631)
[ ش ( وسطا ) عدولا وخيار الأمم . ( شهداء على الناس ) تشهدون عليهم يوم القيامة أن الرسل عليهم السلام قد بلغوهم رسالات ربهم سبحانه وتعالى ] (4/1631)
4217 - حدثنا يوسف بن راشد حدثنا يوسف بن راشد حدثنا جرير وأبو أسامة واللفظ لجرير عن الأعمش عن أبي صالح . وقال أبو أسامة حدثنا أبو صالح عن أبي سعيد الخدري قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يدعى نوح يوم القيامة فيقول لبيك وسعديك يا رب فيقول هل بلغت ؟ فيقول نعم فيقال لأمته هل بلغكم ؟ فيقولون ما أتانا من نذير فيقول من يشهد لك ؟ فيقول محمد وأمته فيشهدون أنه قد بلغ { ويكون الرسول عليكم شهيدا } . فذلك قوله جل ذكره { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا } ) . والوسط العدل
[ ر 3161 ]
[ ش ( لبيك وسعديك ) لزوما لطاعتك وإجابة لأمرك بعد إجابة وسعيا في إسعادك إسعادا بعد إسعاد . أي ما يرضيك رضا بعد رضا ] (4/1632)
16 - باب قوله { وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم } / 143 / (4/1632)
[ ش ( وما جعلنا . . ) وما أمرناك بالتوجه إلى القبلة التي كنت تتوجه إليها في مكة وهي بيت المقدس إلا لنعلم أي نختبر . ( يتبع الرسول ) يستمر ثابتا في إيمانه واتباعه لك . ( ينقلب على عقبيه ) يتردد فينكص ويرتد . ( وإن كانت ) القبلة أو التحويلة إليها . ( لكبيرة ) شاقة وثقلية . ( هدى الله ) إلى الصدق والاستقامة . ( إيمانكم ) ثباتكم على الإيمان وقيل صلاتكم التي صليتموها إلى القبلة السابقة ] (4/1632)
4218 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما بينا الناس يصلون الصبح في مسجد قباء إذ جاء جاء فقال أنزل الله على النبي صلى الله عليه و سلم قرآنا أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها فتوجهوا إلى الكعبة
[ ر 395 ] (4/1632)
17 - باب { قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام } (4/1632)
إلى { عما تعملون } / 144 /
[ ش ( تقلب وجهك ) تردد وجهك وتصرف نظرك نحو جهة السماء رغبة أن يأتيك الوحي بتحويل القبلة . ( فلنولينك ) فلنحولنك ولنوجهنك . ( قبلة ) جهة تستقبلها في صلاتك . ( ترضاها ) تحبها وترغب أن توجه إليها وهي الكعبة . ( شطر المسجد الحرام ) نحوه وتلقاءه حيث توجد الكعبة والمسجد الحرام مكة وما حولها مما يسمى الحرم ويسمى بذلك لما له من حرمة وهي ما لا يحل انتهاكه من ذمة أو حق أو صحبة أو نحو ذلك . ( إلى ) وتتمتها { وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون } . . ) ( أوتوا الكتاب ) لهم شرائع سابقة وهم اليهود والنصارى . ( أنه ) أن أمر القبلة وتحويلها إلى الكعبة . ( الحق من ربهم ) قال النسفي لأنه كان في بشارة أنبيائهم برسول الله صلى الله عليه و سلم أنه يصلي القبلتين ] (4/1632)
4219 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا معتمر عن أبيه عن أنس رضي الله عنه قال لم يبق ممن صلى القبلتين غيري
[ ش ( صلى القبلتين ) صلى الصلاة متوجها إلى بيت المقدس ثم صلاها متوجها إلى الكعبة ] (4/1633)
18 - باب { ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك } (4/1633)
إلى قوله { إنك إذا لمن الظالمين } / 145 /
[ ش ( آية ) حجة واضحة وبرهان قاطع أن التوجه إلى الكعبة حق وأمر إلهي . ( إلى قوله ) وتتمتها { وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم . . } ( أهواءهم ) مرادهم وما يرضيهم . ( العلم ) الوحي الإلهي في شأن القبلة . ( الظالمين ) الذين ظلموا أنفسهم بتركهم الحق بعد وضوحه وحاشاه صلى الله عليه و سلم أن يفعل ذلك ولكنه المنهج الإلهي في بيان أن الثبات على الحق الواضح المؤيد بالحجة والبرهان هو العدل وسبيل الظفر وأن اتباع الهوى والإعراض عن الهدى بعد استنارة الطريق ظلم فاحش وخسران بين أيا كان الفاعل ] (4/1633)
4220 - حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان حدثني عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما
: بينما الناس في الصبح بقباء جاءهم رجل فقال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أنزل عليه الليلة قرآن وأمر أن يستقبل الكعبة ألا فاستقبلوها وكان وجه الناس إلى الشأم فاستداروا بوجوههم إلى الكعبة
[ ر 395 ] (4/1633)
19 - باب { الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق - إلى قوله - فلا تكونن من الممترين } / 146 ، 147 / (4/1633)
[ ش ( يعرفونه . . ) أي يعرفون محمدا صلى الله عليه و سلم معرفة جلية لا تلتبس على أحدهم كما لا يلتبس عليه أبناؤه من أبناء غيره . ( فريقا منهم ) بعض أحبارهم ورهبانهم العالمين بصفاته صلى الله عليه و سلم المذكورة ف - ي كتبهم . ( ليكتمون الح - ق ) يخفونه عنادا وحسدا . ( إلى قوله ) وتتمتها { وهم يعلمون . الحق من ربك . . } أي إن الحق هو ما ثبت أنه من عند الله تعالى . ( الممترين ) الشاكين في أحقية ما جاءك من الله تعالى وأن هؤلاء يعلمون الحقيقة ويكتمونها ] (4/1633)
4221 - حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال
: بينا الناس في الصبح بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال إن النبي صلى الله عليه و سلم قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل الكعبة ألا فاستقبلوها وكانت وجوههم الناس إلى الشأم فاستداروا إلى الكعبة
[ ر 395 ] (4/1633)
20 - باب { ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير } / 148 / (4/1633)
[ ش ( ولكل وجهة ) لكل صاحب ملة جهة بتوجه إليها كقبلة له . ( موليها ) مختارها ومتوجه إليها ومستقبلها . ( فاستبقوا الخيرات ) بادروا بالطاعة واسبقوا غيركم إلى الفوز بالأولوية والأفضلية . ولا طاعة ولا فضل إلا باتباع خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه و سلم ] (4/1633)
4222 - حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن سفيان حدثني أبو إسحاق قال سمعت البراء رضي الله عنه قال
: صلينا مع النبي صلى الله عليه و سلم نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا ثم صرفة نحو القبلة
[ ر 40 ]
[ ش أخرجه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة رقم 525 ] (4/1634)
21 - باب { ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون } / 149 / (4/1634)
شطره تلقاؤه (4/1634)
4223 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا عبد الله بن دينار قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول
: بينا الناس في الصبح بقباء إذ جاءهم رجل فقال أنزل الليلة قرآن فأمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها فاستداروا كهيئتهم فتوجهوا إلى الكعبة وكان وجه الناس إلى الشأم
[ ر 395 ]
[ ش ( استداروا كهيئتهم ) أي داروا وتوجهوا إلى العبة وهم في صلاتهم دون أن يقطعوها ] (4/1634)
22 - باب { ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره - إلى قوله - ولعلكم تهتدون } / 150 / (4/1634)
[ ش ( إلى قوله ) وتتمتها { فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني ولأتم نعمتي عليكم . . } أي بين الله تعالى لكم أمر القبلة حتى لا يبقى سبيل لأحد في جدالكم في التوجه إلى قبلة أو التحول إلى غيرها طالما أن الأمر توجيه من الله عز و جل والتزام لطاعته إلا ما يكون من أولئك المعاندين المشككين من اليهود خاصة ومن الناس عامة فلا تلتفتوا إليهم ولا تعبؤوا بمطاعنهم والتزموا طاعتي واحذروا مخالفة أمري وحدي فإني أنا الناصر لكم وهاديكم ومرشدكم إلى النعمة العظمى والمنة الكبرى وهي الإسلام الذي سيظهر على جميع الأديان ويكمل لكم في تشريعه ومنهجه وبه ستكونون أعزة كرماء في الدنيا وناجين سعداء في الآخرة ] (4/1634)
4224 - حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال
: بينما الناس في صلاة الصبح بقباء إذ جاءهم آت فقال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أنزل عليه الليلة وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها وكانت وجوههم الناس إلى الشأم فاستداروا إلى القبلة الكعبة
[ ر 395 ] (4/1635)
23 - باب قوله { إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم } / 158 / (4/1635)
شعائر علامات واحدتها شعيرة . وقال ابن عباس الصفوان الحجر ويقال الحجارة الملس التي تنبت شيئا والواحدة صفوانة بمعنى الصفا والصفا للجميع
[ ش ( الصفا والمروة ) اسمان لجبلين صغيرين معروفين في طرفي المسعى وإن اختلفت معالمها الآن . والصفا جمع صفاة وهي الصخرة الصلبة الملساء والمروة الحجر الرخو والرخو هو الهش واللين من كل شيء . ( شعائر الله ) أعلام دينه ومناسك حجه . ( فلا جناح عليه أن يطوف بهما ) فلا إثم ولا حرج في السعي والدوران بينهما بل هو أمر مشروع ومطلوب . ( الصفوان ) اللفظ وارد في قوله تعالى { كمثل الصفوان عليه تراب . . } / البقرة 264 / . ( للجميع ) أي للجمع ] (4/1635)
4225 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال
: قلت لعائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم وأنا يومئذ حديث السن أرأيت قول الله تبارك وتعالى { ن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما } . فما أرى على أحد شيئا أن لا يطوف بهما ؟ فقالت عائشة كلا لو كانت كما تقول كانت فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما إنما أنزلت هذه الآية في الأنصار كانوا يهلون لمناة وكانت مناة حذو قديد وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذلك فأنزل الله { إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما }
[ ر 1561 ]
[ ش ( حذو ) حذاء وإزاء . ( قديد ) موضع ينزل فيه المسافرون من مكة إلى المدينة ] (4/1635)
4226 - حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن عاصم بن سليمان قال
: سألت أنس بن مالك رضي الله عنه عن الصفا والمروة فقال كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية فلما كان الإسلام أمسكنا عنهما فأنزل الله تعالى { إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما }
[ ر 1565 ] (4/1635)
24 - باب قوله { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله } / 165 / (4/1635)
يعني أضدادا واحدها ند (4/1635)
4227 - حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله
: قال النبي صلى الله عليه و سلم كلمة وقلت أخرى قال النبي صلى الله عليه و سلم ( من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار ) . وقلت أنا من مات وهو لا يدعو لله ندا دخل الجنة
[ ر 1181 ]
[ ش ( قلت أخرى ) قلت جملة تقابلها استنتاجا مما قاله صلى الله عليه و سلم . ( يدعو من دون الله ندا ) يعبد شريكا غير الله تعالى من صنم أو غيره ] (4/1636)
25 - باب { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر - إلى قوله - عذاب أليم } / 178 / (4/1636)
{ عفي } / 178 / ترك (4/1636)
4228 - حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو قال سمعت مجاهدا قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول
: كان في بني إسرائيل القصاص ولم تكن فيهم الدية فقال الله تعالى لهذه الأمة { كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء } فالعفو أن يقبل الدية في العمد { فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان } يتبع بالمعروف ويؤدي بإحسان { ذلك تخفيف من ربكم ورحمة } مما كتب على من كان قبلكم { فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم } قتل بعد قبول الدية
[ 6487 ]
[ ش ( القصاص ) هو في اللغة المساواة والمماثلة وشرعا قتل القاتل عمدا وقطع عضوه إن يقطع وجرحه إن جرح بشروط مبينة في الفقه . ( عفي له ) ترك وصفح له عن شيء مما وجب عليه . ( فاتباع بالمعروف ) يطالب المجني عليه أو أولياؤه الجاني بما ليس فيه شدة ولا تضييق ولا يأخذ زيادة على حقه . ( وأداء إليه ) يؤدي الجاني ما وجب عليه بدون مماطلة . / البقرة 178 / ] (4/1636)
4229 - حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا حميد أن أنسا حدثهم عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( كتاب الله القصاص ) (4/1636)
4230 - حدثني عبد الله بن منير سمع عبد الله بن بكر السهمي حدثنا حميد عن أنس
: أن الربيع عمته كسرت ثنية جارية فطلبوا إليها العفو فأبوا فعرضوا الأرش فأبوا فأتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبوا إلا القصاص
فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالقصاص فقال أنس بن النضر يا رسول الله أتكسر ثنية الربيع ؟ لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يا أنس كتاب الله القصاص ) فرضي
القوم فعفوا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره )
[ ر 2556 ] (4/1636)
26 - باب { ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } / 183 / (4/1636)
[ ش ( كتب ) فرض . ( كما كتب ) كفرضه . ( من قبلكم ) الأمم التي مضت ] (4/1636)
4231 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله قال أخبرني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
: كانت عاشوراء يصومه أهل الجاهلية فلما نزل رمضان قال ( من شاء صامه ومن شاء لم يصمه )
[ ر 1793 ]
[ ش أخرجه مسلم في الصيام باب صوم يوم عاشوراء رقم 1126 ( نزل رمضان ) نزل القرآن بفرض صومه . ( قال ) أي رسول الله صلى الله عليه و سلم ] (4/1637)
4232 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها
: كان عاشوراء يصام قبل رمضان فلما نزل رمضان قال ( من شاء صام ومن شاء أفطر )
[ ر 1515 ] (4/1637)
4233 - حدثني محمود أخبرنا عبيد الله عن إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبيد الله قال
: دخل الأشعث وهو يطعم فقال اليوم عاشوراء ؟ فقال كان يصام قبل أن ينزل رمضان فلما نزل رمضان ترك فادن فكل
[ ش أخرجه مسلم في الصيام باب صوم يوم عاشوراء رقم 1127 ( يطعم ) يأكل . ( فقال ) أي الأشعث . ( يصام ) قبل أن ينزل فرض صيام رمضان . ( فادن ) اقترب ] (4/1637)
4234 - حدثني محمد بن المثنى حدثنا يحيى حدثنا هشام قال أخبرني أبي عن عائشة رضي الله عنها قالت
: كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية وكان النبي صلى الله عليه و سلم يصومه فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما نزل رمضان كان رمضان الفريضه وترك عاشوراء فكان من شاء صامه ومن شاء لم يصمه
[ ر 1515 ] (4/1637)
27 - باب قوله { أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا (4/1637)
فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون } / 184 /
وقال عطاء يفطر من المرض كله كما قال الله تعالى
وقال الحسن وإبراهيم في المرضع والحامل إذا خافتا على أنفسهما أو ولدهما تفطران ثم تقضيان وأما الشيخ الكبير إذا لم يطق الصيام فقد أطعم أنس بعد ما كبر عاما أو عامين كل يوم مسكينا خبزا ولحما وأفطر
قراءة العامة { يطيقونه } وهو أكثر
[ ش ( أياما ) أي صوما موقتا بعدد معلوم من الأيام . ( على سفر ) مسافرا . ( فعدة ) فليفطر وليصم بدل ما أفطر من غير رمضان . ( يطيقونه ) لا عذر لهم في الفطر وكان هذا أول الأمر ثم نسخ . وقيل يطيقونه يتكلفونه وفي صومه مشقة عليهم كالشيخ الفاني والمريض مرضا مزمنا لا يبرأ منه فإنهم يفطرون ويفدون وعلى هذا القول لا نسخ في الآية . ( كله ) أي مطلق المرض . ( كما قال الله تعالى ) أي كقوله تعالى { مريضا } بدون قيد . ( قراءة العامة ) أي قراءة عامة القراء { يطيقونه } وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما { يطوقونه } كما في الحديث الآتي وقراءة العامة أكثر وأشهر وهي المتواترة ] (4/1637)
4235 - حدثني إسحاق أخبرنا روح حدثنا زكرياء بن إسحاق حدثنا عمرو بن دينار عن عطاء
: سمع ابن عباس يقرأ { وعلى الذين يطوقونه فدية طعام مسكين } . قال ابن عباس ليست بمنسوخة هو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فيطعمان مكان كل يوم مسكينا (4/1638)
28 - باب { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } / 185 / (4/1638)
[ ش ( شهد ) أي كان حاضرا مقيما غير مسافر في الشهر ] (4/1638)
4236 - حدثنا عياش بن الوليد حدثنا عبد الأعلى حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قرأ { فدية طعام مساكين } . قال هي منسوخة
[ ر 1848 ]
[ ش ( مساكين ) وفي قراءة { مسكين } وهما متواترتان . ( منسوخة ) أي رفع حكم العمل بها وبقيت تلاوتها ] (4/1638)
4237 - حدثنا قتيبة حدثنا بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله عن يزيد مولى سلمة بن الأكواع عن سلمة قال
: لما نزلت { وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين } . كان من أراد أن يفطر ويفتدي حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها
قال أبو عبد الله مات بكير قبل يزيد
[ ش أخرجه مسلم في الصيام باب بيان نسخ قوله تعالى وعلى الذين يطيقونه فدية رقم 1145
( يفتدي ) يدفع الفدية . ( الآية التي بعدها ) وهي قوله تعالى { شهر رمضان . . } ] (4/1638)
29 - باب { أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم } / 187 / (4/1638)
[ ش ( الرفث ) الجماع . ( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ) أي كل منكم كاللباس للآخر من حيث الستر والمخالطة والسكن وخاصة عند النوم وذلك يستدعي الجماع . ( تختانون ) تظلمونها وتنقصونها حظها من الخير . ( فالآن باشروهن ) أي فمنذ الوقت جاز لكم مجامعتهن في ليالي الصوم . ( ابتغوا ) اطلبوا . ( ما كتب الله لكم ) ما قسم الله تعالى لكم من الرزق والولد ] (4/1638)
4238 - حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء . وحدثنا أحمد بن عثمان حدثنا شريح بن مسلمة قال حدثني إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق قال سمعت البراء رضي الله عنه
: لما نزل صوم رمضان كانوا لا يقربون النساء رمضان كله وكان رجال يخونون أنفسهم فأنزل الله { علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم }
[ ر 1816 ] (4/1639)
30 - باب { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد } (4/1639)
إلى قوله { يتقون } / 187 / . " العاكف " / الحج 25 / المقيم
[ ش ( الخيط الأبيض ) أول ما يبدو من ضوء الفجر المعترض في الأفق وهو ما يسمى بالفجر الصادق . ( الخيط الأسود ) سواد الليل الذي يمتد مع الفجر الصادق . ( تباشروهن ) تجامعوهن . ( عاكفون ) وأنتم في حال نية الاعتكاف في المساجد . والاعتكاف هو ملازمة الشيء والإقامة عليه وشرعا الإقامة في المسجد نبنية التعبد لله تعالى . ( إلى قوله ) وتتمتها { تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون . . } ( تلك ) ما ذكر لكم من أحكام الصيام والاعتكاف هي من فرائض الله تعالى وشرائعه فلا تأتوا ما منعتم منها ولا تغيروا فيها أو تبدلوا . ( يبين ) يفصل ويوضح . ( آياته ) معالم دينه وأحكام شرعه . ( يتقون ) يحذرون ما حرم الله عليهم ويطيعون الله في فعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه فينجون يوم القيامة من عذابه ويفوزون بجنته ورضوانه ] (4/1639)
4239 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن حصين عن الشعبي عن عدي قال
: أخذ عدي عقالا أبيض وعقالا أسود حتى كان بعض الليل نظر فلم يستبينا فلما أصبح قال يا رسول الله جعلت تحت وسادي قال ( إن وسادك إذا لعريض أن كان الخيط الأبيض والأسود تحت وسادتك )
[ ش ( وسادك إذا لعريض . . ) الوساد هو المخدة وهذا الكلام كناية عن الوصف بالغباوة إذ فهم هذا الفهم وفعل هذا الفعل ومثله في الحديث الآتي ( إنك لعريض القفا ) وهو مؤخرة الرأس وعرضه عنوان الغباوة في المرء ] (4/1640)
4240 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن مطرف عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ما الخيط الأبيض من الخيط الأسود أهما خيطان ؟ قال ( إنك لعريض القفا إن أبصرت الخيطين ) . ثم قال ( لا بل هو سواد الليل وبياض النهار )
[ ر 1817 ] (4/1640)
4241 - حدثنا ابن أبي مريم حدثنا أبو غسان محمد بن مطرف حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد قال وأنزلت { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } . ولم ينزل { من الفجر } وكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود ولا يزال يأكل حتى يتبين له رؤيتهما فأنزل الله بعده { من الفجر } فعلموا أنما يعني الليل من النهار
[ ر 1818 ] (4/1640)
31 - باب { ليس من البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون } / 189 / (4/1640)
[ ش ( البر ) اسم جامع لكل خير ] (4/1640)
4242 - حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال
: كانوا إذا أحرموا في الجاهلية أتوا البيت من ظهره فأنزل الله { وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها }
[ ر 1709 ] (4/1640)
32 - باب { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين } / 193 / (4/1640)
[ ش ( فتنة ) شرك أو ردة عن الدين . ( ويكون الدين لله ) تخلص العبادة والخضوع لله تعالى وحده بالخضوع لشرعه . ( انتهوا ) عن الشرك أو عن قتالكم . ( عدوان ) فلا قتال . ( الظالمين ) الذين يرجعون إلى الكفر وينقضون العهد أو الذين استمروا على الكفر فما ينتهون عنه ] (4/1640)
4243 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
: أتاه رجلان في فتنة ابن الزبير فقالا إن الناس ضيعوا وأنت ابن عمر وصاحب النبي صلى الله عليه و سلم فما يمنعك أن تخرج ؟ فقال يمنعني أن الله حرم دم أخي فقالا ألم يقل الله { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة } . فقال قاتلنا حتى لم تكن فتنة وكان الدين لله وأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة ويكون الدين لغير الله
وزاد عثمان بن صالح عن ابن وهب قال أخبرني فلان وحيوة بن شريح عن بكر بن عمرو المعافري أن بكير بن عبد الله حدثه عن نافع أن رجلا أتى ابن عمر فقال يا أبا عبد الرحمن ما حملك على أن تحج وتعتمر عاما وتترك الجهاد في سبيل الله عز و جل فد علمت ما رغب الله فيه ؟ قال يا ابن أخي بني الإسلام على خمس إيمان بالله ورسوله والصلاة الخمس وصيام رمضان وأداء الزكاة وحج البيت . قال يا أبا عبد الرحمن ألا تسمع ما ذكر الله في كتابه { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله } . { قاتلوهم حتى لا تكون فتنة } . قال فعلنا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان الإسلام قليلا فكان الرجل يفتن في دينه إما قتلوه وإما يعذبونه حتى كثر الإسلام فلم تكن فتنة قال فما قولك في علي وعثمان ؟ قال أما عثمان فكأن الله عفا عنه وأما أنتم فكرهتم أن تعفوا عنه . أما علي فابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم وختنه وأشار بيده فقال هذا بيته حيث ترون
[ 4373 ، 4374 ، 6682 ، وانظر 8 ]
[ ش ( رجلان ) العلاء بن عرار وحبان صاحب الدثينة موضع بالشأم أو بعدن . ( ضيعوا ) صنعوا ما نرى من الاختلاف فأضاعوا الدين والدنيا . ( وقاتلوهم . . ) / البقرة 193 / و / الأنفال 39 / . ( فلان ) قيل إنه عبد الله بن لهيعة . ( ما رغب الله فيه ) كثرة ترغيب الله عز و جل في الجهاد . ( رجلا ) قيل إنه كليم . ( طائفتان ) جماعتان . ( بغت ) تعدت وتجاوزت . ( تفيء ) ترجع . / الحجرات 9 / . ( عفا عنه ) انظر 3495 . ( ختنه ) زوج بنته . ( حيث ترون ) أي بين بيوته صلى الله عليه و سلم وأراد بذلك شدة قربه منه ] (4/1641)
33 - باب { وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين } / 195 / (4/1641)
التهلكة والهلاك واحد (4/1641)
4244 - حدثنا إسحاق أخبرنا النضر حدثنا شعبة عن سليمان قال سمعت أبا وائل عن حذيفة { وأنفقوا في سبيل ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } . قال نزلت في النفقة
[ ش ( في النفقة ) أي في ترك النفقة في سبيل الله تعالى والمعنى لا تتركوا الإنفاق في سبيل الخير والجهاد فيؤدي ذلك بكم إلى الهلاك . / البقرة 195 / ] (4/1642)
34 - باب { فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه } / 196 / (4/1642)
4245 - حدثنا آدم حدثنا شعبة عن عبد الرحمن بن الأصبهاني قال سمعت عبد الله بن معقل قال
: قعدت إلى كعب بن عجزة في هذا المسجد - يعني مسجد الكوفة - فسألته عن { فدية من صيام } . فقال حملت إلى النبي صلى الله عليه و سلم والقمل يتناثر على وجهي فقال ( ما كنت أرى أن الجهد قد بلغ بك هذا أما تجد شاة ) . قلت لا قال ( صم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع من طعام واحلق رأسك )
فنزلت في خاصة وهي لكم عامة
[ ر 1721 ] (4/1642)
35 - باب { فمن تمتع بالعمرة إلى الحج } / البقرة 196 / (4/1642)
4246 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عمران أبي بكر حدثنا أبو رجاء عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال
: أنزلت آية المتعة في كتاب الله ففعلناها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم ينزل قرآن يحرمه ولم ينه عنها حتى مات قال رجل برأيه ما شاء
[ ر 1496 ]
[ ش أخرجه مسلم في الحج باب جواز التمتع رقم 1226 ] (4/1642)
36 - باب { ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم } / 198 / (4/1642)
[ ش ( جناح ) حرج أو إثم . ( تبتغوا ) تطلبوا . ( فضلا . . ) رزقا وعطاء في الربح بالتجارة ] (4/1642)
4247 - حدثني محمد قال أخبرني ابن عيينة عن عمرو عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية فتأثموا أن يتجروا في المواسم فنزلت { ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم } . في مواسم الحج
[ ر 1681 ] (4/1642)
37 - باب { ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس } / 199 / (4/1642)
[ ش ( أفيضوا . . ) أصل الإفاضة الصب فاستعيرت للدفع في السير بكثرة والدفع من المكان ابتداء منه والزوال عنه والمعنى ليكن سيركم إلى المزدلفة ليلة النحر من المكان الذي يدفع منه عامة الناس وهو عرفات ] (4/1642)
4248 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا محمد بن حازم حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
: كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة وكانوا يسمون الحمس وكان سائر العرب يقفون بعرفات فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه صلى الله عليه و سلم أن يأتي عرفات ثم يقف بها ثم يفيض منها فذلك قوله تعالى { ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس }
[ ر 1582 ]
[ ش ( دان دينها ) اتبع طريقها . ( سائر ) باقي ] (4/1643)
4249 - حدثني محمد بن أبي بكر حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا موسى ابن عقبة أخبرني كريب عن ابن عباس قال يطوف الرجل بالبيت ما كان حلالا حتى يهل بالحج فإذا ركب إلى عرفة فمن تيسر له هدية من الإبل أو البقر أو الغنم ما تيسر له من ذلك أي ذلك شاء غير أنه إن لم يتيسر له فعليه ثلاثة أيام في الحج وذلك قبل يوم عرفة فإن كان آخر يوم من الأيام الثلاثة يوم عرفة فلا جناح عليه ثم لينطلق حتى يقف بعرفات من صلاة العصر إلى أن يكون الظلام ثم ليدفعوا من عرفات إذا أفاضوا منها حتى يبلغوا جمعا الذي يتبرر فيه ثم ليذكروا الله كثيرا أو أكثروا التكبير والتهليل قبل أن تصبحوا ثم أفيضوا فإن الناس كانوا يفيضون وقال الله تعالى { ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم } . حتى ترموا الجمرة
[ ش ( حلالا ) غير محرم . ( يهل ) يحرم . ( فعليه ) وجب عليه الصيام . ( جناح ) إثم أو حرج . ( ليدفعوا ) يبتدئوا سيرهم . ( أفاضوا ) دفعوا وأتوا . ( جمعا ) مزدلفة . ( يتبرر فيه ) أي يطلب فيه البر وهو الأجر والثواب وفي نسخة ( يبيتون فيه ) . ( من حيث أفاض الناس ) أي لتكن إفاضتكم من مكان إفاضة الناس ووقتها / البقرة 199 / . ( الجمرة ) جمرة العقبة وهي التي ترمى يوم النحر وحدها ] (4/1643)
38 - باب (4/1643)
{ ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } / 201 /
[ ش ( في الدنيا حسنة ) نعمة من عافية ومال وزوجة وذرية صالحة . ( في الآخرة حسنة ) مغفرة ورضوانا وجنة ] (4/1643)
4250 - حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث عن عبد العزيز عن أنس قال
: كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )
[ 6026 ] (4/1644)
39 - باب { وهو ألد الخصام } / 204 / (4/1644)
وقال عطاء النسل الحيوان
[ ش ( ألد ) من اللدد وهو شديد الخصومة والعداوة للمسلمين . ( النسل ) الذرية من الإنسان والحيوان وهو يفسر قوله تعالى { ويهلك الحرث والنسل } / البقرة 205 / . ( الحرث ) الزرع ] (4/1644)
4251 - حدثنا قبيضة حدثنا سفيان عن ابن جرير عن ابن أبي مليكة عن عائشة ترفعه قال
: ( أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم )
وقال عبد الله حدثنا سفيان حدثني ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 2325 ] (4/1644)
40 - باب { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب } / 214 / (4/1644)
[ ش ( مثل الذين خلوا ) مثل محنة وابتلاء من مضى قبلكم من المؤمنين . ( البأساء والضراء ) ما فيه شدة وضرر من أسقام ومصائب وايذاء . ( زلزلوا ) أزعجوا إزعاجا شديدا شبيها بالزلزلة . ( حتى يقول الرسول . . ) بلغ منهم الجهد إلى أن استبطؤوا النصر ] (4/1644)
4252 - حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن ابن جرير قال سمعت ابن أبي مليكة يقول قال ابن عباس رضي الله عنهما
: { حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا } . خفيفة ذهب بها هناك وتلا { حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب } . فلقيت عروة بن الزبير فذكرت له ذلك فقال قالت عائشة معاذ الله والله ما وعد الله رسوله من شيء قط إلا علم أنه كائن قبل أن يموت ولكن لم يزل البلاء بالرسل حتى خافوا أن يكون من معهم يكذبونهم . فكانت تقرؤها { وظنوا أنهم قد كذبوا } . مثقلة
[ ر 3209 ]
[ ش ( خفيفة ) أي حفيفة الذال غير مشددة . ( ذهب بها هناك ) أي فهم من هذه الآية ما فهم من تلك ] (4/1644)
41 - باب { نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم } . الآية / 223 / (4/1644)
[ ش ( نساؤكم حرث لكم ) مواضع حرث وهذا مجاز شبهن بمواضع الحرث لما يلقى في أرحامهن من النطف التي يكون منها النسل كالبذر الذي يلقى في الأرض فيكون منه الزرع . ( أنى شئتم ) كيفما شئتم من الوضعية طالما أن الإتيان في القبل الذي هو موضع الحرث لا في الدبر الذي هو موضع الفرث . ( قدموا لأنفسكم ) ما يجب تقديمه من الأعمال الصالحة وقيل التسمية قبل الجماع وقيل غير ذلك . ( الآية ) وتتمتها { واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين } ] (4/1644)
4253 - حدثني إسحاق أخبرنا النضر بن شميل أخبرنا ابن عون عن نافع قال
: كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه فأخذت عليه يوما فقرأ سورة البقرة حتى انتهى إلى مكان قال تدري فيم أنزلت ؟ قلت لا قال أنزلت في كذا وكذا ثم مضى
وعن عبد الصمد حدثني أبي حدثني أيوب عن نافع عن ابن عمر { فأتوا حرثكم أنى شئتم } . قال يأتيها في
وراه محمد بن يحيى بن سعيد عن أبيه عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر
[ ش ( فأخذت عليه يوما ) أمسكت المصحف وهو يقرأ عن ظهر قلب . ( إلى مكان ) في السورة هو قوله تعالى { نساؤكم حرث . . } ( وكذا وكذا ) أي بيان مكان إتيان النساء . ( مضى ) تابع قراءته . ( يأتها في ) أي فرجها . ) (4/1645)
4254 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن المنكدر سمعت جابرا رضي الله عنه قال كانت اليهود تقول إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول فنزلت { نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم } ]
[ ش أخرجه مسلم في النكاح باب جواز جماعه امرأته في قبلها من قدامها ومن ورائها رقم 1435 ] (4/1645)
42 - باب { واذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن } / 232 / (4/1645)
[ ش ( بلغن أجلهن ) انقضت عدتهن . ( تعضلوهن ) تضيقوا عليهن بمنعهن من الزواج . ( أزواجهن ) الذين كانوا أزواجا لهن من قبل أو الذين يتقدمون لخطبتهن ويرغبن فيهم ويصلحون لهن ] (4/1645)
4255 - حدثنا عبيد الله بن سعيد حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا عباد بن راشد حدثنا الحسن قال حدثني معقل بن يسار قال
: كانت لي أخت تخطب إلي
وقال إبراهيم عن يونس عن الحسن حدثني معقل بن يسار
حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا يونس عن الحسن أن أخت معقل بن يسار طلقها زوجها فتركها حتى انقضت عدتها فخطبها فأبى معقل فنزلت { فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن }
[ 4837 ، 5020 ، 5021 ]
[ ش ( أخت لي ) واسمها جميل بنت يسار وقيل فاطمة رضي الله عنها ] (4/1645)
43 - باب { والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف والله بما تعملون خبير } / 234 / (4/1645)
{ يعفون } / 237 / يهبن
[ ش ( يتربصن بأنفسهن ) يحبسن أنفسهن وينتظرون بدون زواج . ( بلغن أجلهن ) انقضت عدتهن بانتهاء المدة . ( فعلن في أنفسهن ) من التعرض للخطبة والنكاح الحلال . ( بالمعروف ) بوجه لا ينكره الشرع ] (4/1645)
4256 - حدثني أمية بن بسطام حدثنا يزيد بن زريع عن حبيب عن ابن أبي مليكة قال ابن الزبير قلت لعثمان بن عفان { والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا } . قال قد نسختها الآية الأخرى فلم تكتبها ؟ أو تدعها ؟ قال يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه
[ 4262 ]
[ ش ( والذين يتوفون . . ) ومراده التي تتمتها { وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج فإن خرجن فلا جناح عليكم في ما فعلن في أنفسهن من معروف والله عزير حكيم . . } / البقرة 240 / . ( نسختها ) رفعت العمل بحكمها . ( الآية الأخرى ) وهي التي فيها { يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا . . } / البقرة 234 / . ( تدعها ) تتركها مكتوبة وكان ابن الزبير رضي الله عنهما يظن أن ما نسخ حكمه من القرآن لا يكتب لفظه . ( لا أغير شيئا منه ) أي مما كتب في القرآن . ( من مكانه ) الذي كتب فيه على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم . ( وصية ) أي أوصوا لهن قبل الوفاة . ( متاعا ) نفقة سنة من طعام وكسوة وما تحتاج إليه . ( غير إخراج ) غير مخرجات من بيوتهن . ( فإن خرجن ) أي باختيارهن وقد كانت مخيرة أن تمكث حتى الحول في بيت زوجها ولها النفقة والسكنى وإن شاءت خرجت واعتدت حيث أحبت ولا نفقة لها ولا سكنى ] (4/1646)
4257 - حدثنا إسحاق حدثنا روح حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد
: { والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا } . قال كانت هذه العدة تعتد عند أهل زوجها واجب فأنزل الله { والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج فإن خرجن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن من معروف } . قال جعل الله لها تمام السنة سبعة أشهر وعشرين ليلة وصية إن شاءت سكنت في وصيتها وإن شاءت خرجت وهو قول الله تعالى { غير أخراج فإن خرجن فلا جناح عليكم } . فالعدة كما هي واجب عليها . زعم ذلك مجاهد
وقال عطاء قال ابن عباس نسخت هذه الآية عدتها عند أهلها فتعتد حيث شاءت وهو قول الله تعالى { غير إخراج } . قال عطاء إن شاءت اعتدت عند أهله وسكنت في وصيتها وإن شاءت خرجت لقول الله تعالى { فلا جناح عليكم فيما فعلن } . قال عطاء ثم جاء الميراث فنسخ السكنى فتعتد حيث شاءت ولا سكنى لها
وعن محمد بن يوسف حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد بهذا
وعن ابن أبي نجيح عن عطاء عن ابن عباس قال نسخت هذه الآية عدتها في أهلها فتعتد حيث شاءت لقول الله { غير إخراج } . نحوه
[ 5029 ]
[ ش ( واجب ) أي أن تعتد عند أهل الزوج أربعة أشهر وعشرة أيام . ( وصية ) يوصون أن تبقى في دار أهل الزوج إلى تمام السنة . ( متاعا ) يمتعن متاعا بالسكنى والنفقة في تركته . ( الحول ) سنة كاملة . ( غير إخراج ) لا يخرجن . ( جناح ) إثم . ( جاء الميراث ) أي ميراث الزوجة الثمن من التركة ] (4/1646)
4258 - حدثنا حبان حدثنا عبد الله أخبرنا عبد الله بن عون عن محمد بن سيرين قال
: جلست إلى مجلس فيه عظم من الأنصار وفيهم عبد الرحمن بن أبي ليلى فذكرت حديث عبد الله بن عتبة في شأن سبيعة بنت الحارث فقال عبد الرحمن ولكن عمه كان يقول ذلك فقلت إني لجريء إن كذبت على رجل في جانب الكوفة ورفع صوته قال ثم خرجت فلقيت مالك بن عامر أو مالك بن عوف قلت كيف كان قول ابن مسعود في المتوفى عنها زوجها وهي حامل ؟ فقال قال ابن مسعود أتجعلون عليها التغليظ ولا تجعلون لها الرخصة ؟ أنزلت سورة النساء القصرى بعد الطولى
وقال أيوب عن محمد لقيت أبا عطية مالك بن عامر
[ 4626 مكرر ]
[ ش ( عظم ) جمع عظيم أي عظماء الأنصار . ( حديث عبد الله ) انظر 3770 . ( عمه ) هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه . ( لجريء ) صاحب جراءة لا أستحي في هذا . ( رجل ) أراد به عبد الله بن عتبة . ( التغليظ ) أي طول العدة بالحمل اذا زادت مدته على مدة الأشهر . ( الرخصة ) إذا وضعت في أقل من أربعة أشهر وعشرة أيام . ( القصرى ) وهي سورة الطلاق وفيها { وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن . . } / الطلاق 4 / ( الطولى ) أطول سور القرآن وهي البقرة التي فيها { يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا } ومراده إنما يؤخذ بما نزل أخيرا ] (4/1647)
44 - باب { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى } / 238 / (4/1647)
[ ش ( الوسطى ) تأنيث الأوسط وهو الأفضل من كل شيء وهي صلاة العصر ] (4/1647)
4259 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا يزيد أخبرنا هشام عن محمد عن عبيدة عن علي رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه و سلم
حدثني عبد الرحمن حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا هشام قال حدثنا محمد عن عبيدة عن علي رضي الله عنه
: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال يوم الخندق ( حبسونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس ملأ الله قبورهم وبيوتهم أو أجوافهم - شك يحيى - نارا )
[ ر 2773 ] (4/1648)
45 - باب { وقوموا لله قانتين } / 238 / مطيعين (4/1648)
[ ش ( قانتين ) من القنوت وفي معناه هنا أقوال منها القيام وطول القراءة ومنها الدعاء والذكر ومنها الخشوع والصمت عما ليس من جنس الصلاة وهذا الأخير هو المناسب هنا والذي يدل عليه حديث الباب ] (4/1648)
4260 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن إسماعيل بن أبي خالد عن الحارث بن شبيل عن أبي عمرو الشيباني عن زيد بن أرقم قال
: كنا نتكلم في الصلاة يكلم أحدنا أخاه في حاجته حتى نزلت هذه الآية { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين } فأمرنا بالسكوت
[ ر 1142 ] (4/1648)
46 - باب { فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما (4/1648)
علمكم ما لم تكونوا تعلمون } / 239 /
[ ش ( خفتم ) من عدو أو غيره . ( فرجالا ) فصلوا راجلين جمع راجل وهو
من كان يسير على قدميه . ( ركبانا ) جمع راكب أي راكبين . ( أمنتم ) زال الخوف ]
وقال ابن جبير { كرسيه } / 255 / علمه . يقال { بسطة } / 247 / زيادة وفضلا . { أفرغ } / 250 / أنزل . { ولا يؤوده } / 255 / لا يثقله آدني أثقلني والآد والأيد القوة . السنة نعاس . { لم يتسنه } / 259 / لم يتغير . ( فبهت ) / 258 / ذهبت حجته . { خاوية } / 295 / لا أنيس فيها . { عروشها } / 259 / أبنيتها . { ننشرها } / 259 / نخرجها . { إعصار } / 266 / ريح عاصف تهب من الأرض إلى السماء كعمود فيه نار
وقال ابن عباس { صلدا } / 264 / ليس عليه شيء
وقال عكرمة { وابل } / 264 / و / 265 / مطر شديد . الطل الندى وهو مثل عمل المؤمن . { يتسنه } / 259 / . يتغير
[ ش ( السنة ) يشير إلى قوله تعالى { لا تأخذه سنة ولا نوم } / البقرة 255 / . ( ننشرها ) وقرئ ( ننشزها ) أي نحركها ونرفع بعضها إلى بعض وهما قراءتان متواترتان ] (4/1648)
4261 - حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا مالك عن نافع أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
: كان إذا سئل عن صلاة الخوف قال يتقدم الإمام وطائفة من الناس فيصلي بهم الإمام ركعة وتكون طائفة منهم بينهم وبني العدو لم يصلوا فإذا صلى الذين معه ركعة استأخروا مكان الذين لم يصلوا ولا يسلمون ويتقدم الذين لم يصلوا فيصلون معه ركعة ثم ينصرف الإمام وقد صلى ركعتين فيقوم كل واحد من الطائفتين فيصلون لأنفسهم ركعة بعد أن ينصرف الإمام فيكون كل واحد من الطائفتين قد صلى ركعتين فإن كان خوف هو أشد من ذلك صلوا رجالا وقياما على أقدامهم أو ركبانا مستقبلي القبلة أو غير مستقبليها
قال مالك قال نافع لا أرى عبد الله بن عمر ذكر ذلك إلا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
[ ر 900 ] (4/1649)
47 - باب { والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا } / 240 / (4/1649)
4262 - حدثني عبد الله بن أبي الأسود حدثنا حميد بن الأسود ويزيد بن زريع قالا حدثنا حبيب بن الشهيد عن ابن أبي مليكة قال قال ابن الزبير قلت لعثمان هذه الآية التي في البقرة { والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا - إلى قوله - غير إخراج } . قد نسختها الآية الأخرى فلم تكتبها ؟ قال تدعها يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه
قال حميد أو نحو هذا
[ ر 4256 ] (4/1649)
48 - باب { وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى } / 260 / (4/1649)
{ فصرهن } / 260 / قطعهن
[ ش ( فصرهن ) أوثقهن واضممهن إليك وقطعهن ] (4/1649)
4263 - حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة وسعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال { رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي } )
[ ر 3192 ] (4/1650)
49 - باب قوله { أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب } (4/1650)
إلى قوله { لعلكم تتفكرون } / 266 /
( جنة ) بستان . ( إلى قوله ) وتتمتها { من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأص - ابه الكبر وله ذرية ضعف - اء فأص - ابها إعص - ار فيه ن - ار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون } . . ) . ( ذرية ) نسل من بنين وبنات . ( إعصار ) ريح شديدة . ) (4/1650)
4264 - حدثنا إبراهيم أخبرنا هشام عن ابن جريج سمعت عبد الله بن أبي مليكة يحدث عن ابن عباس قال سمعت أخاه أبا بكر بن أبي مليكة يحدث عن عبيد بن عمير قال
: قال عمر رضي الله عنه يوما لأصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فيم ترون هذه الآية نزلت { أيود أحدكم أن تكون له جنة } ؟ قالوا الله أعلم فغضب عمر فقال قولوا نعلم أو لا نعلم فقال ابن عباس في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين قال عمر يا أخي قل ولا تحقر نفسك قال ابن عباس ضربت مثلا لعمل قال عمر أي عمل ؟ قال ابن عباس لعمل قال عمر لرجل غني يعلم بطاعة الله عز و جل ثم بعث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله
[ ش ( منها شيء ) أي من العلم بتفسيرها . ( أغرق أعماله ) أضاع ثواب أعماله الصالحة بما ارتكب من المعاصي ] (4/1650)
50 - باب { لا يسألون الناس إلحافا } / 273 / (4/1650)
يقال ألحف علي وألح علي وأحفاني بالمسألة . { فيحفكم } / محمد 37 / يجهدكم (4/1650)
4265 - حدثنا ابن أبي مريم حدثنا محمد بن جعفر قال حدثني شريك ابن أبي نمر أن عطاء بن يسار وعبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري قالا سمعنا أبا هريرة رضي الله عنه يقول
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ولا اللقمة ولا اللقمتان إنما المسكين الذي يتعفف . واقرؤوا إن شئتم ) . يعني قوله { لا يسألون الناس إلحافا }
[ ر 1406 ]
[ ش ( يتعفف ) يحترز عن السؤال . ( يعني . . ) قائل هذا سعيد بن أبي مريم شيخ البخاري رحمهما الله تعالى . ( إلحافا ) مبالغة في السؤال وإجهادا في الطلب . / البقرة 273 / ] (4/1651)
51 - باب { وأحل الله البيع وحرم الربا } / 275 / (4/1651)
المس الجنون
[ ش ( وأحل الله البيع . . ) انظر أول كتاب البيوع . ( المس ) يفسر اللفظ الوارد في قوله تعالى { الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس } / البقرة 275 / . ( لا يقومون ) يوم القيامة من قبورهم . ( يتخبطه ) يصرعه ويضربه على غير نظام واستواء فهو لا يلبث أن يقف حتى يقع ليكون ذلك علامة عليهم على رؤوس الخلائق ] (4/1651)
4266 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا مسلم عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت
: لما نزلت الآيات من آخر سورة البقرة في الربا قرأها رسول الله صلى الله عليه و سلم على الناس ثم حرم التجارة في الخمر
[ ر 447 ] (4/1651)
52 - باب { يمحق الله الربا } / 276 / يذهبه (4/1651)
4267 - حدثنا بشر بن خالد أخبرنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان سمعت أبا الضحى يحدث عن مسروق عن عائشة أنها قالت
: لما أنزلت الآيات الأواخر من سورة البقرة خرج رسول الله صلى الله عليه سلم فتلاهن في المسجد فحرم التجارة في الخمر
[ ر 447 ] (4/1651)
53 - باب { فأذنوا بحرب } / 279 / فاعلموا (4/1651)
4268 - حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت
: لما أنزلت الآيات من آخر سورة البقر قرأهن النبي صلى الله عليه و سلم في المسجد وحرم التجارة في الخمر
[ ر 447 ] (4/1651)
54 - باب (4/1651)
{ وان كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون } / 280 /
[ ش ( وإن كان ذو عسرة ) إن كان المدين معسرا . ( فنظرة إلى ميسرة ) فانتظار إلى وقت يساره ] (4/1651)
4269 - وقال لنا محمد بن يوسف عن سفيان عن منصور والأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت
: لما أنزلت الآيات من آخر سورة البقرة قام رسول الله صلى الله عليه و سلم فقرأهن علينا ثم حرم التجارة في الخمر
[ ر 447 ] (4/1652)
55 - باب { واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله } / 281 / (4/1652)
4270 - حدثنا قبيضة بن عقبة حدثنا سفيان عن عاصم عن الشعبي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: آخر آية نزلت على النبي صلى الله عليه و سلم آية الربا
[ ش ( آخر ) أي في أواخر والآخرية نسبية فكل شيء آخر بالنسبة لما قبله أو المراد بالآخر آخر ما نزل على الإطلاق . ومراد ابن عباس رضي الله عنهما بآية الربا آية الباب { واتقوا . . } وسماها آية الربا لأنها جاءت في ختامها معطوفة عليها فدخلت في حكمها ووصفها ] (4/1652)
56 - باب { وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير } / 284 / (4/1652)
[ ش ( تبدوا ) تظهروا . ( ما في أنفسكم ) من السوء أو العزم عليه . ( تخفوه ) تسروه ] (4/1652)
4271 - حدثنا محمد حدثنا النفيلي حدثنا مسكين عن شعبة عن خالد الحذاء عن مروان الأصفر عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وهو ابن عمر
: أنها قد نسخت { وإن تبدوا ما في أنفسكم أوتخفوه } . الآية
[ 4272 ]
[ ش ( نسخت ) أي إن الله تعالى قد رفع حكمها وعفا عنها عما تحدث به النفس إذا لم يظهر فعلا ] (4/1652)
57 - باب { آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه } / 285 / (4/1652)
وقال ابن عباس { إصرا } / 286 / عهدا . ويقال { غفرانك } / 285 / مغفرتك فاغفر لنا
[ ش ( إصرا ) وهو العهد المؤكد وقيل هو العهد والميثاق الذي لا يطاق ولا يستطاع القيام بالوفاء به وقيل هو العبء الثقيل الذي يأصر حامله أي يحبسه عن الحركة والتصرف لثقله ] (4/1652)
4272 - حدثني إسحاق بن منصور أخبرنا روح أخبرنا شعبة عن خالد الحذاء عن مروان الأصفر عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أحسبه ابن عمر { إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه } . قال نسختها الآية التي بعدها
[ ر 4271 ]
[ ش ( الآية التي بعدها ) وهو قوله تعالى { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين . . } / البقرة 286 / . ( وسعها ) ما يدخل في طاقتها وقدرتها ولا يشق عليها مشقة غير معتادة . ( لها ما كسبت ) أجر وثواب ما عملته من الخير . ( وعليها ما اكتسبت ) تحاسب وتؤاخذ بما فعلته من معصية وشر . ( لا تحمل علينا ) لا تكلفنا . ( الذين قبلنا ) كاليهود الذين عجزوا عن القيام بما كلفوا لتعنتهم فاستحقوا شديد العقاب . ( مولانا ) ناصرنا وحافظنا ومتولي أمورنا ] (4/1653)
58 - باب تفسير سورة آل عمران (4/1653)
تقاة وتقية واحدة . { صر } / 117 / برد . { شفا حفرة } / 103 / مثل شفا الركية وهو حرفها . { تبوئ } / 121 / تتخذ معسكرا . المسوم الذي له سيماء بعلامة أو بصوفة أو بما كان . { ربيون } / 146 / الجموع واحدها ربي . { تحسونهم } / 152 / تستأصلونهم قتلا . { غزا } / 156 / . واحدها غاز . { سنكتب } / 181 / . سنحفظ . { نزلا } / 198 / ثوابا ويجوز ومنزل من عند الله كقولك أنزلته
وقال مجاهد { والخيل المسومة } / 14 / المطهمة الحسان
وقال سعيد بن جبير وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى الرعية
المسومة
وقال ابن جبير { وحصورا } / 39 / لا يأتي النساء
وقال عكرمة { من فورهم } / 125 / من غضبهم يوم بدر
وقال مجاهد يخرج الحي من الميت النطفة تخرج ميتة ويخرج منها الحي . { الابكار } / 41 / أو الفجر { والعشي } / 41 / ميل الشمس - أراه - إلى أن تغرب
[ ش ( تقاة . . ) يشير إلى اللفظ الوارد في قوله تعالى { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفع ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير . . } / آل عمران 28 / . ( أولياء ) أعوانا ونصراء يلاطفونهم ويتحببون إليهم لقرابة أو نحوها . ( فليس من الله . . ) أي لا يتولى الله تعالى نصرته ولا يعطيه محبته . ( تتقوا منهم تقاة ) تخافوا من جهتهم أمرا يجب اتقاؤه كي لا ينال المسلم منهم أذى ولا يكشفوا أحوال المسلمين . ( يحذركم الله نفسه ) أي ذاته فلا تتعرضوا لسخطه وتعصوه بموالاة أعدائه الكفرة فينالكم عقابه . ( واحدة ) أي كلاهما مصدر بمعنى واحد من اتقى يتقي وقرئ { تقاة } و " تقية " . ( برد )
أي شديد . ( الركية ) البئر . ( المسوم ) المعلم أشار به إلى ما في قوله تعالى { زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب . . } / آل عمران 14 / . ( زين ) حسن وجمل . ( الشهوات ) المشتهيات وهي كل ما تتوق إليه النفس وترغبه . ( القناطير ) جمع قنطار وهو المال الكثير . ( المقنطرة ) المدخرة بإحكام وإتقان . ( الأنعام ) الإبل والبقر والغنم . ( الحرث ) الزرع . ( متاع الحياة الدنيا ) ما يستمتع به في الحياة الدنيا وهي إلى الزوال والفناء . ( حسن المآب ) المرجع الذي في النعيم الدائم والسعادة الكاملة . ( سيماء ) علامة . ( ربي ) هو العالم الراسخ في علوم الدين والعابد لربه عز و جل الصابر البر التقي . ( تستأصلونهم ) من الاستئصال وهو القلع من الأصل أي تقتلونهم قتلا ذريعا أي واسعا وسريعا . ( ويجوز ومنزل . . ) أي إن ( نزلا ) الذي هو المصدر يكون بمعنى منزلا على صيغة اسم المفعول من قولك أنزلته أي ينزلهم الله تعالى في مكان كريم من الجنة فضلا منه تعالى وتكرما والنزل مايقدم للضيف من ضيافة . ( المطهم ) التام كل شيء منه على حدته والبارع الجمال وهو من الأضداد أيضا فيستعمل في السمين الفاحش السمن والنحيف الدقيق الجسم . ( لا يأتي النساء ) أي مجاهذة لنفسه لا لعلة فيه والحصور الذي يمنع نفسه من الشهوات من الحصر وهو المنع والحبس . ( فورهم ) ساعتهم دون تريث ولا تعريج على شيء . ( من غضبهم ) بسبب غضبهم لقتلاهم يوم بدر والمراد المشركون . ( يخرج . . ) أشار إلى قوله تعالى { وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي . . } / آل عمران 27 / . ( الحي ) كالإنسان والفرخ والشجر والزرع . ( الميت ) كالنطفة والبيضة والحبة واليابس والنواة . ( أول الفجر ) وإلى الضحى . ( أراه ) أظنه ] (4/1653)
59 - باب { منه أيات محكمات } / 7 / (4/1653)
وقال مجاهد الحلال والحرام . { وأخر متشابهات } / 7 / يصدق بعضه بعضا كقوله تعالى { وما يضل به إلا الفاسقين } / البقرة 26 / . وكقوله جل ذكره { ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون } / يونس 100 / . وكقوله { والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم } / محمد 17 / . { زيغ } شك . . { ابتغاء الفتنة } المشتبهات . . { والراسخون في العلم } . يعلمون { يقولون آمنا به } / 7 /
[ ش ( كقوله . . ) تفسير لما جاء في الآية نفسها من قوله تعالى { فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب . . } أي إن الذين لم يفهموا معاني القرآن حق الفهم وكان في نفوسهم فسوق وباطل وشك وارتياب هم الذين يتتبعون المتشابه
من القرآن ويجادلون في معناه ليفسدوا على الناس أفهامهم وإيمانهم ويثيروا الشبه والشكوك . وأما المؤمنون العارفون فإنهم يسلمون بذلك سواء أدركوا المقصود من الوحي الإلهي أم لم يدركوه بل يزيدهم هداية وتقوى لأنهم يعلمون أن في ذلك اختبارا لصدق إيمانهم وخالص يقينهم . ( يجعل الرجس ) النجس أي يحكم عليهم بأنهم أنجاس في مسلكهم وقيل الرجس السخط والعذاب والإثم . ( لا يعقلون ) أمر الله تعالى وأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم . ( اهتدوا ) سمعوا القرآن ودعوة الرسول صلى الله عليه و سلم فعقلوها وآمنوا بها وسلكوا سبيلها . ( هدى ) بصيرة وعلما وشرح صدورهم للحق . ( آتاهم تقواهم ) أعانهم على طاعته سبحانه وأثابهم عليها . ( ابتغاء الفتنة ) طلبا لإثارة الفتن والتشكيك في العقيدة باتباع المشتبهات . ( الراسخون في العلم ) المتثبتون فيه والمتمكنون منه المدركون لدقائقه وأسراره . ( يعلمون ) أي تأويله أو يعلمون أنه مما اختص الله بعلمه وأنزله اختبارا للإيمان والتصديق فيقولون آمنا به ] (4/1653)
4273 - حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري عن ابن أبي مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها قال
: تلا رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه الآية { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب } . قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم )
[ ش أخرجه مسلم في العلم باب النهي عن اتباع متشابه القرآن . . رقم 2665
( محكمات ) مبينات مفصلات أحكمت عبارتها ووضحت وحفظت من احتمال التأويل والاشتباه . ( أم الكتاب ) أصل الكتاب والعمدة منه . ( متشابهات ) محتملات في معانيهن للتأويل . ( ابتغاء ) طلب . ( الفتنة ) أي يفتنوا الناس عن دينهم ويوقعوهم في الشك . ( تأويله ) تفسيره حسبما يشتهون . ( سمى الله ) أي ذكرهم في كتابه بأنهم في قلوبهم زيغ (4/1655)
60 - باب { واني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم } / 36 / (4/1655)
[ ش ( أعيذها ) أجيرها . ( ذريتها ) من يكون من نسلها . ( الرجيم ) اللعين الطريد من رحمة الله تعالى ] (4/1655)
4274 - حدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه
: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه إلا مريم وابنها ) . ثم يقول أبو هريرة واقرؤوا إن شئتم { وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم }
[ ر 3112 ] (4/1655)
61 - باب { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم } / 77 / (4/1655)
{ أليم } / 77 / مؤلم موجع من الألم وهو في موضع مفعل
[ ش ( يشترون ) يستبدلون . ( بعهد الله ) ما عاهدوا عليه من الإيمان به تعالى والتصديق برسله عليهم الصلاة والسلام . ( أيمانهم ) التي وثقوا بها عهدهم . ( ثمنا قليلا ) عرضا من الدنيا الزائلة الفانية . ( خلاق ) حظ ونصيب . ( في موضع مفعل ) أي لفظ أليم على صيغة فعيل بدل مؤلم الذي على صيغة مفعل واللفظ ورد في اثنين وخمسين موضعا من القرآن منها الآية السابقة ] (4/1655)
4275 - حدثنا حجاج بن منهال حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من حلف يمين صبر ليتقطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان ) . فأنزل الله تصديق لذلك { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة } . إلى آخر الآية . قال فدخل الأشعث بن قيس وقال ما يحدثكم أبو عبد الرحمن ؟ قلنا كذا وكذا قال في أنزلت كانت لي بئر في أرض ابن عم لي قال النبي صلى الله عليه و سلم ( بينتك أويمينه ) . فقلت إذا يحلف يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم وهو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان )
[ ر 2229 ]
[ ش ( يمين صبر ) أي يمينا ألزم بها وحبس بسببها ] (4/1656)
4276 - حدثنا علي هو ابن أبي هاشم سمع هشيما أخبرنا العوام بن حوشب عن إبراهيم بن عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما
: أن رجلا أقام سلعة في السوق فحلف فيها لقد أعطى بها ما لم يعطه ليوقع فيها رجلا من المسلمين فنزلت { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا } . إلى آخر الآية
[ ر 1982 ] (4/1656)
4277 - حدثنا نصر بن علي بن نصر حدثنا عبد الله بن داود عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة
: أن امرأتين كانتا تخرزان بيت أو في الحجرة فخرجت إحداهما وقد أنفذ بإشفى في كفها فادعت على الأخرى فرفع أمرهما إلى ابن عباس فقال
ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لو يعطى الناس بدعواهم لذهب دماء قوم وأموالهم ) . ذكروها بالله واقرؤوا عليها { إن الذين يشترون بعهد الله } . فذكروها فاعترفت فقال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه و سلم ( اليمين على المدعى عليه )
[ ر 2379 ]
[ ش أخرجه مسلم في الأقضية باب اليمين على المدعى عليه رقم 1711
( تخرزان ) تخيطان . ( أنفذ ) ثقبها من البطن إلى الظهر . ( بإشفى ) مثل المسلة له مقبض يخرز به الإسكاف . ( بدعواهم ) بمجرد إخبارهم عن لزوم حق لهم على الآخرين عند حاكم . ( لذهب دماء ) لضاعت وهدرت . ( يشترون بعهد الله ) يبذلونه مقابل عرض من الدنيا بخس ] (4/1656)
62 - باب { قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله } / 64 / (4/1656)
سواء قصد
[ ش ( أهل الكتاب ) اليهود والنصارى أو النصارى خاصة . ( سواء ) نستوي نحن وأنتم فيها ونتفق عليه . ( قصد ) من قصد في الأمر إذا توسط فيه واعتدل ] (4/1656)
4278 - حدثني إبراهيم بن موسى عن هشام عن معمر . حدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال حدثني ابن عباس قال حدثني أبو سفيان من فيه إلى في قال
: انطلقت في المدة التي كانت بيني وبين رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فينا أنا بالشأم إذ جيئ بكتاب من النبي صلى الله عليه و سلم إلى هرقل قال وكان دحية الكلبي جاء به فدفعه إلى عظيم بصرى فدفعه
عظيم بصرى إلى هرقل قال هرقل هل هنا أحد من قوم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ؟ فقالوا نعم قال فدعيت في نفر من قريش فدخلنا على هرقل فاجلسنا بين يديه فقال أيكم أقرب نسبا من هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ؟ فقال أبو سفيان فقلت أنا فأجلسوني بين يديه وأجلسوا أصحابي خلفي ثم دعا بترجمانه فقال قل لهم إني سائل هذا عن هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي فإن كذبني فكذبوه قال أبو سفيان وايم الله لولا أن يؤثروا علي الكذب لكذبت ثم قال لترجمانه سله كيف حسبه فيكم ؟ قال قلت هو فينا ذو حسب قال فهل كان من آبائه ملك ؟ قال قلت لا قال فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ قلت لا قال أيتبعه أشراف الناس أم ضعفاؤهم ؟ قال قلت بل ضعفاؤهم قال يزيدون أو ينقصون ؟ قال قلت لا بل يزيدون قال هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له ؟ قال قلت لا قال فهل قاتلتموه ؟ قال قلت نعم قال فكيف كان قتالكم إياه ؟ قال قلت تكون الحرب بينا وبينه سجالا يصيب منا ونصيب منه قال فهل يغدر ؟ قال قلت لا ونحن منه في هذه المدة لا ندري ما هو صانع فيها قال والله ما أمكنني من كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه قال فهل قال هذا القول أحد قبله ؟ قلت لا ثم قال لترجمانه قل له إني سألتك عن حسبه فيكم فزعمت أنه فيكم ذو حسب وكذلك الرسل تبعث في أحساب قومها وسألتك هل كان في آبائه ملك فزعمت أن لا فقلت لو كان من آبائه ملك قلت رجل يطلب ملك آبائه وسألتك عن أتباعه أضعفاؤهم أم أشرافهم قلت بل ضعفاؤهم وهم أتباع الرسل وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فزعمت أن لا فعرفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ثم يذهب فيكذب على الله وسألتك هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له فزعمت أن لا وكذلك الإيمان إذا خالط بشاشة القلوب وسألتك هل يزيدون أم ينقصون فزعمت أنهم يزيدون وكذلك الإيمان حتى يتم وسألتك هل قاتلتمون فزعمت أنكم قاتلتموه فتكون الحرب بينكم وبينه سجالا ينال منكم وتنالون منه وكذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة وسألتك هل يغدر فزعمت أنه لا يغدر وكذلك الرسل لا تغدر وسألتك هل قال أحد هذا القول قبله فزعمت أن لا فقلت لو كان قال هذا القول أحد قبله قلت رجل ائتم بقول قيل قبله قال ثم قال بم يأمركم ؟ قال قلت يأمرنا بالصلاة والزكاة والصلة والعفاف قال إن يك ما تقول فيه حقا فإنه نبي ؟ وقد كنت أعلم أنه خارج ولم أك
أظنه منكم ولو أني أعلم أني أخلص إليه لأحببت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه ولبيلغن ملكه ما تحت قدمي قال ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقرأه فإذا فيه ( بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فاني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فان عليك اثم الأريسيين و { يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله - إلى قوله - اشهدوا بأنا مسلمون } ) . فلما فرغ من قراءة الكتاب ارتفعت الأصوات عند وكثر اللغط وأمر بنا فأخرجنا قال فقلت لأصحابي حين خرجنا لقد أمر ابن أبي كبشة إنه ليخافه ملك بني الأصفر فما زلت موقنا بأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الاسلام
قال الزهري فدعا هرقل عظماء الروم فجمعهم في دار له فقال يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد آخر الأبد وأن يثبت لكم ملككم ؟ قال فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدها قد غلقت فقال علي بهم فدعا بهم فقال إني إنما اختبرت شدتكم على دينكم فقد رأيت منكم الذي أحببت فسجدوا له ورضوا عنه
[ ر 7 ]
[ ش ( آخر الأبد ) إلى آخر الزمان . ( الذي أحببت ) الشيء الذي أحببته وهو ثباتكم على دينكم ] (4/1657)
63 - { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون - إلى - به عليم } / 92 / (4/1657)
[ ش ( لن تنالوا البر ) لن تبلغوا حقيقة الإيمان والإحسان . ( حتى تنفقوا مما تحبون ) حتى يكون إنفاقكم من أحب أموالكم إليكم . ( إلى ) وتتمتها { وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم } . ( فإن الله به عليم ) فيجازيكم بحسبه ] (4/1657)
4279 - حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول
: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة نخلا وكان أحب أمواله إليه بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب فلما نزلت { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } . قام أبو طلحة فقال يا رسول الله إن الله يقول { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } . وإن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( بخ ذلك مال رايح ذلك مال رايح وقد سمعت ما قلت وإني أرى أن تجعلها في الأقربين ) . قال أبو طلحة أفعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه
قال عبد الله بن يوسف وروح بن عبادة ( ذلك مال رابح )
حدثني يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك ( مال رايح )
حدثنا محمد بن عبد الله حدثنا الأنصاري قال حدثني أبي عن ثمامة عن أنس رضي الله عنه قال فجعلها لحسان وأبي وأنا أقرب إليه ولم يجعل لي منها شيئا
[ ر 1392 ] (4/1659)
64 - باب { قل فأتوا بالتوارة فاتلوها إن كنتم صادقين } / 93 / (4/1659)
4280 - حدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا أبو ضمرة حدثنا موسى بن عقبة عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
: أن اليهود جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه و سلم برجل منهم وامرأة وقد زنيا فقال لهم ( كيف تفعلون بمن زنى منكم ) . قالوا نحممهما ونضربهما فقال ( لا تجدون في التوراة الرجم ) . فقالوا لا نجد فيها شيئا فقال لهم عبد الله بن سلام كذبتم فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين فوضع مدراسها الذي يدرسها منهم كفه على آية الرجم فنزع يده عن آية الرجم
فطفق يقرأ ما دون يده وما وراءها ولا يقرأ آية الرجم فنزع يده عن آية الرجم فقال ما هذه ؟ فلما رأوا ذلك قالوا هي آية الرجم فأمر بهما فرجما قريبا من حيث موضع الجنائز عند المسجد فرأيت صاحبها يجنأ عليها يقيها الحجارة
[ ر 1264 ]
[ ش ( نحممهما ) نسود وجوههما بالحمم وهو الفحم . ( مدراسها ) الذي يدرس كتبهم وهو عبد الله بن صوريا . ( فنزع يده ) أزاحها عن موضعها ] (4/1660)
65 - باب { كنتم خير أمة أخرجت للناس } / 110 / (4/1660)
4281 - حدثنا محمد بن يوسف عن سفيان عن ميسرة عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه
: { كنتم خير أمة أخرجت للناس } . قال خير الناس للناس تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام
[ ش ( أخرجت ) أظهرت / آل عمران 110 / . ( تأتون بهم ) أي أسرى مقيدين . ( حتى يدخلوا في الإسلام ) يكون أسركم لهم سبب إسلامهم وتحصيل سعادة الدنيا والآخرة لهم ] (4/1660)
66 - باب { اذ همت طائفتان منكم أن تفشلا } / 122 / (4/1660)
4282 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال قال عمرو سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول
: فينا نزلت { إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما } . قال نحن طائفتان بنو حارثة وبنو سلمة وما نحب - وقال سفيان مرة وما يسرني - أنها لم تنزل لقول الله { والله وليهما }
[ ر 3825 ]
[ ش ( طائفتان ) جماعتان . ( أن تفشلا ) أن تقعا في الفشل وهو الجبن والخور حين هموا بالرجوع مع ابن سلول إذ رجع بجماعته ولكن الله تعالى عصمهم من الوقع فيما وقع فيه المنافقون . ( وما نحب . . ) أي كان نزولها أحب إلينا من عدم نزولها رغم ما فيها من العتاب لنا لأنه ذكر فيها أن الله تعالى يتولانا ] (4/1660)
67 - باب { ليس لك من الأمر شيء } / 128 / (4/1660)
4283 - حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهري قال حدثني سالم عن أبيه
: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من الفجر يقول ( اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا ) . بعد ما يقول ( سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ) . فأنزل الله { ليس لك من الأمر شيء - إلى قوله - فإنهم ظالمون }
رواه إسحاق بن راشد عن الزهري
[ ر 3842 ]
[ ش ( إلى قوله ) وتتمتها { أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون } . والمعنى ليس الحكم في العباد راجعا اإليك إنما هو لله عز و جل فإن شاء تاب عليهم وهذا من فضله وإن شاء عاقبهم فهم مستحقون لذلك وأنت تنفذ فيهم ما أمرك الله تعالى به ] (4/1661)
4284 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع فربما قال إذا قال ( سمع الله لمن حمده ) ( اللهم ربنا لك الحمد اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش ابن أبي ربيعة اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها سنين كسني يوسف ) . يجهر بذلك وكان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر ( اللهم العن فلانا وفلانا ) . لأحياء من العرب حتى أنزل الله { ليس لك من الأمر شيء } . الآية
[ ر 961 ] (4/1661)
68 - باب { والرسول يدعوكم في أخراكم } / 153 / (4/1661)
وهو تأنيث آخركم
وقال ابن عباس { احدى الحسنيين } / التوبة 52 / فتحا أو شهادة
[ ش ( يدعوكم . . ) ينادي ساقتكم وجماعتكم الأخرى أي المتأخرة وذلك يوم أحد . ( تأنيث آخركم ) قال العيني وليس كذلك وإنه آخركم - بالكسر - ضد الأول وأما الأخرى فهو تأنيث الآخر بفتح الخاء لا بكسرها والبخاري تبع في هذا أبا عبيدة فإنه قال أخراكم آخركم ] (4/1661)
4285 - حدثنا عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال سمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما قال
: جعل النبي صلى الله عليه و سلم على الرجالة يوم أحد عبد الله بن جبير وأقبلوا منهزمين فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم ولم يبق مع النبي صلى الله عليه و سلم غير اثني عشر رجلا
[ ر 2874 ] (4/1661)
69 - باب { أمنة نعاسا } / 154 / (4/1661)
[ ش ( أمنة . . ) المعنى أصابكم النعاس لتطمئنوا ويذهب عنكم الروع والخوف ] (4/1661)
4286 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن أبو يعقوب حدثنا حسين بن محمد حدثنا شيبان عن قتادة حدثنا أنس أن أبا طلحة قال
: غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم أحد قال فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه ويسقط وآخذه
[ ر 3841 ]
[ ش ( مصافنا ) جمع مصف وهو الموقف ] (4/1662)
70 - باب { الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم } / 172 / (4/1662)
القرح الجراح واستجابوا أجابوا يستجيب يجيب
[ ش في الآية ثناء على المؤمنين الذين لبوا نداء رسول الله صلى الله عليه و سلم لمطاردة المشركين بعد إنتهاء غزوة أحد رغم ما كانوا فيه من ألم الجراح الكثيرة ] (4/1662)
71 - باب { إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم } . الآية / 173 / (4/1662)
4287 - حدثنا أحمد بن يونس أراه قال حدثنا أبو بكر عن أبي حصين عن أبي الضحى عن ابن عباس
: { حسبنا الله ونعم الوكيل } . قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار وقالها محمد صلى الله عليه و سلم حين قالوا { إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل }
[ ش ( الناس ) أبو سفيان وأصحابه من قريش قبل إسلامه . ( جمعوا لكم ) حشدوا الرجال من كل جهة لقتالكم . ( حسبنا ) كافينا . ( الوكيل ) الحافظ الذي يوكل إليه الأمر ويعتمد عليه فيه . / آل عمران 173 / ] (4/1662)
4288 - حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا إسرائيل عن أبي حصين عن أبي الضحى عن ابن عباس قال
: كان آخر قول إبراهيم حين ألقي في النار حسبي الله ونعم الوكيل (4/1662)
72 - باب { ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير } / 180 / (4/1662)
سيطوقون كقولك طوقته بطوق
[ ش ( هو ) أي بخلهم . ( سيطوقون ) سيلزمهم وبال بخلهم لزوم الطوق للعنق . ( له ميراث ) أي إنه سبحانه هو الباقي الدائم بعد فناء خلقه وزوال ملكهم عما كانوا يملكون فلا يبقى وارث لها إلا هو سبحانه وإذا كان الأمر كذلك فلم يبخل مالكو الأموال بما أمرهم الله تعالى من الانفاق وأداء الحقوق المتعلقة بها ] (4/1662)
4289 - حدثني عبد الله بن منير سمع أبا النضر حدثنا عبد الرحمن هو ابن عبد الله بن دينار عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له ماله شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة يأخذ بلهزمتيه - يعني بشدقيه - يقول أنا مالك أنا كنزك ) . ثم تلا هذه الآية { ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله } . إلى آخر الآية
[ ر 1338 ] (4/1663)
73 - باب { ولتسمعن من الذين أتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا } / 186 / (4/1663)
[ ش ( أذى كثيرا ) كالطعن في دينكم والصد عن سبيل الله تعالى ورمي المؤمنين بالتهم والأباطيل ] (4/1663)
4290 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير أن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أخبره
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ركب على حمار على قطيفة فدكية وأردف أسامة بن زيد وراءه يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج قبل وقعة بدر . قال حتى مر بمجلس فيه عبد الله بن أبي ابن سلول وذلك قبل أن يسلم عبد الله بن أبي فإذا في المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود والمسلمين وفي المجلس عبد الله بن رواحة فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه ثم قال لا تغبروا علينا فسلم رسول الله صلى الله عليه و سلم عليهم ثم وقف فنزل فدعاهم إلى الله وقرأ عليهم القرآن فقال عبد الله بن أبي ابن سلول أيها المرء إنه لا أحسن مما تقول إن كان حقا فلا تؤذنا به في مجالسنا ارجع إلى رحلك فمن جاءك فاقصص عليه . فقال عبد الله ابن رواحة بلى يا رسول الله فاغشنا به في مجالسنا فإنا نحب ذلك . فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتثاورون فلم يزل النبي صلى الله عليه و سلم يخفضهم حتى سكنوا ثم ركب النبي صلى الله عليه و سلم دابته فسار حتى دخل على سعد بن عبادة فقال له النبي صلى الله عليه و سلم ( يا سعد ألم تسمع ما قال أبو حباب - يريد عبد الله بن أبي - قال كذا وكذا ) . قال سعد بن عبادة يا رسول الله اعف عنه واصفح عنه فوالذي أنزل عليك الكتاب لقد جاء الله بالحق الذي أنزل عليك ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة على أن يتوجوه فيعصبوه بالعصابة فلما أبي الله ذلك بالحق الذي أعطاك الله شرق بذلك فذلك فعل به ما رأيت . فعفا عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله ويصبرون على الأذى قال الله عز و جل { ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا } . الآية وقال الله { ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم } . إلى آخر الآية وكان النبي صلى الله عليه و سلم يتأول العفو ما أمره الله به حتى أذن الله فيهم فلما غزا رسول الله صلى الله عليه و سلم بدرا فقتل الله به صناديد كفار قريش قال ابن أبي سلول ومن معه من المشركين وعبدة الأوثان هذا أمر قد توجه فيايعوا الرسول صلى الله عليه و سلم على الإسلام فأسلموا
[ ر 2825 ]
[ ش ( فدكية ) أي من صنع فدك وهي بلدة مشهورة على مرحلتين من المدينة . ( عجاجة ) غبار . ( خمر ) غطى . ( رحلك ) منزلك . ( فاغشنا ) فأتنا . ( فاستب . . ) شتم كل فريق غيره ووصفه بما يعيبه . ( يتثاورون ) يتقاتلون . ( البحيرة ) يريد المدينة والبحيرة تصغير البحرة وهي تطلق على الأرض والبلد والبحار والقرى . ( يتوجوه ) يجعلوا على رأسه تاجا ليكون ملكا عليهم . ( فيعصبوه بالعصابة ) يعمموه بعمامة الملوك . ( شرق ) غص . ( بذلك ) بما أتى به رسول الله صلى الله عليه و سلم . ( الآية ) / آل عمران 186 / . وتتمتها { وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور . . } . ( تصبروا ) على أذاهم . ( تتقوا ) تلتزموا شرع الله تعالى وتحذروا معصيته بالالتفات لما يدعوكم إليه أعداء دينه . ( عزم الأمور ) هي ما يجب التصميم عليه من الأمور ولا ينبغي لعاقل تركه والتزامه يدل على صواب التدبير والرشد فيه . ( حسدا ) يحسدونكم حسدا ويتمنون زوال نعمة الإيمان عنكم . ( آخر الآية ) وهو { من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير . . } / البقرة 109 / . ( بأمره ) بالإذن بقتالهم . ( يتأول العفو ) يفسر العفو بما أمر الله به من الصبر والاحتمال قبل الإذن بالقتال . ( أذن الله فيهم ) أي في قتالهم وترك العفو إجمالا بترك القتال . ( توجه ) ظهر وجهه وأنه ثابت مستقر ] (4/1663)
74 - باب { ولا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا } / 188 / (4/1663)
4291 - حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر قال حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
: أن رجالا من المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الغزو تخلفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم اعتذروا إليه وحلفوا وأحبوا أن يحمدوا بما لا يفعلوا فنزلت { لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا } . الآية
[ ش أخرجه مسلم في أوائل صفات المنافقين وأحكامهم رقم 2777
( الآية ) / آل عمران 188 / . وتتمتها { فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم } . ( أتوا ) فعلوا . ( بمفازة ) بمنجاة ] (4/1664)
4292 - حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام أن ابن جريج أخبرهم عن ابن أبي مليكة أن علقمة بن وقاص أخبره
: أن مروان قال لبوابة اذهب يا رافع إلى ابن عباس فقل لئن كان كل امرئ فرح بما أوتي وأحب أن يحمد بما لا يفعل معذبا لنعذبن أجمعون . فقال ابن عباس وما لكم ولهذه إنما دعا النبي صلى الله عليه و سلم يهود فسألهم عن شيء فكتموه إياه وأخبروه بغيره فأروه أن قد استحمدوا إليه بما أخبروه عنه فيما سألهم وفرحوا بما أتوا من كتمانهم ثم قرأ ابن عباس { وإذ أخذ الله ميثاق الذين أتوا الكتاب - كذلك حتى قوله - يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا }
تابعه عبد الرزاق عن ابن جريج
حدثنا مقاتل أخبرنا الحجاج عن جريج أخبرني ابن أبي مليكة عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أنه أخبره أن مروان بهذا
[ ش أخرجه مسلم في أوائل صفات المنافقين وأحكامهم رقم 2778
( ومالكم ولهذه ) أي لم تسألون عن هذه المسألة وهذه الآية لم تنزل فيكم . ( استحمدوا اإليه ) صاروا محمودين عنده . ( ميثاق ) عهد . ( أتوا الكتاب ) اليهود والنصارى أعطاهم الله تعالى علم الكتاب المنزل من التوراة والإنجيل . / آل عمران 187 / . وتتمتها { لتبيننه للناس ولا تكتموته فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون . . } ( فنبذوه ) طرحوا الميثاق . ( وراء ظهورهم ) أهملوه ولم يعلموا به . ( اشتروا به ) استبدلوا به . ( ثمنا قليلا ) من الرياسة الدنيوية ومتاعها . ( كذلك ) إشارة إلى أن الذين أخبر عنهم في الآية المسؤول عنها هم المذكرون في الآية قبلها انظر 4291 ) (4/1665)
75 - باب { إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب } / 190 / (4/1665)
4293 - حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر قال أخبرني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن كريب عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: بت عند خالتي ميمونة فتحدث رسول الله صلى الله عليه و سلم مع أهله ساعة ثم رقد فلما كان ثلث الليل الآخر قعد فنظر إلى السماء فقال { إن في خلق المساوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب } . ثم قام فتوضأ واستن فصلى إحدى عشرة ركعة ثم أذن بلال فصلى ركعتين ثم خرج فصلى الصبح
[ ر 117 ]
[ ش ( فتحدث ) أي بعد صلاة العشاء . ( ساعة ) فترة من الزمن . ( رقد ) نام . ( لآيات ) دلالات على قدرته تعالى . ( لأولي الألباب ) أصحاب العقول . / آل عمران 190 / . ( استن ) أمر السواك على أسنانه . ( أذن ) لصلاة الصبح ] (4/1665)
76 - باب { الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض } / 191 / (4/1665)
[ ش ( قياما وقعودا وعلى جنوبهم ) أي في جميع أحوالهم قائمين أو قاعدين أو مضطجعين أو غير ذلك ] (4/1665)
4294 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك ابن أنس عن مخرمة بن سليمان عن كريب عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: بت عند خالتي ميمونة فقلت لأنظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم فطرحت لرسول الله صلى الله عليه و سلم وسادة فنام رسول الله صلى الله عليه و سلم في طولها فجعل يمسح النوم عن وجهه ثم قرأ الآيات العشر الأواخر من آل عمران حتى ختم ثم أتى شنا معلقا فأخذه فتوضأ ثم قام يصلي فقمت فصنعت مثل ما صنع ثم جئت فقمت إلى جنبه فوضع يده على رأسي ثم أخذ بأذني فجعل يفتلها ثم صلى ركعتين ثم صلى ركعتين ثم صلى ركعتينن ثم صلى ركعتين ثم صلى ركعتين ثم صلى ركعتين ثم أوتر
[ ر 117 ]
[ ش ( فطرحت ) ألقيت ووضعت ] (4/1666)
77 - باب { ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار } / 192 / (4/1666)
[ ش ( أخزيته ) أذللته وأهنته . ( الظالمين ) الكافرين والذين يستحقون دخول جهنم . ( أنصار ) أعوان ينصرونهم أو شفعاء يشفعون لهم ] (4/1666)
4295 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا معن بن عيسى حدثنا مالك عن مخرمة بن سليمان عن كريب مولى عبد الله بن عباس أن عبد الله بن عباس أخبره
: أنه بات عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه و سلم وهي خالته قال فاضطجعت في عرض الوسادة واضطجع رسول الله صلى الله عليه و سلم وأهله في طولها فنام رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل ثم استيقظ رسول الله صلى الله عليه و سلم فجعل يمسح النوم عن وجهه بيديه ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه ثم قام يصلي فصنعت مثل ما صنع ثم ذهبت فقمت إلى جنبه فوضع رسول الله صلى الله عليه و سلم يده اليمنى على رأسي وأخذ بيده اليمنى يفتلها فصلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم أوتر ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن فقام فصلى ركعتين خفيفتين ثم خرج فصلى الصبح
[ ر 117 ] (4/1666)
78 - باب { ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان } / 193 / . الآية (4/1666)
[ ش ( مناديا ) داعيا وهو محمد صلى الله عليه و سلم . ( الآية ) وتتمتها { أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار } . ( الأبرار ) الأنبياء والصالحين جمع بر وهو المتمسك بشرع الله عز و جل والمعنى توفنا على مثل أعمالهم حتى نكون في مثل درجتهم
يوم القيامة ] (4/1666)
4296 - حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن مخرمة بن سليمان عن كريب مولى ابن عباس أن ابن عباس رضي الله عنهما أخبره أنه بات عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه و سلم وهي خالته قال فاضطجعت في عرض الوسادة واضطجع رسول الله صلى الله عليه و سلم وأهله في طولها فنام رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذ انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل استيقظ رسول الله صلى الله عليه و سلم فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه ثم قام يصلي . قال ابن عباس فقمت فصنعت مثل ما صنع ثم ذهبت فقمت إلى جنبه فوضع رسول الله صلى الله عليه و سلم يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني اليمنى يفتلها فصلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم أوتر ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن فقام فصلى ركعتين خفيفتين ثم خرج فصلى الصبح
[ ر 117 ] (4/1667)
79 - باب تفسير سورة النساء (4/1667)
قال ابن عباس { يستنكف } / 172 / يستكبر . قواما قوامكم من معايشكم . { لهن سبيلا } / 15 / يعني الرجم للثيب والجلد للبكر
وقال غيره { مثنى وثلاث } / 3 / يعني اثنتين وثلاثا وأربعا ولا تجاوز العرب رباع
[ ش ( قواما ) أشار بهذا إلى قراءة ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى { ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما . . } ] . / النساء 5 / . وقيل هي أيضا قراءة ابن عمر رضي الله عنهما وهي قراءة شاذة
والقراءة المتواترة { قياما } و " قيما " والمعنى واحد في الثلاثة . ( تؤتوا ) تعطوا . ( السفهاء ) المبذرين والذين لا يحسنون التصرف في الأموال . ( سبيلا ) حكما يعاملن به وقد كان الحكم أول الأمر أن المرأة إذا ثبت زناها حبست في بيت فلا تمكن من الخروج منه حتى تموت فنسخ ذلك بجلد البكر - وهي التي لم تتزوج - ورجم الثيب - وهي التي قد تزوجت - وكان هذا الحكم هو السبيل الذي جعل لهن . ( الرجم ) الرمي بالحجارة حتى الموت . ( غيره ) هو أبو عبيدة رحمه الله تعالى . ( ولا تجاوز . . ) أي لا يقولون في العدد المتكرر بعد الأربع خماس وسداس كما يقولون فيها وفيما قبلها رباع وثلاث ومثنى . ) (4/1667)
80 - باب { وان خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى } / 3 / (4/1667)
4297 - حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريج قال أخبرني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
: أن رجلا كانت له يتيمة فنكحها وكان لها عذق وكان يمسكها عليه ولم يكن لها في نفسه شي فنزلت فيه { وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى } . أحسبه قال كانت شريكته في ذلك العذق وفي ماله
[ ش ( عذق ) هو النخلة . ( يمسكها عليه ) من أجله . ( ولم يكن لها من نفسه شيء ) أي لم يعاملها معاملة الأزواج ولا يمتعها بنفسه كزوج . ( أحسبه قال ) أظن عروة قال والظان هشام ] (4/1668)
4298 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير أنه سأل عائشة عن قول الله تعالى
: { وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى } . فقالت يا ابن أختي هذه اليتيمة تكون في حجر وليها تشركه في ماله ويعجبه مالها وجمالها فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره فنهوا عن أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن ويبلغوا لهن أعلى سنتهن في الصداق فأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن . قال عروة قال عائشة وإن الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد هذه الآية فأنزل الله { ويستفتونك في النساء } . قالت عائشة وقول الله تعالى في آية أخرى { وترغبون أن تنكحوهن } . رغبة أحدكم عن يتيمته حين تكون قليلة المال والجمال قالت فنهوا - أن ينكحوا - عمن رغبوا في ماله وجماله في يتامى النساء إلا بالقسط من أجل رغبتهم عنهن إذا كن قليلات المال والجمال
[ ر 2362 ] (4/1668)
81 - باب { ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا } / 6 / (4/1668)
{ وبدارا } / 6 / مبادرة . { أعتدنا } / 18 / أعددنا أفعلنا من العتاد
[ ش ( فليستعفف ) فلا يأكل من مال اليتيم شيئا . ( بالمعروف ) بقدر قيامه عليه وما يستحق على ذلك . ( حسيبا ) حافظا لأعمال خلقه ومحاسبهم عليها انظر 2098 وأطرافه . ( مبادرة ) أي تسرعون إلى أكل أموال اليتامى قبل بلوغهم وتسبقونهم إليها . ( أفعلنا . . ) أي قوله أعتدنا على وزن أفعلنا مشتق من العتاد وهو ما يصلح لكل ما يقع من الأمور وعدة كل شيء ] (4/1668)
4299 - حدثني إسحاق أخبرنا عبد الله بن نمير حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
: في قوله تعالى { ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف } . أنها نزلت في والي اليتيم إذا كان فقيرا أنه يأكل منه مكان قيامه عليه بمعروف
[ ر 2098 ] (4/1669)
82 - باب { وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين } / 8 / . الآية (4/1669)
[ ش ( الآية ) وتتمتها { فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا } والمعنى إذا حضر قسمة مال الميت أحد ممن ذكر وكان غير وارث فأعطوه شيئا منه لأن نفسه في العادة تتشوف إليه فيجبر خاطره ويطيب قلبه بجزء منه ولو كان قليلا ] (4/1669)
4300 - حدثنا أحمد بن حميد أخبرنا عبيد الله الأشجعي عن سفيان عن الشيباني عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما { وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين } . قال هي محكمة وليست بمنسوخة
تابعه سعيد عن ابن عباس
[ ر 2608 ] (4/1669)
83 - باب { يوصيكم الله في أولادكم } / 11 / (4/1669)
[ ش ( يوصيكم ) يأمركم ويبين لكم قسمة المواريث ] (4/1669)
4301 - حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا هشام أن ابن جريج أخبرهم قال أخبرني ابن منكدر عن جابر رضي الله عنه قال
: عادني النبي صلى الله عليه و سلم وأبو بكر في بني سلمة ماشيين
فوجدني النبي صلى الله عليه و سلم لا أعقل فدعا بماء فتوضأ منه ثم رش علي فأفقت فقلت ما تأمرني أن أصنع في مالي يا رسول الله فنزلت { يوصيكم الله في أولادكم }
[ ر 191 ]
[ ش ( بني سلمة ) بطن من الخزرج كانوا يسكنون في أطراف المدينة ] (4/1669)
84 - باب { ولكم نصف ما ترك أزواجكم } / 12 / (4/1669)
4302 - حدثنا محمد بن يوسف عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: كان المال للولد وكانت الوصية للوالدين فنسخ الله من ذلك ما أحب فجعل للذكر مثل الأنثيين وجعل للأبوين لكل واحد منهما السدس والثلث وجعل للمرأة الثمن والربع وللزوج الشطر والربع
[ ر 2596 ] (4/1670)
85 - باب { لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن } / 19 / . الآية (4/1670)
ويذكر عن ابن عباس { لا تعضلوهن } لا تقهروهن . { حوبا } / 2 / إثما . { تعولوا } / 3 / تميلوا . { نحلة } / 4 / النحلة المهر
[ ش ( الآية ) وتتمتها { إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا . . } . ( بفاحشة مبينة ) أي بسوء خلق ظاهر أو نشوز أو إعراض أو زنا ثابت ففي هذه الأحوال له أن يضايقها أو يطلب منها شيئا من المال الذي أعطاها ليطلقها . وانظر الحديث الآتي . . ( تميلوا ) أي عن العدل بين الزوجات . ( نحلة ) فريضة مسماة أو عطاء واجبا وفسرت بالمهر . وهي في الأصل العطاء عن طيب نفس بدون عوض ] (4/1670)
4303 - حدثنا محمد بن مقاتل حدثنا أسباط بن محمد حدثنا الشيباني عن عكرمة عن ابن عباس قال الشيباني وذكره أبو الحسن السوائي ولا أظنه ذكره إلا عن ابن عباس { يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن } . قال كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته إن شاء بعضهم تزوجها وإن شاؤوا زوجوها وإن شاؤوالم يزوجوها فهم أحق بها من أهلها فنزلت هذه الآية في ذلك
[ 6549 ]
[ ش ( لا يحل ) لا يجوز . ( أن ترثوا النساء ) تأخذوهن كما تؤخذ الأموال على سبيل الإرث . ( كرها ) مكرهين لهن على ذلك . ( تعضلوهن ) تمنعوهن من الزواج بغيركم إذا طلقتموهن ولم ترغبوا بهن أو تضاروهن وتضيقوا عليهن ولا تطلقوهن . ( لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن ) لتأخذوا منهن بعض ما
أعطيتموهن من المهر . / النساء 19 / ] (4/1670)
86 - باب { ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شيء شهيدا } / 33 / (4/1670)
وقال معمر أولياء موالي وأولياء ورثة عاقدت أيمانكم هو مولى اليمين وهو الحليف والمولى أيضا ابن العم والمولى المنعم المعتق والمولى المعتق والمولى المليك والمولى مولى في الدين
[ ش ( معمر ) هو أبو عبيدة معمر بن المثنى رحمه الله تعالى . ( أولياء موالي ) أي أولياء بالحلف وعقد الولاء . ( أولياء ورثة ) أي أولياء قرابة . ( المليك ) السلطان والحاكم يقال له مولى لأنه يلي أمور الناس ] (4/1670)
4304 - حدثني الصلت بن محمد حدثنا أبو أسامة عن إدريس عن طلحة بن مصرف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما
: { ولكل جعلنا موالي } . قال ورثة . { والذين عاقدت أيمانكم } كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجر الأنصاري دون ذوي رحمه للأخوة التي آخى النبي صلى الله عليه و سلم بينهم فلما نزلت { ولكل جعلنا موالي } . نسخت . ثم قال { والذين عاقدت أيمانكم } من النصر والرفادة والنصيحة وقد ذهب الميراث ويوصي له
سمع أبو أسامة إدريس وسمع إدريس طلحة
[ ر 2170 ] (4/1671)
87 - باب { إن الله لا يظلم مثقال ذرة } / 40 / (4/1671)
يعني زنة ذرة
[ ش اختلف في معنى الذرة فقيل هي أصغر النمل وقيل واحدة ما يرفعه الريح من الغبار وقيل غير ذلك . والمعنى أنه لا ينقص ذلك من حسناته
أو يزيده في سيئاته ] (4/1671)
4305 - حدثني محمد بن عبد العزيز حدثنا أبو عمر حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
: أن أناسا في زمن النبي صلى الله عليه و سلم قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال النبي صلى الله عليه و سلم ( نعم هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة ضوء ليس فيها سحاب ) . قالوا لا قال ( وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ضوء ليس فيها سحاب ) . قالوا لا قال النبي صلى الله عليه و سلم ( ما تضارون في رؤية الله عز و جل يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن تتبع كل أمة ما كانت تعبد فلا يبقى من كان يعبد غير الله من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار . حتى إذا لم يبقى إلا من كان يعبد الله بر أو فاجر وغبرات أهل الكتاب فيدعى اليهود فيقال لهم ما كنتم تعبدون ؟ قالوا كنا نعبد عزيرا ابن الله فيقال لهم كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فماذا تبغون ؟ فقالوا عطشنا ربنا فاسقنا فيشار ألا تردون ؟ فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار . ثم يدعى النصارى فيقال لهم ما كنتم تعبدون ؟ قالوا كنا نعبد المسيح ابن الله فيقال لهم كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فيقال لهم ما تبغون ؟ فكذلك مثل الأول . حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر أو فاجر أتاهم رب العالمين في أدنى صورة من التي رأوه فيها فيقال ماذا تنتظرون تتبع كل أمة ما كانت تعبد قالوا فارقنا الناس في الدنيا على أفقر ما كنا إليهم لم نصاحبهم ونحن ننتظر ربنا الذي كنا نعبد فيقول أنا ربكم فيقولون لا نشرك بالله شيئا ) . مرتين أو ثلاثا
[ 4635 ، 7001 ]
[ ش ( تضارون ) يصيبكم ضرر . ( سحاب ) جمع سحابة وهو الغيم . ( الأنصاب ) جمع نصب وهو حجر كان ينصب ويذبح عليه فيحمر بالدم ويعبد . ( بر ) هو الذي يأتي بالخير ويطيع ربه . ( فاجر ) مرتكب للمعاصي والمحارم ولكنه لا يشرك بالله تعالى . ( غبرات ) بقايا جمع غبر من غبر يغبر غبورا إذا مكث وبقي . ( صاحبة ) زوجة . ( تردون ) تأتون لتشربوا . ( فيحشرون ) فيجمعون ويساقون . ( سراب ) ما يرى وسط النهار من بعد كأنه ماء . ( يحطم ) يكسر ويذهب . ( مثل الأول ) أي يفعل بهم مثل ما فعل اليهود قبلهم . ( أتاهم . . ) ظهر لهم . ( أدنى صورة ) أقرب صفة . ( رأوه فيها ) عرفوه فيها من قبل بوصف القرآن وعلى لسان النبي صلى الله عليه و سلم فيتجلى لهم سبحانه بالصفة التي يعرفونه بها والتي لا تشبه شيئا من مخلوقاته فيعلمون أنه ربهم فيقولون أنت ربنا . ( أفقر ما كنا إليهم ) أي لم نتبعهم في الدنيا مع شدة احتياجنا إليهم فلا نتبعهم هذا اليوم بطريق أولى . ( لا نشرك بالله شيئا ) ما كنا لنشرك بالله في الدنيا فلا نقبل عنك بديلا في الآخرة ويقولون ذلك افتخارا بتوحيدهم واستلذاذا وسرورا بالنعمة التي وجدوها ] (4/1671)
88 - باب { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } / 41 / (4/1671)
المختال والختال واحد . { نطمس وجوها } / 47 / نسويها حتى تعود كأقفائهم طمس الكتاب محاه . { سعيرا } / 55 / وقودا
[ ش ( المختال . . ) يشير إلى ما جاء في قوله تعالى { إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا . . } / النساء 36 / . ( مختالا ) من الخيلاء وهي الكبر فالمختال يتخيل في صورة من هو أعظم منه كبرا . ( واحد ) أي في المعنى قال العيني وفيه نظر لأن المختال من الخيلاء والختال - بتشديد التاء المثناة من فوق - من الختل وهو الخديعة فلا يناسب معنى الكبر وذكر أنه صوب بعضهم الرواية الأخرى وهي المختال والخال واحد لأن الخال يأتي بمعنى الخائل وهو المتكبر ] (4/1671)
4306 - حدثنا صدقة أخبرنا يحيى عن سفيان عن سليمان عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله . قال يحيى بعض الحديث عن عمرو بن مرة قال
: قال لي النبي صلى الله عليه و سلم ( اقرأ علي ) . قلت آقرأ عليك أنزل ؟ قال ( فإني أحب أن أسمعه من غيري ) . فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا }
قال ( أمسك ) . فإذا عيناه تذرفان
[ 4762 ، 4763 ، 4768 ، 4769 ]
[ ش ( فكيف ) يكون الأمر والحال يوم القيامة . ( إذا جئنا ) حين نأتي ونستدعي . ( بشهيد ) بنبيها الذي بعث إليها . ( بك ) يا محمد صلى الله عليه و سلم . ( هؤلاء ) المكذبين من قومك والمنكرين لرسالتك وقيل أمتك . ( شهيدا ) تشهد أنك قد بلغتهم وبينت لهم الحق . / النساء 41 / . ( تذرفان ) تدمعان وبكاؤه صلى الله عليه و سلم إشفاق على المقصرين من أمته لما تضمنته الآية من هول الموقف وقيل غير ذلك والله تعالى أعلم ] (4/1673)
89 - باب { وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط } / 43 / (4/1673)
{ صعيدا } / 43 / وجه الأرض
وقال جابر كانت الطواغيت التي يتحاكمون إليها في جهينة واحد وفي أسلم واحد وفي كل حي واحد كهان ينزل عليهم الشيطان
وقال عمر الجبت السحر والطاغوت الشيطان
وقال عكرمة الجبت بلسان الحبشة شيطان والطاغوت الكاهن
[ ش ( مرضى ) جمع مريض والمراد المرض الذي يضر معه استعمال الماء . ( على سفر ) مسافرين . ( الغائط ) هو كناية عن الحدث بخروج شيء
من القبل أو الدبر وهو في الأصل المكان المنخفض من الأرض والعادة أن تقضى الحاجة في مثله ليغيب عن أعين الناس فأطلق المكان على الحدث الذي يكون فيه وقد يطلق الغائط على الخارج من الدبر خاصة وهذا الجزء من الآية هو جزء أيضا من الآية ( 6 ) من سورة المائدة وتسمى آية التيمم . انظر الحديث 327 وأطرافه . ( الجبت . . الطاغوت ) اللفظان واردان في قوله تعالى { ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا } / النساء 51 / . وفي قوله تعالى { ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا } / النساء 60 / . فالآية الأولى نزلت في اليهود الذين نقضوا العهد مع النبي صلى الله عليه و سلم وحالفوا المشركين وأثاروهم على قتال المسلمين . والآية الثانية نزلت في المنافقين الذين كانوا يتظاهرون بالإسلام وإذا حصلت لهم قضية رغبوا أن يتقاضوا لدى أحبار اليهود ورؤسائهم وقيل في معنى الجبت والطاغوت أقوال كثيرة والظاهر أنهما يقالان في كل باطل وظلم وعدوان وضلال . ( بلسان الحبشة ) بلغة الحبشة ] (4/1673)
4307 - حدثنا محمد أخبرنا عبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
: هلكت قلادة لأسماء فبعث النبي صلى الله عليه و سلم في طلبها رجالا فحضرت الصلاة وليسوا على وضوء ولم يجدوا ماء فصلوا وهم على غير وضوء فأنزل الله يعني آية التيمم
[ ر 327 ] (4/1674)
90 - باب قوله { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } / 59 / (4/1674)
4308 - حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما
: { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } . قال نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي إذ بعثه النبي صلى الله عليه و سلم في سرية
[ ش أخرجه مسلم في الامارة باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية . . رقم 1834
( أولي الأمر ) الحكام والرؤساء . ( منكم ) من المسلمين القائمين بحدود الله تعالى / النساء 59 / . ( سرية ) قطعة من الجيش وانظر المغازي باب 55 ، والحديث 4085 وأطرافه ] (4/1674)
91 - باب { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم } / 65 / (4/1674)
4309 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا محمد بن جعفر أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة قال : خاصم الزبير رجلا من الأنصار في شريج من الحرة فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك ) . فقال الأنصاري يا رسول الله أن كان ابن عمتك فتلون وجهه ثم قال ( اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر ثم أرسل الماء إلى جارك ) . واستوعى النبي صلى الله عليه و سلم حقه في صريح الحكم حين أحفظه الأنصاري كان أشار عليهما بأمر لهما فيه سعة . قال الزبير فما أحسب هذه الآيات إلا نزلت في ذلك { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم }
[ ر 2231 ] (4/1674)
92 - باب { فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين } / 69 / (4/1674)
4310 - حدثنا محمد بن عبد الله بن حوشب حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت
: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( ما من نبي يمرض إلا خير بين الدنيا والآخرة ) . وكان في شكواه الذي قبض فيه أخذته بحة شديدة فسمعته يقول ( { مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين } ) . فعلمت أنه خير
[ ر 4171 ] (4/1675)
93 - باب { وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء } . الآية / 75 / (4/1675)
[ ش ( المستضعفين ) أي لم لا تقاتلون سعيا في تخليص الضعفاء الذين منعهم الكفار من الهجرة وقهروهم وآذوهم . ( الآية ) وتتمتها { والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا } . ( القرية ) مكة . ( لدنك ) عندك . ( وليا ) يتولى أمورنا ونصرتنا . ( نصيرا ) يحمينا منهم . ( تلووا ) تنحرفوا عن الصواب وتبدلوا الشهادة بألسنتكم . ( المراغم ) يشير إلى قوله تعالى { ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة } / النساء 100 / . أي من يخرج مهاجرا في سبيل الله تعالى صادقا في قصده تتيسر له سبل كثيرة توصله إلى مكان هجرته ويراغم بها قومه المخالفين له في دينه أي يفارقهم رغما عنهم كما أنه يجد الرزق الواسع والعيش الرغد والأمن والطمأنينة ] (4/1675)
4311 - حدثني عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن عبيد الله قال سمعت ابن عباس قال كنت أنا وأمي من المستضعفين (4/1675)
4312 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن ابن أبي مليكة أن ابن عباس تلا { إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان } . قال كنت أنا وأمي ممن عذر الله
[ ر 1291 ]
ويذكر ابن عباس { حصرت } / 90 / ضاقت . { تلووا } / 135 / ألسنتكم بالشهادة
وقال غيره المرغم المهاجر راغمت هاجرت قومي . { موقوتا } / 103 / موقتا وقته عليهم (4/1675)
94 - باب { فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا } / 88 / (4/1675)
قال ابن عباس بددهم فئة جماعة (4/1675)
4313 - حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر وعبد الرحمن قالا حدثنا شعبة عن عدي عن عبد الله بن يزيد عن زيد بن ثابت رضي الله عنه { فما لكم في المنافقين فئتين } . رجع ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم من أحد وكان الناس فيهم فرقتين فريق يقول اقتلهم وفريق يقول لا فنزلت { فما لكم في المنافقين فئتين }
وقال ( إنها طيبة تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة )
[ ر 1785 ]
[ ش أخرجه مسلم في الحج باب المدينة تنفي شرارها رقم 1384 ] (4/1676)
95 - باب { وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به } / 83 / أفشوه (4/1676)
{ يستنبطونه } / 83 / يستخرجونه . { حسيبا } / 86 / كافيا . { إلا إناثا } / 117 / يعني الموات حجرا أو مدرا وما أشبهه . { مريدا } / 117 / متمردا . { فليبتكن } / 119 / بتكه قطعه . { قيلا } / 122 / وقولا واحد . { طبع } / 155 / ختم
[ ش ( أمر ) خبر عن سرايا النبي صلى الله عليه و سلم . ( الأمن ) السلامة والنصر . ( الخوف ) القتل أو الهزيمة أو تحشد الأعداء . ( يعني الموات . . ) أي التي لا حياة فيها والمراد الأصنام التي كانوا يعبدونها . ( واحد ) أي كلاهما بمعنى واحد وهما مصدر قال يقول فأصل قيلا قولا قلبت الواو ياء لتحركها بعد كسر ] (4/1676)
96 - باب { ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم } / 93 / (4/1676)
4314 - حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شعبة حدثنا مغيرة بن النعمان قال سمعت بن جبير قال آية اختلف فيها أهل الكوفة فرحلت فيها إلى ابن عباس فسألته عنها فقال نزلت هذه الآية { ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم } . هي آخر ما نزل وما نسخها شيء
[ ر 3642 ]
[ ش أخرجه مسلم في التفسير رقم 3023 ] (4/1676)
97 - باب { ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا } / 94 / (4/1676)
السلم والسلم والسلام واحد
[ ش ( واحد ) أي من حيث المعنى ووردت فيها قراءات متواترة فقراءة حمزة ونافع وابن عامر وخلف العاشر وأبي جعفر بغير ألف وقراءة
غيرهم بثبوتها ] (4/1676)
4315 - حدثني علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما { ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا } . قال قال ابن عباس كان رجل في غنيمة له فلحقه المسلمون فقال السلام عليكم فقتلوه وأخذوا غنيمته فأنزل الله في ذلك إلى قوله { تبتغون عرض الحياة الدنيا } تلك الغنيمة
قال قرأ ابن عباس السلام
[ ش أخرجه مسلم في التفسير رقم 3025
( ألقى إليكم السلام ) نطق بالشهادتين أو حياكم بتحية الإسلام . ( لست مؤمنا ) أي تقولون لم يؤمن حقيقة إنما نطق بالإسلام تقية / النساء 94 / . ( غنيمته ) تصغير غنم أي قطيع صغير من الغنم . ( قال ) أي عطاء . ( السلام ) أي بإثبات الألف ] (4/1677)
98 - باب { لا يستوي القاعدون من المؤمنين . . والمجاهدون في سبيل الله } / 95 / (4/1677)
4316 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب قال حدثني سهل بن سعد الساعدي أنه رأى مراون بن الحكم في المسجد فأقبلت حتى جلست إلى جنبه فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أملى عليه { لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله } . فجاءه ابن أم مكتوم وهو يملها علي قال يا رسول الله والله لو أستطيع الجهاد لجاهدت . وكان أعمى فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه و سلم وفخذه على فخذي فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي ثم سري عنه فأنزل الله { غير أولي الضرر }
[ ر 2677 ]
[ ش ( لا يستوي ) أي في الأجر والمنزلة عند الله تعالى / النساء 95 / . ( يملها ) يقرؤها علي لأكتبها . ( ترض ) تدق . ( سري ) انكشف عنه الوحي وذهب ما كان يعاني من شدته ] (4/1677)
4317 - حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال
: لما نزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } . دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم زيدا فكتبها فجاء ابن أم مكتوم فشكا ضرارته فأنزل الله { غير أولي الضرر } (4/1677)
4318 - حدثنا محمد بن يوسف عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال لما نزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } . قال النبي صلى الله عليه و سلم ( ادعوا فلانا ) . فجاءه ومعه الدواة واللوح أو الكتف فقال ( اكتب { لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله } ) . وخلف النبي صلى الله عليه و سلم ابن أم مكتوم فقال يا رسول الله أنا ضرير فنزلت مكانها { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله }
[ ر 2676 ] (4/1677)
4319 - حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام أن ابن جريج أخبرهم ( ح ) . وحدثني إسحاق أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريح أخبرني عبد الكريم أن مقسما مولى عبد الله بن الحارث أخبره أن ابن عباس رضي الله عنهما أخبره { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } عن بدر والخارجون إلى بدر
[ ر 3738 ] (4/1678)
99 - باب { إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها } / 97 / . الآية (4/1678)
[ ش ( توفاهم الملائكة ) تقبض أرواحهم عند وفاتهم بالقتل أو غيره . ( ظالمي أنفسهم ) بالمقام بين الكفار وتركهم الهجرة إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه و سلم . ( فيم كنتم ) سؤال توبيخ وتقريع أي في أي شيء كنتم من أمر دينكم . ( مستضعفين ) مستذلين عاجزين عن القيام بما وجب علينا من أمر الدين . ( الآية ) وتتمتها { فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا } ] (4/1678)
4320 - حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا حيوة وغيره قالا حدثنا محمد بن عبد الرحمن أبو الأسود قال قطع على أهل المدينة بعث فاكتتبت فيه فلقيت عكرمة مولى ابن عباس فأخبرته فنهاني عن ذلك أشد النهي ثم قال أخبرني ابن عباس أن ناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتي السهم فيرمى به فيصيب أحدهم فيقتله أو يضرب فيقتل فأنزل الله { إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم } . الآية
رواه الليث عن أبي الأسود
[ 6674 ]
[ ش ( قطع على أهل المدينة بعث ) ألزموا بإخراج جيش لقتال أهل الشام وذلك في خلافة عبد الله بن الزبير رضي الله عنه على مكة . ( فاكتتبت فيه ) جعلت في عداد من يخرج مع هذا الجيش . ( يكثرون سواد المشركين ) جماعتهم أي مع أنهم لا يوافقونهم في قلوبهم كانوا ظالمين لأنهم أفادوهم قوة بوجودهم معهم . والسواد العدد الكثير وسواد الناس معظمهم وأكثرهم ] (4/1678)
100 - باب { إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا (4/1678)
يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا } / 98 /
[ ش ( لا يستطعون حيلة ) الحيلة الحذق في تدبير الأمور أي لا يقدرون على تدبير أمورهم ليتخلصوا من قومهم بطريقة ما وينجوا بأنفسهم . ( ولا يهتدون سبيلا ) لا يعرفون الطرق التي توصلهم إلى مكان هجرتهم ] (4/1678)
4321 - حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد عن أيوب عن أبي مليكة عن ابن عباس رضي الله عنهما { إلا المستضعفين } . قال كانت أمي ممن عذر الله
[ ر 1291 ] (4/1679)
101 - باب قوله { فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا } / 99 / (4/1679)
[ ش ( يعفو عنهم ) يتجاوز عن تركهم الهجرة ولا يستقصي عليهم في المحاسبة ] (4/1679)
4322 - ؟ ؟ نقص ؟ ؟ (4/1679)
102 - باب { ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم } / 102 / (4/1679)
[ ش ( جناح ) حرج وإثم . ( إن تضعوا أسلحتكم ) تتركوها ولا تحملوها أثناء
الصلاة ] (4/1679)
4323 - حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن أخبرنا حجاج عن ابن جريج قال أخبرني يعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما
: { إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى } . قال عبد الرحمن بن عوف كان جريحا
[ ش ( قال ) ابن عباس رضي الله عنها . ( كان جريحا ) أي فنزلت الآية فيه تخفيفا عنه ] (4/1679)
103 - باب { ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء } / 127 / (4/1679)
4324 - حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام بن عروة
عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
: { ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن - إلى قوله - وترغبون أن
تنكحوهن } . قالت هو الرجل تكون عنده اليتيمة هو وليها ووارثها فأشركته في ماله حتى في العذق فيرغب أن ينكحها ويكره أن يزوجها رجلا فيشركه في ماله بما شركته فيعضلها فنزلت هذه الآية
[ ر 2362 ]
[ ش ( فيعضلها ) يمنعها من التزوج وأصله من عضلت المرأة إذا نشب ولدها في بطنها وعسر خروجه ويقال أعضل الأمر إذا اشتد ] (4/1679)
104 - باب { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا } / 128 / (4/1679)
وقال ابن عباس { شقاق } / 35 / تفاسد . { وأحضرت الأنفس الشح } / 128 / هواه في الشيء يحرص عليه . { كالمعلقة } / 129 / لا هي أيم ولا
ذات زوج . { نشوزا } بغضا
[ ش ( بعلها ) زوجها . ( نشوزا ) ترفعا عنها وتركا للمودة بينهما ومنعا للنفقة
عليها . ( إعراضا ) بترك محادثتا ومؤانستها أو التقليل من ذلك . ( وأحضرت
الأنفس الشح ) البخل مع الحرص أو الإفراط فيه أي جعل الشح حاضرا لا يغيب عنها كالطبع الملازم لها . ( أيم ) الأيم من لا زوج لها بكرا كانت أم ثيبا ويطلق على الرجل إن كان كذلك ] (4/1679)
4325 - حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا هشام بن عروة
عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
: { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا } . قالت الرجل تكون عنده المرأة ليس بمستكثر منها يريد أن يفارقها فتقول أجعلك من شأني في حل فنزلت هذه الآية في ذلك
[ ر 2318 ] (4/1680)
105 - باب { إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار } / 145 / (4/1680)
وقال ابن عباس أسفل النار . { نفقا } / الأنعام 35 / سربا
[ ش ( سربا ) والسرب المسلك المستور في الأرض ولا يقال نفق إلا إذا كان له منفذ إلى موضع آخر ] (4/1680)
4326 - حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال حدثني إبراهيم عن الأسود قال كنا في حلقة عبد الله فجاء حذيفة حتى قام علينا فسلم ثم قال
: لقد أنزل النفاق على قوم خير منكم قال الأسود سبحان الله إن الله يقول { إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار } . فتبسم عبد الله وجلس
حذيفة في ناحية المسجد فقام عبد الله فتفرق أصحابه فرماني بالحصا
فأتيته فقال حذيفة عجبت من ضحكه وقد عرف ما قالت لقد أنزل النفاق
على قوم كانوا خيرا منكم ثم تابوا فتاب الله عليهم
[ ش ( أنزل النفاق ) أي ابتلي به واختبر والمنافق من أبطن الكفر وأظهر الإسلام . ( خير منكم ) أي لأنهم كانوا في طبقة الصحابة رضي الله عنهم
والمقصود جماعة نافقوا ثم صلحوا واستقاموا
( الدرك ) الدرج الأسفل وللنار دركات كما أن للجنة درجات / 145 /
( فتبسم ) تعجبا من حذيفة رضي الله عنه وسرورا بما قام به من قوله الحق وتحذيره من الباطل . ( فرماني ) القائل الأسود والرامي حذيفة رضي الله عنه . ( وقد عرف ما قلت ) عرف ما أقصد بقولي (4/1680)
106 - باب { إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح } / 163 / (4/1680)
[ الآية بتمامها { إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب
ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا }
( الأسباط ) هم أولاد يعقوب عليهم السلام . ( زبورا ) اسم الكتاب الذي أنزله الله تعالى على داود عليه السلام من الزبر وهو الكتاب والزبور والمزبور المكتوب (4/1680)
4327 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان قال حدثني الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( ما ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يونس بن متى )
[ ر 3231 ] (4/1681)
4328 - حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح حدثنا هلال عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( من قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب )
[ ر 3234 ] (4/1681)
107 - باب { يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له (4/1681)
ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد } / 176 /
والكلالة من لم يرثه أب أو ابن وهو مصدر من تكلله النسب
[ ش ( يستفتونك ) يطلبون منك الفتوى . ( يفتيكم ) يبين لكم الحكم الشرعي . ( هلك ) مات . ( ليس له ولد ) أي ولا ولد له ومثل الولد والوالد ولد الولد
والجد . ( أخت ) من أمه وأبيه أو من أبيه فقط . ( تكللة النسب ) تعطف عليه
وتطرفه أي كأنه أخذ طرفيه من جهة الوالد والولد فلم يبق له منهما أحدا ] (4/1681)
4329 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن أبي إسحاق سمعت البراء رضي الله عنه قال
: آخر سورة نزلت [ براءة ] . وآخر آية نزلت { يستفتونك قل الله يفتيكم
في الكلالة }
[ ر 4106 ]
[ ش أخرجه مسلم في الفرائض باب آخر آية أنزلت آية الكلالة رقم 1618 ] (4/1681)
108 - باب تفسير سورة المائدة (4/1681)
{ حرم } / 1 / واحدها حرام . { فبما نقضهم } / 13 / بنقضهم . { التي كتب الله } / 21 / جعل الله . { تبوء } / 29 / تحمل . { دائرة } / 52 / دولة
وقال غيره الإغراء التسليط . { أجورهن } / 5 / مهورهن
قال سفيان ما في القرآن آية أشد علي من { لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم } / 68 /
{ من أحياها } / 32 / يعني من حرم قتلها إلا بحق حيي الناس منه جميعا . { شرعة ومنهاجا } / 48 / سبيلا وسنة
المهيمن الأمين القرآن أمين على كل كتاب قبله
[ ش ( حرام ) هو المحرم بحج أو عمرة . ( فبما نقضهم ) أي بسبب نقضهم العهد . فالباء سببية وما زائدة والنقض الهدم والإبطال ونقض العهد الخلف به وعدم العمل بمقتضاه . ( جعل الله ) لكم فيها مساكن ومأوى . ( دولة ) حادثة تنتقل لنا من حال إلى حال . ( غيره ) أي غير ابن عباس رضي الله عنهما [ عيني ] . ( الإغراء ) يشير إلى قوله تعالى { فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة } / المائدة 14 / . ( أشد علي ) قال العيني إنما كان أشد عليه لما فيه من تكلف العلم بأحكام التوراة والإنجيل والعمل بها [ 18 / 197 ] . ( حتى تقيموا . . ) أي تؤمنوا بهما وتعملوا بكل ما فيهما ومن جملته ما جاء من وصف محمد صلى الله عليه و سلم والأمر بالإيمان به والعمل بشريعته ونصرته . ( قتلها ) أي النفس البشرية المحقونة الدم بإسلام أو عقد ذمة أو أمان . ( شرعة ) شريعة وأحكاما تلتزمونها في حياتكم . ( منهاجا ) طريقا واضحا في تنفيذ الأحكام وأداء العبادات وغير ذلك من أمور الدين . ( المهيمن ) يشير إلى قوله تعالى { وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه } / المائدة 48 / . ( الكتاب ) القرآن . ( مصدقا ) موافقا لما فيها من أصول العقيدة والعبادة والتشريع والأخلاق . ( لما بين يديه من الكتاب ) لما نزل قبله من كتب سماوية وشرائع إلهية . ( مهيمنا عليه ) حاكما عليه وشاهدا بالصحة والثبات أو التحريف والتبديل والاختلاق . ( أمين ) يخبر عما فيه من الحق ويصونه من العبث والتغيير فإن خالف ما فيه الذي يقوله أهل ذاك الكتاب دل على تغييرهم وتبديلهم ] (4/1681)
109 - باب { اليوم أكملت لكم دينكم } / 3 / (4/1681)
وقال ابن عباس { مخمصة } / 3 / مجاعة (4/1681)
4330 - حدثني محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن قيس عن طارق بن شهاب
: قالت اليهود لعمر إنكم تقرؤون آية لو نزلت فينا لاتخذناها عيدا . فقال عمر إني لأعلم حيث أنزلت وأين أنزلت وأين رسول الله صلى الله عليه و سلم حين أنزلت يوم عرفة وإنا والله بعرفة
قال سفيان وأشك كان يوم الجمعة أم لا { اليوم أكملت لكم دينكم }
[ ر 45 ] (4/1683)
110 - باب قوله [ فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا } / 6 / (4/1683)
تيمموا تعمدوا . { آمين } / 2 / عامدين أممت وتيممت واحد
وقال ابن عباس { لمستم } / النساء 43 / و / المائدة 6 / و { تمسوهن } / البقرة 236 ، 237 / و / الأحزاب 49 / و { اللاتي دخلتم بهن } / النساء 23 / والإفضاء النكاح
[ ش ( صعيدا ) ترابا أو كل ما كان على وجه الأرض من تراب وغيره . ( طيبا ) طاهرا . ( عامدين ) في نسخة ( قاصدين ) . ( لمستم ) قراءة حمزة والكسائي وقرأ عاصم وأبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع { لامستم } . فهما قراءتان متواترتان . ( الإفضاء ) الوارد في قوله تعالى { وقد أفضى بعضكم إلى بعض } / النساء 21 / . ( النكاح ) إي إن هذه الألفاظ الأربعة وردت في القرآن لمعنى واحد وهو النكاح أي الوطء ] (4/1683)
4331 - حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت
: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي فأقام رسول الله صلى الله عليه و سلم على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فأتى الناس إلى أبي بكر الصديق فقالوا ألا ترى ما صنعت عائشة أقامت برسول الله صلى الله عليه و سلم وبالناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء ؟ فجاء أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه و سلم واضع رأسه على فخذي قد نام فقال حبست رسول الله صلى الله عليه و سلم والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء . قالت عائشة فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعنني بيده في خاصرتي ولا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه و سلم على فخذي فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم حين أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم فقال أسيد بن حضير ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر . قالت فبعثنا البعير الذي كنت عليه فإذا العقد تحته (4/1683)
4332 - حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب قال أخبرني عمرو أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
: سقطت قلادة لي بالبيداء ونحن داخلون المدينة فأناخ النبي صلى الله عليه و سلم ونزل فثنى رأسه في حجري راقدا أقبل أبو بكر فلكزني لكزة شديدة . وقال حبست الناس في قلادة فبي الموت لمكان رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد أوجعني ثم إن النبي صلى الله عليه و سلم استيقظ وحضرت الصبح فالتمس الماء فلم يوجد فنزلت { يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة } . الآية . فقال أسيد بن حضير لقد بارك الله للناس فيكم يا آل أبي بكر ما أنتم إلا بركة لهم
[ ر 327 ]
[ ش ( فثنى رأسه ) وضعه . ( راقدا ) أي يريد الرقود والنوم . ( لكزني ) دفعني في صدري بكفه . ( فبي الموت . . ) أي كاد ينزل بي الموت من شدة الوجع ولم أتحرك حتى لا أزعج رسول الله صلى الله عليه و سلم . ( فيكم ) بسببكم ] (4/1684)
111 - باب { فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون } / 24 / (4/1684)
[ ش ( فاذهب ) يحتمل أنهم أرادوا الذهاب حقيقة وقالوا ذلك استهزاء . ويحتمل أنهم أرادوا بالذهاب القصد والإرادة أي فليرد ربك قتلهم وهلاكهم ] (4/1684)
4333 - حدثنا أبو نعيم حدثنا إسرائيل عن مخارق عن طارق بن شهاب سمعت ابن مسعود رضي الله عنه قال شهدت من المقداد ( ح ) . وحدثني حمدان بن عمر حدثنا أبو النضر حدثنا الأشجعي عن سفيان عن مخارق عن طارق عن عبد الله قال
: قال المقداد يوم بدر يا رسول الله إنا لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى { فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون } . ولكن امض ونحن معك . فكأنه سري عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
ورواه وكيع عن سفيان عن مخارق عن طارق أن المقداد قال ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 3736 ]
[ ش ( سري عنه ) أي أزيل عنه ما يكره وما يسبب له الغم ] (4/1684)
112 - باب { إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا - إلى قوله - أو ينفوا من الأرض } / 33 / (4/1684)
المحاربة لله الكفر به
[ ش ( يحاربون ) يخالفون أمرهما ويعصونهما . ( يسعون في الأرض فسادا ) ينشرون الفساد في الأرض بحملهم السلاح على المسلمين وقطعهم الطريق وإخافة الناس وإثارة الذعر في نفوسهم وقتلهم الأنفس وسلبهم الأموال . ( يصلبوا ) يربطوا على خشبتين متصالبتين قبل القتل أو بعده . ( إلى قوله ) وتتمتها { أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف } . ( من خلاف ) يخالف بينها فتقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى . ( ينفوا ) يخرجوا أو يطاردوا ويشردوا في البلاد أو يحبسوا ] (4/1684)
4334 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا ابن عون قال حدثني سلمان أبو رجاء مولى أبي قلابة عن أبي قلابة أنه كان جالسا خلف عمر بن عبد العزيز فذكروا وذكروا فقالوا وقالوا قد أقادت بها الخلفاء فالتفت إلي أبي قلابة وهو خلف ظهره فقال
: ما تقول يا عبد الله بن زيد أو قال ما تقول يا أبا قلابة ؟ قلت ما علمت نفسا حل قتلها في الإسلام إلا رجل زنى بعد إحصان أو قتل نفسا بغير نفس أو حارب الله ورسوله صلى الله عليه و سلم . فقال عنبسة حدثنا أنس بكذا وكذا ؟ قلت إياي حدث أنس قال قدم قوم على النبي صلى الله عليه و سلم فكلموه فقالوا قد استوخمنا هذه الأرض فقال ( هذه نعم لنا تخرج فاخرجوا فيها فاشربوا من ألبانها وأبوالها ) . فخرجوا فيها فشربوا من أبوالها وألبانها واستصحوا ومالوا على الرعي فقتلوه واطردوا النعم فما يستبطأ من هؤلاء ؟ قتلوا النفس وحاربوا الله ورسوله وخوفوا رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال سبحان الله فقلت تتهمني ؟ قال حدثنا بهذا أنس . قال وقال يا أهل كذا إنكم لن تزلوا بخير ما أبقي هذا فيكم ومثل هذا
[ ر 231 ]
[ ش ( فذكر وذكروا ) أي ذكروا القسامة وما يتعلق بها وأخذوا وردوا في الوضوع . ( فقالوا وقالوا ) أي قالوا كلاما في حكمها والاستدلال له ومن جملة ما قالوا ( قد أقادت بها الخلفاء ) أي قتلوا بها قصاصا . ( إحصان ) هو الوطء بعقد زواج صحيح مع شروط تعرف في كتب الفقه . ( حارب الله ورسوله ) بمخالفة أوامرهما . ( عنبسة ) بن سعيد بن العاص . ( اطردوا ) ساقوها سوقا شديدا . ( فما يستبطأ ) أي شيء ينتظر منهم وأي شيء أشد مما صنعوا . ( حدثنا بهذا ) أي بمثل الذي حدثتنا به فأنا أصدق ما تقول . ( يا أهل كذا ) يا أهل الشام ] (4/1685)
113 - باب { والجروح قصاص } / 45 / (4/1685)
[ ش ( والمعنى ) أنه يقتص من الجارح مثل جرحه إن أمكنت المماثلة ] (4/1685)
4335 - حدثني محمد بن سلام أخبرنا الفزاري عن حميد عن أنس رضي الله عنه قال
: كسرت الربيع وهي عمة أنس بن مالك ثنية جارية من الأنصار فطلب القوم القصاص فأتوا النبي صلى الله عليه و سلم فأمر النبي صلى الله عليه و سلم بالقصاص فقال أنس بن النضر عم أنس بن مالك لا والله لا تكسر سنها يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يا أنس كتاب الله القصاص ) . فرضي القوم وقبلوا الأرش فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره )
[ ر 2556 ] (4/1685)
114 - باب { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك } / 67 / (4/1685)
4336 - حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن إسماعيل عن الشعبي عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت
: من حدثك أن محمدا صلى الله عليه و سلم كتم شيئا مما أنزل عليه فقد كذب والله يقول { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك } . الآية
[ ر 3062 ]
[ ش ( كتم ) أخفاه في نفسه ولم يبلغه للناس . ( والله يقول . . ) أي كيف يكتم شيئا والحال أن الله تعالى أمره بالتبليغ مطلقا . وحذره من الكتمان . ( الآية ) المائدة 67 . وتتمتها { وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين } . ( لم تفعل ) لم تبلغ جميع ما أنزل إليك . ( فما بلغت رسالته ) لأن كتمان بعضها ككتمان كلها . ( يعصمك ) يحميك ويحفظك من أن ينالك أذى ] (4/1686)
115 - باب { لا يؤاخذكم الله باللغو في إيمانكم } / 89 / (4/1686)
4337 - حدثنا علي بن سلمة حدثنا مالك بن سعير حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنزلت هذه الآية { لا يؤاخذكم الله باللغو في إيمانكم } . في قول الرجل لا والله وبلى والله
[ 6286 ]
[ ش ( الآية ) المائدة 89 ، وتتمتها { ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون } . ( باللغو ) فسرته عائشة رضي الله عنها بما يجري على ألسنة الناس من غير قصد اليمين وقيل هو أن يحلف على شيء يظنه كما قال وهو في الحقيقة على خلاف ما قال . ( عقدتم الأيمان ) حلفتم عن قصد وهو ما يسمى باليمين المنعقدة وهي أن يحلف على شيء يفعله في المستقبل أو لا يفعله . ( فكفارته ) إذا حنثتم أي لم تنفذوا ما حلفتم عليه من الفعل أو الترك . ( أوسط ) بين الأدنى والأعلى أي من غالب طعام عيالكم . ( تحرير رقبة ) عتق عبد أو أمة . ( واحفظوا أيمانكم ) أي من الحنث وعدم الوفاء بها إلا إذا كان في الحنث خير ومصلحة . أو لا تكثروا من الحلف ولا تحلفوا إلا عند الحاجة الملحة ] (4/1686)
4338 - حدثنا أحمد بن أبي رجاء حدثنا النضر عن هشام قال أخبرني أبي عن عائشة رضي الله عنها
: أن أباها لا يحنث في يمين حتى أنزل الله كفارة اليمين قال أبو بكر لا أرى يمينا أرى غيرها خيرا منها إلا قبلت رخصة الله وفعلت الذي هو خير
[ 6247 ]
[ ش ( رخصة ) أي إذنه وتسهيله على عباده في تشريع الكفارة عند الحنث باليمين ] (4/1686)
116 - باب قوله { يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم } / 87 / (4/1686)
4339 - حدثنا عمرو بن عون حدثنا خالد عن إسماعيل عن قيس عن عبد الله رضي الله عنه قال
: كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه و سلم وليس معنا نساء فقلنا ألا نختصي ؟ فنهانا عن ذلك فرخص لنا بعد ذلك أن نتزوج المرأة بالثوب ثم قرأ { يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم }
[ 4784 - 4787 ]
[ ش أخرجه مسلم في النكاح باب نكاح المتعة وبيان أنه أبيح ثم نسخ . . رقم 1404
( نختصي ) من الاختصاء وهو نزع الخصيتين أو تعطيلهما . ( نتزوج المرأة بالثوب ) أي نعطيها مهرا ثوبا أو نحوه مما نتراضى عليه . ( لا تحرموا ) على أنفسكم . ( ما أحل الله لكم ) من التزوج بالنساء وغير ذلك . / المائدة 87 / (4/1687)
117 - باب قوله { إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان } / 90 / (4/1687)
وقال ابن عباس الأزلام القداح يقتسمون بها في الأمور والنصب أنصاب يذبحون عليها
وقال غيره الزلم القدح لا ريش له وهو واحد الأزلام والاستقسام أن يجيل القداح فإن نهته انتهى وإن أمرته فعل ما تأمره وقد أعلموا القداح أعلاما بضروب يستقسمون بها وفعلت منه قسمت والقسوم المصدر . يجيل يدير
[ ش ( الميسر ) هو القمار وهو كل شيء يبنى على المقامرة ولا تعرف نتيجته من لعب أو غيره ويدخل فيه ما يسمى الآن باليانصيب . ( رجس ) نجس ودنس . ( القداح ) قطع خشبية كتب عليها افعل لا تفعل وبعضها غير مكتوب عليه . ( يقتسمون بها ) يطلبون معرفة ما قسم لهم بالضرب بها . ( النصب ) حجارة ينصبونها يذبحون عليها ويعبدونها . ( القدح ) السهم . ( يجيل ) يدير . ( فإن ) أي فإن طلع القدح الذي عليه إفعل فعل وإن طلع الذي عليه لا تفعل لم يفعل . ( أعلموا القداح ) أي جعلوها معلمة لأنواع من الأمور يطلبون بذلك ما قسم لهم . ( فعلت منه . . ) أي من أخبر عن نفسه أنه فعل الاستقسام قال قسمت والقسوم مصدر قسمت ] (4/1687)
4340 - حدثنا إسحق بن إبراهيم أخبرنا محمد بن بشر حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال حدثني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
: نزل تحريم الخمر وإن في المدينة يومئذ لخمسة أشربة ما فيها شراب العنب
[ 4343 - 5257 - 5259 - 5266 - 5267 ]
[ ش ( لخمسة أشربة ) هي شراب التمر وشراب العسل وشراب الحنطة وشراب الشعير وشراب الذرة . ( ما فيها شراب العنب ) لم يكن موجودا والمراد بيان تحريم الأشربة على اختلاف مصادرها ] (4/1688)
4341 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن علية حدثنا عبد العزيز بن صهيب قال قال أنس بن مالك رضي الله عنه
: ما كان لنا خمر غير فضيخكم هذا الذي تسمونه الفضيخ فإني لقائم أسقي أبا طلحة وفلانا وفلانا إذ جاء رجل فقال وهل بلغكم الخبر ؟ فقالوا وما ذاك ؟ قال حرمت الخمر قالوا أهرق هذه القلال يا أنس قال فما سألوا عنها ولا راجعوها بعد خبر الرجل
[ ر 2332 ]
[ ش ( القلال ) جمع قلة وهي الجرة التي يقلها - أي يحملها - القوي من الرجال . ( عنها ) عن تحريم الخمر . ( راجعوها ) أي لم يرجعوا إلى شرب الخمر أو لم يرجعوا إلى النبي صلى الله عليه و سلم ليتأكدوا منه خبر التحريم والله تعالى أعلم ] (4/1688)
4342 - حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا ابن عيينة عن عمرو عن جابر قال
: صبح أناس صباح أحد الخمر فقتلوا من يومهم جميعا شهداء وذلك قبل تحريمها
[ ر 2660 ]
[ ش ( صبح . . ) شربوا في وقت الصباح . ( غداة أحد ) صبيحة يوم غزوة أحد ] (4/1688)
4343 - حدثنا إسحق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا عيسى وابن إدريس عن أبي حيان عن الشعبي عن ابن عمر قال سمعت عمر رضي الله عنه على منبر النبي صلى الله عليه و سلم يقول
: أما بعد أيها الناس إنه نزل تحريم الخمر وهي من خمسة من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير والخمر ما خامر العقل
[ ر 4340 ] (4/1688)
118 - باب { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا } الآية / 93 / (4/1688)
4344 - حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد حدثنا ثابت عن أنس رضي الله عنه أن الخمر التي أهريقت الفضيخ
وزادني محمد عن أبي النعمان قال
: كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة فنزل تحريم الخمر فأمر مناديا فنادى فقال أبو طلحة اخرج فانظر ما هذا الصوت ؟ قال فخرجت فقلت هذا مناد ينادي ألا إن الخمر قد حرمت فقال لي اذهب فأهرقها قال فجرت في سكك المدينة . قال وكانت خمرهم يومئذ الفضيخ فقال بعض القوم قتل قوم وهي في بطونهم قال فأنزل الله { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا }
[ ر 2332 ]
[ ش ( الآية ) وتتمتها { إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين } . ( جناح ) إثم . ( طعموا ) شربوا من الخمر أو أكلوا من الميسر قبل التحريم . ( إذا ما اتقوا ) اجتنبوا المحرمات بعد بيان حكمها وتحريمها . ( ثم اتقوا . . ) ثبتوا على التقوى والإيمان . ( ثم اتقوا وأحسنوا ) تجنبوا الشبهات وأحسنوا العمل ] (4/1688)
119 - باب { لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم } / 101 / (4/1688)
4345 - حدثنا منذر بن الوليد بن عبد الرحمن الجارودي حدثنا أبي حدثنا شعبة عن موسى بن أنس عن أنس رضي الله عنه قال
: خطب رسول الله صلى الله عليه و سلم خطبة ما سمعت مثلها قط قال ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ) . قال فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وجوههم لهم خنين فقال رجل من أبي ؟ قال ( فلان ) . فنزلت هذه الآية { لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم }
رواه النضر وروح بن عبادة عن شعبة
[ 6121 - 6865 0 وانظر 93 - 6001 ]
[ ش أخرجه مسلم في الفضائل باب توقيره صلى الله عليه و سلم وترك إكثار سؤاله . . رقم 2309
( ما أعلم ) من عظمة الله تعالى وشدة عقابه لأهل المعاصي ومن أهوال يوم القيامة . ( خنين ) خروج الصوت من الأنف مع البكاء وفي رواية ( حنين ) وهو صوت مرتفع بالبكاء يخرج من الصدر . ( رجل ) قيل هو عبد الله بن حذافة رضي الله عنه وقيل غيره . ( إن تبد لكم ) تظهر . ( تسؤكم ) يصبكم بها السوء لما فيها من مشقة عليكم / المائدة 101 / ] (4/1689)
4346 - حدثنا الفضل بن سهل حدثنا أبو النضر حدثنا أبو خيثمة حدثنا أبو الجويرية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: كان قوم يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم استهزاء فيقول الرجل من أبي ؟ ويقول الرجل تضل ناقته أين ناقتي ؟ فأنزل الله فيهم هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم } . حتى فرغ من الآية كلها
[ ش ( قوم ) أناس من المنافقين واليهود وفي نسخة ( ناس ) . ( تسؤكم ) لأنها تكشف حالكم ] (4/1689)
120 - باب { ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام } / 103 / (4/1689)
{ وإذ قال الله } / 116 / يقول قال الله وإذ ها هنا صلة
المائدة أصلها مفعولة كعيشة راضية وتطليقه بائنة والمعنى ميد بها صاحبها من خير يقال مادني يميدني
وقال ابن عباس { متوفيك } / آل عمران 55 / مميتك
[ ش ( ما جعل ) ما أوجبها ولا أمر بها وانظر في المعاني أحاديث الباب . ( صلة ) أي زائدة . ( المائدة ) يشير إلى قوله تعالى { أن ينزل علينا مائدة من السماء } وقوله تعالى { اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء } / المائدة 112 - 114 / . ( أصلها مفعولة ) أي أصل لفظ المائدة مميودة على وزن مفعولة ثم جعلت مائدة حسب قواعد الصرف والمائدة خوان عليه طعام ومادني أعطاني ما أقتات به والخوان ما يؤكل عليه . ( راضية ) أي مرضية . ( بائنة ) قال العيني إن تمثيل البخاري بقوله كعيشة راضية صحيح لأن لفظ راضية - وإن كان وزنها فاعلة في الظاهر - ولكنها بمعنى المرضية لامتناع وصف العيشة بكونها راضية وإنما الرضا وصف صاحبها . وتمثيله بقوله وتطليقة بائنة غير صحيح لأن لفظ بائنة هنا على أصله بمعنى قاطعة لأن التطليقة البائنة تقطع حكم العقد حيث لا يبقى للمطلق بالطلاق البائن رجوع إلى المرأة إلا بعقد جديد برضاها . [ 18 / 214 ] . ( مميتك ) أي بعد نزولك إلى الأرض آخر الزمان ] (4/1689)
4347 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب قال البحيرة التي يمنع درها للطواغيت فلا يحلبها أحد من الناس والسائبة كانوا يسيبونها لآلهتهم لا يحمل عليها شيء
قال وقال أبو هريرة
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار كان أول من سيب السوائب ) . والوصيلة الناقة البكر تبكر في أول نتاج الإبل ثم تثني بعد بأنثى وكانوا يسيبونها لطواغيتهم إن وصلت إحداهما بالأخرى ليس بينهما ذكر والحام فحل الإبل يضرب الضراب المعدود فإذا قضى ضرابه ودعوه للطواغيت وأعفوه من الحمل فلم يحمل عليه شيء وسموه الحامي
وقال أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري سمعت سعيدا قال يخبره بهذا
قال وقال أبو هريرة سمعت النبي صلى الله عليه و سلم نحوه
ورواه ابن الهاد عن ابن شهاب عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 3332 ] (4/1690)
4348 - حدثني محمد بن أبي يعقوب أبو عبد الله الكرماني حدثنا حسان ابن إبراهيم حدثنا يونس عن الزهري عن عروة أن عائشة رضي الله عنها قالت
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا ورأيت عمرا يجر قصبه وهو أول من سيب السوائب )
[ ر 997 ]
[ ش ( يحطم ) يكسر . ( قصبه ) واحد الأقصاب وهي الأمعاء ] (4/1691)
121 - باب { وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد } / 117 / (4/1691)
4349 - حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة أخبرنا المغيرة بن النعمان قال سمعت سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: خطب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( يا أيها الناس إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا ثم قال { كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين } . إلى آخر الآية ثم قال ألا وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم ألا وإنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصيحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح { وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد } . فيقال إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم )
[ ر 3171 ]
[ ش ( الآية ) الأنبياء 104 ] (4/1691)
122 - باب قوله { إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم } / 118 / (4/1691)
4350 - حدثنا محمد بن كثير حدثنا سفيان حدثنا المغيرة بن النعمان قال حدثني سعيد بن جبير عن ابن عباس
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( إنكم محشورون وإن ناسا يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول كما قال العبد الصالح { وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم - إلى قوله - العزيز الحكيم } )
[ ر 3171 ] (4/1691)
123 - باب تفسير سورة الأنعام (4/1691)
قال ابن عباس { ثم لم تكن فتنتهم } / 23 / معذرتهم . { معروشات } / 141 / ما يعرش من الكرم وغير ذلك . { حمولة } / 142 / ما يحمل عليها . { وللبسنا } / 9 / لشبهنا . { ينأون } / 26 / يتباعدون . { تبسل } / 70 / تفضح . { أبسلوا } / 70 / أفضحوا . { باسطوا أيديهم } / 93 / البسط الضرب
{ استكثرتم من الإنس } / 128 / أضللتم كثيرا . { مما ذرأ من الحرث } / 136 / جعلوا لله من ثمراتهم ومالهم نصيبا وللشيطان والأوثان نصيبا . { أما اشتملت } / 143 - 144 / يعني هل تشتمل إلا على ذكر أو أنثى فلم تحرمون بعضا وتحلون بعضا ؟ . { مسفوحا } / 145 / مهراقا . { صدف } / 157 / أعرض
أبلسوا أويسوا و { أبسلوا } / 70 / أسلموا . { سرمدا } / القصص 71 - 72 / دائما . { استهوته } / 71 / أضلته . { تمترون } / 2 / تشكون . { وقرا } / 25 / صمما . وأما الوقر فإنه الحمل . { أساطير } / 25 / واحدها أسطورة وإسطارة وهي الترهات . { البأساء } / 42 / من البأس ويكون من البؤس . { جهرة } / 47 / معاينة . { الصور } / 73 / جماعة صورة كقوله سورة وسور . { ملكوت } / 75 / ملك مثل رهبوت خير من رحموت ويقول ترهب خيرا من أن ترحم . { وإن تعدل } / 70 / تقسط لا يقبل منها في ذلك اليوم . { جن } / 76 / أظلم . { تعالى } / 100 / علا . يقال على الله حسبانه أي حسابه ويقال { حسبانا } / 96 / مرامي و { رجوما للشياطين } / الملك 5 / . { مستقر } / 98 / في الصلب { ومستودع } / 98 / في الرحم . القنو العذق والاثنان قنوان والجماعة أيضا قنوان مثل صنو و { صنوان } / الرعد 4 / . / { أكنة } / 25 / واحدها كنان
[ ش ( البسط الضرب ) أي أيديهم مبسوطة إليهم بالضرب . ( ذرأ ) خلق . ( الحرث ) الزرع . ( هل تشتمل . . ) أي رحم الأنثى . ( مهراقا ) مصبوبا . ( صدف ) أعرض وصد الناس . ( أبلسوا ) يشير إلى قوله تعالى { حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون } / الأنعام 44 / . أي فإذا هم متحسرون واجمون يائسون من كل خير . ولفظ { مبلسون } وارد في / المؤمنون 77 / و / الزخرف 75 / . ( أسلموا ) إلى الهلاك . ( الترهات ) الأباطيل . ( البأس ) القوة والشدة ويطلق على الحرب والعذاب . ( والبؤس ) الفقر وسوء الحال . ( الصور ) شيء كالقرن ينفخ فيه يوم القيامة وقيل هو جمع صورة والمراد بها الإنسان والنفخ فيها إحياؤها بنفخ الروح فيها . والقول الأول هو الصحيح وعليه إجماع أهل السنة . ( جماعة ) جمع . ( ملكوت ) هو الملك العظيم والسلطان القاهر وملكوت السموات والأرض ما فيهما من آيات وعجائب . ( رهبوت . . ) هذا مثل يقال أي رهبة خير من رحمة وأشار به إلى أن وزن ملكوت مثل وزن رهبوت ورحموت . ( تعدل ) فسرت أيضا بتفتدي وبتتوب . ( ذلك اليوم ) يوم القيامة . ( حسبانا ) اللفظ من قوله تعالى { وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا } أي يجريان بحساب مقنن مقدر لا يتغير ولا يضطرب وبه يعلم الناس حساب الأوقات والأزمان وإلى هذا المعنى أشار البخاري رحمه الله تعالى بقوله على الله حسبانه أي حسابه . وقيل معناه تجريان في منازل لا يتجاوزانها حتى ينتهيا إلى أقصاها . ( حسبانا مرامي ورجوما للشياطين ) حسبانا قال في المصباح الحسبان - بالضم - سهام صغار يرمى بها عن القسي الفارسية الواحدة حسبانة وقال الأزهري الحسبان مرام صغار لها نصال دقاق يرمي بجماعة منها في جوف قصبة فإذا نزع في القصبة خرجت الحسبان كأنها قطعة مطر فتفرقت فلا تمر بشيء إلا عقرته أي جرحته . مرامي جمع مرماة وهي سهم صغير ضعيف أو سهم يتعلم به الرمي ورجوما جمع رجم وهو ما يرجم به ويقذف . والمعنى - والله أعلم - أن الله تعالى جعل من الشمس والقمر مانعا للشياطين من اقتراب السماء واستراق السمع بحيث كلما توجه أحد من مردة الجن - وهم الشياطين - نحو السماء وحاول الاقتراب منها انبعث عليه من الشمس أو القمر سهم أو عدة سهام من نار تحرقه إن أصابته أي تحمله على النزول فرارا منها . ( مستقر ) اللفظ من قوله تعالى { وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع } . وقيل في تفسيرها ما ذكره البخاري رحمه الله تعالى وقيل عكسه أي المستقر في رحم المرأة والمستودع في صلب الرجل وقيل غير ذلك وقرأ أبو عمرو وابن كثير { فمستقر } بكسر القاف وقرأ غيرهما { فمستقر } بفتحها وقرأ الجميع { مستودع } بفتح الدال إلا في رواية عن أبي عمرو { مستودع } بكسرها . ( القنو ) يشير إلى قوله تعالى { ومن النخل من طلعها قنوان دانية } / الأنعام 99 / . وفسر القنو بالعذق وهو من الرطب كالعنقود من العنب أو هو العرجون - أي غصن النخيل - بما فيه من الشماريخ جمع شمراخ وهو كالعنقود من العنب . ( طلعها ) ثمرها والطلع أيضا زهر النخيل وما يكون فيه . ( مثل صنو وصنوان ) أي يثني ويجمع قنو على قنوان . كما يثني ويجمع صنو على صنوان ولفظ صنوان من قوله تعالى { وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان } . والصنو من النبات إذا تشابه الشجر وطلعت اثنتان أو أكثر من أصل واحد فالصنوان هي النخلات المجتمعة في أصل واحد وغير الصنوان هي النخلات المتفرقة وكل منها منفردة بأصل وكذلك الزروع . والصنو المثل يقال العم صنو الأب ] (4/1691)
124 - باب { وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو } / 59 / (4/1691)
4351 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( مفاتح الغيب خمس إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير )
[ ر 992 ]
[ ش ( الغيث ) لمطر وقد يطلق على الخاص منه بالخير ] (4/1693)
125 - باب { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم } / 65 / (4/1693)
{ يلبسكم } / 65 / يخلطكم من الالتباس . { يلبسوا } / 82 / يخلطوا . { شيعا } / 65 / فرقا (4/1693)
4352 - حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر رضي الله عنه قال
: لما نزلت هذه الآية { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم } . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أعوذ بوجهك ) . قال { أو من تحت أرجلكم } . قال ( أعوذ بوجهك ) . { أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض } . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( هذا أهون أو هذا أيسر )
[ 6883 - 6971 ]
[ ش ( من فوقكم ) كالحجارة التي أرسلت على قوم لوط والماء المنهمر الذي أنزل على قوم نوح فأغرقهم وغير ذلك . ( أعوذ بوجهك ) أستجير بك وألتجئ إليك . ( من تحت أرجلكم ) كالخسف بقارون وإغراق آل فرعون . ( يلبسكم شيعا ) يجعلكم فرقا متخالفين . ( يذيق بعضكم بأس بعض ) يسلط بعضكم على بعض بالعذاب والقتل وغيره والبأس القوة والشدة ويطلق على الحرب والعذاب / الأنعام 65 / . ( هذا أهون ) أي فتنة الخلق وتسليط بعضكم على بعض أهون من عذاب الله تعالى ] (4/1694)
126 - باب { ولم يلبسوا إيمانهم بظلم } / 82 / (4/1694)
4353 - حدثني محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال
: لما نزلت { ولم يلبسوا إيمانهم بظلم } . قال أصحابه وأينا لم يظلم ؟ فنزلت { إن الشرك لظلم عظيم }
[ ر 32 ] (4/1694)
127 - باب { ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين } / 86 / (4/1694)
[ ش ( فضلنا ) بالنبوة والرسالة . ( العالمين ) جمع عالم والمراد العقلاء من الخلق ] (4/1694)
4354 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن مهدي حدثنا شعبة عن قتادة عن أبي العالية قال حدثني ابن عم نبيكم يعني ابن عباس رضي الله عنهما
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( ما ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى )
[ ر 3067 ] (4/1694)
4355 - حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شعبة أخبرنا سعد بن إبراهيم قال سمعت حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( ما ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى )
[ ر 3234 ] (4/1694)
128 - باب قوله { أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده } / 90 / (4/1694)
4356 - حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام أن ابن جريج أخبرهم قال أخبرني سليمان الأحول أن مجاهدا أخبره
: أنه س - أل ابن عباس أفي { ص } سجدة ؟ فقال نعم ثم تلا { ووهبنا له إسحق ويعقوب - إلى قوله - فبهداهم اقتده } . ثم قال هو منهم
زاد يزيد بن هارون ومحمد بن عبيد وسهل بن يوسف عن العوام عن مجاهد قلت لابن عباس فقال نبيكم صلى الله عليه و سلم ممن أمر أن يقتدي بهم
[ ر 3239 ]
[ ش ( هو منهم ) أي داود عليه السلام هو من الأنبياء المذكورين الذين أمر صلى الله عليه و سلم بالاقتداء بهم فيقتدى به بالسجود في سجدة ( ص ) لأنه سجدها . ( قلت لابن عباس ) أي سألته عن سجدة ( ص ) ] (4/1695)
129 - باب { وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهما شحومهما } الآية / 146 / (4/1695)
وقال ابن عباس { كل ذي ظفر } البعير والنعامة . { الحوايا } / 146 / المباعر
وقال غيره { هادوا } صاروا يهودا . وأما قوله { هدنا } / الأعراف 156 / تبنا هائد تائب
[ ش ( الآية ) وتتمتها { إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون } . ( الحوايا ) . جمع حاوية وحاوياء وحوية هي ما حوى واجتمع واستدار من البطن وفيها الأمعاء وهي المراد بالمباعر جمع مبعر أي مكان البعر . ( ببغيهم ) بسبب ظلمهم وتعديهم حدود الله عز و جل . ( هدنا ) تبنا ورجعنا ] (4/1695)
4357 - حدثنا عمرو بن خالد حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب قال عطاء سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم قال ( قاتل الله اليهود لما حرم الله عليهما شحومها جملوها ثم باعوها فأكلوها )
وقال أبو عاصم حدثنا عبد الحميد حدثنا يزيد كتب إلي عطاء سمعت جابرا عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 2121 ]
[ ش ( فأكلوها ) فأكلوا أثمانها وبأكلهم أثمانها كأنهم أكلوها ] (4/1695)
130 - باب قوله { ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن } / 151 / (4/1695)
[ ش ( الفواحش ) الذنوب الكبيرة كالزنا وشرب الخمر ونحوهما . ( ما ظهر ) ما فعل جهرا . ( ما بطن ) ما فعل سرا ] (4/1695)
4358 - حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن عمرو عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال
: ( لا أحد أغير من الله ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا شيء أحب إليه المدح من الله ولذلك مدح نفسه ) . قلت سمعته من عبد الله ؟ قال نعم قلت ورفعه ؟ قال نعم
[ 4361 - 4922 - 6968 ]
{ وكيل } / 102 / حفيظ ومحيط به . { قبلا } / 111 / جمع قبيل والمعنى أنه ضروب للعذاب كل ضرب منها قبيل . { زخرف القول } / 112 / كحل شيء حسنته ووشيته وهو باطل فهو زخرف . { وحرث حجر } / 138 / حرام وكل ممنوع فهو حجر محجور والحجر كل بناء بنيته ويقال للأنثى من الخيل حجر ويقال للعقل حجر وحجى وأما الحجر فموضع ثمود وما حجرت عليه من الأرض فهو حجر ومنه سمي حطيم البيت حجرا كأنه مشتق من محطوم مثل قتيل من مقتول وأما حجر اليمامة فهو منزل
[ ش أخرجه مسلم في التوبة باب غيرة الله تعالى وتحريم الفواحش رقم 2760
( أغير ) من الغيرة وهي الأنفة والحمية وغار على أهله حماهن ومنع أن يدخل عليهن أحد من غير المحارم وغيرة الله تعالى بغضه أن يأتي العبد الفواحش . ( أحب إليه ) أرضى عنده وأكثر قبولا وثوابا . ( المدح ) الثناء الجميل بذكر نعمه وفضائله . ( قبلا ) قيل في معناها غير ما ذكره البخاري رحمه الله تعالى مقابلا لهم بحيث يعاينونه ويشاهدونه بحواسهم . وقيل جمع قبيل وهو الجماعة والقبيلة أي جماعة جماعة وقبيلة قبيلة وقيل قبيل بمعنى كفيل أي كفلاء بصدق الرسول صلى الله عليه و سلم . ( ضروب ) أنواع . ( وشيته ) من التوشية وهي التزيين والتحسين . ( حرث ) زرع . ( وأما الحجر ) أي المذكور في قوله تعالى { ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين } / الحجر 80 / . ( حجرت ) وضعت على حدودها أعلاما من حجارة ونحوها لتحوزها . ( ومنه ) أي من التحجير على الأرض . ( حطيم البيت ) هو المكان المحوط بجدار قصير إلى جانب بناء الكعبة من جهة الميزاب ويسمى حجر إسماعيل عليه السلام . وسمي الحطيم لأنه مكسور من بناء الكعبة على قواعد إبراهيم عليه السلام أو لازدحام الناس فيه . ( منزل ) أي اسم مكان لبعض قبائل العرب ] (4/1696)
131 - باب { هلم شهداءكم } / 150 / (4/1696)
لغة أهل الحجاز هلم للواحد والاثنين والجميع
[ ش ( هلم شهداءكم ) أحضروهم واجمعوهم أو ادعوهم ليحضروا ويشهدوا ] (4/1696)
132 - باب { لا ينفع نفسا إيمانها } / 158 / (4/1696)
4359 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا عمارة حدثنا أبقو زرعة حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا رآها الناس آمن من عليها فذاك حين { لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل } )
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان رقم 157
( آمن من عليها ) أي صدق وأذعن من على الأرض من الناس ] (4/1697)
4360 - حدثني إسحاق أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون وذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها ) . ثم قرأ الآية
[ 6141 ]
[ ش ( الآية ) وهي قوله تعالى { هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون } . ( هل ينظرون ) ما ينتظر المكذبون . ( تأتيهم الملائكة ) لقبض أرواحهم . ( يأتي ربك ) بالعذاب من عنده . ( بعض آيات ربك ) بعض علاماته الدالة على قرب قيام الساعة . ( كسبت في إيمانها خيرا ) ازدادت قربا من الله تعالى والتزمت طاعته وتقواه . ( انتظروا ) أحد هذه الأشياء التي وعدتم بها . ( منتظرون ) أن يقع بكم العذاب في الدنيا والآخرة ] (4/1697)
133 - باب تفسير سورة الأعراف (4/1697)
قال ابن عباس { ورياشا } / 26 / المال . { أنه لا يحب المعتدين } / 55 / في الدعاء وفي غيره . { عفوا } / 95 / كثروا وكثرت أموالهم . { الفتاح } / سبأ 26 / القاضي . { افتح بيننا } / 89 / اقض بيننا . { نتقنا } / 171 / رفعنا . { انبجست } / 160 / انفجرت . { متبر } / 139 / خسران . { آسى } / 93 / أحزن . { تأس } / المائدة 26 - 68 / تحزن . وقال غيره { ما منعك أن لا تسجد } / 12 / يقول ما منعك أن تسجد . { يخصفان } / 22 / أخذا الخصاف من ورق الجنة يؤلفان الورق يخصفان الورق بعضه إلى بعض . { سوآتهما } / 20 / كناية عن فرجيهما . { ومتاع إلى حين } / 24 / هو ههنا إلى يوم القيامة والحين عند العرب من ساعة إلى ما لا يحصى عدده
الرياش والريش واحد وهو ما ظهر من اللباس
{ قبيلة } / 27 / جيله الذي هو منهم . { اداركوا } / 38 / اجتمعوا
ومشاق الإنسان والدابة كلها يسمى سموما واحدها سم وهي عيناه ومنخراه وفمه وأذناه ودبره وإحليله . { غواش } / 41 / ما غشوا به . { نشرا } / 57 / متفرقة . { نكدا } / 58 / قليلا . { يغنوا } / 92 / يعيشوا . { حقيق } / 105 / حق . { استرهبوهم } / 116 / من الرهبة . { تلقف } / 117 / تلقم . { طائرهم } / 131 / حظهم . طوفان من السيل ويقال للموت الكثير الطوفان . { القمل } / 133 / الحمنان يشبه صغار الحلم . عروش وعريش بناء . { سقط } / 149 / كل من ندم فقد سقط في يده . الأسباط قبائل بني إسرائيل . { يعدون في السبت } / 163 / يتعدون له يجاوزون . { تعد } / الكهف 28 / تجاوز . { شرعا } / 163 / شوارع . { بئيس } / 165 / شديد . { أخلد } / 176 / قعد وتقاعس . { سنستدرجهم } / 182 / نأتيهم من مأمنهم كقوله تعالى { فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا } / الحشر 2 / . { من جنة } / 184 / من جنون . { فمرت به } / 189 / استمر بها الحمل فأتمته . ( ينزغنك ) / 200 / يستخفنك . { طيف } / 201 / ملم به لمم ويقال { طائف } وهو واحد . { يمدونهم } / 202 / يزينون . { وخيفة } / 205 / خوفا { وخفية } / 55 / من الإخفاء . { والآصال } / 205 / واحدها أصيل وهو ما بين العصر إلى المغرب كقوله { بكرة وأصيلا } الفرقان 5 /
[ ش ( ورياشا ) هذه قراءة الحسن البصري وهي قراءة شاذة وقراءة الجمهور المتواترة { وريشا } ومعناهما متقارب وهو اللباس الفاخر والأثاث والخصب والحالة الجميلة والعيش والنعيم . والريش كسوة الطائر الواحدة ريشة . ( المعتدين ) المفرطين المتجاوزين للحد والاعتداء في الدعاء بزيادة السؤال فوق الحاجة وبطلب ما يستحيل حصوله شرعا وبطلب معصية وبتكلف السجع فيه وخاصة ما لم يؤثر من الأدعية وغير ذلك مما يخل بآداب الدعاء . ( متبر ) من التبار وهو الهلاك وتبر الشيء أهلكه ودمره . ( يخصفان ) يجمعان ويضمان ويلزقان . ( الخصاف ) جمع خصفة وهي ورق الشجر من نخل ونحوه وتطلق على وعاء يجعل من ورق النخل ليحفظ فيه التمر . ( جيله ) صنفه وقيل قبيله نسله وأصحابه . ( مشاق ) منافذ ويشير بهذا إلى قوله تعالى { إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين } / الأعراف 40 / . ( استكبروا عنها ) رفضوا الإيمان بها وأنفوا عن الانقياد لها والعمل بمقتضاها تكبرا . ( تفتح . . ) لا يرفع لهم عمل صالح ولا تنزل عليهم رحمة أو بركة . ( حتى يلج . . ) يدخل الجمل على كبر جسمه في ثقب الإبرة التي يخاط بها والمراد أن دخولهم الجنة مستحيل كاستحالة ما ذكر . ( كذلك ) أي مثل هذا الجزاء وهو الحرمان من دخول الجنة على التأبيد وعدم قبول الأعمال مطلقا . ( المجرمين ) الكفار والمنكرين لشرع الله عز و جل . ( إحليله ) ذكره . ( ما غشوا به ) ما غطوا به وأحيط بهم من النار . ( نشرا ) وفي قراءة حمزة { نشرا } وقرأ عاصم { بشرا } أي مبشرة بالمطر وفي قراءة { نشرا } . ( نكدا ) قليلا لا ينفع أو بشدة وعسر . ( حقيق ) جدير بذلك وحري به . ( استرهبوهم ) خوفوهم . ( تلقف ) تبتلع بسرعة وشدة . ( طائرهم ) شؤمهم أو قدرهم . ( طوفان ) يشير إلى قوله تعالى { فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين } / الأعراف 133 / . ( الجراد ) جاءهم بكثرة فأكل زرعهم وثمارهم وسقوف بيوتهم وثيابهم . ( القمل ) انتشرت في رؤوسهم وأبدانهم . ( الضفادع ) كثرت حتى وقعت في طعامهم وشرابهم وربما وقعت في فم أحدهم إذا تكلم . ( الدم ) أي الرعاف الكثير وقيل انقلبت مياههم دما . ( آيات مفصلات ) دلائل وبراهين واضحة ومتتابعة لتدل على قدرة اله سبحانه وتعالى وألوهيته . ( الحمنان ) مفردها حمنانة وهي صغار القراد والحلم كبارها مفرده حلمة . ( عروش ) يشير إلى قوله تعالى { ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون } / الأعراف 137 / . ( ودمرنا ) من الدمار وهو الهلاك باستئصال . ( يصنع ) من العمارات والبنيان . ( يعرشون ) يبنون من القصور المرتفعة المدعمة سقوفها وجدرانها أو ما كانوا يعرشون من الحدائق والبساتين . ( الأسباط ) جمع سبط وهو ولد الولد وكل قبيلة من نسل رجل . أشار بهذا إلى قوله تعالى { وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما } / الأعراف 160 / أي جماعات وقبائل كل سبط كان أمة كبيرة . ( يجاوزون ) حدود الله تعالى وما شرعه لهم فيه من تعظيمه وعدم الاصطياد فيه . ( شوارع ) ظاهرة على وجه الماء كثيرة متتابعة تأتي من كل مكان . ( سنستدرجهم ) سنجرهم قليلا قليلا إلى ما يهلكهم وذلك بأن يفتح لهم من النعيم ما يركنون إليه ويغتبطون به فإذا لم يشكروا الله تعالى أخذوا على حين غرة أغفل ما يكونون فتزداد عقوبتهم . وأصل الاستدراج التقريب منزلة من الدرج لأن الصاعد يترقى درجة درجة . ( لم يحتسبوا ) لم يقدروا ويظنوا أنه يكون سبيلا لهلاكهم . ( طيف ) وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو والكسائي . ( وهو واحد ) أي طائف وطيف واحد من حيث المعنى وهو ما يلم بالإنسان أي يعتريه من وسوسة . واللمم صغار الذنوب أي مقاربتها دون الوقوع فيها . ( يدونهم ) يكونون مددا لهم ويعضدونهم . ( بكرة ) أول النهار ] (4/1697)
134 - باب إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن / 33 / (4/1697)
4361 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال - قلت أنت سمعت هذا من عبد الله ؟ قال نعم ورفعه قال -
: ( لا أحد أغير من الله فلذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا أحد أحب إليه المدحة من الله فلذلك مدح نفسه )
[ ر 4358 ] (4/1699)
135 - باب { ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين } / 143 / (4/1699)
قال ابن عباس أرني أعطني
[ ش ( لميقاتنا ) للوقت الذي واعدناه أن نكلمه فيه . ( وكلمه ربه ) بلا واسطة الوحي والله تعالى أعلم بحقيقة تلك المكالمة . ( لن تراني ) الجمهور على أن هذا النفي للرؤية في الدنيا لأن بصر الإنسان لا يطيق ذلك ولكنه يحصل في الجنة للمؤمنين بفضل الله تعالى وقد أعطوا القدرة البصرية لهذا . ( استقر ) ثبت . ( تجلى ) ظهر نوره . ( دكا ) مدكوكا مستويا مع الأرض . ( خر ) سقط على الأرض . ( صعقا ) مغشيا عليه لهول ما رأى . ( أفاق ) من الغشي . ( سبحانك ) تنزيها لك وتعظيما وإجلالا . ( تبت إليك ) من سؤال ما لم أومر به أو هو على عادة المؤمنين عند ظهور آيات الله تعالى الدالة على قدرته فإنهم يستغفرون الله تعالى ويتوبون إليه ولو لم يسبق منهم ذنب أو زلة ] (4/1699)
4362 - حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال
: جاء رجل من اليود إلى النبي صلى الله عليه و سلم قد لطم وجهه وقال يا محمد إن رجلا من أصحابك من الأنصار لطم في وجهي قال ( ادعوه ) . فدعوه قال ( لم لطمت وجهه ) . قال يا رسول الله إني مررت باليهود فسمعته يقول والذي اصطفى موسى على البشر فقلت وعلى محمد وأخذتني غضبة فلطمته قال ( لا تخيروني من بين الأنبياء فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جزي بصعقة الطور )
[ ر 2281 ] (4/1700)
136 - باب { المن والسلوى } / 160 / (4/1700)
4363 - حدثنا مسلم حدثنا شعبة عن عبد الملك عن عمرو بن حريث عن سعيد بن زيد
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( الكمأة من المن وماؤها شفاء العين )
[ ر 4208 ]
[ ش ( المن ) طعام حلو كان ينزل عليهم مثل الثلج . ( السلوى ) نوع من الطير الجيد ] (4/1700)
137 - باب { قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون } / 158 / (4/1700)
[ ش ( النبي الأمي ) الذي وعدت به الكتب السابقة وبشرت ببعثه ووصفته بما وصفه به القرآن بأنه أمي - لا يقرأ ولا يكتب ومن أمة كذلك - وكان صلى الله عليه و سلم كما وصف . ( كلماته ) القرآن وما أوحى به إليه وما نزل على غيره . ( اتبعوه ) اسلكوا طريقه والتزموا شريعته ] (4/1700)
4364 - حدثنا عبد الله حدثنا سليمان بن عبد الرحمن وموسى بن هارون قالا حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر قال حدثني بسر بن عبد الله قال حدثني أبو إدريس الخولاني قال سمعت أبا الدرداء يقول
: كانت بين أبي بكر وعمر محاورة فأغضب أبو بكر عمر فانصرف عنه عمر مغضبا فاتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له فلم يفعل حتى أغلق بابه في وجهه فأقبل أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال أبو الدرداء ونحن عنده فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أما صاحبكم هذا فقد غامر ) . قال وندم عمر على ما كان منه فأقبل حتى سلم وجلس إلى النبي صلى الله عليه و سلم وقص على رسول الله صلى الله عليه و سلم الخبر . قال أبو الدرداء وغضب رسول الله صلى الله عليه و سلم وجعل أبو بكر يقول والله يا رسول الله لأنا كنت أظلم . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( هل أنتم تاركون لي صاحبي هل أنتم تاركون لي صاحبي إني قلت يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدقت )
[ ر 3461 ]
[ ش ( محاورة ) مجادلة ومجاوبة . ( غامر ) سبق بالخير وزاحم فيه وخاصم من أجله ] (4/1701)
138 - باب { وقولوا حطة } / 161 / (4/1701)
4365 - حدثنا إسحاق أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( قيل لبني إسرائيل { ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم } . فبدلوا فدخلوا يزحفون على أستاههم وقالوا حبة في شعرة )
[ ر 3222 ]
[ ش ( حطة ) نسألك يا رب أن تحط عنا ذنوبنا وأوزارنا واللفظ في / البقرة 58 / ] (4/1701)
139 - باب { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } / 199 / (4/1701)
العرف المعروف (4/1701)
4366 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: قدم عيينة بن حصن بن حذيفة فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس وكان من النفر الذين يدنيهم عمر وكان القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته كهولا كانوا أو شبابا فقال عيينة لابن أخيه يا ابن أخي لك وجه عند هذا الأمير فاستأذن لي عليه قال سأستأذن لك عليه قال ابن عباس فاستأذن الحر لعيينة فأذن له عمر فلما دخل عليه قال هي يا ابن الخطاب فوالله ما تعطينا الجزل ولا تحكم بيننا بالعدل . فغضب عمر حتى هم به فقال له الحر يا أمير المؤمنين إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه و سلم { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } . وإن هذا من الجاهلين . والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه وكان وقافا عند كتاب الله
[ 6856 ]
[ ش ( النفر ) الأشخاص . ( يدنيهم ) يقربهم إليه في مجلسه . ( القراء ) الذين يقرؤون القرآن ويحفظونه ويفقهونه . ( ومشاورته ) يشاورهم في الأمور . ( كهولا ) جمع كهل وهو الذي علاه الشيب وقيل هو من جاوز الثلاثين . ( هم به ) أن يعاقبه . وفي نسخة ( هم أن يوقع به ) أي العقوبة . ( خذ العفو ) اليسير وتلبس بالسهولة من غير تشديد . ( بالعرف ) المستحسن من الأفعال . ( أعرض عن الجاهلين ) لا تقابلهم بفعلهم . / الأعراف 199 / . ( ما جاوزها ) لم يتعد العمل بها . ( وقافا ) أي إذا سمع آياته التزم أحكامه ووقف عندها ولم يتعدها ] (4/1702)
4367 - حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن هشام عن أبيه عن عبد الله بن الزبير { خذ العفو وأمر بالعرف } . قال ما أنزل الله إلا في أخلاق الناس
وقال عبد الله بن براد حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال
: أمر الله نبيه صلى الله عليه و سلم أن يأخذ العفو من أخلاق الناس أو كما قال
[ ش ( في أخلاق الناس ) أي تحث على العفو والتسامح فيما يظهر من أخلاق الناس ] (4/1702)
تفسير سورة الأنفال (4/1702)
140 - باب قوله { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم } / 1 / (4/1702)
قال ابن عباس { الأنفال } المغانم . قال قتادة { ريحكم } / 46 / الحرب . يقال نافلة عطية (4/1702)
4368 - حدثني محمد بن عبد الرحيم حدثنا سعيد بن سليمان أخبرنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس رضي الله عنهما
: سورة الأنفال قال نزلت في بدر
[ ر 3805 ]
{ الشوكة } / 7 / الحد . { مردفين } / 9 / فوجا بعد فوج ردفني وأردفني جاء بعدي . { ذوقوا } / 50 / باشروا وجربوا وليس هذا من ذوق الفم . { فيركمه } / 37 / يجمعه . { وإن جنحوا } / 61 / طلبوا السلم والسلم والسلام واحد . { يثخن } / 67 / يغلب . وقال مجاهد { مكاء } إدخال أصابعهم في أفواههم { وتصدية } / 35 / الصفير . { ليثبتوك } / 30 / ليحبسوك
[ ش ( ذات بينكم ) ما بينكم من الأحوال حتى تكون أحوال ألفة ومحبة . ( ريحكم ) قوتكم . ( الحد ) أي السلاح والمنعة والقوة . ( مردفين ) بفتح الدال وكسرها قراءتان متواترتان والمعنى يردف بعضكم بعضا أي متتابعين . ( فيركمه ) من الركم وهو جمع الشيء وجعل بعضه فوق بعض . ( فشرد . . ) أكثر فيهم القتل والأسر ليخاف من سواهم من الأعداء فلا يجرؤوا على التحشد لمقاتلتك . ( جنحوا ) مالوا وطلبوا . ( واحد ) من حيث المعنى وهو الأمان والأمن . ( يثخن ) من الإثخان وهو كثرة القتل والمبالغة فيه والإثخان في كل شيء عبارة عن قوته وشدته مأخوذ من الثخانة وهي الغلظ والكثافة . والمعنى في الآية حتى يبلغ في قتال المشركين ويغلبهم ويقهرهم فيذل الكفر وأهله ويعز الإسلام وأنصاره . ( مكاء . . تصدية ) فسر المكاء بالصفير لأنه يشبه صوت طائر أبيض يسمى المكاء . وفسرت التصدية بالتصفيق مأخوذ من الصدى وهو الصوت الذي يرجع من الجبل ونحوه كالمجيب للمتكلم . ( ليثبتوك ) ليوثقوك أي يربطوك بالوثاق وهو الحبل ويحبسوك ] (4/1703)
141 - باب { إن شر الدواب عند الله الصم والبكم الذين لا يعقلون } / 22 / (4/1703)
4369 - حدثنا محمد بن يوسف حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس { إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون } . قال هم نفر من بني عبد الدار
[ ش ( شر الدواب ) أسؤوها والدواب جمع دابة وهي كل ما يدب على الأرض والمراد هنا الكفار وكل معرض عن الحق . ( الصم ) عن سماع الحق جمع أصم وهو الذي لا يسمع . ( البكم ) عن النطق بالحق جمع أبكم وهو من عجز عن الكلام خلقة . ( لا يعقلون ) لموقفهم المنحرف من الحق كأنهم لا عقول لهم / الأنفال 22 / ] (4/1703)
142 - باب { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون } / 24 / (4/1703)
استجيبوا أجيبوا . لما يحييكم يصلحكم
[ ش ( يحول . . ) أي يميته فتفوته الفرصة فلا يتمكن من الإيمان أو يجعل بينه وبين الخير والإيمان حاجزا ] (4/1703)
4370 - حدثني إسحاق أخبرنا روح حدثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن سمعت حفص بن عاصم يحدث عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال
: كنت أصلي فمر بي رسول الله صلى الله عليه و سلم فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيته فقال ( ما منعك أن تأتيني ؟ ألم يقل الله { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم } . ثم قال لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج ) . فذهب رسول الله صلى الله عليه و سلم ليخرج فذكرت له
وقال معاذ حدثنا شعبة عن خبيب سمع حفصا سمع أبا سعيد رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم بهذا . وقال ( وهي { الحمد لله رب العالمين } . السبع المثاني )
[ ر 4204 ] (4/1704)
143 - باب { وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم } / 32 / (4/1704)
قال ابن عيينة ما سمى الله تعالى مطرا في القرآن إلا عذابا وتسميه العرب الغيث وهو قوله تعالى { ينزل الغيث من بعد ما قنطوا } / الشورى 28 /
[ ش ( قالوا ) أي كفار قريش قالوا هذا القول من شدة عنادهم وعتوهم وفرط جهلهم . ( هذا ) القرآن أو نبوة محمد صلى الله عليه و سلم . ( الغيث ) مطر السقيا والرحمة . ( قنطوا ) يئسوا من نزوله ] (4/1704)
4371 - حدثني أحمد حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عبد الحميد هو ابن كرديد صاحب الزيادي سمع أنس بن مالك رضي الله عنه
: قال أبو جهل اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم . فنزلت { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون . وما لهم أن لا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام } . الآية
[ 4372 ]
[ ش أخرجه مسلم في صفات المنافقين وأحكامهم باب في قوله تعالى وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم رقم 2796
( هو ابن كرديد ) وهو عبد الحميد بن دينار تابعي الصغير والزيادي الذي نسب إليه من ولد زياد الذي يقال له ابن أبي سفيان . ( وأنت فيهم ) مقيم بينهم . ( وهم . . ) أي وفيهم بقية من المسلمين المستضعفين يستغفرون الله تعالى ويعبدونه / الأنفال 33 / . ( وما لهم ) وكيف لا يعذبهم إذا خرج الرسول صلى الله عليه و سلم وأصحابه رضي الله عنهم من بينهم . ( وهم يصدون ) والحال أنهم ظالمون متعدون بمنعهم الناس من الدخول إلى بيت الله الحرام . ( الآية ) / الأنفال 34 / . وتتمتها { وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون } . ( أولياءه ) أهله وأصحابه الأحقين به . ( المتقون ) المؤمنون بالله تعالى العابدون له وحده والمصدقون برسله الملتزمون لشرعه ] (4/1704)
144 - باب { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } / 33 / (4/1704)
4372 - حدثنا محمد بن النضر حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عبد الحميد صاحب الزيادي سمع أنس بن مالك قال
: قال أبو جهل اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم . فنزلت { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون . وما لهم أن لا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام } . الآية
[ ر 4371 ] (4/1705)
145 - باب { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله } / 39 / (4/1705)
4373 - حدثنا الحسن بن عبد العزيز حدثنا عبد الله بن يحيى حدثنا حيوة عن بكر بن عمرو عن بكير عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
: أن رجلا جاءه فقال يا أبا عبد الرحمن ألا تسمع ما ذكر الله في كتابه { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا } . إلى آخر الآية فما يمنعك أن لا تقاتل كما ذكر الله في كتابه ؟ فقال يا ابن أخي أغتر بهذه الآية ولا أقاتل أحب إلي من أن أغتر بهذه الآية التي يقول الله تعالى { ومن يقتل مؤمنا متعمدا } . إلى آخرها . قال فإن الله يقول { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة } . قال ابن عمر قد فعلنا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ كان الإسلام قليلا فكان الرجل يفتن في دينه إما يقتلونه وإما يوثقونه حتى كثر الإسلام فلم تكن فتنة . فلما رأى أنه لا يوافقه فيما يريد قال فما قولك في علي وعثمان ؟ قال ابن عمر ما قولي في علي وعثمان ؟ أما عثمان فكان الله قد عفا عنه فكرهتم أن يعفو عنه . وأما علي فابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم وختنه - وأشار بيده - وهذه ابنته - أو ابنته - حيث ترون
[ ش ( أغتر ) من الاغترار وهو الغفلة والخداع أي تأويل هذه الآية أحب إلي من تأويل الآية الأخرى التي فيها تغليظ شديد وتهديد عظيم لمن قتل مؤمنا متعمدا . وفي رواية ( أعير ) أي لأن أعير بترك القتال مع إحدى الطائفتين كما تذكر الآية الأولى أحب إلي من أن أعير بقتل مؤمن عامدا متعمدا توعد الله تعالى عليه بالخلود في النار كما في الآية الثانية . قال العيني والحاصل أن السائل كان يرى قتال من خالف الإمام الذي يعتقد طاعته وكان ابن عمر يرى ترك القتال فيما يتعلق بالملك . ( إلى آخرها ) وتتمتها { فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما } . / النساء 93 / . ( يوثقوه ) هكذا بحذف النون منه بلا جازم ولا ناصب وهي لغة فصيحة لبعض العرب . وفي رواية ( يوثقونه ) وكذلك قوله ( يقتلوه ) ومعنى يوثقونه يضعونه في الوثاق وهو الحبل أي يربطونه ليضربوه ويعذبوه ] (4/1705)
4374 - حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا بيان أن وبرة حدثه قال حدثني سعيد بن جبير قال خرج علينا - أو إلينا - ابن عمر
: فقال رجل كيف ترى في قتال الفتنة ؟ فقال وهل تدري ما الفتنة ؟ كان محمد صلى الله عليه و سلم يقاتل المشركين وكان الدخول عليهم فتنة وليس كقتالكم على الملك
[ ر 4243 ]
[ ش ( قتال الفتنة ) يقصد السائل ما ذكر في قوله تعالى { وقاتلوهم حتى لا
تكون فتنة } / الأنفال 39 / . وكأنه يقصد أن يقول ما يمنعك من القتال مع أن الله تعالى أمر به في تلك الآية ] (4/1706)
146 - باب { يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون } / 65 / (4/1706)
[ ش ( حرض ) من التحريض وهو الحث على الشيء . ( صابرون ) يثبتون عند لقاء العدو ويحتسبون الأجر عند الله تعالى . ( لا يفقهون ) لا يفهمون لأنهم يقاتلون عن غير قصد ودون احتساب لأجر أو طلب ثواب ] (4/1706)
4375 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن ابن عباس رضي الله عنهما
: لما نزلت { إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين } . فكتب عليهم أن لا يفر واحد من عشرة . فقال سفيان غير مرة أن لا يفر عشرون من مائتين ثم نزلت { الآن خفف الله عنكم } . الآية . فكتب أن لا يفر مائة من مائتين . زاد سفيان مرة نزلت { حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون }
قال سفيان وقال ابن شبرمة ورأى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثل هذا
[ 4376 ]
[ ش ( فكتب ) فرض . ( مثل هذا ) الحكم المذكور في الجهاد فإن كان من يفعل المنكر أكثر من اثنين جاز للواحد عدم الإنكار وإن كانا اثنين فأقل وجب الإنكار ] (4/1706)
147 - باب { الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا } . الآية / 66 / (4/1706)
إلى قوله { والله مع الصابرين } (4/1706)
4376 - حدثنا يحيى بن عبد الله السلمي أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا جرير ابن حازم قال أخبرني الزبير بن خريت عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: لما نزلت { إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين } . شق ذلك على المسلمين حين فرض عليهم أن لا يفر واحد من عشرة فجاء التخفيف فقال { الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين } . قال فلما خفف الله عنهم من العدة نقص من الصبر بقدر ما خفف عنهم
[ ر 4375 ]
[ ش ( الآن ) اسم للوقت الذي أنت فيه والمعنى في هذا الوقت بعد ما ظهر منكم امتثال الأمر رغم ثقله على نفوسكم . ( ضعفا ) عدم جلد وقدرة على قتال عشرة أمثالكم / الأنفال 66 / . وتتمتها { وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين } . ( العدة ) العدد الذي يجب عليهم الثبات عند لقائه . ( نقص من الصبر ) أي من صبر المسلمين وثباتهم عند لقاء عدوهم ] (4/1707)
148 - باب تفسير سورة { براءة } [ التوبة ] (4/1707)
{ وليجة } / 16 / كل شيء أدخلته في شيء . { الشقة } / 42 / السفر . الخبال الفساد والخبال الموت . { ولا تفتني } / 49 / لا توبخني . { كرها } و { كرها } / 53 / واحد . { مدخلا } / 57 / يدخلون فيه . { يجمحون } / 57 / يسرعون . { والمؤتفكات } / 70 / ائتفكت انقلبت بها الأرض . { أهوى } / النجم 53 / ألقاه في هوة . { عدن } / 72 / خلد عدنت بأرض أي أقمت ومنه معدن ويقال في معدن صدق في منبت صدق . { الخوالف } / 93 / الخالف الذي خلفني فقعد بعدي ومنه يخلفه في الغابرين ويجوز أن يكون النساء من الخالفة وإن كان جمع الذكور فإنه لم يوجد على تقدير جمعه إلا حرفان فارس وفوارس وهالك وهوالك . { الخيرات } / 88 / واحدها خيرة وهي الفواضل . { مرجون } / 106 / مؤخرون . الشفا الشفير وهو حده والجرف ما تجرف من السيول والأودية . { هار } / 109 / هائر يقال تهورت البئر إذا انهدمت وانهار مثله . { لأواه } / 114 / شفقا وفرقا . وقال الشاعر
إذا ما قمت أرحلها بليل * تأوه آهة الرجل الحزين
[ ش ( وليجة ) بطانة . ( الشقة ) المسافة الشاقة . ( الخبال ) يشير إلى قوله تعالى { لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا } / التوبة 47 / . ( لو خرجوا ) أي المنافقون . ( خبالا ) فسادا ونقصانا وعناء والخبال أيضا فساد العقل والجنون . ( لا تفتني ) لا توقعني في الفتنة بالخروج إلى قتال الروم لأنني ربما أفتتن بنسائهم . ( لا توبخني ) على ترك الخروج فيكون هذا فتنة لي . إذ ربما خرجت من الدين بسببه . ( كرها وكرها واحد ) من حيث المعنى وهما قراءتان متواترتان . ( مدخلا ) نفقا يستطيعون الدخول فيه بكلفة ومشقة فرارا من القتال . ( المؤتفكات ) قرى قوم لوط التي دمرها الله عز و جل وقلب عاليها سافلها . ( هوة ) هي في الأصل الحفرة البعيدة القعر والمراد شدة الهلاك والمبالغة فيه . ( الخوالف ) المتخلفين وقيل النساء وقيل أخساء الناس . ( ومنه ) أي من هذا المعنى . ( يخلفه . . ) هذا دعاء لمن مات له ميت يقال له اللهم اخلفه في الغابرين أي في الباقين من عقبه . ( يجوز أن يكون النساء ) أي يجوز أن يكون المراد بالخوالف النساء . ( من الخالفة ) أي يكون خوالف جمع خالفة لا خالف . ( تقدير جمعه ) وزن جمعه أي جمع فاعل على فواعل . ( الفواضل ) جمع فاضلة وهي النعمة العظيمة . ( الشفا . . والجرف ) يشير بهما إلى قوله تعالى { أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين } / التوبة 109 / . ( أسس بنيانه ) وضع أساس ما يبنيه . ( تقوى . . ) من أجل عبادة الله عز و جل وسعيا في مرضاته . ( على شفا . . ) الباعث له على ذلك باطله ونفاقه وسعيه في إضرار المسلمين . ( فانهار به ) كان سببا لسقوطه إلى الدرك الأسفل من النار . ( الشفير ) الطرف والناحية والجانب . ( حده ) حرفه المتطرف منه . ( ما تجرف . . ) الذي ينحفر ويتهدم بالماء فيبقى واهيا لا يثبت لشيء . ( هائر ) متهدم أشفى على التردي والسقوط . ( لأواه ) فعال من التأوه أي كثير الدعاء والتضرع . ( فرقا ) خوفا . ( أرحلها ) من رحلت الناقة إذا شددت على ظهرها الرحل وهو ما يوضع تحت الركب ] (4/1707)
149 - باب { براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين } / 1 / (4/1707)
{ أذان } / 3 / إعلام . وقال ابن عباس { أذن } / 61 / يصدق . { تطهرهم وتزكيهم بها } / 103 / ونحوها كثير والزكاة الطاعة والإخلاص . { لا
يؤتون الزكاة } / فصلت 7 / لا يشهدون أن لا إله إلا الله . { يضاهون } / 30 / يشبهون
[ ش ( براءة ) تبرؤ أي لم يبق للمشركين عصمة بعهد أو ذمة . ( أذن ) يسمع من كل أحد ويصدقه . ( ونحوها كثير ) أي إن مجيء لفظين مختلفين في المادة متفقين في المعنى كتطهرهم وتزكيهم كثير في لغات العرب وهو يشير إلى أن معنى الزكاة والتزكية التطهير . وتستعمل التزكية للمبالغة في التطهير وتأتي أيضا بمعنى النماء والبركة والمدح وبمعنى الطاعة والإخلاص كما ذكر . ( يضاهون ) من المضاهات وهي المشابهة وقرأ عاصم { يضاهئون } وقرأ الباقون { يضاهون } ] (4/1707)
4377 - حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن أبي إسحق قال سمعت البراء رضي الله عنه يقول آخر آية نزلت { يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة } . وآخر سورة نزلت براءة
[ ر 4106 ] (4/1709)
150 - باب قوله { فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين } / 2 / (4/1709)
سيحوا سيروا
[ ش ( فسيحوا ) سيروا آمنين أيها المشركون . ( أربعة أشهر ) هي شوال وذو القعدة وذو الحجة ومحرم . ( غير معجزي الله ) لا تفوتونه ولا تفلتون من عذابه . ( مخزي ) مذل ] (4/1709)
4378 - حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب . وأخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال
: بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان
قال حميد بن عبد الرحمن ثم أردف رسول الله صلى الله عليه و سلم بعلي ابن أبي طالب وأمره أن يؤذن ببراءة
قال أبو هريرة فأذن معنا علي يوم النحر في أهل منى ببراءة وأن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان
[ ر 362 ] (4/1709)
151 - باب { وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله برئ من المشركين ورسوله فإن تبتم فهو خير لكم وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم } / 3 / (4/1709)
آذنهم أعلمهم
[ ش ( أذان ) إعلام وإنذار . ( يوم الحج الأكبر ) قيل هو يوم عرفة وقيل هو يوم النحر وقيل هو اسم لذاك الحج الذي حج فيه أبو بكر رضي الله عنه وكان أميرا عليه من قبل رسول الله صلى الله عليه و سلم وقيل غير ذلك . ( تبتم ) من الكفر والغدر . ( توليتم ) أعرضتم . ( غير معجزي الله ) غير فائتين أخذه وعقابه ] (4/1709)
4379 - حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثني عقيل قال ابن شهاب فأخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال
: بعثني أبو بكر رضي الله عنه في تلك الحجة في المؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان
قال حميد ثم أردف النبي صلى الله عليه و سلم بعلي بن أبي طالب فأمره أن يؤذن ببراءة
قال أبو هريرة فأذن معنا علي في أهل منى يوم النحر ببراءة وأن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان
[ ر 362 ] (4/1710)
152 - باب { إلا الذين عاهدتم من المشركين } / 4 / (4/1710)
4380 - حدثنا إسحاق حدثقنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب أن حميد بن عبد الرحمن أخبره أن أبا هريرة أخبره
: أن أبا بكر رضي الله عنه بعثه في الحجة التي أمره رسول الله صلى الله عليه و سلم عليها قبل حجة الوداع في رهط يؤذن في الناس أن لا يحجن بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان
فكان حميد يقول يوم النحر يوم الحج الأكبر من أجل حديث أبي هريرة
[ ر 362 ]
[ ش ( إلا الذين . . ) أي يستثنى من البراءة السابقة وتتمة الآية { ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين } . ( لم ينقصوكم شيئا ) من شروط العهد ولم يخالفوا ما عاهدوا عليه . ( يظاهروا ) يناصروا ويعاونوا . ( مدتهم ) أي إلى انقضاء المدة التي عاهدتموهم عليها . ( المتقين ) الذين يوفون بعهدهم ] (4/1710)
153 - باب { فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم } / 12 / (4/1710)
[ ش ( أئمة الكفر ) زعماءه ورؤساءه والمتبنين له ] (4/1710)
4381 - حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى حدثنا إسماعيل حدثنا زيد ابن وهب قال
: كنا عند حذيفة فقال ما بقي من أصحاب هذه الآية إلا ثلاثة ولا من المنافقين إلا أربعة . فقال أعرابي إنكم أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم تخبروننا فلا ندري فما بال هؤلاء الذين يبقرون بيوتنا ويسرقون أعلاقنا ؟ قال أولئك الفساق أجل لم يبق منهم إلا أربعة أحدهم شيخ كبير لو شرب الماء البارد لما وجد برده
[ ش ( أصحاب هذه الآية ) أي الذين نزلت فيهم من زعماء المشركين وقت نزولها . ( ثلاثة ) قيل منهم أبو سفيان وسهيل بن عمرو رضي الله عنهما . ( من المنافقين ) أي الذين كانوا على عهده صلى الله عليه و سلم . ( أربعة ) لم يوقف على أسمائهم . ( أعرابي ) هو من يسكن البادية قال في الفتح لم أقف على اسمه . ( تخبروننا ) عن أشياء . ( فلا ندري ) أي قد لا تتضح لنا . ( يبقرون ) ينقبون ويفتحون . ( أعلاقنا ) نفائس أموالنا جمع علق وهو الشيء النفيس سمي بذلك لتعلق القلب به . ( أولئك الفساق ) أي الذين تذكرهم ليسوا الكفار ولا المنافقين وإنما هم الفساق . ( أجل ) نعم . ( أحدهم ) أي المنافقين الأربعة . ( لما وجد برده ) لا يحس ببرودته لذهاب شهوته وفساد ذوقه ومعدته فأصبح لا يفرق بين الأشياء . قال العيني وحاصل معنى هذا الحديث أن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه كان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه و سلم في شأن المنافقين وكان يعرفهم ولا يعرفهم غيره وكان النبي صلى الله عليه و سلم أسر إليه بأسماء عدة من المنافقين وأهل الكفر والذين نزلت فيهم الآية ولم يسر إليه بأسماء جميعهم ] (4/1711)
154 - باب قوله { والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم } / 34 / (4/1711)
4382 - حدثنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد أن عبد الرحمن الأعرج حدثه أنه قال حدثني أبو هريرة رضي الله عنه
: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( يكون كنز أحدكم يوم القيامة شجاعا أقرع )
[ ر 1338 ]
[ ش ( يكنزون ) من الكنز وهو جمع المال وادخاره والمراد هنا المال الذي لا تؤدى زكاته ] (4/1711)
4383 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن حصين عن زيد بن وهب قال
: مررت على أبي ذر بالربذة فقلت ما أنزلك بهذه الأرض ؟ قال كنا بالشأم فقرأت { والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم } . قال معاوية ما هذه فينا ما هذه إلا في أهل الكتاب قال قلت إنها لفينا وفيهم
[ ر 1341 ] (4/1711)
155 - باب قوله { يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون } / 35 / (4/1711)
[ ش ( فتكوى ) فتحرق . ( ما كنتم تكنزون ) جزاء كنزكم وعاقبته ] (4/1711)
4384 - وقال أحمد بن شبيب بن سعيد حدثنا أبي عن يونس عن ابن شهاب عن خالد بن أسلم قال
: خرجنا مع عبد الله بن عمر فقال هذا قبل أن تنزل الزكاة فلما أنزلت جعلها الله طهرا للأموال
[ ر 1339 ] (4/1712)
156 - باب قوله { إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم } / 36 / (4/1712)
القيم هو القائم
[ ش ( عدة الشهور ) عددها في السنة . ( كتاب الله ) اللوح المحفوظ . ( حرم ) محرمة . ( ذلك ) أي تحريم هذه الأشهر والتزام أمر الله تعالى فيها . ( الدين القيم ) الشرع المستقيم وقيل الحساب الصحيح المستقيم والعدد المستوي ] (4/1712)
4385 - حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن ابن أبي بكرة عن أبي بكرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان )
[ ر 67 ] (4/1712)
157 - باب قوله { ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا } / 40 / (4/1712)
أي ناصرنا . السكينة فعيلة من السكون
[ ش ( ثاني اثنين ) أحد الاثنين والثاني أبو بكر رضي الله عنه . ( الغار ) ثقب في جبل ثور وهو جبل مشهور خلف مكة من طريق اليمين . ( لا تحزن ) لا تخف . وتتمة الآية { فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم } . ( سكينته ) طمأنينته . ( عليه ) على رسول الله صلى الله عليه و سلم . ( بجنود ) هم الملائكة . ( كلمة الذين كفروا ) الشرك ودعوته . ( السفلى ) المغلوبة المهينة الواهية . ( كلمة الله ) دعوة التوحيد وأهلها . ( العليا ) الظاهرة الغالبة المؤيدة بالحجة والبرهان ] (4/1712)
4386 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا حبان حدثنا همام حدثنا ثابت حدثنا أنس قال حدثني أبو بكر رضي الله عنه قال
: كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في الغار فرأيت آثار المشركين قلت يا رسول الله لو أن أحدهم رفع قدمه رآنا قال ( ما ظنك باثنين الله ثالثهما )
[ ر 3453 ] (4/1712)
4387 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا ابن عيينة عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال حين وقع بينه وبين ابن الزبير قلت أبوه الزبير وأمه أسماء وخالته عائشة وجده أبو بكر وجدته صفية
فقلت لسفيان إسناده ؟ فقال حدثنا فشغله إنسان ولم يقل ابن جريج
[ ش ( وقع ) حصل شيء من الخلاف قيل من أجل البيعة وقيل لغير ذلك ] (4/1713)
4388 - حدثني عبد الله بن محمد قال حدثني يحيى بن معين حدثنا حجاج قال ابن جريج قال ابن أبي مليكة
: وكان بينهما شيء فغدوت على ابن عباس فقلت أتريد أن تقاتل ابن الزبير فتحل حرم الله ؟ فقال معاذ الله إن الله كتب ابن الزبير وبني أمية محلين وإني والله لا أحله أبدا . قال قال الناس بايع لابن الزبير فقلت وأين بهذا الأمر عنه أما أبوه فحواري النبي صلى الله عليه و سلم يريد الزبير وأما جده فصاحب الغار يريد أبا بكر وأما أمه فذات النطاق يريد أسماء وأما خالته فأم المؤمنين يريد عائشة وأما عمته فزوج النبي صلى الله عليه و سلم يريد خديجة وأما عمة النبي صلى الله عليه و سلم فجدته يريد صفية ثم عفيف في الإسلام قارئ للقرآن والله إن وصلوني وصلوني من قريب وإن ربوني ربني أكفاء كرام فآثر التويتات والأسامات والحميدات يريد أبطنا من بني أسد بني تويت وبني أسامة وبني أسد إن ابن أبي العاص برز يمشي القدمية يعني عبد الملك بن مروان وإنه لوى ذنبه يعني ابن الزبير
[ ش ( بينهما ) بين ابن عباس وابن الزبير رضي الله عنهم . ( شيء ) مما يصدر بين المتخاصمين . ( فتحل حرم الله ) تذهب حرمته بالقتال فيه . ( كتب ) قدر . ( محلين ) مبيحين للقتال في الحرم . ( وأين بهذا الأمر عنه ) أي إنه أجدر الناس بالخلافة وليست بعيدة عنه لما له من المكارم والمزايا . ( فصاحب الغار ) أي الذي صحب النبي صلى الله عليه و سلم في الهجرة واختبأ معه في الغار . ( ذات النطاقين ) سميت بذلك لأنها شقت نطاقها وربطت به وعاء زاد النبي صلى الله عليه و سلم وسقاءه عند الهجرة . ( عمته ) أي عمة أبيه فهي أخت العوام بن خويلد وأطلق عليها عمته تجوزا . ( عفيف ) متنزه عن الأشياء المشينة ومبتعد عن الحرام وسؤال الناس . ( وصلوني ) من صلة الرحم وهي البر بالأقارب وأراد بهم بني أمية وهو يعتب بذلك على ابن الزبير رضي الله عنهما حيث إنه آثره عليهم وهو مع ذلك فقد جفاه . ( من قريب ) من أجل قرابتي لهم لأن بني أمية من بني عبد مناف وهو من بني هاشم بن عبد مناف . ( ربوني ) سادوني . ( أكفاء ) جمع كفء من الكفاءة وهو في الأصل النظير والمساوي . ( كرام ) جمع كريم وهو الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل . ( فآثر ) اختارهم علي ورضي بهم . ( برز ) ظهر . ( القدمية ) التبختر وأراد أنه يركب معالي الأمور ويسعى لتحقيق ما يهدف إليه ويعمل من أجله وهو في تقدم ملموس . ( لوى ذنبه ) ثناه . أراد أنه واقف على حاله لم يتقدم في أمره إن لم يتأخر ] (4/1713)
4389 - حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون حدثنا عيسى بن يونس عن عمر بن سعيد قال أخبرني ابن أبي مليكة دخلنا على ابن عباس فقال
: ألا تعجبون لابن الزبير قام في أمره هذا فقلت لأحاسبن نفسي له ما حاسبتها لأبي بكر ولا لعمر ولهما كان أولى بكل خير منه وقلت ابن عمة النبي صلى الله عليه و سلم وابن الزبير وابن أبي بكر وابن أخي خديجة وابن أخت عائشة فإذا هو يتعلى عني ولا يريد ذلك فقلت ما كنت أظن أني أعرض هذا من نفسي فيدعه وما أراه يريد خيرا وإن كان لابد لأن يربني بنو عمي أحب إلي من أن يربني غيرهم
[ ش ( لأحاسبن نفسي له ) لأطالبنها بحفظ حقه ومعونته ونصحه والدفاع عنه . ( يتعلى عني ) يترفع عني ويتنحى . ( وإن كان لابد ) أي إذا كان ما صدر منه من جفاء لا فرار منه . ( يربني بنو عمي ) أي بنو أمية أي يكونوا أمراء علي وقائمين بأمري . ( غيرهم ) من القبائل التي استنصر بها ابن الزبير رضي الله عنهما ] (4/1714)
158 - باب { والمؤلفة قلوبهم } / 60 / (4/1714)
قال مجاهد يتألفهم بالعطية
[ ش ( المؤلفة قلوبهم ) والمراد بهم من أسلموا مجددا ولم يتمكن الإسلام في قلوبهم أو من ظهر منهم ميل ورغبة في الإسلام ممن لهم أتباع يسلمون بإسلامهم ولهم أثر في نصرة الإسلام والمسلمين ] (4/1714)
4390 - حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن أبيه عن ابن أبي نعم عن أبي سعيد رضي الله عنه قال
: بعث إلي النبي صلى الله عليه و سلم بشيء فقسمه بين أربعة وقال ( أتألفهم ) . فقال رجل ما عدلت فقال ( يخرج من ضئضئ هذا قوم يمرقون من الدين )
[ ر 4094 ] (4/1714)
159 - باب قوله { الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين } / 79 / (4/1714)
يلمزون يعيبون . و { جهدهم } / 79 / وجهدهم طاقتهم (4/1714)
4391 - حدثني بشر بن خالد أبو محمد أخبرنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان عن أبي وائل عن أبي مسعود قال
: لما أمرنا بالصدقة كنا نتحامل فجاء أبو عقيل بنصف صاع وجاء إنسان بأكثر منه فقال المنافقون إن الله لغني عن صدقة هذا وما فعل هذا الآخر إلا رئاء فنزلت { الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم } . الآية
[ ر 1349 ]
[ ش ( رئاء ) مفاخرة ومراءاة للناس ] (4/1714)
4392 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال قلت لأبي أسامة أحدثكم زائدة عن سليمان عن شقيق عن أبي مسعود الأنصاري قال
: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمر بالصدقة فيحتال أحدنا حتى يجيء بالمد وإن لأحدهم اليوم مائة ألف . كأنه يعرض بنفسه
[ ر 1350 ]
[ ش ( فيحتال ) يجتهد ويسعى . ( يعرض بنفسه ) يشير إلى نفسه . وأنه صار من أصحاب الأموال الكثيرة . وهذا من كلام شقيق الراوي ] (4/1715)
160 - باب { استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم } / 80 / (4/1715)
4393 - حدثنا عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
: لما توفي عبد الله جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه فأعطاه ثم سأله أن يصلي عليه فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم ليصلي فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله تصلي عليه وقد نهاك ربك أن تصلي عليه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إنما خيرني الله فقال { استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة } . وسأزيده على السبعين ) . قال أنه منافق قال فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فأنزل الله { ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره }
[ ر 1210 ]
[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب من فضائل عمر رضي الله عنه رقم 2400 ] (4/1715)
4394 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل . وقال غيره حدثني عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال
: لما مات عبد الله بن أبي سلول دعي له رسول الله صلى الله عليه و سلم ليصلي عليه فلما قام رسول الله صلى الله عليه و سلم وثبت إليه فقلت يا رسول الله أتصلي على ابن أبي وقد قال يوم كذا كذا وكذا قال أعدد عليه قوله فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال ( أخر
عني يا عمر ) . فلما أكثرت عليه قال ( إني خيرت فاخترت لو أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها ) . قال فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم انصرف فلم يمكث إلا يسيرا حتى نزلت الآيتان من براءة { ولا تصل على أحد منهم مات أبدا - إلى قوله - وهم فاسقون } . قال فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله صلى الله عليه و سلم والله ورسوله أعلم
[ ر 1300 ]
[ ش ( يوم كذا ) إشارة إلى يوم معين أبهمة . ( كذا وكذا ) كناية عن أقوال أبهمها . ( أعدد عليه قوله ) أقواله الخبيثة والتي تظهر نفاقه . ( فتبسم ) سرورا وتعجبا من صلابة عمر رضي الله عنه وشدة بغضه للمنافقين ] (4/1715)
161 - باب { ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره } / 84 / (4/1715)
4395 - حدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس بن عياض عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال
: لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعطاه قميصه وأمره أن يكفنه فيه ثم قام يصلي عليه فأخذ عمر بن الخطاب بثوبه فقال تصلي عليه وهو منافق وقد نهاك الله أن تستغفر لهم قال ( إنما خيرني الله - أو أخبرني - فقال { استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم } . فقال سأزيده على سبعين ) . قال فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم وصلينا معه ثم أنزل الله عليه { ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون }
[ ر 1210 ] (4/1716)
162 - باب قوله { سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون } / 95 / (4/1716)
[ ش ( انقلبتم ) رجعتم من تبوك . ( لتعرضوا عنهم ) لتتركوا معاتبتهم ولا تؤنبوهم على تخلفهم . ( فأعرضوا عنهم ) احتقارا وعدم اكتراث . ( رجس ) جبناء لقذارة باطنهم وخبث اعتقادهم ] (4/1716)
4396 - حدثنا يحيى حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله أن عبد الله بن كعب بن مالك قال
: سمعت كعب بن مالك حين تخلف عن تبوك والله ما أنعم الله علي من نعمة بعد إذ هداني أعظم من صدقي رسول الله صلى الله عليه و سلم أن لا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوا حين أنزل الوحي { سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم - إلى - الفاسقين }
[ ر 2606 ] (4/1716)
163 - باب قوله { يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم } . إلى قوله { الفاسقين } / 96 / (4/1716)
[ ش ( لترضوا عنهم ) غايتهم من الحلف طلب رضاكم لينفعهم ذلك في دنياهم . ( فإن ترضوا عنهم ) تقبلوا عذرهم وتظهروا الرضا منهم . ( إلى قوله ) وتتمتها { فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين } فإن رضاكم عنهم لا ينفعهم عند الله عز و جل الذي يعلم ما في قلوبهم من النفاق والكفر ولا يمنعهم من التعرض لعقوبته العاجلة والآجلة ] (4/1716)
164 - باب قوله { وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم } / 102 / (4/1716)
[ ش ( آخرون ) مؤمنون ولكنهم تخلفوا عن الغزوة كسلا وإيثارا للراحة قيل منهم أبو لبابة رضي الله عنه . ( خلطوا ) عملوا أعمالا مختلفة . ( عملا صالحا ) جهادهم السابق . ( آخر سيئا ) هو تخلفهم في هذه الغزوة بدون عذر ] (4/1716)
4397 - حدثنا مؤمل هو ابن هشام حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا عوف حدثنا أبو رجاء حدثنا سمرة بن جندب رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لنا ( أتاني الليلة آتيان فابتعثاني فانتهيا بي إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة فتلقانا رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء وشطر كأقبح ما أنت راء قالا لهم اذهبوا فقعوا في ذلك النهر فوقعوا فيه ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم فصاروا في أحسن صورة قالا لي هذه جنة عدن وهذاك منزلك قالا أما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن وشطر منهم قبيح فإنهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا تجاوز الله عنهم )
[ ر 809 ]
[ ش ( شطر ) نصف . ( خلقهم ) خلقتهم وجسمهم ] (4/1717)
165 - باب { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين } / 113 / (4/1717)
4398 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال
: لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه و سلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( أي عم قل لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله ) . فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( لأستغفرن لك ما لم أنه عنك ) . فنزلت { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم }
[ ر 1294 ] (4/1717)
166 - باب { لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم } / 117 / (4/1717)
[ ش ( ساعة العسرة ) وقت الشدة وضيق الحال من حيث الزاد والمال والمركب إلى جانب شدة الحر في السفر وطيب الثمار في المدينة . ( يزيغ ) تميل ويتخلفون عن الجهاد بسبب ما هم فيه من الجهد والمشقة ] (4/1717)
4399 - حدثنا أحمد بن صالح قال حدثني ابن وهب قال أخبرني يونس قال أحمد . وحدثنا عنبسة حدثنا يونس عن ابن شهاب قال أخبرني عبد الرحمن بن كعب قال أخبرني عبد الله بن كعب وكان قائد كعب من بنيه حين عمي قال
: سمعت كعب بن مالك في حديثه { وعلى الثلاثة الذين خلفوا } . قال في آخر حديثه إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله ورسوله فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( أمسك بعض مالك فهو خير لك )
[ ر 2606 ] (4/1718)
167 - باب { وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم } / 118 / (4/1718)
[ ش ( بما رحبت ) مع رحبها أي ضاقت عليهم على سعتها فأصبحوا لا يجدون مكانا يشعرون فيه بالاطمئنان . ( ظنوا ) أيقنوا . ( ملجأ ) مجير من سخط الله تعالى . ( ليتوبوا ) ليستقيموا على توبتهم ويثبتوا ] (4/1718)
4400 - حدثني محمد حدثنا أحمد بن أبي شعيب حدثنا موسى بن أعين حدثنا إسحاق بن راشد أن الزهري حدثه قال أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه قال
: سمعت أبي كعب بن مالك وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم أنه لم يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة غزاها قط غير غزوتين غزوة العسرة وغزوة بدر قال فأجمعت صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم ضحى وكان قلما يقدم من سفر سافره إلا ضحى وكان يبدأ بالمسجد فيركع ركعتين ونهى النبي صلى الله عليه و سلم عن كلامي وكلام صاحبي ولم ينه عن كلام أحد من المتخلفين غيرنا فاجتنب الناس كلامنا فلبثت كذلك حتى طال علي الأمر وما من شيء أهم إلي من أن أموت فلا يصلي علي النبي صلى الله عليه و سلم أو يموت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأكون من الناس بتلك المنزلة فلا يكلمني أحد منهم ولا يصلي علي فأنزل الله توبتنا على نبيه صلى الله عليه و سلم حين بقي الثلث الآخر من الليل ورسول الله صلى الله عليه و سلم عند أم سلمة وكانت أم سلمة محسنة في شأني معنية في أمري فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يا أم سلمة تيب على كعب ) . قالت أفلا أرسل إليه فأبشره قال ( إذا يحطمكم الناس فيمنعونكم النوم سائر الليلة ) . حتى إذا صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم الفجر آذن بتوبة الله علينا وكان إذا استبشر استنار وجهه حتى كأنه قطعة من القمر وكنا أيها الثلاثة الذين خلفوا عن الأمر الذي قبل من هؤلاء الذين اعتذروا حين أنزل الله لنا التوبة فلما ذكر الذين كذبوا رسول الله صلى الله عليه و سلم من المتخلفين واعتذروا بالباطل ذكروا بشر ما ذكر به أحد قال الله سبحانه { يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لاتعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله } . الآية
[ ر 2606 ]
[ ش ( غزوة العسرة ) غزوة تبوك . ( فأجمعت ) عزمت . ( من الناس ) عند الناس . ( بتلك المنزلة ) التي تشبه منزلة المنافقين . ( يحطمكم ) يزدحمون عليكم من الحطم وهو الدوس وهو مجاز عن المجيء والازدحام . ( سائر ) باقي . ( يعتذرون ) أي المنافقون . ( لن نؤمن لكم ) لن نصدقكم . ( نبأنا ) أخبرنا . ( أخباركم ) سرائركم وما تخفي صدوركم . ( عملكم ) فيما بعد وما يظهر منكم من توبة واستقامة أو نفاق . ( الآية ) / التوبة 94 / . وتتمتها { ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون } . ( الغيب ) كل ما غاب عن الناس علمه . ( الشهادة ) كل ما يظهر ويشاهد ويعلم من الناس ] (4/1718)
168 - باب { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } / 119 / (4/1718)
4401 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب بن مالك وكان قائد كعب بن مالك قال
: سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن قصة تبوك فوالله ما أعلم أحد أبلاه الله في صدق الحديث أحسن مما أبلاني ما تعمدت منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم إلى يومي هذا كذبا وأنزل الله عز و جل على رسوله صلى الله عليه و سلم { لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار - إلى قوله - وكونوا مع الصادقين }
[ ر 2606 ] (4/1719)
169 - باب قوله { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم } / 128 / من الرأفة (4/1719)
4402 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني ابن السباق أن زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه وكان ممن يكتب الوحي قال
: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر فقال أبو بكر إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بالناس وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن إلا أن تجمعوه وإني لأرى أن تجمع القرآن . قال أبو بكر قلت لعمر كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال عمر هو والله خير فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله لذلك صدري ورأيت الذي رأى عمر قال زيد بن ثابت وعمر عنده جالس لا يتكلم فقال أبو بكر إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه و سلم فتتبع القرآن فاجمعه . فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن . قلت كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال أبو بكر هو والله خير فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة الأنصاري لم أجدهما مع أحد غيره { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم } . إلى آخرهما
وكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حتى توفاه الله ثم عند حفصة بنت عمر
تابعه عثمان بن عمر والليث عن يونس عن ابن شهاب . وقال الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب وقال مع أبي خزيمة الأنصاري . وقال موسى عن إبراهيم حدثنا ابن شهاب مع أبي خزيمة . وتابعه يعقوب بن إبراهيم عن أبيه . وقال أبو ثابت حدثنا إبراهيم وقال مع خزيمة أو أبي خزيمة
[ 4701 - 4703 - 6768 - 6989 - وانظر 2652 - 4702 ]
[ ش ( مقتل أهل اليمامة ) أيام قتل من قتل من المسلمين في المعركة التي كانت بينهم وبين مسيلمة الكذاب واليمامة معدودة من نجد . ( استحر ) اشتد وكثر . ( بالقراء ) أي حفظة القرآن . ( المواطن ) المواضع التي سيغزو فيها المسلمون والمعارك التي تكون بينهم وبين أعدائهم . ( لا نتهمك ) لا نشك في أمانتك وحفظك وإتقانك لكتاب الله تعالى . ( فتتبع القرآن ) أي ابحث عن الرقاع ونحوها مما كتب عليه القرآن أيام النبي صلى الله عليه و سلم . والرقاع جمع رقعة وهي القطعة من ورق أو جلد ونحو ذلك . ( الأكتاف ) جمع كتف وهو عظم عريض يكون على أعلى الظهر . ( العسب ) جمع عسيب وهو جريد النخل العريض . ( لم أجدهما ) مكتوبتين . ( من أنفسكم ) منكم . ( عزيز ) شديد . ( ما عنتم ) مشقتكم ولقاؤكم المكروه . ( حريص عليكم ) على هدايتكم ونجاتكم / التوبة 128 - 129 / . وتتمتهما { بالمؤمنين رؤوف رحيم . فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم } . ( رحيم ) يريد لهم الخير . ( تولوا ) أعرضوا عن الإيمان بك . ( حسبي الله ) كافيني بالنصرة والعناية ] (4/1720)
170 - باب تفسير سورة يونس (4/1720)
وقال ابن عباس { فاختلط به نبات الأرض } / 24 / فنبت بالماء من كل لون . { قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني } / 68 /
وقال زيد بن أسلم { أن لهم قدم صدق } / 2 / محمد صلى الله عليه و سلم وقال مجاهد خير . يقال { تلك آيات } / 1 / يعني هذه أعلام القرآن ومثله { حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم } / 22 / المعنى بكم . { دعواهم } / 10 / دعاؤهم . { أحيط بهم } / 22 / دنوا من الهلكة . { أحاطت به خطيئته } / البقرة 81 / . { فأتبعهم } / 90 / واتبعهم واحد . { عدوا } / 90 / من العدوان
وقال مجاهد { ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير } قول الإنسان لولده وماله إذا غضب اللهم لا تبارك فيه والعنه { لقضي إليهم أجلهم } / 11 / لأهلك من دعي عليه ولأماته . { للذين أحسنوا الحسنى } مثلها حسنى { وزيادة } / 26 / مغفرة . { الكبرياء } / 78 / الملك
[ ش ( قالوا . . ) أي قال كفار مكة الملائكة بنات الله تعالى كما قالت اليهود عزيز ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله تعالى الله عن ذلك . ( سبحانه ) تنزه عما قالوه وعن كل نقص واحتياج ومشابهة للمخلوقات . ( الغني ) عن الولد والزوجة والشريك وقولهم هذا حماقة وعناد . ( قدم صدق ) سابقة إلى الخير . ( أعلام القرآن ) أحكامه وعظاته وعبره ودلائله وحججه وغير ذلك . ( مثله ) أي في الالتفات عن الخطاب إلى الغيبة فبدل هذه قال تلك وبدل بكم قال بهم . ( دنوا ) قربوا . ( أحاطت . . ) استولت عليه وسدت عليه مسالك الهداية والنجاة . ( واحد ) في المعنى وهو اللحوق بهم . ( عدوا ) أي من أجل الاعتداء عليهم . ( يعجل ) من التعجيل وهو تقديم الشيء قبل وقته والاستعجال طلب العجلة . ( الشر ) الذي يدعون به على أنفسهم عند الغضب أو العذاب الذي طلبوا أن ينزل عليهم . ( استعجالهم الخير ) كما يعجل لهم الإجابة بالخير أو كما يحبون أن يعجل لهم إجابة دعائهم بالخير . ( لقضي . . ) لفرغ من هلاكهم وماتوا جميعا . ( أحسنوا ) بالإيمان والعمل الصالح . ( الحسنى ) المثوبة الحسنى وهي الجنة وفسرت الزيادة برؤية الله عز و جل والنظر إلى وجهه الكريم وقيل غير ذلك ] (4/1720)
171 - باب { وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين } / 90 / (4/1720)
{ ننجيك } / 92 / نلقيك على نجوة من الأرض وهو النشز المكان المرتفع (4/1720)
4403 - حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال
: قدم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة واليهود تصوم عاشوراء فقالوا هذا يوم ظهر فيه موسى على فرعون فقال النبي صلى الله عليه و سلم لأصحابه ( أنتم أحق بموسى منهم فصوموا )
[ ر 1900 ] (4/1722)
172 - باب تفسير سورة هود (4/1722)
قال ابن عباس { عصيب } / 77 / شديد . { لاجرم } / 22 / بلى
وقال غيره { وحاق } / 8 / نزل { يحيق } / فاطر 43 / ينزل . { يؤوس } / 9 / فعول من يئست
وقال مجاهد { تبتئس } / 36 / تحزن . { يثنون صدورهم } شك وامتراء في الحق { ليستخفوا منه } / 5 / من الله إن استطاعوا
وقال أبو ميسرة الأواه الرحيم بالحبشية
وقال ابن عباس { بادي الرأي } / 27 / ما ظهر لنا
وقال مجاهد { الجودي } / 44 / جبل بالجزيرة
وقال الحسن { إنك لأنت الحليم } / 87 / يستهزئون به
وقال ابن عباس { أقلعي } / 44 / أمسكي . { وفار التنور } / 40 / نبع الماء وقال عكرمة وجه الأرض
[ ش ( لاجرم ) تأتي بمعنى لابد ولا محالة وبمعنى حقا . ( الأواه ) يشير إلى قوله تعالى { إن إبراهيم لحليم أواه منيب } / هود 75 / . ( بادي الرأي ) ظاهره الذي لا روية فيه . ( يستهزئون به ) أي يقولون له هذا الكلام استهزاء به وإن كان هو كذلك في واقع الأمر . ( فار التنور ) كناية عن اشتداد الأمر وصعوبته وفسر بنبع الماء وفسر التنور بوجه الأرض وفار في الأصل من الفوران وهو الغليان والتنور اسم لما يشوى فيه الخبز وهو فارسي معرب ] (4/1722)
173 - باب { ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور } / 5 / (4/1722)
4404 - حدثنا الحسن بن محمد بن صباح حدثنا حجاج قال قال ابن جريج أخبرني محمد بن عباد بن جعفر أنه سمع ابن عباس يقرأ
: { ألا إنهم تثنوني صدورهم } . قال سألته عنها . فقال أناس كانوا يستحيون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماء وأن يجامعوا نساءهم فيفضوا إلى السماء فنزل ذلك فيهم
[ ش ( تثنوني ) وقرئ ( يثنوني ) مضارع ماضيه اثنوني على وزن افعوعل من الثني على طريق المبالغة أي يطوي أحدهم بعضه على بعض ليستر عورته . وقيل نزلت في المنافقين والمراد بيان ضعف إيمانهم ومرض قلوبهم فكأنهم ينطوون ليخفوا ما في أنفسهم من نفاق . ( يتخلوا ) يقضوا حاجة في الخلاء وهم عراة . ( فيفضوا ) فتظهر عورتهم في الفضاء ليس بينها وبين السماء حاجز ] (4/1723)
4405 - حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريج . وأخبرني محمد بن عباد بن جعفر أن ابن عباس قرأ
: { ألا إنهم تثنوني صدورهم } . قلت يا أبا العباس ما تثنوني صدورهم ؟ قال كان الرجل يجامع امرأته فيستحي أو يتخلى فيستحي فنزلت { ألا إنهم تثنوني صدورهم } (4/1723)
4406 - حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو قال قرأ ابن عباس { ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم } . وقال غيره عن ابن عباس { يستغشون } يغطون رؤوسهم
{ سيئ بهم } ساء ظنه بقومه { وضاق بهم } / 77 / بأضيافه . { بقطع من الليل } / 81 / بسواد . وقال مجاهد { أنيب } / 88 / أرجع
[ ش ( ضاق بهم ) خوفا عليهم من قومه . ( بقطع ) بجزء ] (4/1724)
174 - باب قوله { وكان عرشه على الماء } / 7 / (4/1724)
4407 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( قال الله عز و جل أنفق أنفق عليك وقال يد الله ملائ لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار . وقال
أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض فإنه لم يغض ما في يده وكان عرشه على الماء وبيده الميزان يخفض ويرفع )
[ 5037 - 6976 - 6983 - 7057 ]
{ اعتراك } / 54 / افتعلك من عروته أي أصبته ومنه يعروه واعتراني . { آخذ بناصيتها } / 56 / أي في ملكه وسلطانه . { عنيد } / 59 / وعنود وعاند واحد هو تأكيد التجبر . { استعمركم } 61 / جعلكم عمارا أعمرته الدار فهي عمرى جعلتها له . { نكرهم } / 70 / وأنكرهم واستنكرهم واحد . { حميد مجيد } / 73 / كأنه فعيل من ماجد محمود من حمد . { سجيل } / 82 / الشديد الكبير سجيل وسجين واللام والنون أختان وقال تميم بن مقبل
ورجلة يضربون البيض ضاحية * ضربا تواصى به الأبطال سجينا
{ وإلى مدين أخاهم شعيبا } / 84 / إلى أهل مدين لأن مدين بلد ومثله { واسأل القرية } / يوسف 82 / واسأل العير يعني أهل القرية وأصحاب العير
{ وراءكم ظهريا } / 92 / يقول لم تلتفتوا إليه ويقال إذا لم يقض الرجل حاجته ظهرت بحاجتي وجعلتني ظهريا والظهري هاهنا أن تأخذ معك دابة أو وعاء تستظهر به . { أرذالنا } / 27 / سقاطنا . { إجرامي } / 35 / هو مصدر من أجرمت وبعضهم يقول جرمت . { الفلك } / 37 / والفلك واحد وهي السفينة والسفن . { مجرها } / 41 / مدفعها وهو مصدر أجريت وأرسيت حبست ويقرأ { مرساها } من رست هي و { مجراها } من جرت هي . { ومجريها ومرسيها } من فعل بها . { راسيات } / سبأ 13 / ثابتات
[ ش أخرجه مسلم في الزكاة باب الحث على النفقة وتبشير المنفق بالخلف رقم 993
( يد الله ملائ ) كناية عن خزائنه التي لا تنفد بالعطاء . ( تغيضها ) تنقصها . ( سحاء ) دائمة العطاء من السح وهو الصب والهطل . ( وكان عرشه على الماء ) حكاية لما جاء في الآية ( 7 ) من سورة هود ومعناه لم يكن تحته خلق قبل خلق السموات والأرض إلا الماء وكان العرش مستقرا عليه بقدرته تعالى والله أعلم . ( بيده الميزان ) كناية عن العدل بين الخلق والله تعالى أعلم بحقيقة ذلك . ( يخفض ويرفع ) يعز ويذل ويوسع ويقتر حسب حكمته سبحانه وتعالى . ( بناصيتها ) هي مقدمة الرأس والمراد أن صاحبها تحت سلطان الله عز و جل . ( فعيل من ماجد ) أي مجيد على صيغة فعيل مبالغة من ماجد من المجد وهو سعة الكرم أو العظمة ورفعة القدر . قال في الفتح والذي في كلام أبي عبيدة ( حميد مجيد ) أي محمود ماجد وهو الصواب . ( ورجلة ) ورب ذوي رجولية والرجلة الرجولية . ( البيض ) جمع البيضة وهو ما يوضع على الرأس من الحديد أثناء القتال . ( ضاحية ) في وقت الضحوة . ( الأبطال ) جمع بطل وهو الشجاع . ( سجينا ) شديدا يثبت من وقع فيه فلا يبرح مكانه . ( تستظهر به ) تستعين به . ( رست ) ركدت واستقرت . ( مجراها ومرساها ) بضم الميم وفتح الراء فيهما وفي قراءة بفتح الميم وإمالة الراء وثالثة بضم الميم وإمالة الراء والقراءات الثلاث متواترة ] (4/1724)
175 - باب { ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين } / 18 / (4/1724)
واحد الأشهاد شاهد مثل صاحب وأصحاب (4/1724)
4408 - حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد وهشام قالا حدثنا قتادة عن صفوان بن محرز قال بينا ابن عمر يطوف إذ عرض رجل فقال يا أبا عبد الرحمن أو قال يا ابن عمر
: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم في النجوى ؟ فقال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( يدنى المؤمن من ربه - وقال هشام يدنو المؤمن - حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه تعرف ذنب كذا ؟ يقول أعرف يقول رب أعرف مرتين فيقول سترتها في الدنيا وأغفرها لك اليوم ثم تطوى صحيفة حسناته . وأما الآخرون أو الكفار فينادى على رؤوس الأشهاد { هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين } )
وقال شيبان عن قتادة حدثنا صفوان
[ ر (4/1725)
2309 - ] (4/1725)
176 - باب قوله { وكذلك أخذ ربك إذ أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد } / 102 / (4/1725)
{ الرفد المرفود } / 99 / العون المعين رفدته أعنته . { تركنوا } / 113 / تميلوا . { فلولا كان } / 116 / فهلا كان . { أترفوا } / 116 / أهلكوا
وقال ابن عباس { زفير وشهيق } / 106 / شديد وصوت ضعيف
[ ش ( وكذلك ) مثل ما سبق ذكره من العذاب والإهلاك . ( أخذ ربك ) المذنبين بسبب معصيتهم . ( أخذ القرى ) أي أهلها . ( أليم شديد ) موجع صعب . ( تركنوا ) ترضوا بأعمالهم وتستكينوا إلى ظلمهم . ( أترفوا ) أهلكوا بسبب ما مالوا إليه من الترف وحب الرياسة والثروة وإيثارهم ذلك على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . والترف التنعم والترفه ] (4/1725)
4409 - حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا أبو معاوية حدثنا بريد بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) . قال ثم قرأ { وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد }
[ ش أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب باب تحريم الظلم رقم 2583
( ليملي ) ليمهل . ( لم يفلته ) لم يخلصه ولم يتركه حتى يستوفي عقابه . ( وكذلك ) أي كما ذكر من إهلاك الأمم وأخذهم بالعذاب . ( أخذ ربك ) إهلاكه وعذابه . ( أخذ القرى ) أخذ أهلها / هود 102 / ] (4/1726)
177 - باب قوله { وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين } / 114 / (4/1726)
وزلفا ساعات بعد ساعات ومنه سميت المزدلفة الزلف منزلة بعد منزلة وأما { زلفى } / الزمر 3 / فمصدر من القربى ازدلفوا اجتمعوا { أزلفنا } / الشعراء 64 / جمعنا
[ ش ( أقم الصلاة ) أتم ركوعها وسجودها واستكمل سننها وآدابها وحافظ عليها في أوقاتها . ( طرفي . . ) غدوة وعشية أي صباحا ومساء . وقيل المراد صلاة الفجر والظهر والعصر . ( زلفا . . ) ساعاته الأولى القريبة من النهار وقيل المراد صلاة المغرب والعشاء . ( الحسنات ) الأعمال الصالحة . ( يذهبن ) يكفرن ويمحين . ( السيئات ) الذنوب الصغيرة . ( منه . . ) أي من معنى الزلف سميت المزدلفة لمجيء الناس إليها في ساعات الليل وقيل لازدلافهم فيها أي لتقربهم إلى الله تعالى وحصول المنزلة الرفيعة لهم عنده فيها ] (4/1726)
4410 - حدثنا مسدد حدثنا يزيد هو ابن زريع حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان عن ابن مسعود رضي الله عنه
: أن رجلا أصاب من امرأة قبلة فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك له فأنزلت عليه { وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين } . قال الرجل ألي هذه ؟ قال ( لمن عمل بها من أمتي )
[ ر 503 ] (4/1727)
178 - باب تفسير سورة يوسف (4/1727)
وقال فضيل عن حصين عن مجاهد { متكأ } / 31 / الأترج قال فضيل الأترج بالحبشية متكا . وقال ابن عيينة عن رجل عن مجاهد متكا كل شيء قطع بالسكين . وقال قتادة { لذو علم لما علمناه } / 68 / عامل بما علم
وقال سعيد بن جبير { صواع } / 72 / مكوكا الفارسي الذي يلتقي طرفاه كانت تشرب به الأعاجم
وقال ابن عباس { تفندون } / 94 / تجهلون
وقال غيره { غيابة } / 10 - 15 / كل شيء غيب عنك شيئا فهو غيابة . والجب الركية التي لم تطو . { بمؤمن لنا } / 17 / بمصدق . { أشده } / 22 / قبل أن يأخذ في النقصان يقال بلغوا أشده وبلغوا أشدهم وقال بعضهم واحدها شد
والمتكأ ما اتكأت عليه لشراب أو لحديث أو لطعام وأبطل الذي قال الأترج وليس في كلام العرب الأترج فلما احتج عليهم بأن المتكأ من نمارق فروا إلى شر منه فقالوا إنما هو المتك ساكنة التاء وإنما المتك طرف البظر ومن ذلك قيل لها متكاء وابن المتكاء فإن كان ثم أترج فإنه بعد المتكأ
{ شغفها } / 30 / يقال بلغ شغافها وهو غلاف قلبها وأما شغفها فمن المشغوف . { أصب } / 33 / أمل صبا مال . { أضغاث أحلام } / 44 / ما لا تأويل له والضغث ملء اليد من حشيش وما أشبهه ومنه { وخذ بيدك ضغثا } / ص 44 / لا من قوله أضغاث أحلام واحدها ضغث . { نمير } / 65 / من الميرة . { ونزداد كيل بعير } / 65 / ما يحمل بعير . { آوى إليه } / 69 / ضم إليه . { السقاية } / 70 / مكيال . { تفتأ } / 85 / لا تزال . { حرضا } / 85 / محرضا يذيبك الهم . { تحسسوا } / 87 / تخبروا . { مزجاة } / 88 / قليلة . { غاشية من عذاب الله } / 107 / عامة مجللة . { استيأسوا } / 80 / يئسوا . { لا تيأسوا من روح الله } / 87 / معناه الرجاء . { خلصوا نجيا } / 80 / اعتزلوا نجيا والجميع أنجية
[ ش ( متكأ ) ما يتكأ عليه من وسائد ونحوها وقيل معناها أيضا ما ذكره البخاري رحمه الله تعالى . واتكأ جلس متمكنا . ( الأترج ) شجر يعلو ناعم الأغصان والورق والثمر وثمره كالليمون الكبار وهو ذهبي اللون ذكي الرائحة حامض الماء . ( مكوك ) طاس يشرب به ومكيال قديم يختلف مقداره باختلاف اصطلاح الناس عليه وله الآن معان أخرى . ( تفندون ) تسفهوا رأيي وتنسبوني إلى الفند وهو الهرم . ( غيابة ) وهي القعر والظلمة . ( الركية ) البئر . ( لم تطو ) لم تبن جدرانها بالحجارة ونحوها . ( أشده ) منتهى شبابه وقوته وشدته . ( واحدها ) واحد الأشد على أنها جمع . ( أبطل ) أتى بكلام باطل لا أصل له . ( نمارق ) جمع نمرقة وهي الوسادة الصغيرة يستند إليها أو يتكأ عليها . ( شر منه ) أي من قولهم الأول المتكأ الأترج . ( البظر ) قطعة لحم ناتئة في فرج الأنثى وقد تستطيل وتقطع في البلدان الحارة وهو ختان المرأة . ( متكاء ) هي المرأة التي لم تختن . ( فإن كان . . ) إي إن كان هناك أترج أحضرته امرأة العزيز فإنه يكون بعد المتكأ الذي هيأته لهن . ( شغفها ) استولى حبه على قلبها . ( المشغوف ) هو الذي بلغ به الحب أقصاه وشغله محبوبه عما سواه . ( أضغاث أحلام ) أخلاط مشتبهة ورؤيا كاذبة لا أصل لها . ( الميرة ) الطعام نمير أهلنا نجلب لهم الطعام . ( السقاية ) هي إناء كان يوسف عليه السلام يشرب فيه فجعله مكيالا لئلا يكتالوا بغيره فيظلموا وقيل هي الصواع الذي كان يشرب به الملك ثم جعل مكيالا يكال به . ( حرضا ) من الحرض وهو الفساد في الجسم والعقل من الحزن أو الهم . ( فتحسسوا ) من التحسس وهو طلب الخبر بالحاسة أو هو تفعل من الإحساس وهو المعرفة . ( غاشية ) جائحة عامة مهلكة من مرض ونحوه تغشاهم وتشملهم والغاشية الغطاء . ( مجللة ) من جلل الشيء تجليلا أي عمه . ( روح الله ) رحمته وفضله . ( خلصوا نجيا ) اعتزلوا حال كونهم متناجين - أي يتكالمون سرا فيما بينهم - ماذا يعملون في رجوعهم إلى أبيهم من غير أخيهم وماذا يقولون له ] (4/1727)
179 - باب قوله { ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق } / 6 / (4/1727)
[ ش ( يتم نعمته عليك . . ) بأن وصل لهم بين نعمة الدنيا ونعمة الآخرة فجعل فيهم النبوة والسلطان والملك . ( أبويك ) أصليك جدك وجد أبيك وإتمام النعمة عليهما بأن جعلهما رسولين وليس فوق نعمة النبوة والرسالة نعمة ] (4/1727)
4411 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الصمد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم )
[ ر 3202 ] (4/1728)
180 - باب { لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين } / 7 / (4/1728)
[ ش ( في . . ) قصتهم وحديثهم . ( آيات ) عبر وعظات ودلائل على قدرة الله تعالى وحكمته في كل شيء وبراهين على صدق نبوة محمد صلى الله عليه و سلم . ( للسائلين ) عن قصصهم من اليهود وغيرهم حيث أجابهم صلى الله عليه و سلم دون أن يقرأ الكتب المتقدمة ] (4/1728)
4412 - حدثني محمد أخبرنا عبدة عن عبيد الله عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الناس أكرم ؟ قال ( أكرمهم عند الله أتقاهم ) . قالوا ليس عن هذا نسألك قال ( فأكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله ) . قالوا ليس عن هذا نسألك قال ( فعن معادن العرب تسألونني ) . قالوا نعم قال ( فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا )
تابعه أبو أسامة عن عبيد الله
[ ر 3175 ] (4/1729)
181 - باب قوله { قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا } / 18 / (4/1729)
سولت زينت
[ ش ( أمرا ) عظيما ارتكبتموه ] (4/1729)
4413 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد
عن صالح عن ابن شهاب . قال وحدثنا الحجاج حدثنا عبد الله بن عمر النميري حدثنا يونس بن يزيد الأيلي قال سمعت الزهري سمعت عروة ابن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله
: عن حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله كل حدثني طائفة من الحديث قال النبي صلى الله عليه و سلم ( إن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه ) . قلت إني والله لا أجد مثلا إلا أبا يوسف { فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون } . وأنزل الله { إن الذين جاؤوا بالإفك } . العشر الآيات
[ ش ( جميل ) لا جزع فيه ولا شكوى إلى الخلق ] (4/1729)
4414 - حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة عن حصين عن أبي وائل قال حدثني مسروق بن الأجدع قال حدثتني أم رومان وهي أم عائشة قالت
: بينا أنا وعائشة أخذتها الحمى فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( لعل في حديث تحدث ) . قالت نعم وقعدت عائشة قالت مثلي ومثلكم كيعقوب وبنيه { والله المستعان على ما تصفون }
[ ر 2453 ] (4/1730)
182 - باب { وروادته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك } / 23 / (4/1730)
وقال عكرمة هيت لك بالحورانية هلم . وقال ابن جبير تعاله
[ ش ( راودته ) طلبت منه أن يواقعها أي يرتكب معها الزنا واحتالت معه لتحمله على ذلك . ( غلقت ) أطبقتها بشدة . ( بالحورانية ) نسبة إلى حوران وهي أرض من بلاد الشام وتعرف الآن بمحافظة درعا من سورية ] (4/1730)
4415 - حدثني أحمد بن سعيد حدثنا بشر بن عمر حدثنا شعبة عن سليمان عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال { هيت لك } . قال وإنما نقرؤها كما علمناها . { مثواه } / 21 / مقامه . { وألفيا } / 25 / وجدا . { ألفوا آباءهم } / الصافات 69 / . { ألفينا } / البقرة 170 /
وعن ابن مسعود { بل عجبت ويسخرون } / الصافات 12 /
[ ش ( كما علمناها ) أي كما أقرأناها وعلمناها رسول الله صلى الله عليه و سلم . ( ألفوا آباءهم ) وجدوهم وتتمة الآية { ضالين } . ( ألفينا ) وجدنا . ( بل عجبت . . ) قيل مناسبة الإتيان بها هنا بيان أن ابن مسعود رضي الله عنه يقرأ التاء في هيت كما يقرؤها في عجبت . وفي تاء عجبت قراءتان الضم وبه قرأ حمزة والكسائي وخلف . والفتح وبه قرأ باقي القراء المعنى على قراءة الضم بلغ من عظم آياتي أني عجبت منها أي استعظمتها ومع ذلك يسخر منها هؤلاء لفرط جهلهم وعنادهم . وعلى الفتح هو خطاب للنبي صلى الله عليه و سلم أي عجبت من تكذيبهم إياك وهم يسخرون من تعجبك أو عجبت من تكذيبهم بالبعث وهم يسخرون من أمره ] (4/1730)
4416 - حدثنا الحميدي حدثنا سفيان عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عبد الله رضي الله عنه
: أن قريشا لما أبطؤوا على النبي صلى الله عليه و سلم بالإسلام قال ( اللهم اكفنيهم بسبع كسبع يوسف ) . فأصابتهم سنة حصت كل شيء حتى أكلوا العظام حتى جعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى بينه وبينها مثل الدخان قال الله { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين } . قال الله { إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون } . أفيكشف عنهم العذاب يوم القيامة ؟ وقد مضى الدخان ومضت البطشة
[ ر 962 ] (4/1730)
183 - باب قوله { فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم . قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاشى لله } / 50 - 51 / (4/1730)
وحاش وحاشى تنزيه واستثناء . { حصحص } / 51 / وضح
[ ش ( جاءه ) جاء يوسف عليه السلام . ( الرسول ) رسول الملك وطلب منه أن يجيب الملك ويذهب إليه فأبى أن يخرج من السجن حتى يظهر عذره وتثبت براءته عند الملك . ( ما بال . . ) ما حالهن وشأنهن . ( ما خطبكن ) ما شأنكن وأمركن . ( حاشى لله ) معاذ الله . وقرأ الجمهور { حاش } بحذف الألف بعد الشين وقرأ أبو عمرو { حاشى } بإثباتها . ( تنزيه . . ) أي معناها التنزيه والاستثناء من فعل الشر تقول حاشيته من كذا أي استثنيته منه ونزهته عنه . ( حصحص ) ظهر وتبين واستقر بعد خفائه ] (4/1730)
4417 - حدثنا سعيد بن تليد حدثنا عبد الرحمن بن القاسم عن بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي ونحن أحق من إبراهيم إذ قال له { أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي } )
[ ر 3192 ] (4/1731)
184 - باب قوله { حتى إذا استيأس الرسل } / 110 / (4/1731)
[ ش ( استيأس . . ) يئسوا من إيمان أقوامهم بهم ] (4/1731)
4418 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد
عن صالح عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت له
: وهو يسألها عن قول الله تعالى { حتى إذا استيأس الرسل } . قال قلت أكذبوا أم كذبوا ؟ قالت عائشة كذبوا قلت فقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم فما هو بالظن ؟ قالت أجل لعمري لقد استيقنوا بذلك فقلت لها وظنوا أنهم قد كذبوا قالت معاذ الله لم تكن الرسل تظن ذلك بربها قلت فما هذه الآية ؟ قالت هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم فطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم وظنت الرسل أن أتباعهم قد كذبوهم جاءهم نصر الله عند ذلك (4/1731)
4419 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة فقلت لعلها { كذبوا } مخففة قالت معاذ الله
[ ر 3209 ] (4/1732)
185 - باب تفسير سورة الرعد (4/1732)
وقال ابن عباس { كباسط كفيه } / 14 / مثل المشرك الذي عبد مع الله إلها غيره كمثل العطشان الذي ينظر إلى خياله في الماء من بعيد وهو يريد أن يتناوله ولا يقدر
وقال غيره { سخر } / 2 / ذلل . { متجاورات } / 4 / متدانيات . { المثلات } / 6 / واحدها مثلة وهي الأشباه والأمثال
وقال { إلا مثل أيام الذين خلوا } / يونس 102 / . { بمقدار } / 8 / بقدر . { معقبات } / 11 / ملائكة حفظة تعقب الأولى منها الأخرى ومنه قيل العقيب يقال عقبت في إثره . { المحال } / 13 / العقوبة . { كباسط كفيه إلى الماء } / 14 / ليقبض على الماء . { رابيا } / 17 / من ربا يربو . { أو متاع زبد مثله } / 17 / المتاع ما تمتعت به . { جفاء } / 17 / أجفأت القدر إذا غلت فعلاها الزبد ثم تسكن فيذهب الزبد بلا منفعة فكذلك يميز الحق من الباطل . { المهاد } / 18 / الفراش . { يدرؤون } / 22 / يدفعون درأته عني دفعته . { سلام عليكم } / 24 / أي يقولون سلام عليكم . { وإليه متاب } / 30 / توبتي . { أفلم ييأس } / 31 / أفلم يتبين . { قارعة } / 31 / داهية . { فأمليت } / 32 / أطلت من الملي والملاوة ومنه { مليا } / مريم 46 / ويقال للواسع الطويل من الأرض ملى من الأرض . { أشق } / 34 / أشد من المشقة . { معقب } / 41 / مغير
وقال مجاهد { متجاورات } / 4 / طيبها عذبها وخبيثها السباخ . { صنوان } النخلتان أو أكثر في أصل واحد . { وغير صنوان } / 4 / وحدها . { بماء واحد } / 4 / كصالح بني آدم وخبيثهم أبوهم واحد . { السحاب الثقال } / 12 / الذي فيه الماء . { كباسط كفيه } / 14 / يدعو الماء بلسانه ويشير إليه بيده فلا يأتيه أبدا . { سالت أودية بقدرها } / 17 / تملأ بطن كل واد بحسبه . { زبدا رابيا } / 17 / الزبد زبد السيل . { زبد مثله } / 17 / خبث الحديد والحلية
[ ش ( متدانيات ) متقاربات يقرب بعضها بعضا بالجوار ويختلف من حيث العذوبة والملوحة ومنها طيبة تنبت ومنها سبخة لا تنبت . ( المثلات ) الأمم الماضية التي عصت ربها وكذبت رسله فنزل بها العذاب وحلت فيها العقوبة . ( إلا مثل . . ) مثل ما وقع فيمن سبقهم من عقاب الله تعالى وانتقامه للحق . ( الأولى ) الجماعة الأولى . ( ومنه ) من هذا الاشتقاق وهذا المعنى . ( العقيب ) الذي يأتي في عقب الشيء . ( المحال ) التدبير لإهلاك الجاحدين وأخذهم في قوة لا تقاوم . وأصل المحال المماكرة والمغالبة والمماحلة محل بفلان كاد له واحتال في إيذائه . ( رابيا ) عاليا مرتفعا فوق الماء . ( زبد ) هو ما ينتفخ من فقاعات فوق السيل أو المعادن المصهورة ثم يتلاشى دون أن ينتفع به فكذلك مثل الحق والباطل فالحق كالسيل وجوهر المعدن يبقى وينتفع به والباطل كالزبد ينتفش وينتفخ ويتعالى ثم يتلاشى وينمحق . ( جفاء ) مدفوعا مرميا به لا بقاء له أو تنشفه الأرض يقال جفا الوادي إذا نشف . ( داهية ) مصيبة تروعهم كالحرب المبيدة أو العقاب الشديد . ( الملي والملاوة ) الزمن الطويل . ( وحدها ) أي مستقلة بأصلها . ( بماء واحد ) أي الجميع يسقى بنفس الماء ومع ذلك يختلف في النشأة والثمرة . ( كصالح . . ) أي الجبلة والفطرة واحدة ومع ذلك تختلف مسالكهم وأخلاقهم . ( الحلية ) المراد الذهب أو الفضة تصهر لتصنع منها الحلية وهي الزينة فيطفو خبثها - أي شوائبها - ليزال ] (4/1732)
186 - باب قوله { الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام } / 8 / (4/1732)
{ غيض } / هود 44 / نقص
[ ش ( تغيض الأرحام ) تسقط الجنين ناقصا وقيل تأتي بالولد قبل تمام تسعة أشهر . ( تزداد ) بوضع الولد تاما ( غيض ) غار في الأرض أو نقص ] (4/1732)
4420 - حدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا معن قال حدثني مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله لا يعلم ما في غد إلا الله ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله ولا تدري نفس بأي أرض تموت ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله )
[ ر 992 ] (4/1733)
187 - باب تفسير سورة إبراهيم (4/1733)
قال ابن عباس { هاد } / الرعد 7 / داع . وقال مجاهد { صديد } / 16 / قيح ودم
وقال ابن عيينة { اذكروا نعمة الله عليكم } / 6 / أيادي الله عندكم وأيامه
وقال مجاهد { من كل ما سألتموه } / 34 / رغبتم إليه فيه . { يبغونها عوجا } / 3 / و / هود 19 / يلتمسون لها عوجا . { وإذ تأذن ربكم } / 7 / أعلمكم آذنكم . { ردوا أيديهم في أفواههم } / 9 / هذا مثل كفوا عما أمروا به . { مقامي } / 14 / حيث يقيمه الله بين يديه . { من ورائه } / 16 / قدامه . { لكم تبعا } / 21 / واحدها تابع مثل غيب وغائب . { بمصرخكم } / 22 / استصرخني استغاثني . { يستصرخه } / القصص 18 / من الصراخ . { ولا خلال } / 31 / مصدر خاللته خلالا ويجوز - أيضا - جمع خلة وخلال . { اجتثت } / 26 / استؤصلت
[ ش ( أيادي . . ) جمع يد بمعنى النعمة والإحسان يصطنعان . ( أيامه ) أيام
فضله وإنعامه والعرب تسمي النعم أياما كما تسمي العذاب كذلك . ( عوجا ) زيفا وميلا وانحرافا عن القصد . ( آذنكم ) أعلمكم قال العيني وفي رواية أبي ذر أعلمكم ربكم . ( هذا مثل . . ) أي هذا مثل ضربه الله عز و جل لصد هؤلاء الأقوام رسلهم عن الدعوة إلى الحق ورفضهم قبوله أبلغ رفض وتركهم لما أمروا به من التصديق والامتثال - يقال رددت قول فلان في فيه أي كذبته - معلنين تكذيبهم وأنه لا جواب عندهم إلا تأكيدهم الكفر بما جاؤوا به أو المراد بالآية ظاهر معناها وهو أن هؤلاء لما سمعوا دعوة الرسل عليهم السلام عضوا على أصابعهم تغيظا أو استهزاء كما يفعل من غلبه الضحك لشدة ضحكهم عند سماع أقوال الرسل وقيل جعلوا أيديهم على أفواههم مشيرين إلى الرسل أن اسكتوا عما تقولون وقيل إنهم وضعوا أيديهم على أفواه الرسل ليسكتوهم . ( مقامي ) إقامتي له يوم القيامة للحساب أو عرف منزلتي في الربوبية والسيطرة على جميع المخلوقات فخاف عقابي ولزم طاعتي . ( من ورائه ) أي من وراء حياته في الدنيا ولذلك فسرت بقدامه لأنه سيستقبل ذلك . ( لكم تبعا ) تابعين لكم في الاعتقاد والفكر والسلوك . ( بمصرخكم ) بمغنيكم ومنجيكم . ( الصراخ ) الصوت الشديد . ( خاللته ) صادقته مصادقة خالصة تخللت القلب والمصدر خلة وخلال ( ويجوز . . ) أي يجوز أن يكون خلال جمع خلة ] (4/1733)
188 - باب قوله { كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء . تؤتي أكلها كل حين } / 24 - 25 / (4/1733)
[ ش ( كشجرة طيبة . . ) أي الكلمة الطيبة وهي كلمة التوحيد أي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله نافعة مثمرة في الحياة الدنيا وفي الآخرة كالشجرة المثمرة الثمار الطيبة الممتعة وهي مستقرة الجذور في الأرض ترتوي من مياهها وتمتص خصائص النماء من تربتها باسقة الأغصان في السماء تنتعش بخصائص الهواء وأشعة الشمس فهي دائمة النمو مستمرة العطاء وكذلك الإيمان ثابت مستقر في قلب صاحبه تغذيه الطاعة وتنميه التقوى ولا يزال ينشط صاحبه للعمل الصالح والإخلاص فيه حتى يرفعه الله عز و جل منزلة رفيعة ويسكنه جنته وقد تقبل منه حسناته ورفعها إليه في سجل ملائكته الأبرار . ( أصلها ) جذرها . ( ثابت ) مستقر في باطن الأرض . ( فرعها ) ساقها وأغصانها وأعلاها . ( في السماء ) ذاهبة في جهة السماء . ( تؤتي أكلها ) تعطي ثمارها . ( كل حين ) كل موسم ووقت وقته الله تعالى لإثمارها ونضجه ] (4/1733)
4421 - حدثني عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
: كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( أخبروني بشجرة تشبه أو كالرجل المسلم لا يتحات ورقها ولا ولا ولا تؤتي أكلها كل حين ) . قال ابن عمر فوقع في نفسي أنها النخلة ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان فكرهت أن أتكلم فلما لم يقولوا شيئا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( هي النخلة ) . فلما قمنا قلت لعمر يا أبتاه والله لقد وقع في نفسي أنها النخلة فقال ما منعك أن تكلم ؟ قال لم أركم تكلمون فكرهت أن أتكلم أو أقول شيئا قال عمر لأن تكون قلتها أحب إلي من كذا وكذا
[ ر 61 ]
[ ش ( يتحات ) يتساقط ويتناثر . ( ولا ولا ولا ) تكرار لكلمة لا ثلاث مرات وأشار بهذا إلى ثلاث صفات أخر للنخلة ذكرها رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يذكرها الراوي . ( تؤتي . . ) لا بنقطع ثمرها ولا يتأخر عن وقته . ( من كذا وكذا ) أي من حمر النعم كما صرح به في رواية أخرى ] (4/1735)
189 - باب { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت } / 27 / (4/1735)
[ ش ( يثبت . . ) يقوي عزائمهم إذا واجهتهم الشدائد ويلهمهم قول الحق والنطق بالتوحيد ويديمهم على الإيمان . هذا في الدنيا وفي الآخرة يلهمهم القول السديد في القبر والحجة الواضحة يوم القيامة ] (4/1735)
4422 - حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة قال أخبرني علقمة بن مرثد قال سمعت سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . فذلك قوله { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } )
[ ر 1303 ] (4/1735)
190 - باب { ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا } / 28 / (4/1735)
ألم تر ألم تعلم ؟ كقوله { ألم تر كيف } / 24 / . { ألم تر إلى الذين خرجوا } / البقرة 243 / . { البوار } / 28 / الهلاك بار يبور بورا . { قوما بورا } / الفرقان 18 / هالكين (4/1735)
4423 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء سمع ابن عباس
: { ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا } . قال هم كفار أهل مكة
[ ر 3758 ] (4/1735)
191 - باب تفسير سورة الحجر (4/1735)
وقال مجاهد { صراط علي مستقيم } / 41 / الحق يرجع إلى الله وعليه طريقه . { وإنهما لبإمام مبين } / 79 / الإمام كل ما ائتمت واهتديت به إلى الطريق
وقال ابن عباس { لعمرك } / 72 / لعيشك . { قوم منكرون } / 62 / أنكرهم لوط
وقال غيره { كتاب معلوم } / 4 / أجل . { لوما تأتينا } / 7 / هلا تأتينا . { شيع } / 10 / أمم وللأولياء أيضا شيع
وقال ابن عباس { يهرعون } / هود 78 / مسرعين . { للمتوسمين } / 75 / للناظرين . { سكرت } / 15 / غشيت . { بروجا } / 16 / منازل للشمس والقمر . { لواقح } / 22 / ملاقح ملقحة . { حمإ } / 26 / جماعة حمأة وهو الطين المتغير والمسنون المصبوب . { توجل } / 53 / تخف . { دابر } / 66 / آخر . { الصيحة } / 83 / الهلكة
[ ش ( صراط . . ) هذه طريقة واضحة صحيحة أجعلها لعبادي المؤمنين الصادقين وأراعيها بأن لا يكون لك قدرة على إغوائهم ولا تأثير في سلوكهم فيسلكوا طريق الحق إلي ولا يعرجوا على شيء سواه . ( مبين ) واضح مستبين
( لعمرك ) لغة في العمر . وهو اسم لمدة عمارة بدن الإنسان بالحياة والروح والمعنى أقسم بحياتك يا محمد صلى الله عليه و سلم وهو تشريف له صلى الله عليه و سلم . ( منكرون ) لا أعرفكم ولا أعرف من أي الأقوام أنتم ولا لأي غرض جئتم وحالكم غريب وعجيب فلا أنتم من أهل كما أنه ليس عليكم آثار السفر ؟ . ( معلوم ) معين ومحدود لا يتأخر عنه العذاب ولا يتقدم . ( شيع ) جمع شيعة وهي الفرقة والطائفة إذا اتفقت على مذهب وطريقة . ( وللأولياء . . ) أي يقال لأولياء الرجل شيعته . ( للمتوسمين ) للمتفرسين المتأملين كأنهم يعرفون باطن الشيء بسمة ظاهرة . والسمة العلامة . ( غشيت ) أي غطيت ومنعت من النظر . ( لواقح ) للأشجار بنقلها غبار الطلع أو للسحاب بجمع بعضه إلى بعض فينزل منه المطر . ( جماعة ) جمع . ( مسنون ) مصور وقيل هو التراب المبتل المنتن ] (4/1735)
192 - باب قوله { إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين } / 18 / (4/1735)
[ ش ( استرق السمع ) حاول خفية أن يسمع شيئا مما يتداوله أهل السماء من الأخبار . ( فأتبعه ) لحقه . ( شهاب ) شعلة من النار ساطعة . ( مبين ) ظاهر لذوي الأبصار ] (4/1735)
4424 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة عن أبي هريرة
: يبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم قال ( إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كالسلسة على صفوان - قال علي وقال غيره صفوان ينفذهم ذلك - فإذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا للذي قال الحق وهو العلي الكبير . فيسمعها مسترقو السمع ومسترقو السمع هكذا واحد فوق الآخر - ووصف سفيان بيده وفرج بين أصابع يده اليمنى نصبها بعضها فوق بعض - فربما أدرك الشهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيحرقه وربما لم يدركه حتى يرمي بها الذي يليه إلى الذي هو أسفل منه حتى يلقوها إلى الأرض - وربما قال سفيان حتى تنتهي إلى الأرض - فتلقى على فم الساحر فيكذب معها مائة كذبة فيصدق فيقولون ألم يخبرنا يوم كذا وكذا يكون كذا وكذا فوجدنا حقا ؟ للكلمة التي سمعت من السماء )
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عمرو عن عكرمة عن أبي هريرة ( إذا قضى الله الأمر ) . وزاد ( والكاهن )
وحدثنا سفيان فقال قال عمرو سمعت عكرمة حدثنا أبو هريرة قال ( إذا قضى الله الأمر وقال على فم الساحر ) . قلت لسفيان أأنت سمعت عمرا قال سمعت عكرمة قال سمعت أبا هريرة ؟ قال نعم . قلت لسفيان إن إنسانا روى عنك عن عمرو عن عكرمة عن أبي هريرة ويرفعه أنه قرأ { فرغ } . قال سفيان هكذا قرأ عمرو فلا أدري سمعه هكذا أم لا قال سفيان وهي قراءتنا
[ 4522 - 7043 ]
[ ش ( خضعانا ) مصدر من خضع أي طاعة وانقيادا . ( كالسلسة على صفوان ) لها صوت كصوت السلسة على الحجر الأملس . ( علي ) بن عبد الله شيخ البخاري . ( غيره ) أي غير سفيان الذي روى عنه علي . ( ينفذهم ذلك ) ينفذ الله إلى الملائكة الأمر الذي قضاه وهذه الجملة زيادة غير سفيان . ( فزع عن قلوبهم ) زال عنها الخوف والفزع . ( قالوا ) أي سأل عامة الملائكة خاصتهم . ( قالوا ) أي الخاصة كجبريل وميكائيل عليهما السلام . ( للذي قال ) لأجل ما قضاه الله تعالى وقاله أو قالوا للذي سأل . ( مسترقو السمع ) وهم مردة الشياطين . ( الساحر ) المنجم . ( وزاد . . ) أي زاد في هذه الرواية لفظ الكاهن على الساحر فقال ( على فم الساحر والكاهن ) . ( قلت لسفيان ) القائل هو علي بن عبد الله . ( سفيان ) هو ابن عيينة . ( عمرو ) بن دينار والقراءة المشهورة المتواترة { فزع } / سبأ 23 / . ( وهي قراءتنا ) قال العيني قال الكرماني كيف جازت القراءة إذا لم تكن مسموعة ؟ قلت لعل مذهبه جواز القراءة بدون السماع إذا كان المعنى صحيحا ] (4/1736)
193 - باب قوله { ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين } / 80 / (4/1736)
[ ش ( أصحاب الحجر ) وهم ثمود والذين كانوا يسكنون الوادي المسمى الحجر وهو بين المدينة والشام . ( المرسلين ) هو صالح عليه السلام وتكذيبه تكذيب لغيره ] (4/1736)
4425 - حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا معن قال حدثني مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لأصحاب الحجر ( لا تدخلوا على هؤلاء القوم إلا أن تكونوا باكين فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم )
[ ر 423 ] (4/1737)
194 - باب { ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم } / 87 / (4/1737)
[ ش ( آتيناك ) أنزلنا عليك وأعطيناك إكراما وتفضيلا . ( سبعا ) هي فاتحة الكتاب وقيل بسبب تسميتها أقوال أظهرها لأنها تنثى - أي تكرر - في الصلاة . ( القرآن العظيم ) الذي يشمل الفاتحة وغيرها أو خصت به الفاتحة لفضلها والمعنى آتيناك ما يجمع هذين الوصفين التثنية والعظم ] (4/1737)
4426 - حدثني محمد بن بشار حدثنا عندر حدثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد بن المعلى قال
: مر بي النبي صلى الله عليه و سلم وأنا أصلي فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيت فقال ( ما منعك أن تأتي ) . فقلت كنت أصلي فقال ( ألم يقل الله { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم } . ثم قال ( ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد ) . فذهب النبي صلى الله عليه و سلم ليخرج من المسجد فذكرته فقال ( { الحمد لله رب العالمين } . هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته )
[ ر 4204 ] (4/1738)
4427 - حدثنا آدم حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم ) (4/1738)
195 - باب قوله { الذين جعلوا القرآن عضين } / 91 / (4/1738)
{ المقتسمين } / 90 / الذين حلفوا ومنه { لا أقسم } / البلد 1 / أي أقسم وتقرأ { لأقسم } . { قاسمتها } / الأعراف 21 / حلف لهما ولم يحلفا له . وقال مجاهد { تقاسموا } / النمل 49 / تحالفوا (4/1738)
4428 - حدثني يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما
: { الذين جعلوا القرآن عضين } . قال هم أهل الكتاب جزؤوه أجزاء فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه
[ ش ( عضين ) أعضاء متفرقة من عضيت الشيء إذا فرقته . وقيل جمع عضة وهي الجزء / الحجر 91 / ] (4/1738)
4429 - حدثني عبيد الله بن موسى عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس رضي الله عنهما
: { كما أنزلنا على المقتسمين } . قال آمنوا ببعض وكفروا ببعض اليهود والنصارى
[ ر 3729 ]
[ ش ( المقتسمين ) قال العيني هو من الاقتسام لا من القسم . أي قسموا القرآن إلى حق وباطل / الحجر 90 / ] (4/1739)
196 - باب { واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } / 99 / (4/1739)
قال سالم اليقين الموت
[ ش أي اشتغل بعبادة الله تعالى في جميع أوقاتك ومدة حياتك حتى يأتيك الموت وأنت على طاعة لله عز و جل . وأطلق اليقين على الموت لأنه محقق لا شك فيه ] (4/1739)
197 - باب تفسير سورة النحل (4/1739)
{ روح القدس } / 102 / جبريل . { نزل به الوح الأمين } / الشعراء 193 / . { في ضيق } / 127 / يقال أمر ضيق وضيق مثل هين وهين ولين ولين وميت وميت
قال ابن عباس { تتفيأ ظلاله } / 48 / تتهيأ . { سبل ربك ذللا } / 69 / لا يتوعر عليها مكان سلكته
وقال ابنة عباس { في تقلبهم } / 46 / اختلافهم
وقال مجاهد { تميد } / 15 / تكفأ . { مفرطون } / 62 / منسيون
وقال غيره { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله } / 98 / هذا مقدم ومؤخر وذلك أن الاستعاذة قبل القراءة ومعناها الاعتصام بالله
وقال ابن عباس { تسيمون } / 10 / ترعون . { قصد السبيل } / 9 / البيان . الدفء ما استدفأت . { تريحون } / 6 / بالعشي و { تسرحون } / 6 / بالغداة . { بشق } / 7 / يعني المشقة . { على تخوف } / 47 / تنقص . { الأنعام لعبرة } / 66 / وهي تؤنث وتذكر وكذلك الأنعام جماعة النعم . { أكنانا } / 81 / واحدها كن مثل حمل وأحمال . { سرابيل } قمص { تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم } / 81 / فإنها الدروع . { دخلا بينكم } / 92 - 94 / كل شيء لم يصح فهو دخل
قال ابن عباس { حفدة } / 72 / من ولد الرجل . السكر ما حرم من ثمرتها والرزق الحسن ما أحل الله
وقال ابن عيينة عن صدقة { أنكاثا } / 92 / هي خرقاء كانت إذا أبرمت غزلها نقضته
وقال ابن مسعود الأمة معلم الخير والقانت المطيع
[ ش ( روح القدس ) الروح في الأصل ما يقوم به الجسد وتكون به الحياة وقد أطلق على جبريل عليه السلام لأنه ينزل بالوحي الذي به قوام الإنسانية وحياة النفوس والأرواح والقلوب . والقدس الطهر ووصف به جبريل عليه السلام لأنه مطهر من المعصية وحظوظ النفس والشهوات . ( الأمين ) على ما استودعه الله عز و جل من رسالته إلى المرسلين عليهم الصلاة والسلام . ( ضيق ) كرب وهم وغم . وفيه قراءتان { ضيق } بفتح الضاد . و { ضيق } بكسرها . وهما متواترتان . ( تتفيأ ) تميل وتدور من جانب إلى جانب وفي قراءة { يتفيأ } . ( تتهيأ ) قال في الفتح الصواب تتميل . ( سبل ربك ) الطرق التي ألهمك الله تعالى سلوكها ودخولها . لتأكلي من الثمرات البعيدة ثم تعودين راجعة إلى خلاياك لا تضلين عنها . أو الطرق التي ألهمك الله تعالى إياها في عمل العسل . ( ذللا ) حال من السبل أي سهلة ممهدة . أو حال من الضمير في قوله تعالى { فاسلكي } أي اصنعي العسل وأنت منقادة لما أمرت ميسرة لما أنت فيه من التعسيل . ( يتوعر ) يتشدد ويصلب . ( تقلبهم ) أسفارهم وتنقلهم في البلاد . ( تميد ) تضطرب وتشتد حركتها . ( تكفأ ) تنقلب . ( مفرطون ) معجلون إلى النار منسيون فيها . ( فإذا
قرأت ) أردت أن تقرأ . ( قصد السبيل ) البيان والهداية إلى الطريق المستقيم . ( الدفء ) يشير إلى قوله تعالى { والأنعام خلقها لكم فيها دفء } / النحل 5 / أي ما تستدفئون به من الأكسية والأبنية التي تصنعونها من جلودها وأوبارها وأشعارها وأصوافها . والأنعام الإبل والبقر والغنم ومنها المعز . ( تريحون ) ترجعون في العشي . ( تسرحون ) تخرجون للرعي . ( بالغداة ) أول النهار . ( يعني المشقة ) أي { بشق } مأخوذ من المشقة وهي الجهد والتعب وقيل المراد النصف أي إن الجهد الذي يبذل بحمل الأثقال التي تحملها الدواب إلى البلاد البعيدة ينقص قوة النفس إلى النصف . ( تخوف ) تنقص أي يأتيهم العقاب من أطرافهم ويأخذهم قليلا قليلا حتى يهلكوا ويفنوا وهو معنى التنقص وفي اللغة تخوفه تنقصه وأخذ من أطرافه أي نقصه قليلا قليلا كأنه يخافه . ( لعبرة ) لعظة وبرهانا على قدرة الخالق جل وعلا إذ يخرج اللبن اللذيذ الممتع من بين فرثها - ما في جوفها من قذر - ودمها . ( جماعة . . ) جمع والنعم في الأصل الإبل خاصة وتطلق على الإبل والبقر والغنم مجتمعة ولا تطلق على البقر أو الغنم خاصة . ( أكنانا ) بيوتا منحوتة في الصخور كالكهوف تأوون إليها . ( سرابيل ) جمع سربال وهو ما يلبس من قميص أو درع . ( تقيكم بأسكم ) تحميكم ضربات وطعنات سلاح الأعداء الشديدة . والبأس الشدة والحرب والعذاب . ( دخلا بينكم ) ذريعة للغش والخداع والخيانة . ( حفدة ) جمع حافد وهو ولد الولد وقد يطلق على الولد أيضا ويقال له أيضا حفيد ويجمع على حفداء . ( السكر . . والرزق الحسن ) يشير إلى قوله تعالى { ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون } / النحل 67 / . المراد - والله أعلم - بيان عجائب صنع الله عز و جل وحكمته في خلقه وكيف أنه جعل الشيء الواحد يمكن أن يكون منه الخبيث المقيت المحرم وأن يكون منه اللذيذ الطيب المباح والعقلاء هم الذين يدركون سر الله تعالى في خلقه ويستشعرون حكمته فيلتزمون أمره ويجتنبون نهيه . وقال المفسرون في تفسيرها أقولا منها أن السكر ما لا يسكر من الأنبذة وهي الزبيب والتمر ينقع في الماء ويشرب ماؤه قبل أن يتخمر أو هو الخل بلغة أهل الحبشة أو المراد الخمر وأن هذا كان قبل تحريم الخمر . والرزق الحسن هو ما يؤكل من ثمرها دون تصنيع رطبا أو مجففا كالتمر والزبيب أو بعد التصنيع كالخل والدبس . ( صدقة ) قال العيني الظاهر أن صدقة هذا هو أبو الهذيل . ( أنكاثا ) جمع نكث وهو الغزل يحل فتله فيعود كما كان قبل الفتل مفرق الأجزاء . ( هي خرقاء ) حمقاء وهو إشارة إلى قوله تعالى { ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا } / النحل 92 / . قيل هي امرأة معينة كانت في مكة تفعل ذلك وتلقب بالخرقاء . ( نقضت ) من النقض ويستعمل لمعان منها الهدم والإبطال والحل بعد العقد . ( أبرمت ) فتلت . ( الأمة . . القانت ) يشير إلى قوله تعالى { إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين } / النحل 120 / . ( أمة ) لها معان عدة منها القدوة ومعلم الخير لأن قوام الأمة كان به أو لأنه جمع من صفات الخير ما يكون في أمة أو لأنه قام مقام أمة في توحيد الله تعالى وعبادته إذ انفرد عن قومه في عبادة الله تعالى ونبذ الأصنام . ( قانتا ) مطيعا له قائما بأمره . ( حنيفا ) مائلا عن الشرك إلى التوحيد والإسلام دين الفطرة ] (4/1739)
198 - باب { ومنكم من يرد إلى أرذل العمر } / 70 / (4/1739)
[ ش ( أرذل العمر ) أخسه وهو آخره في حال الكبر والعجز والخرف ] (4/1739)
4430 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا هارون بن موسى أبو عبد الله الأعور عن شعيب عن أنس بن مالك رضي الله عنه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يدعو ( أعوذ بك من البخل والكسل وأرذل العمر وعذاب القبر وفتنة الدجال وفتنة المحيا والممات )
[ ر 2668 ] (4/1741)
199 - باب سورة بني إسرائيل [ الإسراء ] (4/1741)
4431 - حدثنا آدم حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت عبد الرحمن بن يزيد قال سمعت ابن مسعود رضي الله عنه قال في بني إسرائيل والكهف ومريم
: إنهن من العتاق الأول وهن من تلادي
[ 4462 - 4708 ]
قال ابن عباس { فسينغضون إليك رؤوسهم } / 51 / يهزون . وقال غيره نغصت سنك أي تحركت
{ وقضينا إلى بني إسرائيل } / 4 / أخبرناهم أنهم سيفسدون والقضاء على وجوه { وقضى ربك } / 23 / أمر ربك . ومنه الحكم { إن ربك يقضي بينهم } / يونس 93 / و / النمل 78 / و / الجاثية 17 / . ومنه الخلق { فقضاهن سبع سماوات } / فصلت 12 / خلقهن
[ نفيرا } / 6 / من ينفر معه . { وليتبروا } يدمروا { ما علوا } / 7 / . { حصيرا } / 8 / محبسا محصرا . { حق } / 16 / وجب . { ميسورا } / 28 / لينا . { خطئا } / 31 / إثما وهو اسم من خطئت والخطأ - مفتوح - مصدره من الإثم خطئت بمعنى أخطأت . { لن تخرق } / 37 / لن تقطع . { وإذ هم نجوى } / 47 / مصدر من ناجيت فوصفهم بها والمعنى يتناجون . { رفاتا } / 49 - 98 / حطاما . { واستفزز } / 64 / استخف . { بخيلك } / 64 / الفرسان والرجل الرجالة واحدها راجل مثل صاحب وصحب وتاجر وتجر . { حاصبا } / 68 / الريح العاصف والخاصب أيضا ما ترمي به الريح ومنه { حصب جهنم } / الأنبياء 98 / يرمى به في جهنم وهو حصبها ويقال حصب في الأرض ذهب والحصب مشتق من الحصباء والحجارة . { تارة } / 69 / مرة وجماعته تيرة وتارات . { لأحتنكن } / 62 / لأستأصلنهم يقال احتنك فلان ما عند فلان من علم استقصاه . { طائره } / 13 / حظه
وقال ابن عباس كل سلطان في القرآن فهو حجة . { ولي من الذل } / 111 / لم يحالف أحدا
[ ش ( العتاق ) جمع عتيق وهو كل شيء بلغ الغاية في الجودة والمراد تفضيل هذه السور لما يتضمنه كل منها من أمر غريب خارق للعادة كالإسراء وقصة أصحاب الكهف وقصة حمل مريم عليها السلام ونحو ذلك . ( الأول ) باعتبار نزولها فإنها نزلت في مكة قبل الهجرة . ( تلادي ) محفوظاتي القديمة والتالد والتلاد كل ما كان قديما . ( غيره ) غير ابن عباس رضي الله عنهما منهم أبو عبيدة رحمه الله تعالى . ( وجوه ) معان . ( نفيرا ) عددا . ( من ينفر معه ) أي مع الرجل من عشيرته وأهل بيته . ( ما علوا ) ما غلبوا عليه من بلادكم . ( خطأ ) هو أيضا مصدر خطئ يخطأ إذا أذنب أو تعمد الذنب وإطلاقه على الذنب من باب التسمية بالمصدر . ( الخطأ . . ) وهو أيضا اسم بمعنى ضد الصواب . ( تخرق ) تثقب وتشقق . ( نجوى ) وهي التكلم في السر وتطلق على الحديث الذي يسار به . ( فوصفهم بها ) أي مبالغة أي كأنهم هم النجوى والحقيقة أن النجوى فعلهم كما يقال فلان عدل مبالغة في عدالته . ( استفزز ) استفزه أثاره وأزعجه واستخفه وهيجه . ( بخيلك ) الخيل اسم جمع لا واحد له من لفظه وهي في الأصل اسم للأفراس والفرسان جميعا ويستعمل في كل منهما منفردا . ( الرجل . . ) الرجل اسم جمع لراجل وهو الماشي على رجليه يشير إلى قوله تعالى { وأجلب عليهم بخيلك ورجلك } / الإسراء 64 / . ( أجلب ) أجلب على فرسه استحثه للعدو بوكز أو صياح ونحوه وأجلب عليه القوم تألبوا وتجمعوا . والمعنى اجمع عليهم كل ما تستطيع من مكايدك وحبائلك واستحثهم على الإغواء بكل وسائلك وإن كان لك ركبان من الجند ومشاة فاستعن بهم . ( حاصبا ) ريحا مهلكة بحجارة أو غيرها . ( حصب جهنم ) الحصب كل ما يلقى في النار لتسجر به أي لتوقد به . ( الحصباء ) صغار الحصى . ( تارة ) كرة ومرة . ( جماعته ) جمعه . ( لأحتنكن ) وقيل معناه لأملكن مقادتهم ولأستولين عليهم بالإغواء والإضلال . مأخوذ من احتنك الفرس إذا جعل في حنكه اللجام واحتنك الجراد الأرض أتى على ما فيها من نبات كأنه استولى على ذلك بحنكه . ( حظه ) أي نصيبه من الخير أو الشر وقيل المراد بالطائر العمل وقيل خيره وشره معه لا يفارقه حتى يحاسب عليه . ( كل سلطان . . ) يشير إلى قوله تعالى { ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا } / الإسراء 33 / أي قوة وغلبة وتسلطا على القاتل وحجة له في استحقاق القصاص عليه . وإلى قوله تعالى { واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا } / الإسراء 80 / أي غلبة وقهرا للأعداء وحجة بينة أحاج بها عن دينك وأنصر شريعتك . ( لم يحالف . . ) أي لم يوال أحدا لأجل مذلة به ليدفعها عنه بموالاته . والولي النصير والذل الهوان والضعف ] (4/1741)
200 - باب قوله { سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام } / 1 / (4/1741)
[ ش ( سبحان ) اسم علم للتسبيح الذي هو مصدر سبح وهو يدل على المبالغة فيه وأصل التسبيح في اللغة التباعد ومعنى سبحان الله تنزيهه عن كل سوء ونقيصة ومالا يليق به . ( أسرى ) من الإسراء ومثله سرى وهو السير في الليل . ( بعبده ) المراد به محمد صلى الله عليه و سلم بإجماع الأمة . ( ليلا ) أي في جزء من الليل وفيه تأكيد لمعنى أسرى . ( المسجد الحرام ) أي مكة ] (4/1741)
4432 - حدثنا عبدان حدثنا عبد الله أخبرنا يونس ( ح ) . وحدثنا أحمد ابن صالح حدثنا عنبسة حدثنا يونس عن ابن شهاب قال ابن المسيب قال أبو هريرة
: أتي رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة أسري به بإيلياء بقدحين من خمر ولبن فنظر إليهما فأخذ اللبن قال جبريل الحمد لله الذي هداك للفطرة لو أخذت الخمر غوت أمتك
[ ر 3214 ] (4/1743)
4433 - حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أبو سلمة سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال
: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( لما كذبني قريش قمت في الحجر فجلى الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه )
زاد يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه ( لما كذبني قريش حين أسري بي إلى بيت المقدس ) . نحوه
[ ر 3673 ]
{ قاصفا } / 69 / ريح تقصف كل شيء
[ ش ( تقصف ) تكسر والقاصف أيضا الريح ذات الهبوب الشديد والصوت القوي ] (4/1743)
201 - باب { ولقد كرمنا بني آدم } / 70 / (4/1743)
كرمنا وأكرمنا واحد . { ضعف الحياة } عذاب الحياة . { وضعف الممات } / 75 / عذاب الممات . { خلافك } / 76 / و { خلفك } سواء . { ونأى } / 83 / تباعد . { شاكلته } / 84 / ناحيته وهي من شكلته . { صرفنا } / 41 - 89 / وجهنا . { قبيلا } / 92 / معاينة ومقابلة وقيل القابلة لأنها مقابلتها وتقبل ولدها . { خشية الإنفاق } / 100 / أنفق الرجل أملق ونفق الشيء ذهب . { قتورا } / 100 / مقترا . { للأذقان } / 107 - 109 / مجتمع اللحيين والواحد ذقن
وقال مجاهد { موفورا } / 63 / وافرا . { تبيعا } / 69 / ثائرا وقال ابن عباس نصيرا . { خبت } / 97 / طفئت
وقال ابن عباس { لاتبذر } / 26 / لا تنفق في الباطل . { ابتغاء رحمة } / 28 / رزق . { مثبورا } / 102 / ملعونا . { لاتقف } / 36 / لا تقل . { فجاسوا } / 5 / تيمموا . يزجي الفلك يجري الفلك . { يخرون للأذقان } / 107 - 109 / للوجوه
[ ش ( خلافك ) بعدك . ( شاكلته ) سجيته أو مذهبه وطريقته التي تشابه حاله وما هو عليه من الحسن والقبح . ( شكلته ) أي شاكلة مشتقة من شكلته إذا قيدته . ( صرفنا ) بينا من الأمثال وغيرها مما يوجب الاعتبار به . ( قبيلا ) وقيل جماعة بعد جماعة وقيل كفلاء يشهدون بصحة دعواك . ( خشية الإنفاق ) أي خشية أن تنفقوا فيؤدي بكم الإنفاق إلى الإملاق وهو الفقر . ( قتورا ) بحيلا مجبولا على الشح يقال قتر الرجل على عياله إذا ضيق عليهم في النفقة . ( اللحيين ) تثنية لحي وهما العظمان اللذان فيهما الأسنان وعليهما تنبت اللحية من الإنسان . ( وافرا ) تاما وكثيرا من وفرت الشيء جعلته كثيرا تاما غير ذاهب منه شيء . ( تبيعا ) من يتبع ثأركم فيطالب به كما هو المعهود من مطالبة الأتباع بثأر المتبوعين وفسره ابن عباس رضي الله عنهما بالنصير . ( خبت ) سكنت وخمد لهبها . ( تبذر ) من التبذير وهو وضع المال فيما لا ينبغي وضعه فيه . ( ابتغاء رحمة ) تطلب رزقا ترجوه من الله سبحانه وتعالى . ( مثبورا ) من الثبور وهو الهلاك والملعون هالك ولهذا فسر به وقيل مصروفا عن الحق . ( لا تقف ) لا تتبع ولا تسترسل في الحديث . ( فجاسوا ) ترددوا للغارة والقتل أو قصدوا لهذا الغرض وهو معنى تيمموا . والجوس أيضا طلب الشيء بالاستقصاء . ( يزجي . . ) اللفظ من قوله تعالى { ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله } / الإسراء 66 / . والمعنى أن الله سبحانه وتعالى بقدرته يسوق للناس سفنهم برفق ويسر في البحار ونحوها ليحصلوا معايشهم ويكتسبوا ما قدر الله تعالى لهم من رزق فضلا منه وتكرما . ( يخرون للأذقان ) أي يسقطون إلى الأرض يسجدون على وجوههم وأطلقت الذقن على الوجه مجازا من إطلاق الجزء على الكل ] (4/1743)
202 - باب قوله { وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها } . الآية / 16 / (4/1743)
[ ش ( أردنا . . ) توجهت إرادتنا لذلك لعلمنا بسوء حالهم . ( قرية ) أهل قرية . ( أمرنا مترفيها . . ) أمرنا المتنعمين المتوسعين في ملاذ الدنيا بطاعتنا وشكر نعمنا فخالفوا وعصوا . وفسر أمرنا بكثرنا أي كثرنا المترفين والفساق . ( الآية ) وتتمتها { ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا } أي أكثروا العصيان وفشت فيهم المنكرات فاستحقوا عقاب الله تعالى الذي توعدهم به فأهلكهم هلاك استئصال وخرب ديارهم ] (4/1743)
4434 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان أخبرنا منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال
: كنا نقول للحي إذا كثروا في الجاهلية أمر بنو فلان
حدثنا الحميدي حدثنا سفيان وقال أمر
[ ش ( للحي ) أبناء القبيلة أو القبيلة . ( أمر ) كثر ] (4/1745)
203 - باب { ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا } / 3 / (4/1745)
[ ش ( ذرية ) يا ذرية . ( إنه ) أي نوح عليه السلام . ( شكورا ) كثير الشكر أي فاقتدوا به وكونوا شاكرين مثله بالتزام أمر الله تعالى وطاعته واجتناب نهيه سبحانه ومعصيته ] (4/1745)
4435 - حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا أبو حيان التيمي عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: أتي رسول الله صلى الله عليه و سلم بلحم فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها نهسة ثم قال ( أنا سيد الناس يوم القيامة وهل تدرون مم ذلك ؟ يجمع الله الناس الأولين والآخرين في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون فيقول الناس ألا ترون ما قد بلغكم ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم ؟ فيقول بعض الناس لبعض عليكم بآدم فيأتون آدم عليه السلام فيقولون له أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ألا ترى إلى ما قد بلغنا ؟ فيقول آدم إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح . فيأتون نوحا فيقولون يا نوح إنك أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وقد سماك الله عبدا شكورا اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ فيقول إن ربي عز و جل قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإنه قد كانت لي دعوة دعوتها على قومي نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى إبراهيم . فيأتون إبراهيم فيقولون يا إبراهيم أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ فيقول لهم إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني قد كنت كذبت ثلاث كذبات - فذكرهن أبو حيان في الحديث - نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى موسى . فيأتون موسى فيقولون يا موسى أنت رسول الله فضلك الله برسالته وبكلامه على الناس اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ فيقول إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني قد قتلت نفسا لم أومر بقتلها نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى عيسى . فيأتون عيسى فيقولون يا عيسى أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وكلمت الناس في المهد صبيا اشفع لنا ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ فيقول عيسى إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله قط ولن يغضب بعده مثله - ولم يذكر ذنبا - نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه و سلم . فيأتون محمدا صلى الله عليه و سلم فيقولون يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي عز و جل ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي ثم يقال يا محمد ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول أمتي يا رب أمتي يا رب فيقال يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ثم قال والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وحمير أو كما بين مكة وبصرى )
[ ر 3162 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها رقم 194
( دعوة ) واحدة محققة الإجابة وقد استوفيتها عندما دعوت على قومي بالهلاك فأغرقهم الله تعالى . ( قتلت نفسا ) وهو القبطي الذي قتله خطأ . ( المهد ) ما يمهد للصبي من مضجع وهو حديث الولادة . ( يفتح الله علي ) يلهمني . ( محامده ) كلمات فيها ما يليق به من الحمد . ( المصراعين ) جانبي الباب . ( حمير ) أي بلد حمير وهي صنعاء عاصمة اليمن ] (4/1745)
204 - باب { وآتينا داود زبورا } / 55 / (4/1745)
[ ش ( زبورا ) اسم علم على الكتاب المنزل على داود عليه السلام والزبور في اللغة المكتوب أو المتقن الكتابة ] (4/1745)
4436 - حدثني إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( خفف على داود القراءة فكان يأمر بدابته لتسرج فكان يقرأ قبل أن يفرغ - يعني - القرآن )
[ ر 1967 ] (4/1747)
205 - باب { قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا } / 56 / (4/1747)
[ ش ( زعمتم ) أنهم آلهة . ( من دونه ) غير الله تعالى . ( كشف الضر ) رفع ما يصيبكم من ضرر أو دفعه . ( تحويلا ) نقلا له إلى غيركم ] (4/1747)
4437 - حدثني عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا سفيان حدثني سليمان عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبد الله { إلى ربهم وسيلة } . قال
: كان ناس من الإنس يعبدون ناسا من الجن فأسلم الجن وتمسك هؤلاء بدينهم . زاد الأشجعي عن سفيان عن الأعمش { قل ادعوا الذين زعمتم }
[ 4438 ]
[ ش أخرجه مسلم في التفسير باب في قوله تعالى أولئك الذين يدعون يبتغون . . رقم 3030
( الوسيلة ) القربة بالطاعة والعمل الصالح / الإسراء 57 / . ( تمسك هؤلاء بدينهم ) استمر الإنس على عبادتهم للجن رغم أن الجن أسلموا فهم لا
يرضون بذلك بل هم يبتغون الوسيلة إلى الله تعالى ] (4/1747)
206 - باب { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة } . الآية / 57 / (4/1747)
[ ش ( أولئك ) أي المعبودون من دون الله تعالى . ( يدعون ) يعبدون . ( يبتغون ) يطلبون . ( الوسيلة ) القربة إلى الله عز و جل . ( الآية ) وتتمتها { أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا } . ( أيهم أقرب ) أيهم يتقرب إلى الله عز و جل أكثر من غيره . وانظر 4380 ] (4/1747)
4438 - حدثنا بشر بن خالد أخبرنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان عن إبرهيم عن أبي معمر عن عبد الله رضي الله عنه في هذه الآية
: { الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة } . قال كان ناس من الجن يعبدون فأسلموا
[ ر 4437 ] (4/1748)
207 - باب { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } / 60 / (4/1748)
4439 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه
: { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } . قال هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة أسري به . { والشجرة الملعونة } شجرة الزقوم
[ ر 3675 ] (4/1748)
208 - باب { إن قرآن الفجر كان مشهودا } / 78 / (4/1748)
قال مجاهد صلاة الفجر (4/1748)
4440 - حدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة وابن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الصبح ) . يقول أبو هريرة اقرؤوا إن شئتم { وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا }
[ ر 662 ] (4/1748)
209 - باب { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } / 79 / (4/1748)
[ ش ( مقاما محمودا ) هو مقام الشفاعة العظمى يوم القيامة يحمده عليه الأولون والآخرون ] (4/1748)
4441 - حدثني إسماعيل بن أبان حدثنا أبو الأحوص عن آدم بن علي قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول
: إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا كل أمة تتبع نبيها يقولون يا فلان اشفع حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه و سلم فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود
[ ش ( جثا ) جماعات واحدها جثوة . ( تنتهي ) تصل ويطلب أهل الموقف الشفاعة منه ] (4/1748)
4442 - حدثنا علي بن عياش حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد ابن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة )
رواه حمزة بن عبد الله عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 589 ] (4/1749)
210 - باب { وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا } / 81 / (4/1749)
يزهق يهلك (4/1749)
4443 - حدثنا الحميدي حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال
: دخل النبي صلى الله عليه و سلم مكة وحول البيت ستون وثلاثمائة نصب فجعل يطعنها بعود في يده ويقول { جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا } . { جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد }
[ ر 2346 ] (4/1749)
211 - باب { ويسألونك عن الروح } / 85 / (4/1749)
4444 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال حدثني إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال
: بينا أنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في حرث وهو متكئ على عسيب إذ مر اليهود فقال بعضهم لبعض سلوه عن الروح ؟ فقال ما رابكم إليه ؟ وقال بعضهم لا يستقبلكم بشيء تكرهونه فقالوا سلوه فسألوه عن الروح فأمسك النبي صلى الله عليه و سلم فلم يرد عليهم شيئا فعلمت
أنه يوحى إليه فقمت مقامي فلما نزل الوحي قال { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا }
[ ر 125 ]
[ ش ( حرث ) زراعة أي أرض مزروعة . ( ما رابكم إليه ) بصيغة الماضي من الريب وذكره في [ النهاية ] بضم الباء ( ما رابكم إليه ) أي ما رابكم وحاجتكم إلى سؤاله وفي نسخة ( ما رأيكم ) أي فكركم . وفي العيني قال الخطابي الصواب ( ما أربكم ) أي ما حاجتكم ] (4/1749)
212 - باب { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها } / 110 / (4/1749)
4445 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشيم حدثنا أبو بشر عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما
: في قوله تعالى { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها } . قال نزلت ورسول الله صلى الله عليه و سلم مختف بمكة كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن فإذا سمعه المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به فقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه و سلم { ولا تجهر بصلاتك } أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن { ولا تخافت بها } عن أصحابك فلا تسمعهم { وابتغ بين ذلك سبيلا }
[ 7052 - 7087 - 7108 ]
[ ش أخرجه مسلم في الصلاة باب التوسط في القراءة في الصلاة الجهرية . . رقم 446
( تجهر ) ترفع صوتك أكثر مما يحتاج إليه . ( تخافت ) تسر . ( ابتغ ) اقصد . ( بين ذلك ) بين الجهر والسر . ( سبيلا ) طريقا وسطا معتدلا / الإسراء 110 / ] (4/1749)
4446 - حدثني طلق بن غنام حدثنا زائدة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
: أنزل ذلك في الدعاء
[ 5968 - 7088 ]
[ ش ( ذلك ) إشارة إلى قوله تعالى { ولا تجهر بصلاتك } . ( الدعاء ) وسمي صلاة لأنه جزء منها أو لأن المعنى اللغوي للصلاة الدعاء ] (4/1750)
213 - باب تفسير سورة الكهف (4/1750)
وقال مجاهد { تقرضهم } / 17 / تتركهم . { وكان له ثمر } / 304 / ذهب وفضة وقال غيره جماعة الثمر . { باخع } / 6 / مهلك . { أسفا } / 6 / ندما . { الكهف } / 9 / الفتح في الجبل . { والرقيم } / 9 / الكتاب . { مرقوم }
/ المطففين 20 / مكتوب من الرقم . { ربطنا على قلوبهم } / 14 / ألهمناهم صبرا . { لولا أن ربطنا على قلبها } / القصص 10 / . { شططا } / 14 / إفراطا . { الوصيد } / 18 / الفناء جمعه وصائد ووصد . ويقال الوصيد الباب . { مؤصدة } / البلد 20 / و / الهمزة 8 / مطبقة آصد الباب وأوصد . { بعثناهم } / 19 / أحييناهم . { أزكى } / 19 / أكثر ويقال أحل ويقال أكثر ريعا . قال ابن عباس { أكلها } . وقال غيره { ولم تظلم } / 33 / لم تنقص وقال سعيد عن ابن عباس { الرقيم } اللوح من رصاص كتب عاملهم أسماءهم ثم طرحه في خزانته فضرب الله على آذانهم فناموا . وقال غيره وألت تئل تنجو وقال مجاهد { موئلا } / 58 / محرزا . { لا يستطيعون سمعا } / 101 / لا يعقلون
[ ش ( تقرضهم ) أصل القرض القطع أي تقطعهم وتتجاوز عنهم . ( غيره ) قيل هو قتادة رحمه الله تعالى . ( جماعة . . ) أي ثمر بضمتين جمع ثمر بفتحتين وفي قراءة { ثمر } بفتحتين وفي ثالثة { ثمر } بضم الثاء وسكون الميم . ( أسفا ) الأسف المبالغة في الحزن والغضب . ( الكهف ) الغار الواسع في الجبل . ( الرقيم ) هو لوح كتب فيه أسماء أصحاب الكهف وقصتهم ثم وضع على باب الكهف وقيل غير ذلك فيكون الرقيم بمعنى المرقوم أي المكتوب ويقال له كتاب والرقم الكتابة والخط والعلامة . ( ربطنا على قلبها ) شددنا عليه بالصبر والتثبيت وقويناه بنور الإيمان حتى صبرت على ما يحدث لولدها وهي تراه ولا تستطيع أن تقول إنه ولدي والآية تقص عن أم موسى عليه السلام . ( شططا ) قولا ذا شطط والشطط في الأصل مجاوزة القدر والإ فراط في الظلم والإبعاد فيه أي قولا في غاية الكذب والبهتان . ( الفناء ) سعة أمام البيوت أو ما امتد من جوانبها . وقيل المراد بالوصيد عتبة الباب . ( بعثناهم ) أيقظناهم من نومهم وفسر الإيقاظ بالإحياء لأن النوم يسمى موتا . ( أزكى ) من الزكاة وهي الزيادة والنماء . ( ريعا ) الريع هو فضل كل شيء والزيادة والنماء ويستعمل لمعان أخرى . ( فضرب الله... ) يشير إلى قوله تعالى { فضربنا على آذانهم في الكهف
سنين عددا } / الكهف 11 / أي ألقينا عليهم النوم ومنعنا نفوذ الأصوات إلى مسامعهم فاستغرقوا وناموا نومة ثقيلة استمرت سنين كثيرة . ( عددا ) تعد عددا لكثرتها . ( موئلا ) ملجأ ومحرزا من الحرز بمعناه . ( لا يستطيعون سمعا ) لا يطيقون أن يسمعوا آيات الله عز و جل وما يقال لهم من دعوة الخير وإذا طرق آذانهم لا يتدبرونه ولا يفهمونه فلا يؤمنون به لما غلب عليهم من الشقاء والضلال والعناد ] (4/1750)
214 - باب { وكان الإنسان أكثر شيء جدلا } / 54 / (4/1750)
[ ش و ( كان... ) أي أكثر ما يأتي منه من الأشياء كلها الجدل وهو الخصومة في الباطل . ( رجما بالغيب ) الرجم الرمي والغيب الخبر الخفي أي يقولون هذا ظنا وحدسا من غير يقين . ( فرطا ) مجاوزا للحد فقد ضيع أمره وعطل أيامه لمخالفته للحق وسلوكه طريق الباطل . ( مثل السرادق ) أي إن النار تحيط بهم كما تحيط السرادق وهو ما يمد فوق صحن الدار ويحيط به . ( الحجرة التي تطيف ) الجانب الذي يحيط . ( الفساطيط ) جمع فسطاط وهو الخيمة الكبيرة . ( المحاورة ) المراجعة والمجاوبة . ( زلقا ) أرضا ملساء لا نبات عليها وقيل رملا هائلا تسوخ فيه الأقدام
( الولاية ) بكسر الواو ومعناها السلطان والملك وبفتحها ومعناها المعونة والنصرة . ( الولي ) كل من ولي أمرا أو قام به . ( عقبا ) قرأ عاصم وحمزة بسكون القاف وقرأ غيرهما بضمها . ( واحد ) أي من حيث المعنى . ( الآخرة ) وعاقبة كل شيء آخره والمراد هنا أن ما يجده الإ نسان عند الله تعالى عاقبة لطاعته وثمرة لعمله خير مما يتصور عند غيره . ( قبلا ) عيانا ومقابلة وقيل أنواعا جمع قبيل . ( استئنافا ) استقبالا استقبل الأمر استأنفه ] (4/1750)
4447 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال أخبرني علي بن حسين أن حسين
ابن علي أخبره عن علي رضي الله عنه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم طرقه وفاطمة قال ( ألا تصليان ) . [ ر 1075 ]
{ رجما بالغيب } / 22 / لم يستبن . { فرطا } / 28 / ندما . { سرادقها } / 29 / مثل السرادق والحجرة التي تطيف بالفساطيط . { يحاوره } / 34 ، 37 / من المحاورة . { لكن هو الله ربي } / 38 / أي لكن أنا هو الله ربي ثم حذف الألف وأدغم إحدى النونين في الأخرى . { وفجرنا خلالهما نهرا } / 33 / يقول بينهما . { زلقا } / 40 / لا يثبت فيه قدم . { هنالك الولاية } / 44 / مصدر الولي . { عقبا } / 44 / عاقبة وعقبى وعقبة واحد وهي الآخرة . قبلا و { قبلا } / 55 / وقبلا استئنافا . { ليدحضوا } / 56 / ليزيلوا الدحض الزلق (4/1751)
215 - باب { وإذا قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا } / 60 / زمانا وجمعه أحقاب (4/1751)
[ ش ( لفتاه ) لصاحبه يوشع بن نون عليهما السلام . ( لا أبرح ) لا أزال أسير . ( أبلغ ) أصل . ( مجمع البحرين ) مكان التقائهما قيل هما بحر فارس وبحر الروم وقيل غير ذلك . ( أمضي حقبا ) أسير زمانا طويلا أو أبد الدهر ] (4/1751)
4448 - حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال أخبرني سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس
: إن نوفا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى صاحب بني إسرائيل فقال ابن عباس كذب عدو الله حدثني أبي بن كعب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( إن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم ؟ فقال أنا فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه فأوحى الله إليه إن لي عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك قال موسى يارب فكيف لي به ؟ قال تأخذ معك حوتا فتجعله في مكتل فحيثما فقدت الحوت فهو ثم فأخذ حوتا فجعله في مكتل ثم انطلق وانطلق معه بفتاه يوشع بن نون حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رؤوسهما فناما واضطرب الحوت في المكتل فخرج منه فسقط في البحر فاتخذ سبيله في البحر سربا وأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار عليه مثل الطاق فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبره بالحوت فانطلقا بقية يومهما وليلتهما حتى إذا كان من الغد قال موسى لفتاه آتنا غدائنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال ولم يجد موسى النصب حتى جاوزا المكان الذي أمر الله به فقال له فتاه أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا قال فكان للحوت سربا ولموسى ولفتاه عجبا فقال موسى ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا قال رجعا يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى الصخرة فإذا رجل مسجى ثوبا فسلم عليه موسى فقال الخضر وأنى بأرضك السلام قال أنا موسى قال موسى بني إسرائيل ؟ قال نعم أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا قال إنك لن تستطيع معي صبرا يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه فقال موسى ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا فقال له الخضر فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا فانطلقا يمشيان على ساحل البحر فمرت سفينة فكلموهم أن يحملوهم فعرفوا الخضر فحملوهم بغير نول فلما ركبا في السفينة لم يفجأ إلا والخضر قد قلع لوحا من ألواح السفينة بالقدوم فقال له موسى قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إ مرا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا قال وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وكانت الأولى من موسى نسيانا قال وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر في البحر نقرة فقال له الخضر ما علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر ثم خرجا من السفينة فبينا هما يمشيان على الساحل إذ أبصر الخضر غلاما يلعب مع الغلمان فأخذ الخضر رأسه بيده فاقتلعه بيده فقتله فقال له موسى أقتلت نفسا زاكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا قال وهذا أشد من الأولى قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض قال مائل فقام الخضر فأقامه بيده فقال موسى قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا لو شئت لا تخذت عليه أجرا قال { هذا فراق بيني وبينك - إلى قوله - ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا } . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( وددنا أن موسى كان صبر حتى يقص الله علينا من خبرهما )
قال سعيد بن جبير فكان ابن عباس يقرأ وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا . وكان يقرأ وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين
[ ر 74 ]
[ ش ( كذب عدو الله ) أي أخبر بما هو خلاف الحقيقة وهذا القول تغليظ من ابن عباس رضي الله عنهما وإلا فهو مؤمن مسلم حسن الإيمان والإسلام . ( عتب الله عليه ) لامه وخاطبه مخاطبة الإدلال وطالبا منه حسن مراجعته ومذكرا له بما كرهه منه . ( مكتل ) وعاء يشبه القفة . ( اضطرب الحوت ) تحرك مع أنه ميت وقيل كان مشويا . ( سربا ) مسلكا يذهب فيه أي بقي مسلكه كوة ولم يلتئم الماء خلفه . ( جرية الماء ) حالة جريانه . ( الطاق ) الثقب غير النافذ . ( لموسى ولفتاه عجبا ) تعجبا من أمره لأنه خارق للعادة . ( مسجى ) مغطى . ( وأنى بأرضك السلام ) من أين . ( رشدا ) ذا رشد أرشد به في ديني . ( على علم ) لدي علم ومعرفة . ( علم الله ) الواسع المحيط بكل شيء . ( شيء ) أعلمه وأنت تنكره . ( أحدث لك منه ذكر ) أذكره لك بعلته وأبين لك شأنه . ( نول ) أجرة . ( فنقر ) أخذ قطرة بمنقاره . ( زاكية ) طاهرة لم تذنب . وهذه قراءة حجازي وأبي عمرو وقراءة غيرهما { زكية } . ( نكرا ) منكرا وقيل النكر أشد من الإمر . ( قد بلغت من لدني عذرا ) أعذرك في مفارقتي لأنك بلغت النهاية في التنبيه . ( استطعما أهلها ) طلبا منهم الطعام ضيافة . ( فراق بيني وبينك ) وقت مفارقتي إياك . ( تأويل ) تفسير وبيان . ( يقص الله علينا من خبرهما ) أي ما قد يقع منهما أكثر مما ذكر . وقد ذكرت قصة موسى والخضر عليهما السلام في سورة الكهف من الآيات 60 - 82 ] (4/1752)
216 - باب { فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا } / 61 / (4/1752)
مذهبا يسرب يسلك ومنه { وسارب بالنهار } / الرعد 10 /
[ ش ( سارب... ) معناه سالك في سربه أي طريقه ومذهبه ] (4/1752)
4449 - حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف أن ابن جريح أخبرهم قال أخبرني يعلى بن مسلم وعمرو بن دينار عن سعيد بن جبير يزيد أحدهما على صاحبه وغيرهما قد سمعته يحدثه عن سعيد قال
: إنا لعند ابن عباس في بيته إذ قال سلوني قلت أي أبا عباس جعلني الله فداءك بالكوفة رجل قاص يقال له نوف يزعم أنه ليس بموسى بني إسرائيل أما عمرو فقال لي قد كذب عدو الله وأما يعلى فقال لي قال ابن عباس حدثني أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( موسى رسول الله عليه السلام قال ذكر الناس يوما حتى إذا فاضت العيون ورقت القلوب ولى فأدركه رجل فقال أي رسول الله هل في الأرض أحد أعلم منك ؟ قال لا فعتب عليه إذ لم يرد العلم إلى الله قيل بلى قال أي رب فأين ؟ قال بمجمع البحرين قال أي رب اجعل لي علما أعلم ذلك به فقال لي عمرو قال حيث يفارقك الحوت وقال لي يعلى قال خذ نونا ميتا حيث ينفخ فيه الروح فأخذ حوتا فجعله في مكتل فقال لفتاه لا أكلفك إلا أن تخبرني بحيث يفارقك الحوت قال ما كلفت كثيرا فذلك قوله جل ذكره { وإذ قال موسى لفتاه } . يوشع بن نون - ليست عن سعيد - قال فبينما هو في ظل صخرة في مكان ثريان إذ تضرب الحوت وموسى نائم فقال فتاه لا أوقظه حتى إذا استيقظ نسي أن يخبره وتضرب الحوت حتى دخل البحر فأمسك الله عنه جرية البحر حتى كأن أثره في حجر . قال لي عمرو هكذا كأن أثره في حجر - وحلق بين إبهاميه واللتين تليانهما - لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال قد قطع الله عنك النصب - ليست هذه عن سعيد - أخبره فرجعا فوجدا خضرا . قال لي عثمان بن أبي سليمان على طنفسة خضراء على كبد البحر قال سعيد بن جبير مسجى بثوبه قد جعل طرفه تحت رجليه وطرفه تحت رأسه فسلم عليه موسى فكشف عن وجهه وقال هل بأرضي من سلام من أنت قال أنا موسى قال موسى بني إسرائيل ؟ قال نعم . قال فما شأنك ؟ قال جئت لتعلمني مما علمت رشدا قال أما يكفيك أن التوراة بيديك وأن الوحي يأتيك ؟ يا موسى إن لي علما لا ينبغي لك أن تعلمه وإن لك علما لا ينبغي لي أن أعلمه فأخذ طائر بمنقاره من البحر فقال والله ما علمي وما علمك في جنب علم الله إلا كما أخذ هذا الطائر بمنقاره من البحر حتى إذا ركبا في السفينة وجدا معابر صغارا تحمل أهل هذا الساحل إلى أهل الساحل الآخر عرفوه فقالوا عبد الله الصالح - قال
قلنا لسعيد خضر قال نعم - لا نحمله بأجر فخرقها ووتد فيها وتدا قال موسى أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا - قال مجاهد منكرا - قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا كانت الأولى نسيانا والوسطى شرطا والثالثة عمدا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا لقيا غلاما فقتله . قال يعلى قال سعيد وجد غلمانا يلعبون فأخذ غلاما كافرا ظريفا فأضجعه ثم ذبحه بالسكين قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس - لم تعمل بالحنث وكان ابن عباس قرأها زكية زاكية مسلمة كقولك غلاما زكيا - فانطلقا فوجدا جدارا يريد أن ينقض فأقامه - قال سعيد بيده هكذا ورفع يده - فاستقام - قال يعلى حسبت أن سعيدا قال فمسحه بيده فاستقام - لو شئت لا تخذت عليه أجرا - قال سعيد أجرا نأكله - وكان وراءهم - وكان أمامهم قرأها ابن عباس أمامهم ملك . يزعمون عن غير سعيد أنه هدد بن بدد والغلام المقتول اسمه يزعمون جيسور - ملك يأخذ كل سفينة غصبا فأردت إذا هي مرت به أن يدعها لعيبها فإذا جاوزوا أصلحوها فانتفعوا بها - ومنهم من يقول سدوها بقارورة ومنهم من يقول بالقار - كان أبواه مؤمنين وكان كافرا فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا أن يحملهما حبه على أن يتابعاه على دينه فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة لقوله أقتلت نفسا زكية وأقرب رحما هما به أرحم منهما بالأول الذي قتل خضر ) . وزعم غير سعيد أنهما أبدلا جارية وأما داوا بن أبي عاصم فقال عن غير واحد إنها جارية
[ ر 74 ]
[ ش ( علما ) علامة . ( نونا ) حوتا . ( ليست عن سعيد ) أي تسمية الفتى بيوشع ليست عن رواية سعيد بن جبير . ( ثريان ) من الثرى وهو التراب الذي فيه نداوة . ( تضرب ) اضطرب . ( طنفسة ) فراش صغير وقيل بساط له خمل . ( كبد البحر ) وسطه . ( لا ينبغي لك أن تعلمه ) ليس من شأنك علمه ولا مما تحتاج إلى معرفته . ( معابر ) جمع معبرة وهي السفينة الصغيرة . ( وتد ) جعل فيها وتدا وهو ما رز في الأرض أو الحائط من خشب . ( ظريفا ) كيسا حاذقا أو حسن الوجه . ( لم تعمل بالحنث ) لم ترتكب إثما ولا معصية . ( بالقار ) بالزفت ] (4/1754)
217 - باب { فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غدائنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا . قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت } (4/1754)
إلى قوله { عجبا } / 62 ، 63 / . { صنعا } / 104 / عملا . { حولا } / 108 / تحولا . { قال ذلك ما كنا نبغ فارتد على آثارهما قصصا } / 64 / . { إمرا } / 71 / و { نكرا } / 74 / داهية . { ينقض } / 77 / ينقاض كما تنقاض السن . { لتخذت } / 77 / واتخذت واحد . { رحما } / 81 / من الرحم وهي أشد مبالغة من الرحمة ونظن أنه من الرحيم وتدعى مكة أم رحم أي الرحمة تنزل بها
[ ش ( غدائنا ) طعامنا وزادنا . ( نصبا ) تعبا وشدة . ( أوينا ) التجأنا لنستريح . ( الصخرة ) هي صخرة كانت بالموضع الموعود . ( نسيت الحوت ) تركته ولم أتعهده . ( إلى قوله ) وتتمتها { وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا } ( وما أنسانيه... ) ما حملني على عدم ذكر حاله لك إلا وسوسة الشيطان التي شغلت فكري عن ذلك . ( عجبا ) كان أمره ذا عجب إذ بقي مساره في الماء ظاهرا . ( نبغ ) نطلب وقرأ مكي { نبغي } في الوقف والوصل ووافقه أبو عمرو وعلي ومدني في الوصل وقرأ غيرهم بغير ياء في الوقف والوصل . ( فارتدا . . ) رجعا يتبعان آثارهما على الطريق الذي جاءا منه والقصص اتباع الأثر . ( إمرا ) أمرا عظيما من أمر الأمر إذا عظم وقيل منكرا . { نكرا } منكرا عظيما . { داهية } هي الأمر المنكر العظيم والنائبة والنازلة أي المصيبة . ( كما تنقاض السن ) ينهدم دفعة واحدة كما تنهدم السن أي تنقلع . وفي رواية ( الشيء ) بدل السن . ( لتخذت ) قراءة أبي عمرو وقرأ غيره ( لاتخذت ) . ( وهي ) أي رحما ] (4/1754)
4450 - حدثني قتيبة بن سعيد قال حدثني سفيان بن عيينة عن عمرو ابن دينار عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس
: إن نوفا البالكي يزعم أن موسى بني إسرائيل ليس بموسى الخضر فقال كذب عدو الله . حدثنا أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( قام موسى خطيبا في بني إسرائيل فقيل له أي الناس أعلم ؟ قال أنا فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه وأوحى إليه بلى عبد من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك . قال أي رب كيف السبيل إليه ؟ قال تأخذ حوتا في مكتل فحيثما فقدت الحوت فاتبعه قال فخرج موسى ومعه فتاه يوشع بن نون ومعهما الحوت حتى انتهيا إلى الصخرة فنزلا عندها قال فوضع موسى رأسه فنام . قال سفيان وفي حديث غير عمرو قال وفي أصل الصخرة عين يقال لها الحياة لا يصيب من مائها شيء إلا حيي فأصاب الحوت من ماء تلك العين قال فتحرك وانسل من المكتل فدخل البحر فلما استيقظ موسى قال لفتاه { آتنا غداءنا } . الآية قال ولم يجد النصب حتى جاوز ما أمر به قال له فتاه يوشع بن نون { أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت } . الآية قال فرجعا يقصان في آثارهما فوجدا في البحر كالطاق ممر الحوت فكان لفتاه عجبا وللحوت سربا قال فلما انتهيا إلى الصخرة إذ هما برجل مسجى بثوب فسلم عليه موسى قال وأنى بأرضك السلام فقال أنا موسى قال موسى بني إسرائيل ؟ قال نعم قال هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا . قال له الخضر يا موسى إنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه وأنا على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه . قال بل أتبعك ؟ قال فإن
اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا . فانطلقا يمشيان على الساحل فمرت بهما سفينة فعرف الخضر فحملوهم في سفينتهم بغير نول يقول بغير أجر فركبا السفينة . قال ووقع عصفور على حرف السفينة فغمس منقاره في البحر فقال الخضر لموسى ما علمك وعلمي وعلم الخلائق في علم الله إلا مقدار ما غمس هذا العصفور منقاره قال فلم يفجأ موسى إذ عمد الخضر إلى قدوم فخرق السفينة فقال له موسى قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها { لقد جئت } الآية فانطلقا إذا هما بغلام يلعب مع الغلمان فأخذ الخضر برأسه فقطعه قال له موسى أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا - إلى قوله - فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فقال بيده هكذا فأقامه فقال له موسى إنا دخلنا هذه القرية فلم يضيفونا ولم يطعمونا لو شئت لا تخذت عليه أجر قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وددنا أن موسى صبر حتى يقص علينا من أمرهما ) . قال وكان ابن عباس يقرأ وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا وأما الغلام فكان كافرا
[ ر 74 ]
[ ش ( انسل ) خرج في خفية . ( الآية ) انظر أول الباب ] (4/1757)
218 - باب { قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا } / 103 / (4/1757)
4451 - حدثني محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد قال
: سألت أبي { قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا } . هم الحرورية ؟ قال لا هم اليهود والنصارى أما اليهود فكذبوا محمدا صلى الله عليه و سلم وأما النصارى كفروا بالجنة وقالوا لاطعام فيها ولا شراب والحرورية { الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه } . وكان سعد يسميهم الفاسقين
[ ش ( بالأخسرين أعمالا ) الذين كانت خسارتهم في عملهم أضعاف خسارة غيرهم وذلك أنهم أتبعوا أنفسهم في عمل يرجون به فضلا وثوابا فنالوا هلاكا وعقابا / الكهف 103 / . ( الحرورية ) طائفة من الخوارج ينسبون إلى قرية كانت بقرب الكوفة تسمى حروراء منها خرجوا على علي رضي الله عنه . ( ينقضون عهد الله ) يبطلونه ولا يوفون به وعهد الله تعالى الإيمان به وما أعطي به من العهود والذمم . ( من بعد ميثاقه ) إبرامه وتوثيقه / البقرة 27 / و / الرعد 25 / ] (4/1758)
219 - باب { أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم } . الآية / 105 / (4/1758)
[ ش ( كفروا بآيات ربهم ولقائه ) أي كفروا بالبعث والحساب والثواب والعقاب يوم القيامة . ( فحبطت ) بطلت وذهبت لخلوها عن الثواب . ( الآية ) وتتمتها { فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا } . ( وزنا ) قدرا ] (4/1758)
4452 - حدثنا محمد بن عبد الله حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا المغيرة قال حدثني أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
: ( إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة . وقال اقرؤوا إن شئتم { فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا } )
وعن يحيى بن بكير عن المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد مثله
[ ش أخرجه مسلم في صفات المنافقين وأحكامهم كتاب صفة القيامة والجنة والنار رقم 2785
( العظيم ) الضخم في جسمه ولا إيمان في قلبه ] (4/1759)
220 - باب تفسير سورة مريم (4/1759)
قال ابن عباس { أسمع بهم وأبصر } الله يقوله وهم اليوم لا يسمعون ولا يبصرون { في ضلال مبين } / 38 / يعني قوله { اسمع بهم وأبصر } الكفار يومئذ أسمع شيء وأبصره . { لأرجمنك } / 46 / لأشتمنك . { ورئيا } / 74 / منظرا
وقال أبو وائل علمت مريم أن التقي ذو نهية حتى قالت { إني أعوذ
بالرحمن منك إن كنت تقيا } / 18 /
وقال ابن عيينة { تؤزهم أزا } / 83 / تزعجهم إلى المعاصي إزعاجا
وقال مجاهد { لدا } / 97 / عوجا
قال ابن عباس { وردا } / 86 / عطاشا . { أثاثا } / 74 / مالا . { إدا } / 89 / قولا عظيما . { ركزا } / 98 / صوتا
وقال مجاهد { فليمدد } / 75 / فليدعه . { غيا } / 59 / خسرانا . { بكيا } / 58 / جماعة باك . { صليا } / 70 / صلي يصلى . { نديا } / 73 / والنادي واحد مجلسا
[ ش ( أسمع . . ) ما أسمعهم وما أبصرهم يوم القيامة حين لا ينفعهم سمع ولابصر . ( اليوم ) أي في الدنيا . ( لا يسمعون... ) الحق . ( لأرجمنك ) لأرمينك بالحجارة . ( نهية ) عقل ينهاه عن فعل القبيح . ( أعوذ بالرحمن ) أستجير بالله عز و جل واسع الرحمة . ( تقيا ) مؤمنا مطيعا لله عز و جل يرجى منك أن تتقي الله تعالى وتترك فعل القبيح . ( تؤزهم ) تغريهم والأز في الأصل الصوت . ( لدا ) جمع ألد وهو الذي من عادته أن يخاصم الناس والظالم الذي لا يستقيم حاله . ( عوجا ) جمع أعوج أي مائل عن الحق إلى الباطل . ( وردا ) الورد هم الجماعة يردون الماء ليشربوا . ( عظيما ) أي في العجب والنكارة . { ركزا } صوتا خفيفا . ( فليمدد ) تركه في طغيانه وكفره وأمهله وأملى له في العمر ليزداد طغيانا وضلالا . ( صليا ) دخولا . ( نديا ) مجلسا يجتمع فيه القوم للمشاورة ونحوها ] (4/1759)
221 - باب { وأنذرهم يوم الحسرة } / 39 / (4/1759)
4453 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا أبو صالح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
: ( يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح فينادي مناد يا أهل الجنة فيشرئبون وينظرون فيقول هل تعرفون هذا ؟ فيقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رآه . ثم ينادي يا أهل النار فيشرئبون وينظرون فيقول هل تعرفون هذا ؟ فيقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رآه فيذبح . ثم يقول يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت . ثم قرأ { وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة - وهؤلاء في غفلة أهل الدنيا - وهم لا يؤمنون } )
[ ش أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب النار يدخلها الجبارون...رقم 2849
( يؤتى الموت ) أي يجسد ويؤتى به . ( كهيئة ) كخلقة . ( كبش ) ذكر الغنم . ( أملح ) أبيض يشوبه سواد . ( فيشرئبون ) يمدون أعناقهم لينظروا . ( خلود ) استمرار وعدم فناء . ( الحسرة ) الندم على التقصير . ( قضي الأمر ) فرغ من الحساب . ( في غفلة ) في الدنيا حيث كانوا يستطيعون أن يعملوا للآخرة . ( لا يؤمنون ) بالله تعالى وما بينه في شرائعه مما يكون في الآخرة / مريم 39 / ] (4/1760)
222 - باب { وما نتنزل إلا بأمر ربك } / 64 / (4/1760)
4454 - حدثنا أبو نعيم حدثنا عمر بن ذر قال سمعت أبي عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لجبريل
: ( ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا ) . فنزلت { وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا }
[ ر 3046 ] (4/1760)
223 - باب { أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا } / 77 / (4/1760)
4455 - حدثنا الحميدي حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال سمعت خبابا قال
: جئت العاصي بن وائل السهمي أتقاضاه حقا لي عنده فقال لا أعطيك حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه و سلم فقلت لا حتى تموت ثم تبعث قال وإني لميت ثم مبعوث ؟ قلت نعم قال إن لي هناك مالا وولدا فأقضيكه فنزلت هذه الآية { أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا }
رواه الثوري وشعبة وحفص وأبو معاوية ووكيع عن الأعمش
[ ر 1985 ] (4/1760)
224 - باب قوله { أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا } / 78 / (4/1760)
قال موثقا (4/1760)
4456 - حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن خباب قال
: كنت قينا بمكة فعملت للعاصي بن وائل السهمي سيفا فجئت أتقاضاه فقال لاأعطيك حتى تكفر بمحمد قلت لاأكفر بمحمد صلى الله عليه و سلم حتى يميتك الله ثم يحييك قال إذا أماتني الله ثم بعثني ولي مال وولد فأنزل الله { أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا . أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا } . قال موثقا
لم يقل الأشجعي عن سفيان سيفا ولا موثقا
[ ر 1985 ] (4/1761)
225 - باب { كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا } / 79 / (4/1761)
4457 - حدثنا بشر بن خالد حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان سمعت أبا الضحى يحدث عن مسروق عن خباب قال
: كنت قينا في الجاهلية وكان لي دين على العاصي بن وائل قال فأتاه يتقاضاه فقال لاأعطيك حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه و سلم فقال والله لا أكفر حتى يميتك الله ثم تبعث قال فذرني حتى أموت ثم أبعث فسوف أوتى مالا وولدا فأقضيك فنزلت هذه الآية { أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا }
[ ر 1985 ] (4/1761)
226 - باب قوله عز و جل { ونرثه ما يقول ويأتينا فردا } / 80 / (4/1761)
وقال ابن عباس { الجبال هدا } / 90 / هدما (4/1761)
4458 - حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن خباب قال
: كنت رجلا قينا وكان لي على العاصي بن وائل دين فأتيته أتقاضاه فقال لي لا أقضيك حتى تكفر بمحمد قال قلت لن أكفر به حتى تموت ثم تبعث قال وإني لمبعوث من بعد الموت فسوف أقضيك إذا رجعت إلى مال وولد قال فنزلت { أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا . أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا . كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا . ونرثه ما يقول ويأتينا فردا }
[ ر 1985 ]
[ ش ( مدا ) نزيده عذابا فوق عذاب كفره . ( نرثه ما يقول ) نثبت قوله في صحيفته ليكون سبب إيلامه وتعييره يوم القيامة . ( فردا ) لامال له ولا ولد / مريم 77 - 80 / . ] (4/1762)
227 - باب تفسير سورة طه (4/1762)
قال ابن جبير بالنبطية { طه } / 1 / يا رجل . قال مجاهد { ألقى } / 87 / صنع . يقال كل ما لم ينطق بحرف أو فيه تمتمة أو فأفأة فهي عقدة . { أزري } / 31 / ظهري . { فيسحتكم } / 61 / يهلككم . { المثلى } / 63 / تأنيث الأمثل يقول بدينكم يقال خذ المثلى خذ الأمثل . { ثم ائتوا صفا } / 64 / يقال هل أتيت الصف اليوم يعني المصلى الذي يصلى فيه . { فأوجس } / 67 / أضمر خوفا فذهبت الواو من { خيفة } لكسرة الخاء . { في جذوع } / 71 / أي على جذوع . { خطبك } / 95 / بالك . { مساس } / 97 / مصدر ماسه مساسا . { لننسفنه } / 97 / لنذرينه { قاعا } / 106 / يعلوه الماء والصفصف المستوي من الأرض
وقال مجاهد { أوزارا } أثقالا { من زينة القوم } وهي الحلي التي استعاروا من آل فرعون { فقذفناها } / 87 / فألقيناها . { ألقى } / 87 / صنع . { فنسي } / 88 / موساهم يقولونه أخطأ الرب . { لا يرجع إليهم قولا } / 89 / العجل . { همسا } / 108 / حس الأقدام . { حشرتني أعمى } / 125 / عن حجتي . { وقد كنت بصيرا } / 125 / في الدنيا
قال ابن عباس { بقبس } / 10 / ضلوا الطريق وكانوا شاتين فقال إن لم أجد عليها من يهدي الطريق آتكم بنار توقدون
وقال ابن عيينة { أمثلهم } / 104 / أعدلهم طريقة
وقال ابن عباس { هضما } / 112 / ليظلم فيهضم من حسناته . { عوجا } / 107 / واديا . { أمتا } / 107 / رابية . { سيرتها } حالتها { الأولى } / 21 / . { النهى } / 54 / التقى . { ضنكا } / 124 / الشقاء . { هوى } / 81 / شقي . { بالوادي المقدس } المبارك { طوى } / 12 / اسم الوادي . { بملكنا } / 87 / بأمرنا . { مكانا سوى } / 58 / منصف بينهم . { يبسا } / 77 / يابسا . { على قدر } / 40 / موعد . { لاتينا } / 42 / تضعفا
[ ش ( ابن جبير ) هو سعيد بن جبير رحمه الله تعالى وفي بعض الروايات ( عكرمة والضحاك ) بدل ابن جبير . ( بالنبطية ) هي لغة قوم كانوا ينزلون الصحاري بين العراقين أي البصرة والكوفة وهي التي تسمى سواد العراق لكثرة خصبها وكثيرا ما تطلق كلمة النبط على الزراع لاستنباطهم الماء من الأرض أي استخراجها . ( طه ) قيل في تفسير هذا وأمثاله أقوال كثيرة لعل أرجحها أنها حروف من أحرف الهجاء متقطعة افتتحت بها بعض السور للإعجاز والتحدي ببيان أن هذا القرآن حروفه من جنس الحروف التي تنطقون بها - يا معشر العرب - وتؤلفون منها كلامكم فإن كنتم تدعون أنه من كلام محمد صلى الله عليه و سلم وهو واحد منكم ولغته لغتكم فألفوا مثل ما ألف وأتوا بسورة واحدة من مثل ما جاء به ؟ فإن عجزتم - وقد عجزتم - قامت الحجة عليكم أنه ليس من كلام البشر وأنه تنزيل من رب العالمين . ( تمتمة . . ) التمتمة التردد بالنطق بالتاء والفأفأة التردد بالنطق بالفاء وهو يشير إلى قوله تعالى { واحلل عقدة من لساني . يفقهوا قولي } / طه 27 ، 28 / أي يفهموا كلامي . ( أزري ) الأزر الظهر والقوة . ( فيسحتكم ) يستأصلكم وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم بضم الياء مضارع أسحت والباقون بفتحها مضارع سحت . ( المثلى ) الفضلى . ( بدينكم ) يفسر قوله تعالى في نفس الآية { بطريقتكم } . ( صفا ) مكانا يجتمع الناس فيه وهو المراد بقوله يعني المصلى وقيل جمعا مصطفين ليكون أشد لهيبتكم . ( خطبك ) شأنك وحالك الذي حملك على ما صنعت . ( لامساس ) لا أمس ولا أمس وهذا يستدعي عدم مخالطة الناس وملاقاتهم ومكالمتهم وهذا من أشد العقوبات للإنسان في الحياة الدنيا . ( لنذرينه ) لنفرقنه في مهب الريح . ( قاعا . . ) أرضا منبسطة يظهر فيها السراب منتصف النهار . ( الصفصف ) يفسر قوله تعالى { قاعا صفصفا } أي أملس لا نبات فيه ولا هضاب ولا تلال . ( فقذفناها فألقيناها ) في بعض النسخ ( فقذفتها فألقيتها ) . ( فنسي . . ) أي قال السامري ومن تبعه أخطأ موسى قبل أن يذهب ونسي أن يخبركم أن هذا إلهكم و إلهه . ( لا يرجع . . ) أي أن العجل لا يرد لهم جوابا إذ يدعونه ولا يكلمهم . ( همسا ) صوتا ويطلق على صوت أخفاف الإبل وقيل شبه به وطء الأقدام في طريقها إلى المحشر . ( بقبس ) قليل من النار مقتبس - أي مأخوذ - برأس عود أو فتيل . ( شاتين ) جمع شات أي في أيام الشتاء حيث البرد والأمطار أو المراد أن الأمطار كانت تهطل عليهم . ( عليها ) أي عند النار التي رآها من بعد . ( فيهضم ) فينقص . ( النهى ) العقول وقيل أولوا النهى الذين ينتهون عما حرم الله عز و جل عليهم . ( بملكنا ) بقدرتنا وسلطاننا . ( سوى ) قرأ حجازي وأبو عمرو وعلي بكسر السين وقرأ حفص بضمها وقرأ غيرهم بضمها . ( منصف ) المسافة بين الفريقين . ( لاتنيا ) لاتقصرا ولاتفترا ] (4/1762)
228 - باب قوله { واصطنعتك لنفسي } / 41 / (4/1762)
[ ش ( اصطنعتك . . ) اخترتك واصطفيتك واختصصتك بالرسالة والنبوة . ( اليم . . ) يفسر لفظ اليم الوارد في قوله تعالى { فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل } / طه 39 / . والمراد به نهر النيل وسمي بحرا لتبحره أي سعته أيام الزيادة ] (4/1762)
4459 - حدثنا الصلت بن محمد حدثنا مهدي بن ميمون حدثنا محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
: ( التقى آدم وموسى فقال موسى لآدم آنت الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة ؟ قال له آدم آنت الذي اصطفاك الله برسالته واصطفاك لنفسه وأنزل عليك التوراة ؟ قال نعم قال فوجدتها كتب علي قبل أن يخلقني ؟ قال نعم فحج آدم موسى )
[ ر 3228 ]
{ اليم } / 39 / البحر (4/1764)
229 - باب قوله { ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى . فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم وأضل فرعون قومه وما هدى } / 77 ، 78 / (4/1764)
[ ش ( أسر ) سر بهم في الليل . ( فاضرب لهم طريقا ) اجعل لهم طريقا بضربك البحر بعصاك . ( البحر ) بحر القلزم وهو البحر الأحمر . ( يبسا ) يابسا ليس فيه ماء ولا طين . ( دركا ) إدراكا من فرعون وقومه . ( ولا تخش ) غرقا من البحر أمامك . ( فغشيهم ) أصابهم وغطاهم . ( وما هدى ) ما هداهم سبيل الرشاد كما ادعى بقوله كما حكاه القرآن { وما أهديكم إلا سبيل الرشاد } / غافر 29 / ] (4/1764)
4460 - حدثني يعقوب بن إبراهيم حدثنا روح حدثنا شعبة حدثنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: لما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة واليهود تصوم عاشوراء فسألهم فقالوا هذا اليوم الذي ظهر فيه موسى على فرعون فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( نحن أولى بموسى منهم فصوموه )
[ ر 1900 ] (4/1764)
230 - باب { فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى } / 117 / (4/1764)
[ ش ( فلا . . ) أي احذرا من أن يتسبب الشيطان في إخراجكما من الجنة بمخالفة الأمر الإلهي فيكون ذلك سببا لشقائك يا آدم في الأرض إذ يصبح عليك أن تتعب لتحصل عيشك من كد يمينك وبعرق جبينك ] (4/1764)
4461 - حدثنا قتيبة حدثنا أيوب بن النجار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( حاج موسى آدم فقال له أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم قال
قال آدم يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه أتلومني على أمر كتبه الله علي قبل أن يخلقني أو قدره علي قبل أن يخلقني ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فحج آدم موسى )
[ ر 3228 ] (4/1764)
231 - باب تفسير سورة الأنبياء (4/1764)
4462 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت عبد الرحمن بن يزيد
: عن عبد الله قال بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء هن من العتاق الأول وهن من تلادي
[ ر 4431 ]
وقال قتادة { جذاذا } / 58 / قطعهن
وقال الحسن { في فلك } / 33 / مثل فلكة المغزل { يسبحون } يدورون
قال ابن عباس { نفشت } / 78 / رعت ليلا . { يصحبون } / 43 / يمنعون . { أمتكم أمة واحدة } / 92 / قال دينكم دين واحد
وقال عكرمة { حصب } / 98 / حطب بالحبشية
وقال غيره { أحسوا } / 12 / توقعوا من أحسست . { خامدين } / 15 / هامدين . { حصيد } / هود 100 / مستأصل يقع على الواحد والاثنين والجميع . { لا يستحسرون } / 19 / لا يعيون ومنه { حسير } / الملك 4 / . وحسرت بعيري . { عميق } / الحج 27 / بعيد . { نكسوا } / 65 / ردوا . { صنعة لبوس } / 80 / الدروع . { تقطعوا أمرهم } / 93 / اختلفوا . الحسيس والحس والجرس والهمس واحد وهو من الصوت الخفي . { آذناك } / فصلت 47 / أعلمناك . { آذنتكم } / 109 / إذا أعلمته فأنت وهو { على سواء } / 109 / لم تغدر
وقال مجاهد { لعلكم تسألون } / 13 / تفهمون . { ارتضى } / 28 / رضي . { التماثيل } / 52 / الأصنام . { السجل } / 104 / الصحيفة
[ ش ( جذاذا ) حطاما وقطعا مكسرة وقرأ الكسائي بكسر الجيم { جذاذا } جمع جذيذ وقرأ الباقون بضمها و { جذاذا } بالضم يقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث . ( الحسن ) البصري رحمه الله تعالى . ( فلك ) هو مدار النجوم الذي يضمها وهو في كلام العرب كل شيء مستدير . ( فلكة مغزل ) مجراه وسرعة سيره . ( يسبحون ) يجرون ويدورون بسرعة كالسابح . ( يصحبون ) من الإصحاب وهو الإجارة والمنع أي الحفظ والحماية . ( أمتكم . . ) ملتكم ودينكم أي جميع من سبق من الأنبياء والمؤمنين بهم دينهم واحد وهو الإسلام دين التوحيد وسمي الدين أمة لاجتماع أهله على مقصد واحد . وأمة واحدة منصوب على أنه حال أي متوحدة غير متفرقة والعامل فيها ما دل عليه اسم الإشارة في الآية { إن هذه } أي يشار إليها . ( حصب ) هو ما توقد به النار وتهيج . ( أحسست ) الشيء شعرت به أو علمته . ( هامدين ) أي ميتين . ( حصيد ) مقطوع مستأصل أي مقلوع من أصله واللفظ في الأنبياء / 15 / { حصيدا } ( لا يعيون ) لا يعجزون ولا ينقطعون وفي نسخة ( يعيون ) بضم الياء من الإعياء وهو التعب الشديد . ( حسير ) كليل متعب أو هو المنقطع الواقف عيا وكللا . ( نكسوا ) عادوا إلى الضلال بعد أن استقاموا وأصل النكس قلب الشيء وجعل أعلاه أسفله . ( لبوس ) ما يلبس من ثياب ونحوها وتستعمل بمعنى السلاح . ( الدروع ) جمع درع وهو قميص ونحوه من زرد الحديد أو صفائحه . ( تقطعوا . . ) تفرقوا شيعا . ( الحسيس . . ) يشير إلى قوله تعالى { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون . لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون } / الأنبياء 101 ، 102 / . والمعنى أن المؤمنين الذين كتبت لهم السعادة ووعدوا بالجنة يؤخذون يوم القيامة بعيدا عن النار بحيث لا
يسمعون صوت حركة لهيبها رغم أنه يسمع من مسافات بعيدة وهم مع ذلك يتنعمون فيما يطيب لهم وتلذ به نفوسهم ما شاء الله تعالى لهم أن يتنعموا جزاء وفاقا على ما كان منهم من إيمان وعمل صالح . ( آذنتكم على سواء ) أعلمتكم بالحرب وأن لا صلح بيننا مستوين في العلم به فلا غدر ولا خداع . ( تسألون ) عما جرى عليكم ونزل بأموالكم فتجيبوا السائل عن علم و مشاهدة . ( ارتضى ) رضي الله تعالى عنه أو كان قد رضي بالإيمان بالله تعالى وتوحيده وتصديق رسله . ( التماثيل ) جمع تمثال وهو كل مصنوع شبيها بخلق الله تعالى ] (4/1765)
232 - باب { كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا } / 104 / (4/1765)
4463 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن المغيرة بن النعمان شيخ من النخع عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خطب النبي صلى الله عليه و سلم فقال
: ( إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا { كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين } . ثم إن أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم ألا إنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يارب أصحابي فيقال لاتدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح { وكنت عليهم شهيدا ما دمت - إلى قوله - شهيد } . فيقال إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم )
[ ر 3171 ] (4/1766)
233 - باب تفسير سورة الحج (4/1766)
وقال ابن عيينة { المخبتين } / 34 / المطمئنين
وقال ابن عباس { في أمنيته } / 52 / إذا حدث ألقى الشيطان في حديثه فيبطل الله ما يلقي الشيطان ويحكم آياته ويقال أمنيته قراءته { إلا أماني } / البقرة 78 / يقرؤون ولا يكتبون
وقال مجاهد { مشيد } / 45 / بالقصة
وقال غيره { يسطون } / 72 / يفرطون من السطوة ويقال { يسطون } يبطشون
{ وهدوا إلى الطيب من القول } / 24 / ألهموا
قال ابن عباس { بسبب } / 15 / بحبل إلى سقف البيت . { وهدوا إلى الطيب } ألهموا إلى القرآن
{ تذهل } / 2 / تشغل
[ ش ( المخبتين ) من أخبت لله تعالى أو إليه خشع قلبه لعبادته وأطمأن بإيمانه به . ( حدث ) الناس بشرائع الإسلام ورغب في إيمانهم وطمع في إجابتهم . ( ألقى الشيطان . . ) وسوس لهؤلاء الناس بما يصدهم عن الحقيقة . ( فيبطل . . ) يذهبه من النفوس بوضوح الدلائل والبراهين التي تؤكد الحق المبين في آيات الله تعالى وتثبته في القلوب . ( يحكم ) يثبت . ( أماني ) جمع أمنية وهي ما يرغب الإنسان أن يناله ويحدث نفسه بوقوعه وكانت أماني أهل الكتاب أنهم لا يعذبون ولا يحاسبون . وفسرها البخاري رحمه الله تعالى بأنهم لا يعرفون من كتابهم إلا قراءته . ( مشيد ) مبني بالشيد وهو الجص أو الكلس وهو المراد بالقصة . أو المراد بمشيد أنه عال مرتفع . ( يفرطون ) يعجلون بالاعتداء . ( السطوة ) الأخذ بعنف وشدة . ( الطيب من القول ) كلمة التوحيد في الدنيا أو كلمات الثناء على الله تعالى في الآخرة . ( تذهل ) تسلو عنه وتتركه بسبب انشغالها بما هو أهم ] (4/1766)
234 - باب { وترى الناس سكارى } / 2 / (4/1766)
4464 - حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا أبو صالح عن أبي سعيد الخدري قال قال النبي صلى الله عليه و سلم
: ( يقول الله عز و جل يوم القيامة يا آدم يقول لبيك ربنا وسعديك فينادى بصوت إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار قال يارب وما بعث النار ؟ قال من كل ألف - أراه قال - تسعمائة وتسعة وتسعين فحينئذ تضع الحامل حملها ويشيب الوليد وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) . فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم . فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعين ومنكم واحد ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ) . فكبرنا ثم قال ( ثلث أهل الجنة ) . فكبرنا ثم قال ( شطر أهل الجنة ) . فكبرنا
قال أبو أسامة عن الأعمش { ترى الناس سكارى وماهم بسكارى } . وقال ( من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين )
وقال جرير وعيسى بن يونس وأبو معاوية { سكرى وماهم بسكرى }
[ ر 3170 ]
[ ش ( سكرى ) هي قراءة حمزة وعلي / الحج 2 / . ] (4/1767)
235 - باب { ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة } (4/1767)
إلى قوله { ذلك هو الضلال البعيد } / 11 ، 12 / . { أترفناهم } / المؤمنون 33 / وسعناهم
[ ش ( على حرف ) على شك وتردد ولا يدخل في الدين على ثبات وتمكن . والحرف الطرف والجانب من كل شيء . ( خير ) صحة وسلامة في جسمه وماله . ( اطمأن به ) رضي به وأقام عليه . ( فتنة ) محنة وبلاء في جسمه أو ماله . ( انقلب ) ارتد . ( على وجهه ) طريقته التي كان عليها من الكفر والضلال . ( إلى قوله ) وتتمتها { ذلك هو الخسران المبين . يدعو من دون الله مالا يضره ومالا ينفعه } . ( المبين ) الظاهر . ( يدعو ) يعبد . ( مالا يضره ) إن لم يعبده . ( ومالا ينفعه ) إن عبده ] (4/1767)
4465 - حدثني إبراهيم بن الحارث حدثنا بن أبي بكير حدثنا إسرائيل عن أبي حصين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: { ومن الناس من يعبد الله على حرف } . قال كان الرجل يقدم المدينة فإن ولدت امرأته غلاما ونتجت خيله قال هذا دين صالح وإن لم تلد امرأته ولم تنتج خيله قال هذا دين سوء
[ ش ( الرجل ) أي رجل . ( غلاما ) ولدا ذكرا . ( نتجت ) ولدت ] (4/1768)
236 - باب { هذان خصمان اختصموا في ربهم } / 19 / (4/1768)
4466 - حدثنا حجاج بن منهال حدثنا هشيم أخبرنا أبو هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي ذر رضي الله عنه
: أنه كان يقسم فيها إن هذه الآية { هذان خصمان اختصموا في ربهم } . نزلت في حمزة وصاحبيه وعتبة وصاحبيه يوم برزوا في يوم بدر
رواه سفيان عن أبي هاشم . وقال عثمان عن جرير عن منصور عن أبي هاشم عن أبي مجلز قوله
[ ر 3748 ] (4/1768)
4467 - حدثنا حجاج بن منهال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت أبي قال حدثنا أبو مجلز عن قيس بن عباد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال
: أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة . قال قيس وفيهم نزلت { هذان خصمان اختصموا في ربهم } . قال هم الذين بارزوا يوم بدر علي وحمزة وعبيدة وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة
[ ر 3747 ] (4/1769)
237 - باب تفسير سورة المؤمنين (4/1769)
قال ابن عيينة { سبع طرائق } / 7 / سبع سماوات . { لها سابقون } / 61 / سبقت لهم السعادة . { قلوبهم وجلة } / 60 / خائفين
قال ابن عباس { هيهات هيهات } / 36 / بعيد بعيد . { فاسأل العادين } / 113 / الملائكة . { لناكبون } / 74 / لعادون . { كالحون } / 104 / عابسون
وقال غيره { من سلالة } / 12 / الولد والنطفة السلالة . والجنة والجنون واحد . والغثاء الزبد وما ارتفع عن الماء ومالا ينتفع به
{ يجأرون } / 64 / يرفعون أصواتهم كما تجأر البقرة . { على أعقابكم } / 66 / رجع على عقبيه . { سامرا } / 67 / من السمر والجميع السمار والسامر ها هنا في موضع الجمع . { تسحرون } / 89 / تعمون من السحر
[ ش ( سابقون ) متقدمون في فعل الخيرات فلذلك سبقت لهم السعادة . ( العادين ) الملائكة الذين يحفظون أعمال بني آدم ويحصونها عليهم ويعدون سنوات أعمارهم . ( كالحون ) عابسون في غم وحزن وقيل الكلوح أن تتقلص الشفتان عن الأسنان حتى تبدو الأسنان . ( غيره ) أبو
عبيدة . ( سلالة ) هي صفوة الشيء وخلاصته ولهذا سمي بها الولد كما سميت النطفة بها لأنها مستخلصة من الغذاء . ( والجنة . . ) يشير إلى قوله تعالى { إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين } / المؤمنون 25 / أي انتظروا حتى يأتيه الموت فتستريحوا منه . وقوله تعالى
{ أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون } / المؤمنون 70 / . ( والغثاء . . ) يشير إلى قوله تعالى { فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين } / المؤمنون 41 / . ( الصيحة ) صيحة جبريل عليه السلام بالعذاب . ( بالحق ) بالعدل . ( فجعلناهم غثاء ) دمرناهم شبهوا بما يحمله السيل مما بلي واسود من الورق والعيدان ونحوها مبالغة في هلاكهم . ( فبعدا ) هلاكا وطردا من رحمة الله تعالى . ( رجع على . . ) ارتد وانقلب . ( السمر ) ظل القمر والحديث بالليل والسامر المتحدث بالليل ويقال للفرد والجمع . ( تسحرون ) تصرفون وتخدعون . ( من السحر ) أي مشتقة من السحر وهو التمويه والخداع ] (4/1769)
238 - باب تفسير سورة النور (4/1769)
{ من خلاله } / 43 / من بين أضعاف السحاب . { سنا برقه } / 43 / الضياء . { مذعنين } / 49 / يقال للمستخذي مذعن . { أشتاتا } / 61 / وشتى وشتات وشت واحد
وقال ابن عباس { سورة أنزلناها } / 1 / بيناها
وقال غيره سمي القرآن لجماعة السور وسميت السورة لأنها مقطوعة من الأخرى فلما قرن بعضها إلى بعض سمي قرآنا
وقال سعد بن عياض الثمالي المشكاة الكوة بلسان الحبشة
وقوله تعالى { إن علينا جمعه وقرآنه } / القيامة 17 / تأليف بعضه إلى بعض { فإذا قرأناه فاتبع قرآنه } / القيامة 18 / فإذا جمعناه وألفناه فاتبع قرآنه أي ما جمع فيه فاعمل بما أمرك وانته عما نهاك الله . ويقال ليس لشعره قرآن أي تأليف
وسمي الفرقان لأنه يفرق بين الحق والباطل . ويقال للمرأة ما قرأت بسلا قط أي لم تجمع في بطنها ولدا . وقال { فرضناها } / 1 / أنزلنا فيها فرائض مختلفة ومن قرأ { فرضناها } يقول فرضنا عليكم وعلى من بعدكم
قال مجاهد { أو الطفل الذين لم يظهروا } / 31 / لم يدروا لما بهم من الصغر
وقال الشعبي { غير أولي الإربة } / 31 / من ليس له أرب وقال طاوس هو الأحمق الذي لا حاجة له في النساء . وقال مجاهد لا يهمه إلا بطنه ولا يخاف على النساء
[ ش ( خلاله ) جمع خلل وهو الوسط ومنفرج ما بين كل شيئين . ( أشتاتا ) متفرقين . ( أنزلناها بيناها ) قال العيني كذا وقع وقال عياض كذا في النسخ والصواب { أنزلناها وفرضناها } بيناها فقوله بيناها تفسير فرضناها . ( سميت السورة . . ) أي من السؤر وهو البقية ولأنها
قطعة من القرآن . ( المشكاة . . ) يشير إلى قوله تعالى { الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح } / النور 35 / . هذا مثل ضربه الله عز و جل لبيان شدة ضياء الإيمان في قلب المؤمن ووضوح الأدلة والبراهين في الكون الدالة على الله عز و جل واتصافه بصفات الكمال المطلق . ( الله نور . . ) أي هي قائمة بأمره والخلائق تهتدي فيها للحق بهدايته . ( كمشكاة ) الكوة أي الطاقة غير النافذة في الجدار . ( مصباح ) سراج مضيء . ( إن علينا . . ) القصد من إيراد هذا وما بعده بيان أن القرآن مشتق من قرأ بمعنى جمع لا من قرأ بمعنى تلا . ( سمي الفرقان ) بقوله تعالى { وأنزل الفرقان } / آل عمران 4 / . وبقوله تعالى { تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا } / الفرقان 1 / . ( بسلا ) السلا هي الجلدة الرقيقة التي يكون فيها الولد حين يولد . ( فرضناها . . ) أي العمل بما فيها من أحكام . وقرأ بتشديد الراء ابن كثير وأبو عمرو وقرأ الباقون بالتخفيف . ( لم يدروا ) ما هي عورات النساء من غيرها
فلا يلتفتوا إليها ولا يفكروا فيها . ( أرب ) حاجة أي في النساء . ( ولا يخاف . . ) أي منه ] (4/1769)
239 - باب قوله عز و جل { والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين } / 6 / (4/1769)
[ ش ( فشهادة أحدهم ) أي في الرمي بالزنا لزوجته . ( أربع شهادات ) أي يكرر شهادته أربع مرات يقول في كل مرة أشهد بالله أني صادق فيما اتهمتها به من الزنا ] (4/1769)
4468 - حدثنا إسحاق حدثنا محمد بن يوسف حدثنا الأوزاعي قال حدثني الزهري عن سهل بن سعد
: أن عويمرا أتى عاصم بن عدي وكان سيد بني عجلان فقال كيف
تقولون في رجل وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع ؟ سل لي رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذلك . فأتى عاصم النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله فكره رسول الله صلى الله عليه و سلم المسائل فسأله عويمر فقال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كره المسائل وعابها قال عويمر والله لا أنتهي حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذلك فجاء عويمر فقال يا رسول الله رجل وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( قد أنزل الله القرآن فيك وفي صاحبتك ) . فأمرهما رسول الله صلى الله عليه و سلم بالملاعنة بما سمى الله في كتابه فلاعنها ثم قال يا رسول الله إن حبستها فقد ظلمتها فطلقها فكانت سنة لمن كان بعدهما في المتلاعنين ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( انظروا فإن جاءت به أسحم أدعج العينين عظيم الأليتين خدلج الساقين فلا أحسب عويمرا إلا قد صدق عليها . وإن جاءت به أحيمر كأنه وحرة فلا أحسب عويمرا إلا قد كذب عليها ) . فجاءت به على النعت الذي نعت به رسول الله صلى الله عليه و سلم من تصديق عويمر فكان بعد ينسب إلى أمه
[ ر 413 ]
[ ش ( بالملاعنة ) ملاعنة الرجل زوجته وسميت بذلك لقول الزوج في المرة الخامسة وعلي لعنة الله إن كنت كاذبا فيما رميتها به من الزنا . ( حبستها )
أمسكتها عندي وأبقيتها في عصمتي . ( ظلمتها ) لم أعاشرها بالمعروف ولم أوفها حقها كزوجة لأن نفسي تأنف من التمتع بها . ( فكانت ) الفرقة بينهما
( سنة ) حكما شرعيا يعمل به ( أسحم ) شديد السواد . ( أدج ) أكحل أو شديد سواد العينين . ( عظيم الأليتين ) ضخم العجز مثنى ألية . ( خدلج الساقين ) ساقاه ممتلئتان لحما . ( أحيمر ) تصغير أحمر أي شديد الشقرة . ( وحرة ) دويبة تترامى على اللحم والطعام فتفسده وهي من أنواع الوزغ - سام أبرص - شبهه بها لحمرتها وقصرها . ( النعت ) الوصف (4/1771)
240 - باب { والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين } / 7 / (4/1771)
4469 - حدثني سليمان بن داود أبو الربيع حدثنا فليح عن الزهري
عن سهل بن سعد
: أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يارسول الله أرأيت
رجلا رأى مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل ؟ فأنزل الله فيهما
ما ذكر في القرآن من التلاعن فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم
( قضى الله فيك وفي امرأتك ) . وكانت حاملا فأنكر حملها وكان ابنها يدعى إليها ثم جرت السنة في الميراث أن يرثها وترث منه ما فرض الله لها
[ ر 413 ]
[ ش ( فأنكر حملها ) أي نفى أن يكون منه . ( يرثها وترث منه ) أي الولد المنفي باللعان يرث من أمه وهي ترث منه . ( ما فرض ) ماقدر للأم من ميراث ولدها ] (4/1772)
241 - باب { ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين } / 8 / (4/1772)
[ ش ( يدرأ عنها العذاب ) يدفع عنها حد الزنا وهو الرجم هنا ] (4/1772)
4470 - حدثني محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن هشام بن حسان حدثنا عكرمة عن ابن عباس
: أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه و سلم بشريك ابن سحماء فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( البينة أو حد في ظهرك ) . فقال يا رسول الله إذا رأى أحدنا على امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة فجعل النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( البينة وإلا حد في ظهرك ) . فقال هلال والذي بعثك بالحق إني لصادق فلينزلن الله ما يبرىء ظهري
من الحد فنزل جبريل وأنزل عليه { والذين يرمون أزواجهم - فقرأ حتى بلغ - إن كان من الصادقين } . فانصرف النبي صلى الله عليه و سلم فأرسل إليها فجاء هلال فشهد والنبي صلى الله عليه و سلم يقول ( إن الله يعلم أن أحدكما كاذب فهل منكما تائب ) . ثم قامت فشهدت فلما كانت عند الخامسة وقفوها وقالوا إنها موجبة . قال ابن عباس فتلكأت ونكصت حتى ظننا أنها ترجع ثم قالت لاأفضح قومي سائر اليوم فمضت فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( أبصروها فإن جاءت به أكحل العينين سابغ الأليتين خدلج الساقين فهو لشريك بن سحماء ) . فجاءت به كذلك فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( لولا ما مضى من كتاب الله لكان لي ولها شأن )
[ ر 2526 ]
[ ش ( موجبة ) للعذاب الأليم عند الله تعالى إن كنت كاذبة . ( فتلكأت ) توقفت وتباطأت عن الشهادة . ( نكصت ) أحجمت عن استمرارها في اللعان . ( لا أفضح قومي سائر اليوم ) لا أكون سبب فضيحتهم فيما بقي من الأيام يقال لهم منكم امرأة زانية . ( فمضت ) في إتمام اللعان . ( أبصروها ) انظروا إليها وراقبوها عندما تضع حملها . ( أكحل ) شديد سواد الجفون خلقة من غير اكتحال . ( سابغ الأليتين ) ضخمهما . ( خدلج ) ممتلئ . ( ما مضى من كتاب الله ) ما قضي فيه من أنه لا يحد أحد بدون بينة أو إقرار وأن اللعان يدفع عنها الرجم . ( لي ولها شأن ) كان لي معها موقف آخر أي لرجمتها ولفعلت بها ما يكون عبرة لغيرها . وانظر 413 وأطرافه ] (4/1772)
242 - باب قوله { والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين } / 9 / (4/1772)
[ ش ( الخامسة ) أي تقول في الشهادة الخامسة ] (4/1772)
4471 - حدثنا مقدم بن محمد بن يحيى حدثنا عمي القاسم بن يحيى عن عبيد الله وقد سمع منه عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
: أن رجلا رمى امرأته فانتفى من ولدها في زمان رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه و سلم فتلاعنا كما قال الله ثم قضى بالولد للمرأة وفرق بين المتلاعنين
[ 5000 ، 5005 - 5009 ، 5034 ، 5035 ، 6367 ]
[ ش أخرجه مسلم في اللعان رقم 1494
( رجلا ) هو عويمر العجلاني . ( رمى امرأته ) اتهمها بالزنا . ( فانتفى من ولدها ) نفى أن يكون حملها منه ونسبه إلى الذي اتهمها به . انظر 413 وأطرافه ] (4/1773)
243 - باب قوله { إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم } / 11 / (4/1773)
{ أفاك } / الشعراء 222 / و / الجاثية 7 / كذاب
[ ش ( بالإفك ) أسوأ الكذب وأقبحه والمراد هنا اتهام عائشة رضي الله عنها بالزنا . ( عصبة ) جماعة . ( منكم ) من صفوفكم وينتسبون إلى دينكم . ( خير لكم ) لما كان فيه من نزول القرآن المقرر لبراءتكم وطهارتكم ولما حصل لكم من الأجر وعظيم المغفرة بسبب صبركم على الأذى احتمالكم له . ( ما اكتسب من الإثم ) جزاء ما ارتكب من المعصية والذنب . ( تولى كبره ) اهتم بإشاعته وعظم أمره وبدأ به وهو عبد الله بن أبي ابن سلول رأس المنافقين ] (4/1773)
4472 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها : { والذي تولى كبره } قالت عبد الله بن أبي بن سلول (4/1774)
244 - باب قوله (4/1774)
{ لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين . لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذا لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون } / 12 ، 13 /
[ ش ( لولا ) هلا أداة تحريض . ( ما يكون ) ما ينبغي ولا يجوز . ( سبحانك ) ننزهك أن نخوض في عرض نبيك صلى الله علسه وسلم . ( بهتان ) كذب وافتراء . ( شهداء ) شاهدوا الفعل وعاينوه . ( عند الله ) في حكمه ومقتضى شرعه . انظر 2453 وأطرافه ] (4/1774)
4473 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن حديث عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله مما قالوا وكل حدثني طائفة من الحديث وبعض حديثهم يصدق بعضا وإن كان بعضهم أوعى له من بعض الذي حدثني عروة عن عائشة رضي الله عنها
: أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد أن يخرج أقرع بين أزواجه فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه و سلم معه قالت عائشة فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج سهمي فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ما نزل الحجاب فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه و سلم من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة قافلين آذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحيلي فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع فالتمست عقدي وحبسني ابتغاؤه وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت ركبت وهم يحسبون أني فيه وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلهن اللحم إنما تأكل العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب فأممت منزلي الذي كنت به وظننت أنهم سيفقدونني فيرجعون إلي فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش فأدلج فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني وكان يراني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي والله ما كلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حين أناخ راحلته فوطئ على يديها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة فهلك من هلك وكان الذي تولى الإفك عبد الله
ابن أبي ابن سلول فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمت شهرا والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك لاأشعر بشيء من ذلك وهو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه و سلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي إنما يدخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم فيسلم ثم يقول ( كيف تيكم )
ثم ينصرف فذاك الذي يريبني ولا أشعر حتى خرجت بعد ما نقهت فخرجت معي أم مسطح قبل المناصع وهو متبرزنا وكنا لانخرج إلا ليلا إلى ليل وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا وأمرنا أمر العرب الأول في التبرز قبل الغائط فكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا فانطلقت أنا وأم مسطح وهي ابنة أبي رهم بن عبد مناف وأمها بنت صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق وابنها مسطح ابن أثاثة فأقبلت أنا وأم مسطح قبل بيتي قد فرغنا من شأننا فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت تعس مسطح فقلت لها بئس ما قلت أتسبين رجلا شهد بدرا قالت أي هنتاه أو لم تسمعي ما قال ؟ قالت قلت وما قال ؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضا على مرضي فلما رجعت إلى بيتي ودخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم - تعني - سلم ثم قال ( كيف تيكم )
فقلت أتأذن لي أن آتي أبوي ؟ قالت وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما قالت فأذن لي رسول الله صلى الله عليه و سلم فجئت أبوي فقلت لأمي يا أمتاه ما يتحدث الناس ؟ قالت يابنية هوني عليك فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا كثرنا عليها
قالت سبحان الله ولقد تحدث الناس بهذا ؟ قالت فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم حتى أصبحت أبكي فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد رضي الله عنهما حين استلبث الوحي يستأمرهما في فراق أهله قالت فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله صلى الله عليه و سلم بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم لهم في نفسه من الود فقال يارسول الله أهلك وما نعلم إلا خيرا
وأما علي بن أبي طالب فقال يارسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير وإن تسأل الجارية تصدقك قالت فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بريرة فقال ( أي بريرة هل رأيت من شيء يريبك )
قالت بريرة لا والذي بعثك بالحق إني رأيت عليها أمرا أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله
فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستعذر يومئذ من عبد الله بن أبي ابن سلول فقالت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو على المنبر ( يامعشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي )
فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال يارسول الله أنا أعذرك منه إن كان من الأوس ضربت عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك
قالت فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية فقال لسعد كذبت لعمر الله لاتقتله ولا تقدر على قتله
فقام أسيد بن حضير وهو ابن عم سعد فقال لسعد بن عبادة كذبت لعمر الله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين
فتثاور الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه و سلم قائم على المنبر فلم يزل رسول الله صلى الله عليه و سلم يخفضهم حتى سكتوا وسكت
قالت فمكثت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم قالت فأصبح أبواي عندي وقد بكيت ليلتين ويوما لا أكتحل بنوم ولا يرقأ لي دمع يظنان أن البكاء فالق كبدي قالت فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي فاستأذنت علي امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي قالت فبينما نحن على ذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فسلم ثم جلس قالت ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني
قالت فتشهد رسول الله صلى الله عليه و سلم حين جلس ثم قال ( أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه )
قالت فلما قضى رسول الله صلى الله عليه و سلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة فقلت لأبي أجب رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما قال قال والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت لأمي أجيبي رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه و سلم قالت فقلت وأنا جارية حديثة السن لاأقرأ كثيرا من القرآن إني والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به فلئن قلت لكم إني بريئة والله يعلم أني بريئة لا تصدقونني بذلك ولأن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني منه بريئة لتصدقني والله ما أجد لكم مثلا إلا قول أبي يوسف قال { فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون }
قالت ثم تحولت فاضطجعت على فراشي قالت وأنا حينئذ أعلم أني بريئة وأن الله مبرئي ببراءتي ولكن والله ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه و سلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها
قالت فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه و سلم ولاخرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق وهو في يوم شات من ثقل القول الذي ينزل عليه
قالت فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه و سلم سري عنه وهو يضحك فكانت أول كلمة تكلم بها ( ياعائشة أما الله عز و جل فقد برأك )
فقالت أمي قومي إليه قالت فقلت والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله عز و جل وأنزل الله { إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لاتحسبوه } . العشر الآيات كلها فلما أنزل الله هذا في براءتي قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره والله لاأنفق على مسطح شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة ماقال فأنزل الله { ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم }
قال أبو بكر بلى والله إني أحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال والله لاأنزعها منه أبدا قالت عائشة وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يسأل زينب ابنة جحش عن أمري فقال ( يا زينب ماذا علمت أو رأيت )
فقالت يارسول الله أحمي سمعي وبصري ماعلمت إلا خيرا قالت وهي التي كانت تساميني من أزواج رسول الله صلى الله عليه و سلم فعصمها الله بالورع وطفقت أختها حمنة تحارب لها فهلمت فيمن هلك من أصحاب الإفك
[ ر 2453 ]
[ ش ( فأدلج ) سار الليل كله أو سار من أول الليل وادلج سار آخر الليل ] (4/1774)
245 - باب قوله { ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم } / 14 / (4/1774)
وقال مجاهد { تلقونه } / 15 / يرويه بعضكم عن بعض . { تفيضون } / يونس 61 / و / الأحقاف 8 / تقولون
[ ش ( لمسكم ) لأصابكم والخطاب للعصبة التي تكلمت في الإفك . ( أفضتم ) خضتم واندفعتم فيه من حديث الإفك ] (4/1774)
4474 - حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سليمان عن حصين عن أبي وائل عن مسروق عن أم عائشة أنها قالت
: لما رميت عائشة خرت مغشيا عليها
[ ر 2453 ] (4/1778)
246 - باب { إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم } / 15 / (4/1778)
[ ش ( تلقونه ) يأخذه بعضكم من بعض ويرويه عنه . ( هينا ) لا إثم فيه . ( عظيم ) في ترتيب الإثم عليه . انظر الباب 244 ] (4/1778)
4475 - حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا هشام أن ابن جريج أخبرهم قال ابن أبي مليكة
: سمعت عائشة تقرأ إذ تلقونه بألسنتكم
[ ر 3913 ] (4/1778)
247 - باب { ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم } / 16 / (4/1778)
4476 - حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن عمر بن سعيد بن أبي حسين قال حدثني ابن أبي مليكة قال
: استأذن ابن عباس قبل موتها على عائشة وهي مغلوبة قالت أخشى أن يثني علي فقيل ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن وجوه المسلمين ؟ قالت ائذنوا له فقال كيف تجدينك ؟ قالت بخير إن اتقيت قال فأنت بخير إن شاء الله زوجة رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم ينكح بكرا غيرك ونزل عذرك من السماء . ودخل ابن الزبير خلافه فقالت دخل ابن عباس فأثنى علي ووددت أني كنت نسيا منسيا
حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد حدثنا ابن عون عن القاسم أن ابن عباس رضي الله عنه استأذن على عائشة نحوه ولم يذكر نسيا منسيا
[ ر 3560 ]
[ ش ( استأذن ) أن يدخل إلى حجرتها وهي من وراء حجاب . ( مغلوبة ) من كرب الموت . ( فقيل ) القائل هو ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهم . ( عذرك ) أنزل عذرك وبراءتك يشير إلى حادثة الإفك . ( خلافه ) بعده . ( نسيا منسيا ) لم أوجد ولم أكن شيئا يذكر ] (4/1779)
248 - باب { يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا } / 17 / (4/1779)
[ ش ( يعظكم ) ينهاكم ويحذركم ويخوفكم ] (4/1779)
4477 - حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت
: جاء حسان بن ثابت يستأذن عليها قلت أتأذنين لهذا ؟ قالت أو ليس قد أصابه عذاب عظيم قال سفيان تعني ذهاب بصره فقال
حصان رزان ما تزن بربية * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
قالت لكن أنت
[ ر 3915 ] (4/1779)
249 - باب قوله { ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم } / 18 / (4/1779)
[ ش ( ويبين الله لكم الآيات ) يفصل لكم الآيات الدالة على أحكام شرعه وحكمته في تشريعه والتي تعلمكم الآداب الجميلة والسلوك القويم ] (4/1779)
4478 - حدثني محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي أنبأنا شعبة عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال
: دخل حسان بن ثابت على عائشة فشبب وقال
حصان رزان ما تزن بربية * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
قالت لست كذاك . قلت تدعين مثل هذا يدخل عليك وقد أنزل الله { والذي تولى كبره منهم } . فقالت وأي عذاب أشد من العمى . وقالت وقد كان يرد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
[ ر 3915 ] (4/1779)
250 - باب قوله { إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون . ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رؤوف رحيم } / 19 ، 20 / (4/1779)
{ ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم } / 22 /
[ ش ( تشيع الفاحشة ) تظهر وتفشو ويذيع خبرها والفاحشة الزنا . ( يأتل ) يحلف وقيل يقصر . ( أولو الفضل ) أصحاب الغنى أو المكانة العالية في الدين والتقوى ] (4/1779)
4479 - وقال أبو أسامة عن هشام بن عروة قال أخبرني أبي عن عائشة قالت
: لما ذكر من شأني الذي ذكر وما علمت به قام رسول الله صلى الله عليه و سلم في خطيبا فتشهد فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال ( أما بعد أشيروا علي في أناس أبنوا أهلي وأيم الله ما علمت على أهلي من سوء وأبنوهم بمن والله ما علمت عليه من سوء قط ولا يدخل بيتي قط إلا وأنا حاضر ولا غبت في سفر إلا غاب معي ) . فقام سعد بن معاذ فقال ائذن لي يا رسول الله أن نضرب ذلك الرجل فقال كذبت أما والله أن لو كانوا من الأوس ما أحببت أن تضرب أعناقهم . حتى كاد أن يكون بين الأوس والخزرج شر في المسجد وما علمت . فلما كان مساء ذلك اليوم خرجت لبعض حاجتي ومعي أم مسطح فعثرت وقالت تعس مسطح فقلت أي أم تسبين ابنك وسكتت ثم عثرت الثانية فقالت تعس مسطح فقلت لها تسبين ابنك ثم عثرت الثالثة فقالت تعس مسطح فانتهزتها فقالت والله ما أسبه إلا فيك فقلت في أي شأني ؟ قالت فبقرت لي الحديث فقلت وقد كان هذا ؟ قالت نعم والله فرجعت إلى بيتي كأن الذي خرجت له لا أجد منه قليلا ولا كثيرا . ووعكت فقلت لرسول الله صلى الله عليه و سلم أرسلني إلى بيت أبي فأرسل معي الغلام فدخلت الدار فوجدت أم رومان في السفل وأبا بكر فوق البيت يقرأ فقالت أمي ما جاء بك يا بنية ؟ فأخبرتها وذكرت لها الحديث وإذا هو لم يبلغ منها مثل ما بلغ مني فقالت يابنية خفضي عليك الشأن فإنه - والله - لقلما كانت امرأة حسناء عند رجل يحبها لها ضرائر إلا حسدنها وقيل فيها وإذا هو لم يبلغ منها ما بلغ مني قلت وقد علم به أبي ؟ قالت نعم قلت ورسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قالت نعم ورسول الله صلى الله عليه و سلم فاستعبرت وبكيت فسمع أبو بكر صوتي وهو فوق البيت يقرأ فنزل فقال لأمي ما شأنها ؟ قالت بلغها الذي ذكر من شأنها ففاضت عيناه قال أقسمت عليك أي بنية إلا رجعت إلى بيتك فرجعت . ولقد جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم بيتي فسأل عني خادمتي فقالت لا والله ما علمت عليها عيبا إلا أنها كانت ترقد حتى تدخل الشاة فتأكل خميرها أو عجينها وانتهرها بعض أصحابه فقال اصدقي رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أسقطوا لها به فقالت سبحان الله والله ماعلمت عليها إلا ما يعلم الصائغ على تبر الذهب الأحمر وبلغ الأمر إلى ذلك الرجل الذي قيل له فقال سبحان الله والله ما كشفت كنف أنثى قط . قالت عائشة فقتل شهيدا في سبيل الله . قالت وأصبح أبواي عندي فلم يزالا حتى دخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد صلى العصر ثم دخل وقد اكتنفني أبواي عن يميني وعن شمالي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ( أما بعد يا عائشة إن كنت قارفت سوءا أو ظلمت فتوبي إلى الله فإن الله يقبل التوبة من عباده ) . قالت وقد جاءت امرأة من الأنصار فهي جالسة بالباب فقلت ألا تستحي من هذه المرأة أن تذكر شيئا فوعظ رسول الله صلى الله عليه و سلم فالتفت إلى أبي فقلت أجبه قال فماذا أقول فالتفت إلى أمي فقلت أجيبيه فقالت أقول ماذا فلما لم يجيباه تشهدت فحمدت الله وأثنيت عليه بما هو أهله ثم قلت أما بعد فو الله لئن قلت لكم إني لم أفعل والله عز و جل يشهد إني لصادقة ما ذاك بنافعي عندكم لقد تكلمتم به وأشربته قلوبكم وإن قلت إني فعلت والله يعلم أني لم أفعل لتقولن قد باءت به على نفسها وإني والله ما أجد لي ولكم مثلا والتمست اسم يعقوب فلم أقدر عليه إلا أبا يوسف حين قال { فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون } . وأنزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم من ساعته فسكتنا فرفع عنه وإني لأتبين السرور في وجهه وهو يمسح جبينه ويقول ( أبشري يا عائشة فقد أنزل الله براءتك ) . قالت وكنت أشد ما كنت غضبا فقال لي أبواي قومي إليه فقلت والله لا أقوم إليه ولا
أحمده ولا أحمدكما ولكن أحمد الله الذي أنزل براءتي لقد سمعتموه فما أنكرتموه ولا غيرتموه
وكانت عائشة تقول أما زينب بنت جحش فعصمها الله بدينها فلم تقل إلا خيرا وأما أختها حمنة فهلكت فيمن هلك وكان الذي يتكلم فيه مسطح وحسان بن ثابت والمنافق عبد الله بن أبي وهو الذي كان يستوشيه ويجمعه وهو الذي تولى كبره منهم هو وحمنة قالت فحلف أبو بكر أن لا ينفع مسطحا بنافعة أبدا فأنزل الله عز و جل { ولا يأتل أولو الفضل منكم - إلى آخر الآية يعني أبا بكر - والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين - يعني مسطحا إلى قوله - ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم } . حتى قال أبو بكر بلا والله ياربنا
إنا لنحب أن تغفر لنا وعاد له بما كان يصنع
[ ر 2453 ]
[ ش ( شأني ) حالي وأمري وهو افتراء الزنا عليها . ( أبنوا ) اتهموا بفعلة سوء . ( فبقرت ) فتحت وكشفت . ( كأني الذي خرجت له . . ) معنى الجملة إني دهشت بحيث أصبحت لا أعرف لأي أمر خرجت من البيت . ( وعكت ) مرضت بحمى . ( الغلام ) عبد مملوك صغير . ( لم يبلغ منها ) الاهتمام ولم تتأثر به . ( استعبرت ) جرت دمعتي من عيني . ( انتهرها ) بالغ في زجرها . ( بعض أصحابه ) الحاضرين . ( أسقطوا لها به ) صرحوا لها بالأمر . ( تبر الذهب ) القطعة الخالصة منه . ( قارفت ) فعلت وارتبكت . ( باءت به ) أقرت به ] (4/1780)
251 - باب { وليضربن بخمرهن على جيوبهن } / 31 / (4/1780)
4480 - 4481 - وقال أحمد بن شبيب حدثنا أبي عن يونس قال ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت
: يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله { وليضربن بخمرهن على جيوبهن } . شققن مروطهن فاختمرن بها
[ ش ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) يسترن الرؤوس والأعناق والصدور . والخمر جمع خمار وهو غطاء الرأس . والجيوب جمع جيب وهو شق الثوب من ناحية الرأس والمراد ما يظهر منه الصدر / النور 31 / . ( مرطوهن ) جمع مرط وهو الإزار والإزار هو الملاءة . ( الحواشي )
من جهة أطرافها . ( فاختمرن بها ) غطين وجوههن بالمروط (4/1782)
4481 - حدثنا أبو نعيم حدثنا إبراهيم بن نافع عن الحسن بن مسلم عن صفية بنت شيبة أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول
: لما نزلت هذه الآية { وليضربن بخمرهن على جيوبهن } . أخذن أزرهن فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها (4/1783)
252 - باب تفسير سورة الفرقان (4/1783)
وقال ابن عباس { هباء منثورا } / 23 / ما تسفي به الريح . { مد الظل } / 45 / مابين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس . { ساكنا } / 45 / دائما . { عليه دليلا } / 45 / طلوع الشمس . { خلفة } / 62 / من فاته من الليل عمل أدركه بالنهار أو فاته بالنهار أدركه بالليل
وقال الحسن { هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين } / 74 / في طاعة الله وما شيء أقر لعين المؤمن من أن يرى حبيبه في طاعة الله
وقال ابن عباس { ثبورا } / 13 / ويلا
وقال غيره السعير مذكر والتسعر والاضطرام التوقد الشديد . { تملى عليه } / 5 / تقرأ عليه
من أمليت وأمللت . { الرس } / 38 / المعدن جمعه رساس . { ما يعبأ } / 77 / يقال ما عبأت به شيئا أي لم تعتد به . { غراما } / 65 / هلاكا
وقال مجاهد { وعتوا } / 21 / طغوا
وقال ابن عيينة { عاتية } / الحاقة 6 / عتت عن الخزان
[ ش ( هباء منثورا ) باطلا لا نفع فيه كالهباء المنثور والهباء ما يرى كالغبار في شعاع الشمس الداخل من نافذة وقيل غير ذلك . ومنثورا متفرقا . ( تسفي ) تذري وترمي . ( عليه ) على الظل . ( طلوع الشمس ) أي هو الدليل على حصول الظل ولولا الشمس ما عرف الظل . ( خلفة ) عوضا وخلفا يخلف أحدهما الآخر ويعقبه . ( قرة أعين ) هو كناية عن السرور وما تطمئن إليه النفس وأصل القرة البرد وقيل هذا لأن العين تستريح بالبرد وتتأذى بالحر . ( ويلا ) هلاكا . ( غيره ) هو أبو عبيدة رحمه الله تعالى . ( السعير ) يشير إلى قوله تعالى { بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا } / الفرقان 11 / أي نارا متأججة وهي جهنم . ( مذكر ) أي معناه مذكر لأنه ماتسعر به النار . ( الرس ) بئر كانت لثمود والبئر غير المطوية أي غير مبنية الجوانب والرس أيضا المعدن . ( ما عبأت به ) لم أعده فوجوده وعدمه سواء . وأصله تهيئة الشيء يقال عبأت الجيش إذا هيأته . ( عاتية ) شديدة العصف . ( عتت على الخزان ) جمع خازن وأريد به خزان الريح الذين لا يرسلون شيئا من الريح إلا بإذن الله بمقدار معلوم وعتت عليهم أي خرجت بلا كيل ولا تقدير ] (4/1783)
253 - باب قوله (4/1783)
{ الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا } / 34 /
[ ش ( يحشرون ) يساقون . ( على وجوههم ) يسحبون مقلوبين . ( مكانا ) منزلا . ( أضل سبيلا ) أخطأ طريقا ] (4/1783)
4482 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا يونس بن محمد البغدادي حدثنا شيبان عن قتادة حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه
: أن رجلا قال يانبي الله كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة ؟ قال ( أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة ) . قال قتادة بلى وعزة ربنا
[ 6158 ]
[ ش أخرجه مسلم في صفات المنافقين وأحكامهم باب يحشر الكافر على وجهه رقم 2806 ] (4/1784)
254 - باب قوله { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما } / 68 / العقوبة (4/1784)
[ ش ( يدعون ) يعبدون ويطيعون . ( حرم الله ) قتلها . ( بالحق ) قصاصا أوحدا ] (4/1784)
4483 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان قال حدثني منصور وسليمان عن أبي وائل عن أبي ميسرة عن عبد الله . قال وحدثني واصل عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال
: سألت أو سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الذنب عند الله أكبر ؟ قال ( أن تجعل لله ندا وهو خلقك ) قلت ثم أي ؟ قال ( ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك ) . قلت ثم أي ؟ قال ( أن تزاني بحليلة جارك ) . قال ونزلت هذه الآية تصديقا لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم
{ والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون }
[ ر 4207 ] (4/1784)
4484 - حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف أن ابن جريج أخبرهم قال أخبرني القاسم بن أبي بزة
: أنه سأل سعيد بن جبير هل لمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة ؟ فقرأت عليه { ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق } . فقال سعيد قرأتها على ابن عباس كما قرأتها علي فقال هذه مكية نسختها آية مدنية التي في سورة النساء (4/1784)
4485 - حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن المغيرة ابن النعمان عن سعيد بن جبير قال
: اختلف أهل الكوفة في قتل المؤمن فرحلت فيه إلى ابن عباس فقال نزلت في آخر ما نزل ولم ينسخها شيء (4/1784)
4486 - حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا منصور عن سعيد بن جبير قال
: سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن قوله تعالى { فجزاؤه جهنم } . قال لا توبة له . وعن قوله جل ذكره { لا يدعون مع الله إلها آخر } . قال كانت هذه في الجاهلية
[ ر 3642 ] (4/1785)
255 - باب { يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا } / 69 / (4/1785)
[ ش ( يضاعف له العذاب ) أي إن المشرك إذا ارتكب المعاصي عذب عليها بالإضافة إلى عذابه على شركه . ( مهانا ) ذليلا ] (4/1785)
4487 - حدثنا سعد بن حفص حدثنا شيبان عن منصور عن سعيد بن جبير قال قال ابن أبزى
: سئل ابن عباس عن قوله تعالى { ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم } . وقوله { ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق - حتى بلغ - إلا من تاب } . فسألته فقال لما نزلت قال أهل مكة فقد عدلنا بالله وقتلنا النفس التي حرم الله إلا بالحق وأتينا الفواحش فأنزل الله { إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا - إلى قوله - غفورا رحيما }
[ ر 3642 ]
[ ش أخرجه مسلم في التفسير رقم 3023
( عدلنا بالله ) أشركنا به وجعلنا له مثيلا ] (4/1785)
256 - باب { إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما } / 70 / (4/1785)
[ ش ( سيئاتهم ) التي ارتكبوها في الدنيا . ( حسنات ) في الآخرة ] (4/1785)
4488 - حدثنا عبدان أخبرنا أبي عن شعبة عن منصور عن سعيد ابن جبير قال
: أمرني عبد الرحمن بن أبزى أن أسأل ابن عباس عن هاتين الآيتين { ومن يقتل مؤمنا متعمدا } . فسألته فقال لم ينسخها شيء وعن { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر } . قال نزلت في أهل الشرك
[ ر 3642 ] (4/1785)
257 - باب { فسوف يكون لزاما } / 77 / هلكة (4/1785)
[ ش المعنى سيلازمكم العذاب في الآخرة بالإضافة إلى ما أصابكم في الدنيا ] (4/1785)
4489 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا مسلم عن مسروق قال قال عبد الله
: خمس قد مضين الدخان والقمر والروم والبطشة واللزام . { فسوف
يكون لزاما }
[ ر 962 ] (4/1785)
258 - باب تفسير سورة الشعراء (4/1785)
وقال مجاهد { تعبثون } / 128 / تبنون . { هضيم } / 148 / يتفتت إذا مس . مسحرين المسحورين . { ليكة } / 176 / والأيكة جمع أيكة وهي جمع الشجر . { يوم الظلة } / 189 / إظلال العذاب إياهم . { موزون } / الحجر 19 / معلوم . { كالطود } / 63 / الجبل . وقال غيره { لشرذمة } / 54 / طائفة قليلة . { في الساجدين } / 219 / المصلين
قال ابن عباس { لعلكم تخلدون } / 129 / كأنكم . الريع الأيفاع من الأرض وجمعه ريعة وأرياع واحده ريعة . { مصانع } / 129 / كل بناء فهو مصنعة . { فرهين } / 149 / مرحين { فارهين } بمعناه ويقال { فارهين } حاذقين . { تعثوا } / 183 / هو أشد الفساد وعاث يعيث عيثا . { الجبلة } / 184 / الخلق جبل خلق ومنه جبلا وجبلا وجبلا يعني الخلق قاله ابن عباس
[ ش ( تعبثون . . ) تبنون ما تلعبون فيه وتلهون . ( هضيم ) يانع نضيج لين . ( مسحرين ) اللفظ من قوله تعالى { قالوا إنما أنت من المسحرين } / الشعراء 153 / . ( ليكة ) اسم البلد وهذه قراءة ابن كثير ونافع وابن عامر وقرأ الباقون { الأيكة } أي الغيضة الملتفة من الشجر أو التي تنبت ناعم الشجر . ( جمع أيكة ) قال العيني كذا في النسخ وهو غير صحيح والصواب أن يقال الليكة والأيكة مفرد أيك أو يقال جمعها أيك . ( الظلة ) السحاب الذي أظلهم وكان فيه عذابهم . ( الريع ) يشير إلى قوله تعالى { أتبنون بكل ريع آية تعبثون } / الشعراء 128 / أي تبنون بكل أرض مرتفعة بناء يكون علامة لكم على الطريق وتتخذونه مكانا للهو واللعب . ( الأيفاع ) جمع يفاع وهو المكان المرتفع من الأرض والمرتفع من كل شيء . ( واحده ريعة ) أي يكون لفظ ريع - أيضا - جمعا واحده ريعة . ( مصانع ) أبنية وقصورا وحصونا منيعة وقيل حياض المياه ومآخذها . ومصانع جمع مصنعة ومصنع . ( فرهين ) قراءة شامي وكوفي . ( فرهين ) قراءة غيرهما . ( مرحين ) من المرح وهو شدة الفرح والنشاط وقيل أشرين بطرين معجبين بصنعكم . ( تعثوا ) من عثا يعثو ومثله عاث يعيث ومعناه أفسد أشد الفساد . ( جبلا . . ) يشير إلى قوله تعالى { ولقد أضل منكم جبلا كثيرا } / يس 62 / . وهذه قراءة نافع وعاصم أي بكسرتين وتشديد اللام وقرأ أبو عمرو وابن عامر { جبلا } بضم الجيم وإسكان الباء مع تخفيف اللام وقرأ الباقون { جبلا } بضمتين وتخفيف اللام وقرئ شاذا بغيرهذا ] (4/1785)
259 - باب { ولا تخزني يوم يبعثون } / 87 / (4/1785)
[ ش ( تخزني ) بإدخال أبي النار أو ظهوره في أهل النار والله أعلم . ( يبعثون ) أي يبعث الناس من قبورهم ] (4/1785)
4490 - وقال إبراهيم بن طهمان عن ابن أبي ذئب عن سعيد ابن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( إن إبراهيم عليه الصلاة و السلام يرى أباه يوم القيامة عليه الغبرة والقترة ) . الغبرة هي القترة
[ ش ( القترة ) سواد كالدخان قال العيني ولا يرى أوحش من اجتماع الغبرة والسواد في الوجه ] (4/1787)
4491 - حدثنا إسماعيل حدثنا أخي عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( يلقى إبراهيم أباه فيقول يا رب إنك وعدتني أن لا تخزني يوم يبعثون فيقول الله إني حرمت الجنة على الكافرين )
[ ر 3172 ] (4/1787)
260 - باب { وأنذر عشيرتك الأقربين . واخفض جناحك } / 214 ، 215 / ألن جانبك (4/1787)
4492 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال
حدثني عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباسBهما
قال
: لما نزلت { وأنذر عشيرتك الأقربين } . صعد النبي صلى الله عليه و سلم على الصفا فجعل ينادي يا بني فهر يا بني عدي لبطون قريش حتى اجتمعوا فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو فجاء أبو لهب وقريش فقال ( أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي ) . قالوا نعم ما جربنا عليك إلا صدقا قال ( فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ) . فقال أبو لهب تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا فنزلت { تبت يدا أبي لهب وتب . ما أغنى عنه ماله وما كسب }
[ ر 1330 ]
[ ش ( رسولا ) من يستطلع له الخبر . ( أرأيتكم ) أخبروني . ( خيلا ) عليها فرسان يركبونها . ( تغير ) تهجم وتوقع بكم . ( بين يدي ) قدام ] (4/1787)
4493 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سعيد ابن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال
: قام رسول الله صلى الله عليه و سلم حين أنزل الله { وأنذر عشيرتك الأقربين } . قال ( يا معشر قريش أو كلمة نحوها اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا يا عباس ابن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا ويا فاطمة بنت محمد صلى الله عليه و سلم سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئا )
تابعه أصبغ عن ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب
[ ر 2602 ] (4/1787)
261 - باب تفسير سورة النمل (4/1787)
و { الخبء } / 25 / ما خبأت . { لا قبل } / 37 / لا طاقة . { الصرح } / 44 / كل ملاط اتخذ من القوارير والصرح القصر وجماعته صروح
وقال ابن عباس { ولها عرش عظيم } / 23 / سرير كريم حسن الصنعة وغلاء الثمن . { مسلمين } / 38 / طائعين . { ردف } / 72 / اقترب . { جامدة } / 88 / قائمة . { أوزعني } / 19 / اجعلني
وقال مجاهد { نكروا } / 41 / غيروا . { وأوتينا العلم } / 42 / يقوله سليمان . الصرح بركة ماء ضرب عليها سليمان قوارير ألبسها إياها
[ ش ( الخبء ) ما خفي من خيرات السماء والأرض . ( ملاط ) بناء عال منفرد . ( القوارير ) زجاج . ( حسن . . ) أي له حسن . وعند ابن أبي حاتم حسن الصنعة غالي الثمن . ( قائمة ) واقفة . ( يقوله سليمان ) أي هذا من قول سليمان عليه السلام قال العيني قلت السياق والسباق يدلان على أنه من قول بلقيس وأنه من قول قالته مقرة بصحة نبوة سليمان . قال في الفتح والأول هو المعتمد . وسياق الكلام تتابعه وأسلوبه الذي يجري عليه وسباقه ما تقدمه من كلام . ( ضرب عليها ) بنى عليها . ( ألبسها إياها ) أي ألبس القوارير بركة الماء وغطاها بها ] (4/1787)
262 - باب تفسير سورة القصص (4/1787)
{ كل شيء هالك إلا وجهه } / 88 / إلا ملكه ويقال إلا ما أريد به وجه الله . وقال مجاهد { الأنباء } / 66 / الحجج (4/1787)
263 - باب { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء } / 56 / (4/1787)
4494 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سعيد ابن المسيب عن أبيه قال
: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه و سلم فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة فقال ( أي عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله ) . فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزل رسول الله صلى الله عليه و سلم يعرضها عليه ويعيدانه بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك ) . فأنزل الله { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين } . وأنزل الله في أبي طالب فقال لرسول الله صلى الله عليه و سلم { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء }
[ ر 1294 ]
قال ابن عباس { أولي القوة } / 76 / لا يرفعها العصبة من الرجال . { لتنوء } / 76 / لتثقل . { فارغا } / 10 / إلا من ذكر موسى . { الفرحين } / 76 / المرحين . { قصيه } / 11 / اتبعي أثره وقد يكون أن يقص الكلام . { نحن نقص عليك } / يوسف 3 / . { عن جنب } / 11 / عن بعد عن جنابة واحد وعن اجتناب أيضا . { يبطش } / 19 / ويبطش . { يأتمرون } / 20 / يتشاورون . العدوان والعداء والتعدي واحد . { آنس } / 29 / أبصر . الجذوة قطعة غليظة من الخشب ليس فيها لهب والشهاب فيه لهب . { كأنها جان } / 31 / وهي في آية أخرى كأنها { حية تسعى } / طه 20 / . والحيات أجناس الجان والأفاعي والأساود . { ردأ } / 34 / معينا قال ابن
عباس لكي { يصدقني }
وقال غيره { سنشد } / 35 / سنعينك كلما عززت شيئا فقد جعلت له عضدا . مقبوحين مهلكين . { وصلنا } / 51 / بيناه وأتممناه . { يجبى } / 57 / يجلب . { بطرت } / 58 / أشرت . { في أمها رسولا } / 59 / أم القرى مكة وما حولها . { تكن } / 69 / تخفي أكننت الشيء أخفيته وكننته أخفيته وأظهرته . { ويكأن الله } / 82 / مثل ألم تر أن الله يبسط الزق لمن يشاء ويقدر يوسع عليه ويضيق عليه
[ ش ( أولي القوة ) أصحاب القوة . ( العصبة ) مابين العشرة إلى الخمسة عشر وقيل غير ذلك . ( المرحين ) الأشرين البطرين المتكبرين . ( يقص الكلام ) يخبر به . ( نقص عليك ) نخبرك . ( يبطش ) يضرب بعنف وشدة . ( العدوان ) يشير إلى قوله تعالى { قال ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيل } / 28 / . ( قال ) موسى عليه السلام . ( ذلك ) أي العاقد . ( الأجلين ) اللذين ذكرهما شعيب عليه السلام بقوله { أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك } / القصص 27 / . تأجرني تعمل أجيرا عندي . ( حجج ) سنين . ( عدوان ) تجاوز للحق بطلب الزيادة عليه . ( الجذوة ) يشير إلى قوله تعالى { لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون } / القصص 29 / تستدفئون . وجذوة بضم الجيم وفتحها وكسرها وقرئ بها . ( الشهاب ) يشير إلى قوله تعالى { سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون } / النمل 7 / . قبس قطعة من نار مقتبسة برأس عود أو فتيل . ( كأنها جان ) أي في سرعة حركتها وإن كان جسمها كبيرا والجان أصغر الحيات . ( آية أخرى ) ولفظها { فإذا هي حية تسعى ) تمشي والحية هي الأفعى وهي أكبر من الجان وأصغر من الثعبان وقد جاء في آية ثالثة أنها ثعبان قال تعالى { فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين } / الأعراف 107 / والشعراء 32 / أي ظاهر وواضح والثعبان هو أكبر ما يكون من الحيات . ووجه الجمع بين الآيات الثلاث أن الحية اسم جامع للكبير والصغير والذكر والأنثى وأنها كانت في عظم الثعبان وحركة الجان . وقيل كانت في ابتداء حالها جانا على قدر العصا ثم أخذت تتورم وتنتفخ حتى صارت ثعبانا في انتهاء حالها . وقيل كانت حية ليلة مخاطبة الله تعالى لموسى عليه السلام وكانت ثعبانا حين ألقاها أمام فرعون . ( الأساود ) جمع أسود وهو الثعبان . ( يصدقني ) قرأ عاصم وحمزة بضم القاف على الرفع صفة لردأ وقرأ غيرهما بسكونها على الجزم جوابا لقوله { فأرسله } . والمراد بتصديقه إعانته بالمجادلة وبيان الحجج وتقرير البراهين لفصاحته . ( سنشد . . ) شد العضد كناية عن التقوية . ( عززت ) قويت . ( مقبوحين ) من قوله تعالى { ويوم القيامة هم من المقبوحين } / القصص 42 / أي المبعدين من كل خير أو الذين تسوء صورتهم بحيث يشمئز منهم من يراهم ويسخر منهم . ( يجبى ) وقرأ نافع { تجبى } بالتاء . ( أشرت ) قابلت النعمة بالنكران والمعصية . ( أمها ) أكبرها وأعظمها التي يرتبط بها ما حولها . ( أخفيته وأظهرته ) أي فهو من الأضداد أي من الألفاظ التي تستعمل لمعنى وضده . ( ويكأن ) وي كلمة تنبيه على الخطأ وكأن حرف مشبه بالفعل . ( مثل . . ) أي ويكأن مثل ألم تر أي تعلم بما تشاهده من دلائل على ذلك . ( ألم تر . . ) اللفظ القرآني { أولم يروا أن الله يبسط . . } / الروم 37 / ] (4/1788)
264 - باب { إن الذي فرض عليك القرآن } . الآية / 85 / (4/1788)
[ ش ( فرض . . ) أنزل وقيل أوجب عليك تلاوته وتبليغه والعمل بما فيه . ( الآية ) وتتمتها { لرادك إلى معاد قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين } . ( معاد ) بعد الموت أي يوم القيامة وقيل معاد الرجل بلده لأنه ينصرف منه ثم يعود إليه ولذلك فسره ابن عباس رضي الله عنهما بمكة ] (4/1788)
4495 - حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا يعلى حدثنا سفيان العصفري عن عكرمة عن ابن عباس
: { لرادك إلى معاد } . قال إلى مكة (4/1790)
265 - باب تفسير سورة العنكبوت (4/1790)
قال مجاهد { وكانوا مستبصرين } / 38 / ضللة
وقال غيره { الحيوان } / 64 / والحي واحد . { وليعلمن الله } / 11 / علم الله ذلك إنما هي بمنزلة فليميز الله كقوله { ليميز الله الخبيث من الطيب } / الأنفال 37 / . { أثقالا مع أثقالهم } / 13 / أوزارا مع أوزارهم
[ ش ( مستبصرين ) عقلاء ذوي بصائر ولكنهم لم يعملوها في تمييز الحق من الباطل فضلوا بهذا . وقيل كانوا مستبصرين في ضلالتهم معجبين بها . ( ضللة ) جمع ضال . ( الحيوان ) الدار الباقية التي لا زوال لها ولا موت فيها . ( إنما هي بمنزلة . . ) أي ليظهر الله تعالى ذلك للناس . ( أوزارا . . ) بسبب الذين أضلوهم وصدوهم عن الحق وأوزار جمع وزر والمراد به هنا الإثم وما يترتب عليه من الجزاء ] (4/1790)
266 - باب تفسير سورة آلم غلبت الروم (4/1790)
قال مجاهد { يحبرون } / 15 / ينعمون . { فلا يربو عند الله } / 39 / من أعطى عطية يبتغي أفضل منه فلا أجر له فيها . { يمهدون } / 44 / يسوون المضاجع . { الودق } / 48 / المطر
قال ابن عباس { هل لكم مما ملكت أيمانكم } / 28 / في الآلهة وفيه { تخافونهم } / 28 / أن يرثوكم كما يرث بعضكم بعضا . { يصدعون } / 43 / يتفرقون . { فاصدع } / الحجر 94 /
وقال غيره { ضعف } / 54 / وضعف لغتان
وقال مجاهد { السوأى } / 10 / الإساءة جزاء المسيئين
[ ش ( يربو ) يزكو ويبارك فيه . ( يسوون . . ) أي يهيئون لأنفسهم مضاجعهم المريحة في القبور أو في الجنة بأعمالهم الصالحة . ( في الآلهة . . ) أي نزلت في الأصنام التي يجعلونها شركاء لله تعالى وفي حقه سبحانه . والآية بتمامها { ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون } والمعنى هل ترضون لأنفسكم أن يشارككم بعض عبيدكم فيما تملكون وتستووا معهم في ملكيته من غير تفرقة بينكم وبينهم وتخافون أن يرث بعضهم بعضكم أو أن يستبدوا بالتصرف دونكم كما
يكون ذلك بين الأحرار ؟ فإذا لم ترضوا ذلك لأنفسكم وأنتم عبيد مخلوقون لله تعالى أنتم وما تملكون فكيف ترضون أن تجعلوا لله تعالى شركاء وهو الخالق وحده وهو رب الأرباب ؟ ( فاصدع ) اجهر بالحق وفرق وافصل بينه وبين الباطل وأصل الصدع الشق في الشيء الصلب . ( ضعف ) قرأ الجمهور بضم الضاد وقرأ شعبة وحمزة بفتحها وقرأ حفص بالضم والفتح . ( السوأى ) الأذى البالغ نهايته مؤنث الأسوأ وهو البالغ في القبح ] (4/1790)
4496 - حدثنا محمد بن كثير حدثنا سفيان حدثنا منصور والأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال
: بينما رجل يحدث في كندة فقال يجيء دخان يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم يأخذ المؤمن كهيئة الزكام ففزعنا فأتيت ابن مسعود وكان متكئا فغضب فجلس فقال من علم فليقل ومن لم يعلم فليقل الله أعلم فإن من العلم أن تقول لما لا تعلم لا أعلم فإن الله قال لنبيه صلى الله عليه و سلم { قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين } . وإن قريشا أبطؤوا عن الإسلام فدعا عليهم النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف ) . فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها وأكلوا الميتة والعظام ويرى الرجل ما بين السماء والأرض كهيئة الدخان فجاءه أبو سفيان فقال يا محمد جئت تأمرنا بصلة الرحم وإن قومك قد هلكوا فادع الله . فقرأ { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين - إلى قوله - عائدون } . أفيكشف عنهم عذاب الآخرة إذا جاء ثم عادوا إلى كفرهم فذلك قوله تعالى { يوم نبطش البطشة الكبرى } . يوم بدر { ولزاما } يوم بدر { آلم غلبت الروم - إلى - سيغلبون } . والروم قد مضى
[ ر 962 ]
[ ش ( كندة ) موضع في الكوفة ويحتمل أنه كان يحدث في جماعة من قبيلة كندة . ( كهيئة الزكام ) مثل الزكام وهو التهاب حاد بغشاء الأنف يتميز غالبا بالعطاس وسيلان الأنف ونحوه . ( المتكلفين ) الذين يقومون بالعمل تصنعا ورياء وبغير رغبة / ص 86 / . وغرض ابن عباس رضي الله عنهما أن القول فيما لا يعلم نوع من التكلف المنهي عنه وفيه تعريض بالرجل القائل يجيء دخان . . الخ ] (4/1791)
267 - باب { لا تبديل لخلق الله } / 30 / لدين الله (4/1791)
خلق الأولين دين الأولين والفطرة الإسلام
[ ش ( خلق الأولين ) يشير إلى قوله تعالى { إن هذا إلا خلق الأولين } / الشعراء 37 ) / . وفي قراءة متواترة أيضا { خلق الأولين } بفتح الخاء وتسكين اللام أي اختلاقهم وكذبهم . ( الفطرة . . ) أشار بهذا إلى قوله تعالى { فطرة الله التي فطر الناس عليها } / الروم 30 / ] (4/1791)
4497 - حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
: ( ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ثم يقول { فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم } )
[ ر 1292 ]
سورة لقمان (4/1792)
268 - باب { لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم } / 13 / (4/1792)
4498 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال
: لما نزلت هذه الآية { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم } . شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وقالوا أينا لم يلبس إيمانه بظلم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إنه ليس بذاك ألا تسمع إلى قول لقمان لابنه { إن الشرك لظلم عظيم } )
[ ر 32 ] (4/1793)
269 - باب { إنه الله عنده علم الساعة } / 34 / (4/1793)
4499 - حدثني إسحاق عن جرير عن أبي حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يوما بارزا للناس إذ أتاه رجل يمشي فقال يا رسول الله ما الإيمان ؟ قال ( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته ورسله ولقائه وتؤمن بالبعث الآخر ) . قال يا رسول الله ما الإسلام ؟ قال ( الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان ) . قال يا رسول الله ما الإحسان ؟ قال ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) . قال يا رسول الله متى الساعة ؟ قال ( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ولكن سأحدثك عن أشراطها إذا ولدت المرأة ربتها فذاك من أشرطها وإذا كان الحفاة العراة رؤوس الناس فذاك من أشراطها في خمس لا يعلمهن إلا الله { إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما
في الأرحام } ) . ثم انصرف الرجل فقال ( ردوا علي ) . فأخذوا ليردوا فلم يروا شيئا فقال ( هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم )
[ ر 50 ]
[ ش ( رؤوس الناس ) رؤساءهم وأمراءهم ومن بيدهم زمام أمورهم ] (4/1793)
4500 - حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب قال حدثني عمر ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر أن أباه حدثه أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه و سلم
: ( مفاتيح الغيب خمس ثم قرأ { إن الله عنده علم الساعة } )
[ ر 992 ] (4/1793)
270 - باب تفسير سورة تنزيل [ السجدة ] (4/1793)
وقال مجاهد { مهين } / 8 / ضعيف نطفة الرجل . { ضللنا } / 10 / هلكنا
وقال ابن عباس { الجرز } / 27 / التي لا تمطر إلا مطرا لا يغني عنها شيئا . { يهد } / 26 / يبين
[ ش ( مهين ) ضعيف حقير . ( نطفة . . ) أي الماء المهين نطفة الرجل . ( ضللنا ) دفنا واختلطنا في ذرات التراب . ( الجرز ) الأرض اليابسة الغليظة التي لا نبات فيها أو التي جرز نباتها أي قطع ولا يقال للتي لاتنبت - كالسباخ - جرز ] (4/1793)
271 - باب قوله { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين } / 17 / (4/1793)
4501 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
: ( قال الله تبارك وتعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) . قال أبو هريرة اقرؤوا إن شئتم { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين } . وحدثنا سفيان حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال الله مثله قيل لسفيان رواية ؟ قال فأي شيء . قال أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح قرأ أبو هريرة قرات أعين
[ ش ( مثله ) أي مثل ما في الحديث . ( رواية ) تروي هذا رواية عن النبي صلى الله عليه و سلم أم تقوله عن اجتهاد منك . ( فأي شيء ) كان لولا الرواية . ( قرات ) جمع قرة وهي ما تقر به العين أي تسر برؤيته النفس . وهي قراءة غير متواترة ] (4/1794)
4502 - حدثني إسحاق بن نصر حدثنا أبو أسامة عن الأعمش حدثنا أبو صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم
: ( يقول الله تعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ذخرا بله ما أطلعتم عليه ) . ثم قرأ { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون }
[ ر 3072 ]
[ ش ( ذخرا ) جعلت ذلك مذخورا لهم أي مدخرا . ( بله ما أطلعتم عليه ) أي دعوا ما أطلعتم عليه من نعيم الجنة وعرفتموه من لذاتها فإنه سهل يسير في جانب ما ادخرته لكم ] (4/1794)
272 - باب تفسير سورة الأحزاب (4/1794)
وقال مجاهد { صياصيهم } / 26 / قصورهم
[ ش ( صياصيهم ) حصونهم ومعاقلهم جمع صيصية وهي ما يحصن به ] (4/1794)
273 - باب { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم } / 6 / (4/1794)
4503 - حدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن فليح حدثنا أبي عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( ما من مؤمن إلا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة اقرؤوا إن شئتم { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم } . فأيما مؤمن ترك مالا فليرثه عصبته من كانوا فإن ترك دينا أو ضياعا فليأتني وأنا مولاه )
[ ر 2176 ] (4/1795)
274 - باب { ادعوهم لآبائهم هو اقسط عند الله } / 5 / (4/1795)
4504 - حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد العزيز بن المختار حدثنا موسى ابن عقبة قال حدثني سالم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
: أن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم ما كنا ندعوه إلا زيد ابن محمد حتى نزل القرآن { ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله }
[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب فضائل زيد بن حارثة وأسامة ابن زيد رضي الله عنهما رقم 2425
( مولى ) أي كان مملوكا ثم أعتقه . ( ادعوهم لآبائهم ) انسبوهم للذين ولدوهم . ( أقسط ) أعدل / الأحزاب 5 / ] (4/1795)
275 - باب { فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا } / 23 / (4/1795)
نحبه عهده . { أقطارها } / 14 / جوانبها . { الفتنة لآتوها } / 14 / لأعطوها
[ ش ( قضى نحبه ) وفى بعهده وقتل على الوفاء به . ( ينتظر ) الشهادة . ( أقطارها ) جمع قطر وهو الناحية والجانب . ( الفتنة ) الشرك ] (4/1795)
4505 - حدثني محمد بن بشار حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثني أبي عن ثمامة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
: نرى هذه الآية نزلت في أنس بن النضر { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه }
[ ر 2651 ] (4/1795)
4506 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت أن زيد بن ثابت قال
: لما نسخنا الصحف في المصاحف فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرؤها لم أجدها مع أحد إلا مع خزيمة الأنصاري الذي جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم شهادته شهادة رجلين { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه }
[ ر 2652 ] (4/1795)
276 - باب قوله { يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا } / 28 / (4/1795)
وقال معمر التبرج أن تخرج محاسنها . { سنة الله } / 62 / استنها جعلها
[ ش ( الحياة الدنيا ) التوسع فيها . ( زينتها ) كثرة الأموال والحلي ونحو ذلك . ( أمتعكن ) أعطيكن شيئا من متاعها وهو المال ونحوه . ( أسرحكن ) أطلقكن . ( جميلا ) طلاقا لا إضرار فيه . ( التبرج ) يفسر ما ورد في قوله تعالى { ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } / الأحزاب 33 / . وكانت المرأة قبل الإسلام تظهر زينتها ومحاسنها أمام الرجال الأجانب فنهي المسلمات عن ذلك وخاصة زوجات الرسول صلى الله عليه و سلم . ( سنة الله ) عادته في خلقه وطريقة معاملته لهم ] (4/1795)
4507 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم أخبرته
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم جاءها حين أمر الله أن يخير أزواجه فبدأ بي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( إني ذاكر لك أمرا فلا عليك أن لا تستعجلي حتى تستأمري أبويك ) . وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه قالت ثم قال ( إن الله قال { يا أيها النبي قل لأزواجك } ) إلى تمام الآيتين فقلت له ففي أي هذا أستأمر أبوي ؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة
[ ر 4508 ]
[ ش أخرجه مسلم في الطلاق باب بيان أن تخيير امرأته لا يكون طلاقا إلا بالنية رقم 1475
( فلا عليك ) لا بأس عليك . ( تستأمري ) تستشيري . ( تمام الآيتين ) الأحزاب (4/1796)
28 - - 29 . وانظر البابين 276 ، 277 ] (4/1796)
277 - باب { وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما } / 29 / (4/1796)
وقال قتادة { واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة } / 34 / القرآن والسنة
[ ش ( الدار الآخرة ) أي الجنة وما فيها من نعيم ] (4/1796)
4508 - وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت
: لما أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بتخيير أزواجه بدأ بي فقال ( إني ذاكرا لك أمرا فلا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك ) . قالت وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه قالت ثم قال إن الله جل ثناؤه قال { يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها - إلى - أجرا عظيما } ) . قالت فقلت ففي أي هذا أستأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة . قالت ثم فعل أزواج النبي صلى اله عليه وسلم مثل ما فعلت
تابعه موسى بن أعين عن معمر عن الزهري قال أخبرني أبو سلمة . وقال عبد الرزاق وأبو سفيان المعمري عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة
[ ر 4507 ] (4/1796)
278 - باب { وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق (4/1796)
أن تخشاه } / 37 /
[ ش ( وتخفي في نفسك ما الله مبديه ) تضمر وتسر في نفسك ما سيظهره الله عز و جل وهو أن تتزوج زينب رضي الله عنها إن طلقها زيد رضي الله عنه . ( تخشى الناس ) أن يقولوا تزوج زوجة متبناه . ( أن تخشاه ) وحده دون أن تلتفت إلى غيره ] (4/1796)
4509 - حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا معلى بن منصور عن حماد ابن زيد حدثنا ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه
: أن هذه الآية { وتخفي في نفسك ما الله مبديه } . نزلت في شأن زينب بنت جحش وزيد بن حارثه
[ 6984 ، 6985 ، وانظر 4513 ] (4/1797)
279 - باب قوله { ترجئ من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك } / 51 / (4/1797)
قال ابن عباس { ترجىء } تؤخر { أرجئه } / الأعراف 111 / و / الشعراء 36 / أخره (4/1797)
4510 - حدثنا زكرياء بن يحيى حدثنا أبو أسامة قال هشام حدثنا عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
: كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه و سلم وأقول أتهب المرأة نفسها ؟ فلما أنزل الله تعالى { ترجىء من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك } . قلت ما أرى ربك إلا يسارع في هواك
[ 4823 ]
[ ش أخرجه مسلم في الرضاع باب جواز هبتها نوبتها لضرتها رقم 1464
( أغار ) المراد هنا أعيب وقد ورد بلفظ ( كانت تعير ) . ( وهبن أنفسهن ) عرضن أنفسهن على النبي صلى الله عليه و سلم أن يتزوجهن إذا رغب بدون مهر يطلبنه . وقيل من هؤلاء الواهبات خولة بنت حكيم وأم شريك وفاطمة بنت شريح وزينب بنت خزيمة وميمونة بنت الحارث وليلى بنت الحطيم رضي الله عنهن . ( ترجئ ) قرأ مدني وحمزة وعلي وخلف وحفص { ترجي } بلا همز وقرأ غيرهم بالهمز والمعنى واحد . ( تؤوي ) تضم . ( ابتغيت ) طلبت وأردت إصابتها فجامعتها . ( ممن عزلت ) أي ممن لم تقسم لهن . ( فلا جناح عليك ) فلا إثم عليك في إصابتها وقد أباح الله تعالى لك ترك القسم لهن . ( يسارع في هواك ) يحقق لك مرادك بلا تأخير ] (4/1797)
4511 - حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله أخبرنا عاصم الأحول عن معاذة عن عائشة رضي الله عنها
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يستأذن في يوم المرأة منا بعد أن أنزلت هذه الآية { ترجىء من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك } . فقلت لها ما كنت تقولين ؟ قالت كنت أقول له إن كان ذاك إلي فإني لا أريد يا رسول الله أن أوثر عليك أحدا . تابعه عباد بن عباد سمع عاصما
[ ش أخرجه مسلم في الطلاق باب بيان أن تخيير امرأته لا يكون طلاقا إلا بالنية رقم 1476
( إن كان ذاك إلي ) أي إن كان الاستئذان عائدا إلي أمره . ( لا أوثر ) عليك بإقامتك عندي . ( أحدا ) من النساء ] (4/1798)
280 - باب قوله { لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما } / 53 / (4/1798)
يقال إناه إدراكه أنى يأني أناة فهو آن
{ لعل الساعة تكون قريبا } / 63 / إذا وصفت صفة المؤنث قلت قريبة وإذا جعلته ظرفا وبدلا ولم ترد الصفة نزعت الهاء من المؤنث وكذلك لفظها في الواحد والاثنين والجميع للذكر والأنثى
[ ش ( ناظرين إناه ) منتظرين نضجه . ( طعمتم ) أكلتم الطعام . ( فانتشروا ) فاخرجوا وتفرقوا . ( مستأنسين ) طالبين الأنس . ( ذلكم ) انتظاركم واستئناسكم وإطالتكم الجلوس . ( فيستحيي منكم ) أن يقول لكم قوموا . ( لا يستحيي من الحق ) فلا يترك تأديبكم وتعليمكم . ( سألتموهن ) أي سألتم نساء النبي صلى الله عليه و سلم . ( متاعا ) حاجة ما . ( حجاب ) ستر . ( أطهر ) من الخواطر المريبة ] (4/1798)
4512 - حدثنا مسدد عن يحيى عن حميد عن أنس قال قال عمر
رضي الله عنه
: قلت يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فأنزل الله آية الحجاب
[ ر 393 ] (4/1799)
4513 - حدثنا محمد بن عبد الله الرقاشي حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت أبي يقول حدثنا أبو مجلز عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
: لما تزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم زينب بنت جحش دعا القوم فطعموا ثم جلسوا يتحدثون وإذا هو كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا فلما رأى ذلك قام فلما قام قام من قام وقعد ثلاثة نفر فجاء النبي صلى الله عليه و سلم ليدخل فإذا القوم جلوس ثم إنهم قاموا فانطلقت فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه و سلم أنهم قد انطلقوا فجاء حتى دخل فذهبت أدخل فألقى الحجاب بيني وبينه فأنزل الله { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي } . الآية
[ ش أخرجه مسلم في النكاح باب زواج زينب بنت جحش ونزول الحجاب... . رقم 1428
( فطعموا ) أكلوا . ( نفر ) هو هنا الفرد من الرجال ويقال لجماعة الرجال من ثلاثة إلى عشرة . ( فألقى الحجاب ) حجبني عن زوجاته ومنعني من الدخول عليهن ] (4/1799)
4514 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عنأيوب عن أبي قلابة قال أنس بن مالك
: أنا أعلم الناس بهذه الآية آية الحجاب لما أهديت زينب بنت جحش رضي الله عنها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم كانت معه في البيت صنع طعاما ودعا القوم فقعدوا يتحدثون فجعل النبي صلى الله عليه و سلم يخرج ثم يرجع وهم قعود يتحدثون فأنزل الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه - إلى قوله - من وراء الحجاب } . فضرب الحجاب وقام القوم
[ ش ( أهديت ) زينب ومشطت وبعث بها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ] (4/1799)
4515 - حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس رضي الله عنه قال
: بني على النبي صلى الله عليه و سلم بزينب بنت جحش بخبز ولحم فأرسلت على الطعام داعيا فيجيء قوم فيأكلون ويخرجون ثم يجيء قوم فيأكلون ويخرجون فدعوت حتى ما أجد أحدا أدعوا فقلت يا نبي الله ما أجد أحدا أدعوه قال ( ارفعوا طعامكم ) وبقي ثلاثة رهط يتحدثون في البيت فخرج النبي صلى الله عليه و سلم فانطلق إلى حجرة عائشة فقال
( السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله ) . فقالت وعليك السلام ورحمة الله كيف وجدت أهلك بارك الله لك . فتقرى حجر نسائه كلهن يقول لهن كما يقول لعائشة ويقلن له كما قالت عائشة ثم رجع النبي صلى الله عليه و سلم فإذا ثلاثة من رهط في البيت يتحدثون وكان النبي صلى الله عليه و سلم شديد الحياء فخرج منطلقا نحو حجرة عائشة فما أدري آخبرته أو أخبر أن القوم خرجوا فرجع حتى إذا وضع رجله في أسفكة الباب داخلة وأخرى خارجة أرخى الستر بيني وبينه وأنزلت آية الحجاب
[ ش ( بني ) من البناء وهو الدخول في الزوجة . ( رهط ) مثل كلمة نفر تقال للفرد من الرجال ولجماعتهم دون العشرة . ( فتقرى ) تتبعها واحدة واحدة . ( أسفكة ) العتبة التي يوطأ عليها ] (4/1799)
4516 - حدثنا إسحق بن منصور أخبرنا عبد الله بن بكر السهمي حدثنا حميد عن أنس رضي الله عنه قال
: أولم رسول الله صلى الله عليه و سلم حين بنى بزينب بنت جحش فأشبع الناس خبزا ولحما ثم خرج إلى حجر أمهات المؤمنين كما كان يصنع صبيحة بنائه فيسلم عليهن ويسلمن عليه ويدعو لهن ويدعون له فلما رجع إلى بيته رأى رجلين جرى بهما الحديث فلما رآهما رجع عن بيته فلما رأى الرجلان نبي الله صلى الله عليه و سلم رجع عن بيته
وثبا مسرعين فما أدري أنا أخبرته بخروجهما أم أخبر فرجع حتى دخل البيت وأرخى الستر بيني وبينه وأنزلت آية الحجاب
وقال ابن أبي مريم أخبرنا يحيى حدثني حميد سمع أنسا عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ 4859 ، 4868 ، 4871 ، 4873 ، 4875 ، 4876 ، 5149 ، 5884 ، 5885 ، 5916 ، وانظر 4509 ]
[ ش ( جرى بهما الحديث ) استمر ] (4/1800)
4517 - حدثني زكرياء بن يحيى حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
: خرجت سودة بعد ما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها فرآها عمر بن الخطاب فقال ياسودة أما والله ما تخفين علينا فانظري كيف تخرجين . قالت فانكفأت راجعة ورسول الله صلى الله عليه و سلم في بيتي وإنه ليتعشى وفي يده عرق فدخلت فقالت يا رسول الله إني خرجت لبعض حاجتي فقال لي عمر كذا وكذا قالت فأوحى الله إليه ثم رفع عنه وإن العرق في يده ما وضعه فقال ( إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن )
[ ر 146 ]
[ ش أخرجه مسلم في السلام باب إباحة الخروج للنساء لقضاء حاجة الإنسان رقم 2170
( ضرب ) فرض . ( فانكفأت ) ملت ورجعت . ( عرق ) هو العظم الذي أخذ عنه أكثر اللحم ] (4/1800)
281 - باب قوله { إن تبدوا شيئا أو تخفوه فإن الله كان بكل شيء عليما . لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخواتهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت أيمانهن واتقين الله إن الله كان على كل شيء شهيدا } / 54 ، 55 / (4/1800)
[ ش ( تبدوا ) تظهروا على ألسنتكم . ( شيئا ) من رغبتكم في نكاح أزواج النبي صلى الله عليه و سلم بعده . ( تخفوه ) في نفوسكم فالله تعالى يعلمه ويحاسبكم عليه . ( لا جناح عليهن ) لا إثم ولا حرج أن يكلم أزواج النبي صلى الله
عليه وسلم هؤلاء المذكورون ويروهن بدون حجاب . ( نسائهن ) النساء المسلمات . ( ما ملكت أيمانهن ) من الإماء والعبيد ] (4/1800)
4518 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثني عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها قالت
: استأذن علي أفلح أخو أبي القعيس بعد ما أنزل الحجاب فقلت لا آذن له حتى أستأذن فيه النبي صلى الله عليه و سلم فإن أخاه أبا القعيس ليس هو أرضعني ولكن أرضعتني امرأة أبي القعيس فدخل علي النبي صلى الله عليه و سلم فقلت له يا رسول الله إن أفلح أخا القعيس استأذن فأبيت أن آذن له حتى استأذنك فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( وما منعك أن تأذني عمك ) . قلت يا رسول الله إن الرجل ليس هو أرضعني ولكن أرضعتني امرأة أبي القعيس فقال ( ائذني له فإنه عمك تربت يمينك )
قال عروة فلذلك كانت عائشة تقول حرموا من الرضاعة ما تحرمون من النسب
[ ر 2501 ]
[ ش أخرجه مسلم في الرضاع باب تحريم الرضاعة من ماء الفحل رقم 1445
( تربت يمينك ) كلمة تقولها العرب وتريد بها الدعاء لا حقيقة معناها . وأصل معناها لصقت يدك بالتراب أي افتقرت ] (4/1801)
282 - باب (4/1801)
{ إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما } / 56 /
قال أبو العالية صلاة الله عليه عند الملائكة وصلاة الملائكة الدعاء
وقال ابن عباس يصلون يبركون . { لنغرينك } / 60 / لنسلطنك
[ ش ( يبركون ) يدعون بالبركة ] (4/1801)
4519 - حدثني سعيد بن يحيى حدثنا أبي حدثنا مسعر عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قيل
: يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف الصلاة ؟ قال ( قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد )
[ ر 3190 ] (4/1802)
4520 - حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني ابن الهاد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري قال
: قلنا يا رسول الله هذا التسليم فكيف نصلي عليك ؟ قال ( قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم )
قال أبو صالح عن الليث ( على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم )
حدثنا إبراهيم بن حمزة حدثنا ابن أبي حازم والدراوردي عن يزيد وقال ( كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم )
[ 5997 ] (4/1802)
283 - باب قوله { لا تكونوا كالذين آذوا مويى } / 69 / (4/1802)
4521 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا روح بن عبادة حدثنا عوف عن الحسن ومحمد وخلاس عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
: ( إن موسى كان رجلا حييا وذلك قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها } )
[ ر 274 ] (4/1802)
284 - باب تفسير سورة سبأ (4/1802)
يقال { معاجزين } / 5 ، 38 / مسابقين . { بمعجزين } / الأنعام 134 / بفائتين . { سبقوا } / الأنفال 59 / فاتوا . { لا يعجزون } / الأنفال 59 / لا يفوتون . { يسبقونا } / العنكبوت 4 / يعجزونا ومعنى { معاجزين } مغالبين يريد كل واحد منهما أن يظهر عجز صاحبه . { معاشر } / 45 / عشر . الأكل الثمر . { باعد } / 19 / وبعد واحد
وقال مجاهد { لا يعزب } / 3 / لا يغيب . { العرم } / 16 / السد ماء أحمر أرسله الله في السد فشقه وهدمه وحفر الوادي فارتفعت على الجنتين وغاب عنهما الماء فيبستا ولم يكن الماء الأحمر من السد ولكن كان عذابا أرسله الله عليهم من حيث شاء
وقال عمرو بن شرحبيل { العرم } المسناة بلحن أهل اليمن
وقال غيره العرم الوادي . السابغات الدروع
وقال مجاهد { يجازى } / 17 / يعاقب . { أعظكم بواحدة } / 46 / بطاعة الله . { مثنى وفرادى } / 46 / واحد واثنين . { التناوش } / 52 / الرد من الآخرة إلى الدنيا . { وبين ما يشتهون } / 54 / من مال أو ولد أو زهرة . { بأشياعهم } / 54 / بأمثالهم
وقال ابن عباس { كالجواب } / 13 / كالجوبة من الأرض . الخمط الأرك . والأثل الطرفاء . { العرم } الشديد
[ ش ( معاجزين ) ظانين التعجيز وهذه قراءة الأكثرين وقرأ ابن كثير وأبو عمرو { معجزين } بدون مد بعد العين وبتشديد الجيم ومعناها واحد . ( الأكل ) يشير إلى قوله تعالى { وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل } / سبأ 16 / . ( جنتين ) بستانين . ( أكل ) هو الثمر وكل ما يؤكل وقرأ نافع ومكي بتسكين الكاف . ( خمط ) كل نبت ذي طعم مر وقيل شجر الشوك . ( أثل ) شجر طويل مستقيم يعمر جيد الخشب كثير الأغصان دقيق الورق . ( سدر ) نوع من الشجر ينتفع بورقه في الغسل . ( العرم ) السيل الشديد الذي لا يطاق أو السد يعترض دون الوادي أو اسم واد بعينه . ( فارتفعت ) المياه . ( المسناة ) ما يبنى في عرض الوادي ليرتفع السيل ويفيض على الأرض . ( بلحن ) بلغة . ( غيره ) وهو قول عطاء . ( السابغات ) يشير إلى قوله تعالى { وألنا له الحديد . أن اعمل سابغات } / سبأ 10 ، 11 / جمع سابغة وهي الدرع التي تغطي المقاتل غطاء وافيا والدرع القميص من حديد أو غيره . ( يجازي ) بالياء وفي قراءة { نجازي ) بالنون . ( أعظكم بواحدة ) آمركم بخصلة واحدة . ( زهرة ) زينة الحياة الدنيا ونضارتها وحسنها . ( كالجواب ) جمع جابية وهي الحوض الكبير الذي يجمع فيه الماء . ( كالجوبة ) الحفرة المستديرة الواسعة . ( الأراك ) الشجر الذي تستعمل عيدانه مساويك جمع مسواك وهو ما يدلك بطرفه الأسنان بعد دقه وتليينه . ( الطرفاء ) نوع من الشجر له صفات الأثل السابقة ] (4/1802)
285 - باب (4/1802)
{ حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير } / 23 / (4/1802)
4522 - حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو قال سمعت عكرمة يقول سمعت أبا هريرة يقول إن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال
: ( إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان فإذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم ؟ قالوا للذي قال الحق وهو العلي الكبير فيسمعها مسترق السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض - ووصف سفيان بكفه فحرفها وبدد بين أصابعه - فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن فربما أدرك الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة فيقال أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمع من السماء )
[ ر 4424 ] (4/1804)
286 - باب قوله { إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد } / 46 / (4/1804)
[ ش ( إن هو . . ) ما محمد - صلى الله عليه و سلم - إلا منذر ومحذر ومخوف قدام عذاب شديد سيكون يوم القيامة ] (4/1804)
4523 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا محمد بن حازم حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: صعد النبي صلى الله عليه و سلم الصفا ذات يوم فقال ( يا صباحاه ) . فاجتمعت إليه قريش قالوا ما لك ؟ قال ( أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو يصبحكم أو يمسيكم أما كنتم تصدقونني ) . قالوا بلى قال ( فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ) فقال أبو لهب تبا لك ألهذا جمعتنا ؟ فأنزل الله { تبت يدا أبي لهب }
[ ر 1330 ]
[ ش ( يا صباحاه ) كلمة تقال للإشعار بإغارة العدو لأن الغالب في الإغارة أن تكون وقت الصباح كما يقولها من أصابه شيء مكروه للاستغاثة ] (4/1804)
287 - باب تفسير سورة الملائكة . [ فاطر ] (4/1804)
قال مجاهد القطمير لفافة النواة . { مثقلة } / 18 / مثقلة
وقال غيره { الحرور } / 21 / بالنهار مع الشمس وقال ابن عباس الحرور بالليل والسموم بالنهار . { وغرابيب } / 27 / أشد سواد الغربيب الشديد السواد
[ ش ( لفافة . . ) أي القشرة الرقيقة الملتفة على النواة والقطمير يضرب مثلا للتافه القليل القيمة وهو يشير إلى قوله تعالى { والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير } / فاطر 13 / أي إن الأصنام التي تعبدونها من دون الله تعالى لا تملك شيئا من هذا الكون فكيف تدعونها وتتوجهون إليها ؟ ( مثقلة ) أي نفس مثقلة بالذنوب كثيرة الآثام . ( بالنهار ) أي الحرور هي الريح الحارة في النهار مع الشمس وفسرها ابن عباس رضي الله عنهما بالريح الحارة في الليل كما فسر السموم بالريح الحارة في النهار وسميت السموم بذلك لأنها تنفذ في مسام الجسم أو لأنها تؤثر فيه تأثير السم ولفظ السموم وارد في قوله تعالى { والجان خلقناه من قبل من نار السموم } / الحجر 27 / . وفي قوله تعالى { فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم } / الطور 27 / . وفي قوله تعالى { سموم وحميم } / الواقعة 42 / . والمراد بها في الآيتين الأخيرتين جهنم والحميم هو الماء الشديد الحرارة . ( غرابيب ) جمع غربيب يقال ذلك لشديد السواد تشبيها له بالغراب وهو الطائر الأسود ] (4/1804)
288 - باب تفسير سورة يس (4/1804)
وقال مجاهد { فعززنا } / 14 / شددنا . { يا حسرة على العباد } / 30 / كان حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل . { أن تدرك القمر } / 40 / لا يستر ضوء أحدهما ضوء الآخر ولا ينبغي لهما ذلك . { سابق النهار } / 40 / يتطالبان حثيثين . { نسلخ } / 37 / نخرج أحدهما من الآخر ويجري كل واحد منهما . { من مثله } / 42 / من الأنعام . { فكهون } / 55 / معجبون . { جند محضرون } / 75 / عند الحساب . ويذكر عن عكرمة { المشحون } / 41 / الموقر . وقال ابن عباس { طائركم } / 19 / مصائبكم . { ينسلون } / 51 / يخرجون . { مرقدنا } / 52 / مخرجنا . { أحصيناه } / 12 / حفظناه . { مكانتهم } / 67 / ومكانهم واحد
[ ش ( فعززنا ) من التعزيز قوينا وقرأ أبو بكر { فعززنا } أي فغلبنا وقهرنا من عزه يعزه إذا غلبه وقهره . ( يا حسرة . . ) الحسرة شدة الندم والمعنى أنهم يستحقون أن يتحسر عليهم لما أصابهم بسبب كفرهم . ( أن تدرك . . ) أي لا يجتمع ضوؤهما في وقت واحد بحيث يداخل أحدهما الآخر ويطمس نوره بل نور الشمس يسطع في النهار ونور القمر سلطانه في الليل . أو المعنى لا يدخل النهار على الليل قبل انقضائه ولا الليل على النهار . ( يتطالبان . . ) يتعاقبان بانتظام وبحساب معلوم وبدأب واستمرار إلى يوم القيامة . ( نسلخ ) ننزع عنه ضياء النهار نزع القميص الأبيض عن البدن الأسود . ( مثله ) أي مثل الفلك المذكور في قوله تعالى { وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون } أي لهم برهان ودليل على قدرة الخالق سبحانه ووحدانيته في تسيير السفن في البحار تنقلهم من مكان إلى مكان هم وأولادهم ومن يهتمون بأمرهم وهي ممتلئة بأمتعتهم وبضائعهم تطفو على وجه الماء وتتوجه بتأثير الرياح . ( الأنعام ) المراد بها هنا الإبل فإنها سفن البر . ( فكهون ) هذه قراءة يزيد والقراءة المشهورة { فاكهون } كما جاء في روايات أخرى للبخاري رحمه الله تعالى جمع فكه أو فاكه والمعنى واحد أي متنعمون متلذذون معجبون بما هم فيه . ( جند . . ) أي إن الأصنام تكون مهيأة ومعدة يوم القيامة كالجند ليعذب بها من عبدها في الدنيا والجميع حاضرون عند الحساب لا يستطيع أن يدفع أحد منهم عن أحد . أو المراد أن الكفار يقومون على خدمة الأصنام في الدنيا والدفاع عنها وهي لا تستطيع أن تدفع عنهم شيئا يوم القيامة . ( الموقر ) المملوء بالبضائع والأمتعة ونحوها . ( طائركم ) شؤمكم وسببه وهو معصيتكم وتكذيبكم . ( مرقدنا ) مضجعنا . ( أحصيناه ) علمناه وعددناه وثبتناه . ( مكانتهم ) منازلهم ومساكنهم التي عصوا الله تعالى فيها ] (4/1804)
289 - باب { والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم } / 38 / (4/1804)
4524 - حدثنا أبو نعيم حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضي الله عنه قال
: كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في المسجد عند غروب الشمس فقال ( يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس ) . قلت الله ورسوله أعلم قال ( فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فذلك قوله تعالى { والشمس تجري لمستقر لها ذلك لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم } ) (4/1806)
4525 - حدثنا الحميدي حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال
: سألت النبي صلى الله عليه و سلم عن قوله تعالى { والشمس تجري لمستقر لها } . قال ( مستقرها تحت العرش )
[ ر 3027 ] (4/1806)
290 - باب تفسير سورة الصافات (4/1806)
وقال مجاهد { ويقذفون بالغيب من مكان بعيد } / سبأ 53 / من كل مكان . { ويقذفون من كل جانب } / 8 / يرمون . { واصب } / 9 / دائم . { لازب } / 11 / لازم . { تأتوننا عن اليمين } / 28 / يعني الحق الكفار تقوله للشيطان . { غول } / 47 / وجع بطن . { ينزفون } / 47 / لا تذهب عقولهم . { قرين } / 51 / شيطان . { يهرعون } / 70 / كهيئة الهرولة . { يزفون } / 94 / النسلان في المشي . { وبين الجنة نسبا } / 158 / قال كفار قريش الملائكة بنات الله وأمهاتهم بنات سروات الجن . وقال الله تعالى { ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون } / 158 / ستحضر للحساب
وقال ابن عباس { لنحن الصافون } / 165 / الملائكة . { صراط الجحيم } / 23 / { سواء الجحيم } / 55 / ووسط الجحيم . { لشوبا } / 67 / يخلط طعامهم ويساط بالحميم . { مدحورا } / الأعراف 18 / مطرودا . { بيض مكنون } / 49 / اللؤلؤ المكنون . { وتركنا عليه في الآخرين } / 78 ، 108 ، 129 / يذكر بخير . { يستسخرون } / 14 / يسخرون . { بعلا } / 125 / ربا
[ ش ( ويقذفون . . ) يتكلمون عما لا يعلمونه وما غاب عنهم غير مستندين إلى دليل والقذف الرمي ويستعمل في الأمور المادية والمعنوية . ( لازم ) أي
يلزم اليد ونحوها ويلصق بها . ( تأتوننا... ) فسر اليمين بالحق والمعنى أن الكفار تقول للشياطين يوم القيامة إنكم كنتم تأتوننا من جهة الحق فتلبسونه علينا وتخلطونه لنا بالباطل . ( غول ) هو ما في خمر الدنيا مما يسبب فسادا في العقل والجسم ويترتب عليه العقاب والإثم من غاله يغوله غولا إذا أهلكه وأفسده . ( ينزفون ) بكسر الزاي أنزف الرجل إذا ذهب عقله من السكر . وهذه قراءة حمزة والكسائي . وقرأ غيرهما { ينزفون } بضم أوله وفتح الزاي من نزف الرجل بمعنى سكر وذهب عقله . وقيل معناها لا ينفد شرابهم . ( قرين ) ملازم لي ومصاحب . ( يهرعون ) يسرعون والمراد هنا بيان شدة تمسكهم بما كان عليه آباؤهم من الضلال . ( النسلان ) الإسراع في المشي مع تقارب الخطى وقيل يزفون يسعون ويسرعون من الزفيف وهو الإسراع . ( الجنة ) أي الملائكة وسموهم جنة لاجتنانهم أي خفائهم عن الأبصار . ( سروات ) خواص جمع سراة وسراة جمع سري وهو السيد الشريف والرئيس . ( نسبا ) صلة وقرابة . ( إنهم ) أي إن الكفار الذين أشركوا وقالوا هذا القول . ( لمحضرون ) في العذاب . ( الصافون ) نصف أقدامنا لعبادة الله تعالى أو نصف حول العرش ندعو للمؤمنين . ( صراط الجحيم ) طريق النار . ( يساط ) يخلط بعضه ببعض . ( الحميم ) الماء الحار . ( مدحورا ) من دحره يدحره دحرا ودحورا إذا طرده ودفعه وأبعده واللفظ وارد أيضا في الإسراء 18 ، 39 . والوارد في هذه السورة لفظ المصدر في قوله تعالى { دحورا ولهم عذاب واصب } / 9 / وهو في معنى اسم المفعول أي مدحورين . ( بيض . . ) هو تشبيه لهن من حيث الصفاء واللين والصيانة مكنون مستور أو مصون وكل شيء أضمرته أو أخفيته فقد أكننته . وقيل المراد التشبيه ببيض النعام والعرب تشبه المرأة به لأن النعامة تكنه - أي تستره - بريشها فيكون لونه أبيض مشوبا بصفرة وهو لون محبب في النساء . ( بعلا ) اسم لصنم كان يعبده قوم إلياس عليه السلام وقيل البعل الرب بلغة أهل اليمن ] (4/1806)
291 - باب { وإن يونس لمن المرسلين } / 139 / (4/1806)
4526 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
: ( ما ينبغي لأحد أن يكون خيرا من يونس بن متى )
[ ر 3231 ] (4/1808)
4527 - حدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن فليح قال حدثني أبي عن هلال بن علي من بني عامر بن لؤي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( من قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب )
[ ر 3234 ]
[ ش ( فقد كذب ) أخبر بخلاف الحقيقة والمراد أن الأنبياء عليهم السلام من حيث كونهم أنبياء فهم في منزلة واحدة من الخيرية ] (4/1808)
292 - باب تفسير سورة ص (4/1808)
4528 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن العوام قال
: سألت مجاهدا عن السجدة في ص قال سئل ابن عباس فقال { أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده } . وكان ابن عباس يسجد فيها (4/1808)
4529 - حدثني محمد بن عبد الله حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي عن العوام قال
: سألت مجاهدا عن سجدة ص فقال سألت ابن عباس من أين سجدت ؟ فقال أو ما تقرأ { ومن ذريته داود وسليمان } . { أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده } . فكان داود ممن أمر نبيكم صلى الله عليه و سلم أن يقتدي به فسجدها داود عليه السلام فسجدها رسول الله صلى الله عليه و سلم
[ ر 3240 ]
{ عجاب } / 5 / عجيب . القط الصحيفة هو ها هنا صحيفة الحسنات
وقال مجاهد { في عزة } / 2 / معازين . { الملة الآخرة } / 7 / ملة قريش . الاختلاق الكذب . { الأسباب } / 10 / طرق السماء في أبوابها . { جند ما هنالك مهزوم } / 11 / يعني قريشا . { أولئك الأحزاب } / 13 / القرون الماضية . { فواق } / 15 / رجوع . { قطنا } / 16 / عذابنا . { اتخذناهم سخريا } / 63 / أحطنا بهم . { أتراب } / 52 / أمثال
وقال ابن عباس { الأيد } / 17 / القوة في العبادة . { الأبصار } / 45 / البصر في أمرالله . { حب الغير عن ذكر ربي } / 32 / من ذكر . { طفق مسحا } / 33 / يمسح أعراف الخيل وعراقيبها . { الأصفاد } / 38 / الوثاق
[ ش ( القط ) يشير إلى قوله تعالى { وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب } / ص 16 / . ( وقالوا ) أي المشركون . ( قطنا ) قيل حظنا من الجنة ويكون قولهم هذا استهزاء وقيل نصيبنا من العذاب ويكون قولهم هذا عنادا . وقيل القط الكتاب ويطلق على الصحيفة لأنها جزء منه وقالوا هذا الكلام استهزاء لما نزل قوله تعالى { فأما من أوتي كتابه بيمينه } / الحاقة 19 / و { وأما من أوتي كتابه بشماله } / الحاقة 25 / . أي عجل لنا كتابنا في الدنيا . وأصل القط القسط من الشيء لأنه قطعة منه مأخوذ من القط وهو القطع . ( الحسنات ) في رواية ( الحساب ) . ( عزة ) حمية وجاهلية وتكبر عن الحق . ( معازين ) مغالبين . ( الملة ) الدين وقيل المراد النصرانية لأنها آخر الملل قبل بعثة محمد صلى الله عليه و سلم . ( الاختلاق ) يشير إلى قوله تعالى على لسان المشركين { إن هذا إلا اختلاق } / ص 7 / . ( جند . . ) أي إن الذين كفروا وعاندوا من جند الباطل كقريش وغيرها سيهزمون في المعارك الفاصلة بين الكفر والإيمان . ( الأحزاب ) الذين تحزبوا واجتمعوا على قتال الأنبياء ورد دعواتهم وإيذاء أتباعهم . ( القرون ) الأجيال والأمم . ( رجوع ) أي إلى الدنيا . ( اتخذناهم ) قرأ بهمزة الوصل عراقي غير عاصم . وقرأ غيرهم بهمزة القطع على الاستفهام . ( أحطنا بهم ) نهزأ بهم ونسخر منهم . ( أتراب ) متماثلات في السن جمع ترب . ( حب الخير . . ) شغلني حب المال والنظر إليه - ومنه الخيل - عن الصلاة في أول وقتها . ( طفق . . ) شرع يقطع أعناق الخيل وسوقها ويذبحها تقربا إلى الله عز و جل وأعراف جمع عرف وهو شعر عنق الفرس وعراقيب جمع عرقوب وهو عصب يكون خلف الكعبين والمراد به هنا الساق . ( الأصفاد ) جمع صفد وهو القيد ومثله الوثاق وهو ما يشد به من حبل وغيره ] (4/1808)
293 - باب قوله { هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب } / 35 / (4/1808)
4530 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا روح ومحمد بن جعفر عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( إن عفريتا من الجن تفلت علي البارحة أو كلمة نحوها ليقطع علي الصلاة فأمكنني الله منه وأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم فذكرت قول أخي سليمان { رب اغفر لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي } ) . قال روح فرده خاسئا
[ ر 449 ] (4/1809)
294 - باب قوله { وما أنا من المتكلفين } / 76 / (4/1809)
[ ش ( المتكلفين ) المتقولين للقرآن من تلقاء نفسي أو الذين يتصنعون وينتحلون ما ليس فيهم ] (4/1809)
4531 - حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال
: دخلنا على عبد الله بن مسعود قال يا أيها الناس من علم شيئا فليقل به ومن لم يعلم فليقل الله أعلم فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم قال الله عز و جل لنبيه صلى الله عليه و سلم { قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين } . وسأحدثكم عن الدخان إن رسول الله صلى الله عليه و سلم دعا قريشا إلى الإسلام فأبطؤوا عليه فقال ( اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف ) . فأخذتهم سنة فحصت كل شيء حتى أكلوا الميتة والجلود حتى جعل الرجل يرى بينه وبين السماء دخانا من الجوع . قال الله عز و جل { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين . يغشى الناس هذا عذاب أليم } . قال فدعوا { ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون
أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين . ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون . إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون } . أفيكشف العذاب يوم القيامة ؟ قال فكشف ثم عادوا في كفرهم فأخذهم الله يوم بدر قال الله تعالى { يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون }
[ ر 962 ]
[ ش ( يغشى الناس ) يغيظهم ويعمهم . ( أنى لهم الذكرى ) من أين لهم أن ينفعهم الإيمان عند نزول العذاب . ( مبين ) بين الرسالة والدعوة يحذرهم من العذاب / الدخان 10 ، 16 / ] (4/1809)
295 - باب تفسير سورة الزمر (4/1809)
وقال مجاهد { أفمن يتقي بوجهه } / 24 / يجر على وجهه في النار وهو قوله تعالى { أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي يوم القيامة } / فصلت 40 / . { ذي عوج } / 28 / لبس . { ورجلا سلما لرجل } / 29 / مثل لآلهتهم الباطل والإله الحق . { ويخوفونك بالذين من دونه } / 36 / بالأوثان . خولنا أعطينا . { والذي جاء بالصدق } القرآن { وصدق به } / 33 / المؤمن يجيء يوم القيامة يقول هذا الذي أعطيتني عملت بما فيه . { متشاكسون } / 29 / الشكس العسر لا يرضى بالإنصاف . { ورجلا سلما } / 29 / ويقال سالما صالحا . { اشمأزت } / 45 / نفرت . { بمفازتهم } / 61 / من الفوز . { حافين } / 75 / أطافوا به مطيفين بحفافيه بجوانبه . { متشابها } / 23 / ليس من الاشتباه ولكن يشبه بعضه بعضا في التصديق
[ ش ( يتقي بوجهه ) يجعل وجهه وقاية للعذاب وحاجزا عنه . ( وهو قوله ) أي مثل قوله تعالى . . ( سلما ) وقرئ { سلما } و { سالما } . ( مثل . . ) أي مثل ضربه الله تعالى للكافر الذي يعبد آلهة شتى فهو مشتت تتقاذفه جهات متعددة يسعى لكسب رضاها وهي مختلفة الأهواء والمؤمن الذي لا يعبد إلا الله عز و جل فهو مستقيم الوجهة يسعى لهدف واحد مطمئن النفس مرتاح البال . ولقد عبر القرآن عن هذا أروع تعبير إذ قال { ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا } [ رجلا مملوكا . متشاكسون مختلفون متشاحون سيئة أخلاقهم . سلما خالصا ] فكما أن العبد المملوك لهذا العديد من النوع من المالكين يكون قلقا متعبا فكذلك الكافر والمشرك الذي يعبد غير الله تعالى وكما أن العبد الخاص بمالك واحد يكون مرتاحا ناعم البال فكذلك المؤمن الذي يخلص وجهه لله عز و جل . ( ويخوفونك . . ) يخوفك المشركون أن تصيبك أصنامهم بسوء إذا لم تكف عن عيبها وذمها وهذا عنوان ضلالتهم وجهلهم إذ لم يدركوا أنها لا تملك ضرا ولا نفعا بل الله تعالى هو القاهر فوق عباده وهو يحميك من كل أذى وسوء ( خولنا ) يشير إلى قوله تعالى { فإذا مس الإنسان الضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم } / الزمر 49 / أي إن من خلق هذا الإنسان أن يضرع إلى الله تعالى عند الشدائد ويتوجه إليه دون سواه فإذا كشفنا عنه المصيبة وأجبنا دعاءه وبدلنا النقمة عليه نعمة إذا به ينكر فضل الله تبارك وتعالى ويدعي أن ما هو فيه من نعمة حصله بجهده وناله باستحقاق لأنه أهل له . ( مطيفين ) من الإطافة وهي الدوران . ( الاشتباه ) الالتباس والاختلاط . ( في التصديق ) أي في تفسير بعضه بعضا ] (4/1809)
296 - باب { يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم } / 53 / (4/1809)
4532 - حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف أن ابن جريج أخبرهم قال
يعلى إن سعيد بن جبير أخبره عن ابن عباس رضي الله عنهما
: أن أناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا وزنوا وأكثروا فأتوا محمحدا صلى الله عليه و سلم فقالوا إن الذين تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة فنزل { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون } . ونزل { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله }
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب كون الإسلام يهدم ما قبله . رقم 122
( لما عملنا ) في الجاهلية من آثام . ( كفارة ) ما يمحوه ويغطيه . ( يدعون ) يعبدون . ( إلها ) معبودا يجعلونه كالإله في التقدير والتعظيم / الفرقان 68 - 70 / . وتتمتها { ومن يفعل ذلك يلق أثاما . يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا . إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما } . ( أثاما ) عقوبة جزاء إثمه أي ذنبه . ( مهانا ) ذليلا . ( يبدل الله . . ) يوفقهم للعمل الصالح فتنقلب أعمالهم من سوء إلى حسن ويمحو الله تعالى ما سبق من زلاتهم بسبب استقامتهم . ( أسرفوا على أنفسهم ) جنوا عليها بتجاوزهم الحد وارتكابهم المعاصي والإفراط فيها . ( لا تقنطوا ) لا تيأسوا / الزمر 53 / ] (4/1811)
297 - باب { وما قدروا الله حق قدره } / 67 / (4/1811)
4533 - حدثنا آدم حدثنا شيبان عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه قال
: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا محمد إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلائق على إصبع فيقول أنا الملك فضحك النبي صلى الله عليه و سلم حتى بدت
نواجذه تصديقا لقول الحبر ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم { وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون }
[ 6978 ، 6979 ، 7013 ، 7075 ]
[ ش أخرجه مسلم في صفات المنافقين وأحكامهم كتاب صفة القيامة والجنة والنار رقم 2786
( حبر ) عالم من علماء اليهود . ( نجد ) في التوراة . ( إصبع ) الله تعالى أعلم بها وبذلك الجعل . ( الثرى ) التراب المندى . ( نواجذه ) الأسنان التي تظهر عند الضحك وهي الأنياب . ( تصديقا ) موافقة . ( ما قدروا الله حق قدره ) ما عرفوه حق معرفته وما عظموه التعظيم اللائق به من التزام أمره واجتناب نهيه وعبادته وحده دون أن يشركوا به . ( قبضته ) مقبوضة له في ملكه وتحت تصرفه لا ينازعه فيها أحد . ( مطويات ) مجموعات . ( بيمينه ) بقدرته تعالى أو هي يمين له تعالى هو أعلم بها . ( سبحانه ) تنزيها له وتقديسا . ( تعالى ) ترفع وتعاظم / الزمر 67 / ] (4/1812)
298 - باب قوله { والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه } / 67 / (4/1812)
[ ش لمعرفة معاني الآية وحديث الباب انظر الحديث السابق ] (4/1812)
4534 - حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عبد الرحمن ابن خالد بن مسافر عن ابن شهاب عن أبي سلمة أن أبا هريرة قال
: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( يقبض الله الأرض ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض )
[ 6154 ، 6947 ]
[ ش أخرجه مسلم في صفات المنافقين وأحكامهم كتاب صفة القيامة والجنة والنار رقم 2787 ] (4/1812)
299 - باب { ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون } / 68 / (4/1812)
[ ش ( الصور ) البوق . ( فصعق ) فمات . ( من شاء الله ) تعالى أن لا يموتوا بهذه النفخة وفي بيان هؤلاء الذين استثناهم الله تعالى أقوال والله تعالى أعلم بمن استثنى . ( هم ) جميع المخلوقات الذين ماتوا . ( قيام ) من قبورهم ] (4/1812)
4535 - حدثني الحسن حدثنا إسماعيل بن خليل أخبرنا عبد الرحيم عن زكرياء ابن أبي زائدة عن عامر عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( إني أول من يرفع رأسه بعد النفخة الآخرة فإذا أنا بموسى متعلق بالعرش فلا أدري أكذلك كان أم بعد النفخة )
[ ر 2280 ]
[ ش ( أكذلك كان ) أي إنه لم يمت عند النفخة الأولى . ( أم بعد النفخة ) حيي قبلي بعد النفخة الثانية وتعلق بالعرش ] (4/1813)
4536 - حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي قال حدثنا الأعمش قال سمعت أبا صالح قال سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( بين النفختين أربعون ) . قالوا يا أبا هريرة أربعون يوما ؟ قال أبيت قال أربعون سنة ؟ قال أبيت قال أربعون شهرا ؟ قال أبيت . ( ويبلى كل شيء من الإنسان إلا عجب ذنبه فيه يركب الخلق )
[ 4651 ]
[ ش أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة باب ما بين النفختين رقم 2955
( أبيت ) أمتنع من تعيين ذلك بالأيام والسنين والشهور لأنه لم يكن عنده علم بذلك . ( يبلى ) يفنى . ( عجب ذنبه ) أصل الذنب وهو عظم لطيف في أصل الصلب وهو رأس العصعص . ( يركب الخلق ) يجعله الله تعالى سببا ظاهرا لإنشاء الخلق مرة أخرى والله تعالى أعلم بحكمة ذلك ] (4/1813)
300 - باب تفسير سورة المؤمن ( غافر ) (4/1813)
قال مجاهد { حم } / 1 / مجازها مجاز أوائل السور ويقال بل هو اسم لقول شريح بن أبي أوفى العبسي
يذكرني حاميم والرمح شاجر * فهلا تلا حاميم قبل التقدم
{ الطول } / 3 / التفضل . { داخرين } / 87 / خاضعين
وقال مجاهد { إلى النجاة } / 41 / الإيمان . { ليس له دعوة } / 43 / يعني الوثن . { يسجرون } / 72 / توقد بهم النار . { تمرحون } / 75 / تبطرون
وكان العلاء بن زياد يذكر النار فقال رجل لم تقنط الناس ؟ قال وأنا أقدر أن أقنط الناس والله عز و جل يقول { يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله } / الزمر 53 / . ويقول { وأن المسرفين هم أصحاب النار } / 43 / ؟ ولكنكم تحبون أن تبشروا بالجنة على مساوئ أعمالكم وإنما بعث الله محمدا صلى الله عليه و سلم مبشرا بالجنة لمن أطاعه ومنذرا بالنار من عصاه
[ ش ( مجازها . . ) أي طريق تفسيرها هو طريق تفسير غيرها من الحروف المقطعة أوائل السور وهو أنها للتنبيه على أن هذا القرآن من جنس هذه الحروف فمن ادعى أنه من قول البشر فليأت بسورة من مثله . ( لقول شريح . . ) هو ابن أوفى العبسي وكان شعار أصحاب علي رضي الله عنه يومئذ حم وقد طعن شريح يومها محمد بن طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه - فقال بعد ما طعنه حم فقال شريح هذا البيت...أي ما قال الشعار إلا بعد ما اختلط الرمح واشتبك بلحمه فلو قال هذا قبل أن يتقدم لمقاتلتي أو لحرب علي رضي الله عنه . والشاهد في البيت أن لفظ ( حم ) وقع منصوبا على المفعولية في موضعين فدل على أنه اسم والذين قالوا باسميته اختلفوا بمسماه والله تعالى أعلم . ( النجاة ) السلامة من النار بسبب الإيمان . ( ليس له دعوة ) إن الأصنام التي تعبدونها لم تدعكم إلى عبادتها ومن حق المعبود بحق أن يدعو الخلق إلى عبادته وطاعته . وكذلك هذه الأصنام لا تستجيب دعاء من دعاها وعبدها ومن حق المعبود بحق أن يجيب دعاء من دعاه . ( الوثن ) الصنم . ( تبطرون ) تتكبرون عن الحق ويأخذكم العجب والخيلاء . ( يذكر النار ) أي يذكر ما فيها من ألوان العذاب وما يوصل إليها من سوء الأعمال . ( تقنط الناس ) توقعهم في اليأس الشديد من رحمة الله تعالى بسبب ما تذكر من الترهيب . ( والله عز و جل يقول . . ) أي والله عز و جل بين أن باب المغفرة والرحمة مفتوح لمن آمن وعمل صالحا ثم اهتدى وأن من أصر على كفره ومعصيته مآله إلى النار . أي فأنا أبلغ الناس ما جاء عن الله عز و جل والله تعالى أعلم . ( أسرفوا . . ) أفرطوا في المعاصي فجنوا على أنفسهم وأرهقوها بالأوزار وكذلك معنى المسرفين وقد يراد بهم المشركون والكافرون ] (4/1813)
4537 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني محمد بن إبراهيم التيمي قال حدثني عروة بن الزبير قال
: قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص أخبرني بأشد ما صنع المشركون برسول الله صلى الله عليه و سلم قال بينا رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فأخذ بمنكب رسول الله صلى الله عليه و سلم ولوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبه ودفع عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال
{ أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم }
[ ر 3475 ]
[ ش ( بفناء الكعبة ) الساحة المتسعة إلى جانبها . ( لوى ثوبه ) فتله وثناه
( بالبينات ) المعجزات الظاهرات والدلائل الواضحات / المؤمن 28 / . وأبو بكر رضي الله عنه يتمثل بقوله ما ذكره القرآن عن لسان مؤمن آل فرعون ] (4/1814)
301 - باب تفسير سورة حم السجدة ( فصلت ) (4/1814)
وقال طاوس عن ابن عباس { ائتيا طوعا } / 11 / اعطيا . { قالتا أتينا طائعين } / 11 / أعطينا
[ ش ( ائتيا . . ) جيئا بما خلقت فيكما من المنافع و أخرجاها لخلقي طائعات ممتثلات . وهو مجاز عن تسخير الله تعالى السماء والأرض لمنافع الخلق ] (4/1814)
4537 - [ مكرر ] وقال المنهال عن سعيد بن جبير قال قال رجل لابن عباس
: إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي ؟
قال { فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون } / المؤمنون 101 / . { وأقبل بعضهم على بعض يتسائلون } / الصافات 27 / . { ولا يكتمون الله حديثا } / النساء 42 / . { والله ربنا ما كنا مشركين } / الأنعام 23 / فقد كتموا هذه الآية ؟
وقال { أم السماء بناها - إلى قوله - دحاها } / النازعات 27 - 30 / فذكر خلق السماء قبل خلق الأرض ثم قال { أئنكم لتفكرون بالذي خلق الأرض في يومين - إلى قوله - طائعين } / 9 - 11 / فذكر في هذه خلق الأرض قبل السماء ؟
وقال { وكان الله غفورا رحيما } / النساء 96 / . { عزيزا حكيما } / النساء 56 /
{ سميعا بصيرا } / النساء 58 / فكأنه كان ثم مضى ؟
فقال { فلا أنساب بينهم } في النفخة الأولى ثم ينفخ في الصور { فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله } / الزمر 68 / فلا أنساب بينهم عند ذلك ولا يتسائلون ثم في النفخة الآخرة { أقبل بعضهم على بعض يتسائلون }
وأما قوله { ما كنا مشركين } . { ولا يكتمون الله حديثا } فإن الله يغفر لأهل الإخلاص ذنوبهم فقال المشركون تعالوا نقول لم نكن مشركين فختم على أفواههم فتنطق أيديهم فعند ذلك عرف أن الله لا يكتم حديثا وعنده { يود الذين كفروا } الآية / النساء 42 /
وخلق الأرض في يومين ثم خلق السماء ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين ثم دحا الأرض ودحوها أن أخرج منها الماء والمرعى وخلق الجبال والجمال والآكام وما بينهما في يومين آخرين فذلك قوله { دحاها } . وقوله { خلق الأرض في يومين } . فجعلت الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام وخلقت السماوات في يومين
{ وكان الله غفورا رحيما } سمى نفسه بذلك وذلك قوله أي لم يزل كذلك فإن الله لم يرد شيئا إلا أصاب به الذي أراد فلا يختلف عليك القرآن فإن كلا من عند الله
قال أبو عبد الله حدثنيه يوسف بن عدي حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بهذا
وقال مجاهد { لهم أجر غير ممنون } / 8 / محسوب . { أقواتها } / 10 / أرزاقها . { في كل سماء أمرها } / 12 / مما أمر به . { نحسات } / 16 / مشائيم . { وقيضنا لهم قرناء } / 25 / قرناهم بهم . { تتنزل عليهم الملائكة } / 30 / عند الموت . { اهتزت } بالنبات { وربت } / 39 / ارتفعت
وقال غيره { من أكمامها } / 47 / حين تطلع . { ليقولن هذا لي } / 50 / أي بعملي أنا محقوق بهذا . { سواء للسائلين } / 10 / قدرها سواء . { فهديناهم } / 17 / دللناهم على الخير والشر
كقوله { وهديناه النجدين } / البلد 10 / . وكقوله { هديناه السبيل } / الإنسان 3 / والهدى الذي هو الإرشاد بمنزلة أصعدناه من ذلك قوله { أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده } / الأنعام 90 / . { يوزعون } / 19 / يكفون . { من أكمامها } / 47 / قشر الكفرى هي الكم . وقال غيره ويقال للعنب إذا خرج أيضا كافور وكفرى . { ولي حميم } / 34 / قريب . { من محيص } / 48 / حاص حاد . { مرية } / 54 / ومرية واحد أي امتراء
وقال مجاهد { اعلموا ما شئتم } / 40 / هي وعيد
وقال ابن عباس { ادفع بالتي هي أحسن } / 34 / الصبر عند الغضب والعفو عند الإساءة فإذا فعلوه عصمهم الله وخضع لهم عدوهم { كأنه ولي حميم }
[ ش ( رجل ) قيل هو نافع بن الأزرق الذي صار بعد ذلك رأس الأزارقة - وهي فرقة من الخوارج - وقد كان يجالس ابن عباس رضي الله عنهما في قلة ويعارضه . ( تختلف . . ) تشكل وتظهر كأنها متعارضة . ( فقد كتموا . . ) أي أنهم كانوا مشركين
( إلى قوله ) وتتمتها رفع { سمكها فسواها . وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها } ( رفع . . ) جعل سقفها بعيدا عن الأرض أو المسافة بينها وبين الأرض بعيدة مديدة . ( دحاها ) بسطها ومدها وجعلها صالحة للسكنى والعيش عليها والتقلب في أقطارها . ( إلى قوله ) وتتمتها { وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين . وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين . ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين } . ( أندادا ) شركاء جمع ند وهو المثل أو النظير . ( رواسي ) جبالا ثوابت جمع راسية من رسا الشيء إذا ثبت أصله ورسخ . ( بارك فيها ) بما يخرج منها من زرع وثمر وما يعيش عليها من حيوان وما يحتاج إليه . ( قدر . . ) قسم أرزاق أهلها ومصالحهم ومعايشهم وجعل في كل قسم منها ما ليس في الآخر ليكون التبادل وتقوم التجارة . ( سواء . . ) مستوية ومتعادلة لا زيادة فيها ولا نقصان جوابا لمن سأل في كم خلقت الأرض والأقوات وقيل على قدر حاجة السائلين وهم جميع البشر . ( استوى إلى السماء ) توجهت إرادته إلى خلقها . ( وهي دخان ) قيل المراد بخار الماء وما هو على صورته . ( كرها ) ملجآت مقهورات وانظر أول الباب . ( فكأنه . . ) أي فكأن الله تعالى كان متصفا بهذه الصفات في الزمن الماضي ثم تغير عن ذلك . ( فقال ) أي ابن عباس رضي الله عنهما مجيبا للسائل المبتدع ومفندا له ما التبس عليه أو ما تتبعه من متشابه القرآن ابتغاء الفتنة . ( فصعق ) مات
وانظر الباب ( 299 ) . ( في النفخة . . ) أجابه عن المسألة الأولى مبينا أن التساؤل بعد النفخة الثانية ولكن ليوم القيامة أحوال ومواطن قبل أن يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ففي موطن يشغل كل بنفسه ويبرأ من غيره فلا تساؤل وفي موطن يتلاوم أهل الباطل ويتهم بعضهم بعضا بالإفساد والتضليل فيكون التساؤل وهكذا . ( الآية ) وتتمتها { وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا } أي لا يقدرون على كتمان شيء لأن جوارحهم تشهد عليهم . ( تسوى بهم الأرض ) يدفنون ويصيرون فيها فتسوى بهم كما تسوى بالموتى أو يتمنون أن لو لم يبعثوا . ( الآكام ) جمع أكمة وهي الموضع المرتفع من الأرض كالتل والرابية
( ممنون ) مقطوع أو معدود . ( مشائيم ) لما فيها من العذاب لهم جمع مشومة من الشؤم وهو الشر . ( قيضنا ) هيأنا وأعددنا . ( قرناء ) شياطين ملازمين لهم
( عليهم ) على المؤمنين تبشرهم بما سيلقون من جزاء عند الله تعالى بعد الموت . ( اهتزت ) تحركت تحريكا شديدا . ( أكمامها ) جمع كم وهو الغلاف الذي يغطي الثمر والحب في الشجر والنخل والزرع . ( محقوق ) مستحق له . ( النجدين ) مثنى نجد وهو ما ارتفع من الأرض من تل أو نحوه ويقال النجد للطريق الواضح وفسرا بطريقي الخير والشر لوضوحهما واستبانة أمرهما . ( والهدى . . ) يشير إلى أن الهدى يكون بمعنى الدلالة مطلقا كما في الآيات السابقة ويكون بمعنى الدلالة الموصلة . ( أولئك ) إشارة إلى الأنبياء الذين سبق ذكرهم في الآيات قبلها . ( فبهداهم ) ما جاؤوا به من أصول الدين التي لا اختلاف فيها بين الأنبياء وما سلكوه واتصفوا به من مكارم الأخلاق الفاضلة . ( يكفون ) أي يحبس أولهم ليلحق آخرهم وقيل معنى ( يوزعون ) يساقون ويدفعون . ( الكفرى ) هي الكم وقد سبق بيانه والكم بكسر الكاف وقيل بضمها . ( كافور ) هو زهر النخيل . ( حميم ) هو القريب المشفق لأن له في الإشفاق على قريبه حرارة وحدة . ( محيص ) محيد ومهرب من عذاب الله عز و جل . ( واحد ) أي من حيث المعنى وهو الامتراء أي الشك . وقرأ الجمهور بالكسر وقرأ الحسن البصري
بالضم . ( هي . . ) أي قوله اعملوا أمر تهديد ووعيد وليس أمر تخيير وتكريم . ( عصمهم ) حفظهم وحماهم ] (4/1814)
302 - باب قوله { وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون } / 22 / (4/1814)
[ ش ( تستترون ) تستخفون وقيل تظنون وقيل تتقون وتحذرون ] (4/1814)
4538 - حدثنا الصلت بن محمد حدثنا يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن منصور
عن مجاهد عن أبي معمر عن ابن مسعود
: { وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم } . الآية كان رجلان من قريش وختن لهما من ثقيف أو رجلان من ثقيف وختن لهما من قريش في بيت فقال بعضهم لبعض أترون أن الله يسمع حديثنا ؟ قال بعضهم يسمع بعضه وقال بعضهم لئن كان يسمع بعضه لقد يسمع كله فأنزلت { وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم }
الآية . [ 4539 - 4540 - 7083 ]
[ ش أخرجه مسلم في أوائل صفات المنافقين وأحكامهم رقم 2775
( ختن ) كل من كان من قبل المرأة كأبيها وأخيها فهو ختن ويطلق أيضا على زوج البنت و الأخت . ( ثقيف ) إحدى قبائل العرب وكانت تسكن الطائف ] (4/1818)
303 - باب قوله (4/1818)
{ وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرادكم فأصبحتم من الخاسرين } / 23 /
[ ش ( أرادكم ) أهلككم وكان سبب طرحكم في جهنم لأنكم تجرأتم على المعصية والكفر بعد ظنكم هذا ] (4/1818)
4539 - حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا منصور عن مجاهد
عن أبي معمر عن عبد الله رضي الله عنه قال
: اجتمع عند البيت قرشيان وثقفي أو ثقفيان وقرشي كثيرة شحم بطونهم قليلة فقه قلوبهم فقال أحدهم أترون أن الله يسمع ما نقول ؟ قال الآخر يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أخفينا . وقال الآخر إن كان يسمع إذا جهرنا فإنه يسمع إذا أخفينا فأنزل الله عز و جل { وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم } . الآية
وكان سفيان يحدثنا بهذا فيقول حدثنا منصور أو ابن أبي نجيح أو حميد أحدهم أو اثنان منهم ثم ثبت على منصور وترك ذلك مرارا غير واحدة
قوله { فإن يصبروا فالنار مثوى لهم } . الآية
[ ش ( فإن يصبروا ) على العذاب وما ينالهم في النار . ( مثوى ) مسكن ومنزل إقامة . ( الآية ) فصلت 54 . وتتمتها { وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين } ( يستعتبوا ) يطلبوا العتبى وهي الرضا . ( المعتبين ) المرضين الذين قبل عتابهم وأجيبوا إلى ما طلبوا ] (4/1818)
4540 - حدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا سفيان الثوري قال حدثني منصور عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله بنحوه
[ ر 4538 ] (4/1819)
304 - باب تفسير سورة حم عسق ( الشورى ) (4/1819)
ويذكر عن ابن عباس { عقيما } / 50 / لا تلد . { روحا من أمرنا } / 52 / القرآن
وقال مجاهد { يذرؤكم فيه } / 11 / نسل بعد نسل . { لا حجة بيننا وبينكم } / 15 / لا خصومة بيننا وبينكم . { من طرف خفي } / 45 / ذليل
وقال غيره { فيظللن رواكد على ظهره } / 33 / يتحركن ولا يجرين في البحر . { شرعوا } / 21 / ابتدعوا
[ ش ( عقيما ) العقم اليبس فكأن التي لاتلد قد يبست رحمها فوصفت به . ( روحا ) الروح ما به حياة الأجسام ويطلق على كل أمر خفي لطيف كما يطلق على الوحي - أي ما يوحى به - والنبوة لما فيها من حياة النفوس وهداها وهو المراد هنا ويطلق على جبريل عليه السلام أيضا . ( يذرؤكم ) يخلقكم ويبثكم ويكثركم . ( فيه ) في جعلكم أزواجا من ذكر وأنثى . ( لا حجة . . ) لا خصومة ولا منازعة لأن الحق قد ظهر وصرتم محجوجين به . ( من طرف . . ) الطرف هو تحريك الجفون ويطلق على العين وعلى النظر وخفي ضعيف أي يسارقون النظر إلى النار بذل وضعف وخوف . ( فيظللن . . ) أي تبقى السفن ثوابت وقوفا على ظهر الماء بتسخير الله عز و جل ] (4/1819)
305 - باب قوله { إلا المودة في القربى } / 23 / (4/1819)
4541 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال سمعت طاوسا عن ابن عباس رضي الله عنهما
: أنه سئل عن قوله { إلا المودة في القربى } . فقال سعيد بن جبير قربى آل محمد صلى الله عليه و سلم فقال ابن عباس عجلت إن النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة . فقال ( إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة )
[ ر 3306 ]
[ ش ( عجلت . . ) مراد ابن عباس رضي الله عنهما أن المقصود بالقربى في الآية جميع قريش
لا بنو هاشم وبنو المطلب كما يتبادر إلى الذهن وهم الذين عناهم سعيد ابن جبير رحمه الله تعالى بقوله قربى آل محمد صلى الله عليه و سلم ] (4/1819)
306 - باب تفسير سورة حم الزخرف (4/1819)
وقال مجاهد { على أمة } / 22 ، 23 / على إمام . { وقيله يا رب } / 88 / تفسيره أيحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم ولا نسمع قيلهم
وقال ابن عباس { ولولا أن يكون الناس أمة واحدة } / 33 / لولا أن يجعل الناس كلهم كفارا لجعلت لبيوت الكفار { سقفا من فضة ومعارج } من فضة وهي درج وسرر فضة . { مقرنين } / 13 / مطيقين . { آسفونا } / 55 / أسخطونا . { يعش } / 36 / يعمى
وقال مجاهد { أفنضرب عنكم الذكر } / 5 / أي تكذبون بالقرآن ثم لا تعاقبون عليه ؟ { ومضى مثل الأولين } / 8 / سنة الأولين . { وما كنا له مقرنين } / 13 / يعني الإبل والخيل والبغال والحمير . { ينشأ في الحلية } / 18 / الجواري يقول جعلتموهن للرحمن ولدا فكيف تحكمون ؟ { لو شاء الرحمن ما عبدناهم } / 20 / يعنون الأوثان يقول الله تعالى { ما لهم بذلك من علم } أي الأوثان إنهم لا يعلمون . { في عقبه } / 28 / ولده . { مقترنين } / 53 / يمشون معا . { سلفا } / 56 / قوم فرعون سابقا لكفار أمة محمد صلى الله عليه و سلم . { ومثلا } عبرة . { يصدون } / 57 / يضجون . { مبرمون } / 79 / مجمعون . { أول العابدين } / 81 / أول المؤمنين
وقال غيره { إنني براء مما تعبدون } / 26 / العرب تقول نحن منك البراء والخلاء والواحد والاثنان والجميع من المذكر والمؤنث يقال فيه براء لأنه مصدر ولو قال بريء لقيل في الاثنين بريئان وفي الجميع بريئون وقرأ عبد الله { إنني بريء } بالياء . والزخرف الذهب . { ملائكة يخلفون } / 60 / يخلف بعضهم بعضا
[ ش ( أمة ) طريقة تؤم وتقصد من الأم وهو القصد أي دين وملة متمسكين بها فقلدناهم فيها . ( وقيله ) أي وقول النبي صلى الله عليه و سلم شاكيا إلى
ربه عز و جل والقيل والقول والقال والمقال واحد في المعنى . وتفسيره بما ذكر ظاهره عود الضمير على الكافرين المشار إليهم بقوله تعالى { أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون } / الزخرف (4/1819)
80 - . [ نجواهم ما يتكلمون به فيما بينهم . رسلنا ملائكتنا الحفظة . لديهم عندهم ملازمون لهم . يكتبون يحصون عليهم أعمالهم ويسجلونها في صحفهم ] . قال العيني وبعضهم أنكر هذا التفسير فقال إنما يصح لو كانت التلاوة وقيلهم وإنما الضمير فيه يرجع إلى النبي صلى الله عليه و سلم . وقرأ عاصم وحمزة { قيله } بكسر اللام عطفا على لفظ الساعة في قوله تعالى { وعنده علم الساعة } / الزخرف 85 / . أي وعنده علم الساعة وعلم قيله . وقرأ الباقون { قيله } بفتح اللام عطفا على محل الساعة أي ويعلم قيله . ( ولولا أن يكون . . ) أي ولولا أن يصير الناس كلهم كفارا فيجمعون على طريقة واحدة في الكفر ويرغبوا فيه إذا رأوا الكفار في غاية من الترفه ومتع الدنيا وسعة العيش لأعطينا الكفار من الدنيا ما ذكر وأكثر منه لحقارة الدنيا عندنا ولأنها عرض زائل وآيلة إلى الفناء ولأنهم ليس لهم في الحياة الآخرة الباقية حظ ولا نصيب . ( معارج ) جمع معراج وهو المصعد والسلم والدرج . ( سرر ) جمع سرير واللفظ وارد في الآية نفسها . ( يعش ) يغفل ويعرض وأصله من العشا وهو ضعف البصر . ( أفنضرب . . ) نمسك عن إنزال القرآن لأنكم لا تؤمنون به أو نترككم على كفركم ولا نعاقبكم ؟ ( سنة . . ) طريقة الأمم السابقة المكذبة في إنزال العقوبة فيهم . ( يعني . . ) أي الضمير في ( له ) يعود إلى الأنعام المذكورة في قوله تعالى { والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون } / الزخرف 12 / . ( الأزواج ) الأصناف . ( الفلك ) السفن . وقيل يعود
الضمير إلى ( ما ) من قوله ما تركبون . ( ينشأ في الحلية . . ) يتربى في الزينة والمراد الإناث أي وكيف جعلتم الملائكة إناثا ونسبتموهن إلى الله عز و جل على أنهن بنات له وأنتم تعتقدون النقص في الإناث وأنهن من شأنهن الزينة والتنعم وهما علامة الضعف والنقص ؟ . . ( لو شاء الرحمن ما عبدناهم ) ظاهر السياق القرآني أن الضمير يعود على الملائكة في قوله تعالى { وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا } / الزخرف 19 / . وحاصل قولهم هذا أن الله تعالى لم يعجل لهم العقوبة على عبادتهم فجعلوا هذا عنوان رضاه سبحانه وتعالى بذلك ونزلوا الرضا منزلة المشيئة فقالوا . . ( ما لهم بذلك . . ) ليس لهم علم في قولهم هذا ولا حجة لديهم ولا برهان فهم مفترون كاذبون على الله عز و جل . ( مقترنين ) مجتمعين مصطحبين . ( سلفا ) سابقين في الهلاك ليعتبر بهم من يجيء بعدهم . ( عبد الله ) أي ابن مسعود رضي الله عنه . ( الزخرف ) قيل هو الزينة من كل شيء . ( ملائكة . . ) قيل يخلفون بني آدم في الأرض بدلا عنهم ] (4/1819)
307 - باب قوله { ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون } / 77 / (4/1819)
[ ش ( نادوا ) أي الكفار . ( مالك ) هو خازن النار . ( ليقض... ) ليمتنا حتى نستريح من عذاب جهنم . ( ماكثون ) مقيمون ومستمرون في العذاب ] (4/1819)
4542 - حدثنا حجاج بن منهال حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن عطاء عن صفوان بن يعلى عن أبيه قال
: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ على المنبر { ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك }
[ ر 3058 ]
وقال قتادة { مثلا للآخرين } / 56 / عظة لمن بعدهم
وقال غيره { مقرنين } / 13 / ضابطين يقال فلان مقرن لفلان ضابط له
والأكواب الأباريق التي لا خراطيم لها
{ أول العابدين } / 81 / أي ما كان فأنا أول الآنفين وهما لغتان رجل عابد وعبد
وقرأ عبد الله وقال الرسول يا رب
ويقال { أول العابدين } الجاحدين من عبد يعبد
وقال قتادة { في أم الكتاب } / 4 / جملة الكتاب أصل الكتاب . { أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين } / 5 / مشركين والله لو أن هذا القرآن رفع حيث رده أوائل هذه الأمة لهلكوا . { فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين } / 8 / عقوبة الأولين . { جزءا } / 15 / عدلا
[ ش ( الأكواب . . ) يشير إلى قوله تعالى { يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب } / الزخرف 71 / . ( بصحاف ) جمع صحفة وهي القصعة الواسعة . ( أكواب ) جمع كوب وهو إناء مستدير بلا عروة وهي ما يمسك منها . ( الأباريق ) جمع أبريق وهو إناء له خرطوم وقد تكون له عروة والخرطوم هو مخرج للشراب يشبه الأنف . ( ما كان ) أي ما كان لله تعالى ولد وهو تفسير لقوله تعالى { قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين } . ( الآنفين ) الرافضين والمنكرين لما قلتم وعليه والعابدين مشتق من عبد إذا أنف واشتدت أنفته . ( عابد وعبد ) فالأول بمعنى المؤمن والثاني بمعنى الآنف . ( وقرأ عبد الله ) أي ابن مسعود رضي الله عنه . ( وقال الرسول ) أي بدل { وقيله } وهي قراءة شاذة . ( أم الكتاب ) اللوح المحفوظ وتأتي كلمة أم
بمعنى أصل وفسرها قتادة رحمه الله تعالى أيضا بالجملة وهي الجماعة من كل شيء . ( صفحا ) إعراضا وإهمالا لكم . ( أن كنتم ) لأجل أن كنتم . ( بطشا ) قوة . ( عدلا ) نظيرا ومثيلا ] (4/1821)
308 - باب تفسير سورة حم ( الدخان ) (4/1821)
وقال مجاهد { رهوا ) / 24 / طريقا يابسا ويقال { رهوا } ساكنا . { على علم على العالمين } / 32 / على من بين ظهريه . { فاعتلوه } / 47 / ادفعوه . { وزوجناهم بحور عين } / 54 / أنكحناهم حورا عينا يحار فيها الطرف . { ترجمون } / 20 / القتل
وقال ابن عباس { كالمهل } / 45 / أسود كمهل الزيت
وقال غيره { تبع } / 37 / ملوك اليمن كل واحد منهم يسمى تبعا لأنه يتبع صاحبه والظل يسمى تبعا لأنه يتبع الشمس
[ ش ( من بين ظهريه ) أهل عصره الذين كان بينهم . ( فاعتلوه ) سوقوه بعنف وغلظة . قرأ مكي ونافع وشامي وسهل ويعقوب { فاعتلوه } . ( بحور ) جمع حوراء وهي شديدة البياض وصفاء اللون وقيل شديدة بياض العين وشديدة سوادها . ( عين ) جمع عيناء وهي واسعة العين . ( الطرف ) تحريك الجفن والعين والنظر . ( ترجمون ) تقتلوني بالرجم وهو الرمي بالحجارة
وقيل تشتمون . ( كمهل الزيت ) دردي الزيت أي ما يرسب أسفله ] (4/1821)
309 - باب { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين } / 10 / (4/1821)
قال قتادة فارتقب فانتظر
[ ش ( فارتقب ) فانتظر ويقال هذا في المكروه أي انتظر يا محمد - صلى الله عليه و سلم - يوم يأتي العذاب هؤلاء من القحط والجوع حتى ينظر أحدهم إلى السماء فيراها وكأنها دخان ظاهر من شدة جوعه . وقيل هو دخان يأتي من السماء قبل يوم القيامة يدخل في أسماع الكفرة ويأخذ بأنفسهم ويصيب المؤمن منه كالزكام ] (4/1821)
4543 - حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن مسلم عن مسرق عن عبد الله قال
: مضى خمس الخان والروم والقمر والبطشة واللزام
[ ر 962 ] (4/1823)
310 - باب { يغشى الناس هذا عذاب أليم } / 11 / (4/1823)
[ ش ( يغشى . . ) يشملهم ويحيط بهم كالغطاء ] (4/1823)
4544 - حدثنا يحيى حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن مسروق قال قال عبد الله
: إنما كان هذا لأن قريشا لما استعصوا على النبي صلى الله عليه و سلم دعا عليهم بسنين كسني يوسف فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد فأنزل الله تعالى { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين . يغشى الناس هذا عذاب أليم } . قال فأتي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقيل يا رسول الله استسق الله لمضر فإنها قد هلكت . قال ( لمضر ؟ إنك لجريء ) . فاستسقى فسقوا . فنزلت { إنكم عائدون } . فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم حين أصابتهم الرفاهية فأنزل الله عز و جل { يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون } . قال يعني يوم بدر
[ ر 962 ]
[ ش أخرجه مسلم في صفات المنافقين وأحكامهم باب الدخان رقم 2798
( لمضر . . ) أتأمرني أن استسقي لهم مع ماهم عليه من المعصية لله تعالى والشرك به وعدم الاستجابة لنبيه ؟ . ( إنك لجريء ) ذو جرأة حيث إنك تشرك بالله تعالى وتطلب الرحمة منه لك ولمن على شاكلتك . ( الرفاهية ) التوسع والراحة ] (4/1823)
311 - باب { ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون } / 12 / (4/1823)
[ ش ( اكشف . . ) ارفعه وأزله . ( مؤمنون ) أي سنؤمن ونكون مؤمنين ] (4/1823)
4545 - حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال
: دخلت على عبد الله فقال إن من العلم أن تقول لما لا تعلم الله أعلم إن الله قال لنبيه صلى الله عليه و سلم { قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين } . إن قريشا لما غلبوا النبي صلى الله عليه و سلم واستعصوا عليه قال ( اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف ) . فأخذتهم سنة أكلوا فيها العظام والميتة من الجهد حتى جعل أحدهم يرى ما بينه وبين السماء كهيئة الدخان من الجوع قالوا { ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون } . فقيل له إن كشفنا عنهم عادوا فدعا ربه فكشف عنهم فعادوا فانتقم الله منهم يوم بدر فذلك قوله تعالى { يوم تأتي السماء بدخان مبين - إلى قوله جل ذكره - إنا منتقمون }
[ ر 962 ] (4/1823)
312 - باب { أنا لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين } / 13 / (4/1823)
الذكر والذكرى واحد
[ ش ( أنى لهم . . ) كيف يتذكرون ويتعظون بعد نزول البلاء وحلول العذاب وقد سبق لهم ما هو أدعى لحملهم على الطاعة وهو رسول الله صلى الله عليه و سلم وما أيده به الله تعالى من المعجزات الظاهرة والآيات الباهرة الدالة على صدقه ومع ذلك كذبوا وأعرضوا واتهموا ؟ . ] (4/1823)
4546 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا جرير بن حازم عن الأعمش
عن أبي الضحى عن مسروق قال دخلت على عبد الله ثم قال
: إن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما دعا قريشا كذبوه واستعصوا عليه فقال ( اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف ) . فأصابتهم سنة حصت - يعني - كل شيء حتى كانوا يأكلوا الميتة فكان يقوم أحدهم فكان يرى بينه وبين السماء مثل الدخان من الجهد والجوع ثم قرأ
{ فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين . يغشى الناس هذا عذاب أليم - حتى بلغ - إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون } . قال عبد الله أفيكشف عنهم العذاب يوم القيامة ؟ قال والبطشة الكبرى يوم بدر
[ ر 962 ] (4/1824)
313 - باب { ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون } / 14 / (4/1824)
[ ش ( تولوا ) أعرضوا . ( معلم ) يعلمه القرآن بشر . ( مجنون ) بادعائه النبوة ] (4/1824)
4547 - حدثنا بشر بن خالد أخبرنا محمد عن شعبة عن سليمان ومنصور عن أبي الضحى عن مسروق قال قال عبد الله
: إن الله بعث محمدا صلى الله عليه و سلم وقال { قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين } . فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما رأى قريشا استعصوا عليه قال ( اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف ) . فأخذتهم السنة حتى حصت كل شيء حتى أكلوا العظام والجلود فقال أحدهم حتى أكلوا الجلود والميتة وجعل يخرج من الأرض كهيئة الدخان فأتاه أبو سفيان فقال أي محمد إن قومك قد هلكوا فادع الله أن يكشف عنهم فدعا ثم قال ( تعودون بعد هذا ) . في حديث منصور ثم قرأ { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين - إلى - عائدون } . أيكشف عذاب الآخرة ؟ فقد مضى الدخان والبطشة واللزام . وقال أحدهم القمر . وقال الآخر الروم
[ ر 962 ] (4/1824)
314 - باب { يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون } / 16 / (4/1824)
4548 - حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عبد الله قال
: خمس قد مضين اللزام والروم والبطشة والقمر والدخان
[ ر 962 ] (4/1825)
315 - باب تفسير سورة حم ( الجاثية ) (4/1825)
{ جاثية } / 28 / مستوفزين على الركب
وقال مجاهد { نستنسخ } / 29 / نكتب . { ننساكم } / 34 / نترككم
[ ش ( مستوفزين ) من استوفز في قعدته إذا قعد منتصبا غير مطمئن . ( ننساكم ) نترككم في العذاب ونبعدكم عن رحمتنا ] (4/1825)
316 - باب { وما يهلكنا إلا الدهر } / 24 / . الآية (4/1825)
[ ش ( الآية ) وهي بتمامها { وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون } . ( وقالوا ) أي قال منكرو البعث . ( ما هي ) أي الحياة بكاملها . ( حياتنا الدنيا ) التي نحن فيها . ( نموت ونحيا ) أي نحيا ثم نموت أو يموت الآباء ويحيا الأبناء وهكذا . ( يهلكنا ) يفنينا ويبلينا . ( الدهر ) مرور الأيام والليالي وطول الزمان
والدهر في الأصل اسم لمدة العالم ويعبر به عن كل مدة طويلة . ( وما لهم . . ) لم يقولوا ما قالوه عن علم حصل لديهم أو حجة أثبتوها وإنما يقولون هذا حدسا وتخمينا وجهلا وعنادا وتكذيبا ] (4/1825)
4549 - حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
: ( قال الله عز و جل يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار )
[ 5827 - 5829 - 7053 ]
[ ش أخرجه مسلم في الألفاظ من الأدب وغيرها باب النهي عن سب الدهر رقم 2246
( يؤذيني ) ينسب إلي ما من شأنه أن يؤذي ويسيء . ( يسب الدهر ) بسبب ما يصيبه فيه من أمور وأنا المدبر لكل ما يحصل لكم وتنسبونه إلى الدهر فإذا سببتم الدهر لما يجري فيه كان السب في الحقيقة لي لأني أنا المدبر المتصرف والأمر كله بيدي أي بإرادتي وقدرتي . ( أقلب . . ) أصرفهما وما يجري فيهما والله تعالى أعلم ] (4/1825)
317 - باب تفسير سورة حم ( الأحقاف ) (4/1825)
وقال مجاهد { تفيضون } / 8 / تقولون
وقال بعضهم أثرة وأثرة و { أثارة } / 4 / بقية
وقال ابن عباس { بدعا من الرسل } / 9 / لست بأول الرسل
وقال غيره { أرأيتم } / 4 / هذه الألف إنما هي توعد إن صح ما تدعون لا يستحق أن يعبد وليس قوله { أرأيتم } برؤية العين إنما هو أتعلمون أبلغكم أن ما تدعون من دون الله خلقوا شيئا ؟
[ ش ( الأحقاف ) جمع حقف وهو رمل مستطيل مرتفع فيه انحناء واعوجاج كهيئة الجبل من احقوقف الشيء إذا اعوج . وقيل غير ذلك . ( تفيضون )
تقولون باندفاع من القدح والطعن والخوض في التكذيب والافتراء . ( لست
بأول الرسل ) أي حتى تنكروا رسالتي . ( أرأيتم ) أخبروني ماذا تقولون
( توعد ) لكفار مكة بالعذاب على عنادهم حيث ادعوا صحة ما عبدوه من دون الله تعالى . ( إن صح . . ) أي على فرض صحة دعواكم فلا يستحق ما تدعون أن يعبد لأنه ليس بخالق بل هو مخلوق والذي يستحق أن يعبد هو الخالق سبحانه ] (4/1825)
318 - باب { والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين } / 17 / (4/1825)
[ ش ( والذي قال لوالديه ) هو كل كافر عاق لوالديه يقع منه مثل هذا القول إذا دعاه أبواه إلى الدين الصحيح . ( أف ) كلمة كراهية يقصد بها إظهار السخط وقبح الرد . ( أخرج ) من قبري وأحيا بعد فنائي وبلائي . ( خلت . . ) مضت الأجيال ولم يبعث منها أحد . ( يستغيثان الله ) يستجيران به من قوله ويستصرخان عليه . ( ويلك . . ) قائلين له لك الهلاك إن لم تؤمن وهو تحريض له على الإيمان . ( أساطير الأولين ) ما كتبه الأوائل وخطوه بأيديهم من تخيلات وأوهام وأساطير جمع أسطار وهو جمع سطر والسطر الخط والكتابة . أو جمع أسطورة وإسطاره وهي الأحدوثة الباطلة ] (4/1825)
4550 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن يوسف بن ماهك قال
: كان مروان على الحجاز استعمله معاوية فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا فقال خذوه فدخل بيت عائشة فلم يقدروا فقال مروان إن هذا الذي أنزل الله فيه { والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني } . فقالت عائشة من وراء الحجاب ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن إلا أن الله أنزل عذري
[ ش ( على الحجاز ) أميرا على المدينة . ( استعمله ) جعله عاملا له أي أميرا من قبله . ( يذكر يزيد . . ) يثني عليه ويبين حسن اختيار معاوية رضي الله
عنه له . ( شيئا ) يسيئه ويقدح فيما يدعو إليه وقيل إنه قال له سنة هرقل وقيصر أي اتبعتم طريقتهما في إسناد الملك لأولاد المالكين وخالفتم سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه من بعده إذ إنهم لم يفعلوا ذلك . ( فلم يقدروا ) على إخراجه من بيتها وامتنعوا من دخوله إعظاما لشأنها . ( فينا ) آل أبي بكر وبنيه رضي الله عنهم . ( عذري ) أي براءتي مما اتهمني به أهل الإفك وتعني ما نزل بشأنها من آيات في سورة النور من قوله تعالى { إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم } . . إلى قوله تعالى { أولئك مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم } / النور 11 - 26 / ] (4/1827)
319 - باب قوله { فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم } / 24 / (4/1827)
قال ابن عباس عارض السحاب
[ ش ( رأوه ) أي العذاب . ( عارضا ) سحابا عرض في أفق السماء سمي السحاب بذلك لأنه يبدو في عرض السماء ] (4/1827)
4551 - حدثنا أحمد حدثنا ابن وهب أخبرنا عمرو أن أبا النضر حدثه عن سليمان بن يسار عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت
: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم ضاحكا حتى أرى منه لهواته إنما كان يبتسم . قالت وكان إذا رأى غيما أو ريحا عرف في وجهه قالت يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية ؟ فقال ( يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب ؟ عذب قوم بالريح وقد رأى قوم العذاب فقالوا هذا عارض ممطرنا )
[ ش ( لهواته ) جمع لهاة وهي اللحمة المتعلقة في أعلى الحنك وترى عند الضحك الشديد . ( عرف في وجهه ) أي تغير وجهه وبدت عليه الكراهية والخوف ] (4/1827)
320 - باب تفسير سورة محمد صلى الله عليه و سلم (4/1827)
{ أوزارها } / 4 / آثامها حتى لا يبقى مسلم . { عرفها } / 6 / بينها
وقال مجاهد { مولى الذين آمنوا } / 11 / وليهم . { عزم الأمر } / 21 / جد الأمر . { فلا تهنوا } / 35 / لا تضعفوا
وقال ابن عباس { أضغانهم } / 29 / حسدهم . { آسن } / 15 / متغير
[ ش ( أوزارها ) اللفظ من قوله تعالى { حتى تضع الحرب أوزارها } أي تنتهي بأن يضع أهل الحرب أسلحتهم ويمسكوا عن القتال وأوزارها جمع وزر وهو الحمل الثقيل أو ما يحمله الإنسان وأطلق هذا على السلاح لأنه يحمل وفيه ثقل وعبر عن انقضاء الحرب بقولهم وضعت الحرب أوزارها لأن المتحاربين يضعون أسلحتهم عند ذلك . وقيل في تفسيرها
ما ذكره البخاري رحمه الله تعالى والمعنى يترك الكفار أهل الحرب آثامهم - أي كفرهم - بأن يسلموا فيكف عن قتالهم وتنتهي الحرب . ( أضغانهم ) جمع ضغن وهو الحقد والحسد . ( آسن ) يقال أسن الماء إذا تغير لونه وريحه وطعمه وأنتن ] (4/1827)
321 - باب { وتقطعوا أرحامكم } / 22 / (4/1827)
4552 - حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان قال حدثني معاوية بن أبي مزرد عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( خلق الله الخلق فلما فرغ منه قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن فقال له مه قالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ؟ قالت بلى يا رب قال فذاك ) . قال أبو هريرة اقرؤوا إن شئتم { فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم }
حدثنا إبراهيم بن حمزة حدثنا حاتم عن معاوية قال حدثني عمي أبو الحباب سعيد بن يسار عن أبي هريرة بهذا ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( اقرؤوا إن شئتم { فهل عسيتم } )
حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا معاوية بن أبي المزرد بهذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( واقرؤوا إن شئتم { فهل عسيتم } )
[ 5641 - 5642 - 7063 ]
[ ش أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب باب صلة الرحم وتحريم قطعها رقم 2554
( الرحم ) القرابة مشتقة من الرحمة قال العيني وهي عرض جعلت في جسم فلذلك قامت وتكلمت . ( بحقو ) الحقو هو الخصر وموضع شد الإزار وهو الموضع الذي جرت عادة العرب بالاستجارة به لأنه من أحق ما يحامى عنه ويدافع . ( فقال له مه ) أي فقال الرحمن جل وعلا للرحم اكفف وانزجر عما تفعل . ( العائذ ) المعتصم والمستجير . ( توليتم ) من الولاية أي وليتم الحكم وأمر الناس . وقيل من الإعراض أي إن أعرضتم عن قبول الحق . ( تفسدوا في الأرض ) بالظلم والبغي وسفك الدماء . ( تقطعوا أرحامكم ) تقاتلوا أقرباءكم وتقتلوهم ] (4/1828)
322 - باب تفسير سورة الفتح (4/1828)
وقال مجاهد { سيماهم في وجوههم } / 29 / السحنة وقال منصور عن مجاهد التواضع . { شطأه } / 29 / فراخه . { فاستغلظ } / 29 / غلظ . { سوقه } / 29 / الساق حاملة الشجرة
ويقال { دائرة السوء } / 6 / كقولك رجل السوء ودائرة السوء العذاب . { تعزروه } / 9 / تنصروه . { شطأه } شطء السنبل تنبت الحبة عشرا أو ثمانيا وسبعا فيقوى بعضه ببعض فذاك قوله تعالى { فآزره } / 29 / قواه ولو كانت واحدة لم تقم على ساق وهو مثل ضربه الله للنبي صلى الله
عليه وسلم إذ خرج وحده ثم قواه بأصحابه كما قوى الحبة بما ينبت منها
[ ش ( الفتح ) سميت بذلك لقوله تعالى في أولها { إنا فتحنا لك فتحا مبينا } أي ظاهرا . ونزلت بعد الحديبية والمراد بالفتح فتح مكة وعد الله تعالى به نبيه صلى الله عليه و سلم قبل حصوله وعبر عنه بصيغة الماضي لأنه متحقق الوقوع . وقيل المراد به صلح الحديبية نفسه لأنه كان سبب استقرار المسلمين وأمن الناس فانتشر الإسلام وأقبلت وفود القبائل
على المدينة تعلن ولاءها لرسول الله صلى الله عليه و سلم واعتناقها لدين الله عز و جل . ( بورا ) جمع بائر أي فاسدين في أنفسكم وقلوبكم ونياتكم لا خير فيكم ولا تصلحون لشيء هالكين عند الله عز و جل مستحقين لسخطه وعقابه . ( سيماهم ) علامتهم . ( السحنة ) بشرة الوجه وهيأته وحاله . ( شطأه ) ما خرج منه وتفرع وهو المراد بفراخه وقبل تفرعه يقال له نبت
( السوء ) قرأ الجمهور بفتح السين وقرأ أبو عمرو وابن كثير { السوء } بضمها (4/1828)
323 - باب { إنا فتحنا لك فتحا مبينا } / 1 / (4/1828)
4553 - حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يسير في بعض أسفاره وعمر ابن الخطاب يسير معه ليلا فسأله عمر بن الخطاب عن شيء فلم يجبه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم سأله فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه فقال عمر بن الخطاب ثكلت أم عمر نزرت رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك قال عمر فحركت بعيري ثم تقدمت أمام الناس وخشيت أن ينزل في القرآن فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ بي فقلت لقد خشيت أن يكون نزل في قرآن فجئت رسول الله صلى الله عليه و سلم فسلمت عليه فقال ( لقد أنزلت علي الليلة سورة لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس . ثم قرأ { إنا فتحنا لك فتحا مبينا }
[ ر 3943 ] (4/1829)
4554 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة سمعت قتادة عن أنس رضي الله عنه
: { إنا فتحنا لك فتحا مبينا } . قال الحديبة
[ ر 3939 ] (4/1830)
4555 - حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا شعبة حدثنا معاوية بن قرة عن عبد الله بن مغفل قال
: قرأ النبي صلى الله عليه و سلم يوم فتح مكة سورة الفتح فرجع فيها . قال معاوية لو شئت أن أحكي لكم قراءة النبي صلى الله عليه و سلم لفعلت
[ ر 4031 ] (4/1830)
324 - باب قوله { ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما } / 2 / (4/1830)
[ ش ( ما تقدم من ذنبك ) المراد بذنبه صلى الله عليه و سلم ما وقع منه خلاف الأولى وخطأ في تقدير الأمر قبل نزول الوحي كاختياره فداء الأسرة وعبوسه في وجه ابن مكتوم رضي الله عنه ونحو ذلك من باب حسنات الأبرار سيئات المقربين وحاصله إعلاء منزلته صلى
الله عليه وسلم فوق كل منزلة . ( ويتم نعمته عليك ) بإعلاء دينك ونصرتك والتمكين لك ولأتباعك . ( يهديك . . ) يثبتك على الحق والدين المرضي ] (4/1830)
4556 - حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا ابن عيينة حدثنا زياد هو ابن علاقة أنه المغيرة يقول
: قام النبي صلى الله عليه و سلم حتى تورمت قدماه فقيل له غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال ( أفلا أكون عبدا شكورا )
[ ر 1078 ] (4/1830)
4557 - حدثنا الحسن بن عبد العزيز حدثنا عبد الله بن يحيى أخبرنا حيوة عن أبي الأسود سمع عروة عن عائشة رضي الله عنها
: أن نبي الله صلى الله عليه و سلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فقالت عائشة لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال ( أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا ) . فلما كثر لحمه صلى جالسا فإذا أراد أن يركع قام فقرأ ثم ركع
[ ش ( تتفطر ) تتشقق . ( كثر لحمه ) قال العيني وأنكر الداودي هذه اللفظة والحديث ( فلما بدن ) أي كبر فكأن الراوي تأوله على كثرة اللحم وقال ابن الجوزي لم يصفه أحد بالسمن ولقد مات وما شبع من خبز الخمير في يوم مرتين وأحسب بعض الرواة لما رأى ( بدن ) ظن كثر لحمه وليس كذلك وإنما هو بدن تبدينا أي اسن . هذا كلام العيني ولعل كلمة [ الخمير ] مصفحة عن كلمة الشعير لأن هذا هو المشهور . وخبز الخمير هو الخبز الذي خمر عجينه أي غطي وترك ليصير خبزه جيدا ] (4/1830)
325 - باب { إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا } / 8 / (4/1830)
4558 - حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن هلال بن أبي هلال عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
: أن هذه الآية التي في القرآن { يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا } . قال في التوراة يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا وحرزا للأميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب بالأسواق ولا يدفع السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويصفح ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله فيفتح
بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا
[ ر 2018 ] (4/1831)
326 - باب { هو الذي أنزل الكينة في قلوب المؤمنين } / 4 / (4/1831)
[ ش ( السكينة ) الطمأنينة والثبات ] (4/1831)
4559 - حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال
: بينما رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ وفرس له مربوط في الدار فجعل ينفر فخرج الرجل فنظر فلم ير شيئا وجعل ينفر فلما أصبح ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال ( السكينة تنزلت بالقرآن )
[ ر 3418 ] (4/1831)
327 - باب { إذ يبايعونك تحت الشجرة } / 18 / (4/1831)
[ ش ( إذ يبايعونك . . ) وكان هذا في الحديبية وسميت بيعة وانظر الحديث 3383 ] (4/1831)
4560 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عمرو عن جابر قال
: كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة
[ ر 3383 ] (4/1831)
4561 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا شبابة حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت عقبة بن صهبان عن عبد الله بن مغفل المزني
: إني ممن شهد الشجرة نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن الخذف
وعن عقبة بن صهبان قال سمعت عبد الله بن المغفل المزني في البول في المغتسل
[ 5162 ، 5866 ]
[ ش ( شهد الشجرة ) حضر البيعة تحت الشجرة في الحديبية
( الخذف ) رمي الحصاة أو النواة من بين الأصبعين أو نحو ذلك . ( في البول في المغتسل ) أي سمعته يروي حديثا فيه النهي عن البول في المغتسل أي أن يبول في المكان الذي يغتسل فيه إذا لم يكن له مسلك يجري منه الماء ] (4/1831)
4562 - حدثني محمد بن الوليد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن خالد عن أبي قلابة عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه وكان من أصحاب الشجرة
[ ر 3938 ] (4/1832)
4563 - حدثنا أحمد بن إسحاق السلمي حدثنا يعلى حدثنا عبد العزيز ابن سياه عن حبيب بن أبي ثابت قال
: أتيت أبا وائل أسأله . فقال كنا بصفين فقال رجل ألم تر إلى الذين يدعون إلى كتاب الله فقال علي نعم فقال سهل بن حنيف اتهموا أنفسكم فلقد رأيتنا يوم الحديبية يعني الصلح الذي كان بين النبي صلى الله عليه و سلم والمشركين ولو نرى قتالا لقاتلنا فجاء عمر فقال ألسنا على الحق وهم على الباطل أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ؟ قال ( بلى ) . قال ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا ؟ فقال ( يا ابن الخطاب إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا ) . فرجع متغيظا فلم يصبر حتى جاء أبا بكر فقال يا أبا بكر ألسنا على الحق وهم على الباطل قال يا ابن الخطاب إنه رسول الله صلى الله عليه و سلم ولن يضيعه الله أبدا فنزلت سورة الفتح
[ ر 3010 ] (4/1832)
328 - باب تفسير سورة الحجرات (4/1832)
وقال مجاهد { لا تقدموا } / 1 / لا تفتاتوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى يقضي الله على لسانه . { امتحن } / 3 / أخلص . { تنابزوا } / 11 / يدعى بالكفر بعد الإسلام . { يلتكم } / 14 / ينقصكم . ألتنا نقصنا
[ ش ( لا تفتاتوا . . ) من الافتيات وهو السبق إلى الشيء والاستبداد به دون أن يستشير من له الرأي فيه والمعنى لا تسبقوا رسول الله صلى الله عليه و سلم في قول أو فعل ولا تحكموا في أمر قبل أن يأمركم هو به أو يحكم فيه . ( تنابزوا ) يدعو بعضكم بعضا بلقب سوء يكرهه ومنها أن يقال للمسلم يا كافر . ( ألتنا ) يشير إلى قوله تعالى { والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين } / الطور 21 / . ( اتبعتهم ذريتهم . . ) حكمنا بإسلام الأولاد وإيمانهم تبعا لإسلام وإيمان الآباء . ( ألحقنا بهم . . ) في الأجر ودخول الجنة . ( وما ألتناهم . . ) ما أنقصنا الآباء شيئا من ثواب أعمالهم . ( رهين ) مرتهن ومحتبس في عمله ] (4/1832)
329 - باب { لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي } الآية / 2 / (4/1832)
{ تشعرون } تعلمون ومنه الشاعر
[ ش ( لا ترفعوا . . ) لا تجعلوا كلامكم عاليا أكثر من كلامه بل ينبغي أن
يكون أخفض منه . ( الآية ) وتتمتها { ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لاتشعرون } . ( ولا تجهروا . . ) لا تنادوه بصوت مرتفع كما ينادي بعضكم بعضا . ( أن تحبط . . ) خشية أن تبطل أعمالكم ويذهب ثوابها . ( ومنه الشاعر ) أي من اشتقاق يشعرون يقال شعرت بالشيء أي فطنت له وعلمته وسمي قائل الشعر شاعرا لفطنته وعلمه ] (4/1832)
4564 - حدثنا يسرة بن صفوان بن جميا اللخمي حدثنا نافع بن عمر عن ابن أبي ملكية قال
: كاد الخيران أن يهلكا أبو بكر وعمر رضي الله عنهما رفعا أصواتهما عند النبي صلى الله عليه و سلم حين قدم عليه ركب بني تميم فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس أخي بني مجاشع وأشار الآخر برجل آخر قال نافع لا أحفظ اسمه فقال أبو بكر لعمر ما أردت إلا خلافي قال ما أردت خلافك فارتفعت أصواتهما في ذلك فأنزل الله { يا أيها الذين آمنوا لاترفعوا أصواتكم } . الآية . قال ابن الزبير فما كان عمر يسمع رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه . ولم يذكر ذلك عن أبيه يعني أبا بكر
[ ر 4109 ]
[ ش ( نافع بن عمر ) الجمحي . ( الخيران ) الفاعلان للخير الكثير . ( يسمع ) أي إذا حدثه يخفض صوته حتى إنه صلى الله عليه و سلم لا يكاد يسمعه . ( يستفهمه ) يستوضح منه ماذا قال . ( ولم يذكر ذلك ) أي رفع الصوت وخفضه عند الحديث مع رسول الله صلى الله عليه و سلم . ( أبيه )
جده أبي أمه أسماء رضي الله عنها ] (4/1833)
4565 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا أزهر بن سعد أخبرنا ابن عون قال أنبأني موسى بن أنس عن أنس بن مالك رضي الله عنه
: أن النبي صلى الله عليه و سلم افتقد ثابت بن قيس فقال رجل يا رسول الله أنا أعلم لك علمه فأتاه فوجده جالسا في بيته منكسا رأسه فقال له ما شأنك ؟ فقال شر كان يرفع صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه و سلم فقد حبط عمله وهو من أهل النار . فأتى الرجل النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره أنه قال كذا وكذا فقال موسى فرجع إليه المرة الآخرة ببشارة عظيمة فقال ( اذهب إليه فقل له إنك لست من أهل النار ولكنك
من أهل الجنة )
[ ر 3417 ] (4/1833)
330 - باب { إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون } / 4 / (4/1833)
[ ش ( من وراء الحجرات ) من خارج غرفة صلى الله عليه و سلم نادوه يا محمد أخرج إلينا . ( لا يعقلون ) لديهم سفه ونقص في عقولهم ] (4/1833)
4566 - حدثنا الحسن بن محمد حدثنا حجاج عن ابن جريج قال
أخبرني ابن أبي ملكية أن عبد الله بن الزبير أخبرهم
: أنه قدم ركب من بني تميم على النبي صلى الله عليه و سلم فقال أبو بكر أمر القعقاع بن معبد وقال عمر بل أمر الأقرع بن حابس فقال أبو بكر ما أردت إلى - أو إلا - خلافي فقال عمر ما أردت خلافك فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما فنزل في ذلك { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله } . حتى انقضت الآية
[ ر 4109 ]
[ ش ( فتماريا ) تجادلا وتخاصما . ( انقضت الآية ) الظاهر من طرق الحديث أنها نزلت والتي بعدها للسبب المذكور في الحديث ] (4/1834)
331 - باب قوله { ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم } / 5 / (4/1834)
[ ش ( صبروا ) حبسوا أنفسهم وانتظروا . ( خيرا لهم ) لما يحصلون من أجر بحسن أدبهم مع رسول الله صلى الله عليه و سلم . وهذه الترجمة بغير حديث في جميع الروايات قال العيني والظاهر أنه أخلى موضع الحديث فإما لم يظفر بشيء على شرطه أو أدركه الموت ] (4/1834)
332 - باب تفسير سورة ق (4/1834)
{ رجع بعيد } / 3 / رد . { فروج } / 6 / فتوق واحدها فرج . { من حبل الوريد } / 16 / وريداه في حلقه والحبل حبل العاتق
وقال مجاهد { ما تنقص الأرض } / 4 / من عظامهم . { تبصرة } / 8 / بصيرة . { حب الحصيد } / 9 / الحنطة . { باسقات } / 10 / الطوال . { أفعيينا } / 15 / أفأعيا علينا حين أنشأكم وأنشأ خلقكم . { وقال قرينه } / 23 / الشيطان الذي قيض له . { فنقبوا } / 36 / ضربوا . { أو ألقى السمع } / 37 /
لا يحدث نفسه بغيره . { رقيب عتيد } / 18 / رصد . { سائق وشهيد } / 21 / الملكان كاتب وشهيد . { شهيد } / 37 / شاهد بالقلب . { لغوب } / 38 / نصب
وقال غيره { نضيد } / 10 / الكفرى ما دام في أكمامه ومعناه منضود بعضه على بعض فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيد . { وإدبار النجوم } / الطور 49 / . { وأدبار السجود } / 40 / كان عاصم يفتح التي في ( ق ) ويكسر التي في ( الطور ) ويكسران جميعا وينصبان
وقال ابن عباس { يوم الخروج } / 42 / يوم يخرجون من القبور
[ ش ( حبل الوريد ) المراد بالحبل العرق وحبل الوريد هو العرق الذي يجري فيه الدم ويصل إلى كل جزء من أجزاء البدن . ( العاتق ) المراد العنق أي الرقبة ويطلق العاتق على ما بين الرقبة والمنكب . ( ما تنقض . . ) ما تأكل من لحومهم وعظامهم وغير ذلك من أجزاء أبدانهم . ( تبصرة ) بيانا وتعليما وتوضيحا . ( الحصيد ) ما يحصد كالشعير والحنطة ونحوهما . ( أفعيينا ) أفعجزنا وتعذر علينا . ( حين . . ) هذه الجملة وقعت في الأصل متأخرة عن هذا الموضع وحقها أن تذكر هنا كما ذكر الشراح وهي تفسير لقوله تعالى { أفعيينا بالخلق الأول } . ( بغيره ) بغير القرآن حين يتلى عليه . ( رقيب ) حافظ . ( عتيد ) حاضر . ( رصد ) هو الذي يرصد أي يراقب
وينظر . ( سائق ) يسوقها . ( شهيد ) يشهد عليها . ( شاهد . . ) حاضر يقظ . ( الكفر ) الطلع وهو غلاف يشبه الكوز ينفتح عن حب منضود أي مضموم بعضه إلى بعض بالتساق . ( عاصم ) أحد القراء السبعة . ( يفتح . . ويكسر ) أي الهمزة فيقرأ { إدبار النجوم } و { أدبار السجود } . ( يكسران ) تكسر الهمزة في الموضعين . ( ينصبان ) أي يفتحان في الموضعين
والإدبار - بالكسر - مصدر أدبر يدبر والأدبار - بالفتح - جميع دبر وهو الآخر والعقب من كل شيء والمعنيان هنا متقاربان . والمراد التسبيح عقب الصلوات وفي وقت الصباح بعدما تغيب النجوم وقيل ركعتا سنة الفجر وركعتا سنة المغرب وقيل غير ذلك ] (4/1834)
333 - باب قوله { وتقول هل من مزيد } / 30 / (4/1834)
[ ش ( تقول ) الله تعالى أعلم بحقيقة قولها . ( مزيد ) زيادة ] (4/1834)
4567 - حدثنا عبد الله بن أبي الأسود حدثنا حرمي بن عمارة حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( يلقى في النار وتقول هل من مزيد حتى يضع قدمه فتقول قط قط )
[ 6284 - 6949 ]
[ ش ( يضع قدمه ) الله تعالى أعلم بحقيقة ذلك وقيل المعنى يذللها تذليل من يوضع تحت الرجل والعرب تضرب الأمثال بالأعضاء ولا تريد أعيانها كقولهم للنادم يعض أصبعه ولو لم يفعل ذلك . ( قط قط ) حسبي وكفاني ] (4/1835)
4568 - 4569 - حدثنا محمد بن موسى القطان حدثنا أبو سفيان الحميري سعيد بن يحيى بن مهدي حدثنا عوف عن محمد عن أبي هريرة رفعه وأكثر ما كان يوقفه أبو سفيان
: ( يقال لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد فيضع الرب تبارك وتعالى قدمه عليها فتقول قط قط ) (4/1835)
4569 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم
: ( تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم . قال الله تبارك وتعالى للجنة أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منهما ملؤها فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول قط قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض ولا يظلم الله عز و جل من خلقه أحدا وأما الجنة فإن الله عز و جل ينشئ لها خلقا )
[ 7011 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب النار يدخلها الجبارون . . رقم 2846
( تحاجت ) تخاصمت والله تعالى أعلم بذلك التخاصم . ( أوثرت ) اختصصت . ( المتجبرين ) جمع متجبر وهو المتعاظم بما ليس فيه والذي لا يكترث بأمره . ( سقطهم ) الساقطون من أعين الناس والمحتقرون لديهم لفقرهم وضعفهم وقلة منزلتهم . ( من أشاء ) ممن استحق العقوبة واكتسب أسبابها ] (4/1836)
334 - باب { وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب } / 39 / (4/1836)
4570 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن جرير عن إسماعيل عن قيس ابن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال
: كنا جلوسا ليلة مع النبي صلى الله عليه و سلم فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال
( إنكم سترون ربكم كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا . ثم قرأ { وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب } )
[ ر 529 ] (4/1836)
4571 - حدثنا آدم حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال ابن عباس
: أمره أن يسبح في أدبار الصلوات كلها يعني قوله { وأدبار السجود }
[ ش ( أدبار السجود ) انظر الكلام عنها عند شرح الألفاظ في الباب [ 332 ] . ] (4/1836)
335 - باب تفسير سورة { والذاريات } / 1 / (4/1836)
قال علي عليه السلام الذاريات الرياح
وقال غيره { تذروه } / الكهف 45 / تفرقه . { وفي أنفسكم أفلا تبصرون } / 21 / تأكل وتشرب في مدخل واحد ويخرج من موضعين . { فراغ } / 26 / فرجع . { فصكت } / 29 / فجمعت أصابعها فضربت جبهتها . والرميم نبات الأرض إذا يبس وديس . { لموسعون } / 47 / أي
لذوو سعة وكذلك { على الموسع قدره } / البقرة 236 / يعني القوي . { خلقنا زوجين } / 49 / الذكر والأنثى واختلاف الألوان حلو وحامض فهما زوجان . { ففروا إلى الله } / 50 / معناه من الله إليه . { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } / 56 / ما خلقت أهل السعادة من أهل الفريقين إلا ليوحدون وقال بعضهم خلقهم ليفعلوا ففعل بعض وترك بعض وليس فيه حجة لأهل القدر . والذنوب الدلو العظيم
وقال مجاهد { صرة } / 29 / صيحة . { ذنوبا } / 59 سبيلا . { العقيم } التي لا تلد
وقال ابن عباس والحبك استواؤها وحسنها . { في غمرة } / 11 / في ضلالتهم يتمادون
وقال غيره { تواصوا } / 53 / تواطؤوا . وقال { مسومة } / 34 / معلمة من السيما
{ قتل الخراصون } / 10 / لعنوا
[ ش ( الذاريات ) فسرت بالرياح لأنها تذر التراب وغيره أي تنثره وتفرقه عند هبوبها . ( وفي أنفسكم ) أي دلائل على الصانع جل وعلا ووحدانيته وقدرته ومن ذلك أنها تأكل وتشرب...وهذا أمر عظيم وبديع . ( تبصرون . . ) بعين الاعتبار . ( فراغ ) عدل ومال . ( الرميم ) يشير إلى قوله تعالى { وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم . ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم } / الذاريات 41 ، 42 / . ( العقيم ) التي لا خير فيها من إنزال مطر أو إلقاح شجر بل هي ريح هلاك . ( تذر ) تترك . ( وكذلك ) أي وحاصل معنى هذا الأشتقاق السعة والقدرة . ( الموسع ) الموسر . ( قدره ) ما يتناسب مع قدرته من النفقة . ( زوجين ) صنفين ونوعين . ( من الله إليه ) من معصيته إلى طاعته ومن عذابه إلى رحمته وثوابه . ( الفريقين ) الجن
والإنس . ( خلقهم ليفعلوا ) أي خلقهم ولديهم استعداد أن يوحدوا الله تعالى ويخصوه بالعبادة والطاعة وكلفهم بذلك . ( وليس فيه . . ) أي المعتزلة الذين قالوا إن إرادة الله تعالى لا تتعلق إلا بالخير وأما الشر فليس مرادا له واحتجوا بهذه الآية . وقولهم هذا مردود لأن تعليل الأمر بشيء لا يلزم منه أن يكون هو أو غيره مرادا . ( الذنوب ) يشير إلى قوله تعالى { فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون } . ( للذين ظلموا ) للذين كفروا من أهل مكة . ( ذنوبا ) هي في اللغة الدلو الكبير المملوء ماء وفسر في الآية بالحظ والنصيب من العذاب وبالسبيل أي طريقا في الكفر والضلال . ( أصحابهم ) من سبقهم من الأمم التي أهلكها الله عز و جل وأوقع فيها العذاب . ( العقيم ) يشير إلى قوله تعالى { وقالت عجوز عقيم } / الذاريات 29 / . ( الحبك ) يشير إلى قوله تعالى { والسماء ذات الحبك } / الذاريات 7 / . جمع حبيكة وهي الطريقة التي تخلفها الرياح الهادئة في الرمال أو المياه أو هي المحبوكة أي المتقنة من قولهم ثوب حبيك ومحبوك أي محكم النسيج وفسرت الآية بكلا المعنيين أي ذات الطرائق الحسنة ولكنها لا ترى من البعد أو ذات الخلق الحسن السوي . ( ( غمرة ) غفلة وجهالة وشبهة وعمى وضلالة . ( يتمادون ) يتطاولون ويبلغون الغاية في الضلالة . ( ( تواصوا . . ) أوصى بعضهم بعضا بالتكذيب واتفقوا عليه . ( السيما ) من السومة وهي العلامة . ( الخراصون ) الكذابون وقيل
المرتابون وقيل الكهنة الذين يقدرون ما لا يصح . من الخرص وهو القول عن ظن وتخمين دون علم ويقين ] (4/1836)
336 - باب تفسير سورة { والطور } / 1 / (4/1836)
وقال قتادة { مسطور } / 2 / مكتوب
وقال مجاهد الطور الجبل بالسرياينية . { رق منشور } / 3 / صحيفة . { والسقف المرفوع } / 5 / سماء . { المسجور } / 6 / الموقد وقال الحسن تسجر حتى يذهب ماؤها فلا يبقى فيها قطرة
وقال مجاهد { ألتناهم } / 21 / نقصناهم
وقال غيره { تمور } / 9 / تدور . { أحلامهم } / 32 / العقول
وقال ابن عباس { البر } / 28 / اللطيف . { كسفا } / 44 / قطعا . { المنون } / 30 / الموت
وقال غيره { يتنازعون } / 23 / يتعاطون
[ ش ( والطور ) اسم للجبل الذي كلم الله تعالى عليه موسى عليه السلام وقيل الطور الجبل مطلقا وغلب على طور سيناء . ( رق ) هو الجلد الذي يكتب عليه وقيل المراد اللوح المحفوظ وقيل غير ذلك . ( منشور ) مبسوط مفتوح لائح للأنظار . ( السقف . . ) السماء سميت بذلك لأنها للأرض كالسقف للبيت . ( المسجور ) المملوء من سجر النهر إذا ملأه أو الموقد من سجرت التنور إذا أوقدتها وملأتها وقودا وعليه تفسير الحسن البصري رحمه الله تعالى . ( ألتناهم ) انظر الباب ( 317 ) . ( تمور ) تموج وتضطرب . ( البر ) المحسن الذي عم إحسانه جميع خلقه . ( قطعا ) جزءا ] (4/1836)
4572 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عروة عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة قالت
: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أني أشتكي فقال ( طوفي من وراء الناس وأنت راكبة ) . فطفت ورسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي إلى جنب البيت يقرأ بالطور وكتاب مسطور
[ ر 452 ] (4/1839)
4573 - حدثنا الحميدي حدثنا سفيان قال حدثوني عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه رضي الله عنه قال
: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ في المغرب بالطور فلما بلغ هذه الآية { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون . أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون . أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون } . كاد قلبي أن يطير
قال سفيان فأما أنا فإنما سمعت الزهري يحدث عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ في المغرب بالطور . لم أسمعه زاد الذي قالوا لي
[ ر 731 ]
[ ش ( لا يوقنون ) لا يصدقون وإنما يكابرون ويعاندون . ( عندهم خزائن ربك ) يملكون خزائن الله تعالى من الرزق والنبوة وغيرهما فيخصون من شاؤوا بما شاؤوا . ( المسيطرون ) الجبارون المتسلطون / الطور 36 ، 37 / . ( كاد قلبي أن يطير ) قارب قلبي الطيران لما سمع هذه الآية مما تضمنته من بليغ الحجة . والقائل هو جبير بن مطعم رضي الله عنه وكان سماعه لهذه الآية من جملة ما حمله على الدخول في الإسلام ] (4/1839)
337 - باب تفسير سورة { والنجم } / 1 / (4/1839)
وقال مجاهد { ذو مرة } / 6 / ذو قوة . { قاب قوسين } / 9 / حيث الوتر من القوس . { ضيزى } / 22 / عوجاء . { وأكدى } / 34 / قطع عطاءه . { رب الشعرى } / 49 / هو مرزم الجوزاء . { الذي وفى } / 37 / وفى ما فرض عليه . { أزفت الآزفة } / 57 / اقتربت الساعة . { سامدون } / 61 / البرطمة وقال عكرمة يتغنون بالحميرية
وقال إبراهيم { أفتمارونه } / 12 / أفتجادلونه ومن قرأ { أفتمرونه } يعني أفتجحدونه . { ما زاغ البصر } / 17 / بصر محمد صلى الله عليه و سلم . { وما طغى } ولا جاوز ما رأى . { فتماروا } / القمر 36 / كذبوا
وقال الحسن { إذ هوى } / 1 / غاب
وقال ابن عباس { أغنى وأقنى } / 48 / أعطى فأرضى
[ ش ( قاب . . ) قدر قرب الوتر من القوس . ( ضيزى ) غير عادلة . ( أكدى ) أصله من الكدية وهي حجر يظهر في البئر فيمنع من الحفر ويوئس من الماء . ( مرزم . . ) الكوكب الذي يطلع وراء الجوزاء . ( الآزفة ) الموصوفة بالقرب . ( سامدون ) لاهون لاعبون غافلون . ( البرطمة ) وفي نسخة ( البراطمة ) ومعناها الإعراض مع الغضب قال ابن عيينة البرطمة هكذا ووضع ذقنه في صدره . [ عيني ] . ( بالحميرية ) لغة تخالف اللغة العربية في كثير من ألفاظها . ( أفتمرونه ) وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف ويعقوب . ( ما زاغ ) ما مال وما عدل عما أمر برؤيته من العجائب ومكن منه . ( ما طغى ) ما زاد وما تجاوز الحد . ( هوى ) سقط للغروب . ( أقنى ) أعطى القنية وهي أصول الأموال وما يدخر بعد الكفاية وقيل غير ذلك ] (4/1839)
4574 - حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر عن مسروق قال
: قلت لعائشة رضي الله عنها يا أمتاه هل رأى محمد صلى الله عليه و سلم ربه ؟ فقالت لقد قف شعري مما قلت أين أنت من ثلاث من حدثكهن فقد كذب من حدثك أن محمدا صلى الله عليه و سلم رأى ربه فقد كذب ثم قرأت { لا تركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير } . { وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب } . ومن حدثك أنه يعلم ما في غد فقد كذب ثم قرأت { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك } . الآية ولكنه رأى جبريل عليه السلام في صورته مرتين
[ ر 3062 ]
[ ش ( قف شعري ) قام من الفزع والخوف من هيبة الله عز و جل . ( أين أنت ) أين فهمك . ( من ثلاث ) من استحضار ثلاثة أشياء ينبغي أن لا تغيب عنك . ( لا تدركه ) لا تحيط به وفهمت عائشة رضي الله عنها من هذا نفي الرؤية / الأنعام 103 / . ( وحيا ) بأن يلقي في روعه - نفسه - أو رؤيا في المنام ورؤيا الأنبياء حق . ( من وراء حجاب ) أي يكلمه من غير واسطة بحيث يسمع كلامه ولا يراه / الشورى 51 / . ( تكسب غدا ) ما يقع منها ولها في اليوم الذي يلي يومها أو في مستقبل الزمان / لقمان 34 / ] (4/1840)
338 - باب { فكان قاب قوسين أو أدنى } / 9 / . حيث الوتر من القوس . ؟ ؟ (4/1840)
4575 - حدثنا أبو النعمان حدثنا عبد الواحد حدثنا الشيباني قال سمعت زرا عن عبد الله
: { فكان قاب قوسين أو أدنى . فأوحى إلى عبده ما أوحى } . قال حدثنا ابن مسعود أنه رأى جبريل له ستمائة جناح
[ ر 3060 ] (4/1840)
339 - باب قوله { فأوحى إلى عبده ما أوحى } / 10 / (4/1840)
4576 - حدثنا طلق بن غنام حدثنا زائدة عن الشيباني قال
: سألت زرا ؟ ؟ عن قوله تعالى { فكان قاب قوسين أو أدنى . فأوحى إلى عبده ما أوحى } . قال أخبرنا عبد الله أن محمدا صلى الله عليه و سلم رأى جبريل له ستمائة جناح
[ ر 3060 ] (4/1841)
340 - باب { لقد رأى من آيات ربه الكبرى } / 18 / (4/1841)
4577 - حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه
: { لقد رأى من آيات ربه الكبرى } . قال رأى رفرفا أخضر قد سد الأفق
[ ر 3061 ] (4/1841)
341 - باب { أفرأيتم اللات والعزى } / 19 / (4/1841)
4578 - حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا أبو الأشهب حدثنا أبو الجوزاء عن ابن عباس رضي الله عنهما
: في قوله { اللات والعزى } كان اللات رجلا يلت سويق الحاج
[ ش ( العزى ) شجرة لغطفان كانوا يعبدونها / النجم 19 / . ( رجلا ) أي كان نصبا أقيم في الأصل إحياء لذكرى ذاك الرجل ثم عبد كباقي الأصنام . ( يلت . . ) يخلطه بالعسل ونحوه . ( سويق ) هو دقيق الحنطة أو الشعير ] (4/1841)
4579 - حدثنا عبد الله بن محمد أخبرنا هشام بن يوسف أخبرنا معمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
: ( من حلف فقال في حلفه واللات والعزى فليقل لا إله إلا الله ومن قال لصاحبه تعال أقامرك فليتصدق )
[ 5756 ، 5942 ، 6274 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب من حلف باللات والعزى...رقم 1647
( حلفه ) يمينه . ( فليقل ) فليتدارك نفسه وليقل كلمة التوحيد بعد أن بدر منه ما ظاهره الشرك
( أقامرك ) ألعب معك القمار وهو أن يتغالب اثنان فأكثر في قول أو فعل على أن يكون للغالب جعل معين من مال ونحوه وهو حرام بالإجماع . ( فليتصدق ) ليكفر ذنب ما تكلم به من المعصية فضلا عن الفعل ] (4/1841)
342 - باب { ومناة الثالثة الأخرى } / 20 / (4/1841)
4580 - حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا الزهري سمعت عروة قلت لعائشة رضي الله عنها فقالت
: إنما كان من أهل بمناة الطاغية التي بالمشلل لا يطوفون بين الصفا والمروة فأنزل الله تعالى { إن الصفا والمروة من شعائر الله } . فطاف رسول الله صلى الله عليه و سلم والمسلمون
قال سفيان مناة بالمشلل من قديد
وقال عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب . قال عروة قالت عائشة نزلت في الأنصار كانوا هم وغسان قبل أن يسلموا يهلون لمناة مثله
وقال معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة كان رجال من الأنصار ممن كان يهل لمناة ومناة صنم بين مكة والمدينة قالوا يا نبي الله كنا لا نطوف بين الصفا والمروة تعظيما لمناة نحوه
[ ر 1561 ] (4/1841)
343 - باب { فاسجدوا لله واعبدوا } / 62 / (4/1841)
4581 - حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: سجد النبي صلى الله عليه و سلم بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس
تابعه ابن طهمان عن أيوب ولم يذكر ابن علية ابن عباس
[ ر 1021 ]
[ ش ( سجد... ) عند الانتهاء من قراءتها . ( المشركون ) سجدوا معارضة للمسلمين إذ إنهم سجدوا لمعبودهم أو أنهم سجدوا بلا قصد أو خافوا من مخالفة المسلمين في ذاك المجلس . ( الجن والإنس ) أي لم يكن السجود خاصا بالإنس بلا قصد ] (4/1842)
4582 - حدثنا نصر بن علي أخبرني أبو أحمد حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن عبد الله رضي الله عنه قال
: أول سورة أنزلت فيها سجدة { والنجم } قال فسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم وسجد من خلفه إلا رجلا رأيته أخذ كفا من تراب فسجد عليه فرأيته بعد ذلك قتل كافرا وهو أمية بن خلف
[ ر 1017 ] (4/1842)
344 - باب تفسير سورة ( القمر ) { اقتربت الساعة } / 1 / (4/1842)
قال مجاهد { مستمر } / 2 / ذاهب . { مزدجر } / 4 / متناه . { وازدجر } / 9 / فاستطير جنونا . { دسر } / 13 / أضلاع السفينة . { لمن كان كفر } / 14 / يقول كفر له جزاء من الله . { محتضر } / 28 / يحضرون الماء
وقال ابن جبير { مهطعين } / 8 / النسلان الخبب السراع
وقال غيره { فتعاطى } / 29 / فعاطها بيده فعقرها . { المحتظر } / 31 / كحظار من الشجر محترق . { ازدجر } / 9 / افتعل من زجرت . { كفر } / 14 / فعلنا به وبهم ما فعلنا جزاء لما صنع بنوح وأصحابه . { مستقر } / 3 / عذاب حق . يقال الأشر المرح والتجبر
[ ش ( مستمر ) دائم عام مطرد ومحكم قوي . ( متناه ) غاية في الزجر . ( ازدجر ) زجروه عن دعوته بالشتم وهددوه بالقتل . ( فاستطير . . ) صرع . ( دسر ) قيل جمع دسار وهو المسمار وقيل الدسر صدر السفينة وقيل غير ذلك . ( كفر له... ) حاصل المعنى أن الله تعالى أغرق من أغرق جزاء لهم لكفرهم بنوح عليه السلام ونجى نوحا عليه السلام ومن معه جزاء على صبرهم وتحملهم . ( محتضر ) يحضر القوم يوم شربهم . ( مهطعين ) مسرعين من الإهطاع وفسره بالنسلان وفسر النسلان بالخبب وهو نوع من العدو ووصفه بالسراع من المسارعة
( فعاطها ) فتناولها . ( فعقرها ) قطع إحدى قوائمها لتسقط على الأرض ويتمكن من ذبحها . ( كحظار ) هو ما يحظر للغنم ونحوه كالحظيرة . ( الأشر ) يشير إلى قوله تعالى { أألقي عليه الذكر من بيننا بل هو كذاب أشر } / القمر 25 / . ( الذكر ) الوحي وما نزل به . ( أشر بطر متكبر يريد أن يتعاظم علينا . ( المرح ) العجب والاختيال ] (4/1842)
345 - باب { وانشق القمر . وإن يروا آية يعرضوا } / 1 ، 2 / (4/1842)
[ ش ( آية ) معجزة وأمرا خارقا للعادة تأييد لرسول الله صلى الله عليه و سلم فيما يدعو إليه ] (4/1842)
4583 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة وسفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر عن ابن مسعود قال
: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فرقتين فرقة فوق الجبل وفرقة دونه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( اشهدوا ) (4/1843)
4584 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان أخبرنا ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله قال
: انشق القمر ونحن مع النبي صلى الله عليه و سلم فصار فرقتين فقال لنا ( اشهدوا اشهدوا )
[ ر 3437 ] (4/1843)
4585 - حدثنا يحيى بن بكير قال حدثني بكر عن جعفر عن عراك بن مالك عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: انشق القمر في زمان النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 3439 ] (4/1843)
4586 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا يونس بن محمد حدثنا شيبان عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال
: سأل أهل مكة أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر (4/1844)
4587 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن قتادة عن أنس قال
: انشق القمر فرقتين
[ ر 3438 ] (4/1844)
346 - باب { تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر . ولقد تركناها آية فهل من مدكر } / 14 ، 15 / (4/1844)
قال قتادة أبقى الله سفينة نوح حتى أدركها أوائل هذه الامة
[ ش ( بأعيننا ) بحفظنا وأمرنا وعلى مرأى منا . ( آية ) عبرة وعظة . ( مدكر ) متعظ معتبر ] (4/1844)
4588 - حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله قال
: كان النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ { فهل من مدكر }
[ ر 3163 ]
[ ش أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب ما يتعلق بالقراءات رقم 823 ] (4/1844)
347 - باب { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر } / 17 ، 22 ، 32 ، 40 / (4/1844)
قال مجاهد يسرنا هونا قراءته
[ ش ( للذكر ) للحفظ والتفكر فيه والاعتبار به ] (4/1844)
4589 - حدثنا مسدد عن يحيى عن شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم
: أنه كان يقرأ { فهل من مدكر }
[ ر 3163 ] (4/1844)
348 - باب { أعجاز نخل منقعر . فكيف كان عذابي ونذر } / 20 ، 21 / (4/1844)
[ ش ( أعجاز . . ) جمع عجز وهو مؤخر الشيء وأعجاز النخل أصولها ومنقعر منقلع عن مغارسه وهو تشبيه لأجسادهم التي انقطعت رؤوسها وتمددت على الأرض جثثا هامدة . ( نذر ) إنذاري بالعذاب ] (4/1844)
4590 - حدثنا أبو نعيم حدثنا زهير عن أبي إسحاق
: أنه سمع رجلا سأل الأسود { فهل من مدكر } أو { مذكر } ؟ فقال سمعت عبد الله يقرؤها { فهل من مدكر } . قال وسمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقرؤها { فهل من مدكر } . دالا
[ ر 3163 ] (4/1844)
349 - باب { فكانوا كهشيم المحتظر . ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر } / 31 ، 32 / (4/1844)
[ ش ( كهشيم... ) الشجر اليابس المنكسر والمتخلف مما جمعه صاحب الحظيرة أي المحتظر وهو صانع الحظيرة وهي البناء المتخذ من الشجر لتقي الإبل والدواب البرد والريح ] (4/1844)
4591 - حدثنا عبدان أخبرنا أبي عن شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قرأ
: { فهل من مدكر } . الآية
[ ر 3163 ] (4/1845)
350 - باب { ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر . فذوقوا عذابي ونذر } إلى { فهل من مدكر } / 38 - 40 / (4/1845)
[ ش ( صبحهم بكرة ) جاءهم وقت الصبح أول النهار . ( مستقر ) عام ودائم يستقر فيهم حتى يفضي بهم إلى عذاب الآخرة . ( إلى ) وتتمتها { ولقد يسرنا القرآن للذكر } ] (4/1845)
4592 - حدثنا محمد حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه و سلم قرأ
: { فهل من مدكر }
[ ر 3163 ] (4/1845)
351 - باب { ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر } / 51 / (4/1845)
[ ش ( أشياعكم ) أشباهكم ونظراءكم في الكفر من الأمم السالفة ] (4/1845)
4593 - حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن عبد الله قال
: قرأت على النبي صلى الله عليه و سلم { فهل من مذكر } . فقال النبي صلى الله عليه و سلم { فهل من مدكر }
[ ر 3163 ] (4/1845)
352 - باب قوله { سيهزم الجمع ويولون الدبر } / 45 / (4/1845)
[ ش ( الجمع ) كفار مكة الذين ادعوا أنهم جماعة أمرها مجتمع فلا تهزم . ( يولون الدبر ) يعطون ظهورهم وهم منهزمون ] (4/1845)
4594 - حدثنا محمد بن عبد الله بن حوشب حدثنا عبد الوهاب حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس . وحدثني محمد حدثنا عفان بن مسلم عن وهيب حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال وهو في قبة يوم بدر
: ( اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن تشأ لا تعبد بعد اليوم ) . فأخذ أبو بكر بيده فقال حسبك يا رسول الله ألححت على ربك وهو يثب في الدرع فخرج وهو يقول { سيهزم الجمع ويولون الدبر }
[ ر 2758 ] (4/1845)
353 - باب { بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر } / 46 / (4/1845)
يعني من المرارة (4/1845)
4595 - حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا هشام بن يوسف أن ابن جريج أخبرهم قال أخبرني يوسف بن ماهك قال
: إني عند عائشة أم المؤمنين قالت لقد أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم بمكة وإني لجارية ألعب { بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمرا }
[ 4707 ]
[ ش ( لجارية ) حديثة السن . ( الساعة ) يوم القيامة . ( موعدهم ) موعد عذابهم . ( والساعة ) أي عذابها . ( أدهى ) أشد وأفظع . ( أمر ) أعظم بلية وأشد مرارة من الهزيمة والقتل والأسر في الدنيا . / القمر 46 / ] (4/1846)
4596 - حدثني إسحاق حدثنا خالد عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال وهو في قبة له يوم بدر
: ( أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدا ) . فأخذ أبو بكر بيده وقال حسبك يا رسول الله فقد ألححت على ربك وهو في الدرع فخرج وهو يقول { سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر }
[ ر 2758 ]
[ ش ( خالد عن خالد ) الأول هو ابن الطحان والثاني هو ابن مهران الحذاء ] (4/1846)
354 - باب تفسير سورة الرحمن (4/1846)
وقال مجاهد { بحسبان } / 5 / كحسبان الرحى
وقال غيره { وأقيموا الوزن } / 9 / يريد لسان الميزان . والعصف بقل الزرع إذا قطع منه شيء قبل أن يدرك فذلك العصف والريحان رزقه والحب الذي يؤكل منه والريحان في كلام العرب الرزق . وقال بعضهم والعصف يريد المأكول من الحب والريحان النضيج الذي لم يؤكل . وقال غيره العصف ورق الحنطة . وقال الضحاك العصف التبن . وقال أبو مالك العصف أول ما ينبت تسميه النبط هبورا . وقال مجاهد العصف ورق الحنطة والريحان الرزق والمارج اللهب الأصفر والأخضر الذي يعلو النار إذا أوقدت
وقال بعضهم عن مجاهد { رب المشرقين } / 17 / للشمس في الشتاء مشرق ومشرق في الصيف { ورب المغربين } مغربها في الشتاء والصيف . { لا يبغيان } / 20 / لا يختلطان . { المنشآت } / 24 / ما رفع قلعه من السفن فأما ما لم يرفع قلعه فليس بمنشأة
وقال مجاهد { كالفخار } / 14 / كما يصنع الفخار . الشواظ لهب من نار . { ونحاس } / 35 / الصفر يصب على رؤوسهم فيعذبون به . { خاف مقام ربه } / 46 / يهم بالمعصية فيذكر الله عز و جل فيتركها . { مدهامتان } / 64 / سوداوان من الري . { صلصال } / 14 / طين خلط برمل فصلصل كما يصلصل الفخار ويقال منتن يريدون به صل يقال صلصال كما يقال صر الباب عند الإغلاق وصرصر مثل كبكبته يعني كببته . { فاكهة ونخل ورمان } / 68 / وقال بعضهم ليس الرمان والنخل بالفاكهة وأما العرب فإنها تعدها فاكهة كقوله عز و جل { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى } / البقرة 238 / فأمرهم بالمحافظة على كل الصلوات ثم أعاد العصر تشديدا لها كما أعيد النخل والرمان ومثلها { ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض } / الحج 18 / ثم قال { وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب } / الحج 18 / وقد ذكرهم الله عز و جل في أول قوله { من في السماوات ومن في الأرض }
وقال غيره { أفنان } / 48 / أغصان . { وجنى الجنتين دان } / 54 / ما يجتنى قريب
وقال الحسن { فبأي آلاء } / 13 / نعمه
وقال قتادة { ربكما } / 13 / يعني الجن والإنس
وقال أبو الدرداء { كل يوم هو في شأن } / 29 / يغفر ذنبا ويكشف كربا ويرفع قوما ويضع آخرين
وقال ابن عباس { برزخ } / 20 / حاجز . الأنام الخلق . { نضاختان } / 66 / فياضتان . { ذو الجلال } / 78 / ذو العظمة
وقال غيره { مارج } / 15 / خالص من النار يقال مرج الأمير رعيته إذا خلاهم يعدو بعضهم على بعض من مرجت دابتك تركتها ويقال مرج أمر الناس { مريج } / ق 5 / ملتبس . { مرج } / 19 / اختلط البحران . { سنفرغ لكم } / 31 / سنحاسبكم لا يشغله شيء عن شيء وهو معروف في كلام العرب يقال لأتفرغن لك وما به شغل يقول لآخذنك على غرتك
[ ش ( بحسبان ) بحساب معلوم وتقدير سوي يجريان في بروجهما ومنازلهما وفي ذلك من تحقيق المنافع للناس ما فيه . ( كحسبان الرحى ) هو ما يدور حجر الرحى - أي الطاحونة - بدورانه أي يدوران بحركة مقدرة ومنتظمة . ( أقيموا... ) ليكن وزنكم عادلا وتاما . ( العصف . . الريحان . . الحب ) هذه الألفاظ واردة في قوله تعالى { والحب ذو العصف والريحان } / الرحمن 12 / . ( رزقه ) تقول العرب خرجنا نطلب ريحان الله أي رزقه . وفي نسخة ( ورقه ) . ( النضيج ) الذي أدرك وبلغ الغاية في النضج . ( التبن ) ما تهشم من سيقان القمح والشعير بعد درسه تعلفه الماشية ويستعمل في الطين . ( أبو مالك ) قيل اسمه غزوان وهو كوفي تابعي ثقة . ( النبط ) هم أهل الفلاحة من الأعاجم . ( هبورا ) معناه بالنبطية دقاق الزرع . ( المارج ) تفسير لقوله تعالى { وخلق الجان من مارج من نار } / الرحمن 15 / . ( قلعه ) شراعه . ( الفخار ) الطين المطبوخ بالنار . ( الشواظ ) يفسر قوله تعالى { يرسل عليكما شواظ من نار } / الرحمن 35 /
( من الري ) السقي فتشتد خضرته والخضرة إذا اشتدت ضربت إلى السواد . ( صلصل ) أخرج صوتا إذا ضرب أو مسته الرياح . ( صل ) يقال صل اللحم يصل صلولا إذا أنتن مطبوخا كان أم نيئا . ( يقال صلصال . . ) أي يضاعف صل فيقال صلصل كما يضاعف صر فيقال صرصر
وكب فيقال كبكب . ( صر ) صوت . ( كببته ) ألقيته لوجهه . ( كقوله... ) حاصله أن عطف النخل والرمان على فاكهة من باب عطف الخاص على العام كما عطفت الصلاة الوسطى على الصلوات وكثير من الناس على من في الأرض . ( ما يجتنى ) ما يؤخذ من ثمارها
( يعني الجن . . ) هو تفسير للضمير في ربكما . ( الأنام ) يفسر قوله تعالى { والأرض وضعها للأنام } / الرحمن 10 / . ( نضاختان ) أصل النضخ الرش أي ممتلئتان تفيضان بالماء لا تنقطعان . ( ذو الجلال ) قرأ شامي بالرفع على أنه صفة لاسم وقرأ غيره { ذي الجلال } بالجر على أنه صفة لرب . ( خلاهم ) تركهم . ( يعدو ) يستطيل ويظلم . ( من مرجت... ) هذه الجملة متأخرة في الأصل عن هذا الموضع والأولى وضعها هنا كما ذكر الشراح . ( مرج ) اختلط واضطرب . ( لا يشغله... ) هو بيان أن المقصود سنفرغ لكم سنحاسبكم لأنه تعالى لا يشغله شيء وقيل هو تهديد ووعيد من الله عز و جل كقول القائل لأتفرغن... ( غرتك ) على غفلة منك ] (4/1846)
355 - باب قوله { ومن دونهما جنتان } / 62 / (4/1846)
4597 - حدثنا عبد الله بن أبي الأسود حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي حدثنا أبو عمران الجوني عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
: ( جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر على وجهه في جنة عدن )
[ ر 3071 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه وتعالى رقم 180
( آنيتهما ) أوعيتهما . ( وما فيهما ) من الأشياء التي يرتفق بها . ( القوم ) المسلمون الذين دخلوا الجنة . ( رداء الكبر على وجهه ) الله تعالى أعلم بهذا أو كناية عن عظمة ذاته سبحانه . ( جنة عدن ) إقامة واستقرار واطمئنان ] (4/1848)
356 - باب { حور مقصورات في الخيام } / 72 / (4/1848)
وقال ابن عباس حور سود الحدق . وقال مجاهد مقصورات محبوسات قصر طرفهن وأنفسهن على أزواجهن . { قاصرات } / 56 / لا يبغين غير أزواجهن
[ ش ( الحدق ) جمع حدقة أي حدقة العين . ( قاصرات ) الطرف نساء قصرت أبصارهن على أزواجهن فلا ينظرون إلى غيرهم ] (4/1848)
4598 - حدثنا محمد بن المثنى قال حدثني عبد العزيز بن عبد الصمد حدثنا أبو عمران الجوني عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
( إن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلا في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمنون وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من كذا آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر على وجهه في جنة عدن )
[ ر 3071 ] (4/1849)
357 - باب تفسير سورة الواقعة (4/1849)
وقال مجاهد { رجت } / 4 / زلزلت . { بست } / 5 / فتت ولتت كما يلت السويق . المخضود الموقر حملا ويقال أيضا لا شوك له . { منضود } / 29 / الموز . والعرب المحببات إلى أزواجهن . { ثلة } / 12 ، 39 ، 40 / أمة . { يحموم } / 43 / دخان أسود . { يصرون } / 46 / يديمون . { الهيم } / 55 / الإبل الظماء . { لمغرمون } / 66 / لملزمون . { فروح } / 89 / جنة ورخاء . { وريحان } / 89 / الرزق . { وننشئكم فيما لا تعلمون } / 61 / في أي خلق نشاء
وقال غيره { تفكهون } / 65 / تعجبون . { عربا } / 37 / مثقلة واحدها عروب مثل صبور وصبر يسميها أهل مكة العربة وأهل المدينة الغنجة وأهل العراق الشكلة
وقال في { خافضة } / 3 / لقوم إلى النار . { رافعة } / 3 / إلى الجنة . { موضونة } / 15 / منسوجة ومنه وضين الناقة . والكوب لا آذان له ولا عروة . والأباريق ذوات الآذان والعرى . { مسكوب } / 31 / جار . { وفرش مرفوعة } / 34 / بعضها فوق بعض . { مترفين } / 45 / متنعمين
{ ما تمنون } / 58 / هي النطفة في أرحام النساء . { للمقوين } / 73 / للمسافرين والقي القفز . { بمواقع النجوم } / 75 / بمحكم القرآن ويقال بمسقط النجوم إذا سقطن ومواقع وموقع واحد . { مدهنون } / 81 / مكذبون مثل { لو تدهن فيدهنون } / القلم 9 / . { فسلام لك } / 91 / أي مسلم لك إنك من أصحاب اليمين وألغيت إن وهو معناها كما تقول أنت مصدق مسافر عن قليل إذا كان قد قال إني مسافر عن قليل وقد يكون كالدعاء له كقولك فسقيا من الرجال إن رفعت السلام فهو من الدعاء
{ تورون } / 71 / تستخرجون أوريت أوقدت . { لغوا } / 25 / باطلا . { تأثيما } / 25 / كذبا
[ ش ( رجت ) حركت تحريكا شديدا واهتزت واضطربت وأصل الرج التحريك . ( بست . . ) صارت كالدقيق المبسوس وهو المبلول . وقيل سيقت من بس الغنم إذا ساقها . ( المخضود ) يشير إلى قوله تعالى { في سدر مخضود } / الواقعة 28 / أي شجر لا شوك فيه من الخضد وهو القطع فكأنه قطع شوكه فقيل له مخضود وفسر بالموقر حملا أي الممتلئ ثمرا . ( منضود ) قد نض بالحمل المتراكم من أسفله إلى أعلاه بحيث لا يظهر له ساق وقوله ( الموز ) تفسير للطلح في قوله تعالى { وطلح منضود } . وقيل الطلح شجر له ظل بارد ورائحته طيبة . ( العرب ) من قوله تعالى { عربا أترابا } / الواقعة 37 / جمع عروب وعروبة وأترابا جمع ترب وهن المستويات في السن . ( ثلة ) فرقة وجماعة . ( لمغرمون ) قيل من الغرام وهو العذاب . ( فروح ) فراحة وفسر بالجنة لأن فيها الراحة للمؤمنين . ( ريحان ) مستراح وفسر بالرزق لأن العرب تقول خرجنا نطلب ريحان الله أي رزقه . ( لا تعلمون ) من الصور والصفات والأخلاق . ( تعجبون ) مما نزل بكم في زرعكم وقيل ( تفكهون ) تندمون وتحزنون على ما فاتكم وتفكه من الأضداد يقال تفكه تنعم وتفكه حزن . ( عربا مثقلة ) أي مضمومة الراء وليست مخففة بتسكينها . وعرب جمع عروب وهي المتحببة لزوجها المبينة له عن ذلك أو العاشقة له . ( خافضة ) أي يوم القيامة من الخفض وهو الحط من العلو . ( موضونة ) منسوجة بالذهب ومشبكة بالدر والياقوت وقيل مصفوفة . ( وضين الناقة ) هو بطان منسوج بعضه على بعض
يشد به الرحل على البعير كالحزام للسرج . ( الكوب...والأباريق ) يشير إلى قوله تعالى { بأكواب وأباريق وكأس من معين } / الواقعة 18 / خمر تجري من عيون لا تنقطع والآذان هي الحلق التي تمسك منها وكذلك العرى . ( مسكوب ) مصبوب يجري دائما دون انقطاع . ( القفر ) الأرض الخالية البعيدة من العمران والأهلين . ( مواقع النجوم ) منازلها وفسر بمحكم القرآن وهو ما ثبت منه واستقر ولم ينسخ لأنه نزل منجما أي مفرقا . ( تدهن ) تلين فيما تدعو إليه وتتساهل أو تظهر خلاف ما تبطن مصانعة لهم وتقربا . ( وهو معناها ) أي معناها مراد وإن حذفت . ( قليل ) قريب . ( له ) أي لمن خاطبه من أصحاب اليمين . ( إن رفعت . . ) وهو مرفوع ولم يقرأ منصوبا وذكره لبيان أن السلام يكون دعاء بالرفع بخلاف سقيا فإنه يكون
دعاء بالنصب . ( تستخرجون ) من الزناد وهو نوع من الشجر إذا ضرب ببعضه أخرج شررا توقد النار ] (4/1849)
باب قوله { وظل ممدود } / 30 / (4/1849)
[ ش ( ممدود ) ممتد منبسط دائم لا تنسخه شمس ] (4/1849)
4599 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها واقرؤا إن شئتم { وظل ممدود } )
[ ر 3080 ] (4/1851)
359 - باب تفسير سورة الحديد (4/1851)
قال مجاهد { جعلكم مستخلفين } / 7 / معمرين فيه . { من الظلمات إلى النور } / 9 / من الضلالة إلى الهدى . { فيه بأس شديد ومنافع للناس } / 25 / جنة وسلاح . { مولاكم } / 15 / أولى بكم . { لئلا يعلم أهل الكتاب } / 29 / ليعلم أهل الكتاب يقال الظاهر على كل شيء علما والباطن على كل شيء علما . { أنظرونا } / 13 / انتظرونا
[ ش ( مستخلفين ) فيه من الأموال التي هي في الحقيقة أموال الله تعالى لأنه منشئها والخالق لها وأنتم خلفاء عنه في التصرف بها . ( معمرين ) مملكين . ( بأس ) قوة . ( منافع... ) مما يستعملونه في مصالحهم ومعايشهم إذ هو آلة لكل صنعة . ( جنة ) ستر ووقاية أثناء الحروب إذ تصنع منه الدروع . ( يقال الظاهر... ) يفسر قوله تعالى { هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم } / الحديد 3 / . ( أنظرونا ) قرأ حمزة والأعمش ويحيى بن وثاب بقطع الألف وكسر الظاء وقرأ غيرهم بالوصل وضم الظاء ] (4/1851)
360 - باب تفسير سورة المجادلة (4/1851)
وقال مجاهد { يحادون } / 20 / يشاقون الله . { كبتوا } / 5 / أخزوا من الخزي . { استحوذ } / 19 / غلب
[ ش ( المجادلة ) أي التي تذكر فيها قصة المرأة التي جادلت رسول الله صلى الله عليه و سلم أي حاورته في شأنها وهي خولة بنت ثعلبة وزوجها أوس بن الصامت رضي الله عنهما وكان قد ظاهر منها أي قال لها أنت كظهر أمي وكان هذا يعد طلاقا فنزل فيها قوله تعالى { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله... } . ( يشاقون الله ) يعادونه بمخالفة أمره . ( الخزي ) وهو الذل والإهانة . ( استحوذ ) استولى ] (4/1851)
361 - باب تفسير سورة الحشر (4/1851)
{ الجلاء } / 3 / الإخراج من أرض إلى أرض (4/1851)
4600 - حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير قال
: قلت لابن عباس سورة التوبة قال التوبة هي الفاضحة ما زلت تنزل ومنهم ومنهم حتى ظنوا أنها لن تبقي أحدا منهم إلا ذكر فيها قال قلت سورة الأنفال قال نزلت في بدر قال قلت سورة الحشر قال نزلت في بني النضير
[ ش أخرجه مسلم في التفسير باب في سورة براءة والأنفال والحشر رقم 3031
( الفاضحة ) سميت بذلك لأنها فضحت المنافقين وكشفت معايبهم ] (4/1852)
4601 - حدثنا الحسن بن مدرك حدثنا يحيى بن حماد أخبرنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد قال
: قلت لابن عباس رضي الله عنهما سورة الحشر قال قل سورة النضير
[ ر 3805 ]
[ ش ( قل سورة النضير ) قال العيني كأنه كره تسميتها بالحشر لكي لا يظن أن المراد بالحشر يوم القيامة . إذ المراد هنا إخراج بني النضير ] (4/1852)
362 - باب { ما قطعتم من لينة } / 5 / (4/1852)
نخلة ما لم تكن عجوة أو برنية
[ ش ( ما لم تكن... ) أي جميع ألوان النخل تسمى لينة إلا العجوة والبرنية وهما نوعان من التمر ] (4/1852)
4602 - حدثنا قتيبة حدثنا ليث عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حرق نخل بني النضير وقطع وهي البويرة فأنزل الله تعالى { ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين }
[ ر 2201 ] (4/1852)
363 - باب قوله { ما أفاء الله على رسوله } / 6 ، 7 / (4/1852)
[ ش ( ما أفاء... ) ما رد الله تعالى عليه ورجع إليه والفيء كل ما يغنمه المسلمون من أموال الكفار بدون نشوب قتال ولا قيام معركة ] (4/1852)
4603 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان غير مرة عن عمرو عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر رضي الله عنه قال
: كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه و سلم مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب فكانت لرسول الله صلى الله عليه و سلم خاصة ينفق على أهله منها نفقة سنته ثم يجعل ما بقي في السلاح والكراع عدة في سبيل الله
[ ر 2748 ] (4/1852)
364 - باب { وما آتاكم الرسول فخذوه } / 7 / (4/1852)
[ ش ( وما آتاكم... ) ما أمركم به الرسول صلى الله عليه و سلم فافعلوه وما شرعه لكم فالتزموه ] (4/1852)
4604 - حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال
: ( لعن الله الواشمات والمتوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله )
فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب فجاءت فقالت إنه بلغني أنك لعنت كيت وكيت فقال وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن هو في كتاب الله فقالت لقد قرأت ما بين اللوحين فما وجدت فيه ما تقول قال لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه أما قرأت { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } . قالت بلى قال فإنه قد نهى عنه قالت فإني أرى أهلك يفعلونه قال فاذهبي فانظري فذهبت فنظرت فلم تر من حاجتها شيئا فقال لو كانت كذلك ما جامعتنا
[ ش أخرجه مسلم في اللباس والزينة باب تحريم فعل الواصلة والمستوصلة...رقم 2125
( الواشمات ) جمع واشمة اسم فاعلة من الوشم وهو غرز إبرة أو نحوها في الجلد حتى يسيل منه الدم ثم يحشى الموضع بكحل أو نحوه فيتلون الجلد ولا يزول بعد ذلك أبدا . ( الموتشمات ) جمع موتشمة وهي التي يفعل فيها الوشم . ( المتنمصات ) جمع متنمصة وهي التي تطلب إزالة شعر وجهها ونتفه والتي تزيله وتنتفه تسمى نامصة . ( المتفلجات ) جمع متفلجة وهي التي تبرد أسنانها لتفترق عن بعضها . ( للحسن ) لأجل الجمال . ( المغيرات خلق الله ) بما سبق ذكره لأنه تغيير وتزوير . ( كيت وكيت ) كناية عن كلام قيل . ( ما بين اللوحين ) أي القرآن المكتوب ما بين دفتي المصحف . ( آتاكم ) أمركم به . / الحشر 7 / . ( فلم تر من حاجتها ) لم تشاهد أم يعقوب من الذي ظنته في زوج ابن مسعود رضي الله عنهما شيئا . ( ما جامعتنا ) ما صاحبتنا بل كنا نطلقها ونفارقها وفي نسخة ( ما جامعتها ) والمعنى واحد ] (4/1853)
4605 - حدثنا علي حدثنا عبد الرحمن عن سفيان قال ذكرت لعبد الرحمن بن عباس حديث منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال
: لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم الواصلة . فقال سمعته من امرأة يقال لها أم يعقوب عن عبد الله مثل حديث منصور
[ 5587 ، 5595 ، 5599 ، 5604 ] (4/1853)
365 - باب { والذين تبوؤوا الدار والإيمان } / 9 / (4/1853)
[ ش ( تبوؤوا . . ) استوطنوا المدينة وسكنوها واتخذوها دار هجرة وإيمان وهم الأنصار ] (4/1853)
4606 - حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو بكر يعني ابن عياش عن حصين عن عمرو بن ميمون قال قال عمر رضي الله عنه
: أوصي الخليفة بالمهاجرين الأولين أن يعرف لهم حقهم وأوصي الخليفة بالأنصار الذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه و سلم أن يقبل من محسنهم ويعفو عن مسيئهم
[ ر 1328 ] (4/1854)
366 - باب { ويؤثرون على أنفسهم } . الآية / 9 / (4/1854)
الخصاصة الفاقة . { المفلحون } الفائزون بالخلود الفلاح البقاء حي على الفلاح عجل . وقال الحسن { حاجة } / 9 / حسدا
[ ش ( يؤثرون . . ) من الإيثار وهو تفضيل المرء غيره على نفسه . ( الآية ) وتتمتها { ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون } . ( يوق شح نفسه ) يحفظ ويطهر من البخل والحرص الذي تميل إليه النفس ] (4/1854)
4607 - حدثني يعقوب بن إبراهيم بن كثير حدثنا أبو أسامة حدثنا فضيل بن غزوان حدثنا أبو حازم الأشجعي عن أبي هريرة رضي الله
عنه قال
: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أصابني الجهد فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهن شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ألا رجل يضيفه هذه الليلة يC ) . فقام رجل من الأنصار فقال أنا يا رسول الله فذهب إلى أهله فقال لامرأته ضيف رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تدخريه شيئا قالت والله ما عندي إلا قوت الصبية قال فإذا أراد الصبية العشاء فنوميهم وتعالي فأطفئي السراج ونطوي بطوننا الليلة ففعلت ثم غدا الرجل على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( لقد عجب الله عز و جل أو ضحك من فلان وفلانة ) . فأنزل الله عز و جل { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة }
[ ر 3587 ]
[ ش ( الجهد ) المشقة من الجوع . ( لاتدخريه ) لا تمسكي عنه ] (4/1854)
367 - باب تفسير سورة الممتحنة (4/1854)
وقال مجاهد { لا تجعلنا فتنة } / 5 / لا تعذبنا بأيديهم فيقولون لو كان هؤلاء على الحق ما أصابهم هذا . { بعصم الكوافر } / 10 / أمر أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم بفراق نسائهم كن كوافر بمكة
[ ش ( الممتحنة ) سميت بذلك لأن فيها بيان امتحان - أي اختبار - من هاجر ضمن المؤمنات . ( لا تجعلنا فتنة ) للذين كفروا أي لا تسلطهم علينا فيفتوننا بعذاب لا طاقة لنا به ولاتعذبنا... . ( بعصم ) جمع عصمة وهي ما يتمسك به والمراد عقود زواجهما . ( الكوافر ) جمع كافرة ] (4/1854)
368 - باب { لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء } / 1 / (4/1854)
4608 - حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال حدثني الحسن بن محمد بن علي أنه سمع عبيد الله بن أبي رافع كاتب علي يقول سمعت عليا رضي الله عنه يقول
: بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا والزبير والمقداد فقال ( انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها ) . فذهبنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا أخرجي الكتاب فقالت ما معي من كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به النبي صلى الله عليه و سلم فإذا فيه من حاطب ابن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين ممن بمكة يخبرهم ببعض أمر النبي صلى الله عليه و سلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( ما هذا يا حاطب ) . قال لا تعجل علي يا رسول الله إني كنت امرأ من قريش ولم أكن من أنفسهم وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة فأحببت إذ فاتني من النسب فيهم أن أصطنع إليهم يدا يحمون قرابتي وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني . فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( إنه قد صدقكم ) . فقال عمر دعني يا رسول الله فأضرب عنقه فقال ( إنه شهد بدرا وما يدريك ؟ لعل الله عز و جل اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) . قال عمرو ونزلت فيه { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء } . قال لا أدري الآية في الحديث أو قول عمرو
حدثنا علي قيل لسفيان في هذا فنزلت { لا تتخذوا عدوي } . قال سفيان هذا في حديث الناس حفظته من عمرو ما تركت منه حرفا وما أرى أحدا حفظه غيري
[ ر 2845 ]
[ ش ( عقاصها ) جمع عقيصة وهي الشعر الذي يلوى ويدخل أطرافه في أصوله والعقاص أيضا خيط يجمع به أطراف الذوائب وتشد والذوائب جمع ذؤابة وهي الضفيرة من الشعر إذا كانت مرسلة فإن كانت ملتوية فهي عقيصة ] (4/1855)
369 - باب { إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات } / 10 / (4/1855)
[ ش ( مهاجرات ) من مكة إلى المدينة نزلت بعد صلح الحديبية تستثني النساء من شرط رد من جاء من قريش إلى المسلمين ] (4/1855)
4609 - حدثنا إسحاق حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه أخبرني عروة أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم أخبرته
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يمتحن من هاجر إليه من المؤمنات بهذه الآية بقول الله { يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك - إلى قوله - غفور رحيم } . قال عروة قالت عائشة فمن أقرأ بهذا الشرط من المؤمنات قال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم ( قد بايعتك ) . كلاما ولا والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة ما يبايعهن إلا بقوله ( قد بايعتك على ذلك ) . تابعه يونس ومعمر وعبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري . وقال إسحاق بن راشد عن الزهري عن عروة وعمرة
[ 4983 ، 6788 ]
[ ش ( يمتحن ) يختبر واختبارهن كان أن يستحلفن ما خرجن من بغض زوج ونحوه وما خرجن إلا حبا لله تعالى ورسوله صلى الله عليه و سلم ورغبة في دين الله عز و جل . ( يبايعنك ) يعاهدنك ويعاقدنك على الإسلام . / الممتحنة 12 / . وتتمتها { على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا
يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم } . ( ببهتان يفترينه ) بولد ينسبنه إلى الزوج وهو ليس منه . ( بين أيديهن وأرجلهن ) وصف لحال الولد عندما يولد أو هو كناية عن البطن الذي تحمله فيه وهو بين يديها والفرج الذي تلده به وهو بين رجليها . ( معروف ) هو كل ما وافق طاعة الله تعالى وشرعه . ( الشرط ) وهو ما ذكر في الآية . ( كلاما ) أي يبايعها بالكلام ولا يصافحها باليد كما كان يبايع الرجال ] (4/1856)
370 - باب { إذا جاءك المؤمنات يبايعنك } / 12 / (4/1856)
4610 - حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية رضي الله عنها قالت
: بايعنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقرأ علينا { أن لا يشركن بالله شيئا } . ونهانا عن النياحة فقبضت امرأة يدها فقالت أسعدتني فلانة أريد أن أجزيها فما قال لها النبي صلى الله عليه و سلم شيئا فانطلقت ورجعت فبايعها
[ ر 1244 ]
[ ش ( امرأة ) قيل هي أم عطية نفسها رضي الله عنها . ( أسعدتني ) قامت معي في نياحة لي ] (4/1856)
4611 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال سمعت الزبير عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى { ولا يعصينك في معروف } . قال
: إنما هو شرط شرطه الله للنساء
[ ش ( للنساء ) أي نزل في شأنهن ولا يعني أن الرجال غير مطالبين بذلك ] (4/1857)
4612 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال الزهري حدثناه قال حدثني أبو إدريس سمع عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال
: كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( أتبايعونني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا تسرقوا - وقرأ آية النساء وأكثر لفظ سليمان قرأ الآية - فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب فهو كفارة له ومن أصاب منها شيئا من ذلك فستره الله فهو إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له )
تابعه عبد الرزاق عن معمر في الآية
[ ر 18 ]
[ ش ( آية النساء ) أي الآية التي فيها بيعة النساء . انظر 4609 . ( أصاب منها ) أي من الأشياء التي توجب الحد ] (4/1857)
4613 - حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا هارون بن معروف حدثنا عبد الله بن وهب قال وأخبرني ابن جريج أن الحسن بن مسلم أخبره
عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: شهدت الصلاة يوم الفطر مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر وعثمان فكلهم يصليها قبل الخطبة ثم يخطب بعد فنزل نبي الله صلى الله عليه و سلم فكأني أنظر إليه حين يجلس الرجال بيده ثم أقبل يشقهم حتى أتى النساء مع بلال فقال { يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات
على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن } . حتى فرغ من الآية كلها ثم قال حين فرغ ( أنتن على ذلك ) . وقالت امرأة واحدة لم يجبه غيرها نعم يا رسول الله . لا يدري الحسن من هي . قال ( فتصدقن ) . وبسط بلال ثوبه فجعلن يلقين الفتخ والخواتيم في ثوب بلال
[ ر 98 ]
[ ش انظر في شرح الآية 4609 ] (4/1857)
371 - باب تفسير سورة الصف (4/1857)
وقال مجاهد { من أنصاري إلى الله } / 14 / من يتبعني إلى الله
وقال ابن عباس { مرصوص } / 4 / ملصق بعضه ببعض وقال غيره بالرصاص
[ ش ( أنصاري... ) يكون معي جنديا في التوجه إلى نصرة الله تعالى بنصرة دينه ] (4/1857)
372 - باب قوله تعالى { من بعدي اسمه أحمد } / 6 / (4/1857)
4614 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
: ( إن لي أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب )
[ ر 3339 ]
سورة الجمعة (4/1858)
373 - باب قوله { وآخرين منهم لما يلحقوا بهم } / 3 / (4/1858)
وقرأ عمر فامضوا إلى ذكر الله
[ ش ( آخرين ) يؤمنون . ( منهم ) من الأميين الذين بعث فيهم . ( لما يلحقوا بهم ) لم يركوا الذين آمنوا به حين بعث ] (4/1858)
4615 - حدثني عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني سليمان بن بلال عن ثور عن أبي الغيث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه و سلم فأنزلت عليه سورة الجمعة { وآخرين منهم لما يلحقوا بهم } . قال قلت من هم يا رسول الله ؟ فلم يراجعه حتى سأل ثلاثا وفينا سلمان الفارسي وضع رسول الله صلى الله عليه و سلم يده على سلمان ثم قال ( لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال أو رجل من هؤلاء )
حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا عبد العزيز أخبرني ثور عن أبي الغيث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم ( لناله رجال من هؤلاء )
[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب فضل فارس رقم 2546
( سورة الجمعة ) أي وفيها هذه الآية { وآخرين منهم } فلما قرأها قلت من هم ؟ . ( لما يلحقوا بهم ) في الفضل / الجمعة 3 / . ( فلم يراجعه ) لم يجبه على سؤاله . ( الثريا ) مجموعة من النجوم مشهورة . ( لناله ) لسعى إليه وحصله . ( من هؤلاء ) أي الفرس بدلالة وضع يده على سلمان رضي الله عنه ] (4/1858)
374 - باب { وإذا رأوا تجارة أو لهوا } / 11 / (4/1858)
4616 - حدثني حفص بن عمر حدثنا خالد بن عبد الله حدثنا حصين عن سالم بن أبي الجعد وعن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال
: أقبلت عير يوم الجمعة ونحن مع النبي صلى الله عليه و سلم فثار الناس إلا اثني عشر رجلا فأنزل الله { وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما }
[ ر 894 ]
سورة المنافقين
[ ش ( فثار الناس ) تفرقوا ] (4/1859)
375 - باب قوله { إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله } . الآية / 1 / (4/1859)
[ ش ( الآية ) وتتمتها { والله يشهد إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون } . أي يخالفون بقولهم ما في قلوبهم ولا يعتقدون في قلوبهم ما يقولونه بألسنتهم ] (4/1859)
4617 - حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن زيد بن أرقم قال
: كنت في غزاة فسمعت عبد الله بن أبي يقول لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل . فذكرت ذلك لعمي أو لعمر فذكره للنبي صلى الله عليه و سلم فدعاني فحدثته فأرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى عبد الله بن أبي وأصحابه فحلفوا ما قالوا فكذبني رسول الله صلى الله عليه و سلم وصدقه فأصابني هم لم يصبني مثله قط فجلست في البيت فقال لي عمي ما أردت إلى أن كذبك رسول الله صلى الله عليه و سلم ومقتك ؟ فأنزل الله تعالى { إذا جاءك المنافقون } . فبعث إلي النبي صلى الله عليه و سلم فقرأ فقال ( إن الله قد صدقك يا زيد )
[ 4618 - 4621 ]
[ ش أخرجه مسلم في أول كتاب صفات المنافقين وأحكامهم رقم 2772
( ينفضوا ) يتفرقوا عنه . ( الأعز ) الأكثر عزة ومنعة وعنوا به أنفسهم . ( الأذل ) الأقل عزة ومنعة وعنوا به رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه . ( لعمي ) قيل هو عبد الله بن رواحة رضي الله عنه لأنه كان زوج أمه وعمه الحقيقي ثابت بن قيس رضي الله عنه . ( ما أردت إلى أن كذبك ) ما حملك على قولك حتى جرى لك ما جرى . ( مقتك ) أبغضك . وانظر الأبواب 375 - 382 ] (4/1859)
376 - باب { اتخذوا أيمانهم جنة } / 2 / يجتنون بها (4/1859)
[ ش ( جنة ) سترة . ( يجتنون بها ) يحمون بها أموالهم وأنفسهم من القتل والأسر والسبي ] (4/1859)
4618 - حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال كنت مع عمي فسمعت عبد الله بن أبي ابن سلول يقول
: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا . وقال أيضا لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فذكرت ذلك لعمي فذكر عمي لرسول الله صلى الله عليه و سلم فأرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى عبد الله بن أبي وأصحابه فحلفوا ما قالوا فصدقهم رسول الله صلى الله عليه و سلم وكذبني فأصابني هم لم يصبني مثله فجلست في بيتي فأنزل الله عز و جل { إذا جاءك المنافقون - إلى قوله - هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله - إلى قوله - ليخرجن الأعز منها الأذل } . فأرسل إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقرأها علي ثم قال ( إن الله قد صدقك )
[ ر 4617 ] (4/1859)
377 - باب { ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون } / 3 / (4/1859)
[ ش ( فطبع ) ختم حتى لا يدخلها خير . ( لا يفقهون ) لا يفهمون معنى الإيمان ولا ما يتلى عليهم من القرآن ] (4/1859)
4619 - حدثنا آدم حدثنا شعبة عن الحكم قال سمعت محمد بن كعب القرظي قال سمعت زيد بن أرقم رضي الله عنه قال
: لما قال عبد الله بن أبي لا تنفقوا على من عند رسول الله وقال أيضا لئن رجعنا إلى المدينة أخبرت به النبي صلى الله عليه و سلم فلامني الأنصار وحلف عبد الله بن أبي ما قال ذلك فرجعت إلى المنزل فنمت فدعاني رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتيته فقال ( إن الله قد صدقك ) . ونزل { هم الذين يقولون لا تنفقوا } . الآية . وقال ابن أبي زائدة عن الأعمش عن عمرو عن ابن أبي ليلى عن زيد عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 4617 ] (4/1860)
378 - باب { وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون } / 4 / (4/1860)
[ ش ( خشب مسندة ) أشباح بلا أرواح وأجسام بلا عقول لا فائدة منهم كما لا يستفاد من الخشب المسندة إلى الجدران دون انتفاع بها . ( العدو ) الكامل العداوة . ( قاتلهم الله ) أخزاهم وطردهم من رحمته . ( أنى يؤفكون ) كيف يصرفون عن الحق ويبتعدون عنه ] (4/1860)
4620 - حدثنا عمرو بن خالد حدثنا زهير بن معاوية حدثنا أبو إسحاق قال سمعت زيد بن أرقم قال
: خرجنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في سفر أصاب الناس فيه شدة فقال عبد الله بن أبي لأصحابه لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله . وقال لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فأخبرته فأرسل إلى عبد الله بن أبي فسأله فاجتهد يمينه ما فعل قالوا كذب زيد رسول الله صلى الله عليه و سلم فوقع في نفسي مما قالوا شدة حتى أنزل الله عز و جل تصديقي في { إذا جاءك المنافقون } . فدعاهم النبي صلى الله عليه و سلم ليستغفر لهم فلووا رؤوسهم . وقوله { خشب مسندة } . قال كانوا رجالا أجمل شيء
[ ر 4617 ]
[ ش ( فاجتهد يمينه ) بالغ بيمينه وبذل وسعه فيها . ( ما فعل ) ما قال ما ذكر عنه . ( فلووا ) حركوا . ( أجمل شيء ) من أجمل الناس وأحسنهم أجساما ] (4/1860)
379 - باب قوله { وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون } / 5 / (4/1860)
حركوا استهزؤوا بالنبي صلى الله عليه و سلم ويقرأ بالتخفيف من لويت
[ ش ( يصدون ) يعرضون عما دعوا إليه . ( مستكبرون ) عن الاعتذار والاستغفار . ( بالتخفيف ) أي { لووا } بفتح الواو الأولى دون تشديد وهي قراءة نافع ] (4/1860)
4621 - حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن زيد بن أرقم قال كنت مع عمي فسمعت عبد الله بن أبي ابن سلول يقول
: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فذكرت ذلك لعمي فذكر عمي للنبي صلى الله عليه و سلم فدعاني فحدثته فأرسل إلى عبد الله بن أبي وأصحابه فحلفوا ما قالوا وكذبني النبي صلى الله عليه و سلم وصدقهم فأصابني غم لم يصبني مثله قط فجلست في بيتي وقال عمي ما أردت إلى أن كذبك النبي صلى الله عليه و سلم ومقتك ؟ فأنزل الله تعالى { إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله } . فأرسل إلي النبي صلى الله عليه و سلم فقرأها وقال ( إن الله قد صدقك )
[ ر 4617 ] (4/1861)
380 - باب قوله { سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين } / 6 / (4/1861)
[ ش ( سواء . . ) استغفارك وعدمه في حقهم سواء . ( لن يغفر... ) ما داموا على النفاق ] (4/1861)
4622 - حدثنا علي حدثنا سفيان قال عمرو سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال
: كنا في غزاة - قال سفيان مرة في جيش - فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال الأنصاري يا للأنصار وقال المهاجري يا للمهاجرين فسمع ذاك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( ما بال دعوى جاهلية ) . قالوا يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال ( دعوها فإنها منتنة ) . فسمع بذلك عبد الله بن أبي فقال فعلوها أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فبلغ النبي صلى الله عليه و سلم فقام عمر فقال يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( دعه لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ) . وكانت الأنصار أكثر من المهاجرين حين قدموا المدينة ثم إن المهاجرين كثروا بعد
قال سفيان فحفظته من عمرو قال عمرو سمعت جابرا كنا مع النبي
صلى الله عليه و سلم
[ ر 3330 ] (4/1861)
381 - باب قوله { هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون } / 7 / (4/1861)
[ ش ( ينفضوا ) يتفرقوا عنه . ( لله خزائن... ) بيده مفاتيح الرزق يعطي منها من يشاء ويقسم ما يشاء ولا يعطى أحد إلا بأمره ولا يمنع إلا بمشيئته . وخزائن جمع خزانة وهي ما يحرز فيه الشيء ويحفظ وخصت بما يخزن فيه نفائس الأموال . وخزائن الله تعالى مقدوراته التي لا يظهرها لسواه ولا يصل إليها علم الناس . ( لا يفقهون ) لا يفهمون الحقائق ولا يدركون حكمة الله عز و جل وقدرته ] (4/1861)
4623 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن موسى بن عقبة قال حدثني عبد الله بن الفضل أنه سمع أنس ابن مالك يقول
: حزنت على من أصيب بالحرة فكتب إلي زيد بن أرقم وبلغه شدة حزني يذكر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ) . وشك ابن الفضل في ( أبناء أبناء الأنصار ) . فسأل أنسا بعض من كان عنده فقال هو الذي يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم ( هذا الذي أوفى الله له بإذنه )
[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب من فضائل الأنصار رضي الله عنهم رقم 2506 ( بالحرة ) بالوقعة التي وقعت فيها بين جند يزيد بن معاوية وأهل المدينة . والحرة أرض ذات حجارة سوداء خارج المدينة . ( فسأل أنسا ) أي سألوه عن يزيد بن أرقم رضي الله عنه من هو . ( يقول رسول الله ) في حقه . ( أوفى الله له بأذنه ) أظهر صدقه فيما سمعه وأخبر به (4/1862)
382 - باب قوله { يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون } / 8 / (4/1862)
[ ش انظر الحديث 4617 وأطرافه ] (4/1862)
4624 - حدثنا الحميدي حدثنا سفيان قال حفظناه من عمرو بن دينار قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول
: كنا في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال الأنصاري يا للأنصار وقال المهاجري يا للمهاجرين فسمعها الله رسوله صلى الله عليه و سلم قال ( ما هذا ) . فقالوا كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال الأنصاري يا للأنصار وقال المهاجري يا للمهاجرين فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( دعوها فإنها منتنة ) . قال جابر وكانت الأنصار حين قدم النبي صلى الله عليه و سلم أكثر ثم كثر المهاجرون بعد . فقال عبد الله بن أبي أو قد فعلوا والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق قال النبي صلى الله عليه و سلم ( دعه لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه )
[ ر 3330 ] (4/1863)
383 - باب تفسير سورة التغابن (4/1863)
{ التغابن } / 9 / غبن أهل الجنة أهل النار . وقال علقمة عن عبد الله { ومن يؤمن بالله يهدي قلبه } / 11 / هو الذي إذا أصابته مصيبة رضي وعرف أنها من الله
[ ش ( غبن . . ) أي يأخذ المؤمنون منازل الكافرين في الجنة لو آمنوا فشبهوا بالمتبايعين يغبن أحدهما الآخر في بيعه من الغبن وهو فوت الحظ والنصيب . ( يؤمن بالله ) يصدق أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله تعالى له . ( يهدي قلبه ) يوفقه لليقين حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه وللقول الحسن فلا يقول إلا ما يرضي الله عز و جل إنا لله وإنا إليه راجعون ويسلم لقضاء الله تعالى وقدره ] (4/1863)
384 - باب تفسير سورة الطلاق (4/1863)
وقال مجاهد { إن ارتبتم } / 4 / إن لم تعلموا أتحيض أم لا تحيض فاللائي قعدن عن المحيض واللائي لم يحضن بعد فعدتهن ثلاثة أشهر . { وبال أمرها } / 9 / جزاء أمرها
[ ش ( ارتبتم ) أشكل عليكم حكمهن وشككتم فيه ولم تدروا ما عدتهن . ( قعدن . . ) انقطع حيضهن لكبر سنهن وهو تفسير لقوله تعالى { واللائي
يئسن من المحيض من نساءكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن } / الطلاق 4 / أي لصغرهن أو لعلة أخرى . ( أمرها ) كفرها وعصيانها ] (4/1863)
4625 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني سالم أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أخبره
: أنه طلق امرأته وهي حائض فذكر عمر لرسول الله صلى الله عليه و سلم فتغيظ فيه رسول الله صلى الله عليه ثم قال ( ليراجعها ثم يمسكها حتى تطهر ثم تحيض فتطهر فإن بدا له أن يطلقها فليطلقها طاهرا قبل أن يمسها فتلك العدة كما أمره الله )
[ 4953 ، 4954 ، 4958 ، 5022 ، 5023 ، 6741 ]
[ ش ( فتغيظ فيه ) غضب لفعله . ( يمسها ) يجامعها . ( كما أمره الله ) بقوله { فطلقوهن لعدتهن } أي لأول عدتهن . / الطلاق 1 / ] (4/1864)
385 - باب { وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا } / 4 / (4/1864)
وأولات الأحمال واحدها ذات حمل
[ ش ( أجلهن ) وقت انقضاء عدتهن ] (4/1864)
4626 - حدثنا سعد بن حفص حدثنا شيبان عن يحيى قال أخبرني أبو سلمة قال
: جاء رجل إلى ابن عباس وأبو هريرة جالس عنده فقال أفتني في امرأة ولدت بعد زوجها بأربعين ليلة ؟ فقال ابن عباس آخر الأجلين قلت أنا { وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن } . قال أبو هريرة أنا مع ابن أخي يعني أبا سلمة فأرسل ابن عباس غلامه كريبا إلى أم سلمة يسألها فقالت قتل زوج سبيعة الأسلمية وهي حبلى فوضعت بعد موته بأربعين ليلة فخطبت فأنكحها رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان أبو السنابل فيمن خطبها
[ 5012 ]
[ ش أخرجه مسلم في الطلاق باب انقضاء عدة المتوفى عنها زوجها وغيرها بوضع الحمل رقم 1485
( آخر الأجلين ) أي أقصاهما من أربعة أشهر وعشرة أيام أو وضع الحمل . ( فأنكحها ) أي فأذن لها أن تتزوج ] (4/1864)
4626 - م - وقال سليمان بن حرب وأبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد قال
: كنت في حلقة فيها عبد الرحمن بن أبي ليلى وكان أصحابه يعظمونه فذكر آخر الأجلين فحدثت بحديث سبيعة بنت الحارث عن عبد الله بن عتبة قال فضمز لي بعض أصحابه قال محمد ففطنت له فقلت إني إذا لجريء إن كذبت على عبد الله بن عتبة وهو في ناحية الكوفة فاستحيا وقال لكن عمه لم يقل ذاك . فلقيت أبا عطية مالك بن عامر فسألته فذهب يحدثني حديث سبيعة فقلت هل سمعت عن عبد الله فيها شيئا ؟ فقال كنا عند عبد الله فقال أتجعلون عليها التغليظ ولا تجعلون عليها الرخصة ؟ لنزلت سورة النساء القصرى بعد الطولى { وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن }
[ ر 4258 ]
[ ش ( فذكر آخر الأجلين ) أي أفتى بذلك . ( فضمز ) عض على شفته مشيرا أن اسكت . ( فاستحيا ) مما وقع منه . ( لكن عمه ) أي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه . ( التغليظ ) طول العدة بالحمل إذا زادت مدته على مدة الأشهر وقد يمتد أكثر من تسعة أشهر . ( الرخصة ) التسهيل فيما إذا وضعت لأقل من أربعة أشهر وعشرة أيام . ( القصرى ) سورة الطلاق وفيها
{ وأولات الأحمال } . ( الطولى ) سورة البقرة التي هي أطول سور القرآن وفيها { والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا } . / البقرة 234 / . أي ونزولها بعدها يدل على أنها محكمة وأنها مخصصة للعدة بالأشهر لمن توفي عنها زوجها بالتي ليست ذات حمل ]
سورة التحريم (4/1864)
386 - باب { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم } / 1 / (4/1864)
[ ش ( تحرم ما أحل الله لك ) من شرب العسل وقيل إتيان أمته مارية القبطية رضي الله عنها . ( تبتغي ) تطلب بذلك . ( مرضاة أزواجك ) رضاهن ] (4/1864)
4627 - حدثنا معاذ بن فضالة حدثنا هشام عن يحيى عن ابن حكيم
هو يعلى بن حكيم الثقفي عن سعيد بن جبير أن ابن عباس رضي الله عنهما قال في الحرام
: يكفر . وقال ابن عباس { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة }
[ 4965 ]
[ ش أخرجه مسلم في الطلاق باب وجوب الكفارة على من حرم امرأته
ولم ينو الطلاق رقم 1473
( في الحرام ) أي إذا حرم على نفسه ما يحل له كما إذا قال حرام علي أكل اللحم أو قال لزوجته أنت علي حرام . ( يكفر ) كفارة يمين وهذا إذا لم ينو الطلاق فإن نوى الطلاق وقع كما نوى . ( أسوة ) قدوة . / الأحزاب 21 / . وقرأها عاصم بضم الهمزة حيث كانت وقرأ الجمهور بكسرها ] (4/1865)
4628 - حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف عن ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة رضي الله عنها قالت
: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يشرب عسلا عند زينب بنت جحش ويمكث عندها فواطيت أنا وحفصة على أيتنا دخل عليها فلتقل له أكلت مغافير إني أجد منك ريح مغافير قال ( لا ولكني كنت أشرب عسلا عند زينب بنت جحش فلن أعود له وقد حلفت لا تخبري بذلك أحدا )
[ 4966 ، 6313 ، وانظر 4918 ]
[ ش ( فواطيت ) اتفقت وأصله ( فواطأت ) وهو كذلك في بعض النسخ وفي بعض النسخ ( فتواطأت ) . ( مغافير ) جمع مغفور وهو صمغ حلو له رائحة كريهة ينضجه شجر يسمى العرفط . ( وقد حلفت ) على أن لا أعود لشرب العسل عندها ] (4/1865)
387 - باب { تبتغي مرضاة أزواجك } / 1 / (4/1865)
{ قد فرض لله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم } / 2 /
[ ش ( فرض ) بين . ( تحلة أيمانكم ) ما تحللون به أيمانكم وهو الكفارة المذكورة بقوله تعالى { فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام } . / المائدة 89 / . ( تحرير رقبة ) عتق عبد أو أمة ] (4/1865)
4629 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا سليمان بن بلال عن يحيى عن عبيد بن حنين أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يحدث أنه قال
: مكثت سنة أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية فما أستطيع أن أسأله هيبة له حتى خرج حاجا فخرجت معه فلما رجعت وكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له قال فوقفت له حتى فرغ ثم سرت معه فقلت يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه و سلم من أزواجه فقال تلك حفصة وعائشة قال فقلت والله إن كنت لأريد أن أسألك عن هذا منذ سنة فما أستطيع هيبة لك قال فلا تفعل ما ظننت أن عندي من علم فاسألني فإن كان لي علم خبرتك به قال ثم قال عمر والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرا حتى أنزل الله فيهن ما أنزل وقسم لهن ما قسم قال فبينا أنا في أمر أتأمره إذ قالت امرأتي لو صنعت كذا وكذا قال فقلت لها ما لك ولما ها هنا فيما تكلفك في أمر أريده ؟ فقالت لي عجبا لك يا ابن الخطاب ما تريد أن تراجع أنت وإن ابنتك لتراجع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى يظل يومه غضبان فقام عمر فأخذ رداءه مكانه حتى دخل على حفصة فقال لها يا بنية إنك لتراجعين رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى يظل يومه غضبان ؟ فقالت حفصة والله إنا لنراجعه فقلت تعلمين أني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله صلى الله عليه و سلم يا بنية لا تغرنك هذه التي أعجبها حسنها حب رسول الله صلى الله عليه و سلم إياها يريد عائشة قال ثم خرجت حتى دخلت على أم سلمة لقرابتي منها فكلمتها فقالت أم سلمة عجبا لك يا ابن الخطاب دخلت في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله صلى الله عليه و سلم وأزواجه فأخذتني والله أخذا كسرتني عن بعض ما كنت أجد فخرجت من عندها . وكان لي صاحب من الأنصار إذا غبت أتاني بالخبر وإذا غاب كنت أنا آتيه بالخبر ونحن نتخوف ملكا من ملوك غسان ذكر لنا أنه يريد أن يسير إلينا فقد امتلأت صدورنا منه فإذا صاحبي الأنصاري يدق الباب فقال افتح افتح فقلت جاء الغساني ؟ فقال بل أشد من ذلك اعتزل رسول الله صلى الله عليه و سلم أزواجه فقلت رغم أنف حفصة وعائشة فأخذت ثوبي فأخرج حتى جئت فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم في مشربة له يرقى عليها بعجلة وغلام لرسول الله صلى الله عليه و سلم أسود على رأس الدرجة فقلت له قل هذا عمر بن الخطاب فأذن لي قال عمر فقصصت على رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا الحديث فلما بلغت حديث أم سلمة تبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم وإنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف وإن عند رجليه قرظا مصبوبا وعند رأسه أهب معلقة فرأيت أثر الحصير في جنبه فبكيت فقال ( ما يبكيك ) . فقلت يا رسول الله إن كسرى وقيصر فيما هما فيه وأنت رسول الله فقال ( أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة )
[ ر 89 ]
[ ش أخرجه مسلم في الطلاق باب في الإيلاء واعتزال النساء وتخييرهن رقم 1479
( عدل إلى الأراك ) مال عن الطريق حتى انتهى إلى شجرة الأراك وهي التي يتخذ منها عود السواك . ( تظاهرتا ) تعاونتا عليه في الإفراط في الغيرة وإفشاء سره حتى استاء من ذلك . ( أمرا ) شأنا . ( أنزل الله فيهن ما أنزل ) من القرآن الذي يأمر بالإحسان إليهن . ( ما قسم ) من الحظ في الميراث والحق في النفقة ونحو ذلك . ( أتأمره ) أتفكر فيه . ( فيما تكلفك ) أي شيء حملك على التدخل فيما ليس من شأنك ( فأخذ رداءه مكانه ) أي ارتدى رداءه فور سماعه لكلامها وذهب إلى بنته . ( فأخذتني ) بكلامها . ( كسرتني ) صرفتني . ( أجد ) من الموجدة وهي الغضب . ( امتلأت صدورنا منه ) كنا في خوف شديد من مجيئه . ( رغم أنف ) لصق بالرغام وهو التراب أي ذلت وصغرت . ( يرقى عليها بعجلة ) يصعد عليها بسرعة . ( قرظا ) ورق شجر يدبغ به . ( مصبوبا ) مسكوبا ويروى ( مصبورا ) أي مجموعا كالصبرة وهي الكومة . ( أهب ) جمع إهاب وهو الجلد الذي لم يدبغ . ( فيما هو فيه ) من الرفاهية وأنواع النعيم الدنيوي ] (4/1866)
388 - باب { وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير } / 3 / (4/1866)
فيه عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 4628 ]
[ ش ( أسر ) حدثها بكلام وقال لا تفشيه . ( بعض أزواجه ) حفصة رضي الله عنها . ( حديثا ) هو تحريم مارية رضي الله عنها . ( نبأت به ) أخبرت عائشة رضي الله عنها . ( أظهره الله عليه ) أطلعه على إخبارها . ( عرف بعضه ) أخبر حفصة ببعض ما قالته لعائشة رضي الله عنهما . ( أعرض عن بعض ) ولم يخبرها بكل ما قالت تكرما منه ] (4/1866)
4630 - حدثنا علي حدثنا سفيان حدثنا يحيى بن سعيد قال سمعت عبيد بن حنين قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول
: أردت أن أسأل عمر فقلت يا أمير المؤمنين من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فما أتممت كلامي حتى قال عائشة وحفصة
[ ر 89 ] (4/1868)
389 - باب قوله { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما } / 4 / (4/1868)
صغوت وأصغيت ملت . { لتصغى } / الأنعام 113 / لتميل
{ وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير } / 4 / عون تظاهرا تعاونا
وقال مجاهد { قوا أنفسكم وأهليكم } / 6 / أوصوا أنفسكم وأهليكم بتقوى الله وأدبوهم
[ ش ( صغت ) مالت إلى تحريم مارية وسركما ذلك وهذا يستوجب التوبة . ( مولاه ) ناصره وحافظه . ( صالح المؤمنين ) المؤمنون المخلصون الصادقون . ( ظهير ) أعوان ونصراء . ( بتقوى الله ) بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه ليكون ذلك حاجزا بينكم وبين النار يوم القيامة . ( أدبوهم ) ربوهم ونشئوهم على ذلك ] (4/1868)
4631 - حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا يحيى بن سعيد قال سمعت عبيد بن حنين يقول سمعت ابن عباس يقول
: أردت أن أسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فمكثت سنة فلم أجد له موضعا حتى خرجت معه حاجا فلما كنا بظهران ذهب عمر لحاجته فقال أدركني بالوضوء فأدركته بالإداوة فجعلت أسكب عليه الماء ورأيت موضعا فقلت يا أمير المؤمنين من المرأتان اللتان تظاهرتا ؟
قال ابن عباس فما أتممت كلامي حتى قال عائشة وحفصة
[ ر 89 ] (4/1868)
390 - باب قوله { عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا } / 5 / (4/1868)
[ ش ( يبدله ) وفي قراءة { يبدله } . ( قانتات ) مطيعات لأن القنوت هو القيام بطاعة الله تعالى وطاعة الله تعالى في طاعة رسول الله صلى الله عليه و سلم . ( تائبات ) تاركات للذنوب ومنها المخالفة وعدم الطاعة كثيرات الرجوع إلى الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه و سلم . ( عابدات ) كثيرات العبادة . ( سائحات ) صائمات وقيل للصائم سائح لأنه يمسك عن الطعام والشراب حتى يجيء وقت فطره كالسائح لا زاد معه فلا يزال ممسكا إلى أن يجده . وقيل معناها مهاجرات . ( ثيبات ) جمع ثيب وهي التي سبق لها زواج . ( أبكارا ) جمع بكر وهي التي لم يسبق لها زواج ] (4/1868)
4632 - حدثنا عمرو بن عون حدثنا هشيم عن حميد عن أنس قال قال عمر رضي الله عنه
: اجتمع نساء النبي صلى الله عليه و سلم في الغيرة عليه فقلت لهن عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن فنزلت هذه الآية
[ ر 393 ] (4/1869)
391 - باب تفسير سورة الملك { تبارك الذي بيده الملك } / 1 / (4/1869)
التفاوت الآختلاف والتفاوت والتفوت واحد . { تميز } / 8 / تقطع . { مناكبها } / 15 / جوانبها . { تدعون } / 27 / وتدعون واحد مثل تذكرون وتذكرون . { ويقبضن } / 19 / يضربن بأجنحتهن
وقال مجاهد { صافات } / 19 / بسط أجنحتهن . { ونفور } / 21 / الكفور
[ ش ( تبارك ) تعالى وتعاظم عن صفات المخلوقين . ( بيده ) بتدبيره وتصريفه . ( الملك ) الأمر والنهي والسلطان . ( التفاوت ) يشير إلى قوله تعالى { ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت } / الملك 3 / أي اضطراب وعدم تناسق وتناسب . وقرأ حمزة وعلي { تفوت } . ( تدعون ) من الدعوى أي تنكرون وقوعه بعد الموت والبعث . وقرأ يعقوب { تدعون } من الدعاء أي تطلبون وتتمنون أن يعجل لكم أي العذاب . ( يقبضن ) يضممن أجنحتهن إذا ضربن بهن جنوبهن أثناء الطيران . ( صافات ) باسطات أجنحتهن في
الجو أثناء الطيران . ( نفور ) تباعد عن الحق وشرود عن الهدى ] (4/1869)
392 - باب تفسير سورة { ن والقلم } / 1 / (4/1869)
وقال قتادة { حرد } / 25 / جد في أنفسهم
وقال ابن عباس { يتخافتون } / 23 / ينتجون السرار والكلام الخفي . { لضالون } / 26 / أضللنا مكان جنتنا
وقال غيره { كالصريم } / 20 / كالصبح انصرم من الليل والليل انصرم من النهار وهو أيضا كل رملة انصرمت من معظم الرمل والصريم أيضا المصروم مثل قتيل ومقتول
[ ش ( والقلم ) أقسم سبحانه بجنس القلم الذي يكتب به تنبيها لما في ذلك من الفوائد والمنافع التي لا تحصى والله تعالى أعلم بمراده وله سبحانه أن يقسم بما شاء لأنه خالق الأشياء بخلاف العباد فليس لهم أن يقسموا إلا به سبحانه أو باسم من أسمائه أو صفة من صفاته لأن القسم منهم تعظيم وتقديس ولا ينبغي لهم أن يقدسوا أو يعظموا سوى خالقهم جل وعلا . ( جد . . ) قصد وتصميم . ( ينتجون ) يكلم بعضهم بعضا . ( السرار ) جمع سر وهو ما تكتمه وتخفيه من الأمور التي عزمت عليها . ( أضللنا ) أخطأنا . ( جنتنا ) بستاننا وحديقتنا ذات النخل والشجر . ( كالصريم ) الشجر الذي قطع ثمره وجمع وقيل اسودت واحترقت فصارت كالليل المظلم الذي انصرم من النهار أي انقطع أو صارت أرضا بيضاء بلا شجر كالصبح انصرم
من الليل . ( وهو ) أي الصريم . ( انصرمت ) انعزلت . ( الصريم... ) أي فعيل بمعنى مفعول ] (4/1869)
393 - باب { عتل بعد ذلك زنيم } / 13 / (4/1869)
4633 - حدثنا محمود حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي حصين عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما
: { عتل بعد ذلك زنيم } . قال رجل من قريش له زنمة مثل زنمة الشاة
[ ش ( عتل ) غليظ جاف شديد الفتك وقيل الأكول الشروب القوي الشديد . ( بعد ذلك ) مع ذلك . ( زنيم ) دعي ملحق النسب ملصق بالقوم وليس منهم والزنيم أيضا اللئيم المعروف بلؤمه وشره . / ن 13 / . ( رجل ) هو الوليد ابن المغيرة وقيل غيره . ( زنمة ) قطعة جلد أو لحم زائدة . ( زنمة الشاة ) هي ما يقطع من أذنها ويترك معلقا ] (4/1870)
4634 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن معبد بن خالد قال سمعت حارثة بن وهب الخزاعي قال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول
: ( ألا أخبركم بأهل الجنة ؟ كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره . ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر )
[ 5723 ، 6281 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب النار يدخلها الجبارون رقم 2853
( متضعف ) بكسر العين متواضع لين هين وروي بفتح العين أي يستضعفه الناس ويحتقرونه . ( أقسم ) حلف يمينا طمعا في كرم الله تعالى . ( لأبره ) لحقق له ما أقسم عليه ولأجاب طلبه ودعاءه . ( جواظ ) شديد الصوت في الشر متكبر مختال في مشيته ] (4/1870)
394 - باب { يوم يكشف عن ساق } / 42 / (4/1870)
[ ش ( يوم . . ) هذا الكلام عبارة عن شدة الأمر يوم القيامة للحساب والجزاء والعرب تقول لمن وقع في أمر يحتاج إلى اجتهاد ومعاناة شمر عن ساقه وتقول للحرب إذا اشتدت كشفت عن ساقها ] (4/1870)
4635 - حدثنا آدم حدثنا الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد رضي الله
عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول
: ( يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى كل من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا )
[ ر 4305 ]
[ ش ( ساقه ) الله تعالى أعلم بهذا مع اعتقادنا بتنزيه الله تعالى عما يشابه المخلوقات وللعلماء المحققين تأويلات لمثل هذه المتشابهات لا تخرج عن قواعد الشريعة وأصول الدين منها ما ذكر في شرح الآية السابقة ومنها أن المراد بالساق نور عظيم يكشف عنه سبحانه يوم القيامة وغير ذلك . ( رياء ) مراءاة للناس أي ليروه ويثنوا عليه . ( سمعة ) يسمع به الناس ويذيعوا صيته . ( طبقا واحدا ) كالصحيفة الواحدة فلا ينثني للسجود ولا يقدر عليه ] (4/1871)
395 - باب تفسير سورة الحاقة (4/1871)
قال ابن جبير { حسوما } / 7 / متتابعة . { عيشة راضية } / 21 / يريد فيها الرضا . { القاضية } / 27 / الموتة الأولى التي متها لم أحي بعدها . { من أحد عنه حاجزين } / 47 / أحد يكون للجمع وللواحد
وقال ابن عباس { الوتين } / 46 / نياط القلب
قال ابن عباس { طغى } / 11 / كثر ويقال { بالطاغية } / 5 / بطغيانهم ويقال طغت على الخزان كما طغى الماء على قوم نوح . و { غسلين } / 36 / ما يسيل من صديد أهل النار . وقال غيره { من غسلين } كل شيء غسلته فخرج منه شيء فهو غسلين فعلين من الغسل من الجرح والدبر . { أعجاز نخل } / 7 / أصولها . { باقية } / 8 / بقية
[ ش ( حسوما ) تتابعت عليهم فحسمتهم أي استأصلتهم بالعذاب من الحسم وهو القطع . ( راضية ) ذات رضا أو مرضية . ( القاضية ) القاطعة للحياة والقاضية عما بعدها . ( فما منكم... ) فما يستطيع أحد منكم أن يحجزنا ويمنعنا عن عقوبة محمد صلى الله عليه و سلم لوتقول علينا شيئا وهو يعلم ذلك ولذا يستحيل أن يقدم عليه . ( نياط القلب ) عرق يتصل بالقلب إذا قطع مات الإنسان . ( بطغيانهم ) بسبب طغيانهم والطاغية مصدر مثل طغيان وقيل الطاغية الصيحة الشديدة المجاوزة للحد في القوة حتى صرعتهم وأهلكتهم . ( الخزان ) بصيغة المفرد وبصيغة الجمع والمراد الملائكة الموكلون بإرسال الريح بمقادير معينة . ( غسلين ) قيل هو شجر يأكله أهل النار وفسره الفراء بما ذكره البخاري رحمه الله تعالى . ( صديد ) القيح الذي يفسد به الجرح . ( غيره ) أي الفراء . [ عيني ] . ( الدبر ) جمع دبرة وهي قرحة الدابة ] (4/1871)
396 - باب تفسير سورة المعارج { سأل سائل } / 1 / (4/1871)
الفصيلة أصغر آبائه القربى إليه ينتمي من انتمى . { للشوى } / 16 / اليدان والرجلان والأطراف وجلدة الرأس يقال لها شواة وما كان غير مقتل فهو شوى . والعزون الحلق والجماعات وواحدها عزة . { يوفضون } / 43 / الإيفاض الإسراع
[ ش ( الفصيلة ) يشير إلى قوله تعالى { وفضيلته التي تؤويه } / المعارج 13 / أي عشيرته الأدنون الذين فصل عنهم والذين ينضم إليهم ويستنصر بهم . ( ينتمي ) ينتسب ويروى ( ينتهي ) من الانتهاء أي إليه ينتهي نسب من انتسب . ( العزون ) يفسر قوله تعالى { فمال الذين كفروا قبلك مهطعين . عن اليمين وعن الشمال عزين } / المعارج 36 ، 37 / . ( قبلك ) نحوك وباتجاهك . ( مهطعين ) مسرعين مادي أعناقهم مديمي النظر إليك ] (4/1871)
397 - باب تفسير سورة نوح { إنا أرسلنا } / 1 / (4/1871)
{ أطوارا } / 14 / طورا كذا وطورا كذا يقال عدا طوره أي قدره . والكبار أشد من الكبار وكذلك جمال وجميل لأنها أشد مبالغة وكبار الكبير وكبارا أيضا بالتخفيف والعرب تقول رجل حسان وجمال وحسان مخفف وجمال مخفف . { ديارا } / 26 / من دور ولكنه فيعال من الدوران كما قرأ عمر الحي القيام . / البقرة 255 / وهي من قمت وقال غيره { ديارا } أحدا . { تبارا } / 28 / هلاكا
وقال ابن عباس { مدرارا } / 11 / يتبع بعضه بعضا . { وقارا } / 13 / عظمة
[ ش ( طورا كذا . . ) أي نطفة ثم علقة . . وهكذا حتى يكتمل الخلق ثم يولد فيكون طفلا ثم شابا ثم كهلا...وهكذا حتى يدركه الموت . والطور يكون بمعنى تارة كما هو هنا ويكون بمعنى القدر كما ذكر . ( عدا ) جاوز . ( الكبار ) يشير إلى قوله تعالى { ومكروا مكرا كبارا } / نوح 22 / أي احتالوا أو دبروا لأذاه تدبيرا كبيرا . ( أشد ) أي أبلغ في معناها . ( الكبار ) بمعنى الكبير وهو أبلغ منه . ( ديارا ) أحدا يدور في الأرض مشتق من دار يدور دورا . ( فيعال ) أي أصله ديوار فأبدلت الواو ياءا وأدغمت بالتي قبلها . ( القيام ) القراءة المشهورة { القيوم } والمعنى واحد . ( غيره ) لم يعرف من مراده بالقائل الأول ولا من هو غيره . ( مدرارا ) كثير الدر والمراد الكثرة والتتابع وأصل الدر حلب الشاة حالا بعد حال ] (4/1871)
398 - باب { ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق } / 23 / (4/1871)
4636 - حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريج . وقال عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما
: صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد أما ود كانت لكلب بدومة الجندل وأما سواع كانت لهذيل وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف بالجوف عند سبأ وأما يعوق فكانت لهمدان وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا
يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عبدت
[ ش ( بدومة الجندل ) مدينة بين المدينة والعراق وبلاد الشام . ( هذيل ) قبيلة من قبائل العرب وكذلك مراد وغطيف وهمدان وحمير وذو الكلاع . ( بالجوف ) اسم واد في اليمن والجوف كل منخفض من الأرض . ( أنصابا ) جمع نصب وهو حجر أو صنم ينصب تخليدا لذكرى رجل أو غيره . ( هلك أولئك ) مات الذين نصبوا الأنصاب وكانوا يعلمون لماذا نصبت . ( تنسخ العلم ) زالت معرفة الناس بأصل نصبها ] (4/1873)
399 - باب تفسير سورة ( الجن ) { قل أوحي إلي } / 1 / (4/1873)
قال ابن عباس { لبدا } / 19 / أعوانا
[ ش ( لبدا ) يركب بعضهم بعضا من الازدحام عليه حرصا على استماع القرآن . وقيل تظاهروا وكانوا أعوانا على إبطاله ] (4/1873)
4637 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال
: انطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين فقالوا ما لكم ؟ فقالوا حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب قال ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا ما حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الأمر الذي حدث . فانطلقوا فضربوا مشارق الأرض ومغاربها ينظرون ما هذا الأمر الذي حال بينهم وبين خبر السماء قال فانطلق الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بنخلة وهو عامد إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن تسمعوا له فقالوا هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء فهنالك رجعوا إلى قومهم فقالوا { يا قومنا إنا سمعنا قرآنا عجبا . يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا } . وأنزل الله عز و جل على نبيه صلى الله عليه و سلم { قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن } . وإنما إليه قول الجن
[ ر 739 ] (4/1873)
400 - باب تفسير سورة المزمل (4/1873)
وقال مجاهد { وتبتل } / 8 / أخلص
وقال الحسن { أنكالا } / 12 / قيودا . { منفطر به } / 18 / مثقلة به
وقال ابن عباس { كثيبا مهيلا } / 14 / الرمل السائل . { وبيلا } / 16 / شديدا
[ ش ( تبتل ) أخلص له في الدعاء والعبادة وتفرغ عمن سواه . ( أنكالا ) قيودا ثقالا لا تنفك أبدا جمع نكل ونكل . ( منفطر به ) متشققة من شدته وثقله . ( السائل ) الذي إذا أخذت منه شيئا انهال ما بعده ] (4/1873)
401 - باب تفسير سورة المدثر (4/1873)
قال ابن عباس { عسير } / 9 / شديد . { قسورة } / 51 / ركز الناس وأصواتهم وقال أبو هريرة الأسد وكل شديد قسورة وقسور . { مستنفرة } / 51 / نافرة مذعورة
[ ش ( المدثر ) المتلفف بثيابه من الدثار وهو كل ما كان من الثياب فوق الشعار والشعار الثوب الذي يلي الجسد . ( ركز الناس ) حسهم والركز الصوت الخفي . ( قسورة وقسور ) من القسر وهو الغلبة والقهر ] (4/1873)
4638 - حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير
: سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن قال { يا أيها المدثر } . قلت يقولون { اقرأ باسم ربك الذي خلق } . فقال أبو سلمة سألت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن ذلك وقلت له مثل الذي قلت فقال جابر لا أحدثك إلا ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( جاورت بحراء فلما قضيت جواري هبطت فنوديت فنظرت عن يميني فلم أر شيئا ونظرت عن شمالي فلم أر شيئا ونظرت أمامي فلم أر شيئا ونظرت خلفي فلم أر شيئا فرفعت رأسي فرأيت شيئا فأتيت خديجة فقلت دثروني وصبوا علي ماء باردا قال فدثروني وصبوا علي ماء باردا قال فنزلت { يا أيها المدثر . قم فأنذر . وربك فكبر } )
[ ر 4 ]
[ ش ( جاورت ) اعتكفت . ( قضيت جواري ) انتهيت من اعتكافي . ( هبطت ) نزلت من الغار لأذهب إلى بيتي ] (4/1874)
402 - باب { قم فأنذر } / 2 / (4/1874)
4639 - حدثني محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وغيره قالا حدثنا حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( جاورت بحراء ) . مثل حديث عثمان بن عمر عن علي بن المبارك
[ ر 4 ] (4/1875)
403 - باب { وربك فكبر } / 3 / (4/1875)
4640 - حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا عبد الصمد حدثنا حرب حدثنا يحيى قال
: سألت أبا سلمة أي القرآن أنزل أول ؟ فقال { يا أيها المدثر } . فقلت أنبئت أنه { اقرأ باسم ربك الذي خلق } . فقال أبو سلمة سألت جابر بن عبد الله أي القرآن أنزل أول ؟ فقال { يا أيها المدثر } . فقلت أنبئت أنه { اقرأ باسم ربك } . فقال لا أخبرك إلا بما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( جاورت في حراء فلما قضيت جواري هبطت فاستبطنت الوادي فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي فإذا هو جالس على عرش بين السماء والأرض فأتيت خديجة فقلت دثروني وصبوا علي ماء باردا وأنزل علي { يا أيها المدثر . قم فأنذر . وربك فكبر } )
[ ر 4 ]
[ ش ( استبطنت الوادي ) وصلت إلى بطنه وهو أخفض مكان فيه . ( هو ) أي الملك الذي جاءني في حراء كما صرحت به الرواية التالية وهذا ظاهر أن ما حصل في حراء قبل هذا . ( عرش ) وفي نسخة ( كرسي ) والمعنى متقارب ] (4/1875)
404 - باب { وثيابك فطهر } / 4 / (4/1875)
4641 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب . وحدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري فأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال
: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه ( فبينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فجئثت منه رعبا فرجعت فقلت زملوني زملوني فدثروني فأنزل الله تعالى { يا أيها المدثر . إلى والرجز فاهجر } . قبل أن تفرض الصلاة وهي الأوثان
[ ر 4 ] (4/1875)
405 - باب قوله { والرجز فاهجر } / 5 / (4/1875)
يقال الرجز والرجس العذاب
[ ش ( الرجز ) قرأ يعقوب وسهل وحفص بضم الراء وقرأ غيرهم بكسرها . وقيل هما بمعنى واحد وقيل بالضم معناها الصنم وبالكسر معناها النجاسة والمعصية ] (4/1875)
4642 - حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث عن عقيل قال ابن شهاب سمعت أبا سلمة قال أخبرني جابر بن عبد الله
: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يحدث عن فترة الوحي ( فبينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري قبل السماء فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض فجئثت منه حتى هويت إلى الأرض فجئت أهلي فقلت زملوني زملوني فزملوني فأنزل الله تعالى { يا أيها المدثر . قم فأنذر - إلى قوله - فاهجر } . قال أبو سلمة والرجز الأوثان - ثم حمي الوحي وتتابع )
[ ر 4 ] (4/1876)
406 - باب تفسير سورة القيامة (4/1876)
وقوله { لاتحرك به لسانك لتعجل به } / 16 /
وقال ابن عباس { سدى } / 36 / هملا . { ليفجر أمامه } / 5 / سوف أتوب سوف أعمل . { لاوزر } / 11 / لا حصن
[ ش ( سدى ) مهملا دون أن يكلف ويسأل عن أعماله . ( ليفجر . . ) يمني نفسه بالتوبة والعمل الصالح سوف...وسوف...وهو في القيقة يريد أن يستمر على عصيانه في مستقبل الأيام . وقيل أن يكذب يوم القيامة . ( حصن ) ملجأ يحمي من عقاب الله تعالى ] (4/1876)
4643 - حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا موسى بن أبي عائشة وكان ثقة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا نزل عليه الوحي حرك به لسانه - ووصف سفيان - يريد أن يحفظه فأنزل الله { لا تحرك به لسانك لتعجل به }
[ ر 5 ]
[ ش ( ووصف سفيان ) كيفية تحريكه ] (4/1876)
407 - باب { إن علينا جمعه وقرآنه } / 17 / (4/1876)
4644 - حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن موسى بن أبي عائشة
: أنه سأل سعيد بن جبير عن قوله تعالى { لا تحرك به لسانك } . قال وقال ابن عباس كان يحرك شفتيه إذا أنزل عليه فقيل له { لاتحرك به لسانك } . يخشى أن ينفلت منه { إن علينا جمعه وقرآنه } أن نجمعه في صدرك { وقرآنه } أن تقرأه { فإذا قرأناه } يقول أنزل عليه { فاتبع قرآنه . ثم إن علينا بيانه } أن نبينه على لسانك
[ ر 5 ]
[ ش ( ينفلت ) يضيع ويفوت ] (4/1876)
408 - باب قوله { فأذا قرأناه فاتبع قرآنه } / 18 /
قال ابن عباس قرأناه بيناه فاتبع اعمل به (4/1876)
4645 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله
: { لا تحرك به لسانك لتعجل به } . قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا نزل جبريل بالوحي وكان مما يحرك به لسانه وشفتيه فيشتد عليه وكان يعرف منه فأنزل الله الآية التي في { لا أقسم بيوم القيامة } { لاتحرك به لسانك لتعجل به . إن علينا جمعه وقرآنه } . قال علينا أن نجمعه في صدرك { وقرآنه . فإذا قرأناه فاتبع قرآنه } فإذا أنزلناه فاستمع { ثم إن علينا بيانه } علينا أن نبينه بلسانك . قال فكان إذا أتاه جبريل أطرق فإذا ذهب قرأه كما وعد الله
[ ر 5 ]
{ أولى لك فأولى } / 34 / توعد
[ ش أخرجه مسلم في الصلاة باب الاستماع للقراءة رقم 448
( وكان يعرف منه ) أي الاشتداد حال نزول الوحي عليه . ( لا أقسم ) أي في السورة التي تبدأ بقوله تعالى { لا أقسم بيوم القيامة } . ( أطرق ) سكت وأرخى عينيه ينظر إلى الأرض منصتا متفهما . ( توعد ) أي لأبي جهل الذي نزلت الآيات في حقه ومعناه الله تعالى تولى أن ينزل بك ما تكره ] (4/1877)
409 - باب تفسير سورة ( الإنسان الدهر ) { هل أتى على الإنسان } / 1 / (4/1877)
يقال معناه أتى على الإنسان وهل تكون جحدا وتكون خبرا وهذا من الخبر يقول كان شيئا فلم يكن مذكورا وذلك من حين خلقه من طين إلى أن ينفخ فيه الروح . { أمشاج } / 2 / الأخلاط ماء المرأة وماء الرجل الدم والعلقة ويقال إذا خلط مشيج كقولك خليط وممشوج مثل مخلوط . ويقرأ { سلاسلا وأغلالا } / 4 / ولم يجر بعضهم . { مستطيرا } / 7 / ممتدا البلاء
والقمطرير الشديد يقال يوم قمطرير ويوم قماطر والعبوس والقمطرير والقماطر والعصيب أشد ما يكون من الأيام في البلاء
وقال الحسن النضرة في الوجه والسرور في القلب
وقال ابن عباس { الأرائك } / 13 / السرر
وقال البراء { وذللت قطوفها } / 14 / يقطفون كيف شاؤوا
وقال معمر { أسرهم } / 28 / شدة الخلق وكل شيء شددته من قتب وغبيط فهو مأسور
[ ش ( جحدا ) نفيا . ( يقول كان . . ) يفسر قوله تعالى { هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا } / الإنسان 1 / أي قد أتى على الإنسان مدة من الزمن وهو شيء لا يذكر ولا يعرف ولا يدري ما اسمه ولا ما يراد به ؟ . ( الدم . . ) أي ثم يصبح دما ثم علقة . . وهكذا . ( إذا خلط . . ) أي شيء بشيء . ( سلاسلا ) قرأ نافع والكسائي وأبو بكر بن عاصم ( سلاسلا ) بالتنوين وقرأ حمزة وخلف وحفص وابن كثير وأبو عمرو ( سلاسل ) بالفتح بلا تنوين . وسلاسل جمع سلسلة . ( أغلالا ) جمع غل وهو القيد . ( ولم يجر ) من الإجراء أي لم يصرف سلاسل والصرف التنوين . ( القمطرير . . العبوس ) يفسر قوله تعالى { إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا } / الإنسان 10 / أي يجعل الإنسان عابسا شديد العبوس منقبض الوجه من هول ما فيه وشدته . ( العصيب ) اللفظ وارد في قوله تعالى { وقال هذا يوم عصيب } / هود 77 / . ( النضرة . . ) يفسر قوله تعالى { ولقاهم نضرة وسرورا } / الإنسان 11 / . ( ذللت ) سخرت وقربت . ( قطوفها ) ثمارها . ( معمر ) بن المثنى أبو عبيدة . ( قتب ) رحل صغير على قدر سنام البعير . ( غبيط ) رحل النساء الذي يشد عليه الهودج ] (4/1877)
410 - باب تفسير سورة { والمرسلات } (4/1877)
وقال مجاهد { جمالات } / 33 / حبال . { اركعوا } صلوا { لا يركعون } / 48 / لا يصلون
وسئل ابن عباس { لا ينطقون } / 35 / . { والله ربنا ما كنا مشركين } / الأنعام 23 / . { اليوم نختم على أفواههم } / يس 65 / . فقال إنه ذو ألوان مرة ينطقون ومرة يختم عليهم
[ ش ( المرسلات ) الرياح المرسلة بشدة وتتابع وقيل الملائكة المرسلة بأوامره سبحانه وتعالى . ( جمالات ) قيل هي الحبال وقيل جمع جمالة وهي جمع جمل وهو ذكر الإبل وانظر شرح الحديث 4649 . ( سئل . . ) أي عن التوفيق بين هذه الآيات التي ظاهرها التعارض . ( إنه ) أي يوم القيامة . ( ألوان ) أحوال وأطوار وانظر الحديث 4537 م ] (4/1877)
4646 - حدثني محمود حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال
: كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنزلت عليه { والمرسلات } . وإنا لنتلقاها من فيه فخرجت حية فابتدرناها فسبقتنا فدخلت جحرها . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( وقيت شركم كما وقيتم شرها )
حدثنا عبدة بن عبد الله أخبرنا يحيى بن آدم عن إسرائيل عن منصور بهذا . وعن إسرائيل عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله مثله
وتابعه أسود بن عامر عن إسرائيل . وقال حفص وأبو معاوية وسليمان بن قرم عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود
قال يحيى بن حماد أخبرنا أبو عوانة عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله
وقال ابن إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله
[ ش أخرجه مسلم في السلام باب قتل الحيات وغيرها رقم 2234 ] (4/1879)
4647 - حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود قال قال عبد الله
: بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غار إذ نزلت عليه { والمرسلات } . فتلقيناها من فيه وإن فاه لرطب بها إذ خرجت حية فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( عليكم اقتلوها ) . قال فابتدرناها فسبقتنا قال فقال ( وقيت شركم كما وقيتم شرها )
[ ر 1733 ] (4/1879)
411 - باب قوله { إنها ترمي بشرر كالقصر } / 32 / (4/1879)
4648 - حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان حدثنا عبد الرحمن بن عابس قال سمعت ابن عباس
: { إنها ترمي بشرر كالقصر } . قال كنا نرفع الخشب بقصر ثلاثة أذرع أو أقل فنرفعه للشتاء فنسميه القصر
[ 4649 ]
[ ش ( إنها ) أي جهنم . ( بشرر ) ما يتطاير من النار إذا التهبت واحدها شررة . ( كالقصر ) كالبناء الشامخ في عظمه وارتفاعه . وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما بفتح الصاد ومعناه كما فسره . / المرسلات 32 / . ( بقصر ) بقدر وارتفاع . ( للشتاء ) لأجل الاستسخان به في الشتاء ] (4/1879)
412 - باب قوله { كأنه جمالات صفر } / 33 / (4/1879)
4649 - حدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى أخبرنا سفيان حدثني عبد الرحمن ابن عابس سمعت ابن عباس رضي الله عنهما
: { ترمي بشرر } . كنا نعمد إلى الخشبة ثلاثة أذرع أو فوق ذلك فنرفعه للشتاء فنسميه القصر . { كأنه جمالات صفر } حبال السفن تجمع حتى تكون كأوساط الرجال
[ ر 4648 ]
[ ش ( حبال السفن ) تفسير ( جمالات ) بالحبال إذا ضمت الجيم وأما بكسرها فهي جمع جمالة وجمالة جمع جمل وهو ذكر الإبل . ( صفر ) في هيئتها ولونها جمع أصفر والعرب تسمي سود الإبل صفرا لشوب سوادها بصفرة . / المرسلات 33 / ] (4/1880)
413 - باب قوله { هذا يوم لا ينطقون } / 35 / (4/1880)
[ ش ( لا ينطقون ) لا يستطيعون النطق أو لا ينطقون بحجة تنفعهم ] (4/1880)
4650 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثني إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال
: بينما نحن مع النبي صلى الله عليه و سلم في غار إذ نزلت عليه { والمرسلات } . فإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه وإن فاه لرطب بها إذ وثبت علينا حية فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( اقتلوها ) . فابتدرناها فذهبت فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( وقيت شركم كما وقيتم شرها )
قال عمر حفظته من أبي في غار بمنى
[ ر 1733 ] (4/1880)
414 - باب تفسير سورة النبأ { عم يتساءلون } / 1 / (4/1880)
قال مجاهد { لا يرجون حسابا } / 27 / لا يخافونه . { لا يملكون منه خطابا } / 37 / لا يملكونه إلا أن يأذن لهم . { صوابا } / 38 / حقا في الدنيا وعمل به . وقال ابن عباس { وهاجا } / 13 / مضيئا . { ثجاجا } / 14 / منصبا . { ألفافا } / 16 / ملتفة
وقال غيره { غساقا } / 25 / غسقت عينه ويغسق الجرح يسيل كأن الغساق والغسيق واحد . { عطاء حسابا } / 36 / جزاء كافيا أعطاني ما أحسبني أي كفاني
[ ش ( غساقا ) صديدا يسيل من أبدانهم وقرأ الكسائي بتشديد السين المفتوحة وقرأ أبو عمرو بتخفيفها . ( غسقت عينه ) أي سالت أو سال دمعها ] (4/1880)
415 - باب { يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا } / 18 / زمرا (4/1880)
[ ش ( الصور ) البوق الذي ينفخ فيه يوم القيامة . ( زمرا ) جماعات ] (4/1880)
4651 - حدثني محمد أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
: ( ما بين النفختين أربعون ) . قال أربعون يوما ؟ قال أبيت قال أربعون شهرا ؟ قال أبيت قال أربعون سنة ؟ قال أبيت . قال ( ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة )
[ ر 4536 ] (4/1881)
416 - باب تفسير سورة { والنازعات } (4/1881)
{ زجرة } / 13 / صيحة
وقال مجاهد { ترجف الراجفة } / 6 / هي الزلزلة . { الآية الكبرى } / 20 / عصاه ويده . { سمكها } / 28 / بناها بغير عمد . { طغى } / 17 / عصى
يقال الناخرة والنخرة سواء مثل الطامع والطمع والباخل والبخل . وقال بعضهم النخرة البالية والناخرة العظم المجوف الذي تمر فيه الريح فينخر
وقال ابن عباس { الحافرة } / 10 / إلى أمرنا الأول إلى الحياة
وقال غيره { أيان مرساها } / 42 / متى منتهاها ومرسى السفينة حيث تنتهي
{ الراجفة } / 6 / النفخة الأولى . { الرادفة } / 7 / النفخة الثانية
[ ش ( النازعات ) الملائكة تنزع أرواح بني آدم . ( ترجف الراجفة ) تنفخ النفخة الأولى التي تحرك كل شيء تحريكا شديدا . ( الآية الكبرى ) المعجزة العظيمة الدالة على أنه رسول الله تعالى . ( النخرة ) يشير إلى قوله تعالى { ء إذا كنا عظاما نخرة } / النازعات 11 / بالية . ( سواء ) أصل المعنى واحد . ( فينخر ) ظهورها وقيامها . ( منتهاها ) منتهى الحياة الدنيا الذي يكون عنده قيام الساعة ] (4/1881)
4652 - حدثنا أحمد بن المقدام حدثنا الفضيل بن سليمان حدثنا أبو حازم حدثنا سهل بن سعد رضي الله عنه قال
: رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بإصبعيه هكذا بالوسطى والتي تلي الإبهام ( بعثت أنا والساعة كهاتين )
[ 4995 ، 6138 ]
قال ابن عباس { أغطش } / 29 / أظلم . { الطامة } / 34 / تطم كل شيء
[ ش أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة باب قرب الساعة رقم 2950
( قال بإصبعه ) أشار . ( والساعة ) قيام القيامة . ( كهاتين ) أي مقترنين كاقترانهما أو الفارق بين بعثتي وقيام الساعة كالفرق بين الأصبعين في الطول والمراد بيان قرب وقت قيام الساعة . ( تطم ) تعلو عليه وتغلب والمراد بالطامة يوم القيامة ] (4/1881)
417 - باب تفسير سورة { عبس } (4/1881)
{ عبس وتولى } / 1 / كلح وأعرض . وقال غيره { مطهرة } / 14 / لا يمسها إلا المطهرون وهم الملائكة وهذا مثل قوله { فالمدبرات أمرا } / النازعات 5 / جعل الملائكة والصحف مطهرة لأن الصحف يقع عليها التطهير فجعل التطهير لمن حملها أيضا
وقال مجاهد الغلب الملتفة والأب ما يأكل الأنعام . { سفرة } / 15 / الملائكة واحدهم سافر سفرت أصلحت بينهم وجعلت الملائكة - إذا نزلت بوحي الله وتأديبه - كالسفير الذي يصلح بين القوم . وقال غيره { تصدى } / 6 / تغافل عنه . وقال مجاهد { لما يقض } / 23 / لا يقضي أحد ما أمر به . وقال ابن عباس { ترهقها } / 41 / تغشاها شدة . { مسفرة } / 38 / مشرقة . { بأيدي سفرة } / 15 / وقال ابن عباس كتبة أسفارا كتبا . { تلهى } / 10 / تشاغل . يقال واحد الأسفار سفر . { فأقبره } / 21 / يقال أقبرت الرجل جعلت له قبرا قبرته دفنته
[ ش ( كلح ) قطب وجهه . ( غيره ) غير مجاهد وهذا يعني أن الكلام قبله لمجاهد رحمه الله تعالى [ عيني ] ( وهذا مثل . . ) أي وصفت الخيول بالمدبرات مع أن التدبير لمحمولها وهم الغزاة . ( الأب . . الغلب ) يشير إلى
قوله تعالى { وحدائق غلبا وفاكهة وأبا } / عبس 30 ، 31 / . ( غلبا ) ملتفة الأشجار . ( أبا ) الكلأ والمرعى الذي تأكله الدواب ولا يزرعه الناس . ( تغافل ) قال العيني أكثر النسخ تصدى تغافل عنه والذي في غيرها تصدى أقبل عليه وكأنه الصواب وعليه أكثر المفسرين . ( سفر ) وهو الكتاب ] (4/1881)
4653 - حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا قتادة قال سمعت زرارة بن أوفى يحدث عن سعد بن هشام عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران )
[ ش أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب فضل الماهر بالقرآن والذي يتتعتع به رقم 798
( حافظ له ) أي للقرآن عن ظهر قلب
( يتعاهده ) يضبطه ويتفقده ويكرر قراءته حتى لا ينساه . ( أجران ) لتلاوته ولتحمل المشقة فيها ] (4/1882)
418 - باب تفسير سورة { إذا الشمس كورت } . ( التكوير ) (4/1882)
{ انكدرت } / 2 / انتثرت
وقال الحسن { سجرت } / 6 / ذهب ماؤها فلا تبقى قطرة وقال مجاهد { المسجور } / الطور 6 / المملوء وقال غيره { سجرت } أفضى بعضها إلى بعض فصارت بحرا واحدا
والخنس تخنس في مجراها ترجع وتكنس تستتر كما تكنس الظباء . { تنفس } / 18 / ارتفع النهار . والظنين المتهم والضنين يضن به
وقال عمر { النفوس زوجت } / 7 / يزوج نظيره من أهل الجنة والنار ثم قرأ { احشروا الذين ظلموا وأزواجهم } / الصافات 22 / . { عسعس } / 17 / أدبر
[ ش ( كورت ) أظلمت وتلاشى ضوؤها من التكوير وهو جمع الشيء بعضه إلى بعض فكأن الشمس عند قيام الساعة تجمع بعضها إلى بعض وتلف فيلف ضوؤها ويذهب انتشاره في الآفاق . ( انكدرت ) تساقطت وتناثرت من انكدر الطائر إذا سقط عن عشه . ( سجرت ) بتشديد الجيم وتخفيفها . ( غيره ) أي غير الحسن . ( الخنس . . ) يفسر قوله { فلا أقسم بالخنس . الجوار الكنس } / التكوير 15 ، 16 / أي النجوم السيارة التي تغيب وترجع فتظهر . ( تكنس الظباء ) تدخل كناسها وهو الموضع الذي تأوي إليه والظباء جمع ظبي وهو الغزال . ( تنفس ) أي الصبح امتد ضوؤه وأقبل بالروح والنسيم . ( الظنين . . ) يشير إلى قوله تعالى { وما هو على الغيب بظنين } / التكوير 24 / . قرأ عاصم وحمزة وأهل المدينة والشام بالضاد أي ببخيل والمعنى لا يبخل بتبليغ ما يوحى به إليه وتعليمه للناس . وقرأ غيرهم بالظاء أي وما هو بمتهم فيما يخبر به عن الله عز و جل . ( نظيره ) المؤمن مع المؤمنة والفاجر مع الفاجرة . ( عسعس ) أقبل بظلامه أو أدبر فهو من الأضداد ] (4/1882)
419 - باب تفسير سورة { إذا السماء انفطرت } . ( الانفطار ) (4/1882)
انفطارها انشقاقها
ويذكر عن ابن عباس { بعثرت } / 4 / يخرج من فيها من الأموات
وقال الربيع بن خثيم { فجرت } / 3 / فاضت
وقرأ الأعمش وعاصم { فعدلك } / 7 / بالتخفيف وقرأه أهل الحجاز بالتشديد وأراد معتدل الخلق ومن خفف يعني { في أي صورة } / 8 / شاء إما حسن وإما قبيح وطويل أو قصير
[ ش ( بالتخفيف ) أي بفتح الدال { فعدلك } وبه قرأ الحسن وحمزة والكسائي
( بالتشديد ) أي بتشديد الدال المفتوحة { فعدلك }
( ومن خفف ) أي أراد نفس المعنى . ( في أي صورة . . ) خلقك على الصورة والشبه الذي يريده سبحانه ] (4/1882)
420 - باب تفسير سورة { ويل للمطففين } . ( المطففين ) (4/1882)
وقال مجاهد { ران } / 14 / ثبت الخطايا . { ثوب } / 36 / جوزي
وقال غيره المطفف لا يوفي غيره . الرحيق الخمر . { ختامه مسك } / 26 / طينته
التسنيم يعلو شراب أهل الجنة . { يوم يقوم الناس لرب العالمين } / 6 /
[ ش ( ران ) من الرين وهو الغلبة أي غلبت الخطايا على قلوبهم وأحاطت بها حتى غمرتها وغطتها . ( ثبت الخطايا ) سجل الخطايا وصحيفة الذنوب . ( لا يوفي غيره ) أي لا يعطيه حقه كاملا بل إذا دفع له أنقص وإذا أخذ لنفسه زاد ويكون هذا في الكيل والوزن وغيرهما من سائر الحقوق . ( الرحيق ) يفسر قوله تعالى { يسقون من رحيق مختوم } / المطففين 25 / أي ختم على ذلك الشراب ومنع من أن تمسه الأيدي حتى يفك ختمه الأبرار . ( طينته ) المادة التي ختم بها . ( التسنيم ) يفسر قوله تعالى { ومزاجه من تسنيم } / المطففين 27 / أي يخلط ويمزج بالتسنيم وهو أرفع شراب في الجنة وهو معنى قوله يعلو شراب أهل الجنة والتسنيم العلو والارتفاع ومنه سنام البعير ] (4/1882)
4654 - حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا معن قال حدثني مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( { يوم يقوم الناس لرب العالمين } . حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه )
[ 6166 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب في صفة يوم القيامة رقم 2862
( يوم يقوم الناس ) من قبورهم وهو يوم القيامة . ( لرب العالمين ) خاضعين للمعبود الحق الذي خلقهم . / المطففين 6 / . ( يغيب ) يغرق . ( رشحه ) عرقه ] (4/1884)
421 - باب تفسير سورة { إذا السماء انشقت } . ( الانشقاق ) (4/1884)
قال مجاهد { كتابه بشماله } / الحاقة 25 / يأخذ كتابه من وراء ظهره . { أذنت } / 2 ، 5 / سمعت وأطاعت { لربها } . { وألقت ما فيها } من الموتى { وتخلت } / 4 / عنهم . { وسق } / 17 / جمع من دابة . { ظن أن لن يحور } / 14 / لا يرجع إلينا
[ ش ( كتابه . . ) يبين أنه لا تنافي بين قوله تعالى { وأما من أوتي كتابه وراء ظهره } / الانشقاق 10 / وقوله تعالى { وأما من أوتي كتابه بشماله } بل الصورة واحدة وذلك أنه يعطى كتاب أعماله بشماله من وراء ظهره . ( وسق ) جمع وصم ما كان منتشرا في النهار أو ما جمع من النجوم وما ساق من الظلمة ] (4/1884)
422 - باب { فسوف يحاسب حسابا يسيرا } / 8 / (4/1884)
4655 - حدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى عن عثمان بن الأسود قال سمعت ابن أبي مليكة سمعت عائشة رضي الله عنها قالت سمعت النبي صلى الله عليه و سلم
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم
حدثنا مسدد عن يحيى عن أبي يونس حاتم بن أبي صغيرة عن ابن أبي مليكة عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
: ( ليس أحد يحاسب إلا هلك ) . قالت قلت يا رسول الله جعلني الله فداءك أليس يقول الله عز و جل { فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا } . قال ( ذاك العرض يعرضون ومن نوقش الحساب هلك )
[ ر 103 ] (4/1885)
423 - باب { لتركبن طبقا عن طبق } / 19 / (4/1885)
4656 - حدثنا سعيد بن النضر أخبرنا هشيم أخبرنا أبو بشر جعفر بن إياس عن مجاهد قال قال ابن عباس
: { لتركبن طبقا عن طبق } . حالا بعد حال قال هذا نبيكم صلى الله عليه و سلم
[ ش ( حالا بعد حال ) حال مطابقة للشيء الذي كان قبلهما في الشدة . وقيل الطبق جمع طبقة وهي المرتبة أي طبقات بعضها أشد من بعض في الأهوال وقيل في معناها غير ذلك . / الانشقاق 19 / ] (4/1885)
424 - باب تفسير سورة البروج (4/1885)
وقال مجاهد { الأخدود } / 4 / شق في الأرض . { فتنوا } / 10 / عذبوا
وقال ابن عباس في قوله تعالى { الودود } / 14 / الحبيب . { المجيد } / 15 / الكريم
[ ش ( البروج ) منازل الشمس والقمر والنجوم وقيل الكواكب الكبيرة سميت بذلك لظهورها . ( الأخدود ) الحفرة المستطيلة والشق المستطيل في الأرض ] (4/1885)
425 - باب تفسير سورة الطارق (4/1885)
هو النجم وما أتاك ليلا فهو طارق . { النجم الثاقب } / 3 / المضيء وقال مجاهد { الثاقب } الذي يتوهج
وقال مجاهد { ذات الرجع } / 11 / سحاب يرجع بالمطر . { ذات الصدع } / 12 / تتصدع بالنبات
وقال ابن عباس { لقول فصل } / 13 / لحق . { لما عليها حافظ } / 4 / إلا عليها حافظ
[ ش ( فهو طارق ) من الطرق وهو الدق سمي بذلك لحاجته إلى دق الباب أكثر من غيره
( تتصدع ) تتشقق . ( فصل ) يفصل بين الحق والباطل . ( حافظ ) من ربها يحصي عليها ما تكسبه من خير أو شر ] (4/1885)
426 - باب تفسير سورة { سبح اسم ربك الأعلى } . ( الأعلى ) (4/1885)
وقال مجاهد { قدر فهدى } / 3 / قدر الإنسان الشقاء والسعادة وهدى الأنعام لمراتعها . وقال ابن عباس { غثاء أحوى } / 5 / هشيما متغيرا
[ ش ( قدر . . ) قدر لكل مخلوق ما يحتاج إليه ويسر له السبل لاكتسابه . وقيل غير هذا . ( الأنعام ) المراد الحيوانات . ( لمرتعها ) جمع مرتعة وهو الموضع الذي ترعى فيه . ( غثاء ) كالغثاء الذي يكون فوق السيل . ( أوحى ) أسود لأن العشب إذا يبس اسود . ( هشيما ) يابسا متكسرا ] (4/1885)
4657 - حدثنا عبدان قال أخبرني أبي عن شعبة عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال
: أول من قدم علينا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم مصعب بن عمير وابن أم مكتوم فجعلا يقرئاننا القرآن ثم جاء عمار وبلال وسعد ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين ثم جاء النبي صلى الله عليه و سلم فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم به حتى رأيت الولائد والصبيان يقولون هذا رسول الله قد جاء فما جاء حتى قرأت { سبح اسم ربك الأعلى } . في سور مثلها
[ ر 3709 ]
[ ش ( الولائد ) جمع وليدة وهي الصبية والأمة ] (4/1886)
427 - باب تفسير سورة { هل أتاك حديث الغاشية } . ( الغاشية ) (4/1886)
وقال ابن عباس { عاملة ناصبة } / 3 / النصارى
وقال مجاهد { عين آنية } / 5 / بلغ إناها وحان شربها . { حميم آن } / الرحمن 44 / بلغ إناه . { لاتسمع فيها لاغية } / 11 / شتما
ويقال الضريع نبت يقال له الشبرق يسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس وهو سم . { بمسيطر } / 22 / بمسلط ويقرأ بالصاد والسين
وقال ابن عباس { إيابهم } / 25 / مرجعهم
[ ش ( النصارى ) أي فسر أصحاب الوجوه الخاشعة الذليلة يوم القيامة بالنصارى الذين أتبعوا أنفسهم في الدنيا في أعمال ظنوها تنفعهم وإذا بها سبب عنائهم وتعبهم الدائم في نار جهنم يوم القيامة . وقيل غير ذلك . ( آنية ) تناهى حرها . ( بلغ إناها ) بلغ حرها نهايته . ( حان شربها ) جاء وقت شربها لمن هيئت لهم من الكفار . ( حميم ) ماء حار وأتى بهذه الآية ليبين أنها من نفس المعنى . ( لاتسمع فيها لاغية ) قرأ الجمهور { تسمع } بالتاء المفتوحة ونصب { لاغية } وقرأ أبو عمرو { تسمع } بضم التاء ورفع { لاغية } وقرأ نافع { يسمع } بالياء المضمومة ورفع { لاغية } ولاغية مثل اللغو وهو الباطل من القول ونحوه . ( ويقال ) القائل هو الفراء . ( الضريع . . ) يفسر قوله تعالى { ليس لهم طعام إلا من ضريع } / الغاشية 6 / . ( لهم ) أي للكفرة وأهل النار . ( ويقرأ... ) قرأ عاصم بالسين وحمزة عن خلاد بين الصاد والزاي والباقون بالصاد ] (4/1886)
428 - باب تفسير سورة { والفجر } . ( الفجر ) (4/1886)
وقال مجاهد { الوتر } / 3 / الله . { إرم ذات العماد } / 7 / يعني القديمة والعماد أهل عمود لا يقيمون . { سوط عذاب } / 13 / الذي عذبوا به . { أكلا لما } / 19 / السف . و { جما } / 20 / الكثير
وقال مجاهد كل شيء خلقه فهو شفع السماء شفع والوتر الله تبارك وتعالى
وقال غيره { سوط عذاب } / 13 / كلمة تقولها العرب لكل نوع من العذاب يدخل فيه السوط . { لبالمرصاد } / 14 / إليه المصير . { تحاضون } / 18 / تحافظون و { تحضون } تأمرون بإطعامه . { المطمئنة } / 27 / المصدقة بالثواب
وقال الحسن { يا أيتها النفس المطمئنة } إذا أراد الله عز و جل قبضها اطمأنت إلى الله واطمأن الله إليها ورضيت عن الله وBها فأمر بقبض روحها وأدخلها الله الجنة وجعله من عباده الصالحين
وقال غيره { جابوا } / 9 / نقبوا من جيب القميص قطع له جيب يجوب الفلاة يقطعها . { لما } / 19 / لممته أجمع أتيت على آخره
[ ش ( الوتر ) هو في اللغة الفرد ومن العدد ما ليس بشفع - أي زوج - ومنه صلاة الوتر وهو من أسماء الله تعالى وهو الفذ الفرد جل جلاله . ويطلق على يوم عرفة . وقرأ حمزة وعلي بكسر الواو وقرأ غيرهما بفتحها . ( ذات العماد ) الطول والقوة والشدة وهو تشبيه لهم بالأعمدة . ( القديمة ) وهي عاد الأولى . ( أهل عمود ) هو كناية عن أهل الخيام التي تنصب على الأعمدة . ( سوط عذاب ) عذابا شديدا والسوط ما يضرب به من جلد مضفورا كان أم لم يكن . ( السف ) فسر اللم بالسف وهو يدل على المبالغة والشدة في الأكل . ( لبالمرصاد ) مفعال من رصده أي يسمع ويرى ما يفعله العباد ويجازيهم عليه في الوقت المناسب وبالجزاء الوافي . ( تحاضون . . تحضون ) قراءتان متواترتان . ( جيب ) القميص شقه من جهة العنق وأصل الجيب القطع ] (4/1886)
429 - باب تفسير سورة { لا أقسم } . ( البلد ) (4/1886)
وقال مجاهد { وأنت حل بهذا البلد } / 2 / مكة ليس عليك ما على الناس فيه من الإثم . { ووالد } آدم { وما ولد } / 3 / . { لبدا } / 6 / كثيرا . و { النجدين } / 10 / الخير والشر . { مسغبة } / 14 / مجاعة . { متربة } / 16 / الساقط في التراب يقال { فلا اقتحم العقبة } / 11 / فلم يقتحم العقبة في الدنيا ثم فسر العقبة فقال { وما أدراك ما العقبة . فك رقبة . أو إطعام في يوم ذي مسغبة } / 12 - 14 /
[ ش ( حل... ) تصنع فيه ما تريد من القتل والأسر . ( متربة ) فقر فكأن الفقير قد لصق بالتراب لقلة ذات يده . ( فلا اقتحم . . ) دخل وجاوز بشدة ومشقة والعقبة في الأصل المرتفع من الأرض والمراد الخصلة الصعبة أي ما فعل في الدنيا ما فيه مشقة شديدة على النفس من الأعمال الصالحة . ( فك رقبة ) عتق مملوك وتخليصه من العبودية والرق ابتغاء مرضات الله تعالى ] (4/1886)
430 - باب تفسير سورة { والشمس وضحاها } . ( الشمس ) (4/1886)
وقال مجاهد ضحاها ضوؤها . { إذا تلاها } / 2 / تبعها . و { طحاها } / 6 / دحاها . { دساها } / 10 / أغواها . { فألهمها } / 8 / عرفها الشقاء والسعادة . { بطغواها } / 11 / بمعاصيها . { ولا يخاف عقباها } / 15 / عقبى أحد
[ ش ( دحاها ) بسطها وجعلها للسكنى والعيش عليها . ( عرفها الشقاء . . ) بين لها أسبابهما . ( بطغواها ) أي طغيانها حملها على التكذيب . ( عقبى أحد ) أي لا يخاف الله تعالى تبعة من أحد في إهلاكهم ] (4/1886)
4658 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا هشام عن أبيه أنه أخبره عبد الله بن زمعة أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يخطب وذكر الناقة والذي عقر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم
: ( { إذا انبعث أشقاها } انبعث لها رجل عزيز عارم منيع في رهطه مثل أبي زمعة ) . وذكر النساء فقال ( يعمد أحدكم يجلد امرأته جلد العبد فلعله يضاجعها من آخر يومه ) . ثم وعظهم في ضحكهم من الضرطة وقال ( لم يضحك أحدكم مما يفعل )
وقال أبو معاوية حدثنا هشام عن أبيه عن عبد الله بن زمعة قال النبي صلى الله عليه و سلم ( مثل أبي زمعة عم الزبير بن العوام )
[ ر 3197 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب النار يدخلها الجبارون رقم 2855
( عارم ) جبار صعب ومفسد خبيث وجاهل شرس شديد . ( رهطه ) قومه . ( يضاجعها ) يطؤها ] (4/1888)
431 - باب تفسير سورة { والليل إذا يغشى } . ( الليل ) (4/1888)
وقال ابن عباس { وكذب بالحسنى } / 9 / بالخلف
وقال مجاهد { تردى } / 11 / مات . و { تلظى } / 14 / توهج وقرأ عبيد بن عمير { تتلظى }
[ ش ( يغشى ) يغطي بظلمته النهار . ( تجلى ) انكشف بضوئه ] (4/1888)
432 - باب { والنهار إذا تجلى } / 2 / (4/1888)
4659 - حدثنا قبيصة بن عقبة حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال
: دخلت في نفر من أصحاب عبد الله الشأم فسمع بنا أبو الدرداء فأتانا فقال أفيكم من يقرأ ؟ فقلنا نعم . قال فأيكم أقرأ ؟ فأشاروا إلي فقال اقرأ فقرأت { والليل إذا يغشى . والنهار إذا تجلى . والذكر والأنثى } . قال أنت سمعتها من في صاحبك ؟ قلت نعم قال وأنا سمعتها من في النبي صلى
الله عليه وسلم وهؤلاء يأبون علينا
[ 4660 ]
[ ش ( والذكر والأنثى ) القراءة المتواترة { وما خلق الذكر والأنثى } . / الليل 3 / . ( صاحبك ) أي عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه . ( هؤلاء ) أهل الشام . ( يأبون علينا ) يمنعون هذه القراءة التي فيها لفظ { وما خلق } ] (4/1889)
433 - باب { وما خلق الذكر والأنثى } / 3 / (4/1889)
4660 - حدثنا عمر حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن إبراهيم قال
: قدم أصحاب عبد الله على أبي الدرداء فطلبهم فوجدهم فقال أيكم يقرأ على قراءة عبد الله ؟ قال كلنا قال فأيكم أحفظ ؟ فأشاروا إلى علقمة قال كيف سمعته يقرأ { والليل إذا يغشى } . قال علقمة { والذكر والأنثى } . قال أشهد أني سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ هكذا وهؤلاء يريدونني على أن أقرأ { وما خلق الذكر والأنثى } . والله لا أتابعهم
[ ر 4659 ] (4/1889)
434 - باب قوله { فأما من أعطى واتقى } / 5 / (4/1889)
4661 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه قال
: كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في بقيع الغرقد في جنازة فقال ( ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار ) . فقالوا يا رسول الله أفلا نتكل ؟ فقال ( اعملوا فكل ميسر . ثم قرأ { فأما من أعطى واتقى . وصدق بالحسنى - إلى قوله - للعسرى } )
[ ر 1296 ]
[ ش ( صدق بالحسنى ) أيقن أن الله تعالى سيخلف عليه في الدنيا والآخرة
وتتمة الآيات { فسنيسره لليسرى } وهي العمل الذي يرضاه الله تعالى { وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى . فسنيسره للعسرى } أي والذي أمسك عن الإنفاق واستغنى بشهوات الدنيا عن نعيم الآخرة ولم يصدق
بجزيل الأجر والعطاء عند الله عز و جل فإننا نمهد له الطريق الموصل إلى الشقاوة حسبما اختار لنفسه . / الليل / 5 - 10 / (4/1890)
435 - باب قوله { وصدق بالحسنى } / 6 / (4/1890)
4662 - حدثنا مسدد حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه قال
: كنا قعودا عند النبي صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث
[ ر 1296 ] (4/1890)
436 - باب { فسنيسره لليسرى } / 7 / (4/1890)
4663 - حدثنا بشر بن خالد أخبرنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سليمان عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم
: أنه كان في جنازة فأخذ عودا ينكت في الأرض فقال ( ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار أو من الجنة ) . قالوا يا رسول الله أفلا نتكل ؟ قال ( اعملوا فكل ميسر . فأما من أعطى واتقى . وصدق بالحسنى } ) . الآية
قال شعبة وحدثني به منصور فلم أنكره من حديث سليمان
[ ر 1296 ] (4/1890)
437 - باب { وأما من بخل واستغنى } / 8 / (4/1890)
4664 - حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي عليه السلام قال
: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( مامنكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار ) . فقلنا يا رسول أفلا نتكل ؟ قال ( لا اعملوا فكل ميسر . ثم قرأ { فأما من أعطى واتقى . وصدق بالحسنى . فسنيسره لليسرى - إلى قوله - فسنيسره للعسرى )
[ ر 1296 ] (4/1890)
438 - باب قوله { وكذب بالحسنى } / 9 / (4/1890)
4665 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه قال كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس فجعل ينكت بمخصرته ثم قال ( ما منكم من أحد وما من نفس منفوسة إلا كتب مكانها من الجنة والنار وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة ) . قال رجل يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير إلى أهل السعادة ومن كان منا من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة ؟ قال ( أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاء . ثم قرأ { فأما من أعطى واتقى . وصدق بالحسنى } ) . الآية
[ ر 1296 ] (4/1891)
439 - باب { فسنيسره للعسرى } / 10 / (4/1891)
4666 - حدثنا آدم حدثنا شعبة عن الأعمش قال سمعت سعد بن عبيدة يحدث عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه قال
: كان النبي صلى الله عليه و سلم في جنازة فأخذ شيئا فجعل ينكت به الأرض فقال ( ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة ) . قالوا يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟ قال ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما من كان من أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة وأما من كان من أهل الشقاء فييسر لعمل أهل الشقاوة . ثم قرأ { فأما من أعطى واتقى . وصدق بالحسنى } ) . الآية
[ ر 1296 ] (4/1891)
440 - باب تفسير سورة { والضحى } . ( الضحى ) (4/1891)
وقال مجاهد { إذا سجى } / 3 / استوى وقال غيره أظلم وسكن . { عائلا } / 8 / ذو عيال
[ ش ( سكن ) أي سكن الناس فيه وهدأت الأصوات . ( عائلا ) فقيرا ] (4/1891)
4667 - حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا الأسود بن قيس قال سمعت جندب بن سفيان رضي الله عنه قال
: اشتكى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم يقم ليلتين أو ثلاثا فجاءت امرأة فقالت يا محمد إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاثا . فأنزل الله عز و جل { والضحى والليل إذا سجى . ما ودعك ربك وما قلى }
[ ر 1072 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب مالقي النبي صلى الله عليه و سلم من أذى المشركين والمنافقين رقم 1797
( الضحى ) وقت ارتفاع الشمس واعتدال حرارة النهار من الحر والبرد . ( ودعك ) من التوديع وهو المبالغة في الترك . ( قلى ) أبغضك ] (4/1892)
441 - باب قوله { ما ودعك ربك وما قلى } / 3 / (4/1892)
تقرأ بالتشديد والتخفيف بمعنى واحد ما تركك ربك وقال ابن عباس ما تركك وما أبغضك
[ ش ( بالتشديد . . ) هي قراءة الجمهور المتواترة والتخفيف قراءة شاذة قرأ بها ابن أبي عبلة ] (4/1892)
4668 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر غندر حدثنا شعبة عن الأسود بن قيس قال
: سمعت جندبا البجلي قالت امرأة يا رسول الله ما أرى صاحبك إلا أبطأك فنزلت { ما ودعك ربك وما قلى }
[ ر 1072 ]
[ ش ( أبطأك ) جعلك بطيئا في القرآن حيث لم يأتك وروي ( أبطأ عنك ) أي تأخر ] (4/1892)
442 - باب تفسير سورة { ألم نشرح } . ( الشرح ) (4/1892)
وقال مجاهد { ووزرك } / 2 / في الجاهلية . { أنقض } / 3 / أثقل . { مع العسر يسرا } / 5 ، 6 / قال ابن عيينة أي مع ذلك العسر يسرا آخر كقوله { هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنين } / التوبة 52 / ولن يغلب عسر يسرين
وقال مجاهد { فانصب } / 7 / في حاجتك إلى ربك . ويذكر عن ابن عباس { ألم نشرح لك صدرك } / 1 / شرح الله صدره للإسلام
[ ش ( وزرك ) الوزر الحمل الثقيل أي خفننا عنك الكثير من الأعباء التي أثقلتك وأهمتك . ( في الجاهلية ) لعل المراد ما وقع منه مما لا يليق به كهمه أن يحضر اللهو ونزعه إزاره عن عورته ونحو ذلك مما لا يعد ذنبا ولا يترتب عليه إثم . ( أنقض ) أثقله وأوهنه حتى صار وكأنه له نقيض . أي صوت خفي كالذي يسمع من الرحل فوق البعير . ( مع ذلك . . ) أي إن كلمة اليسر كررت نكرة مرتين فالثانية غير الأولى وكلمة العسر كررت معرفة فالثانية عين الأولى فتحصل وجود يسرين مقابل عسر واحد . ( الحسنين ) الظفر أو الشهادة ووجه التشبيه أنه كما ثبت للمؤمنين تعدد الحسنى كذلك ثبت لهم تعدد اليسر . ( لن يغلب . . ) لفظ حديث في سنده ضعف وكذلك جاء أثرا عن عمر رضي الله عنه رواه في الموطأ لكنه منقطع . ( فانصب ) فاجتهد في الدعاء وطلب حاجتك من ربك وقيل أتعب نفسك في عبادة ربك وقيل غير ذلك ] (4/1892)
443 - باب تفسير سورة { والتين } . ( التين ) (4/1892)
وقال مجاهد هو التين والزيتون الذي يأكل الناس . يقال { فما يكذبك } / 7 / فما الذي يكذبك بأن الناس يدانون بأعمالهم ؟ كأنه قال ومن يقدر على تكذيبك بالثواب والعقاب ؟
[ ش ( يدانون ) يجازون يوم القيامة ] (4/1892)
4669 - حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة قال أخبرني عدي قال سمعت البراء رضي الله عنه
: أن النبي صلى الله عليه و سلم كان في سفر فقرأ في العشاء في إحدى الركعتين بالتين والزيتون . { تقويم } الخلق
[ ر 733 ]
[ ش ( تقويم ) تفسير لقوله تعالى { لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم } / التين 4 / أعدل قامة وأحسن صورة ] (4/1893)
444 - باب تفسير سورة { اقرأ باسم ربك الذي خلق } . ( العلق ) (4/1893)
وقال قتيبة حدثنا حماد عن يحيى بن عتيق عن الحسن قال اكتب في المصحف في أول الإمام بسم الله الرحمن الرحيم واجعل بين السورتين خطا . وقال مجاهد { ناديه } / 17 / عشيرته . { الزبانية } / 18 / الملائكة . وقال { الرجعى } / 8 / المرجع . { لنسفعن } / 15 / قال لنأخذن ولنسفعن بالنون وهي الخفيفة سفعت بيده أخذت
[ ش ( الإمام ) الفاتحة في أول القرآن . ( ناديه ) أصحاب مجلسه الذين يجلسون معه . ( الملائكة ) أي ملائكة العذاب والزبانية في اللغة العربية الشرط كالشرطة وسمي ملائكة العذاب بذلك لدفعهم أهل النار إليها . ( الخفيفة ) أي نون التوكيد الخفيفة . ( سفعت ) أخذت وجذبت جذابا شديدا وسفعت أيضا ضربت بإذلال وإهانة ] (4/1893)
4670 - حدثنا يحيى حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب
حدثني سعيد بن مروان حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة أخبرنا أبو صالح سلموية قال حدثني عبد اللع عن يونس بن يزيد قال أخبرني ابن شهاب أن عروة ابن الزبير أخبره أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت
: كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه و سلم الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فكان يلحق بغار حراء فيتحنث فيه - قال والتحنث التعبد - الليالي ذوات العدد قبل أن يرجع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود بمثلها حتى فجئه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال اقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ما أنا بقارئ ) . قال ( فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قلت ما أنا بقارىء فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال { اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق . اقرأ وربك الأكرم . الذي علم بالقلم } . الآيات إلى قوله { علم الإنسان ما لم يعلم } ) . فرجع بها رسول الله صلى الله عليه و سلم ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال ( زملوني زملوني ) . فزملوه حتى ذهب عنه الروع . قال لخديجة ( أي خديجة ما لي لقد خشيت على نفسي ) . فأخبرها الخبر قالت خديجة كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا فوالله إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق . فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل وهو ابن عم خديجة أخي أبيها وكان امرأ تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العربي ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي فقالت خديجة يا ابن عم اسمع من ابن أخيك قال ورقة يا ابن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره النبي صلى الله عليه و سلم خبر ما رأى فقال ورقة هذا الناموس الذي أنزل على موسى ليتني فيها جذعا ليتني أكون حيا ذكر حرفا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أو مخرجي هم ) . قال ورقة نعم لم يأت رجل بما جئت به إلا أوذي وإن يدركني يومك حيا أنصرك نصرا مؤزرا . ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي فترة حتى حزن رسول الله صلى الله عليه و سلم
[ ر 3 ]
[ ش ( فجئه ) أتاه بغتة . ( يكتب الكتاب العربي ) مر في الحديث رقم ( 3 ) أنه كان يكتب الكتاب العبراني ولعل هذه الرواية أصح فانظر شرحها هناك . ( جذعا ) خبر لأكون المحذوفة . ( وذكر حرفا ) أي وذكر ورقة بعد ذلك كلمة أخرى وهي ما جاء في الروايات الأخرى من قوله إذ يخرجك قومك ] (4/1894)
4671 - قال محمد بن شهاب فأخبرني أبو سلمة أن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يحدث عن فترة الوحي قال في حديثه
: ( بينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض ففرقت منه فرجعت فقلت زملوني زملوني فدثروه فأنزل الله تعالى { يا أيها المدثر . قم فأنذر . وربك فكبر . وثيابك فطهر . والرجز فاهجر } . - قال أبو سلمة وهي الأوثان التي كان أهل الجاهلية يعبدون - قال ثم تتابع الوحي )
[ ر 4 ]
[ ش ( ففرقت منه ) خفت وفزعت . ( زملوني ) لفوني وغطوني ] (4/1895)
445 - باب قوله { خلق الإنسان من علق } / 2 / (4/1895)
4672 - حدثنا ابن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة أن عائشة رضي الله عنها قالت
: أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه و سلم الرؤيا الصالحة فجاءه الملك فقال { اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق . اقرأ وربك الأكرم }
[ ر 3 ] (4/1895)
446 - باب قوله { اقرأ وربك الأكرم } / 3 / (4/1895)
4673 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري ( ح ) وقال الليث حدثني عقيل قال محمد أخبرني عروة عن عائشة رضي الله عنها
: أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه و سلم الرؤيا الصادقة جاءه الملك فقال { اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق . اقرأ وربك الأكرم . الذي علم بالقلم }
[ ر 3 ] (4/1895)
447 - باب { الذي علم بالقلم } / 4 / (4/1895)
4674 - حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال سمعت عروة قالت عائشة رضي الله عنها
: فرجع النبي صلى الله عليه و سلم إلى خديجة فقال ( زملوني زملوني ) . فذكر الحديث
[ ر 3 ] (4/1895)
448 - باب { كلا لئن لم ينته لنسفعن بالناصية . ناصية كاذبة خاطئة } / 15 ، 16 / (4/1895)
[ ش ( لنسفعن ) لنجرنه من ناصيته - وهي مقدمة رأسه - إلى النار . ( كاذبة خاطئة ) أي صاحبها كاذب خاطئ ] (4/1895)
4675 - حدثنا يحيى حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم الجزري عن عكرمة قال ابن عباس قال أبو جهل
: لئن رأيت محمدا يصلي عند الكعبة لأطان على عنقه . فبلغ النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( لو فعله لأخذته الملائكة )
تابعه عمرو بن خالد عن عبيد الله عن عبد الكريم
[ ش ( لأطأن ) لأدوسن ] (4/1896)
449 - باب تفسير سورة { إنا أنزلناه } . ( القدر ) (4/1896)
يقال المطلع هو الطلوع والمطلع الموضع الذي يطلع منه . { أنزلناه } الهاء كناية عن القرآن { أنزلناه } مخرج الجميع والمنزل هو الله والعرب تؤكد فعل الواحد فتجعله بلفظ الجميع ليكون أثبت وأوكد
[ ش ( المطلع... ) يشير إلأى قوله تعالى { سلام هي حتى مطلع الفجر } / القدر 5 / أي ليلة القدر سلامة واطمئنان لعباد الله تعالى الصالحين مستمر إلى أن يطلع الفجر من مكان طلوعه . قرأ الكسائي وخلف { مطلع } بكسر اللام وقرأ الجمهور { مطلع } بفتحها . ( مخرج الجميع ) أي خرج مخرج الجميع مع أن المنزل واحد على سبيل التعظيم ] (4/1896)
450 - باب تفسير سورة { لم يكن } . ( البينة ) (4/1896)
{ منفكين } / 1 / زائلين . { قيمة } / 3 / القائمة . { دين القيمة } / 5 / أضاف الدين إلى المؤنث
[ ش ( منفكين ) منتهين عن كفرهم ومنفصلين عنه وأصل الفك الفتح . ( قيمة ) مستقيمة ناطقة بالحق والعدل أو قائمة مستقلة بالحجة . ( دين القيمة ) دين الملة المستقيمة والشريعة المتبوعة . ( المؤنث ) وهو الملة ] (4/1896)
4676 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة سمعت قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه . قال النبي صلى الله عليه و سلم لأبي
: ( إن الله أمرني أن أقرأ عليك { لم يكن الذين كفروا } ) . قال وسماني ؟ قال ( نعم ) . فبكى
حدثنا حسان بن حسان حدثنا همام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم لأبي ( إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن ) . قال أبي آلله سماني لك ؟ قال ( الله سماك لي ) . فجعل أبي يبكي . قال قتادة فأنبئت أنه قرأ عليه { لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب } (4/1896)
4677 - حدثنا أحمد بن أبي داود أبو جعفر المنادي حدثنا روح حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال لأبي بن كعب
: ( إن الله أمرني أن أقرئك القرآن ) . قال آلله سماني لك ؟ قال ( نعم ) . قال وقد ذكرت عند رب العالمين ؟ قال ( نعم ) . فذرفت عيناه
[ ر 3598 ] (4/1897)
451 - باب تفسير سورة { إذا زلزلت الأرض زلزالها } . ( الزلزلة ) (4/1897)
قوله { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره } / 7 / . يقال { أوحى لها } / 5 / أوحى إليها ووحى لها ووحى إليها واحد
[ ش ( زلزلت ) تحركت تحريكا شديدا واضطربت . ( زلزالها ) الذي ليس بعده زلزال وذلك عند قيام الساعة . ( مثقال ) مقدار أو وزن . ( ذرة ) قيل هي أصغر النمل ولا يبعد أن يحمل معناها على الجزء الذي لا يتجزأ من الأشياء وعلى كل فالمراد المبالغة في القلة والصغر . ( يره ) يجد جزاءه وعاقبته . ( أوحى لها ) أقدرها على الكلام وأذن لها فيه وأمرها به ] (4/1897)
4678 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثنا مالك عن زيد بن أسلم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( الخيل لثلاثة لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر فأما الذي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال لها في مرج أو روضة فما أصابت في طيلها ذلك في المرج والروضة كان له حسنات ولو أنها قطعت طيلها فاستنت شرفا أو شرفين كانت آثارها وأوراثها حسنات له ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يسقي به كان ذلك حسنات له فهي لذلك الرجل أجر . ورجل ربطها تغنيا وتعففا ولم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها فهي له ستر . ورجل ربطها فخرا ونواء فهي على ذلك وزر ) . فسئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الحمر قال ( ما أنزل الله علي فيها إلا هذه الآية الفاذة الجامعة { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره . ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } )
[ ر 2242 ] (4/1897)
452 - باب { ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } / 8 / (4/1897)
4679 - حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب قال أخبرني مالك عن زيد بن أسلم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رضي الله عنه
: سئل النبي صلى الله عليه و سلم عن الحمر فقال ( لم ينزل علي فيها شيء إلا هذه الآية الجامعة الفاذة { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره . ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } )
[ ر 2242 ] (4/1898)
453 - باب تفسير سورة { والعاديات } (4/1898)
وقال مجاهد الكنود الكفور . يقال { فأثرن به نقعا } / 4 / رفعن به غبارا . { لحب الخير } من أجل حب الخير { لشديد } / 8 / لبخيل ويقال للبخيل شديد . { حصل } / 10 / ميز
[ ش ( العاديات ) هي الخيل التي تعدو في سبيل الله تعالى . ( الكنود ) يشير إلى قوله تعالى { إن الإنسان لربه لكنود } / العاديات 6 / جحود لنعمه سبحانه وتعالى غير قائم بشكرها . ( فأثرن ) هيجن . ( به ) بسيرها وعدوها . ( الخير ) المال . ( حصل ) أخرج وأبرز ] (4/1898)
454 - باب تفسير سورة { القارعة } (4/1898)
{ كالفراش المبثوث } / 4 / كغوغاء الجراد يركب بعضه بعضا كذلك الناس يجول بعضهم في بعض . { كالعهن } / 8 / كألوان العهن وقرأ عبد الله كالصوف
[ ش ( القارعة ) القيامة سميت بذلك لأنها تقرع القلوب بالفزع والشدائد وأصل القرع الصوت الشديد . ( الفراش ) حشرات طائرة تتهافت في النار شبه حال الناس يوم القيامة بها لأنها إذا ثارت لم تتجه لجهة واحدة بل كل واحدة منها تذهب إلى جهة الأخرى . ( المبثوث ) المتفرق المنتشر . ( كغوغاء الجراد ) أي كحالة الجراد حين يخف للطيران والغوغاء الصوت والجلبة . ( كالعهن ) هو الصوف كما قرأ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وقراءته غير مشهورة بل هي شاذة فتعتبر تفسيرا لا قرآنا ] (4/1898)
455 - باب تفسير سورة { ألهاكم } . ( التكاثر ) (4/1898)
وقال ابن عباس { التكاثر } / 1 / من الأموال والأولاد
[ ش ( ألهاكم التكاثر ) شغلكم التباهي والمفاخرة بكثرة الأموال والأولاد ونحوها عن طاعة الله عز و جل والعمل لما ينجيكم من سخطه يوم القيامة ] (4/1898)
456 - باب تفسير سورة { والعصر } . ( العصر ) (4/1898)
وقال يحيى العصر الدهر أقسم به
[ ش ( يحيى ) بن زياد الفراء رحمه الله تعالى وفسر العصر بالدهر أي الزمن وقيل في تفسيره غير ] (4/1898)
457 - باب تفسير سورة { ويل لكل همزة } . ( الهمزة ) (4/1898)
{ الحطمة } / 4 / اسم النار مثل { سقر } / القمر 48 / و / المدثر 26 ، 27 ، 42 /
و { لظى } / المعارج 15 /
[ ش ( ويل ) عذاب وهلاك . ( همزة ) هو الذي يعيب الناس وينتقصهم بإشارة يده أو عينه وقيل من خلفهم وفي غيابهم وقيل غير ذلك . ( سقر ) من سقرته الشمس لوحته وآلمت دماغه بحرها
( لظى ) هو في اللغة اللهب الشديد ] (4/1898)
458 - باب تفسير سورة { ألم تر } / الفيل 1 / ألم تعلم (4/1898)
قال مجاهد { أبابيل } / 3 / متتابعة مجتمعة
وقال ابن عباس { من سجيل } / 4 / هي سنك وكل
[ ش ( أبابيل ) قيل طيرا كثيرة متفرقة يتبع بعضها بعضا . ( سجيل ) طين متحجر أو مطبوخ كالآجر . ( سنك وكل ) وهي بالفارسية ومعناها حجر وطين . وفي تفسير الطبري أصلها سنج وكيل ويقال سنك وكيل ] (4/1898)
459 - باب تفسير سورة { لإيلاف قريش } . ( قريش ) (4/1898)
وقال مجاهد { لإيلاف } / 1 / ألفوا ذلك فلا يشق عليهم في الشتاء والصيف . { وآمنهم } / 4 / من كل عدوهم في حرمهم
قال ابن عيينة لإيلاف لنعمتي على قريش
[ ش ( لإيلاف ) من ألفت الشيء آلفه إلفا وإيلافا أنست به وأحببته وقيل من ألفت الشيء أي لزمته . وقرأ الجمهور { لإيلاف } بإثبات الياء وقرأ ابن عامر { لإلاف } بحذفها ] (4/1898)
460 - باب تفسير سورة { أرأيت } . ( الماعون ) (4/1898)
وقال مجاهد { يدع } / 2 / يدفع عن حقه يقال هو من دععت . { يدعون } / الطور 13 / يدفعون . { ساهون } / 5 / لاهون . { والماعون } / 7 / المعروف كله وقال بعض العرب الماعون الماء وقال عكرمة أعلاها الزكاة المفروضة وأدناها عارية المتاع
[ ش ( يدع ) اليتيم يتركه ويقصر في حقه ويقهره ويزجره . ( لاهون ) فلا يبالون صلوا أم لم يصلوا . ( الماعون ) ما يتعاطاه الناس ويتعاورونه فيما بينهم عادة كالدلو والفأس ونحو ذلك . وقيل ما لا يحل منعه كالماء والماح والنار . ( المتاع ) متاع البيت كالمنخل والغربال ونحو ذلك ] (4/1898)
461 - باب تفسير سورة { إنا أعطيناك الكوثر } . ( الكوثر ) (4/1898)
وقال ابن عباس { شانئك } / 3 / عدوك
[ ش ( الكوثر ) الكثير من كل خير وفي مقدمة ذلك النهر الذي في الجنة . ( شانئك ) مبغضك وعدوك ] (4/1898)
4680 - حدثنا آدم حدثنا شيبان حدثنا قتادة عن أنس رضي الله عنه قال
: لما عرج بالنبي صلى الله عليه و سلم إلى السماء قال ( أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ مجوفا فقلت ما هذا يا جبريل ؟ قال هذا الكوثر )
[ 6210 ]
[ ش ( حافتاه قباب اللؤلؤ ) أي على حافتيه . ( مجوفا ) أي القبة كلها من لؤلؤة مجوفة واللؤلؤ جوهر نفيس معروف . ( الكوثر ) نهر في الجنة والكوثر كل كثير من الخير ] (4/1900)
4681 - حدثنا خالد بن يزيد الكاهلي حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عائشة رضي الله عنها قال
: سألتها عن قوله تعالى { إنا أعطيناك الكوثر } . قالت نهر أعطيه نبيكم صلى الله عليه و سلم شاطئاه عليه در مجوف آنيته كعدد النجوم
رواه زكرياء وأبو الأحوص ومطرف عن أبي إسحق
[ ش ( شاطئاه ) جانباه . ( آنيته ) أوعيته جمع إناء ] (4/1900)
4682 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشيم حدثنا أبو بشر عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في الكوثر
: هو الخير الذي أعطاه الله إياه . قال أبو بشر قلت لسعيد بن جبير فإن الناس يزعمون أنه نهر في الجنة ؟ فقال سعيد النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه
[ 6207 ] (4/1900)
462 - باب تفسير سورة { قل يا أيها الكافرون } . ( الكافرون ) (4/1900)
يقال { لكم دينكم } الكفر { ولي دين } / 6 / الإسلام ولم يقل ديني لأن الآيات بالنون فحذفت الياء كما قال { يهدين } / الشعراء 78 / و { يشفين } / الشعراء 80 /
وقال غيره { لا أعبد ما تعبدون } / 2 / الآن ولا أجيبكم فيما بقي من عمري . { ولا أنتم عابدون ما أعبد } / 3 ، 5 / وهم الذين قال { وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا } / المائدة 64 ، 68 /
[ ش ( لأن . . ) أي حذفت الياء رعاية للفواصل وهي أواخر الآيات . ( غيره ) قيل المراد غير الفراء الذي قال ما قبله . ( الذين قال ) الله تعالى في حقهم ] (4/1900)
463 - باب تفسير سورة { إذا جاء نصر الله } . ( النصر ) (4/1900)
4683 - حدثنا الحسن بن الربيع حدثنا أبو الأحوص عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت ما صلى النبي صلى الله عليه و سلم صلاة بعد أن نزلت عليه { إذا جاء نصر الله والفتح } . إلا يقول فيها ( سبحانك ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ) (4/1900)
4684 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت
: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ) . يتأول القرآن
[ ر 761 ] (4/1901)
464 - باب قوله { ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا } / 2 / (4/1901)
[ ش ( أفواجا ) فوجا بعد فوج وزمرة بعد زمرة فقد كانت تدخل القبيلة بأسرها والقوم بأجمعهم من غير حرب ولا قتال ] (4/1901)
4685 - حدثنا عبد الله بن أبي شيبة حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
: أن عمر رضي الله عنه سألهم عن قوله تعالى { إذا جاء نصر الله والفتح } . قالوا فتح المدائن والقصور قال ما تقول يا ابن عباس ؟ قال أجل أو مثل ضرب لمحمد صلى الله عليه و سلم نعيت له نفسه
[ ر 3428 ] (4/1901)
465 - باب قوله { فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا } / 3 / (4/1901)
تواب على العباد والتواب من الناس التائب من الذنب (4/1901)
4686 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال
: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر فكأن بعضهم وجد في نفسه فقال لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله ؟ فقال عمر إنه من حيث علمتم فدعاه ذات يوم فأدخله معهم فما رئيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم قال ما تقولون في قول الله تعالى { إذا جاء نصر الله والفتح } . فقال بعضهم أمرنا نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا وسكت بعضهم فلم يقل شيئا فقال لي أكذاك تقول يا ابن عباس ؟ فقلت لا قال فما تقول ؟ قلت هو أجل رسول الله صلى الله عليه و سلم أعلمه له قال { فإذا جاء نصر الله والفتح } . وذلك علامة أجلك . { فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا } . فقال عمر ما أعلم منها إلا ما تقول
[ ر 3428 ]
[ ش ( وجد في نفسه ) حزن وغضب أو عتب ] (4/1901)
466 - باب تفسير سورة { تبت يدا أبي لهب } . ( المسد ) (4/1901)
{ وتب } / 1 / خسر . { تباب } / غافر 37 / خسران . { تتبيب } / هود 101 / تدمير (4/1901)
4687 - حدثنا يوسف بن موسى حدثنا أبو أسامة حدثنا الأعمش حدثنا عمرو ابن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: لما نزلت { وأنذر عشيرتك الأقربين } . ورهطك منهم المخلصين خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى صعد الصفا فهتف ( يا صباحاه ) . فقالوا من هذا فاجتمعوا إليه فقال ( أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلا تخرج من سفح هذا الجبل أكنتم مصدقي ) . قالوا ما جربنا عليك كذبا قال ( فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ) . قال أبو لهب تبا لك ما جمعتنا إلا لهذا ثم قام . فنزلت { تبت يدا أبي لهب وتب } . وقد تب . هكذا قرأها الأعمش يومئذ
[ ر 1330 ]
[ ش ( ورهطك مهم المخلصين ) تفسير لقوله { وأنذر عشيرتك الأقربين } أو هي قراءة شاذة وقيل كانت قراءة ثم نسخت . ( هكذا قرأها ) أي زاد وقد تب ] (4/1902)
467 - باب قوله { وتب . ما أغنى عنه ماله وما كسب } / 2 ، 3 / (4/1902)
[ ش ( كسب ) من مال وولد وغير ذلك ] (4/1902)
4688 - حدثنا محمد بن سلام أخبرنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عمرو ابن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
: أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج إلى البطحاء فصعد إلى الجبل فنادى ( يا صباحاه ) . فاجتمعت إليه قريش فقال ( أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم أكنتم تصدقونني ) . قالوا نعم قال ( فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ) . فقال أبو لهب ألهذا جمعتنا تبا لك فأنزل الله عز و جل { تبت يدا أبي لهب }
[ ر 1330 ]
[ ش ( البطحاء ) هي مسيل الوادي والمراد بطحاء مكة ] (4/1902)
468 - باب قوله { سيصلى نارا ذات لهب } / 3 / (4/1902)
[ ش ( سيصلى ) سيدخل ] (4/1902)
4689 - حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثني عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أبو لهب
: تبا لك ألهذا جمعتنا فنزلت { تبت يدا أبي لهب }
[ ر 1330 ] (4/1902)
469 - باب { وامرأته حمالة الحطب } / 4 / (4/1902)
وقال مجاهد { حمالة حطب } / 4 / تمشي بالنميمة . { في جيدها حبل من مسد } / 5 / يقال من مسد ليف المقل وهي السلسلة التي في النار
[ ش ( حمالة ) قرأ عاصم بالنصب على تقدير فعل أدم وغيره بالرفع أي سيصلى هو وامرأته . ( تمشي بالنميمة ) تنم وتحرش على المسلمين أو أنها كانت تضع الشوك في طريق النبي صلى الله عليه و سلم وطريق المسلمين . ( جيدها ) عنقها . ( ليف المقل ) تضعها في عنقها في الدنيا لتحمل الحطب وفي الآخرة يكون سلسلة من النار والمقل حمل شجر يسمى الدوم يشبه النخل ] (4/1902)
470 - باب تفسير قوله { قل هو الله أحد } . ( الإخلاص ) (4/1902)
يقال لا ينون { أحد } أي واحد
[ ش ( لا ينون ) أي يحذف منه التنوين حال الوصل ] (4/1902)
4690 - حدثنا أبو اليمان حدثنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( قال الله كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته وأما شتمه إياي فقوله اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفأ أحد )
[ ر 3021 ] (4/1903)
471 - باب قوله { الله الصمد } / 2 / (4/1903)
والعرب تسمي أشرافها الصمد قال أبو وائل هو السيد الذي انتهى سودده
[ ش ( انتهى سودده ) بلغ مجده وسؤدده أوجه ونهايته . وقيل الصمد هو السيد المقصود في الحوائج ] (4/1903)
4691 - حدثنا إسحاق بن منصور قال وحدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
: ( كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك أما تكذيبه إياي أن يقول إني لن أعيده كما بدأته وأما شتمه إياي أن يقول اتخذ الله ولدا وأنا الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفؤا أحد . { لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد } )
كفؤا وكفيئا وكفاء واحد
[ ر 3021 ]
[ ش ( كفؤا ) و ( كفوا ) مثلا ونظيرا ومشابها ] (4/1903)
472 - باب تفسير سورة { قل أعوذ برب الفلق } . ( الفلق ) (4/1903)
وقال مجاهد { غاسق } الليل { إذا وقب } / 3 / غروب الشمس . يقال أبين من فرق وفلق الصبح . { وقب } إذا دخل في كل شيء وأظلم (4/1903)
4692 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عاصم وعبدة عن زر
ابن حبيش قال سألت أبي بن كعب عن المعوذتين فقال سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( قيل لي فقلت ) . فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
[ 4693 ]
[ ش ( المعوذتين ) أي سورتي الفلق والناس . ( قيل لي ) أي قال لي جبريل { قل أعوذ . . } أي وأقرأني السورتين . ( فقلت ) فقرأتهما على أصحابي . ( فنحن ) من كلام أبي رضي الله عنه ] (4/1904)
473 - باب تفسير سورة { قل أعوذ برب الناس } . ( الناس ) (4/1904)
ويذكر عن ابن عباس { الوسواس } / 4 / إذا ولد خنسه الشيطان فإذا ذكر الله عز و جل ذهب وإذا لم يذكر الله ثبت على قلبه
[ ش ( خنسه ) خنس المولود أي نخسه وطعنه في خاصرته والوسواس هو الشيطان سمي به لكثرة ملابسته الإنسان ووسوسته له والخناس لأنه يخنس أي يتقهقر ويتأخر عند ذكر الله تعالى ] (4/1904)
4693 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عبدة بن أبي لبابة عن زر بن حبيش . وحدثنا عاصم عن زر قال
: سألت أبي بن كعب قلت يا أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا ؟ فقال أبي سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لي ( قيل لي فقلت ) . قال فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
[ ر 4692 ]
[ ش ( أخاك ) أي في الدين . ( كذا وكذا ) أي إن المعوذتين ليستا من القرآن يعني أنه لم يثبت عند ابن مسعود رضي الله عنه القطع بذلك ثم حصل الاتفاق بعد ذلك ]
بسم الله الرحمن الرحيم (4/1904)
69 - كتاب فضائل القرآن (4/1904)
1 - باب كيف نزول الوحي وأول ما نزل (4/1904)
قال ابن عباس المهيمن الأمين القرآن أمين على كل كتاب قبله
[ ش ( المهيمن ) يفسر اللفظ الوارد في قوله تعالى { وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه } / المائدة 48 / أي موافقا لما جاءت به الكتب السماوية السابقة من العقيدة الثابتة وأسس العبادة والأخلاق والتشريع ورقيبا حاكما عليها فما وافقه منها فهو صحيح وحق وما خالفه علم أنه مبدل مغير ] (4/1904)
4694 - حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن يحيى عن أبي سلمة قال أخبرتني عائشة وابن عباس رضي الله عنهم قالا
: لبث النبي صلى الله عليه و سلم بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن وبالمدينة عشر سنين
[ ر 4195 ] (4/1905)
4695 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا معتمر قال سمعت أبي عن أبي عثمان قال
: أنبئت أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه و سلم وعنده أم سلمة فجعل يتحدث فقال النبي صلى الله عليه و سلم لأم سلمة ( من هذا ) . أو كما قال قالت هذا دحية فلما قام قالت والله ما حسبته إلا أياه حتى سمعت خطبة النبي صلى الله عليه و سلم يخبر خبر جبريل أو كما قال . قال أبي قلت لأبي عثمان ممن سمعت هذا ؟ قال من أسامة بن زيد
[ ر 3435 ] (4/1905)
4696 - حدثنا عبد الله ين يوسف حدثنا الليث حدثنا سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه و سلم ( ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة )
[ 6846 ]
[ ش أخرجه مسام في الإيمان باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم رقم 152
( أعطي ما مثله آمن عليه البشر ) أجري على يديه من المعجزات الشيء الذي يقتضي إيمان من شاهدها بصدق دعواه لأنها من خوارق العادات حسب زمانه ومكانه . ( أوتيته ) المعجزة التي أعطيتها . ( وحيا ) قرآنا موحى
به من الله تعالى يبقى إعجازه على مر الأزمان ولذلك يكثر المؤمنون به ويوم القيامة يكون أتباعه العاملون بشريعته المنزلة أكثر من الأتباع العاملين بالشرع الحق لكل نبي ] (4/1905)
4697 - حدثنا عمرو بن محمد حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب قال أخبرني أنس بن مالك رضي الله عنه
: أن الله تعالى تابع على رسوله صلى الله عليه و سلم الوحي قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي ثم توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد
[ ش أخرجه مسلم في أوائل كتاب التفسير رقم 3016
( تابع ) أنزل الوحي متتابعا أكثر من تتابعه من قبل . ( قبل وفاته ) قرب وفاته . ( أكثر ما كان الوحي ) وقعت وفاته في زمان كان نزول الوحي فيه أكثر من أي زمن مضى ] (4/1906)
4698 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن الأسود بن قيس قال سمعت جندبا يقول
: اشتكى النبي صلى الله عليه و سلم فلم يقل ليلة أو ليلتين فأتته امرأة فقالت يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك فأنزل الله عز و جل { والضحى والليل إذا سجى . ما ودعك ربك وما قلى }
[ ر 1072 ] (4/1906)
2 - باب نزل القرآن بلسان قريش والعرب (4/1906)
{ قرآنا عربيا } / يوسف 2 / . { بلسان عربي مبين } / الشعراء 195 /
[ ش ( بلسان ) بلغة . ( مبين ) فصيح ] (4/1906)
4699 - حدثنا أبو اليمان حدثنا شعيب عن الزهري . وأخبرني أنس بن مالك قال
: فأمر عثمان زيد بن ثابت وسعيد بن العاص وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن ينسخوا ما في المصاحف وقال لهم إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في عربية القرآن فاكتبوها بلسان قريش فإن القرآن أنزل بلسانهم ففعلوا
[ ر 3315 ] (4/1906)
4700 - حدثنا أبو نعيم حدثنا همام حدثنا عطاء . وقال مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج قال أخبرني صفوان بن يعلى بن أمية أن يعلى كان يقول
: ليتني أرى رسول الله صلى الله عليه و سلم حين ينزل عليه الوحي فلما كان النبي صلى الله عليه و سلم بالجعرانة عليه ثوب قد أظل عليه ومعه ناس من أصحابه إذ جاءه رجل متضمخ بطيب فقال يا رسول الله كيف ترى في رجل أحرم في جبة بعدما تضمخ بطيب ؟ فنظر النبي صلى الله عليه و سلم ساعة فجاءه الوحي فأشار عمر إلى يعلى أن تعالى فجاء يعلى فأدخل رأسه فإذا هو محمر الوجه يغط كذلك ساعة ثم سري عنه فقال ( أما الطيب الذي بك يسألني عن العمرة آنفا ) . فالتمس الرجل فجيء به إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( أما الطيب الذي بك فاغسله ثلاث مرات وأما الجبة فانزعها ثم اصنع في عمرتك كما تصنع في حجك )
[ ر 1463 ] (4/1906)
3 - باب جمع القرآن (4/1906)
4701 - حدثنا موسى بن إسماعيل عن إبراهيم بن سعد حدثنا ابن شهاب عن عبيد بن السباق أن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال
: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده قال أبو بكر رضي الله عنه إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن . قلت لعمر كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال عمر هذا والله خير فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر . قال زيد قال أبو بكر إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه و سلم فتتبع القرآن فاجمعه . فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن . قلت كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله ؟ قال هو والله خير فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم }
حتى خاتمة براءة فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنه
[ ر 4402 ] (4/1907)
4702 - حدثنا موسى حدثنا إبراهيم حدثنا ابن شهاب أن أنس بن مالك حدثه
: أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى . فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها أليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن ابن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف وقال عثمان للرهط القريشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم فافعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق
قال ابن شهاب وأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت سمع زيد بن ثابت قال فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقرأ بها فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه } . فألحقناها في سورتها في المصحف
[ ر 3652 ، 3315 ]
[ ش ( وكان يغازي ) أي وكان عثمان رضي الله عنه يجهز جيشا من أهل الشام والعراق لغزو أرمينية وأذربيجان . . ( اختلافهم ) اختلاف أهل الشام وأهل العراق . ( أفق ) ناحية . ( فقدت آية ) مما كنا كتبناه في الصحف التي جمعت وكتبت أيام أبي بكر رضي الله عنه ] (4/1908)
4 - باب كاتب النبي صلى الله عليه و سلم (4/1908)
4703 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب
أن ابن السباق قال إن زيد بن ثابت قال
: أرسل إلي أبو بكر رضي الله عنه قال إنك كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه و سلم فاتبع القرآن فتتبعت حتى وجدت آخر سورة التوبة أيتين مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدهما مع أحد غيره { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم } . إلى آخره
[ ر 4402 ] (4/1908)
4704 - حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال
: لما نزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله } . قال النبي صلى الله عليه و سلم ( ادع لنا زيدا وليجئ باللوح والدواة والكتف أو الكتف والدواة ) . ثم قال ( اكتب { لا يستوي القاعدون } ) . وخلف ظهر النبي صلى الله عليه و سلم عمرو بن أم مكتوم الأعمى قال يا رسول الله فما تأمرني فإني رجل ضرير البصر ؟ فنزلت مكانها { لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله غير أولي الضرر }
[ ر 2676 ]
[ ش ( لا يستوي . . ) يوجد تقديم وتأخير في ألفاظ الآية وقد جاءت في طريق أخرى للحديث باللفظ الصحيح وقد تقدم على الصواب في تفسير سورة النساء من وجه آخر عن إسرائيل ] (4/1909)
5 - باب أنزل القرآن على سبعة أحرف (4/1909)
4705 - حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب قال حدثني عبيد الله بن عبد الله أن ابن عباس رضي الله عنهما حدثه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
: ( أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف )
[ ر 3047 ] (4/1909)
4706 - حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب قال حدثني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري حدثاه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول
: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه و سلم فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ ؟ قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت كذبت فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أرسله اقرأ يا هشام ) . فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( كذلك أنزلت ) . ثم قال ( اقرأ يا عمر ) . فقرأت القراءة التي أقرأني فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( كذلك أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه )
[ ر 2287 ]
[ ش ( حروف كثيرة ) لغات ولهجات مختلفة . ( أساوره ) أثب عليه وآخذ برأسه ] (4/1909)
6 - باب تأليف القرآن (4/1909)
4707 - حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف أن ابن جريج أخبرهم قال وأخبرني يوسف بن ماهك قال
: إني عند عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها إذ جاءها عراقي فقال أي الكفن خير ؟ قالت ويحك وما يضرك . قال يا أم المؤمنين أريني مصحفك قالت لم ؟ قال لعلي أؤلف القرآن عليه فإنه يقرأ غير مؤلف قالت وما يضرك أيه قرأت قبل إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا لا ندع الخمر أبدا ولو نزل لا تزنوا لقالوا لا ندع الزنا أبدا لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه و سلم وإني لجارية ألعب { بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر } . وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده قال فأخرجت له المصحف فأملت عليه آي السورة
[ ر 4595 ]
[ ش ( عند عائشة ) أي في مجلسها وهي من وراء حجاب . ( عراقي ) رجل من أهل العراق . ( أي الكفن خير ) أقرب إلى السنة ويحتمل أن يكون السؤال عن كم لفافة يكون ويحتمل أن يكون عن لونه أو جنسه . ( ويحك ) كلمة ترحم . ( وما يضرك ) أي كم الكفن أو نوعه بعد موتك وسقوط التكليف عنك . ( أؤلف القرآن عليه ) أنسخه وأكتبه على نهج مصحفك . ( غير مؤلف ) غير مجموع ولا مرتب . ( سورة من المفصل ) المراد إما سورة اقرأ وفيها إشارة إلى الجنة والنار في قوله تعالى { سندع الزبانية } / العلق 18 / . والزبانية الملائكة المكلفون بالنار وإما سورة المدثر وفيها تصريح بهما بقوله تعالى { وما أدراك ما سقر } / 27 / . وسقر اسم لجهنم وقوله تعالى { في جنات يتسائلون } . والمفصل من القرآن يبدأ من سورة ق وقيل غير ذلك . وسمي بالمفصل لقصر سوره وقرب انفصال بعضهن من بعض . ( ثاب الناس ) رجعوا واجتمعوا عليه وكثروا . ( نزل الحلال والحرام ) أي آيات التشريع التي فيها بيان الحلال والحرام . ( فأملت عليه أي السور ) قرأت عليه ليكتب السور والآيات حسب نزولها والله أعلم ] (4/1910)
4708 - حدثنا آدم حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت عبد الرحمن بن يزيد سمعت ابن مسعود يقول
: في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء إنهن من العتاق الأول وهن من تلادي
[ ر 4431 ] (4/1910)
4709 - حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة أنبأنا أبو إسحاق سمع البراء رضي الله عنه قال
: تعلمت { سبح اسم ربك الأعلى } . قبل أن يقدم النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 3709 ] (4/1911)
4710 - حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن شقيق قال قال عبد الله
: قد علمت النظائر التي كان النبي صلى الله عليه و سلم يقرؤهن اثنين اثنين في كل ركعة . فقام عبد الله ودخل معه علقمة وخرج علقمة فسألناه فقال عشرون سورة من أول المفصل على تأليف ابن مسعود آخرهن الحواميم حم الدخان وعم يتسائلون
[ ر 742 ]
[ ش ( تأليف ابن مسعود ) ترتيبه لسور القرآن وهو يختلف عن الترتيب المشهور والترتيب المشهور هو المجمع عليه ] (4/1911)
7 - باب كان جبريل يعرض القرآن على النبي صلى الله عليه و سلم (4/1911)
وقال مسروق عن عائشة عن فاطمة عليها السلام أسر إلي النبي صلى الله عليه و سلم ( أن جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة وإنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي )
[ ر 3426 ]
[ ش ( يعارضني ) يدارسني . ( العام ) هذا العام . ( أراه ) لا أظن معارضته لي مرتين إلا إشارة إلى حضور أجلي وقرب موتي ] (4/1911)
4711 - حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: كان النبي صلى الله عليه و سلم أجود الناس بالخير وأجود ما يكون في شهر رمضان لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم القرآن فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة
[ ر 6 ] (4/1911)
4712 - حدثنا خالد بن يزيد حدثنا أبو بكر عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال
: كان يعرض على النبي صلى الله عليه و سلم القرآن كل عام مرة فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه وكان يعتكف كل عام عشرا فاعتكف عشرين في العام الذي قبض فيه
[ ر 1939 ] (4/1911)
8 - باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم (4/1911)
4713 - حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن عمرو عن إبراهيم عن مسروق ذكر عبد الله بن عمرو بن مسعود فقال
: لا أزال أحبه سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود وسالم ومعاذ وأبي بن كعب )
[ ر 3548 ] (4/1912)
4714 - حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا شقيق ابن سلمة قال خطبنا عبد الله بن مسعود فقال
: والله لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه و سلم بضعا وسبعين سورة والله لقد علم أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أني من أعلمهم بكتاب الله وما أنا بخيرهم
قال شقيق فجلست في الحلق أسمع ما يقولون فما سمعت رادا يقول غير ذلك
[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب من فضائل عبد الله بن مسعود وأمه رضي الله عنهما رقم 2462
( أخذت من في رسول الله ) سمعت منه مباشرة . ( بضعا ) ما بين الثلاث إلى التسع . ( الحلق ) جمع حلقة وهي القوم المجتمعون مستديرين ليستمعوا العلم ونحوه . ( رادا ) عالما يرد قول ابن مسعود رضي الله عنه أو يخالفه ] (4/1912)
4715 - حدثني محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال
: كنا بحمص فقرأ ابن مسعود سورة يوسف فقال رجل ما هكذا أنزلت قال قرأت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( أحسنت ) . ووجد منه ريح الخمر فقال أتجمع أن تكذب بكتاب الله وتشرب الخمر ؟ فضربه الحد
[ ش أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب فضل استماع القرآن . . رقم 801
( فضربه الحد ) حد شرب الخمر ] (4/1912)
4716 - حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا مسلم عن مسروق قال قال عبد الله رضي الله عنه
: والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيما أنزلت ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه
[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب من فضائل عبد الله بن مسعود وأمه رضي الله عنهما رقم 2463
( تبلغه الإبل ) أي يمكن أن يوصل إليه وهو مبالغة في نفي أن يكون أحد أعلم منه بهذا ] (4/1912)
4717 - حدثنا حفص بن عمر حدثنا همام حدثنا قتادة قال
: سألت أنس بن مالك رضي الله عنه من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه و سلم ؟ قال أربعة كلهم من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ
ابن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد
تابعه الفضل عن حسين بن واقد عن ثمامة عن أنس (4/1913)
4718 - حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد الله بن المثنى قال حدثني ثابت البناني وثمامة عن أنس بن مالك قال
: مات النبي صلى الله عليه و سلم ولم يجمع القرآن غير أربعة أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد . قال ونحن ورثناه
[ ر 3599 ] (4/1913)
4719 - حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا يحيى عن سفيان عن حبيب ابن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال عمر
: أبي أقرؤنا وإنا لندع من لحن أبي وأبي يقول أخذته من في رسول الله صلى الله عليه و سلم فلا أتركه لشيء قال الله تعالى { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها }
[ ر 4211 ]
[ ش ( لحن أبي ) قوله ] (4/1913)
9 - باب فضل فاتحة الكتاب (4/1913)
4720 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا شعبة قال حدثني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد بن المعلى قال
: كنت أصلي فدعاني النبي صلى الله عليه و سلم فلم أجبه قلت يا رسول الله إني كنت أصلي قال ( ألم يقل الله { استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم } . ثم قال ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ) . فأخذ بيدي فلما أردنا أن نخرج قلت يا رسول الله إنك قلت ( لأعلمنك أعظم سورة من القرآن ) . قال ( { الحمد لله رب العالمين } . هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته )
[ ر 4204 ] (4/1913)
4721 - حدثني محمد بن المثنى حدثنا وهب حدثنا هشام عن محمد عن معبد عن أبي سعيد الخدري قال
: كنا في مسير لنا فنزلنا فجاءت جارية فقالت إن سيد الحلي سليم وإن نفرنا غيب فهل منكم راق ؟ فقام معها رجل ما كنا نأبنه برقية فرقاه فبرأ فأمر له بثلاثين شاة وسقانا لبنا فلما رجع قلنا له أكنت تحسن رقية أوكنت ترقي ؟ قال لا ما رقيت إلا بأم الكتاب قلنا لا تحدثوا شيئا حتى نأتي أو نسأل النبي صلى الله عليه و سلم فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي صلى الله عليه و سلم فقال ( وما كان يدريه أنها رقية ؟ اقسموا واضربوا لي بسهم )
وقال أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا هشام حدثنا محمد بن سيرين حدثني معبد بن سيرين عن أبي سعيد الخدري بهذا
[ ر 2156 ]
[ ش ( جارية ) بنت صغيرة أو أمة مملوكة . ( سليم ) لديغ لدغته عقرب أو نحوها . ( نفرنا ) رجالنا . ( غيب ) جمع غائب . ( راق ) اسم فاعل من رقى يرقي إذا عوذه بالله تعالى . ( نأبنه ) نعلمه أنه يرقي ] (4/1913)
10 - باب فضل سورة البقرة (4/1913)
4722 - حدثنا محمد بن كثير أخبرنا شعبة عن سليمان عن إبراهيم عن عبد الرحمن عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( من قرأ بالآيتين )
وحدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عبد الرحمن ابن يزيد عن أبي مسعود رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم ( من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه )
[ ر 3786 ] (4/1914)
4723 - وقال عثمان بن الهيثم حدثنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: وكلني رسول الله صلى الله عليه و سلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم - فقص الحديث - فقال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال معك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح . وقال النبي صلى الله عليه و سلم ( صدقك وهو كذوب ذاك شيطان )
[ ر 2187 ] (4/1914)
11 - باب فضل سورة الكهف (4/1914)
4724 - حدثنا عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق عن البراء بن عازب قال
: كان يقرأ سورة الكهف وإلى جانبه حصان مربوط بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدنو وتدنو وجعل فرسه ينفر فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك له فقال ( تلك السكينة تنزلت بالقرآن )
[ ر 3418 ]
[ ش ( بشطنين ) تثنية شطن وهو الحبل ] (4/1914)
12 - باب فضل سورة الفتح (4/1914)
4725 - حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يسير في بعض أسفاره وعمر بن الخطاب يسير معه ليلا فسأله عمر عن شيء فلم يجبه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم سأله فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه فقال عمر ثكلتك أمك نزرت رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك قال عمر فحركت بعيري حتى كنت أمام الناس وخشيت أن ينزل في قرآن فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ بي قال فقلت لقد خشيت أن يكون نزل في قرآن قال فجئت رسول الله صلى الله عليه و سلم فسلمت عليه فقال ( لقد أنزلت علي الليلة سورة لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ) . ثم قرأ { إنا فتحنا لك فتحا مبينا }
[ ر 3943 ] (4/1915)
13 - باب فضل { قل هو الله أحد } (4/1915)
فيه عمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 6940 ] (4/1915)
4726 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري
: أن رجلا سمع رجلا يقرأ { قل هو الله أحد } . يرددها فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك له وكأن الرجل يتقالها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن )
وزاد أبو معمر حدثنا إسماعيل بن جعفر عن مالك بن أنس عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أخبرني أخي قتادة بن النعمان أن رجلا قام في زمن النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ من السحر { قل هو الله أحد }
لا يزيد عليها فلما أصبحنا أتى رجل النبي صلى الله عليه و سلم نحوه
[ ش ( أن رجلا سمع رجلا ) السامع هو أبو سعيد الخدري والقارئ قتادة ابن النعمان رضي الله عنهما . ( يرددها ) يكررها . ( يتقالها ) يرى أن الاقتصار على قراءتها قليل . ( لتعدل ثلث القرآن ) ثوابها يضاعف بقدر ثواب ثلث القرآن وقيل غير ذلك . ( من السحر ) في السحر وهو وقت ما قبيل الفجر ] (4/1915)
4727 - حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا إبراهيم والضحاك المشرقي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم لأصحابه
: ( أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة ) . فشق ذلك عليهم وقالوا أينا يطيق ذلك يا رسول الله ؟ فقال ( الله الواحد الصمد ثلث القرآن )
قال أبو عبد الله عن إبراهيم مرسل وعن الضحاك المشرقي مسند
[ 6267 ، 6939 ]
[ ش ( الواحد الصمد ) كناية عن سورة { قل هو الله أحد } قال في [ الفتح ] عند الإسماعيلي من رواية أبي خالد الأحمر عن الأعمش فقال ( يقرأ { قل هو الله أحد } فهي ثلث القرآن ) فكأن رواية الباب بالمعنى . ( مرسل ) منقطع السند . ( مسند ) متصل السند ] (4/1916)
14 - باب فضل المعوذات (4/1916)
4728 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها (4/1916)
4729 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المفضل عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة
: أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما { قل هو الله أحد } . و { قل أعوذ برب الفلق } . و { قل أعوذ برب الناس } . ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات
[ ر 4175 ] (4/1916)
15 - باب نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن (4/1916)
4730 - وقال الليث حدثني يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أسيد بن حضير قال
: بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوط عنده إذ جالت الفرس فسكت فسكتت فقرأ فجالت الفرس فسكت وسكتت الفرس ثم قرأ فجالت الفرس فانصرف وكان ابنه يحيى قريبا منها فأشفق أن تصيبه فلما اجتره رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها فلما أصبح حدث النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( اقرأ يا ابن حضير اقرأ يا ابن حضير )
قال فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى وكان منها قريبا فرفعت رأسي فانصرفت إليه فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح فخرجت حتى لا أراها قال ( وتدري ما ذاك ) . قال لا قال ( تلك الملائكة دنت لصوتك ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم )
قال ابن الهاد وحدثني هذا الحديث عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري عن أسيد بن حضير
[ ش أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب نزول السكينة لقراءة القرآن رقم 796
( جالت ) اضطربت اضطرابا شديدا . ( فأشفق ) خاف . ( اجتره ) جره من المكان الذي كان فيه وأخره . ( اقرأ يا ابن حضير ) أي كان ينبغي لك أن تستمر في القراءة وتغتنم الفرصة . ( فانصرفت إليه ) إلى ابنه يحيى . ( الظلة ) السحابة . ( المصابيح ) جمع مصباح وهو الضوء . ( دنت ) اقتربت . ( ولو قرأت ) استمررت بالقراءة . ( تتوارى ) تستتر ] (4/1916)
16 - باب من قال لم يترك النبي صلى الله عليه و سلم إلا ما بين الدفتين (4/1916)
4731 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عبد العزيز بن رفيع قال
: دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس رضي الله عنهما فقال له شداد بن معقل أترك النبي صلى الله عليه و سلم من شيء ؟ قال ما ترك إلا ما بين الدفتين . قال ودخلنا على محمد بن الحنفية فسألناه فقال ما ترك إلا ما بين الدفتين
[ ش ( من شيء ) شيئا فيه شرع ونحوه غير القرآن . ( الدفتين ) الجلدتين اللتين على جانبي المصحف ] (4/1917)
17 - باب فضل القرآن على سائر الكلام (4/1917)
4732 - حدثنا هدبة بن خالد أبو خالد حدثنا همام حدثنا قتادة حدثنا أنس بن مالك عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( مثل الذي يقرأ القرآن كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب . والذي لا يقرأ القرآن كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر . ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها )
[ 4772 ، 5111 ، 7121 ]
[ ش أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب فضيلة حافظ القرآن رقم 797
( كالأترجة ) واحدة نوع من الثمار الحمضيات جميل المنظر طيب الطعم والنكهة لين الملمس كثير المنافع . ( الريحانة ) واحدة نوع من النبات . ( الحنظلة ) واحدة نوع من ثمار أشجار الصحراء التي لا تؤكل ] (4/1917)
4733 - حدثنا مسدد عن يحيى عن سفيان حدثني عبد الله بن دينار قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم كما بين صلاة العصر ومغرب الشمس ومثلكم ومثل اليهود والنصارى كمثل رجل استعمل عمالا فقال من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط فعملت اليهود فقال من يعمل لي من نصف النهار إلى العصر فعملت النصارى ثم أنتم تعملون من العصر إلى المغرب بقيراطين قيراطين قالوا نحن أكثر عملا وأقل عطاء قال هل ظلمتكم من حقكم ؟ قالوا لا قال فذاك فضلي أوتيه من شئت )
[ ر 532 ] (4/1917)
18 - باب الوصية بكتاب الله عز و جل (4/1917)
4734 - حدثنا محمد بن يوسف حدثنا مالك بن مغول حدثنا طلحة قال
: سألت عبد الله بن أبي أوفى آوصى النبي صلى الله عليه و سلم ؟ فقال لا فقلت كيف كتب على الناس الوصية أمروا بها ولم يوص ؟ قال أوصى بكتاب الله
[ ر 2589 ]
[ ش ( آوصى ) أأوصى بشيء فيما يتعلق بمال أو خلافة أو نحو ذلك ] (4/1918)
19 - باب ( . . من لم يتغن بالقرآن ) (4/1918)
[ ر 7089 ]
وقوله تعالى { أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم } / العنكبوت 51 /
[ ش ( أو لم يكفهم ) يستغنوا بالقرآن عما سواه من الكتب . ( يتلى ) يقرأ ] (4/1918)
4735 - حدثنا يحيى بن بكير قال حدثني الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
: ( لم يأذن الله لشيء ما أذن للنبي صلى الله عليه و سلم يتغنى بالقرآن ) . وقال صاحب له يريد يجهر به
[ ش أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن رقم 792
( ما أذن ) مثل إذنه . ( يتغنى بالقرآن ) يحسن صوته به ويطرب له . ( صاحب له ) أي لأبي سلمة بن عبد الرحمن وهو عبد الحميد بن عبد الرحمن . ( يريد يجهر به ) أي أيريد النبي صلى الله عليه و سلم بالتغني بالقرآن الجهر به ] (4/1918)
4736 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( ما أذن الله لشيء ما أذن للنبي أن يتغنى بالقرآن ) . قال سفيان تفسيره يستغني به
[ 7044 ، 7089 ، 7105 ]
[ ش ( يستغني به ) يشغله عن غيره من الكتب وينفعه في إيمانه ودنياه وآخرته ] (4/1918)
20 - باب اغتباط صاحب القرآن (4/1918)
4737 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني سالم ابن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
: ( لا حسد إلا على اثنتين رجل آتاه الله الكتاب وقام به آناء الليل ورجل أعطاه الله مالا فهو يتصدق به آناء الليل والنهار )
[ 7091 ]
[ ش ( لا حسد ) جائز ومشروع ومطلوب ومعناه هنا أن يشتهي أن يكون له مثل ما لغيره من النعم مع حب دوام ذلك لغيره ويسمى غبطة . ( آتاه الله الكتاب ) أعطاه القرآن حفظا وفهما . ( آناء الليل ) ساعاته وأوقاته ] (4/1919)
4738 - حدثنا علي بن إبراهيم حدثنا روح حدثنا شعبة عن سليمان سمعت ذكوان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
: ( لا حسد إلا في اثنتين رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار فسمعه جار له فقال ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق فقال رجل ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل )
[ 6805 ، 7090 ]
[ ش ( يهلكه في الحق ) ينفقه في طاعة الله تعالى وسبل الخير ] (4/1919)
21 - باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه (4/1919)
4739 - حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة قال أخبرني علقمة ابن مرثد سمعت سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) . قال وأقرأ أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج قال وذاك الذي أقعدني مقعدي هذا
[ ش ( وذاك ) إشارة إلى الحديث الذي رواه عثمان رضي الله عنه في فضل تعلم القرآن وتعليمه . ( مقعدي هذا ) لأعلم الناس القرآن حتى أحصل على تلك الفضيلة ] (4/1919)
4740 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان قال قال النبي صلى الله عليه و سلم
: ( إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه ) (4/1919)
4741 - حدثنا عمرو بن عون حدثنا حماد عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال
: أتت النبي صلى الله عليه و سلم امرأة فقالت إنها قد وهبت نفسها لله ولرسوله صلى الله عليه و سلم فقال ( ما لي في النساء من حاجة ) . فقال رجل زوجنيها قال ( أعطيها ثوبا ) . قال لا أجد قال ( أعطها ولو خاتما من حديد ) . فاعتل له فقال ( ما معك من القرآن ) . قال كذا وكذا قال ( فقد زوجتكها بما معك من القرآن )
[ ر 2186 ]
[ ش ( فاعتل له ) حزن وتضجر من أجله أو تعلل أنه لم يجده ] (4/1919)
22 - باب القراءة عن ظهر القلب (4/1919)
4742 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن سهل بن سعد
: أن امرأة جاءت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله جئت لأهب لك نفسي فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه و سلم فصعد النظر إليها وصوبه ثم طأطأ رأسه فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئا جلست فقام رجل من أصحابه فقال يا رسول الله إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها فقال ( هل عندك من شيء ) . فقال لا والله يا رسول الله قال ( اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئا ) . فذهب ثم رجع فقال لا والله يا رسول الله ما وجدت شيئا قال ( انظر ولو خاتما من حديد ) . فذهب ثم رجع فقال لا والله يا رسول الله ولا خاتما من حديد ولكن هذا إزاري - قال سهل ما له رداء - فلها نصفه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ما تصنع بإزارك إن لبسته لم يكن عليها منه شيء وإن لبسته لم يكن عليك شيء ) . فجلس الرجل حتى طال مجلسه ثم قام فرآه رسول الله صلى الله عليه و سلم موليا فأمر به فدعي فلما جاء قال ( ماذا معك من القرآن ) . قال معي سورة كذا وسورة كذا وسورة كذا عدها قال ( أتقرؤهن عن ظهر قلبك ) . قال نعم قال ( اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن )
[ ر 2186 ]
[ ش أخرجه مسلم في النكاح باب الصداق وجواز كونه تعليم قرآن وخاتم حديد...رقم 1425
( فصعد ) رفع . ( صوبه ) خفضه . ( طأطأ رأسه ) خفضه . ( عن ظهر قلبك ) من حفظك غيبا . ( ملكتكها ) زوجتكها . ( بما معك ) بما تحفظ فتعلمها إياه ] (4/1920)
23 - باب استذكار القرآن وتعاهده (4/1920)
4743 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
: ( إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعلقة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت )
[ ش أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب فضائل القرآن وما يتعلق به رقم 789
( المعلقة ) المربوطة بالعقال وهو الحبل . ( عاهد عليها ) استمر على شدها وربطها . ( أطلقها ) فكها من عقالها . ( ذهبت ) انفلتت أي وكذلك القرآن إذا استمر على تلاوته ودراسته بقي محفوظا في قلبه وإن أهمله وتركه نسيه وتفلت منه ] (4/1920)
4744 - حدثنا محمد بن عرعرة حدثنا شعبة عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه و سلم
: ( بئس ما لأحدهم أن يقول نسيت آية كيت وكيت بل نسي واستذكروا القرآن فإنه أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم )
[ ش أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب فضائل القرآن وما يتعلق به رقم 790
( كيت وكيت ) لفظ يعبر به عن الجمل الكثيرة والكلام الطويل . ( نسي ) عوتب بالنسيان لتفريطه في تلاوته ودراسته . ( استذكروا القرآن ) واظبوا على تلاوته وتذاكروه . ( تفصيا ) تخلصا وانفلاتا . ( النعم ) الإبل ] (4/1921)
4745 - حدثنا عثمان حدثنا جرير عن منصور مثله . تابعه بشر عن ابن المبارك عن شعبة . وتابعه جريج عن عبدة عن شقيق سمعت عبد الله سمعت النبي صلى الله عليه و سلم
[ 4752 ] (4/1921)
4746 - حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من الإبل من عقلها )
[ ش أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب فضائل القرآن وما يتعلق به رقم 791
( تعاهدوا القرآن ) واظبوا عليه بالتلاوة والحفظ . ( عقلها ) جمع عقال وهو الحبل ] (4/1921)
24 - باب القراءة على الدابة (4/1921)
4747 - حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة قال أخبرني أبو إياس قال سمعت عبد الله بن مغفل قال
: رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم فتح مكة وهو يقرأ على راحلته سورة الفتح
[ ر 4031 ] (4/1921)
25 - باب تعليم الصبيان القرآن (4/1921)
4748 - حدثني موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال
: إن الذي تدعونه المفصل هو المحكم . قال وقال ابن عباس توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا ابن عشر سنين وقد قرأت المحكم
[ ش ( المفصل ) هو السور التي كثر الفصل بينها وهو - لدى الجمهور - من سورة الحجرات حتى آخر القرآن وقيل غير ذلك وفسره ابن جبير بالمحكم وهو الذي لم ينسخ وكان واضحا في لفظه ومعناه . ( قرأت ) حفظت لذلك يحتمل أن يكون قوله وأنا ابن عشر سنين راجعا إلى حفظ القرآن لا إلى وفاة النبي صلى الله عليه و سلم فإنه كان له عندها ثلاث عشرة سنة ] (4/1922)
4749 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما
: جمعت المحكم في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت له وما المحكم ؟ قال المفصل (4/1922)
26 - باب نسيان القرآن وهل يقول نسيت آية كذا وكذا ؟ (4/1922)
وقول الله تعالى { سنقرئك فلا تنسى . إلا ما شاء الله } / الأعلى 6 ، 7 /
[ ش ( فلا تنسى ) لا نافية أي يحفظه الله عليك فلا يفوتك منه شيء . ( إلا ما شاء الله ) إلا ما نسخ الله تعالى تلاوته لحكمة يعلمها فيذهب من قلبك ] (4/1922)
4750 - حدثنا ربيع بن يحيى حدثنا زائدة حدثنا هشام عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت
: سمع النبي صلى الله عليه و سلم رجلا يقرأ في المسجد فقال ( يC لقد أذكرني كذا وكذا آية من سورة كذا )
حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون حدثنا عيسى عن هشام وقال ( أسقطتهن من سورة كذا )
تابعه علي بن مسهر وعبدة عن هشام (4/1922)
4751 - حدثنا أحمد بن أبي رجاء هو أبو الوليد الهروي حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
: سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا يقرأ في سورة بالليل فقال ( يC لقد أذكرني كذا وكذا آية كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا )
[ ر 2512 ] (4/1922)
4752 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه و سلم
: ( بئس ما لأحدهم يقول نسيت آية كيت وكيت بل هو نسي )
[ ر 4744 ] (4/1923)
27 - باب من لم ير بأسا أن يقول سورة البقرة وسورة كذا وكذا (4/1923)
4753 - حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال حدثنا إبراهيم عن علقمة وعبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود الأنصاري قال قال النبي صلى الله عليه و سلم
: ( الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأ بهما من ليلة كفتاه )
[ ر 3786 ] (4/1923)
4754 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير عن حديث المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول
: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه و سلم فكدت أساوره في الصلاة فانتظرته حتى سلم فلببته فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ ؟ قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت له كذبت فوالله إن رسول الله صلى الله عليه و سلم لهو أقرأني هذه السورة التي سمعتك فانطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أقوده فقلت يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها وإنك أقرأتني سورة الفرقان فقال ( يا هشام أقرأها ) . فقرأها القراءة التي سمعته فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( هكذا أنزلت ) . ثم قال ( اقرأ يا عمر ) . فقرأتها التي أقرأنيها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( هكذا أنزلت ) . ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن القرآن أنزل على سبعة حروف فاقرؤوا ما تيسر منه )
[ ر 2287 ] (4/1923)
4755 - حدثنا بشر بن آدم أخبرنا علي بن مسهر أخبرنا هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
: سمع النبي صلى الله عليه و سلم قارئا يقرأ من الليل في المسجد فقال ( يC لقد أذكرني كذا وكذا آية أسقطها من سورة كذا وكذا )
[ ر 2512 ]
[ ش أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب فضائل القرآن وما يتعلق به رقم 0788 ] (4/1923)
28 - باب الترتيل في القراءة (4/1923)
وقوله تعالى { ورتل القرآن ترتيلا } / المزمل 4 / . وقوله { وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث } / الإسراء 106 /
[ ش ( رتل . . ) تمهل في قراءته لتستبين معانيه . ( فرقناه ) نزلناه مفرقا . ( مكث ) تؤده وتمهل ]
وما يكره أن يهذ كهذ الشعر
{ يفرق } / الدخان 4 / يفصل . قال ابن عباس فرقناه فصلناه (4/1923)
4756 - حدثنا أبو النعمان حدثنا مهد بن ميمون حدثنا واصل عن أبي وائل عن عبد الله قال
: غدونا على عبد الله فقال رجل قرأت المفصل البارحة فقال هذا كهذ الشعر إنا قد سمعنا القراءة وإني لأحفظ القرناء التي كان يقرأ بهن النبي صلى الله عليه و سلم ثماني عشرة سورة من المفصل وسورتين من آل حم
[ ر 742 ]
[ ش ( هذا ) هو سرعة القراءة من غير تأمل للمعنى كما ينشد الشعر وتعد أبياته وقوافيه . ( القرناء ) النظائر في الطول والقصر التي كان النبي صلى الله عليه و سلم يقرن بينها في صلاته . ( آل حم ) أي السور التي أولها حم كقولك فلان من آل فلان ] (4/1924)
4757 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما
: في قوله { لا تحرك به لسانك لتعجل به } . قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا نزل جبريل بالوحي وكان مما يحرك به لسانه وشفتيه فيشد عليه وكان يعرف منه فأنزل الله الآية التي في { لا أقسم بيوم القيامة } { لا تحرك به لسانك لتعجل به . إن علينا جمعه } فإن علينا أن نجمعه في صدرك { وقرآنه . فإذا قرأناه فاتبع قرآنه } فإذا أنزلناه فاستمع . { ثم إن علينا بيانه } . قال إنا علينا أن نبينه بلسانك . قال وكان إذا أتاه جبريل أطرق فإذا ذهب قرأه كما وعده الله
[ ر 5 ] (4/1924)
29 - باب مد القراءة (4/1924)
4758 - حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا جرير بن حازم الأزدي حدثنا قتادة قال
: سألت أنس بن مالك عن قراءة النبي صلى الله عليه و سلم فقال كان يمد مدا
[ ش ( يمد مدا ) يقرأ بتؤدة ويخرج الحروف من مخارجها ويمد ما يستحق المد منها . وقال في [ الفتح ] المد عند القراءة على ضربين أصلي وهو إشباع الحرف الذي بعده ألف أو واو أو ياء وغير أصلي وهو ما إذا أعقب الحرف الذي هذه صفته همزة وهو متصل ومنفصل ] (4/1924)
4759 - حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا همام عن قتادة قال
: سأل أنس كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه و سلم ؟ فقال كانت مدا ثم قرأ { بسم الله الرحمن الرحيم } يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم (4/1925)
30 - باب الترجيع (4/1925)
4760 - حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شعبة حدثنا أبو إياس قال سمعت عبد الله بن مغفل قال
: رأيت النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ وهو على ناقته أو جمله وهي تسير به وهو يقرأ سورة الفتح أو من سورة الفتح قراءة لينة يقرأ وهو يرجع
[ ر 4031 ]
[ ش ( لينة ) سهلة على اللسان . ( يراجع ) من الترجيع وهو ترديد الصوت أو هو تحسين الصوت ] (4/1925)
31 - باب حسن الصوت بالقراءة للقرآن (4/1925)
4761 - حدثنا محمد بن خلف أبو بكر حدثنا أبو يحيى الحماني حدثنا بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال له
: ( يا أبا موسى لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود )
[ ش أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن رقم 0793
( مزمارا ) صوتا حسنا يشبه ما أعطيه داود عليه السلام من حسن الصوت . وأصله الآلة وأطلق على الصوت الحسن للمشابهة بينهما ] (4/1925)
32 - باب من أحب أن يسمع القرآن من غيره (4/1925)
4762 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي عن الأعمش قال حدثني إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه قال قال لي النبي صلى الله عليه و سلم
: ( اقرأ علي القرآن ) . قلت آقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال ( إني أحب أن أسمعه من غيري )
[ ر 4306 ] (4/1925)
33 - باب قوله المقرئ للقارئ حسبك (4/1925)
4763 - حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال قال لي النبي صلى الله عليه و سلم
: ( اقرأ علي ) . قلت يا رسول الله آقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال ( نعم ) . فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } . قال ( حسبك الآن ) . فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان
[ ر 4306 ] (4/1925)
34 - باب في كم يقرأ القرآن (4/1925)
وقول الله تعالى { فاقرؤوا ما تيسرمنه } / المزمل 20 / 0 (4/1925)
4764 - حدثنا علي حدثنا سفيان قال لي ابن شبرمة
: نظرت كم يكفي الرجل من القرآن فلم أجد سورة أقل من ثلاث آيات فقلت لا ينبغي لأحد أن يقرأ أقل من ثلاث آيات . قال علي قال سفيان أخبرنا منصور عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد أخبره علقمة عن أبي مسعود ولقيته وهو يطوف بالبيت فذكر قول النبي صلى الله عليه و سلم ( أن من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه )
[ ر 3786 ] (4/1926)
4765 - حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة عن مغيرة عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال
: أنكحني أبي امرأة ذات حسب فكان يتعاهد كنته فيسألها عن بعلها فتقول نعم الرجل من رجل لم يطأ لنا فراشا ولم يفتش لنا كنفا مذ أتيناه فلما طال ذلك عليه ذكر للنبي صلى الله عليه و سلم فقال ( القني به ) . فلقيته بعد فقال ( كيف تصوم ) . قلت كل يوم قال ( وكيف تختم ) . قلت كل ليلة قال ( صم في كل شهر ثلاثة واقرأ القرآن في كل شهر ) . قال قلت أطيق أكثر من ذلك قال ( صم ثلاثة أيام في الجمعة ) . قلت أطيق أكثر من ذلك قال ( أفطر يومين وصم يوما ) . قال قلت أطيق أكثرمن ذلك قال ( صم أفضل الصوم صوم داود صيام يوم وإفطار يوم واقرأ في كل سبع ليال مرة ) . فليتني قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه و سلم وذاك أني كبرت وضعفت فكان يقرأ على بعض أهله السبع من القرآن بالنهار والذي يقرؤه يعرضه من النهار ليكون أخف عليه بالليل وإذا أراد أن يتقوى أفطر أياما وأحصى وصام أياما مثلهن كراهية أن يترك شيئا فارق النبي صلى الله عليه و سلم عليه
قال أبو عبد الله وقال بعضهم في ثلاث وفي خمس وأكثرهم على سبع
[ ش ( يتعاهد ) يتفقد . ( كنته ) امرأة ابنه . ( بعلها ) زوجها . ( لم يطأ لنا فراشا ) أي لم يضطجع معها في فراش . ( ولم يفتش لنا كنفا ) الكنف الستر والجانب وأرادت بهذا الكلام والذي قبله الكناية عن عدم جماعه لها . ( مرة ) أي اختم القرآن مرة واحدة في كل سبع ليال . ( السبع ) سبع القرآن . ( يعرضه ) يقرؤه ليتمكن من حفظه عليه وقراءته في الليل بسهولة . ( أحصى ) عد الأيام التي أفطرها . ( شيئا ) من الطاعة . ( فارق النبي صلى الله عليه و سلم عليه ) كان يعمله قبل وفاته صلى الله عليه و سلم وبقي مستمرا على فعله حتى توفي صلى الله عليه و سلم وهو يعمله ] (4/1926)
4766 - حدثنا سعد بن حفص حدثنا شيبان عن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو قال لي النبي صلى الله عليه و سلم
: ( في كم تقرأ القرآن ) (4/1927)
4767 - حدثني إسحاق أخبرنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن مولى بني زهرة عن أبي سلمة قال وأحسبني قال سمعت أنا من أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
: ( أقرإ القرآن في شهر ) . قلت إني أجد قوة حتى قال ( فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك )
[ ر 1079 ] (4/1927)
35 - باب البكاء عند قراءة القرآن (4/1927)
4768 - حدثنا صدقة أخبرنا يحيى عن سفيان عن سليمان عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال يحيى بعض الحديث عن عمرو بن مرة قال النبي صلى الله عليه و سلم . وحدثنا مسدد عن يحيى عن سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله . قال الأعمش وبعض الحديث حدثني عمرو بن مرة عن إبراهيم وعن أبيه عن أبي الضحى عن عبد الله قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( اقرأ علي ) . قال قلت اقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال ( إني أشتهي أن أسمعه من غيري ) . قال فقرأت النساء حتى إذا بلغت { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } . قال لي ( كف أو أمسك ) . فرأيت عينيه تذرفان
[ ش أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب فضل القرآن رقم 0800
( عن أبيه ) أي عن أبي سفيان الثوري واسمه سعيد بن مسروق الثوري ] (4/1927)
4769 - حدثنا قيس بن حفص حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة السلماني عن عبد الله رضي الله عنه قال قال لي النبي صلى الله عليه و سلم
: ( اقرأ علي ) . قلت اقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال ( إني أحب أن أسمعه من غيري )
[ ر 4306 ] (4/1927)
36 - باب إثم من راءى بقراءة القرآن أو تأكل به أو فخر به (4/1927)
[ ش ( من راءى . . ) أي قرأ القرآن مراءاة للناس أو قرأه ليكتسب به أو قرأه وخالفه بعمله . وقيل أو فخر به أي فاخر الناس بقراءته ] (4/1927)
4770 - حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان حدثنا الأعمش عن خيثمة عن سويد بن غفلة قال علي رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول
: ( يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من غير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة )
[ ر 3415 ] (4/1927)
4771 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن يحيى بن سعد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعد الخدري رضي الله عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
: ( يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وعملكم مع عملهم ويقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر في النصل فلا يرى شيئا وينظر في القدح فلا يرى شيئا وينظر في الريش فلا يرى شيئا ويتمارى في الفوق )
[ ر 3414 ]
[ ش ( يتمارى في الفوق ) يشك الرامي في مدخل الوتر من السهم هل فيه شيء من أثر الصيد والمعنى أنهم لا تحصل لهم أية فائدة من قراءتهم مثل السهم الذي ينفذ من الصيد دون أن يتعلق به أي أثر منه ] (4/1928)
4772 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب . والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها . ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كالريحانة ريحها طيب وطعمها مر . ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كالحنظلة طعمها مر أو خبيث وريحها مر )
[ ر 4732 ] (4/1928)
37 - باب ( اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم ) (4/1928)
4773 - حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد عن أبي عمران الجوني عن جندب بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( اقرؤوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه )
[ ش أخرجه مسلم في العلم باب النهي عن اتباع متشابه القرآن رقم 02667
( ما ائتلفت قلوبكم ) أي ما دمتم نشطين وقلوبكم حاضرة وخواطركم مجتمعت . ( فإذا اختلفتم فقوموا عنه ) أي إذا اضطرب فهمكم لمعانيه بسبب الملل فاتركوا القراءة حتى يذهب عنكم ما أنتم فيه ] (4/1929)
4774 - حدثنا عمرو بن علي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سلام ابن أبي مطيع عن أبي عمران الجوني عن جندب قال النبي صلى الله عليه و سلم
: ( اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه )
تابعه الحارث بن عبيد وسعيد بن زيد عن أبي عمران . ولم يرفعه حماد ابن سلمة وأبان
وقال غندر عن شعبة عن أبي عمران سمعت جندبا قوله . وقال ابن عون عن أبي عمران عن عبد الله بن الصامت عن عمر قوله وجندب أصح وأكثر
[ 6930 ، 6931 ]
[ ش ( قوله ) أي موقوف عليه ولم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم . ( عمر ) بن الخطاب رضي الله عنه . ( أصح وأكثر ) أي الراوية عن جندب - في هذا الحديث - أصح إسنادا ورواتها أكثر من رواية عمر رضي الله عنهما ] (4/1929)
4775 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة عن عبد الله
: أنه سمع رجل يقرأ آية سمع النبي صلى الله عليه و سلم خلافها فأخذت بيده فانطلقت به إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( كلاكما محسن فاقرءا ) . أكبر علمي قال ( فإن من كان قبلكم اختلفوا فأهلكوا )
[ ر 2279 ]
[ ش ( سمع النبي صلى الله عليه و سلم خلافها ) في بعض النسخ سمع النبي صلى الله عليه و سلم قرأ خلافها ] (4/1929)
70 - كتاب النكاح (4/1929)
1 - باب الترغيب في النكاح (4/1929)
لقوله تعالى { فانكحوا ما طاب لكم من نساء } / النساء 2 /
[ ش ( فانكحوا ) من النكاح وهو في اللغة الضم والتداخل والوطء . وشرعا عقد يبيح لرجل وامرأة التمتع على وجه مخصوص وبشروط معينة . وانظر 2362 وأطرافه ] (4/1929)
4776 - حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر أخبرنا حميد ابن أبي حميد الطويل
: أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول جاء ثلاث رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه و سلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه و سلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها فقالوا أين نحن من النبي صلى الله عليه و سلم ؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال أحدهم أما أنا فإني أصلي الليل أبدا وقال آخر أنا أصوم الدهر ولا أفطر وقال آخر أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟ أما والله أتي لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني )
[ ش أخرجه مسلم في النكاح باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه . . رقم 1401
( رهط ) قيل هم علي بن أبي طالب وعبد الله بن عمرو بن العاص . وعثمان بن مظعون رضي الله عنهم . ( تقالوها ) عدوها قليلة . ( ذنبه ) ذنبه صلى الله عليه و سلم على حسب مقامه وما يعتبر ذنبا في حقه ليس هو من جنس الذنوب حقيقة ولو فعله غيره لا يسمى ذنبا . كفعله خلاف الأولى ونحو ذلك . ( أبدا ) دائما دون انقطاع . ( الدهر ) أي أواصل الصيام يوما بعد يوم . ( لأخشاكم لله واتقاكم له ) أكثركم خوفا منه واشدكم تقوى . ( أرقد ) أنام . ( رغب عن سنتي ) مال عن طريقتي وأعرض عنها . ( فليس مني ) أي ليس بمسلم إن كان ميله عنها كرها لها أوعن عدم اعتقاد بها . أن كان غير ذلك فإنه مخالف لطريقتي السهلة السمحة التي لا تشدد فيها ولا عنت ] (5/1949)
4777 - حدثنا علي سمع حسان بن إبراهيم عن يونس بن يزيد عن الزهري قال
: أخبرني عروة أنه سأل عائشة عن قوله تعالى { وأن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أوما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا } . قالت يا بن أختي اليتيمة تكون في حجر وليها فيرغب في مالها وجمالها يريد أن ينتقص صداقها فنهوا عن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن فيكملوا الصداق وأمروا بنكاح من سواهن من النساء
[ ر 2362 ] (5/1949)
2 - باب قول النبي صلى الله عليه و سلم ( من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر أحصن للفرج ) . وهل يتزوج من لا أرب له في النكاح (5/1949)
[ ش ( لا أرب له ) لا حاجة له فيه ولا تتوق نفسه إليه ) (5/1949)
4778 - حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعشى قال حدثني إبراهيم عن علقمة قال
: كنت مع عبد الله فلقيه عثمان بمنى فقال يا أبا عبد الرحمن إن لي إليك حاجة فخلوا فقال عثمان هل لك يا أبا عبد الرحمن في أن نزوجك بكرا تذكرك ما كنت تعهد ؟ فلما رأى عبد الله أن ليس له حاجة إلى هذا أشار إلي فقال يا علقمة فانتهيت إليه وهو يقول أما لئن قلت ذلك لقد قال لنا النبي صلى الله عليه و سلم يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء )
[ ر 1806 ]
[ ش أخرجه مسلم في نكاح باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه رقم 1400
( بكرا ) امرأة لم يسبق لها أن تزوجت . ( تذكركم ما كنت تعهد ) من نفسك من حيوية ونشاط ] (5/1950)
3 - باب من لم يستطغ الباءة فليصم (5/1950)
4779 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعشى قال حدثني عمارة عن عبد الرحمن بن يزيد قال
: دخلت مع علقمة الأسود على عبد الله فقال عبد الله كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم شبابا لا نجد فقال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء )
[ ر 1806 ] (5/1950)
4 - باب كثرة النساء (5/1950)
4780 - حدثنا أبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف أن ابن جريج أخبرهم قال أخبرني عطاء قال
: حضرنا مع ابن عباس جنازة ميمونة بسرف فقال ابن عباس هذه زوجة النبي صلى الله عليه و سلم فاذا رفعتم نعشها فلا تزعزعوها ولا تزلزلوها وارفقوا فإنه كان عند النبي صلى الله عليه و سلم تسع كان يقسم لثمان ولا يقسم لواحدة
[ ش أخرجه مسلم في الرضاع باب جواز هبتها نوبتها لضرتها رقم 1465
( بسرف ) مكان كان معروفا خارج مكة . ( نعشها ) وهو السرير الذي يوضع عليه الميت . ( تزعزعوها ) من الزعزعة وهو تحريك الشيء الذي يرفع . ( تزلزلوها ) من الزلزلة وهي الاضطراب . ( ارفقوا بها ) من الرفق أي سيروا بها سيرا معتدلا حفاظا على حرمة المؤمن بعد موته . ( عند النبي ) أي حين وفاته . ( تسع ) هن سودة بنت زمعة وعائشة وحفصة وأم سلمة وزينب بنت جحش وأم حبيبة بنت أبي سفيان وجويرية وصفية وميمونة رضي الله عنهن وقد توفى صلى الله عليه و سلم وهن في عصمته . ( يقسم ) من القسم وهو المبيت عند كل واحدة منهن بقدر ما يبيت عند غيرها بالتساوي . ( لواحدة ) هي سودة بنت زمعة رضي الله عنها وهبت ليلتها لعائشة رضي الله عنها لأنها قد أسنت وأصبحت لا ترغب بما يرغب به النساء من المعاشرة ولكنها أحبت أن تبقى على عصمته صلى الله عليه و سلم لتكون في جملة زوجاته في الجنة ] (5/1950)
4781 - حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه
: أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يطوف على نسائه في كل ليلة وله تسع نسوة
وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة أن أنسا حدثهم عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 265 ] (5/1951)
4782 - حدثنا علي بن الحكم الانصاري حدثنا أبوعوانة عن رقبة عن طلحة اليامي عن سعيد بن جبير قال
: قال لي ابن عباس هل تزوجت ؟ قلت لا قال فتزوج فأن خير هذه الأمة أكثرها نساء
[ ش ( خير هذه الأمة ) أفضلها . ( أكثرها نساء ) من كان عنده نساء أكثر من غيره وسياق الكلام يدل على أن المراد بالنساء الزوجات وهذه الأفضلية أذا تساوت مع غيره في باقي الفضائل ] (5/1951)
5 - باب من هاجر أوعمل خيرا لتزويج امرأة فله ما نوى (5/1951)
4783 - حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن علقمة بن وقاص عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( العمل بالنية وأنما لامرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله صلى الله عليه و سلم ومن كانت هجرته إلى الدنيا يصيبها أوامرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر اليه )
[ ر 1 ] (5/1951)
6 - باب تزويج المعسر الذي معه القران والإسلام (5/1951)
فيه سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه و سلم
[ ر 2186 ] (5/1951)
4784 - حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى حدثنا إسماعيل قال حدثني قيس عن ابن مسعود رضي الله عنه قال
: كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه و سلم ليس لنا نساء فقلنا يارسول الله ألا نستخصي ؟ فنهانا عن ذلك
[ ر 4339 ] (5/1952)
7 - باب قول الرجل لأخيه انظر أي زوجتي شئت حتى أنزل لك عنها (5/1952)
رواه عبد الرحمن بن عوف
[ ر 1943 ] (5/1952)
4785 - حدثنا محمد بن كثير عن سفيان عن حميد الطويل قال سمعت أنس بن مالك قال
: قدم عبد الرحمن بن عوف فآخى النبي صلى الله عليه و سلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري وعند الأنصاري أمرأتان فعرض عليه أن يناصفه أهله وماله فقال بارك الله في أهلك ومالك دلوني على السوق فأتى السوق فربح شيئا من أقط وشيئا من سمن فرآه النبي صلى الله عليه و سلم بعد أيام وعليه وضر من صفرة فقال ( مهيم يا عبد الرحمن ) فقال تزوجت أنصارية قال ( فما سقت اليها ) قال وزن نواة من ذهب قال ( أولم ولو بشاة )
[ ر 1944 ] (5/1952)
8 - باب ما يكره من التبتل والخصاء (5/1952)
4786 - حدثنا أحمد بن يونس حدثنا إبراهيم بن سعد أخبرنا ابن شهاب
: سمع سعيد بن المسيب يقول سمعت سعد بن أبي وقاص يقول رد رسول الله صلى الله عليه و سلم على عثمان بن مظعون التبتل ولو أذن له لاختصينا
حدثنا ابو اليمامة أخبرنا شعيب عن الزهري قال اخبرني سعيد بن المسيب أنه سمع بن أبي وقاص يقول لقد رد ذلك - يعني النبي صلى الله عليه و سلم - على عثمان بن مظعون ولوأجاز له التبتل لاختصينا
[ ش أخرجه مسلم في النكاح باب استحباب النكاح لمن تاقت إليه نفسه رقم 1402
( رد ) لم يأذن ومنع ونهى . ( التبتل ) الانقطاع عن النساء وترك الأزواج . ( لاختصينا ) من الخصاء . وهوقطع الخصيتين اللتين بهما قوام النسل أو تعطيلهما عن عملهما ] (5/1952)
4787 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن إسماعيل عن قيس قال
: قال عبد الله كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وليس لنا شيء فقلنا ألا نستخصي ؟ فنهانا عن ذلك ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب ثم قرأ علينا { يا أيها الذين أمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا أن الله لا يحب المعتدين }
[ ر 4339 ]
[ ش ( ولا تعتدوا ) لا تتجاوزوا حدود ما أحل لكم أو حرم عليكم فتحلوا الحرام أو تحرموا الحلال . / المائدة 87 / ] (5/1953)
4788 - وقال أصبغ أخبرني ابن وهب عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: قلت يا رسول الله إني رجل شاب وأنا أخاف على نفسي العنت
ولا أجد ما أتزوج به النساء فسكت عني ثم قلت مثل ذلك فسكت عني ثم قلت مثل ذلك فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( يا أبا هريرة جف القلم بما أنت لاق فاختص على ذلك أو ذر )
[ ش ( العنت ) الزنا والفجور وأصله المشقة وسمي الزنا به لأنه سببهما . ( جف القلم بما أنت لاق ) نفذ القدر بما كتب عليك وفرغ منه . ( فاختص . . ) لا أثر في أختصائك أوتركه ما قدر عليك فافعل ما بدا لك ] (5/1953)
9 - باب نكاح الأبكار (5/1953)
وقال ابن أبي مليكة قال ابن عباس لعائشة لم ينكح النبي صلى الله عليه و سلم بكرا غيرك
[ ر 4476 ] (5/1953)
4789 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني أخي عن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
: قلت يا رسول الله أرايت لو نزلت واديا وفيه شجرة قد أكل منها ووجدت شجرا لم يؤكل منها في أيها كنت ترتع بعيرك ؟ قال ( في التي لم يرتع منها ) . تعني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يتزوج بكرا غيرها
[ ش ( أرأيت ) أخبرني . ( ترتع ) تتركه يرعى ويأكل ما يشاء ] (5/1953)
4790 - حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبوأسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
: ( أريتك في المنام مرتين أذا رجل يحملك في سرقة حرير فيقول هذه امرأتك فأكشفها فإذا هي أنت فيقول إن يكن هذا من عند الله يمضه )
[ ر 3682 ] (5/1953)
10 - باب تزويج الثيبات (5/1953)
وقالت أم حبيبة قال لي النبي صلى الله عليه و سلم ( لا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن )
[ ر 4813 ] (5/1953)
4791 - حدثنا أبو النعمان حدثنا هشيم حدثنا سيار عن الشعبي عن جابر بن عبد الله قال
: قفلنا مع النبي صلى الله عليه و سلم من غزوة فتعجلت على بعير لي قطوف فلحقني راكب من خلفي فنخس بعيري بعنزة كانت معه فانطلق بعيري كأجود ما أنت راء من الإبل فإذا النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( ما يعجلك ) . قلت كنت حديث عهد بعرس قال ( أبكرا أم ثيبا ) . قلت ثيبا قال ( فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك ) . قال فلما ذهبنا لندخل قال ( امهلوا حتى تدخلوا ليلا - أي عشاء - لكي تمشط الشعثة وتستحد المغيبة )
[ ش أخرجه مسلم في الأمارة باب كراهة الطروق وهو الدخول ليلا رقم 715
( قفلنا ) رجعنا . ( قطوف ) بطيء . ( فنخس ) طعن في مؤخرته ليهيجه . ( بعنزة ) رمح قصير . أطول من العصا . ( الشعثة ) غير المتزينة وهي منتشرة الشعر مغبرة الرأس . ( تستحد ) تستعمل الحديدة في إزالة شعر الإبط والعانة ونحو ذلك . ( المغيبة ) المرأة التي غاب عنها زوجها ] (5/1954)
4792 - حدثنا أدم حدثنا شعبة حدثنا محارب قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول
: تزوجت فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ما تزوجت ) . فقلت تزوجت ثيبا فقال ( ما لك وللعذارى ولعابها ) فذكرت ذلك لعمرو بن دينار فقال عمرو سمعت جابر بن عبد الله يقول قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ( هلا جارية تلاعبها وتلاعبك )
[ ر 432 ]
[ ش اخرجه مسلم في الرضاع باب استحباب نكاح البكر رقم 715
( ما لك ) ما شانك وحالك معهن أي عليك بهن . ( للعذارى ) بفتح الراء وكسرها كصحارى وصحاري جمع عذراء وهي البكر . ( لعابها ) ملاعبتها ] (5/1954)
11 - باب تزويج الصغار من الكبار (5/1954)
4793 - حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث عن يزيد عن عراك
: أن النبي صلى الله عليه و سلم خطب عائشة إلى أبي بكر فقال له أبو بكر إنما أنا أخوك فقال ( أنت أخي في دين الله وكتابه وهي لي حلال )
[ ش ( في دين الله وكتابه ) أي أخوتي لك أخوة دينية قررها كتاب الله تعالى بين جميع المسلمين وهي لا تمنع من الزواج كأخوة الولادة والنسب . ( حلال ) جائز لي أن أتزوجها ] (5/1954)
12 - باب إلى من ينكح وأي النساء خير وما يستحب أن يتخير لنطفه من غير أيجاب (5/1954)
4794 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش أحناه على ولده في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده )
[ ر 3251 ]
[ ش ( صالح ) من صلاح الدين وصلاح المخالطة للزوج وغيره ممن تجوز مخالطته وذكر اللفظ باعتبار لفظ الخبر المقدم خير . ( أحناه ) من الحنو وهو الشفقة والحانية هي التي تقوم على ولدها بعد يتمه ولا تتزوج . ( أرعاه ) أحفظه وأصونه . ( في ذات يده ) ماله المضاف إليه وذلك بالأمانة فيه والصيانة له وترك التبذير في الإنفاق فيه ] (5/1955)
13 - باب اتخاذ السراري ومن أعتق جاريته ثم تزوجها (5/1955)
4795 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا صالح بن صالح الهمذاني حدثنا الشعبي قال حدثني أبو بردة عن أبيه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أيما رجل كانت عنده وليدة فعلمها فأحسن تعليمها وأدبها فأحسن تأديبها ثم أعتقها وتزوجها فله أجران . وأيما رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بي فله أجران . وأيما مملوك أدى حق مواليه وحق ربه فله أجران )
قال الشعبي خذها بغير شيء قد كان الرجل يرحل فيما دونها إلى المدينة
وقال أبو بكر عن ابن حصين عن أبي بردة عن النبي صلى الله عليه و سلم ( أعتقها ثم أصدقها )
[ ر 97 ]
[ ش ( وليدة ) أصلها ما ولد من الإماء في ملك رجل ثم أطلق على كل أمة ] (5/1955)
4796 - حدثنا سعيد بن تليد قال أخبرني ابن وهب قال أخبرني جرير ابن حازم عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه و سلم
حدثنا سليمان عن حماد بن يزيد عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة
: لم يكذب أبراهيم إلا ثلاث كذبات بينما أبراهيم مر بجبار ومعه سارة - فذكر الحديث - فاعطاها هاجر قالت كف الله يد الكافر وأخدمني آجر . قال أبو هريرة فتلك أمكم يا بني ماء السماء
[ ر 2104 ]
[ ش ( آجر ) هي هاجر أم إسماعيل عليهما السلام ] (5/1955)
4797 - حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس رضي الله عنه قال
: أقام النبي صلى الله عليه و سلم بين خيبر والمدينة ثلاثل يبنى عليه بصفية بنت حيي فدعوت المسلمين إلى وليمته فما كان فيها من خبز ولا لحم أمر بالأنطاع فألقي فيها من التمر والأقط والسمن فكانت وليمته فقال المسلمون إحدى أمهات المؤمنين أومما ملكت يمينه فقالوا أن حجبها فهي من أمهات المؤمنين وأن لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه فلما ارتحل وطى لعا خلفه ومد الحجاب بينها وبين الناس
[ ر 364 ] (5/1956)
14 - باب من جعل عتق الأمة صداقها (5/1956)
4798 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد عن ثابت وشعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أعتق صفية وجعل عتقها صداقها
[ ر 364 ] (5/1956)
15 - باب تزويج المعسر (5/1956)
لقوله تعالى { أن يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله } / النور 32 /
[ ش ( أن يكونوا... ) أي ينبغي أن لا يحملكم إعسار حال الزوجين على ترك التزويج لأن اليسار قد يحصل بعد تزويجهما والله تعالى هو الغني وهو الرزاق ] (5/1956)
4799 - حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي قال
: جاءت امراة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله جئت أهب لك نفسي قال فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه و سلم فصعد النظر فيها وصوبه ثم طأطأ رسول الله صلى الله عليه و سلم رأسه فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئا جلست فقام رجل من أصحابه فقال يا رسول الله أن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها فقال ( وهل عندك من شيء ) . قال لا والله يا رسول الله فقال ( اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئا ) . فذهب ثم رجع فقال لا والله ما وجدت شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( انظر ولو خاتم من حديد ) . فذهب ثم رجع فقال لا والله يا رسول الله ولا خاتم من حديد ولكن هذا إزاري - قال سهل ما له رداء - فلها نصفه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( وما تصنع بإزارك إن لبسته لم يكن عليها منه شيء وإن لبسته لم يكن عليك شيء ) . فجلس الرجل حتى أذا طال مجلسه قام فرآه رسول الله صلى الله عليه و سلم موليا فأمر به فدعي فلما جاء قال ( ماذا معك من القرآن ) . قال معي سورة كذا وسورة كذا عددها فقال ( تقرؤهن عن ظهر قلبك ) . قال نعم قال ( اذهب قد ملكتكها بما معك من القرآن )
[ ر 2186 ] (5/1956)
16 - باب الأكفاء في الدين (5/1956)
وقوله { وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا } / الفرقان 54 /
[ ش ( الأكفاء ) جمع كفء وهو المثل والنظير . ( من الماء ) من نطفة . ( فجعله ) قسمين . ( نسبا ) ذوي نسب أي ذكورا ينسب إليهم . ( وصهرا ) ذوات صهر أي إناثا يصاهر بهن . والإتيان بالأية يفيد أن البشر من منشأ واحد فلا تمايز بينهم من حيث الجنس وأنما ينبغي أن يكون التمايز من حيث الدين ولذلك كانت الكفاءة بين الزوجين معتبرة بالدين لا بغيره ] (5/1956)
4800 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها
: أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس وكان ممن شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه و سلم تبنى سالما وأنكحه بنت أخيه هند بنت الوليد ابن عتبة بن ربيعة وهو مولى لإمرأة من الأنصار كما تبنى النبي صلى الله عليه و سلم زيدا وكان من تبنى رجلا في الجاهلية دعاه الناس إليه وورث من ميراثه حتى أنزل الله { ادعوهم لأبائهم - إلى قوله - ومواليكم } . فردوا إلى أبائهم فمن لم يعلم له أب كان مولى وأخا في الدين فجاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو القرشي ثم العامري - وهي امرأة أبي حذيفة - النبي صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله إنا كنا نرى سالما ولدا وقد أنزل الله فيه ما قد علمت . . فذكر الحديث
[ ر 3778 ] (5/1957)
4801 - حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت
: دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم على ضباعة بنت الزبير فقال لها ( لعلك أردت الحج ) . قالت والله لا أجدني إلا وجعة فقال لها ( حجي واشترطي قولي اللهم محلي حيث حبستني ) . وكانت تحت المقداد بن الأسود
[ ش أجرجه مسلم في الحج باب جواز اشتراط المحرم التحلل بعذر . . رقم 1207
( ضباعة ) بنت الزبير بن عبد المطلب بنت عم رسول الله صلى الله عليه و سلم . ( محلي ) مكان تحللي من الحرام . ( حيث حبستني ) هو المكان الذي قدرت لي فيه الإصابة بعلة المرض وعجزت عن الإتيان بالمناسك . ( تحت المقداد ) زوجة له أي وهذا يدل على أن الكفاءة ليست معتبرة بالنسب وإلا لما جاز للمقداد أن يتزوج ضباعة وهي بنت أشراف القوم وهو كان حليفا متبنى ] (5/1957)
4802 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله قال حدثني سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريره رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
: ( تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك )
[ ش أخرجه مسلم في الرضاع باب استحباب نكاح ذات الدين رقم 1466
( تنكح ) تتزوج ويرغب فيها . ( لأربع ) لأجل خصال أربع مجتمعة أومنفردة . ( لحسبها ) هو ما يعده الناس من مفاخر الآباء وشرفهم . ( فاظفر ) من الظفر وهو غاية البغية ونهاية المطلوب . ( تربت يداك ) هو في الأصل دعاء . معناه لصقت يداك بالتراب أي افتقرت ولكن العرب أصبحت تستعمله للتعجب والحث على الشيء وهذا هو المراد هنا ] (5/1958)
4803 - حدثنا إبراهيم بن حمزة حدثنا ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل قال
: مر رجل على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( ما تقولون في هذا ) . قالوا حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع وإن قال أن يسمع . قال ثم سكت فمر رجل من فقراء المسلمين فقال ( ما تقولون في هذا ) . قالوا حري إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا يشفع وإن قال أن لا يسمع . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( هذا خير من ملء الأرض مثل هذا )
[ 6082 ]
[ ش ( حري ) حقيق وجدير . ( رجل من فقراء المسلمين ) قيل هو جعيل بن سراقة رضي الله عنه ] (5/1958)
17 - باب الأكفاء في المال وتزويج المقل المثرية (5/1958)
[ ش ( المقل ) الفقير . ( المثرية ) ذات الثراء أي الغنى ] (5/1958)
4804 - حدثني يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني عروة
: أنه سأل عائشة رضي الله عنها { وأن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى } . قالت يا ابن أختي هذه اليتيمة تكون في حجر وليها فيرغب في مالها وجمالها ومالها ويريد أن ينتقص صداقها فنهوا عن نكاحهن إلا أن يقسطوا في إكمال الصداق وأمروا بنكاح من سواهن قالت واستفتى الناس رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ذلك فأنزل الله { ويستفتونك في النساء - إلى - وترغبون أن تنكحوهن } فأنزل الله لهم أن اليتيمة إذا كانت ذات جمال ومال رغبوا في نكاحها ونسبها في إكمال الصداق وإذا كانت مرغوبة عنها في قلة المال والجمال تركوها وأخذوا غيرها من النساء قالت فكما يتركونها حين يرغبون عنها فليس لهم أن ينكحوها إذا رغبوا فيها إلا أن يقسطوا لها ويعطوها حقها الأوفى في الصداق
[ ر 2362 ]
[ ش ( نسبها ) وفي رواية ( سنتها ) أي طريقة أمثالها في المهر ] (5/1958)
18 - باب ما يتقى من شؤم المرأة (5/1958)
وقول تعالى { إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم } / التغابن 14 /
[ ش ( إن من أزواجكم . . ) أي أن بعض الأزواج وبعض الأولاد قد يلحق المرء منهم مثل ما يلحقه من أذى العدو إذا كانوا سببا لوقوعه في معصية الله عز و جل ] (5/1958)
4805 - حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن ابن شهاب عن حمزة وسالم ابني عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( الشؤم في المرأة والدار والفرس ) (5/1959)
4806 - حدثنا محمد بن منهال حدثنا يزيد بن زريع حدثنا عمر بن محمد العسقلاني عن أبيه
: عن ابن عمر قال ذكروا الشؤم عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( أن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس )
[ ر 1993 ] (5/1959)
4807 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( أن كان في شيء ففي الفرس والمرأة والمسكن )
[ ر 2704 ]
[ ش ( إن كان الشؤم... ) هذه الرواية تبين المراد من الحديث في المرة الأولى ] (5/1959)
4808 - حدثنا أدم حدثنا شعبة عن سليمان التميمي قال سمعت أبا
عثمان النهدي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء )
[ ش أخرجه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة . ( الرقاق ) باب أكثر أهل الجنة الفقراء . . رقم 2740
( فتنة ) سببا للفتنة وذلك بتكليف الرجال من النفقة ما لا يطيق أحيانا وبإغرائهن وإمالتهن عن الحق إذا خرجن واختلطن بالرجال لا سيما إذ كن سافرات متبرجات . ( أضر ) أكثر ضررا وأشد فسادا لدينهم ودنياهم ] (5/1959)
19 - باب الحرة تحت العبد (5/1959)
4809 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن القاسم بن محمد
: عن عائشة رضي الله عنها قالت كان في بريرة ثلاث سنن عتقت فخيرت وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( الولاء لمن أعتق ) . ودخل رسول الله صلى الله عليه و سلم وبرمة على النار فقرب إليه خبز وأدم من أدم البيت فقال ( ألم أر البرمة ) . فقيل لحم تصدق به على بريرة وأنت لا تأكل الصدقة . قال هو عليها صدقة ولنا هدية )
] 4975 ، 5114 [
[ ش أخرجه مسلم في العتق باب إنما الولاء لمن أعتق...رقم 1504
( سنن ) طرائق وأحكام شرعية أستفاد منها الناس جميعا . ( فخيرت ) خيرها رسول الله صلى الله عليه و سلم في البقاء عند زوجها أو فراقه وفسخ نكاحه . ( الولاء لمن أعتق ) انظر كتاب العتق . ( برمة ) قدر متخذ من حجر وقيل من غيره . ( أدم البيت ) ما يؤتدم به مما يوجد في البيت عادة . ( ألم أرى البرمة ) أي أين الطعام الذي كان يطبخ فيه . ( هو عليها... ) أي هي ملكه بسبب التصدق به عليها ونحن نملكه بسبب إهدائها لنا منه وعليه فقد اختلف سبب الملك فاختلف الحكم وجاز لنا أكله ] (5/1959)
20 - باب لا يتزوج أكثر من أربع (5/1959)
لقوله { مثنى وثلاث ورباع } / النساء 2 / وقال علي بن الحسين عليهما السلام يعني مثنى أو ثلاث أو رباع
وقوله جل ذكره { أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع } / فاطر 1 / يعني مثنى أو ثلاث أو رباع (5/1959)
4810 - حدثنا محمد أخبرنا عبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة { وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى } . قالت اليتيمة تكون عند الرجل وهو وليها فيتزوجها على مالها ويسيء صحبتها ولا يعدل في مالها فليتزوج ما طاب له من النساء سواها مثنى وثلاث ورباع
[ ر 2362 ] (5/1960)
21 - باب { وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم ] / النساء 23 / (5/1960)
ويحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب (5/1960)
4811 - حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة بنت عبد الرحمن
: أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم أخبرتها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان عندها وأنها سمعت صوت رجل يستأذن في بيت حفصة قالت فقلت يا رسول الله هذا رجل يستأذن في بيتك فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( أراه فلانا ) . لعم حفصة من الرضاعة قالت عائشة لو كان فلانا حيا - لعمها من الرضاعة - دخل علي ؟ فقال ( نعم الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة )
[ ر 2503 ] (5/1960)
4812 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن قتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال
: قيل للنبي صلى الله عليه و سلم ألا تتزوج ابنة حمزة ؟ قال ( أنها ابنة أخي من الرضاعة )
وقال بشر بن عمر حدثنا شعبة سمعت قتادة سمعت جابر بن زيد مثله
[ ر 2502 ] (5/1960)
4813 - حدثنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته
: أن أم حبيبة بنت أبي سفيان أخبرتها أنها قالت يارسول الله انكح أختي بنت أبي سفيان فقال ( أوتحبين ذلك ) . فقلت نعم لست لك بمخلية وأحب من شاركني في الخير أختي فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( إن ذلك لا يحل لي ) . قلت فإنا نحدث أنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة ؟ قال ( بنت أم سلمة ) . قلت نعم فقال ( لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي أنها لابنة أخي من الرضاعة أرضعتني وأبا سلمة ثويبة فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن )
قال عروة وثويبة مولاة لأبي لهب كان أبو لهب أعتقها فأرضعت النبي صلى الله عليه و سلم فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله بشرحيبة قال له ماذا لقيت ؟ قال أبو لهب لم ألق بعدكم غير أني سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة
[ 4817 ، 4818 ، 4831 ، 5057 ]
[ ش أخرجه مسلم في الرضاعة باب تحريم الربيبة وأخت الزوجة...رقم 1449
( انكح ) تزوج . ( بمخلية ) لست منفردة بك خالية من ضرة أي زوجة غيري . ( لا يحل لي ) لأنه جمع بين أختين . ( ربيبتي ) بنت زوجتي . ( حجري ) حضانتي ورعايتي . ( أريه ) أري أبا لهب في المنام . ( بشرحيبة ) على أسوأ حالة من الهم والحزن والخيبة . ( لم ألق بعدكم ) وفي رواية الإسماعيلي لم ألق بعدكم رخاء وعند عبد الرزاق عن معمر الزهري لم ألق بعدكم راحة قال ابن بطال سقط المفعول من رواية البخاري ولا يستقيم الكلام إلا به . ( هذه ) إشارة إلى النقرة بين الإبهام والمسبحة كما ورد وحاصل المعنى أنه سقي شيئا قليلا من الماء لا يذكر . ( بعتاقتي ) بسبب عتقه لثويبة رضي الله عنها ] (5/1961)
22 - باب من قال لا رضاع بعد حولين (5/1961)
لقوله تعالى { حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة } . / البقرة 233 /
وما يحرم من قليل الرضاع ومن كثيره (5/1961)
4814 - حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن الأشعث عن أبيه عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها
: أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل عليها وعندها رجل فكأنه تغير وجهه كأنه كره ذلك فقالت إنه أخي فقال ( انظرن من إخوانكن فإنما الرضاعة من المجاعة )
[ ر 2504 ] (5/1961)
23 - باب لبن الفحل (5/1961)
4815 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة
: أن أفلح أخا أبي القعيس جاء يستأذن عليها وهوعمها من الرضاعة بعد أن نزل الحجاب فأبيت أن آذن له فلما جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبرته بالذي صنعت فأمرني أن آذن له
[ ر 2501 ] (5/1962)
24 - باب شهادة المرضعة (5/1962)
4816 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة قال حدثني عبيد بن أبي مريم عن عقبة ابن الحارث قال وقد سمعته من عقبة لكني لحديث عبيد أحفظ قال : تزوجت امرأة فجاءتنا امراة سوداء فقال أرضعتكما فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت تزوجت فلانة بنت فلان فجاءتنا امراة سوداء فقالت لي إني قد أرضعتكما وهي كاذبة فأعرض عني فأتيته من قبل وجهه قلت إنها كاذبة قال ( كيف بها وقد زعمت أنها قد أرضعتكما دعها عنك ) . وأشار إسماعيل بإصبعيه السبابة والوسطى يحكي أيوب
[ ر 88 ]
[ ش ( يحكي أيوب ) يعني يحكي أشارة أيوب والقائل علي بن عبيد الله والحاكي إسماعيل بن إبراهيم والمراد حكاية فعل النبي صلى الله عليه و سلم حيث أشار بيده وقال بلسانه ( دعك عنها ) فحكى ذلك كل راو لمن دونه ] (5/1962)
25 - باب ما يحل من النساء وما يحرم (5/1962)